Professional Documents
Culture Documents
من المعروف أن لكل دولة معاملتها الخارجية ،فالمقيمون فيها سواء كانوا شركات
أو أفراد يقومون بالت صدير إلى وال ستيراد من الدول الخرى هذا بالضا فة إلى الخدمات،
وينتج عن هذه المعاملت استحقاقات مالية متبادلة يتعين تسويتها عاجل أم آجل.
هذه الحقوق واللتزامات تقوم في الوا قع بالنقود ،ويتع ين أداؤ ها في تار يخ مع ين،
ومن هنا فعلى كل دولة أن تعد بيانا كافيا أو سجل وافيا تسجل فيه مالها على الخارج من
حقوق وما عليها نحوه من التزامات ،هذا السجل هو ما يدعى (ميزان المدفوعات).
المبحث الول :ماهيـة ميـزان المدفوعــات
المطلب الول :تعريف ميزان المدفوعات وتبيان أهميته.
تتعدد تعريفات ميزان المدفوعات ،ولكنها تتفق جميعا في معنى واحد وهي أن ميزان المدفوعات لي دولة
ل يخرج عن كونه عبارة عن سجل تسجل فيه كل المعاملت القتصادية لدولة ما مع العالم الخارجي بين المقيمين
في تلك الدولة وغير المقيمين خلل فترة زمنية معينة جرت العادة أن تكون سنة.
ويلحظ على هذا التعريف الملحظات التالية:
أن ميزان المدفوعات ل يخرج عن كو نه سجل ي صور في ش كل ح ساب ذو جا نبين ،جا نب دائن ت سجل
فيه كافة المتحصلت من العالم الخارجي وجانب مدين تسجل فيه كافة المدفوعات للعالم الخارجي.
يتم القيد في هذا السجل من خلل طريقة القيد المزدوج المعروضة في نظرية المحاسبة ويحدث نتيجة
لذلك ما يسمى ببنود الموازنة أو الشكلين لميزان المدفوعات.
يقوم التسهجيل فهي ميزان المدفوعات على أسهاس التفرقهة بيهن المقيميهن وغيهر المقيميهن فالمقيمون ههم
الفراد أو المؤ سسات الذ ين تدوم إقامت هم دا خل الحدود ال سياسية للدولة ويح صلون على دخول هم ب صفة
مستديمة من الدولة بصرف النظر عن جنسهم مثل وجود شخصا أجنبيا بينهم يقيم في مصر بصفة دائمة
ويمارس نشاط اقتصادي مع الدول الجنبية في هذه الحالة تعتبر معاملته جزءا ل يتجزأ من المعاملت
الدول ية ال تي تد خل في ميزان المدفوعات للدولة المق يم في ها .أ ما غ ير المقيم ين ف هم الذ ين يقيمون إقا مة
مؤقتة مثل السائحين والدبلوماسيين وقوات المم المتحدة والهجرة للعمالة ،وكل هؤلء تسجل معاملتهم
فهي ميزان المدفوعات الذيهن ينتمون إليهها وجاؤا منهها فالسهائح النجليزي فهي مصهر ههو مقيهم بالنسهبة
لبريطانيا وغير مقيم بالنسبة لمصر.
إن ميزان المدفوعات تسجل فيه كافة المعاملت القتصادية مع العالم الخارجي سواء معاملت منظورة
(سلع) أو معاملت غير منظورة (خدمات) أو تحويلت وحركة العمالة أو حركة رؤوس الموال من
وإلى الخارج
والعملت الجنب ية ،فميزان المدفوعات يم كن أن يكون مفيدا جدا لل سلطات النقد ية للبلد ،وهذا من خلل الح سابات
الفرعية لميزان المدفوعات ،مما يضطرنا إلى دراسة هيكل ميزان المدفوعات.
جرت العادة إلى تقسيم ميزان المدفوعات على مستقلة يضم كل منها متميزا من المعاملت القتصادية ذات
الطبي عة المتشاب هة أو المقار بة في أهداف ها ،و من ب ين التق سيمات الشائ عة فبهذا المجال تأ خذ بالتق سيم ال تي لتميّزه
بالوضوح والمنطقية.
