You are on page 1of 1298

‫الكتاب ‪ :‬الهذب ف فقه المام الشافعي‬

‫الؤلف ‪ :‬إبراهيم بن علي بن يوسف الشيازي أبو إسحاق‬


‫عدد الجزاء ‪2 :‬‬

‫الهذب‬
‫____________________‬

‫قال الشيخ المام الزاهد الوفق أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيوزآبادي أسعده ال‬
‫ف الدارين المد ل الذي وفقنا لشكره وهدانا لذكره وصلواته على ممد خي خلقه وعلى آله‬
‫وصحبه‬

‫____________________‬

‫هذا كتاب مهذب أذكر فيه إن شاء ال أصول مذهب الشافعي رحة ال بأدلتها وما تفرع على‬
‫أصوله من السائل الشكلة بعللها وإل ال عز وجل أرغب وإياه أسأل أن يوفقن فيه لرضاته وأن‬
‫ينفعن به ف الدنيا والخرة إنه قريب ميب وعلى ما يشاء قدير وما توفيقي إل بال عليه توكلت‬
‫وإليه أنيب هو حسب ونعم الوكيل‬
‫كتاب الطهارة باب ما توز به الطهارة من الياه وما ل توز يوز رفع الدث وإزالة النجس بالاء‬
‫الطلق وهو ما نزل من السماء أو‬
‫____________________‬

‫نبع من الرض فما نزل من السماء ماء الطر وذوب الثلج والبد والصل فيه قوله عز وجل‬
‫} وينل عليكم من السماء ماء ليطهركم به { وما نبع من الرض ماء البحار وماء النار وماء‬
‫البار والصل فيه قوله صلى ال عليه وسلم ف البحر هو الطهور ماؤه الل ميتته وروي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم توضأ من بئر بضاعة‬
‫فصل فيما يكره من الياه ول يكره من ذلك ال ما قصد إل تشميسه فإنه يكره الوضوء به ومن‬
‫أصحابنا من قال ل يكره كما ل يكره ما تشمس ) بنفسه ( ف البك والنار والذهب الول‬
‫والدليل عليه ما روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال لعائشة رضي ال عنها وقد سخنت ماء‬
‫بالشمس يا حياء ل تفعلي هذا فإنه يورث البص ويالف ماء البك والنار لن ذلك ل يكن‬
‫حفظه من الشمس فلم يتعلق به النع فإن خالف وتوضأ به صح الوضوء لن النع منه لوف‬
‫الضرر فلم ينع صحة الوضوء كما لو توضأ باء ياف من حره أو برده‬
‫فصل ف حكم ما سوى الاء الطلق وما سوى الاء الطلق من الائعات كالل وماء الورد والنبيذ‬
‫وما اعتصر من الثمر أو الشجر ل يوز رفع الدث ول إزالة النجس به لقوله تعال } فلم تدوا‬
‫ماء فتيمموا { فأوجب التيمم على من ل يد الاء فدل على أنه ل يوز الوضوء بغيه ولقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم لساء بنت أب بكر الصديق رضي ال عنهما ف دم اليض ) يصيب‬
‫الثوب ( حتيه ث اقرصيه ث اغسليه بالاء فأوجب الغسل بالاء فدل على أنه ل يوز بغيه‬
‫فصل ف تكميل الاء الطلق بغيه فإن كمل الاء الطلق بائع بأن احتاج ف طهارته إل خسة أرطال‬
‫ومعه أربعة أرطال فكمله بائع ل يتغي به‬
‫____________________‬

‫كماء ورد انقطعت رائحته ففيه وجهان قال أبو علي الطبي ل يوز الوضوء به لنه كمل‬
‫الوضوء بالاء والائع فأشبه إذا غسل بعض أعضائه بالاء وبعضها بالائع ومن أصحابنا من قال إنه‬
‫يوز لن الائع استهلك ف الاء فصار كما لو طرح ذلك ف ماء يكفيه‬
‫باب ما يفسد الاء من الطاهرات وما ل يفسده إذا اختلط بالاء شيء طاهر ول يتغي به لقلته ل‬
‫ينع الطهارة ) به ( لن الاء باق على إطلقه وإن ل يتغي به لوافقته الاء ف الطعم واللون‬
‫والرائحة كماء ورد انقطعت رائحته ففيه وجهان أحدها إن كانت الغلبة للماء جازت الطهارة به‬
‫لبقاء اسم الاء الطلق وإن كانت الغلبة للمخالط ل يز لزوال إطلق اسم الاء‬
‫والثان إن كان ذلك قدرا لو كان مالفا للماء ف صفاته ل يغيه ل ينع وإن كان قدرا لو كان‬
‫مالفا له غيه منع لن الاء لا ل يغي بنفسه اعتب با يغيه كما نقول ف الناية الت ليس لا أرش‬
‫مقدر لا ل يكن اعتبارها بنفسها اعتبت بالناية على العبيد وإن تغي أحد أوصافه من طعم أو‬
‫لون أو رائحة نظرت فإن كان ما ل يكن حفظ الاء منه كالطحلب وما يري عليه الاء من اللح‬
‫والنورة وغيها جاز الوضوء به لنه ل يكن صون الاء عنه فعفي عنه كما عفي عن النجاسة‬
‫اليسية ) رتى الثوب ( والعمل القليل ف الصلة وإن كان ما يكن حفظ الاء منه نظرت فإن‬
‫كان ملحا انعقد من الاء ل ينع الطهارة ) به ( لنه كان ماء ف الصل فهو كالثلج إذا ذاب فيه‬
‫وإن كان ترابا طرح فيه ل يؤثر لنه يوافق الاء ف التطهي فهو كما لو طرح فيه ماء آخر فتغي به‬
‫وإن كان شيئا سوى ذلك كالزعفران والتمر والدقيق واللح البلي والطحلب إذا أخذ ودق‬
‫وطرح فيه وغي ذلك ما يستغن الاء عنه ل يز الوضوء به لنه زال عنه إطلق اسم الاء بخالطة‬
‫ما ليس بطهر والاء مستغن عنه فلم يز الوضوء به كماء اللحم وماء الباقلء وإن وقع فيه ما ل‬
‫يتلط به فتغيت به رائحته كالدهن الطيب والعود ففيه قولن قال ف البويطي ل يوز الوضوء به‬
‫كما ل يوز با تغي بالزعفران وروى الزن أنه يوز ) الوضوء به ( لن تغيه عن ماوره فهو كما‬
‫لو تغي بيفة بقربه وإن وقع فيه قليل كافور فتغي به ريه ففيه وجهان أحدها ل يوز الوضوء به‬
‫كما لو تغي بالزعفران‬
‫والثان يوز لنه ل يتلط به وإنا يتغي من جهة الاورة‬
‫باب ما يفسد الاء من النجاسة وما ل يفسده إذا وقعت ف الاء ناسة ل يلو إما أن يكون راكدا‬
‫أو جاريا أو بعضه راكدا وبعضه جاريا فإن كان راكدا نظرت ف النجاسة فإن كانت ناسة‬
‫يدركها الطرف من خر أو بول أوميتة لا نفس سائلة نظرت فإن تغي أحد أوصافه الاء من طعم‬
‫أو لون أو رائحة فهو نس لقوله صلى ال عليه وسلم الاء طهور ل ينجسه شيء إل ما غي طعمه‬
‫أو ريه فنص على الطعم والريح وقسنا اللون عليهما لنه ف معناها وإن تغي بعضه دون بعض‬
‫نس الميع لنه ماء واحد فل يوز أن ينجس بعضه دون بعض وإن ل يتغي‬
‫____________________‬

‫نظرت فإن كان الاء دون القلتي فهو نس وإن كان قلتي فصاعدا فهو طاهر لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا كان الاء قلتي فإنه ل يمل البث ولن القليل يكن حفظه من النجاسة ف‬
‫الظروف والكثي ل يكن حفظه من النجاسة فجعل القلتان حدا فاصل بينهما والقلتان خسمائة‬
‫رطل بالبغدادي لنه روي ف الب بقلل هجر قال ابن جريج رأيت قلل هجر فرأيت القلة منها‬
‫تسع قربتي أو قربتي وشيئا فجعل الشافعي رحه ال الشيء نصفا احتياطا وقرب الجاز كبار‬
‫تسع كل قربة مائة رطل فصار الميع خسمائة رطل وهل ذلك تديد أو تقريب فيه وجهان‬
‫أحدها أنه تقريب فإن نقص منه رطل أو رطلن ل يؤثر لن الشيء يستعمل فيما دون النصف ف‬
‫العادة‬
‫والثان أنه تديد فلو نقص منه ما نقص نس لنه لا وجب أن يعل الشيء نصفا احتياطا وجب‬
‫استيفاؤه كما أنه لا وجب غسل شيء من الرأس احتياطا لغسل الوجه صار ذلك فرضا‬
‫فإن كانت النجاسة ما ل يدركها الطرف ففيه ثلث طرق‬
‫من أصحابنا من قال ل حكم لا لنا ل يكن الحتراز منها فهي كغبار السرجي‬
‫ومنهم من قال حكمها حكم سائر النجاسات لنا ناسة متيقنة فهي كالنجاسة الت يدركها‬
‫الطرف‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها ل حكم لا‬
‫والثان لا حكم‬
‫ووجههما ما ذكرناه‬
‫وإن كانت النجاسة ميتة ل نفس لا سائلة كالذباب والزنبور وما أشبههما ففيه قولن أحدها أنا‬
‫كغيها من اليتات لنه حيوان ل يؤكل بعد موته ل لرمته فهو كاليوان الذي له نفس سائلة‬
‫والثان أنه ل يفسد الاء لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا وقع الذباب ف إناء‬
‫أحدكم فامقلوه فإن ف أحد جناحيه داء وف الخر دواء وقد يكون الطعام حارا فيموت بالقل‬
‫فيه فلو كان يفسده لا أمر بقله ليكون شفاء لنا إذا أكلناه فإن كثر من ذلك ما غي الاء ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه ينجس لنه ماء تغي بالنجاسة‬
‫والثان ل ينجس لن ما ل ينجس الاء إذا وقع فيه وهو دون القلتي ل ينجسه وإن تغي به‬
‫كالسمك والراد‬
‫فصل ف كيفية تطهي الاء النجس إذا أراد تطهي الاء النجس نظرت فإن كانت ناسته بالتغي‬
‫وهو أكثر من قلتي طهر بأن يزول التغي بنفسه أو بأن يضاف إليه ماء آخر أو بأن يؤخذ بعضه‬
‫لن النجاسة بالتغي وقد زال وإن طرح فيه تراب أو جص فزال التغي ففيه قولن‬

‫____________________‬

‫قال ف الم ل يطهر كما ل يطهر إذا طرح فيه كافور أو مسك فزالت رائحة النجاسة‬
‫وقال ف حرملة يطهر وهو الصح لن التغي قد زال فصار كما لو زال بنفسه أو باء آخر‬
‫ويفارق الكافور والسك لن هناك يوز أن تكون الرائحة باقية وإنا ل تطهر لغلبة رائحة الكافور‬
‫والسك وإن كان قلتي طهر بميع ما ذكرناه إل بأخذ بعضه فإنه ل يطهر ) به ( لنه ينقص عن‬
‫قلتي وفيه ناسة وإن كانت ناسته بالقلة بأن يكون دون القلتي طهر بأن يضاف إليه ماء آخر‬
‫حت يبلغ قلتي ويطهر بالكاثرة من غي أن يبلغ قلتي كالرض النجسة إذا طرح عليها ماء حت‬
‫غمر النجاسة‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يطهر لنه دون القلتي وفيه ناسة والول أصح لن الاء إنا ينجس‬
‫بالنجاسة إذا وردت عليه وههنا ورد الاء على النجاسة فلم ينجس إذ لو نس ل يطهر الثوب‬
‫النجس إذا صب عليه الاء‬
‫فصل ف الطهارة بالاء الذي طهر وإذا أراد الطهارة بالاء الذي وقعت فيه ناسة وحكم بطهارته‬
‫نظرت فإن كان دون القلتي وطهر بالكاثرة بالاء ل تز الطهارة به لنه وإن كان طاهرا فهو غي‬
‫مطهر لن الغلبة للماء الذي غمره وهو ماء أزيل به النجاسة فلم يصلح للطهارة وإن كان أكثر‬
‫من قلتي نظرت فإن كانت النجاسة جامدة فالذهب أنه توز الطهارة منه لنه ل حكم للنجاسة‬
‫القائمة فكان وجودها كعدمها وقال أبو إسحق وأبو العباس بن القاص ل يوز حت يكون بينه‬
‫وبي النجاسة قلتان فإن كان بينه وبي النجاسة أقل من قلتي ل يز لنه ل حاجة به إل استعمال‬
‫ماء فيه ناسة قائمة وإن كان الاء قلتي وفيه ناسة قائمة ففيه وجهان قال أبو إسحق ل توز‬
‫الطهارة به لنه ماء واحد فإذا كان ما يبقى بعدما غرف منه نسا وجب أن يكون الذي غرفه‬
‫نسا والذهب أنه يوز لن ما يغرف منه ينفصل منه قبل أن يكم بنجاسته فبقي على الطهارة‬
‫وإن كانت النجاسة ذائبة جازت الطهارة به‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يتطهر بالميع بل يبقى منه قدر النجاسة كما قال الشافعي رحه ال‬
‫فيمن حلف ل يأكل ترة فاختلطت بتمر كثي أنه يأكل الميع إل ترة وهذا ل يصح لن‬
‫النجاسة ل تتميز بل تتلط بالميع فلو وجب ترك بعضه لوجب ترك جيعه بلف التمرة‬
‫فصل ف الاء الاري إذا كان فيه ناسة جارية فإن كان الاء جاريا وفيه ناسة جارية كاليتة‬
‫والرية التغية فالاء الذي قبلها طاهر لنه ل يصل إل النجاسة فهو كالاء الذي يصب على‬
‫النجاسة من إبريق والذي بعدها طاهر أيضا لنه ل تصل إليه النجاسة وأما ما ييط بالنجاسة من‬
‫فوقها وتتها ويينها وشالا فإن كان قلتي ول يتغي فهو طاهر وإن كان دونما فهو نس كالراكد‬

‫وقال أبو العباس بن القاص فيه قول آخر قاله ف القدي أنه ل ينجس الاء الاري إل بالتغي لنه‬
‫ماء ورد على النجاسة فلم ينجس من غي تغي كالاء الزال به النجاسة وإن كانت النجاسة واقفة‬
‫والاء يري عليها فإن ما قبلها وما بعدها طاهر وما يري عليها إن كان قلتي فهو طاهر وإن كان‬
‫دونما فهو نس وكذلك كل ما يرى عليها بعدها فهو نس ول يطهر شيء من ذلك حت يركد‬
‫ف موضع ويبلغ قلتي‬
‫وقال أبو إسحق وأبو العباس بن القاص والقاضي أبو حامد ما ل تصل إل اليفة فهو طاهر والاء‬
‫الذي بعد اليفة يوز أن يتوضأ منه إذا كان بينه وبي اليفة قلتان والول أصح لن لكل جرية‬
‫حكم نفسها فل يعتب فيه القلتان‬
‫فصل من النهر يري بعضه دون بعض وإن كان بعضه جاريا وبعضه راكدا بأن يكون ف النهر‬
‫موضع منخفض يركد فيه الاء والاء يري بنبه والراكد زائل عن ست الري فوقع ف الراكد‬
‫ناسة وهو دون القلتي فإن كان مع الرية الت ياذيها يبلغ قلتي فهو طاهر وإن ل يبلغ قلتي‬
‫فهو نس وتنجس كل جرية بنبها إل أن يتمع ف موضع قلتان فيطهر‬
‫____________________‬

‫باب ما يفسد الاء من الستعمال وما ل يفسده الاء الستعمل ضربان مستعمل ف طهارة الدث‬
‫ومستعمل ف طهارة النجس فأما الستعمل ف طهارة الدث فينظر فيه فإن استعمل ف رفع حدث‬
‫فهو طاهر لنه ماء طاهر لقى مل طاهرا فكان طاهرا كما لو غسل به ثوب طاهر وهل توز به‬
‫الطهارة أم ل فيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن النصوص أنه ل يوز لنه زال عنه‬
‫إطلق اسم الاء فصار كما لو تغي بالزعفران‬
‫وروي عنه أنه قال يوز الوضوء به لنه استعمال ل يغي صفة الاء فلم ينع الوضوء به كما لو‬
‫غسل به ثوب طاهر ومن أصحابنا من ل ) يثبت ( هذه الرواية‬
‫فإن قلنا ل يوز الوضوء به فهل توز إزالة النجاسة به أم ل فيه وجهان قال أبو القاسم الناطي‬
‫وأبو علي بن خيان رحة ال عليهما يوز لن للماء حكمي رفع الدث وإزالة النجس فإذا رفع‬
‫الدث بقي عليه إزالة النجس والذهب أنه ل يوز لنه ماء ل يرفع الدث فلم يزل النجس‬
‫كالاء النجس فإن جع الاء الستعمل حت صار قلتي ففيه وجهان أحدها أنه يزول حكم‬
‫الستعمال كما يزول حكم النجاسة ولنه لو توضأ فيه أو اغتسل وهو قلتان ل يثبت له حكم‬
‫الستعمال فإذا بلغ قلتي وجب أن يزول عنه حكم الستعمال‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يزول لن النع منه لكونه مستعمل وهذا ل يزول بالكثرة‬
‫وإن استعمل ف نفل الطهارة كتجديد الوضوء والدفعة الثانية والثالثة ففيه وجهان أحدها أنه ل‬
‫توز الطهارة به لنه مستعمل ف طهارة فهو كالستعمل ف رفع الدث‬
‫والثان أنه يوز لنه ماء ل يرفع به حدث ول نس فهو كما لو غسل به ثوب طاهر‬
‫فصل ف الاء الستعمل ف النجس وأما الستعمل ف النجس فينظر فيه فإن انفصل من الل متغيا‬
‫فهو نس لقوله صلى ال عليه وسلم الاء طهور ل ينجسه شيء إل ما غي طعمه أو ريه وإن‬
‫كان غي متغي ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه طاهر وهو قول أب العباس وأب إسحق لنه ماء ل يكن‬
‫حفظه من النجاسة فلم ينجس من غي تغي كالاء الكثي إذا وقعت فيه ناسة‬
‫والثان أنه ينجس وهو قول أب القاسم الناطي لنه ماء قليل لقى ناسة فأشبه ما إذا وقعت فيه‬
‫ناسة‬
‫والثالث أنه إن انفصل والل طاهر فهو طاهر وإن انفصل والل نس فهو نس وهو قول أب‬
‫العباس بن القاص لن النفصل من جلة الباقي ف الل فكان حكمه ف النجاسة والطهارة حكمه‬
‫فإذا قلنا إنه طاهر فهل يوز الوضوء به فيه وجهان قال أبو علي بن خيان يوز وقال سائر‬
‫أصحابنا ل يوز وقد مضى توجيههما‬
‫باب الشك ف ناسة الاء والتحري فيه إذا تيقن طهارة الاء وشك ف ناسته توضأ به لن الصل‬
‫بقاؤه على الطهارة وإن تيقن ناسته وشك ف طهارته ل يتوضأ به لن الصل بقاؤه على النجاسة‬
‫وإن ل يتيقن طهارته ول ناسته توضأ به لن الصل طهارته فإن وجده متغيا ول يعلم بأي شيء‬
‫تغي توضأ به لنه يوز أن يكون تغيه بطول الكث وإن رأى حيوانا يبول ف ماء ث وجده متغيا‬
‫وجوز أن يكون تغيه بالبول ل يتوضأ به لن الظاهر أن تغيه من البول وإن رأى هرة أكلت‬
‫ناسة ث وردت على ماء قليل فشربت منه ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنا تنجسه لنا تيقنا ناسة فمها‬
‫والثان أنا إن غابت ث رجعت ل تنجسه لنه يوز أن تكون قد وردت على ماء فطهر ) فمها (‬
‫فل ينجس ما تيقنا طهارته بالشك‬
‫والثالث ل ينجس بكل حال لنه ل يكن الحتراز منها فعفي عنها فلهذا قال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إنا من الطوافي عليكم والطوافات‬
‫فصل ف مت يقبل الخبار بنجاسة الاء وإن ورد على ماء فأخبه رجل بنجاسته ل يقبل حت يبي‬
‫بأي شيء نس لواز أن يكون قد رأى سبعا ولغ فيه فاعتقد أنه نس بذلك فإن بي النجاسة قبل‬
‫منه كما يقبل من يبه بالقبلة ويقبل ف ذلك قول الرجل والرأة والر والعبد‬
‫____________________‬

‫لن أخبارهم مقبولة ويقبل خب العمى فيه لن له طريقا إل العلم به بالس والب ول يقبل فيه‬
‫قول صب ول فاسق ول كافر لن أخبارهم ل تقبل وإن كان معه إناءان فأخبه رجل أن الكلب‬
‫ولغ ف أحدها قبل قوله ول يتهد لن الب مقدم على الجتهاد كما نقول ف القبلة وإن أخبه‬
‫رجل أنه ولغ ف هذا دون ذاك وقال آخر بل ولغ ف ذاك دون هذا حكم بنجاستهما لنه يكن‬
‫صدقهما بأن يكون قد ولغ فيهما ف وقتي وإن قال أحدها ولغ ف هذا دون ذاك ف وقت معي‬
‫وقال الخر بل ولغ ف ذاك دون هذا ف ذلك الوقت بعينه فهما كالبينتي إذا تعارضتا فإن قلنا‬
‫إنما يسقطان سقط خبها وجازت الطهارة بما لنه ل تثبت ناسة واحد منهما وإن قلنا إنما ل‬
‫يسقطان أراقهما أو صب أحدها ف الخر ث تيمم‬
‫فصل ف الشتباه ف الاء وإن اشتبه عليه ماءان طاهر ونس ترى فيهما فما غلب على ظنه‬
‫طهارته ) منهما ( توضأ به لنه سبب من أسباب الصلة يكن التوصل إليه بالستدلل فجاز له‬
‫الجتهاد فيه عند الشتباه فيه كالقبلة‬
‫فإن انقلب أحدها قبل الجتهاد ففيه وجهان أحدها أنه يتحرى ف الثان لنه قد ثبت جواز‬
‫الجتهاد فيه فلم يسقط بالنقلب‬
‫والثان وهو الصح أنه ل يتهد لن الجتهاد يكون بي أمرين فإذا قلنا ل يتهد فما الذي يصنع‬
‫فيه وجهان قال أبو علي الطبي يتوضأ به لن الصل فيه الطهارة فل يزال اليقي بالشك‬
‫وقال القاضي أبو حامد يتيمم ول يتحرى لن حكم الصل قد زال بالشتباه بدليل أنه منع من‬
‫استعماله من غي تر فوجب أن يتيمم وإن اجتهد فيهما فلم يغلب على ظنه شيء أراقهما أو‬
‫صب أحدها ف الخر وتيمم فإن تيمم وصلى قبل الراقة أو الصب أعاد الصلة لنه تيمم ومعه‬
‫ماء طاهر بيقي وإن غلب على ظنه طهارة أحدها توضأ به والستحب أن يريق الخر حت ل‬
‫يتغي اجتهاده بعد ذلك فإن تيقن أن الذي توضأ به كان نسا غسل ما أصابه منه وأعاد الصلة‬
‫لنه تعي له يقي الطأ فهو كالاكم إذا أخطأ النص وإن ل يتيقن ولكن تغي اجتهاده فظن أن‬
‫الذي توضأ به كان نسا قال أبو العباس يتوضأ بالثان كما لو صلى إل جهة بالجتهاد ث تغي‬
‫اجتهاده والنصوص ف حرملة أنه ل يتوضأ بالثان لنا لو قلنا إنه يتوضأ به ول يغسل ما أصابه الاء‬
‫الول من ثيابه وبدنه أمرناه أن يصلي وعلى بدنه ناسة بيقي وهذا ل يوز وإن قلنا إنه يغسل ما‬
‫أصابه من الاء الول نقضنا الجتهاد بالجتهاد وهذا ل يوز ويالف القبلة فإن هناك ل يؤدي‬
‫إل المر بالصلة إل غي القبلة ول إل نقض الجتهاد بالجتهاد وإذا قلنا بقول أب العباس توضأ‬
‫بالثان وصلى ول إعادة عليه وإن قلنا بالنصوص فإنه يتيمم ويصلي هذا يعيد الصلة ) أم ل ( فيه‬
‫ثلثة أوجه أحدها أنه ل يعيد لن ما معه من الاء منوع من استعماله بالشرع فصار وجوده‬
‫كعدمه كما لو تيمم ومعه ماء يتاج إليه للعطش‬
‫والثان يعيد لنه تيمم ومعه ماء مكوم بطهارته‬
‫والثالث وهو قول أب الطيب بن سلمة إن كان قد بقي من الول بقية أعاد لن معه ماء طاهرا‬
‫بيقي وإن ل يكن بقي معه شيء ل يعد لنه ليس معه ماء طاهر بيقي‬
‫وإن اشتبه عليه ماءان ومعه ماء ثالث يتيقن طهارته ففيه وجهان أحدها ل يتحرى لنه يقدر على‬
‫إسقاط الفرض بيقي فل يؤدى بالجتهاد كالكي ف القبلة‬
‫والثان أنه يتحرى لنه يوز إسقاط الفرض بالطاهر ف الظاهر مع القدرة على الطاهر بيقي أل‬
‫ترى أنه يوز أن يترك ما نزل من السماء ويتيقن طهارته ويتوضأ با يوز ناسته وإن اشتبه عليه‬
‫ماء مطلق وماء مستعمل ففيه وجهان أحدها ل يتحرى لنه يقدر على إسقاط الفرض بيقي بأن‬
‫يتوضأ بكل واحد منهما‬
‫والثان أنه يتحرى لنه يوز أن يسقط الفرض بالطاهر مع القدرة على اليقي‬
‫وإن اشتبه عليه ماء مطلق وماء ورد ل يتحر بل يتوضأ بكل واحد منهما وإن اشتبه عليه ماء‬
‫) ورد ( وبول انقطعت رائحته ل يتحر بل يريقهما ويتيمم لن ماء الورد والبول ل أصل لما ف‬
‫التطهي فيد إل الجتهاد وإن اشتبه عليه طعام طاهر وطعام نس ترى فيهما لن أصلهما على‬
‫الباحة فهما كالاءين وإن اشتبه الاء الطاهر بالاء النجس على أعمى ففيه قولن قال ف حرملة ل‬
‫يتحرى لن عليه أمارات تتعلق بالبصر فهو كالقبلة وقال ف الم يتحرى لن له طريقا إل إدراكه‬
‫بالسمع والشم فيتحرى فيه كما يتحرى ف وقت الصلة فإذا قلنا يتحرى فلم يكن له دللة على‬
‫الغلب عنده ففيه وجهان‬
‫من أصحابنا من قال ل يقلد لن من جاز له الجتهاد ف شيء ل يقلد فيه ) غيه ( كالبصي‬
‫ومنهم من قال يوز أن يقلد وهو ظاهر قوله ف الم لن أماراته تتعلق‬
‫____________________‬

‫بالبصر وغيه فإذا ل تغلب على ظنه دل على أن أماراته تعلقت بالبصر فصار كالعمى ف القبلة‬
‫وإن اشتبه ذلك على رجلي فأدى اجتهاد أحدها إل طهارة أحدها واجتهاد الخر إل طهارة‬
‫الخر توضأ كل واحد منهما با أداه إليه اجتهاده ول يأث أحدها بالخر لنه يعتقد أن صلة‬
‫إمامه باطلة وإن كثرت الوان وكثر التهدون فأدى اجتهاد كل واحد منهم إل طهارة إناء‬
‫وتوضأ به وتقدم أحدهم وصلى بالباقي الصبح وتقدم آخر وصلى بم الظهر وتقدم آخر وصلى‬
‫بم العصر فكل من صلى خلف إمام يوز أن يكون طاهرا فصلته خلفه صحيحة وكل من صلى‬
‫خلف إمام يعتقد أنه نس فصلته خلفه باطلة وبال التوفيق‬
‫باب النية كل حيوان نس بالوت طهر جلده بالدباغ وهو ما عدا الكلب والنير لقوله عليه‬
‫الصلة والسلم أيا إهاب دبغ فقد طهر ولن الدباغ يفظ الصحة على اللد ويصلحه للنتفاع‬
‫به كالياة ث الياة تدفع النجاسة عن اللد فكذلك الدباغ وأما الكلب والنير وما توالد منهما‬
‫أو من أحدها فل يطهر جلدها بالدباغ لن الدباغ كالياة ث الياة ل تدفع النجاسة عن الكلب‬
‫والنير فكذلك الدباغ‬
‫فصل فيما يدبغ به اللود ويوز الدباغ بكل ما ينشف فضول اللد ويطيبه وينع من ورود‬
‫الفساد عليه كالشب والقرظ وغي ذلك ما يعمل عمله لن النب صلى ال عليه وسلم قال أليس‬
‫ف الاء والقرظ ما يطهرانه فنص على القرظ لنه يصلح اللد ويطيبه فوجب أن يوز بكل ما‬
‫عمل عمله‬
‫وهل يفتقر إل غسله بالاء بعد الدباغ فيه وجهان أحدها ل يفتقر لن طهارته تتعلق بالستحالة‬
‫وقد حصل ذلك فطهر كالمر إذا استحالت ) خل ( وقال أبو إسحق ل يطهر حت يغسل بالاء‬
‫لن ما يدبغ به تنجس بلقاة اللد فإذا زالت ناسة اللد بقيت ناسة ما يدبغ به فوجب أن‬
‫يغسل حت يطهر‬
‫فصل ف حكم اللد الدبوغ وإذا طهر اللد بالدباغ جاز النتفاع به لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫هل أخذت إهابا فدبغتموه فانتفعتم به وهل يوز بيعه فيه قولن قال ف القدي ل يوز لنه حرم‬
‫التصرف فيه بالوت ث رخص بانتفاع فيه فبقي ما سوى النتفاع على التحري وقال ف الديد‬
‫يوز لنه منع من بيعه لنجاسته وقد زالت النجاسة فوجب أن يوز البيع كالمر إذا تللت‬
‫وهل يوز أكله ينظر فإن كان من حيوان يؤكل ففيه قولن قال ف القدي ل يؤكل لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم إنا حرم من اليتة أكلها‬
‫وقال ف الديد يؤكل لنه جلد طاهر من حيوان مأكول فأشبه جلد الذكى وإن كان من حيوان‬
‫ل يؤكل ل يل أكله لن الدباغ ليس بأقوى من الذكاة والذكاة ل تبيح ما ل يؤكل لمه فلن ل‬
‫يبيحه الدباغ أول وحكى شيخنا أبو حات القزوين عن القاضي أب القاسم بن كج أنه حكى‬
‫وجها آخر أنه يل لن الدباغ عمل ف تطهيه كما عمل ف تطهي ما يؤكل فعمل ف إباحته‬
‫بلف الذكاة‬

‫____________________‬

‫فصل ف النجاسة بالوت كل حيوان نس بالوت نس شعره وصوفه على النصوص وروي عن‬
‫الشافعي رحه ال أنه رجع عن تنجيس شعر الدمي‬
‫واختلف أصحابنا ف ذلك على ثلث طرق‬
‫فمنهم من ل يثبت هذه الرواية وقال ينجس الشعر بالوت قول واحدا لنه جزء متصل باليوان‬
‫اتصال خلقة فينجس بالوت كالعضاء‬

‫ومنهم من جعل الرجوع عن تنجيس شعر الدمي رجوعا عن تنجيس جيع الشعور فجعل ف‬
‫الشعور قولي أحدها ينجس لا ذكرناه‬
‫والثان ل ينجس لنه ل يس ول يتأل فل تلحقه ناسة الوت‬
‫ومنهم من جعل هذه الرواية رجوعا عن تنجيس شعر الدمي خاصة فجعل ف الشعور قولي‬
‫أحدها ينجس الميع لا ذكرناه‬
‫والثان ينجس الميع إل شعر الدمي فإنه ل ينجس لنه مصوص بالكرامة ولذا يل لبنه مع‬
‫تري أكله‬
‫وأما شعر رسول ال صلى ال عليه وسلم فإذا قلنا إن شعر غيه طاهر فشعره صلى ال عليه‬
‫وسلم أول بالطهارة وإذا قلنا إن شعر غيه نس ففي شعره عليه السلم وجهان أحدها أنه نس‬
‫لن ما كان نسا من غيه كان نسا منه كالدم‬
‫وقال أبو جعفر الترمذي هو طاهر لن النب صلى ال عليه وسلم ناول أبا طلحة شعره فقسمه‬
‫بي الناس‬
‫وكل موضع قلنا إنه نس عفي عن الشعرة والشعرتي ف الاء والثوب لنه ل يكن الحتراز منه‬
‫فعفي عنه كما عفي عن دم الباغيث فإن دبغ جلد اليتة وعليه شعر فقد قال ف الم ل يطهر لن‬
‫الدباغ ل يؤثر ف تطهيه‬
‫وروى الربيع بن سليمان اليزي عنه أنه يطهر لنه شعر نابت على جلد ) طاهر ( فكان كاللد‬
‫ف الطهارة كشعر اليوان ف حال الياة وإن جز الشعر من اليوان نظرت فإن كان من حيوان‬
‫يؤكل ل ينجس لن الز ف الشعر كالذبح ف اليوان ولو ذبح اليوان ل ينجس فكذلك إذا جز‬
‫شعره وإن كان من حيوان ل يؤكل فحكمه حكم اليوان ولو ذبح اليوان كان ميتة فكذلك إذا‬
‫جز شعره وجب أن يكون ميتة‬
‫فصل ف العظم والسن وغيها فأما العظم والسن والقرن والظلف والظفر ففيه طريقان من‬
‫أصحابنا من قال هو كالشعر والصوف لنه ل يس ول يأل‬
‫ومنهم من قال ينجس ) ذلك ( قول واحدا‬
‫فصل ف اللب الصائبة بضرع اليتة وأما اللب ف ضرع الشاة اليتة فهو نس لنه ملق للنجاسة‬
‫فهو كاللب ف إناء نس وأما البيض ف جوف الدجاجة اليتة فإن ل يتصلب قشره فهو كاللب وإن‬
‫تصلب قشره ل ينجس كما لو وقعت بيضة ف شيء نس‬
‫فصل ف اليوان الذبوح إذا ذبح حيوان يؤكل ل ينجس بالذبح شيء من أجزائه ويوز النتفاع‬
‫بلده وشعره وعظمه ما ل يكن عليها ناسة لنه جزء طاهر من حيوان ) طاهر ( مأكول فجاز‬
‫النتفاع به بعد الذكاة كاللحم‬
‫وإن ذبح حيوان ل يؤكل نس بذبه كما ينجس بوته لنه ذبح ل يبيح أكل اللحم فنجس به‬
‫كما ينجس بالوت كذبح الوسي‬
‫فصل ف النية من الذهب والفضة ويكره استعمال أوان الذهب والفضة لا روى حذيفة بن‬
‫اليمان رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تشربوا ف آنية ) الذهب ( والفضة ول‬
‫تأكلوا ف صحافهما فإنا لم ف الدنيا ولكم ف الخرة وهل يكره كراهية تنية أو تري قولن‬
‫قال ف القدي كراهية تنية لنه إنا نى عنه للسرف واليلء والتشبه بالعاجم وهذا ل يوجب‬
‫التحري‬
‫وقال ف الديد يكره كراهية تري وهو الصحيح لقوله صلى ال عليه وسلم الذي يشرب ف آنية‬
‫الفضة إنا يرجر ف جوفه نار جهنم فتوعد عليه بالنار فدل على أنه مرم وإن توضأ منه صح‬
‫الوضوء لن النع ل يتص بالطهارة فأشبه الصلة ف الدار الغصوبة ولن الوضوء هو جريان الاء‬
‫على العضاء وليس ف ذلك معصية وإنا العصية ف استعمال الظرف دون ما فيه فإن أكل أو‬
‫شرب منه ل يكن الأكول والشروب حراما لن النع لجل الظرف دون ما فيه‬
‫وأما اتاذها ففيه وجهان أحدها أنه يوز لن الشرع ورد بتحري‬
‫____________________‬

‫الستعمال دون التاذ الثان ل ) يوز ( وهو الصح لن ما ل يوز استعماله ل يوز اتاذه‬
‫كالطنبور والببط‬
‫وأما أوان البلور والفيوزج وما أشبههما من الجناس الثمنة ففيه قولن روى حرملة أنه ل يوز‬
‫لنه أعظم ف السرف من الذهب والفضة فهو بالتحري أول‬
‫وروى الزن أنه يوز وهو الصح لن السرف فيه غي ظاهر لنه ل يعرفه إل الواص من الناس‬
‫فصل ف الضبب بالذهب أو الفضة وأما الضبب بالذهب فإنه يرم قليله وكثيه لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ف الذهب والرير إن هذين حرام على ذكور أمت حل لناثها فإن اضطر إليه جاز لا‬
‫روي أن عرفجة بن أسعد أصيب أنفه يوم الكلب فاتذ أنفا من ورق فأنت عليه فأمره النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يتخذا أنفا من ذهب وأما الضبب بالفضة فقد اختلف أصحابنا فيه فمنهم من‬
‫قال إن كان قليل للحاجة ل يكره لا روى أنس ) بن مالك ( أن قدح النب صلى ال عليه وسلم‬
‫انكسر فاتذ مكان الشفة سلسلة من فضة‬
‫وإن كان للزينة كره لنه غي متاج إليه ول يرم لا روى أنس قال كان نعل سيف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم من فضة وقبيعة سيفه من فضة وما بي ذلك حلق الفضة‬
‫وإن كان كثيا للحاجة كره لكثرته ول يرم للحاجة وإن كان كثيا للزينة حرم لقول ابن عمر ل‬
‫يتوضأ ول يشرب من قدح فيه حلقة من فضة أو ضبة من فضة وعن عائشة رضي ال عنها أنا‬
‫نت أن تضبب القداح بالفضة‬
‫ومن أصحابنا من قال يرم ف موضع الشرب لنه يقع الستعمال به ول يرم فيما سواه لنه ل‬
‫يقع به الستعمال‬
‫ومنهم من قال يكره ول يرم لديث أنس ف سيف رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فصل ف أوان الشركي وثيابم ويكره استعمال أوان الشركي وثيابم لا روى أبو ثعلبة الشن‬
‫قال قلت يا رسول ال إنا بأرض أهل الكتاب ونأكل ف آنيتهم فقال ل تأكلوا ف آنيتهم إل إن ل‬
‫تدوا عنها بدا فاغسلوها بالاء ث كلوا فيها ولنم ل يتنبون النجاسة فكره لذلك‬
‫فإن توضأ من أوانيهم نظرت فإن كانوا من ل يتدينون باستعمال النجاسة صح الوضوء لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم توضأ من مزادة مشركة وتوضأ عمر من جرة نصران ولن الصل ف‬
‫أوانيهم الطهارة‬
‫وإن كانوا من‬
‫____________________‬

‫يتدينون باستعمال النجاسة ففيه وجهان أحدها أنه يصح الوضوء لن الصل ف أوانيهم الطهارة‬
‫والثان ل يصح لنم يتدينون باستعمال النجاسة كما يتدين السلمون بالاء الطاهر‬
‫فالظاهر من أوانيهم وثيابم النجاسة‬
‫ويستحب تغطية الناء لا روى أبو هريرة قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بتغطية الناء‬
‫وإيكاء السقاية‬
‫باب السواك السواك سنة لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ويستحب ف ثلثة أحوال أحدها عند القيام للصلة لا روت‬
‫عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال صلة بسواك خي من سبعي صلة بغي‬
‫سواك‬
‫والثان عند اصفرار السنان لا روى العباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال استاكوا ل تدخلوا‬
‫علي قلحا‬
‫والثالث عند تغي الفم وذلك قد يكون من النوم وقد يكون بالزم وهو ترك الكل وقد يكون‬
‫بأكل شيء يتغي به الفم لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك وإنا استاك لن النائم ينطبق فمه ويتغي وهذا العن‬
‫موجود ف كل ما يتغي به الفم فوجب أن يستحب له السواك‬
‫ول يكره إل ف حالة واحدة وهو للصائم بعد الزوال لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال للوف الصائم أطيب عند ال من ريح السك والسواك يقطع ذلك فوجب أن يكره‬
‫ولنه أثر عبادة مشهود له بالطيب فكره إزالته كدم الشهداء‬
‫والستحب أن يستاك عرضا لقوله صلى ال عليه وسلم استاكوا عرضا وادهنوا غبا واكتحلوا‬
‫وترا‬
‫____________________‬

‫والستحب أل يستاك بعود رطب ل يقلع ) الصفرة ( ول بيابس يرح اللثة بل يستاك بعود بي‬
‫عودين وبأي شيء استاك ما يقلع القلح ويزيل التغي كالرقة الشنة وغيها أجزأه لنه يصل به‬
‫القصود وإن أمر إصبعه على أسنانه ل يزئه لنه ل يسمى سواكا‬
‫فصل ف الظافر ويستحب أن يقلم الظافر ويغسل الباجم ويقص الشارب وينتف البط ويلق‬
‫العانة لا روى عمار بن ياسر أن النب صلى ال عليه وسلم قال الفطرة عشرة الضمضة‬
‫والستنشاق والسواك وقص الشارب وتقليم الظافر وغسل الباجم ونتف البط والنتضاح‬
‫بالاء والتان والستحداد‬
‫فصل ف حكم التان ويب التان لقوله عز وجل } أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا { وروي أن‬
‫إبراهيم عليه السلم اختت بالقدوم ولنه لو ل يكن واجبا لا كشفت له العورة لن كشف العورة‬
‫مرم فلما كشفت له العورة دل على وجوبه‬
‫باب نية الوضوء الطهارة ضربان طهارة عن حدث وطهارة عن نس فأما الطهارة عن النجس فل‬
‫تفتقر إل النية لنا من باب التروك فلم تفتقر إل النية كترك الزنا والمر واللواط والغصب‬
‫والسرقة وأما الطهارة عن الدث فهي الوضوء والغسل والتيمم فإنه ل يصح شيء منها إل بالنية‬
‫لقوله صلى ال عليه وسلم إنا العمال بالنيات وإنا لكل امرىء ما نوى ولنا عبادة مضة‬
‫طريقها الفعال فلم تصح من غي نية كالصلة‬
‫فصل ف وجوب النية ويب أن ينوي بقلبه لن النية هي القصد تقول العرب نواك ال بفظه أي‬
‫قصدك ال بفظه فإن تلفظ بلسانه وقصد بقلبه فهو آكد‬
‫فصل الفضل ف مل النية والفضل أن ينوي من أول الوضوء إل أن يفرغ منه وأن يكون‬
‫مستديا للنية فإن نوى عند غسل الوجه ث عزبت نيته أجزأه لنه أول فرض‬
‫فإذ نوى عنده اشتملت النية على جيع الفروض وإن عزبت نيته عند الضمضة قبل أن يغسل شيئا‬
‫من وجهه ففيه وجهان أحدها يزئه لنه فعل راتب ف الوضوء ل يتقدمه فرض فإذا عزبت النية‬
‫عنده أجزأه كغسل الوجه‬
‫والثان ل تزئه وهو الصح لن نيته عزبت قبل الفرض فأشبه إذا عزبت عند غسل الكف‬
‫وما قاله الول يبطل بغسل الكف فإنه فعل راتب ف الوضوء ل يتقدمه فرض ث إذا عزبت النية‬
‫عنده ل تزئه‬
‫فصل ف صفة النية وصفة النية أن ينوي رفع الدث أو الطهارة من الدث وأيهما نوى أجزأه‬
‫لنه نوى القصود وهو رفع الدث فإن نوى الطهارة‬
‫____________________‬

‫الطلقة ل تزئه لن الطهارة قد تكون عن حدث وقد تكون عن نس فلم تصح بنية مطلقة وإن‬
‫نوى الطهارة للصلة أو لمر ل يستباح إل بالطهارة كمس الصحف ونوه أجزأه لنه ل يستباح‬
‫مع الدث فإذا نوى الطهارة لذلك تضمنت نيته رفع الدث فإن نوى الطهارة لقراءة القرآن‬
‫واللوس ف السجد وغي ذلك ما يستحب له الطهارة ففيه وجهان أحدها أنه ل تزئه لنه‬
‫يستباح من غي طهارة فأشبه ما إذا توضأ للبس الثوب‬
‫والثان تزئه لنه يستحب له أل يفعل ذلك وهو مدث فإذا نوى الطهارة لذلك تضمنت نيته رفع‬
‫الدث وإن نوى بطهارته رفع الدث والتبد والتنظف صح وضوءه على النصوص ف البويطي‬
‫لنه نوى رفع الدث وضم إليه ما ل ينافيه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يصح وضوءه لنه أشرك ف النية بي القربة وبي غيها‬
‫وإن أحدث أحداثا ونوى رفع حدث منها ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه يصح وضوءه لن الحداث‬
‫تتداخل فإذا ارتفع واحد ارتفع الميع‬
‫والثان أنه ل يصح لنه ل ينو رفع جيع الحداث‬
‫والثالث أنه إن نوى به رفع الدث الول صح وإن نوى رفع ما بعده ل يصح لن الذي أوجب‬
‫الطهارة هو الول دون ما بعده والول أصح وإن نوى أن يصلي به صلة وأل يصلي غيها ففيه‬
‫ثلثة أوجه أحدها أنه ل يصح وضوءه لنه ل ينو كما أمر‬
‫والثان يصح لن نيته للصلة تضمنت رفع الدث ونيته أل يصلي غيها لغو‬
‫والثالث أنه يصح لا نوى اعتبارا بنيته وإن نوى نية صحيحة ث غي النية ف بعض العضاء بأن‬
‫ينوي بغسل الرجل التبد أو التنظف ول يضر نية الوضوء ل يصح ما غسله للتبد والتنظف‬
‫وإن حضرته نية الوضوء وأضاف إليها نية التبد فعلى ما ذكرت من اللف‬
‫باب صفة الوضوء الستحب أل يستعي ف وضوئه بغيه لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال إنا ل نستعي على الوضوء بأحد فإن ستعان بغيه جاز لا روي أن أسامة والغية والربيع بنت‬
‫معوذ بن عفراء صبوا على النب صلى ال عليه وسلم الاء فتوضأ وإن أمر غيه حت وضأه ونوى‬
‫هو أجزأه لن فعله غي مستحق ف الطهارة أل ترى أنه لو وقف تت ميزاب فجرى الاء عليه‬
‫ونوى الطهارة أجزأه‬
‫فصل استحباب التسمية على الوضوء ويستحب أن يسمى ال تعال على الوضوء لا روى أبو‬
‫هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال من توضأ وذكر سم ال تعال عليه كان طهورا لميع‬
‫بدنه فإن نسي التسمية ف أولا وذكرها ف أثنائها أتى با حت ل يلو الوضوء من سم ال عز‬
‫وجل وإن تركها عمدا أجزأه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫من توضأ ول يذكر سم ال عليه كان طهورا لا مر عليه الاء‬
‫فصل ف غسل الكفي ث يغسل كفيه ثلثا لن عثمان وعليا كرم ال وجههما وصفا وضوء‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فغسل اليد ثلثا ث ينظر فإن ل يقم من النوم فهو باليار إن شاء‬
‫غمس يده ث غسل وإن شاء أفرغ الاء على يده ث غمس فإن قام من النوم فالستحب أل يغمس‬
‫يده حت يغسلها لقوله صلى ال عليه وسلم إذا ستيقظ أحدكم من نومه فل يغمس يده ف الناء‬
‫حت يغسلها ثلثا فإنه ل يدري أين باتت يده فإن خالف وغمس ل يفسد الاء لن الصل الطهارة‬
‫فل يزال اليقي بالشك‬
‫فصل ف الضمضة والستنشاق ث يتمضمض ويستنشق والضمضة أن يعل الاء ف فيه ويديره فيه‬
‫ث يجه ولستنشاق أن يعل الاء ف أنفه ويده بنفسه إل خياشيمه ث يستنثر لا روى عمر بن‬
‫عبسة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ما منكم من أحد يقرب وضوءه ث‬
‫يتمضمض ث يستنشق ويستنثر إل جرت خطايا فيه وخياشيمه مع الاء‬
‫والستحب أن يبالغ فيهما لقوله عليه الصلة والسلم للقيط بن صبة أسبغ الوضوء وخلل بي‬
‫الصابع وبالغ ف لستنشاق إل أن تكون صائما ول يستقصي ف البالغة فيكون سعوطا فإن كان‬
‫صائما ل يبالغ للخب وهل يمع بينهما أو يفصل قال ف الم يمع لن علي بن أب طالب عليه‬
‫السلم وصف وضوء رسول ال صلى ال عليه وسلم فتمضمض مع لستنشاق‬
‫____________________‬

‫باء واحد وقال ف البويطي يفصل بينهما لا روى طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده قال رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يفصل بي الضمضة ولستنشاق ولن الفصل أبلغ ف النظافة‬
‫فكان أول‬
‫وختلف أصحابنا ف كيفية المع والفصل‬
‫فقال بعضهم على قوله ف الم يغرف غرفة واحدة فيتمضمض منها ثلثا ويستنشق منها ثلثا‬
‫ويبدأ بالضمضة وعلى رواية البويطي يغرف غرفة فيتمضمض منها ثلثا ث يغرف غرفة أخرى‬
‫فيستنشق منها ثلثا‬
‫وقال بعضهم على قوله ف الم يغرف غرفة فيتمضمض منها ويستنشق ث يغرف غرفة أخرى‬
‫فيتمضمض منها ويستنشق ث يغرف غرفة ثالثة فيتمضمض منها ويستنشق فيجمع ف كل غرفة‬
‫بي الضمضة ولستنشاق‬
‫وعلى رواية البويطي يأخذ ثلث غرفات للمضمضة وثلث غرفات للستنشاق‬
‫والول أشبه بكلم الشافعي رحه ال لنه قال يغرف غرفة لفيه وأنفه‬
‫والثان أصح لنه أمكن‬
‫فإن ترك الضمضة ولستنشاق جاز لقوله صلى ال عليه وسلم للعراب توضأ كما أمرك ال‬
‫وليس فيما أمر ال تعال الضمضة ول لستنشاق ولنه عضو باطن دونه حائل معتاد فل يب‬
‫غسله كالعي‬
‫فصل ف غسل العي ول تغسل العي ومن أصحابنا من قال يستحب غسلها لن بن عمر رضي‬
‫ال عنهما كان يغسل عينه حت عمي والول أصح لنه ل ينقل ذلك عن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قول ول فعل فدل على أنه ليس بسنون ولن غسلها يؤدي إل الضرر‬
‫فصل ف غسل الوجه وحده ث يغسل وجهه وذلك فرض لقوله تعال } فاغسلوا وجوهكم {‬
‫والوجه ما بي منابت شعر الرأس إل الذقن ومنتهى اللحيي طول ومن الذن إل الذن عرضا‬
‫ولعتبار بالنابت العتادة ل بن تصلع الشعر عن ناصيته ول بن نزل الشعر إل جبهته وف موضع‬
‫التحذيف وجهان قال أبو العباس هو من الوجه لنم أنزلوه من الوجه‬
‫وقال أبو إسحاق هو من الرأس لن ال عز وجل خلقه من الرأس فل يصي وجها بفعل الناس‬
‫فإن كان ملتحيا نظرت فإن كانت ليته خفيفة ل تستر البشرة وجب غسل الشعر والبشرة للية‬
‫وإن كانت كثيفة تستر البشرة وجب إفاضة الاء على الشعر لن الواجهة تقع به ول يب غسل‬
‫ما تته لا روى بن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ فغرف غرفة وغسل‬
‫با وجهه‬
‫وبغرفة واحدة ل يصل الاء إل ما تت الشعر مع كثافة اللحية ولنه باطن دونه حائل معتاد فهو‬
‫كداخل الفم والنف‬
‫والستحب أن يلل ليته لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم كان يلل ليته فإن كان بعضها‬
‫خفيفا وبعضها كثيفا غسل ما تت الفيف وأفاض الاء على الكثيف‬
‫ول يب غسل ما تت الشعر الكثيف ف الوضوء إل ف خسة مواضع الاجب والشارب‬
‫والعنفقة والعذار واللحية الكثة للمرأة لن الشعر ف هذه الواضع يف ف العادة وإن كثف ل‬
‫يكن إل نادرا فلم يكن له حكم‬
‫فإن سترسلت اللحية ونزلت عن حد الوجه ففيها قولن أحدها ل تب إفاضة الاء عليها لنه‬
‫شعر ل يلقي مل الفرض فلم يكن مل للفرض كالذؤابة‬
‫والثان يب لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم رأى رجل غطى ليته فقال كشف ليتك فإنا‬
‫من الوجه ولنه شعر ظاهر نابت على بشرة الوجه فأشبه شعر الد‬
‫فصل ف غسل اليدين ث يغسل يديه وهو فرض لقوله تعال } وأيديكم إل الرافق { ويستحب أن‬
‫يبدأ باليمن ث باليسرى لا روى أبو هريرة بيامنكم فإن بدأ باليسرى أجزأ لقوله تعال } وأيديكم‬
‫إل الرافق {‬
‫____________________‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا توضأت فبدءوا ولو وجب الترتيب فيهما لا‬
‫جع بينهما‬
‫ويب إدخال الرفقي ف الغسل لا روى جابر رضي ال عنه قال كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا توضأ أمر الاء على مرفقيه وإن طالت أظافيه وخرجت عن رؤوس الصابع ففيه طريقان‬
‫قال أبو علي بن خيان يب غسلها قول واحدا لن ذلك نادر‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن كاللحية السترسلة‬
‫وإن كان له إصبع زائدة أو كف زائد لزمه غسلها لنه ف مل الفرض فإن كانت له يدان‬
‫متساويتان على منكب أو مرفق لزمه غسلهما لوقوع سم اليد عليهما وإن كانت إحداها تامة‬
‫والخرى ناقصة فالتامة هي الصلية وينظر ف الناقصة فإن كانت خلقت على مل الفرض لزمه‬
‫غسلها كالصبع الزائدة وإن خلقت على العضد ول تاذ مل الفرض ل يلزمه غسلها وإن حاذت‬
‫بعض مل الفرض لزمه غسل ما حاذى منها مل الفرض لن سم اليد يقع عليهما وإن تقلع جلد‬
‫من الذراع وتدل منها لزمه غسله لنه ف مل الفرض وإن تقلع من الذراع وبلغ التقلع إل‬
‫العضد ث تدل منه ل يلزمه غسله لنه صار من العضد وإن تقلع من العضد وتدل منه ل يلزمه‬
‫غسله لنه جلد تدل من غي مل الفرض وإن تقلع من العضد وبلغ التقلع إل الذراع ث تدل منه‬
‫لزمه غسله لنه صار من الذراع وإن تقلع من أحدها ولتحم بالخر لزمه غسل ما حاذى منه‬
‫مل الفرض لنه بنلة اللد الذي على الذراع إل العضد فإن كان ذلك متجافيا عن ذراعه لزمه‬
‫غسل ما تته وإن كان أقطع اليد ول يبق من مل الفرض شيء فل فرض عليه والستحب أن يس‬
‫ما بقي من اليد ماء حت ل يلو العضو من الطهارة وإن ل يقدر القطع على الوضوء ووجد من‬
‫يوضئه بأجرة الثل لزمه كما يلزمه شراء الاء بثمن الثل وإن ل يد صلى وأعاد كما لو ل يد ماء‬
‫ول ترابا وإن توضأ ث قطعت يده ل يلزمه غسل ما ظهر بالقطع من الدث وكذلك لو مسح‬
‫شعر رأسه ث حلقه ل يلزمه مسح ما ظهر لن ذلك ليس ببدل عما تته فلم يلزمه بظهوره طهارة‬
‫كما لو غسل يده ث كشط جلده فإن أحدث بعد ذلك لزمه غسل ما ظهر بالقطع لنه صار‬
‫ظاهرا وإن حصل ف يده ثقب لزمه غسل باطنه لنه صار ظاهرا‬
‫فصل ف مسح الرأس ث يسح برأسه وهو فرض لقوله تعال } وامسحوا برؤوسكم {‬
‫والرأس ما شتمل عليه منابت الشعر العتاد والنعتان منه لنه ف ست الناصية والصدغ من‬
‫الرأس لنه من منابت شعره‬
‫والواجب منه أن يسح ) منه ( ما يقع عليه سم السح وإن قل‬
‫وقال أبو العباس بن القاص أقله ثلث شعرات كما نقول ف اللق ف الحرام‬
‫والذهب أنه ل يتقدر لن ال تعال أمر بالسح وذلك يقع على القليل والكثي‬
‫والستحب أن يسح جيع الرأس فيأخذ الاء بكفيه ث يرسله ث يلصق طرف سبابته بطرف سبابته‬
‫الخرى ث يضعهما على مقدم رأسه ويضع إباميه على صدغيه ث يذهب بما إل قفاه ث يردها‬
‫إل الكان الذي بدأ منه لا روي أن عبد ال بن زيد رضي ال عنه وصف وضوء رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فمسح رأسه بيديه فأقبل بما وأدبر بدأ بقدم رأسه ث ذهب بما إل قفاه ولن‬
‫منابت شعر الرأس متلفة ففي ذهابه يستقبل الشعر الذي على مقدم رأسه فيقع السح على باطن‬
‫الشعر دون ظاهره ول يستقبل الشعر من مؤخر رأسه فيقع السح على ظاهر الشعر فإذا رد يديه‬
‫حصل السح على ما ل يسحه ف ذهابه فإن كان عليه شعر فمسح الشعر أجزأه وإن مسح‬
‫البشرة أجزأه لن الميع يسمى رأسا وإن كان له ذؤابة قد نزلت عن الرأس فمسح ما نزل منها‬
‫عن الرأس ل يزئه لنه ل يقع عليها سم الرأس وإن كان له شعر مسترسل عن منبته ول ينل عن‬
‫مل الفرض‬
‫____________________‬

‫فمسح أطرافه أجزأه لن سم الرأس يتناوله‬


‫ومن أصحابنا من قال ل يزئه لنه مسح على شعر ف غي منبته فهو كطرف الذؤابة وليس بشيء‬

‫وإن كان على رأسه عمامة ول يرد نزعها مسح بناصيته والستحب أن يتمم السح بالعمامة لا‬
‫روى الغية بن شعبة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ ومسح بناصيته وعلى‬
‫عمامته فإن قتصر على مسح العمامة ل يزئه لنا ليست برأس ولنه عضو ل تلحق الشقة ف‬
‫إيصال الاء إليه فل يوز السح على حائل منفصل عنه كالوجه واليد‬
‫فصل ف مسح الذني ث يسح أذنيه ظاهرها وباطنهما لا روى القدام بن معدي كرب أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مسح برأسه وأذنيه ظاهرها وباطنهما وأدخل أصبعيه ف جحري أذنيه‬
‫ويكون ذلك باء جديد غي الاء الذي مسح به الرأس لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫مسح رأسه وأمسك مسبحتيه بأذنيه‬
‫ولنه عضو تيز عن الرأس ف لسم واللقة فل يتبعه ف الطهارة كسائر العضاء‬
‫قال ف الم والبويطي ويأخذ لصماخيه ماء جديدا غي الاء الذي مسح به ظاهر الذن وباطنه لن‬
‫الصماخ ف الذن كالفم والنف ف الوجه فكما أفرد الفم والنف عن الوجه بالاء فكذلك‬
‫الصماخ ف الذن فإن ترك مسح الذن جاز لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال للعراب‬
‫توضأ كما أمرك ال وليس فيما أمر ال تعال مسح الذني‬
‫فصل ف غسل الرجلي ث يغسل رجليه وهو فرض لا روى جابر قال أمرنا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا توضأنا أن نغسل أرجلنا ويب إدخال الكعبي ف الغسل لقوله تعال } وأرجلكم‬
‫إل الكعبي { قال أهل التفسي مع الكعبي والكعبان ها العظمان الناتئان عند مفصل الساق‬
‫والقدم والدليل عليه ما روى النعمان بن بشي رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم أقبل‬
‫علينا بوجهه وقال أقيموا صفوفكم فلقد رأيت الرجل ) منا ( يلصق كعبه بكعب صاحبه ومنكبه‬
‫بنكبه فدل على أن الكعب ما قلناه‬
‫ويستحب أن يبدأ باليمن قبل اليسرى لا ذكرناه ف اليد فإن كانت أصابعه منفرجة فالستحب أن‬
‫يلل بي أصابعه لقوله صلى ال عليه وسلم للقيط بن صبة خلل بي الصابع وإن كانت ملتفة ل‬
‫يصل الاء إليها إل بالتخليل وجب التخليل لقوله صلى ال عليه وسلم خللوا بي أصابعكم ل‬
‫يلل ال بينها بالنار والستحب أن يغسل فوق الرفقي وفوق الكعبي لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫تأت أمت يوم القيامة غرا مجلي من آثار الوضوء فمن ستطاع أن يطيل غرته فليفعل‬
‫فصل والستحب أن يتوضأ ثلثا والستحب أن يتوضأ ثلثا ثلثا لا روى أب بن كعب رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ مرة مرة ث قال هذا وضوء ل يقبل ال الصلة إل به ث‬
‫توضأ مرتي مرتي ث قال من توضأ مرتي آتاه ال أجره مرتي ث توضأ ثلثا ثلثا وقال هذا‬
‫وضوئي ووضوء النبياء قبلي ووضوء خليلي إبراهيم عليه السلم فإن قتصر على مرة وأسبغ‬
‫أجزأه لقوله صلى ال عليه وسلم هذا وضوء ل يقبل ال الصلة إل به فإن خالف بي العضاء‬
‫فغسل بعضها مرة وبعضها مرتي وبعضها ثلثا جاز لا روى عبد ال بن زيد أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلثا ويديه مرتي فإن زاد على الثلث كره لا روى عمرو بن‬
‫شعيب عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم توضأ ثلثا ثلثا ث قال هذا الوضوء فمن‬
‫زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم‬
‫ث يسح برأسه ث يغسل رجليه وحكى أبو العباس بن القاص قول آخر أنه إن نسي الترتيب جاز‬
‫والشهور هو الول والدليل عليه قوله عز وجل } فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إل الرافق {‬
‫فأدخل السح بي الغسلي‬
‫____________________‬

‫فصل ف وجوب ترتيب الوضوء ويب أن يرتب الوضوء فيغسل وجهه ث يديه وقطع النظي عن‬
‫النظي فدل على أنه قصد إياب الترتيب ولنا عبادة تشتمل على أفعال متغايرة يرتبط بعضها‬
‫ببعض فوجب فيها الترتيب كالصلة والج فإن غسل أربعة أنفس أعضاءه الربعة دفعة واحدة ل‬
‫يزئه إل غسل الوجه لنه ل يرتب‬
‫وإن غتسل وهو مدث من غي ترتيب ونوى الوضوء ففيه وجهان أحدها أنه يزئه لنه إذا جاز‬
‫ذلك عن الدث العلى فلن يوز عن الدث الدن أول‬
‫والثان ل يزئه وهو الصح لنه أسقط ترتيبا واجبا بفعل ما ليس بواجب‬
‫فصل ف الوالة بي أعضائه ويوال بي أعضائه فإن فرق تفريقا يسيا ل يضر لنه ل يكن‬
‫الحتراز منه وإن فرق تفريقا كثيا وهو بقدر ما يف الاء على العضو ف زمان معتدل ففيه‬
‫قولن قال ف القدي ل يزئه لنه عبادة يبطلها الدث فأبطلها التفريق كالصلة‬
‫وقال ف الديد يزئه لنا عبادة ل يبطلها التفريق القليل فل يبطلها التفريق الكثي كتفرقة الزكاة‬

‫فإذا قلنا إنه يوز فهل يلزمه ستئناف النية فيه وجهان أحدها أنه يلزمه لنا نقطعت بطول الزمان‬

‫والثان ل يستأنف لنه ل يقطع حكم النية فلم يلزمه لستئناف‬


‫فصل ف الذكر عقب الوضوء والستحب لن فرغ من الوضوء أن يقول أشهد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله لا روى عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من توضأ فأحسن وضوءه ث قال أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له وأن ممدا‬
‫عبده ورسوله صادقا من قلبه فتح ال له ثانية أبواب من النة يدخلها من أي باب شاء ويستحب‬
‫أن يقول أيضا سبحانك اللهم وبمدك أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك لا روى أبو‬
‫سعيد الدري أن النب صلى ال عليه وسلم قال من توضأ وقال سبحانك اللهم وبمدك أشهد‬
‫أن ل إله إل أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب ف رق ث طبع بطابع فلم يفتح إل يوم القيامة‬
‫ويستحب لن توضأ أل ينفض يده لقوله صلى ال عليه وسلم إذا توضأت فل تنفضوا أيديكم‬
‫فصل هل ينشف أعضاءه ويستحب أل ينشف أعضاءه من بلل الوضوء لا روت ميمونة رضي ال‬
‫عنها قالت أدنيت لرسول ال صلى ال عليه وسلم غسل من النابة فأتيته بالنديل فرده ولنه أثر‬
‫عبادة فكان تركه أول فإن تنشف جاز لا روى قيس بن سعد رضي ال عنهما قال أتانا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فوضعنا له غسل فغتسل ث أتيناه بلحفة ورسية فلتحف با فكأن أنظر إل‬
‫أثر الورس على عكنه‬
‫فصل ف فروض الوضوء وسننه والفرض ما ذكرناه أشياء النية وغسل الوجه وغسل اليدين‬
‫ومسح بعض الرأس وغسل الرجلي والترتيب وأضاف إليه ف القدي الوالة فجعله سبعا‬
‫وسننه ثنتا عشرة التسمية وغسل الكفي والضمضة ولستنشاق وتليل اللحية الكثة ومسح جيع‬
‫الرأس ومسح الذني وإدخال الاء ف صماخي أذنيه وتليل أصابع الرجلي وتطويل الغرة‬
‫ولبتداء باليامن والتكرار‬
‫وزاد أبو العباس بن القاص مسح العنق بعد مسح الذني فجعلها ثلث عشرة وزاد غيه أن‬
‫يدعو على وضوئه فيقول عند غسل الوجه اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه وعلى غسل اليد‬
‫اللهم أعطن كتاب بيمين ول تعطن بشمال وعلى مسح الرأس اللهم حرم شعري وبشري على‬
‫النار وعلى مسح الذن اللهم جعلن من الذين يستمعون القول‬
‫____________________‬

‫فيتبعون أحسنه وعلى غسل الرجلي اللهم ثبت قدمي على الصراط الستقيم فجعلها أربع عشرة‬
‫وبال التوفيق‬
‫باب السح على الفي يوز السح على الفي ف الوضوء لا روى الغية بن شعبة رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم مسح على الفي فقلت يا رسول ال نسيت فقال بل أنت نسيت‬
‫بذا أمرن رب ولن الاجة تدعو إل لبسه وتلحق الشقة ف نزعه فجاز السح عليه كالبائر ول‬
‫يوز ذلك ف غسل النابة لا روى صفوان بن عسال الرادي رضي ال عنه قال كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يأمرنا إذا كنا مسافرين أو سفرا أل ننع خفافنا ثلثة أيام ولياليهن إل من‬
‫جنابة لكن من غائط أو بول أو نوم ث ندث بعد ذلك وضوءا ولن غسل النابة يندر فل تدعو‬
‫الاجة فيه إل السح على الف فلم يز‬
‫فصل ف توقيت السح وهل هو موقت أم ل فيه قولن قال ف القدي غي مؤقت لا روى أب بن‬
‫عمارة قال قلت يا رسول ال أمسح على الف قال نعم قلت يوما قال ويومي قلت وثلثة قال‬
‫نعم وما شئت وروي ) وما بدا لك ( وروي حت بلغ سبعا قال ) نعم وما بدا لك ( ولنه مسح‬
‫بالاء فلم يتوقت كمسح البائر ورجع عنه قبل أن يرج إل مصر وقال يسح القيم يوما وليلة‬
‫والسافر ثلثة أيام ولياليهن لا روى علي بن أب طالب كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم جعل للمسافر أن يسح ثلثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما وليلة ولن الاجة ل تدعو إل‬
‫أكثر من يوم وليلة للمقيم وإل أكثر من ثلثة أيام ولياليهن للمسافر فلم تز الزيادة عليه‬
‫وإن كان السفر معصية ل يز أن يسح أكثر من يوم وليلة لن ما زاد يستفيده بالسفر والسفر‬
‫معصية فل يوز أن يستفاد با رخصة ويعتب ابتداء الدة من حي يدث بعد لبس الف لنا‬
‫عبادة مؤقتة فاعتب أول وقتها من حي جواز فعلها كالصلة‬
‫فصل ف السح ف السفر والضر فإن لبس الف ف الضر وأحدث ومسح ث سافر أت مسح‬
‫مقيم لنه بدأ بالعبادة ف الضر فلزمه حكم الضر كما لو أحرم بالصلة ف الضر ث سافر وإن‬
‫أحدث ف الضر ث سافر ومسح ف السفر قبل خروج وقت الصلة أت مسح مسافر من حي‬
‫أحدث ف الضر لنه بدأ بالعبادة ف السفر فثبت له رخصة السفر‬
‫وإن سافر بعد خروج وقت الصلة ث مسح ففيه وجهان قال أبو إسحاق يتم مسح مقيم لن‬
‫خروج وقت الصلة عنه ف الضر بنلة دخوله ف الصلة ف وجوب التام فكذلك ف السح‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يتم مسح مسافر لنه تلبس بالسح وهو مسافر فهو كما لو سافر قبل‬
‫خروج الوقت ويالف الصلة لن الصلة تفوت وتقضى فإذا فاتت ف الضر ثبتت ف الذمة‬
‫صلة الضر فلزمه قضاؤها والسح ل يفوت ول يثبت ف الذمة فصار كالصلة قبل فوات‬
‫الوقت‬
‫وإن أحدث ف السفر ومسح ث أقام أت مسح مقيم وقال الزن إن مسح يوما وليلة مسح ثلث‬
‫يومي وليلتي وهو ثلثا يوم وليلة لنه لو مسح ث أقام ف الال مسح ثلث ما بقي له وهو يوم‬
‫وليلة فإذا بقي له يومان وليلتان وجب أن يسح ثلثهما ووجه الذهب أنه عبادة تتغي بالسفر‬
‫والضر فإذا اجتمع فيها السفر والضر غلب حكم الضر ول يقسط عليهما كالصلة‬
‫وإن شك هل مسح ف الضر أو ف السفر بن المر على أنه مسح ف الضر لن الصل غسل‬
‫الرجلي والسح رخصة بشرط فإذا ل يتيقن شرط الرخصة رجع إل أصل الفرض وهو الغسل‬
‫وإن شك هل أحدث ف وقت الظهر أو ف وقت العصر بن المر على أنه أحدث ف وقت الظهر‬
‫لن الصل غسل الرجلي فل يوز السح إل فيما تيقنه‬
‫وإن لبس خفيه فأحدث ومسح وصلى الظهر والعصر والغرب والعشاء ث شك هل كان مسحه‬
‫قبل الظهر‬
‫____________________‬

‫أو بعده بن المر ف الصلة ) على ( أنه صلها قبل السح فتلزمه العادة لن الصل بقاؤها ف‬
‫ذمته وبن المر ف الدة أنا من الزوال ليجع إل الصل وهو غسل الرجلي‬
‫فصل ف صفة الف ويوز السح على كل خف صحيح يكن متابعة الشي عليه سواء كان من‬
‫اللود أو اللبود أو الرق أو غيها‬
‫فأما الف الخرق ففيه قولن‬
‫قال ف القدي إن كان الرق ل ينع متابعة الشي عليه جاز السح عليه لنه خف يكن متابعة‬
‫الشي عليه فأشبه الصحيح‬
‫وقال ف الديد‬
‫إن ظهر من ) الرجل ( شيء ل يز السح عليه لن ما انكشف حكمه الغسل وما استتر حكمه‬
‫السح والمع بينهما ل يوز فغلب حكم الغسل كما لو انكشفت إحدى الرجلي واستترت‬
‫الخرى‬
‫وإن ترقت الظهارة فإن كانت البطانة صفيقة جاز السح عليه وإن كانت تشف ل يز لنه‬
‫كالكشوف‬
‫وإن لبس خفا له شرج ف موضع القدم فإن كان مشدودا بيث ل يظهر شيء من الرجل واللفافة‬
‫إذا مشى فيه جاز السح عليه‬
‫وإن لبس جوربا جاز السح عليه بشرطي أحدها أن يكون صفيقا ل يشف‬
‫والثان أن يكون منعل‬
‫فإن اختل أحد هذين الشرطي ل يز السح عليه‬
‫وإن لبس خفا ل يكن متابعة الشي عليه إما لرقته أو لثقله ل يز السح عليه لن الذي تدعو‬
‫الاجة إليه ما يكن متابعة الشي عليه وما سواه ل تدعو الاجة إليه فلم تتعلق به الرخصة‬
‫وف الرموقي وهو الف الذي يلبس فوق الف وها صحيحان قولن قال ف القدي والملء‬
‫يوز السح عليه لنه خف صحيح يكن متابعة الشي عليه فأشبه النفرد‬
‫وقال ف الديد ل يوز لن الاجة ل تدعو إل لبسه ف الغالب وإنا تدعو الاجة إليه ف النادر‬
‫فل تتعلق به رخصة عامة كالبية‬
‫فإن قلنا بقوله الديد وأدخل يده ف ساق الرموق ومسح على الف ففيه وجهان قال الشيخ‬
‫أبو حامد السفرايين رحه ال ل يوز‬
‫وقال شيخنا القاضي أبو الطيب الطبي رحه ال يوز لنه مسح على ما يوز السح عليه فأشبه‬
‫إذا نزع الرموق ث مسح عليه فإذا قلنا يوز السح على الرموق فلم يسح عليه وأدخل يده‬
‫إل الف ومسح عليه ففيه وجهان أحدها ل يوز لنه يوز السح على الظاهر فإذا أدخل يده‬
‫ومسح على الباطن ل يز كما لو كان ف رجله خف منفرد فأدخل يده إل باطنه ومسح اللد‬
‫الذي يلي الرجل‬
‫والثان يوز لن كل واحد منهما مل للمسح فجاز السح على ما شاء منهما‬
‫وإن لبس خفا مغصوبا ففيه وجهان قال ابن القاص ل يوز السح عليه لن لبسه معصية فلم‬
‫تتعلق به رخصة‬
‫وقال سائر أصحابنا يوز لن العصية ل تتص باللبس فلم تنع صحة العبادة كالصلة ف الدار‬
‫الغصوبة‬
‫فصل ف اشتراط اللبس على طهارة ول يوز السح إل أن يلبس الف على طهارة كاملة فإن‬
‫غسل إحدى الرجلي وأدخلها الف ث غسل الخرى فأدخلها الف ل يز السح عليه حت يلع‬
‫ما لبسه قبل كمال الطهارة ث يعيده إل رجله والدليل عليه ما روى أبو بكرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أرخص للمسافر ثلثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما وليلة إذا تطهر فلبس‬
‫خفيه أن يسح عليهما‬
‫فإن لبس الفي على طهارة ث أحدث ث لبس الرموقي ل يز السح عليه قول واحدا لنه لبس‬
‫الرموقي على غي طهارة وإن مسح على الفي ث لبس الرموقي ث أحدث وقلنا يوز السح‬
‫على الرموقي ففيه وجهان أحدها ل يوز السح عليه لن السح على الف ل يزل الدث عن‬
‫الرجل فكأنه لبس على حدث‬
‫والثان يوز لن مسح الف قام مقام غسل الرجلي‬
‫وإن تطهر فلبس خفيه فأحدث قبل أن تبلغ الرجل إل قدم الف ل يز له السح نص عليه ف الم‬
‫لن الرجل حصلت ف مقرها وهو مدث فصار كما لو بدأ باللبس وهو مدث‬
‫فصل ف الف للمستحاضة وإذا توضأت الستحاضة ولبست الفي ث أحدثت حدثا غي حدث‬
‫الستحاضة ومسحت على ) الفي ( جاز لا أن تصلي بالسح فريضة واحدة وما شاءت من‬
‫النوافل وإن تيمم الدث ولبس الف ث وجد الاء ل يز له السح على‬
‫____________________‬

‫الف لن التيمم طهارة ضرورة فإذا زالت الضرورة بطلت من أصلها فتصي كما لو لبس الف‬
‫على حدث وقال أبو العباس بن سريج يصلي بالسح فريضة واحدة وما شاء من النوافل‬
‫كالستحاضة‬
‫فصل ف الكيفية الستحبة للمسح والستحب أن يسح أعلى الف وأسفله فيغمس يديه ف الاء ث‬
‫يضع كفه اليسرى تت عقب الف وكفه اليمي على أطراف أصابعه ث ير اليمن إل ساقه‬
‫واليسرى إل أطراف أصابعه لا روى الغية بن شعبة رضي ال عنه قال وضأت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف غزوة تبوك فمسح أعلى الف وأسفله وهل يسح على عقب الف فيه‬
‫طريقان من أصحابنا من قال يسح عليه قول واحدا لنه خارج من الف يلقي مل الفرض فهو‬
‫كغيه‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها يسح عليه وهو الصح لا ذكرناه‬
‫والثان ل يسح لنه صقيل وبه قوام الف فإذا تكرر السح عليه بلي وخلق وأضر به وإن اقتصر‬
‫على مسح القليل من أعلى الف أجزأه لن الب ورد بالسح وهذا يقع عليه اسم السح فإن‬
‫اقتصر على مسح ذلك من أسفله ففيه وجهان قال أبو إسحق يزئه لنه خارج من الف ياذي‬
‫مل الفرض فهو كأعله‬
‫وقال أبو العباس ) بن سريج ( ل يزئه وهو النصوص ف البويطي وهو ظاهر ما نقله الزن‬
‫فصل فيما يفعله من خلع الف أو انقضت مدة مسحه إذا مسح على الف ث خلعه أو انقضت‬
‫مدة السح وهو على طهارة السح قال ف الديد يغسل قدميه وقال ف القدي يستأنف الوضوء‬
‫واختلف أصحابنا ف القولي فقال أبو إسحق هي مبنية على القولي ف تفريق الوضوء فإن قلنا‬
‫يوز التفريق كفاه غسل القدمي وإن قلنا ل يوز التفريق لزمه استئناف الوضوء‬
‫وقال سائر أصحابنا القولن أصل ف أنفسهما أحدها يكفيه غسل القدمي لن السح قائم مقام‬
‫غسل القدمي فإذا بطل السح عاد إل ما قام السح مقامه كالتيمم إذا رأى الاء‬
‫والثان يلزمه استئناف الوضوء لن ما أبطل بعض الوضوء أبطل جيعه كالدث‬
‫فإن مسح على خفيه ث أخرج الرجلي من قدم الف إل الساق ل يبطل السح على النصوص‬
‫لنه ل تظهر الرجل من الف وقال القاضي أبو حامد ف جامعه يبطل وهو اختيار شيخنا القاضي‬
‫أب الطيب رحه ال لن استباحة السح تتعلق باستقرار القدم ف الف ولذا لو بدأ باللبس‬
‫فأحدث قبل أن تبلغ الرجل إل قدم الف ث أقرها ل يز ) السح عليه ( وإن مسح على الرموق‬
‫فوق الف وقلنا يوز السح عليه ث نزع الرموق ف أثناء الدة ففيه ثلث طرق أحدها أن‬
‫الرموق كالف النفرد فإذا نزعه كان على قولي أحدها يستأنف الوضوء فيغسل وجهه ويديه‬
‫ويسح برأسه ويسح على الفي‬
‫والثان ل يستأنف الوضوء فعلى هذا يكفيه ) الوضوء ( والسح على الفي‬
‫والطريق الثان أن نزع الرموق ل يؤثر لن الرموق مع الف تته بنلة الطهارة مع البطانة ولو‬
‫تعلقت الطهارة بعد السح ل يؤثر ف طهارته‬
‫والطريق الثالث أن الرموق فوق الف كالف فوق اللفافة فعلى هذا إذا نزع الرموق نزع‬
‫الف كما ينع اللفافة‬
‫وهل يستأنف الوضوء أم يقتصر على غسل الرجلي فيه قولن‬
‫باب الحداث الت تنقض الوضوء والحداث الت تنقض الوضوء خسة الارج من السبيلي‬
‫والنوم والغلبة على العقل بغي النوم ولس النساء ومس الفرج فأما الارج من السبيلي فإنه‬
‫ينقض الوضوء لقوله تعال } أو جاء أحد منكم من الغائط { ولقوله صلى ال عليه وسلم ل‬
‫وضوء إل من صوت أو ريح‬
‫فإذا نسد الخرج العتاد ونفتح دون العدة مرج نتقض الوضوء بالارج منه لنه ل بد للنسان‬
‫من مرج يرج‬
‫____________________‬

‫منه البول والغائط فإذا نسد العتاد صار هذا هو الخرج فنتقض الوضوء بالارج منه وإن نفتح‬
‫فوق العدة ففيه قولن أحدها ينتقض الوضوء بالارج منه لا ذكرناه‬
‫وقال ف حرملة ل ينتقض لنه ف معن القيء‬
‫وإن ل ينسد العتاد ونفتح فوق العدة ل ينتقض الوضوء بالارج منه وإن كان دون العدة ففيه‬
‫وجهان أحدها ل ينتقص الوضوء بالارج منه لن ذلك كالائفة فل ينتقض الوضوء با ترج منه‬

‫والثان ينتقض لنه مرج يرج منه الغائط فهو كالعتاد‬


‫وإن أدخل ف إحليله مسبارا وأخرجه أو زرق فيه شيئا وخرج منه نتقض وضوءه‬
‫فصل ف النوم وأما النوم فينظر فيه فإن وجد منه وهو مضطجع أو مكب أو متكىء نتقض‬
‫وضوءه لا روى علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال العينان وكاء السه فمن‬
‫نام فليتوضأ وإن وجد منه وهو قاعد ومل الدث متمكن من الرض فإنه قال ف البويطي ينتقض‬
‫وضوءه وهو ختيار الزن لديث علي كرم ال وجهه ولن ما نقض الوضوء ف حال لضطجاع‬
‫نقضه ف حال القعود كالحداث والنصوص ف الكتب أنه ل ينتقض وضوءه لا روى أنس رضي‬
‫ال عنه قال كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ينتظرون العشاء فينامون قعودا ث‬
‫يصلون ول يتوضؤون وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال من نام جالسا فل وضوء عليه ومن وضع جنبه فعليه الوضوء ويالف الحداث فإنا تنقض‬
‫الوضوء لعينها والنوم ينقض لنه يصحبه خروج الارج وذلك ل يس به إذا نام زائل عن‬
‫مستوى اللوس ويس به إذا نام جالسا وإن نام راكعا أو ساجدا أو قائما ف الصلة ففيه قولن‬
‫قال ف الديد ينتقض وضوءه لديث علي رضي ال عنه ولنه نام زائل عن مستوى اللوس‬
‫فأشبه الضطجع‬
‫وقال ف القدي ل ينتقض وضوءه لقوله صلى ال عليه وسلم إذا نام العبد ف سجوده باهى ال به‬
‫ملئكته يقول عبدي روحه عندي وجسده ساجد بي يدي فلو نتقض وضوءه لا جعله ساجدا‬
‫فصل ف زوال العقل بغي نوم وأما زوال العقل بغي النوم فهو أن ين أو يغمى عليه أو يسكر أو‬
‫يرض فيزول عقله فينتقض وضوءه لنه إذا نتقض الوضوء بالنوم فلن ينتقض بذه السباب أول‬
‫ول فرق ف ذلك بي القاعد وغيه ويالف النوم فإن النائم إذا كلم تكلم وإذا نبه تنبه فإذا خرج‬
‫منه الارج وهو جالس أحس به بلف النون والسكران قال الشافعي رحه ال قد قيل إنه قل‬
‫من ين إل وينل فالستحب أن يغتسل حتياطا‬
‫فصل ف لس النساء وأما لس النساء فإنه ينقض الوضوء وهو أن يلمس الرجل بشرة الرأة أو‬
‫الرأة بشرة الرجل بل حائل بينهما فينتقض وضوء اللمس منهما لقوله عز وجل } أو لمستم‬
‫النساء فلم تدوا ماء فتيمموا { وف اللموس قولن أحدها ينتقض وضوءه لنه لس بي الرجل‬
‫والرأة ينقض طهر اللمس فينتقض طهر اللموس كالماع‬
‫وقال ف حرملة ل ينتفض لن عائشة رضي ال عنها قالت فتقدت رسول‬
‫____________________‬

‫ال صلى ال عليه وسلم ف الفراش فقمت أطلبه فوقعت يدي على أخص قدمه فلما فرغ من‬
‫صلته قال أتاك شيطانك ولو نتقض طهره لقطع الصلة ولنه لس ينقض الوضوء فنقض طهر‬
‫اللمس دون اللموس كما لو لس ذكر غيه‬
‫وإن لس شعرها أو ظفرها ل ينتقض الوضوء لنه ل يلتذ بسه وإنا يلتذ بالنظر إليه‬
‫وإن لس ذات رحم مرم ففيه قولن أحدها ينتقض وضوءه للية والثان ل ينتقض لنا ليست‬
‫بحل لشهوته فأشبه لس الرجل الرجل والرأة الرأة‬
‫وإن لس صغية ل تشتهى أو عجوزا ل تشتهى ففيه وجهان أحدها ينتقض لعموم الية والثان ل‬
‫ينتقض لنه ل يقصد بلمسها الشهوة فأشبه الشعر‬
‫فصل ف مت ينقض مس الفرج وأما مس الفرج فإنه إن كان ببطن الكف نقض الوضوء لا روت‬
‫بسرة بنت صفوان أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ وروت‬
‫عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال ويل للذين يسون فروجهم ث يصلون‬
‫ول يتوضؤون قالت عائشة رضي ال عنها بأب وأمي ) يا رسول ال ( هذا للرجال أفرأيت النساء‬
‫قال إذا مست إحداكن فرجها فلتتوضأ‬
‫وإن كان بظهر الكف ل ينتقض الوضوء لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال إذا أفضى أحدكم بيده إل ذكره ليس بينهما شيء فليتوضأ وضوءه للصلة والفضاء‬
‫ل يكون إل ببطن الكف ولن ظهر الكف ليس بآلة لسه فهو كما لو أول الذكر ف غي الفرج‬
‫فإن مس با بي الصابع ففيه وجهان الذهب أنه ل ينتقض لنه ليس بباطن الكف‬
‫والثان ينتقض لن خلقته خلقه الباطن‬
‫وإن مس حلقة الدبر نتقض وضوءه وحكى ابن القاص قول أنه ل ينتقض وهو غي مشهور‬
‫ووجهه أنه ل يلتذ بسه والدليل على أنه ينتقض أنه أحد السبيلي فأشبه القبل‬
‫وإن نسد الخرج العتاد ونفتح دون العدة مرج فمسه ففيه وجهان أحدها ل ينتقض لنه ليس‬
‫بفرج‬
‫والثان ينتقض لنه سبيل للحدث فأشبه الفرج‬
‫وإن مس فرج غيه من صغي أو كبي أوحي أو ميت نتقض وضوءه لنه إذا نتقض بس ذلك من‬
‫نفسه ول يهتك به حرمته فلن ينتقض بس ذلك من غيه وقد هتك حرمته أول‬
‫وإن مس ذكرا مقطوعا ففيه وجهان أحدها ل ينتقض وضوءه كما لو مس يدا مقطوعة من امرأة‬
‫والثان ينتقض لنه قد وجد مس الذكر ويالف اليد القطوعة فإنه ل يوجد لس الرأة‬
‫وإن مس فرج بيمة ل يب الوضوء وحكى بن عبد الكم قول آخر أنه يب الوضوء وليس‬
‫بشيء لن البهيمة ل حرمة لا ول تعبد عليها‬
‫وإن مس النثى الشكل فرجه أو ذكره أو مس ذلك منه غيه ل ينتقض الوضوء حت يتحقق أنه‬
‫مس الفرج الصلي أو الذكر الصلي ومت جوز أن يكون الذي مسه غي الصلي ل ينتقض‬
‫الوضوء ولذا لو تيقنا أنه نتقض طهر أحدها ول نعرفه بعينه ل نوجب الوضوء على واحد منهما‬
‫لن الطهارة متيقنة فل يزال ذلك بالشك‬
‫فصل فيما ل ينقض الوضوء وما سوى هذه الشياء المسة ل ينقض الوضوء كدم الفصد‬
‫والجامة والقيء لا روى أنس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم حتجم وصلى ول‬
‫يتوضأ ول يزد على غسل ماجه‬
‫وكذلك أكل شيء من اللحوم ل ينقض الوضوء وحكى ابن القاص قول آخر أن أكل لم‬
‫الزور ينقض الوضوء وليس بشهور والدليل على أنه ل ينقض الوضوء ما روى جابر رضي ال‬
‫عنه قال كان آخر المرين من رسول ال صلى ال عليه وسلم ترك الوضوء ما غيت النار ولنه‬
‫إذا ل ينتقض الوضوء بأكل لم النير وهو حرام فلن ل ينتقض بغيه أول‬
‫وكذلك ل ينتقض الطهر بقهقهة الصلي لا روي عن جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال الضحك ينقض الصلة ول ينقض الوضوء‬
‫والستحب أن يتوضأ من الضحك ف الصلة ومن الكلم القبيح لا روي عن عبد ال بن مسعود‬
‫رضي ال عنه قال لن أتوضأ من الكلمة‬
‫____________________‬

‫البيثة أحب إل من أن أتوضأ من الطعام الطيب وقالت عائشة رضي ال عنها يتوضأ أحدكم من‬
‫الطعام الطيب ول يتوضأ من الكلمة العوراء وقال ابن عباس رضي ال عنهما الدث حدثان‬
‫حدث اللسان وحدث الفرج وأشدها حدث اللسان‬
‫فصل اليقي ل يزال بالشك ومن تيقن الطهارة وشك ف الدث بن على يقي الطهارة لن‬
‫الطهارة يقي فل يزال ذلك بالشك وإن تيقن الدث وشك ف الطهارة بن على يقي الدث لن‬
‫الدث يقي فل يزال بالشك وإن تيقن الطهارة والدث وشك ف السابق منهما نظرت فإن كان‬
‫قبلهما طهارة فهو الن مدث لنه قد تيقن أن الطهارة ) قبلهما ( ورد عليها حدث فأزالا وهو‬
‫يشك هل رتفع هذا الدث بطهارة بعده أم ل فل يزال يقي الدث بالشك وإن كان قبلهما‬
‫حدث فهو الن متطهر لنه قد تيقن أن الدث قبلهما قد ورد عليه طهارة فأزالته وهو يشك هل‬
‫رتفعت هذه الطهارة بدث بعدها أم ل فل يزال يقي الطهارة بالشك وهذا كما تقول ف رجل‬
‫أقام بينة بدين وأقام الدعى عليه بينة بالباءة فإنا نقدم بينة الباءة لنا تيقنا أن الباءة وردت على‬
‫دين واجب فأزالته ونن نشك هل شتغلت ذمته بعد الباءة بدين بعدها فل نزيل يقي الباءة‬
‫بالشك‬
‫فصل فيما يرم على الدث ومن أحدث حرمت عليه الصلة لقوله صلى ال عليه وسلم ل يقبل‬
‫ال صلة بغي طهور ويرم عليه الطواف لقوله صلى ال عليه وسلم الطواف بالبيت صلة إل أن‬
‫ال تعال أباح فيه الكلم ويرم عليه مس الصحف لقوله تعال } ل يسه إل الطهرون { ولا‬
‫روى حكيم بن حزام رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تس القرآن إل وأنت‬
‫طاهر ويرم عليه حله ف كمه لنه إذا حرم ) عليه ( مسه فلن يرم حله وهو ف التك أبلغ‬
‫وأول‬
‫ويوز أن يتركه بي يديه ويتصفح أوراقه بشبة لنه غي مباشر له ول حامل له‬
‫وهل يوز للصبيان حل اللواح وهم مدثون فيه وجهان أحدها ل يوز كما ل يوز لغيهم‬
‫والثان يوز لن طهارتم ل تنحفظ وحاجتهم إل ذلك ماسة‬
‫وإن حل رجل متاعا وف جلته مصحف وهو مدث جاز لن القصد نقل التاع فعفي عما فيه من‬
‫القرآن كما لو كتب كتابا إل دار الشرك وفيه آيات من القرآن‬
‫وإن حل كتابا من كتب الفقه وفيه آيات من القرآن أو حل الدراهم الحدية أو الثياب الت‬
‫طرزت بآيات من القرآن ففيه وجهان أحدها ل يوز لنه يمل القرآن‬
‫والثان يوز لن القصد منه غي القرآن‬
‫وإن كان على موضع من بدنه ناسة فمس الصحف بغيه جاز وقال القاضي أبو القاسم‬
‫الصيمري رحه ال ل يوز كما ل يوز للمحدث أن يس الصحف بظهر وإن كانت الطهارة‬
‫تب ف غيه وهذا ل يصح لن حكم الدث يتعدى وحكم النجاسة ل يتعدى ملها‬
‫باب الستطابة إذا أراد دخول اللء ومعه شيء عليه ذكر ال عز وجل فالستحب له أن ينحيه‬
‫لا روى أنس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا دخل اللء وضع خاته وإنا‬
‫وضعه لنه كان عليه ممد رسول ال‬
‫ويستحب أن يقول إذا دخل اللء بسم ال لقوله صلى ال عليه وسلم ستر ما بي عورات‬
‫) أمت ( وأعي الن بسم ال‬
‫ويستحب أن يقول اللهم إن أعوذ بك من البث والبائث لا روى أنس رضي ال عنه‬
‫____________________‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا دخل اللء قال ذلك ويقول إذا خرج غفرانك المد ل‬
‫الذي أذهب عن الذى وعافان لا روى أبو ذر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫إذا خرج من اللء قال المد ل الذي أذهب عن الذى وعافان وروت عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت ما خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم من الغائط إل قال غفرانك‬
‫ويستحب أن يقدم ف الدخول رجله اليسرى وف الروج رجله اليمن لن اليسار للذى و‬
‫) اليمي ( لا سواه‬
‫وإن كان ف الصحراء أبعد لا روى الغية رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫ذهب إل الغائط أبعد‬
‫ويستتر عن العيون بشيء لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫أتى الغائط فليستتر فإن ل يد إل أن يمع كثيبا من رمل فليستتر به‬
‫ول يستقبل القبلة ول يستدبرها لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال إذا ذهب أحدكم إل الغائط فل يستقبل القبلة ول يستدبرها بغائط ول بول ويوز ذلك ف‬
‫البنيان لا روت عائشة رضي ال عنها أن ناسا كانوا يكرهون ستقبال القبلة بفروجهم فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أوقد فعلوها حولوا بقعدت إل القبلة ولن ف الصحراء خلقا من‬
‫اللئكة والن يصلون فيستقبلهم بفرجه وليس ف البنيان ذلك‬
‫ول يرفع ثوبه حت يدنو من الرض لا روى بن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان ل يرفع ثوبه حت يدنو من الرض‬
‫ويرتاد موضعا للبول ) فإن كانت الرض صلبة دقها بعود أو حجر حت ( ل يترشش عليه‬
‫) البول ( لا روى أبو موسى الشعري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا أراد‬
‫أحدكم أن يبول فليتد لبوله‬
‫ويكره أن يبول قائما من غي عذر لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال ما بلت قائما منذ‬
‫أسلمت ولنه ل يأمن أن يترشش عليه ول يكره ذلك للعذر لا روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما لعلة بأبضيه‬
‫ويكره أن يبول ف ثقب أو سرب لا روى عبد ال بن سرجس أن النب صلى ال عليه وسلم نى‬
‫عن البول ف جحر ولنه ربا خرج عليه ما يلسعه أو يرد عليه البول‬
‫ويكره أن يبول ف الطريق والظل والوارد لا روى معاذ رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال تقوا اللعن الثلثة الباز ف الوارد وقارعة الطريق والظل‬
‫ويكره أن يبول ف مساقط الثمار لنه يقع عليه فينجس‬
‫ويكره أن يتكلم لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫يرج الرجلن يضربان الغائط كاشفي عن عورتما يتحدثان فإن ال تبارك وتعال يقت على‬
‫ذلك‬
‫ويكره أن يرد السلم أو يمد ال إذا عطس أو يقول مثل ما يقول الؤذن لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ) سلم ( عليه رجل فلم يرد عليه حت توضأ ث قال كرهت أن أذكر ال تعال إل على‬
‫طهر‬
‫والستحب أن يتكىء على رجله اليسرى لا روى سراقة بن مالك رضي ال عنه قال علمنا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إذا أتينا اللء أن نتوكأ على اليسار ولنه أسهل ف قضاء الاجة‬
‫ول يطيل القعود‬
‫____________________‬

‫لا روي عن لقمان عليه السلم أنه قال طول القعود على الاجة ييجع منه الكبد ويأخذ منه‬
‫الباسور فاقعد هوينا وأخرج‬
‫وإذا بال تنحنح حت يرج إن كان هناك شيء ويسح ذكره من مامع العروق ث ينتره‬
‫والستحب أل يستنجي بالاء ف موضع قضاء الاجة لا روي عنه عبد ال بن مغفل رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يبولن أحدكم ف مستحمه ث يتوضأ فيه فإن عامة الوسواس‬
‫منه‬
‫فصل ف الستنجاء والستنجاء واجب من البول والغائط لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال وليستنج بثلثة أحجار ولنا ناسة ل تلحق الشقة ف إزالتها غالبا‬
‫فلم تصح الصلة معها كسائر النجاسات‬
‫وإن خرجت منه حصاة أو دودة ل رطوبة معها ففيه قولن أحدها يب منه الستنجاء لنا ل‬
‫تلو من رطوبة‬
‫والثان ل يب وهو الصح لنه خارج من غي رطوبة فأشبه الريح‬
‫ويستنجي قبل أن يتوضأ فإن توضأ ث ستنجى صح الوضوء وإن تيمم ث ستنجى ل يصح التيمم‬
‫وقال الربيع فيه قول آخر أنه يصح قال أبو إسحق هو من كيسه والول هو النصوص عليه ف‬
‫الم ووجهه أن التيمم ل يرفع الدث وإنا تستباح به الصلة من ناسة النجو فل تستباح مع‬
‫بقاء الانع ويالف الوضوء فإنه يرفع الدث فجاز أن يرفع الدث والانع قائم‬
‫وإن تيمم وعلى بدنه ناسة ف غي موضع لستنجاء ففيه وجهان أحدها أنه كنجاسة النجو‬
‫والثان أنه يصح التيمم لن التيمم ل تستباح به الصلة من هذه النجاسة فصح فعله مع وجودها‬
‫بلف ناسة النجو‬
‫وإذا أراد لستنجاء نظرت فإن كانت النجاسة بول أو غائطا ول تاوز الوضع العتاد جاز بالاء‬
‫والجر والفضل أن يمع بينهما لن ال تعال أثن على أهل قباء فقال سبحانه وتعال } فيه‬
‫رجال يبون أن يتطهروا وال يب الطهرين { فسألم النب صلى ال عليه وسلم عما يصنعون‬
‫فقالوا نتبع الجارة الاء فإن أراد لقتصار على أحدها فالاء أفضل لنه أبلغ ف النقاء وإن قتصر‬
‫على الجر جاز لا روت عائشة رضي ال عنها قالت بال رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام‬
‫عمر رضي ال عنه خلفه بكوز من ماء فقال ما هذا يا عمر فقال ماء تتوضأ به قال ما أمرت كلما‬
‫بلت أن أتوضأ ولو فعلت لكان سنة ولنه قد يبتلى بالارج ف موضع ل يلحق الاء فيه فسقط‬
‫وجوبه‬
‫وإن أراد لقتصار على الجر لزمه أمران أحدها أن يزيل العي حت ل يبقى إل أثر لصق ل‬
‫يزيله إل الاء‬
‫والثان أن يستوف ثلث مسحات لا روي أن رجل قال لسلمان رضي ال عنه علمكم نبيكم كل‬
‫شيء حت الراءة فقال أجل نانا أن نتزىء بأقل من ثلثة أحجار فإن ستنجى بجر له ثلثة‬
‫أحرف أجزأه لن القصد عدد السحات وقد وجد ذلك‬
‫وف كيفية لستنجاء بالجر وجهان قال أبو علي بن أب هريرة رضي ال عنه يضع حجرا على‬
‫مقدم صفحته اليمن ويره إل آخرها ث يدير الجر إل الصفحة اليسرى ويره عليها إل أن‬
‫ينتهي إل الوضع الذي بدأ منه ويأخذ الثان فيمره على الصفحة اليسرى ويره إل آخرها ث‬
‫يديره إل صفحته اليمن فيمره عليها ) من أولا ( إل أن ينتهي إل الوضع الذي بدأ منه ويأخذ‬
‫الثالث فيمره على الصفحتي والسربة لقوله صلى ال عليه وسلم يقبل بواحد ويدبر بآخر ويلق‬
‫بالثالث‬

‫____________________‬

‫وقال أبو إسحق ير حجرا على الصفحة اليمن وحجرا على الصفحة اليسرى وحجرا على‬
‫السربة لقوله صلى ال عليه وسلم أو ل يد أحدكم ثلثة أحجار حجران للصفحتي وحجر‬
‫للمسربة والول أصح لنه ير كل حجر على الواضع الثلثة‬
‫ول يوز أن يستنجى بيمينه لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كانت يد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم اليمن لطهوره وطعامه وكانت يده اليسرى للئه وما كان من أذى‬
‫فإن كان يستنجي ) بغي الاء ( أخذ ذكره بيساره ومسحه على ما يستنجي به من أرض أو حجر‬
‫فإن كان الجر صغيا غمز عقبه عليه أو أمسكه بي إبامي رجليه ومسح ذكره عليه بيساره وإن‬
‫كان يستنجي بالاء صب الاء بيمينه ومسحه بيساره فإن خالف وستنجى بيمينه أجزأه لن‬
‫لستنجاء يقع با ف اليد ل باليد فلم ينع صحته‬
‫فصل فيما ينوب عن الاء ف الستنجاء ويوز لستنجاء بالجر وما يقوم مقامه‬
‫قال أصحابنا يقوم مقامه كل جامد طاهر مزيل للعي ليس له حرمة ول هو جزء من حيوان‬
‫فأما غي الاء من الائعات فل يوز لستنجاء به لنه ينجس بلقاة النجاسة فيزيد ف النجاسة وما‬
‫ليس بطاهر كالروث والجر النجس ل يوز لستنجاء به لنهيه صلى ال عليه وسلم عن‬
‫لستنجاء بالروث ولنه نس فل يستنجى به كالاء النجس فإن ستنجى بذلك لزمه بعد ذلك أن‬
‫يستنجي بالاء لن الوضع قد صار نسا بنجاسة نادرة فوجب غسله بالاء‬
‫ومن أصحابنا من قال يزئه الجر لنا ناسة على ناسة فلم يؤثر‬
‫وما ل يزيل العي ل يوز لستنجاء به كالزجاج والممة لا روى بن مسعود رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم نى عن لستنجاء بالممة ولن ذلك ل يزيل النجو‬
‫وما له حرمة من الطعومات كالبز والعظم ل يوز لستنجاء به لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫نى عن لستنجاء بالعظم وقال هو زاد إخوانكم من الن فإن خالف وستنجى به ل يزئه لن‬
‫لستنجاء بغي الاء رخصة والرخص ل تتعلق بالعاصي‬
‫وما هو جزء من اليوان كذنب ) حار ( ل يوز الستنجاء به ومن أصحابنا من قال يوز والول‬
‫أصح لنه جزء من حيوان فلم يز لستنجاء به كما لو ستنجى بيده ولن له حرمة فهو كالطعام‬
‫وإن ستنجى بلد مدبوغ ففيه قولن قال ف حرملة ل يوز لنه كالرمة وقال ف الم يوز لنه إن‬
‫كان لينا فهو كالرق وإن كان خشنا فهو كالزف وإن ستنجى بلد حيوان مأكول اللحم‬
‫مذكى غي مدبوغ ففيه قولن قال ف الم وحرملة ل يوز لنه ل يقلع النجو للزوجته‬
‫وقال ف البويطي يوز والول هو الشهور‬
‫فصل فيما إذا جاوز الارج العتاد وإن جاوز الارج الوضع العتاد فإن كان غائطا فخرج إل‬
‫ظاهر اللية ل يز فيه إل الاء لن ذلك نادر فهو كسائر النجاسات وإن خرج إل باطن اللية ول‬
‫يرج إل ظاهرها ففيه قولن أحدها أنه ل يزىء فيه إل الاء لنه نادر فهو كما لو خرج إل‬
‫ظاهر اللية‬
‫والثان يزىء فيه الجر لن الهاجرين رضي ال عنهم هاجروا إل الدينة فأكلوا التمر ول يكن‬
‫ذلك عادتم ول شك أنه رقت بذلك أجوافهم ول يؤمروا بلستنجاء بالاء ولن ما يزيد على‬
‫العتاد ل يكن ضبطه فجعل الباطن كله حدا ووجب الاء فيما زاد وإن كان بول ففيه طريقان‬
‫قال أبو إسحاق إذا جاوز مرجه حت رجع على الذكر أعله أو أسفله‬
‫____________________‬
‫ل يز فيه إل الاء لن ما يرج من البول ل ينتشر إل نادرا بلف ما يرج من الدبر فإنه ل بد‬
‫من أن ينتشر‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ل يوز ) فيه ( إل الاء نص عليه ف البويطي ووجهه ما‬
‫قال أبو إسحاق‬
‫والثان أنه يوز فيه الجر ما ل ياوز موضع الشفة نص عليه ف الم لنه لا جاز الجر ف‬
‫الغائط ما ل ياوز باطن اللية لتعذر الضبط وجب أن يوز ف البول ما ل ياوز الشفة لتعذر‬
‫الضبط وإن كان الارج نادرا كالدم والذي والودي أو دودا أو حصاة وقلنا إنه يب منه‬
‫لستنجاء فهل يزىء فيه الجر أم ل فيه قولن أحدها أنه كالبول والغائط وقد بيناها‬
‫والثان ل يزىء فيه إل الاء لنه نادر فهو كسائر النجاسات‬
‫باب ما يوجب الغسل والذي يوجب الغسل إيلج الشفة ف الفرج وخروج الن واليض‬
‫والنفاس فأما إيلج الشفة فإنه يوجب الغسل لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إذا التقى التانان وجب الغسل والتقاء التاني يصل بتغييب الشفة ف الفرج‬
‫وذلك أن ختان الرجل هو اللد الذي يبقى بعد التان وختان الرأة جلدة كعرف الديك فوق‬
‫الفرج فتقطع منها ف التان فإذا غابت الشفة ف الفرج حاذى ختانه ختانا فإذا تاذيا فقد التقيا‬
‫ولذا يقال التقى الفارسان إذا تاذيا وإن ل يتضاما‬
‫فإن أول ف فرج امرأة ميتة وجب عليه الغسل لنه فرج آدمية فأشبه فرج الية وإن أول ف دبر‬
‫امرأة أو رجل أو بيمة وجب عليه الغسل لنه فرج حيوان فأشبه فرج الرأة وإن أول ف دبر‬
‫خنثى مشكل وجب عليه الغسل وإن أول ف فرجه ل يب لواز أن يكون ذلك عضوا زائدا فل‬
‫يب الغسل بالشك‬
‫فصل ف خروج الن وأما خروج الن فإنه يوجب الغسل على الرجل والرأة ف النوم واليقظة لا‬
‫روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال الاء من الاء وروت أم‬
‫سلمة رضي ال عنها قالت جاءت أم سليم امرأة أب طلحة إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت‬
‫يا رسول ال إن ال ل يستحي من الق هل على الرأة من غسل إذا هي احتلمت قال نعم إذا‬
‫رأت الاء‬
‫فإن احتلم ول ير الن أو شك هل خرج الن ل يلزمه الغسل وإن رأى الن ول يذكر احتلما لزمه‬
‫الغسل لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن الرجل يد البلل‬
‫ول يذكر الحتلم قال يغتسل وعن الرجل يرى أنه احتلم ول يد البلل قال ل غسل عليه‬

‫____________________‬
‫وإن رأى الن ف فراش ينام فيه هو وغيه ل يلزمه الغسل لن الغسل ل يب بالشك والول أن‬
‫يغتسل وإن كان ل ينام فيه غيه لزمه الغسل وإعادة الصلة من آخر نوم نام فيه‬
‫ول يب الغسل من الذي وهو الاء الذي يرج بأدن شهوة لا روي عن علي كرم ال وجهه قال‬
‫كنت رجل مذاء فجعلت أغتسل ف الشتاء حت تشقق ظهري فذكرت ذلك للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ل تفعل إذا رأيت الذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلة فإذا نضحت الاء‬
‫فاغتسل ول من الودي وهو ماء يقطر منه عند البول لن الياب بالشرع ول يرد الشرع إل ف‬
‫الن فإذا خرج منه ما يشبه الن والذي ول يتميز له فقد اختلف أصحابنا فيه فمنهم من قال يب‬
‫عليه الوضوء منه لن وجوب غسل العضاء متيقن وما زاد على أعضاء الوضوء مشكوك ف‬
‫وجوبه فل يب بالشك‬
‫ومنهم من قال هو مي بي أن يعله منيا فيجب الغسل منه وبي أن يعله مذيا فيجب الوضوء‬
‫وغسل الثوب منه لنه يتمل المرين احتمال واحدا‬
‫وقال الشيخ المام أحسن ال توفيقه وعندي أنه يب أن يتوضأ مرتبا ويغسل سائر بدنه ويغسل‬
‫الثوب منه لنا إن جعلناه منيا أوجبنا ) عليه ( غسل ما زاد على أعضاء الوضوء بالشك والصل‬
‫عدمه وإن جعلناه مذيا أوجبنا عليه غسل الثوب والترتيب ف الوضوء بالشك والصل عدمه‬
‫وليس أحد الصلي أول من الخر ول سبيل إل إسقاط حكمهما لن الذمة قد اشتغلت بفرض‬
‫الطهارة والصلة والتخيي ل يوز لنه إذا جعله مذيا ل يأمن أن يكون منيا فلم يغتسل له وإن‬
‫جعله منيا ل يأمن أن يكون مذيا ول يغسل الثوب منه ول يرتب الوضوء منه وأحب أن يمع‬
‫بينهما ليسقط الفرض بيقي‬
‫فصل ف اليض والنفاس وأما اليض فإنه يوجب الغسل لقوله عز وجل } ويسألونك عن اليض‬
‫قل هو أذى فاعتزلوا النساء ف اليض ول تقربوهن حت يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن { الية قيل‬
‫ف التفسي هو الغتسال ولقوله صلى ال عليه وسلم لفاطمة بنت أب حبيش إذا أقبلت اليضة‬
‫فدعي الصلة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي وأما دم النفاس فإنه يوجب الغسل لنه حيض متمع‬
‫ولنه يرم الصوم والوطء ويسقط فرض الصلة فأوجب الغسل كاليض‬
‫وأما إذا ولدت الرأة ولدا ول تر دما ففيه وجهان أحدها أنه يب عليها الغسل لن الولد من‬
‫منعقد‬
‫والثان ل يب لنه ل يسمى منيا‬
‫وإن استدخلت الرأة الن ث خرج منها ل يلزمها الغسل‬
‫فصل ف الغسل لن أسلم وإن أسلم الكافر ول يب عليه غسل ف حال الكفر فالستحب أن‬
‫يغتسل لا روي أنه أسلم قيس بن عاصم فأمره النب صلى ال عليه وسلم أن يغتسل ول يب‬
‫ذلك لنه أسلم خلق كثي ول يأمرهم النب صلى ال عليه وسلم بالغسل وإن وجب عليه غسل ف‬
‫حال الكفر ول يغتسل لزمه أن يغتسل وإن كان قد اغتسل ف حال الكفر فهل يب عليه إعادته‬
‫فيه وجهان أحدها ل تب العادة لنه غسل صحيح بدليل أنه تتعلق به إباحة الوطء ف حق‬
‫الائض إذا طهرت فلم تب إعادته كغسل السلم‬
‫والثان تب إعادته وهو الصح لنه عبادة مضة فلم تصح من الكافر ف حق ال تعال كالصوم‬
‫والصلة‬
‫فصل فيما يرم بالنابة ومن أجنب حرم عليه الصلة والطواف ومس الصحف وحله لنا دللنا‬
‫على أن ذلك يرم على الدث فلن يرم على النب أول ويرم عليه قراءة القرآن لا روى ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يقرأ النب ول الائض شيئا من‬
‫القرآن ويرم عليه اللبث ف السجد ول يرم عليه العبور لقوله عز وجل } يا أيها الذين آمنوا ل‬
‫تقربوا الصلة وأنتم سكارى حت تعلموا ما تقولون ول جنبا إل عابري سبيل { وأراد موضع‬
‫الصلة وقال ف البويطي ويكره أن ينام حت يتوضأ لا روي أن عمر رضي ال عنه قال يا رسول‬
‫ال أيرقد أحدنا وهو جنب قال نعم إذا توضأ أحدكم فليقد قال أبو علي الطبي وإذا أراد أن‬
‫يطأ أو يأكل أو يشرب توضأ ول يستحب ذلك للحائض لن الوضوء ل يؤثر ف حدثها ويؤثر ف‬
‫حدث النابة لنه يففه ويزيله عن أعضاء الوضوء‬

‫____________________‬

‫باب صفة الغسل إذا أراد الرجل أن يغتسل من النابة فإنه يسمي ال عز وجل وينوي الغسل من‬
‫النابة أو الغسل لستباحة أمر ل يستباح إل بالغسل كقراءة القرآن واللوس ف السجد ويغسل‬
‫كفيه ثلثا قبل أن يدخلهما ف الناء ث يغسل ما على فرجه من الذى ث يتوضأ وضوءه للصلة‬
‫ث يدخل أصابعه العشر ف الاء فيغرف با غرفة يلل با أصول شعره من رأسه وليته ث يثي‬
‫على رأسه ثلث حثيات ث يفيض الاء على سائر جسده وير يديه على ما قدر عليه من بدنه ث‬
‫يتحول من مكانه ث يغسل قدميه لن عائشة وميمونة رضي ال عنهما وصفتا غسل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم نو ذلك والواجب من ذلك ثلثة أشياء النية وإزالة النجاسة إن كانت‬
‫وإفاضة الاء على البشرة الظاهرة وما عليها من الشعر حت يصل الاء إل ما تته وما زاد على‬
‫ذلك سنة لا روى جبي بن مطعم قال تذاكرنا الغسل من النابة عند رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال أما أنا فيكفين أن أصب على رأسي ثلثا ث أفيض بعد ذلك على سائر جسدي‬
‫وإن كانت امرأة تغتسل من النابة كان غسلها كغسل الرجل‬
‫فإن كان لا ضفائر فإن كان الاء يصل إليها من غي نقض ل يلزمها نقضها لن أم سلمة رضي ال‬
‫عنها قالت يا رسول ال إن امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه للغسل من النابة فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ل إنا يكفيك أن تثي على رأسك ثلث حثيات من ماء ث تفيضي عليك الاء فإذا‬
‫أنت قد طهرت‬
‫وإن ل يصل إليها الاء إل بنقضها لزمها نقضها لن إيصال الاء إل الشعر والبشرة واجب‬
‫وإن كانت تغتسل من اليض فالستحب لا أن تأخذ فرصة من السك فتتبع با أثر الدم لا روت‬
‫عائشة رضي ال عنها أن امرأة جاءت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم تسأله عن الغسل من‬
‫اليض فقال خذي فرصة من مسك فتطهري با فقالت كيف أتطهر با فقال صلى ال عليه وسلم‬
‫سبحان ال تطهري با قالت عائشة رضي ال عنها قلت تتبعي با أثر الدم فإن ل تد مسكا فطيبا‬
‫غيه لن القصد تطييب الوضع فإن ل تد فالاء كاف‬
‫ويستحب أل ينقص ف الغسل من صاع ول ف الوضوء عن مد لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يغتسل ) بالصاع ( ويتوضأ بالد فإن أسبغ با دونه أجزأه لا روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم توضأ با ل يبل الثرى قال الشافعي رحه ال وقد يرفق بالقليل فيكفي ويرق بالكثي فل‬
‫يكفي‬
‫فصل ف وضوء الرجل والرأة من إناء واحد ويوز أن يتوضأ الرجل والرأة من إناء واحد لا روى‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما قال كان الرجال والنساء يتوضؤون ف زمان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من إناء واحد ويوز أن يتوضأ أحدها بفضل وضوء الخر لا روت ميمونة رضي ال عنها‬
‫قالت‬
‫____________________‬

‫أجنبت فآغتسلت من جفنة ففضلت فيها فضلة فجاء النب صلى ال عليه وسلم يغتسل منه فقلت‬
‫) يا رسول ال ( إن قد اغتسلت منه فقال الاء ليس عليه جنابة واغتسل منه‬
‫فصل ف اجتماع الدث والنابة فإن أحدث وأجنب ففيه ثلثة أوجه أحدها ) أنه ( يب الغسل‬
‫ويدخل فيه الوضوء‬
‫وهو النصوص ف الم لنما طهارتان فتداخلتا كغسل النابة وغسل اليض‬
‫والثان أنه يب عليه الوضوء والغسل لنما حقان متلفان يبان بسببي متلفي فلم يتداخل‬
‫أحدها ف الخر كحد الزنا والسرقة‬
‫والثالث أنه يب عليه أن يتوضأ مرتبا ويغسل سائر البدن لنما متفقان ف الغسل ومتلفان ف‬
‫الترتيب فما اتفقا فيه تداخل وما اختلفا فيه ل يتداخل‬
‫قال الشيخ المام رحه ال وأحسن توفيقه وسعت شيخنا أبا حات القزوين رحه ال يكي فيه‬
‫وجها رابعا أنه يقتصر على الغسل إل أنه يتاج أن ينويهما ووجهه أنما عبادتان متجانستان‬
‫صغرى وكبى فدخلت الصغرى ف الكبى ف الفعال دون النية كالج والعمرة‬
‫فإن توضأ من الدث ث ذكر أنه كان جنبا أو اغتسل من الدث ث ذكر أنه كان جنبا أجزأه ما‬
‫غسل من الدث عن النابة لن فرض الغسل ف أعضاء الوضوء من النابة والدث واحد وبال‬
‫التوفيق‬
‫باب التيمم يوز التيمم عن الدث الصغر لقوله عز وجل } وإن كنتم مرضى أو على سفر أو‬
‫جاء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا { ويوز عن‬
‫الدث الكب وهو النابة واليض لا روي عن عمار بن ياسر رضي ال عنهما قال أجنبت‬
‫فتمعكت ف التراب فأخبت النب صلى ال عليه وسلم بذلك فقال إنا كان يكفيك هكذا‬
‫وضرب يديه على الرض ومسح وجهه وكفيه ولنا طهارة عن حدث فناب عنها التيمم‬
‫كالوضوء ول يوز ذلك عن إزالة النجاسة لنا طهارة فل يؤمر با للنجاسة ف غي مل النجاسة‬
‫كالغسل‬
‫فصل ف صفة التيمم والتيمم مسح الوجه واليدين مع الرفقي بالتراب بضربتي أو بأكثر والدليل‬
‫عليه ما روى أبو أمامة وابن عمر رضي ال عنهم أن النب صلى ال عليه وسلم قال التيمم‬
‫ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إل الرفقي وحكى بعض أصحابنا عن الشافعي رحه ال أنه‬
‫قال ف القدي التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة للكفي ووجهه ف حديث عمار وأنكر الشيخ‬
‫أبو حامد السفرايين رحه ال ذلك وقال النصوص ف القدي والديد هو الول ووجهه أنه عضو‬
‫ف التيمم فوجب ستيعابه كالوجه وحديث عمار رضي ال عنه يتأول على أنه مسح كفيه إل‬
‫الرفقي بدليل حديث أب أمامة وبن عمر‬
‫فصل ف اشتراط التراب للتيمم ول يوز التيمم إل بالتراب لا روى حذيفة بن اليمان رضي ال‬
‫عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال فضلنا على الناس بثلث جعلت لنا الرض مسجدا‬
‫وجعل ترابا لنا طهورا وجعلت صفوفنا كصفوص اللئكة فعلق الصلة على الرض ث نزل ف‬
‫التيمم إل التراب فلو جاز التيمم بميع الرض لا نزل عن الرض إل التراب ولنه طهارة عن‬
‫الدث فاختص بنس واحد كالوضوء‬
‫فأما الرمل فقد قال ف القدي والملء يوز التيمم به وقال ف الم ل يوز فمن أصحابنا من قال‬
‫ل يوز قول واحدا وما قال ف القدي والملء ممول على رمل يالطه التراب‬
‫ومنهم من قال على قولي أحدها يوز لا روى أبو هريرة رضي ال‬
‫____________________‬
‫عنه أن رجل قال للنب صلى ال عليه وسلم إنا بأرض الرمل وفينا النب والائض ونبقى أربعة‬
‫أشهر ل ند الاء فقال النب صلى ال عليه وسلم عليكم بالرض‬
‫والثان ل يوز لنه ليس بتراب فأشبه الص‬
‫وإن أحرق الطي وتيمم بدقوقه ففيه وجهان أحدها ل يوز التيمم به كما ل يوز بالزف‬
‫الدقوق‬
‫والثان يوز لن إحراقه ل يزل سم الطي والتراب عن مدقوقه بلف الزف‬
‫ول يوز إل بتراب له غبار يعلق بالعضو فإن تيمم بطي رطب أو بتراب ندى ل يعلق غباره‬
‫) باليد ( ل يز لقوله عز وجل } فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه { وهذا يقتضي أنه يسح بزء‬
‫من الصعيد ولنه طهارة فوجب إيصال الطهور فيها إل مل الطهارة كمسح الرأس ول يوز‬
‫بتراب نس لنه طهارة فل توز بالنجس كالوضوء ول يوز با خالطه دقيق أو جص لنه ربا‬
‫حصل ف العضو فمنع من وصول التراب إليه ول يوز با ستعمل ف العضو فأما ما تناثر من‬
‫أعضاء التيمم ففيه وجهان أحدها ل يوز التيمم به كما ل يوز الوضوء با تساقط من أعضاء‬
‫التوضى‬
‫والثان يوز لن الستعمل منه ما بقي على العضو وما تناثر غي مستعمل فجاز التيمم به ويالف‬
‫الاء لنه ل يدفع بعضه بعضا والتراب يدفع بعضه بعضا فدفع ما أدي به الفرض ف العضو ما‬
‫تناثر منه‬
‫فصل ف وجوب النية للتيمم ول يصح التيمم إل بالنية لا ذكرناه ف الوضوء وينوي بالتيمم‬
‫ستباحة الصلة فإن نوى به رفع الدث ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه ل يرفع الدث‬
‫والثان يصح لن نية رفع الدث تتضمن آستباحة الصلة‬
‫ول يصح التيمم للفرض إل بنية الفرض فإن نوى بتيممه صلة مطلقة أو صلة نافلة ل يستبح‬
‫الفريضة وحكى شيخنا أبو حات القزوين رحه ال أن أبا يعقوب البارودي حكى عن الملء قول‬
‫آخر أنه يستبيح به الفرض ووجهه أنه طهارة فلم يفتقر إل نية الفرض كالوضوء والذي يعرفه‬
‫البغداديون من أصحابنا كالشيخ أب حامد السفرايين وشيخنا القاضي أب الطيب رحهما ال أنه‬
‫ل يستبيح به الفرض لن التيمم ل يرفع الدث وإنا يستباح به الصلة فل يستبيح به الفرض‬
‫حت ينويه بلف الوضوء فإنه يرفع الدث فستباح به الميع وهل يفتقر إل تعيي الفريضة فيه‬
‫وجهان أحدها أنه يفتقر إل تعيينها لن كل موضع فتقر إل نية الفريضة فتقر إل تعيينها ) كأداء‬
‫الصلة (‬
‫والثان ل يتاج إل تعيينها ويدل عليه قوله ف البويطي فإن تيمم للنفل كان له أن يصلي على‬
‫) النازة ( نص عليه ف البويطي لن صلة النازة كالنافلة وإن تيمم لصلة الفرض ستباح به‬
‫النفل لن النفل تابع للفرض فإذا ستباح التبع ستباح التابع كما إذا أعتق الم عتق المل‬
‫فصل ف الصفة الستحبة للتيمم وإذا أراد التيمم فالستحب له أن يسمي ال عز وجل لنه طهارة‬
‫عن حدث فستحب فيها اسم ال عز وجل عليه كالوضوء ث ينوي ويضرب يديه على التراب‬
‫ويفرق أصابعه فإن كان التراب ناعما فترك الضرب ووضع اليدين جاز ويسح بما وجهه‬
‫ويوصل التراب إل جيع البشرة الظاهرة من الوجه وإل ما ظهر من الشعر ول يب إيصال‬
‫التراب إل ما تت الاجبي والشارب والعذارين ) والعنفقة (‬
‫ومن أصحابنا من قال يب ذلك كما يب إيصال الاء إليه ف الوضوء‬
‫والذهب الول لن النب صلى ال عليه وسلم وصف التيمم وقتصر على ضربتي ومسح وجهه‬
‫بإحداها ) مسح ( اليدين بالخرى وبذلك ل يصل التراب إل باطن هذه الشعور ويالف‬
‫الوضوء لنه ل مشقة ف إيصال الاء إل ما تت هذه الشعور وعليه مشقة ف إيصال التراب‬
‫فسقط وجوبه ث يضرب ضربة أخرى فيضع بطون أصابع يده اليسرى على ظهور أصابع يده‬
‫اليمن ويرها على ظهر الكف فإذا بلغ الكوع جعل أطراف أصابعه على حرف الذراع ث ير‬
‫ذلك إل الرفق ث يدير بطن كفه إل بطن الذراع ويره عليه ويرفع إبامه فإذا بلغ الكوع أمر‬
‫إبام يده اليسرى على إبام يده اليمن ث يسح بكفه اليمن يده اليسرى مثل ذلك ث يسح‬
‫إحدى الراحتي بالخرى ويلل أصابعهما لا روى أسلم قال قلت لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أنا جنب فنلت آية التيمم فقال يكفيك هذا فضرب بكفيه الرض ث نفضهما ث مسح‬
‫بما وجهه ث أمرها على ليته ث أعادها إل الرض فمسح بما الرض ث دلك إحداها‬
‫بالخرى ث مسح ذراعيه ظاهرها وباطنهما‬

‫____________________‬

‫فصل ف فروض التيمم وسننه والفرض ما ذكرناه النية ومسح الوجه ومسح اليدين بضربتي أو‬
‫أكثر وتقدي الوجه على اليدين وسننه التسمية وتقدي اليمن على اليسرى‬
‫فصل فيمن يمه غيه قال ف الم فإن أمر غيه حت يمه أو نوى هو جاز كما يوز ف الوضوء‬
‫وقال ابن القاص رحه ال ل يوز قلته تريا قال ف الم وإن سفت الريح عليه ترابا ناعما فأمر‬
‫يديه على وجهه ل يزه لنه ل يقصد الصعيد وقال القاضي أبو حامد رحه ال هذا ممول عليه إذا‬
‫ل يقصد فأما إذا صمد للريح فسفت عليه التراب أجزأه وهذا خلف النصوص‬
‫فصل التيمم للمكتوبة بعد دخول الوقت ول يوز التيمم للمكتوبة إل بعد دخول الوقت لنه قبل‬
‫دخول الوقت مستغن عن التيمم فلم يصح تيممه كما لو تيمم مع وجود الاء وإن تيمم قبل‬
‫دخول الوقت لفائتة فلم يصلها حت دخل وقت الاضرة ففيه وجهان قال ) أبو بكر ( بن الداد‬
‫رحه ال يوز أن يصلي به الاضرة بعد دخول الوقت لنه تيمم وهو غي مستغن عن التيمم‬
‫فأشبه إذا تيمم للحاضرة بعد دخول الوقت‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لنا فريضة تقدم التيمم على وقتها فأشبه إذا تيمم لا قبل دخول‬
‫الوقت‬
‫فصل من يوز له التيمم ول يوز التيمم بعد دخول الوقت إل للعادم للماء أو للخائف من‬
‫ستعماله فأما الواجد فل يوز له التيمم لقوله صلى ال عليه وسلم الصعيد الطيب وضوء السلم‬
‫ما ل يد الاء فإن وجد الاء وهو متاج إليه للعطش فهو كالعادم لنه منوع من ستعماله فأشبه إذا‬
‫وجد ماء وحال بينهما سبع‬
‫فصل طلب الاء قبل التيمم ول يوز للعادم للماء أن يتيمم إل بعد الطلب لقوله عز وجل } فلم‬
‫تدوا ماء فتيمموا { ول يقال ل يد إل بعد الطلب ولنه بدل أجيز عند عدم البدل فل يوز‬
‫فعله إل بعد ثبوت العدم كالصوم ف الكفارة ل يفعله حت يطلب الرقبة ول يصح الطلب إل بعد‬
‫دخول الوقت لنه إنا يطلب ليثبت شرط التيمم وهو عدم الاء فلم يز ف وقت ل يوز فيه فعل‬
‫التيمم‬
‫والطلب أن ينظر عن يينه وشاله وأمامه ووراءه فإن كان بي يديه حائل من جبل أو غيه صعده‬
‫ونظر حواليه وإن كان معه رفيق سأله عن الاء فإن بذله له لزمه قبوله لنه ل منة عليه ف قبوله‬
‫فإن باعه منه بثمن الثل وهو واجد للثمن غي متاج إليه لزمه شراؤه كما يلزمه شراء الرقبة ف‬
‫الكفارة والطعام للمجاعة فإن ل يبذله له وهو غي متاج إليه لنفسه ل يز له أن يكابره على أخذه‬
‫كما يكابره على طعام يتاج إليه للمجاعة وصاحبه ل يتاج إليه لن الطعام ليس له بدل وللماء‬
‫بدل‬
‫فإن دل على ماء ول يف فوات الوقت ول نقطاعا عن الرفقة ول ضررا على نفسه وماله لزمه‬
‫طلبه وإن طلب فلم يد فتيمم ث طلع عليه ركب قبل أن يدخل ف الصلة لزمه أن يسألم عن‬
‫الاء فإن ل يده معهم أعاد التيمم لنه لا توجه عليه الطلب بطل التيمم وإن طلب ول يد جاز له‬
‫التيمم لقوله عز وجل } فلم تدوا ماء فتيمموا { وهل الفضل أن يقدم التيمم والصلة أم ل‬
‫ينظر فيه فإن كان على ثقة من وجود الاء آخر الوقت فالفضل أن يؤخر التيمم لن الصلة ف‬
‫أول وقتها فضيلة والطهارة بالاء فريضة فكان نتظار الفريضة أول وإن كان على إياس من وجوده‬
‫فالفضل أن يتيمم ويصلي لن الظاهر أنه ل يد الاء فل يضيع فضيلة أول الوقت لمر ل يرجوه‬
‫وإن كان يشك ف وجوده ففيه قولن أحدها أن تأخيها أفضل لن الطهارة بالاء فريضة‬
‫والصلة ف أول الوقت فضيلة فكان تقدي الفريضة أول‬
‫والثان أن تقدي الصلة بالتيمم أفضل وهو الصح لن فعلها ف أول الوقت فضيلة متيقنة‬
‫والطهارة بالاء مشكوك فيها فكان تقدي الفضيلة التيقنة أول‬
‫فإن تيمم وصلى ث علم أنه كان ف رحله ماء نسيه ل تصح صلته وعليه العادة على النصوص‬
‫لنا طهارة واجبة فل تسقط بالنسيان كما لو نسي عضوا من أعضائه فلم يغسله وروى أبو ثور‬
‫عن الشافعي رحهما ال أنه قال تصح صلة ول إعادة عليه لن النسيان عذر حال بينه وبي الاء‬
‫فسقط الفرض بالتيمم كما لو حال بينهما سبع وإن كان ف رحله ماء فأخطأ رحله فطلبه فلم‬
‫يده فتيمم وصلى ففيه وجهان قال أبو علي الطبي رحه ال ل تلزمه العادة لنه غي مفرط ف‬
‫الطلب‬
‫ومن أصحابنا من قال تلزمه لنه فرط ف حفظ الرحل فلزمته العادة‬
‫فصل إذا وجد ماء ل يكفيه وإن وجد بعض ما يكفيه للطهارة ففيه قولن قال ف الم يلزمه‬
‫ستعمال ما معه ث يتيمم لقوله عز وجل } فلم تدوا ماء فتيمموا {‬
‫____________________‬

‫وهذا واجد للماء فيجب أل يتيمم ) وهو واجد له ( ولنه مسح أبيح للضرورة فل ينوب إل ف‬
‫موضع الضرورة كالسح على البية‬
‫وقال ف القدي والملء يقتصر على التيمم لن عدم بعض الصل بنلة عدم الميع ف جواز‬
‫لقتصار على البدل كما نقول فيمن وجد بعض الرقبة ف الكفارة‬
‫فصل ف الاء التاج إليه من غي واحد وإن جتمع ميت وجنب أو ميت وحائض نقطع دمها‬
‫وهناك ماء يكفي أحدها فإن كان لحدها كان صاحبه أحق به لنه متاج إليه لنفسه فل يوز له‬
‫بذله لغيه فإن بذله للخر وتيمم ل يصح تيممه وإن كان الاء لما كانا فيه سواء وإن كان الاء‬
‫مباحا أو لغيها وأراد أن يود به على أحدها فاليت أول لنه خاتة طهارته والنب والائض‬
‫يرجعان إل الاء ويغتسلن وإن جتمع ميت وحي على بدنه ناسة والاء يكفي أحدها ففيه‬
‫وجهان أحدها أن صاحب النجاسة أول لنه ليس لطهارته بدل ولطهارة اليت بدل وهو التيمم‬
‫فكان صاحب النجاسة أحق بالاء‬
‫والثان أن اليت أول وهو ظاهر الذهب لنه خاتة طهارته‬
‫وإن جتمع حائض وجنب والاء يكفي أحدها ففيه وجهان قال أبو إسحق رحه ال النب أول‬
‫لن غسله منصوص عليه ف القرآن‬
‫ومن أصحابنا من قال إن الائض أول لنا تستبيح بالغسل ما يستبيح النب وزيادة وهو الوطء‬
‫فكانت أول‬
‫وإن جتمع جنب ومدث وهناك ماء يكفي الدث ول يكفي النب فالدث أول لن حدثه‬
‫يرتفع به ول يرتفع به حدث النب وإن كان الاء يكفي النب ول يفضل عنه شيء ويكفي‬
‫الدث ويفضل عنه ما يغسل به النب بعض بدنه ففيه ثلثة أوجه أحدها أن النب أول لنه‬
‫يستعمل جيع الاء بالجاع فإذا دفعناه إل الدث بقي ماء متلف ف وجوب ستعماله ف النابة‬
‫والثان أن الدث أول لن فيه تشريكا بينهما ف الاء‬
‫والثالث أنما سواء فيدفع الاء إل من شاء منهما لنه يرفع حدث كل واحد منهما ويستعمله كل‬
‫واحد منهما بالجاع‬
‫فصل فيمن عدم الاء والتراب وإن ل يد ماء ول ترابا صلى على حسب حاله و ) أعاد الصلة (‬
‫لن الطهارة شرط من شروط الصلة فالعجز عنها ل يبيح ترك الصلة كستر العورة وإزالة‬
‫النجاسة وستقبال القبلة والقيام والقراءة‬
‫فصل فيمن فقد الاء حكما ل حقيقة وأما الائف من ستعمال الاء فهو أن يكون به مرض أو‬
‫قروح ياف معها من ستعمال الاء أو ف برد شديد ياف من ستعمال الاء فينظر فيه فإن خاف‬
‫التلف من ستعمال الاء جاز له التيمم لقوله تعال } وإن كنتم مرضى أو على سفر { إل قوله‬
‫} فلم تدوا ماء فتيمموا { قال ابن عباس رضي ال عنهما إذا كانت بالرجل جراحة ف سبيل ال‬
‫أو قروح أو جدري فيجنب فيخاف أن ) يغتسل ( فيموت فإنه يتيمم بالصعيد وروي عن عمرو‬
‫بن العاص رضي ال عنه أنه قال حتلمت ف ليلة باردة ف غزاة ذات السلسل فأشفقت إن‬
‫غتسلت أن أهلك فتيممت وصليت بأصحاب صلة الصبح فذكر ذلك للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب فقلت سعت ال تعال يقول } ول تقتلوا‬
‫أنفسكم إن ال كان بكم رحيما { ول ينكر عليه النب صلى ال عليه وسلم وإن خاف الزيادة ف‬
‫الرض وإبطاء البء قال ف الم ل يتيمم وقال ف القدي والبويطي والملء يتيمم إذا خاف الزيادة‬
‫فمن أصحابنا من قال ها قولن‬
‫أحدها يتيمم لنه ياف الضرر من ستعمال الاء فأشبه إذا خاف التلف‬
‫والثان ل يوز لنه واجد للماء ل ياف التلف من ستعماله فأشبه إذا خاف أنه يد البد‬
‫ومنهم من قال ل يوز قول واحد وما قال ف القدي والبويطي والملء ممول على ما إذا خاف‬
‫زيادة موفة‬
‫وحكى أبو علي ف الفصاح طريقا آخر أنه يتيمم قول واحدا وإن خاف من ستعمال الاء شينا‬
‫فاحشا ف جسمه فهو كما لو خاف الزيادة ف الرض لنه يأل قلبه بالشي الفاحش كما يأل قلبه‬
‫بزيادة الرض‬
‫وإن كان ف بعض‬
‫____________________‬

‫بدنه قرح ياف من ستعمال الاء فيه التلف غسل الصحيح وتيمم عن الريح‬
‫وقال أبو إسحق يتمل قول آخر أنه يقتصر على التيمم كما لو عجز عن الاء ف بعض بدنه‬
‫للعواز والول أصح لن العجز هناك ببعض الصل وههنا العجز ببعض البدن وحكم المرين‬
‫متلف أل ترى أن الر إذا عجز عن بعض الصل ف الكفارة جعل كالعاجز عن جيعه ف جواز‬
‫لقتصار على البدل ولو كان نصفه حرا ونصفه عبدا ل يكن العجز بالرق ف البعض كالعجز ) ف‬
‫( الميع بل إذا ملك بنصفه الر مال لزمه أن يكفر بالال‬
‫فصل التيمم لكل فريضة ول يوز للمتيمم أن يصلي بتيمم واحد أكثر من فريضة وقال الزن‬
‫يوز وهذا خطأ لا روي عن بن عباس رضي ال عنه أنه قال من السنة أل يصلي بتيمم إل صلة‬
‫واحدة ث يتيمم للصلة الخرى وهذا يقتضي سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ولنه طهارة‬
‫ضرورة فل يصلي با فريضتي من فرائض العيان كطهارة الستحاضة فإن نسي صلة من‬
‫صلوات اليوم والليلة ول يعرف عينها قضى خس صلوات وف التيمم وجهان أحدها أنه يكفيه )‬
‫للجميع ( تيمم واحد لن النسية واحدة وما سواها ليس بفرض‬
‫والثان أنه يب لكل واحدة منها تيمم لنه صار كل واحدة منها فرضا‬
‫وإن نسي صلتي من صلوات اليوم والليلة ول يعرف عينها لزمه أن يصلي خس صلوات قال‬
‫ابن القاص يب أن يتيمم لكل واحدة منها لنه أي صلة بدأ با يوز أن تكون هي النسية فزال‬
‫بفعلها حكم التيمم ويوز أن تكون ) الثانية ( هي الت تليها فل يوز أداؤها بتيمم مشكوك فيه‬
‫ومن أصحابنا من قال يكن أن يصلي ثان صلوات بتيممي فيزيد ثلث صلوات وينقص ثلث‬
‫تيممات فيتيمم ويصلي الصبح والظهر والعصر والغرب ث يتيمم ويصلي الظهر والعصر والغرب‬
‫والعشاء فيكون قد صلى إحداها بالتيمم الول والثانية بالتيمم الثان‬
‫وإن نسي صلتي من يومي فإن كانتا متلفتي فهما بنلة الصلتي من يوم وليلة وإن كانتا‬
‫متفقتي لزمه أن يصلي عشر صلوات فيصلي خس صلوات بتيمم ) واحد ( ث يتيمم ويصلي‬
‫خس صلوات وإن شك هل ها متفقتان أو متلفتان لزمه أن يأخذ بالشد وهو أنما متفقتان‬
‫فصل التيمم الواحد للنوافل الكثية ويوز أن يصلي بتيمم واحد ما شاء من النوافل لنا غي‬
‫مصورة فخف أمرها ولذا أجيز ترك القيام فيها فإن نوى بالتيمم الفريضة والنافلة جاز أن يصلي‬
‫النافلة قبل الفريضة وبعدها لنه نواها بالتيمم وإن نوى بالتيمم الفريضة ول ينو النافلة جاز أن‬
‫يصلي النافلة بعدها وهل يوز أن يصليها قبلها فيه قولن قال ف الم له ذلك لن كل طهارة جاز‬
‫أن يتنفل با بعد الفريضة جاز قبلها كالوضوء‬
‫وقال ف البويطي ليس له ذلك لنه يصليها على وجه التبع للفريضة فل يوز أن تتقدم على‬
‫متبوعها ويوز أن يصلي على جنائز بتيمم واحد إذا ل يتعي ) عليه ( لنه يوز تركها فهي‬
‫كالنوافل وإن تعينت عليه ففيه وجهان أحدها أنه ل يوز أن يصلي بتيمم واحد أكثر من صلة‬
‫لنا فريضة تعينت عليه فهي كالكتوبة‬
‫والثان يوز وهو ظاهر الذهب لنا ليست من جنس فرائض العيان‬
‫فصل فيما يباح بالتيمم إذا تيمم عن الدث ستباح ما يستباح بالوضوء فإن أحدث بطل تيممه‬
‫كما يبطل وضوءه وينع ما كان ينع منه قبل التيمم وإن تيمم عن النابة ستباح ما يستباح‬
‫بالغسل من الصلة وقراءة القرآن ) وغيها ( فإن أحدث منع من الصلة ول ينع من قراءة‬
‫القرآن لن تيممه قام مقام الغسل ولو غتسل ث أحدث ل ينع من القراءة فكذلك إذا تيمم ث‬
‫أحدث وإن تيمم ث ارتد بطل تيممه لن التيمم ل يرفع الدث وإنا يستباح به الصلة والرتد‬
‫ليس من أهل لستباحة‬
‫فصل فيمن وجد الاء بعد التيمم وإن تيمم لعدم الاء ث رأى الاء فإن كان قبل الدخول ف الصلة‬
‫بطل تيممه لنه ل يصل ف القصود فصار كما لو رأى الاء ف أثناء التيمم‬
‫وإن رأى الاء بعد الفراغ من الصلة نظر فإن كان ف الضر أعاد الصلة لن عدم الاء ف‬
‫الضر عذر نادر غي متصل فلم يسقط معه فرض العادة كما لو صلى بنجاسة نسيها وإن كان‬
‫ف السفر نظرت فإن كان ف سفر طويل ل يلزمه العادة لن عدم الاء ف السفر عذر عام فسقط‬
‫معه فرض العادة كالصلة مع سلس البول وإن كان ف سفر قصي ففيه قولن أشهرها أنه ل‬
‫تلزمه العادة لنه موضع يعدم فيه الاء غالبا فأشبه السفر الطويل‬
‫وقال ف البويطي ل يسقط الفرض عنه لنه ل يوز له القصر فل يسقط الفرض عنه بالتيمم كما‬
‫لو كان ف الضر‬
‫وإن كان ف سفر معصية ففيه وجهان أحدها‬
‫____________________‬

‫تب عليه العادة لن سقوط الفرض بالتيمم رخصة تتعلق بالسفر والسفر معصية فل يوز أن‬
‫تتعلق به رخصة‬
‫والثان ل يب لنا لا أوجبنا عليه ذلك صار عزية فل تلزمه العادة‬
‫وإن كان معه ف السفر ماء ودخل عليه وقت الصلة فأراقه أو شربه من غي حاجة وتيمم وصلى‬
‫ففيه وجهان أحدها تلزمه العادة لنه مفرط ف إتلفه‬
‫والثان ل تلزمه العادة لنه تيمم وهو عادم للماء فصار كما لو أتلفه قبل دخول الوقت‬
‫وإن رأى الاء ف أثناء الصلة نظرت فإن كان ذلك ف الضر بطل تيممه وصلته لنه تلزمه‬
‫العادة لوجود الاء وقد وجد الاء فوجب أن يشتغل بالعادة وإن كان ف السفر ل يبطل تيممه‬
‫وقال الزن يبطل والذهب ) الول ( لنه وجد الصل بعد الشروع ف القصود فل يلزمه لنتقال‬
‫إليه كما لو حكم بشهادة شهود الفرع ث وجد شهود الصل وهل يوز الروج منها فيه وجهان‬
‫أحدها ل يوز وإليه أشار ف البويطي لن ما ل يبطل الطهارة والصلة ل يبح الروج منها‬
‫كسائر الشياء‬
‫وقال أكثر أصحابنا يستحب الروج منها كما قال الشافعي رحه ال فيمن دخل ف صوم الكفارة‬
‫ث وجد الرقبة أن الفضل أن يعتق فإن رأى الاء ف الصلة ف السفر ث نوى القامة بطل تيممه‬
‫وصلته‬
‫لنه جتمع الضر حكم والسفر ف الصلة فوجب أن يغلب حكم الضر ويصي كأنه تيمم‬
‫وصلى وهو حاضر ث وجد الاء وإن رأى الاء ف أثناء الصلة ف السفر فأتها وقد فن الاء ل يز‬
‫له أن يتنفل حت يدد التيمم لن برؤيته الاء حرم عليه فتتاح الصلة وإن رأى الاء ف صلة نافلة‬
‫فإن كان قد نوى عددا أتها كالفريضة وإن ل ينو عددا سلم من ركعتي ول يزد عليهما‬
‫وإن تيمم للمرض وصلى ث برىء ل تلزمه العادة لن الرض من العذار العامة فهو كعدم الاء‬
‫ف السفر‬
‫وإن تيمم لشدة البد وصلى ث زال البد فإن كان ف الضر لزمه العادة لن ذلك من العذار‬
‫النادرة وإن كان ف السفر ففيه قولن أحدها ل يب لن عمرو بن العاص رضي ال عنه تيمم‬
‫وصلى لشدة البد وذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فلم يأمره بالعادة‬
‫والثان يب لن البد الذي ياف منه اللك ول يد ما يدفع ضرره عذر نادر غي متصل فهو‬
‫كعدم الاء ف الضر‬
‫ومن صلى بغي طهارة لعدم الاء والتراب لزمه العادة لن ذلك عذر نادر غي متصل فصار كما‬
‫لو نسي الطهارة فصلى مع القدرة على الطهارة‬
‫فصل من السح على البية إذا كان على بعض أعضائه كسر يتاج إل وضع البائر وضع‬
‫البية على طهر فإن وضعها على طهر ث أحدث وخاف من نزعها أو وضعها على غي طهر‬
‫وخاف من نزعها مسح على البائر لن النب صلى ال عليه وسلم أمر عليا رضي ال عنه أن‬
‫يسح على البائر ولنه تلحق الشقة ف نزعها فجاز السح عليها كالف‬
‫وهل يلزمه مسح الميع أم ل فيه وجهان أحدها يلزمه مسح الميع لنه مسح أجيز للضرورة‬
‫فوجب فيه لستيعاب كالسح ف التيمم‬
‫والثان أنه يزيه ما يقع عليه لسم لنه مسح على حائل منفصل فهو كمسح الف‬
‫وهل يب التيمم مع السح ) فيه قولن ( قال ف القدي ل يتيمم كما ل يتيمم مع السح على‬
‫الف‬
‫وقال ف الم يتيمم لديث جابر رضي ال عنه أن رجل أصابه حجر فشجه ف رأسه ث حتلم‬
‫فسأل أصحابه هل تدون ل رخصة ف التيمم قالوا ما ند لك رخصة وأنت تقدر على الاء‬
‫فغتسل فمات فقال النب صلى ال عليه وسلم إنا كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على رأسه خرقة‬
‫يسح عليها ويغسل سائر جسده ولنه يشبه الريح لنه يترك غسل العضو لوف الضرر ويشبه‬
‫لبس الف لنه ل ياف الضرر من غسل العضو وإنا ياف الشقة من نزع الائل كلبس الف‬
‫فلما أشبههما وجب عليه المع بي السح والتيمم فإن برىء وقدر على الغسل فإن كان قد‬
‫وضع البائر على غي طهر لزمه إعادة الصلة وإن كان قد وضعها على طهر ففيه قولن أحدها‬
‫ل يلزمه العادة كما ل يلزم ماسح الف‬
‫والثان يلزمه لنه ترك غسل العضو لعذر نادر غي متصل‬
‫فكان كما لو ترك غسل العضو ناسيا‬

‫____________________‬

‫باب اليض إذا حاضت الرأة حرم عليها الطهارة لن اليض يوجب الطهارة وما يوجب الطهارة‬
‫منع صحتها كخروج البول‬
‫ويرم عليها الصلة لقوله صلى ال عليه وسلم إذا أقبلت اليضة فدعى الصلة ويسقط ) عنها (‬
‫فرض الصلة لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كنا نيض عند رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فل نقضي الصلة ول نؤمر بالقضاء ولن اليض يكثر فلو أوجبنا قضاء ما يفوتا لشق وضاق‬
‫ويرم عليها الصوم لا روي عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت كنا نؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر‬
‫بقضاء الصلة فدل على أنن كن يفطرن ول يسقط فرضه لديث عائشة رضي ال عنها ولن‬
‫الصوم ف السنة مرة فل يشق قضاؤه فلم يسقط‬
‫ويرم عليها الطواف لقوله صلى ال عليه وسلم لعائشة رضي ال عنها صنعي ما يصنع الاج غي‬
‫أل تطوف ) بالبيت ( ولنه يفتقر إل الطهارة ول يصح منها الطهارة‬
‫ويرم عليها قراءة القرآن لقوله صلى ال عليه وسلم ل يقرأ النب ول الائض شيئا من القرآن‬
‫ويرم عليها حل الصحف ومسه لقوله تعال } ل يسه إل الطهرون {‬
‫ويرم عليها اللبث ف السجد لقوله صلى ال عليه وسلم ل أحل السجد لنب ول لائض فأما‬
‫العبور فيه فإنا إن ستوثقت من نفسها ) بالشد والتلجم ( جاز لنه حدث ينع اللبث ف السجد‬
‫فل ينع العبور كالنابة‬
‫ويرم الوطء ف الفرج لقوله عز وجل } فاعتزلوا النساء ف اليض ول تقربوهن حت يطهرن فإذا‬
‫تطهرن فأتوهن من حيث أمركم ال { فإن وطئها مع العلم بالتحري ففيه قولن قال ف القدي إن‬
‫كان ف أول الدم لزمه أن يتصدق بدينار وإن كان ف آخره لزمه أن يتصدق بنصف دينار لا روى‬
‫بن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الذي يأت امرأته وهي حائض‬
‫يتصدق بدينار أو بنصف دينار‬
‫وقال ف الديد ل تب عليه الكفارة لنه وطء مرم للذى فلم تتعلق به الكفارة كالوطء ف‬
‫الدبر‬
‫ويرم لستمتاع فيما بي السرة والركبة‬
‫وقال أبو إسحاق ل يرم غي الوطء ف الفرج لقوله صلى ال عليه وسلم صنعوا كل شيء غي‬
‫النكاح لنه وطء مرم للذى فختص به الفرج كالوطء ف الدبر والذهب الول لا روى عمر‬
‫رضي ال عنه أنه قال سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم ما يل للرجل من امرأته وهي‬
‫حائض فقال ما فوق الزار وإذا طهرت من اليض حل لا الصوم لن تريه باليض وقد زال‬
‫اليض ول تل الصلة والطواف وحل الصحف وقراءة القرآن لن النع منها لجل الدث‬
‫والدث باق ول يل لستمتاع با حت تغتسل لقوله تعال } ول تقربوهن حت يطهرن فإذا‬
‫تطهرن { قال ماهد حت يغتسلن فإن ل تد الاء فتيممت حل لا ما يل بالغسل لن التيمم قائم‬
‫مقام الغسل فستبيح به ما يستباح بالغسل وإن تيممت وصلت فريضة ل يرم وطؤها ومن‬
‫أصحابنا من قال يرم وطؤها بفعل الفريضة كما يرم فعل الفريضة بعدها والول أصح لن‬
‫الوطء ليس بفرض فلم يرم بفعل الفريضة كصلة النفل‬
‫فصل ف سن اليض ومدته أقل سن تيض فيه الرأة تسع سني قال الشافعي رحه ال أعجل من‬
‫سعت من النساء تيض نساء تامة فإنن يضن لتسع سني فإذا رأت الدم لدون ذلك فهو دم‬
‫فساد ل يتعلق به أحكام اليض‬
‫وأقل اليض يوم وليلة وقال ف موضع آخر يوم فمن أصحابنا من قال ها قولن ومنهم من قال‬
‫هو يوم وليلة قول واحدا وقوله يوم أراد بليلته ومنهم من قال يوم قول واحدا وإنا قال يوم وليلة‬
‫قبل أن يثبت عنده اليوم فلما ثبت عنده اليوم رجع إليه والدليل على ذلك أن الرجع ف ذلك إل‬
‫الوجود وقد ثبت الوجود ف هذا القدر قال الشافعي رحه ال رأيت امرأة أثبت ل عنها أنا ل‬
‫تزل تيض يوما ل تزيد عليه وقال الوزاعي ) رحه ال كانت ( عندنا امرأة تيض غدوة وتطهر‬
‫عشية‬
‫وقال عطاء رأيت من النساء من تيض يوما وتيض خسة عشر يوما‬
‫وقال أبو عبد ال الزبيي رحه ال كان ف نسائنا من تيض يوما وتيض خسة عشر يوما‬
‫وأكثره خسة عشر يوما لا رويناه عن‬
‫____________________‬

‫عطاء وأب عبد ال الزبيي‬


‫وغالبه ست أو سبع لقوله صلى ال عليه وسلم لمنة بنت جحش رضي ال عنها تيضي ف علم‬
‫ال تعال ستة أيام أو سبعة أيام كما تيض النساء ويطهرن ليقات حيضهن وطهرهن‬
‫وأقل طهر فاصل بي الدمي خسة عشر يوما ل أعرف فيه خلفا فإن صح ما يروى عن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أنه قال ف النساء نقصان دينهن إن إحداهن تكث شطر دهرها ل تصلي‬
‫دل ذلك على أن أقل الطهر خسة عشر يوما لكن ل أجده بذا اللفظ إل ف كتب الفقه‬
‫وف الدم الذي تراه الامل قولن أحدها أنه حيض لنه دم ل ينعه الرضاع فل ينعه المل‬
‫كالنفاس‬
‫والثان أنه دم فساد لنه لو كان ذلك حيضا لرم الطلق وتعلق به نقضاء العدة فإن رأت يوما‬
‫طهرا ويوما دما ول يعب خسة عشر يوما ففيه قولن أحدها أنه ل يلفق ) الدم ( بل يعل الميع‬
‫حيضا لنه لو كان ما رأته من النقاء طهرا لنقضت العدة بثلثة منها‬
‫والثان أنه يلفق الدم إل الدم والطهر إل الطهر فتكون أيام النقاء طهرا وأيام الدم حيضا لنه لو‬
‫جاز أن يعل أيام النقاء حيضا لاز أن يعل أيام الدم طهرا ولا ل يز أن تعل أيام الدم طهرا ل‬
‫يز أن تعل أيام النقاء حيضا فوجب أن يري كل واحد منهما على حكمه‬
‫فصل رؤية الدم ف غي موعده إذا رأت الرأة الدم لسن يوز أن تيض فيه أمسكت عما تسك‬
‫عنه الائض فإن نقطع لدون اليوم والليلة كان ذلك دم فساد فتتوضأ وتصلي وإن نقطع ليوم‬
‫وليلة أو لمسة عشر يوما أو لا بينهما فهو حيض فتغتسل عند نقطاعه سواء كان الدم على صفة‬
‫دم اليض أو على غي صفته وسواء كان لا عادة فخالفت عادتا أو ل تكن‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري رحه ال إن رأت الصفرة أو الكدرة ف غي وقت العادة ل يكن‬
‫حيضا لا روي عن أم عطية رضي ال عنها قالت كنا ل نعتد بالصفرة والكدرة بعد الغسل شيئا‬
‫ولنه ليس فيه أمارة اليض فلم يكن حيضا والذهب أنه حيض لنه دم صادف زمان المكان ول‬
‫ياوزه فأشبه إذا رأت الصفرة أو الكدرة ف أيام عادتا وحديث أم عطية يعارضه ما روي عن‬
‫عائشة رضي ال عنها أنا قالت كنا نعد الصفرة والكدرة حيضا وقوله إنه ليس فيه أمارة غي‬
‫مسلم بل وجوده ف أيام اليض أمارة لن الظاهر من حالا الصحة والسلمة وأن ذلك دم البلة‬
‫دون العلة‬
‫وإن عب الدم المسة عشر فقد ختلط حيضها بلستحاضة فل تلو إما أن تكون مبتدأة غي ميزة‬
‫أو مبتدأة ميزة أو معتادة غي ميزة أو معتادة ميزة أو ناسية غي ميزة أو ناسية ميزة‬
‫فإن كانت مبتدأة غي ميزة وهي الت بدأ با الدم وعب المسة عشر والدم على صفة واحدة‬
‫ففيها قولن أحدها أنا تيض أقل اليض لنه يقي وما زاد مشكوك فيه فل يكم بكونه حيضا‬
‫والثان أنا ترد إل غالب عادة النساء وهي ست أو سبع وهو الصح لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫لمنة بنت جحش تيضي ف علم ال ستة أيام أو سبعة أيام كما تيض النساء ويطهرن ليقات‬
‫حيضهن وطهرهن ولنه لو كانت لا عادة ردت إليها لن الظاهر أن حيضها ف هذا الشهر‬
‫كحيضها فيما تقدم فإذا ل يكن لا عادة فالظاهر أن حيضها كحيض نسائها ولداتا فردت إليها‬
‫وإل أي عادة ترد فيه وجهان أحدها إل غالب عادة النساء لديث حنة‬
‫والثان إل غالب عادة نساء بلدها وقومها لنا أقرب إليهن فإن ستمر با الدم ف الشهر الثان‬
‫غتسلت عند نقضاء اليوم والليلة ف أحد القولي وعند نقضاء الست أو السبع ف الخر لنا قد‬
‫علمنا ف الشهر الول أنا مستحاضة وأن حكمها ما ذكرناه فتصلي وتصوم ول تقضي الصلة‬
‫وأما الصوم فل تقضي ما تأت به بعد المسة عشر وفيما تأت به قبل المسة عشر وجهان أحدها‬
‫تقضيه لواز أن يكون قد صادف زمان اليض فلزمها قضاؤه كالناسية‬
‫والثان ل تقضي وهو الصح لنا صامت ف زمان حكمنا بالطهر فيه بلف الناسية فإنا ل نكم‬
‫لا بيض ول طهر‬

‫____________________‬

‫فصل ف البتدأة الميزة فإن كانت مبتدأة ميزة وهي الت بدأ با الدم وعب المسة عشر ودمها ف‬
‫بعض اليام بصفة دم اليض وهو التدم القانء الذي يضرب إل السواد وف بعضها أحر مشرق‬
‫أو أصفر فإن حيضها أيام السواد بشرطي أحدها أن يكون السود ل ينقص عن أقل اليض‬
‫والثان أل يزيد على أكثره والدليل عليه ما روي أن فاطمة بنت أب حبيش رضي ال عنها قالت‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم إن أستحاض أفأدع الصلة فقال صلى ال عليه وسلم إن دم‬
‫اليض أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلة وإذا كان الخر فتوضيء وصلي فإنا هو‬
‫عرق ولنه خارج يوجب الغسل فجاز أن يرجع إل صفته عند الشكال كالن فإذا رأت ف‬
‫الشهر الول يوما وليلة دما أسود ث حر أو صفر أمسكت عن الصلة والصوم لواز أل ياوز‬
‫المسة عشر يوما فيكون الميع حيضا وف الشهر الثان يلزمها أن تغتسل عند تغي الدم وتصلي‬
‫وتصوم لنا قد علمنا بالشهر الول أنا مستحاضة فإن رأت ف الشهر الثالث السواد ف ثلثة‬
‫أيام ث حر أو صفر وف الشهر الرابع رأت السواد ف أربعة أيام ث حر أو صفر كان حيضها ف‬
‫كل شهر السود‬
‫وإن رأت خسة أيام دما أحر أو أصفر ث رأت خسة أيام دما أسود ث حر الدم إل آخر الشهر‬
‫فاليض هو السود وما قبل السود وما بعده ستحاضة وخرج أبو العباس رضي ال عنه وجهي‬
‫ضعيفي أحدها أنه ل تييز لا لن المسة الول حيض لنه دم بدأ با ف وقت يصلح أن يكون‬
‫حيضا والمسة الثانية أول أن تكون حيضا لنه ف وقت يصلح للحيض وقد نضم إليه علمة‬
‫اليض وما بعدها يصي بنلتهما فيصي كأن الدم كله مبهم فيكون على القولي ف البتدأة غي‬
‫الميزة‬
‫والوجه الثان أن حيضها العشر الول لن المسة الول حيض بكم البداية ف وقت يصلح أن‬
‫يكون حيضا والمسة الثانية حيض باللون وإن رأت خسة أيام دما أحر ث رأت دما أسود إل‬
‫آخر الشهر فهي غي ميزة لن السواد زاد على المسة عشر يوما فبطلت دللته فيكون على‬
‫القولي ف البتدأة غي الميزة وخرج أبو العباس فيه وجها آخر أن بتداء حيضها من أول السود‬
‫إما يوم وليلة وإما ست أو سبع لنه بصفة دم اليض وهذا ل يصح لن هذا اللون ل حكم له‬
‫إذا عب المسة عشر وإن رأت خسة عشر يوما دما أحر وخسة عشر يوما دما أسود ونقطع‬
‫فحيضها السود وإن ستمر السود ول ينقطع ل تكن ميزة فيكون حيضها من بتداء الدم يوما‬
‫وليلة ف أحد القولي أو ستا أو سبعا ف القول الخر وعلى الوجه الذي خرجه أبو العباس رضي‬
‫ال عنه يكون حيضها من أول الدم السود يوما وليلة أو ستا أو سبعا ف الخر‬
‫وإن رأت سبعة عشر يوما دما أحر ث رأت دما أسود وتصل ل يكن لا تييز فيكون حيضها يوما‬
‫وليلة من أول الدم الحر ف أحد القولي أو ستا أو سبعا ف الخر‬
‫وقال أبو العباس رضي ال عنه يكون حيضها يوما وليلة من أول الحر وخسة عشر طهرا‬
‫وتبتدىء من أول الدم السود حيضا آخر ف أحد القولي يوما وليلة وف الخر الثان يعل‬
‫حيضها ستا أو سبعا والباقي ستحاضة إل أن يكون السود ف الثالث والعشرين‬
‫فإنه إذا كان بتداء السود من الثالث والعشرين فعلى قول أب العباس رضي ال عنه يكون‬
‫حيضها من أول الحر سبعة وخسة عشر طهرا وتبتدىء من أول السود حيضا آخر يوما وليلة‬
‫ف أحد القولي وستا أو سبعا ف القول الخر‬
‫فصل ف العتادة غي الميزة فإن كانت معتادة غي ميزة وهي الت كانت تيض من كل شهر أياما‬
‫ث عب الدم عادتا وعب المسة عشر ول تييز لا فإنا ل تغتسل لاوزة الدم عادتا لواز أن‬
‫ينقطع الدم لمسة عشر يوما فإذا عب المسة عشر ردت إل عادتا فتغتسل بعد المسة عشر‬
‫وتقضي صلة ما زاد على عادتا لا روي أن امرأة كانت تراق الدم على عهد رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فستفتت لا أم سلمة رضي ال عنها فقال النب صلى ال عليه وسلم لتنظر عدد‬
‫الليال واليام الت كانت تيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابا فلتدع الصلة قدر ذلك‬

‫فإن ستمر با الدم ف الشهر الثان وجاوز العادة غتسلت عند ماوزة العادة لنا قد علمنا بالشهر‬
‫____________________‬

‫الول أنا مستحاضة فتغتسل ف كل شهر عند ماوزة العادة برة‬


‫وتصلي وتصوم‬
‫وتثبت العادة برة واحدة فإذا حاضت ف شهر مرة خسة أيام ث ستحيضت ف شهر بعده ردت‬
‫إل المسة ومن أصحابنا من قال ل تثبت إل برتي فإن ل تض المسة مرتي ل تكن معتادة بل‬
‫هي مبتدأة لن العادة ل تستعمل ف مرة والذهب الول لديث الرأة الت ستفتت لا أم سلمة‬
‫رضي ال عنها فإن النب صلى ال عليه وسلم ردها إل الشهر الذي يلي شهر لستحاضة ولن‬
‫ذلك أقرب إليها فوجب ردها إليه‬
‫وتثبت العادة بالتمييز كما تثبت بانقطاع الدم فإن رأت البتدأة خسة أيام دما أسود ث صفر‬
‫وتصل ث رأت ف الشهر الثان دما مبهما كانت عادتا أيام السواد‬
‫ويثبت الطهر بالعادة كما يثبت اليض فإذا حاضت خسة أيام وطهرت خسا وخسي يوما ث‬
‫رأت الدم وعب المسة عشر جعل حيضها ف كل شهرين خسة أيام والباقي طهر‬
‫ويوز أن تنتقل العادة فتتقدم وتتأخر وتزيد وتنقص فترد إل آخر ما رأت من ذلك لن ذلك‬
‫أقرب إل شهر لستحاضة وإن كانت عادتا المسة الثانية من الشهر فرأت الدم من أول الشهر‬
‫وتصل فاليض هو المسة العتادة وقال أبو العباس رضي ال عنه فيه وجه آخر أن حيضها هي‬
‫المسة الول لنه بدأ با ف زمان يصلح أن يكون حيضا والول أصح لن العادة قد ثبتت ف‬
‫المسة الثانية فوجب الرد إليها كما لو ل يتقدمها دم وإن كانت عادتا خسة أيام من أول كل‬
‫شهر ث رأت ف بعض الشهور المسة العتادة ث طهرت خسة عشر يوما ث رأت الدم وعب‬
‫المسة الول عشر يوما فإنا ترد إل عادتا وهي المسة الول من الشهر وخرج أبو العباس‬
‫رضي ال عنه وجها آخر أن المسة الول من الدم الثان حيض لنا رأته ف وقت يصلح أن‬
‫يكون حيضا والول هو الذهب لن العادة قد ثبتت ف اليض من أول كل شهر فل تتغي إل‬
‫بيض صحيح‬
‫فصل ف العتادة الميزة فإن كانت معتادة ميزة وهي أن تكون عادة أن تيض ف كل شهر خسة‬
‫أيام ث رأت ف شهر عشرة أيام دما أسود ث رأت دما أحر أو أصفر وتصل ردت إل التمييز‬
‫وجعل حيضها أيام السواد وهي العشرة وقال أبو علي بن خيان رحه ال ترد إل العادة وهي‬
‫المسة والول أصح لن التمييز علمة قائمة ف شهر لستحاضة فكان عتباره أول من عتبار‬
‫عادة قد نقضت‬
‫فصل ف الناسية الميزة وإن كانت ناسية ميزة وهي الت كانت لا عادة ونسيت عادتا ولكنها‬
‫تيز اليض من لستحاضة باللون فإنا ترد إل التمييز لنا لو ذكرت عادتا لردت إل التمييز‬
‫فإذا نسيت أول وعلى قول من قال تقدم العادة على التمييز حكمها حكم من ل تييز لا واحد‬
‫ونن نذكر ذلك إن شاء ال تعال‬
‫فصل ف الناسية غي الميزة وإن كانت ناسية للعادة غي ميزة ل يل إما أن تكون ناسية للوقت‬
‫والعدد أو ناسية للوقت ذاكرة للعدد أو ناسية للعدد ذاكرة للوقت‬
‫فإن كانت ناسية للوقت والعدد وهي التحية ففيها قولن أحدها أنا كالبتدأة الت ل تييز لا‬
‫نص عليه ف العدد فيكون حيضها من أول كل هلل يوما وليلة ف أحد القولي أو ستا أو سبعا‬
‫ف الخر فإن عرفت مت رأت الدم جعلنا بتداء شهرها من ذلك الوقت وعددنا لا ثلثي يوما‬
‫وحيضناها لنه ليس بعض اليام بأن يعل حيضا بأول من البعض فسقط حكم الميع وصارت‬
‫كمن ل عادة لا ول تييز‬
‫والثان وهو الشهور والنصوص ف اليض أنه ل حيض لا ول طهر بيقي فتصلي وتغتسل لكل‬
‫صلة لواز أن يكون ذلك وقت نقطاع اليض ول يطؤها الزوج وتصوم مع الناس شهر رمضان‬
‫فيصح لا أربعة عشر يوما لواز أن يكون اليوم الامس عشر من حيضها بعضه من أول يوم من‬
‫الشهر وبعضه من السادس عشر فيفسد عليها بذلك يومان ث تصوم شهرا آخر فيصح لا منه‬
‫أربعة عشر يوما فإن كان الشهر الذي صامه الناس ناقصا‬
‫) صح لا منه ثلثة عشر يوما من الصوم لواز أن يكون بتداء اليض من بعض اليوم الول‬
‫ونتهاؤه ف بعض السادس عشر فيبطل عليها صوم ستة عشر يوما ويصح لا صوم ثلثة عشر يوما‬
‫فإن كان شهر قضائها كامل بقي عليها قضاء يومي وإن كان ناقصا بقي قضاء ثلثة أيام وإن كانا‬
‫كاملي بقي قضاء يومي وإن كان شهر الداء كامل وشهر القضاء ناقصا بقي قضاء ثلثة أيام‬
‫وإن قضت ف شوال صح لا صوم ثلثة عشر يوما إن كمل وثن عشر إن نقص وإن قضت ف‬
‫ذي الجة فعشرة إن كمل وتسعة إن نقص فإن كان الشهر الذي صامه الناس ناقصا ( وجب‬
‫عليها قضاء يوم فتصوم أربعة أيام من سبعة عشر يوما يومي ف أولا ويومي ف آخرها وإن كان‬
‫الشهر تاما وجب عليها قضاء يومي فتصوم ستة أيام من ثانية‬
‫____________________‬
‫عشر يوما ثلثة ف أولا وثلثة ف آخرها فيصح لا صوم الشهر وإن لزمها صوم ثلثة أيام قضتها‬
‫من تسعة عشر يوما أربعة من أولا وأربعة من آخرها وإن لزمها صوم أربعة أيام قضتها من‬
‫عشرين يوما خسة ف أولا وخسة ف آخرها وكلما زاد ف الدة يوم زاد ف الصوم يومان ) يوم (‬
‫ف أولا ويوم ف آخرها وعلى هذا القياس يعمل ف طوافها‬
‫فصل فيمن نسيت الوقت وذكرت العدد وإن كانت ناسية لوقت اليض ذاكرة للعدد فكل زمان‬
‫تيقنا فيه اليض ألزمناها جتناب ما تتنبه الائض وكل زمان تيقنا فيه طهرها أبنا فيه ما يباح‬
‫للطاهر وأوجبنا ما يب على الطاهر وكل زمان شككنا ف طهرها حرمنا وطأها وأوجبنا ما يب‬
‫على الطاهر حتياطا وكل زمان جوزنا فيه نقطاع اليض أوجبنا عليها أن تغتسل فيه للصلة‬
‫ويعرف ذلك بتنيل أحوالا ونذكر من ذلك مسائل تدل على جيع أحكالا إن شاء ال عز وجل‬
‫وبه التوفيق‬
‫فإن قالت كان حيضي عشرة أيام من الشهر ل أعرف وقتها ل يكن لا حيض ول طهر بيقي لنه‬
‫يكن ف كل وقت أن تكون حائضا ويكن أن تكون طاهرا فيجعل زمانا ف الصوم والصلة زمان‬
‫الطهر فتتوضأ ف العشر الول لكل فريضة ول تغتسل لنه ل يكن نقطاع الدم فيه فإذا مضت‬
‫العشر أمرناها بالغسل لمكان نقطاع الدم ث نلزمها بعد ذلك أن تغتسل لكل صلة إل آخر‬
‫الشهر لن كل وقت من ذلك يكن نقطاع الدم فيه فإن عرفت وقتا من اليوم كان ينقطع فيه‬
‫دمها ألزمناها أن تغتسل كل يوم ف ذلك الوقت ول يلزمها أن تغتسل ف غيه لنا قد علمنا‬
‫وقت نقطاع دمها من اليوم وإن قالت كنت أحيض إحدى العشرات الثلث من الشهر فهذه‬
‫ليس لا حيض ول طهر بيقي فنجعل زمانا زمان الطهر فتصلي من أول الشهر وتتوضأ لكل‬
‫فريضة وتغتسل ف آخر كل عشر لمكان نقطاع الدم فيه وإن قالت كان حيضي ثلثة أيام ف‬
‫العشر الول من الشهر فهذه ليس لا حيض ول طهر بيقي ف هذه العشر فتصلي من أول العشر‬
‫ثلثة أيام بالوضوء ث تغتسل لكل صلة إل آخر العشر إل أن تعرف نقطاع الدم ف وقت بعينه‬
‫فتغتسل ذلك الوقت ف كل يوم وتتوضأ ف غيه وإن قالت كان حيضي أربعة أيام من العشرة‬
‫الول صلت بالوضوء أربعة أيام ث تغتسل لكل صلة إل ) آخر العشر ( وعلى هذا التنيل ف‬
‫المس والست والسبع والثمان والتسع فإن علمت يقي طهرها ف وقت من الشهر بأن قالت‬
‫كان حيضي عشرة أيام ف كل شهر وأعلم أن كنت ف العشر الخية طاهرا فإنا ف العشر‬
‫الول تتوضأ لكل صلة لنه ل يتمل نقطاع الدم فيه فإذا مضت العشر غتسلت لكل صلة إل‬
‫أن تعلم نقطاع الدم ف وقت بعينه فتغتسل فيه دون غيه وف العشر الثالثة طاهر بيقي فتتوضأ‬
‫لكل فريضة وإن قالت كان حيضي خسة أيام ف العشر الول وكنت ف اليوم الول من العشر‬
‫الول طاهرا ففي اليوم الول طهر بيقي فتتوضأ فيه لكل صلة فريضة وف اليوم الثان والثالث‬
‫والرابع والامس طهر مشكوك فيه فتتوضأ فيه لكل فريضة والسادس حيض بيقي فإنه على أي‬
‫تنيل نزلنا ل يرج اليوم السادس منه فتترك فيه ما تترك الائض ث تغتسل ف آخره لمكان‬
‫نقطاع الدم فيه ث تغتسل بعد ذلك لكل صلة إل آخر العاشر ث تدخل ف طهر بيقي فتتوضأ‬
‫لكل فريضة وإن قالت ) كان حيضي ستة أيام ف العشر الول كان لا يومان حيض بيقي وها‬
‫الامس والسادس لنه إن بتدأ اليض من أول العشر فآخره السادس وإن بتدأ من الامس‬
‫فآخره العاشر والامس والسادس داخلن فيه بكل حال وإن قالت كان حيضي سبعة أيام من‬
‫العشر الول حصل لا أربعة أيام حيض بيقي وهي من الرابع إل السابع وإن قالت ثانية كان‬
‫حيضها بيقي ستة من الثالث إل آخر الثامن فإن قالت تسعة كان ثانية من الثان إل آخر التاسع‬
‫لا بيننا ( وإن قالت كان حيضي ف كل شهر عشرة أيام ل أعرفها وكنت ف اليوم السادس طاهرا‬
‫فإنا من أول الشهر إل آخر السادس ف طهر بيقي ومن السابع إل آخر الشهر ف طهر مشكوك‬
‫فيه فتتوضأ لكل فريضة إل أن يضي عشرة أيام بعد السادس ث تغتسل لمكان نقطاع الدم فيه ث‬
‫تغتسل بعد ذلك لكل صلة إل أن تعرف الوقت الذي كان ينقطع فيه الدم فتغتسل كل يوم فيه‬
‫دون غيه وإن قالت كان حيضي ف كل شهر خسة أيام ل أعرف موضعها وأعلم أن كنت ف‬
‫المسة الخية طاهرا وأعلم أن ل طهرا صحيحا غيها ف كل شهر فإنه يتمل أن يكون‬
‫حيضها ) ف المسة الول والباقي طهر ويتمل أن يكون حيضها ( ف المسة الثانية والباقي‬
‫طهر ول يوز أن يكون ف المسة الثالثة لن ما قبلها وما بعدها دون أقل الطهر ويتمل أن‬
‫يكون حيضها ف المسة الرابعة ويكون ما قبلها طهرا ويتمل أن يكون حيضها ف المسة‬
‫الامسة ويكون ما قبلها طهرا فيلزمها أن تتوضأ لكل صلة ف المسة الول وتصلي لنه طهر‬
‫مشكوك فيه ث تغتسل لكل فريضة من‬
‫____________________‬

‫أول السادس إل آخر العاشر لنه طهر مشكوك فيه ويتمل نقطاع الدم ف كل وقت منه ومن‬
‫أول الادي عشر ) إل آخر الامس عشر ( فتتوضأ لكل فريضة لنه طهر بيقي ومن أول‬
‫السادس عشر تتوضأ لكل صلة إل آخر العشرين لنه طهر مشكوك فيه ل يتمل نقطاع اليض‬
‫فيه ث تغتسل لكل صلة إل آخر الامس والعشرين لنه طهر مشكوك فيه وتغتسل لكل صلة‬
‫لنه يتمل نقطاع اليض ف كل وقت منها ومن أول السادس والعشرين إل آخر الشهر تتوضأ‬
‫لكل فريضة لنه طهر بيقي وإن علمت يقي اليض ف بعض اليام بأن قالت كان حيضي ف كل‬
‫شهر عشرة أيام وكنت أكون ف اليوم العاشر حائضا فإنه يتمل أن يكون العاشر آخر حيضها‬
‫ويكون بتداؤها من أول الشهر ويتمل أن يكون العاشر أول حيضها فيكون آخره التاسع عشر‬
‫ويتمل أن يكون بتداؤها ما بي اليوم الول من الشهر واليوم العاشر فهي من أول الشهر إل‬
‫اليوم التاسع ف طهر مشكوك فيه ول يتمل نقطاع الدم فيه فتتوضأ لكل صلة وتصلي واليوم‬
‫العاشر يكون حيضا بيقي تترك فيه ما يب على الائض تركه وتغتسل ف آخره ث تغتسل لكل‬
‫صلة إل تام التاسع عشر إل أن تعلم نقطاع الدم ف وقت بعينه فتغتسل فيه من الوقت إل‬
‫الوقت ث بعد ذلك ف طهر بيقي إل آخر الشهر فتتوضأ لكل صلة فريضة فإن قالت كان‬
‫حيضي ف كل شهر عشرة أيام ول ف كل شهر طهر صحيح وكنت ف اليوم الثان عشر حائضا‬
‫فإنا ف خسة عشر يوما من آخر الشهر ف طهر بيقي وف اليوم الول والثان من أول الشهر ف‬
‫طهر بيقي وف الثالث والرابع والامس ف طهر مشكوك فيه تتوضأ فيه لكل فريضة وف السادس‬
‫إل تام الثان عشر ف حيض بيقي ومن الثالث عشر إل تام الامس عشر ف طهر مشكوك فيه‬
‫ويتمل نقطاع اليض ف كل وقت منها فتغتسل لكل صلة وإن قالت كان حيضي خسة أيام من‬
‫العشر الول وكنت ف اليوم الثان من الشهر طاهرا وف اليوم الامس حائضا فإنه يتمل أن‬
‫يكون بتداء حيضها من الثالث وآخره إل تام السابع ويتمل أن يكون من الرابع وآخره إل تام‬
‫الثامن ويتمل أن يكون بتداؤه من الامس وآخره تام التاسع فاليوم الول والثان طهر بيقي‬
‫والثالث والرابع طهر مشكوك فيه والامس والسادس والسابع حيض بيقي ث تغتسل ف آخر‬
‫السابع فيكون ما بعده إل تام التاسع طهرا مشكوكا فيه تغتسل فيه لكل صلة وإن قالت كان ل‬
‫ف كل شهر حيضتان ول أعلم موضعهما ول عددها فإن الشيخ أبا حامد السفرايين رحه ال‬
‫ذكر أن أقل ما يتمل أن يكون حيضها يوم من أول الشهر ويوم من آخره ويكون ما بينهما‬
‫طهرا وأكثر ما يتمل أن يكون حيضها أربعة عشر يوما من أول الشهر أو من آخره ويوم وليلة‬
‫من أول الشهر أو من آخره ويكون بينهما خسة عشر يوما طهرا ويتمل ما بي القل والكثر‬
‫فيلزمها أن تتوضأ وتصلي ف اليوم الول من الشهر لنه طهر مشكوك فيه ث تغتسل لكل صلة‬
‫إل آخر الرابع عشر لحتمال نقطاع الدم فيه ويكون الامس عشر والسادس عشر طهرا بيقي‬
‫لنه إن كان بتداء الطهر ف اليوم الثان فاليوم السادس عشر آخره وإن كان من الامس عشر‬
‫فالامس عشر والسادس عشر داخل ف الطهر ومن السابع عشر إل آخر الشهر طهر مشكوك‬
‫فيه وقال شيخنا القاضي أبو الطيب الطبي رحه ال هذا خطأ لنا إذا نزلناها هذا التنيل ل يز‬
‫أن يكون هذا حالا ف الشهر الذي بعده بل يب أن تكون ف سائر الشهور كالتحية الناسية‬
‫ليام حيضها ووقته فتغتسل لكل صلة ول يطؤها الزوج وتصوم رمضان وتقضيه على ما بيناه‬
‫فصل فيمن ذكرت الوقت ونسيت العدد فإن كانت ذاكرة للوقت ناسية للعدد نظرت فإن كانت‬
‫ذاكرة لوقت بتدائه بأن قالت كان بتداء حيضي من أول يوم من الشهر حيضناها يوما وليلة من‬
‫أول الشهر لنه يقي ث تغتسل بعده فتحصل ف طهر مشكوك فيه إل آخر الامس عشر وتصلي‬
‫وتغتسل لكل صلة لواز نقطاع الدم فيه وما بعده طهر بيقي إل آخر الشهر فتتوضأ لكل صلة‬
‫وإن كانت ذاكرة لوقت نقطاعه بأن قالت كان حيضي ينقطع ف آخر الشهر قبل غروب الشمس‬
‫حيضناها قبل ذلك يوما وليلة وكانت طاهرا من أول الشهر إل آخر الامس عشر تتوضأ لكل‬
‫صلة فريضة ث تصل ف طهر مشكوك فيه إل آخر التاسع والعشرين تتوضأ لكل صلة لنه ل‬
‫يتمل نقطاع الدم ول يب الغسل إل ف آخر الشهر ف الوقت الذي تيقنا نقطاع اليض فيه وإن‬
‫قالت كان حيضي ف كل شهر خسة عشر يوما وكنت أخلط أحد النصفي بالخر أربعة عشر ف‬
‫أحد النصفي ويوما ف النصف الخر ول أدري أن اليوم ف النصف الول أو الربعة عشر فهذه‬
‫يتمل أن يكون اليوم ف النصف‬
‫____________________‬

‫الثان والربعة عشر ف النصف الول فيكون بتداء اليض من اليوم الثان من الشهر وآخره تام‬
‫السادس عشر ويتمل أن يكون اليوم ف النصف الول والربعة عشر ف النصف الثان فيكون‬
‫بتداء اليض من أول الامس عشر وآخره التاسع والعشرون فاليوم الول والخر من الشهر‬
‫طهر بيقي والامس عشر والسادس عشر حيض بيقي ومن الثان إل الامس عشر طهر مشكوك‬
‫فيه ومن أول السابع عشر إل آخر التاسع والعشرين طهر مشكوك فيه فتغتسل ف آخر السادس‬
‫عشر وف آخر التاسع والعشرين لنه يتمل نقطاع الدم فيهما وعلى هذا التنيل والقياس فإن‬
‫قالت كان حيضي خسة عشر يوما وكنت أخلط اليوم وأشك هل كنت أخلط بأكثر من يوم‬
‫فالكم فيه كالكم ف السألة قبلها إل ف شيء واحد وهو أن ههنا يلزمها أن تغتسل لكل صلة‬
‫بعد السادس عشر لواز أن يكون اللط بأكثر من يوم فيكون ذلك الوقت وقت نقطاع اليض‬
‫إل أن تعلم نقطاع اليض ف وقت بعينه من اليوم فتغتسل فيه ف مثله‬
‫فصل ف الستحاضة إذا تلل وقتها طهر هذا الذي ذكرناه ف الستحاضة إذا عب دمها المسة‬
‫عشر ول يتخللها طهر فأما إذا تللها طهر بأن رأت يوما وليلة دما ورأت يوما وليلة نقاء إل أن‬
‫عب المسة عشر فهي مستحاضة وقال بن بنت الشافعي رضي ال عنه الطهر ف اليوم السادس‬
‫عشر يفصل بي اليض وبي ما بعده فيكون الدم ف المسة عشر حيضا وف النقاء الذي بينهما‬
‫قولن ف التلفيق لنا حكمنا ف اليوم السادس عشر لا رأت النقاء بطهارتا وأمرناها بالصوم‬
‫والصلة وما بعده ليس بيض بل هو طهر فكان بنلة ما لو نقطع الدم بعد المسة عشر ول يعد‬
‫والنصوص أنا مستحاضة ختلط حيضها بلستحاضة لنه لو كان النقاء ف اليوم السادس عشر‬
‫ييز لوجب أن ييز ف المسة عشر كالتمييز باللون فعلى هذا ينظر فيها فإن كانت ميزة بأن ترى‬
‫يوما وليلة دما أسود ث ترى النقاء عشرة أيام ث ترى يوما وليلة دما أسود ث أحر فترد إل التمييز‬
‫فيكون اليض أيام السود وما بينهما على القولي‬
‫وإن كان لا عادة ف كل شهر خسة أيام ردت إل عادتا فإن قلنا ل يلفق كانت المسة كلها‬
‫حيضا وإن قلنا يلفق كانت أيام الدم حيضا وذلك ثلثة أيام ونقض يوما من العادة ومن أصحابنا‬
‫من قال يلفق لا قدر العادة من المسة عشر يوما فيحصل لا خسة أيام من تسعة أيام‬
‫وإن كانت عادتا ستة أيام فإن قلنا ل يلفق كان حيضها خسة أيام لن اليوم السادس من أيام‬
‫العادة ل دم فيه لن الدم ف الفراد فلم يز أن يعل حيضا لن النقاء إنا يعل حيضا على هذا‬
‫القول إذا كان واقعا بي الدمي فعلى هذا ينقص من عادتا يوم‬
‫وإذا قلنا يلفق من أيام العادة كان حيضها ثلثة أيام وينقص يومان وإذا قلنا يلفق من خسة عشر‬
‫حصل لا ستة أيام من أحد عشر يوما‬
‫وإن كانت عادتا سبعة أيام فإن قلنا إن الميع حيض كان حيضها سبعة أيام ل ينقص منها شيء‬
‫لن اليوم السابع دم فيمكن ستيفاء جيع أيام عادتا وإن قلنا يلفق لا من أيام العادة كان حيضها‬
‫أربعة أيام وإن قلنا يلفق من خسة عشر كان لا سبعة أيام من ثلثة عشر يوما وعلى هذا القياس‬
‫وإن كانت مبتدأة ل تييز لا ول عادة ففيها قولن أحدها ترد إل يوم وليلة فيكون حيضها من‬
‫أول ما رأت يوما وليلة والباقي طهر‬
‫وإن قلنا ترد إل ست أو سبع فهي كمن عادتا ستة أيام أو سبعة أيام وقد بيناه فأما إذا رأت‬
‫نصف يوم ) دما ونصف يوم ( نقاء ول تاوز المسة عشر فهي على القولي ف التلفيق‬
‫وقال بعض أصحابنا هذه مستحاضة هذه ل يثبت لا حكم اليض حت يتقدم لا أقل اليض‬
‫ومنهم من قال ل يثبت لا حكم اليض إل أن يتقدمه أقل اليض متصل ويتعقبه أقل اليض‬
‫متصل والصحيح هو الول وأنا على القولي ف التلفيق فإذا قلنا ل يلفق حصل لا أربعة عشر‬
‫يوما ونصف يوم حيضا وإذا قلنا يلفق حصل لا سبعة أيام ونصف حيضا وما بينهما من النقاء‬
‫طهر‬
‫وإن جاوز المسة عشر كانت مستحاضة فترد إل التمييز إن كانت ميزة أو إل العادة إن كانت‬
‫معتادة‬
‫وإن كانت مبتدأة ل تييز لا ول عادة فإن قلنا إنا ترد إل ست أو سبع كان ذلك كالعادة‬
‫وإن قلنا ترد إل يوم وليلة فإن قلنا ل يلفق فل حيض لا لنه ل يصل لا يوم وليلة من غي تلفيق‬
‫وإن قلنا يلفق من أيام العادة ل يكن لا حيض لن اليوم والليلة كأيام العادة ول يصل لا من‬
‫اليوم والليلة أقل اليض‬
‫وإن قلنا يلفق من المسة عشر لفق لا مقدار يوم وليلة من يومي وليلتي‬
‫وإن رأت ساعة دما وساعة نقاء ول ياوز المسة عشر فإن كان الدم بجموعه يبلغ أقل اليض‬
‫فقد قال أبو العباس وأبو إسحاق فيه قولن ف التلفيق وإن كان ل يبلغ بجموعه أقل اليض مثل‬
‫أن ترى ساعة‬
‫____________________‬

‫دما ث ينقطع ث ترى ف آخر الامس عشر ساعة دما قال أبو العباس إذا قلنا يلفق فهو دم فساد‬
‫لنه ل يتلفق منه ما يكون حيضا وإذا قلنا ل يلفق احتمل وجهي أحدها يكون حيضا لن زمان‬
‫النقاء على هذا القول حيض فل ينقص اليض عن أقله بل المسة عشر حيض‬
‫والثان ل يكون حيضا لن النقاء إنا يكون حيضا على سبيل التبع للدم والدم ل يبلغ بجموعه‬
‫أقل اليض فلم يعل النقاء تابعا له‬
‫وإن رأت ثلثة أيام دما ث انقطع اثن عشر يوما ث رأت ثلثة أيام دما وانقطع فالول حيض لنا‬
‫رأته ف زمان إمكانه والثان دم فساد ول يوز أن يعل بتداء اليض لنه ل يتقدمه أقل الطهر ول‬
‫يكن ضمه إل ما رأته قبل المسة عشر لنه خارج عن المسة عشر‬
‫وإن رأت دون اليوم دما ث انقطع إل تام المسة عشر يوما ث رأت ثلثة أيام دما فإن اليض‬
‫هو الثان والول ليس بيض لنه ل يكن إضافته إل ما بعد المسة عشر ول يكن أن يعل‬
‫بانفراده حيضا لنه دون أقل اليض‬
‫فصل اشتراك دموي النفاس واليض ف الكم دم النفاس يرم ما يرمه اليض ويسقط ما‬
‫يسقطه اليض لنه حيض متمع احتبس لجل المل فكان حكمه حكم اليض فإن خرج قبل‬
‫الولدة شيء ل يكن نفاسا وإن خرج بعد الولدة كان نفاسا وإن خرج مع الولد ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه ليس بنفاس لنه ما ل ينفصل جيع الولد فهي ف حكم الامل ولذا يوز للزوج‬
‫رجعتها فصار كالدم الذي تراه ف حال المل‬
‫وقال أبو إسحاق وأبو العباس بن أب أحد بن القاص هو نفاس لنه دم انفصل بروج الولد فصار‬
‫كالارج بعد الولدة‬
‫وإن رأت الدم قبل الولدة خسة أيام ث ولدت ورأت الدم فإن الارج بعد الولدة نفاس‬
‫وأما الارج قبله ففيه وجهان من أصحابنا من قال هو ستحاضة لنه ل يوز أن يتوال حيض‬
‫ونفاس من غي طهر كما ل يوز أن يتوال حيضتان من غي طهر‬
‫ومنهم من قال إذا قلنا إن الامل تيض فهو حيض لن الولد يقوم مقام الطهر ف الفصل وأكثر‬
‫النفاس ستون يوما‬
‫وقال الزن أربعون يوما والدليل على ما قلناه ما روي عن الوزاعي أنه قال عندنا امرأة ترى‬
‫النفاس شهرين‬
‫وعن عطاء والشعب وعبيد ال بن السن العنبي والجاج بن أرطأة أن النفاس ستون يوما‬
‫وليس لقله حد وقد تلد الرأة ول ترى الدم‬
‫وروي أن امرأة ولدت على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم تر نفاسا فسميت ذات‬
‫الفوف‬
‫فإن ولدت توأمي بينهما زمان ففيه ثلثة أوجه أحدها يعتب النفاس من الولد الول لنه دم يعقب‬
‫الولدة فاعتب الدة منه كما لو كان وحده‬
‫والثان يعتب من الثان لنه ما دام معها حل فالدم ليس بنفاس كالدم الذي تراه قبل الولدة‬
‫والثالث أن يعتب بتداء الدة من الول ث يستأنف الدة من الثان لن كل واحد منهما سبب‬
‫للمدة فإذا وجدا اعتب البتداء من كل واحد منهما كما لو وطىء امرأة بشبهة فدخلت ف العدة‬
‫ث وطئها فإنا تستأنف العدة‬
‫فإن رأت دم النفاس ساعة ث طهرت خسة عشر يوما ث رأت الدم يوما وليلة ففيه وجهان أحدها‬
‫أن الول نفاس والثان حيض وما بينهما طهر‬
‫والوجه الثان أن الميع ) نفاس لن الميع ( وجد ف مدة النفاس وفيما بينهما القولن ف‬
‫التلفيق‬
‫وإن نفست الرأة وعب الدم الستي ) يوما ( فحكمها حكم اليض إذا عب المسة عشر يوما ف‬
‫الرد إل التمييز والعادة والقل والغالب لنه بنلة اليض ف أحكامه وكذلك ف الرد عند‬
‫الشكال‬
‫فإن كانت عادتا أن تيض خسة أيام وتطهر خسة عشر يوما فإن شهرها عشرون يوما فإن‬
‫ولدت ف وقت حيضها ورأت عشرين يوما الدم ث طهرت خسة عشر يوما ث رأت الدم بعد‬
‫ذلك واتصل وعب المسة عشر كان حيضها وطهرها على عادتا فتكون نفساء ف مدة العشرين‬
‫وطاهرا ف مدة المسة عشر وحائضا ف المسة أيام بعدها‬
‫وإن كانت عادتا أن تيض عشرة أيام وتطهر عشرين يوما فإن شهرها ثلثون يوما فإن ولدت ف‬
‫وقت حيضها فرأت عشرين يوما دما وانقطع وطهرت شهرين ث رأت الدم بعد ذلك وعب‬
‫المسة عشر فإن حيضها ل يتغي بل هي ف اليض على عادتا ولكن زاد طهرها فصار شهرين‬
‫بعدما كان عشرين يوما فتكون نفساء ف العشرين الول وطاهرا ف الشهرين بعدها وحائضا ف‬
‫العشر الت بعدها‬
‫فصل ف صنيع الستحاضة ويب على الستحاضة أن تغسل الدم وتعصب الفرج وتستوثق بالشد‬
‫والتلجم لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫____________________‬
‫لمنة بنت جحش رضي ال عنها أنعت لك الكرسف فقالت إنه أكثر من ذلك فقال تلجمي فإن‬
‫استوثقت ث خرج الدم من غي تفريط ف الشد ل تبطل صلتا لا روت عائشة رضي ال عنها أن‬
‫فاطمة بنت أب حبيش استحيضت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم تدع الصلة أيام أقرائها‬
‫ث تغتسل وتتوضأ لكل صلة وتصلي حت ييء ذلك الوقت وإن قطر الدم على الصي‬
‫ول تصلي بطهارة أكثر من فريضة لديث فاطمة بنت أب حبيش ويوز أن تصلي ما شاءت من‬
‫النوافل لن النوافل تكثر فلو ألزمناها أن تتوضأ لكل نافلة شق عليها ول يوز أن تتوضأ لفرض‬
‫الوقت قبل الدخول لنه طهارة ضرورة فل يوز قبل وقت الضرورة‬
‫فإن توضأت ف أول الوقت وأخرت الصلة فإن كان لسبب يعود إل مصلحة الصلة كانتظار‬
‫الماعة وستر العورة والقامة صحت صلتا وإن كان لغي ذلك ففيه وجهان أحدها أن صلتا‬
‫باطلة لنا تصلي مع ناسة يكن حفظ الصلة منها‬
‫والثان تصح لنه وسع ف الوقت فل يضيق عليها‬
‫فأن أخرتا حت خرج الوقت ل يز أن تصلي به لنه ل عذر لا ف ذلك‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز أن تصلي بعد خروج الوقت لنا لو منعناها من ذلك صارت طهارتا‬
‫مقدرة بالوقت وذلك ل يوز عندنا‬
‫وإن دخلت ف الصلة ث انقطع دمها ففيه وجهان أحدها ل تبطل صلتا كالتيمم إذا رأى الاء‬
‫ف الصلة‬
‫والثان تبطل لن عليها طهارة حدث وطهارة نس ول تأت عن طهارة النجس بشيء وقد قدرت‬
‫عليها فلزمها التيان با‬
‫وإن انقطع دمها قبل الدخول ف الصلة لزمها غسل الدم وإعادة الوضوء فإن ل تفعل حت عاد‬
‫الدم فإن كان عوده بعد الفراغ من الصلة ل تصح صلتا لنه اتسع الوقت للوضوء والصلة‬
‫من غي حدث ول نس وإن كان عود الدم قبل الفراغ من الصلة ففيه وجهان أحدها أنا تصح‬
‫لنا تيقنا بعود الدم أن النقطاع ل يكن له حكم لنه ) قدر ( ل يصلح للطهارة والصلة‬
‫والثان وهو الصح أن صلتا باطلة لنا استفتحت الصلة وهي منوعة منها فلم تصح بالتبي‬
‫كما لو استفتح لبس الف الصلة وهو شاك ف انقضاء مدة السح ث تبي أن الدة ل تنقض‬
‫فصل ف سلسي البول والذي وسلس البول وسلس الذي حكمهما حكم الستحاضة فيما ذكرناه‬

‫ومن به ناصور أو جرح يري منه الدم حكمهما حكم الستحاضة ف غسل النجاسة عند كل‬
‫فريضة لنا ناسة متصلة لعلة فهو كالستحاضة‬
‫باب إزالة النجاسة النجاسة هي البول والغائط والقيء والذي والودي ومن غي الدمي والدم‬
‫والقيح وماء القروح والعلقة واليتة والمر والنبيذ والكلب والنير وما توالد منهما وما توالد‬
‫من أحدها ولب ما ل يؤكل لمه غي الدمي ورطوبة فرج الرأة وما تنجس بذلك‬
‫فأما البول فهو نس لقوله صلى ال عليه وسلم تنهوا من البول فإن عامة عذاب القب منه‬
‫وأما الغائط فهو نس لقوله صلى ال عليه وسلم لعمار إنا تغسل ثوبك من الغائط والبول والن‬
‫والذي والدم والقيء‬
‫وأما سرجي البهائم وذرق الطيور فهو كالغائط ف النجاسة لا روى ابن مسعود رضي ال عنه‬
‫قال أتيت النب صلى ال عليه وسلم بجرين وروثة فأخذ الجرين وألقى الروثة وقال إنا ركس‬
‫فعلل ناستها بأنه ركس والركس الرجيع وهذا رجيع فكان نسا ولنه خارج من الدبر‬
‫____________________‬

‫أحالته الطبيعة فكان نسا كالغائط‬


‫وأما القيء فهو نس لديث عمار ولنه طعام استحال ف الوف إل النت والفساد فكان نسا‬
‫كالغائط‬
‫وأما الذي فهو نس لا روي عن علي رضي ال عنه أنه قال كنت رجل مذاء فذكرت ذلك للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال إذا رأيت الذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلة ولنه خارج‬
‫من سبيل الدث ل يلق منه طاهر فهو كالبول‬
‫وأما الودي فهو نس لا ذكرت من العلة ولنه يرج مع البول فكان حكمه حكم البول‬
‫وأما من الدمي فهو طاهر لا روي عن عائشة رضي ال عنها أنا كانت تت الن من ثوب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يصلي ولو كان نسا لا انعقدت معه الصلة ولنه مبدأ خلق‬
‫بشر فكان طاهرا كالطي‬
‫وأما من غي الدمي ففيه ثلثة أوجه أحدها أن الميع طاهر إل من الكلب والنير لنه خارج‬
‫من حيوان طاهر يلق منه مثل أصله فكان طاهرا كالبيض ومن الدمي‬
‫والثان أن الميع نس لنه من فضول الطعام الستحيل وإنا حكم بطهارته من الدمي لرمته‬
‫وكرامته كما أحل لبنه مع كونه ل يؤكل لرمته وكرامته وهذا ل يوجد ف غيه‬
‫والثالث ما أكل لمه فمنيه طاهر كلبنه وما ل يؤكل لمه فمنيه نس كلبنه‬
‫وأما الدم فهو نس لديث عمار وف دم السمك وجهان أحدها أنه نس كغيه‬
‫والثان أنه طاهر لنه ليس بأكثر من اليتة وميتة السمك طاهرة فكذلك دمه‬
‫وأما القيح فهو نس لنه دم استحال إل النت فإذا كان الدم نسا فالقيح أول‬
‫وأما ماء القروح فإن كان له رائحة فهو نس كالقيح وإن ل يكن له رائحة فهو طاهر كرطوبة‬
‫البدن‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها أنه طاهر كالعرق‬
‫والثان أنه نس لنه تلل بعلة فهو كالقيح‬
‫وأما العلقة ففيها وجهان قال أبو إسحاق هي نسة لنه دم خارج من الرحم فهو كاليض‬
‫وقال أبو بكر الصيف هي طاهرة لنه دم غي مسفوح فهو كالكبد والطحال‬
‫فأما اليتة سوى السمك والراد والدمي فهي نسة للية لنا مرمة الكل من غي ضرر فكانت‬
‫نسة كالدم‬
‫وأما السمك والراد فهما طاهران لنه يل أكلهما ولو كانا نسي ل يل أكلهما‬
‫وأما الدمي ففيه قولن أحدها أنه نس لنه ميت ل يل أكله فكان نسا كسائر اليتات‬
‫والثان أنه طاهر لقوله صلى ال عليه وسلم ل تنجسوا موتاكم فإن الؤمن ل ينجس حيا ول ميتا‬
‫ولنه لو كان نسا لا غسل كسائر اليتات‬
‫وأما المر فهو نس لقوله عز وجل } إنا المر واليسر والنصاب والزلم رجس من عمل‬
‫الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون { ولنه يرم تناوله من غي ضرورة فكان نسا كالدم‬
‫وأما النبيذ فهو نس لنه شراب فيه شدة مطربة فكان نسا كالمر‬
‫وأما الكلب فهو نس لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم دعي إل دار فأجاب ودعي إل دار‬
‫فلم يب فقيل له ف ذلك فقال ) إن ف دار فلن كلبا ( فقيل وف دار فلن هرة فقال ) الرة‬
‫ليست بنجسة ( فدل على أن الكلب نس‬
‫وأما النير فهو نس لنه أسوأ حال من الكلب لنه مندوب إل قتله من غي ضرر فيه‬
‫ومنصوص على تريه فإذا كان الكلب نسا فالنير أول‬
‫وأما ما توالد منهما أو من أحدها فهو نس لنه ملوق من نس ) فكان ( مثله‬
‫وأما لب ما ل يؤكل لمه غي‬
‫____________________‬

‫الدمي ففيه وجهان قال أبو سعيد الصطخري هو طاهر لنه حيوان طاهر فكان لبنه طاهرا‬
‫كالشاة والبقرة‬
‫والنصوص أنه نس لن اللب كاللحم الذكى بدليل أنه يتناول من اليوان ويؤكل كما يتناول‬
‫اللحم الذكى ولم ما ل يؤكل نس فكذلك لبنه‬
‫وأما رطوبة فرج الرأة فالنصوص أنا نس لنا رطوبة متولدة ف مل النجاسة فكانت نسة‬
‫ومن أصحابنا من قال هي طاهرة كسائر رطوبات البدن‬
‫وأما ما ينجس بذلك فهي العيان الطاهرة إذا لقاها شيء من هذه النجاسات وأحدها رطب‬
‫والخر يابس فينجس بلقاتا‬
‫فصل فيما يطهر بالستحالة ول يطهر شيء من النجاسات بالستحالة إل شيئان أحدها جلد اليتة‬
‫إذا دبغ وقد دللنا عليه ف موضعه‬
‫والثان المر إذا استحالت بنفسها خل فتطهر بذلك لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه خطب‬
‫فقال ل يل خل من خر أفسدت حت يبدأ ال إفسادها فعند ذلك يطيب الل‬
‫ول بأس أن يشتروا من أهل الذمة خل ما ل يتعمدوا إل إفساده ولنه إنا حكم بتحريها للشدة‬
‫الطربة الداعية إل الفساد وقد زال ذلك من غي ناسة خلفتها فوجب أن يكم بطهارتا‬
‫وإن خللت بل أو ملح ل تطهر لا روي أن أبا طلحة سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫أيتام ورثوا خرا فقال أهرقها‬
‫قال أفل أخللها قال ) ل ( فنهاه عن التخليل فدل على أنه ل يوز ولنه لو جاز لندبه إليه لا فيه‬
‫من إصلح مال اليتيم ولنه إذا طرح فيها الل نس الل‬
‫فإذا زالت الشدة الطربة بقيت ناسة الل النجس فلم تطهر‬
‫فإن نقلها من شس إل ظل أو من ظل إل شس حت تللت ففيه وجهان أحدها تطهر لن الشدة‬
‫قد زالت من غي ناسة خلفتها‬
‫والثان ل تطهر لنه فعل مظور توصل به إل استعجال ما يل ف الثان فلم يل كما لو قتل‬
‫مورثه أو نفر صيدا حت خرج من الرم إل الل‬
‫وإن أحرق العذرة أو السرجي حت صار رمادا ل يطهر لن ناستهما لعينهما‬
‫وتالف المر فإن ناستها لعن معقول وقد زال ذلك‬
‫وأما دخان النجاسة إذا أحرقت ففيه وجهان أحدها أنه نس لنه أجزاء متحللة من النجاسة فهو‬
‫كالرماد‬
‫والثان أنه ليس بنجس لنه بار ناسة فهو كالبخار الذي يرج من الوف‬
‫فصل ف كيف الطهارة من ولوغ الكلب وإذا ولغ الكلب ف إناء أو أدخل عضوا منه فيه وهو‬
‫رطب ل يطهر الناء حت يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات إحداهن بالتراب‬
‫فعلق طهارته بسبع مرات فدل على أنه ل يطهر با دونه والفضل أن يعل التراب ف غي السابعة‬
‫ليد عليه ما ينظفه وف أيها جعل جاز لعموم الب‬
‫وإن جعل بدل التراب الص أو الشنان وما أشبههما ففيه قولن أحدها ل يزئه لنه تطهي نص‬
‫فيه على التراب فاختص به كالتيمم‬
‫والثان أنه يزئه لنه تطهي ناسة نص فيه على جامد فلم يتص به كالستنجاء والدباغ‬
‫وف موضع القولي وجهان أحدها أن القولي ف حال عدم التراب فأما مع وجود التراب فل‬
‫يوز بغيه قول واحدا‬
‫والثان أن القولي ف الحوال كلها لنه جعله ف أحد القولي كالتيمم وف الخر جعله‬
‫كالستنجاء والدباغ وف الصلي جيعا ل فرق بي وجود النصوص عليه وبي عدمه‬
‫وإن غسل بالاء وحده ففيه وجهان أحدها أنه يزئه لن الاء أبلغ من التراب فهو بالواز أول‬
‫والثان ل يزئه لنه أمر بالتراب ليكون معونة للماء لتغلظ النجاسة وهذا ل يصل بالاء وحده‬
‫وإن ولغ كلبان ففيه وجهان أحدها أنه يب لكل كلب سبع مرات كما أمر ف بول الرجل‬
‫بذنوب ث يب ف بول رجلي ذنوبان‬
‫والثان أنه يزئه للجميع سبع مرات وهو النصوص ف حرملة لن النجاسة ل تتضاعف بعدد‬
‫الكلب بلف البول‬
‫وإن ولغ الكلب ف إناء ووقعت فيه ناسة أخرى أجزأه سبع مرات للجميع لن الطهارة تتداخل‬
‫ولذا لو وقع فيه بول ودم أجزأه لما غسل مرة واحدة‬
‫وإن أصاب الثوب من ماء الغسلت ففيه وجهان أحدها يغسل من كل غسلة مرة لن كل‬
‫____________________‬

‫غسلة تزيل سبع النجاسة فيغسل منه بقدر السبع‬


‫والثان حكمه حكم الناء الذي انفصل عنه لن النفصل كالبلل الباقي ف الناء وذلك ل يطهر‬
‫إل با بقي من العدد فكذلك النفصل‬
‫فإن جع ماء الغسلت ففيه وجهان أحدها أن الميع طاهر لنه ماء انفصل من الناء وهو طاهر‬
‫والثان أنه نس وهو الصحيح لن السابع طاهر والباقي نس فإذا اختلط بعضه ببعض ول يبلغ‬
‫قلتي وجب أن يكون نسا‬
‫فصل وإن ولغ النير فقد قال ابن القاص قال ف القدي يغسل مرة واحدة‬
‫وقال سائر أصحابنا يتاج إل سبع مرات‬
‫وقوله ف القدي مطلق لنه قال يغسل وأراد به سبع مرات والدليل عليه أن النير أسوأ حال من‬
‫الكلب على ما بيناه فهو باعتبار العدد أول‬
‫فصل ويزىء ف بول الغلم الذي ل يطعم الطعام النضح وهو أن يبله بالاء وإن ل ينل عنه ول‬
‫يزىء ف بول الصبية إل الغسل لا روى عن علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ف بول الرضيع يغسل من بول الارية وينضح من بول الغلم‬
‫فصل وما سوى ذلك من النجاسات ينظر فيها فإن كانت جامدة كالعذرة أزيلت ث غسل‬
‫موضعها على ما بينته وإن كانت ذائبة كالبول والدم والمر فإنه يستحب أن يغسل منه ثلثا لا‬
‫روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا استيقظ أحدكم من نومه فل يغمس يده ف الناء حت‬
‫يغسلها ثلثا فإنه ل يدري أين باتت يده فندب إل الثلث الشك ف النجاسة فدل على أن ذلك‬
‫يستحب إذا تيقن ويوز القتصار على غسل مرة واحدة لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال‬
‫كانت الصلة خسي والغسل من النابة سبع مرات وغسل الثوب من البول سبع مرات فلم يزل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يسأل حت جعلت الصلة خسا والغسل من النابة مرة وغسل‬
‫الثوب من البول مرة‬
‫والغسل الواجب ف ذلك أن يكاثر النجاسة بالاء حت تستهلك فيه فإن كانت النجاسة على‬
‫الرض أجزأته الكاثرة لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم أمر ف بول العراب بذنوب من ماء‬

‫وإنا أمر بالذنوب لن ذلك يغمر البول ويستهلك فيه‬


‫وقال أبو سعيد الصطخري وأبو القاسم الناطي الذنوب تقدير فيجب ف بول واحد ذنوب وف‬
‫بول اثني ذنوبان‬
‫والذهب أن ذلك ليس بتقدير لن ذلك يؤدي أل أن يطهر البول الكثي من الرجل بذنوب وما‬
‫دون ذلك من رجلي ل يطهر إل بذنوبي‬
‫وإن كانت النجاسة على الثوب ففيه وجهان أحدها تزىء فيه الكاثرة كالرض‬
‫والثان ل تزىء حت يراق ما فيه ث يغسل لقوله صلى ال عليه وسلم ف الكلب يلغ ف الناء‬
‫فليهرقه ث ليغسله سبع مرات‬
‫وإن كانت النجاسة خرا فغسلها وبقيت الرائحة ففيه قولن أحدها ل يطهر كما لو بقي اللون‬
‫والثان يطهر لن المر لا رائحة شديدة فيجوز أن يكون لقوة رائحتها تبقى الرائحة من غي جزء‬
‫من النجاسة‬
‫وإن كانت النجاسة دما فغسله فلم يذهب الثر أجزأه لا روى أن خولة بنت يسار قالت يا‬
‫رسول ال أرأيت لو بقي أثر فقال صلى ال عليه وسلم الاء يكفيك ول يضرك أثره‬
‫وإن كان الثوب نسا فغمسه ف إناء فيه دون القلتي من الاء نس الاء ول يطهر الثوب‬
‫ومن أصحابنا من قال إن قصد إزالة النجاسة ل ينجسه وليس بشيء لن القصد ل يعتب ف إزالة‬
‫النجاسة ولذا يطهر باء الطر وبغسل النون‬
‫قال أبو العباس بن القاص إذا كان ثوب كله نس فغسل بعضه ف جفنة ث عاد فغسل ما بقي ل‬
‫يطهر حت يغسل الثوب كله دفعة واحدة لنه إذا صب على بعضه ماء ورد جزء من البعض‬
‫الخر على الاء فنجسه وإذا نس الاء نس الثوب‬
‫فصل إذا أصاب الرض ناسة ذائبة ف موضع ضاح فطلعت عليه الشمس وهبت عليه الريح‬
‫فذهب أثرها ففيه قولن قال‬
‫____________________‬

‫ف القدي يطهر لنه ل يبق شيء من النجاسة فهو كما غسل بالاء‬
‫وقال ف الم ل يطهر وهو الصح لنه مل نس فل يطهر بالشمس كالثوب النجس‬
‫وإن طبخ اللب الذي خلط بطينه السرجي ل يطهر لن النار ل تطهر النجاسة‬
‫وقال أبو السن بن الرزبان إذا غسل طهر ظاهره فتجوز الصلة عليه ول توز الصلة فيه لن‬
‫ما فيه من السرجي كالزئب ف الثوب فيحترق بالنار ولذا يتثقب موضعه‬
‫وإذا غسل طهر فجازت الصلة عليه والذهب الول‬
‫وإذا أصاب أسفل الف ناسة فدلكه على الرض نظرت فإن كانت النجاسة رطبة ل يز وإن‬
‫كانت يابسة ففيه قولن قال ف الديد ل يوز حت يغسله لنه ملبوس نس فل يزىء فيه السح‬
‫كالثوب‬
‫وقال ف الملء والقدي يوز لا روى أبو سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫إذا جاء أحدكم إل السجد فلينظر نعليه فإن كانت خبث فليمسحه بالرض ث ليصل فيهما ولنه‬
‫تتكرر فيه النجاسة فأجزأ فيه السح كموضع الستجناء‬
‫كتاب الصلة الصلوات الكتوبات خس لا روى طلحة بن عبيد ال رضي ال عنه قال أتى رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم رجل من أهل ند ثائر الرأس يسمع دوي صوته ول يفقه ما يقول حت‬
‫دنا من النب صلى ال عليه وسلم فإذا هو يسأل عن السلم فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خس صلوات كتبهن ال عليك ف اليوم والليلة فقال هل علي غيها فقال ل إل أن تطوع‬
‫فصل ف شروط وجوب الصلة ول يب ذلك إل على مسلم بالغ عاقل طاهر‬
‫فأما الكافر فإن كان أصليا ل تب عليه وإذا أسلم ل ياطب بقضائها لقوله عز وجل } قل للذين‬
‫كفروا إن ينتهوا يغفر لم ما قد سلف { ولن ف إياب ذلك عليه تنفيا عن السلم فعفي عنه‬
‫وإن كان مرتدا وجبت عليه وإذا أسلم لزمه قضاؤها لنه اعتقد وجوبا وقدر على التسبب إل‬
‫أدائها فهو كالدث‬
‫وأما الصب فل تب عليه لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلث عن الصب حت يبلغ‬
‫وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق ول يب‬
‫____________________‬
‫عليه القضاء إذا بلغ لن زمان الصغر يطول فلو أوجبنا القضاء لشق فعفي عنه‬
‫وأما من زال عقله بنون أو إغماء أو مرض فل تب عليه لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم‬
‫عن ثلثة فنص على النون وقسنا عليه كل من زال عقله بسبب مباح‬
‫ومن زال عقله بحرم كمن شرب السكر أو تناول دواء من غي حاجة فزال عقله وجب عليه‬
‫القضاء إذا أفاق لنه زال عقله بحرم فلم يسقط عنه الفرض‬
‫وأما الائض والنفساء فل يب عليهما فعل الصلة لا ذكرناه ف باب اليض‬
‫فإن جن ف حال الردة ففاته صلوات لزمه قضاؤها‬
‫وإن حاضت الرأة ف حال الردة ففاتا صلوات ل يلزمها قضاؤها لن سقوط الصلة عن النون‬
‫للتخفيف والرتد ل يستحق التخفيف‬
‫وسقوط الصلة عن الائض عزية ليس لجل التخفيف والرتد من أهل العزائم‬
‫فصل فيمن يؤمر بالصلة ول يؤمر أحد من ل يب عليه فعل الصلة بفعلها إل الصب فإنه يؤمر‬
‫بفعلها لسبع ويضرب على تركها لعشر لا روى سرة الهن قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم علمو الصب الصلة لسبع سني واضربوه عليها ابن عشر‬
‫فإن دخل ف الصلة ث بلغ ف أثنائها قال الشافعي رحه ال تعال أحببت أن يتم ويعيد ول يبي ل‬
‫أن عليه العادة‬
‫قال أبو إسحاق يلزمه التام ويستحب له أن يعيد‬
‫وقوله أحببت يرجع إل المع بي التام والعادة وهو الظاهر من النصوص والدليل عليه أن‬
‫صلته صحيحة وقد أدركه الوجوب وهو فيها فلزمه التام ول يلزمه أن يعيد لنه صلى الواجب‬
‫بشروطه فل يلزمه العادة وعلى هذا لو صلى ف أول الوقت ث بلغ ف آخره أجزأه ذلك عن‬
‫الفرض لنه صلى صلة الوقت بشروطها فل يلزمه العادة‬
‫وحكي عن أب العباس مثل قول أب إسحاق وحكي عنه أنه قال يستحب التام وتب العادة‬
‫فعلى هذا إذا صلى ف أول الوقت ث بلغ ف آخره لزمه أن يعيد لن ما صلى قبل البلوغ نفل‬
‫فاستحب إتامه ويلزمه أن يعيد لنه أدرك وقت الفرض ول يأت به فلزمه أن يأت به‬
‫ومن أصحابنا من قال إن خرج منها ث بلغ ول يبق من وقتها ما يكن قضاؤها فيه ل يلزمه العادة‬
‫وإن بقي من وقتها ما يكن قضاؤها فيه لزمه العادة وهذا غي صحيح لنه لو وجبت العادة إذا‬
‫بقي من الوقت قدر الصلة لوجبت العادة إذا أدرك من الوقت مقدار ركعة‬
‫فصل ف حكم تارك الصلة ومن وجبت عليه الصلة وامتنع من فعلها فإن كان جاحدا لوجوبا‬
‫فهو كافر ويب قتله بالردة لنه كذب ال تعال ف خبه‬
‫وإن تركها وهو معتقد لوجوبا وجب عليه القتل‬
‫وقال الزن يضرب ول يقتل والدليل على أنه يقتل قوله صلى ال عليه وسلم نيت عن قتل‬
‫الصلي ولنا إحدى دعائم السلم ل تدخلها النيابة بنفس ول مال فقتل بتركها كالشهادتي‬
‫ومت يقتل فيه وجهان قال أبو سعيد الصطخري يقتل بترك الصلة الرابعة إذا ضاق وقتها فيقال‬
‫له إن صليت وإل قتلناك لنه يوز أن يكون ما دون ذلك تركه لعذر‬
‫وقال أبو إسحاق يقتل بترك الصلة الثانية إذا ضاق وقتها فيقال له إن صليت وإل قتلناك‬
‫ويستتاب كما يستتاب الرتد لنه ليس بأعظم من الرتد‬
‫وف استتابة الرتد قولن أحدها ثلثة أيام‬
‫والثان يستتاب ف الال فإن تاب وإل قتل وكيف يقتل النصوص أنه يقتل ضربا بالسيف‬
‫وقال أبو العباس ل يقصد قتله لكن يضرب بالشب وينخس بالسيف حت يصلي أو يوت كما‬
‫يفعل بن قصد النفس أو الال‬
‫ول يكفر بترك الصلة لن الكفر بالعتقاد واعتقاده صحيح فلم يكم بكفره‬
‫ومن أصحابنا من قال يكفر بتركها لقوله صلى ال عليه وسلم بي العبد والكفر ترك الصلة فمن‬
‫تركها فقد كفر والذهب الول والب متأول‬
‫باب مواقيت الصلة أول وقت الظهر إذا زالت الشمس وآخره إذا صار ظل كل شيء مثله غي‬
‫الظل الذي يكون للشخص عند الزوال والدليل عليه ما روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال أمن جبيل عليه السلم عند باب البيت مرتي فصلى ب الظهر ف الرة‬
‫الول حي زالت الشمس والفيء مثل الشراك ث صلى ب الرة الخية حي كان ظل كل شيء‬
‫مثله‬

‫____________________‬

‫فصل ف وقت العصر وأول وقت العصر إذا صار ظل كل شيء مثله وزاد أدن زيادة وآخره إذا‬
‫صار ظل كل شيء مثليه لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫وصلى ب جبيل العصر حي كان ظل كل شيء مثله ث صلى ب الرة الخية حي كان ظل كل‬
‫شيء مثليه‬
‫ث يذهب وقت الختيار ويبقى وقت الواز والداء إل غروب الشمس‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري إذا صار ظل كل شيء مثليه فاتت الصلة ويكون ما بعده وقت‬
‫القضاء‬
‫والذهب الول لا روى أبو قتادة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ليس التفريط ف النوم إنا‬
‫التفريط ف اليقظة أن تؤخر صلة حت يدخل وقت صلة أخرى‬
‫فصل ف وقت الغرب وأول وقت الغرب إذا غابت الشمس لا روي أن جبيل عليه السلم صلى‬
‫الغرب حي غابت الشمس وأفطر الصائم وليس لا إل وقت واحد وهو بقدار ما يتطهر ويستر‬
‫العورة ويؤذن ويقيم الصلة ويدخل فيها‬
‫فإن أخر الدخول عن هذا الوقت أث لا روى بن عباس أن جبيل عليه السلم صلى ف الرة‬
‫الخية كما صلها ف الرة الول ول يغي ولو كان لا وقت آخر لبي كما بي ف سائر‬
‫الصلوات‬
‫فإن دخل فيها ف وقتها ففيه ثلثة أوجه أحدها أن له أن يستديها إل غيبوبة الشفق لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قرأ سورة العراف ف صلة الغرب‬
‫والثان ل يوز له أن يستديها أكثر من قدر ثلث ركعات لن جبيل عليه السلم صلى ثلث‬
‫ركعات‬
‫والثالث أن له أن يصلي مقدار أول الوقت ف سائر الصلوات لنه ل يكون مؤخرا ف هذا القدر‬
‫ويكون مؤخرا فيما زاد عليه‬
‫ويكره أن يسمي صلة الغرب العشاء لا روى عبد ال بن مغفل أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ل يغلبنكم العراب على اسم صلة الغرب ويقول العراب العشاء‬
‫فصل ف وقت العشاء وأول وقت العشاء إذا غاب الشفق وهو المرة‬
‫وقال الزن الشفق البياض والدليل عليه أن جبيل عليه السلم صلى العشاء الخية حي غاب‬
‫الشفق‬
‫والشفق هو المرة والدليل عليه ما روى عبد ال بن عمرو أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫وقت الغرب إل أن يذهب حرة الشفق ولنا صلة تتعلق بإحدى النيين التفقي ف السم‬
‫الاص فتعلقت بأظهرها وأنورها كالصبح‬
‫وف آخره قولن قال ف الديد إل ثلث الليل لا روي أن جبيل عليه السلم صلى ف الرة‬
‫الخية العشاء الخية حي ذهب ثلث الليل‬
‫وقال ف القدي و الملء إل نصف الليل لا روى عبد ال بن عمرو رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال وقت العشاء ما بينك وبي نصف الليل ث يذهب وقت الختيار ويبقى وقت‬
‫الواز إل طلوع الفجر الثان‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري إذا ذهب ثلث الليل أو نصفه فاتت الصلة وتكون قضاء‬
‫والذهب الول لا رويناه من حديث أب قتادة ويكره أن يسمى العشاء العتمة لا روى بن عمر‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يغلبنكم العراب على اسم صلتكم قال‬
‫ابن عيينة إنا العشاء‬
‫وإنم يعتمون بالبل‬
‫ويكره النوم قبلها والديث بعدها لا روى أبو هريرة قال نانا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عن النوم قبلها والديث بعدها‬
‫فصل ف وقت الصبح ووقت الصبح إذا طلع الفجر الثان وهو الفجر الصادق الذي يرم به‬
‫الطعام والشراب على الصائم وآخره إذا أسفر الصبح لا روي أن جبيل عليه السلم صلى‬
‫الصبح حي طلع الفجر وصلى من الغد حي أسفر ث التفت وقال هذا وقتك ووقت النبياء من‬
‫قبلك وفيما بي هذين وقت‬
‫ث يذهب وقت الختيار ويبقى وقت الواز إل ) حي ( طلوع الشمس‬
‫____________________‬

‫وقال أبو سعيد الصطخري يذهب الوقت وما بعده وقت القضاء‬
‫والذهب الول لديث أب قتادة ويكره أن تسمى صلة الغداة لن ال تعال ساها بالفجر فقال‬
‫تعال } وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا { وساها رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الصبح فقال من أدرك ركعة من الصبح فقد أدركها‬
‫فصل ف وجوب الصلة ف أول الوقت وتب الصلة ف أول الوقت لن المر تناول أول الوقت‬
‫فاقتضى الوجوب فيه‬
‫والفضل فيما سوى الظهر والعشاء التقدي ف أول الوقت لا روى عبد ال قال سألت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أي العمال أفضل فقال الصلة ف أول وقتها ولن ال تعال أمر بالافظة‬
‫عليها‬
‫قال الشافعي رحه ال ومن الافظة عليها تقديها ف أول الوقت لنه إذا أخرها عرضها للنسيان‬
‫وحوادث الزمان‬
‫وأما الظهر‬
‫فإنه إن كان ف غي حر شديد فتقديها أفضل لا ذكرناه وإن كان ف حر شديد‬
‫ويصلي ف جاعة ف موضع يقصده الناس من البعد فالستحب إلبراد با بقدار ما يصل فء‬
‫يشي فيه القاصد إل الصلة لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫إذا اشتد الر فأبردوا بالصلة فإن شدة الر من فيح جهنم‬
‫وف صلة المعة وجهان أحدها أنا كالظهر لا روى أنس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا شتد البد بكر با وإذا اشتد الر أبرد با‬
‫والثان أن تقديها أفضل بكل حال لن الناس ل يتأخرون عنها لنم قد ندبوا إل التبكي إليها‬
‫فلم يكن للتأخي وجه‬
‫وأما العشاء ففيها قولن قال ف القدي والملء تقديها أفضل وهو الصح لا ذكرناه ف سائر‬
‫الصلوات‬
‫وقال ف الديد تأخيها أفضل لقوله صلى ال عليه وسلم لول أن أشق على أمت لمرتم بتأخي‬
‫العشاء والسواك عند كل صلة‬
‫فصل ف الصلة الوسطى وآكد الصلة ف الافظة عليها الصلة الوسطى لن ال عز وجل خصها‬
‫بالذكر فقال } والصلة الوسطى {‬
‫والصلة الوسطى هي الصبح والدليل عليه أن ال تعال قال } وقوموا ل قانتي { فقرنا بالقنوت‬
‫ول قنوت إل ف الصبح ولن الصبح يدخل وقتها والناس ف أطيب نوم فخصت بالافظة عليها‬
‫حت ل يتغافل عنها بالنوم ولذا خصت بالتثويب فدل على ما قلناه‬
‫فصل ف جواز تأخي الصلة إل آخر وقتها ويوز تأخي الصلة إل آخر الوقت لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم أول الوقت رضوان ال وآخره عفو ال ولنا لو ل نوز التأخي لضاق على الناس‬
‫فسمح لم بالتأخي‬
‫فإن صلى ركعة ف الوقت ث خرج الوقت ففيه وجهان أحدها وهو ظاهر الذهب وهو قول أب‬
‫علي بن خيان أنه يكون مؤديا للجميع لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها ومن أدرك ركعة‬
‫من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر‬
‫ومن أصحابنا من قال يكون مؤديا لا صلى ف الوقت قاضيا لا صلى بعد خروج الوقت عتبارا با‬
‫أدركه من الوقت وبا صلى بعد خروج الوقت‬
‫فصل من له تأخي الصلة ول يعذر أحد من أهل الفرض ف تأخي الصلة عن وقتها إل نائم أو‬
‫ناس أو مكره أو من يؤخرها للجمع لعذر السفر والطر لقوله صلى ال عليه وسلم ليس التفريط‬
‫ف النوم إنا التفريط ف اليقظة أن يؤخر الصلة حت يدخل وقت صلة أخرى فنص على النائم‬
‫وقسنا عليه الناسي والكره لنما ف معناه‬
‫وأما من يؤخرها لسفر أو مطر فإنا نذكره ف موضعه إن شاء ال تعال‬
‫فصل فيمن زال عنه مانع الصلة من آخر الوقت إذا بلغ الصب أو أسلم الكافر أو طهرت‬
‫الائض أو النفساء أو أفاق النون أو الغمى عليه وقد بقي من وقت الصلة قدر ركعة لزمه‬
‫فرض الوقت لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب قال من أدرك ركعة من الصبح قبل أن‬
‫تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك‬
‫العصر فإن بقي من الوقت دون الركعة ففيه قولن روى الزن عنه أنه ل يلزمه لديث أب هريرة‬
‫رضي ال عنه ولن بدون الركعة ل يدرك المعة فكذلك ههنا‬
‫وقال ف كتاب استقبال القبلة يلزمه بقدر تكبية لنه إدراك حرمة فاستوى فيه الركعة والتكبية‬
‫كإدراك الماعة‬
‫وتالف المعة فإنه إدراك فعل فاعتب فيه الركعة وهذا إدراك حرمة فهو كالماعة‬
‫وأما الصلة الت قبلها فينظر فيها فإن كان ذلك ف وقت الصبح أو الظهر أو الغرب ل يلزمه ما‬
‫قبلها لن ذلك ليس بوقت لا قبلها‬
‫وإن كان ذلك ف وقت العصر أو ف وقت العشاء قال ف الديد يلزمه‬
‫____________________‬

‫الظهر با يلزم به العصر ويلزم الغرب با يلزم به العشاء‬


‫وفيما يلزم به العصر والعشاء قولن أحدها ركعة‬
‫والثان تكبية والدليل عليه أن وقت العصر وقت الظهر ووقت العشاء وقت الغرب ف حق أهل‬
‫العذر وهو السافر وهؤلء من أهل العذر فجعل ذلك وقتا لا ف حقهم‬
‫وقال ف القدي فيه قولن أحدها يب بركعة وطهارة‬
‫والثان يب الظهر والعصر بقدار خس ركعات أربع للظهر وركعة للعصر‬
‫وتب الغرب مع العشاء بأربع ركعات ثلث للمغرب وركعة للعشاء لن الوقت عتب لدراك‬
‫الصلتي فاعتب وقت يكن الفراغ من إحداها والشروع ف الخرى وغلط أبو إسحاق ف هذا‬
‫فقال أربع من العصر وركعة من الظهر وأربع من العشاء وركعة من الغرب‬
‫وهذا خلف النص ف القدي وخلف النظر لن العصر تب بركعة فدل على أن الربع للظهر‬
‫وخرج أبو إسحاق ف السألة قول خامسا أنه يدرك الظهر والعصر بقدار إحدى الصلتي‬
‫وتكبية‬
‫فصل فيمن طرأ عليه العذر بعد أول الوقت وأما إذا أدرك جزءا من أول الوقت ث طرأ العذر بأن‬
‫كان عاقل ف أول الوقت ث جن أو طاهرة فحاضت نظرت فإن ل يدرك ما يتسع لفرض الوقت‬
‫سقط الوجوب ول يلزمه القضاء‬
‫وقال أبو يي البلخي حكمه حكم آخر الوقت فيلزمه ف أحد القولي بركعة وف الثان بتكبية‬
‫والذهب الول لنه ل يتمكن من فعل الفرض فسقط وجوبه كما لو هلك النصاب بعد الول‬
‫وقبل التمكن من الداء‬
‫ويالف آخر الوقت فإنه يكنه أن يبن ما بقي على ما أدرك بعد خروج الوقت فيلزمه وإن أدرك‬
‫من الوقت ما يسع الفرض ث طرأ النون أو اليض استقر الوجوب ولزمه القضاء إذا زال العذر‬
‫وحكي عن أب العباس أنه قال ل يستقر حت يدرك آخر الوقت‬
‫والذهب الول لنه وجب عليه وتكن من أدائه فأشبه إذا وجبت الزكاة وتكن من أدائها فلم‬
‫يرج حت هلك الال‬
‫وأما الصلة الت بعدها فإنا ل تلزمه وقال أبو يي البلخي تلزمه العصر بإدراك وقت الظهر‬
‫وتلزمه العشاء بإدراك وقت الغرب لن وقت الول وقت الثانية ف حال المع كما أن وقت‬
‫الثانية وقت الول ف حال المع فإذا لزمته الول بإدراك وقت الثانية لزمته الثانية بإدراك وقت‬
‫الول‬
‫والذهب الول لن وقت الول وقت الثانية على سبيل التبع ولذا ل يوز فعل الثانية حت تقدم‬
‫الول بلف وقت الثانية فإنه وقت الول ل على وجه التبع ولذا يوز فعلها قبل الثانية‬
‫فصل ف قضاء الفائتة ومن وجبت عليه الصلة فلم يصل حت فات الوقت لزمه قضاؤها لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم من نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها‬
‫والستحب أن يقضيها على الفور للحديث الذي ذكرناه وإن أخرها جاز لا روي أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فاتته صلة الصبح فلم يصلها حت خرج من الوادي‬
‫ولو كانت على الفور لا أخرها‬
‫وقال أبو إسحاق إن تركها لغي عذر لزمه قضاؤها على الفور لنه مفرط ف التأخي‬
‫وإن فاتته صلوات فالستحب أن يقضيها على الترتيب لن النب صلى ال عليه وسلم فاتته أربع‬
‫صلوات يوم الندق فقضاها على الترتيب‬
‫فإن قضاها من غي ترتيب جاز لنه ترتيب استحق للوقت فسقط بفوات الوقت كقضاء الصوم‬
‫وإن ذكر الفائتة وقد ضاق وقت الصلة الاضرة لزمه أن يبدأ بالاضرة لن الوقت تعي لا‬
‫فوجب البداية با كما لو حضره رمضان وعليه صوم رمضان آخر ولنه إذا أخر الاضرة فاتت‬
‫فوجب البداية با‬
‫وإن نسي صلة ول يعرف عينها لزمه أن يصلي خس صلوات‬
‫وقال الزن يلزمه أن يصلي أربع ركعات وينوي الفائتة ويلس ف ركعتي ث يلس ف الثالثة ث‬
‫يلس ف الرابعة ويسلم‬
‫وهذا غي صحيح لن تعيي النية شرط ف صحة الصلة ول يصل ذلك إل بأن يصلي خس‬
‫صلوات بمس نيات‬
‫باب الذان والقامة الذان والقامة مشروعان للصلوات المس لا روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ستشار السلمي فيما يمعهم على الصلة فقالوا البوق فكرهه من أجل اليهود ث ذكر‬
‫الناقوس فكرهه من أجل النصارى‬
‫فأري تلك الليلة عبد ال بن زيد النداء فأخب النب صلى ال عليه وسلم فأمر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بلل فأذن به‬
‫وهو أفضل من المامة ومن أصحابنا من قال المامة أفضل لن الذان إنا يراد للصلة فكان‬
‫القيام بأمر الصلة أول من القيام با يراد لا‬
‫والول أصح لقوله عز وجل } ومن أحسن قول من دعا إل ال وعمل صالا { قالت عائشة‬
‫رضي ال عنها نزلت ف الؤذني ولقوله صلى ال عليه وسلم الئمة ضمناء والؤذنون أمناء فأرشد‬
‫ال الئمة وغفر للمؤذني والمناء أحسن حال من الضمناء‬
‫وعن عمر رضي ال عنه أنه قال لو كنت مؤذنا لا باليت أل أجاهد ول أحج ول أعتمر بعد حجة‬
‫السلم‬

‫____________________‬

‫فإن تنازع جاعة ف الذان وتشاحوا أقرع بينهم لقوله صلى ال عليه وسلم لو يعلم الناس ما ف‬
‫النداء أو الصف الول ث ل يدوا إل أن يستهموا عليه لستهموا‬
‫فصل ف حكم الذان والقامة وها سنتان ومن أصحابنا من قال ها فرض من فروض الكفاية فإن‬
‫اتفق أهل بلد أو أهل صقع على تركهما قوتلوا عليه لنه من شعار السلم فل يوز تعطيله‬
‫وقال أبو علي بن خيان وأبو سعيد الصطخري هو سنة إل ف المعة فإنه من فرائض الكفاية‬
‫فيها لنه لا اختصت المعة بوجوب الماعة اختصت بوجوب الدعاء إليها‬
‫والذهب الول لنه دعاء إل الصلة فل يب كقوله الصلة جامعة‬
‫فصل ف حكمهما للفوائت وهل يسن للفوائت فيه ثلثة أقوال قال ف الم يقيم لا ول يؤذن‬
‫والدليل عليه ما روى أبو سعيد الدري قال حبسنا يوم الندق حت ذهب هوي من الليل حت‬
‫كفينا وذلك قوله تعال } وكفى ال الؤمني القتال { فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم بلل‬
‫فأمره فأقام الظهر فصلها وأحسن كما تصلى ف وقتها ث أقام العصر فصلها كذلك ث أقام‬
‫الغرب فصلها كذلك ث أقام العشاء فصلها كذلك ولنه للعلم بالوقت وقد فات الوقت‬
‫والقامة تراد لفتتاح الصلة وذلك موجود‬
‫قال ف القدي يؤذن ويقيم للول وحدها ويقيم للت بعدها والدليل عليه ما روى ) عبد ال ( بن‬
‫مسعود أن الشركي شغلوا النب صلى ال عليه وسلم عن أربع صلوات حت ذهب من الليل ما‬
‫شاء ال فأمر النب صلى ال عليه وسلم بلل فأذن ث أقام وصلى الظهر ث أقام فصلى العصر ث‬
‫أقام فصلى الغرب ث أقام فصلى العشاء ولنما صلتان جعهما ف وقت واحد فكانتا بأذان‬
‫وإقامتي كالغرب والعشاء بالزدلفة فإن النب صلى ال عليه وسلم صلها بأذان وإقامتي‬
‫وقال ف الملء إن أمل جتماع الناس أذن وأقام وإن ل يؤمل أقام والدليل عليه أن الذان يراد‬
‫لمع الناس فإذا ل يؤمل المع ل يكن للذان وجه وإذا أمل كان له وجه‬
‫قال أبو إسحاق وعلى هذا القول للصلة الاضرة أيضا إذا أمل الجتماع لا أذن وأقام وإن ل‬
‫يؤمل أقام ول يؤذن‬
‫فإن جع بي صلتي‬
‫فإن جع بينهما ف وقت الول منهما أذن وأقام للول وأقام للثانية كما فعل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بعرفة‬
‫وإن جع بينهما ف وقت الثانية فهما كالفائتتي لن الول قد فات وقتها والثانية تابعة لا وقد بينا‬
‫حكم الفوائت‬
‫فصل ف الذان قبل الوقت ول يوز الذان لغي الصبح قبل دخول الوقت لنه يراد با العلم‬
‫بالوقت فل يوز قبله‬
‫وأما الصبح فيجوز أن يؤذن لا بعد نصف الليل لقول النب صلى ال عليه وسلم إن بلل يؤذن‬
‫بليل فكلوا وشربوا حت يؤذن بن أم مكتوم ولن الصبح يدخل وقتها والناس نيام وفيهم النب‬
‫والدث فاحتيج إل تقدي الذان ليتأهب الناس للصلة‬
‫ويالف سائر الصلوات فإنه يدخل وقتها والناس مستيقظون فل يتاج إل تقدي الذان‬
‫وأما القامة فل يوز تقديها على الوقت لنا تراد لستفتاح الصلة فل توز قبل الوقت‬
‫فصل ف تعداد كلمات الذان والقامة والذان تسع عشرة كلمة ال أكب ال أكب ال أكب ال‬
‫أكب أشهد أن ل إله إل ال أشهد أن ل إله إل ال أشهد‬
‫____________________‬

‫أن ممدا رسول ال أشهد أن ممدا رسول ال ث يرجع فيمد صوته فيقول أشهد أن ل إله إل ال‬
‫أشهد أن ل إله إل ال أشهد أن ممدا رسول ال أشهد أن ممدا رسول ال حي على الصلة حي‬
‫على الصلة حي على الفلح حي على الفلح ال أكب ال أكب ل إله إل ال لا روى أبو مذورة‬
‫قال ألقى علي رسول ال صلى ال عليه وسلم التأذين بنفسه فقال قل ال أكب ال أكب فذكر نو‬
‫ما قلناه‬
‫فإن كان ف أذان الصبح زاد فيه التثويب وهو أن يقول بعد اليعلة الصلة خي من النوم مرتي‬
‫وكره ذلك ف الديد وصليت‬
‫____________________‬

‫وقال أصحابنا يسن ذلك قول واحدا فإنه إنا كره ذلك ف الديد لن أبا مذورة ل يكه‬
‫وقد صح ذلك ف حديث أب مذورة أنه قال له حي على الفلح الصلة خي من النوم ) الصلة‬
‫خي من النوم ( ال أكب ال أكب ل إله إل ال‬
‫وأما القامة فإنا إحدى عشرة كلمة ال أكب ال أكب أشهد أن ل إله إل ال أشهد أن ممدا‬
‫رسول ال حي على الصلة حي على الفلح قد قامت الصلة قد قامت الصلة ال أكب ال أكب‬
‫ل إله إل ال‬
‫وقال ف القدي‬
‫القامة مرة مرة لنه لفظ ف القامة فكان فرادى كاليعلة‬
‫والول أصح لا روى أنس رضي ال عنه قال أمر بلل أن يشفع الذان ويوتر القامة ولن سائر‬
‫ألفاظ القامة إل القامة قد قضي حقه ف أول الذان فأعيدت على النقصان كآخر الذان ولفظ‬
‫القامة ل يقض حقه ف الذان فلم يلحقه النقصان‬
‫فصل فيمن يصح أذانه ول يصح الذان إل من مسلم عاقل فأما الكافر والنون فل يصح أذانما‬
‫لنما ليسا من أهل العبادات‬
‫ويصح من الصب العاقل لنه من أهل العبادات‬
‫ويكره للمرأة أن تؤذن ويستحب لا أن تقيم لن ف الذان ترفع الصوت وف القامة ل ترفع‬
‫الصوت‬
‫فإن أذنت للرجال ل يعتد بأذانا لنه ل تصح إمامتها للرجال فل يصح تأذينها لم‬
‫فصل فيما يستحب ف الؤذن ويستحب أن يكون الؤذن حرا بالغا لا روى بن عباس رضي ال‬
‫عنه مرفوعا يؤذن لكم خياركم‬
‫وقال عمر رضي ال عنه لرجل من مؤذنوكم فقالوا موالينا أو عبيدنا فقال إن ذلك لنقص كبي‬
‫والستحب أن يكون عدل لنه أمي على الواقيت ولنه يؤذن على موضع عال فإذا ل يكن أمينا‬
‫ل يؤمن أن ينظر إل العورات‬
‫وينبغي أن يكون عارفا بالواقيت لنه إذا ل يعرف ذلك غر الناس بأذانه‬
‫والستحب أن يكون من ولد من جعل النب صلى ال عليه وسلم الذان فيهم أو من القرب‬
‫فالقرب إليهم لا روى أبو مذورة قال جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم الذان لنا‬
‫وروى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال اللك ف قريش والقضاء ف النصار والذان‬
‫ف البشة‬
‫والستحب أن يكون صيتا لن النب صلى ال عليه وسلم اختار أبا مذورة لصوته‬
‫ويستحب أن يكون حسن الصوت لنه أرق لسامعيه‬
‫ويكره أن يكون الؤذن أعمى لنه ربا غلط ف الواقيت فإن كان معه بصي ل يكره لن ابن أم‬
‫مكتوم كان يؤذن مع بلل‬
‫والستحب أن يكون على طهارة‬
‫لا روى وائل بن حجر أن النب صلى ال عليه وسلم قال حق وسنة أن ل يؤذن لكم أحد إل وهو‬
‫طاهر ولنه إذا ل يكن على طهارة انصرف لجل الطهارة فيجيء من يريد الصلة فل يرى أحدا‬
‫فينصرف‬
‫والستحب أن يكون على موضع عال لن الذي رآه عبد ال بن زيد كان على جذم حائط ولنه‬
‫أبلغ ف العلم‬
‫والستحب أن يؤذن قائما لن النب صلى ال عليه وسلم قال يا بلل قم فناد ولنه أبلغ ف‬
‫العلم فإن كان مسافرا وهو راكب أذن وهو قاعد كما يصلي وهو قاعد‬
‫والستحب أن يكون مستقبل القبلة فإذا بلغ إل اليعلة لوى عنقه يينا وشال ول يستدبر لا روى‬
‫أبو جحيفة قال رأيت بلل خرج إل البطح فأذن واستقبل فلما بلغ إل حي على الصلة حي‬
‫على الفلح لوى عنقه يينا وشال ول يستدبر ولنه إذا ل يكن له بد من جهة فجهة القبلة أول‬
‫والستحب أن يعل إصبعيه ف صماخي أذنيه لا روى أبو جحيفة قال‬
‫____________________‬

‫رأيت بلل وإصبعاه ف صماخي أذنيه ورسول ال صلى ال عليه وسلم ف قبة له حراء ولن‬
‫ذلك أجع للصوت‬
‫والستحب أن يترسل ف الذان ويدرج القامة لا روي عن أب الزبي مؤذن بيت القدس أن عمر‬
‫رضي ال عنه قال إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحذم ولن الذان للغائبي فكان الترسل فيه أبلغ‬
‫والقامة للحاضرين فكان الدراج فيها أشبه‬
‫ويكره التمطيط وهو التمديد والتغن وهو التطريب لا روي أن رجل قال لبن عمر إن لحبك‬
‫ف ال قال وأنا أبغضك ف ال إنك تغن ف أذانك قال حاد التغن التطريب‬
‫والستحب أن يرفع صوته ف الذان إن كان يؤذن للجماعة لقوله صلى ال عليه وسلم يغفر‬
‫للمؤذن مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس ولنه أبلغ ف جع الماعة ول يبالغ بيث يشق‬
‫حلقه لا روي أن عمر رضي ال عنه سع أبا مذورة وقد رفع صوته فقال له أما خشيت أن تنشق‬
‫مريطاؤك قال أحببت أن يسمع صوت فإن أسر بالذان ل يعتد به لنه ل يصل به القصود‬
‫وإن كان يؤذن لصلته وحده ل يرفع الصوت لنه ل يدعو غيه فل وجه لرفع الصوت‬
‫والستحب أن يكون رفع الصوت ف القامة دون رفع الصوت ف الذان لن القامة للحاضرين‬
‫ويب أن يرتب الذان لنه إذا نكسه ل يعلم السامع أن ذلك أذان‬
‫والستحب أل يتكلم ف أذانه فإن تكلم ل يبطل أذانه لنه إذا ل تبطل الطبة بالكلم فلن ل‬
‫يبطل الذان أول‬
‫فإن أغمي عليه وهو ف الذان ل يز لغيه أن يبن عليه لن الذان من الثني ل يصل به‬
‫القصود لن السامع يظن أن ذلك على وجه اللهو واللعب فإن أفاق ف الال وبن عليه جاز لن‬
‫القصود يصل به وإن رتد ف الذان ث رجع إل السلم ف الال ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يوز أن يبن عليه لن ما فعله قد بطل بالردة‬
‫والذهب أنه يوز لن الردة إنا تبطل إذا اتصل با الوت وههنا رجع قبل الوت فلم يبطل‬
‫فصل ف الذكر مع الذان والستحب لن سع الؤذن أن يقول مثل ما يقول إل ف اليعلة فإنه‬
‫يقول ل حول ول قوة إل بال لا روى عمر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا قال الؤذن ال أكب ال أكب فقال أحدكم ال أكب ال أكب ث قال أشهد أن ل إله إل‬
‫ال فقال أشهد أن ل إله إل ال ث قال أشهد أن ممدا رسول ال فقال أشهد أن ممدا رسول ال‬
‫ث قال حي على الصلة فقال ل حول ول قوة إل بال ث قال حي على الفلح فقال ل حول ول‬
‫قوة إل بال ث قال ال أكب ال أكب فقال ال أكب ال أكب ث قال ل إله إل ال فقال ل إله إل‬
‫ال خالصا من قلبه دخل النة فإن سع ذلك وهو ف الصلة ل يأت به ف الصلة فإذا فرغ أتى به‬
‫وإن كان ف قراءة أتى به ث رجع إل القراءة لنه يفوت والقراءة ل تفوت ث يصلي على النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لا روى عبد ال بن عمرو بن العاص أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا‬
‫سعتم الؤذن فقولوا مثل ما يقول ث صلوا علي فإنه من صلى‬
‫____________________‬

‫علي مرة صلى ال عليه با عشرا ث سأل ال تعال الوسيلة فيقول اللهم رب هذه الدعوة التامة‬
‫والصلة القائمة آت ممدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما ممودا الذي وعدته لا روى جابر‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من قال حي يسمع النداء ذلك حلت له الشفاعة‬
‫يوم القيامة‬
‫وإن كان الذان للمغرب قال اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نارك وأصوات دعاتك فغفر ل‬
‫لن النب صلى ال عليه وسلم أمر أم سلمة أن تقول ذلك‬
‫ويدعو ال تعال بي الذان والقامة لا روى أنس أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن الدعاء ل‬
‫يرد بي الذان والقامة فادعوا‬
‫والستحب أن يقعد بي الذان والقامة قعدة ينتظر فيها الماعة لن الذي رآه عبد ال بن زيد ف‬
‫النام أذن وقعد قعدة ولنه إذا وصل الذان بالقامة فات الناس الماعة فلم يصل القصود‬
‫بالذان‬
‫ويستحب أن يتحول من موضع الذان إل موضع غيه للقامة لا روي ف حديث عبد ال بن زيد‬
‫ث استأخر غي كثي ث قال مثل ما قال وجعلها وترا‬
‫والستحب أن يكون القيم هو الؤذن لن زياد بن الرث الصدائي أذن فجاء بلل ليقيم فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم فإن أذن واحد وأقام غيه جاز‬
‫لن بلل أذن وأقام عبد ال بن زيد‬
‫ويستحب لن سع القامة أن يقول مثل ما يقول إل ف اليعلة فإنه يقول ل حول ول قوة إل بال‬
‫وف لفظ القامة يقول أقامها ال وأدامها ما دامت السموات والرض لا روى أبو أمامة رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ذلك‬
‫والستحب أن يكون الؤذن للجماعة ثني لن النب صلى ال عليه وسلم كان له مؤذنان بلل‬
‫وابن أم مكتوم‬
‫وإن حتاج إل الزيادة جعلهم أربعة لنه كان لعثمان رضي ال عنه أربعة‬
‫والستحب أن يؤذن واحد بعد واحد كما فعل بلل وابن أم مكتوم ولن ذلك أبلغ ف العلم‬
‫ويوز استدعاء المراء إل الصلة لا روت عائشة رضي ال عنها أن بلل جاء فقال السلم‬
‫عليك يا رسول ال ورحة ال وبركاته الصلة يرحك ال فقال النب صلى ال عليه وسلم مروا أبا‬
‫بكر فليصل بالناس قال ابن قسيط وكان بلل يسلم على أب بكر وعمر رضي ال عنهما كما‬
‫كان يسلم على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فصل فيما يعطاه الؤذن وإذا وجد من يتطوع بالذان ل يرزق الؤذن من بيت الال لن مال بيت‬
‫الال جعل للمصلحة ول مصلحة ف ذلك‬
‫وإن ل يوجد من يتطوع ) بالذان ( رزق من يؤذن من خس المس لن ذلك من الصال‬
‫وهل يوز أن يستأجر فيه وجهان أحدها ل يوز وهو اختيار الشيخ أب حامد السفرايين رحه‬
‫ال لنه قربة ف حقه فلم يستأجر عليه كالمامة ف الصلة‬
‫والثان يوز لنه عمل معلوم يوز أخذ الرزق عليه فجاز أخذ الجرة عليه كسائر العمال‬
‫باب طهارة البدن من النجاسة وما يصلى عليه وفيه الطهارة ضربان طهارة عن حدث وطهارة عن‬
‫نس فأما الطهارة عن الدث فهي شرط ف صحة الصلة لقوله صلى ال عليه وسلم ل يقبل ال‬
‫صلة بغي طهور ول صدقة من غلول وقد مضى حكمها ف كتاب الطهارة‬
‫وأما طهارة البدن عن النجس‬
‫____________________‬

‫فهي شرط ف صحة الصلة والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم تنهوا من البول فإن عامة‬
‫عذاب القب منه والنجاسة ضربان دماء وغي دماء‬
‫فأما غي الدماء فينظر فيه فإن كان قدرا يدركه الطرف ل يعف عنه لنه ل يشق الحتراز منه وإن‬
‫كان قدرا ل يدركه الطرف ففيه ثلث طرق أحدها أنه يعفى عنه لنه ل يدركه الطرف فعفي عنه‬
‫كغبار السرجي‬
‫والثان ل يعفى عنه لنه ناسة ل يشق الحتراز منها فلم يعف عنها كالذي يدركه الطرف‬
‫والثالث أنه على قولي أحدها يعفى عنه‬
‫والثان ل يعفى عنه ووجه القولي ما ذكرناه‬
‫وأما الدماء فينظر فيها فإن كان دم القمل والباغيث وما أشبههما فإنه يعفى عن قليله لنه يشق‬
‫الحتراز منه فلو ل يعف عنه شق وضاق‬
‫وقد قال ال تعال } وما جعل عليكم ف الدين من حرج { وف كثيه وجهان قال أبو سعيد‬
‫الصطخري ل يعفى عنه لنه نادر ل يشق غسله‬
‫وقال غيه يعفى عنه وهو الصح لن هذا النس يشق الحتراز منه ف الغالب فألق نادره بغالبه‬
‫وإن كان دم غيها من اليوان ففيه ثلثة أقوال قال ف الم يعفى عن قليله وهو القدر الذي‬
‫يتعافاه الناس ف العادة لن النسان ل يلو من بثرة وحكة يرج منها هذا القدر فعفي عنه‬
‫وقال ف الملء ل يعفى عن قليله ول عن كثيه لنه ناسة ل يشق الحتراز منها فلم يعف عنها‬
‫كالبول‬
‫وقال ف القدي يعفى عما دون الكف ول يعفى عن الكف والول أصح‬
‫فصل فيمن كان على بدنه ناسة إذا كان على بدنه ناسة غي معفو عنها ول يد ما يغسل به‬
‫صلى وأعاد كما قلنا فيمن ل يد ماء ول ترابا‬
‫وإن كان على فرجه دم ياف من غسله صلى وأعاد وقال ف القدي ل يعيد لنا ناسة يعذر ف‬
‫تركها فسقط معها الفرض كأثر الستنجاء‬
‫والول أصح لنه صلى بنجس نادر غي معتاد متصل فلم يسقط عنه الفرض كما لو صلى‬
‫بنجاسة نسيها‬
‫وإن جب عظمه بعظم نس فإن ل يف التلف من قلعه لزمه قلعه لنا ناسة غي معفو عنها‬
‫أوصلها إل موضع يلحقه حكم التطهي ل ياف التلف من إزالتها فأشبه إذا وصلت الرأة شعرها‬
‫بشعر نس‬
‫فإن امتنع من قلعه أجبه السلطان على قلعه لنه مستحق عليه يدخله النيابة فإذا امتنع لزم‬
‫السلطان أن يقلعه كرد الغصوب‬
‫وإن خاف التلف من قلعه ل يب قلعه‬
‫ومن أصحابنا من قال ) يب ( قلعه لنه حصل بفعله وعدوانه فانتزع منه وإن خيف عليه التلف‬
‫كما لو غصب مال ول يكن انتزاعه منه إل بضرب ياف منه التلف‬
‫والذهب الول لن النجاسة يسقط حكمها عند خوف التلف ولذا يوز أكل اليتة عند خوف‬
‫التلف فكذلك ههنا‬
‫وإن مات فقد قال أبو العباس يقلع حت ل يلقى ال تعال حامل للنجاسة‬
‫والنصوص أنه ل يقلع لن قلعه للعبادة وقد سقطت العبادة عنه بالوت‬
‫وإن فتح موضعا من بدنه وطرح فيه دما والتحم وجب فتحه وإخراجه كالعظم‬
‫ف العظم‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يلزمه لن النجاسة حصلت ف معدنا فصار كالطعام الذي أكله وحصل‬
‫ف العدة‬
‫فصل ف اشتراط طهارة الثوب وأما طهارة الثوب الذي يصلي فيه فهي شرط ف صحة الصلة‬
‫والدليل عليه قوله تعال } وثيابك فطهر { وإن كان ومن شرب خرا فالنصوص ف صلة الوف‬
‫أنه يلزمه أن يتقايا لا‬
‫____________________‬

‫ذكرناه على ثوبه ناسة غي معفو عنها ول يد ما يغسل به صلى عريانا ول يصلي ف الثوب‬
‫النجس وقال ف البويطي وقد قيل يصلي فيه ويعيد‬
‫والذهب الول لن الصلة مع العري يسقط با الفرض ومع النجاسة ل يسقط لنه تب إعادتا‬
‫فل يوز أن يترك صلة يسقط با الفرض إل صلة ل يسقط با الفرض‬
‫وإن اضطر إل لبس الثوب النجس لر أو برد صلى فيه وأعاد إذا قدر لنه صلى بنجس نادر غي‬
‫متصل فل يسقط معه الفرض كما لو صلى بنجاسة نسيها وإن قدر على غسله وخفي عليه‬
‫موضع النجاسة لزمه أن يغسل الثوب كله ول يتحرى فيه لن التحري إنا يكون ف عيني فإذا‬
‫أداه اجتهاده إل طهارة أحدها رده إل أصله وأنه طاهر بيقي وهذا ل يوجد ف الثوب الواحد‬
‫وإن شقه نصفي ل يتحر فيه لنه يوز أن يكون الشق ف موضع النجاسة فتكون القطعتان نستي‬
‫وإن كان معه ثوبان وأحدها طاهر والخر نس واشتبها عليه ترى وصلى ف الطاهر على‬
‫الغلب عنده لنه شرط من شروط الصلة يكنه التوصل إليه بالجتهاد فيه فجاز التحري فيه‬
‫كالقبلة‬
‫وإن جتهد ول يؤده الجتهاد إل طهارة أحدها صلى عريانا وأعاد لنه صلى عريانا ومعه ثوب‬
‫طاهر بيقي‬
‫وإن أداه اجتهاده إل طهارة أحدها وناسة الخر فغسل النجس عنده جاز أن يصلي ف كل‬
‫واحد منهما‬
‫فإن لبسهما معا وصلى فيهما ففيه وجهان قال أبو إسحاق تلزمه العادة لنما صارا كالثوب‬
‫الواحد وقد تيقن حصول النجاسة وشك ف زوالا لنه يتمل أن يكون الذي غسله هو الطاهر‬
‫فلم تصح صلته كالثوب الواحد إذا أصابته ناسة وخفي عليه موضعها فتحرى وغسل موضع‬
‫النجاسة بالتحري وصلى فيه‬
‫وقال أبو العباس ل إعادة عليه لنه صلى ف ثوب طاهر بيقي وثوب طاهر ف الظاهر فهو كما لو‬
‫صلى ف ثوب اشتراه ل يعلم حاله وثوب غسله‬
‫وإن كانت النجاسة ف أحد الكمي واشتبها عليه ففيه وجهان قال أبو إسحاق ل يتحرى لنه‬
‫ثوب واحد‬
‫وقال أبو العباس يتحرى لنما عينان متميزتان فهما كالثوبي وإن فصل أحد الكمي من القميص‬
‫جاز التحري فيه بل خلف‬
‫وإن كان عليه ثوب طاهر وطرفه موضوع على ناسة كالعمامة على رأسه وطرفها على أرض‬
‫نسة ل تز صلته لنه حامل لا هو متصل بالنجاسة فلم تز صلته‬
‫وإن كان ف وسطه حبل مشدود إل كلب صغي ل تصح صلته لنه حامل للكلب لنه إذا مشى‬
‫انر معه وإن كان مشدودا إل كلب كبي ففيه وجهان أحدها ل تصح صلته لنه حامل لا هو‬
‫متصل بالنجاسة فهو كالعمامة على رأسه وطرفها على ناسة‬
‫والثان تصح لن للكلب اختيارا‬
‫وإن كان البل مشدودا إل سفينة فيها ناسة والشد ف موضع طاهر من السفينة فإن كانت‬
‫السفينة صغية ل تز لنه حامل للنجاسة وإن كانت كبية ففيه وجهان أحدها ل يوز لنا‬
‫منسوبة إليه‬
‫والثان يوز لنه غي حامل للنجاسة ول لا هو متصل بالنجاسة فهو كما لو صلى والبل مشدود‬
‫إل باب دار فيها نس‬
‫وإن حل حيوانا طاهرا ف صلته صحت صلته لن النب صلى ال عليه وسلم حل أمامة بنت أب‬
‫العاص ف صلته ولن ما ف اليوان من النجاسة ف معدن النجاسة فهو كالنجاسة الت ف جوف‬
‫الصلي‬
‫وإن حل قارورة فيها ناسة وقد شد رأسها ففيه وجهان أحدها يوز لن النجاسة ل ترج منها‬
‫فهو كما لو حل حيوانا طاهرا‬
‫والذهب أنه ل يوز لنه حل ناسة غي معفو عنها ف غي معدنا فأشبه إذا حل النجاسة ف كمه‬
‫فصل ف اشتراط طهارة الوضع طهارة الوضع الذي يصلى فيه شرط ف صحة الصلة لا روى‬
‫عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫____________________‬

‫سبعة مواطن ل توز فيها الصلة الزرة والزبلة والقبة ومعاطن البل والمام وقارعة الطريق‬
‫وفوق بيت ال العتيق‬
‫فذكر الزرة والزبلة وإنا منع من الصلة فيهما للنجاسة فدل على أن طهارة الوضع الذي يصلى‬
‫فيه شرط‬
‫فإن صلى على بساط وعليه ناسة غي معفو عنها فإن صلى على الوضع النجس منه ل تصح‬
‫صلته لنه ملق للنجاسة وإن صلى على موضع طاهر منه صحت صلته لنه غي ملق للنجاسة‬
‫ول حامل لا هو متصل بالنجاسة فهو كما لو صلى على أرض طاهرة وف موضع منها ناسة فإن‬
‫صلى على أرض فيها ناسة فإن عرف موضعها تنبها وصلى ف غيها وإن فرش عليها شيئا‬
‫وصلى عليه جاز لنه غي مباشر للنجاسة ول حامل لا هو متصل با وإن خفي عليه موضع‬
‫النجاسة‬
‫فإن كانت ف أرض واسعة فصلى ف موضع منها جاز لنه غي متحقق لا ولن الصل فيها‬
‫الطهارة وإن كانت النجاسة ف بيت وخفي ) عليه ( وضعها ل يز أن يصلي فيه حت يغسله ومن‬
‫أصحابنا من قال يصلي فيه حيث شاء كالصحراء وليس بشيء لن الصحراء ل يكن حفظها من‬
‫النجاسة ول يكن غسل جيعها والبيت يكن حفظه من النجاسة فإذا نس أمكن غسله وإذا خفي‬
‫موضع النجاسة منه غسله كله كالثوب وإن كانت النجاسة ف أحد البيتي واشتبها عليه ترى‬
‫كما يتحرى ف الثوبي‬
‫وإن حبس ف حبس ول يقدر أن يتجنب النجاسة ف قعوده وسجوده تاف عن النجاسة وتنبها ف‬
‫قعوده وأومأ ف السجود إل الد الذي لو زاد عليه لقى النجاسة ول يسجد على الرض لن‬
‫الصلة قد تزىء مع الياء ول تزىء مع النجاسة وإذا قدر ففيه قولن قال ف القدي ل يعيد‬
‫لنه صلى على حسب حاله فهو كالريض‬
‫وقال ف الملء يعيد لنه ترك الفرض لعذر نادر غي متصل فلم يسقط الفرض عنه كما لو ترك‬
‫السجود ناسيا‬
‫وإذا عاد ففي الفرض أقوال قال ف الم الفرض هو الثان لن الفرض به يسقط‬
‫وقال ف القدي الفرض هو الول لن العادة مستحبة غي واجبة ف ) القدي ( وقال ف الملء‬
‫الميع فرض لن الميع يب فعله فكان الميع فرضا‬
‫وخرج أبو إسحاق قول رابعا أن ال تعال يسب له بأيتهما شاء قياسا على ما قال ف القدي فيمن‬
‫صلى الظهر ث سعى إل المعة فصلها أن ال تعال يسب له بأيتهما شاء‬
‫فصل فيمن صلى ث وجد ناسة إذا فرغ من الصلة إذا فرغ من الصلة ث رأى على بدنه أو ثوبه‬
‫أو موضع صلته ناسة غي معفو عنها نظرت فإن كان جوز أن يكون حدث بعد الفراغ من‬
‫الصلة ل يلزمه العادة لن الصل أنا ل تكن ف حال الصلة فلم تب العادة بالشك كما لو‬
‫توضأ من بئر وصلى ث وجد ف البئر فأرة فإن علم أنا كانت ف الصلة فإن كان قد علم أنا قبل‬
‫الدخول ف الصلة لزمته العادة لنه فرط ف تركها وإن ل يعلم با حت فرغ من الصلة ففيه‬
‫قولن قال ف القدي ل يعيد لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‬
‫____________________‬

‫خلع نعليه ف الصلة وخلع الناس نعالم فقال ما لكم خلعتم نعالكم فقالو رأيناك خلعت نعليك‬
‫فخلعنا نعالنا فقال أتان جبيل عليه السلم فأخبن أن فيهما قذرا أو قال دم حلمة فلو ل تصح‬
‫الصلة لستأنف الحرام وقال ف الديد يلزمه العادة لنا طهارة واجبة فل تسقط بالهل‬
‫كالوضوء‬
‫فصل ف الصلة ف القبة ول يصلى ف مقبة لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال الرض كلها مسجد إل القبة والمام فإن صلى ف مقبة نظرت فإن‬
‫كانت مقبة تكرر فيها النبش ل تصح صلته لنه قد ختلط بالرض صديد الوتى وإن كانت‬
‫جديدة ول يتكرر فيها نبش كرهت الصلة فيها لنا مدفن النجاسة والصلة صحيحة لن الذي‬
‫باشر الصلة طاهر‬
‫وإن شك هل نبشت أو ل ففيه قولن أحدها ل تصح صلته لن الصل بقاء الفرض ف ذمته‬
‫وهو يشك ف إسقاطه والفرض ل يسقط بالشك‬
‫والثان تصح لن الصل طهارة الرض فل يكم بنجاستها بالشك‬
‫فصل ف الصلة ف المام ول يصلي ف المام لديث أب سعيد الدري‬
‫وختلف أصحابنا لي معن منع من الصلة فيه فمنهم من قال إنا منع لنه يغسل فيه النجاسات‬
‫فعلى هذا إذا صلى ف موضع تقق طهارته صحت صلته وإن صلى ف موضع تقق ناسته ل‬
‫تصح وإن شك فعلى قولي كالقبة ومنهم من قال إنا منع لنه مأوى الشياطي لا يكشف فيه من‬
‫العورات فعلى هذا تكره الصلة فيه وإن تقق طهارته فالصلة صحيحة لن النع ل يعود إل‬
‫الصلة‬
‫فصل ف الصلة ف أعطان البل وتكره الصلة ف أعطان البل ول تكره ف مراح الغنم لا روى‬
‫عبد ال بن مغفل الزن أن النب صلى ال عليه وسلم قال صلوا ف مرابض الغنم ول تصلوا ف‬
‫أعطان البل فإنا خلقت من الشياطي ولن ف أعطان البل ل يكن الشوع ف الصلة لا ياف‬
‫من نفورها ول ياف من نفور الغنم‬
‫فصل ف الصلة ف مأوى الشيطان ويكره أن يصلى ف مأوى الشيطان لا روي أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال خرجوا من هذا الوادي فإن فيه شيطانا ول يصل فيه‬

‫____________________‬

‫فصل ف الصلة ف قارعة الطريق ول يصلى ف قارعة الطريق لديث عمر رضي ال عنه سبعة‬
‫مواطن ل توز فيها الصلة وذكر قارعة الطريق ولنه ينع الناس من المر وينقطع خشوعه بمر‬
‫الناس فإن صلى فيه صحت صلته لن النع لترك الشوع أو لنع الناس من الطريق وذلك ل‬
‫يوجب بطلن الصلة‬
‫فصل ف الصلة ف الرض الغصوبة ول يوز أن يصلى ف أرض مغصوبة لن اللبث فيها يرم ف‬
‫غي الصلة فلن يرم ف الصلة أول فإن صلى فيها صحت صلته لن النع ل يتص بالصلة‬
‫فلم ينع صحتها‬
‫باب ستر العورة ستر العورة عن العيون واجب لقوله تعال } وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا‬
‫عليها آباءنا { قال ابن عباس كانوا يطوفون بالبيت عراة فهي فاحشة وروي عن علي كرم ال‬
‫وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تبز فخذك ول تنظر إل فخذ حي ول ميت فإن‬
‫اضطر إل الكشف للمداواة أو للمداومة أو للختان جاز ذلك لنه موضع ضرورة وهل يب‬
‫سترها ف حال اللوة فيه وجهان أصحهما أنه يب لديث علي كرم ال وجهه‬
‫والثان ل يب لن الانع من الكشف للنظر وليس ف اللوة من ينظر فلم يب الستر‬
‫فصل ف ستر العورة ويب ستر العورة للصلة لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ل يقبل ال صلة حائض إل بمار فإن انكشف شيء من العورة مع القدرة على‬
‫الستر ل تصح صلته‬
‫فصل ف حد العورة وعورة الرجل ما بي السرة والركبة والسرة والركبة ليستا من العورة ومن‬
‫أصحابنا من قال ها منها والول هو الصحيح ولا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال عورة الرجل ما بي سرته إل ركبته فأما الرة فجميع بدنا عورة إل‬
‫الوجه والكفي لقوله تعال } ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منها { قال ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫وجهها وكفيها ولن النب صلى ال عليه وسلم نى الرأة ف الرام عن لبس القفازين والنقاب‬
‫ولو كان الوجه والكف عورة لا حرم سترها ف الحرام ولن الاجة تدعو إل إبراز الوجه للبيع‬
‫والشراء وإل إبراز الكف للخذ والعطاء فلم يعل ذلك عورة‬
‫وأما المة ففيها وجهان أحدها أن جيع بدنا عورة إل موضع التقليب وهي الرأس والذراع لن‬
‫ذلك تدعو الاجة إل كشفه وما سواه ل تدعو الاجة إل كشفه‬
‫والثان وهو الذهب فإن عورتا ما بي السرة والركبة لا روي عن أب موسى الشعري رضي ال‬
‫عنه أنه قال على النب أل ل أعرفن أحدا أراد أن يشتري جارية فينظر إل ما فوق الركبة ودون‬
‫السرة ل يفعل ذلك أحد إل عاقبته ولن من ل يكن رأسه عورة ل يكن صدره عورة كالرجل‬
‫فصل ويب ستر العورة با ل يصف البشرة من ثوب صفيق أو جلد أو ورق فإن ستر با يظهر‬
‫منه لون البشرة من ثوب رقيق ل يز لن الستر ل يصل بذلك‬
‫فصل ف الثوب الستحب لصلة الرأة والستحب للمرأة أن تصلي ف ثلثة أثواب خار تغطي به‬
‫الرأس والعنق ودرع تغطي به البدن والرجلي‬
‫____________________‬

‫وملحفة صفيقة تستر با الثياب لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال تصلي الرأة ف ثلثة‬
‫أثواب درع وخار وإزار وعن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أنه قال تصلي ف الدرع والمار‬
‫واللحفة‬
‫والستحب أن تكثف جلبابا حت ل يصف أعضاءها وتاف اللحفة عنها ف الركوع والسجود‬
‫حت ) ل يصف ثيابا (‬
‫فصل ف الثوب الستحب لصلة الرجل يستحب للرجل أن يصلي ف ثوبي قميص ورداء أو‬
‫قميص وإزار أو قميص وسراويل لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن ال تعال أحق من يزين له فمن ل يكن له ثوبان فليتزر إذا‬
‫صلى ول يشتمل اشتمال اليهود فإن أراد أن يصلي ف ثوب فالقميص أول لنه أعم ف الستر‬
‫لنه يستر العورة ويصل على الكتف فإن كان القميص واسع الفتح بيث إذا نظر رأى العورة‬
‫زره لا روى سلمة بن الكوع قال قلت يا رسول ال إنا نصيد فنصلي ف القميص الواحد قال‬
‫نعم ولتزره ولو بشوكة فإن ل يزره وطرح على عاتقه ثوبا جاز لن الستر يصل وإن ل يفعل‬
‫ذلك ل تصح صلته وإن كان القميص ضيق الفتح جاز أن يصلي فيه ملول الزار لا روى ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي ملول الزار فإن ل يكن‬
‫القميص فالرداء أول لنه يكنه أن يستر العورة به ويبقى منه ما يطرحه على الكتف فإن ل يكن‬
‫فالزار أول من السراويل لن الزار يتجاف عنه فل يصف العضاء والسراويل تصف العضاء‬
‫وإن كان الزار ضيقا ائتزر به وإن كان واسعا التحف به وخالف بي طرفيه على عاتقه كما يفعل‬
‫القصار ف الاء لا روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا صليت وعليك‬
‫ثوب واحد فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فأتزر به وروى عمر بن أب سلمة قال‬
‫رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي ف ثوب واحد ملتحفا به مالفا بي طرفيه على‬
‫منكبيه‬
‫وإن كان ضيقا فليأتزر به أو صلى ف سراويل فالستحب أن يطرح على عاتقه شيئا لا روى أبو‬
‫هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يصلي أحدكم ف ثوب واحد ليس على‬
‫عاتقه منه شيء فإن ل يد ثوبا يطرحه على عاتقه طرح حبل حت ل يلو من شيء‬
‫فصل ف اشتمال الصماء ويكره اشتمال الصماء وهو أن يلتحف بثوب ث يرج يديه من قبل‬
‫صدره لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن اشتمال‬
‫الصماء وأن يتب الرجل ف ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء ويكره أن يسدل ف الصلة‬
‫وف غيها وهو أن يلقي طرف الرداء من الانبي لا روي عن علي بن أب طالب كرم ال وجهه‬
‫أنه رأى قوما سدلوا ف الصلة‬
‫____________________‬

‫فقال كأنم اليهود خرجوا من فهورهم‬


‫وعن ابن مسعود أنه رأى أعرابيا عليه شلة قد ذيلها وهو يصلي قال إن الذي ير ثوبه من اليلء‬
‫ف الصلة ليس من ال ل ف حل ول حرام‬
‫ويكره أن يصلي الرجل وهو ملثم لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫نى أن يغطي الرجل فاه ف الصلة ويكره للمرأة أن تنتقب ف الصلة لن الوجه من الرأة ليس‬
‫بعورة ) فهي ( كالرجل‬
‫فصل ف الصلة ف الرير ول يوز للرجل أن يصلي ف ثوب حرير ول على ثوب حرير لنه يرم‬
‫عليه استعماله ف غي الصلة فلن يرم ف الصلة أول فإن صلى فيه أو صلى عليه صحت‬
‫صلته لن التحري ل يتص بالصلة ول النهي يعود إليها فلم ينع صحتها ويوز للمرأة أن‬
‫تصلي فيه وعليه لنه ل يرم عليها استعماله‬
‫وتكره الصلة ف الثوب الذي عليه الصور لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كان ل ثوب فيه‬
‫صورة وكنت أبسطه فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي إليه فقال ل أخريه عن‬
‫فجعلت منه وسادتي‬
‫فصل ف فاقد السترة إذا ل يد ما يستر به العورة ووجد طينا ففيه وجهان أحدها يلزمه أن يستر‬
‫به العورة لنه سترة طاهرة فأشبهت الثوب‬
‫وقال أبو إسحاق ل يلزمه لنه يتلوث به البدن‬
‫وإن وجد ما يستر به بعض العورة يستر به القبل والدبر لنما أغلظ من غيها وإن وجد ما‬
‫يكفي أحدها ففيه وجهان أصحهما أنه يستر به القبل لنه يستقبل به القبلة ولنه ل يستتر بغيه‬
‫والدبر يستتر بالليتي‬
‫والثان أنه يستر به الدبر لنه أفحش ف حال الركوع والسجود‬
‫وإن اجتمع رجل وامرأة وهناك سترة تكفي أحدها قدمت الرأة لن عورتا أعظم‬
‫فإن ل يد شيئا يستر به العورة صلى عريانا ول يترك القيام وقال الزن يلزمه أن يصلي قاعدا لنه‬
‫يصل له بالقعود ستر بعض العورة وستر بعض العورة آكد من القيام لن القيام يوز تركه مع‬
‫القدرة بال والستر ل يوز تركه بال فوجب تقدي الستر وهذا ل يصح لنه يترك القيام‬
‫والركوع والسجود على التمام ويصل له ستر القليل من العورة والافظة على الركان أول من‬
‫الافظة على بعض الفرض فإن صلى عريانا ث وجد السترة ل تلزمه العادة لن العري عذر عام‬
‫وربا اتصل ودام فلو أوجبنا العادة لشق وضاق فإن دخل ف الصلة وهو عريان ث وجد السترة‬
‫ف أثنائها فإن كانت بقربه ستر العورة وبن على صلته لنه عمل قليل فل ينع البناء وإن كانت‬
‫بعيدة بطلت صلته لنه يتاج إل عمل كثي وإن دخلت المة ف الصلة وهي مكشوفة الرأس‬
‫فأعتقت ف أثنائها فإن كانت السترة قريبة منها سترت وأتت صلتا وإن كانت بعيدة بطلت‬
‫صلتا وإن أعتقت ول تعلم حت فرغت من الصلة ففيها قولن كما قلنا فيمن صلى بنجاسة ول‬
‫يعلم با حت فرغ من الصلة‬
‫فصل ف اجتماع قوم عراة وإن اجتمع جاعة عراة قال ف القدي الول أن يصلوا فرادى لنم إذا‬
‫صلوا جاعة ل يكنهم أن يأتوا بسنة الماعة وهو تقدي المام وقال ف الم يصلون جاعة وفرادى‬
‫فسوى بي الماعة والفرادى لن ف الماعة إدراك فضيلة الماعة وفوات فضيلة سنة الوقف‬
‫وف الفرادى إدراك فضيلة الوقف وفوات فضيلة الماعة فاستويا فإن كان معهم مكتس يصلح‬
‫للمامة فالفضل أن يصلوا جاعة لنم يكنهم المع بي فضيلة الماعة وفضيلة الوقف بأن‬
‫يقدموه فإن ل يكن فيهم مكتس وأرادوا الماعة استحب أن يقف المام وسطهم ويكون‬
‫الأمومون صفا واحدا حت ل ينظر بعضهم إل عورة بعض فإن ل يكن إل صفي صلوا وغضوا‬
‫البصار فإن اجتمع نساء عراة استحب لن الماعة لن سنة الوقف ف حقهن ل تتغي بالعري‬
‫وإن اجتمع جاعة عراة ومع إنسان كسوة استحب أن يعيهم فإن ل يفعل ل يغصب عليه لن‬
‫صلتم تصح من غي سترة فإن أعار واحدا‬
‫____________________‬

‫بعينه لزمه قبوله فإن ل يقبل وصلى عريانا بطلت صلته لنه ترك الستر مع القدرة عليه وإن وهبه‬
‫ل يلزمه قبوله لن عليه ف قبوله منة وف احتمال النة مشقة فلم يلزم وإن أعار جاعتهم صلى فيه‬
‫واحدا بعد واحد فإن خافوا إن صلى واحد بعد واحد أن يفوتم الوقت قال الشافعي رحه ال‬
‫ينتظرون حت يصلوا ف الثوب وقال ف قوم ف سفينة وليس فيها موضع يقوم فيه إل واحد إنم‬
‫يصلون من قعود ول يؤخرون الصلة فمن أصحابنا من نقل الواب ف كل واحدة من السألتي‬
‫إل الخرى وقال فيهما قولن ومنهم من حلهما على ظاهرها فقال ف السترة ينتظرون وإن‬
‫خافوا الفوات ول ينتظرون ف القيام لن القيام يسقط مع القدرة ف حال النافلة والستر ل يسقط‬
‫مع القدرة بال ولن القيام يتركه إل بدل وهو القعود والستر يتركه إل غي بدل‬
‫باب استقبال القبلة استقبال القبلة شرط ف صحة الصلة إل ف حالي ف شدة الوف وف النافلة‬
‫ف السفر والصل فيه قوله عز وجل } فول وجهك شطر السجد الرام وحيث ما كنتم فولوا‬
‫وجوهكم شطره { فإن كان بضرة البيت لزمه التوجه إل عينه لا روى أسامة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم دخل البيت ول يصل وخرج وركع ركعتي قبل الكعبة وقال هذه‬
‫القبلة فإن دخل البيت وصلى فيه جاز لنه متوجه إل جزء من البيت والفضل أن يصلي النفل ف‬
‫البيت لقوله صلى ال عليه وسلم صلة ف مسجدي هذا أفضل من ألف صلة فيما سواه من‬
‫الساجد إل السجد الرام والفضل أن يصلي الفرض خارج البيت لنه يكثر فيه المع فكان‬
‫أعظم للجر وإن صلى على سطحه نظرت فإن كان بي يديه سترة متصلة به جازت صلته لنه‬
‫متوجه إل جزء منه وإن ل يكن بي يديه سترة متصلة ل تز لا روى عمر رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال سبعة مواطن ل توز فيها الصلة وذكروا منها فوق بيت ال العتيق‬
‫ولنه صلى عليه ول يصل إليه من غي عذر فلم يز كما لو وقف على طرف السطح وستدبره‬
‫وإن كان بي يديه عصا مغزوزة غي مثبتة ول مسمرة ففيه وجهان أحدها أنا تصح لن الغروز‬
‫من البيت ولذا تدخل الوتاد الغروزة ف بيع الدار‬
‫والثان ل يصح لنا غي متصلة بالبيت ول منسوبة إليه‬
‫وإن صلى ف عرصة البيت وليس بي يديه سترة متصلة ففيه وجهان قال أبو إسحاق ل يوز وهو‬
‫النصوص لنه صلى عليه ول يصل إليه من غي عذر فأشبه إذا صلى على السطح‬
‫وقال أبو العباس يوز لنه صلى إل ما بي يديه من أرض البيت فأشبه إذا خرج من البيت وصلى‬
‫إل أرضه‬
‫فصل ف استقبال القبلة ف الفاق وإن ل يكن بضرة البيت نظرت فإن عرف القبلة صلى إليها‬
‫وإن أخبه من يقبل خبه عن علم قبل قوله ول يتهد كما يقبل الاكم النص من الثقة ول يتهد‬
‫وإن رأى ماريب السلمي ف موضع صلى إليها ول يتهد لن ذلك بنلة الب‬
‫وإن ل يكن شيء من ذلك نظرت فإن كان من يعرف الدلئل فإن كان غائبا عن مكة جتهد ف‬
‫طلب القبلة لن له طريقا إل معرفتها بالشمس والقمر والبال والرياح ولذا قال ال تعال‬
‫} وعلمات وبالنجم هم يهتدون { فكان له أن يتهد كالعال ف الادثة وف فرضه قولن قال ف‬
‫الم فرضه إصابة العي لن من لزمه فرض القبلة لزمه إصابة العي كالكي‬
‫وظاهر ما نقله الزن أن الفرض هو الهة لنه لو كان الفرض هو العي لا صحت صلة الصف‬
‫الطويل لن فيهم من يرج عن العي‬
‫وإن‬
‫____________________‬

‫كان ف أرض مكة فإن كان بينه وبي البيت حائل أصلي كالبل فهو كالغائب عن مكة وإن كان‬
‫بينهما حائل طارىء وهو البناء ففيه وجهان أحدها أنه ل يتهد لنه ف موضع كان فرضه‬
‫الرجوع إل العي فل يتغي فرضه بالائل الطارىء‬
‫والثان أنه يتهد وهو ظاهر الذهب لن بينه وبي البيت حائل ينع الشاهدة فأشبه إذا كان بينهما‬
‫جبل وإن جتهد رجلن فختلفا ف جهة القبلة ل يقلد أحدها ) صاحبه ( ول يصلي أحدها خلف‬
‫الخر لن كل واحد منهما يعتقد بطلن جتهاد صاحبه وبطلن صلته وإن صلى بلجتهاد إل‬
‫جهة ث حضرت صلة أخرى ففيه وجهان أحدها أنه يصلي بلجتهاد الول لنه قد عرف‬
‫بلجتهاد الول‬
‫والثان يلزمه أن يعيد لجتهاد وهو النصوص ف الم كما نقول ف الاكم إذا جتهد ف حادثة ث‬
‫حدثت تلك الادثة مرة أخرى فإن جتهد للصلة الثانية فأداه جتهاده إل جهة أخرى صلى‬
‫الصلة الثانية إل الهة الثانية ول تلزمه إعادة ما صلى إل الهة الول كالاكم إذا حكم بتهاده‬
‫ث تغي جتهاده ل ينقض ما حكم فيه بلجتهاد الول وإن تغي جتهاده وهو ف الصلة ففيه‬
‫وجهان أحدها يستأنف الصلة لنه ل يوز أن يصلي صلة واحدة بتهادين كما ل يكم الاكم‬
‫ف قضية واحدة بتهادين‬
‫والثان يوز لنا لو ألزمناه أن يستأنف الصلة نقضنا ما أداه من الصلة بلجتهاد بتهاد بعده‬
‫وذلك ل يوز كالاكم إذا حكم ف قضية ث تغي جتهاده ل ينقض ما حكم به بلجتهاد الثان‬
‫وإن دخل ف الصلة بتهاد ث شك ف جتهاده أت صلته لن لجتهاد ظاهر والظاهر ل يزال‬
‫بالشك وإن صلى ث تيقن الطأ ففيه قولن قال ف الم يلزمه أن يعيد لنه تعي له يقي الطإ فيما‬
‫يأمن مثله ف القضاء فلم يعتد با مضى كالاكم إذا حكم ث وجد النص بلفه‬
‫وقال ف القدي وف باب الصيام من الديد ل يلزمه لنه جهة توز الصلة إليها بلجتهاد فأشبه‬
‫إذا ل يتيقن الطأ‬
‫وإن صلى إل جهة ث بان له أن القبلة ف يينها أو شالا ل يعد لن الطأ ف اليمي والشمال ل‬
‫يعلم قطعا ول ينقض به لجتهاد وإن كان من ل يعرف الدلئل نظرت فإن كان من إذا عرف‬
‫يعرف والوقت واسع لزمه أن يتعرف الدلئل ويتهد ف طلبها لنه يكنه أداء الفرض بلجتهاد‬
‫فل يؤديه بالتقليد وإن كان من إذا عرف ل يعرف فهو كالعمى لنه ل فرق بي أل يعرف لعدم‬
‫البصر وبي أل يعرف لعدم البصية وفرضهما التقليد لنه ل يكنهما لجتهاد فكان فرضهما‬
‫التقليد كالعامي ف الحكام الشرعية فإن صلى من غي تقليد وأصاب ل تصح صلته لنه صلى‬
‫وهو شاك ف صلته وإن ختلف عليه اجتهاد رجلي قلد أوثقهما وأبصرها فإن قلد الخر جاز‬
‫وإن عرف العمى القبلة بالس صلى وأجزأه لن ذلك بنلة التقليد فإن قلد غيه ودخل ف‬
‫الصلة ث أبصر فإن كان هناك ما يعرف به القبلة من مراب ف مسجد أو نم يعرف به أت‬
‫الصلة وإن ل يكن شيء من ذلك بطلت صلته لنه صار من أهل لجتهاد ول يوز أن يصلي‬
‫بالتقليد فإن ل يد من فرضه التقليد من يقلده صلى على حسب حاله حت ل يلو الوقت من‬
‫الصلة فإذا وجد من يقلده أعادها‬
‫فصل فيمن خفيت عليه دلئل القبلة وإن كان من يعرف الدلئل ولكن خفيت عليه لظلمة أو‬
‫غيم فقد قال ف موضع ومن خفيت عليه الدلئل فهو كالعمى وقال ف موضع آخر ول يسع‬
‫بصيا أن يقلد غيه قال أبو إسحاق رضي ال عنه ل يقلد لنه يكنه لجتهاد وقوله كالعمى أو‬
‫أراد به كالعمى ف أنه يصلي ويعيد كالعمى ل أنه يقلد‬
‫وقال أبو العباس إن ضاق الوقت قلد وإن تسع الوقت ل يقلد وعليه تأويل قول الشافعي رحه ال‬

‫وقال الزن وغيه السألة على قولي وهو الصح أحدها يقلد وهو ختيار الزن لنه خفيت عليه‬
‫الدلئل فهو كالعمى‬
‫والثان ل يقلد لنه يكنه التوصل بلجتهاد‬

‫____________________‬

‫فصل ف ترك القبلة للخوف والقتال فأما ف شدة الوف ولتحام القتال فيجوز أن يترك القبلة إذا‬
‫ضطر إل تركها ويصلي حيث أمكنه لقوله عز وجل } فإن خفتم فرجال أو ركبانا { قال بن عمر‬
‫رضي ال عنهما مستقبلي القبلة وغي مستقبليها أو لنه فرض ضطر إل تركه فصلى مع تركه‬
‫كالريض إذا عجز عن القيام‬
‫وأما النافلة فينظر فيها فإن كانت ف السفر وهو على دابة نظرت فإن كان يكنه أن يدور على‬
‫ظهرها كالعمارية والمل الواسع لزمه أن يتوجه إل القبلة لنا كالسفينة وإن ل يكنه ذلك جاز‬
‫أن يترك القبلة ويصلي عليها حيث توجه لا روى عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي على راحلته ف السفر حيثما توجهت به‬
‫ويوز ذلك ف السفر الطويل والقصي لنه أجيز حت ل ينقطع عن السي وهذا موجود ف السفر‬
‫القصي والطويل ث ينظر فيه فإن كان واقفا نظرت فإن كان ف قطار ل يكنه أن يدير الدابة إل‬
‫القبلة صلى حيث توجه وإن كان منفردا لزمه أن يدير رأسها إل القبلة لنه ل مشقة عليه ف‬
‫ذلك وإن كان سائرا فإن كان ف قطار أو منفردا والدابة حرون يصعب عليه إدارتا صلى حيث‬
‫توجه وإن كان سهل ففيه وجهان أحدها يلزمه أن يدير رأسها إل القبلة ف حال الحرام لا روى‬
‫أنس رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كان ف السفر وأراد أن يصلي‬
‫على راحلته ستقبل القبلة وكب ث صلى حيث توجهت به والذهب أنه ل يلزمه لنه يشق إدارة‬
‫البهيمة ف حال السي‬
‫وإن صلى على الراحلة متوجها إل مقصده فعدلت البهيمة إل جهة أخرى نظرت فإن كانت جهة‬
‫القبلة جاز لن الصل ف فرضه جهة القبلة وإذا عدلت إليه فقد أتى بلصل وإن ل تكن جهة‬
‫القبلة فإن كان ذلك بتياره مع العلم بطلت صلته‬
‫لنه ترك القبلة لغي عذر وإن نسي أنه ف الصلة أو ظن أن ذلك طريق بلده أو غلبته الدابة ل‬
‫تبطل صلته فإذا علم رجع إل جهة القصد قال الشافعي رحه ال وسجد للسهو وإن كان‬
‫السافر ماشيا جاز أن يصلي النافلة حيث توجه كالراكب لن الراكب أجيز له ترك القبلة حت ل‬
‫ينقطع عن الصلة ف السفر وهذا العن موجود ف الاشي غي أنه يلزم الاشي أن يرم ويركع‬
‫يسجد على الرض مستقبل القبلة لنه يكنه أن يأت بذلك من غي أن ينقطع عن السي وإن دخل‬
‫الراكب أو الاشي إل البلد الذي يقصد وهو ف الصلة أت صلته إل القبلة وإن دخل إل بلد ف‬
‫طريقه جاز أن يصلي حيث توجه ما ل يقطع السي لنه باق على السي وأما إذا كانت النافلة ف‬
‫الضر ل يز أن يصليها إل غي القبلة وقال أبو سعيد الصطخري رحه ال يوز لنه إنا رخص‬
‫ف السفر حت ل ينقطع عن التطوع وهذا موجود ف الضر والذهب الول لن الغالب من حال‬
‫الاضر اللبث والقام فل مشقة عليه ف ستقبال القبلة‬
‫فصل ف السترة وما يستحب فيها والستحب لن يصلي إل سترة أن يدنو منها لا روى سهل بن‬
‫أب حثمة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم إل سترة فليدن منها‬
‫) حت ( ل يقطع الشيطان عليه صلته والستحب أن يكون بينه وبينها قدر ثلثة أذرع لا روى‬
‫سهل بن سعد الساعدي قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي وبينه وبي القبلة قدر مر‬
‫العن ومر العن قدر ثلثة أذرع فإن كان يصلي ف موضع ليس فيه بي يديه بناء فالستحب أن‬
‫ينصب بي يديه عصا لا روى أبو جحيفة أن النب صلى ال عليه وسلم خرج ف حلة له حراء‬
‫فركز عنة فجعل يصلي إليها بالبطحاء ير الناس من ورائها والكلب والمار والرأة والستحب‬
‫أن يكون ما يستره قدر مؤخرة الرحل لا روى طلحة رضي ال عنه عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال إذا وضع أحدكم بي يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ول يبال من مر وراء ذلك‬
‫قال عطاء مؤخرة الرحل ذراع فإن ل يد عصا فليخط بي يديه خطا إل القبلة لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن ل‬
‫يد شيئا فلينصب عصا فإن ل يد عصا فليخط خطا ول يضره ما مر بي يديه ويكره أن يصلي‬
‫وبي يديه رجل يستقبله بوجهه لا روي أن عمر رضي ال عنه رأى رجل يصلي ورجل جالس‬
‫مستقبله بوجهه فضربما بالدرة‬
‫وإن صلى ومر بي يديه مار فدفعه ل تبطل صلته بذلك لقوله صلى ال عليه وسلم ل يقطع صلة‬
‫الرء شيء ودرأوا ما ستطعتم‬

‫____________________‬

‫باب صفة الصلة إذا أراد أن يصلي ف جاعة ل يقم حت يفرغ الؤمن من القامة لنه ليس بوقت‬
‫للدخول ف الصلة والدليل عليه ما روى أبو أمامة رضي ال عنه أن بلل أخذ ف القامة فلما‬
‫قال قد قامت الصلة قال النب صلى ال عليه وسلم أقامها ال وأدامها وقال ف سائر القامة مثل‬
‫ما يقوله فإذا فرغ الؤذن قام والقيام فرض ف الصلة الفروضة لا روى عمران بن الصي رضي‬
‫ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال صل قائما فإن ل تستطع فقاعدا فإن ل تستطع فعلى‬
‫جنب فأما ف النافلة فليس بفرض لن النب صلى ال عليه وسلم كان يتنفل على الراحلة وهو‬
‫قاعد لن النوافل تكثر فلو وجب فيها القيام شق ونقطعت النوافل‬
‫فصل ف فرض النية ث ينوي والنية فرض من فروض الصلة لقوله صلى ال عليه وسلم إنا‬
‫العمال بالنيات ولكل مرىء ما نوى ولنا قربة مضة فلم يصح من غي نية كالصوم ومل النية‬
‫القلب فإن نوى بقلبه دون لسانه أجزأه ومن أصحابنا من قال ينوي بالقلب ويتلفظ باللسان‬
‫وليس بشيء لن النية هي القصد بالقلب ويب أن تكون النية مقارنة للتكبي لنه أول فرض من‬
‫فروض الصلة فيجب أن تكون النية مقارنة له فإن كانت الصلة فريضة لزمه تعيي النية فينوي‬
‫الظهر أو العصر لتتميز عن غيها وهل يلزمه نية الفرض فيه وجهان قال أبو إسحاق يلزمه لتتميز‬
‫عن ظهر الصب وظهر من صلى وحده ث أدرك جاعة فصلها معهم‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة تكفيه نية الظهر أو العصر لن الظهر والعصر ل يكونان ف حق هذا‬
‫إل فرضا‬
‫ول يلزمه أن ينوي الداء والقضاء ومن أصحابنا من قال من يلزمه نية القضاء والول هو‬
‫النصوص فإنه قال فيمن صلى ف يوم غيم بلجتهاد فوافق ما بعد الوقت إنه يزيه وإن كان عنده‬
‫أنه يصليها ف الوقت وقال ف السي إذا شتبهت عليه الشهور فصام شهرا بلجتهاد فوافق‬
‫رمضان أو ما بعده إنه يزيه وإن كان عنده أنه يصوم ف شهر رمضان‬
‫وإن كانت الصلة سنة راتبة كالوتر وسنة الفجر ل تصح حت يعي النية لتتميز عن غيها‬
‫وإن كانت نافلة غي راتبة أجزأته نية الصلة‬
‫وإن أحرم ث شك هل نوى ث ذكر أنه نوى فإن كان قبل أن يدث شيئا من أفعال الصلة أجزأه‬
‫وإن ذكر ذلك بعد ما فعل شيئا من ذلك بطلت صلته لنه فعل ذلك وهو شاك ف صلته‬
‫وإن نوى الروج من الصلة أو نوى أنه سيخرج أو شك هل يرج أم ل بطلت صلته لن النية‬
‫شرط ف جيع الصلة وقد قطع ذلك با أحدث فبطلت صلته كالطهارة إذا قطعها بالدث‬
‫وإن دخل ف الظهر ث صرف النية إل العصر بطل الظهر لنه قطع نيتها ول يصح العصر لنه ل‬
‫ينو عند الحرام‬
‫وإن صرف نية الظهر إل التطوع بطل الظهر لا ذكرناه وف التطوع قولن أحدها ل يصح لا‬
‫ذكرناه ف العصر‬
‫والثان تصح لن نية الفرض تتضمن نية النفل بدليل أن من دخل ف الظهر قبل الزوال وهو يظن‬
‫أنه بعد الزوال كانت صلته نافلة‬
‫فصل ف تكبي الحرام ث يكب والتكبي للحرام فرض من فروض الصلة لا روى علي بن أب‬
‫طالب كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال مفتاح الصلة الوضوء وتريها التكبي‬
‫وتليلها التسليم والتكبي هو أن يقول ال أكب لن النب صلى ال عليه وسلم كان يدخل به ف‬
‫الصلة وقد قال صلى ال عليه وسلم صلوا كما رأيتمون أصلي فإن قال ال الكب أجزأه لنه‬
‫أتى بقوله ال أكب وزاد زيادة ل تيل العن فهو كقوله ال أكب كبيا وإن قال أكب ال ففيه‬
‫وجهان أحدها يزيه كما لو قال عليكم السلم ف آخر الصلة‬
‫والثان ل يزيه وهو ظاهر قوله ف الم لنه ترك الترتيب ف الذكر فهو كما لو قدم آية على آية‬
‫وهذا يبطل بالتشهد والسلم‬
‫وإن كب بالفارسية وهو يسن بالعربية ل يز لقوله صلى ال عليه وسلم صلوا كما رأيتمون‬
‫أصلي فإن ل يسن بالعربية وضاق الوقت أن يتعلم كب بلسانه‬
‫لنه عجز عن اللفظ فأتى بعناه وإن تسع الوقت لزمه أن يتعلم فإن ل يتعلم وكب بلسانه بطلت‬
‫صلته لنه ترك الفرض مع القدرة عليه وإن كان بلسانه خبل أو خرس حركه با يقدر عليه‬
‫لقوله صلى ال عليه‬
‫____________________‬

‫وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما ستطعتم ويستحب للمام أن يهر بالتكبي ليسمع من خلفه‬
‫ويستحب لغيه أن يسر به وأدناه أن يسمع نفسه‬
‫فصل ف رفع اليدين مع تكبية الحرام ويستحب أن يرفع يديه مع تكبية الحرام حذو منكبيه‬
‫لا روى بن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا فتتح الصلة رفع يديه‬
‫حذو منكبيه وإذا كب للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع ويفرق بي أصابعه لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان ينشر أصابعه ف الصلة نشرا ويكون بتداء‬
‫الرفع مع بتداء التكبي ونتهاؤه مع نتهائه فإن سبقت اليد أثبتها مرفوعة حت يفرغ من التكبي لن‬
‫الرفع للتكبي فكان معه وإن ل يكنه رفعهما أو أمكنه رفع إحداها أو رفعهما إل ما دون النكب‬
‫رفع ما أمكنه لقوله صلى ال عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما ستطعتم وإن كان به علة‬
‫إذا رفع اليد جاوز النكب رفع لنه يأت بالأمور به وزيادة هو مغلوب عليها وإن نسي الرفع‬
‫وذكر قبل أن يفرغ من التكبي أتى به لن مله باق‬
‫فصل ف موضع اليدين حال القيام ويستحب إذا فرغ من التكبي أن يضع اليمن على اليسرى‬
‫فيضع اليمن على بعض الكف وبعض الرسغ لا روى وائل بن حجر رضي ال عنه قال قلت‬
‫لنظرن إل صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم كيف يصلي فنظرت إليه وقد وضع يده اليمن‬
‫على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد والستحب أن يعلهما تت الصدر لا روى وائل بن‬
‫حجر رضي ال عنه قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي فوضع يديه على صدره‬
‫إحداها على الخرى والستحب أن ينظر إل موضع سجوده لا روى بن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال كان رسول ال إذا ستفتح الصلة ل ينظر إل إل موضع سجوده‬
‫فصل ف دعاء الستفتاح ث يقرأ دعاء لستفتاح وهو سنة والفضل أن يقول ما رواه علي بن أب‬
‫طالب كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا قام إل الكتوبة كب وقال وجهت‬
‫وجهي للذي فطر السماوات والرض حنيفا مسلما وما أنا من الشركي إن صلت ونسكي‬
‫ومياي ومات ل رب العالي ل شريك له وبذلك أمرت وأنا من السلمي اللهم أنت اللك ل إله‬
‫إل أنت أنت رب وأنا عبدك ظلمت نفسي وعترفت بذنب فغفر ل ذنوب جيعا إنه ل يغفر الذنوب‬
‫إل أنت وهدن لحسن الخلق ل يهدين لحسنها إل أنت وصرف عن سيئها ل يصرف عن‬
‫سيئها إل أنت لبيك وسعديك والي كله ف يديك والشر ليس إليك تباركت وتعاليت أستغفرك‬
‫وأتوب إليك كما روى علي بن أب طالب كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يقول ذلك غي أن ف حديث علي بن أب طالب كرم ال وجهه ) وأنا أول السلمي ( فإن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان أول السلمي وغيه ل يقول إل ما ذكرناه‬

‫____________________‬

‫فصل ف التعوذ ث يتعوذ فيقول أعوذ بال من الشيطان الرجيم لا روى أبو سعيد الدري رضي‬
‫ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ذلك قال ف الم كان بن عمر رضي ال عنهما‬
‫يتعوذ ف نفسه وأبو هريرة رضي ال عنه يهر به وأيهما فعل جاز قال أبو علي الطبي الستحب‬
‫أن يسر به لنه ليس بقراءة ول علم على لتباع‬
‫ويستحب ذلك ف الركعة الول قال ف الم يقول ف أول ركعة وقد قيل إن قاله ف كل ركعة‬
‫فحسن ول آمر به أمري به ف أول ركعة فمن أصحابنا من قال فيما سوى الركعة الول قولن‬
‫أحدها يستحب لنه يستفتح القراءة فيها فهي كالول‬
‫والثان ل يستحب لن ستفتاح القراءة ف الول‬
‫ومن أصحابنا من قال يستحب ف الميع قول واحدا إنا قال ف الركعة الول أشد ستحبابا‬
‫وعليه يدل قول الشافعي رحه ال تعال‬
‫فصل ف فرض الفاتة ث يقرأ فاتة الكتاب وهي فرض من فروض الصلة لا روى عبادة بن‬
‫الصامت رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل صلة لن ل يقرأ فيها بفاتة الكتاب‬
‫فإن تركها ناسيا ففيه قولن قال ف القدي يزيه لن عمر رضي ال عنه ترك القراءة فقيل له ف‬
‫ذلك فقال كيف كان الركوع والسجود قالوا حسنا قال فل بأس وقال ف الديد ل يزيه لن ما‬
‫كان ركنا من الصلة ل يسقط فرضه بالنسيان كالركوع والسجود ويب أن يبتدئها ب بسم ال‬
‫الرحن الرحيم فإنا آية منها والدليل عليه ما روت أم سلمة رضي ال عنها أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قرأ بسم ال الرحن الرحيم فعدها آية منها ولن الصحابة رضي ال عنهم أثبتوها فيما‬
‫جعوا من القرآن فيدل على أنا آية منها فإن كان ف صلة يهر فيها جهر با كما يهر ف سائر‬
‫الفاتة لا روى بن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم جهر ب بسم ال الرحن‬
‫الرحيم ولنا تقرأ على أنا آية من القرآن بدليل أنا تقرأ بعد التعوذ فكان سنتها الهر كسائر‬
‫الفاتة ويب أن يقرأها مرتبا فإن قرأ ف خللا غيها ناسيا ث أتى با بقي منها أجزأه فإن قرأ‬
‫عامدا لزمه أن يستأنف القراءة كما لو تعمد ف خلل الصلة ما ليس منها لزمه ستئنافها وإن‬
‫نوى قطعها ول يقطع ل يلزمه ستئنافها لن القراءة باللسان ول يقطع ذلك بلف ما لو نوى قطع‬
‫الصلة لن النية بالقلب وقد قطع ذلك فإن قرأ المام الفاتة وأمن والأموم ف أثناء الفاتة فأمن‬
‫بتأمينه ففيه وجهان قال الشيخ أبو حامد السفراين رضي ال عنه تنقطع القراءة كما لو قطعها‬
‫بقراءة غيها‬
‫وقال شيخنا القاضي أبو الطيب الطبي رحه ال ل تنقطع لن ذلك مأمور به فل يقطع القراءة‬
‫كالسؤال ف آية الرحة ولستعاذة من النار ف آية العذاب فيما يقرأ ف صلته منفردا‬
‫وتب قراءة الفاتة ف كل ركعة لا روى رفاعة بن رافع رضي ال عنه قال بينا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم جالس ف السجد ورجل يصلي فلما نصرف أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فسلم عليه فقال له أعد صلتك فإنك ل تصل فقال علمن يا رسول ال فقال إذا قمت إل‬
‫الصلة فكب ث قرأ بفاتة الكتاب وما تيسر إل إن قال ث صنع ف كل ركعة ذلك ولنا ركعة‬
‫يب فيها القيام فوجب فيها القراءة مع القدرة كالركعة الول وهل تب على الأموم ينظر فيه‬
‫فإن كان ف صلة يسر فيها بالقراءة وجبت عليه وإن كان ف صلة يهر فيها بالقراءة ففيه قولن‬
‫قال ف الم والبويطي يب عليه لا روى عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة فلما نصرف قال إن لراكم تقرءون خلف إمامكم قلنا‬
‫وال أجل يا رسول ال نفعل هذا قال ل تفعلوا إل بأم الكتاب فإنه ل صلة لن ل يقرأ با ولن‬
‫من لزمه قيام القراءة لزمه القراءة مع القدرة كالمام والنفرد وقال ف القدي ل يقرأ لا روى أبو‬
‫هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نصرف من صلة جهر فيها بالقراءة فقال‬
‫هل قرأ معي أحد منكم فقال رجل نعم يا رسول ال قال إن أقول ما ل أنازع القرآن فانتهى‬
‫الناس عن القراءة مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما جهر فيه بالقراءة من الصلوات حي‬
‫سعوا ذلك من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فصل ف التأمي وإذا فرغ من الفاتة أمن وهو سنة لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يؤمن وقد قال صلوا كما رأيتمون أصلي فإن‬
‫____________________‬

‫كان إماما أمن وأمن الأموم معه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال إذا أمن المام فأمنوا فإن اللئكة تؤمن بتأمينه فمن وافق تأمينه تأمي اللئكة غفر له ما تقدم‬
‫من ذنبه فإن كان ف صلة يهر فيها بالقراءة جهر المام لقوله صلى ال عليه وسلم إذا أمن‬
‫المام فأمنوا ولو ل يهر به لا علق تأمي الأموم عليه ولنه تابع للفاتة فكان حكمه حكمها ف‬
‫الهر كالسورة وأما الأموم فقد قال ف الديد ل يهر وقال ف القدي يهر فمن أصحابنا من قال‬
‫على قولي أحدها يهر لا روى عطاء أن ابن الزبي كان يؤمن ويؤمنون وراءه حت إن للمسجد‬
‫للجة‬
‫والثان ل يهر لنه ذكر مسنون ف الصلة فلم يهر به الأموم كالتكبيات‬
‫ومنهم من قال إن كان السجد صغيا يبلغهم تأمي المام ل يهر به لنه ل يتاج إل الهر به‬
‫وإن كان كبيا جهر لنه يتاج إل الهر للبلغ وحل القولي على هذين الالي‬
‫فإن نسي المام التأمي أمن الأموم وجهر به ليسمع المام فيأت به‬
‫فصل فيمن ل يسن الفاتة فإن ل يسن الفاتة وأحسن غيها قرأ سبع آيات وهل يعتب أن يكون‬
‫فيها بقدر حروف الفاتة فيه قولن أحدها ل يعتب كما إذا فاته صوم يوم طويل ل يعتب أن يكون‬
‫القضاء ف يوم بقدر ساعات الداء‬
‫والثان يعتب وهو الصح لنه لا عتب عدد آي الفاتة عتب قدر حروفها ويالف الصوم فإنه ل‬
‫يكن عتبار القدار ف الساعات إل بشقة‬
‫فإن ل يسن شيئا من القرآن لزمه أن يأت بذكر لا روى عبد ال بن أب أوف رضي ال عنه أن‬
‫رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال إن ل أستطيع أن أحفظ شيئا من القرآن فعلمن ما‬
‫يزين ف الصلة فقال قل سبحان ال والمد ل ول إله إل ال وال أكب ول حول ول قوة إل‬
‫بال ولنه ركن من أركان الصلة فجاز أن ينتقل فيه عند العجز إل بدل كالقيام وف الذكر‬
‫وجهان قال أبو إسحاق رضي ال عنه يأت من الذكر بقدر حروف الفاتة لنه أقيم مقامها فعتب‬
‫قدرها وقال أبو علي الطبي رضي ال عنه يب ما نص عليه الرسول صلى ال عليه وسلم من‬
‫غي زيادة كالتيمم ل تب الزيادة فيه على ما ورد به النص والذهب الول‬
‫وإن أحسن آية من الفاتة وأحسن غيها ففيه وجهان أصحهما أنه يقرأ الية ث يقرأ ست آيات‬
‫من غيها لنه إذا ل يسن شيئا منها نتقل إل غيها فإذا كان يسن بعضها وجب أن ينتقل فيما‬
‫ل يسن إل غيها كما لو عدم بعض الاء‬
‫والثان يلزمه تكرار الية لنا أقرب إليها‬
‫فإن ل يسن شيئا من القرآن ول من الذكر قام بقدر سبع آيات وعليه أن يتعلم فإن تسع الوقت‬
‫ول يفعل وصلى لزمه أن يعيد لنه ترك القراءة مع القدرة فأشبه إذا تركها وهو يسن فإن قرأ‬
‫القرآن بالفارسية ل يزه لن القصد من القرآن اللفظ والنظم‬
‫وذلك ل يوجد ف غيه‬
‫فصل ف قراءة سورة بعد الفاتة ث يقرأ بعد الفاتة سورة وذلك سنة والستحب أن يقرأ ف‬
‫الصبح بطوال الفضل‬
‫لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قرأ فيها بالواقعة فإن كان ف يوم المعة‬
‫) ستحب له أن يقرأ فيها ( } ال تنيل { السجدة } هل أتى على النسان { الظهر بنحو ما يقرأ‬
‫ف الصبح لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه قال حزرنا قيام رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف الظهر والعصر فحزرنا قيامه ف الركعتي الوليي من الظهر بقدر ثلثي آية قدر } ال‬
‫تنيل { السجدة وحزرنا قيامه ف الركعتي الخيتي على النصف‬
‫____________________‬

‫لن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ذلك ويقرأ ف الوليي من من ذلك وحزرنا قيامه ف‬
‫الوليي من العصر على قدر الخيتي من الظهر وحزرنا قيامه ف الخيتي من العصر على‬
‫النصف من ذلك ويقرأ ف الوليي من العصر بأوساط الفصل لا رويناه من حديث أب سعيد‬
‫الدري ويقرأ ف الوليي من العشاء الخية بنحو ما يقرأ ف العصر لا روي عنه عليه الصلة‬
‫السلم أنه قرأ ف العشاء الخية بسورة المعة والنافقي ويقرأ ف الوليي من الغرب بقصار‬
‫الفصل لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف الغرب بقصار‬
‫الفصل‬
‫فإن خالف وقرأ غي ما ذكرناه جاز لا روى رجل من جهينة أنه سع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يقرأ ف الصبح إذا زلزلت الرض‬
‫فإن كان مأموما نظرت فإن كان ف صلة يهر فيها بالقراءة ل يزد على الفاتة لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا كنتم خلفي فل تقرءوا إل بأم القرآن فإنه ل صلة لن ل يقرأ با وإن كان ف‬
‫صلة يسر فيها بالقراءة أو ف صلة يهر فيها إل أنه ف موضع ل يسمع القراءة قرأ لنه غي‬
‫مأمور بالنصات إل غيه فهو كالمام والنفرد فإن كانت الصلة تزيد على ركعتي فهل يقرأ‬
‫السورة فيما زاد على الركعتي فيه قولن قال ف القدي ل يستحب لا روى أبو قتادة رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرأ ف صلة الظهر ف الركعتي الوليي بفاتة الكتاب‬
‫وسورة ف كل ركعة وكان يسمعنا الية أحيانا وكان يطيل ف الول ما ل يطيل ف الثانية وكان‬
‫يقرأ ف الركعتي الخيتي بفاتة الكتاب ف كل ركعة وقال ف الم يستحب لا رويناه من‬
‫حديث أب سعيد الدري رحه ال ولنا ركعة شرع فيها الفاتة فشرع فيها السورة كالوليي‬
‫ول يفضل الركعة الول على الثانية ف القراءة وقال أبو السن الاسرجسي يستحب أن تكون‬
‫قراءته ف الول من كل صلة أطول لا رويناه من حديث أب قتادة وظاهر قوله ف الم أنه ل‬
‫يفضل لا رويناه من حديث أب سعيد الدري رضي ال عنه وحديث أب قتادة يتمل أن يكون‬
‫أطال لنه أحس بداخل‬
‫فصل مت يهر ومت يسر ويستحب للمام أن يهر بالقراءة ف الصبح والوليي من الغرب‬
‫والوليي من العشاء والدليل عليه نقل اللف عن السلف ويستحب للمأموم أن يسر لنه إذا‬
‫جهر نازع المام ف القراءة ولنه مأمور بالنصات إل المام وإذا جهر ل يكنه النصات‬
‫ويستحب للمنفرد أن يهر فيما يهر فيه المام لنه ل ينازع غيه ول هو مأمور بالنصات إل‬
‫غيه فهو كالمام وإن كانت امرأة ل تهر ف موضع فيه رجال أجانب لنه ل يؤمن أن يفتت با‬
‫ويستحب السرار ف الظهر والعصر والثالثة من الغرب والخريي من العشاء الخية لنه نقل‬
‫اللف عن السلف وإن فاتته صلة بالنهار فقضاها ف الليل أسر لنا صلة نار وإن فاتته بالليل‬
‫فقضاها ف النهار أسر لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا‬
‫رأيتم من يهر بالقراءة ف صلة النهار فرموه بالبعر ويقال إن صلة النهار عجماء‬
‫قال الشيخ المام ويتمل عندي أن يهر كما يسر فيما فاته من صلة النهار فقضاها بالليل‬
‫فصل ث يركع وهو فرض من فروض الصلة لقوله عز وجل } اركعوا واسجدوا { والستحب‬
‫أن يكب للركوع لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا قام إل‬
‫الصلة يكب حي يقوم وحي يركع ث يقول سع ال لن حده حي يرفع رأسه ث يكب حي يسجد‬
‫ث يكب حي يرفع رأسه يفعل ذلك ف الصلة كلها حت يقضيها ولن الوي إل الركوع فعل فل‬
‫يلو من‬
‫____________________‬

‫ذكر كسائر الفعال ويستحب أن يرفع يديه حذو منكبيه ف التكبي ولا ذكرناه من حديث بن‬
‫عمر ف تكبية الحرام‬
‫ويب أن ينحن إل حد يبلغ راحتاه ركبتيه لنه ل يسمى دونه راكعا ويستحب أن يضع يديه‬
‫على ركبتيه ويفرق أصابعه لا روى أبو حيد الساعدي رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أمسك راحتيه على ركبتيه كالقابض عليهما وفرج بي أصابعه ول يطبق لا روي عن‬
‫مصعب بن سعد رضي ال عنه قال صليت إل جنب سعد بن مالك فجعلت يدي بي ركبت وبي‬
‫فخذي وطبقتهما فضرب بيدي وقال ضرب بكفيك على ركبتيك وقال يا بن إنا قد كنا نفعل‬
‫هذا فأمرنا أن نضرب بالكف على الركب‬
‫والستحب أن يد ظهره وعنقه ول يقنع رأسه ول يصوبه لا روي أن أبا حيد الساعدي رضي ال‬
‫عنه وصف صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام فركع وعتدل ول يصوب رأسه ول يقنعه‬
‫والستحب أن ياف مرفقيه عن جنبيه لا روى أبو حيد الساعدي رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فعل ذلك فإن كانت امرأة ل تاف بل تضم الرفقي إل النبي لن ذلك أستر لا‬
‫ويب أن يطمئن ف الركوع لقوله صلى ال عليه وسلم للمسيء صلته‬
‫ث ركع حت تطمئن راكعا والستحب أن يقول سبحان رب العظيم ثلثا وذلك أدن الكمال لا‬
‫روى بن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا ركع أحدكم فقال سبحان‬
‫رب العظيم ثلثا فقد ت ركوعه وذلك أدناه والفضل أن يضيف إليه اللهم لك ركعت ولك‬
‫خشعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سعي وبصري وعظمي ومي وعصب لا روى علي‬
‫بن أب طالب كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا ركع قال ذلك فإن ترك‬
‫التسبيح ل تبطل صلته لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال للمسيء صلته ث ركع حت‬
‫تطمئن راكعا ول يذكر التسبيح‬
‫فصل ف الرفع من الركوع ث يرفع رأسه ويستحب أن يقول سع ال لن حده لا ذكرناه من‬
‫حديث أب هريرة رضي ال عنه ف الركوع ويستحب أن يرفع يديه حذو منكبيه ف الرفع لا‬
‫ذكرناه من حديث بن عمر رضي ال عنه ف تكبية الحرام فإن قال من حد ال سع ال له أجزأه‬
‫لنه أتى باللفظ والعن فإذا ستوى قائما ستحب أن يقول ربنا لك المد ملء السموات وملء‬
‫الرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والد حق ما قال العبد وكلنا لك عبد ل مانع لا‬
‫أعطيت ول معطي لا منعت ول ينفع ذا الد منك الد لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال ذلك‬
‫ويب أن يطمئن قائما لا روى رفاعة بن مالك رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫إذا قام أحدكم إل الصلة فليتوضأ كما أمره ال عز وجل إل أن قال ث يركع حت يطمئن راكعا‬
‫ث ليقم حت يطمئن قائما ث ليسجد حت يطمئن ساجدا‬
‫فصل ف فرض السجود ث يسجد وهو فرض لقوله عز وجل } اركعوا واسجدوا { ويستحب أن‬
‫يبتدىء عند لوي إل السجود بالتكبي لا ذكرناه من حديث أب هريرة رضي ال عنه ف الركوع‬
‫والستحب أن يضع ركبتيه ث يديه ث جبهته وأنفه لا روى وائل بن‬
‫____________________‬
‫حجر رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه‬
‫وإذا نض رفع يديه قبل ركبتيه فإن وضع يديه قبل ركبتيه أجزأه لنه ترك هيئة ويسجد على‬
‫البهة والنف واليدين والركبتي والقدمي فأما السجود على البهة فهو واجب لا روى عبد ال‬
‫بن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا سجدت فمكن جبهتك من‬
‫الرض ول تنقر نقرا قال ف الم فإن وضع بعض البهة كرهت له وأجزأه لنه سجد على البهة‬
‫فإن سجد على حائل متصل به دون البهة ل يزه لا روى خباب بن الرت رضي ال عنه قال‬
‫شكونا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حر الرمضاء ف جباهنا وأكفنا فلم يشكنا‬
‫وأما السجود على النف فهو سنة لا روى أبو حيد رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سجد ومكن جبهته وأنفه من الرض وإن تركه أجزأه لا روى جابر رضي ال عنه قال رأيت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم سجد بأعلى جبهته على قصاص الشعر وإذا سجد بأعلى البهة ل‬
‫يسجد على النف‬
‫وأما السجود على اليدين والركبتي والقدمي ففيه قولن أشهرها أنه ل يب لنه لو وجب ذلك‬
‫لوجب الياء با إذا عجز كالبهة‬
‫والثان يب لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم أمر أن يسجد على‬
‫سبعة أعضاء يديه وركبتيه وأطراف أصابعه وجبهته فإذا قلنا بذا ل يب كشف القدمي‬
‫والركبتي لن كشف الركبة يفضي إل كشف العورة فتبطل صلته والقدم قد يكون ف الف‬
‫فكشفهما يبطل السح والصلة وأما اليد ففيها قولن النصوص ف الكتب أنه ل يب كشفها‬
‫لنا ل تكشف إل لاجة فهي كالقدم‬
‫وقال ف السبق والرمي قد قيل فيه قول آخر أنه يب لديث خباب بن الرت رضي ال عنه‬
‫ويستحب أن ياف مرفقيه عن جنبيه لا روى أبو قتادة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا سجد جاف عضديه عن جنبيه‬
‫ويستحب أن يقل بطنه عن فخذيه لا روى الباء بن عازب رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا سجد جخ ويروى جخا‬
‫والخ الاوي وإن كانت امرأة ضمت بعضها إل بعض لن ذلك أستر لا ويفرج بي رجليه لا‬
‫روي أن أبا حيد رضي ال عنه وصف صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال كان إذا سجد‬
‫فرج بي رجليه ويوجه أصابعه نو القبلة لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا سجد وضع أصابعه تاه القبلة وروى أبو قتادة رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يفتح أصابع رجليه والفتح تعويج الصابع ويضم أصابع يديه ويضعهما حذو‬
‫منكبيه لا روى وائل بن حجر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا سجد ضم‬
‫أصابعه وجعل يديه حذو منكبيه ويرفع مرفقيه ويعتمد على راحتيه لا روى الباء ابن عازب‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا سجدت فضم كفيك ورفع مرفقيك ويب‬
‫أن يطمئن ف سجوده لديث رفاعة بن مالك ث يسجد حت يطمئن ساجدا والستحب أن يقول‬
‫سبحان رب العلى ثلثا وذلك أدن الكمال لا روى‬
‫____________________‬

‫عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا سجد أحدكم فقال ف‬
‫سجوده سبحان رب العلى ثلثا فقد ت سجوده وذلك أدناه والفضل أن يضيف إليه اللهم لك‬
‫سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وأحسن صورته وشق سعه وبصره‬
‫تبارك ال أحسن الالقي لا روى علي بن أب طالب كرم ال وجهه قال كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم إذا سجد قال ذلك‬
‫فإن قال ف سجوده سبوح قدوس رب اللئكة والروح فهو حسن لا روت عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ذلك ف سجوده قال الشافعي رحة ال عليه‬
‫ويتهد ف الدعاء رجاء الجابة لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء ويكره أن يقرأ ف الركوع‬
‫والسجود لا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال أما إن نيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا‬
‫أما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب‬
‫لكم فإن أراد أن يسجد فوقع على الرض ث نقلب فأصاب جبهته الرض فإن نوى السجود‬
‫حال لنقلب أجزأه كما لو غسل للتبد والتنظيف ونوى رفع الدث وإن ل ينو ل يزه كما لو‬
‫توضأ للتبد ول ينو رفع الدث‬
‫فصل ف الرفع من السجود ث يرفع رأسه ويكب لا رويناه ف حديث أب هريرة رضي ال عنه ف‬
‫الركوع ث يلس مفترشا فيفرش رجله اليسرى ويلس عليها وينصب اليمن لا روي أن أبا حيد‬
‫الساعدي رضي ال عنه وصف صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ث ثن رجله اليسرى‬
‫وقعد عليها وعتدل حت رجع كل عضو إل موضعه‬
‫ويكره القعاء ف اللوس وهو أن يضع أليتيه على عقبيه كأنه قاعد عليهما وقيل هو أن يعل يديه‬
‫ف الرض ويقعد على أطراف أصابعه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال نى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يقعي إقعاء القرد ويب أن يطمئن ف جلوسه لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫للمسيء صلته ث رفع حت تطمئن جالسا ويستحب أن يقول ف جلوسه اللهم غفر ل وجبن‬
‫وعافن ورزقن وهدن لا روى بن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يقول ذلك بي السجدتي‬
‫فصل ف السجدة الثانية ث يسجد سجدة أخرى مثل الول ث يرفع رأسه مكبا لا رويناه من‬
‫حديث أب هريرة رضي ال عنه ف الركوع قال الشافعي رحه ال فإذا ستوى قاعدا نض وقال ف‬
‫الم يقوم من السجود فمن أصحابنا من قال السألة على قولي أحدها ل يلس لا روى وائل بن‬
‫حجر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من السجدة ستوى قائما‬
‫بتكبية‬
‫والثان يلس لا روى مالك بن الويرث رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫كان ف الركعة الول والثانية ل ينهض حت يستوي قاعدا‬
‫وقال أبو إسحاق إن كان ضعيفا جلس لنه يتاج إل لستراحة وإن كان قويا ل يلس لنه ل‬
‫يتاج إل لستراحة وحل القولي على هذين الالي‬
‫فإذا قلنا يلس جلس مفترشا لا روى أبو حيد أن النب صلى ال عليه وسلم ثن رجله فقعد عليها‬
‫حت رجع كل عضو إل موضعه ث نض‬
‫ويستحب أن يعتمد على يديه ف القيام لا روى مالك بن الويرث رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ستوى قاعدا ث قام وعتمد على الرض بيديه قال الشافعي رحه ال ولن هذا‬
‫أشبه بالتواضع وأعون للمصلي ويد التكبي إل أن يقوم حت ل يلو فعل من ذكر ول يرفع اليد‬
‫إل ف تكبية الحرام والركوع والرفع منه لديث بن عمر رضي ال عنه قال رأيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا فتتح الصلة رفع يديه حذو منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعدما يرفع‬
‫رأسه من الركوع ول يرفع اليدين بي السجدتي وقال أبو علي الطبي‬
‫____________________‬

‫وأبو بكر بن النذر رحهما ال تعال يستحب كلما قام إل الصلة من السجود ومن التشهد لا‬
‫روى علي بن أب طالب كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم رفع اليدين ف القيام من‬
‫السجود وروى أبو حيد رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا قام إل الركعتي‬
‫يرفع يديه والذهب الول‬
‫فصل ف كيف يصنع ف الركعة الثانية ث يصلي الركعة الثانية مثل الول إل ف النية ودعاء‬
‫لستفتاح لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال للمسيء صلته ث‬
‫صنع ذلك ف صلتك كلها‬
‫وأما النية ودعاء لستفتاح فإن ذلك يراد للدخول ف الصلة ولستفتاح وذلك ل يوجد ف غي‬
‫الركعة الول‬
‫فصل ف التشهد بعد الركعتي وإن كانت الصلة تزيد على ركعتي جلس ف الركعتي ليتشهد‬
‫لنقل اللف عن السلف عن النب صلى ال عليه وسلم وهو سنة لا روى عبد ال بن بينة رضي‬
‫ال عنه قال صلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر فقام من ثنتي ول يلس فلما قضى‬
‫صلته سجد سجدتي بعد ذلك ث سلم ولو كان واجبا لفعله ول يقتصر على السجود‬
‫والسنة أن يلس ف هذا التشهد مفترشا لا روى أبو حيد رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا جلس ف الوليي جلس على قدمه اليسرى ونصب قدمه اليمن والستحب أن‬
‫يبسط أصابع يده اليسرى على فخذه اليسرى وف اليد اليمن ثلثة أقوال أحدها يضعها على‬
‫فخذه اليمن مقبوضة الصابع إل السبحة وهو الشهور لا روى بن عمر رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان إذا قعد ف التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده‬
‫اليمن على ركبته اليمن وعقد ثلثة وخسي وأشار بالسبابة وروى بن الزبي رضي ال عنه قال‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا جلس فترش اليسرى ونصب اليمن ووضع إبامه عند‬
‫الوسطى وأشار بالسبابة ووضع اليسرى على فخذه اليسرى وكيف يضع البام فيه وجهان‬
‫أحدها يضعها تت السبحة على حرف راحته أسفل من السبحة كأنه عاقد ثلثة وخسي لديث‬
‫بن عمر رضي ال عنهما‬
‫والثان يضعها على حرف أصبعه الوسطى لديث بن الزبي رضي ال عنه‬
‫والقول الثان قاله ف الملء يقبض النصر والبنصر والوسطى ويبسط السبحة والبام لا روى‬
‫أبو حيد رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫والقول الثالث أنه يقبض النصر والبنصر ويلق البام مع الوسطى لا روى وائل بن حجر رضي‬
‫ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم وضع مرفقه الين على فخذه اليمن ث عقد من أصابعه‬
‫النصر والت تليها ث حلق حلقة بأصبعه الوسطى على البام ورفع السبابة ورأيته يشي با‬
‫فصل ف صيغة التشهد ويتشهد وأفضل التشهد أن يقول التحيات الباركات الصلوات الطيبات‬
‫ل سلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته سلم علينا وعلى عباد ال الصالي أشهد أن ل إله‬
‫إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال لا روى ابن عباس رضي ال عنهما قال كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة فيقول قولوا التحيات الباركات الصلوات‬
‫الطيبات وذكر نو ما قلناه‬
‫وحكى أبو علي الطبى رحه ال تعال عن بعض أصحابنا أن الفضل أن يقول باسم ال وبال‬
‫التحيات ل لا روى جابر رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم وهو خلف الذهب وذكر‬
‫التسمية غي صحيح عند أصحاب الديث وأقل ما يزىء من ذلك خس كلمات وهي التحيات‬
‫ل سلم عليك أيها النب ورحة ال سلم علينا وعلى عباد ال الصالي أشهد أن ل إله إل ال‬
‫وأشهد أن ممدا رسول ال لن‬
‫____________________‬

‫هذا يأت على معن الميع قال ف الم فإن ترك الترتيب ل يضر لن القصود يصل مع ترك‬
‫الترتيب‬
‫ويستحب إذا بلغ الشهادة أن يشي بالسبحة لا رويناه من حديث ابن عمر وابن الزبي ووائل بن‬
‫حجر رضي ال عنهم‬
‫وهل يصلي على النب صلى ال عليه وسلم ف هذا التشهد فيه قولن قال ف القدي ل يصلي لنه‬
‫لو شرع الصلة عليه لشرع الصلة على آله كالتشهد الخي وقال ف الم يصلي عليه لنه قعود‬
‫شرع فيه التشهد فشرع فيه الصلة على النب صلى ال عليه وسلم كالقعود ف آخر الصلة‬
‫فصل ف القيام للركعة الثالثة ث يقوم إل الركعة الثالثة معتمدا على الرض بيديه لا رويناه من‬
‫حديث مالك بن الويرث رضي ال عنه ف الركعة الول ث يصلي ما بقي من صلته مثل الركعة‬
‫الثانية إل فيما قلناه من الهر وقراءة السورة فإذا بلغ إل آخر صلته جلس للتشهد ويتشهد‬
‫وهو فرض لا روى ابن مسعود رضي ال عنه قال كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم السلم على ال قبل عباده السلم على جبيل وميكائل السلم‬
‫على فلن‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ل تقولوا السلم على ال فإن ال هو السلم ولكن قولوا‬
‫التحيات ل‬
‫والسنة ف هذا القعود أن يكون متوركا فيخرج رجله من جانب وركه الين ويضع أليتيه على‬
‫الرض لا روى أبو حيد رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا جلس ف‬
‫الوليي جلس على قدمه اليسرى ونصب قدمه اليمن وإذا جلس ف الخية جلس على أليتيه‬
‫وجعل بطن قدمه اليسرى تت مأبض اليمن ونصب قدمه اليمن ولن اللوس ف هذا التشهد‬
‫يطول فكان التورك فيه أمكن واللوس ف التشهد الول يقصر فكان الفتراش فيه أشبه ويتشهد‬
‫على ما ذكرناه‬
‫فصل ف الصلة على النب فإذا فرغ من التشهد صلى على النب صلى ال عليه وسلم وهو فرض‬
‫ف هذا اللوس لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يقبل ال‬
‫صلة إل بطهور وبالصلة علي والفضل أن يقول اللهم صل على ممد وعلى آل ممد كما‬
‫صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على ممد وعلى آل ممد كما باركت على إبراهيم‬
‫وآل إبراهيم إنك حيد ميد لا روى كعب بن عجرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ذلك والواجب من ذلك أن يقول اللهم صل على ممد وف الصلة على آله وجهان أحدها تب‬
‫لا روى أبو حيد رضي ال عنه قالوا يا رسول ال كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على‬
‫ممد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على ممد وعلى أزواجه وذريته كما‬
‫باركت على إبراهيم إنك حيد ميد والذهب أنا ل تب للجاع‬
‫فصل ف الدعاء بعد التشهد ث يدعو با أحب لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إذا تشهد أحدكم فليتعوذ من أربع من عذاب النار وعذاب القب وفتنة اليا‬
‫والمات وفتنة السيح الدجال ث يدعو لنفسه با أحب فإن كان إماما ل يطل الدعاء والفضل أن‬
‫يدعو با روى علي كرم ال وجهه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يقول بي التشهد‬
‫والتسليم اللهم اغفر ل ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم‬
‫به من أنت القدم وأنت الؤخر ل إله إل أنت‬
‫فصل ف جلسة التورك فإن كانت الصلة ركعة أو ركعتي جلس ف آخرها متوركا ويتشهد‬
‫ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وعلى آله ويدعو على ما وصفناه ويكره أن يقرأ ف التشهد لنه حالة من أحوال الصلة ل تشرع‬
‫فيها القراءة فكرهت فيها كالركوع والسجود‬

‫____________________‬

‫فصل ف التسليم ث يسلم وهو فرض ف الصلة لقوله صلى ال عليه وسلم مفتاح الصلة الطهور‬
‫وتريها التكبي وتليلها التسليم ولنه أحد طرف الصلة فوجب فيه النطق كالطرف الول‬
‫والسنة أن يسلم تسليمتي إحداها عن يينه والخرى عن يساره والسلم أن يقول السلم‬
‫عليكم ورحة ال لا روى عبد ال رضي ال عنه قال كان النب صلى ال عليه وسلم يسلم عن‬
‫يينه السلم عليكم ورحة ال وعن يساره السلم عليكم ورحة ال حت يرى بياض خده من ههنا‬
‫ومن ههنا‬
‫وقال ف القدي إن اتسع السجد وكثر الناس سلم تسليمتي وإن صغر السجد وقل الناس سلم‬
‫تسليمة واحدة لا روت عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يسلم‬
‫تسليمة واحدة تلقاء وجهه ولن السلم للعلم بالروج من الصلة وإذا كثر الناس كثر اللغط‬
‫فيسلم اثنتي ليبلغ وإذا قل الناس كفاهم العلم بتسليمة واحدة والول أصح لن الديث ف‬
‫تسليمة غي ثابت عند أهل النقل والواجب من ذلك تسليمة واحدة لن الروج يصل بتسليمة‬
‫فإن قال عليكم السلم أجزأه على النصوص كما يزئه ف التشهد وإن قدم بعضه على بعض‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يزئه حت يأت به مرتبا كما يقول ف القراءة‬
‫والذهب الول‬
‫وينوي المام بالتسليمة الول الروج من الصلة والسلم على من عن يينه وعلى الفظة‬
‫وينوي بالثانية السلم على من على يساره وعلى الفظة وينوي الأموم بالتسليمة الول الروج‬
‫من الصلة والسلم على المام وعلى الفظة وعلى الأمومي من ناحيته ف صفه وورائه وقدامه‬
‫وينوي بالثانية السلم على الفظة وعلى الأمومي من ناحيته فإن كان المام قدامه نواه ف أي‬
‫التسليمتي شاء وينوي النفرد بالتسليمة الول الروج من الصلة والسلم على الفظة وبالثانية‬
‫السلم على الفظة والصل فيه ما روى سرة رضي ال عنه قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن نسلم على أنفسنا وأن يسلم بعضنا على بعض وروى علي كرم ال وجهه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر أربعا وبعدها ركعتي ويصلي قبل العصر أربعا يفصل‬
‫كل ركعتي بالتسليم على اللئكة القربي والنبيي ومن معه من الؤمني وإن نوى الروج من‬
‫الصلة ول ينو ما سواه جاز لن التسليم على الاضرين سنة وإن ل ينو الروج من الصلة ففيه‬
‫وجهان قال أبو العباس بن سريج وأبو العباس بن القاص ل يزئه وهو ظاهر النص ف البويطي‬
‫لنه نطق ف أحد طرف الصلة فلم يصح من غي نية كتكبية الحرام‬
‫وقال أبو حفص بن الوكيل وأبو عبد ال الت الرجان رحهم ال يزيه لن نية الصلة قد أتت‬
‫على جيع الفعال والسلم من جلتها أو لنه لو وجبت النية ف السلم لوجب تعيينها كما قلنا ف‬
‫تكبية الحرام‬
‫فصل فيما يقوله من فرغ من صلته ويستحب لن فرغ من الصلة أن يذكر ال تعال لا روي عن‬
‫ابن الزبي رضي ال عنه أنه كان يهلل ف أثر كل صلة يقول ل إله إل ال وحده ل شريك له له‬
‫اللك وله المد وهو على كل شيء قدير ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ول نعبد إل‬
‫إياه وله النعمة وله الفضل وله الثناء السن ل إله إل ال ملصي له الدين ولو كره الكافرون ث‬
‫يقول كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يهلل بذا ف دبر كل صلة وكتب الغية إل معاوية‬
‫رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقول ل إله إل ال وحده ل شريك له له‬
‫اللك وله المد وهو على كل شيء قدير اللهم ل مانع لا أعطيت ول معطي لا منعت ول ينفع‬
‫ذا الد منك الد‬

‫____________________‬
‫فصل ف النصراف من الصلة وإذا أراد أن ينصرف فإن كان خلفه نساء استحب أن يلبث حت‬
‫ينصرف النساء ول يتلطن بالرجال لا روت أم سلمة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا سلم قام النساء حي يقضي سلمه فيمكث يسيا قبل أن يقوم قال الزهري رحه‬
‫ال فنرى وال أعلم أن مكثه لينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال وإذا أراد أن ينصرف‬
‫توجه ف جهة حاجته لا روى السن رحه ال قال كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يصلون ف السجد الامع فمن كان بيته من قبل بن تيم انصرف عن يساره ومن كان بيته ما يلي‬
‫بن سليم انصرف عن يينه يعن بالبصرة وإن ل يكن له حاجة فالول أن ينصرف عن يينه لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم كان يب التيامن ف كل شيء‬
‫فصل ف القنوت ف الصبح والسنة ف صلة الصبح أن يقنت ف الركعة الثانية لا روى أنس بن‬
‫مالك رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ث تركه وأما ف الصبح‬
‫فلم يزل يقنت حت فارق الدنيا ومل القنوت بعد الرفع من الركوع لا روي أنه سئل أنس هل‬
‫قنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف صلة الصبح قال نعم قيل قبل الركوع أو بعد الركوع‬
‫قال بعد الركوع والسنة أن يقول اللهم اهدن فيمن هديت وعافن فيمن عافيت وتولن فيمن‬
‫توليت وبارك ل فيما أعطيت وقن شر ما قضيت إنك تقضي ول يقضى عليك إنه ل يذل من‬
‫واليت تباركت وتعاليت‬
‫لا روى السن بن علي رضي ال عنه قال علمن رسول ال صلى ال عليه وسلم هؤلء الكلمات‬
‫ف الوتر فقال قل اللهم اهدن فيمن هديت إل آخره وإن قنت با روي عن عمر رضي ال عنه‬
‫كان حسنا وهو ما روى أبو رافع قال قنت عمر بن الطاب رضي ال عنه بعد الركوع ف الصبح‬
‫فسمعته يقول اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ول نكفرك ونؤمن بك ونلع ونترك من يفجرك‬
‫اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونفد نرجو رحتك ونشى عذابك الد إن‬
‫عذابك بالكفار ملحق اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون‬
‫رسلك ويقاتلون أولياءك اللهم اغفر للمؤمني والؤمنات والسلمي والسلمات وأصلح ذات‬
‫بينهم وألف بي قلوبم واجعل ف قلوبم اليان والكمة وثبتهم‬
‫____________________‬

‫على ملة رسولك وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم‬
‫إله الق واجعلنا منهم ويستحب أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم بعد الدعاء لا روي‬
‫من حديث السن رضي ال عنه ف الوتر أنه قال تباركت وتعاليت وصلى ال على النب وسلم‬
‫ويستحب للمأموم أن يؤمن على الدعاء لا روى ابن عباس رضي ال عنهما قال قنت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وكان يؤمن من خلفه ويستحب له أن يشاركه ف الثناء لنه ل يصلح التأمي‬
‫على ذلك فكانت الشاركة أول وأما رفع اليدين ف القنوت فليس فيه نص والذي يقتضيه‬
‫الذهب أنه ل يرفع لن النب صلى ال عليه وسلم ل يرفع اليد إل ف ثلثة مواطن ف الستسقاء‬
‫والستنصار وعشية عرفة ولنه دعاء ف الصلة فلم يستحب له رفع اليد كالدعاء ف التشهد‬
‫وذكر القاضي أبو الطيب الطبي ف بعض كتبه أنه ل يرفع اليد وحكى ف التعليق أنه يرفع اليد‬
‫والول عندي أصح وأما غي الصبح من الفرائض فل يقنت فيه من غي حاجة فإن نزلت‬
‫بالسلمي نازلة قنتوا ف جيع الفرائض لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان ل يقنت إل أن يدعو لحد أو يدعو على أحد كان إذا قال سع ال لن حده قال ربنا‬
‫لك المد وذكر الدعاء‬
‫فصل ف جامع فروض الصلة وسننها والفرض ما ذكرناه أربعة عشر النية وتكبية الحرام‬
‫والقيام وقراءة الفاتة والركوع حت تطمئن فيه والرفع من الركوع حت تعتدل والسجود حت‬
‫تطمئن فيه واللوس بي السجدتي حت تطمئن واللوس ف آخر الصلة والتشهد فيه والصلة‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم والتسليمة الول ونية الروج وترتيب أفعالا على ما‬
‫ذكرناه والسنن خس وثلثون رفع اليدين ف تكبية الحرام والركوع والرفع من الركوع‬
‫ووضع اليمي على الشمال والنظر إل موضع السجود ودعاء الستفتاح والتعوذ والتأمي وقراءة‬
‫السورة بعد الفاتة والهر والسرار والتكبيات سوى تكبية الحرام والتسميع والتحميد ف‬
‫الرفع من الركوع والتسبيح ف الركوع والتسبيح ف السجود ووضع اليد على الركبة ف‬
‫الركوع ومد الظهر والعنق فيه والبداية بالركبة ث باليد ف السجود ووضع النف ف السجود‬
‫ومافاة الرفق عن النب ف الركوع والسجود وإقلل البطن عن الفخذ ف السجود والدعاء ف‬
‫اللوس بي السجدتي وجلسة الستراحة ووضع اليد على الرض عند القيام والتورك ف آخر‬
‫الصلة والفتراش ف سائر اللسات ووضع اليد اليمن على الفخذ اليمن مقبوضة والشارة‬
‫بالسبحة ووضع اليد اليسرى على الفخذ اليسرى مبسوطة والتشهد الول والصلة على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فيه والصلة على آله ف التشهد الخي والدعاء ف آخر الصلة‬
‫والقنوت ف الصبح والتسليمة الثانية ونية السلم على الاضرين‬
‫باب صلة التطوع أفضل عبادات البدن الصلة لا روى عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال‬
‫عنه عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال استقيموا واعلموا أن خي أعمالكم الصلة ول يافظ‬
‫على الوضوء إل مؤمن ولنا تمع من القرب ما ل تمع غيها من الطهارة واستقبال القبلة‬
‫والقراءة وذكر ال عز وجل والصلة على رسول ال صلى ال عليه وسلم وينع فيها من كل ما‬
‫ينع منه ف سائر العبادات وتزيد عليها بالمتناع من الكلم والشي وسائر الفعال وتطوعها‬
‫أفضل التطوع‬
‫وتطوعها ضربان ضرب تسن له الماعة وضرب‬
‫____________________‬

‫ل تسن له الماعة فما سن له الماعة فصلة العيد والكسوف والستسقاء وهذا الضرب أفضل‬
‫ما ل تسن له الماعة لنا تشبه الفرائض ف سنة الماعة وأوكد ذلك صلة العيد لنا راتبة‬
‫بوقت كالفرائض ث صلة الكسوف لن القرآن دل عليها قال ال تعال } ل تسجدوا للشمس‬
‫ول للقمر واسجدوا ل الذي خلقهن { وليس ههنا صلة تتعلق بالشمس والقمر إل صلة‬
‫الكسوف ث صلة الستسقاء ولذه الصلوات أبواب نذكر فيها أحكامها إن شاء ال تعال وبه‬
‫الثقة‬
‫وما ل تسن له الماعة فضربان راتبة بوقت وغي راتبة فأما الراتبة فمنها السنن الراتبة مع‬
‫الفرائض وأدن الكمال منها عشر ركعات غي الوتر وهي ركعتان قبل الظهر وركعتان بعده‬
‫وركعتان بعد الغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الصبح والصل فيه ما روى بن عمر‬
‫رضي ال عنه قال صليت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم قبل الظهر سجدتي وبعدها‬
‫سجدتي وبعد الغرب سجدتي وبعد العشاء سجدتي وحدثتن حفصة بنت عمر رضي ال عنها‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلي سجدتي خفيفتي إذا طلع الفجر والكمل أن‬
‫يصلي ثان عشرة ركعة غي الوتر ركعتي قبل الفجر وركعتي بعد الغرب وركعتي بعد العشاء لا‬
‫ذكرناه من حديث ابن عمر رضي ال عنه وأربعا قبل الظهر وأربعا بعدها لا روت أم حبيبة رضي‬
‫ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها‬
‫حرم على النار وأربعا قبل العصر لا روى علي بن أب طالب كرم ال وجهه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يصلي قبل العصر أربعا يفصل بي كل ركعتي بالتسليم على اللئكة القربي‬
‫والنبيي ومن معهم من الؤمني والسنة فيها وف أربع قبل الظهر وبعده أن يسلم من كل ركعتي‬
‫لا رويناه من حديث علي كرم ال وجهه أنه كان يفصل بي كل ركعتي بالتسليم وما يفعل قبل‬
‫هذه الفرائض من هذه السنن يدخل وقتها بدخول وقت الفرض ويبقى وقتها إل أن يذهب وقت‬
‫الفرض وما يفعل بعد الفرض يدخل وقتها بالفراغ من الفرض ويبقى وقتها إل أن يذهب وقت‬
‫الفرض لنا تابعة للفرض فذهب وقتها بذهاب وقت الفرض‬
‫ومن أصحابنا من قال يبقى وقت سنة الفجر إل الزوال وهو ظاهر النص والول أظهر‬
‫فصل ف الكلم على الوتر وأما الوتر فهي سنة لا روى أبو أيوب النصاري رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال الوتر حق وليس بواجب فمن أحب أن يوتر بمس فليفعل ومن‬
‫أحب أن يوتر بثلث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل وأكثره إحدى عشرة ركعة لا‬
‫روت عائشة رضي ال عنها أن النب كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة‬
‫وأقله ركعة لا ذكرناه من حديث أب أيوب رضي ال عنه وأدن الكمال ثلث ركعات يقرأ ف‬
‫الول بعد الفاتة سبح اسم ربك العلى وف الثانية قل يأيها الكافرون وف الثالثة قل هو ال أحد‬
‫والعوذتي لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قرأ ذلك والسنة لن أوتر‬
‫با زاد على ركعة أن يسلم من كل ركعتي لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يفصل بي الشفع والوتر ولنه يهر ف الثالثة ولو كانت موصولة بالركعتي لا‬
‫جهر فيها كالثالثة من الغرب ويوز أن يمعها بتسليمة لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان ل يسلم ف ركعت الوتر والسنة أن يقنت ف الوتر ف النصف الخي‬
‫من شهر رمضان لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال السنة إذا انتصف الشهر من رمضان أن‬
‫تلعن الكفرة ف الوتر بعدما يقول سع ال لن حده ث يقول اللهم قاتل الكفرة وقال أبو عبد ال‬
‫الزبيي يقنت ف جيع السنة لا روى أب بن كعب أن النب صلى ال عليه وسلم كان يوتر بثلث‬
‫ركعات ويقنت قبل الركوع والذهب الول وحديث أب بن كعب غي ثابت عند أهل النقل‬
‫ومل القنوت ف الوتر بعد الرفع من الركوع ومن أصحابنا من قال مله ف الوتر قبل الركوع‬
‫لديث أب بن كعب والصحيح هو الول لا ذكرت من حديث عمر رضي ال عنه ولنه ف‬
‫الصبح يقنت بعد الركوع فكذلك ف الوتر ووقت الوتر ما بي أن يصلي العشاء إل طلوع الفجر‬
‫الثان لقوله عليه الصلة والسلم‬
‫إن ال تعال زادكم صلة وهي الوتر فصلوها من صلة العشاء إل طلوع الفجر فإن كان من له‬
‫تجد فالول أن يؤخره حت يصليه بعد التهجد وإن ل يكن له تجد فالول أن يصليه بعد‬
‫____________________‬

‫سنة العشاء لا روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من خاف منكم أل‬
‫يستيقظ من آخر الليل فليوتر من أول الليل ث ليقد ومن طمع منكم أن يقوم من آخر الليل‬
‫فليوتر آخر الليل وأوكد هذه السنن الراتبة مع الفرائض سنة الفجر والوتر لنه ورد فيهما ما ل‬
‫يرد ف غيها وأيهما أفضل فيه قولن قال ف الديد الوتر أفضل لقوله صلى ال عليه وسلم إن‬
‫ال تعال أمركم بصلة هي خي لكم من حر النعم وهي الوتر وقال عليه السلم من ل يوتر فليس‬
‫منا ولنه متلف ف وجوبه وسنة الفجر ممع على كونا سنة فكان الوتر أوكد وقال ف القدي‬
‫سنة الفجر آكد لقوله صلى ال عليه وسلم صلوها ولو طردتكم اليل ولنا مصورة ل تتمل‬
‫الزيادة والنقصان فهي بالفرائض أشبه من الوتر‬
‫فصل ف قيام رمضان ومن السنن الراتبة قيام رمضان وهو عشرون ركعة بعشر تسليمات والدليل‬
‫عليه ما روى أبو هريرة رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرغب ف قيام‬
‫رمضان من غي أن يأمرهم بعزية فيقول من قام رمضان إيانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه‬
‫والفضل أن يصليها ف جاعة نص عليه ف البويطي لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه جع الناس‬
‫على أب بن كعب رضي ال عنه فصلى بم التراويح‬
‫ومن أصحابنا من قال فعلها منفردا أفضل لن النب صلى ال عليه وسلم صلى ليال فصلوها معه‬
‫ث تأخر وصلى ف بيته باقي الشهر والذهب الول وإنا تأخر النب صلى ال عليه وسلم لئل‬
‫تفرض عليهم وقد روي أنه قال خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها‬
‫فصل ف صلة الضحى ومن السنن الراتبة صلة الضحى وأفضلها ثان ركعات لا روت أم هانء‬
‫بنت أب طالب رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم صلها ثان ركعات وأقلها ركعتان‬
‫لا روى أبو ذر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال على كل سلمى من أحدكم‬
‫صدقة ويزىء من ذلك ركعتان يصليهما من الضحى ووقتها إذا أشرقت الشمس إل الزوال‬
‫ومن فاته من هذه السنن الراتبة شيء ف وقتها ففيه قولن أحدها ل يقضي لنا صلة نفل فلم‬
‫تقض كصلة الكسوف والستسقاء‬
‫والثان تقضى لقوله صلى ال عليه وسلم من نام عن صلته أو سها فليصلها إذا ذكرها ولنا‬
‫صلة راتبة ف وقت فلم تسقط بفوات الوقت إل غي بدل كالفرائض بلف الكسوف‬
‫والستسقاء لنا غي راتبة وإنا تفعل لعارض وقد زال العارض‬
‫فصل ف الصلوات غي الرواتب وأما غي الراتبة وهي الصلوات الت يتطوع با النسان ف الليل‬
‫والنهار وأفضلها التهجد لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫أفضل الصلوات بعد الفروضة صلة الليل ولنا تفعل ف وقت غفلة الناس وتركهم للطاعات‬
‫فكان أفضل ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم ذاكر ال ف الغافلي كشجرة خضراء بي‬
‫أشجار يابسة وآخر الليل أفضل من أوله لقوله عز وجل } كانوا قليل من الليل ما يهجعون‬
‫وبالسحار هم يستغفرون { ولن الصلة بعد النوم أشق ولن الصلي فيه أقل فكان أفضل‬
‫وإن جزأ الليل ثلثة أجزاء فالثلث الوسط أفضل لا روى عبد ال بن عمرو رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أحب الصلة إل ال عز وجل صلة داود عليه السلم كان‬
‫ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ولن الطاعات ف هذا الوقت أقل فكانت الصلة فيه‬
‫أفضل ويكره أن يقوم الليل كله لا روي عن عبد ال بن عمرو رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال أتصوم النهار فقلت نعم قال وتقوم الليل قلت نعم قال لكن أصوم وأفطر‬
‫وأصلي وأنام وأمس النساء فمن رغب عن سنت فليس من وأفضل تطوع النهار ما كان ف البيت‬
‫لا روى زيد بن ثابت رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال أفضل صلة الرء ف بيته‬
‫____________________‬

‫إل الكتوبة والسنة أن يسلم من كل ركعتي لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال صلة الليل مثن مثن فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة‬
‫فإن جع ركعات بتسليمة واحدة جاز لا روت عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كان يصلي من الليل ثلث عشرة ركعة ويوتر من ذلك بمس يلس ف الركعة الخية‬
‫ويسلم وأنه أوتر بسبع وخس ل يفصل بينهن بسلم ول كلم وإن تطوع بركعة واحدة جاز لا‬
‫روي أن عمر رضي ال عنه مر بالسجد فصلى ركعة فتبعه رجل فقال يا أمي الؤمني إنا صليت‬
‫ركعة فقال إنا هي تطوع فمن شاء زاد ومن شاء نقص‬
‫فصل ف تية السجد ويستحب لن دخل السجد أن يصلي ركعتي تية السجد لا روى أبو قتادة‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم السجد فليصل سجدتي‬
‫من قبل أن يلس فإن دخل وقد حضرت الماعة ل يصل التحية لقوله صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫أقيمت الصلة فل صلة إل الكتوبة ولنه يصل به التحية كما يصل حق الدخول إل الرم‬
‫بجة الفرض‬
‫باب سجود التلوة سجود التلوة مشروع للقارىء والستمع لا روى ابن عمر رضي ال عنه‬
‫قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقرأ علينا القرآن فإذا مر بسجدة كب وسجد وسجدنا‬
‫معه فإن ترك القارىء سجد الستمع لنه توجه عليهما فل يتركه أحدها بترك الخر وأما من سع‬
‫القارىء وهو غي مستمع إليه قال الشافعي رحه ال ل أؤكد عليه كما أؤكد على الستمع لا‬
‫روي عن عمر وعمران بن الصي رضي ال عنهما أنما قال السجدة على من استمع وعن ابن‬
‫عباس رضي ال عنهما السجدة لن جلس لا‬
‫وهي سنة غي واجبة لا روي عن زيد بن ثابت قال عرضت سورة النجم على رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فلم يسجد منا أحد‬
‫فصل ف سجدات التلوة وسجدات التلوة أربع عشرة سجدة ف قوله الديد سجدة ف آخر‬
‫العراف عند قوله } ويسبحونه وله يسجدون { وسجدة ف الرعد عند قوله تعال } بالغدو‬
‫والصال { وسجدة ف النحل عند قوله تعال } ويفعلون ما يؤمرون { وسجدة ف بن إسرائيل‬
‫عند قوله تعال } ويزيدهم خشوعا { وسجدة ف مري عند قوله تعال } خروا سجدا وبكيا {‬
‫وسجدتان ف الج إحداها عند قوله تعال } إن ال يفعل ما يشاء { والثانية عند قوله تعال‬
‫} وافعلوا الي لعلكم تفلحون { وسجدة ف الفرقان عند قوله تعال } وزادهم نفورا { وسجدة‬
‫ف النمل عند قوله تعال } رب العرش العظيم { وسجدة ف ال تتزيل عند قوله تعال } وهم ل‬
‫يستكبون { وسجدة ف حم السجدة عند قوله تعال } وهم ل يسأمون { وثلث سجدات ف‬
‫الفصل إحداها ف آخر النجم } فاسجدوا ل واعبدوا {‬
‫والثانية ف } إذا السماء انشقت { عند قوله عز وجل } وإذا قرئ عليهم القرآن ل يسجدون {‬
‫والثالثة ف آخر اقرأ } واسجد واقترب { والدليل عليه ما روى عمرو بن العاص رضي ال عنه‬
‫قال أقرأن رسول ال صلى ال عليه وسلم خس عشرة سجدة ف القرآن منها ثلث ف الفصل‬
‫وف الج سجدتي وقال ف القدي سجود التلوة إحدى عشرة سجدة فأسقط ثلث سجدات‬
‫الفصل لا روي عن ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم ل يسجد ف شيء من‬
‫الفصل منذ تول إل الدينة‬
‫فصل ف الكلم على سجدة } ص { وأما سجدة } ص { فهي عند قوله عز وجل } وخر راكعا‬
‫وأناب { وليست من سجدات التلوة وإنا هي سجدة شكر لا روى أبو سعيد الدري رضي ال‬
‫عنه قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما فقرأ } ص { فلما مر بالسجود تشزنا‬
‫للسجود فلما رآنا‬
‫____________________‬

‫قال إنا هي توبة نب ولكن قد استعددت للسجود فنل وسجد وروى ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال سجدها نب ال داود توبة وسجدناها شكرا فإن قرأها ف‬
‫الصلة فسجد ففيه وجهان أحدها تبطل صلته لنا سجدة شكر فتبطل با الصلة كالسجود‬
‫عند تدد نعمة‬
‫والثان ل تبطل لنا تتعلق بالتلوة فهي كسائر سجدات التلوة‬
‫فصل ف حكم سجود التلوة وحكم سجود التلوة حكم صلة النفل يفتقر إل الطهارة والستارة‬
‫واستقبال القبلة لنا صلة ف القيقة فإن كان ف الصلة سجد بتكبي ورفع بتكبي ول يرفع‬
‫يديه وإن كان السجود ف آخر السورة فالستحب أن يقوم ويقرأ من السورة بعدها شيئا ث يركع‬
‫فإن قام ول يقرأ شيئا وركع جاز وإن قام من السجود إل الركوع ول يقم ل يز لنه ل يبتدىء‬
‫الركوع من قيام وإن كان ف غي الصلة كب لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم كان إذا مر بالسجدة كب وسجد‬
‫ويستحب أن يرفع يديه لنا تكبية افتتاح فهي كتكبية الحرام ث يكب تكبية أخرى للسجدة‬
‫ول يرفع اليد والستحب أن يقول ف سجوده ما روت عائشة رضي ال عنها قالت كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ف سجود القرآن سجد وجهي للذى خلقه وصوره وشق سعه‬
‫وبصره بوله وقوته وإن قال اللهم اكتب ل عندك با أجرا واجعلها ل عندك ذخرا وضع عن با‬
‫وزرا واقبلها من كما قبلت من عبدك داود عليه السلم فهو حسن لا روى ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أن رجل جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال رأيت هذه الليلة فيما يرى‬
‫النائم كان أصلي خلف شجرة وكأن قرأت سجدة فسجدت فرأيت الشجرة كأنا سجدت‬
‫لسجودي فسمعتها وهي ساجدة تقول اللهم اكتب ل عندك با أجرا واجعلها ل عندك ذخرا‬
‫وضع عن با وزرا واقبلها من كما قبلتها من عبدك داود عليه السلم قال ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ السجدة فسمعته وهو ساجد يقول مثل ما قال‬
‫الرجل عن الشجرة فإن قال فيه مثل ما يقول ف سجود الصلة جاز وهل يفتقر إل السلم فيه‬
‫قولن قال ف البويطي ل يسلم كما ل يسلم منه ف الصلة وروى الزن عنه أنه قال يسلم لنا‬
‫صلة تفتقر إل الحرام فافتقرت إل السلم كسائر الصلوات وهل يفتقر إل التشهد الذهب أنه‬
‫ل يتشهد لنه ل قيام فيه فلم يكن فيه تشهد‬
‫ومن أصحابنا من قال يتشهد لنه سجود يفتقر إل الحرام والسلم فافتقر إل التشهد كسجود‬
‫الصلة‬
‫فصل ف السؤال والستعاذة أثناء القراءة ويستحب لن مر بآية رحة أن يسأل ال تعال ولن مر‬
‫بآية عذاب أن يستعيذ منه لا روى حذيفة رضي ال عنه قال صليت خلف رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقرأ البقرة فما مر بآية رحة إل سأل ول بآية عذاب إل استعاذ ويستحب للمأموم أن‬
‫يتابع المام ف سؤال الرحة والستعاذة من العذاب لنه دعاء فساوى الأموم المام فيه كالتأمي‬
‫ويستحب لن تددت عنده نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا ل عز وجل‬
‫لا روى أبو بكرة رضي ال عنه قال كان النب صلى ال عليه وسلم إذا جاءه الشيء الذى يسر‬
‫به خر ساجدا شكرا ل تعال وحكم سجود الشكر ف الشروط والصفات حكم سجود التلوة‬
‫خارج الصلة‬
‫باب ما يفسد الصلة وما يكره فيها إذا قطع شرطا من شروطها كالطهارة والستارة وغيها‬
‫بطلت صلته فإن سبقه الدث ففيه قولن قال ف الديد تبطل صلته لنه حدث يبطل الطهارة‬
‫فأبطل الصلة كحدث العمد‬
‫وقال ف القدي ل تبطل صلته بل ينصرف ويتوضأ‬
‫____________________‬

‫ويبن على صلته لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا قاء‬
‫أحدكم ف صلته أو قلس فلينصرف وليتوضأ وليب على ما مضى ما ل يتكلم ولنه حدث حصل‬
‫بغي اختياره فأشبه سلس البول فإن أخرج على هذا القول بقية الدث ل تبطل صلته لن حكم‬
‫البقية حكم الول فإذا ل تبطل بالول ل تبطل بالبقية ولن به حاجة إل إخراج البقية ليكمل‬
‫طهارته فإن وقعت عليه ناسة يابسة فنحاها ف الال ل تبطل صلته لنا ملقاة ناسة هو معذور‬
‫فيها فلم تقطع الصلة كسلس البول وإن كشفت الريح الثوب عن العورة ث رده ل تبطل صلته‬
‫لنه معذور فيه فلم يقطع الصلة كما لو غصب منه الثوب ف الصلة فإن ترك فرضا من فروضها‬
‫كالركوع والسجود وغيها بطلت صلته لقوله صلى ال عليه وسلم للعراب السيء صلته‬
‫أعد صلتك فإنك ل تصل وإن ترك القراءة ناسيا ففيه قولن وقد مضى ف القراءة‬
‫فصل ف الضحك والكلم ف الصلة وإن تكلم ف صلته أو قهقه فيها أو شهق بالبكاء وهو‬
‫ذاكر للصلة عال بالتحري بطلت صلته لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال الكلم ينقض‬
‫الصلة ول ينقض الوضوء وروي الضحك ينقض الصلة ول ينقض الوضوء فإن فعل ذلك وهو‬
‫ناس أنه ف الصلة ول يطل ل تبطل صلته لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم انصرف من اثنتي فقال له ذو اليدين أقصرت الصلة أم نسيت يا رسول ال فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أصدق ذو اليدين فقالوا نعم فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فصلى اثنتي أخريي ث سلم وإن فعل ذلك وهو جاهل بالتحري ول يطل ل تبطل صلته لا روي‬
‫عن معاوية بن الكم رضي ال عنه قال بينا أنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة إذ‬
‫عطس رجل من القوم فقلت يرحك ال فحدقن القوم بأبصارهم فقلت واثكل أماه ما لكم‬
‫تنظرون إل فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم فلما انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫دعان بأب وأمي هو ما رأيت معلما أحسن تعليما منه وال ما ضربن صلى ال عليه وسلم ول‬
‫كهرن ث قال إن صلتنا هذه ل يصلح فيها شيء من كلم الدميي إنا هي التسبيح والتكبي‬
‫وقراءة القرآن وإن سبق لسانه من غي قصد إل الكلم أو غلبه الضحك ول يطل ل تبطل صلته‬
‫لنه غي مفرط فهو كالناسي والاهل وإن طال الكلم وهو ناس أو جاهل بالتحري أو مغلوب‬
‫ففيه وجهان النصوص ف البويطي أن صلته تبطل لن كلم الناسي والاهل والسبوق كالعمل‬
‫القليل ث العمل القليل إذا كثر أبطل الصلة وكذلك الكلم‬
‫ومن أصحابنا من قال ل تبطل كأكل الناسي ل يبطل الصوم قل أو كثر فإن تنحنح أو تنفس أو‬
‫نفخ أو بكى أو تبسم عامدا أول يب منه حرفان ل تبطل صلته لا روى عبد ال بن عمرو رضي‬
‫ال عنه قال كسفت الشمس على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما سجد جعل ينفخ ف‬
‫الرض ويبكي وهو ساجد ف الركعة الثانية فلما قضى صلته قال فو الذي نفسي بيده لقد‬
‫عرضت علي النار حت إن لطفئها خشية أن تغشاكم ولن ما ل يتبي منه حرفان ليس بكلم فل‬
‫يبطل الصلة فإن كلمه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأجابه ل تبطل صلته لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم سلم على أب بن كعب رضي ال عنه وهو يصلي فلم‬
‫يبه فخفف الصلة وانصرف إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ما منعك أن تيبن قال يا‬
‫رسول ال كنت أصلي قال أفلم تد فيما أوحي إل } استجيبوا ل وللرسول إذا دعاكم { قال‬
‫بلى يا رسول ال ل أعود فإن رأى الصلي ضريرا يقع ف بئر فأنذره بالقول ففيه وجهان قال أبو‬
‫إسحق الروزي رحه ال ل تبطل صلته لنه واجب عليه فهو كإجابة النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ومن أصحابنا من قال تبطل صلته لنه ل يب عليه لنه قد ل يقع ف البئر وليس بشيء‬
‫فإن كلمه إنسان وهو ف الصلة وأراد أن يعلمه أنه ف الصلة أو وتصفق إن كانت امرأة‬
‫فتضرب ظهر كفها الين على بطن كفها اليسر لا روى سهل بن سعد الساعدي رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا نابكم شيء ف الصلة فليسبح الرجال ولتصفق النساء فإذا‬
‫فعل ذلك للعلم ل تبطل صلته لنه مأمور به فإن صفق الرجل وسبحت الرأة ل تبطل الصلة‬
‫لنه ترك سنة فإن أراد الذن لرجل ف الدخول فقال } ادخلوها بسلم آمني { فإن قصد التلوة‬
‫والعلم سها المام‬
‫____________________‬

‫فأراد أن يعلمه بالسهو استحب له إن كان رجل أن يسبح ل تبطل صلته لن قراءة القرآن ل‬
‫تبطل الصلة وإن ل يقصد القرآن بطلت صلته لنه من كلم الدميي وإن شت عاطسا بطلت‬
‫صلته لديث معاوية بن الكم رضي ال عنه ولنه كلم وضع لخاطبة الدمي فهو كرد السلم‬
‫وروى يونس بن عبد العلى عن الشافعي رحه ال تعال أنه قال ل تبطل الصلة لنه دعاء‬
‫بالرحة فهو كالدعاء لبويه بالرحة‬
‫فصل فيمن أكل عامدا وإن أكل عامدا بطلت صلته لنه إذا أبطل الصوم الذي ل يبطل بالفعال‬
‫فلن يبطل الصلة أول وإن أكل ناسيا ل تبطل كما ل يبطل الصوم‬
‫فصل ف العمل ف الصلة وإن عمل ف الصلة عمل ليس منها نظرت فإن كان من جنس أفعالا‬
‫بأن ركع أو سجد ف غي موضعها فإن كان عامدا بطلت صلته لنه متلعب بالصلة وإن كان‬
‫ناسيا ل تبطل لن النب صلى ال عليه وسلم صلى الظهر خسا فسبحوا له وبن على صلته وإن‬
‫قرأ فاتة الكتاب مرتي عامدا فالنصوص أنه ل تبطل صلته لنه تكرار ذكر فهو كما لو قرأ‬
‫السورة بعد الفاتة مرتي‬
‫ومن أصحابنا من قال تبطل لنه ركن زاده ف الصلة فهو كالركوع والسجود وإن عمل عمل‬
‫ليس من جنسها فإن كان قليل مثل أن دفع مارا بي يديه أو ضرب حية أو عقربا أو خلع نعليه‬
‫أو أصلح رداءه أو حل شيئا أو سلم عليه رجل فرد عليه بالشارة وما أشبه ذلك ل تبطل صلته‬
‫لن النب صلى ال عليه وسلم أمر بدفع الار بي يديه وأمر بقتل السودين الية والعقرب ف‬
‫الصلة وخلع نعليه وحل أمامة بنت أب العاص ف الصلة فكان إذا سجد وضعها وإذا قام رفعها‬
‫وسلم عليه النصار فرد عليهم بالشارة ف الصلة ولن الصلي ل يلو من عمل قليل فلم تبطل‬
‫صلته بذلك وإن عمل عمل كثيا بأن مشي خطوات متتابعات أو ضرب ضربات متواليات‬
‫بطلت صلته لن ذلك ل تدعو الاجة إليه ف الغالب وإن مشى خطوتي أو ضرب ضربتي ففيه‬
‫وجهان أحدها ل تبطل صلته لن النب صلى ال عليه وسلم خلع نعليه ووضعهما إل جانبه‬
‫وهذان فعلن متواليان‬
‫والثان تبطل لنه عمل متكرر فهو كالثلث‬
‫وإن عمل عمل كثيا متفرقا ل تبطل صلته لديث أمامة ابنة أب العاص رضي ال عنها فإنه تكرر‬
‫منه المل والوضع ولكنه لا تفرق ل يقطع الصلة ل فرق ف العمل بي السهو والعمد لنه فعل‬
‫بلف الكلم فإنه قول والفعل أقوى من القول ولذا ينفذ إحبال النون لكونه فعل ول ينفذ‬
‫إعتاقه لنه قول‬
‫فصل فيما يكره ف الصلة ويكره أن يترك شيئا من سنن الصلة ويكره أن يلتفت ف صلته من‬
‫غي حاجة لا روى أبو ذر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يزال ال تعال‬
‫مقبل على عبده ف صلته ما ل يلتفت فإذا التفت صرف ال عنه وجهه وإن كان لاجة ل يكره‬
‫لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم كان يلتفت ف صلته يينا‬
‫وشال ول يلوي عنقه خلف ظهره ويكره أن يرفع بصره إل السماء لا روى أنس رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إل السماء ف الصلة حت اشتد‬
‫قوله ف ذلك لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم ويكره أن ينظر إل ما يلهيه لا روت عائشة‬
‫رضي ال عنها قالت كان‬
‫____________________‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي وعليه خيصة ذات أعلم فلما فرغ قال ألتن أعلم هذه‬
‫اذهبوا با إل أب الهم وأتون بأنبجانيته ويكره أن يصلي ويده على خاصرته لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن يصلي الرجل متصرا ويكره أن يكف شعره‬
‫وثوبه لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم أمر أن يسجد على سبعة‬
‫أعضاء ونى أن يكف شعره وثوبه ويكره أن يسح الصا ف الصلة لا روى معيقيب رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تسح الصا وأنت تصلي فإن كنت ل بد فاعل فواحدة‬
‫تسوية الصا ويكره أن يعد الي ف الصلة لنه يشتغل عن الشوع فكان تركه أول ويكره‬
‫التثاؤب فيها لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا تثاءب‬
‫أحدكم وهو ف الصلة فليد ما استطاع فإن أحدكم إذا قال هاها ضحك الشيطان منه فإن بدره‬
‫البصاق فإن كان ف السجد ل يبصق فيه بل يبصق ف ثوبه ويك بعضه ببعض وإن كان ف غي‬
‫السجد ل يبصق تلقاء وجهه ول عن يينه بل يبصق تت قدمه اليسرى فإن بدره بصق ف ثوبه‬
‫وحك بعضه ببعض لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم دخل‬
‫مسجدا يوما فرأى ف قبلة السجد نامة فحتها بعرجون معه ث قال أيب أحدكم أن يبصق رجل‬
‫ف وجهه إذا صلى أحدكم فل يبصق بي يديه ول عن يينه فإن ال تعال تلقاء وجهه واللك عن‬
‫يينه وليبصق تت قدمه اليسرى أو عن يساره فإن أصابته بادرة بصاق فليبصق ف ثوبه ث يقول‬
‫به هكذا فعلمهم أن يفركوا بعضه ببعض فإن خالف وبصق ف السجد دفنه لا روى أنس بن‬
‫مالك رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال البصاق ف السجد خطيئة وكفارته دفنه‬
‫وبال التوفيق‬
‫باب سجود السهو إذا ترك ركعة من الصلة ساهيا فذكرها وهو فيها لزمه أن يأت با فإن شك‬
‫ف تركها بأن شك هل صلى ركعة أو ركعتي أو صلى ثلثا أو أربعا لزمه أن يأخذ بالقل ويأت با‬
‫بقي لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا شك أحدكم‬
‫ف صلته فليلق الشك وليب على اليقي فإن استيقن التمام سجد سجدتي فإن كانت صلته تامة‬
‫كانت الركعة نافلة له والسجدتان وإن كانت ناقصة كانت الركعة تاما لصلته والسجدتان‬
‫ترغمان أنف الشيطان وإن ترك ركعة ناسيا وذكرها بعد التسليم نظرت فإن ل يتطاول الفصل‬
‫أتى با وإن تطاول استأنف واختلف أصحابنا ف التطاول فقال أبو إسحق هو أن يضي قدر ركعة‬
‫وعليه‬
‫____________________‬

‫نص ف البويطي‬
‫وقال غيه يرجع فيه إل العادة فإن كان قد مضى ما يعد تطاول ستأنف الصلة وإن مضى ما ل‬
‫يعد تطاول بن لنه ليس له حد ف الشرع فرجع فيه إل العادة وقال أبو علي بن أب هريرة إن‬
‫مضى مقدار الصلة الت نسي فيها استأنف وإن كان دون ذلك بن لن آخر الصلة يبن على‬
‫أولا وما زاد على ذلك ل يبن عليه فجعل ذلك حدا وإن شك بعد السلم ف تركها ل يلزمه‬
‫شيء لن الظاهر أنه أداها على التمام فل يضره الشك الطارىء بعده ولنا لو اعتبنا حكم‬
‫الشك الطارىء بعدها شق ذلك وضاق فلم يعتب‬
‫فصل فيمن ترك فرضا ساهيا أو شك ف تركه وإن ترك فرضا ساهيا أو شك ف تركه وهو ف‬
‫الصلة ل يعتد با فعله بعد التروك حت يأت با تركه ث يأتى با بعده لن الترتيب مستحق ف‬
‫أفعال الصلة فل يعتد با فعل حت يأت با تركه فإن ترك سجدة من الركعة الول وذكرها وهو‬
‫قائم ف الثانية نظرت فإن كان قد جلس عقيب السجدة الول خر ساجدا وقال أبو أسحق يلزمه‬
‫أن يلس ث يسجد ليكون السجود عقيب اللوس‬
‫والذهب الول لن التروك هو السجدة وحدها فل يعيد ما قبلها كما لو قام من الرابعة إل‬
‫الامسة ساهيا ث ذكر فإنه يلس ث يتشهد ول يعيد السجود قبله وإن ل يكن قد جلس عقيب‬
‫السجدة الول حت قام ث ذكر جلس ث سجد‬
‫ومن أصحابنا من قال ير ساجدا لن اللوس يراد للفصل بي السجدتي وقد حصل الفصل‬
‫بالقيام إل الثانية والذهب الول لن اللوس فرض مأمور به فلم يز تركه وإن كان قد جلس‬
‫عقيب السجدة الول وهو يظن أنا جلسة الستراحة ففيه وجهان قال أبو العباس ل يزئه بل‬
‫يلزمه أن يلس ث يسجد لن جلسة الستراحة نفل فل يزئه عن الفرض كسجود التلوة ل‬
‫يزئه عن سجدة الفرض‬
‫ومن أصحابنا من قال يزئه كما لو جلس ف الرابعة وهو يظن أنه جلس للتشهد الول‬
‫وتعليل أب العباس يبطل بذه السألة‬
‫وأما سجود التلوة فل يسلم فإن من أصحابنا من قال يزئه عن الفرض‬
‫ومنهم من قال ل يزئه لنه ليس من الصلة وإنا هو عارض فيها‬
‫وجلسة الستراحة من الصلة وإن ذكر ذلك بعد السجود ف الثانية تت له ركعة لن عمله بعد‬
‫التروك كل عمل حت يأت با ترك فإذا سجد ف الثانية ضممنا سجدة من الثانية إل الول فتمت‬
‫له الركعة وإن ترك سجدة من أربع ركعات ونسي موضعها لزمه ركعة لنه يوز أن يكون قد‬
‫ترك من الخية فيكفيه سجدة ويتمل أن يكون قد ترك من غي الخية فتبطل عليه الركعة الت‬
‫بعدها وف الصلة يب أن يمل المر على الشد ليسقط الفرض بيقي ولذا أمر النب صلى ال‬
‫عليه وسلم من شك ف عدد الركعات أن يأخذ بالقل ليسقط الفرض بيقي وإن ترك سجدتي‬
‫جعل إحداها من الول والخرى من الثالثة فيتم الول بالثانية والثالثة بالرابعة فيحصل له‬
‫ركعتان وتلزمه ركعتان وإن ترك ثلث سجدات جعل من الول سجدة ومن الثالثة سجدة ومن‬
‫الرابعة سجدة وتلزمه ركعتان وإن ترك أربع سجدات جعل من الول سجدة ومن الثالثة‬
‫سجدتي ومن الرابعة سجدة فيلزمه سجدة وركعتان وإن ترك خس سجدات جعل من الول‬
‫سجدة ومن الثالثة سجدتي ومن الرابعة سجدتي فيلزمه سجدتان وركعتان وإن نسي ست‬
‫سجدات فقد أتى بسجدتي فجعل إحداها من الول والخرى من الرابعة وتلزمه ثلث ركعات‬
‫وإن نسي سبع سجدات حصل له ركعة إل سجدة وإن نسي ثان سجدات حصل له من ركعة‬
‫القيام والركوع ويلزمه أن يأت با بقي فإن ذكر ذلك بعد السلم أو شك ف تركه بعد السلم‬
‫فالكم فيه على ما ذكرناه ف الركعة‬
‫فصل فيمن نسي سنة وإن نسي سنة نظرت فإن ذكر ذلك وقد تلبس بغيها مثل أن يترك دعاء‬
‫الستفتاح فذكر وهو ف التعوذ أو ترك التشهد الول فذكر وقد انتصب قائما ل يعد إليه والدليل‬
‫عليه ما روى الغية بن شعبة أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا قام أحدكم من الركعتي ول‬
‫يستتم قائما فليجلس وإذا استتم قائما فل يلس ويسجد سجدتي ففرق بي أن ينتصب وبي أل‬
‫ينتصب لنه إذا انتصب حصل ف غيه وإذا ل ينتصب ل يصل ف غيه فدل على ما ذكرناه وإن‬
‫نسي تكبيات العيد حت افتتح القراءة ففيه قولن قال ف القدي يأت با لن ملها القيام والقيام‬
‫باق‬
‫وقال ف الديد ل يأت با لنه ذكر مسنون قبل القراءة فسقط بالدخول ف القراءة كدعاء‬
‫الستفتاح‬
‫فصل ف مقتضى سجود السهو الذي يقتضي سجود السهو أمران زيادة ونقصان فأما الزيادة‬
‫فضربان قول وفعل فالقول أن يسلم ف غي موضع‬
‫____________________‬

‫السلم ناسيا أو يتكلم ناسيا فيسجد للسهو والدليل عليه أن النب صلى ال عليه وسلم سلم من‬
‫اثنتي وكلم ذا اليدين وأت صلته وسجد سجدتي وإن قرأ ف غي موضع القراءة سجد لنه قرأ‬
‫ف غي موضعه فصار كالسلم‬
‫وأما الفعل فضربان ضرب ل يبطل عمده الصلة وضرب يبطل فما ل يبطل عمده الصلة‬
‫كاللتفات والطوة والطوتي فل يسجد له لن عمده ل يوثر فسهوه ل يقتضي السجود‬
‫وأما ما يبطل عمده فضربان متحقق ومتوهم‬
‫فالتحقق أن يسهو فيزيد ف صلته ركعة أو ركوعا أو سجودا أو قياما أو قعودا أو يطيل القيام‬
‫بنية القنوت ف غي موضع القنوت أو يقعد للتشهد ف غي موضع القعود على وجه السهو‬
‫فيسجد للسهو والدليل عليه ما روى عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم صلى الظهر خسا فقيل له صليت خسا فسجد سجدتي وهو جالس بعد التسليم‬
‫وأما التوهم فهو أن يشك هل صلى ركعة أو ركعتي فيلزمه أن يصلي ركعة أخرى ث يسجد‬
‫للسهو ولديث أب سعيد الدري الذي ذكرناه ف أول الباب فإن قام من الركعتي فرجع إل‬
‫القعود قبل أن ينتصب قائما ففيه قولن أحدها يسجد للسهو لنه زاد ف صلته فعل تبطل‬
‫الصلة بعمده فيسجد كما لو زاد قياما أو ركوعا‬
‫والثان ل يسجد وهو الصح لنه عمل قليل فهو كاللتفات والطوة‬
‫فصل ف الكلم على النقصان ف الصلة وأما النقصان فهو أن يترك سنة مقصودة وذلك شيئان‬
‫أحدها أن يترك التشهد الول ناسيا فيسجد للسهو لا روى ابن بينة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قام من اثنتي فلما جلس من أربع انتظر الناس تسليمه فسجد قبل أن يسلم‬
‫والثان أن يترك القنوت ساهيا فيسجد للسهو لنه سنة مقصودة ف ملها فتعلق السجود بتركها‬
‫كالتشهد الول وإن ترك الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ف التشهد الول فإن قلنا إنا‬
‫ليست بسنة فل يسجد وإن قلنا إنا سنة سجد لنه ذكر مقصود ف موضعه فهو كالتشهد الول‬
‫فإن ترك التشهد الول أو القنوت عامدا سجد للسهو‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يسجد لنه مضاف إل السهو فل يفعل مع العمد‬
‫والذهب الول لنه إذا سجد لتركه ساهيا فلن يسجد لتركه عامدا أول‬
‫وإن ترك سنة غي مقصودة كالتكبيات والتسبيحات والهر والسرار والتورك والفتراش وما‬
‫أشبهها ل يسجد لنه ليس بقصود ف موضعه فلم يتعلق بتركه البان‬
‫وإن شك هل سها نظرت فإن كان ف زيادة هل زاد أم ل ل يسجد لن الصل أنه ل يزد وإن‬
‫كان ف نقصان هل ترك التشهد أو القنوت أم ل سجد لن الصل أنه ل يفعل فسجد لتركه‬
‫فصل ف اجتماع سهوين وإن اجتمع سهوان أو أكثر كفاه للجميع سجدتان لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم سلم من اثنتي وكلم ذا اليدين واقتصر على سجدتي ولنه لو ل يتداخل لسجد‬
‫عقيب السهو فلما أخر إل آخر الصلة دل على أنه إنا أخر ليجمع كل سهو ف الصلة وإن‬
‫سجد للسهو ث سها فيه ففيه وجهان قال أبو العباس ابن القاص يعيد لن السجود ل يب ما بعده‬

‫وقال أبو عبد ال الت ل يعيد لنه لو ل يب كل سهو ل يؤخر‬


‫فصل المام يمل السهو عن الأموم إذا سها خلف المام ل يسجد لن معاوية بن الكم شت‬
‫العاطس ف الصلة خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له إن صلتنا هذه ل يصلح فيها‬
‫شيء من كلم الناس ول يأمره بالسجود وإن سها المام لزم الأموم حكم السهو لنه لا تمل عنه‬
‫المام سهوه لزم الأموم أيضا سهوه فإن ل يسجد المام لسهوه سجد الأموم‬
‫وقال الزن وأبو حفص البابشامي ل يسجد لنه إنا يسجد تبعا للمام وقد ترك المام فلم يسجد‬
‫الأموم‬
‫والذهب الول لنه لا سها المام دخل النقص على صلة الأموم لسهوه فإذا ل يب المام صلته‬
‫جب الأموم صلته وإن سبقه المام ببعض الصلة وسها فيما أدركه معه وسجد معه ففيه قولن‬
‫قال ف الم يعيد لن الول فعله متابعة لمامه ول يكن موضع سجوده وقال ف الملء والقدي ل‬
‫يعيد لن البان حصل بسجوده فلم يعد وإن سها المام فيما أدركه وسجد وسجد معه ث سها‬
‫الأموم فيما انفرد فإن قلنا ل يعيد السجود سجد لسهوه وإن ل يسجد المام أو سجد وإن قلنا‬
‫يعيد فالنصوص أنه تكفيه سجدتان لن السجدتي يبان كل سهو‬
‫ومن أصحابنا من قال يسجد أربع سجدات لن إحداها من جهة المام والخرى من جهته وإن‬
‫سها المام ث أدركه الأموم فالنصوص ف صلة الوف أنه‬
‫____________________‬

‫يلزم الأموم حكم سهوه لنه دخل ف صلة ناقصة فنقصت با صلته‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يلزمه لنه لو سها الأموم فيما انفرد به بعد مفارقة المام ل يتحمل عنه‬
‫المام فإذا سها المام فيما انفرد به ل يلزم الأموم وإن صلى ركعة منفردا ف صلة رباعية فسها‬
‫فيها ث نوى متابعة إمام مسافر فسها المام ث قام إل رابعته فسها فيها ففيه ثلثة أوجه أصحها أنه‬
‫يكفيه سجدتان‬
‫والثان يسجد أربع سجدات لنه سها سهوا ف جاعة وسهوا ف النفراد‬
‫والثالث يسجد ست سجدات لنه سها ف ثلثة أحوال‬
‫فصل ف حكم سجود السهو وسجود السهو سنة لقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث أب سعيد‬
‫الدري كانت الركعة نافلة له والسجدتان ولنه يفعل لا ل يب فل يب‬
‫فصل ف مل سجود السهو ومله قبل السلم لديث أب سعيد ولديث ابن بينة ولنه يفعل‬
‫لصلح الصلة فكان قبل التسليم كما لو نسي سجدة من الصلة‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قول آخر إنه إن كان السهو زيادة كان مله بعد السلم والشهور هو‬
‫الول لن بالزيادة يدخل النقص ف الصلة كما يدخل بالنقصان فإن ل يسجد حت سلم ول‬
‫يتطاول الفصل سجد لن النب صلى ال عليه وسلم صلى خسا وسلم ث سجد وإن تطاول‬
‫الفصل ففيه قولن أحدها يسجد لنه جبان فلم يسقط بالتطاول كجبان الج‬
‫وقال ف الديد ل يسجد وهو الصح لنه يفعل لتكميل الصلة فلم يفعل بعد تطاول الفصل‬
‫كما لو نسي سجدة من الصلة فذكرها بعد التسليم وبعد تطاول الفصل‬
‫وكيف يسجد بعد التسليم فيه وجهان قال أبو العباس بن القاص يسجد ث يتشهد لن السجود‬
‫ف الصلة بعده تشهد وكذلك هذا‬
‫وقال أبو إسحق ل يتشهد وهو الصح لن الذي ترك هو السجود فل يعيد معه غيه والنفل‬
‫والفرض ف سجود السهو واحد‬
‫ومن أصحابنا من حكى قولن ف القدي أنه ل يسجد للسهو ف النفل‬
‫وهذا ل وجه له لن النفل كالفرض ف النقصان فكان كالفرض ف البان‬
‫باب الساعات الت نى ال عن الصلة فيها وهي خس اثنتان نى عنهما لجل الفعل وهي بعد‬
‫صلة الصبح حت تطلع الشمس وبعد صلة العصر حت تغرب الشمس والدليل عليه ما روى‬
‫ابن عباس رضي ال عنه قال حدثن أناس أعجبهم إل عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم نى عن الصلة بعد العصر حت تغرب الشمس وبعد الصبح حت تطلع الشمس وثلثة نى‬
‫عنها لجل الوقت وهي عند طلوع الشمس حت ترتفع وعند الستواء حت تزول وعند‬
‫الصفرار حت تغرب والدليل عليه ما روى عقبة بن عامر قال ثلث ساعات كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ينهى أن نصلي فيها أو أن نقب موتانا حي تطلع الشمس بازغة حت ترتفع‬
‫وحي يقوم قائم الظهية وحي تضيف الشمس للغروب‬
‫وهل يكره التنفل لن صلى ركعت الفجر فيه وجهان أحدها يكره لا روى ابن عمر رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب أن تصلوا بعد الفجر إل سجدتي‬
‫والثان ل يكره لن النب صلى ال عليه وسلم ل ينه إل بعد الصبح حت تطلع الشمس‬
‫فصل ف مت توز الصلة ف الوقات الكروهة ول يكره ف هذه الوقات ما لا سبب كقضاء‬
‫الفائتة والصلة النذورة وسجود التلوة وصلة النازة وما أشبهها لا روي عن قيس بن قهر قال‬
‫رآن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا أصلي ركعت الفجر بعد صلة الصبح فقال هاتان‬
‫الركعتان‬
‫____________________‬

‫قلت ل أكن صليت ركعت الفجر فهما هاتان الركعتان‬


‫ول ينكر عليه فدل على جوازه‬
‫فإن دخل إل السجد ف هذه الوقات ليصلي التحية ل لاجة له غيها ففيه وجهان أحدها‬
‫يصلي لنه وجد سبب الصلة وهو الدخول‬
‫والثان ل يصلي لن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يتحرى أحدكم بصلته طلوع الشمس‬
‫وغروبا وهذا يتحرى بصلته طلوع الشمس وغروبا‬
‫فصل ف الصلة يوم المعة عند استواء الشمس ول تكره يوم المعة عند الستواء لن حضر‬
‫الصلة لا روى أبو سعيد الدري أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن الصلة نصف النهار حت‬
‫تزول الشمس إل يوم المعة ولنه يشق عليه مع كثرة اللق أن يرج لراعاة الشمس ويغلبه‬
‫النوم إن قعد فعفى عن الصلة‬
‫وإن ل يضر الصلة ففيه وجهان أحدها يوز للخب‬
‫والثان ل يوز لنه ل مشقة عليه ف مراعاة الشمس‬
‫فصل ف استثناء مكة ول تكره الصلة ف هذه الوقات بكة لا روى أبو ذر قال سعت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقول ل صلة بعد الصبح حت تطلع الشمس ول بعد العصر حت تغرب‬
‫الشمس إل بكة إل بكة ولن النب صلى ال عليه وسلم قال الطواف بالبيت صلة إل أن ال‬
‫أباح فيه الكلم ول خلف أن الطواف يوز فكذلك الصلة‬
‫باب صلة الماعة اختلف أصحابنا ف الماعة فقال أبو العباس وأبو إسحاق هي فرض على‬
‫الكفاية يب إظهارها ف الناس فإن امتنعوا من إظهارها قوتلوا عليها وهو النصوص ف المامة‬
‫والدليل عليه ما روى أبو الدرداء رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ما من ثلثة ف‬
‫قرية أو بدو ل تقام فيهم الصلة إل قد استحوذ عليهم الشيطان عليك بالماعة فإنا يأخذ الذئب‬
‫من الغنم القاصية ومن أصحابنا من قال هي سنة لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال صلة الماعة أفضل من صلة أحدكم وحده بمس وعشرين درجة‬
‫فصل ف عدد الماعة وأقل الماعة اثنان إمام ومأموم لا روى أبو موسى الشعري رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال الثنان فما فوقهما جاعة وفعلها للرجال ف السجد أفضل‬
‫لنم أكثر جعا وف الساجد الت يكثر الناس فيها أفضل لا روى أب بن كعب رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال صلة الرجل مع الرجل أزكى من صلته وحده وصلة الرجل مع‬
‫الرجلي أزكى من صلته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إل ال تعال فإن كان ف جواره‬
‫مسجد تتل فيه الماعة ففعلها ف مسجد الوار أفضل من فعلها ف السجد الذي يكثر فيه‬
‫الناس لنه إذا صلى ف مسجد الوار حصلت الماعة ف موضعي وأما النساء فجماعتهن ف‬
‫البيوت أفضل لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تنعوا‬
‫نساءكم الساجد وبيوتن خي لن فإن أرادت الرأة حضور السجد مع الرجال فإن كانت شابة‬
‫أو كبية يشتهى مثلها كره لا الضور وإن كانت عجوزا ل تشتهى ل يكره لا روي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم نى النساء عن الروج إل عجوزا ف منقليها‬

‫____________________‬

‫فصل ف اشتراط نية الأموم للجماعة ول تصح الماعة حت ينوي الأموم الماعة لنه يريد أن‬
‫يتبع غيه فل بد من نية التباع‬
‫فإن رأى رجلي يصليان على النفراد فنوى الئتمام بما ل تصح صلته لنه ل يكنه أن يقتدي‬
‫بما ف وقت واحد وإن نوى القتداء بأحدها بغي عينه ل تصح صلته لنه إذا ل يعي ل يكنه‬
‫القتداء به وإن كان أحدها يصلي بالخر فنوى القتداء بالأموم منهما ل تصح صلته لنه تابع‬
‫لغيه فل يوز أن يتبعه غيه فإن صلى رجلن فنوى كل واحد منهما أنه هو المام ل تبطل صلته‬
‫لن كل واحد منهما يصلي لنفسه وإن نوى كل واحد منهما أنه مؤت بالخر ل تصح صلتما‬
‫لن كل واحد منهما ائتم بن ليس بإمام‬
‫فصل ف أعذار سقوط الماعة وتسقط الماعة بالعذر وهو أشياء فمنها الطر والوحل والريح‬
‫الشديدة ف الليلة الظلمة والدليل عليه ما روى ابن عمر رضي ال عنه قال كنا إذا كنا مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ف سفر وكانت ليلة مظلمة أو مطية نادى مناديه أن صلوا ف رحالكم‬
‫ومنها أن يضر الطعام ونفسه تتوق إليه أو يدافع الخبثي لا روت عائشة رضي ال عنها قالت‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يصلي أحدكم بضرة الطعام ول هو يدافع‬
‫الخبثي ومنها أن ياف ضررا ف نفسه أو ماله أو مرضا يشق معه القصد والدليل عليه ما روى‬
‫ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من سع النداء فلم يبه فل صلة له‬
‫إل من عذر قالوا يا رسول ال وما العذر قال خوف أو مرض‬
‫ومنها أن يكون قيما بريض ياف ضياعه لن حفظ الدمي أفضل من حفظ الماعة‬
‫ومنها أن يكون له قريب مريض ياف موته لنه يتأل عليه بذلك أكثر ما يتأل بذهاب الال‬
‫فصل ف استحباب الشى للجماعة ويستحب لن قصد الماعة أن يشي إليها وعليه السكينة‬
‫والوقار وقال أبو إسحق إن خاف فوت التكبية الول أسرع لا روي أن عبد ال بن مسعود‬
‫اشتد إل الصلة وقال بادروا حد الصلة‬
‫يعن التكبية الول والول أصح لا روى أبو هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أنه قال إذا أقيمت الصلة فل تأتوها وأنتم تسعون ولكن ائتوها وأنتم تشون وعليكم السكينة‬
‫فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتوا وإن حضر والمام ل يضر فإن كان للمسجد إمام راتب‬
‫قريب فالستحب أن ينفذ إليه ليحضر لن ف تفويت الماعة افتياتا عليه وإفسادا للقلوب وإن‬
‫خشي فوات أول الوقت ل ينتظر لن النب صلى ال عليه وسلم ذهب ليصلح بي بن عمرو بن‬
‫عوف فقدم الناس أبا بكر رضي ال عنه وحضر النب صلى ال عليه وسلم وهم ف الصلة فلم‬
‫ينكر عليهم وإن دخل ف صلة نافلة ث أقيمت الماعة فإن ل يش فوات الماعة أت النافلة ث‬
‫دخل ف الماعة وإن خشي فوات الماعة قطع النافلة لن الماعة أفضل وإن دخل ف فرض‬
‫الوقت ث أقيمت الماعة فالفضل أن يقطع ويدخل ف الماعة فإن نوى الدخول ف الماعة من‬
‫غي أن يقطع صلته ففيه قولن قال ف الملء ل يوز وتبطل صلته لن تريته سبقت ترية‬
‫المام فلم يز كما لو حضر معه ف أول الصلة فكب قبله‬
‫وقال ف القدي والديد يوز وهو الصح لنه لا جاز أن يصلى بعض صلته منفردا ث يصي إماما‬
‫بأن يىء من يأت به جاز أن يصلي بعض صلته منفردا ث يصي مأموما‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان قد ركع ف حال النفراد ل يز قول واحدا لنه يغي ترتيب صلته‬
‫بالتابعة والصحيح أنه ل فرق لن الشافعي رحه ال ل يفرق ويوز أن يغي ترتيب صلته بالتابعة‬
‫كالسبوق بركعة وإن حضر وقد أقيمت الصلة ل يشتغل عنها بنافلة لا روي أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلة فل‬
‫____________________‬

‫صلة إل الكتوبة فإن أدركه ف القيام وخشي أن تفوته القراءة ترك دعاء الستفتاح واشتغل‬
‫بالقراءة لنا فرض فل يشتغل عنها بالنفل‬
‫فإن قرأ بعض الفاتة فركع المام ففيه وجهان أحدها يركع ويترك القراءة لن متابعة المام آكد‬
‫ولذا لو أدركه راكعا سقط عنه فرض القراءة‬
‫والثان يلزمه أن يتم القراءة لنه لزمه بعض القراءة فلزمه إتامها‬
‫وإن أدركه وهو راكع كب للحرام وهو قائم ث كب للركوع ويركع‬
‫فإن كب تكبية واحدة نوى با الحرام وتكبية الركوع ل تزئه عن الفرض لنه أشرك ف النية‬
‫بي الفرض والنفل وهل تنعقد له صلة نفل فيه وجهان أحدها تنعقد كما لو أخرج خسة دراهم‬
‫ونوى با الزكاة وصدقة التطوع‬
‫والثان ل تنعقد لنه أشرك ف النية بي تكبية هي شرط وتكبية ليست بشرط‬
‫وإن أدرك معه مقدار الركوع الائز فقد أدرك الركعة وإن ل يدرك ذلك ل يدرك الركعة لا روى‬
‫أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من أدرك الركوع من الركعة الخية‬
‫يوم المعة فليضف إليها أخرى ومن ل يدرك الركوع فليصل الظهر أربعا وإن كان المام قد‬
‫ركع ونسي تسبيح الركوع فرجع إل الركوع ليسبح فأدركه ف هذا الركوع فقد قال أبو علي‬
‫الطبي يتمل أن يكون مدركا كما لو قام إل الامسة فأدركه الأموم فيها والنصوص ف الم أنه‬
‫ل يكون مدركا لن ذلك غي متسب للمام ويالف الامسة لن هناك قد أتى با الأموم وههنا‬
‫ل يأت با فاته مع المام‬
‫وإن أدركه ساجدا كب للحرام ث سجد من غي تكبي‬
‫ومن أصحابنا من قال يكب كما يكب للركوع‬
‫والذهب الول لنه ل يدرك مل التكبي ف السجود ويالف إذا أدركه راكعا فإن هذا موضع‬
‫ركوعه أل ترى أنه يزئه عن فرضه فصار كالنفرد وإن أدركه ف آخر الصلة كب للحرام وقعد‬
‫وحصل له فضيلة الماعة فإن أدرك معه الركعة الخية كان ذلك أول صلته لا روي عن علي‬
‫رضي ال عنه أنه قال ما أدركت فهو أول صلتك وعن ابن عمر رضي ال عنه أنه قال يكب فإذا‬
‫سلم المام قام إل ما بقي من صلته فإن كان ذلك ف صلة فيها قنوت فقنت مع المام أعاد‬
‫القنوت ف آخر صلته لن ما فعله مع المام فعله للمتابعة فإذا بلغ إل موضعه أعاد كما لو‬
‫تشهد مع المام ث قام إل ما بقي فإنه يعيد التشهد‬
‫وإن حضر وقد فرغ المام من الصلة فإن كان السجد له إمام راتب كره أن يستأنف فيه جاعة‬
‫لنه ربا اعتقد أنه قصد الكياد والفساد وإن كان السجد ف سوق أو مر الناس ل يكره أن‬
‫يستأنف الماعة لنه ل يمل المر فيه على الكياد وإن حضر ول يد إل من صلى استحب‬
‫لبعض من حضر أن يصلي معه ليحصل له الماعة والدليل عليه ما روى أبو سعيد الدري رضي‬
‫ال عنه أن رجل جاء وقد صلى النب صلى ال عليه وسلم فقال من يتصدق على هذا فقام رجل‬
‫فصلى معه‬
‫فصل فيمن صلى منفردا ث أدرك الماعة ومن صلى منفردا ث أدرك جاعة يصلون استحب له أن‬
‫يصلي معهم وحكى أبو إسحاق عن بععض أصحابنا أنه قال إن كان صبحا أو عصرا ل يستحب‬
‫لنه منهي عن الصلة ف ذلك الوقت‬
‫والذهب الول لا روى يزيد بن السود العامري أن النب صلى ال عليه وسلم صلى صلة الغداة‬
‫ف مسجد اليف فرأى ف آخر القوم رجلي ل يصليا معه فقال ما منعكما أن تصليا معنا قال يا‬
‫رسول ال قد صلينا ف رحالنا فقال ل تفعل إذا صليتما ف رحالكما ث أتيتما مسجد جاعة فصليا‬
‫معهم فإنا لكم نافلة فإن صلى ف جاعة ث أدرك جاعة أخرى ففيه وجهان أحدها يعيد للخب‬
‫والثان ل يعيد لنه قد حاز فضيلة الماعة‬
‫وإذا صلى وأعاد مع الماعة فالفرض هو الول ف قوله الديد للخب ولنه أسقط الفرض‬
‫بالول فوجب أن تكون الثانية نفل‬
‫وقال ف القدي يتسب ال له بأيتهما شاء وليس بشيء‬
‫فصل ف تسوية الصفوف ويستحب للمام أن يأمر من خلفه بتسوية الصفوف لا روى أنس رضي‬
‫ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اعتدلوا ف صفوفكم وتراصوا فإن أراكم من‬
‫وراء ظهري قال أنس فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بنكب صاحبه وقدمه بقدمه والستحب أن‬
‫يفف ف القراءة والذكار لا روى أبو هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‬
‫إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبي وإذا صلى لنفسه فليطول‬
‫ما شاء فإن صلى بقوم يعلم‬
‫____________________‬
‫أنم يؤثرون التطويل ل يكره التطويل لن النع لجلهم وقد رضوا وإن أحس بداخل وهو راكع‬
‫ففيه قولن أحدها يكره أن ينتظر لن فيه تشريكا بي ال عز وجل وبي اللق ف العبادة وقد‬
‫قال تعال } ول يشرك بعبادة ربه أحدا {‬
‫والثان يستحب أن ينتظر وهو الصح لا روى عبد ال بن أب أوف أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان ينتظر ما دام يسمع وقع النعل‬
‫لنه انتظار ليدرك به الغي ركعة فلم يكره كالنتظار ف صلة الوف‬
‫وتعليل الول يبطل بإعادة الصلة لن فاتته الماعة ويرفع الصوت بالتكبي ليسمع من وراءه فإن‬
‫فيه تشريكا‬
‫ث يستحب وإن أحس به وهو قائم ل ينتظره لن الدراك يصل له بالركوع فإن أدركه وهو‬
‫يتشهد ففيه وجهان احدها أنه ل يستحب لا فيه من التشريك‬
‫والثان يستحب لنه يدرك به الماعة‬
‫فصل ف متابعة الأموم إمامه وينبغى للمأموم أن يتبع المام ول يتقدمه ف شيء من الفعال لا‬
‫روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إنا جعل المام ليؤت به فإذا كب‬
‫فكبوا وإذا ركع فاركعوا ول تتلفوا عليه فإذا قال سع ال لن حده فقولوا ربنا لك المد وإذا‬
‫سجد فاسجدوا ول ترفعوا قبله‬
‫فإن كب قبله أو كب معه للحرام ل تنعقد صلته لنه علق صلته بصلته قبل أن تنعقد فلم تصح‬
‫وإن سبقه بركن بأن ركع قبله أو سجد قبله ل يز ذلك لقوله صلى ال عليه وسلم أما يشى‬
‫أحدكم إذا رفع رأسه والمام ساجد أن يول ال تعال رأسه رأس حار أو صورته صورة حار‬
‫ويلزمه أن يعود إل متابعته لن ذلك فرض فإن ل يفعل حت لقه فيه ل تبطل صلته لن ذلك‬
‫مفارقة قليلة‬
‫وإن ركع قبل المام فلما أراد المام أن يركع رفع فلما أراد المام أن يرفع سجد فإن كان عالا‬
‫بتحريه بطلت صلته لن ذلك مفارقة كثية وإن كان جاهل بذلك ل تبطل صلته ول يعتد له‬
‫بذه الركعة لنه ل يتابع المام ف معظمها وإن ركع قبله فلما ركع المام رفع ووقف حت رفع‬
‫المام واجتمع معه ف القيام ل تبطل صلته لنه تقدم بركن واحد وذلك قدر يسي وإن سجد‬
‫المام سجدتي وهو قائم ففيه وجهان أحدها تبطل صلته لنه تأخر عنه بسجدتي وجلسة بينهما‬

‫وقال أبو إسحق ل تبطل لنه تأخر بركن واحد وهو السجود وإن سها المام ف صلته فإن كان‬
‫ف قراءة فتح عليه الأموم لا روى أنس رضي ال عنه قال كان أصحاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يلقن بعضهم بعضا ف الصلة وإن كان ف ذكر غيه جهر به الأموم ليسمعه المام فيقوله‬
‫وإن سها المام ف فعل سبح له ليعلمه فإن ل يقع للمام أنه سها ل يعمل بقول الأموم لن من‬
‫شك ف فعل نفسه ل يرجع فيه إل قول غيه كالاكم إذا نسي حكما حكم به فشهد شاهدان‬
‫عليه أنه حكم به وهو ل يذكره وأما الأموم فإنه ينظر فيه فإن كان سهو المام ف ترك فرض مثل‬
‫أن يقعد وفرضه أن يقوم أو يقوم وفرضه أن يقعد ل يتابعه لنه إنا تلزمه متابعته ف أفعال الصلة‬
‫وما يأت به ليس من أفعال الصلة وإن كان سهوه ف ترك سنة لزمه متابعته لن التابعة فرض فل‬
‫يوز أن يشتغل عنها بسنة فإن نسي المام التسليمة الثانية أو سجود السهو ل يتركه الأموم لنه‬
‫يأتى به وقد سقط عنه التابعة فإن نسيا جيعا التشهد الول ونضا للقيام وذكر المام قبل أن‬
‫يستتم القيام والأموم قد استتم القيام ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يرجع لنه قد حصل ف فرض‬
‫والثان يرجع وهو الصح لن متابعة المام آكد أل ترى أنه إذا رفع رأسه من الركوع أو‬
‫السجود قبل المام لزمه العود إل متابعته وإن كان قد حصل ف فرض‬
‫فصل ف استخلف المام وإن أحدث المام واستخلف ففيه قولن قال ف القدي ل يوز لن‬
‫الستخلف كان ل يهر ول يقرأ السورة ول يسجد للسهو فصار يهر ويقرأ السورة ويسجد‬
‫للسهو وذلك ل يوز ف صلة واحدة‬
‫وقال ف الم يوز لا روت عائشة رضي ال عنها قالت لا مرض رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مرضه الذي توف فيه قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول ال إنه رجل أسيف ومت‬
‫يقم مقامك يبك فل يستطيع فمر عمر فليصل بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا‬
‫رسول ال إن أبا بكر رجل أسيف ومت يقم مقامك يبك فل يستطيع فمر عليا فليصل بالناس قال‬
‫إنكن لنت صويبات يوسف‬
‫____________________‬

‫مروا أبا بكر فليصل بالناس فوجد رسول ال صلى ال عليه وسلم من نفسه خفة فخرج فلما رآه‬
‫أبو بكر ذهب ليستأخر فأومأ إليه بيده فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم حت جلس إل جنبه‬
‫فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي بالناس وأبو بكر يسمعهم التكبي‬
‫فإن استخلف من ل يكن معه ف الصلة فإن كان ف الركعة الول أو الثالثة جاز على قوله ف‬
‫الم وإن كان ف الركعة الثانية أو الرابعة ل يز لنه ل يوافق ترتيب الول فيشوش وإن سلم‬
‫المام وبقي على بعض الأمومي بعض الصلة فقدموا من يتم بم ففيه وجهان أحدها يوز كما‬
‫يوز ف الصلة‬
‫والثان ل يوز لن الماعة الول قد تت فل حاجة إل الستخلف‬
‫فصل فيمن فارق المام وإن نوى الأموم مفارقة المام وأت لنفسه فإن كان لعذر ل تبطل صلته‬
‫لن معاذا رضي ال عنه أطال القراءة فانفرد عنه أعراب فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫فلم ينكر عليه وإن كان لغي عذر ففيه قولن أحدها تبطل لنما صلتان متلفتان ف الكم فل‬
‫يوز أن ينتقل من أحداها إل الخرى من غي عذر كالظهر والعصر‬
‫والثان يوز وهو الصح لن الماعة فضيلة فكان له تركها كما لو صلى بعض صلة النفل قائما‬
‫ث قعد‬
‫باب صفة الئمة إذا بلغ الصب حدا يعقل وهو من أهل الصلة صحت إمامته لا روي عن عمرو‬
‫بن سلمة قال أمت على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا غلم ابن سبع سني وف المعة‬
‫قولن قال ف الم ل يوز إمامته لن صلته نافلة‬
‫وقال ف الملء يوز لنه يوز أن يكون إماما ف غي المعة فجاز أن يكون إماما ف المعة‬
‫كالبالغ ول تصح إمامة الكافر لنه ليس من أهل الصلة فل يوز أن يعلق صلته على صلته فإن‬
‫تقدم وصلى بقوم ل يكن ذلك إسلما منه لنا من فروع اليان فل يصي بفعلها مسلما كما لو‬
‫صام رمضان أو زكى الال وأما من صلى خلفه فإنه إن علم باله ل تصح صلته لنه علق صلته‬
‫بصلة باطلة وإن ل يعلم ث علم نظرت فإن كان كافرا متظاهرا بكفره لزمته العادة لنه مفرط‬
‫ف صلته خلفه لن على كفره أمارة من الغيار وإن كان مستترا ففيه وجهان أحدها ل تصح‬
‫صلته لنه ليس من أهل الصلة فل تصح الصلة خلفه كما لو كان متظاهرا بكفره‬
‫والثان تصح لنه غي مفرط ف الئتمام به‬
‫وتوز الصلة خلف الفاسق لقوله صلى ال عليه وسلم صلوا خلف من قال ل إله إل ال وعلى‬
‫من قال ل إله إل ال ولن ابن عمر رضي ال عنه صلى خلف الجاج مع فسقه ول يوز للرجل‬
‫أن يصلي خلف الرأة لا روى جابر رضي ال عنه قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال ل تؤم امرأة رجل فإن صلى خلفها ول يعلم ث علم لزمه العادة لن عليها أمارة تدل على‬
‫أنا امرأة فلم يعذر ف صلته خلفها‬
‫ول توز صلة الرجل خلف النثى الشكل لواز أن يكون امرأة ول صلة النثى خلف النثى‬
‫لواز أن يكون الأموم رجل والمام امرأة‬
‫فصل ف الصلة خلف الدث ول توز خلف الدث لنه ليس من أهل الصلة فإن صلى خلفه‬
‫غي المعة ول يعلم ث علم فإن كان ذلك ف أثناء الصلة نوى مفارقته وأت وإن كان بعد الفراغ‬
‫ل تلزمه العادة لنه ليس على حدثه أمارة فعذر ف صلته خلفه فإن كان ف المعة فقد قال‬
‫الشافعي رحه ال ف الم إن ت العدد به ل تصح المعة لنه فقد شرط المعة وإن ت العدد دونه‬
‫صحت لن العدد وجد وحدثه ل ينع صحة المعة كما ل ينع ف سائر الصلوات ويوز‬
‫للمتوضىء أن يصلي خلف التيمم لنه أتى عن طهارته ببدل فهو كغاسل الرجل إذا صلى خلف‬
‫الاسح على الف وف صلة الطاهرة خلف الستحاضة وجهان أحدها يوز كالتوضىء خلف‬
‫التيمم‬
‫والثان ل يوز لنا ل‬
‫____________________‬

‫تأت بطهارة عن النجس ولنا تقوم مقامها فهو كالتوضىء خلف الدث‬
‫ويوز للقائم أن يصلي خلف القاعد لن النب صلى ال عليه وسلم صلى جالسا والناس خلفه‬
‫قيام ويوز للراكع والساجد أن يصلي خلف الومىء إل الركوع والسجود لنه ركن من أركان‬
‫الصلة فجاز للقادر عليه أن يأت بالعاجز عنه كالقيام‬
‫وف صلة القارىء خلف المي وهو من ل يسن الفاتة أو خلف الرت واللثغ قولن أحدها‬
‫يوز لنه ركن من أركان الصلة فجاز للقادر عليه أن يأت بالعاجز عنه كالقيام‬
‫والثان ل يوز لنه يتاج أن يتحمل قراءته وهو يعجز عن ذلك فل يوز أن ينتصب للتحمل‬
‫كالمام العظم إذا عجز عن تمل أعباء المة‬
‫ويوز أن يأت الفترض بالتنفل والفترض بالفترض ف صلة أخرى لا روى جابر بن عبد ال رضي‬
‫ال عنه أن معاذا كان يصلي مع رسول ال صلى ال عليه وسلم العشاء الخية ث يأت قومه ف‬
‫بن سلمة يصلي بم هي له تطوع ولم فريضة العشاء ولن القتداء يقع بالفعال الظاهرة وذلك‬
‫يكن مع اختلف النية‬
‫فأما إذا صلى صلة الكسوف خلف من يصلي الصبح أو الصبح خلف من يصلي الكسوف ل‬
‫يز لنه ل يكن الئتمام مع اختلف الفعال‬
‫ول يوز أن يصلي المعة خلف من يصلي الظهر لن المام شرط ف المعة والمام ليس معهم‬
‫ف المعة فيصي كالمعة بغي إمام‬
‫ومن أصحابنا من قال توز كما يوز أن يصلي الظهر خلف من يصلي العصر‬
‫وف فعلها خلف التنفل قولن أحدها يوز لنما متفقتان ف الفعال الظاهرة‬
‫والثان ل يوز لن من شرط المعة المام والمام ليس معهم ف المعة‬
‫ويكره أن يصلي الرجل بقوم وأكثرهم له كارهون لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ثلثة ل يرفع ال صلتم فوق رؤوسهم فذكر فيهم رجل أم قوما وهم‬
‫له كارهون فإن كان الذي يكرهه القل ل يكره أن يؤمهم لن أحدا ل يلو من يكرهه‬
‫ويكره أن يصلي الرجل بامرأة أجنبية لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يلون رجل‬
‫بامرأة فإن ثالثهما الشيطان‬
‫ويكره أن يصلي خلف التمتام والفأفاء لا يزيدان ف الروف فإن صلى خلفهما صحت صلته‬
‫لنا زيادة هو مغلوب عليها‬
‫فصل فيمن يقدم للمامة والسنة أن يؤم القوم أقرؤهم وأفقههم لا روى أبو مسعود البدري أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال تعال وأكثرهم قراءة فإن كانت‬
‫قراءتم سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا ف الجرة سواء فأكبهم سنا وكان أكثر الصحابة قراءة‬
‫أكثرهم فقها لنم كانوا يقرؤون الية ويتعلمون أحكامها ولن الصلة تفتقر صحتها إل القراءة‬
‫والفقه فقدم أهلهما على غيها فإن زاد أحدها ف القراءة والفقه قدم على الخر وإن زاد‬
‫أحدها ف الفقه وزاد الخر ف القراءة فالفقه أول لنه ربا حدثت ف الصلة حادثة تتاج إل‬
‫الجتهاد‬
‫فإن استويا ف الفقه والقراءة ففيه قولن قال ف القدي يقدم الشرف ث القدم هجرة ث السن‬
‫وهو الصح لنه قدم الجرة على السن ف حديث أب مسعود البدري ول خلف أن الشرف‬
‫مقدم على الجرة فإذا قدمت الجرة على السن فلن يقدم على الشرف أول‬
‫وقال ف الديد يقدم السن ث الشرف ث القدم هجرة لا روى مالك بن الويرث أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫قال صلوا كما رأيتمون أصلي وليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبكم ولن الكب أخشع ف‬
‫الصلة فكان أول والسن الذي يستحق به التقدي السن ف السلم فأما إذا شاخ ف الكفر ث‬
‫أسلم ل يقدم على شاب نشأ ف السلم والشرف الذي يستحق به التقدي أن يكون من قريش‬
‫والجرة أن يكون من هاجر من مكة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أو من أولدهم فإن‬
‫استويا ف ذلك فقد قال بعض التقدمي يقدم أحسنهم‬
‫فمن أصحابنا من قال أحسنهم صورة‬
‫ومنهم من قال أراد أحسنهم ذكرا‬
‫فصل ف تقدي صاحب البيت فإن اجتمع هؤلء مع صاحب البيت فصاحب البيت أول منهم لا‬
‫روى أبو مسعود البدري أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يؤم الرجل ف أهله ول ف سلطانه‬
‫ول يلس على تكرمته ف بيته إل بإذنه فإن حضر مالك الدار والستأجر فالستأجر أول لنه أحق‬
‫بالتصرف ف النافع وإن حضر مالك العبد والعبد ف دار جعلها السيد لسكن العبد فالسيد أول‬
‫لنه هو الالك ف القيقة دون العبد وإن اجتمع غي السيد مع العبد ف الدار فالعبد أول لنه‬
‫أحق بالتصرف فإن اجتمع هؤلء مع إمام السجد فإمام السجد أول لا روي أن ابن عمر كان له‬
‫مول يصلي ف مسجد فحضر فقدمه موله فقال له ابن عمر رضي ال عنه أنت أحق بالمامة ف‬
‫مسجدك وإن اجتمع إمام السلمي مع صاحب البيت أو مع إمام السجد فالمام أول لن وليته‬
‫عامة ولنه راع وهم رعيته فكان تقدي الراعي أول وإن اجتمع مسافر ومقيم فالقيم أول لنه إذا‬
‫تقدم القيم أتوا كلهم فل يتلفون وإذا تقدم السافر اختلفوا ف الصلة وإن اجتمع حر وعبد‬
‫فالر أول لنه موضع كمال والر أكمل وإن اجتمع عدل وفاسق فالعدل أول لنه أفضل وإن‬
‫اجتمع ولد الزنا مع غيه فغيه أول لنه كرهه عمر بن عبد العزيز وماهد فكان غيه أول منه‬
‫وإن اجتمع بصي وأعمى فالنصوص ف المامة أنما سواء لن ف العمى فضيلة وهو أنه ل يرى‬
‫ما يلهيه وف البصي فضيلة وهو أن يتجنب النجاسة قال أبو إسحق الروزي العمى أول وعندي‬
‫أن البصي أول لنه يتجنب النجاسة الت تفسد الصلة والعمى يترك النظر إل ما يلهيه وذلك ل‬
‫يفسد الصلة‬
‫باب موقف المام والأموم السنة أن يقف الرجل الواحد عن يي المام لا روى ابن عباس رضي‬
‫ال عنه قال بت عند خالت ميمونة فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي فقمت عن يساره‬
‫فجعلن عن يينه فإن وقف على يساره رجع إل يينه فإن ل يسن علمه المام كما فعل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بابن عباس رضي ال عنه فإن جاء آخر أحرم عن يساره ث يتقدم المام أو‬
‫يتأخر الأموم لا روى جابر رضي ال عنه قال قمت عن يسار رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخذ بيدى وأدارن حت أقامن عن يينه وجاء جبار بن صخر حت قام عن يسار رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فأخذنا بيديه جيعا فدفعنا حت أقامنا خلفه لنه قبل أن يرم الثان ل يتغي موقف‬
‫الول فل يزال عن موضعه فإن حضر رجلن اصطفا خلفه لديث جابر وإن حضر رجل وصب‬
‫اصطفا خلفه لا روى أنس رضي ال عنه قال قام رسول ال صلى ال عليه وسلم وصففت أنا‬
‫واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى بنا ركعتي‬
‫فإن حضر رجال وصبيان تقدم الرجال لقوله صلى ال عليه وسلم ليلين منكم أولو الحلم‬
‫والنهى ث الذين يلونم ث الذين يلونم وإن كانت معهم امرأة وقفت خلفهم لديث أنس رضي‬
‫ال عنه فإن كان معهم خنثى وقف خلف الرجل والرأة خلف النثى لنه يوز أن يكون امرأة فل‬
‫تقف مع الرجال‬
‫والسنة أل يكون موضع المام أعلى من موضع الأموم لا روي أن حذيفة رضي ال عنه صلى‬
‫على دكان والناس أسفل منه فجذبه سلمان رضي ال‬
‫____________________‬
‫عنه حت أنزله فلما انصرف قال له أما علمت أن أصحابك يكرهون أن يصلي المام على شيء‬
‫وهم أسفل منه قال حذيفة بلى قد ذكرت حي جذبتن وكذلك ل يكون موضع الأموم أعلى من‬
‫موضع المام لنه إذا كره أن يعلو المام فلن يكره أن يعلو الأموم أول فإن أراد المام تعليم‬
‫الأمومي أفعال الصلة فالسنة أن يقف المام على موضع عال لا روى سهل بن سعد الساعدي‬
‫قال صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على النب والناس وراءه فجعل يصلي عليه ويركع ث‬
‫يرفع ث يرجع القهقرى ويسجد على الرض ث يرفع فيقى عليه فقال أيها الناس إنا صنعت‬
‫هكذا كيما ترون فتأتوا ب ولن الرتفاع ف هذه الالة أبلغ ف العلم فكان أول‬
‫فصل ف كيف تؤم الرأة النساء والسنة أن تقف إمامة النساء وسطهن لا روي أن عائشة وأم‬
‫سلمة رضي ال عنهما أمتا نساء فقامتا وسطهن وكذلك إذا اجتمع الرجال وهم عراة فالسنة أن‬
‫يقف المام وسطهم لنه أستر‬
‫فصل ف الكم إذا خالفوا موقفهم فإن خالفوا فيما ذكرناه فوقف الرجل عن يسار المام أو‬
‫خلفه وحده أو وقفت الرأة مع الرجل أو أمامه ل تبطل الصلة لا روي أن ابن عباس رضي ال‬
‫عنه وقف على يسار النب صلى ال عليه وسلم فلم تبطل صلته وأحرم أبو بكر خلف الصف‬
‫ركع ث مشى إل الصف فقال له النب صلى ال عليه وسلم زادك ال حرصا ول تعد ولن هذه‬
‫الواضع كلها موافق لبعض الأمومي فل تبطل الصلة بالنتقال إليها وإن تقدم الأموم على المام‬
‫ففيه قولن قال ف القدي ل تبطل الصلة كما لو وقف خلف المام وحده‬
‫وقال ف الديد تبطل لنه وقف ف موضع ليس بوقف مؤت بال فأشبه إذا وقف ف موضع نس‬
‫فصل ف فضل الصف الول والستحب أن يتقدم الناس ف الصف الول لا روى أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال لو تعلمون ما ف الصف الول لكانت قرعة وروى‬
‫الباء بن عازب عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال إن ال وملئكته يصلون على الصف‬
‫الول والستحب أن يعتمد يي المام لا روى الباء قال كان يعجبنا عن يي رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم لنه كان يبدأ بن عن يينه ويسلم عليه‬
‫فإن وجد ف الصف الول فرجة فالستحب أن يسدها لا روى أنس رضي ال عنه قال قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أتوا الصف الول فإن كان نقص ففي الؤخر فإن تباعدت الصفوف أو‬
‫تباعد الصف الول عن المام نظرت فإن كان ل حائل بينهما وكانت الصلة ف السجد وهو‬
‫عال بصلة المام صحت الصلة لن كل موضع من السجد موضع الماعة وإن كان ف غي‬
‫السجد فإن كان بينه وبي المام أو بينه وبي آخر صف مع المام مسافة بعيدة ل تصح صلته‬
‫فإن كانت مسافة قريبة صحت صلته وقدر الشافعي رحه ال القريب بثلثمائة ذراع والبعيد ما‬
‫زاد على ذلك لن ذلك قريب ف العادة وما زاد بعيد وهل هو تقريب أو تديد فيه وجهان‬
‫أحدها أنه تديد فلو زاد على ذلك ذراع ل يزه‬
‫والثان أنه تقريب فإن زاد على ذلك ثلثة أذرع جاز‬
‫وإن كان بينهما حائل نظرت فإن كانت الصلة ف السجد بأن كان أحدها ف السجد والخر‬
‫على سطحه أو ف بيت منه ل يضر وإن كان ف غي السجد نظرت فإن كان الائل ينع‬
‫الستطراق والشاهدة ل تصح صلته لا روي عن عائشة رضي ال عنها أن نسوة كن يصلي ف‬
‫حجرتا بصلة المام فقالت ل تصلي بصلة المام فإنكن دونه ف حجاب‬
‫وإن كان بينهما حائل ينع الستطراق دون الشاهدة كالشباك ففيه وجهان أحدها ل يوز لن‬
‫بينهما حائل ينع الستطراق فأشبه الائط‬
‫والثان يوز لنه يشاهدهم فهو كما لو كان معهم‬
‫وإن كان بي المام والأموم نر ففيه وجهان قال أبو سعيد الصطخري ل يوز لن الاء ينع‬
‫الستطراق فهو كالائط‬
‫والذهب أنه يوز لن الاء ل يلق للحائل وإنا خلق للمنفعة فل ينع الئتمام كالنار‬

‫____________________‬

‫باب صلة الريض إذا عجز عن القيام صلى قاعدا لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫لعمران بن الصي صل قائما فإن ل تستطع فقاعدا فإن ل تستطع فعلى جنب‬
‫وكيف يقعد فيه قولن أحدها يقعد متربعا لنه بدل عن القيام والقيام يالف قعود الصلة فيجب‬
‫أن يكون بدله مالفا له‬
‫والثان يقعد مفترشا لن التربع قعود العادة والفتراش جلوس قعود العبادة فكان الفتراش أول‬
‫فإن ل يكنه أن يركع أو يسجد أومأ إليهما وقرب وجهه إل الرض على قدر طاقته فإن سجد‬
‫على مدة أجزأه لن أم سلمة رضي ال عنها سجدت على مدة لرمد با‬
‫قال ف الم إن قدر أن يصلي منفردا قائما ويفف القراءة وإذا صلى مع الماعة صلى بعضها من‬
‫قعود فالفضل أن يصلي منفردا لن القيام فرض والماعة نفل فكان النفراد أول وإن صلى مع‬
‫المام وقعد ف بعضها صحت صلته فإن كان ف ظهره علة ل تنع من القيام وتنعه من الركوع‬
‫والسجود لزمه القيام ويركع ويسجد على قدر طاقته فإن ل يكنه أن ين ظهره حن رقبته فإن‬
‫أراد أن يتكىء على عصا كان له ذلك وإن تقوس ظهره حت صار كأنه راكع رفع رأسه ف‬
‫موضع القيام على قدر طاقته وين ظهره ف الركوع على قدر طاقته وإن كان بعينيه وجع وهو‬
‫قادر على القيام فقيل له إن صليت مستلقيا أمكن مداواتك ففيه وجهان أحدها ل يوز له ترك‬
‫القيام لا روي أن ابن عباس رضي ال عنه لا وقع ف عينيه الاء حل إليه عبد اللك الطباء على‬
‫البد فقيل له إنك تكث سبعة أيام ل تصلي إل مستلقيا فسأل عائشة وأم سلمة رضي ال عنهما‬
‫فنهتاه‬
‫والثان يزيه لنه ياف الضرر من القيام فأشبه الريض‬
‫فصل ف صلة العاجز عن القيام والقعود وإن عجز عن القيام والقعود صلى على جنبه ويستقبل‬
‫القبلة بوجهه‬
‫ومن أصحابنا من قال يستلقي على ظهره ويستقبل القبلة برجليه‬
‫والنصوص ف البويطي هو الول والدليل عليه ما روى علي رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال يصلي الريض قائما فإن ل يستطع صلى جالسا فإن ل يستطع صلى على جنبه مستقبل‬
‫القبلة فإن ل يستطع صلى مستلقيا على قفاه ورجله إل القبلة وأومأ بطرفه ولنه إذا اضطجع‬
‫على جنبه استقبل القبلة بميع بدنه وإذا استلقى ل يستقبل القبلة إل برجليه ويومىء إل الركوع‬
‫والسجود فإن عجز عن ذلك أومأ بطرفه لديث علي رضي ال عنه‬
‫فصل فيمن افتتح قائما ث عجز وإن افتتح الصلة قائما ث عجز قعد وأت صلته وإن افتتحها‬
‫قاعدا ث قدر على القيام قام وأت صلته لنه يوز أن يؤدي جيع صلته قاعدا عند العجز وجيعها‬
‫قائما عند القدرة فجاز أن يؤدي بعضها قاعدا عند العجز وبعضها قائما عند القدرة‬
‫وإن افتتح الصلة قاعدا ث عجز اضطجع وإن افتتحها مضطجعا ث قدر على القيام أو القعود قام‬
‫أو قعد والتعليل ما ذكرناه‬
‫باب صلة السافر يوز القصر ف السفر لقوله عز وجل } وإذا ضربتم ف الرض فليس عليكم‬
‫جناح أن تقصروا من الصلة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا {‬
‫قال ثعلبة بن أمية قلت لعمر رضي ال عنه قال ال تعال } فليس عليكم جناح أن تقصروا من‬
‫الصلة إن خفتم { وقد أمن الناس قال عمر رضي ال عنه عجبت ما عجبت منه فسألت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال صدقة تصدق ال با عليكم فاقبلوا صدقته ول يوز القصر إل ف‬
‫الظهر والعصر والعشاء لجاع المة ويوز ذلك ف سفر الاء كما يوز للراكب ف الب‬

‫____________________‬

‫فصل ف مسافة القصر ول يوز ذلك إل ف مسية يومي وهو أربعة برد كل بريد أربعة فراسخ‬
‫فذلك ستة عشر فرسخا لا روي عن ابن عمر وابن عباس رضي ال عنهما كانا يصليان ركعتي‬
‫ويفطران ف أربعة برد فما فوق ذلك وسأل عطاء ابن عباس أأقصر إل عرفات فقال ل فقال إل‬
‫من فقال ل لكن إل جدة وعسفان والطائف قال مالك رحه ال بي الطائف ومكة وجدة‬
‫وعسفان أربعة برد ولن ف هذا القدر تتكرر مشقة الشد والترحال وفيما دونه ل تتكرر قال‬
‫الشافعي رحه ال وأحب أل يقصر ف أقل من ثلثة أيام وإنا استحب ذلك ليخرج من اللف‬
‫فإن أبا حنيفة رحه ال ل يبيح القصر إل ف مسية ثلثة أيام فإن كان للبلد الذي يقصده طريقان‬
‫يقصر ف أحدها وف الخر ل يقصر فسلك البعد لغرض يقصد ف العادة قصر وإن سلكه‬
‫ليقصر ففيه قولن قال ف الملء له أن يقصر لنا مسافة يقصر ف مثلها الصلة فجاز له القصر‬
‫فيها كما لو ل يكن له طريق سواه‬
‫وقال ف الم ليس له أن يقصر لنه طول الطريق للقصر فل يقصر كما لو مشى ف مسافة قريبة‬
‫طول وعرضا حت طال وإن سافر إل بلد يقصر إليه الصلة ونوى أنه إن لقي عبده أو صديقه ف‬
‫بعض الطريق رجع ل يقصر لنه ل يقطع على سفر‬
‫تقصر فيه الصلة‬
‫وإن نوى السفر إل بلد ث منه إل بلد آخر فهما سفران فل يقصر حت يكون كل واحد منهما ما‬
‫تقصر فيه الصلة‬
‫فصل ف مت يفضل القصر على التام إذا كان السفر مسية ثلثة أيام فالقصر أفضل من التام‬
‫لا روى عمران بن الصي قال حججت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فكان يصلي ركعتي‬
‫ركعتي وسافرت مع أب بكر رضي ال عنه فكان يصلي ركعتي حت ذهب وسافرت مع عمر‬
‫رضي ال عنه فكان يصلي ركعتي حت ذهب وسافرت مع عثمان رضي ال عنه فصلى ركعتي‬
‫ست سني ث أت بن فكان القتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم أفضل فإن ترك القصر وأت‬
‫جاز لا روت عائشة رضي ال عنها قالت خرجت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف عمرة‬
‫رمضان فأفطر وصمت وقصر وأتمت فقلت يا رسول ال أفطرت وصمت وقصرت وأتمت‬
‫فقال أحسنت يا عائشة ولنه تفيف أبيح للسفر فجاز تركه كالسح على الفي ثلثا‬
‫فصل ف سفر العصية ول يوز القصر إل ف سفر ليس بعصية فأما إذا سافر لعصية كالسفر لقطع‬
‫الطريق وقتال السلمي فل يوز القصر ول الترخص بشيء من رخص السافر لن الرخص ل‬
‫يوز أن تتعلق بالعاصي ولن ف جواز الرخص ف سفر العصية إعانة على العصية وهذا ل يوز‬
‫فصل مت يبدأ القصر ول يوز القصر إل أن يفارق موضع القامة لقوله عز وجل } وإذا ضربتم‬
‫ف الرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلة { فعلق القصر على الضرب ف الرض وإن‬
‫كان من أهل بلد ل يقصر حت يفارق بنيان البلد فإن اتصل بيطان البساتي حيطان البلد وفارق‬
‫بنيان البلد جاز له القصر لن البساتي ليست من البلد وإن كان ف قرية وبقربا قرية ففارق قريته‬
‫جاز له القصر‬
‫وقال أبو العباس إن كانت القريتان متقاربتي فهما كالقرية الواحدة فل يقصر حت يفارقهما‬
‫والذهب الول لن إحدى القريتي منفردة عن الخرى فإن كان من أهل اليام فإن كانت خياما‬
‫متمعة ل يقصر حت يفارق جيعها وإن كانت‬
‫____________________‬

‫خياما متفرقة قصر إذا فارق ما يقرب من خيمته‬


‫قال ف البويطي فإن خرجوا من البلد فأقاموا ف موضع حت يتمعوا ويرجوا ل يز لم القصر‬
‫لنم ل يقطعوا بالسفر وإن قالوا ننتظر يومي أو ثلثة فإن ل يتمعوا سرنا جاز لم القصر لنم‬
‫قطعوا بالسفر‬
‫فصل فيمن أحرم بالصلة ف الضر ث سافر ول يوز القصر حت تكون جيع الصلة ف السفر‬
‫فأما إذا أحرم بالصلة ف سفينة ف البلد ث سارت السفينة وحصلت ف السفر ل يز له القصر‬
‫وكذلك إن أحرم با ف سفينة ف السفر ث اتصلت السفينة بوضع القامة أو نوى القامة لزمه‬
‫التام لنه اجتمع ف صلته ما يقتضي القصر والتام فغلب التام‬
‫فصل ف اشتراط النية ول يوز القصر حت ينوي القصر عند الحرام لن الصل التمام فإذا ل‬
‫ينو القصر انعقد إحرامه على التمام فلم يز له القصر كالقيم‬
‫فصل فيمن ائتم بقيم ول يوز القصر لن ائتم بقيم فإن ائتم به ف جزء من صلته لزمه التمام‬
‫لنه اجتمع ما يقتضي القصر والتمام فغلب التمام كما لو أحرم با ف السفر ث أقام وإن أراد أن‬
‫يقصر الظهر خلف من يصلي المعة ل يز لنه مؤت بقيم ولن المعة صلة تامة فهو كما لو‬
‫ائتم بن يصلي الظهر تامة فإن ل ينو القصر أو نوى التام أو ائتم بقيم ث أفسد صلته لزمه‬
‫التام لنه فرض لزمه فل يسقط عنه بالفساد كحج التطوع وإن شك هل أحرم بالصلة ف‬
‫السفر أو ف الضر أو نوى القصر أم ل أو هل إمامه مسافر أو مقيم لزمه التام لن الصل هو‬
‫التمام والقصر أجيز بشروط فإذا ل تتحقق الشروط رجع إل الصل فإن ائتم بسافر أو بقيم‬
‫الظاهر منه أنه مسافر جاز أن ينوي القصر خلفه لن الظاهر أن المام مسافر فإن أت المام تبعه‬
‫ف التام لنه بان له أنه ائتم بقيم أو بن نوى التام وإن أفسد المام صلته وانصرف ول يعلم‬
‫الأموم أنه نوى القصر أو التام لزمه أن يتم على النصوص وهو قول أب إسحق لنه شك ف‬
‫عدد الصلة ومن شك ف عدد الصلة لزمه البناء على اليقي ل على غلبة الظن والدليل عليه أنه‬
‫إذا شك هل صلى ثلثا أو أربعا بن على اليقي وهو الثلث وإن غلب على ظنه أنه صلى أربعا‬
‫وحكي عن ابن عباس أنه قال له أن يقصر لنه ائتم بن الظاهر منه أنه يقصر‬
‫فصل ف استخلف المام السافر مقيما قال الشافعي رحه ال وإن صلى مسافر بقيمي فرعف‬
‫واستخلف مقيما أت الراعف‬
‫فمن أصحابنا من قال هذا على القول القدي أن صلة الراعف ل تبطل فيكون ف حكم الؤت‬
‫بقيم‬
‫ومن أصحابنا من قال تلزمه على القول الديد أيضا لن الستخلف فرع للراعف فل يوز أن‬
‫يلزم الفرع ول يلزم الصل وليس بشيء‬
‫فصل ف مت يقيم السافر وإن نوى السافر إقامة أربعة أيام غي يوم الدخول ويوم الروج صار‬
‫مقيما وانقطعت عنه رخص السفر لن بالثلثة ل يصي مقيما لن الهاجرين حرم عليهم القامة‬
‫بكة ث رخص لم النب صلى ال عليه وسلم أن يقيموا ثلثة أيام فقال يكث الهاجر بعد قضاء‬
‫نسكه ثلثا وأجلى عمر رضي ال عنه اليهود من الجاز ث أذن لن قدم منهم تاجرا أن يقيم ثلثا‬

‫وأما اليوم الذي يدخل فيه ويرج فل يتسب به لنه مسافر فيه فإقامته ف بعضه ل تنعه من كونه‬
‫مسافرا لنه ما من مسافر إل ويقيم بعض اليوم ولن مشقة السفر ل تزول إل بإقامة يوم فإن‬
‫نوى إقامة أربعة أيام على حرب ففيه قولن أحدها يقصر لا روى أنس رضي ال عنه أن أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أقاموا برام هرمز تسعة أشهر يقصرون الصلة‬
‫والثان ل يقصر لنه نوى إقامة أربعة أيام ل سفر فيها فل يقصر كما لو نوى القامة ف غي‬
‫حرب‬
‫وأما إذا أقام ف بلد على حاجة إذا تنجزت رحل ول ينو مدة ففيه قولن أحدها يقصر سبعة عشر‬
‫يوما لن الصل التمام إل فيما وردت فيه الرخصة‬
‫وقد روى ابن عباس رضي ال عنه قال سافرنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فأقام سبعة‬
‫عشر يوما يقصر الصلة وبقي فيما زاد على حكم الصل‬
‫والثان يقصر أبدا لنا إقامة على تنجز حاجة يرحل بعدها فلم ينع القصر كالقامة ف سبعة عشر‬
‫يوما‬
‫وخرج أبو إسحق قول ثالثا أنه يقصر إل أربعة أيام لن القامة أبلغ من نية القامة لن القامة ل‬
‫يلحقها الفسخ والنية يلحقها الفسخ ث ثبت أنه لو نوى إقامة أربعة أيام ل يقصر فلن ل يقصر‬
‫إذا أقام أول‬
‫فصل ف قضاء فائتة السفر إذا فاتته صلة ف السفر فقضاها ف الضر ففيه قولن قال ف القدي‬
‫له أن يقصر لنا صلة سفر فكان قضاؤها‬
‫____________________‬
‫كأدائها ف العدد كما لو فاتته ف الضر فقضاها ف السفر‬
‫وقال ف الديد ل يوز له القصر وهو الصح لنه تفيف تعلق بعذر فزال بزوال ذلك العذر‬
‫كالقعود ف صلة الريض وإن فاتته ف السفر فقضاها ف السفر ففيه قولن أحدها ل يقصر لنا‬
‫صلة ردت من أربع إل ركعتي فكان من شرطها الوقت كصلة المعة‬
‫والثان له أن يقصر وهو الصح لنه تفيف تعلق بعذر والعذر باق فكان التخفيف باقيا كالقعود‬
‫ف صلة الريض‬
‫وإن فاتته ف الضر صلة فأراد قضاءها ف السفر ل يز له القصر لنه ثبت ف ذمته صلة تامة‬
‫فلم يز له القصر كما لو نذر أن يصلي أربع ركعات‬
‫وقال الزن له أن يقصر كما لو فاته صوم يوم ف الضر فذكره ف السفر فإن له أن يفطر وهذا ل‬
‫يصح لن الصوم تركه ف حال الداء وقد كان له تركه وههنا تركه ف حال الداء ل يكن له أن‬
‫يقصر فوزانه من الصوم أن يتركه من غي عذر فل يوز له تركه ف السفر‬
‫فأما إذا دخل عليه وقت الصلة وتكن من فعلها ث سافر فإن له أن يقصر وقال الزن ل يوز له‬
‫أن يقصر ووافقه عليه أبو العباس لن السفر يؤثر ف الصلة كما يؤثر ف اليض ث لو طرأ اليض‬
‫بعد الوجوب والقدرة على فعلها ل يؤثر ذلك فكذلك السفر والذهب الول لن لعتبار ف صفة‬
‫الصلة بال الداء ل بال الوجوب والدليل عليه أنه لو دخل عليه وقت الظهر وهو عبد فلم‬
‫يصل حت عتق صار فرضه المعة وهذا ف حال الداء مسافر فوجب أن يقصر ويفارق اليض‬
‫لنه يؤثر ف إسقاط الفرض فلو أثر ما طرأ منه بعد القدرة على الداء أفضى إل إسقاط الفرض‬
‫بعد الوجوب والقدرة والسفر يؤثر ف العدد فل يفضي إل إسقاط الفرض بعد الوجوب ولن‬
‫الائض تفعل القضاء والقضاء يتعلق بالوجوب والقدرة عليه والسافر يفعل الداء وكيفية الداء‬
‫تعتب بال الداء والداء ف حال السفر وإن سافر بعد ما ضاق الوقت كان له أن يقصر‬
‫وقال أبو الطيب بن سلمة ل يقصر لنه تعينت عليه صلة حضر فل يوز له القصر والذهب‬
‫الول لا ذكرناه مع الزن وأب العباس وقوله تعينت عليه صلة حضر يبطل بالعبد إذا عتق ف‬
‫وقت الظهر وإن سافر وقد بقي من الوقت أقل من قدر الصلة فإن قلنا إنه مود لميع الصلة‬
‫جاز له القصر وإن قلنا إنه مؤد لا فعل ف الوقت قاض لا فعل بعد الوقت ل يز له القصر‬
‫فصل ف المع بي الصلتي ف السفر يوز المع بي الظهر والعصر وبي الغرب والعشاء ف‬
‫السفر الذي تقصر فيه الصلة لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫إذا جد به السي جع بي الغرب والعشاء وروى أنس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يمع بي الظهر والعصر ف السفر وف السفر الذي ل تقصر فيه الصلة قولن أحدها يوز‬
‫لنه سفر يوز فيه التنفل على الراحلة فجاز فيه المع كالسفر الطويل‬
‫والثان ل يوز وهو الصح لنه إخراج عبادة عن وقتها فلم يز ف السفر القصي كالفطر ف‬
‫الصوم‬
‫فصل ف وقت المع ويوز المع بينهما ف وقت الول منهما وف وقت الثانية غي أنه إن كان‬
‫نازل ف وقت الول فالفضل أن يقدم الثانية وإن كان سائرا فالفضل أن يؤخر الول إل وقت‬
‫الثانية لا روى ابن عباس رضي ال عنه قال أل أخبكم عن صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا زالت الشمس وهو ف النل قدم العصر إل وقت‬
‫الظهر وجع بينهما ف الزوال وإذا سافر قبل الزوال أخر الظهر إل وقت العصر ث جع بينهما ف‬
‫وقت العصر ولن هذا أرفق بالسافر فكان أفضل‬
‫وإن أراد المع ف وقت الول ل يز إل بثلثة شروط أحدها أن ينوي المع وقال الزن يوز‬
‫المع من غي نية المع وهذا خطأ لنه جع فل يوز من غي نية كالمع ف وقت الثانية ولن‬
‫العصر قد يفعل ف وقت الظهر على وجه الطإ فل بد من نية المع ليتميز التقدي الشروع من‬
‫غيه وف وقت النية قولن أحدها يلزمه أن ينوي عند ابتداء الول لنا نية واجبة للصلة فل‬
‫يوز تأخيها عن الحرام كنية الصلة ونية القصر‬
‫والثان يوز أن ينوي قبل الفراغ من الول وهو الصح لن النية تقدمت على حال المع فأشبه‬
‫إذا نوى عند الحرام‬
‫والشرط الثان الترتيب وهو أن يقدم الول ث يصلي الثانية لن الوقت للول وإنا يفعل‬
‫____________________‬

‫الثانية تبعا للول فل بد من تقدي التبوع‬


‫والشرط الثالث التتابع وهو أل يفرق بينهما والدليل عليه أنما كالصلة الواحدة فل يوز أن‬
‫يفرق بينهما كما ل يوز أن يفرق بي الركعات ف صلة واحدة فإن فصل بينهما بفصل طويل‬
‫بطل المع وإن فصل بينهما بفصل يسي ل يضر وإن أخر الول إل الثانية ل يصح إل بالنية لنه‬
‫قد يؤخر للجمع وقد يؤخر لغيه فل بد من نية يتميز با التأخي الشروع عن غيه ويب أن‬
‫ينوي ف وقت الول وأما الترتيب فليس بواجب لن وقت الثانية وقت الول فجاز البداية با‬
‫شاء منهما وأما التتابع فل يب لن الول مع الثانية كصلة فائتة مع صلة حاضرة فجاز التفريق‬
‫بينهما‬
‫فصل ف المع بي الصلتي بعذر الطر ويوز المع بي الصلتي ف الطر ف وقت الول منهما‬
‫لا روى ابن عباس رضي ال عنه قال صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم الظهر والعصر‬
‫والغرب والعشاء جعا من غي خوف ول سفر قال مالك رحه ال أرى ذلك ف وقت الطر وهل‬
‫يوز أن يمع بينهما ف وقت الثانية فيه قولن قال ف الملء يوز لنه عذر يوز المع به ف‬
‫وقت الول فجاز المع ف وقت الثانية كالسفر‬
‫وقال ف الم ل يوز لنه إذا أخر ربا انقطع الطر فجمع من غي عذر‬
‫فصل ف اشتراط الطر قبل المع فإذا دخل ف الظهر من غي مطر ث جاء الطر ل يز له المع‬
‫لن سبب الرخصة حدث بعد الدخول فلم يتعلق به كما لو دخل ف صلة ث سافر فإن أحرم‬
‫بالول مع الطر ث انقطع ف أثنائها ث عاد قبل أن يسلم ودام حت أحرم بالثانية جاز المع لن‬
‫العذر موجود ف حال المع وإن عدم فيما سواها من الحوال ل يضر لنه ليس بال الدخول‬
‫ول بال المع‬
‫فصل ف صفة الطر ول يوز المع إل ف مطر يبل منه الثياب وأما الطر الذي ل يبل الثياب فل‬
‫يوز المع لجله لنه ل يتأذى به وأما الثلج فإن كان يبل الثياب فهو كالطر وإن ل يبل الثياب‬
‫ل يز المع ) لجله ( فأما الوحل والريح والظلمة والرض فل يوز المع لجلها فإنا قد كانت‬
‫ف زمان النب صلى ال عليه وسلم ول ينقل أنه جع لجلها وإن كان يصلي ف بيته أو ف مسجد‬
‫ليس ف طريقه إليه مطر ففيه قولن قال ف القدي ل يوز لنه ل مشقة عليه ف فعل الصلة ف‬
‫وقتها‬
‫وقال ف الملء يوز لن النب صلى ال عليه وسلم كان يمع ف السجد وبيوت أزواجه إل‬
‫السجد وبنب السجد‬
‫باب صلة الوف توز صلة الوف ف قتال الكفار‬
‫لقوله عز وجل } وإذا كنت فيهم فأقمت لم الصلة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم‬
‫فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم { وكذلك يوز ف كل قتال مباح كقتال أهل البغي وقتال‬
‫قطاع الطريق لنه قتال جائز فهو كقتال الكفار وأما ف القتال الظور كقتال أهل العدل وقتال‬
‫أصحاب الموال لخذ أموالم فل يوز فيه صلة الوف لن ذلك رحة وتفيف فل يوز أن‬
‫يتعلق بالعاصي ولن فيه إعانة على العصية وهذا ل يوز‬
‫فصل ف كيف الصلة ف مقابلة العدو وإذا أراد الصلة ل يل إما أن يكون العدو ف جهة القبلة‬
‫أو ف غيها فإن كان ف غي جهة القبلة ول يؤمنوا وف السلمي كثرة جعل المام الناس طائفتي‬
‫طائفة ف وجه العدو وطائفة تصلي معه ويوز أن يصلي بالطائفة الت معه جيع الصلة ث ترج إل‬
‫وجه العدو ث تيء الطائفة الخرى فيصلي بم فيكون متنفل بالثانية وهم مفترضون والدليل عليه‬
‫ما روى أبو بكر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم صلى صلة الوف بالذين خلفه‬
‫ركعتي وبالذين جاءوا ركعتي فكانت للنب صلى ال عليه وسلم أربعا ولؤلء ركعتي ويوز أن‬
‫يصلي بإحدى الطائفتي بعض الصلة وبالخرى البعض وهو أفضل من أن يصلي بكل واحدة‬
‫منهم جيع الصلة لنه أخف فإن كانت الصلة ركعتي صلى بالطائفة الت معه ركعة ويثبت قائما‬
‫وأتت الطائفة لنفسهم وتنصرف إل وجه العدو وتيء الطائفة الخرى ويصلي معهم الركعة‬
‫الت بقيت من صلته ويثبت جالسا وأتت الطائفة الخرى ) بأنفسهم ( ث يسلم بم والدليل‬
‫عليه ما روى صال بن خوات عمن صلى مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم ذات الرقاع‬
‫صلة الوف فذكر مثل ما قلنا‬

‫____________________‬

‫فصل ف مفارقة الطائفة الول للمام وتفارق الطائفة الول المام حكما وفعل فإن لقها سهو‬
‫بعد الفارقة ل يتحمل عنهم المام وإن سها المام ل يلزمهم سهوه وهل يقرأ المام ف نتظاره قال‬
‫ف موضع إذا جاءت الطائفة الثانية قرأ وقال ف موضع يطيل القراءة حت تدركه الطائفة الثانية‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ل يقرأ حت تيء الطائفة الثانية فيقرأ معها لنه قرأ مع‬
‫الطائفة الول قراءة تامة فيجب أن يقرأ مع الثانية أيضا قراءة تامة‬
‫والقول الثان أنه يقرأ وهو الصح لن أفعال الصلة ل تلو من ذكر والقيام ل يصلح لذكر غي‬
‫القراءة فوجب أن يقرأ‬
‫ومن أصحابنا من قال إن أراد أن يقرأ سورة قصية ل يقرأ حت ل يفوت القراءة على الطائفة‬
‫الثانية وإن أراد أن يقرأ سورة طويلة قرأ لنه ل يفوت عليهم القراءة وحل القولي على هذين‬
‫الالي‬
‫وأما الطائفة الثانية فإنم يفارقون المام فعل ول يفارقونه حكما فإن سهوا تمل عنهم المام وإن‬
‫سها المام لزمهم سهوه ومت يفارقونه قال الشافعي رحه ال ف سجود السهو يفارقونه بعد‬
‫التشهد لن السبوق ل يفارق المام إل بعد التشهد وقال ف الم يفارقونه عقيب السجود ف‬
‫الثانية وهو الصح لن ذلك أخف ويفارق السبوق لن السبوق ل يفارق حت يسلم المام‬
‫وهذا يفارق قبل التسليم فإذا قلنا بذا فهل يتشهد المام ف حال النتظار فيه طريقان من‬
‫أصحابنا من قال فيه قولن كالقراءة ومنهم من قال يتشهد قول واحدا أو يالف القراءة فإن ف‬
‫القراءة قد قرأ مع الطائفة الول فلم يقرأ حت تدركه الطائفة الثانية فيقرأ معها والتشهد ل يفعله‬
‫مع الطائفة الول فل ينتظر‬
‫فصل ف كون صلة الوف مغربا وإن كانت الصلة مغربا صلى بإحدى الطائفتي ركعة‬
‫وبالخرى ركعتي وف الفضل قولن قال ف الملء الفضل أن يصلي بالول ركعة وبالثانية‬
‫ركعتي لا روي أن عليا رضي ال عنه صلى ليلة الرير هكذا‬
‫وقال ف الم الفضل أن يصلي بالول ركعتي وبالثانية ركعة وهو الصح لن ذلك أخف لنه‬
‫تتشهد كل طائفة تشهدين وعلى القول الخر تتشهد الطائفة الثانية ثلث تشهدات‬
‫فإن قلنا بقوله ف الملء فارقته الطائفة الول ف القيام ف الركعة الثانية لن ذلك موضع قيامها‬
‫وإذا قلنا بقوله ف الم فارقته بعد التشهد لنه موضع تشهدها وكيف ينتظر المام الطائفة الثانية‬
‫فيه قولن قال ف الختصر ينتظرهم جالسا حت يدركوا معه القيام من أول الركعة لنه إذا‬
‫انتظرهم قائما فاتم معه بعض القيام وقال ف الم إن انتظرهم قائما فحسن وإن انتظرهم جالسا‬
‫فجائز فجعل النتظار قائما أفضل وهو الصح لن القيام أفضل من القعود ولذا قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم صلة القاعد على النصف من صلة القائم‬
‫فصل ف كيف الصلة الرباعية ف الوف وإن كانت الصلة ظهرا أو عصرا أو عشاء وكان ف‬
‫الضر صلى بكل طائفة ركعتي وإن جعلهم أربع فرق وصلى بكل طائفة ركعة ففي صلة المام‬
‫قولن أحدها أنا تبطل لن الرخصة وردت بانتظارين فل توز الزيادة عليهما‬
‫والثان أنا ل تبطل وهو الصح لنه قد يتاج إل أربع انتظارات بأن يكون السلمون أربعمائة‬
‫والعدو ستمائة فيحتاج أن يقف بإزاء العدو ثلثمائة ويصلي بائة مائة ولن النتظار الثالث‬
‫والرابع بالقيام والقراءة واللوس والذكر وذلك ل يبطل الصلة فإن قلنا إن صلة المام ل تبطل‬
‫صحت صلة الطائفة الخية لنم ل يفارقوا المام والطائفة الول والثانية والثالثة فارقوه بغي‬
‫عذر ومن فارق المام بغي عذر ففي بطلن صلته قولن فإن قلنا إن صلة المام تبطل ففي‬
‫وقت بطلنا وجهان قال أبو العباس تبطل‬
‫____________________‬

‫بالنتظار الثالث فتصح صلة الطائفة الول والثانية والثالثة وأما الرابعة فإن علموا ببطلن صلته‬
‫بطلت صلتم وإن ل يعلموا ل تبطل‬
‫وقال أبو إسحق النصوص أنه تبطل صلة المام بالنتظار الثان لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫انتظر الطائفة الول حت فرغت ورجعت إل وجه العدو وجاءت الطائفة الخرى وانتظر ) الثانية‬
‫( بقدر ما أتت صلتا وهذا قد زاد على ذلك لنه انتظر الطائفة الول حت أتت صلتا‬
‫ومضت إل وجه العدو ) وانتظر الثانية حت أتت صلتا ومضت إل وجه العدو ( وجاءت‬
‫الطائفة الثالثة‬
‫وهذا زائد على انتظار رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فعلى هذا إن علمت الطائفة الثالثة بطلت صلتم وإن ل يعلموا ل تبطل‬
‫فصل ف إذا كان العدو قبل القبلة وإن كان العدو من ناحية القبلة ل يسترهم عنهم شيء وف‬
‫السلمي كثرة صلى بم صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم بعسفان فيحرم بالطائفتي ويسجد‬
‫معه الصف الذي يليه فإذا رفعوا سجد الصف الخر فإذا سجد ف الثانية حرس الصف الذي‬
‫سجد ف الول وسجد الصف الخر فإذا رفعوا سجد الصف الخر لا روى جابر وابن عباس‬
‫رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم صلى هكذا‬
‫فصل ف فيما يدع حله ف الصلة ول يمل ف الصلة سلحا نسا ول ما يتأذى به الناس من‬
‫الرمح ف وسط الناس‬
‫وهل يب حل ما سواه قال ف الم يستحب‬
‫وقال بعده يب‬
‫قال أبو إسحاق الروزي فيه قولن أحدها يب لقوله عز وجل } ول جناح عليكم إن كان بكم‬
‫أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم { فدل على أن عليهم جناحا إذا وضعوا من‬
‫غي أذى ول مرض‬
‫والثان ل يب لن السلح إنا يب حله للقتال وهو غي مقاتل ف حال الصلة فلم يب حله‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان السلح يدفع به عن نفسه كالسيف والسكي وجب حله وإن كان‬
‫يدفع به عن نفسه وعن غيه كالرمح والسنان ل يب وحل القولي على هذين الالي والصحيح‬
‫ما قال أبو إسحاق‬
‫فصل ف كيف الصلة إذا اشتد الوف وإن اشتد الوف ول يتمكن من تفريق اليش صلوا‬
‫رجال وركبانا مستقبلي القبلة وغي مستقبليها لقوله عز وجل } فإن خفتم فرجال أو ركبانا {‬
‫قال ابن عمر مستقبلي القبلة وغي مستقبليها‬
‫وروى نافع عن ابن عمر رضي ال عنه إذا كان الوف أكثر من ذلك صلى راكبا وقائما يومىء‬
‫إياء‬
‫قال الشافعي رحه ال ول بأس أن يضرب الضربة ويطعن الطعنة فإن تابع أو عمل ما يطول‬
‫بطلت صلته‬
‫وحكى الشيخ أبو حامد السفرايين عن أب العباس رحهما ال أنه قال إن ل يكن مضطرا إليه‬
‫بطلت صلته وإن كان مضطرا إليه ل تبطل كالشي وحكى عن بعض أصحابنا أنه قال إن اضطر‬
‫إليه فعل ولكن تلزمه العادة كما نقول فيمن ل يد ماء ول ترابا إنه يصلي ويعيد فإن استفتح‬
‫الصلة راكبا ث أمن فنل فإن استدبر القبلة ف النول بطلت صلته لنه ترك القبلة من غي‬
‫خوف وإن ل يستدبر‬
‫قال الشافعي رحه ال بن على صلته لنه عمل قليل فلم ينع البناء‬
‫وإن استفتحها راجل فخاف فركب‬
‫قال الشافعي ابتدأ الصلة وقال أبو العباس إن ل يكن مضطرا إليه‬
‫ابتدأ لنه عمل كثي ل ضررورة به إليه وإن كان مضطرا ل تبطل لنه مضطر إليه فلم تبطل‬
‫كالشي‬
‫وقول أب العباس أقيس والول أشبه بظاهر النص‬
‫فصل ف إعادة صلة الوف إذا رأوا سوادا فظنوه عدوا وصلوا صلة شدة الوف ث بان أنه ل‬
‫يكن عدوا ففيه قولن أحدها تب العادة لنه فرض فلم يسقط بالطإ كما لو ظن أنه أتى‬
‫بفرض ث علم أنه ل يأت به‬
‫والثان ل إعادة عليه وهو الصح لن العلة ف جواز الصلة شدة الوف والعلة موجودة ف حال‬
‫الصلة فوجب أن يزئه كما لو رأى عدوا فظن أنم على قصده فصلى بالياء ث علم أنم ل‬
‫يكونوا على قصده‬
‫فأما إذا رأى العدو فخافهم فصلى صلة شدة الوف ث بان أنه كان بينهم حاجز من خندق أو‬
‫ماء ففيه طريقان من أصحابنا من قال على قولي كالت قبلها ومنهم من قال تب العادة ههنا‬
‫قول واحدا لنه فرط ف ترك تأمل الانع فلزمه العادة‬
‫فأما إذا غشيه سيل أو طلبه سبع جاز أن يصلي صلة شدة الوف فإذا أمن ل تلزمه العادة‬
‫____________________‬

‫قال الزن قياس قول الشافعي رحه ال أن العادة عليه لنه عذر نادر والذهب الول لن جنس‬
‫الوف معتاد فسقط الفرض بميعه‬
‫باب ما يكره لبسه وما ل يكره يرم على الرجل استعمال الديباج والرير ف اللبس واللوس‬
‫وغيها لا روى حذيفة قال نانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن لبس الرير والديباج وأن‬
‫نلس عليه وقال هو لم ف الدنيا ولكم ف الخرة فإن كان بعض الثوب إبريسما وبعضه قطنا‬
‫فإن كان البريسم أكثر ل يل وإن كان أقل كالز لمته صوف وسداه إبريسم حل لا روي عن‬
‫ابن عباس قال إنا نى النب صلى ال عليه وسلم عن الثوب الصمت من الرير فأما العلم وسدا‬
‫الثوب فليس به بأس ولن السرف يظهر بالكثر دون القل‬
‫وإن كان نصفي ففيه وجهان أحدها أنه يرم لنه ليس الغالب اللل‬
‫والثان أنه يل وهو الصح لن التحري يثبت بغلبة الرم والرم ليس بغالب‬
‫إن كان ف الثوب قليل من الرير والديباج كالبة الكفوفة بالرير واليب بالديباج وما أشبههما‬
‫ل يرم ذلك لا روى علي رضي ال عنه قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الرير إل ف‬
‫موضع أصبعي أو ثلث أو أربع‬
‫وروي أنه كان للنب صلى ال عليه وسلم جبة مكفوفة اليب والكمي والفرجي بالديباج فإن‬
‫كان له جبة مشوة بالبريسم ل يرم لبسها لن السرف فيها غي ظاهر‬
‫فصل ف توقى لبس الديباج قال ف الم وإن توقى الارب لبس الديباج كان أحب إل فإن لبسه‬
‫فل بأس والدليل عليه أنه يصنه وينع من وصول السلح إليه‬
‫وإن احتاج إل لبس الرير للحكة جاز لا روى أنس أن النب صلى ال عليه وسلم رخص لعبد‬
‫الرحن بن عوف والزبي بن العوام رضي ال عنهما ف لبس الرير من الكة‬
‫فصل ف حرمة الذهب على الرجال فأما الذهب فل يل للرجال استعماله لا روى علي رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الرير والذهب إن هذين حرام على ذكور أمت حل‬
‫لناثها ول فرق ف الذهب بي القليل والكثي لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن‬
‫التختم بالذهب فحرم الات مع قلته ولن السرف ف الميع ظاهر‬
‫وإن كان ف الثوب ذهب قد صدىء وتغي بيث ل يبي ل يرم لبسه لنه ليس فيه سرف ظاهر‬
‫وإن كان له درع منسوج بالذهب أو بيضة مطلية بالذهب وأراد لبسها ف الرب فإن وجد ما‬
‫يقوم مقامه ل يز وإن ل يد وفاجأته الرب جاز لنه موضع ضرورة فإن اضطر إل استعمال‬
‫الذهب جاز لا روي أن عرفجة بن أسعد أصيب أنفه يوم الكلب فاتذ أنفا من فضة فأنت عليه‬
‫فأمره النب صلى ال عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب‬
‫ويل للنساء لبس الرير ولبس اللي من الذهب لديث علي كرم ال وجهه‬
‫فصل فيما يوز من اللود ويوز أن يلبس دابته وأداته جلد ما سوى الكلب والنير لنه إن‬
‫كان مدبوغا فهو طاهر وإن كان غي مدبوغ فالنع من استعماله للنجاسة ول تعبد على الدابة‬
‫والداة‬
‫وأما جلد الكلب والنير فل يوز استعماله ف شيء من ذلك لن النير ل يل‬
‫____________________‬

‫النتفاع به والكلب ل يل إل لاجة وهو الصيد وحفظ الاشية والدليل عليه قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم من اقتن كلبا إل كلب صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قياطان ول حاجة إل‬
‫النتفاع بلده بعد الدباغ فلم يل وبال التوفيق‬
‫باب صلة المعة صلة المعة واجبة لا روى جابر رضي ال عنه‬
‫قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال اعلموا أن ال تعال فرض عليكم المعة فمن‬
‫تركها ف حيات أو بعد موت وله إمام عادل أو جائر استخفافا أو جحودا فل جع ال له شله ول‬
‫بارك له ف أمره‬
‫فصل فيمن ل تب عليه المعة ول تب المعة على صب ول منون لنه ل تب عليهما سائر‬
‫الصلوات فالمعة أول ول تب على الرأة لا روى جابر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم من كان يؤمن بال واليوم الخر فعليه المعة إل على امرأة أو مسافر أو عبد أو‬
‫مريض ولنا تتلط بالرجال وذلك ل يوز ول تب على السافر للخب ولنه مشغول بالسفر‬
‫وأسبابه فلو أوجبنا عليه انقطع عنه ول تب على العبد للخب ولنه ينقطع عن خدمة موله ول‬
‫تب على الريض للخب ولنه يشق عليه القصد‬
‫وأما العمى فإنه إن كان له قائد لزمه وإن ل يكن له قائد ل تلزمه لنه ياف الضرر مع عدم‬
‫القائد ول ياف مع القائد ول تب على القيم ف موضع ل يسمع النداء من البلد الذي تقام فيه‬
‫المعة أو القرية الت تقام فيها المعة لا روى عبد ال بن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال المعة على من سع النداء والعتبار ف ساع النداء أن يقف الؤذن ف طرف‬
‫البلد والصوات هادئة والريح ساكنة وهو مستمع فإذا سع لزمه وإن ل يسمع ل تلزمه‬
‫ول تب على خائف على نفسه أو ماله لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال من سع النداء فلم يبه فل صلة له إل من عذر قالوا يا رسول ال وما العذر قال‬
‫خوف أو مرض‬
‫ول تب على من ف طريقه إل السجد مطر يبل ثيابه لنه يتأذى بالقصد ول تب على من له‬
‫مريض ياف ضياعه لن حق السلم آكد من فرض المعة‬
‫ول تب على من له قريب أو صهر أو ذو ود ياف موته لا روي أنه استصرخ على سعيد بن‬
‫زيد وابن عمر يسعى إل المعة فترك المعة ومضى إليه وذلك لا بينهما من القرابة فإنه ابن عمه‬
‫ولنه يلحقه بفوات ذلك من الل أكثر ما يلحقه من مرض أو أخذ مال‬
‫فصل فيمن ل جعة عليه إذا حضر السجد ومن ل جعة عليه ل تب عليه وإن حضر الامع إل‬
‫الريض ومن ف طريقه مطر لنه إنا ل تب عليهما للمشقة وقد زالت بالضور وإن اتفق يوم عيد‬
‫ويوم جعة فحضر أهل السواد فصلوا العيد جاز أن ينصرفوا ويتركوا المعة لا روي أن عثمان‬
‫رضي ال عنه قال ف خطبته أيها الناس قد اجتمع عيدان ف يومكم هذا فمن أراد من أهل العالية‬
‫أن يصلي معنا المعة فليصل ومن أراد أن ينصرف فلينصرف ول ينكر عليه أحد ولنم إذا‬
‫قعدوا ف البلد ل يتهيأوا بالعيد فإن خرجوا ث رجعوا للجمعة كان عليهم ف ذلك مشقة والمعة‬
‫تسقط بالشقة‬
‫ومن أصحابنا من قال تب عليهم المعة لن من لزمته المعة ف غي يوم العيد وجبت عليه ف‬
‫يوم العيد كأهل البلد والنصوص ف الم هو الول‬
‫فصل ف التخيي بي الظهر والمعة ومن ل جعة عليه مي بي الظهر والمعة فإن صلى المعة‬
‫أجزأه عن الظهر لن المعة إنا سقطت عنه لعذر فإذا حل على نفسه وفعل أجزأه كالريض إذا‬
‫حل على نفسه فصلى من قيام‬
‫وإذا أراد أن يصلي الظهر جاز لنه فرضه غي أن الستحب أل يصلي حت يعلم أن المعة قد‬
‫فاتت لنه ربا زال العذر فيصلى المعة‬
‫فإن صلى ف أول الوقت ث زال عذره والوقت باق ل تب عليه المعة‬
‫وقال أبو بكر بن الداد الصري إذا صلى الصب الظهر ث بلغ والوقت باق لزمه المعة‬
‫وإن صلى غيه من العذورين‬
‫____________________‬

‫ل تلزمه المعة لن ما صلى الصب ليس بفرض وما صلى غيه فرض‬
‫والذهب الول لن الشافعي نص على أن الصب إذا صلى ف غي يوم المعة الظهر ث بلغ‬
‫والوقت باق ل تب عليه إعادة الظهر فكذلك المعة‬
‫وإن صلى العذور الظهر ث صلى المعة سقط الفرض بالظهر وكانت المعة نافلة‬
‫وحكى أبو إسحاق الروزي أنه قال ف القدي يتسب ال له بأيتهما شاء والصحيح هو الول‬
‫وإن أخر العذور الصلة حت فاتت المعة صلى الظهر ف الماعة‬
‫قال الشافعي رحه ال وأحب إخفاء الماعة لئل يتهموا ف الدين‬
‫قال أصحابنا فإن كان عذرهم ظاهرا ل يكره إظهار الماعة لنم ل يتهمون مع ظهور العذر‬
‫وأما من تب عليه المعة فل يوز له أن يصلي الظهر قبل فوات المعة فإنه ماطب بالسعي إل‬
‫المعة فإن صلى الظهر قبل صلة المام ففيه قولن قال ف القدي يزئه لن الفرض هو الظهر‬
‫لنه لو كان الفرض هو المعة لوجب قضاؤها كسائر الصلوات‬
‫وقال ف الديد ل يزئه ويلزمه إعادتا وهو الصحيح لن الفرض هو المعة لنه لو كان الفرض‬
‫هو الظهر والمعة بدل عنه لا أث بترك المعة إل الظهر كما ل يأث بترك الصوم إل العتق ف‬
‫الكفارة‬
‫وقال أبو إسحاق أن اتفق أهل بلد على فعل الظهر أثوا بترك المعة إل أنه يزئهم لن كل‬
‫واحد منهم ل تنعقد به المعة‬
‫والصحيح أنه ل يزئهم على قوله الديد لنم صلوا الظهر وفرض المعة متوجه عليهم‬
‫فصل ف السفر قبيل المعة ومن لزمته المعة وهو يريد السفر فإن كان ياف فوت السفر جاز‬
‫له ترك المعة لنه ينقطع عن الصحبة فينتظر وإن ل يف الفوت ل يز أن يسافر بعد الزوال لن‬
‫الفرض قد توجه عليه فل يوز تفويته بالسفر‬
‫وهل يوز قبل الزوال فيه قولن أحدها يوز لنه ل تب عليه فلم يرم التفويت كبيع الال قبل‬
‫الول‬
‫والثان ل يوز وهو الصح لنه وقت لوجوب التسبب بدليل أن من كان داره على بعد لزمه‬
‫القصد قبل الزوال ووجوب التسبب كوجوب الفعل فإذا ل يز السفر بعد وجوب الفعل ل يز‬
‫بعد وجوب التسبب‬
‫فصل ف البيع قبيل المعة وأما البيع فينظر فيه فإن كان قبل الزوال ل يكره له وإن كان بعد‬
‫الزوال وقبل ظهور المام كره فإن ظهر المام وأذن الؤذن حرم لقوله تعال } إذا نودي للصلة‬
‫من يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال وذروا البيع { فإن تبايع رجلن أحدها من أهل فرض المعة‬
‫والخر ليس من أهل الفرض أثا جيعا لن أحدها توجه عليه الفرض وقد اشتغل عنه والخر‬
‫شغله عن الفرض ول يبطل البيع لن النهي ل يتص بالعقد فلم ينع الصحة كالصلة ف أرض‬
‫مغصوبة‬
‫فصل ف اشتراط البنية التمعة ول تصح المعة إل ف أبنية متمعة يستوطنها من تنعقد بم‬
‫المعة ف بلد أو قرية لنه ل تقم المعة ف عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ول ف أيام‬
‫اللفاء إل ف بلد أو قرية ول ينقل أنا أقيمت ف بدو‬
‫فإن خرج أهل البلد إل خارج البلد فصلوا المعة ل يز لنه ليس بوطن فلم تصح فيه المعة‬
‫كالبدو‬
‫وإن اندم البلد فأقام أهله على عمارته فحضرت المعة لزمهم إقامتها لنم ف موضع الستيطان‬
‫فصل ف اشتراط العدد للجمعة ول تصح المعة إل بأربعي نفسا لا روى جابر رضي ال عنه قال‬
‫مضت السنة أن ف كل ثلثة إماما وف كل أربعي فما فوق ذلك جعة وأضحى وفطر ومن شرط‬
‫العدد أن يكونوا رجال أحرارا عقلء مقيمي ف الوضع‬
‫فأما النساء والعبيد والسافرون فل تنعقد بم المعة لنه ل تب عليهم المعة فل تنعقد بم‬
‫كالصبيان‬
‫وهل تنعقد بقيمي غي مستوطني فيه وجهان قال أبو علي بن أب هريرة تنعقد بم لنه تلزمهم‬
‫المعة فانعقدت بم كالستوطني‬
‫وقال أبو إسحاق ل تنعقد بم لن النب صلى ال عليه وسلم خرج إل عرفات وكان معه أهل‬
‫مكة وهم ف ذلك الوضع مقيمون غي مستوطني فلو انعقدت بم المعة لقامها فإن أحرم‬
‫بالعدد ث انفضوا عنه ففيه ثلثة أقوال أحدها إن نقص العدد عن أربعي ل تصح المعة لنه‬
‫شرط ف المعة فشرط ف جيعها كالوقت‬
‫والثان إن بقي معه اثنان أت المعة لنم يصيون ثلثة‬
‫وذلك جع مطلق فأشبه الربعي‬
‫والثالث إن بقي معه واحد أت المعة لن الثني جاعة‬
‫وخرج الزن رحه ال قولي آخرين أحدها إن بقي وحده جاز أن يتم المعة كما قال الشافعي‬
‫رحه ال ف إمام أحرم بالمعة ث أحدث أنم يتمون صلتم وحدانا ركعتي‬
‫والثان إن كان قد صلى ركعة ث انفضوا أت المعة‬
‫____________________‬

‫وإن انفضوا قبل الركعة ل يتم المعة كما قال ف السبوق إذا أدرك مع المام ركعة أت المعة‬
‫وإن ل يدرك ركعة أت الظهر‬
‫فمن أصحابنا من أثبت القولي وجعل ف السألة خسة أقوال‬
‫ومنهم من ل يثبت فقال إذا أحدث المام يبنون على صلتم لن الستخلف ل يوز على هذا‬
‫القول فيبنون على صلتم على حكم الماعة مع المام وههنا المام ل تتعلق صلته بصلة من‬
‫خلفه‬
‫وأما السبوق فإنه يبن على جعة تت شروطها وههنا ل تتم جعة فيبن المام عليها‬
‫فصل ف وقت المعة ول تصح المعة إل ف وقت الظهر لنما فرضا وقت واحد فلم يتلف‬
‫وقتهما كصلة السفر وصلة الضر‬
‫فإن خطب قبل دخول الوقت ل تصح لن المعة ردت إل ركعتي بالطبة فإذا ل تز الصلة قبل‬
‫الوقت ل تز الطبة فإن دخل فيها ف وقتها ث خرج الوقت ل يز فعل المعة لنه ل يوز‬
‫ابتداؤها بعد خروج الوقت فل يوز إتامها كالج ويتم الظهر لنه فرض رد من أربع إل ركعتي‬
‫بشرط يتص به فإذا زال الشرط أت كالسافر إذا دخل ف الصلة ث قدم قبل أن يتم‬
‫وإن أحرم با ف الوقت ث شك هل خرج الوقت أت المعة لن الصل بقاء الوقت وصحة‬
‫الفرض فل يبطل بالشك‬
‫وإن ضاق وقت الصلة ورأى أنه إن خطب خطبتي خفيفتي وصلى ركعتي ل يذهب الوقت‬
‫لزمهم المعة وإذا رأى أنه ل يكن ذلك صلى الظهر‬
‫فصل ف خطبت المعة ول تصح المعة حت يتقدمها خطبتان لا روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال صلوا كما رأيتمون أصلي ول يصل المعة إل بطبتي وروي ابن عمر رضي ال عنه‬
‫قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب يوم المعة خطبتي يلس بينهما ولن السلف‬
‫قالوا إنا قصرت المعة لجل الطبة فإذا ل يطب رجع إل الصل ومن شرط الطبة العدد‬
‫الذي تنعقد به المعة لقوله تعال } إذا نودي للصلة من يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال {‬
‫والذكر الذي يفعل بعد النداء هو الطبة ولنه ذكر شرط ف صحة المعة فشرط فيه العدد‬
‫كتكبية الحرام فإن خطب بالعدد ث انفضوا وعادوا قبل الحرام فإن ل يطل الفصل صلى‬
‫المعة لنه ليس بأكثر من الصلتي الموعتي ث الفصل اليسي ل ينع المع فكذلك ل ينع‬
‫المع بي الطبة والصلة‬
‫وإن طال الفصل قال الشافعي رحه ال أحببت أن يبتدىء الطبة ث يصلي بعدها المعة فإن ل‬
‫يفعل صلى الظهر‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو العباس تب إعادة الطبة ث يصلي بعدها المعة لن الطبة مع‬
‫الصلة كالصلتي الموعتي فكما ل يوز الفصل الطويل بي الصلتي ل يز بي الطبة‬
‫والصلة وما نقله الزن ل يعرف‬
‫وقال أبو إسحاق يستحب أن يعيد الطبة لنه ل يأمن أن ينفضوا مرة أخرى فجعل ذلك عذرا ف‬
‫جواز البناء‬
‫وأما الصلة فإنا واجبة لنه يقدر على فعلها‬
‫فإن صلى بم الظهر جاز بناء على أصله إذا اجتمع أهل بلد على ترك المعة ث صلوا الظهر‬
‫أجزأهم‬
‫وقال بعض أصحابنا يستحب إعادة الطبة والصلة على ظاهر النص لنم انفضوا عنه مرة فل‬
‫يأمن أن ينفضوا عنه ثانيا فصار ذلك عذرا ف ترك المعة ومن شرطهما القيام مع القدرة والفصل‬
‫بينهما باللسة لا روى جابر بن سرة قال كان النب صلى ال عليه وسلم يطب قائما ث يلس ث‬
‫يقوم فيقرأ آيات ويذكر ال عز وجل ولنه إحدى فرضي المعة فوجب فيه القيام والقعود‬
‫كالصلة‬
‫وهل تشترط فيها الطهارة فيه قولن قال ف القدي تصح من غي طهارة لنه لو افتقر إل الطهارة‬
‫لفتقر إل استقبال القبلة كالصلة‬
‫وقال ف الديد ل تصح من غي طهارة لنه ذكر شرط ف المعة فشرط فيه الطهارة كتكبية‬
‫الحرام‬
‫وفرضها أربعة أشياء‬
‫أحدها أن يمد ال تعال لا روى جابر ) بن سرة ( أن النب صلى ال عليه وسلم خطب يوم‬
‫المعة فحمد ال وأثن عليه ث يقول على أثر ذلك وقد عل صوته واشتد غضبه واحرت وجنتاه‬
‫كأنه منذر جيش ث يقول بعثت أنا والساعة كهاتي وأشار بأصبعيه الوسطى والت تلي البام ث‬
‫يقول إن أفضل الديث كتاب ال وخي الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫وشر المور مدثاتا وكل بدعة ضللة من ترك مال فلهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإل‬
‫والثان أن يصلي على رسول ال صلى ال عليه وسلم لن كل عبادة افتقرت إل ذكر ال عز‬
‫وجل افتقرت إل ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم كالذان والصلة‬
‫والثالث الوصية بتقوى ال عز وجل لديث جابر ولن القصد من الطبة الوعظة فل يوز‬
‫الخلل با‬
‫والرابع أن يقرأ آية من القرآن لديث جابر بن سرة ولنه أحد فرضي المعة فوجب فيه القراءة‬
‫كالصلة‬
‫ويب ذكر ال تعال وذكر رسوله صلى ال عليه وسلم والوصية ف الطبتي وف قراءة القرآن‬
‫وجهان أحدها أنا تب ف الطبتي لن ما وجب ف أحد الطبتي وجب ف الخرى كذكر ال‬
‫تعال وذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم والوصية‬
‫والثان ل تب إل ف إحدى الطبتي وهو النصوص لنه ل ينقل عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أكثر من أنه قرأ ف الطبة وهذا ل يقتضي أكثر من مرة‬
‫ويستحب أن يقرأ سورة } ق { لن النب صلى ال عليه وسلم كان يقرؤها ف الطبة فإن قرأ آية‬
‫فيها سجدة فنل وسجد جاز لن النب صلى ال عليه وسلم فعل ذلك ث فعل عمر رضي ال عنه‬
‫بعده فإن فعل هذا وأطال الفصل ففيه قولن قال ف القدي يبن وقال ف الديد يستأنف وهل‬
‫يب الدعاء فيه وجهان أحدها يب رواه الزن ف أقل ما يقع عليه اسم الطبة‬
‫ومن أصحابنا من قال يستحب وأما الدعاء للسلطان فل يستحب لا روي أنه سئل عطاء عن‬
‫ذلك فقال إنه مدث وإنا كانت الطبة تذكيا‬
‫فصل ف سنن الطبة وسننها أن تكون على منب لن النب صلى ال عليه وسلم كان يطب على‬
‫النب ولنه أبلغ ف العلم‬
‫ومن سننها إذا صعد على النب ث أقبل على الناس أن يسلم عليهم لا روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا صعد النب يوم المعة واستقبل الناس قال السلم عليكم ولنه استدبر الناس ف‬
‫صعوده فإذا أقبل عليهم يسلم‬
‫ومن سننها أن يلس إذا سلم حت يؤذن الؤذن لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان إذا خرج يوم المعة جلس يعن على النب حت يسكت الؤذن ث قام فخطب‬
‫ويقف على الدرجة الت تلي الستراح ) لن النب صلى ال عليه وسلم كان يقف على هذه‬
‫الدرجة ( ولن ذلك أمكن‬
‫ويستحب أن يعتمد على قوس أو عصا لا روى الكم بن حزن قال وفدت على النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فشهدت معه المعة فقام متوكئا على قوس أو عصا فحمد ال وأثن عليه كلمات‬
‫خفيفات طيبات مباركات ولن ذلك أمكن له فإن ل يكن معه شيء سكن يديه‬
‫ومن سننها أن يقبل على الناس ول يلتفت يينا ول شال لا روى سرة بن جندب أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كان إذا خطبنا استقبلناه بوجوهنا واستقبلنا بوجهه‬
‫ويستحب أن يرفع صوته لديث جابر عل صوته واشتد غضبه ولنه أبلغ ف العلم‬
‫قال الشافعي رحه ال ويكون كلمه مترسل مبينا معربا من غي تغن ول تطيط لن ذلك أحسن‬
‫وأبلغ‬
‫ويستحب أن يقصر الطبة لا روي عن عثمان رضي ال عنه أنه خطب وأوجز فقيل له لو كنت‬
‫تنفست فقال سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول قصر خطبة الرجل مئنة ) من ( فقهه فأطيلوا‬
‫الصلة وأقصروا الطبة‬
‫فصل ف المعة ركعتان والمعة ركعتان لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال صلة الضحى‬
‫ركعتان وصلة الفطر ركعتان وصلة السفر ركعتان‬
‫____________________‬

‫وصلة المعة ركعتان وصلة السفر ركعتان تام غي قصر على لسان نبيكم وقد خاب من‬
‫افترى ولنه نقل اللف عن السلف‬
‫والسنة أن يقرأ ف الركعة الول بعد الفاتة سورة المعة وف الثانية النافقون لا روى عبد ال بن‬
‫أب رافع قال استخلف مروان أبا هريرة على الدينة فصلى بالناس المعة فقرأ بالمعة والنافقي‬
‫فقلت يا أبا هريرة قرأت سورتي سعت عليا قرأها قال سعت حبيب أبا القاسم صلى ال عليه‬
‫وسلم قرأها‬
‫والسنة أن تهر فيهما بالقراءة لنه نقل اللف عن السلف‬
‫باب هيئة المعة والتبكي السنة لن أراد المعة أن يغتسل لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من جاء منكم المعة فليغتسل‬
‫ووقته ما بعد طلوع الفجر إل أن يدخل ف الصلة فإن اغتسل قبل طلوع الفجر ل يزه لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم غسل يوم المعة واجب على كل متلم فعلقه على اليوم‬
‫والفضل أن يغتسل عند الرواح لديث ابن عمر رضي ال عنهما ولنه إنا يراد لقطع الروائح‬
‫فإذا فعله عند الرواح كان أبلغ ف القصود فإن ترك الغسل جاز لا روى سرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال من توضأ فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل فإن كان جنبا فنوى بالغسل‬
‫النابة والمعة أجزأه عنهما كما لو اغتسلت الرأة فنوت النابة واليض‬
‫وإن نوى النابة ول ينو المعة أجزأه عن النابة وف المعة قولن أحدها يزئه لنه يراد‬
‫للتنظيف وقد حصل ذلك‬
‫والثان ل يزئه لنه ل ينوه فأشبه إذا اغتسل من غي نية‬
‫وإن نوى المعة ول ينو النابة ل يزئه عن النابة‬
‫وف المعة وجهان أحدها وهو الذهب أنه يزئه عنها لنه نواها‬
‫والثان ل يزئه لن غسل المعة يراد للتنظيف والتنظيف ل يصل مع بقاء النابة‬
‫ويستحب أن يتنظف بسواك‬
‫وأخذ الظفر والشعر وقطع الروائح ويتطيب ويلبس أحسن ثيابه لا روى أبو سعيد الدري وأبو‬
‫هريرة رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال من اغتسل يوم المعة واست ومس من‬
‫طيب إن كان عنده ولبس أحسن ثيابه وخرج حت يأت السجد ول يتخط رقاب الناس ث ركع ما‬
‫شاء ال أن يركع وأنصت إذا خرج المام كانت كفارة ما بينها وبي المعة‬
‫وأفضل الثياب البياض لا روى سرة بن جندب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم البسوا‬
‫الثياب البيض فإنا أطهر وأطيب ويستحب للمام من الزينة أكثر ما يستحب لغيه لنه يقتدى به‬
‫والفضل أن يعتم ويرتدي ببد لن النب صلى ال عليه وسلم كان يفعل ذلك‬
‫فصل ف فضل التبكي للجمعة ويستحب أن يبكر إل المعة لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال من اغتسل يوم المعة‬
‫____________________‬

‫غسل النابة ث راح ف الساعة الول فكأنا قرب بدنة ومن راح ف الساعة الثانية فكأنا قرب‬
‫بقرة ومن راح ف الساعة الثالثة فكأنا قرب كبشا أقرن ومن راح ف الساعة الرابعة فكأنا قرب‬
‫دجاجة ومن راح ف الساعة الامسة فكأنا قرب بيضة فإذا خرج المام حضرت اللئكة‬
‫يسمعون الذكر وطويت الصحف وتعتب الساعات من حي طلوع الفجر لنه أول اليوم وبه‬
‫يتعلق جواز الغسل‬
‫ومن أصحابنا من قال تعتب من حي طلوع الشمس وليس بشيء‬
‫ويستحب أن يشي إليها وعليه السكينة والوقار لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إذا أتيتم الصلة فل تأتوها وأنتم تسعون ولكن ائتوها وأنتم تشون‬
‫وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا‬
‫ويستحب أل يركب من غي عذر لا روى أوس بن أوس عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أنه قال من غسل واغتسل يوم المعة وبكر وابتكر ومشى ول يركب ودنا من المام واستمع ول‬
‫يلغ كان له بكل خطوة أجر عمل سنة صيامها وقيامها‬
‫ول يشبك بي أصابعه لقوله صلى ال عليه وسلم إن أحدكم ف الصلة ما دام يعمد إل الصلة‬
‫ويستحب أن يدنو من المام لديث أوس ول يتخطى رقاب الناس لديث أب سعيد وأب هريرة‬
‫رضي ال عنهما‬
‫قال الشافعي رحه ال وإذا ل يكن للمام طريق ل يكره له أن يتخطى رقاب الناس فإن دخل رجل‬
‫وليس له موضع وبي يديه فرجة ل يصل إليها إل بأن يتخطى رجل أو رجلي ل يكره له لنه‬
‫يسي وإن كان بي يديه خلق كثي فإن رجا إذا قاموا إل الصلة أن يتقدموا جلس حت يقوموا‬
‫وإن ل يرج أن يتقدموا جاز أن يتخطى ليصل إل الفرجة ول يوز أن يقيم رجل من موضعه‬
‫ليجلس فيه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يقم الرجل‬
‫الرجل من ملسه ث يلس فيه ولكن يقول تفسحوا أو توسعوا فإن قام رجل وأجلسه مكانه‬
‫باختياره جاز له أن يلس‬
‫وأما صاحب الوضع فإنه إن كان الوضع الذي ينتقل إليه دون الوضع الذي كان فيه ف القرب‬
‫من المام كره له ذلك لنه آثر غيه ف القربة‬
‫وإن فرش لرجل ثوب فجاء آخر ل يلس عليه فإن أراد أن ينحيه ويلس مكانه جاز‬
‫وإن قام رجل من موضعه لاجة فجلس رجل مكانه ث عاد فالستحب أن يرد الوضع إليه لا روى‬
‫أبو هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قام أحدكم من ملسه ث‬
‫رجع فهو أحق به قال الشافعي رحه ال وأحب إذا نعس ووجد موضعا ل يتخطى فيه غيه أن‬
‫يتحول لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا نعس أحدكم ف‬
‫ملسه يوم المعة فليتحول إل غيه‬

‫____________________‬

‫فصل فيما يفعله قبل المعة وإن حضر قبل الطبة اشتغل بذكر ال والصلة‬
‫ويستحب أن يقرأ يوم المعة سورة الكهف لا روي عن ابن عمر رضي ال عنه أنه قال من قرأ‬
‫سورة الكهف يوم المعة غفر له ما بي المعة إل المعة‬
‫ويكثر من الصلة على رسول ال صلى ال عليه وسلم ف يوم المعة وليلتها لا روى أوس بن‬
‫أوس رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن من أفضل أيامكم يوم المعة‬
‫فأكثروا علي من الصلة فيه فإن صلتكم معروضة علي‬
‫ويكثر من الدعاء لن فيه ساعة يستجاب فيها الدعوة فلعله يصادف ذلك وإذا جلس المام على‬
‫النب انقطع التنفل لا روي عن ثعلبة بن أب مالك قال قعود المام يقطع السبحة وكلمه يقطع‬
‫الكلم وإنم كانوا ل يزالون يتحدثون يوم المعة وعمر بن الطاب رضي ال عنه جالس على‬
‫النب فإذا سكت الؤذن قام عمر فلم يتكلم أحد حت يقضي الطبتي فإذا أقيمت الصلة ونزل‬
‫عمر تكلموا ولن النفل ف هذه الالة ينع الستماع إل ابتداء الطبة فكره فإن دخل رجل‬
‫والمام على النب صلى تية السجد لا روى جابر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال إذا جاء أحدكم والمام يطب فليصل ركعتي فإن دخل والمام ف آخر الطبة ل‬
‫يصل لنه يفوته أول الصلة مع المام وهو فرض فل يوز أن يشتغل عنها بالنفل‬
‫فصل ف الكلم قبل الطبة والنصات أثناءها ويوز الكلم قبل أن يبتدىء الطبة لا رويناه من‬
‫حديث ثعلبة بن أب مالك ويوز إذا جلس المام بي الطبتي وإذا نزل من النب قبل أن يدخل ف‬
‫الصلة لا روى أنس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ينل من النب يوم المعة فيقوم‬
‫معه الرجل فيكلمه ف الاجة ث ينتهي إل مصله فيصلي ولنه ليس بال صلة ول حال إساع‬
‫فلم ينع من الكلم‬
‫وإذا بدأ بالطبة أنصت لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫توضأ فأحسن الوضوء ث أنصت للمام يوم المعة حت يفرغ من صلته كفر له ما بي المعة إل‬
‫المعة وزيادة ثلثة أيام وهل يب النصات فيه قولن أحدها يب لا روى جابر قال دخل ابن‬
‫مسعود والنب صلى ال عليه وسلم يطب فجلس إل أب فسأله عن شيء فلم يرد عليه فسكت‬
‫حت صلى النب صلى ال عليه وسلم فقال له ما منعك أن ترد علي فقال إنك ل تشهد معنا‬
‫المعة قال ول قال لنك تكلمت والنب صلى ال عليه وسلم يطب فقام ابن مسعود فدخل علي‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فذكر له فقال صدق أب وأطع أبيا‬
‫والثان يستحب وهو الصح لا روى أنس رضي ال عنه قال دخل رجل والنب صلى ال عليه‬
‫وسلم قائم على النب يوم المعة فقال مت الساعة فأشار الناس إليه أن اسكت فقال له رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عند الثالثة ما أعددت لا قال حب ال ورسوله قال إنك مع من أحببت‬
‫فإن رأى رجل ضريرا يقع ف بئر أو رأى عقربا تدب إليه ل يرم عليه كلمه قول واحدا لن‬
‫النذار يب لق الدمي والنصات لق ال تعال ومبناه على السامة وإن سلم عليه رجل أو‬
‫عطس فإن قلنا يستحب النصات رد السلم وشت العاطس‬
‫وإن قلنا يب النصات ل يرد السلم ول يشمت العاطس لن السلم سلم ف غي موضعه فلم يرد‬
‫عليه وتشميت العاطس سنة فل يترك له النصات الواجب‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يرد السلم لن السلم مفرط ويشمت العاطس لن العاطس غي مفرط‬
‫ف العطاس وليس بشيء‬
‫فصل مت يدرك المعة ومن دخل والمام ف الصلة أحرم با فإن أدرك معه الركوع من الثانية‬
‫فقد أدرك المعة فإذا سلم المام أضاف إليها أخرى وإن ل يدرك الركوع فقد فاتت المعة فإذا‬
‫سلم المام أت الظهر لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫أدرك ركعة من المعة فليصل إليها أخرى‬
‫فصل ف الزاحة ف السجود فإن زوحم الأموم عن السجود ف المعة نظرت فإن قدر أن يسجد‬
‫على ظهر إنسان لزمه أن يسجد لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال إذا اشتد الزحام فليسجد‬
‫أحدكم على ظهر أخيه‬
‫وقال بعض أصحابنا فيه قول آخر قاله ف القدي أنه باليار إن شاء سجد على ظهر إنسان وإن‬
‫شاء ترك حت يزول الزحام لنه إذا سجد حصلت له فضيلة التابعة وإذا انتظر زوال الزحة‬
‫حصلت له فضيلة السجود على الرض فخي بي الفضيلتي‬
‫والول أصح لن ذلك يبطل بالريض إذا عجز عن السجود‬
‫____________________‬

‫على الرض فإنه يسجد على حسب حاله ول يؤخر وإن كان ف التأخي فضيلة السجود على‬
‫الرض وإن ل يقدر على السجود بال انتظر حت يزول الزحام فإن زال الزحام ل يل إما أن‬
‫يدرك المام قائما أو راكعا أو رافعا من الركوع أو ساجدا فإن أدركه قائما سجد ث تبعه لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أجاز ذلك بعسفان للعذر والعذر ههنا موجود فوجب أن يوز فإن‬
‫فرغ من السجود فأدرك المام راكعا ف الثانية ففيه وجهان أحدها يتبعه ف الركوع ول يقرأ‬
‫كمن حضر والمام راكع‬
‫والثان أنه يشتغل با عليه من القراءة لنه أدرك مع المام مل القراءة بلف من حضر والمام‬
‫راكع‬
‫فصل فيمن يدرك المام بعد الزحام فإن زال الزحام فأدرك المام رافعا من الركوع أو ساجدا‬
‫سجد معه لن هذا موضع سجوده وحصلت له ركعة ملفقة‬
‫وهل يدرك با المعة فيه وجهان قال أبو إسحاق يدرك لقوله صلى ال عليه وسلم من أدرك من‬
‫المعة ركعة فليضف إليها أخرى‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة ل يدرك لن المعة صلة كاملة فل تدرك إل بركعة كاملة وهذه‬
‫ركعة ملفقة‬
‫فصل ف إذا أدركه راكعا وإن زال الزحام وأدرك المام راكعا ففيه قولن أحدها يشتغل بقضاء‬
‫ما فاته ث يركع لنه شارك المام ف جزء من الركوع فوجب أن يسجد كما لو زالت الزحة‬
‫فأدركه قائما‬
‫والثان يتبع المام ف الركوع لنه أدرك المام راكعا فلزمه متابعته كمن دخل ف صلة والمام‬
‫فيها راكع‬
‫فإن قلنا إنه يركع معه نظرت فإن فعل ما قلناه وركع حصل له ركوعان وبأيهما يتسب فيه‬
‫قولن أحدها أنه يتسب بالثان كالسبوق إذا أدرك المام راكعا فركع معه‬
‫والثان يتسب بالول لنه قد صح الول فلم يبطل بترك ما بعده كما لو ركع ونسي السجود‬
‫فقام وقرأ وركع ث سجد‬
‫فإن قلنا إنه يتسب بالثان حصل له مع المام ركعة فإذا سلم أضاف إليها أخرى وسلم‬
‫وإذا قلنا يتسب بالول حصل له ركعة ملفقة لن القيام والقراءة والركوع حصل له من الركعة‬
‫الول وحصل له السجود من الثانية‬
‫وهل يصي مدركا للجمعة فيه وجهان قال أبو إسحاق يكون مدركا وقال ابن أب هريرة ل يكون‬
‫مدركا‬
‫فإذا قلنا بقول أب إسحاق أضاف إليها أخرى وسلم‬
‫وإذا قلنا بقول ابن أب هريرة قام وصلى ثلث ركعات وجعلها ظهرا‬
‫ومن أصحابنا من قال يب أن يكون فيه وجهان بناء على القولي فيمن صلى الظهر قبل أن‬
‫يصلي المام المعة وهذا قد صلى ركعة من الظهر قبل فراغ المام من المعة فلزمه أن يستأنف‬
‫الظهر بعد فراغه‬
‫وقال شيخنا القاضي أبو الطيب الطبي الصحيح هو الول والبناء على القولي ل يصح لن‬
‫القولي فيمن صلى الظهر قبل فراغ المام من المعة من غي عذر والزحوم معذور فلم تب‬
‫عليه إعادة الركعة الت صلها قبل فراغ المام ولن القولي فيمن ترك المعة وصلى الظهر‬
‫منفردا وهذا قد دخل مع المام ف المعة فلم تب عليه إعادة ما فعل كما لو أدرك المام‬
‫ساجدا ف الركعة الخية فإنه يتابعه ث يبن الظهر على ذلك الحرام ول يلزمه الستئناف وإن‬
‫خالف ما قلناه واشتغل بقضاء ما فاته فإن اعتقد أن السجود فرضه ل يعد سجوده لنه سجد ف‬
‫موضع الركوع ول تبطل صلته لنه زاد فيها زيادة من جنسها جاهل فهو كمن زاد ف صلته‬
‫من جنسها ساهيا وإن اعتقد أن فرضه التابعة فإن ل ينو مفارقته بطلت صلته لنه سجد ف‬
‫موضع الركوع عامدا‬
‫وإن نوى مفارقة المام ففيه قولن أحدها تبطل صلته‬
‫والثان ل تبطل ويكون فرضه الظهر وهل يبن أو يستأنف الحرام بعد فراغ المام على القولي‬
‫ف غي العذور إذا صلى الظهر قبل صلة المام‬
‫وأما إذا قلنا إن فرضه الشتغال با فاته نظرت فإن فعل ما قلناه وأدرك المام راكعا تبعه فيه‬
‫ويكون مدركا للركعتي‬
‫وإن أدركه ساجدا فهل يشتغل بقضاء ما فاته أو يتبعه ف السجود فيه وجهان أحدها يشتغل‬
‫بقضاء ما فاته لن على هذا القول الشتغال بالقضاء أول من التابعة‬
‫ومنهم من قال يتبعه ف السجود وهو الصح لن هذه الركعة ل يدرك منها شيئا يتسب له به‬
‫فهو كالسبوق إذا أدرك المام ساجدا بلف الركعة الول فإن هناك أدرك الركوع وما قبله‬
‫فلزمه أن يفعل ما بعده من السجود‬
‫فإذا قلنا يسجد كان مدركا للركعة الول إل أن بعضها أدركه فعل وبعضها أدركه حكما لنه‬
‫تابعه إل السجود ث انفرد بفعل السجدتي‬
‫وهل يدرك بذه الركعة المعة على وجهي لنه إدراك ناقص فهو كالتلفيق ف الركعة وإن سلم‬
‫المام قبل أن يسجد الأموم السجدتي ل يكن مدركا للجمعة قول واحدا‬
‫وهل يستأنف الحرام أو يبن على ما ذكرناه من الطريقي فإن خالف ما قلناه وتبعه ف الركوع‬
‫____________________‬