ههو ذلك الميزان الذي يضهم كافهة المعاملت القتصهادية الدائنهة والمدينهة التهي تتهم بيهن المقيميهن وغيهر
المقيمين خلل فترة زمنية معينة وترتبط بالنتاج والدخل خلل الفترة الزمنية محل الدراسة.
إذ يعتهبر مهن أههم مكونات ميزان المدفوعات ،ويشمهل كهل العمليات التهي لهها تأثيهر على الدخهل الوطنهي
(الصادرات والواردات من السلع والخدمات) ويضم حسابين فرعيين هما:
I.1.1الميزان التجـاري :وينقسم بدوره إلى الميزان أو الحساب التجاري السلعي والميزان التجاري الخدمي.
.1الميزان التجاري السـلعي :ويطلق عليهه أيضها ميزان التجارة المنظورة ،ويضهم كافهة السهلع
والخدمات التي تتخذ شكل ماديا ملموسا (الصادرات ،الواردات من السلع المادية التي تتم عبر
الحدود الجمركية).
.2الميزان التجاري الخدمـي :ويطلق عليهه أيضها ميزان التجارة غيـر المنظورة ،وتظهم كافهة
الخدمات المتبادلة بين الدول (النقل ،السياحة التأمين ،دخول العمل ،عوائد رأس المال).
أما من حيث القيد في ميزان المدفوعات فيمكن القول (إن كل عملية يترتب عليها طلب عملة البلد وعرض
عملة بلد آ خر تق يد في الجا نب الدائن أو جا نب ال صول ،و كل عمل ية يتر تب علي ها عرض العملة الوطن ية وطلب
العملة الجنبية تقيد في جانب الخصوم أو الجانب المدين).
ح يث أ نه كل عمل ية تؤدي إلى زيادة دائن ية الدولة أو ن قص مديونيت ها تدرج ض من جا نب ال صول و كل
عملية يترتب عليها زيادة مديونية الدولة ونقص دائنتها تدرج ضمن جانب الخصوم.
من المتعارف عليه دوليا أن الصادرات يتم تقييمها بطريقة فوب Fobوالواردات يتم تقييمها على أساس
نظام سيف Cifوأحيانا أخرى تقيم الصادرات بطريقة .Fas
I.2.1حسـاب التحويـلت الحاديـة :يشمل كافة المعاملت القتصادية الدائنة والمدينة والملزمة لجانب واحد،
وتتم بين المقيمين وغير المقيمين خلل فترة زمنية معينة ،حيث أن هذا الحساب (تخصص للمعاملت التي يترتب
عليها تحويل موارد حقيقية أو حقوق مالية من وإلى بقية دوال العالم دون أي مقابل).
ويشمههل هذا الحسههاب بنديههن ،الول يتعلق بالهبات والتعويضات الخاصههة ،والثانههي يتعلق بالهبات
والتعويضات العامهة ،فالخاصهة نجهد فيهها تحويلت الفراد (بمها فيهها تحويلت المهاجريهن إلى بلدههم الصهلية)
والمنظمات النقديهة منهها والعينيهة ،والعامهة تندرج فيهها كهل التعويضات التهي يعتبرهها صهندوق النقههد الدولي
إجباريهة ،وكذا الهدايا على أنواعها.
و من أمثلة هذه المعاملت التعويضات طب قا للتفاقيات الدول ية المعقودة ب ين دولت ين ،ك ما حدث في ألمان يا
الغربية وإسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية ،وكذا المنح للدول الخذة في النمو.
ويمكن تحديد خصائص المعاملت القتصادية المدرجة في حساب المعاملت الجارية على النحو التالي:
ترتبط بالنتاج والدخل خلل الفترة محل الدراسة؛
ويضم كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصوصهم تجاه غير المقيمين ،حيث أنه (يسجل
حركات رؤوس الموال بين البلد وبقية العالم التي ينشأ عنها في مركز دائن ية أو مديونية البلد الخارجية ،وكذلك
التغيرات في الصول الحتياطية الرسمية للبلد).