‫فإن كان معتقدا أن فرضه الشتغال بالسجود بطلت صلته لنه ركع ف موضع السجود عامدا‬
‫وإن اعتقد أن فرضه التابعة ل تبطل صلته لنه زاد ف الصلة من جنسها جاهل ويتسب بذا‬
‫السجود ويصل له ركعة ملفقة‬
‫وهل يصي مدركا للجمعة على الوجهي وإن ) زحم عن السجود ( وزالت الزحة والمام قائم ف‬
‫الثانية وقضى ما عليه وأدركه قائما أو راكعا فتابعه فلما سجد ف الثانية زحم عن السجود فزال‬
‫الزحام وسجد ورفع رأسه وأدرك المام ف التشهد فقد أدرك الركعتي بعضهما فعل وبعضهما‬
‫حكما‬
‫وهل يكون مدركا للجمعة على ما ذكرنا من الوجهي‬
‫وإن ركع مع المام ) ف ( الركعة الول ث سها حت صلى المام هذه الركعة وحصل ف الركوع‬
‫ف الثانية قال القاضي أبو حامد يب أن يكون على قولي كالزحام‬
‫ومن أصحابنا من قال يتبعه قول واحدا لنه مفرط ف السهو فلم يعذر ف النفراد عن النفراد‬
‫عن المام وف الزحام غي مفرط فعذر ف النفراد عن المام‬
‫فصل ف الستخلف ف الصلة إذا أحدث المام ف الصلة ففيه قولن قال ف القدي ل‬
‫يستخلف‬
‫وقال ف الديد يستخلف وقد بينا وجه القولي ف باب صلة الماعة‬
‫فإن قلنا ل يستخلف نظرت فإن أحدث بعد الطبة وقبل الحرام ل يز أن يستخلف لن‬
‫الطبتي مع الركعتي كالصلة الواحدة فلما ل يز أن يستخلف ف صلة الظهر بعد الركعتي ل‬
‫يز أن يستخلف ف المعة بعد الطبتي‬
‫وإن أحدث بعد الحرام ففيه قولن أحدها يتمون المعة فرادى لنه لا ل يز الستخلف بقوا‬
‫على حكم الماعة فجاز لم أن يصلوا فرادى‬
‫والثان أنه إذا كان الدث قبل أن يصلي بم ركعة صلوا الظهر وإن كان بعد الركعة صلوا ركعة‬
‫أخرى فرادى كالسبوق إذا ل يدرك ركعة أت الظهر وإن أدرك ركعة أت المعة‬
‫وإن قلنا بقوله الديد فإن كان الدث بعد الطبتي وقبل الحرام فاستخلف من حضر الطبة‬
‫جاز وإن استخلف من ل يضر الطبة ل يز لن من حضر كمل بالسماع فانعقدت به المعة‬
‫ومن ل يضر ل يكمل فلم تنعقد به المعة ولذا لو خطب بأربعي فقاموا وصلوا المعة جاز ولو‬
‫حضر أربعون ل يضروا الطبة فصلوا المعة ل يز‬
‫وإن كان الدث بعد الحرام فإن كان ف الركعة الول فاستخلف من كان معه قبل الدث جاز‬
‫له لنه من أهل المعة وإن استخلف من ل يكن معه قبل الدث ل يز لنه ليس من أهل المعة‬
‫ولذا لو صلى بانفراده المعة ل تصح‬
‫وإن كان الدث ف الركعة الثانية فإن كان قبل الركوع‬
‫فاستخلف من كان معه قبل الدث جاز وإن استخلف من ل يكن معه قبل الدث ل يز لا‬
‫ذكرناه‬
‫وإن كان بعد الركوع ) فاستخلف من ل يضر معه قبل الدث ل يز لا ذكرناه (‬
‫وإن كان معه قبل الدث ول يكن معه قبل الركوع فإن فرضه الظهر وف جواز المعة خلف من‬
‫يصلي الظهر وجهان فإن قلنا يوز جاز أن يستخلفه وإن قلنا ل يوز ل يز أن يستخلفه‬
‫فصل إذن السلطان بالمعة والسنة أل تقام المعة بغي إذن السلطان فإن فيه افتياتا عليه فإن‬
‫أقيمت المعة من غي إذنه جاز لا روي أن عليا رضي ال عنه صلى العيد وعثمان رضي ال عنه‬
‫مصور ولنه فرض ل تعال ل يتص بفعل المام فلم يفتقر إل إذنه كسائر العبادات‬
‫فصل المعة ف السجد الامع قال الشافعي رحه ال ول يمع ف مصر وإن عظم وكثرت‬
‫مساجده إل ف مسجد واحد والدليل عليه أنه ل يقمها رسول ال صلى ال عليه وسلم ول‬
‫اللفاء من بعده ف أكثر من موضع‬
‫واختلف أصحابنا ف بغداد فقال أبو العباس يوز ف مواضع لنه بلد عظيم ويشق الجتماع ف‬
‫موضع واحد‬
‫وقال أبو الطيب بن سلمة يوز ف كل جانب جعة لنه كالبلدين ول يوز أكثر من ذلك‬
‫وقال بعضهم كانت قرى متفرقة ف كل موضع منها جعة ث اتصلت العمارة فبقيت على حكم‬
‫الصل‬
‫فصل حكم تعدد المعات ف البلد الواحد وإن عقدت جعتان ف بلد إحداها قبل الخرى‬
‫وعرفت الول منهما نظرت فإن ل يكن مع واحدة منهما إمام أو كان المام مع الول فالمعة‬
‫هي الول والثانية باطلة وبأي شيء يعتب السبق فيه قولن أحدها بالفراغ لنه ل يكم بصحتها‬
‫____________________‬

‫إل بعد الفراغ منها فوجب أن يعتب السبق بالفراغ‬


‫والثان يعتب بالحرام لنا بالحرام تنعقد فل يوز أن تنعقد بعدها جعة فإن كان المام مع الثانية‬
‫ففيه قولن أحدها أن المعة هي الول لنا جعة أقيمت شروطها فكانت هي المعة‬
‫والثان أن المعة هي الثانية لن ف تصحيح الول افتياتا على المام وتفويتا للجمعة على عامة‬
‫الناس‬
‫وإن كانت المعتان ف وقت واحد من غي إمام بطلتا لنه ليس إحداها أول من الخرى فوجب‬
‫إبطالما كما نقول فيمن جع بي أختي ف عقد واحد‬
‫وإن ل يعلم هل كانتا ف وقت واحد أو ف وقتي بطلتا لنه ليس كونما ف وقت واحد بأول من‬
‫تقدم إحداها على الخرى فحكم ببطلنما‬
‫وإن علم أن إحداها قبل الخرى ول تتعي حكم ببطلنما لن كل واحدة من الطائفتي شك ف‬
‫إسقاط الفرض والفرض ل يسقط بالشك وفيما يب عليهم قولن أحدها تلزمهم المعة إن كان‬
‫الوقت باقيا لن الت تقدمت لا ل تتعي ل يثبت حكمها فصارت كأن ل تكن‬
‫والثان يصلون الظهر لنا تيقنا أن التقدمة منهما جعة صحيحة فوجب أن يصلوا الظهر احتياطا‬
‫وإن علمت السابقة منهما ث أشكلت حكم ببطلنما لنه ل يكن التوقف إل أن تعرف لنه‬
‫يؤدي إل فوات الوقت أو فواتما بالوت فوجب الكم ببطلنما وبال التوفيق‬
‫باب صلة العيدين صلة العيدين سنة وقال أبو سعيد الصطخري هي فرض على الكفاية‬
‫والذهب الول لا روى طلحة بن عبيد ال رضي ال عنه أن رجل جاء إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم سأله عن السلم فقال صلى ال عليه وسلم خس صلوات كتبهن ال على عباده فقال هل‬
‫علي غيها قال ل إل أن تطوع ولنا صلة مؤقتة ل تشرع لا القامة فلم تب بالشرع كصلة‬
‫الضحى‬
‫وإن اتفق أهل بلد على تركها وجب قتالم على قول الصطخري‬
‫وهل يقاتلون على الذهب فيه وجهان أحدها ل يقاتلون لنه تطوع فل يقاتلون على تركها‬
‫كسائر التطوع‬
‫والثان يقاتلون لنه من شعائر السلم ولن ف تركها تاونا بالشرع بلف شعائر التطوع لنا‬
‫تفعل فرادى فل يظهر تركها كما يظهر ف صلة العيد‬
‫فصل ف وقت صلة العيدين ووقتهما ما بي طلوع الشمس إل أن تزول والفضل أن يؤخرها‬
‫حت ترتفع الشمس قيد رمح والسنة أن يؤخر صلة الفطر ويعجل الضحى لا روى عبد ال بن‬
‫أب بكر بن ممد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب أن‬
‫يقدم الضحى ويؤخر الفطر ولن الفضل أن يرج صدقة الفطر قبل الصلة فإذا أخر الصلة‬
‫اتسع الوقت لخراج صدقة الفطر والسنة أن يضحي بعد صلة المام فإذا عجل بادر إل‬
‫الضحية‬
‫فصل استحباب الصلة ف الصلى والسنة أن تصلى صلة العيد ف الصلى إذا كان مسجد البلد‬
‫ضيقا لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم كان يرج إل الصلى ولن الناس يكثرون ف صلة‬
‫العيد فإذا كان السجد ضيقا تأذى الناس فإن كان ف الناس ضعفاء استخلف ف مسجد البلد من‬
‫يصلي بم لا روي أن عليا رضي ال عنه استخلف أبا مسعود النصاري رضي ال عنه ليصلي‬
‫بضعفة الناس ف السجد وإن كان يوم مطر صلى ف السجد لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال‬
‫أصابنا مطر ف يوم عيد فصلى بنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السجد وروي أن عمر‬
‫وعثمان رضي ال عنهما صليا ف السجد ف الطر‬
‫وإن كان السجد واسعا فالسجد أفضل من الصلى لن الئمة ل يزالوا يصلون صلة العيد بكة‬
‫ف السجد ولن السجد أشرف وأنظف‬
‫قال الشافعي رحه ال فإن كان السجد واسعا فصلى ف الصحراء فل بأس وإن كان ضيقا فصلى‬
‫فيه ول يرج إل الصلى كرهت لنه إذا ترك السجد وصلى ف الصحراء ل يكن عليهم ضرر‬
‫وإذا ترك الصحراء وصلى ف السجد الضيق تأذوا بالزحام وربا فات بعضهم الصلة فكره‬

‫____________________‬

‫فصل ف الكل قبل الصلة والسنة أن يأكل ف يوم الفطر قبل الصلة ويسك ف يوم النحر حت‬
‫يفرغ من الصلة لا روى بريدة قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يرج يوم الفطر حت‬
‫يطعم ويوم النحر ل يأكل حت يرجع فيأكل من لم نسيكته‬
‫والسنة أن يأكل التمر ويكون وترا لا روى أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان ل يرج يوم‬
‫الفطر حت يأكل ترات ويأكلهن وترا‬
‫فصل ف الغتسال للعيدين والسنة أن يغتسل للعيدين لا روي أن عليا وابن عمر رضي ال عنهما‬
‫كانا يغتسلن ولنه يوم عيد يمع فيه الكافة للصلة فسن فيه الغسل لضورها كالمعة وف‬
‫وقت الغسل قولن أحدها بعد الفجر كغسل المعة وروى البويطي أنه يوز أن يغتسل قبل‬
‫الفجر لن الصلة تقام ف أول النهار وتقصدها الناس من البعد فيجوز تقدي الغسل حت ل‬
‫يفوتم فجوز على هذا القول أن يغتسل بعد نصف الليل كما يقول ف أذان الصبح‬
‫ويستحب ذلك لن يضر الصلة ولن ل يضر لن القصد إظهار الزينة والمال فإن ل يضر‬
‫الصلة اغتسل للزينة والمال‬
‫والسنة أن يتنظف بلق الشعر وبقلم الظفار وقطع الرائحة لنه يوم عيد فسن فيه ما ذكرناه‬
‫كيوم المعة‬
‫والسنة أن يتطيب لا روى السن بن علي عليه السلم قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أن نتطيب بأجود ما ند ف العيد‬
‫فصل ف لبس أحسن الثياب والسنة أن يلبس أحسن ثيابه لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم كان يلبس ف العيدين برد حبة‬
‫فصل ف شهود النساء العيدين ويستحب أن يضر النساء غي ذوات اليئات لا روت أم عطية‬
‫قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج العواتق وذوات الدور واليض ف العيد فأما‬
‫اليض فكن يعتزلن الصلى ويشهدن الي ودعوة السلمي‬
‫وإذا أردن الضور تنظفن بالاء ول يتطيب ول يلبسن الشهرة من الثياب لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ل تنعوا إماء ال مساجد ال وليخرجن تفلت أي غي عطرات ولنا إذا تطيبت ولبست‬
‫الشهرة من الثياب دعا ذلك إل الفساد‬
‫قال الشافعي رحه ال ويزين الصبيان بالصبغ واللي ذكورا كانوا أو إناثا لنه يوم زينة وليس‬
‫على الصبيان تعبد فل ينعون من لبس الذهب‬
‫فصل ف التبكي للصلة والسنة أن يبكر إل الصلة ليأخذ موضعه كما قلنا ف المعة والستحب‬
‫أن يشي ول يركب لن النب صلى ال عليه وسلم ما ركب ف عيد ول جنازة‬
‫ول بأس أن يركب ف العود لنه غي قاصد إل قربة‬
‫فصل ف التنفل قبل خروج المام وإذا حضر جاز أن يتنفل إل أن يرج المام لا روي عن أب‬
‫بردة وأنس والسن وجابر بن زيد أنم كانوا يصلون يوم العيد قبل خروج المام ولنه ليس‬
‫بوقت منهي عن الصلة فيه ول هناك ما هو أهم من الصلة فلم يتنع من الصلة كما ) لو‬
‫صلى ( بعد العيد والسنة أن ل يرج المام إل ف الوقت الذي يواف فيه الصلة لا روى أبو‬
‫سعيد الدري رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج ف يوم الفطر‬
‫والضحى إل الصلى فأول شيء يبدأ به الصلة‬
‫والسنة أن يضي إليهما ف طريق ويرجع ف أخرى لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كان يرج يوم الفطر والضحى فيخرج من طريق ويرجع ) من ( أخرى‬

‫____________________‬

‫فصل ف النداء للعيدين ول يؤذن لا ول يقام لا روى ابن عباس رضي ال عنه قال شهدت العيد‬
‫مع النب صلى ال عليه وسلم ومع أب بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم فكلهم صلوا العيد قبل‬
‫الطبة بل أذان ول إقامة‬
‫والسنة أن ينادى لا الصلة جامعة لا روي عن الزهري أنه كان ينادي به‬
‫فصل ف صفة صلة العيد وصلة العيد ركعتان لقول عمر رضي ال عنه صلة الضحى ركعتان‬
‫وصلة الفطر ركعتان وصلة السفر ركعتان وصلة المعة ركعتان تام غي قصر على لسان‬
‫نبيكم وقد خاب من افترى‬
‫والسنة أن تصلى جاعة لنقل اللف عن السلف‬
‫والسنة أن يكب ف الول سبع تكبيات سوى تكبية الحرام وتكبية الركوع وف الثانية خس‬
‫تكبيات سوى تكبية القيام والركوع لا روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كان يكب ف الفطر ف الول سبعا وف الثانية خسا سوى تكبية الصلة‬
‫والتكبيات قبل القراءة لا روى كثي بن عبد ال عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يكب ف العيدين ف الركعة الول سبعا وف الثانية خسا قبل القراءة‬
‫فإن حضر وقد سبقه المام بالتكبيات أو ببعضها ل يقض لنه ذكر مسنون فات مله فلم يقضه‬
‫كدعاء الستفتاح‬
‫وقال ف القدي يقضي لن مله القيام وقد أدركه وليس بشيء‬
‫والسنة أن يرفع يديه مع كل تكبية لا روي أن عمر رضي ال عنه كان يرفع يديه ف كل تكبية‬
‫ف العيد‬
‫ويستحب أن يقف بي كل تكبيتي بقدر ) آية ( يذكر ال تعال لا روي أن الوليد بن عقبة خرج‬
‫يوما على عبد ال وحذيفة والشعري وقال إن هذا العيد غدا فكيف التكبي فقال عبد ال بن‬
‫مسعود تكب وتمد ربك وتصلي على النب صلى ال عليه وسلم وتكب وتفعل مثل ذلك فقال‬
‫الشعري وحذيفة صدق‬
‫والسنة أن يقرأ بعد الفاتة بقاف واقتربت لا روى أبو واقد الليثي قال كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقرأ ف الفطر والضحى بقاف واقتربت الساعة‬
‫والسنة أن يهر فيهما بالقراءة لنقل اللف عن السلف‬
‫فصل ف الطبة بعد الصلة والسنة إذا فرغ من الصلة أن يطب لا روى ابن عمر أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ث أبا بكر ث عمر رضي ال عنهما كانوا يصلون العيد قبل الطبة‬
‫والستحب أن يطب على النب لا روى جابر رضي ال عنه قال شهدت مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم الضحى فلما قضى خطبته نزل عن منبه‬
‫ويسلم على الناس إذا أقبل عليهم كما قلنا ف المعة وهل يلس قبل الطبة فيه وجهان أحدها‬
‫ل يلس لن ف المعة إنا يلس لفراغ الؤذن من الذان وليس ف العيد أذان‬
‫والثان يلس وهو النصوص ف الم لنه يستريح با ويطب خطبتي يفصل بينهما بلسة‬
‫ويوز أن يطب من قعود لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خطب يوم العيد على راحلته ولن صلة العيد توز قاعدا فكذلك خطبتها بلف المعة‬
‫والستحب أن يستفتح الطبة الول بتسع تكبيات والثانية بسبع لا روي عن عبيد ال بن عبد‬
‫ال بن عتبة بن مسعود أنه قال هو من السنة‬
‫ويأتى ببقية الطبة على ما ذكرناه ف المعة من ذكر ال تعال وذكر رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫والوصية بتقوى ال وقراءة القرآن فإن كان ف عيد الفطر علمهم صدقة الفطر وإن كان ف‬
‫الضحى علمهم الضحية لن النب صلى ال عليه وسلم قال ف خطبته ل يذبن أحدكم حت‬
‫يصلي‬
‫ويستحب للناس استماع الطبة لا روي عن أب مسعود البدري أنه قال يوم عيد من شهد‬
‫الصلة معنا فل يبح حت يشهد الطبة فإن دخل رجل والمام يطب فإن كان ف الصلى استمع‬
‫الطبة ول يشتغل بصلة العيد لن الطبة من سنن العيد ويشى فوتا والصلة ل يشى فوتا‬
‫فكان الشتغال بالطبة أول وإن كان ف السجد ففيه وجهان قال أبو علي بن أب هريرة يصلي‬
‫تية السجد ول يصلي صلة العيد لن المام ل يفرغ من سنة العيد فل يشتغل بالقضاء‬
‫وقال أبو إسحاق الروزي يصلي العيد لنا أهم من تية السجد وآكد وإذا صلها سقط با‬
‫التحية فكان الشتغال با أول كما لو حضر وعليه مكتوبة‬
‫فصل فيمن يصلي العيد روى الزن أنه توز صلة العيد للمنفرد والسافر والعبد والرأة‬
‫وقال ف الملء والقدي والصيد والذبائح ل يصلى العيد حيث ل تصلى المعة فمن أصحابنا من‬
‫قال فيها قولن أحدها أنم ل يصلون لن النب صلى ال عليه وسلم كان بن مسافرا يوم النحر‬
‫فلم يصل ولنا صلة تشرع لا الطبة واجتماع الكافة فلم يفعلها السافر كالمعة‬
‫والثان أنم يصلون وهو الصحيح لنا صلة‬
‫____________________‬

‫نفل فجاز لم فعلها كصلة الكسوف‬


‫ومن أصحابنا من قال يوز لم فعلها قول واحدا وتأول ما قال ف الملء والقدي على أنه أراد به‬
‫أل يصلي بالجتماع والطبة حيث ل تصلى المعة لن ف ذلك افتياتا على السلطان‬
‫فصل ف الشهادة على الرؤية إذا شهد شاهدان يوم الثلثي بعد الزوال برؤية اللل ففيه قولن‬
‫أحدها ل يقضي‬
‫والثان يقضي وهو الصحيح‬
‫فإن أمكن جع الناس وصلى بم ف يومهم فإن ل يكن صلى بم من الغد لا روى أبو عمي بن‬
‫أنس عن عمومته قالوا قامت بينة عند النب صلى ال عليه وسلم بعد الظهر أنم رأوا اللل هلل‬
‫شوال فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم أن يفطروا وأن يرجوا من الغد إل الصلى‬
‫وإن شهدا ليلة الادي والثلثي صلوا قول واحدا ول يكون ذلك قضاء لن فطرهم غدا لا‬
‫روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال فطركم يوم تفطرون وأضحاكم‬
‫يوم تضحون وعرفتكم يوم تعرفون‬
‫باب التكبي التكبي سنة ف العيدين لا روى نافع عن عبد ال أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يرج ف العيدين مع الفضل بن العباس وعبد ال بن العباس وعلي وجعفر والسن والسي‬
‫وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وأين بن أم أين رضي ال عنهم رافعا صوته بالتهليل والتكبي‬
‫فيأخذ طريق الدادين حت يأت الصلى‬
‫وأول وقت تكبي الفطر إذا غابت الشمس من ليلة الفطر لقوله عز وجل } ولتكملوا العدة‬
‫ولتكبوا ال على ما هداكم { وإكمال العدة بغروب الشمس من ليلة الفطر وأما آخره ففيه‬
‫طريقان من أصحابنا من قال فيه ثلثة أقوال أحدها ما روى الزن أنه يكب إل أن يرج المام إل‬
‫الصلة لنه إذا حضر فالسنة أن يشتغل بالصلة فل معن للتكبي‬
‫والثان ما رواه البويطى أنه يكب حت تفتتح الصلة لن الكلم مباح قبل أن تفتتح الصلة فكان‬
‫التكبي مستحبا‬
‫والثالث قاله ف القدي حت ينصرف المام لن المام والأمومي مشغولون بالذكر إل أن يفرغوا‬
‫من الصلة فسن لن ل يكن ف الصلة أن يكب‬
‫ومن أصحابنا من قال هو على قول واحد أنه يكب إل أن تفتتح الصلة وتأول رواية الزن على‬
‫ذلك لنه إذا خرج إل الصلى افتتح الصلة وقوله ف القدي حت ينصرف المام لنه ما ل‬
‫ينصرف مشغول بالتكبي ف الصلة‬
‫ويسن التكبي الطلق ف عيد الفطر وهل يسن التكبي القيد ف أدبار الصلوات فيه وجهان أحدها‬
‫ل يسن لنه ل ينقل ذلك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫والثان أنه يسن لنه عيد يسن له التكبي الطلق فيسن له التكبي القيد كالضحى‬
‫والسنة ف التكبي أن يقول ال أكب ال أكب ال أكب ثلثا لا روى ابن عباس أنه قال ال أكب‬
‫ثلثا وعن عبد ال بن ممد بن أب بكر بن عمرو بن حزم قال رأيت الئمة رضي ال عنهم‬
‫يكبون بعد أيام التشريق بعد الصلة ثلثا وعن السن مثله قال ف الم وإن زاد زيادة فليقل بعد‬
‫الثلث ال أكب كبيا والمد ل كثيا وسبحان ال بكرة وأصيل ل إله إل ال ول نعبد إل إياه‬
‫ملصي له الدين ولو كره الكافرون ل إله إل ال وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الحزاب‬
‫وحده ل إله إل ال وال أكب لن النب صلى ال عليه وسلم قال ذلك على الصفا‬
‫ويستحب رفع الصوت بالتكبي لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم كان يرج ف العيدين رافعا‬
‫صوته بالتهليل والتكبي لنه إذا رفع صوته سع من ل يكب فيكب‬
‫فصل ف التكبي ف الضحى وأما تكبي الضحى ففي وقته ثلثة أقوال أحدها يبتدأ بعد الظهر‬
‫من يوم النحر إل أن يصلى الصبح من آخر أيام التشريق والدليل على أنه يبتدأ بعد الظهر قوله‬
‫عز وجل } فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا ال { والناسك تقضى يوم النحر ضحوة‬
‫وأول صلة تلقاهم الظهر‬
‫والدليل على أنه يقطعه بعد الصبح أن الناس تبع للحاج وآخر صلة يصليها الاج بن صلة‬
‫الصبح ث يرج‬
‫والثان يبتدأ بعد غروب الشمس من ليلة العيد قياسا على عيد الفطر ويقطعه إذا صلى الصبح من‬
‫آخر أيام التشريق لا ذكرناه‬
‫والثالث أنه يبتدأ بعد صلة الصبح من يوم عرفة ويقطعه بعد صلة العصر من آخر أيام التشريق‬
‫لا روى عمر وعلي رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يكب ف دبر كل‬
‫صلة بعد صلة الصبح يوم عرفة إل بعد صلة العصر من آخر أيام التشريق‬

‫____________________‬

‫فصل ف التكبي ف أيام التشريق السنة أن يكب ف هذه اليام خلف الفرائض لنقل اللف عن‬
‫السلف‬
‫وهل يكب خلف النوافل فيه طريقان من أصحابنا من قال يكب قول واحدا لنا صلة راتبة‬
‫فأشبهت الفرائض‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها يكب لا قلناه‬
‫والثان ل يكب لن النفل تابع للفرض والتابع ل يكون له تبع‬
‫ومن فاتته صلة ف هذه اليام فأراد قضاءها ف غيها ل يكب خلفها لن التكبي يتص بذه اليام‬
‫فل يفعل ف غيها وإن قضاها ف هذه اليام ففيه وجهان أحدها يكب لن وقت التكبي باق‬
‫والثان ل يكب لن التكبي خلف هذه الصلوات يتص بوقتها وقد فات الوقت فلم يقض‬
‫باب صلة الكسوف وصلة الكسوف سنة لقوله صلى ال عليه وسلم إن الشمس والقمر ل‬
‫يكسفان لوت أحد ول لياته ولكنهما آيتان من آيات ال عز وجل فإذا رأيتموها فقوموا وصلوا‬

‫والسنة أن يغتسل لا لنا صلة شرع لا الجتماع والطبة فيسن لا الغسل كصلة المعة‬
‫والسنة أن تصلى حيث تصلى المعة لن النب صلى ال عليه وسلم صلى ف السجد ولنه يتفق‬
‫ف وقت ل يكن قصد الصلى فيه وربا يلى قبل أن يبلغ الصلى فيفوت فكان الامع أول‬
‫والسنة أن يدعى لا الصلة جامعة لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كسفت الشمس على‬
‫عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فأمر رجل أن ينادي الصلة جامعة‬
‫فصل ف صفة صلة الكسوف وهي ركعتان ف كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان‬
‫والسنة أن يقرأ ف القيام الول بعد الفاتة سورة البقرة أو بقدرها ث يركع ويسبح بقدر مائة آية‬
‫ث يرفع ويقرأ فاتة الكتاب‬
‫ويقرأ بقدر مائت آية ث يركع ويسبح بقدر تسعي آية ث يسجد كما يسجد ف غيها‬
‫وقال أبو العباس يطيل السجود كما يطيل الركوع وليس بشيء لن الشافعي رحه ال ل يذكر‬
‫ذلك ول ) نقل ( ذلك ف خب ولو كان قد أطال لنقل كما نقل ف القراءة والركوع ث يصلي‬
‫الركعة الثانية فيقرأ بعد الفاتة قدر مائة آية وخسي آية ث يركع ) يدعو ( بقدر سبعي آية ث‬
‫يرفع ويقرأ بعد الفاتة بقدر مائة آية ث يركع بقدر خسي آية ث يسجد‬
‫والدليل عليه ما روى ابن عباس رضي ال عنه قال كسفت الشمس فصلى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم والناس معه فقام قياما طويل نوا من سورة البقرة ث ركع ركوعا طويل ث قام قياما‬
‫طويل وهو دون القيام الول ث ركع ركوعا طويل وهو دون الركوع الول ث سجد وانصرف‬
‫وقد تلت الشمس‬
‫والسنة أن يسر بالقراءة ف كسوف الشمس لا روي عن ابن عباس قال كسفت الشمس على‬
‫عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام فصلى فقمت إل جنبه فلم أسع له قراءة ولنا صلة‬
‫نار لا نظي بالليل فلم يهر فيها بالقراءة كالظهر‬
‫ويهر ف كسوف القمر لنا صلة ليل لا نظي بالنهار فيسن لا الهر كالعشاء‬
‫فصل يطب للكسوف بعد الصلة والسنة أن يطب لا بعد الصلة لا روت عائشة رضي ال‬
‫عنها أن النب صلى ال عليه وسلم فرغ من صلته فقام فخطب الناس فحمد ال وأثن عليه وقال‬
‫الشمس والقمر آيتان من آيات ال ل يسفان لوت أحد ول لياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا‬
‫وتصدقوا‬
‫فصل إذا تلت الشمس ول يصل فإن ل يصل حت تلت ل يصل لا روى جابر أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إذا رأيتم ذلك فصلوا حت تنجلي فإن تلت وهو ف الصلة أتها لنا صلة‬
‫أصل فل يرج منها بروج وقتها كسائر الصلوات‬
‫وإن تللتها غمامة وهي كاسفة صلى لن الصل‬
‫____________________‬

‫بقاء الكسوف وإن غربت الشمس ) وهي ( كاسفة ل يصل لنه ل سلطان لا بالليل وإن غاب‬
‫القمر وهو كاسف فإن كان قبل طلوع الفجر صلى لن سلطانه باق وإن غاب بعد طلوع الفجر‬
‫ففيه قولن قال ف القدي ل يصلي لن سلطانه بالليل وقد ذهب الليل‬
‫وقال ف الديد يصلي لن سلطانه باق ما ل تطلع الشمس لنه ينتفع بضوئه وإن صلى ول تتجل‬
‫ل يصل مرة أخرى لنه ل ينقل ذلك عن أحد‬
‫ول تسن صلة الماعة لية غي الكسوف كالزلزل وغيها لن هذه اليات قد كانت ول ينقل‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم صلى لا جاعة غي الكسوف‬
‫فصل ف اجتماع صلة الكسوف مع غيها وإن اجتمعت صلة الكسوف مع غيها قدم‬
‫أخوفهما فوتا فإن استويا ف الفوت قدم آكدها فإن اجتمعت مع صلة النازة قدمت صلة‬
‫النازة لنه يشى عليها التغي والنفجار وإن اجتمعت مع الكتوبة ف أول الوقت بدأ بصلة‬
‫الكسوف لنه ياف فوتا بالتجلى وإذا فرغ بدأ بالكتوبة قبل الطبة للكسوف لن الكتوبة‬
‫ياف فوتا والطبة ل ياف فوتا وإن اجتمعت معها ف آخر الوقت بدأ بالكتوبة لنما استويا ف‬
‫خوف الفوت والكتوبة آكد فكان تقديها أول وإن اجتمعت مع الوتر ف آخر وقتها قدمت‬
‫صلة الكسوف لنما استويا ف الفوت وصلة الكسوف آكد فكانت بالتقدي أول‬
‫باب صلة الستسقاء وصلة الستسقاء سنة لا روى عباد بن تيم عن عمه قال خرج رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يستسقي فصلى ركعتي جهر بالقراءة فيهما وحول رداءه ورفع يديه‬
‫واستسقى والسنة أن يكون ف الصلى لا روت عائشة رضي ال عنها قالت شكا الناس إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قحوط الطر فأمر بنب فوضع له ف الصلى ولن المع يكثر فكان‬
‫الصلى أرفق بم‬
‫فصل ف عمل المام عند الستسقاء إذا أراد المام الروج إل الستسقاء وعظ الناس وأمرهم‬
‫بالروج من الظال والتوبة من العاصي قبل أن يرج لن الظال والعاصي تنع الطر والدليل عليه‬
‫ما روى أبو وائل عن عبد ال أنه قال إذا بس الكيال حبس القطر وقال ماهد ف قوله عز وجل‬
‫} ويلعنهم اللعنون { قال دواب الرض تلعنهم تقول تنع القطر خطاياهم ويأمرهم بصوم ثلثة‬
‫أيام قبل الروج ويرجون ف اليوم الرابع وهم صيام لقوله صلى ال عليه وسلم دعوة الصائم ل‬
‫ترد ويأمرهم بالصدقة لنه أرجى للجابة ويستسقى باليار من أقرباء رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لن عمر رضي ال عنه استسقى بالعباس وقال اللهم إنا كنا إذا قحطنا توسلنا إليك بنبينا‬
‫فتسقينا وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا فاسقنا فيسقوا ويستسقي بأهل الصلح لا روي أن‬
‫معاوية استسقى بيزيد بن السود فقال اللهم إنا نستسقي إليك بينا وأفضلنا اللهم إنا نستسقي‬
‫إليك بيزيد بن السود يا يزيد ارفع يديك إل ال عز وجل فرفع يديه ورفع الناس أيديهم فثارت‬
‫سحابة من الغرب كأنا ترش وهبت لا ريح فسقوا حت كاد الناس أل يبلغوا منازلم ويستسقى‬
‫بالشيوخ والصبيان لقوله صلى ال عليه وسلم لول صبيان رضع وبائم رتع وعباد ال ركع لصب‬
‫عليهم العذاب صبا‬
‫____________________‬

‫قال ف الم ول آمر بإخراج البهائم وقال أبو إسحق أستحب إخراج البهائم لعل ال يرحها لا‬
‫روي أن سليمان عليه السلم خرج يستسقي فرأى نلة تستسقي فقال ارجعوا فإن ال تعال‬
‫سقاكم بغيكم‬
‫ويكره إخراج الكفار للستسقاء لنم أعداء ال فل يوز أن يتوسل بم إليه فإن حضروا وتيزوا‬
‫ل ينعوا لنم جاءوا ف طلب الرزق‬
‫والستحب أن يتنظف للستسقاء بغسل وسواك لنا صلة يسن لا الجتماع والطبة فيشرع لا‬
‫الغسل كصلة المعة‬
‫ول يستحب أن يتطيب لا لن الطيب للزينة وليس هذا وقت زينة ويرج متواضعا متبذل لا‬
‫روى ابن عباس قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم يستسقي متواضعا مبتذل متخشعا‬
‫متضرعا‬
‫ول يؤذن لا ول يقام لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يستسقي فصلى بنا ركعتي بل أذان ول إقامة ث خطبنا‬
‫والستحب أن ينادى لا الصلة جامعة لنا صلة شرع لا الجتماع والطبة ول يسن لا الذان‬
‫والقامة فيسن لا الصلة جامعة كصلة الكسوف‬
‫فصل ف صفة صلة الستسقاء وصلته ركعتان كصلة العيد ومن أصحابنا من قال يقرأ ف‬
‫الول بقاف وف الثانية سورة نوح لنا فيها ذكر الستسقاء والذهب أنه يقرأ فيها ما يقرأ ف‬
‫العيد لا روي أن مروان أرسل إل ابن عباس سأله عن سنة الستسقاء فقال سنة الستسقاء‬
‫الصلة ف العيدين إل أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قلب رداءه فجعل يينه يساره ويساره‬
‫يينه وصلى ركعتي فكب ف الول سبع تكبيات وقرأ } سبح اسم ربك { وقرأ ف الثانية } هل‬
‫أتاك حديث الغاشية { وكب خس تكبيات‬
‫والسنة أن يطب لا بعد الصلة لديث أب هريرة‬
‫والستحب أن يدعو ف الطبة الول فيقول اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا ) مريعا ( غدقا‬
‫ملل ) طبقا ( سحا عاما دائما اللهم اسقنا الغيث ول تعلنا من القانطي اللهم إن بالعباد والبلد‬
‫من اللواء والضنك والهد ما ل نشكو إل إليك اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا‬
‫من بركات‬
‫____________________‬

‫السماء وأنبت لنا من بركات الرض اللهم ارفع عنا الهد والوع والعري واكشف عنا من‬
‫البلء ما ل يكشفه غيك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا‬
‫والستحب أن يستقبل القبلة ف أثناء الطبة ويول ما على الين إل اليسر وما على اليسر إل‬
‫الين لا روى عبد ال بن زيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج إل الصلى يستسقي‬
‫فاستقبل القبلة ودعا وحول رداءه فجعل الين على اليسر واليسر على الين فإن كان الرداء‬
‫مربعا نكسه فجعل أعله أسفله وأسفله أعله وإن كان مدورا اقتصر على التحويل لا روى عبد‬
‫ال بن زيد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم استسقى وعليه خيصة له سوداء فأراد أن يأخذ‬
‫بأسفلها فيجعله أعلها فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه‬
‫ويستحب للناس أن يفعلوا مثل ذلك لا روي ف حديث عبد ال بن زيد أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حول رداءه وقلب ظهرا لبطن وحول الناس معه قال الشافعي رحه ال وإذا حولوا‬
‫أرديتهم تركوها مولة لينعوها مع الثياب لنه ل ينقل أن النب صلى ال عليه وسلم غيها بعد‬
‫التحويل‬
‫ويستحب أن يدعو ف الطبة الثانية سرا ليجمع ف الدعاء بي الهر والسرار ليكون أبلغ ولذا‬
‫قال ال تعال } إن أعلنت لم وأسررت لم إسرارا {‬
‫ويستحب أن يرفع اليد ف الدعاء لا روى أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كان ل يرفع يديه‬
‫ف شيء من الدعاء إل عند الستسقاء فإنه كان يرفع يديه حت يرى بياض إبطيه‬
‫ويستحب أن يكثر من الستغفار ومن قوله تعال } استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء‬
‫عليكم مدرارا { لا روى الشعب أن عمر رضي ال عنه خرج يستسقي فصعد النب فقال‬
‫استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويددكم بأموال وبني ويعل لكم‬
‫جنات ويعل لكم أنارا استغفروا ربكم إنه كان غفارا ث نزل فقيل له يا أمي الؤمني لو‬
‫استسقيت فقال لقد طلبت بجاديح السماء الت يستنل با القطر‬
‫فصل ف تكرار الستسقاء قال ف الم فإن صلوا ول يسقوا عادوا من الغد وصلوا واستسقوا فإن‬
‫سقوا قبل أن يصلوا صلوا شكرا ل وطلبا للزيادة‬
‫ويوز الستسقاء بالدعاء من غي صلة لديث عمر رضي ال عنه‬
‫ويستحب لهل الصب أن يدعوا لهل الدب‬
‫ويستحب إذا جاء الطر أن يقول اللهم صيبا هنيئا لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كان إذا رأى الطر قال ذلك‬
‫ويستحب أن يتمطر لول مطر لا روى أنس قال أصابنا مطر ونن مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فحسر رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أصابه الطر فقلنا يا رسول ال ل صنعت هذا‬
‫قال إنه حديث عهد بربه‬
‫ويستحب إذا سال الوادي أن يغتسل فيه ويتوضأ لا روي أنه جرى الوادي فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم اخرجوا بنا إل هذا الذي ساه ال طهورا حت نتوضأ منه ونمد ال عليه ويستحب‬
‫لن سع الرعد أن يسبح لا روى ابن عباس قال كنا مع عمر رضي ال عنه ف سفر فأصابنا رعد‬
‫وبرق وبرد فقال لنا كعب من قال حي يسمع الرعد سبحان من يسبح الرعد بمده واللئكة من‬
‫خيفته ثلثا عوف من ذلك الرعد فقلنا فعوفينا‬

‫____________________‬

‫كتاب النائز باب ما يفعل باليت الستحب لكل أحد أن يكثر ذكر ال لا روى عبد ال بن‬
‫مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لصحابه استحيوا من ال حق الياء قالوا إنا‬
‫نستحيي يا نب ال والمد ال قال ليس كذلك ولكن من استحيا من ال حق الياء فليحفظ‬
‫الرأس وما حوى وليحفظ البطن وما وعى وليذكر الوت والبلى ومن أراد الخرة ترك زينة الدنيا‬
‫فمن فعل ذلك فقد استحيا من ال حق الياء وينبغي أن يستعد للموت بالروج من الظال‬
‫والقلع من العاصي والقبال على الطاعات لا روى الباء بن عازب أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أبصر جاعة يفرون قبا فبكى حت بل الثرى بدموعه وقال إخوان لثل هذا فأعدوا‬
‫فصل فيما يستحب للمريض ومن مرض استحب له أن يصب لا روي أن امرأة جاءت إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال ادع ال أن يشفين فقال إن شئت دعوت ال‬
‫فشفاك وإن شئت فاصبي ول حساب عليك فقالت أصب ول حساب علي‬
‫ويستحب أن يتداوى لا روى أبو الدرداء أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن ال عز‬
‫وجل أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ول تتداووا بالرام‬
‫ويكره أن يتمن الوت لضر نزل به لا روى أنس أن النب عليه السلم قال ل يتمني أحدكم‬
‫الوت لضيق نزل به فإن كان ل بد متمنيا فليقل اللهم أحين ما دامت الياة خيا ل وتوفن ) إذا‬
‫كانت ( الوفاة خيا ل‬
‫وينبغي أن يكون حسن الظن بال عز وجل لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫يوتن أحدكم إل وهو يسن الظن بال عز وجل‬
‫ويستحب عيادة الريض لا روى الباء بن عازب قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم باتباع‬
‫النائز وعيادة الرضى فإن رجاه دعا له والستحب أن يقول أسأل ال العظيم رب العرش العظيم‬
‫أن يشفيك سبع مرات لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال من عاد مريضا ل يضره أجله‬
‫فقال عنده سبع مرات أسأل ال العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك عافاه ال تعال من ذلك‬
‫الرض‬
‫وإن رآه منول به فالستحب أن يلقنه قول ل إله إل ال لا روى أبو سعيد الدري قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لقنوا موتاكم ل إله إل ال وروى معاذ أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من كان آخر كلمه ل إله إل ال وجبت له النة ويستحب أن يقرأ عنده سورة يس‬
‫لا روى معقل بن يسار أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اقرءوا على موتاكم يعن يس‬
‫ويستحب أن يضجع على جنبه الين مستقبل القبلة لا روت سلمى أم ولد رافع قالت فاطمة‬
‫بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ضعي فراشي ههنا واستقبلي ب القبلة ث قامت واغتسلت‬
‫كأحسن ما يغتسل ولبست ثيابا جددا ث قالت تعلمي أن مقبوضة الن ث استقبلت القبلة‬
‫وتوسدت يينها‬
‫فصل فيما يصنع بن مات فإذا مات تول أرفقهم به إغماض عينيه لا روت أم سلمة رضي ال‬
‫عنها قالت دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم على أب سلمة ) فأغمض بصره ث قال إن الروح‬
‫إذا قبض تبعه البصر ولنا إذا ل تغمض بقيت ) عيناه ( مفتوحة فيقبح منظره ويشد لييه‬
‫بعصابة (‬
‫____________________‬

‫عريضة تمع جيع لييه ث يشد العصابة على رأسه لنه إذا ل يفعل ذلك استرخى لياه وانفتح‬
‫فوه وقبح منظره وربا دخل إل فيه شيء من الوام وتلي مفاصله لنه أسهل ف الغسل ولنا‬
‫تبقى جافية فل يكن تكفينه وتلع ثيابه لن الثياب تمي السم فيسرع إليه التغيي والفساد‬
‫ويعل على سرير أو لوح حت ل تصيبه نداوة الرض فتغيه ويعل على بطنه حديدة لا روي أن‬
‫مول أنس مات فقال أنس ضعوا على بطنه حديدة لئل ينتفخ فإن ل تكن حديدة جعل عليه طي‬
‫رطب ويسجى بثوب لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم سجى بثوب‬
‫حبة ويسارع إل قضاء دينه والتوصل إل إبرائه منه لا روى أبو هريرة قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم نفس الؤمن معلقة بدينه حت يقضى ويبادر إل تهيزه لا روى علي عليه السلم‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ثلث ل تؤخروهن الصلة والنازة والي إذا وجدت‬
‫كفؤا فإن مات فجأة ترك حت يتيقن موته‬
‫باب غسل اليت ) وغسل اليت ( فرض على الكفاية لقوله صلى ال عليه وسلم ف الذي سقط‬
‫من بعيه اغسلوه باء وسدر فإن كان اليت رجل ل زوجة له فأول الناس بغسله الب ث الد ث‬
‫البن ث ابن البن ث الخ ثأ ابن الخ ث العم ث ابن العم لنم أحق بالصلة عليه فكانوا أحق‬
‫بالغسل‬
‫وإن كان له زوجة جاز لا غسله لا روت عائشة رضي ال عنها أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه‬
‫أوصى أساء بنت عميس لتغسله‬
‫وهل تقدم على العصبات فيه وجهان أحدها أنا تقدم لنا تنظر منه إل ما ل تنظر العصبات وهو‬
‫ما بي السرة والركبة‬
‫والثان يقدم العصبات لنم أحق بالصلة عليه‬
‫وإن ماتت امرأة ول يكن لا زوج غسلها النساء وأولهن ) ذات ( رحم مرم ث ذات رحم غي‬
‫مرم ث الجنبية فإن ل يكن نساء غسلها القرب فالقرب من الرجال على ما ذكرناه‬
‫وإن كان لا زوج جاز له أن يغسلها لا روت عائشة رضي ال عنها قالت رجع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم من البقيع فوجدن وأنا أجد صداعا وأقول وارأساه فقال بل أنا يا عائشة وارأساه‬
‫ث قال وما ضرك لو مت قبلي لغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك‬
‫وهل يقدم على النساء على وجهي أحدها يقدم لنه ينظر إل ما ل ينظر النساء منها‬
‫والثان تقدم النساء على الترتيب الذي ذكرناه‬
‫فإن ل يكن نساء فأول القرباء بالصلة فإن ل يكن فالزوج وإن طلق زوجته طلقة رجعية ث مات‬
‫أحدها قبل الرجعة ل يكن للخر غسله لنا مرمة عليه‬

‫____________________‬

‫تري البتوتة وإن مات رجل‬


‫وليس هناك إل امرأة أجنبية أو ماتت امرأة وليس هناك إل رجل أجنب ففيه وجهان أحدها ييمم‬
‫والثان يستر بثوب ويعل الغاسل على يده خرقة ) ث ( يغسله‬
‫فإن مات كافر‬
‫فأقاربه الكفار أحق بغسله من أقاربه السلمي لن للكافر عليه ولية وإن ل يكن ) له ( أقارب من‬
‫الكفار جاز لقاربه من السلمي غسله لن النب صلى ال عليه وسلم أمر عليا أن يغسل أباه‬
‫وإن ماتت ذمية ولا زوج مسلم كان له غسلها لن النكاح كالنسب ف الغسل‬
‫وإن مات الزوج قال ف الم كرهت لا أن تغسله فإن غسلته أجزأه لن القصد منه التنظيف‬
‫وذلك يصل بغسلها‬
‫وإن ماتت أم ولد كان للسيد غسلها لنه يوز له غسلها ف حال الياة فجاز له غسلها بعد‬
‫الوت كالزوجة‬
‫وإن مات السيد فهل يوز لا غسله فيه وجهان قال أبو علي الطبي ل يوز لنا عتقت بوته‬
‫فصارت أجنبية‬
‫والثان يوز لنه لا جاز له غسلها جاز لا غسله كالزوجة‬
‫فصل ف صفة الغاسل وينبغي أن يكون الغاسل أمينا لا روي عن ابن عمر رضي ال عنه أنه قال‬
‫ل يغسل موتاكم إل الأمونون ولنه إذا ل يكن أمينا ل يؤمن أل يستوف الغسل وربا ستر ما يظهر‬
‫من جيل أو يظهر ما يرى من قبيح‬
‫ويستحب أن يستر اليت عن العيون لنه قد يكون ف بدنه عيب كان يكتمه وربا اجتمع ف‬
‫موضع من بدنه دم فياه من ل يعرف فيظن أن ذلك عقوبة وسوء عاقبة‬
‫ويستحب أل يستعي بغيه إن كان فيه كفاية وإن احتاج إل معي استعان بن ل بد له منه‬
‫ويستحب أن يكون بقربه ممرة حت إن كانت له رائحة ل تظهر والول أن يغسل ف قميص لا‬
‫روت عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم غسلوه وعليه قميص يصبون عليه‬
‫الاء ويدلكونه من فوقه ولن ذلك أستر فكان أول‬
‫والاء البارد أول من الاء السخن لن البارد يقويه والسخن يرخيه وإن كان به وسخ ل يزيله إل‬
‫السخن أو البد شديد أو ياف الغاسل من استعمال البارد غسله بالسخن‬
‫وهل تب نية الغسل فيه وجهان أحدها ل تب لن القصد منه التنظيف فلم تب فيه النية‬
‫كإزالة النجاسة‬
‫والثان تب لنه تطهي ل يتعلق بإزالة عي فوجبت فيه النية كغسل النابة‬
‫ول يوز للغاسل أن ينظر إل عورته لقوله صلى ال عليه وسلم لعلي رضي ال عنه ل تنظر إل‬
‫فخذ حي ول ميت ويستحب أل ينظر إل سائر بدنه إل فيما ل بد منه ول يوز أن يس عورته‬
‫لنه إذا ل يز النظر فالس أول ويستحب أن ل يس سائر بدنه لا روي أن عليا كرم ال وجهه‬
‫غسل النب صلى ال عليه وسلم وبيده خرقة يتبع با ما تت القميص‬
‫فصل ف مستحبات الغسل والستحب أن يلسه إجلسا رفيقا ويسح بطنه مسحا بليغا لا روى‬
‫القاسم بن ممد قال توف عبد ال بن عبد الرحن فغسله ابن عمر فنفضه نفضا شديدا وعصره‬
‫عصرا شديدا ث غسله ولنه ربا كان ف جوفه شيء فإذا ل يعصره قبل الغسل خرج بعده وربا‬
‫خرج بعدما كفن فيفسد الكفن وكلما أمر اليد على البطن صب عليه ماء كثيا حت إن خرج‬
‫) منه ( شيء ل تظهر رائحته ث يبدأ فيغسل أسافله كما يفعل الي إذا أراد الغسل ث يوضأ كما‬
‫يتوضأ الي لا روت أم عطية قالت لا غسلنا ابنة رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لنا ابدأوا‬
‫بيامنها ومواضع الوضوء ولن الي يتوضأ إذا أراد الغسل ويدخل أصبعه ف فيه ويسوك با‬
‫أسنانه ول يفغر فاه ويتتبع ما تت أظفاره إن ل يكن قد قلم أظفاره ويكون ذلك بعود لي ل‬
‫يرحه ث يغسله ويكون كالنحدر قليل حت ل يتمع الاء تته فيستنقع فيه ويفسد بدنه ويغسله‬
‫ثلثا كما يفعل الي ف وضوئه وغسله فيبدأ برأسه وليته كما يفعل الي فإن كانت اللحية‬
‫متلبدة سرحها حت يصل الاء إل الميع ويكون بشط منفرج السنان ويشطه برفق حت ل‬
‫ينتف شعره ث يغسل شقه الين حت ينتهي إل رجله ث شقه اليسر حت ينتهي إل رجله ث يرفه‬
‫على جنبه اليسر فيغسل جانب ظهره كذلك لديث أم عطية والستحب أن تكون الغسلة الول‬
‫بالاء والسدر لا روى ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ف الرم الذي خر من‬
‫بعيه اغسلوه باء وسدر ولن السدر ينظف السم ث يغسل بالاء‬
‫____________________‬

‫القراح ويعل ف الغسلة الخية شيئا من الكافور لا روت أم سليم أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال إذا كان ف آخر غسلة من الثلث أو غيها فاجعلي فيه شيئا من الكافور ولن الكافور يقويه‬

‫وهل يتسب الغسل بالسدر من الثلث أم ل فيه وجهان قال أبو إسحاق يعتد به لنه غسل با ل‬
‫يالطه شيء ومن أصحابنا من قال ل يعتد به لنه ربا غلب عليه السدر فعلى هذا يغسل ثلث‬
‫مرات أخر بالاء القراح‬
‫والواجب منها مرة واحدة كما قلنا ف الوضوء‬
‫ويستحب أن يتعاهد إمرار اليد على البطن ف كل مرة فإن غسل الثلث ول يتنظف زاد حت‬
‫يتنظف‬
‫والسنة أن يعله وترا خسا أو سبعا لا روت أم عطية أن النب صلى ال عليه وسلم قال اغسلنها‬
‫وترا ثلثا أو خسا أو أكثر من ذلك إن رأيت‬
‫والفرض ما ذكرنا النية وغسل مرة واحدة وإذا فرغ من غسله أعيد تليي أعضائه وينشف بثوب‬
‫لنه إذا كفن وهو رطب ابتل الكفن وفسد وإن غسل ث خرج منه شيء ففيه ثلثة أوجه أحدها‬
‫يكفيه غسل الوضع كما لو غسل ث أصابته ناسة من غيه‬
‫والثان يب منه الوضوء لنه حدث فأوجب الوضوء كحدث الي‬
‫والثالث يب الغسل منه لنه خاتة أمره فكان بطهارة كاملة وإن تعذر غسله لعدم الاء أو غيه‬
‫يم لنه تطهي ل يتعلق بإزالة عي فانتقل فيه عند العجز إل التيمم كالوضوء وغسل النابة‬
‫فصل ف تقليم أظفاره وغي ذلك وف تقليم أظفاره وحف شاربه وحلق عانته قولن أحدها يفعل‬
‫ذلك لنه تنظيف فشرع ف حقه كإزالة الوسخ‬
‫والثان يكره وهو قول الزن لنه قطع جزء منه فهو كالتان‬
‫قال الشافعي رحه ال ول يلق شعر رأسه وقال أبو إسحاق إن ل يكن له جة حلق رأسه لنه‬
‫تنظيف فهو كتقليم الظفار والذهب الول لن حلق الرأس يراد للزينة ل للتنظيف‬
‫فصل ف غسل الرأة وإن كانت امرأة غسلت كما يغسل الرجل وإن كان لا شعر جعل ثلث‬
‫ذوائب وتلقى خلفها لا روت أم عطية ف وصف غسل بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قالت ضفرنا ناصيتها وقرناها ثلثة قرون ث ألقيناها خلفها‬
‫فصل ف غسل من غسل ميتا ويستحب لن غسل ميتا أن يغتسل لا روى أبو هريرة أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال من غسل ميتا فليغتسل ول يب ذلك‬
‫وقال ف البويطي إن صح الديث قلت بوجوبه والول أصح لن اليت طاهر ومن غسل طاهرا ل‬
‫يلزمه بغسله طهارة كالنب‬
‫وهل هو آكد أو غسل المعة فيه قولن قال ف القدي غسل المعة آكد لن الخبار فيه أصح‬
‫وقال ف الديد الغسل من غسل اليت آكد وهو الصح لن غسل المعة غي واجب والغسل‬
‫من غسل اليت متردد بي الوجوب وغيه‬
‫ويستحب للغاسل إذا رأى من اليت ما يعجبه أن يتحدث به وإن رأى ما يكره ل يز أن يتحدث‬
‫به لا روى أبو رافع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من غسل ميتا فكتم عليه غفر ال له‬
‫أربعي مرة‬
‫باب الكفن تكفي اليت فرض على الكفاية لقوله صلى ال عليه وسلم ف الرم الذي خر من‬
‫بعيه كفنوه ف ثوبيه اللذين مات فيهما ويب ذلك ف ماله للخب ويقدم على الدين كما تقدم‬
‫كسوة الفلس على ديون غرمائه فإن قال بعض الورثة أنا أكفنه من مال‬
‫وقال بعضهم بل يكفن من التركة كفن من التركة لن ف تكفي بعض الورثة من ماله منة على‬
‫الباقي فل يلزم قبولا‬
‫وإن كانت امرأة لا زوج ففيه وجهان قال أبو إسحاق يب على الزوج لن من لزمه كسوتا ف‬
‫حال الياة لزمه كفنها بعد الوفاة كالمة‬
‫____________________‬

‫مع السيد‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يب ف مالا لنا بالوت صارت أجنبية منه فلم يلزمه كفنها والول‬
‫أصح لن هذا يبطل بالمة فإنا صارت بالوت أجنبية من مولها ث يب عليه تكفينها فإن ل يكن‬
‫لا مال ول زوج فالكفن على من يلزمه نفقتها اعتبارا بالكسوة ف حال الياة‬
‫فصل ف صفة الكفن وأقل ما يزىء ما يستر العورة كالي ومن أصحابنا من قال أقله ثوب يعم‬
‫البدن لن ما دونه ل يسمى كفنا والول أصح‬
‫والستحب أن يكفن الرجل ف ثلثة أثواب إزار ولفافتي لا روت عائشة رضي ال عنها قالت‬
‫كفن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ثلثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ول عمامة‬
‫فإن كفن ف خسة أثواب ل يكره لن ابن عمر رضي ال عنه كان يكفن أهله ف خسة أثواب فيها‬
‫قميص وعمامة ولن أكمل ثياب الي خسة قميصان وسراويل وعمامة ورداء‬
‫وتكره الزيادة على ذلك لنه سرف‬
‫وإن قال بعض الورثة يكفن بثوب وقال بعضهم يكفن بثلثة ففيه وجهان أحدها يكفن بثوب لنه‬
‫يعم ) البدن ( ويستر ) العورة (‬
‫والثان يكفن بثلثة أثواب لنه هو الكفن العروف السنون والفضل أل يكون فيه قميص ول‬
‫عمامة لديث عائشة رضي ال عنها‬
‫فإن جعل فيها قميص وعمامة ل يكره لن النب صلى ال عليه وسلم أعطى ابن عبد ال بن أب‬
‫ابن سلول قميصا ليجعله ف كفن أبيه‬
‫وإن كان ف الكفن قميص وعمامة جعل ذلك تت الثياب لن إظهاره زينة وليس الال حال زينة‬
‫والستحب أن يكون الكفن أبيض لديث عائشة رضي ال عنها والستحب أن يكون حسنا لا‬
‫روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه‬
‫ويكره الغالة ف الكفن لا روى علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تغالوا‬
‫ف الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا‬
‫والستحب أن يبخر الكفن ثلثا لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا جرت اليت‬
‫فجمروه ثلثا‬
‫فصل فيما يصنع بالكفن والستحب أن يبسط أحسنها وأوسعها ث الثان ث الذي يلي اليت‬
‫اعتبارا بالي فإنه يعل أحسن ثيابه وأوسعها فوق الثياب وكلما فرش ثوبا نثر فيه النوط ث‬
‫يمل اليت إل الكفان مستورا ويترك على الكفن مستلقيا على ظهره ويؤخذ قطن منوع الب‬
‫فيجعل فيه النوط والكافور ويعل بي أليتيه ويشد عليه كما يشد التبان‬
‫ويستحب أن يؤخذ القطن ويعل عليه النوط والكافور ويترك على الفم والنخرين والعيني‬
‫والذني وعلى خراج نافذ إن كان عليه ليخفى ما يظهر من رائحته ويعل النوط والكافور على‬
‫قطن ويترك على مواضع السجود لا روي عن عبد ال بن مسعود أنه قال يتتبع بالطيب مساجده‬
‫ولن هذه الواضع شرفت بالسجود فخصت بالطيب‬
‫قال وأحب أن يطيب جيع بدنه بالكافور‬
‫____________________‬

‫لن ذلك يقوي البدن ويشده ويستحب أن ينط رأسه وليته بالكافور كما يفعل الي إذا تطيب‬

‫قال ف البويطي فإن حنط بالسك فل بأس لا روى أبو سعيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫السك من أطيب الطيب وهل يب النوط والكافور أم ل فيه قولن وقيل فيه وجهان أحدها‬
‫يب لنه جرت به العادة ف اليت فكان واجبا كالكفن‬
‫والثان أنه ل يب كما ل يب الطيب ف حق الفلس وإن وجبت الكسوة‬
‫فصل اللف ف الكفن ث يلف ف الكفن ويعل ما يلي الرأس أكثر كالي ما على رأسه أكثر‬
‫رحة ال وتثن صنفة الثوب الت على اليت فيبدأ باليسر على الين وبالين على اليسر‬
‫وقال ف موضع ) آخر ( يبدأ بالين على اليسر ث باليسر على الين فمن أصحابنا من جعلها‬
‫على قولي أحدها يبدأ باليسر على الين‬
‫والثان يبدأ بالين على اليسر‬
‫ومنهم من قال هي على قول واحد أنه تثن صنفه الثوب اليسر على جانبه الين وصنفة الثوب‬
‫الين على جانبه اليسر كما يفعل الى بالساج ) وهو ( الطيلسان‬
‫وهذا هو الصح لن ف الطيلسان ما على الانب اليسر هو الظاهر ث يفعل ذلك ف بقية‬
‫الكفان وما يفضل من عند الرأس يثن على وجهه وصدره فإن احتيج إل شد الكفان شدت ث‬
‫تل عند الدفن لنه يكره أن يكون معه ف القب شيء معقود‬
‫فإن ل يكن له إل ثوب قصي ل يعم البدن غطي رأسه وترك الرجل لا روي أن مصعب بن عمي‬
‫قتل يوم أحد ول يكن له إل نرة فكان إذا غطي با رأسه بدت رجله وإن غطي با رجله بدا‬
‫رأسه فقال النب صلى ال عليه وسلم غطوا با رأسه واجعلوا على رجليه شيئا من الذخر‬
‫فصل ف كفن الرأة وأما الرأة فإنا تكفن بمسة أثواب إزار وخار وثلثة أثواب‬
‫وهل يكون أحد الثلثة درعا فيه قولن أحدها أن أحدها درع لا روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ناول أم عطية ف كفن ابنته أم كلثوم إزارا ودرعا وخارا وثوبي ملء‬
‫والثان أنه ل يكون فيه درع لن القميص إنا تتاج إليه الرأة لتستتر به ف تصرفها واليت ل‬
‫يتصرف فإن قلنا ل درع فيها أزرت بإزار وتمر بمار وتدرج ف ثلثة أثواب فإذا قلنا يكون‬
‫فيها درع أزرت بإزار وتلبس الدرع وتمر بمار وتدرج ف ثوبي‬
‫قال الشافعي رحه ال ويشد على صدرها ثوب ليضم ثيابا فل تنتشر وهل يل عنها الثوب عند‬
‫الدفن أم ل فيه وجهان قال أبو العباس يدفن معها وعليه يدل كلم الشافعي فإنه ذكر أنه يشد ول‬
‫يذكر أنه يل‬
‫وقال أبو إسحاق ينحى عنها ف القب وهو الصح لنه ليس من جلة الكفن‬
‫فصل فيما يصنع بالرم إذا مات إذا مات مرم ل يقرب الطيب ول يلبس الخيط ول يمر رأسه لا‬
‫روى ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الرم الذى ) خر ( من بعيه اغسلوه باء‬
‫وسدر وكفنوه ف ثوبيه اللذين مات فيهما ول تقربوه طيبا فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا‬
‫وإن ماتت معتدة عن وفاة ففيه وجهان أحدها ل تقرب الطيب لنا ماتت والطيب مرم عليها‬
‫فلم يسقط تريه بالوت كالرمة‬
‫والثان تقرب الطيب لن الطيب حرم عليها ف العدة حت ل يدعو ذلك إل نكاحها وقد زال‬
‫ذلك بالوت‬

‫____________________‬
‫باب الصلة على اليت الصلة على اليت فرض على الكفاية لقوله صلى ال عليه وسلم صلوا‬
‫خلف من قال ل إله إل ال وعلى من قال ل إله إل ال وف أدن ما يكفي قولن أحدها ثلثة لن‬
‫قوله صلوا خطاب جع وأقل المع ثلثة‬
‫والثان أنه يكفي أن يصلي عليه واحد لنا صلة ليس من شرطها الماعة فلم يكن من شرطها‬
‫العدد كسائر الصلوات‬
‫ويوز فعلها ف جيع الوقات لنا صلة لا سبب فجاز فعلها ف كل وقت ويوز فعلها ف‬
‫السجد وغيه لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم صلى على سهيل بن‬
‫بيضاء ف السجد‬
‫والسنة أن يصلي ف جاعة لا روى مالك بن هبية أن النب صلى ال عليه وسلم قال ما من مسلم‬
‫يوت فيصلي عليه ثلثة صفوف من السلمي إل وجبت‬
‫وتوز فرادى لن النب صلى ال عليه وسلم مات فصلى عليه الناس فوجا فوجا وإن اجتمع‬
‫نسوة ل رجل معهن صلي عليه فرادى لن النساء ل يسن لن الماعة ف الصلة على اليت فإن‬
‫صلي جاعة فل بأس‬
‫فصل ف كراهة النعي ويكره نعي اليت للناس والنداء عليه للصلة لا روي عن حذيفة أنه قال إذا‬
‫مت فل تؤذنوا ب أحدا فإن أخاف أن يكون نعيا وقال عبد ال اليذان باليت نعي الاهلية‬
‫فصل فيمن أحق بالصلة على اليت وأول الناس بالصلة عليه الب ث الد ث البن ث ابن البن‬
‫ث الخ ث ابن الخ ث العم ث ابن العم على ترتيب العصبات لن القصد من الصلة على اليت‬
‫الدعاء للميت ودعاء هؤلء أرجى للجابة فإنم أفجع باليت من غيهم فكانوا بالتقدي أحق‬
‫وإن اجتمع أخ من أب وأم وأخ من أب فالنصوص أن الخ من الب والم أول‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها هذا‬
‫والثان أنما سواء لن الم ل مدخل لا ف التقدي ف الصلة على اليت فكان ف الترجيح با‬
‫قولن كما نقول ف ولية النكاح‬
‫ومنهم من قال الخ من الب والم أول قول واحدا لن الم وإن ل يكن لا مدخل ف التقدي إل‬
‫أن لا مدخل ف الصلة على اليت فرجح با قول واحدا كما نقول ف الياث يقدم با الخ من‬
‫الب والم على الخ من الب حي كان لا مدخل ف الياث وإن ل يكن لا مدخل ف التعصيب‬

‫قال الشافعي رحه ال وإن اجتمع وليان ف درجة قدم السن لن دعاءه أرجى إجابة فإن ل يوجد‬
‫السن قدم القرأ الفقه لنه أفضل وصلته أكمل فإن استويا أقرع بينهما لنما تساويا ف التقدي‬
‫فأقرع بينهما‬
‫وإن اجتمع حر وعبد هو أقرب إليه من الر فالر أول لن الر من أهل الولية والعبد ليس من‬
‫أهل الولية‬
‫وإن اجتمع الوال والول الناسب ففيه قولن قال ف القدي الوال أول لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫ل يؤم الرجل ف سلطانه‬
‫وقال ف الديد الول أول لنا ولية تترتب فيها العصبات فقدم الول على الوال كولية النكاح‬
‫فصل ف شروط صحة صلة النازة ومن شرط صحة صلة النازة الطهارة وستر العورة لنا‬
‫صلة فشرط فيها الطهارة وستر العورة كسائر الصلوات‬
‫ومن شرطها القيام واستقبال القبلة لنا صلة مفروضة فوجب فيها القيام واستقبال القبلة مع‬
‫القدرة كسائر الفرائض‬
‫والسنة أن يقف المام فيها عند رأس الرجل وعند عجيزة الرأة‬
‫وقال أبو علي الطبي السنة أن يقف عند صدر الرجل وعند عجيزة الرأة‬
‫والذهب الول لا روي أن أنسا صلى على رجل فقام عند رأسه وعلى امرأة فقام عند عجيزتا‬
‫فقال له العلء بن زياد هكذا كانت صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم صلى على الرأة عند‬
‫عجيزتا وعلى الرجل عند رأسه قال نعم‬
‫فإن اجتمع جنائز قدم إل المام أفضلهم فإن كان رجل وصب وامرأة وخنثى قدم الرجل إل‬
‫المام ث الصب ث النثى الشكل ث الرأة لا روي عن ابن عمر رضي ال عنه أنه صلى على تسع‬
‫جنائز رجال ونساء فجعل الرجال ما يلي المام والنساء ما يلي القبلة‬

‫____________________‬

‫وروى عمار بن أب عمار أن زيد بن عمر بن الطاب وأمه أم كلثوم بنت علي بن أب طالب‬
‫رضي ال عنهما ماتا فصلى عليهما سعيد بن العاص فجعل زيدا ما يليه وأمه ما يلي القبلة وف‬
‫القوم السن والسي وأبو هريرة وابن عمر ونو ثاني من أصحاب ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫ورضي عنهم أجعي‬
‫والفضل أن يفرد كل واحد بصلة فإن صلى عليهم صلة واحدة جاز لن القصد من الصلة‬
‫عليهم الدعاء لم وذلك يصل بالمع ف صلة واحدة‬
‫فصل ف فرض النية إذا أراد الصلة نوى الصلة على اليت وذلك فرض لنا صلة فوجب لا‬
‫النية كسائر الصلوات ث يكب أربعا لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم كب على اليت‬
‫أربعا وقرأ بعد التكبية الول بأم القرآن‬
‫والتكبيات الربع واجبة والدليل عليه أنا إذا فاتت وجب قضاؤها ولو ل تكن واجبة ل يب‬
‫قضاؤها كتكبيات العيد‬
‫والسنة أن يرفع يديه مع كل تكبية لا روي أن عمر رضي ال عنه كان يرفع يديه على النازة ف‬
‫كل تكبية وعن عبد ال بن عمر والسن بن علي رضي ال عنهم مثله وعن زيد بن ثابت وقد‬
‫رأى رجل فعل ذلك فقال أصاب السنة ولنا تكبية ل يتصل طرفها بسجود ول قعود فيسن لا‬
‫رفع اليدين كتكبية الحرام ف سائر الصلوات‬
‫فصل ف قراءة الفاتة ويقرأ بعد التكبية الول بفاتة الكتاب لا روى جابر وهي فرض من‬
‫فروضها لنا صلة يب فيها القيام فوجب فيها القراءة كسائر الصلوات وف قراءة السورة‬
‫وجهان أحدها يقرأ سورة قصية لن كل صلة قرأ فيها الفاتة قرأ فيها السورة كسائر‬
‫الصلوات‬
‫والثان أنه ل يقرأ لنا مبنية على الذف والختصار والسنة ف قراءتا السرار لا روي أن ابن‬
‫عباس صلى بم على جنازة فكب ث قرأ بأم القرآن فجهر با ث صلى على النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فلما انصرف قال إنا جهرت با لتعلموا أنا هكذا ول فرق بي أن يصلي بالليل أو النهار‬
‫وقال أبو القاسم الداركي إن كانت الصلة بالليل جهر فيها بالقراءة لن لا نظيا بالنهار يسر‬
‫فيها فجهر فيها كالعشاء وهذا ل يصح لن صلة العشاء صلة راتبة ف وقت من الليل ولا نظي‬
‫راتب ف وقت من النهار يسن ف نظيها السرار فيسن فيها الهر وصلة النازة صلة واحدة‬
‫ليس لا وقت تتص به من ليل أو نار بل يفعل ذلك ف الوقت الذي يوجد فيه سببها وسنتها‬
‫السرار فلم يتلف فيها الليل والنهار‬
‫وف دعاء التوجه والتعوذ عند القراءة ف هذه التكبية وجهان قال عامة أصحابنا ل يأت به لنا‬
‫مبنية على الذف والختصار فل تتمل التطويل والكثار‬
‫وقال شيخنا القاضي أبو الطيب رحه ال يأت به لن التوجه يراد لفتتاح الصلة والتعوذ يراد‬
‫للقراءة وف هذه الصلة افتتاح وقراءة فوجب أن يأت بذكرها‬
‫فصل ف مل الصلة على النب صلى ال عليه وسلم ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫التكبية الثانية لا ذكرناه من حديث ابن عباس وهو فرض من فروضها لنا صلة فوجب فيها‬
‫الصلة على النب صلى ال عليه وسلم كسائر الصلوات‬
‫فصل ف الدعاء للميت ويدعو للميت ف التكبية الثالثة لا روى أبو قتادة قال صلى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على جنازة فسمعته يقول اللهم اغفر لينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغينا‬
‫وكبينا وذكرنا وأنثانا‬
‫وف بعضها اللهم من أحييته منا فأحيه على السلم ومن توفيته منا فتوفه على السلم واليان‬
‫وهو فرض من فروضها لن القصد من هذه الصلة الدعاء للميت فل يوز الخلل بالقصود‬
‫وأدن الدعاء ما يقع عليه السم‬
‫والسنة أن يقول ما رواه أبو قتادة وذكره الشافعي رحه ال قال يقول اللهم هذا عبدك وابن‬
‫عبديك خرج من روح الدنيا وسعتها ومبوبه وأحباؤه فيها إل ظلمة القب وما هو لقيه كان‬
‫يشهد أن ل إله إل أنت وأن ممدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به اللهم إنه نزل بك وأنت خي‬
‫منول به وأصبح فقيا إل رحتك وأنت غن عن عذابه وقد جئناك راغبي إليك شفعاء له اللهم‬
‫إن كان مسنا فزد ف إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ) ولقه ( برحتك ) المن ( من عذابك‬
‫حت تبعثه إل‬
‫____________________‬

‫جنتك يا أرحم الراحي‬


‫وبأي شيء دعا جاز لنه قد نقل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أدعية متلفة فدل على أن‬
‫الميع جائز‬
‫فصل ف التسليم قال ف الم يكب ف الرابعة ويسلم قال ف البويطي يقول اللهم ل ترمنا أجره‬
‫ول تفتنا بعده‬
‫والتسليم كالتسليم ف سائر الصلوات لا روي عن عبد ال أنه قال رأيت ثلث خلل كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعلهن وتركهن الناس‬
‫إحداهن التسليم على النازة مثل التسليم ف الصلة والتسليم واجب لنا صلة يب لا‬
‫الحرام فوجب الروج منها بالسلم كسائر الصلوات‬
‫وهل يسلم تسليمة أو تسليمتي على ما ذكرناه ف سائر الصلوات‬
‫فصل ف إدراك الصلة إذا أدرك المام وقد سبقه ببعض الصلة كب ودخل ف الصلة لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا ويقرأ ما يقتضيه ترتيب صلته ل ما‬
‫يقرؤه المام لنه يكنه أن يأت با يقتضيه ترتيب الصلة مع التابعة‬
‫فإذا سلم المام أتى با بقي من التكبيات نسقا من غي دعاء ف أحد القولي لن النازة ترفع‬
‫قبل أن يفرغ فل معن للدعاء بعد غيبة اليت‬
‫ويدعو للميت ث يكب ويسلم ف القول الثان لن غيبة اليت ل تنع من فعل الصلة‬
‫فصل ف البدار بدفن اليت إذا صلي على اليت بودر إل دفنه ول ينتظر حضور من يصلي عليه‬
‫إل الول فإنه ينتظر إذا ل يش على اليت التغي‬
‫فإن خيف عليه التغي ل ينتظر‬
‫وإن حضر من ل يصل عليه صلى عليه‬
‫وإن حضر من صلى مرة فهل يعيد الصلة مع من يصلي فيه وجهان أحدها يستحب كما‬
‫يستحب ف سائر الصلوات أن يعيدها مع من يصلي جاعة‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ل يعيد لنه يصليها نافلة وصلة النازة ل يتنفل بثلها‬
‫وإن حضر من ل يصل بعد الدفن صلى على القب لا روي أن مسكينة ماتت ليل فدفنوها ول‬
‫يوقظوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم على قبها من الغد‬

‫وإل أي وقت توز الصلة على القب فيه أربعة أوجه أحدها يصلى عليه إل شهر لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم صلى على أم سعد بن عبادة بعدما دفنت بشهر‬
‫والثان يصلى عليه ما ل يبل لنه إذا بلي ل يبق ما يصلى عليه‬
‫والثالث يصلي عليه من كان من أهل الفرض عند موته لنه كان من أهل الطاب بالصلة عليه‬
‫وأما من ولد بعده أو بلغ بعد موته فل يصلى عليه لنه ل يكن من أهل الطاب بالصلة عليه‬
‫والرابع أنه يصلى عليه أبدا لن القصد من الصلة على اليت الدعاء والدعاء يوز ف كل وقت‬
‫فصل ف الصلة على الغائب وتوز الصلة على اليت الغائب لا روى أبو هريرة أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم نعى النجاشي لصحابه وهو بالدينة فصلى عليه وصلوا خلفه‬
‫وإن كان اليت معه ف البلد ل يز أن يصلى عليه حت يضر عنده لنه يكنه الضور من غي‬
‫مشقة‬
‫فصل ف العمل ف بعض اليت وإن وجد بعض اليت غسل وصلي عليه لن عمر رضي ال عنه‬
‫صلى على عظام بالشام وصلى أبو عبيدة على رؤوس وصلت الصحابة رضي ال عنهم على يد‬
‫عبد الرحن بن عتاب بن أسيد ألقاها طائر بكة من وقعة المل‬
‫فصل إذا استهل السقط أو ترك ث مات وغسل وصلي عليه لا روى ابن عباس أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال إذا استهل السقط غسل وصلي عليه وورث وورث ولنه قد ثبت له حكم‬
‫الدنيا ف السلم والياث والدية فغسل وصلى عليه كغيه‬
‫وإن ل يستهل ول يتحرك فإن ل يكن له أربعة أشهر كفن برقة ودفن وإن ت له أربعة أشهر ففيه‬
‫قولن قال ف القدي يصلى عليه لنه نفخ فيه الروح فصار كمن استهل‬
‫وقال ف الم ل يصلى عليه وهو الصح لنه ل يثبت له حكم الدنيا ف الرث وغيه فلم يصل‬
‫عليه‬
‫فإن قلنا يصلى عليه غسل كغي السقط وإن قلنا ل يصلى عليه ففي غسله قولن قال ف البويطي‬
‫ل يغسل لنه ل يصلى عليه فل يغسل كالشهيد‬
‫وقال ف الم يغسل لن الغسل قد ينفرد عن الصلة كما نقول ف الكافر‬

‫____________________‬

‫فصل فيما يصنع بالكافر إذا مات وإن مات كافر ل يصل عليه لقوله عز وجل } ول تصل على‬
‫أحد منهم مات أبدا ول تقم على قبه { ولن الصلة لطلب الغفرة والكافر ل يغفر له فل معن‬
‫للصلة عليه‬
‫ويوز غسله وتكفينه لن النب صلى ال عليه وسلم أمر عليا عليه السلم أن يغسل أباه وأعطى‬
‫قميصه ليكفن به عبد ال بن أب ابن سلول وإن اختلط السلمون بالكفار ول يتميزوا صلوا على‬
‫السلمي بالنية لن الصلة تنصرف إل اليت بالنية والختلط ل يؤثر ف النية‬
‫فصل ف شهيد القتال ومن مات من السلمي ف جهاد الكفار بسبب من أسباب قتالم قبل‬
‫انقضاء الرب فهو شهيد ل يغسل ول يصلى عليه لا روى جابر أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أمر ف قتلى أحد بدفنهم بدمائهم ول يصل عليهم ول يغسلوا‬
‫وإن جرح ف الرب ومات بعد انقضاء الرب غسل وصلي عليه لنه مات بعد انقضاء الرب‬
‫ومن قتل ف الرب وهو جنب ففيه وجهان قال أبو العباس بن سريج وأبو علي بن أب هريرة‬
‫يغسل لا روي أن حنظلة بن الراهب قتل فقال النب صلى ال عليه وسلم ما شأن حنظلة فإن‬
‫رأيت اللئكة تغسله فقالوا جامع فسمع اليعة فخرج إل القتال‬
‫فلو ل يب غسله لا غسلته اللئكة‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يغسل لنه طهارة عن حدث فسقط حكمها بالشهادة كغسل اليت‬
‫ومن قتل من أهل البغي ف قتال أهل العدل غسل وصلي عليه لنه مسلم قتل بق فلم يسقط‬
‫غسله والصلة عليه كمن قتل ف الزنا والقصاص‬
‫ومن قتل من أهل العدل ف حرب أهل البغي ففيه قولن أحدها يغسل ويصلى عليه لنه مسلم‬
‫قتل ف غي حرب الكفار فهو كمن قتله اللصوص‬
‫والثان أنه ل يغسل ول يصلى عليه لنه قتل ف حرب هو فيه على الق وقاتله على الباطل فأشبه‬
‫القتول ف معركة الكفار‬
‫ومن قتله قطاع الطريق من أهل القافلة ففيه وجهان أحدها أنه يغسل ويصلى عليه‬
‫والثان ل يغسل ول يصلى عليه لا ذكرناه ف أهل العدل‬
‫باب حل النازة والدفن يوز حل النازة بي العمودين وهو أن يعل الامل رأسه بي عمودي‬
‫مقدمة النعش ويعلهما على كاهله ويوز المل من الوانب الربعة فيبدأ بياسرة القدمة فيضع‬
‫العمود على عاتقه الين ث ييء إل ياسرة الؤخرة فيضع العمود على عاتقه الين ث يأخذ يامنة‬
‫القدمة فيضع العمود على عاتقه اليسر ث ييء إل يامنة الؤخرة فيضع العمود على عاتقه اليسر‬

‫والمل بي العمودين أفضل لن النب صلى ال عليه وسلم حل جنازة سعد بن معاذ بي‬
‫العمودين ولنه روي ذلك عن عثمان وسعد بن أب وقاص وأب هريرة وابن الزبي رضي ال عنهم‬

‫ويستحب السراع بالنازة لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال أسرعوا بالنازة‬
‫فإن تكن صالة فخيا تقدمونا إليه وإن تكن سوى ذلك فشرا تضعون عن رقابكم ول يبلغ به‬
‫البب لا روى عبد ال بن مسعود قال سألنا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن السي بالنازة‬
‫فقال دون البب فإن يكن خيا يعجل إليه وإن يكن شرا‬
‫____________________‬

‫فبعدا لصحاب النار‬


‫ويستحب اتباع النازة لا روى الباء بن عازب قال أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم باتباع‬
‫النازة وعيادة الريض وتشميت العاطس وإجابة الداعي ونصر الظلوم‬
‫والستحب أل ينصرف من يتبع النازة حت تدفن لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من تبع جنازة فصلى عليها فله قياط وإن شهد دفنها فله قياطان القياط أعظم من‬
‫أحد‬
‫والسنة أل يركب لن النب صلى ال عليه وسلم ما ركب ف عيد ول جنازة فإن ركب ف‬
‫النصراف ل يكن به بأس لا روى جابر بن سرة أن النب صلى ال عليه وسلم صلى على جنازة‬
‫فلما انصرف أت بفرس معرورى فركبه‬
‫والسنة أن يشي أمام النازة لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يشي بي يديها وأبو بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم ولنه شفيع للميت والشفيع يتقدم‬
‫على الشفوع له‬
‫والستحب ) له ( أن يشي أمامها قريبا منها لنه إذا بعد ل يكن معها وإن سبق إل القبة فهو‬
‫باليار إن شاء قام حت توضع النازة وإن شاء قعد لا روى علي كرم ال وجهه قال قام رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم مع النازة حت وضعت وقام الناس معه ث قعد بعد ذلك وأمرهم بالقعود‬

‫ول يكره للمسلم اتباع جنازة أقاربه من الكفار لا روي عن علي كرم ال وجهه قال أتيت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فقلت إن عمك الضال قد مات فقال اذهب فواره‬
‫ول تتبع النازة بنار ول نائحة لا روى عمرو بن العاص أنه قال إذا أنا مت فل تصحبن نائحة‬
‫ول نار‬
‫وعن أب موسى أنه أوصى ل تتبعون بصارخة ول بجمرة ول تعلوا بين وبي الرض شيئا‬
‫فصل ف حكم الدفن دفن اليت فرض على الكفاية لن ف تركه على وجه الرض هتكا لرمته‬
‫ويتأذى الناس برائحته والدفن ف القبة أفضل لن النب صلى ال عليه وسلم كان يدفن الوتى‬
‫بالبقيع ولنه يكثر الدعاء له من يزوره‬
‫ويوز الدفن ف البيت لن النب صلى ال عليه وسلم دفن ف حجرة عائشة رضي ال عنها‬
‫فإن قال بعض الورثة يدفن ف القبة وقال بعضهم يدفن ف البيت دفن ف القبة لن له حقا ف‬
‫البيت فل يوز إسقاطه ويستحب أن يدفن ف أفضل مقبة لن عمر رضي ال عنه استأذن عائشة‬
‫رضي ال عنها أن يدفن مع صاحبيه‬
‫ويستحب أن تمع القارب ف موضع واحد لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم ترك عند رأس‬
‫عثمان بن مظعون صخرة وقال أعلم با على قب أخي لدفن إليه من مات‬
‫وإن تشاح اثنان ف مقبة مسبلة قدم السابق منهما لقوله صلى ال عليه وسلم من مناخ من سبق‬
‫فإن استويا ف السبق أقرع بينهما‬
‫ول يدفن ميت ف موضع فيه ميت إل أن يعلم أنه قد بلي ول يبق منه شيء ويرجع فيه إل أهل‬
‫البة بتلك الرض‬
‫ول يدفن ف قب واحد اثنان لن النب صلى ال عليه وسلم ل يدفن ف كل قب إل واحدا فإن‬
‫دعت إل ذلك ضرورة جاز لن النب صلى ال عليه وسلم كان يمع الثني من قتلى أحد ف قب‬
‫واحد ث يقول أيهما كان أكثر أخذا للقرآن فإذا أشي إل أحدها قدمه إل اللحد‬
‫وإن دعت الضرورة لن يدفن مع الرجل امرأة جعل بينهما حائل من التراب‬
‫____________________‬

‫وجعل الرجل اعتبارا بال الياة‬


‫ول يدفن كافر بقابر السلمي ول مسلم ف مقبة الكفار‬
‫ومن مات ف البحر ول يكن بقرب ساحل فالول أن يعل بي لوحي ويلقى ف البحر لنه ربا‬
‫وقع إل ساحل فيدفن ) فيه ( وإن كان أهل الساحل كفارا ألقي ف البحر‬
‫فصل ف تعميق القب والستحب أن يعمق القب قدر قامة وبسطة لا روي أن عمر رضي ال عنه‬
‫أوصى أن يعمق القب قدر قامة وبسطة ويستحب أن يوسع من قبل رجليه ورأسه لا روي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال للحافر أوسع من قبل رجليه وأوسع من قبل رأسه فإن كانت الرض‬
‫صلبة ألد لقوله صلى ال عليه وسلم اللحد لنا والشق لغينا وإن كانت رخوة شق الوسط‬
‫فصل فيمن أحق بدفن اليت والول أن يتول الدفن الرجال لنه يتاج إل بطش وقوة فكان‬
‫الرجال أحق وأولهم بذلك أولهم بالصلة عليه لنم أرفق به وإن كانت امرأة فزوجها أحق‬
‫بدفنها لنه أحق بغسلها فإن ل يكن لا زوج فالب ث الد ث البن ث ابن البن ث الخ ث ابن‬
‫الخ ث العم فإن ل يكن لا ذو رحم مرم ولا ملوك كان الملوك أول من ابن العم لنه كالرم‬
‫والصي أول من الفحل فإن ل يكن ملوك فابن العم ث أهل الدين من السلمي‬
‫والستحب أن يكون عدد الذي يدفن وترا لن النب صلى ال عليه وسلم دفنه علي والعباس‬
‫وأسامة رضي ال عنهم‬
‫والستحب أن يسجى القب بثوب عند الدفن لن النب صلى ال عليه وسلم ستر قب سعد بن‬
‫معاذ بثوب لا دفنه‬
‫فصل ف كيف الدفن ويستحب أن يضع رأس اليت عند رجل القب ث يسل فيه سل لا روى ابن‬
‫عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم سل من قبل رأسه سل ولن ذلك أسهل‬
‫ويستحب أن يقول عند إدخاله القب بسم ال وعلى ملة رسول ال لا روى ابن عمر رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان يقوله إذا أدخل اليت القب‬
‫والستحب أن يضجع ف القب على جنبه الين لقوله صلى ال عليه وسلم إذا نام أحدكم‬
‫فليتوسد يينه ولنه يستقبل القبلة فكان أول ويوسد رأسه بلبنة أو حجر كالي إذا نام ويعل‬
‫خلفه شيء يسنده من لب أو غيه حت ل يستلقي على قفاه‬
‫ويكره أن يعل تته مضربة أو مدة أو ف تابوت لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال إذا‬
‫أنزلتمون ف اللحد فافضوا بدي إل الرض وعن أب موسى ل تعلوا بين وبي الرض شيئا‬
‫وينصب اللب على اللحد نصبا لا روي عن سعد بن أب وقاص قال اصنعوا ب كما صنعتم‬
‫برسول ال صلى ال عليه وسلم انصبوا علي اللب وأهيلوا علي التراب‬
‫ويستحب لن على شفي القب أن يثو ف القب ثلث حثيات من التراب لن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم حثى ف قب ثلث حثيات من‬
‫____________________‬

‫التراب‬
‫ويستحب أن يكث على القب بعد الدفن لا روى عثمان رضي ال عنه قال كان النب صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا فرغ من دفن اليت وقف عليه وقال استغفروا لخيكم واسألوا ال له التثبيت فإنه‬
‫الن يسأل‬
‫فصل ف تسوية القب ول يزاد ف التراب الذي أخرج من القب فإن زادوا فل بأس ويشخص القب‬
‫من الرض قدر شب لا روى القاسم بن ممد قال دخلت على عائشة رضي ال عنها فقلت‬
‫اكشفي ل عن قب رسول ال صلى ال عليه وسلم وصاحبيه فكشفت ل عن ثلثة قبور ل مشرفة‬
‫ول لطئة‬
‫ويسطح القب ويوضع عليه الصى لن النب صلى ال عليه وسلم سطح قب ابنه إبراهيم عليه‬
‫السلم ووضع عليه حصى من حصى العرصة وقال أبو علي الطبي الول ف زماننا أن يسنم لن‬
‫التسطيح من شعار الرافضة وهذا ل يصح لن السنة قد صحت فيه فل يعتب بوافقة الرافضة‬
‫ويرش عليه الاء لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم رش على قب ابنه إبراهيم عليه‬
‫السلم ولنه إذا ل يرش عليه الاء زال أثره فل يعرف‬
‫ويستحب أن يعل عند رأسه علمة من حجر أو غيه لن النب صلى ال عليه وسلم دفن عثمان‬
‫بن مظعون ووضع عند رأسه حجرا ولنه يعرف به فيزار‬
‫ويكره أن يصص القب وأن يبن عليه أو يعقد أو يكتب عليه لا روى جابر قال نى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يصص القب وأن يبن عليه أو يعقد وأن يكتب عليه ولن ذلك من‬
‫الزينة‬
‫فصل فيما يكن استدراكه بعد الدفن إذا دفن اليت قبل الصلة صلي على القب لن الصلة‬
‫تصل إليه ف القب وإن دفن من غي غسل أو ) وجه ( إل غي القبلة ول يش عليه الفساد ف‬
‫نبشه نبش وغسل ووجه إل القبلة لنه واجب مقدور على فعله فوجب فعله وإن خشي عليه‬
‫الفساد ل ينبش لنه تعذر فعله فسقط كما يسقط وضوء الي واستقبال القبلة ف الصلة إذا‬
‫تعذر‬
‫فإن وقع ف القب مال لدمي وطالب به صاحبه نبش القب لا روي أن الغية بن شعبة طرح خاته‬
‫ف قب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال خاتي ففتح موضعا فيه فأخذه وكان يقول أنا أقربكم‬
‫عهدا برسول ال صلى ال عليه وسلم ولنه يكن رد الال إل صاحبه من غي ) ضرر ( فوجب‬
‫رده عليه وإن بلع اليت جوهرة لغيه ومات وطالب صاحبها شق جوفه وردت الوهرة وإن‬
‫كانت الوهرة له ففيه وجهان أحدها يشق لنا صارت للورثة فهي كجوهرة الجنب‬
‫والثان ) ل يشق ( لنه استهلكها ف حياته فلم يتعلق بم حق الورثة‬
‫وإن ماتت امرأة وف جوفها جني حي شق جوفها لنه استبقاء حي بإتلف جزء من اليت فأشبه‬
‫إذا اضطر إل أكل جزء من اليت‬
‫باب التعزية والبكاء على اليت تعزية أهل اليت سنة لا روى ابن مسعود رضي ال عنه قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من عزى مصابا فله مثل أجره‬

‫____________________‬

‫ويستحب أن يعزى بتعزية الضر عليه السلم أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو أن‬
‫يقول إن ف ال سبحانه عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبال‬
‫فثقوا وإياه فارجو فإن الصاب من حرم الثواب‬
‫ويستحب أن يدعو له وللميت فيقول أعظم ال أجرك وأحسن عزاءك وغفر ليتك‬
‫وإن عزى مسلما بكافر قال أعظم ال أجرك وأحسن عزاءك وإن عزى كافرا بسلم قال أحسن‬
‫ال عزاءك وغفر ليتك‬
‫وإن عزى كافرا بكافر قال أخلف ال عليك ول نقص عددك‬
‫فصل ف اللوس للتعزية ويكره اللوس للتعزية لن ذلك مدث والدث بدعة‬
‫فصل ف البكاء على اليت ويوز البكاء على اليت من غي ندب ول نياحة لا روى جابر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يا إبراهيم إنا ل نغن عنك من ال شيئا ث ذرفت عيناه فقال‬
‫له عبد الرحن بن عوف يا رسول ال أتبكي أو ل تنه عن البكاء قال ل ولكن نيت عن النوح ول‬
‫يوز لطم الدود وشق اليوب لا روى عبد ال بن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ليس منا من لطم الدود وشق اليوب ودعا بدعوى الاهلية‬
‫ويستحب زيارة القبور لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال زار رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قب أمه فبكى وأبكى من حوله ث قال إن استأذنت رب عز وجل أن أستغفر لا فلم يأذن ل‬
‫واستأذنت ف أن أزور قبها فأذن ل فزوروا القبور فإنا تذكركم الوت‬
‫والستحب أن يقول السلم عليكم دار قوم مؤمني وإنا إن شاء ال بكم لحقون ويدعو لم لا‬
‫روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان يرج إل البقيع فيقول السلم‬
‫عليكم دار قوم مؤمني وإنا إن شاء ال بكم لحقون اللهم اغفر لهل بقيع الغرقد‬
‫ول يوز للنساء زيارة القبور لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫لعن ال زوارات القبور‬
‫فصل ف حرمة القب ول يوز اللوس على القب لا روى أبو هريرة قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم لن يلس أحدكم على جرة فتحرق ثيابه حت تلص إل جلده خي له من أن يلس‬
‫على قب ول يدوسه من غي حاجة لن الدوس كاللوس فإذا ل يز اللوس ل يز الدوس‬
‫وإن ل يكن له طريق إل قب من يزوروه إل بالدوس جاز لنه موضع عذر‬
‫ويكره البيت ف القبة لا فيه من الوحشة‬
‫فصل ف السجد على القب ويكره أن يبن على القب مسجدا لا روى أبو مرثد الغنوي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم نى أن يصلى إليه وقال ل تتخذوا قبي وثنا فإنا هلك بنو إسرائيل لنم‬
‫اتذوا قبور أنبيائهم مساجد قال الشافعي رحه ال وأكره أن يعظم ملوق حت‬
‫____________________‬

‫يعل قبه مسجدا مافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس‬


‫فصل ف صنع الطعام لهل اليت ويستحب لقرباء اليت وجيانه أن يصلحوا لهل اليت طعاما‬
‫لا روي أنه لا قتل جعفر بن أب طالب كرم ال وجهه قال النب صلى ال عليه وسلم اصنعوا لل‬
‫جعفر طعاما فإنه قد جاءهم أمر يشغلهم عنه‬
‫كتاب الزكاة الزكاة ركن من أركان السلم وفرض من فروضه والصل فيه قوله عز وجل‬
‫} وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة { وروى أبو هريرة قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ذات يوم جالسا فأتاه رجل فقال يا رسول ال ما السلم قال السلم أن تعبد ال ول تشرك به‬
‫شيئا وتقيم الصلة الكتوبة وتؤدي الزكاة الفروضة وتصوم شهر رمضان ث أدبر الرجل فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ردوا علي الرجل فلم يروا شيئا فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم هذا جبيل جاء ليعلم الناس دينهم‬
‫فصل ف شروط وجوب الزكاة ول تب الزكاة إل على حر مسلم فأما الكاتب والعبد إذا ملكه‬
‫الول مال فل زكاة عليه لنه ل يلك ف قوله الديد ويلك ف قوله قدي إل أنه ملك ضعيف ل‬
‫يتمل الواساة ولذا ل تب عليه نفقة القارب ول يعتق عليه أبوه إذا اشتراه فلم تب عليه‬
‫الزكاة وفيمن نصفه حر ونصفه عبد وجهان أحدها أنه ل تب عليه الزكاة لنه ناقص بالرق فهو‬
‫كالعبد القن‬
‫والثان أنا تب فيما ملكه بنصفه الر لنه يلك بنصفه الر ملكا تاما فوجبت الزكاة عليه كالر‬

‫وأما الكافر فإنه إن كان أصليا ل تب عليه الزكاة لنه حق ل يلتزمه فلم يلزمه كغرامات التلفات‬
‫وإن كان مرتدا ل يسقط عنه ما وجب ف حال السلم لنه ثبت وجوبه فلم يسقط بردته‬
‫كغرامات التلفات وأما ف حال الردة فزكاته مبنية على ملكه وف ملكه ثلثة أقوال أحدها أنه‬
‫يزول بالردة فل تب عليه الزكاة‬
‫والثان ل يزول فتجب عليه الزكاة لنه حق التزمه بالسلم فلم يسقط عنه بالردة كحقوق‬
‫الدميي‬
‫والثالث أنه موقوف فإن رجع إل السلم حكمنا بأنه ل يزل ملكه فتجب عليه الزكاة وإن ل‬
‫يرجع حكمنا بأنه قد زال ملكه فل تب عليه الزكاة‬
‫وتب ف مال الصب والنون لا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ابتغوا ف أموال‬
‫اليتامى ل تأكلها الزكاة ولن الزكاة تراد لثواب الزكي ومواساة الفقي والصب والنون من أهل‬
‫الثواب ومن أهل الواساة ولذا تب عليهما نفقة القارب ويعتق عليهما الب إذا ملكاه فوجبت‬
‫الزكاة ف مالما‬
‫فصل ف تنجيز الزكاة ومن وجبت عليه الزكاة وقدر على إخراجها ل يز له تأخيها لنه حق‬
‫يب صرفه إل الدمي توجهت الطالبة بالدفع إليه فلم يز له التأخي كالوديعة إذا طالب با‬
‫صاحبها فإن أخرها وهو قادر على أدائها ضمنها لنه أخر ما وجب عليه مع إمكان الداء فضمنه‬
‫كالوديعة ومن وجبت عليه الزكاة وامتنع من أدائها نظرت فإن كان جاحدا لوجوبا فقد كفر‬
‫وقتل‬
‫____________________‬

‫بكفره كما يقتل الرتد لن وجوب الزكاة معلوم من دين ال عز وجل ضرورة فمن جحد وجوبا‬
‫فقد كذب ال تعال وكذب رسوله صلى ال عليه وسلم فحكم بكفره‬
‫وإن منعها بل با أخذت منه وعزر وقال ف القدي تؤخذ الزكاة وشطر ماله عقوبة له لا روى بز‬
‫ابن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ومن منعها فأنا آخذها وشطر‬
‫ماله عزمة من عزمات ربنا ليس لل ممد فيها شيء والصحيح هو الول لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ليس ف الال حق سوى الزكاة ولنا عبادة فل يب بالمتناع منها أخذ شطر ماله كسائر‬
‫العبادات وحديث بز بن حكيم منسوخ فإن ذلك كان حي كانت العقوبات ف الال ث نسخت‬
‫وإن امتنع بنعة قاتله المام لن أبا بكر الصديق رضي ال عنه قاتل مانعي الزكاة‬
‫باب صدقة الواشي تب زكاة السوم ف البل والبقر والغنم لن الخبار وردت بإياب الزكاة‬
‫فيها ونن نذكرها ف مسائلها إن شاء ال تعال ولن البل والبقر والغنم يكثر منافعها ويطلب‬
‫ناؤها بالدر والنسل فاحتملت الواساة بالزكاة‬
‫فصل فيما ل تب فيه زكاة الواشي ول تب فيما سوى ذلك من الواشي كاليل والبغال‬
‫والمي لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ليس على السلم ف عبده ول فرسه‬
‫صدقة ولن هذا يقتن للزينة والستعمال ل للنماء فلم يتمل الزكاة كالعقار والثاث‬
‫ول تب فيما تولد بي الغنم والظباء ول فيما تولد بي بقر الهل وبقر الوحش لنه ل يدخل ف‬
‫إطلق اسم الغنم والبقر فل تب فيه زكاة الغنم والبقر‬
‫فصل ف اشتراط اللك التام ف الزكاة ول تب فيما ل يلكه ملكا تاما كالال الذي ف مكاتبه‬
‫لنه ل يلك التصرف فيه فهو كمال الجنب وأما الاشية الوقوفة عليه فإنه يبن على أن اللك ف‬
‫الوقوف إل من ينتقل بالوقف وفيه قولن أحدها ينتقل إل ال عز وجل فل تب زكاته‬
‫والثان ينتقل إل الوقوف عليه وف زكاته وجهان أحدها تب عليه لنه يلكه ملكا تاما مستقرا‬
‫فأشبه غي الوقف‬

‫____________________‬

‫والثان ل تب لنه ملك ضعيف بدليل أنه ل يلك التصرف ف رقبته فلم تب الزكاة فيه‬
‫كالكاتب وما ف يده‬
‫فصل ف الال الغصوب والضال وأما الال الغصوب والضال فل تلزمه زكاته قبل أن يرجع إليه‬
‫فإن رجع إليه من غي ناء ففيه قولن قال ف القدي ل تب لنه خرج عن يده وتصرفه فلم تب‬
‫عليه زكاته كالال الذي ف يد مكاتبه‬
‫وقال ف الديد تب عليه لنه مال له يلك الطالبة به ويب على التسليم إليه فوجبت فيه الزكاة‬
‫كالال الذي ف يد وكيله فإن رجع إليه مع النماء ففيه طريقان قال أبو العباس تلزمه زكاته قول‬
‫واحدا لن الزكاة إنا سقطت ف أحد القولي لعدم النماء وقد حصل له النماء فوجب أن تب‬
‫والصحيح أنه على القولي لن الزكاة ل تسقط لعدم النماء فإن الذكور من الاشية ل ناء فيها‬
‫وتب فيها الزكاة وإنا سقطت لنقصان اللك بالروج عن يده وتصرفه وبالرجوع ل يعد ما فات‬
‫من اليد والتصرف‬
‫وإن أسر رب الال وحيل بينه وبي الال ففيه طريقان من أصحابنا من قال هو كالغصوب لن‬
‫اليلولة موجودة بينه وبي الال وفيه قولن ومنهم من قال تب الزكاة قول واحدا لنه يلك بيعه‬
‫من شاء فكان كالودع‬
‫وإن وقع الضال بيد ملتقط وعرفه حول كامل ول يتر التملك وقلنا إنه ل يلك حت يتار‬
‫التملك على الصحيح من الذهب ففيه طريقان من أصحابنا من قال هو كما لو ل يقع بيد اللتقط‬
‫فيكون على قولي‬
‫ومنهم من قال ل تب الزكاة قول واحدا لن ملكه غي مستقر بعد التعريف لن اللتقط يلك أن‬
‫يزيله باختيار التملك فصار كالال الذي ف يد الكاتب‬
‫وإن كان له ماشية أو غيها من أموال الزكاة وعليه دين يستغرقه أو ينقص الال عن النصاب‬
‫ففيه قولن قال ف القدي ل تب الزكاة فيه لن ملكه غي مستقر لنه ربا أخذه الاكم بق‬
‫الغرماء فيه‬
‫وقال ف الديد تب فيه الزكاة لن الزكاة تتعلق بالعي والدين يتعلق بالذمة فل ينع أحدها‬
‫الخر كالدين وأرش الناية‬
‫وإن حجر عليه ف الال ففيه ثلث طرق‬
‫أحدها إن كان الال ماشية وجبت فيه الزكاة لنه قد حصل له النماء وإن كان غي الاشية فعلى‬
‫قولي كالغصوب‬
‫والثان أنه تب فيه الزكاة قول واحدا لن الجر ل ينع وجوب الزكاة كالجر على السفينة‬
‫والنون‬
‫والثالث وهو الصحيح أنه على قولي كالغصوب لنه حيل بينه وبينه فهو كالغصوب‬
‫وأما القول الول أنه قد حصل له النماء ف الاشية فل يصح لنه وإن حصل له النماء إل أنه‬
‫منوع من التصرف فيه ومول دونه‬
‫والقول الثان ليصح لن حجر السفيه والنون ل ينع التصرف لن وليهما ينوب عنهما ف‬
‫التصرف وحجر الفلس ينع التصرف فافترقا‬
‫فصل ل زكاة ف السائمة ول تب الزكاة إل ف السائمة من البل والبقر والغنم لا روي أن أبا‬
‫بكر الصديق رضي ال عنه كتب كتاب الصدقة وفيه صدقة الغنم ف سائمتها إذا كانت أربعي‬
‫فيها الصدقة وروى بز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف البل‬
‫السائمة ف كل أربعي بنت لبون ولن العوامل والعلوفة ل تقتن للنماء فلم تب فيها الزكاة‬
‫كثياب البدن وأثاث الدار‬
‫وإن كان عنده سائمة فعلفها نظرت فإن كان قدرا يبقى اليوان دونه ل يؤثر لن وجوده كعدمه‬
‫وإن كان قدرا ل يبقى اليوان دونه سقطت الزكاة لنه ل يوجد تكامل النماء بالسوم‬
‫وإن كان عنده نصاب من السائمة فغصبه غاصب وعلفه ففيه طريقان أحدها أنه كالغصوب‬
‫الذي ل يعلفه الغاصب فيكون على قولي لن فعل الغاصب ل حكم له بدليل أنه لو كان له‬
‫ذهب فصاغه الغاصب حليا ل تسقط الزكاة عنه‬
‫والثان أنه تسقط الزكاة قول واحدا وهو الصحيح لنه ل يوجد شرط الزكاة وهو السوم ف جيع‬
‫الول فصار كما لو ذبح الغاصب شيئا من النصاب‬
‫ويالف الصياغة فإن صياغة الغاصب مرمة فلم يكن لا حكم وعلفه غي مرم فثبت حكمه‬
‫كعلف الالك‬
‫وإن كان عنده نصاب من العلوفة فأسامها الغاصب ففيه طريقان أحدها أنا كالسائمة‬
‫____________________‬
‫الغصوبة وفيها قولن لن السوم قد وجد ف حول كامل ول يفقد إل قصد الالك وقصده غي‬
‫معتب بدليل أنه لو كان له طعام فزرعه الغاصب وجب فيه العشر وإن ل يقصد الالك إل زراعته‬
‫والثان ل تب فيه الزكاة قول واحدا لنه ل يقصد إل إسامته فلم تب فيه الزكاة كما لو رتعت‬
‫الاشية لنفسها‬
‫ويالف الطعام فإنه ل يعتب ف زراعته القصد ولذا لو تبدد له طعام فنبت وجب فيه العشر‬
‫والسوم يعتب فيه القصد ولذا لو رتعت الاشية لنفسها ل تب فيها الزكاة‬
‫فصل النصاب شرط للزكاة ول تب إل ف نصاب لن الخبار وردت بإياب الزكاة ف النصب‬
‫على ما نذكرها ف مواضعها إن شاء ال فدل على أنا ل تب فيما دونا ولن ما دون النصاب‬
‫ل يتمل الواساة فلم تب فيه الزكاة وإن كان عنده نصاب فهلك منه واحد أو باعه انقطع‬
‫الول فإن نتج له واحد أو رجع إليه ما باعه استأنف الول وإن نتجت واحدة ث هلكت واحدة‬
‫ل ينقطع الول لن الول ل يل من نصاب وإن خرج بعض المل من الوف ث هلك واحد من‬
‫النصاب قبل أن ينفصل الباقي انقطع الول لنه ما ل يرج الميع ل حكم له فيصي كما لو‬
‫هلك واحد ث نتج واحد‬
‫فصل شرط الول للزكاة ول تب الزكاة فيه حت يول عليه الول لنه روي ذلك عن أب بكر‬
‫وعثمان وعلي رضي ال عنهم وهو مذهب فقهاء الدينة وعلماء المصار ولنه ل يتكامل ناؤه‬
‫قبل الول فل تب فيه الزكاة‬
‫فإن باع النصاب ف أثناء الول أو بادل به نصابا آخر انقطع الول فيما باعه‬
‫وإن مات ف أثناء الول ففيه قولن أحدها أنه ينقطع الول لنه زال ملكه عنه فصار كما لو‬
‫باعه‬
‫والثان ل ينقطع بل يبن الوارث على حوله لن ملك الوارث مبن على ملك الوروث ولذا لو‬
‫ابتاع شيئا معيبا فلم يرد حت مات رب الال قام وارثه مقامه ف الرد بالعيب‬
‫وإن كان عنده نصاب من الاشية ث استفاد شيئا آخر من جنسه ببيع أو هبة أو إرث نظرت فإن ل‬
‫يكن الستفاد نصابا ف نفسه ول يكمل به النصاب الثان ل يكن له حكم لنه ل يكن أن يعل‬
‫تابعا للنصاب الثان فيجعل له قسط من فرضه لنه ل يوجد النصاب الثان بعد ول يكن أن يعل‬
‫تابعا للنصاب الذي عنده فإن ذلك انفرد بالول ووجب فيه الفرض قبل أن يضي الول على‬
‫الستفاد فل يكن أن يعل له قسط من فرضه فسقط حكمه وإن كان يكمل به النصاب الثان بأن‬
‫يكون عنده ثلثون من البقر ث اشترى ف أثناء الول عشرا وحال الول على النصاب وجب فيه‬
‫تبيع وإذا حال الول على الستفاد وجب فيه ربع مسنة لنه ت با نصاب السنة ول يكن إياب‬
‫السنة لن الثلثي ل يثبت لا حكم اللطة مع العشرة ف حول كامل فانفردت بكمها ووجب‬
‫فيها فرضها والعشرة قد ثبت لا حكم اللطة ف حول كامل فوجب فيها بقسطها ربع مسنة وإن‬
‫كان الستفاد نصابا ول يبلغ النصاب الثان وذلك يكون ف صدقة الغنم بأن يكون عنده أربعون‬
‫شاة ث شترى ف أثناء الول أربعي شاة فإن الربعي الول يب فيها شاة لولا وف الربعي‬
‫الثانية ثلثة أوجه أحدها أنه يب عليه فيها لولا شاة لنه نصاب منفرد بالول فوجب فيه فرضه‬
‫كالربعي الول‬
‫والثان أنه يب فيها نصف شاة لنا ل تنفك من خلطة الربعي الول ف حول كامل فوجب فيها‬
‫بقسطها من الفرض وهو نصف شاة‬
‫والثالث أنه ل يب فيها شيء وهو الصحيح لنه انفرد الول عنه بالول ول يبلغ النصاب الثان‬
‫فجعل وقصا بي نصابي فلم يتعلق به فرض‬
‫وأما إذا كان عنده نصاب من الاشية فتوالدت ف أثناء الول حت بلغ النصاب الثان ضمت إل‬
‫المهات ف الول وعدت معها إذا ت حول المهات وأخرج عنها وعن المهات زكاة الال‬
‫الواحد لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال اعتد عليهم بالسخلة الت يروح با الراعي‬
‫____________________‬

‫على يديه وعن علي كرم ال وجهه أنه قال عد الصغار مع الكبار ولنه من ناء النصاب وفوائده‬
‫فلم ينفرد عنه بالول فإن تاوتت المهات وبقيت الولد وهي نصاب ل ينقطع الول فيها فإذا‬
‫ت حول المهات وجبت الزكاة فيها‬
‫وقال أبو القاسم بن بكار الناطي رحه ال إذا ل يبق نصاب من المهات انقطع الول لن‬
‫السخال تري ف حول المهات بشرط أن تكون المهات نصابا وقد زال هذا الشرط فوجب أن‬
‫ينقطع الول‬
‫والذهب الول لنا جلة جارية ف الول هلك بعضها ول ينقص الباقى عن النصاب فلم ينقطع‬
‫الول كما لو بقي نصاب من المهات وما قال أبو القاسم ينكسر بولد أم الولد فإنه ثبت له حق‬
‫الرية بثبوته للم ث يسقط حق الم بالوت ول يسقط حق الولد‬
‫وإن ملك رجل ف أول الرم أربعي شاة وف أول صفر أربعي وف أول شهر ربيع الول أربعي‬
‫وحال الول على الميع ففيه قولن قال ف القدي تب ف الميع شاة ف كل أربعي ثلثها لن‬
‫كل واحدة من الربعينات مالطة للثماني ف حال الوجوب فكان حصتها ثلث شاة‬
‫وقال ف الديد تب ف الول شاة لنه ثبت لا حكم النفراد ف شهر وف الثانية وجهان أحدها‬
‫يب فيها شاة لن الول ل ترتفق بلطتها فلم ترتفق هي‬
‫والثان أنه تب فيها نصف شاة لنا خليطة الربعي من حي ملكها‬
‫وف الثالثة وجهان أحدها أنه تب فيها شاة لن الول والثانية ل ترتفقا بلطتها فلم ترتفق هي‬
‫والثان تب فيها ثلث شاة لنا خليطة الثماني من حي ملكها فكان حصتها ثلث شاة‬
‫فصل ف إمكان الداء إذا ملك النصاب وحال عليه الول ول يكنه الداء ففيه قولن قال ف‬
‫القدي ل تب الزكاة قبل إمكان الداء فعلى هذا تب الزكاة بثلثة شروط الول والنصاب‬
‫وإمكان الداء‬
‫والدليل عليه أنه لو هلك الال ل يضمن زكاته فلم تكن الزكاة واجبة فيه كما قبل الول‬
‫وقال ف الملء تب وهو الصحيح فعلى هذا تب الزكاة بشرطي الول والنصاب وإمكان‬
‫الداء شرط ف الضمان ل ف الوجوب والدليل عليه أنه لو كانت الزكاة غي واجبة لا ضمنها‬
‫بالتلف كما قبل الول فلما ضمن الزكاة بالتلف بعد الول دل على أنا واجبة فإن كان معه‬
‫خس من البل وهلك منها واحدة بعد الول وقبل إمكان الداء فإن قلنا إن إمكان الداء شرط‬
‫ف الوجوب سقطت الزكاة لنه نقص الال عن النصاب قبل الوجوب فصار كما لو هلك قبل‬
‫الول وإن قلنا إنه ليس بشرط ف الوجوب وإنا هو شرط ف الضمان سقط من الفرض خسه‬
‫ووجب أربعة أخاسه وإن كان عنده نصاب فتوالدت بعد الول وقبل إمكان الداء ففيه طريقان‬
‫أحدها أنه يبن على القولي فإن قلنا إن إمكان الداء شرط ف الوجوب ضم الولد إل المهات‬
‫فإذا أمكنه الداء زكى الميع وإن قلنا إنه شرط ف الضمان ل يضم لنه فصل الولد بعد‬
‫الوجوب‬
‫ومن أصحابنا من قال ف السألة قولن من غي بناء على القولي‬
‫أحدها يضم الستفاد إل ما عنده لقول عمر رضي ال عنه اعتد عليهم بالسخلة الت يروح با‬
‫الراعي على يديه والسخلة الت يروح با الراعي على يديه ل تكون إل بعد الول فأما ما توالد‬
‫قبل الول فإنه بعد الول يشي بنفسه‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنه ل يضم إل ما عنده لن الزكاة قد وجبت ف المهات والزكاة ل‬
‫تسري إل الولد لنا لو سرت بعد الوجوب لسرت بعد المكان لن الوجوب فيه مستقر وحال‬
‫استقرار الوجوب آكد من حال الوجوب فإذا ل تسر الزكاة إليه ف حال الستقرار فلن ل‬
‫تسري قبل الستقرار أول‬
‫فصل هل الزكاة ف العي أو ف الذمة وهل تب الزكاة ف العي أو ف الذمة فيه قولن قال ف‬
‫القدي تب ف الذمة والعي مرتنة با ووجهه أنا لو كانت واجبة ف العي ل يز أن يعطى حق‬
‫الفقراء من غيها كحق الضارب والشريك‬
‫وقال ف الديد تب ف العي وهو الصحيح لنه حق يتعلق بالال فيسقط بلكه فيتعلق بعينه‬
‫كحق الضارب‬
‫فإن قلنا إنا تب ف العي وعنده نصاب وجبت فيه الزكاة فلم تؤد حت حال عليه حول آخر ل‬
‫تب ف الول الثان زكاة لن الفقراء ملكوا من النصاب قدر الفرض فل تب ف الول الثان‬
‫زكاة لن الباقى دون النصاب‬
‫وإن قلنا تب ف الذمة وجب ف الول الثان وف كل حول لن النصاب باق على ملكه‬

‫____________________‬

‫باب صدقة البل أول نصاب البل خس وفرضه شاة وف عشر شاتان وف خس عشرة ثلث‬
‫شياه وف عشرين أربع شياه وف خس وعشرين بنت ماض وهي الت لا سنة ودخلت ف الثانية‬
‫وف ست وثلثي بنت لبون وهي الت لا سنتان ودخلت ف الثالثة وف ست وأربعي حقة وهي‬
‫الت لا ثلث سني ودخلت ف الرابعة وف إحدى وستي جذعة وهي الت لا أربع سني ودخلت‬
‫ف الامسة وف ست وسبعي بنتا لبون وف إحدى وتسعي حقتان وف مائة وإحدى وعشرين‬
‫ثلث بنات لبون ث ف كل أربعي بنت لبون وف كل خسي حقة‬
‫والصل فيه ما روى أنس رضي ال عنه أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه كتب له هذا الكتاب‬
‫لا وجهه إل البحرين بسم ال الرحن الرحيم‬
‫هذه فريضة الصدقة الت فرض ال عز وجل على السلمي الت أمر ال با رسوله صلى ال عليه‬
‫وسلم فمن سألا على وجهها فليعطها ومن سأل فوقها فل يعطه‬
‫ف أربع وعشرين من البل فما دونا الغنم ف كل خس شاة فإذا بلغت خسا وعشرين إل خس‬
‫وثلثي ففيها بنت ماض أنثى فإن ل يكن فيها بنت ماض فابن لبون ذكر وليس معه شيء فإذا‬
‫بلغت ستا وثلثي إل خس وأربعي ففيها بنت لبون فإذا بلغت ستا وأربعي إل ستي ففيها حقة‬
‫طروقة الفحل فإذا بلغت إحدى وستي إل خس وسبعي ففيها جذعة فإذا بلغت ستا وسبعي إل‬
‫تسعي ففيها ابنتا لبون فإذا بلغت إحدى وتسعي إل عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل‬
‫فإذا زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعي بنت لبون وف كل خسي حقة‬
‫فصل ف الزيادة على عدد الفرض فإن زاد على عشرين ومائة أقل من واحد ل يتغي الفرض وقال‬
‫أبو سعيد الصطخري يتغي فيجب ثلث بنات لبون لقوله فإذا زادت على عشرين ومائة ففي‬
‫كل أربعي بنت لبون ول يفرق‬
‫والنصوص هو الول لا روى الزهري قال أقرأن سال نسخة كتاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وفيه فإذا كان إحدى وتسعي ففيها حقتان حت تبلغ عشرين ومائة فإذا كانت إحدى‬
‫وعشرين ومائة ففيها ثلث بنات لبون ولنه وقص مدود ف الشرع فلم يتغي الفرض بعده بأقل‬
‫من واحدة كسائر الوقاص‬
‫فصل ف الوقاص وف الوقاص الت بي النصب قولن قال ف القدي والديد يتعلق الفرض‬
‫بالنصب وما بينهما من الوقاص عفو لنه وقص قبل النصاب فلم يتعلق به حق كالربعة الول‬
‫وقال ف البويطي يتعلق بالميع لديث أنس ف أربع وعشرين من البل فما دونا الغنم ف كل‬
‫خس شاة فإذا بلغت خسا وعشرين إل خس وثلثي ففيها بنت ماض فجعل الفرض ف النصاب‬
‫وما زاد ولنه زيادة على نصاب فلم يكن عفوا كالزيادة على نصاب القطع ف السرقة‬
‫فإذا قلنا بالول فملك تسعا من البل ث هلك بعد الول وقبل إمكان الداء أربعة ل يسقط من‬
‫الفرض شيء لن الذي تعلق به الفرض باق‬
‫وإذا قلنا بالثان سقط من الفرض أربعة اتساعه لن الفرض تعلق بالميع فسقط من الفرض‬
‫بقسط الالك‬

‫____________________‬

‫فصل فيما يب ف البل لا دون ‪ 25‬من ملك من البل دون المس والعشرين فالواجب ف‬
‫صدقته الغنم وهو مي بي أن يرج الغنم وبي أن يرج بعيا فإن أخرج الغنم جاز لنه هو‬
‫الفرض النصوص عليه وإن أخرج البعي جاز لن الصل ف صدقة اليوان أن يرج من جنس‬
‫الفرض وإنا عدل إل الغنم ههنا رفقا برب الال فإذا اختار أصل الفرض قبل منه كمن ترك‬
‫السح على الف وغسل الرجل‬
‫وإن امتنع من إخراج الزكاة ل يطالب إل بالغنم لنه هو الفرض النصوص عليه‬
‫وإن اختار إخراج البعي قبل منه أي بعي كان ولو أخرج بعيا قيمته أقل من قيمة الشاة أجزأه‬
‫لنه أفضل من الشاة لنه يزىء عن خس وعشرين فلن يزىء عما دونا أول‬
‫وهل يكون الميع فرضه أو بعضه فيه وجهان أحدها أن الميع فرضه لنا خيناه بي الفرضي‬
‫فأيهما فعل كان هو الفرض كمن خي بي غسل الرجل والسح على الف‬
‫والثان أن الفرض بعضه لن البعي يزىء عن المس والعشرين فدل على أن كل خس من البل‬
‫يقابل خس بعي وإن اختار إخراج الغنم ل يقبل دون الذع والثن ف السن لا روى سويد بن‬
‫غفلة قال أتانا مصدق رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال نينا عن الخذ من راضع لب وإنا‬
‫حقنا ف الذعة والثنية‬
‫وهل يزىء فيه الذكر فيه وجهان من أصحابنا من قال ل يزئه للخب ولنه أصل ف صدقة البل‬
‫فلم يز فيها الذكر كالفرض من جنسه‬
‫وقال أبو إسحاق يزئه لنه حق ل تعال ل يعتب فيه صفة ماله فجاز فيه الذكر والنثى‬
‫كالضحية وتب عليه من غنم البلد إن كان ضأنا فمن الضأن وإن كان معزا فمن العز وإن كان‬
‫منهما فمن الغالب وإن كانا سواء جاز من أيهما شاء لن كل مال وجب ف الذمة بالشرع اعتب‬
‫فيه عرف البلد كالطعام ف الكفارة‬
‫وإن كانت البل مراضا ففي شاتا وجهان أحدها ل تب فيه إل ما تب ف الصحاح وهو ظاهر‬
‫الذهب لنه ل يعتب فيه صفة الال فلم يتلف بصحة الال ومرضه كالضحية‬
‫وقال أبو علي بن خيان تب عليه شاة بالقسط فتقوم البل الصحاح والشاة الت تب فيها ث‬
‫تقوم البل الراض فيجب فيها شاة بالقسط لنه لو كان الواجب من جنسه فرق بي الصحاح‬
‫والراض فكذلك إذا كان من غي جنسه وجب أن يفرق بي الصحاح والراض‬
‫فصل ف فيمن وجبت عليه بنت ماض ومن وجبت عليه بنت ماض فإن كانت ف ماله لزمه‬
‫إخراجها وإن ل تكن ف ماله وعنده ابن لبون قبل منه ول يرد معه شيئا لا روى أنس رضي ال‬
‫عنه ف الكتاب الذي كتبه أبو بكر الصديق رضي ال عنه فمن ل تكن عنده بنت ماض وعنده‬
‫ابن لبون ذكر فإنه يقبل منه وليس معه شيء ولن ف بنت ماض فضيلة بالنوثية وف ابن لبون‬
‫فضيلة بالسن فاستويا وإن ل تكن عنده بنت ماض ول ابن لبون فله أن يشتري بنت ماض‬
‫ويرج لنه أصل فرضه وله أن يشتري ابن لبون ويرج لن ليس ف ملكه بنت ماض‬
‫وإن كانت إبله مهازيل وفيها بنت ماض سينة ل يلزمه إخراجها فإن أراد إخراج ابن لبون‬
‫فالنصوص أنه يوز لنه ل يلزمه إخراج ما عنده فكان وجوده كعدمه كما لو كانت إبله سانا‬
‫وعنده بنت ماض مهزولة‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لن عنده بنت ماض تزىء ومن وجب عليه بنت لبون وليست‬
‫عنده وعنده حق ل يؤخذ منه لن بنت اللبون تساوي الق ف ورود الاء والشجر وتفضل عليه‬
‫بالنوثية‬
‫فصل فيمن كان عنده أقل من الذعة ومن وجبت عليه جذعة أو حقة أو بنت لبون وليس عنده‬
‫إل ما هو أسفل ) منها ( بسنة أخذ منه مع شاتي أو عشرين درها‬
‫وإن وجب عليه بنت ماض أو بنت لبون أو حقة وليس عنده إل ما هو أعلى منه بسنة أخذ منه‬
‫ودفع إليه الصدق شاتي أو عشرين درها لا روى أنس رضي ال عنه أن أبا بكر الصديق رضي‬
‫ال عنه كتب له لا وجهه إل البحرين كتابا وفيه ومن بلغت صدقته من البل الذعة وليست‬
‫عنده وعنده حقة فإنا تقبل منه القة ويعل معها شاتي أو عشرين درها ومن بلغت عنده صدقته‬
‫القة وليس عنده إل بنت لبون فإنا تقبل منه بنت لبون ويعطى معها شاتي أو عشرين درها‬
‫ومن بلغت صدقته بنت لبون وليست عنده وعنده بنت ماض فإنا تقبل منه بنت ماض ويعطى‬
‫معها عشرين درها أو شاتي ومن بلغت صدقته بنت ماض وليست عنده وعنده بنت لبون فإنا‬
‫تقبل منه بنت لبون ويعطيه الصدق عشرين درها‬
‫____________________‬

‫أو شاتي فأما إذا وجبت عليه جذعة وليست عنده وعنده ثنية فإن أعطاها ول يطلب جبانا قبلت‬
‫لنا أعلى من الفرض بسنة‬
‫وإن طلب البان فالنصوص أنه يدفع إليه لنا أعلى من الفرض بسنة فهي كالذعة مع القة‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يدفع البان لن الذعة تساوي الثنية ف القوة والنفعة فل معن لدفع‬
‫البان‬
‫وإن وجبت عليه بنت ماض وليس عنده إل فصيل وأراد أن يعطي ويعطي معه البان ل يز لن‬
‫الفصيل ليس بفرض مقدر وإن كان معه نصاب مراض ول يكن عنده الفرض فأراد أن يصعد إل‬
‫فرض مريض ويأخذ معه البان ل يز لن الشاتي أو العشرين درها جعل جبانا لا بي‬
‫الصحيحي فإذا كانا مريضي كان البان أقل من الشاتي أو العشرين الدرهم فإن أراد أن ينل‬
‫إل فرض دونه ويعطي معه شاتي أو عشرين درها جاز لنه متطوع بالزيادة‬
‫ومن وجبت عليه الشاتان أو العشرون درها كان اليار إليه لن النب صلى ال عليه وسلم جعل‬
‫اليار فيه إل من يعطي ف حديث أنس فإن اختار أن يعطي شاة وعشرة دراهم ل يز لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم خيه بي شيئي فلو جوزنا أن يعطي شاة وعشرة دراهم خيناه بي ثلثة‬
‫أشياء‬
‫ومن وجب عليه فرض ووجد فوقه فرضا وأسفل منه فرضا فاليار ف الصعود والنول إل رب‬
‫الال لنه هو الذي يعطي فكان اليار له كاليار ف الشاتي والعشرين الدرهم‬
‫ومن أصحابنا من قال اليار إل الصدق وهو النصوص لنه يلزمه أن يتار ما هو أنفع للمساكي‬
‫ولذا إذا اجتمع الصحاح والراض ل يأخذ الراض فلو جعلنا اليار إل رب الال أعطى ما ليس‬
‫بنافع‬
‫ويالف اليار ف الشاتي والعشرين الدرهم فإن ذلك جعل جبانا على سبيل التخفيف فكان‬
‫ذلك إل من يعطي وهذا تيي ف الفرض فكان إل الصدق‬
‫ومن وجب عليه فرض ول يد إل ما هو أعلى منه بسنتي أخذ منه وأعطي أربع شياه أو أربعي‬
‫درها وإن ل يد إل ما هو أسفل منه بسنتي أخذ منه أربع شياه أو أربعون درها لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قدر ما بي السني بشاتي أو عشرين درها فدل على أن كل ما زاد ف السن سنة‬
‫زاد ف البان بقدرها فإن أراد من وجب عليه أربعون درها أو أربع شياه أن يعطى شاتي عن‬
‫أحد الباني وعشرين درها عن البان الخر جاز لنما جبانان فجاز أن يتار ف أحدها شيئا‬
‫وف الخر غيه ككفارت يني يوز أن يرج ف إحداها الطعام وف الخرى الكسوة وإن وجب‬
‫عليه الفرض ووجد سنا أعلى منه بسنة وسنا أعلى منه بسنتي فترك القرب وانتقل إل البعد‬
‫ففيه وجهان أحدها أنه يوز لنه قد عرف ما بينهما من البان‬
‫والثان ل يوز وهو الصحيح لن النب صلى ال عليه وسلم أقام القرب مقام الفرض ث لو وجد‬
‫الفرض ل ينتقل إل القرب فكذلك إذا وجد القرب ل ينتقل إل البعد‬
‫فصل إذا اتفق فرضان ف نصاب وإن اتفق ف نصاب فرضان كالائتي هي نصاب خس بنات لبون‬
‫ونصاب أربع حقاق فقد قال ف الديد تب أربع حقاق أو خس بنات لبون‬
‫وقال ف القدي تب أربع حقاق‬
‫فمن أصحابنا من قال يب أحد الفرضي قول واحدا‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها تب القاق لنه إذا أمكن تغي الفرض بالسن ل يغي بالعدد‬
‫كما قلنا فيما قبل الائتي‬
‫والثان يب أحد الفرضي لا روى سال ف نسخة كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فإذا كانت مائتي ففيها أربع حقاق أو خس بنات لبون فعلى هذا إن وجد أحدها تعي إخراجه‬
‫لن الخي ف الشيئي إذا تعذر عليه أحدها تعي عليه الخر كالكفر عن اليمي إذا تعذر عليه‬
‫العتق والكسوة تعي عليه الطعام وإن وجدها اختار الصدق أنفعهما للمساكي‬
‫وقال أبو العباس يتار صاحب الال ما شاء منهما وقد مضى دليل الذهبي ف الصعود والنول‬
‫فإن اختار الصدق الدن نظرت فإن كان ذلك بتفريط من رب الال بأن ل يظهر أحد الفرضي أو‬
‫من الساعي بأن ل يتهد وجب رد الأخوذ أو بدله إن كان تالفا فإن ل يفرط واحد منهما أخرج‬
‫رب الال الفضل وهو ما بي قيمة الصنفي وهل يب ذلك أم ل فيه وجهان أحدها يستحب لن‬
‫الخرج يزىء عن الفرض فكان الفضل مستحبا‬
‫والثان أنه واجب وهو ظاهر النص لنه ل يؤد الفرض بكماله فلزمه إخراج الفضل‬
‫فإن كان الفضل يسيا ل يكن أن يشترى به جزء من الفرض تصدق به وإن كان يكن ففيه‬
‫وجهان أحدها يب لنه يكن الوصول إل جزء من الفرض فلم تز فيه القيمة‬
‫والثان ل يب‬
‫____________________‬

‫لنه يتعذر ذلك ف العادة فإن عدم الفرضان ف الال نزل إل بنات ماض أو صعد إل الذاع مع‬
‫البان وإن وجد أحد الفرضي وبعض الخر أخذ الوجود فإن أراد أن يأخذ بعض الخر مع‬
‫البان ل يز لن أحد الفرضي كامل فلم يز العدول إل البان‬
‫وإن وجد من كل واحد منهما بعضه بأن كان ف الال ثلث حقاق وأربع بنات لبون فأعطى‬
‫الثلث القاق وبنت لبون مع البان جاز وإن أعطى أربع بنات لبون وحقة وأخذ البان جاز‬
‫وإن أعطى حقة وثلث بنات لبون مع كل بنت لبون جبان ففيه وجهان أحدها يوز كما يوز‬
‫ف ثلث حقاق وبنت لبون‬
‫والثان ل يوز لنه يكنه أن يعطي ثلث حقاق وبنت لبون وجبانا واحدا فل يوز ثلث‬
‫جبانات ولنه إذا أعطى ثلث بنات لبون مع البان ترك بعض الفرض وعدل إل البان فلم‬
‫يز كما ل يوز أخذ البان إذا وجد أحدها كامل وإن وجد الفرضي معيبي ل يأخذ بل يقال‬
‫له إما أن تشتري الفرض الصحيح وإما أن تصعد مع البان أو تنل مع البان‬
‫وإن كانت البل أربعمائة وقلنا إن الواجب أحد الفرضي جاز أن يأخذ عشر بنات لبون أو ثان‬
‫حقاق فإن أراد أن يأخذ عن مائتي أربع حقاق وعن مائتي خس بنات لبون جاز‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري ل يوز كما ل يوز ذلك ف الائتي‬
‫والذهب الول لنما فريضتان فجاز أن يأخذ ف إحداها جنسا وف الخرى جنسا آخر كما لو‬
‫كان عليه كفارتا يي فأخرج ف إحداها الكسوة وف الخرى الطعام‬
‫باب صدقة البقر وأول نصاب البقر ثلثون وفرضه تبيع وهو الذي له سنة وف أربعي مسنة وهي‬
‫الت لا سنتان وعلى هذا أبدا ف كل ثلثي تبيع وف كل أربعي مسنة‬
‫والدليل عليه ما روى معاذ رضي ال عنه قال بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليمن‬
‫فأمرن أن آخذ من كل أربعي بقرة بقرة ومن كل ثلثي تبيعا أو تبيعة فإن كان فرضه التبيع فلم‬
‫يد ل يصعد إل السنة مع البان وإن كان فرضه السنة فلم يد ل ينل إل التبيع مع البان فإن‬
‫ذلك غي منصوص عليه والعدول إل غي النصوص عليه ف الزكاة ل يوز‬
‫باب صدقة الغنم وأول نصاب الغنم أربعون وفرضه شاة إل مائة وإحدى وعشرين فتجب شاتان‬
‫إل مائتي وواحدة فتجب ثلث شياه ث تب ف كل مائة شاة لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم كتب كتاب الصدقة وفيه ف الغنم ف كل أربعي شاة شاة إل عشرين‬
‫ومائة فإذا زادت واحدة ففيها شاتان إل مائتي فإذا زادت على الائتي شاة ففيها ثلث شياه إل‬
‫ثلثمائة فإن كانت الغنم أكثر من ذلك ففي كل مائة شاة والشاة الواجبة ف الغنم الذعة من‬
‫الضأن والثنية من العز والذعة هي الت لا سنة وقيل لا ستة أشهر والثنية هي الت لا سنتان‬
‫فصل إذا كانت الاشية صحاحا إذا كانت الاشية صحاحا ل يؤخذ ف فرضها مريضة لقوله عليه‬
‫السلم ل يؤخذ ف الزكاة هرمة ول ذات عوار‬
‫وروي ول ذات عيب وإن كانت مراضا أخذت مريضة ول يب إخراج صحيحة لن ف ذلك‬
‫إضرارا برب الال‬
‫وإن كان بعضها صحاحا وبعضها مراضا أخذ عنها صحيحة ببعض قيمة فرض صحيح وبعض‬
‫قيمة فرض مريض لنا لو أخذنا مريضة لتيممنا البيث وقد قال ال تعال } ول تيمموا البيث‬
‫منه تنفقون { وإن كانت الاشية كبار السنان كالثنايا والبزل ف البل ل يؤخذ غي الفرض‬
‫النصوص عليه لنا لو أخذنا كبار السنان أخذنا عن خس وعشرين جذعة ث نأخذها ف إحدى‬
‫وستي فيؤدي إل التسوية بي القليل والكثي‬
‫وإن كانت الاشية صغارا نظرت فإن كانت من الغنم أخذ منها صغية لقول أب بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه لو منعون عناقا ما أعطوا رسول‬
‫____________________‬

‫ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم عليه‬


‫ولنا لو أوجبنا فيها كبية أجحفنا برب الال وإن كانت من البل والبقر ففيه وجهان قال أبو‬
‫إسحاق تؤخذ الفرائض النصوص عليها بالقسط فيقوم النصاب من الكبار ث يقوم فرضه ث يقوم‬
‫النصاب من الصغار ويؤخذ كبية بالقسط‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان الال ما يتغي الفرض فيه بالسن ل يز لنه يؤدي إل أن يؤخذ من‬
‫القليل ما يؤخذ من الكثي‬
‫وإن كان ما يتغي الفرض فيه بالعدد أخذ صغيه لنه ل يؤدي إل أن يؤخذ من القليل ما يؤخذ‬
‫من الكثي فأخذ الصغي من الصغار كالغنم‬
‫والصحيح هو الول لن هذا يؤدي إل أن يؤخذ من ست وسبعي فصيلن ومن إحدى وتسعي‬
‫فصيلن وإن كانت الاشية إناثا أو ذكورا وإناثا نظرت فإن كانت من البل والغنم ل يؤخذ ف‬
‫فرضها إل الناث لن النص ورد فيها بالناث على ما مضى ولن ف أخذ الذكر من الناث تيمم‬
‫البيث وقد قال ال تعال } ول تيمموا البيث منه تنفقون {‬
‫وإن كانت من البقر نظرت فإن كانت ف فرض الربعي ل يز إل الناث لا ذكرناه وإن كانت‬
‫ف فرض الثلثي جاز فيه الذكر والنثى لديث معاذ ف كل ثلثي تبيع أو تبيعة‬
‫وإن كانت كلها ذكورا نظرت فإن كانت من الغنم أخذ واحد منها وإن كانت من البل أو من‬
‫الربعي من البقر ففيه وجهان قال أبو إسحاق ل يوز إل النثى فيقوم النصاب من الناث‬
‫والفرض الذي فيها ث يقوم النصاب من الذكور ويؤخذ أنثى بالقسط حت ل يؤدي إل التسوية‬
‫بي الذكور والناث والدليل عليه أنه ل يؤخذ إل النثى لن الفرائض كلها إناث إل ف موضع‬
‫الضرورة ول ضرورة ها هنا فوجبت النثى‬
‫وقال أبو علي بن خيان يوز فيه الذكور وهو النصوص ف الم والدليل عليه أن الزكاة وضعت‬
‫على الرفق والؤاساة فلو أوجبنا الناث من الذكور أجحفنا برب الال‬
‫قال أبو إسحاق إل أنه يؤخذ من ست وثلثي ابن لبون أكثر قيمة من ابن لبون يؤخذ ف خس‬
‫وعشرين حت ل يؤدي إل التسوية بي القليل والكثي ف الفرض‬
‫وإن كانت الاشية صنفا واحدا أخذ الفرض منه وإن كانت أنواعا كالضأن والعز والواميس‬
‫والبقر والبخات والعراب‬
‫ففيه قولن أحدها أنه يؤخذ الفرض من الغالب منهما‬
‫وإن كانوا سواء أخذ الساعي أنفع النوعي للمساكي لنا لو ألزمناه الفرض من كل نوع شق‬
‫فاعتب الغالب‬
‫والقول الثان أنه يؤخذ من كل نوع بقسطه لنا أنواع من جنس واحد فأخذ من كل نوع‬
‫بقسطه كالثمار فعلى هذا إذا كان عشرون من الضأن وعشرون من العز قوم النصاب من الضأن‬
‫فيقال قيمته مثل مائة ث يقوم فرضه فيقال قيمته عشرة ويقوم نصاب العز فيقال قيمته خسون ث‬
‫يقوم فرضه فيقال قيمته خسة فيقال له اشتر شاة من أي النوعي شئت بسبعة ونصف وأخرج‬

‫____________________‬

‫فصل فيما ل يؤخذ ف الفرائض ول يؤخذ ف الفرائض الرب وهي الت ولدت ومعها ولدها ول‬
‫الاخض وهي الامل ول ما طرقها الفحل لن البهيمة ل يكاد يطرقها الفحل إل وهي تبل ول‬
‫الكولة وهي السمينة الت أعدت للكل ول فحل الغنم الذي أعد للضراب ول حزرات الال‬
‫وهي خيارها الت تزرها العي لسنها لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بعث معاذا إل اليمن فقال له إياك وكرائم أموالم واتق دعوة الظلوم وعن عمر رضي ال‬
‫عنه أنه قال لعامله سفيان قل لقومك إنا ندع لكم الرب والاخض وذات اللحم وفحل الغنم‬
‫ونأخذ الذع والثن وذلك وسط بيننا وبينكم ف الال‬
‫ولن الزكاة تب على وجه الرفق فلو أخذنا خيار الال خرج عن حد الرفق فإن رضي صاحب‬
‫الال بإخراج ذلك قبل منه لا روى أب بن كعب رضي ال عنه قال بعثن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مصدقا فمررت برجل فلما جع ل ماله فلم أجد فيها إل بنت ماض فقلت له أد بنت‬
‫ماض فإنا صدقتك فقال ذلك ما ل لب فيه ول ظهر وما كنت لقرض ال من مال ما ل لب فيه‬
‫ول ظهر ولكن هذه ناقة فتية سينة فخذها فقلت ما أنا بآخذ ما ل أومر به وهذا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم منك قريب فإن أحببت أن تعرض عليه ما عرضت علي فافعل فإن قبله منك قبلته‬
‫فخرج معى وخرج بالناقة حت قدمنا على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال له النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ذاك الذي عليك فإن تطوعت بي آجرك ال فيه وقبلناه منك فقال فها هي ذى‬
‫فخذها فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقبضها ودعا له بالبكة ولن النع من أخذ اليار‬
‫لق رب الال فإذا رضي قبل منه‬
‫فصل ل توز القيمة ف الزكاة ول يوز أخذ القيمة ف شيء من الزكاة لن الق ل تعال وقد‬
‫علقه على ما نص عليه فل يوز نقل ذلك إل غيه كالضحية لا علقها على النعام ل يز نقلها‬
‫إل غيها فإن أخرج عن النصوص عليه سنا أعلى منه مثل أن يرج عن بنت ماض بنت لبون‬
‫أجزأه لنا تزىء عن ست وثلثي فلن تزىء عن خس وعشرين أول كالبدنة لا أجزأت عن‬
‫سبعة ف الضحية فلن تزىء عن واحد أول وكذلك لو وجب عليه مسنة فأخرج تبيعي أجزأه‬
‫لنه إذا أجزأه ذلك عن ستي فلن يزىء عن أربعي أول‬
‫باب صدقة اللطاء للخلطة تأثي ف إياب الزكاة وهو أن يعل مال الرجلي والماعة كمال‬
‫الرجل الواحد فيجب فيه ما يب ف مال الرجل الواحد‬
‫____________________‬

‫فإذا كان بي نفسي وها من أهل الزكاة نصاب مشاع من الاشية ف حول كامل وجب عليهما‬
‫زكاة الرجل الواحد وكذلك إذا كان لكل واحد منهما مال منفرد ول ينفرد أحدها عن الخر‬
‫بالول مثل أن يكون لكل واحد منهما عشرون من الغنم فخلطاها أو لكل واحد منهما أربعون‬
‫ملكاها معا فخلطاها صارا كمال الرجل الواحد ف إياب الزكاة بشروط‬
‫أحدها أن يكون الشريكان من أهل الزكاة‬
‫والثان أن يكون الال الختلط نصابا‬
‫والثالث أن يضى عليهما حول كامل‬
‫والرابع أل يتميز أحدها عن الخر ف الراح‬
‫والامس أل يتميز أحدها عن الخر ف السرح‬
‫والسادس أل يتميز أحدها عن الخر ف الشرب‬
‫والسابع أل يتميز أحدها عن الخر ف الراعى‬
‫والثامن أل يتميز أحدها عن الخر ف الفحل‬
‫والتاسع أل يتميز أحدها عن الخر ف اللب‬
‫والصل فيه ما روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كتب كتاب الصدقة‬
‫فقرنه بسيفه فعمل به أبو بكر وعمر رضي ال عنهما وكان فيه ل يفرق بي متمع ول يمع بي‬
‫مفترق مافة الصدقة وما كان من خليطي فإنما يتراجعان بينهما بالسوية ولن الالي صارا كمال‬
‫الواحد ف الؤن فوجب أن تكون زكاته زكاة الال الواحد فأما إذا ل يكن أحدها من أهل الزكاة‬
‫بأن كان أحدها كافرا أو مكاتبا ل يضم ماله إل مال الر السلم ف إياب الزكاة لن مال الكافر‬
‫والكاتب ليس بزكائي فل يتم به النصاب كالعلوفة ل يتمم با نصاب السائمة‬
‫وإن كان الشترك بينهما دون النصاب بأن كان لكل واحد منهما عشرون من الغنم فخالط‬
‫صاحبه بتسعة عشر وتركا شاتي منفردتي ل تب الزكاة لن التمع دون النصاب فلم تب فيه‬
‫الزكاة وإن تيز أحدها عن الخر ف الراح أو السرح أو الشرب أو الراعي أو الفحل أو اللب‬
‫ل يضم مال أحدها إل الخر لا روى سعد بن أب وقاص رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال والليطان ما اجتمعا على الفحل والراعي والوض فنص على هذه الثلثة ونبه‬
‫على ما سواها ولنه إذا تيز كل واحد منهما بشيء ما ذكرناه ل يصيا كمال الرجل الواحد ف‬
‫الؤن‬
‫وف الشتراك ف اللب وجهان أحدها أن من شرطه أن يلب لب أحدها فوق لب الخر ث‬
‫يقسم كما يلط السافرون أزوادهم ث يأكلون‬
‫وقال أبو إسحاق ل يوز شرط حلب أحدها فوق الخر لن لب أحدها قد يكون أكثر من لب‬
‫الخر فإذا قسما بالسوية كان ذلك ربا لن القسمة بيع‬
‫وهل يشترط فيه نية اللطة فيه وجهان أحدها أنه يشترط لنه يتغي به الفرض فل بد فيه من‬
‫النية‬
‫والثان أنا ليست بشرط لن اللطة إنا أثرت ف الزكاة للقتصار على مؤنة واحدة وذلك يصل‬
‫من غي نية‬
‫فصل انفراد أحد الليطي بالول فأما إذا ثبت لكل واحد من الليطي حكم النفراد بالول‬
‫مثل أن يكون لكل واحد منهما نصاب من الغنم مضى عليه بعض الول ث خلطاه نظرت فإن‬
‫كان حولما متففا بأن ملك كل واحد منهما نصابه ف الرم ث خلطاه ف صفر ففيه قولن قال ف‬
‫القدي يبن حول اللطة على حول النفراد فإذا حال الول على ماليهما لزمهما شاة واحدة لن‬
‫العتبار ف قدر الزكاة بآخر الول بدليل أنه لو كان معه مائة وإحدى وعشرون شاة ث تلفت‬
‫واحدة منها قبل الول بيوم ل تب إل شاة ولو كانت مائة وعشرون ث ولدت واحدة قبل الول‬
‫بيوم وجبت شاتان وقد وجدت اللطة ههنا ف آخر الول فوجبت زكاة اللطة‬
‫وقال ف الديد ل يبن على حول النفراد فيجب على كل واحد منهما شاة لنه قد انفرد كل‬
‫واحد منهما ف بعض الول فكان زكاتما زكاة النفراد كما لو كانت اللطة قبل الول بيوم أو‬
‫بيومي وهذا يالف ما ذكروه فإن هناك لو وجدت زيادة شاة أو هلك شاة قبل الول بيوم أو‬
‫يومي تغيت الزكاة ولو وجدت اللطة قبل الول بيوم أو يومي ل يزكيا زكاة اللطة‬
‫وأما ف السنة الثانية وما بعدها فإنما يزكيان زكاة اللطة‬
‫وإن كان حولما متلفا بأن ملك أحدها ف أول الرم والخر ف أول صفر ث خلطا ف أول ربيع‬
‫الول فإنه يب ف قوله القدي على كل واحد منهما عند تام حوله نصف شاة وعلى قوله الديد‬
‫تب على كل واحد منهما شاة وأما ف السنة الثانية وما بعدها فإنه يب عليهما زكاة اللطة‬
‫وقال أبو العباس يزكيان أبدا زكاة النفراد لنما متلفان ف الول فزكيا زكاة النفراد كالسنة‬
‫الول‬
‫والول هو الذهب لنما ارتفقا باللطة ف حول كامل فصار كما لو اتفق حولما‬
‫وإن ثبت لال أحدها حكم النفراد دون الخر وذلك مثل أن يشتري أحدها ف أول الرم‬
‫أربعي شاة واشترى آخر أربعي شاة وخلطها بغنمه ث باعها ف أول صفر من رجل آخر فإن‬
‫الثان ملك الربعي متلطة ل يثبت لا حكم النفراد والول قد ثبت لغنمه حكم النفراد فإن‬
‫قلنا بقوله القدي وجب على الالك ف أول الرم نصف شاة وإن قلنا بقوله الديد وجب عليه‬
‫شاة وف الشتري ف صفر وجهان أحدها تب عليه شاة لن الالك ف‬
‫____________________‬

‫الرم ل يرتفق باللطة فل يرتفق الالك ف صفر‬


‫والثان تب عليه نصف شاة لن غنمه ل تنفك عن اللطة ف جيع السنة بلف الشتري ف الرم‬
‫وإن ملك رجل أربعي شاة ومضى عليها نصف الول ث باع نصفها مشاعا فإذا ت حول البائع‬
‫وجب عليه نصف شاة على النصوص‬
‫وقال أبو علي بن خيان السألة على قولي إن قلنا بقوله الديد أن حول اللطة ل يبن على‬
‫حول النفراد انقطع حول البائع فيما ل يبع وإن قلنا بقوله القدي أن حول اللطة يبن على حول‬
‫النفراد ل ينقطع حوله وهذا خطأ لن النتقال من النفراد إل اللطة ل يقطع الول وإنا‬
‫القولن ف نقصان الزكاة وزيادتا دون قطع الول‬
‫وأما البتاع فإنا إن قلنا إن الزكاة تتعلق بالذمة وجب على البتاع الزكاة وإن قلنا إنا تب ف‬
‫العي ل يب عليه زكاة لنه بول الول زال ملكه عن قدر الزكاة فينقص النصاب‬
‫وقال أبو إسحاق فيه قول آخر أن الزكاة تب فيه ووجهه أنه إذا أخرجها من غيها تبينا أن‬
‫الزكاة ل تتعلق بالعي ولذا قال ف أحد القولي إنه إذا باع ما وجبت فيه الزكاة وأخرج الزكاة‬
‫من غيه صح البيع‬
‫والصحيح هو الول لن اللك قد زال وإنا يعود بالخراج من غيه وأما إذا باع عشرين منها‬
‫بعينها نظرت فإن أفردها وسلمها انقطع الول فإن سلمها وهي متلطة با ل يبع بأن ساق الميع‬
‫حت حصل ف قبض الشتري ل ينقطع الول وحكمه حكم ما لو باع نصفها مشاعا‬
‫ومن أصحابنا من قال ينقطع الول لنه لا أفردها بالبيع صار كما لو أفردها عن الذي ل يبع‬
‫والول هو الصحيح لنه ل يزل الختلط فلم يزل حكمه فإن كان بي رجلي أربعون شاة لكل‬
‫واحد منهما عشرون ولحدها أربعون منفردة وت الول ففيه أربعة أوجه أحدها وهو النصوص‬
‫أنه تب شاة ربعها على صاحب العشرين والباقي على صاحب الستي لن مال الرجل الواحد‬
‫يضم بعضه إل بعض بكم اللك فيضم الربعون النفردة إل العشرين الختلطة فإذا انضمت إل‬
‫العشرين الختلطة انضمت أيضا إل العشرين الت لليطه فيصي الميع كأنما ف مكان واحد‬
‫فوجب فيه ما ذكرناه‬
‫والثان أنه يب على صاحب الستي ثلثة أرباع شاة وعلى صاحب العشرين نصف شاة لن‬
‫الربعي النفردة تضم إل العشرين بكم اللك فيصي ستي فيصي مالطا بميعها لصاحب‬
‫العشرين فتجب عليه ثلثة أرباع شاة وصاحب العشرين مالطا بالعشرين الت له العشرين الت‬
‫لصاحبه فوجب عليه نصف شاة فأما الربعون النفردة فل خلطة له با فلم يرتفق با ف زكاته‬
‫والثالث أنه تب على صاحب الستي شاة وعلى صاحب العشرين نصف شاة لن صاحب‬
‫العشرين مالط بعشرين فلزمه نصف شاة وصاحب الستي له مال منفرد ومال متلط وزكاة‬
‫النفرد أقوى فغلب حكمها‬
‫والرابع أنه تب على صاحب الستي شاة إل نصف سدس شاة وعلى صاحب العشرين نصف‬
‫شاة لن لصاحب الستي أربعي منفردة فتزكى زكاة النفراد فكأنه منفرد بستي شاة فيجب عليه‬
‫فيها شاة يص الربعي منها ثلثا شاة وله عشرون متلطة فتزكى زكاة اللطة فكأن جيع الثماني‬
‫متلطة فيخص العشرين منها ربع شاة فتجب عليه شاة إل نصف سدس شاة ثلثا شاة ف الربعي‬
‫النفردة وربع شاة ف العشرين الختلطة وأقل عدد يرج منه ربع وثلثان اثنا عشر الثلثان منها‬
‫ثانية والربع منها ثلثة فذلك أحد عشر سهما فيجب عليه أحد عشر سهما من اثن عشر سهما‬
‫من شاة‬
‫ويب على صاحب العشرين نصف شاة لن اللطة تثبت ف حقه ف الربعي الاضرة‬
‫فرع وإن كان لرجل ستون شاة فخالط بكل عشرين رجل له عشرون شاة ففيه ثلثة أوجه على‬
‫منصوص الشافعي رحه ال ف السألة قبلها يعل بضم الغنم بعضها إل بعض وهل كان جيعها‬
‫متلطة فيجب فيها شاة على صاحب الستي نصفها وعلى الشركاء نصفها على كل واحد سدس‬
‫شاة‬
‫ومن قال ف السألة قبلها إن على صاحب الستي شاة وعلى صاحب العشرين نصف شاة يب ها‬
‫هنا على صاحب الستي شاة لن غنمه يضم بعضها إل بعض وتعل كأنا منفردة فتجب فيها شاة‬
‫ويب على كل واحد من الثلثة نصف شاة لن اللطة ف حق كل واحد منهم ثابتة ف العشرين‬
‫الت له وف العشرين الت لليطه ومن قال ف السألة قبلها إنه يب على صاحب الستي ثلثة‬
‫أرباع شاة وعلى صاحب العشرين نصف شاة يب ها هنا على صاحب الستي ثلثة أرباع شاة‬
‫وعلى كل واحد من الشركاء نصف شاة لنه ل يكن ضم الملك الثلثة بعضها إل بعض لنا‬
‫متميزة ف شروط اللطة‬
‫وأما الستون فإنه يضم بعضها إل بعض بكم اللك ول يكن ضم كل عشرين منها إل واحد من‬
‫الثلثة فيقال لصاحب الستي قد انضم غنمك بعضها إل بعض فضم الستي إل غنم من شئت‬
‫منهم فتصي‬
‫____________________‬

‫ثاني فتجب فيها شاة ثلثة أرباعها على صاحب الستي وعلى كل واحد من الثلثة نصف شاة‬
‫لن اللطة ثابتة ف حق كل واحد منهم ف الربعي‬
‫فصل ف زكاة اللطة فأما أخذ الزكاة من مال اللطة ففيه وجهان قال أبو إسحاق إذا وجد ما‬
‫يب على كل واحد منهما ف ماله ل يأخذه من مال الخر وإن ل يد الفرض إل ف مال أحدها‬
‫أو كان بينهما نصاب والواجب شاة جاز أن يأخذ من أي النصيبي شاء‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يوز أن يأخذ من أي الالي شاء سواء وجد الفرض ف نصيبهما أو ف‬
‫نصيب أحدها لنا جعلنا الالي كالال الواحد فوجب أن يوز الخذ منهما فإن أخذ الفرض من‬
‫نصيب أحدها رجع على خليطه بالقيمة فإن اختلفا ف قيمة الفرض فالقول قول الرجوع عليه‬
‫لنه غارم فكان القول قوله كالغاصب‬
‫وإن أخذ الصدق أكثر من الفرض بغي تأويل ل يرجع بالزيادة لنه ظلمه فل يرجع به على غي‬
‫الظال‬
‫وإن أخذ أكثر من الق بتأويل بأن أخذ الكبية من السخال على قول مالك فإنه يرجع عليه‬
‫بنصف ما أخذ منه لنه سلطان فل ينقض عليه ما فعله باجتهاده وإن أخذ منه قيمة الفرض ففيه‬
‫وجهان من أصحابنا من قال ل يرجع عليه بشيء لن القمية ل تزىء ف الزكاة بلف الكبية‬
‫فإنا تزي عن الصغار ولذا لو تطوع بالكبية قبلت منه‬
‫والثان يرجع وهو الصحيح لنه أخذه باجتهاده فأشبه إذا أخذ الكبي عن السخال‬
‫فصل ف اللطة ف غي الواشي فأما اللطة ف غي الواشي وهي الثان والبوب والثمار ففيها‬
‫قولن قال ف القدي ل تأثي للخلطة ف زكاتا لن النب صلى ال عليه وسلم قال والليطان ما‬
‫اجتمعا على الوض والفحل والرعي‬
‫ولن اللطة إنا تصح ف الواشي لن فيها منفعة بإزاء الضرر وف غيها ل يتصور غي الضرر‬
‫لنه ل وقص فيها بعد النصاب‬
‫وقال ف الديد تؤثر اللطة لقوله صلى ال عليه وسلم ل يمع بي متفرق ول يفرق بي متمع‬
‫ولنه مال تب فيه الزكاة فأثرت اللطة ف زكاتا كالاشية ولن الالي كالال الواحد ف الؤن‬
‫فهي كالواشي‬
‫باب زكاة الثمار وتب الزكاة ف ثرة النخل والكرم لا روى عتاب بن أسيد رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ف الكرم أنا ترص كما يرص النخل فتؤدى زكاته زبيبا‬
‫كما تؤدى زكاة النخل ترا ولن ثرة النخل والكرم يعظم منفعتهما لنما من القوات والموال‬
‫الدخرة القتاتة فهي كالنعام ف الواشي‬
‫فصل الثمار الت ل تب فيها زكاة ول تب فيما سوى ذلك من الثمار كالتي والتفاح‬
‫والسفرجل والرمان لنه ليس من القوات ول من الموال الدخرة القتاتة‬
‫ول تب ف طلع الفحال لنه ل ييء منه الثمار واختلف قوله ف الزيتون فقال ف القدي تب فيه‬
‫الزكاة لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه جعل ف الزيت العشر وعن ابن عباس أنه قال ف‬
‫الزيتون الزكاة وعلى هذا القول إن أخرج الزيت عنه جاز لقول عمر رضي ال عنه ولن الزيت‬
‫أنفع من الزيتون فكان أول بالواز‬
‫وقال ف الديد ل زكاة فيه لنه ليس بقوت فل يب فيه العشر كالضراوات‬
‫واختلف قوله ف الورس فقال ف القدي تب فيه الزكاة لا روي أن أبا بكر رضي ال عنه كتب‬
‫إل بن خفاش أن أدوا زكاة الذرة والورس‬
‫وقال ف الديد ل زكاة فيه لنه نبت ل يقتات به فأشبه الضراوات‬
‫قال الشافعي رحه ال من قال ل عشر ف الورس ل يوجب ف الزعفران ومن قال يب ف الورس‬
‫فيحتمل أن يوجب ف الزعفران لنما طيبان ويتمل أل يوجب ف الزعفران ويفرق بينهما بأن‬
‫الورس شجر له ساق والزعفران نبات‬
‫واختلف قوله ف العسل‬

‫____________________‬

‫فقال ف القدي يتمل أن يب فيه ووجهه ما روي أن بن شبابة بطنا من فهم كانوا يؤدون إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من نل كان عندهم العشر من عشر قرب قربة‬
‫وقال ف الديد ل تب لنه ليس بقوت فل يب فيه العشر كالبيض‬
‫واختلف قوله ف القرطم وهو حب العصفر فقال ف القدي تب إن صح فيه حديث أب بكر‬
‫رضي ال عنه‬
‫وقال ف الديد ل تب لنه ليس بقوت فأشبه الضراوات‬
‫فصل بلوغ نصاب الزكاة ف الثمار ول تب الزكاة ف ثر النخل والكرم إل أن يكون نصابا‬
‫ونصابه خسة أوسق لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ليس فيما دون خسة أوسق من التمر صدقة والمسة الوسق ثلثمائة صاع وهو ألف وستمائة‬
‫رطل بالبغدادي‬
‫وهل ذلك تقريب أو تديد فيه وجهان أحدها أنه تقريب فلو نقص منه شيء يسي ل تسقط‬
‫الزكاة والدليل عليه أن الوسق حل البعي قال النابغة من ) الرجز (‬
‫أين الشظاظان وأين الربعه وأين وسق الناقة الطبعه وحل البعي يزيد وينقص‬
‫والثان أنه تديد‬
‫فإن نقص منه شيء قليل ل تب الزكاة لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال الوسق ستون صاعا ول تب حت يكون يابسه خسة أوسق لديث أب سعيد‬
‫ليس فيما دون خسة أوسق من التمر صدقة فإن كان رطبا ل ييء منه ثر أو عنبا ل ييء منه‬
‫زبيب ففيه وجهان أحدها يعتب نصابه بنفسه وهو أن يبلغ يابسه خسة أوسق لن الزكاة تب فيه‬
‫فاعتب النصاب من يابسه‬
‫والثان أنه يعتب بغيه لنه ل يكن اعتباره بنفسه فاعتب بغيه كالناية الت ليس لا أرش مقدر ف‬
‫الر فإنه يعتب بالعبد‬
‫وتضم ثرة العام الواحد بعضها إل بعض ف إكمال النصاب وإن اختلفت أوقاته بأن كان له نيل‬
‫بتهامة ونيل بنجد فأدرك ثر الت بتهامة فجذها وحلت الت بنجد وأطلعت الت بتهامة وأدركت‬
‫قبل أن يذ الت بنجد ل يضم أحدها إل الخر لن ذلك ثرة عام آخر‬
‫وإن حلت نل حل فجذها ث حلت حل آخر ل يضم ذلك إل الول لن النخل ل يمل ف عام‬
‫مرتي فيعتب كل واحد منهما بنفسه فإن بلغ نصابا وجب فيه العشر وإن ل يبلغ ل يب‬
‫فصل نصاب الارج من الرض وزكاته العشر فيما سقي بغي مؤنة ثقيلة كماء السماء والنار‬
‫وما يشرب بالعروق ونصف العشر فيما سقي بؤنة ثقيلة كالنواضح والدواليب وما أشبههما لا‬
‫روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم فرض فيما سقت السماء والنار‬
‫والعيون أو كان بعل وروي عثريا العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر والبعل الشجر الذي‬
‫يشرب بعروقه والعثري الشجر الذي يشرب من الاء الذي يتمع ف موضع فيجري كالساقية‬
‫ولن الؤنة ف أحدها تف وف الخر تثقل ففرق بينهما ف‬
‫____________________‬

‫الزكاة‬
‫وإن كان يسقي نصفه بالناضح ونصفه بالسيح ففيه ثلثة أرباع العشر عتبارا بالسقيي وإن سقى‬
‫بأحدها أكثر ففيه قولن أحدها يعتب فيه الغالب فإن كان الغالب السقي باء السماء أو السيح‬
‫وجب العشر وإن كان الغالب السقي بالناضح وجب فيه نصف العشر لنه اجتمع المران‬
‫ولحدها قوة بالغلبة فكان الكم له كالاء إذا خالطه مائع‬
‫والقول الثان يقسط على عدد السقيات لن ما وجب فيه الزكاة بالقسط عند التماثل وجب فيه‬
‫بالقسط عند التفاضل كزكاة الفطر ف العبد الشترك‬
‫وإن جهل القدر الذي سقى بكل واحد منهما جعل نصفي لنه ليس أحدها بأول من الخر‬
‫فوجب التسوية بينهما كالدار ف يد ثني‬
‫وإذا زادت الثمرة على خسة أوسق وجب الفرض فيه بسابه لنه يتجزأ من غي ضرر فوجب فيه‬
‫بسابه كزكاة الثان‬
‫فصل اشتراط بدو الصلح ف الثمر ول يب العشر حت يبدو الصلح ف الثمار وبدو الصلح‬
‫أن يمر البسر أو يصفر ويتموه العنب لن قبل بدو الصلح ل يقصد أكله فهو كالرطبة وبعده‬
‫يقتات ويؤكل فهو كالبوب فإن أراد أن يبيع الثمرة قبل بدو الصلح نظرت فإن كان لاجة ل‬
‫يكره وإن كان يبيع للفرار من الزكاة كره لنه فرار من القربة ومواساة الساكي فإن باع صح‬
‫البيع لنه باع ول حق لحد فيه وإن باع بعد بدو الصلح ففي البيع ف قدر الفرض قولن‬
‫أحدها أنه باطل لن ف أحد القولي تب الزكاة ف العي وقدر الفرض للمساكي فل يوز بيعه‬
‫بغي إذنم وف الخر تب ف الذمة والعي مرهونة به وبيع الرهون ل يوز من غي إذن الرتن‬
‫والثان أنه يصح لنا إن قلنا إن الزكاة تتعلق بالعي إل أن أحكام اللك كلها ثابتة والبيع من‬
‫أحكام اللك وإن قلنا إنا تب ف الذمة والعي مرتنة به إل أنه رهن يثبت بغي ختياره فلم ينع‬
‫البيع كالناية ف رقبة العبد فإن قلنا يصح ف قدر الفرض ففيما سواه أول وإن قلنا ل يصح ف‬
‫قدر الفرض ففيما سواه قولن بناء على تفريق الصفقة فإن أكل شيئا من الثمار أو استهلكه وهو‬
‫عال عزر وغرم وإن كان جاهل غرم ول يعزر وإن إصاب النخل عطش بعد بدو الصلح وخاف‬
‫أن يهلك جاز أن يقطع الثمار لن الزكاة تب على سبيل الواساة فلو ألزمناه تركها لق‬
‫الساكي صار ذلك سببا للك ماله فيخرج عن حد الواساة ولن حفظ النخيل أنفع للمساكي‬
‫ف مستقبل الحوال ول يوز أن يقطع إل بضرة الصدق ولن الثمرة مشتركة بينه وبي‬
‫الساكي فل يوز إل بحضر من النائب عنهم ول يقطع إل ما تدعو الاجة إليه فإن قطع من غي‬
‫حضور الصدق وهو عال عزره إن رأى ذلك ول يغرمه ما نقص لنه لو حضر لوجب عليه أن‬
‫يأذن له ف قطعه وإن نقص به الثمرة‬
‫ف صل الرص بعد بدو الصلح والستحب إذا بدا الصلح ف النخل والكرم أن يبعث المام‬
‫من يرص لديث عتاب بن أسيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الكرم يرص كما يرص‬
‫النخل ويؤدى زكاته زبيبا كما يؤدى زكاة النخل ترا ولن ف الرص احتياطا لرب الال‬
‫والساكي فإن رب الال يلك التصرف بالرص ويعرف الصدق حق الساكي فيطالب به‬
‫وهل يوز خارص واحد أم ل فيه قولن أحدها يوز وهو الصحيح كما يوز حاكم واحد‬
‫والثان ل يوز أقل من خارصي كما ل يوز أقل من مقومي‬
‫فإن كانت أنواعا متلفة خرص عليه نلة نلة وإن كانت نوعا واحدا فهو باليار بي أن يرص‬
‫نلة نلة وبي أن يرص الميع دفعة فإذا عرف مبلغ الميع ضمن رب الال حق الفقراء فإن‬
‫ضمن حقهم جاز له أن يتصرف فيه بالبيع والكل وغي ذلك‬
‫فإن ادعى رب الال بعد الرص هلك الثمرة فإن كان ذلك لائحة ظاهرة ل يقبل حت يقيم البينة‬
‫فإذا أقام البينة أخذ با قال وإن ل يصدقه حلفه‬
‫وهل اليمي مستحبة أو واجبة فيه وجهان أحدها أنا واجبة فإن حلف سقطت الزكاة وإن نكل‬
‫لزمته الزكاة‬
‫والثان أنا مستحبة فإن حلف سقطت الزكاة وإن نكل سقطت الزكاة وإن ادعى اللك بسبب‬
‫يفى كالسرقة وغيها فالقول قوله مع يينه‬
‫وهل اليمي واجبة أو مستحبة على الوجهي فإن تصرف رب الال ف الثمار وادعى أن الارص‬
‫قد أخطأ ف الرص نظرت فإن كان ف قدر ل يوز‬
‫____________________‬

‫أن يطىء فيه كالربع والثلث ل يقبل قوله وإن كان ف قدر يوز أن يطىء فيه قبل قوله مع يينه‬
‫وهل تب اليمي أو تستحب على الوجهي‬
‫فصل تفيف الثمار قبل الزكاة ول تؤخذ زكاة الثمار إل بعد أن تفف لديث عتاب بن أسيد ف‬
‫الكرم يرص كما يرص النخل ث تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل ترا فإن أخذ الرطب‬
‫وجب رده وإن فات وجب رد قيمته‬
‫ومن أصحابنا من قال يب رد مثله‬
‫والذهب الول لنه ل مثل له لنه يتفاوت ولذا ل يوز بيع بعضه ببعض فإن كانت الثمار نوعا‬
‫واحدا أخذ الواجب منه لقوله عز وجل } أنفقوا من طيبات ما كسبتم وما أخرجنا لكم من‬
‫الرض { وإن كانت أنواعا قليلة أخذ الزكاة من كل نوع بقسطه وإن كانت أنواعا كثية أخرج‬
‫من أوسطها ل من النوع اليد ول من النوع الرديء لن أخذها من كل صنف بقسطه يشق‬
‫فأخذ الوسط‬
‫وإن كان رطبا ل ييء منه التمر كاللياث والسكر أو عنبا ل يىء منه الزبيب أو أصاب النخل‬
‫عطش فخاف عليها من ترك الثمار ففي القسمة قولن إن قلنا إن القسمة فرز النصيبي جازت‬
‫القاسة فيجعل العشر ف نلت ث الصدق ينظر فإن رأى أن يفرق عليهم فعل وإن رأى البيع‬
‫وقسمة الثمن فعل وإن قلنا إن القسمة بيع ل يز لنه يكون بيع رطب برطب وذلك ربا فعلى‬
‫هذا يقبض الصدق عشرها مشاعا بالتخلية بينه وبينها ويستقر عليه ملك الساكي ث يبيعه ويأخذ‬
‫ثنه ويفرق عليهم وإن قطعت الثمار فإن قلنا إن القسمة تييز القي تقاسوا كيل أو وزنا وإن‬
‫قلنا إنا بيع ل تز القاسة بل يسلم العشر إل الصدق ث يبيعه ويفرق ثنه‬
‫وقال أبو إسحاق وأبو علي بن أب هريرة توز القاسة كيل ووزنا على الرض لنه يكنه أن‬
‫يلص حقوق الساكي بالكيل والوزن ول يكن ذلك ف النخل‬
‫والصحيح أنه ل فرق بي أن تكون على الشجر وبي أن تكون على الرض لنه بيع رطب‬
‫برطب على هذا القول‬
‫باب زكاة الزروع وتب الزكاة ف كل ما ترجه الرض ما يقتات ويدخر وينبته الدميون‬
‫كالنطة والشعي والدخن والذرة والاورس والرز وما أشبه ذلك لا روى معاذ رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال فيما سقت السماء والبعل والسيل والعي العشر وفيما سقي‬
‫بالنضح نصف العشر يكون ذلك ف الثمر النطة والبوب فأما القثاء والبطيخ والرمان والقصب‬
‫والضراوات فعفو عفا عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم ولن القوات تعظم منفعتها فهي‬
‫كالنعام ف الاشية وكذلك تب الزكاة ف القطنية وهي العدس والمص والاش واللوبيا والباقل‬
‫والرطمان لنه يصلح للقتيات ويدخر للكل فهو كالنطة والشعي‬
‫فصل شرط النصاب ف الزروع ول تب الزكاة إل ف نصاب لا روى أبو سعيد الدري رضي‬
‫ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ليس فيما دون‬
‫____________________‬

‫خسة أوسق من تر ول حب صدقة ونصابه خسة أوسق إل الرز والعلس فإن نصابما عشرة‬
‫أوسق لنما ما يدخران ف القشر وييء من كل وسقي وسق وزكاته العشر ونصف العشر على‬
‫ما ذكرناه ف الثمار‬
‫فإن زاد على خسة أوسق شيء وجب فيه بسابه لنه يتجزأ من غي ضرر فوجب فيما زاد على‬
‫النصاب بسابه كالثان وتضم النواع من جنس واحد بعضها إل بعض ف إكمال النصاب‬
‫فيضم العلس إل النطة لنه صنف منه ول يضم السلت إل الشعي والسلت حب يشبه النطة‬
‫ف اللسة ويشبه الشعي ف طوله وبرودته‬
‫وقال أبو علي الطبي يضم السلت إل الشعي كما يضم العلس إل النطة والنصوص ف البويطي‬
‫أنه ل يضم لنما جنسان بلف النطة والعلس‬
‫فصل ف ضم بعض الزرع إل بعض وإن اختلفت أوقات الزرع ففي ضم بعضه إل بعض أربعة‬
‫أقوال أحدها أن العتبار بوقت الزراعة فكل زرعي زرعا ف فصل واحد من صيف أو شتاء أو‬
‫ربيع أو خريف ضم بعضه إل بعض لن الزراعة هي الصل والصاد فرع فكان اعتبار الصل‬
‫الول‬
‫والثان أن العتبار بوقت الصاد فإذا اتفق حصادها ف فصل ضم أحدها إل الخر لنه حالة‬
‫الوجوب فكان اعتباره أول‬
‫والثالث يعتب أن تكون زراعتهما ف فصل وحصادها ف فصل لن ف زكاة الواشي والثان يعتب‬
‫الطرفان فكذلك ههنا‬
‫والرابع يعتب أن يكونا من زراعة عام واحد كما قلنا ف الثمار‬
‫فصل اشتراط انعقاد الب ول يب العشر قبل أن ينعقد الب فإذا انعقد الب وجب لنه قبل‬
‫أن ينعقد الب كالضراوات بعد النعقاد صار قوتا يصلح للدخار فإن زرع الذرة فأدرك‬
‫وحصد ث سنبل مرة أخرى فهل يضم الثان إل الول فيه وجهان أحدها إل يضم كما لو حلت‬
‫النخل ثرة فجذها ث حلت حل آخر‬
‫والثان يضم‬
‫ويالف النخل لنه يراد للتأبيد فجعل لكل حل حكم والزرع ل يراد للتأبيد فكان الملن لعام‬
‫واحد‬
‫فصل اشتراط تصفية الب ول تؤخذ زكاة البوب إل بعد التصفية كما ل تؤخذ زكاة الثمار إل‬
‫بعد الفاف‬
‫فصل الزكاة على مالك الزرع وإن كان الزرع لواحد والرض لخر وجب العشر على مالك‬
‫الزرع عند الوجوب لن الزكاة تب ف الزرع فوجبت على مالكه كزكاة التجارة تب على‬
‫مالك الال دون مالك الدكان‬
‫فصل ف اجتماع خراج وزكاة فإن كان على أرض خراج وجب الراج ف وقته ويب العشر ف‬
‫وقته ول ينع وجوب أحدها وجوب الخر لن الراج يب للرض والعشر يب للزرع فل‬
‫ينع أحدها الخر كأجرة التجر وزكاة التجارة‬
‫باب زكاة الذهب والفضة وتب الزكاة ف الذهب والفضة لقوله عز وجل } والذين يكنون‬
‫الذهب والفضة ول ينفقونا ف سبيل ال فبشرهم بعذاب أليم {‬
‫____________________‬

‫ولن الذهب والفضة معدان للنماء فهو كالبل والبقر السائمة ول تب فيما سواها من الواهر‬
‫كالياقوت والفيوزج واللؤلؤ والرجان لن ذلك معد للستعمال فهو كالبل والبقر العوامل ول‬
‫تب فيما دون النصاب من الذهب والفضة‬
‫ونصاب الذهب عشرون مثقال لا روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه قال ول يب ف أقل من عشرين مثقال من الذهب شيء ونصاب الفضة مائتا‬
‫درهم والدليل عليه ما روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا بلغ‬
‫مال أحدكم خس أواق مائت درهم ففيه خسة دراهم والعتبار بالثقال الذي كان بكة ودراهم‬
‫السلم الت كانت كل عشرة بوزن سبعة مثاقيل لن النب صلى ال عليه وسلم قال اليزان ميزان‬
‫أهل مكة والكيال مكيال أهل الدينة‬
‫ول يضم أحدها إل الخر ف إكمال النصاب لنما جنسان فلم يضم أحدها إل الخر كالبل‬
‫والبقر‬
‫وزكاتما ربع العشر نصف مثقال عن عشرين مثقال من الذهب وخسة دراهم من مائت درهم‬
‫والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم ف كتاب الصدقات ف الرقة ربع العشر وروى عاصم بن‬
‫ضمرة عن علي كرم ال وجهه أنه قال ليس ف أقل من عشرين دينارا شيء وف عشرين نصف‬
‫دينار‬
‫وتب فيما زاد على النصاب بسابه لنه يتجزأ من غي ضرر فوجب فيما زاد بسابه‬
‫ويب ف اليد اليد وف الرديء الرديء‬
‫وإن كانت أنواعا قليلة وجب ف كل نوع بقسطه وإن كثرت النواع أخرج من الوسط كما‬
‫قلنا ف الثمار وإن كان له ذهب مغشوش أو فضة مغشوشة فإن كان الذهب والفضة فيه قدر‬
‫النصاب وجبت الزكاة وإن ل تبلغ ل تب‬
‫وإن ل يعرف قدر ما فيه من الذهب أو الفضة فهو باليار إن شاء سبك الميع ليعرف الواجب‬
‫فيخرجه وإن شاء أخرج واستظهر ليسقط الفرض بيقي‬
‫فصل الزكاة على الدين وإن كان له دين نظرت فإن كان دينا غي لزم كمال الكتابة ل يلزمه‬
‫زكاته لن ملكه غي تام عليه فإن العبد يقدر أن يسقطه وإن كان لزما نظرت فإن كان على مقر‬
‫مليء لزمه زكاته لنه مقدور على قبضه فهو كالوديعة وإن كان على مليء جاحد‬
‫أو مقر معسر فهو كالال الغصوب وفيه قولن وقد بيناه ف زكاة الاشية‬
‫وإن كان له دين مؤجل ففيه وجهان قال أبو إسحاق هو كالدين الال على فقي أو مليء جاحد‬
‫فيكون على قولي‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة ل تب فيه الزكاة فإذا قبضه استقبل به الول لنه ل يستحقه ولو‬
‫حلف أنه ل يستحقه كان بارا‬
‫والول أصح لنه لو ل يستحقه ل ينفذ فيه إبراؤه‬
‫وإن كان له مال غائب فإن كان مقدورا على قبضه وجبت فيه الزكاة إل أنه ل يلزمه إخراجها‬
‫حت يرجع إليه وإن ل يقدر عليه فهو كالغصوب وإن كان معه أجرة دار ل يستوف الستأجر‬
‫منفعتها وحال عليها الول وجبت فيه الزكاة لنه يلكها ملكا تاما‬
‫وف وجوب الخراج قولن قال ف البويطى يب لنه يلكه ملكا تاما فأشبه مهر الرأة‬
‫وقال ف الم ل يب لن ملكه قبل استيفاء النفعة غي مستقر لنه قد تنهدم الدار فتسقط الجرة‬
‫فلم تب الزكاة فيه كدين الكتابة‬
‫والول أصح لن هذا يبطل بالصداق قبل الدخول فإنه يوز أن يسقط بالردة ويسقط نصفه‬
‫بالطلق ث يب إخراج زكاته‬
‫فصل الزكاة ف الصوغ ومن ملك مصوغا من الذهب والفضة فإن كان معدا للقنية وجبت فيه‬
‫الزكاة لنه مرصد للنماء فهو كغي الصوغ فإن كان معدا للستعمال نظرت فإن كان لستعمال‬
‫مرم كأوان الذهب والفضة وما يتخذه الرجل لنفسه من سوار أو طوق أو خات ذهب أو ما يلى‬
‫به الصحف أو يؤزر به السجد أو يوه به السقف أو كان مكروها كالتضبيب القليل للزينة‬
‫وجبت فيه الزكاة لنه عدل به عن أصله بفعل غي مباح فسقط حكم فعله وبقي على حكم‬
‫الصل‬
‫وإن كان لستعمال مباح كحلي النساء وما أعد لن وخات الفضة للرجال ففيه قولن‬
‫أحدها ل تب فيه الزكاة لا روى جابر رضي ال عنه إن النب صلى ال عليه وسلم قال ليس ف‬
‫اللي زكاة‬
‫ولنه معد لستعمال مباح فلم تب فيه الزكاة كالعوامل من البل والبقر‬
‫والثان تب فيه الزكاة واستخار ال فيه الشافعي‬
‫____________________‬
‫واختاره لا روي أن امرأة من اليمن جاءت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫معها ابنتها ف يدها مسكتان غليظتان من الذهب فقال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم أتعطي‬
‫زكاة هذا فقالت ل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أيسرك أن يسورك ال بما سوارين من‬
‫نار فخلعتهما وألقتهما إل النب صلى ال عليه وسلم وقالت ها ل ولرسوله ولنه من جنس‬
‫الثان فأشبه الدراهم والدناني‬
‫وفيما لطخ به اللجام وجهان قال أبو الطيب بن سلمة هو مباح كالذي حلى به النطقة والسيف‬
‫فيكون على قولي‬
‫وقال أبو إسحاق ل يل وهو النصوص لن هذا حلية للدابة بلف السيف والنطقة فإن ذلك‬
‫حلية للرجل ف الرب فحل‬
‫وإن كان للمرأة حلي فانكسر بيث ل يكن لبسه إل أنه يكن إصلحه للبس ففيه قولن أحدها‬
‫تب فيه الزكاة لنه ل يكن لبسه فوجبت فيه الزكاة كما لو تفتت‬
‫والثان ل تب لنه للصلح واللبس أقرب‬
‫وإن كان لا حلي معد لليارة ففيه طريقان أحدها أنه تب فيه الزكاة قول واحدا لنه معد‬
‫لطلب النماء فأشبه إذا اشتراه للتجارة‬
‫والثان أنه على قولي لن النماء القصود قد فقد لن ما يصل من الجرة قليل فلم يؤثر ف‬
‫إياب الزكاة كأجرة العوامل من البل والبقر وإذا وجبت الزكاة ف حلي تنقص قيمته بالكسر‬
‫ملك الفقراء ربع العشر منه ويسلمه إليهم بتسليم مثله ليستقر ملكهم عليه كما قلنا ف الرطب‬
‫الذي ل ييء منه تر‬
‫وقال أبو العباس يرج زكاته بالقيمة لنه يشق تسليم بعضه والول أظهر‬
‫باب زكاة التجارة تب الزكاة ف عروض التجارة لا روى أبو ذر أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ف البل صدقتها وف البقر صدقتها وف الغنم صدقتها وف البز صدقته ولن التجارة يطلب‬
‫با ناء الال فتعلقت با الزكاة كالسوم ف الاشية‬
‫فصل مت يصي العرض للتجارة ول يصي العرض للتجارة إل بشرطي أحدها أن يلكه بعقد‬
‫يب فيه العوض كالبيع والجارة والنكاح واللع‬
‫والثان أن ينوي عند العقد أنه يتملكه للتجارة فأما إذا ملكه بإرث أو وصية أو هبة من غي شرط‬
‫الثواب ل يصر للتجارة بالنية وإن ملكه بالبيع والجارة ول ينو عند العقد أنه للتجارة ل يصر‬
‫للتجارة‬
‫وقال الكرابيسي من أصحابنا إذا ملك عرضا ث نوى به التجارة صار للتجارة كما إذا كان عند‬
‫متاع للتجارة ث نوى القنية صار للقنية بالنية‬
‫والذهب الول لن ما ل يكون للزكاة من أصله ل يصر للزكاة بجرد النية كالعلوفة إذا نوى‬
‫إسامتها ويفارق إذا نوى القنية بال التجارة لن القنية هي المساك بنية القنية وقد وجد المساك‬
‫والنية‬
‫والتجارة هي التصرف بنية التجارة وقد وجدت النية ول يوجد التصرف فلم يصر للتجارة‬

‫____________________‬

‫فصل اجتماع نصابي من جهتي إذا اشترى للتجارة ما تب الزكاة ف عينيه كنصاب السائمة‬
‫والكرم والنخل نظرت فإن وجد فيه نصاب إحدى الزكاتي دون الخرى كخمس من البل ل‬
‫تساوي مائت درهم أو أربع من البل تساوي مائت درهم وجبت فيه زكاة ما وجد نصابه لنه‬
‫وجد سببها ول يوجد ما يعارضه فوجبت وإن وجد نصابما ففيه طريقان قال أبو إسحاق إن سبق‬
‫حول التجارة بأن يكون عنده نصاب من الثان مدة ث اشترى به نصابا من السائمة وجبت زكاة‬
‫التجارة فيه‬
‫وإن سبق وجوب زكاة العي بأن شترى نل للتجارة فبدا فيها الصلح قبل أن يول حول‬
‫التجارة وجبت زكاة العي لن السابق منهما قد وجد سبب وجوب زكاته وليس هناك زكاة‬
‫تعارضها فوجبت كما قلنا ف ما وجد فيه نصاب إحدى الزكاتي دون الخرى‬
‫وإن وجد سببهما ف وقت واحد مثل أن يشتري با تب فيه الزكاة نصابا من الساعة للتجارة‬
‫ففيه قولن قال ف القدي تب زكاة التجارة لنا أنفع للمساكي لنا تزداد بزيادة القيمة فكان‬
‫إيابا أول‬
‫وقال ف الديد تب زكاة العي لنا أقوى لنا ممع عليها وزكاة التجارة متلف ف وجوبا‬
‫ولن نصاب العي يعرف قطعا ونصاب التجارة يعرف بالظن فكانت زكاة العي أول‬
‫وقال القاضي أبو حامد ف السألة قولن سواء اتفق حولما أو سبق حول أحدها‬
‫والول أصح فإن كان الشترى نيل وقلنا بقوله القدي قوم النخيل والثمرة وأخرج الزكاة عن‬
‫قيمتهما‬
‫وإن قلنا بقوله الديد لزمه عشر الثمرة وهل يقوم النخيل فيه قولن أحدها ل يقوم لن القصود‬
‫هو الثمار وقد أخرجنا عنها العشر‬
‫والثان يقوم ويرج الزكاة من قيمتها لن العشر زكاة الثمار فأما الصول فلم يرج زكاتا‬
‫فوجب أن تقوم وترج عنها الزكاة‬
‫وإن شترى عبدا للتجارة وجبت عليه فطرته لوقتها وزكاة التجارة لولما لنما حقان يبان‬
‫بسببي متلفي فلم ينع أحدها الخر كالزاء والقيمة وحد الزنا والشرب‬
‫وإن اشترى للتجارة عرضا ل تب فيه الزكاة ل يل إما أن يشتري بعرض أو نقد فإن شتراه بنقد‬
‫نظرت‬
‫فإن كان نصابا جعل بتداء الول من حي ملك النصاب من النقد ويبن حول العرض الذي‬
‫شتراه عليه لن النصاب هو الثمن وكان ظاهرا فصار ف ثن السلعة كامنا فبن حوله عليه كما لو‬
‫كان عينا فأقرضه فصار دينا‬
‫وإن شتراه بدون النصاب نعقد الول عليه من حي الشراء سواء كانت قيمة العرض نصابا أو‬
‫أقل‬
‫وقال أبو العباس ل ينعقد الول إل أن يكون قيمته من أول الول إل آخره نصابا كسائر‬
‫الزكوات‬
‫والنصوص ف الم هو الول لن نصاب زكاة التجارة يتعلق بالقيمة وتقوي العرض ف كل ساعة‬
‫يشق فلم يعتب إل ف حال الوجوب‬
‫ويالف سائر الزكوات فإن نصابا ف عينها فلم يشق اعتباره ف جيع الول‬
‫وإن اشتراه بعرض للقنية نظرت فإن كان من غي أموال الزكاة نعقد الول عليه من يوم الشراء‬
‫وإن شتراه بنصاب من السائمة ففيه وجهان قال أبو سعيد الصطخري يبن حول التجارة على‬
‫حول السائمة لن الشافعي رحه ال قال ف الختصر ولو شترى عرضا للتجارة بدراهم أو دناني‬
‫أو بشيء تب فيه الصدقة ل يقوم عليه الول من يوم ملك ثن العرض والدليل عليه أنه ملكه با‬
‫يزي ف الول فبن حوله على حوله كما لو شتراه بنصاب من الثان‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يبن على حول السائمة وتأولوا قوله ف الختصر والدليل عليه أن الزكاة‬
‫تتعلق بقيمة العرض والاشية ليست بقيمة فلم يب حوله على حولا‬
‫ويالف الثان لنا قيمة وإنا كانت عينا ظاهرة فخفيت كالعي إذا صارت دينا‬
‫فصل من باع عرضا ف أثناء الول إذا باع عرضا للتجارة ف أثناء الول بعرض للتجارة ل ينقطع‬
‫الول لن زكاة التجارة تتعلق بالقيمة وقيمة الثان وقيمة الول واحدة وإنا نتقلت من سلعة إل‬
‫سلعة فلم ينقطع الول كمائت درهم نتقلت من بيت إل بيت‬
‫وإن باع العرض بالدراهم أو الدناني نظرت فإن باعه بقدر قيمته بن حول الثمن على حول‬
‫العرض كما يبن حول العرض على حول الثمن‬
‫وإن باعه بزيادة فمثل أن يشتري العرض بائتي فباعه ف أثناء الول بثلثمائة ففيه طريقان من‬
‫أصحابنا من قال يزكي الائتي لولما ويستأنف الول للزيادة قول واحدا‬
‫وقال أبو إسحاق ف الزيادة قولن أحدها يزكيها لول الصل لنه ناء الصل فزكى لول‬
‫الصل كالسخال‬
‫والثان يستأنف الول لنا فائدة غي متولدة ما عنده فل يزكى لوله كما لو ستفاد الزيادة‬
‫بإرث أو هبة‬
‫فإذا قلنا يستأنف الول للزيادة ففي حولا وجهان أحدها من حي ينض لنه ل يتحقق وجودها‬
‫قبل أن ينض‬

‫____________________‬

‫والثان من حي يظهر وهو الظهر لنه قد ظهر فإذا نض علمنا أنه قد ملكه من ذلك الوقت‬
‫وإن كان عنده نصاب من الدراهم فباعه بالدراهم أو الدناني فإن فعل ذلك لغي تارة نقطع‬
‫الول فيما باع وستقبل الول فيما شترى‬
‫وإن فعله للتجارة كما يفعل الصيارف ففيه وجهان أحدها أنه ينقطع الول لنه مال تب الزكاة‬
‫ف عينه فانقطع الول فيه بالبادلة كالاشية‬
‫والثان ل ينقطع الول لنه باع مال التجارة بال للتجارة فلم ينقطع الول كما لو باع عرضا‬
‫بعرض‬
‫فصل ف تقوي العرض إذا حال الول على عرض التجارة وجب تقويه لخراج الزكاة فإن‬
‫اشتراه بنصاب من الثان قوم به لنه فرع لا اشترى به فوجب التقوي به وإن اشتراه بعرض‬
‫للقنية قوم بنقد البلد لنه ل يكن تقويه بأصله فوجب تقويه بنقد البلد فإن كان ف البلد نقدان‬
‫قوم بأكثرها معاملة وإن كانا متساويي نظرت فإن كان بأحدها يبلغ نصابا وبالخر ل يبلغ‬
‫نصابا قوم با يبلغ به لنه قد وجد نصاب تتعلق به الزكاة فوجب التقوي به وإن كان يبلغ بكل‬
‫واحد منهما نصابا ففيه أربعة أوجه أحدها أنه يقوم با شاء منهما وهو قول أب إسحاق وهو‬
‫الظهر لنه ل مزية لحدها على الخر فخي بينهما‬
‫والثان يقوم با هو أنفع للمساكي كما إذا اجتمع ف النصاب فرضان أخذ ما هو أنفع للمساكي‬
‫والثالث يقوم بالدراهم لنا أكثر ستعمال‬
‫والرابع يقوم بنقد أقرب البلد إليه لن النقدين تساويا فجعل كالعدومي فإن قومه ث باعه بزيادة‬
‫على قيمته قبل إخراج الزكاة ففيه وجهان أحدها ل يلزمه زكاة تلك الزيادة لنا زيادة حدثت‬
‫بعد الوجوب فلم تلزمه زكاتا كالسخال الادثة بعد الول‬
‫والثان تلزمه لن الزيادة حصلت ف نفس القيمة الت تعلق با الوجوب فهو بنلة الاشية إذا‬
‫سنت بعد الول فإنه يلزمه إخراج فرض سي‬
‫وإن شتراه با دون النصاب من الثان ففيه وجهان أحدها يقوم بنقد البلد لنه ملكه با ل تب‬
‫فيه الزكاة فأشبه إذا ملكه بعرض للقنية‬
‫والثان أنه يقوم بالنقد الذي شتراه به لنه أصل يكن أن يقوم به كما لو كان نصابا‬
‫فإن حال الول على العرض فقوم فلم يبلغ النصاب ل تب فيه الزكاة فإن زادت قيمته بعد‬
‫الول بشهر فبلغت نصابا ففيه وجهان قال أبو إسحاق ل تب الزكاة حت يول عليه الول‬
‫الثان من حي حال الول الول لن الول يبتدأ من حي الشراء وقد ت الول وهو ناقص عن‬
‫النصاب فلم تتعلق به الزكاة‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة إذا بلغت قيمته نصابا بعد شهر وجبت فيه الزكاة لنه مضى عليه‬
‫حول بعد الشراء بشهر وهو نصاب فوجبت فيه الزكاة‬
‫فصل كيف الزكاة بعد التقوي إذا قوم العرض فقد قال ف الم ترج الزكاة ما قوم به‬
‫وقال ف القدي فيه قولن أحدها يرج ربع عشر قيمته‬
‫والثان يرج ربع عشر العرض‬
‫وقال ف موضع آخر ل يرج إل العي أو الورق أو العرض‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه ثلثة أقوال أحدها أنه يرج ما قوم به لن الوجوب تعلق به‬
‫والثان يرج من العرض لن الزكاة تب لجله‬
‫والثالث يي بينهما لن الزكاة تتعلق بما فخي بينهما‬
‫وقال أبو إسحاق فيه قولن أحدها أنه يرج ما قوم به‬
‫والثان أنه باليار‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة فيه قولن أحدها أنه يرج ما قوم به‬
‫والثان يرج ) من ( العرض‬
‫فصل ف الزكاة ف الضاربة إذا دفع إل رجل ألف درهم قراضا على أن الربح بينهما نصفان‬
‫فحال الول وقد صارت ألفي بنيت على أن الضارب مت يلك الربح وفيه قولن‬
‫أحدها يلكه بالقاسة‬
‫والثان يلكه بالظهور فإن قلنا بالول كانت زكاة الميع على رب الال‬
‫فإن أخرجها من عي الال فمن أين تسب فيه ثلثة أوجه أحدها أنه يسب من الربح لنا من‬
‫مؤن الال فتحتسب من الربح كأجرة النقال والوزان والكيال‬
‫والثان تتسب من رأس الال لن الزكاة دين عليه ف الذمة ف أحد القولي فإذا قضاه من الال‬
‫حسب من رأس الال كسائر الديون‬
‫والثالث أنا تسب من رأس الال والربح جيعا لن الزكاة تب ف رأس الال والربح فحسب‬
‫الخرج منهما‬
‫وإن قلنا إن العامل يلك حصته من الربح بالظهور وجب على رب الال زكاة ألف وخسمائة‬
‫وإخراجها على ما ذكرناه‬
‫وتب على العامل زكاة خسمائة غي أنه ل يلزمه إخراجها لنه ل يدري هل يسلم له أم ل فلم‬
‫يلزمه إخراج زكاته كالال الغائب فإن أخرج زكاته من غي الال جاز وإن أراد إخراجه من الال‬
‫ففيه وجهان أحدها ليس له لن الربح وقاية لرأس الال فل يرج منه الزكاة‬
‫والثان أن له ذلك لنما دخل على حكم السلم ووجوب الزكاة‬

‫____________________‬

‫باب زكاة العدن والركاز إذا استخرج حر مسلم من معدن ف موات أو ف أرض يلكها نصابا‬
‫من الذهب أو الفضة وجب عليه الزكاة لن النب صلى ال عليه وسلم أقطع بلل بن الارث‬
‫الزن العادن القبلية وأخذ منه الزكاة‬
‫فإن استخرجه مكاتب أو ذمي ل يب عليه شيء لنه زكاة والزكاة ل تب على الكاتب والذمي‬
‫وإن وجده ف أرض ملوكة لغيه فهو لصاحب الرض ويب دفعه إليه فإذا أخذه مالكه وجب‬
‫عليه زكاته‬
‫وإن وجد شيئا غي الذهب والفضة كالديد والرصاص والفيوزج والبلور وغيها‬
‫ل تب فيها الزكاة لنا ليست من أموال الزكاة فلم يب فيها حق العدن‬
‫وإن وجده دون النصاب ل تلزمه الزكاة لنا بينا أن ذلك زكاة فلم تب ف غي النصاب ولنه‬
‫حق يتعلق بالستفاد من الرض فاعتب فيه النصاب كالعشر‬
‫وإن وجد النصاب ف دفعات نظرت فإن ل ينقطع العمل ول النيل ضم بعضه إل بعض ف إكمال‬
‫النصاب وإن انقطع العمل لعذر كالستراحة أو إصلح الداة ضم ما وجده بعد زوال العذر إل‬
‫ما وجده قبله فإن ترك العمل لغي عذر ل يضم ما وجده بعد الترك إل ما وجده قبله وإن اتصل‬
‫العمل وآنقطع النيل ث عاد ففيه قولن‬
‫قال ف القدي ل يضم الثان إل الول لنه إذا ل يضم ما وجده بعد قطع العمل إل ما وجده قبله‬
‫فلن ل يضم ما وجده بعد انقطاع النيل وهو القصود أول‬
‫وقال ف الديد يضم لن انقطاع النيل بغي اختياره وانقطاع العمل باختياره‬
‫فصل حق العدن بالوجود ويب حق العدن بالوجود ول يعتب فيه الول ف أظهر القولي لن‬
‫الول يراد لتكامل النماء وبالوجود يصل إل النماء فلم يعتب فيه الول كالعشر‬
‫وقال ف البويطي ل يب حت يول عليه الول لنه زكاة ف مال تتكرر فيه الزكاة فاعتب فيها‬
‫الول كسائر الزكوات‬
‫فصل ف مقدار زكاة العدن وف زكاته ثلثة أقوال أحدها يب ربع العشر لنا قد بينا أنه زكاة‬
‫وزكاة الذهب والفضة ربع العشر‬
‫والثان يب فيه المس لنه مال تب الزكاة فيه بالوجود فتقدرت زكاته بالمس كالركاز‬
‫والثالث أنه إن أصابه من غي تعب وجب فيه المس وإن أصابه بتعب وجب فيه ربع العشر لنه‬
‫حق يتعلق بالستفاد من الرض فاختلف قدره باختلف الؤن كزكاة الزرع‬
‫ويب إخراج الق بعد التمييز كما قلنا ف العشر إنه يب بعد التصفية والتجفيف‬
‫فصل قيمة زكاة الركاز ويب ف الركاز المس لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال وف الركاز المس ولنه يصل إليه من غي تعب ول مؤنة فاحتمل المس ول يب ذلك إل‬
‫على من تب عليه الزكاة لنه زكاة ول تب إل فيما وجده ف موات أو ملوك ل يعرف مالكه‬
‫لن الوات ل مالك له وما ل يعرف مالكه بنلة ما ل مالك له فأما إذا وجده ف أرض يعرف‬
‫مالكها فإن كان ذلك لرب فهو غنيمة وإن كان لسلم أو لعاهد فهو لالك الرض فإن ل يدعه‬
‫مالك الرض فهو لن انتقلت الرض منه إليه ول يب إل ف مال جاهلي يعلم أن مثله ل يضرب‬
‫ف السلم لن الظاهر أنه ل يلكه مسلم إل أن وجده وإن كان من ضرب السلم‬
‫____________________‬

‫كالدراهم الحدية وما عليها اسم السلمي فهو لقطة وإن كان يكن أن يكون من مال السلمي‬
‫ويكن أن يكون من مال الاهلية بأن ل يكون عليه علمة أحد فالنصوص أنه لقطة لنه يتمل‬
‫المرين فغلب حكم السلم‬
‫ومن أصحابنا من قال هو ركاز لن الوضع الذي وجد فيه موات يشهد بأنه ركاز ويب حق‬
‫الركاز ف الثان‬
‫وف غي الثان قولن قال ف القدي يب ف الميع لنه حق مقدر بالمس فلم يتص بالثان‬
‫كخمس الغنيمة‬
‫وقال ف الديد ل يب لنه حق يتعلق بالستفاد من الرض فاختص بالثان كحق العدن ول‬
‫يعتب فيه الول لن الول يعتب لتكامل النماء وهذا ل يوجد ف الركاز‬
‫وهل يعتب فيه النصاب فيه قولن قال ف القدي يمس قليله وكثيه لن ما خس كثيه خس‬
‫قليله كالغنيمة‬
‫وقال ف الديد ل يمس ما دون النصاب لنه حق يتعلق بالستفاد من الرض فاعتب فيه النصاب‬
‫كحق العدن فعلى هذا إذا وجد مائة درهم ث وجد مائة أخرى ل يب المس ف واحد منهما‬
‫وإن وجد دون النصاب وعنده نصاب من جنسه نظرت فإن وجد الركاز مع تام الول ف‬
‫النصاب الذي عنده ضمه إل ما عنده وأخرج المس من الركاز وربع العشر من النصاب لن‬
‫الول ل يعتب ف الركاز فيصي الركاز مع النصاب كالزيادة مع نصاب حال الول عليهما‬
‫وإن وجده بعد الول على النصاب ضمه إليه لن الول قد حال على ما معه والركاز كالزيادة‬
‫الت حال عليها الول وإن وجده قبل الول على النصاب ل يمس لن الركاز كبعض نصاب‬
‫حال عليه الول وإذا ت حول البعض ول يتم حول الباقي ل تب الزكاة فإذا ت حول النصاب‬
‫أخرج زكاته وإذا ت حول الركاز من حي وجده أخرج عنه ربع العشر وسقط المس فأما إذا‬
‫كان الذي معه أقل من النصاب فإن كان وجد الركاز قبل تام الول على ما معه ل يضم إليه بل‬
‫يستأنف الول عليهما من حي ت النصاب فإذا ت الول أخرج الزكاة وإن وافق وجود الركاز‬
‫حال حول الول فالنصوص ف الم أنه يضم إل ما عنده فإذا بلغ النصاب أخرج من الركاز‬
‫المس ومن الذي معه ربع العشر لن الركاز ل يعتب فيه الول فيجعل كالوجود معه ف جيع‬
‫الول‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يضم بل يستأنف الول عليهما من حي ت النصاب فإذا حال الول‬
‫أخرج عنهما ربع العشر‬
‫باب زكاة الفطر زكاة الفطر واجبة لا روى بن عمر رضي ال عنهما قال فرض رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم صدقة الفطر من رمضان على الناس صاعا من قمح أو صاعا من شعي على كل‬
‫ذكر وأنثى حر وعبد من السلمي ول يب ذلك إل على مسلم فأما الكافر فإنه إن كان أصليا ل‬
‫تب عليه للخب الوارد وإن كان مرتدا فعلى ما ذكرناه ف أول الكتاب من القوال الثلثة‬
‫وأما الكاتب فالذهب أنا ل تب عليه لنه ل يلزمه زكاة الال فل يلزمه زكاة الفطر كالكافر‬
‫ومن أصحابنا من قال يلزمه لن زكاة الفطر تابعة للنفقة ونفقته على نفسه فكذلك فطرته وهذا‬
‫يبطل بالذمي فإن نفقته على نفسه ول تلزمه الفطرة ول تب إل على من فضل عن قوته وقوت‬
‫من تلزمه نفقته وقت الوجوب ما يؤدى ف الفطرة فإن ل يفضل عن نفقته شيء ل تلزمه لنه غي‬
‫قادر فإن فضل بعض ما يؤديه ففيه وجهان أحدها ل تلزمه لنه عدم بعض ما يؤدي به الفرض‬
‫فلم يلزمه كما لو وجبت عليه كفارة وهو يلك نصف رقبة‬
‫والثان تلزمه لنه لو ملك نصف عبد لزمه نصف فطرته فإذا ملك نصف الفرض لزمه إخراجه ف‬
‫فطرته‬
‫فصل الفطرة عمن تلزمه نفقته ومن وجبت عليه فطرته وجبت عليه فطرة من تلزمه نفقته إذا‬
‫كانوا مسلمي ووجد ما يؤدي عنهم فاضل عن نفقته فتجب على الب والم وعلى أبيهما‬
‫وأمهما وإن علوا فطرة ولدها وولد ولدها وإن سفلوا‬
‫وعلى الولد وولد الولد وإن‬
‫____________________‬

‫سفلوا فطرة الب والم وأبيهما وأمهما وإن علوا إذا وجبت عليهم نفقتهم لا روى ابن عمر قال‬
‫أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم بصدقة الفطر عن الصغي والكبي والر والعبد من تونون‬
‫فإن كان للولد أو الوالد عبد يتاج إليه للخدمة وجبت عليه فطرته لنه تب عليه نفقته وتب‬
‫على السيد فطرة عبده وأمته لديث ابن عمر‬
‫وإن كان له عبد أبق ففيه طريقان‬
‫أحدها أنه تب فطرته قول واحدا لن فطرته تب بق اللك واللك ل يزول بالباق‬
‫ومنهم من قال فيه قولن كالزكاة ف الال الغصوب‬
‫وإن كان عبد بي نفسي وجبت الفطرة عليهما لن نفقته عليهما وإن كان نصفه حرا ونصفه‬
‫عبدا وجب على السيد نصف فطرته وعلى العبد نصف فطرته لن النفقة عليهما نصفان فكذلك‬
‫الفطرة‬
‫وإن كان له مكاتب ل تب عليه فطرته لنه ل تب عليه نفقته وروى أبو ثور عن الشافعي رحه‬
‫ال أنه قال تب فطرته لنه باق على ملكه ويب على الزوج فطرة زوجته إذا وجبت عليه نفقتها‬
‫لديث ابن عمر رضي ال عنهما ولنه ملك يستحق به النفقة فجاز أن يستحق به الفطرة كملك‬
‫اليمي ف العبد والمة فإن كانت من تدم ولا ملوك يدمها وجبت عليه فطرته لنه يب عليه‬
‫نفقته فلزمته فطرته فإن نشزت الزوجة ل يلزمه فطرتا لنه ل يلزمه نفقتها ول تب عليه إل فطرة‬
‫مسلم فأما إذا كان الؤدى عنه كافر ل تب عليه فطرته لديث بن عمر على كل ذكر وأنثى حر‬
‫وعبد من السلمي ولن القصد من الفطرة تطهي الؤدى عنه لن الؤدي قد طهر نفسه بالفطرة‬
‫والكافر ل يلحقه التطهي‬
‫ول تب حت تفضل الفطرة عن نفقته ونفقة من تلزمه نفقته لن النفقة أهم فوجبت البداية با‬
‫ولذا قال صلى ال عليه وسلم ابدأ بنفسك ث بن تعول فإن فضل ما يؤدى عن فطرة بعضهم‬
‫ففيه أربعة أوجه أحدها أنه يبدأ بن يبدأ بنفقته فإن فضل صاع أخرجه عن نفسه فإن فضل صاع‬
‫آخر أخرجه عن زوجته فإن فضل صاع آخر أخرجه عن ولده الصغي فإن فضل صاع آخر‬
‫أخرجه عن أبيه فإن فضل صاع آخر أخرجه عن أمه فإن فضل صاع آخر أخرجه عن ولده‬
‫الكبي لنا بينا أن الفطرة تابعة للنفقة وترتيبهم ف النفقة على ما ذكرناه فكذلك ف الفطرة‬
‫والثان يقدم فطرة الزوجة على فطرة نفسه لنا تب بكم العاوضة‬
‫والثالث يبدأ بنفسه ث بن شاء‬
‫والرابع أنه باليار ف حقه وحق غيه لن كل واحد منهم لو نفرد لزمته فطرته فإذا جتمعوا‬
‫تساووا‬
‫ومن وجبت فطرته على غيه فهل يب ذلك على الؤدي بتداء أو يب على الؤدي عنه ث‬
‫يتحمل الؤدى فيه وجهان أحدها تب على الؤدي بتداء لنا تب ف ماله‬
‫والثان تب على الؤدى عنه لنا تب لتطهيه فإن تطوع الؤدي عنه وأخرج بغي إذن الؤدى‬
‫ففيه وجهان فإن قلنا إنا تب على الؤدي بتداء ل يزه كما لو أخرج زكاة ماله عنه بغي إذنه‬
‫وإن قلنا يتحمل جاز لنه أخرج ما وجبت عليه وإن كان من يونه مسلما وهو كافر فعلى‬
‫الوجهي فإن قلنا إنا تب عليه بتداء ل تب لنه إياب زكاة على كافر‬
‫وإن قلنا إنه يتحمل وجب عليه لن الفطرة وجبت على مسلم وإنا هو متحمل وإن كانت له‬
‫زوجة موسرة وهو معسر فالنصوص أنه ل يب عليها‬
‫وقال فيمن زوج أمته من معسر إن على الول فطرتا فمن أصحابنا من نقل جواب كل واحدة‬
‫من السألتي إل الخرى وخرجها على قولي أحدها ل تب لنا زكاة تب عليه مع القدرة‬
‫فسقطت بالعسار كفطرة نفسه‬
‫والثان تب لنه إذا كان معسرا جعل كالعدوم ولو عدم الزوج وجبت فطرة الرة على نفسها‬
‫وفطرة المة على مولها وكذلك ههنا‬
‫ومن أصحابنا من قال إن قلنا يتحمل وجب على الرة وعلى مول المة لن الوجوب عليهما‬
‫والزوج متحمل فإذا عجز عن التحمل بقي الوجوب ف مله‬
‫وإن قلنا تب عليه بتداء ل تب على الرة ول على مول المة لنه ل حق عليهما‬
‫وقال أبو إسحاق تب على مول المة ول تب على الرة لن فطرتا على الول لن الول ل‬
‫تب عليه التبوئة التامة فإذا سلم كان متبعا فل يسقط بذلك ما وجب عليه من الزكاة والرة‬
‫غي متبعة بالتسليم لنه يب عليها تسليم نفسها وإن ل يقدر على فطرتا سقطت عنها الفطرة‬

‫____________________‬

‫فصل ف وقت وجوب الفطرة ومت تب الفطرة فيه قولن قال ف القدي تب بطلوع الفجر من‬
‫يوم الفطر لنا قربة تتعلق بالعيد فل يتقدم وقتها على يومه كالصلة والضحية‬
‫وقال ف الديد تب بغروب الشمس من ليلة الفطر لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فرض صدقة الفطر من رمضان والفطر من رمضان ل يكون إل بعد غروب‬
‫الشمس من ليلة العيد ولن الفطرة جعلت طهرة للصائم بدليل ما روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فرض صدقة الفطر طهرة للصائم من الرفث واللغو وطعمة للمساكي‬
‫وانقضاء الصوم بغروب الشمس فإن رزق ولدا أو تزوج امرأة واشترى عبدا ودخل عليه الوقت‬
‫وهم عنده وجبت عليه فطرتم‬
‫وإن رزق الولد أو تزوج امرأة أو اشترى العبد بعد دخول الوقت أو ماتوا قبل دخول الوقت ل‬
‫تب فطرتم وإن دخل وقت الوجوب وهم عنده ث ماتوا قبل إمكان الداء ففيه وجهان أحدها‬
‫تسقط كما تسقط زكاة الال‬
‫والثان ل تسقط لنا تب ف الذمة فلم تسقط بوت الرأة ككفارة الظهار ويوز تقدي الفطرة‬
‫من أول شهر رمضان لنا تب بسببي صوم شهر رمضان والفطر منه فإذا وجد أحدها جاز‬
‫تقديها على الخر كزكاة الال بعد ملك النصاب وقبل الول ول يوز تقديها على شهر‬
‫رمضان لنه تقدي على السببي فهو كإخراج زكاة الال قبل الول والنصاب‬
‫والستحب أن ترج قبل صلة العيد لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أمر بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إل الصلة‬
‫ول يوز تأخيها عن يومه لقوله صلى ال عليه وسلم أغنوهم عن الطلب ف هذا اليوم‬
‫فإن أخره حت خرج اليوم أث وعليه القضاء‬
‫لنه حق مال وجب عليه وتكن من أدائه فل يسقط عنه بفوات الوقت‬
‫فصل ف مقدار زكاة الفطر والواجب صاع بصاع رسول ال صلى ال عليه وسلم لديث ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما فرض رسول ال صلى ال عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من تر أو صاعا‬
‫من شعي والصاع خسة أرطال وثلث لا روى عمرو بن حبيب القاضي قال حججت مع أب‬
‫جعفر فلما قدم الدينة قال ئتون بصاع رسول ال صلى ال عليه وسلم فعايره فوجده خسة‬
‫أرطال وثلثا برطل أهل العراق‬
‫فصل ف جنس الب للزكاة وف الب الذي يرجه ثلثة أوجه أحدها أنه يوز من كل قوت‬
‫لا روى أبو سعيد الدري قال كنا نرج صاعا من طعام أو صاعا من أقط أو صاعا من شعي أو‬
‫صاعا من تر أو صاعا من زبيب‬
‫ومعلوم أن ذلك كله ل يكن قوت أهل الدينة فدل على أنه مي بي الميع‬
‫وقال أبو عبيد بن حرب يب من غالب قوته وهو ظاهر النص لنه لا وجب أداء ما فضل عن‬
‫قوته وجب أن تكون من قوته‬
‫وقال أبو العباس وأبو إسحاق تب من غالب قوت البلد لنه حق يب ف الذمة تعلق بالطعام‬
‫فوجب من غالب قوت البلد كالطعام ف الكفارة فإن عدل عن قوت البلد إل قوت بلد آخر‬
‫نظرت فإن كان الذي انتقل إليه أجود أجزأه وإن كان دونه ل يزه‬
‫فإن كان أهل البلد يقتاتون أجناسا متلفة ليس بعضها بأغلب من بعض فالفضل أن يرج من‬
‫أفضلها لقوله عز وجل } لن تنالوا الب حت تنفقوا ما تبون { ومن أيها أخرج أجزأه وإن كان ف‬
‫موضع قوتم القط ففيه طريقان قال أبو إسحاق يزئه قول وحدا لديث أب سعيد‬
‫وقال القاضي أبو حامد فيه قولن أظهرها أنه يزئه للخب‬
‫والثان ل يزئه لنه ل تب فيه الزكاة فأشبه اللحم‬
‫فإذا قلنا يزئه فأخرج اللب أجزأه لنه أكمل منه لنه ييء منه القط وغيه وإن أخرج الب‬
‫جاز لنه مثله وإن أخرج الصل ل يزه لنه أنقص من القط لنه لب منوع الزبد وإن كان ف‬
‫موضع ل قوت فيه أخرج من‬
‫____________________‬

‫قوت أقرب البلد إليه فإن كان بقربه بلدان متساويان ف القوت أخرج من قوت أيهما شاء‬
‫ول يوز ف فطرة واحدة أن يرج من جنسي لن ما خي فيه بي جنسي ل يز أن يرج من كل‬
‫واحد منهما بعضه ككفارة اليمي ل يوز أن يطعم خسة ويكسو خسة‬
‫فإن كان عبد بي نفسي ف بلدين قوتما متلف ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها ل يوز أن يرج كل واحد منهما من قوته بل يرجان من أدن القوتي وقال أبو إسحاق‬
‫يوز أن يرج كل واحد منهما نصف صاع من قوته لن كل واحد منهما ل يبعض ما وجب عليه‬

‫ومن أصحابنا من قال يعتب فيه قوت العبد أو البلد الذي فيه العبد لنا تب لقه فاعتب فيه قوته‬
‫أو قوت بلده كالر ف حق نفسه‬
‫ول يوز إخراج حب مسوس لن السوس أكل جوفه فيكون الصاع منه أقل من صاع ول يوز‬
‫إخراج الدقيق وقال أبو القاسم الناطي يوز لنه منصوص عليه ف حديث أب سعيد الدري‬
‫والذهب أنه ل يوز لنه ناقص النفعة عن الب فلم يز كالبز وأما حديث أب سعيد فقد قال‬
‫أبو داود روى سفيان الدقيق ووهم فيه ث رجع عنه‬
‫باب تعجيل الصدقة كل مال وجبت فيه الزكاة بالول والنصاب ل يز تقدي زكاته قبل أن يلك‬
‫النصاب لنه ل يوجد سبب وجوبا فلم يز تقديها كأداء الثمن قبل البيع والدية قبل القتل وإن‬
‫ملك النصاب جاز تقدي زكاته قبل الول لا روى علي كرم ال وجهه أن العباس رضي ال عنه‬
‫سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم ليعجل زكاة ماله قبل ملها فرخص له ف ذلك ولنه حق‬
‫مال أجل للرفق فجاز تعجيله قبل مله كالدين الؤجل ودية الطإ‬
‫وف تعجيل زكاة عامي وجهان قال أبو إسحاق يوز لا روى علي كرم ال وجهه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم تسلف من العباس رضي ال عنه صدقة عامي ولن ما جاز فيه تعجيل حق العام‬
‫منه جاز تعجيل حق العامي كدية الطإ‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لنا زكاة ل ينعقد حولا فلم يز تقديها كالزكاة قبل أن يلك‬
‫النصاب‬
‫فإن ملك مائت شاة فعجل عنها وعما يتولد من سخالا أربع شياه فتوالدت وصارت أربعمائة‬
‫أجزأه زكاة الائتي وف زكاة السخال وجهان أحدها ل يوز لنه تقدي زكاة على النصاب‬
‫والثان يوز لن السخال جعلت كالوجودة ف الول ف وجوب زكاتا فجعلت كالوجودة ف‬
‫تعجيل زكاتا‬
‫وإن ملك أربعي شاة فعجل عنها شاة ث توالدت أربعي سخلة وماتت المهات وبقيت السخال‬
‫فهل يزئه ما أخرج عن المهات عن زكاة السخال فيه وجهان أحدها ل يزئه لنه عجل الزكاة‬
‫عن غي السخال فل يزئه عن زكاة السخال‬
‫والثان يزئه لنه لا كان حول المهات حول السخال كانت زكاة المهات زكاة السخال‬
‫وإن اشترى بائت درهم عرضا للتجارة فأخرج عنها زكاة أربعمائة درهم ث حال الول والعرض‬
‫يساوي أربعمائة أجزأه لن العتبار ف زكاة التجارة بآخر الول والدليل عليه أنه لو ملك سلعة‬
‫تساوى مائة فحال الول وهي تساوى مائتي وجبت فيه الزكاة وإن ملك مائة وعشرين شاة‬
‫فعجل عنها شاة ث نتجت شاة سخلة قبل الول ) لزمته شاة ( أخرى وكذلك لو ملك مائت شاة‬
‫فأخرج شاتي ث نتجت شاة سخلة أخرى قبل الول لزمه شاة أخرى لن الخرج كالباقي على‬
‫ملكه ولذا سقط به الفرض عند الول فجعل كالباقي على ملكه ف إياب الفرض‬
‫فصل إذا عجل الزكاة ث هلك النصاب إذا عجل زكاة ماله ث هلك النصاب أو هلك بعضه قبل‬
‫الول خرج الدفوع عن أن يكون زكاة وهل يثبت له الرجوع‬
‫____________________‬

‫فيما دفع ينظر فيه فإن ل يبي أنا زكاة معجلة ل يز له الرجوع فإن الظاهر أن ذلك زكاة واجبة‬
‫أو صدقة تطوع وقد لزمت بالقبض فلم يلك الرجوع‬
‫وإن بي أنا زكاة معجلة ثبت له الرجوع لنه دفع عما يستقر ف الثان فإذا طرأ ما ينع الستقرار‬
‫ثبت له الرجوع كما لو عجل أجرة دار ث اندمت الدار قبل انقضاء الدة‬
‫وإن كان الذي عجل هو السلطان أو الصدق من قبله ثبت له الرجوع بي أو ل يبي لن‬
‫السلطان ل يسترجعه لنفسه فلم يلحقه تمة‬
‫وإن عجل الزكاة عن نصاب ث ذبح شاة أو أتلفها فهل له أن يرجع فيه وجهان أحدها يرجع‬
‫لنه زال شرط الوجوب قبل الول فثبت له الرجوع كما لو هلك بغي فعله‬
‫والثان ل يرجع لنه مفرط وربا أتلف ليسترجع ما دفع فلم يز له أن يرجع‬
‫وإذا رجع فيما دفع وقد نقص ف يد الفقي ل يلزمه ضمان ما نقص ف أصح الوجهي لنه نقص‬
‫ف ملكه فلم يلزمه ضمانه‬
‫ومن أصحابنا من قال يلزمه لن ما ضمن عينه إذا هلك ضمن نقصانه إذا نقص كالغصوب فإن‬
‫زاد الدفوع نظرت فإن كانت الزيادة ل تتميز كالسمن رجع فيه مع الزيادة لن السمن يتبع‬
‫الصل ف الصل ف الرد كما نقول ف الرد بالعيب‬
‫وإن زادت زيادة تتميز كالولد واللب ل يب رد الزيادة لنا زيادة حدثت ف ملكه فل يب ردها‬
‫مع الصل كولد البيعة ف الرد بالعيب‬
‫وإن هلك الدفوع ف يد الفقي لزمته قيمته وف القيمة وجهان أحدها يلزمه قيمته يوم التلف‬
‫كالعارية‬
‫والثان يلزمه قيمته يوم الدفع لن ما حصل فيه من زيادة حدثت ف ملكه فلم يلزمه ضمانا‬
‫فصل عجل الزكاة إل فقي فمات وإن عجل الزكاة فدفعها إل فقي فمات الفقي أو ارتد قبل‬
‫الول ل يزه الدفوع عن الزكاة وعليه أن يرج الزكاة ثانيا فإن ل يبي عند الدفع أنا زكاة‬
‫معجلة ل يرجع وإن بي رجع فإذا رجع فيما دفع نظرت فإن كان من الذهب أو الفضة وإذا ضمه‬
‫إل ما عنده بلغ النصاب وجبت فيه الزكاة لنه قبل أن يوت الفقي كان كالباقي على حكم‬
‫ملكه ولذا لو عجله عن نصاب سقط به الفرض عند الول فلو ل يكن كالباقى على حكم ملكه‬
‫ل يسقط به الفرض وقد نقص الال عن النصاب ولا مات صار كالدين ف ذمته والذهب والفضة‬
‫إذا صارا دينا ل ينقطع الول ) فيهما ( فضم إل ما عنده وزكاه‬
‫وإن كان الذي عجل شاة ففيه وجهان أحدها يضم إل ما عنده كما يضم الذهب والفضة‬
‫والثان ل يضم لنه لا مات صار كالدين واليوان إذا كان دينا ل تب فيه الزكاة‬
‫فصل إذا استغن الفقي الخذ وإن عجل الزكاة ودفعها إل فقي واستغن قبل الول نظرت فإن‬
‫استغن با دفع إليه أجزأه لنه دفع إليه ليستغن به فل يوز أن يكون غناه به مانعا من الجزاء‬
‫ولنه ) قد ( زال شرط الزكاة من جهة الزكاة فل ينع الجزاء كما لو كان عنده نصاب فعجل‬
‫عنه شاة فإن الال قد نقص عن النصاب ول ينع الجزاء عن الزكاة‬
‫وإن استغن من غيه ل يزه ) الدفوع ( عن الزكاة وعليه أن يرج الزكاة ثانيا‬
‫وهل يرجع على ما بيناه‬
‫وإن دفع إل فقي ث استغن ث افتقر قبل الول وحال الول وهو فقي ففيه وجهان أحدها ل‬
‫يزئه كما لو عجل زكاة ماله ث تلف ماله ث استفاد غيه قبل الول‬
‫والثان أنه يزئه لنه دفع إليه وهو فقي وحال الول عليه وهو فقي‬
‫فصل إذا هلكت الزكاة ف يد الوال وإن تسلف الوال الزكاة وهلكت ف يده نظرت فإن تسلف‬
‫بغي مسألة ضمنها لن الفقراء أهل رشد ل يول عليهم فإذا قبض مالم قبل مله بغي إذنم وجب‬
‫عليه الضمان كالوكيل إذا قبض مال موكله قبل مله بغي إذنه وإن تسلف بسألة رب الال تلف‬
‫من ضمان رب الال لنه وكيل رب الال فكان اللك من ضمان الوكل كما لو وكل رجل ف‬
‫حل شيء إل موضع فهلك ف يده‬
‫وإن تسلف بسألة الفقراء هلك من ضمانم لنه قبض بإذنم فصار كالوكيل إذا قبض دين‬
‫موكله بإذنه فهلك ف يده‬
‫وإن تسلف بسألة الفقراء ورب الال ففيه وجهان أحدها أنه يتلف من ضمان رب الال لن‬
‫جنبته أقوى لنه يلك النع والدفع‬
‫والثان أنه من ضمان الفقراء لن الضمان يب على من له النفعة ولذا يب ضمان العارية على‬
‫الستعي والنفعة ههنا للفقراء فكان الضمان عليهم‬

‫____________________‬

‫فصل ما يب فيه الزكاة من غي حول فأما ما تب الزكاة فيه من غي حول كالعشر وزكاة‬
‫العدن والركاز فل يوز فيه تعجيل الزكاة‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يوز تعجيل العشر والصحيح أنه ل يوز لن العشر يب بسبب‬
‫واحد وهو إدراك الثمرة وانعقاد الب فإذا عجله قدمه على سببه فلم يز كما لو قدم زكاة الال‬
‫على النصاب‬
‫باب قسم الصدقات يوز لرب الال أن يفرق زكاة الموال الباطنة بنفسه وهي الذهب والفضة‬
‫وعروض التجارة والركاز لا روي عن عثمان رضي ال عنه أنه قال ف الرم هذا شهر زكاتكم‬
‫فمن كان عليه دين فليقض دينه ث ليزك بقية ماله‬
‫ويوز أن يوكل من يفرق لنه حق مال فجاز أن يوكل ف أدائه كديون الدميي‬
‫ويوز أن يدفع إل المام لنه نائب عن الفقراء فجاز الدفع إليه كول اليتيم‬
‫وف الفضل ثلثة أوجه أحدها أن الفضل أن يفرق بنفسه وهو ظاهر النص لنه على ثقة من‬
‫أدائه وليس على ثقة من أداء غيه‬
‫والثان أن الفضل أن يدفع إل المام عادل كان أو جائرا لا روي أن الغية بن شعبة قال لول له‬
‫وهو على أمواله بالطائف كيف تصنع ف صدقة مال قال منها ما أتصدق به ومنها ما أدفع إل‬
‫السلطان‬
‫فقال وفيم أنت من ذلك قال إنم يشترون با الراضي ويتزوجون با النساء فقال دفعها إليهم‬
‫فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرنا أن ندفع إليهم ولنه أعرف بالفقراء وقدر حاجاتم‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان عادل فالدفع إليه أفضل وإن كان جائرا فإن تفرقته بنفسه أفضل‬
‫لقوله صلى ال عليه وسلم فمن سألا على وجهها فليعطها ومن سأل فوقها فل يعطه‬
‫ولنه على ثقة من أدائه إل العادل وليس على ثقة من أدائه إل الائر لنه ربا يصرفه ف شهواته‬
‫وأما الموال الظاهرة وهي الواشي والزروع والثمار والعادن ففي زكاتا قولن قال ف القدي‬
‫يب دفعها إل المام فإن فرقها بنفسه لزمه الضمان لقوله عز وجل } خذ من أموالم صدقة‬
‫تطهرهم وتزكيهم با { ولنه مال للمام فيه حق الطالبة فوجب الدفع إليه كالراج والزية‬
‫وقال ف الديد يوز أن يفرقها بنفسه لنا زكاة فجاز أن يفرقها بنفسه كزكاة الال الباطن‬
‫فصل ف بعث السعاة للصدقة ويب على المام أن يبعث السعاة لخذ الصدقة لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم واللفاء من بعده كانوا يبعثون السعاة ولن ف الناس من يلك الال ول يعرف ما‬
‫يب عليه وفيهم من يبخل فوجب أن يبعث من يأخذ‬
‫ول يبعث إل حرا عدل ثقة لن هذا ولية وأمانة والعبد والفاسق ليسا من أهل المانة والولية‬
‫ول يبعث إل فقيها لنه يتاج إل معرفة ما يؤخذ وما ل يؤخذ ويتاج إل الجتهاد فيما يعرض‬
‫من مسائل الزكاة وأحكامها‬
‫ول يبعث هاشيا ول مطلبيا ومن أصحابنا من قال يوز لن ما يأخذه على وجه العوض‬
‫والذهب الول لا روي أن الفضل بن العباس رضي ال عنه سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أن يوليه العمالة على الصدقة فلم يوله وقال أليس ف خس المس ما يغنيكم عن أوساخ الناس‬
‫وف مواليهم وجهان أحدها ل يوز لا روى أبو رافع قال ول رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫رجل من بن مزوم على الصدقة فقال تبعن تصب منها فقلت حت أسأل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فسألته فقال إن موال القوم من أنفسهم وإنا أهل بيت ل تل لنا الصدقة‬
‫والثان أنه يوز لن الصدقة إنا حرمت على بن هاشم وبن الطلب للشرف بالنسب وهذا ل‬
‫يوجد ف مواليهم‬
‫وهو باليار بي أن يستأجر العامل بأجرة معلومة ث يعطيه ذلك من‬
‫____________________‬
‫الزكاة وبي أن يبعثه من غي شرط ث يعطيه أجرة الثل من الزكاة‬
‫ويبعث لقبض ما سوى زكاة الزرع والثمار ف الرم لا روي عن عثمان رضي ال عنه أنه قال ف‬
‫شهر الرم هذا شهر زكاتكم ولنه أول السنة فكان البعث فيه أول‬
‫والستحب للساعي أن يعد الاشية على أهلها على الاء إن كانت الاشية ترد الاء وف أفنيتهم إن‬
‫ل ترد الاء لا روى عبد ال بن عمرو بن العاص أن النب صلى ال عليه وسلم قال تؤخذ صدقات‬
‫السلمي عند مياههم وعند أفنيتهم فإن أخبه صاحب الال بالعدد وهو ثقة عدل قبل منه وإن‬
‫بذل له الزكاة أخذها‬
‫ويستحب أن يدعو له لقوله عز وجل } خذ من أموالم صدقة تطهرهم وتزكيهم با وصل عليهم‬
‫إن صلتك سكن لم { والستحب أن يقول اللهم صل على آل فلن لا روى عبد ال بن أب‬
‫أوف قال جاء أب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بصدقة ماله فقال له صلى ال عليه وسلم‬
‫اللهم صل على آل أب أوف وبأي شيء دعا له جاز‬
‫قال الشافعي وأحب أن يقول آجرك ال فيما أعطيت وجعله لك طهورا وبارك لك فيما أبقيت‬
‫وإن ترك الدعاء جاز لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال لعاذ أعلمهم أن عليهم صدقة‬
‫تؤخذ من أغنيائهم وترد ) على ( فقرائهم ول يأمره بالدعاء‬
‫وإن منع الزكاة أو غل أخذ منه الفرض وعزره على النع والغلول‬
‫وقال ف القدي يأخذ منه الزكاة وشطر ماله وقد مضى توجيه القولي ف أول الزكاة وإن وصل‬
‫الساعي قبل وجوب الزكاة ورأى أن يتسلف فعل‬
‫وإن ل يسلفه رب الال ل يبه على ذلك لنا ل تب بعد فل يب على أدائه وإن رأى أن يوكل‬
‫من يقبض إذا حال الول فعل وان رأى أن يتركه حت يأخذه مع زكاة القابل فعل‬
‫وإن قال رب الال ل يل الول على الال فالقول قوله‬
‫فإن رأى أن يلفه حلفه احتياطا‬
‫وإن قال بعته ث اشتريته ول يل عليه الول أو قال أخرجت الزكاة عنه وقلنا إنه يوز أن يفرق‬
‫بنفسه ففيه وجهان أحدها يب تليفه لنه يدعي خلف الظاهر فإن نكل عن اليمي أخذت منه‬
‫الزكاة‬
‫والثان أنه يستحب تليفه ول تب لن الزكاة موضوعة على الرفق فلو أوجبنا اليمي خرجت‬
‫عن باب الرفق‬
‫ويبعث الساعي لزكاة الثمار والزروع ف الوقت الذي يصادف فيه الدراك ويبعث معه من‬
‫يرص الثمار فإن وصل قبل وقت الدراك ورأى أن يرص الثمار ويضمن رب الال زكاتا فعل‬
‫وإن وصل وقد وجبت الزكاة وبذلا له أخذها ودعا له فإن كان المام أذن للساعي ف تفرقتها‬
‫فرقها وإن ل يأذن له حلها إل المام‬
‫والستحب أن يسم الاشية الت يأخذها ف الزكاة لا روى أنس رضي ال عنه قال كان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يسم إبل الصدقة ولن بالوسم تتميز عن غيها وإذا شردت ردت إل‬
‫موضعها‬
‫ويستحب أن يسم الت يأخذها ف زكاة البل والبقر ف أفخاذها لنه موضع صلب فيقل الل‬
‫بوسه ويف الشعر فيه فيظهر‬
‫ويسم الغنم ف أذنا‬
‫ويستحب أن يكتب ف ماشية الزكاة ل أو زكاة وف ماشية الزية جزية أو صغارا لن ذلك‬
‫أسهل ما يكن‬
‫ول يوز للساعي ول للمام أن يتصرف فيما يصل عنده من الفرائض حت يوصلها إل أهلها لن‬
‫الفقراء أهل رشد ل يول عليهم فل يوز التصرف ف مالم بغي إذنم‬
‫فإن أخذ نصف شاة أو وقف عليه شيء من الواشي وخاف هلكه أو خاف أن يؤخذ ف الطريق‬
‫جاز له بيعه لنه موضع ضرورة‬
‫وإن ل يبعث المام الساعي وجب‬
‫____________________‬

‫على رب الال أن يفرق الزكاة بنفسه على النصوص لنه حق للفقراء والمام نائب عنهم وإذا‬
‫ترك النائب ل يترك من عليه أداءه‬
‫ومن أصحابنا من قال إن قلنا إن الموال الظاهرة يب دفع زكاتا إل المام ل يز أن يفرق‬
‫بنفسه لنه مال توجه حق القبض فيه إل المام فإذا ل يطلب المام ل يفرق كالراج والزية‬
‫فصل وجوب النية للزكاة ول يصح أداء الزكاة إل بالنية لقوله صلى ال عليه وسلم إنا العمال‬
‫بالنيات ولكل مرىء ما نوى ولنا عبادة مضة فلم تصح من غي نية كالصلة‬
‫وف وقت النية وجهان أحدها يب أن ينوي حال الدفع لنه عبادة يدخل فيها بفعله فوجبت‬
‫النية ف بتدائها كالصلة‬
‫والثان يوز تقدي النية عليها لنه يوز التوكيل فيها ونيته غي مقارنة لداء الوكيل فجاز تقدي‬
‫النية عليها بلف الصلة‬
‫ويب أن ينوي الزكاة أو الصدقة الواجبة أو صدقة الال فإن نوى صدقة مطلقة ل تزه لن‬
‫الصدقة قد تكون نفل فل تنصرف إل الفرض إل بالتعيي ول يلزمه تعيي الال الزكى عنه وإن‬
‫كان له نصاب حاضر ونصاب غائب فأخرج الفرض فقال هذا عن الاضر أو الغائب أجزأه لنه‬
‫لو أطلق النية لكانت عن أحدها فلم يضر تقييده بذلك‬
‫فإن قال إن كان مال الغائب سالا فهذا عن زكاته وإن ل يكن سالا فهو عن الاضر فإن كان‬
‫الغائب هالكا أجزأه لنه لو أطلق وكان الغائب هالكا لكان هذا عن الاضر‬
‫وإن قال إن كان مال الغائب سالا فهذا عن زكاته أو تطوع ل يزه لنه ل يلص النية للفرض‬
‫وإن قال إن كان مال الغائب سالا فهذا عن زكاته وإن ل يكن سالا فهو تطوع وكان سالا أجزأه‬
‫لنه أخلص النية للفرض ولنه لو أطلق النية لكان هذا مقتضاه فلم يضر التقييد‬
‫وإن كان له من يرثه فأخرج مال وقال إن كان قد مات مورثي فهذا عن زكاة ما ورثته منه وكان‬
‫قد مات ل يزه لنه ل يب النية على أصل لن الصل بقاؤه‬
‫وإن وكل من يؤدي الزكاة ونوى عند الدفع إل الوكيل ونوى الوكيل عند الدفع إل الفقراء‬
‫أجزأه وإن نوى الوكيل ول ينو الوكل ل يزه لن الزكاة فرض على رب الال فلم تصح من غي‬
‫نية‬
‫وإن نوى رب الال ول ينو الوكيل ففيه طريقان من أصحابنا من قال يوز قول واحدا لن الذي‬
‫عليه الفرض قد نوى ف وقت الدفع إل الوكيل فتعي الدفوع للزكاة فل يتاج بعد ذلك إل النية‬

‫ومن أصحابنا من قال يبن على جواز تقدي النية فإن قلنا يوز أجزأه وإن قلنا ل يوز‬
‫وإن دفعها إل المام ول ينو ففيه وجهان أحدها يزئه وهو ظاهر النص لن المام ل يدفع إليه‬
‫إل الفرض فاكتفى بذا الظاهر عن النية‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يزئه وهو الظهر لن المام وكيل للفقراء ولو دفع إل الفقراء ل يز‬
‫إل بالنية عند الدفع فكذلك إذا دفع إل وكيلهم وتأول هذا القائل قول الشافعى رحه ال على‬
‫من امتنع من أداء الزكاة فأخذها المام منه قهرا فإنه يزئه لنه تعذرت النية من جهته فقامت نية‬
‫المام مقام نيته‬
‫فصل مصارف الزكاة الثمانية ويب صرف جيع الصدقات إل ثانية أصناف وهم الفقراء‬
‫والساكي والعاملون عليها والؤلفة قلوبم وف الرقاب والغارمون وف سبيل ال وابن السبيل‬
‫وقال الزن وأبو حفص الباب شامي يصرف خس الركاز إل من يصرف إليه‬
‫____________________‬

‫خس الفىء والغنيمة لنه حق مقدر بالمس فأشبه خس الفيء والغنيمة‬


‫وقال أبو سعيد الصطخري تصرف زكاة الفطر إل ثلثة من الفقراء لنه قدر قليل فإذا قسم‬
‫على ثانية أصناف ل يقع ما يدفع إل كل واحد منهم موقعا من الكفاية‬
‫والذهب الول والدليل عليه قوله تعال } إنا الصدقات للفقراء والساكي والعاملي عليها‬
‫والؤلفة قلوبم وف الرقاب والغارمي وف سبيل ال وابن السبيل { فأضاف جيع الصدقات إليهم‬
‫بلم التمليك وأشرك بينهم بواو التشريك فدل على أنه ملوك لم مشترك بينهم‬
‫فإن كان الذي يفرق الزكاة هو المام قسمها على ثانية أسهم سهم للعامل وهو أول ما يبدأ به‬
‫لنه يأخذه على وجه العوض وغيه يأخذه على وجه الواساة فإن كان السهم قدر أجرته دفعه‬
‫إليه وإن كان أكثر من أجرته رد الفضل على الصناف وقسمه على سهامهم وإن كان أقل من‬
‫أجرته تم‬
‫ومن أين يتمم قال الشافعي يتمم من سهم الصال‬
‫ولو قيل يتمم من حق سائر الصناف ل يكن به بأس‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن‬
‫أحدها يتمم من سهم سائر الصناف لنه يعمل لم فكانت أجرته عليهم‬
‫والثان يتمم من سهم الصال لن ال تعال جعل لكل صنف سهما فلو قسمنا ذلك على‬
‫الصناف نقصنا حقهم وفضلنا العامل عليهم‬
‫ومن أصحابنا من قال المام باليار إن شاء تم من سهم الصال وإن شاء تم من سهامهم لنه‬
‫يشبه الاكم لنه يستوف به حق الغي على وجه المانة ويشبه الوكيل فخي بي حقيهما‬
‫ومنهم من قال إن كان قد بدأ بنصيبه فوجده ينقص تم من سهامهم‬
‫وإن كان قد بدأ بسهام الصناف فأعطاهم ث وجد سهم العامل ينقص تمه من سهم الصال لنه‬
‫يشق سترجاع ما دفع إليهم‬
‫ومنهم من قال إن فضل عن قدر حاجة الصناف شيء تم من الفضل وإن ل يفضل عنهم شيء‬
‫تم من سهم الصال‬
‫والصحيح هو الطريق الول ويعطى الاشر والعريف من سهم العامل لنم من جلة العمال‬
‫وف أجرة الكيال وجهان‬
‫قال أبو علي بن أب هريرة على رب الال لنا تب لليفاء واليفاء حق على رب الال فكانت‬
‫أجرته عليه‬
‫وقال أبو إسحاق تكون من الصدقة لنا لو أوجبنا ذلك على رب الال زدنا على الفرض الذي‬
‫وجب عليه ف الزكاة‬
‫فصل سهم الفقراء وسهم للفقراء والفقي هو الذي ل يد ما يقع موقعا من كفايته فيدفع إليه ما‬
‫تزول به حاجته من أداة يعمل با إن كان فيه قوة أو بضاعة يتجر فيها حت لو حتاج إل مال كثي‬
‫للبضاعة الت تصلح له ويسن التجارة فيها وجب أن يدفع إليه‬
‫فإن عرف لرجل مال ودعى أنه فتقر ل يقبل قوله إل ببينة لنه ثبت غناه‬
‫فل يقبل دعوى الفقر إل ببينة كما لو وجب عليه دين آدمي وعرف له مال فادعى العسار‬
‫فإن كان قويا فادعى أنه ل كسب له اعطي لا روى عبيد ال بن عبد ال بن عدي بن اليار أن‬
‫رجلي سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم الصدقة فصعد بصره إليهما وصوب ث قال أعطيكما‬
‫بعد أن أعلمكما أنه ل حظ فيها لغن ول قوي مكتسب وهل يلف فيه وجهان أحدها ل يلف‬
‫لن النب صلى ال عليه وسلم ل يلف الرجلي‬
‫والثان يلف لن الظاهر أنه يقدر على الكسب مع القوة‬
‫فصل ف سهم الساكي وسهم للمساكي والسكي هو الذي يقدر على ما يقع موقعا من كفايته‬
‫إل أنه ل يكفيه‬
‫وقال أبو إسحاق السكي هو الذي ل يد ما يقع موقعا من كفايته فأما الذي يد ما يقع موقعا‬
‫من كفايته فهو الفقي‬
‫والول أظهر لن ال تعال بدأ بالفقراء والعرب ل تبدأ إل بالهم فالهم فدل على أن الفقي‬
‫أمس حاجة ولن النب صلى ال عليه وسلم قال اللهم أحين مسكينا وأمتن مسكينا وكان صلى‬
‫ال عليه وسلم يتعوذ من الفقر فدل على أن الفقر أشد‬
‫فصل ما يدفع للمسكي ويدفع إل السكي تام الكفاية فإن ادعى عيال ل يقبل إل ببينة لنه‬
‫يدعي خلف الظاهر‬

‫____________________‬

‫فصل ف سهم الؤلفة قلوبم وسهم للمؤلفة وهم ضربان مسلمون وكفار فأما الكفار فضربان‬
‫ضرب يرجى خيه وضرب ياف شره وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يعطيهم وهل يعطون‬
‫بعده فيه قولن أحدها يعطون لن العن الذي أعطاهم به رسول ال صلى ال عليه وسلم قد‬
‫يوجد بعده‬
‫والثان ل يعطون لن اللفاء رضي ال عنهم بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يعطوهم قال‬
‫عمر رضي ال عنه إنا ل نعطي على السلم شيئا فمن شاء فليؤمن‬
‫ومن شاء فليكفر فإذا قلنا إنم يعطون فإنم ل يعطون من الزكاة لن الزكاة ل حق فيها لكافر‬
‫وإنا يعطون من سهم الصال‬
‫وأما السلمون فهم أربعة أضرب أحدها قوم لم شرف فيعطون ليغب نظراؤهم ف السلم لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أعطى الزبرقان بن بدر وعدي بن حات‬
‫والثان قوم أسلموا ونيتهم ف السلم ضعيفة فيعطون لتقوى نيتهم لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أعطى أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية والقرع بن حابس وعيينة بن حصن لكل أحد منهم‬
‫مائة من البل‬
‫وهل يعطى هذان الفريقان بعد النب صلى ال عليه وسلم فيه قولن أحدها ل يعطون لن ال‬
‫تعال أعز السلم فأغن عن التالف بالال‬
‫والثان يعطون لن العن الذي به اعطوا قد يوجد بعد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ومن أين يعطون فيه قولن أحدها من الصدقات للية‬
‫والثان من خس المس لن ذلك مصلحة فكان من سهم الصال‬
‫والضرب الثالث قوم يليهم قوم من الكفار إن أعطوا قاتلوهم‬
‫والضرب الرابع قوم يليهم قوم من أهل الصدقات إن أعطوا جبوا الصدقات وف هذين الضربي‬
‫أربعة أقوال أحدها يعطون من سهم الصال لن ذلك مصلحة‬
‫والثان من سهم الؤلفة من الصدقات للية‬
‫والثالث من سهم الغزاة لنم يغزون‬
‫والرابع وهو الصحيح أنم يعطون من سهم الغزاة ومن سهم الؤلفة لنم جعوا معن الفريقي‬
‫فصل ف سهم الرقاب وسهم للرقاب وهم الكاتبون فإذا ل يكن مع الكاتب ما يؤدي ف الكتابة‬
‫وقد حل عليه نم أعطي ما يؤديه وإن كان معه ما يؤديه ل يعط لنه غي متاج إليه فإن ل يكن‬
‫معه شيء ول حل عليه نم ففيه وجهان أحدها ل يعطى لنه ل حاجة به إليه قبل حلول النجم‬
‫والثان يعطى لنه يل عليه النجم والصل أنه ليس معه ما يؤدي فإن دفع إليه ث أعتقه الول أو‬
‫أبرأه من الال أو عجز نفسه قبل أن يؤدي الال إل الول رجع عليه لنه دفع إليه ليصرفه ف دينه‬
‫ول يفعل فإن سلمه إل الول وبقيت عليه بقية فعجزه الول ففيه وجهان أحدها ل يسترجع من‬
‫الول لنه صرفه فيما عليه‬
‫والثان يسترجع لنه إنا دفع إليه ليتوصل به إل العتق ول يصل ذلك وإن ادعى أنه مكاتب ل‬
‫يقبل إل ببينة فإن صدقه الول ففيه وجهان أحدها يقبل لن ذلك إقرار على نفسه‬
‫والثان ل يقبل لنه منهم لنه ربا واطأه حت يأخذ الزكاة‬
‫فصل ف سهم الغارمي وسهم للغارمي وهم ضربان‬
‫ضرب غرم لصلح ذات البي وضرب غرم لصلحة نفسه فأما الول فضربان أحدها من تمل‬
‫دية مقتول فيعطى مع الفقر والغن لقوله صلى ال عليه وسلم ل تل الصدقة لغن إل لمسة‬
‫الغازي ف سبيل ال أو العامل عليها أو الغارم أو لرجل اشتراها باله أو لرجل له جار مسكي‬
‫فتصدق على السكي فأهدى السكي إليه‬
‫والثان من حل مال ف غي قتل لتسكي فتنة ففيه وجهان أحدها يعطى مع الغن لنه غرم‬
‫لصلح ذات البي فأشبه إذا غرم دية مقتول‬
‫والثان ل يعطى مع الغن لنه مال حله ف غي قتل فأشبه إذا ضمن ثنا ف بيع‬
‫وأما من غرم لصلحة نفسه فإن كان قد أنفق ف غي معصية دفع إليه مع الفقر‬
‫وهل يعطى مع الغن فيه قولن قال ف الم ل يعطى لنه يأخذ لاجته إلينا فلم يعط مع الغن‬
‫كغي الغارم‬
‫وقال ف القدي والصدقات من الم يعطى لنه غارم ف غي معصية فأشبه إذا غرم لصلح ذات‬
‫البي فإن غرم ف معصية ل يعط مع الغن‬
‫وهل يعطى مع الفقر ينظر فيه فإن كان مقيما على العصية ل يعط لنه يستعي به على العصية وإن‬
‫تاب ففيه وجهان أحدها يعطى لن العصية قد زالت‬
‫والثان ل يعطى لنه ل يؤمن أن يرجع إل العصية‬
‫ول يعطى الغارم إل ما يقضي به الدين فإن أخذ ول يقض به الدين أو أبرىء منه أو قضي عنه قبل‬
‫تسليم الال سترجع منه وإن دعى أنه غارم ل يقبل إل ببينة‬
‫____________________‬

‫فإن صدقه غريه فعلى الوجهي كما ذكرنا ف الكاتب إذا ادعى الكتابة وصدقه الول‬
‫فصل سهم سبيل ال وسهم ف سبيل ال وهم الغزاة الذين إذا نشطوا غزوا فأما من كان مرتبا ف‬
‫ديوان السلطان من جيوش السلمي فإنم ل يعطون من الصدقة بسهم الغزاة لنم يأخذون‬
‫أرزاقهم وكفايتهم من الفيء ويعطى الغازي مع الفقر والغن للخب الذي ذكرناه ف الغارم ويعطى‬
‫ما يستعي به على الغزو من نفقة الطريق وما يشتري به السلح والفرس إن كان فارسا وما يعطي‬
‫السائس وحولة تمله إن كان راجل والسافة ما يقصر فيها الصلة فإن أخذ ول يغز سترجع منه‬
‫فصل ف سهم ابن السبيل وسهم لبن السبيل وهو السافر أو من ينشىء السفر وهو متاج ف‬
‫سفره فإن كان سفره ف طاعة اعطي ما يبلغ به مقصده وإن كان ف معصية ل يعط لن ذلك إعانة‬
‫على معصية وإن كان سفره ف مباح ففيه وجهان أحدها ل يعطى لنه غي متاج إل هذا السفر‬
‫والثان يعطى لن ما جعل رفقا بالسافر ف طاعة ال جعل رفقا بالسافر ف مباح كالفطر والقصر‬
‫فصل التسوية بي الصناف ويب أن يسوى بي الصناف ف السهام ول يفضل صنفا على‬
‫صنف لن ال تعال سوى بينهم والستحب أن يعم كل صنف إن أمكن وأقل ما يزىء أن يدفع‬
‫إل ثلثة من كل صنف لن ال تعال أضاف إليهم بلفظ المع وأقل المع ثلثة فإن دفع لثني‬
‫ضمن نصيب الثالث وف قدر الضمان قولن أحدها القدر الستحب وهو الثلث والثان أقل جزء‬
‫من السهم لن هذا القدر هو الواجب فل يلزمه ضمان ما زاد وإن جتمع ف شخص واحد سببان‬
‫ففيه ثلث طرق‬
‫من أصحابنا من قال ل يعطى بالسببي بل يقال له ختر أيهما شئت فنعطيك به‬
‫ومنهم من قال إن كانا سببي متجانسي مثل أن يستحق بكل واحد منهما لاجته إلينا كالفقي‬
‫الغارم لصلحة نفسه أو يستحق بكل واحد منهما لاجتنا إليه كالغازى الغارم لصلح ذات البي‬
‫ل يعط إل بسبب واحد‬
‫وإن كانا سببي متلفي مثل أن يكون بأحدها يستحق لاجتنا إليه وبالخر يستحق لاجته إلينا‬
‫أعطي بالسببي كما قلنا ف الياث إذا جتمع ف شخص واحد جهتا فرض ل يعط بما وإن جتمع‬
‫فيه جهة فرض وجهة تعصيب أعطي بما‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها يعطى بالسببي لن ال تعال جعل للفقي سهما وللغارم سهما‬
‫وهذا فقي غارم‬
‫والثان يعطى بسبب واحد لنه شخص واحد فل يأخذ سهمي كما لو نفرد بعن واحد‬
‫فصل ف سهم العامل وإن كان الذي يفرق الزكاة رب الال سقط سهم العامل لنه ل عمل له‬
‫فيقسم الصدقة على سبعة أصناف لكل صنف سهم على ما بيناه وإن كان ف الصناف أقارب له‬
‫ل تلزمه نفقتهم فالستحب أن يص القارب لا روت أم كلثوم بنت عقبة بن أب معيط قالت‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول الصدقة على السلم صدقة وهي على ذي القرابة‬
‫صدقة وصلة‬
‫فصل ف نقل الزكاة ويب صرف الزكاة إل الصناف ف البلد الذي فيه الال لا روي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بعث معاذا إل اليمن فقال أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد‬
‫ف فقرائهم فإن نقل إل الصناف ف بلد آخر ففيه قولن أحدها يزئه لنم من أهل الصدقة‬
‫فأشبه أصناف البلد الذي فيه الال‬
‫والثان ل يزئه لنه حق واجب لصناف بلد فإذا نقل عنهم إل غيهم ل يزه كالوصية بالال‬
‫لصناف بلد‬
‫ومن أصحابنا من قال القولن ف جواز النقل ففي أحدها يوز وف الثان ل يوز فأما إذا نقل فإنه‬
‫يزئه قول واحدا والول هو الصحيح‬
‫فإن كان له أربعون شاة عشرون ف بلد وعشرون ف بلد آخر قال الشافعي إذا أخرج الشاة ف‬
‫أحد البلدين كرهت وأجزأه فمن أصحابنا من قال إنا أجاز ذلك على القول الذي يقول يوز‬
‫نقل الصدقة فأما على القول الخر فل يوز حت يرج ف كل بلد نصف شاة‬
‫ومنهم من قال يزئه ذلك قول واحدا لن ف إخراج نصف شاة ف كل بلد ضررا ف التشريك‬
‫بينه وبي الفقراء‬
‫والصحيح هو الول لنه قال كرهت وأجزأه فدل على أنه على أحد القولي ولو كان قول‬
‫واحدا ل يقل كرهت وف الوضع الذي تنقل إليه طريقان‬
‫من أصحابنا من قال القولن فيه إذا نقل إل مسافة تقصر فيها الصلة فأما إذا نقل إل مسافة ل‬
‫تقصر فيها الصلة فإنه يوز قول واحدا لن ذلك ف حكم البلد بدليل أنه ل يوز فيه‬
‫____________________‬