I.1.2حسـاب رأس المـال طويـل الجـل :يشمل كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم
غير المقيمين ،والتي يزيد عمرها عن عام ،ومن بين أهم بنود حركات رؤوس الموال طويلة الجل ،استثمارات
المحفظة المالية ،الستثمارات المباشرة ،القروض التجارية عند التصدير وعند الستيراد وكذا القروض الخرى.
I.2.2حسـاب رأس المـال قصيـر الجـل :يشمل كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم
اتجاه غير المقيمين والتي ل يزيد عمرها عن عام.
ويتم ثل في التغيرات الطارئة على اللتزامات (الخ صوم م ثل أر صدة الخارج من العملة المحل ية والودائع
الجنب ية في بنوك محل ية ،أذونات الخزا نة ،قروض ق صيرة ال جل الممنو حة لهيئات حكوم ية أو م صرفية ،وكذا
التغيرات الطارئة على الصول مثل الرصدة الدائنة في نطاق اتفاق الدفع الدولية ،القروض التي يمنحها القطاع
الرسمي والبنوك بالخارج ،وأرصدة القطاع الرسمي والبنوك من الصرف الجنبي.
(ك ما يش كل هذا الح ساب على ...و في الغالب ية ت تم حركات رأس المال ق صير ال جل لت سوية ما يحدث ب ين
المقيمين من عمليات في حساب العمليات الجارية وحساب رأس المال طويل الجل).
وتتهم تحركات رؤوس المههوال قصهيرة الجهل لغههراض عديدة منهها :التهرب مهن الظههروف غيههر
الملئمة ،تحقيق ربح أكبر ،المضاربة.
I.3.2حسـاب الذهب والصـرف الجنبي :ويضم هذا الحساب كل من تحركات الذهب للغراض النقدية ،وكذا
رصيد الحملت الجنبية والودائع الجارية ،وحقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي الدائنة والمدينة.
ويمكننا تحديد خصائص المعاملت القتصادية المدرجة في حساب رأس المال على الوجه التالي:
•جميع هذه المعاملت ل ترتبط والدخل خلل فترة محل الدراسة؛
•تتصف بنود حساب رأس المال طويل الجل بالدورية والتكرار أما بنود رأس المال قصير الجل وميزان الذهب
والصرف الجنبي فهي بنود تعويضية تتحرك في الغالب لتحقيق قضية التكافؤ الحسابي لميزان المدفوعات.
لدينا العلقة التالية والتي تحقق المساواة بين الموارد والستخدامات في اقتصاد ما:
)Y = C + I + (X – M) …………(1
حيـث:
:Yالنتاج من السلع مقيما بالناتج الداخلي الخام ( )PIBبسعر السوق في فترة معينة؛
:Cالستهلك الداخلي الخاص والعمومي؛
:Iالستثمار الداخلي الخاص والعمومي؛
:Xالصادرات من السلع؛
:Mالواردات من السلع.
من العلقة ( )1يمكن استنتاج ما يلي:
)Y – (C + I ) = X – M …………(2
حيـث:
:C + Iتمثل الستخدامات الداخلية ونرمز لها به ( )ELومنه:
)Y – EL = X – M ………..……(3
حيـث:
:Y – ELتمثل الفائض أو العجز في الناتج الداخلي.
:X – Mيمثل رصيد الميزان التجاري
فإذا حقق البلد فائض من الناتج الداخلي ( )Y – EL > 0فهذا يعني أن الستخدامات الداخلية مغطاة كلها
بجزء من الناتج الداخلي الخام ويوجه الباقي منه (الفائض) إلى التصدير ،وهو ما يفسر الرصيد الموجب للميزان
التجاري في هذه الحالة (.)X – M > 0
وهو عبارة عن نسبة الواردات من السلع ( )Mإلى الناتج الداخلي الخام (.)PIB
)TD = (M/PIB) x 100…………(5
وكلما كان هذا المعدل أصغر بكثير يعني أن هذا البلد ليست له تبعية وطيدة للخارج.
وهو عبارة عن نسبة الصادرات من السلع ( )Mإلى ناتج الخام الداخلي (.)PIB
)TE = (X/PIB) x 100…………(6
وكلما كان هذا المعدل كبيرا فإن ذلك يدل أن للبلد قدرات كبيرة للعتماد على قطاع التصدير.
هذا المعدل يقيهم بعدد اليام ،حيهث كلمها كان عددهها أكهبر فإن ذلك يعنهي أن البلد قادر على تسهديد فاتورة
واردا ته في أقرب الجال و من الم ستحسن أن ل ي قل عن ت سعين ( )90يو ما وثل ثة ( )03أش هر و هو عبارة عن
نسبة المخزون من احتياطي الصرف ( )RCإلى الواردات من السلع (.)M
)CPM = (RC/M) x 360 Jours…………(7
يمكن قياس العلقة بين رصيد ميزان العمليات الجاري والناتج الداخلي الخام بالعلقة التاليةBoc/PIB :
حيـث:
:Bocيمثل رصيد ميزان العمليات الجاري.
وعموما إذا كان هذا المعدل يعادل ( )%5فهو يعتبر عاديا حسب آراء الخبراء ،أما إذا تجاوز ( )%5فإن
الوضعية القتصادية للبلد تصبح حرجة نوعا ما ،حيث أن احتياطيات التمويل في هذا البلد تستدعي الستدانة.
المبحث الثالث :التـوازن والختـلل في ميـزان المدفوعات
يعتبر ميزان المدفوعات من الناحية المحاسبية دائما متزنا نتيجة لمبدأ القيد المزدوج المتبع عند تسجيل كل
عمليهة وبالتالي فإن الختلل المقصهود بهه الذي يمهس هذا الميزان ههو الختلل القتصهادي ،حيهث أن التوازن
القتصادي تفسره عمليات معينة (عمليات تلقائية وعمليات موازنة) ومنه يظهر العجز أو الفائض (الختلل) في
ميزان المدفوعات.
إن القرارات المتعل قة بال ستيراد والت صدير ال سلعي ،وكذا حركات رؤوس الموال ،إ ما ت صدر عن العد يد
مهن الفراد والمؤسهسات والهيئات ،ممها يجعهل مهن السهعير أن تتلقهى أهداف المصهدرين مهع المسهتوردين ،وكذا
أهداف مستوردي ومصدري رؤوس الموال ،وبالتالي فإنه من الصعب تساوي أن تشهد الحسابات الفرعية لميزان
المدفوعات توازنا بين الجانب الدائن والمدين.
بالرغم من صحة القاعدة السابقة والمتعلقة بعدم توازن الحسابات الفرعية لميزان المدفوعات ،إل أن القيمة الكلية
للجا نب الدائن ل بد أن ت ساوي القي مة الكل ية للجا نب المد ين لميزان المدفوعات ،وهذا الت ساوي ي تم بف ضل حر كة
رؤوس الموال قصيرة ال جل وحركات الذ هب ،فإذا كان ح ساب العمليات الجار ية يح قق فائ ضا فإن حساب رأس
المال يحقق عجز بنفس القيمة وحتمية التوازن الحسابي ما هي إل انعكاس لنظرية القيد المزدوج "رصيد الميزان
التجاري +ميزان التحويلت من جانب واحد +رصيد ميزان رأس المال".
إن فكرة التوازن الح سابي لميزان المدفوعات ل يع ني أن البلد ل يوا جه صعوبات في المدفوعات بل على
العكس ،فالتوازن الحقيقي (القتصادي) لميزان المدفوعات يستلزم فئات معينة من البنوك الدائنة والمدينة ،فالفائض
والع جز يعرف بدللة مجمو عة معي نة من البنود ،ول كي نتعرف على هذه البنود ل بد من التمي يز ب يم نوع ين من
العمليات:
الن ــوع الول :ويعرف بالعمليات الم ستقلة و هي ال تي تن شأ من تلقاء نف سها ول يس لظهور ع جز أو فائض في
ميزان المدفوعات ( ...وتتمثهل فهي عمليات الحسهاب الجاري ،وحسهاب رأس المال طويهل الجهل ،وحركهة رأس
المال قصهيرة الجهل بفرض المضاربهة فقهط ،وحسهاب التحويلت مهن جانهب واحهد وحسهاب الذههب للغراض
التجارية فقط).