‫القصر والفطر والسح على الفي‬


‫ومنهم من قال القولن ف الميع وهو الظهر‬
‫وإن وجبت عليه الزكاة وهو من أهل اليم الذين ينتجعون لطلب الاء والكل فإنه ينظر فيه فإن‬
‫كانوا متفرقي كان موضع الصدقة من عند الال إل حيث تقصر فيه الصلة فإذا بلغ حدا تقصر‬
‫فيه الصلة ل يكن ذلك موضع الصدقة وإن كان ف حلل متمعة ففيه وجهان أحدها أنه كالقسم‬
‫قبله‬
‫والثان أن كل حلة كالبلد‬
‫وإن وجبت الزكاة وليس ف البلد الذي فيه الال أحد من الصناف نقلها إل أقرب البلد إليه‬
‫لنم أقرب إل الال‬
‫وإن وجد فيه بعض الصناف ففيه ) طريقان ( أحدها يغلب حكم الكان فيدفع إل من ف بلد‬
‫الال من الصناف‬
‫والثان يغلب حكم الصناف فيدفع إل من ف بلد الال من الصناف سهمهم وينقل الباقي إل‬
‫بقية الصناف ف غي بلد الال وهو الصحيح لن ستحقاق الصناف أقوى لنه ثبت بنص‬
‫الكتاب وعتبار البلد ثبت بب الواحد فقدم من ثبت حقه بنص الكتاب‬
‫فصل هل يرد من صنف لخر فإن قسم الصدقة على الصناف فنقص نصيب بعضهم عن‬
‫كفايتهم ونصيب الباقي على قدر كفايتهم دفع إل كل واحد منهم ما قسم له ول يدفع إل من‬
‫نقص سهمه عن كفايته من نصيب الباقي شيء لن كل صنف منهم ملك سهمه فل ينقص حقه‬
‫لاجة غيه‬
‫وإن كان نصيب بعضهم ينقص عن كفايته ونصيب البعض يفضل عن كفايته فإن قلنا إن الغلب‬
‫عتبار البلد الذي فيه الال صرف ما فضل إل بقية الصناف ف البلد‬
‫وإن قلنا إن الغلب عتبار الصناف صرف الفاضل إل ذلك الصنف الذي فضل عنهم بأقرب‬
‫البلد‬
‫فصل ف صرف زكاة الفطر وإن وجبت عليه الفطرة وهو ف بلد وماله فيه وجب إخراجها إل‬
‫الصناف ف البلد لن مصرفها مصرف سائر الزكوات وإن كان ماله ف بلد وهو ف بلد آخر‬
‫ففيه وجهان أحدها أن العتبار بالبلد الذى فيه الال‬
‫والثان أن العتبار بالبلد الذي هو فيه لن الزكاة تتعلق بعينه فاعتب الوضع الذي هو فيه كالال‬
‫ف سائر الزكوات‬
‫فصل توريث حق الزكاة وإذا وجبت الزكاة لقوم معيني ف بلد فلم يدفع إليهم حت مات بعضهم‬
‫نتقل حقه إل ورثته لنه تعي حقه ف حال الياة فنتقل بالوت إل ورثته‬
‫فصل ل زكاة لاشي أو لطلب ول يوز دفع الزكاة إل هاشي لقوله صلى ال عليه وسلم نن‬
‫أهل بيت ل تل لنا الصدقة ول يوز دفعها إل مطلب لقوله صلى ال عليه وسلم إن بن هاشم‬
‫وبن الطلب شىء واحد وشبك بي أصابعه ولنه حكم متعلق بذوي القرب فاستوى فيه الاشي‬
‫والطلب كاستحقاق المس‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري إن منعوا حقهم من المس جاز الدفع إليهم لنم إنا حرموا الزكاة‬
‫لقهم ف خس المس فإذا منعوا من المس وجب أن يدفع إليهم‬
‫والذهب الول لن الزكاة حرمت عليهم لشرفهم برسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا العن‬
‫ل يزول بنع المس‬
‫وف مواليهم وجهان أحدها يدفع إليهم‬
‫والثان ل يدفع وقد بينا وجه الذهبي ف سهم العامل‬

‫____________________‬

‫فصل ل زكاة لكافر ول يوز دفعها إل كافر لقوله عليه السلم أمرت أن آخذ الصدقة من‬
‫أغنيائكم وأردها ف فقرائكم‬
‫فصل ف الغن ول يوز دفعها إل غن من سهم الفقراء لقوله صلى ال عليه وسلم ل حظ فيها‬
‫لغن ول لقوي مكتسب‬
‫فصل ف الكتسب ول يوز دفعها إل من يقدر على كفايته بالكسب للخب ولن غناه بالكسب‬
‫كغناه بالال‬
‫فصل فيمن تلزمه نفقته ول يوز دفعها إل من تلزمه نفقته من القارب والزوجات من سهم‬
‫الفقراء لن ذلك إنا جعل للحاجة ول حاجة بم مع وجوب النفقة‬
‫فصل من أخذ الزكاة فبان أنه غن فإن دفع المام الزكاة إل من ظاهره الفقر ث بان أنه غن ل‬
‫يزه ذلك عن الفرض فإن كان باقيا سترجع منه ودفع إل فقي وإن كان فائتا أخذ البدل وصرف‬
‫إل فقي فإن ل يكن للمدفوع إليه مال ل يب على رب الال ضمانه لنه قد سقط الفرض عنه‬
‫بالدفع إل المام ول يب على المام لنه أمي غي مفرط ) فل يضمنه ( فهو كالال الذي يتلف‬
‫ف يد الوكيل‬
‫وإن كان الذي دفع إليه رب الال فإن ل يبي عند الدفع أنه زكاة واجبة ل يكن له أن يرجع لنه‬
‫قد يدفع عن زكاة واجبة وعن تطوع فإذا ادعى الزكاة كان متهما فلم يقبل قوله ويالف المام‬
‫فإن الظاهر من حاله أنه ل يدفع إل الزكاة فثبت له الرجوع‬
‫) فصل ( وإن كان قد بي أنا زكاة رجع فيها إن كانت باقية وف بدلا إن كانت فائتة فإن ل يكن‬
‫للمدفوع إليه مال فهل يضمن رب الال الزكاة فيه قولن أحدها ل يضمن لنه دفع إليه‬
‫بالجتهاد ) فهو ( كالمام‬
‫والثان يضمن لنه كان يكنه أن يسقط الفرض بيقي بأن يدفعها إل المام فإذا فرق بنفسه فقد‬
‫فرط فلزمه الضمان بلف المام‬
‫وإن دفع الزكاة إل رجل ظنه مسلما وكان كافرا أو إل رجل ظنه حرا فكان عبدا فالذهب أن‬
‫حكمه حكم ما لو دفع إل رجل ظنه فقيا فكان غنيا‬
‫ومن أصحابنا من قال يب الضمان ههنا قول واحدا لن حال الكافر والعبد ل يفى فكان مفرطا‬
‫ف الدفع إليهما وحال الغن قد يفى فلم يكن مفرطا‬
‫فصل ف قضاء الزكاة عن اليت ومن وجبت عليه الزكاة وتكن من أدائها فلم يفعل حت مات‬
‫وجب قضاء ذلك من تركته لنه حق مال لزمه ف حال الياة فلم يسقط بالوت كدين الدمي‬
‫فإن جتمع مع الزكاة دين آدمي ول يتسع الال للجميع ففيه ثلثة أقوال أحدها يقدم دين الدمي‬
‫لن مبناه على التشديد والتأكيد وحق ال تعال مبن على التخفيف ولذا لو وجب عليه قتل‬
‫قصاص وقتل ردة قدم قتل القصاص‬
‫والثان تقدم الزكاة لقوله صلى ال عليه وسلم ف الج فدين ال عز وجل أحق أن يقضى‬
‫والثالث أنه يقسم بينهما لنما تساويا ف الوجوب فتساويا ف القضاء‬
‫وبال التوفيق‬
‫باب صدقة التطوع ل يوز أن يتصدق بصدقة تطوع وهو متاج إل ما يتصدق به لنفقته أو نفقة‬
‫عياله لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال عندي دينار‬
‫قال أنفقه على نفسك‬
‫قال عندي آخر‬
‫قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر‬
‫قال أنفقه على أهلك قال عندي آخر‬
‫قال أنفقه على خادمك‬
‫قال عندي آخر‬
‫قال أنت أعلم به وقال صلى ال عليه وسلم كفى بالرء إثا أن يضيع من يقوت ول يوز لن عليه‬
‫دين وهو متاج إل ما يتصدق به لقضاء دينه لنه حق واجب فلم يز تركه لصدقة التطوع كنفقة‬
‫عياله فإن فضل عما يلزمه استحب له أن يتصدق لقوله صلى ال عليه وسلم وليتصدق الرجل‬
‫من ديناره وليتصدق من درهه وليتصدق من صاع بره وليتصدق من صاع تره وروى أبو سعيد‬
‫الدري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أطعم مؤمنا جائعا أطعمه ال من ثار النة‬
‫وإن سقى مؤمنا على ظمإ سقاه ال تعال من الرحيق الختوم يوم القيامة ومن كسى مؤمنا عاريا‬
‫كساه ال تعال من خضر النة‬

‫____________________‬

‫ويستحب الكثار منه ف شهر رمضان لا روى ابن عباس رضي ال عنه قال كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أجود الناس بالي وكان أجود ما يكون ف شهر رمضان‬
‫فإن كان من يصب على الضاقة استحب له التصدق بميع ماله لا روى عمر رضي ال عنه قال‬
‫أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مال عندي فقلت اليوم أسبق أبا‬
‫بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مال فقال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أبقيت لهلك‬
‫فقلت أبقيت لم مثله‬
‫وأتى أبو بكر رضي ال عنه بميع ماله فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أبقيت لهلك‬
‫فقال أبقيت لم ال ورسوله فقلت ل أسابقك إل شىء أبدا وإن كان من ل يصب على الضاقة‬
‫كره له ذلك لا روى جابر قال بينا نن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ جاء رجل بثل‬
‫البيضة من الذهب أصابا من بعض الغازي فأتاه من ركنه اليسر فقال يا رسول ال خذها صدقة‬
‫فوال ما أصبحت أملك مال غيها فأعرض عنه ث جاءه من ركنه الين فقال له مثل ذلك‬
‫فأعرض عنه ث ) جاءه ( من بي يديه فقال له مثل ذلك فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫هاتا مغضبا فحذفه با حذفة لو أصابه لوجعه أو عقره ث قال يأت أحدكم باله كله فيتصدق به‬
‫ث يلس بعد ذلك يتكفف الناس إنا الصدقة عن ظهر غن‬
‫فصل ف تصيص القارب بالزكاة والفضل أن يص بالصدقة القارب لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم لزينب امرأة عبد ال بن مسعود زوجك وولدك أحق من تصدقت عليهما‬
‫وفعلها ف السر أفضل لقوله عز وجل } إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تفوها وتؤتوها‬
‫الفقراء فهو خي لكم { ولا روى عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال صلة الرحم تزيد ف العمر وصدقه السر تطفيء غضب الرب وصنائع العروف تقي‬
‫مصارع السوء‬
‫) فصل ( وتل صدقة التطوع للغنياء ولبن هاشم وبن الطلب لا روي عن جعفر بن ممد عن‬
‫أبيه رضي ال عنهما أنه كان يشرب من سقايات بي مكة والدينة فقيل له أتشرب من الصدقة‬
‫فقال إنا حرمت علينا الصدقة الفروضة‬
‫كتاب الصيام صوم شهر رمضان ركن من أركان السلم وفرض من فروضه والدليل عليه ما‬
‫روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه رسول ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة والج‬
‫وصوم رمضان‬
‫فصل شروط وجوب الصوم ويتحتم وجوب ذلك على كل مسلم بالغ عاقل طاهر قادر مقيم فأما‬
‫الكافر فإنه إن كان أصليا ل ياطب به ف حال كفره لنه ل يصح منه وإن أسلم ل يب عليه‬
‫القضاء لقوله تعال ) قل للذين وسلم قال بن السلم على خس شهادة أن ل إله إل ال وأن‬
‫ممدا كفروا إن ينتهوا يغفر لم ما قد سلف (‬
‫____________________‬

‫ولن ف إياب قضاء ما فات ف حال الكفر تنفيا عن السلم وإن كان مرتدا ل ياطب به ف‬
‫حال الردة لنه ل يصح منه وإن أسلم وجب عليه قضاء ما تركه ف حال الكفر لنه التزم ذلك‬
‫بالسلم فلم يسقط ذلك بالردة كحقوق الدميي‬
‫فصل ل يب صوم على صب وأما الصب فل تب عليه لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن‬
‫ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق ويؤمر بفعله لسبع‬
‫سني إذا أطاق الصوم ويضرب على تركه لعشر قياسا على الصلة فإن بلغ ل يب عليه قضاء ما‬
‫تركه ف حال الصغر لنه لو وجب عليه ذلك لوجب عليه أداؤه ف الصغر لنه يقدر على فعله‬
‫ولن أيام الصغر تطول فلو أوجبنا عليه قضاء ما يفوت لشق‬
‫فصل فيمن زال عقله بنون ومن زال عقله بنون ل يب عليه الصوم لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫وعن النون حت يفيق فإن أفاق ل يب عليه قضاء ما فاته ف حال النون لنه صوم فات ف حال‬
‫يسقط فيه التكليف لنقص فلم يب قضاؤه كما لو فات ف حال الصغر‬
‫وإن زال عقله بالغماء ل يب عليه ف الال لنه ل يصح منه فإن أفاق وجب عليه القضاء لقوله‬
‫تعال } فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر { والغماء مرض‬
‫ويالف النون فإنه نقص ولذا ل يوز النون على النبياء ويوز عليهم الغماء فإن أسلم‬
‫الكافر أو أفاق النون ف أثناء يوم من رمضان استحب لما إمساك بقية النهار لرمة الوقت ول‬
‫يلزمهم ذلك لن النون أفطر لعذر والكافر وإن أفطر بغي عذر إل أنه لا أسلم جعل كالعذور‬
‫فيما فعل ف حال الكفر ولذا ل يؤاخذ بقضاء ما تركه ول بضمان ما أتلفه ولذا قال ال عز‬
‫وجل } قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لم ما قد سلف { ول يأكل عند من ل يعرف عذره لنه‬
‫إذا تظاهر بالكل عرض نفسه للتهمة وعقوبة السلطان‬
‫وهل يب عليه قضاء ذلك اليوم أم ل فيه وجهان أحدها يب لنه أدرك جزءا من وقت الفرض‬
‫ول يكن فعل ذلك الزء من الصوم إل بيوم فوجب أن يقضيه بيوم كما نقول ف الرم إذا‬
‫وجب عليه ف كفارة نصف مد فإنه يب بقسطه صوم نصف يوم ولكن لا ل يكن فعل ذلك إل‬
‫بيوم وجب عليه صوم يوم‬
‫والثان ل يب وهو النصوص ف البويطي لنه ل يدرك من الوقت ما يكن الصوم فيه لن الليل‬
‫يدركه قبل التمام فلم يلزمه كمن أدرك من أول وقت الصلة قدر ركعة ث جن‬
‫فإن بلغ الصب ف أثناء يوم من رمضان نظرت فإن كان مفطرا فهو كالكافر إذا أسلم والنون إذا‬
‫أفاق ف جيع ما ذكرناه‬
‫وإن كان صائما ففيه وجهان أحدها يستحب له إتامه لنه صوم نفل فاستحب إتامه ويب‬
‫قضاؤه لنه ل ينو به الفرض من أوله فوجب قضاؤه‬
‫والثان أنه يلزمه ويستحب قضاؤه لنه صار من أهل الوجوب ف أثناء العبادة فلزمه إتامها كما‬
‫لو دخل ف صوم التطوع ث نذر إتامه‬
‫فصل ف صوم الائض والنفساء وأما الائض والنفساء فل يب عليهما الصوم لنه ل يصح‬
‫منهما فإذا طهرتا وجب عليهما القضاء لا روت عائشة رضي ال عنها أنا قالت ف اليض كنا‬
‫نؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة فوجب القضاء على الائض بالب وقسنا النفساء‬
‫عليها لنا ف معناها‬
‫فإن طهرت ف أثناء النهار ستحب لا أن تسك بقية النهار ول يب‬
‫فصل من عجز عن الصوم ومن ل يقدر على الصوم بال وهو الشيخ الكبي الذي يهده الصوم‬
‫والريض الذي ل يرجى برؤه فإنه ل يب عليهما الصوم لقوله عز وجل } وما جعل عليكم ف‬
‫الدين من حرج { لا‬
‫____________________‬
‫ذكرناه ف الصب إذا بلغ والنون إذا أفاق‬
‫وف الفدية قولن أحدها ل تب لنه اسقط عنهما فرض الصوم فلم تب عليهما الفدية كالصب‬
‫والنون‬
‫والثان يب عن كل يوم مد من طعام وهو الصحيح لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه‬
‫قال الشيخ الكبي يطعم عن كل يوم مسكينا وعن أب هريرة أنه قال من أدركه الكب فلم يستطع‬
‫صوم رمضان فعليه لكل يوم مد من قمح‬
‫وقال ابن عمر رضي ال عنهما إذا ضعفت عن الصوم أطعم عن كل يوم مدا‬
‫وروي أن أنسا ضعف عن الصوم عاما قبل وفاته فأفطر وأطعم‬
‫وإن ل يقدر على الصوم لرض ياف زيادته ويرجو البء ل يب عليه الصوم للية فإذا برىء‬
‫وجب عليه القضاء لقوله عز وجل } فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر {‬
‫وإن أصبح صائما وهو صحيح ث مرض أفطر لنه أبيح له الفطر للضرورة والضرورة موجودة‬
‫فجاز له الفطر‬
‫فصل ف صيام السافر فأما السافر فإنه إن كان سفره دون أربعة برد ل يز له أن يفطر لنه‬
‫إسقاط فرض للسفر فل يوز فيما دون أربعة برد كالقصر وإن كان سفره ف معصية ل يز له أن‬
‫يفطر لن ذلك إعانة على العصية وإن كان سفره أربعة برد ف غي معصية فله أن يصوم وله أن‬
‫يفطر لا روت عائشة رضي ال عنها أن حزة بن عمرو السلمي قال يا رسول ال أصوم ف السفر‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن شئت فصم وإن شئت فأفطر فإن كان من ل يهده‬
‫الصوم ف السفر فالفضل أن يصوم لا روي عن أنس رضي ال عنه أنه قال للصائم ف السفر إن‬
‫أفطرت فرخصة وإن صمت فهو أفضل‬
‫وعن عثمان بن أب العاص أنه قال الصوم أحب إل‬
‫ولنه إذا أفطر عرض الصوم للنسيان وحوادث الزمان فكان الصوم أفضل‬
‫وإن كان يهده الصوم فالفضل أن يفطر لا روى جابر رضي ال عنه قال مر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم برجل تت شجرة يرش عليه الاء فقال ما بال هذا قالوا صائم يا رسول ال فقال‬
‫ليس من الب الصيام ف السفر فإن صام السافر ث أراد أن يفطر فله أن يفطر لن العذر قائم فجاز‬
‫له أن يفطر كما لو صام الريض ث أراد أن يفطر‬
‫ويتمل عندي أنه ل يوز له أن يفطر ف ذلك اليوم لنه دخل ف فرض القيم فل يوز له أن‬
‫يترخص برخصة السافر كما لو دخل ف الصلة بنية التام ث أراد أن يقصر‬
‫ومن أصبح ف الضر صائما ث سافر ل يز له أن يفطر ف ذلك اليوم وقال الزن له أن يفطر كما‬
‫لو أصبح الصبح صائما ث مرض فله أن يفطر‬
‫والذهب الول والدليل عليه أنه عبادة تتلف بالسفر والضر فإذا بدأ با ف الضر ث سافر ل‬
‫يثبت له رخصة السفر كما لو دخل ف الصلة ف الضر ث سافر ف أثنائها‬
‫ويالف الريض فإن ذلك مضطر إل الفطار والسافر متار‬
‫وإن قدم السافر وهو مفطر أو برىء الريض وهو مفطر ستحب لما إمساك بقية النهار لرمة‬
‫الوقت ول يب ذلك لنما أفطرا لعذر ول يأكلن عند من ل يعرف عذرها لوف التهمة‬
‫والعقوبة‬
‫وإن قدم السافر وهو صائم أو برىء الريض وهو صائم فهل لما أن يفطرا فيه وجهان قال أبو‬
‫علي بن أب هريرة يوز لما الفطار لنه أبيح لما الفطر من أول النهار ظاهرا وباطنا فجاز لما‬
‫الفطار ف بقية النهار كما لو دام السفر والرض وقال أبو إسحاق ل يوز لما الفطار لنه زال‬
‫سبب الرخصة قبل الترخص فلم يز الترخص كما لو قدم السافر وهو ف الصلة فإنه ل يوز له‬
‫القصر‬
‫فصل ف صوم الامل والرضع وإن خافت الامل أو الرضع على أنفسهما من الصوم أفطرتا‬
‫وعليهما القضاء دون الكفارة لنما أفطرتا للخوف على أنفسهما فوجب عليهما القضاء دون‬
‫الكفارة كالريض‬
‫وإن خافتا على ولديهما أفطرتا وعليهما القضاء بدل عن الصوم‬
‫وف الكفارة ثلثة أقوال قال ف الم يب عن كل يوم مد من طعام وهو الصحيح لقوله عز وجل‬
‫} وعلى الذين يطيقونه فدية { قال ابن عباس‬
‫____________________‬

‫رضي ال عنه نسخت هذه الية وبقيت الرخصة للشيخ الكبي والعجوز والامل والرضع إذا‬
‫خافتا على ولديهما أفطرتا وأطعمتا مكان كل يوم مسكينا‬
‫الثان أن الكفارة مستحبة غي واجبة وهو قول الزن لنه إفطار لعذر فلم تب به الكفارة كإفطار‬
‫الريض‬
‫والثالث أنه يب على الرضع دون الامل لن الامل أفطرت لعن فيها كالريض والرضع‬
‫أفطرت لنفصل عنها فوجبت عليها الكفارة‬
‫فصل ف اشتراط الرؤية للصوم ول يب صوم رمضان إل برؤية اللل فإن غم عليهم وجب‬
‫عليهم ستكمال شعبان ثلثي يوما ث يصومون لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ول تستقبلوا الشهر‬
‫ستقبال فإن أصبحوا ف يوم الثلثي وهم يظنون أنه من شعبان فقامت البينة أنه من رمضان لزمهم‬
‫قضاؤه لنه بان أنه من رمضان‬
‫وهل يلزمهم إمساك بقية النهار فيه قولن أحدها ل يلزمهم لنم أفطروا لعذر فلم يلزمهم‬
‫إمساك بقية النهار كالائض إذا طهرت والسافر إذا قدم‬
‫والثان يلزمهم لنه أبيح لم الفطر بشرط أنه من شعبان وقد بان أنه من رمضان فلزمهم المساك‬

‫فإن رأوا اللل بالنهار فهو لليلة الستقبلة لا روى سفيان بن سلمة قال أتانا كتاب عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه ونن بانقي إن الهلة بعضها أكب من بعض فإذا رأيتم اللل نارا فل‬
‫تفطروا حت يشهد رجلن مسلمان أنما رأياه بالمس وإن رأوا اللل ف بلد ول يروه ف بلد‬
‫آخر فإن كانا بلدين متقاربي وجب على أهل البلدين الصوم وإن كانا بلدين متباعدين وجب‬
‫على من رأى ول يب على من ير لا روى كريب قال قدمت الشام فرأيت اللل ليلة المعة ث‬
‫قدمت الدينة فقال عبد ال بن عباس مت رأيتم اللل فقلت ليلة المعة‬
‫فقال أنت رأيت فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فل‬
‫نزال نصوم حت تكمل العدة أو نراه قلت أول تكتفي برؤية معاوية قال هكذا أمرنا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‬
‫فصل ف الشهادة على الرؤية وف الشهادة الت يثبت با رؤية هلل شهر رمضان قولن قال ف‬
‫البويطي ل تقبل إل من عدلي لا روى السي بن حريث الدل جديلة قيس قال خطبنا أمي مكة‬
‫الارث بن حاطب فقال أمرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ننسك لرؤيته فإن ل نره فهذا‬
‫شاهدا عدل نسكنا بشهادتما‬
‫وقال ف القدي و الديد يقبل من عدل واحد وهو الصحيح لا روى عبد ال بن عمر رضي ال‬
‫عنه قال تراءى الناس اللل فأخبت النب صلى ال عليه وسلم أن رأيته فصام رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وأمر الناس بالصيام‬
‫ولنه إياب عبادة فقبل من واحد حتياطا للفرض فإن قلنا يقبل من واحد فهل يقبل من العبد‬
‫والرأة فيه وجهان أحدها يقبل لن ما قبل فيه قول الواحد قبل من العبد والرأة كأخبار رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‬
‫والثان ل يقبل وهو الصحيح لن طريقها طريق الشهادة بدليل أنه ل تقبل من شاهد الفرع مع‬
‫حضور شاهد الصل فلم يقبل من العبد والرأة كسائر الشهادات‬
‫ول يقبل ف هلل الفطر إل شاهدان لنه إسقاط فرض فاعتب فيه العدد احتياطا للفرض‬
‫فإن شهد واحد على رؤية هلل رمضان فقبل قوله وصاموا ثلثي يوما وتغيمت السماء ففيه‬
‫وجهان أحدها أنم ل يفطرون لنه إفطار بشاهد واحد‬
‫والثان أنم‬
‫____________________‬

‫يفطرون وهو النصوص ف الم لنه بينه ثبت با الصوم فجاز الفطار باستكمال العدد منها‬
‫كالشاهدين وقوله إن هذا إفطار بشاهد ل يصح لن الذي ثبت بالشاهد هو الصوم والفطر ثبت‬
‫على سبيل التبع وذلك يوز كما نقول إن النسب ل يثبت بقول أربع نسوة ث لو شهد أربع‬
‫نسوة بالولدة ثبتت الولدة وثبت النسب على سبيل التبع للولدة وإن شهد ثنان على رؤية‬
‫هلل رمضان فصاموا ثلثي يوما والسماء مصحية فلم يروا اللل ففيه وجهان قال أبو بكر بن‬
‫الداد ل يفطرون لن عدم اللل مع الصحو يقي والكم بالشاهدين ظن واليقي يقدم على‬
‫الظن‬
‫وقال أكثر أصحابنا يفطرون لن شهادة ثني يثبت با الصوم والفطر فوجب أن يثبت با الفطر‬
‫وإن غم عليهم اللل وعرف رجل الساب ومنازل القمر وعرف بالساب أنه من شهر رمضان‬
‫ففيه وجهان قال أبو العباس يلزمه الصوم لنه عرف الشهر بدليل فأشبه إذا عرف بالبينة‬
‫والثان أنه ل يصوم لنا ل نتعبد إل بالرؤية ومن رأى هلل رمضان وحده صام وإن رأى هلل‬
‫شوال وحده أفطر وحده لقوله صلى ال عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ويفطر لرؤية‬
‫هلل شوال سرا لنه إذا أظهر الفطر عرض نفسه للتهمة وعقوبة السلطان‬
‫فصل ف صوم السي وإن اشتبهت الشهور على أسي لزمه أن يتحرى ويصوم كما يلزمه أن‬
‫يتحرى ف وقت الصلة وف القبلة فإن ترى وصام فوافق الشهر أو ما بعده أجزأه فإن وافق‬
‫شهرا باللل ناقصا وشهر رمضان الذي صامه الناس كان تاما ففيه وجهان أحدها يزئه وهو‬
‫ختيار الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال لن الشهر يقع على ما بي الللي ولا لو نذر صوم‬
‫شهر فصام شهرا ناقصا بالهلة أجزأه‬
‫والثان أنه يب عليه صوم يوم وهو ختيار شيخنا القاضي أب الطيب الطبي رحه ال وهو‬
‫الصحيح عندي لنه فاته صوم ثلثي يوما وقد صام تسعة وعشرين يوما فلزمه صوم يوم‬
‫وإن وافق صومه شهرا قبل رمضان قال الشافعي رحه ال ل يزئه ولو قال قائل يزئه كان مذهبا‬
‫قال أبو إسحاق الروزي ل يزئه قول واحدا‬
‫وقال سائر أصحابنا فيه قولن أحدها يزئه لنه عبادة تفعل ف السنة مرة فجاز أن يسقط فرضها‬
‫بالفعل قبل الوقت عند الطإ كالوقوف بعرفة إذا أخطأ الناس ووقفوا قبل يوم عرفة‬
‫الثان ل يزئه وهو الصحيح لنه تعي له تيقن الطإ فيما يؤمن مثله ف القضاء فلم يعتد با فعله‬
‫كما لو ترى ف وقت الصلة فصلى قبل الوقت‬
‫فصل وجوب النية للصوم ول يصح صوم رمضان ول غيه من الصيام إل بالنية لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم إنا العمال بالنيات ولكل مرىء ما نوى ولنه عبادة مضة فلم يصح من غي نية‬
‫كالصلة وتب النية لكل يوم لن صوم كل يوم عبادة منفردة يدخل وقتها بطلوع الفجر ويرج‬
‫وقتها بغروب الشمس ول يفسد بفساد ما قبله ول بفساد ما بعده فلم تكفه نية واحدة كالصلة‬
‫ول يصح صوم رمضان ول غيه من الصوم الواجب إل بنية من الليل لا روت حفصة رضي ال‬
‫عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال من ل يبيت الصيام من الليل فل صيام له وهل توز نيته‬
‫مع طلوع الفجر فيه وجهان من أصحابنا من قال يوز لنه عبادة فجاز بنية تقارن بتداءها كسائر‬
‫العبادات‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يوز إل بنية من الليل لديث حفصة رضي ال عنها ولن أول وقت‬
‫الصوم يفى فوجب تقدي النية عليه بلف سائر العبادات فإذا قلنا بذا فهل توز النية ف جيع‬
‫الليل فيه وجهان من أصحابنا من قال ل يوز إل ف النصف الثان قياسا على أذان الصبح والدفع‬
‫من الزدلفة‬
‫قال أكثر أصحابنا توز ف جيع الليل لديث حفصة‬
‫____________________‬

‫ولنا لو أوجبنا النية ف النصف الثان ضاق ذلك على الناس وشق‬
‫فإن نوى بالليل ث أكل أو جامع ل تبطل نيته وحكي عن أب إسحاق أنه قال تبطل لن الكل‬
‫يناف الصوم فأبطل النية‬
‫والذهب الول‬
‫وقيل إن أبا إسحاق رجع عن ذلك والدليل عليه أن ال تعال أحل الكل إل طلوع الفجر فلو‬
‫كان الكل يبطل النية لا جاز أن يأكل إل الفجر لنه يبطل النية‬
‫فصل النية ف صيام التطوع وأما صوم التطوع فإنه يوز بنية قبل الزوال وقال الزن ل يوز إل‬
‫بنية من الليل كالفرض والدليل على جوازه ما روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال أصبح عندكم اليوم شيء تطعموناه يا عائشة فقالت ل فقال إن إذا صائم‬
‫ويالف الفرض لن النفل أخف من الفرض والدليل عليه أنه يوز ترك القيام وستبال القبلة ف‬
‫النفل مع القدرة ول يوز ف الفرض‬
‫وهل توز نيته بعد الزوال فيه قولن روى حرملة أنه يوز لنه جزء من النهار فجازت نية النفل‬
‫فيه كالنصف الول‬
‫وقال ف القدي و الديد ل توز لن النية ل تصحب معظم العبادة فأشبه إذا نوى مع غروب‬
‫الشمس ويالف النصف الول لن النية هناك صحبت معظم العبادة ومعظم الشيء يوز أن يقوم‬
‫مقام الميع ولذا لو أدرك معظم الركعة مع المام جعل مدركا للركعة ولو أدرك دون العظم ل‬
‫يعل مدركا لا‬
‫فإن صام التطوع بنية من النهار فهل يكون صائما من أول النهار أو من وقت النية فيه وجهان‬
‫قال أبو إسحاق يكون صائما من وقت النية لن ما قبل النية ل توجد فيه قصد القربة فلم يعل‬
‫صائما فيه‬
‫وقال أكثر أصحابنا إنه صائم من أول النهار لنه لو كان صائما من وقت النية ل يضره الكل‬
‫قبله‬
‫فصل ف تعيي النية ول يصح صوم رمضان إل بتعيي النية وهو أن ينوي أنه صائم من رمضان‬
‫لنه فريضة وهو قربة مضافة إل وقتها فوجب تعيي الوقت ف نيتها كصلة الظهر والعصر‬
‫وهل يفتقر إل نية الفرض فيه وجهان قال أبو إسحاق يلزمه أن ينوي صوم فرض رمضان لن‬
‫صوم رمضان قد يكون نفل ف حق الصب فيفتقر إل نية الفرض لتميزه من صوم الصب‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة ل يفتقر إل ذلك لن رمضان ف حق البالغ ل يكون إل فرضا فل‬
‫يفتقر إل تعيي الفرض فإن نوى ف ليلة الثلثي من شعبان‬
‫فقال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان أو عن تطوع وكان من رمضان ل يصح‬
‫لعلتي إحداها أنه ل يلص النية لرمضان‬
‫والثان أن الصل أنه من شعبان فلم تصح نية رمضان ولنه شاك ف دخول وقت العبادة فلم‬
‫تصح نيته كما لو شك ف دخول وقت الصلة وإن قال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن‬
‫رمضان وإن ل يكن من رمضان فأنا صائم عن تطوع ل يصح لعلة واحدة وهو أن الصل أنه من‬
‫شعبان فل يصح بنية الفرض‬
‫فإن قال ليلة الثلثي من رمضان إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان أو مفطر وكان‬
‫من رمضان ل يصح صومه لنه ل يلص النية للصوم‬
‫فإن قال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان وإن ل يكن فأنا مفطر وكان من رمضان‬
‫صح صومه لنه أخلص النية للفرض وبن على الصل لن الصل أنه من رمضان‬
‫ومن دخل ف الصوم ونوى الروج منه بطل صومه لن النية شرط ف جيعه فإذا قطعها ف أثنائه‬
‫بقي الباقي بغي نية فبطل وإذا بطل البعض بطل الميع لنه ل ينفرد بعضه عن بعض‬
‫ومن أصحابنا من قال ل تبطل لنه عبادة تتعلق الكفارة بنسها فلم تبطل بنية الروج كالج‬
‫والول أظهر لن الج ل يرج منه با يفسده والصوم يرج منه با يفسده فكان كالصلة‬
‫فصل ف الدخول ف الصوم والروج منه ويدخل ف الصوم بطلوع الفجر ويرج منه بغروب‬
‫الشمس لا روى عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا أقبل الليل من ههنا‬
‫وأدبر النهار من ههنا وغابت الشمس من ههنا فقد أفطر الصائم ويوز أن يأكل ويشرب ويباشر‬
‫إل طلوع الفجر لقوله تعال } فالن باشروهن وابتغوا ما كتب ال لكم وكلوا واشربوا حت يتبي‬
‫لكم اليط البيض من اليط السود من الفجر ث أتوا الصيام إل الليل { فإن جامع قبل طلوع‬
‫الفجر وأصبح وهو جنب جاز صومه لنه لا أذن ف الباشرة إل طلوع الفجر ث أمر بالصوم دل‬
‫على أنه يوز أن يصبح صائما وهو جنب وروت عائشة رضي ال عنها‬
‫____________________‬

‫أن النب صلى ال عليه وسلم كان يصبح جنبا من جاع غي حتلم ث يصوم‬
‫فإن طلع الفجر وف فيه طعام فأكله أو كان مامعا فستدام بطل صومه وإن لفظ الطعام أو أخرج‬
‫مع طلوع الفجر صح صومه‬
‫وقال الزن إذا أخرج مع طلوع الفجر ل يصح صومه لن الماع إيلج وإخراج وإذا بطل‬
‫باليلج بطل بالخراج‬
‫والدليل على أنه يصح صومه هو أن الخراج ترك الماع وما علق على فعل شيء ل يتعلق‬
‫بتركه كما لو حلف أل يلبس هذا الثوب وهو عليه فبدأ بنعه ل ينث وإن أكل وهو يشك ف‬
‫طلوع الفجر صح صومه لن الصل بقاء الليل وإن أكل وهو يشك ف غروب الشمس ل يصح‬
‫صومه لن الصل بقاء النهار‬
‫فصل فيما يرم على الصائم ويرم على الصائم الكل والشرب لقوله عز وجل } وكلوا واشربوا‬
‫حت يتبي لكم اليط البيض من اليط السود من الفجر ث أتوا الصيام إل الليل { وإن أكل أو‬
‫شرب وهو ذاكر للصوم عال بالتحري متار بطل صومه لنه فعل ما يناف الصوم من غي عذر‬
‫فبطل‬
‫فإن ستعط أو صب الاء ف أذنه فوصل إل دماغه بطل صومه لا روى لقيط بن صبة أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال إذا ستنشقت فأبلغ ف الوضوء إل أن تكون صائما فدل على أنه إذا‬
‫وصل إل الدماغ شيء بطل صومه ولن الدماغ أحد الوفي فبطل الصوم بالواصل إليه كالبطن‬
‫وإن حتقن بطل صومه لنه إذا بطل با يصل إل الدماغ بالسعوط فلن يبطل با يصل إل الوف‬
‫بالقنة أول‬
‫وإن كانت به جائفة أو آمة فداواها فوصل الدواء إل الوف أو الدماغ أو طعن نفسه أو طعنه‬
‫غيه بإذنه فوصلت الطعنة إل جوفه بطل صومه لا ذكرناه ف السعوط أو القنة‬
‫وإن زرق ف إحليله شيئا أو أدخل فيه ميل ففيه وجهان‬
‫أحدها يبطل صومه لنه منفذ يتعلق الفطر بالارج منه فتعلق بالواصل إليه كالفم‬
‫والثان أنه ل يبطل لن ما يصل إل الثانة ل يصل إل الوف فهو بنلة ما لو ترك ف فيه شيئا‬
‫فصل ف بيان الأكول ول فرق بي أن يأكل ما يؤكل أو ما ل يؤكل‬
‫فإن ستف ترابا أو بتلع حصاة أو درها أو دينارا بطل صومه لن الصوم هو المساك عن كل ما‬
‫يصل إل الوف وهذا ما أمسك ولذا يقال فلن يأكل الطي ويأكل الجر ولنه إذا بطل الصوم‬
‫با يصل إل الوف ما ليس يؤكل كالسعوط والقنة وجب أيضا أن يبطل با يصل ما ليس‬
‫بأكول‬
‫وإن قلع ما بقي بي أسنانه بلسانه وبتلعه بطل صومه‬
‫وإن جع ف فيه ريقا كثيا فبتلعه ففيه وجهان أحدها أنه يبطل صومه لنه بتلع ما يكنه الحتراز‬
‫منه ما ل حاجة به إليه فأشبه إذا قلع ما بي أسنانه وبتلعه‬
‫والثان ل يبطل لنه وصل إل جوفه من معدنه فأشبه ما يبتلعه من ريقه على عادته‬
‫فإن أخرج البلغم من صدره ث بتلعه أو جذبه من رأسه ث بتلعه بطل صومه‬
‫وإن ستقاء بطل صومه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫ستقاء فعليه القضاء ومن ذرعه القيء فل قضاء عليه ولن القيء إذا صعد ث تردد فرجع بعضه‬
‫إل الوف فيصي كطعام بتلعه‬
‫فصل حرمة الباشرة للصائم ويرم عليه الباشرة ف الفرج لقوله عز وجل فالن باشروهن إل قوله‬
‫تعال } ث أتوا الصيام إل الليل { فإن باشرها ف الفرج بطل صومه لنه أحد ما يناف الصوم فهو‬
‫كالكل‬
‫وإن باشرها فيما دون الفرج فأنزل أو قبل فأنزل بطل صومه وإن ل ينل ل يبطل صومه لا روى‬
‫جابر قال قبلت وأنا صائم فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فقلت قبلت وأنا صائم فقال أرأيت‬
‫لو تضمضت وأنت صائم فشبه القبلة بالضمضة وقد ثبت أنه إذا تضمض فوصل الاء إل جوفه‬
‫أفطر وإن ل يصل ل يفطر فدل على أن القبلة مثلها‬
‫____________________‬

‫وإن جامع قبل طلوع الفجر فأخرج مع الطلوع وأنزل ل يبطل صومه لن النزال تولد من‬
‫مباشرة هو مضطر إليها فلم يبطل الصوم وإن نظر وتلذذ فأنزل ل يبطل صومه لنه إنزال من غي‬
‫مباشرة فلم يبطل الصوم كما لو نام فحتلم وإن ستمن فأنزل بطل صومه لنه إنزال عن مباشرة‬
‫فهو كالنزال عن القبلة ولن الستمناء كالباشرة فيما دون الفرج من الجنبية ف الث والتعزير‬
‫فكذلك ف الفطار‬
‫فصل من أتى بفطر ناسيا وإن فعل ذلك كله ناسيا ل يبطل صومه لا روى أبو هريرة رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من أكل ناسيا أو شرب ناسيا فل يفطر فإنا هو رزق رزقه‬
‫ال تعال فنص على الكل والشرب وقسنا عليهما كل ما يبطل الصوم من الماع وغيه فإن‬
‫فعل ذلك وهو جاهل بتحريه ل يبطل صومه لنه يهل تريه فهو كالناسي وإن فعل ذلك به بغي‬
‫ختياره بأن أوجر الطعام ف حلقه مكرها ل يبطل صومه‬
‫وإن شد امرأته ووطئها وهي مكرهة ل يبطل صومها وإن ستدخلت الرأة ذكر رجل وهو نائم ل‬
‫يبطل صومه لديث أب هريرة رضي ال عنه ومن ذرعه القيء فل قضاء عليه فدل على أن كل ما‬
‫حصل بغي اختياره ل يب به القضاء ولن النب صلى ال عليه وسلم أضاف أكل الناسى إل ال‬
‫تعال فأسقط به القضاء فدل على أن كل ما حصل بغي فعله ل يوجب القضاء‬
‫وإن أكره حت أكل بنفسه أو أكره الرأة حت مكنت ) من الوطء ( فوطئها ففيه قولن أحدها‬
‫يبطل الصوم لنه فعل ما يناف الصوم لدفع الضرر وهو ذاكر للصوم فبطل صومه كما لو أكل‬
‫لوف الرض أو شرب لدفع العطش‬
‫والثان ل يبطل لنه وصل إل جوفه بغي ختياره فأشبه إذا أوجر ف حلقه وإن تضمض أو‬
‫استنشق فوصل الاء إل جوفه أو دماغه فقد نص فيه على قولي فمن أصحابنا من قال القولن إذا‬
‫ل يبالغ فأما إذا بالغ بطل صومه قول واحدا وهو الصحيح لن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫للقيط بن صبة إذا استنشقت فبالغ ف الوضوء إل أن تكون صائما فنهاه عن البالغة فلو ل يكن‬
‫وصول الاء ف البالغة يبطل الصوم ل يكن للنهي عن البالغة معن لن البالغة منهي عنها ف الصوم‬
‫وما تولد من سبب منهي عنه فهو كالباشرة‬
‫والدليل عليه أنه إذا جرح إنسانا فمات جعل كأنه باشر قتله‬
‫ومن أصحابنا من قال هي على قولي بالغ أو ل يبالغ‬
‫أحدها أنه يبطل صومه لقوله صلى ال عليه وسلم لن قبل وهو صائم أرأيت لو تضمضت فشبه‬
‫القبلة بالضمضة‬
‫وإذا قبل وأنزل بطل صومه فكذلك إذا تضمض فنل الاء إل جوفه وجب أن يبطل صومه‬
‫والثان ل يبطل لنه وصل إل جوفه بغي اختياره فلم يبطل صومه كغبار الطريق وغربلة الدقيق‬
‫وإن أكل أو جامع وهو يظن أن الفجر ل يطلع وكان قد طلع أو يظن أن الشمس قد غربت ول‬
‫تكن غربت لزمه القضاء لا روى حنظلة قال كنا ف الدينة ف شهر رمضان وف السماء شيء من‬
‫السحاب فظننا أن الشمس قد غربت فأفطر بعض الناس فأمر عمر رضي ال عنه من كان أفطر‬
‫أن يصوم يوما مكانه‬
‫ولنه مفرط لنه كان يكنه أن يسك إل أن يعلم فلم يعذر‬
‫فصل ف قضاء الصوم ومن أفطر ف رمضان بغي جاع من غي عذر وجب عليه القضاء لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم من ستقاء فعليه القضاء ولن ال تعال أوجب القضاء على الريض والسافر‬
‫مع وجود العذر فلن يب مع عدم العذر أول ويب عليه إمساك بقية النهار لنه أفطر بغي عذر‬
‫فلزمه إمساك بقية النهار ول تب عليه الكفارة لن الصل عدم الكفارة إل فيما ورد به الشرع‬
‫وقد ورد الشرع بإياب الكفارة ف الماع وما سواه ليس ف معناه لن الماع أغلظ ولذا يب‬
‫به الد ف ملك الغي ول يب فيما سواه فبقي على الصل وإن بلغ ذلك السلطان عزره لنه‬
‫مرم ليس فيه حد ول كفارة فثبت فيه التعزير كالباشرة فيما دون الفرج من الجنبية‬
‫فصل ف الفطار بالماع وإن أفطر بالماع من غي عذر وجب عليه القضاء لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم أمر الذي واقع أهله ف رمضان بقضائه ولنه إذا‬
‫وجب القضاء على الريض والسافر وها معذوران فعلى الامع أول ويب عليه إمساك بقية‬
‫النهار لنه أفطر بغي عذر‬
‫وف الكفارة ثلثة أقوال أحدها يب على الرجل دون الرأة لنه حق مال يتص بالماع فاختص‬
‫به الرجل دون الرأة كالهر‬
‫والثان يب على كل واحد منهما كفارة لنا عقوبة تتعلق بالماع فاستوى فيها‬
‫____________________‬

‫الرجل والرأة كحد الزنا‬


‫والثالث يب عليه عنه وعنها كفارة لن العراب سأل النب صلى ال عليه وسلم عن فعل‬
‫مشترك بينه وبينها فأوجب عتق رقبة فدل على أن ذلك عنه وعنها‬
‫فصل ف صفة كفارة الفطار بالماع والكفارة عتق رقبة فإن ل يد فصيام شهرين متتابعي فإن ل‬
‫يستطع فإطعام ستي مسكينا والدليل عليه ما روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أمر الذي وقع على امرأته ف يوم من شهر رمضان أن يعتق رقبة‬
‫قال ل أجد‬
‫قال صم شهرين متتابعي قال ل أستطيع‬
‫قال أطعم ستي مسكينا‬
‫قال ل أجد‬
‫فأت النب صلى ال عليه وسلم بعرق من تر فيه خسة عشر صاعا قال خذه وتصدق به‬
‫قال على أفقر من أهلي وال ما بي لبت الدينة أحوج من أهلي‬
‫فضحك النب صلى ال عليه وسلم حت بدت نواجذه قال خذه وستغفر ال تعال وأطعم أهلك‬
‫فإن قلنا يب عليه دونا عتب حاله فإن كان من أهل العتق أعتق وإن كان من أهل الصوم صام‬
‫وإن كان من أهل الطعام أطعم‬
‫وإن قلنا يب على كل واحد منهما كفارة عتب حال كل واحد منهما بنفسه فمن كان من أهل‬
‫العتق أعتق ومن كان من أهل الصوم صام ومن كان من أهل الطعام أطعم كرجلي أفطرا‬
‫بالماع‬
‫فإن قلنا يب عليه كفارة عنه وعنها عتب حالما فإن كانا من أهل العتق أعتق وإن كانا من أهل‬
‫الطعام أطعم وإن كانا من أهل الصيام وجب على كل واحد منهما صوم شهرين متتابعي لن‬
‫الصوم ل يتحمل‬
‫وإن ختلف حالما نظرت‬
‫فإن كان الرجل من أهل العتق وهي من أهل الصوم أعتق رقبة ويزىء عنهما لن من فرضه‬
‫الصوم إذا أعتق أجزأه وكان ذلك أفضل من الصوم‬
‫وإن كان من أهل الصوم وهي من أهل الطعام لزمه أن يصوم شهرين ويطعم عنها ستي مسكينا‬
‫لن النيابة تصح ف الطعام وإنا أوجبنا كفارتي لن الكفارة ل تتبعض فوجب تكميل نصف كل‬
‫واحدة منهما‬
‫وإن كان الرجل من أهل الصوم وهي من أهل العتق صام عن نفسه شهرين وأعتق عنها رقبة‬
‫وإن كان من أهل الطعام وهي من أهل الصوم أطعم عن نفسه ول يصم عنها لن الصوم ل‬
‫تدخله النيابة‬
‫وإن كانت الرأة أمة وقلنا إن المة ل تلك الال فهي من أهل الصوم ول يزىء عنها عتق فإن‬
‫قلنا إنا تلك الال أجزأ عنها العتق كالرة العسرة‬
‫وإن قدم الرجل من السفر وهو مفطر وهي صائمة فقالت أنا مفطرة فوطئها فإن قلنا إن الكفارة‬
‫عليه ل يلزمه ول يلزمها وإن قلنا إن الكفارة عنه وعنها وجب عليها الكفارة ف مالا لنا غرته‬
‫بقولا إن مفطرة وإن أخبته بصومها فوطئها وهي مطاوعة فإن قلنا إن الكفارة عنه دونا ل يب‬
‫عليه شيء وإن قلنا إن الكفارة عنه وعنها لزمه أن يكفر عنها إن كانت من أهل العتق أو الطعام‬
‫وإن كانت من أهل الصيام لزمها أن تصوم‬
‫وإن وطىء النون زوجته وهي صائمة متارة فإن قلنا إن الكفارة عنه دونا ل تب وإن قلنا تب‬
‫عنه وعنها فهل يتحمل الزوج فيه وجهان قال أبو العباس ل يتحمل لنه ) ل عقل ( له‬
‫وقال أبو إسحاق يتحمل لنا وجبت بوطئه والوطء كالناية وجناية النون مضمونة ف ماله‬
‫وإن كان الزوج نائما فاستدخلت الرأة ذكره فإن قلنا الكفارة عنه دونا فل شيء عليه وإن قلنا‬
‫عنهما ل يلزمه كفارة لنه ل يفطر ويب عليها أن تكفر ول يتحمل الزوج لنه ل يكن من جهته‬
‫فعل‬
‫وإن زن با ف رمضان فإن قلنا إن الكفارة عنه دونا وجبت عليه كفارة وإن قلنا عنه وعنها‬
‫وجب عليهما كفارتان ول يتحمل الرجل كفارتا لن الكفارة إنا تتحمل باللك ول ملك ههنا‬
‫فصل ف تكرار الماع وإن جامع ف يومي أو ف أيام وجب لكل يوم كفارة لن صوم كل يوم‬
‫عبادة منفردة فلم تتداخل كفاراتا كالعمرتي وإن جامع ف يوم مرتي ل يلزمه للثان كفارة لن‬
‫الماع الثان ل يصادف صوما وإن رأى هلل رمضان ورد الاكم شهادته فصام وجامع وجبت‬
‫عليه الكفارة لنه أفطر ف شهر رمضان بالماع من غي عذر فأشبه إذا قبل الاكم شهادته وإن‬
‫طلع‬
‫____________________‬

‫الفجر وهو مامع فستدام مع العلم بالفجر وجبت عليه الكفارة لنه منع صحة صوم يوم من‬
‫رمضان بماع من غي عذر فوجبت عليه الكفارة كما لو وطىء ف أثناء النهار‬
‫وإن جامع وعنده أن الفجر ل يطلع وكان قد طلع أو أن الشمس قد غربت ول تكن غربت ل‬
‫تب الكفارة لنه جامع وهو معتقد أنه يل له ذلك وكفارة الصوم عقوبة تب مع الأث فل تب‬
‫مع اعتقاد الباحة كالد‬
‫وإن أكل ناسيا فظن أنه أفطر بذلك ث جامع عامدا فالنصوص ف الصيام أنه ل تب الكفارة لنه‬
‫وطىء وهو معتقد أنه غي صائم فأشبه إذا وطىء وعنده أنه ليل ث بان أنه كان نارا‬
‫وقال شيخنا القاضي أبو الطيب الطبي يتمل عندي أن تب الكفارة لن الذي ظنه ل يبيح له‬
‫الوطء بلف ما لو جامع وهو يظن أن الشمس قد غربت لن الذي ظن هناك يبيح له الوطء‬
‫وإن أفطر بالماع وهو مريض أو مسافر ل تب الكفارة‬
‫لنه ) يل ( له الفطر فل تب الكفارة مع إباحة الفطر‬
‫وإن أصبح القيم صائما ث سافر وجامع وجبت عليه الكفارة لن السفر ل يبيح له الفطر ف هذا‬
‫اليوم فكان وجوده كعدمه‬
‫وإن أصبح الصحيح صائما ث مرض وجامع ل تب الكفارة لن الرض يبيح له الفطر ف هذا‬
‫اليوم وإن جامع ث سافر ل تسقط عنه الكفارة لن السفر ل يبيح له الفطر ف يومه فل يسقط ما‬
‫وجب فيه من الكفارة‬
‫وإن جامع ث مرض أو جن ففيه قولن أحدها أنه ل تسقط عنه الكفارة لنه معن طرأ بعد‬
‫وجوب الكفارة فل يسقط الكفارة السفر‬
‫والثان يسقط لن اليوم يرتبط بعضه ببعض فإذا خرج جزؤه عن أن يكون صائما فيه أو عن أن‬
‫يكون الصوم فيه مستحقا خرج أوله عن أن يكون صوما أو مستحقا فيكون جاعه ف يوم فطر أو‬
‫ف يوم صوم غي مستحق فل تب به الكفارة‬
‫فصل ف الوطء كله سواء ف الفطار ووطء الرأة ف الدبر واللواط كالوطء ف الفرج ف جيع ما‬
‫ذكرناه من إفساد الصوم ووجوب الكفارة والقضاء لن الميع وطء ولن الميع ف إياب الد‬
‫واحد فكذلك ف إفساد الصوم وإياب الكفارة وأما إتيان البهيمة ففيه وجهان من أصحابنا من‬
‫قال يبن ذلك على وجوب الد فإن قلنا يب فيه الد أفسد الصوم وأوجب الكفارة كالماع‬
‫ف الفرج‬
‫وإن قلنا يب فيه التعزير ل يفسد الصوم ول تب به الكفارة لنه كالوطء فيما دون الفرج ف‬
‫التعزير فكان مثله ف إفساد الصوم وإياب الكفارة‬
‫ومن أصحابنا من قال يفسد الصوم ويوجب الكفارة قول واحدا لنه وطء يوجب الغسل فجاز‬
‫أن يتعلق به إفساد الصوم وإياب الكفارة كوطء الرأة‬
‫فصل فيمن عجز عن الكفارة ومن وطىء وطأ يوجب الكفارة ول يقدر على الكفارة ففيه قولن‬
‫أحدها ل يب لقوله صلى ال عليه وسلم للعراب خذه واستغفر ال وأطعم أهلك ولنه حق‬
‫مال يب ل تعال ل على وجه البدل فلم يب مع العجز كزكاة الفطر‬
‫والثان أنا تثبت ف الذمة فإذا قدر لزمه أداؤها وهو الصحيح لنه حق ل تعال يب بسبب من‬
‫جهته فلم يسقط بالعجز كجزاء الصيد‬
‫فصل فيمن أغمي عليه جيع النهار إذا نوى الصوم من الليل ث أغمي عليه جيع النهار ول يصح‬
‫صومه وعليه القضاء‬
‫وقال الزن يصح صومه كما لو نوى الصوم ث نام جيع النهار والدليل على أن الصوم ل يصح‬
‫أن الصوم نية وترك لو نفرد الترك عن النية ل يصح فإذا انفردت النية عن الترك ل يصح‬
‫وأما النوم فإن أبا سعيد الصطخري قال إذا نام جيع النهار ل يصح صومه كما ل يصح إذا‬
‫أغمي عليه جيع النهار‬
‫والذهب أنه يصح صومه إذا نام والفرق بينه وبي الغماء أن النائم ثابت العقل لنه إذا نبه نتبه‬
‫والغمى عليه بلفه ولن النائم كالستيقظ ولذا وليته ثابتة على ماله بلف الغمى عليه‬
‫وإن نوى الصوم ث أغمي عليه ف بعض النهار فقد قال ف كتاب الظهار و متصر البويطي إذا‬
‫كان ف أوله مفيقا صح صومه وقال ف كتاب الصوم إذا أفاق ف بعضه أجزأه وقال ف ختلف أب‬
‫حنيفة وابن أب ليلى إذا كانت صائمة فأغمي عليها أو حاضت بطل صومها‬
‫وخرج أبو العباس قول آخر أنه إن كان مفيقا ف طرف النهار صح صومه فمن أصحابنا من قال‬
‫السألة على قول واحد أنه يعتب أن يكون مفيقا ف أول النهار وتأول ما سواه من القوال على‬
‫هذا‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه أربعة أقوال‬
‫أحدها أنه يعتب الفاقة ف أوله كالنية تعتب ف أوله‬
‫والثان تعتب الفاقة ف طرفيه كما أن ف الصلة يعتب القصد ف الطرفي ف الدخول والروج ول‬
‫يعتب فيما بينهما‬
‫والثالث أنه تعتب الفاقة ف جيعه فإذا أغمي عليه ف بعضه ل يصح صومه لنه معن إذا طرأ أسقط‬
‫فرض الصلة فأبطل الصوم كاليض‬
‫والرابع أنه تعتب الفاقة ف جزء منه‬
‫ول أعرف له وجها‬
‫وإن نوى الصوم ث جن ففيه قولن قال ف الديد يبطل الصوم لنه عارض يسقط فرض الصلة‬
‫فأبطل الصوم كاليض‬
‫وقال ف القدي هو كالغماء لنه يزيل العقل والولية فهو كالغماء‬

‫____________________‬

‫فصل ما يوز للصائم ويوز للصائم أن ينل إل الاء ويغطس فيه لا روى أبو بكر بن عبد الرحن‬
‫بن الارث بن هشام قال حدثن من رأى النب صلى ال عليه وسلم ف يوم صائف يصب الاء‬
‫على رأسه من شدة الر والعطش وهو صائم‬
‫ويوز أن يكتحل لا روي عن أنس رضي ال عنه أنه كان يكتحل وهو صائم ولن العي ليس‬
‫بنفذ فلم يبطل الصوم با وصل إليها‬
‫ويوز أن يتجم لا روى ابن عباس رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم أنه حتجم وهو‬
‫صائم‬
‫قال ف الم ولو ترك كان أحب إل لا روى عبد الرحن بن أب ليلى عن أصحاب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قالوا إنا نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الجامة والوصال ف الصوم‬
‫إبقاء على أصحابه‬
‫قال وأكره له العلك لنه يفف الفم ويعطش ول يفطر لنه يدور ف الفم ول ينل إل الوف منه‬
‫شيء‬
‫وإن تفرك وتفتت فوصل إل الوف منه شىء بطل الصوم‬
‫ويكره له أن يضغ البز فإن كان له ولد صغي ول يكن له من يضغ له غيه ل يكره له ذلك‬
‫ومن حركت القبلة شهوته كره له أن يقبل وهو صائم والكراهة كراهية تري وإن ل تكن ترك‬
‫القبلة شهوته قال الشافعي رحه ال فل باس به وتركها أول‬
‫والصل ف ذلك ما روت عائشة رضي ال عنها قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل‬
‫ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لربه وعن ابن عباس رضي ال عنه أنه أرخص فيها‬
‫للشيخ وكرههها للشاب ولن ف حق أحدها ل يؤمن أن ينل فيفسد الصوم وف الخر يؤمن‬
‫ففرق بينهما‬
‫فصل فيما يتنه عنه الصائم وينبغى للصائم أن ينه صومه عن الغيبة والشتم فإن شوت فليقل إن‬
‫صائم لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا كان أحدكم‬
‫صائما فل يرفث ول يهل فإن مرؤ قاتله أو شاته فليقل إن صائم‬
‫فصل ف حكم الوصال ويكره الوصال ف الصوم لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال إياكم والوصال إياكم والوصال قالوا إنك تواصل يا رسول ال قال إن لست‬
‫كهيئتكم إن أبيت يطعمن رب ويسقين وهل هو كراهية تنيه أو تري فيه وجهان أحدها أنه‬
‫كراهة تري لن النهي يقتضي التحري‬
‫والثان أنه كراهية تنيه لنه إنا نى عنه حت ل يضعف عن الصوم وذلك أمر غي متحقق فلم‬
‫يتعلق به إث فإن واصل ل يبطل صومه لن النهي ل يرجع إل الصوم فل يوجب بطلنه‬
‫فصل ف فضل السحور والستحب أن يتسحر للصوم لا روى أنس رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال تسحروا فإن ف السحور بركة ولن فيه معونة على الصوم‬
‫ويستحب تأخي السحور ولا روي أنه قيل لعائشة رضي ال عنها أن عبد ال يعجل الفطر ويؤخر‬
‫السحور فقالت هكذا كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعل‬
‫ولن السحور يراد ليتقوى به على الصوم فكان التأخي‬
‫____________________‬

‫أبلغ ف ذلك وكان أول‬


‫ويستحب أن يعجل الفطر إذا تقق غروب الشمس لديث عائشة رضي ال عنها ولا روى أبو‬
‫هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يزال هذا الدين ظاهرا ما عجل‬
‫الناس الفطر لن اليهود والنصارى يؤخرون‬
‫والستحب أن يفطر على تر فإن ل يد فعلى الاء لا روى سلمان بن عامر قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا أفطر أحدكم فليفطر على تر فإن ل يد فليفطر على ماء فإنه طهور‬
‫والستحب أن يقول عند إفطاره اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت لا روى أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا صام ث أفطر قال اللهم لك صمت وعلى‬
‫رزقك أفطرت‬
‫ويستحب أن يفطر الصائم لا روى زيد بن خالد الهن أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫فطر صائما فله مثل أجره ول ينقص من أجر الصائم شيء‬
‫فصل تنجيز قضاء رمضان إذا كان عليه قضاء أيام من رمضان ول يكن له عذر ل يز له أن يؤخر‬
‫إل أن يدخل رمضان آخر فإن أخره حت أدركه رمضان آخر وجب عليه لكل يوم مد من طعام‬
‫لا روي عن بن عباس وابن عمر وأب هريرة رضي ال عنهم أنم قالوا فيمن عليه صوم فلم يصمه‬
‫حت أدركه رمضان يطعم عن الول‬
‫فإن أخر سني ففيه وجهان أحدها يب لكل سنة مد لنه تأخي سنة فأشبه السنة الول‬
‫الثان ل يب للثانية شيء لن القضاء مؤقت فيما بي رمضاني‬
‫فإذا أخر عن السنة الول فقد أخره عن وقته فوجبت الكفارة وهذا العن ل يوجد فيما بعد‬
‫السنة الول فلم يب للتأخي كفارة‬
‫والستحب أن يقضي ما عليه متتابعا لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال من كان‬
‫عليه صوم من رمضان فليسرده ول يقطعه ولن فيه مبادرة إل أداء الفرض ولن هذا أشبه‬
‫بالداء‬
‫فإن قضاه متفرقا جاز لقوله تعال } فعدة من أيام أخر { ول يفرق ولنه تتابع وجب لجل الوقت‬
‫فسقط بفوات الوقت‬
‫فإن كان عليه قضاء اليوم الول فصام ونوى به اليوم الثان فإنه يتمل أن يزئه لن تعيي اليوم‬
‫غي واجب ويتمل أل يزئه لنه نوى غي ما عليه فلم يزه كما لو كان عليه عتق عن اليمي‬
‫فنوى العتق عن الظهار‬
‫فصل من مات وعليه صوم إذا كان عليه قضاء شيء من رمضان فلم يصم حت مات نظرت فإن‬
‫أخره لعذر اتصل حت مات ل يب عليه شيء لنه فرض ل يتمكن منه إل الوت فسقط حكمه‬
‫كالج وإن زال العذر وتكن فلم يصم حت مات أطعم عنه لكل مسكي مد من طعام‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قول آخر أنه يصام عنه لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال من مات وعليه صوم رمضان صام عنه وليه ولنا عبادة تب الكفارة‬
‫بإفسادها فجاز أن يقضى عنه بعد الوت كالج‬
‫والنصوص ف الم هو الول وهو الصحيح والدليل عليه ما روى بن عمر رضي ال عنهما أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال من مات وعليه صيام فليطعم عنه مكان كل يوم مسكي ولنه‬
‫عبادة ل يدخلها النيابة ف حال الياة فل يدخلها النيابة بعد الوت كالصلة‬
‫فإن قلنا إنه يصام عنه فصام عنه وليه أجزأه‬
‫وإن أمر أجنبيا فصام عنه بأجرة أو بغي أجرة أجزأه كالج‬
‫وإن قلنا يطعم عنه نظرت فإن مات قبل أن يدركه رمضان آخر أطعم عنه عن كل يوم مسكي‬
‫وإن مات بعد أن أدركه رمضان آخر ففيه وجهان أحدها يلزمه مدان مد للصوم ومد للتأخي‬
‫والثان أنه يكفيه مد واحد للتأخي لنه إذا أخرج مدا للتأخي زال التفريط بالد فيصي كما لو‬
‫أخره من غي تفريط فل تلزمه كفارة‬
‫باب صوم التطوع واليام الت ني عن الصيام فيها يستحب لن صام رمضان أن يتبعه بست من‬
‫شوال لا روى أبو أيوب النصاري رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنا صام الدهر كله ويستحب لغي الاج صوم يوم عرفة‬
‫____________________‬

‫لا روى أبو قتادة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم صوم يوم عاشوراء كفارة سنة وصوم‬
‫يوم عرفة كفارة سنتي سنة قبلها ماضية وسنة بعدها مستقبلة ول يستحب ذلك للحاج لا روت‬
‫أم الفضل بنت الارث أن ناسا اختلفوا عندها ف يوم عرفة ف رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال بعضهم هو صائم‬
‫وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح من لب وهو واقف على بعيه بعرفة فشرب منه‬
‫ولن الدعاء ف هذا اليوم يعظم ثوابه والصوم يضعفه فكان الفطار أفضل‬
‫ويستحب صوم يوم عاشوراء لديث أب قتادة ويستحب أن يصوم تاسوعاء لا روى ابن عباس‬
‫رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لئن بقيت إل قابل يعن يوم عاشوراء‬
‫لصومن اليوم التاسع ويستحب صيام أيام البيض وهي ثلثة أيام لا روى أبو هريرة رضي ال عنه‬
‫قال أوصان خليلي صلى ال عليه وسلم بصيام ثلثة أيام من كل شهر‬
‫ويستحب صوم يوم الثني ويوم الميس لا روى أسامة بن زيد رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم كان يصوم يوم الثني ويوم الميس فسئل عن ذلك فقال إن أعمال الناس تعرض‬
‫يوم الثني ويوم الميس‬
‫فصل ف صوم الدهر ول يكره صوم الدهر إذا أفطر ف أيام النهي ول يترك فيه حقا ول يف‬
‫ضررا لا روت أم كلثوم رضي ال عنها مولة أساء قالت قيل لعائشة رضي ال عنها تصومي‬
‫الدهر وقد نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن صيام الدهر قالت نعم وقد سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ينهى عن صيام الدهر ولكن من أفطر يوم النحر ويوم الفطر فلم يصم الدهر‬
‫وسئل عبد ال بن عمر رضي ال عنهما عن صيام الدهر فقال أولئك فينا من السابقي يعن من‬
‫صام الدهر‬
‫وإن خاف ضررا أو تضييع حق كره لا روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم آخى بي سلمان‬
‫وبي أب الدرداء فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك فقالت إن‬
‫أخاك ليس له حاجة ف شيء من الدنيا فقال سلمان يا أبا الدرداء إن لربك عليك حقا إن لهلك‬
‫عليك حقا ولسدك عليك حقا فصم وأفطر وقم ون وائت أهلك وأعط كل ذي حق حقه‬
‫فذكر أبو الدرداء لرسول ال صلى ال عليه وسلم ما قال سلمان فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫مثل ما قال سلمان‬
‫ول يوز للمرأة أن تصوم التطوع وزوجها حاضر إل بإذنه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ل تصومن الرأة ) وزوجها ( شاهد إل بإذنه ولن حق الزوج فرض فل يوز تركه لنفل‬
‫فصل إتام صوم التطوع ومن دخل ف صوم تطوع أو صلة تطوع استحب له إتامها فإن خرج‬
‫منها جاز لا روت عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت دخل علي رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال هل عندك شيء فقلت ل‬
‫فقال إن إذا أصوم ث دخل علي يوما آخر فقال هل عندك شيء فقلت نعم فقال إذا أفطر وإن‬
‫كنت قد فرضت الصوم‬
‫فصل ف صوم يوم الشك ول يوز صوم يوم الشك لا روي عن عمار رضي ال عنه أنه قال من‬
‫صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى ال عليه وسلم‬
‫فإن صام يوم الشك عن رمضان ل يصح لقوله صلى ال عليه وسلم ول تستقبلوا الشهر استقبال‬
‫ولنه يدخل ف العبادة وهو يشك ف وقتها فلم يصح كما لو دخل ف الظهر وهو يشك ف وقتها‬
‫وإن صام فيه عن فرض عليه كره وأجزأه كما لو صلى ف دار مغصوبة وإن صام عن تطوع‬
‫نظرت فإن ل يصله با قبله ول وافق عادة له ل يصح لن التطوع مرد قربة فل يصل بفعل‬
‫معصية‬
‫وإن وافق عادة له جاز لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫تقدموا الشهر بيوم ول بيومي إل أن‬
‫____________________‬

‫يوافق صوما كان يصومه أحدكم فإن وصله با قبل النصف جاز وإن وصله با بعده ل يز لا‬
‫روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا انتصف شعبان فل صيام حت‬
‫يكون رمضان‬
‫فصل ف صوم يوم المعة ويكره أن يصوم يوم المعة وحده فإن وصله بيوم قبله أو بيوم بعده ل‬
‫يكره لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يصومن أحدكم يوم‬
‫المعة إل أن يصوم قبله أو يصوم بعده‬
‫فصل ف صوم يوم الفطر ول يوز صوم يوم الفطر ويوم النحر فإن صام فيه ل يصح لا روى عمر‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن صيام هذين اليومي أما يوم الضحى‬
‫فتأكلون فيه من لم نسككم وأما يوم الفطر ففطركم من صيامكم‬
‫فصل ف صوم أيام التشريق ول يوز أن يصوم ف أيام التشريق صوما غي صوم التمتع فإن صام ل‬
‫يصح لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن صيام ستة أيام يوم‬
‫الفطر ويوم النحر وأيام التشريق واليوم الذي يشك فيه أنه من رمضان وهل يوز فيها صوم‬
‫التمتع فيه قولن قال ف القدي يوز لا روي عن ابن عمر وعائشة رضي ال عنهما أنما قال ل‬
‫يرخص ف صوم أيام التشريق إل لتمتع ل يد الدي‬
‫وقال ف الديد ل يوز لن كل يوم ل يوز فيه صوم غي التمتع ل يوز فيه صوم التمتع كيوم‬
‫العيد‬
‫فصل النية ف رمضان ول يوز أن يصوم ف رمضان عن غي رمضان حاضرا كان أو مسافرا فإن‬
‫صام عن غيه ل يصح صومه عن رمضان لنه ل ينوه ول يصح عما نواه لن الزمان مستحق‬
‫لصوم رمضان فل يصح فيه غيه‬
‫فصل ف فضل ليلة القدر ويستحب طلب ليلة القدر لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال من قام ليلة القدر إيانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ويطلب‬
‫ذلك ف ليال الوتر من العشر ) الواخر ( من شهر رمضان لا روى أبو سعيد الدري رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال التمسوها ف العشر الواخر من شهر رمضان ف كل وتر‬
‫قال الشافعي رحه ال والذي يشبه أن تكون ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلث وعشرين‬
‫والدليل عليه ما روى أبو سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال رأيت هذه الليلة ث أنسيتها ورأيتن أسجد ف صبيحتها ف ماء وطي قال أبو سعيد وانصرف‬
‫علينا وعلى جبهته وأنفه أثر الاء والطي ف صبيحة يوم إحدى وعشرين‬
‫وروى عبد ال بن أنيس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أريت ليلة القدر ث‬
‫أنسيتها ورأيتن أسجد ف ماء وطي فمطرنا ليلة ثلث وعشرين فصلى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وإن أثر الاء والطي على جبهته‬
‫قال الشافعي رحه ال ول أحب ترك طلبها فيها كلها‬
‫قال أصحابنا إذا قال لمرأته أنت طالق ليلة القدر فإن كان ذلك ف رمضان قبل مضي ليلة من‬
‫ليال العشر حكم بالطلق ف الليلة الخية من الشهر وإن كان قد مضت ليلة وقع الطلق ف‬
‫السنة الثانية ف مثل تلك الليلة الت قال فيها ذلك‬
‫والستحب أن يقول فيها اللهم إنك عفو تب العفو فاعف عن لا روت عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت يا رسول ال أرأيت إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول قال تقولي اللهم إنك عفو تب العفو‬
‫فاعف عن‬

‫____________________‬

‫كتاب العتكاف العتكاف سنة حسنة لا روى أب بن كعب وعائشة رضي ال عنهما أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يعتكف العشر الواخر من شهر رمضان وف حديث عائشة رضي ال عنها‬
‫فلم يزل يعتكف حت مات‬
‫ويب بالنذر لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع‬
‫ال تعال فليطعه ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه‬
‫فصل ف شروط صحة العتكاف ول يصح إل من مسلم عاقل فأما الكافر فل يصح منه لنه من‬
‫فروع اليان ول يصح من الكافر كالصوم‬
‫وأما من زال عقله كالنون والبسم فل يصح منه لنه ليس من أهل العبادات فلم يصح منه‬
‫العتكاف كالكافر‬
‫فصل ف اعتكاف الرأة ول يوز للمرأة أن تعتكف بغي إذن الزوج لن ستمتاعها ملك له فل‬
‫يوز إبطاله عليه بغي إذنه ول يوز للعبد أن يعتكف بغي إذن موله لن منفعته لوله فل يوز‬
‫إبطالا عليه بغي إذنه فإن نذرت الرأة العتكاف بإذن الزوج أو نذر العبد بإذن موله نظرت فإن‬
‫كان غي متعلق بزمان يعينه ل يز أن يدخل فيه بغي إذنه لن العتكاف ليس على الفور وحق‬
‫الزوج والول على الفور فقدم على العتكاف‬
‫وإن كان النذر متعلقا بزمان يعينه جاز أن يدخل فيه بغي إذنه لنه تعي عليه فعله بإذنه‬
‫وإن عتكفت الرأة بإذن الزوج أو العبد بإذن موله نظرت فإن كان ف تطوع جاز له أن يرجه‬
‫منه لنه ل يلزمه بالدخول فجاز إخراجه منه وإن كان ف فرض متعلق بزمان يعينه ل يز له‬
‫إخراجه منه لنه تعي عليه فعله ف وقته فل يوز إخراجه منه وإن كان ف فرض غي متعلق بزمان‬
‫يعينه ففيه وجهان أحدها ل يوز إخراجه منه لنه وجب بإذنه ودخل فيه بإذنه فلم يز إخراجه‬
‫منه‬
‫والثان أنه إن كان متتابعا ل يز إخراجه منه لنه ل يوز له الروج منه فل يوز إخراجه منه‬
‫كالنذور ف زمان بعينه وإن كان غي متتابع جاز إخراجه منه لنه يوز له الروج منه فجاز‬
‫إخراجه منه كالتطوع‬
‫فصل ف اعتكاف الكاتب وأما الكاتب فإنه يوز له أن يعتكف بغي إذن موله لنه ل حق للمول‬
‫ف منفعته فجاز أن يعتكف بغي إذنه كالر ومن نصفه حر ونصفه عبد ينظر فيه فإن ل يكن بينه‬
‫وبي الول مهايأة فهو كالعبد وإن كان بينهما مهايأة ففي اليوم الذي هو للمول كالعبد ل‬
‫يعتكف لن حق السيد متعلق بنفعته وف اليوم الذي هو له كالكاتب لن حق الول ل يتعلق‬
‫بنفعته‬
‫فصل اشتراط السجد ول يصح العتكاف من الرجل إل ف السجد لقوله تعال } ول تباشروهن‬
‫وأنتم عاكفون ف الساجد { فدل على أنه ل يكون إل ف السجد‬
‫ول يصح العتكاف من الرأة إل ف السجد لن من صح اعتكافه ف السجد ل يصح اعتكافه ف‬
‫غي السجد كالرجل‬
‫فصل ف فضل السجد الامع والفضل أن يعتكف ف السجد الامع لن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عتكف ف السجد الامع ولن الماعة ف صلته أكثر ولنه يرج من اللف فإن‬
‫الزهري قال ل يوز ف غيه وإن نذر أن يعتكف ف مسجد غي الساجد الثلثة وهي السجد‬
‫الرام ومسجد الدينة والسجد القصى جاز أن يعتكف ف غيه لنه ل مزية لبعضها على بعض‬
‫فلم يتعي‬
‫وإن نذر أن يعتكف ف السجد الرام لزمه أن يعتكف فيه لا روي أن عمر رضي ال عنه قال‬
‫قلت لرسول ال صلى ال عليه وسلم إن نذرت أن أعتكف ليلة ف السجد الرام‬
‫فقال له النب صلى ال عليه وسلم أوف بنذرك ولنه أفضل من سائر الساجد ول يوز أن يسقط‬
‫فرضه با دونه‬
‫وإن نذر أن يعتكف ف مسجد الدينة أو السجد القصى ففيه قولن أحدها أنه يلزمه أن يعتكف‬
‫فيه لنه مسجد ورد الشرع بشد الرحال إليه فتعي بالنذر كالسجد الرام‬
‫والثان ل يتعي لنه مسجد ل يب قصده بالشرع فلم يتعي بالنذر كسائر الساجد‬

‫____________________‬

‫فصل ف العتكاف بصوم والفضل أن يعتكف بصوم لن النب صلى ال عليه وسلم كان يعتكف‬
‫ف شهر رمضان فإن عتكف بغي صوم جاز لديث عمر رضي ال عنه إن نذرت أن أعتكف ليلة‬
‫ف الاهلية فقال له النب صلى ال عليه وسلم أوف بنذرك ولو كان الصوم شرطا فيه ل يزه‬
‫بالليل وحده‬
‫فإن نذر أن يعتكف يوما بصوم فعتكف بغي صوم ففيه وجهان قال أبو علي الطبي يزيه‬
‫العتكاف عن النذر وعليه أن يصوم يوما لنما عبادتان تنفرد كل واحدة منهما عن الخرى فلم‬
‫يلزمه المع بينهما بالنذر كالصوم والصلة‬
‫وقال عامة أصحابنا ل يزئه وهو النصوص ف الم لن الصوم صفة مقصودة ف العتكاف فلزمه‬
‫بالنذر كالتتابع‬
‫ويالف الصوم والصلة لن إحداها ليست بصفة مقصودة ف الخرى‬
‫فصل ف زمن العتكاف ويوز العتكاف ف جيع الزمان والفضل أن يعتكف ف العشر‬
‫) الواخر ( من شهر رمضان لديث أب بن كعب وعائشة رضي ال عنهما‬
‫ويوز أن يعتكف ما شاء من ساعة ويوم وشهر كما يوز أن يتصدق با شاء من قليل وكثي‬
‫وإن نذر اعتكافا مطلقا أجزأه ما يقع عليه السم كما يزئه ف نذر الصوم والصدقة ما يقع عليه‬
‫السم‬
‫قال الشافعي رحه ال وأحب أن يعتكف يوما وإنا استحب ذلك ليخرج من اللف فإن أبا‬
‫حنيفة رحه ال ل ييز أقل من يوم‬
‫وإن نذر اعتكاف العشر الخر دخل فيه ليلة الادي والعشرين قبل غروب الشمس ليستوف‬
‫الفرض بيقي كما يغسل جزءا من رأسه ليستوف غسل الوجه بيقي ويرج منه بلل شوال تاما‬
‫كان الشهر أو ناقصا لن العشر عبارة عما بي العشرين إل آخر الشهر‬
‫وإن نذر عتكاف عشرة أيام من آخره وكان الشهر ناقصا عتكف بعد الشهر يوما آخر لتمام‬
‫العشرة لن العشرة عبارة عن عشرة آحاد بلف العشر‬
‫فصل ف نذر العتكاف وإن نذر أن يعتكف شهرا نظرت فإن كان شهرا بعينه لزمه اعتكافه ليل‬
‫ونارا سواء كان الشهر تاما أو ناقصا لن الشهر عبارة عما بي الللي ت أو نقص‬
‫وإن نذر عتكاف نار الشهر لزمه بالنهار دون الليل لنه خص النهار فلم يلزمه بالليل فإن فاته‬
‫الشهر ول يعتكف فيه لزمه قضاؤه ويوز أن يقضيه متتابعا ومتفرقا لن التتابع ف أدائه بكم‬
‫الوقت فإذا فات سقط كالتتابع ف صوم رمضان‬
‫وإن نذر أن يعتكف متتابعا لزمه قضاؤه متتابعا لن التتابع ههنا بكم النذر فلم يسقط بفوات‬
‫الوقت‬
‫قال ف الم إذا نذر اعتكاف شهر وكان قد مضى الشهر ل يلزمه لن العتكاف ف شهر ماض‬
‫مال‬
‫وإن نذر اعتكاف شهر غي معي واعتكف شهرا بالهلة أجزأه ت الشهر أو نقص لن اسم الشهر‬
‫يقع عليه‬
‫وإن اعتكف شهرا بالعدد لزمه ثلثون يوما لن الشهر بالعدد ثلثون يوما ث ينظر فيه فإن شرط‬
‫التتابع لزمه متتابعا لقوله صلى ال عليه وسلم من نذر نذرا ساه لزمه الوفاء به وإن شرط أن‬
‫يكون متفرقا جاز أن يكون متفرقا ومتتابعا لن التتابع أفضل من التفرق فجاز أن يسقط أدن‬
‫الفرضي بأفضلهما كما لو نذر أن يعتكف ف غي السجد الرام فإن له أن يعتكف ف السجد‬
‫الرام وإن أطلق النذر جاز متفرقا ومتتابعا كما لو نذر صوم شهر‬
‫وإن نذر اعتكاف يوم لزمه أن يدخل فيه قبل طلوع الفجر ويرج منه بعد غروب الشمس‬
‫ليستوف الفرض بيقي‬
‫وهل يوز له أن يفرقه ف ساعات أيام فيه وجهان أحدها يوز كما يوز أن يعتكف شهرا من‬
‫شهور‬
‫والثان ل يوز لن اليوم عبارة عما بي طلوع الفجر إل غروب الشمس‬
‫فصل وإن نذر اعتكاف يومي لزمه اعتكافهما وف الليلة الت بينهما ثلثة أوجه أحدها أنه يلزمه‬
‫اعتكافها لنه ليل يتخلل ناري العتكاف فلزمه اعتكافه كليال العشر‬
‫والثان أنه إن شرط التتابع لزمه اعتكافه لنه ل ينفك منه اليومان فلزمه اعتكافه وإن ل يشرط‬
‫التتابع ل يلزمه اعتكافه لنه قد ينفك منه اليومان ول يلزمه اعتكافه‬
‫والثالث أنه ل يلزمه شرط التتابع فيه أو أطلق وهو الظهر لنه زمان ل يتناوله نذره فلم يلزمه‬
‫اعتكافه دليله ما قبله وما بعده‬
‫وإن نذر اعتكاف ليلتي لزمه اعتكافهما وف اليوم الذي بينهما الوجه الثلثة‬
‫وإن نذر اعتكاف ثلثي يوما لزمه اعتكاف ثلثي يوما وف لياليها الوجه الثلثة‬

‫____________________‬

‫فصل اشتراط النية ف العتكاف ول يصح العتكاف إل بالنية لقوله صلى ال عليه وسلم إنا‬
‫العمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى ولنا عبادة مضة فلم تصح من غي نية كالصوم والصلة‬
‫فإن كان العتكاف فرضا لزمه تعيي النية للفرض لتميزه عن التطوع‬
‫وإن دخل ف العتكاف ث نوى الروج منه ففيه وجهان أحدها يبطل لنه قطع شرط صحته‬
‫فأشبه إذا قطع نية الصلة‬
‫والثان ل يبطل لنه قربة تتعلق بكان فلم يرج منه بنية الروج كالج‬
‫فصل ف خروج العتكف ول يوز للمعتكف أن يرج من السجد لغي عذر لا روت عائشة رضي‬
‫ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم كان يدن إل رأسه لرجله وكان ل يدخل البيت إل لاجة‬
‫النسان فإن خرج من غي عذر بطل اعتكافه لن العتكاف هو اللبث ف السجد فإذا خرج منه‬
‫فقد فعل ما ينافيه من غي عذر فبطل كما لو أكل ف الصوم‬
‫ويوز أن يرج رأسه ورجله ول يبطل اعتكافه لديث عائشة رضي ال عنها ولن بإخراج الرأس‬
‫والرجل ل يصي خارجا ولذا لو حلف ل خرجت من الدار فأخرج رأسه أو رجله ل ينث‬
‫فصل ما يوز له الروج ويوز أن يرج لاجة النسان ول يبطل اعتكافه لديث عائشة رضي‬
‫ال عنها ولن ذلك خروج لا ل بد له منه فلم ينع منه‬
‫وإن كان للمسجد سقاية ل يلزمه قضاء الاجة فيها لن ذلك نقصان مروءة وعليه ف ذلك مشقة‬
‫فلم يلزمه وإن كان بقربه بيت صديق له ل يلزمه قضاء الاجة فيه لنه ربا احتشم وشق عليه فلم‬
‫يكلف ذلك‬
‫وإن كان له بيتان قريب وبعيد ففيه وجهان أظهرها أنه ل يوز أن يضي إل البعيد فإن خرج إليه‬
‫بطل اعتكافه لنه ل حاجة له إليه فأشبه إذا خرج لغي حاجة‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يوز أن يضي إل البعد ول يبطل اعتكافه لنه خروج لاجة‬
‫النسان فأشبه إذا ل يكن له غيه‬
‫فصل ويوز أن يضي إل البيت للكل ول يبطل اعتكافه‬
‫وقال أبو العباس ل يوز فإن خرج بطل اعتكافه لنه يكنه أن يأكل ف السجد فل حاجة به إل‬
‫الروج‬
‫والنصوص هو الول لن الكل ف السجد ينقص من الروءة فلم يلزمه‬
‫فصل الروج للذان وف الروج إل النارة الارجة عن رحبة السجد ليؤذن ثلثة أوجه أحدها‬
‫يوز فإن خرج ل يبطل اعتكافه لنا بنيت للمسجد فصارت كالنارة الت ف رحبة السجد‬
‫والثان ل يوز لنا خارجة من السجد فأشبه غي النارة‬
‫وقال أبو إسحاق الروزي إن كان الؤذن من قد ألف الناس صوته جاز أن يرج ول يبطل‬
‫اعتكافه لن الاجة تدعو إليه لعلم الناس بالوقت وإن ل يألفوا صوته ل يز أن يرج فإن خرج‬
‫بطل اعتكافه لنه ل حاجة به إليه‬
‫فصل الروج للجنازة وإن عرضت صلة النازة نظرت فإن كان ف اعتكاف تطوع فالفضل أن‬
‫يرج لن صلة النازة فرض على الكفاية فقدمت على العتكاف‬
‫وإن كان ف اعتكاف فرض ل يرج لنه تعي عليه فرضه فل يوز تركه لصلة النازة الت ل‬
‫يتعي عليه فرضها فإن خرج بطل اعتكافه لنه غي مضطر إل الروج فإن غيه يقوم مقامه فيه‬
‫فصل ف الروج لعيادة الريض ويوز أن يرج ف اعتكاف التطوع لعيادة الريض لنا تطوع‬
‫والعتكاف تطوع فخي بينهما فإن اختار الروج بطل اعتكافه لنه خروج غي مضطر إليه وإن‬
‫خرج لا يوز الروج له من حاجة النسان والكل فسأل عن الريض ف الطريق ول يعرج عليه‬
‫جاز ول يبطل اعتكافه وإن وقف بطل اعتكافه لا روي عن عائشة رضي ال عنها أنا كانت إذا‬
‫اعتكفت ل تسأل عن الريض إل وهي تشي ول تقف ولنه ل يترك العتكاف بالسألة فلم يبطل‬
‫اعتكافه وبالوقوف يترك العتكاف فبطل‬

‫____________________‬

‫فصل ف الروج لداء المعة وإن حضرت المعة وهو من أهل الفرض والعتكا ف غي الامع‬
‫لزمه أن يرج إليها لن المعة فرض بالشرع فل يوز تركها بالعتكاف‬
‫وهل يبطل اعتكافه بذلك أم ل فيه قولن قال ف البويطي ل يبطل لنه خروج ل بد له منه فلم‬
‫يبطل العتكاف كالروج لقضاء حاجة النسان‬
‫وقال ف عامة كتبه يبطل اعتكافه لنه كان يكنه الحتراز من الروج بأن يعتكف ف الامع فإن‬
‫ل يفعل بطل اعتكافه كما لو دخل ف صوم الشهرين التتابعي ف شعبان فخرج منه بصوم رمضان‬

‫فإن تعي عليه أداء شهادة لزمه الروج لدائها لنه تعي لق آدمي فقدم على العتكاف‬
‫وهل يبطل اعتكافه بذلك ينظر فيه فإن كان قد تعي عليه تملها ل يبطل لنه مضطر إل الروج‬
‫وإل تسببه وإن ل يتعي عليه تملها فقد روى الزن رضي ال عنه أنه قال يبطل العتكاف وقال‬
‫ف العتكفة إذا طلقت ترج وتعتد ول يبطل اعتكافها فنقل أبو العباس جواب كل واحدة من‬
‫السألتي إل الخرى وجعلهما على قولي أحدها يبطل فيهما لن التسبب حصل باختياره‬
‫والثان ل يبطل لنه مضطر إل الروج‬
‫وحل أبو إسحاق السألتي على ظاهرها فقال ف الشهادة يبطل وف العدة ل يبطل لن الرأة ل‬
‫تتزوج لتطلق فتعتد والشاهد إنا يتحمل ) الشهادة ( ليؤدي ولن الرأة متاجة إل التسبب وهو‬
‫النكاح للنفقة والعفة والشاهد غي متاج إل التحمل‬
‫فصل ف الروج لعذر الرض الشديد ومن مرض مرضا ل يؤمن معه تلويث السجد كإطلق‬
‫الوف وسلس البول خرج كما يرج لاجة النسان‬
‫وإن كان مرضا يسيا يكن معه القام ف السجد من غي مشقة ل يرج فإن خرج بطل اعتكافه‬
‫وإن كان مرضا حت يتاج فيه إل الفراش ويشق معه القام ف السجد ففيه قولن بناء على‬
‫القولي ف الريض إذا أفطر ف صوم الشهرين التتابعي‬
‫وإن أغمي عليه فأخرج من السجد ل يبطل اعتكافه قول واحدا لنه ل يرج باختياره‬
‫فصل بطلن العتكاف بسكر أو ردة قال ف الم وإن سكر فسد اعتكافه ث قال وإن ارتد ث‬
‫أسلم بن على اعتكافه‬
‫واختلف أصحابنا فيه على ثلث طرق فمنهم من قال ل يبطل فيهما قول واحدا لنما ل يرجا‬
‫من السجد وتأول قوله ف السكران إذا سكر فأخرج لنه ل يوز إقراره ف السجد أو أخرج‬
‫ليقام عليه الد‬
‫ومنهم من قال يبطل فيهما لن السكران خرج عن أن يكون من أهل القام ف السجد والرتد‬
‫خرج عن أن يكون من أهل العبادات وتأول قوله ف الرتد إذا ارتد ف اعتكاف غي متتابع أنه‬
‫يرجع ويتم ما بقي‬
‫ومنهم من حل السألتي على ظاهرها فقال ف السكران يبطل لنه ليس من أهل القام ف السجد‬
‫لنه ل يوز إقراره فيه فصار كما لو خرج من السجد والرتد من أهل القام لنه يوز إقراره فيه‬
‫فصل ف حيض العتكفة وإن حاضت العتكفة خرجت من السجد لنه ل يكنها القام ف السجد‬
‫وهل يبطل اعتكافها ينظر فيه فإن كان العتكاف ف مدة ل يكن حفظها من اليض ل يبطل وإذا‬
‫طهرت بنت عليه كما لو حاضت ف صوم شهرين متتابعي‬
‫وإن كان ف مدة حفظها من اليض بطل كما لو حاضت ف صوم ثلثة أيام متتابعة‬
‫فصل ف إحرام العتكف وإن أحرم العتكف بالج فإن أمكنه أن يتم العتكاف ث يرج ل يز أن‬
‫يرج فإن خرج بطل اعتكافه لنه غي متاج إل الروج وإن خاف فوت الج خرج ) إل الج (‬
‫لن الج يب بالشرع فل يتركه بالعتكاف فإذا خرج بطل اعتكافه لن الروج حصل‬
‫باختياره لنه كان يسعه أن يؤخره‬
‫فصل فيمن خرج ناسيا وإن خرج من السجد ناسيا ل يبطل اعتكافه لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ولنه لو أكل ف الصوم ناسيا ل يبطل فكذلك‬
‫إذا خرج من العتكاف ناسيا ل يبطل وإن أخرج مكرها ممول ل يبطل اعتكافه للخب ولنه لو‬
‫أوجر الصائم ف فيه طعاما ل يبطل صومه فكذلك هذا وإن أكره حت خرج بنفسه ففيه قولن‬
‫كالصائم إذا أكره حت أكل بنفسه‬
‫وإن أخرجه السلطان لقامة الد عليه فإن كان قد ثبت الد بإقراره بطل اعتكافه لنه خرج‬
‫باختياره وإن ثبت بالبينة ففيه وجهان أحدها يبطل لنه اختار سببه وهو الشرب والسرقة‬
‫والثان ل يبطل‬
‫____________________‬
‫لنه ل يشرب ول يسرق ليخرج ويقام عليه الد‬
‫فصل فيمن خرج لوف وإن خاف من ظال فخرج واستتر ل يبطل اعتكافه لنه مضطر إل‬
‫الروج بسبب هو معذور فيه فلم يبطل اعتكافه‬
‫فصل إذا زال عذر الروج وإن خرج لعذر ث زال العذر وتكن من العود فلم يعد بطل اعتكافه‬
‫لنه ترك العتكاف من عذر فأشبه إذا خرج من غي عذر‬
‫فصل ف حرمة الباشرة للمعتكف ول يوز للمعتكف الباشرة بشهوة لقوله عز وجل } ول‬
‫تباشروهن وأنتم عاكفون ف الساجد { فإن جامع ف الفرج ذاكرا للعتكاف عالا بالتحري فسد‬
‫اعتكافه لنه أحد ما يناف العتكاف فأشبه الروج من السجد‬
‫وإن ) باشر ( فيما دون الفرج بشهوة أو قبل بشهوة ففيه قولن قال ف الملء يبطل وهو‬
‫الصحيح لنا مباشرة مرمة ف العتكاف فبطل با كالماع‬
‫وقال ف الم ل يبطل لنا مباشرة ل تبطل الج فلم تبطل العتكاف كالقبلة بغي شهوة‬
‫وقال أبو إسحاق لو قال قائل إنه لو أنزل بطل وإن ل ينل ل تبطل كالقبلة ف الصوم كان مذهبا‬
‫وهذا قول ل يذهب إليه أحد من أصحابنا‬
‫ويالف الصوم فإن القبلة فيه ل ترم على الطلق فلم تبطل على الطلق والقبلة ف العتكاف‬
‫مرمة على الطلق فأبطلته على الطلق‬
‫فصل ما يوز من الباشرة ويوز أن يباشر من غي شهوة ول يبطل اعتكافه ) لديث ( عائشة‬
‫رضي ال عنها قالت إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يدن إل رأسه لرجله فإن باشر‬
‫ناسيا ل يبطل اعتكافه لقوله صلى ال عليه وسلم رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا‬
‫عليه ولن كل عبادة أبطلتها مباشرة العامد ل تبطلها مباشرة الناسي كالصوم وإن باشر وهو‬
‫جاهل بالتحري ل يبطل لن الاهل كالناسي وقد بينا ذلك ف الصلة والصوم‬
‫فصل ما يوز للمعتكف ويوز للمعتكف أن يلبس ما يلبسه ف غي العتكاف لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم اعتكف ول ينقل أنه غي شيئا من ملبسه ولو فعل ذلك لنقل‬
‫ويوز أن يتطيب لنه لو حرم التطيب عليه لرم ترجيل الشعر كالحرام وقد روت عائشة رضي‬
‫ال عنها أنا كانت ترجل شعر رسول ال صلى ال عليه وسلم ف العتكاف فدل على أنه ل‬
‫يرم عليه التطيب‬
‫ويوز أن يتزوج ويزوج لنا عبادة ل ترم الطيب فل ترم النكاح كالصوم‬
‫ويوز أن يقرأ القرآن ويقرىء غيه ويدرس العلم ويدرس غيه لن ذلك كله زيادة خي ل يترك‬
‫به شرط من شروط العتكاف‬
‫ويوز أن يأمر بالمر الفيف ف ماله وضيعته ويبيع ويبتاع لكنه ل يكثر منه لن السجد ينه عن‬
‫أن يتخذ موضعا للبيع والشراء فإن أكثر من ذلك كره لجل السجد ول يبطل به العتكاف‬
‫وقال ف القدي إن فعل ذلك والعتكاف منذور رأيت أن يستقبله ووجهه أن العتكاف هو حبس‬
‫النفس على ال عز وجل فإذا أكثر من البيع والشراء صار قعوده ف السجد للبيع والشراء ل‬
‫للعتكاف‬
‫والصحيح أنه ل يبطل والول مرجوع عنه لن ما ل يبطل قليله العتكاف ل يبطل كثيه‬
‫كالقراءة والذكر‬
‫فصل ويوز أن يأكل ف السجد لنه عمل قليل ل بد منه‬
‫ويوز أن يضع فيه الائدة لن ذلك أنظف للمسجد ويغسل فيه اليد وإن غسل ف الطست فهو‬
‫أحسن‬
‫فصل إذا فعل ما يبطل اعتكافه إذا فعل ف العتكاف ما يبطله من خروج أو مباشرة أو مقام ف‬
‫البيت بعد زوال العذر نظرت فإن كان ذلك ف تطوع ل يبطل ما مضى من العتكاف لن ذلك‬
‫القدر لو أفرده واقتصر عليه أجزأه ول يب عليه إتامه لنه ل يب عليه الضي ف فاسده فل‬
‫يلزمه بالشروع كالصوم‬
‫وإن كان اعتكافه منذورا نظرت فإن ل يشرط فيه التتابع ل يبطل ما مضى من اعتكافه لا ذكرناه‬
‫ف التطوع ويلزمه أن يتمم لن الميع قد وجب عليه وقد فعل البعض فوجب الباقي‬
‫وإن كان قد شرط التتابع بطل التتابع ويب عليه أن يستأنف ليأت به على الصفة الت وجبت‬
‫عليه‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب الج الج ركن من أركان السلم وفرض من فروضه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫____________________‬

‫بن السلم على خس شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة‬
‫والج وصوم رمضان‬
‫وف العمرة قولن قال ف الديد هي فرض لا روت عائشة رضي ال عنها قالت قلت يا رسول‬
‫ال أعلى النساء جهاد قال جهاد ل قتال فيه الج والعمرة‬
‫وقال ف القدي ليست بفرض لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن العمرة أهي‬
‫واجبة قال ل وأن تعتمر خي لك والصحيح هو الول لن هذا الديث يرفعه ابن ليعة وهو‬
‫ضعيف فيما ينفرد به‬
‫ول يب ف العمر أكثر من حجة وعمرة بالشرع لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن القرع‬
‫بن حابس سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الج كل عام قال ل بل حجة واحدة وروى‬
‫سراقة بن مالك قال قلت يا رسول ال أعمرتنا هذه لعامنا أم للبد قال بل للبد دخلت العمرة‬
‫ف الج إل يوم القيامة ومن حج واعتمر حجة السلم وعمرته ث أراد دخول مكة لاجة نظرت‬
‫فإن كان لقتال أو دخلها خائفا من ظال يطلبه ول يكنه أن يظهر لداء النسك جاز أن يدخل بغي‬
‫إحرام لن النب صلى ال عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح بغي إحرام لنه كان ل يأمن أن يقاتل‬
‫وينع النسك وإن كان دخوله لتجارة أو زيارة ففيه قولن أشهرها أنه ل يوز أن يدخل إل بج‬
‫أو عمرة لا روى ابن عباس رضي ال عنهما قال ل يدخل أحدكم مكة إل مرما ورخص‬
‫للحطابي‬
‫والثان أنه يوز لديث القرع بن حابس وسراقة بن مالك‬
‫وإن كان دخوله لاجة تتكرر كالطابي والصيادين جاز بغي نسك لديث ابن عباس ولن ف‬
‫إياب الحرام على هؤلء مشقة‬
‫فإن دخل بتجارة وقلنا إنه يب عليه الحرام فدخل بغي إحرام ل يلزمه القضاء لنا لو ألزمناه‬
‫القضاء لزمه لدخوله للقضاء قضاء ول يتناهى‬
‫قال أبو العباس بن القاص فإن دخل بغي إحرام ث صار حطابا أو صيادا لزمه القضاء لنه ل يلزمه‬
‫للقضاء قضاء‬
‫فصل ف شروط وجوب الج والعمرة ول يب الج والعمرة إل على مسلم عاقل بالغ حر‬
‫مستطيع‬
‫فأما الكافر فإن كان أصليا ل يصح منه لن ذلك من فروع اليان فلم يصح من الكافر ول‬
‫ياطب به ف حال الكفر لنه ل يصح منه وإن أسلم ل ياطب با فاته ف حال الكفر لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم السلم يب ما قبله ولنه ل يلتزم وجوبه فلم يلزمه ضمانه كحقوق الدميي‬
‫وإن كان مرتدا ل يصح منه لا ذكرناه ويب عليه لنه التزم وجوبه فلم يسقط عنه بالردة‬
‫كحقوق الدميي‬
‫وأما النون فل يصح منه لنه ليس من أهل العبادات فلم يصح حجه ول يب عليه لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون‬
‫حت يفيق‬
‫وأما الصب فل يب عليه للخب ويصح منه لا روى ابن عباس أن امرأة رفعت صبيا لا من مفتها‬
‫فقالت يا رسول ال ألذا حج قال نعم ولك أجر فإن كان ميزا فأحرم بإذن الول صح إحرامه‬
‫وإن أحرم بغي إذنه ففيه وجهان قال أبو إسحاق يصح كما يصح إحرامه ف الصلة‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يصح لنه يفتقر ف أدائه إل الال فل يصح من غي إذن الول بلف‬
‫الصلة‬
‫وإن كان غي ميز جاز لمه أن ترم عنه لديث ابن عباس ويوز لبيه قياسا على الم ول يوز‬
‫للخ والعم أن يرم عنه لنه ل ولية لما على الصغي‬
‫فإن عقد له الحرام فعل بنفسه ما يقدر عليه ويفعل عنه وليه ما ل يقدر عليه لا روى جابر قال‬
‫حججنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان رمينا عنهم‬
‫وعن ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫قال كنا نج بصبياننا فمن استطاع منهم رمى ومن ل يستطع رمي عنه‬
‫وف نفقة الج وما يلزمه من الكفارة قولن أحدها يب ف مال الول لنه هو الذي أدخله فيه‬
‫والثان يب ف مال الصب لنه وجب لصلحته فكان ف ماله كأجرة العلم‬
‫وأما العبد فل يب عليه الج لن منافعه مستحقة لوله وف إياب‬
‫____________________‬

‫الج عليه إضرار بالول ويصح منه لنه من أهل العبادة فصح منه الج كالر فإن أحرم بإذن‬
‫السيد وفعل ما يوجب الكفارة فإن ملكه السيد مال وقلنا إنه يلك لزمه الدي وإن قلنا ل يلك‬
‫أو ل يلكه السيد وجب عليه الصوم ويوز للسيد أن ينعه من الصوم لنه ل يأذن ف سببه وإن‬
‫أذن له ف التمتع أو القران وقلنا إنه ل يلك الال صام وليس للمول منعه من الصوم لنه وجب‬
‫بإذنه فإن قلنا إنه يلك ففي الدي قولن أحدها يب ف مال السيد لنه أذن ف سببه‬
‫والثان ل يب لن إذنه رضا بوجوبه على عبده ل ف ماله ولن موجب التمتع ف حق العبد هو‬
‫الصوم لنه ل يقدر على الدى فل يب عليه الدي فإن حج الصب ث بلغ أو حج العبد ث أعتق‬
‫ل يزه ذلك عن حجة السلم لا روي ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أيا صب حج ث بلغ فعليه حجة أخرى وأيا عبد حج ث‬
‫أعتق فعليه أن يج حجة أخرى وإن بلغ الصب أو أعتق العبد ف الحرام نظرت فإن كان قبل‬
‫الوقوف بعرفة أو ف حال الوقوف بعرفة أجزأه عن حجة السلم لنه أتى بأفعال النسك ف حال‬
‫الكمال فأجزأه‬
‫وإن كان ذلك بعد فوات الوقوف ل يزه وإن كان بعد الوقوف وقبل فوات وقته ول يرجع إل‬
‫الوقف فقد قال أبو العباس يزئه لن إدراك وقت العبادة ف حال الكمال كفعلها ف حال الكمال‬
‫والدليل عليه أنه لو أحرم ث كمل جعل كأنه بدأ بالحرام ف حال الكمال ولو صلى ف أول‬
‫الوقت ث بلغ ف آخر الوقت جعل كأنه صلى ف حال بلوغه‬
‫والذهب أنه ل يزئه لنه ل يدرك الوقوف ف حال الكمال فأشبه إذا كمل ف يوم النحر‬
‫ويالف الحرام لن هناك أدرك الكمال والحرام قائم فوزانه من مسألتنا أن يدرك الكمال وهو‬
‫واقف بعرفة فيجزئه وههنا أدرك الكمال وقد انقضى الوقوف فلم يزه كما لو أدرك الكمال بعد‬
‫التحلل عن الحرام‬
‫ويالف الصلة فإن الصلة تزئه بإدراك الكمال بعد الفراغ منها ولو فرغ من الج ث أدرك‬
‫الكمال ل يزه‬
‫فصل ف شرط الستطاعة فأما غي الستطيع فل يب عليه لقوله عز وجل } ول على الناس حج‬
‫البيت من استطاع إليه سبيل { فدل على أنه ل يب على غي الستطيع‬
‫والستطيع اثنان مستطيع بنفسه ومستطيع بغيه والستطيع بنفسه ينظر فيه فإن كان من مكة على‬
‫مسافة تقصر فيها الصلة فهو أن يكون صحيحا واجدا للزاد والاء بثمن الثل ف الواضع الت‬
‫جرت العادة أن يكون فيها ف ذهابه ورجوعه واجدا لراحلة تصلح لثله بثمن الثل أو بأجرة الثل‬
‫وأن يكون الطريق أمنا من غي خفارة وأن يكون عليه من الوقت ما يتمكن فيه من السي والداء‬
‫فأما إذا كان مريضا تلحقه مشقة غي معتادة ل يلزمه لا روى أبو أمامة رضي ال عنه قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من ل ينعه من الج مرض حابس أو سلطان جائر فمات فليمت‬
‫إن شاء يهوديا أو نصرانيا‬
‫فصل من عدم الزاد فإن ل يد الزاد ل يلزمه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما قال قام رجل إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال ما يوجب الج فقال الزاد والراحلة فإن ل يد‬
‫الاء ل يلزمه لن الاجة إل الاء أشد من الاجة إل الزاد فإذا ل‬
‫____________________‬

‫يب على من ل يد الزاد فلن ل يب على من ل يد الاء أول وإن وجد الزاد والاء بأكثر من‬
‫ثن الثل ل يلزمه لنه لو لزم ذلك ل يأمن أل يباع منه ذلك إل با يذهب به جيع ماله وف إياب‬
‫ذلك إضرار فلم يلزمه وإن ل يد راحلة ل يلزمه لديث ابن عمر وإن وجد راحلة ل تصلح لثله‬
‫بأن يكون من ل يكنه الثبوت على القتب والزاملة ل يلزمه حت يد عمارية أو هودجا وإن بذل‬
‫له رجل راحلة من غي عوض ل يلزمه قبولا لن عليه ف قبول ذلك منة وف تمل النة مشقة فل‬
‫يلزمه وإن وجد بأكثر من ثن الثل أو بأكثر من أجرة الثل ل يلزمه لا ذكرناه ف الزاد‬
‫وإن وجد الزاد والراحلة لذهابه ول يد لرجوعه نظرت فإن كان له أهل ف بلده ل يلزمه وإن ل‬
‫يكن له أهل ففيه وجهان أحدها يلزمه لن البلد كلها ف حقه واحدة‬
‫والثان ل يلزمه لنه يستوحش بالنقطاع عن الوطن والقام ف الغربة فلم يلزمه وإن وجد ما‬
‫يشترى به الزاد والراحلة وهو متاج إليه لدين عليه ل يلزمه حال كان الدين أو مؤجل لن الدين‬
‫الال على الفور والج على التراخي فقدم عليه والؤجل يل عليه فإذا صرف ما معه ف الج ل‬
‫يد ما يقضي به الدين وإن كان متاجا إليه لنفقة من تلزمه نفقته ل يلزمه الج لن النفقة على‬
‫الفور والج على التراخي وإن احتاج إليه لسكن ل بد له من مثله أو خادم يتاج إل خدمته ل‬
‫يلزمه‬
‫وإن احتاج إل النكاح وهو ياف العنت قدم النكاح لن الاجة إل ذلك على الفور والج ليس‬
‫على الفور وإن احتاج إليه ف بضاعة يتجر فيها ليحصل منها ما يتاج إليه للنفقة ففيه وجهان قال‬
‫أبو العباس بن سريج ل يلزمه الج لنه متاج إليه فهو كالسكن والادم‬
‫ومن أصحابنا من قال يلزمه لنه واجد للزاد والراحلة‬

‫وإن ل يد الزاد والراحلة وهو قادر على الشي وله صنعة يكتسب با ما يكفيه لنفقته استحب له‬
‫أن يج لنه يقدر على إسقاط الفرض بشقة ل يكره تملها فاستحب له إسقاط الفرض كالسافر‬
‫إذا قدر على الصوم ف السفر وإن ل يكن له صنعة ويتاج إل مسألة الناس كره له أن يج لن‬
‫السألة مكروهة ولن ف السألة تمل مشقة شديدة فكره‬
‫وإن كان الطريق غي آمن ل يلزمه لديث أب أمامة ولن ف إياب الج مع الوف تغريرا‬
‫بالنفس والال‬
‫وإن كان الطريق منا إل أنه يتاج فيه إل خفارة ل يلزمه لن ما يوخذ ف الفارة بنلة ما زاد‬
‫على ثن الثل وأجرة الثل ف الزاد والراحلة فل يلزمه ولنه رشوة على واجب فل يلزمه‬
‫وإن ل يكن له طريق إل ف البحر فقد قال ف الم ل يب عليه وقال ف الملء إن كان أكثر‬
‫معاشه ف البحر لزمه فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها يب لنه طريق مسلوك فأشبه الب‬
‫والثان ل يب لن فيه تغريرا بالنفس والال فل يب كالطريق الخوف‬
‫ومنهم من قال إن كان الغالب منه السلمة لزمه وإن كان الغالب منه اللك ل يلزمه كطريق الب‬
‫ومنهم من قال إن كان له عادة بركوبه لزمه وإن ل يكن له عادة بركوبه ل يلزمه لن من له عادة‬
‫ل يشق عليه ومن ل عادة له يشق عليه‬
‫وإن كان أعمى ل يب عليه إل أن يكون معه قائد فإن العمى من غي قائد كالزمن ومع القائد‬
‫كالبصي‬
‫وإن كانت امرأة ل يلزمها إل أن تأمن على نفسها بزوج أو مرم أو نساء ثقات قال ف الملء أو‬
‫امرأة واحدة وروى الكرابيسي عنه إذا كان الطريق آمنا جاز من غي نساء وهو الصحيح لا‬
‫روى عدى بن حات أن النب صلى ال عليه وسلم قال حت لتوشك الظعينة أن ترج منها‬
‫____________________‬

‫بغي جوار حت تطوف بالكعبة‬


‫قال عدي فلقد رأيت الظعينة ترج من الية حت تطوف بالكعبة بغي جوار ولنا تصي‬
‫مستطيعة با ذكرنا ول تصي مستطيعة بغيه فإن ل يبق من الوقت ما يتمكن فيه من السي لداء‬
‫الج ل يلزمه لنه إذا ضاق الوقت ل يقدر على الج فل يلزمه فرضه‬
‫فصل ف الراحلة للمكي وإن كان من مكة على مسافة ل تقصر فيها الصلة ول يد راحلة نظرت‬
‫فإن كان قادرا على الشى وجب عليه لنه يكنه الج من غي مشقة شديدة‬
‫وإن كان زمنا ل يقدر على الشي ويقدر على البو ل يلزمه لن الشقة ف البو ف السافة القريبة‬
‫أكثر من الشقة ف السافة البعيدة ف السي‬
‫فصل وإن كان من أهل مكة وقدر على الشي إل مواضع النسك من غي خوف وجب عليه لنه‬
‫يصي مستطيعا بذلك‬
‫فصل ف فضل الركوب ومن قدر على الج راكبا أو ماشيا فالفضل أن يج راكبا لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم حج راكبا ولن الركوب أعون على الناسك‬
‫فصل ف الستطع بغيه والستطيع بغيه اثنان أحدها من ل يقدر على الج بنفسه لزمانة أو كب‬
‫وله مال يدفع إل من يج عنه فيجب عليه فرض الج لنه يقدر على أداء الج بغيه كما يقدر‬
‫على أدائه بنفسه فيلزمه فرض الج‬
‫والثان من ل يقدر على الج بنفسه وليس له مال ولكن له ولد يطيعه إذا أمره بالج فينظر فيه‬
‫فإن كان الولد مستطيعا بالزاد والراحلة وجب على الب الج ويلزمه أن يأمر الولد بأدائه عنه‬
‫لنه قادر على أداء الج بولده كما يقدر على أدائه بنفسه وإن ل يكن للولد مال ففيه وجهان‬
‫أحدها يلزمه لنه قادر على تصيل الج بطاعته‬
‫والثان ل يلزمه لن الصحيح ل يلزمه فرض الج من غي زاد ول راحلة فالغصوب أول أل‬
‫يلزمه‬
‫وإن كان الذي يطيعه غي الولد ففيه وجهان أحدها ل يلزمه الج بطاعته لن ف الولد إنا وجب‬
‫عليه لنه بضعة منه فنفسه كنفسه وماله كماله ف النفقة وغيها وهذا العن ل يوجد ف غيه فلم‬
‫يب الج بطاعته‬
‫والثان يلزمه وهو ظاهر النص لنه واجد لن يطيعه فأشبه الولد وإن كان له من يب الج عليه‬
‫بطاعته فلم يأذن له ففيه وجهان أحدها أن الاكم ينوب عنه ف الذن كما ينوب عنه إذا امتنع‬
‫عن إخراج الزكاة‬
‫والثان ل ينوب عنه كما إذا كان له مال ول يهز من يج عنه ل ينب الاكم عنه ف تهيز من‬
‫يج عنه وإن بذل له الطاعة ث رجع الباذل ففيه وجهان أحدها أنه ل يوز لنه لا ل يز للمبذول‬
‫له أن يرد ل يز للباذل أن يرجع‬
‫والثان أنه يوز وهو الصحيح لنه متبع بالبذل فل يلزمه الوفاء با بذل وأما إذا بذل له مال‬
‫يدفعه إل من يج عنه ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه قبوله كما يلزمه قبول الطاعة‬
‫والثان ل يلزمه وهو الصحيح لنه إياب كسب لياب الج فلم يلزمه كالكسب بالتجارة‬

‫____________________‬

‫فصل ف تنجيز الج والستحب لن وجب عليه الج بنفسه أو بغيه أن يقدمه لقوله تعال‬
‫} فاستبقوا اليات { ولنه إذا أخره عرضه للفوات ولوادث الزمان ويوز أن يؤخره من سنة‬
‫إل سنة لن فريضة الج نزلت سنة ست فأخر النب صلى ال عليه وسلم الج إل سنة عشر من‬
‫غي عذر فلو ل يز التأخي لا أخره‬
‫فصل فيمن مات وعليه حج ومن وجب عليه الج فلم يج حت مات نظرت فإن مات قبل أن‬
‫يتمكن من الداء سقط فرضه ول يب القضاء‬
‫وقال أبو يي البلخي يب القضاء وأخرج إليه أبو إسحاق نص الشافعي رحه ال فرجع عنه‬
‫والدليل على أنه يسقط أنه هلك ما تعلق به الفرض قبل التمكن من الداء فسقط الفرض كما لو‬
‫هلك النصاب قبل أن يتمكن من إخراج الزكاة وإن مات بعد التمكن من الداء ل يسقط الفرض‬
‫ويب قضاؤه من تركته لا روى بريدة قال أتت النب صلى ال عليه وسلم امرأة فقالت يا رسول‬
‫ال أمي ماتت ول تج قال حجي عن أمك ولنه حق تدخله النيابة لزمه ف حال الياة فلم يسقط‬
‫بالوت كدين الدمي ويب قضاؤه عنه من اليقات لن الج يب من اليقات ويب من رأس‬
‫الال لنه دين واجب فكان من رأس الال كدين الدمي وإن اجتمع الج ودين الدمي والتركة‬
‫ل تتسع لما ففيه القوال الثلثة الت ذكرناها ف آخر الزكاة‬
‫فصل ف النيابة ف الج وتوز النيابة ف حج الفرض ف موضعي أحدها ف حق اليت إذا مات‬
‫وعليه حج والدليل عليه حديث بريدة‬
‫والثان ف حق من ل يقدر على الثبوت على الراحلة إل بشقة غي معتادة كالزمن والشيخ الكبي‬
‫والدليل عليه ما روى ابن عباس رضي ال عنهما أن امرأة من خثعم أتت النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقالت يا رسول ال إن فريضة ال ف الج على عباده أدركت أب شيخا كبيا ل يستطيع‬
‫أن يستمسك على الراحلة أفأحج عنه قال نعم قالت أينفعه ذلك قال نعم كما لو كان على أبيك‬
‫دين فقضيته نفعه ولنه أيس من الج بنفسه فناب عنه غيه كاليت‬
‫وف حج التطوع قولن أحدها ل يوز لنه غي مضطر إل الستنابة فيه فلم تز الستنابة فيه‬
‫كالصحيح‬
‫والثان أنه يوز وهو الصحيح لن كل عبادة جازت النيابة ف فرضها جازت النيابة ف نفلها‬
‫كالصدقة‬
‫فإن استأجر من يتطوع عنه وقلنا ل يوز فإن الج للحاج وهل يستحق الجرة فيه قولن أحدها‬
‫أنه ل يستحق لن الج قد انعقد له فل يستحق الجرة كالصرورة‬
‫والثان أنه يستحق لنه ل يصل له بذا الج منفعة لنه ل يسقط به عنه فرض ول حصل له به‬
‫ثواب بلف الصرورة فإن هناك قد سقط عنه الفرض‬
‫فأما الصحيح الذي يقدر على الثبوت على الراحلة فل يوز النيابة عنه ف الج لن الفرض عليه‬
‫ف بدنه فل ينتقل الفرض إل غيه إل ف الوضع الذي وردت فيه الرخصة وهو إذا أيس وبقي‬
‫فيما سواه على الصل فل توز النيابة عنه فيه‬
‫وأما الريض فينظر فيه فإن كان غي مأيوس منه ل يز أن يج عنه غيه لنه ل ييأس من فعله‬
‫بنفسه فل توز النيابة عنه فيه كالصحيح فإن خالف وأحج عن نفسه ث مات فهل يزئه عن حجة‬
‫السلم فيه قولن أحدها يزئه لنه لا مات تبينا أنه كان مأيوسا منه‬
‫والثان ل يزئه لنه أحج وهو غي مأيوس منه ف الال فلم يزه كما لو برأ منه‬
‫وإن كان مريضا مأيوسا منه جازت النيابة عنه ف الج لنه مأيوس منه فأشبه الزمن والشيخ‬
‫الكبي فإن أحج عن نفسه ث برأ من الرض ففيه طريقان أحدها أنه كالسألة الت قبلها وفيها‬
‫قولن‬
‫والثان أنه يلزمه العادة قول واحدا لنا تبينا الطأ ف الياس‬
‫ويالف إذا كان غي مأيوس منه فمات لنا ل نتبي الطأ لنه يوز أنه ل يكن مأيوسا منه ث زاد‬
‫الرض فصار مأيوسا منه ول يوز أن يكون مأيوسا منه ث يصي غي مأيوس منه‬
‫فصل يبدأ ف الج عن نفسه ول يج عن الغي من ل يج عن نفسه لا روى ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما‬
‫قال سع رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل يقول لبيك عن شبمة فقال أحججت عن نفسك‬
‫قال ل قال فحج عن نفسك ث حج عن شبمة‬
‫ول يوز أن يعتمر عن غيه من ل يعتمر عن نفسه قياسا على الج‬
‫قال الشافعي رحه ال وأكره أن يسمى من ل يج صرورة لا روى ابن عباس قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ل صرورة ف السلم‬
‫ول يوز أن يتنفل بالج والعمرة وعليه فرضهما ول يج ويعتمر عن النذر وعليه فرض حجة‬
‫السلم لن النفل والنذر أضعف من حجة السلم فل يوز تقديهما عليها كحج غيه على‬
‫حجه فإن أحرم عن غيه وعليه‬
‫____________________‬

‫فرضه انعقد إحرامه لنفسه لا روي ف حديث ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال له أحججت عن نفسك قال ل‬
‫قال فاجعل هذه عن نفسك ث حج عن شبمة فإن أحرم بالنفل وعليه فرضه انعقد إحرامه عن‬
‫الفرض وإن أحرم عن النذر وعليه فرض السلم انعقد إحرامه عن فرض السلم قياسا على من‬
‫أحرم عن غيه وعليه فرضه فإن أمر العضوب من يج عنه عن النذر وعليه حجة السلم فأحرم‬
‫عنه انصرف إل حجة السلم لنه نائب عنه ولو أحرم هو عن النذر انصرف إل حجة السلم‬
‫فكذلك النائب عنه‬
‫فصل اجتماع حجة إسلم ونذر فإن كان عليه حجة السلم وحجة نذر فاستأجر رجلي يجان‬
‫عنه ف سنة واحدة فقد نص ف الم أنه يوز وكان أول لنه ل يقدم النذر على حجة السلم‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لنه ل يج بنفسه حجتي ف سنة وليس بشيء‬
‫فصل مت يوز الحرام ول يوز الحرام بالج إل ف أشهر الج والدليل عليه قوله عز وجل‬
‫} الج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الج فل رفث ول فسوق ول جدال ف الج { والراد‬
‫به وقت إحرام الج لن الج ل يتاج إل أشهر فدل على أنه أراد به وقت الحرام ولن‬
‫الحرام نسك من مناسك الج فكان مؤقتا كالوقوف والطواف‬
‫وأشهر الج شوال وذو القعدة وعشر ليال من ذي الجة وهو إل أن يطلع الفجر من يوم النحر‬
‫لا روي عن ابن مسعود وجابر وابن الزبي رضي ال عنهم أنم قالوا أشهر الج معلومات شوال‬
‫وذو القعدة وعشر ليال من ذي الجة فإن أحرم بالج ف غي أشهره انعقد إحرامه بالعمرة لنا‬
‫عبادة مؤقتة‬
‫فإذا عقدها ف غي وقتها انعقد غيها من جنسها كصلة الظهر إذا أحرم با قبل الزوال فإنه‬
‫ينعقد إحرامه بالنفل‬
‫ول يصح ف سنة واحدة أكثر من حجة لن الوقت يستغرق أفعال الجة الواحدة فل يكن أداء‬
‫الجة الخرى‬
‫فصل التوسع ف وقت العمرة وأما العمرة فإنا توز ف أشهر الج وغيها لا روت عائشة رضي‬
‫ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم اعتمر عمرتي ف ذي القعدة وف شوال وروى ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال عمرة ف رمضان تعدل حجة‬
‫ل يكره فعل عمرتي وأكثر ف سنة لا ذكرناه من حديث عائشة رضي ال عنها‬
‫فصل صور الج والعمرة ويوز إفراد الج عن العمرة والتمتع بالعمرة إل الج والقران بينهما‬
‫لا روت عائشة قالت خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فمنا من أهل بالج ومنا من أهل‬
‫بالعمرة ومنا أهل بالج والعمرة‬
‫فصل الفضل منها والفراد والتمتع أفضل من القران وقال الزن القران أفضل والدليل على ما‬
‫قلناه أن الفرد والتمتع يأت بكل واحد من النسكي بكمال أفعاله والقارن يقتصر على عمل الج‬
‫وحده فكان الفراد والتمتع أفضل‬
‫فصل وف التمتع والفراد قولن أحدها أن التمتع أفضل لا روى ابن‬
‫____________________‬

‫عمر رضي ال عنهما قال تتع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع بالعمرة إل الج‬
‫والثان أن الفراد أفضل لا روى جابر قال أهل رسول ال صلى ال عليه وسلم بج ليس معه‬
‫عمرة ولن التمتع يتعلق به وجوب دم فكان الفراد أفضل منه كالقران وأما حديث ابن عمر‬
‫رضي ال عنهما فإنه يتمل أنه أراد أمر بالتمتع كما روي أنه رجم ماعزا وأراد أنه أمر برجه‬
‫والدليل عليه أن ابن عمر هو الراوي وقد روى أن النب صلى ال عليه وسلم أفرد بالج‬
‫فصل ف صفة الفراد والتمتع والقران والفراد أن يج ث يعتمر والتمتع أن يعتمر ف أشهر الج‬
‫ث يج من عامه والقران أن يرم بما معا فإن أحرم بالعمرة ث أدخل عليها الج قبل الطواف‬
‫جاز ويصي قارنا لا روي أن عائشة رضي ال عنها أحرمت بالعمرة فحاضت فدخل عليها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وهي تبكي فقال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم أهلي بالج وصنعي‬
‫ما يصنع الاج غي أل تطوف بالبيت ول تصلي وإن أدخل عليها الج بعد الطواف ل يز‬
‫واختلف أصحابنا ف علته فمنهم من قال ل يوز لنه قد أخذ ف التحلل‬
‫ومنهم من قال ل يوز لنه قد أتى بقصود العمرة‬
‫وإن أحرم بالج وأدخل عليه بالعمرة ففيه قولن أحدها يوز لنه أحد النسكي فجاز إدخاله‬
‫على الخر كالج‬
‫والثان ل يوز لن أفعال العمرة استحقت بإحرام الج فل يعد إحرام العمرة شيئا فإن قلنا إنه‬
‫يوز فهل يوز بعد الوقوف يبن على العلتي ف إدخال الج على العمرة بعد الطواف فإن قلنا ل‬
‫يوز إدخال الج على العمرة بعد الطواف لنه أخذ ف التحلل جاز ههنا بعد الوقوف لنه ل‬
‫يأخذ ف التحلل‬
‫وإن قلنا ل يوز لنه أتى بالقصود ل يز ههنا لنه قد أتى بعظم القصود وهو الوقوف‬
‫فإن أحرم بالعمرة فأفسدها ث أدخل عليها الج ففيه وجهان أحدها ينعقد الج ويكون فاسدا‬
‫لنه إدخال حج على عمرة فأشبه إذا كان صحيحا‬
‫والثان ل ينعقد لنه ل يوز أن يصح لنه إدخال حج على إحرام فاسد ول يوز أن يفسد لن‬
‫إحرامه ل يصادفه الوطء فل يوز إفساده‬
‫فصل فيمن يب عليه الدم ويب على التمتع الدم لقوله تعال } فمن تتع بالعمرة إل الج فما‬
‫استيسر من الدي { ول يب عليه إل بمسة شروط‬
‫أحدها أن يعتمر ف أشهر الج فإن اعتمر ف غي أشهر الج ل يلزمه دم لنه ل يمع بي النسكي‬
‫ف أشهر الج فلم يلزمه دم كالفرد وإن أحرم بالعمرة ف غي أشهر الج وأتى بأفعالا ف أشهر‬
‫الج ففيه قولن قال ف القدي و الملء يب عليه دم لن استدامة الحرام بنلة البتداء ولو‬
‫ابتدأ الحرام بالعمرة ف أشهر الج لزمه الدم فكذلك إذا استدام‬
‫وقال ف الم ل يب عليه الدم لن الحرام نسك ل تتم العمرة إل به أتى به ف غي أشهر الج‬
‫فلم يلزمه دم التمتع كالطواف‬
‫والثان أن يج من سنته فأما إذا حج ف سنة أخرى ل يلزمه الدم لا روى سعيد بن السيب قال‬
‫كان أصحاب النب صلى ال عليه وسلم يعتمرون ف أشهر الج فإذا ل يجوا من عامهم ذلك ل‬
‫يهدوا ولن الدم إنا يب بترك الحرام بالج من اليقات وهذا ل يترك الحرام بالج من اليقات‬
‫فإنه إن أقام بكة صارت مكة ميقاته وإن رجع إل بلده وعاد فقد أحرم من اليقات‬
‫والثالث أل يعود لحرام الج إل اليقات فأما إذا رجع لحرام الج إل اليقات فأحرم ل يلزمه‬
‫الدم لن الدم وجب بترك الحرام من اليقات وهذا ل يترك اليقات فإن أحرم بالج من جوف‬
‫مكة ث رجع إل اليقات قبل أن يقف ففيه وجهان أحدها ل دم عليه لنه حصل مرما من اليقات‬
‫قبل التلبس بنسك فأشبه من جاوز اليقات غي مرم ث أحرم وعاد إل اليقات‬
‫والثان يلزمه لنه وجب عليه الدم بالحرام من مكة فل يسقط بالعود إل اليقات كما لو ترك‬
‫اليقات وأحرم دونه ث عاد بعد التلبس بالنسك‬
‫والرابع أن يكون من غي حاضري السجد الرام فأما إذا كان من حاضري السجد الرام فل دم‬
‫عليه لقوله تعال } ذلك لن ل يكن أهله حاضري السجد الرام { وحاضر السجد الرام أهل‬
‫الرم ومن بينه وبينه مسافة ل تقصر فيها الصلة لن الاضر ف اللغة هو القريب ول يكون قريبا‬
‫إل ف مسافة ل تقتصر فيها الصلة‬
‫وف الامس وجهان وهو نية التمتع أحدها أنه ل يتاج إليها لن الدم يتعلق بترك الحرام بالج‬
‫من اليقات وذلك يوجد من غي نية‬
‫والثان أنه يتاج إل نية التمتع لنه جع بي العبادتي ف وقت إحداها فافتقر إل نية المع‬
‫كالمع بي الصلتي‬
‫فإذا قلنا بذا ففي وقت النية وجهان أحدها أنه يتاج‬
‫____________________‬

‫أن ينوي عند الحرام بالعمرة‬


‫والثان يوز أن ينوي ما ل يفرغ من العمرة بناء على القولي ف وقت نية المع بي الصلتي فإن‬
‫ف ذلك قولي أحدها ينوي ف ابتداء الول منهما‬
‫والثان ينوي ما ل يفرغ من الول‬
‫فصل ف دم التمتع ويب دم التمتع بالحرام بالج لقوله تعال } فمن تتع بالعمرة إل الج فما‬
‫استيسر من الدي { ولن شرائط الدم إنا توجد بوجود الحرام فوجب أن يتعلق الوجوب به‬
‫وف وقت جوازه قولن أحدها ل يوز قبل أن يرم بالج لن الذبح قربة تتعلق بالبدن فل يوز‬
‫قبل وجوبا كالصوم والصلة‬
‫والثان يوز بعد الفراغ من العمرة لنه حق مال يب بشيئي فجاز تقديه على أحدها كالزكاة‬
‫بعد ملك النصاب‬
‫فصل فيمن عجز عن الدي فإن ل يكن واجدا للهدي ف موضعه انتقل إل الصوم وهو صوم ثلثة‬
‫أيام ف الج وسبعة إذا رجع لقوله تعال } فمن ل يد فصيام ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجعتم‬
‫تلك عشرة كاملة { فأما صوم ثلثة أيام ف الج فل يوز قبل الحرام بالج لنه صوم واجب‬
‫فل يوز قبل وجوبه كصوم رمضان ويوز بعد الحرام بالج إل يوم النحر والستحب أن يفرغ‬
‫منه قبل يوم عرفة فإنه يكره للحاج صوم يوم عرفة وهل يوز صيامها ف أيام التشريق على قولي‬
‫وقد ذكرناها ف كتاب الصيام وأما صوم السبعة ففيه قولن قال ف حرملة ل يوز حت يرجع إل‬
‫أهله لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال من كان معه هدي فليهد ومن ل يد فليصم‬
‫ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجع إل أهله‬
‫وقال ف الملء يصوم إذا أخذ ف السي خارجا من مكة لقوله تعال } وسبعة إذا رجعتم {‬
‫وابتداء الرجوع وإذا ابتدأ بالسي من مكة فإذا قلنا بذا ففي الفضل قولن أحدها الفضل‬
‫والثان الفضل أن يصوم بعد البتداء بالسي لن تقدي العبادة ف أول وقتها أفضل أن يؤخر إل‬
‫أن يرجع إل الوطن ليخرج من اللف‬
‫فإن ل يصم الثلثة حت رجع إل أهله لزمه صوم عشرة أيام‬
‫وهل يشترط التفريق بينهما فيه وجهان أحدها أنه ليس بشرط لن التفريق وجب بكم الوقت‬
‫وقد فات ) الوقت ( فسقط كالتفريق بي الصلوات‬
‫والثان أنه يشترط وهو الذهب لن ترتيب أحدها على الخر ل يتعلق بوقت فلم يسقط بالفوات‬
‫كترتيب أفعال الصلة فإن قلنا بالوجه الول صام عشرة أيام كيف شاء وإن قلنا بالذهب فرق‬
‫بينهما بقدار ما وجب التفريق بينهما ف الداء‬
‫فصل فيمن دخل ف الصوم ث وجد الدي فإن دخل ف الصوم ث وجد الدي فالفضل أن يهدي‬
‫ول يلزمه وقال الزن يلزمه كالتيمم إذا رأي الاء فإن وجد الدي بعد الحرام بالج وقبل‬
‫الدخول ف الصوم فهو مبن على القوال الثلثة ف الكفارات‬
‫أحدها أن العتبار بال الوجوب ففرضه الصوم‬
‫والثان أن العتبار بال الداء ففرضه الدي‬
‫والثالث العتبار بأغلظ الالي ففرضه الدي‬
‫فصل الدم على القارن ويب على القارن دم لنه روي ذلك عن ابن مسعود وابن عمر رضي ال‬
‫عنهما‬
‫ولنه إذا وجب على التمتع لنه جع بي النسكي ف وقت أحدها فلن يب على القارن وقد‬
‫جع بينهما ف الحرام أول‬
‫فإن ل يد الدي فعليه صوم التمتع ثلثة أيام ف الج وسبعة إذا رجع على ما بيناه وبال التوفيق‬
‫باب الواقيت ميقات أهل الدينة ذو الليفة وميقات أهل الشام الحفة وميقات أهل ند قرن‬
‫وميقات أهل اليمن‬
‫____________________‬

‫يلملم لا روى عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يهل أهل‬
‫الدينة من ذي الليفة وأهل الشام من الحفة وأهل ند من قرن قال ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫وبلغن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يهل أهل اليمن من يلملم وأهل الشام من الحفة‬
‫وأما أهل العراق فميقاتم ذات عرق وهل هو منصوص عليه أو متهد فيه قال الشافعي رحه ال‬
‫ف الم هو غي منصوص عليه ووجهه ما روي عن ابن عمر قال لا فتح الصران أتوا عمر رضي‬
‫ال عنه فقالوا إن رسول ال صلى ال عليه وسلم حد لهل ند قرنا وإنا إذا أردنا أن نأت قرنا‬
‫شق علينا قال فانظر واحذوها من طريقكم‬
‫قال فحد لم ذات عرق‬
‫ومن أصحابنا من قال هو منصوص عليه ومذهبه ما ثبتت به السنة والدليل عليه ما روى جابر بن‬
‫عبد ال قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يهل أهل الشرق من ذات عرق وروت‬
‫عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم وقت لهل العراق ذات عرق‬
‫قال الشافعي رحه ال ولو أهل أهل الشرق من العقيق كان أحب إل لنه روي عن ابن عباس‬
‫قال وقت رسول ال صلى ال عليه وسلم لهل الشرق العقيق ولنه أبعد من ذات عرق فكان‬
‫أفضل وهذه الواقيت لهلها ولكل من مر با من غي أهلها لا روى ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم وقت لهل الدينة ذا الليفة لهل الشام الحفة ولهل ند قرنا‬
‫ولهل اليمن يلملم وقال هذه الواقيت لهلها ولكل من أتى عليها من غي أهلها من أراد الج‬
‫والعمرة‬
‫ومن كان داره دون ذلك فمن حيث ينشىء ث كذلك أهل مكة يهلون من مكة ومن سلك طريقا‬
‫ل ميقات فيه من بر أو بر فميقاته إذا حاذى أقرب الواقيت إليه لن عمر رضي عنه لا اجتهد ف‬
‫ميقات أهل العراق اعتب ما ذكرناه‬
‫فصل فيمن كانت داره فوق اليقات ومن كانت داره فوق اليقات فله أن يرم من اليقات وله أن‬
‫يرم من فوق اليقات لا روي عن عمر وعلي رضي ال عنهما أنما قال إتامهما أن ترم بما من‬
‫دويرة أهلك وف الفضل قولن أحدها أن الفضل أن يرم من اليقات لن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أحرم من ذي الليفة ول يرم من الدينة ولنه إذا أحرم من بلده ل يأمن أن يرتكب‬
‫مظورات الحرام فإذا أحرم من اليقات أمن من ذلك فكان الحرام من اليقات أفضل‬
‫والثان أن الفضل أن يرم من داره لا روت أم سلمة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من أهل بجة أو عمرة من السجد القصى إل السجد الرام غفر له ما تقدم من ذنبه‬
‫وما تأخر ووجبت له النة ومن كانت داره دون اليقات فميقاته موضعه‬
‫ومن جاوز اليقات قاصدا إل موضع قبل مكة ث أراد النسك أحرم من موضعه كما إذا دخل‬
‫مكة لاجة ث أراد الحرام كان ميقاته من مكة ومن كان من أهل مكة أراد أن يج فميقاته من‬
‫مكة‬
‫وإن أراد العمرة فميقاته من أدن الل والفضل أن يرم من العرانة لن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم اعتمر منها فإن أخطأها فمن التنعيم لن النب صلى ال عليه وسلم أعمر عائشة من التنعيم‬
‫ومن بلغ اليقات مريدا للنسك ل يز أن ياوزه حت يرم لا ذكرناه من حديث ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما فإن جاوزه وأحرم دونه نظرت فإن كان له عذر بأن يشى أن يفوته الج أو الطريق‬
‫موف ل يعد عليه دم وإن ل يش شيئا لزمه أن يعود لنه نسك واجب مقدور عليه فلزمه التيان‬
‫به فإن ل يرجع لزمه الدم وإن رجع نظرت فإن كان قبل أن يتلبس بنسك سقط عنه الدم لنه‬
‫قطع السافة بالحرام وزاد عليه فلم يلزمه دم وإن عاد بعدما وقف أو بعد ما طاف ل يسقط عنه‬
‫الدم لنه عاد بعد فوات الوقت فلم يسقط عنه الدم كما لو دفع من الوقف قبل الغروب ث عاد‬
‫ف غي وقته‬
‫وإن نذر الحرام من موضع فوق اليقات لزمه الحرام منه فإن جاوزه وأحرم دونه كان كمن‬
‫جاوز اليقات وأحرم‬
‫____________________‬

‫دونه ف وجوب العود والدم لنه وجب الحرام منه كما وجب الحرام من اليقات فكان حكمه‬
‫حكم اليقات وإن مر كافر باليقات مريدا للحج فأسلم دونه وأحرم ول يعد إل اليقات لزمه الدم‬
‫وقال الزن رحه ال ل يلزمه لنه مر باليقات وليس هو من أهل النسك فأشبه إذا مر به غي مريد‬
‫للنسك ث أسلم دونه وأحرم‬
‫وهذا ل يصح لنه ترك الحرام من اليقات وهو مريد للنسك فلزمه الدم كالسلم وإن مر‬
‫باليقات صب وهو مرم أو عبد وهو مرم فبلغ الصب أو عتق العبد ففيه قولن أحدها أنه يب‬
‫عليه دم لنه ترك الحرام بجة السلم من اليقات‬
‫والثان ل يلزمه لنه جاوز اليقات وهو مرم فلم يلزمه دم كالر البالغ‬
‫فإن كان من أهل مكة فخرج لحرام الج إل أدن الل وأحرم فإن رجع إل مكة قبل أن يقف‬
‫بعرفة ل يلزمه دم وإن ل يرجع حت وقف وجب عليه دم لنه ترك الحرام من اليقات فأشبه غي‬
‫الكي إذا أحرم من دون اليقات وإن خرج من مكة إل خارج البلد وأحرم من موضع من الرم‬
‫ففيه وجهان أحدها ل يلزمه الدم لن مكة والرم ف الرمة سواء‬
‫والثان يلزمه وهو الصحيح لن اليقات هو البلد وقد تركه فلزمه الدم‬
‫وإن أراد العمرة وأحرم من جوف مكة نظرت فإن خرج إل أدن الل قبل أن يطوف ل يلزمه دم‬
‫لنه دخل الرم مرما فأشبه إذا أحرم من الل وإن طاف وسعى ول يرج إل الل ففيه قولن‬
‫أحدها ل يعتد بالطواف والسعي عن العمرة لنه ل يقصد الرم بإحرام فل يعتد بالطواف‬
‫والسعي‬
‫والثان أنه يعتد بالطواف وعليه دم لترك اليقات كغي الكي إذا جاوز ميقات بلده غي مرم ث‬
‫أحرم ودخل مكة وطاف وسعى وال أعلم‬
‫باب الحرام وما يرم فيه إذا أراد أن يرم فالستحب أن يغتسل لا روى زيد بن ثابت رضي ال‬
‫عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم اغتسل لحرامه وإن كانت امرأة حائضا أو نفساء‬
‫اغتسلت للحرام لا روى القاسم بن ممد أن أساء بنت عميس ولدت ممد بن أب بكر رضي‬
‫ال عنهما بالبيداء فذكر ذلك أبو بكر رضي ال عنه لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال مروها‬
‫فلتغتسل ث لتهل ولنه غسل يراد للنسك فاستوى فيه الائض والطاهر‬
‫ومن ل يد الاء تيمم لنه غسل مشروع فانتقل ) منه ( إل التيمم عند عدم الاء كغسل النابة‬
‫قال ف الم ويغتسل لسبعة مواطن للحرام ولدخول مكة والوقوف بعرفة والوقوف بزدلفة‬
‫ولرمي المار الثلث لن هذه الواضع تتمع لا الناس فاستحب لا الغتسال ول يغتسل لرمي‬
‫جرة العقبة لن وقته من نصف الليل إل آخر النهار فل يتمع لا الناس ف وقت واحد وأضاف‬
‫إليها ف القدي الغسل لطواف الزيارة وطواف الوداع لن الناس يتمعون لما ول يستحبه ف‬
‫الديد لن وقتهما متسع فل يتفق اجتماع الناس فيهما‬
‫فصل فيما يفعله الرم ث يتجرد عن الخيط ف إزار ورداء أبيضي ونعلي لا روى ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ليحرم أحدكم ف إزار ورداء ونعلي والستحب أن‬
‫يكون ذلك بياضا لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال البسوا‬
‫من ثيابكم البياض فإنا من خيار ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم‬
‫والستحب أن يتطيب ف بدنه لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كنت أطيب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم لحرامه قبل أن يرم ولله قبل أن يطوف بالبيت ول يطيب ثوبه لنه ربا نزعه‬
‫للغسل فيطرحه على بدنه فتجب به الفدية‬
‫والستحب أن يصلي ركعتي لا روى ابن عباس وجابر رضي ال عنهم أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم صلى ف ذي الليفة ركعتي ث أحرم‬
‫وف الفضل قولن قال ف القدي الفضل أن يرم عقيب الركعتي لا روي عن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل ف دبر الصلة‬
‫وقال ف الم الفضل أن يرم إذا انبعثت به راحلته إن كان راكبا وإذا ابتدأ بالسي ) إن ( كان‬
‫راجل لا روى جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا رحتم إل من متوجهي فأهلوا‬
‫بالج ولنه‬
‫____________________‬

‫إذا لب مع السي وافق قوله فعله وإذا لب ف مصله ل يوافق قوله فعله فكان ما قلناه أول‬
‫وينوي الحرام ول يصح الحرام إل بالنية لقوله صلى ال عليه وسلم إنا العمال بالنيات ولكل‬
‫امرىء ما نوى ولنه عبادة مضة فلم تصح من غي نية كالصوم‬
‫ويلب لنقل اللف عن السلف فإن قتصر على النية ول يلب أجزأه‬
‫وقال أبو إسحاق وأبو عبد ال الزبيي ل ينعقد إل بالنية والتلبية كما ل تنعقد الصلة إل بالنية‬
‫والتكبية‬
‫والذهب الول لنا عبادة ل يب النطق ف آخرها فلم يب النطق ف أولا كالصوم وله أن يعي‬
‫ما يرم به من الج والعمرة لن النب صلى ال عليه وسلم أهل بالج فإن لب بنسك ونوى غيه‬
‫انعقد ما نواه لن النية ف القلب وله أن يرم إحراما مبهما لا روى أبو موسى قال قدمت على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال كيف أهللت قال قلت لبيك بإهلل كإهلل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال أحسنت وف الفضل قولن قال ف الم التعيي أفضل لنه إذا عي عرف ما‬
‫دخل فيه والثان أن البام أفضل لنه أحوط فإنه ربا عرض مرض أو إحصار فيصرفه إل ما هو‬
‫أسهل عليه فإن عي انعقد با عينه والفضل أل يذكر ما أحرم به ف تلبيته على النصوص لا روى‬
‫نافع قال سئل ابن عمر أيسمي أحدنا حجا أو عمرة فقال أتنبئون ال با ف قلوبكم إنا هي نية‬
‫أحدكم‬
‫ومن أصحابنا من قال الفضل أن ينطق به لا روى أنس رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول لبيك بجة وعمرة ولنه إذا نطق به كان أبعد من السهو فإن أبم الحرام‬
‫جاز أن يصرفه إل ما شاء من حج أو عمرة لنه يصلح لما فصرف إل ما شاء منهما‬
‫فإن قال إهلل كإهلل فلن انعقد إحرامه با عقد به فلن إحرامه فإن مات الرجل الذي علق‬
‫إهلله بإهلله أو جن ول يعلم ما أهل به لزمه أن يقرن ليسقط ما لزمه بيقي فإن بان أن فلنا ل‬
‫يرم انعقد إحراما مطلقا فيصرفه إل ما شاء من حج أو عمرة لنه عقد الحرام وإنا علق عي‬
‫النسك على إحرام فلن فإذا سقط إحرام فلن بقي إحرامه مطلقا فيصرفه إل ما شاء من حج أو‬
‫عمرة‬
‫وإن أحرم بجتي أو بعمرتي ل ينعقد الحرام بما لنه ل يكن الضي فيهما وينعقد بإحداها لنه‬
‫يكن الضي ف إحداها‬
‫قال ف الم إذا استأجره رجلن للحج فأحرم بما انعقد إحرامه عن نفسه لنه ل يكن المع‬
‫بينهما ول تقدي أحدها على الخر فتعارضا وسقطا وبقي إحرام مطلق فانعقد له‬
‫قال ولو استأجره رجل ليحج عنه فأحرم عنه وعن نفسه انعقد الحرام عن نفسه لنه تعارض‬
‫التعيينان فسقطا وبقي مطلق الحرام فانعقد له‬
‫وإن أحرم بنسك معي ث نسيه قبل أن يأت بنسك ففيه قولن قال ف الم يلزمه أن يقرن لنه‬
‫شك لقه بعد الدخول ف العبادة فيبن فيه على اليقي كما لو شك ف عدد ركعات الصلة‬
‫وقال ف القدي يتحرى لنه يكنه أن يدرك بالتحري فيتحرى فيه كالقبلة‬
‫فإذا قلنا يقرن لزمه أن ينوي القران فإذا قرن أجزأه ذلك عن الج وهل يزئه عن العمرة إن قلنا‬
‫يوز إدخال العمرة على الج أجزأه عن العمرة أيضا وإن قلنا ل يوز ففيه وجهان أحدها ل‬
‫يزئه لنه يوز أن يكون أحرم بالج وأدخل عليه العمرة فلم يصح وإذا شك ل يسقط الفرض‬
‫والثان أنه يزئه لن العمرة إنا ل يوز إدخالا على الج من غي حاجة وههنا به حاجة إل‬
‫إدخال العمرة على الج‬
‫والذهب الول وإن قلنا إنه يزئه عن العمرة لزمه الدم لنه قارن وإن قلنا ل يزئه عن العمرة‬
‫فهل يلزمه دم فيه وجهان أحدها ل دم عليه وهو الذهب لنا ل نكم له بالقران فل يلزمه دم‬
‫والثان يلزمه دم لواز أن يكون قارنا فوجب عليه الدم احتياطا‬
‫وإن نسي بعد الوقوف وقبل طواف القدوم فإن نوى القران وعاد قبل طواف القدوم أجزأه الج‬
‫لنه إن كان حاجا أو قارنا فقد انعقد إحرامه بالج وإن كان معتمرا فقد أدخل الج على العمرة‬
‫قبل طواف العمرة فصح حجه ول يزئه ) عن ( العمرة لن إدخال العمرة على الج ل يصح ف‬
‫أحد‬
‫____________________‬

‫القولي ويصح ف الخر ما ل يقف بعرفة فإذا وقف بعرفة ل يصح فلم يزه وإن نسي بعد طواف‬
‫القدوم وقبل الوقوف فإن قلنا إن إدخال العمرة على الج ل يوز ل يصح له الج ول العمرة‬
‫لنه يتمل أنه كان معتمرا فل يصح إدخال الج على العمرة بعد الطواف فلم يسقط فرض الج‬
‫مع الشك ول تصح العمرة لنه يتمل أل يكون أحرم با أو أحرم با على حج فل يصح‬
‫وإن قلنا إنه يوز إدخال العمرة على الج ل يصح له الج لواز أن يكون أحرم بالعمرة وطاف‬
‫لا فل يوز أن يدخل الج عليها وتصح له العمرة لنه أدخلها على الج قبل الوقوف فإن أراد‬
‫أن يزئه الج طاف وسعى لعمرته ويلق ث يرم بالج ويزئه لنه إن كان معتمرا فقد حل من‬
‫العمرة وأحرم بالج‬
‫وإن كان حاجا أو قارنا فل يضره تديد الحرام بالج ويب عليه دم واحد لنه إن كان معتمرا‬
‫فقد حلق ف وقته وصار متمتعا فعليه دم التمتع دون دم اللق وإن كان حاجا فقد حلق ف غي‬
‫وقته فعليه دم اللق دون دم التمتع‬
‫وإن كان قارنا فعليه دم اللق ودم القران فل يب عليه ) دمان ( بالشك ومن أصحابنا من قال‬
‫يب عليه دمان احتياطا وليس بشيء‬
‫فصل ف الكثار من التلبية ويستحب أن يكثر من التلبية ويلب عند اجتماع الرفاق وف كل‬
‫صعود وهبوط وف إدبار الصلوات وإقبال الليل والنهار لا روى جابر قال كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يلب إذا ) رأى ( ركبا أو صعد أكمة أو هبط واديا وف إدبار الكتوبة وآخر الليل‬
‫ولن ف هذه الواضع ترفع الصوات ويكثر الضجيج وقد قال النب صلى ال عليه وسلم أفضل‬
‫الج العج والثج‬
‫ويستحب ف مسجد مكة ومن وعرفات‬
‫وفيما عداها من الساجد قولن قال ف القدي ل يلب‬
‫وقال ف الديد يلب لنه مسجد بن للصلة فاستحب فيه التليبة كالساجد الثلثة‬
‫وف حال الطواف قولن قال ف القدي يلب ويفض صوته‬
‫وقال ف الم ل يلب لن للطواف ذكرا يتص به فكان الشتغال به أول‬
‫ويستحب أن يرفع صوته بالتلبية لا روى زيد بن خالد الهن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال جاءن جبيل عليه السلم‬
‫فقال يا ممد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتم بالتلبية فإنا من شعار الاج وإن كانت امرأة ل‬
‫ترفع الصوت بالتلبية لنه ياف عليها الفتتان‬
‫فصل ف صفة التلبية والتلبية أن يقول لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك لبيك إن المد‬
‫والنعمة لك واللك ل شريك لك لا روى ابن عمر‬
‫____________________‬

‫رضي ال عنهما أن تلبية رسول ال صلى ال عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك ل شريك لك‬
‫لبيك إن المد والنعمة لك واللك ل شريك لك قال الشافعي رحه ال فإن زاد على هذا فل‬
‫بأس لا روي أن ابن عمر رضي ال عنهما كان يزيد فيها لبيك وسعديك والي كله بيديك‬
‫والرغبة إليك والعمل‬
‫وإذا رأى شيئا يعجبه قال لبيك إن العيش عيش الخرة لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كان ذات يوم والناس يصرفون عنه كأنه أعجبه ما هم فيه فقال لبيك إن العيش عيش الخرة‬
‫والستحب إذا فرغ من التلبية أن يصلي على النب صلى ال عليه وسلم لنه موضع شرع فيه‬
‫ذكر ال تعال فشرع فيه ذكر الرسول صلى ال عليه وسلم كالذان ث يسأل ال تعال رضوانه‬
‫والنة ويستعيذ برحته من النار لا روى خزية بن ثابت رضي ال عنه‬
‫قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا فرغ من تلبيته ف حج أو عمرة سأل ال رضوانه‬
‫والنة واستعاذ برحته من النار ث يدعو با أحب‬
‫فصل فيما يرم على الرم وإذا أحرم الرجل حرم عليه حلق الرأس لقوله تعال } ول تلقوا‬
‫رؤوسكم حت يبلغ الدي مله { ويرم عليه حلق شعر سائر البدن لنه حلق يتنظف به ويترفه به‬
‫فلم يز كحلق الرأس ويب به الفدية لقوله تعال } فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه‬
‫ففدية من صيام أو صدقة أو نسك { ولا روى كعب بن عجرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال لعلك أذاك هوام رأسك فقلت نعم يا رسول ال فقال احلق رأسك وصم ثلثة أيام أو‬
‫أطعم ستة مساكي أو انسك شاة ويوز له أن يلق شعر اللل لن نفعه يعود إل اللل فلم‬
‫ينع منه كما لو أراد أن يعممه أو يطيبه‬
‫فصل ويرم عليه أن يقلم أظفاره لنه جزء ينمى وف قطعه ترفيه وتنظيف فمنع الحرام منه‬
‫كحلق الشعر ويب به الفدية قياسا على اللق‬
‫فصل ويرم عليه أن يستر رأسه لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ف الرم الذي خر من بعيه ل تمر رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا وتب به الفدية لنه‬
‫فعل مرم ف الحرام فتعلقت به الفدية كاللق‬
‫ويوز أن يمل على رأسه مكتل لنه ل يقصد به الستر فلم ينع منه كما ل ينع الدث من حل‬
‫الصحف ف عيبة التاع حي ل يقصد حل الصحف‬
‫ويوز أن يترك يده على رأسه لنه يتاج إل وضع اليد على الرأس ف السح فعفي عنه ويرم‬
‫عليه لبس القميص لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الرم‬
‫ل يلبس القميص ول السراويل ول البنس ول العمامة ول الف‬
‫____________________‬

‫إل أل يد نعلي فيقطعهما أسفل من الكعبي ول يلبس من الثياب ما مسه ورس أو زعفران‬
‫وتب به الفدية لنه فعل مظور ف الحرام فتعلقت به الفدية كاللق ول فرق بي أن يكون ما‬
‫يلبسه من الرق أو اللود أو اللبود أو الورق‬
‫ول فرق بي أن يكون ميطا بالبرة أو ملصقا بعضه إل بعض لنه ف معن الخيط والعباءة‬
‫والدراعة كالقميص فيما ذكرناه لنه ف معن القميص‬
‫ويرم عليه لبس السراويل لديث ابن عمر رضي ال عنه وتب به الفدية لا ذكرناه من العن‬
‫والتبان والران كالسراويل فيما ذكرناه لنه ف معن السراويل وإن شق الزار وجعل له ذيلي‬
‫وشدها على ساقيه ل يز لنما كالسراويل وما على الساقي كالبابكي ويوز أن يعقد عليه إزاره‬
‫لن فيه مصلحة له وهو أن يثبت عليه ول يعقد الرداء عليه لنه ل حاجة به إليه وله أن يغرز‬
‫طرفيه ف إزاره وإن جعل لزاره حجزة وأدخل فيها التكة واتزر به جاز وإن اتزر وشد فوقه تكة‬
‫جاز‬
‫قال ف الملء وإن زره أو خاطه أو شوكه ل يز لنه يصي كالخيط‬
‫وإن ل يد إزارا جاز أن يلبس السراويل ول فدية عليه لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من ل يد إزارا فليلبس السراويل ومن ل يد نعلي فليلبس‬
‫الفي فإن ل يد رداء ل يلبس القميص لنه يكنه أن يرتدي به ول يكنه أن يتزر بالسراويل فإن‬
‫لبس السراويل ث وجد الزار لزمه خلعه‬
‫ويرم عليه لبس الفي للخب وتب به الفدية لا ذكرناه من القياس على اللق فإن ل يد نعلي‬
‫لبس الفي بعد أن يقطعهما من أسفل الكعبي للخب فإن لبس الف مقطوعا من أسفل الكعب‬
‫مع وجود النعل ل يز على النصوص وتب عليه الفدية‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز ول فدية عليه لنه قد صار كالنعل بدليل أنه ل يوز السح عليه وهذا‬
‫خلف النصوص وخلف السنة وما ذكره من السح ل يصح لنه وإن ل يز السح إل أنه يترفه‬
‫ف دفع الر والبد والذى ولنه يبطل بالف الخرق فإنه ل يوز السح عليه ث ينع من لبسه‬
‫ويرم عليه لبس القفازين وتب به الفدية لنه ملبوس على قدر العضو فأشبه الف‬
‫ول يرم عليه ستر الوجه لقوله صلى ال عليه وسلم ف الذي خر من بعيه ول تمروا رأسه‬
‫فخص الراس بالنهي ويرم على الرأة ستر الوجه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم نى النساء ف إحرامهن عن القفازين والنقاب وما مسه الورس والزعفران من‬
‫الثياب وليلبسن بعد ذلك ما اختي من ألوان الثياب من معصفر أو خز أو حلي أو سراويل أو‬
‫قميص أو خف ويب به الفدية وقياسا على اللق ويوز أن تستر من وجهها ما ل يكن ستر‬
‫الرأس إل بستره فعفى عن ستره فإن أرادت ستر وجهها عن الناس سدلت على وجهها شيئا ل‬
‫يباشر الوجه لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كان الركبان يرون بنا ونن مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مرمات فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابا من رأسها على وجهها فإذا‬
‫جاوزونا كشفنا ولن الوجه من الرأة كالرأس من الرجل ث يوز للرجل ستر الرأس من الشمس‬
‫با ل يقع عليه فكذلك الرأة ف الوجه ) والكف ( ول يرم عليها لبس القميص والسراويل‬
‫والف لديث ابن عمر رضي ال عنهما ولن جيع يدنا عورة إل الوجه والكفي فجاز لا ستره‬
‫لا ذكرناه‬
‫وهل يوز لا لبس القفازين فيه قولن أحدها أنه يوز لنه عضو يوز لا ستره بغي الخيط فجاز‬
‫لا ستره بالخيط كالرجل‬
‫والثان ل يوز للخب ولنه عضو ليس بعورة منها فتعلق به حرمة الحرام ف اللبس كالوجه‬
‫فصل ويرم عليه استعمال الطيب ف ثيابه لديث ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‬
‫قال ول‬
‫____________________‬
‫تلبس من الثياب ما مسه ورس أو زعفران وتب به الفدية قياسا على اللق ول يلبس ثوبا مبخرا‬
‫بالطيب ول ثوبا مصبوغا بالطيب ويب به الفدية قياسا على ما مسه الورس والزعفران‬
‫وإن علق بفه طيب وجبت به الفدية لنه ملبوس فهو كالثوب ويرم عليه استعمال الطيب ف‬
‫بدنه ول يوز أن يأكله ول أن يكتحل به ول يستعط به ول يتقن به فإن استعمله ف شىء من‬
‫ذلك لزمته الفدية لنه إذا وجب ذلك فيما يستعمله بالثياب فلن يب فيما يستعمله ببدنه أول‬
‫وإن كان الطيب ف طعام نظرت فإن ظهر ذلك ف طعمه أو رائحته ل يز أكله وتب به الفدية‬
‫وإن ظهر ذلك ف لونه وصبغ به اللسان من غي طعم ول رائحة فقد قال ف الختصر الوسط من‬
‫الج ل يوز وقال ف الم و الملء يوز‬
‫قال أبو إسحاق يوز قول واحدا وتأول قوله ف الوسط على ما إذا كانت له رائحة ومنهم من‬
‫قال فيه قولن أحدها ل يوز لن اللون إحدى صفات الطيب فمنع من استعماله كالطعم‬
‫والرائحة‬
‫والثان يوز وهو الصحيح لن الطيب بالطعم والرائحة‬
‫فصل ف تعيي الطيب والطيب كل ما يتطيب به ويتخذ منه الطيب كالسك والكفور والعنب‬
‫والصندل والورد والياسي والورس والزعفران‬
‫وف الريان الفارسي والرزنوش واللينوفر والنرجس قولن أحدها أنه يوز شها لا روي عن‬
‫عثمان رضي ال عنه أنه سئل عن الرم أيدخل البستان قال نعم ويشم الريان‬
‫ولن هذه الشياء لا رائحة إذا كانت رطبة فإذا جفت ل يكن لا رائحة‬
‫والثان ل يوز لنه يراد للرائحة فهو كالورد والزعفران وأما البنفسج فقد قال الشافعي رحه ال‬
‫ليس بطيب فمن أصحابنا من قال هو طيب قول واحدا لنه يشم رائحته ويتخذ منه الدهن فهو‬
‫كالورد وتأول قول الشافعي على الربب بالسكر‬
‫ومنهم من قال ليس بطيب قول واحدا لنه يراد للتداوي ول يتخذ من يابسه طيب‬
‫ومنهم من قال هو كالنرجس والريان وفيه قولن لنه يشم رطبه ول يتخذ من يابسه طيب وأما‬
‫الترج فإنه ليس بطيب لنه يراد للكل فهو كالتفاح والسفرجل وأما العصفر فليس بطيب لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم وليلبسن ما أحبب من العصفر ولنه يراد للون فهو كالنيل‬
‫والناء ليس بطيب لا روي أن أزواج النب صلى ال عليه وسلم كن يتضب بالناء وهن مرمات‬
‫ولنه يراد للون فهو كالعصفر ول يوز أن يستعمل إل دهان الطيبة‬
‫____________________‬
‫كدهن الورد والزنبق ودهن البان النشوش وتب به الفدية لنه يراد للرائحة وأما غي الطيب‬
‫كالزيت والشيج والبان غي النشوش فإنه يوز استعماله ف غي الرأس واللحية لنه ليس فيه‬
‫طيب ول تزيي ويرم استعماله ف شعر الرأس واللحية لنه يرجل الشعر ويربيه وتب به الفدية‬
‫فإن استعمله ف رأسه وهو أصلع جاز له لنه ليس فيه تزيي وإن استعمله ف رأسه وهو ملوق ل‬
‫يز لنه يسن الشعر إذا نبت‬
‫ويوز أن يلس عند العطار وف موضع يبخر لن ف النع من ذلك مشقة ولن ذلك ليس بطيب‬
‫مقصود والستحب أن يتوقى ذلك إل أن يكون ف موضع قربة كاللوس عند الكعبة وهي تمر‬
‫فل يكره ذلك لن اللوس عندها قربة فل يستحب تركها لمر مباح‬
‫وله أن يمل الطيب ف خرقة أو قارورة والسك ف نافجة ول فدية عليه لن دونه حائل‬
‫وإن مس طيبا فعبقت به رائحته ففيه قولن أحدها ل فدية عليه لنه رائحة عن ماورة فلم يكن‬
‫لا حكم كالاء إذا تغيت رائحته بيفة بقربه‬
‫والثان يب لن القصود من الطيب هو الرائحة وقد حصل ذلك وإن كان عليه طيب فأراد‬
‫غسله فالستحب أن يول غيه غسله حت ل يباشره بيده فإن غسله بنفسه جاز لن غسله ترك له‬
‫فل يتعلق به تري كما لو دخل دار غيه بغي إذنه فأراد أن يرج فإن حصل عليه طيب ول يقدر‬
‫على إزالته بغي الاء وهو مدث ومعه من الاء ما ل يكفي الطيب والوضوء غسل به الطيب لن‬
‫الوضوء له بدل وغسل الطيب ل بدل له‬
‫وإن كان عليه ناسة استعمل الاء ف إزالة النجاسة لن النجاسة تنع صحة الصلة والطيب ل‬
‫ينع صحة الج‬
‫فصل ف الزواج للمحرم ويرم عليه أن يتزوج وأن يزوج غيه بالوكالة والولية الاصة فإن‬
‫تزوج أو زوج فالنكاح باطل لا روى عثمان رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫ينكح الرم ول يطب ول ينكح ولنه عبادة ترم الطيب فحرمت النكاح كالعدة‬
‫وهل يوز للمام أو الاكم أن يزوج بولية الكم فيه وجهان أحدها ل يوز كما ل يوز أن‬
‫يزوج بالولية الاصة‬
‫والثان يوز لن الولية العامة آكد والدليل عليه أنه يلك بالولية العامة أن يزوج السلمة‬
‫والكافرة ول يلك ذلك بالولية الاصة‬
‫ويوز أن يشهد ف النكاح وقال أبو سعيد الصطخري ل يوز لنه ركن ف العقد فلم يز أن‬
‫يكون مرما كالول‬
‫والذهب أنه يوز لن العقد هو الياب والقبول والشاهد ل صنع له ف ذلك‬
‫ويكره له الطبة لن النكاح ل يوز فكرهت الطبة له‬
‫ويوز أن يراجع الزوجة ف الحرام لن الرجعة كاستدامة النكاح بدليل أنه يصح من غي ول‬
‫ول شهود ويصح من العبد بغي إذن الول فلم ينع الحرام منه كالبقاء على العقد‬
‫فصل ويرم عليه الوطء ف الفرج لقوله تعال } فمن فرض فيهن الج فل رفث ول فسوق ول‬
‫جدال ف الج { قال ابن عباس الرفث الماع وتب به الكفارة لا روي عن علي وابن عباس‬
‫وابن عمر وعبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهم أنم أوجبوا فيه الكفارة ولنه إذا وجبت‬
‫الكفارة ف اللق فلن تب ف الماع أول‬
‫فصل ويرم عليه الباشرة فيما دون الفرج لنه إذا حرم عليه النكاح فلن ترم الباشرة وهي‬
‫أدعى إل الوطء أول وتب به الكفارة لا روي عن علي كرم ال وجهه أنه قال من قبل امرأة‬
‫وهو مرم فليهرق دما ولنه فعل مرم ف الحرام فوجبت به الكفارة كالماع‬
‫فصل ف حرمة الصيد على الرم ويرم عليه الصيد الأكول من الوحش والطي ول يوز له أخذه‬
‫لقوله تعال } وحرم عليكم صيد الب ما دمتم حرما {‬

‫____________________‬

‫فإن أخذه ل يلكه بالخذ لن ما منع أخذه لق الغي ل يلكه بالخذ من غي إذنه كما لو غصب‬
‫مال غيه وإن كان الصيد لدمي وجب رده إل مالكه وإن كان من الباح وجب إرساله ف‬
‫موضع يتنع على من يأخذه لن ما حرم أخذه لق الغي إذا أخذه وجب رده إل مالكه‬
‫كالغصوب فإن هلك عنده وجب عليه الزاء لنه مال أخذه لق الغي فضمنه بالبدل كمال‬
‫الدمي فإن خلص صيدا من سبع فداواه فمات ف يده ل يضمنه لنه قصد الصلح‬
‫قال الشافعي رحه ال ولو قيل يضمن لنه تلف ف يده كان متمل ويرم عليه قتله فإن قتله عمدا‬
‫وجب عليه الزاء لقوله تعال } ل تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما‬
‫قتل من النعم { فإن قتله خطأ وجب عليه الزاء لن ما ضمن عمده بالال ضمن خطؤه كمال‬
‫الدمي ولنه كفارة تب بالقتل فستوى فيها الطأ والعمد ككفارة القتل فإن كان الصيد ملوكا‬
‫لدمي وجب عليه الزاء والقيمة‬
‫وقال الزن ل يب الزاء ف الصيد الملوك لنه يؤدي إل إياب بدلي عن متلف واحد والدليل‬
‫على أنه يب أنه كفارة تب بالقتل فوجبت بقتل الملوك‬
‫ككفارة القتل‬
‫ويرم عليه جرحه لن ما منع من إتلفه لق الغي منع من إتلف أجزائه كالدمي‬
‫وإن أتلف جزءا منه ضمنه بالزاء لن ما ضمن جيعه بالبدل ضمن أجزاؤه كالدمي‬
‫ويرم عليه تنفي الصيد لقوله صلى ال عليه وسلم ف مكة ل ينفر صيدها وإذا حرم ذلك ف‬
‫صيد الرم وجب أن يرم ف الحرام فإن نفره فوقع ف بئر فهلك أو نشته حية أو أكله سبع‬
‫وجب عليه الضمان لا روي أن عمر رضي ال عنه دخل دار الندوة فعلق رداءه فوقع عليه طي‬
‫فخاف أن ينجسه فطيه فنهسته حية فقال طي طردته حت نشته الية فسأل من كان معه أن‬
‫يكموا عليه فحكموا عليه بشاة ولنه هلك بسبب من جهته فأشبه إذا حفر له بئرا أو نصب له‬
‫أحبولة فهلك با‬
‫ويرم عليه أن يعي على قتله بدللة أو إعارة آلة لن ما حرم قتله حرمت العانة على قتله‬
‫كالدمي‬
‫وإن أعان على قتله بدللة أو إعارة آلة فقتل ل يلزمه الزاء لن ما ل يلزمه حفظه ل يضمنه‬
‫بالدللة على إتلفه كمال الغي‬
‫ويرم عليه أكل ما صيد له لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قال الصيد حلل لكم ما‬
‫ل تصيدوا أو يصد لكم ويرم عليه أكل ما أعان على قتله بدللة أو إعارة آلة لا روى عبد ال بن‬
‫أب قتادة قال كان أبو قتادة ف قوم مرمي وهو حلل فأبصر حار وحش فاختلس من بعضهم‬
‫سوطا فضربه حت صرعه ث ذبه وأكل هو وأصحابه فسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال هل أشار إليه أحد منكم قالوا ل قال فلم ير بأكله بأسا فإن أكل ما صيد له أو أعان على‬
‫قتله فهل يب عليه الزاء فيه قولن أحدها يب لنه فعل مرم بكم الحرام فوجبت فيه‬
‫الكفارة كقتل الصيد‬
‫والثان ل يب لنه ليس بنام ول بآيل إل النماء فل يضمن بالزاء كالشجر اليابس والبيض الذر‬
‫فان ذبح صيدا حرم عليه أكله لنه إذا حرم عليه ما صيد له أو دل عليه فلن يرم ما ذبه أول‬
‫وهل يرم على غيه فيه قولن قال ف الديد يرم لن ما حرم على الذابح أكله حرم على غيه‬
‫كذبيحة الوسي‬
‫وقال ف القدي ل يرم لن من حل بذكاته غي الصيد حل بذكاته الصيد كاللل فإن أكل ما‬
‫ذبه ل يضمن بالكل لن ما ضمنه بالقتل ل يضمنه بالكل كشاة الغي‬
‫ويرم عليه أن يشتري الصيد أو يتهبه لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن الصعب بن جثامة‬
‫أهدى إل النب صلى ال عليه وسلم حار وحش فرده عليه فلما رأى ما ف وجهه قال‬
‫إنا ل نرده عليك إل أنا حرم ولنه سبب يتملك به الصيد فلم يلك به مع الحرام كالصطياد‬
‫فإن مات من يرثه وله صيد ففيه وجهان أحدها ل يرثه لنه سبب للملك فل يلك به الصيد‬
‫كالبيع والبة‬
‫والثان أنه يرثه لنه يدخل ف ملكه بغي قصده ويلك به الصب والنون فجاز أن يلك به الرم‬
‫الصيد‬
‫وإن كان ف ملكه صيد فأحرم ففيه قولن أحدها ل يزول ملكه عنه لنه ملك فل يزول بالحرام‬
‫كملك البضع‬
‫والثان يزول عنه لنه معن ل يراد للبقاء يرم على الرم ابتداؤه فحرمت استدامته كلبس‬
‫الخيط فإن قلنا إنه ل يزول ملكه جاز له بيعه وهبته ول يوز له‬
‫____________________‬

‫قتله فإن قتله وجب عليه الزاء لن الزاء كفارة تب ل تعال فجاز أن تب على مالكه ككفارة‬
‫القتل‬
‫وإن قلنا يزول ملكه وجب عليه إرساله فإن ل يرسله حت مات ضمنه بالزاء وإن ل يرسله حت‬
‫تلل ففيه وجهان أحدها يعود إل ملكه ويسقط عنه فرض الرسال لن علة زوال اللك هو‬
‫الحرام وقد زال فعاد اللك كالعصي إذا صار خرا ث صار خل‬
‫والثان أنه ل يعود إل ملكه ويلزمه إرساله لن يده متعدية فوجب أن يزيلها‬
‫فصل ف الصيد غي الأكول وإن كان الصيد غي مأكول نظرت فإن كان متولدا ما يؤكل وما ل‬
‫يؤكل كالسبع التولد بي الذئب والضبع والمار التولد بي حار الوحش وحار الهل فحكمه‬
‫حكم ما يؤكل ف تري صيده ووجوب الزاء لنه اجتمع فيه جهة التحليل والتحري فغلب‬
‫التحري كما غلب جهة التحري ف أكله‬
‫وإن كان حيوانا ل يؤكل ول هو متولد ما يؤكل فاللل والرام فيه واحد لقوله تعال } وحرم‬
‫عليكم صيد الب ما دمتم حرما { فحرم من الصيد ما يرم بالحرام وهذا ل يكون إل فيما يؤكل‬

‫وهل يكره قتله أو ل يكره ينظر فيه فإن كان ما يضر ول ينفع كالذئب والسد والية والعقرب‬
‫والفأرة والدأة والغراب والكلب العقور والبق والبغوث والقمل والرجس والزنبور فالستحب‬
‫أن يقتله لنه يدفع ضرره عن نفسه وعن غيه‬
‫وإن كان ما ينتفع به ويستضر به كالفهد والبازي فل يستحب قتله لا فيه من النفعة ول يكره لا‬
‫فيه من الضرة‬
‫وإن كان ما ل يضر ول ينفع كالنافس والعلن وبنات وردان فإنه يكره قتله ول يرم‬
‫فصل ف بيض الصيد وما حرم على الرم من الصيد حرم عليه بيضه وإذا كسره وجب عليه‬
‫الزاء وقال الزن ل جزاء عليه لنه ل روح فيه والدليل عليه ما روى أبو هريرة أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ف بيض النعامة يصيبه الرم ثنه ولنه خارج من الصيد يلق منه مثله فضمن‬
‫بالزاء كالفرخ وإن كسر بيضا ل يل له أكله وهل يل لغيه فيه قولن كالصيد وقال شيخنا‬
‫القاضي أبو الطيب ف تريه على غيه نظر لنه ل روح فيه فل يتاج إل ذكاة وإن كسر بيضا‬
‫مذرا ل يضمنه من غي النعامة لنه ل قيمة له ويضمنه من النعامة لن لقشر بيض النعامة قيمة‬
‫فصل ف أمور معفو عنها وإن احتاج الرم إل اللبس لر شديد أو برد شديد أو احتاج إل‬
‫الطيب لرض أو إل حلق الرأس للذى أو إل شد رأسه بعصابة لراحة عليه أو إل ذبح الصيد‬
‫للمجاعة ل يرم عليه وتب عليه الكفارة لقوله تعال } فمن كان منكم مريضا أو به أذى من‬
‫رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك { ولديث كعب بن عجرة فثبت اللق بالنص وقسنا ما‬
‫سواه عليه لنه ف معناه‬
‫وإن نبت ف عينه شعرة فقلعها أو نزل شعر الرأس إل عينه فغطاها فقطع ما غطى العي أو انكسر‬
‫شيء من ظفره فقطع ما انكسر منه أو صال عليه صيد فقتله دفعا عن نفسه جاز ول كفارة عليه‬
‫لن الذي تعلق به النع ألأه إل إتلفه ويالف إذا آذاه القمل ف رأسه فحلق الشعر لن الذى ل‬
‫يكن من جهة الشعر الذي تعلق به النع وإنا كان من غيه‬
‫وإن افترش الراد ف طريقه فقتله ففيه قولن أحدها يب عليه الزاء لنه قتله لنفعة نفسه فأشبه‬
‫إذا قتله للمجاعة‬
‫والثان ل يب لن الراد ألأه إل قتله فأشبه إذا صال عليه الصيد فقتله للدفع وإن باض صيد‬
‫على فراشه فنقله فلم يضنه الصيد فقد حكى‬
‫____________________‬

‫الشافعي رحه ال عن عطاء أنه ل يلزمه ضمانه لنه مضطر إل ذلك قال ويتمل عندى أن يضمن‬
‫لنه أتلفه باختياره فحصل فيه قولن كالراد وإن كشط من بدنه جلدا وعليه شعر أو قطع كفه‬
‫وفيه أظفار ل تلزمه فدية لنه تابع لله فسقط حكمه تبعا لله كالطراف مع النفس ف قتل‬
‫الدمي‬
‫فصل إذا فعل ما يرم عليه ناسيا وإن لبس أو تطيب أو دهن رأسه أو ليته جاهل بالتحري أو‬
‫ناسيا للحرام ل تلزمه الفدية لا روى أبو يعلى بن أمية قال أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫رجل بالرانة وعليه جبة وهو مصفر ليته ورأسه فقال يا رسول ال أحرمت بعمرة وأنا كما ترى‬
‫فقال اغسل عنك الصفرة وانزع عنك البة وما كنت صانعا ف حجك فاصنع ف عمرتك ول‬
‫يأمر بالفدية فدل على أن الاهل ل فدية عليه‬
‫فإذا ثبت هذا ف الاهل ثبت ف الناسي لن الناسي يفعل وهو يهل تريه عليه فإن ذكر ما فعله‬
‫ناسيا أو علم ما فعله جاهل نزع اللباس وأزال الطيب لديث يعلى بن أمية فإن ل يقدر على إزالة‬
‫الطيب ل تلزمه الفدية لنه مضطر إل تركه فلم تلزمه فدية كما لو أكره على التطيب‬
‫وإن قدر على إزالته واستدام لزمته الفدية لنه تطيب من غي عذر فأشبه إذا ابتدأ به وهو عال‬
‫بالتحري وإن مس طيبا وهو يظن أنه يابس وكان رطبا ففيه قولن أحدها تلزمه الفدية لنه قصد‬
‫مس الطيب‬
‫والثان ل تلزمه لنه جهل تريه فأشبه إذا جهل تري الطيب ف الحرام فإن حلق الشعر أو قلم‬
‫الظفر ناسيا أو جاهل بالتحري فالنصوص أنه تب عليه الفدية لنه إتلف فاستوى ف ضمانه‬
‫العمد والسهو كإتلف مال الدمي وفيه قول آخر مرج أنه ل تب لنه ترفه وزينة فاختلف ف‬
‫فديته السهو والعمد كالطيب‬
‫وإن قتل صيدا ناسيا أو جاهل بالتحري وجب عليه الزاء لن ضمانه ضمان الال فاستوى فيه‬
‫السهو والعمد والعلم والهل كضمان مال الدميي‬
‫وإن أحرم ث جن وقتل صيدا ففيه قولن أحدها يب عليه الزاء لا ذكرناه‬
‫والثان ل يب لن النع من قتل الصيد تعبد والنون ليس من أهل التعبد فل يلزمه ضمانه‬
‫ومن أصحابنا من نقل هذين القولي إل الناسي وليس بشيء‬
‫وإن جامع ناسيا أو جاهل بالتحري ففيه قولن قال ف الديد ل يفسد حجه ول يلزمه شيء لنا‬
‫عبادة تب بإفسادها الكفارة فاختلف ف الوطء فيها العمد والسهو كالصوم‬
‫وقال ف القدي يفسد حجه وتلزمه الكفارة لنه معن يتعلق به قضاء الج فاستوى فيه العمد‬
‫والسهو كالفوات‬
‫وإن حلق رجل رأسه فإن كان بإذنه وجبت عليه الفدية لنه أزال شعره بسبب ل عذر له فيه‬
‫فأشبه إذا حلقه بنفسه وإن حلقه وهو نائم أو مكره وجبت الفدية وعلى من تب فيه قولن‬
‫أحدها تب على الالق لنه أمانة عنده فإذا أتلفه غيه وجب الضمان على من أتلفه كالوديعة‬
‫إذا أتلفها غاصب‬
‫والثان تب على اللوق لنه هو الذى ترفه باللق فكانت الفدية عليه‬
‫فإذا قلنا تب الفدية على الالق فللمحلوق مطالبته بإخراجها لنا تب بسببه فإن مات الالق أو‬
‫أعسر بالفدية ل تب ) على اللوق ( الفدية‬
‫وإن قلنا تب على اللوق أخذها من الالق وأخرج وإن افتدى اللوق نظرت فإن افتدى بالال‬
‫رجع بأقل المرين من الشاة أو ثلثة آصع فإن أداها بالصوم ل يرجع عليه لنه ل يكن الرجوع‬
‫به‬
‫ومن أصحابنا من قال يرجع بثلثة أمداد لن صوم كل يوم مقدر بد‬
‫وإن حلق رأسه وهو ساكت ففيه طريقان أحدها أنه كالنائم والكره لن السكوت ل يري مرى‬
‫الذن والدليل عليه هو أنه لو أتلف رجل ماله وسكت ل يكن سكوته إذنا ف إتلفه‬
‫والثان أنه بنلة ما لو أذن فيه لنه يلزمه حفظه والنع من حلقه فإذا ل يفعل جعل سكوته كالذن‬
‫فيه كالودع إذا سكت عن إتلف الوديعة‬
‫فصل فيما يكره للمحرم ويكره للمحرم أن يك شعره بأظفاره حت ل ينتثر شعره فإن انتثر منه‬
‫شعره لزمته الفدية ويكره أن يفلي رأسه وليته فإن فلى وقتل قملة استحب له أن يفديها‬
‫قال الشافعي رحه ال وأي شيء فداها به فهو خي منها فإن ظهر القمل على بدنه أو ثيابه ل يكره‬
‫أن ينحيه لنه ألأه إليه ويكره أن يكتحل با ل طيب فيه لنه زينة والاج أشعث أغب فإن احتاج‬
‫إليه ل يكره لنه إذا ل يكره ما يرم من اللق والطيب للحاجة فلن ل يكره ما ل يرم أول‬
‫ويوز أن يدخل المام ويغتسل بالاء لا روى أبو أيوب قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يغتسل وهو مرم ويوز أن يغسل شعره بالاء والسدر لا روى‬
‫____________________‬

‫ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الرم الذي خر من بعيه اغسلوه باء وسدر‬
‫ويوز أن يتجم ما ل يقطع شعرا لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم احتجم وهو مرم‬
‫ويوز أن يفتصد أيضا كما يوز أن يتجم ويوز أن يستظل سائرا ونازل لا روى جابر أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أمر بقبة من شعر أن تضرب له بنمرة فإذا ثبت جواز ذلك ) بالرم ( نازل‬
‫وجب أن يوز سائرا قياسا عليه ويكره أن يلبس الثياب الصبغة لا روي أن عمر رضي ال عنه‬
‫رأي على طلحة رضي ال عنه ثوبي مصبوغي وهو حرام فقال أيها الرهط أنتم أئمة يقتدى بكم‬
‫ولو أن جاهل رأى عليك ثوبيك لقال قد كان طلحة يلبس الثياب الصبغة وهو مرم فل يلبس‬
‫أحدكم من هذه الثياب الصبغة ف الحرام شيئا‬
‫ويكره أن يمل بازا أو كلبا معلما لنه ينفر به الصيد وربا انفلت فقتل صيدا وينبغي أن ينه‬
‫إحرامه عن الصومة والشتم والكلم القبيح لقوله تعال } فمن فرض فيهن الج فل رفث ول‬
‫فسوق ول جدال ف الج { قال ابن عباس الفسوق النابزة باللقاب وتقول لخيك يا ظال يا‬
‫فاسق والدال أن تاري صاحبك حت تغضبه وروى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫من حج ل عز وجل فلم يرفث ول يفسق رجع كهيئته يوم ولدته أمه وبال التوفيق‬
‫باب ما يب بحظورات الحرام من الكفارة وغيها إذا حلق الرم رأسه فكفارته أن يذبح شاة‬
‫أو يطعم ستة مساكي ثلثة آصع لكل مسكي نصف صاع أو يصوم ثلثة أيام وهو مي بي‬
‫الثلثة لقوله تعال } فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو‬
‫نسك { ولديث كعب بن عجرة‬
‫وإن حلق ثلث شعرات كانت كفارته ما ذكرناه ف حلق الرأس لنه يقع عليه اسم المع الطلق‬
‫فصار كما لو حلق جيع رأسه‬
‫وإن حلق شعر رأسه وشعر بدنه لزمه ما ذكرناه وقال أبو القاسم الناطي يب عليه فديتان لن‬
‫شعر الرأس مالف لشعر البدن أل ترى أنه يتعلق النسك بلق الرأس ول يتعلق بشعر البدن‬
‫والذهب الول لنما وإن اختلفا ف النسك إل أن الميع جنس واحد فأجزأه لما فدية واحدة‬
‫كما لو غطى رأسه ولبس القميص والسراويل‬
‫وإن حلق شعرة أو شعرتي ففيه ثلثة أقوال أحدها يب لكل شعرة ثلث دم لنه إذا وجب ف‬
‫ثلث شعرات دم وجب ف كل شعرة ثلثه‬
‫والثان يب لكل شعرة درهم لن إخراج ثلث الدم يشق فعدل إل قيمته وكانت قيمة الشاة‬
‫ثلثة دراهم فوجب ثلثها‬
‫والثالث مد لن ال تعال عدل ف جزاء الصيد من اليوان إل الطعام فيجب أن يكون ههنا مثله‬
‫وأقل ما يب من الطعام مد فوجب ذلك فإن قلم أظفاره أو ثلثة أظفار وجب عليه ما وجب ف‬
‫اللق وإن قلم ظفرا أو ظفرين وجب فيهما ما يب ف الشعرة أو الشعرتي لنه ف معناها‬
‫فصل ف أمور يب با الكفارة وإن تطيب أو لبس الخيط ف شيء من بدنه أو غطى رأسه أو شيئا‬
‫منه أو دهن رأسه أو ليته وجب عليه ما يب ف حلق الشعر لنه ترفه وزينة فهو كاللق وإن‬
‫تطيب ولبس وجب لكل واحد منهما كفارة لنما جنسان متلفان وإن لبس ثوبا مطيبا وجبت‬
‫كفارة واحدة لن الطيب تابع للثوب فدخل ف ضمانه وإن لبس ث لبس أو تطيب ث تطيب ف‬
‫أوقات متفرقة ففيه قولن أحدها تتداخل لنا جنس واحد فأشبه إذا كانت ف وقت واحد‬
‫والثان ل تتداخل لنا ف أوقات متلفة فكان لكل وقت من ذلك حكم نفسه‬
‫وإن حلق ثلث شعرات ف ثلثة أوقات فهي على القولي إن قلنا يتداخل لزمه دم وإن قلنا ل‬
‫يتداخل وجب لكل شعرة مد وإن حلق تسع شعرات ف ثلثة أوقات فعلى القولي‬
‫إن قلنا ل تتداخل وجب ثلثة دماء وإن قلنا تتداخل لزمه دم واحد‬

‫____________________‬

‫فصل فيمن وطىء قبل التحلل الول وإن وطىء ف العمرة أو ف الج قبل التحلل الول فقد‬
‫فسد نسكه ويب عليه أن يضي ف فاسده ث يقضي لا روي عن عمر وعلي وابن عمر وابن‬
‫عباس وعبد ال بن عمرو بن العاص وأب هريرة رضي ال عنهم أنم أوجبوا ذلك وهل يب‬
‫القضاء على الفور أم ل فيه وجهان أحدها أنه على الفور وهو ظاهر النص لا روي عن عمر‬
‫وعلي وابن عمر وابن عباس وعبد ال بن عمرو بن العاص وأب هريرة رضي ال عنهم أنم قالوا‬
‫يقضي من قابل‬
‫والثان أنه على التراخي لن الداء على التراخي فكذلك القضاء وهذا ل يصح لن القضاء بدل‬
‫عما أفسده من الداء وذلك واجب على الفور فوجب أن يكون القضاء مثله ويب الحرام ف‬
‫القضاء من حيث أحرم ف الداء لنه قد تعي ذلك بالدخول فيه فإذا أفسده وجب قضاؤه كحج‬
‫التطوع فإن سلك طريقا آخر لزمه أن يرم من مقدار مسافة الحرام ف الداء وإن كان قارنا‬
‫فقضاه بالفراد جاز لن الفراد أفضل من القران ول يسقط عنه دم القران لن ذلك دم وجب‬
‫عليه فل يسقط عنه بالفساد كدم الطيب‬
‫وف نفقة الرأة ف القضاء وجهان أحدها ف مالا كنفقة الداء‬
‫والثان تب على الزوج لنا غرامة تتعلق بالوطء فكانت على الزوج كالكفارة وف ثن الاء‬
‫الذي تغتسل به وجهان أحدها يب على الزوج لا ذكرناه‬
‫والثان يب عليها لن الغسل يب للصلة فكان ثن الاء عليها‬
‫وهل يب عليهما أن يفترقا ف موضع الوطء فيه وجهان أحدها يب لا روي عن عمر وعلي‬
‫وابن عباس رضي ال عنهم أنم قالوا يفترقان ولن اجتماعهما ف ذلك الوقت يدعو إل الوطء‬
‫فمنع منه‬
‫والثان أنه ل يب وهو ظاهر النص كما ل يب ف سائر الطريق ويب عليه بدنة لا روي عن‬
‫علي كرم ال وجهه أنه قال على كل واحد منهما بدنة فإن ل يد فبقرة لن البقرة كالبدنة لنا‬
‫تزىء ف الضحية عن سبعة فإن ل يد لزمه سبع من الغنم فإن ل يد قوم البدنة دراهم والدراهم‬
‫طعاما فإن ل يد الطعام صام عن كل مد يوما وقال أبو إسحاق فيه قول آخر أنه مي بي هذه‬
‫الشياء الثلثة قياسا على فدية الذى‬
‫فصل ف وطء الصب والعبد وإن كان الرم صبيا فوطىء عامدا بنيت على القولي فإن قلنا إن‬
‫عمده خطأ فهو كالناسي وقد بيناه‬
‫فإن قلنا إن عمده عمد فسد نسكه ووجبت الكفارة وعلى من تب فيه قولن أحدها ف ماله‬
‫والثان على الول وقد بيناه ف أول الج‬
‫وهل يب عليه القضاء فيه قولن أحدها ل يب لنا عبادة تتعلق بالبدن فل تب على الصب‬
‫كالصوم والصلة‬
‫والثان يب لن من فسد الج بوطئه وجب عليه القضاء كالبالغ‬
‫فإن قلنا يب فهل يصح منه ف حال الصغر فيه قولن أحدها ل يصح لنه حج واجب فل يصح‬
‫من الصب كحجة السلم‬
‫والثان يصح منه أداؤه فصح منه قضاؤه كالبالغ‬
‫وإن وطىء العبد ف إحرامه عامدا فسد حجه ويب عليه القضاء‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يلزمه لنه ليس من أهل فرض الج وهذا خطأ لنه يلزمه الج بالنذر‬
‫فلزمه القضاء بالفساد كالر‬
‫وهل يصح منه القضاء ف حال الرق على القولي على ما ذكرناه ف الصب فإن قلنا إنه يصح منه‬
‫القضاء فهل للسيد منعه منه يبن على الوجهي ف أن القضاء على الفور أم ل فإن قلنا إن القضاء‬
‫على التراخى فله منعه لن حق السيد على الفور فقدم على الج‬
‫وإن قلنا إنه على الفور ففيه وجهان أحدها أنه ل يلك منعه لنه موجب ما أذن فيه وهو الج‬
‫فصار كما لو أذن فيه‬
‫والثان أنه يلك منعه لن الأذون فيه حجة صحيحة فإن أعتق بعد التحلل من الفاسد وقبل‬
‫القضاء ل يز أن يقضي حت يج حجة السلم ث يقضي وإن أعتق قبل التحلل من الفاسد نظرت‬
‫فإن كان بعد الوقوف مضى ف فاسده ث يج حجة السلم ف السنة الثانية ث يج عن القضاء ف‬
‫السنة الثالثة وإن أعتق قبل الوقوف مضى ف فاسده ث يقضى ويزئه ذلك عن القضاء وعن حجة‬
‫السلم لنه لو ل يفسد لكان أداؤه يزئه عن حجة السلم فإذا فسد وجب أن يزئه قضاؤه عن‬
‫حجة السلم‬
‫فصل ف وطء القارن وإن وطىء وهو قارن وجب مع البدنة دم القران لنه دم وجب بغي الوطء‬
‫فل يسقط بالوطء كدم الطيب‬
‫فصل ف تكرار الوطء وإن وطىء ث وطىء ول يكفر عن الول ففيه قولن قال ف القدي يب‬
‫عليه بدنة واحدة كما لو زن ث زن كفاه لما حد واحد‬
‫وقال ف الديد يب عليه للثان كفارة أخرى‬
‫وف الكفارة الثانية قولن أحدها شاة لنا مباشرة ل توجب الفساد فوجبت فيها شاة كالقبلة‬
‫بشهوة‬
‫والثان يلزمه بدنة لنه وطء ف إحرام منعقد فأشبه الوطء ف إحرام صحيح وإن وطىء بعد‬
‫التحلل الول ل يفسد حجه لنه قد زال الحرام فل يلحقه فساد وعليه كفارة وف كفارته قولن‬
‫أحدها ) أنا ( بدنة‬
‫____________________‬
‫لنه وطىء ف حال يرم فيه الوطء فأشبه ما قبل التحلل‬
‫والثان أنا شاة لنا مباشرة ل توجب الفساد فكانت كفارته شاة كالباشرة فيما دون الفرج وإن‬
‫جامع ف قضاء الج لزمته بدنة ول يلزمه إل قضاء حجة واحدة لن القضي واحد فل يلزمه‬
‫أكثر منه‬
‫فصل ف الوطء كله سواء والوطء ف الدبر واللواط وإتيان البهيمة كالوطء ف القبل ف جيع ما‬
‫ذكرناه لن الميع وطء‬
‫فصل ف الباشرة دون الفرج وإن قبلها بشهوة أو باشرها فيما دون الفرج بشهوة ل يفسد حجه‬
‫لنا مباشرة ل توجب الد ) بنسها ( فلم تفسد الج كالباشرة بغي شهوة ويب عليه فدية‬
‫الذى لنه استمتاع ل يفسد الج فكانت كفارته ككفارة فدية الذى والطيب‬
‫والستمناء كالباشرة فيما دون الفرج لنه بنلتها ف التحري والتعزير فكان بنلتها ف الكفارة‬
‫فصل فيمن قتل صيدا وإن قتل صيدا نظرت فإن كان له مثل من النعم وجب عليه مثله من النعم‬
‫والنعم هي البل والبقر والغنم والدليل عليه قوله عز وجل } ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل‬
‫ما قتل من النعم { فيجب ف النعامة بدنة وف حار الوحش وبقرة الوحش بقرة وف الضبع كبش‬
‫وف الغزال عن وف الرنب عناق وف اليبوع جفرة لا روي عن عثمان وعلي وابن عباس وزيد‬
‫بن ثابت وابن الزبي ومعاوية رضي ال عنهم أنم قضوا ف النعامة ببدنة وعن عمر رضي ال عنه‬
‫أنه جعل ف حار الوحش بقرة وحكم ف الضبع بكبش وف الرنب بعناق وف اليبوع بفرة وعن‬
‫عثمان رضي ال عنه أنه حكم ف أم حبي بلن وهو المل فما حكم فيه الصحابة فل يتاج إل‬
‫اجتهاد وما ل تكم فيه الصحابة يرجع ف معرفة الماثلة بينه وبي النعم إل عدلي من أهل العرفة‬
‫لقوله تعال } يكم به ذوا عدل منكم هديا { وروى قبيصة بن جابر السدي قال أصبت ظبيا‬
‫وأنا مرم فأتيت عمر رضي ال عنه ومعي صاحب ل فذكرت له فأقبل على رجل إل جنبه‬
‫فشاوره فقال ل اذبح شاة فلما انصرفنا قلت لصاحب إن أمي الؤمني ل يدر ما يقول فسمعن‬
‫عمر فأقبل علي ضربا بالدرة وقال أتقتل صيدا وأنت مرم وتغمض الفتيا أي تتقرها وتطعن فيها‬
‫قال ال عز وجل } يكم به ذوا عدل منكم { هأنذا عمر وهذا ابن عوف‬
‫والستحب أن يكونا فقيهي‬
‫وهل يوز أن يكون القاتل أحدها فيه وجهان أحدها ل يوز كما ل يوز أن يكون التلف للمال‬
‫أحد القومي‬
‫والثان أنه يوز وهو الصحيح لنه يب عليه لق ال تعال فجاز أن يعل من يب عليه أمينا فيه‬
‫كرب الال ف الزكاة ويوز أن يفدي الصغي بالصغي والكبي بالكبي فإن فدى الذكر بالنثى‬
‫جاز لنا أفضل وإن فدى العور من اليمي بالعور من اليسار جاز لن القصود فيهما واحد‬
‫فصل كيف يصنع بالثل وإذا وجب عليه الثل فهو باليار بي أن يذبح الثل ويفرقه وبي أن يقومه‬
‫بالدراهم والدراهم طعاما ويتصدق به وبي أن يصوم عن كل مد يوما لقوله تعال } هديا بالغ‬
‫الكعبة أو كفارة طعام مساكي أو عدل ذلك صياما {‬
‫فصل ف جرحه الصيد وإن جرح صيدا له مثل فنقص عشر قيمته فالنصوص أنه يب عليه عشر‬
‫ثن الثل‬
‫وقال بعض أصحابنا يب عليه عشر الثل وتأول النص عليه إذا ل يد عشر الثل لن ما ضمن‬
‫كله بالثل ضمن بعضه بالثل كالطعام والدليل على النصوص أن إياب بعض الثل يشق فوجب‬
‫العدول إل القيمة كما عدل ف خس من البل إل الشاة حي شق إياب جزء من البعي‬

‫____________________‬

‫وإن ضرب صيدا حامل فأسقطت ولدا حيا ث ماتا ضمن الم بثلها وضمن الولد بثله وإن ضربا‬
‫فأسقطت جنينا ميتا والم حية ضمن ما بي قيمتها حامل وحائل ول يضمن الني‬
‫فصل ف الصيد ليس له مثل وإن كان الصيد ل مثل له من النعم وجب عليه قيمته ف الوضع‬
‫الذى أتلفه فيه لا روي أن مروان سأل ابن عباس رضي ال عنه عن الصيد يصيده الرم ول مثل‬
‫له من النعم قال ابن عباس ثنه يهدى إل مكة ولنه تعذر إياب الثل فيه فضمن بالقيمة كمال‬
‫الدمي فإذا أراد أن يؤدي فهو باليار بي أن يشتري بثمنه طعاما ويفرقه وبي أن يقوم ثنه طعاما‬
‫ويصوم عن كل مد يوما وإن كان الصيد طائرا نظرت فإن كان حاما وهو الذى يعب ويهدر‬
‫كالذي يقتنيه الناس ف البيوت كالدبسي والقمري والفاختة فإنه يب فيه شاة لنه روي ذلك عن‬
‫عمر وعثمان ونافع بن عبد الارث وابن عباس رضي ال عنهم ولن المام يشبه الغنم لنه يعب‬
‫ويهدر كالغنم فضمن به وإن كان أصغر من المام كالعصفور والبلبل والراد ضمنه بالقيمة لنه‬
‫ل مثل له فضمن بالقيمة وإن كان أكب من المام كالقطا واليعقوب والبط والوز ففيه قولن‬
‫أحدها يب فيه شاة لنا إذا وجبت ف المام فلن تب ف هذا وهو أكب أول‬
‫والثان أنه يب فيها قيمتها لنه ل مثل لا من النعم فضمن بالقيمة وإن كسر بيض صيد ضمنه‬
‫بالقيمة وإن نتف ريش طائر ث نبت ففيه وجهان أحدها ل يضمن‬
‫والثان يضمن بناء على القولي فيمن قلع شيئا ث نبت‬
‫فصل ف تكرار قتل الصيد وإن قتل صيدا بعد صيد وجب لكل واحد منهما جزاء لنه ضمان‬
‫متلف فيتكرر بتكرر التلف وإن اشترك جاعة من الرمي ف قتل صيد وجب عليهم جزاء‬
‫واحد لنه بدم متلف يتجزأ فإذا اشترك الماعة ف إتلفه قسم البدل بينهم كقيم التلفات وإذا‬
‫اشترك حلل وحرام ف قتل صيد وجب على الرم نصف الزاء ول يب على اللل شيء كما‬
‫لو اشترك رجل وسبع ف قتل آدمي وإن أمسك مرم صيدا فقتله حلل ضمنه الرم بالزاء ث‬
‫يرجع به على القاتل لن القاتل أدخله ف الضمان فرجع عليه كما لو غصب مال من رجل فأتلفه‬
‫آخر ف يده‬
‫فصل فيمن أثبت صيدا وإن جن على صيد فأزال امتناعه نظرت فإن قتله غيه ففيه طريقان قال‬
‫أبو العباس عليه ضمان ما نقص وعلى القاتل جزاؤه مروحا إن كان مرما ول شيء عليه إن كان‬
‫حلل‬
‫وقال غيه فيه قولن أحدها عليه ضمان ما نقص لنه جرح ول يقتل فل يلزمه جزاء كامل كما‬
‫لو بقي متنعا ولنا لو أوجبنا عليه جزاء كامل وعلى القاتل وإن كان مرما جزاء كامل سوينا بي‬
‫القاتل والارح ولنه يؤدي إل أن نوجب على الارح أكثر ما يب على القاتل لنه يب على‬
‫الارح جزاؤه صحيحا وعلى القاتل جزاؤه مروحا وهذا خلف الصول‬
‫والقول الثان أنه يب عليه جزاؤه كامل لنه جعله غي متنع ) فأشبه الالك ( فأما إذا كسره ث‬
‫أخذه وأطعمه وسقاه حت برىء نظرت فإن عاد متنعا ففيه وجهان كما قلنا فيمن نتف ريش طائر‬
‫فعاد ونبت فإن ل يعد متنعا فهو على القولي‬
‫أحدها يلزمه ضمان ما نقص‬
‫والثان يلزمه جزاء كامل‬
‫فصل ف كفارة الفرد والقارن والفرد والقارن ف كفارات الحرام واحد لن القارن كالفرد ف‬
‫الفعال فكان كالفرد ف الكفارات‬

‫____________________‬

‫فصل ف تري صيد الرام ويرم صيد الرم على اللل ) والرم ( لا روى ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن ال تعال حرم مكة ل يتلى خلها ول يعضد‬
‫شجرها ول ينفر صيدها فقال العباس رضي ال عنه إل الذخر لصاغتنا فقال إل الذخر وحكمه‬
‫ف الزاء حكم صيد الحرام لنه مثله ف التحري فكان مثله ف الزاء فإن قتل مرم صيدا ف‬
‫الرم لزمه جزاء واحد لن القتول واحد فكان الزاء واحدا كما لو قتله ف الل‬
‫وإن اصطاد اللل صيدا ف الل وأدخله إل الرم جاز له التصرف فيه بالمساك والذبح وغي‬
‫ذلك ما كان يلكه قبل أن يدخله إل الرم لنه من صيد الل فلم ينع من التصرف فيه وإن ذبح‬
‫اللل صيدا من صيود الرم ل يل له أكله وهل يرم على غيه فيه طريقان من أصحابنا من قال‬
‫هو على قولي كالرم إذا ذبح صيدا ومنهم من قال يرم ههنا قول واحدا لن الصيد ف الرم‬
‫مرم على كل أحد فهو كاليوان الذي ل يؤكل فإن رمى من الل إل صيد ف الرم فأصابه لزمه‬
‫الضمان لن الصيد ف موضع أمنه وإن رمى من الرم إل صيد ف الل فأصابه لزمه ضمانه لن‬
‫كونه ف الرم يوجب عليه تري الصيد فإن رمى من الل إل صيد ف الل ومر السهم ف موضع‬
‫من الرم فأصابه ففيه وجهان أحدها يضمنه لن السهم مر من الرم إل الصيد‬
‫والثان ل يضمنه لن الصيد ف الل والرامي ف الل‬
‫وإن كان ف الرم شجرة وأغصانا ف الل فوقعت حامة على غصن ف الل فرماه من الل‬
‫فأصابه ل يضمنه لن المام غي تابع للشجر فهو كطي ف هواء الل‬
‫وإن رمى صيدا ف الل فعدل السهم فأصاب صيدا ف الرم فقتله لزمه الزاء لن العمد والطأ‬
‫ف ضمان الصيد سواء‬
‫وإن أرسل كلبا ف الل على صيد ف الل فدخل الصيد الرم وتبعه الكلب فقتله ل يلزمه الزاء‬
‫لن للكلب اختيارا وقد دخل إل الرم باختياره بلف السهم‬
‫قال ف الملء إذا أمسك اللل صيدا ف الل وله فرخ ف الرم فمات الصيد ف يده ومات‬
‫الفرخ ضمن الفرخ لنه مات ف الرم بسبب من جهته ول يضمن الم لنه صيد ف الل مات‬
‫ف يد اللل‬
‫فصل إذا صاد كافر بالرم وإن دخل كافر إل الرم فقتل فيه صيدا فقد قال بعض أصحابنا يب‬
‫عليه الضمان لنه ضمان يتعلق بالتلف فاستوى فيه السلم والكافر كضمان الموال ويتمل‬
‫عندي أنه ل ضمان عليه لنه غي ملتزم لرمة الرم فلم يضمن صيده‬
‫فصل ف حرمة شجر الرم ويرم عليه قطع شجر الرم ومن أصحابنا من قال ما أنبته الدميون‬
‫يوز قلعه والذهب الول لديث ابن عباس رضي ال عنهما ولن ما حرم لرمة الرام استوى‬
‫فيه الباح والملوك كالصيد ويب فيه الزاء فإن كانت شجرة كبية‬
‫____________________‬

‫ضمنها ببقرة وإن كانت صغية ضمنها بشاة لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ف‬
‫الدوحة بقرة وف الشجرة الزلة شاة‬
‫فإن قطع غصنا منها ضمن ما نقص فإن نبت مكانه فهل يسقط عنه الضمان على قولي بناء على‬
‫القولي ف السن إذا قلع ث نبت ويوز أخذ الورق ول يضمنه لنه ل يضر با‬
‫وإن قلع شجرة من الرم لزمه ردها إل موضعها كما إذا أخذ صيدا منه لزمه تليته فإن أعادها‬
‫إل موضعها فنبتت ل يلزمه شيء وإن ل تنبت وجب عليه ضمانا‬
‫فصل ف حشيش الرم ويرم قطع حشيش الرم لقوله صلى ال عليه وسلم ول يتلى خلها‬
‫ويضمنه لنه منوع من قطعه لرمة الرم فضمنه كالشجر وإن قطع الشيش فنبت مكانه ل يلزمه‬
‫الضمان قول واحدا لن ذلك يستخلف ف العادة فهو كسن الصب إذا قلعه فنبت مكانه مثله‬
‫بلف الغصان ويوز قطع الذخر لديث ابن عباس رضي ال عنه ولن الاجة تدعو إليه‬
‫ويوز رعي الشيش لن الاجة تدعو إل ذلك فجاز كقطع الذخر ويوز قطع العوسج والشوك‬
‫لنه مؤذ فلم ينع من إتلفه كالسبع والذئب‬
‫فصل ف تراب الرم وأحجاره ول يوز إخراج تراب الرم وأحجاره لا روي عن ابن عباس‬
‫وابن عمر رضي ال عنهما أنما كانا يكرهان أن يرج من تراب الرم إل الل أو يدخل من‬
‫تراب الل إل الرم وروي عبد العلى بن عبد ال بن عامر قال قدمت مع أمي أو مع جدت‬
‫مكة فأتينا صفية بنت شيبة فأرسلت إل الصفا فقطعت ) حجرا من جنابه ( فخرجنا به فنلنا أول‬
‫منل فذكر من علتهم جيعا فقالت أمي أو جدت ما أرانا أتينا إل أنا أخرجنا هذه القطعة من الرم‬
‫قال وكنت أنا أمثلهم فقالت ل انطلق بذه القطعة إل صفية فردها وقل لا إن ال عز وجل وضع‬
‫ف حرمه شيئا ل ينبغي أن يرج منه‬
‫قال عبد العلى فما هو إل أن نينا ذلك فكأنا أنشطنا من عقال‬
‫ويوز إخراج ماء زمزم لا روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم استهدى راوية من ماء زمزم‬
‫فبعث إليه براوية من ماء ولن الاء يستخلف بلف التراب والحجار‬
‫فصل ف صيد الدينة النبوية ويرم صيد الدينة وقطع شجرها لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‬
‫قال وإن حرمت الدينة مثل ما حرم إبراهيم مكة ل ينفر صيدها ول يعضد شجرها ول يتلى‬
‫خلها ول تل لقطتها إل لنشد فإن قتل فيها صيدا ففيه قولن قال ف القدي يسلب القاتل لا‬
‫روي أن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه أخذ سلب رجل قتل صيدا ف الدينة وقال سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من وجدتوه يقتل صيدا ف حرم الدينة فاسلبوه‬
‫وقال ف الديد ل يسلب لنه موضع يوز دخوله بغي إحرام فل يضمن صيده ك وج فإن قلنا‬
‫يسلب دفع سلبه إل مساكي الدينة كما يدفع جزاء صيد مكة إل مساكي مكة‬
‫وقال شيخنا القاضي أبو الطيب يكون سلبه لن أخذه لن سعد بن أب وقاص أخذ سلب القاتل‬
‫____________________‬

‫وقال طعمة أطعمنيها رسول ال صلى ال عليه وسلم‬


‫فصل ف صيد وج ويرم قتل صيد وج وهو واد بالطائف لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫نى عن قتل صيد وج فإن قتل فيه صيدا ل يضمنه بالزاء ول يسلب القاتل لن الزاء وجب‬
‫بالشرع والشرع ل يرد إل ف الحرام والرم ووج ل يبلغ الرم ف الرمة فلم يلحق به ف‬
‫الزاء‬
‫فصل ف مصرف دم الحرام وإذا وجب على الرم دم لجل الحرام كدم التمتع والقرآن ودم‬
‫الطيب وجزاء الصيد وجب عليه صرفه إل مساكي الرم لقوله تعال } هديا بالغ الكعبة { فإن‬
‫ذبه ف الل وأدخله إل الرم نظرت فإن تغي وأنت ل يز لن الستحق لم كامل غي متغي فلم‬
‫يزه النت التغي وإن ل يتغي ففيه وجهان أحدها ل يزئه لن الذبح أحد مقصودي الدي‬
‫فاختص بالرم كالتفرقة‬
‫والثان يزئه لن القصود هو اللحم وقد أوصل ذلك إليهم وإن وجب عليه طعام وجب عليه‬
‫صرفه إل مساكي الرم قياسا على الدي وإن وجب عليه صوم جاز أن يصوم ف كل مكان لنه‬
‫ل منفعة لهل الرم ف صيامه فإن وجب عليه هدي وأحصر عن الرم جاز أن يذبح ويفرق‬
‫حيث أحصر لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خرج معتمرا‬
‫فحالت كفار قريش بينه وبي البيت فنحر هديه وحلق رأسه وبي الديبية الرم ثلثة أميال ولنه‬
‫إذا جاز أن يتحلل ف غي موضع التحلل لجل الحصار جاز أن ينحر الدي ف غي موضع النحر‬
‫وال أعلم‬
‫باب صفة الج والعمرة إذا أراد دخول مكة وهو مرم بالج اغتسل بذي طوى لا روى ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا جاء وادي طوى بات حت صلى‬
‫الصبح فاغتسل ث دخل من ثنية كداء ويدخل من ثنية كداء من أعلى مكة ويرج من السفل لا‬
‫روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم كان يدخل مكة من الثنية العليا‬
‫ويرج من الثنية السفلى وإذا رأى البيت دعا لا روى أبو أمامة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال تفتح أبواب السماء وتستجاب دعوة السلم عند رؤية الكعبة‬
‫ويستحب أن يرفع اليد ف الدعاء لا روى ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ترفع‬
‫اليدي ف الدعاء لستقبال البيت ويستحب أن يقول اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريا‬
‫وتعظيما ومهابة وزد من شرفه وكرمه من حجه أو اعتمره تشريفا وتكريا وتعظيما وبرا لا روى‬
‫ابن جريج أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫____________________‬

‫رأى البيت رفع يديه وقال ذلك ويضيف إليه اللهم أنت السلم ومنك السلم فحينا ربنا بالسلم‬
‫لا روي أن عمر كان إذا نظر إل البيت قال ذلك‬
‫فصل فيما يبدؤ به ويبتدىء بطواف القدوم لا روت عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أول شيء بدأ به حي قدم مكة أنه توضأ ث طاف بالبيت فإن خاف فوت مكتوبة أو‬
‫سنة مؤكدة أتى با قبل الطواف لنا تفوت والطواف ل يفوت وهذا الطواف سنة لنه تية فلم‬
‫يب كتحية السجد ومن شرط الطواف الطهارة لقوله صلى ال عليه وسلم الطواف بالبيت‬
‫صلة إل أن ال تعال أباح فيه الكلم ومن شرطه ستر العورة لا روي أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بعث أبا بكر رضي ال عنه إل مكة فنادى أل ل يطوفن بالبيت مشرك ول عريان‬
‫وهل يفتقر إل النية فيه وجهان أحدها يفتقر إل النية لنا عبادة تفتقر إل الستر فافتقرت إل‬
‫النية كركعت القام‬
‫والثان ل يفتقر لن نية الج تأت عليه كما تأت على الوقوف‬
‫والسنة أن يضطبع ) له ( فيجعل وسط ردائه تت منكبه الين ويطرح طرفيه على منكبه اليسر‬
‫ويكشف الين لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه‬
‫اعتمروا فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم فاضطبعوا فجعلوا أرديتهم تت آباطهم وقذفوها على‬
‫عواتقهم يرملون ويطوف سبعا لا روى جابر رضي ال عنه قال خرجنا مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حي قدم مكة فطاف بالبيت سبعا ث صلى‬
‫وإن ترك بعض السبعة ل يزه لن النب صلى ال عليه وسلم طاف سبعا وقال خذوا عن‬
‫مناسككم ول يزئه حت يطوف حول جيع البيت فإن طاف على جدار الجر ل يزه لن الجر‬
‫من البيت والدليل عليه ما روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال الجر‬
‫من البيت فإن طاف على شاذروان الكعبة ل يزه لن ذلك كله من البيت‬
‫والفضل أن يطوف بالبيت راجل لنه إذا طاف راكبا زاحم الناس وآذاهم فإن كان به مرض‬
‫يشق معه الطواف راجل ل يكره الطواف راكبا لا روت أم سلمة رضي ال عنها أنا قدمت‬
‫مريضة فقال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫طوف وراء الناس وأنت راكبة فإن طاف راكبا من غي عذر جاز لا روى جابر أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم طاف راكبا لياه الناس ويسألوه فإن حل مرم مرما فطاف به ونويا جيعا ل يز عنهما‬
‫جيعا لنه طواف واحد فل يسقط به طوافان ولن يكون الطواف فيه قولن أحدها للمحمول‬
‫لن الامل كالراحلة‬
‫والثان أنه للحامل لن المول ل يوجد منه فعل وإنا الفعل للحامل فكان الطواف له‬
‫ويبتدىء الطواف من الجر السود والستحب أن يستقبل الجر السود لا روى ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم استقبله وضع شفتيه عليه فإن ل يستقبله جاز لنه جزء‬
‫من البيت فل يب استقباله كسائر أجزاء البيت وياذيه ببدنه ل يزئه غيه‬
‫وهل تزئه الاذاة ببعض البدن فيه قولن قال ف القدي تزئه ماذاته ببعضه لنه لا جاز ماذاة‬
‫بعض الجر جاز ماذاته ببعض البدن‬
‫وقال ف الديد يب أن ياذيه بميع البدن لن ما وجب فيه ماذاة البيت وجبت ماذاته بميع‬
‫البدن كالستقبال ف الصلة‬
‫ويستحب أن يستلم الجر لا روى ابن عمر رضي ال عنهما قال رأيت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم حي قدم مكة يستلم الركن السود أول ما يطوف ويستحب أن يستفتح لستلم بالتكبي‬
‫لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم كان يطوف على راحلته كلما‬
‫أتى على الركن أشار بشيء ف يده وكب وقبله‬
‫ويستحب أن يقبله لا روى ابن عمر أن عمر رضي ال عنه قبل الجر ث قال ) وال لقد علمت‬
‫أنك حجر ل تضر ول تنفع ( ولول أن رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلك ما قبلتك‬
‫وإن ل يكنه أن يستلم أو يقبل من الزحام أشار إليه بيده لا روى أبو مالك سعد بن طارق عن‬
‫أبيه قال رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يطوف حول البيت فإذا ازدحم الناس على‬
‫الطواف استلمه رسول ال صلى ال عليه وسلم بحجن بيده ول يشي إل القبلة بالفم لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يفعل ذلك‬
‫ويستحب أن يقول عند الستلم وابتداء الطواف باسم ال وال أكب اللهم إيانا بك وتصديقا‬
‫بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك صلى ال عليه وسلم لا روى جابر أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم استلم الركن الذي فيه الجر وكب وقال اللهم وفاء بعهدك وتصديقا بكتابك وعن‬
‫علي كرم ال وجهه أنه كان يقول إذا استلم اللهم إيانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك‬
‫واتباعا لسنة نبيك ممد صلى ال عليه وسلم وعن ابن عمر رضي ال عنهما مثله‬
‫ث يطوف فيجعل البيت على يساره ويطوف على يينه لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لا أخذ ف الطواف أخذ عن يينه فإن طاف على يساره ل يزه لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫طاف على يينه وقال خذوا عن مناسككم ولنا عبادة تتعلق بالبيت فاستحق فيها الترتيب‬
‫كالصلة‬
‫والستحب أن يدنو من البيت لنه هو القصود فكان القرب منه أفضل فإذا بلغ الركن اليمان‬
‫فالستحب أن يستلمه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم كان يستلم‬
‫الركن اليمان والسود ول يستلم الخرين ولنه ركن بن على قواعد إبراهيم عليه السلم فيسن‬
‫فيه الستلم كالركن السود ويستحب أن يستلم الركني ف كل طوفة لا روى ابن عمر أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يستلم الركني ف كل طوفة‬
‫ويستحب كلما حاذى الجر السود أن يكب ويقبله لنه مشروع ف مل فتكرر بتكرره‬
‫كالستلم‬
‫ويستحب إذا استلم أن يقبل يده لا روى نافع قال رأيت ابن عمر استلم الجر بيده وقبل يده‬
‫وقال ما تركته مند رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يفعله‬
‫ويستحب أن يدعو بي الركن اليمان والركن السود لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه‬
‫قال عند الركن اليمان ملك قائم يقول آمي آمي فإذا مررت به فقولوا ربنا آتنا ف الدنيا حسنة‬
‫وف الخرة حسنة وقنا عذاب النار‬

‫____________________‬

‫فصل ف صفة الطواف والسنة أن يرمل ف الثلثة الول ويشي ف الربعة لا روى ابن عمر قال‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا طاف بالبيت الطواف الول خب ثلثا ومشى أربعا فإن‬
‫كان راكبا حرك دابته ف موضع الرمل وإن كان ممول رمل به الامل‬
‫ويستحب أن يقول ف رمله اللهم اجعله حجا مبورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا ويدعو با‬
‫أحب من أمر الدين والدنيا‬
‫قال ف الم يستحب أن يقرأ القرآن لنه موضع ذكر والقرآن من أعظم الذكر فإن ترك الرمل ف‬
‫الثلث ل يقض ف الربعة لنه هيئة ف مل فل يقضى ف غيه كالهر بالقراءة ف الوليي ولن‬
‫السنة ف الربع الشي فإذا قضى الرمل ف الربعة أخل بالسنة ف جيع الطواف وإذا اضطبع‬
‫ورمل ف طواف القدوم نظرت فإن سعى بعده ل يعد الرمل والضطباع ف طواف الزيارة لديث‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا طاف الطواف الول خب ثلثا‬
‫ومشى أربعا فدل على أنه ل يعد ف غيه وإن ل يسع بعده وأخر السعي إل ما بعد طواف الزيارة‬
‫اضطبع ورمل ف طواف الزيارة لنه يتاج إل الضطباع للسعي فكره أن يفعل ذلك ف السعي‬
‫ول يفعله ف الطواف وإن طاف للقدوم وسعى بعده ونسي الرمل والضطباع ف الطواف فهل‬
‫يقضي ف طواف الزيارة فيه وجهان أحدها أنه يقضي لنه إن ل يقض فإنه سنة الرمل والضطباع‬

‫ومن أصحابنا من قال ل يقضي وهو الذهب لنه لو جاز أن يقضي الرمل لقضاه ف الشواط‬
‫الربعة فإن ترك الرمل والضطباع والستلم والتقبيل والدعاء ف الطواف جاز ول يلزمه شيء‬
‫لن الرمل والضطباع هيئة فلم يتعلق بتركها جبان كالهر والسرار ف القراءة والتورك‬
‫والفتراش ف التشهد والستلم والتقبيل والدعاء كمال فل يتعلق به جبان كالتسبيح ف‬
‫الركوع والسجود‬
‫ول ترمل الرأة ول تضطبع لن ف الرمل تلي أعضاؤها وف الضطباع ينكشف ما هو عورة منها‬

‫ويوز الكلم ف الطواف لقوله صلى ال عليه وسلم الطواف بالبيت صلة إل أن ال تعال أباح‬
‫فيه الكلم والفضل أل يتكلم لا روى أبو هريرة أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫من طاف بالبيت سبعا ل يتكلم فيه إل بسبحان ال‬
‫والمد ل ول إله إل ال وال أكب ول حول ول قوة إل بال كتب ال له عشر حسنات وما عنه‬
‫عشر سيئات ورفع له عشر درجات وإن أقيمت الصلة وهو ف الطواف أو عرضت له حاجة ل‬
‫بد منها قطع الطواف فإذا فرغ بن لا روي أن ابن عمر رضي ال عنهما كان يطوف بالبيت فلما‬
‫أقيمت الصلة صلى مع المام ث بن على طوافه وإن أحدث وهو ف الطواف توضأ وبن لنه‬
‫يوز إفراد بعضه عن بعض فإذا بطل ما صادفه الدث منه ل يبطل الباقى فجاز له البناء عليه‬
‫فصل ف ركعت الطواف وإذا فرغ من الطواف صلى ركعت الطواف‬
‫وهل يب ذلك أم ل فيه قولن أحدها أنا واجبة لقوله عز وجل } واتذوا من مقام إبراهيم‬
‫مصلى { والمر يقتضي الوجوب‬
‫والثان ل يب لنا صلة زائدة على الصلوات المس فلم تب بالشرع على العيان كسائر‬
‫النوافل والستحب أن يصليهما عند القام لا روى جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم طاف‬
‫بالبيت سبعا وصلى خلف القام ركعتي فإن صلها ف مكان آخر جاز لا روي أن عمر رضي ال‬
‫عنه طاف بعد الصبح ول ير أن الشمس قد طلعت فركب فلما أتى ذا طوى أناخ راحلته وصلى‬
‫ركعتي وكان ابن عمر رضي ال عنهما يطوف بالبيت ويصلي ركعتي ف البيت‬

‫____________________‬

‫والستحب أن يقرأ ف الول بعد الفاتة قل يأيها الكافرون وف الثانية قل هو ال أحد لا روى‬
‫جابر أن النب صلى ال عليه وسلم قرأ ف ركعت الطواف قل هو ال أحد و قل يأيها الكافرون ث‬
‫يعود إل الركن فيستلمه ويرج من باب الصفا لا روى جابر بن عبد ال أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم طاف سبعا وصلى ركعتي ث رجع إل الجر فاستلمه ث خرج من باب الصفا‬
‫فصل ف السعي ث يسعى وهو ركن من أركان الج لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫أيها الناس اسعوا فإن السعي قد كتب عليكم فل يصح السعي إل بعد طواف فإن سعى ث طاف‬
‫ل يعتد بالسعي لا روى ابن عمر قال لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم طاف بالبيت سبعا‬
‫وصلى خلف القام ركعتي ث طاف بي الصفا والروة سبعا‬
‫قال ال تعال } لقد كان لكم ف رسول ال أسوة حسنة { فنحن نصنع ما صنع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم والسعي أن ير سبع مرات بي الصفا والروة لا روى جابر أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال نبدأ بالذي بدأ ال به وبدأ بالصفا حت فرغ من آخر سعيه على الروة فإن مر من‬
‫الصفا إل الروة حسب ذلك مرة وإذا رجع من الروة إل الصفا حسب ذلك مرة أخرى وقال‬
‫أبو بكر الصيف ل يتسب رجوعه من الروة إل الصفا مرة وهذا خطأ لنه استوف ما بينهما‬
‫بالسعي فحسب مرة كما لو بدأ من الصفا وجاء إل الروة‬
‫فإن بدأ بالروة وسعى إل الصفا ل يزه لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال بدءوا با بدأ‬
‫ال به ويرقى على الصفا حت يرى البيت فيستقبله ويقول ال أكب ال أكب ال أكب ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له له اللك وله المد ييي وييت وهو على كل شيء قدير ل إله إل ال وحده‬
‫أنز وعده ونصر عبده وهزم الحزاب وحده ل إله إل ال ملصي له الدين ولو كره الكافرون‬
‫لا روى جابر قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الصفا فبدأ بالصفا فرقى عليه حت إذا‬
‫رأى البيت توجه إليه وكب ث قال ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد ييي‬
‫وييت وهو على كل شيء قدير ل إله إل ال وحده أنز وعده ونصر عبده وهزم الحزاب‬
‫وحده ث دعا ث قال مثل هذا ثلثا ث نزل ث يدعو لنفسه با أحب من أمر الدين والدنيا لا روي‬
‫عن ابن عمر رضي ال عنهما أنه كان يدعو بعد التهليل‬
‫____________________‬

‫والتكبي لنفسه فإذا فرغ من الدعاء نزل من الصفا ويشي حت يكون بينه وبي اليل الخضر‬
‫العلق بفناء السجد نو من ستة أذرع فيسعى سعيا شديدا حت ياذى اليلي الخضرين اللذين‬
‫بفناء السجد وحذاء دار العباس ث يشي حت يصعد ) إل ( الروة لا روى جابر رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا نزل من الصفا مشى حت إذا انصبت ) قدماه ( ف بطن‬
‫الوادي سعى حت يرج منه فإذا صعد مشى حت يأت الروة‬
‫والستحب أن يقول بي الصفا والروة رب اغفر وارحم وتاوز عما تعلم إنك أنت العز الكرم‬
‫لا روت صفية بنت شيبة عن امرأة من بن نوفل أن النب صلى ال عليه وسلم قال ذلك‬
‫فإن ترك السعي ومشى ف الميع جاز لا روي أن ابن عمر رضي ال عنه كان يشي بي الصفا‬
‫والروة وقال إن أمش فقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يشي وأنا شيخ كبي‬
‫وإن سعى راكبا جاز لا روى جابر قال طاف النب صلى ال عليه وسلم ف طواف حجة الوداع‬
‫على راحلته بالبيت وبي الصفا والروة لياه الناس ويسألوه‬
‫والستحب إذا صعد الروة أن يفعل مثل ما فعل على الصفا لا روى جابر أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فعل على الروة مثل ما فعل على الصفا‬
‫قال ف الم فإن سعى بي الصفا والروة ول يرق عليهما أجزأه‬
‫وقال أبو حفص بن الوكيل ل يزئه حت يرقى عليهما ليتيقن أنه استوف السعي بينهما وهذا ل‬
‫يصح لن الستحق هو السعي بينهما وقد فعل ذلك‬
‫وإن كانت امرأة ذات جال فالستحب أن تطوف وتسعى ليل فإن فعلت ذلك نارا مشت ف‬
‫موضع السعي وإن أقيمت الصلة أو عرض عارض قطع السعي فإذا فرغ بن لا روي أن ابن‬
‫عمر رضي ال عنهما كان يطوف بي الصفا والروة فأعجله البول فتنحى ودعا باء فتوضأ ث قام‬
‫فأت على ما مضى‬
‫فصل ف خطب الج ويطب المام اليوم السابع من ذي الجة بعد الظهر بكة ويأمر الناس‬
‫بالغدو من الغد إل من وهي إحدى الطب الربع السنونة ف الج والدليل عليه ما روى ابن‬
‫عمر قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس وأخبهم‬
‫بناسكهم ويرج إل من ف اليوم الثامن ويصلي با الظهر والعصر والغرب والعشاء ويثبت با‬
‫إل أن يصلي الصبح لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم صلى يوم‬
‫التروية بن الظهر والعصر والغرب والعشاء والغداة فإذا طلعت الشمس سار إل الوقف لا روى‬
‫جابر رضي ال عنه‬
‫قال ث مكث قليل حت طلعت الشمس ث ركب فأمر بقبة من شعر أن تضرب له بنمرة فنل با‬
‫فإذا زالت الشمس خطب المام وهي الطبة الثانية من الطب الربع فيخطب خطبة خفيفة‬
‫ويلس ث يقوم إل الثانية ويبتدىء الؤذن بالذان حت يكون فراغ المام مع فراغ الؤذن لا روي‬
‫أن سال بن عبد ال قال للحجاج إن كنت تريد أن تصيب السنة فاقصر الطبة وعجل الوقوف‬
‫فقال ابن عمر رضي ال عنهما صدق ث يصلي الظهر والعصر اقتداء برسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‬
‫فصل ف الوقوف بعرفة ث يروح إل عرفة ويقف والوقوف ركن من أركان الج لا روى عبد‬
‫الرحن الديلي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الج عرفات فمن أدرك عرفة قبل أن يطلع‬
‫الفجر فقد أدرك الج‬
‫والستحب أن يغتسل لا روى نافع أن ابن عمر رضي ال عنهما كان يغتسل إذا راح إل عرفة‬
‫ولنه قربة يتمع با اللق ف موضع واحد فشرع لا الغسل كصلة المعة والعيد ويصح‬
‫الوقوف ف جيع عرفة لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال عرفة‬
‫كلها موقف والفضل أن يقف عند الصخرات لن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقف عند‬
‫الصخرات وجعل بطن ناقته إل الصخرات‬
‫ويستحب أن يستقبل القبلة لن النب صلى ال عليه وسلم استقبل القبلة ولنه إذا ل يكن بد من‬
‫جهة فجهة القبلة أول لن النب صلى ال عليه وسلم قال خي الالس ما استقبل به القبلة‬
‫ويستحب‬
‫____________________‬

‫الكثار من الدعاء وأفضله ل إله إل ال وحده ل شريك له لا روى طلحة بن عبد ال أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له‬
‫ويستحب أن يرفع يديه لا روى ابن عباس وابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ترفع اليدي عند الوقفي يعن عرفة والشعر الرام‬
‫وهل الفضل أن يكون راكبا أم ل فيه قولن قال ف الم النازل والراكب سواء‬
‫وقال ف القدي و الملء الوقوف راكبا أفضل وهو الصحيح لن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقف راكبا ولن الراكب أقوى على الدعاء فكان الركوب أول ولذا كان الفطار بعرفة أفضل‬
‫لن الفطر أقوى على الوقوف والدعاء وأول وقته إذا زالت الشمس لا روي أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وقف بعد الزوال وقد قال صلى ال عليه وسلم خذوا عن مناسككم وآخر وقته إل‬
‫أن يطلع الفجر الثان لديث عبد الرحن الديلي فإن حصل بعرفة ف وقت الوقوف قائما أو قاعدا‬
‫أو متازا فقد أدرك الج لقوله صلى ال عليه وسلم من صلى هذه الصلة معنا وقد قام قبل ذلك‬
‫ليل أو نارا فقد ت حجه وقضى تفثه وإن وقف وهو مغمى عليه ل يدرك الج وإن وقف وهو‬
‫نائم فقد أدرك الج لن الغمى عليه ليس من أهل العبادات والنائم من أهل العبادات ولذا لو‬
‫اغمي عليه ف جيع نار الصوم ل يصح صومه وإن نام ف جيع النهار صح صومه‬
‫وإن وقف وهو ل يعلم أنه عرفة فقد أدرك لنه وقف با وهو مكلف فأشبه إذا علم أنا عرفة‬
‫والسنة أن يقف بعد الزوال إل أن تغرب الشمس لا روى علي كرم ال وجهه‬
‫قال وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم بعرفة ث أفاض حي غابت الشمس‬
‫فإن دفع منها قبل الغروب نظرت فإن رجع إليها قبل طلوع الفجر ل يلزمه شيء لنه جع ف‬
‫الوقوف بي الليل والنهار فأشبه إذا أقام با إل أن غربت الشمس‬
‫فإن ل يرجع قبل طلوع الفجر أراق دما‬
‫وهل يب ذلك أو يستحب فيه قولن أحدها يب لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال من ترك نسكا فعليه دم ولنه نسك يتص بكان فجاز أن يب‬
‫بتركه الدم كالحرام من اليقات‬
‫والثان أنه يستحب لنه وقف ف إحدى زمان الوقوف فل يلزمه دم للزمان الخر كما لو وقف‬
‫ف الليل دون النهار‬
‫فصل ف الدفع إل مزدلفة وإذا غربت الشمس دفع إل الزدلفة لديث علي كرم ال وجهه‬
‫ويشي وعليه السكينة لا روى الفضل بن العباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال للناس عشية عرفة وغداة جع حي دفعوا عليكم بالسكينة‬
‫فإذا وجد فرجة أسرع لا روى أسامة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يسي‬
‫العنق فإذا وجد فجوة نص ويمع بي الغرب والعشاء بالزدلفة على ما بيناه ف‬
‫____________________‬

‫كتاب الصلة فإن صلى كل واحدة منهما ف وقتها جاز لن المع رخصة لجل السفر فجاز له‬
‫تركه ويثبت با إل أن يطلع الفجر الثان لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم أتى الزدلفة‬
‫فصلى با الغرب والعشاء واضطجع حت إذا طلع الفجر صلى الفجر وف أي موضع من الزدلفة‬
‫بات أجزأه لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال الزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن مسر وهل يب البيت بزدلفة أم ل فيه قولن‬
‫أحدها يب لنه نسك مقصود ف موضع فكان واجبا كالرمي‬
‫والثان أنه سنة لنه مبيت فكان سنة كالبيت بن ليلة عرفة‬
‫فإن قلنا إنه يب وجب بتركه الدم وإن قلنا إنه سنة ل يب بتركه الدم‬
‫ويستحب أن يؤخذ منها حصى جرة العقبة لا روى الفضل بن العباس أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال غداة يوم النحر القط ل حصى فلقطت له حصيات مثل حصى الذف ولن السنة إذا‬
‫أتى من ل يعرج على غي الرمي فاستحب أن يأخذ الصى حت ل يشتغل عن الرمي وإن أخذ‬
‫الصى من غيها جاز لن السم يقع عليه‬
‫ويصلي الصبح بالزدلفة ف أول الوقت وتقديها أفضل لا روى عبد ال قال ما رأيت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم صلى صلة إل ليقاتا إل الغرب والعشاء بمع وصلة الفجر يومئذ قبل‬
‫ميقاتا ولنه يستحب الدعاء بعدها فاستحب تقديها ليكثر الدعاء فإذا صلى وقف على قزح‬
‫وهو الشعر الرام ويستقبل القبلة ويدعو ال تعال لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ركب القصواء حت رقي على الشعر الرام واستقبل القبلة فدعا ال عز وجل وكب وهلل ووحد‬
‫ول يزل واقفا حت أسفر جدا ث دفع قبل أن تطلع الشمس والستحب أن يدفع قبل طلوع‬
‫الشمس لديث جابر فإن أخر الدفع حت طلعت الشمس كره لا روى السور بن مرمة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال كانوا يدفعون من الشعر الرام بعد أن تطلع الشمس على‬
‫رؤوس البال كأنا عمائم الرجال ف وجوههم وإنا ندفع قبل أن تطلع الشمس ليخالف هدينا‬
‫هدي أهل الوثان والشرك‬
‫فإن قدم الدفع بعد نصف الليل وقبل طلوع الفجر جاز لا روت عائشة رضي ال عنها أن سودة‬
‫رضي ال عنها كانت امرأة ثبطة فاستأذنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف تعجيل الفاضة‬
‫ليل ف ليلة الزدلفة فأذن لا‬
‫والستحب إذا دفع من الزدلفة أن يشي وعليه السكينة لا ذكرناه من حديث الفضل بن العباس‬
‫وإذا وجد فرجة أسرع كما يفعل ف الدفع من عرفة والستحب إذا بلغ وادي مسر أن يسرع إذا‬
‫كان ماشيا أو يرك دابته إذا كان راكبا بقدر رمية حجر لا روى جابر أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم حرك قليل ف وادي مسر‬
‫فصل ف رمى جرة العقبة وإذا أتى من بدأ برمي جرة العقبة وهو من واجبات الج لا روي أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم رمى وقال خذوا عن مناسككم‬
‫والستحب أل يرمي إل بعد طلوع الشمس لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بعث بضعفة أهله فأمرهم أل يرموا المرة حت تطلع الشمس وإن رمى بعد نصف‬
‫الليل وقبل طلوع الفجر أجزأه لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أرسل‬
‫____________________‬

‫أم سلمة رضي ال عنها يوم النحر فرمت قبل الفجر ث أفاضت وكان ذلك اليوم الذي يكون‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عندها‬
‫والستحب أن يرمي من بطن الوادي وأن يكون راكبا وأن يكب مع كل حصاة لا روت أم سليم‬
‫رضي ال عنها‬
‫قالت رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يرمي المرة من بطن الوادي وهو راكب وهو يكب‬
‫مع كل حصاة‬
‫والستحب أن يرفع يده حت يرى بياض إبطه لن ذلك أعون على الرمي ويقطع التلبية مع أول‬
‫حصاة لا روى الفضل بن العباس أن النب صلى ال عليه وسلم جعل يلب حت رمى جرة العقبة‬
‫ولن التلبية للحرام فإذا رمى فقد شرع ف التحلل فل معن للتلبية ول يوز الرمي إل بالجر‬
‫فإن رمى بغيه من مدر أو خزف ل يزه لنه ل يقع عليه اسم الجر‬
‫والستحب أن يرمي بثل حصى الذف وهو بقدر الباقل لا روى الفضل بن العباس أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال عشية عرفة وغداة جع للناس حي دفعوا عليكم بثل حصى الذف فإن‬
‫رمى بجر كبي أجزأه لنه يقع عليه اسم الجر ول يرمي بجر قد رمى به لن ما قبل منها يرفع‬
‫وما ل يقبل منها يترك والدليل عليه ما روى أبو سعيد قال قلنا يا رسول ال إن هذه المار ترمى‬
‫كل عام فنحسب أنا تنقص قال أما إنه ما يقبل منها يرفع ولول ذلك لرأيتها مثل البال فإن رمى‬
‫با رمى به أجزأه لنه يقع عليه السم‬
‫ويب أن يرمي فإن أخذ الصاة وتركها ف الرمى ل يزه لنه ل يرم ويب أن يرميها واحدة‬
‫واحدة لن النب صلى ال عليه وسلم رمى واحدة واحدة وقال خذوا عن مناسككم ويب أن‬
‫يقصد بالرمي إل الرمى فإن رمى حصاة ف الواء فوقع ف الرمى ل يزه لنه ل يقصد الرمي إل‬
‫الرمى وإن رمى حصاة فوقعت على أخرى ووقعت الثانية ف الرمى ل يزه لنه ل يقصد رمي‬
‫الثانية وإن رمى حصاة فوقعت على ممل أو أرض فازدلفت ووقعت على الرمى أجزأه لنه‬
‫حصل ف الرمى بفعله وإن رمى فوق الرمى فتدحرج لتصويب الكان الذي أصابه فوقع ف الرمى‬
‫ففيه وجهان أحدها أنه يزئه لنه ل يوجد ف حصوله ف الرمى فعل غيه‬
‫والثان ل يزئه لنه ل يقع ف الرمى بفعله وإنا أعان عليه تصويب الكان فصار كما لو وقع ف‬
‫ثوب رجل فنفضه حت وقع ف الرمى‬
‫فصل مت يذبح الدي وإذا فرغ من الرمي ذبح هديا إن كان معه لا روى جابر أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم رمى بسبع حصيات من بطن الوادي ث انصرف إل النحر فنحر ويوز‬
‫النحر ف جيع من لا روى جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من كلها منحر‬
‫فصل ف اللق والتقصي ث يلق لا روى أنس قال لا رمى رسول ال صلى ال عليه وسلم المرة‬
‫وفرغ من نسكه ناول الالق شقة الين فحلقه ث أعطاه شقة اليسر فحلقه‬
‫فإن ل يلق وقصر جاز لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم أمر أصحابه أن يلقوا أو‬
‫يقصروا واللق أفضل لا روى ابن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم رحم ال اللقي‬
‫قالوا يا رسول ال والقصرين قال رحم ال اللقي قالوا يا رسول ال والقصرين قال رحم ال‬
‫اللقي قالوا يا رسول ال والقصرين قال ف الرابعة والقصرين وأقل ما يلق ثلث شعرات لنه‬
‫يقع عليه اسم المع الطلق فأشبه الميع والفضل أن يلق الميع لديث أنس وإن كان أصلع‬
‫فالستحب أن ير الوسى على رأسه لا روي عن ابن عمر رضي ال عنه‬
‫أنه قال ف الصلع ير الوسى على رأسه ول يب ذلك لنه قربة تتعلق بحل فسقطت بفواته‬
‫كغسل اليد إذا قطعت وإن كانت امرأة قصرت ول تلق لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ليس على النساء حلق إنا على النساء تقصي ولن اللق ف‬
‫النساء مثلة فلم يفعل‬
‫وهل اللق نسك أو استباحة مظور فيه قولن أحدها أنه ليس بنسك لنه مرم ف الحرام فلم‬
‫يكن نسكا كالطيب‬
‫والثان أنه نسك وهو الصحيح لقوله صلى ال عليه وسلم رحم ال اللقي فإن حلق قبل الذبح‬
‫جاز لا روى عبد ال بن عمر قال وقف رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجة الوداع بن‬
‫فجاءه رجل فقال يا رسول ال ل أشعر فحلقت رأسي قبل أن أذبح فقال اذبح ول حرج فجاء‬
‫آخر فقال يا رسول ال ل أشعر فنحرت قبل أن أرمي فقال ارم ول حرج فما سئل عن شيء قدم‬
‫أو أخر إل قال افعل ول حرج فإن حلق قبل الرمي فإن قلنا إن اللق نسك جاز لا روى ابن‬
‫عباس قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن رجل حلق قبل أن يذبح أو قبل أن يرمي‬
‫فكان يقول ل حرج ل حرج‬

‫____________________‬

‫وإن قلنا إنه استباحة مظور ل يز لنه فعل مظور فلم يز قبل الرمي من غي عذر كالطيب‬
‫فصل ف خطبة يوم النحر والسنة أن يطب المام يوم النحر بن وهي أحد الطب الربع ويعلم‬
‫الناس الفاضة والرمى وغيها من الناسك لا روى ابن عمر رضي ال عنهما قال خطبنا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بن يوم النحر بعد رميه المرة فكان ف خطبته إن هذا يوم الج الكب‬
‫ولن ف هذا اليوم وما بعده مناسك نتاج إل العلم با فسن فيه الطبة لذلك‬

‫____________________‬

‫فصل ف طواف الفاضة ث يفيض إل مكة ويطوف طواف الفاضة ويسمى طواف الزيارة لا روى‬
‫جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم رمى المرة ث ركب فأفاض إل البيت وهذا‬
‫الطواف ركن من أركان الج ل يتم الج إل به والصل فيه قوله عز وجل } وليطوفوا بالبيت‬
‫العتيق { وروت عائشة أن صفية رضي ال عنهما حاضت فقال صلى ال عليه وسلم أحابستنا‬
‫هي فقلت يا رسول ال إنا قد أفاقت فقال فل إذا فدل على أنه ل بد من فعله وأول وقته إذا‬
‫انتصفت ليلة النحر لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم أرسل أم سلمة‬
‫رضي ال عنها يوم النحر فرمت قبل الفجر ث أفاضت‬
‫والستحب أن يطوف يوم النحر لن النب صلى ال عليه وسلم طاف يوم النحر فإن أخره إل ما‬
‫بعده وطاف جاز لنه أتى به بعد دخول الوقت‬
‫فصل مت يتحلل الرم وإذا رمى وحلق وطاف حصل له التحلل الول والثان‬
‫وبأي شيء حصل التحلل إن قلنا إن اللق نسك حصل له التحلل الول باثنتي من ثلثة وهي‬
‫الرمي واللق والطواف وحصل له التحلل الثان بالثالث‬
‫وإن قلنا إن اللق ليس بنسك حصل له التحلل الول بواحد من اثني الرمي والطواف وحصل‬
‫له التحلل الثان بالثان‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري إذا دخل وقت الرمي حصل له التحلل الول وإن ل يرم كما إذا‬
‫فات وقت الرمي حصل له التحلل الول وإن ل يرم والذهب الول لا روت عائشة رضي ال‬
‫عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا رميتم وحلقتم فقد حل لكم الطيب واللباس وكل‬
‫شيء إل النساء فعلق التحلل بفعل الرمي ولن ما تعلق به التحلل ل يتعلق بدخول وقته كالطواف‬
‫ويالف إذا فات الوقت فإن بفوات الوقت يسقط فرض الرمي كما يسقط بفعله وبدخول الوقت‬
‫ل يسقط الفرض فلم يصل به التحلل وفيما يل بالتحلل الول والثان قولن أحدها وهو‬
‫الصحيح أنه يل بالول جيع الظورات إل الوطء‬
‫وبالثان يل الوطء لديث عائشة رضي ال عنها‬
‫والقول الثان أنه يل بالول كل شيء إل الطيب والنكاح والستمتاع بالنساء وقتل الصيد لا‬
‫روى مكحول عن عمر رضي ال عنه أنه قال إذا رميتم المرة فقد أحل لكم كل شيء إل‬
‫الطيب والنساء والصيد والصحيح هو الول لن حديث عمر مرسل ولن السنة مقدمة عليه هذا‬
‫إذا كان قد سعى عقيب طواف القدوم‬
‫فأما إذا ل يسع وقف التحلل على الطواف والسعي لن السعي ركن كالطواف‬
‫فصل ف رمي المرات الثلث وإذا فرغ من الطواف رجع إل من وأقام با أيام التشريق يرمي ف‬
‫كل يوم المرات الثلث كل جرة بسبع حصيات فيمي المرة الول وهي الت تلي مسجد‬
‫اليف ويقف قدر سورة البقرة يدعو ال عز وجل ث يرمي المرة الوسطى ويقف ويدعو كما‬
‫ذكرناه ث يرمي المرة الثالثة وهي جرة العقبة ول يقف عندها لا روت عائشة رضي ال عنها أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أقام بكة حت صلى الظهر ث رجع إل من فأقام با أيام التشريق‬
‫الثلث يرمي المار فيمي المرة الول إذا زالت الشمس بسبع حصيات يكب مع كل حصاة ث‬
‫يقف ويدعو ث يأت المرة الثانية فيقول مثل ذلك ث يأت جرة العقبة فيميها ول يقف عندها ول‬
‫يوز أن يرمي المار ف هذه اليام الثلثة إل مرتبا يبدأ بالول ث بالوسطى ث بمرة العقبة لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم رمى هكذا وقال خذوا عن مناسككم فإن نسي حصاة ول يعلم من أي‬
‫المار تركها جعلها من المرة الول ليسقط الفرض بيقي ول يوز الرمي ف هذه اليام الثلثة‬
‫إل بعد الزوال لن عائشة رضي ال عنها قالت أقام رسول ال صلى ال عليه وسلم أيام التشريق‬
‫الثلث يرمي المار الثلث حي تزول الشمس فإن ترك الرمي ف اليوم الثالث سقط الرمي لنه‬
‫فات أيام الرمي ويب عليه دم لقوله صلى ال عليه وسلم من ترك نسكا فعليه دم فإن ترك الرمي‬
‫ف اليوم الول إل اليوم الثان أو ترك الرمي ف اليوم الثان إل اليوم الثالث فالشهور من الذهب‬
‫أن اليام الثلثة كاليوم الواحد فما ترك ف الول يرميه ف اليوم الثان وما تركه ف اليوم الثان‬
‫يرميه ف اليوم الثالث والدليل عليه أنه يوز لرعاة البل أن يؤخروا رمي يوم إل يوم بعده فلو ل‬
‫يكن اليوم الثان وقتا لرمى اليوم الول لا جاز الرمي فيه‬
‫وقال ف الملء رمي كل يوم مؤقت بيومه والدليل عليه أنه رمي مشروع ف يوم ففات بفواته‬
‫كرمي اليوم الثالث فإن تدارك عليه رمي يومي أو ثلثة أيام فإن قلنا بالشهور بدأ ورمى عن اليوم‬
‫الول ث عن اليوم الثان ث عن اليوم الثالث فإن نوى بالرمي الول عن اليوم الثان ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه ل يزئه لنه ترك الترتيب‬
‫والثان أنه يزئه عن الول لن الرمي مستحق عن اليوم الول فانصرف إليه كما لو طاف بنية‬
‫الوداع وعليه طواف الفرض‬
‫وإن قلنا بقوله ف الملء إن رمي كل يوم موقت بيومه وفات اليوم ول يرم ففيه ثلثة أقوال‬
‫أحدها أن الرمي يسقط وينتقل إل الدم كاليوم الخي‬
‫والثان أنه يرمي ويريق دما للتأخي كما لو أخر قضاء رمضان حت أدركه رمضان آخر فإنه يصوم‬
‫ويفدي‬
‫والثالث أنه يرمي ول شيء عليه كما لو ترك الوقوف بالنهار فإنه يقف بالليل ول دم عليه فعلى‬
‫هذا إذا رمى عن اليوم الثان قبل اليوم‬
‫____________________‬