الن ــوع الثان ـي :ويعرف بعمليات المواز نة أو الت سوية ويعرف كذلك بالعمليات التعويض ية أو الوقائ ية وتظ هر
ع ند ظهور فائض أو ع جز في ميزان المدفوعات بق صد المواز نة ( ...وتتم ثل في حر كة رؤوس الموال ق صيرة
الجل في شكل قروض أو تغير في طبيعة الرصدة الجنبية ،وفي حركة الذهب للغراض النقدية).
ويوصهف ميزان المدفوعات بأنهه متوازن أو مخ تل اقت صاديا عندمها تؤ خذ بالحسهبان العمليات التلقائيهة أو
المستقلة أي إذا كان جانبها الدائن والمدين متساويين يعتبر متوازنا ،أما إذا زاد الجانب الدائن أو المدين على الخر
يعتبر ميزان المدفوعات مختل ،وللختلل صورتان هما:
الفائ ــض :وذلك عند ما يز يد الجا نب الدائن لهذه العمليات عن الجا نب المد ين ،ويو صف الميزان بأ نه
موجب في صالح الدولة.
العج ــز :وذلك عند ما يزيد الجا نب المد ين لهذه العمليات عن الجا نب الدائن ،ويوصف الميزان هنا بأ نه
سلبي في غير صالح الدولههة.
معام ــلت اقت صاديـة فوق الخ ـط :ح يث ينظر إلي ها كم صدر الخلل في ميزان المدفوعات وهذا طب عا
في حالتي الفائض والعجز.
معام ــلت اقت صاديـة ت حت الخ ـط :ح يث ين ظر إلي ها كمجمو عة الجراءات ال تي تتخذ ها ال سلطات
العمومية لمعالجة الخلل ،وهذا بناء على العمليات القتصادية فوق الخط.
II.1.1الميــزان الصـافـي للسـيولـة :ويعتهبر أقدم المعاييهر فهي قياس مقدار العجهز والفائض فهي ميزان
المدفوعات وطب قا لهذا المعيار فإن المعاملت القت صادية الواق عة فوق ال خط تتم ثل في ح ساب المعاملت الجار ية
بالضافة إلى حساب رأس المال طويل الجل وكذا قصير الجل أما المعاملت القتصادية تحت الخط تتمثل في
الحتياطيات المركزية من الذهب والصرف الجنبي.
ويحقق ميزان المدفوعات فائضا إذا كانت المعاملت القتصادية الدائنة أكبر من المعاملت القتصادية
المدي نة ،مع ا ستبعاد حركات الذ هب والعملت الجنب ية الدائ نة والمدي نة ح يث أ ،ح ساب الحتيا طي من الذ هب
والصرف الجنبي يستعمل في عملية معادلة ميزان المدفوعات حسابيا.
II.2.1الميــزان الشامـل للسيولـة :يعطي هذا المعيار أهمية للدور الذي تلعبه احتياطات البنوك من الذهب
وال صرف الج نبي فالمعاملت القت صادية الواق عة فوق ال خط تتم ثل في ح ساب المعاملت الجار ية مع ح ساب
رؤوس الموال طويلة ال جل ،وكذا ح ساب رأس المال ق صير ال جل ب عد ا ستبعاد الحقوق واللتزامات الخارج ية
للبنوك التجارية ،أما المعاملت القتصادية الواقعة تحت الخط فتشمل الحتياطات المركزية من الذهب والصرف
الجنبي وكذا الحتياطات من الذهب والصرف الجنبي لدى البنوك التجارية.
ويكتسب هذا المعيار أهميته البالغة عندما تكون احتياطات الذهب والصرف الجنبي تخضع لرقابة البنك المركزي.
II.3.1الميــزان الســاسـي :يتميز هذا السلوب من المعاملت القتصادية التي لها صفة الدورية والتكرار
والمعاملت القتصهادية التهي ل تملك هذه الصهيغة وطبقها لهذا المعيار فإن المعاملت القتصهادية فوق الخهط
تشمل كل من حساب المعاملت الجارية وحساب رأس المال طويل الجل ،بينما المعاملت القتصادية تحت
الخط فتتمثل في حساب رأس المال قصير الجل والحتياطات من الذهب والصرف الجنبي.
II.4.1مي ــزان المعاملت القت صادية الم ستقلة( :يعت مد هذا ال سلوب الذي اقتر حه صندوق الن قد الدولي عام
1949م على التفرقة بين مجموعة المعاملت القتصادية المستقلة ومجموعة المعاملت القتصادية التابعة أو
التعويضية).
ويقصهد بالمعاملت المسهتقلة تلك المعاملت التهي تتهم بغهض النظهر عهن حالة ميزان المدفوعات وطبقها لهذا
المعيار فإن المعاملت القتصهادية فوق الخهط تشمهل حسهاب المعاملت الجاريهة وحسهاب رأس المال
الخاص طويل ال جل،وب عض حركات رؤوس الموال قصيرة الجل بهدف المضار بة مثل أو هروبا من
عدم ال ستقرار ،بين ما المعاملت القت صادية ت حت ال خط فتتم ثل في ح ساب رأس المال الطو يل والق صير
الجل التابع وكذا حساب الذهب والصرف الجنبي.
II.5.1التوازن السوقي لميزان المدفوعات :ظهر هذا المعيار في ضوء النتقادات الموجهة إلى المعايير الربعة
ال سابقة ،ح يث يقترح كبد يل عن المعاي ير ال سابقة ،أن تخ ضع التوازن القت صادي لمعاي ير قوى ال سوق ممثلة في
الطلب وعرض الصرف الجنبي.
ح يث أن ميزان المدفوعات يكون متواز نا اقت صاديا عند ما يت ساوى أو يتطا بق عرض ال صرف الج نبي مع
الطلب عليه خلل الفترة محل الدراسة.
قد يحدث أن تمر الدولة بظروف داخلية وخارجية من شأنها إحداث اختلل في ميزان المدفوعات سواء في
صورة فائض أو عجز ،وهذا الختلل يتخذ صورا مختلفة بحسب مصدره وأسبابه.
.II.1.2أنــواع الختــلل:
-الختلل الموسـمي :ويحدث فهي البلدان التهي تعتمهد صهادراتها على منتجات موسهمية فهي فترة معينههة مهن
السنهة ،فيحدث مثل في البلدان الزراعية التي تعتمد على محصول واحد كأهم صادراتها ،وبالتالي يكون اختلل
ميزان المدفوعات في موسم ما ،بينما يعود للتعادل خلل الفترة محل الدراسة.
-الختلل ال طبيعي (العارض) :نا جم على أ سباب طارئة أو عار ضة ،سرعان ما تتل شى بزوال ال سباب ال تي
أفضت إلى حدوثه دون الحاجة إلى تغيير أساسي في الجهاز القتصادي للدولة ،وفي سياستها القتصادية ،كتعرض
المح صول الزرا عي لحدى الكوارث في إحدى ال سنوات م ما يقلل من حج مه أو من جود ته ،و هو اختلل مؤ قت
يزول بزوال السبب الذي أوجده ،ويمكن مواجهته بالديون قصيرة الجل أو الموارد الخاصة.
هط بفترات الرخاء
همالية ،إذ يرتبه
هي البلدان الرأسه
هن الختللت عادة فه
-الختلل الدوري :يحدث هذا النوع مه
القتصادي ،فحدوث العجز أو الفائض يعكس اختلل دوريا نسبة إلى الدورة القتصادية ،وتساهم التجارة الخارجية
بقسهط كهبير فهي انتقال هذه التقلبات مهن دولة إلى دولة أخرى (ويكون علج الختلل الدوري بإتباع السهياسة
القتصادية الداخلية المناسبة كالسياسات المالية والنقدية والمصرفية).