‫الول جاز لنه قضاء فل يب فيه الترتيب كصلوات الفائتة‬


‫وأما إذا نسي رمي يوم النحر ففيه طريقان من أصحابنا من قال كرمي أيام التشريق فيمي رمي‬
‫يوم النحر ف أيام التشريق وتكون أيام التشريق وقتا له وعلى قوله ف الملء يكون على القوال‬
‫اللثة‬
‫ومن أصحابنا من قال يسقط رمي يوم النحر قول واحدا لنه لا خالف رمي أيام التشريق ف‬
‫القدار والل خالفه ف الوقت ومن ترك رمي المار الثلث ف يوم لزمه دم لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم من ترك نسكا فعليه دم فإن ترك ثلث حصيات فعليه دم لنه يقع عليه اسم المع الطلق‬
‫فصار كما لو ترك الميع وإن ترك حصاة ففيه ثلثة أقوال أحدها يب عليه ثلث دم‬
‫والثان مد‬
‫والثالث درهم‬
‫وإن ترك حصاتي لزمه ف أحد القوال ثلثا دم وف الثان مدان وف الثالث درهان‬
‫وإن ترك الرمي ف أيام التشريق وقلنا بالقول الشهور إن اليام الثلثة كاليوم الواحد لزمه دم‬
‫كاليوم الواحد‬
‫فإن قلنا بقوله ف الملء إن رمي كل يوم موقت بيومه لزمه ثلثة دماء‬
‫وإن ترك رمي يوم النحر وأيام التشريق فإن قلنا إن رمي يوم النحر كرمي أيام التشريق لزمه على‬
‫القول الشهور دم واحد وإن قلنا إنه ينفرد عن رمي التشريق فإن قلنا إن رمي أيام التشريق‬
‫كرمي اليوم الواحد لزمه دمان وإن قلنا إن رمي كل يوم موقت بيومه لزمه أربعة دماء‬
‫فصل ف الستنابة ف الرمي ومن عجز عن الرمي بنفسه لرض مأيوس منه أو غي مأيوس جاز أن‬
‫يستنيب من يرمي عنه لن وقته مضيق وربا فات قبل أن يرمي بلف الج فإنه على التراخي فل‬
‫يوز لغي الأيوس أن يستنيب لنه قد يبأ فيؤديه بنفسه والفضل أن يضع كل حصاة ف يد‬
‫النائب ويكب ويرمي النائب‬
‫فإن رمى عنه النائب ث برىء من الرض فالستحب أن يعيد بنفسه وإن أغمي عليه فرمى عنه غيه‬
‫فإن كان بغي إذنه ل يزه وإن كان قد أذن له فيه‬
‫قبل أن يغمى عليه جاز‬
‫فصل ويبيت بن ليال الرمي لن النب صلى ال عليه وسلم فعل ذلك‬
‫وهل يب ذلك أو يستحب فيه قولن أحدها أنه مستحب لنه مبيت فلم يب كالبيت ليلة‬
‫عرفة‬
‫والثان أنه يب لن النب صلى ال عليه وسلم رخص للعباس ف ترك البيت لجل السقاية فدل‬
‫على أنه ل يوز لغيه تركه‬
‫فإن قلنا إنه يستحب ل يب بتركه الدم وإن قلنا يب وجب بتركه الدم فعلى هذا إذا ترك البيت‬
‫ف الليال الثلث وجب عليه دم وإن ترك ليلة ففيه ثلثة أقوال على ما ذكرناه ف الصاة‬
‫فصل فيمن يرخص له ف ترك البيت ويوز لرعاة البل وأهل سقاية العباس رضي ال عنه أن‬
‫يدعوا البيت ليال من ويرموا يوما ويدعوا يوما ث يرموا ما فاتم والدليل عليه ما روى ابن عمر‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم رخص للعباس أن يبيت بكة ليال من من أجل سقايته وروى‬
‫عاصم بن عدي أن النب صلى ال عليه وسلم رخص لرعاة البل ف ترك البيتوتة يرمون يوم‬
‫النحر ث يرمون يوم النفر فإن أقام الرعاة إل أن تغرب الشمس ل يز لم ترك البيت وإن أقام‬
‫أهل السقاية إل أن تغرب الشمس جاز لم ترك البيت لن حاجة أهل السقاية بالليل موجودة‬
‫وحاجة الرعاة ل ) تكون ( بالليل لن الرعي ل يكون بالليل‬
‫ومن أبق له عبد ومضى ف طلبه أو خاف أمرا يفوته ففيه وجهان أحدها أنه ل يوز له ما يوز‬
‫للرعاة وأهل ) سقاية ( العباس لن النب صلى ال عليه وسلم رخص للرعي وأهل السقاية‬
‫والثان أنه يوز لنه صاحب عذر فأشبه الرعاة وأهل السقاية‬
‫فصل والسنة أن يطب المام يوم النفر الول وهو اليوم الوسط من أيام التشريق وهي إحدى‬
‫الطب الربع ويودع الاج ويعلمهم جواز النفر ) لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم خطب‬
‫أوسط أيام التشريق ( ولنه يتاج فيه إل بيان من يوز له النفر ومن ل يوز‬
‫ومن أراد أن ينفر مع النفر الول فنفر ف اليوم الثان من أيام التشريق قبل غروب الشمس سقط‬
‫عنه الرمي ف اليوم الثالث‬
‫ومن ل ينفر حت غربت الشمس لزمه أن يقيم حت يرمي ف اليوم الثالث لقوله عز وجل } فمن‬
‫تعجل ف يومي فل إث عليه ومن تأخر فل إث عليه { وإن نفر قبل الغروب ث عاد زائرا أو ليأخذ‬
‫شيئا نسيه ل يلزمه البيت لنه حصلت له الرخصة بالنفر فإن بات ل يلزمه أن يرمي لنه ل يلزمه‬
‫البيت فل يلزمه للرمي‬
‫ويستحب إذا خرج من من أن ينل بالصب لا روى أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى الظهر والعصر والغرب والعشاء ورقد رقدة ف الصب ث ركب إل البيت فطاف به‬
‫فإن ترك النول بالصب ل يؤثر ذلك ف نسكه لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال‬
‫الصب ليس بشيء إنا هو منل نزله رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقالت عائشة رضي ال عنها نزول الصب ليس من النسك إنا هو منل نزله رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‬

‫____________________‬

‫فصل إذا فرغ من الج فأراد القام ل يكلف طواف الوداع فإن أراد الروج طاف للوداع‬
‫وصلى ركعت الطواف للوداع وهل يب طواف الوداع أم ل فيه قولن أحدها أنه يب لا روى‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل ينفر أحد حت يكون آخر عهده‬
‫بالبيت‬
‫والثان ل يب لنه لو وجب ل يز للحائض تركه فإن قلنا إنه واجب وجب بتركه دم لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم من ترك نسكا فعليه دم وإن قلنا ل يب ل يب بتركه دم لنه سنة فل يب‬
‫بتركه دم كسائر سنن الج وإن طاف للوداع ث أقام ل يعتد ) بعد طوافه ( عن الوداع لنه ل‬
‫توديع مع القام فإذا أراد ) أن يرج ( أعاد طواف الوداع وإن طاف ث مر ف طريقه أو اشترى‬
‫زادا ل يعد الطواف لنه ل يصي بذلك مقيما وإن نسي الطواف وخرج ث ذكر فإن قلنا إنه‬
‫واجب نظرت فإن كان من مكة على مسافة تقصر فيها الصلة استقر عليه الدم فإن عاد وطاف‬
‫ل يسقط الدم لن الطواف الثان للخروج الثان فل يزىء عن الروج الول فإن ذكر وهو على‬
‫مسافة ل تقصر فيها الصلة فعاد وطاف سقط عنه الدم لنه ف حكم القيم ويوز للحائض أن‬
‫تنفر بل وداع لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال أمر الناس أن يكون آخر عهدهم‬
‫بالبيت إل أنه قد خفف عن الرأة الائض‬
‫فإن نفرت الائض ث طهرت فإن كانت ف بنيان مكة عادت وطافت وإن خرجت من البنيان ل‬
‫يلزمها الطواف فإذا فرغ من طواف الوداع فالستحب أن يقف ف اللتزم وهو ما بي الركن‬
‫والباب فيدعو ويقول اللهم إن البيت بيتك والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك حلتن على ما‬
‫سخرت ل من خلقك حت سيتن ف بلدك وبلغتن بنعمتك حت أعنتن على قضاء مناسكك‬
‫فإن كنت رضيت عن فازدد عن رضي وإل فمن الن قبل أن ينأى عن بيتك داري هذا أوان‬
‫انصراف إن أذنت ل غي مستبدل بك ول ببيتك ول راغب عنك ول عن بيتك اللهم أصحبن‬
‫العافية ف بدن والعصمة ف دين وأحسن منقلب وارزقن طاعتك ما أبقيتن فإنه قد روي ذلك‬
‫عن بعض السلف ولنه دعاء يليق بالال ث يصلي على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فصل وإن كان مرما بالعمرة وحدها وأراد دخول مكة فعلى ما ذكرناه ف الدخول للحج فإذا‬
‫دخل مكة طاف وسعى وحلق وذلك جيع أفعال العمرة والدليل عليه ما روت عائشة رضي ال‬
‫عنها قالت خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فمنا من أهل بالج ومنا من أهل بالعمرة‬
‫ومنا من أهل بالج والعمرة وأهل رسول ال صلى ال عليه وسلم بالج فأما من أهل بالعمرة‬
‫فأحلوا حي طافوا بالبيت وبي الصفا والروة وأما من أهل بالج والعمرة فلم يلوا إل يوم النحر‬
‫فإن كان قارنا بي الج والعمرة فعل ما يفعله الفرد بالج فيقتصر على طواف واحد والدليل‬
‫عليه ما روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال من جع بي الج والعمرة كفاه لما طواف واحد‬
‫وسعي واحد ولنه يدخل فيهما بتلبية واحدة ويرج منهما بلق واحد فوجب أن يطوف لما‬
‫طوافا واحدا ويسعى لما سعيا واحدا كالفرد بالج‬
‫فصل وأركان الج أربعة الحرام والوقوف بعرفة وطواف الزيارة والسعي بي الصفا والروة‬
‫وواجباته الحرام من اليقات والرمي وف الوقوف بعرفة إل أن تغرب الشمس والبيت بزدلفة‬
‫والبيت بن ف ليال الرمي وف طواف الوداع قولن أحدها أنه واجب‬
‫والثان أنه ليس بواجب‬
‫وسننه الغسل وطواف القدوم والرمل والضطباع ف الطواف والسعى واستلم الركن وتقبيله‬
‫والسعي ف موضع السعي والشي ف موضع الشي والطب والذكار والدعية وأفعال العمرة‬
‫كلها أركان إل اللق فمن ترك ركنا ل يتم نسكه ول يتحلل حت يأت به ومن ترك واجبا لزمه‬
‫الدم ومن ترك سنة ل يلزمه شيء‬

‫____________________‬

‫فصل ويستحب دخول البيت لا روى ابن عباس رضي ال عنهما‬


‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من دخل البيت دخل ف حسنة وخرج من سيئة مغفورا‬
‫له ويستحب أن يصلي فيه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما‬
‫قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول صلة ف مسجدي هذا تعدل ألف صلة ف غيه‬
‫من الساجد إل السجد الرام فإنه أفضل بائة صلة ويستحب أن يشرب من ماء زمرم لا روي‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ماء زمزم لا شرب له‬
‫فصل ويستحب إذا خرج من مكة أن يرج من أسفلها لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم لا جاء إل مكة دخلها من أعلها وخرج من أسفلها قال أبو عبد ال‬
‫الزبيي ويرج وبصره إل البيت حت يكون آخر عهده بالبيت‬
‫فصل ويستحب زيارة قب رسول ال صلى ال عليه وسلم لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال من زار قبي وجبت له شفاعت ويستحب أن يصلي ف مسجد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لقوله صلى ال عليه وسلم صلة ف مسجدي هذا تعدل ألف‬
‫صلة ف غيه من الساجد وبال التوفيق‬
‫باب الفوات والحصار من أحرم بالج ول يقف بعرفة حت طلع الفجر من يوم النحر فقد فاته‬
‫الج وعليه أن يتحلل بعمل عمرة وهي الطواف والسعي واللق ويسقط عنه البيت والرمي‬
‫وقال الزن ل يسقط البيت والرمي كما ل يسقط الطواف والسعي وهذا خطا لا روى السود‬
‫عن عمر رضي ال عنه أنه قال لن فاته الج تلل بعمل عمرة وعليك الج من قابل وهدي ولن‬
‫البيت والرمي من توابع الوقوف ولذا ل يب على العتمر حي ل يب عليه الوقوف وقد سقط‬
‫الوقوف ههنا فسقطت توابعه بلف الطواف والسعي فإنما غي تابعي للوقوف فبقي فرضهما‬
‫ويب عليه القضاء لديث عمر رضي ال عنه ولن الوقوف معظم الج والدليل عليه قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم الج عرفة وقد فاته ذلك فوجب قضاؤه‬
‫وهل يب القضاء على الفور أم ل فيه وجهان كما ذكرناه فيمن أفسد الج ويب هدي لقول‬
‫عمر رضي ال عنه ولنه تلل من الحرام قبل التمام فلزمه الدى كالصر ومت يب الدي فيه‬
‫وجهان أحدها يب مع القضاء لقول عمر رضي ال عنه ولنه كالتمتع ودم التمتع ل يب إل‬
‫إذا أحرم بالج‬
‫والثان يب ف عامه كدم الحصار‬
‫فإن أخطأ الناس الوقوف فوقفوا ف اليوم الثامن أو ف اليوم العاشر ل يب عليهم القضاء لن‬
‫الطأ ف ذلك إنا يكون بأن يشهد اثنان برؤية اللل قبل الشهر بيوم فوقفوا يوم الثامن‬
‫بشهادتما ث بان كذبما أو غم عليهم اللل فوقفوا يوم العاشر ومثل هذا ل يؤمن ف القضاء‬
‫فسقط‬
‫فصل ومن أحرم فأحصره عدو نظرت فإن كان العدو من السلمي فالول أن يتحلل ول يقاتله‬
‫لن التحلل أول من قتال السلمي وإن كان من الشركي ل يب عليه القتال لن قتال الكفار ل‬
‫يب إل إذا بدءوا بالرب وإن كان بالسلمي ضعف وف العدو قوة فالول أن ل يقابلهم لنه‬
‫ربا انزم السلمون فلحقهم وهن وإن كان ف السلمي قوة وف الشركي ضعف فالفضل أن‬
‫يقاتلهم ليجمع بي نصرة السلم وإتام الج فإن طلبوا مال ل يب إعطاء الال لن ذلك طلم‬
‫ول يب الج مع احتمال الظلم فإن كانوا مشركي كره أن مشركي كره أن يدفع إليهم لن‬
‫فهى ذلك صغارا على السلم فل يب احتماله من غي ضرورة وإن كانوا مسلمي ل يكره‬
‫فصل وإن أحصره العدو عن الوقوف أو الطواف أو السعي فإن كان له طريق آخر يكنه‬
‫الوصول منه إل مكة ل يز له‬
‫____________________‬

‫التحلل قرب أو بعد لنه قادر على أداء النسك فل يوز له التحلل بل يضي ويتم النسك وإن‬
‫سلك الطريق الخر ففاته الج تلل بعد عمرة وف القضاء قولن أحدها يب عليه لنه فاته‬
‫الج فأشبه إذا أخطأ الطريق أو أخطأ العدد‬
‫والثان ل يب عليه لنه تلل من غي تفريط فلم يلزمه القضاء كما لو تلل بالحصار‬
‫فإن أحصر ول يكن له طريق آخر جاز له أن يتحلل لقوله عز وجل } فإن أحصرت فما استيسر‬
‫من الدي { ولن النب صلى ال عليه وسلم أحصره الشركون ف الديبية فتحلل ولنا لو‬
‫ألزمناه البقاء على الحرام ربا طال الصر سني فتلحقه الشقة العظيمة ف البقاء على الحرام‬
‫وقد قال ال عز وجل } وما جعل عليكم ف الدين من حرج { فإن كان الوقت واسعا فالفضل‬
‫أل يتحلل لنه ربا زال الصر وأت النسك وإن كان الوقت ضيقا فالفضل أن يتحلل حت ل‬
‫يفوته الج فإن اختار التحلل نظرت فإن كان واحدا للهدي ل يز له أن يتحلل حت يهدي لقوله‬
‫تعال } فإن أحصرت فما استيسر من الدي { فإن كان ف الرم ذبح الدي فيه وإن كان ف غي‬
‫الرم ول يقدر على الوصول إل الرم ذبح الدي حيث أحصر لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫نر هديه بالديبية وهي خارج الرم وإن قدر على الوصول إل الرم ففيه وجهان أحدها أنه‬
‫يوز أن يذبح ف موضعه لنه موضع تلله فجاز فيه الذبح كما لو أحصر ف الرم‬
‫والثان ل يوز أن يذبح إل ف الرم لنه قادر على الذبح ف الرم فل يوز أن يذبح ف غيه كما‬
‫لو أحصر فيه ويب أن ينوي بالدي التحلل لن الدي قد يكون للتحلل وقد يكون لغيه فوجب‬
‫أن ينوي ليميز بينهما ث يلق لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خرج معتمرا فحالت كفار قريش بينه وبي البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالديبية‬
‫فإن قلنا إن اللق نسك حصل له التحلل بالدي والنية واللق‬
‫وإن قلنا إنه ليس بنسك حصل له التحلل بالنية والدي وإن كان عادما للهدي ففيه قولن‬
‫أحدها ل بد للهدي لقوله عز وجل } فإن أحصرت فما استيسر من الدي { فذكر الدي ول‬
‫يذكر له بدل ولو كان له بدل لذكره كما ذكره ف جزاء الصيد‬
‫والقول الثان له بدل لنه دم يتعلق وجوبه بالحرام فكان له بدل كدم التمتع‬
‫فإن قلنا ل بدل للهدي فهل يتحلل فيه قولن أحدها ل يتحلل حت يد الدي لن الدي شرط‬
‫ف التحلل فل يوز التحلل قبله‬
‫والثان أنه يتحلل لنا لو ألزمناه البقاء على الحرام إل أن يد الدي أدى ذلك إل الشقة‬
‫فإن قلنا له بدل ففي بدله ثلثة أقوال أحدها الطعام‬
‫والثان الصيام‬
‫والثالث أنه مي بي الصيام والطعام‬
‫وإن قلنا إن بدله الطعام ففي الطعام وجهان أحدها إطعام التعديل كالطعام ف جزاء الصيد لنه‬
‫أقرب إل الدي ولنه يستوف فيه قيمة الدي‬
‫والثان إطعام فدية الذى لنه وجب للترفه فهو كفدية الذى‬
‫وإن قلنا إن بدله الصوم ففي صومه ثلثة أوجه أحدها صوم التمتع لنه وجب للتحلل كما وجب‬
‫صوم التمتع للتحلل بي الج والعمرة ف أشهر الج‬
‫والثان صوم التعديل لن ذلك أقرب إل الدي لنه يستوف قيمة الدي ث يصوم عن كل مد يوما‬

‫والثالث صوم فدية الذى لنه وجب للترفه فهو كصوم فدية الذى‬
‫فإن قلنا إنه مي فهو باليار بي صوم فدية الذى وبي إطعامها لنا بينا أنه ف معن فدية الذى‬
‫فإن أوجبنا عليه الطعام وهو واجد أطعم وتلل‬
‫وإن كان عادما له فهل يتحلل أم ل يتحلل حت يد الطعام على القولي كما قلنا ف الدي وإن‬
‫أوجبنا الصيام فهل يتحلل قبل أن يصوم فيه وجهان أحدها ل يتحلل كما ل يتحلل بالدي حت‬
‫يهدي‬
‫والثان يتحلل لنا لو ألزمناه البقاء على الحرام إل أن يفرغ من الصيام أدى إل الشقة لن‬
‫الصوم يطول فإذا تلل نظرت فإن كان ف حج تقدم وجوبه بقي الوجوب ف ذمته وإن كان ف‬
‫تطوع ل يب القضاء لنه تطوع أبيح له الروج منه فإذا خرج ل يلزمه القضاء كصوم التطوع‬
‫وإن كان الصر خاصا بأن منعه غريه ففيه قولن أحدها ل يلزمه القضاء كما ل يلزمه ف الصر‬
‫العام‬
‫والثان يلزمه لنه تلل قبل التام بسبب يتص به فلزمه القضاء كما لو ضل الطريق ففاته الج‬
‫وإن أحصر فلم يتحلل حت فاته الوقوف نظرت فإن زال العذر وقدر على الوصول تلل بعد‬
‫عمرة ولزمه القضاء وهدى للفوات وإن فاته والعذر ل يزل تلل ولزمه القضاء وهدي‬
‫) للفوات ( وهدي للحصار فإن أفسد الج ث أحصر تلل لنه إذا تلل من الج الصحيح فلن‬
‫يتحلل من الفاسد أول فإن ل يتحلل حت فاته الوقوف لزمه ثلثة دماء دم الفساد ودم الفوات‬
‫ودم الحصار ويلزمه قضاء واحد لن الج واحد‬
‫فصل ومن أحرم فأحصره غريه وحبسه ول يد ما يقضي دينه فله أن يتحلل لنه يشق البقاء على‬
‫الحرام‬
‫____________________‬

‫كما يشق ببس العدو وإن أحرم وأحصره الرض ل يز له أن يتحلل لنه ل يتخلص بالتحلل من‬
‫الذى الذي هو فيه فل يتحلل كمن ضل الطريق‬
‫فصل وإن أحرم العبد بغي إذن الول جاز للمول أن يلله لن منفعته مستحقة له فل يلك إبطالا‬
‫عليه بغي رضاه فإن ملكه السيد مال وقلنا إنه يلك تلل بالدي وإن ل يلكه أو ملكه وقلنا إنه‬
‫ل يلك فهو كالر العسر وهل يتحلل قبل الدي أو الصوم على ما ذكرناه من القولي ف الر‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز للعبد أن يتحلل قبل الدي والصوم قول واحدا لن على الول ضررا‬
‫ف بقائه على الحرام لنه ربا يتاج أن يستخدمه ف قتل صيد أو إصلح طيب وإن أحرم بإذن‬
‫الول ل يز له أن يلله لنه عقد لزم عقده بإذن الول فلم يلك إخراجه منه كالنكاح وإن أحرم‬
‫الكاتب بغي إذن الول ففيه طريقان أحدها أنه على قولي بناء على القولي ف سفره للتجارة‬
‫ومن أصحابنا من قال له أن ينعه قول واحدا لن ف سفر الج ضررا على الول من غي منفعة‬
‫وسفر التجارة فيه منفعة للمول‬
‫فصل وإن أحرمت الرأة بغي إذن الزوج فإن كان ف تطوع جاز له أن يللها لن حق الزوج‬
‫واجب فل يوز إبطاله عليه بتطوع وإن كان ف حجة السلم ففيه قولن أحدها أن له أن يللها‬
‫لن حقه على الفور والج على التراخي فقدم حقه‬
‫والثان أنه ل يلك لنه فرض فل يلك تليلها منه كالصوم والصلة‬
‫وإن أحرم الولد بغي إذن البوين فإن كان ف حج فرض ل يز لما تليله لنه حج فرض فلم يز‬
‫إخراجه منه كالصوم والصلة‬
‫وإن كان ف حج تطوع ففيه قولن أحدها يوز لما تليله لن النب صلى ال عليه وسلم قال لن‬
‫أراد أن ياهد وله أبوان قال ففيهما فجاهد فمنع من الهاد لقهما وهو فرض فدل على أن النع‬
‫من التطوع لقهما أول‬
‫والثان ل يوز لنه قربة ل مافة عليه فيها فل يوز لما تليله منها كالصوم‬
‫فصل إذا أحرم وشرط التحلل لغرض صحيح مثل أن شرط أنه إذا مرض تلل أو إذا ضاعت‬
‫نفقته تلل ففيه طريقان أحدها أنه على قولي‬
‫أحدها أنه ل يثبت الشرط لنه عبادة ل يوز الروج منها بغي عذر فلم يز التحلل منها‬
‫بالشرط ) لنا عبادة ل يوز الروج منها ( كالصلة الفروضة‬
‫والثان أنه يثبت الشرط لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن ضباعة ابنة الزبي بن عبد الطلب‬
‫قالت يا رسول ال إن امرأة ثقيلة وإن أريد الج فكيف تأمرن أن أهل قال أهلي واشترطي أن‬
‫ملي حيث حبستن فدل على جواز الشرط‬
‫ومنهم من قال يصح الشرط قول واحدا لنه علق أحد القولي على صحة حديث ضباعة وقد‬
‫صح حديث ضباعة فعلى هذا إذا شرط أنه إذا مرض تلل ل يتحلل إل بالدي وإن شرط أنه إذا‬
‫مرض صار حلل فمرض صار حلل‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يتحلل إل بالدي لن مطلق كلم الدمي يمل على ما تقرر ف الشرع‬
‫والذي تقرر بالشرع أنه ل يتحلل إل بالدي وأما إذا شرط أنه يرج منه إذا شاء أو يامع فيه إذا‬
‫شاء ل يز لنه خروج من غي عذر فلم يصح شرطه‬
‫فصل إذا أحرم ث ارتد ففيه وجهان أحدها أنه يبطل إحرامه لنه إذا بطل السلم الذي هو‬
‫الصل فلن يبطل الحرام الذي هو فرع أول‬
‫والثان أنه ل يبطل كما ل يبطل بالنون والوت فعلى هذا إذا رجع إل السلم بن عليه‬
‫باب الدي يستحب لن قصد مكة حاجا أو معتمرا أن يهدي إليها من بيمة النعام وينحره‬
‫ويفرقه لا روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أهدى مائة بدنة‬
‫والستحب أن يكون ما يهديه سينا حسنا لقوله عز وجل } ومن يعظم شعائر ال { قال ابن‬
‫عباس ف تفسيها الستسمان والستحسان والستعظام فإن نذر وجب عليه لنه قربة فلزمه‬
‫بالنذر فإن كان من البل والبقر فالستحب أن يشعرها ف صفحة‬
‫____________________‬

‫سنامها الين ويقلدها نعلي لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫صلى الظهر ف ذي الليفة ث أتى ببدنة فأشعرها ف صفحة سنامها الين ث سلت الدم عنها ث‬
‫قلدها نعلي ولنه ربا اختلط بغيه فإذا أشعر وقلد تيز وربا ند فيعرف بالشعار والتقليد فيد‬
‫وإن كان غنما قلدها لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم أهدى مرة‬
‫غنما مقلدة وتقلد الغنم خرب القرب لن الغنم يثقل عليها حل النعال‬
‫ول ) يشعرها ( لن الشعار ل يظهر ف الغنم لكثرة شعرها وصوفها‬
‫فصل فإن كان تطوعا فهو باق على ملكه وتصرفه إل أن ينحر وإن كان نذرا زال ملكه عنه‬
‫وصار للمساكي فل يوز له بيعه ول إبداله بغيه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن عمر‬
‫رضي ال عنه أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال أهديت نيبة وأعطيت با ثلثمائة‬
‫دينار أفأبيعها وأبتاع بثمنها بدنا وأنرها قال ل ولكن انرها إياها فإن كان ما يركب جاز له أن‬
‫يركبه بالعروف إذا احتاج لقوله تعال } لكم فيها منافع إل أجل مسمى { وسئل جابر رضي ال‬
‫عنه عن ركوب الدي فقال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول اركبها بالعروف إذا‬
‫ألئت إليها فإن نقصت بالركوب ضمن النقصان وإن نتجت تبعها الولد وينحره معها سواء‬
‫حدث بعد النذر أو قبله لا روي أن عليا رضي ال عنه رأى رجل يسوق بدنة ومعها ولدها فقال‬
‫ل تشرب من لبنها إل ما فضل عن ولدها فإذا كان يوم النحر فاذبها وولدها ولنه معن يزيل‬
‫اللك فاستتبع الولد كالبيع والعتق فإن ل يكنه أن يشي حله على ظهر الم لا روي أن ابن عمر‬
‫كان يمل ولد البدنة إل أن يضحى عليها ول يشرب من لبنها إل ما ل يتاج إليه الولد لقول‬
‫علي كرم ال وجهه ولن اللب غذاء الولد والولد كالم فإذا ل يز أن ينع الم علفها ل يز أن‬
‫ينع الولد غذاءه وإن فضل عن الولد شيء فله أن يشربه لقوله عز وجل } لكم فيها منافع إل‬
‫أجل مسمى { ولقول علي رضي ال عنه والول أن يتصدق به وإن كان لا صوف نظرت فإن‬
‫كان ف تركه صلح بأن يكون ف الشتاء وتتاج إليه للدفء ل يزه لنه ينتفع به اليوان ف دفع‬
‫البد عنه وينتفع به الساكي عند الذبح وإن كان الصلح ف جزه بأن يكون ف وقت الصيف‬
‫وقد بقي إل وقت النحر مدة طويلة جزه لنه يترفه به الدي ويستمر فتنتفع به الساكي فإن‬
‫أحصر نره حيث أحصر كما قلنا ف هدي الصر وإن تلف من غي تفريط ل يضمنه لنه أمانة‬
‫عنده فإذا هلكت من غي تفريط ل تضمن كالوديعة‬
‫وإن أصابه عيب ذبه وأجزأه لن ابن الزبي أتى ف هداياه بناقة عوراء فقال إن كان أصابا بعد‬
‫ما اشتريتموها فأمضوها وإن كان أصابا قبل أن تشتروها فأبدلوها ولنه لو هلك جيعه ل يضمنه‬
‫فإذا نقص بعضه ل يضمنه كالوديعة‬
‫فصل وإن عطب وخاف أن يهلك نره وغمس نعله ف دمه وضرب به صفحته لا روى أبو قبيصة‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يبعث بالدي ث يقول إن عطب منها شيء فخشيت عليه‬
‫موتا فانرها ث اغمس نعلها ف دمها ث اضرب صفحتها ول تطعمها أنت ول أحد من رفقتك‬
‫ولنه هدي معكوف عن الرم فوجب نره مكانه كهدي الصر‬
‫وهل يوز أن يفرقه على فقراء الرفقة فيه وجهان أحدها ل يوز لديث أب قبيصة ولن فقراء‬
‫الرفقة يتهمون ف سبب عطبها فلم يطعموا منها‬
‫والثان يوز لنم من أهل الصدقة فجاز أن يطعموا كسائر الفقراء فإن أخر ذبه حت مات ضمنه‬
‫لنه مفرط ف تركه فضمنه كالودع إذا رأى من يسرق الوديعة فسكت عنه حت سرقها‬
‫وإن أتلفها لزمه الضمان لنه أتلف مال الساكي فلزمه ضمانه ويضمنه بأكثر المرين من قيمته‬
‫أو هدي مثله لنه لزمه الراقة والتفرقة وقد فوت الميع فلزمه ضمانما كما لو أتلف شيئي فإن‬
‫كانت القيمة مثل ثن‬
‫____________________‬

‫مثله اشترى مثله وأهداه وإن كانت أقل لزمه أن يشتري مثله ويهديه وإن كانت أكثر من ذلك‬
‫نظرت فإن كان يكنه أن يشتري به هديي اشتراها وإن ل يكنه اشترى هديا‬
‫وفيما يفضل ثلثة أوجه أحدها يشتري به جزءا من حيوان ويذبح لن إراقة الدم مستحقة فإذا‬
‫أمكن ل يترك‬
‫والثان أنه يشتري به اللحم لن اللحم والراقة مقصودان والراقة تشق فسقطت والتفرقة ل‬
‫تشق فلم تسقط‬
‫والثالث أن يتصدق بالفاضل لنه إذا سقطت الراقة كان اللحم والقيمة واحدا وإن أتلفها أجنب‬
‫وجبت عليه القيمة فإن كانت القيمة مثل ثن مثلها اشترى با مثلها وإن كانت أكثر ول تبلغ ثن‬
‫مثلي اشترى الثل وف الفاضل الوجه الثلثة‬
‫وإن كانت أقل من ثن الثل ففيه الوجه الثلثة وإن كان الدي الذي نذره اشتراه ووجد به عيبا‬
‫بعد النذر ل يز له الرد بالعيب لنه قد أيس من الرد لق ال عز وجل ويرجع بالرش ويكون‬
‫الرش للمساكي لنه بدل عن الزء الفائت الذي التزمه بالنذر فإن ل يكنه أن يشتري به هديا‬
‫ففيه الوجه الثلثة‬
‫فصل وإن ذبه أجنب بغي إذنه أجزأه عن النذر لن ذبه ل يتاج إل قصده فإذا فعله بغي إذنه‬
‫وقع الوقع كرد الوديعة وإزالة النجاسة ويب على الذابح ضمان ما بي قيمته حيا ومذبوحا لنه‬
‫لو أتلفه ضمنه فإذا ذبه ضمن نقصانه كشاة اللحم وفيما يؤخذ منه الوجه الثلثة‬
‫فصل وإن كان ف ذمته هدي فعينه بالنذر ف هدي تعي لن ما وجب معينا جاز أن يتعي به ما ف‬
‫الذمة كالبيع ويزول ملكه عنه فل يلك بيعه ول إبداله كما قلنا فيما أوجبه بالنذر‬
‫فإن هلك بتفريط أو بغي تفريط رجع الواجب إل ما ف الذمة كما لو كان عليه دين فباع به عينا‬
‫ث هلكت العي قبل التسليم فإن الدين يرجع إل الذمة وإن حدث به عيب ينع الجزاء ل يزه‬
‫عما ف الذمة لن الذي ف الذمة سليم فلم يزه عنه معيب وإن عطب فنحره عاد الواجب إل ما‬
‫ف الذمة‬
‫وهل يعود ما نره إل ملكه فيه وجهان أحدها يعود إل ملكه لنه إنا نره ليكون عما ف ذمته‬
‫فإذا ل يقع عما ف ذمته عاد إل ملكه‬
‫والثان أنه ل يعود لنه صار للمساكي فل يعود إليه‬
‫فإن قلنا إنه يعود إل ملكه جاز له أن يأكله ويطعم من شاء ث ينظر فيه فإن كان الذي ف ذمته‬
‫مثل الذي عاد إل ملكه نر مثله ف الرم وإن كان أعلى ما ف ذمته ففيه وجهان أحدها يهدي‬
‫مثل ما نر لنه قد تعي عليه فصار ما ف ذمته زائدا فلزمه نر مثله‬
‫والثان أنه يهدي مثل الذي كان ف ذمته لن الزيادة فيما عينه وقد هلك من غي تفريط فسقط‬
‫وإن نتجت فهل يتبعها ولدها أم ل فيه وجهان أحدها أنه يتبعها وهو الصحيح لنه تعي بالنذر‬
‫فصار كما لو وجب ف النذر والثان ل يتبعها لنه غي مستقر لنه يوز أن يرجع إل ملكه بعيب‬
‫يدث به بلف ما وجب بنذره لن ذلك ل يوز أن يعود إل ملكه بنذره‬
‫وال أعلم‬
‫باب الضحية الضحية سنة لا روى أنس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يضحي بكبشي قال أنس وأنا أضحي بما وليست بواجبة لا روي أن أبا بكر وعمر رضي ال‬
‫عنهما كانا ل يضحيان مافة أن يرى ذلك واجبا‬
‫فصل ف وقتها ويدخل وقتها إذا مضى بعد دخول وقت صلة الضحى قدر ركعتي وخطبتي‬
‫فإن ذبح قبل ذلك ل يزه لا روى الباء بن عازب رضي ال عنه قال خطب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم النحر بعد الصلة فقال من صلى صلتنا هذه ونسك نسكنا فقد أصاب سنتنا ومن‬
‫نسك قبل صلتنا فذلك شاة لم فليذبح مكانا واختلف أصحابنا ف مقدار الصلة‬
‫فمنهم من اعتب قدر صلة رسول ال صلى ال عليه وسلم وهي ركعتان يقرأ فيهما ق و اقتربت‬
‫الساعة وقدر خطبته‬
‫ومنهم من اعتب قدر ركعتي خفيفتي وخطبتي خفيفتي‬
‫ويبقى وقتها إل آخر أيام التشريق لا روى جبي بن مطعم قال قال‬
‫____________________‬

‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كل أيام التشريق أيام ذبح فإن ل يضح حت مضت أيام التشريق‬
‫نظرت فإن كان ما يضحي تطوعا ل يصح لنه ليس بوقت لسنة الضحية وإن كان نذرا لزمه أن‬
‫يضحي لنه وجب عليه ذبه فلم يسقط بفوات الوقت‬
‫فصل ومن دخلت عليه عشر ذي الجة وأراد أن يضحي فالستحب أل يلق شعره ول يقلم‬
‫أظفاره حت يضحي لا روت أم سلمة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫كان عنده ذبح يريد أن يذبه فرأى هلل ذي الجة فل يس من شعره ول من أظفاره شيئا حت‬
‫يضحي ول يب عليه ذلك لنه ليس بحرم فل يرم عليه حلق الشعر ول تقليم الظفر‬
‫فصل ول يزىء ف الضحية إل النعام وهي البل والبقر والغنم لقوله عز وجل } ليذكروا اسم‬
‫ال على ما رزقهم من بيمة النعام { ول يزىء فيها إل الذعة من الضأن والثنية من العز‬
‫والبل والبقر لا روى جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تذبوا إل مسنة إل أن‬
‫تعسر عليكم فتذبوا جذعا من الضأن وعن علي رضي ال عنه أنه قال ل يوز ف الضحايا إل‬
‫الثن من العز والذع من الضأن وعن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ل تضحوا بالذع من‬
‫العز والبل والبقر‬
‫ويوز فيها الذكر والنثى لا روت أم كرز عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال عن الغلم‬
‫شاتان وعن الارية شاة ل يضركم ذكرانا كن أو إناثا وإذا جاز ذلك ف العقيقة بالب دل على‬
‫جوازه ف الضحية ولن لم الذكر أطيب ولم النثى أرطب‬
‫فصل والبدنة أفضل من البقرة لنا أعظم والبقرة أفضل من الشاة لنا بسبع من الغنم والشاة‬
‫أفضل من مشاركة سبعة ف بدنة أو بقرة لنه ينفرد بإراقة دم والضأن أفضل من العز لا روى‬
‫عبادة بن الصامت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال خي الضحية الكبش القرن وقالت أم‬
‫سلمة رضي ال عنها لن أضحي بالذع من الضأن أحب إل من أن أضحي بالسنة من العز‬
‫ولن لم الضأن أطيب والسمينة أفضل من غي السمينة لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أنه‬
‫قال ف قوله عز وجل } ومن يعظم شعائر ال { قال تعظيمها استسمانا واستحسانا وخطب علي‬
‫رضي ال عنه قال ثنيا فصاعدا واستسمن فإن أكلت أكلت طيبا وإن أطعمت أطعمت طيبا‬
‫والبيضاء أفضل من الغباء والسوداء لن النب صلى ال عليه وسلم ضحى بكبشي أملحي‬
‫والملح البيض وقال أبو هريرة دم البيضاء ف الضحية أفضل من دم سوداوين‬
‫وقال ابن عباس تعظيمها استحسانا والبيض أحسن‬
‫فصل ول يزىء ما فيه عيب ينقص اللحم كالعوراء والعمياء والرباء والعرجاء الت تعجز عن‬
‫الشي ف الرعى لا روى الباء بن عازب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يزىء ف‬
‫الضاحى العوراء البي عورها والريضة البي مرضها والعرجاء البي ضلعها والكسية الت ل‬
‫تنقى فنص على هذه الربعة لنا تنقص اللحم فدل على أن كل ما ينقص اللحم ل يوز ويكره‬
‫أن‬
‫____________________‬

‫يضحى باللحاء وهي الت ل يلق لا قرن وبالقصماء وهي الت انكسر غلف قرنا وبالعضباء‬
‫وهي الت انكسر قرنا وبالشرقاء وهي الت انتقبت من الكي أذنا وبالرقاء وهي الت تشق أذنا‬
‫بالطول لن ذلك كله يشينها وقد روينا عن ابن عباس رضي ال عنه أن تعظيمها استحسانا فإن‬
‫ضحى با ذكرناه أجزأه لن ما با ل ينقص من لمها فإن نذر أن يضحي بيوان فيه عيب ينع‬
‫الجزاء كالرب وجب عليه ذبه ول يزئه عن الضحية فإن زال العيب قبل أن يذبح ل يزه‬
‫عن الضحية لنه أزال اللك فيها بالنذر وهي ل تزىء فلم يتغي حكمها با يدث فيها كما لو‬
‫أعتق ف الكفارة عبدا أعمى ث صار بعد العتق بصيا‬
‫فصل والستحب أن يضحي بنفسه لديث أنس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ضحى بكبشي أملحي ووضع رجله على صفاحهما وسى وكب‬
‫ويوز أن يستنيب غيه لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم نر ثلثا وستي بدنة ث أعطى‬
‫عليا رضي ال عنه فنحر ما غب منها‬
‫والستحب أل يستنيب إل مسلما لنه قربة فكان الفضل أل يتولها كافر ولنه يرج بذلك من‬
‫اللف لن عند مالك رحه ال ل يزئه ذبه فإن استناب يهوديا أو نصرانيا جاز لنه من أهل‬
‫الزكاة‬
‫ويستحب أن يكون عالا لنه أعرف بسنة الذبح والستحب أنه إذا استناب غيه أن يشهد الذبح‬
‫لا روى أبو سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لفاطمة رضي ال عنها قومي‬
‫إل أضحيتك فاشهديها فإنه بأول قطرة من دمها يغفر لك ما سلف من ذنوبك‬
‫ويستحب أن يوجه الذبيحة إل القبلة لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ضحوا وطيبوا أنفسكم فإنه ) ما من ( مسلم يستقبل بذبيحته القبلة إل كان دمها‬
‫وفرثها وصوفها حسنات ف ميزانه يوم القيامة ولنا قربة ل بد فيها من جهة فكانت القبلة فيها‬
‫أول‬
‫ويستحب أن يسمي ال تعال لديث أنس أن النب صلى ال عليه وسلم سى وكب والستحب أن‬
‫يقول اللهم تقبل من لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ليجعل أحدكم ذبيحته بينه‬
‫وبي القبلة‬
‫ث يقول من ال وإل ال وال أكب اللهم منك ولك اللهم تقبل وعن ابن عمر رضي ال عنهما أنه‬
‫كان إذا ضحى قال من ال وال أكب اللهم منك ولك اللهم تقبل من‬
‫فصل وإذا نر الدي أو الضحية نظرت فإن كان تطوعا فالستحب أن يأكل منه لا روى جابر‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم نر ثلثا وستي بدنة ث أعطى عليا رضي ال عنه فنحر ما غب‬
‫وأشركه ف هديه وأمر من كل بدنة ببضعة فجعلها ف قدر فطبخت فأكل من لمها وشرب من‬
‫مرقها ول يب ذلك لقوله عز وجل } والبدن جعلناها لكم من شعائر ال { فجعلها لنا وما هو‬
‫للنسان فهو مي بي أكله وبي تركه وف القدر الذي يستحب أكله قولن قال ف القدي يأكل‬
‫النصف ويتصدق بالنصف لقوله عز وجل } فكلوا منها وأطعموا البائس الفقي { فجعلها بي‬
‫اثني فدل على أنا بينهما نصفي‬
‫وقال ف الديد يأكل الثلث ويهدي الثلث ويتصدق بالثلث لقوله عز وجل } فكلوا منها‬
‫وأطعموا القانع والعتر { وقال السن القانع الذي يسألك والعتر الذي يتعرض لك ول يسألك‬
‫وقال ماهد القانع الالس ف بيته والعتر الذي يسألك فجعلها بي ثلثة فدل على أنا بينهم أثلثا‬
‫____________________‬

‫وأما القدر الذي يوز أن يؤكل ففيه وجهان قال أبو العباس بن سريج وأبو العباس بن القاص‬
‫يوز أن يأكل الميع لنا ذبيحة يوز أن يأكل منها فجاز أن يأكل جيعها كسائر الذبائح‬
‫وقال عامة أصحابنا يب أن يبقى منها قدر ما يقع عليه اسم الصدقة لن القصد منها القربة فإذا‬
‫أكل الميع ل تصل القربة له فإن أكل الميع ل يضمن على قول أب العباس وابن القاص‬
‫ويضمن على قول سائر أصحابنا‬
‫وف القدر الذي يضمن وجهان أحدها يضمن أقل ما يزىء ف الصدقة‬
‫والثان يضمن القدر الستحب وهو الثلث ف أحد القولي والنصف ف الخر بناء على القولي‬
‫فيمن فرق سهم الفقراء على اثني وإن كان نذرا نظرت فإن كان قد عينه عما ف ذمته ل يز أن‬
‫يأكل منه لنه بدل عن واجب فلم يز أن يأكل منه كالدم الذي يب بترك الحرام من اليقات‬
‫وإن كان نذر مازاة كالنذر لشفاء الريض وقدوم الغائب ل يز أن يأكل منه لنه جزاء فلم يز‬
‫أن يأكل منه كجزاء الصيد فإن أكل شيئا منه ضمنه‬
‫وف ضمانه ثلثة أوجه أحدها يلزمه قيمة ما أكل كما لو أكل منه أجنب‬
‫والثان يلزمه مثله من اللحم لنه لو أكل جيعه ضمنه بثله فإذا أكل بعضه ضمنه بثله‬
‫والثالث يلزمه أن يشتري جزءا من حيوان مثله ويشارك ف ذبه‬
‫وإن كان نذرا مطلقا ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنه ل يوز أن يأكل منه لنه إراقة دم واجب فل يوز أن يأكل منه كدم الطيب واللباس‬
‫والثان يوز لن مطلق النذر يمل على ما تقرر ف الشرع والدي والضحية العهودة ف الشرع‬
‫يوز الكل منها فحمل النذر ) عليها (‬
‫والثالث أنه إن كان أضحية جاز أن يأكل منها لن الضحية العهودة ف الشرع يوز الكل منها‬
‫وإن كان هديا ل يز أن يأكل منه لن أكثر الدايا ف الشرع ل يوز الكل منها فحمل النذر‬
‫عليها‬
‫فصل ول يوز بيع شيء من الدي والضحية نذرا كان أو تطوعا لا روي عن علي كرم ال‬
‫وجهه قال أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أقوم على بدنة فأقسم جللا وجلودها‬
‫وأمرن أل أعطي الازر منها شيئا وقال نن نعطيه من عندنا ولو جاز أخذ العوض منه لاز أن‬
‫يعطي الازر ) منها ف ( أجرته ولنه إنا أخرج ذلك قربة فل يوز أن يرجع إليه إل ما رخص فيه‬
‫وهو الكل‬
‫فصل ويوز أن ينتفع بلدها فيصنع منه النعال والفاف والفراء لا روت عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت دفت دافة من أهل البادية حضرت الضحى زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ادخروا الثلث وتصدقوا با بقي فلما كان بعد ذلك قيل لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يا رسول ال لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم ويملون منها الودك‬
‫ويتخذون منها السقية فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم وما ذاك قالوا يا رسول ال نيت‬
‫عن إمساك لوم الضحايا بعد ثلث فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا نيتكم من أجل‬
‫الدافة فكلوا وتصدقوا وادخروا فدل على أنه يوز اتاذ السقية منها‬
‫فصل ويوز أن يشترك سبعة ف بدنة وف بقرة لا روى جابر رضي ال عنه قال نرنا مع رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم بالديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة‬
‫وإن اشترك جاعة ف بدنة أو بقرة وبعضهم يريد اللحم وبعضهم يريد القربة جاز لن كل سبع‬
‫منها قائم مقام شاة‬
‫فإن أرادوا القسمة وقلنا إن القسمة فرز النصيبي قسم بينهم وإن قلنا إن القسمة بيع ل تز‬
‫القسمة فيملك من يريد القربة نصيبه لثلثة من الفقراء فيصيون شركاء لن يريد اللحم فإن‬
‫شاءوا باعوا نصيبهم من يريد اللحم وإن شاءوا باعوا من أجنب وقسموا الثمن‬
‫وقال أبو العباس بن القاص توز القسمة قول واحدا لنه موضع ضرورة لن بيعه‬
‫____________________‬
‫ل يكن وهذا خطأ لنا بينا أنه يكن البيع فل ضرورة بم إل القسمة‬
‫فصل إذا نذر أضحية بعينها فالكم فيها كالكم ف الدي النذور ف ركوبا وولدها ولبنها وجز‬
‫صوفها وتلفها وإتلفها وذبها ونقصانا بالعيب وقد بينا ذلك ف ) باب ( الدي فأغن عن‬
‫العادة وال أعلم‬
‫باب العقيقة العقيقة سنة وهو ما يذبح عن الولود لا روى بريدة أن النب صلى ال عليه وسلم عق‬
‫عن السن والسي عليهما السلم‬
‫ول يب ذلك لا روى عبد الرحن بن أب سعيد عن أبيه وأن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سئل عن العقيقة فقال ل أحب العقوق ومن ولد له ولد فأحب أن ينسك له فليفعل فعلق على‬
‫البة فدل على أنا ل تب ولنه إراقة دم من غي جناية ول نذر فلم يب كالضحية‬
‫والسنة أن يذبح عن الغلم شاتي وعن الارية شاة لا روت أم كرز قالت سألت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن العقيقة فقال للغلم شاتان مكافئتان وعن الارية شاة ولنه إنا شرع للسرور‬
‫بالولود والسرور بالغلم أكثر فكان ) الذبح عنه ( أكثر‬
‫وإن ذبح عن كل واحد منهما شاة جاز لا روى ابن عباس رضي ال عنه قال عق رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن السن والسي عليهما السلم كبشا كبشا‬
‫ول يزىء فيه ما دون الذعة من الضأن ودون الثنية من العز ول يزىء فيه إل السليم من‬
‫العيوب لنه إراقة دم بالشرع فاعتب فيه ما ذكرناه كالضحية‬
‫والستحب أن يسمي ال تعال ويقول اللهم لك وإليك عقيقة فلن لا روت عائشة رضي ال‬
‫عنها أن النب صلى ال عليه وسلم عق عن السن والسي وقال قولوا باسم ال اللهم لك‬
‫وإليك عقيقة فلن‬
‫والستحب أن يفصل أعضاءها ول يكسر عظمها لا روي عن عائشة رضي ال عنها أنا قالت‬
‫السنة شاتان مكافئتان عن الغلم وعن الارية شاة تطبخ جدول ول يكسر عظم ويأكل ويطعم‬
‫ويتصدق وذلك يوم السابع ولنه أول ذبيحة فاستحب أل يكسر عظم تفاؤل بسلمة أعضائه‬
‫ويستحب أن يطبخ من لمها طبيخا حلوا تفاؤل بلوة أخلقه‬
‫فصل ويستحب أن يأكل منها ويهدي ويتصدق لديث عائشة ولنه إراقة دم مستحب فكان‬
‫حكمها ما ذكرناه كالضحية‬
‫فصل والسنة أن يكون ذلك ف اليوم السابع لا روت عائشة رضي ال عنها قالت عق رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عن السن والسي عليهما السلم يوم السابع وساها وأمر أن ياط عن‬
‫رؤوسهما الذى فإن قدمه على اليوم السابع أو أخره أجزأه لنه فعل ذلك بعد وجود السبب‬
‫والستحب أن يلق شعره بعد الذبح لديث عائشة ويكره أن يترك على بعض رأسه الشعر لا‬
‫روى ابن عمر رضي ال عنهما قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القزع ف الرأس‬
‫والستحب أن يلطخ رأسه بالزعفران ويكره أن يلطخ بدم العقيقة لا روت عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت كانوا ف الاهلية يعلون قطنة ف دم العقيقة ويعلونا على رأس الولود فأمرهم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أن يعلوا مكان الدم خلوقا‬

‫____________________‬

‫فصل ويستحب لن ولد له ولد أن يسميه بعبد ال أو عبد الرحن لا روى ابن عمر أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال أحب الساء إل ال عبد ال وعبد الرحن ويكره أن يسمي نافعا وبشارا‬
‫ونيحا ورباحا أو أفلح وبركة لا روى سرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تسمي غلمك‬
‫أفلح ول نيحا ول بشارا ول رباحا فإنك إذا قلت أث هؤلء قالوا ل ويكره أن يسمى باسم قبيح‬
‫فإن سي باسم قبيح غيه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم غي‬
‫اسم عاصية وقال أنت جيلة‬
‫ويستحب لن ولد له ولد أن يؤذن ف أذنه لا روى أبو رافع أن النب صلى ال عليه وسلم أذن ف‬
‫أذن السن حي ولدته فاطمة عليهما السلم بالصلة ويستحب أن ينك الولود بالتمر لا روى‬
‫أنس قال ذهبت بعبد ال بن أب طلحة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم حي ولد فقال هل‬
‫معك تر قلت نعم فناولته ترات فلكهن ث فغر فاه ث مه فيه فجعل يتلمظ فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم حب النصار التمر وساه عبد ال‬
‫باب النذر ويصح النذر من كل مسلم بالغ عاقل فأما الكافر فل يصح نذره‬
‫ومن أصحابنا من قال يصح نذره لا روي أن عمر رضي ال عنه قال لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إن نذرت أن أعتكف ليلة ف الاهلية فقال له صلى ال عليه وسلم أوف بنذرك‬
‫والذهب الول لنه سبب وضع لياب القربة فلم يصح من الكافر كالحرام وأما الصب‬
‫والنون فل يصح نذرها لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ‬
‫وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق ولنه إياب حق بالقول فل يصح من الصب‬
‫والنون كضمان الال‬
‫فصل ول يصح النذر إل بالقول وهو أن يقول ل علي كذا فإن قال على كذا ول يقل ل صح‬
‫لن القربة ل تكون عليه إل ل تعال فحمل الطلق عليه وقال ف القدي إذا أشعر بدنة أو قلدها‬
‫ونوى أنا هدى أو أضحية صارت هديا أو أضحية لن النب صلى ال عليه وسلم أشعر بدنة‬
‫وقلدها ول ينقل أنه قال إنا هدي وصارت هديا‬
‫وخرج أبو العباس وجها آخر أنه يصي هديا أو أضحية بجرد النية‬
‫ومن أصحابنا من قال إن ذبح ونوى صار هديا أو أضحية والصحيح هو الول لنه إزالة ملك‬
‫يصح بالقول فلم يصح بغي القول مع القدرة عليه كالوقف والعتق ولنه لو كتب على دار أنا‬
‫وقف أو على فرس أنا ف سبيل ال ل تصر وقفا فكذلك ههنا‬
‫فصل ويب بالنذر جيع الطاعات الستحبة لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من نذر أن يطيع ال تعال فليطعه ومن نذر أن يعصيه فل يعصه وأما العاصي كالقتل‬
‫والزنا وصوم يوم العيد وأيام اليض والتصدق با ل يلكه فل يصح نذرها لا روى عمران بن‬
‫الصي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل نذر ف معصية ال ول فيما ل يلكه ابن آدم ول‬
‫يلزمه بنذرها كفارة‬
‫وقال الربيع إذا نذرت الرأة صوم أيام اليض وجبت عليها كفارة يي ولعله خرج ذلك من قوله‬
‫صلى ال عليه وسلم كفارة النذر كفارة يي‬
‫والذهب الول والديث متأول فأما الباحات كالكل والشرب فل تلزم بالنذر لا روي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مر برجل قائم ف الشمس ل يستظل فسأل عنه فقيل هذا ابن إسرائيل نذر‬
‫أن يقف ول يقعد ول يستظل ول يتكلم ويصوم فقال مروه فليقعد وليستظل وليتكلم وليتم‬
‫صومه‬
‫فصل فإن نذر طاعة نظرت فإن علق ذلك على إصابة خي أو دفع سوء فأصاب الي أو دفع‬
‫السوء عنه لزمه الوفاء بالنذر‬
‫____________________‬

‫لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن امرأة ركبت ف البحر فنذرت إن ناها ال أن تصوم شهرا‬
‫فماتت قبل أن تصوم شهرا فأتت أختها أو أمها إل النب صلى ال عليه وسلم فأخبته فأمرها‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أن تصوم عنها فإن ل يعلقه على شيء بأن قال ل علي أن أصوم أو‬
‫أصلي ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه وهو الظهر لقوله صلى ال عليه وسلم من نذر أن يطيع ال‬
‫فليطعه‬
‫والثان ل يلزمه وهو قول أب إسحاق وأب بكر الصيف لنه التزام من غي عوض فلم يلزمه‬
‫بالقول كالوصية والبة وإن نذر طاعة ف لاج وغضب بأن قال إن كلمت فلنا فعلي كذا فكلمه‬
‫فهو باليار بي الوفاء با نذر وبي كفارة يي لا روى عقبة بن عامر أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال كفارة النذر كفارة يي ولنه يشبه اليمي من حيث إنه قصد النع والتصديق ويشبه‬
‫النذر من حيث إنه التزم قربة ف ذمته فخي بي موجبهما‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كانت القربة حجا أو عمرة لزمه الوفاء به لن ذلك يلزم بالدخول فيه‬
‫بلف غيه والذهب الول لن العتق أيضا يلزم إتامه بالتقوي ث ل يلزمه‬
‫فصل إذا نذر أن يتصدق باله لزمه أن يتصدق بالميع لقوله صلى ال عليه وسلم من نذر أن‬
‫يطيع ال فليطعه فإن نذر أن يعتق رقبة ففيه وجهان أحدها يزئه ما يقع عليه السم اعتبارا بلفظه‬

‫والثان ل يزئه إل ما يزىء ف الكفارة لن الرقبة الت يب عتقها بالشرع ما تب ف الكفارة‬


‫فحمل النذر عليه‬
‫فإن نذر أن يعتق رقبة بعينها لزمه أن يعتقها ول يزول ملكه عنها حت يعتقها فإن أراد بيعها أو‬
‫إبدالا بغيها ل يز لنه تعي للقربة فل يلك بيعه كالوقف وإن تلف أو أتلفه ل يلزمه بدله لن‬
‫الق للعبد فسقط بوته فإن أتلفه أجنب وجبت عليه القيمة للمول ول يلزمه صرفها ف عبد آخر‬
‫لا ذكرناه‬
‫فصل وإن نذر هديا نظرت فإن ساه كالثوب والعبد والدار لزمه ما ساه وإن أطلق الدي ففيه‬
‫قولن قال ف الملء و القدي يهدي ما شاء لن اسم الدي يقع عليه ولذا يقال أهديت له دارا‬
‫وأهدى ل ثوبا وأن الميع يسمى قربانا ولذا قال صلى ال عليه وسلم ف المعة من راح ف‬
‫الساعة الول فكأنا قرب بدنة ومن راح ف الساعة الثانية فكأنا قرب بقرة ومن راح ف الساعة‬
‫الثالثة فكأنا قرب كبشا ومن راح ف الساعة الرابعة فكأنا قرب دجاجة ومن راح ف الساعة‬
‫الامسة فكأنا قرب بيضة فإذا سي قربانا وجب أن يسمى هديا‬
‫وقال ف الديد ل يزئه إل الذعة من الضأن والثنية من العز والبل والبقر لن الدي العهود ف‬
‫الشرع ما ذكرناه فحمل مطلق النذر عليه‬
‫وإن نذر بدنة أو بقرة أو شاة فإن قلنا بالقول الول أجزأه من ذلك ما يقع عليه السم وإن قلنا‬
‫بالقول الثان ل يزه إل ما يزىء ف الضحية‬
‫وإن نذر شاة فأهدى بدنة أجزأه لن البدنة بسبع من الغنم‬
‫وهل يب الميع فيه وجهان أحدها أن الميع واجب لنه مي بي الشاة والبدنة فأيهما فعل‬
‫كان واجبا كما تقول ف العتق والطعام ف كفارة اليمي‬
‫والثان أن الواجب هو السبع لن كل سبع منها بشاة فكان الواجب هو السبع‬
‫وإن نذر بدنة وهو واجد للبدنة ففيه وجهان أحدها أنه مي بي البدنة والبقرة والسبع من الغنم‬
‫لن كل واحد من الثلثة قائم مقام الخر‬
‫والثان أنه ل يزئه غي البدنة لنه عينها بالنذر وإن كان عادما للبدنة انتقل إل البقرة فإن ل يد‬
‫بقرة انتقل إل سبع من الغنم‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يزئه غي البدنة فإن ل يد ثبتت ف ذمته إل أن يد لنه التزم ذلك‬
‫بالنذر والذهب الول لنه فرض له بدل فانتقل عند العجز إل بدله كالوضوء‬
‫فصل فإن نذر الدي للحرم لزمه ف الرم وإن نذر لبلد آخر لزمه ف البلد الذي ساه لا روى‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النب صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال‬
‫إن نذرت أن أذبح بكان كذا وكذا لكان كان يذبح فيه أهل الاهلية قال لصنم قالت ل قال‬
‫لوثن قالت ل قال أوف بنذرك فإن نذر لفضل بلد لزمه بكة لنا أفضل البلد والدليل عليه ما‬
‫روى جابر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجته أي بلد أعظم حرمة‬
‫قالوا بلدنا هذا فقال النب صلى ال عليه وسلم إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة‬
‫يومكم هذا ف شهركم هذا ف بلدكم هذا ولن مسجدها أفضل الساجد فدل على أنا أفضل‬
‫البلد‬
‫وإن أطلق النذر ففيه وجهان أحدها يوز حيث شاء لن السم يقع عليه‬
‫والثان ل يوز إل ف الرم لن الدي العهود ف الشرع هو الدي‬
‫____________________‬

‫ف الرم والدليل عليه قوله تعال } هديا بالغ الكعبة { وقال تعال } ث ملها إل البيت العتيق {‬
‫فحمل مطلق النذر عليه‬
‫فإن كان قد نذر الدي لرتاج الكعبة أو عمارة مسجد لزمه صرفه فيما نذر فإن أطلق ففيه‬
‫وجهان أحدها أن له أن يصرفه فيما شاء من وجوه القرب ف ذلك البلد الذي نذر الدي فيه‬
‫لن السم يقع عليه‬
‫والثان أنه يفرقه على مساكي البلد الذي نذر أن يهدى إليه لن الدي العهود ف الشرع ما‬
‫يفرق على الساكي فحمل مطلق النذر عليه وإن كان ما نذره ما ل يكن نقله كالدار باعه ونقل‬
‫ثنه إل حيث نذر‬
‫فصل وإن نذر النحر ف الرم ففيه وجهان أحدها يلزمه النحر دون التفرقة لنه نذر أحد‬
‫مقصودي الدي فلم يلزمه الخر كما لو نذر التفرقة‬
‫والثان يلزمه النحر والتفرقة وهو الصحيح لن نر الدي ف الرم ف عرف الشرع ما يتبعه‬
‫التفرقة فحمل مطلق النذر عليه‬
‫وإن نذر النحر ف بلد غي الرم ففيه وجهان أحدها ل يصح ) النذر ( لن النحر ف غي الرم‬
‫ليس بقربة فلم يلزمه بالنذر‬
‫والثان يلزمه النحر والتفرقة لن النحر على وجه القربة ل يكون إل للتفرقة فإذا نذر النحر‬
‫تضمن التفرقة‬
‫فصل وإن نذر صلة لزمه ركعتان ف أظهر القولي لن أقل صلة واجبة ف الشرع ركعتان‬
‫فحمل النذر عليه وتلزمه ركعة ف القول الخر لن الركعة صلة ف الشرع وهي الوتر فلزمه‬
‫ذلك وإن نذر الصلة ف مسجد غي الساجد الثلثة وهي السجد الرام ومسجد الدينة‬
‫والسجد القصى جاز له أن يصلي ف غيه لن ما سوى الساجد الثلثة ف الرمة والفضيلة‬
‫واحدة فلم يتعي بالنذر وإن نذر الصلة ف السجد الرام لزمه فعلها فيه لنه يتص بالنسك‬
‫والصلة فيه أفضل من الصلة ف غيه والدليل عليه ما روى عبد ال بن الزبي رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال صلة ف مسجدي هذا أفضل من ألف صلة فيما سواه من‬
‫الساجد إل السجد الرام وصلة ف السجد الرام أفضل من مائة صلة ف مسجدى هذا فل‬
‫يوز أن يسقط ما نذره بالصلة ف غيه وإن نذر الصلة ف مسجد الدينة أو السجد القصى‬
‫ففيه قولن أحدها يلزمه لنه مسجد ورد الشرع بشد الرحال إليه فأشبه السجد الرام‬
‫والثان ل يلزمه لنه ل يب قصده بالنسك فل تتعي الصلة فيه بالنذر كسائر الساجد فإن قلنا‬
‫يلزمه فصلى ف السجد الرام أجزأه عن النذر لن الصلة ف السجد الرام أفضل فسقط به‬
‫فرض النذر‬
‫وإن نذر أن يصلي ف السجد القصى فصلى ف مسجد الدينة أجزأه لا روى جابر رضي ال عنه‬
‫أن رجل قال يا رسول ال إن نذرت إن فتح ال عليك مكة أن أصلي ف بيت القدس ركعتي‬
‫فقال صل ههنا فأعاد عليه فقال صل ههنا ث أعاد عليه فقال شأنك ولن الصلة فيه أفضل من‬
‫الصلة ف بيت القدس فسقط به فرض النذر‬
‫فصل وإن نذر الصوم لزمه صوم يوم لن أقل الصوم يوم وإن نذر صوم سنة بعينها لزمه صومها‬
‫متتابعا كما يلزمه صوم رمضان متتابعا فإذا جاء رمضان صام عن رمضان لنه مستحق بالشرع‬
‫ول يوز أن يصوم فيه عن النذر ول يلزمه قضاؤه عن النذر لنه ل يدخل ف النذر ويفطر ف‬
‫العيدين وأيام التشريق لنه مستحق للفطر ول يلزمه قضاؤها لنه ل يتناولا النذر وإن كانت امرأة‬
‫فحاضت فهل يلزمها القضاء فيه قولن أحدها ل يلزمها لنه مستحق للفطر فل يلزمها قضاؤه‬
‫كأيام العيد‬
‫والثان يلزمها لن الزمان مل للصوم وإنا تفطر هي وحدها فإن أفطر فيه لغي عذر نظرت فإن ل‬
‫يشترط فيه التتابع أث ما بقي لن التتابع فيه يب لجل الوقت فهو كالصائم ف رمضان إذا أفطر‬
‫بغي عذر ويب عليه قضاؤه كما يب على الصائم ف رمضان وإن شرط التتابع لزمه أن يستأنف‬
‫لن التتابع لزمه بالشرط فبطل بالفطر كصوم الظهار‬
‫وإن أفطر لرض وقد شرط التتابع ففيه‬
‫____________________‬

‫قولن أحدها ينقطع التتابع لنه أفطر باختياره‬


‫والثان ل ينقطع لنه أفطر بعذر فأشبه الفطر باليض فإن قلنا ل ينقطع التتابع فهل يب القضاء‬
‫ففيه وجهان بناء على القولي ف الائض وقد بيناه‬
‫وإن أفطر بالسفر فإن قلنا إنه ينقطع التتابع بالرض فالسفر أول وإن قلنا ل ينقطع بالرض ففي‬
‫السفر وجهان أحدها ل ينقطع لنه أفطر بعذر فهو كالفطر بالرض‬
‫والثان ينقطع لن سببه باختياره بلف الرض‬
‫وإن نذر سنة غي معينة فإن ل يشترط التتابع جاز متتابعا ومتفرقا لن السم يتناول الميع فإن‬
‫صام شهورا بالهلة وهي ناقصة أجزأه لن الشهور ف الشرع بالهلة وإن صام سنة متتابعة لزمه‬
‫قضاء رمضان وأيام العيد لن الفرض ف الذمة فانتقل فيما ل يسلم منه إل البدل كالسلم فيه إذا‬
‫رد بالعيب ويالف السنة العينة فإن الفرض فيها يتعلق بعي فلم ينتقل فيما ل يسلم إل البدل‬
‫كالسلعة العينة إذا ردها بالعيب‬
‫وأما إذا شرط فيها التتابع فإنه يلزمه صومها متتابعا على ما ذكرناه‬
‫فصل وإن نذر أن يصوم ف كل اثني ل يلزمه قضاء أثاني رمضان لنه يعلم أن رمضان ل بد فيه‬
‫من الثاني فل يدخل ف النذر فلم يب قضاؤها وفيما يوافق منها أيام العيد قولن أحدها ل‬
‫يب وهو قول الزن قياسا على ما يوافق رمضان‬
‫والثان يب لنه نذر ما يوز أل يوافق أيام العيد فإذا وافق لزمه القضاء وإن لزمه صوم الثاني‬
‫بالنذر ث لزمه صوم شهرين متتابعي ف كفارة بدأ بصوم الشهرين ث يقضي صوم الثاني لنه إذا‬
‫بدأ بصوم الشهرين يكنه بعد الفراغ من الشهرين أن يقضي صوم الثاني وإذا بدأ بصوم الثاني‬
‫ل يكنه أن يقضي صوم الشهرين فكان المع بينهما أول فإذا فرغ من صوم الشهرين لزمه قضاء‬
‫صوم الثاني لنه ل يكنه صيامها وإنا تركه لعارض فلزمه القضاء كما لو تركه لرض وإن وجب‬
‫عليه صوم الشهرين ث نذر صوم الثاني بدأ بصوم الشهرين ث يقضي صوم الثاني كما قلنا فيما‬
‫تقدم‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يب القضاء لنه استحق صيامه عن الكفارة فل يدخل ف النذر‬
‫والذهب الول أنه يلزمه لنه كان يكنه صومه عن النذر فإذا صامه عن غيه لزمه القضاء‬
‫فصل وإن نذر أن يصوم اليوم الذي يقدم فيه فلن ففيه قولن أحدها يصح نذره لنه يكنه أن‬
‫) يتحرى اليوم ( الذي يقدم فيه فينوي صيامه من الليل فإذا قدم صار ما صامه قبل القدوم تطوعا‬
‫وما بعده فرضا وذلك يوز كما لو دخل ف صوم تطوع ث نذر إتامه‬
‫والثان ل يصح نذره لنه ل يكنه الوفاء بنذره لنه إن قدم بالنهار فقد مضى جزء منه وهو فيه‬
‫غي صائم وإن ترى اليوم الذي يقدم فيه فنوى من الليل فقدم ف أثناء النهار كان ما قبل القدوم‬
‫تطوعا وقد أوجب صوم جيعه بالنذر‬
‫فإن قلنا إنه يصح نذره فقدم ليل ل يلزمه لن الشرط أن يقدم نارا وذلك ل يوجد فإن قدم نارا‬
‫وهو مفطر لزمه قضاؤه وإن قدم نارا وهو صائم عن تطوع ل يزه عن النذر لنه ل ينو من أوله‬
‫وعليه أن يقضيه وإن عرف أنه يقدم غدا فنوى الصوم من الليل عن النذر صح عن النذر ويكون‬
‫أوله تطوعا والباقي فرضا‬
‫فإن اجتمع ف يوم نذران بأن قال إن قدم زيد فلله علي أن أصوم اليوم الذي يلي يوم مقدمه وإن‬
‫قدم عمرو فلله علي أن أصوم أول خيس بعده فقدم زيد وعمرو يوم الربعاء لزمه صوم يوم‬
‫الميس عن أول نذر نذره ث يقضي عن الخر‬
‫فصل وإن نذر اعتكاف اليوم الذي يقدم فيه فلن صح النذر فإن قدم ليل ل يلزمه شيء لن‬
‫الشرط ل يوجد وإن قدم نارا لزمه اعتكاف بقية النهار‬
‫وف قضاء ما فات وجهان أحدها يلزمه وهو اختيار الزن‬
‫والثان ل يلزمه وهو الذهب لن ما مضى قبل القدوم ل يدخل ف النذر فل يلزمه قضاؤه وإن‬
‫قدم وهو مبوس أو مريض فالنصوص أنه يلزمه القضاء لنه فرض وجد شرطه ف حال الرض‬
‫فثبت ف الذمة كصوم رمضان وقال القاضى أبو حامد وأبو علي الطبي ل يلزمه لن ما ل يقدر‬
‫عليه ل يدخل النذر كما لو نذرت الرأة صوم يوم بعينه فحاضت فيه‬
‫فصل وإن نذر الشي إل بيت ال الرام لزمه الشي إليه بج أو عمرة لنه ل قربة ف الشي إليه‬
‫إل بنسك فحمل مطلق النذر عليه‬
‫ومن أي موضع يلزمه الشي والحرام فيه وجهان‬
‫قال أبو إسحاق يلزمه أن يرم ويشي من دويرة أهله لن الصل ف الحرام أن‬
‫____________________‬

‫يكون من دويرة أهله وإنا أجيز تأخيه إل اليقات رخصة فإذا أطلق النذر حل على الصل‬
‫وقال عامة أصحابنا يلزمه الحرام والشي من اليقات لن مطلق كلم الدمي يمل على العهود‬
‫ف الشرع والعهود هو من اليقات فحمل النذر عليه‬
‫فإن كان معتمرا لزمه الشي إل أن يفرغ وإن كان حاجا لزمه الشي إل أن يتحلل التحلل الثان‬
‫لن بالتحلل الثان يرج من الحرام فإن فاته لزمه القضاء ماشيا لن فرض النذر يسقط بالقضاء‬
‫فلزمه الشي فيه كالداء‬
‫وهل يلزمه أن يشي ف فائتة فيه قولن أحدها يلزمه لنه لزمه بكم النذر فلزمه الشي فيه كما‬
‫لو ل يفته‬
‫والثان ل يلزمه لن فرض النذر ل يسقط به‬
‫وإن نذر الشي فركب وهو قادر على الشي لزمه دم لا روى ابن عباس رضي ال عنهما عن عقبة‬
‫بن عامر أن أخته نذرت أن تشي إل بيت ال الرام فأتى النب صلى ال عليه وسلم فسأله فقال‬
‫إن ال لغن عن نذر أختك لتركب ولتهد بدنة ولنه صار بالنذر نسكا واجبا فوجب بتركه الدم‬
‫كالحرام من اليقات وإن ل يقدر على الشى فله أن يركب لنه إذا جاز أن يترك القيام الواجب‬
‫ف الصلة للعجز جاز أن يترك الشي فإن ركب فهل يلزمه دم فيه قولن أحدها ل يلزمه لن‬
‫حال العجز ل يدخل ف النذر‬
‫والثان يلزمه لن ما وجب به الدم ل يسقط الدم فيه بالرض كالطيب واللباس‬
‫وإن نذر أن يركب إل بيت ال الرام فمشى لزمه دم لنه ترفه بترك مؤنة الركوب‬
‫وإن نذر الشي إل بيت ال الرام ل حاجا ول معتمرا ففيه وجهان أحدها ل ينعقد نذره لن‬
‫الشي ف غي نسك ليس بقربة فلم ينعقد كالشي إل غي البيت‬
‫والثان ينعقد نذره ويلزمه الشي بج أو عمرة لنه لا نذر الشي لزمه الشي بنسك ث رام إسقاطه‬
‫فلم يسقط وإن نذر الشي إل بيت ال ول يقل الرام ول نواه فالذهب أنه يلزمه لن البيت‬
‫الطلق بيت ال الرام فحمل مطلق النذر عليه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يلزمه لن البيت يقع على السجد الرام وعلى سائر الساجد فل يوز‬
‫حله على البيت الرام فإن نذر الشي إل بقعة من الرم لزمه الشي بج أو عمرة لن قصده ل‬
‫يوز من غي إحرام فكان إيابه إيابا للحرام‬
‫وإن نذر الشي إل عرفات ل يلزمه لنه يوز قصده من غي إحرام فلم يكن ف نذره الشي إليه‬
‫أكثر من إياب مشي وذلك ليس بقربة فلم يلزمه‬
‫وإن نذر الشي إل مسجد غي السجد الرام ومسجد الدينة والسجد القصى ل يلزمه لا روى‬
‫أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تشد الرحال إل إل ثلثة‬
‫مساجد السجد الرام والسجد القصى ومسجدي هذا وإن نذر الشي إل السجد القصى‬
‫ومسجد الدينة ففيه قولن قال ف البويطي يلزمه لنه مسجد ورد الشرع بشد الرحال إليه فلزمه‬
‫الشي إليه بالنذر كالسجد الرام‬
‫وقال ف الم ل يلزمه لنه مسجد ل يب قصده بالنسك فلم يب الشي إليه بالنذر كسائر‬
‫الساجد‬
‫فصل وإن نذر أن يج ف هذه السنة نظرت فإن تكن من أدائه فلم يج صار ذلك دينا ف ذمته‬
‫كما قلنا ف حجة السلم‬
‫وإن ل يتمكن من أدائه ف هذه السنة سقط عنه فإن قدر بعد ذلك ل يب لن النذر اختص بتلك‬
‫السنة فلم يب ف سنة أخرى إل بنذر آخر‬
‫باب الطعمة ما يؤكل شيئان حيوان وغي حيوان فأما اليوان فضربان حيوان الب وحيوان البحر‬
‫فأما حيوان الب فضربان طاهر ونس فأما النجس فل يل أكله وهو الكلب والنير والدليل‬
‫عليه قوله تعال } حرمت عليكم اليتة والدم ولم النير { وقوله عز وجل } ويرم عليهم‬
‫البائث { والكلب من البائث والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم الكلب خبيث خبيث ثنه‬

‫وأما الطاهر فضربان طائر ودواب فأما الدواب فضربان دواب النس ودواب الوحش فأما‬
‫دواب النس فإنه يل منها النعام وهي البل والبقر والغنم لقوله تعال } أحلت لكم بيمة‬
‫النعام { وقوله عز وجل } ويل لم الطيبات { والنعام من الطيبات ل يزل الناس يأكلونا‬
‫ويبيعون لومها ف الاهلية والسلم‬
‫ويل أكل اليل لا روى جابر رضي ال عنه قال ذبنا يوم حني اليل‬
‫____________________‬

‫والبغال والمي فنهانا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن البغال والمي ول ينهنا عن اليل‬
‫ول تل البغال والمي لديث جابر رضي ال عنه‬
‫ول يل السنور لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال الرة سبع ولنه يصطاد بالناب ويأكل‬
‫اليف فهو كالسد‬
‫فصل وأما الوحش فإنه يل منه الظباء والبقر لقوله عز وجل } ويل لم الطيبات { والظباء‬
‫والبقر من الطيبات يصطاد ويؤكل ويل المار الوحشي للية ولا روي أن أبا قتادة كان مع قوم‬
‫مرمي وهو حلل فسنح لم حر وحش فحمل عليها أبو قتادة فعقر منها أتانا فأكلوا منها وقالوا‬
‫أنأكل من لم صيد ونن مرمون فحملوا ما بقي من لمها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كلوا ما بقي من لمها ويل أكل الضبع لقوله عز وجل } ويل لم الطيبات { قال الشافعي رحه‬
‫ال ما زال الناس يأكلون الضبع ويبيعونه بي الصفا والروة وروى جابر أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال الضبع صيد يؤكل وفيه كبش إذا أصابه الرم‬
‫فصل ويل أكل الرنب لقوله تعال } ويل لم الطيبات { والرنب من الطيبات ولا روى جابر‬
‫أن غلما من قومه أصاب أرنبا فذبها بروة فسأل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أكلها‬
‫فأمره أن يأكلها‬
‫ويل اليبوع لقوله عز وجل } ويل لم الطيبات {‬
‫واليبوع من الطيبات تصطاده العرب وتأكله وأوجب فيه عمر رضي ال عنه على الرم إذا‬
‫أصابه جفرة فدل على أنه صيد مأكول ويل أكل الثعلب لقوله تعال } ويل لم الطيبات {‬
‫والثعلب من الطيبات مستطاب يصطاد ولنه ل يتقوى بنابه فأشبه الرنب ويل أكل ابن عرس‬
‫والوبر لا ذكرناه ف الثعلب ويل أكل القنفذ لا روي أن ابن عمر رضي ال عنهما سئل عن‬
‫القنفذ فتل قوله تعال } قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه { الية‬
‫ولنه مستطاب ل يتقوى بنابه فحل أكله كالرنب ويل أكل الضب لا روى ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما أنه أخبه خالد بن الوليد أنه دخل مع النب صلى ال عليه وسلم بيت ميمونة رضي ال‬
‫عنها فوجد عندها ضبا منوذا فقدمت الضب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فرفع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يده فقال خالد أحرام الضب يا رسول ال قال ل ولكن ل يكن بأرض قومي‬
‫فأجدن أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته بنابه ويعدو على الناس وعلى البهائم كالسد والفهد‬
‫والذئب والنمر والدب لقوله عز وجل } ويرم عليهم البائث { وهذه السباع من البائث‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫ينظر فلم ينهه ول يل ما يتقوى لنا تأكل اليف ول تستطيبها العرب ولا روى ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن أكل كل ذي ناب من السباع وأكل ذى ملب‬
‫من الطي وف ابن آوى وجهان أحدها يل لنه ل يتقوى بنابه فهو كالرنب‬
‫والثان ل يل لنه مستخبث كريه الرائحة ولنه من جنس الكلب فلم يل أكله وف السنور‬
‫الوحشي وجهان أحدها ل يل لنه يصطاد بنابه فلم يل كالسد والفهد‬
‫والثان يل لنه حيوان يتنوع إل حيوان وحشي وأهلي يرم الهلي منه ويل الوحشي منه‬
‫كالمار الوحشي ول يل أكل حشرات الرض كاليات والعقارب والفأر والنافس والعظاء‬
‫والصراصر والعناكب والوزغ وسام أبرص والعلن والديدان وبنات وردان وحار قبان لقوله عز‬
‫وجل } ويرم عليهم البائث {‬
‫فصل وأما الطائر فإنه يل منه النعامة لقوله تعال } ويل لم الطيبات { وقضت الصحابة فيها‬
‫ببدنة فدل على أنا صيد مأكول‬
‫ويل الديك والدجاج والمام والدراج والقبج والقطا والبط والكراكي والعصفور والقنابر لقوله‬
‫تعال } ويل لم الطيبات {‬
‫____________________‬

‫وهذه كلها مستطابة وروى أبو موسى الشعري قال رأيت النب صلى ال عليه وسلم يأكل لم‬
‫الدجاج وروى سفينة مول رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أكلت مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم لم حبارى‬
‫ويل أكل الراد لا روى عبد ال بن أب أوف قال غزوت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سبع غزوات يأكل الراد ونأكله ويرم أكل الدهد والطاف لن النب صلى ال عليه وسلم نى‬
‫عن قتلهما وما يؤكل ل ينهى عن قتله ويرم ما يصطاد ويتقوى بالخلب كالصقر والبازي‬
‫لديث ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن أكل كل ذي ناب من‬
‫السباع وكل ذي ملب من الطي ويرم أكل الدأة والغراب البقع لا روت عائشة رضي ال‬
‫عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال خس يقتلن ف الل والرم الية والفأرة والغراب البقع‬
‫والدأة والكلب العقور‬
‫وما أمر بقتله ) ل يل أكله (‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها إن لعجب من يأكل الغراب وقد أذن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف قتله‬
‫ويرم الغراب السود الكبي لنه مستخبث بأكل اليف فهو كالبقع وف الغداف وغراب الزرع‬
‫وجهان أحدها ل يل للخب‬
‫والثان يل لنه مستطاب يلقط الب فهو كالمام والدجاج ويرم حشرات الطي كالنحل‬
‫والزنبور والذباب لقوله عز وجل } ويرم عليهم البائث { وهذه من البائث‬
‫فصل وما سوى ذلك من الدواب والطي ينظر فيه فإن كان ما يستطيبه العرب حل أكله وإن‬
‫كان ما ل يستطيبه العرب ل يل أكله لقوله عز وجل } ويل لم الطيبات ويرم عليهم‬
‫البائث { ويرجع ف ذلك إل العرب من أهل الريف والقرى وذوي اليسار والغن دون‬
‫الجلف من أهل البادية والفقراء وأهل الضرورة فإن استطاب قوم شيئا واستخبثه قوم رجع إل‬
‫ما عليه الكثر‬
‫وإن اتفق ف بلد العجم ما ل يعرفه العرب نظرت إل ما يشبهها فإن كان حلل حل وإن كان‬
‫حراما حرم وإن ل يكن له شبيه فيما يل ول فيما يرم ففيه وجهان قال أبو إسحاق وأبو علي‬
‫الطبي يل لقوله عز وجل } قل ل أجد فيما أوحي إل مرما على طاعم يطعمه إل أن يكون‬
‫ميتة أو دما مسفوحا أو لم خنير { وهذا ليس بواحد منها‬
‫وقال ابن عباس رضي ال عنه ما سكت عنه فهو عفو‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يل أكله لن الصل ف اليوان التحري فإذا أشكل بقي على الصل‬
‫فصل ول يل ما تولد بي مأكول وغي مأكول كالسبع التولد بي الذئب والضبع والمار التولد‬
‫بي حار الوحوش وحار الهل لنه ملوق ما يؤكل وما ل يؤكل فغلب فيه الظر كالبغل‬

‫____________________‬

‫فصل ويكره أكل الللة وهي الت أكثر أكلها العذرة‬


‫من ناقة أو شاة أو بقرة أو ديك أو دجاجة لا روى ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم نى عن ألبان الللة ول يرم أكلها لنه ليس فيها أكثر من تغيي لمها وهذا ل‬
‫يوجب التحري فإن أطعم الللة طعاما طاهرا فطاب لمها ل يكره لا روي عن ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما أنه قال تعلف الللة علفا طاهرا إن كانت ناقة أربعي يوما وإن كانت شاة سبعة أيام‬
‫وإن كانت دجاجة ثلثة أيام‬
‫فصل وأما حيوان البحر فإنه يل منه السمك لا روي عن ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال أحلت لنا ميتتان ودمان فأما اليتتان فالسمك والراد وأما الدمان فالكبد‬
‫والطحال‬
‫ول يل أكل الضفدع لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن قتل الضفدع ولو حل أكله‬
‫ل ينه عن قتله‬
‫وفيما سوى ذلك وجهان أحدها يل لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف‬
‫البحر اغتسلوا منه وتوضؤوا به فإنه الطهور ماؤه الل ميتته ولنه حيوان ل يعيش إل ف الاء‬
‫فحل أكله كالسمك‬
‫والثان أن ما أكل مثله ف الب يل أكله وما ل يؤكل مثله ف الب ل يل أكله اعتبارا بثله‬
‫فصل وأما غي اليوان فضربان طاهر ونس فأما النجس فل يؤكل لقوله تعال } ويرم عليهم‬
‫البائث { والنجس خبيث وروي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الفأرة تقع ف السمن إن‬
‫كان جامدا فألقوها وما حولا وإن كان مائعا فأريقوه فلو حل أكله ل يأمر بإراقته‬
‫وأما الطاهر فضربان ضرب يضر وضرب ل يضر فما يضر ل يل أكله كالسم والزجاج والتراب‬
‫والجر والدليل عليه قوله تعال } ول تقتلوا أنفسكم { وقوله تعال } ول تلقوا بأيديكم إل‬
‫التهلكة { وأكل هذه الشياء تلكة فوجب أل يل‬
‫وما ل يضر يل أكله كالفواكه والبوب والدليل عليه قوله تعال } قل من حرم زينة ال الت‬
‫أخرج لعباده والطيبات من الرزق {‬
‫فصل ومن اضطر إل أكل اليتة أو لم النير فله أن يأكل منه ما يسد به الرمق لقوله تعال‬
‫} فمن اضطر غي باغ ول عاد فل إث عليه { وهل يب أكله فيه وجهان أحدها يب لقوله تعال‬
‫} ول تقتلوا أنفسكم {‬
‫والثان ل يب وهو قول أب إسحاق لن له غرضا ف تركه وهو أن يتنب ما حرم عليه‬
‫وهل يوز أن يشبع منه فيه قولن أحدها ل يوز وهو اختيار الزن لنه بعد سد الرمق غي‬
‫مضطر فل يوز له أكل اليتة كما لو أراد أن يبتدىء بالكل وهو غي مضطر‬
‫والثان يل لن كل طعام جاز أن يأكل منه قدر سد الرمق جاز له أن يشبع منه كالطعام اللل‬
‫وإن اضطر إل طعام غيه وصاحبه غي مضطر إليه وجب عليه بذله لن المتناع من بذله إعانة‬
‫على قتله وقد قال النب صلى ال عليه وسلم من أعان على قتل امرىء مسلم ولو بشطر كلمة‬
‫جاء يوم القيامة مكتوبا بي عينيه آيس من رحة ال‬
‫وإن طلب منه ثن الثل لزمه أن يشتريه منه ول يوز أن يأكل اليتة لنه غي مضطر فإن طلب‬
‫أكثر من ثن الثل وامتنع من بذله فله أن يقاتله عليه فإن ل يقدر على مقاتلته فاشترى منه بأكثر‬
‫من ثن الثل ففيه وجهان أحدها يلزمه لنه ثن ف بيع صحيح‬
‫والثان ل يلزمه إل ثن الثل كالكره على شرائه فلم يلزمه أكثر من ثن الثل‬
‫وإن وجد اليتة وطعام الغي وصاحبه غائب ففيه وجهان أحدها أنه يأكل الطعام لنه طاهر فكان‬
‫أول‬
‫والثان يأكل اليتة لن أكل اليتة ثبت بالنص وطعام الغي ثبت بالجتهاد فقدم أكل اليتة عليه‬
‫ولن النع من أكل اليتة لق ال سبحانه وتعال والنع من طعام الغي لق الدمي وحقوق ال‬
‫تعال مبنية على التسهيل وحقوق الدمي مبنية على التشديد‬
‫وإن وجد ميتة وصيدا وهو مرم ففيه طريقان من أصحابنا من قال إذا قلنا إنه إذا ذبح الرم‬
‫الصيد صار ميتة أكل اليتة‬
‫وترك الصيد لنه إذا زكاه صار ميتة ولزمه الزاء‬
‫وإن قلنا إنه ل يصي ميتة أكل الصيد لنه طاهر ولن تريه أخف لنه يرم عليه وحده واليتة‬
‫____________________‬

‫مرمة عليه وعلى غيه‬


‫ومن أصحابنا من قال إن قلنا إنه يصي ميتة أكل اليتة وإن قلنا إنه ل يكون ميتة ففيه قولن‬
‫أحدها يذبح الصيد ويأكله لنه طاهر ولن تريه أخف على ما ذكرناه‬
‫والثان أنه يأكل اليتة لنه منصوص عليها والصيد متهد فيه‬
‫وإن اضطر ووجد آدميا ميتا جاز له أكله لن حرمة الي آكد من حرمة اليت‬
‫وإن وجد مرتدا أو من وجب قتله ف الزنا جاز له أن يأكله لن قتله مستحق‬
‫وإن اضطر ول يد شيئا فهل يوز له أن يقطع شيئا من بدنه ويأكله فيه وجهان قال أبو إسحاق‬
‫يوز لنه إحياء نفس بعضو فجاز كما يوز أن يقطع عضوا إذا وقعت فيه الكلة لحياء نفسه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لنه إذا قطع عضوا منه كان الخافة عليه أكثر‬
‫وإن اضطر إل شرب المر أو البول شرب البول لن تري المر أغلظ ولذا يتعلق به الد‬
‫فكان البول أول‬
‫وإن اضطر إل شرب المر وحدها ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه ل يوز أن يشرب لا روت أم‬
‫سلمة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن ال سبحانه وتعال ل يعل شفاءكم‬
‫فيما حرم عليكم‬
‫والثان يوز لنه يدفع به الضرر عن نفسه فصار كما لو أكره على شربا‬
‫والثالث أنه إن اضطر إل شربا للعطش ل يز لنا تزيد ف اللاب والعطش وإن اضطر إليها‬
‫للتداوي جاز‬
‫فصل وإن مر ببستان لغيه وهو غي مضطر ل يز أن يأخذ منه شيئا بغي إذن صاحبه لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ل يل مال امرىء مسلم إل بطيب ) نفسه (‬
‫فصل ول يرم كسب الجام لا روى أبو العالية أن ابن عباس رضي ال عنه سئل عن كسب‬
‫الجام فقال احتجم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأعطاه أجره ولو كان حراما ما أعطاه‬
‫ويكره للحر أن يكتسب بالجامة وغيها من الصنع الدنيئة كالكنس والذبح والدبغ لنا‬
‫مكاسب دنيئة فينه الر منها ول يكره للعبد لن العبد أدن فل يكره له‬
‫وبال التوفيق‬
‫باب الصيد والذبائح ل يل شيء من اليوان الأكول سوى السمك والراد إل بذكاة لقوله‬
‫تعال } حرمت عليكم اليتة والدم ولم النير وما أهل لغي ال به والنخنقة والوقوذة والتردية‬
‫والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم وما ذبح على النصب {‬
‫ويل السمك والراد من غي ذكاة لقوله صلى ال عليه وسلم أحلت لنا ميتتان السمك والراد‬
‫لن ذكاتما ل تكن ف العادة فسقط اعتبارها‬
‫فصل والفضل أن يكون الذكي مسلما فإن ذبح مشرك نظرت فإن كان مرتدا أو وثنيا أو موسيا‬
‫ل يل لقوله تعال } وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لم { وهؤلء ليسوا من‬
‫أهل الكتاب‬
‫وإن كان يهوديا أو نصرانيا من العجم حل للية وإن كان من نصارى العرب وهم براء وتنوخ‬
‫وتغلب ل يل لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال ما نصارى العرب بأهل كتاب ل تل لنا‬
‫ذبائحهم‬
‫وعن علي بن أب طالب رضي ال عنه أنه قال ل تل ذبائح نصارى بن تغلب ولنم دخلوا ف‬
‫النصرانية بعد التبديل ول يعلم هل دخلوا ف دين من بدل منهم أو ف دين من ل يبدل منهم‬
‫فصاروا كالوس لا أشكل أمرهم ف الكتاب ل تل ذبائحهم‬
‫والستحب أن يكون الزكى رجل لنه أقوى على الذبح من الرأة فإن كان امرأة جاز لا روى‬
‫كعب بن مالك أن جارية لم كسرت حجرا فذبت با شاة فسأل النب صلى ال عليه وسلم فأمر‬
‫بأكلها ويستحب أن يكون بالغا‬
‫____________________‬

‫لنه أقدر على الذبح‬


‫فإن ذبح صب حل لا روي عن ابن عباس رضي ال عنه أنه قال من ذبح من ذكر أو أنثى أو‬
‫صغي أو كبي وذكر اسم ال عليه حل‬
‫ويكره ذكاة العمى لنه ربا أخطأ الذبح فإن ذبح حل لنه ل يفقد فيه إل النظر وذلك ل‬
‫يوجب التحري‬
‫ويكره ذكاة السكران والنون لنه ل يؤمن أن يطىء الذبح فيقتل اليوان فإن ذبح حل لنه ل‬
‫يفقد ف ذبهما إل القصد والعلم وذلك ل يوجب التحري كما لو ذبح شاة وهو يظن أنه يقطع‬
‫حشيشا‬
‫فصل والستحب أن يذبح بسكي حادة لا روى شداد بن أوس أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫إن ال كتب الحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبتم فأحسنوا الذبة وليحد‬
‫أحدكم شفرته وليح ذبيحته فإن ذبح بجر مدد أو ليطة حل لا ذكرناه من حديث كعب بن‬
‫مالك ف الرأة الت كسرت حجرا فذبت با شاة ولا روي أن رافع بن خديج قال يا رسول ال‬
‫إنا نرجو أن نلقى العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب فقال النب صلى ال عليه وسلم ما‬
‫أنر الدم وذكر اسم ال عليه فكلوا ليس السن والظفر وسأخبكم ذلك أما السن فعظم وأما‬
‫الظفر فمدى البشة وإن ذبح بسن أو ظفر ل يل لديث رافع بن خديج‬
‫والستحب أن تنحر البل معقولة من قيام لا روي أن ابن عمر رضي ال عنه رأى رجل أضجع‬
‫بدنة فقال قياما سنة أب القاسم صلى ال عليه وسلم‬
‫وتذبح البقر والغنم مضجعة لا روي أنس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ضحى بكبشي أملحي أقرني ذبهما بيده ووضع رجليه على صفاحهما وسى وكب‬
‫والبقر كالغنم ف الذبح فكان مثله ف الضجاع والستحب أن توجه الذبيحة إل القبلة لنه ل بد‬
‫لا من جهة فكانت جهة القبلة أول والستحب أن يسمي ال تعال على الذبح لا روى عدي بن‬
‫حات قال سألت النب صلى ال عليه وسلم عن الصيد فقال إذا رميت بسهمك فاذكر اسم ال‬
‫عليه فإن ترك التسمية ل يرم لا روت عائشة رضي ال عنها أن قوما قالوا يا رسول ال إن قوما‬
‫من العراب يأتونا باللحم ل ندري أذكروا اسم ال تعال عليه أم ل فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم اذكر اسم ال تعال عليه وكل‬
‫والستحب أن يقطع اللقوم والريء والودجي لنه أوحى وأروح للذبيحة فإن اقتصر على قطع‬
‫اللقوم والريء أجزأه لن اللقوم مرى النفس والريء مرى الطعام والروح ل تبقى مع‬
‫قطعهما‬
‫والستحب أن ينحر البل ويذبح البقر والشاء فإن خالف ونر البقر والشاء وذبح البل أجزأه‬
‫لن الميع موح من غي تعذيب‬
‫ويكره أن يبي الرأس وأن يبالغ ف الذبح إل أن يبلغ النخاع وهو عرق يتد من الدماغ ويستبطن‬
‫الفقار إل عجب الذنب لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه نى عن النخع ولن فيه زيادة تعذيب‬
‫فإن فعل ذلك ل يرم لن ذلك يوجد بعد حصول الذكاة‬
‫وإن ذبه من قفاه فإن بلغ السكي اللقوم والريء وقد بقيت فيه حياة مستقرة حل لن الذكاة‬
‫صادفته وهو حي وإن ل يبق فيه حياة مستقرة إل حركة مذبوح ل يل لنه صار ميتا قبل الذكاة‬
‫فإن جرح السبع شاة فذبها صاحبها وفيها حياة مستقرة حل وإن ل يبق فيها حياة مستقرة ل تل‬
‫لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال لب ثعلبة الشن فإن رد عليك كلبك غنمك‬
‫وذكرت اسم ال عليه وأدركت‬
‫____________________‬

‫ذكاته فذكه وإن ل تدرك ذكاته فل تأكله‬


‫والستحب إذا ذبح أل يكسر عنقها ول يسلخ جلدها قبل أن تبد لا روي أن الفرافصة قال‬
‫لعمر رضي ال عنه إنكم تأكلون طعاما ل نأكله قال وما ذاك يا أبا حسان فقال تعجلون النفس‬
‫قبل أن تزهق فأمر عمر رضي ال عنه مناديا ينادي الزكاة ف اللق واللبة لن قدر ول تعجلوا‬
‫النفس حت تزهق‬
‫فصل ويوز الصيد بالوارح العلمة كالكلب والفهد والبازي والصقر لقوله تعال } أحل لكم‬
‫الطيبات وما علمتم من الوارح مكلبي تعلمونن ما علمكم ال فكلوا ما أمسكن عليكم { قال‬
‫ابن عباس رضي ال عنه هي الكلب العلمة والبازي وكل طائر يعلم الصيد‬
‫فصل والعلم هو الذي إذا أرسله على الصيد طلبه فإذا أشله استشلى فإذا أخذ الصيد أمسكه‬
‫وخلى بينه وبينه فإذا تكرر منه ذلك كان معلما وحل له ) ما قتله (‬
‫فصل وإن أرسل من تل ذكاته جارحة معلمة على الصيد فقتله بظفره أو نابه أو بنقاره حل أكله‬
‫لا روى أبو ثعلبة الشن رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا كنت ف أرض صيد‬
‫فأرسلت كلبك العلم فاذكر اسم ال تعال ) عليه ( وكل‬
‫وأما إذا أرسله من ل تل ذكاته فقتله ل يل لن الكلب آلة كالسكي والذكي هو الرسل فإذا ل‬
‫يكن من أهل الذكاة ل يل صيده‬
‫فإن أرسل جارحة غي معلمة فقتل الصيد ل يل لا روى أبو ثعلبة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال إذا أرسلت كلبك الذي ليس بعلم فما أدركت ذكاته فكل وإن استرسل العلم بنفسه فقتل‬
‫الصيد ل يل لا روى عدي بن حات أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا أرسلت كلبك‬
‫العلمة فأمسكن عليك فكل قلت وإن قتلن قال وإن قتلن فشرط أن يرسل‬
‫وإن أرسله فقتل الصيد بثقله ففيه قولن أحدها ل يل لنه آلة للصيد‬
‫فإذا قتل بثقله ل يل كالسلح‬
‫والثان يل لديث عدي ولنه ل يكن تعليم الكلب الرح وإنار الدم فسقط اعتباره كالعقر ف‬
‫مل الزكاة‬
‫وإن شارك كلبه ف قتل الصيد كلب موسي أو كلب استرسل بنفسه ل يل لنه اجتمع ف ذبه‬
‫ما يقتضي الظر والباحة فغلب الظر كالتولد بي ما يؤكل وبي ما ل يؤكل‬
‫وإن وجد مع كلبه كلبا آخر ل يعرف حاله ول يعلم القاتل منهما ل يل لا روى عدي بن حات‬
‫قال سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلت أرسلت كلب ووجدت مع كلب كلبا آخر ل‬
‫أدري أيهما أخذه فقال ل تأكل فإنا سيت على كلبك ول تسم على غيه ولن الصل فيه الظر‬
‫فإذا أشكل بقي على أصله‬
‫وإن قتل الكلب الصيد وأكل منه ففيه قولن أحدها يل لا روى أبو ثعلبة قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم ال عليه فكل ما أمسك عليك وإن أكل‬
‫منه‬
‫والثان ل يل لا روى عدي بن حات أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا أرسلت كلبك العلمة‬
‫وذكرت اسم ال فكل ) ما ( أمسكن عليك وإن قتلن إل أن يأكل الكلب منه فل تأكل فإن‬
‫أخاف أن يكون إنا أمسك على نفسه‬
‫وإن شرب من دمه ل يرم قول واحدا لن الدم ل منفعة له فيه ول ينع الكلب منه فلم يرم‬
‫وإن كانت الارحة من الطي فأكل من الصيد فهو كالكلب وفيه قولن وقال الزن أكل الطي ل‬
‫يرم وأكل الكلب يرم لن الطي ل يضرب على الكل والكلب يضرب وهذا ل يصح لنه‬
‫يكن أن يعلم الطي ترك الكل كما يعلم الكلب وإن اختلفا ف الضرب‬
‫فصل إذا أدخل الكلب نابه أو ظفره ف الصيد نس وهل يب غسله فيه وجهان أحدها يب‬
‫غسله سبعا إحداهن بالتراب قياسا على غي الصيد‬
‫والثان ل يب لنا لو أوجبنا ذلك ألزمناه أن يغسل جيعه لن الناب‬
‫____________________‬

‫إذا لقى جزءا من الدم نس ذلك الزء ونس كل ما لقاه إل أن ينجس جيع بدنه وغسل جيعه‬
‫يشق فسقط كدم الباغيث‬
‫فصل ويوز الصيد بالرمي لا روى أبو ثعلبة الشن قال قلت يا رسول ال إنا نكون ف أرض‬
‫صيد فيصيب أحدنا بقوسه الصيد ويبعث كلبه العلم فمنه ما ندرك ذكاته ومنه ما ل ندرك ذكاته‬

‫فقال صلى ال عليه وسلم ما ردت عليك قوسك فكل وما أمسك كلبك العلم فكل‬
‫وإن رماه بحدد كالسيف والنشاب والروة الددة وأصابه بده فقتله حل وإن رمى با ل حد له‬
‫كالبندق والدبوس أو با له حد فأصابه بغي حده فقتله ل يل لا روى عدي بن حات قال سألت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن صيد العراض قال إذا أصبت بده فكل وإذا أصبت بعرضه‬
‫فل تأكل فإنه وقيذ‬
‫وإن رماه بسهم ل يبلغ الصيد وأعانه الريح حت بلغه فقتله حل أكله لنه ل يكن حفظ الرمي‬
‫من الريح فعفى عنه‬
‫وإن رمى بسهم فأصاب الرض ث ازدلف فأصاب الصيد فقتله ففيه وجهان بناء على القولي‬
‫فيمن رمى إل الغرض ف السابقة فوقع السهم دون الغرض ث ازدلف وبلغ الغرض وإن رمى‬
‫طائرا فوقع على الرض فمات حل أكله لنه ل يكن حفظه من الوقوع على الرض‬
‫وإن وقع ف ماء فمات أو على حائط أو جبل فتردى منه ومات ل يل لا روى عدي بن حات أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا رميت بسهمك فاذكر اسم ال فإن وجدته ميتا فكل إل‬
‫أن تده قد وقع ف الاء فمات فإنك ل تدري الاء قتله أو سهمك‬
‫فصل وإن رمى صيدا أو أرسل عليه كلبا فعقره ول يقتله نظرت فإن أدركه ول يبق فيه حياة‬
‫مستقرة بأن شق جوفه وخرجت الشوة أو أصاب العقر مقتل فالستحب أن ير السكي على‬
‫اللق ) لييه ( وإن ل يفعل حت مات حل لن العقر قد ذبه وإنا بقيت فيه حركة الذبوح‬
‫وإن كانت فيه حياة مستقرة ولكن ل يبق من الزمان ما يتمكن فيه من ذبه حل وإن بقي من‬
‫الزمان ما يتمكن فيه من ذبه فلم يذبه أو ل يكن معه ما يذبح به فمات ل يل لا روى أبو ثعلبة‬
‫الشن أن النب صلى ال عليه وسلم قال ما رد عليك كلبك وذكرت اسم ال عليه وأدركت‬
‫ذكاته فذكه وكل وإن ل تدرك ذكاته فل تأكل وإن رد عليك ) كلب ( غنمك فذكرت اسم ال‬
‫عليه وأدركت ذكاته فذكه وإن ل تدرك ذكاته فل تأكل وما ردت عليك يدك وذكرت اسم ال‬
‫عليه وأدركت ذكاته فذكه وإن ل تدرك ذكاته فكله‬
‫وإن عقره الكلب أو السهم وغاب عنه ث وجده ميتا والعقر ما يوز أن يوت منه ويوز أل‬
‫يوت منه فقد قال الشافعي رحه ال ل يل إل أن يكون خب فل رأى فمن أصحابنا من قال فيه‬
‫قولن أحدها يل لا روى عدي بن حات قال قلت يا رسول ال إن أرمي الصيد فأطلبه فل أجده‬
‫إل بعد ليلة قال إذا رأيت سهمك فيه ول يأكل منه سبع فكل ولن الظاهر أنه مات منه لنه ل‬
‫يعرف سبب سواه‬
‫والثان أنه ل يل لا روى زياد بن أب مري قال جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال إن رميت صيدا ث تغيب فوجدته ميتا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هوام الرض‬
‫كثية ول يأمره بأكله ومنهم من قال يؤكل قول واحدا لنه قال ل يؤكل إذا ل يكن خب وقد‬
‫ثبت الب أنه أمر بأكله‬
‫فصل وإن نصب أحبولة وفيها حديدة فوقع فيها صيد فقتلته الديدة ل يل لنه مات بغي فعل‬
‫من جهة أحد فلم يل‬
‫فصل وإن أرسل سهما على صيد فأصاب غيه فقتله حل أكله لقوله صلى ال عليه وسلم لب‬
‫ثعلبة ما رد عليك قوسك فكل ولنه مات بفعله ول يفقد إل القصد وذلك ل يعتب ف الزكاة‬
‫والدليل عليه أنه تصح ذكاة النون وإن ل يكن له قصد فإن أرسل كلبا على صيد فأصاب غيه‬
‫فقتله نظرت فإن أصابه ف الهة الت أرسله فيها حل لقوله صلى ال عليه وسلم ما رد عليك‬
‫كلبك ول‬
‫____________________‬

‫تدرك ذكاته فكل‬


‫وإن عدل إل جهة أخرى فأصاب صيدا غيه ففيه وجهان أحدها ل يل وهو قول أب إسحق‬
‫لن للكلب اختيارا فإذا عدل كان صيده باختياره فلم يل كما لو استرسل بنفسه فأخذ الصيد‬
‫ومن أصحابنا من قال يل لن الكلب ل يكن منعه من العدول ف طلب الصيد‬
‫فصل وإن أرسل كلبا وهو ل يرى صيدا فأصاب صيدا ل يل لنه أرسله على غي صيد فلم يل‬
‫ما اصطاده كما لو حل رباطه فاسترسل بنفسه واصطاد‬
‫وإن أرسل سهما ف الواء وهو ل يرى صيدا فأصاب صيدا ففيه وجهان قال أبو إسحاق يل لنه‬
‫قتله بفعله ول يفقد إل القصد إل الذبح وذلك ل يعتب كما لو قطع شيئا وهو يظن أنه خشبة‬
‫فكان حلق شاة‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يل وهو الصحيح لنه ل يقصد صيدا بعينه فأشبه إذا نصب أحبولة فيها‬
‫حديدة فوقع فيها صيد فقتلته وإن كان ف يده سكي فوقعت على حلق شاة فقتلتها حل ف قول‬
‫أب أسحق لنه حصل الذبح بفعله وعلى قول الخر ل تل لنه ل يقصد‬
‫فصل وإن رأى صيدا فظنه حجرا أو حيوانا غي الصيد فرماه فقتله حل أكله لنه قتله بفعل قصده‬
‫وإنا جهل حقيقته والهل بذلك ل يؤثر كما لو قطع شيئا فظنه غي اليوان فكان حلق شاة‬
‫وإن أرسل على ذلك كلبا فقتله ففيه وجهان أحدها يل كما يل إذا رماه بسهم‬
‫والثان ل يل لنه أرسله على غي صيد فأشبه إذا أرسله على غي شيء‬
‫فصل وإن توحش أهلي أو ند بعي أو تردى ف بئر فلم يقدر على ذكاته ف حلقه فذكاته حيث‬
‫يصاب من بدنه لا روى رافع بن خديج قال كنا مع النب صلى ال عليه وسلم ف غزاة وقد‬
‫أصاب القوم غنما وإبل فند منها بعي فرمى بسهم فحبسه ال به فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إن هذه البهائم لا أوابد كأوابد الوحش ) فما غلبكم ( منها فاصنعوا به هكذا وقال ابن‬
‫عباس رضي ال عنه ما أعجزك من البهائم فهو بنلة الصيد ولنه تعذر ذكاته ف اللق فصار‬
‫كالصيد وإن تأنس الصيد فذكاته ذكاة الهلي كما أن الهلي إذا توحش فذكاته ذكاة الوحشي‬
‫وإن ذكى ما يؤكل لمه ووجد ف جوفه جنينا ميتا حل أكله لا روى أبو سعيد قال قلنا يا رسول‬
‫ال ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة وف بطنها الني أنلقيه أم نأكله فقال كلوه إن شئتم فإن‬
‫ذكاته ذكاة أمه ولن الني ل يكن ذبه فجعل ذكاة الم ذكاة له وإن خرج الني حيا وتكن‬
‫من ذبه ل يل من غي ذبح وإن مات قبل أن يتمكن من ذكاته حل‬
‫فصل إذا أثبت صيدا بالرمي أو بالكلب فأزال امتناعه ملكه لنه حبسه بفعله فملكه كما لو‬
‫أمسكه بيده فإن رماه اثنان واحد بعد واحد فهو لن أثبته منهما فإن ادعى كل واحد منهما أنه‬
‫هو الذي سبقه وأزال امتناعه وأن الخر رماه فقتله فعليه الضمان ل يل أكله لنما اتفقا على أنه‬
‫قتل بعد إمكان ذبه فلم يل ويتحالفان فإذا ) حلفا ( برىء كل واحد منهما ما يدعي الخر وإن‬
‫اتفقا على أن أحدها هو السابق غي أن السابق ادعى أنه هو الذي أثبته بسهمه وادعى الخر أنه‬
‫بقي على المتناع إل أن رماه هو فالقول قول الثان لن الصل بقاؤه على المتناع وإن كان‬
‫الصيد ما يتنع بالرجل والناح كالقبج والقطا فرماه أحدها فأصاب الرجل ث رماه الخر‬
‫فأصاب الناح ففيه وجهان أحدها أنه يكون بينهما لنه زال المتناع بفعلهما فتساويا‬
‫والثان أنه للثان وهو الصحيح لن المتناع ل يزل إل بفعل الثان فوجب أن يكون له‬
‫فصل وإن رمى الصيد اثنان أحدها بعد الخر ول يعلم بإصابة من منهما صار غي متنع فقد قال‬
‫ف الختصر إنه يؤكل ويكون بينهما فحمل أبو إسحاق هذا على ظاهره فقال يل أكله لن‬
‫الصل أنه بقي بعد عقر الول على المتناع إل أن قتله الخر فيحل‬
‫____________________‬

‫ويكون بينهما لن الظاهر أنما مشتركان فيه بكم اليد‬


‫ومن أصحابنا من قال إن بقي على المتناع حت رماه الخر فقتله حل وكان للثان وإن زال‬
‫امتناعه بالول فهو للول ول يل بقتل الثان لنه صار مقدورا عليه فيجب أن يتأول عليه إذا ل‬
‫يتنع الصيد حت أدركه وذكاه فيحل واختلفا ف السابق منهما فيكون بينهما‬
‫فصل فإن رمى رجل صيدا فأزال امتناعه ث رماه الخر نظرت فإن أصاب اللقوم والريء فقتله‬
‫حل أكله لنه قد صار ذكاته ف اللق واللبة وقد ذكاه ف اللق واللبة ويلزمه للول ما بي قيمته‬
‫مروحا ومذبوحا كما لو ذبح له شاة مروحة‬
‫وإن أصاب غي اللق واللبة نظرت فإن وحاه ل يل أكله لنه قد صار ذكاته ف اللق واللبة‬
‫فقتله بغي ذكاة فلم يل ويب عليه قيمته لصاحبه مروحا كما لو قتل له شاة مروحة فإن ل‬
‫يوجه وبقي مروحا ث مات نظرت فإن مات قبل أن يدركه صاحبه أو بعد ما أدركه وقبل أن‬
‫يتمكن من ذبه وجب عليه قيمته مروحا لنه مات من جنايته‬
‫وإن أدركه وتكن من ذبه فلم يذبه حت مات ل يل أكله لنه ترك ذكاته ف اللق مع القدرة‬
‫واختلف أصحابنا ف ضمانه فقال أبو سعيد الصطخري تب عليه قيمته مروحا لنه ل يوجد من‬
‫الول أكثر من الرمي الذي ملك به وهو فعل مباح وترك ذبه إل أن مات وهذا ل يسقط‬
‫الضمان كما لو جرح رجل شاة لرجل فترك صاحبها ذبها حت ماتت والذهب أنه ل يب عليه‬
‫كمال القيمة لنه مات بسببي مظورين جناية الثان وسراية جرح الول‬
‫فالسراية كالناية ف إياب الضمان فيصي كأنه مات من جناية اثني وما هلك بناية اثني ل يب‬
‫على أحدها كمال القيمة وإذا قلنا بذا قسم الضمان على الانبي فما يص الول يسقط عن‬
‫الثان ويب عليه الباقي‬
‫ونبي ذلك ف جنايتي مضمونتي ليعرف ما يب على كل واحد منهما فما وجب على الول‬
‫منهما من قيمته أسقطناه عن الثان‬
‫فنقول إذا كان لرجل صيد قيمته عشرة فجرحه رجل جراحة نقص من قيمته درهم ث جرحه‬
‫آخر فنقص درهم ث مات‬
‫ففيه لصحابنا ستة طرق أحدها وهو قول الزن أنه يب على كل واحد منهما أرش جنايته ث‬
‫تب قيمته بعد النايتي بينهما نصفان فيجب على الول درهم وعلى الثان درهم ث تب قيمته‬
‫بعد النايتي وهي ثانية بينهما نصفان على كل واحد منهما أربعة فيحصل على كل واحد منهما‬
‫خسة لن كل واحد منهما انفرد بنايته فوجب عليه أرشها ث هلك الصيد بنايتهما فوجب‬
‫عليهما قيمته‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه يب على كل واحد منهما نصف قيمته يوم الناية ونصف أرش‬
‫جنايته فيجب على الول خسة دراهم ونصف وسقط عنه النصف لن أرش الناية يدخل ف‬
‫النفس وقد ضمن نصف النفس والناية كانت على النصف الذي ضمنه وعلى النصف الذي‬
‫ضمنه الخر‬
‫فما حصل على النصف الذي ضمنه يدخل ف الضمان فيسقط وما حصل على النصف الذي‬
‫ضمنه الخر يلزم فيحصل عليه خسة دراهم ونصف والخر جن وقيمته تسعة فيلزمه نصف‬
‫قيمته أربعة ونصف وأرش جنايته درهم فيدخل نصفه ف النصف الذي ضمنه ويبقى النصف‬
‫لجل النصف الذي ضمنه الول فيجب عليه خسة دراهم ث يرجع الول على الثان بنصف‬
‫الرش الذي ضمنه وهو نصف درهم لن هذا الرش وجب بالناية على النصف الذي ضمنه‬
‫الول وقد ضمن الول كمال قيمة النصف ) فرجع ( بأرش الناية عليه كرجل غصب من رجل‬
‫ثوبا فخرقه رجل ث هلك الثوب وجاء صاحبه وضمن الغاصب كمال قيمة الثوب فإنه يرجع على‬
‫الان بأرش الرق فيحصل على الول خسة دراهم وعلى الثان خسة دراهم فهذا يوافق قول‬
‫الزن ف الكم وإن خالفه ف ) الطريق (‬
‫والثالث وهو قول أب الطيب بن سلمة أنه يب على كل واحد منهما نصف قيمته حال الناية‬
‫ونصف أرش جنايته ويدخل النصف فيما ضمنه صاحبه كما قال أبو إسحاق إل أنه قال ل يعود‬
‫من الثان إل الول شيء ث ينظر لا حصل على كل واحد منهما ويضم بعضه إل بعض وتقسم‬
‫عليه العشرة فيجب على الول خسة دراهم ونصف وعلى الثان خسة دراهم فذلك عشرة‬
‫ونصف فتقسم العشرة على عشرة ونصف فما يص خسة ونصفا يب على الول وما يص‬
‫خسا يب على الثان‬
‫والرابع ما قال بعض أصحابنا أنه يب على الول أرش جنايته ث تب قيمته بعد ذلك بينهما‬
‫نصفي ول يب على الثان أرش جنايته فيجب على الول درهم ث تب التسعة بينهما نصفان‬
‫على كل واحد منهما أربعة دراهم ونصف فيحصل على الول خسة دراهم ونصف وعلى الثان‬
‫أربعة دراهم ونصف لن الول انفرد بالناية فلزمه أرشها ث اجتمع جناية الثان وسراية الول‬
‫فحصل الوت منهما فكانت القيمة بينهما‬
‫والامس ما قال بعض أصحابنا إن‬
‫____________________‬

‫الرش يدخل ف قيمة الصيد فيجب على الول نصف قيمته حال الناية وهو خسة وعلى الثان‬
‫نصف قيمته حال الناية وهو أربعة ونصف ويسقط نصف درهم‬
‫قال لن ل أجد مل أوجبه فيه‬
‫والسادس وهو قول أب علي بن خيان وهو أن أرش جناية كل واحد منهما يدخل ف القيمة‬
‫فتضم قيمة الصيد عند جناية الول إل قيمة الصيد عند جناية الثان فتكون تسعة عشر ث تقسم‬
‫العشرة على ذلك فما يص عشرة فهو على الول وما يص تسعة فهو على الثان وهذا أصح‬
‫الطرق لن أصحاب الطرق الربعة ل يدخلون الرش ف بدل النفس وهذا ل يوز لن الرش‬
‫يدخل ف بدل النفس وصاحب الطريق الامس يوجب ف صيد قيمته عشرة تسعة ونصفا ويسقط‬
‫من قيمته نصف درهم وهذا ل يوز‬
‫فصل ومن ملك صيدا ث خله ففيه وجهان أحدها يزول ملكه كما لو ملك عبدا ث أعتقه‬
‫والثان ل يزول ملكه كما لو ملك بيمة ث سيبها وبال التوفيق‬
‫كتاب البيوع البيع جائز والصل فيه قوله تعال } وأحل ال البيع وحرم الربا { وقوله تعال } يا‬
‫أيها الذين آمنوا ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل أن تكون تارة عن تراض منكم { ويصح‬
‫البيع من كل بالغ عاقل متار فأما الصب والنون فل يصح بيعهما لقوله صلى ال عليه وسلم رفع‬
‫القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق ولنه تصرف‬
‫ف الال فلم يفوض إل الصب والنون كحفظ الال‬
‫فأما الكره فإنه إن كان بغي حق ل يصح بيعه لقوله تعال } ل تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل‬
‫أن تكون تارة عن تراض منكم { فدل على أنه إذا ل يكن عن تراض ل يل الكل‬
‫وروى أبو سعيد الدري أن النب صلى ال عليه وسلم قال إنا البيع عن تراض فدل على أنه ل‬
‫بيع عن غي تراض ولنه قول أكره عليه بغي حق فلم يصح ككلمة الكفر إذا أكره عليها السلم‬
‫وإن كان بق صح لنه قول حل عليه بق فصح ككلمة السلم إذا أكره عليها الرب‬
‫فصل ول ينعقد البيع إل بالياب والقبول فأما العاطاة فل ينعقد با البيع لن اسم البيع ل يقع‬
‫عليه والياب أن يقول بعتك أو ملكتك أو ما أشبههما‬
‫والقبول أن يقول قبلت أو ابتعت أو ما أشبههما فإن قال الشتري بعن فقال البائع بعتك انعقد‬
‫البيع لن ذلك يتضمن الياب والقبول‬
‫وإن كتب رجل ببيع سلعة ففيه وجهان أحدها ينعقد البيع لنه موضع ضرورة‬
‫والثان ل ينعقد وهو الصحيح لنه قادر على النطق فل ينعقد البيع بغيه وقول القائل الول إنه‬
‫موضع ضرورة ل يصح لنه يكنه أن يوكل من يبيعه بالقول‬
‫فصل وإذا انعقد البيع ثبت لكل واحد من التبايعي اليار بي الفسخ والمضاء إل أن يتفرقا أو‬
‫يتخايرا لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم البيعان باليار ما‬
‫ل يتفرقا أو يقول أحدها للخر اختر‬
‫والتفرق أن يتفرقا‬
‫____________________‬

‫بأبدانما بيث إذا كلمه على العادة ل يسمع كلمه لا روى نافع أن ابن عمر رضي ال عنه كان‬
‫إذا اشترى شيئا مشى أذرعا ليجب البيع ث يرجع ولن التفرق ف الشرع مطلق فوجب أن يمل‬
‫على التفرق العهود وذلك يصل با ذكرناه وإن ل يتفرقا ولكن جعل بينهما حاجز من ستر أو‬
‫غيه ل يسقط اليار لن ذلك ل يسمى تفرقا‬
‫وأما التخاير فهو أن يقول أحدها للخر اختر إمضاء البيع أو فسخه فيقول الخر اخترت‬
‫إمضاءه أو فسخه فينقطع اليار لقوله عليه السلم‬
‫أو يقول أحدها للخر اختر فإن خي أحدها صاحبه فسكت ل ينقطع خيار السؤول‬
‫وهل ينقطع خيار السائل فيه وجهان أحدها ل ينقطع خياره كما لو قال لزوجته اختارى‬
‫فسكتت فإن خيار الزوج ف طلقها ل يسقط‬
‫والثان أنه ينقطع لقوله عليه السلم‬
‫أو يقول أحدها للخر اختر فدل على أنه إذا قال ) ذلك ( يسقط خياره ويالف تيي الرأة فإن‬
‫الرأة ل تكن مالكة للخيار وإذا خيها فقد ملكها ما ل تكن تلكه فإذا سكتت بقي على حقه‬
‫وههنا الشتري يلك الفسخ فل يفيد تييه إسقاط حقه من اليار فإن أكرها على التفرق ففيه‬
‫وجهان أحدها يبطل اليار لنه كان يكنه أن يفسخ بالتخاير فإذا ل يفعل فقد رضي بإسقاط‬
‫اليار‬
‫والثان أنه ل يبطل لنه ل يوجد منه أكثر من السكوت والسكوت ل يسقط اليار‬
‫فصل فإن باعه على أن ل خيار له ففيه وجهان من أصحابنا من قال يصح لن اليار جعل رفقا‬
‫بما فجاز لما تركه ولن اليار غرر فجاز إسقاطه‬
‫وقال أبو إسحاق ل يصح وهو الصحيح لنه خيار يثبت بعد تام البيع فلم يز إسقاطه قبل تامه‬
‫كخيار الشفيع فإن قلنا بذا فهل يبطل العقد بذا الشرط فيه وجهان أحدها ل يبطل لن هذا‬
‫الشرط ل يؤدي إل الهل بالعوض والعوض‬
‫والثان يبطل لنه يسقط موجب العقد فأبطله كما لو شرط أل يسلم البيع‬
‫فصل ف بيان خيار الشرط ويوز شرط خيار ثلثة أيام ف البيوع الت ل ربا فيها لا روى ممد بن‬
‫يي بن حبان قال كان جدي قد بلغ ثلثي ومائة سنة ل يترك البيع والشراء ول يزال يدع‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم من بايعته فقل ل خلبة وأنت باليار ثلثا فأما ف البيوع‬
‫الت فيها الربا وهي الصرف وبيع الطعام بالطعام فل يوز فيها شرط اليار لنه ل يوز أن يتفرقا‬
‫قبل تام البيع ولذا ل يوز أن يتفرقا إل عن قبض العوضي‬
‫فلو جوزنا شرط اليار لتفرقا ول يتم البيع بينهما وجاز شرط اليار ف ثلثة أيام وفيما دونا لنه‬
‫إذا جاز شرط الثلث فما دونا أول بذلك ول يوز أكثر من ثلثة أيام لنه غرر‬
‫وإنا جوز ف الثلث لنه رخصة فل يوز فيما زاد ويوز أن يشترط لما ) أو ( لحدها دون‬
‫الخر ويوز أن يشترط لحدها ثلثة أيام وللخر يوم أو يومان لن ذلك جعل إل شرطهما‬
‫فكان على حسب الشرط‬
‫فإن شرطا ثلثة أيام ث تايرا سقط قياسا على خيار اللس وإن شرط اليار لجنب ففيه قولن‬
‫أحدها ل يصح لنه حكم من أحكام العقد فل يثبت لغي التعاقدين كسائر الحكام‬
‫والثان يصح لنه جعل إل شرطهما للحاجة وربا دعت الاجة إل شرطه للجنب بأن يكون‬
‫أعرف بالتاع منهما‬
‫فإن شرطه للجنب وقلنا إنه يصح فهل يثبت له فيه وجهان أحدها يثبت له لنه إذا ثبت للجنب‬
‫من جهته فلن يثبت له أول‬
‫والثان ل يثبت لن ثبوته بالشرط فل يثبت إل لن شرط له‬
‫قال ) الشافعي ( ف الصرف إذا اشترى بشرط اليار على أل يفسخ حت يستأمر فلنا ل يكن له‬
‫أن يفسخ حت يقول استأمرته فأمرن بالفسخ‬
‫فمن أصحابنا من قال له أن يفسخ من غي إذنه لن له أن يفسخ من غي شرط الستئمار فل‬
‫يسقط حقه بذكر الستئمار وتأول ما قاله على أنه أراد به أنه ل يقول استأمرته إل بعد أن‬
‫يستأمره لئل يكون ) كاذبا (‬
‫ومنهم من حله على ظاهره أنه ل يوز أن يفسخ لنه ثبت بالشرط فكان على ما شرط وإذا‬
‫شرط اليار ف البيع ففي ابتداء مدته وجهان أحدها من حي العقد لنا مدة ملحقة بالعقد فاعتب‬
‫ابتداؤها من حي العقد كالجل ولنه لو اعتب من حي التفرق صار أول مدة اليار مهول لنه‬
‫ل يعلم مت يفترقان‬
‫والثان أنه يعتب من حي التفرق لن ما قبل التفرق اليار ثابت فيه بالشرع فل يثبت فيه بشرط‬
‫اليار‬
‫فإن قلنا إن ابتداءه من حي العقد‬
‫____________________‬

‫فشرط أن يكون من حي التفرق بطل لن وقت اليار مهول ولنه يزيد اليار على ثلثة أيام‬
‫وإن قلنا إن ابتداءه من حي التفرق فشرط أن يكون من حي العقد ففيه وجهان أحدها يصح‬
‫لن ابتداء الوقت معلوم‬
‫والثان ل يصح لنه شرط يناف موجب العقد فأبطله ومن ثبت له اليار فله أن يفسخ ف مضر‬
‫من صاحبه وف غيبته لنه رفع عقد جعل إل اختياره فجاز ف حضوره وغيبته كالطلق‬
‫فإن تصرف ف البيع تصرفا يفتقر إل اللك كالعتق والوطء والبة والبيع وما أشبهها نظرت فإن‬
‫كان ذلك من البائع كان اختيارا للفسخ لنه تصرف يفتقر إل اللك فجعل اختيارا للفسخ والرد‬
‫إل اللك وإن كان ذلك من الشتري ففيه وجهان قال أبو إسحاق إن كان ذلك عتقا كان اختيارا‬
‫للمضاء وإن كان غيه ل يكن اختيارا لن العتق لو وجد قبل العلم بالعيب منع الرد فأسقط‬
‫خيار اللس وخيار الشرط وما سواه لو وجد قبل العلم بالعيب ل ينع الرد فلم يسقط خيار‬
‫اللس وخيار الشرط‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري الميع اختيار للمضاء وهو الصحيح لن الميع يفتقر إل اللك‬
‫فكان الميع اختيارا للملك ولن ف حق البائع الميع واحد فكذلك ف حق الشتري فإن وطئها‬
‫الشتري بضرة البائع وهو ساكت فهل ينقطع خيار البائع بذلك فيه وجهان أحدها ينقطع لنه‬
‫أمكنه أن ينعه فإذا سكت كان ذلك رضا بالبيع‬
‫والثان ل ينقطع لنه سكوت عن التصرف ف ملكه فل يسقط عليه حكم التصرف كما لو رأى‬
‫رجل يرق ثوبه فسكت عنه فإن جن من له اليار أو أغمي عليه انتقل اليار إل الناظر ف ماله‬
‫وإن مات فإن كان ف خيار الشرط انتقل اليار إل من ينتقل إليه الال لنه حق ثابت لصلح‬
‫الال فلم يسقط بالوت كالرهن وحبس البيع على الثمن‬
‫فإن ل يعلم الوارث حت ) انقضت ( الدة ففيه وجهان أحدها يثبت له اليار ف القدر الذي بقي‬
‫من الدة لنه لا انتقل اليار إل غي من شرط له بالوت وجب أن ينتقل إل غي الزمان الذي‬
‫شرط فيه‬
‫والثان أنه تسقط الدة ويثبت اليار للوارث على الفور لن الدة فاتت وبقي اليار فكان على‬
‫الفور كخيار الرد بالعيب‬
‫وإن كان ف خيار اللس فقد روى الزن أن اليار للوارث وقال ف الكاتب إذا مات وجب البيع‬
‫فمن أصحابنا من قال ل يسقط اليار بالوت ف الكاتب وغيه‬
‫وقوله ف الكاتب وجب البيع أراد به أنه ل ينفسخ بالوت كما تنفسخ الكتابة‬
‫ومنهم من قال يسقط اليار ف بيع الكاتب ول يسقط ف بيع غيه لن السيد يلك بق اللك‬
‫فإذا ل يلك ف حياة الكاتب ل يلك بعد موته والوارث يلك بق الرث فانتقل إليه بوته‬
‫ومنهم من نقل جواب كل واحدة من السألتي إل الخرى وخرجهما على قولي‬
‫أحدها أنه يسقط اليار لنه إذا سقط اليار بالتفرق فلن يسقط بالوت والتفرق فيه أعظم أول‬
‫والثان ل يسقط وهو الصحيح لنه خيار ثابت لفسخ البيع فلم يبطل بالوت كخيار الشرط‬
‫فعلى هذا إن كان الذي ينتقل إليه اليار حاضرا ثبت له اليار إل أن يتفرقا أو يتخايرا وإن كان‬
‫غائبا ثبت له اليار إل أن يفارق الوضع الذي بلغه فيه‬
‫فصل ف بيان خيار اللس وف الوقت الذي ينتقل اللك ف البيع الذي فيه خيار اللس أو خيار‬
‫الشرط ثلثة أقوال أحدها ينتقل بنفس العقد لنه عقد معاوضة يوجب اللك فانتقل اللك فيه‬
‫بنفس العقد كالنكاح‬
‫والثان أنه يلك بالعقد وانقضاء اليار لنه ل يلك التصرف إل بالعقد وانقضاء اليار فدل على‬
‫أنه ل يلك إل بما‬
‫والثالث أنه موقوف مراعى فإن ل يفسخ العقد تبينا أنه ملك بالعقد وإن فسخ تبينا أنه ل يلك‬
‫لنه ل يوز أن يلك بالعقد لنه لو ملك بالعقد للك التصرف ول يوز أن يلك بانقضاء اليار‬
‫لن انقضاء اليار ل يوجب اللك فثبت أنه موقوف مراعى‬
‫فإن كان البيع عبدا فأعتقه البائع نفذ عتقه لنه إن كان باقيا على ملكه فقد صادف العتق ملكه‬
‫وإن كان قد زال ملكه عنه إل أنه يلك الفسخ فجعل العتق فسخا‬
‫وإن أعتقه الشتري ل يل إما أن يفسخ البائع البيع أو ل يفسخ فإن ل يفسخ وقلنا إنه يلكه‬
‫بنفس العقد وقلنا إنه موقوف ) مراعى ( نفذ عتقه لنه صادف ملكه وإن قلنا إنه ل يلك بالعقد‬
‫ل يعتق لنه ل يصادف ملكه‬
‫وإن فسخ البائع وقلنا إنه ل يلك بالعقد أو ) قلنا إنه ( موقوف ل يعتق لنه ل يصادف ملكه‬
‫وإن قلنا إنه يلك بالعقد ففيه وجهان قال أبو العباس إن كان موسرا عتق وإن كان معسرا ل يعتق‬
‫لن العتق صادف ملكه وقد تعلق به حق الغي فأشبه عتق الرهون‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يعتق وهو النصوص لن البائع اختار الفسخ والشتري اختار الجازة‬
‫بالعتق والفسخ والجازة إذا اجتمعا قدم الفسخ ولذا لو قال الشتري أجزت وقال البائع بعده‬
‫فسخت‬
‫____________________‬
‫قدم الفسخ وبطلت الجازة وإن كانت سابقة للفسخ‬
‫فإن قلنا ل يعتق عاد العبد إل ملك البائع‬
‫وإن قلنا يعتق فهل يرجع البائع بالثمن أو القيمة قال أبو العباس يتمل وجهي أحدها يرجع‬
‫بالثمن ويكون العتق مقررا للعقد ومبطل للفسخ‬
‫والثان أنه يرجع بالقيمة لن البيع انفسخ وتعذر الرجوع إل العي فرجع إل قيمته كما لو اشترى‬
‫عبدا بثوب وأعتق العبد ووجد البائع بالثوب عيبا فرده فإنه يرجع بقيمة العبد‬
‫فإن باع البائع البيع أو وهبه صح لنه إما يكون على ملكه فيملك العقد عليه وإما أن يكون‬
‫للمشتري إل أنه يلك الفسخ فجعل البيع والبة فسخا وإن باع الشتري البيع أو وهبه نظرت‬
‫فإن كان بغي رضى البائع فإن قلنا إنه ف ملك البائع ل يصح تصرفه وإن قلنا إنه ف ملكه ففيه‬
‫وجهان قال أبو سعيد الصطخري يصح وللبائع أن يتار الفسخ فإذا فسخ بطل تصرف الشتري‬
‫ووجهه أن التصرف صادف ملكه الذي ثبت للغي فيه حق النتزاع فأشبه إذا اشترى شقصا فيه‬
‫شفعة فباعه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يصح لنه باع عينا تعلق با حق الغي من غي رضاه فلم يصح كما لو‬
‫باع الراهن الرهون فأما إذا تصرف فيه برضى البائع نظرت فإن كان عتقا نفذ لنما رضيا‬
‫بإمضاء البيع وإن كان بيعا أو هبة ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه ابتدأ بالتصرف قبل أن يتم‬
‫ملكه‬
‫والثان يصح لن النع من التصرف لق البائع وقد رضي البائع‬
‫فصل ف بيان وطء الارية البيعة وإن كان البيع جارية ل ينع البائع من وطئها لنا باقية على‬
‫ملكه ف بعض القوال ويلك ردها إل ملكه ف بعض القوال فإذا وطئها انفسخ البيع ول يوز‬
‫للمشتري وطؤها لن ف أحد القوال ل يلكها وف الثان مراعى فل يعلم هل يلكها أم ل وف‬
‫الثالث يلكها ملكا غي مستقر‬
‫فإن وطئها ل يب الد وإن أحبلها ثبت نسب الولد وانعقد الولد حرا لنه إما أن يكون ف ملك‬
‫أو شبهة ملك وأما الهر وقيمة الولد وكون الارية أم ولد فإنه يبن على القوال‬
‫فإن أجاز البائع البيع بعد وطء الشتري وقلنا إن اللك للمشتري أو موقوف ل يلزمه الهر ول‬
‫قيمة الولد وتصي الارية أم ولد لنا ملوكته‬
‫وإن قلنا إن اللك للبائع فعليه الهر وقال أبو إسحاق ل يلزمه كما ل تلزمه أجرة الدمة والذهب‬
‫الول لنه وطء ف ملك البائع ويالف الدمة فإن الدمة تستباح بالباحة والوطء ل يستباح‬
‫وف قيمة الولد وجهان أحدها ل تلزمه لنا وضعته ف ملكه والعتبار بال الوضع أل ترى أن‬
‫قيمة الولد تعتب حال الوضع‬
‫والثان تلزمه لن العلوق حصل ف غي ملكه والعتبار بال العلوق لنا حالة التلف وإنا تأخر‬
‫التقوي إل حال الوضع لنه ل يكن تقويه ف حال العلوق وهل تصي الارية أم ولد فيه قولن‬
‫كما قلنا فيمن أحبل جارية غيه بشبهة‬
‫فأما إذا فسخ البيع وعادت إل ملكه فإن قلنا إن اللك للبائع أو موقوف وجب عليه الهر وقيمة‬
‫الولد ول تصي الارية ف الال أم ولد وهل تصي أم ولد إذا ملكها فيه قولن وإن قلنا إن اللك‬
‫للمشتري ل يب عليه الهر لن الوطء صادف ملكه‬
‫ومن أصحابنا من قال يب لنه ل يتم ملكه عليها وهذا يبطل به إذا أجاز البائع البيع‬
‫وعلى قول أب العباس تصي أم ولد كما تعتق إذا أعتقها عنده وهل يرجع البائع بقيمتها أو بالثمن‬
‫فيه وجهان وقد بينا ذلك ف العتق وعلى النصوص أنا ل تصي أم ولد له لن حق البائع سابق‬
‫فل يسقط بإحبال الشتري فإن ملكها الشتري بعد ذلك صارت أم ولد لنا إنا ل تصر أم ولد له‬
‫ف الال لق البائع فإذا ملكها صارت أم ولد‬
‫فصل ف حكم الولد الادث ف مدة اليار وإن اشترى جارية فولدت ف مدة اليار بنينا على أن‬
‫المل هل له حكم ف البيع وفيه قولن أحدها له حكم ويقابله قسط من الثمن وهو الصحيح‬
‫لن ما أخذ قسطا من الثمن بعد النفصال أخذ قسطا من الثمن قبل النفصال كاللب‬
‫والثان ل حكم له ول قسط له من الثمن لنه يتبعها ف العتق فلم يأخذ قسطا من الثمن‬
‫كالعضاء‬
‫فإن قلنا إن له حكما فهو مع الم بنلة العيني البيعتي فإن أمضى العقد كانا للمشتري وإن فسخ‬
‫العقد كانا للبائع كالعيني البيعتي‬
‫وإن قلنا ل حكم له نظرت فإن أمضى العقد وقلنا إن اللك ينتقل بالعقد أو موقوف فهما‬
‫للمشتري‬
‫وإن قلنا إنه يلك بالعقد وانقضاء اليار فالولد للبائع فإن فسخ العقد وقلنا إنه يلك بالعقد‬
‫وانقضاء اليار أو قلنا إنه موقوف فالولد للبائع‬
‫وإن قلنا يلك بالعقد فهو للمشتري‬
‫وقال أبو إسحاق الولد للبائع لن على هذا القول ل ينفذ عتق الشتري وهذا خطأ لن العتق‬
‫يفتقر إل ملك تام والنماء ل يفتقر إل ملك تام‬
‫فصل ف حكم تلف البيع ف يد الشتري ف مدة اليار وإن تلف البيع ف يد الشتري ف مدة‬
‫اليار فلمن له اليار الفسخ والمضاء لن الاجة الت دعت إل اليار باقية بعد تلف البيع فإن‬
‫فسخ وجبت القيمة على الشتري لنه تعذر رد العي فوجب رد القيمة وإن أمضى العقد فإن قلنا‬
‫إنه يلك بنفس العقد أو موقوف فقد هلك من ملكه‬
‫وإن قلنا يلك بالعقد وانقضاء اليار وجب على الشتري قيمته وال أعلم‬

‫____________________‬

‫باب ما يوز بيعه وما ل يوز العيان ضربان نس وطاهر‬


‫فأما النجس فعلى ضربي نس ف نفسه ونس بلقاة ناسة‬
‫فأما النجس ف نفسه فل يوز بيعه وذلك مثل الكلب والنير والمر والسرجي وما أشبه ذلك‬
‫من النجاسات‬
‫والصل فيه ما روى جابر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن ال تعال حرم‬
‫بيع المر واليتة والنير والصنام وروى أبو مسعود وأبو هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم نى عن ثن الكلب فنص على الكلب والنير والمر واليتة وقسنا عليها سائر العيان‬
‫النجسة‬
‫فأما اقتناؤها فينظر فيه فإن ل يكن فيها منفعة مباحة كالمر والنير واليتة والعذرة ل يز اقتناؤها‬
‫لا روى أنس قال سأل رجل النب صلى ال عليه وسلم عن المر تصنع خل فكرهه وقال اهرقها‬
‫ولن اقتناء ما ل منفعة فيه سفه فلم يز فإن كان فيه منفعة مباحة كالكلب جاز اقتناؤه للصيد‬
‫والاشية والزرع لا روى سال عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من اقتن كلبا إل‬
‫كلب صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قيطان وف حديث أب هريرة إل كلب صيد أو‬
‫ماشية أو زرع ولن الاجة تدعو إل الكلب ف هذه الواضع فجاز اقتناؤه وهل يوز اقتناؤه‬
‫لفظ الدروب فيه وجهان أحدها ل يوز للخب‬
‫والثان يوز لنه حفظ مال فأشبه الزرع والاشية وهل يوز لن ل يصطاد أن يقتنيه فيصطاد به إذا‬
‫أراد‬
‫فيه وجهان أحدها يوز للخب‬
‫والثان ل يوز لنه ل حاجة به إليه‬
‫وهل يوز اقتناء الرو للصيد والزرع والاشية فيه وجهان أحدها ل يوز لنه ليس فيه منفعة‬
‫يتاج إليها‬
‫والثان يوز لنه إذا جاز اقتناؤه للصيد جاز اقتناؤه لتعليم ذلك‬
‫وأما السرجي فإنه يكره اقتناؤه وتربية الزرع به لا فيه من مباشرة النجاسة‬
‫وأما النجس بلقاة النجاسة فهو العيان الطاهرة إذا أصابتها ناسة فينظر فيها‬
‫فإن كان جامدا كالثوب وغيه جاز بيعه لن البيع يتناول الثوب وهو طاهر وإنا جاورته النجاسة‬
‫وإن كان مائعا نظرت فإن كان ما ل يطهر كالل والدبس ل يز بيعه لنه نس ل يكن تطهيه‬
‫من النجاسة فلم يز بيعه كالعيان النجسة‬
‫وإن كان ماء ففيه وجهان أحدها ل يوز بيعه لنه نس ل يطهر بالغسل فلم يز بيعه كالمر‬
‫والثان يوز بيعه لنه يطهر بالاء فأشبه الثوب فإن كان دهنا فهل يطهر بالغسل فيه وجهان‬
‫أحدها ل يطهر لنه ل يكن عصره من النجاسة فلم يطهر كالل‬
‫والثان يطهر لنه يكن غسله بالاء فهو كالثوب فإن قلنا ل يطهر ل يز بيعه كالل وإن قلنا يطهر‬
‫ففي بيعه وجهان كالاء النجس ويوز استعماله ف السراج والول أل يفعل لا فيه من مباشرة‬
‫النجاسة‬
‫فصل ف بيع العيان الطاهرة وأما العيان الطاهرة فضربان ضرب ل منفعة فيه وضرب فيه منفعة‬

‫فأما ما ل منفعة فيه فهو كالشرات والسباع الت ل تصلح للصطياد والطيور الت ل تؤكل ول‬
‫تصطاد كالرخة والدأة وما ل يؤكل مثل الغراب فل يوز بيعه لن ما ل منفعة فيه ل قيمة له‬
‫فأخذ العوض عنه من أكل الال بالباطل وبذل العوض فيه من السفه‬
‫واختلف أصحابنا ف بيع دار ل طريق لا أو بيع بيت من دار ل طريق إليه‬
‫فمنهم من قال ل يصح لنه ل يكن النتفاع به فلم يصح بيعه‬
‫ومنهم من قال يصح لنه يكن أن يصل له طريق فينتفع به فيصح بيعه‬
‫وأما ما فيه منفعة فل يوز بيع الر منه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال قال ربكم ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطى‬
‫ب ث غدر ورجل باع حرا فأكل ثنه ورجل استأجر أجيا فاستوف منه ول يوفه أجره‬
‫ول يوز بيع أم الولد لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع‬
‫أمهات الولد لنه استقر لا حق الرية وف بيعها إبطال ذلك فلم يز‬
‫ويوز بيع الدبر لا روى جابر رضي ال عنه أن رجل دبر غلما له ليس له مال غيه فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من يشتريه من فاشتراه نعيم‬
‫ويوز بيع العتق بصفة لنه ثبت له العتق بقول السيد وحده فجاز بيعه كالدبر‬
‫وف الكاتب قولن‬
‫قال ف القدي يوز بيعه لن عتقه غي مستقر فل ينع من البيع‬
‫وقال ف الديد ل يوز لنه كالارج من ملكه ولذا ل يرجع أرش الناية عليه إليه فلم يلك‬
‫بيعه كما لو باعه‬
‫____________________‬

‫ول يوز بيع الوقف لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال أصاب عمر رضي ال عنه أرضا بيب‬
‫فأتى النب صلى ال عليه وسلم يستأمره فيها فقال إن شئت حبست أصلها وتصدقت با قال‬
‫فتصدق با عمر صدقة ل يباع أصلها ول يوهب ول يورث‬
‫فصل ف اشتراط كون البيع منتفعا به ويوز بيع ما سوى ذلك من العيان النتفع با من الأكول‬
‫والشروب واللبوس والشموم‬
‫وما ينتفع به من اليوان بالركوب والكل والدر والنسل والصيد والصوف‬
‫وما يقتنيه الناس من العبيد والواري والراضي والعقار لتفاق أهل المصار ف جيع العصار‬
‫على بيعها من غي إنكار‬
‫ول فرق فيها بي ما كان ف الرم من الدور وغيه لا روي أن عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫أمر نافع بن عبد الارث أن يشتري دارا بكة للسجن من صفوان بن أمية فاشتراها بأربعة آلف‬
‫درهم ولنه أرض حية ل يرد عليها صدقة مؤبدة فجاز بيعها كغي الرم‬
‫ويوز بيع الصاحف وكتب الدب لا روي عن ابن عباس رضي ال عنه أنه سئل عن بيع‬
‫الصاحف فقال ل بأس يأخذون أجوز أيديهم ولنه طاهر منتفع به فهو كسائر الموال‬
‫واختلف أصحابنا ف بيع بيض دود القز وبيض ما ل يؤكل لمه من الطيور الت يوز بيعها‬
‫كالصقر والبازي‬
‫فمنهم من قال هو طاهر ومنهم من قال هو نس بناء على الوجهي ف طهارة من ما ل يؤكل‬
‫لمه وناسته‬
‫فإن قلنا إن ذلك طاهر جاز بيعه لنه طاهر منتفع به فهو كبيض الدجاج‬
‫وإن قلنا إنه نس ل يز بيعه لنه عي نسة فلم يز بيعه كالكلب والنير‬
‫باب ما ني عنه من بيع الغرر وغيه ول يوز بيع العدوم كالثمرة الت ل تلق لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الغرر والغرر ما انطوى عنه أمره وخفي‬
‫عليه عاقبته ولذا قالت عائشة رضي ال عنها ف وصف أب بكر رضي ال عنه فرد نشر السلم‬
‫على غره أي على طيه والعدوم قد انطوى عنه أمره وخفي عليه عاقبته فلم يز بيعه وروى جابر‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن العاومة وف بعضها عن بيع السني‬
‫فصل ف حكم بيع ما ل يلك ول يوز بيع ما ل يلكه من غي إذن مالكه لا روى حكيم بن‬
‫حزام أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تبع ما ليس عندك ولن ما ل يلكه ل يقدر على‬
‫تسليمه فهو كالطي ف الواء أو السمك ف الاء‬
‫فصل ف بيع ما ل يستقر ملكه ول يوز بيع ما ل يستقر ملكه عليه كبيع العيان الملوكة بالبيع‬
‫والجارة والصداق وما أشبهها من العاوضات قبل القبض لا روي أن حكيم بن حزام قال يا‬
‫رسول ال إن أبيع بيوعا كثية فما يل ل منها ما يرم قال ل تبع ما ل تقبضه ولن ملكه عليه‬
‫غي مستقر لنه ربا هلك فانفسخ العقد وذلك غرر من غي حاجة فلم يز‬
‫وهل يوز عتقه فيه وجهان أحدها أنه ل يوز لا ذكرناه‬
‫والثان يوز لن العتق له سراية فصح لقوته‬
‫فأما ما ملكه بغي معاوضة منه كالياث والوصية أو عاد إليه بفسخ عقد فإنه يوز بيعه وعتقه قبل‬
‫القبض لن ملكه عليه مستقر فجاز التصرف فيه كالبيع بعد القبض‬
‫وأما الديون فينظر فيها فإن كان اللك عليها مستقرا كغرامة التلف وبدل القرض جاز بيعه من‬
‫عليه قبل القبض لن ملكه مستقر عليه فجاز‬
‫____________________‬

‫بيعه كالبيع بعد القبض‬


‫وهل يوز بيعه من غيه فيه وجهان أحدها يوز لن ما جاز بيعه من عليه جاز بيعه من غيه‬
‫كالوديعة‬
‫والثان ل يوز لنه ل يقدر على تسليمه إليه لنه ربا منعه أو جحده وذلك غرر ل حاجة به إليه‬
‫فلم يز‬
‫والول أظهر لن الظاهر أنه يقدر على تسليمه إليه من غي منع ول جحود‬
‫وإن كان الدين غي مستقر نظرت فإن كان مسلما فيه ل يز بيعه لا روي أن ابن عباس رضي ال‬
‫عنه سئل عن رجل أسلف ف حلل دقاق فلم يد تلك اللل فقال آخذ منك مقام كل حلة من‬
‫الدقاق حلتي من الل فكرهه ابن عباس وقال خذ برأس الال علفا أو غنما ولن اللك ف السلم‬
‫فيه غي مستقر لنه ربا تعذر فانفسخ البيع فيه فلم يز بيعه كالبيع قبل القبض‬
‫وإن كان ثنا ف بيع ففيه قولن قال ف الصرف يوز بيعه قبل القبض لا روى ابن عمر قال كنت‬
‫أبيع البل بالبقيع بالدناني فآخذ بالدراهم وأبيع بالدراهم فآخذ الدناني فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ل بأس ما ل تتفرقا وبينكما شيء ولنه ل يشى انفساخ العقد فيه باللك فصار‬
‫كالبيع بعد القبض‬
‫وروى الزن ف جامعه الكبي أنه ل يوز لن ملكه غي مستقر عليه لنه قد ينفسخ البيع فيه‬
‫بتلف البيع أو بالرد بالعيب فلم يز بيعه كالبيع قبل القبض‬
‫وف بيع نوم الكاتب قبل القبض طريقان أحدها أنه على قولي بناء على القولي ف بيع رقبته‬
‫والثان أنه ل يصح ذلك قول واحدا وهو النصوص ف الختصر لنه ل يلكه ملكا مستقرا فلم‬
‫يصح بيعه كالسلم فيه‬
‫والقبض فيما ينقل النقل لا روى زيد بن ثابت أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى أن تباع‬
‫السلع حيث تبتاع حت يوزها التجار إل رحالم وفيما ل ينقل كالعقار والثمر قبل أوان الداد‬
‫التخلية لن القبض ورد به الشرع وأطلقه فحمل على العرف والعرف فيما ينقل النقل وفيما ل‬
‫ينقل التخلية‬
‫فصل ف بيان اشتراط كون العقود عليه مقدورا على تسليمه ول يوز بيع ما ل يقدر على‬
‫تسليمه كالطي ف الواء أو السمك ف الاء والمل الشارد والفرس العائر والعبد البق والال‬
‫الغصوب ف يد الغاصب لديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن‬
‫بيع الغرر وهذا غرر ولذا قال ابن مسعود ل تشتروا السمك ف الاء فإنه غرر ولن القصد بالبيع‬
‫تليك التصرف وذلك ل يكن فيما ل يقدر على تسليمه‬
‫فإن باع طيا ف برج مغلق الباب أو السمك ف بركة ل تتصل بنهر نظرت فإن قدر على تناوله‬
‫إذا أراد من غي تعب جاز بيعه‬
‫وإن كان ف برج عظيم أو بركة عظيمة ل يقدر على أخذه إل بتعب ل يز بيعه لنه غي مقدور‬
‫عليه ف الال‬
‫وإن باع العبد البق من يقدر عليه أو الغصوب من الغاصب أو من يقدر على أخذه منه جاز لنه‬
‫ل غرر ف بيعه منه‬
‫فصل ف حكم العي الهولة ول يوز بيع عي مهولة كبيع عبد من عبيد وثوب من أثواب لن‬
‫ذلك غرر من غي حاجة‬
‫ويوز أن يبيع قفيزا من صبة لنه إذا عرف الصبة عرف القفيز منها فزال الغرر‬
‫فصل ف حكم بيع العي الغائبة ول يوز بيع العي الغائبة إذا جهل جنسها أو نوعها لديث أب‬
‫هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الغرر وف بيع ما ل يعرف جنسه أو نوعه غرر‬
‫كبي‬
‫فإن علم النس والنوع بأن قال بعتك الثوب الروي الذي ف كمي أو العبد الزني الذي ف‬
‫داري أو الفرس الدهم الذي ف إصطبلي ففيه قولن قال ف القدي و الصرف يصح ويثبت له‬
‫اليار إذا رآه لا روى ابن أب مليكة أن عثمان رضي ال عنه ابتاع من طلحة أرضا بالدينة ناقله‬
‫بأرض له بالكوفة فقال عثمان بعتك ما ل أره فقال طلحة إنا النظر ل لن ابتعت مغيبا وأنت قد‬
‫رأيت ما ابتعت فتحا كما إل جبي بن مطعم فقضى على عثمان أن البيع جائز وأن النظر لطلحة‬
‫لنه ابتاع مغيبا ولنه عقد على عي فجاز مع الهل بصفته كالنكاح‬
‫وقال ف الديد ل يصح لديث أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الغرر‬
‫وف هذا البيع غرر ولنه نوع بيع فلم يصح مع الهل بصفة البيع كالسلم‬
‫فإذا قلنا بقوله القدي فهل تفتقر صحة البيع إل ذكر الصفات أم ل فيه ثلثة أوجه أحدها أنه ل‬
‫يصح حت تذكر جيع الصفات كالسلم فيه‬
‫والثان ل يصح حت تذكر الصفات القصودة‬
‫والثالث أنه ل يفتقر إل ذكر شيء من الصفات وهو النصوص ف الصرف لن العتماد على‬
‫الرؤية ويثبت له اليار إذا رآه فل يتاج إل ذكر‬
‫____________________‬

‫الصفات‬
‫فإن وصفه ث وجده على خلف ما وصف ثبت له اليار‬
‫وإن وجده على ما وصف أو أعلى ففيه وجهان أحدها ل خيار له لنه وجده على ما وصف فلم‬
‫يكن له خيار كالسلم فيه‬
‫والثان أن له اليار لنه يعرف ببيع خيار الرؤية فل يوز أن يلو من اليار‬
‫وهل يكون له اليار على الفور أم ل فيه وجهان قال ابن أب هريرة هو على الفور لنه خيار تعلق‬
‫بالرؤية فكان على الفور كخيار الرد بالعيب‬
‫وقال أبو إسحاق يتقدر اليار باللس لن العقد إنا يتم بالرؤية فيصي كأنه عقد عند الرؤية‬
‫فيثبت له خيار كخيار اللس‬
‫وأما إذا رأى البيع قبل العقد ث غاب عنه ث اشتراه فإن كان ما ل يتغي كالعقار وغيه جاز بيعه‬
‫وقال أبو القاسم الناطي ل يوز ف قوله الديد لن الرؤية شرط ف العقد فاعتب وجودها ف‬
‫حال العقد كالشهادة ف النكاح‬
‫والذهب الول لن الرؤية تراد للعلم بالبيع وقد حصل العلم بالرؤية التقدمة فعلى هذا إذا‬
‫اشتراه ث وجده على الصفة الول‬
‫أخذه وإن وجده ناقصا فله الرد لنه ما التزم العقد فيه إل على تلك الصفة‬
‫وإن اختلفا فقال البائع ل يتغي وقال الشتري بل قد تغي فالقول قول الشتري لنه يؤخذ منه‬
‫الثمن فل يوز من غي رضاه‬
‫وإن كان ما يوز أن يتغي ويوز أل يتغي أو يوز أن يبقى ويوز أل يبقى ففيه وجهان أحدها أنه‬
‫ل يصح لنه مشكوك ف بقائه على صفته‬
‫والثان يصح وهو الذهب لن الصل بقاؤه على صفته فصح بيعه قياسا على ما ل يتغي‬
‫فصل ف حكم بيع العمى وإن باع العمى أو اشترى شيئا ل يره‬
‫فإن قلنا إن بيع ما ل يره البصي ل يصح ل يصح بيع العمى وشراؤه‬
‫وإن قلنا يصح ففي بيع العمى وشرائه وجهان أحدها يصح كما يصح من البصي فيما ل يره‬
‫ويستنيب ف القبض واليار كما يستنيب ف شرط اليار‬
‫والثان ل يصح لن بيع ما ل يره يتم بالرؤية وذلك ل يوجد ف حق العمى ول يكنه أن يوكل‬
‫ف اليار لنه خيار ثبت بالشرع فل يوز الستنابة فيه كخيار اللس بلف خيار الشرط‬
‫فصل إذا رأى بعض البيع دون بعض نظرت‬
‫فإن كان ما ل يتلف أجزاؤه كالصبة من الطعام والرة من الدبس جاز بيعه لن برؤية البعض‬
‫يزول غرر الهالة لن الظاهر أن الباطن كالظاهر‬
‫وإن كان ما يتلف نظرت فإن كان ما يشق رؤية باقيه كالوز ف القشر السفل جاز بيعه لن‬
‫رؤية الباطن تشق فسقط اعتبارها كرؤية أساس اليطان وإن ل تشق رؤية الباقي كالثوب الطوي‬
‫ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن كبيع ما ل ير شيئا منه‬
‫ومنهم من قال يبطل البيع قول واحدا لن ما رآه ل خيار فيه وما ل يره فيه اليار وذلك ل يوز‬
‫ف عي واحدة‬
‫فصل ف حكم بيع ما له قشر واختلف أصحابنا ف بيع الباقل ف قشريه‬
‫فقال أبو سعيد الصطخري يوز لنه يباع ف جيع البلدان من غي إنكار‬
‫ومنهم من قال ل يوز وهو النصوص ف الم لن الب قد يكون صغارا وقد يكون كبارا وقد‬
‫يكون ف بيوته ما ل شيء فيه وقد يكون فيه حب متغي وذلك غرر من غي حاجة فلم يز‬
‫واختلفوا أيضا ف بيع نافجة السك فقال أبو العباس يوز بيعها لن النافجة فيها صلح للمسك‬
‫لن بقاءه فيها أكثر فجاز بيعه فيها كالوز ف القشر السفل‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز وهو ظاهر النص لنه مهول القدر مهول الصفة وذلك غرر من‬
‫غي حاجة فلم يز‬
‫واختلفوا ف بيع الطلع ف قشره فقال أبو إسحاق ل يوز بيعه لن القصود مستور با ل يدخر‬
‫فيه فلم يصح بيعه كالتمر ف الراب‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يوز لنه مستور با يؤكل معه من القشر فجاز بيعه فيه كالقثاء‬
‫واليار‬
‫واختلف قوله ف بيع النطة ف سنبلها فقال ف القدي يوز لا روى أنس أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم نى عن بيع العنب حت يسود وعن بيع الب حت يشتد وقال ف الديد ل يوز لنه ل‬
‫يعلم قدر ما فيها من الب ول صفة الب وذلك غرر ل تدعو الاجة إليه فلم يز‬
‫فصل ف حكم بيع مهول القدر ول يوز بيع مهول القدر فإن قال بعتك بعض هذه الصبة ل‬
‫يصح البيع لديث أب هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الغرر وف‬
‫بيع البعض غرر لنه يقع على القليل والكثي ولنه نوع بيع فلم يصح مع الهل بقدر البيع‬
‫كالسلم‬

‫____________________‬

‫وإن قال بعتك هذه الصبة جاز وإن ل يعرف قفزانا‬


‫وإن قال بعتك هذه الدار أو هذا الثوب جاز وإن ل يعرف ذرعانما لن غرر الهالة ينتفي عنهما‬
‫بالشاهدة‬
‫قال الشافعي وأكره بيع الصبة جزافا لنه يهل قدرها على القيقة‬
‫وإن قال بعتك ثلثها أو ربعها أو بعتك إل ثلثها أو ربعها جاز لن من عرف الشيء عرف ثلثه‬
‫وربعه وما يبقى بعدها‬
‫وإن قال بعتك هذه الصبة إل قفيزا منها أو هذه الدار أو هذا الثوب إل ذراعا منه نظرت‬
‫فإن علما مبلغ قفزان الصبة وذرعان الدار والثوب جاز لن البيع معلوم‬
‫وإن ل يعلما ذلك ل يز لا روى جابر أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الثنيا ولن البيع‬
‫هو الباقي بعد القفيز والذراع وذلك مهول‬
‫وإن قال بعتك عشرة أقفزة من هذه الصبة جاز لنا معلومة القدر والصفة‬
‫فإن اختلفا فقال البائع أعطيك من أسفلها وقال الشتري من أعلها فاليار إل البائع فمن أي‬
‫موضع أعطاه جاز لنه أعطاه من الصبة‬
‫وإن قال بعتك عشرة أذرع من هذه الدار أو عشرة أذرع من هذا الثوب فإن كانا يعلمان مبلغ‬
‫ذرعان الدار والثوب وأنا مائة ذراع صح البيع ف عشرها لن العشرة من الائة عشرها فل فرق‬
‫بي أن يقول بعتك عشرها وبي أن يقول بعتك عشرة من مائة ذراع منها‬
‫وإن ل يعلما مبلغ ذرعان الدار والثوب ل يصح لنه إن جعل البيع ف عشرة أذرع مشاعة ل‬
‫يعرف قدر البيع أنه عشرها أو ثلثها أو سدسها‬
‫وإن جعل البيع ف عشرة أذرع من موضع بعينه ل يعرف صفة البيع فإن أجزاء الثوب والدار‬
‫تتلف وقد يكون بعضها أجود من بعض‬
‫وإن قال بعتك عشرة أذرع ابتداؤها من هذا الكان ول يبي النتهى ففيه وجهان أحدها ل يصح‬
‫لن الجزاء البيع متلفة وقد ينتهي إل موضع يالف موضع البتداء‬
‫والثان أنه يصح لنه يشاهد السمت وإن بي البتداء والنتهاء صح ف الدار وأما ف الثوب فإنه‬
‫إن كان ما ل ينقص قيمته بالقطع فهو كالدار وإن كان ما ينقص ل يصح لنه شرط إدخال نقص‬
‫عليه فيما ل يبع من الثوب‬
‫ومن أصحابنا من قال يصح لنه رضي با يدخل عليه من الضرر‬
‫وإن قال بعتك هذا السمن مع الظرف كل من بدرهم نظرت فإن ل يعلما مقدار السمن والظرف‬
‫ل يز لن ذلك غرر لن الظرف قد يكون خفيفا وقد يكون ثقيل‬
‫وإن علما وزنما جاز لنه ل غرر فيه‬
‫واختلف أصحابنا ف بيع النحل ف الكندوج فقال أبو العباس يوز بيعه لنه يعرف مقداره حال‬
‫دخوله وخروجه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز وهو قول أب حامد السفراين لنه قد يكون ف الكندوج ما ل‬
‫يرج‬
‫وإن اجتمع فرخه ف موضع وشوهد جيعه جاز بيعه لنه معلوم مقدور على تسليمه فجاز بيعه‬
‫فصل ف حكم بيع المل من البطن ول يوز بيع المل ف البطن لا روى ابن عمر رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن الر والر اشتراء ما ف الرحام ولنه قد يكون حل وقد‬
‫يكون ريا وذلك غرر من غي حاجة فلم يز ولنه إن كان حل فهو مهول القدر مهول الصفة‬
‫وذلك غرر من غي حاجة فلم يز‬
‫وإن باع حيوانا وشرط أنه حامل ففيه قولن أحدها أن البيع باطل لنه مهول الوجود مهول‬
‫الصفة‬
‫والثان أنه يوز لن الظاهر أنه موجود والهل به ل يؤثر لنه ل تكن رؤيته فعفي عن الهل به‬
‫كأساس الدار‬

‫____________________‬

‫فصل ف بيع اللب ف الضرع ول يوز بيع اللب ف الضرع لا روي عن ابن عباس رضي ال عنه‬
‫أنه قال ل تبيعوا الصوف على ظهر الغنم ول تبيعوا اللب ف الضرع ولنه مهول القدر لنه قد‬
‫يرى امتلء الضرع من السمن فيظن أنه من اللب ولنه مهول الصفة لنه قد يكون اللب صافيا‬
‫وقد يكون كدرا وذلك غرر من غي حاجة فلم يز‬
‫فصل ف بيع الصوف على ظهر الغنم ول يوز بيع الصوف على ظهر الغنم لقول ابن عباس ولنه‬
‫قد يوت اليوان قبل الز فيتنجس شعره وذلك غرر من غي حاجة فلم يز ولنه ل يكن‬
‫تسليمه إل باستئصاله من أصله ول يكن ذلك إل بإيلم اليوان وهذا ل يوز‬
‫فصل ف شرط الثمن ول يوز البيع إل بثمن معلوم الصفة‬
‫فإن باع بثمن مطلق ف موضع ليس فيه نقد متعارف ل يصح البيع لنه عوض ف البيع فلم يز مع‬
‫الهل بصفته كالسلم فيه‬
‫فإن باع بثمن معي تعي لنه عوض فتعي بالتعيي كالبيع‬
‫فإن ل يره التعاقدان أو أحدها فعلى ما ذكرناه من القولي ف بيع العي الت ل يرها التبايعان أو‬
‫أحدها‬
‫فصل ف فيما إذا باع بثمن مهول القدر ول يوز إل بثمن معلوم القدر فإن باع بثمن مهول‬
‫كبيع السلعة برقمها وبيع السلعة با باع به فلن سلعته وها ل يعلمان ذلك فالبيع باطل لنه‬
‫عوض ف البيع فلم يز مع الهل بقدره كالسلم فيه فإن باعه بثمن معي جزافا جاز لنه معلوم‬
‫بالشاهدة ويكره ذلك كما قلنا ف بيع الصبة جزافا‬
‫وإن قال بعتك هذا القطيع كل شاة بدرهم أو هذه الصبة كل قفيز بدرهم وها ل يعلمان مبلغ‬
‫قفزان الصبة وعدد القطيع صح البيع لن غرر الهالة ينتفي بالعلم بالتفصيل كما ينتفي بالعلم‬
‫بالملة فإذا جاز بالعلم بالملة جاز بالعلم بالتفصيل‬
‫وإن كان لرجل عبدان فباع أحدها من رجل والخر من رجل آخر ف صفقة واحدة بثمن واحد‬
‫فإن الشافعي رحه ال قال فيمن كاتب عبدين بال واحد إنه على قولي أحدها يبطل العقد لن‬
‫العقد الواحد مع اثني عقدان فإن ل يعلم قدر العوض ف كل واحد منهما بطل كما لو باع كل‬
‫واحد منهما ف صفقة بثمن مهول‬
‫والثان يصح ويقسم العوض عليهما على قدر قيمتهما‬
‫فمن أصحابنا من قال ف البيع أيضا قولن وهو قول أب العباس‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري وأبو إسحاق يبطل البيع قول واحدا لن البيع يفسد بفساد العوض‬
‫والصحيح قول أب العباس لن الكتابة أيضا تفسد بفساد العوض وقد نص فيها على قولي فإن‬
‫قال بعتك بألف مثقال ذهبا وفضة فالبيع باطل لنه ل يبي القدر من كل واحد منهما فكان باطل‬
‫وإن قال بعتك بألف نقدا أو بألفي نسيئة فالبيع باطل لنه ل يعقد على ثن بعينه فهو كما لو قال‬
‫بعتك أحد هذين العبدين‬
‫فصل ف بيان اشتراط أن يكون الجل معينا وإن باع بثمن مؤجل ل يز إل أجل مهول كالبيع‬
‫إل العطاء لنه عوض ف بيع فلم يز إل أجل مهول كالسلم فيه‬
‫فصل ول يوز تعليق البيع على شرط مستقبل كمجيء الشهر وقدوم الاج لنه بيع غرر من غي‬
‫حاجة فلم يز‬
‫ول يوز بيع النابذة وهو أن يقول إذا نبذت هذا الثوب فقد وجب البيع‬
‫ول بيع اللمسة وهو أن يس الثوب بيده ول ينشره وإذا مسه فقد وجب البيع لا روى أبو‬
‫سعيد الدري قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيعتي النابذة واللمسة والنابذة أن‬
‫يقول إذا نبذت هذا الثوب فقد وجب البيع واللمسة أن يسه بيده ول ينشره فإذا مسه فقد‬
‫وجب البيع‬
‫ولنه إذا علق وجوب البيع‬
‫____________________‬

‫على نبذ الثوب فقد علق البيع على شرط وذلك ل يوز وإذا ل ينشر الثوب فقد باع مهول‬
‫وذلك غرر من غي حاجة فلم يز‬
‫ول يوز بيع الصى وهو أن يقول بعتك ما وقع عليه الصى من ثوب أو أرش لا روي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الصى ولنه بيع مهول من غي حاجة فلم يز‬
‫ول يوز بيع حبل البلة لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عن بيع حبل البلة‬
‫واختلف ف تأويله فقال الشافعي رحه ال هو بيع السلعة بثمن إل أن تلد الناقة ويلد حلها‬
‫وقال أبو عبيد هو بيع ما يلد حل الناقة‬
‫فإن كان على ما قال الشافعي رحه ال فهو بيع بثمن إل أجل مهول وقد بينا أن ذلك ل يوز‬
‫وإن كان على ما قال أبو عبيد فهو بيع معدوم ومهول وذلك ل يوز‬
‫ول يوز بيعتان ف بيعة لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عن بيعتي ف بيعة فيحتمل أن يكون الراد به أن يقول بعتك هذا بألف نقدا أو بألفي نسيئة فل‬
‫يوز للخب ولنه ل يعقد على ثن معلوم‬
‫ويتمل أن يكون الراد به أن يقول بعتك هذا بألف على أن تبيعن دارك بألف فل يصح للخب‬
‫ولنه ) شرط ( ف عقد وذلك ل يصح فإذا سقط وجب أن يضاف إل ثن السلعة بإزاء ما سقط‬
‫من الشرط وذلك مهول فإذا أضيف إل الثمن صار مهول فبطل‬
‫فصل مبايعة من ماله حرام ول يوز مبايعة من يعلم أن جيع ماله حرام لا روى أبو مسعود‬
‫البدري أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن حلوان الكاهن ومهر البغي وعن الزهري ف امرأة‬
‫زنت بال عظيم قال ل يصلح لولها أكله لن النب صلى ال عليه وسلم نى عن مهر البغي فإن‬
‫كان معه حلل وحرام كره مبايعته والخذ منه لا روى النعمان بن بشي قال سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول اللل بي والرام بي وبي ذلك أمور متشابان وسأضرب لكم ف‬
‫ذلك مثل إن ال تعال حى حى وإن حى ال حرام وإن من يرعى حول المى يوشك أن يالط‬
‫المى‬
‫وإن بايعه وأخذ منه جاز لن الظاهر ما ف يده أنه له فل يرم الخذ منه‬
‫ويكره بيع العنب من يعصر المر والتمر من يعمل النبيذ وبيع السلح من يعصي ال تعال به‬
‫لنه ل يأمن أن يكون ذلك معونة على العصية‬
‫فإن باع منه صح البيع لنه قد ل يتخذ المر ول يعصي ال تعال بالسلح‬
‫ول يوز بيع الصحف ول العبد السلم من الكافر لنه يعرض العبد للصغار والصحف للبتذال‬
‫فإن باعه منه ففيه قولن أحدها أن البيع باطل لنه عقد منع منه لرمة السلم فلم يصح‬
‫كتزويج السلمة من الكافر‬
‫والثان يصح لنه سبب يلك به العبد الكافر فجاز أن يلك به العبد السلم كالرث‬
‫فإذا قلنا بذا أمرناه بإزالة ملكه لن ف تركه ف ملكه صغارا على السلم‬
‫فإن باعه أو أعتقه جاز وإن كاتبه ففيه قولن أحدها يقبل منه لن بالكتابة يصي كالارج من‬
‫ملكه ف التصرفات‬
‫والثان ل يقبل لنه عقدة ل يزيل اللك فل ) يقبل منه ( كالتزويج والجارة‬
‫فإن ابتاع الكافر أباه السلم ففيه طريقان أحدها أنه على القولي‬
‫والثان أنه يصح قول واحدا لنه يصل له من الكمال بالرية أكثر ما يلحقه من الصغار بالرق‬

‫____________________‬

‫فصل ف حكم بيع الارية بملها ول يوز بيع الارية ) إل ( بملها لنه يتبعها ف البيع والعتق‬
‫فل يوز بيعها دونه كاليد والرجل‬
‫ول يوز أن يفرق بي الارية وولدها ف البيع قبل سبع سني لا روى أبو سعيد الدري أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ل توله والدة بولدها وقال عليه السلم من فرق بي والدة وولدها فرق‬
‫ال بينه وبي أحبته يوم القيامة‬
‫وإن فرق بينهما بالبيع بطل البيع لنه تفريق مرم ف البيع فأفسد البيع كالتفريق بي الارية‬
‫وحلها‬
‫وهل يوز بعد سبع سني إل البلوغ فيه قولن أحدها ل يوز لعموم الخبار ولنه غي بالغ فل‬
‫يوز التفريق بينه وبي أمه ف البيع كما لو كان له دون سبع سني‬
‫والثان يوز لنه مستغن عن حضانتها فجاز التفريق بينهما كالبالغ‬
‫باب ما يفسد البيع من الشروط وما ل يفسده إذا شرط ف البيع شرطا نظرت فإن كان شرطا‬
‫يقتضيه البيع كالتسليم والرد بالعيب وما أشبههما ل يبطل العقد لن شرط ذلك بيان لا يقتضيه‬
‫العقد فلم يبطله‬
‫فإن شرط ما ل يقتضيه العقد ولكن فيه مصلحة كاليار والجل والرهن والضمي ل يبطل العقد‬
‫لن الشرع ورد بذلك على ما نبينه ف مواضعه إن شاء ال وبه الثقة ولن الاجة تدعو إليه فلم‬
‫يفسد العقد فإن شرط عتق العبد البيع ل يفسد العقد لن عائشة رضي ال عنها اشترت بريرة‬
‫لتعتقها فأراد أهلها أن يشترطوا ولءها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اشتريها وأعتقيها‬
‫فإنا الولء لن أعتق‬
‫وإن اشتراه بشرط العتق فامتنع من إعتاقه ففيه وجهان أحدها يب عليه لنه عتق مستحق عليه‬
‫فإذا امتنع أجب عليه كما لو نذر عتق عبد ث امتنع من إعتاقه‬
‫والثان ل يب بل يثبت للبائع اليار ف فسخ البيع لنه ملكه بالعوض وإنا شرط للبائع حقا فإذا‬
‫ل يف ثبت للبائع اليار كما لو اشترى شيئا بشرط أن يرهن بالثمن رهنا فامتنع من الرهن فإن‬
‫رضي البائع بإسقاط حقه من العتق ففيه وجهان أحدها ل يسقط لنه عتق مستحق فل يسقط‬
‫بإسقاط الدمي كالنذور‬
‫والثان أنه يسقط لنه حق شرطه البائع لنفسه فسقط بإسقاطه كالرهن والضمي‬
‫وإن تلف العبد قبل العتق ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه ليس للبائع إل الثمن لنه ل يفقد أكثر من‬
‫العتق‬
‫والثان يأخذ الثمن وما نقص من الثمن بشرط العتق فيقوم من غي شرط العتق ث يقوم مع شرط‬
‫العتق ويب ما بينهما من الثمن‬
‫والثالث أنه يفسخ العقد لن البائع ل يرض بذا الثمن وحده والشتري ل يلتزم أكثر من هذا‬
‫الثمن فوجب أن يفسخ العقد‬
‫فصل ف بيان الشروط الفاسدة ف البيع فإن شرط ما سوى ذلك من الشروط الت تناف مقتضى‬
‫البيع بأن باع عبدا بشرط أل يبيعه أو ل يعتقه أو باع دارا بشرط أن يسكنها مدة أو ثوبا بشرط‬
‫أن ييطه له أو فلعة بشرط أن يذوها له بطل البيع لا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه نى‬
‫عن بيع وشرط وروي أن عبد ال بن مسعود اشترى جارية من امرأته زينب الثقفية وشرطت‬
‫عليه أنك إن بعتها فهي ل بالثمن فاستفت عبد ال بن عمر رضي ال عنهما فقال ل تقربا وفيها‬
‫شرط لحد‬
‫وروي أن عبد ال اشترى جارية واشترط خدمتها فقال له عمر رضي ال عنه ل تقربا وفيها‬
‫مثنوية‬
‫ولنه شرط ل يب على التغليب ول هو من مقتضى العقد ول من مصلحته فأفسد العقد كما لو‬
‫شرط أل يسلم إليه البيع فإن قبض البيع ل يلكه لنه قبض ف عقد فاسد فل يوجب اللك‬
‫كالوطء ف النكاح الفاسد فإن كان باقيا وجب رده وإن هلك ضمنه بقيمته أكثر ما كانت من‬
‫حي القبض إل حي التلف‬
‫ومن أصحابنا من قال يضمن قيمته يوم التلف لنه مأذون ف إمساكه فضمن قيمته يوم التلف‬
‫كالعارية وليس بشيء لنه قبض مضمون ف عي يب ردها فإذا هلكت ضمنها بأكثر ما كانت‬
‫من حي القبض إل حي التلف كقبض الغاصب ويالف العارية فإن العارية مأذون ف إتلف‬
‫منافعها ولن ف العارية لو رد العي ناقصة بالستعمال ل يضمن ولو رد البيع ناقصا ضمن‬
‫النقصان وإن حدثت ف عينها زيادة بأن سنت ث هزلت ضمن ما نقص لن ما ضمن عينه ضمن‬
‫نقصانه كالغصوب‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يضمن لن البائع دخل ف العقد ليأخذ بدل العي دون الزيادة‬
‫والنصوص هو الول وما قاله هذا القائل يبطل‬
‫____________________‬

‫بالنافع فإنه ل يدخل ف العقد ليأخذ بدلا ث تستحق فإن كان لثله أجرة لزمه الجرة للمدة الت‬
‫أقام ف يده لنه مضمون عليه غي مأذون ف النتفاع به فضمن أجرته كالغصوب‬
‫فإن كانت جارية فوطئها ل يلزمه الد لنه وطء بشبهة لنه اعتقد أنا ملكه ويب عليه الهر لنه‬
‫وطء بشبهة فوجب به الهر كالوطء ف النكاح الفاسد‬
‫وإن كانت بكرا وجب عليه أرش البكارة لن البكارة جزء من أجزائها وأجزاؤها مضمونة عليه‬
‫فكذلك البكارة‬
‫وإن أتت منه بولد فهو حر لنه اعتقد أنا جاريته ويلزمه قيمة الولد لنه أتلف عليه رقه باعتقاده‬
‫ويقوم بعد النفصال لنه ل يكن تقويه قبل النفصال ولنه يضمن قيمة الولد للحيلولة وذلك ل‬
‫يصل إل بعد النفصال‬
‫فإن ألقت الولد ميتا ل يضمنه لنه ل قيمة له قبل النفصال ول توجد اليلولة إل بعد النفصال‬
‫فإن ماتت الارية من الولدة لزمه قميتها لنا هلكت بسبب من جهته ول تصي الارية أم ولد‬
‫ف الال لنا علقت منه ف غي ملكه وهل تصي أم ولد إذا ملكها فيه قولن‬
‫باب تفريق الصفقة إذا جع ف البيع بي ما يوز بيعه وبي ما ل يوز بيعه كالر والعبد وعبده‬
‫وعبد غيه ففيه قولن أحدها تفرق الصفقة فيبطل البيع فيما ل يوز ويصح فيما يوز لنه ليس‬
‫إبطاله فيهما لبطلنه ف أحدها بأول من تصحيحه فيهما لصحته ف أحدها فبطل حل أحدها‬
‫على الخر وبقيا على حكمهما فصح فيما يوز وبطل فيما ل يوز‬
‫والقول الثان أن الصفقة ل تفرق فيبطل العقد فيهما‬
‫واختلف أصحابنا ف علته فمنهم من قال يبطل لن العقد جع حلل وحراما فغلب التحري كما‬
‫لو جع بي أختي ف النكاح أو باع درها بدرهي‬
‫ومنهم من قال يبطل لهالة الثمن وذلك أنه إذا باع حرا وعبدا بألف سقط ما يص الر من‬
‫الثمن فيصي العبد مبيعا با بقي وذلك مهول ف حال العقد فبطل كما لو قال بعتك هذا العبد‬
‫بصته من ألف درهم فإن قلنا بالتعليل الول بطل البيع فيما ينقسم الثمن فيه على القيمة‬
‫كالعبدين وفيما ينقسم الثمن فيه على الجزاء كالعبد الواحد نصفه له ونصفه لغيه أو كرين من‬
‫طعام أحدها له والخر لغيه‬
‫وكذلك لو جع بي ما يوز وبي ما ل يوز ف الرهن أو البة أو النكاح بطل ف الميع لنه جع‬
‫بي اللل والرام‬
‫وإن قلنا إن العلة جهالة العوض ل يبطل البيع فيما ينقسم الثمن فيه على الجزاء لن العوض غي‬
‫مهول ول يبطل الرهن والبة لنه ل عوض فيه ول يبطل النكاح لن الهل بالعوض ل يبطله فإن‬
‫قلنا إن العقد يبطل فيهما رد البيع واسترجع الثمن‬
‫وإن قلنا إنه يصح ف أحدها فله اليار بي فسخ البيع وبي إمضائه لنه يلحقه ضرر بتفريق‬
‫الصفقة فثبت له اليار فإن اختار المساك فبكم يسك فيه قولن أحدها يسك بميع الثمن أو‬
‫يرد لن ما ل يقابل العقد ل ثن له فيصي الثمن كله ف مقابلة الخر‬
‫والثان أنه يسكه بقسطه لنه ل يبذل جيع العوض إل ف مقابلتهما فل يؤخذ منه جيعه ف مقابلة‬
‫أحدها‬
‫واختلف أصحابنا ف موضع القولي فمنهم من قال القولن فيما يتقسط العوض عليه بالقيمة فأما‬
‫ما يتقسط العوض عليه بالجزاء فإنه يسك الباقي بقسطه من الثمن قول واحدا لن فيما يتقسط‬
‫الثمن عليه بالقيمة ما يص الائز مهول فدعت الضرورة إل أن يعل جيع الثمن ف مقابلته‬
‫ليصي معلوما وفيما يتقسط الثمن عليه بالجزاء ما يص الائز معلوم فل حاجة بنا إل أن نعل‬
‫جيع الثمن ف مقابلته‬
‫ومنهم من قال القولن ف الميع وهو الصحيح لنه نص على القولي ف بيع الثمرة قبل أن ترج‬
‫الزكاة والثمار ما يتقسط الثمن عليها بالجزاء‬
‫فإن قلنا يسك بميع الثمن ل يكن للبائع اليار لنه ل ضرر عليه‬
‫وإن قلنا يسك بصته فهل للبائع اليار فيه وجهان أحدها أن له اليار لنه تبعضت عليه الصفقة‬
‫فيثبت له اليار كما يثبت للمشترى‬
‫والثان ل خيار له لنه دخل على بصية لن الر ل يؤخذ منه بثمن‬
‫وإن باع مهول ومعلوما فإن قلنا ل تفرق الصفقة بطل العقد فيهما‬
‫وإن قلنا تفرق وقلنا إنه يسك الائز بصته بطل البيع فيه لن الذي يصه مهول‬
‫وإن قلنا يسكه بميع الثمن صح العقد فيه وإن جع بي حللي ث تلف أحدها قبل القبض بطل‬
‫البيع فيه وهل يبطل ف الباقي فيه طريقان أحدها أنه على القولي ف تفريق الصفقة لن ما يدث‬
‫من اللك قبل القبض كالوجود ف حال العقد ف إبطال‬
‫____________________‬

‫العقد فوجب أن يكون كالوجود ف حال العقد فيما ذكرناه‬


‫والثان ل يبطل إل فيما تلف لن ف المع بي اللل والرام إنا بطل للجهل بالعوض أو للجمع‬
‫بي اللل والرام ف العقد ول يوجد ههنا واحد منهما فعلى هذا يصح العقد ف الباقي‬
‫وللمشتري اليار ف فسخ العقد لنه تفرقت عليه الصفقة فإن أمضاه أخذ الباقي بقسطه من‬
‫الثمن قول واحدا لن العوض ههنا قابل البيعي فانقسم عليهما فل يتغي باللك‬
‫فصل ف حكم من جع بي بيع وإجارة بشرط اليار ف أحدها وإن جع بي بيع وإجارة أو بي‬
‫بيع وصرف أو بي عبدين بشرط اليار ف أحدها دون الخر بعوض واحد ففيه قولن أحدها‬
‫أنه يبطل العقدان لن أحكام العقدين متضادة وليس أحدها بأول من الخر فبطل الميع‬
‫والثان أنه يصح العقدان وينقسم العوض عليهما على قدر قيمتهما لنه ليس فيه أكثر من‬
‫اختلف حكم العقدين وهذا ل ينع صحة العقد كما لو جع ف البيع بي ما فيه شفعة وبي ما ل‬
‫شفعة فيه وإن جع بي البيع والنكاح بعوض واحد فالنكاح ل يبطل لنه ل يبطل بفساد العوض‬
‫وف البيع قولن ووجههما ما ذكرناه‬
‫وإن جع بي البيع والكتابة فإن قلنا ف البيع والجارة أنما يبطلن بطل البيع والكتابة وإن قلنا‬
‫إن البيع والجارة يصحان بطل البيع ههنا لنه ل يوز أن يبيع السيد من عبده‬
‫وهل تبطل الكتابة ) يبن على القولي ف ( تفريق الصفقة فإن قلنا ل تفرق بطل وإن قلنا تفرق‬
‫بطل البيع وصحت الكتابة‬
‫باب الربا الربا مرم والصل فيه قوله تعال } وأحل ال البيع وحرم الربا { وقوله تعال } الذين‬
‫يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الس { وروي ف التفسي حي‬
‫يقوم من قبه وروى ابن مسعود رضي ال عنه قال لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم آكل‬
‫الربا وموكله وشاهده وكاتبه‬
‫فصل ف بيان أعيان الربا والعيان الت نص على تري الربا فيها الذهب والفضة والب والشعي‬
‫والتمر واللح والدليل عليه ما روى عبادة بن الصامت رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ينهى عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة والتمر بالتمر والب بالب والشعي‬
‫بالشعي واللح باللح إل سواء بسواء عينا بعي فمن زاد أو استزاد فقد أرب‬
‫فأما الذهب والفضة فإنه يرم فيهما الربا لعلة واحدة وهو أنما من جنس الثان فيحرم الربا‬
‫فيهما ول يرم فيما سواها من الوزونات والدليل عليه أنه ل يوز أن يكون تري الربا لعن‬
‫يتعداها إل غيها من الموال لنه لو كان لعن يتعداها إل غيها ل يز اسلمهما فيما سواها‬
‫من الموال لن كل شيئي جعتهما علة واحدة ف الربا ل يوز إسلم أحدها ف الخر كالذهب‬
‫والفضة والنطة والشعي فلما جاز إسلم الذهب والفضة ف الوزونات والكيلت وغيها من‬
‫الموال دل على أن العلة فيهما لعن ل يتعداها وهو أنه من جنس الثان‬
‫فأما العيان الربعة ففيها قولن قال ف الديد العلة فيها أنا مطعومة والدليل عليه ما روى معمر‬
‫بن عبد ال أن النب صلى ال عليه وسلم قال الطعام بالطعام مثل بثل والطعام اسم لكل ما يتطعم‬
‫والدليل عليه قوله تعال } وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لم { وأراد به‬
‫الذبائح وقالت عائشة رضي ال عنها مكثنا مع نبينا صلى ال عليه وسلم سنة ما لنا طعام إل‬
‫السودان الاء والتمر وقال لبيد ) من الكامل (‬
‫____________________‬

‫فلمعفر قهد ننازع شلوه غبش كواسب ما ين طعامها وأراد به الفريسة والكم إذا علق على‬
‫اسم مشتق كان ذلك علة فيه كالقطع ف السرقة والد ف الزنا ولن الب ما دام مطعوما يرم‬
‫فيه الربا فإذا زرع وخرج عن أن يكون مطعوما ل يرم فيه الربا فإذا انعقد الب وصار مطعوما‬
‫حرم فيه الربا فدل على أن العلة فيه كونه مطعوما فعلى هذا يرم الربا ف كل ما يطعم من‬
‫القوات والدام واللوات والفواكه والدوية‬
‫وف الاء وجهان أحدها يرم فيه الربا لنه مطعوم فهو كغيه‬
‫والثان ل يرم فيه الربا لنه مباح ف الصل غي متمول ف العادة فل يرم فيه الربا‬
‫وف الدهان الطيبة وجهان أحدها ل ربا فيها لنا تعد للنتفاع برائحتها دون الكل‬
‫والثان أنه يرم فيها الربا وهو الصحيح لنه مأكول وإنا ل يؤكل لنه ينتفع به فيما هو أكثر من‬
‫الكل‬
‫وف البزر ودهن السمك وجهان أحدها ل ربا فيه لنه يعد للستصباح‬
‫والثان أنه يرم الربا فيه لنه مأكول فأشبه الشيج‬
‫وقال ف القدي العلة فيها أنا مطعومة مكيلة أو مطعومة موزونة والدليل عليه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال الطعام بالطعام مثل بثل والماثلة ل تكون إل بالكيل أو الوزن فدل على أنه ل‬
‫يرم إل ف مطعوم يكال أو يوزن فعلى هذا ل يرم الربا فيما ل يكال ول يوزن من الطعمة‬
‫كالرمان والسفرجل والقثاء والبطيخ وما أشبهها‬
‫فصل ف أي شيء يري الربا وما سوى الذهب والفضة والأكول والشروب ل يرم فيها الربا‬
‫فيجوز بيع بعضها ببعض متفاضل ونسيئة ويوز فيها التفرق قبل التقابض لا روى عبد ال بن‬
‫عمرو بن العاص قال أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أجهز جيشا فنقدت البل فأمرن‬
‫أن آخذ على قلص الصدقة فكنت آخذ البعي بالبعيين إل إبل الصدقة‬
‫وعن علي كرم ال وجهه أنه باع جل إل أجل بعشرين بعيا وباع ابن عباس رضي ال عنهما‬
‫بعيا بأربعة أبعرة واشترى ابن عمر رضي ال عنهما راحلة بأربع رواحل ورواحله بالربذة‬
‫واشترى رافع بن خديج رضي ال عنه بعيا ببعيين فأعطاه أحدها وقال آتيك بالخر غدا ول‬
‫يوز بيع نسيئة بنسيئة لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن‬
‫بيع الكالء بالكالء‬
‫قال أبو عبيدة هو النسيئة بالنسيئة‬

‫____________________‬

‫فصل ف بيان ما يري فيه الربا فأما ما يرم فيه الربا فينظر فيه فإن باعه بنسه حرم فيه التفاضل‬
‫والنساء والتفرق قبل التقابض لا روى عبادة بن الصامت أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫الذهب بالذهب والفضة بالفضة والتمر بالتمر والب بالب والشعي بالشعي واللح باللح مثل بثل‬
‫يدا بيد فإذا اختلفت هذه الصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد فإن باعه بغي جنسه‬
‫نظرت فإن كان ما يرم الربا فيهما لعلة واحدة كالذهب والفضة والشعي والنطة جاز فيه‬
‫التفاضل وحرم فيه النساء والتفرق قبل التقابض لقوله صلى ال عليه وسلم فإذا اختلفت هذه‬
‫الصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد فإن تبايعا وتايرا ف اللس قبل التقابض بطل البيع‬
‫لن التخاير كالتفرق ولو تفرقا قبل التقابض بطل العقد فكذلك إذا تايرا وإن تبايعا دراهم‬
‫بدناني ف الذمة وتقابضا ث وجد أحدها با قبض عيبا نظرت فإن ل يتفرقا جاز أن يرد ويطالب‬
‫بالبدل لن العقود عليه ما ف الذمة وقد قبض قبل التفرق وإن تفرقا ففيه قولن أحدها يوز‬
‫إبداله لن ما جاز إبداله قبل التفرق جاز ) إبداله بعد التفرق ( كالسلم فيه‬
‫والثان ل يوز وهو قول الزن لنه إذا أبدله صار القبض بعد التفرق وذلك ل يوز وإن كان ما‬
‫يرم فيهما الربا بعلتي كبيع النطة بالذهب والشعي بالفضة حل فيه التفاضل والنساء والتفرق‬
‫قبل التقابض لجاع المة على جواز إسلم الذهب والفضة ف الكيلت الطعومة‬
‫فصل ف بيان إذا اتفقا ف السم الاص من أصل اللقة وكل شيئي اتفقا ف السم الاص من‬
‫أصل اللقة كالتمر البن والتمر العقلي فهما جنس واحد وكل شيئي اختلفا ف السم من أصل‬
‫اللقة كالنطة والشعي والتمر والزبيب فهما جنسان والدليل عليه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ذكر ستة أشياء وحرم فيها التفاضل إذا باع كل شيء منها با وافقه ف السم وأباح فيه التفاضل‬
‫إذا باعه با خالفه ف السم فدل على أن كل شيئي اتفقا ف السم فهما جنس وإذا اختلفا ف‬
‫السم فهما جنسان وما اتذ من أموال الربا كالدقيق والبز والعصي والدهن تعتب بأصولا فإن‬
‫كانت الصول أجناسا فهي أجناس وإن كانت الصول جنسا واحدا فهي جنس واحد فعلى هذا‬
‫دقيق النطة ودقيق الشعي جنسان وخبز النطة وخبز الشعي جنسان ودهن الوز ودهن اللوز‬
‫جنسان‬
‫واختلف قوله ف زيت الزيتون وزيت الفجل‬
‫فقال ف أحد القولي ها جنس واحد لنه جعهما اسم الزيت‬
‫والثان أنما جنسان وهو الصحيح لنما يتلفان ف الطعم واللون فكانا جنسي كالتمر الندي‬
‫والتمر البن ولنما فرعان لنسي متلفي فكانا جنسي كدهن الوز ودهن اللوز واختلف قوله‬
‫ف اللحمان فقال ف أحد القولي هي أجناس وهو قول الزن وهو الصحيح لنا فروع لصول‬
‫هي أجناس فكانت أجناسا كالدقة والدهان‬
‫والثان أنا جنس واحد لنا تشترك ف السم الاص ف أول دخولا ف تري الربا فكانت جنسا‬
‫واحدا كالتمور وتالف الدقة والدهان لن أصولا أجناس يوز بيع بعضها ببعض متفاضل‬
‫فاعتب فروعها با واللحمان ل يرم الربا ف أصولا فاعتبت بنفسها فإن قلنا إن اللحم جنس‬
‫واحد ل يز بيع لم شيء من اليوان بلحم غيه متفاضل‬
‫وهل يدخل لم السمك ف ذلك فيه وجهان قال أبو إسحاق يدخل فيها فل يوز بيعه بلحم شيء‬
‫من اليوان متفاضل لن اسم اللحم يقع عليه والدليل عليه قوله تعال } لتأكلوا منه لما طريا {‬

‫ومن أصحابنا من قال ل يدخل فيه لم السمك وهو الذهب لنه ل يدخل ف إطلق اسم اللحم‬
‫ولذا لو حلف ل يأكل اللحم ل ينث بأكل لم السمك‬
‫فإن قلنا إن اللحوم أجناس جاز بيع لم كل جنس من اليوان بلحم جنس آخر متفاضل فيجوز‬
‫بيع لم البقر بلحم الغنم متفاضل ولم بقر الوحش بلحم بقر الهل لنما جنسان ول يوز بيع‬
‫لم الضأن بلحم العز ول لم البقر بلحم الواميس متفاضل لنما نوعان من جنس واحد‬
‫____________________‬

‫فصل ف اعتبار الحر والبيض من اللحم جنس واللحم الحر واللحم البيض جنس واحد لن‬
‫الميع لم واللحم والشحم جنسان واللحم واللية جنسان والشحم واللية جنسان واللحم‬
‫والكبد جنسان والكبد والطحال جنسان واللحم والكلية جنسان لنا متلفة السم واللقة فأما‬
‫اللبان ففيها طريقان من أصحابنا من قال هي كاللحمان وفيها قولن ومنهم من قال اللبان‬
‫أجناس قول واحدا لنا تتولد من اليوان واليوان أجناس فكذلك اللبان واللحمان ل تتولد من‬
‫اليوان والصحيح أنا كاللحمان‬
‫فصل ف حكم بيع التفاضل وما حرم فيه التفاضل ل يوز بيع بعضه ببعض حت يتساويا ف الكيل‬
‫فيما يكال والوزن فيما يوزن لا روى عبادة بن الصامت أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫الذهب بالذهب تبه وعينه وزنا بوزن والفضة بالفضة تبها وعينها وزنا بوزن واللح باللح‬
‫والتمر بالتمر والب بالب والشعي بالشعي كيل بكيل فمن زاد أو أزاد فقد أرب فإن باع صبة‬
‫طعام بصبة طعام وها ل يعلمان كيلهما ل يصح البيع لا روى جابر رضي ال عنه قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تباع الصبة من الطعام بالصبة من الطعام وإن باع صبة‬
‫طعام بصبة طعام صاعا بصاع فخرجتا متساويتي صح البيع وإن خرجتا متفاضلتي ففيه قولن‬
‫أحدها أنه باطل لنه بيع طعام بطعام متفاضل‬
‫والثان أنه يصح فيما تساويا فيه لنه شرط التساوي ف الكيل ومن نقصت صبته فهو باليار بي‬
‫أن يفسخ البيع وبي أن يضيه بقدار صبته لنه دخل على أن يسلم له جيع الصبة ول يسلم له‬
‫فثبت له اليار‬
‫وإن باع صبة طعام بصبة شعي كيل بكيل فخرجتا متساويتي جاز وإن خرجتا متفاضلتي فإن‬
‫رضي صاحب الصبة الزائدة بتسليم الزيادة أقر العقد ووجب على الخر قبوله لنه ملك الميع‬
‫بالعقد وإن رضي صاحب الصبة الناقصة بقدر صبته من الصبة الزائدة أقر العقد وإن تشاحا‬
‫فسخ البيع لن كل واحد منهما باع صبته بميع صبة صاحبه على التساوي ف القدار وقد‬
‫تعذر ذلك ففسخ العقد‬
‫فصل ف اعتبار التساوي ف الكيل والوزن ويعتب التساوي فيما يكال ويوزن بكيل الجاز ووزنه‬
‫لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال الكيال مكيال أهل الدينة واليزان ميزان أهل مكة وإن‬
‫كان ما ل أصل له بالجاز ف الكيل والوزن نظرت فإن كان ما ل يكن كيله اعتب التساوي فيه‬
‫بالوزن لنه ل يكن غيه وإن كان ما يكن كيله ففيه وجهان أحدها أنه يعتب بأشبه الشياء به ف‬
‫الجاز فإن كان مكيل ل يز بيعه إل كيل وإن كان موزونا ل يز بيعه إل موزونا لن الصل فيه‬
‫الكيل والوزن بالجاز فإذا ل يكن له ف الجاز أصل ف الكيل والوزن اعتب بأشبه الشياء به‬
‫والثان أنه يعتب بالبلد الذي فيه البيع لنه أقرب إليه وإن كان ما ل يكال ول يوزن وقلنا بقوله‬
‫الديد أنه يرم فيه الربا وجوزنا بيع بعضه ببعض نظرت فإن كان ما ل يكن كيله كالبقل والقثاء‬
‫والبطيخ وما أشبهها بيع وزنا وإن كان ما يكن كيله ففيه وجهان أحدها ل يباع إل كيل لن‬
‫الصل هو العيان الربعة النصوص عليها وهي مكيلة فوجب رده إل الصل والثان أنه ل يباع‬
‫إل وزنا لن الوزن أحصر‬
‫فصل ف بيان حكم بيع الربا بعضه ببعض وبيان مسألة مد عجوة وما حرم فيه الربا ل يوز بيع‬
‫بعضه ببعض ومع أحد العوضي جنس آخر يالفه ف القيمة كبيع ثوب ودرهم بدرهي ومد‬
‫عجوة ودرهم بدرهي ول يباع نوعان من جنس بنوع كدينار قاسان ودينار سابوري بقاسانيي‬
‫أو سابوريي أو دينار صحيح ودينار قراضة بدينارين صحيحي أو دينارين قراضة والدليل عليه ما‬
‫روى فضالة بن عبيد قال أتى رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بقلدة فيها خرز مغلفة‬
‫بذهب فابتاعها رجل بسبعة دناني أو تسعة دناني فقال عليه الصلة السلم ل حت تيز بينه وبينه‬
‫قال إنا أردت الجارة فقال ل حت تيز بينهما ولن الصفقة إذا جعت شيئي متلفي القيمة‬
‫انقسم الثمن عليهما والدليل عليه أنه إذا باع سيفا وشقصا بألف قوم السيف والشقص وقسم‬
‫اللف عليهما على قدر قيمتهما وأخذ الشفيع الشقص‬
‫____________________‬

‫بصته من الثمن على قدر قيمته وأمسك الشتري السيف بصته من الثمن على قدر قيمته وإذا‬
‫قسم الثمن على قدر القيمة أدى إل الربا لنه إذا باع دينارا صحيحا قيمته عشرون درها‬
‫ودينارا قراضة قيمته عشرة ) دراهم ( بدينارين وقسم الثمن عليهما على قدر قيمتهما صارت‬
‫القراضة مبيعة بثلث الدينارين والصحيح بالثلثي وذلك ربا‬
‫فصل ول يباع خالصه بشوبه كحنطة خالصة بنطة فيها شعي أو زؤان وفضة خالصة بفضة‬
‫مغشوشة وعسل مصفى بعسل فيه شع لن أحدها يفضل على الخر ول يباع مشوبه بشوبه‬
‫كحنطة فيها شعي أو زؤان بنطة فيها شعي أو زؤان وفضة مغشوشة بفضة مغشوشة أو عسل فيه‬
‫شع بعسل فيه شع لنه ل يعلم التماثل بي النطتي وبي الفضتي وبي العسلي‬
‫ويوز أن يباع طعام بطعام وفيه قليل تراب لن التراب يصل ف سقوف الطعام ول يظهر ف‬
‫الكيل فإن باع موزونا بوزون من جنسه من أموال الربا وفيه قليل تراب ل يز لن ذلك يظهر ف‬
‫الوزن وينع من التماثل‬
‫فصل ف حكم بيع الرطب باليابس ول يباع رطبه بيابسه على الرض لا روى سعد بن أب وقاص‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن بيع الرطب بالتمر فقال أينقص الرطب إذا‬
‫يبس فقيل له نعم قال فل إذا فنهى عن بيع الرطب بالتمر وجعل العلة فيه أنه ينقص عن يابسه‬
‫فدل على أن كل رطب ل يوز بيعه بيابسه وأما بيع رطبه برطبه فينظر فيه فإن كان ذلك ما‬
‫يدخر يابسه كالرطب والعنب ل يز بيع رطبه برطبه وقال الزن يوز لن معظم منافعه ف حال‬
‫رطوبته فجاز بيع بعضه ببعض كاللب والدليل على أنه ل يوز أنه ل يعلم التماثل بينهما ف حال‬
‫الكمال والدخار فلم يز بيع أحدها بالخر كالتمر بالتمر جزافا ويالف اللب فإن كماله ف‬
‫حال رطوبته لنه يصلح لكل ما يراد به والكمال ف الرطب والعنب ف حال يبوسته لنه يعمل‬
‫منه كل ما يراد منه ويصلح للبقاء والدخار وإن كان ما يدخر يابسه كسائر الفواكه ففيه قولن‬
‫أحدها ل يوز لنه جنس فيه ربا فلم يز بيع رطبه برطبه كالرطب والعنب‬
‫والثان أنه يوز لن معظم منافعه ف حال رطوبته فجاز بيع رطبه برطبه كاللب‬
‫وف الرطب الذي ل ييء منه التمر والعنب الذي ل يىء منه الزبيب طريقان أحدها أنه ل يوز‬
‫بيع بعضه ببعض لن الغالب منه أنه يدخر يابسه وما ل يدخر منه نادر فألق بالغالب‬
‫والثان وهو قول أب العباس أنه على قولي لن معظم منفعته ف حال رطوبته فكان على قولي‬
‫كسائر الفواكه‬
‫وف بيع اللحم الطرى باللحم الطرى طريقان أحدها وهو النصوص أنه ل يوز لنه يدخر يابسه‬
‫فلم يز بيع رطبه برطبه كالرطب والعنب‬
‫والثان وهو قول أب العباس أنه على قولي لن معظم منفعته ف حال رطوبته فصار كالفواكه فإن‬
‫باع منه ما فيه نداوة يسية بثله كالتمر الديث بعضه ببعض جاز بل خلف لن ذلك ل يظهر‬
‫ف الكيل وإن كان ما يوزن كاللحم ل يز لنه يظهر ف الوزن‬
‫فصل ف حكم بيع العرايا وأما العرايا وهو بيع الرطب على النخل بالتمر على الرض خرصا فإنه‬
‫يوز للفقراء فيخرص ما على النخل من الرطب وما ييء منه من التمر إذا جف ث يبيع ذلك‬
‫بثله ترا ويسلمه إليه قبل التفرق والدليل عليه ما روى ممود بن لبيد قال قلت لزيد بن ثابت ما‬
‫عراياكم هذه فسمى رجال متاجي من النصار شكوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫الرطب يأت ول‬
‫____________________‬

‫نقد بأيديهم يبتاعون به رطبا يأكلونه مع الناس وعندهم فضول من قوتم من التمر فرخص لم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يبتاعوا العرايا برصها من التمر الذي ف أيديهم يأكلونا رطبا‬
‫وهل يوز للغنياء فيه قولن أحدها ل يوز وهو اختيار الزن لن الرخصة وردت ف حق‬
‫الفقراء والغنياء ل يشاركونم ف الاجة فبقي ف حقهم على الظر‬
‫والثان أنه يوز لا روى سهل بن أب حثمة قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيع التمر‬
‫بالتمر إل أنه رخص ف العرايا أن تبتاع برصها ترا يأكلها أهلها رطبا ول يفرق ولن كل بيع‬
‫جاز للفقراء جاز للغنياء كسائر البيوع‬
‫وهل يوز ذلك ف الرطب بالرطب فيه ثلثة أوجه أحدها يوز وهو قول أب علي بن خيان لا‬
‫روى زيد بن ثابت قال رخص رسول ال صلى ال عليه وسلم ف العرايا بالتمر والرطب ول‬
‫يرخص ف غي ذلك‬
‫والثان ل يوز وهو قول أب سعيد الصطخري لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ل تبايعوا ثر النخل بثمر النخل ولن الرص غرر وقد وردت الرخصة ف‬
‫جوازه ف أحد العوضي فلو جوزنا ف الرطب بالرطب لوزناه ف العوضي وذلك غرر كثي زائد‬
‫على ما وردت فيه الرخصة فلم يز كشرط اليار فيما زاد على ثلثة أيام‬
‫والثالث وهو قول أب إسحاق أنه إن كان نوعا واحدا ل يز لنه ل حاجة به إليه لن مثل ما‬
‫يبتاعه عنده وإن كان نوعي جاز لنه قد يشتهي كل واحد منهما النوع الذي عند صاحبه فيكون‬
‫كمن عنده تر ول رطب عنده ول يوز ف العرايا فيما زاد على خسة أوسق ف عقد واحد لا‬
‫روى جابر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن الخابرة والاقلة والزابنة‬
‫فالاقلة أن يبيع الرجل الزرع بائة فرق من حنطة والزابنة أن يبيع الثمر على رؤوس النخل بائة‬
‫فرق والخابرة كراء الرض بالثلث والربع ويوز ذلك فيما دون خسة أوسق لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم أرخص ف بيع العرايا فيما دون خسة أوسق وف‬
‫خسة أوسق قولن أحدها ل يوز وهو قول الزن لن الصل هو الظر وقد ثبت جواز ذلك‬
‫فيما دون خسة أوسق لديث أب هريرة رضي ال عنه‬
‫وف خسة أوسق شك لنه روي ف حديث أب هريرة فيما دون خسة أوسق أو ف خسة أوسق‬
‫شك فيه داود بن الصي فبقي على الصل ولن خسة أوسق ف حكم ما زاد بدليل أنه تب‬
‫الزكاة ف الميع فإذا ل تز فيما زاد على خسة أوسق ل تز ف خسة أوسق‬
‫والقول الثان أنه يوز لعموم حديث سهل بن أب حثمة‬
‫فصل ف إعطاء حكم الرطب والتمر حكم العنب والزبيب وما جاز ف الرطب بالتمر جاز ف‬
‫العنب بالزبيب لنه يدخر يابسه ويكن خرصه فأشبه الرطب وفيما سوى ذلك من الثمار قولن‬
‫أحدها يوز لنه ثرة فجاز بيع رطبها بيابسها خرصا كالرطب‬
‫والثان ل يوز لا روى زيد بن ثابت قال رخص رسول ال صلى ال عليه وسلم ف العرايا بالتمر‬
‫والرطب ول يرخص ف غي ذلك ولن سائر الثمار ل يدخر يابسها ول يكن خرصها لتفرقها ف‬
‫الغصان واستتارها ف الوراق فلم يز بيعها خرصا‬

‫____________________‬

‫فصل ول يباع ما نزع نواه با ل ينع ول يباع منه ما نزع نواه با ل ينع نواه لن أحدها على‬
‫هيئة الدخار والخر على غي هيئة الدخار ويتفاضلن حال الدخار فلم يز بيع أحدها بالخر‬
‫كالرطب بالتمر‬
‫وهل يوز بيع ما نزع نواه بعضه ببعض فيه وجهان أحدها يوز لقوله صلى ال عليه وسلم ل‬
‫تبيعوا التمر بالتمر إل سواء بسواء‬
‫والثان ل يوز لنه يتجاف ف الكيال فل يتحقق فيه التساوي ولنه يهل تساويهما ف حال‬
‫الكمال والدخار فأشبه بيع التمر بالتمر جزافا‬
‫فصل ول يوز بيع نيئه بطبوخه لن النار تعقد أجزاءه وتسخنه فإن بيع كيل ل يز لنما ل‬
‫يتساويان ف الكيل ف حال الدخار وإن بيع وزنا ل يز لن أصله الكيل فل يوز بيعه وزنا ول‬
‫يوز بيع مطبوخه بطبوخه لن النار قد تعقد من أجزاء أحدها أكثر من الخر فيجهل التساوي‬
‫واختلف أصحابنا ف بيع العسل الصفى بالنار بعضه ببعض فمنهم من قال ل يوز لن النار تعقد‬
‫أجزاءه فل يعلم تساويهما ومنهم من قال يوز وهو الذهب لن نار التصفية نار لينة ل تعقد‬
‫الجزاء وإنا تيزه من الشمع فصار كالعسل الصفى بالشمس واختلفوا ف بيع السكر بعضه‬
‫ببعض فمنهم من قال ل يوز لن النار قد عقدت أجزاءه‬
‫ومنهم من قال يوز لن ناره ل تعقد الجزاء وإنا تيزه من القصب‬
‫فصل بيع الب بدقيقه ول يوز بيع الب بدقيقه متفاضل لن الدقيق هو الب بعينه وإنا فرقت‬
‫أجزاؤه فهو كالدناني الصحاح بالقراضة فأما بيعه به متماثل فالنصوص أنه ل يوز‬
‫وقال الكرابيسي قال أبو عبد ال يوز فجعل أبو الطيب بن سلمة هذا قول آخر‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يوز قول واحدا ولعل الكرابيسي أراد أبا عبد ال مالكا أو أحد فإن‬
‫عندها يوز ذلك والدليل على أنه ل يوز أنه جنس فيه ربا بيع منه ما هو على هيئة الدخار با‬
‫ليس منه على هيئة الدخار على وجه يتفاضلن ف حال الدخار فلم يصح كبيع الرطب بالتمر‬
‫ول يوز بيع دقيقه بدقيقه وروى الزن عنه ف النثور أنه يوز وإليه أومأ ف البويطي لنما‬
‫يتساويان ف الال ول يتفاضلن ف الثان فجاز بيع أحدها بالخر كالنطة بالنطة‬
‫والصحيح هو الول لنه جهل التساوي بينهما ف حال الكمال والدخار فأشبه بيع الصبة‬
‫بالصبة جزافا ول يوز بيع حبه بسويقه ول سويقه بسويقه لا ذكرناه ف الدقيق ولن النار قد‬
‫دخلت فيه وعقدت أجزاءه فمنع التماثل ول يوز بيعه ببزه لنه دخله النار وخالطه اللح والاء‬
‫وذلك ينع التماثل ولن البز موزون والنطة مكيل فل يكن معرفة التساوي بينهما ول يوز‬
‫بيع خبزه ببزه لن ما فيه من الاء واللح ينع من العلم بالتماثل فمنع جواز العقد‬
‫وإن جفف البز وجعل فتيتا وبيع بعضه ببعض كيل ففيه قولن أحدها ل يوز لنه ل يعلم‬
‫تساويهما ف حال الكمال فلم يز بيع أحدها بالخر كالرطب بالرطب‬
‫والثان أنه يوز لنه مكيل مدخر فجاز بيع بعضه ببعض كالتمر‬
‫فصل بيع السمسم بالشيج وما شاكله ول يوز بيع أصله بعصيه كالسمسم بالشيج والعنب‬
‫بالعصي لنه إذا عصر الصل نقص عن العصي الذي بيع به ويوز بيع العصي بالعصي إذا ل‬
‫تنعقد أجزاؤه لنه يدخر على صفته فجاز بيع بعضه ببعض كالزبيب بالزبيب ويوز بيع الشيج‬
‫بالشيج‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لنه يالطه الاء واللح وذلك ينع التماثل فمنع العقد والذهب‬
‫الول لنه يدخر على جهته فجاز بيع بعضه ببعض كالعصي‬
‫وأما الاء واللح فإنه يصل ف الكسب ول ينعصر لنه لو انعصر ف الشيج لبان عليه ويوز بيع‬
‫خل المر بل المر لنه يدخر على جهته فجاز بيع بعضه ببعض كالزبيب بالزبيب ول يوز بيع‬
‫خل المر بل الزبيب لن ف خل الزبيب ماء وذلك ينع من تاثل اللي ول يوز بيع خل‬
‫الزبيب بل الزبيب ول بيع خل التمر بل التمر لنا إن قلنا إن الاء فيه ربا ل يز للجهل بتماثل‬
‫الاءين والهل بتماثل اللي وإن قلنا ل ربا ف الاء ل يز للجهل بتماثل اللي وإن باع خل‬
‫الزبيب بل التمر فإن قلنا إن ف الاء ربا ل يز للجهل بتماثل الاء فيهما وإن قلنا ل ربا ف الاء‬
‫جاز لنما جنسان فجاز بيع أحدها بالخر مع الهل بالقدار كالتمر بالزبيب وال أعلم‬

‫____________________‬

‫فصل ف بيع الصراة وغيه ول يوز بيع شاة ف ضرعها لب بلب شاة لن اللب يدخل ف البيع‬
‫ويقابله قسط من الثمن والدليل عليه أن النب صلى ال عليه وسلم جعل ف مقابلة لب الصراة‬
‫صاعا من تر ولن اللب ف الضرع كاللب ف الناء والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم ل‬
‫يلب أحدكم شاة غيه بغي إذنه أيب أحدكم أن تؤتى خزانته فينتثل ما فيها فجعل اللب كالال‬
‫ف الزانة فصار كما لو باع لبنا وشاة بلب فإن باع شاة ف ضرعها لب بشاة ف ضرعها لب ففيه‬
‫وجهان قال أبو الطيب بن سلمة يوز كما يوز بيع السمسم بالسمسم وإن كان ف كل واحد‬
‫منهما شيج وكما يوز بيع دار بدار وإن كان ف كل واحدة منهما بئر ماء‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يوز لنه جنس فيه ربا بيع بعضه ببعض ومع كل واحد منهما شيء‬
‫مقصود فلم يز كما لو باع نلة مثمرة بنخلة مثمرة ويالف السمسم لن الشيج ف السمسم‬
‫كالعدوم لنه ل يصل إل بطحن وعصر واللب موجود ف الضرع من غي فعل ويكن أخذه من‬
‫غي مشقة وأما الدار فإن قلنا إن الاء يلك ويرم فيه الربا فل يوز بيع إحدى الدارين بالخرى‬
‫ويوز بيع اللب الليب بعضه ببعض لن عامة منافعه ف هذه الال فجاز بيع بعضه ببعض كالتمر‬
‫بالتمر ويوز بيع اللب الليب بالرائب وهو الذى فيه حوضة لنه لب خالص وإنا تغي فهو كتمر‬
‫طيب بتمر غي طيب ويوز بيع الرائب بالرائب كما يوز بيع تر متغي بتمر متغي ول يوز بيع‬
‫اللب با يتخذ منه من الزبد والسمن لن ذلك مستخرج منه فل يوز بيعه به كالشيج بالسمسم‬
‫ول يوز بيعه بالخيض لن الخيض لب نزع منه الزبد والليب ل ينع منه الزبد فإذا بيع أحدها‬
‫بالخر تفاضل اللبنان‬
‫ول يوز بيعه بالشياز واللبإ والب لن أجزاءها قد انعقدت فل يوز بيعها باللب كيل لنما‬
‫يتفاضلن ول يوز بيعها وزنا لن اللب مكيل فل يباع بنسه وزنا وأما بيع ما يتخذ منه بعضه‬
‫ببعض فإنه إن باع السمن بالسمن جاز لنه ل يالطه غيه‬
‫قال الشافعي رحه ال والوزن فيه أحوط وقال أبو إسحاق يباع كيل لن أصله الكيل فإن باع‬
‫الزبد بالزبد ففيه وجهان‬
‫أحدها يوز كما يوز بيع السمن بالسمن واللب باللب‬
‫والثان ل يوز لن الزبد فيه لب فيكون بيع لب وزبد بلب وزبد وإن باع الخيض بالخيض‬
‫نظرت فإن ل يطرح فيه الاء جاز لنه بيع لب بلب وإن طرح فيه ماء للضرب ل يز لتفاضل‬
‫الاءين وتفاضل اللبني وإن باع الب أو القط أو الصل أو اللبأ بعضه ببعض ل يز لن أجزاءها‬
‫منعقدة ويتلف انعقادها ولن فيها ما يالطه اللح والنفحة وذلك ينع التماثل وأما بيع نوع منه‬
‫بنوع آخر فإنه ينظر فيه فإن باع الزبد بالسمن ل يز لن السمن مستخرج من الزبد فل يوز‬
‫بيعه با استخرج منه كالشيج بالسمسم وإن باع الخيض بالسمن فالنصوص أنه يوز لنه ليس‬
‫ف أحدها شيء من الخر‬
‫قال شيخنا القاضي أبو الطيب الطبي رحه ال ها كالنسي فيجوز بيع أحدها بالخر متفاضل‬
‫بل خلف وإن باع الزبد بالخيض فالنصوص أنه يوز‬
‫وقال أبو إسحاق ل يوز لن ف الزبد شيئا من الخيض فيكون بيع زبد وميض بخيض وهذا ل‬
‫يصح لن الذي فيه من الخيض ل يظهر إل بالتصفية والنار فلم يكن له حكم وما سوى ذلك ل‬
‫يوز بيع نوع منه بنوع آخر لنه يؤدى إل التفاضل‬
‫فصل ف بيع اللحم باليوان ول يوز بيع حيوان يؤكل لمه ) بلحم ( لا روى سعيد بن السيب‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يباع حى بيت وروى ابن عباس رضي ال عنه‬
‫أن جزورا نرت على عهد أب بكر رضي ال عنه فجاء رجل بعناق فقال أعطون با لما فقال‬
‫أبو بكر ل يصلح هذا ولنه جنس فيه الربا بيع بأصله الذي فيه مثله فلم يز كبيع الشيج‬
‫بالسمسم وف بيع اللحم بيوان ل يؤكل ) لمه ( قولن أحدها ل يوز للخب‬
‫والثان يوز لنه ليس فيه مثله فجاز بيعه به كاللحم بالثوب ويوز بيع اللحم بنسه إذا تناهى‬
‫جفافه ونزع منه العظم لنه يدخر على هذه الصفة فجاز بيع بعضه ببعض كالتمر‬
‫وهل يوز بيع بعضه ببعض‬
‫____________________‬

‫قبل نزع العظم فيه وجهان قال أبو سعيد الصطخري يوز كما يوز بيع التمر بالتمر وفيه النوى‬

‫ومن أصحابنا من قال ل يوز كما ل يوز بيع العسل الذي فيه شع بعضه ببعض ويالف النوى‬
‫ف التمر فإن فيه مصلحة له وليس ف ترك العظم ف اللحم مصلحة له‬
‫فصل ف حكم بيع بيض الدجاج بدجاجة ف جوفها بيض ول يوز بيع بيض الدجاج بدجاجة ف‬
‫جوفها بيض لنه جنس فيه ربا بيع با فيه مثله فلم يز كبيع اللحم باليوان‬
‫باب بيع الصول والثمار إذا باع أرضا وفيها بناء أو غراس نظرت فإن قال بعتك هذه الرض‬
‫بقوقها دخل فيها البناء والغراس لنه من حقوقها وإن ل يقل بقوقها فقد قال ف البيع يدخل‬
‫وقال ف الرهن ل يدخل واختلف أصحابنا فيه على ثلث طرق فمنهم من قال ل يدخل ف‬
‫الميع لن الرض ليست بعبارة عن الغراس والبناء وتأول قوله ف البيع عليه إذا قال بقوقها‬
‫ومنهم من نقل جوابه ف الرهن إل البيع وجوابه ف البيع إل الرهن وجعلهما على قولي أحدها‬
‫ل يدخل ف الميع لن الرض اسم للعرصة دون ما فيها من الغراس والبناء‬
‫والثان يدخل لنه متصل با فدخل ف العقد عليها كسائر أجزاء الرض‬
‫ومنهم من قال ف البيع يدخل وف الرهن ل يدخل لن البيع عقد قوي يزيل اللك فدخل فيه‬
‫الغراس والبناء والرهن عقد ضعيف ل يزيل اللك فلم يدخل فيه الغراس والبناء‬
‫فإن قال بعتك هذه القرية بقوقها ل تدخل فيها الزارع لن القرية اسم للبنية دون الزارع وإن‬
‫قال بعتك هذا الدار دخل فيها ما اتصل با من الرفوف السمرة والواب والجاجي الدفونة فيها‬
‫للنتفاع با وإن كان فيها رحا مبنية دخل الجر السفلن ف بيعها لنه متصل با وف الفوقان‬
‫وجهان أحدها أنه يدخل فيه وهو الصحيح لنه ينصب هكذا فدخل ) فيه ( كالباب‬
‫والثان ل يدخل لنه منفصل عن البيع ويدخل الغلق السمر ف الباب‬
‫وف الفتاح وجهان أحدها يدخل فيه لنه من مصلحته فل ينفرد عنه‬
‫والثان ل يدخل لنه منفصل فلم يدخل فيه كالدلو والبكرة‬
‫وإن كان ف الدار شجرة فعلى الطرق الثلثة الت ذكرناها ف الرض وأما الاء الذي ف البئر‬
‫فاختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحاق الاء غي ملوك لنه لو كان ملوكا لصاحب الدار لا جاز‬
‫للمستأجر شربه لنه إتلف عي فل يستحق بالجارة كثمرة النخل ولوجب أل يوز للمشتري‬
‫رد الدار بالعيب بعد شربه كما ل يوز رد النخل بعد أكل ثرته فعلى هذا ل يدخل ف بيع الدار‬
‫غي أن الشتري أحق به لثبوت يده على الدار‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة هو ملوك لالك الدار وهو النصوص ف القدي وف كتاب حرملة لنه‬
‫من ناء الرض فكان لالك الرض كالشيش فإذا باع الدار فإن الاء الظاهر للبائع ل يدخل ف‬
‫بيع الدار من غي شرط وما يظهر بعد العقد فهو للمشتري فعلى هذا ل يصح البيع حت يشترط‬
‫بأن الظاهر من الاء للمشتري لنه إذا ل يشترط اختلط ماء البائع باء الشتري فينفسخ البيع‬
‫وإن كان ف الرض معدن باطن كمعدن الذهب والفضة دخل ف البيع لنه من أجزاء الرض‬
‫وإن كان معدنا ظاهرا كالنفط والقار فهو كالاء ملوك ف قول أب علي بن أب هريرة وغي ملوك‬
‫ف قول أب إسحاق‬
‫والكم ف دخوله ف البيع على ما بيناه ف الاء وإن باع أرضا وفيها ركاز أو حجارة مدفونة ل‬
‫تدخل ف البيع لنا ليست من أجزاء الرض ول هي متصلة با فلم تدخل ف بيعها‬
‫فصل ف حكم بيع النخل قبل التأبي وإن باع نل وعليها طلع غي مؤبر دخل ف بيع النخل وإن‬
‫كان مؤبرا ل يدخل لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال من باع‬
‫نل بعد أن تؤبر فثمرتا للبائع إل أن يشترطها البتاع فجعلها للبائع بشرط أن تكون مؤبرة فدل‬
‫على أنا‬
‫____________________‬

‫إذا ل تكن مؤبرة فهي للمبتاع ولن ثرة النخل كالمل لنه ناء كامن لظهوره غاية كالمل ث‬
‫المل الكامن يتبع الصل ف البيع والمل الظاهر ل يتبع فكذلك الثمرة‬
‫قال الشافعي رحه ال وما شقق ف معن ما أبر لنه ناء ظاهر فهو كالؤبر وإن باع فحال وعليه‬
‫طلع ل يتشقق ففيه وجهان أحدها أنه ل يدخل ف بيع الصل لن جيع الطلع مقصود مأكول‬
‫وهو ظاهر فلم يتبع الصل كالتي‬
‫والثان أنه يدخل ف بيع الصل وهو الصحيح لنه طلع ل يتشقق فدخل ف بيع الصل كطلع‬
‫الناث وما قاله الول ل يصح لن القصود ما فيه وهو الكش الذي تلقح به الناث وهو غي‬
‫ظاهر فدخل ف بيع الصل كطلع الناث‬
‫فصل ف حكم بيع بعض الؤبر دون بعض وإن باع حائطا أبر بعضه دون بعض جعل الميع‬
‫كالؤبر فيكون الميع للبائع لنا لو قلنا إن ما أبر للبائع وما ل يؤبر للمشتري أدى إل سوء‬
‫الشاركة واختلف اليدي فجعل ما ل يؤبر تبعا للمؤبر لن الباطن يتبع الظاهر ول يعل ما أبر‬
‫تابعا لا ل يؤبر لن الظاهر ل يتبع الباطن ولذا جعلنا أساس الدار تابعا لظاهرها ف تصحيح البيع‬
‫ول نعل ظاهرها تابعا للباطن ف إفساد البيع‬
‫وقال أبو علي بن خيان إن كان نوعا واحدا جعل غي الؤبر تابعا للمؤبر وإن كان نوعي ل يعل‬
‫ما ل يؤبر من أحد النوعي تابعا للمؤبر من نوع آخر لن النوع الواحد يتقارب ظهوره والنوعان‬
‫يتلف ظهورها‬
‫والذهب الول لا ذكرناه من سوء الشاركة واختلف اليدي وذلك يوجد ف النوعي كما‬
‫يوجد ف النوع الواحد وأما إذا كان له حائطان فأبر أحدها دون الخر وباعهما فإن الؤبر للبائع‬
‫وما ل يؤبر للمشتري ول يتبع أحدها الخر لن انفراد كل واحد منهما بثمرة حائط ل يؤدي إل‬
‫سوء الشاركة واختلف اليدي فاعتب كل واحد منهما بنفسه وإن كان له حائط أطلع بعضه‬
‫دون بعض فأبر الطلع ث باع الائط ث أطلع الباقي ففيه وجهان قال أبو علي بن أب هريرة ما‬
‫أطلع ف ملك الشتري ل يتبع الؤبر بل يكون للمشتري لنه حادث ف ملكه فل يصي للبائع‬
‫والثان أنه يتبع الؤبر فيكون للبائع لنه من ثرة عامه فجعل تابعا له كالطلع الظاهر ف حال العقد‬
‫فإن أبر بعض الائط دون بعض ث أفرد الذي ل يؤبر بالبيع ففي طلعه وجهان أحدها أنه للبائع‬
‫لنا جعلناه ف الكم كالؤبر بدليل أنه لو باع الميع كان للبائع فصار كما لو أفرد بعض الؤبر‬
‫بالبيع‬
‫والثان أنه للمشتري لنه إنا جعل كالؤبر إذا بيع معه فيصي تابعا له فأما إذا أفرده فليس بتابع‬
‫للمؤبر فتبع أصله‬
‫فصل قال الشافعي رحه ال والكرسف إذا بيع أصله كالنخل وأراد به كرسف الجاز فإنه شجر‬
‫يمل ف كل سنة وترج ثرته ف كمام وتتشقق عنه كالنخل فإن باع وقد تشقق جوزه فهو للبائع‬
‫وإن ل يتشقق فهو للمشتري وإن تشقق بعضه دون بعض جعل الميع للبائع كالنخل‬
‫وأما ما ل يمل إل سنة وهو قطن العراق وخراسان فهو كالزرع وييء حكمه إن شاء ال تعال‬
‫فصل ف حكم بيع الشجر غي النخل والكرسف وإن باع شجرا غي النخل والكرسف ل يل إما‬
‫أن يقصد منه الورد أو الورق أو الثمرة‬
‫فإن كان يقصد منه الورد فإن كان ورده يرج ف كمام ث ينفتح منه كالورد فهو كالنخيل فإن‬
‫كان ف الكمام تبع الصل ف البيع كالطلع الذي ل يؤبر وإن كان خارجا من الكمام ل يتبع‬
‫الصل كالطلع الؤبر وإن كان ل كمام له كالياسي كان ما ظهر منه للبائع وما ل يظهر‬
‫للمشتري وإن كان ما يقصد منه الورق كالتوت ففيه وجهان أحدها أنه إن ل يتفتح فهو‬
‫للمشتري وإن تفتح فهو للبائع لن الورق من هذا كالثمر من سائر الشجار‬
‫والثان أنه للمشتري تفتح أو ل يتفتح لنه بنلة الغصان من سائر الشجار وليس كالثمر لن‬
‫ثرة التوت ما يؤكل منه وإن كان ما يقصد منه الثمرة فهو على أربعة أضرب أحدها ما ترج‬
‫ثرته ظاهرة من غي‬
‫____________________‬

‫كمام كالتي والعنب فما ظهر منه فهو للبائع ل يدخل ف البيع من غي شرط وما يظهر بعد العقد‬
‫فهو للمشتري لن الظاهر منه كالطلع الؤبر والباطن منه كالطلع الذي ل يؤبر‬
‫والثان ما يرج ف كمام ل يزال عنه إل عند الكل كالرمان والوز فهو للبائع لن كمامه من‬
‫مصلحته فهو كأجزاء الثمرة‬
‫والثالث ما يرج وعليه قشرتان كالوز واللوز والرانج فالنصوص أنه كالرمان ل يدخل ف بيع‬
‫الصل لن قشره ل يتشقق عنه كما ل يتشقق قشر الرمان‬
‫ومن أصحابنا من قال هو كثمرة النخل الذي ل يؤبر لنه ل يترك ف القشر العلى كما ل تترك‬
‫الثمرة ف الطلع‬
‫والرابع ما يكون ف نور يتناثر عنه النور كالتفاح والكمثرى فاختلف أصحابنا فيه فقال أبو‬
‫إسحاق والقاضي أبو حامد هو كثمرة النخل إن تناثر عنه النور فهو للبائع وإن ل يتناثر عنه فهو‬
‫للمشتري وهو ظاهر قوله ف البويطي واختيار شيخنا القاضي أب الطيب رحه ال لن استتارها‬
‫بالنور كاستتار الثمر ف الطلع وتناثر النور عنها كتشقق الطلع عن الثمرة فكان ف الكم مثلها‬
‫وقال الشيخ أبو حامد السفرايين وهو للبائع وإن ل يتناثر النور عنها لن الثمرة قد ظهرت‬
‫بالروج من الشجر واستتارها بالنور كاستتار ثرة النخل بعد التأبي با عليها من القشر البيض‬
‫ث ثرة النخل بعد خروجها من الطلع للبائع مع استتارها بالقشر البيض فكذلك هذه الثمرة‬
‫للبائع مع استتارها بالنور‬
‫فصل إن باع أرضا فيها نبات غي الشجر وإن باع أرضا وفيها نبات غي الشجر فإن كان ما له‬
‫أصل يمل مرة بعد أخرى كالرطبة والبنفسج والنرجس والنعنع والندبا والبطيخ والقثاء دخل‬
‫الصل ف البيع وما ظهر منه فهو للبائع وما ل يظهر فهو للمشتري كالشجار وإن كان ما ل‬
‫يمل إل مرة كالنطة والشعي ل يدخل ف بيع الصل لنه ناء ظاهر ل يراد للبقاء فلم يدخل ف‬
‫بيع الصل كالطلع الؤبر‬
‫وف بيع الرض طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن لنا ف يد البائع إل أن يصد الزرع‬
‫فكان ف بيعها قولن كالرض الستأجرة ومنهم من قال يصح بيع الرض قول واحدا لن البيع‬
‫ف يد الشتري وإنا يدخل البائع للسقي أو الصاد فجاز بيعه قول واحدا كالمة الزوجة‬
‫وإن باع أرضا فيها بذر ل يدخل البذر ف البيع لنه مودع ف الرض فلم يدخل ف بيعها كالركاز‬
‫فإن باع الرض مع البذر ففيه وجهان أحدها أنه يصح تبعا للرض‬
‫والثان ل يصح وهو الذهب لنه ل يوز بيعه منفردا فلم يز بيعه مع الرض‬
‫فصل فيما لو باع أصل وعليه ثرة للبائع إذا باع أصل وعليه ثرة للبائع ل يكلف قطع الثمرة إل‬
‫أوان الداد فإن كان ما يقطع بسرا كالبسر اليسوان والقرشي ل يكلف قطعه إل أن يصي بسرا‬
‫وإن كان ما ل يقطع إل رطبا ل يكلف قطعه إل أن يصي رطبا لن نقل البيع على حسب العادة‬
‫ولذا إذا اشترى بالليل متاعا ل يكلف نقله حت يصبح وإن اشتراه ف الطر ل يكلف نقله حت‬
‫يسكن الطر والعادة ف قطع الثمار ما ذكرناه فل يكلف القطع قبله‬
‫فصل حكم إذا أصاب النخل عطش فهلكت فإن أصاب النخل عطش وخاف أن تشرب الثمرة‬
‫الاء من أصل النخل فيهلك ففيه قولن أحدها ل يكلف البائع قطع الثمرة لن الشتري دخل ف‬
‫العقد على أن يترك الثمار إل الداد فلزمه تركه‬
‫والثان أنه يكلف قطعه لن الشتري إنا رضي بذلك إذا ل يضر به فإذا أضر به ل يلزمه تركه فإن‬
‫احتاج أحدها إل سقي ماله ول يكن على الخر ضرر جاز له أن يسقيه لنه إصلح لا له من غي‬
‫إضرار بأحد فجاز وإن كان على الخر ضرر ف السقي وتشاحا ففيه وجهان قال أبو إسحاق‬
‫يفسخ‬
‫____________________‬

‫العقد لنه ليس أحدها بأول من الخر ف الضرار فوجب أن يفسخ‬


‫وقال أبو علي بن أب هريرة يب المتنع منهما لنه حي دخل ف العقد رضي بدخول الضرر عليه‬
‫لنه يعلم أنه ل بد من السقي ويب أجرة السقي على من يسقى لن منفعته تصل له‬
‫فصل النهي عن بيع الثمار حت يبدو صلحها ول يوز بيع الثمار والزرع قبل بدو الصلح من‬
‫غي شرط القطع لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع‬
‫الثمار حت يبدو صلحها وروى ابن عمر رضي ال عنهما أيضا أن النب صلى ال عليه وسلم نى‬
‫عن بيع ثرة النخل حت تزهى والسنبل والزرع حت يبيض ويأمن العاهة‬
‫ولن البيع إنا ينقل على حسب العادة ولذا لو اشترى بالليل متاعا ل يكلف نقله حت يصبح‬
‫والعادة ف الثمار تركها إل أوان الداد فإذا باعها قبل بدو الصلح ل يأمن من أن يصيبها عاهة‬
‫فتتلف وذلك غرر من غي حاجة فلم يز وإن باعها بشرط القطع جاز لنه يأخذه قبل أن يتلف‬
‫فيأمن الغرر وإن باع الثمرة مع الصل والزرع مع الرض قبل بدو الصلح جاز لن حكم الغرر‬
‫يسقط مع الصل كالغرر ف المل يسقط حكمه إذا بيع مع الصل وإن باع الثمرة من يلك‬
‫الصل أو الزرع من يلك الرض ففيه وجهان أحدها يصح لنه يصل لالك الصل فجاز كما‬
‫لو باعها مع الشجر والرض‬
‫والثان ل يصح لنه أفرده بالبيع قبل بدو الصلح من غي شرط القطع فأشبه إذا باعها من غي‬
‫مالك الصل وإن بدا صلحها جاز بيعها بشرط القطع لديث ابن عمر رضي ال عنهما ولنه‬
‫إذا جاز بيعه بشرط القطع قبل بدو الصلح فلن يوز بعد بدو الصلح أول‬
‫ويوز بيعها مطلقا للخب ولنه أمن من العاهة فجاز بيعها مطلقا كسائر الموال ويوز بيعها‬
‫بشرط التبقية إل الداد للخب ولن إطلق البيع يقتضي التبقية إل أوان الداد فإذا شرط التبقية‬
‫فقد شرط ما يقتضيه الطلق فجاز‬
‫فصل ف معن بدو الصلح وبدو الصلح ف الثمار أن يطيب أكلها فإن كان رطبا بأن يمر أو‬
‫يصفر وإن كان عنبا أسود بأن يتموه وإن كان أبيض بأن يرق ويلو وإن كان زرعا بأن يشتد‬
‫وإن كان بطيخا بأن يبدو فيه النضج وإن كان قثاء بأن يكب بيث يؤخذ ويؤكل والدليل عليه ما‬
‫روى أنس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الب حت يشتد وعن بيع‬
‫العنب حت يسود وعن بيع الثمرة حت تزهى‬
‫وروى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الثمرة حت تطعم فإن وجد‬
‫بدو الصلح ف بعض النس من حائط جاز بيع ذلك النس كله ف ذلك الائط لنا لو قلنا ل‬
‫يوز إل فيما بدا صلحه فيه أدى إل الشقة والضرر بسوء الشاركة‬
‫ول يوز أن يبيع ما ل يبد فيه الصلح من جنس آخر ول ما ل يبد فيه الصلح من ذلك النس‬
‫من حائط آخر لن النع من ذلك ل يؤدي إل الضرر بسوء الشاركة‬
‫فإن بدا الصلح ف بعض النس ف حائط فباع منه ما ل يبد فيه الصلح مفردا من غي شرط‬
‫القطع ففيه وجهان أحدها يوز لنا جعلناه ف حكم ما بدا فيه الصلح فجاز إفراده بالبيع‬
‫والثان ل يوز لنه إنا جعل ف حكم ما بدا فيه الصلح بيعا لا بدا فيه الصلح وما أجيز بيعه‬
‫تبعا لغيه ل يز إفراده بالبيع كالمل‬
‫فصل ف هل يكلف قطع الثمار بعد بدو الصلح وقبل أوان الداد إذا ابتاع زرعا أو ثرة بعد‬
‫بدو الصلح ل يكلف قطعه قبل أوان الصاد والداد لن العادة فيها تركها إل الصاد والداد‬
‫فلم يكلف نقله قبله كما نقول فيمن اشترى متاعا بالليل إنه ل يكلف نقله إل بالنهار فإن‬
‫احتاجت الثمرة أو الزرع إل السقي لزم البائع ذلك لنه يب عليه تسليمها ف حال الداد‬
‫والصاد وذلك ل يصل إل بالسقي فلزمه‬
‫فصل ف حكم إذا اشترى ثرة على الشجر واختلط بأخرى ول تتميز وإذا اشترى ثرة على‬
‫الشجر ) فلم يأخذها ( حت حدث ثرة أخرى واختلطت ول تتميز أو اشترى حنطة فلم يقبض‬
‫حت‬
‫____________________‬

‫انثالت عليها حنطة أخرى ففيه قولن أحدها ينفسخ البيع وهو الصحيح لنه تعذر التسليم‬
‫الستحق بالعقد فإن البائع ل يلزمه تسليم ما اختلط به من ماله‬
‫فإن رضي البائع بتسليم ماله ل يلزم الشتري قبوله وإذا تعذر تسليم العقود عليه بطل العقد كما‬
‫لو تلف البيع‬
‫والثان ل ينفسخ لن البيع باق وإنا انضاف إليه زيادة فصار كما لو باع عبدا فسمن أو شجرة‬
‫فكبت فإن قلنا ل ينفسخ قلنا للبائع إن سحت بقك أقر العقد وإن ل تسمح فسخ العقد وإن‬
‫اشترى شجرة عليها حل للبائع فلم يأخذه حت حدث حل للمشتري واختلطت ول تتميز ففيه‬
‫طريقان قال أبو علي بن خيان وأبو علي الطبي ل ينفسخ العقد قول واحدا بل يقال إن سح‬
‫أحدكما بترك حقه من الثمرة أقر العقد لن البيع هو الشجر ول يتلط الشجر بغيه وإنا اختلط‬
‫ما عليها من الثمرة والثمرة غي مبيعة فلم ينفسخ البيع كما لو اشترى دارا وفيها طعام للبائع‬
‫وطعام للمشتري فاختلط أحد الطعامي بالخر فإن البيع ل ينفسخ ف الدار‬
‫وقال الزن وأكثر أصحابنا إنا على قولي كالسألة قبلها لن القصود بالشجر هو الثمرة فكان‬
‫اختلطها كاختلط البيع وإن اشترى رطبة بشرط القطع فلم يقطع حت زادت وطالت ففيه‬
‫طريقان أحدها أنه ل يبطل البيع قول واحدا بل يقال للبائع إن سحت بقك أقر العقد وإن ل‬
‫تسمح فسخ العقد لنه ل يتلط البيع بغيه وإنا زاد البيع ف نفسه فصار كما لو اشترى عبدا‬
‫صغيا فكب أو هزيل فسمن‬
‫والثان وهو الصحيح أنه على قولي أحدها ل ينفسخ البيع‬
‫والثان ينفسخ ويالف السمن والكب ف العبد فإن تلك الزيادة ل حكم لا ولذا يب البائع على‬
‫تسليم العبد مع السمن والكب ولذه الزيادة حكم ولذا ل يب البائع على تسليمها فدل على‬
‫الفرق بينهما‬
‫فصل ف حكم بيع الشجر الختلط وإن كان له شجرة تمل حلي فباع أحد الملي بعد بدو‬
‫الصلح وهو يعلم أنه يدث المل الخر ويتلط به ول يتميز فالبيع باطل‬
‫وقال الربيع فيه قول آخر أن البيع يصح ولعله أخذه من أحد القولي فيمن باع جزة من الرطبة‬
‫فلم يأخذ حت حدث شيء آخر أن البيع يصح ف أحد القولي والصحيح هو الول لنه باع مال‬
‫يقدر على تسليمه لن العادة فيها الترك فإذا ترك اختلط به غيه فتعذر التسليم بلف الرطبة‬
‫فإنه باعها بشرط القطع فل يتعذر التسليم‬
‫باب بيع الصراة والرد بالعيب إذا اشترى ناقة أو شاة أو بقرة مصراة ول يعلم بأنا مصراة ث علم‬
‫أنا مصراة فهو باليار بي أن يسك وبي أن يرد لا روى أبو هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ل تصروا البل والغنم للبيع فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بي النظرين بعد أن يلبها‬
‫ثلثا إن رضيها أمسكها وإن سخطها ردها وصاعا من تر‬
‫وروى ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم قال من ابتاع مفلة فهو باليار ثلثة أيام فإن ردها‬
‫رد معها مثل أو مثلي لبنها قمحا واختلف أصحابنا ف وقت الرد فمنهم من قال يتقدر اليار‬
‫بثلثة أيام فإن علم بالتصرية فيما دون الثلث كان له اليار ف بقية الثلث للسنة‬
‫ومنهم من قال إذا علم بالتصرية ثبت له اليار على الفور فإن ل يرد سقط خياره لنه خيار ثبت‬
‫لنقص فكان على الفور كخيار الرد بالعيب‬

‫____________________‬

‫فصل إن اختار رد الصراة رد بدل اللب فإن اختار رد الصراة رد بدل اللب الذي أخذه‬
‫واختلفت الرواية فيه فروى أبو هريرة صاعا من تر وروى ابن عمر مثل أو مثلي لبنها قمحا‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو العباس بن سريج يرد ف كل بلد من غالب قوته وحل حديث أب‬
‫هريرة على من قوت بلده التمر وحديث ابن عمر على من قوت بلده القمح كما قال ف زكاة‬
‫الفطر صاعا من تر أو صاعا من شعي وأراد التمر لن قوته التمر والشعي لن قوته الشعي‬
‫وقال أبو إسحاق الواجب صاع من التمر لديث أب هريرة وتأول حديث ابن عمر عليه إذا كان‬
‫مثل لبنها من القمح أكثر قيمة من صاع من التمر فتطوع به وإن كان قيمة الصاع بقيمة الشاة أو‬
‫أكثر ففيه وجهان قال أبو إسحاق يب عليه قيمة صاع بالجاز لنا لو أوجبنا صاعا بقيمة الشاة‬
‫حصل للبائع الشاة وبدلا فوجب قيمة الصاع بالجاز لنه هو الصل‬
‫ومن أصحابنا من قال يلزمه الصاع وإن كان بقيمة الشاة أو أكثر ول يؤدي إل المع بي الشاة‬
‫وبدلا لن الصاع ليس ببدل عن الشاة وإنا هو بدل عن اللب فجاز كما لو غصب عبدا فخصاه‬
‫فإنه يرد العبد مع قيمته ول يكون ذلك جعا بي العبد وقيمته لن القيمة بدل عن العضو التلف‬
‫وإن كان ما حلب من اللب باقيا فأراد رده ففيه وجهان قال أبو إسحاق ل يب البائع على أخذه‬
‫لنه صار باللب ناقصا لنه يشرع إليه التغي فل يب على أخذه‬
‫ومن أصحابنا من قال يب لن نقصانه حصل لعن يستعلم به العيب فلم ينع الرد ولنه لو ل يز‬
‫رده لنقصانه باللب ل يز إفراد الشاة بالرد لنه إفراد بعض العقود عليه بالرد فلما جاز ذلك‬
‫ههنا وإن ل يز ف سائر الواضع جاز رد اللب ههنا مع نقصانه باللب وإن ل يز ف سائر‬
‫الواضع‬
‫فصل ف حكم الارية الصراة وإن اشترى جارية مصراة ففيه أربعة أوجه أحدها أنه يردها ويرد‬
‫معها صاعا لنه يقصد لبنها فثبت بالتدليس له فيه اليار والصاع كالشاة‬
‫والثان أنه يردها لن لبنها يقصد لتربية الولد ول يسلم له ذلك فثبت له الرد ول يرد بدله لنه ل‬
‫يباع ول يقصد بالعوض‬
‫والثالث ل يردها لن الارية ل يقصد ف العادة إل عينها دون لبنها‬
‫والرابع ل يردها ويرجع بالرش لنه ل يكن ردها مع عوض اللب لنه ليس للبنها عوض‬
‫مقصود ول يكن ردها من غي عوض لنه يؤدي إل إسقاط حق البائع من لبنها من غي بدل ول‬
‫يكن إجبار البتاع على إمساكها بالثمن السمى لنه ل يبذل الثمن إل ليسلم له ما دلس به من‬
‫اللب فوجب أن يرجع على البائع بالرش كما لو وجد بالبيع عيبا وحدث عنده عيب‬
‫فصل ف حكم التان الصراة وإن اشترى أتانا مصراة فإن قلنا بقول الصطخري أن لبنها طاهر‬
‫ردها ورد معها بدل اللب كالشاة وإن قلنا بالنصوص أنه نس ففيه وجهان أحدها أنه يردها ول‬
‫يرد بدل اللب لنه ل قيمة له فل يقابل ببدل‬
‫والثان يسكها ويأخذ الرش لنه ل يكن ردها مع البدل لنه ل بدل له ول ردها من غي بدل‬
‫لا فيه من إسقاط حق البائع من لبنها ول إمساكها بالثمن لنه ل يبذل الثمن إل لتسلم له التان‬
‫مع اللب ول تسلم فوجب أن تسك ويأخذ الرش‬
‫فصل إذا ابتاع شاة بشرط أن تلب كل يوم خسة أرطال ففيه وجهان بناء على القولي فيمن باع‬
‫شاة وشرط حلها‬
‫أحدها ل يصح لنه شرط مهول فلم يصح‬
‫والثان أنه يصح لنه يعلم بالعادة فصح شرطه فعلى هذا إذا ل تلب الشروط فهو باليار بي‬
‫المساك والرد‬
‫فصل ف حكم بيع الارية العيبية إذا ابتاع جارية قد جعد شعرها ث بان أنا سبطة الشعر أو سود‬
‫شعرها ث بان بياض شعرها أو حر وجهها ث بان صفرة وجهها ثبت له الرد لنه تدليس با يتلف‬
‫به الثمن فثبت به اليار كالتصرية وإن سبط شعرها ث بان أنا جعدة ففيه وجهان أحدها ل خيار‬
‫له لن العدة أكمل وأكثر ثنا‬
‫والثان أنه يثبت له اليار لنه قد تكون السبطة أحب إليه وأحسن عنده وهذا ل يصح لنه ل‬
‫اعتبار به وإنا العتبار با يزيد ف الثمن والعدة أكثر ثنا من السبطة وإن ابتاع صبة ث بان أنا‬
‫كانت على صخرة أو بان أن باطنها دون ظاهرها ف الودة ثبت له الرد لا ذكرناه من العلة ف‬
‫السألة قبلها‬
‫فصل ف حكم التدليس بالعيب ومن ملك عينا وعلم با عيبا ل يز أن يبيعها حت يبي عيبها لا‬
‫روى عقبة بن عامر رضي ال عنه قال سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول السلم أخو السلم‬
‫فل يل لسلم باع من أخيه بيعا يعلم فيه عيبا إل بينه له فإن علم غي الالك بالعيب لزمه أن يبي‬
‫ذلك لن يشتريه لا روى أبو سباع قال اشتريت ناقة من دار واثلة بن السقع فلما خرجت با‬
‫أدركنا عقبة بن عامر‬
‫____________________‬