-الختلل التجاهـي :ههو ذلك الختلل الذي يظههر فهي الميزان التجاري على وجهه الخصهوص ،ويصهيب عادة
موازين مدفوعات الدول النامية السائرة في طريق النمو ،باعتبار أنه خلل الفترات الولى من التنمية الولى يزداد
الطلب على الواردات من المواد الول ية والتجهيزات النتاج ية وال سلع الو سيطة ،دون أن يقا بل ذلك ن فس الوتيرة
من الصادرات ،وعندها يحدث الختلل الذي يتم تسويته عن طريق تحركات رؤوس الموال.
-الختلل المرتبط بالسعار :قد يعود اختلل ميزان المدفوعات إلى العلقة بين السعار الداخلية للدولة والسعار
الخارجية ،فارتفاع وانخفاض السعار الداخلية عن مستوى السعار الخارجية يؤدي إلى وجود فائض أو عجز في
ميزان المدفوعات( .أيا كان سبب الختلل المتصل بالسعار فإنه يمكن علجه بتعديل سعر الصرف حيث يتناسب
مع العلقة بين السعار الداخلية والسعار العالمية.)...
-الختلل الهيكلي (دائــم) :وينتج عن تغير أساسي في ظروف العرض والطلب في الداخل والخارج.
-الختلل ال ساسي :ورد عن صندوق الن قد الدولي (أ نه م تى اقت نع ال صندوق ،بناء على طلب الع ضو أن ث مة
اختلل أساسي ظاهر أو مكبوت في ميزان المدفوعات فإنه يجيز له تغيير سعر التعادل.)...
وينتج من هذا أنه في حالة الرقابة على سعر الصرف وكذا التجارة الخارجية ،فإن التوازن يكون ظاهريا
فقط في ميزان المدفوعات ويخفي وراءه اختلل مكبوتا.
.II.2.2أ ســباب الخت ــلل :ت مر الدول بظروف معي نة من شأن ها إحداث الختلل في مواز ين مدفوعات ها،
سواء في صورة ع جز أو فائض ،وهذا الختلل يأ خذ صورة مختل فة بح سب م صدره وال سباب ال تي ين شأ عن ها
ومن بينها:
•عوامهل ل يمكهن توقعهها أو التنبهؤ بهها ،ومعالجتهها عهن طريهق التدخهل الحكومهي
والسياسات المالية والنقدية كالتضخم والنكماش وانتقالها من دولة إلى أخرى.
•إقدام الدول ال سائرة في طر يق الن مو على ا ستيراد اللت والتجهيزات وغير ها من
السلع والخدمات المختلفة حيث تقوم بتمويلها بقروض طويلة الجل معقودة مسبقا.
•أ سعار ال صرف الجنب ية ،ح يث أن ها تر بط ب ين مختلف م ستويات الئتمان في الدول
المختلفة ،فإذا كان سعر الصرف مرتفعا بالمقارنة مع الثمان السائدة ،فإننا سنقع في
ع جز في ميزان المدفوعات ،وبالع كس إذا كان سعر ال صرف منخف ضا بالمقار نة مع
الثمان السائدة فإننا سنقع في حالة فائض.
•التغي ير في ظرف العرض والطلب ،فاكتشاف مادة أول ية جديدة مثل ،يؤدي إلى زيادة
الطلب عليها بالمقارنة مع المادة التي تستعمل سابقا .كما حدث عند اكتشاف البترول
عند الدول العربي.
(إذا استمر العجز في ميزان المدفوعات لعدد من السنوات بسبب بعض الظروف القتصادية غير الملئمة
التي تسيطر على النشاط القتصادي بصفة مستمرة ،فإنه يعادل لدى البلد عجز دائم أو عجز أساسي ،حيث أن له
ب عض الجذور في النشاط القت صادي للبلد ...ونشا هد ظاهرة الع جز الدائم أو الختلل في مواز ين مع ظم البلدان
المتخلفة ...وقد أمكن لبعض البلدان المتخلفة تغطية بعض العجز في ميزان مدفوعاتها عن طريق القتراض طويل
الجل من الخارج ...إن تقرير المم المتحدة عن التجارة والتنمية في عقد الستينات أشار إلى أن التدفقات النقدية
الرأ سمالية من البلدان المتخل فة ب سبب ضرورة سداد الفوائد الم ستحقة على القروض الجنب ية و سداد أق ساط هذه
القروض).