‫فقال هل بي لك ما فيها قلت وما فيها إنا لسمينة ظاهرة الصحة فقال أردت با سفرا أم أردت‬
‫با لما قلت أردت عليها الج قال إن بفها نقبا‬
‫قال صاحبها أصلحك ال ما تريد إل هذا تفسد علي قال إن سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول ل يل لحد يبيع شيئا إل بي ما فيه ول يل لن يعلم ذلك إل بينه فإن باع ول يبي‬
‫العيب صح البيع لن النب صلى ال عليه وسلم صحح البيع ف الصراة مع التدليس بالتصرية‬
‫فصل ف ثبوت خيار العيب فإن ل يعلم بالعيب واشتراه ث علم بالعيب فهو باليار بي أن يسك‬
‫وبي أن يرد لنه بذل الثمن ليسلم له مبيع سليم ول يسلم له ذلك فثبت له الرجوع بالثمن كما‬
‫قلنا ف الصراة‬
‫فإن ابتاع شيئا ول عيب به ث حدث به عيب ف ملكه نظرت فإن كان حدث قبل القبض ثبت له‬
‫الرد لن البيع مضمون على البائع فثبت له الرد با يدث فيه من العيب كما قبل العقد وإن‬
‫حدث العيب بعد القبض نظرت فإن ل يستند إل سبب قبل القبض ل يثبت له الرد لنه دخل‬
‫البيع ف ضمانه فلم يرد بالعيب الادث وإن استند إل ما قبل القبض بأن كان عبدا فسرق أو‬
‫قطع يدا قبل القبض فقطعت يده بعد القبض ففيه وجهان أحدها أنه يرد وهو قول أب إسحاق‬
‫لنه قطع بسبب كان قبل القبض فصار كما لو قطع قبل القبض‬
‫والثان أنه ل يرد وهو قول أب علي بن أب هريرة لن القطع وجد ف يد الشتري فلم يرد كما لو‬
‫ل يستند إل سبب قبله‬
‫فصل ثبوت اليار على الفور إذا وجد الشتري بالبيع عيبا ل يل إما أن يكون البيع باقيا على‬
‫جهته أو زاد أو نقص فإن كان باقيا على جهته وأراد الرد ل يؤخره فإن أخره من غي عذر سقط‬
‫اليار لنه خيار ثبت بالشرع لدفع الضرر عن الال فكان على الفور كخيار الشفعة فإن كان‬
‫البيع دابة فساقها ليدها فركبها ف الطريق أو علفها أو سقاها ل يسقط حقه من الرد لنه ل يرض‬
‫بالعيب ول يوجد منه أكثر من الركوب والعلف والسقي وذلك حق له إل أن يرد فلم ينع الرد‬
‫وله أن يرد بغي رضى البائع ومن غي حضوره لنه رفع عقد جعل إليه فل يعتب فيه رضى صاحبه‬
‫ول حضوره كالطلق‬
‫فإن اشترى ثوبا بارية فوجد بالثوب عيبا فوطىء الارية ففيه وجهان أحدها أنه ينفسخ البيع‬
‫كما ينفسخ البيع ف مدة خيار الشرط بالوطء‬
‫والثان ل ينفسخ لن اللك قد استقر للمشتري فل يوز فسخه إل بالقول فإن زال العيب قبل‬
‫الرد ففيه وجهان بناء على القولي ف المة إذا أعتقت تت عبد ث أعتق العبد قبل أن تتار المة‬
‫الفسخ‬
‫أحدها يسقط اليار لن اليار ثبت لدفع الضرر وقد زال الضرر‬
‫والثان ل يسقط لن اليار ثبت بوجود العيب فل يسقط من غي رضاه‬
‫وإن قال البائع أنا أزيل العيب مثل أن يبيع أرضا فيها حجارة مدفونة يضر تركها بالرض فقال‬
‫البائع أنا أقلع ذلك ف مدة ل أجرة لثلها سقط حق الشتري من الرد لن ضرر العيب يزول من‬
‫غي إضرار‬
‫وإن قال البائع أمسك البيع وأنا أعطيك أرش العيب ل يب الشتري على قبوله لنه ل يرض إل‬
‫ببيع سليم بميع الثمن فلم يب على إمساك معيب ببعض الثمن‬
‫وإن قال الشتري أعطن الرش لمسك البيع ل يب البائع على دفع الرش لنه ل يبذل البيع إل‬
‫بميع الثمن فلم يب على تسليمه ببعض الثمن‬
‫فإن تراضيا على دفع الرش لسقاط اليار ففيه وجهان أحدها يوز وهو قول أب العباس لن‬
‫خيار الرد يوز أن يسقط إل الال وهو إذا حدث عند الشتري عيب فجاز إسقاطه إل الال‬
‫بالتراضي كاليار ف القصاص‬
‫والثان ل يوز وهو الذهب لنه خيار فسخ فلم يز إسقاطه بال كخيار الشرط وخيار الشفعة‬
‫فإن تراضيا على ذلك وقلنا إنه ل يوز فهل يسقط خياره فيه وجهان أحدها أنه يسقط لنه‬
‫رضي بإمساك العي مع العيب‬
‫والثان ل يسقط وهو الذهب لنه رضي بإسقاط اليار بعوض ول يسلم له العوض فبقي اليار‬
‫وإن أراد أن يرد بعضه ل يز لن على البائع ضررا ف تبعيض الصفقة عليه فلم يز من غي رضاه‬
‫وإن اشترى عبدين فوجد بأحدها عيبا فهل له أن يفرده بالرد فيه قولن أحدها ل يوز لنه‬
‫تبعيض صفقة على البائع فلم يز من غي رضاه‬
‫والثان يوز لن العيب اختص بأحدها فجاز أن يفرده بالرد‬
‫وإن ابتاع اثنان عبدا فأراد أحدها أن يسك حصته وأراد الخر أن يرد حصته جاز لن البائع‬
‫فرق اللك ف الياب لما فجاز أن يرد عليه أحدها دون الخر كما لو باع منهما ف صفقتي‬
‫فإن مات من له اليار انتقل إل وارثه‬
‫____________________‬

‫لنه حق لزم يتص بالبيع فانتقل بالوت إل الوارث كحبس البيع إل أن يضر الثمن فإن كان‬
‫له وارثان فاختار أحدها أن يرد نصيبه دون الخر ل يز لنه تبعيض صفقة ف الرد فلم يز من‬
‫غي رضا البائع كما لو أراد الشتري أن يرد بعض البيع‬
‫فصل ف زيادة العيب عل ما فيه وإن وجد العيب وقد زاد البيع نظرت فإن كانت الزيادة ل‬
‫تتميز كالسمن واختار الرد رد مع الزيادة لنا ل تنفرد عن الصل ف اللك فل يوز أن ترد‬
‫دونا‬
‫وإن كانت زيادة منفصلة كأكساب العبد فله أن يرد ويسك الكسب لا روت عائشة رضي ال‬
‫عنها أن رجل ابتاع غلما فأقام عنده ما شاء ال أن يقيم به ث وجد به عيبا فخاصمه إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ورد عليه فقال الرجل يا رسول ال قد استغل غلمي فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم الراج بالضمان‬
‫وإن كان البيع بيمة فحملت عنده وولدت أو شجرة فأثرت عنده رد الصل وأمسك الولد‬
‫والثمرة لنه ناء منفصل حدث ف ملكه فجاز أن يسكه ويرد الصل كغلة العبد‬
‫وإن كان البيع جارية فحملت عنده وولدت ث علم بالعيب ردها وأمسك الولد لا ذكرناه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يرد الم بل يرجع بالرش لن التفريق بي الم والولد فيما دون سبع‬
‫سني ل يوز وهذا ل يصح لن التفريق بينهما يوز عند الضرورة ولذا قال الشافعي رحه ال ف‬
‫الارية الرهونة إنا تباع دون الولد فإن اشتراها وهي حامل فولدت عنده فإن قلنا إن المل له‬
‫حكم رد الميع وإن قلنا ل حكم للحمل رد الم دون الولد‬
‫وإن كان البيع جارية ثيبا فوطئها ث علم بالعيب فله أن يردها لنه انتفاع ل يتضمن نقصا فلم‬
‫ينع الرد كالستخدام‬
‫وإن وجد العيب وقد نقص البيع نظرت فإن كان النقص بعن ل يقف استعلم العيب على جنسه‬
‫كوطء البكر وقطع الثوب وتزويج المة ل يز له الرد بالعيب لنه أخذه من البائع وبه عيب فل‬
‫يوز رده وبه عيبان من غي رضاه وينتقل حقه إل الرش لنه فات جزء من البيع وتعذر الفسخ‬
‫بالرد فوجب أن يرجع إل بدل الزء الفائت وهو الرش‬
‫فإن قال البائع أنا آخذ البيع مع العيب الادث ل يلزمه دفع الرش لنه ل يكن له غي الرد وإنا‬
‫امتنع من الرد للعيب الادث ف يده فإذا رضي به صار كأنه ل يدث عنده عيب فلم يكن له غي‬
‫الرد‬
‫وإن قال الشتري أرده وأعطي معه أرش العيب الادث عندي ل يلزم البائع قبوله كما إذا حدث‬
‫العيب به عند البائع فقال خذه وأنا أعطيك معه أرش العيب ل يلزم الشتري قبوله‬
‫فصل تقوي البيع ف الرد وإذا أراد الرجوع بالرش قوم البيع بل عيب فيقال قيمته مائة ث يقوم‬
‫مع العيب فيقال قيمته تسعون فيعلم أنه قد نقص العشر من بدله فيجع على البائع بعشر الثمن‬
‫ول يرجع با نقص من قيمته لن الرش بدل عن الزء الفائت ولو فات البيع كله رجع على‬
‫البائع بميع الثمن فإذا فات قدر العشر منه رجع بعشر الثمن كالزء لا ضمن جيعه بالدية ضمن‬
‫الزء منه بزء من الدية ولنا لو قلنا إنه يرجع با نقص من قيمته أدى إل أن يتمع الثمن والثمن‬
‫للمشتري فإنه قد يشتري ما يساوي مائة بعشرة فإذا رجع بالعشرة رجع جيع الثمن إليه فيجتمع‬
‫له الثمن والثمن وهذا ل يوز‬
‫وإن اختلفت قيمة البيع من حال العقد إل حال القبض قوم بأقل القيمتي لنه إن كانت قيمته‬
‫وقت العقد أكثر ث نقص كان ما نقص ف يده مضمونا عليه وما كان نقصانه من ضمانه فل يوز‬
‫أن يقوم على البائع‬
‫وإن كانت قيمته وقت العقد أقل ث زادت ف يده فإنا زيادة حدثت ف ملك الشتري ل حق‬
‫للبائع فيها فل يوز إدخالا ف التقوي فإن كان البيع إناء من فضة وزنه ألف وقيمته ألفان فكسره‬
‫ث علم به عيبا ل يز له الرجوع بأرش العيب لن ذلك رجوع بزء من الثمن فيصي اللف بدون‬
‫اللف وذلك ل يوز فيفسخ البيع ويسترجع الثمن ث يغرم أرش الكسر‬
‫وحكى أبو القاسم الداركي وجها آخر أنه يرجع بالرش لن ما ظهر من الفضل ف الرجوع‬
‫بالرش ل اعتبار به والدليل عليه أنه يوز الرجوع بالرش ف غي هذا ول يقال إن هذا ل يوز‬
‫لنه يصي الثمن مهول‬
‫فصل وجد العيب ونقص البيع وإن وجد العيب وقد نقص البيع بعن يقف استعلم العيب على‬
‫جنسه بأن كان جوزا أو بيضا أو غي ذلك ما‬
‫____________________‬

‫ل يوقف على عيبه إل بكسره فينظر فيه فإن كسره فوجده ل قيمة للباقى كالبيض الذر والرمان‬
‫العفن فالبيع باطل لن ما ل قيمة له ل يصح بيعه فيجب رد الثمن‬
‫فإن كان له قيمة كبيض النعامة والبطيخ الامض وما دود بعضه من الأكول نظرت فإن كسر منه‬
‫قدرا ل يوقف على العيب با دونه ففيه قولن أحدها أنه ل يرد وهو قول الزن لنه نقص حدث‬
‫ف يد الشتري فمنع الرد كقطع الثوب‬
‫والثان ل ينع الرد لنه معن ل يوقف على العيب إل به فلم ينع الرد كنشر الثوب‬
‫فإن قلنا ل يرد رجع بأرش العيب على ما ذكرناه وإن قلنا يرد فهل يلزمه أن يدفع معه أرش‬
‫الكسر فيه قولن أحدها يلزمه كما يلزمه بدل لب الشاة الصراة‬
‫والثان ل يلزمه لن الكسر الذى يتوصل به إل معرفة العيب مستحق له فل يلزمه لجله أرش‬
‫فإن قلنا يلزمه الرش قوم معيبا صحيحا ومعيبا مكسورا ث يرجع عليه با بي القيمتي لنه لا رد‬
‫انفسخ العقد فيه فصار كالقبوض بالسوم والقبوض بالسوم مضمون بالقيمة فضمن نقصانه با‬
‫نقص من القيمة ويالف الرش مع بقاء العقد لن البيع مع بقاء العقد مضمون بالثمن فضمن‬
‫نقصانه بزء من الثمن‬
‫وإن كسر منه قدرا يكنه الوقوف على العيب بأقل منه ففيه طريقان أحدها ل يوز الرد قول‬
‫واحدا لنه نقص حدث بعن ل يتاج إليه لعرفة العيب فمنع الرد كقطع الثوب‬
‫والثان أنه على القولي لنه يشق التمييز بي القدر الذي يتاج إليه ف معرفة العيب وبي ما زاد‬
‫عليه فسوي بي القليل والكثي‬
‫فصل حكم جهله بعيب البيع حت اللك وإن ل يعلم بالعيب حت هلك البيع أو أعتقه أو وقفه‬
‫ثبت له أرش العيب لنه أيس من الرد فثبت له الرجوع بأرش العيب‬
‫وإن ل يعلم بالعيب حت أبق العبد ل يطالب بالرش لنه ل ييأس من الرد فإن رجع رده بالعيب‬
‫وإن هلك أخذ عنه الرش فإن ل يعلم بالعيب حت باعه ل يز له الطالبة بالرش‬
‫قال أبو إسحاق العلة فيه أنه استدرك الظلمة فغب كما غب فزال عنه ضرر العيب‬
‫وقال أكثر أصحابنا العلة فيه أنه ل ييأس من الرد لنه قد يرجع إليه فيد عليه‬
‫فإن رد الشتري الثان بالعيب على الشتري الول رده على البائع لنه أمكنه الرد ول يستدرك‬
‫الظلمة وإن حدث عند الثان عيب فرجع على الول بالرش رجع هو على بائعه لنه أيس من‬
‫الرد ول يستدرك الظلمة‬
‫وإن تلف ف يد الثان وقلنا بتعليل أب إسحاق ل يرجع لنه استدرك الظلمة‬
‫وإن قلنا بتعليل غيه رجع بالرش لنه قد أيس من الرد‬
‫وإن رجع البيع إليه ببيع أو هبة أو إرث ل يرد على تعليل أب إسحاق لنه استدرك الظلمة وعلى‬
‫تعليل غيه يرد لنه أمكنه الرد‬
‫فإن ل يعلم بالعيب حت وهبه من غيه فإن كان بعوض فهو كالبيع وقد بيناه وإن وهبه بغي‬
‫عوض ل يرجع بالرش لنه ل ييأس من الرد فإن رجع إليه ببيع أو هبة أو إرث فله الرد بل‬
‫خلف لنه أمكنه الرد ول يستدرك الظلمة‬
‫فصل ف تفسي العيب والعيب الذي يرد به البيع ما يعده الناس عيبا فإن خفي منه شيء رجع فيه‬
‫إل أهل البة بذلك النس‬
‫فإن اشترى عبدا فوجده أعمى أو أعرج أو أصم أو أخرس أو مذوما أو أبرص أو مريضا أو أبر‬
‫أو مقطوعا أو أقرع أو زانيا أو سارقا أو آبقا ثبت له الرد لن هذه عاهات يقتضي مطلق العقد‬
‫السلمة منها فل يلزمه العقد مع وجودها وإن وجده يبول ف الفراش فإن كان صغيا ل يرد لن‬
‫بول الصغي معتاد فل يعد عيبا وإن كان كبيا رد لن ذلك عاهة ونقص‬
‫وإن وجده خصيا ثبت له الرد لن العقد يقتضي سلمة العضاء وهذا ناقص‬
‫وإن وجده غي متون فإن كان صغيا ل يثبت له الرد لنه ل يعد ذلك نقصا ف الصغي لنه ل‬
‫ياف عليه منه وإن كان كبيا ثبت له الرد لنه يعد نقصا ) ف الكبي ( لنه ياف عليه منه‬
‫وإن كانت جارية ل ترد صغية كانت أو كبية لن ختانا سليم ل ياف عليها منه‬
‫وإن اشترى جارية فوجدها مغنية ل ترد لنه ل تنقص به العي ول القيمة فلم يعد ذلك عيبا‬
‫____________________‬

‫وإن وجدها ثيبا أو مسنة ل يثبت له الرد لن الثيوبة والكب ليس بنقص وإنا هو عدم فضيلة فإن‬
‫وجد الملوك مرتدا أو وثنيا ثبت له الرد لنه ل يقر على دينه وإن وجده كتابيا ل يثبت له الرد‬
‫لن كفره ل ينقص من عينه ول من ثنه‬
‫وإن اشترى أمة فوجدها مزوجة أو عبدا فوجده مستأجرا ثبت له الرد لن إطلق البيع يقتضي‬
‫سلمة النافع للمشتري ول يسلم له ذلك فثبت له الرد‬
‫وإن اشترى شيئا فتبي أنه غب ف ثنه ل يثبت له الرد لا روي أن حبان بن منقذ كان يدع ف‬
‫البيع فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال إذا بعت فقل ل خلبة ولك اليار ثلثا ول‬
‫يثبت له خيار الغب ولن البيع سليم ول يوجد من جهة البائع تدليس وإنا فرط الشتري ف ترك‬
‫الستظهار فلم يز له الرد‬
‫فصل ف شراء العبد بشرط وإن اشترى عبدا بشرط أنه كاتب فوجده غي كاتب أو على أنه‬
‫يسن صنعة فوجده ل يسن ثبت له الرد لنه أنقص ما شرط فجاز له الرد وإن اشتراه على أنه‬
‫فحل فوجده خصيا ثبت له الرد لن الصي أنقص من الفحل ف اللقة والبطش والقوة‬
‫وإن شرط أنه خصي فوجده فحل ثبت له الرد لن الفحل دون الصي ف الثمن والدخول إل‬
‫الرم‬
‫وإن اشتراه على أنه مسلم فوجده كافرا ثبت له الرد لن الكافر دون السلم ف الدين‬
‫وإن اشتراه على أنه كافر فوجده مسلما ثبت له الرد وقال الزن ل يثبت له الرد لن السلم‬
‫أفضل من الكافر وهذا ل يصح لن السلم أفضل ف الدين إل أن الكافر أكثر ثنا لنه يرغب فيه‬
‫السلم والكافر والسلم ل يشتريه الكافر‬
‫وإن اشترى جارية على أنا بكر فوجدها ثيبا ثبت له الرد لن الثيب دون البكر‬
‫وإن اشتراها على أنا ثيب فوجدها بكرا ل يثبت له الرد لن البكر أفضل من الثيب‬
‫ومن أصحابنا من قال يثبت له الرد لنه قد يكون ضعيفا ل يطيق وطء البكر فكانت الثيب أحب‬
‫إليه‬
‫والذهب الول لنه ل اعتبار با عنده وإنا العتبار با يزيد ف الثمن والبكر أفضل من الثيب ف‬
‫الثمن وإن باعه حيوانا على أنه بغل فوجده حارا أو على أنه حار فوجده بغل ففيه وجهان أحدها‬
‫أن البيع صحيح لن العقد وقع على العي والعي موجودة فصح البيع وثبت له الرد لنه ل يده‬
‫على ما شرط‬
‫والثان أن البيع باطل لن العقد وقع على جنس فل ينعقد ف جنس آخر‬
‫وإن اشترى ثوبا أو أرضا على أنه عشرة أذرع فوجده تسعة فهو باليار بي أن يأخذه بميع‬
‫الثمن بي أن يرده لنه دخل ف العقد على أن تسلم له العشرة ول تسلم له فثبت له اليار كما‬
‫لو وجد بالبيع عيبا‬
‫وإن وجده أحد عشر ذراعا ففيه وجهان أحدها أن البائع باليار بي أن يفسخ البيع وبي أن‬
‫يسلمه بالثمن ويب الشتري على قبوله كما أجبنا البائع إذا كان دون العشرة‬
‫والثان أن البيع باطل لنه ل يكن إجبار البائع على تسليم ما زاد على عشرة ول إجبار الشتري‬
‫على الرضا با دون الثوب والساحة من الرض لنه ل يرض بالشركة والتبعيض فوجب أن يبطل‬
‫العقد‬
‫فإن اشترى صبة على أنا مائة قفيز فوجدها دون الائة فهو باليار بي أن يفسخ لنه ل يسلم له‬
‫ما شرط وبي أن يأخذ الوجود بصته من الثمن لنه يكن قسمة الثمن على الجزاء لتساويها ف‬
‫القيمة ويالف الثوب والرض لن أجزاءها متلفة فل يكن قسمة الثمن على أجزائها لنا ل‬
‫نعلم كم قيمة الذراع الناقصة لو كانت موجودة لنسقطها من الثمن وإن وجد الصبة أكثر من‬
‫مائة قفيز أخذ الائة بالثمن وترك الزيادة لنه يكن أخذ ما عقد عليه من غي إضرار‬
‫فصل بيع العبد الان وإن باع عبدا جانيا ففيه قولن أحدها أن البيع صحيح وهو اختيار الزن‬
‫لنه إن كانت الناية عمدا فهو عبد تعلق برقبته قتل فصح بيعه كالعبد الرتد أو يشى هلكه‬
‫وترجى سلمته فجاز بيعه كالريض وإن كان خطأ فلنه عبد تعلق برقبته حق بغي اختياره فل ينع‬
‫من بيعه‬
‫والقول الثان أن البيع باطل لنه عبد تعلق برقبته دين آدمي فل يصح بيعه كالرهون‬
‫وف موضع القولي ثلث طرق أحدها أن القولي ف العمد والطأ لن القصاص حق آدمي فهو‬
‫كالال ولنه يسقط إل مال بالعفو فكان كالال‬
‫والثان أن القولي ف جناية ل توجب القصاص فأما فيما توجب القصاص فل تنع البيع قول‬
‫واحدا لنه كالرتد‬
‫والثالث أن القولي فيما يوجب القصاص فأما فيما يوجب الال فل يوز قول واحدا لنه‬
‫كالرهون‬
‫فإذا قلنا إن البيع صحيح ف قتل العمد فقتل العبد ف يد الشتري ففيه وجهان قال أبو العباس‬
‫وأبو علي بن أب هريرة إن علم الشتري بالناية ف حال‬
‫____________________‬

‫العقد ل يرجع عليه بالرش وإن ل يعلم رجع بأرش العيب لن تعلق القتل برقبته كالعيب لنه‬
‫ترجى سلمته ويشى هلكه فهو كالريض‬
‫وإذا اشترى الريض ومات وكان قد علم برضه ل يرجع بالرش وإن ل يعلم رجع فكذلك ههنا‬
‫فعلى هذا إذا ل يعلم باله وقتل قوم وهو جان وقوم غي جان فيجع با بينهما من الثمن‬
‫وقال أبو إسحاق وجود القتل بنلة الستحقاق وهو النصوص فإذا قتل انفسخ البيع ورجع‬
‫بالثمن على البائع علم بالناية حال العقد أو ل يعلم لنه أزيلت يده عن الرقبة بسبب كان ف يد‬
‫البائع فأشبه إذا استحق ويالف الريض فإنه ل يت بالرض الذي كان ف يد البائع وإنا مات‬
‫بزيادة مرض حدث ف يد الشتري فلم يرجع بميع الثمن وإن اشترى عبدا مرتدا فقتل ف يده‬
‫ففيه وجهان ف قول أب إسحاق ينفسخ البيع ويرجع بالثمن‬
‫وعلى قول أب العباس وأب علي بن أب هريرة إن كان قد علم بالردة ل يرجع بالرش وإن ل يعلم‬
‫رجع بالرش ووجههما ما ذكرناه ف الان عمدا‬
‫وإن قتل العبد ف الاربة وانتم قتله فقد ذكر الشيخ أبو حامد السفرايين رحه ال ف التعليق أن‬
‫البيع باطل لنه ل منفعة فيه لنه مستحق القتل فل يصح بيعه كالشرات‬
‫وقال شيخنا القاضي أبو الطيب يصح بيعه لن فيه منفعة وهو أن يعتقه فصح بيعه كالزمن فعلى‬
‫هذا إذا قتل ف يد الشتري فحكمه حكم القاتل عمدا ف غي الاربة وقد بيناه‬
‫فصل البيع بشرط الباءة من العيوب إذا باع عينا بشرط الباءة من العيب ففيه طريقان أحدها‬
‫وهو قول أب سعيد الصطخري أن السألة على ثلثة أقوال أحدها أنه يبأ من كل عيب لنه‬
‫عيب رضي به الشتري فبىء منه البائع كما لو أوقفه عليه‬
‫والثان ل يبأ من شيء من العيوب لنه شرط يرتفق به أحد التبايعي فلم يصح مع الهالة‬
‫كالجل الهول والرهن الهول‬
‫والثالث أنه ل يبأ إل من عيب واحد وهو العيب الباطن ف اليوان الذي ل يعلم به البائع لا‬
‫روى سال أن أباه باع غلما بثمانائة بالباءة من كل آفة فوجد الرجل به عيبا فخاصمه إل عثمان‬
‫رضي ال عنه فقال عثمان لبن عمر احلف لقد بعته وما به داء تعلمه فأب ابن عمر أن يلف‬
‫وقبل الغلم فباعه بعد ذلك بألف وخسمائة فدل على أنه يبأ ما ل يعلم ول يبأ ما علمه‬
‫قال الشافعي رحه ال ولن اليوان يفارق ما سواه لنه يغتذي بالصحة والسقم وتول طبائعه‬
‫وقلما يبأ من عيب يظهر أو يفى فدعت الاجة إل التبي من العيب الباطن فيه لنه ل سبيل‬
‫إل معرفته وتوقيف الشتري عليه وهذا العن ل يوجد ف العيب الظاهر ول ف العيب الباطن ف‬
‫غي اليوان فلم يز التبي منه مع الهالة‬
‫والطريق الثان أن السألة على قول واحد وهو أنه يبأ من عيب باطن ف اليوان ل يعلم به ول‬
‫يبأ من غيه وتأول هذا القائل ما أشار إليه الشافعي من القولي الخرين على أنه حكى ذلك عن‬
‫غيه ول يتره لنفسه‬
‫فإن قلنا إن الشرط باطل فهل يبطل البيع فيه وجهان أحدها ل يبطل البيع ويرد البيع لديث‬
‫عثمان رضي ال عنه فإنه أمضى البيع‬
‫والثان أنه يبطل البيع لن هذا الشرط يقتضي جزءا من الثمن تركه البائع لجل الشرط فإذا‬
‫سقط وجب أن يرد الزء الذي تركه بسبب الشرط وذلك مهول والهول إذا أضيف إل معلوم‬
‫صار الميع مهول فيصي الثمن مهول ففسد العقد وال أعلم‬
‫باب بيع الرابة من اشترى سلعة جاز له بيعها برأس الال وبأقل منه وبأكثر منه لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا اختلف النسان فبيعوا كيف شئتم ويوز أن يبيعها مرابة وهو أن يبي رأس الال‬
‫وقدر الربح بأن يقول ثنها مائة وقد بعتكها برأس مالا وربح درهم ف كل عشرة لا روي عن‬
‫ابن مسعود رضي ال عنه أنه كان ل يرى بأسا ب ده يازده وده دواز ده ولنه ثن معلوم فجاز‬
‫البيع به كما لو قال بعتك بائة وعشرة‬
‫ويوز أن يبيعها مواضعة بأن يقول رأس مالا مائة وقد بعتك برأس مالا ووضع درهم من كل‬
‫عشرة لنه ثن معلوم فجاز البيع به كما لو قال بعتك بائة إل عشرة‬
‫ويوز أن يبيع بعضه مرابة فإن كان ما ل تتلف أجزاؤه كالطعام والعبد الواحد قسم الثمن على‬
‫أجزائه وباع ما يريد بيعه منه بصته وإن كان ما يتلف ) أجزاؤه ( كالثوبي والعبدين قومهما‬
‫وقسم الثمن عليهما على قدر قيمتهما ث باع ما شاء منهما بصته من الثمن لن الثمن ينقسم‬
‫على البيعي على قدر‬
‫____________________‬

‫قيمتهما ولذا لو اشترى سيفا وشقصا بألف قسم الثمن عليهما على قدر قيمتهما ث أخذ الشفيع‬
‫الشقص با يصه من الثمن على قدر قيمته‬
‫فصل ل يب إل بالثمن الذي لزم به البيع ول يب إل بالثمن الذي لزم به البيع فإن اشترى بثمن‬
‫ث حط البائع عنه ) بعض الثمن ( أو ألق به زيادة نظرت فإن كان بعد لزوم العقد ل يلحق ذلك‬
‫بالعقد ول يط ف بيع الرابة ما حط عنه ول يب بالزيادة فيما زاد لن البيع استقر بالثمن الول‬
‫فالط والزيادة تبع ل يقابله عوض فلم يتغي به الثمن‬
‫وإن كان ذلك ف مدة اليار لق بالعقد وجعل الثمن ما تقرر بعد الط والزيادة‬
‫وقال أبو علي الطبي إن قلنا إن البيع ينتقل بنفس العقد ل يلحق به لن البيع قد ملكه بالثمن‬
‫الول فلم يتغي با بعده‬
‫والذهب الول لنه وإن كان قد انتقل البيع إل أن البيع ل يستقر فجاز أن يتغي الثمن با يلحق‬
‫به وإن اشترى ثوبا بعشرة وقصره بدرهم ورفاه بدرهم وطرزه بدرهم قال هو علي بثلثة عشر‬
‫أو قام علي بثلثة عشر وما أشبه ذلك ول يقول ) اشتريته ( بثلثة عشر ول يقول ثنه ثلثة عشر‬
‫لن ذلك كذب‬
‫وإن قال رأس مال ثلثة عشر ففيه وجهان أحدها ل يوز أن يقول لن رأس الال هو الثمن‬
‫والثمن عشرة‬
‫والثان يوز لن رأس الال ما وزن فيه وقد وزن فيه ثلثة عشر‬
‫وإن عمل فيه ذلك بيده قال اشتريته بعشرة وعملت فيه ما يساوي ثلثة ول يقول هو علي بثلثة‬
‫عشر لن عمله لنفسه ل أجرة له ول يتقوم عليه‬
‫وإن اشترى عينا بائة ووجد با عيبا وحدث عنده عيب آخر فرجع بالرش وهو عشرة دراهم‬
‫قال هي علي بتسعي أو تقوم علي بتسعي ول يوز أن يقول الثمن مائة لن الرجوع بالرش‬
‫استرجاع جزء من الثمن فخرج عن أن يكون الثمن مائة ول يقول اشتريتها بتسعي لنه كذب‬
‫وإن كان البيع عبدا فجن ففداه بأرش الناية ل يضف ما فداه به إل الثمن لن الفداء جعل‬
‫لستبقاء اللك فلم يضف إل الثمن كعلف البهيمة‬
‫وإن جن عليه فأخذ الرش ففيه وجهان أحدها أنه ل يط من الثمن قدر الرش لنه كما ل‬
‫يضيف ما فدى به الناية إل الثمن ل يط ما أخذ عن أرش الناية عن الثمن‬
‫والثان أنه يط لنه عوض عن جزء تناوله البيع فحط من الثمن كأرش العيب‬
‫وإن حدثت من العي فوائد ف ملكه كالولد واللب والثمرة ل يط ذلك من الثمن لن العقد ل‬
‫يتناوله‬
‫وإن أخذ ثرة كانت موجودة عند العقد أو لبنا كان موجودا حال العقد حط من الثمن لن العقد‬
‫تناوله وقابله قسط من الثمن فأسقط ما قابله‬
‫وإن أخذ ولدا كان موجودا حال العقد فإن قلنا إن المل له حكم فهو كاللب والثمرة وإن قلنا‬
‫ل حكم له ل يط من الثمن شيئا‬
‫وإن ابتاع بثمن مؤجل ل يب بثمن مطلق لن الجل يأخذ جزءا من الثمن فإن باعه مرابة ول‬
‫يبه بالجل ث علم الشتري بذلك ثبت له اليار لنه دلس عليه با يأخذ جزءا من الثمن فثبت‬
‫له اليار كما لو باعه شيئا وبه عيب ول يعلمه بعيبه‬
‫وإن اشترى شيئا بعشرة وباعه بمسة ث اشتراه بعشرة أخب بعشرة ول يضم ما خسر فيه إل‬
‫الثمن فإن اشترى بعشرة وباع بمسة عشر ث اشتراه بعشرة أخب بعشرة ول يط ما ربح من‬
‫الثمن لن الثمن ما ابتاع به ف العقد الذي هو مالك به وذلك عشرة وإن اشترى بعشرة ث واطأ‬
‫غلمه فباع منه ث اشتراه منه بعشرين ليخب با اشتراه من الغلم كره ما فعله لنه لو صرح‬
‫بذلك ف العقد فسد العقد فإذا قصده كره فإن أخب بالعشرين ف بيع الرابة جاز لن بيعه من‬
‫الغلم كبيعه من الجنب ف الصحة فجاز أن يب با اشترى به منه فإن علم بذلك الشتري ل‬
‫يثبت له اليار لن شراءه بعشرين صحيح‬
‫فصل ف بيان إذا قال رأس الال مائة إذا قال رأس الال مائة وقد بعتكه برأس الال وربح درهم ف‬
‫كل عشرة أو بربح ده ياز ده فالثمن مائة وعشرة‬
‫وإن قال بعتك برأس الال ووضع ده ياز ده فالثمن أحد وتسعون درها إل جزءا من أحد عشر‬
‫جزءا من درهم لن معناه بعتك بائة على أن أضع درها من كل أحد عشر درها فسقط من‬
‫تسعة وتسعي درها تسعة دراهم لنا تسع مرات أحد عشر ويبقى من رأس الال درهم فيسقط‬
‫منه جزء من أحد عشر جزءا فيكون الباقي أحدا وتسعي درها إل جزءا من أحد عشر جزءا من‬
‫درهم‬
‫وإن قال بعتك على وضع درهم من كل عشرة ففي الثمن وجهان أحدها أن الثمن أحد وتسعون‬
‫درها إل جزءا من‬
‫____________________‬

‫أحد عشر جزءا من درهم وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال‬
‫والثان أن الثمن تسعون درها وهو قول شيخنا القاضي أب الطيب الطبي رحه ال وهو‬
‫الصحيح لن الائة عشر مرات عشرة فإذا وضع من كل عشرة درها بقي تسعون‬
‫فصل إذا علم أن رأس الال مائة وباع على ربح درهم إذا أخب أن رأس الال مائة وباع على ربح‬
‫درهم ف كل عشرة ث قال أخطأت أو قامت البينة أن الثمن كان تسعي فالبيع صحيح وحكى‬
‫القاضي أبو حامد وجها آخر أن البيع باطل لنه بان أن الثمن كان تسعي وأن ربها تسعة وهذا‬
‫كان مهول حال العقد فكان العقد باطل‬
‫والذهب الول لن البيع عقد على ثن معلوم وإنا سقط بعضه بالتدليس وسقوط بعض الثمن ل‬
‫يفسد البيع كسقوط بعض الثمن بالرجوع بأرش العيب‬
‫وأما الثمن الذي يأخذه به ففيه قولن أحدها أنه مائة وعشرة لن السمى ف العقد مائة وعشرة‬
‫فإذا بان تدليس من جهة البائع ل يسقط من الثمن شيء كما لو باعه شيئا بثمن فوجد به عيبا‬
‫والثان أن الثمن تسعة وتسعون وهو الصحيح لنه نقل ملك يعتب فيه الثمن الول فإذا أخب‬
‫بزيادة وجب حط الزيادة كالشفعة والتولية‬
‫ويالف العيب فإن هناك الثمن هو السمى ف العقد وههنا الثمن هو رأس الال وقدر الربح وقد‬
‫بان أن رأس الال تسعون والربح تسعة‬
‫فإن قلنا إن الثمن مائة وعشرة فهو باليار بي أن يسك البيع بالثمن وبي أن يفسخ لنه دخل‬
‫على أن يأخذ البيع برأس الال وهذا أكثر من رأس الال فثبت له اليار‬
‫وإن قلنا إن الثمن تسعة وتسعون فهل يثبت له اليار اختلف أصحابنا فيه فمنهم من قال فيه‬
‫قولن أحدها أن له اليار لنه إن كان قد أخطأ ف الب الول ل يأمن أن يكون قد أخطأ ف‬
‫الثان وأن الثمن غيه وإن كان قد خان ف الول فل يأمن أن يكون قد خان ف الثان فثبت له‬
‫اليار‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنه ل خيار له لن اليار إنا يثبت لنقص وضرر وهذا زيادة ونفع‬
‫لنه دخل على أن الثمن مائة وعشرة وقد رجع إل تسعة وتسعي فل وجه للخيار‬
‫ومنهم من قال إن ثبتت اليانة بإقرار البائع لزم الشتري تسعة وتسعون ول خيار له وإن ثبتت‬
‫بالبينة فهل له اليار أم ل فيه قولن لنه إذا ثبتت بالقرار دل على أمانته فلم يتهم ف خيانة‬
‫أخرى وإذا ثبتت بالبينة كان متهما ف خيانة أخرى فثبت له اليار‬
‫قال أصحابنا القولن إذا كانت العي باقية فأما إذا تلفت العي فإنه يلزم البيع بتسعة وتسعي قول‬
‫واحدا لنا لو جوزنا ) له ( فسخ البيع مع تلف العي رفعنا الضرر عنه وألقناه بالبائع والضرر ل‬
‫يزال بالضرر ولذا لو هلك البيع عنده ث علم به عيبا ل يلك الفسخ‬
‫فإن قلنا ل خيار له أو قلنا له اليار فاختار البيع فهل يثبت للبائع اليار فيه وجهان أحدها يثبت‬
‫له اليار لنه ل يرض إل بالثمن السمى وهو مائة وعشرة ول يسلم له ذلك‬
‫والثان ل خيار له لنه رضي برأس الال وربه وقد حصل له ذلك‬
‫فصل إذا أخب أن الثمن مائة وربه عشرة وإن أخب أن الثمن مائة وربه عشرة ث قال أخطأت‬
‫والثمن مائة وعشرة ل يقبل قوله لنه رجوع عن إقرار متعلق به حق آدمي فلم يقبل كما لو أقر‬
‫له بدين‬
‫وإن قال ل بينة على ذلك ل تسمع لنه كذب بالقرار السابق بينته فلم تقبل‬
‫فإن قال أحلفوا ل الشتري أنه ل يعلم أن الثمن مائة وعشرة ففيه طريقان أحدها أنه إن قال‬
‫ابتعته بنفسي ل يلف الشتري لن إقراره يكذبه‬
‫وإن قال ابتاعه وكيل ل فظنتت أنه ابتاع بائة وقد بان ل أنه ابتاع بائة وعشرة حلف لنه الن‬
‫ل يكذبه إقراره‬
‫والثان أنه يبن على القولي ف يي الدعي مع نكول الدعى عليه‬
‫فإن قلنا إنه كالبينة ل يعرض اليمي لنه إذا نكل حصلنا على بينة والبينة ل تسمع‬
‫وإن قلنا إنه كالقرار عرضنا اليمي لنه إذا نكل حصلنا على القرار وإقراره مقبول‬
‫باب النجش والبيع على بيع أخيه وبيع الاضر للبادي وتلقي الركبان والتسعي والحتكار‬
‫____________________‬

‫ويرم النجس وهو أن يزيد ف الثمن ليغر غيه والدليل عليه ما روى ابن عمر أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم نى عن النجش ولنه خديعة ومكر فإن اغتر الرجل بن ينجش فابتاع فالبيع صحيح‬
‫لن النهي ل يعود إل البيع فلم ينع صحته كالبيع ف حال النداء‬
‫فإن علم البتاع بذلك نظرت فإن ل يكن للبائع فيه صنع ل يكن للمبتاع اليار لنه ليس من جهة‬
‫البائع تدليس وإن كان النجش بواطأة من البائع ففيه قولن أحدها أن له اليار بي المساك‬
‫والرد لنه دلس عليه فثبت له الرد كما لو دلس عليه بعيب‬
‫والثان ل خيار له لن الشتري فرط ف ترك التأمل وترك التفويض إل من يعرف ثن التاع‬
‫فصل ف بيع الرجل على بيع أخيه ويرم أن يبيع على بيع أخيه وهو أن يىء إل من اشترى شيئا‬
‫ف مدة اليار فيقول افسخ فإن أبيعك أجود منه بذا الثمن أو أبيعك مثله بدون هذا الثمن لا‬
‫روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يبع الرجل على بيع أخيه‬
‫ولن ف هذا إفسادا وإناشا فلم يل فإن قبل منه وفسخ البيع واشترى منه صح البيع لا ذكرناه‬
‫ف النجش‬
‫فصل ف حرمة السوم على أخيه ويرم أن يدخل على سوم أخيه وهو أن يىء إل رجل أنعم‬
‫لغيه ف بيع سلعة بثمن فيزيده ليبيع منه أو يىء إل الشتري فيعرض عليه مثل السلعة بدون ثنها‬
‫أو أجود منها بذلك الثمن لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫يطب الرجل على خطبة أخيه ول يسم على سوم أخيه ولن ف ذلك إفسادا أيضا وإناشا فلم‬
‫يل‬
‫فأما إذا جاء إليه فطلب منه متاعا فلم ينعم له جاز لغيه أن يطلبه لنه ل يدخل على سومه وإن‬
‫طلبه منه فسكت ول يظهر منه رد ول إجابة ففيه قولن أحدها يرم‬
‫والثان ل يرم كالقولي ف الطبة على خطبة أخيه وأما إذا عرضت السلعة ف النداء جاز لن شاء‬
‫أن يطلبها ويزيد ف ثنها لا روى أنس رضي ال عنه عن رجل من النصار أنه أصابه جهد شديد‬
‫هو وأهل بيته فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر ذلك له فقال ما عندى شيء اذهب‬
‫فأتن با كان عندك فذهب فجاء بلس وقدح فقال يا رسول ال هذا اللس والقدح فقال من‬
‫يشتري هذا اللس والقدح فقال رجل أنا آخذها بدرهم فقال من يزيد على درهم فسكت‬
‫القوم قال من يزيد على درهم فقال رجل أنا آخذها بدرهي قال ها لك ث قال إن السألة ل‬
‫تل إل لثلثة لذى دم موجع أو فقر مدقع أو غرم مفظع ولن ف النداء ل يقصد رجل بعينيه فل‬
‫يؤدى إل النجش والفساد‬
‫فصل ف بيع حاضر لباد ويرم أن يبيع حاضر لباد وهو أن يقدم رجل ومعه متاع يريد بيعه‬
‫ويتاج الناس إليه ف البلد فإذا باع اتسع وإذا ل يبع ضاق فيجىء إليه سسار فيقول ل تبع حت‬
‫أبيع لك قليل وأزيد ف ثنها لا روى ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي ال عنه‬
‫____________________‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل بيع حاضر لباد قلت ما ل يبع حاضر لباد قال ل يكون له‬
‫سسارا‬
‫وروى جابر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يبع حاضر لباد دعوا الناس‬
‫يرزق ال بعضهم من بعض فإن خالف وباع له صح البيع لا ذكرناه ف النجش فإن كان البلد‬
‫كبيا ل يضيق على أهله بترك البيع ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يوز للخب‬
‫والثان يوز لن النع لوف الضرار بالناس ول ضرر ههنا‬
‫فصل ف تلقى الركبان ويرم تلقى الركبان وهو أن يتلقى القافلة ويبهم بكساد ما معهم من‬
‫التاع ليغبنهم لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى أن تتلقى‬
‫السلع حت يهبط با السواق ولن هذا تدليس وغرر فلم يل فلم يل فإن خالف واشترى صح‬
‫البيع لا ذكرناه ف النجش فإن دخلوا البلد فبان لم الغب كان لم اليار لا روى أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تلقوا اللب فمن تلقاها واشترى منهم فصاحبه‬
‫باليار إذا أتى السوق ولنه غرهم ودلس عليهم فثبت لم اليار كما لو دلس عليهم بعيب وإن‬
‫بان لم أنه ل يغبنهم ففيه وجهان أحدها أن لم اليار للخب‬
‫والثان ل خيار لم لنه ما غر ول دلس عليهم‬
‫وإن خرج إل خارج البلد لاجة غي التلقي فرأى القافلة فهل يوز أن يبتاع منهم فيه وجهان‬
‫أحدها يوز لنه ل يقصد التلقي‬
‫والثان ل يوز لن النع من التلقى للبيع وهذا العن موجود وإن ل يقصد التلقى فلم يز‬
‫فصل ف التسعي ول يل للسلطان التسعي لا روى أنس رضي ال عنه قال غل السعر على عهد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال الناس يا رسول ال سعر لنا فقال عليه السلم إن ال هو‬
‫القابض والباسط والرازق والسعر وإن لرجو أن ألقى ال وليس أحد يطالبن بظلمة ف نفس ول‬
‫مال‬
‫فصل ف الحتكار ويرم الحتكار ف القوات وهو أن يبتاع ف وقت الغلء ويسكه ليزداد ف‬
‫ثنه‬
‫ومن أصحابنا من قال يكره ول يرم وليس بشيء لا روى عمر رضي ال عنه قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الالب مرزوق والتكر ملعون وروى معمر العدوي قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يتكر إل خاطىء فدل على أنه حرام‬
‫فأما إذا ابتاع ف وقت الرخص أو جاءه من ضيعته طعام فأمسكه ليبيعه إذا غل فل يرم ذلك‬
‫لنه ف معن الالب وقد روى عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال الالب‬
‫مرزوق والتكر ملعون وروى أبو الزناد قال قلت لسعيد بن السيب بلغن عنك أنك قلت إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يتكر بالدينة إل خاطىء وأنت تتكر قال ليس هذا الذي‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأت الرجل‬
‫السلعة عند غلئها فيغال با فأما أن يأت الشيء وقد اتضع فيشتريه ث يضعه فإن احتاج الناس‬
‫إليه أخرجه فذلك خي‬
‫وأما غي القوات فيجوز احتكاره لا روى أبو أمامة رضي ال عنه قال نى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يتكر الطعام فدل على أن غيه يوز ولنه ل ضرر ف احتكار غي القوات فلم‬
‫ينع منه‬

‫____________________‬
‫باب اختلف التبايعي وهلك البيع إذا اختلف التبايعان ف مقدار الثمن ول تكن بينة تالفا لا‬
‫روى ابن عباس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال لو أن الناس أعطوا‬
‫بدعاويهم لدعى ناس من الناس دماء ناس وأموالم لكن اليمي على الدعى عليه فجعل اليمي‬
‫على الدعى عليه والبائع مدعى عليه بيع بألف والشتري مدعى عليه بيع بألفي فوجب أن يكون‬
‫على كل واحد منهما اليمي لن كل واحد منهما مدعى عليه ول بينة فتحالفا كما لو ادعى‬
‫رجل على رجل دينارا وادعى الخر على الدعي درها‬
‫فصل اختلف التبايعي قال الشافعي رحه ال ف البيوع يبدأ بيمي البائع وقال ف الصداق ) إذا‬
‫اختلف الزوجان ( يبدأ بيمي الزوج والزوج كالشتري وقال ف الدعوى والبينات إن بدأ بالبائع‬
‫خي الشتري وإن بدأ بالشتري خي البائع وهذا يدل على أنه مي بي أن يبدأ بالبائع وبي أن يبدأ‬
‫بالشتري‬
‫فمن أصحابنا من قال فيها ثلثة أقوال أحدها يبدأ بالشتري لن جنبته أقوى لن البيع على ملكه‬
‫فكان بالبداية أول‬
‫والثان يبدأ بن شاء منهما لنه ل مزية لحدها على الخر ف الدعوى فتساويا كما لو تداعيا‬
‫شيئا ف يديهما‬
‫والثالث أنه يبدأ بالبائع وهو الصحيح لا روى ابن مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال إذا اختلف البيعان فالقول ما قال البائع والبتاع باليار فبدأ بالبائع ث خي البتاع ولن‬
‫جنبته أقوى لنه إذا تالفا رجع البيع إليه فكانت البداية به أول‬
‫ومن أصحابنا من قال هي على قول واحد أنه يبدأ بالبائع ويالف الزوج ف الصداق لن جنبته‬
‫أقوى من جنبة الزوجة لن البضع بعد التحالف على ملك الزوج فكان بالتقدي أول وها هنا‬
‫جنبة البائع أقوى لن البيع بعد التحالف على ملك البائع فكان البائع بالتقدي أول‬
‫والذي قال ف الدعوى والبينات ليس بذهب له وإنا حكى ما يفعله الاكم باجتهاده لنه موضع‬
‫اجتهاد فقال إن حلف الاكم البائع باجتهاده خي الشتري وإن حلف الشتري خي البائع‬
‫فصل المع ف اليمي بي النفي والثبات ويب أن يمع كل واحد منهما ف اليمي بي النفي‬
‫والثبات لنه يدعي عقدا وينكر عقدا فوجب أن يلف عليهما ويب أن يقدم النفي على‬
‫الثبات وقال أبو سعيد الصطخري يقدم الثبات على النفي كما قدمنا الثبات على النفي ف‬
‫اللعان‬
‫والذهب الول لن الصل ف اليمي أن يبدأ بالنفي وهي يي الدعى عليه فوجب أن يبدأ ههنا‬
‫أيضا بالنفي ويالف اللعان فإنه ل أصل له ف البداية بالنفي‬
‫وهل يمع بي النفي والثبات بيمي واحدة أم ل فيه وجهان أحدها يمع بينهما بيمي واحدة‬
‫وهو النصوص ف الم لنه أقرب إل فصل القضاء فعلى هذا يلف البائع أنه ل يبع بألف ولقد‬
‫باع بألفي ويلف الشتري أنه ما اشترى بألفي ولقد اشترى بألف فإن نكل الشتري قضى للبائع‬
‫وإن حلف فقد تالفا‬
‫والثان أنه يفرد النفي بيمي والثبات بيمي لنه دعوى عقد وإنكار عقد فافتقر إل ييني ولنا‬
‫إذا جعنا بينهما بيمي واحدة حلفنا البائع على الثبات قبل نكول الشتري عن يي النفي وذلك‬
‫ل يوز فعلى هذا يلف البائع أنه ما باع بألف ث يلف الشتري أنه ما ابتاع بألفي فإن نكل‬
‫الشتري حلف البائع أنه باع بألفي وقضى له فإن حلف الشتري حلف البائع أنه باع بألفي ث‬
‫يلف الشترى أنه ابتاع بألف فإن نكل قضى للبائع وإن حلف فقد تالفا‬
‫فصل فسخ البيع إذا تالفا وإذا تالفا وجب فسخ البيع لنه ل يكن إمضاء العقد مع التحالف‬
‫وهل ينفسخ بنفس التحالف أم ل فيه وجهان أحدها أنه ينفسخ بنفس التحالف كما ينفسخ‬
‫النكاح ف اللعان بنفس التحالف ولن بالتحالف صار الثمن مهول والبيع ل يثبت مع جهالة‬
‫العوض فوجب أن ينفسخ‬
‫والثان أنه ل ينفسخ إل بالفسخ بعد التحالف وهو النصوص لن العقد ف الباطن صحيح لنه‬
‫وقع على ثن معلوم فل ينفسخ بتحالفهما ولن البينة أقوى من اليمي ث لو أقام كل واحد منهما‬
‫بينة على ما يدعيه ل ينفسخ البيع فلن ل ينفسخ باليمي أول وف الذي يفسخه وجهان أحدها‬
‫أنه يفسخه الاكم لنه متهد فيه فافتقر إل الاكم كفسخ النكاح بالعيب‬
‫والثان أنه ينفسخ بالتعاقدين‬
‫لنه فسخ لستدراك الظلمة فصح من التبايعي كالرد بالعيب‬
‫فصل الفسخ هل ينفسخ ظاهرا وباطنا وإذا فسخ أو انفسخ فهل ينفسخ ظاهرا وباطنا أم ل فيه‬
‫ثلثة أوجه أحدها ينفسخ ظاهرا وباطنا لنه فسخ‬
‫____________________‬

‫بالتحالف فوقع ظاهرا وباطنا كفسخ النكاح باللعان ولنه فسخ بيع لستدراك الظلمة فصح‬
‫ظاهرا وباطنا كالرد بالعيب‬
‫والثان أنه ينفسخ ف الظاهر دون الباطن لن سبب الفسخ هو الهل بالثمن والثمن معلوم ف‬
‫الباطن مهول ف الظاهر فلما اختصت الهالة بالظاهر دون الباطن اختص البطلن بالظاهر دون‬
‫الباطن‬
‫والثالث أنه إن كان البائع هو الظال وقع الفسخ ف الظاهر دون الباطن لنه يكنه أن يصدق‬
‫الشتري ويأخذ منه الثمن ويسلم إليه البيع فإذا ل يفعل كان متنعا من تسليم البيع بظلم فلم‬
‫ينفسخ البيع‬
‫وإن كان البائع مظلوما انفسخ ظاهرا وباطنا لنه تعذر عليه أخذ الثمن ووجد عي ماله فجاز له‬
‫أن يفسخ ويأخذ عي ماله كما لو أفلس الشتري ووجد البائع عي ماله‬
‫فإن قلنا إن الفسخ يقع ف الظاهر والباطن عاد البيع إل ملك البائع وإل تصرفه‬
‫وإن قلنا إن الفسخ ف الظاهر دون الباطن نظرت فإن كان البائع هو الظال ل يز له قبض البيع‬
‫والتصرف فيه بل يلزمه أن يأخذ ما أقر به الشتري من الثمن ويسلم البيع إليه وإن كان مظلوما ل‬
‫يز له التصرف ف البيع بالوطء والبة لنه على ملك الشتري ولكن يستحق البائع الثمن ف ذمة‬
‫الشتري ول يقدر على أخذه منه فيبيع من البيع بقدر حقه كما تقول فيمن له على رجل دين ل‬
‫يقدر على أخذه منه ووجد شيئا من ماله‬
‫فصل اختلف التبايعي ف الثمن وإن اختلفا ف الثمن بعد هلك السلعة ف يد الشتري تالفا‬
‫وفسخ البيع بينهما لن التحالف يثبت لرفع الضرر واستدراك الظلمة وهذا العن موجود بعد‬
‫هلك السلعة فوجب أن يثبت التحالف فإذا تالفا رجع بقيمته‬
‫ومت تعتب قيمته فيه وجهان أحدها تب قيمته يوم التلف‬
‫والثان تب قيمته أكثر ما كانت من يوم القبض إل يوم التلف وقد ذكرنا دليل الوجهي ف هلك‬
‫السلعة ف البيع الفاسد‬
‫فإن زادت القيمة على ما ادعاه البائع من الثمن وجب ذلك وحكي عن أب علي بن خيان أنه‬
‫قال ما زاد على الثمن ل يب لن البائع ل يدعيه فلم يب كما لو أقر لرجل با ل يدعيه‬
‫والذهب الول لنه بالفسخ سقط اعتبار السلعة فالقول قول الشتري لنه غارم فكان القول‬
‫قوله كالغاصب‬
‫فإن تقايل أو وجد بالبيع عيبا فرده واختلفا ف الثمن فقال البائع الثمن ألف وقال الشتري الثمن‬
‫ألفان فالقول قول البائع لن البيع قد انفسخ والشتري مدع والبائع منكر فكان القول قوله‬
‫فصل اختلف الورثة ف البيع وإن مات التبايعان فاختلف ورثتهما تالفوا لنه يي ف الال فقام‬
‫الوارث فيها مقام الوروث كاليمي ف دعوى الال وإن كان البيع بي وكيلي واختلفا ف الثمن‬
‫ففيه وجهان أحدها يتحالفان لنما عاقدان فتحالفا كالالكي‬
‫والثان ل يتحالفان لن اليمي تعرض حت ياف الظال منهما فيجع والوكيل إذا أقر ث رجع ل‬
‫يقبل رجوعه فل تثبت اليمي ف حقه‬
‫فصل ف اختلفهم ف قدر البيع وإن اختلف التبايعان ف قدر البيع تالفا لا ذكرنا ف الثمن‬
‫وإن اختلفا ف عي البيع بأن قال البائع بعتك هذا العبد بألف وقال الشتري بل اشتريت هذه‬
‫الارية بألف ففيه وجهان أحدها يتحالفان لن كل واحد منهما يدعي عقدا ينكره الخر فأشبه‬
‫إذا اختلفا ف قدر البيع‬
‫والثان أنما ل يتحالفان بل يلف البائع أنه ما باعه الارية ويلف الشتري أنه ما اشترى العبد‬
‫وهو اختيار الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال لنما اختلفا ف أصل العقد ف العبد والارية‬
‫فكان القول فيه قول من ينكر كما لو ادعى أحدها على الخر عبدا والخر جارية من غي عقد‬
‫فإن أقام البائع بينة أنه باعه العبد وجب على الشتري الثمن فإن كان العبد ف يده أقر ف يده وإن‬
‫كان ف يد البائع ففيه وجهان أحدها يب الشتري على قبضه لن البينة قد شهدت له باللك‬
‫والثان ل يب لن البينة شهدت له با ل يدعيه فلم يسلم إليه فعلى هذا يسلم إل الاكم ليحفظه‬

‫فصل اختلفهم ف اليار والجل وإن اختلفا ف شرط اليار أو الجل أو الرهن أو ف قدرها‬
‫تالفا لا ذكرناه ف الثمن‬
‫فإن اختلفا ف شرط يفسد البيع ففيه وجهان بناء على القولي ف شرط اليار ف الكفالة أحدها‬
‫أن القول قول من يدعي الصحة لن الصل عدم ما يفسد‬
‫والثان أن القول قول من يدعي الفساد لن الصل عدم العقد فكان القول قول من يدعي ذلك‬
‫فإن اختلفا ف الصرف بعد التفرق فقال أحدها تفرقنا قبل القبض وقال الخر تفرقنا بعد القبض‬
‫ففيه وجهان أحدها أن القول قول من يدعي التفرق قبل القبض لن الصل عدم القبض‬
‫والثان أن القول قول من يدعي التفرق بعد القبض لن الصل صحة العقد‬

‫____________________‬

‫وإن اختلفا بعد التفرق فقال أحدها تفرقنا عن تراض وقال الخر تفرقنا عن فسخ البيع ففيه‬
‫وجهان أحدها أن القول قول من يدعي التراضي لن الصل عدم الفسخ وبقاء العقد‬
‫والثان أن القول قول من يدعى الفسخ لن الصل عدم اللزوم ومنع الشتري من التصرف فأما‬
‫إذا اختلفا ف عيب البيع ومثله يوز أن يدث فقال البائع عندك حدث العيب وقال الشتري بل‬
‫حدث عندك فالقول قول البائع لن الصل عدم العيب‬
‫فإن اختلفا ف الردود بالعيب فقال الشتري هو البيع وقال البائع الذي بعتك غي هذا فالقول‬
‫قول البائع لن الصل سلمة البيع وبقاء العقد فكان القول قوله‬
‫فإن اشترى عبدين فتلف أحدها ووجد بالخر عيبا فرده وقلنا إنه يوز ) له ( أن يرد أحدها‬
‫واختلفا ف قيمة التالف ففيه قولن أحدها وهو الصحيح أن القول قول البائع لنه ملك جيع‬
‫الثمن فل يزال ملكه إل عن القدر الذى يقر به كالشترى والشفيع إذا اختلفا ف الثمن فإن‬
‫القول قول الشتري لنه ملك الشقص فل يزال إل با يقر به‬
‫والثان أن القول قول الشترى لنه كالغارم فكان القول قوله فإن باعه عشرة أقفزة من صبة‬
‫وسلمها بالكيل فادعى الشتري أنا دون حقه ففيه قولن أحدها أن القول قول الشتري لن‬
‫الصل أنه ل يقبض جيعه‬
‫والثان أن القول قول البائع لن العادة فيمن يقبض حقه بالكيل أن يستوف جيعه فجعل القول‬
‫قول البائع‬
‫فصل إذا باعه سلعة بثمن ف الذمة ث اختلفا إذا باعه سلعة بثمن ف الذمة ث اختلفا فقال البائع ل‬
‫أسلم البيع حت أقبض وقال الشتري ل أسلم الثمن حت أقبض البيع فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال فيه ثلثة أقوال أحدها يب البائع على إحضار البيع والشتري على إحضار الثمن‬
‫ث يسلم إل كل واحد منهما ماله دفعة واحدة لن التسليم واجب على كل واحد منهما فإذا‬
‫امتنعا أجبا كما لو كان لحدها على الخر دراهم وللخر عليه دناني‬
‫والثان ل يب واحد منهما بل يقال من يسلم منكما ما عليه أجب الخر على تسليم ما عليه لن‬
‫على كل واحد منهما حقا ف مقابلة حق له فإذا تانعا ل يب واحد منهما كما لو نكل الدعى‬
‫عليه فردت اليمي على الدعي فنكل‬
‫والثالث أنه يب البائع على تسليم البيع ث يب الشتري وهو الصحيح لن حق الشتري متعلق‬
‫بعي وحق البائع ف الذمة فقدم ما تعلق بعي كأرش الناية مع غيها من الديون ولن البائع‬
‫يتصرف ف الثمن ف الذمة فوجب أن يب البائع على التسليم ليتصرف الشتري ف البيع‬
‫ومن أصحابنا من قال السألة على قول واحد وهو أنه يب البائع على تسليم البيع كما ذكرناه‬
‫وما سواه من القوال ذكره الشافعي عن غيه ول يتره فعلى هذا ينظر فيه فإن كان الشتري‬
‫موسرا نظرت فإن كان ماله حاضرا أجب على تسليمه ف الال وإن كان ف داره أو دكانه حجر‬
‫عليه ف البيع وف سائر أمواله إل أن يدفع الثمن لنه إذا ل يجر عليه ل نأمن أن يتصرف فيه‬
‫فيضر بالبائع وإن كان غائبا منه على مسافة يقصر فيها الصلة فللبائع أن يفسخ البيع ويرجع إل‬
‫عي ماله لن عليه ضررا ف تأخي الثمن فجاز له الرجوع إل عي ماله كما لو أفلس الشتري‬
‫وإن كان على مسافة ل تقصر فيها الصلة ففيه وجهان أحدها ليس له أن يتار عي ماله لنه ف‬
‫حكم الاضر‬
‫والثان ) له أن ( يتار عي ماله لنه ياف عليه اللك فيما قرب كما ياف عليه فيما بعد‬
‫وإن كان الشتري معسرا ففيه وجهان أحدها تباع السلعة ويقضى دينه من ثنها‬
‫والنصوص أنه يرجع إل عي ماله لنه تعذر الثمن بالعسار فثبت له الرجوع إل عي ماله كما لو‬
‫أفلس ) الشتري ( بالثمن‬
‫وإن كان الثمن معينا ففيه قولن أحدها يبان‬
‫والثان ل يب واحد منهما ويسقط القول الثالث أنه يب البائع لن الثمن العي كالبيع ف تعلق‬
‫الق بالعي والنع من التصرف فيه قبل القبض‬
‫فصل إن باع من رجل عينا وإن باع من رجل عينا فأحضر الشتري نصف الثمن ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يب البائع على تسليم شيء من البيع لنه مبوس بدين فل ) يسلم ( شيء منه بضور‬
‫بعض الدين كالرهن‬
‫والثان أنه يب على تسليم نصف البيع لن كل واحد منهما عوض عن الخر وكل جزء من‬
‫البيع ف مقابلة جزء من الثمن فإذا سلم بعض الثمن وجب تسليم ما ف مقابلته‬
‫ويالف‬
‫____________________‬

‫الرهن ف الدين فإن الرهن ليس بعوض من الدين وإنا هو وثيقة به فجاز له حبسه إل أن يستوف‬
‫جيع الدين وإن باع من اثني عبدا بثمن فأحضر أحدها نصف الثمن وجب تسليم حصته إليه‬
‫لنه أحضر جيع ما عليه من الثمن فوجب تسليم ما ف مقابلته من البيع كما لو اشترى عينا‬
‫وأحضر ثنها‬
‫وال أعلم‬
‫فصل إذا تلف البيع قبل التسليم إذا تلف البيع ف يد البائع قبل التسليم ل يل إما أن يكون ثرة‬
‫أو غيها فإن كان غي الثمرة نظرت فإن كان تلفه بآفة ساوية انفسخ البيع لنه فات التسليم‬
‫الستحق بالعقد فانفسخ البيع كما لو اصطرفا وتفرقا قبل القبض فإن كان البيع عبدا فذهبت يده‬
‫بآكلة فالبتاع باليار بي أن يرد وبي أن يسك فإن اختار الرد رجع بميع الثمن وإن اختار‬
‫المساك أمسك بميع الثمن لن الثمن ل ينقسم على العضاء فلم يسقط بتلفها شيء من الثمن‬

‫وإن أتلفه أجنب ففيه قولن أحدها أنه ينفسخ البيع لنه فات التسليم الستحق بالعقد فانفسخ‬
‫البيع كما لو تلف بآفة ساوية‬
‫والثان أن الشتري باليار بي أن يفسخ البيع ويرجع بالثمن وبي أن يقر البيع ويرجع على‬
‫الجنب بالقيمة لن القيمة عوض عن البيع فقامت مقامه ف القبض فإن كان عبدا فقطع الجنب‬
‫يده فهو باليار بي أن يفسخ البيع ويرجع بالثمن وبي أن ييزه ويرجع على الان بنصف قيمته‬
‫فإن أتلفه البائع ففيه طريقان قال أبو العباس فيه قولن كالجنب وقال أكثر أصحابنا ينفسخ البيع‬
‫قول واحدا لنه ل يكن الرجوع على البائع بالقيمة لن البيع مضمون عليه بالثمن فل يوز أن‬
‫يكون مضمونا عليه بالقيمة بلف الجنب فإن البيع غي مضمون عليه بالثمن فجاز أن يضمنه‬
‫بالقيمة‬
‫فإن كان عبدا فقطع البائع يده ففيه وجهان قال أبو العباس البتاع باليار إن شاء فسخ البيع‬
‫ورجع بالثمن وإن شاء أجازه ورجع على البائع بنصف القيمة‬
‫وقال أكثر أصحابنا هو باليار إن شاء فسخ البيع وإن شاء أجازه ول شيء له لنه جزء من البيع‬
‫فل يضمنه البائع بالقيمة قبل القبض كما لو ذهب بآكلة فإن أتلفه الشتري استقر عليه الثمن لن‬
‫التلف كالقبض ولذا لو أعتقه جعل إعتاقه كالقبض فكذلك إذا أتلفه‬
‫فإن كان عبدا فقطع يده ل يز له أن يفسخ لنه نقص بفعله فإن اندمل ث تلف ف يد البائع رجع‬
‫البائع على الشتري بأرش النقص فيقوم مع اليد ويقوم بل يد ث يرجع با نقص من الثمن ول‬
‫يرجع با نقص من القيمة لن البيع مضمون على الشتري بالثمن فل يوز أن يرجع عليه با نقص‬
‫من القيمة‬
‫وإن كان البيع ثرة فإن كان على الرض فهو كغي الثمرة وقد بيناه وإن كانت على الشجر‬
‫نظرت فإن تلفت قبل التخلية فهي كغي الثمرة إذا هلك قبل أن يقبض وقد بيناه‬
‫فإن تلفت بعد التخلية ففيه قولن أحدها أنا تتلف من ضمان الشتري لن التخلية قبض يتعلق‬
‫به جواز التصرف فدخل ف ضمانه كالنقل فيما ينقل‬
‫والثان أنا تتلف من ضمان البائع لا روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫إن بعت من أخيك ترا فأصابته جائحة فل يل لك أن تأخذ منه شيئا ب تأخذ مال أخيك بغي حق‬
‫وروى جابر أيضا أن النب صلى ال عليه وسلم أمر بوضع الوائح فإن قلنا بذا فاختلفا ف الالك‬
‫فقال البائع الثلث وقال الشتري النصف فالقول قول البائع لن الصل عدم اللك وإن بلغت‬
‫الثمار وقت الداد فلم ينقل حت هلكت كان هلكها من ضمان الشتري لنه وجب عليه النقل‬
‫فلم يلزم البائع ضمانا وال أعلم‬
‫باب السلم السلم جائز لقوله تعال } يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إل أجل مسمى فاكتبوه‬
‫{ قال ابن عباس أشهد أن السلف الضمون إل أجل قد أحله ال ف كتابه وأذن فيه فقال } يا‬
‫أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إل أجل مسمى فاكتبوه {‬
‫فصل السلم ل يصح إل من مطلق التصرف ول يصح السلم إل من مطلق التصرف ف الال لنه‬
‫عقد على مال فل يصح إل من جائز التصرف ) ف الال ( كالبيع قال الشافعي رحه ال ويصح‬
‫السلم من العمى‬
‫قال الزن رحه ال أعلم من نطقه أنه أراد العمى الذي عرف الصفات قبل أن يعمى قال أبو‬
‫____________________‬
‫العباس هذا الذى قاله الزن حسن‬
‫فأما الكمه الذي ل يعرف الصفات فل يصح سلمه لنه يعقد على مهول وبيع الهول ل يصح‬
‫وقال أبو إسحاق يصح السلم من العمى وإن كان أكمه لنه يعرف الصفات بالسماع‬
‫فصل ألفاظ السلم وينعقد بلفظ السلف والسلم وف لفظ البيع وجهان من أصحابنا من قال ل‬
‫ينعقد السلم بلفظ البيع فإذا عقد بلفظ البيع كان بيعا ول يشترط فيه قبض العوض ف اللس‬
‫لن السلم غي البيع فل ينعقد بلفظه‬
‫ومنهم من قال ينعقد لنه نوع بيع يقتضي القبض ف اللس فانعقد بلفظ البيع كالصرف‬
‫فصل ويثبت فيه خيار اللس لقوله صلى ال عليه وسلم التبايعان باليار ما ل يفترقا ول يثبت فيه‬
‫خيار الشرط لنه ل يوز أن يتفرقا قبل تامه ولذا ل يوز أن يتفرقا قبل قبض العوض فلو أثبتنا‬
‫فيه خيار الشرط أدى إل أن يتفرقا قبل تامه‬
‫فصل التأجيل ف السلم ويوز مؤجل للية ويوز حال لنه إذا جاز مؤجل فلن يوز حال وهو‬
‫من الغرر أبعد أول ويوز ف العدوم إذا كان موجودا عند الل لا روى ابن عباس رضي ال عنه‬
‫قال قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة وهم يسلفون ف الثمرة السنتي والثلث فقال‬
‫أسلفوا ف كيل معلوم ووزن معلوم إل أجل معلوم فلو ل يز السلم ف العدوم لنهاهم عن السلم‬
‫ف الثمار السنتي والثلث ويوز السلم ف الوجود لنه إذا جاز السلم ف العدوم فلن يوز ف‬
‫الوجود أول لنه أبعد من الغرر‬
‫فصل فيما يوز فيه السلم ويوز السلم ف كل مال يوز بيعه وتضبط صفاته كالثان والبوب‬
‫والثمار والثياب والدواب والعبيد والواري والصواف والشعار والخشاب والحجار والطي‬
‫والفخار والديد والرصاص والبلور والزجاج وغي ذلك من الموال الت تباع وتضبط بالصفات‬
‫والدليل عليه حديث ابن عباس ف الثمار وروى عبد ال بن أب أوف قال كنا نسلف ورسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فينا ف الزيت والنطة‬
‫وروى عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم أمره أن يهز‬
‫جيشا فنفدت البل فأمره أن يأخذ على قلص الصدقة وكان يأخذ البعي بالبعيين إل إبل‬
‫الصدقة‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ف السلم ف الكرابيس إذا كان ذرعا معلوما إل أجل‬
‫معلوم فل بأس‬
‫وعن أب النضر قال سئل ابن عمر رضي ال عنهما عن السلم ف السرق قال ل بأس والسرق‬
‫الرير فثبت جواز السلم فيما رويناه بالخبار وثبت فيما سواه ما يباع ويضبط بالصفات بالقياس‬
‫على ما ثبت بالخبار لنه ف معناه‬
‫فصل فيما ل يوز فيه السلم وأما ما ل يضبط بالصفة فل يوز السلم فيه لنه يقع البيع فيه على‬
‫مهول وبيع الهول ل يوز قال الشافعي رحه ال ول يوز السلم ف النبل لن دقته وغلظه‬
‫مقصود وذلك ل يضبط‬
‫ول يوز ف الواهر كاللؤلؤ والعقيق والياقوت والفيوزج والرجان لن صفاءها مقصود وعلى‬
‫قدر صفائها يكون ثنها وذلك ل يضبط بالوصف‬
‫ول يوز السلم ف اللود لن جلد الوراك غليظ وجلد البطن رقيق ول يضبط قدر رقته وغلظه‬
‫ولنه مهول القدار لنه ل يكن ذرعه لختلف أطرافه ول يوز ف الرق لنه ل يضبط رقته‬
‫وغلظه ويوز ف الورق لنه معلوم القدر معلوم الصفة‬
‫فصل ما عملت فيه النار ل يوز فيه السلم ول يوز فيما عملت فيه النار كالبز والشواء لن‬
‫عمل النار فيه يتلف فل يضبط‬
‫واختلف أصحابنا ف اللبإ الطبوخ فقال الشيخ أبو حامد السفرايين رحه ال ل يوز لن النار‬
‫تعقد أجزاءه فل يضبط‬
‫وقال القاضي أبو الطيب الطبي رحه ال يوز لن ناره لينة‬

‫____________________‬

‫فصل صفات السلم ول يوز فيما يمع أجناسا مقصودة ل تتميز كالغالية والند والعجون‬
‫والقوس والف والنطة الت فيها الشعي لنه ل يعرف قدر كل جنس منه ول يوز فيما خالطه‬
‫ما ليس بقصود من غي حاجة كاللب الشوب بالاء والنطة الت فيها الزوان لن ذلك ينع من‬
‫العلم بقدار القصود وذلك غرر من غي حاجة فمنع صحة العقد ويوز فيما خالطه غيه للحاجة‬
‫كخل التمر وفيه الاء والب وفيه النفحة والسمك الملوح وفيه اللح لن ذلك من مصلحته فلم‬
‫ينع جواز العقد ويوز ف الدهان الطيبة لن الطيب ل يالطه وإنا تعبق به رائحته ول يوز ف‬
‫ثوب نسج ث صبغ لنه سلم ف ثوب وصبغ مهول ويوز فيما صبغ غزله ث نسج لنه بنلة‬
‫صبغ الصل ول يوز ف ثوب عمل فيه من غي غزله كالقرقوب لن ذلك ل يضبط‬
‫واختلف أصحابنا ف الثوب العمول من غزلي فمنهم من قال ل يوز لنما جنسان مقصودان ل‬
‫تتميز أحدها عن الخر فأشبه الغالية‬
‫ومنهم من قال يوز لنما جنسان يعرف قدر كل واحد منهما وف السلم ف الرؤوس قولن‬
‫أحدها يوز لنه لم وعظم فهو كسائر اللحوم‬
‫والثان ل يوز لنه يمع أجناسا مقصودة ل تضبط بالوصف ولن معظمه العظم وهو غي‬
‫مقصود‬
‫فصل السلم ف الطي وغيه ول يوز السلم ف الطي لنه ل يضبط بالسن ول يعرف قدره‬
‫بالذرع‬
‫ول يوز السلم ف جارية وولدها ول ف جارية وأختها لنه يتعذر وجود جارية وولدها أو جارية‬
‫وأختها على ما وصف‬
‫وف الارية الامل طريقان أحدها ل يوز السلم فيها لن المل مهول‬
‫والثان يوز لن الهل بالمل ل حكم له مع الم كما نقول ف بيع الارية الامل‬
‫وف السلم ف شاة لبون قولن أحدها ل يوز لنه سلم ف شاة ولب مهول‬
‫والثان يوز لن الهل باللب ل حكم له مع الشاة كما نقول ف بيع شاة لبون‬
‫فصل وف السلم ف الوان الختلفة العلى والسفل كالبريق والنارة والكراز وجهان أحدها ل‬
‫يوز لنا متلفة الجزاء فلم يز السلم فيها كاللود‬
‫والثان يوز لنا يكن وصفها فجاز السلم فيها كالسطال الربعة والصحاف الواسعة‬
‫واختلف أصحابنا ف السلم ف الدقيق فمنهم من قال ل يوز وهو قول أب القاسم الداركي رحه‬
‫ال لنه ل يضبط‬
‫والثان يوز لنه يذكر النوع والنعومة والودة فيصي معلوما‬
‫ول يوز السلم ف العقار لن الكان فيه مقصود والثمن يتلف باختلفه فل بد من تعيينه والعي‬
‫ل تثبت ف الذمة‬
‫فصل السلم ل يكون إل ف عام الوجود ول يوز السلم إل ف شيء عام الوجود مأمون النقطاع‬
‫ف الل فإن أسلم فيما ل يعم كالصيد ف موضع ل يكثر فيه أو ثرة ضيعة بعينها أو جعل الل‬
‫وقتا ل يأمن انقطاعه فيه ل يصح لا روى عبد ال بن سلم رضي ال عنه أن زيد بن سعنة قال‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم يا ممد هل لك أن تبيعن ترا معلوما إل أجل معلوم من حائط‬
‫بن فلن فقال ل يا يهودي ولكن أبيعك ترا معلوما إل كذا وكذا من الجل ولنه ل يؤمن أن‬
‫يتعذر السلم فيه وذلك غرر من غي حاجة فمنع صحة العقد‬
‫فصل السلم ل بد أن يكون ف قدر معلوم ول يوز السلم إل ف قدر معلوم لا روى ابن عباس‬
‫رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال أسلفوا ف كيل معلوم ووزن معلوم إل أجل‬
‫معلوم فإن كان ف مكيل ذكر كيل معروفا وإن كان ف موزون ذكر وزنا معروفا وإن كان ف‬
‫____________________‬
‫مذروع ذكر ذرعا معروفا فإن علق العقد على كيل غي معروف كملء زبيل ل يعرف ما يسع أو‬
‫ملء جرة ل يعرف ما تسع أو زنة صخرة ل يعرف وزنا أو ذراع رجل بعينه ل يز لن العقود‬
‫عليه غي معلوم ف الال لنه ل يؤمن أن يهلك ما علق عليه العقد فل يعرف قدر السلم فيه‬
‫وذلك غرر من غي حاجة فمنع صحة العقد كما لو علقه على ثرة حائط بعينه‬
‫وإن أسلم فيما يكال بالوزن وفيما يوزن بالكيل جاز لن القصد أن يكون معلوما والعلم يصل‬
‫بذلك‬
‫وإن أسلم فيما ل يكال ول يوزن كالوز والبيض والقثاء والبطيخ والبقل والرؤوس إذا جوزنا‬
‫السلم فيها أسلم فيها بالوزن‬
‫وقال أبو إسحاق يوز أن يسلم ف الوز كيل لنه ل يتجاف ف الكيال والنصوص هو الول‬
‫فصل وجوب وصف السلم فيه ول يوز حت يصف السلم فيه بالصفات الت تتلف با الثان‬
‫كالصغر والكب والطول والعرض والدور والسمك والنعومة والشونة واللي والصلبة والرقة‬
‫والصفاقة والدكورية والنوثية والثيوبة والبكارة والبياض والمرة والسواد والسمرة والرطوبة‬
‫واليبوسة والودة والرداءة وغي ذلك من الصفات الت تتلف با الثان ويرجع فيما ل يعلم من‬
‫ذلك إل نفسي من أهل البة‬
‫وإن شرط الجود ل يصح العقد لنه ما من جيد إل ويوز أن يكون فوقه ما هو أجود منه‬
‫فيطالب به فل يقدر عليه‬
‫وإن شرط الردأ ففيه قولن أحدها ل يصح لنه ما من رديء إل ويوز أن يكون دونه ما هو‬
‫أردأ منه فيصي كالجود‬
‫والثان أنه يصح لنه إن كان ما يضره هو الردأ فهو الذي أسلم فيه وإن كان دونه أردأ منه فقد‬
‫تبع با أحضره فوجب قبوله فل يتعذر التسليم وإن أسلم ف ثوب بالصفات الت يتلف با‬
‫الثمن وشرط أن يكون وزنه قدرا معلوما ففيه وجهان أحدها ل يصح وهو قول الشيخ أب حامد‬
‫السفرايين لنه ل يتفق ثوب على هذه الصفات مع الوزن الشروط إل نادرا فيصي كالسلم ف‬
‫جارية وولدها وكالسلم فيما ل يعم وجوده‬
‫والثان أنه يوز لن الشافعي رحه ال نص على أنه إذا أسلم ف آنية وشرط وزنا معلوما جاز‬
‫فكذلك ههنا‬
‫فصل ف بيان الجل ومقداره فإن أسلم ف مؤجل وجب بيان أجل معلوم لديث ابن عباس رضي‬
‫ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال أسلفوا ف كيل معلوم ووزن معلوم إل أجل معلوم‬
‫ولن الثمن يتلف باختلفه فوجب بيانه كالكيل والوزن وسائر الصفات والجل العلوم ما يعرفه‬
‫الناس كشهور العرب وشهور الفرس وشهور الروم وأعياد السلمي والنيوز‬
‫والهرجان‬
‫فإن أسلم إل الصاد أو إل العطاء أو إل عيد اليهود والنصارى ل يصح لن ذلك غي معلوم لنه‬
‫يتقدم ويتأخر‬
‫وإن جعله إل شهر ربيع أو جادى صح وحل على الول منهما‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يصح حت يبي والذهب الول لنه نص على أنه إذا جعل إل النفر حل‬
‫على النفر الول فإن قال إل يوم كذا كان الل إذا طلع الفجر فإن قال إل شهر كذا كان الل‬
‫إذا غربت الشمس من الليلة الت يرى فيها اللل‬
‫فإن قال مله ف يوم كذا أو شهر كذا أو سنة كذا ففيه وجهان قال أبو علي بن أب هريرة يوز‬
‫ويمل على أوله كما لو قال لمرأته أنت طالق ف يوم كذا أو شهر كذا أو سنة كذا فإن الطلق‬
‫يقع ف أولا‬

‫____________________‬

‫والثان ل يوز وهو الصحيح لن ذلك يقع على جيع أجزاء اليوم والشهر والسنة فإذا ل يبي‬
‫كان مهول ويالف الطلق فإنه يوز إل أجل مهول وإذا صح تعلق بأوله بلف السلم‬
‫فإن ذكر شهورا مطلقة حل على شهور الهلة لن الشهور ف عرف الشرع شهور الهلة فحمل‬
‫العقد عليها‬
‫فإن كان العقد ف الليلة الت رئي فيها اللل اعتب الميع بالهلة وإن كان العقد ف أثناء الشهر‬
‫اعتب شهرا بالعدد وجعل الباقي بالهلة‬
‫فإن أسلم ف حال وشرط أنه حال صح العقد وإن أطلق ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه أحد‬
‫ملي السلم فوجب بيانه كالؤجل‬
‫والثان أنه يصح ويكون حال لن ما جاز حال ومؤجل حل إطلقه على الال كالثمن ف البيع‬
‫وإن عقد السلم حال ث جعله مؤجل أو مؤجل فجعله حال أو زاد ف أجله أو نقص نظرت فإن‬
‫كان ذلك بعد التفرق ل يلحق بالعقد لن العقد استقر فل يتغي وإن كان قبل التفرق لق بالعقد‬
‫وقال أبو علي الطبي إن قلنا إن البيع انتقل بنفس العقد ل يلحق به والصحيح هو الول وقد‬
‫ذكرناه ف الزيادة ف الثمن‬
‫فصل حكم إذا أسلم ف جنسي إل أجل وإن أسلم ف جنسي إل أجل أو ف جنس إل أجلي ففيه‬
‫قولن أحدها أنه ل يصح لن ما يقابل أحد النسي أقل ما يقابل الخر وما يقابل أحدها أجل‬
‫أقل ما يقابل الخر وذلك مهول فلم يز‬
‫والثان أنه يصح وهو الصحيح لن كل بيع جاز ف جنس واحد وأجل واحد جاز ف جنسي وف‬
‫أجلي كبيع العيان ودليل القول الول يبطل ببيع العيان فإنه يوز إل أجلي وف جنسي مع‬
‫الهل با يقابل كل واحد منهما‬
‫فصل ف موضع التسليم وأما بيان موضع التسليم فإنه إن كان العقد ف موضع ل يصلح للتسليم‬
‫كالصحراء وجب بيانه وإن كان ف موضع يصلح للتسليم ففيه ثلثة أوجه أحدها يب بيانه لنه‬
‫يتلف الغرض باختلفه فوجب بيانه كالصفات‬
‫والثان ل يب بل يمل على موضع العقد كما نقول ف بيع العيان‬
‫والثالث أنه إن كان لمله مؤنة وجب بيانه لنه يتلف الثمن باختلفه فوجب بيانه كالصفات‬
‫الت يتلف الثمن باختلفها‬
‫فإن ل يكن لمله مؤنة ل يب بيانه لنه ل يتلف الثمن باختلفها فلم يب بيانه كالصفات الت‬
‫ل يتلف الثمن باختلفها‬
‫فصل تأخي قبض رأس الال عن اللس ول يوز تأخي قبض رأس الال عن اللس لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم أسلفوا ف كيل معلوم والسلف هو التقدي ولنه إنا سي سلما لا فيه من تسليم‬
‫رأس الال فإذا تأخر ل يكن سلما فلم يصح‬
‫ويوز أن يكون رأس الال ف الذمة ث يعينه ف اللس ويسلمه ويوز أن يكون معينا فإن كان ف‬
‫الذمة نظرت فإن كان من الثان حل على نقد البلد وإن كان ف البلد نقود حل على الغالب‬
‫منها وإن ل يكن ف البلد نقد غالب وجب بيان نقد معلوم‬
‫وإن كان رأس الال عرضا وجب بيان الصفات الت تتلف با الثان لنه عوض ف الذمة غي‬
‫معلوم بالعرف فوجب بيان صفاته كالسلم فيه‬
‫وإن كان رأس الال معينا ففيه قولن أحدها يب ذكر صفاته ومقداره لنه ل يؤمن أن ينفسخ‬
‫السلم بانقطاع السلم فيه فإذا ل يعرف مقداره وصفته ل يعرف ما يرده‬
‫والثان ل يب ذكر صفاته ومقداره لنه عوض ف عقد ل يقتضي رد الثل فوجب أن تغن‬
‫الشاهدة عن ذكر صفاته ومقداره كالهر والثمن ف البيع‬
‫وإن كان رأس الال ما ل يضبط بالصفة كالواهر وغيها فعلى القولي إن قلنا يب ذكر صفاته‬
‫ل يز أن يعل ذلك رأس الال لنه ل يكن ذكر صفاته وإن قلنا ل يب جاز أن يعل ذلك رأس‬
‫الال لنه معلوم بالشاهدة‬
‫وال أعلم‬
‫باب تسليم السلم فيه إذا حل دين السلم وجب على السلم إليه تسليم السلم فيه على ما‬
‫اقتضاه العقد فإن كان السلم فيه ترا لزمه ما يقع عليه اسم التمر على الطلق فإن أحضر حشفا‬
‫أو رطبا ل يقبل منه فإن كان رطبا لزمه ما يقع عليه اسم الرطب على الطلق ول يقبل منه بسر‬
‫ول منصف ول مذنب ول مشدخ‬
‫وإن كان طعاما لزمه ما نقي من التب فإن كان فيه قليل تراب نظرت فإن كان أسلم فيه كيل قبل‬
‫منه لن القليل من التراب ل يظهر ف الكيل وإن كان أسلم فيه وزنا ل يقبل منه لنه يظهر ف‬
‫الوزن فيكون الأخوذ من‬
‫____________________‬

‫الطعام دون حقه وإن كان عسل لزمه ما صفى من الشمع فإن أسلم إليه ف ثوب فأحضر ثوبا‬
‫أجود منه لزمه قبوله لنه أحضر السلم فيه وفيه زيادة صفة ل تتميز فلزمه قبوله فإن جاءه‬
‫بالجود وطلب عن الزيادة عوضا ل يز لنه بيع صفة والصفة ل تفرد بالبيع فإن أتاه بثوب‬
‫ردىء ل يب على قبوله لنه دون حقه فإن قال خذه وأعطيك للجودة درها ل يز لنه بيع صفة‬
‫ولنه بيع جزء من السلم فيه قبل قبضه‬
‫فإن أسلم ف نوع من جنس فجاءه بنوع آخر من ذلك النس كالعقلي عن البن والروي عن‬
‫الروي ففيه وجهان قال أبو إسحاق ل يوز لنه غي الصنف الذي أسلم فيه فلم يز أخذه عنه‬
‫كالزبيب عن التمر‬
‫وقال أبو على بن أب هريرة يوز لن النوعي من جنس واحد بنلة النوع الواحد ولذا يرم‬
‫التفاضل ف بيع أحدها بالخر وبضم أحدها إل الخر ف إكمال النصاب ف الزكاة‬
‫فإن اتفق أن يكون رأس الال على صفة السلم فيه فأحضره ففيه وجهان أحدها ل يوز قبوله‬
‫لنه يصي الثمن هو الثمن والعقد يقتضي أن يكون الثمن غي الثمن‬
‫والثان أنه يوز لن الثمن هو الذي سلم إليه والثمن هو الوصوف‬
‫وإن أسلم إل مل فأحضر السلم فيه قبله أو شرط أن يسلم إليه ف مكان فأحضر السلم فيه ف‬
‫غي ذلك الكان فامتنع السلم من أخذه نظرت فإن كان له غرض صحيح ف المتناع من أخذه‬
‫بأن يلزمه ف حفظه مؤن أو عليه ف حله مشقة أو ياف عليه أن يهلك أو يؤخذ ل يلزمه أخذه‬
‫وإن ل يكن له غرض صحيح ف المتناع ) من أخذه ( لزمه أخذه فإن ل يأخذه رفع إل الاكم‬
‫ليأخذه عنه والدليل عليه ما روي أن أنسا رضي ال عنه كاتب عبدا له على مال إل أجل فجاءه‬
‫بال قبل الجل فأب أن يأخذه فأتى عمر رضي ال عنه فأخذه منه وقال له اذهب فقد عتقت‬
‫ولنه زاده بالتقدي خيا فلزمه قبوله وإن سأله السلم أن يقدمه قبل الل فقال أنقصن من الدين‬
‫حت أقدمه ففعل ل يز لنه بيع أجل والجل ل يفرد بالبيع ولن هذا ف معن ربا الاهلية فإنه‬
‫كان ف الاهلية يقول من عليه الدين زدن ف الجل أزدك ف الدين‬
‫فصل وإن أسلم إليه ف طعام بالكيل أو اشترى منه طعاما بالكيل فدفع إليه الطعام من غي كيل ل‬
‫يصح القبض لن الستحق قبض بالكيل فل يصح قبض بغي الكيل فإن كان القبوض باقيا رده‬
‫على البائع ليكيله له‬
‫وإن تلف ف يده قبل الكيل تلف من ضمانه لنه قبض عن حقه وإن ادعى أنه كان دون حقه‬
‫فالقول قوله لن الصل أنه ل يقبض إل ما ثبت بإقراره فإن باع الميع قبل الكيل ل يصح لنه ل‬
‫يتحقق أن الميع له وإن باع منه القدر الذى يتحقق أنه له ففيه وجهان أحدها يصح وهو قول‬
‫أب إسحاق لنه دخل ف ضمانه فنفذ بيعه فيه كما لو قبضه بالكيل‬
‫والثان ل يصح وهو قول أب علي بن أب هريرة وهو النصوص ف الصرف لنه باعه قبل وجود‬
‫القبض الستحق بالعقد فلم يصح بيعه كما لو باعه قبل أن يقبضه فإن دفع إليه بالكيل ث ادعى‬
‫أنه دون حقه فإن كان ما يدعيه قليل قبل منه وإن كان كثيا ل يقبل لن القليل يبخس به‬
‫والصل عدم القبض والكثي ل يبخس به فكان دعواه مالفا للظاهر فلم يقبل‬
‫فصل ف بيع السلم فإن أحاله على رجل له عليه طعام ل يصح لن الوالة بيع وقد بيناه ف كتاب‬
‫البيوع أنه ل يوز بيع السلم فيه قبل القبض‬
‫وإن قال ل عند رجل طعام فاحضر معى حت أكتاله لك فحضر واكتاله له ل يز لا روى جابر‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الطعام حت يرى فيه الصاعان صاع‬
‫البائع وصاع الشتري وهذا ل ير فيه الصاعان‬
‫وهل يصح قبض السلم إليه لنفسه فيه وجهان بناء على القولي فيمن باع دين الكاتب فقبض منه‬
‫الشترى فإن قبض الشتري لنفسه ل يصح‬
‫وهل يصح القبض للسيد فيه قولن أحدها يصح لنه قبضه بإذنه فصار كما لو قبضه وكيله‬
‫والثان ل يصح لنه ل يأذن له ف قبضه له وإنا أذن له ف قبضه لنفسه فل يصي القبض له‬
‫ويالف الوكيل فإنه قبضه لوكله‬
‫فإن قلنا إن قبضه ل يصح اكتال لنفسه‬
‫____________________‬

‫مرة أخرى ث يكيله للمسلم وإن قلنا إن قبضه يصح كاله للمسلم فإن قال احضر معى حت‬
‫أكتاله لنفسى وتأخذه ففعل ذلك صح القبض للمسلم إليه لنه قبضه لنفسه قبضا صحيحا ول‬
‫يصح للمسلم لنه دفعه إليه من غي كيل‬
‫وإن اكتاله لنفسه وسلم إل السلم وهو ف الكيال ففيه وجهان أحدها ل يصح لا روى جابر‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الطعام حت يرى فيه الصاعان وهذا‬
‫يقتضي كيل بعد كيل وذلك ل يوجد‬
‫والثان أنه يصح لن استدامة الكيل بنلة ابتدائه ولو ابتدأ بكيله جاز فكذلك إذا استدامه‬
‫فصل إن دفع السلم إليه إل السلم دراهم وإن دفع السلم إليه إل السلم دراهم وقال اشتر ل‬
‫با مثل ما لك علي واقبضه لنفسك ففعل ل يصح قبضه لنفسه‬
‫وهل يصح للمسلم إليه على الوجهي البنيي على القولي ف دين الكاتب‬
‫فإن قال اشتر ل واقبضه ل ث اقبضه لنفسك ففعل صح الشراء والقبض للمسلم إليه ول يصح‬
‫قبضه لنفسه لنه ل يوز أن يكون وكيل لغيه ف قبض حق نفسه‬
‫فصل ظهور عيب ف السلم فيه إذا قبض السلم فيه ووجد به عيبا فله أن يرده لن إطلق العقد‬
‫يقتضي مبيعا سليما فل يلزمه قبول العيب فإن رد ثبت له الطالبة بالسليم لنه أخذ العيب عما ف‬
‫الذمة فإذا رده رجع إل ما له ف الذمة وإن حدث عنده عيب رجع بالرش لنه ل يكنه رده‬
‫ناقصا عما أخذ ول يكن إجباره على أخذه مع العيب فوجب الرش‬
‫فصل فإن أسلم ف ثرة فانقطعت ف ملها أو غاب السلم إليه فلم يظهر حت نفدت الثمرة ففيه‬
‫قولن أحدها أن العقد ينفسخ لن العقود عليه ثرة هذا العام وقد هلكت فانفسخ العقد كما لو‬
‫اشترى قفيزا من صبة فهلكت الصبة‬
‫والثان أنه ل ينفسخ لكنه باليار بي أن يفسخ وبي أن يصب إل أن توجد الثمرة فيأخذ لن‬
‫العقود عليه ما ف الذمة ل ثرة هذا العام والدليل عليه أنه لو أسلم إليه ف ثرة عامي فقدم ف‬
‫العام الول ما يب له ف العام الثان جاز وما ف الذمة ل يتلف وإنا تأخر فثبت له اليار كما لو‬
‫اشترى عبدا فأبق‬
‫فصل فسخ عقد السلم بالقالة يوز فسخ عقد السلم بالقالة لن الق لما فجاز لما الرضا‬
‫بإسقاطه فإذا فسخا أو انفسخ بانقطاع الثمرة ف أحد القولي أو بالفسخ ف القول الخر رجع‬
‫السلم إل رأس الال فإن كان باقيا وجب رده وإن كان تالفا ثبت بدله ف ذمة السلم إليه فإن‬
‫أراد أن يسلمه ف شيء آخر ل يز لنه بيع دين بدين وإن أراد أن يشتري به عينا نظرت فإن‬
‫كان تمعهما علة واحدة ف الربا كالدراهم بالدناني والنطة بالشعي ل يز أن يتفرقا قبل القبض‬
‫كما لو أراد أن يبيع أحدها بالخر عينا بعي وإن ل تمعهما علة واحدة ف الربا كالدراهم‬
‫بالنطة والثوب بالثوب ففيه وجهان أحدها يوز أن يتفرقا من غي قبض كما يوز إذا باع‬
‫أحدها بالخر عينا بعي أن يتفرقا من غي قبض‬
‫والثان ل يوز لن البيع ف الذمة فل يوز أن يتفرقا قبل قبض عوضه كالسلم فيه‬
‫وال أعلم‬
‫باب القرض القرض قربة مندوب إليه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف ال عنه كربة من كرب يوم القيامة‬
‫وال ف عون العبد ما دام العبد ف عون أخيه‬
‫وعن أب الدرداء رضي ال عنه أنه قال لن أقرض دينارين ث يردا ث أقرضهما أحب إل من أن‬
‫أتصدق بما‬
‫وعن ابن مسعود وابن عباس رضي ال عنهما أنما قال قرض مرتي خي من صدقة مرة‬
‫فصل القرض ل يصح إل من مطلق التصرف ول يصح إل من جائز التصرف لنه عقد على الال‬
‫فل يصح إل من جائز التصرف كالبيع ول ينعقد إل بالياب والقبول لنه تليك آدمى فلم‬
‫يصح من غي إياب وقبول كالبيع والبة ويصح بلفظ القرض والسلف لن الشرع ورد بما‬
‫ويصح با يؤدي معناه وهو أن يقول ملكتك هذا على أن ترد علي بدله فإن قال ملكتك ول‬
‫يذكر البدل كان هبة فإن‬
‫____________________‬

‫اختلفا فيه فالقول قول الوهوب له لن الظاهر معه فإن التمليك من غي ذكر عوض هبة ف‬
‫الظاهر‬
‫وإن قال أقرضتك ألفا وقبل وتفرقا ث دفع إليه ألفا فإن ل يطل الفصل جاز لن الظاهر أنه قصد‬
‫الياب وإن طال الفصل ل يز حت يعيد لفظ القرض لنه ل يكن البناء على العقد مع طول‬
‫الفصل‬
‫فصل إذا كتب إليه وهو غائب وإن كتب إليه وهو غائب أقرضتك هذا أو كتب إليه بالبيع ففيه‬
‫وجهان أحدها ينعقد لن الاجة مع الغيبة داعية إل الكتابة‬
‫والثان ل ينعقد لنه قادر على النطق فل ينعقد عقده بالكتابة كما لو كتب وهو حاضر وقول‬
‫القائل الول إن الاجة داعية إل الكتابة ل يصح لنه يكنه أن يوكل من يعقد العقد بالقول‬
‫فصل عدم ثبوت خياري اللس والشرط فيه ول يثبت فيه خيار اللس وخيار الشرط لن اليار‬
‫يراد للفسخ وف القرض يوز لكل واحد منهما أن يفسخ إذا شاء فل معن ليار اللس وخيار‬
‫الشرط ول يوز شرط الجل فيه لن الجل يقتضى جزءا من العوض والقرض ل يتمل الزيادة‬
‫والنقصان ف عوضه فل يوز شرط الجل فيه ويوز شرط الرهن فيه لن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم رهن درعه على شعي أخذه لهله ويوز أخذ الضمي فيه لنه وثيقة فجاز ف القرض‬
‫كالرهن‬
‫فصل الوقت الذي يلك فيه وف الوقت الذى يلك فيه وجهان أحدها أنه يلكه بالقبض لنه‬
‫عقد يقف التصرف فيه على القبض فوقف اللك فيه على القبض كالبة فعلى هذا إذا كان‬
‫القرض حيوانا فنفقته بعد القبض على الستقرض فإن اقترض أباه وقبضه عتق عليه‬
‫والثان أنه ل يلكه إل بالتصرف بالبيع والبة والتلف لنه لو ملك قبل التصرف لا جاز‬
‫للمقرض أن يرجع فيه بغي رضاه فعلى هذا تكون نفقته على القرض‬
‫فإن اقترض أباه ل يعتق عليه قبل أن يتصرف فيه‬
‫واختلف أصحابنا فيمن قدم طعاما إل رجل ليأكله على أربعة أوجه أحدها أنه يلكه بالخذ‬
‫والثان أنه يلكه بعركه ف الفم‬
‫والثالث أنه يلكه بالبلع‬
‫والرابع أنه ل يلكه بل يأكله على ملك صاحب الطعام‬
‫فصل ف قرض كل مالك يلك بالبيع ويضبط بالوصف ويوز قرض كل مال يلك بالبيع ويضبط‬
‫بالوصف لنه عقد تليك يثبت العوض فيه ف الذمة فجاز فيما يلك ويضبط بالوصف كالسلم‬
‫فأما ما ل يضبط بالوصف كالواهر وغيها ففيه وجهان أحدها ل يوز لن القرض يقتضي رد‬
‫الثل وما ل يضبط بالوصف ل مثل له‬
‫والثان يوز لن ما ل مثل له يضمنه الشتقرض بالقيمة والواهر كغيها ف القيمة‬
‫ول يوز إل ف مال معلوم القدر فإن أقرضه دراهم ل يعرف وزنا أو طعاما ل يعرف كيله ل يز‬
‫لن القرض يقتضي رد الثل فإذا ل يعلم القدر ل يكن القضاء‬
‫فصل قرض الارية ويوز استقراض الارية لن ل يل له وطؤها ول يوز لن يلك وطأها‬
‫وقال الزن رحه ال يوز لنه عقد يلك به الال فجاز أن يلك به من يل له وطؤها كالبيع والبة‬

‫والنصوص هو الول لنه عقد إرفاق جائز من الطرفي فل يستباح به الوطء كالعارية ويالف‬
‫البيع والبة فإن اللك فيهما تام لنه لو أراد كل واحد منهما أن ينفرد بالفسخ ل يلك واللك ف‬
‫القرض غي تام لنه يوز لكل واحد منهما أن ينفرد بالفسخ فلو جوزنا فيمن يل له وطؤها أدى‬
‫إل الوطء ف ملك غي تام وذلك ل يوز‬
‫وإن أسلم جارية ف جاريه ففيه وجهان قال أبو إسحاق ل يوز لنا ل نأمن أن يطأها ث يردها عن‬
‫الت تستحق عليه فيصي كمن اقترض جارية فوطئها ث ردها‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز وهو الذهب لن كل عقد صح ف العبد بالعبد صح ف الارية‬
‫بالارية كالبيع‬

‫____________________‬
‫فصل حكم القرض الذي ير النفع ول يوز قرض جر منفعة مثل أن يقرضه ألفا على أن يبيعه‬
‫داره أو على أن يرد عليه أجود منه أو أكثر منه أو على أن يكتب له با سفتجة يربح فيها خطر‬
‫الطريق والدليل عليه ما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫نى عن سلف وبيع والسلف هو القرض ف لغة أهل الجاز وروي عن أب بن كعب وابن مسعود‬
‫وابن عباس رضي ال عنهم أنم نوا عن قرض جر منفعة ولنه عقد إرفاق فإذا شرط فيه منفعة‬
‫خرج عن موضوعه فإن شرط أن يرد عليه دون ما أقرضه ففيه وجهان أحدها ل يوز لن‬
‫مقتضى القرض رد الثل فإذا شرط النقصان عما أقرضه فقد شرط ما يناف مقتضاه فلم يز كما‬
‫لو شرط الزيادة‬
‫والثان يوز لن القرض جعل رفقا بالستقرض وشرط الزيادة يرج به عن موضوعه فلم يز‬
‫وشرط النقصان ل يرج به عن موضوعه فجاز فإن بدأ الستقرض فزاده أو رد عليه ما هو أجود‬
‫منه أو كتب له سفتجة أو باع منه داره جاز لا روى أبو رافع رضي ال عنه قال استسلف رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم من رجل بكرا فجاءته إبل الصدقة فأمرن أن أقضي الرجل بكرا فقلت ل‬
‫أجد ف البل إل جل خيارا رباعيا فقال النب صلى ال عليه وسلم أعطه فإن خياركم أحسنكم‬
‫قضاء‬
‫وروى جابر بن عبد ال رضي ال عنه قال كان ل على رسول ال صلى ال عليه وسلم حق‬
‫فقضان وزادن‬
‫فإن عرف لرجل عادة أنه إذا استقرض زاد ف العوض ففي إقراضه وجهان أحدها ل يوز‬
‫إقراضه إل أن يشترط رد الثل لن التعارف كالشروط ولو شرط الزيادة ل يز فكذلك إذا‬
‫عرف بالعادة‬
‫والثان أنه يوز وهو الذهب لن الزيادة مندوب إليها فل يوز أن ينع ذلك صحة العقد فإن‬
‫شرط ف العقد شرطا فاسدا بطل الشرط‬
‫وف القرض وجهان أحدها أنه يبطل لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال كل قرض جر‬
‫منفعة فهو ربا ولنه إنا أقرضه بشرط ول يسلم الشرط فوجب أل يسلم القرض‬
‫والثان أنه يصح لن القصد منه الرفاق فإذا زال الشرط بقي الرفاق‬
‫فصل رد الثل ف القرض ويب على الستقرض رد الثل فيما له مثل لن مقتضى القرض رد الثل‬
‫ولذا يقال الدنيا قروض ومكافأة فوجب أن يرد الثل وفيما ل مثل له وجهان أحدها يب عليه‬
‫القيمة لن ما ضمن بالثل إذا كان له مثل ضمن بالقيمة إذا ل يكن له مثل كالتلفات‬
‫والثان يب عليه مثله ف اللقة والصورة لديث أب رافع أن النب صلى ال عليه وسلم أمره أن‬
‫يقضي البكر بالبكر ولن ما ثبت ف الذمة بعقد السلم ثبت بعقد القرض قياسا على ما له مثل‬
‫ويالف التلفات فإن التلف متعد فلم يقبل منه إل القيمة لنا أحصر وهذا عقد أجيز للحاجة‬
‫فقبل فيه مثل ما قبض كما قبل ف السلم مثل ما وصف‬
‫فإن اقترض البز وقلنا يوز إقراض ما ل يضبط بالوصف ففي الذي يرد وجهان أحدها مثل‬
‫البز‬
‫والثان ترد القيمة فعلى هذا إذا أقرضه البز وشرط أن يرد عليه البز ففيه وجهان أحدها يوز‬
‫لن مبناه على الرفق فلو منعناه من رد البز شق وضاق‬
‫والثان ل يوز لنه إذا شرط صار بيع خبز ببز وذلك ل يوز‬
‫فصل ف إذا أقرض دراهم بصر ث لقيه بكة إذا أقرضه دراهم بصر ث لقيه بكة فطالبه با لزمه‬
‫دفعها إليه فإن طالبه الستقرض بأن يأخذها وجب عليه أخذها لنه ل ضرر عليه ف أخذها‬
‫فوجب أخذها‬
‫فإن أقرضه طعاما بصر فلقيه بكة فطالبه به ل يب على دفعه إليه لن الطعام بكة أغلى فإن طالبه‬
‫الستقرض بالخذ ل يب على أخذه لن عليه مؤنة ف حله فإن تراضيا جاز لن النع لقهما وقد‬
‫رضيا‬
‫____________________‬

‫جيعا طالبه بقيمة الطعام بكة أجب على دفعها لنه بكة كالعدوم وما له مثل إذا عدم وجبت‬
‫قيمته ويب قيمته بصر لنه يستحقه بصر فإن أراد أن يأخذ عن بدل القرض عوضا جاز لن‬
‫ملكه عليه مستقر فجاز أخذ العوض عنه كالعيان الستقرة وحكمه ف اعتبار القبض ف اللس‬
‫حكم ما يأخذه بدل عن رأس مال السلم بعد الفسخ وقد بيناه‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب الرهن ويوز الرهن على الدين ف السفر لقوله عز وجل } وإن كنتم على سفر ول تدوا‬
‫كاتبا فرهان مقبوضة { ويوز ف الضر لا روى أنس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫رهن درعا عند يهودي بالدينة وأخذ منه شعيا لهله‬
‫فصل الرهن ل يصح إل من مطلق التصرف ول يصح الرهن إل من جائز التصرف ف الال لنه‬
‫عقد على الال فلم يصح إل من جائز التصرف ف الال كالبيع‬
‫فصل ف جواز أخذ الرهن على دين السلم ويوز أخذ الرهن على دين السلم وعوض القرض‬
‫للية والب‬
‫ويوز على الثمن والجرة والصداق وعوض اللع ومال الصلح وأرش الناية وغرامة التلف‬
‫لنه دين لزم فجاز أخذ الرهن عليه كدين السلم وبدل القرض‬
‫ول يوز أخذه على دين الكتابة لن الرهن إنا جعل ليحفظ عوض ما زال عنه ملكه من مال‬
‫ومنفعة وعضو‬
‫والعوض ف الكتابة هي الرقبة وهي باقية على ملكه ل يزول ملكه عنها إل بالداء فل حاجة به‬
‫إل الرهن ولن الرهن إنا يعقد لتوثيق الدين حت ل يبطل والكاتب يلك أن يبطل الدين بالفسخ‬
‫إذا شاء فل يصح توثيقه‬
‫فأما مال العالة قبل العمل ففيه وجهان أحدها ل يوز أخذ الرهن به لنه مال شرط ف عقد ل‬
‫يلزم فل يوز أخذ الرهن به كمال الكتابة‬
‫والثان يوز لنه دين يؤول إل اللزوم فجاز أخذ الرهن به كالثمن ف مدة اليار‬
‫وأما مال السبق والرمي ففيه قولن أحدها أنه كالجارة فيجوز أخذ الرهن به‬
‫والثان أنه كالعالة فيكون على الوجهي‬
‫وأما العمل ف الجارة فإنه إن كانت الجارة على عمل الجي فل يوز أخذ الرهن به لن‬
‫القصد بالرهن استيفاء الق منه عند التعذر وعمله ل يكن استيفاؤه من غيه‬
‫وإن كانت الجارة على عمل ف الذمة جاز أخذ الرهن به لنه يكن استيفاؤه من الرهن بأن يباع‬
‫ويستأجر بثمنه من يعمل‬
‫فصل عقد الرهن بعد ثبوت الدين ويوز عقد الرهن بعد ثبوت الدين وهو أن يرهن بالثمن بعد‬
‫البيع وبعوض القرض بعد القرض‬
‫ويوز عقده مع العقد على الدين وهو أن يشترط الرهن ف عقد البيع وعقد القرض لن الاجة‬
‫تدعو إل شرطه بعد ثبوته وحال ثبوته فأما شرطه قبل العقد فل يصح لن الرهن تابع للدين فل‬
‫يوز شرطه قبله‬
‫فصل أخذ الرهن على العيان ول يوز أخذ الرهن على العيان كالغصوب والسروق والعارية‬
‫والأخوذ على وجه السوم لنه إن رهن على قمتها إذا تلفت ل يصح لنه رهن على دين قبل ثبوته‬

‫وإن رهن على عينها ل يصح لنه ل يكن استيفاء العي من الرهن‬
‫فصل عدم لزوم الرهن من الرتن ول يلزم الرهن من جهة الرتن لن العقد لظه ل حظ فيه‬
‫للراهن فجاز له فسخه إذا شاء‬
‫فأما من جهة الراهن فل يلزم إل بقبض والدليل عليه قوله عز وجل } فرهان مقبوضة { فوصف‬
‫الرهن بالقبض فدل على أنه ل يلزم إل به ولنه عقد إرفاق يفتقر إل القبول والقبض فلم يلزم‬
‫من غي قبض كالبة‬
‫فإن كان الرهون ف يد الراهن ل يز للمرتن قبضه إل بإذن الراهن لن للراهن أن يفسخه قبل‬
‫القبض فل يلك الرتن إسقاط حقه من غي إذنه‬
‫فإن كان ف يد الرتن فقد قال ف الرهن إنه ل يصي مقبوضا بكم الرهن إل بإذن الراهن وقال‬
‫ف القرار والواهب إذا وهب له عينا ف يده صارت مقبوضة من غي إذن فمن أصحابنا من نقل‬
‫جوابه ف الرهن إل البة وجوابه ف البة إل الرهن فجعلهما على قولي‬
‫أحدها ل يفتقر واحد منهما إل الذن ف القبض لنه لا ل يفتقر إل نقل مستأنف ل يفتقر إل إذن‬
‫مستأنف‬
‫والثان أنه يفتقر وهو الصحيح لنه عقد‬
‫____________________‬

‫يفتقر لزومه إل القبض فافتقر القبض إل الذن كما لو ل تكن العي ف يده‬
‫وقولم إنه ل يتاج إل نقل مستأنف ل يصح لن النقل يراد ليصي ف يده وذلك موجود والذن‬
‫يراد لتمييز قبض البة والرهن عن قبض الوديعة والغصب وذلك ل يصل إل بإذن‬
‫ومن أصحابنا من حل السألتي على ظاهرها فقال ف البة ل تفتقر إل الذن وف الرهن يفتقر‬
‫لن البة عقد يزيل اللك فلم يفتقر إل الذن لقوته والرهن ل يزيل اللك فافتقر إل الذن لضعفه‬

‫والصحيح هو الطريق الول لن هذا الفرق يبطل به إذا ل تكن العي ف يده فإنه يفتقر إل الذن‬
‫ف الرهن والبة مع ضعف أحدها وقوة الخر‬
‫فإن عقد على عي رهنا وإجارة وأذن له ف القبض عن الرهن والجارة صار مقبوضا عنهما‬
‫فإن أذن له ف القبض عن الجارة دون الرهن ل يصر مقبوضا عن الرهن لنه ل يأذن له ف قبض‬
‫الرهن‬
‫فإن أذن له ف القبض عن الرهن دون الجارة صار مقبوضا عنهما لنه أذن له ف قبض الرهن‬
‫وقبض الجارة ل يفتقر إل الذن لنه مستحق عليه‬
‫فصل ل بد من زمان يتأتى فيه القبض وإن أذن له ف قبض ما عنده ل يصر مقبوضا حت يضي‬
‫زمان يتأتى فيه القبض وقال ف حرملة ل يتاج إل ذلك كما ل يتاج إل نقل والذهب الول‬
‫لن القبض إنا يصل بالستيفاء أو التمكي من الستيفاء ولذا لو استأجر دارا ل يصل له‬
‫القبض ف منافعها إل بالستيفاء أو بضي زمان يتأتى فيه الستيفاء فكذلك ههنا فعلى هذا إن‬
‫كان الرهون حاضرا فبأن يضي زمان لو أراد أن ينقله أمكنه ذلك وإن كان غائبا فبأن يضي هو‬
‫أو وكيله ويشاهده ث يضي من الزمان ما يتمكن فيه من القبض‬
‫وقال أبو إسحاق إن كان ما ينتقل كاليوان ل يصر مقبوضا إل بأن يضي إليه لنه يوز أن يكون‬
‫قد انتقل من الكان الذي كان فيه فل يكنه أن يقدر الزمان الذى يكن الضى فيه إليه من موضع‬
‫الذن إل موضع القبض فأما ما ل ينتقل فإنه ل يتاج إل الضى إليه بل يكفي أن يضي زمان لو‬
‫أراد أن يضي ويقبض أمكنه‬
‫ومن أصحابنا من قال إن أخبه ثقة أنه باق على صفته ومضى زمان يتأتى فيه القبض صار‬
‫مقبوضا كما لو رآه وكيله ومضى زمان يتأتى فيه القبض والنصوص هو الول‬
‫وما قال أبو إسحاق ل يصح لنه كما يوز أن ينتقل اليوان من مكان إل مكان فل يتحقق زمان‬
‫المكان ففي غي اليوان يوز أن يكون قد أخذ أو هلك‬
‫وما قال القائل الخر من خب الثقة ل يصح ) أيضا ( لنه يوز أن يكون بعد رؤية الثقة حدث‬
‫عليه حادث فل يتحقق إمكان القبض ويالف الوكيل فإنه قائم مقامه فقام حضوره مقام حضوره‬
‫والثقة بلفه‬
‫فصل الرجوع ف القبض وإن أذن له ف القبض ث رجع ل يز أن يقبض لن الذن قد زال فعاد‬
‫كما لو ل يأذن له‬
‫وإن أذن له ث جن أو أغمي عليه ل يز أن يقبضه لنه خرج عن أن يكون من أهل الذن ويكون‬
‫الذن ف القبض إل من ينظر ف ماله فإن رهن شيئا ث تصرف فيه قبل أن يقبضه نظرت فإن باعه‬
‫أو جعله مهرا ف نكاح أو أجرة ف إجارة أو هبة وأقبضه أو رهنه وأقبضه أو كان عبدا فكاتبه أو‬
‫أعتقه انفسخ الرهن لن هذه التصرفات تنع الرهن فانفسخ با الرهن فإن دبره فالنصوص ف‬
‫الم أنه رجوع وقال الربيع فيه قول آخر أنه ل يكون رجوعا وهذا من تريه‬
‫ووجهه أنه يكن الرجوع ف التدبي فإذا دبره أمكنه أن يرجع فيه فيقبضه ف الرهن ويبيعه ف‬
‫الدين والصحيح هو الول لن القصود بالتدبي هو العتق وذلك يناف الرهن فجعل رجوعا‬
‫كالبيع والكتابة فإن رهن ول يقبض أو وهب ول يقبض كان ذلك رجوعا على النصوص لن‬
‫القصود منه يناف الرهن‬
‫وعلى تريج الربيع ل يكون الرجوع فيه‬
‫وإن كان الرهون جارية فزوجها ل يكن ذلك رجوعا لن التزويج ل ينع الرهن فل يكون رجوعا‬
‫ف الرهن وإن كان دارا فأجرها نظرت فإن كانت الجارة إل مدة تنقضي قبل مل الدين ل يكن‬
‫رجوعا لنا ل تنع البيع عند الل فلم ينفسخ با كالتزويج‬
‫وإن كانت إل مدة يل الدين قبل انقضائها فإن قلنا إن الستأجر يوز بيعه ل يكن رجوعا لنه ل‬
‫ينع البيع عند الل وإن قلنا ل يوز بيعه كان رجوعا لنه تصرف يناف مقتضى الرهن فجعل‬
‫رجوعا كالبيع‬
‫____________________‬

‫فصل وفاة أحد التراهني قبل القبض وإن مات أحد التراهني ) قبل القبض ( فقد قال ف الرهن‬
‫إذا مات الرتن ل ينفسخ‬
‫وقال ف التفليس إذا مات الراهن ل يكن للمرتن قبض الرهن‬
‫فمن أصحابنا من جعل ما قال ف التفليس قول آخر أن الرهن ينفسخ بوت الراهن ونقل جوابه‬
‫فيه إل الرتن وجوابه ف الرتن إليه وجعلهما على قولي أحدها ينفسخ بوتما لنه عقد ل يلزم‬
‫بال فانفسخ بوت العاقد كالوكالة والشركة‬
‫والثان ل ينفسخ لنه عقد يؤول إل اللزوم فلم ينفسخ بالوت كالبيع ف مدة اليار‬
‫ومنهم من قال يبطل بوت الراهن ول يبطل بوت الرتن لن بوت الراهن يل الدين ويتعلق‬
‫بالتركة فل حاجة إل بقاء الرهن وبوت الرتن ل يل الدين فالاجة باقية إل بقاء الرهن‬
‫ومنهم من قال ل يبطل بوت واحد منهما قول واحدا لنه إذا ل يبطل بوت الرتن على ما نص‬
‫عليه والعقد غي لزم ف حقه بال فلن ل يبطل بوت الراهن والعقد لزم له بعد القبض أول‬
‫وما قال ف التفليس ل حجة فيه لنه ل يرد أن الرهن ينفسخ وإنا أراد أنه إذا مات الراهن ل يكن‬
‫للمرتن قبض الرهن من غي إذن الورثة‬
‫فصل امتناع الراهن من التسليم إذا امتنع الراهن من تسليم الرهن أو انفسخ العقد قبل القبض‬
‫نظرت فإن كان الرهن غي مشروط ف العقد على البيع بقي الدين بغي رهن وإن كان الرهن‬
‫مشروطا ف البيع ثبت للبائع اليار بي أن يضي البيع من غي رهن أو يفسخه لنه دخل ف البيع‬
‫بشرط أن يكون له بالثمن وثيقة ول تسلم له فثبت له اليار بي الفسخ والمضاء‬
‫فصل بعد قبض الرهن يلزم العقد إذا أقبض الراهن الرهن لزم العقد من جهته ول يلك فسخه‬
‫لنه عقد وثيقة فإذا ت ل يز فسخه من غي رضا من له الق كالضمان ولنا لو جوزنا له الفسخ‬
‫من غي رضا الرتن بطلت الوثيقة وسقط فائدة الرهن‬
‫فصل ول ينفك من الرهن شيء حت يبأ الراهن من جيع الدين لنه وثيقة مضة فكان وثيقة‬
‫بالدين وبكل جزء منه كالشهادة والضمان‬
‫فإن رهن اثنان عند رجل عينا بينهما بدين له عليهما فبىء أحدها أو رهن رجل عند اثني عينا‬
‫بدين عليه لما فبىء من دين أحدها انفك نصف العي من الرهن لن الصفقة إذا حصل ف أحد‬
‫شطريها عاقدان فهما عقدان فل يقف الفكاك ف أحدها على الفكاك ف الخر كما لو فرق بي‬
‫العقدين‬
‫وإن أراد الراهنان ف السألة الول أن يقتسما أو الراهن ف السألة الثانية أن يقاسم الرتن الذي‬
‫ل يبأ من دينه نظرت فإن كان ما ل ينقص قيمته بالقسمة كالبوب جاز ذلك من غي رضا‬
‫الرتن‬
‫وإن كان ما ينقص قيمته ففيه وجهان أحدها ل يوز من غي رضا الرتن لنه يدخل عليه‬
‫بالقسمة ضرر فلم يز من غي رضاه‬
‫والثان يوز لن الرهون عنده نصف العي فل يلك العتراض على الالك فيما ل حق له فيه‬
‫فصل ظهور العيب ف الرتن وإذا قبض الرتن الرهن ث وجد به عيبا كان قبل القبض نظرت فإن‬
‫كان ف رهن عقد بعد عقد البيع ل يثبت له اليار ف فسخ البيع‬
‫وإن كان ف رهن شرط ف البيع فهو باليار بي أن يفسخ البيع وبي أن يضيه لنه دخل ف البيع‬
‫بشرط أن يسلم له الرهن فإذا ل يسلم له ثبت له اليار‬
‫فإن ل يعلم بالعيب حت هلك الرهن عنده أو حدث به عيب عنده ل يلك الفسخ لنه ل يكنه‬
‫رد العي على الصفة الت أخذ فسقط حقه من الفسخ كما قلنا ف البيع إذا هلك عند الشتري أو‬
‫حدث به عيب عنده ول يثبت له الرش لن الرش بدل عن الزء الفائت‬
‫ولو فات الرهن باللك ل يب بدله فإذا فات بعضه ل يب بدله‬
‫وال أعلم‬

‫____________________‬

‫باب ما يوز رهنه وما ل يوز ما ل يوز بيعه كالوقف وأم الولد والكلب والنير ل يوز رهنه‬
‫لن القصود من الرهن أن يباع ويستوف الق منه وهذا ل يوجد فيما ل يوز بيعه فلم يصح‬
‫رهنه‬
‫فصل رهن ما يسرع إليه الفساد وما يسرع إليه الفساد من الطعمة والفواكه الرطبة الت ل يكن‬
‫استصلحها يوز رهنه بالدين الال والؤجل الذي يل قبل فساده لنه يكن بيعه واستيفاء الق‬
‫من ثنه‬
‫فأما ما رهنه بدين مؤجل إل وقت يفسد قبل مله فإنه ينظر فيه فإن شرط أن يبيعه إذا خاف عليه‬
‫الفساد جاز رهنه وإن أطلق ففيه قولن أحدها ل يصح وهو الصحيح لنه ل يكن بيعه بالدين ف‬
‫مله فلم يز رهنه كأم الولد‬
‫والثان يصح وإذا خيف عليه أجب على بيعه ويعل ثنه رهنا لن مطلق العقد يمل على التعارف‬
‫ويصي كالشروط‬
‫والتعارف فيما يفسد أن يباع قبل فساده فيصي كما لو شرط ذلك ولو شرط ذلك جاز رهنه‬
‫فكذلك إذا أطلق‬
‫فإن رهن ثرة يسرع إليها الفساد مع الشجر ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن كما لو‬
‫أفرده بالعقد‬
‫ومنهم من قال يصح قول واحدا لنه تابع للشجر فإذا هلكت الثمرة بقيت الشجرة‬
‫فصل العلق عتقه على صفة ل يوز رهنه وإن علق عتق ) عبده ( على صفة توجد قبل مل الدين‬
‫ل يز رهنه لنه ل يكن بيعه ف الدين وقال أبو علي الطبي رحه ال إذا قلنا يوز رهن ما يسرع‬
‫إليه الفساد جاز رهنه وإن علق عتقه على صفة يوز أن توجد قبل مل الدين ويوز أل توجد‬
‫ففيه قولن أحدها يصح لن الصل بقاء العقد وإمكان البيع ووقوع العتق قبل مل الدين‬
‫مشكوك فيه فل ينع صحة الرهن كجواز الوت ف اليوان الرهون‬
‫والثان ل يصح لنه قد توجد الصفة قبل مل الدين فل يكن بيعه وذلك غرر من غي حاجة فمنع‬
‫صحة الرهن‬
‫فصل رهن الدبر واختلف أصحابنا ف الدبر فمنهم من قال ل يوز رهنه قول واحدا لنه قد‬
‫يوت الول فجأة فيعتق فل يكن بيعه وذلك غرر من غي حاجة فمنع صحة الرهن‬
‫ومنهم من قال يوز رهنه قول واحدا لنه يوز بيعه فجاز رهنه كالعبد القن‬
‫ومنهم من قال فيه قولن بناء على القولي ف أن التدبي وصية أو عتق بصفة‬
‫فإن قلنا إنه وصية جاز رهنه لنه يوز الرجوع فيه بالقول فجعل الرهن رجوعا‬
‫وإن قلنا إنه عتق بصفة ل يز رهنه لنه ل يوز الرجوع فيه بالقول وإنا يوز الرجوع فيه‬
‫بتصرف يزيل اللك والرهن ل يزيل اللك‬
‫قال أبو إسحق إذا قلنا إنه يصح رهنه فحل الق وقضى سقط حكم الرهن وبقي العبد على‬
‫تدبيه‬
‫وإن ل يقض قيل له أترجع ف التدبي فإن اختار الرجوع بيع العبد ف الرهن وإن ل يتر فإن كان‬
‫له مال غيه قضى منه الدين ويبقى العبد على التدبي وإن ل يكن له مال غيه ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يكم بفساد الرهن لنا إنا صححنا الرهن لنا قلنا لعله يقضي الدين من غيه أو‬
‫يرجع ف التدبي فإذا ل يفعل حكمنا بفساد الرهن‬
‫والثان أنه يباع ف الدين وهو الصحيح لنا حكمنا بصحة الرهن ومن حكم الرهن أن يباع ف‬
‫الدين وما سوى ذلك من الموال كالعقار واليوان وسائر ما يباع يوز رهنه لنه يصل به‬
‫مقصود الرهن‬
‫وما جاز رهنه جاز رهن البعض منه مشاعا لن الشاع كالقسوم ف جواز البيع فكان كالقسوم ف‬
‫جواز الرهن‬
‫فإن كان بي رجلي دار فرهن أحدها نصيبه من بيت بغي إذن شريكه ففيه وجهان أحدها يصح‬
‫كما يصح بيعه‬
‫والثان ل يصح لن فيه إضرارا بالشريك بأن يقتسما فيقع هذا البيت ف حصته فيكون بعضه‬
‫رهنا‬
‫فصل رهن مال الغي بغي إذنه ول يوز رهن مال الغي بغي إذنه لنه ل يقدر على تسليمه ول‬
‫على بيعه ف الدين فلم يز رهنه كالطي الطائر والعبد البق فإن كان ف يده مال لن يرثه وهو‬
‫يظن أنه حي فباعه أو رهنه ث بان أنه ) كان ( قد مات قبل العقد فالنصوص أن العقد باطل لنه‬
‫عقد وهو لعب فلم يصح ومن أصحابنا من قال يصح لنه صادف ملكه فأشبه إذا عقد وهو‬
‫يعلم أنه ميت‬
‫فصل رهن البيع قبل القبض وإن رهن مبيعا ل يقبضه نظرت فإن رهنه قبل أن ينقد ثنه ل يصح‬
‫الرهن لنه مبوس بالثمن فل يلك رهنه كالرهون‬
‫فإن رهنه بعد نقد الثمن ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه عقد يفتقر إل القبض فلم يصح ف‬
‫البيع قبل القبض كالبيع‬
‫والثان‬
‫____________________‬

‫يصح وهو الذهب لن الرهن ل يقتضي الضمان فجاز فيما ل يدخل ف ضمانه بلف البيع‬
‫فصل رهن الدين وف رهن الدين وجهان أحدها يوز لنه يوز بيعه فجاز رهنه كالعي‬
‫والثان ل يوز لنه ل يدري هل يعطيه أم ل وذلك غرر من غي حاجة فمنع صحة العقد‬
‫فصل رهن الرهون ول يوز رهن الرهون من غي إذن الرتن لن ما استحق بعقد لزم ل يوز‬
‫أن يعقد عليه مثله من غي إذن من له الق كبيع ما باعه وإجارة ما أجره‬
‫وهل يوز رهنه بدين آخر عند الرتن ففيه قولن قال ف القدي يوز وهو اختيار الزن لنه إذا‬
‫جاز أن يكون مرهونا بألف ث يصي مرهونا بمسمائة جاز أن يكون مرهونا بمسمائة ث يصي‬
‫مرهونا بألف‬
‫وقال ف الديد ل يوز لنه رهن مستحق بدين فل يوز رهنه بغيه كما لو رهنه عند غي الرتن‬
‫فإن جن العبد الرهون ففداه الرتن وشرط على الراهن أن يكون رهنا بالدين والرش ففيه‬
‫طريقان من أصحابنا من قال هو على القولي‬
‫ومنهم من قال يصح ذلك قول واحدا والفرق بي الرش وبي سائر الديون أن الرش متعلق‬
‫بالرقبة فإذا رهنه به فقد علق بالرقبة ما كان متعلقا با وغيه ل يكن متعلقا بالرقبة فلم يز رهنه‬
‫به ولن ف الرهن بالرش مصلحة للراهن ف حفظ ماله وللمرتن ف حفظ وثيقته وليس ف رهنه‬
‫بدين آخر مصلحة ويوز للمصلحة ما ل يوز لغيها والدليل عليه أنه يوز أن يفتدي العبد‬
‫بقيمته ف الناية ليبقي عليه وإن كان ل يوز أن يشتري ماله باله‬
‫فصل رهن العبد الان وف رهن العبد الان قولن واختلف أصحابنا ف موضع القولي على‬
‫ثلث طرق‬
‫فمنهم من قال القولن ف العمد فأما ف جناية الطإ فل يوز ) الرهن ( قول واحدا‬
‫ومنهم من قال القولن ف جناية الطإ فأما ف جناية العمد فيجوز قول واحدا‬
‫ومنهم من قال القولن ف الميع وقد بينا وجوههما ف البيع‬
‫فصل رهن ما ل يقدر على تسليمه ول يوز رهن ما ل يقدر على تسليمه كالعبد البق والطي‬
‫الطائر لنه ل يكن تسليمه ول بيعه ف الدين فلم يصح رهنه‬
‫فصل رهن الهول من البيوع وما ل يوز بيعه من الهول ل يوز رهنه لن الصفات مقصودة ف‬
‫الرهن للوفاء بالدين كما أنا مقصودة ف البيع للوفاء بالثمن فإذا ل يز بيع الهول وجب أل‬
‫يوز رهن الهول‬
‫فصل رهن الثمر قبل بدو الصلح وف رهن الثمرة قبل بدو الصلح من غي شرط القطع قولن‬
‫أحدها ل يصح لنه عقد ل يصح فيما ل يقدر على تسليمه فلم يز ف الثمرة قبل بدو الصلح‬
‫من غي شرط القطع كالبيع‬
‫والثان أنه يصح لنه إن كان بدين حال فمقتضاه أن تؤخذ فتباع فيأمن أن تلك بالعاهة وإن كان‬
‫بدين مؤجل فتلفت الثمرة ل يسقط دينه وإنا تبطل وثيقته والغرر ف بطلن الوثيقة مع بقاء الدين‬
‫قليل فجاز بلف البيع فإن العادة فيه أن يترك إل أوان الذاذ فل يأمن أن يهلك بعاهة فيذهب‬
‫الثمن ول يصل البيع فيعظم الضرر فلم يز من غي شرط القطع‬
‫فصل رهن المل الظاهر وإن كان له أصول تمل ف السنة مرة بعد أخرى كالتي والقثاء فرهن‬
‫المل الظاهر فإن كان بدين يستحق فيه بيع الرهن قبل أن يدث المل الثان ويتلط به جاز‬
‫لنه يأمن الغرر بالختلط‬
‫وإن كان بدين ل يستحق البيع فيه إل بعد حدوث المل الثان واختلطه به نظرت فإن شرط أنه‬
‫إذا خيف الختلط قطعه جاز لنه منع الغرر بشرط القطع‬
‫وإن ل يشترط القطع ففيه قولن أحدها أن العقد باطل لنه يتلط بالرهون غيه فل يكن إمضاء‬
‫العقد على مقتضاه‬
‫والثان أنه صحيح لنه يكن الفصل عند الختلط بأن يسمح الراهن بترك ثرته للمرتن أو ينظر‬
‫كم كان الرهون فيحلف عليه ويأخذ ما زاد فإذا أمكن إمضاء العقد ل يكم ببطلنه‬
‫فصل رهن الارية دون الولد ويوز أن يرهن الارية دون ولدها لن الرهن ل يزيل اللك فل‬
‫يؤدي إل التفريق بينهما فإن حل الدين ول يقضه بيعت الم والولد ويقسم الثمن عليهما فما قابل‬
‫الم تعلق به حق الرتن ف قضاء دينه وما قابل الولد يكون للراهن ل يتعلق به حق الرتن‬
‫فصل رهن الصحف وف جواز رهن الصحف وكتب الحاديث والعبد السلم عند الكافر‬
‫طريقان قال أبو إسحاق والقاضي أبو حامد فيه قولن كالبيع أحدها يبطل‬
‫والثان يصح ويب على تركه ف يد مسلم‬
‫قال أبو علي الطبي ف الفصاح‬
‫____________________‬

‫يصح الرهن قول واحدا ويب على تركه ف يد مسلم ويفارق البيع بأن البيع ينتقل اللك فيه إل‬
‫الكافر وف الرهن الرهون باق على ملك السلم‬
‫فصل الشروط النافية للرهن فإن شرط ف الرهن شرطا يناف مقتضاه مثل أن يقول رهنتك على‬
‫أن ل أسلمه أو على أن ل يباع ف الدين أو على أن منفعته لك أو على أن ولده لك فالشرط‬
‫باطل لقوله صلى ال عليه وسلم كل شرط ليس ف كتاب ال تعال فهو باطل ولو كان مائة شرط‬

‫وهل يبطل الرهن ينظر فيه فإن كان الشرط نقصانا ف حق الرتن كالشرطي الولي فالعقد باطل‬
‫لنه ينع القصود فأبطله وإن كان زيادة ف حق الرتن كالشرطي الخرين ففيه قولن أحدها‬
‫يبطل الرهن وهو الصحيح لنه شرط فاسد قارن العقد فأبطله كما لو شرط نقصانا ف حق الرتن‬

‫والثان أنه ل يبطل لنه شرط جيع أحكامه وزاد فبطلت الزيادة وبقي العقد بأحكامه‬
‫فإذا قلنا إن الرهن يبطل فإن كان الرهن مشروطا ف بيع فهل يبطل البيع فيه قولن أحدها أنه ل‬
‫يبطل لنه يوز شرطه بعد البيع وما جاز شرطه بعد تام العقد ل يبطل العقد بفساده كالصداق ف‬
‫النكاح‬
‫والثان أنه يبطل وهو الصحيح لن الرهن يترك لجله جزء من الثمن فإذا بطل الرهن وجب أن‬
‫يضم إل الثمن الزء الذي ترك لجله وذلك مهول والهول إذا أضيف إل معلوم صار الميع‬
‫مهول فيصي الثمن مهول والهل بالثمن يفسد البيع‬
‫فصل ف قبض العدل ويوز أن يعل الرهن ف يد الرتن ويوز أن يعل ف يد عدل لن الق لما‬
‫فجاز ما اتفقا عليه من ذلك‬
‫فإن كان الرهون أمة ل توضع إل عند امرأة أو عند مرم لا أو عند من له زوجة لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ل يلون أحدكم بامرأة ليست له بحرم فإن ثالثهما الشيطان فإن جعل الرهن على يد‬
‫عدل ث أراد أحدها أن ينقله إل غيه ل يكن له ذلك لنه حصل عند العدل برضاها فل يوز‬
‫لحدها أن ينفرد بنقله‬
‫فإن اتفقا على النقل إل غيه جاز لن الق لما وقد رضيا‬
‫فإن مات العدل أو اختل فاختلف الراهن والرتن فيمن يكون عنده أو مات الرتن أو اختل‬
‫والرهن عنده فاختلف الراهن ومن ينظر ف مال الرتن فيمن يكون الرهن عنده رفع المر إل‬
‫الاكم فيجعله عند عدل‬
‫فإن جعل الرهن على يد عدلي فأراد أحد العدلي أن يعل الميع ف يد الخر ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يوز لن ما جعل إل اثني ل يز أن ينفرد به أحدها كالوصية‬
‫والثان يوز لن ف اجتماع الثني على حفظه مشقة فعلى هذا إن اتفقا على أن يكون ف يد‬
‫أحدها جاز وإن تشاحا نظرت فإن كان ما ل ينقسم جعل ف حرز لما وإن كان ما ينقسم جاز‬
‫أن يقتسما فيكون عند كل واحد منهما نصفه فإن اقتسما ث سلم أحدها حصته إل الخر ففيه‬
‫وجهان أحدها يوز لنه لو سلم إليه قبل القسمة جاز‬
‫فكذلك بعد القسمة‬
‫والثان ل يوز لنما لا اقتسما صار كل واحد منهما منفردا بصته فل يوز أن يسلم ذلك إل‬
‫غيه كما لو جعل ف يد كل واحد منهما نصفه وال أعلم‬
‫باب ما يدخل ف الرهن وما ل يدخل وما يلكه الراهن وما ل يلكه ما يدث من عي الرهن من‬
‫النماء التميز كالشجر والثمر واللب والولد والصوف والشعر ل يدخل ف الرهن لا روى سعيد‬
‫بن السيب عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يغلق الرهن الرهن من راهنه الذي‬
‫رهنه له غنمه وعليه غرمه‬
‫والنماء‬
‫____________________‬

‫من الغنم فوجب أن يكون له‬


‫وعن ابن عمر وأب هريرة مرفوعا الرهن ملوب ومركوب ومعلوم أنه ل يرد أنه ملوب ومركوب‬
‫للمرتن فدل على أنه أراد به ملوب ومركوب للراهن ولنه عقد ل يزيل اللك فلم يسر إل‬
‫النماء التميز كالجارة‬
‫فإن رهن نل على أن ما يتميز داخل ف الرهن أو ماشية على أن ما تنتج داخل ف الرهن‬
‫فالنصوص ف الم أن الشرط باطل وقال ف المال القدية لو قال قائل إن الثمرة والنتاج يكون‬
‫رهنا كان مذهبا ووجهه أنه تابع للصل فجاز أن يتبعه كأساس الدار والذهب الول وهذا‬
‫مرجوع عنه لنه رهن مهول ومعدوم فلم يصح بلف ) أساس الدار ( فإنه موجود ولكنه‬
‫) يشق ( رؤيته فعفي عن الهل به‬
‫وأما النماء الوجود ف حال العقد ينظر فيه فإن كان شجرا فقد قال ف الرهن ل يدخل فيه وقال‬
‫ف البيع يدخل واختلف أصحابنا فيه على ثلث طرق وقد بيناها ف البيوع‬
‫وإن كان ثرا نظرت فإن كان ظاهرا كالطلع الؤبر وما أشبه ) هـ ( من الثمار ل يدخل ف الرهن‬
‫لنه إذا ل يدخل ذلك ف البيع وهو يزيل اللك فلن ل يدخل ف الرهن وهو ل يزيل اللك أول‬
‫وإن كان ثرا غي ظاهر كالطلع الذي ل يؤبر وما أشبهه من الثمار ففيه طريقان من أصحابنا من‬
‫قال فيه قولن أحدها يدخل فيه قياسا على البيع‬
‫والثان ل يدخل فيه وهو الصحيح لنه لا ل يدخل فيه ما يدث بعد العقد ل يدخل الوجود حال‬
‫العقد‬
‫ومنهم من قال ل يدخل فيه قول واحدا ويالف البيع فإن ) ف ( البيع ما يدث بعد العقد ملك‬
‫للمشتري والادث بعد العقد ل حق للمرتن فيه ولن البيع يزيل اللك فيدخل فيه النماء والرهن‬
‫ل يزيل اللك فلم يدخل فيه ) النماء (‬
‫واختلف أصحابنا ف ورق التوت والس وأغصان اللف فمنهم من قال هو كالورق والغصان‬
‫من سائر الشجار فيدخل ف الرهن‬
‫ومنهم من قال إنا كالثمار من سائر الشجار فيكون حكمها حكم الثمار‬
‫وإن كان النماء صوفا أو لبنا فالنصوص أنه ل يدخل ف العقد وقال الربيع ف الصوف قول آخر‬
‫أنه يدخل فمن أصحابنا من قال فيه قولن ومنهم من قال ل يدخل قول واحدا وما قاله الربيع من‬
‫تريه‬
‫فصل انتفاع الرتن بالرهن ويلك الراهن التصرف ف منافع الرهن على وجه ل ضرر فيه على‬
‫الرتن كخدمة العبد وسكن الدار وركوب الدابة وزراعة الرض لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫الرهن ملوب ومركوب ولنه ل يدخل ف العقد ول يضر بالعقود له فبقي على ملكه وتصرفه‬
‫كخدمة المة الزوجة ووطء المة الستأجرة وله أن يستوف ذلك بالجارة والعارة‬
‫وهل له أن يستوف ذلك بنفسه قال ف الم له ذلك وقال ف الرهن الصغي ل يوز فمن أصحابنا‬
‫من قال فيه قولن أحدها ل يوز لنه ل يأمن أن يحد فيبطل حق الرتن‬
‫والثان يوز وهو الصحيح لن كل منفعة جاز أن يستوفيها بغيه جاز أن يستوفيها بنفسه كمنفعة‬
‫غي الرهون ودليل القول الول يبطل به إذا أكراه من غيه فإنه ل يؤمن أن يحد ث يوز‬
‫ومنهم من قال إن كان الراهن ثقة جاز لنه يؤمن أن يحد وإن كان غي ثقة ل يز لنه ل يؤمن‬
‫أن يحد وحل القولي على هذين الالي‬
‫فصل شرط النتفاع بالرهن وأما ما فيه ضرر بالرتن فإنه ل يلك لقوله صلى ال عليه وسلم ل‬
‫ضرر ول إضرار‬
‫فإن كان ) النقول ( الرهون ما ينقل فأراد أن ينتفع به ف السفر أو يكريه من يسافر به ل يز لن‬
‫أمن السفر ل يوثق به فل يؤمن أن يؤخذ فيه فيدخل على الرتن الضرر‬
‫وإن كان ثوبا ل يلك لبسه لنه ينقص قيمته‬
‫وإن ) كان أمة ( ل يلك تزويها لنه ينقص قيمتها‬
‫وهل يوز وطؤها ينظر فإن كانت من تبل ل يز وطؤها لنه ل يؤمن أن تبل فتنقص قيمتها‬
‫وتبطل الوثيقة باستيلدها وإن كانت من ل تبل لصغر أو كب ففيه وجهان قال أبو إسحق يوز‬
‫وطؤها لنا قد أمنا الضرر بالحبال‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة ل يوز لن السن ) الذي ل تبل فيه ل يتميز عن السن الذى تبل‬
‫فيه مع اختلف الطباع فمنع من الميع كما قلنا ( ف شرب المر لا ل يتميز ما يسكر ما ل‬
‫يسكر مع اختلف الطباع ف السكر حرم الميع فإذا منعنا من الوطء منعنا من الستخدام لنه‬
‫ل يؤمن أن يطأها وإذا ل ينع من الوطء جاز الستخدام‬
‫فإن كان أرضا فأراد أن يغرس فيها أو يبن ل يز لنه يراد للبقاء وينقص به قيمة الرض عند‬
‫القضاء فإذا خالف وغرس أو بن والدين مؤجل ل يقلع ف الال لنه يوز أن يقضي الدين من‬
‫غي الرض وربا ل تنقص قيمة الرض مع الغراس والبناء عن الدين فل يوز الضرار بالراهن ف‬
‫الال لضرر متوهم بالرتن ف ثان الال‬
‫فإن حل الدين ول يقض وعجزت قيمة الرض مع الغراس والبناء عن قدر الدين قلع فإن أراد أن‬
‫يزرع ما يضر بالرض ل يز‬
‫وإن ل يضر بالرض‬
‫____________________‬

‫نظرت فإن كان يصد قبل مل الدين جاز وإن كان ل يصد إل بعد مل الدين ففيه قولن‬
‫أحدها ل يوز لنه ينقص قيمة الرض فيستضر به الرتن‬
‫والثان يوز لنه ربا قضاه الدين من غي الرض وربا وقت قيمة الرض مع الزرع بالدين فل‬
‫ينع منه ف الال‬
‫وإن أراد أن يؤجر إل مدة يل الدين قبل انقضائها ل يز له لنه ينقص قيمة الرض وقال أبو‬
‫علي الطبي رحه ال فيها قولن كزراعة ما ل يصد قبل مل الدين‬
‫وإن كان فحل وأراد أن ينيه على الناث جاز لنه انتفاع ل ضرر فيه على الرتن فلم ينع منه‬
‫كالركوب فإن كان أنثى أراد أن يني عليها الفحل نظرت فإن كانت تلد قبل مل الدين جاز‬
‫لنه ل ضرر ) فيه ( على الرتن وإن كان الدين يل قبل ولدتا وقبل ظهور المل با جاز لنه‬
‫يكن بيعها وإن كان يل بعد ظهور المل فإن قلنا إن المل ل حكم له جاز لنه يباع معها وإن‬
‫قلنا له حكم ل يز لنه خارج من الرهن فل يكن بيعه مع الم ول يكن بيع الم دونه فلم يز‬
‫فصل التصرف ف الرهون ويلك الراهن التصرف ف عي الرهن با ل ضرر فيه على الرتن‬
‫كودج الدابة وتبزيغها وفصد العبد وحجامته لنه إصلح ) مال ( من غي إضرار بالرتن‬
‫وإن أراد أن يت العبد فإن كان كبيا ل يز لنه ياف منه عليه وإن كان صغيا نظرت فإن كان‬
‫ف وقت يندمل الرح فيه قبل حلول الدين جاز وإن كان ف وقت يل الدين قبل اندمال جرحه‬
‫ل يز لنه ينقص ثنه‬
‫وإن كانت به أكلة ياف من تركها ول ياف من قطعها جاز أن يقطع وإن كان ياف من تركها‬
‫وياف من قطعها ل يز قطعها لنه جرح ياف عليه منه فلم يز كما لو أراد أن يرحه من غي‬
‫أكلة‬
‫وإن كانت ماشية فأراد أن يرج با ف طلب الكل ) فإن كان الوضع مصبا ل يز له ذلك لنه‬
‫يغرر به من غي حاجة ( وإن كان الوضع مدبا جاز له لنه موضع ) حاجة (‬
‫وإن اختلفا ف موضع النجعة فاختار الراهن جهة واختار الرتن أخرى قدم اختيار الراهن لنه‬
‫يلك العي والنفعة وليس للمرتن إل حق الوثيقة فكان تقدي اختياره أول‬
‫وإن كان الرهن عبدا فأراد تدبيه جاز لنه يكن بيعه ف الدين فإن دبره وحل الدين فإن كان له‬
‫مال غيه ل يكلف بيع الدبر وإن ل يكن له مال غيه بيع منه بقدر الدين وبقي الباقي على التدبي‬
‫وإن استغرق الدين جيعه بيع الميع‬
‫فصل ف شرط التصرف ف الرهن ول يلك التصرف ف العي با فيه ضرر على الرتن لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ل ضرر ول إضرار فإن باعه أو وهبه أو جعله مهرا ف نكاح أو أجره ف‬
‫إجارة أو كان عبدا فكاتبه ل يصح لنه تصرف ل يسري إل ملك الغي يبطل به حق الرتن من‬
‫الوثيقة فلم يصح من الراهن بنفسه كالفسخ وإن أعتقه ففيه ثلثة أقوال أحدها يصح لنه عقد ل‬
‫يزيل اللك فلم ينع صحة العتق كالجارة‬
‫والثان أنه ل يصح لنه قول يبطل الوثيقة من عي الرهن فلم يصح من الراهن بنفسه كالبيع‬
‫والثالث وهو الصحيح أنه إن كان موسرا صح وإن كان معسرا ل يصح لنه عتق ف ملكه يبطل‬
‫به حق غيه فاختلف فيه الوسر والعسر كالعتق ف العبد الشترك بينه وبي غيه فإن قلنا إن العتق‬
‫) يصح ( فإن كان موسرا أخذت منه القيمة وجعلت رهنا مكانه لنه أتلف رقه‬
‫____________________‬

‫فلزمه ضمانه كما لو قتله وتعتب قيمته وقت العتاق لنه حاله التلف ويعتق بنفس اللفظ‬
‫ومن أصحابنا من قال ف وقت العتق ثلثة أقوال أحدها بنفس اللفظ‬
‫والثان بدفع القيمة‬
‫والثالث موقوف‬
‫فإن دفع القيمة حكمنا أنه عتق من حي العتاق وإن ل يدفع حكمنا أنه ل يعتق ف حال العتاق‬
‫كما قلنا فيمن أعتق شركا له ف عبد أنه يسري وف وقت السراية ثلثة أقوال وهذا خطأ لنه لو‬
‫كان كالعتق ف العبد الشترك لوجب أل يصح العتق من العسر كما ل يسري العتق بإعتاق‬
‫العسر ف العبد الشترك وإن كان معسرا وجبت عليه القيمة ف ذمته فإن أيسر قبل مل الدين‬
‫طولب با لتكون رهنا مكانه وإن أيسر ) ف ( مل الدين طولب بقضاء الدين‬
‫وإن قلنا إن العتق ل يصح ففكه أو بيع ف الدين ث ملكه ل يعتق عليه‬
‫ومن أصحابنا من قال يعتق عليه لنه إنا ل يعتق ف الال لق الرتن وقد زال حق الرتن فنفذ‬
‫العتق كما لو أحبلها ث فكها أو بيعت ث ملكها والذهب الول لنه عتق ل ينفذ ف الال ) فلم (‬
‫ينفذ بعد ذلك كما لو أعتق الجور عليه عبده ث فك عنه الجر ويالف الحبال فإنه فعل‬
‫وحكم الفعل أقوى من حكم القول ولذا لو أحبل النون جاريته نفذ إحباله وثبت لا حق الرية‬
‫ولو أعتقها ) ل يصح ( وإن قلنا إنه يصح العتق إن كان موسرا ول يصح إذا كان معسرا فقد بينا‬
‫حكم الوسر والعسر‬
‫وإن كان الرهون جارية فأحبلها فهل ينفذ إحباله أم ل على القوال الثلثة وقد بينا وجوهها ف‬
‫العتق فإن قلنا إنه ينفذ فالكم فيه كالكم ف العتق وإن قلنا إنه ل ينفذ إحباله صارت أم ولد ف‬
‫حق الراهن لنا علقت بر ف ملكه وإنا ل ينفذ لق الرتن فإن حل الدين وهي حامل ل يز‬
‫بيعها لنا حامل بر وإن ماتت من الولدة لزمه قيمتها لنا هلكت بسبب من جهته وف القيمة‬
‫الت تب ثلثة أوجه أحدها تب قيمتها وقت الوطء لنه وقت سبب التلف فاعتبت القيمة فيه‬
‫كما لو جرحها وبقيت ) ضنيئة ( إل أن ماتت‬
‫والثان تب قيمتها أكثر ما كانت من حي الوطء إل حي التلف كما قلنا فيمن غصب جارية‬
‫وأقامت ف يده ث ماتت‬
‫والثالث أنه تب قيمتها وقت الوت لن التلف حصل بالوت والذهب الول وما قال الثان ل‬
‫يصح لن الغصب موجود من حي الخذ إل حي التلف والوطء غي موجود من حي الوطء إل‬
‫حي التلف وما قال الثالث يبطل به إذا جرحها ث ماتت فإن التلف حصل بالوت ث تب القيمة‬
‫وقت الراحة وإن ولدت نظرت فإن نقصت بالولدة وجب عليه أرش ما نقص وإن حل الدين‬
‫ول يقضه فإن أمكن أن يقضي الدين بثمن بعضها بيع منها بقدر ما يقضي به الدين‬
‫وإن فكها من الرهن أو بيعت وعادت إليه ببيع أو غيه صارت أم ولد له‬
‫وقال الزن ل تصي كما ل تعتق إذا أعتقها ث فكها أو ملكها وقد بينا الفرق بي العتاق‬
‫والحبال فأغن عن العادة‬
‫فصل وقف الرهون وإن وقف الرهون ففيه وجهان أحدها أنه كالعتق لنه حق ل تعال ل يصح‬
‫إسقاطه بعد ثبوته فصار كالعتق‬
‫والثان أنه ل يصح لنه تصرف ل يسري إل ملك الغي فل يصح كالبيع والبة‬
‫فصل وما منع منه الراهن لق الرتن كالوطء والتزويج وغيها إذا أذن فيه جاز له فعله لن النع‬
‫لقه فزال بإذنه‬
‫وما يبطل لقه كالبيع والعتق وغيها إذا فعله بإذنه صح لن بطلنه لقه فصح بإذنه فإن أذن ف‬
‫البيع أو العتق ث رجع قبل أن يبيع أو قبل أن يعتق ل يز البيع والعتق لنه بالرجوع سقط الذن‬
‫فصار كما لو ل يأذن فإن ل يعلم بالرجوع فباع أو أعتق ففيه وجهان أحدها أنه يسقط الذن‬
‫ويصي كما إذا باع أو أعتق بغي الذن‬
‫والثان أنه ل يسقط الذن بناء على القولي ف الوكيل إذا عزله الوكل ول يعلم حت تصرف‬
‫فصل إذا أذن له ف عتق الرهون وإن أذن له ف العتق فأعتق أو ف البة فوهب وأقبض بطل الرهن‬
‫لنه تصرف يناف مقتضى الوثيقة فعله بإذنه فبطلت به الوثيقة‬
‫فإن أذن له ف البيع ل يل إما أن يكون ف دين حال أو ف دين مؤجل فإن كان ف دين حال تعلق‬
‫حق الرتن بالثمن ووجب قضاء الدين منه لن مقتضى الرهن بيعه واستيفاء الق منه‬
‫وإن كان ف دين مؤجل نظرت فإن كان الذن مطلقا فباع بطل الرهن وسقط حقه من الوثيقة‬
‫لنه تصرف ف عي الرهن ل يستحقه الرتن فعله بإذنه فبطل به الرهن كما لو أعتقه بإذنه‬
‫وإن أذن له ف البيع بشرط أن يكون الثمن رهنا ففيه قولن قال ف الملء يصح ووجهه أنه لو‬
‫أذن له ف بيعه بعد الل بشرط أن يكون ثنه رهنا إل أن يوفيه جاز‬
‫وقال ف الم ل يصح لن ما يباع به من الثمن مهول ورهن الهول ل يصح فإذا بطل الشرط‬
‫بطل البيع لنه إنا أذن ) له ( ف البيع بذا الشرط‬
‫____________________‬
‫ول يثبت الشرط فلم يصح البيع‬
‫وإن أذن له ف البيع بشرط أن يعجل الدين فباع ل يصح البيع‬
‫وقال الزن يبطل الشرط ويصح العقد لنه شرط فاسد سبق البيع فلم ينع صحته كما لو قال‬
‫لرجل بع هذه السلعة ولك عشر ثنها وهذا خطأ لنه إنا أذن له بشرط أن يعجل الدين وتعجيل‬
‫الدين ل يسلم له فإذا ل يسلم له الشرط بطل الذن فيصي البيع بغي إذن ويالف مسألة الوكيل‬
‫فإن هناك ل يعل العوض ف مقابلة الذن وإنا جعله ف مقابلة البيع وههنا جعل تعجيل الدين ف‬
‫مقابلة الذن فإذا بطل التعجيل بطل الذن والبيع بغي إذن الرتن باطل وحكي عن أب إسحاق‬
‫أنه قال ف هذه السألة قول آخر أنه يصح البيع ويكون ثنه رهنا كما لو أذن له ف البيع بشرط‬
‫أن يكون ثنه رهنا‬
‫فصل النفقة ف الرهن وما يتاج إليه الرهن من نفقة وكسوة وعلف وغيها فهو على الراهن لا‬
‫روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا وعلى‬
‫الذي يركب ويشرب نفقته والذي يركب ويشرب هو الراهن فوجب أن تكون النفقة عليه ولن‬
‫الرقبة والنفعة على ملكه فكانت النفقة عليه وإن احتاج إل شرب دواء أو فتح عرق فامتنع ل‬
‫يب عليه لن الشفاء بيد ال تعال وقد تيء من غي قصد ول دواء ويالف النفقة فإنه ل يبقى‬
‫دونا فلزمه القيام با‬
‫فصل جناية العبد الرهون وإن جن العبد الرهون ل يل إما أن ين على الجنب أو على الول أو‬
‫على ملوك للمول‬
‫فإن كانت الناية على أجنب تعلق حق الن عليه برقبته ويقدم على حق الرتن لن حق الن‬
‫عليه يقدم على حق الالك فلن يقدم على حق الرتن أول ولن حق الن عليه يتص بالعي فلو‬
‫قدمنا حق الرتن عليه أسقطنا حقه‬
‫وحق الرتن يتعلق بالعي والذمة فإذا قدمنا حق الن عليه ل يسقط حقه فوجب تقدي حق الن‬
‫عليه‬
‫فإن سقط حق الن عليه بالعفو أو الفداء بقي حق الرتن لن حق الن عليه ل يبطل الرهن وإنا‬
‫قدم عليه حق الن عليه لقوته فإذا سقط حق الن عليه بقي حق الرتن وإن ل يسقط حق الن‬
‫عليه نظرت فإن كان قصاصا ف النفس اقتص له وبطل الرهن وإن كان ف الطرف اقتص له وبقي‬
‫الرهن ف الباقي وإن كان مال وأمكن أن يوف حقه ببيع بعضه بيع منه ما يقضي به حقه وإن ل‬
‫يكن إل ببيع جيعه بيع فإن فضل عن حق الن عليه شيء من ثنه تعلق به حق الرتن‬
‫وإن كانت الناية على الول نظرت فإن كان فيما دون النفس اقتص منه إن كان عمدا وإن كان‬
‫خطأ أو عمدا فعفي عنه على مال ل يثبت له الال‬
‫وقال أبو العباس فيه قول آخر أنه يثبت له الال ويستفيد به بيعه وإبطال حق الرتن من الرهن‬
‫ووجهه أن من ثبت له القصاص ف العمد ثبت له الال ف الطإ كالجنب والصحيح هو الول‬
‫لن الول ل يثبت له الال على عبده ولذا لو أتلف له مال ل يستحق عليه بدله ووجه الول‬
‫يبطل بغي الرهون فإنه يب له القصاص ف العمد ول يب له الال ف الطإ‬
‫وإن كانت الناية على النفس فإن كانت عمدا ثبت للوارث القصاص فإن اقتص بطل الرهن وإن‬
‫كانت خطأ أو عمدا وعفي على مال ففيه قولن أحدها ل يثبت له الال لن الوارث قائم مقام‬
‫الول والول ل يثبت له ف رقبة العبد مال فل يثبت لن يقوم مقامه‬
‫والثان أنه يثبت له لنه يأخذ الال عن جناية حصلت وهو ف غي ملكه فصار كما لو جن على‬
‫من يلكه الول‬
‫وإن كانت الناية على ملوك للمول فإن كانت على ملوك غي مرهون فإن كانت الناية عمدا‬
‫فللمول أن يقتص منه وإن كانت خطأ أو عمدا وعفا على مال ل يز لن الول ل يستحق على‬
‫عبده مال وإن كانت الناية على ملوك مرهون عند مرتن آخر فإن كانت الناية عمدا فللمول‬
‫أن يقتص منه فإن اقتص بطل الرهن وإن كانت خطأ أو عمدا وعفي على مال ثبت الال لق‬
‫الرتن الذي عنده الن عليه لنه لو قتله الول لزمه ضمانه فإذا قتله عبده تعلق الضمان برقبته‬
‫فإن كانت قيمته أكثر من قيمة القتول وأمكن أن يقضي أرش الناية ببيع بعضه بيع منه ما يقضي‬
‫به أرش الناية ويكون الباقي رهنا فإن ل يكن إل ببيع جيعه بيع وما فضل من ثنه يكون رهنا‬
‫فإن كانت قيمته مثل قيمة القتول أو أقل منه ففيه وجهان أحدها أنه ينقل القاتل إل مرتن‬
‫القتول ليكون رهنا مكانه لنه ل فائدة ف بيعه‬
‫والثان أنه يباع لنه ربا رغب فيه من يشتريه بأكثر من قيمته فيحصل عند كل واحد من الرتني‬
‫وثيقة بدينه‬
‫وإن كانت الناية على مرهون عند الرتن الذي عنده القاتل فإن كانت عمدا فاقتص منه بطل‬
‫الرهن وإن كانت خطأ أو عمدا وعفي عنه على مال نظرت فإن اتفق الدينان ف القدار واللول‬
‫والتأجيل واتفقت قيمة العبدين ترك على حاله لنه ل فائدة ف بيعه‬
‫وإن كان الدين الذي رهن به القتول حال والدين الذي رهن به القاتل مؤجل بيع لن ف بيعه‬
‫فائدة وهو أن يقضى الدين الال فإن اختلف الدينان واتفقت القيمتان نظرت فإن كان الدين‬
‫الذي‬
‫____________________‬
‫ارتن به القاتل أكثر ل يبع لنه مرهون بقدر فإذا بيع صار مرهونا ببعضه وإن كان الدين الذى‬
‫ارتن به القاتل أقل نقل فإن ف نقله فائدة وهو أن يصي مرهونا بأكثر من الدين الذي هو مرهون‬
‫به‬
‫وهل يباع وينقل ثنه أو ينقل بنفسه فيه وجهان وقد مضى توجيههما‬
‫وإن اتفق الدينان بأن كان كل واحد منهما مائة واختلف القيمتان نظر فيه فإن كانت قيمة‬
‫القتول أكثر ل يبع لنه إذا ترك كان رهنا بائة وإذا بيع كان ثنه رهنا بائة فل يكون ف بيعه‬
‫فائدة‬
‫وإن كانت قيمة القاتل أكثر بيع منه بقدر قيمة القتول ويكون رهنا بالق الذي كان القتول رهنا‬
‫به وباقيه على ما كان‬
‫فصل جناية العبد الرهون بإذن الول فإن جن العبد الرهون بإذن الول نظرت فإن كان بالغا‬
‫عاقل فحكمه حكم ما لو جن بغي إذنه ف القصاص والرش على ما بيناه ول يلحق السيد‬
‫بالذن إل الث فإنه يأث لا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال من أعان على قتل مسلم‬
‫ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بي عينيه آيس من رحة ال فإن كان غي بالغ نظرت فإن‬
‫كان ميزا يعرف أن طاعة الول ل توز ف القتل كان كالبالغ ف جيع ما ذكرناه إل ف القصاص‬
‫فإن القصاص ل يب على الصب وإن كان صغيا ل ييز أو أعجميا ل يعرف أن طاعة الول ل‬
‫توز ف القتل ل تتعلق الناية برقبته بل يتعلق حكم الناية بالول‬
‫فإن كان موسرا أخذ منه الرش وإن كان معسرا فقد قاللشافعي رحه ال يباع العبد ف أرش‬
‫الناية‬
‫فمن أصحابنا من حله على ظاهره وقال يباع لنه قد باشر الناية فبيع فيها‬
‫ومنهم من قال ل يباع لن القاتل ف القيقة هو الول وإنا هو آلة كالسيف وغيه وحل قول‬
‫الشافعى رحه ال على أنه أراد إذا ثبت بالبينة أنه قتله فقال الول أنا أمرته فقال يؤخذ منه الرش‬
‫إن كان موسرا بكم إقراره وإن كان معسرا بيع العبد بظاهر البينة‬
‫وال أعلم‬
‫فصل الصم ف جناية العبد الراهن وإن جن على العبد الرهون فالصم ف الناية هو الراهن لنه‬
‫هو الالك للعبد ولا يب من بدله‬
‫فإن ادعى على رجل أنه جن عليه فأنكره ول تكن بينة فالقول قول الدعى عليه مع يينه فإن نكل‬
‫عن اليمي ردت اليمي على الراهن فإن نكل فهل ترد اليمي على الرتن فيه قولن بناء على‬
‫القولي ف الفلس إذا ردت عليه اليمي فنكل فهل ترد على الغري فيه قولن أحدها ل ترد لنه‬
‫غي مدع‬
‫والثان ترد لنه ثبت له حق فيما يثبت باليمي فهو كالالك‬
‫فإن أقر الدعى عليه أو قامت البينة عليه أو نكل وحلف الراهن أو الرتن على أحد القولي‬
‫فإن كانت الناية موجبة للقود فالراهن باليار بي أن يقتص وبي أن يعفو فإن اقتص بطل الرهن‬
‫وإن قال ل أقتص ول أعفو ففيه وجهان قال أبو علي ابن أب هريرة للمرتن إجباره على اختيار‬
‫القصاص أو أخذ الال لن له حقا ف بدله فجاز له إجباره على تعيينه‬
‫وقال أبو القاسم الداركي إن قلنا إن الواجب بقتل العمد هو القود ل يلك إجباره لنه إذا ملك‬
‫إسقاط القصاص فلن يلك تأخيه أول‬
‫وإن قلنا إن الواجب أحد المرين أجب على التعيي لن له حقا هو القصاص وللمرتن حقا هو‬
‫الال فلزمه التعيي وإن عفى على مال أو كانت الناية خطأ وجب الرش وتعلق حق الرتن به‬
‫لن الرش بدل عن الرهون فتعلق حق الرتن به وإن أسقط الرتن حقه من الوثيقة سقط لنه لو‬
‫كان الرهن باقيا فأسقط حقه منه سقط فكذلك إذا أسقط من بدله‬
‫فإن أبرأ الرتن الان من الرش ل يصح إبراؤه لنه ل يلكه فل ينفذ إبراؤه فيه كما لو كان‬
‫الراهن باقيا فوهبه وهل يبطل بذا البراء حقه من الوثيقة فيه وجهان أحدها يبطل لن إبراءه‬
‫تضمن إبطال حقه من الوثيقة فإذا سقط البراء بقي ما تضمنه من إبطال الوثيقة‬
‫والثان ل يبطل لن الذى أبطله هو البراء والبراء ل يصح فلم يبطل ما تضمنه فإن أبرأه الراهن‬
‫من الرش ل يصح إبراؤه لنه يبطل حق الرتن من الوثيقة من غي رضاه فلم يصح كما لو كان‬
‫الرهن باقيا فأراد أن يهبه فإن أبرأه ث قضى دين الرتن أو أبرأه الرتن منه فهل ينفذ إبراء الراهن‬
‫للجان من الرش فيه وجهان أحدها ينفذ لن النع منه لق الرتن وقد زال حق الرتن فينفذ‬
‫إبراء الراهن‬
‫والثان أنه ل ينفذ لنا حكمنا ببطلنه فل يوز أن يكم بصحته بعد الكم ببطلنه كما لو وهب‬
‫مال غيه ث ملكه وإن أراد أن يصاله عن الرش على حيوان أو غيه من غي رضا الرتن ل يز‬
‫لن حق الرتن يتعلق بالقيمة فل يوز إسقاطه إل بدل من غي رضاه كما لو كان الرهن باقيا‬
‫فأراد أن يبيعه من غي رضاه‬
‫فإن رضي الرتن بالصلح فصال على حيوان تعلق به حق الرتن وسلم‬
‫____________________‬

‫إل من كان عنده الرهن ليكون رهنا مكانه فإن كان ما له منفعة انفرد الراهن بنفعته وإن كان له‬
‫ناء انفرد بنمائه كما كان ينفرد بنفعة أصل الرهن ونائه‬
‫فإن كان الرهون جارية فجن عليها فأسقطت جنينا ميتا وجب عليه عشر قيمة الم ويكون‬
‫خارجا من الرهن لنه بدل عن الولد والولد خارج من الرهن فكان بدله خارجا منه‬
‫وإن كانت بيمة فألقت جنينا ميتا وجب عليه ما نقص من قيمة الم ويكون رهنا لنه بدل عن‬
‫جزء من الرهون فإن ألقته حيا ث مات ففيه قولن أحدها يب عليه قيمة الولد حيا لنه يكن‬
‫تقويه فيكون للراهن فإن عفي عنه صح عفوه‬
‫والثان يب عليه أكثر المرين من قيمته حيا أو ما نقص من قيمة الم فإن كان قيمته حيا أكثر‬
‫وجب ذلك للراهن وصح عفوه عنه وإن كان ما نقص من قيمة الم أكثر كان رهنا‬
‫فصل إن جن على العبد الرهون ول يعرف الان وإن جن على العبد الرهون ول يعرف الان‬
‫فأقر رجل أنه هو الان فإن صدقه الراهن دون الرتن كان الرش له ول حق للمرتن فيه وإن‬
‫صدقه الرتن دون الراهن كان الرش رهنا عنده فإن ل يقضه الراهن الدين استوف الرتن حقه‬
‫من الرش فإن قضاه الدين أو أبرأه منه الرتن رد الرش إل القر‬
‫فصل انقلب العصي خرا ف الرهن فإن كان الرهون عصيا فصار ف يد الرتن خرا زال ملك‬
‫الراهن عنه وبطل الرهن لنه صار مرما ل يوز التصرف فيه فزال اللك فيه وبطل الرهن‬
‫كاليوان إذا مات فإن تللت عاد اللك فيه لنه عاد مباحا يوز التصرف فيه فعاد اللك فيه‬
‫كجلد اليتة إذا دبغ ويعود رهنا لنه عاد إل اللك السابق وقد كان ف اللك السابق رهنا فعاد‬
‫رهنا فإن كان الرهون حيوانا فمات وأخذ الراهن جلده ودبغه فهل يعود الرهن فيه وجهان قال‬
‫أبو علي بن خيان يعود رهنا كما لو رهنه عصيا فصار خرا ث صار خل‬
‫وقال أبو إسحاق ل يعود الرهن لنه عاد اللك فيه بعالة وأمر أحدثه فلم يعد رهنا بلف المر‬
‫فإنا صارت خل بغي معن من جهته‬
‫فصل ف ضمان الرهون وإن تلف الرهن ف يد الرتن من غي تفريط تلف من ضمان الراهن ول‬
‫يسقط من دينه شيء لا روى سعيد بن السيب رضي ال عنه قال قضى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن ) ل يغلق الرهن من رهنه ( ولنه وثيقة بدين ليس بعوض منه فلم يسقط الدين بلكه‬
‫كالضامن‬
‫فإن غصب عينا ورهنها بدين ول يعلم الرتن وهلكت عنده من غي تفريط فهل يوز للمالك أن‬
‫يغرمه فيه وجهان أحدها ل يغرمه لنه دخل على المانة‬
‫والثان له أن يغرمه لنه أخذه من يد ضامنة‬
‫فإن قلنا إنه يغرمه فغرمه فهل يرجع با غرم على الراهن فيه وجهان أحدها يرجع لنه غره‬
‫والثان ل يرجع لنه حصل التلف ف يده فاستقر الضمان عليه فإن بدأ وغرم الراهن فإن قلنا إن‬
‫الرتن إذا غرم رجع على الراهن ل يرجع الراهن على الرتن با غرمه‬
‫وإن قلنا إن الرتن إذا غرم ل يرجع على الراهن رجع عليه الراهن با غرمه‬
‫فإن رهن عند رجل عينا وقال رهنتك هذا إل شهر فإن ل أعطك مالك فهو لك بالدين فالرهن‬
‫باطل لنه وقته والبيع باطل لنه علقه على شرط فإن هلك العي قبل الشهر ل يضمن لنه‬
‫مقبوض بكم الرهن فلم يضمنه كالقبوض عن رهن صحيح وإن هلك بعد الشهر ضمنه لنه‬
‫مقبوض بكم البيع فضمنه كالقبوض عن بيع صحيح‬
‫باب اختلف التراهني إذا اختلف التراهنان فقال الراهن ما رهنتك وقال الرتن رهنتن فالقول‬
‫قول الراهن مع يينه لن الصل عدم العقد‬
‫فصل وإذا اختلفا ف عي الرهن فقال الراهن رهنتك العبد وقال الرتن بل رهنتن الثوب فالقول‬
‫قول الراهن إنه ل يرهن الثوب فإذا حلف خرج الثوب عن أن يكون رهنا بيمينه وخرج العبد عن‬
‫أن يكون رهنا برد الرتن‬
‫فصل ف اختلفهم ف قدر الرهن وإذا اختلفا ف قدر الرهن فقال الراهن رهنتك هذا العبد وقال‬
‫الرتن بل رهنتن هذين العبدين فالقول قول الراهن لن الصل عدم الرهن إل فيما أقر به ولن‬
‫كل من كان القول قوله إذا اختلفا ف أصله كان القول قوله إذا اختلفا ف قدره كالزوج ف‬
‫الطلق‬
‫فإن رهنه أرضا وأقبضه ووجد فيها نيل يوز أن يكون حدث بعد الرهن ويوز أن يكون قبله‬
‫فقال الراهن حدث بعد الرهن فهو خارج من الرهن وقال الرتن بل كان قبل الرهن ورهنتنيه مع‬
‫الرض فالقول قول الراهن وقال الزن‬
‫____________________‬

‫القول قول الرتن لنه ف يده وهذا خطأ لا ذكرناه ف العبدين وقوله إنه ف يده ل يصح لن اليد‬
‫إنا يقدم با ف اللك دون العقد ولذا لو اختلفا ف أصل العقد كان القول قول الراهن‬
‫وإن كانت العي ف يد الرتن فإن رهن حل شجرة تمل حلي وحدث حل آخر وقلنا إنه يصح‬
‫العقد فاختلفا ف مقدار المل الول فالقول قول الراهن‬
‫وقال الزن القول قول الرتن لنه ف يده وهذا ل يصح لن الصل أنه ل يدخل ف العقد إل ما‬
‫أقر به وأما اليد فقد بينا أنه ل يرجح با ف العقد‬
‫فصل ف اختلفهم ف قدر الدين وإن اختلفا ف قدر الدين فقال الراهن رهنتك هذا العبد بألف‬
‫وقال الرتن بل رهنتنيه بألفي فالقول قول الراهن لن الصل عدم اللف فإن قال رهنته بألف‬
‫وزادن ألفا آخر على أن يكون رهنا باللفي وقال الرتن بل رهنتن باللفي وقلنا ل توز الزيادة‬
‫ف الدين ف رهن واحد ففيه وجهان أحدها أن القول قول الراهن لنما لو اختلفا ف أصل العقد‬
‫كان القول قوله فكذلك إذا اختلفا ف صفته‬
‫والثان أن القول قول الرتن لنما اتفقا على صحة الرهن والدين والراهن يدعي أن ذلك كان‬
‫ف عقد آخر والصل عدمه فكان القول قول الرتن فإن بعث عبده مع رجل ليهنه عند رجل‬
‫بال ففعل ث اختلف الراهن والرتن فقال الراهن أذنت له ف الرهن بعشرة وقال الرتن بل‬
‫بعشرين نظرت فإن صدق الرسول الراهن حلف الرسول أنه ما رهن إل بعشرة ول يي على‬
‫الراهن لنه ل يعقد العقد وإن صدق الرسول الرتن فالقول قول الراهن مع يينه فإذا حلف بقي‬
‫الرهن على عشرة وعلى الرسول عشرة لنه أقر بقبضها‬
‫فصل اختلفهم ف أصل الرهن قال ف الم إذا كان ف يد رجل عبد لخر فقال رهنتنيه بألف‬
‫وقال السيد بل بعتكه بألف حلف السيد أنه ما رهنه بألف لن الصل عدم الرهن ويلف الذي‬
‫ف يده العبد أنه ما اشتراه لن الصل عدم الشراء ويأخذ السيد عبده فإن قال السيد رهنتكه‬
‫بألف قبضتها منك قرضا وقال الذي ف يده العبد بل بعتنيه بألف قبضتها من ثنا حلف كل واحد‬
‫منهما على نفي ما ادعي عليه لن الصل عدم العقد وعلى السيد اللف لنه مقر بوجوبا فإن‬
‫قال الذي ف يده العبد بعتنيه بألف وقال السيد بل رهنتكه بألف حلف السيد أنه ما باعه فإذا‬
‫حلف خرج العبد من يد من هو ف يده لن البيع قد زال والسيد معترف بأنه رهن والرتن ينكر‬
‫ومت أنكر الرتن الرهن زال الرهن‬
‫فصل اختلفهم ف القبض وإن اتفقا على رهن عي ث وجدت العي ف يد الرتن فقال الراهن‬
‫قبضته بغي إذن وقال الرتن بل قبضته بإذنك فالقول قول الراهن لن الصل عدم الذن ولنما‬
‫لو اختلفا ف أصل العقد والعي ف يد الرتن كان القول قول الراهن فكذلك إذا اختلفا ف الذن‬
‫فإن اتفقا على الذن فقال الراهن رجعت ف الذن قبل القبض وقال الرتن ل ترجع حت قبضت‬
‫فالقول قول الرتن لن الصل بقاء الذن‬
‫وإن اتفقا على الذن واختلفا ف القبض فقال الراهن ل تقبضه وقال الرتن بل قبضت فإن كانت‬
‫العي ف يد الراهن فالقول قوله لن الصل عدم القبض وإن كان ف يد الرتن فالقول قوله لنه‬
‫أذن ف قبضه والعي ف يده فالظاهر أنه قبضه بق فكان القول قوله‬
‫وإن قال رهنته وأقبضته ث رجع وقال ما كنت أقبضته حلفوه أنه قبعض فالنصوص أنه يلف‬
‫وقال أبو إسحاق إن قال وكيلي أقبضه وبان ل أنه ل يكن أقبضه حلف وعليه تأول النص‬
‫وإن قال أنا أقبضته ث رجع ل يلف لن إقراره التقدم يكذبه‬
‫وقال أبو علي بن خيان وعامة أصحابنا إنه يلف لنه يكن صدقه بأن يكون قد وعده بالقبض‬
‫فأقر به ول يكن قبض‬
‫فصل اختلفهم ف انقلب العصي خرا وإن رهن عصيا وأقبضه ث وجده خرا ف يد الرتن فقال‬
‫أقبضتنيه وهو خرا فلي اليار ف فسخ البيع وقال الراهن بل أقبضتكه وهو عصي فصار ف يدك‬
‫خرا فل خيار لك ففيه قولن أحدها أن القول قول الرتن وهو اختيار الزن لن الراهن يدعي‬
‫قبضا صحيحا والصل عدمه‬
‫والثان أن القول قول الراهن وهو الصحيح لنما اتفقا على العبد والقبض واختلفا ف صفة يوز‬
‫حدوثها فكان القول قول من ينفي الصفة كما لو اختلف البائع والشتري ف عيب بعد القبض‬
‫وإن اختلفا ف العقد فقال الرتن رهنتنيه وهو خر وقال الراهن بل رهنتكه وهو عصي فصار‬
‫عندك خرا فقد اختلف أصحابنا فيه فقال أكثرهم هي على قولي‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة القول قول الرتن قول واحدا لنه ينكر العقد والصل عدمه فإن‬
‫رهن عبدا فأقبضه ف ممل أو ملفوفا ف ثوب ووجد ميتا فقال الرتن أقبضتنيه وهو ميت فلي‬
‫اليار ف فسخ البيع وقال الراهن أقبضتكه حيا ث مات عندك فل خيار لك ففيه طريقان أحدها‬
‫وهو الصحيح أنه على القولي كالعصي‬
‫والثان‬
‫____________________‬

‫وهو قول أب علي الطبي أن القول قول الرتن لن هذا اختلف ف أصل القبض لن اليت ل‬
‫يصح قبضه لنه ل يقبض إل ظاهرا بلف العصي فإنه يقبض ف الظرف والظاهر منه الصحة‬
‫فصل ف إن كان لرجل عبد وعليه ألفان لرجلي وإن كان لرجل عبد وعليه ألفان لرجلي لكل‬
‫واحد منهما ألف فادعى كل واحد منهما أنه رهن العبد عنده بدينه والعبد ف يد الراهن أو ف يد‬
‫العدل نظرت فإن كذبما فالقول قوله مع يينه لن الصل عدم الرهن وإن صدقهما وادعى‬
‫الهل بالسابق منهما فالقول قوله مع يينه فإذا حلف فسخ الرهن على النصوص لنه ليس‬
‫أحدها بأول من الخر فبطل كما لو زوج امرأة وليان من رجلي وجهل السابق منهما‬
‫ومن أصحابنا من قال يعل بينهما نصفي لنه يوز أن يكون مرهونا عندها بلف الزوجة وإن‬
‫صدق أحدها وكذب الخر أو صدقهما وعي السابق منهما فالرهن للمصدق السابق وهل يلف‬
‫للخر فيه قولن أحدها يلف‬
‫والثان ل يلف بناء على القولي فيمن أقر بدار لزيد ث أقر با لعمرو فهل يغرم لعمرو شيئا أم ل‬
‫فيه قولن فإن قلنا ل يغرم ل يلف لنه إن نكل ل يغرم فل فائدة ف عرض اليمي‬
‫وإن قلنا يغرم حلف لنه ربا نكل فيغرم للثان قيمته فإن قلنا ل يلف فل كلم وإن قلنا يلف‬
‫نظرت فإن حلف انصرف الخر وإن نكل عرضت اليمي على الثان فإن نكل انصرف وإن‬
‫حلف بنينا على القولي ف يي الدعي مع نكول الدعى عليه‬
‫فإن قلنا إنا كالبينة نزع العبد وسلم إل الثان وإن قلنا إنه كالقرار ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه‬
‫ينفسخ لنه أقر لما وجهل السابق منهما‬
‫والثان يعل بينهما لنما استويا ويوز أن يكون مرهونا عندها فجعل بينهما‬
‫والثالث يقر الرهن ف يد الصدق ويغرم للخر قيمته ليكون رهنا عنده لنه جعل كأنه أقر بأنه‬
‫حال بينه وبي الرهن فلزمه ضمانه‬
‫وإن كان العبد ف يد أحد الرتني نظرت فإن كان ف يد القر له أقر ف يده لنه اجتمع له اليد‬
‫والقرار وهل يلف للثان على القولي فإن كان ف يد الذى ل يقر له فقد حصل لحدها اليد‬
‫وللخر القرار وفيه قولن أحدها يقدم القرار لنه يب عن أمر باطن‬
‫والثان يقدم اليد وهو قول الزن لن الظاهر معه والول أظهر لن اليد إنا تدل على اللك ل‬
‫على العقد وإن كان ف يدها فللمقر له القرار واليد على النصف وف النصف الخر له القرار‬
‫وللخر يد وفيه قولن أحدها يقدم القرار فيصي الميع رهنا عند القر له‬
‫والثان يقدم اليد فيكون الرهن بينهما نصفي‬
‫فصل إذا رهن عبدا وأقبضه ث أقر أنه جن وإن رهن عبدا وأقبضه ث أقر أنه جن قبل الرهن على‬
‫رجل وصدقه القر له وأنكر الرتن ففيه قولن أحدها أن القول قول الرتن وهو اختيار الزن‬
‫لنه عقد إذا ت منع البيع فمنع القرار كالبيع‬
‫والثان أن القول قول الراهن لنه أقر ف ملكه با ل ير نفعا إل نفسه فقبل إقراره كما لو ل يكن‬
‫مرهونا ويالف هذا إذا باعه لن هناك زال ملكه عن العبد فلم يقبل إقراره عليه وهذا باق على‬
‫ملكه فقبل إقراره عليه‬
‫فإن قلنا إن القول قول الراهن فهل يلف فيه قولن أحدها ل يلف لن اليمي إنا يعرض ) عليه‬
‫( ليخاف فيجع إن كان كاذبا والراهن لو رجع ل يقبل رجوعه فل معن لعرض اليمي ولنه أقر‬
‫ف ملكه لغيه فلم يلف عليه كالريض إذا أقر بدين‬
‫والثان يلف لنه يتمل أن يكون كاذبا بأن واطأ القر له ليسقط بإقرار حق الرتن فحلف فإذا‬
‫ثبت أنه رهنه وهو جان ففي رهن الان قولن أحدها أنه باطل‬
‫والثان أنه ) صحيح ( وقد بينا ذلك ف أول الرهن‬
‫فإن قلنا إنه باطل وجب بيعه ف أرش الناية فإن استغرق الرش قيمته بيع الميع وإن ل يستغرق‬
‫بيع منه بقدر الرش وف الباقي وجهان أحدها أنه مرهون لنه إنا حكم ببطلنه بق الن عليه‬
‫وقد زال‬
‫والثان أنه ل يكون مرهونا لنا حكمنا ببطلن الرهن من أصله فل يصي مرهونا من غي عقد‬
‫وإن قلنا إنه صحيح فإن استغرق الرش قيمته بيع الميع وإن ل يستغرق بيع منه بقدر الرش‬
‫ويكون الباقي مرهونا‬
‫فإن اختار السيد أن يفديه على هذا القول فبكم يفديه فيه قولن أحدها يفديه بأقل المرين من‬
‫قيمته أو أرش الناية‬
‫والثان يفديه بأرش الناية بالغا ما بلغ أو يسلم البيع‬
‫فإن قلنا إن القول قول الرتن ل يقبل قوله من غي يي لنه لو رجع قبل رجوعه فحلف فإذا ثبت‬
‫أنه غي جان فهل يغرم الراهن أرش الناية ففيه قولن بناء على القولي فيمن أقر بدار لزيد ث أقر‬
‫با لعمرو‬
‫أحدها يغرم لنه منع بالرهن حق الن عليه‬
‫والثان ل يغرم لنه إن كان كاذبا فل حق عليه وإن كان صادقا وجب تسليم العبد‬
‫فإن قلنا إنه ل يغرم فرجع إليه تعلق الرش برقبته كما لو أقر على رجل أنه أعتق‬
‫____________________‬

‫عبده ث ملك العبد فإنه يعتق عليه وإن قلنا يغرم فكم يغرم فيه طريقان من أصحابنا من قال فيه‬
‫قولن كالقسم قبله‬
‫ومنهم من قال يغرم أقل المرين قول واحدا لن القول الثان إنا ييء ف الوضع الذي يكن بيعه‬
‫فيمتنع وههنا ل يكن بيعه فصار كجناية أم الولد‬
‫وإن نكل الرتن عن اليمي فعلى من ترد اليمي فيه طريقان أحدها ترد على الراهن وإن نكل‬
‫فهل ترد على الن عليه فيه قولن كما قلنا ف غرماء اليت‬
‫ومن أصحابنا من قال ترد اليمي على الن عليه أول فإن نكل فهل ترد على الراهن على قولي‬
‫لن الن عليه يثبت الق لنفسه وغرماء اليت يثبتون الق للميت‬
‫فصل اختلفهم ف عتق الرهون وإن أعتق الراهن العبد الرهون ث اختلفا فقال الراهن أعتقته‬
‫بإذنك وأنكر الرتن الذن فالقول قوله لن الصل عدم الذن فإن نكل عن اليمي حلف الراهن‬
‫وإن نكل الراهن فهل ترد على العبد فيه طريقان أحدها أنه على قولي بناء على رد اليمي على‬
‫غرماء اليت‬
‫قال ف الديد ل ترد لنه غي التراهني فل ترد عليه اليمي‬
‫وقال ف القدي ترد لنه يثبت لنفسه حقا باليمي‬
‫ومن أصحابنا من قال ترد اليمي على العبد قول واحدا لن العبد يثبت باليمي حقا لنفسه وهو‬
‫العتق خلف غرماء اليت‬
‫فصل اختلفهم ف وطء الارية وإن كان الرهون جارية فادعى الراهن أنه وطئها بإذن الرتن‬
‫فأتت بولد لدة المل وصدقه الرتن ثبت نسب الولد وصارت الارية أم ولد‬
‫وإن اختلفا ف الذن أو ف الولد أو ف مدة المل فأنكر الرتن شيئا من ذلك فالقول قوله لن‬
‫الصل ف هذه الشياء العدم‬
‫فصل فإن كان عليه ألف درهم برهن وألف بغي رهن فدفع إليه ألفا ث اختلفا نظرت فإن اختلفا‬
‫ف اللفظ فادعى الرتن أنه قال هي عن اللف الت ل رهن با وقال الراهن بل قلت هي عن‬
‫اللف الت با الرهن فالقول قول الراهن لنه منه ينتقل إل الرتن فكان القول قوله ف صفة النقل‬
‫وإن اختلفا ف النية فقال الراهن نويت أنا عن اللف الت با الرهن وقال الرتن بل نويت أنا‬
‫عن اللف الت ل رهن با فالقول قول الراهن لا ذكرناه ف اللفظ ولنه أعرف بنيته‬
‫وإن دفع إليه اللف من غي لفظ ول نية ففيه وجهان قال أبو إسحاق يصرفه إل ما شاء منهما‬
‫كما لو طلق إحدى الرأتي‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يعل بينهما نصفي لنما استويا ف الوجوب فصرف القضاء إليهما‬
‫فصل إبراء الرتن الراهن وإن أبرأ الرتن الراهن عن اللف ث اختلفا نظرت فإن اختلفا ف اللفظ‬
‫فادعى الراهن أنه قال أبرأتك عن اللف الت با الرهن وقال الرتن بل قلت أبرأتك من اللف‬
‫الت ل رهن با فالقول قول الرتن لنه هو الذي يبىء فكان القول ف صفة البراء قوله‬
‫فإن اختلفا ف النية فقال الراهن نويت البراء عن اللف الت با الرهن وقال الرتن نويت البراء‬
‫عن اللف الت ل رهن با فالقول قول الرتن لا ذكرناه ف اللفظ ولنه أعرف بنيته فإن أطلق‬
‫صرفه إل ما شاء منهما ف قول أب إسحاق وجعل بينهما ف قول أب علي بن أب هريرة‬
‫فصل ادعى الرتن هلك الرهن وإن ادعى الرتن هلك الرهن فالقول قوله مع يينه لنه أمي‬
‫فكان القول قوله ف اللك كالودع‬
‫وإن ادعى الرد ل يقبل قوله لنه قبض العي لنفعة نفسه فلم يقبل قوله ف الرد كالستأجر‬
‫فصل وإن كان الرهن على يد عدل قد وكل ف بيعه فاختلفا ف النقد الذي يبيع به باعه بنقد‬
‫البلد فإن كان ف البلد نقدان متساويان باع با هو أنفع للراهن لنه ينفع الراهن ول يضر الرتن‬
‫فوجب به البيع فإن كانا ف النفع واحدا فإن كان أحدها من جنس الدين باع به لنه أقرب إل‬
‫القصود وهو قضاء الدين فإن ل يكن واحد منهما من جنس الدين باع بأيهما شاء لنه ل مزية‬
‫لحدها على الخر ث يصرف الثمن ف جنس الدين‬
‫باب التفليس إذا كان على رجل دين فإن كان مؤجل ل يز مطالبته لنا لو جوزنا مطالبته سقطت‬
‫فائدة التأجيل فإن أراد سفرا قبل مل الدين ل يكن للغري منعه‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان السفر موفا كان له منعه لنه ل يأمن أن يوت فيضيع دينه‬
‫والصحيح‬
‫____________________‬
‫هو الول لنه ل حق له عليه قبل مل الدين وجواز أن يوت ل ينع من التصرف ف نفسه قبل‬
‫الل كما يوز ف الضر أن يهرب ث ل يلك حبسه لواز الرب‬
‫وإن قال أقم ل كفيل بالال ل يلزمه لنه ل يل عليه الدين فلم يلك الطالبة بالكفيل كما لو ل‬
‫يرد السفر‬
‫وإن كان الدين حال نظرت فإن كان معسرا ل يز مطالبته لقوله تعال } وإن كان ذو عسرة‬
‫فنظرة إل ميسرة { ول يلك ملزمته لن كل دين ل يلك الطالبة به ل يلك اللزمة عليه‬
‫كالدين الؤجل‬
‫فإن كان يسن صنعة فطلب الغري أن يؤجر نفسه ليكسب ما يعطيه ل يب على ذلك لنه إجبار‬
‫على التكسب فلم يز كالجبار على التجارة‬
‫وإن كان موسرا جازت مطالبته لقوله تعال } وإن كان ذو عسرة فنظرة إل ميسرة { فدل على‬
‫أنه إذا ل يكن ذا عسرة ل يب إنظاره فإن ل يقضه ألزمه الاكم فإن امتنع فإن كان له مال ظاهر‬
‫باعه عليه لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال أل إن السيفع أسيفع جهينة رضي من دينه أن‬
‫يقال سبق الاج فأدان معرضا فأصبح وقد رين به فمن له دين فليحضر فإنا بايعو ماله وقاسوه‬
‫بي غرمائه‬
‫وإن كان له مال كتمه حبسه وعزره حت يظهره فإن ادعى العسار نظرت فإن ل يعرف له قبل‬
‫ذلك مال فالقول قوله مع يينه لن الصل عدم الال‬
‫فإن عرف له مال ل يقبل قوله لنه معسر إل ببينة لن الصل بقاء الال‬
‫فإن قال غريي يعلم أن معسر أو أن مال هلك فحلفوه حلف لن ما يدعيه متمل‬
‫فإن أراد أن يقيم البينة على هلك الال قبل فيه شهادة عدلي فإن أراد أن يقيم البينة على‬
‫العسار ل يقبل إل بشهادة عدلي من أهل البة والعرفة باله لن اللك يدركه كل أحد‬
‫والعسار ل يعلمه إل من يب باطنه‬
‫فإن أقام البينة على العسار وادعى الغري أن له مال باطنا فطلب اليمي عليه ففيه قولن أحدها‬
‫ل يلف لنه أقام البينة على ما ادعاه فل يلف كما لو ادعى ملكا وأقام عليه البينة‬
‫والثان يلف لن الال الباطن يوز خفاؤه على الشاهدين فجاز عرض اليمي فيه عند الطلب كما‬
‫لو أقام عليه البينة بالدين وادعى أنه أبرأه منه‬
‫وإن وجد ف يده مال فادعى أنه لغيه نظرت فإن كذبه القر له بيع ف الدين لن الظاهر أنه له‬
‫وإن صدقه سلم إليه‬
‫فإن قال الغري أحلفوه ل أنه صادق ف إقراره ففيه وجهان أحدها يلف لنه يتمل أن يكون‬
‫كاذبا ف إقراره‬
‫والثان ل يلف وهو الصحيح لن اليمي تعرض ليخاف فيجع عن القرار ولو رجع عن القرار‬
‫ل يقبل رجوعه فل معن لعرض اليمي‬
‫فصل الجر بالدين وإن ركبته الديون ورفعه الغرماء إل الاكم وسألوه أن يجر عليه نظر‬
‫الاكم ف ماله فإن كان له مال يفي بالديون ل يجر عليه لنه ل حاجة به إل الجر بل يأمره‬
‫بقضاء الدين على ما بيناه‬
‫فإن كان ماله ل يفي بالديون حجر عليه وباع ماله عليه لا روى عبد الرحن بن كعب بن مالك‬
‫قال كان معاذ بن جبل من أفضل شباب قومه ول يكن يسك شيئا فلم يزل يدان حت أغرق ماله‬
‫____________________‬

‫ف الدين فكلم النب صلى ال عليه وسلم غرماءه فلو ترك أحد من أجل أحد لتركوا معاذا من‬
‫أجل رسول ال صلى ال عليه وسلم فباع لم رسول ال صلى ال عليه وسلم ماله حت قام معاذ‬
‫بغي شيء‬
‫وروى كعب بن مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حجر على معاذ وباع عليه ماله‬
‫وإن كان ماله يفي بالديون إل أنه ظهرت عليه أمارة التفليس بأن زاد خرجه على دخله ففيه‬
‫وجهان أحدها ل يجر عليه لنه ملىء بالدين فل يجر عليه كما لو ل يظهر فيه أمارة الفلس‬
‫والثان يجر عليه لنه إذا ل يجر عليه أتى الرج على ماله فذهب ودخل الضرر على الغرماء‬
‫فصل الشهادة على الجر والستحب أن يشهد على الجر ليعلم الناس حاله فل يعاملوه إل على‬
‫بصية فإذا حجر عليه تعلقت ديون الغرماء باله ومنع من التصرف فيه فإن اقترض أو اشترى ف‬
‫ذمته شيئا صح لنه ل ضرر على الغرماء فيما يثبت ف ذمته ومن باعه أو أقرضه بعد الجر ل‬
‫يشارك الغرماء ف ماله لنه إن علم بالجر فقد دخل على بصية وأن ديون الغرماء متعلقة باله‬
‫وإن ل يعلم فقد فرط حي دخل ف معاملته على غي بصية فلزمه الصب إل أن يفك عنه الجر‬
‫فإن تصرف ف الال بالبيع والبة والعتق ففيه قولن أحدها أنه صحيح موقوف لنه حجر ثبت‬
‫لق الغرماء فلم ينع صحة التصرف ف الال كالجر على الريض‬
‫والثان ل يصح وهو الصحيح لنه حجر ثبت بالاكم فمنع ) من ( التصرف ف الال كالجر‬
‫على السفيه ويالف حجر الريض لن ) الورثة ( ل تتعلق حقوقهم باله إل بعد الوت وههنا‬
‫حقوق الغرماء تعلقت باله ف الال فلم يصح تصرفه فيه كالرهون فإن قلنا يصح تصرفه وقف‬
‫فإن وف ماله بالدين نفذ تصرفه وإن ل يف فسخ لنا جوزنا تصرفه رجاء أن تزيد قيمة الال أو‬
‫يفتح عليه با يقضي به الدين فإذا عجز فسخ كما نقول ف هبة الريض‬
‫قال أصحابنا وعلى هذا ينقض من تصرفه الضعف فالضعف ) فأضعفها ( البة لنه ل عوض فيه‬
‫ث البيع لنه يلحقه الفسخ ث العتق لنه أقوى التصرفات ) قال الشيخ أيده ال ( ويتمل عندي‬
‫أنه يفسخ الخر فالخر كما قلنا ف تبعات الريض إذا عجز عنها الثلث‬
‫فصل قال الشافعي رحه ال ولو باع بشرط اليار ث أفلس فله إجازة البيع ورده‬
‫فمن أصحابنا من حل هذا على ظاهره وقال له أن يفعل ما يشاء لن الجر إنا يؤثر ف عقد‬
‫مستأنف وهذا عقد سبق الجر فلم يؤثر الجر فيه‬
‫وقال أبو إسحاق إن كان الظ ف الرد ل يز وإن كان ف الجازة ل يرد لن الجر يقتضي طلب‬
‫الظ فإذا طرأ ف بيع اليار أوجب طلب الظ كما لو باع بشرط اليار ث جن فإن الول ل‬
‫يفعل إل ما فيه الظ من الرد والجازة‬
‫ومن أصحابنا من قال إن قلنا إن البيع انتقل بنفس العقد ل يب الرد وإن كان الظ ف الرد لن‬
‫اللك قد انتقل فل يكلف رده وحل قول الشافعي رحه ال على هذا القول‬
‫وإن قلنا إن البيع ل ينتقل أو موقوف لزمه الرد إن كان الظ ف الرد لن البيع على ملكه فل‬
‫يفعل إل ما فيه الظ‬
‫فصل هبة الثواب ف حالة الفلس وإن وهب هبة تقتضي الثواب وقلنا إن الثواب مقدر با‬
‫يرضى به الواهب ث أفلس فله أن يرضى با شاء لنا لو ألزمناه أن يطلب الفضل للزمناه أن‬
‫يكتسب والفلس ل يكلف الكتساب‬
‫فصل يؤخذ بإقراره قبل الجر وإن أقر بدين لزمه قبل الجر لزم القرار ف حقه وهل يلزم ف‬
‫حق الغرماء فيه قولن أحدها ل يلزم لنه متهم لنه ربا واطأ القر له ليأخذ ما أقر به ويرد عليه‬
‫والثان أنه يلزمه وهو الصحيح لنه حق يستند ثبوته إل ما قبل الجر فلزم ف حق الغرماء كما‬
‫لو ثبت بالبينة وإن ادعى عليه رجل مال وأنكر ول يلف وحلف الدعي فإن قلنا إن يي الدعي‬
‫مع نكول الدعى عليه كالبينة شارك الغرماء ف الال‬
‫وإن قلنا كالقرار فعلى القولي ف القرار‬
‫وإن أقر لرجل بعي لزمه القرار ف حقه وهل يلزم ف حق الغرماء فيه قولن أحدها ل يلزم‬
‫والثان يلزم وتسلم العي إل القر له ووجه القولي ما ذكرناه ف القرار بالدين‬
‫فصل جناية الفلس وإن جن على رجل جناية توجب الال وجب قضاء الرش من الال لنه حق‬
‫لزمه بغي رضي من له الق فوجب قضاؤه من الال وإن جن عليه جناية توجب الال تعلق حق‬
‫الغرماء بالرش كما يتعلق بسائر أمواله‬
‫فصل إذا ادعى على رجل مال وإن ادعى على رجل مال وله شاهد فإن حلف استحق وتعلق به‬
‫حق الغرماء‬
‫وإن ل يلف فهل تلف الغرماء أم ل قال ف التفليس ل يلفون وقال ف غرماء اليت إذا ل يلف‬
‫الوارث مع الشاهد ففيه قولن أحدها يلفون‬
‫والثان ل يلفون فمن‬
‫____________________‬

‫أصحابنا من نقل أحد القولي من غرماء اليت إل غرماء الفلس فجعل فيهما قولي أحدها‬
‫يلفون لن الال إذا ثبت استحقوه‬
‫والثان ل يلفون لنم يلفون لثبات الال لغيهم وذلك ل يوز‬
‫ومن أصحابنا من قال ل تلف غرماء الفلس وف غرماء اليت قولن لن اليت ل يتنع من اليمي‬
‫فحلف غرماؤه والفلس امتنع من اليمي فلم تلف غرماؤه ولن غرماء اليت أيسوا من يي‬
‫اليت فحلفوا وغرماء الفلس ل ييأسوا من يي الفلس فلم يلفوا‬
‫وإن حجر عليه وعليه دين مؤجل فهل يل فيه قولن أحدها يل لن الدين تعلق بالال فحل‬
‫الدين الؤجل كما لو مات‬
‫والثان ل يل وهو الصحيح لنه يلك التصرف ف الذمة فلم يل عليه الدين كما لو ل يجر‬
‫عليه‬
‫فصل فيما يترك للمفلس وإن ل يكن له كسب ترك له ما يتاج إليه للنفقة إل أن يفك الجر عنه‬
‫ويرجع إل الكسب لقوله صلى ال عليه وسلم ابدأ بنفسك ث بن تعول فقدم حق نفسه على حق‬
‫العيال وهو دين فدل على أنه يقدم على كل دين ويكون الطعام على ما جرت به عادته ويترك له‬
‫ما يتاج إليه من الكسوة من غي إسراف ول إجحاف لن الاجة إل الكسوة كالاجة إل‬
‫القوت‬
‫فإن كان له من تلزمه نفقته من زوجة أو قريب ترك لم ما يتاجون إليه من النفقة والكسوة‬
‫بالعروف لنم يرون مراه ف النفقة والكسوة ول تترك له دار ول خادم لنه يكنه أن يكتري‬
‫دارا يسكنها وخادما يدمه‬
‫وإن كان له كسب جعلت نفقته ف كسبه لنه ل فائدة ف إخراج ماله ف نفقته وهو يكتسب ما‬
‫ينفق‬
‫فصل الستحب أن يضر الفلس وإذا أراد الاكم بيع ماله فالستحب أن يضره لنه أعرف بثمن‬
‫ماله فإن ل يكن من يتطوع بالنداء استؤجر من ينادي عليه من سهم الصال لن ذلك من الصال‬
‫فهو كأجرة الكيال والوزان ف السواق فإن ل يكن سهم الصال اكترى من مال الفلس لنه‬
‫يتاج إليه ليفاء ما عليه فكان عليه ويقدم على سائر الديون لن ف ذلك مصلحة له‬
‫ويباع كل شيء ف سوقه لن أهل السوق أعرف بقيمة التاع ومن يطلب السلعة ف السوق أكثر‬
‫ويبدأ با يسرع إليه الفساد لنه إذا أخر ذلك هلك وف ذلك إضرار وقد قال صلى ال عليه‬
‫وسلم ل ضرر ول إضرار ث باليوان لنه يتاج إل علف وياف عليه التلف‬
‫ويتأن عقار لنه إذا تأن به كثر من يطلبه ول يتأن به أكثر من ثلثة أيام لن فيما زادا إضرار‬
‫بالغرماء ف تأخي حقهم‬
‫فإن كان ف الال رهن أو عبد تعلق الرش برقبته بيع ف حق الرتن والن عليه لن حقهما يتص‬
‫بالعي فقدم‬
‫وإن بيع له متاع وقبض ثنه فهلك الثمن واستحق البيع رجع الشترى بالعهدة ف مال الفلس‬
‫وهل يقدم على سائر الغرماء روى الزن أنه يقدم وروى الربيع أنه أسوة بالغرماء فمن أصحابنا‬
‫من قال فيه قولن أحدها يقدم لن ف تقديه مصلحة فإنه مت ل يقدم تنب الناس شراء ماله‬
‫خوفا من الستحقاق فإذا قدم رغبوا ف شراء ماله‬
‫والثان أنه أسوة بالغرماء لن هذا دين تعلق بذمته بغي رضى من له الق فضرب به مع الغرماء‬
‫كأرش الناية‬
‫ومنهم من قال إن ل يفك الجر عنه قدم لن فيه مصلحة له وإن فك الجر عنه كان كسائر‬
‫الغرماء وحل رواية الربيع على هذا‬
‫فصل إذا كان ف الغرماء من باع منه شيئا قبل الفلس وإن كان ف الغرماء من باع منه شيئا قبل‬
‫الفلس ول يأخذ من ثنه شيئا ووجد عي ماله على صفته ول يتعلق به حق غيه فهو باليار بي‬
‫أن يترك ويضرب مع الغرماء بالثمن وبي أن يفسخ البيع ويرجع ف عي ماله لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من باع سلعة ث أفلس صاحبها فوجدها بعينها‬
‫فهو أحق با من الغرماء وهل يفتقر الفسخ إل إذن الاكم فيه وجهان‬
‫قال أبو إسحاق ل يفسخ إل بإذن الاكم لنه متلف فيه فلم يصح بغي الاكم كفسخ النكاح‬
‫بالعسار بالنفقة‬
‫وقال أبو القاسم الداركي ل يفتقر إل الاكم لنه فسخ ثبت بنص السنة فلم يفتقر إل الاكم‬
‫كفسخ النكاح بالعتق تت العبد فإن حكم حاكم بالنع من الفسخ فقد قال أبو سعيد‬
‫الصطخري ينقض حكمه لنه حكم مالف لنص السنة ويتمل أل ينقض لنه متلف فيه فلم‬
‫ينقض‬
‫وهل يكون الفسخ على الفور أو على التراخى فيه وجهان أحدها أنه على التراخي لنه خيار ل‬
‫يسقط إل بدل فكان على التراخي كخيار الرجوع ف البة‬
‫والثان أنه على الفور لنه خيار ثبت لنقص ف العوض فكان على الفور كخيار الرد بالعيب‬
‫وهل يصح الفسخ بالوطء ف الارية فيه وجهان أحدها يصح كما يصح الفسخ بالوطء ف خيار‬
‫الشرط‬

‫____________________‬

‫والثان أنه ل يصح لنه ملك مستقر فل يوز رفعه بالوطء‬


‫وإن قال الغرماء نن نعطيك الثمن ول نفسخ ل يسقط حقه من الفسخ لنه ثبت له حق الفسخ‬
‫فلم يسقط ببدل العوض كالشتري إذا وجد بالسلعة عيبا وبذل له البائع الرش‬
‫فصل فيما إذا باعه بعد الفلس وإن كان قد باعه بعد الفلس ففيه وجهان أحدها أن له أن‬
‫يفسخ لنه باعه قبل وقت الفسخ فلم يسقط حقه من الفسخ كما لو تزوجت امرأة بفقي ث‬
‫أعسر بالنفقة‬
‫والثان أنه ليس له أن يفسخ لنه باعه مع العلم براب ذمته فسقط خياره كما لو اشترى سلعة‬
‫مع العلم بعيبها‬
‫فصل إذا قبض من الثمن بعضه وإن وجد البيع وقد قبض من الثمن بعضه رجع بصة ما بقي من‬
‫الثمن لنه إذا رجع بالميع إذا ل يقبض جيع الثمن رجع ف بعضه إذا ل يقبض بعض الثمن‬
‫وإن كان البيع عبدين متساويي القيمة وباعهما بائة وقبض من الثمن خسي ث مات أحد العبدين‬
‫وأفلس الشتري فالنصوص ف التفليس أنه يأخذ ) الباقي ( با بقي من الثمن ونص ف الصداق إذا‬
‫أصدقها عبدين فتلف أحدها ث طلقها قبل الدخول على قولي أحدها أنه يأخذ الوجود بنصف‬
‫الصداق مثل قوله ف التفليس‬
‫والثان أنه يأخذ نصف الوجود ونصف قيمة التالف‬
‫فمن أصحابنا من نقل هذا القول إل البيع وقال فيه قولن أحدها أنه يأخذ نصف الوجود‬
‫ويضرب مع الغرماء بنصف ثن التالف وهو اختيار الزن رحه ال لن البائع قبض المسي من‬
‫ثنهما وما قبض من ثنه ل يرجع به‬
‫والثان أنه يأخذ الوجود با بقي لن ما أخذ جيعه لدفع الضرر إذا كان باقيا أخذ الباقي إذا هلك‬
‫بعضه كالشقص ف الشفعة‬
‫ومن أصحابنا من قال يأخذ البائع الوجود با بقي من الثمن قول واحدا و ف الصداق قولن‬
‫والفرق بينهما أن البائع إذا رجع بنصف الوجود ونصف بدل التالف ل يصل إل كمال حقه لن‬
‫غريه مفلس‬
‫والزوج إذا رجع بنصف الوجود ونصف قيمة التالف وصل إل جيع حقه لن الزوجة موسرة‬
‫فلم يز له الرجوع بميع الوجود بنصف الهر‬
‫فصل إذا وجد البائع عي ماله وإن وجد البائع عي ماله وهو رهن ل يرجع به لن حق الرتن‬
‫سابق لقه فلم يلك إسقاطه بقه‬
‫فإن أمكن أن يقضي حق الرتن ببيع بعضه بيع منه بقدر حقه ويرجع البائع بالباقي لن النع كان‬
‫لق الرتن وقد زال‬
‫فصل فيما إذا كان البيع شقصا وإن كان البيع شقصا تثبت فيه الشفعة ففيه ثلثة أوجه أحدها أن‬
‫الشفيع أحق لن حقه سابق فإنه يثبت بالعقد وحق البائع ثبت بالجر فقدم حق الشفيع‬
‫والثان أن البائع أحق لنه إذا أخذ الشفيع الشقص زال الضرر عنه وحده وإذا أخذه البائع زال‬
‫الضرر عنهما لن البائع يرجع إل عي ماله والشفيع يتخلص من ضرر الشتري فيزول الضرر‬
‫عنهما‬
‫والثالث أنه يدفع الشقص إل الشفيع ويؤخذ منه ثنه ويدفع إل البائع لن ف ذلك جعا بي‬
‫القي وإذا أمكن المع بي القي ل يز إسقاط أحدها‬
‫فصل فيما إذا كان البيع صيدا وصاحبه مرم وإن كان البيع صيدا والبائع مرم ل يرجع فيه لنه‬
‫تليك صيد فلم يز مع الحرام كشراء الصيد‬
‫فصل وإن وجد عي ماله ودينه مؤجل وقلنا إن الدين الؤجل ل يل وديون الغرماء حالة‬
‫فالنصوص أنه يباع البيع ف الديون الالة لنا حقوق حالة فقدمت على الدين الؤجل‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يباع بل يوقف إل أن يل فيختار البائع الفسخ أو الترك وإليه أشار ف‬
‫الملء لن بالجر تتعلق الديون باله فصار البيع كالرهون ف حقه بدين مؤجل فل يباع ف‬
‫الديون الالة‬
‫فصل فيما إذا وجد البيع وقد باعه الشتري ورجع إليه وإن وجد البيع وقد باعه الشتري ورجع‬
‫إليه ففيه وجهان أحدها أن له أن يرجع فيه لنه وجد عي ماله خاليا من حق غيه فأشبه إذا ل‬
‫يبعه‬
‫والثان ل يرجع لن هذا اللك ل ينتقل إليه منه فلم يلك فسخه‬
‫فصل إذا وجد البيع ناقصا وإن وجد البيع ناقصا نظرت فإن كان نقصان جزء ينقسم عليه الثمن‬
‫كعبدين تلف أحدها أو نلة مثمرة تلفت ثرتا فالبائع باليار بي أن يضرب مع الغرماء بالثمن‬
‫وبي أن يفسخ البيع فيما بقي بصته من الثمن ويضرب مع الغرماء بثمن ما تلف لن البائع‬
‫يستحق البيع ف يد الفلس بالثمن كما يستحق الشتري البيع ف يد البائع بالثمن ث الشتري‬
‫____________________‬
‫إذا وجد أحد ) العيني ( ف يد البائع والخر هالكا كان باليار بي أن يترك الباقي ويطالب‬
‫بميع الثمن وبي أن يأخذ الوجود بثمنه ويطالب بثمن التالف فكذلك البائع‬
‫وإن كان البيع نل مع ثرة مؤبرة فهلكت التمرة قوم النخل مع الثمرة ث يقوم بل ثرة ويرجع‬
‫با بينهما من الثمن وتعتب القيمة أقل ما كانت من حي العقد إل حي القبض فإن كانت قيمته‬
‫وقت العقد أقل قوم وقت العقد لن الزيادة حدثت ف ملك الشتري فل تقوم عليه‬
‫وإن كانت ف وقت القبض أقل قوم ف وقت القبض لن ما نقص ل يقبضه الشتري فلم يضمنه‬
‫فإن كان نقصان جزء ل ينقسم عليه الثمن كذهاب يد وتأليف دار نظرت فإن ل يب لا أرش‬
‫بأن أتلفها الشتري أو ذهبت بآفة ساوية فالبائع باليار بي أن يأخذه بالثمن وبي أن يتركه‬
‫ويضرب بالثمن مع الغرماء كما تقول فيمن اشترى عبدا فذهبت يده أو دارا فذهب تأليفها ف يد‬
‫البائع فإن الشتري باليار بي أن يأخذه بالثمن وبي أن يتركه ويرجع بالثمن‬
‫فإن وجب لا أرش بأن أتلفها أجنب فالبائع باليار بي أن يترك ويضرب مع الغرماء بالثمن وبي‬
‫أن يأخذ ويضرب با نقص من الثمن لن الرش ف مقابلة جزء كان البائع يستحقه فاستحق ما‬
‫يقابله كما نقول فيمن اشترى عبدا فقطع الجنب يده أنه باليار بي أن يتركه ويرجع بالثمن‬
‫وبي أن يأخذه ويطالب الان بالرش غي أن الشتري يرجع على الان بقيمة اليد لنا تلفت ف‬
‫ملكه فوجب له البدل والبائع يرجع بصة اليد من الثمن لنا تلفت ف ملك الفلس فوجب‬
‫الرش له فيجع البائع عليه بالصة من الثمن لن البيع مضمون على الفلس بالثمن‬
‫فإن كان البيع نل عليه طلع غي مؤبر فهلكت الثمرة أفلس بالثمن فرجع البائع ف النخل ففيه‬
‫وجهان أحدها يأخذها بميع الثمن لن الثمرة تابعة للصل ف البيع فلم يقابلها قسط من الثمن‬
‫والثان يأخذها بقسطها من الثمن ويضرب بصة الثمرة مع الغرماء لن الثمرة يوز إفرادها بالبيع‬
‫فصارت مع النخل بنلة العيني‬
‫فصل إذا وجد زيادة ف البيع وإن وجد البيع زائدا نظرت فإن كانت زيادة غي متميزة كالسمن‬
‫والكب واختار البائع الفسخ رجع ف البيع مع الزيادة لنا زيادة ل تتميز فتبعت الصل ف الرد‬
‫كما قلنا ف الرد بالعيب‬
‫وإن كان البيع حبا فصار زرعا أو زرعا فصار حبا أو بيضا فصار فرخا ففيه وجهان أحدها ل‬
‫يرجع به لن الفرخ غي البيض والزرع غي الب‬
‫والثان يرجع وهو النصوص لن الفرخ والزرع عي البيع وإنا تغيت صفته فهو كالودي إذا‬
‫صار نل والدي إذا صار شاة‬
‫وإن كانت الزيادة متميزة نظرت فإن كانت ظاهرة كالطلع الؤبر وما أشبهه من الثمار رجع فيه‬
‫دون الزيادة لنه ناء ظاهر متميز حدث ف ملك الشتري فلم يتبع الصل ف الرد كما قلنا ف‬
‫الرد بالعيب‬
‫فإن اتفق الفلس والغرماء على قطعها قطع وإن اتفقوا على تركها إل الداد ترك لنه ملك‬
‫أحدها وحق الخر وإن دعا أحدها إل قطعها والخر إل تركها وجب القطع لن من دعا إل‬
‫القطع تعجل حقه فل يؤخر بغي رضاه‬
‫وإن كانت الزيادة غي ظاهرة كطلع غي مؤبر وما أشبهه من الثمار ففيه قولن روى الربيع أنه‬
‫يرجع ف النخل دون الطلع لن الثمرة ليست عي ماله فلم يرجع با‬
‫وروى الزن أنه يرجع لنه يتبع الصل ف البيع فتبعه ف الفسخ كالسمن والكب فإذا قلنا بذا‬
‫فأفلس وهو غي مؤبر فلم يرجع حت أبر ل يرجع ف الثمرة لنا أبرت وهي ف ملك الفلس‬
‫فإن اختلف البائع والفلس فقال البائع رجعت فيه قبل التأبي فالثمرة ل وقال الفلس رجعت بعد‬
‫التأبي فالثمرة ل فالقول قول الفلس لن الصل بقاء الثمرة على ملكه فإن ل يلف الفلس فهل‬
‫يلف الغرماء فيه قولن وقد مضى دليلهما فإن كذبوه فحلف واستحق وأراد أن يفرقه على‬
‫الغرماء ففيه وجهان أحدها أنه ل يلزمهم قبوله لنم أقروا أنه أخذ بغي حق‬
‫والثان يلزمهم قبوله أو البراء من الدين وعليه نص ف الكاتب إذا حل إل الول نما فقال الول‬
‫هو حرام أنه يلزمه أن يأخذه أو يبئه منه‬
‫فإن صدقه بعضهم وكذبه البعض فقد قال الشافعي رحه ال يفرق ذلك فيمن صدقه دون من‬
‫كذبه‬
‫فمن أصحابنا من قال ل يوز أن يفرقه إل على من صدقه لنه ل حاجة به إل دفع ذلك إل من‬
‫يكذبه‬
‫وقال أبو إسحاق إذا اختار الفلس أن يفرق على الميع جاز كما يوز إذا كذبوه وحل قول‬
‫الشافعي رحه ال إذا اختار أن يفرق فيمن صدقه وإن قال البائع رجعت قبل التأبي فالثمرة ل‬
‫فصدقه الفلس وكذبه الغرماء ففيه قولن أحدها يقبل قول الفلس لنه غي متهم‬
‫والثان ل يقبل لنه تعلق به حق الغرماء فلم يقبل إقراره فيه فإذا قلنا بذا فهل‬
‫____________________‬

‫يلف الغرماء فيه طريقان من أصحابنا من قال هي على القولي كما قلنا ف القسم قبله‬
‫ومنهم من قال يلفون قول واحدا لن اليمي ههنا توجهت عليهم ابتداء وف القسم قبله توجهت‬
‫اليمي على الفلس فلما نكل نقلت إليهم‬
‫فصل فيما إذا كان البيع جارية وإن كان البيع جارية فحبلت ف ملك الشتري نظرت فإن أفلس‬
‫بعد الوضع رجع ف الارية دون الولد كما قلنا ف الرد بالعيب ول يوز التفريق بي الم والولد‬
‫فأما أن يزن البائع قيمة الولد فيأخذه مع الم أو تباع الم والولد فيأخذ البائع ثن الم ويأخذ‬
‫الفلس ثن الولد‬
‫ومن أصحابنا من قال إما أن يزن قيمة الولد فيأخذه مع الم وإما أن يسقط حقه من الرجوع‬
‫والذهب الول لنه وجد عي ماله خاليا عن حق غيه فثبت له الرجوع‬
‫وإن أفلس قبل الوضع فإن قلنا ل حكم للحمل رجع فيهما لنه كالسمن وإن قلنا إن المل له‬
‫حكم رجع ف الم دون المل لنه كالمل النفصل فإن باعها وهي حبلى ث أفلس الشتري‬
‫نظرت فإن أفلس قبل الوضع رجع فيهما وإن أفلس بعد الوضع فإن قلنا للحمل حكم رجع‬
‫فيهما لنما كعيني باعهما وإن قلنا ل حكم للحمل رجع ف الم دون ) المل ( لنه ناء تيز‬
‫من ملك الشتري فلم يرجع فيه البائع ول يفرق بي الم والولد على ما ذكرناه‬
‫فصل فيما إذا كان طعاما وإن كان البيع طعاما فطحنه الشتري أو ثوبا فقصره ث أفلس نظرت‬
‫فإن ل تزد قيمته بذلك واختار البائع الرجوع رجع فيه ول يكون الشتري شريكا له بقدر عمله‬
‫لن عمله قد استهلك ول يظهر له أثر وإن زادت قيمته بأن كانت قيمته عشرة فصارت قيمته‬
‫خسة عشر ففيه قولن أحدها أن البائع يرجع فيه ول يكون الشتري شريكا له بقدر ما عمل فيه‬
‫وهو قول الزن لنه ل يضف إل البيع عينا وإنا فرق بالطحن أجزاء متمعة وف القصارة أظهر‬
‫بياضا كان كامنا ف الثوب فلم يصر شريكا للبائع ف العي كما لو كان البيع جوزا فكسره ولنه‬
‫زيادة ل تتميز فلم يتعلق با حق الفلس كما لو كان البيع غلما فعلمه أو حيوانا فسمنه‬
‫والثان أن الشتري يكون شريكا للبائع بقدر ما زاد بالعمل ويكون حكم العمل حكم العي وهو‬
‫الصحيح لنا زيادة حصلت بفعله فصار با شريكا كما لو كان البيع ثوبا فصبغه ولن القصار‬
‫يلك حبس العي لقبض الجرة كما يلك البائع حبس البيع لقبض الثمن فدل على أن العمل‬
‫كالعي بلف كسر الوز وتعليم الغلم وتسمي اليوان فإن الجي ف هذه الشياء ل يلك‬
‫حبس العي لقبض الجرة فعلى هذا يباع الثوب فيصرف ثلث الثمن إل الغرماء والثلثان إل‬
‫البائع‬
‫وإن كان قد استأجر الشتري من قصر الثوب وطحن الطعام ول يدفع إليه الجرة دفع الجرة إل‬
‫الجي من ثن الثوب لن الزيادة حصلت بفعله فقضى حقه من بدله‬
‫فصل إذا اشترى ثوبا بعشرة من رجل ومن آخر صبغا بمسة وإن اشترى من رجل ثوبا بعشرة‬
‫ومن آخر صبغا بمسة فصبغ به الثوب ث أفلس نظرت فإن ل تزد ول تنقص بأن صار قيمة الثوب‬
‫خسة عشر فقد وجد كل واحد من البائعي عي ماله فإن اختار الرجوع صار الثوب بينهما‬
‫لصاحب الثوب الثلثان ولصاحب الصبغ الثلث‬
‫وإن نقص فصار قيمة الثوب اثن عشر فقد وجد بائع الثوب عي ماله ووجد بائع الصبغ بعض‬
‫ماله لن النقص دخل عليه بلك بعضه فإن اختار الرجوع كان لبائع الثوب عشرة ولبائع الصبغ‬
‫درهان ويضرب با هلك من ماله وهو ثلثة مع الغرماء‬
‫وإن زاد فصار يساوي الثوب عشرين درها بنينا على القولي ف أن زيادة القيمة بالعمل كالعي‬
‫أم ل فإن قلنا إنا ليست كالعي حصلت الزيادة ف مالما فيقسط بينهما على الثلث والثلثي‬
‫لصاحب الثوب الثلثان ولصاحب الصبغ الثلث وإن قلنا إنا كالعي كانت الزيادة للمفلس‬
‫فيكون شريكا للبائعي بالربع‬
‫فصل فيما إذا كان البيع أرضا فبناها وإن كان البيع أرضا فبناها أو غرسها فإن أنفق الفلس‬
‫والغرماء على قلع البناء والغراس ثبت للبائع الرجوع ف الرض لنه وجد عي ماله خاليا عن‬
‫حق غيه فجاز له الرجوع فإن رجع فيها ث قلعوا البناء والغراس لزم الفلس تسوية الرض‬
‫وأرش نقص إن حدث با من القلع لنه نقص حصل لتخليص ماله ويقدم ذلك على سائر الديون‬
‫لنه يب لصلح ماله فقدم كعلف البهائم وأجرة النقال وإن امتنعوا من القلع ل يبوا لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ليس لعرق ظال حق وهذا غرس وبناء بق‬
‫فإن قال البائع أنا أعطي قيمة الغراس والبناء وآخذه مع الرض أو أقلع وأضمن أرش النقص‬
‫ثبت له الرجوع لنه يرجع ف عي ماله من غي إضرار وإن امتنع الفلس والغرماء من القلع‬
‫وامتنع البائع من بذل العوض وأرش‬
‫____________________‬

‫النقص فقد روى الزن فيه قولي أحدها أنه يرجع‬


‫والثان أنه ل يرجع فمن أصحابنا من قال إن كانت قيمة الغراس والبناء أقل من قيمة الرض فله‬
‫أن يرجع لن الغراس والبناء تابع فلم ينع الرجوع‬
‫وإن كانت قيمة الغراس والبناء أكثر من قيمة الرض ل يرجع لن الرض صارت كالتبع للغراس‬
‫والبناء وحل القولي على هذين الالي وذهب الزن وأبو العباس وأبو إسحاق إل أنا على قولي‬
‫أحدها يرجع لنه وجد عي ماله مشغول بلك الفلس فثبت له الرجوع كما لو كان البيع ثوبا‬
‫فصبغه الفلس بصبغ من عنده‬
‫والثان ل يرجع لنه إذا رجع ف الرض بقى الغراس والبناء من غي طريق ومن غي شرب‬
‫فيدخل الضرر على الفلس والضرر ل يزال بالضرر‬
‫فإن قلنا إنه يرجع وامتنع البائع من بذل العوض وأرش النقص وامتنع الفلس والغرماء من القلع‬
‫فهل يب البائع على البيع فيه قولن أحدها يب لن الاجة تدعو إل البيع لقضاء الدين فوجب‬
‫أن يباع كما يباع الصبغ مع الثوب وإن ل يكن الصبغ له ويباع ولد الرهونة مع الرهن وإن ل‬
‫يدخل ف الرهن‬
‫والثان ل يب لنه يكن إفراد كل واحد منهما بالبيع ول يب على بيعها مع الغراس والبناء‬
‫فصل فيما إذا كانت أرضا وزرعها الشتري وإن كان البيع أرضا فزرعها الشتري ث أفلس‬
‫واختار البائع الرجوع ف الرض جاز له لنه وجد عي ماله مشغول با ينقل فجاز له الرجوع فيه‬
‫كما لو كان البيع دارا وفيها متاع للمشتري فإن رجع ف الرض نظرت ف الزرع فإن استحصد‬
‫وجب نقله وإن ل يستحصد جاز تركه إل أوان الصاد من غي أجرة لنه زرعه ف ملكه فإذا‬
‫زال اللك جاز ترك الزرع إل أوان الصاد من غي أجرة كما لو زرع أرضه ث باع الرض‬
‫فصل فيما إذا كان البيع من ذوات المثال وإن كان البيع من ذوات المثال كالبوب والدهان‬
‫فخلطه بنسه نظرت فإن خلطه بثله كان للبائع أن يرجع لن عي ماله موجود من جهة الكم‬
‫ويلك أخذه بالقسمة فإن رجع واتفقا على القسمة قسم ودفع إليه مثل مكيلته فإن طلب البائع‬
‫البيع فهل يب الفلس فيه وجهان أحدها ل يب لنه تكن القسمة فل يب على البيع كالال بي‬
‫الشريكي‬
‫والثان يب لنه إذا بيع وصل البائع إل بدل ماله بعينه وإذا قسم ل يصل إل جيع ماله ول إل‬
‫بدله وإن خلطه بأردأ منه فله أن يرجع لن عي ماله موجودة من طريق الكم فملك أخذه‬
‫بالقسمة وكيف يرجع فيه وجهان قال أبو إسحاق يباع الزيتان ويقسم ثنه بينهما على قدر‬
‫قيمتهما لنه إن أخذ مثل زيته بالكيل كان ذلك أنقص من حقه وإن أخذ أكثر من زيته كان ربا‬
‫فوجب البيع‬
‫والثان وهو النصوص أنه يأخذ مثل زيته بالكيل لنه وجد عي ماله ناقصا فرجع فيه مع النقص‬
‫كما لو كان عي ماله ثوبا فحدث به عيب عند الشترى فإن خلطه بأجود منه ففيه قولن أحدها‬
‫يرجع وهو قول الزن لنه وجد عي ماله متلطا با ل يتميز عنه فأشبه إذا خلطه بثله أو كان ثوبا‬
‫فصبغه‬
‫والثان أنه ل يرجع لن عي ماله غي موجود حقيقة لنه اختلط با ل يكن تييزه منه حقيقة ول‬
‫حكما لنه ل يكن الطالبة بثل مكيلته منه ويالف إذا خلطه بثله لنه تكن الطالبة بثل مكيلته‬
‫ويالف الثوب إذا صبغه لن الثوب موجود وإنا تغي لونه‬
‫فإن قلنا إنه يرجع فكيف يرجع فيه قولن أحدها يباع الزيتان ويقسم ثنه بينهما على قدر‬
‫قيمتهما لنه ل يكن أن يأخذ مثل زيته بالكيل لنه يأخذ أكثر من حقه ول يكن أن يأخذ أقل من‬
‫زيته بالكيل لنه ربا فوجب البيع‬
‫والثان يرجع من الزيت بقيمة مكيلته فيكون قد أخذ بعض حقه وترك بعضه باختياره‬
‫فصل إذا أفلس السلم إليه وحجر عليه وإن أسلم إل رجل ف شيء وأفلس السلم إليه وحجر‬
‫عليه فإن كان رأس الال باقيا فله أن يفسخ العقد ويرجع إل عي ماله لنه وجد عي ماله خاليا‬
‫من حق غيه فرجع إليه كالبيع وإن كان رأس الال تالفا ضرب مع الغرماء بقدر السلم فيه فإن ل‬
‫يكن ف ماله النس السلم فيه اشترى ودفع إليه لن أخذ العوض عن السلم فيه ل يوز‬
‫وقال أبو إسحاق إذا أفلس السلم إليه فللمسلم أن يفسخ العقد ويضرب مع الغرماء برأس الال‬
‫لنه يتعذر تسليم السلم فيه فثبت الفسخ كما لو أسلم ف الرطب فانقطع والذهب أنه ل يثبت‬
‫الفسخ لنه غي‬
‫____________________‬

‫واجد لعي ماله فلم يلك الفسخ بالفلس كما لو باعه عينا فأفلس الشتري بالثمن والعي تالفة‬
‫ويالف إذا أسلم ) إليه ف رطب ( وانقطع الرطب لن الفسخ هناك لتعذر العقود عليه قبل‬
‫التسليم وههنا الفسخ بالفلس والفسخ بالفلس إنا يكون لن وجد عي ماله وهذا غي واجد‬
‫لعي ماله فلم يلك الفسخ‬
‫فصل إذا أكرى أرضا فأفلس الكترى وإن ) أكرى ( أرضا فأفلس الكتري بالجرة فإن كان قبل‬
‫استيفاء شيء من النافع فله أن يفسخ لن النافع ف الجارة كالعيان البيعة ف البيع ث إذا أفلس‬
‫الشتري والعي باقية ثبت له الفسخ فكذلك إذا أفلس الكتري والنافع باقية وجب أن يثبت له‬
‫الفسخ‬
‫وإن أفلس وقد استوف بعض النافع وبقي البعض ضرب مع الغرماء بصة ما مضى وفسخ فيما‬
‫بقي كما لو ابتاع عبدين وتلف عنده أحدها ث أفلس فإنه يضرب بثمن ما تلف مع الغرماء‬
‫ويفسخ البيع فيما بقي فإن فسخ وف الرض زرع ل يستحصد نظرت فإن اتفق الغرماء والفلس‬
‫على تبقيته بأجرة إل وقت الصاد لزم الكري قبوله لنه زرع بق وقد بذل له الجرة لا بقي‬
‫فلزمه قبولا وإن ل يبذل له الجرة جاز له الطالبة بقطعه لن التبقية إل الصاد لدفع الضرر عن‬
‫الفلس والغرماء والضرر ل يزال بالضرر وف تبقيته من غي عوض إضرار بالكري‬
‫وإن دعا بعضهم إل القطع وبعضهم إل التبقية نظرت فإن كان الزرع ل قيمة له ف الال‬
‫كالطعام ف أول ما يرج من الرض ل يقطع لنه إذا قطع ل يكن له قيمة وإذا ترك صار له قيمة‬
‫فقدم قول من دعا إل الترك وإن كان له قيمة كالقصيل الذي يقطع ففيه وجهان أحدها يقدم‬
‫قول من دعا إل القطع لن من دعا إل القطع تعجل حقه فلم يؤخر‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه يفعل ما هو أحظ والول أظهر‬
‫فصل مت يزول الجر إذا قسم مال الفلس بي الغرماء ففي حجره وجهان أحدها يزول ) عنه (‬
‫الجر لن العن الذي لجله حجر عليه حفظ الال على الغرماء وقد زال ذلك فزال الجر‬
‫كالنون إذا أفاق‬
‫والثان ل يزول إل بالاكم لنه حجر ثبت بالاكم فلم يزل إل بالاكم كالجر على البذر‬
‫فصل من مات وعليه ديون ومن مات وعليه ديون تعلقت الديون باله كما تتعلق بالجر ف حياته‬
‫فإن كان عليه دين مؤجل حل الدين بالوت لا روى ) ابن ( عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إذا مات الرجل وله دين إل أجل وعليه دين إل أجل فالذي عليه حال والذى له‬
‫إل أجله ولن الجل جعل رفقا بن عليه الدين والرفق بعد الوت أن يقضي دينه وتبأ ذمته‬
‫والدليل عليه ما روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال نفس الؤمن مرتنة ف قبه‬
‫بدينه إل أن يقضى عنه‬
‫فصل تصرف الوارث ف التركة قبل مضي الدين فإن تصرف الوارث ف التركة قبل مضي الدين‬
‫ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه مال تعلق به دين فل يصح التصرف فيه من غي رضى من له‬
‫الق كالرهون‬
‫والثان يصح لنه حق تعلق بالال من غي رضى الالك فلم ينع التصرف كمال الريض‬
‫وإن قلنا إنه يصح فإن قضى الوارث الدين نفذ تصرفه وإن ل يقض فسخنا‬
‫وإن باع عبدا ومات وتصرف الوارث ف التركة ث وجد الشتري بالعبد عيبا فرده أو وقع ف بئر‬
‫كان حفرها بيمة ففي تصرف الورثة وجهان أحدها أنه يصح لنم تصرفوا ف ) ملك ( لم ل‬
‫يتعلق به حق أحد‬
‫والثان يبطل لنا تبينا أنم تصرفوا والدين متعلق بالتركة فإن كان ف غرماء اليت من باع شيئا‬
‫ووجد عي ماله فإن ل تف التركة بالدين فهو باليار بي أن يضرب مع الغرماء بالثمن وبي أن‬
‫يفسخ ويرجع ف عي ماله لا روي عن أب هريرة رضي ال عنه أنه قال ف رجل أفلس هذا الذي‬
‫قضى فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم أيا رجل مات أو أفلس فصاحب التاع أحق بتاعه إذا‬
‫وجده بعينه فإن كانت التركة تفي بالدين ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري‬
‫رحه ال أن له أن يرجع ف عي ماله لديث أب هريرة‬
‫والثان ل يوز أن يرجع ف عي ماله وهو الذهب لن الال يفي بالدين فلم يز الرجوع ف البيع‬
‫كالي الليء وحديث أب هريرة قد روى فيه أبو بكر النيسابوري وإن خلف وفاء فهو أسوة‬
‫الغرماء‬
‫فصل حكم إذا ظهر غري آخر بعد القسمة إذا قسم مال الفلس أو مال اليت بي الغرماء ث ظهر‬
‫غري آخر رجع على الغرماء وشاركهم فيما أخذوه على قدر دينه لنا إنا قسمنا بينهم بكم‬
‫الظاهر أنه ل غري له غيهم فإذا بان بلف ذلك وجب نقض القسمة كالاكم إذا حكم بكم‬
‫____________________‬
‫ث وجد النص بلفه‬
‫وإن أكرى رجل داره سنة وقبض الجرة وتصرف فيها ث أفلس وقسم ماله بي الغرماء ث‬
‫اندمت الدار ف أثناء الدة فإن الكتري يرجع على الفلس بأجرة ما بقي وهل يشارك الغرماء‬
‫فيما اقتسموا به أم ل فيه وجهان أحدها ل يشاركهم لنه دين وجب بعد القسمة فلم يشارك به‬
‫الغرماء فيما اقتسموا كما لو استقرض مال بعد القسمة‬
‫والثان يشاركهم لنه دين وجب بسبب قبل الجر فشارك به الغرماء كما لو اندمت الدار قبل‬
‫القسمة ويالف القرض لن دينه ل يستند ثبوته إل ما قبل الجر وهذا استند إل ما قبل الجر‬
‫ولن القرض ل يشارك الغرماء ف الال قبل القسمة والكتري يشاركهم ف الال قبل القسمة‬
‫فشاركهم بعد القسمة‬
‫باب الجر إذا ملك الصب أو النون مال حجر عليه ف ماله والدليل عليه قوله تعال } وابتلوا‬
‫اليتامى حت إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم { فدل على أنه ل‬
‫يسلم إليه الال قبل البلوغ والرشد‬
‫فصل ف ولية الجور عليه وينظر ف ماله الب ث الد لنا ولية ف حق الصغي فقدم الب‬
‫والد فيها على غيها كولية النكاح فإن ل يكن أب ول جد نظر فيه الوصي لنه نائب عن‬
‫الب والد فقدم على غيه‬
‫وإن ل يكن وصي نظر السلطان لن الولية من جهة القرابة قد سقطت فثبتت للسلطان كولية‬
‫النكاح‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري فإن ل يكن أب ول جد نظرت الم لنا أحد البوين فثبت لا‬
‫الولية ف الال كالب والذهب أنه ل ولية لا لنا ولية ثبتت بالشرع فلم تثبت للم كولية‬
‫النكاح‬
‫فصل تصرف الناظر ف مال الجور ول يتصرف الناظر ف ماله إل على النظر والحتياط ول‬
‫يتصرف إل فيما فيه حظ واغتباط فأما ما ل حظ فيه كالعتق والبة والاباة فل يلكه لقوله تعال‬
‫} ول تقربوا مال اليتيم إل بالت هي أحسن { ولقوله صلى ال عليه وسلم ل ضرر ول إضرار‬
‫وف هذه التصرفات إضرار بالصب فوجب أل يلكه ويوز أن يتجر ف ماله لا روى عبد ال بن‬
‫عمرو بن العاص رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من ول يتيما وله مال فليتجر له‬
‫باله ول يتركه حت تأكله الصدقة‬
‫فصل ف الشراء للمحجور ويبتاع له العقار لنه يبقى وينتفع بغلته ول يبتاعه إل من مأمون لنه‬
‫إذا ل يكن مأمونا ل يأمن أن يبيع مال يلكه ول يبتاعه ف موضع قد أشرف على الراب أو ياف‬
‫عليه اللك لن ف ذلك تغريرا بالال ويبن له العقار ويبنيه بالجر والطي ول يبنيه باللب والص‬
‫لن الجر يبقى واللب يهلك والص يحف به والطي ل ثن له والص يتناثر ويذهب ثنه‬
‫والطي ل يتناثر وإن تناثر فل ثن له ولن الجر ل يتخلص من الص إذا أراد نقضه ويتلف عليه‬
‫ويتخلص من الطي فل يتلف‬
‫____________________‬

‫عليه ول يبيع له العقار إل ف موضعي أحدها أن تدعو إليه ضرورة بأن يفتقر إل ) بيعه ب (‬
‫النفقة وليس له مال غيه ول يد من يقرضه‬
‫والثان أن يكون له ف بيعه غبطة وهو أن يطلب منه بأكثر من ثنه فيباع له ويشتري ببعض الثمن‬
‫مثله لن البيع ف هذين الالي فيه حظ وفيما سواها ل حظ فيه فلم يز‬
‫وإن باع العقار وسأل الاكم أن يسجل له نظر فإن باعه الب أو الد سجل له لنما ل يتهمان‬
‫ف حق الولد وإن كان غيها ل يسجل حت يقيم بينة على الضرورة أو الغبطة لنه تلحقه التهمة‬
‫فلم يسجل له من غي بينة‬
‫فإن بلغ الصب وادعى أنه باع من غي ضرورة ول غبطة فإن كان الول أبا أو جدا فالقول قوله‬
‫وإن كان غيها ل يقبل إل ببينة لا ذكرناه من الفرق فإن بيع ف شركته شقص فإن كان الظ ف‬
‫أخذه بالشفعة ل يترك وإن كان الظ ف الترك ل يأخذ لنا بينا أن تصرفه على النظر والحتياط‬
‫فل يفعل إل ما يقتضي النظر والحتياط‬
‫فإن ترك الشفعة والظ ف تركها ث بلغ الصب وأراد أن يأخذ فالنصوص أنه ل يلك ذلك لن ما‬
‫فعل الول ما فيه نظر ل يلك الصب نقضه كما لو أخذ والظ ف الخذ فبلغ وأراد أن يرد‬
‫ومن أصحابنا من قال له أن يأخذ لنه يلك بعد البلوغ التصرف فيما فيه حظ وفيما ل حظ فيه‬
‫وقد بلغ فجاز أن يأخذ وإن ل يكن فيه حظ وهذا خطأ لن له أن يتصرف فيما ل حظ فيه إذا‬
‫كان باقيا وهذا قد سقط بعفو الول فسقط فيه اختياره فإن بلغ وادعى أنه ترك الشفعة من غي‬
‫غبطة فالكم فيه كالكم ف بيع العقار وقد بيناه‬
‫فصل بيع مال الجور عليه نسيئة ول يبيع ماله بنسيئة من غي غبطة فإن كانت السلعة تساوي‬
‫مائة نقدا ومائة وعشرين نسيئة فباعها بائة نسيئة فالبيع باطل لنه باع بدون الثمن وإن باعها‬
‫بائة وعشرين نسيئة من غي رهن ل يصح البيع لنه غرر بالال فإن باع بائة نقدا وعشرين مؤجل‬
‫وأخذ بالعشرين رهنا جاز لنه لو باعها بائة نقدا جاز فلن يوز وقد زاده عشرين أول وإن‬
‫باعها بائة وعشرين نسيئة وأخذ با رهنا ففيه وجهان أحدها ل يوز لنه أخرج ماله من غي‬
‫عوض‬
‫والثان يوز وهو ظاهر النص وقول أب إسحاق لنه باع بربح واستوثق بالرهن فجاز‬
‫فصل الجور ل يكاتب عبده ول يكاتب عبده و ) لو ( كان بأضعاف القيمة لنه يأخذ العوض‬
‫من كسبه وهو مال له فيصي كالعتق من غي عوض‬
‫فصل السافرة بال الجور ول يسافر باله من غي ضرورة لن فيه تغريرا بالال ويروى أن‬
‫السافر و ) ماله ( على قلت أي على هلك وفيه قول الشاعر ) الوافر ( بغاث الطي أكثرها‬
‫فراخا وأم ) الباز ( مقلة نزور فصل شرط السافرة باله فإن دعت إليه ضرورة بأن خاف عليه‬
‫اللك ف الضر لريق أو نب جاز أن يسافر به لن السفر ههنا أحوط‬
‫فصل ف إيداع وقرض مال الجور ول يودع ماله ول يقرضه من غي حاجة لنه يرجه من يده )‬
‫من غي حاجة ( فلم يز‬
‫فإن خاف من نب أو حريق أو غرق أو أراد سفرا وخاف عليه جاز له اليداع والقراض‬
‫فإن قدر على اليداع دون القراض أودع ول يودع إل ثقة وإن قدر على القراض دون‬
‫اليداع أقرضه ول يقرضه إل ثقة مليا لن غي الثقة يحد وغي اللى ل يكن أخذ البدل منه فإن‬
‫أقرض ورأى أخذ الرهن عليه أخذ وإن رأى ترك الرهن ل يأخذ وإن قدر على اليداع والقراض‬
‫فالقراض أول لن القرض مضمون بالبدل والوديعة غي مضمونة فكان القرض أحوط فإن ترك‬
‫القراض وأودع ففيه وجهان أحدها يوز لنه يوز كل واحد منهما فإذا قدر عليهما تي بينهما‬

‫والثان ل يوز لقوله تعال } ول تقربوا مال اليتيم إل بالت هي أحسن {‬


‫____________________‬

‫والقراض ههنا أحسن فلم يز تركه ويوز أن يقترض له إذا دعت إليه الاجة ويرهن ماله عليه‬
‫لن ف ذلك مصلحة له فجاز‬
‫فصل وينفق عليه بالعروف من غي إسراف ول إقتار لقوله تعال } والذين إذا أنفقوا ل يسرفوا‬
‫ول يقتروا وكان بي ذلك قواما { وإن رأى أن يلط ماله باله ف النفقة جاز لقوله تعال‬
‫} ويسألونك عن اليتامى قل إصلح لم خي وإن تالطوهم فإخوانكم وال يعلم الفسد من‬
‫الصلح { فإن بلغ الصب واختلفا ف النفقة فإن كان الول هو الب أو الد فالقول قوله وإن كان‬
‫غيها ففيه وجهان أحدها يقبل لن ف إقامة البينة على النفقة مشقة فقبل قوله‬
‫والثان ل يقبل قوله كما ل يقبل ف دعوى الضرر والغبطة ف بيع العقار‬
‫فصل بيع مال اليتيم وإن أراد أن يبيع ماله باله فإن كان أبا أو جدا جاز ذلك لنما ل يتهمان ف‬
‫ذلك لكمال شفقتهما وإن كان غيها ل يز لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يشتري‬
‫الوصي من مال اليتيم ولنه متهم ف طلب الظ له ف بيع ماله من نفسه فلم يعل ذلك إليه‬
‫فصل الكل من مال اليتيم وإن أراد أن يأكل من ماله نظرت فإن كان غنيا ل يز لقوله تعال‬
‫} ومن كان غنيا فليستعفف { وإن كان فقيا جاز أن يأكل لقوله تعال } ومن كان فقيا فليأكل‬
‫بالعروف { وهل يضمن البدل فيه قولن أحدها ل يضمن لنه أجي له الكل بق الولية فلم‬
‫يضمنه كالرزق الذي يأكله المام من أموال السلمي‬
‫والثان أنه يضمن لنه مال لغيه أجيز له أكله للحاجة فوجب ضمانه كمن اضطر إل مال غيه‬
‫فصل ف فك الجر عن الصب ول يفك الجر عن الصب حت يبلغ ويؤنس منه الرشد لقوله‬
‫تعال } حت إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم { فأما البلوغ فإنه‬
‫يصل بمسة أشياء ثلثة يشترك فيها الرجل والرأة وهي النزال والسن والنبات‬
‫واثنان تتص بما الرأة وها اليض والبل‬
‫فأما النزال فهو إنزال الن‬
‫فمت أنزل صار بالغا والدليل عليه قوله تعال } وإذا بلغ الطفال منكم اللم فليستأذنوا {‬
‫فأمرهم بالستئذان بعد الحتلم فدل على أنه بلوغ وروى عطية القرظي قال عرضنا على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم زمن قريظة فمن كان متلما أو نبتت عانته قتل فلو ل يكن بالغا لا قتل‬
‫وأما السن فهو أن يستكمل خس عشرة سنة والدليل عليه ما روى ابن عمر رضي ال عنه قال‬
‫عرضت على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يزن ول‬
‫يرن بلغت وعرضت عليه ) يوم الندق ( وأنا ابن خس عشرة سنة فرآن بلغت فأجازن‬
‫وأما النبات فهو الشعر الشن الذى ينبت على العانة وهو بلوغ ف حق الكافر والدليل عليه ما‬
‫روى عطية القرظي قال كنت فيمن حكم فيهم سعد بن معاذ رضي ال عنه فشكوا ف أمن الذرية‬
‫أنا أم من القاتلة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم انظروا فإن كان قد أنبت وإل فل تقتلوه‬
‫فنظروا فإذا عانت ل تنبت فجعلون ف الذرية ول أقتل‬
‫وهل هو بلوغ ف نفسه أو دللة على البلوغ فيه قولن أحدها أنه بلوغ فعلى هذا هو بلوغ ف‬
‫حق السلم لن ما كان بلوغا ف حق الكافر كان بلوغا ف حق‬
‫____________________‬

‫السلم كالحتلم والسن‬


‫والثان أنه دللة على البلوغ فعلى هذا هل يكون دللة ف حق السلم فيه وجهان أحدها أنه‬
‫دللة لا روى ممد بن يي بن حبان أن غلما من النصار شبب بامرأة ف شعره فرفع إل عمر‬
‫رضي ال عنه فلم يده أنبت فقال لو أنبت الشعر لددتك‬
‫والثان أنه ليس بدللة ف حق السلم وهو ظاهر النص لن السلمي يكن الرجوع إل أخبارهم‬
‫فلم يعل ذلك دللة ف حقهم والكفار ل يكن الرجوع إل أخبارهم فجعل ذلك دللة ف حقهم‬
‫ولن الكافر ل يستفيد بالبلوغ إل وجوب الرية ووجوب القتل فل يتهم ف مداواة العانة با‬
‫ينبت الشعر والسلم يستفيد بالبلوغ التصرف والكمال بالحكام فل يؤمن أن يداوي العانة با‬
‫ينبت الشعر فلم يعل ذلك دللة ف حقه‬
‫فأما اليض فهو بلوغ لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال لساء بنت أب بكر الصديق‬
‫رضي ال عنهما إن الرأة إذا بلغت اليض ل يصلح أن يرى منها إل هذا وهذا وأشار إل الوجه‬
‫والكف فعلق وجوب الستر باليض وذلك تكليف فدل على أنه بلوغ يتعلق به التكليف‬
‫وأما البل فهو دليل على البلوغ فإذا حبلت ) الرأة ( حكمنا بأنا بالغ لن البل ل يكون إل‬
‫بإنزال الاء فدل على البلوغ فإذا كانت الرأة لا زوج فولدت حكمنا بأنا بالغ من قبل الوضع‬
‫بستة أشهر لن ذلك أقل مدة الوضع وإن كانت مطلقة وأتت بولد يلحق الزوج حكمنا بأنا بالغ‬
‫من قبل الطلق‬
‫وإن كان خنثى فخرج الن من ذكره أو الدم من فرجه ل يكم بالبلوغ لواز أن يكون ذلك من‬
‫العضو الزائد فإن خرج الن من الذكر والدم من الفرج فقد بلغ لنه إن كان رجل فقد أمن وإن‬
‫كان امرأة فقد حاضت‬
‫فصل تفسي الرشد فأما إيناس الرشد فهو إصلح الدين والال فإصلح الدين أن ل يرتكب من‬
‫العاصي ما يسقط به العدالة وإصلح الال أن يكون حافظا لاله غي مبذر ويتبه الول اختبار‬
‫مثله من تارة إن كان تاجرا أو تناء إن كان تانئا أو إصلح أمر البيت إن كانت امرأة‬
‫واختلف أصحابنا ف وقت الختبار‬
‫فمنهم من قال ل يتب ف التجارة إل بعد البلوغ لن ) قبل البلوغ ( ل يصح تصرفه فل يصح‬
‫اختباره‬
‫ومنهم من قال يتب قبل البلوغ لقوله تعال } وابتلوا اليتامى حت إذا بلغوا النكاح { فأمر باختبار‬
‫اليتامى وهم الصغار فعلى هذا كيف يتب فيه وجهان أحدها إنه يسلم إليه الال فإذا ساوم وقرر‬
‫الثمن عقد الول لن عقد الصب ل يصح‬
‫والثان أنه يتركه حت يعقد لن هذا موضع ضرورة‬
‫فصل استمرار الجر بالتبذير وإن بلغ مبذر استدي الجر عليه لن الجر عليه إنا يثبت للحاجة‬
‫إليه لفظ الال والاجة قائمة مع التبذير فوجب أن يكون الجر باقيا‬
‫وإن بلغ مصلحا للمال فاسقا ف الدين استدي الجر عليه لقوله تعال } فإن آنستم منهم رشدا‬
‫فادفعوا إليهم أموالم { والفاسق ل يؤنس منه الرشد ولن حفظه للمال ل يوثق به مع الفسق لنه‬
‫ل يؤمن أن يدعوه الفسق إل التبذير فلم يفك الجر عنه ولذا ل تقبل شهادته وإن كان معروفا‬
‫بالصدق لنا ل نأمن أن يدعوه الفسق إل الكذب وينظر ف ماله من كان ينظر ف حال الصغر‬
‫وهو الب والد والوصي والاكم لنه حجر ثبت من غي قضاء فكان النظر ) فيه ( إل من‬
‫ذكرنا كالجر على الصب والنون‬
‫فصل مت يفك الجر وإن بلغ مصلحا للدين والال فك عنه الجر لقوله تعال } فإن آنستم‬
‫منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالم { وهل يفتقر فك الجر إل الاكم فيه وجهان أحدها ل يفتقر‬
‫إل الاكم لنه حجر ثبت من غي حكم فزال من غي حكم كالجر على النون‬
‫والثان أنه يفتقر إل الاكم لنه يتاج إل نظر واختبار فافتقر إل الاكم كفك الجر عن السفيه‬

‫____________________‬

‫فصل هل يعاد الجر إذا عاد سببه وإن فك عنه الجر ث صار مبذرا حجر عليه لا روي أن عبد‬
‫ال بن جعفر رضي ال عنه ابتاع أرضا سبخة بستي ألفا فقال ) له ( عثمان ما يسرن أن تكون ل‬
‫بنعلي معا فبلغ ذلك عليا كرم ال وجهه وعزم أن يسأل عثمان أن يجر عليه فجاء عبد ال بن‬
‫جعفر إل الزبي وذكر أن عليا يريد أن يسأل عثمان رضي ال عنهما أن يجر عليه فقال الزبي أنا‬
‫شريكك فجاء علي إل عثمان رضي ال عنهما وسأله أن يجر عليه فقال كيف أحجر على من‬
‫شريكه الزبي فدل على جواز الجر ولن كل معن اقتضى الجر إذا قارن البلوغ اقتضى الجر‬
‫إذا طرأ بعد البلوغ كالنون‬
‫فإن فك عنه الجر ث صار فاسقا ففيه وجهان قال أبو العباس يعاد عليه الجر لنه معن يقتضي‬
‫الجر عند البلوغ فاقتضى الجر بعده كالتبذير‬
‫وقال أبو إسحاق ل يعاد عليه الجر لن الجر للفسق لوف التبذير وتبذير الفاسق ليس بيقي‬
‫فل يزال به ما تيقنا من حفظه للمال ول يعاد عليه الجر بالتبذير إل بالاكم لن عليا كرم ال‬
‫وجهه أتى عثمان رضي ال عنه وسأله أن يجر على عبد ال بن جعفر ولن العلم بالتبذير يتاج‬
‫إل نظر فإن الغب قد يكون تبذيرا وقد يكون غي تبذير ولن الجر للتبذير متلف فيه فل يوز‬
‫إل بالاكم فإذا حجر عليه ل ينظر ف ماله إل الاكم لنه حجر ثبت بالاكم فصار هو الناظر‬
‫كالجر على الفلس‬
‫ويستحب أن يشهد على الجر ليعلم الناس باله وأن من عامله ضيع ماله فإن أقرضه رجل مال‬
‫أو باع منه متاعا ل يلكه لنه مجور عليه لعدم الرشد فلم يلك بالبيع والقرض كالصب والنون‬
‫فإن كانت العي باقية ردت وإن كانت تالفة ل يب ضمانا لن الالك إن علم باله فقد دخل‬
‫على بصية وإن ماله ضائع وإن ل يعلم فقد فرط حي ترك الستظهار ودخل ف معاملته على غي‬
‫معرفة‬
‫وإن غصب مال وأتلفه وجب عليه ضمانه لن حجر العبد والصب آكد من حجره ث حجر العبد‬
‫والصب ل ينع من وجوب ضمان التلف فلن ل ينع حجر البذر أول فإن أودعه مال فأتلفه ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه ل يب ) عليه ( ضمانه لنه ) قد ( فرط ف التسليم إليه‬
‫والثان يب ضمانه لنه ل يرض بالتلف فإن أقر بال ل يقبل إقراره لنه حجر عليه لظه فل‬
‫يصح إقراره بالال كالصب ولنا لو قلنا يصح إقراره توصل بالقرار إل إبطال معن الجر وما ل‬
‫يلزمه بالقرار والبتياع ل يلزمه إذا فك عنه الجر لنا أسقطنا حكم القرار والبتياع لفظ‬
‫الال فلو قلنا إنه يلزمه إذا فك عنه الجر ل يؤثر الجر ف حفظ الال‬
‫وإن طلق امرأته صح الطلق لن الجر لفظ الال والطلق ل يضيع الال بل يتوفر الال عليه‬
‫وإن خالع جاز لنه إذا صح الطلق بغي مال فلن يصح بالال أول‬
‫ول يوز للمرأة أن تدفع إليه الال فإن دفعته ل يصح القبض ول تبإ الرأة منه فإن تلف كان ذلك‬
‫من ضمانا‬
‫وإن تزوج من غي إذن الول فالنكاح باطل لنه يب به الال فإذا صححنا من غي إذن الول‬
‫تزوج من غي حاجة فيؤدي إل إتلف الال فإن تزوج بإذنه صح لن الول ل يأذن إل ف موضع‬
‫الاجة فل يؤدي ) ذلك ( إل إتلف ماله فإن باع بإذنه ففيه وجهان أحدها يصح لنه عقد‬
‫معاوضة فملكه بالذن كالنكاح‬
‫والثان ل يصح لن القصد منه الال وهو مجور عليه ف الال فإن حلف انعقدت يينه فإذا حنث‬
‫كفر بالصوم لنه مكلف منوع من التصرف بالال فصحت يينه وكفر بالصوم كالعبد وإن أحرم‬
‫بالج صح إحرامه لنه من أهل العبادات‬
‫فإن كان فرضا ل ينع من إتامه ويب النفاق عليه إل أن يفرغ منه لنه مال يتاج إليه لداء‬
‫الفرض فوجب‬
‫وإن كان تطوعا فإن كان ما يتاج إليه ف الج ل يزيد على نفقته لزمه إتامه وإن كان يزيد على‬
‫نفقته فإن كان له كسب إذا أضيف إل النفقة أمكنه الج لزمه إتامه وإن ل يكنه حلله الول من‬
‫الحرام ويصي كالصر ويتحلل بالصوم دون الدي لنه مجور عليه ف الال فتحلل بالصوم‬
‫دون الدي كالعبد وإن أقر بنسب ثبت النسب لنه حق ليس بال فقبل إقراره به كالد‬
‫وينفق على الولد من بيت الال لن القر مجور عليه ف الال فل ينفق عليه من الال كالعبد‬
‫وإن وجب له القصاص فله أن يقتص ويعفو لن القصد منه التشفي ودرك الغيظ فإن عفا على‬
‫مال وجب الال وإن عفا مطلقا أو عفا على غي مال فإن قلنا إن القتل يوجب أحد المرين من‬
‫القصاص أو الدية وجبت الدية ول يصح عفوه عنها وإن قلنا إنه ل يوجب غي القصاص سقط‬
‫) القصاص ( ول يب الال‬

‫____________________‬

‫كتاب الصلح إذا كان لرجل عند رجل عي ف يده أو دين ف ذمته جاز أن يصال منه والدليل‬
‫عليه ما روى أبو هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال السلمون على‬
‫شروطهم والصلح جائز بي السلمي فإن صال عن الال على مال فهو بيع يثبت فيه ما يثبت ف‬
‫البيع من اليار ويرم فيه ما يرم ف البيع من الغرر والهالة والربا ويفسد با يفسد به البيع من‬
‫الشروط الفاسدة لنه باع ماله بال فكان حكمه حكم البيع فيما ذكرناه وإن صاله من دين‬
‫على دين وتفرقا قبل القبض ل يصح لنه بيع دين بدين تفرقا فيه قبل القبض فإن صاله من دين‬
‫على عي وتفرقا قبل القبض ففيه وجهان أحدها ل يصح لنما تفرقا والعوض والعوض ف‬
‫ضمان واحد فأشبه إذا تفرقا عن دين بدين‬
‫والثان يصح لنه بيع عي بدين فصار كبيع العي بالثمن ف الذمة وإن صال عن الال على منفعة‬
‫فهو إجارة يثبت فيه ما يثبت ف الجارة من اليار ويبطل با تبطل به الجارة من الهالة لنه‬
‫استأجر منفعة بالال فكان حكمه فيما ذكرناه حكم الجارة‬
‫فصل إذا صال من دار على نصفها وإن صال من دار على نصفها ففيه وجهان أحدها ) أنه ( ل‬
‫يصح لنه ابتاع ماله باله‬
‫والثان يصح لنه لا عقد بلفظ الصلح صار كأنه وهب النصف وأخذ النصف‬
‫وإن صاله من الدار على سكناها سنة ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه ابتاع داره بنفعتها‬
‫والثان يصح لنه لا عقد بلفظ الصلح صار كما لو أخذ الدار وأعاره سكناها سنة‬
‫وإن صاله من ألف درهم على خسمائة ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه بيع ألف بمسمائة‬
‫والثان أنه يصح لنه لا عقد بلفظ الصلح جعل كأنه قال أبرأتك من خسمائة وأعطن خسمائة‬
‫فصل فيما إذا ادعى عليه عينا ف يده أو دينا ف ذمته وإن ادعى عليه عينا ف يده أو دينا ف ذمته‬
‫فأنكر الدعى عليه فصاله منه على عوض ل يصح الصلح لن الدعي اعتاض عما ل يلكه فصار‬
‫كمن باع مال غيه والدعى عليه عاوض على ملكه فصار كمن ابتاع مال نفسه من وكيله فإن‬
‫جاء أجنب إل الدعي وصدقه على ما ادعاه وقال صالن منه على مال ل يل إما أن يكون‬
‫الدعي عينا أو دينا فإن كان دينا نظرت فإن صاله عن الدعى عليه صح الصلح لنه إن كان قد‬
‫وكله الدعى عليه فقد قضى دينه بإذنه وإن ل يوكله فقد قضى دينه بغي إذنه وذلك يوز‬
‫فإن صاله عن نفسه وقال صالن عن هذا الدين ليكون ل ف ذمة الدعى عليه ففيه وجهان بناء‬
‫على الوجهي ف بيع الدين من غي من عليه‬
‫أحدها ل يصح لنه ل يقدر على تسليم ما ف ذمة الدعى عليه‬
‫والثان يصح كما لو اشترى وديعة ف يد غيه وإن كان الدعى عينا فإن صاله عن الدعى عليه‬
‫وقال قد أقر لك ف الباطن ووكلن ف مصالتك فصدقه الدعي صح الصلح لن العتبار‬
‫بالتعاقدين وقد اتفقا على ما يوز العقد عليه فجاز ث ينظر فيه فإن كان قد أذن له ف الصلح‬
‫ملك الدعى عليه العي لنه ابتاعه له وكيله وإن ل يكن أذن له ف الصلح ل يلك الدعى عليه‬
‫العي لنه ابتاع له عينا بغي إذنه فلم يلكه‬
‫ومن أصحابنا من قال يلكه ويصي هذا الصلح استنقاذا لاله كما قال الشافعي رحه ال ف رجل‬
‫ف يده دار فجعلها مسجدا ث ادعاها رجل فأنكر فاستنقذه اليان من الدعي بغي إذن الدعى‬
‫عليه أنه يوز ذلك وإن صاله لنفسه فقال أنا أعلم أنه لك فصالن فأنا أقدر على أخذه صح‬
‫الصلح لنه بنلة بيع الغصوب من يقدر على أخذه فإن أخذه استقر الصلح وإن ل يقدر على‬
‫أخذه فهو باليار بي أن يفسخ ويرجع إل ما دفع وبي أن يصب إل أن يقدر كمن ابتاع عبدا‬
‫فأبق قبل القبض‬
‫فصل إذا أقر الدعى عليه بالق ث أنكر إذا أقر الدعى عليه بالق ث أنكر جاز الصلح فإن أنكر‬
‫فصول ث أقر كان الصلح باطل لن القرار التقدم ل يبطل بالنكار الادث فيصح الصلح إذا‬
‫أنكر بعد إقراره لوجوده بعد لزوم الق ول يصح الصلح إذا كان عقب إنكاره وقبل إقراره‬
‫لوجوده قبل لزوم الق‬

‫____________________‬

‫فصل ف حالة إنكار الق فلو أنكر الق فقامت عليه البينة جاز الصلح عليه للزوم الق بالبينة‬
‫كلزومه بالقرار لفظا ويقاس عليه ما لو نكل الدعى عليه فحلف الدعي من طريق الول إذ‬
‫اليمي الردودة كالقرار على أحد القولي‬
‫فصل وإن ادعى عليه مال فأنكره ث قال صالن عنه ل يكن ذلك إقرارا له بالال لنه يتمل أنه‬
‫أراد قطع الصومة فلم يعل ذلك إقرارا‬
‫فإن قال بعن ذلك ففيه وجهان أحدها ل يعل ذلك إقرارا وهو قول الشيخ أب حامد السفراين‬
‫لن البيع والصلح واحد فإذا ل يكن الصلح إقرارا ل يكن البيع إقرارا‬
‫والثان وهو قول شيخنا القاضي أب الطيب أنه يعل ذلك إقرارا لن البيع تليك والتمليك ل‬
‫يصح إل من يلك‬
‫فصل حكم إشراع الناح على الطريق وإن أخرج جناحا إل طريق ل يل إما أن يكون الطريق‬
‫نافذا أو غي نافذ فإن كان الطريق نافذا نظرت فإن كان الناح ل يضر بالارة جاز ول يعترض‬
‫عليه‬
‫واختلفوا ف علته فمن أصحابنا من قال يوز لنه ارتفاق با ل يتعي عليه ملك أحد من غي‬
‫إضرار فجاز كالشي ف الطريق‬
‫ومنهم من قال يوز لن الواء تابع للقرار فلما ملك الرتفاق بالطريق من غي إضرار ملك‬
‫الرتفاق بالواء من غي إضرار‬
‫فإن وقع الناح أو نقضه وبادر من ياذيه فأخرج جناحا ينع من إعادة الناح الول جاز لن‬
‫الول ثبت له الرتفاق بالسبق إل إخراج الناح فإذا زال الناح جاز لغيه أن يرتفق كما لو‬
‫قعد ف طريق واسع ث انتقل عنه‬
‫فصل إذا صال المام عن الناح فإن صاله المام عن الناح على شيء ل يصح الصلح لعنيي‬
‫أحدها أن الواء تابع للقرار ف العقد فل يفرد بالعقد كالمل‬
‫والثان أن ذلك حق له فل يوز أن يؤخذ منه عوض على حقه كالجتياز ف الطريق‬
‫وإن كان الناح يضر بالارة ل يز وإذا أخرجه وجب نقضه لقوله صلى ال عليه وسلم ل ضرر‬
‫ول إضرار ولنه يضر بالارة ف طريقهم فلم يز كالقعود ف الضيق وإن صاله المام من ذلك‬
‫على شيء ل يز لعنيي أحدها أن الواء تابع للقرار فل يفرد بالعقد‬
‫والثان أن ما منع منه للضرار بالناس ل يز بعوض كالقعود ف الضيق والبناء ف الطريق‬
‫فصل الرجع ف الضر إل حال الطريق ويرجع فيما يضر وفيما ل يضر إل حال الطريق فإن كان‬
‫الطريق ل تر فيه القوافل ول توز فيه الفوارس ل يز إخراج الناح إل بيث ير الاشى تته‬
‫منتصبا لن الضرر يزول بذا القدر ول يزول با دونه‬
‫وإن كان الطريق تر فيه القوافل وتوز فيه الفوارس ل يز إل عاليا بقدار ما تر العمارية تته وير‬
‫الراكب منتصبا‬
‫وقال أبو عبيد بن حربويه ل يوز حت يكون عاليا ير الراكب ورمه منصوب لنه ربا ازدحم‬
‫الفرسان فيحتاج إل نصب الرماح ومت ل ينصبوا تأذى الناس بالرماح والول هو الذهب لنم‬
‫يكنهم أن يضعوا أطرافها على الكتاف غي منصوبة فل يتأذوا‬
‫فصل إشراع الناح إل دار جاره وإن أخرج جناحا إل دار جاره من غي إذنه ل يز‬
‫واختلف أصحابنا ف تعليله فمنهم من قال ل يوز لنه ارتفاق با تعي مالكه فلم يز بغي إذنه من‬
‫غي ضرورة كأكل ماله‬
‫ومنهم من قال ل يوز لن الواء تابع للقرار والار ل يلك الرتفاق بقرار دار الار فل يلك‬
‫الرتفاق بواء داره فإن صاله صاحب الدار على شيء ل يز لن الواء تابع فل يفرد بالعقد‬
‫فصل إشراع الناح إل درب غي نافذ وإن أخرج جناحا إل درب غي نافذ نظرت فإن ل يكن له‬
‫ف الدرب طريق ل يز لا ذكرناه ف دار الار وإن كان له فيه طريق ففيه وجهان أحدها يوز‬
‫وهو قول الشيخ أب حامد السفراين لن الواء تابع للقرار فإذا جاز أن يرتفق بالقرار بالجتياز‬
‫جاز أن يرتفق بالواء بإخراج الناح‬
‫والثان ل يوز وهو قول شيخنا القاضي أب الطيب رحه ال لنه موضع تعي ملكه فلم يز‬
‫إخراج الناح إليه كدار الار فإن صاله عنه أهل الدرب فإن قلنا يوز إخراج الناح ل يز‬
‫الصلح لا ذكرناه ف الصلح على الناح الارج إل الشارع‬
‫وإن قلنا ل يوز إخراجه ل يز الصلح لا ذكرناه ف الصلح على الناح الارج إل دار الار‬

‫____________________‬

‫فصل ف عمل ساباطا على حائط الار وإن أراد أن يعمل ساباطا ويضع أطراف أجذاعه على‬
‫حائط الار الاذى ل يز ذلك من غي إذنه لنه حل على ملك الغي من غي ضرورة فلم يز من‬
‫غي إذنه كحمل التاع على بيمة غيه‬
‫فإن صاله منه على شيء جاز إذا عرف مقدار الجذاع فإن كانت حاضرة نظر إليها وإن ل‬
‫تضر وصفها‬
‫فإن أراد أن يبن عليها ذكر سك البناء وما يبن به فإن أطلق كان ذلك بيعا مؤبدا لغارز الجذاع‬
‫ومواضع البناء وإن وقت كان ذلك إجارة تنقضي بانقضاء الدة‬
‫فصل ف افتتاح الكوة ف حائط الار ول يوز أن يفتح كوة ول يسمر مسمارا ف حائط جاره إل‬
‫بإذنه ول ف الائط الشترك بينه وبي غيه إل بإذنه لن ذلك يوهى الائط ويضر به فل يوز من‬
‫غي إذن مالكه ول يوز أن يبن على حائط جاره ول على الائط الشترك شيئا من غي إذن‬
‫مالكه ول على السطحي التلصقي حاجزا من غي إذن صاحبه لنه حل على ملك الغي فلم يز‬
‫من غي إذن كالمل على بيمته ول يوز أن يري على سطحه ماء من غي إذنه فإن صاله منه‬
‫على عوض جاز إذا عرف السطح الذي يرى ماؤه لنه يتلف ويتفاوت‬
‫فصل ف وضع الذوع على حائط الار وف وضع الذوع على حائط الار والائط الذي بينه‬
‫وبي شريكه قولن قال ف القدي يوز فإذا امتنع الار أو الشريك أجب عليه إذا كان الذع‬
‫خفيفا ل يضر بالائط ول يقدر على التسقيف إل به لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال ل ينعن أحدكم جاره أن يضع خشبة على جداره قال أبو هريرة رضي ال عنه إن‬
‫لراكم عنها معرضي وال لرمينها بي أظهركم‬
‫ولنه إذا وجب بذل فضل الاء للكل لستغنائه عنه وحاجة غيه ) إليه ( وجب بذل فضل الائط‬
‫لستغنائه عنه وحاجة جاره‬
‫وقال ف الديد ل يوز بغي إذن وهو الصحيح لقوله صلى ال عليه وسلم ل يل مال مرىء‬
‫مسلم إل بطيب نفس منه ولنه انتفاع بلك غيه من غي ضرورة فل يوز بغي إذنه كالمل‬
‫على بيمته والبناء ف أرضه‬
‫وحديث أب هريرة نمله على الستحباب وأما الاء فإنه غي ملوك ف قول بعض أصحابنا‬
‫والائط ملوك ولن الاء ل تنقطع مادته والائط بلفه‬
‫فإن كان الذع ثقيل يضر بالائط ل يز وضعه من غي إذنه قول واحدا لن الرتفاق بق الغي‬
‫ل يوز مع الضرار ولذا ل يوز أن يرج إل الطريق جناحا يضر بالارة وإن كان ل حاجة به‬
‫إليه ل يب عليه لن الفضل إنا يب بذله عند الاجة إليه ولذا يب بذل فضل الاء عند الاجة‬
‫إليه للكل ول يب مع عدم الاجة فإن قلنا يب عليه فصال منه على مال ل يز لن من وجب‬
‫له حق ل يؤخذ منه عوضه‬
‫وإن قلنا ل يب عليه فصال منه على مال جاز على ما بيناه ف أجذاع الساباط‬
‫فصل وضع الشبة على حائط الار إذا وضع الشب على حائط الار أو الائط الشترك وقلنا‬
‫إنه يب ف قوله القدي أو صال عنه على مال ف قوله الديد فرفعه جاز له أن يعيده فإن صاله‬
‫صاحب الائط عن حقه بعوض ليسقط حقه من الوضع جاز لن ما جاز بيعه جاز ابتياعه كسائر‬
‫الموال‬
‫فصل للجار إزالة الضرر الواقع بسبب الشجرة وغيها وإن كان ف ملكه شجرة فاستعلت‬
‫وانتشرت أغصانا وحصلت ف دار جاره جاز للجار مطالبته بإزالة ما حصل ف ملكه فإن ل يزله‬
‫جاز للجار إزالته عن ملكه كما لو دخل رجل إل داره بغي إذنه فإن له أن يطالبه بالروج فإن ل‬
‫يرج أخرجه‬
‫فإن صاله منه على مال فإن كان يابسا ل يز لنه عقد على الواء والواء ل يفرد بالعقد وإن‬
‫كان رطبا ل يز لا ذكرناه ولنه صلح على مهول لنه يزيد ف كل وقت‬
‫فصل ف بيان حق الستطراق وإن كان لرجل ف زقاق ل ينفذ دار وظهرها إل الشارع ففتح بابا‬
‫من الدار إل الشارع جاز لن له حق الستطراق ف‬
‫____________________‬
‫الشارع فجاز أن يفتح إليه بابا من الدار وإن كان باب الدار إل الشارع وظهرها إل الزقاق‬
‫ففتح بابا من الدار إل الزقاق نظرت فإن فتحه ليستطرق الزقاق ل يز لنه يعل لنفسه حق‬
‫الستطراق ف درب ملوك لهله ل حق له ف طريقه‬
‫فإن قال أفتحه ول أجعله طريقا بل أغلقه وأسره ففيه وجهان أحدها أن له ذلك لنه إذا جاز له‬
‫أن يرفع جيع حائط الدار فلن يوز أن يفتح فيه بابا أول‬
‫والثان ل يوز لن الباب دليل على الستطراق فمنع منه‬
‫وإن فتح ف الائط كوة إل الزقاق جاز لنه ليس بطريق ول دليل عليه‬
‫فإن كان له داران ف زقاقي غي نافذين وظهر كل واحدة من الدارين إل الخرى فأنفذ إحدى‬
‫الدارين إل الخرى ففيه وجهان أحدها ل يوز لنه يعل الزقاقي نافذين ولنه يعل لنفسه‬
‫الستطراق من كل واحد من الزقاقي إل الدار الت ليست فيه ويثبت لهل كل واحد من‬
‫الزقاقي الشفعة ف دور الزقاق الخر على قول من يوجب الشفعة بالطريق‬
‫والثان يوز وهو اختيار شيخنا القاضي رحه ال لن له أن يزيل الاجز بي الدارين ويعلهما‬
‫دارا واحدة ويترك البابي على حالما فجاز أن ينفذ إحداها إل الخرى‬
‫فصل إذا كان لداره باب ف وسط درب ل ينفذ إذا كان لداره باب ف وسط درب ل ينفذ فأراد‬
‫أن ينقل الباب نظرت فإن أراد نقله إل أول الدرب جاز له لنه يترك بعض حقه من الستطراق‬
‫وإن أراد أن ينقله إل آخر الدرب ففيه وجهان أحدها ل يوز لنه يريد أن يعل لنفسه حق‬
‫الستطراق ف موضع ل يكن له‬
‫والثان يوز لن حقه ثابت ف جيع الدرب ولذا لو أرادوا قسمته كان له حق ف جيعه فإن كان‬
‫بابه ف آخر الدرب وأراد أن ينقل الباب إل وسطه ويعل إل عند الباب دهليزا إن قلنا إن من‬
‫بابه ف وسط الدرب يوز أن يؤخره إل آخر الدرب ل يز لذا أن يقدمه لنه مشترك بي الميع‬
‫فل يوز أن يتص به وإن قلنا ل يوز جاز لذا أن يقدمه لنه يتص به‬
‫فصل إذا كان بي رجلي حائط مشترك فاندم فدعا أحدها إل العمارة إذا كان بي رجلي حائط‬
‫مشترك فاندم فدعا أحدها صاحبه إل العمارة وامتنع الخر ففيه قولن قال ف القدي يب لنه‬
‫إنفاق على مشترك يزول به الضرر عنه وعن شريكه فأجب عليه كالنفاق على العبد‬
‫وقال ف الديد ل يب لنه إنفاق على ملك لو انفرد به ل يب فإذا اشتركا ل يب كزراعة‬
‫الرض‬
‫فإن قلنا بقوله القدي أجب الاكم المتنع على النفاق فإن ل يفعل وله مال باعه وأنفق عليه فإن ل‬
‫يكن له مال اقترض عليه وأنفق عليه فإذا بن الائط كان بينهما كما كان ومن له رسم خشب أو‬
‫غيه أعاده كما كان‬
‫وإن أراد الشريك أن يبنيه ل ينع منه لنه يعيد رسا ف ملك مشترك فلم ينع منه كما لو كان‬
‫على الائط رسم خشب فوقع فإن بن الائط من غي إذن الاكم نظرت فإن بناه بآلته ونقضه‬
‫معا عاد الائط بينهما كما كان برسومه وحقوقه لن الائط عاد بعينه وليس للبان فيه إل أثر ف‬
‫تأليفه وإن بناه بغي آلته كان الائط للبان ل يوز لشريكه أن ينتفع من غي إذنه‬
‫فإن أراد البان نقضه كان له ذلك لنه ملكه ل حق لغيه فيه فجاز له نقضه فإن قال له المتنع ل‬
‫تنقض وأنا أعطيك نصف القيمة ل يز له نقضه لن على هذا القول يب على البناء‬
‫فإذا بناه أحدها وبذل له الخر نصف القيمة وجب تبقيته وأجب عليه كما أجب على البناء‬
‫وإن قلنا بقوله الديد فأراد الشريك أن يبنيه ل ينع لنه يعيد رسا ف ملك مشترك وهو عرصة‬
‫الائط فلم ينع منه‬
‫فإن بناه بآلته فهو بينهما ولكل واحد منهما أن ينتفع به ويعيد ماله من رسم خشب‬
‫وإن بناه بآلة أخرى فالائط له وله أن ينع الشريك من النتفاع به وإن أراد نقضه كان له لنه ل‬
‫حق لغيه فيه‬
‫فإن قال له الشريك ل تنقضه وأنا أعطيك نصف القيمة ل ينع من نقضه لن على هذا القول لو‬
‫امتنع من البناء ف البتداء ل يب فإذا بناه ل يب على تبقيته‬
‫وإن قال قد كان ل عليه رسم خشب وأعطيك نصف القيمة وأعيد رسم الشب‬
‫____________________‬

‫قلنا للبان إما أن تكنه من إعادة رسه وتأخذ نصف القيمة وإما أن تنقضه ليبن معك لن القرار‬
‫مشترك بينهما فل يوز أن يعيد رسه ويسقط حق شريكه‬
‫فصل إذا كان لحدها علو وللخر سفل فاندم السفل وإن كان لحدها علو وللخر سفل‬
‫والسقف بينهما فاندم حيطان السفل ل يكن لصاحب السفل أن يب صاحب العلو على البناء‬
‫قول واحدا لن حيطان السفل لصاحب السفل فل يب صاحب العلو على بنائه وهل لصاحب‬
‫العلو إجبار صاحب السفل على البناء فيه قولن فإن قلنا يب ألزمه الاكم فإن ل يفعل وله مال‬
‫باع الاكم عليه ماله وأنفق عليه وإن ل يكن له مال اقترض عليه‬
‫فإذا بن الائط كان الائط ملكا لصاحب السفل لنه بن له وتكون النفقة ف ذمته ويعيد‬
‫صاحب العلو غرفته عليه وتكون النفقة على الغرفة وحيطانا من ملك صاحب العلو دون‬
‫صاحب السفل لنا ملكه ل حق لصاحب السفل فيه‬
‫وأما السقف فهو بينهما وما ينفق عليه فهو من مالما فإن تبع صاحب العلو وبن من غي إذن‬
‫الاكم ل يرجع صاحب العلو على صاحب السفل بشيء ث ينظر فإن كان قد بناها بآلتها كانت‬
‫اليطان لصاحب السفل لن اللة كلها له وليس لصاحب العلو منعه من النتفاع با ول يلك‬
‫نقضها لنا لصاحب السفل وله أن يعيد حقه من الغرفة‬
‫وإن بناها بغي آلتها كانت اليطان لصاحب العلو وليس لصاحب السفل أن ينتفع با ول أن يتد‬
‫فيها وتدا ول يفتح فيها كوة من غي إذن صاحب العلو ولكن له أن يسكن ف قرار السفل لن‬
‫القرار له‬
‫ولصاحب العلو أن ينقض ما بناه من اليطان لنه ل حق لغيه فيها فإن بذل صاحب السفل‬
‫القيمة ليترك نقضها ل يلزمه قبولا لنه ل يلزمه بناؤها قول واحدا فل يلزمه تبقيتها ببذل العوض‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب الوالة توز الوالة بالدين لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال مطل الغن ظلم فإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع‬
‫فصل شرط الوالة ول توز إل على دين يوز بيعه كعوض القرض وبدل التلف فأما ما ل يوز‬
‫بيعه كدين السلم ومال الكتابة فل توز الوالة به لن الوالة بيع ف القيقة لن التال يبيع ماله‬
‫ف ذمة اليل باله فهى ذمة الال عليه واليل يبيع ماله ف ذمة الال عليه با عليه من الدين فل‬
‫يوز إل فيما يوز بيعه‬
‫فصل ف الال الذي توز به الوالة واختلف أصحابنا ف جنس الال الذي توز به الوالة‬
‫فمنهم من قال ل توز إل باله مثل كالثان‬
‫والبوب وما أشبهها لن القصد بالوالة اتصال الغري إل حقه على الوفاء من غي زيادة ول‬
‫نقصان ول يكنه ذلك إل فيما له مثل فوجب أل يوز فيما سواه‬
‫ومنهم من قال توز ف كل ما يثبت ف الذمة بعقد السلم كالثياب واليوان لنه مال ثابت ف‬
‫الذمة يوز بيعه قبل القبض فجازت الوالة به كذوات المثال‬
‫فصل شرط الال ف الوالة ول توز إل بال معلوم لنا بينا أنه بيع فل توز ف مهول‬
‫واختلف أصحابنا ف إبل الدية فمنهم من قال ل توز وهو الصحيح لنه مهول الصفة فلم تز‬
‫الوالة به كغيه‬
‫ومنهم من قال توز لنه معلوم العدد والسن فجازت الوالة به‬

‫____________________‬

‫فصل شرط الدين ف الوالة ول توز إل أن يكون القان متساويي ف الصفة واللول والتأجيل‬
‫فإن اختلفا ف شيء من ذلك ل تصح الوالة لن الوالة إرفاق كالقرض فلو جوزنا مع الختلف‬
‫صار الطلوب منه طلب الفضل فتخرج عن موضوعها‬
‫فإن كان لرجل على رجلي ألف على كل واحد منهما خسمائة وكل واحد منهما ضامن عن‬
‫صاحبه خسمائة فأحال عليهما رجل له عليه ألف على أن يطالب من شاء منهما بألف ففيه‬
‫وجهان أحدها تصح وهو قول الشيخ أب حامد السفراين رحه ال لنه ل يأخذ إل قدر حقه‬
‫والثان ل تصح وهو قول شيخنا القاضي أب الطيب رحه ال لنه يستفيد بالوالة زيادة ف الطالبة‬
‫وذلك ل يوز ولن الوالة بيع فإذا خيناه بي الرجلي صار كما لو قال بعتك أحد هذين‬
‫العبدين‬
‫فصل الوالة ل تكون إل على من له عليه دين ول توز الوالة إل على من له عليه دين لنا بينا‬
‫أن الوالة بيع ما ف الذمة با ف الذمة فإذا أحال من ل دين له عليه كان بيع معدوم فلم تصح‬
‫ومن أصحابنا من قال تصح إذا رضي الال عليه لنه تمل دين يصح إذا كان عليه مثله فصح‬
‫وإن ل يكن عليه مثله كالضمان فعلى هذا يطالب اليل بتخليصه كما يطالب الضامن الضمون‬
‫عنه بتخليصه فإن قضاه بإذنه رجع على اليل وإن قضاه بغي إذنه ل يرجع‬
‫فصل من شروط الوالة رضا التال ول تصح الوالة من غي رضا التال لنه نقل حق من ذمة‬
‫إل غيها فلم يز من غي رضى صاحب الق كما لو أراد أن يعطيه بالدين عينا‬
‫وهل تصح من غي رضى الال عليه ينظر فيه فإن كان على من ل حق له عليه وقلنا إنه تصح‬
‫الوالة على من ل حق له عليه ل تز إل برضاه وإن كان على من له عليه حق ففيه وجهان‬
‫أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري واختيار الزن أنه ل توز إل برضاه لنه أحد من تتم به‬
‫الوالة فاعتب رضاه ف الوالة كالتال‬
‫والثان وهو الذهب أنه توز لنه تفويض قبض فل يعتب فيه رضى من عليه كالتوكيل ف قبضه‬
‫ويالف التال فإن الق له فل ينقل بغي رضاه كالبائع وههنا الق عليه فل يعتب رضاه كالعبد ف‬
‫البيع‬
‫فصل مت ينتقل الق إذا أحال بالدين انتقل الق إل الال عليه وبرئت ذمة اليل لن الوالة إما‬
‫أن تكون تويل حق أو بيع حق وأيهما كان وجب أن تبأ به ذمة اليل‬
‫فصل ل يري اليار ف الوالة ول يوز شرط اليار فيه لنه ل يب على الغابنة فل يثبت فيه‬
‫خيار الشرط وف خيار اللس وجهان أحدها يثبت لنه بيع فيثبت فيه خيار اللس كالصلح‬
‫والثان ل يثبت لنه يري مرى البراء ولذا ل يوز بلفظ البيع فلم يثبت فيه خيار اللس‬
‫فصل إن أحاله على مليء فأفلس وإن أحاله على مليء فأفلس أو جحد الق وحلف عليه ل‬
‫يرجع إل اليل لنه انتقل حقه إل مال يلك بيعه فسقط حقه من الرجوع كما لو أخذنا بالدين‬
‫سلعة ث تلفت بعد القبض‬
‫وإن أحاله على رجل بشرط أنه ملىء فبان أنه معسر فقد ذكر الزن أنه ل خيار له وأنكر أبو‬
‫العباس هذا وقال له اليار لنه غره بالشرط فثبت له اليار كما لو باعه عبدا بشرط أنه كاتب ث‬
‫بان أنه ليس بكاتب‬
‫وقال عامة أصحابنا ل خيار له لن العسار نقص فلو ثبت به اليار لثبت من غي شرط كالعيب‬
‫ف البيع ويالف الكتابة فإن عدم الكتابة ليس بنقص وإنا هو عدم فضيلة فاختلف المر فيه بي‬
‫أن يشرط وبي أن ل يشرط‬
‫فصل هل تبطل الوالة بالرد بالعيب وإن اشترى رجل من رجل شيئا بألف وأحال الشتري البائع‬
‫على رجل باللف ث وجد بالبيع عيبا فرده فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فقال أبو علي الطبي ل تبطل الوالة فيطالب البائع الال عليه بالال ويرجع الشتري على البائع‬
‫بالثمن لنه تصرف ف أحد عوضي البيع فل يبطل بالرد بالعيب كما لو اشترى عبدا بثوب‬
‫وقبضه وباعه ث وجد البائع بالثوب عيبا فرده‬
‫وقال أبو إسحاق تبطل الوالة وهو الذي ذكره الزن ف الختصر فل يوز للبائع مطالبة الال‬
‫عليه لن الوالة وقعت بالثمن فإذا فسخ البيع خرج الال به عن أن يكون ثنا فإذا خرج عن أن‬
‫يكون ثنا ول يتعلق به حق غيها وجب أن تبطل الوالة‬
‫ويالف هذا إذا اشترى عبدا وقبضه وباعه لن العبد تعلق به حق غي التبايعي وهو الشتري‬
‫الثان فلم يكن إبطاله والوالة ل يتعلق با حق غيها فوجب إبطالا‬
‫وإن أحال الزوج زوجته بالهر على رجل ث ارتدت الرأة قبل الدخول ففي الوالة وجهان بناء‬
‫على‬
‫____________________‬

‫السألة قبلها وإن أحال البائع رجل على الشتري باللف ث رد الشتري البيع بالعيب ل تبطل‬
‫الوالة وجها واحدا لنه تعلق بالوالة حق غي التعاقدين وهو الجنب التال فلم يز إبطالا‬
‫فصل من صور بطلن الوالة وإن أحال البائع على الشتري رجل بألف ث اتفقا على أن العبد‬
‫كان حرا فإن كذبما التال ل تبطل الوالة كما لو اشترى عبدا وباعه ث اتفق البائع والشتري‬
‫أنه كان حرا فإن أقاما على ذلك بينة ل تسمع لنما كذبا البينة بدخولما ف البيع وإن صدقهما‬
‫التال بطلت الوالة لنه ثبتت الرية وسقط الثمن فبطلت الوالة‬
‫فصل إذا اختلفا ف الوالة فالقول قول اليل إذا أحال رجل رجل له عليه دين على رجل له عليه‬
‫دين ث اختلفا فقال اليل وكلتك وقال التال بل أحلتن نظرت فإن اختلفا ف اللفظ فقال اليل‬
‫وكلتك بلفظ الوكالة وقال التال بل أحلتن بلفظ الوالة فالقول قول اليل لنما اختلفا ف‬
‫لفظه فكان القول فيه قوله‬
‫وإن اتفقا على لفظ الوالة ث اختلفا فقال اليل وكلتك وقال التال بل أحلتن ففيه وجهان قال‬
‫أبو العباس القول قول التال لن اللفظ يشهد له‬
‫ومن أصحابنا من قال القول قول اليل وهو قول الزن لنه يدعي بقاء الق ف الذمة والتال‬
‫يدعي انتقال الق من الذمة والصل بقاء الق ف الذمة‬
‫فإن قلنا بقول أب العباس وحلف التال ثبتت الوالة وبرىء اليل وثبتت له مطالبة الال عليه‬
‫وإن قلنا بقول الزن فحلف اليل ثبتت الوكالة فإن ل يقبض الال انعزل عن الوكالة بإنكاره فإن‬
‫كان قد قبض الال أخذه اليل‬
‫وهل يرجع هو على اليل بدينه فيه وجهان أحدها ل يرجع لنه أقر بباءة ذمته من دينه‬
‫والثان له أن يرجع لنه يقول إن كنت متال فقد استرجع من ما أخذته بكم الوالة وإن كنت‬
‫وكيل فحقي باق ف ذمته فيجب أن يعطين‬
‫وإن هلك ف يده ل يكن للمحيل الرجوع عليه لنه يقر بأن ماله تلف ف يد وكيله من غي‬
‫عدوان وليس للمحتال أن يطالب اليل بقه لنه يقر بأنه استوف حقه وتلف عنده‬
‫وإن قال اليل أحلتك وقال التال بل وكلتن فقد قال أبو العباس القول قول اليل لن اللفظ‬
‫يشهد له‬
‫وقال الزن القول قول التال لنه يدعي بقاء دينه ف ذمة اليل والصل بقاؤه ف ذمته‬
‫فإن قلنا بقول أب العباس فحلف اليل برىء من دين التال وللمحتال مطالبة الال عليه بالدين‬
‫لنه إن كان متال فله مطالبته بال الوالة وإن كان وكيل فله الطالبة بكم الوكالة فإذا قبض‬
‫الال صرف إليه لن اليل يقول هو له بكم الوالة والتال يقول هو ل فيما ل عليه من الدين‬
‫الذي ل يوصلن إليه‬
‫وإن قلنا بقول الزن وحلف التال ثبت أنه وكيل فإن ل يقبض الال كان له مطالبة اليل باله ف‬
‫ذمته‬
‫وهل يرجع اليل على الال عليه بشيء فيه وجهان أحدها ل يرجع لنه مقر بأن الال صار‬
‫للمحتال‬
‫والثان يرجع لنه إن كان وكيل فدينه ثابت ف ذمة الال عليه وإن كان متال فقد قبض التال‬
‫الال منه ظلما وهو مقر بأن ما ف ذمة الال عليه للمحتال فكان له قبضه عوضا عما أخذه منه‬
‫ظلما‬
‫فإن كان قد قبض الال فإن كان باقيا صرف إليه لنه قبضه بوالة فهو له وإن قبضه بوكالة فله‬
‫أن يأخذه عما له ف ذمة اليل وإن كان تالفا نظرت فإن تلف بتفريط لزمه ضمانه وثبت للمحيل‬
‫عليه مثل ما ثبت له ف ذمته فتقاصا وإن تلف من غي تفريط ل يلزمه الضمان لنه وكيل ويرجع‬
‫على اليل بدينه ويبأ الال عليه لنه إن كان متال فقد وفاه حقه وإن كان وكيل فقد دفع إليه‬
‫كتاب الضمان يصح ضمان الدين عن اليت لا روى أبو قتادة قال أقبل بنازة على عهد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال هل على صاحبكم من دين فقالوا عليه ديناران‬
‫قال صلى ال عليه وسلم صلوا على صاحبكم فقال أبو قتادة ها علي يا رسول ال فصلى عليه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ويصح عن الي لنه دين لزم فصح ضمانه كالدين على اليت‬
‫فصل الضمان يصح من كل جائز التصرف ويصح ذلك من كل جائز التصرف ف ماله فأما من‬
‫يجر عليه لصغر أو جنون أو سفه فل يصح ضمانه لنه إياب مال بعقد فلم يصح من الصب‬
‫والنون والسفيه كالبيع‬
‫ومن حجر عليه للفلس يصح ضمانه لنه إياب مال ف الذمة بالعقد فصح من الفلس كالشراء‬
‫بثمن ف الذمة‬
‫وأما العبد فإنه إن ضمن بغي إذن الول ففيه وجهان قال أبو إسحاق يصح ضمانه ويتبع به إذا‬
‫____________________‬

‫عتق لنه ل ضرر فيه على الول لنه يطالب به بعد العتق فصح منه كالقرار بإتلف ماله‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري ل يصح لنه عقد تضمن إياب مال فلم يصح منه بغي إذن الول‬
‫كالنكاح فإن ضمن بإذن موله صح ضمانه لن الجر لقه فزال بإذنه ومن أين يقضي ينظر فيه‬
‫فإن قال له الول اقضه من كسبك قضاه منه وإن قال اقضه ما ف يدك للتجارة قضاه منه لن‬
‫الال له وقد أذن له فيه وإن ل يذكر القضاء ففيه وجهان أحدها يتبع به إذا أعتق لنه أذن ف‬
‫الضمان دون الداء‬
‫والثان يقضي من كسبه إن كان له كسب أو ما ف يده إن كان مأذونا له ف التجارة لن الضمان‬
‫يقتضي الغرم كما يقتضي النكاح الهر ث إذا أذن له ف النكاح وجب قضاء الهر ما ف يده‬
‫فكذلك إذا أذن له ف الضمان وجب قضاء الغرم ما ف يده‬
‫فإن كان على الأذون له دين وقلنا إن دين الضمان يقضيه ما ف يده فهل يشارك فيه الغرماء فيه‬
‫وجهان أحدها يشارك به لن الال للمول وقد أذن له ف القضاء منه إما بصريح الذن أو من‬
‫جهة الكم فوجب الشاركة به‬
‫والثان أنه ل يشارك به لن الال تعلق به الغرماء فل يشارك بال الضمان كالرهن‬
‫وأما الكاتب فإنه ضمن بغي إذن الول فهو كالعبد القن وإن ضمن بإذنه فهو تبع وف تبعات‬
‫الكاتب بإذن الول قولن نذكرها ف الكاتب إن شاء ال تعال‬
‫فصل رضا الضمون عنه ويصح الضمان من غي رضا الضمون عنه لنه لا جاز قضاء دينه من‬
‫غي رضاه جاز ضمان ما عليه من غي رضاه‬
‫واختلف أصحابنا ف رضا الضمون له فقال أبو علي الطبي يعتب رضاه لنه إثبات مال ف الذمة‬
‫بعقد لزم فشرط فيه رضاه كالثمن ف البيع‬
‫وقال أبو العباس ل يعتب لن أبا قتادة ضمن الدين عن اليت بضرة النب ول يعتب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم رضا الضمون له‬
‫فصل وهل يفتقر إل معرفة الضمون له والضمون عنه فيه ثلثة أوجه أحدها أنه يفتقر إل معرفة‬
‫الضمون عنه ليعلم أنه هل هو من يسدى إليه الميل ويفتقر إل معرفة الضمون له ليعلم هل‬
‫يصلح لعاملته أم ل يصلح كما يفتقر إل معرفة ما تضمنه من الال هل يقدر عليه أم ل يقدر عليه‬
‫والثان أنه يفتقر إل معرفة الضمون له لن معاملته معه ول يفتقر إل معرفة الضمون عنه لنه ل‬
‫معاملة بينه وبينه‬
‫والثالث أنه ل يفتقر إل معرفة واحد منهما لن أبا قتادة ضمن عن اليت ول يسأله النب صلى ال‬
‫عليه وسلم عن الضمون له والضمون عنه‬
‫فصل ضمان الثمن وإن باعه بشرط أن يضمن الثمن ضامن ل يز حت يعي الضامن لن الغرض‬
‫يتلف باختلف من يضمن كما يتلف باختلف ما يرهن من الرهون‬
‫وإن شرط أن يضمنه ثقة ل يز حت يعي لن الثقات يتفاوتون فإن ل يف له با شرط من الضمي‬
‫ثبت للبائع اليار لنه دخل ف العقد بشرط الوثيقة ول يسلم له الشرط فثبت له اليار كما لو‬
‫شرط له رهنا ول يف له بالرهن‬
‫وإن شرط أن يشهد له شاهدين جاز من غي تعيي لن الغراض ل تتلف باختلف الشهود فإن‬
‫عي له شاهدين فهل يوز إبدالما بغيها فيه وجهان أحدها ل يوز كما ل يوز ف الضمان‬
‫والثان يوز لن الغرض ل يتلف‬
‫فصل ضمان الدين ويصح ضمان كل دين لزم كالثمن والجرة وعوض القرض ودين السلم‬
‫وأرش الناية وغرامة التلف لنه وثيقة يستوف منها الق فصح ف كل دين لزم كالرهن‬
‫وأما ما ل يلزم بال وهو دين الكتابة فل يصح ضمانه لنه ل يلزم الكاتب أداؤه فلم يلزم ضمانه‬
‫ولن الضمان يراد لتوثيق الدين ودين الكتابة ل يكن توثيقه لنه يلك إسقاطه إذا شاء فل معن‬
‫لضمانه‬
‫وف مال العالة والثمن ف مدة اليار ثلثة أوجه أحدها ل يصح ضمانه لنه دين غي لزم فلم‬
‫يصح ضمانه كدين الكتابة‬
‫والثان يصح لنه يؤول إل اللزوم فصح ضمانه‬
‫والثالث يصح ضمان الثمن ف مدة اليار ول يصح ضمان مال العالة لن عقد البيع يؤول إل‬
‫اللزوم وعقد العالة ل يلزم بال‬
‫فأما الال الشروط ف السبق والرمي ففيه قولن أحدها أنه كالجارة فيصح ضمانه‬
‫والثان أنه كالعالة فيكون ف ضمانه وجهان‬
‫فصل ضمان الهول ول يوز ضمان الهول لنه إثبات مال ف الذمة بعقد لدمى فلم يز مع‬
‫الهالة كالثمن ف البيع‬
‫وف إبل الدية وجهان أحدها ل يوز ضمانه لنه مهول اللون والصفة‬
‫والثان أنه يوز لنه معلوم السن والعدد ويرجع ف اللون والصفة إل عرف البلد‬

‫____________________‬

‫فصل ضمان ما ل يب ول يصح ضمان ما ل يب وهو أن يقول ما تداين فلن فأنا ضامن له لنه‬
‫وثيقة بق فل يسبق الق كالشهادة‬
‫فصل تعليقه على شرط ول يوز تعليقه على شرط لنه إياب مال لدمي بعقد فلم يز تعليقه‬
‫على شرط كالبيع‬
‫وإن قال ألق متاعك ف البحر وعلي ضمانه صح فإذا ألقاه وجب ما ضمنه لنه استدعاء إتلف‬
‫بعوض لغرض صحيح فأشبه إذا قال طلق امرأتك أو أعتق عبدك على ألف وإن قال بع عبدك من‬
‫زيد بمسمائة ولك علي خسمائة أخرى فباعه ففيه وجهان أحدها يصح البيع ويستحق ما بذله‬
‫لنه مال بذله ف مقابلة إزالة اللك فأشبه إذا قال طلق امرأتك أو أعتق عبدك على ألف‬
‫والثان ل يصح لنه بذل مال لغرض غي صحيح فلم يز ويالف ما بذله ف الطلق والعتق فإن‬
‫ذلك بذل مال لغرض صحيح وهو تليص الرأة من الزوج وتليص العبد من الرق‬
‫فصل ضمان الدين الال إل أجل ويوز أن يضمن الدين الال إل أجل لنه رفق ومعروف فكان‬
‫على حسب ما يدخل فيه‬
‫وهل يوز أن يضمن الؤجل حال فيه وجهان أحدها يوز كما يوز أن يضمن الال مؤجل‬
‫والثان ل يوز لن الضمان فرع لا على الضمون عنه فل يوز أن يكون الفرع معجل والصل‬
‫مؤجل‬
‫فصل اليار ف الضمان ول يثبت ف الضمان خيار لن اليار لدفع الغب وطلب الظ والضامن‬
‫يدخل ف العقد على بصية أنه مغبون وأنه ل حظ له ف العقد ولذا يقال الكفالة أولا ندامة‬
‫وأوسطها ملمة وآخرها غرامة‬
‫فصل الشروط الفاسدة ف الضمان ويبطل بالشروط الفاسدة لنه عقد يبطل بهالة الال فبطل‬
‫بالشرط الفاسد كالبيع‬
‫وإن شرط ضمانا فاسدا ف عقد بيع فهل يبطل البيع فيه قولن كالقولي ف الرهن الفاسد إذا‬
‫شرطه ف البيع وقد بينا وجه القولي ف الرهن‬
‫فصل ضمان الدين ويب بالضمان الدين ف ذمة الضامن ول يسقط عن الضمون عنه والدليل‬
‫عليه ما روى جابر رضي ال عنه قال توف رجل منا فأتينا النب صلى ال عليه وسلم ليصلي عليه‬
‫فخطا خطوة ث قال أعليه دين قلنا ديناران فتحملهما أبو قتادة ث قال بعد ذلك بيوم ما فعل‬
‫الديناران قال إنا مات أمس ث أعاد عليه بالغد قال قد قضيتهما قال الن بردت عليه جلدته‬
‫ولنه وثيقة بدين ف الذمة فل يسقط الدين عن الذمة كالرهن ويوز للمضمون له مطالبة الضامن‬
‫والضمون عنه لن الدين ثابت ف ذمتهما فكان له مطالبتهما‬
‫فإن ضمن عن الضامن ثالث جاز لنه ضمان دين ثابت فجاز كالضمان الول وإن ضمن‬
‫الضمون عنه عن الضامن ل يز لن الضمون عنه أصل والضامن فرع فل يوز أن يصي الصل‬
‫فرعا والفرع أصل ولنه يضمن ) بالضمان ( ما ف ذمته ولنه ل فائدة ف ضمانه وهو ثابت ف‬
‫ذمته‬
‫فصل شروط ضمان الدين وإن ضمن عن رجل دينا بغي إذنه ل يز له مطالبة الضمون عنه‬
‫بتخليصه لنه ل يدخل فيه بإذنه فلم يلزمه تليصه‬
‫وإن ضمن بإذنه نظرت فإن طالبه صاحب الق جاز له مطالبته بتخليصه لنه إذا جاز أن يغرمه‬
‫إذا غرم جاز أن يطالبه إذا طولب‬
‫وإن ل يطالب ففيه وجهان أحدها له أن يطالبه لنه شغل ذمته بالدين بإذنه فجاز له الطالبة‬
‫بتفريغ ذمته كما لو أعاره عينا ليهنها فرهنها‬
‫والثان ليس له وهو الصحيح لنه لا ل يغرمه قبل أن يغرم ل يطالبه قبل أن يطالب ويالف إذا‬
‫أعاره عينا ليهنها فرهنها لن عليه ضررا ف حبس العي والنع من التصرف فيها ول ضرر عليه‬
‫ف دين ف ذمته ل يطالب به‬
‫فإن دفع الضمون عنه مال إل الضامن وقال خذ هذا بدل عما يب لك بالقضاء ففيه وجهان‬
‫أحدها يلكه لن الرجوع يتعلق بسببي الضمان والغرم وقد وجد أحدها فجاز تقديه على‬
‫الخر كإخراج الزكاة قبل الول وإخراج الكفارة قبل النث‬
‫فإن قضى عنه الدين استقر ملكه على ما قبض وإن أبرىء من الدين قبل القضاء وجب رد ما‬
‫أخذ كما يب رد ما عجل من الزكاة إذا هلك النصاب قبل الول‬
‫والثان ل يلك لنه أخذه بدل عما يب ف الثان فل يلكه كما لو دفع إليه شيئا عن بيع ل يعقده‬
‫فعلى هذا يب رده فإن هلك ضمنه لنه قبضه على وجه البدل فضمنه كالقبوض بسوم البيع‬
‫فصل مت يبىء الضامن وإن قبض الضمون له الق من الضمون عنه برىء الضامن لنه وثيقة‬
‫بق فانلت بقبض الق كالرهن وإن قبضه من الضامن برىء الضمون عنه لنه استوف الق من‬
‫الوثيقة فبىء من عليه الدين كما لو قضى الدين من ثن الرهن‬
‫وإن أبرىء الضمون عنه برىء الضامن لن الضامن وثيقة بالدين فإذا أبرىء من عليه الدين‬
‫انلت الوثيقة كما ينحل الرهن إذا أبرىء الراهن من الدين‬
‫وإن أبرىء الضامن ل يبإ الضمون عنه لن إبراءه إسقاط وثيقة من غي قبض فلم يبأ به من عليه‬
‫الدين كفسخ الرهن‬

‫____________________‬

‫فصل إن قضى الراهن الدين وإن قضى الضامن الدين نظرت فإن ضمن بإذن الضمون عنه‬
‫وقضى بإذنه رجع عليه لنه أذن له ف الضمان والقضاء‬
‫وإن ضمن بغي إذنه وقضى بغي إذنه ل يرجع لنه تبع بالقضاء فلم يرجع‬
‫وإن ضمن بغي إذنه وقضى بإذنه ففيه وجهان من أصحابنا من قال يرجع لنه قضى بإذنه‬
‫والثان ل يرجع وهو الذهب لنه لزمه بغي إذنه فلم يؤثر إذنه ف قضائه وإن ضمن بإذنه وقضى‬
‫بغي إذنه فالنصوص أنه يرجع عليه وهو قول أب علي بن أب هريرة لنه اشتغلت ذمته بالدين‬
‫بإذنه فإذا استوف منه رجع كما لو أعاره مال فرهنه ف دينه وبيع ف الدين‬
‫وقال أبو إسحاق إن أمكنه أن يستأذنه ل يرجع لنه قضاه باختياره وإن ل يكنه رجع لنه قضاه‬
‫بغي اختياره وإن أحاله الضامن على رجل له عليه دين برئت ذمة الضمون عنه لن الوالة بيع‬
‫فصار كما لو أعطاه عن الدين عوضا‬
‫وإن أحاله على من ل دين له عليه وقبل الال عليه وقلنا يصح برىء الضامن لن بالوالة تول‬
‫ما ضمن ول يرجع على الضمون عنه لنه ل يغرم فإن قبضه منه ث وهبه له فهل يرجع على‬
‫الضامن فيه وجهان بناء على القولي ف الرأة إذا وهبت الصداق من الزوج ث طلقها قبل‬
‫الدخول‬
‫فصل إن دفع الضامن إل الضمون له ثوبا عن الدين وإن دفع الضامن إل الضمون له ثوبا عن‬
‫الدين ف موضع يثبت له الرجوع رجع بأقل المرين من قيمة الثوب أو قدر الدين فإن كان قيمة‬
‫الثوب عشرة والدين عشرين ل يرجع با زاد على العشرة لنه ل يغرم‬
‫وإن كان قيمة الثوب عشرين والدين عشرة ل يرجع با زاد على العشرة لنه تبع با زاد فل‬
‫يرجع به‬
‫وإن كان الدين الذي ضمنه مؤجل فعجل قضاءه ل يرجع به قبل الل لنه تبع بالتعجيل‬
‫فصل ف صحة ضمان الدرك ويصح ضمان الدرك على النصوص وخرج أبو العباس قول آخر أنه‬
‫ل يصح لنه ضمان ما يستحق من البيع وذلك مهول والصحيح أنه يصح قول واحدا لن‬
‫الاجة داعية إليه لنه يسلم الثمن ول يأمن أن يستحق عليه البيع ول يكنه أن يأخذ على الثمن‬
‫رهنا لن البائع ل يعطيه مع البيع رهنا ول يكنه أن يستوثق بالشهادة لنه قد يفلس البائع فل‬
‫تنفعه الشهادة فلم يبق ما يستوثق به غي الضمان ول يكن أن يعل القدر الذي يستحق معلوما‬
‫فعفي عن الهالة فيه كما عفي عن الهل بأساس اليطان‬
‫ويالف ضمان الهول لنه يكنه أن يعلم قدر الدين ث يضمنه وف وقت ضمانه وجهان أحدها‬
‫ل يصح حت يقبض البائع الثمن لنه قبل أن يقبض ما وجب له شيء وضمان ما ل يب ل يصح‬
‫والثان يصح قبل قبض الثمن لن الاجة داعية إل هذا الضمان ف عقد البيع فجاز قبل قبض‬
‫الثمن‬
‫وإن اشترى جارية وضمن دركها فخرج بعضها مستحقا فإن قلنا إن البيع يصح ف الباقي رجع‬
‫بثمن ما استحق وإن قلنا يبطل البيع ف الميع رجع على الضامن بثمن ما استحق وهل يرجع‬
‫عليه بثمن الباقي فيه وجهان أحدها يرجع عليه لنه بطل البيع فيه لجل الستحقاق فضمن‬
‫كالستحق‬
‫والثان ل يرجع لنه ل يضمن إل ما يستحق فلم يضمن ما سواه وإن ضمن الدرك فوجد بالبيع‬
‫عيبا فرده فهل يرجع على الضامن بالثمن فيه وجهان أحدها ل يرجع وهو قول الزن وأب‬
‫العباس لنه زال ملكه عنه بأمر حادث فلم يرجع عليه بالثمن كما لو كان شقصا فأخذه الشفيع‬
‫والثان يرجع لنه رجع إليه الثمن بعن قارن العقد فثبت له الرجوع على الضامن كما لو خرج‬
‫مستحقا وإن وجد به العيب وقد حدث عنده عيب فهل يرجع بأرش العيب على ما ذكرناه من‬
‫الوجهي‬
‫فصل ف بيان كفالة البدن وتوز كفالة البدن على النصوص ف الكتب وقال ف الدعاوى‬
‫والبينات إن كفالة البدن ضعيفة‬
‫فمن أصحابنا من قال تصح قول واحدا وقوله ضعيفة أراد من جهة القياس‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها أنا ل تصح لنه ضمان عي ف الذمة بعقد فلم يصح‬
‫كالسلم ف ثرة نلة بعينها‬
‫والثان يصح وهو الظهر لا روى أبو إسحاق السبيعي عن حارثة بن مضرب قال صليت مع عبد‬
‫ال بن مسعود الغداة فلما سلم قام رجل فحمد ال وأثن عليه وقال أما بعد فوال لقد بت‬
‫البارحة وما ف نفسي على أحد إحنة وإن كنت‬
‫____________________‬

‫استطرقت رجل من بن حنيفة وكان أمرن أن آتيه بغلس فانتهيت إل مسجد بن حنيفة مسجد‬
‫عبد ال بن النواحة فسمعت مؤذنم يشهد أن ل إله إل ال وأن مسيلمة رسول ال فكذبت سعي‬
‫وكففت فرسي حت سعت أهل السجد قد تواطئوا على ذلك فقال عبد ال بن مسعود على بعبد‬
‫ال بن النواحة فحضر واعترف فقال له عبد ال أين ما كنت تقرأ من القرآن قال كنت أتقيكم به‬
‫فقال له تب فأب فأمر به فأخرج إل السوق فجز رأسه ث شاور أصحاب ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم ف بقية القوم فقال عدي بن حات تؤلول كفر قد أطلع رأسه فاحسمه وقال جرير بن عبد‬
‫ال والشعث بن قيس استتبهم فإن تابوا كفلهم عشائرهم فاستتابم فتابوا وكفلهم عشائرهم‬
‫ولن البدن يستحق تسليمه بالعقد فجاز الكفالة به كالدين فإن قلنا تصح جازت الكفالة ببدن‬
‫كل من يلزمه الضور ف ملس الكم بدين لنه حق لزم لدمي فصحت الكفالة به كالدين‬
‫وإن كان عليه حد فإن كان ل تعال ل تصح الكفالة به لن الكفالة للستيثاق وحق ال تعال مبن‬
‫على الدرء والسقاط فلم يز الستيثاق بن عليه‬
‫وإن كان قصاصا أو حد قذف ففيه وجهان أحدها ل تصح لنه ل تصح الكفالة با عليه فلم‬
‫تصح الكفالة به‬
‫كمن عليه حد ل تعال‬
‫والثان تصح لنه حق لدمي فجازت الكفالة ببدن من عليه كالدين‬
‫ومن عليه دين غي لزم كالكاتب ل توز الكفالة ببدنه لن الضور ل يلزمه فل توز الكفالة به‬
‫كدين الكتابة‬
‫فصل إن كان عليه دين مهول وإن كان عليه دين مهول ففيه وجهان قال أبو العباس ل تصح‬
‫الكفالة ببدنه لنه قد يوت الكفول به فيلزمه الدين فإذا كان مهول ل تكن الطالبة‬
‫والثان أنه تصح وهو الذهب لن الكفالة بالبدن ل تعلق لا بالدين‬
‫فصل الكفالة ببدن الكفيل وتصح الكفالة ببدن الكفيل كما يصح ضمان الدين عن الضمي‬
‫فصل الكفالة حال ومؤجل وتوز الكفالة حال ومؤجل كما يوز ضمان الدين حال ومؤجل‬
‫وهل يوز إل أجل مهول فيه وجهان أحدها يوز لنه تبع من غي عوض فجاز ف الهول‬
‫كإباحة الطعام‬
‫والثان ل يوز لنه إثبات حق ف الذمة لدمي فل يوز إل أجل مهول كالبيع‬
‫ويالف الباحة فإنه لو أباحه أحد الطعامي جاز ولو تكفل ببدن أحد الرجلي ل يز‬
‫فصل الكان ف الكفالة وتوز الكفالة به ليسلم ف مكان معي وتوز مطلقا فإن أطلق وجب‬
‫التسليم ف موضع العقد كما توز حال ومؤجل وإذا أطلق وجب التسليم ف حال العقد‬
‫فصل شرط الكفالة ول تصح الكفالة بالبدن من غي إذن الكفول به لنه إذا تكفل به من غي‬
‫إذنه ل يقدر على تسليمه‬
‫ومن أصحابنا من قال تصح كما تصح الكفالة بالدين من غي إذن من عليه الدين‬
‫فصل الكفالة بعضو منه وإن تكفل بعضو منه ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه يصح لن ف تسليمه‬
‫تسليم جيعه‬
‫والثان ل توز لن إفراد العضو بالعقد ل يصح وتسريته إل الباقي ل تكن لنه ل سراية له‬
‫فبطلت‬
‫والثالث إن كان العضو ل يبقى البدن دونه كالرأس والقلب جاز لنه ل يكن تسليمه إل بتسليم‬
‫البدن وإن كان عضوا يبقى البدن دونه كاليد والرجل ل يصح لنه قد يقطع فيبأ مع بقائه‬

‫____________________‬

‫فصل إذا أحضر الكفول به قبل الل وف غي الكان وإن أحضر الكفول به قبل الل أو ف غي‬
‫الوضع الذي شرط فيه التسليم فإن كان عليه ف قبوله ضرر أو له ف رده غرض ل يلزمه قبوله‬
‫وإن ل يكن عليه ضرر ول له ف رده غرض وجب قبوله‬
‫فإن ل يتسلمه أحضره عند الاكم ليتسلم عنه ويبأ كما قلنا ف دين السلم‬
‫وإن أحضره وهناك يد حائلة ل يبأ لن التسليم الستحق هو التسليم من غي حائل ولذا لو سلم‬
‫البيع مع الائل ل يصح تسليمه وإن سلمه وهو ف حبس الاكم صح التسليم لن حبس الاكم‬
‫ليس بائل ويكن إحضاره ومطالبته با عليه من الق‬
‫وإن حضر الكفول به بنفسه وسلم نفسه برىء الكفيل كما يبأ الضامن إذا أدى الضمون عنه‬
‫الدين‬
‫وإن غاب الكفول به إل موضع ل يعرف خبه ل يطالب به‬
‫وإن غاب إل موضع يعلم خبه ل يطالب به حت يضي زمان يكن فيه الذهاب واليء لن ما‬
‫لزم تسليمه ل يلزم إل بإمكان التسليم‬
‫فإن مضى زمان المكان ول يفعل حبس الكفيل إل أن يضره فإن أبرأه الكفول له من الكفالة‬
‫برىء كما يبأ الضامن إذا أبرأه الضمون له‬
‫فإن جاء رجل وقال أبرىء الكفيل وأنا كفيل بن تكفل به ففيه وجهان قال أبو العباس يصح لنه‬
‫نقل الضمان إل نفسه فصار كما لو ضمن رجل مال فأحال الضامن الضمون له على آخر‬
‫وقال الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب الطبي رحهما ال ل يصح لنه تكفل بشرط أن يبأ‬
‫الكفيل وذلك شرط فاسد فمنع صحة العقد‬
‫وإن تكفل ببدن رجل لنفسي فسلمه إل أحدها ل يبأ من حق الخر لنه ضمن تسليمي فلم يبأ‬
‫بأحدها كما لو ضمن لما ديني فأدى دين أحدها‬
‫وإن تكفل اثنان لرجل ببدن رجل فأحضره أحدها فقد قال شيخنا القاضي أبو الطيب رحه ال‬
‫أنه ل يبأ الخر لنه لو أبرىء أحدها ل يبأ الخر فإذا سلمه أحدها ل يبأ الخر وعندي أنه‬
‫يبأ لن الستحق إحضاره وقد حصل فبئا كما لو ضمن رجلن دينا فأداه أحدها‬
‫ويالف البراء فإن البراء مالف للداء والدليل عليه أن ف ضمان الال لو أبرىء أحد الضامني‬
‫ل يبإ الخر ولو أدى أحد الضامني برىء‬
‫فصل مت يبىء الكفيل وإن تكفل ببدن رجل فمات الكفول به برىء الكفيل وقال أبو العباس‬
‫يلزمه ما على الكفول به من الدين لنه وثيقة فإذا مات من عليه الدين وجب أن يستوف الدين‬
‫منها كالرهن والذهب الول لنه ل يضمن الدين فل يلزمه‬
‫فصل الكفالة بالعي وإن تكفل بعي نظرت فإن كان أمانة كالوديعة ل يصح لنه إذا ل يب‬
‫ضمانا على من هي عنده فلن ل يب على من يضمن عنه أول‬
‫وإن كان عينا مضمونة كالغصوب والعارية والبيع قبل القبض ففيه وجهان بناء على القولي ف‬
‫كفالة البدن‬
‫فإن قلنا إنا تصح فهلكت العي فقد قال أبو العباس فيه وجهان أحدها يب عليه ضمانا‬
‫والثان ل يب وقال الشيخ أبو حامد ل يوز بناء ذلك على كفالة البدن فإن البدن لو تلف ل‬
‫يضمن بدله ولو هلكت العي ضمنها‬
‫فصل إن ضمن عنه دينا ث اختلفا وإن ضمن عنه دينا ث اختلفا فقال الضامن ضمنت وأنا صب‬
‫وقال الضمون له ضمنت وأنت بالغ فالقول قول الضامن لن الصل عدم البلوغ‬
‫وإن قال ضمنت وأنا منون وقال بل ضمنت وأنت عاقل فإن ل يعرف له حالة جنون فالقول قول‬
‫الضمون له لن الصل العقل وصحة الضمان‬
‫وإن عرف له حالة جنون فالقول قول الضامن لنه يتمل أن يكون الضمان ف حالة الفاقة‬
‫ويتمل أن يكون ف حالة النون والصل عدم الضمان وبراءة الذمة‬
‫وإن ضمن عن رجل شيئا وأدى الال ث ادعى أنه ضمن بإذنه وأدى بإذنه ليجع وأنكر الضمون‬
‫عنه الذن ل يرجع عليه لن الصل عدم الذن وإن تكفل ببدن رجل ث ادعى أنه تكفل به ول‬
‫حق عليه فالقول قول الكفول له لن الكفيل قد أقر بالكفالة والكفالة ل تكون إل بن عليه حق‬
‫فكان القول قول الكفول له فإن طلب الكفيل يي الكفول له على ذلك ففيه وجهان أحدها‬
‫يلف لن ما يدعيه الكفيل مكن فحلف عليه الصم‬
‫والثان ل يلف لن إقراره بالكفالة يقتضي وجوب الق وما يدعيه يكذب إقراره فلم يلف‬
‫الصم‬
‫وإن ادعى الضامن أنه قضى الق عن الضمون عنه وأقر الضمون له وأنكر الضمون عنه ففيه‬
‫وجهان أحدها أن القول قول الضمون عنه لن الضامن يدعى القضاء ليجع فلم يقبل قوله‬
‫والضمون له يشهد على فعل نفسه أنه قبض فلم تقبل شهادته فسقط قولما وحلف الضمون عنه‬

‫والثان أن القول قول الضامن لن قبض الضمون له يثبت بالقرار مرة وبالبينة أخرى ولو ثبت‬
‫قبضه بالبينة رجع الضامن فكذلك إذا ثبت بالقرار‬

‫____________________‬

‫كتاب الشركة يصح عقد الشركة على التجارة لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال قال ال تعال أنا ثالث الشريكي ما ل ين أحدها صاحبه فإذا خانا خرجت‬
‫من بينهما ول تصح الشركة إل من جائز التصرف ف الال لنه عقد على التصرف ف الال فلم‬
‫تصح إل من جائز التصرف ف الال‬
‫فصل ف حكم مشاركة السلم الكافر ويكره أن يشارك السلم الكافر لا روى أبو حزة عن ابن‬
‫عباس رضي ال عنه أنه قال ل تشاركن يهوديا ول نصرانيا ول موسيا‬
‫قلت ل قال لنم يربون والربا ل يل‬
‫فصل ف الشركة على الدراهم والدناني وغيها من العروض وتصح الشركة على الدراهم‬
‫والدناني لنما أصل لكل ما يباع ويبتاع وبما تعرف قيمة الموال وما يزيد فيها من الرباح‬
‫فأما ما سواها من العروض فضربان ضرب ل مثل له وضرب له مثل‬
‫فأما ما ل مثل له كاليوان والثياب فل يوز عقد الشركة عليها لنه قد تزيد قيمة أحدها دون‬
‫الخر فإن جعلنا ربح ما زاد قيمته لالكه أفردنا أحدها بالربح‬
‫والشركة معقودة على الشتراك ف الربح‬
‫وإن جعلنا الربح بينهما أعطينا من ل تزد قيمة ماله ربح مال الخر وهذا ل يوز‬
‫وأما ما له مثل كالبوب والدهان ففيه وجهان أحدها ل يوز عقد الشركة عليه وعليه نص ف‬
‫البويطي لنه من غي الثان فلم يز عقد الشركة عليه كالثياب واليوان‬
‫والثان يوز وهو قول أب إسحاق لنه من ذوات المثال فأشبه الثان وإن ل يكن لما غي‬
‫العروض وأراد الشركة باع كل واحد منهما بعض عرضه ببعض عرض الخر فيصي الميع‬
‫مشتركا بينهما ويشتركان ف ربه‬
‫فصل ف صحة شركة العنان ول يصح من الشركة إل شركة العنان ول يصح ذلك إل أن يكون‬
‫مال أحدها من جنس مال الخر وعلى صفته‬
‫فإن كان مال أحدها دناني والخر دراهم أو مال أحدها صحاحا والخر قراضة أو مال أحدها‬
‫من سكة ومال الخر من سكة أخرى ل تصح الشركة لنما مالن ل يتلطان فلم تصح الشركة‬
‫عليهما كالعروض‬
‫فإن كان مال أحدها عشرة دناني ومال الخر مائة درهم وابتاعا با شيئا وربا قسم الربح‬
‫بينهما على قدر الالي‬
‫فإن كان نقد البلد أحدها قوم به الخر فإن استوت قيمتاها استويا ف الربح وإن اختلفت‬
‫قيمتاها تفاضل ف الربح على قدر مالما‬
‫فصل ف شرط صحة شركة العنان ول تصح حت يتلط الالن لنه قبل الختلط ل شركة‬
‫بينهما ف مال ولنا لو صححنا الشركة قبل الختلط وقلنا إن من ربح شيئا من ماله انفرد‬
‫بالربح أفردنا أحدها بالربح وذلك ل يوز وإن قلنا يشاركه الخر أخذ أحدها ربح مال الخر‬
‫وهذا ل يوز‬
‫وهل تصح الشركة مع تفاضل الالي ف القدر فيه وجهان أحدها ل تصح وهو أب القاسم‬
‫الناطي لن‬
‫____________________‬

‫الشركة تشتمل على مال وعمل ث ل يوز أن يتساويا ف الال ويتفاضل ف الربح فكذلك ل‬
‫يوز أن يتساويا ف العمل ويتفاضل ف الربح‬
‫وإذا اختلف مالما ف القدر فقد تساويا ف العمل وتفاضل ف الربح فوجب أل يوز‬
‫والثان تصح وهو قول عامة أصحابنا وهو الصحيح لن القصود بالشركة أن يشتركا ف ربح‬
‫مالما وذلك يصل مع تفاضل الالي كما يصل مع تساويهما وما قاله الناطي من قياس العمل‬
‫على الال ل يصح لن العتبار ف الربح بالال ل بالعمل والدليل عليه أنه ل يوز أن ينفرد‬
‫أحدها بالال ويشتركان ف الربح فلم يز أن يستويا ف الال ويتلفا ف الربح وليس كذلك‬
‫العمل فإنه يوز أن ينفرد أحدها بالعمل ويشتركا ف الربح فجاز أن يستويا ف العمل ويتلفا ف‬
‫الربح‬
‫فصل ف تصرف أحد الشركي ف نصيب الخر ول يوز لحد الشريكي أن يتصرف ف نصيب‬
‫شريكه إل بإذنه فإن أذن كل واحد منهما لصاحبه ف التصرف تصرفا وإن أذن أحدها ول يأذن‬
‫الخر تصرف الأذون ف الميع ول يتصرف الخر إل ف نصيبه‬
‫ول يوز لحدها أن يتجر ف نصيب شريكه إل ف الصنف الذي يأذن فيه الشريك ول أن يبيع‬
‫بدون ثن الثل ول بثمن مؤجل ول بغي نقد البلد إل أن يأذن له شريكه لن كل واحد منهما‬
‫وكيل للخر ف نصفه فل يلك إل ) ما يلك ( ) كالوكيل (‬
‫فصل ف تقسيم الربح والسران ويقسم الربح والسران على قدر الالي لن الربح ناء مالما‬
‫والسران نقصان مالما فكانا على قدر الالي فإن شرطا التفاضل ف الربح والسران مع تساوى‬
‫الالي أو التساوي ف الربح أو السران مع تفاضل الالي ل يصح العقد لنه شرط يناف مقتضى‬
‫الشركة فلم يصح كما لو شرط أن يكون الربح لحدها فإن تصرفا مع هذا الشرط صح‬
‫التصرف لن الشرط ل يسقط الذن فنفذ التصرف‬
‫فإن ربا أو خسرا جعل بينهما على قدر الالي ويرجع كل واحد منهما بأجرة عمله ف نصيب‬
‫شريكه لنه إنا عمل ليسلم له ما شرط وإذا ل يسلم رجع بأجرة عمله‬
‫فصل ف بطلن شركة البدان وأما شركة البدان وهي الشركة على ما يكتسبان بأبدانما فهي‬
‫باطلة لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال كل شرط ليس ف كتاب‬
‫ال فهو باطل وهذا الشرط ليس ف كتاب ال تعال فوجب أن يكون باطل ولن عمل كل واحد‬
‫منهما ملك له يتص به فلم يز أن يشاركه الخر ف بدله‬
‫فإن عمل وكسبا أخذ كل واحد منهما أجرة عمله لنا بدل عمله فاختص با‬
‫فصل ف بطلن شركة الفاوضة وأما شركة الفاوضة وهو أن يعقدا الشركة على أن يشتركا فيما‬
‫يكتسبان بالال والبدن وأن يضمن كل واحد منهما ما يب على الخر بغصب أو بيع أو ضمان‬
‫فهي شركة باطلة لديث عائشة رضي ال عنها ولنا شركة معقودة على أن يشارك كل واحد‬
‫منهما صاحبه فيما يتص بسببه فلم تصح كما لو عقد الشركة على ما يلكان بالرث والبة‬
‫ولنا شركة معقودة على أن يضمن كل واحد منهما ما يب على الخر بعدوانه فلم تصح كما‬
‫لو عقدا الشركة على أن يضمن كل واحد منهما ما يب على الخر بالناية‬
‫فإن عقدا الشركة على ذلك واكتسبا وضمنا أخذ كل واحد منهما ربح ماله وأجرة عمله وضمن‬
‫كل واحد منهما ما لزمه بغصبه وبيعه وضمانه لن الشرط قد سقط وبقي الربح والضمان على ما‬
‫كانا قبل الشرط ويرجع كل واحد منهما بأجرة عمله ف نصيب شريكه لنه عمل ف ماله ليسلم‬
‫له ما شرط له ول يسلم فوجب أجرة عمله‬
‫فصل ف بطلن شركة الوجوه وأما شركة الوجوه وهو أن يعقدا الشركة على أن يشارك كل‬
‫واحد منهما صاحبه ف ربح ما يشتريه بوجهه فهي شركة باطلة لن ما يشتريه كل واحد منهما‬
‫ملك له ينفرد به فل يوز أن يشاركه غيه ف ربه وإن وكل كل واحد منهما صاحبه ف شراء‬
‫شيء بينهما واشترى كل واحد منهما ما أذن فيه شريكه ونوى أن يشتريه بينه وبي شريكه دخل‬
‫ف ملكهما وصارا شريكي فيه فإذا بيع قسم الثمن بينهما لنه بدل مالما‬

‫____________________‬

‫فصل ف شركة ثلثة وإن أخذ رجل من رجل جل ومن آخر راوية على أن يستقي الاء ويكون‬
‫الكسب بينهم فقد قال ف موضع يوز وقال ف موضع ل يوز‬
‫فمن أصحابنا من قال إن كان الاء ملوكا للسقاء فالكسب له ويرجع عليه صاحب المل‬
‫والراوية بأجرة الثل للجمل والراوية لنه استوف منفعتهما بإجارة فاسدة فوجب عليه أجرة الثل‬
‫وإن كان الاء مباحا فالكسب بينهم أثلثا لنه استقى الاء على أن يكون الكسب بينهم فكان‬
‫الكسب بينهم كما لو وكله ف شراء ثوب بينهم فاشتراه على أن يكون بينهم وحل القولي على‬
‫هذين الالي‬
‫ومنهم من قال إن كان الاء ملوكا للسقاء كان الكسب له ويرجعان عليه بالجرة لا ذكرناه وإن‬
‫كان الاء مباحا ففيه قولن أحدها أنه بينهم أثلثا لنه أخذه على أن يكون بينهم فدخل ف‬
‫ملكهم كما لو اشترى شيئا بينهم بإذنم‬
‫والثان أن الكسب للسقاء لنه مباح اختص بيازته فاختص بلكه كالغنيمة ويرجعان عليه بأجرة‬
‫الثل لنما بذل منفعة المل والراوية ليسلم لما الكسب ول يسلم فثبت لما أجرة الثل‬
‫فصل الشريك أمي والشريك أمي فيما ف يده من مال شريكه فإن هلك الال ف يده من غي‬
‫تفريط ل يضمن لنه نائب عنه ف الفظ والتصرف فكان الالك ف يده كالالك ف يده‬
‫فإن ادعى اللك فإن كان بسبب ظاهر ل يقبل حت يقيم البينة عليه فإذا أقام البينة على السبب‬
‫فالقول قوله ف اللك مع يينه وإن كان بسبب غي ظاهر فالقول قوله مع يينه من غي بينة لنه‬
‫يتعذر إقامة البينة على اللك فكان القول قوله مع يينه‬
‫وإن ادعى عليه الشريك خيانة وأنكر فالقول قوله لن الصل عدم اليانة وإن كان ف يده عي‬
‫وادعى شريكه أن ذلك من مال الشركة وادعى هو أنه له فالقول قوله مع يينه لن الظاهر ما ف‬
‫يده أنه ملكه‬
‫فإن اشترى شيئا فيه ربح فادعى الشريك أنه اشتراه للشركة وادعى هو أنه اشتراه لنفسه أو‬
‫اشترعى شيئا فيه خسارة وادعى الشريك أنه اشتراه لنفسه وادعى هو أنه اشتراه للشركة فالقول‬
‫قوله لنه أعرف بعقده ونيته‬
‫فصل ف الصومة ف الشركة وإن كان بينهما عبد فأذن أحدها لصاحبه ف بيعه فباعه بألف ث‬
‫أقر الشريك الذي ل يبع أن البائع قبض اللف من الشتري وادعى الشتري ذلك وأنكر البائع‬
‫فإن الشتري يبأ من حصة الشريك الذي ل يبع لنه أقر أنه سلم حصته من الثمن إل شريكه‬
‫بإذنه وتبقى الصومة بي البائع وبي الشتري وبي الشريكي فإن تاكم البائع والشتري فإن كان‬
‫للمشتري بينة بتسليم الثمن قضى له وإن ل يكن له من يشهد غي الشريك الذي ل يبع فإن‬
‫شهادته مردودة ف قبض حصته لنه ير با إل نفسه نفعا وهو حق الرجوع عليه با قبض من‬
‫حصته‬
‫وهل ترد ف حصة البائع فيه قولن فإن قلنا تقبل حلف معه الشتري ويبأ وإن قلنا ل تقبل أو ل‬
‫يكن عدل فالقول قول البائع مع يينه أنه ل يقبض فإن حلف أخذ منه نصف الثمن وليس‬
‫للشريك الذي ل يبع أن يأخذ ما أخذ البائع شيئا لنه أقر أنه قد أخذ الق مرة وإن ما أخذه الن‬
‫أخذه ظلما فل يوز أن يأخذ منه‬
‫وإن نكل البائع حلف الشتري ويبأ وإن تاكم الشريكان فإن كان للذي ل يبع بينة بأن البائع‬
‫قبض الثمن رجع عليه بصته وإن ل تكن له بينة حلف البائع أنه ل يقبض ويبأ وإن نكل عن‬
‫اليمي ردت اليمي على الذي ل يبع فيحلف ويأخذ منه حصته وإن ادعى البائع أن الذى ل يبع‬
‫قبض اللف من الشتري وادعاه الشتري وأنكر الذي ل يبع نظرت فإن كان الذي ل يبع مأذونا‬
‫له ف القبض برئت ذمة الشتري من نصيب البائع لنه أقر أنه سلمه إل شريكه بإذنه وتبقى‬
‫الصومة بي الذي ل يبع وبي الشتري وبي الشريكي فيكون البائع ههنا كالذي ل يبع والذي ل‬
‫يبع كالبائع ف السألة قبلها وقد بيناه وإن ل يكن واحد منهما مأذونا له ف القبض ل تبأ ذمة‬
‫الشتري من شيء من الثمن لن الذي باعه أقر بالتسليم إل من ل يأذن له والذي ل يبع أنكر‬
‫القبض فإن تاكم البائع والشتري أخذ البائع منه حقه من غي يي لنه سلمه إل شريكه بغي إذنه‬

‫وإن تاكم الشتري والذي ل يبع فإن كان للمشتري بينة برىء من حقه وإن ل يكن له من يشهد‬
‫غي البائع فإن كان عدل قبلت شهادته لنه ل ير بذه الشهادة إل نفسه نفعا ول يدفع با ضررا‬
‫فإذا شهد حلف معه الشتري وبرىء‬
‫وإن ل يكن عدل فالقول قول الذي ل يبع مع يينه فإذا حلف أخذ منه حقه وإن كان البائع‬
‫مأذونا له ف القبض والذي ل يبع غي مأذون له وتاكم البائع والشتري قبض منه حقه من غي‬
‫يي لنه سلمه إل شريكه من غي إذنه‬
‫وهل للشريك الذي ل يبع مشاركته فيما أخذ قال الزن له مشاركته وهو‬
‫____________________‬

‫باليار بي أن يأخذ من الشتري خسمائة وبي أن يأخذ من الشتري مائتي وخسي ومن الشريك‬
‫مائتي وخسي‬
‫وقال أبو العباس ل يأخذ منه شيئا لنه لا أقر أن الذي ل يبع قبض جيع الثمن عزل نفسه من‬
‫الوكالة ف القبض لنه ل يبق له ما يتوكل ف قبضه فل يأخذ بعد العزل إل حق نفسه فل يوز‬
‫للذي ل يبع أن يشاركه فيه فإن تاكم الشتري والذي ل يبع فالقول قول الذي ل يبع مع يينه أنه‬
‫ل يقبض لن الصل عدم القبض‬
‫فإن كان للمشتري بينة قضى له وبرىء وإن ل يكن له من يشهد إل البائع ل تقبل شهادته على‬
‫قول الزن لنه يدفع عن نفسه بذه الشهادة ضررا وهو رجوع الشريك الذي ل يبع عليه بنصف‬
‫ما ف يده وعلى قول أب العباس تقبل شهادته قول واحدا لنه ل يدفع بشهادته ضررا لنه ل‬
‫رجوع له عليه‬
‫فصل ف عزل الشريك وانعزاله عن التصرف ولكل واحد من الشريكي أن يعزل نفسه عن‬
‫التصرف إذا شاء لنه وكيل وله أن يعزل شريكه عن التصرف ف نصيبه لنه وكيله فيملك عزله‬
‫فإذا انعزل أحدها ل ينعزل الخر عن التصرف لنما وكيلن فل ينعزل أحدها بعزل الخر‬
‫فإن قال أحدها فسخت الشركة انعزل جيعا لن الفسخ يقتضي رفع العقد من الانبي فانعزل‬
‫وإن ماتا أو أحدها انفسخت الشركة لنه عقد جائز فبطل بالوت كالوديعة‬
‫وإن جنا أو أحدها أو أغمي عليهما أو على أحدها بطل لنه بالنون والغماء يرج عن أن‬
‫يكون من أهل التصرف ولذا تثبت الولية عليه ف الال فبطل العقد كما لو مات‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب الوكالة توز الوكالة ف عقد البيع لا روي عن عروة بن العد قال أعطان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم دينارا أشتري له شاة أو أضحية فاشتريت شاتي فبعت إحداها بدينار وأتيته بشاة‬
‫ودينار فدعا ل بالبكة فكان لو اشترى ترابا لربح فيه ولن الاجة تدعو إل الوكالة ف البيع لنه‬
‫قد يكون له مال ول يسن التجارة فيه وقد يسن ول يتفرغ إليه لكثرة أشغاله فجاز أن يوكل‬
‫فيه غيه وتوز ف سائر عقود العاملت كالرهن والوالة والضمان والكفالة والشركة والوكالة‬
‫والوديعة والعارة والضاربة والعالة والساقاة والجارة والقرض والبة والوقف والصدقة لن‬
‫الاجة إل التوكيل فيها كالاجة إل التوكيل ف البيع‬
‫وف تلك الباحات كإحياء الوات واستقاء الاء والصطياد والحتشاش قولن أحدها ل يصح‬
‫التوكيل فيها لنه تلك مباح فلم يصح التوكيل فيه كالغتنام‬
‫والثان يصح لنه تلك مال بسبب ل يتعي عليه فجاز أن يوكل فيه كالبتياع والتاب‬
‫ويالف الغتنام لنه يستحق بالهاد وقد تعي عليه بالضور فتعي له ما استحق به‬
‫فصل ف التوكيل ف النكاح ويوز التوكيل ف عقد النكاح لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وكل عمرو بن أمية الضمري ف نكاح أم حبيبة‬
‫ويوز ف الطلق واللع والعتاق لن الاجة تدعو إل التوكيل فيه كما تدعو إل التوكيل ف البيع‬
‫والنكاح‬
‫ول يوز التوكيل ف اليلء والظهار واللعان لنا أيان فل تتمل التوكيل‬
‫وف الرجعة وجهان أحدها ل يوز التوكيل فيه كما ل يوز ف اليلء والظهار‬
‫والثان أنه يوز وهو الصحيح فإنه إصلح للنكاح فإذا جاز ف النكاح جاز ف الرجعة‬
‫فصل ف التوكيل ف إثبات الموال والصومات ويوز التوكيل ف إثبات الموال والصومة فيها‬
‫لا روي أن عليا كرم ال وجهه وكل عقيل رضي ال عنه عند أب بكر وعمر رضي ال عنهما‬
‫وقال ما قضي له فلي وما قضي عليه فعلي‬
‫ووكل عبد ال بن جعفر عند عثمان رضي ال عنه‬
‫وقال علي إن للخصومات قحما قال أبو زياد الكلب القحم الهالك ولن الاجة تدعو إل‬
‫التوكيل ف الصومات لنه قد يكون له حق أو يدعى عليه حق ول يسن الصومة فيه أو يكره‬
‫أن يتولها بنفسه فجاز أن يوكل فيه‬
‫ويوز ذلك من غي رضى الصم لنه توكيل ف حقه فل يعتب فيه رضى من عليه كالتوكيل ف‬
‫قبض الديون‬
‫ويوز التوكيل ف إثبات القصاص وحد‬
‫____________________‬

‫القذف لنه حق آدمي فجاز التوكيل ف إثباته كالال‬


‫ول يوز التوكيل ف إثبات حدود ال تعال لن الق له وقد أمرنا فيه بالدرء والتوصل إل إسقاطه‬
‫وبالتوكيل يتوصل إل إيابه فلم يز‬
‫ويوز التوكيل ف استيفاء الموال لن النب صلى ال عليه وسلم بعث العمال لقبض الصدقات‬
‫وأخذ الزي‬
‫ويوز ف استيفاء حدود ال تعال لن النب صلى ال عليه وسلم بعث أنيسا لقامة الد وقال يا‬
‫أنيس اغد على امرأة هذا فإن اعترفت فارجها ووكل عثمان رضي ال عنه عليا كرم ال وجهه‬
‫ليقيم حد الشرب على الوليد بن عقبة‬
‫وأما القصاص وحد القذف فإنه يوز التوكيل ف استيفائهما بضرة الوكل لن الاجة تدعو إل‬
‫التوكيل فيه لنه قد يكون له حد أو قصاص ول يسن أن يستوفيه فجاز أن يوكل فيه غيه‬
‫وهل يوز أن يستوفيه ف غيبة الوكل قال ف الوكالة ل يستوف وقال ف النايات ولو وكل‬
‫فتنحى به فعفا الوكل فقتله الوكيل بعد العفو وقبل العلم بالعفو ففي الضمان قولن وهذا يدل‬
‫على أنه يوز أن يقتص مع غيبة الوكل‬
‫فمن أصحابنا من قال يوز قول واحدا وهو قول أب إسحاق لنه حق يوز أن يستوفيه بضرة‬
‫الوكل فجاز ف غيبته كأخذ الال وحل قوله ل يستوف على الستحباب‬
‫ومنهم من قال ل يوز قول واحدا لن القصاص والد يتاط ف إسقاطهما والعفو مندوب إليه‬
‫فيهما فإذا حضر رجونا أن يرحه فيعفو عنه وحل قوله ف النايات على أنه أراد إذا تنحى به ول‬
‫يغب عن عينه فعفا ول يسمع الوكيل فقتل‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها يوز‬
‫والثان ل يوز ووجههما ما ذكرناه‬
‫فصل ف فسخ العقود ويوز التوكيل ف فسخ العقود لنه إذا جاز التوكيل ف عقدها ففي فسخها‬
‫أول ويوز أن يوكل ف البراء من الديون لنه إذا جاز التوكيل ف إثباتا واستيفائها جاز التوكيل‬
‫ف البراء عنها‬
‫وف التوكيل ف القرار وجهان أحدها يوز وهو ظاهر النص لنه إثبات مال ف الذمة بالقول‬
‫فجاز التوكيل فيه كالبيع‬
‫والثان ل يوز وهو قول أب العباس لنه توكيل ف الخبار عن حق فلم يز كالتوكيل ف الشهادة‬
‫بالق فإذا قلنا ل يوز فهل يكون توكيله إقرارا فيه وجهان أحدها أنه إقرار لنه ل يوكل ف‬
‫القرار بالق إل والق واجب عليه‬
‫والثان أنه ل يكون إقرارا كما ل يكون التوكيل ف البراء إبراء‬
‫فصل فيمن يصح منه التوكيل ومن ل يصح ول يصح التوكيل إل من يلك التصرف ف الذي‬
‫يوكل فيه بلك أو ولية فأما من ل يلك التصرف ف الذي يوكل فيه كالصب والنون والجور‬
‫عليه ف الال والرأة ف النكاح والفاسق ف تزويج ابنته فل يلك التوكيل فيه لنه ل يلكه فل‬
‫يلك أن يلك ذلك غيه وأما من ل يلك التصرف إل بالذن كالوكيل والعبد الأذون فإنه ل‬
‫يلك التوكيل إل بالذن لنه يلك التصرف بالذن فكان توكيله بالذن‬
‫واختلف أصحابنا ف غي الب والد من العصبات هل يلك التوكيل ف التزويج من غي إذن‬
‫الرأة فمنهم من قال يلك لنه يلك التزويج بالولية من جهة الشرع فملك التوكيل من غي إذن‬
‫كالب والد‬
‫ومنهم من قال ل يلك لنه ل يلك التزويج إل بإذن فل يلك التوكيل إل بإذن كالوكيل والعبد‬
‫الأذون‬
‫فصل فيمن يصح التوكيل إليه ومن ل يصح ومن ل يلك التصرف ف حق نفسه لنقص فيه‬
‫كالرأة ف النكاح والصب والنون ف جيع العقود ل يلك أن يتوكل لغيه لنه إذا ل يلك ذلك‬
‫ف حق نفسه بق اللك ل يلكه ف حق غيه بالتوكيل‬
‫ومن ملك التصرف فيما تدخله النيابة ف حق نفسه جاز أن يتوكل فيه لغيه لنه يلك ف حق‬
‫نفسه بق اللك فملك ف حق غيه بالذن‬
‫واختلف أصحابنا ف العبد هل يوز أن يتوكل ف قبول النكاح فمنهم من قال يوز لنه يلك‬
‫قبول العقد لنفسه بإذن الول فملك أن يقبل لغيه بالتوكيل‬
‫ومنهم من قال ل يوز لنه ل يلك النكاح وإنا أجيز له القبول لنفسه للحاجة إليه ول حاجة إل‬
‫القبول لغيه فلم يز‬
‫واختلفوا ف توكيل الرأة ف طلق غيها فمنهم من قال يوز كما يوز توكيلها ف طلقها‬
‫ومنهم من قال ل يوز لنا ل تلك الطلق وإنا أجيز توكيلها ف طلق نفسها للحاجة ول‬
‫حاجة إل توكيلها ف طلق غيها فلم يز‬
‫ويوز للفاسق أن يتوكل ف قبول النكاح للزوج لنه يوز أن يقبل لنفسه مع الفسق فجاز أن‬
‫يقبل لغيه وهل يوز أن يتوكل ف الياب فيه وجهان أحدها‬
‫____________________‬

‫ل يوز لنه موجب للنكاح فلم يز أن يكون فاسقا كالول‬


‫والثان يوز لنه ليس بول وإنا هو مأمور من جهة الول والول عدل‬
‫فصل ف الياب والقبول ف الوكالة ول تصح الوكالة إل بالياب والقبول لنه عقد تعلق به‬
‫حق كل واحد منهما فافتقر إل الياب والقبول كالبيع والجارة‬
‫ويوز القبول على الفور وعلى التراخي وقال القاضي أبو حامد الروزي ل يوز إل على الفور‬
‫لنه عقد ف حال الياة فكان القبول فيه على الفور كالبيع‬
‫والذهب الول لنه إذن ف التصرف والذن قائم ما ل يرجع فيه فجاز القبول ويوز القبول‬
‫بالفعل لنه إذن ف التصرف فجاز القبول فيه بالفعل كالذن ف أكل الطعام‬
‫فصل ف الغرر ف الوكالة ول يوز التوكيل إل ف تصرف معلوم فإن قال وكلتك ف كل قليل‬
‫وكثي ل يصح لنه يدخل فيه ما يطيق وما ل يطيق فيعظم الضرر ويكثر الغرر‬
‫وإن قال وكلتك ف بيع جيع مال أو قبض جيع ديون صح لنه يعرف ماله ودينه‬
‫وإن قال بع ما شئت من مال أو اقبض ما شئت من ديون جاز لنه إذا عرف ماله ودينه عرف‬
‫أقصى ما يبيع ويقبض فيقل الغرر‬
‫وإن قال اشتر ل عبدا ل يصح لن فيه ما يكون بائة وفيه ما يكون بألف فيكثر الغرر‬
‫وإن قال اشتر ل عبدا بائة ل يصح لن ذكر الثمن ل يدل على النوع فيكثر الغرر‬
‫وإن قال اشتر ل عبدا تركيا بائة جاز لن مع ذكر النوع وقدر الثمن يقل الغرر‬
‫فإن قال اشتر ل عبدا تركيا ول يقدر الثمن ففيه وجهان قال أبو العباس يصح لنه يمل المر‬
‫على أعلى هذا النوع ثنا فيقل الغرر‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يصح لن أثان الترك تتلف وتتفاوت فيكثر الغرر‬
‫وإن وكله ف البراء ل يز حت يبي النس الذي يبىء منه والقدر الذي يبىء منه وإن وكله ف‬
‫القرار وقلنا إنه يصح التوكيل فيه ل يز حت يبي جنس ما يقر به وقدر ما يقر به لنه إذا أطلق‬
‫عظم الضرر وكثر الغرر فلم يز‬
‫وإن وكله ف خصومة كل من ياصمه ففيه وجهان أحدها يصح لن الصومة معلومة‬
‫والثان ل يصح لنا قد تقل الصومات وقد تكثر فيكثر الغرر‬
‫فصل ف تعليق الوكالة على شرط مستقبل ول يوز تعليق الوكالة على شرط مستقبل‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز لنه إذن ف التصرف فجاز تعليقه على شرط مستقبل كالوصية‬
‫والذهب الول لنه عقد تؤثر الهالة ف إبطاله فلم يصح تعليقه على شرط كالبيع والجارة‬
‫ويالف الوصية فإنا ل يؤثر فيها غرر الهالة فل يؤثر فيها غرر الشرط والوكالة تؤثر الهالة ف‬
‫إبطالا فأثر غرر الشرط‬
‫فإن علقها على شرط مستقبل ووجد الشرط وتصرف الوكيل صح التصرف لن مع فساد العقد‬
‫الذن قائم فيكون تصرفه بإذن فصح فإن كان قد سى له جعل سقط السمى ووجب له أجرة‬
‫الثل لنه عمل ف عقد فاسد ل يرض فيه بغي بدل فوجب أجرة الثل كالعمل ف الجارة الفاسدة‬
‫وإن عقد الوكالة ف الال وعلق التصرف على شرط بأن قال وكلتك أن تطلق امرأت أو تبيع‬
‫مال بعد شهر صح لنه ل يعلق العقد على شرط وإنا علق التصرف على شرط فلم ينع صحة‬
‫العقد‬
‫فصل فيما يلك الوكيل التصرف فيه ول يلك الوكيل من التصرف إل ما يقتضيه إذن الوكل من‬
‫جهة النطق أو من جهة العرف لن تصرفه بالذن فل يلك إل ما يقتضيه الذن والذن يعرف‬
‫بالنطق وبالعرف‬
‫فإن تناول الذن تصرفي وف أحدها إضرار بالوكل ل يز ما فيه إضرار لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ل ضرر ول إضرار‬
‫فإن تناول تصرفي وف أحدها نظر للموكل لزمه ما فيه النظر للموكل لا روى ثوبان مول رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم رأس الدين النصيحة‬
‫قلنا يا رسول ال لن قال ل ولرسوله ولكتابه ولمة السلمي وللمسلمي عامة وليس من النصح‬
‫أن يترك ما فيه الظ والنظر للموكل‬

‫____________________‬

‫فصل ف الذن ف توكيل الوكيل غيه وإن وكل ف تصرف وأذن له أن يوكل إذا شاء نظرت فإن‬
‫عي له من يوكله وكله أمينا كان أو غي أمي لنه قطع اجتهاده بالتعيي وإن ل يعي من يوكل ل‬
‫يوكل إل أمينا لنه ل نظر للموكل ف توكيل غي المي‬
‫فإن وكل أمينا فصار خائنا فهل يلك عزله فيه وجهان أحدها يلك عزله لن الوكالة تقتضي‬
‫استعمال أمي فإذا خرج عن أن يكون أمينا ل يز استعماله فوجب عزله‬
‫والثان ل يلك عزله لنه أذن له ف التوكيل دون العزل‬
‫وإن وكله ول يأذن له ف التوكيل نظرت فإن كان ما وكله فيه ما يتوله الوكيل ويقدر عليه ل‬
‫يز أن يوكل فيه غيه لن الذن ل يتناول تصرف غيه من جهة النطق ول من جهة العرف لنه‬
‫ليس ف العرف إذا رضيه أن يرضى غيه‬
‫وإن وكله ف تصرف وقال اصنع فيه ما شئت ففيه وجهان أحدها أنه يوز أن يوكل فيه غيه‬
‫لعموم قوله اصنع فيه ما شئت‬
‫والثان ل يوز لن التوكيل يقتضي تصرفا يتوله بنفسه وقوله اصنع فيه ما شئت يرجع إل ما‬
‫يقتضيه التوكيل ف تصرفه بنفسه‬
‫وإن كان ما وكله فيه ما ل يتوله بنفسه كعمل ل يسنه أو عمل يترفع عنه جاز أن يوكل فيه‬
‫غيه لن توكيله فيما ل يسنه أو فيما يترفع عنه إذن ف التوكيل فيه من جهة العرف وإن كان‬
‫ما يتوله ) بنفسه ( إل أنه ل يقدر على جيعه لكثرته جاز له أن يوكل فيما ل يقدر عليه منه لن‬
‫توكيله فيما ل يقدر عليه إذن ف التوكيل فيه من جهة العرف‬
‫وهل يوز أن يوكل ف جيعه فيه وجهان أحدها أن يوكل ف جيعه لنه ملك التوكيل فملك ف‬
‫جيعه كالوكل‬
‫والثان ليس له أن يوكل فيما يقدر عليه منه لن التوكيل يقتضي أن يتول الوكيل بنفسه وإنا أذن‬
‫له فيما ل يقدر عليه للعجز وبقي فيما يقدر عليه على مقتضى التوكيل‬
‫وإن وكل نفسي ف بيع أو طلق فإن جعله إل كل واحد منهما جاز لكل واحد منهما أن ينفرد‬
‫به لنه أذن لكل واحد منهما ف التصرف وإن ل يعل إل كل واحد منهما ل يز لحدها أن‬
‫ينفرد به لنه ل يرض بتصرف أحدها فل يوز أن ينفرد به‬
‫وإن وكلهما ف حفظ ماله حفظاه ف حرز لما وخرج أبو العباس وجها آخر أنه إن كان ما‬
‫ينقسم جاز أن يقتسما ويكون عند كل واحد منهما نصفه وإن ل ينقسم جعله ف حرز لما كما‬
‫يفعل الالكان والصحيح هو الول لنه تصرف أشرك فيه بينهما فلم يز لحدها أن ينفرد ببعضه‬
‫فيه كالبيع‬
‫ويالف الالكي لن تصرف الالكي بق اللك ففعل ما يقتضي اللك وتصرف الوكيلي بالذن‬
‫والذن يقتضي اشتراكهما ولذا يوز لحد الالكي أن ينفرد ببيع بعضه ول يوز لحد الوكيلي‬
‫أن ينفرد ببيع بعضه‬
‫فصل فيما يلكه الوكيل أو ما ل يلكه وإن وكل رجل ف الصومة ل يلك القرار على الوكل‬
‫ول البراء من دينه ول الصلح عنه لن الذن ف الصومة ل يقتضي شيئا من ذلك‬
‫وإن وكله ف تثبيت حق فثبته ل يلك قبضه لن الذن ف التثبيت ليس بإذن ف القبض من جهة‬
‫النطق ول من جهة العرف لنه ليس ف العرف أن من يرضاه للتثبيت يرضاه للقبض‬
‫وإن وكله ف قبض حق من رجل فجحد الرجل الق فهل يلك أن يثبته عليه فيه وجهان أحدها‬
‫ل يلك لن الذن ف القبض ليس بإذن ف التثبيت من جهة النطق ول من جهة العرف لنه ليس‬
‫ف العرف أن من يرضاه للقبض يرضاه للتثبيت‬
‫والثان أنه يلك لنه يتوصل بالتثبيت إل القبض فكان الذن ف القبض إذنا ف التثبيت‬
‫وإن وكله ف بيع سلعة فباعها ل يلك البراء من الثمن لن الذن ف البيع ليس بإذن ف البراء‬
‫من الثمن‬
‫وهل يلك قبضه أم ل فيه وجهان أحدها أنه ل يلك لن الذن ف البيع ليس بإذن ف قبض‬
‫الثمن من جهة النطق ول من جهة العرف لنه قد يرضى النسان للبيع من ل يرضاه للقبض‬
‫والثان أنه يلك لن العرف ف البيع تسليم للمبيع وقبض الثمن فحملت الوكالة عليه‬
‫وإن وكله ف شراء عبد فاشتراه وسلم الثمن ث استحق العبد‬
‫فهل يلك أن ياصم البائع ف درك الثمن فيه وجهان أحدها يلك لنه من أحكام العقد‬
‫والثان ل يلك لن الذي وكل فيه هو العقد وقد فرغ منه فزالت الوكالة‬

‫____________________‬
‫فصل ف شرط الزمان والكان ف الوكالة وإن وكل ف البيع ف زمان ل يلك البيع قبله ول بعده‬
‫لن الذن ل يتناول ما قبله ول ما بعده من جهة النطق ول من جهة العرف لنه قد يؤثر البيع ف‬
‫زمان لاجة ول يؤثر ف زمان قبله ول زمان بعده‬
‫إن وكله ف البيع ف مكان فإن كان الثمن فيه أكثر أو النقد فيه أجود ل يز البيع ف غيه لنه قد‬
‫يؤثر البيع ف ذلك الكان لزيادة الثمن أو جودة النقد فل يوز تفويت ذلك عليه وإن كان الثمن‬
‫فيه وف غيه واحدا ففيه وجهان أحدها أنه يلك البيع ف غيه لن القصود فيهما واحد فكان‬
‫الذن ف أحدها إذنا ف الخر‬
‫والثان ل يوز لنه لا نص عليه دل على أنه قصد عينه لعن هو أعلم به من يي وغيها فلم تز‬
‫مالفته‬
‫فصل وإن وكله ف البيع من رجل ل يز أن يبيع من غيه لنه قد يؤثر تليكه دون غيه فل يكون‬
‫الذن ف البيع منه إذنا ف البيع من غيه‬
‫وإن قال خذ مال من فلن فمات ل يز أن يأخذ من ورثته لنه قد ل يرضى أن يكون ماله عنده‬
‫ويرضى أن يكون عند ورثته فل يكون الذن ف الخذ منه إذنا ف الخذ من ورثته‬
‫وإن قال خذ ما ل على فلن فمات جاز أن يأخذ من ورثته لنه قصد أخذ ماله وذلك يتناول‬
‫الخذ منه ومن ورثته‬
‫وإن وكل العدل ف بيع الرهن فأتلفه رجل فأخذت منه القيمة ل يز له بيع القيمة لن الذن ل‬
‫يتناول بيع القيمة‬
‫فصل ف التوكيل ف بيع فاسد وإن وكل ف بيع فاسد ل يلك الفاسد لن الشرع ل يأذن فيه ول‬
‫يلك الصحيح لن الوكل ل يأذن فيه‬
‫فصل ف التوكيل ف بيع سلعة وإن وكل ف بيع سلعة ل يلك بيعها من نفسه من غي إذن لن‬
‫العرف ف البيع أن يوجب لغيه فحمل الوكالة عليه ولن إذن الوكل يقتضي البيع من يستقصي‬
‫ف الثمن عليه وف البيع من نفسه ل يستقصي ) عليه ( ف الثمن فلم يدخل ف الذن‬
‫وهل يلك البيع من ابنه أو مكاتبه فيه وجهان أحدها يلك وهو قول أب سعيد الصطخري لنه‬
‫يوز أن يبيع منه ماله فجاز له أن يبيع منه مال موكله فإن مالما ليس كمال فجاز البيع منهما‬
‫كالجنب‬
‫والثان ل ) يلك ( وهو قول أب إسحاق لنه متهم ف اليل إليهما كما يتهم ف اليل إل نفسه‬
‫ولذا ل تقبل شهادته لما كما ل تقبل شهادته لنفسه‬
‫فإن أذن له ف البيع من نفسه ففيه وجهان أحدها يوز كما يوز أن يوكل الرأة ف طلقها‬
‫والثان ل يوز وهو النصوص لنه يتمع ف عقده غرضان متضادان الستقصاء للموكل‬
‫والسترخاص لنفسه فتمانعا ويالف الطلق فإنه يصح بالزوج وحده فصح بن يوكله والبيع ل‬
‫يصح بالبائع وحده فلم يصح بن يوكله‬
‫وإن وكل رجل ف بيع عبده ووكله آخر ف شرائه ل يصح لنه عقد واحد يتمع فيه غرضان‬
‫متضادان فلم يصح التوكيل فيه كالبيع من نفسه‬
‫وإن وكله ف خصومة رجل ووكله الرجل ف خصومته ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه توكيل‬
‫ف أمر يتمع فيه غرضان متضادان فلم يصح كما لو وكله أحدها ف بيع عبده ووكله آخر ف‬
‫شرائه‬
‫والثان يصح لنه ل يتهم ف إقامة الجة لكل واحد منهما مع حضور الاكم فإن وكل عبد‬
‫الرجل ليشتري له نفسه أو عبدا غيه من موله ففيه وجهان أحدها يوز لنه لا جاز توكيله ف‬
‫الشراء من غي موله جاز توكيله ف الشراء من موله‬
‫والثان ل يوز لن يد العبد كيد الول ولذا يكم له با ف يد العبد كما يكم له با ف يده ث لو‬
‫وكل الول ف الشراء من نفسه ل يز فكذلك إذا وكل العبد‬
‫فصل ف اشتراء الوكيل السلعة العيبة وإن وكل ف شراء سلعة موصوفة ل يز أن يشتري معيبا‬
‫لن إطلق البيع يقتضي السلمة من العيب ولذا لو اشترى عينا فوجد با عيبا ثبت له الرد فإن‬
‫اشترى معيبا نظرت فإن اشتراه وهو يعلم أنه معيب ل يصح الشراء للموكل لنه اشترى له ما ل‬
‫يأذن فيه فلم يصح له وإن اشتراه وهو ل يعلم أنه معيب ث علم ل يل إما أن يرضى به أو ل‬
‫يرضى فإن ل يرض به نظرت فإن علم الوكل ورضي به ل يز للوكيل رده لن الرد لقه وقد‬
‫رضي به فسقط‬
‫وإن ل يعلم الوكل ثبت للوكيل الرد لنه ظلمة حصلت بعقده فجاز له رفعها كما لو اشترى‬
‫لنفسه‬
‫فإن قال له البائع أخر الرد حت تشاور الوكل فإن ل يرض قبلته ل يلزمه التأخي لنه حق تعجل‬
‫له فلم يلزمه تأخيه وإن قبل منه وأخره بذا الشرط فهل يسقط حقه من الرد فيه وجهان أحدها‬
‫يسقط لنه ترك الرد مع القدرة‬
‫والثان ل يسقط لنه ل يرض بالعيب فإن ادعى البائع أن الوكل علم بالعيب ورضي به فالقول‬
‫قول الوكيل مع يينه لن الصل عدم الرضا فإن رضي الوكيل بالعيب سقط خياره فإن حضرا‬
‫الوكل ورضي بالعيب استقر العقد وإن اختار الرد نظرت فإن كان قد ساه الوكيل ف البتياع أو‬
‫نواه وصدقه البائع جاز أن يرده لن الشراء له وهو ل يرض بالعيب وإنا رضي وكيله فل يسقط‬
‫حقه من الرد وإن ل يسمه الوكيل‬
‫____________________‬
‫ف البتياع ول صدقه البائع أنه نواه فالنصوص أن السلعة تلزم الوكيل لنه ابتاع ف الذمة‬
‫للموكل ما ل يأذن فيه له‬
‫ومن أصحابنا من قال يلزم الوكل لن العقد وقع له وقد تعذر الرد بتفريط الوكيل ف ترك الرد‬
‫ويرجع الوكل على الوكيل بنقصان العيب لن الوكيل صار كالستهلك له بتفريطه‬
‫وف الذي يرجع به وجهان أحدها وهو قول أب يي البلخي أنه يرجع با نقص من قيمته معيبا‬
‫عن الثمن فإن كان الثمن مائة وقيمة السلعة مائة ل يرجع بشيء وإن كان الثمن مائة وقيمة‬
‫السلعة تسعي رجع بعشرة كما نقول ف شاهدين شهدا على رجل أنه باع سلعة بائة فأخذت منه‬
‫ووزن له الشتري الثمن ث رجع الشهود عن الشهادة فإن الكم ل ينقض ويرجع البائع على‬
‫الشهود با نقص من القيمة عن الثمن فإن كان الثمن والقيمة سواء ل يرجع عليهم بشيء وإن‬
‫كانت القيمة مائة والثمن تسعون رجع بعشرة‬
‫والثان أنه يرجع بأرش العيب وهو الصحيح لنه عيب فات الرد به من غي رضاه فوجب‬
‫الرجوع بالرش وإن وكل ف شراء سلعة بعينها فاشتراها ووجد با عيبا فهل له أن يرد من غي‬
‫إذن الوكل فيه وجهان أحدها له أن يرد لن البيع يقتضي السلمة من العيب ول يسلم من‬
‫العيب فثبت له الرد كما لو وكل ف شراء سلعة موصوفة فوجد با عيبا فعلى هذا يكون حكمه‬
‫ف الرد على ما ذكرناه ف السلعة الوصوفة‬
‫والثان ل يرد من غي إذن الوكل لنه قطع نظره واجتهاده بالتعيي‬
‫فصل ف اعتبار العرف ف الوكل فيه وإن وكل ف بيع عبد أو شراء عبد ل يز أن يعقد على‬
‫بعضه لن العرف ف بيع العبد وشرائه أن يعقد على جيعه فحمل الوكالة عليه ولن ف تبعيضه‬
‫إضرارا بالوكل فلم يلك من غي إذن‬
‫وإن وكل ف شراء أعبد أو بيع أعبد جاز أن يعقد على واحد واحد لن العرف ف العبيد أن تباع‬
‫وتشتري واحدا واحدا ولنه ل ضرر ف إفراد بعضهم عن بعض وإن وكله أن يشتري له عشرة‬
‫أعبد صفقة واحدة فابتاع عشرة أعبد من اثني صفقة واحدة ففيه وجهان قال أبو العباس يلزم‬
‫الوكل لنه اشتراهم صفقة واحدة‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يلزم الوكل لن عقد الواحد مع الثني عقدان‬
‫فصل ف بيع الوكيل وشرائه بغي نقد البلد ول يوز للوكيل ف البيع أن يبيع بغي نقد البلد من‬
‫غي إذن ول للوكيل ف الشراء أن يشتري بغي نقد البلد من غي إذن لن إطلق البيع يقتضي‬
‫نقد البلد ولذا لو قال بعتك بعشرة دراهم حل على نقد البلد‬
‫وإن كان ف البلد نقدان باع بالغالب منهما لن نقد البلد هو الغالب فإن استويا ف العاملة باع‬
‫با هو أنفع للموكل لنه مأمور بالنصح له ومن النصح أن يبيع بالنفع فإن استويا باع با شاء‬
‫منهما لنه ل مزية لحدها على الخر فخي بينهما‬
‫وإن أذن له ف العقد بنقد ل يز أن يعقد بنقد آخر لن الذن ف جنس ليس بإذن ف جنس آخر‬
‫ولذا لو أذن له ف شراء عبد ل يز أن يشتري جارية ولو أذن له ف شراء حار ل يز أن يشتري‬
‫فرسا‬
‫فصل ف شراء الوكيل بغي شرط الوكل وإن دفع إليه ألفا وقال اشتر بعينها عبدا فاشترى ف‬
‫ذمته ل يصح الشراء للموكل لنه ل يرض بالتزام غي اللف فإذا ابتاع بألف ف الذمة فقد ألزمه‬
‫ألفا ل يرض بالتزامها فلم يلزمه‬
‫وإن قال اشتر ل ف الذمة وانقد اللف فيه فابتاع بعينها ففيه وجهان أحدها أن البيع باطل لنه‬
‫أمره بعقد ل ينفسخ بتلف اللف فعقد عقدا ينفسخ بتلف اللف وذلك ل يأذن فيه ول يرض به‬
‫والثان أنه يصح لنه أمره بعقد يلزمه الثمن مع بقاء اللف ومع تلفها وقد عقد عقدا يلزمه الثمن‬
‫مع بقائها ول يلزمه مع تلفها فزاده بذلك خيا وإن دفع إليه ألفا وقال اشتر عبدا ول يقل بعينها‬
‫ففيه وجهان أحدها أن مقتضاه الشراء بعينها لنه لا دفع إليه اللف دل على أنه قصد الشراء با‬
‫فعلى هذا إذا اشترى ف ذمته ل يصح الشراء‬
‫والثان أنه ل يقتضي الشراء بعينها لن المر مطلق فعلى هذا يوز أن يشتري بعينها ويوز أن‬
‫يشتري ف الذمة وينقد اللف فيه‬
‫فصل ف شراء الوكيل مع عدم دفع الوكل فإن وكله ف الشراء ول يدفع إليه الثمن فاشتراه ففي‬
‫الثمن ثلثة أوجه أحدها أنه على الوكل والوكيل ضامن لن البيع للموكل فكان الثمن عليه‬
‫والوكيل تول العقد والتزم الثمن فضمنه‬
‫فعلى هذا يوز للبائع أن يطالب الوكيل والوكل لن أحدها ضامن والخر مضمون عنه فإن‬
‫وزن الوكيل الثمن رجع على الوكل وإن وزن الوكل ل يرجع على الوكيل‬

‫____________________‬

‫والثان أن الثمن على الوكيل دون الوكل لن الذي التزم هو الوكيل فكان الثمن عليه فعلى هذا‬
‫يوز للبائع مطالبة الوكيل لن الثمن عليه ول يوز له مطالبة الوكل لنه ل شيء عليه‬
‫فإن وزن الوكيل رجع على الوكل لنه التزم بإذنه وإن ل يزن ل يرجع كما نقول فيمن أحال‬
‫بدين عليه على رجل ل دين له عليه أنه إذا وزن رجع وإذا ل يزن ل يرجع‬
‫وإن أبرأ البائع الوكيل سقط الثمن وحصلت السلعة للموكل من غي ثن‬
‫والثالث أن الثمن على الوكيل وللوكيل ف ذمة الوكل مثل الثمن فيجوز للبائع مطالبة الوكيل‬
‫دون الوكل وللوكيل مطالبة الوكل بالثمن وإن ل يطالبه البائع‬
‫فصل ف البيع بثمن مؤجل ول يوز للوكيل ف البيع أن يبيع بثمن مؤجل من غي إذن لن الصل‬
‫ف البيع النقد وإنا يدخل التأجيل لكساد أو فساد فإذا أطلق حل على الصل فإن أذن له ف بيع‬
‫مؤجل وقدر الجل ل يبع إل أجل أكثر منه لنه ل يرض با زاد على القدر فبقي على الصل ف‬
‫النع وإن أطلق الجل ففيه وجهان أحدها ل يصح التوكيل لن الجال تتلف فيكثر الغرر فيه‬
‫فلم يصح‬
‫والثان يصح ويمل على العرف ف مثله لن مطلق الوكالة يمل على التعارف وإن ل يكن فيه‬
‫عرف باع بأنفع ما يقدر عليه لنه مأمور بالنصح لوكله‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز القليل والكثي لن اللفظ مطلق‬
‫ومنهم من قال يوز إل سنة لن الديون الؤجلة ف الشرع مقدرة بالسنة وهي الدية والزية‬
‫والصحيح هو الول وقول القائل الثان أن اللفظ مطلق ل يصح لن العرف يصه ونصح الوكل‬
‫يصه وقول القائل الثالث ل يصح لن الدية والزية وجبت بالشرع فحمل على تأجيل الشرع‬
‫وهذا وجب بإذن الوكل فحمل على التعارف‬
‫وإن أذن له ف البيع إل أجل فباع بالنقد نظرت فإن باع بدون ما يساوي نسيئة ل يصح لن‬
‫الذن ف البيع نسيئة يقتضيي البيع با يساوي نسيئة فإذا باع با دونه ل يصح‬
‫وإن باع نقدا با يساوي نسيئة فإن كان ف وقت ل يأمن أن ينهب أو يسرق ل يصح لنه ضرر ل‬
‫يرض به فلم يلزمه وإن كان ف وقت مأمون ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه قد يكون له غرض‬
‫ف كون الثمن ف ذمة ملي ففوت عليه ذلك فلم يصح‬
‫والثان يصح لنه زاده بالتعجيل خيا‬
‫وإن وكله أن يشتري عبدا بألف فاشتراه بألف مؤجل ففيه وجهان أحدها ل يصح الشراء‬
‫للموكل لنه قصد أل يكون عليه دين وأل يشتري إل با معه‬
‫والثان أنه يصح لنه حصل له العبد وزاده بالتأجيل خيا‬
‫فصل ف اشتراط الوكيل اليار للمشتري أو للبائع ول يوز للوكيل ف البيع أن يشترط اليار‬
‫للمشتري ول للوكيل ف الشراء أن يشترط اليار للبائع من غي إذن لنه شرط ل حظ فيه‬
‫للموكل فل يوز من غي إذن كالجل‬
‫وهل يوز أن يشترط لنفسه أو للموكل فيه وجهان أحدها ل يوز لن إطلق البيع يقتضى البيع‬
‫من غي شرط‬
‫والثان يوز لنه احتاط للموكل بشرط اليار‬
‫فصل ف بيع الوكيل بدون ثن الثل ول يوز للوكيل ف البيع أن يبيع بدون ثن الثل با ل يتغابن‬
‫الناس به ومن غي إذن ول للوكيل ف الشراء أن يشتري بأكثر من ثن الثل با ل يتغابن الناس به‬
‫من غي إذن لنه منهي عن الضرار بالوكل مأمور بالنصح له وف النقصان عن ثن الثل ف البيع‬
‫والزيادة على ثن الثل ف الشراء إضرار وترك النصح ولن العرف ف البيع ثن الثل فحمل‬
‫إطلق الذن عليه‬
‫فإن حضر من يطلب بالزيادة على ثن الثل ل يز أن يبيع بثمن الثل لنه مأمور بالنصح والنظر‬
‫للموكل ول نصح ول نظر للموكل ف ترك الزيادة‬
‫وإن باع بثمن الثل ث حضر من يزيد ف حال اليار ففيه وجهان أحدها ل يلزمه فسخ البيع لن‬
‫الزايد قد ل يثبت على الزيادة فل يلزمه الفسخ بالشك‬
‫والثان يلزمه الفسخ وهو الصحيح لن حال اليار كحال العقد ولو حضر ف حال العقد من‬
‫يزيد وجب البيع منه فكذلك إذا حضر ف حال اليار وقول القائل الول إنه قد ل يثبت على‬
‫الزيادة فيكون الفسخ بالشك ل يصح لن الظاهر أنه يثبت فل يكون الفسخ بالشك‬
‫وإن باع بنقصان يتغابن الناس بثله بأن باع ما يساوي عشرة بتسعة صح البيع وإن اشترى بزيادة‬
‫يتغابن الناس بثلها بأن ابتاع ما يساوي عشرة بأحد عشر صح الشراء ولزم الوكل لن ما يتغابن‬
‫الناس بثله يعد ثن الثل ولنه ل يكن الحتراز منه فعفي عنه‬
‫وإن اشترى بزيادة ل تتغابن الناس بثلها بأن ابتاع ما يساوي عشرة باثن عشر فإن كان بعي‬
‫مال الوكل بطل الشراء لنه عقد على ماله عقدا ل يأذن فيه وإن كان ف الذمة لزم الوكيل لنه‬
‫اشترى ف الذمة بغي إذن فوقع اللك له‬
‫وإن باع بنقصان ل يتغابن الناس بثله بأن باع ما يساوي عشرة بثمانية ل يصح البيع لنه بيع غي‬
‫مأذون فيه فإن كان البيع باقيا رد وإن كان تالفا وجب ضمانه وللموكل أن يضمن الوكيل لنه‬
‫سلم ما ل يكن له تسليمه وله أن يضمن‬
‫____________________‬

‫الشتري لنه قبض ما ل يكن له قبضه فإن اختار تضمي الشتري ضمن جيع القيمة وهو عشرة‬
‫لنه ضمن البيع بالقبض فضمنه بكمال البدل وإن اختار تضمي الوكيل ففيه ثلثة أقوال أحدها‬
‫أنه يضمنه جيع القيمة لنه لزمه رد البيع فضمن جيع بدله‬
‫والثان يضمنه تسعة لنه لو باعه بتسعة جاز فل يضمن ما زاد ويضمن الشتري تام القيمة وهو‬
‫درهم‬
‫والثالث يضمنه درها لنه ل يفرط إل بدرهم فل يضمن غيه ويضمن الشتري تام القيمة وهو‬
‫تسعة وما يضمنه الوكيل يرجع به على الشتري وما يضمنه الشتري ل يرجع به على الوكيل لن‬
‫البيع تلف ف يده فاستقر الضمان عليه‬
‫وإن قدر الثمن فقال بع بألف درهم ل يز أن يبيع با دونا لن الذن ف اللف ليس بإذن فيما‬
‫دونا وإن باع بألفي نظرت فإن كان قد عي من يبيع منه ل يز لنه قصد تليكه بألف فل يوز‬
‫أن يفوت عليه غرضه وإن ل يعي من يبيع منه جاز لن الذن ف اللف إذن فيما زاد من جهة‬
‫العرف لن من رضي بألف رضي بألفي‬
‫وإن قال بع بألف ول تبع با زاد ل يز أن يبيع با زاد لنه صرح بالنهي فدل على غرض قصده‬
‫فلم يز مالفته وإن قال بع بألف فباع بألف وثوب ففيه وجهان أحدها أنه يصح لنه حصل له‬
‫اللف وزيادة فصار كما لو باع بألفي درهم‬
‫والثان أنه ل يصح لن الدراهم والثوب تتقسط على السلعة فيكون ما يقابل الثوب من السلعة‬
‫مبيعا بالثوب وذلك خلف ما يقتضيه الذن فإن الذن يقتضي البيع بالنقد فعلى هذا هل يبطل‬
‫العقد ف الدراهم فيه قولن بناء على تفريق الصفقة‬
‫وإن وكله ف بيع عبد بألف فباع نصفه بألف جاز لنه مأذون له فيه من جهة العرف لن من‬
‫يرضى ببيع العبد بألف يرضى ببيع نصفه باللف فإن باع نصفه با دون اللف ل يصح لنه ربا ل‬
‫يكنه بيع الباقي بتمام اللف‬
‫وإن وكله ف بيع ثلثة أعبد بألف فباع عبدا بدون اللف ل يصح لنه قد ل يشتري الباقي با‬
‫بقي من اللف وإن باع أحد الثلثة بألف جاز لن من رضي ببيع ثلثة بألف رضي ببيع أحدهم‬
‫بألف‬
‫وهل له أن يبيع الخرين فيه وجهان أحدها ل يلك لنه قد حصل القصود وهو اللف‬
‫والثان أنه يوز لنه أذن له ف بيع الميع فل يسقط المر ببيع واحد منهم كما لو ل يقدر الثمن‬
‫وإن وكله ف شراء عبد بعينه بائة فاشتراه بمسي لزم الوكل لنه مأذون فيه من جهة العرف‬
‫لن من رضي أن يشتري عبدا بائة رضي أن يشتريه بمسي‬
‫وإن قال اشتر بائة ول تشتر بمسي جاز أن يشتري بائة لنه مأذون له ول يشتري بمسي لنه‬
‫منهي عنه ويوز أن يشتري با بي المسي والائة لنه لا أذن ف الشراء بالائة دل على أنه رضي‬
‫بالشراء با دونا ث خرج المسون بالنهي وبقي فيما زاد على ما دل عليه الأمور به‬
‫وهل يوز أن يشتري بأقل من المسي فيه وجهان أحدها يوز لنه لا نص على الائة دل على‬
‫أن ما دونا أول إل فيما أخرجه النهي‬
‫والثان ل يوز لنه لا نى عن المسي دل على أن ما دونا أول بالنع‬
‫وإن قال اشتر هذا العبد بائة فاشتراه بائة وعشرة ل يلزم الوكل وقال أبو العباس يلزم الوكل‬
‫بائة ويضمن الوكيل ما زاد على الائة لنه تبع بالتزام الزيادة‬
‫والذهب الول لنه زاد على الثمن الأذون فلم يلزم الوكل كما لو قال اشتر ل عبدا فاشتراه‬
‫بأكثر من ثن الثل ولنه لو قال بع هذا العبد بائة فباعه بائة إل عشرة ل يصح ث يضمن الوكيل‬
‫ما نقص من الائة فكذلك إذا قال اشتر هذا العبد بائة فاشتراه بائة وعشرة ل يلزم الوكل ث‬
‫يضمن الوكيل ما زاد على الائة وإن وكله ف شراء عبد بائة فاشترى عبدا بائتي وهو يساوي‬
‫الائتي ل يلزم الوكل لنه غي مأذون فيه من جهة النطق ول من جهة العرف لن رضاه بعبد بائة‬
‫ل يدل على الرضا بعبد بائتي‬
‫وإن دفع إليه دينارا وأمره أن يشتري شاة فاشترى شاتي فإن ل تساو كل واحدة منهما دينارا ل‬
‫يلزم الوكل لنه ل يطلب بدينار ما ل يساوي دينارا وإن كان كل واحدة منهما تساوي دينارا‬
‫نظرت فإن اشترى ف الذمة ففيه قولن أحدها أن الميع للموكل لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫دفع إل عروة البارقي دينارا ليشتري له شاة فاشترى شاتي فباع إحداها بدينار وأتى النب صلى‬
‫ال عليه وسلم بشاة ودينار فدعا له بالبكة‬
‫ولن الذن ف شاة بدينار إذن ف شاتي بدينار لن من رضي شاة بدينار رضي شاتي بدينار‬
‫والثان أن للموكل شاة لنه أذن فيه والخرى للوكيل لنه ل يأذن فيه الوكل فوقع الشراء‬
‫للوكيل‬
‫فإن قلنا إن الميع للموكل فباع إحداها فقد خرج أبو العباس فيه وجهي أحدها أنه ل يصح‬
‫لنه باع مال الوكل بغي إذنه فلم يصح‬
‫والثان أنه يصح لديث عروة البارقي والذهب الول والديث يتأول‬
‫وإن قلنا إن للوكيل شاة استرجع الوكل منه نصف دينار وإن اشترى‬
‫____________________‬

‫الشاتي بعي الدينار‬


‫فإن قلنا فيما اشترى ف الذمة إن الميع للموكل كان الميع ههنا للموكل وإن قلنا إن إحداها‬
‫للوكيل والخرى للموكل صح البتياع للموكل ف إحداها ويبطل ف الخرى لنه ل يوز أن‬
‫يصل البتياع له بال الوكل فبطل‬
‫فصل ف ملكية ما يشتريه الوكيل إذا اشترى الوكيل ما أذن فيه الوكل انتقل اللك إل الوكل‬
‫لن العقد له فوقع اللك له كما لو عقده بنفسه‬
‫وإن اشترى ما ل يأذن فيه فإن كان قد اشتراه بعي مال الوكل فالعقد باطل لنه عقد على مال ل‬
‫يؤذن ف العقد عليه فبطل كما لو باع مال غيه بغي إذنه وإن اشتراه بثمن ف الذمة نظرت فإن ل‬
‫يذكر الوكل ف العقد لزمه ما اشترى لنه اشترى لغيه ف الذمة ما ل يأذن فيه فانعقد الشراء له‬
‫كما لو اشتراه من غي وكالة‬
‫وإن ذكر الوكل ف العقد ففيه وجهان أحدها أن العقد باطل لنه عقد على أنه للموكل والوكل‬
‫ل يأذن فيه فبطل‬
‫والثان أنه يصح العقد ويلزم الوكيل ما اشتراه وهو قول أب إسحاق وهو الصحيح لنه اشترى‬
‫ف الذمة ول يصح ف حق الوكل فانعقد ف حقه كما لو ل يذكر الوكل‬
‫فصل ف الوكالة على قضاء الدين وإن وكله ف قضاء دين لزمه أن يشهد على القضاء لنه مأمور‬
‫بالنظر والحتياط للموكل ومن النظر أن يشهد عليه لئل يرجع عليه‬
‫فإن ادعى الوكيل أنه قضاه وأنكر الغري ل يقبل قول الوكيل على الغري لن الغري ل يأتنه على‬
‫الال فل يقبل قوله عليه ف الدفع كالوصي إذا ادعى دفع الال إل الصب‬
‫وهل يضمن الال للموكل ينظر فيه فإن كان ف غيبة الوكل وأشهد شاهدين ث مات الشهود أو‬
‫فسقوا ل يضمن لنه ل يفرط وإن ل يشهد ضمن لنه فرط وإن أشهد شاهدا واحدا ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يضمن لن الشاهد مع اليمي بينة‬
‫والثان يضمن لنه فرط حيث إنه اقتصر على بينة متلف فيها وإن كان بحضر الوكل وأشهد ل‬
‫يضمن وإن ل يشهد ففيه وجهان أحدها ل يضمن لن الفرط هو الوكل فإنه حضر وترك‬
‫الشهاد‬
‫والثان أنه يضمن لن ترك الشهاد يثبت الضمان فل يسقط حكمه بضور الوكل كما لو أتلف‬
‫ماله وهو حاضر‬
‫وإن وكله ف إيداع ماله عند رجل فهل يلزمه الشهاد فيه وجهان أحدها يلزمه لنه ل يأمن أن‬
‫يحد فيشهد عليه الشهود‬
‫والثان ل يلزمه لن القول قول الودع ف الرد واللك فل فائدة ف الشهاد‬
‫وإن وكله ف اليداع فادعى أنه أودع وأنكر الودع ل يقبل قول الوكيل عليه لنه ل يأتنه الودع‬
‫فل يقبل قوله عليه كالوصي إذا ادعى دفع الال إل اليتيم‬
‫وهل يضمن الوكيل ينظر فيه فإن أشهد ث مات الشهود أو فسقوا ل يضمن لنه ل يفرط وإن ل‬
‫يشهد فإن قلنا إنه يب الشهاد ضمن لنه فرط وإن قلنا ل يب ل يضمن لنه ل يفرط‬
‫فصل ف ادعاء الوكالة عند من عليه الق وإن كان عليه حق لرجل فجاء رجل وادعى أنه وكيل‬
‫صاحب الق ف قبضه وصدقه جاز أن يدفع إليه ول يب الدفع إليه وقال الزن يب الدفع إليه‬
‫لنه أقر له بق القبض وهذا ل يصح لنه دفع غي مبىء فلم يب عليه كما لو كان عليه دين‬
‫بشهادة فطولب به من غي إشهاد فإن دفع إليه ث حضر الوكل وأنكر التوكيل فالقول قوله مع‬
‫يينه أنه ما وكل لن الصل عدم التوكيل فإذا حلف نظرت فإن كان الق عينا أخذها إن كانت‬
‫باقية ورجع ببدلا إن كانت تالفة وله أن يطالب الدافع والقابض لن الدافع سلم إل من ل يأذن‬
‫له الوكل والقابض أخذ ما ل يكن له أخذه فإن ضمن الدافع ل يرجع على القابض وإن ضمن‬
‫القابض ل يرجع على الدافع لن كل واحد منهما يقول إن ما يأخذه الالك ظلم فل يرجع به‬
‫على غيه‬
‫وإن كان الق دينا فله أن يطالب به الدافع لن حقه ف ذمته ل ينتقل‬
‫وهل له أن يطالب القابض فيه وجهان أحدها له أن يطالب وهو قول أب إسحاق لنه يقر بأنه‬
‫قبض حقه فرجع عليه كما لو كان الق عينا‬
‫والثان ليس له وهو قول أكثر أصحابنا لن دينه ف ذمة الدافع ل يتعي فيما صار ف يد القابض‬
‫فلم يز أن يطالب به‬
‫وإن جاء رجل إل من عليه الق وادعى أنه وارث صاحب الق فصدقه وجب الدفع إليه لنه‬
‫اعترف بأنه ل مالك له غيه وأن دفعه إليه دفع مبىء فلزمه‬
‫وإن جاء رجل فقال أحالن عليك صاحب الق فصدقه ففيه وجهان أحدها يلزمه الدفع إليه لنه‬
‫أقر له أنه انتقل الق إليه فصار كالوارث‬
‫والثان أنه ل يلزمه لن الدفع غي مبىء لنه ربا ييء صاحب الق فينكر الوالة فيضمنه وإن‬
‫كذبه ل يلزمه الدفع إليه ف السائل كلها‬
‫وهل يلف إن قلنا إنه إن صدقه لزمه الدفع إليه حلف لنه قد ياف اليمي فيصدقه فيلزمه الدفع‬
‫إليه‬
‫وإن قلنا ل يلزمه الدفع إليه إذا صدقه ل يلف لن اليمي يعرض ليخاف فيصدق ولو صدق ل‬
‫يلزمه الدفع فل معن لعرض اليمي‬
‫فصل فيمن له عزل الوكيل ويوز للموكل أن يعزل الوكيل إذا شاء ويوز للوكيل أن يعزل‬
‫نفسه مت شاء لنه أذن ف التصرف ف ماله فجاز لكل واحد منهما إبطاله كالذن ف أكل طعامه‬
‫وإن رهنا عند رجل شيئا وجعله على يد عدل واتفقا على أنه يبيعه إذا حل‬
‫____________________‬

‫الدين ث عزله الراهن عن البيع انعزل لنه وكيله ف البيع فانعزل بعزله كالوكيل ف بيع غي‬
‫الرهن‬
‫وإن عزله الرتن ففيه وجهان أحدها أنه ينعزل وهو ظاهر النص لنه يبيع الرهن لقه فانعزل‬
‫بعزله كالراهن‬
‫والثان ل ينعزل وهو قول أب إسحاق لنه ليس بوكيل له ف البيع فلم ينعزل بعزله‬
‫وإن وكل رجل ف تصرف وأذن له ف توكيل غيه نظرت فإن أذن له ف التوكيل عن الوكل‬
‫فهما وكيلن للموكل فإن بطلت وكالة أحدها ل تبطل وكالة الخر وإن أذن له ف توكيله عن‬
‫نفسه فإن الثان وكيل الوكيل فإن عزله الوكل انعزل لنه يتصرف له فملك عزله كالوكيل وإن‬
‫عزله الوكيل انعزل لنه وكيله فانعزل بعزله وإن بطلت وكالة الوكيل بطلت وكالته لنه فرع له‬
‫فإذا بطلت وكالة الصل بطلت وكالة الفرع‬
‫وإن وكل رجل ف أمر ث خرج عن أن يكون من أهل التصرف ف ذلك المر بالوت أو النون‬
‫أو الغماء أو الجر أو الفسق بطلت الوكالة لنه ل يلك التصرف فل يلك غيه من جهته‬
‫وإن أمر عبده بعقد ث أعتقه أو باعه ففيه وجهان أحدها ل ينعزل كما لو أمر زوجته بعقد ث‬
‫طلقها‬
‫والثان أنه ينعزل لن ذلك ليس بتوكيل ف القيقة وإنا هو أمر ولذا يلزم امتثاله وبالعتق والبيع‬
‫سقط أمره عنه‬
‫وإن وكل ف بيع عي فتعدى فيها بأن كان ثوبا فلبسه أو دابة فركبها فهل تبطل الوكالة أم ل فيه‬
‫وجهان أحدها تبطل فل يوز له البيع لنه عقد أمانة فتبطل باليانة كالوديعة‬
‫والثان أنا ل تبطل لن العقد يتضمن أمانة وتصرفا فإذا تعدى فيه بطلت المانة وبقي التصرف‬
‫كالرهن يتضمن أمانة ووثيقة فإذا تعدى فيه بطلت المانة وبقيت الوثيقة‬
‫وإن وكل رجل ف تصرف ث عزله ول يعلم الوكيل بالعزل ففيه قولن أحدها ل ينعزل فإن‬
‫تصرف صح تصرفه لنه أمر فل يسقط حكمه قبل العلم بالنهي كأمر صاحب الشرع‬
‫والثان أنه ينعزل فإن تصرف ل ينفذ تصرفه لنه قطع عقد ل يفتقر إل رضاه فلم يفتقر إل علمه‬
‫كالطلق‬
‫فصل ف تلف الوكل فيه بدون تفريط والوكيل أمي فيما ف يده من مال الوكل فإن تلف ف يده‬
‫من غي تفريط ل يضمن لنه نائب عن الوكل ف اليد والتصرف فكان اللك ف يده كاللك ف‬
‫يد الوكل فلم يضمن‬
‫وإن وكله ف بيع سلعة وقبض ثنها فباعها وقبض ثنها وتلف الثمن واستحق البيع رجع الشتري‬
‫بالثمن على الوكل لن البيع له فكان الرجوع بالعهدة عليه كما لو باع بنفسه‬
‫فصل ف اختلف الوكل والوكيل ف الوكالة وكيفيتها إذا ادعى رجل على رجل أنه وكله ف‬
‫تصرف فأنكر الدعى عليه فالقول قوله لنه ينكر عقدا الصل عدمه فكان القول قوله‬
‫وإن اتفقا على الوكالة واختلفا ف صفتها بأن قال الوكيل وكلتن ف بيع ثوب وقال الوكل بل‬
‫وكلتك ف عبد أو قال الوكيل وكلتن ف البيع بألف وقال بل وكلتك ف البيع بألفي أو قال‬
‫الوكيل وكلتن ف البيع بثمن مؤجل وقال الوكل بل وكلتك ف البيع بثمن حال فالقول قول‬
‫الوكل لنه ينكر إذنا والصل عدمه ولن من جعل القول قوله ف أصل التصرف كان القول قوله‬
‫ف كيفيته كالزوج ف الطلق‬
‫فصل ف اختلفهما ف التصرف وإن اختلفا ف التصرف فادعى الوكيل أنه باع الال وأنكر الوكل‬
‫أو اتفقا على البيع واختلفا ف قبض الثمن فادعى الوكيل أنه قبض الثمن وتلف وأنكر الوكل‬
‫ففيه قولن أحدها أن القول قول الوكيل لنه يلك العقد والقبض ومن ملك تصرفا ملك القرار‬
‫به كالب ف تزويج البكر‬
‫والثان أنه ل يقبل قوله لنه إقرار على الوكل بالبيع وقبض الثمن فلم يقبل كما لو أقر عليه أنه‬
‫باع ماله من رجل وقبض ثنه‬
‫وإن وكله ف ابتياع جارية فابتاعها ث اختلفا فقال الوكيل ابتعتها بإذنك بعشرين وقال الوكل بل‬
‫أذنت لك ف ابتياعها بعشرة فالقول قول الوكل لا بيناه فإن حلف الوكل صارت الارية للوكيل‬
‫ف الظاهر لنه قد ثبت أنه ابتاعها بغي الذن فإن كان الوكيل كاذبا كانت الارية له ف الظاهر‬
‫والباطن وإن كان صادقا كانت الارية للموكل ف الباطن وللوكيل ف الظاهر‬
‫قال الزن ويستحب الشافعي رحه ال ف مثل هذا أن يرفق الاكم بالوكل فيقول إن كنت أمرته‬
‫أن يشتريها‬
‫____________________‬

‫بعشرين فبعه إياها بعشرين فإن قال له بعتك هذه الارية بعشرين صارت الارية للوكيل ف‬
‫الظاهر والباطن وإن قال كما قال الزن إن كنت أذنت لك ف ابتياعها بعشرين فقد بعتكها‬
‫بعشرين فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال ل يصح لنه بيع معلق على شرط فلم يصح وجعل ما قاله الزن من كلم الاكم‬
‫ل من كلم الوكل‬
‫ومنهم من قال يصح لن هذا الشرط يقتضيه العقد لنه ل يصح أن يبيعها إل أن يكون قد أذن‬
‫له ف البتياع بعشرين وما يقتضيه العقد ل يبطل العقد بشرطه‬
‫فإن امتنع ) البائع ( من البيع قال الزن يبيعها الوكيل ويأخذ حقه من ثنها‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري فيه وجهان أحدها ما قال الزن‬
‫والثان أنه يلكها ظاهرا وباطنا بناء على القولي فيمن ادعى على رجل أنه اشترى منه دارا وأنكر‬
‫الشتري وحلف أن الستحب للمشتري أن يقول للبائع إن كنت اشتريتها منك فقد فسخت البيع‬
‫وإن ل يفعل الشتري ذلك ففيه قولن أحدها أن البائع يبيع الدار ويأخذ ثنها‬
‫والثان أن البائع يلك الدار لن الشتري صار كالفلس بالثمن لتعذر الثمن من جهته فيكون‬
‫البائع أحق بعي ماله‬
‫وقال أبو إسحاق ل يلك الوكيل الارية قول واحدا أو تالف الدار لنا كانت للبائع فإذا تعذر‬
‫الثمن انفسخ البيع وعاد البيع إليه كما يعود إذا تالف التبايعان والارية ل تكن للوكيل فتعود‬
‫إليه عند التعذر فإن قلنا يلكها ظاهرا وباطنا تصرف فيها بالوطء وغيه وإن قلنا إنا للموكل ف‬
‫الباطن كان كمن له على رجل دين ل يصل إليه ووجد له مال من غي جنس حقه‬
‫فصل ف اختلفهما ف ثبوت تلف الال وإن اختلفا ف تلف الال فادعى الوكيل أنه تلف وأنكر‬
‫الوكل فالقول قول الوكيل لن التلف يتعذر إقامة البينة عليه فجعل القول قوله‬
‫فصل ف اختلفهما ف رد الال وإن اختلفا ف رد الال فقال الوكيل رددت عليك الال وأنكر‬
‫الوكل نظرت فإن كانت الوكالة بغي جعل فالقول قول الوكيل مع يينه لنه قبض العي لنفعة‬
‫الالك فكان القول ف الرد قوله كالودع‬
‫وإن كانت الوكالة بعل ففيه وجهان أحدها ل يقبل قوله لنه قبض العي لنفعة نفسه فلم يقبل‬
‫قوله ف الرد كالستأجر والرتن‬
‫والثان أنه يقبل قوله لن انتفاعه بالعمل ف العي فأما العي فل منفعة له فيها فقبل قوله ف ردها‬
‫كالودع ف الوديعة‬
‫فصل ف الشهاد على القبض إذا كان لرجل على رجل آخر حق فطالبه به فقال ل أعطيك حت‬
‫تشهد على نفسك بالقبض نظرت فإن كان مضمونا عليه كالغصب والعارية فإن كان عليه فيه‬
‫بينة فله أن يتنع حت يشهد عليه بالقبض لنه ل يأمن أن يقبض ث يحد ويقيم عليه البينة فيغرمه‬
‫وإن كان أمانة كالوديعة أو ما ف يد الوكيل والشريك أو مضمونا ل بينة عليه فيه ففيه وجهان‬
‫أحدها أن له أن يتنع حت يشهد بالقبض وهو قول أب علي بن أب هريرة لنه ل يأمن أن يقبض‬
‫ث يحد فيحتاج أن يلف أنه ل يستحق عليه وف الناس من يكره أن يلف‬
‫والثان أنه ليس له أن يتنع لنه إذا جحد كان القول قوله أنه ل يستحق عليه شيئا وليس عليه ف‬
‫اليمي على الق ضرر فلم يز له أن يتنع‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب الوديعة يستحب لن قدر على حفظ الوديعة وأداء المانة فيها أن يقبلها لقوله تعال‬
‫} وتعاونوا على الب والتقوى { ولا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف ال عنه كربة من كرب يوم القيامة وال‬
‫ف عون العبد ما دام العبد ف عون أخيه فإن ل يكن من يصلح لذلك غيه وخاف إن ل يقبل أن‬
‫تلك‬
‫____________________‬
‫تعي عليه قبولا لن حرمة الال كحرمة النفس والدليل عليه ما روى ابن مسعود أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال حرمة مال الؤمن كحرمة دمه ولو خاف على دمه لوجب عليه حفظه فكذلك‬
‫إذا خاف على ماله وإن كان عاجزا عن حفظها أو ل يأمن أن يون فيها ل يز له قبولا لنه يغرر‬
‫با ويعرضها للهلك فلم يز له أخذها‬
‫فصل فيمن يصح منه اليداع ول يصح اليداع إل من جائز التصرف ف الال فإن أودعه صب أو‬
‫سفيه ل يقبل لنه تصرف ف الال فلم يصح من الصب والسفيه كالبيع‬
‫فإن أخذها منه ضمنها لنه أخذ ماله من غي إذن فضمنه كما لو غصبه ول يبأ من الضمان إل‬
‫بالتسليم إل الناظر ف ماله كما نقول فيما غصبه من ماله‬
‫وإن خاف الودع أنه إن ل يأخذ منه استهلكه فأخذه ففيه وجهان بناء على القولي ف الرم إذا‬
‫خلص طائرا من جارحة وأمسكه ليحفظه‬
‫أحدها ل يضمن لنه قصد حفظه‬
‫والثان يضمن لنه ثبتت يده عليه من غي ائتمان‬
‫فصل فيمن يصح عنده اليداع ول يصح إل عند جائز التصرف فإن أودع صبيا أو سفيها ل‬
‫يصح اليداع لن القصد من اليداع الفظ والصب والسفيه ليسا من أهل الفظ‬
‫فإن أودع واحدا منهما فتلف عنده ل يضمن لنه ل يلزمه حفظه فل يضمنه كما لو تركه عند‬
‫بالغ من غي إيداع فتلف‬
‫وإن أودعه فأتلفه ففيه وجهان أحدها يضمن لنه ل يسلطه على إتلفه فضمنه بالتلف كما لو‬
‫أدخله داره فأتلف ماله‬
‫والثان ل يضمن لنه مكنه من إتلفه فلم يضمنه كما لو باع منه شيئا وسلمه إليه فأتلفه‬
‫فصل فيما تنعقد به الوديعة وما تنفسخ وتنعقد الوديعة با تنعقد به الوكالة من الياب بالقول‬
‫والقبول بالفعل وتنفسخ با تنفسخ به الوكالة من العزل والنون والغماء والوت كما تنفسخ‬
‫الوكالة لنه وكالة ف الفظ فكان كالوكالة ف العقد والفسخ‬
‫فصل ف تلف الوديعة من غي تفريط والوديعة أمانة ف يد الودع فإن تلفت من غي تفريط ل‬
‫تضمن لا روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫أودع وديعة فل ضمان عليه وروي ذلك عن أب بكر وعمر وعلي وابن مسعود وجابر رضي ال‬
‫عنهم وهو إجاع فقهاء المصار ولنه يفظها للمالك فكانت يده كيده ولن حفظ الوديعة‬
‫معروف وإحسان فلو ضمنت من غي عدوان زهد الناس ف قبولا فيؤدي إل قطع العروف‬
‫فإن أودعه وشرط عليه الضمان ل يصر مضمونا لنه أمانة فل يصي مضمونا بالشرط كالضمون‬
‫ل يصي أمانة بالشرط‬
‫وإن ولدت الوديعة ولدا كان الولد أمانة لنه ل يوجد فيه سبب يوجب الضمان ل بنفسه ول بأمة‬

‫وهل يوز له إمساكه فيه وجهان أحدها ل يوز بل يب أن يعلم صاحبه كما لو ألقت الريح‬
‫ثوبا ف داره‬
‫والثان يوز لن إيداع الم إيداع لا يدث منها‬
‫فصل ف تلف الوديعة بسبب التفريط ومن قبل الوديعة نظرت فإن ل يعي الودع الرز لزمه‬
‫حفظها ف حرز مثلها فإن أخر إحرازها فتلفت لزمه الضمان لنه ترك الفظ من غي عذر‬
‫فضمنها فإن وضعها ف حرز دون حرز مثلها ضمن لن اليداع يقتضى الفظ‬
‫فإذا أطلق حل على التعارف وهو حرز الثل فإذا تركها فيما دون حرز مثلها فقد فرط فلزمه‬
‫الضمان وإن وضعها ف حرز فوق حرز مثلها ل يضمن لن من رضي برز الثل رضي با فوقه فإن‬
‫قال ل تقفل عليه فأقفل عليه أو قال ل تقفل عليه قفلي فأقفل قفلي أو قال ل ترقد عليه فرقد‬
‫عليه فالذهب أنه ل يضمن لنه زاده ف الرز‬
‫ومن أصحابنا من قال يضمن لنه نبه اللص عليه وأغراه به‬
‫فصل ف نقل الوديعة من حرز إل غيه وإن عي له الرز فقال احفظها ف هذا البيت فنقلها إل ما‬
‫دونه ضمن لن من رضي حرزا ل يرض با دونه وإن نقلها إل مثله أو إل ما هو أحرز منه ل‬
‫يضمن لن من رضي حرزا رضي مثله وما هو أحرز منه‬
‫وإن قال له احفظها ف هذا البيت‬
‫____________________‬

‫ول تنقلها فنقلها إل ما هو دونه ضمن لنه ل يرض با دونه وإن نقلها إل مثلها أو إل ما هو‬
‫أحرز منه ففيه وجهان قال أبو سعيد الصطخري‬
‫ل يضمن لنه جعله ف مثله فأشبه إذا ل ينهه عن النقل‬
‫وقال أبو إسحاق يضمن لنه ناه عن النقل فضمنه بالنقل‬
‫فإن خاف عليه ف الرز العي من نب أو حريق نظرت فإن كان النهى مطلقا لزمه النقل ول‬
‫يضمن لن النهي عن النقل للحتياط ف حفظها والحتياط ف هذا الال أن تنقل فلزمه النقل فإن‬
‫ل ينقلها حت تلفت ضمنها لنه فرط ف الترك‬
‫وإن قال له ل تنقل وإن خفت عليها اللك فنقلها ل يضمن لنه زاده خيا وإن تركها حت تلفت‬
‫ففيه وجهان قال أبو العباس وأبو إسحاق ل يضمن لن نيه مع خوف اللك أبرأ من الضمان‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري يضمن لن نيه عن النقل مع خوف اللك ل حكم له لنه خلف‬
‫الشرع فيصي كما لو ل ينهه والول أظهر لن الضمان يب لقه فسقط بقوله وإن خالف‬
‫الشرع كما لو قال لغيه اقطع يدي أو أتلف مال‬
‫فصل ف حد تفريط الودع فإن أودعه شيئا فربطه ف كمه ل يضمن فإن تركه ف كمه ول يربطه‬
‫نظرت فإن كان خفيفا إذا سقط ل يعلم به ضمنه لنه مفرط ف حفظه وإن كان ثقيل إذا سقط‬
‫علم به ل يضمن لنه غي مفرط‬
‫وإن تركه ف جيبه فإن كان مزررا أو كان الفتح ضيقا ل يضمن لنه ل تناله اليد وإن كان واسعا‬
‫غي مزرر ضمن لن اليد تناله وإن أودعه شيئا فقال اربطه ف كمك فأمسكه ف يده فتلف فقد‬
‫روى الزن أنه ل يضمن وروى الربيع ف الم أنه يضمن‬
‫فمن أصحابنا من قال هو على قولي أحدها ل يضمن لن اليد أحرز من الكم لنه قد يسرق من‬
‫الكم ول يسرق من اليد‬
‫والثان أنه يضمن لن الكم أحرز من اليد لن اليد حرز مع الذكر دون النسيان والكم حرز مع‬
‫النسيان والذكر‬
‫ومن أصحابنا من قال إن ربطها ف كمه وأمسكها بيده ل يضمن لن اليد مع الكم أحرز من الكم‬
‫وإن تركها ف يده ول يربطها ف كمه ضمن لن الكم أحرز من اليد وحل الروايتي على هذين‬
‫الالي‬
‫وإن أمره أن يرزها ف جيبه فأحرزها ف كمه ضمن لن اليب أحرز من الكم لن الكم قد‬
‫يرسله فيقع منه ول يقع من اليب‬
‫وإن قال احفظها ف البيت فشدها ف ثوبه وخرج ضمنها لن البيت أحرز فإن شدها ف عضده‬
‫فإن كان الشد ما يلي أضلعه ل يضمن لنه أحرز من البيت وإن كان من الانب الخر ضمن‬
‫لن البيت أحرز منه‬
‫وإن دفعها إليه ف السوق وقال احفظها ف البيت فقام ف الال ومضى إل البيت فأحرزها ل‬
‫يضمن وإن قعد ف السوق وتوان ضمنها لنه حفظها فيما دون البيت‬
‫وإن أودعه خاتا وقال احفظه ف البنصر فجعله ف النصر ضمن لن النصر دون البنصر ف‬
‫الرز لن الات ف النصر أوسع فهي إل الوقوع أسرع‬
‫وإن قال اجعله ف النصر فجعله ف البنصر ل يضمن لن البنصر أحرز لنه أغلظ والات فيه‬
‫أحفظ‬
‫وإن قال اجعله ف النصر فلبسه ف البنصر فانكسر ضمن لنه تعدى فيه‬
‫فصل ف إرادة الودع السفر وإن أراد الودع السفر ووجد صاحبها أو وكيله سلمها إليه فإن ل‬
‫يد سلمها إل الاكم لنه ل يكن منعه من السفر ول قدرة على الالك ول وكيله فوجب الدفع‬
‫إل الاكم كما لو حضر من يطب الرأة والول غائب فإن الاكم ينوب عنه ف التزويج‬
‫فإن سلم إل الاكم مع وجود الالك أو وكيله ضمن لن الاكم ل ولية له مع وجود الالك أو‬
‫وكيله كما ل ولية له ف تزويج الرأة مع حضور الول أو وكيله‬
‫فإن ل يكن حاكم سلمها إل أمي لن النب صلى ال عليه وسلم كانت عنده ودائع فلما أراد‬
‫الجرة سلمها إل أم أين واستخلف عليا كرم ال وجهه ف ردها‬
‫وإن سلم إل أمي مع وجود الاكم ففيه وجهان أحدها ل يضمن وهو ظاهر النص وهو قول أب‬
‫إسحاق لنه أمي فأشبه الاكم‬
‫والثان يضمن وهو ظاهر قوله ف الرهن وهو قول أب سعيد الصطخري‬
‫____________________‬

‫لن أمانة الاكم مقطوع با وأمانة المي غي مقطوع با فل يوز ترك ما يقطع به با ل يقطع به‬
‫كما ل يترك النص للجتهاد‬
‫فإن ل يكن أمي لزمه أن يسافر با لن السفر ف هذه الال أحوط فإن وجد الالك أو الاكم أو‬
‫المي ) أو الوكيل ( فسافر با ضمن لن اليداع يقتضي الفظ ف الرز وليس السفر من‬
‫مواضع الفظ لنه إما أن يكون موفا أو آمنا ل يوثق بأمنه فل يوز مع عدم الضرورة‬
‫وإن دفنها ث سافر نظرت فإن كان ف موضع ل يد فيه لحد ضمن لن ما تتناوله اليدي معرض‬
‫للخذ فإن كان ف موضع مسكون فإن ل يعلم با أحدا ضمن لنه ربا أدركته النية ف السفر فل‬
‫تصل إل صاحبها فإن أعلم با من ل يسكن ف الوضع ضمن لن ما ف البيت إنا يكون مفوظا‬
‫بافظ‬
‫فإن أعلم با من يسكن ف الوضع فإن كان غي ثقة ضمن لنه عرضه للخذ وإن كان ثقة فهو‬
‫كما لو استودع ثقة ث سافر وقد بينا حكم من استودع ث سافر‬
‫فصل ف حضور الودع الوت وإن حضره الوت فهو بنلة من حضره السفر لنه ل يكنه الفظ‬
‫مع الوت بنفسه كما ل يكنه الفظ مع السفر وقد بينا حكمه‬
‫وإن قال ف مرضه عندي وديعة ووصفها ول يوجد ذلك ف تركته فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فقال أبو إسحاق ل يضرب القر له مع الغرماء بقيمتها لن الوديعة أمانة فل يضمن بالشك‬
‫ومن أصحابنا من قال يضرب القر له بقيمتها مع الغرماء وهو ظاهر النص لن الصل وجوب‬
‫ردها فل يسقط ذلك بالشك‬
‫فصل ف إيداع الودع الوديعة عند غيه وإن أودع الوديعة غيه من غي ضرورة ضمنها لن‬
‫الودع ل يرض بأمانة غيه فإن هلكت عند الثان جاز لصاحبها أن يضمن الول لنه سلم ما ل‬
‫يكن له تسليمه وله أن يضمن الثان لنه أخذ ما ل يكن له أخذه‬
‫فإن ضمن الثان نظرت فإن كان قد علم بالال ل يرجع با ضمنه على الول لنه دخل على أنه‬
‫يضمن فلم يرجع‬
‫فإن ل يعلم ففيه وجهان أحدها أنه يرجع لنه دخل على أنه أمانة فإذا ضمن رجع على من غره‬
‫والثان أنه ل يرجع لنه هلك ف يده فاستقر الضمان عليه فإن ضمن الول فإن قلنا إن الثان إذا‬
‫ضمن يرجع على الول ل يرجع الول عليه وإن قلنا إنه ل يرجع رجع الول عليه‬
‫فأما إذا استعان بغيه ف حلها ووضعها ف الرز أو سقيها أو علفها فإنه ل يضمن لن العادة قد‬
‫جرت بالستعانة ولنه ما أخرجها عن يده ول فوض حفظها إل غيه‬
‫فصل ف خلط الودع الوديعة بغيها وإن أودعه دراهم فخلطها بثلها من ماله ضمن لن صاحبها‬
‫ل يرض أن يلط ماله بال غيه‬
‫فإن خلطها بدراهم لصاحب الدراهم ففيه وجهان أحدها ل يضمن لن الميع له‬
‫والثان أنه يضمن وهو الظهر لنه ل يرض أن يكون أحدها متلطا بالخره‬
‫وإن أودعه دراهم ف كيس مشدود فحله أو خرق ما تت الشد ضمن ما فيه لنه هتك الرز من‬
‫غي عذر‬
‫وإن أودعه دراهم ف غي وعاء فأخذ منها درها ضمن الدرهم لنه تعدى فيه ول يضمن الباقي‬
‫لنه ل يتعد فيه‬
‫فإن رد الدرهم فإن كان متميزا بعلمة ل يضمن غيه وإن ل يتميز بعلمة فقد قال الربيع يضمن‬
‫الميع لنه خلط الضمون بغيه فضمن الميع‬
‫والنصوص أنه ل يضمن الميع لن الالك رضي أن يتلط هذا الدرهم بالدراهم فلم يضمن‬
‫فإن أنفق الدرهم ورد بدله فإن كان متميزا عن الدراهم ل يضمن الدراهم لنا باقية كما كانت‬
‫وإن كان غي متميز ضمن الميع لنه خلط الوديعة با ل يتميز عنها فضمن الميع‬
‫فصل ف ترك الودع الدابة بل سقي ول علف حت الوت فإن أودعه دابة فلم يسقها ول يعلفها‬
‫حت ماتت ضمنها لنا ماتت بسبب تعدى به فضمنها‬
‫وإن قال ل تسقها ول تعلفها فلم يسقها ول يعلفها حت ماتت ففيه وجهان قال أبو سعيد‬
‫الصطخري يضمن لنه ل حكم لنهيه لنه يب عليه سقيها وعلفها فإذا ترك ضمن كما لو ل ينه‬
‫عن السقي والعلف‬
‫وقال أبو العباس وأبو إسحاق ل يضمن لن الضمان يب لق الالك وقد رضي بإسقاطه‬
‫فصل إذا أخرج الوديعة من الرز لصلحة لا كإخراج الثياب للتشرير ل يضمن لن ذلك من‬
‫مصلحة الوديعة ومقتضى اليداع فلم يضمن به‬
‫وإن أخرجها لينتفع با ضمنها لنه تصرف ف الوديعة با يناف مقتضاها فضمن به كما لو أحرزها‬
‫ف غي حرزها‬
‫فإن كان دابة فأخرجها للسقي والعلف إل خارج الرز فإن كان النل ضيقا ل يضمن لنه‬
‫مضطر إل الخراج وإن كان النل واسعا ففيه وجهان أحدها يضمن ) لنه مضطر ( وهو‬
‫النصوص وهو قول أب سعيد الصطخري لنه أخرج الوديعة من حرزها من غي حاجة فضمنها‬
‫____________________‬

‫كما لو أخرجها ليكبها‬


‫والثان أنه ل يضمن وهو قول أب إسحاق لن العادة قد جرت بالسقي والعلف خارج النل‬
‫وحل النص عليه إذا كان الرج غي آمن وإن نوى إخراجها للنتفاع كاللبس والركوب أو نوى‬
‫أل يردها على صاحبها ففيه ثلثة أوجه أحدها وهو قول أب العباس أنه يضمن كما يضمن اللقطة‬
‫إذا نوى تلكها‬
‫والثان وهو قول القاضي أب حامد الروزي أنه إن نوى إخراجها للنتفاع با ل يضمن وإن نوى‬
‫أل يردها ضمن لن بذه النية صار مسكا لا على نفسه وبالنية الول ل يصي مسكا على نفسه‬
‫والثالث وهو قول أكثر أصحابنا أنه ل يضمن لن الضمان إنا يكون بفعل يوقع ف العي وذلك ل‬
‫يوجد‬
‫فصل ف أخذ الوديعة قهرا أو إكراها وإن أخذت الوديعة منه قهرا ل يضمن لنه غي مفرط ف‬
‫ذلك‬
‫وإن أكره حت سلمها ففيه وجهان بناء على القولي فيمن أكره حت أكل ف الصوم‬
‫أحدها أنه يضمن لنه فوت الوديعة على صاحبها لدفع الضرر عن نفسه فأشبه إذا أنفقها على‬
‫نفسه لوف التلف من الوع‬
‫والثان أنه ل يضمن لنه مكره فأشبه إذا أخذت بغي فعل من جهته‬
‫فصل ف التأخي عند الطالبة برد الوديعة وإن طالبه الودع برد الوديعة فأخر من غي عذر ضمن‬
‫لنه مفرط فإن أخرها لعذر ل يضمن لنه غي مفرط‬
‫فصل ف ضمان الوديعة عند التعدي وإن تعدى ف الوديعة فضمنها ث ترك التعدي ف الوديعة ل‬
‫يبأ من الضمان لنه ضمن العي بالعدوان فلم يبأ بالرد إل الكان كما لو غصب من داره شيئا‬
‫ث رده إل الدار فإن قال الودع أبرأتك من الضمان أو أذنت لك ف حفظها ففيه وجهان أحدها‬
‫يبأ من الضمان وهو ظاهر النص لن الضمان يب لقه فسقط بإسقاطه‬
‫والثان أنه ل يبأ حت يردها إليه لن البراء إنا يكون عن حق ف الذمة ول حق له ف الذمة فلم‬
‫يصح البراء‬
‫فصل ف اختلف الودع والودع ف اليداع إذا اختلف الودع والودع فقال أودعتك وديعة‬
‫وأنكرها الودع فالقول قوله لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫لو أن الناس أعطوا بدعاويهم لدعى ناس من الناس دماء ناس وأموالم ولكن اليمي على الدعى‬
‫عليه ) والبينة ( ) على ( من أنكر ولن الصل أنه ل يودعه فكان القول قوله‬
‫فصل ف ادعاء الودع تلف الوديعة وإن ادعى أنا تلفت نظرت فإن ادعى التلف بسبب ظاهر‬
‫كالنهب والريق ل يقبل حت يقيم البينة على وجود النهب والريق لن الصل أن ل نب ول‬
‫حريق ويكن إقامة البينة عليها فلم يقبل قوله من غي بينة‬
‫فإن أقام البينة على ذلك أو ادعى اللك بسبب ) يفى ( فالقول قوله مع اليمي أنا هلكت لن‬
‫اللك يتعذر إقامة البينة عليه فقبل قوله مع يينه‬
‫فصل ف اختلفهما ف رد الوديعة وإن اختلفا ف الرد فالقول قوله مع يينه لنه أخذ العي لنفعة‬
‫الالك فكان القول ف الرد قوله‬
‫وإن ادعى عليه أنه أودعه فأنكر اليداع فأقام الودع بينة باليداع فقال الودع صدقت البينة‬
‫أودعتن ولكنها تلفت أو رددتا ل يقبل قوله لنه صار خائنا ضامنا فل يقبل قوله ف الباءة بالرد‬
‫واللك‬
‫فإن قال أنا أقيم البينة بالتلف أو الرد ففيه وجهان أحدها أنا تسمع لنه لو صدقه الدعي ثبتت‬
‫براءته فإذا قامت البينة سعت‬
‫والثان ل تسمع لنه كذب البينة بإنكاره اليداع فأما إذا ادعى عليه أنه أودعه فقال ما له عندي‬
‫شيء فأقام البينة باليداع فقال صدقت البينة أودعتن ولكنها تلفت أو رددتا قبل قوله مع اليمي‬
‫لنه صادق ف إنكاره أنه ل شيء عنده لنا إذا تلفت أو ردها عليه ل يبق له عنده شيء‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب العارية العارة قربة مندوب إليها لقوله تعال } وتعاونوا على الب والتقوى { وروى جابر‬
‫رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫____________________‬

‫ما من صاحب إبل ل يفعل فيها حقها إل جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت بقاع قرقر تشتد عليه‬
‫بقوائمها وأخفافها قال رجل يا رسول ال ما حق البل قال حلبها على الاء وإعارة دلوها وإعارة‬
‫فحلها‬
‫فصل فيمن تصح منه العارة ول تصح العارة إل من جائز التصرف ف الال فأما من ل يلك‬
‫التصرف ف الال كالصب والسفيه فل تصح منه لنه تصرف ف الال فل يلكه الصب والسفيه‬
‫كالبيع‬
‫فصل فيما تصح فيه العارة وتصح العارة ف كل عي ينتفع با مع بقائها كالدور والعقار‬
‫والعبيد والواري والثياب والدواب والفحل للضراب لا روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ذكر إعارة دلوها وإعارة فحلها‬
‫وروى أنس أن النب صلى ال عليه وسلم استعار من أب طلحة فرسا فركبه‬
‫وروى صفوان أن النب صلى ال عليه وسلم استعار منه أدرعا ) ف ( غزاة حني‬
‫فثبتت ف هذه الشياء بالب وقسنا عليها كل ما ) كان ( ينتفع به مع بقاء عينه‬
‫فصل ف إعارة الارية ول يوز إعارة جارية ذات جال لغي ذي رحم مرم لنه ل يأمن أن يلو‬
‫با فيواقعها فإن كانت قبيحة أو كبية ل تشتهى ل يرم لنه يؤمن عليها الفساد‬
‫ول توز إعارة العبد السلم من الكافر لنه ل يوز أن يدمه‬
‫ول توز إعارة الصيد من الرم لنه ل يوز له إمساكه ول التصرف فيه‬
‫ويكره أن يستعي أحد أبويه للخدمة لنه يكره أن يستخدمهما فكره استعارتما لذلك‬
‫فصل ف اشتراط الياب والقبول ف العارة ول تنعقد إل بإياب وقبول لنه إياب حق لدمي‬
‫فل يصح إل بالياب والقبول كالبيع والجارة وتصح بالقول من أحدها والفعل من الخر فإن‬
‫قال الستعي أعرن فسلمها إليه انعقد وإن قال العي أعرتك فقبضها الستعي انعقد لنه إباحة‬
‫للتصرف ف ماله فصح بالقول من أحدها والفعل من الخر كإباحة الطعام‬
‫فصل ف ضمان العارية إذا تلفت بعد القبض وإذا قبض العي ضمنها لا روى صفوان أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم استعار منه أدرعا يوم حني فقال أغصبا يا ممد قال بل عارية مضمونة ولنه‬
‫مال لغيه أخذه لنفعة نفسه ل على وجه الوثيقة فضمنها كالغصوب‬
‫فإن هلكت نظرت فإن كان ما ل مثل له ففي ضمانا وجهان أحدها يضمنها بأكثر ما كانت‬
‫قيمتها من حي القبض إل حي التلف كالغصوب وتصي الجزاء تابعة للعي إن سقط ضمانا‬
‫بالرد سقط ضمان الجزاء وإن وجب ضمانا بالتلف وجب ضمان الجزاء‬
‫والثان أنا تضمن بقيمتها يوم التلف وهو الصحيح لنا لو ألزمناه قيمتها أكثر ما كانت من حي‬
‫القبض إل حي التلف أوجبنا ضمان الجزاء التالفة بالذن وهذا ل يوز ولذا لو كانت العي‬
‫باقية وقد نقصت أجزاؤها بالستعمال ل يب ضمانا‬
‫وإن كان ما له مثل فإن قلنا فيما ل مثل له إنه يضمن بأكثر ما كانت قيمته لزمه مثلها‬
‫وإن قلنا إنه يضمن بقيمته يوم التلف ضمنها بقيمتها‬
‫واختلف أصحابنا ف ولد الستعارة فمنهم من قال إنه مضمون لنا مضمونة فضمن ولدها‬
‫كالغصوبة‬
‫ومنهم من قال ل يضمن لن الولد ل يدخل ف العارة فلم يدخل ف الضمان ويالف الغصوبة‬
‫فإن الولد يدخل ف الغصب فدخل ف الضمان‬
‫فإن غصب عينا فأعارها من غيه ول يعلم الستعي وتلفت عنده فضمن الالك الستعي ل يرجع با‬
‫غرم على الغاصب لنه دخل على أنه يضمن العي وإن ضمنه أجرة النفعة فهل يرجع على‬
‫الغاصب فيه قولن بناء على القولي فيمن غصب طعاما وقدمه إل غيه‬
‫أحدها يرجع لنه غره‬
‫والثان ل يرجع لن النافع تلفت تت يده‬
‫فصل ف الرجوع ف العارية بعد القبض ويوز للمعي أن يرجع ف العارية بعد القبض ويوز‬
‫للمستعي أن يرد لنه إباحة فجاز لكل واحد منهما رده كإباحة الطعام وإذا فسخ العقد وجب‬
‫الرد على الستعي لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم استعار من‬
‫صفوان بن أمية‬
‫____________________‬

‫أدرعا وسلحا فقال أعارية مؤداة قال عارية مؤداة ويب ردها إل العي أو إل وكيله فإن ردها‬
‫إل الكان الذى أخذها منه ل يبأ من الضمان لن ما وجب رده وجب رده إل الالك أو إل‬
‫وكيله كالغصوب والسروق‬
‫فصل ف إعارة الستعي ومن استعار عينا جاز له أن يستوف منفعتها بنفسه وبوكيله لن الوكيل‬
‫نائب عنه‬
‫وهل له أن يعي غيه فيه وجهان أحدها يوز كما يوز للمستأجر أن يؤجر‬
‫والثان ل يوز وهو الصحيح لنه إباحة فل يلك با الباحة لغيه كإباحة الطعام‬
‫ويالف الستأجر فإنه يلك النافع ولذا يلك أن يأخذ عليه العوض فملك نقله إل غيه‬
‫كالشتري للطعام والستعي ل يلك ولذا ل يلك أخذ العوض عليه فل يلك نقله إل غيه كمن‬
‫قدم إليه الطعام‬
‫فصل ف العارة مع الطلق والتعيي وتوز العارة مطلقا ومعينا لنه كإباحة الطعام فجاز مطلقا‬
‫كإباحة الطعام‬
‫فإن قال أعرتك هذه الرض لتنتفع با جاز له أن يزرع ويغرس ويبن لن الذن مطلق‬
‫وإن استعار للبناء أو للغراس جاز له أن يزرع لن الزرع أقل ضررا من الغراس والبناء فإذا رضي‬
‫بالبناء والغراس رضي بالزرع‬
‫ومن أصحابنا من قال إن استعار للبناء ل يزرع لن ف الزرع ضررا ليس ف البناء وهو أنه يرخي‬
‫الرض‬
‫وإن استعار للزرع ل يغرس ول يب لن الغراس والبناء أكثر ضررا من الزرع فل يكون الذن ف‬
‫الزرع إذنا ف الغراس والبناء‬
‫وإن استعار للحنطة زرع النطة وما ضرره ضرر النطة لن الرضا بزراعة النطة رضا بزراعة‬
‫مثله‬
‫وإن استعار للغراس أو البناء ملك ما أذن فيه منهما‬
‫وهل يلك الخر فيه وجهان أحدها أنه يلك الخر لن الغراس والبناء يتقاربان ف البقاء والتأبيد‬
‫فكان الذن ف أحدها إذنا ف الخر‬
‫والثان أنه ل يوز لن ف كل واحد منهما ضررا ليس ف الخر فإن ضرر الغراس ف باطن‬
‫الرض أكثر وضرر البناء ف ظاهر الرض أكثر فل يلك بالذن ف أحدها الخر‬
‫فصل ف الرجوع ف إعارة الرض للغراس أو البناء وإن أعاره أرضا للغراس أو البناء فغرس وبن‬
‫ث رجع ل يز أن يغرس ويبن شيئا آخر لنه يلك الغراس والبناء بالذن وقد زال الذن فأما ما‬
‫غرس وبن فينظر فإن كان قد شرط عليه القلع أجب على القلع لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫الؤمنون عند شروطهم ولنه رضي بالتزام الضرر الذي يدخل عليه بالقلع فإذا قلع ل تلزمه‬
‫تسوية الرض لنه لا شرط عليه القلع رضي با يصل بالقلع من الفر ولنه مأذون فيه فل يلزمه‬
‫ضمان ما حصل به من النقص كاستعمال الثوب ل يلزمه ضمان ما يبليه منه‬
‫وإن ل يشرط القلع نظرت فإن ل تنقص قيمة الغراس والبناء بالقلع قلع لنه يكن رد العارية‬
‫فارغة من غي إضرار فوجب ردها‬
‫فإن نقصت قيمة الغراس والبناء بالقلع نظرت فإن اختار الستعي القلع كان له ذلك لنه ملكه‬
‫فملك نقله فإذا قلعه فهل تلزمه تسوية الرض فيه وجهان أحدها ل تلزمه لنه ) لا ( أعاره مع‬
‫العلم بأن له أن يقلع كان ذلك رضا با يصل بالقلع من التخريب فلم تلزمه التسوية كما لو‬
‫شرط القلع‬
‫والثان تلزمه لن القلع باختياره فإنه لو امتنع ل يب عليه فلزمه تسوية الرض كما لو أخرب‬
‫أرض غيه من غي غراس‬
‫وإن ل يتر القلع نظرت فإن بذل العي قيمة الغراس والبناء ليأخذه مع الرض أجب الستعي عليه‬
‫لنه رجوع ف العارية من غي إضرار‬
‫وإن ضمن أرش النقص بالقلع أجب الستعي على القلع لنه رجوع ف العارية من غي إضرار‬
‫وإن بذل العي القيمة ليأخذه مع الرض وبذل الستعي قيمة الرض ليأخذها مع الغراس قدم‬
‫العي لن الغراس يتبع الرض ف البيع فجاز أن يتبعها ف التملك والرض ل تتبع الغراس ف‬
‫البيع فلم تتبعه ف التملك‬
‫وإن امتنع العي‬
‫____________________‬

‫من بذل القيمة وأرش النقص وبذل الستعي أجرة الرض ل يب على القلع لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ليس لعرق ظال حق وهذا ليس بظال فوجب أن يكون له حق ولنه غراس مأذون فيه فل‬
‫يوز الضرار به ف قلعه وإن ل يبذل الستعي الجرة ففيه وجهان أحدها ل يقلع لن العارة‬
‫تقتضي النتفاع من غي ضمان‬
‫والثان يقلع لن بعد الرجوع ل يوز النتفاع باله من غي أجرة‬
‫فصل ف التفرج والستظلل بالغراس بعد الرجوع إذا أقررنا الغراس ف ملكه فأراد العي أن‬
‫يدخل إل الرض للتفرج أو يستظل بالغراس ل يكن للمستعي منعه لن الذي استحق الستعي من‬
‫الرض موضع الغراس‬
‫فأما البياض فل حق للمستعي فيه فجاز للمالك دخوله وإن أراد الستعي ) دخولا ( نظرت فإن‬
‫كان للتفرج ) والستراحة ( ل يز لنه قد رجع ف العارة فل يوز دخولا من غي إذن‬
‫وإن كان لصلح الغراس أو أخذ الثمار ففيه وجهان أحدها ل يلك لن حقه إقرار الغراس‬
‫والبناء دون ما سواه‬
‫والثان أنه يلك وهو الصحيح لن الذن ف الغراس إذن فيه فيما يعود بصلحه وأخذ ثاره‬
‫وإن أراد العي بيع الرض جاز لنه ل حق فيها لغيه فجاز له بيعها‬
‫وإن أراد الستعي بيع الغراس من غي العي ففيه وجهان أحدها يوز لنه ملك له ل حق فيه‬
‫لغيه‬
‫والثان ل يوز لن ملكه غي مستقر لن للمعي أن يبذل له قيمة الغراس والبناء فيأخذها‬
‫والصحيح هو الول لن عدم الستقرار ل ينع البيع كالشقص الشفوع يوز للمشتري بيعه وإن‬
‫جاز أن ينتزعه الشفيع بالشفعة‬
‫فصل فيمن نبت ف أرضه طعام غيه بسيل أو نوه وإن حل السيل طعام رجل إل أرض الخر‬
‫فنبت فيها فهل يب صاحب الطعام على القلع مانا فيه وجهان أحدها ل يب لنه غي مفرط ف‬
‫إنباته‬
‫والثان يب وهو الصحيح لنه شغل ملك غيه بلكه من غي إذن فأجب على إزالته كما لو كان‬
‫ف داره شجرة فانتشرت أغصانا ) ف هواء ( دار غيه‬
‫فصل فيمن استعار أرضا للزراعة فرجع العي قبل أن يدرك الزرع وإن أعاره أرضا للزراعة‬
‫فزرعها ث رجع ف العارية قبل أن يدرك الزرع وطالبه بالقلع ففيه وجهان أحدها أنه كالغراس ف‬
‫التبقية والقلع والرش‬
‫والثان أنه يب العي على التبقية إل الصاد بأجرة الثل لن للزرع وقتا ينتهي إليه وليس للغراس‬
‫وقت ينتهي إليه فلو أجبناه على التبقية عطلنا عليه أرضه‬
‫فصل فيمن أعار حائطا لوضع أجذاع ث رجع وإن أعاره حائطا ليضع عليه أجذاعا فوضعها ل‬
‫يلك إجباره على قلعها لنا تراد للبقاء ) فل ( يب على قلعها كالغراس‬
‫وإن ضمن العي قيمة الجذاع ليأخذها ل يب الستعي على قبولا لن أحد طرفيها ف ملكه فلم‬
‫يب على أخذ قيمته‬
‫وإن تلفت الجذاع وأراد أن يعيد مثلها على الائط ل يز أن يعيد إل بإذن لن الذن تناول‬
‫الول دون غيه فإن اندم الائط وبناه بتلك اللة ل يز أن يضع الجذاع على الثان لن الذن‬
‫تناول الول‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز لن العارة اقتضت التأبيد والذهب الول‬
‫فصل ف تلف أجذاع على الائط ل يعرف سبب وضعها وإن وجدت أجذاع على الائط ول‬
‫يعرف سببها ث تلفت جاز إعادة مثلها لن الظاهر أنا بق ثابت‬
‫فصل فيمن استعار عبدا ليهنه فأعاره إذا استعار من رجل عبدا ليهنه فأعاره ففيه قولن أحدها‬
‫) أن ذلك ( ضمان ) وإن ( الالك للرهن ضمن الدين عن الراهن ف رقبة عبده لن العارية ما‬
‫يستحق به منفعة العي والنفعة ههنا للمالك فدل على أنه ضمان‬
‫والثان أنه عارية لنه استعاره ليقضي به حاجته فهو كسائر العواري‬
‫فإن قلنا إنه ضمان ل يصح حت يتعي جنس الدين وقدره ومله لنه ضمان ) ل يصح ( فاعتب فيه‬
‫العلم بذلك‬
‫وإن قلنا إنه عارية ل يفتقر إل ذلك لنه عارية فل يعتب فيه العلم فإن عي له جنسا وقدرا ومل‬
‫تعي على القولي لن الضمان والعارية يتعينان بالتعيي فإن خالفه ف النس ل يصح لنه عقد على‬
‫ما ل يأذن له فيه وإن خالفه ف الل بأن أذن له ف دين مؤجل‬
‫____________________‬

‫فرهنه بدين حال ل يصح لنه قد ل يد ما يفك به الرهن ف الال‬


‫وإن أذن له ف دين حال فرهنه بدين مؤجل ل يصح لنه ل يرضى أن يال بينه وبي عبده إل‬
‫أجل فإن خالفه ف القدر بأن أذن له ف الرهن بعشرة فرهن با دونا جاز لن من رضي أن يقضي‬
‫من غيه عشرة رضي أن يقضي ما دونه‬
‫وإن رهنه بمسة عشر ل يصح لن من رضي بقضاء عشرة ل يرض با زاد‬
‫فصل ف رهن الستعي العبد بإذن السيد بدين حال وإن رهن العبد بإذنه بدين حال جاز للسيد‬
‫مطالبته بالفكاك على القولي ف الال لن للمعي أن يرجع ف العارية وللضامن أن يطالب‬
‫بتخليصه من الضمان‬
‫فإن رهنه ) بإذنه ( بدين مؤجل بإذنه فإن قلنا إنه عارية جاز له الطالبة بالفكاك لن للمعي أن‬
‫يرجع مت شاء‬
‫وإن قلنا إنه ضمان ل يطالب قبل الل لن الضامن إل أجل ل يلك الطالبة قبل الل‬
‫فصل ف بيع الستعي العبد ف الدين وإن بيع ف الدين فإن قلنا إنه عارية رجع السيد على الراهن‬
‫بقيمته لن العارية تضمن بقيمتها‬
‫وإن قلنا إنه ضمان رجع با بيع به سواء بيع بقدر قيمته أو بأقل أو بأكثر لن الضامن يرجع با‬
‫غرم ول يغرم إل ما بيع به‬
‫فصل ف تلف العبد ف يد الستعي وإن تلف العبد فإن قلنا إنه عارية ضمن قيمته لن العارية‬
‫مضمونة بالقيمة‬
‫وإن قلنا إنه ضمان ل يضمن شيئا لنه ل يغرم شيئا‬
‫فصل فيمن استعار من رجلي عبدا فرهنه عند رجل آخر وإن استعار رجل من رجلي عبدا فرهنه‬
‫عند رجل بائة ث قضى خسي على أن ترج حصة أحدها من الرهن ففيه قولن أحدها ل ترج‬
‫لنه رهنه بميع الدين ف صفقة فل ينفك بعضه دون بعض‬
‫والثان يرج نصفه لنه ل يأذن كل واحد منهما إل ف رهن نصيبه بمسي فل يصي رهنا بأكثر‬
‫منه‬
‫فصل ف اختلف مالك الدابة وراكبها ف كرائها أو إعارتا إذا ركب دابة غيه ث اختلفا فقال‬
‫الالك أكريتها فعليك الجرة وقال الراكب بل أعرتنيها فل أجرة لك فقد قال ف العارية القول‬
‫قول الراكب وقال ف الزارعة إذا دفع أرضه إل رجل فزرعها ث اختلفا فقال الالك أكريتكها‬
‫وقال الزارع بل أعرتنيها فالقول قول الالك‬
‫فمن أصحابنا من حل السألتي على ظاهرها فقال ف الدابة القول قول الراكب وقال ف الرض‬
‫القول قول الالك لن العادة أن الدواب تعار فالظاهر فيها مع الراكب والعادة ف الرض أنا‬
‫تكرى ول تعار فالظاهر فيها مع الالك‬
‫ومنهم من نقل الواب ف كل واحدة منهما إل الخرى وجعلهما على قولي وهو اختيار الزن‬
‫أحدها أن القول قول الالك لن النافع كالعيان ف اللك والعقد عليها ث لو اختلفا ف عي فقال‬
‫الالك بعتكها وقال الخر بل وهبتنيها كان القول قول الالك فكذلك إذا اختلفا ف النافع‬
‫والثان أن القول قول التصرف لن الالك أقر بالنافع له ومن أقر لغيه بلك ث ادعى عليه عوضا‬
‫ل يقبل قوله‬
‫فإن قلنا إن القول قول الالك حلف ووجبت له الجرة‬
‫وف قدر الجرة وجهان أحدها يب السمى لنه قبل قوله فيها وحلف عليها‬
‫والثان أنه تب أجرة الثل وهو النصوص لنما لو اتفقا على الجرة واختلفا ف قدرها وجبت‬
‫أجرة الثل فلن تب أجرة الثل وقد اختلفا ف الجرة أول‬
‫فإن نكل عن اليمي ل يرد على التصرف لن اليمي إنا ترد ليستحق با حق والتصرف ل يدعى‬
‫حقا فلم ترد عليه‬
‫وإن قلنا إن القول قول التصرف حلف وبرىء من الجرة‬
‫فإن نكل رد اليمي على الالك فإذا حلف استحق السمى وجها واحدا لن يينه بعد النكول‬
‫كالبينة ف أحد القولي وكالقرار ف الخر وأيهما كان وجب السمى‬
‫وإن تلفت الدابة بعد الركوب ث اختلفا فإن قلنا إن القول قول الالك حكم له بالجرة وإن قلنا‬
‫القول قول الراكب فهل يلزمه أقل المرين من الجرة أو القيمة فيه وجهان أحدها يلزمه‬
‫) الجرة ( لتفاقهما على استحقاقه‬
‫والثان ل يكم له بشيء لنه ل يدعي القيمة ول يستحق الجرة‬
‫فصل ف اختلف الالك والتصرف ف الغصب أو العارة وإن قال الالك غصبتنيها فعليك الجرة‬
‫وقال التصرف بل أعرتنيها فل أجرة علي فإن الزن نقل أن القول قول الستعي واختلف أصحابنا‬
‫فيه‬
‫فمنهم من قال السألة على طريقي كما ذكرنا ف السألة قبلها‬
‫أحدها الفرق بي الرض والدابة‬
‫والثان أنما على قولي لن اللف ف السألتي جيعا ف وجوب الجرة والالك يدعي وجوبا‬
‫والتصرف ينكر فيجب أل يتلفا ف الطريقي‬
‫ومنهم من قال إن القول قول الالك وما نقل الزن غلط لن ف تلك السألة‬
‫____________________‬

‫أقر الالك للمتصرف بلك النافع فل يقبل قوله ف دعوى العوض وههنا اختلفا أن اللك للمالك‬
‫أو للمتصرف والصل أنا للمالك‬
‫فصل ف اختلف الالك والراكب ف العارة أو الجارة وإن اختلفا فقال الالك أعرتكها وقال‬
‫الراكب بل أجرتنيها فالقول قول الالك لنما اتفقا أن اللك له واختلفا ف صفة انتقال اليد فكان‬
‫القول قول الالك‬
‫فإن كانت العي باقية حلف وأخذ وإن كانت تالفة نظرت فإن ل تض مدة لثلها أجرة حلف‬
‫واستحق القيمة وإن مضت مدة لثلها أجرة فالالك يدعي القيمة والراكب يقر له بالجرة فيحلف‬
‫ويستحق القيمة وإن كان قد مضى مدة لثلها أجرة فإن كانت القيمة أكثر من الجرة ل يستحق‬
‫شيئا حت يلف‬
‫وإن كانت القيمة مثل الجرة أو أقل منها ففيه وجهان أحدها يستحق من غي يي لنما متفقان‬
‫على استحقاقه‬
‫والثان ل يستحق من غي يي لنه أسقط حقه من الجرة وهو يدعي القيمة بكم العارية‬
‫والراكب منكر فلم يستحق من غي يي‬
‫فصل ف اختلف الالك والراكب ف الغصب أو الجارة وإن اختلفا فقال الالك غصبتنيها فعليك‬
‫ضمانا وأجرة مثلها وقال الراكب بل أجرتنيها فل يلزمن ضمانا ول أجرة مثلها فالقول قول‬
‫الالك ) مع يينه ( لن الصل أنه ما أجره‬
‫فإن اختلفا وقد تلفت العي حلف واستحق القيمة وإن بقيت ف يد الراكب مدة ث اختلفا فإن‬
‫الالك يدعي أجرة الثل والراكب يقر بالسمى فإن كانت أجرة الثل أكثر من السمى ل يستحق‬
‫الزيادة حت يلف وإن ل تكن أكثر استحق من غي يي لنما متفقان على استحقاقه‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب الغصب الغصب مرم لا روى أبو بكرة قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ف شهركم هذا ف بلدكم هذا‬
‫وروى أبو حيد الساعدي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يل لمرىء أن يأخذ مال‬
‫أخيه بغي طيب نفس منه‬
‫فصل ف ضمان الغصوب ومن غصب مال غيه وهو من أهل الضمان ف حقه ضمنه لا روى‬
‫سرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال على اليد ما أخذت حت ترده فصل ف ضمان أجرة منفعة‬
‫الغصوب فإن كان له منفعة تستباح بالجارة فأقام ف يده مدة لثلها أجرة ضمن الجرة لنه‬
‫يطلب بدلا بعقد الغابنة فضمن بالغصب كالعيان‬
‫فصل ف رد الغصوب إن كان باقيا فإن كان الغصوب باقيا لزمه رده لا روى عبد ال بن السائب‬
‫بن يزيد عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يأخذ أحدكم متاع أخيه لعبا أو‬
‫جادا فإذا أخذ أحدكم عصا أخيه فليدها فإن اختلفت قيمته من حي الغصب إل حي الرد ل‬
‫يلزمه ضمان ما نقص من قيمته‬
‫وقال أبو ثور من أصحابنا يضمن كما يضمن زيادة العي وهذا خطأ لن الغاصب يضمن ما‬
‫غصب والقيمة ل تدخل ف الغصب لنه ل حق للمغصوب منه ف القيمة مع بقاء العي وإنا حقه‬
‫ف العي والعي باقية كما كانت فلم يلزمه شيء‬
‫فصل ف ضمان الغصوب إذا تلف ول مثل له وإن تلف ف يد الغاصب أو أتلفه ل يل إما أن‬
‫يكون له مثل أو ل مثل له فإن ل يكن له مثل نظرت فإن كان من غي جنس الثان كالثياب‬
‫واليوان ضمنه بالقيمة لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫أعتق شركا له ف عبد‬
‫____________________‬

‫فإن كان معه ما يبلغ ثن العبد قوم عليه وأعطي شركاؤه حصصهم وعتق عليه العبد وإل فقد‬
‫عتق عليه ما عتق فأوجب القيمة ف العبد بالتلف بالعتق ولن إياب مثله من جهة اللقة ل‬
‫يكن لختلف النس الواحد ف القيمة فكانت القيمة أقرب إل إيفاء حقه‬
‫وإن اختلفت قيمته من حي الغصب إل حي التلف ضمنها بأكثر ما كانت لنه غاصب ف الال‬
‫الت زادت فيها قيمته فلزمه ضمان قيمته فيها كالالة الت غصبه فيها وتب القيمة من نقد البلد‬
‫الذي تلفت العي فيه لنه موضع الضمان فوجبت القيمة من نقده‬
‫وإن كان من جنس الثان نظرت فإن ل يكن فيه صنعة كالسبيكة والنقرة فإن كان نقد البلد من‬
‫غي جنسه أو من جنسه ولكن ل تزيد قيمته على وزنه ضمن بالقيمة لن تضمينه بالقيمة ل يؤدي‬
‫إل الربا فضمن بالقيمة كما قلنا ف غي الثان‬
‫وإن كان نقد البلد من جنسه وإذا قوم به زادت قيمته على وزنه قوم بنس آخر حت ل يؤدي‬
‫إل الربا‬
‫وإن كانت فيه صنعة نظرت فإن كانت صنعة مرمة ضمن كما تضمن السبيكة والنقرة لن‬
‫الصنعة ل قيمة لا فكان وجودها كعدمها وإن كانت صنعة مباحة فإن كان النقد من غي جنسه‬
‫أو من جنسه ولكنه ل تزيد قيمته على وزنه ضمنه بقيمته لنه ل يؤدي إل الربا وإن كان النقد‬
‫من جنسه ونوعه وتزيد قيمته على وزنه ففيه وجهان أحدها يقوم بنس آخر حت ل يؤدى إل‬
‫الربا‬
‫والثان أنه يضمنه بقيمته من جنسه بالغة ما بلغت وهو الصحيح لن الزيادة على الوزن ف مقابلة‬
‫الصنعة فل تؤدي إل الربا وإن كان ملوطا من الذهب والفضة قومه با شاء منهما‬
‫فصل ف ضمان الغصوب إذا تلف وله مثل وإن كان ما له مثل كالبوب والدهان ضمن بالثل‬
‫لن إياب الثل رجوع إل الشاهدة والقطع وإياب القيمة رجوع إل الجتهاد والظن فإذا أمكن‬
‫الرجوع إل القطع ل يرجع إل الجتهاد كما ل يوز الرجوع إل القياس مع النص‬
‫وإن غصب ما له مثل واتذ منه ما ل مثل له كالتمر إذا اتذ منه الل بالاء أو النطة إذا جعلها‬
‫دقيقا وقلنا إنه ل مثل له ث تلف لزمه مثل الصل لن الثل أقرب إل الغصوب من القيمة‬
‫وإن غصب ما ل مثل له واتذ منه ما له مثل كالرطب إذا جعله ترا ث تلف لزمه مثل التمر لن‬
‫الثل أقرب إليه من قيمة الصل‬
‫وإن غصب ما له مثل واتذ منه ما له مثل كالسمسم إذا عصر منه الشيج ث تلف فالغصوب‬
‫منه باليار إن شاء رجع عليه بثل السمسم وإن شاء رجع عليه بثل الدهن لنه قد ثبت ملكه‬
‫على كل واحد من الثلي فرجع با شاء منهما‬
‫وإن وجب الثل فأعوز فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال تب قيمته وقت الاكمة لن الواجب هو الثل وإنا القيمة تب بالكم فاعتبت‬
‫وقت الكم‬
‫ومنهم من قال تعتب قيمته أكثر ما كانت من حي الغصب إل حي تعذر الثل كما تعتب قيمة‬
‫الغصوب أكثر ما كانت من حي الغصب إل حي التلف‬
‫ومنهم من قال تضمن قيمته أكثر ما كانت من حي الغصب إل وقت الكم لن الواجب ف‬
‫الذمة هو الثل إل وقت الكم كما أن الواجب ف الغصوب رد العي إل وقت التلف ث يغرم‬
‫قيمة الغصوب أكثر ما كانت من حي الغصب إل حي التلف فيجب أن يعتب ف الثل أكثر ما‬
‫كانت قيمته إل وقت الكم‬
‫ومنهم من قال إن كان ذلك ما يكون ف وقت وينقطع ف وقت كالعصي وجبت قيمته وقت‬
‫النقطاع لنه بالنقطاع يسقط الثل وتب القيمة‬
‫وإن كان ما ل ينقطع عن أيدي الناس وإنا يتعذر ف موضع وجبت قيمته وقت الكم لنه ل‬
‫ينتقل إل القيمة إل بالكم وإن وجد الثل بأكثر من ثن الثل احتمل وجهي أحدها ل يلزمه الثل‬
‫لن وجود الشيء بأكثر من ثن الثل كعدمه كما قلنا ف الاء ف الوضوء والرقبة ف الكفارة‬
‫والثان يلزمه لن الثل كالعي ولو احتاج ف رد العي إل أضعاف ثنه لزمه فكذلك الثل‬
‫فصل ف الغصوب إذا تعذر رده وإن ذهب الغصوب من اليد وتعذر رده بأن كان عبدا فأبق أو‬
‫بيمة فضلت كان للمغصوب منه الطالبة بالقيمة لنه حيل بينه وبي ماله فوجب له البدل كما لو‬
‫تلف‬
‫وإذا قبض البدل ملكه لنه بدل ماله فملكه كبدل التالف ول يلك الغاصب الغصوب لنه ل‬
‫يصح تلكه بالبيع فل يلك بالتضمي كالتالف فإن رجع الغصوب وجب رده على الالك‬
‫وهل يلزم الغاصب‬
‫____________________‬

‫الجرة من حي دفع القيمة إل أن رده فيه وجهان أحدها ل تلزمه لن الغصوب منه ملك بدل‬
‫العي فل يستحق أجرته‬
‫والثان تلزمه لنه تلفت عليه منافع ماله بسبب كان ف يد الغاصب فلزمه ضمانا كما لو ل يدفع‬
‫إليه القيمة‬
‫وإذا رد الغصوب وجب على الغصوب منه رد البدل لنه ملكه ) منه ( باليلولة وقد زالت‬
‫اليلولة فوجب الرد‬
‫وإن زاد البدل ف يده نظرت فإن كانت الزيادة متصلة كالسمن وجب الرد مع الزيادة لن‬
‫الزيادة التصلة تتبع الصل ف الفسخ بالعيب وهذا فسخ‬
‫وإن كانت زيادة منفصلة كالولد واللب ل ترد الزيادة كما ل ترد ف الفسخ بالعيب‬
‫فصل ف نقصان الغصوب وقيمته فإن نقص الغصوب نقصانا تنقص به القيمة نظرت فإن كان ف‬
‫غي الرقيق ل يل إما أن يكون نقصانا مستقرا أو غي مستقر فإن كان نقصانا مستقرا بأن كان‬
‫ثوبا فتخرق أو إناء فانكسر أو شاة فذبت أو طعاما فطحن ونقصت قيمته رده ورد معه أرش ما‬
‫نقص لنه نقصان عي ف يد الغاصب نقصت به القيمة فوجب ضمانه كالقفيز من الطعام‬
‫والذراع من الثوب‬
‫فإن ترك الغصوب منه الغصوب على الغاصب وطالبه ببدله ل يكن له ذلك ومن أصحابنا من قال‬
‫ف الطعام إذا طحنه إن له أن يتركه ويطالبه بثل طعام لن مثله أقرب إل حقه من الدقيق‬
‫والذهب الول لن عي ماله باقية فل يلك الطالبة ببدله كالثوب إذا ترق والشاة إذا ذبت‬
‫وإن كان نقصانا غي مستقر كطعام ابتل وخيف عليه الفساد فقد قال ف الم للمغصوب منه مثل‬
‫مكيلته‬
‫وقال الربيع فيه قول آخر أنه يأخذه وأرش النقص فمن أصحابنا من قال هو على قولي أحدها‬
‫يأخذه وأرش النقص كالثوب إذا ترق‬
‫والثان أنه يأخذ مثل مكيلته لنه يتزايد فساده إل أن يتلف فصار كالستهلك‬
‫ومنهم من قال يأخذ مثل مكيلته قول واحدا ول يثبت ما قاله الربيع وإن كان ف الرقيق نظرت‬
‫فإن ل يكن له أرش مقدر كإذهاب البكارة والنايات الت ليس لا أرش مقدر رده وأرش ما نقص‬
‫لنه نقصان ليس فيه أرش مقدر فضمن با نقص كالثوب إذا ترق وإن كان له أرش مقدر‬
‫كذهاب اليد نظرت فإن كان ذهب من غي جناية رده وما نقص من قيمته‬
‫ومن أصحابنا من قال يرده وما يب بالناية والذهب الول لن ضمان اليد ضمان الال ولذا ل‬
‫يب فيه القصاص ول تتعلق به الكفارة ف النفس فلم يب فيه أرش مقدر وإن ذهب بناية بأن‬
‫غصبه ث قطع يده فإن قلنا إن ضمانه باليد كضمانه بالناية وجب عليه نصف القيمة وقت الناية‬
‫لن اليد ف الناية تضمن بنصف بدل النفس‬
‫وإن قلنا إن ضمانه ضمان الال وجب عليه أكثر المرين من نصف القيمة أو ما نقص من قيمته‬
‫لنه وجد اليد والناية فوجب أكثرها ضمانا‬
‫وإن غصب عبدا يساوي مائة ث زادت قيمته فصار يساوي ألفا ث قطع يده لزمه خسمائة لن‬
‫زيادة السوق مع تلف العي مضمونة ويد العبد كنصفه فكأنه بقطع اليد فوت عليه نصفه فضمنه‬
‫بزيادة السوق‬
‫فصل ف نقصان عي الغصوب وبقاء قيمته وإن نقصت العي ول تنقص القيمة نظرت فإن كان ما‬
‫نقص من العي له بدل مقدر فنقص ول تنقص القيمة مثل أن غصب عبدا فقطع أنثييه ول تنقص‬
‫قيمته أو غصب صاعا من زيت فأغله فنقص نصفه ول تنقص قيمته لزمه ف النثيي قيمة العبد‬
‫وف الزيت نصف صاع لن الواجب ف النثيي مقدر بالقيمة والواجب ف الزيت مقدر با نقص‬
‫من الكيل فلزمه ما يقدر به‬
‫وإن كان ما نقص ل يضمن إل با نقص من القيمة فنقص ول تنقص القيمة كالسمن الفرط إذا‬
‫نقص ول تنقص القيمة ل يلزمه شيء لن السمن يضمن إل با نقص من القيمة ول ينقص من‬
‫القيمة شيء فلم يلزمه شيء‬
‫واختلف أصحابنا فيمن غصب صاعا من عصي فأغله ونقص نصفه ول تنقص قيمته فقال أبو‬
‫علي الطبي يلزمه نصف صاع كما قلنا ف الزيت‬
‫وقال أبو العباس ل يلزمه شيء لن نقص العصي باستهلك مائية ورطوبة ل قيمة لا وأما حلوته‬
‫فهي باقية ل تنقص ونقصان الزيت باستهلك أجزائه ولجزائه قيمة فضمنها بثلها‬
‫فصل ف نقصان بعض العي وقيمة الباقى وإن تلف بعض العي ونقصت قيمة الباقي بأن غصب‬
‫ثوبا تنقص قيمته بالقطع فشقه بنصفي ث تلف أحد النصفي لزمه قيمة التالف وهو قيمة نصف‬
‫الثوب أكثر ما كانت من حي الغصب إل حي التلف ورد الباقي وأرش ما نقص لنه نقص‬
‫حدث بسبب تعدى به فضمنه‬
‫فإن كان لرجل خفان قيمتهما عشرة فأتلف رجل أحدها فصار قيمة الباقي درهي ففيه وجهان‬
‫أحدها يلزمه درهان لن الذي أتلفه قيمته درهان‬
‫والثان تلزمه ثانية وهو الذهب لنه ضمن أحدها بالتلف ونقص قيمة الخر بسبب تعدى به‬
‫فلزمه ضمانه‬
‫____________________‬

‫فصل ف لبس الثوب الغصوب وإبلئه فإن غصب ثوبا فلبسه وأبله ففيه وجهان أحدها يلزمه‬
‫أكثر المرين من الجرة أو أرش ما نقص لن ما نقص من الجزاء ف مقابلة الجرة ولذا ل‬
‫يضمن الستأجر أرش الجزاء‬
‫والثان تلزمه الجرة وأرش ما نقص لن الجرة بدل للمنافع والرش بدل الجزاء فلم يدخل‬
‫أحدها ف الخر كالجرة وأرش ما نقص من السمن‬
‫فصل فيما إذا نقصت العي ث زال النقص وإن نقصت العي ث زال النقص بأن كانت جارية سينة‬
‫فهزلت ونقصت قيمتها ث سنت وعادت قيمتها ففيه وجهان أحدها يسقط عنه الضمان وهو‬
‫قول أب علي بن أب هريرة لنه زال ما أوجب الضمان فسقط الضمان كما لو جن على عي‬
‫فابيضت ث زال البياض‬
‫والثان أنه ل يسقط وهو قول أب سعيد الصطخري لن السمن الثان غي الول فل يسقط به ما‬
‫وجب بالول وإن سنت ث هزلت ث سنت ث هزلت ضمن أكثر السمني قيمة ف قول أب علي‬
‫بن أب هريرة لن بعود السمن يسقط ما ف مقابلته من الرش ويضمن السمني ف قول أب سعيد‬
‫لن السمن الثان غي الول فلزمه ضمانما‬
‫فصل ف العبد الغصوب إذا جن ف يد الغاصب وإن غصب عبدا فجن على إنسان ف يد‬
‫الغاصب لزم الغاصب ما يستوف ف جنايته‬
‫فإن كانت الناية على النفس فأقيد به ضمن الغاصب قيمته لنه تلف بسبب كان ف يده فإن‬
‫كان ف الطرف فأقيد منه ضمن‬
‫وف الذي يضمن وجهان أحدها أرش العضو ف الناية‬
‫والثان ما نقص من قيمته لنه ضمان وجب باليد ل بالناية لن القطع ف القصاص ليس بناية‬
‫وقد بينا الوجهي فيما تقدم‬
‫فإن عفي عن القصاص على مال لزم الغاصب أن يفديه لنه حق تعلق برقبته ف يده فلزمه تليصه‬
‫منه‬
‫فصل ف زيادة الغصوب ف يد الغاصب وإذا زاد الغصوب ف يد الغاصب بأن كانت شجرة‬
‫فأثرت أو جارية فسمنت أو ولدت ولدا ملوكا ث تلف ضمن ذلك كله لنه مال للمغصوب منه‬
‫حصل ف يده بالغصب فضمنه بالتلف كالعي الغصوبة‬
‫وإن ألقت الارية الولد ميتا ففيه وجهان أحدها أنه يضمنه بقيمته يوم الوضع كما لو كان حيا‬
‫وهو ظاهر النص لنه غصبه بغصب الم فضمنه بالتلف كالم‬
‫والثان أنه ل يضمنه وهو قول أب إسحاق لنه إنا يقوم حال اليلولة بينه وبي الالك وهو حال‬
‫الوضع ول قيمة له ف تلك الال فلم يضمن وحل النص عليه إذا ألقته حيا ث مات‬
‫فصل ف الدراهم الغصوبة إذا اشترى با سلعة وربح وإن غصب دراهم فاشترى سلعة ف الذمة‬
‫ونقد الدراهم ف ثنها وربح ففي الربح قولن قال ف القدي هو للمغصوب منه لنه ناء ملكه‬
‫فصار كالثمرة والولد فعلى هذا يضمنه الغاصب إذا تلف ف يده كالثمرة والولد‬
‫وقال ف الديد هو للغاصب لنه بدل ماله فكان له‬
‫فصل ف العبد الغصوب إذا اصطاد صيدا وإن غصب عبدا فاصطاد صيدا فالصيد لوله لن يد‬
‫العبد كيد الول فكان صيده كصيده وهل تلزم الغاصب أجرة العبد للمدة الت اصطاد فيها فيه‬
‫وجهان أحدها تلزمه لنه أتلف عليه منافعه‬
‫والثان ل تلزمه لن منافعه صارت إل الول‬
‫وإن غصب جارحة كالفهد والبازى فاصطاد با صيدا ففي صيده وجهان أحدها أنه للغاصب‬
‫لنه هو الرسل والارحة آلة فكان الصيد له كما لو غصب قوسا فاصطاد با وعليه أجرة‬
‫الارحة لنه أتلف على صاحبها منافعها‬
‫والثان أن الصيد للمغصوب منه لنه كسب ماله فكان له كصيد العبد فعلى هذا ف أجرته‬
‫وجهان على ما ذكرناه ف العبد‬
‫فصل ف العي الغصوبة إذا استحالت وإن غصب عينا فاستحالت عنده بأن كان بيضا فصار فرخا‬
‫أو كان حبا فصار زرعا أو كان زرعا فصار حبا فللمغصوب منه أن يرجع به لنه عي ماله‬
‫فإن نقصت قيمته بالستحالة رجع بأرش النقص لنه حدث ف يده‬
‫وإن غصب عصيا فصار خرا ضمن العصي بثله لنه بانقلبه خرا سقطت قيمته فصار كما لو‬
‫غصب حيوانا فمات فإن صار المر خل رده‬
‫وهل يلزمه ضمان العصي مع رد الل فيه وجهان أحدها يلزمه لن الل غي العصي فل يسقط‬
‫برد الل ضمان ما وجب بلك العصي‬
‫والثان ل يلزمه لن الل عي العصي فل يلزمه مع ردها ضمان العصي فعلى هذا إن كانت قيمة‬
‫الل دون قيمة العصي رد مع الل أرش النقص‬
‫فصل ف الغاصب يعمل ف الغصوب عمل تزيد به قيمته وإن غصب شيئا فعمل فيه عمل زادت‬
‫به قيمته بأن كان ثوبا فقصره أو قطنا فغزله أو غزل فنسجه أو‬
‫____________________‬
‫ذهبا فصاغه حليا أو خشبا فعمل منه بابا رده على الالك لنه عي ماله ول يشارك الغاصب فيه‬
‫ببدل عمله لنه عمل تبع به ف ملك غيه فلم يشاركه ببدله‬
‫فصل ف خلط الغصوب با هو من جنسه وإن غصب شيئا فخلطه با ل يتميز منه من جنسه بأن‬
‫غصب صاعا من زيت فخلطه بصاع من زيته أو صاعا من الطعام فخلطه بصاع من طعامه نظرت‬
‫فإن خلطه بثله ف القيمة فله أن يدفع إليه صاعا منه لنه تعذر ) عليه ( بالختلط عي ماله فجاز‬
‫أن يدفع إليه البعض من ماله والبعض من مثله‬
‫وإن أراد أن يدفع إليه مثله من غيه وطلب الغصوب منه مثله منه ففيه وجهان أحدها وهو‬
‫النصوص أن اليار إل الغاصب لنه ل يقدر على رد عي ماله فجاز أن يدفع إليه مثله كما لو‬
‫هلك‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق وأب علي بن أب هريرة أنه يلزمه أن يدفع إليه صاعا منه لنه يقدر‬
‫أن يدفع إليه بعض ماله فل ينتقل إل البدل ف الميع كما لو غصب صاعا فتلف بعضه وإن‬
‫خلطه بأجود منه فإن بذل الغاصب صاعا منه لزم الغصوب منه قبوله لنه دفع إليه بعض ماله‬
‫وبعض مثله خيا منه‬
‫وإن بذل مثله من غيه وطلب الغصوب منه صاعا منه ففيه وجهان أحدها وهو النصوص ف‬
‫الغصب أن اليار إل الغاصب لنه تعذر رد الغصوب بالختلط فقبل منه الثل‬
‫والثان أنه يباع الميع ويقسم الثمن بينهما على قدر قيمتهما وهو النصوص ف التفليس لنا إذا‬
‫فعلنا ذلك أوصلنا كل واحد منهما إل عي ماله وإذا أمكن الرجوع إل عي الال ل يلزم الرجوع‬
‫إل البدل‬
‫فإن كان ما يص الغصوب منه من الثمن أقل من قيمة ماله استوف قيمة صاعه ودخل النقص‬
‫على الغاصب لنه نقص بفعله فلزمه ضمانه‬
‫وعلى هذا الوجه إن طلب الغصوب منه أن يدفع إليه من الزيت الختلط بقدر قيمة ماله ففيه‬
‫وجهان أحدها ل يوز وهو قول أب إسحاق لنه يأخذ بعض صاع عن صاع وذلك ربا‬
‫والثان أنه يوز لن الربا إنا يكون ف البيع وليس ههنا بيع وإنا يأخذ هو بعض حقه ويترك بعضه‬
‫كرجل له على رجل درهم فأخذ بعضه وترك البعض‬
‫فصل ف خلط الغصوب با هو دون جنسه وإن خلطه با دونه فإن طلب الغصوب منه صاعا منه‬
‫وامتنع الغاصب أجب على الدفع لنه رضي بأخذ حقه ناقصا وإن طلب مثله من غيه وامتنع‬
‫الغاصب أجب على دفع مثله لن الخلوط دون حقه فل يلزمه أخذه‬
‫ومن أصحابنا من قال يباع الميع ويقسم الثمن بينهما على قدر قيمتهما ليصل كل واحد منهما‬
‫إل عي ماله وإن نقص ما يصه من الثمن عن قيمته ضمن الغاصب تام القيمة لنه نقص بفعله‬
‫فصل ف خلط الغصوب بغي جنسه وإن غصب شيئا فخلطه بغي جنسه أو نوعه فإن أمكن تييزه‬
‫كالنطة إذا اختلطت بالشعي أو النطة البيضاء إذا اختلطت بالنطة السمراء لزمه تييزه ورده‬
‫لنه يكن رد العي فلزمه‬
‫وإن ل يكن تييزه كالزيت إذا خلطه بالشيج لزمه صاع من مثله لنه تعذر رد العي بالختلط‬
‫فعدل إل مثله‬
‫ومن أصحابنا من قال يباع الميع ويقسم الثمن بينهما على قدر قيمتهما ليصل كل واحد منهما‬
‫إل عي ماله كما قلنا ف القسم قبله‬
‫فصل فيما إذا خلط دقيقا مغصوبا بدقيق له وإن غصب دقيقا فخلطه بدقيق له ففيه وجهان‬
‫أحدها أن الدقيق له مثل وهو قول أب العباس وظاهر النص لن تفاوته ف النعومة والشونة ليس‬
‫بأكثر من تفاوت النطة ف صغر الب وكبه فعلى هذا يكون حكمه حكم النطة إذا خلطها‬
‫بالنطة وقد بيناه‬
‫والثان أنه ل مثل له وهو قول أب إسحاق لنه يتفاوت ف الشونة والنعومة ولذا ل يوز بيع‬
‫بعضه ببعض فعلى هذا اختلف أصحابنا فيما يلزمه‬
‫فمنهم من قال يلزمه قيمته لنه تعذر رده بالختلط ول مثل له فوجبت القيمة‬
‫ومنهم من قال يصيان شريكي فيه فيباع ويقسم الثمن بينهما على ما ذكرناه ف الزيت إذا‬
‫خلطه بالشيج‬
‫فصل ف الرض الغصوبة يغرس فيها أو يبن وإن غصب أرضا فغرس فيها غراسا أو بن فيها بناء‬
‫فدعا صاحب الرض إل قلع الغراس ونقض البناء لزمه ذلك لا روى سعيد بن زيد أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال ليس لعرق ظال حق فإن قلعه فقد قال ف الغصب يلزمه أرش ما نقص من‬
‫الرض وقال ف البيع إذا قلع الحجار الستودعة عليه تسوية الرض‬
‫فمن أصحابنا من جعلهما على قولي أحدها يلزمه أرش النقص لنه نقص بفعل مضمون فلزمه‬
‫أرشه‬
‫والثان يلزمه تسوية الرض لن جبان النقص بالثل أول من جبانه بالقيمة‬
‫ومنهم من قال يلزمه ف الغصب أرش ما نقص وف البيع يلزمه تسوية الرض لن الغاصب متعد‬
‫فغلظ عليه بالرش لنه أوف والبائع غي متعد فلم يلزمه‬
‫____________________‬

‫أكثر من التسوية‬
‫وإن كان الغراس لصاحب الرض فطالبه بالقلع فإن كان له غرض ف قلعه أخذ بقلعه لنه قد‬
‫فوت عليه بالغراس غرضا مقصودا ف الرض فأخذ بإعادتا إل ما كانت‬
‫وإن ل يكن له غرض ففيه وجهان أحدها ل يؤخذ بقلعه لن قلعه من غي غرض سفه وعبث‬
‫والثان يؤخذ به لن الالك مكم ف ملكه والغاصب غي مكم فوجب أن يؤخذ به‬
‫فصل ف الرض الغصوبة يفر فيها بئرا وإن غصب أرضا وحفر فيها بئرا فطالبه صاحب الرض‬
‫بطمها لزمه طمها لن التراب ملكه وقد نقله من موضعه فلزمه رده إل موضعه‬
‫فإن أراد الغاصب طمها فامتنع صاحب الرض أجب وقال الزن ل يب كما لو غصب غزل‬
‫ونسجه ل يب الالك على نقضه وهذا غي صحيح لن له غرضا ف طمها وهو أن يسقط عنه‬
‫ضمان من يقع فيها بلف نقض الغزل النسوج فإن أبرأه صاحب الرض من ضمان من يقع فيها‬
‫ففيه وجهان أحدها يصح البراء لنه لا سقط الضمان عنه إذا أذن ف حفرها سقط عنه إذا أبرأه‬
‫منها‬
‫والثان أنه ل يصح لن البراء إنا يكون من واجب ول يب بعد شيء فلم يصح البراء‬
‫فصل ف الثوب الغصوب يصبغه بصبغ من عنده إذا غصب ثوبا فصبغه بصبغ من عنده نظرت‬
‫فإن ل تزد قيمة الثوب والصبغ ول تنقص بأن كانت قيمة الثوب عشرة وقيمة الصبغ عشرة‬
‫فصارت قيمة الثوب مصبوغا عشرين ) درها ( صار شريكا لصاحب الثوب بالصبغ لن الصبغ‬
‫عي مال له قيمة‬
‫فإن بيع الثوب كان الثمن بينهما نصفي فإن زادت قيمتهما بأن صارت قيمة الثوب ثلثي‬
‫حدثت الزيادة ف ملكهما لنه بفعله زاد ماله ومال غيه وما زاد ف ماله يلكه لنه حصل بعمل‬
‫عمله بنفسه ف ماله فإن بيع الثوب قسم الثمن بينهما نصفي وإن نقص قيمتهما بأن صار الثوب‬
‫يساوي خسة عشر حسب النقصان على الغاصب ف صبغه لنه بفعله حصل النقص فإن بيع‬
‫الثوب بمسة عشر دفع إل صاحب الثوب عشرة وإل الغاصب خسة فإن صارت قيمة الثوب‬
‫عشرة حسب النقص على الغاصب فإن بيع الثوب بعشرة دفع العشرة كلها إل صاحب الثوب‬
‫لنه إما أن يكون سقط بدل الصبغ بالستهلك أو نقص به قيمة الثوب فلزمه أن يب ما نقص من‬
‫قيمة الثوب فإن صارت قيمة الثوب ثانية ل يستحق بصبغه شيئا لنه استهلكه ف الثوب ويلزمه‬
‫درهان لنه نقص بصبغه من قيمة الثوب درهان‬
‫فصل ف استهلك الغاصب الثوب بثمن الصبغ إذا استهلك ثن الصبغ ل يبق للغاصب ف الثوب‬
‫حق لن ماله هو الصبغ وقد استهلكه وإن بقي للصبغ ثن فطلب الغاصب استخراجه أجيب إل‬
‫ذلك لنه عي ماله فكان له أخذه كما لو غرس ف أرض مغصوبة غراسا ث أراد قلعه‬
‫فإن نقص قيمة الثوب باستخراج الصبغ ضمن ما نقص لنه حصل بسبب من جهته‬
‫وإن طلب صاحب الثوب استخراج الصبغ وامتنع الغاصب ففيه وجهان أحدها ل يب وهو قول‬
‫أب العباس لن الصبغ يهلك بالستخراج ول حاجة به إل ذلك لنه يكنه أن يستوف حقه بالبيع‬
‫ول يوز أن يتلف مال الغي‬
‫والثان يب ) وهو الصحيح ( وهو قول أب إسحاق وأب علي بن خيان لنه عرق ظال ل حق له‬
‫فيه فأجب على قلعه كالغراس ف الرض الغصوبة‬
‫وإن بذل الغصوب منه قيمة الصبغ ليتملكه وامتنع الغاصب ل يب على القبول لنه إجبار على‬
‫بيع ماله‬
‫وإن أراد صاحب الثوب البيع وامتنع الغاصب بيع لنه ملك له فل يلك الغاصب أن ينعه من‬
‫بيعه بتعديه وإن أراد الغاصب البيع وامتنع صاحب الثوب ففيه وجهان أحدها يب ليصل‬
‫الغاصب إل ثن صبغه كما يب الغاصب على البيع ليصل رب الثوب إل ثن ثوبه‬
‫والثان ل يب لنه متعد فلم يستحق بتعديه إزالة ملك رب الثوب عن ثوبه وإن وهب الغاصب‬
‫الصبغ من صاحب الثوب ففيه وجهان أحدها يب على قبوله لنه ل يتميز من العي فلزمه قبوله‬
‫كقصارة الثوب‬
‫والثان ل يب لنه هبة عي فل يب على قبولا‬
‫فصل ف الساج الغصوب يدخله ف البناء ونوه فإن غصب ساجا فأدخله ف البناء أو خيطا فخاط‬
‫به شيئا نظرت فإن عفن الساج وبلي اليط ل يؤخذ برده لنه صار مستهلكا فسقط رده ووجبت‬
‫قيمته وإن كان باقيا على جهته نظرت فإن كان الساج ف البناء واليط ف الثوب وجب نزعه‬
‫ورده لنه مغصوب يكن رده فوجب رده كما لو ل يب عليه ول يط به‬
‫وإن غصب خيطا فخاط به جرح حيوان فإن كان مباح الدم كالرتد والنير والكلب العقور‬
‫وجب نزعه ورده لنه ل حرمة له فكان كالثوب وإن كان مرم الدم فإن كان ما‬
‫____________________‬

‫ل يؤكل كالدمي والبغل والمار وخيف من نزعه اللك ل ينع لن حرمة اليوان آكد من‬
‫حرمة الال ولذا يوز أخذ مال الغي بغي إذنه لفظ اليوان ول يوز أخذه لفظ الال فل يوز‬
‫هتك حرمة اليوان لفظ الال‬
‫وإن كان ما يؤكل ففيه قولن أحدها يب رده لنه يكن نزعه بسبب مباح فوجب رده كالساج‬

‫والثان ل يب لن النب صلى ال عليه وسلم نى عن ذبح اليوان لغي مأكلة‬


‫فصل ف اللوح الغصوب يدخله ف سفينة وإن غصب لوحا وأدخله ف سفينة وخاف من نزعه‬
‫الغرق فإن كان فيها حيوان ل ينع لا ذكرناه ف اليط وإن كان فيها مال غي اليوان فإن كان‬
‫لغي الغاصب ل ينع لنه إتلف مال من له حرمة بناية غيه فلم يز وإن كان الال للغاصب‬
‫ففيه وجهان أحدها ينع كما تنقض الدار لرد الساج‬
‫والثان ل ينع لنه يكن رده من غي إتلف الال بأن تر إل ) الشط ( بلف الساج ف البناء‬
‫وعلى هذا إذا أراد الالك أن يطالب بالقيمة كان له ذلك لنه حيل بينه وبي ماله فجاز له الطالبة‬
‫بالبدل كما لو غصب منه عبدا فأبق‬
‫وإن اختلطت السفينة الت فيها اللوح بسفن للغاصب ففيه وجهان أحدها ينقض الميع كما‬
‫ينقض جيع السفينة‬
‫والثان ل ينقض ما ل تتعي لنه إتلف مال ل يتعي فيه التعدي‬
‫فصل ف الوهرة الغصوبة تبلعها بيمة الغاصب وإن غصب جوهرة فبلعتها بيمة له فإن كانت‬
‫البهيمة ما ل تؤكل ضمن قيمة الوهرة لنه تعذر ردها فضمن البدل‬
‫وإن كانت ما تؤكل ففيه وجهان بناء على القولي ف اليط الذي خيط به جرح ما يؤكل‬
‫فصل ف الفصيل الغصوب يكب ف الدار ول يرج من الباب وإن غصب فصيل فأدخله إل داره‬
‫فكب ول يرج من الباب نقض الباب لرد الفصيل كما ينقض البناء لرد الساج‬
‫وإن دخل الفصيل إل داره من غي تفريط منه نقض الباب وعلى صاحب الفصيل ضمان ما‬
‫يصلح به الباب لنه نقض لتخليص ماله من غي تفريط من صاحب الباب‬
‫فصل ف الدينار الغصوب يطرحه الغاصب ف مبة وإن غصب دينارا وطرحه ف مبة كسرت‬
‫البة ورد الدينار كما ينقض البناء لرد الساج‬
‫وإن وقع ف البة من غي تفريط من ) صاحبها ( كسرت وعلى صاحب الدينار قيمة البة لنا‬
‫كسرت لتخليص ماله من غي تفريط من صاحب البة‬
‫فصل ف الغصوب يبيعه الغاصب ويتلفه الشتري وإن غصب عينا وباعها وقبضها الشتري‬
‫وتصرف فيها وتلفت عنده فللمالك أن يضمن الغاصب لنه غصبها وله أن يضمن الشتري لنه‬
‫قبض ما ل يكن له قبضه فصار كالغاصب فإن ضمن الغاصب العي ضمنه قيمته أكثر ما كانت‬
‫قيمته من حي ) الغصب ( إل أن تلف ف يد الشتري لنه من حي الغصب إل حي التلف ف‬
‫ضمانه‬
‫وإن ضمن الشتري ضمنه أكثر ما كانت قيمته من حي قبض إل أن تلف لنه ل يدخل ف ضمانه‬
‫قبل القبض فل يضمن ما قبله‬
‫فإن بدأ فضمن الشترى نظرت فإن كان عالا بالغصب ل يرجع با ضمنه على الغاصب لنه‬
‫غاصب تلف الغصوب عنده فاستقر الضمان عليه كالغاصب من الالك إذا تلف عنده فإن ل يعلم‬
‫نظرت فيما ضمن فإن التزم ضمانه بالعقد كبدل العي وما نقص منها ل يرجع به على الغاصب‬
‫لن الغاصب ل يغره بل دخل معه على أن يضمنه‬
‫وإن ل يلتزم ضمانه بالعقد نظرت فإن ل يصل له ف مقابلته منفعة كقيمة الولد ونقصان الارية‬
‫بالولدة رجع على الغاصب لنه غره ودخل معه على أل يضمنه‬
‫وإن حصلت له ف مقابلته منفعة كالجرة والهر وأرش البكارة ففيه قولن أحدها يرجع به لنه‬
‫غره ول يدخل معه على أن يضمنه‬
‫والثان ل يرجع به لنه حصل له ف مقابلته منفعة وإن بدأ فضمن الغاصب فما ل يرجع به‬
‫الشتري على الغاصب إذا غرم رجع به الغاصب على الشترى وما يرجع به الشترى على‬
‫الغاصب ل يرجع به لنه ل فائدة ف أن يرجع عليه ث يرجع الشتري به عليه‬
‫فصل ف الطعام الغصوب يطعمه رجل غيه وإن غصب من رجل طعاما فأطعمه رجل فللمالك‬
‫أن يضمن الغاصب لنه غصبه وله أن يضمن الكل لنه أكل ما ل يكن له أكله فإن ضمن الكل‬
‫نظرت فإن علم أنه مغصوب فأكله ل يرجع على الغاصب با ضمن لنه غاصب استهلك‬
‫الغصوب فلم يرجع با ضمنه فإن أكل ول يعلم أنه مغصوب ففيه قولن أحدها يرجع لنه غره‬
‫وأطعمه على أل يضمنه‬
‫والثان ل يرجع لنه حصل له منفعة فإن أطعمه الالك فإن علم أنه له برىء الغاصب من الضمان‬
‫لنه استهلك ماله برضاه مع العلم به وإن‬
‫____________________‬

‫ل يعلم ففيه قولن أحدها يبأ الغاصب لنه عاد إل يده فبىء الغاصب من الضمان كما لو رده‬
‫عليه‬
‫والثان ل يبأ لنه إنا ضمن لنه أزال يده وسلطانه عن الال وبالتقدي إليه ليأكله ل تعد يده‬
‫وسلطانه لنه لو أراد أن يأخذه ل يكنه فلم يزل الضمان‬
‫فصل ف الغصوب يضعه الغاصب عند صاحبه رهنا أو نوه ث يتلف عنده وإن غصب من رجل‬
‫شيئا ث رهنه عنده أو أودعه ) عنده ( أو آجره منه وتلف عنده فإن علم أنه له برىء الغاصب من‬
‫ضمانه لنه أعاده إل يده وسلطانه وإن ل يعلم ففيه وجهان أحدها أنه يبأ الغاصب من الضمان‬
‫لنه عاد إل يده‬
‫والثان ل يبأ لنه ل يعد إل سلطانه وإنا عاد إليه على أنه أمانة عنده‬
‫وإن باعه منه برىء من الضمان علم أو ل يعلم لن قبضه بابتياع يوجب الضمان فبىء به‬
‫الغاصب من الضمان‬
‫فصل ف الغصوب يرهنه الالك عند الغاصب وإن غصب شيئا فرهنه الالك عند الغاصب ل يبأ‬
‫الغاصب وقال الزن يبأ لنه أذن له ف إمساكه فبىء من الضمان كما لو أودعه والذهب الول‬
‫لن الرهن يتمع مع الضمان وهو إذا رهنه شيئا فتعدى فيه فل يناف الضمان‬
‫فصل وإن غصب حرا وحبسه ) و ( مات عنده ل يضمنه لنه ليس بال فلم يضمنه باليد‬
‫وإن حبسه مدة لثلها أجرة فإن استوف فيها منفعته لزمته الجرة لنه أتلف عليه ما يتقوم فلزمه‬
‫الضمان كما لو أتلف عليه ماله أو قطع أطرافه‬
‫وإن ل يستوف منفعته ففيه وجهان أحدها تلزمه الجرة لن منفعته تضمن بالجارة فضمنت‬
‫بالغصب كمنفعة الال‬
‫والثان ل تلزمه لنا تلفت تت يده فل يضمنه الغاصب بالغصب كأطرافه وثياب بدنه‬
‫فصل وإن غصب كلبا فيه منفعة لزمه رده على صاحبه لنه يوز اقتناؤه للنتفاع به فلزمه رده‬
‫فإن حبسه مدة لثلها أجرة فهل تلزمه الجرة فيه وجهان بناء على الوجهي ف جواز إجارته‬
‫فصل وإن غصب خرا نظرت فإن غصبها من ذمي لزمه ردها عليه لنه يقر على شربا فلزمه‬
‫ردها عليه وإن غصبها من مسلم ففيه وجهان أحدها يلزمه ردها عليه لنه يوز أن يطفيء با‬
‫نارا أو يبل با طينا فوجب ردها عليه‬
‫والثان ل يلزمه وهو الصحيح لا روي أن أبا طلحة رضي ال عنه سأل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عن أيتام ورثوا خرا فأمره صلى ال عليه وسلم أن يهرقها فإن أتلفها أو تلفت عنده ل‬
‫يلزمه ضمانا لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن ال تعال إذا‬
‫حرم شيئا حرم ثنه ولن ما حرم النتفاع به ل يضمن ببدل كاليتة والدم فإن صار خل لزمه رده‬
‫على صاحبه لنه صار خل على حكم ملكه فلزمه رده إليه فإن تلف ضمنه لنه مال للمغصوب‬
‫منه تلف ف يد الغاصب فضمنه‬
‫فصل وإن غصب جلد ميتة لزمه رده لن له أن يتوصل إل تطهيه بالدباغ فوجب رده عليه‬
‫فإن دبغه الغاصب ففيه وجهان أحدها يلزمه رده كالمر إذا صار خل‬
‫والثان ل يلزمه لنه بفعله صار مال فلم يلزمه رده‬
‫فصل وإن فصل صليبا أو مزمارا ل يلزمه شيء لن ما أزاله ل قيمة له والدليل عليه ما روى جابر‬
‫رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة إن ال تعال حرم بيع المر‬
‫وبيع النازير وبيع الصنام وبيع اليتة فدل على أنه ل قيمة له وما ل قيمة له ل يضمن‬
‫فإن كسره نظرت فإن كان إذا فصله يصلح لنفعة مباحة وإذا كسره ل يصلح لزمه ما بي قيمته‬
‫مفصل ومكسورا لنه أتلف بالكسر ما له قيمة فلزمه ضمانه‬
‫فإن كان ل يصلح لنفعة مباحة ل يلزمه شيء لنه ل يتلف ما له قيمة‬
‫فصل وإن فتح قفصا عن طائر نظرت فإن نفره حت طار ضمنه لن تنفي الطائر بسبب ملجىء‬
‫إل ذهابه فصار كما لو باشر إتلفه‬
‫وإن ل ينفره نظرت فإن وقف ث طار ل يضمنه لنه وجد منه سبب غي ملجىء ووجد من الطائر‬
‫مباشرة والسبب إذا ل يكن ملجئا واجتمع مع الباشرة سقط حكمه كما لو حفر بئرا فوقع فيها‬
‫إنسان باختياره‬
‫فإن طار عقب الفتح ففيه قولن‬
‫____________________‬

‫أحدها ل يضمن لنه طار باختياره فأشبه إذا وقف بعد الفتح ث طار‬
‫والثان يضمن لن من طبع الطائر النفور من قرب منه فإذا طار عقيب الفتح كان طيانه بنفوره‬
‫منه فصار كما لو نفره‬
‫فصل وإن وقع طائر لغيه على جدار فرماه بجر فطار ل يضمنه لن رميه ل يكن سببا لفواته لنه‬
‫قد كان متنعا وفائتا من قبل أن يرميه فإن طار ف هواء داره فرماه فأتلفه ضمنه لنه ل يلك منع‬
‫الطائر من هواء داره فصار كما لو رماه ف غي داره‬
‫فصل وإن فتح زقا فيه مائع فخرج ما فيه نظرت فإن خرج ف الال ضمنه لنه كان مفوظا‬
‫بالوكاء فتلف بله فضمنه‬
‫وإن خرج منه شيء فابتل أسفله أو ثقل به أحد جانبيه فسقط وذهب ما فيه ضمنه لنه ذهب‬
‫بعضه بفعله وبعضه بسبب فعله فضمنه كما لو قطع يد رجل فمات منه‬
‫وإن فتحه ول يرج منه شيء ث هبت ريح فسقط وذهب ما فيه ل يضمن لن ذهابه ل يكن بفعله‬
‫فلم يضمنه كما لو فتح قفصا عن طائر فوقف ث طار أو نقب حرزا فسرق منه غيه‬
‫وإن فتح زقا فيه جامد فذاب وخرج ففيه وجهان أحدها ل يضمنه لنه ل يرج عقيب الل‬
‫فصار كما لو كان مائعا فهبت عليه ريح فسقط‬
‫والثان أنه يضمن وهو الصحيح لن الشمس ل توجب الروج وإنا تذيبه والروج بسبب فعله‬
‫فضمنه كالائع إذا خرج عقيب الفتح‬
‫وإن حل زقا فيه جامد وقرب إليه آخر نارا فذاب وخرج فقد قال بعض أصحابنا ل ضمان على‬
‫واحد منهما لن الذي حل الوكاء ل توجد منه عند فعله جناية يضمن با وصاحب النار ل يباشر‬
‫ما يضمن فصارا كسارقي نقب أحدها الرز وأخرج الخر الال فإنه ل قطع على واحد منهما‬
‫وعندى أنه يب الضمان على صاحب النار لنه باشر التلف بإدناء النار فصار كما لو حفر‬
‫رجل بئرا ودفع فيها آخر إنسانا وأما السارق فهو حجة عليه لنا أوجبنا الضمان على من أخرج‬
‫الال فيجب أن يب الضمان ههنا على صاحب النار وأما القطع فل يب عليهما لنه ل يب‬
‫القطع إل بتك الرز والذي أخذ الال ل يهتك الرز والضمان يب بجرد التلف وصاحب‬
‫النار قد أتلف فلزمه الضمان‬
‫فصل وإن فتح زقا مستعلى الرأس فاندفع ما فيه فخرج فجاء آخر فنكسه حت تعجل خروج ما‬
‫فيه ففيه وجهان أحدها يشتركان ف ضمان ما خرج بعد التنكيس كالارحي‬
‫والثان أن ما خرج بعد التنكيس يب على الثان كالارح والذابح‬
‫فصل وإن حل رباط سفينة فغرقت نظرت فإن غرقت ف الال ضمن لنا تلفت بفعله‬
‫وإن وقفت ث غرقت فإن كان بسبب حادث كريح هبت ل يضمن لنا غرقت بغي فعله‬
‫وإن غرقت من سبب حادث ففيه وجهان أحدها ل يضمن كالزق إذا ثبت بعد فتحه ث سقط‬
‫والثان أنه يضمن لن ) الاء أحد التلفات (‬
‫فصل إذا أجج على سطحه نارا فطارت شرارة إل دار الار فأحرقتها أو سقى أرضه فنل الاء‬
‫إل أرض جاره فغرقها فإن كان الذي فعله ما جرت به العادة ل يضمن لنه غي متعد وإن فعل ما‬
‫ل تر به العادة أن أجج من النار ما ل يقف على حد داره أو سقى أرضه من الاء ما ل تتمله‬
‫ضمن لنه متعد‬
‫فصل إذا ألقت الريح ثوبا لنسان ف داره لزمه حفظه لنه أمانة حصلت تت يده فلزمه حفظها‬
‫كاللقطة فإن عرف صاحبه لزمه إعلمه فإن ل يفعل ضمنه لنه أمسك مال غيه بغي رضاه من‬
‫غي تعريف فصار كالغاصب وإن وقع ف داره طائر ل يلزمه حفظه ول إعلم صاحبه لنه مفوظ‬
‫بنفسه فإن دخل إل برج ف داره ) طائر ( فأغلق عليه الباب نظرت فإن نوى‬
‫____________________‬

‫إمساكه على نفسه ضمنه لنه أمسك مال غيه ) لنفسه ( فضمنه كالغاصب‬
‫وإن ل ينو إمساكه على نفسه ل يضمنه لنه يلك التصرف ف برجه فل يضمن ) به ( ما فيه‬
‫فصل إذا اختلف الغاصب والغصوب منه ف تلف الغصوب فقال الغصوب منه هو باق وقال‬
‫الغاصب تلف فالقول قول الغاصب مع يينه لنه يتعذر إقامة البينة على التلف‬
‫وهل يلزمه البدل فيه وجهان أحدها ل يلزمه لن الغصوب منه ل يدعيه‬
‫والثان يلزمه لنه بيمينه تعذر الرجوع إل العي فاستحق البدل كما لو غصب عبدا فأبق‬
‫فصل وإن تلف الغصوب واختلفا ف قيمته فقال الغاصب قيمته عشرة وقال الغصوب منه قيمته‬
‫عشرون فالقول قول الغاصب لن الصل براءة ذمته فل يلزمه إل ما أقر به كما لو ادعى عليه‬
‫دينا من غي غصب فأقر ببعضه‬
‫فصل وإن اختلفا ف صفته فقال الغاصب كان سارقا فقيمته مائة وقال الغصوب منه ل يكن سارقا‬
‫فقيمته ألف فالقول قول الغصوب منه لن الصل عدم السرقة‬
‫ومن أصحابنا من قال القول قول الغاصب لنه غارم والصل براءة ذمته ما زاد على الائة‬
‫فإن قال الغصوب منه كان كاتبا فقيمته ألف وقال الغاصب ل يكن كاتبا فقيمته مائة فالقول قول‬
‫الغاصب لن الصل عدم الكتابة وبراءة الذمة ما زاد على الائة‬
‫فإن قال الغصوب منه غصبتن طعاما حديثا وقال الغاصب بل غصبتك طعاما عتيقا فالقول قول‬
‫الغاصب لن الصل أنه ل يلزمه الديث فإذا حلف كان للمغصوب منه أن يأخذ العتيق لنه‬
‫أنقص من حقه‬
‫فصل وإن غصبه خرا وتلف عنده ث اختلفا فقال الغصوب منه صار خل ث تلف فعليك الضمان‬
‫وقال الغاصب بل تلف وهو خر فل ضمان علي فالقول قول الغاصب لن الصل براءة ذمته‬
‫ولن الصل أنه باق على كونه خرا‬
‫فصل وإن اختلفا ف الثياب الت على العبد الغصوب فادعى الغصوب منه أنا له وادعى الغاصب‬
‫أنا له فالقول قول الغاصب لن العبد وما عليه ف يد الغاصب فكان القول قوله وال أعلم‬
‫كتاب الشفعة وتب الشفعة ف العقار لا روى جابر رضي ال عنه قال قضى رسول ال بالشفعة‬
‫ف كل شرك ل يقسم ربعه أو حائط ل يل له أن يبيعه حت يؤذن شريكه فإن شاء أخذ وإن شاء‬
‫ترك فإن باعه ول يؤذنه فهو أحق به ولن الضرر ف العقار يتأبد من جهة الشريك فثبتت فيه‬
‫الشفعة لزالة الضرر‬
‫فصل وأما غي العقار من النقولت فل شفعة فيه لا روى جابر رضي ال عنه قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ل شفعة إل ف ربعة أو حائط وأما البناء والغراس فإنه إن بيع مع الرض‬
‫ثبتت فيه الشفعة لا روى جابر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كان له‬
‫شريك ف ربع أو نل فليس له أن يبيع حت يؤذن شريكه فإن رضي أخذه وإن كرهه تركه ولنه‬
‫يراد للتأبيد فهو كالرض فإن بيع منفردا ل تثبت فيه الشفعة لنه ينقل ويول فلم تثبت فيه‬
‫الشفعة‬
‫واختلف أصحابنا ف النخل إذا بيعت مع قرارها مفردة عما يتخللها من بياض الرض‬
‫فمنهم من قال تثبت فيه الشفعة لنه فرع تابع لصل ثابت‬
‫ومنهم من قال ل شفعة‬
‫____________________‬

‫فيها لن القرار تابع لا فإذا ل تب الشفعة فيها إذا بيعت مفردة ل تب فيها وف تبعها وإن كانت‬
‫دار أسفلها لواحد وعلوها مشترك بي جاعة فباع أحدهم نصيبه فإن كان السقف لصاحب‬
‫السفل ل تثبت الشفعة ف الصة البيعة من العلو لنه بناء منفرد وإن كان السقف للشركاء ف‬
‫العلو ففيه وجهان أحدها ل تثبت فيه الشفعة لنه ل يتبع أرضا‬
‫والثان تثبت لن السقف أرض لصاحب العلو يسكنه ويأوي إليه فهو كالرض‬
‫فصل وإن بيع الزرع مع الرض أو الثمرة الظاهرة مع الصل ل تؤخذ مع الصل بالشفعة لنه‬
‫منقول فلم يؤخذ مع الرض بالشفعة كثيان الضيعة‬
‫فإن بيع وفيه ثرة غي مؤبرة ففيه وجهان أحدها تؤخذ الثمرة مع الصل بالشفعة لنا تبعت‬
‫الصل ف البيع فأخذت معه بالشفعة كالغراس‬
‫والثان ل تؤخذ لنه منقول فلم تؤخذ مع الصل كالزرع والثمرة الظاهرة‬
‫فصل ول تثبت الشفعة إل للشريك ف ملك مشاع فأما الار والقاسم فل شفعة لما لا روى‬
‫جابر رضي ال عنه قال إنا جعل رسول ال صلى ال عليه وسلم الشفعة ف كل ما ل يقسم فإذا‬
‫وقعت الدود وصرفت الطرق فل شفعة ولن الشفعة إنا تثبت لنه يدخل عليه شريك فيتأذى‬
‫به فتدعو الاجة إل مقاسته فيدخل عليه الضرر بنقصان قيمة اللك وما يتاج إل إحداثه من‬
‫الرافق وهذا ل يوجد ف القسوم‬
‫فصل ول تب إل فيما تب قسمته عند الطلب فأما ل تب قسمته كالرحا والبئر الصغية‬
‫والدار الصغية فل تثبت فيه الشفعة‬
‫وقال أبو العباس تثبت فيه الشفعة لنه عقار فثبت فيه الشفعة قياسا على ما تب قسمته والذهب‬
‫الول لا روي عن أمي الؤمني عثمان رضي ال عنه أنه قال ل شفعة ف بئر والرف تقطع كل‬
‫شفعة ولن الشفعة إنا تثبت للضرر الذي يلحقه بالقاسة وذلك ل يوجد فيما ل يقسم‬
‫وأما الطريق الشترك ف درب ملوك ينظر فيه فإن كان ضيقا إذا قسم ل يصب كل واحد منهم‬
‫طريقا يدخل فيه إل ملكه فل شفعة فيه وإن كان واسعا نظرت فإن كان للدار البيعة طريق آخر‬
‫وجبت الشفعة ف الطريق لنه أرض مشتركة تتمل القسمة ول ضرر على أحد ف أخذه بالشفعة‬
‫فأشبه غي الطريق‬
‫وإن ل يكن للدار طريق غيه ففيه ثلثة أوجه أحدها ل شفعة فيه لنا لو أثبتنا الشفعة فيه أضررنا‬
‫بالشتري لنه يبقى ملكه بغي طريق والضرر ل يزال بالضرر‬
‫والثان تثبت فيه الشفعة لنه أرض تتمل القسمة فتثبت فيها الشفعة كغي الطريق‬
‫والثالث أنه إن مكن الشفيع الشتري من دخول الدار ثبت له الشفعة وإن ل يكنه فل شفعة لنه‬
‫مع التمكي يكن دفع الضرر من غي إضرار ول يكن مع عدم التمكي إل بالضرار‬
‫فصل وتثبت الشفعة ف الشقص الملوك بالبيع لديث جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال فإن باعه ول يؤذنه فهو أحق به وتثبت ف كل عقد يلك الشقص فيه بعوض كالجارة‬
‫والنكاح واللع لنه عقد معاوضة فجاز أن تثبت الشفعة ف الشقص الملوك به كالبيع‬
‫فصل فأما فيما ملك فيه الشقص بغي عوض كالوصية والبة من غي عوض فل تثبت فيه الشفعة‬
‫لنه ملكه بغي بدل فلم تثبت فيه الشفعة كما لو ملكه بالرث وإن باع من رجل شقصا فعفا‬
‫الشفيع فيه عن الشفعة ث رجع الشقص إليه بالقالة ل تثبت فيه الشفعة لنه ل يلكه بعوض وإنا‬
‫انفسخ البيع ورجع البيع إل ملكه بغي بدل فإن باعه شقصا فعفا الشفيع عن الشفعة ث وله‬
‫رجل ثبتت فيه الشفعة لن التولية بيع برأس الال‬
‫وإن قال لم ولده إن خدمت ورثت شهرا فلك هذا‬
‫____________________‬