إن القصور الرئيسي في نظام النقد الدولي الحالي يجعل من الدول أن تكون على غير مستعدة لقبول وسائل
الموازنة التي يقتضيها هذا النظام ،فهي تعمل على تجميد وسائل العلج والتقليل من آثارها ،فالسؤال الذي يطرح
نفسه هو كيف يمكن معالجة هذا الختلل؟ هل هناك قوة تلقائية من شأنها إعادة التهوازن؟
المبحث الرابع :آليــة التسويـة التلقائيـة:
يرى مع ظم القت صاديين في النظام النقدي الدولي أن أغلب ية الدول ل تق بل بو سائل المواز نة (التخف يض،
التعويهم ..إلخ) ،التهي يقتضيهها هذا النظام ،إذ تعمهل على التجميهد أو التقليهل مهن تنفيهذ البرامهج المتفهق عليهها مهع
صهندوق النقهد الدولي ،ممها يؤدي إلى اسهتمرار الختلل إضافهة إلى التأثيهر على مسهتوى احتياطات الصهرف
والعملت الصعبة للدولة وفي حالة ما إذا كانت الدولة تعمل بنظام سعر الصرف الثابت فهناك آليات تلقائية تتجه
بميزان المدفوعات نحو التوازن.
(تتل خص النظر ية الكل سيكية في أن توازن ميزان المدفوعات لدولة ما ي تم نتي جة لتغيرات ال سعار في
الداخل والخارج والمر الذي يؤثر على حجم التصدير والستيراد).
وتقوم على الفرضيات التالية:
•ثبات أسعار الصرف؛
•حيادية النقود بحيث ل تؤثر على المتغيرات القتصادية بل فقط على مستوى أسعار السلع؛
(ومضمون هذه النظرية أن الختلل في العلقات القتصادية الدولية يؤدي إلى إحداث تغيرات في حجم
الدخل القومي والتشغيل في كل دولة من الدول التي أصابها الختلل).
تعت مد النظر ية الكينز ية في تحليل ها لتوازن ميزان المدفوعات على فكرة أ ساسية و هي أن الختلل يؤدي
إلى تغ ير ح جم الد خل الوط ني وم ستوى التشغ يل معتمدة في ذلك على الم يل الحدي لل ستيراد ومضا عف التجارة
الخارجية ،فعن طريق المضاعف تؤثر الصادرات على مستوى الدخل ،وهذا الخير يؤثر على مستوى الواردات
عن طريق الميل الحدي للستيراد ،وترتكز هذه النظرية على الفرضيات التالية:
•الدخل الوطني يستقر عند مستوى أقل من التشغيل الكامل للموارد؛
ومما سبق فإن ميزان المدفوعات يظهر المركز المالي للدولة اتجاه بقية دول العالم ومستوى النشاط
القت صادي ،و قد يتعرض هذا النظام إلى الختلل مؤق تا كان أم دائ ما ،ف في حال إتباع الدولة لنظام صرف
مرن فإنه أن يستمر نظرا لن نظرية التسوية التلقائية تبدأ في إعادة التوازن تدريجيا.
إلّ أن هذه الت سوية تبدو غ ير ممك نة في حالة إتباع البلد لنظام ال صرف الثا بت م ما قد يؤدي إلى
اسهتمرار الختلل وزيادة حدة آثاره السهلبية ،لذا لبهد مهن اللجوء إلى حلول تتمثهل فهي إجراءات تتخذهها
وكمثال
في أخر تصريح للسيد رئيس الحكومة الجزائرية بشأن المركز المالي للجزائر يقول( :إن ميزان المدفوعات
:.1محمود يونس
:سامي عفيفي حاتم .2
:محمد عبد العزيز عجمية .3
:زينب حسين عوض ال .4
- 5مذكرة تخرج .