‫الشقص فخدمتهم ملكت الشقص‬


‫وهل تثبت فيه الشفعة فيه وجهان أحدها أنه تثبت لنا ملكته ببدل هو الدمة فصار كالملوك‬
‫بالجارة‬
‫والثان ل تثبت فيه الشفعة لنه وصية ف القيقة لنه يعتب من الثلث فلم تثبت فيه الشفعة كسائر‬
‫الوصايا وإن دفع الكاتب إل موله شقصا عن نم عليه ث عجز ورق فهل للشفيع ف الشقص‬
‫شفعة أم ل فيه وجهان أحدها ل شفعة فيه لنه بالعجز صار ماله للمول بق اللك ل بالعاوضة‬
‫وما ملك بغي العاوضة ل شفعة فيه‬
‫والثان تثبت فيه ) الشفعة ( لنه ملكه بعوض فثبت فيه الشفعة فل تسقط بالفسخ بعده‬
‫فصل وإن بيع شقص ف شركة الوقف فإن قلنا إن الوقوف عليه ل يلك الوقف ل تب فيه‬
‫الشفعة لنه ل ملك له‬
‫وإن قلنا إنه يلك ففيه وجهان أحدها أنه يأخذ بالشفعة لنه يلحقه الضرر ف ماله من جهة‬
‫الشريك فأشبه مالك الطلق‬
‫والثان ل يأخذه لن ملكه غي تام بدليل أنه ل يلك التصرف فيه فل يلك به ملكا تاما‬
‫فصل وإن اشترى شقصا وشرط اليار فيه للبائع ل يكن للشفيع أن يأخذ قبل انقضاء اليار لنه‬
‫ف أحد القوال ل يلك الشقص وف القول الثان ملكه موقوف فل يعلم هل يلك أم ل وف‬
‫القول الثالث يلكه ملكا غي تام لن للبائع أن يفسخه ولنه إذا أخذ بالشفعة أضر بالبائع لنه‬
‫يسقط حقه من الفسخ والضرر ل يزال بالضرر‬
‫وإن شرط اليار للمشتري وحده فإن قلنا إنه ل يلك أو قلنا إنه موقوف ل يأخذ لا ذكرناه ف‬
‫خيار البائع‬
‫وإن قلنا إنه يلكه ففيه قولن أحدها ل يأخذه لنه بيع فيه خيار فل يأخذ به كما لو كان اليار‬
‫للبائع‬
‫والثان يأخذه وهو الصحيح لنه ل حق فيه لغي الشترى والشفيع يلك إسقاط حقه ولذا يلك‬
‫إسقاط حقه بعد لزوم البيع واستقرار اللك فلن يلك قبل لزومه أول‬
‫فصل وتثبت الشفعة للكافر على السلم لديث جابر رضي ال عنه ل يل له أن يبيعه حت يؤذن‬
‫شريكه فإن باعه ول يؤذنه فهو أحق به ول يفرق ولنه خيار جعل لدفع الضرر عن الال فاستوى‬
‫فيه الكافر والسلم كالرد بالعيب‬
‫فصل ول يأخذ بالشفعة من ل يقدر على العوض لنه إذا أخذه ول يقدر على العوض أضر‬
‫بالشتري والضرر ل يزال بالضرر‬
‫فإن أحضر رهنا أو ضمينا أو عوضا عن الثمن ل يلزم قبوله لن ما استحق أخذه بالعوض ل يلزم‬
‫قبول الرهن والضمي والعوض فيه كالبيع ف يد البائع‬
‫فصل ويأخذ الشفيع بالعوض الذي ملك به فإن اشتراه أخذه بالثمن لا روى جابر رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال فإن باعه فهو أحق بالثمن وإن اشترى شقصا وسيفا بثمن قسم‬
‫الثمن عليهما على قدر قيمتهما وأخذ الشقص بصته وترك السيف على الشتري بصته لن‬
‫الثمن ينقسم على البيع على قدر قيمته ول يثبت للمشتري اليار ف فسخ البيع بتفريق الصفقة‬
‫عليه لنه دخل ف العقد على بصية أن الصفقة تفرق عليه‬
‫وإن اشترى الشقص بثمن ث ألق به زيادة أو حط عنه بعضه أو وجد به عيبا فأخذ عنه الرش‬
‫فعلى ما ذكرناه ف بيع الرابة‬
‫فإن نقص الشقص ف يد الشترى فقد روى الزن أن الشفيع يأخذه بميع الثمن وقال ف القدي‬
‫يأخذه بالصة واختلف أصحابنا ف ذلك‬
‫فمنهم من قال فيه قولن وهو الصحيح‬
‫أحدها يأخذه بميع الثمن كالعبد البيع إذا ذهبت عينه ف يد البائع فإن الشتري يأخذه بميع‬
‫الثمن‬
‫والقول الثان أنه يأخذه بالصة وهو الصحيح لنه أخذ بعض ما دخل ف العقد فأخذه بالصة‬
‫كما لو كان معه سيف‬
‫ومنهم من قال إن ذهب التأليف ول يذهب من الجزاء شيء أخذ بالميع لن الذي يقابله الثمن‬
‫أجزاء العي وهي باقية فإن تلف بعض الجزاء من الجر والشب أخذه بالصة لنه تلف بعض‬
‫ما يقابله الثمن فأخذ الباقي بالصة وحل القولي على هذين الالي‬
‫ومنهم من قال إن كانت العرصة باقية أخذ بالميع لن العرصة هي الصل وهي باقية فإن ذهب‬
‫بعض العرصة أخذ بالصة لنه تلف بعض الصل فأخذ الباقي بالصة وحل القولي على هذين‬
‫الالي‬
‫ومنهم من قال إن تلف بائحة من السماء أخذ بالميع لنه ل يصل للمشتري بدل التالف وإن‬
‫تلف بفعل آدمي أخذ بالصة لنه حصل للمشتري بدل التالف وحل القولي على هذين الالي‬
‫فصل وإن اشترى الشقص بائة مؤجلة ففيه ثلثة أقوال أحدها يأخذ بائة مؤجلة لن الشفيع تابع‬
‫للمشتري‬
‫____________________‬

‫ف قدر الثمن وصفته فكان تابعا له ف التأجيل‬


‫والثان أنه يأخذه بسلعة تساوي مائة إل الجل لنه ل يكن أن يطالب بائة حالة لن ذلك أكثر‬
‫ما لزم الشتري ول يكن أن يطالب بائة مؤجلة لن الذمم ل تتماثل فتجعل ذمة الشفيع مثل ذمة‬
‫الشتري فوجب أن يعدل إل جنس آخر بقيمته كما يعدل فيما ل مثل له إل جنس آخر بقيمته‬
‫والثالث وهو الصحيح أنه يي بي أن يعجل الثمن ويأخذ وبي أن يصب إل أن يل فيأخذ لنه ل‬
‫يكن أن يطالب بائة حالة ول بائة مؤجلة لا ذكرناه ول يكن أن يأخذ بسلعة لن الشفيع إنا‬
‫يأخذ بالثل أو بالقيمة والسلعة ليست بثل الثمن ول هي قيمته فلم يبق إل التخيي‬
‫فصل وإن باع رجل ف مرضه من وارثه شقصا يساوى ألفي بألف ول تز الورثة بطل البيع ف‬
‫نصفه لنه قدر الاباة فإن اختار الشفيع أن يأخذ النصف باللف ل يكن للمشتري اليار ف‬
‫تفريق الصفقة ) عليه ( لن الشفيع أخذه بألف‬
‫وإن ل يأخذه الشفيع فللمشتري أن يفسخ البيع لتفرق الصفقة عليه‬
‫وإن باع من أجنب وحاباه والشفيع وارث فاحتمل الثلث الاباة ففيه خسة أوجه أحدها أن البيع‬
‫يصح ف نصف الشقص باللف وللشفيع أن يأخذه ويبقى النصف للمشتري بل ثن لن الاباة‬
‫وصية والوصية للمشتري تصح ول تصح للشفيع فيصي كأنه وهب له النصف وباع منه النصف‬
‫بثمن الثل ويأخذ الشفيع النصف بميع الثمن ويبقى النصف للمشتري بغي ثن‬
‫والثان أن البيع يصح ف نصفه باللف لنا إن دفعنا الميع إل الشفيع باللف حصلت الوصية‬
‫للوارث وإن دفعنا إليه النصف باللف وتركنا النصف على الشتري ألزمنا الشفيع ف النصف‬
‫أكثر ما لزم الشتري فلم يبق إل الفسخ بالنصف ودفع النصف إل الوارث من غي ماباة‬
‫والثالث أن البيع باطل لن الاباة تعلقت بالكل فل يوز أن تعل ف نصفه‬
‫والرابع أنه يصح البيع وتسقط الشفعة لن إثبات الشفعة يؤدي إل إبطال البيع وإذا بطل البيع‬
‫سقطت الشفعة وما أدى ثبوته إل سقوطه وسقوط غيه سقط فسقطت الشفعة وبقي البيع‬
‫والامس وهو الصحيح أنه يصح البيع ف الميع باللف ويأخذ الشفيع ) الميع ( باللف لن‬
‫الاباة وقعت للمشتري دون الشفيع والشتري أجنب فصحت الاباة له‬
‫فصل وإن اشترى الشقص بعرض فإن كان له مثل كالبوب والدهان أخذه بثله لنه من ذوات‬
‫المثال ) فأخذ به ( كالدراهم والدناني‬
‫وإن ل يكن له مثل كالعبيد والثياب أخذه بقيمته لن القيمة مثل لا ل مثل له ويأخذه بقيمته حال‬
‫وجوب الشفعة كما يأخذ بالثمن الذي وجب عند وجوب الشفعة‬
‫وإن اشترى الشقص بعبد وأخذ الشفيع بقيمته ووجد البائع بالعبد عيبا ورده أخذ قيمة الشقص‬
‫وهل يثبت التراجع للشفيع والشتري با بي قيمة العبد وقيمة الشقص فيه وجهان أحدها ل‬
‫يتراجعان لن الشفيع أخذ با استقر عليه العقد وهو قيمة العبد فل يتغي با طرأ بعده‬
‫والثان يتراجعان فإن كانت قيمة الشقص أكثر رجع الشتري على الشفيع وإن كانت قيمة العبد‬
‫أكثر رجع الشفيع على الشتري لنه استقر الشقص على الشتري بقيمته فثبت التراجع با بي‬
‫القيمتي وإن وجد البائع بالعبد العيب وقد حدث عنده عيب ) آخر ( فرجع على الشتري‬
‫بالرش نظرت فإن أخذ ) الشتري ( من الشفيع قيمة العبد سليما ل يرجع عليه بالرش لن‬
‫الرش دخل ف القيمة‬
‫وإن أخذ قيمته معيبا فهل يرجع بالرش فيه وجهان أحدها ل يرجع لنه أخذ الشقص بقيمة‬
‫العبد العيب الذي استقر عليه العقد‬
‫والثان يرجع بالرش لنه استقر الشقص عليه بقيمة عبد سليم فرجع به على الشفيع‬
‫فصل وإن جعل الشقص أجرة ف إجارة أخذه الشفيع بأجرة مثل النفعة فإن جعل صداقا ف نكاح‬
‫أو بدل ف خلع أخذ الشفيع بهر مثل الرأة لن النفعة ل مثل لا فأخذ بقيمتها كالثوب والعبد‬
‫وإن جعل متعة ف طلق امرأة أخذ الشفيع بتعة مثلها ل بالهر لن الواجب بالطلق متعة مثلها‬
‫ل الهر‬
‫فصل والشفيع باليار بي الخذ والترك لنه حق ثبت له لدفع الضرر عنه فخي بي أخذه وتركه‬
‫وف خياره أربعة أقوال قولن نص عليهما ف القدي أحدها أنه على التراخي ل يسقط إل بالعفو‬
‫أو با يدل على العفو كقوله بعن أو قاسن وما أشبههما لنه حق له ل ضرر على الستحق عليه‬
‫ف تأخيه فلم يسقط إل بالعفو كاليار ف القصاص‬
‫والثان أنه باليار إل أن يرفعه الشتري‬
‫____________________‬

‫إل الاكم ليجبه على الخذ أو العفو لنا لو قلنا إنه على الفور أضررنا بالشفيع لنه ل يأمن مع‬
‫الستعجال أن يترك والظ ف الخذ أو يأخذه والظ ف الترك فيندم‬
‫وإن قلنا إنه على التراخي إل أن يسقط أضررنا بالشتري لنه ل يقدر على التصرف ) فيه (‬
‫والسعي ف عمارته خوفا من الشفيع فجعل له إل أن يرفع إل الاكم ليدفع عنه الضرر‬
‫والثالث نص عليه ف سي حرملة أنه باليار إل ثلثة أيام لنه ل يكن أن يعل على الفور لنه‬
‫يستضر به الشفيع ول أن يعل على التراخي لنه يستضر به الشتري فقدر بثلثة أيام لنه ل‬
‫ضرر فيه على الشفيع لنه يكنه أن يعرف ما فيه من الظ ف ثلثة أيام ول على الشتري لنه‬
‫قريب‬
‫والرابع نص عليه ف الديد أنه على الفور وهو الصحيح لا روى أنس رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال الشفعة لن واثبها وروي أنه قال الشفعة كنشطة العقال إن قيدت ثبتت‬
‫وإن تركت فاللوم على من تركها فعلى هذا إن أخر الطلب من غي عذر سقط لنه على الفور‬
‫فسقط بالتأخي من غي عذر كالرد بالعيب‬
‫وإن أخره لطهارة أو صلة أو طعام أو لبس ثوب أو إغلق باب فهو على شفعته لنه ترك الطلب‬
‫لعذر‬
‫وإن قال سلم عليكم أنا مطالب بالشفعة ثبتت الشفعة لن السلم قبل الكلم سنة فل تسقط به‬
‫الشفعة‬
‫وإن قال بارك ال ف صفقة يينك أنا مطالب بالشفعة ل تسقط لن الدعاء له بالبكة ل يدل على‬
‫ترك الشفعة لنه يوز أن يكون دعاء للصفقة بالبكة لنا أوصلته إل الخذ بالشفعة‬
‫وإن قال صالن عن الشفعة على مال ل يصح الصلح لنه خيار فل يوز أخذ العوض عنه كخيار‬
‫الشرط‬
‫وف شفعته وجهان أحدها تسقط لنه أعرض عن طلبها من غي عذر‬
‫والثان ل تسقط لنه تركها على عوض ول يسلم له العوض فبقي على شفعته فإن أخذه بثمن‬
‫مستحق ففيه وجهان أحدها تسقط لنه ترك الخذ الذي يلك به من غي عذر‬
‫والثان ل تسقط لنه استحق الشقص بثل الثمن ف الذمة فإذا عينه فيما ل يلك سقط التعيي‬
‫وبقي الستحقاق كما لو اشترى شيئا بثمن ف الذمة ووزن فيه ما ل يلك‬
‫فصل وإن وجبت له الشفعة وهو مبوس أو مريض أو غائب نظرت فإن ل يقدر على الطلب ول‬
‫على التوكيل ول على الشهاد فهو على شفعته لنه ترك بعذر‬
‫وإن قدر على التوكيل فلم يوكل ففيه ثلثة أوجه أحدها وهو قول القاضي أب حامد أنه تسقط‬
‫شفعته لنه ترك الطلب مع القدرة فأشبه إذا قدر على الطلب بنفسه فترك‬
‫والثان وهو قول أب علي الطبي أنه ل تسقط لن التوكيل إن كان بعوض لزمه غرم وفيه ضرر‬
‫وإن كان بغي عوض احتاج إل التزام منه وف تملها مشقة وذلك عذر فلم تسقط به الشفعة‬
‫ومن أصحابنا من قال إن وجد من يتطوع بالوكالة سقطت شفعته لنه ترك الطلب من غي ضرر‬
‫فإن ل يد من يتطوع ل تسقط لنه ترك للضرر‬
‫وإن عجز عن التوكيل وقدر على الشهاد فلم يشهد ففيه قولن أحدها تسقط شفعته لن الترك‬
‫قد يكون للزهد وقد يكون للعجز وقد قدر على أن يبي ذلك بالشهادة فإذا ل يفعل سقطت‬
‫شفعته‬
‫والثان ل تسقط لن عذره ف الترك ظاهر فلم يتج معه إل الشهادة‬
‫فصل وإن قال أخرت الطلب لن ل أصدق فإن كان قد أخبه عدلن سقطت شفعته لنه أخبه‬
‫من يثبت بقوله القوق‬
‫وإن أخبه حر أو عبد أو امرأة ففيه وجهان أحدها ل تسقط لنه ليس ببينة‬
‫والثان تسقط لنه أخبه من يب تصديقه ف الب وهذا من باب الخبار فوجب تصديقهم فيه‬
‫فصل فإن قال الشتري اشتريت بائة فعفا الشفيع ث بان أنه اشترى بمسي فهو على شفعته لنه‬
‫عفا عن الشفعة لعذر وهو أنه ل يرضاه بائة أو ليس معه مائة‬
‫وإن قال اشتريت بمسي فعفا ث بان أنه كان قد اشتراه بائة ل يكن له أن يطالب لن من ل‬
‫يرضى الشقص بمسي ل يرضاه بائة‬
‫وإن قال اشتريت نصفه بائة فعفا ث بان أنه قد اشترى جيعه بائة فهو على شفعته لنه ل يرض‬
‫بترك الميع‬
‫وإن قال اشتريت الشقص بائة فعفا ث بان أنه كان قد اشترى نصفه بائة ل يكن له أن يطالب‬
‫بالشفعة لن‬
‫____________________‬

‫من ل يرض الشقص بائة ل يرضى نصفه بائة‬


‫وإن قال اشتريت بأحد النقدين فعفى ث بان أنه كان قد اشتراه بالنقد الخر فهو على شفعته لنه‬
‫يوز أن يكون عفا لعواز أحد النقدين عنده أو لاجته إليه‬
‫وإن قال اشتريت الشقص فعفا ث بان أنه كان وكيل فيه وإنا الشتري غيه فهو على شفعته لنه‬
‫قد يرضى مشاركة الوكيل ول يرضى مشاركة الوكل‬
‫فصل وإن وجبت له الشفعة فباع حصته فإن كان بعد العلم بالشفعة سقطت شفعته لنه ليس له‬
‫ملك يستحق به‬
‫وإن باع قبل العلم بالشفعة ففيه وجهان أحدها تسقط لنه زال السبب الذي يستحق به الشفعة‬
‫وهو اللك الذي ياف الضرر بسببه‬
‫والثان ل تسقط لنه وجبت له الشفعة والشركة موجودة فل تسقط بالبيع بعده‬
‫فصل ومن وجبت له الشفعة ف شقص ل يز أن يأخذ البعض ويعفو عن البعض لن ف ذلك‬
‫إضرارا بالشتري ف تفريق الصفقة عليه والضرر ل يزال بالضرر‬
‫فإن أخذ البعض وترك البعض سقطت شفعته لنه ل يتبعض فإذا عفا عن البعض سقط الميع‬
‫كالقصاص‬
‫وإن اشترى شقصي من أرضي ف عقد واحد فأراد الشفيع أن يأخذ أحدها دون الخر ففيه‬
‫وجهان أحدها ل يوز وهو الظهر لا فيه من الضرار بالشتري ف تفريق الصفقة عليه‬
‫والثان يوز لن الشفعة جعلت لدفع الضرر وربا كان الضرر ف أحدها دون الخر فإن كان‬
‫البائع أو الشتري اثني جاز للشفيع أن يأخذ نصيب أحدها دون الخر لن عقد الواحد مع‬
‫الثني عقدان فجاز أن يأخذ أحدها دون الخر كما لو اشتراه ف عقدين ) متفرقي (‬
‫فصل وإن كان للشقص شفعاء نظرت فإن حضروا وطلبوا أخذوا‬
‫فإن كانت حصة بعضهم أكثر ففيه قولن أحدها أنه يقسم الشقص بينهم على عدد الرؤوس‬
‫وهو قول الزن لن كل واحد منهم لو انفرد أخذ الميع فإذا اجتمعوا تساووا كما لو تساووا ف‬
‫اللك‬
‫والثان أنه يقسم بينهم على قدر النصباء لنه حق يستحق بسبب اللك فيقسط عند الشتراك‬
‫على قدر الملك كأجرة الدكان وثرة البستان‬
‫وإن عفا بعضهم عن حقه أخذ الباقون جيعه لن ف أخذ البعض إضرارا بالشتري فإن جعل‬
‫بعضهم حصته لبعض الشركاء ل يصح بل يكون لميعهم لن ذلك عفو وليس ببة وإن حضر‬
‫بعضهم أخذ جيعه فإن حضر آخر قاسه وإن حضر الثالث قاسهما لنا بينا أنه ل يوز التبعيض‬
‫فإن أخذ الاضر الشقص وزاد ف يده بأن كان نل فأثرت ث قدم الغائب قاسه على الشقص‬
‫دون الثمار لن الثمار حديث ف ملك الاضر فاختص با‬
‫وإن قال الاضر أنا آخذ بقدر مال ل يز‬
‫وهل تسقط شفعته فيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن أب هريرة أنا تسقط لنه قدر على‬
‫أخذ الميع وقد تركه‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنا ل تسقط لنه تركه بعذر وهو أنه يشى أن يقدم الغائب فينتزعه‬
‫منه والترك للعذر ل يسقط الشفعة كما قلنا فيمن أظهر له الشتري ثنا كثيا فترك ث بان بلفه‬
‫فصل وإن كان الشتري شريكا بأن كان بي ثلثة دار فباع أحدهم نصيبه من أحد شريكيه ل‬
‫يكن للشريك الثان أن يأخذ الميع لن الشتري أحد الشريكي فلم يز للخر أن يأخذ الميع‬
‫كما لو كان الشتري أجنبيا‬
‫وقال أبو العباس للشريك أن يأخذ الميع لنا لو قلنا إنه يأخذ النصف لتركنا النصف على‬
‫الشتري بالشفعة والنسان ل يأخذ بالشفعة من نفسه‬
‫والذهب الول لن الشتري ل يأخذ النصف من نفسه بالشفعة وإنا ينع الشريك أن يأخذ‬
‫الميع ويبقى الباقي على ملكه‬
‫فصل وإن ورث رجلن من أبيهما دارا ث مات أحدها وخلف ابني ث باع أحد هذين الثني‬
‫حصته ففي الشفعة قولن أحدها أن الشفعة بي الخ والعم وهو الصحيح لنما شريكان‬
‫للمشتري فاشتركا ف الشفعة كما لو ملكاه بسبب واحد‬
‫والثان أنا للخ دون العم لن الخ أقرب إليه ف الشركة لنما ملكاه بسبب واحد والعم ملك‬
‫بسبب قبلهما فعلى هذا إن عفا الخ عن حقه فهل يستحق العم فيه وجهان أحدها يستحق به‬
‫لنه شريك وإنا قدم الخ عليه لنه أقرب ف الشركة فإذا ترك الخ ثبت للعم كما نقول فيمن‬
‫قتل رجلي إنه يقتل بالول لن حقه أسبق فإذا عفا ول الول قتل بالثان‬
‫الوجه الثان أنه ل يستحق لنه ل يستحق الشفعة وقت الوجوب فلم يستحق بعده‬
‫وإن كان بي ثلثة أنفس دار فباع أحدهم نصيبه من رجلي وعفا شريكاه عن الشفعة ث باع أحد‬
‫الشتريي نصيبه فعلى القولي أحدها أن الشفعة للمشتري الخر لنما ملكاه بسبب واحد‬
‫والشريكان‬
‫____________________‬

‫الخران ملكاه بسبب سابق للك الشتريي‬


‫والثان أنا بي الميع لن الميع شركاء ف اللك ف حال وجوب الشفعة‬
‫وإن مات رجل عن دار وخلف ابنتي وأختي ث باعت إحدى الختي نصيبها ففيه طريقان من‬
‫أصحابنا من قال هي على القولي أحدها أن الشفعة للخت لنا ملكت مع الخت بسبب واحد‬
‫وملك البنات بسبب آخر‬
‫والثان أن الشفعة بي البنات والخت لن الميع شركاء ف اللك‬
‫ومنهم من قال إن الشفعة بي البنات والخت قول واحدا لن الميع ) ملكن ( الشقص ف‬
‫وقت واحد ل يسبق بعضهن بعضا‬
‫فصل وإن تصرف الشتري ف الشقص ث حضر الشفيع نظرت فإن تصرف با ل تستحق به‬
‫الشفعة كالوقف والبة والرهن والجارة فللشفيع أن يفسخ ويأخذ لن حقه سابق للتصرف ومع‬
‫بقاء التصرف ل يكن الخذ فملك الفسخ‬
‫وإن تصرف با تستحق به الشفعة كالبيع والصداق فهو باليار بي أن يفسخ ويأخذ بالعقد الول‬
‫وبي أن يأخذ بالعقد الثان لنه شفيع بالعقدين فجاز أن يأخذ با شاء منهما‬
‫وإن قابل البائع أو رده عليه بعيب فللشفيع أن يفسخ القالة والرد بالعيب ويأخذه لن حقه‬
‫سابق ول يكن الخذ مع القالة والرد بالعيب فملك الفسخ‬
‫وإن تالفا على الثمن وفسخ العقد جاز للشفيع أن يأخذ بالثمن الذى حلف عليه البائع لن‬
‫البائع أقر للمشتري باللك وللشفيع بالشفعة بالثمن الذي حلف عليه فإذا بطل حق الشتري‬
‫بالتحالف بقي حق الشفيع‬
‫وإن اشترى شقصا بعبد ووجد البائع بالعبد عيبا ورده قبل أن يأخذ الشفيع ففيه وجهان أحدها‬
‫يقدم الشفيع لن حقه سابق لنه ثبت بالعقد وحق البائع ثبت بالرد‬
‫والثان أن البائع أول لن ف تقدي الشفيع إضرارا بالبائع ف إسقاط حقه من الرد والضرر ل يزال‬
‫بالضرر‬
‫وإن أصدق امرأته شقصا وطلقها قبل الدخول وقبل أن يأخذ الشفيع ففيه وجهان أحدها يقدم‬
‫الزوج على الشفيع لن حق الزوج أقوى لنه ثبت بنص الكتاب وحق الشفيع ثبت بب الواحد‬
‫فقدم حق الزوج‬
‫والثان يقدم الشفيع لن حقه سابق لنه ثبت بالعقد وحق الزوج ثبت بالطلق‬
‫فصل وإن اشترى شقصا وكان الشفيع غائبا فقاسم وكيله ف القسمة أو رفع المر إل الاكم‬
‫فقاسه وغرس وبن ث حضر الشفيع ) وأنكر الوكالة ( أو أظهر له ثنا كثيا فقاسه ث غرس وبن‬
‫ث بان خلفه وأراد الخذ فإن اختار الشتري قلع الغراس والبناء ل ينع لنه ملكه فملك نقله ول‬
‫تلزمه تسوية الرض لنه غي متعد‬
‫وإن ل يتر القلع فالشفيع باليار بي أن يأخذ الشقص بالثمن والغراس والبناء بالقيمة وبي أن‬
‫يقلع الغراس والبناء ويضمن ما بي قيمته قائما ومقلوعا لن النب صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫ضرر ول إضرار ول يزول الضرر عنهما إل بذلك‬
‫فصل وإن اشترى شقصا وحدث فيه زيادة قبل أن يأخذ الشفيع نظرت فإن كانت زيادته ل تتميز‬
‫كالفسيل إذا طال وامتل فإن الشفيع يأخذه مع زيادته لن ما ل يتميز يتبع الصل ف اللك كما‬
‫يتبعه ف الرد بالعيب وإن كانت متميزة كالثمرة فإن كانت ثرة ظاهرة ل يكن للشفيع فيها حق‬
‫لن الثمرة الظاهرة ل تتبع الصل كما قلنا ف الرد بالعيب‬
‫وإن كانت غي ظاهرة ففيها قولن قال ف القدي تتبع الصل كما تتبع ف البيع‬
‫وقال ف الديد ل تتبعه لنه استحقاق بغي تراض فل يؤخذ به إل ما دخل بالعقد ويالف البيع‬
‫لنه استحقاق عن تراض يقدر فيه على الستثناء فإذا ل يستثن تبع الصل‬
‫فصل إذا أراد الشفيع أن يأخذ الشقص ملك الخذ من غي حكم الاكم لن الشفعة ثابتة بالنص‬
‫والجاع فلم تفتقر إل الاكم كالرد بالعيب‬
‫فإن كان الشقص ف يد الشتري أخذه منه وإن كان ف يد البائع ففيه وجهان أحدها يوز أن‬
‫يأخذ منه لنه استحق فملك الخذ كما لو كان ف يد الشتري‬
‫والثان ل يوز أن يأخذ منه بل يب الشتري على القبض ث يأخذه منه لن الخذ من البائع يؤدي‬
‫إل إسقاط الشفعة لنه يفوت به التسليم وفوات التسليم يوجب بطلن العقد فإذا بطل العقد‬
‫سقطت الشفعة وما أدى إثباته إل إسقاطه سقط‬
‫فصل ويلك الشفيع الشقص بالخذ لنه تلك مال بالقهر فوقع اللك فيه بالخذ كتملك‬
‫الباحات‬
‫ول يثبت فيه خيار الشرط لن الشرط إنا يثبت مع تلك الختيار والشقص يؤخذ بالجبار فلم‬
‫يصح فيه شرط اليار‬

‫____________________‬

‫وهل يثبت له خيار اللس فيه وجهان أحدها يثبت لنه تلك مال بالثمن فثبت فيه خيار اللس‬
‫كالبيع‬
‫والثان ل يثبت لنه إزالة ملك لدفع الضرر فلم يثبت فيه خيار اللس كالرد بالعيب‬
‫فصل وإن وجد بالشقص عيبا فله أن يرده لنه ملكه بالثمن فثبت له الرد بالعيب كالشتري ف‬
‫البيع‬
‫وإن خرج مستحقا رجع بالعهدة على الشتري لنه أخذ منه على أنه ملكه فرجع بالعهدة عليه‬
‫كما لو اشتراه منه‬
‫فصل وإن مات الشفيع قبل العفو والخذ انتقل حقه من الشفعة إل ورثته لنه قبض استحقه‬
‫بعقد البيع فانتقل إل الورثة كقبض الشتري ف البيع ولنه خيار ثابت لدفع الضرر عن الال‬
‫فورث كالرد بالعيب‬
‫وإن كان له وارثان فعفا أحدها عن حقه سقط حقه‬
‫وهل يسقط حق الخر فيه وجهان أحدها يسقط لنا شفعة واحدة فإذا عفي عن بعضها سقط‬
‫الباقي كالشفيع إذا عفا عن بعض الشقص‬
‫والثان ل يسقط لنه عفا عن حقه فلم يسقط حق غيه كما لو عفا أحد الشفيعي‬
‫فصل إذا اختلف الشريكان ف الدار فادعى أحدها على الخر أنه ابتاع نصيبه فله أخذه بالشفعة‬
‫وقال الخر بل ورثته أو أوهبته فل شفعة لك فالقول قول الدعي عليه مع يينه لنه يدعي عليه‬
‫استحقاق ملكه بالشفعة فكان القول قوله كما لو ادعى عليه نصيبه من غي شفعة فإن نكل عن‬
‫اليمي حلف الدعي وأخذ بالشفعة‬
‫وف الثمن ثلثة أوجه أحدها أنه يقال للمدعى عليه قد أقر لك بالثمن وهو مصدق ف ذلك فإما‬
‫أن تأخذه أو تبئه من الثمن الذي لك عليه كما قلنا ف الكاتب إذا حل نما إل الول فادعى‬
‫الول أنه مغصوب‬
‫والثان أنه يترك ) الثمن ( ف يد الدعي لنه قد ) أقر لن ل يدعيه فأقر ف يده ( كما لو أقر بدار‬
‫لرجل وكذبه القر له‬
‫والثالث يأخذه الاكم ويفظه إل أن يدعيه صاحبه لنما اتفقا ) على ( أنما ل يستحقان ذلك‬
‫فصل وإن ادعى كل واحد منهما على شريكه أنه ابتاع حصته بعده وأنه يستحق عليه ذلك‬
‫بالشفعة فالقول قول كل واحد منهما لا ذكرناه‬
‫فإن سبق أحدها فادعى وحلف الدعى عليه استقر ملكه ث يدعي الالف على الخر‬
‫فإن حلف استقر أيضا ملكه وإن نكل الول ردت اليمي على الدعي‬
‫) فإذا ( حلف استحق وإن أراد الناكل أن يدعي على الخر بعد ذلك ل تسمع دعواه لنه ل يبق‬
‫له ملك يستحق به الشفعة‬
‫فصل وإن اختلفا ف الثمن فقال الشترى الثمن ألف وقال الشفيع ) هو ( خسمائة فالقول قول‬
‫الشتري مع يينه لنه هو العاقد فكان أعرف بالثمن ولنه مالك للشقص فل ينع منه بالدعوى‬
‫من غي بينة‬
‫فصل وإن ادعى الشفيع أن الثمن ألف وقال الشتري ل أعلم قدره فالقول قول الشتري لن ما‬
‫يدعيه مكن فإنه يوز أن يكون قد اشترى بثمن جزاف ويوز أن يكون قد علم الثمن ث نسي‬
‫فإذا حلف ل يستحق الشفعة لنه ل يستحق من غي بدل ول يكن أن يدفع إليه مال يدعيه‬
‫وقال أبو العباس يقال له إما أن تبي قدر الثمن أو نعلك ناكل فيحلف الشفيع أن الثمن ألف‬
‫ويستحق كما نقول فيمن ادعى على رجل ألفا فقال الدعى عليه ل أعلم القدر والذهب الول‬
‫لن ما يدعيه مكن فإنه يوز أن يكون قد اشتراه بثمن جزاف ل يعرف وزنه ويوز أن يكون قد‬
‫علم ث نسي‬
‫ويالف إذا ادعى عليه ألفا فقال ل أعرف القدر لن هناك ل يب عن الدعوى وههنا أجاب عن‬
‫استحقاق الشفعة وإنا ادعى الهل بالثمن‬
‫فصل وإن قال الشتري الثمن ألف وقال الشفيع ل أعلم هل هو ألف أو أقل فهل له أن يلف‬
‫الشتري فيه وجهان أحدها ليس له أن يلفه حت يعلم لن اليمي ل يب بالشك‬
‫والثان له أن يلفه لن الال ل يلك بجرد الدعوى‬
‫وإن قال الشتري الثمن ألف وقال الشفيع ل أعلم كم هو ولكنه دون اللف فالقول قول‬
‫الشتري فإن نكل ل يلف الشفيع حت يعلم قدر الثمن لنه ل يوز أن يلف على ما ل يعلم‬
‫فصل وإن اشترى الشقص بعرض وتلف العرض واختلفا ف قيمته فالقول قول الشتري لن‬
‫الشقص ملك له فل ينتزع بقول الدعي‬
‫فصل وإن أقر الشتري أنه اشترى الشقص بألف وأخذ الشفيع بألف ث ادعى البائع أن الثمن‬
‫كان ألفي وصدقه الشتري ل يلزم الشفيع أكثر من اللف لن الشتري أقر بأنه يستحق الشفعة‬
‫بألف فل يقبل رجوعه ف حقه‬
‫فإن كذبه الشتري‬
‫____________________‬

‫فأقام عليه بينة أن الثمن ألفان لزم الشتري اللفان ول يرجع على الشفيع با زاد على اللف لنه‬
‫كذب البينة بإقراره السابق‬
‫فصل فإن كان بي رجلي دار وغاب أحدها وترك نصيبه ف يد رجل فادعى الشريك على من ف‬
‫يده نصيب الغائب أنه اشتراه منه وأنه استحق أخذه بالشفعة فأقر به‬
‫فهل يلزمه تسليمه إليه بالشفعة فيه وجهان أحدها ل يسلمه لنه أقر باللك للغائب ث ادعى‬
‫انتقاله بالشراء فلم يقبل قوله‬
‫والثان يسلم إليه لنه ف يده فقبل قوله فيه‬
‫فصل وإن أقر أحد الشريكي ف الدار أنه باع نصيبه من رجل ول يقبض الثمن وصدقه الشريك‬
‫وأنكر الرجل فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال ل تثبت الشفعة للشريك لن الشفعة تثبت بالشراء ول يثبت الشراء فلم تثبت‬
‫الشفعة للشريك‬
‫وذهب عامة أصحابنا إل أنه تثبت الشفعة وهو جواب الزن فيما أجاب فيه على قول الشافعي‬
‫رحه ال لنه أقر للشفيع بالشفعة وللمشتري باللك فإذا أسقط أحدها حقه ل يسقط حق الخر‬
‫كما لو أقر لرجلي بق فكذبه أحدها وصدقه الخر‬
‫وهل يوز للبائع أن ياصم الشتري فيه وجهان أحدها ليس له ذلك لنه يصل إل الثمن من جهة‬
‫الشفيع فل حاجة به إل خصومة الشتري‬
‫والثان له أن ياصمه لنه قد يكون الشتري أسهل ف العاملة من الشفيع‬
‫فإن قلنا ل ياصم الشتري أخذ الشفيع الشقص من البائع وعهدته عليه لنه منه أخذ وإليه دفع‬
‫الثمن‬
‫وإن قلنا ياصمه فإن حلف أخذ الشفيع الشقص من البائع ورجع بالعهدة عليه وإن نكل فحلف‬
‫البائع سلم الشقص إل الشتري وأخذ الشفيع الشقص من الشتري ورجع بالعهدة عليه لنه منه‬
‫أخذ وإليه دفع الثمن‬
‫وإن أقر البائع بالبيع وقبض الثمن وأنكر الشتري فمن قال ل شفعة إذا ل يقر بقبض الثمن ل‬
‫تثبت الشفعة إذا أقر بقبضه‬
‫ومن قال تثبت الشفعة إذا ل يقر بقبض الثمن اختلفوا إذا أقر بقبضه فمنهم من قال ل تثبت لنه‬
‫يأخذ الشقص من غي عوض وهذا ل يوز‬
‫ومنهم من قال تثبت لن البائع أقر له بق الشفعة وف الثمن الوجه الثلثة الت ذكرناها فيمن‬
‫ادعى الشفعة على شريكه وحلف بعد نكول الشريك‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب القراض القراض جائز لا روى زيد بن أسلم عن أبيه أن عبد ال وعبيد ال ابن عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنهم خرجا ف جيش إل العراق فلما قفل مرا على عامل لعمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه فرحب بما وسهل وقال لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت ث قال بلى ههنا‬
‫مال من مال ال أريد أن أبعث به إل أمي الؤمني فأسلفكما فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ث‬
‫تبيعانه ف الدينة وتوفران رأس الال إل أمي الؤمني ويكون لكما ربه فقال وددنا ففعل فكتب‬
‫إل عمر أن يأخذ منهما الال فلما قدما وباعا وربا فقال عمر أكل اليش قد أسلف كما‬
‫أسلفكما فقال ل فقال عمر ابنا أمي الؤمني فأسلفكما أديا الال وربه فأما عبد ال فسكت وأما‬
‫عبيد ال فقال يا أمي الؤمني لو هلك الال ضمناه‬
‫فقال أدياه فسكت عبد ال وراجعه عبيد ال فقال رجل من جلساء عمر يا أمي الؤمني لو جعلته‬
‫قراضا فأخذ رأس الال ونصف ربه وأخذ عبد ال وعبيد ال نصف ربح الال‬
‫ولن الثان ل يتوصل إل نائها القصود إل بالعمل فجاز العاملة عليها ببعض النماء الارج منها‬
‫كالنخل ف الساقاة‬

‫____________________‬

‫فصل ف ألفاظ القراض وينعقد بلفظ القراض لنه لفظ موضوع له ف لغة أهل الجاز وبلفظ‬
‫الضاربة لنه موضوع له ف لغة أهل العراق وبا يؤدي معناه لن القصود هو العن فجاز با يدل‬
‫عليه كالبيع بلفظ التمليك‬
‫فصل فيما يصح فيه القراض وما ل يصح ول يصح إل على الثان وهي الدراهم والدناني فأما‬
‫ما سواها من العروض والنقار والسبائك والفلوس فل يصح القراض عليها لن القصود بالقراض‬
‫رد رأس الال والشتراك ف الربح ومت عقد على غي الثان ل يصل القصود لنه ربا زادت‬
‫قيمته فيحتاج أن يصرف العامل جيع ما اكتسبه ف رد مثله إن كان له مثل وف رد قيمته إن ل‬
‫يكن له مثل وف هذا إضرار بالعامل وربا نقصت قيمته فيصرف جزءا يسيا من الكسب ف رد‬
‫مثله أو رد قيمته ث يشارك رب الال ف الباقي وف هذا إضرار برب الال لن العامل يشاركه ف‬
‫أكثر رأس الال وهذا ل يوجد ف الثان لنا ل تقوم بغيها ول يوز على الغشوش من الثان‬
‫لنه تزيد قيمته وتنقص كالعروض‬
‫فصل اشتراط معلومية القدر والصفة ول يوز إل على مال معلوم الصفة والقدر فإن قارضه على‬
‫دراهم جزاف ل يصح لن مقتضى القراض رد رأس الال وهذا ل يكن فيما ل يعرف صفته‬
‫وقدره‬
‫فإن دفع إليه كيسي ف كل واحد منهما ألف درهم فقال قارضتك على أحدها وأودعتك الخر‬
‫ففيه وجهان أحدها يصح لنما متساويان‬
‫والثان ل يصح لنه ل يبي مال القراض من مال الوديعة‬
‫وإن قارضه على ألف درهم هي له عنده وديعة جاز لنه معلوم‬
‫وإن قارضه على ألف درهم هي له عنده مغصوبة ففيه وجهان أحدها يصح كالوديعة‬
‫والثان ل يصح لنه مقبوض عنده قبض ضمان فل يصي مقبوضا قبض أمانة‬
‫فصل اشتراط معلومية نصيب الضارب ول يوز إل على جزء من الربح معلوم فإن قارضه على‬
‫جزء مبهم ل يصح لن الزء يقع على الدرهم واللف فيعظم الضرر‬
‫وإن قارضه على جزء مقدر كالنصف والثلث جاز لن القراض كالساقاة وقد ساقى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أهل خيب على شطر ما يرج من ثر وزرع‬
‫وإن قارضه على درهم معلوم ل يصح لنه قد ل يربح ذلك الدرهم فيستضر العامل وقد ل يربح‬
‫إل ذلك الدرهم فيستضر رب الال‬
‫وإن قال قارضتك على أن الربح بيننا ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه مهول لن هذا القول‬
‫يقع على التساوي وعلى التفاضل‬
‫والثان يصح لنه سوى بينهما ف الضافة فحمل على التساوي كما لو قال هذه الدار لزيد‬
‫وعمرو‬
‫وإن قال قارضتك على أن ل نصف الربح ففيه وجهان أحدها يصح ويكون الربح بينهما نصفي‬
‫لن الربح بينهما فإذا شرط لنفسه النصف دل على أن الباقي للعامل‬
‫والثان ل يصح وهو الصحيح لن الربح كله لرب الال باللك وإنا يلك العامل جزءا منه‬
‫بالشرط ول يشرط له شيئا فبطل‬
‫وإن قال قارضتك على أن لك النصف ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه ل يبي ما لرب الال‬
‫والثان يصح وهو الصحيح لن ما لرب الال ل يتاج إل شرط لنه يلكه بلك الال وإنا يتاج‬
‫إل شرط ما للعامل فإذا شرط للعامل النصف بقي الباقي على ملك رب الال فعلى هذا لو قال‬
‫قارضتك على أن لك النصف ول الثلث وسكت عن السدس صح ويكون النصف له لن الميع‬
‫له إل ما شرطه للعامل وقد شرط له النصف فكان الباقي له‬
‫فصل اشتراط الشتراك ف الربح وإن قال قارضتك على أن الربح كله ل أو كله لك بطل‬
‫القراض لن موضوعه على الشتراك ف الربح فإذا شرط الربح لحدها فقد شرط ما يناف‬
‫مقتضاه فبطل‬
‫وإن دفع إليه ألفا وقال تصرف فيه والربح كله لك فهو قرض ل حق لرب الال ف ربه لن‬
‫اللفظ مشترك بي القراض والقرض وقد قرن به حكم القرض فانعقد القرض به كلفظ التمليك‬
‫لا كان مشتركا بي البيع والبة إذا قرن به الثمن كان بيعا‬
‫وإن قال تصرف فيه والربح كله ل فهو بضاعة لن اللفظ مشترك بي القراض والبضاعة وقد‬
‫قرن به حكم البضاعة فكان بضاعة كما قلنا ف لفظ التمليك‬
‫فصل ف اشتراط الشتراك ف الربح كله ول يوز أن يتص أحدها بدرهم معلوم ث الباقي بينهما‬
‫لنه ربا ل يصل ذلك الدرهم فيبطل حقه وربا ل يصل‬
‫____________________‬

‫غي ذلك الدرهم فيبطل حق الخر ول يوز أن يص أحدها بربح ما ف الكيسي لنه قد ل‬
‫يربح ف ذلك فيبطل حقه أو ل يربح إل فيه فيبطل حق الخر‬
‫ول يوز أن يعل حق أحدها ف عبد يشتريه فإن شرط أنه إذا اشترى عبدا أخذه برأس الال أو‬
‫أخذه العامل بقه ل يصح العقد لنه قد ل يكون ف الال ما فيه ربح غي العبد فيبطل حق الخر‬
‫فصل ف القراض على شرط مستقبل ول يوز أن يعلق العقد على شرط مستقبل لنه عقد يبطل‬
‫بالهالة فلم يز تعليقه على شرط مستقبل كالبيع والجارة‬
‫فصل ف التوقيت ف القراض قال الشافعي رحه ال ول توز الشريطة إل مدة فمن أصحابنا من‬
‫قال ل يوز شرط الدة فيه لنه عقد معاوضة يوز مطلقا فبطل بالتوقيت كالبيع والنكاح‬
‫ومنهم من قال إن عقده إل مدة على أل يبيع بعدها ل يصح لن العامل يستحق البيع لجل الربح‬
‫فإذا شرط النع منه فقد شرط ما يناف مقتضاه فلم يصح‬
‫وإن عقده إل مدة على أل يشتري بعدها صح لن رب الال يلك النع من الشراء إذا شاء فإذا‬
‫شرط النع منه فقد شرط ما يلكه بقتضى العقد فلم ينع صحته‬
‫فصل ف القراض على ما يعم وما ل يعم ول يصح إل على التجارة ف جنس يعم كالثياب‬
‫والطعام والفاكهة ف وقتها فإن عقده على ما ل يعم كالياقوت الحر واليل البلق وما أشبهها أو‬
‫على التجارة ف سلعة بعينها ل يصح لن القصود بالقراض الربح فإذا علق على ما ل يعم أو على‬
‫سلعة بعينها تعذر القصود لنه ربا ل يتفق ذلك‬
‫ول يوز عقده على أل يشتري إل من رجل بعينه لنه قد ل يتفق عنده ما يربح فيه أو ل يبيع منه‬
‫ما يربح فيه فيبطل القصود‬
‫فصل فيما يتوله العامل ف القراض وعلى العامل أن يتول ما جرت العادة أن يتوله بنفسه من‬
‫النشر والطي والياب والقبول وقبض الثمن ووزن ما خف كالعود والسك لن إطلق الذن‬
‫يمل على العرف والعرف ف هذه الشياء أن يتولها بنفسه‬
‫فإن استأجر من يفعل ذلك لزمه الجرة ف ماله فأما ما ل تر العادة أن يتوله بنفسه كحمل التاع‬
‫ووزن ما يثقل وزنه فل يلزمه أن يتوله بنفسه‬
‫وله أن يستأجر من مال القراض من يتوله لن العرف ف هذه الشياء أل يتوله بنفسه فإن تول‬
‫ذلك بنفسه ل يستحق الجرة لنه تبع به‬
‫وإن سرق الال أو غصب فهل ياصم السارق والغاصب فيه وجهان أحدها ل ياصم لن‬
‫القراض معقود على التجارة فل تدخل فيه الصومة‬
‫والثان أنه ياصم فيه لن القراض يقتضي حفظ الال والتجارة ول يتم ذلك إل بالصومة‬
‫والطالبة‬
‫فصل ف مقارضة العامل غيه ول يوز للعامل أن يقارض غيه من غي إذن رب الال لن تصرفه‬
‫بالذن ول يأذن له رب الال ف القراض فلم يلكه‬
‫فإن قارضه رب الال على النصف وقارض العامل آخر واشترى الثان ف الذمة ونقد الثمن من‬
‫مال القراض وربح بنينا على القولي ف الغاصب إذا اشترى ف الذمة ونقد فيه الال الغصوب‬
‫وربح‬
‫فإن قلنا بقوله القدي إن الربح لرب الال فقد قال الزن ههنا إن لرب الال نصف الربح والنصف‬
‫الخر بي العاملي نصفي‬
‫واختلف أصحابنا ف ذلك فقال أبو إسحاق هذا صحيح لن رب الال رضي أن يأخذ نصف ربح‬
‫فلم يستحق أكثر منه والنصف الثان بي العاملي لنما رضيا أن يكون ما رزق ال بينهما والذي‬
‫رزق ال تعال هو النصف فإن النصف الخر أخذه رب الال فصار كالستهلك‬
‫ومن أصحابنا من قال يرجع العامل الثان على العامل الول بنصف إجرة مثله لنه دخل على أن‬
‫يأخذ نصف ربح الال ول يسلم له ذلك‬
‫وإن قلنا بقوله الديد فقد قال الزن الربح كله للعامل الول وللعامل الثان أجرة الثل‬
‫فمن أصحابنا من قال هذا غلط لن على هذا القول الربح كله للعامل الثان لنه هو التصرف‬
‫فصار كالغاصب ف غي القراض‬
‫ومنهم من قال الربح للول كما قال الزن لن العامل الثان ل يشتر لنفسه وإنا اشتراه للول‬
‫فكان الربح له بلف الغاصب ف غي القراض فإن ذلك اشتراه لنفسه فكان الربح له‬
‫فصل فيما يتجر فيه العامل ول يتجر العامل إل فيما أذن فيه رب الال فإن أذن له ف صنف ل‬
‫يتجر ف غيه لن تصرفه بالذن فلم يلك ما ل يأذن له فيه‬
‫فإن قال له اتر ف البز جاز أن يتجر ف أصناف البز من النسوج من القطن والبريسم والكتان‬
‫وما يلبس من الصواف لن اسم البز يقع على ذلك كله‬
‫ول يوز أن يتجر ف البسط والفرش لنه ل يطلق عليه اسم البز‬
‫وهل يوز أن يتجر ف الكسية البكانية فيه وجهان أحدها يوز لنه يلبس فأشبه الثياب‬
‫والثان ل يوز لنه ل يطلق عليه اسم‬
‫____________________‬

‫البز ولذا ل يقال لبائعه بزاز وإنا يقال له كسائي ولو أذن له ف التجارة ف الطعام ل يز أن يتجر‬
‫ف الدقيق ول ف الشعي لن الطعام ل يطلق إل على النطة‬
‫فصل ف اشتراء العامل أكثر من رأس الال ول يشتري العامل بأكثر من رأس الال لن الذن ل‬
‫يتناول غي رأس الال فإن كان رأس الال ألفا فاشترى عبدا بألف ث اشترى آخر بألف قبل أن‬
‫ينفد الثمن ف البيع الول فالول للقراض لنه اشتراه بالذن وأما الثان فينظر فيه فإن اشتراه‬
‫بعي اللف فالشراء باطل لنه اشتراه بال استحق تسليمه ف البيع الول فلم يصح وإن اشتراه‬
‫بألف ف الذمة كان العبد له ويلزمه الثمن ف ماله لنه اشترى ف الذمة لغيه ما ل يأذن فيه فوقع‬
‫الشراء‬
‫فصل ف كيفية تصرف العامل ول يتجر إل على النظر والحتياط فل يبيع بدون ثن الثل ول‬
‫بثمن مؤجل لنه وكيل فل يتصرف إل على النظر والحتياط‬
‫وإن اشترى معيبا رأى شراءه جاز لن القصود طلب الظ وقد يكون الربح ف العيب‬
‫وإن اشترى شيئا على أنه سليم فوجده معيبا جاز له الرد لنه فوض إليه النظر والجتهاد فملك‬
‫الرد‬
‫فصل ف اختلف العامل ورب الال وإن اختلفا فدعا أحدها إل الرد والخر إل المساك فعل ما‬
‫فيه النظر لن القصود طلب الظ لما فإذا اختلفا حل المر على ما فيه الظ‬
‫فصل ف شراء ما يستضر به رب الال وإن اشترى من يعتق على رب الال بغي إذنه ل يلزم رب‬
‫الال لن القصد بالقراض شراء ما يربح فيه وذلك ل يوجد ف شراء من يعتق عليه‬
‫وإن كان رب الال امرأة فاشترى العامل زوجها بغي إذنا ففيه وجهان أحدها ل يلزمها لن‬
‫القصود شراء ما تنتفع به وشراء الزوج تستضر به لن النكاح ينفسخ وتسقط نفقتها واستمتاعها‬

‫والثان يلزمها لن القصود بالقراض شراء ما يربح فيه والزوج كغيه ف الربح فلزمها شراؤه‬
‫فصل ف مسافرة العامل بالال ول يسافر بالال من غي إذن رب الال لنه مأمور بالنظر والحتياط‬
‫وليس ف السفر احتياط لن فيه تغرير بالال ولذا يروى أن السافر ومتاعه لعلى قلت فإن أذن له‬
‫ف السفر فقد قال ف موضع له أن ينفق من مال القراض وقال ف موضع آخر ل نفقة له‬
‫فمن أصحابنا من قال ل نفقة له قول واحدا لن نفقته على نفسه فلم تلزم من مال القراض‬
‫كنفقة القامة وتأول قوله على ما يتاج إليه لنقل التاع وما يتاج إليه من مال القراض‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها ل ينفق لا ذكرناه‬
‫والثان ينفق ) من مال القراض ( لن سفره لجل الال فكان نفقته منه كأجرة المال‬
‫فإن قلنا ينفق من مال القراض ففي قدره وجهان أحدها جيع ما يتاج إليه لن من لزمه نفقة‬
‫غيه لزمه جيع نفقته‬
‫والثان ما يزيد على نفقة الضر لن النفقة إنا لزمته لجل السفر فلم يلزمه إل ما زاد بالسفر‬
‫فصل ف ظهور الربح ف الال وإن ظهر ف الال ربح ففيه قولن أحدها أن الميع لرب الال فل‬
‫يلك العامل حصته من الربح إل بالقسمة لنه لو ملك حصته من الربح لصار شريكا لرب الال‬
‫حت إذا هلك شيء كان هالكا من الالي فلما ل يعل التالف من الالي دل على أنه ل يلك منه‬
‫شيئا‬
‫والثان أن العامل يلك حصته من الربح لنه أحد التقارضي فملك حصته من الربح بالظهور‬
‫كرب الال‬
‫فصل ف قسمة الربح قبل الفاصلة وإن طلب أحد التقارضي قسمة الربح قبل الفاصلة فامتنع‬
‫الخر ل يب لنه إن امتنع رب الال ل يز إجباره لنه يقول الربح وقاية لرأس الال فل أعطيك‬
‫حت تسلم ل رأس الال وإن كان الذي امتنع هو العامل ل يز إجباره لنه يقول ل نأمن أن نسر‬
‫فنحتاج أن نرد ما أخذه‬
‫وإن تقاسا جاز لن النع لقهما وقد رضيا فإن حصل بعد القسمة خسران لزم العامل أن يبه با‬
‫أخذ لنه ل يستحق الربح إل بعد تسليمه رأس الال‬
‫فصل ف شراء العامل من يعتق عليه وإن اشترى العامل من يعتق عليه فإن ل يكن ف الال ربح لزم‬
‫الشراء ف مال القراض لنه ل ضرر فيه على رب الال فإن ظهر بعد ما اشتراه ربح فإن قلنا إنه‬
‫ل يلك حصته قبل القسمة ل يعتق‬
‫وإن قلنا إنه يلك بالظهور فهل يعتق بقدر حصته فيه وجهان أحدها أنه يعتق منه بقدر حصته لنه‬
‫ملكه فعتق‬
‫والثان ل يعتق لن ملكه غي مستقر لنه ربا تلف بعض الال فلزمه‬
‫____________________‬

‫جبانه باله وإن اشترى وف الال ربح فإن قلنا إنه ل يعتق عليه صح الشراء لنه ل ضرر فيه على‬
‫رب الال‬
‫وإن قلنا يعتق ل يصح الشراء لن القصود بالقراض شراء ما يربح فيه وهذا ل يوجد فيمن يعتق‬
‫عليه‬
‫فصل ف تفريط العامل وعدم تفريطه والعامل أمي فيما ف يده فإن تلف الال ف يده من غي‬
‫تفريط ل يضمن لنه نائب عن رب الال ف التصرف فلم يضمن من غي تفريط كالودع فإن دفع‬
‫إليه ألفا فاشترى عبدا ف الذمة ث تلف اللف قبل أن ينقذه ف ثن العبد انفسخ القراض لنه تلف‬
‫رأس الال بعينه‬
‫وف الثمن وجهان أحدها أنه على رب الال لنه اشتراه له فكان الثمن عليه كما لو اشترى‬
‫الوكيل ف الذمة ما وكل ف شرائه فتلف الثمن ف يده قبل أن ينقذه‬
‫والثان أن الثمن على العامل لن رب الال ل يأذن له ف التجارة إل ف رأس الال فلم يلزمه ما‬
‫زاد‬
‫وإن دفع إليه ألفي فاشترى بما عبدين ث تلف أحدها ففيه وجهان أحدها يتلف من رأس الال‬
‫وينفسخ فيه القراض لنه بدل عن رأس الال فكان هلكه كهلكه‬
‫والثان أنه يتلف من الربح لنه تصرف ف الال فكان ف القراض‬
‫وإن قارضه رجلن على مالي فاشترى لكل واحد منهما جارية ث أشكلتا عليه ففيه قولن أحدها‬
‫تباعان فإن ل يكن فيهما ربح قسم بي رب الال‬
‫وإن كان فيهما ربح شاركهما العامل ف الربح وإن كان فيهما خسران ضمن العامل ذلك لنه‬
‫حصل بتفريطه‬
‫والقول الثان أن الاريتي للعامل ويلزمه قيمتهما لنه تعذر ردها بتفريطه فلزمه ضمانما كما لو‬
‫أتلفهما‬
‫فصل ف فسخ كل من التقارضي ويوز لكل واحد منهما أن يفسخ إذا شاء لنه تصرف ف مال‬
‫الغي بإذنه فملك كل واحد منهما فسخه كالوديعة والوكالة‬
‫فإن فسخ العقد والال من غي جنس رأس الال وتقاساه جاز وإن باعاه جاز لن الق لما‬
‫وإن طلب العامل البيع وامتنع رب الال أجب لن حق العامل ف الربح وذلك ل يصل إل بالبيع‬
‫فإن قال رب الال أنا أعطيك ما لك فيه من الربح وامتنع العامل فإن قلنا إنه ملك حصته من‬
‫الربح بالظهور ل يب على أخذه كما لو كان بينهما مال مشترك وبذل أحدها للخر عوض حقه‬

‫وإن قلنا ل يلك ففيه وجهان بناء على القولي ف العبد الان إذا امتنع الول عن بيعه وضمن‬
‫للمجن عليه قيمته أحدها ل يب على بيعه لن البيع لقه وقد بذل له حقه‬
‫والثان أنه يب لنه ربا زاد مزايد ورغب راغب فزاد ف قيمته وإن طلب رب الال البيع وامتنع‬
‫العامل أجب على بيعه لن حق رب الال ف رأس الال ول يصل ذلك إل بالبيع فإن قال العامل‬
‫أنا أترك حقي ول أبيع‬
‫فإن قلنا إن العامل يلك حصته بالظهور ل يقبل منه لنه يريد أن يهب حقه وقبول البات ل يب‬
‫وإن قلنا إنه ل يلك بالظهور ففيه وجهان أحدها ل يب على بيعه لن البيع لقه وقد تركه‬
‫فسقط‬
‫والثان يب لن البيع لقه ولق رب الال ف رأس ماله فإذا رضي بترك حقه ل يرض رب الال‬
‫بترك رأس ماله وإن فسخ العقد وهناك دين وجب على العامل أن يتقاضاه لنه دخل ف العقد‬
‫على أن يرد رأس الال فوجب أن يتقاضاه ليده‬
‫فصل ف موت أحد التقارضي أو جنونه وإن مات أحدها أو جن انفسخ لنه عقد جائز فبطل‬
‫بالوت والنون كالوديعة والوكالة‬
‫وإن مات رب الال أو جن وأراد الوارث أو الول أن يعقد القراض والال عرض‬
‫فقد اختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحاق يوز لنه ليس بابتداء قراض وإنا هو بناء على مال‬
‫القراض فجاز‬
‫ومنهم من قال ل يوز وهو الصحيح لن القراض قد بطل بالوت وهذا ابتداء قراض على عرض‬
‫فلم يز‬
‫فصل ف القراض ف مرض الوت وإن قارض ف مرضه على ربح أكثر من أجرة الثل ومات اعتب‬
‫الربح من رأس الال لن الذي يعتب من الثلث ما يرجه من ماله والربح ليس من ماله وإنا يصل‬
‫بكسب العامل فلم يعتب من الثلث‬
‫وإن مات وعليه دين قدم العامل على الغرماء لن حقه يتعلق بعي الال فقدم على الغرماء‬
‫فصل ف القراض الفاسد وإن قارض قراضا فاسدا وتصرف العامل نفذ تصرفه لن العقد بطل‬
‫وبقي الذن فملك به التصرف‬
‫فإن حصل ف الال ربح ل يستحق العامل منه شيئا لن الربح يستحقه بالقراض وقد بطل القراض‬
‫فأما أجرة الثل فإنه ينظر فيه فإن ل يرض إل بربح استحق لنه ل يرض أن يعمل إل بعوض فإذا ل‬
‫يسلم له رجع إل أجرة الثل‬
‫وإن رضي من غي ربح بأن قارضه على أن الربح كله لرب الال ففي الجرة وجهان أحدها ل‬
‫يستحق وهو قول الزن لنه رضي أن يعمل من غي عوض فصار كالتطوع بالعمل من غي قراض‬

‫والثان أنه يستحق وهو قول أب العباس لن العمل ف القراض يقتضي العوض فل يسقط‬
‫) بإسقاطه (‬
‫____________________‬

‫كالوطء ف النكاح‬
‫وإن كان له على رجل دين فقال اقبض ما ل عليك فعزل الرجل ذلك قارضه عليه ل يصح‬
‫القراض لن قبضه له من نفسه ل يصح فإذا قارضه عليه فقد قارضه على مال ل يلكه فلم يصح‬

‫فإن اشترى العامل شيئا ف الذمة ونقد ف ثنه ما عزله لرب الال وربح ففيه وجهان أحدها أن ما‬
‫اشتراه مع الربح لرب الال لنه اشتراه له بإذنه ونقد فيه الثمن بإذنه وبرئت ذمته من الدين لنه‬
‫سلمه إل من اشترى منه بإذنه ويرجع العامل بأجرة الثل لنه عمل ليسلم له الربح ول يسلم‬
‫فرجع إل أجرة عمله‬
‫والثان أن الذى اشتراه مع الربح ) له ( ل حق لرب الال فيه لن رب الال عقد القراض على‬
‫) مال ( ل يلكه فلم يقع الشراء له‬
‫فصل ف اختلف التقارضي ف تلف الال أو اليانة وإن اختلف العامل ورب الال ف تلف الال‬
‫فادعاه العامل وأنكره رب الال أو ف اليانة فادعاها رب الال وأنكر العامل فالقول قول العامل‬
‫لنه أمي والصل عدم اليانة فكان القول قوله كالودع‬
‫فصل ف اختلفهما ف رد الال فإن اختلفا ف رد الال فادعاه العامل وأنكره رب الال ففيه‬
‫وجهان أحدها ل يقبل قوله لنه قبض العي لنفعته فلم يقبل قوله ف الرد كالستعي‬
‫والثان يقبل قوله لن معظم منفعته لرب الال لن الميع له إل السهم الذي جعله للعامل فقبل‬
‫قوله عليه ف الرد كالودع‬
‫فصل ف اختلفهما ف قدر الربح الشروط فإن اختلفا ف قدر الربح الشروط فادعى العامل أنه‬
‫النصف وادعى رب الال أنه الثلث تالفا لنما اختلفا ف عوض مشروط ف العقد فتحالفا‬
‫كالتبايعي إذا اختلفا ف قدر الثمن فإن حلفا صار الربح كله لرب الال ويرجع العامل بأجرة الثل‬
‫لنه ل يسلم له السمى فرجع ببدل عمله‬
‫فصل ف اختلفهما ف قدر رأس الال وإن اختلفا ف قدر رأس الال فقال رب الال ألفان وقال‬
‫العامل ألف فإن ل يكن ف الال ربح فالقول قول العامل لن الصل عدم القبض فل يلزمه إل ما‬
‫أقر به‬
‫وإن كان ف الال ربح ففيه وجهان أحدها أن القول قول العامل لا ذكرناه‬
‫والثان أنما يتحالفان لنما اختلفا فيما يستحقان من الربح فتحالفا كما لو اختلفا ف قدر الربح‬
‫الشروط والصحيح هو الول لن الختلف ف الربح الشروط اختلف ف صفة العقد فتحالفا‬
‫كالتبايعي إذا اختلفا ف قدر الثمن وهذا اختلف فيما قبض فكان الظاهر مع الذي ينكر‬
‫كالتبايعي إذا اختلفا ف قبض الثمن فإن القول قول البائع‬
‫فصل ف اختلفهما فيما اشتري للقراض ولغيه وإن كان ف الال عبد فقال رب الال اشتريته‬
‫للقراض وقال العامل اشتريته لنفسي أو قال رب الال اشتريته لنفسك وقال العامل اشتريته‬
‫للقراض فالقول قول العامل لنه قد يشتري لنفسه وقد يشتريه للقراض ول يتميز أحدها عن‬
‫الخر إل بالنية فوجب الرجوع إليه‬
‫فإن أقام رب الال البينة أنه اشتره بال القراض ففيه وجهان أحدها أنه يكم بالبينة لنه ل‬
‫يشترى بال القراض إل للقراض‬
‫والثان أنه ل يكم با لنه يوز أن يشتري لنفسه بال القراض على وجه التعدي فل يكون‬
‫للقراض لبطلن البيع‬
‫فصل ف ادعاء رب الال خيانة العامل وإن كان ف يده عبد فقال رب الال كنت نيتك عن‬
‫شرائه وأنكر العامل فالقول قول العامل لن الصل عدم النهي ولن هذا دعوى خيانة والعامل‬
‫أمي فكان القول فيهما قوله‬
‫فصل ف ادعاء العامل الغلط ف الربح وإن قال ربت ف الال ألفا ث ادعى أنه غلط فيه أو أظهر‬
‫ذلك خوفا من نزع الال من يده ل يقبل قوله لن هذا رجوع عن القرار بالال لغيه فلم يقبل‬
‫كما لو أقر لرجل بال ث ادعى أنه غلط فإن قال قد كان فيه ربح ولكنه هلك قبل قوله لن‬
‫دعوى التلف بعد القرار ل تكذب إقراره فقبل‬
‫باب العبد الأذون له ف التجارة ل يوز للعبد أن يتجر بغي إذن الول لن منافعه مستحقة له فل‬
‫يلك التصرف فيها بغي إذنه فإن رآه يتجر فسكت ل يصر مأذونا له لنه تصرف يفتقر إل الذن‬
‫فلم يكن السكوت إذنا فيه كبيع مال الجنب‬
‫فإن اشترى شيئا ف الذمة فقد اختلف أصحابنا فيه فقال أبو سعيد الصطخرى وأبو إسحاق ل‬
‫يصح لنه عقد معاوضة فلم يصح من العبد بغي إذن الول كالنكاح‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة يصح لنه مجور عليه لق غيه فصح شراؤه ف الذمة كالفلس‬
‫ويالف النكاح فإنه تنقص به قيمته ويستضر به الول فلم يصح من غي إذنه فإن قلنا إنه يصح‬
‫دخل البيع ف ملك الول لنه كسب للعبد فكان للمول كما لو احتش‬
‫____________________‬

‫أو اصطاد ويثبت الثمن ف ذمته لن إطلق البيع يقتضي إياب الثمن ف الذمة فإن علم البائع‬
‫برقه ل يطالبه حت يعتق لنه رضي بذمته فلزمه الصب إل أن يقدر كما نقول فيمن باع من مفلس‬
‫وإن ل يعلم ث علم فهو باليار بي أن يصب إل أن يعتق وبي أن يفسح البيع ويرجع إل عي ماله‬
‫لنه تعذر الثمن فثبت اليار كما نقول فيمن باع من رجل ث أفلس بالثمن‬
‫وإن قلنا إن الشراء باطل وجب رد البيع لنه مقبوض عن بيع فاسد فإن تلف ف يد العبد أتبع‬
‫بقيمته إذا عتق لنه رضي بذمته وإن تلف ف يد السيد جاز له مطالبة الول ف الال ومطالبة‬
‫العبد إذا عتق لنه ثبتت يد كل واحد منهما عليه بغي حق‬
‫فصل وإن أذن له ف التجارة صح تصرفه لن الجر عليه لق الول وقد زال وما يكتسبه للمول‬
‫لنه إن دفع إليه مال فاشترى به كان الشترى عوض ماله فكان له‬
‫وإن أذن له ف الشراء ف الذمة كان الشتري من أكسابه لنه تناوله الذن فإن ل يكن ف يده‬
‫شيء اتبع به إذا عتق لنه دين لزمه برضى من له الق فتعلق بذمته‬
‫ول تباع فيه رقبته لن الول ل يأذن له ف رقبته فلم يقض منها دينه‬
‫فصل ول يتجر إل فيما أذن به لن تصرفه بالذن فل يلك إل ما دخل فيه‬
‫فإن أذن له ف التجارة ل يلك الجارة ومن أصحابنا من قال يلك إجارة ما يشتريه للتجارة لنه‬
‫من فوائد الال فملك العقد عليه كالصوف واللب‬
‫والذهب الول لن الأذون فيه هو التجارة والجارة ليست من التجارة فلم يلك بالذن ف‬
‫التجارة‬
‫فصل ول يبيع بنسيئة ول بدون ثن الثل لن إطلق الذن يمل على العرف والعرف هو البيع‬
‫بالنقد وثن الثل ولنه يتصرف ف حق غيه فل يلك إل ما فيه النظر والحتياط وليس فيما‬
‫ذكرناه نظر ول احتياط فل يلك‬
‫ول يسافر بالال لن فيه تغريرا بالال فل يلك من غي إذن‬
‫وإن اشترى من يعتق على موله بغي إذنه ففيه قولن أحدها أنه ل يصح وهو الصحيح لن‬
‫الذن ف التجارة يقتضي ما ينتفع به ويربح فيه وهذا ل يوجد فيمن يعتق عليه‬
‫والثان أنه يصح لن العبد ل يصح منه الشراء لنفسه فإذا أذن له فقد أقامه مقام نفسه فوجب أن‬
‫يلك جيع ما يلك‬
‫فإن قلنا يصح فإن ل يكن عليه دين عتق وإن كان عليه دين ففيه قولن أحدها يعتق لنه ملكه‬
‫والثان ل يعتق لن حقوق الغرماء تعلقت به فإن اشتراه بإذنه صح الشراء فإن ل يكن عليه دين‬
‫عتق عليه‬
‫وإن كان عليه دين فعلى القولي ومت صح العتق لزمه أن يغرم قيمته للغرماء لنه أسقط حقهم‬
‫منه بالعتق‬
‫فصل وإذا اكتسب العبد مال بأن احتش أو اصطاد أو عمل ف معدن فأخذ منه مال أو ابتاع أو‬
‫اتب أو أوصي له بال فقبل دخل ذلك ف ملك الول لنا اكتساب ماله فكانت له‬
‫فإن ملكه مال ففيه قولن قال ف القدي يلكه لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال من باع عبدا وله مال فماله للبائع إل أن يشترطه البتاع ولنه يلك البضع‬
‫فملك الال كالر‬
‫وقال ف الديد ل يلك لنه سبب يلك به الال فل يلك به العبد كالرث‬
‫فإن ملكه جارية وأذن له ف وطئها ملك وطأها ف قوله القدي ول يلك ف الديد‬
‫وإن ملكه نصابا ل يب زكاته على الول ف قوله القدي ويب ف الديد‬
‫فإن وجب كفارة عليه كفر بالطعام والكسوة ف قوله القدي وكفر بالصوم ف قوله الديد‬
‫وأما العتق فل يكفر به على القولي لن العتق يتضمن الولء والعبد ليس من أهل الولء وإن باعه‬
‫وشرط البتاع ماله جاز ف قوله القدي أن يكون الال مهول لنه تابع ول يوز ف الديد لنه غي‬
‫تابع‬
‫وال أعلم‬
‫كتاب الساقاة توز الساقاة على النخل لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم عامل أهل خيب على شطر ما يرج منها من ثر وزرع وتوز على الكرم لنه شجر تب‬
‫الزكاة ف ثرته فجازت الساقاة عليه كالنخل وتوز على الفسلن وصغار الكرم إل وقت تمل‬
‫لنه بالعمل عليها تصل الثمرة كما تصل بالعمل على النخل والكرم ول توز على الباطخ‬
‫والقاثأ والعلف‬
‫____________________‬
‫وقصب السكر لنا بنلة الزرع فكان الساقاة عليها كالخابرة على الزرع واختلف قوله ف‬
‫سائر الشجار الثمرة كالتي والتفاح فقال ف القدي توز الساقاة عليها لنا شجر مثمر فأشبه‬
‫النخل والكرم‬
‫وقال ف الديد ل توز لنه ل تب الزكاة ف ثاره فلم تز الساقاة عليه كالغرب واللف‬
‫واختلف قوله ف الساقاة على الثمرة الظاهرة فقال ف الم توز لنه إذا جاز على الثمرة العدومة‬
‫مع كثرة الغرر فلن توز على الثمرة الوجودة وهي من الغرر أبعد أول‬
‫وقال ف البويطي ل توز لن الساقاة عقد على غرر وإنا أجيز على الثمرة العدومة للحاجة إل‬
‫استخراجها بالعمل فإذا ظهرت الثمرة زالت الاجة فلم تز‬
‫فصل ول توز إل على شجر معلوم وإن قال ساقيتك على أحد هذين الائطي ل يصح لنا‬
‫معاوضة يتلف الغرض فيها باختلف العيان فلم يز على حائط غي معي كالبيع‬
‫وهل يوز على حائط معي ل يره فيه طريقان أحدها أنه على قولي كالبيع‬
‫والثان أنه ل يصح قول واحدا لن الساقاة معقودة على الغرر فل يوز أن يضاف إليها الغرر‬
‫لعدم الرؤية بلف البيع‬
‫فصل ول توز إل على مدة معلومة لنه عقد لزم فلو جوزناه مطلقا استبد العامل بالصل فصار‬
‫كالالك ول توز على أقل من مدة توجد فيها الثمرة‬
‫فإن ساقاه على النخل أو على الودي إل مدة ل تمل ل يصح لن القصود أن يشتركا ف الثمرة‬
‫وذلك ل يوجد فإن عمل العامل فهل يستحق أجرة الثل فيه وجهان أحدها ل يستحق وهو قول‬
‫الزن لنه رضي أن يعمل بغي عوض فلم يستحق الجرة كالتطوع ف غي الساقاة‬
‫والثان أنه يستحق وهو قول أب العباس لن العمل ف الساقاة يقتضي العوض فل يسقط بالرضا‬
‫بتركه كالوطء ف النكاح‬
‫وإن ساقاه إل مدة قد تمل وقد ل تمل ففيه وجهان أحدها أنا تصح لنه عقد إل مدة يرجى‬
‫فيها وجود الثمرة فأشبه ما إذا ساقاه إل مدة توجد ) الثمرة ( فيها ف الغالب‬
‫والثان أنا ل تصح وهو قول أب إسحاق لنه عقد على عوض غي موجود ول الظاهر وجوده‬
‫فلم يصح كما ل أسلم ف معدوم إل مل ل يوجد ف الغالب فعلى هذا إن عمل استحق أجرة‬
‫الثل لنه ل يرض أن يعمل من غي ربح ول يسلم له الربح فرجع إل بدل عمله‬
‫واختلف قوله ف أكثر مدة الجارة والساقاة فقال ف موضع سنة وقال ف موضع يوز ما شاء‬
‫وقال ف موضع يوز ثلثي سنة‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه ثلثة أقوال أحدها ل توز بأكثر من سنة لنه عقد على غرر أجيز‬
‫للحاجة ول تدعو الاجة إل أكثر من سنة لن منافع العيان تتكامل ف سنة‬
‫والثان توز ما بقيت العي لن كل عقد جاز إل سنة جاز إل أكثر منها كالكتابة والبيع إل أجل‬
‫والثالث أنه ل توز أكثر من ثلثي سنة لن الثلثي شطر العمر ول تبقى العيان على صفة أكثر‬
‫من ذلك‬
‫ومنهم من قال هي على القولي الولي وأما الثلثون فإنا ذكره على سبيل التكثي ل على سبيل‬
‫التجديد وهو الصحيح‬
‫فإن ساقاه إل سنة ل يب ذكر قسط كل شهر لن شهور السنة ل تتلف منافعها‬
‫وإن ساقاه ) إل ( سنتي ففيه قولن أحدها ل يب ذكر كل سنة كما إذا اشترى أعيانا بثمن‬
‫واحد ل يب ذكر قسط كل عي منها‬
‫والثان يب لن النافع تتلف باختلف السني فإذا ل يذكر قسط كل سنة ل نأمن أن ينفسخ‬
‫العقد فل يعرف ما يرجع فيه من العوض‬
‫ومن أصحابنا من قال القولن ف الجارة فأما ف الساقاة فإنه يب ذكر قسط كل سنة من‬
‫العوض لن الثمار تتلف باختلف السني والنافع ل تتلف ف العادة باختلف السني‬
‫فصل وإذا ساقاه إل عشر سني فانقضت الدة ث أطلعت ثرة السنة العاشرة ل يكن للعامل فيها‬
‫حق لنا ثرة حدثت‬
‫____________________‬

‫بعد انقضاء العقد‬


‫وإن أطلعت قبل انقضاء الدة وانقضت الدة وهي طلع أو بلح تعلق با حق العامل لنا حدثت‬
‫قبل انقضاء الدة‬
‫فصل ول توز إل على جزء معلوم‬
‫فإن ساقاه على جزء مقدر كالنصف والثلث جاز لديث ابن عمر‬
‫فإن عقد على جزء غي مقدر كالزء والسهم والنصيب ل يصح لن ذلك يقع على القليل‬
‫والكثي فيعظم الغرر‬
‫وإن ساقاه على صاع معلوم ل يصح لنه ربا ل يصل ذلك فيستضر العامل وربا ل يصل إل‬
‫ذلك فيستضر رب النخل‬
‫وإن ساقاه على أن له ثر نلت بعينها ل يصح لنه قد ل تمل تلك النخلت فيستضر العامل أو‬
‫ل يمل إل هي فيستضر رب النخل‬
‫وإن ساقاه عشر سني وشرط له ثرة سنة غي السنة العاشرة ل يصح لنه شرط عليه بعد حقه‬
‫عمل ل يستحق عليه عوضا‬
‫وإن شرط له ثرة السنة العاشرة ففيه وجهان أحدها أنه يصح كما يصح أن يعمل ف جيع السنة‬
‫وإن كانت الثمرة ف بعضها‬
‫والثان ل يصح لنه يعمل فيها مدة تثمر فيها ول يستحق شيئا من ثرها‬
‫فصل ول يصح إل على عمل معلوم فإن قال إن سقيته بالسيح فلك الثلث وإن سقيته بالناضح‬
‫فلك النصف ل يصح لنه عقد على مهول‬
‫فصل وتنعقد بلفظ الساقاة لنه موضوع له وتنعقد با يؤدي معناه لن القصد منه العن فصح با‬
‫دل عليه‬
‫فإن قال استأجرتك لتعمل فيه على نصف ثرته ل تصح لنه عقد الجارة بعوض مهول القدر‬
‫فلم تصح‬
‫فصل ول يثبت فيه خيار الشرط لنه إذا فسخ ل يكن رد العقود عليه‬
‫وف خيار اللس وجهان أحدها يثبت فيه لنه عقد لزم يقصد به الال فيثبت فيه خيار اللس‬
‫كالبيع‬
‫والثان ل يثبت لنه عقد ل يعتب فيه قبض العوض ف اللس فلو ثبت فيه خيار اللس لثبت فيه‬
‫خيار الشرط كالبيع‬
‫فصل وإذا ت العقد ل يز لواحد منهما فسخه لن النماء متأخر عن العمل فلو قلنا إنه يلك‬
‫الفسخ ل يأمن أن يفسخ بعد العمل ول تصل له الثمرة‬
‫فصل وعلى العامل أن يعمل ما فيه مستزاد ف الثمرة من التلقيح وصرف الريد وإصلح‬
‫الجاجي وتنقية السواقي والسقي وقلع الشيش الضر بالنخل وعلى رب النخل عمل ما فيه‬
‫حفظ الصل من سد اليطان ونصب الدولب وشراء الثيان لن ذلك يراد لفظ الصل ولذا‬
‫من يريد إنشاء بستان فعل هذا كله‬
‫واختلف أصحابنا ف الذاذ واللقاط فمنهم من قال ل يلزم العامل ذلك لن ذلك يتاج إليه بعد‬
‫تكامل النماء‬
‫ومنهم من قال يلزمه لنه ل تستغن عنه الثمرة‬
‫فصل وإن شرط العامل ف القراض والساقاة أن يعمل معه رب الال ل يصح لن موضوع العقد‬
‫أن يكون الال من رب الال والعمل من العامل فإذا ل يز شرط الال على العامل ل يز شرط‬
‫العمل على رب الال‬
‫وإن شرط أن يعمل معه غلمان رب الال فقد نص ف الساقاة أنه يوز واختلف أصحابنا فيها على‬
‫ثلثة أوجه فمنهم من قال ل يوز فيهما لن عمل الغلمان كعمل رب الال فإذا ل يز شرط عمله‬
‫ل يز شرط عمل غلمانه وحل قوله ف الساقاة على أنه أراد ما يلزم رب الال من سد اليطان‬
‫وغيه‬
‫والثان يوز فيهما لن غلمانه ماله فجاز أن يعل تابعا لاله كالثور والدولب والمار لمل التاع‬
‫بلف رب الال فإنه مالك فل يوز أن يعل تابعا لاله‬
‫والثالث أنه يوز ف الساقاة ول يوز ف القراض لن ف الساقاة ما يلزم رب الال من سد‬
‫اليطان وغيه فجاز أن يشترط فيها عمل غلمانه‬
‫وليس ف القراض ما يلزم رب الال فلم يز شرط غلمانه‬
‫فإذا قلنا إنه يوز ل يصح حت تعرف‬
‫____________________‬

‫الغلمان بالرؤية أو الوصف ويب أن يكون الغلمان تت أمر العامل وأما نفقتهم فإنه إن شرط‬
‫على العامل جاز لن بعملهم ينحفظ الصل وتزكو الثمرة‬
‫وإن ل يشرط ففيه ثلثة أوجه أحدها أنا على العامل لن العمل مستحق عليه فكانت النفقة عليه‬
‫والثان أنا على رب الال لنه شرط عملهم عليه فكانت النفقة عليه‬
‫والثالث أنا من الثمرة لن عملهم على الثمرة فكانت النفقة منها‬
‫فصل وإذا ظهرت الثمرة ففيه طريقان من أصحابنا من قال هي على القولي ف العامل ف القراض‬

‫أحدها تلك بالظهور‬


‫والثان بالتسليم‬
‫ومنهم من قال ف الساقاة تلك بالظهور قول واحدا لن الثمرة ل تعل وقاية لرأس الال فملك‬
‫بالظهور‬
‫والربح جعل وقاية لرأس الال فلم يلك بالظهور ف أحد القولي‬
‫فصل والعامل أمي فيما يدعي من هلك وفيما يدعى عليه من خيانة لنه ائتمنه رب الال فكان‬
‫القول قوله فإن ثبتت خيانته ضم إليه من يشرف عليه ول تزال يده لن العمل مستحق عليه‬
‫ويكن استيفاؤه منه فوجب أن يستوف وإن ل يتحفظ استؤجر عليه من ماله من يعمل عنه لنه ل‬
‫يكن استيفاء العمل بفعله فاستوف بغيه‬
‫فصل وإن هرب رفع المر إل الاكم ليستأجر من ماله من يعمل عنه فإن ل يكن مال اقترض‬
‫عليه فإن ل يد من يقرضه فلرب النخل أن يفسخ لنه تعذر استيفاء العقود عليه فثبت له الفسخ‬
‫كما لو اشترى عبدا فأبق من يد البائع فإن فسخ نظرت فإن ل تظهر الثمرة فهي لرب النخل لن‬
‫العقد زال قبل ظهورها وللعامل أجرة ما عمل‬
‫وإن ظهرت الثمرة فهي بينهما فإن عمل فيه رب النخل أو استأجر من عمل فيه بغي إذن الاكم‬
‫ل يرجع لنه متبع وإن ل يقدر على إذن الاكم فإن ل يشهد ل يرجع لنه متبع‬
‫وإن أشهد ففيه وجهان أحدها يرجع لنه موضع ضرورة‬
‫والثان ل يرجع لنه يصي حاكما لنفسه على غيه وهذا ل يوز ل لضرورة ول لغيها‬
‫فصل وإن مات العامل قبل الفراغ فإن تم الوارث العمل استحق نصيبه من الثمرة وإن ل يعمل‬
‫فإن كان له تركة استؤجر منها من يعمل لنه حق عليه يكن استيفاؤه من التركة فوجب أن‬
‫يستوف كما لو كان عليه دين وله تركة‬
‫وإن ل تكن له تركة ل يلزم الوارث العمل لن ما لزم الوروث ل يطالب به الوارث كالدين ول‬
‫يقترض عليه لنه ل ذمة له ولرب النخل أن يفسخ لنه تعذر استيفاء العقود عليه فإن فسخ كان‬
‫الكم فيه على ما ذكرناه ف العامل إذا هرب‬
‫فصل وإن ساقى رجل على نل على النصف فعمل فيه العامل وتقاسا الثمرة ث استحق النخل‬
‫رجع العامل على من ساقاه بالجرة لنه عمل بعوض ول يسلم له العوض فرجع ببدل عمله‬
‫فإن كانت الثمرة باقية أخذها الالك فإن تلفت رجع بالبدل فإن أراد تضمي الغاصب ضمنه‬
‫الميع لنه حال بينه وبي الميع وإن أراد أن يضمن العامل ففيه وجهان أحدها يضمنه الميع‬
‫لنه ثبتت يده على الميع ) وعمل عليه ( فضمنه كالعامل ف القراض ف الال الغصوب‬
‫والثان ل يضمن إل النصف لنه ل يصل ف يده إل ما أخذه بالقسمة وهو النصف فأما النصف‬
‫الخر فإنه ل يكن ف يده لنه لو كان ف يده لزمه حفظه كما يلزم العامل ف القراض‬
‫فصل إذا اختلف العامل ورب النخل ف العوض الشروط فقال العامل شرطت ل النصف وقال‬
‫رب النخل شرطت لك الثلث تالفا لنما متعاقدان اختلفا ف العوض الشروط ول بينة فتحالفا‬
‫كالتبايعي إذا اختلفا ف قدر الثمن‬
‫وبال التوفيق‬
‫باب الزارعة ل توز الزارعة على بياض ل شجر فيه لا روى سليم بن بشار أن رافع بن خديج‬
‫قال كنا نابر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وذكر أن بعض عمومته أتاه فقال نى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أمر كان لنا نافعا وطاعة ال ورسوله أنفع لنا وأنفع قلنا وما‬
‫ذاك قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كانت له أرض فليزرعها ول يكرها بثلث ول‬
‫بربع ول بطعام مسمى فأما إذا كانت‬
‫____________________‬
‫الرض بي النخل ول يكن سقي الرض إل بسقيها نظرت فإن كان النخيل كثيا والبياض قليل‬
‫جاز أن تساقيه على النخل وتزارعه على الرض لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم عامل أهل خيب على شطر ما يرج منها من ثر وزرع‬
‫فإن عقد الزارعة على الرض ث عقد الساقاة على النخل ل تصح الزارعة لنا إنا أجيزت تبعا‬
‫للمساقاة للحاجة ول حاجة قبل الساقاة وإن عقدت بعد الساقاة ففيه وجهان أحدها ل تصح‬
‫لنه أفرد الزارعة بالعقد فأشبه إذا قدمت‬
‫والثان تصح لنما يصلن لن له الساقاة‬
‫وإن عقدها مع الساقاة وسوى بينهما ف العوض جاز لن النب صلى ال عليه وسلم عامل أهل‬
‫خيب على شطر ما يرج منها من ثر وزرع‬
‫فإن فاضل بينهما ف العوض ففيه وجهان أحدها يوز وهو الصحيح لنما عقدان فجاز أن‬
‫يفاضل بينهما ف العوض‬
‫والثان ل يوز لنما إذا تفاضل تيزا فلم يكن أحدها تابعا للخر‬
‫فإن كان النخل قليل والبياض كثيا ففيه وجهان أحدها يوز لنه ل يكن سقى النخل إل بسقى‬
‫الرض فأشبه الكثي‬
‫والثان ل يوز لن البياض أكثر فل يوز أن يكون الكثر تابعا للقل‬
‫كتاب الجارة يوز عقد الجارة على النافع الباحة ولدليل عليه قوله تعال } فإن أرضعن لكم‬
‫فآتوهن أجورهن { وروى سعيد بن السيب عن سعد رضي ال عنه قال كنا نكرى الرض با‬
‫على السواقى من الزرع فنهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك وأمرنا أن نكريها بذهب‬
‫أو ورق‬
‫وروى أبو أمامة التيمى قال سألت ابن عمر فقلت إنا قوم نكرى ف هذا الوجه وإن قوما يزعمون‬
‫أن ل حج لنا فقال ابن عمر ألستم تلبون وتطوفون بي الصفا والروة إن رجل أتى النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فسأل عما تسألونن عنه فلم يرد عليه حت نزل } ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل‬
‫من ربكم { فتلها عليه‬
‫وروى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم احتجم وأعطى الجام أجرة ولن‬
‫الاجة إل النافع كالاجة إل العيان فلما جاز عقد البيع على العيان وجب أن يوز عقد‬
‫الجارة على النافع‬
‫فصل و ل توز على النافع الرمة لنه يرم فل يوز أخذ العوض عليه كاليتة والدم‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف استئجار الكلب العلم فمنهم من قال يوز لن فيه منفعة مباحة فجاز‬
‫استئجاره كالفهد‬
‫ومنهم من قال ل يوز وهو الصحيح لن اقتناءه ل يوز إل للحاجة وهو الصيد وحفظ الاشية‬
‫وما ل يقوم غي الكلب فيه مقامه إل بؤن والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم من اقتن كلبا‬
‫إل كلب صيد أو ماشية نقص من أجره كل يوم قياطان وما أبيح للحاجة ل يز أخذ العوض‬
‫عليه كاليتة ولنه ل يضمن منفعته بالغصب فدل على أنه ل قيمة لا‬
‫فصل واختلفوا ف استئجار الفحل للضراب‬
‫فمنهم من قال يوز لنه يوز أن يستباح بالعارة فجاز أن يستباح بالجارة كسائر النافع‬
‫ومنهم من قال ل يوز وهو الصحيح لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم نى عن ثن عسب الفحل ولن القصود منه هو الاء الذي يلق منه وهو مرم ل قيمة له‬
‫فلم يز أخذ العوض عليه كاليتة والدم‬
‫فصل واختلفوا ف استئجار الدراهم والدناني ليجمل با الدكان واستئجار الشجار لتجفيف‬
‫الثياب والستظلل‬
‫فمنهم من قال يوز لنه منفعة مباحة فجاز الستئجار لا كسائر النافع‬
‫ومنهم من قال ل يوز وهو الصحيح لن الدراهم‬
‫____________________‬

‫والدناني ل تراد للجمال والشجار لتجفيف الثياب والستظلل فكان بذل العوض فيه من‬
‫السفه وأخذ العوض عنه من أكل الال بالباطل ولنه ل يضمن منفعتها بالغصب فلم يضمن بالعقد‬

‫فصل واختلفوا ف الكافر إذا استأجر مسلما إجارة معينة فمنهم من قال فيه قولن لنه عقد‬
‫يتضمن حبس السلم فصار كبيع العبد السلم منه‬
‫ومنهم من قال يصح قول واحدا لن عليا كرم ال وجهه كان يستقى الاء لمرأة يهودية كل دلو‬
‫بتمرة‬
‫فصل ول يصح إل من جائز التصرف ف الال لنه عقد يقصد به الال فلم يصح إل من جائز‬
‫التصرف ف الال كالبيع‬
‫فصل وينعقد بلفظ الجارة لنه لفظ موضوع له‬
‫وهل ينعقد بلفظ البيع فيه وجهان أحدها ينعقد لنه صنف من البيع لنه تليك يتقسط العوض‬
‫فيه على العوض كالبيع فانعقد بلفظه‬
‫والثان ل ينعقد لنه يالف البيع ف السم والكم فلم ينعقد بلفظه كالنكاح‬
‫فصل ويوز على منفعة عي حاضرة مثل أن يستأجر ظهرا بعينه للركوب‬
‫ويوز على منفعة عي ف الذمة مثل أن يستأجر ظهرا ف الذمة للركوب‬
‫ويوز على عمل معي مثل أن يكتري رجل ليخيط له ثوبا أو يبن له حائطا‬
‫ويوز على عمل ف الذمة مثل أن يكتري رجل ليحصل له خياطة ثوب أو بناء حائط لنا بينا أن‬
‫الجارة بيع والبيع يصح ف عي حاضرة وموصوفة ف الذمة فكذلك الجارة وف استئجار عي ل‬
‫يرها قولن أحدها ل يصح‬
‫والثان يصح ويثبت اليار إذا رآها كما قلنا ف البيع‬
‫فصل وتوز على عي مفردة وعلى جزء مشاع لنا بينا أنه بيع والبيع يصح ف الفرد والشاع‬
‫فكذلك الجارة‬
‫فصل ول توز إل على عي يكن استيفاء النفعة منها فإن استأجر أرضا للزراعة ل تصح حت‬
‫يكون لا ماء يؤمن انقطاعه كماء العي والد بالبصرة والثلج والطر ف البل لن النفعة ف‬
‫الجارة كالعي ف البيع فإذا ل يز بيع عي ل يقدر عليها ل تز إجارة منفعة ل يقدر عليها‬
‫فإن اكترى أرضا على نر إذا زاد سقى وإذا ل يزد ل يسق كأرض مصر والفرات وما اندر من‬
‫دجلة نظرت فإن اكتراها بعد الزيادة صح العقد لنه يكن استيفاء العقود عليه فهو كبيع الطي‬
‫ف القفص وإن كان قبل الزيادة ل يصح لنه ل يعلم هل يقدر على العقود عليه أو ل يقدر فلم‬
‫يصح كبيع الطي ف الواء‬
‫وإن اكترى أرضا ل ماء لا ول يذكر أنه يكتريها للزراعة ففيه وجهان أحدها ل يصح لن‬
‫الرض ل تكترى ف العادة إل للزراعة فصار كما لو شرط أنه يكتريها للزراعة‬
‫والثان إن كانت الرض عالية ل يطمع ف سقيها صح العقد لنه يعلم أنه ل يكترها للزراعة وإن‬
‫كانت مستقلة يطمع ف سقيها بسوق الاء إليها من موضع ل يصح لنه اكتراها للزراعة مع تعذر‬
‫الزراعة‬
‫فإن اكترى أرضا غرقت بالاء لزراعة ما ل يثبت ف الاء كالنطة والشعي نظرت فإن كان للماء‬
‫مغيض إذا فتح انسر الاء عن الرض وقدر على الزراعة صح العقد لنه يكن زراعتها بفتح‬
‫الغيض كما يكن سكن الدار بفتح الباب وإن ل يكن له مغيض ول يعلم أن الاء ينحسر عنها ل‬
‫يصح العقد لنه ل يعلم هل يقدر على العقود عليه أم ل يقدر فلم يصح العقد كبيع ما ف يد‬
‫الغاصب‬
‫فإن كان يعلم أن الاء ينحسر وتنشفه الريح ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه ل يكن استيفاء‬
‫النفعة ف الال‬
‫والثان يصح وهو قول أب إسحاق وهو الصحيح لنه يعلم بالعادة إمكان النتفاع به‬
‫فإن اكترى أرضا على ماء إذا زاد غرقت فاكتراها قبل الزيادة صح العقد لن الغرق متوهم فل‬
‫ينع صحة العقد‬
‫فصل وإن استأجر رجل ليعلمه بنفسه سورة وهو ل يسنها ففيه وجهان أحدها يصح كما يصح‬
‫أن يشتري سلعة بدراهم وهو ل يلكها ث يصلها ويسلم‬
‫والثان ل يصح لنه عقد على منفعة معينة ل يقدر عليها فلم يصح كما لو أجر عبد غيه‬
‫فصل ول تصح الجارة إل على منفعة معلومة القدر لنا بينا أن الجارة بيع والبيع ل يصح إل‬
‫ف معلوم القدر فكذلك‬
‫____________________‬

‫الجارة ويعلم مقدار النفعة بتقدير العمل أو بتقدير الدة فإن كانت النفعة معلومة القدر ف نفسها‬
‫كخياطة ثوب وبيع عبد والركوب إل مكان قدرت بالعمل لنا معلومة ف نفسها فل تقدر بغيها‬

‫وإن قدر بالعمل والدة بأن استأجره يوما ليخيط له قميصا فالجارة باطلة لنه يؤدى إل التعارض‬
‫وذلك أنه قد يفرغ من الياطة ف بعض اليوم فإن طولب ف بقية اليوم بالعمل أخل بشرط العمل‬
‫وإن ل يطالب أخل بشرط الدة‬
‫فإن كانت النفعة مهولة القدار ف نفسها كالسكن والرضاع وسقى الرض والتطيي‬
‫والتجصيص قدر بالدة لن السكن وما يشبع به الصب من اللب وما تروىء به الرض من‬
‫السقى يتلف ول ينضبط ومقدار التطيي والتجصيص ل ينضبط لختلفهما ف الرقة والثخونة‬
‫فقدر بالدة‬
‫واختلف أصحابنا ف استئجار الظهر للحرث فمنهم من قال يوز أن يقدر بالعمل بأن يستأجره‬
‫ليحرأ أرضا بعينها ويوز أن يقدر بالدة بأن يستأجره ليحرث له شهرا‬
‫ومنهم من قال ل يوز تقديره بالدة والول أظهر لنه يكن تقديره بكل واحد منهما فجاز‬
‫التقدير بكل واحد منهما‬
‫فصل ) وما ( عقد على مدة ل يوز إل على مدة معلومة البتداء والنتهاء فإن قال أجرتك هذه‬
‫الدار كل شهر بدينار فالجارة باطلة‬
‫وقال ف الملء تصح ف الشهر الول وتبطل فيما زاد لن الشهر الول معلوم وما زاد مهول‬
‫فصح ف العلوم وبطل ف الهول كما لو قال أجرتك هذا الشهر بدينار وما زاد بسابه‬
‫والصحيح هو الول لنه عقد على الشهر وما زاد من الشهور وذلك مهول فبطل‬
‫ويالف هذا إذا قال أجرتك هذا الشهر بدينار وما زاد بسابه لن هناك أفرد الشهر الول‬
‫بالعقد وههنا ل يفرد الشهر عما بعده بالعقد فبطل بالميع‬
‫فإن أجره سنة مطلقة حل على سنة بالهلة لن السنة العهودة ف الشرع سنة الهلة والدليل‬
‫عليه قوله عز وجل } يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس والج { فوجب أن يمل العقد‬
‫عليه‬
‫فإن كان العقد ف أول اللل عد اثنا عشر شهرا بالهلة تاما كان الشهر أو ناقصا وإن كان ف‬
‫أثناء الشهر عد ما بقي من الشهر وعد بعده أحد عشر شهرا بالهلة ث كمل عدد الشهر الول‬
‫بالعدد ثلثي يوما لنه تعذر إتامه بالشهر اللل فتمم بالعدد‬
‫فإن أجره سنة شسية ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه على حساب أنسئى فيه أيام والنسىء‬
‫حرام والدليل عليه قوله تعال } إنا النسيء زيادة ف الكفر {‬
‫والثان أنه يصح لنه وإن كان النسيء حراما إل أن الدة معلومة فجاز العقد عليها كالنيوز‬
‫والهرجان‬
‫وف أكثر الدة الت يوز عقد الجارة عليه طريقان ذكرناها ف الساقاة‬
‫فصل ول تصح الجارة إل على منفعة معلومة لن الجارة بيع والنفعة فيها كالعي ف البيع‬
‫والبيع ل يصح إل ف معلوم فكذلك الجارة‬
‫فإن كان الكترى دار ل يصح العقد عليها حت تعرف الدار لن النفعة تتلف باختلفها فوجب‬
‫العلم با ول يعرف ذلك إل بالتعيي لنا ل تضبط بالصفة فافتقر إل التعيي كالعقار والواهر ف‬
‫البيع وهل يفتقر إل الرؤية فيه قولن بناء على القولي ف البيع ول يفتقر إل ذكر السكن ول إل‬
‫ذكر صفاتا لن الدار ل تكترى إل للسكن وذلك معلوم بالعرف فاستغن عن ذكرها كالبيع‬
‫بثمن مطلق ف موضع فيه نقد معروف‬
‫وإن اكترى أرضا ل يصح حت تعرف الرض لا ذكرناه ف الدار ول يصح حت يذكر ما يكترى‬
‫له من الزراعة والغراس والبناء لن الرض تكترى لذه النافع وتأثيها ف الرض يتلف فوجب‬
‫بيانا‬
‫وإن قال أجرتك هذه الرض لتزرعها ما شئت جاز لنه جعل له زراعة أضر الشياء فأى صنف‬
‫زرع ل يستوف به أكثر من حقه‬
‫وإن قال أجرتك لتزرع وأطلق ففيه وجهان أحدها ل يصح لن الزروع متلفة ف التأثي ف‬
‫الرض فوجب بيانا‬
‫والثان يصح لن التفاوت بي الزرعي يقل‬
‫وإن قال أجرتك لتزرعها أو تغرسها ل يصح لنه جعل له أحدها ول يعي فلم يصح كما لو قال‬
‫بعتك أحد هذين العبدين‬
‫وإن قال أجرتك لتزرعها وتغرسها ففيه وجهان أحدها ل يصح وهو قول الزن وأب العباس وأب‬
‫إسحاق لنه ل يبي القدار من كل واحد منهما‬
‫والثان يصح وله أن يزرع النصف ويغرس النصف وهو ظاهر النص وهو قول أب الطيب بن‬
‫سلمة لن المع يقتضى التسوية فوجب أن يكون نصفي‬
‫فصل وإن استأجر ظهرا للركوب ل يصح العقد حت يعرف جنس الركوب لن الغرض يتلف‬
‫باختلفه ويعرف ذلك بالتعيي والوصف لنه يضبط بالصفة فجاز أن يعقد عليه بالتعيي والوصف‬
‫كما قلنا ف البيع‬
‫فإن كان ف النس نوعان متلفان‬
‫____________________‬

‫ف السي كالهملج والقطوف من اليل ففيه وجهان أحدها يفتقر إل ذكره لن سيها يتلف‬
‫والثان ل يفتقر لن التفاوت ف جنس واحد يقل ول يصح حت يعرف الراكب ول يعرف ذلك‬
‫إل بالتعيي لنه يتلف بثقله وخفته وحركته وسكونه ول يضبط ذلك بالوصف فوجب تعيينه ول‬
‫يصح حت يعرف ما يركب به من سرج وغيه لنه يتلف ذلك على الركوب والراكب فإن كان‬
‫عمارية أو ممل ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه يوز العقد عليه بالوصف لنه يكن وصفه فجاز‬
‫العقد عليه بالصفة كالسرج والقتب‬
‫والثان إن كانت من الامل البغدادية الفاف جاز العقد عليه بالصفة لنا ل تتلف وإن كانت‬
‫من الراسانية الثقال ل يز إل بالتعيي لنا تتلف وتتفاوت‬
‫والثالث وهو الذهب أنه ل يوز إل بالتعيي لنا تتلف بالضيق والسعة والثقل والفة وذلك ل‬
‫يضبط بالصفة فوجب تعيينه‬
‫واختلف أصحابنا ف العاليق كالقدر والسطيحة فمنهم من قال ل يوز حت يعرف قول واحدا‬
‫لنا تتلف فوجب العلم با‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها ل يوز حت يعرف لا ذكرناه‬
‫والثان يوز وتمل على ما جرت به العادة لنه تابع غي مقصود فلم تؤثر الهالة فيه كالغطاء ف‬
‫الجارة والمل ف البيع‬
‫وإن كان السي ف طريق فيه منازل معروفة جاز العقد عليه مطلقا لنه معلوم بالعرف فجاز العقد‬
‫عليه مطلقا كالثمن ف موضع فيه نقد متعارف فإن ل يكن فيه منازل معروفة ل يصح حت يبي‬
‫لنه متلف ل عرف فيه فوجب بيانه كالثمن ف موضع ل نقد فيه‬
‫فصل فإن استأجر ظهرا لمل متاع صح العقد من غي ذكر جنس الظهر لنه ل غرض ف معرفته‬
‫ول يصح حت يعرف جنس التاع أنه حديد أو قطن لن ذلك يتلف على البهيمة ول يصح حت‬
‫يعرف قدره لنه يتلف فإن كان موزونا ذكر وزنه وإن كان مكيل ذكر كيله فإن ذكر الوزن‬
‫فهو أول لنه أخصر وأبعد من الغرر فإن عرف بالشاهدة جاز كما يوز بيع الصبة بالشاهدة‬
‫وإن ل يعرف كيلها فإن شرط أن يمل عليها وما شاء بطل العقد لنه دخل ف الشرط ما يقتل‬
‫البهيمة وذلك ل يوز فبطل به العقد فأما الظروف الت فيها التاع فإنه إن دخلت ف وزن التاع‬
‫صح العقد لن الغرر قد زال بالوزن وإن ل تدخل ف وزن التاع نظرت فإن كانت ظروفا معروفة‬
‫كالغرائر البلية جاز العقد عليها من غي تعيي لنا ل تتفاوت وإن كانت غي معروفة ل يز حت‬
‫تعي لنا تتلف ول تضبط بالصفة فوجب تعيينه‬
‫فصل فإن استأجر ظهرا للسقي ل يصح العقد حت يعرف الظهر لنه ل يوز إل على مدة وذلك‬
‫يتلف باختلف الظهر فوجب العلم به ) على الظهر ( ويوز أن يعرف ذلك بالتعيي والصفة‬
‫لنه يضبط بالصفة فجاز أن يعقد عليه بالتعيي والصفة كما يوز بيعه بالتعيي والصفة ول يصح‬
‫حت يعرف الدولب لنه يتلف ول يعرف ذلك إل بالتعيي لنه ل يضبط بالصفة فوجب تعيينه‬
‫فصل وإن استأجر ظهرا للحرث ل يصح حت يعرف الرض لنه يتلف ذلك بصلبة الرض‬
‫ورخاوتا فإن كان على جربان ل يفتقر إل العلم بالظهر لنه ل يتلف وإن كان على مدة وقلنا‬
‫إنه يصح ل يز حت يعرف الظهر الذي يرث به لن العمل يتلف باختلفه ويعرف ذلك بالتعيي‬
‫والصفة لا ذكرناه ف السقي‬
‫فصل وإن استأجر ظهرا للدياس ل يصح حت يعرف النس الذى يداس لن العمل يتلف‬
‫باختلفه فإن كان على زرع معي ل يفتقر إل ذكر اليوان الذى يداس به لنه ل غرض ف تعيينه‬
‫فإن كان على مدة ل يصح حت يعرف اليوان الذى‬
‫____________________‬

‫يداس به لن العمل يتلف باختلفه‬


‫فصل وإن استأجر جارحة للصيد ل يصح حت يعرف جنس الارحة لن الصيد يتلف باختلفه‬
‫ويعرف ذلك بالتعيي والصفة لنه يضبط بالصفة‬
‫ول يصح حت يعرف ما يرسله عليه من الصيد لن لكل صنف من الصيد تأثيا ف إتعاب الارحة‬

‫فصل وإن استأجر رجل ليعى له مدة ل يصح حت يعرف جنس اليوان لن لكل جنس من‬
‫الاشية تأثيا ف إتعاب الراعي ويوز أن يعقد على جنس معي وعلى جنس ف الذمة‬
‫فإن عقد على موصوف ل يصح حت يذكر العدد لن العمل يتلف باختلفه‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز مطلقا ويمل على ما جرت به العادة أن يرعاه الواحد من مائة أو أقل‬
‫أو أكثر والول أظهر لن ذلك يتلف وليس فيه عرف واحد‬
‫فصل وإن استأجر امرأة للرضاع ل يصح العقد حت يعرف الصب الذي عقد على إرضاعه لنه‬
‫يتلف الرضاع باختلفه ول يعرف ذلك إل بالتعيي لنه ل يضبط بالصفة ول يصح حت يذكر‬
‫موضع الرضاع لن الغرض يتلف باختلفه‬
‫فصل وإن استأجر رجل ليحفر له بئرا أو نرا ل يصح العقد حت يعرف الرض لن الفر يتلف‬
‫باختلفها ول يصح حت يذكر الطول والعرض والعمق لن الغرض يتلف باختلفها‬
‫وإن استأجر لبناء حائط ل يصح العقد حت يذكر الطول والعرض وما يبن به من الجر واللب‬
‫والص والطي لن الغراض تتلف باختلفها‬
‫وإن استأجره لضرب اللب ل يصح حت يعرف موضع الاء والتراب ويذكر الطول والعرض‬
‫والسمك والعدد وعلى هذا جيع العمال الت يستأجر عليها وإن كان فيما يتلف الغرض‬
‫باختلفه مال يعرفه رجع فيه إل أهل البة ليعقد على شرطه كما إذا أراد أن يعقد النكاح ول‬
‫يعرف شروط العقد رجع إل من يعرفه ليعقد بشروطه وإن عجز عن ذلك فوضه إل من يعرفه‬
‫ليعقد بشرطه كما يوكل العمى ف البيع والشراء من يشاهد البيع‬
‫فصل وإن استأجر رجل ليلقنه سورة من القرآن ل يصح حت يعرف السورة لن الغرض يتلف‬
‫باختلفها‬
‫وإن كان على تلوة عشر آيات من القرآن ل يصح حت يعينها لن آيات القرآن تتلف فإن كان‬
‫على عشر آيات من سورة معينة ففيه وجهان أحدها ل يصح لن العشار تتلف‬
‫والثان يصح لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال جاءت امرأة إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فعرضت نفسها عليه فقال لا اجلسي بارك ال فيك أما نن فل حاجة لنا فيك ولكن‬
‫تلكيننا أمرك قالت نعم فنظر رسول ال صلى ال عليه وسلم ف وجوه القوم فدعا رجل منهم‬
‫فقال لا إن أريد أن أزوجك هذا إن رضيت فقالت ما رضيت ل يا رسول ال فقد رضيت ث قال‬
‫للرجل هل عندك من شيء قال ل وال يا رسول ال قال ما تفظ من القرآن قال سورة البقرة‬
‫والت تليها قال قم فعلمها عشرين آية وهي امرأتك‬
‫وهل يفتقر إل تعيي الرف فيه وجهان أحدها ل يصح حت يعي الرف لن الغراض تتلف‬
‫باختلف الرف‬
‫والثان ل يتاج إل تعيي الرف لن ما بي الحرف من الختلف قليل‬
‫فصل وإن استأجر للحج والعمرة ل يصح حت يذكر أنه إفراد أو قران أو تتع لن الغراض‬
‫تتلف باختلفها‬
‫فأما موضع الحرام فقال ف الم ل يوز حت يعي وقال ف الملء إذا استأجر أجيا أحرم من‬
‫اليقات ول يشرط التعيي‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحاق الروزي فيه قولن أحدها ل يوز حت يعي لن الحرام‬
‫قد يكون من اليقات وقد يكون من دويرة أهله وقد يكون من غيها فإذا أطلق صار العقد على‬
‫مهول فلم يصح‬
‫والثان أنه يوز من غي تعيي ويمل على ميقات الشرع لن اليقات معلوم بالشرع فانصرف‬
‫الطلق إليه كنقد البلد ف البيع‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان الج عن حي ل يز حت‬
‫____________________‬

‫يعي لنه يكن الرجوع إل معرفة غرضه وإن كان عن ميت جاز من غي تعيي لنه ل يكن‬
‫الرجوع إل معرفة غرضه وحل القولي على هذين الالي‬
‫ومنهم من قال إن كان للبلد ميقاتان ل يز حت يبي لنه ليس أحدها بأول من الخر فوجب‬
‫بيانه كالثمن ف موضع فيه نقدان وإن ل يكن له إل ميقات واحد جاز من غي تعيي كالثمن ف‬
‫موضع ليس فيه إل نقد واحد وحل القولي على هذين الالي‬
‫فإن ترك التعيي وقلنا إنه ل يصح فحج الجي انعقد الج للمستأجر لنه فعله بإذنه مع فساد‬
‫العقد فوقع له كما لو وكله وكالة فاسدة ف بيع‬
‫فصل ول تصح الجارة إل على أجرة معلومة لنه عقد يقصد به العوض فلم يصح من غي ذكر‬
‫العوض كالبيع ويوز إجارة النافع من جنسها ومن غي جنسها لن النافع ف الجارة كالعيان ف‬
‫البيع ث العيان يوز بيع بعضها ببعض فكذلك النافع‬
‫فصل ول توز إل بعوض معلوم لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من استأجر أجيا فليعلمه أجره ولنه عقد معاوضة فلم يز بعوض مهول كالبيع‬
‫وإن عقد بال جزاف نظرت فإن كان العقد على منفعة ف الذمة ففيه قولن لن بإجارة النفعة ف‬
‫الذمة كالسلم وف السلم على مال جزاف قولن فكذلك ف الجارة‬
‫فإن كان العقد على منفعة معينة ففيه طريقان من أصحابنا من قال يوز قول واحدا لن إجارة‬
‫العي كبيع العي وف بيع العي يوز أن يكون العوض جزافا قول واحدا فكذلك ف الجارة‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها يوز‬
‫والثان ل يوز لنه عقد على منتظر وربا انفسخ فيحتاج إل الرجوع إل العوض فكان ف عوضه‬
‫جزافا قولن كالسلم‬
‫وإن كانت الجارة على منفعة معينة جاز بأجرة حالة ومؤجلة لن إجارة العي كبيع العي وبيع‬
‫العي يصح بثمن حال ومؤجل فكذلك الجارة فإن أطلق العقد وجبت الجرة بالعقد ويب‬
‫تسليمها بتسليم العي لا روى أبو هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطوا الجي‬
‫أجره قبل أن يف رشحه ولن الجارة كالبيع ث ف البيع يب الثمن بنفس العقد ويب تسليمه‬
‫بتسليم العي فكذلك ف الجارة فإن استوف النفعة استقرت الجرة لا روى أبو هريرة رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال قال ربكم عز وجل ثلث أنا خصمهم يوم القيامة ومن‬
‫كنت خصمه خصمته رجل أعطى ب ث غدر ورجل باع حرا فأكل ثنه ورجل استأجر أجيا‬
‫فاستوف منه ول يوفه أجره ولنه قبض العقود عليه فاستقر عليه البدل كما لو قبض البيع‬
‫فإن سلم إليه العي الت وقع العقد على منفعتها ومضت مدة يكن فيها الستيفاء استقر البدل لن‬
‫العقود عليه تلف تت يده فاستقر عليه البدل كالبيع إذا تلف ف يد الشتري‬
‫فإن عرض العي على الستأجر ومضى زمان يكن فيه الستيفاء استقرت الجرة لن النافع تلفت‬
‫باختياره فاستقر عليه ضمانا كالشتري إذا أتلف البيع ف يد البائع فإن كان هذا ف إجارة فاسدة‬
‫استقر عليه أجرة الثل لن الجارة كالبيع والنفعة كالعي ث البيع الفاسد كالصحيح ف استقرار‬
‫البدل فكذلك ف الجارة فإن كان العقد على منفعة ف الذمة ل يز بأجرة مؤجلة لن إجارة ما ف‬
‫الذمة كالسلم ول يوز السلم بثمن مؤجل فكذلك الجارة ول يوز حت يقبض العوض ف‬
‫اللس كما ل يوز ف السلم‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان العقد بلفظ السلم وجب قبض العوض ف اللس لنه سلم وإن‬
‫كان بلفظ الجارة ل يب لنه إجارة والول أظهر لن الكم يتبع العن ل السم ومعناه معن‬
‫السلم فكان حكمه كحكمه ول تستقر الجرة ف هذه الجارة إل باستيفاء النفعة لن العقود‬
‫عليه ف الذمة فل يستقر بدله من غي استيفاء كالسلم فيه‬
‫فصل وما عقد من الجارة على منفعة موصوفة ف الذمة يوز حال ومؤجل ) لن الجارة ( ف‬
‫الذمة كالسلم والسلم يوز حال ومؤجل فكذلك الجارة ف الذمة‬
‫وإن استأجر منفعة ف الذمة وأطلق وجبت النفعة حالة كما إذا أسلم ف شيء وأطلق وجب حال‬
‫فإن استأجر رجل للحج ف الذمة لزمه الج من سنته فإن أخره عن السنة نظرت فإن كانت‬
‫الجارة عن حى كان له أن يفسح لن حقه تأخر وله ف الفسخ فائدة وهو أن يتصرف ف الجرة‬
‫فإن كانت عن ميت ل يفسخ لنه ل يكن التصرف ف الجرة إذا فسخ العقد ول بد من استئجار‬
‫غيه ف السنة الثانية فلم يكن للفسخ وجه وما عقد على منفعة معينة ل يوز إل حال فإن كان‬
‫على مدة ل يز إل على مدة يتصل ابتداؤها بالعقد‬
‫وإن كان على عمل معي ل يز إل ف الوقت الذى يكن الشروع ف العمل لن إجارة العي‬
‫____________________‬
‫كبيع العي وبيع العي ل يوز إل على ما يكن الشروع ف قبضها فكذلك الجارة‬
‫فإن استأجر من يج ل يز إل ف الوقت الذى يتمكن فيه من التوجه فإن كان ف موضع قريب ل‬
‫يز قبل أشهر الج لنه يتأخر استيفاء العقود عليه عن حال العقد وإن كان ف موضع بعيد ل‬
‫يدرك الج إل أن يسي قبل أشهره ل يستأجر إل ف الوقت الذي يتوجه بعده لنه وقت الشروع‬
‫ف الستيفاء‬
‫فإن قال أجرتك هذه الدار شهرا ل يصح لنه ترك تعيي العقود عليه ف عقد شرط فيه التعيي‬
‫فبطل كما لو قال بعتك عبدا فإن أجر دارا من رجل شهرا من وقت العقد ث أجرها منه الشهر‬
‫الذي بعده قبل انقضاء الشهر الول ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه إجارة منفعة معينة على‬
‫مدة متأخرة عن العقد فأشبه إذا أجرها من غيه‬
‫والثان أنه يصح وهو النصوص لنه ليس لغيه يد تول بينه وبي ما استأجره ولن أحد شهريه ل‬
‫ينفصل عن الخر فأشبه إذا جع بينهما ف العقد‬
‫فصل فإن ) اكترى ( ظهرا من رجلي يتعاقبان عليه أو اكترى من رجل عقبة ليكب ف بعض‬
‫الطريق دون بعض جاز وقال الزن ل يوز اكتراء العقبة إل مضمونا لنه يتأخر حق أحدها عن‬
‫العقد فلم يز كما لو أكراه ظهرا ف مدة تتأخر عن العقد والذهب الول لن استحقاق‬
‫الستيفاء مقارن للعقد وإنا يتأخر ف القسمة وذلك ل ينع صحة العقد كما لو باع من رجلي‬
‫صبة فإنه يصح‬
‫وإن تأخر حق أحدها عند القسمة فإن كان ذلك ف طريق فيه عادة ف الركوب والنول جاز‬
‫العقد عليه مطلقا وحل ف الركوب والنول على العادة لنه معلوم بالعادة فحمل الطلق عليه‬
‫كالنقد العروف ف البيع‬
‫وإن ل يكن فيه عادة ل يصح حت يبي مقدار ما يركب كل واحد منهما لنه غي معلوم بالعادة‬
‫فوجب بيانه كالثمن ف موضع ل نقد فيه‬
‫فإن اختلفا ف البادىء ف الركوب أقرع بينهما فمن خرجت عليه القرعة قدم لنما تساويا ف‬
‫اللك فقدم بالقرعة‬
‫فصل وما عقد من الجارة على مدة ل يوز فيه شرط اليار لن اليار ينع من التصرف فإن‬
‫حسب ذلك على الكري زدنا عليه الدة وإن حسب على الكتري نقصنا من الدة‬
‫وهل يثبت فيه خيار اللس فيه وجهان أحدها ل يثبت لا ذكرناه من النقصان والزيادة ف خيار‬
‫الشرط‬
‫والثان يثبت لنه قدر يسي لكل واحد منهما إسقاطه‬
‫وإن كانت الجارة على عمل معي ففيه ثلثة أوجه أحدها ل يثبت فيه الياران لنه عقد على‬
‫غرر فل يضاف إليه غرر اليار‬
‫والثان يثبت فيه الياران لن النفعة العينة كالعي العينة ف البيع ث العي العينة يثبت فيها‬
‫الياران فكذلك النفعة‬
‫والثالث يثبت فيه خيار اللس دون خيار الشرط لنه عقد على منتظر فيثبت فيه خيار اللس‬
‫دون خيار الشرط كالسلم‬
‫وإن كانت الجارة على منفعة ف الذمة ففيه وجهان أحدها ل يثبت فيه الياران لنه عقد على‬
‫غرر فل يضاف إليه غرر اليار‬
‫والثان يثبت فيه خيار اللس دون خيار الشرط لن الجارة ف الذمة كالسلم وف السلم يثبت‬
‫خيار اللس دون خيار الشرط فكذلك ف الجارة‬
‫فصل وإذا ت العقد لزم ول يلك واحد منهما أن ينفرد بفسخه من غي عيب لن الجارة كالبيع‬
‫ث البيع إذا ت لزم فكذلك الجارة‬
‫وبال التوفيق‬
‫باب ما يلزم التكاريي وما يوز لما يب على الكري ما يتاج إليه الكتري للتمكي من النتفاع‬
‫كمفتاح الدار وزمام المل والبة الت ف أنفه ) والزام ( والقتب والسرج واللجام للفرس لن‬
‫التمكي عليه ول يصل التمكي إل بذلك‬
‫فإن تلف شيء منه ف يد الكتري ل يضمنه كما ل يضمن العي الستأجرة وعلى الكري بدله لن‬
‫التمكي مستحق عليه إل أن يستوف الستأجر النفعة وما يتاج إليه لكمال النتفاع كالدلو‬
‫والبل والمل والغطاء فهو على الكتري لن ذلك يراد لكمال النتفاع‬
‫واختلف أصحابنا فيما يشد به أحد الملي إل الخر فمنهم من قال هو على الكري لنه من آلة‬
‫التمكي فكان على الكري‬
‫ومنهم من قال هو على الكتري لنه بنلة تأليف المل وضم بعضه إل بعض‬

‫____________________‬

‫فصل وعلى الكري إشالة المل وحطه وسوق الظهر وقوده لن العادة أنه يتوله الكري فحمل‬
‫العقد عليه وعليه أن ينل الراكب للطهارة وصلة الفرض لنه ل يكن ذلك على الظهر ول‬
‫يب ذلك للكل وصلة النفل لنه يكن فعله على الظهر وعليه أن يبك المل للمرأة والريض‬
‫والشيخ الضعيف لن ذلك من مقتضى التمكي من النتفاع فكان عليه‬
‫فأما أجرة الدليل فينظر فيه فإن كانت الجارة على تصيل الراكب فهو على الكري لن ذلك‬
‫من مؤن التحصيل وإن كنت الجارة على ظهر بعينه فهو على الكتري لن الذي يب على‬
‫الكري تسليم الظهر وقد فعل وعلى الكري تسليم الدار فارغة الش لنه من مقتضى التمكي‬
‫فإن امتل ف يد الكتري ففي كسحه وجهان أحدها أنه على الكري لنه من مقتضى التمكي‬
‫فكان عليه‬
‫والثان أنه على الكترى لنه حصل بفعله فكان تنقيته عليه كتنظيف الدار من القماش‬
‫وعلى الكري إصلح ما تدم من الدار وإبدال ما تكسر من الشب لن ذلك من مقتضى‬
‫التمكي فكان عليه‬
‫واختلف أصحابنا ف الستأجرة على الرضاع هل يلزمها الضانة وغسل الرق فمنهم من قال‬
‫يلزمها لن الضانة تابعة للرضاع فاستحقت بالعقد على الرضاع‬
‫ومنهم من قال ل يلزمها لنما منفعتان مقصودتان تنفرد إحداها عن الخرى فل تلزم بالعقد‬
‫على إحداها الخرى وعليها أن تأكل وتشرب ما يدر به اللب ويصلح به وللمستأجر أن يطالبها‬
‫بذلك لنه من مقتضى التمكي من الرضاع وف تركه إضرار بالصب‬
‫فصل وعلى الكري علف الظهر وسقيه لن ذلك من مقتضى التمكي فكان عليه فإن هرب‬
‫المال وترك المال فللمستأجر أن يرفع المر إل الاكم ليحكم ف مال المال بالعلف لن‬
‫ذلك مستحق عليه فجاز أن يتوصل بالكم إليه فإن أنفق الستأجر ول يستأذن الاكم ل يرجع‬
‫لنه متطوع وإن رفع المر إل الاكم ول يكن للجمال مال اقترض عليه فإن اقترض من‬
‫الستأجر وقبضه منه ث دفعه إليه لينفق جاز‬
‫وإن ل يقبض منه ولكنه أذن له ف النفاق عليها قرضا على المال ففيه قولن أحدها ل يوز‬
‫لنه إذا أنفق احتجنا أن يقبل قوله ف استحقاق حق له على غيه‬
‫والثان يوز لنه موضع ضرورة لنه ل بد للجمال من علف وليس ههنا من ينفق غيه فإن أذن‬
‫له وأنفق ث اختلفا ف قدر ما أنفق فإن كان ما يدعيه زيادة على العروف ل يلتفت إليه لنه إن‬
‫كان كاذبا فل حق له وإن كان صادقا فهو متطوع بالزيادة فلم تصح الدعوى‬
‫وإن كان ما يدعيه هو العروف فالقول قوله لنه مؤتن ف النفاق فقبل قوله فيه فإن ل يكن‬
‫حاكم فأنفق ول يشهد ل يرجع لنه متطوع وإن أشهد فهل يرجع فيه وجهان أحدها ل يرجع‬
‫لنه يثبت حقا لنفسه على غيه من غي إذن ول حاكم‬
‫والثان يرجع لنه حق على غائب تعذر استيفاؤه منه فجاز أن يتوصل إليه بنفسه كما لو كان له‬
‫على رجل دين ل يقدر على أخذه فإن ل يد من يشهد أنفق منه وف الرجوع وجهان أحدها ل‬
‫يرجع لا ذكرناه فيه إذا أشهده‬
‫والثان يرجع لن ترك المال مع العلم أنه ل بد لا من العلف إذن ف النفاق‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف رد الستأجر بعد انقضاء الجارة‬
‫فمنهم من قال ل يلزمه قبل الطالبة لنه أمانة فل يلزمه ردها قبل الطلب كالوديعة‬
‫ومنهم من قال يلزمه لنه بعد انقضاء الجارة غي مأذون له ف إمساكها فلزمه الرد كالعارية‬
‫الؤقتة بعد انقضاء وقتها‬
‫فإن قلنا ل يلزمه الرد ل يلزمه مؤنة الرد كالوديعة وإن قلنا يلزمه لزمه مؤنة الرد كالعارية‬
‫فصل وللمستأجر أن يستوف مثل النفعة العقود عليها بالعروف لن إطلق العقد يقتضي التعارف‬
‫والتعارف كالشروط فإن استأجر دارا للسكن جاز أن يطرح فيها التاع لن ذلك متعارف ف‬
‫السكن ول يوز أن يربط فيها الدواب ول يقصر فيها‬
‫____________________‬

‫الثياب ول يطرح ف أصول حيطانا الرماد والتراب لن ذلك غي متعارف ف السكن‬


‫وهل يوز أن يطرح فيها ما يسرع إليه الفساد فيه وجهان أحدها ل يوز لن الفأر ينقب‬
‫اليطان للوصول إل ذلك‬
‫والثان يوز وهو الظهر لن طرح ما يسرع إليه الفساد من ) الطاهر ( الأكول متعارف ف‬
‫سكن الدار فلم يز النع منه‬
‫وإن اكترى قميصا للبس ل يز أن ينام فيه بالليل ويوز بالنهار لن العرف أن يلع لنوم الليل‬
‫دون نوم النهار‬
‫وإن استأجر ظهرا للركوب ركب عليه ل مستلقيا ول منكبا لن ذلك هو التعارف وإن كان ف‬
‫طريق العادة فيه السي ف أحد الزماني من ليل أو نار ل يسر ف الزمان الخر لن ذلك هو‬
‫التعارف‬
‫وإن اكترى ظهرا ف طريق العادة فيه النول للرواح ففيه وجهان أحدها يلزمه لن ذلك متعارف‬
‫والتعارف كالشروط‬
‫والثان ل يلزمه لنه عقد على الركوب ف جيع الطريق فل يلزمه تركه ف بعضه‬
‫فإن اكترى ظهرا إل مكة ل يز أن يج عليه لن ذلك زيادة على العقود عليه وإن اكتراه للحج‬
‫عليه فله أن يركبه إل من ث إل عرفة ث إل الزدلفة ث إل من ث إل مكة وهل يوز أن يركبه من‬
‫مكة عائدا إل من للمبيت والرمي فيه وجهان أحدها له ذلك لنه من تام الج‬
‫والثان ليس له لنه قد حل من الج‬
‫فصل فإن اكترى ليحمل له أرطال من الزاد فهل له أن يبدل ما يأكله فيه قولن أحدها له أن‬
‫يبدل وهو اختيار الزن كما أن له أن يبدل ما يشرب من الاء‬
‫والثان ليس له أن يبدله لن العادة أن الزاد يشترى موضعا واحدا بلف الاء قال أبو إسحاق‬
‫هذا إذا ل تتلف قيمة الزاد ف النازل فأما إذا كانت قيمته تتلف ف النازل جاز له أن يبدله قول‬
‫واحدا لن له غرضا أل يشتري موضعا واحدا‬
‫فصل وإن اكترى ظهرا فله أن يضربه ويكبحه باللجام ويركضه بالرجل للستصلح لا روى‬
‫جابر قال سافرت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فاشترى من بعيا وحلن عليه إل الدينة‬
‫وكان يسوقه وأنا راكبه وإنه ليضربه بالعصا ول يتوصل إل استيفاء النفعة إل بذلك فجاز له فعله‬

‫فصل وللمستأجر أن يستوف مثل النفعة العقود عليها وما دونا ف الضرر ول يلك أن يستوف ما‬
‫فوقها ف الضرر فإن اكترى ظهرا ليكبه ف طريق فله أن يركبه ف مثله وما دونه ف الشونة ول‬
‫يركبه فيما هو أخشن منه‬
‫فإن استأجر أرضا ليزرع فيها النطة فله أن يزرع مثلها وما دونا ف الضرر ول يزرع ما فوقها‬
‫لن ف مثلها يستوف قدر حقه وفيما دونا يستوف بعض حقه وفيما فوقها يستوف أكثر من حقه‬
‫فإن اكترى ظهرا ليحمل عليه القطن ل يمل عليه الديد لنه أضر على الظهر من القطن‬
‫لجتماعه وثقله فإن اكتراه للحديد ل يمل عليه القطن لنه أضر من الديد لنه يتجاف ويقع فيه‬
‫الريح فيتعب الظهر‬
‫فإن اكتراه ليكبه بسرج ل يز أن يركبه عريا لن ركوبه عريا أضر فإن اكتراه عريا ل يركبه‬
‫بسرج لنه يمل عليه أكثر ما عقد عليه‬
‫فإن اكترى ظهرا ليكبه ل يز أن يمل عليه التاع لن الراكب يعي الظهر بركته والتاع ل‬
‫يعينه فإن اكتراه لمل التاع ل يز أن يركبه لن الراكب أشد على الظهر لنه يقعد ف موضع‬
‫واحد والتاع يتفرق على جنبيه فإن اكترى قميصا للبس ل يز أن يتزر به لن التزار أضر من‬
‫اللبس لنه يعتمد فيه على طاقي وف اللبس يعتمد فيه على طاق واحد‬
‫وهل له أن يرتدي به فيه وجهان أحدها يوز لنه أخف من اللبس‬
‫والثان ل يوز لنه استعمال غي معروف فل يلكه كالتزار‬
‫فصل وله أن يستوف النفعة بنفسه وبغيه فإن اكترى دارا ليسكنها فله أن يسكنها مثله ومن هو‬
‫دونه ف الضرر‬
‫____________________‬

‫ول يسكنها من هو أضر منه‬


‫فإن اكترى ظهرا ليكبه فله أن يركبه مثله ومن هو أخف منه ول يركبه من هو أثقل منه لا‬
‫ذكرناه ف الفصل قبله‬
‫فصل فإن استأجر عينا لنفعة وشرط عليه أن ل يستوف مثلها أو دونا أول يستوفيها لن هو مثله‬
‫أو دونه ففيه ثلثة أوجه أحدها أن الجارة باطلة لنه شرط فيها ما يناف ف موجبها فبطلت‬
‫والثان أن الجارة جائزة والشرط باطل لنه شرط ل يؤثر ف حق الؤجر فألغي وبقي العقد على‬
‫مقتضاه‬
‫والثالث أن الجارة جائزة والشرط لزم لن الستأجر يلك النافع من جهة الؤجر فل يلك ما ل‬
‫يرض به‬
‫فصل وللمستأجر أن يؤجر العي الستأجرة إذا قبضها لن الجارة كالبيع وبيع البيع يوز بعد‬
‫القبض فكذلك إجارة الستأجر ويوز من الؤجر وغيه كما يوز بيع البيع من البائع وغيه‬
‫وهل يوز قبل القبض فيه ثلثة أوجه أحدها ل يوز كما ل يوز بيع البيع قبل القبض‬
‫والثان يوز لن العقود عليه هو النافع والنافع ل تصي مقبوضة بقبض العي فلم يؤثر فيها قبض‬
‫العي‬
‫والثالث أنه يوز إجارتا من الؤجر لنا ف قبضته ول يوز من غيه لنا ليست ف قبضته ويوز‬
‫أن يؤجرها برأس الال وبأقل منه وبأكثر لنا بينا أن الجارة بيع وبيع البيع يوز برأس الال‬
‫وبأقل منه وبأكثر منه فكذلك الجارة‬
‫فصل وإن استأجر عينا لنفعة فاستوف أكثر منها فإن كانت زيادة تتميز بأن اكترى ظهرا ليكبه‬
‫إل مكان فجاوز أو ليحمل عليه عشرة أقفزة فحمل عليه أحد عشر قفيزا لزمه السمى لا عقد‬
‫عليه وأجرة الثل لا زاد لنه استوف العقود عليه فاستقر عليه السمى واستوف زيادة فلزمه ضمان‬
‫مثلها كما لو اشترى عشرة أقفزة فقبض أحد عشر قفيزا‬
‫فإن كانت الزيادة ل تتميز بأن اكترى أرضا ليزرعها حنطة فزرعها دخنا فقد اختلف أصحابنا فيه‬

‫فذهب الزن وأبو إسحاق إل أن السألة على قولي أحدها يلزمه أجرة الثل للجميع لنه تعدى‬
‫بالعدول عن العقود عليه إل غيه فلزمه ضمان الثل كما لو اكترى أرضا للزراعة فزرع أرضا‬
‫أخرى‬
‫والثان يلزمه السمى وأجرة الثل للزيادة لنه استوف ما استحقه وزيادة فأشبه إذا استأجر ظهرا‬
‫إل موضع فجاوزه‬
‫وذهب القاضي أبو حامد الروزي إل أن السألة على قول واحد وأن صاحب الرض باليار بي‬
‫أن يأخذ السمى وأجرة الثل للزيادة وبي أن يأخذ أجرة الثل للجميع لنه أخذ شبها من استأجر‬
‫ظهرا إل مكان فجاوزه وشبها من اكترى أرضا للزرع فزرع غيها فخي بي الكمي‬
‫فصل وإن أجره عينا ث أراد أن يبدلا بغيها ل يلك لن الستحق معي فلم يلك إبداله ) بغيه (‬
‫كما لو باع عينا فأراد أن يبدلا بغيها‬
‫فصل فإن استأجر أرضا مدة للزراعة فأراد أن يزرع ما ل يستحصد ف تلك الدة فقد ذكر بعض‬
‫أصحابنا أنه ل يوز وللمؤجر أن ينعه من زراعته فإن بادر الستأجر وزرع ل يب على قلعه قبل‬
‫انقضاء الدة‬
‫ويتمل عندي أنه ل يوز منعه من الزراعة لنه يستحق الزراعة إل أن تنقضي الدة فل يوز منعه‬
‫قبل انقضاء الدة ولنه ل خلف أنه إن سبق وزرع ل يب على نقله فل يوز منعه من زراعته‬
‫فصل وإن اكترى أرضا مدة للزرع ل يل إما أن يكون لزرع مطلق أو لزرع معي فإن كان لزرع‬
‫مطلق فزرع وانقضت الدة ول يستحصد الزرع نظرت فإن كان بتفريط منه بأن زرع صنفا ل‬
‫يستحصد ف تلك الدة أو صنفا يستحصد ف ) الدة ( إل أنه أخر زراعته فللمكري أن يأخذه‬
‫بنقله لنه ل يعقد إل على الدة فل يلزمه الزيادة عليها لتفريط الكتري فإن ل يستحصد لشدة‬
‫البد أو قلة الطر ففيه وجهان أحدها يب على نقله لنه كان يكنه أن يستظهر بالزيادة ف مدة‬
‫الجارة فإذا ل يفعل ل يلزم الكري أن يستدرك له ما تركه‬
‫والثان ل يب وهو الصحيح لنه تأخر من غي تفريط منه‬
‫فإن قلنا يب على نقله وتراضيا على تركه بإجارة أو إعارة جاز لن النقل لق الكري وقد رضي‬
‫بتركه‬
‫وإن قلنا ل يب فعليه السمى إل انقضاء الدة بكم العقد وأجرة الثل لا زاد لنه كما ل يوز‬
‫الضرار بالستأجر ف نقل زرعه ل يوز الضرار بالؤجر ف تفويت‬
‫____________________‬

‫منفعة أرضه فإن كان لزرع معي ل يستحصد ف الدة وانقضت الدة والزرع قائم نظرت فإن‬
‫شرط عليه القلع فالجارة صحيحة لنه عقد على مدة معلومة ويب على قلعه لنه دخل على‬
‫هذا الشرط فإن تراضيا على تركه بإجارة أو إعارة جاز لا ذكرناه‬
‫وإن شرط التبقية بعد الدة فالجارة باطلة لنه شرط يناف مقتضى العقد فأبطله‬
‫فإن ل يزرع كان لصاحب الرض أن ينعه من الزراعة لنا زراعة ف عقد باطل فإن بادر وزرع‬
‫ل يب على القلع لنه زرع مأذون فيه وعليه أجرة الثل لنه استوف منفعة الرض بإجارة فاسدة‬
‫فإن أطلق العقد ول يشرط التبقية ول القلع ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه يب‬
‫على قلعه لن العقد إل مدة وقد انقضت فأجب على قلعه كالزرع الطلق‬
‫والثان ل يب لنه دخل معه على العلم بال الزرع وأن العادة فيه الترك إل الصاد فلزمه الصب‬
‫عليه كما لو باع ثرة بعد بدو الصلح وقبل الدراك‬
‫ويالف هذا إذا اكترى لزرع مطلق لن هناك يكنه أن يزرع ما يستحصد ف الدة فإذا ترك كان‬
‫ذلك بتفريط منه فأجب على قلعه وههنا هو زرع مع علم الكري أنه ل يستحصد ف تلك الدة‬
‫فإذا قلنا يب فتراضيا على تركه بإجارة أو إعارة جاز لا ذكرناه‬
‫وإن قلنا ل يب لزمه السمى للمدة وأجرة الثل للزيادة لنه كما ل يوز الضرار بالكتري ف‬
‫نقل زرعه ل يوز الضرار بالكري ف إبطال منفعة أرضه‬
‫فصل وإن اكترى أرضا للغراس مدة ل يز أن يغرس بعد انقضائها لن العقد يقتضى الغرس ف‬
‫الدة فلم يلك بعدها فإن غرس ف الدة وانقضت الدة نظرت فإن شرط عليه القلع بعد الدة أخذ‬
‫بقلعه لا تقدم من شرطه ول يبطل العقد بذا الشرط لن الذى يقتضيه العقد هو الغراس ف الدة‬
‫وشرط القلع بعد الدة ل ينع ذلك وإنا ينع من التبقية بعد الدة والتبقية بعد الدة من مقتضى‬
‫الذن ل من مقتضى العقد فلم يبطل العقد بإسقاطها فإذا قلع ل يلزمه تسوية الرض لنه لا شرط‬
‫القلع رضي با يصل به من الفر فإن أطلق العقد ول يشترط القلع ول التبقية ل يلزمه القلع لن‬
‫تفريغ الستأجر على حسب العادة ولذا لو اكترى دارا وترك فيها متاعا وانقضت الدة ل يلزمه‬
‫تفريغها إل على حسب العادة ف نقل مثله والعادة ف الغراس التبقية إل أن يف ويستقلع‬
‫فإن اختار الكتري القلع نظرت فإن كان ذلك قبل انقضاء الدة ففيه وجهان أحدها يلزمه تسوية‬
‫الرض لنه قلع الغراس من أرض غيه بغي إذنه فلزمه تسوية الرض‬
‫والثان ل يلزمه لنه قلع الغراس من أرض له عليها يد فإن كان ذلك بعد انقضاء الدة لزمه‬
‫تسوية الرض وجها واحدا لنه قلع الغراس من أرض غيه من غي إذن ول يد‬
‫فإن اختار التبقية نظرت فإن أراد صاحب الرض أن يدفع إليه قيمة الغراس ويتملكه أجب‬
‫الكتري على ذلك لنه يزول عنه الضرر بدفع القيمة‬
‫فإن أراد أن يقلعه نظرت فإن كانت قيمة الغراس ل تنقص بالقلع أجب الكتري على القلع لنه ل‬
‫ضرر عليه ف القلع فإن كانت قيمة الغراس تنقص بالقلع فإن ضمن له أرش ما نقص بالقلع أجب‬
‫عليه لنه ل ضرر عليه بالقلع مع دفع الرش فإن أراد أن يقلع ول يضمن أرش النقص ل يب‬
‫الكتري ) عليه ( وقال الزن يب لنه ل يوز أن ينتفع بأرض غيه من غي رضاه وهذا خطأ لن‬
‫ف قلع ذلك من ضمان الرش إضرارا بالكتري والضرر ل يزال بالضرر فإن اختار أن يقر‬
‫الغراس ف الرض ويطالب الكتري بأجرة الثل أجب الكتري لنه كما ل يوز الضرار بالكتري‬
‫بالقلع من غي ضمان ل يوز الضرار بالكري بإبطال منفعة الرض عليه من غي أجرة فإن أراد‬
‫الكتري أن يبيع الغراس من الكري جاز وإن أراد بيعه من غيه ففيه وجهان وقد بيناها ف كتاب‬
‫العارية‬
‫فإن اكترى بشرط التبقية بعد ) انقضاء ( الدة جاز لن إطلق العقد يقتضي التبقية فل يبطل‬
‫بشرطها والكم ف القلع والتبقية على ما ذكرناه فيه إذا أطلق العقد‬
‫فصل فإن اكترى أرضا بإجارة فاسدة وغرس كان حكمها ف القلع والقرار على ما بيناه ف‬
‫الجارة الصحيحة لن الفاسد كالصحيح فيما يقتضيه من القلع والقرار فكان حكمهما واحدا‬
‫وبال التوفيق‬

‫____________________‬

‫باب ما يوجب فسخ الجارة إذا وجد الستأجر بالعي الستأجرة عيبا جاز له أن يرد لن الجارة‬
‫كالبيع فإذا جاز رد البيع بالعيب جاز رد الستأجر وله أن يرد با يدث ف يده من العيب لن‬
‫الستأجر ف يد الستأجر كالبيع ف يد البائع فإذا جاز رد البيع با يدث من العيب ف يد البائع‬
‫جاز رد الستأجر با يدث من العيب ف يد الستأجر‬
‫فصل والعيب الذي يرد به ما تنقص به النفعة كتعثر الظهر ف الشى والعرج الذي يتأخر به عن‬
‫القافلة وضعف البصر والذام والبص ف الستأجر للخدمة واندام الائط ف الدار وانقطاع الاء‬
‫ف البئر والعي والتغي الذى يتنع به الشرب أو الوضوء وغي ذلك من العيوب الت تنقص با‬
‫النفعة فأما إذا اكترى ظهرا فوجده خشي الشى ل يرد لن ذلك ل تنقص به النفعة وإن اكترى‬
‫ظهرا للحج عليه فعجز عن الروج بالرض أو ذهاب الال ل يز له الرد وإن اكترى حاما فتعذر‬
‫عليه ما يوقده ل يز له الرد لن العقود عليه باق وإنا تعذر النتفاع لعن ف غيه فلم يز له الرد‬
‫كما لو اشترى ظهرا ليحج عليه فعجز عن الج لرض أو ذهاب الال وإن اكترى أرضا للزراعة‬
‫فزرعها ث هلك الزرع بزيادة الطر أو شدة برد أو دوام ثلج أو أكل جراد ل يز له الرد لن‬
‫الائحة حدثت على مال الستأجر دون منفعة الرض فلم يز له الرد وإن اكترى دارا فتشعثت‬
‫فبادر الكري إل إصلحها ل يكن للمستأجر ردها لنه ل يلحقه الضرر فإن ل يبادر ثبت له‬
‫الفسخ لنه يلحقه ضرر بنقصان النفعة فإن رضي سكناها ول يطالب بالصلح فهل يلزمه جيع‬
‫الجرة أم ل فيه وجهان‬
‫أحدها ل يلزمه جيع الجرة لنه ل يستوف جيع ما استحقه من النفعة فلم يلزمه جيع الجرة‬
‫كما لو اكترى دارا سنة فسكنها بعض السنة ث غصبت‬
‫والثان يلزمه جيع الجرة لنه استوف جيع العقود عليه ناقصا بالعيب فلزمه جيع البدل كما لو‬
‫اشترى عبدا فتلفت يده ف يد البائع ورضي به‬
‫فصل ومت رد الستأجر العي بالعيب فإن كان العقد على عينها انفسخ العقد لنه عقد على معي‬
‫فانفسخ برده كبيع العي وإن كان العقد على موصوف ف الذمة ل ينفسخ العقد برد العي بل‬
‫يطالب ببدله لن العقد على ما ف الذمة فإذا رد العي رجع إل ما ف الذمة كما لو وجد بالسلم‬
‫فيه عيبا فرده‬
‫فصل وإن استأجر عبدا فمات ف يده فإن كان العقد على موصوف ف الذمة طالب ببدله لا‬
‫ذكرناه ف الرد بالعيب وإن كان العقد على عينه فإن ل يض من الدة ما له أجرة انفسخ العقد‬
‫وقال أبو ثور من أصحابنا ل ينفسخ بل يلزم الستأجر الجرة لنه هلك بعد التسليم فلم ينفسخ‬
‫العقد كما لو هلك البيع بعد التسليم فلم ينفسخ العقد والذهب الول لن العقود عليه هو‬
‫النافع وقد تلفت قبل قبضها فانفسخ العقد كالبيع إذا هلك قبل القبض وإن مضى من الدة ما له‬
‫أجرة انفسخ العقد فيما بقي بتلف العقود عليه وفيما مضى طريقان‬
‫أحدها ل ينفسخ فيه العقد قول واحدا‬
‫والثان أنه على قولي بناء على الطريقي ف اللك الطارىء ف بعض البيع قبل القبض هل هو‬
‫كاللك القارن للعقد أم ل لن النافع ف الجارة كالبيع قبل القبض وف البيع قبل القبض‬
‫طريقان فكذلك الجارة‬
‫فصل وإن اكترى دارا فاندمت فقد قال ف الجارة ينفسخ العقد وقال ف الزارعة إذا اكترى‬
‫أرضا للزراعة فانقطع ماؤها فإن الكتري باليار بي أن يفسخ وبي أل يفسخ واختلف أصحابنا‬
‫فيهما على طريقي فمنهم من نقل جواب كل واحدة من السألتي إل الخرى فخرجهما على‬
‫قولي وهو الصحيح‬
‫أحدها أن العقد ينفسخ فيهما لن النفعة القصودة هى السكن والزراعة وقد فاتت فانفسخ‬
‫العقد كما لو اكترى عبدا للخدمة فمات‬
‫والثان ل ينفسخ لن العي باقية يكن النتفاع با وإنا نقصت منفعتها فثبت له اليار كما لو‬
‫حدث به عيب ومنهم من قال إذا اندمت الدار انفسخ العقد وإن انقطع الاء من الرض ل‬
‫ينفسخ لن الرض باقية مع انقطاع الاء والدار غي باقية مع الندام‬

‫____________________‬

‫فصل وإن أكرى نفسه فهرب أو أكرى عينا فهرب با نظرت فإن كانت الجارة على موصوف‬
‫ف الذمة استؤجر عليه من ماله كما لو أسلم إليه ف شيء فهرب فإنه يبتاع عليه السلم فيه وإن ل‬
‫يكن الستئجار عليه ثبت للمستأجر اليار بي أن يفسخ وبي أن يصب لنه تأخر حقه فيثبت له‬
‫اليار كما لو أسلم ف شيء فتعذر وإن كانت الجارة على عي فهو باليار بي أن يفسخ وبي‬
‫أن يصب لنه تأخر حقه فثبت له اليار كما لو ابتاع عبدا فأبق قبل القبض فإن ل يفسخ نظرت‬
‫فإن كانت الجارة على مدة انفسخ العقد بضي الدة يوما بيوم لن النافع تتلف بضي الزمان‬
‫فانفسخ العقد بضيه وإن كانت على عمل معي ل ينفسخ لنه يكن استيفاؤه إذا وجده‬
‫فصل وإن غصبت العي الستأجرة من يد الستأجر فإن كان العقد على موصوف ف الذمة طولب‬
‫الؤجر بإقامة عي مقامها على ما ذكرنا ف هرب الكري وإن كان على العي فللمستأجر أن‬
‫يفسخ العقد لنه تأخر حقه فثبت له الفسخ كما لو ابتاع عبدا فغصب فإن ل يفسخ فإن كانت‬
‫الجارة على عمل ل تنفسخ لنه يكن استيفاؤه إذا وجده وإن كانت على مدة فانقضت ففيه‬
‫قولن أحدها ينفسخ العقد فيجع الستأجر على الؤجر بالسمى ويرجع الؤجر على الغاصب‬
‫بأجرة الثل‬
‫والثان ل ينفسخ بل يي الستأجر بي أن يفسخ ويرجع على الؤجر بالسمى ث يرجع الؤجر على‬
‫الغاصب بأجرة الثل وبي أن يقر العقد ويرجع على الغاصب بأجرة الثل لن النافع تلفت ف يد‬
‫الغاصب فصار كالبيع إذا أتلفه الجنب وف البيع قولن إذا أتلفه الجنب فكذلك ههنا‬
‫فصل وإن مات الصب الذي عقد الجارة على إرضاعه فالنصوص أنه ينفسخ العقد لنه تعذر‬
‫استيفاء العقود عليه لنه ل يكن إقامة غيه مقامه لختلف الصبيان ف الرضاع فبطل ومن‬
‫أصحابنا من خرج فيه قول آخر أنه ل ينفسخ لن النفعة باقية وإنا هلك الستوف فلم ينفسخ‬
‫العقد كما لو استأجر دارا فمات فعلى هذا إن تراضيا على إرضاع صب آخر جاز وإن تشاحا‬
‫فسخ العقد لنه تعذر إمضاء العقد ففسخ‬
‫فصل وإن استأجر رجل ليقلع له ضرسا فسكن الوجع أو ليكحل عينه فبئت أو ليقتص له فعفا‬
‫عن القصاص انفسخ العقد على النصوص ف السألة قبلها لنه تعذر استيفاء العقود عليه فانفسخ‬
‫كما لو تعذر بالوت ول ينفسخ على قول من خرج القول الخر‬
‫فصل وإن مات الجي ف الج قبل الحرام نظرت فإن كان العقد على حج ف الذمة استؤجر من‬
‫تركته من يج فإن ل يكن ثبت للمستأجر اليار ف فسخ العقد كما قلنا ف السلم وإن كان على‬
‫حجه بنفسه انفسخ العقد لنه تلف العقود عليه قبل القبض فإن مات بعد ما أتى بميع الركان‬
‫وقبل البيت والرمي سقط الفرض لنه أتى بالركان ويب ف تركته الدم لا بقي كما يب ذلك‬
‫ف حج نفسه وإن مات بعد الحرام وقبل أن يأت بالركان فهل يوز أن يبن غيه على عمله فيه‬
‫قولن قال ف القدي يوز لنه عمل تدخله النيابة فجاز البناء عليه كسائر العمال‬
‫وقال ف الديد ل يوز وهو الصحيح لنه عبادة يفسد أولا بفساد أخرها فل تتأدى بنفسي‬
‫كالصوم والصلة‬
‫فإن قلنا ل يوز البناء فإن كانت الجارة على عمل الجي بنفسه بطلت لنه فات العقود عليه‬
‫ويستأجر الستأجر من يستأنف الج وإن كانت الجارة على حج ف الذمة ل تبطل لن العقود‬
‫عليه ل يفت بوته فإن كان وقت الوقوف باقيا استؤجر من تركته من يج وإن فات وقت‬
‫الوقوف فللمستأجر أن يفسخ لنه تأخر حقه فثبت له الفسخ‬
‫وإن قلنا يوز البناء على فعل الجي فإن كانت الجارة على ) حج ( الجي بنفسه بطلت لن‬
‫حجه فات بوته فإن كان وقت الوقوف باقيا أقام الستأجر من يرم بالج ويبن على عمل الجي‬
‫وإن كان بعد فوات وقت الوقوف أقام من يرم بالج ويتم وقال أبو إسحاق ل يوز للبان أن‬
‫يرم بالج لن الحرام بالج ف غي أشهر الج ل ينعقد بل يرم بالعمرة ويتم والصحيح هو‬
‫الول لنه ل يوز أن يطوف ف العمرة ويقع عن الج وقوله إن الحرام بالج ل ينعقد ف غي‬
‫أشهر الج ل يصح لن هذا بناء على إحرام حصل ف أشهر الج وإن كانت الجارة على حج‬
‫ف الذمة استؤجر من تركة الجي من يبن على إحرامه على ما ذكرناه‬

‫____________________‬

‫فصل ومت انفسخ العقد باللك أو بالرد بالعيب أو بتعذر النفعة بعد استيفاء بعض النفعة قسم‬
‫السمى على ما استوف وعلى ما بقي فما قابل الستوف استقر وما قابل الباقي سقط كما يقسم‬
‫الثمن على ما هلك من البيع وعلى ما بقي فإذا كان ذلك ما يتلف رجع ف تقويه إل أهل البة‬
‫وإن كان العقد على الج فمات الجي أو أحصر نظرت فإن كان بعد قطع السافة وقبل الحرام‬
‫ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه ل يستحق شيئا من الجرة بناء على قوله ف الم أن‬
‫الجرة ل تقابل قطع السافة وهو الصحيح لن الجرة ف مقابلة الج وابتداء الج من الحرام‬
‫وما قبله من قطع السافة تسبب إل الج وليس بج فلم يستحق ف مقابلته أجرة كما لو استأجر‬
‫رجل ليخبز له فأحضر اللة وأوقد النار ومات قبل أن يبز‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخري وأب بكر الصيف أنه يستحق من الجرة بقدر ما قطع من‬
‫السافة بناء على قوله ف الملء أن الجرة تقابل قطع السافة والعمل لن الج ل يتأدى إل بما‬
‫فسقطت الجرة عليهما‬
‫وإن كان بعد الفراغ من الركان وقبل الرمي والبيت ففيه طريقان أحدها يلزمه أن يرد من‬
‫الجرة بقدر ما ترك قول واحدا لنه ترك بعض ما استؤجر عليه فلزمه رد بدله كما لو استؤجر‬
‫على بناء عشرة أذرع فبن تسعة ومنهم من قال فيه قولن أحدها يلزمه لا ذكرناه‬
‫والثان ل يلزمه لن ما دخل على الج من النقص بترك الرمي والبيت جبه بالدم فصار كما لو‬
‫يتركه وإن كان بعد الحرام وقبل أن يأت بباقي الركان ففيه قولن أحدها ل يستحق شيئا كما‬
‫لو قال من رد عبدي البق فله دينار فرده رجل إل باب البلد ث هرب‬
‫والثان أنه يستحق بقدر ما عمله وهو الصحيح لنه عمل بعض ما استؤجر عليه فأشبه ما إذا‬
‫استؤجر على بناء عشرة أذرع فبن بعضها ث مات فإذا قلنا ) إنه ( يستحق بعض الجرة فهل‬
‫تسقط الجرة على العمل والسافة أو على العمل دون السافة على ما ذكرناه من القولي‬
‫فصل وإن آجر عبدا ث أعتقه صح العتق لنه عقد على منفعة فلم ينع العتق كما لو زوج أمته ث‬
‫أعتقها ول تنفسخ الجارة كما ل ينفسخ النكاح وهل يرجع العبد على موله بالجرة فيه قولن‬
‫قال ف الديد ل يرجع وهو الصحيح لنا منفعة استحقت بالعقد قبل العتق فلم يرجع ببدلا بعد‬
‫العتق كما لو زوج أمته ث أعتقها‬
‫وقال ف القدي يرجع لنه فوت بالجارة ما ملكه من منفعته بالعتق فوجب عليه البدل‬
‫فإن قلنا يرجع بالجرة كانت نفقته على نفسه لنه ملك بدل منفعته فكانت نفقته عليه كما لو‬
‫آجر نفسه بعد العتق وإن قلنا ل يرجع بالجرة ففي نفقته وجهان أحدها أنا على الول لنه‬
‫كالباقي على ملكه بدليل أنه يلك بدل منفعته بق اللك فكانت نفقته عليه‬
‫والثان أنا ف بيت الال لنه ل يكن إيابا على الول لنه زال ملكه عنه ول على العبد لنه ل‬
‫يقدر عليها ف مدة الجارة فكانت ف بيت الال‬
‫فصل وإن آجر عينا ث باعها من غي الستأجر ففيه قولن أحدها أن البيع باطل لن يد الستأجر‬
‫تول دونه فلم يصح البيع كبيع الغصوب من غي الغاصب والرهون من غي الرتن‬
‫والثان يصح لنه عقد على النفعة فلم ينع صحة البيع كما لو زوج أمته ث باعها ول تنفسخ‬
‫الجارة كما ل ينفسخ النكاح ف بيع المة الزوجة وإن باعها من الستأجر صح البيع قول واحدا‬
‫لنه ف يده ل حائل دونه فصح بيعها منه كما لو باع الغصوب من الغاصب والرهون من الرتن‬
‫ول تنفسخ الجارة بل يستوف الستأجر النفعة بالجارة لن اللك ل يناف الجارة والدليل عليه‬
‫أنه يوز أن يستأجر ملكه من الستأجر فإذا طرأ عليها ل ينع صحتها وإن تلفت النافع قبل‬
‫انقضاء الدة انفسخت الجارة ورجع الشترى بالجرة لا بقي على البائع‬
‫فصل فإن آجر عينا من رجل ث مات أحدها ل يبطل العقد لنه عقد لزم فل يبطل بالوت مع‬
‫سلمة العقود عليه كالبيع فإن آجر وقفا عليه ث مات ففيه وجهان أحدها ل يبطل لنه آجر ما‬
‫يلك إجارته فلم يبطل بوته كما لو آجر ملكه ث مات فعلى هذا يرجع البطن الثان ف تركة‬
‫الؤجر بأجرة الدة الباقية لن النافع ف الدة الباقية حق له فاستحق أجرتا‬
‫والثان تبطل لن النافع بعد الوت حق لغيه فل ينفذ عقده عليها من غي إذن ول ولية ويالف‬
‫إذا آجر ملكه ث مات فإن الوارث يلك من جهة الوروث فل يلك ما خرج من ملكه بالجارة‬
‫والبطن الثان يلك غلة الوقف من جهة الواقف فلم ينفذ عقد الول عليه‬
‫وإن آجر صبيا ف حجره أو آجر ماله ث بلغ ففيه وجهان أحدها ل يبطل العقد لنه عقد لزم‬
‫عقده بق الولية فل يبطل بالبلوغ كما لو باع داره‬
‫والثان يبطل لنه بان بالبلوغ أن تصرف الول إل هذا الوقت والصحيح عندي ف السائل كلها‬
‫أن الجارة ل تبطل وبال التوفيق‬

‫____________________‬

‫باب تضمي الستأجر والجي إذا تلفت العي الستأجرة ف يد الستأجر من غي فعله ل يلزمه‬
‫الضمان لنه عي قبضها ليستوف منها ما ملكه فلم يضمنها بالقبض كالرأة ف يد الزوج والنخلة‬
‫الت اشترى ثرتا وإن تلفت بفعله نظرت فإن كان بغي عدوان كضرب الدابة وكبحها باللجام‬
‫للستصلح ل يضمن لنه هلك من فعل مستحق فلم يضمنه كما لو هلك تت المل وإن تلفت‬
‫بعدوان كالضرب من غي حاجة لزمه الضمان لنه جناية على مال الغي فلزمه ضمانه‬
‫فصل وإن اكترى ظهرا إل مكان فجاوز به الكان فهلك نظرت فإن ل يكن معه صاحبه لزمه‬
‫قيمته أكثر ما كانت من حي جاوز به الكان إل أن تلف لنه ضمنه باليد من حي جاوز فصار‬
‫كالغاصب وإن كان صاحبه معه نظرت فإن هلك بعد نزوله وتسليمه إل صاحبه ل يضمن لنه‬
‫ضمنه باليد فبىء بالرد كالغصوب إذا رده إل مالكه وإن تلف ف حال السي والركوب ضمن‬
‫لنه هلك ف حال العدوان وف قدر الضمان قولن أحدها نصف قيمته لنه تلف من مضمون‬
‫وغي مضمون فكان الضمان بينهما نصفي كما لو مات من جراحته وجراحة مالكه‬
‫والثان أنه تقسط القيمة على السافتي فما قابل مسافة الجارة سقط وما قابل الزيادة يب لنه‬
‫يكن تقسيطه على قدرها فقسط بناء على القولي ف اللد إذا ضرب رجل ف القذف إحدى‬
‫وثاني فمات‬
‫وإن تعادل اثنان ظهرا استأجراه وارتدف معهما ثالث من غي إذن فتلف الظهر ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنه يب على الرتدف نصف القيمة لنه هلك من مضمون وغي مضمون‬
‫والثان يب عليه الثلث لن الرجال ل يوزنون فقسط الضمان على عددهم‬
‫والثالث أنه يقسط على أوزانم فيجب على الرتدف ما يصه بالوزن لنه يكنه تقسيطه بالوزن‬
‫فقسط عليه‬
‫فصل وإن استأجر عينا واستوف النفعة وحبسها حت تلفت فإن كان حبسها لعذر ل يلزمه‬
‫الضمان لنه أمانة ف يده فلم يضمن بالبس لعذر كالوديعة وإن كان لغي عذر فإن قلنا ل يب‬
‫الرد قبل الطلب ل يضمن كالوديعة قبل الطلب وإن قلنا يب ردها ضمن كالوديعة بعد الطلب‬
‫فصل وإن تلفت العي الت استؤجر على العمل فيها نظرت فإن كان التلف بتفريط بأن استأجره‬
‫ليخبز له فأسرف ف الوقود أو ألزقه قبل وقته أو تركه ف النار حت احترق ضمنه لنه هلك‬
‫بعدوان فلزمه الضمان وإن استؤجر على تأديب غلم فضربه فمات ضمنه لنه يكن تأديبه بغي‬
‫الضرب فإذا عدل إل الضرب كان ذلك تفريطا منه فلزمه الضمان وإن كان التلف بغي تفريط‬
‫نظرت فإن كان العمل ف ملك الستأجر بأن دعاه إل داره ليعمل له أو كان العمل ف دكان‬
‫الجي والستأجر حاضر أو اكتراه ليحمل له شيئا وهو معه ل يضمن لن يد صاحبه عليه فلم‬
‫يضمن من غي جناية وإن كان العمل ف يد الجي من غي حضور الستأجر نظرت فإن كان‬
‫الجي مشتركا وهو الذي يعمل له ولغيه كالقصار الذي يقصر لكل أحد واللح الذي يمل‬
‫لكل أحد ففيه قولن أحدها يب عليه الضمان لا روى الشعب عن أنس رضي ال عنه قال‬
‫استحملن رجل بضاعة فضاعت من بي متاعي فضمننيها عمر بن الطاب رضي ال عنه وعن‬
‫خلس بن عمرو أن عليا رضي ال عنه كان يضمن الجي وعن جعفر بن ممد عن أبيه عن علي‬
‫كرم ال وجهه أنه كان يضمن الصباغ والصواغ وقال ل يصلح الناس إل ذلك ولنه قبض العي‬
‫لنفعته من غي استحقاق فضمنها كالستعي‬
‫والثان ل ضمان عليه وهو قول الزن وهو الصحيح قال الربيع كان الشافعي رحه ال يذهب إل‬
‫أنه ل ضمان على الجي ولكنه ل يفت به لفساد الناس والدليل عليه أنه قبض العي لنفعته‬
‫ومنفعة الالك فلم يضمنه كالضارب‬
‫وإن كان الجي منفردا وهو الذى يعمل له ول يعمل لغيه فقد اختلف أصحابنا فيه فمنهم من‬
‫قال هو كالجي الشترك وهو النصوص فإن الشافعي رحه ال قال والجراء كلهم سواء فيكون‬
‫على قولي لنه منفرد باليد فأشبه الجي الشترك ومنهم من قال ل يب عليه الضمان قول‬
‫واحدا لنه منفرد بالعمل فأشبه ما إذا كان عمله ف دار الستأجر فإن قلنا إنه أمي فتعدى فيه ث‬
‫تلف ضمنه بقيمته أكثر ما كانت من حي تعدى إل أن تلف ) لنه ضمن ( بالتعدي فصار‬
‫كالغاصب وإن قلنا إنه ضامن لزمه قيمته أكثر ما كانت من حي القبض إل حي التلف‬
‫كالغاصب ومن أصحابنا من قال يلزمه قيمته وقت التلف كالستعي وليس بشيء‬

‫____________________‬

‫فصل وإن عمل الجي بعض العمل أو جيعه ث تلف نظرت فإن كان العمل ف ملك صاحبه أو‬
‫بضرته وجبت له الجرة لنه تت يده فكلما عمل شيئا صار مسلما له وإن كان ف يد الجي‬
‫فإن قلنا إنه أمي ل يستحق الجرة لنه ل يسلم العمل وإن قلنا إنه ضامن استحق الجرة لنه‬
‫يقوم عليه معمول فيصي بالتضمي مسلما للعمل فاستحق الجرة‬
‫فصل وإن دفع ثوبا إل خياط وقال إن كان يكفين لقميص فاقطعه فقطعه ول يكفه لزمه الضمان‬
‫لنه أذن له بشرط فقطع من غي وجود الشرط فضمنه وإن قال أيكفين للقميص فقال نعم فقال‬
‫اقطعه فقطعه فلم يكفه ل يضمن لنه قطعه بإذن مطلق‬
‫فصل واختلف أصحابنا فيما يأخذ المامي هل هو ثن الاء أو أجرة الدخول والسطل وحفظ‬
‫الثياب فمنهم من قال هو ثن الاء وهو متطوع بفظ الثياب ومعي للسطل فعلى هذا ل يضمن‬
‫الثياب إذا تلفت وله عوض السطل إذا تلف ومنهم من قال هو أجرة الدخول والسطل وحفظ‬
‫الثياب فعلى هذا ل يضمن الداخل السطل إذا هلك لنه مستأجر وهل يضمن المامى الثياب‬
‫فيه قولن لنه أجي مشترك‬
‫فصل وإن استأجر رجل ) للحج ( فتطيب ف إحرامه أو لبس وجبت الفدية على الجي لنه‬
‫جناية ل يتناولا الذن فوجب ضمانا كما لو استأجره ليشتري له ثوبا فاشتراه ث خرقه وإن أفسد‬
‫الج صار الحرام عن نفسه لن الفاسد غي مأذون فيه فانعقد له كما لو وكله ف شراء عبد‬
‫فاشترى أمة فإن كان العقد على حجه ف هذه السنة انفسخ لنه فات العقود عليه وإن كان على‬
‫حج ف الذمة ثبت له اليار لنه تأخر حقه فإن استأجر للحج من ميقات فأحرم من ميقات آخر ل‬
‫يلزمه شيء لن الواقيت النصوص عليها متساوية ف الكم وإن كان بعضها أبعد من بعض فإذا‬
‫ترك بعضها إل بعض ل يصل نقص يقتضي البان وإن أحرم دون اليقات لزمه دم لنه ترك‬
‫الحرام من موضع يلزمه الحرام منه فلزمه دم كما لو ترك ذلك ف حجه لنفسه فإن استأجره‬
‫ليحرم من دويرة أهله فأحرم دونه لزمه دم لنه وجب عليه ذلك بعقد الجارة فصار كما لو لزمه‬
‫ف حجه لنفسه بالشرع أو بالنذر فتركه وهل يلزمه أن يرد من الجرة بقسطه‬
‫قال ف القدي يهرق دما وحجه تام وقال ف الم يلزمه أن يرد من الجرة بقدر ما ترك‬
‫فمن أصحابنا من قال يلزمه قول واحدا والذى قاله ف القدي ليس فيه ) نص ( أنه ل يب ومنهم‬
‫من قال فيه قولن وهو الصحيح‬
‫أحدها ل يلزمه لن النقص الذي لق الحرام جبه بالدم فصار كما لو ل يترك‬
‫والثان أنه يلزمه لنه ترك بعض ما استؤجر عليه فلزمه رد بدله كما لو استأجره لبناء عشرة‬
‫أذرع فبن تسعة فعلى هذا يرد ما بي حجه من اليقات وبي حجه من الوضع الذي أحرم منه‬
‫فإن استأجره ليحرم بالج من اليقات فأحرم من اليقات بعمرة عن نفسه ث أحرم بالج عن‬
‫الستأجر من مكة لزمه الدم لترك اليقات وهل يرد من الجرة بقدر ما ترك على ما ذكرناه من‬
‫الطريقي فإن قلنا يلزمه ففيه قولن قال ف الم يرد بقدر ما بي حجه من اليقات وحجه من مكة‬
‫لن الج من الحرام وما قبله ليس من الج وقال ف الملء يلزمه أن يرد ما بي حجه من بلده‬
‫وبي حجه من مكة لنه جعل الجرة ف مقابلة السفر والعمل وجعل سفره لنفسه ويالف السألة‬
‫قبلها لن هناك سافر للمستأجر وإنا ترك اليقات وإن استأجره للحج فحج عنه وترك الرمي أو‬
‫البيت لزمه الدم كما يلزمه لجه وهل يرد من الجرة بقسطه على ما ذكرناه فيمن ترك الحرام‬
‫من اليقات‬
‫باب اختلف التكاريي إذا اختلف التكاريان ف مقدار النفعة أو قدر الجرة ول تكن بينة تالفا‬
‫لنه عقد معاوضة فأشبه البيع وإذا تالفا كان الكم ف فسخ الجارة كالكم ف البيع لن‬
‫الجارة كالبيع فكان حكمها ف الفسخ كالكم ف البيع فإن اختلفا ف التعدى ف العي الستأجرة‬
‫فادعاه الؤجر وأنكره الستأجر فالقول قول الستأجر لن الصل عدم العدوان والباءة من‬
‫الضمان فإن اختلفا ف الرد فادعاه الستأجر وأنكره الؤجر فالقول قول الؤجر أنه ل يرد عليه لن‬
‫الستأجر قبض العي لنفعته فلم يقبل قوله ف الرد كالستعي وإن اختلف الجي الشترك‬
‫والستأجر ف رد العي فادعى الجي أنه ردها وأنكر الستأجر فإن قلنا إن الجي‬
‫____________________‬

‫يضمن العي بالقبض ل يقبل قوله ف الرد لنه ضامن فلم يقبل قوله ف الرد كالستعي والغاصب‬
‫وإن قلنا إنه ل يضمن العي بالقبض فهل يقبل قوله ف الرد فيه وجهان كالوكيل بعل وقد مضى‬
‫توجيههما ف الوكالة وإن هلكت العي فادعى الجي أنا هلكت بعد العمل وأنه يستحق الجرة‬
‫وأنكر الستأجر فالقول قول الستأجر لن الصل عدم العمل وعدم البدل‬
‫فصل وإن دفع ثوبا إل خياط فقطعه قباء ث اختلفا فقال رب الثوب أمرتك أن تقطعه قميصا‬
‫فتعديت بقطعه قباء فعليك ضمان النقص وقال الياط بل أمرتن أن أقطعه قباء فعليك الجرة‬
‫فقد حكى الشافعي ) رحه ال ( ف اختلف العراقيي قول ابن أب ليلى أن القول قول الياط‬
‫وقول أب حنيفة ) رحة ال عليه ( أن القول قول رب الثوب ث قال وهذا أشبه وكلها مدخول‬
‫وقال ف كتاب الجي والستأجر إذا دفع إليه ثوبا ليصبغه أحر فصبغه أخضر فقال أمرتك أن‬
‫تصبغه أحر فقال الصباغ بل أمرتن أن أصبغه أخضر أنما يتحالفان واختلف أصحابنا فيه على‬
‫ثلث طرق فمنهم من قال فيه ثلثة أقوال أحدها أن القول قول الياط لنه مأذون له ف القطع‬
‫فكان القول قوله ف صفته‬
‫والثان أن القول قول رب الثوب كما لو اختلفا ف أصل الذن‬
‫والثالث أنما يتحالفان وهو الصحيح لن كل واحد منهما مدع ومدعى عليه لن صاحب الثوب‬
‫يدعي الرش والياط ينكره والياط يدعي الجرة وصاحب الثوب ينكره فتحالفا كالتبايعي إذا‬
‫اختلفا ف قدر ) الثمن (‬
‫ومن أصحابنا من قال السألة على القولي الذكورين ف اختلف العراقي وهو قول أب العباس‬
‫وأب إسحاق وأب علي بن أب هريرة والقاضي أب حامد ومن أصحابنا من قال هي على قول‬
‫واحد أنما يتحالفان وهو قول أب حامد السفرايين لن الشافعي ) رحه ال ( ذكر القولي‬
‫الولي ث قال وكلها مدخول فإن قلنا إن القول قول الياط فحلف ل يلزمه أرش النقص لنه‬
‫ثبت بيمينه أنه مأذون له فيه وهل يستحق الجرة فيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه ل‬
‫يستحق الجرة لن قوله قبل ف سقوط الغرم لنه منكر فأما ف الجرة فإنه مدع فلم يقبل قوله‬
‫والثان وهو قول أب علي بن أب هريرة أن له الجرة لنا قبلنا قوله ف الذن فعلى هذا هل يب‬
‫السمى أو أجرة الثل فيه وجهان أحدها يب السمى لنا قبلنا قوله أنه أذن له فوجب ما اقتضاه‬
‫والثان يب له أجرة الثل لنا إذا قبلنا قوله ل نأمن أن يدعي ألفا وأجرة مثله درهم وإن قلنا إن‬
‫القول قول صاحب الثوب فحلف ل تب الجرة لنه فعل ما ل يؤذن فيه ويلزمه أرش القطع لنه‬
‫قطع ما ل يكن له قطعه وف قدر الرش قولن أحدها يلزمه ما بي قيمته مقطوعا وصحيحا لنا‬
‫حكمنا أنه ل يؤذن له ف القطع فلزمه أرش القطع‬
‫والثان يلزمه ما بي قيمته مقطوعا قميصا وبي قيمته مقطوعا قباء لنه قد أذن له ف القطع وإنا‬
‫حصلت الخالفة ف الزيادة فلزمه أرش الزيادة فإن ل يكن بينهما تفاوت ل يلزمه شيء وإذا قلنا‬
‫إنما يتحالفان فتحالفا ل تب الجرة لن التحالف يوجب رفع العقد والياطة من غي عقد ل‬
‫توجب الجرة وهل يب أرش القطع فيه قولن أحدها يب لن كل واحد منهما حلف على ما‬
‫ادعاه ونفى ما ادعي عليه فبئا كالتبايعي‬
‫والثان أنه يب أرش النقص لنا حكمنا بارتفاع العقد بالتحالف فإذا ارتفع العقد حصل القطع‬
‫من غي عقد فلزمه أرشه ومت قلنا إنه يستحق الجرة ل يرجع باليوط لنه أخذ بدلا فإن قلنا ل‬
‫يستحق الجرة فله أن يأخذ خيوطه لنه عي ماله فكان له أن يأخذه‬
‫فصل إذا استأجر صانعا على عمل من خياطة أو صباغة فعمل فهل له أن يبس العي على الجرة‬
‫فيه وجهان أحدها ل يوز لنه ل يرهن العي عنده فلم يز له احتباسها كما لو استأجره ليحمل‬
‫له متاعا فحمله ث أراد أن يبس التاع على الجرة‬
‫والثان يوز لن عمله ملكه فجاز له حبسه على العوض كالبيع ف يد البائع‬
‫فصل وإن دفع ثوبا إل رجل فخاطه ول يذكر له أجرة فقد اختلف أصحابنا فيه على أربعة أوجه‬
‫أحدها أنه تلزمه الجرة‬
‫____________________‬
‫وهو قول الزن ) رحه ال ( لنه استهلك عمله فلزمه أجرته‬
‫والثان أنه إن قال له خطه لزمه وإن بدأ الرجل فقال أعطن لخيطه ل تلزمه وهو قول أب إسحاق‬
‫لنه إذا أمره فقد ألزمه بالمر والعمل ل يلزم من غي أجرة فلزمته وإذا ل يأمره ل يوجد ما‬
‫يوجب الجرة فلم تلزم‬
‫والثالث أنه إذا كان الصانع معروفا بأخذ الجرة على الياطة لزمه وإذا ل يكن معروفا بذلك ل‬
‫يلزمه وهو قول أب العباس لنه إذا كان معروفا بأخذ الجرة صار العرف ف حقه كالشرط وإن ل‬
‫يكن معروفا ل يوجد ما يقتضي الجرة من جهة الشرط ول من جهة العرف‬
‫والرابع وهو الذهب أنه ل يلزمه بال لنه بذل ماله من غي عوض فلم يب له العوض كما لو‬
‫بذل طعامه لن أكله وإن نزل رجل ف سفينة ملح بغي إذنه فحمله فيها إل بلد لزمه الجرة لنه‬
‫استهلك منفعة موضعه من السفينة من غي إذن فلزمه أجرتا وإن نزل فيها عن إذنه ول يذكر‬
‫الجرة فعلى ما ذكرناه من الوجوه الربعة ف الياطة وبال التوفيق‬

‫باب العالة يوز عقد العالة وهو أن يبذل العل لن عمل له عمل من رد ضالة وردآبق وبناء‬
‫حائط وخياطة ثوب وكل ما سيتأجر عليه من العمال والدليل عليه قوله تعال ولن جاء به حل‬
‫بعي وأنا به زعيم وروى ابو سعيد الدير أن ناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أتوا حيا من أحياء العرب فلم يقروهم فبينماهم كذلك إذا لدغ سيد أولئك فقالوا هل فيكم راق‬
‫فقالوا ل تقرونا فل نفعل أو تعلوا لنا جعل فجعلوا لم قطيع شاء فجعل رجل يقرأ بأم القرآن‬
‫ويمع بزاقه ويتفل فبأ الرجل فأتوهم بالشاء فقالوا ل نأخذها حت نسأل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فضحك وقال ما أدراك أنه رقية‬
‫خذوها واضربوا ل فيها بسهم ولن الاجة تدعوا إل ذلك من رد ضالة وآبق وعمل ل يقدر‬
‫عليه فجاز كالجارة والضاربة‬
‫فصل ويوز أن يعقد لعامل غي معي للية ولنه قد يكون له عمل ول يعرف من من يعمله فجاز‬
‫من غي تعيي وروى الزن ف الختصر عن الشافعي رحه ال ف النثور أنه قال إذا قال أول من‬
‫يج عن فله مائة فحج عنه رجل أنه يستحق الائة وقال الزن ينبغي أن يستحق أجرة الثل لنه‬
‫اجارة فلم تصح من غي تعيي وهذا خطأ لن ذلك جعالة وقد بينا أن العالة توز من غي تعيي‬
‫العامل‬
‫فصل وتوز على عمل مهول لللية ولن الاجة تدعوا إل ذلك فجاز مع الهالة كالضا ول‬
‫توز إل بعوض معلوم لنه عقد معاوضة فل توز بعوض مهول كالنكاح فإن شرط له جعل على‬
‫مهول فعلم استحق أجرة الثل لن كل عقد وجب السمى ف صحيحه وجب الثل ف فاسده‬
‫كالبيع والنكاح‬
‫ول يستحق العامل العل إل بإذن صاحب الال فأما إذا عمل له عمل من غي إذنه بأن وجد له‬
‫آبقا فجاء به أوضالة فردها إليه ل يستحق العل لنه بذل منفعته من غي عوض فلم يستحق‬
‫العوض فإن عمل بغذانه ول يشرط له العل فعلى الوجه الربعة الت ذكرناها ف الجارة فإن‬
‫أذن له وشرط له العل فعمل استحق العل لنه استهلك منفعته بعوض فاستحق العوض كالجي‬
‫فإن نادى فقال من رد عبدي فله دينار فرده من ل يسمع النداء ل يستحق العل لنه متطوع‬
‫بالرد من غي بدل فإن أبقى عبد لرجل فنادى غيه أن من رد عبد فلن فله دينار فرده رجل‬
‫وجب الدينار على النادي لنه ضمن العوض فلزمه فإن قال ف النداء قال فلن من رد عبدي فله‬
‫دينار فرده رجل ل يلزم النادى لنه ل يضمن وإنا حكى قوله غيه‬
‫فصل ول يستحق شيئا من العل إل بالفراغ من العمل فإن شرط جعل على رد البق فرده إل‬
‫باب الدار ففر منه أو مات قبل أن يسلمه ل يستحق شيئا من العل لن القصود هو الرد والعل‬
‫ف مقابلته ول يوجد من شيء وإن قال من رد عبدي البق‬
‫____________________‬

‫من البصرة فله دينار وهو ببغداد فرده رجل من واسط استحق نصف الدينار لنه رد من نصف‬
‫الطريق وإن رده من أبعد من البصرة ل يستحق أكثر من الدينار لنه ل يضمن له لا زاد شيئا وإن‬
‫أبق له عبدان فقال من ردها فله دينار فرد رجل أحدها استحق نصف العل لنه عمل نصف‬
‫العمل وإن قال من رد عبدي فله دينار فاشترك ف رده اثنان اشتركا ف الدينار لنما اشتركا ف‬
‫العمل فاشتركا ف العل وإن قال لرجل إن رددت عبدي فلك دينار وقال لخران رددته فلك‬
‫ديناران فاشتركا ف الرد استحق كل واحد منهما نصف ما جعل له وإن جعل لحدها دينارا‬
‫وللخر ثوبا مهول فرداه استحق صاحب الدينار نصف دينار وصاحب الثوب نصف أجرة الثل‬
‫لن الدينار جعل صحيح فاستحق نصفه والثوب جعل باطل فاستحق نصف أجرة الثل وإن قال‬
‫لرجل إن رددت عبدي فلك دينار فشاركه غيه ف رده فإن قال شاركته معاونة له كان الدينار‬
‫للعامل لن العمل كله له فكان العل كله له وإن قال شاركته ل شاركه ف العل كان للعامل‬
‫نصف العل لنه عمل نصف العمل ول شيء للشريك لنه ل يشترط له شيئا‬
‫فصل ويوز لكل واحد منهما فسخ العقد لنه عقد على عمل مهول بعوض فجاز لكل واحد‬
‫منهما فسخه كالضاربة فأن فسخ العامل ل يستحق شيئا لن العل يستحق بالفراغ من العمل‬
‫وقد تركه فسقط حقه وإن فسخ رب الال فإن كان قبل العمل ل يلزمه شيء لنه فسخ قبل أن‬
‫يستهلك منفعة العامل فلم يلزمه شيء كما لو فسخ الضاربة قبل العمل وإن كان بعدما شرع‬
‫فالعمل لزمه أجرة الثل لا عمل لنه استهلك منفعته بشرط العوض فلزمه أجرته كما لو فسخ‬
‫الضاربة بعد الشروع ف العمل‬
‫فصل وتوز الزيادة والنقصان ف العل قبل العمل فإن قال من رد عبدي فله دينا ث قال من رده‬
‫فله عشرة فرده رجل استحق عشرة وإن قال من رد عبدي فله عشرة ث قال من رده فله دينار‬
‫استحق الدينار لنه مال بذل ف مقابلة عمل ف عقد جائز فجائز والزيادة والنقصان فيه قبل‬
‫العمل كالريح ف الضاربة‬
‫فصل وإن اختلف العامل ورب الال فقال العامل شرطت ل العل وأنكر رب الال فالقول قول‬
‫رب الال لن الصل عدم الشرط وعدم الضمان وإن اختلفا ف عي العبد فقال السيد شرطت‬
‫العل ف رد غيه وقال العامل بل شرطت العل ف رده فالقول قول الالك لن العامل يدعى‬
‫عليه شرط العل ف عقد الصل عدمه فكان القول فيه قوله وإن اختلفا ف قدر العل تالفا كما‬
‫قلنا ف البيع فإذا تالف رجع إل أجرة الثل كما رجع ف البيع بعد هلك السلعة إل قيمة العي‬
‫وإن اختلف العامل والعبد فقال العامل أنا رددته وقال العبد جئت بنفسي وصدقه الول قالقول‬
‫قول الول مع يينه لن الصل عدم الرد وعدم وجوب العل وبال التوفيق‬

‫كتاب السبق والرمى‬


‫توز السابقة والناضلة لا روى بان عمر أن رسول ال صلى ل عليه وسلم سابق بي اليل‬
‫الضمرة منها من الفيا إل ثنية الوداع وما ل يضمر منها من ثنية الوداع إل مسجد بن زريق‬
‫وروى أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كانت له ناقة يقال لا العضباء ل تسبق فجاء أعراب‬
‫على قعود له فسبقها فشق ذلك على السلمي فقالوا يا رسول ال سبقت العضباء فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أنه حق على ال أن ل يرتفع من هذه القذرة شيء إل وضعه وروى‬
‫سلمة بن الكوع قال أتى علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن نترامى فقال حسن هذا لعبا‬
‫أرموا يا بن اساعيل فإن أباكم كان راميا أرموا وأنا مع ابن الدرع فكف القوم أيديهم وقسيهم‬
‫____________________‬
‫وقالوا غلب يا رسول ال من كنت معه قال ارموا وأنا معكم جيعا فإن كان ذلك للجهاد فهو‬
‫مندوب إليه لا روى عقبة بن عامر رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول على النب وأعدو لم ما استطعتم من قوة أل أن القوة هي الرمي قالا ثلثا وروى عقبة ابن‬
‫عامر قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ارموا واركبوا ولن ترموا أحب إل من أن‬
‫تركبوا وليس من اللهو إل ثلثة ملعبة الرجل أهله وتأديبه فرسه ورميه بقوسه ومن علمه ال‬
‫الرمي فتركه رغبة عنه فنعمة كفرها وإن ال يدخل بالسهم الواحد ثلثة النة صانعه التسب فيه‬
‫الي والرامي ومنبله‬
‫فصل ويوز ذلك بعوض لا روى أنه سئل عثمان رضي ال عنه أكنتم تراهينون على عهد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال نعم راهن رسول ال صلى ال عليه وسلم على فرس له فجاءت‬
‫سابقة فهش لذلك وأعجبه والرهن ل يكون إل على عوض ولن ف بذل العوض فيه تريضا على‬
‫التعلم والستعداد للجهاد‬
‫فصل ويوز أن يكون العوض منهما ويوز أن يكون من أحدها ويوز أن يبذله السط من‬
‫بينتالال ويوز أن يكون من رجل من الرعية لنه اخراج مال لصلحة الدين فجاز من الميع‬
‫كارتباط اليل ف سبيل ال ول يوز إل على عوض معلوم أما معيينا أو موصوفا ف الذمة لنه‬
‫عقد معاوضة فلم يز إل على عوض معلوم كالبيع ويوز على عوض حال ومؤجل لنه عوض‬
‫يوز أن يكون عينا ودينا فجاز أن يكون حال ومؤجل كالثمن ف البيع‬
‫فصل فإن كان العوض من أحدها أو من السلطان أو من رجل من الرعية فهو كالعال وإن كان‬
‫منهما ففيه قولن أحدها أنه يلزم كالجارة وهو الصحيح لنه عقد من شرط صحته أن يكون‬
‫العوض والعوض معلومي فكان لزما كالجارة والثان أنه ل يلزم كالعالة لنه عقد يبذل‬
‫العوض فيه على ما ل يوثق به فلم يلزم كالعالة فإن قلنا إنه كالجارة كان حكمهما ف الرهن‬
‫والضمي حكم الجارة وحكمهما ف خيار اللس وخيار الشرط حكم الجارة ول يوز لواحد‬
‫منهما فسخه بعد تامه ول الزيادة ول النقصان بعد لزومه كما ل يوز ذلك ف الجارة وإن قلنا‬
‫إنه كالعالة كان حكمه ف الرهن والضمان حكم العالة وقد مضى ذلك ف كتاب الرهن‬
‫والضمان فأما الفسخ والزيادة والنقصان فإن كان قبل الشروع فيه أو بعد الشروع فيه وها‬
‫متكافئان فلكل واحد منهما أن يفسخ ويزيد وينقص لنه عقد جائز ل ضرر على أحد ف فسخه‬
‫والزيادة والنقصان فيه وإن كانا غي متكافئي نظرت فإن كان الذي له الفضل هو الذي يطلب‬
‫الفسخ أو الزيادة جاز لنه عقد جائز ل ضرر على صاحبه ف الفسخ والزيادة فيه فتلك الفسخ‬
‫والزيادة فيه وإن كان الذي عليه الفضل هو الذي يطلب الفسخ أو الزيادة ففيه وجهان أحدها‬
‫له ذلك لنه عقد جائز فتلك فسخه والزيادة فيه والثان ليس له لن لو جوزنا ذلك ل يسبق أحد‬
‫أحد لنه مت ل ح له أن صاحبه يغلب فسخ أو طلب الزيادة فيبطل القصود‬
‫فصل وتوز السابقة على اليل والبل بعوض لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ل سبق أل ف نصل أو خف أو حافر ولن اليل تقاتل عليها العرب والعمجم‬
‫والبل تقاتل عليها العرب فجازت السابقة عليها بالعوض واختلف قوله ف البغل والمار فقال‬
‫ف أحد القولي توز السابقة عليهما بعوض بديث أب هريرة ولنه ذو حافر أهلي فجازت‬
‫السابقة عليهما بعوض اليل والثان ل توز لنه ل يصلح للكر والفر فأشبه البقر واختلف‬
‫أصحابنا ف السابقة على الفيل بعوض فمنهم من قال ل توز لنه ل يصلح للكر والفر ومنهم من‬
‫قال توز لديث أب هريرة ولنه ذو خف يقاتل عليه فأشبه البل واختلفوا ف‬
‫____________________‬

‫السابقة على المام فمنهم من قال ل توز السابقة عليها بعوض وهو النصوص لديث أب هريرة‬
‫ولنه ليس من آلت الرب فلم تز السابقة عليه بعوض ومنهم من قال توز لنه يستعاب به‬
‫على الرب ف حل الخبار فجازت السابقة عليه بعوض كاليل واختلفوا ف سفن الرب‬
‫كالزابازب والشذوات فمنهم من قال توز وهو قول أب العباس لنا ف قتال الاء كاليل ف قتال‬
‫الرض ومنهم من قال ل توز لن سبقها باللح ل بن يقاتل فيها واختلفوا ف السابقة على‬
‫القدام بعوض فمنهم من قال توز لن القدام ف قتال الرجالة كاليل ف قتال الفرسان ومنهم‬
‫من قال ل توز وهو النصوص لديث أب هريرة ولن السابقة بعوض أجيزت ليتعلم با ما‬
‫سيتعان به ف الهاد والشي بالقدام ل يتاج إل التعلم واختلفوا ف الصراع فمنهم من قال يوز‬
‫بعوض لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم صارع يزيد بن ركانة على شاء فصرعه ث عاد‬
‫فصرعة ث عاد فصرع فأسلم ورد عليه الغنم ومنهم من قال ل يوز وهو النصوص لديث أب‬
‫هريرة ولنه ليس من آلت القتال وحديث يزيد بن ركانة ممول على أنه فعل ذلك ليسلم ولنه‬
‫لا أسلم رد عليه ما أخذ منه‬
‫فصل وتوز السابقة بعوض على الرمي بالنشاب والنبل وكل ماله نصل يرمي به كالراب‬
‫والرانات لديث أب هريرة ولنه يتاج إل تعلمه ف الرب فجاز أخذ العوض عليه ويوز على‬
‫رمي الحجار عن القلع لنه سلح يرمي به فهو كالنشاب وأما الرمح والسيف والعمود ففيه‬
‫وجهان أحدها توز السابقة عليها بعوض لنه سلح يقاتل به فأشبه النشاب والثان ل توز لن‬
‫القصد بالسابقة التحريض على تعلم ما يعد للحرب والسابقة بذه اللت ماربة ل مسابقة فلم‬
‫تز كالسبق على أن يرمي بعضهم بعضا بالسهم‬
‫فصل وأما كرة الصولان ومداحاة الحجار ورفعها من الرض والشابكة والسباحة واللعب‬
‫بالات والوقوف على رجل واحدة وغي ذلك من اللعب الذي ل يستعان به على الرب فل توز‬
‫السابقة عليها بعوض لنه ل يعد للحرب فكان أخذ العوض فيه من أكل الال بالباطل‬
‫فصل وإن كانت السابقة على مركوبي فقد اختلف أصحابنا فيها فمنهم من قال ل توز إل على‬
‫مركوبي من جنس واحد كالفرسي والبعيين فإن سابق بي فرس وبعي أو فرس وبغل ل يز لن‬
‫تفاضل النسي معلوم وأنه ل يرى البغل ف شوط الفرس كما قال الشاعر إن الذرع ل تغن‬
‫خؤولته كالبغل يعجز عن شوط الاضي وجوز أن يسابق بي العتيق والجي لن العتيق ف أول‬
‫شوطه أحد وف آخره ألي والجي ف أول شوطه ألي وف آخره أحد فربا صارا عند الغاية‬
‫متكافئي ومنهم من قال وهو قول أب اسحق أنه يعتب التكافؤ بالتقارب ف السبق فإن تقارب‬
‫جنسان كالبغل والمار جاز لنه يوز أن يكون كل واحد منها سابقا والخر مسبوقا وإن تباعد‬
‫نوعان من جنس كالجي والعتيق والبخت‬
‫____________________‬

‫والتجيب ل يز لنه يعلم أنه يعلم أن احدها ل يرى ف شوط الخر قال الشاعر إن الباذين إذا‬
‫أجريتهما مع العتاق ساعة أعنيتها فل معن للعقد عليه‬
‫فصل ول توز إل على مركوبي معيني لن القصد معرفة جوهرها ول يعرف ذلك إل بالتعيي‬
‫فصل ول توز إل على مسافة معلومة البتداء والنتهاء لديث ابن عمر رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عيله وسلم سابق بي اليل الضمرة من الفياء إل ثنية الوداع وما ل يضمر منها من‬
‫ثنية الوادع إل مسجد بن زريق ولنما إذا تسابقا على اجراء الفرسي حت يسبق أحدها الخر‬
‫إل غي غاية ل يؤمن أن ل يسبق أحدها الخر إل ان يعطبا ول يور أن يكون اجراؤه إل بتدبي‬
‫الراكب لنما إذ جريا لنفسهما تنافر أو ل يقفا على الغاية وإن تسابقا على أن من سبق صاحبه‬
‫بمسة أقدام فأكثر كان السبق له فقد قال أبو علي الطبي ف الفصاح يوز ذلك عندي لنما‬
‫يتحاطان ما تساويا فيه وينفرد أحدها بالقدر الذي شرطه فجاز كما يوز ف الرمي أن يتناضل‬
‫على أن يتحاطا ما تساويا فيه ويفضل لحدهم عدد قال أبو علي الطبي ورأيت من أصحابنا من‬
‫منع ذلك وأبطله ول أعرف له وجها‬
‫فصل وإن كان الخرج للسبق هو السلطان أو رجل من الرعية ل يل أما أن يعله للسابق منهم‬
‫أو لبعضهم أو لميعهم فإن جعله للسابق بأن قال من سبق منكم فله عشرة جاز لنه يتهد كل‬
‫واحد منهم أن يكون هو السابق ليأخذ السبق فيحصل القصود فإن سبق واحد منهم استحق‬
‫العشرة لنه سبق وإن سبق اثنان أو ثلثة وجاءوا مكانا واحدا اشتركوا ف العشرة لنم اشتركوا‬
‫ف السبق فإن جاؤا كلهم مكانا واحدا ل يستحق واحد منهم لنه ل يسبق منهم أحد وإن جعله‬
‫لبعضهم بأن جعله للمجلي والصلي ول يعل للباقى جاز لن كل واحد منهم يتهد إن يكون هو‬
‫اللى أو الصلى ليأخذ السبق فيحصل القصود وإن جعله لميعهم نظرت فإن سوى بينهم بأن‬
‫قال من جاء منكم إل الغاية فله عشرة ل يصح لن القصد من بذل العوض هو التحريض على‬
‫السابقة وتعلم الفروسية فإذا سوى بي الميع علم كل واحد منهم أنه يستحق السبق تقدم أو‬
‫تأخر فل يتهد ف السابق فيبطل القصود وإن شرط للجميع وفاضل بينهم بأن قال للمجلى وهو‬
‫الول مائة وللمصلى وهو الثان خسون ولتال وهو الثالث أربعون وللبارع وهو الرابع ثلثون‬
‫وللمرتاح وهو الامس عشرون وللحظى وهو السادس خسة عشر وللعاطف وهو السابع عشرة‬
‫وللمرمل وهو الثامن ثانية وللطيم وهو التاسع خسة وللسكيت وهو العاشر درهم وللفسكل‬
‫وهو الذي يىء بعد الكل نصف درهم ففيه وجهان أحدها يوز لن كل واحد منهم يتهد‬
‫ليأخذ الكثر والثان ل يوز لن كل واحد منهم يعلم أنه ل يلوا من شيء تقدم أو تأخر فل‬
‫يتهد ف السابقة وإن جعل للول عشرة وللثالث خسة وللرابع أربعة ول يعل للثان شيئا ففيه‬
‫وجهان أحدها يصح ويقوم الثالث مقام الثان والرابع مقام الثالث لن الثان بروجه من السبق‬
‫يعل كان ل يكن والثان أنه يبطل لنه فضل الثالث والرابع على من سبقهما‬
‫فصل فإن كان الخرج للسبق ها التسابقان نظرت فإن كان معهما ملل وهو ثالث على فرس‬
‫كفىء لفرسيهما صح العقد وإن ل يكن معهما ملل فالعقد باطل با روى أبو هريرة رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال من أدخل فرسا بي فرسي وهو ل يأمن أن يسبق فل بأس ومن‬
‫أدخل فرسا بي فرسي وقد أمن أن يسبق فهو قمار ولن مع اللل ل يكون قمارا لن فيهم من‬
‫يأخذ إذا سبق ول يعطى إذا سبق وهو اللل ومع عدم اللل ليس فيهم إل من يأخذ إذا سبق‬
‫ويعطى إذا سبق وذلك قمار وإن كان اللل اثني أو أكثر جاز لن ذلك أبعد من القمار وإن‬
‫كانت السابقة بي حزبي كان حكمهما ف اللل حكم الرجلي لن‬
‫____________________‬

‫القصد من دخول اللل الروج من القمار وذلك يصل باللل الواحد مع قلة العدد وكثرته‬
‫واختلف أصحابنا ف دخول اللل فذهب أكثرهم إل أن دخول اللل لتحليل السبق لكل من‬
‫سبق منهم وذهب أبو علي بن خيان إل أن دخوله لتحليل السبق لنفسه وأن يأخذ إذا سبق ول‬
‫يأخذان إذا سبقا لنا لو قلنا أنما أذا سبقا أخذا حصل فيهم من يأخذا مرة ويعطى مرة وهذا‬
‫قمار والذهب الول لن بينا أن بدخول اللل خرجا من القمار لن ف القمار ليس فيهم إل من‬
‫يعطى مرة ويأخذ مرة وبدخول اللل قد حصل فيهم من يأخذ ول يعطى فلم يكن قمارا فإن‬
‫تسابقوا نظرت فإن انتهوا إل الغاية معا أحرز كل واحد منهما سبقه لنه ل يسبقه أحد ول يكن‬
‫للمحلل شيء لنه ل يسبق واحد منهما وإن سبقه الخرجان أحرز كل واحد منهما سبقه لنما‬
‫تساويا ف السبق ول شيء للمحلل لنه مسبوق وإن سبقهما اللل أخذ سبقهما لنه سبقهما وإن‬
‫سبق أحد الخرجي وتأخر اللل والخرج الخر أحرز السابق سبق نفسه وف سبق السبوق‬
‫وجهان الذهب أنه للسابق الخرج لنه انفرد بالسبق وعلى مذهب ابن خيا يكون سبق السبوق‬
‫لنفسه لنه ل يستحقه السابق الخرج على قوله ول يستحقه اللل لنه ل يسبق وإن سبق اللل‬
‫واحد الخرجي أحرز السابقي سبق نفسه وف سبق السبوق وجهان الذهب أنه بي الخرج‬
‫السابق واللل وعلى مذهب ابن خيان يكون للمحلل دون سبقه للمحلل وإن سبق أحد‬
‫الخرجي ث جاء اللل ث جاء الخرج الخر ففيه وجهان الذهب إن سبق السبوق للمخرج‬
‫السابق بسبقه وعلى مذهب ابن خيان يكون السابق وإن سبق أحد الخرجي ث جاء الخرج‬
‫الثان ث جاء اللل ففيه ودجهان الذهب أن سبق السبوق للسابق وعلى مذهب ابن خيان يكون‬
‫للمسبوق لن الخرج السابق ل يستحقه واللل ل يسبق فبقى على ملك صاحبه‬
‫فصل وإن كان الخرج للسبق أحدها جاز من غي ملل لن فيهم من يأخذ ول يع وهو الذي ل‬
‫يرج فصار كما لو كان السبق منهما وبينهما ملل فإن تسابقا فسبق الخرج أحرز السبق وإن‬
‫سبق الخر أخذ سبقه وإن جاآمعا أحرز الخرج السبق لنه ل يسبقه الخر‬
‫فصل ويطلق الفرسان من مكان واحد ف وقت واحد لا روى السن أو خلس عن علي كرم ال‬
‫وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال لعلي يا علي قد جعلت إليك هذه السبقة بي الناس‬
‫فخرج علي كرم ال وجهه فدعا بسراقة بن مالك فقال يا سراقة إن قد جعلت إليك ما جعل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف عنقي من هذه السبقة ف عنقك فإذا أتيت اليطان فصف اليل ث‬
‫ناد ثلثا هل مصلح للجام أو حامل لغلم أو طارح لل فإذا ل ييبك أحد فكب ثلثا ث خلها‬
‫عندا الثالثة يسعد ال بسبقه من يشاء من خلقه فإن كان بينهما ملل وتنازعا ف مكانه جعل‬
‫بينهما لنه أعدل وأقطع للتنافر وإن اختلف التسابقان ف اليمي واليسار أقرع بينهما لنه ل مزية‬
‫لحدها على الخر ول يلب وراؤه لا روى ابن عباس رضي ال أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال من أجلب على اليل يوم الرهان فليس منا قال‬
‫____________________‬

‫مالك اللب أن يلب وراء الفرس حي يدنوا أو يرك وراءه الشن ليستحث به السبق فصل وأما‬
‫ما يسبق به فينظر فيه فإن شرط ف السبق أقداما معلومة ل يستحق با دوناها لنه شرط صحيح‬
‫فتعلق الستحقاق به وإن أطلق نظرت فإن تساوي الركوبان ف طول العنق اعتب السبق بالعنق أو‬
‫بالكتد فإن سبق أحدما بالعتق أو ببعضه أو بالكتد أو ببعضه فقد سبق وإن اختلف ف العنق اعتب‬
‫السبق بالكتد لنه ل يتلف وإن سبق أطولما عنقا بقدر زيادة اللقة ل يكم له بالسبق لنه‬
‫يسبق بزياة اللقة ل بودة الرى‬
‫فصل وإن عثر أحد الفرسي أو ساخت قوائمه ف الرض أو وقف لعلة أصابته فسبقه الخر ل‬
‫يكم للسابق بالسبق لنه ل يسبق بودة الرى ول تأخر السبوق لسوء جريه‬
‫فصل وإن مات الركوب قبل الفراغ بطل العقد لن العقد تعلق بعينه وقد فات بالوت فبطل‬
‫كالبيع إذا هلك قبل القبض وإن مات الراكب فإن قلنا إنه كالعالة بطل العقد بوته وإن قلنا إنه‬
‫كالجارة ل يبطل وقام الوارث فيه مقامه‬
‫فصل وإن كان العقد على الرمي ل يز بأقل من نفسي لن القصود معرفة الذق ول يبي ذلك‬
‫بأقل من اثني فإن قال رجل لخر ارم عشرا وناضل فيها خطأك بصوابك فإن كان صوابك أكثر‬
‫فلك دينار ل يز لنه بذل العوض على أن يناضل نفسه وقد بينا أن ذلك ل يوز وإن قال ارم‬
‫عشرة فإن كان صوابك أكثر فلك دينار ففيه وجهان أحدها يوز لنه بذل له العوض على عمل‬
‫معلوم ل يناضل فيها نفسه فجاز والثان ل يوز لنه جعل العوض ف مقابلة الطأ والصواب‬
‫والطأ ل يستحق به بدل‬
‫فصل ول يوز اخراج السبق إل على ما ذكرناه ف السابقة من اخراج العوض منه أو منهما أو‬
‫من غيها وف دخول اللل بينهما‬
‫فصل ول يصح حت يتعي التراميان لن القصود معرفة حذقهما ول يعلم ذلك إل بالتعيي فإن‬
‫كان أحدما كثي الصابة والخر كثي الطأ ففيه وجهان أحدها ل يوز لن نضل أحدها معلوم‬
‫فيكون الناضل منهما كالخذ للمال من غي نضال وذلك من أكل الال بالباطل والثان ل يوز‬
‫لن أخذ الال منه يبعثه على معاطاة الرمي والذق فيه‬
‫فصل ول يصح إل على آلتي متجانستي فإن عقد على جنسي بأن يرمي أحدها بالنشاب‬
‫والخر بالراب ل يز لنه ل يعلم فضل أحدها على الخر ف واحد من النسي وإن عقد على‬
‫نوعي من جنس بأن يرمي أحدها بالنبل والخر بالنشاب أو يرمي أحدها على قوس عرب وإل‬
‫خر على قوس فارسي جاز لن النوعي من جنس واحد يتقاربان فيعرف به حذقهما فإن اطلق‬
‫العقد ف موضع العرف فيه نوع واحد حل العقد عليه وإن ل يكن فيه عرف ل يصح حت يبي‬
‫لن الغراض تتلف باختلف النوعي فوجب بيانه وإن عقد على نوع فأراد أن ينتقل إل نوع‬
‫آخر ل تلزم الجابة إليه لن الغراض تتلف باختلف النواع فإن من الناس من يرمي بأحد‬
‫النوعي أجود من رميه بالنوع الخر وإن عقد على قوس بعينها فأراد أن ينتقل إل غيها من‬
‫نوعها جاز لن الغراض ل تتلف باختلف العيان فإن شرط على أنه ل يبطل فهو على الوجه‬
‫الثلثة فيمن استأجر ظهرا ليكبه على أن ل يركبه مثله وقد بيناها ف كتاب الجارة‬
‫فصل ول يوز إل على رشق معلوم وهو العدد الذي يرمي به لنه إذا ل يعرف منتهى العدد ل يب‬
‫الفضل ول يظهر السبق‬
‫فصل ول يوز إل على اصابة عدد معلوم لنه ل يبي الفضل إل بذلك فإن شرط اصابة عشرة‬
‫من عشرة أو تسعة من‬
‫____________________‬

‫عشرة ففيه وجهان أحدها يصح لنه قد يصيب ذلك فصح العقد كما لو شرط اصابة ثانية من‬
‫عشرة والثان ل يصح لن اصابة ذلك تندر وتتعذر فبطل القصود بالعقد‬
‫فصل ول يوز إل أن يكون مدى الغرض معلوما لن الصابة تتلف بالقرب والبعد فوجب العلم‬
‫به فإن كان ف الوضع غرض معلوم الدى فأطلق العقد جاز وحل عليه كما يوز أن يطلق الثمن‬
‫ف البيع ف موضع فيه نقد واحد وإن ل يكن فيه غرض معلوم الدى ل يز العقد حت يبي فإن‬
‫أطلق العقد بطل كما يبطل البيع بثمن مطلق ف موضع ل نقد فيه ويوز أن يكون مدى الغرض‬
‫قدرا يصيب مثلهما ف مثله ف العادة ول يوز أن يكون قدر إل يصيب مثلمها ف مثله ف مثله‬
‫وفيما يصيب مثلهما ف مثله نادرا وجهان أحدها يوز لنه قد يصيب مثلهما ف مثله فإذا عقدا‬
‫عليه بعثهما العقد على الجتهاد ف الصابة والثان ل يوز لن اصابتهما ف مثله تندر فل يصل‬
‫القصود وقدر أصحابنا ما يصاب منه بائتي وخسي ذراعا ومال يصاب با زاد على ثلثمائة‬
‫وخسي ذراعا وفيما بينهما وجهان فإن تراميا على غي غرض على أن يكونا السبق لبعدها رميا‬
‫ففيه وجهان أحدها يوز لنه يتحن به قوة الساعد ويستعان به على قتال من بعد من العدو‬
‫والثان ل يوز لن الذي يقصد بالرمي هو الصابة فأما البعاد فليس بقصود فلم يز أخذ‬
‫العوض عليه‬
‫فصل ويب أن يكون الغرض معلوما ف نفسه فيعرف طوله وعرضه وقدر انفاضه وارتفاعه من‬
‫الرض لن الصابة تتلف باختلفه فإن كان العقد ف موضع فيه غرض معروف فأطلق العقد‬
‫حل عليه كما يمل البيع بثمن مطلق ف موضع فيه نقد متعارف على نقد البلد وإن ل يكن فيه‬
‫غرض وجب بيانه والستحب أن يكون الرمي بي غرضي لا روى عبد الدائم بن دينار قال بلغن‬
‫أن مابي الدفي روضة من رياض النة وعن عقبة بن عامر أنه كان يرمي بي غرضي بينهما‬
‫أربعمائة وعن ابن عمر أنه كان يتفي بي الغرضي بينهما أربعمائة وعن أنس انه كان يرمي بي‬
‫الدفي ولن ذلك أقطع للتنافر وأقل للتعب‬
‫فصل ويب أن يكون موضع الصابة معلوما وأن الرمي إل الدف وهو التراب الذي يمع أو‬
‫الائط الذي يبن أو إل الغرض وهو الذي ينصب ف الدف أو الشن الذي ف الغرض أو الدارة‬
‫الت ف الشن أو الات الذي ف الدارة لن الغرض يتلف باختلفها فإن أطلق العقد حل على‬
‫الغرض لن العرف ف الرمي لصابة الغرض فحمل العقد عليه ويب أن تكون صفة الرمي‬
‫معلومة من من القرع وهو اصابة الغرض أو الزق وهو أن يثقب الشن أو الزسق وهو الذي‬
‫يثقبه ويثبت فيه أو الرق وهو الذي ينقذ منه أو الرم وهو أن يقطع طرف الشن ويكون بعض‬
‫السهم ف الشن وبعضه خارجا منه لن الذق ل يبي إل بذلك فإن أطلق العقد حل على القرع‬
‫لنه هو التعارف فحمل مطلق العقد عليه فإن شرط قرع عشرة من عشرين وأن يسب خاسق‬
‫كل واحد منهما بقارعي جاز لنما يتساويان فيه وإن أصاب أحدها تسعة قرعا وأصاب الخر‬
‫قارعي وأربعة خواسق فقد نضله لنه استكمل العشرة بالواسق‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف بيان حكم الصابة أنه مبادرة أو ماطة أو حواب فمنهم من قال يب‬
‫بيناه فإن أطلق العقد ل يصح لن حكمها يتلف وأغراض الناس فيها ل تتفق فيوجب بيانه ومنهم‬
‫من قال يصح ويمل على البادرة لن التعارف ف الرمي هو البادرة واختلفوا ف بيان من يبتدىء‬
‫بالرمي فمنهم من قال يب فإن أطلق العقد بطل وهو النصوص لن ذلك موضوع على نشاط‬
‫القلب وقوة النفس ومت قدم أحدها انكسر قلب الخر وساء رميه فل يصل مقصود العقد‬
‫ومنهم من قال يصح لن ذلك من توابع العقد ويكن تلفيه با تزول به التهمة من العرف أو‬
‫القرعة فإذا قلنا أنه يصح ففي البادىء وجهان أحدها أن كان السبق من أحدها قدم لن له مزية‬
‫بالسبق وإن كان السبق منهما أقرع بينهما لنه ل مزية لحدها على الخر والثان ل يبدأ‬
‫____________________‬

‫أحدها إل بالقرعة لن أمر السابقة موضوع على أن ل يفضل أحدها على الخر بالسبق فإن‬
‫كان الرمي بي غرضي فبدأ أحدها من أحد الغرضي بدأ الخر من الغرض الخر لنه أعدل‬
‫وأسهل فإن كانت البداية لحدها فبدأ الخر ورمي ل يسب له أن أصاب ول عليه إن أخطأ‬
‫لنه رمي بغي عقد فمل يعتد به وإن اختلف ف موضع الوقوف كان المر إل من له البداية لنه‬
‫لا ثبت له السبق ثبت لا اختيار الكان فإذا صار الثان إل الغرض الثان صار اليار ف موضع‬
‫الوقوف إليه ليستويا وإن طلب أحدها استقبال الشمس والخر استدبارها أجيب من طلب‬
‫الستدبار لنه أوفق للرمي‬
‫فصل ويوز أن يرميا سهما سهما وخسا خسا وأن يرمي كل واحد منهما جيع الرشق فإن شرط‬
‫شيئا من ذلك حل عليه وإن أطلق العقد تراسل سهما سهما لن العرف فيه ما ذكرناه وإن رمى‬
‫أحدها أكثر ما له ل يسب له إن أصاب ول عليه إن أخطأ لنه رمي من غي عقد فلم يعتد به‬
‫فصل ول يوز أن يتفاضل ف عدد الرشق ول ف عدد الصابة ول ف صفة الصاب ول ف مل‬
‫الصابة ول أن يسب قرع أحدها خسقا ول أن يكون ف يد أحدها من السهام أكثر ما ف يد‬
‫الخر ف حال الرمي ول أن يرمي أحدها والشمس ف وجهه لن القصد أن يعرف حذقهما‬
‫وذلك ل يعرف عع الختلف لنه إذا نضل أحدها كان النضل با شرط ل بودة الرمي فإن‬
‫شرط شيئا من ذلك بطل العقد لنه ف احد القولي كالجارة وف الثان كالعالة والميع يبطل‬
‫بالشرط الفاسد وهل يب للناضل ف الفاسد أجرة الثل فيه وجهان أحدها ل تب وهو قول أب‬
‫اسحق لنه ل يصل للمسبوق منفعة بسبق السابق فلم تلزمه أجرته والثان تب وهو الصحيح‬
‫لن كل عقد وجب السمى ف صحيحه وجب عوض الثل ف فاسده كالبيع والجارة‬
‫فصل وإن شرط على السابق أن يطعم أصحابه من السبق بطل الشرط لنه شرط يناف مقتضى‬
‫العقد فبطل وهو يبطل العقد النصوص أنه يبطل لنه تليك مال شرط فيه شرط ينع كمال‬
‫التصرف فإذا بطل الشرط بطل العقد كما لو باعه سلعة بألف على أن يتصدق با وقال أبو‬
‫اسحق يتمل قول آخر ل يبطل كما قال فيمن أصدق امرأة ألفي على أن تعطى أباها ألفا إن‬
‫الشرط باطل وصح الصداق فإذا قلنا بالنصوص سقط الستحق وهل يرجع السابق بأجرة الثل‬
‫على الوجهي‬
‫فصل وإذا تناضل ل يل أن يكون الرمي مبادرة أو ماطة أو حواب فإن كان مبادرة وهو أن يعقد‬
‫على اصابة عدد من الرشق وأن من بدر منهما إل ذلك مع تساويهما ف الرمي كان ناضل فإن‬
‫كان العقد على اصابة عشرة من ثلثي نظرت فإن اصاب أحدها عشرة من عشرين وأصاب‬
‫الخر تسعة من عشرين فالول ناضل لنه بادر إل عدد الصابة وإن أصاب كل واحد منهما‬
‫عشرة من عشرين ل ينضل واحد منهما ويسقط رمي الباقي لن الزيادة على عدد الصابة غي‬
‫معتد با وإن أصاب الول تسعة من عشرين وأصاب لخر خسة من عشرين فالنضال باله لنه‬
‫ل يستوف واحد منهما عدد الصابة فيميان فإن رمى الول سهما وأصاب فقد فلج وسقط رمي‬
‫الباقي وإن رمى الول خسة فأخطأ ف جيعها ورمى الثان فأصاب ف جيعها فإن الناضل هو الثان‬
‫ويسقط رمي ما بقى من الرشق لن الول أصاب تسعة من خسة وعشرين وأصاب الثان عشرة‬
‫من خسة وعشرين وإن أصاب الول تسعة من تسعة عشر وأصاب الخر ثانية من تسعة عشر‬
‫فرمى البادىء سهما فأصاب فقد نضل ول يرمي الثان با بقي من رشقه لنه ل يستفيد به نضل‬
‫ول مساوى لن الباقي من رشقه سهم وعليه اصابة سهمي فإن اصاب كل واحد منهما تسعة من‬
‫عشرة ث رمى البادىء فأصاب جاز للثان أن يرمي لنه ربا يصيب فيساويه‬
‫فصل وإن كان الرمي ماطة وهو أن يعقدا على اصابة عدد من الرشق وإن يتحاطا ما استويا فيه‬
‫من عدد الصابة ويفضل لحدها عدد الصابة فيكون ناضل نظرت فإن كان العقد على اصابة‬
‫خسة من عشرين فأصاب كل واحد منهما خسة من عشرة ل ينضل أحدها الخر لنه ل يفضل‬
‫له عدد من الصابة ويرميان ما تبقى من الرشق لنه يرجو كل واحد منهما أن ينضل فإن فضل‬
‫لحدها بعد تساويهما ف الرمي واسقاط ما استويا فيه عدد الصابة ل يل أما أن يكون قبل‬
‫اكمال الرشق أو بعده فإن‬
‫____________________‬

‫كان بعدا كما الرشق بأن رمى أحدها عشرين وأصابا ورمى الخر فاصاب خسة عشر فالول‬
‫هوالناضل لنه يفضل له بعد الاطة فيما استويا فيه عدد الصابة وإن كان قبل كمال الرشق‬
‫وطالب صاحب القل صاحب الكثر برمى باقي الرشق نظرت فإن ل يكن له فائدة مثل أن يرمي‬
‫الول خسة عشر وأصابا ورمى الثان خسة عشر فأصاب خسة ل يكن له مطالبته لن أكثر ما‬
‫يكن أن يصيب فيما بقي له وهو خسة ويبقى للول خسة فينضله با وإن كان له فيه فائدة بأن‬
‫يرجو أن ينضل بأن يرمي أحدها أحد عشر فيصيب ستة ويرمي الخر عشرة فيصيب واحدا ث‬
‫يرمي صاحب الستة فيخطىء فيما بقي له من الرشق ويرمي صاحب الواحد فيصيب ف جيع ما‬
‫بقي له فينضله بمسة أو يساويه بأن يرمي أحدها خسة عشر فيصيب منها عشرة ويرمي الخر‬
‫خسة عشر فيصيب منها خسة ث يرمي صاحب العشرة فيخطىء ف الميع ويرمي صاحب‬
‫المسة فيصيب فيساويه أو يقلل اصابته بأن يصيب أحدها أحد عشر من خسة عشر ويصيب‬
‫الخر سهمي من خسة عشر ث يرمي صاحب الحد عشر ما بقى له من رشقه فيخطىء ف‬
‫الميع ويرمى صاحب السهمي فيصي له سبعة ويبقى لصاحبه أربعة فهل لقلهما اصابة مطالبة‬
‫الخر باكمال الرشق فيه وجهان أحدها ليس له مطالبته لنه بدر إل الصابة مع تساويهما ف‬
‫الرمي بعد الاطة فحكم له بالسبق والثان له مطالبته لن مقتضى الاطة اسقاط ما استويا فيه من‬
‫الرشق وقد بقى من الرشق بعضه‬
‫فصل وإن كان العقد على حواب وهو أن يشترطا اصابة عدد من الرشق على أن يسقط ما قرب‬
‫من اصابة أحدها ما بعد من اصابة الخر فمن فضل له بعد ذلك ما اشترطا عليه من العدد كان‬
‫له السبق فإن رمى أحدها فأصاب من الدف موضعا بينه وبي الغرض قدر شب حسب له فإن‬
‫رمى الخر فأصاب موضعا بينه وبي الغرض قدر أصبق حسب له وأسقط ما رماه الول فإن عاد‬
‫الول ورمى فأصاب الغرض أسقط ما رماه صاحبه وإن أصاب أحدها الشن وأصاب الخر‬
‫العظم الذي ف الشن فقد قال الشافعي رحه ال من الرماة من قال أنه تسقط الصابة من العظم‬
‫ما كان أبعد منه قال الشافعي رحه ال وعندي أنما سواء لن الغرض كله موضع الصابة فإن‬
‫استوفيا الرشق ول يفضل أحدها صاحبه بالعدد الذي اشترطاه فقد تكافآ وإن فضل أحدها‬
‫صاحبه بالعدد أخذ السبق وحكي عن بعض الرماة أنما إذا أصابا أعلى الغرض ل يتقايسا قال‬
‫والقياس أن يتقايسا لن احدها أقرب إل الغرض من آخر فأسقط القرب البعد كما لو أصابا‬
‫أسفل الغرض أو جنبه‬
‫فصل وإن كان النضال بي حزبي جاز وحكى عن أب علي بن أب هريرة أنه قال ل يوز لنه‬
‫يأخذ كل واحد منهم بفعل غيه والذهب الول لا رويناه ف أول الكتاب من حديث سلمة بن‬
‫الكوع وينصب كل واحد من الزبي زعيما يتوكل لم ف العقد ول يوز أن يكون زعيم‬
‫الزبي واحدا كما ل يوز أن يكون وكيل الشتري والبائع واحد ول يوز إل على حزبي‬
‫متساويي العدد لن القصد معرفة الذق فإذا تفاضل ف العدد فضل أحدها لخر بكثرة العدد ل‬
‫بالذق وجودة الرمي ويب أن يتعي الرماة كما قلنا ف نضال الثني ول يوز أن يتعينوا إل‬
‫بالختيار فإن اقترع الزعيمان على أن من خرجت عليه قرعة أحدها كان معه ل يز لنه ربا‬
‫أخرجت القرعة الذاق لحد الزبي والضعفاء للحزب الخر فإن عدل بي الزبي ف القوة‬
‫والضعف بالختيار ث اقترع الزعيمان على أن من خرجت قرعته على أحد الزبي كان معه ل‬
‫يز لنه عقد معاوضة فلم يز تعيي العقود عليه فيه بالقرعة كالبيع ويب أن يكون على عدد من‬
‫الرشق معلوم فإن كان عدد كل حزب ثلثة اعتب أن يكون عدد الرشق له ثلث صحيح كالثلث‬
‫والستي وإن كانوا أربعة اعتب أن يكون عدد الرشق له ربع صحيح كالربعي والثماني لنه إذا‬
‫ل يفعل ذلك بقي سهم ول يكن اشتراك جاعة ف سهم واحد فإن خرج ف أحد الزبي من ل‬
‫يسن الرمي بطل العقد فيه لنه ليس بحل ف العقد وسقط من الزب الخر بإزائة واحد كما‬
‫إذا بطل البيع ف أحد العبدين سقط ما ف مقابلته من الثمن وهل يبطل العقد ف الباقي من الزبي‬
‫فيه قولن بناء على تفريق الصفقة فإن قلنا ل يبطل ف الباقي ثبت للحزبي اليار ف فسخ العقد‬
‫لن الصفقة تبعضت عليهم بغي اختيارهم فإن اختاروا البقاء على العقد وتنازعوا فيمن يرج ف‬
‫مقابلته من الزب الخر فسخ العقد لنه تعذر امضاؤه على مقتضاه ففسخ ومن أصحابنا من قال‬
‫يبطل ف الميع قول واحدا لن من ف مقابلته‬
‫____________________‬

‫من الزب الخر ل يتعي ول سبيل إل تعيينه بالقرعة فبطل ف الميع فإن نضل أحد الزبي‬
‫الخر ففي قسمة الال بي الناضلي وجهان أحدها يقسم بينهم بالسوية كما يب على النضولي‬
‫بينهم بالسوية فعلى هذا أن خرج فيهم من ل يصل استحق والثان تقسم بينهم على قدر اصاباتم‬
‫لنم استحقوا بالصابة فاختلف باختلف الصابة ويالف ما لزم النضولي فإن ذلك وجب‬
‫باللتزام والستحقاق بالرمي فاعتب بقدر الصابة فعلى هذا إن خرج فيهم من ل يصب ل يستحق‬
‫شيئا وبال الوفيق‬
‫باب بيان الصابة والطإ ف الرمي إذا عقد على إصابة الغرض فأصاب الشن أو الريد الذي‬
‫يشد فيه الشن أو العرى وهو السي الذي يشد به الشن على الريد حسب له لن ذلك كله من‬
‫الغرض‬
‫وإن أصاب العلقة ففيه قولن أحدها يسب له لنه من جلة الغرض أل ترى أنه إذا مد امتد معه‬
‫فأشبه العرى‬
‫والثان ل يسب لن العلقة ما يعلق به الغرض فأما الغرض فهو الشن وما ييط به‬
‫وإن شرط إصابة الاصرة وهو النب من اليمي واليسار فأصاب غيها ل يسب له لنه ل‬
‫يصب الاصرة‬
‫وإن شرط إصابة الشن فأصاب العروة وهو السي أو العلقة ل يسب لن ذلك كله غي الشن‬
‫فإن أصاب سهما ف الغرض فإن كان السهم متعلقا بنصله وباقيه خارج الغرض ل يسب له ول‬
‫عليه لن بينه وبي الغرض طول السهم ول يدري لو ل يكن هذا السهم هل كان يصيب الغرض‬
‫أم ل يصيب‬
‫وإن كان السهم قد غرق ف الغرض إل فوقه حسب له لنه العقد على إصابة الغرض ومعلوم أنه‬
‫لو ل يكن هذا لكان يصيب الغرض‬
‫فإن خرج السهم من القوس فهبت ريح فنقلت الغرض إل موضع آخر فأصاب السهم موضعه‬
‫حسب له‬
‫وإن أصاب الغرض ف الوضع الذي انتقل إليه حسب عليه ف الطإ لنه أخطأ ف الرمي وإنا‬
‫أصاب بفعل الريح ل بفعله‬
‫وإن رمى وف الو ريح ضعيفة فأرسل السهم مفارقا للغرض وأمال يده ليصيب مع الريح فأصاب‬
‫الغرض أو كانت الريح خلفه فنع نزعا قريبا ليصيب مع معاونة الريح فأصاب حسب له لنه‬
‫أصاب بفراهته وحذقه‬
‫وإن أخطأ حسب عليه لنه أخطأ بسوء رميه ولنه لو أصاب مع الريح لسب له فإذا أخطأ معها‬
‫حسب عليه‬
‫وإن كانت الريح قوية ل حيلة له فيها ل يسب له إذا أصاب لنه ل يصب بسن رميه ول يسب‬
‫عليه إذا أخطأ لنه ل يطىء بسوء رميه وإنا أخطأ بالرمي ف غي وقته‬
‫وإن رمى من غي ريح فثارت ريح بعد خروج السهم من القوس فأخطأ ل يسب عليه لنه ل‬
‫يطىء بسوء رميه وإنا أخطأ بعارض الريح‬
‫وإن أصاب فقد قال بعض أصحابنا فيه وجهان بناء على القولي ف إصابة السهم الزدلف‬
‫وعندي أنه ل يسب له قول واحدا لن الزدلف ) إنا ( أصاب الغرض بدة رميه ومع الريح ل‬
‫يعلم أنه أصاب برميه‬
‫وإن رمى سهما فأصاب الغرض بفوقه ل يسب له لن ذلك من أسوأ الرمي وأردئه‬
‫فصل وإن انكسر القوس أو انقطع الوتر أو أصابت يده ريح فرمى وأصاب حسب له لن إصابته‬
‫مع اختلل اللة أدل على حذقه فإن أخطأ ل يسب عليه ف الطإ لنه ل يطىء بسوء رميه وإنا‬
‫أخطأ بعارض‬
‫وإن أغرق السهم فخرج من الانب الخر نظرت فإن أصاب حسب له لن إصابته مع الغراق‬
‫أدل على حذقه وإن أخطأ ل يسب عليه‬
‫ومن أصحابنا من قال يسب عليه ف الطإ لنه أخطأ ف مد القوس‬
‫والنصوص هو الول لن الغراق ليس من سوء الرمي وإنا هو لعن قبل الرمي فهو كانقطاع‬
‫الوتر وانكسار القوس‬
‫وإن انكسر السهم بعد خروجه من القوس وسقط دون الغرض ل يسب عليه ف الطإ لنه إنا ل‬
‫يصب لفساد اللة ل لسوء الرمي‬
‫وإن أصاب با فيه النصل حسب له لن إصابته مع فساد اللة أدل على حذقه‬
‫وإن أصابه بالوضع الخر ل يسب له لنه ل يصب ول يسب عليه لن خطأه لفساد اللة لسوء‬
‫الرمي‬
‫فصل وإن عرض دون الغرض عارض من إنسان أو بيمة نظرت فإن رد السهم ول يصل ل يسب‬
‫عليه لنه ل يصل للعارض ل لسوء الرمي‬
‫وإن نفذ ) فيه ( السهم وأصاب حسب له لن إصابته مع العارض أدل على حذقه وحكي أن‬
‫الكسعي كان راميا فخرج ) ذات ( ليلة فرأى ظبيا فرمى فأنفذه وخرج السهم فأصاب حجرا‬
‫وقدح فيه نارا فرأى ضوء النار فظن‬
‫____________________‬

‫أنه أخطأ فكسر القوس وقطع إبامه فلما أصبح رأى الظب صريعا قد نفذ فيه سهمه فندم فضربت‬
‫به العرب مثل وقال الشاعر ) الوافر ( فندمت ندامة الكسعي لا رأت عيناه ما صنعت يداه وإن‬
‫رمى فعارضه عارض فعثر به السهم وجاوز الغرض ول يصب ففيه وجهان أحدها هو قول أب‬
‫إسحاق أنه يسب عليه ف الطإ لنه أخطأ بسوء الرمي ل للعارض لنه لو كان للعارض تأثي‬
‫لوقع سهمه دون الغرض فلما جاوزه ول يصب دل على أنه أخطأ بسوء رميه فحسب عليه ف‬
‫الطإ‬
‫والثان ) أنه ( ل يسب عليه لن العارض قد يشوش الرمي فيقصر عن الغرض وقد ياوزه‬
‫وإن رمى السهم فأصاب الرض وازدلف فأصاب الغرض ففيه قولن أحدها يسب ) له ( لنه‬
‫أصاب الغرض بالنعة الت أرسلها وما عرض دونا من الرض ل ينع الحتساب كما لو عرض‬
‫دونه شيء فهتكه وأصاب الغرض‬
‫والثان ل يسب له لن السهم خرج عن الرمي إل غي الغرض وإنا أعانته الرض حت ازدلفت‬
‫عنها إل الغرض فلم يسب له‬
‫وإن ازدلف ول يصب الغرض ففيه وجهان أحدها يسب عليه ف الطإ لنه إنا ازدلف بسوء‬
‫رميه لن الاذق ل يزدلف سهمه‬
‫والثان ل يسب عليه لن الرض تشوش السهم وتزيله عن سننه فإذا أخطأ ل يكن من سوء رميه‬

‫فصل وإن كان العقد على إصابة موصوفة نظرت فإن كان على القرع فأصاب الغرض وخزق أو‬
‫خسق أو مرق حسب له لن الشرط هو الصابة وقد حصل ذلك ف هذه النواع‬
‫فصل وإن كان الشرط هو السق نظرت فإن أصاب الغرض وثبت فيه ث سقط حسب له لن‬
‫السق هو أن يثبت وقد ثبت فلم يؤثر زواله بعد ذلك كما لو ثبت ث نزعه إنسان فإن ثقب‬
‫الوضع بيث يصلح لثبوت السهم لكنه ل يثبت ) فيه ( ففيه قولن أحدها أنه يسب له لن‬
‫السق أن يثقب بيث يصلح لثبوت السهم وقد فعل ذلك ولعله ل يثبت لسعة الثقب أو لغلظ‬
‫لقيه‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ل يسب له لن الصل عدم السق وأنه ل يكن فيه من القوة ما يثبت‬
‫فيه فلم يسب له‬
‫وإن كان الغرض ملصقا بالدف فأصابه السهم ول يثبت فيه فقال الرامي قد خسق إل أنه ل يثبت‬
‫فيه لغلظ لقيه من نواة أو حصاة وقال رسيله ل يسق نظرت فإن ل يعلم موضع الصابة من‬
‫الغرض فالقول قول الرسيل لن الصل عدم السق وهل يلف ينظر فيه فإن فتش الغرض فلم‬
‫يكن فيه شيء ينع من ثبوته ل يلف لن ما يدعيه الرامي غي مكن وإن كان هناك ما ينع من‬
‫ثبوته حلف لن ما يدعيه الرامي ) غي ( مكن‬
‫وإن علم موضع الصابة ول يكن فيه ما ينع من ثبوته فالقول قول الرسيل من غي يي لن ما‬
‫يدعيه الرامي غي مكن‬
‫وإن كان فيه ما ينع الثبوت ففيه وجهان أحدها أن القول قول الرامي لن الانع شهد له‬
‫والثان أن القول قول الرسيل لن الصل عدم السق والانع ل يدل على أنه لو ل يكن لكان‬
‫خاسقا ولعله لو ل يكن مانع لكان هذا منتهى رميه فل يكم له بالسق بالشك‬
‫وإن كان ف الشن خرق أو موضع بال فوقع فيه السهم وثبت ف الدف نظرت فإن كان الوضع‬
‫الذي ثبت ) فيه ( ف صلبة الشن اعتد به لنا نعلم أنه لو كان الشن صحيحا‬
‫لثبت فيه‬
‫وإن كان دون الشن ف الصلبة كالتراب والطي الرطب ل يعتد له ول عليه لنا ل نعلم أنه لو‬
‫كان صحيحا هل كان يثبت فيه أم ل فيد إليه السهم حت يرميه وإن خرمه وثبت ففيه قولن‬
‫أحدها يعتد به لن السق هو أن يثبت النصل وقد ثبت‬
‫والثان ل يعتد به لن السق أن يثبت السهم ف جيع الشن ول يوجد ذلك‬
‫فإن مرق السهم فقد قال الشافعي رحه ال هو عندي خاسق ومن الرماة من ل يتسبه فمن‬
‫أصحابنا من قال يتسب له قول واحدا وما حكاه عن غيه ليس بقول له لن معن السق قد‬
‫وجد وزيادة ولنه لو مرق والشرط القرع حسب فكذلك إذا مرق والشرط السق‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها يسب له لا ذكرناه‬
‫والثان ل يسب له لن السق أن يثبت وما ثبت ولن ف السق زيادة حذق وصنعة‬
‫____________________‬

‫من نزع القوس بقدار السق والتعليل الول أصح لن هذا يبطل به إذا مرق والشرط القرع‬
‫وإن أصاب الشن ومرق وثبت ف الدف ووجد على نصله قطعة من الشن والدف دون الشن ف‬
‫الصلبة فقال الرامي هذا اللد قطعه سهمي بقوته وقال الرسيل بل كان ف الشن ثقبة وهذه‬
‫اللدة كانت قد انقطعت من قبل فحصلت ف السهم فالقول قول الرسيل لن الصل عدم‬
‫السق‬
‫فصل إذا مات أحد الراميي أو ذهبت يده بطل العقد لن القصود معرفة حذقه وقد فات ذلك‬
‫فبطل العقد كما لو هلك البيع‬
‫وإن رمدت عينه أو مرض ل يبطل العقد لنه يكن استيفاء العقود عليه بعد زوال العذر‬
‫وإن أراد أن يفسخ‬
‫فإن قلنا إنه كالعالة كان حكمه حكم الفسخ من غي عذر وقد بيناه ف أول الكتاب‬
‫وإن قلنا إنه كالجارة جاز له أن يفسخ لنه تأخر العقود عليه فملك الفسخ كما يلك ف‬
‫الجارة وإن أراد أحدها أن يؤخر الرمي للدعة فإن قلنا إنه كالجارة أجب عليه كما أجب ف‬
‫الجارة وإن قلنا إنه كالعالة ل يب كما ل يب ف العالة‬
‫كتاب إحياء الوات يستحب إحياء الوات لا روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر وما أكله العواف منها فهو له صدقة وتلك به الرض‬
‫لا روى سعيد بن زيد رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من أحيا أرضا ميتة‬
‫فهي له ويوز ذلك من غي إذن المام للخب ولنه تلك مباح فلم يفتقر إل إذن المام‬
‫كالصطياد‬
‫فصل وأما الوات الذي جرى عليه اللك وباد أهله ول يعرف مالكه ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه‬
‫يلك بالحياء لا روى طاوس أن النب صلى ال عليه وسلم قال عادى الرض ل ولرسوله ث هي‬
‫لكم بعد ولنه إن كان ف دار السلم فهو كاللقطة الت ل يعرف مالكها وإن كان ف دار الرب‬
‫فهو كالركاز‬
‫والثان ل يلك لنه إن كان ف دار السلم فهو لسلم أو لذمي أو لبيت الال فل يوز إحياؤه‬
‫وإن كان ف دار الرب جاز أن يكون لكافر ل يل ماله أو لكافر ل تبلغه الدعوة فل يل ماله‬
‫ول يوز تلكه‬
‫والثالث أنه إن كان ف دار السلم ل يلك وإن كان ف دار الرب ملك لن ما كان ف دار‬
‫السلم فهو ف الظاهر لن له حرمة وما كان ف دار الرب فهو ف الظاهر لن ل حرمة له ولذا‬
‫ما يوجد ف دار الرب يمس وما يوجد ف دار السلم يب تعريفه وإن قاتل الكفار عن أرض‬
‫ول ييوها ث ظهر السلمون عليها ففيه وجهان أحدها ) أنه ( ل يوز أن تلك بالحياء بل هي‬
‫غنيمة بي الغاني لنم لا منعوا عنها صاروا فيها كالتحجرين فلم تلك بالحياء‬
‫والثان أنه يوز أن تلك بالحياء لنم ل يدثوا فيها عمارة فجاز أن تلك بالحياء كسائر الوات‬

‫فصل وما يتاج إليه لصلحة العامر من الرافق كحري البئر وفناء الدار والطريق ومسيل الاء ل‬
‫يوز إحياؤه لنه تابع للعامر فل يلك بالحياء ولنا لو جوزنا إحياءها أبطلنا اللك ف العامر على‬
‫أهله وكذلك ما بي العامر من الرحاب والشوارع ومقاعد السواق ل يوز تلكه بالحياء لن‬
‫الشرع قد ورد بإحياء الوات وهذا من جلة العامر ولنا لو جوزنا ذلك ضيقنا على الناس ف‬
‫أملكهم وطرقهم وهذا ل يوز‬
‫فصل ويوز إحياء كل من يلك الال لنه فعل يلك به فجاز من كل من يلك الال كالصطياد‬
‫ول يوز للكافر أن يلك‬
‫____________________‬

‫بالحياء ف دار السلم ول للمام أن يأذن له ف ذلك لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫موتان الرض ل ولرسوله ث هي لكم من فجمع الوتان وجعلها للمسلمي فانتفى أن يكون‬
‫لغيهم ولن موات الدار من حقوق الدار والدار للمسلمي فكان الوات لم كمرافق الملوك ل‬
‫يوز لغي الالك إحياؤه ول يوز للمسلم أن ييي الوات ف بلد صول الكفار على القام فيه لن‬
‫الوات تابع للبلد فإذا ل يز تلك البلد عليهم ل يز تلك مواته‬
‫فصل والحياء الذي يلك به أن يعمر الرض لا يريده ويرجع ف ذلك إل العرف لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أطلق الحياء ول يبي فحمل على التعارف‬
‫فإن كان يريده للسكن فأن يبن سور الدار من اللب والجر والطي والص إن كانت عادتم‬
‫ذلك أو القصب أو الشب إن كانت عادتم ذلك ويسقف وينصب عليه الباب لنه ل يصلح‬
‫للسكن با دون ذلك فإن أراد مراحا للغنم أو حظية للشوك والطب بن الائط ونصب عليه‬
‫الباب لنه ل يصي مراحا وحظية با دون ذلك‬
‫وإن أراد للزراعة فأن يعمل لا مسناة ويسوق الاء إليها من نر أو بئر‬
‫فإن كانت الرض من البطائح فأن يبس عنها الاء لن إحياء البطائح أن يبس عنها الاء كما أن‬
‫إحياء اليابس بسوق الاء إليه ويرثها وهو أن يصلح ترابا وهل يشترط غي ذلك فيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنه ل يشترط غي ذلك وهو النصوص ف الم وهو قول أب إسحاق لن الحياء قد ت وما‬
‫بقي إل الزراعة وذلك انتفاع باليا فلم يشترط كسكن الدار‬
‫والثان وهو ظاهر ما نقله الزن أنه ل يلك إل بالزراعة لنا من تام العمارة ويالف السكن فإنه‬
‫ليس من تام العمارة وإنا هو كالصاد ف الزرع‬
‫والثالث وهو قول أب العباس أنه ل يتم إل بالزراعة والسقي لن العمارة ل تكمل إل بذلك وإن‬
‫أراد حفر بئر فإحياؤها أن يفر إل أن يصل إل الاء لنه ل يصل البئر إل بذلك‬
‫فإن كانت الرض صلبة ت الحياء وإن كانت رخوة ل يتم الحياء حت تطوق البئر لنا ل تكمل‬
‫إل به‬
‫فصل وإذا أحيا الرض ملك الرض وما فيها من العادن كالبلور والفيوزج والديد والرصاص‬
‫لنا من أجزاء الرض فملك بلكها‬
‫ويلك ما يتبع فيها من الاء والقار وغي ذلك‬
‫وقال أبو إسحاق ل يلك الاء وما ينبع فيها وقد بينا ذلك ف البيوع‬
‫ويلك ما ينبت فيها من الشجر والكل‬
‫وقال أبو القاسم الصيمري ل يلك الكل لا روي أن أبيض بن حال سأل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن حى الراك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل حى ف الراك ولنه لو فرخ‬
‫ف الرض طائر ل يلك فكذلك إذا نبت فيه الكل‬
‫وقال أكثر أصحابنا يلك لنه من ناء اللك فملكه بلكه كشعر الغنم‬
‫فصل ويلك بالحياء ما يتاج إليه من الرافق كفناء الدار والطريق ومسيل الاء وحري البئر وهو‬
‫بقدر ما يقف فيه الستقي إن كانت البئر للشرب وقدر ما ير فيه الثور إن كانت للسقي وحري‬
‫النهر وهو ملقى الطي وما يرج منه من التقن‬
‫ويرجع ف ذلك إل أهل العرف ف الوضع والدليل عليه ما روى عبد ال بن مغفل أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال من احتفر بئرا‬
‫____________________‬

‫فله أربعون ذراعا حولا عطن لاشيته‬


‫وروى ابن شهاب عن سعيد بن السيب قال من السنة أن حري القليب العادية خسون ذراعا‬
‫وحري البدىء خسة وعشرون ذراعا وحري بئر الزرع ثلثمائة ذراع‬
‫فإن أحيا أرضا إل جنب غيه فجعل أحدها داره مدبغة أو مقصرة ل يكن للخر منعه من ذلك‬
‫لنه تصرف مباح ف ملكه فلم ينع منه‬
‫وإن ألصق حائطه بائطه منع من ذلك‬
‫وإن طرح ف أصل حائطه سرجينا منع منه لنه تصرف باشر ملك الغي با يضر به فمنع منه‬
‫فإن حفر حشا ف أصل حائطه ل ينع منه لنه تصرف ف ملكه‬
‫ومن أصحابنا من قال ينع لنه يضر بالاجز الذي بينهما ف الرض‬
‫وإن ملك بئرا بالحياء فجاء رجل وتباعد عن حريه وحفر بئرا فنقص ماء الول ل ينع منه لنه‬
‫تصرف ف موات ل حق لغيه فيه‬
‫فصل وإن تجر رجل مواتا وهو أن يشرع ف إحيائه ول يتمم صار أحق به من غيه لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم من سبق إل ما ل يسبق إليه فهو أحق به‬
‫وإن نقله إل غيه صار الثان أحق به لنه آثره صاحب الق به‬
‫وإن مات انتقل ذلك إل وارثه لنه حق تلك ثبت له فانتقل إل وارثه كالشفعة‬
‫وإن باعه ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه يصح لنه صار أحق به فملك بيعه‬
‫والثان أنه ل يصح وهو الذهب لنه ل يلكه بعد فلم يلك بيعه كالشفيع قبل الخذ‬
‫وإن بادر غيه إل إحيائه نظرت فإن كان ذلك قبل أن تطول الدة ففيه وجهان أحدها ل يلك‬
‫لن يد التحجر أسبق‬
‫والثان يلك لن الحياء يلك به والتحجر ل يلك به فقدم ما يلك به على ما ل يلك به‬
‫وإن طالت الدة ول يتمم قال له السلطان إما أن تعمر وإما أن ترفع يدك لنه ضيق على الناس ف‬
‫حق مشترك بينهم فلم يكن منه كما لو وقف ف طريق ضيق أو مشرعة ماء ومنع غيه منها‬
‫وإن سأل أن يهل أمهل مدة قريبة فإن انقضت الدة ول يي فبادر غيه فأحيا ملك لنه ل حق له‬
‫بعد انقضاء الدة‬
‫فصل ومن سبق ف الوات إل معدن ظاهر وهو الذي يوصل إل ما فيه من غي مؤنة كالاء والنفط‬
‫والومياء والياقوت والبام واللح والكحل كان أحق به لقوله صلى ال عليه وسلم من سبق إل ما‬
‫ل يسبق إليه فهو أحق به فإن أطال القام فيه ففيه وجهان أحدها ل ينع لنه سبق إليه‬
‫والثان ينع لنه يصي كالتحجر‬
‫فإن سبق اثنان وضاق الكان وتشاحا فإن كانا يأخذان للتجارة هايأ المام بينهما فإن تشاحا ف‬
‫السبق أقرع بينهما لنه ل مزية لحدها على الخر فقدم بالقرعة‬
‫وإن كانا يأخذان للحاجة ففيه ثلثة أوجه أحدها يقرع بينهما لنه ل مزية لحدها على الخر‬
‫والثان يقسم بينهما لنه يكن لما القسمة فل يؤخر حقه‬
‫والثالث يقدم المام أحدها لن للمام نظرا ف ذلك فقدم من رأى تقديه‬
‫وإن كان من ذلك ما يلزم عليه مؤنة بأن يكون بقرب الساحل موضع إذا حصل فيه الاء حصل‬
‫فيه ملح جاز أن يلك بالحياء لنه يوصل إليه بالعمل والؤنة فملك بالحياء كالوات‬
‫فصل وإن سبق إل معدن باطن وهو الذى ل يوصل إليه إل بالعمل والؤنة كمعدن الذهب‬
‫والفضة والديد والرصاص والياقوت والفيوزج فوصل إل نيله ملك ما أخذه لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم من سبق إل ما ل يسبق إليه فهو أحق به وهل يلك العدن فيه قولن أحدها يلكه‬
‫لنه موات ل يوصل إل ما فيه إل بالعمل والنفاق فملكه بالحياء كموات الرض‬
‫والثان ل يلك وهو الصحيح لن النب صلى ال عليه وسلم علق اللك ف الوات على الحياء‬
‫وهو العمارة والعمل ف العدن حفر وتريب فل يلك به ولنه يتاج ف كل جزء يأخذه إل عمل‬
‫فل يلك منه إل ما أخذ ويالف موات الرض لنه إذا عمر انتفع به‬
‫____________________‬

‫على الدوام من غي عمل مستأنف فملك به فإن قلنا إنه يلك بالحياء ملكه إل القرار وملك‬
‫مرافقه فإن تباعد إنسان عن حريه وحفر معدنا فوصل إل العرق ل ينع من أخذ ما فيه لنه إحياء‬
‫ف موات ل حق فيه لغيه فإن حفر ول يصل إل النيل صار أحق به كما قلنا فيمن تجر ف موات‬
‫الرض‬
‫فإن قلنا ل يلك كان كالعدن الظاهر ف إزالة يده إذا طال مقامه وف القسمة والتقدي بالقرعة‬
‫وتقدي من يرى المام تقديه‬
‫فصل ويوز الرتفاق با بي العامر من الشوارع والرحاب الواسعة بالقعود للبيع والشراء لتفاق‬
‫أهل المصار ف جيع العصار على إقرار الناس على ذلك من غي إنكار ولنه ارتفاق بباح من‬
‫غي إضرار فلم ينع منه كالجتياز فإن سبق إليه كان أحق به لقوله صلى ال عليه وسلم من‬
‫مناخ من سبق وله أن يظلل با ل ضرر به على الارة من بارية وثوب لن الاجة تدعو إل ذلك‬
‫وإن أراد أن يبن دكة منع ) منه ( لنه يضيق به الطريق ويعثر به الضرير وبالليل البصي فلم يز‬
‫وإن قام وترك التاع ل يز لغيه أن يقعد فيه لن يد الول ل تزل وإن نقل متاعه كان لغيه أن‬
‫يقعد فيه لنه زالت يده‬
‫وإن قعد وأطال ففيه وجهان أحدها ينع لنه يصي كالتملك وتلكه ل يوز‬
‫والثان يوز لنه قد ثبت له اليد بالسبق إليه‬
‫وإن سبق إليه اثنان ففيه وجهان أحدها يقرع بينهما لنه ل مزية لحدها على الخر‬
‫والثان يقدم المام أحدها لن للمام النظر والجتهاد ول تيء القسمة لنا ل تلك فلم تقسم‬
‫باب القطاع والمى يوز للمام أن يقطع موات الرض لن يلكه بالحياء لا روى علقمة بن‬
‫وائل عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أقطعه أرضا فأرسل معه معاوية أن أعطه إياها أو‬
‫قال أعطها إياه وروى ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم أقطع الزبي حضر فرسه فأجرى‬
‫فرسه حت قام ورمى بسوطه فقال أعطوه من حيث وقع السوط‬
‫وروي أن أبا بكر أقطع الزبي وأقطع عمر عليا وأقطع عثمان رضي ال عنهم خسة من أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الزبي وسعدا وابن مسعود وخبابا وأسامة بن زيد رضي ال عنهم‬

‫ومن أقطعه المام شيئا من ذلك صار أحق به ويصي كالتحجر ف جيع ما ذكرناه لن بإقطاع‬
‫المام صار أحق به كالتحجر فكان حكمه حكم التحجر‬
‫ول يقطع من ذلك إل ما يقدر على إحيائه لنه إذا أعطاه أكثر من ذلك دخل الضرر على‬
‫السلمي من غي فائدة‬
‫فصل وأما العادن فإنا إن كانت من العادن الظاهرة ل يز إقطاعها لا روى ثابت بن سعيد عن‬
‫أبيه عن جده أبيض بن حال أنه استقطع النب صلى ال عليه وسلم ملح الأرب فأقطعه إياه ث إن‬
‫القرع بن حابس قال يا رسول ال إن قد وردت اللح ف الاهلية وهو بأرض ليس با ملح ومن‬
‫ورده أخذه وهو مثل الاء العد بأرض فاستقال أبيض بن حال فقال أبيض قد أقلتك فيه على أن‬
‫تعله من صدقة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هو منك صدقة وهو مثل الاء العد ومن‬
‫ورده أخذه‬
‫وإن كانت من العادن الباطنة فإن قلنا إنا تلك بالحياء جاز إقطاعه لنه موات يوز أن يلك‬
‫بالحياء فجاز إقطاعه كموات الرض‬
‫وإن قلنا ل تلك بالحياء فهل يوز إقطاعه فيه قولن أحدها يوز إقطاعه لنه يفتقر النتفاع به‬
‫إل الؤن فجاز إقطاعه كموات الرض‬
‫والثان‬
‫____________________‬

‫ل يوز لنه معدن ل يلك بالحياء فلم يز إقطاعه كالعادن الظاهرة‬


‫فإذا قلنا يوز إقطاعه ل يز إل ما يقوم به لا ذكرناه ف إقطاع الوات‬
‫فصل ويوز إقطاع ما بي العامر من الرحاب ومقاعد السواق للرتفاق فمن أقطع شيئا من ذلك‬
‫صار أحق بالوضع نقل متاعه أو ل ينفل لن للمام النظر والجتهاد فإذا أقطعه ثبتت يده عليه‬
‫بالقطاع فلم يكن لغيه أن يقعد فيه‬
‫فصل ول يوز لحد أن يمى مواتا ليمنع الحياء ورعي ما فيه من الكل لا روى الصعب بن‬
‫جثامة قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل حى إل ل ولرسوله فأما الرسول عليه‬
‫الصلة والسلم فإنه كان يوز له أن يمي لنفسه وللمسلمي فأما لنفسه فإنه ما حي ولكنه حى‬
‫للمسلمي والدليل عليه ما روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم حى النقيع‬
‫ليل السلمي وأما غيه من الئمة فل يوز أن يمي لنفسه للخب وهل يوز أن يمي ليل‬
‫الاهدين ونعم الزية وإبل الصدقة وماشية من يضعف عن البعاد ف طلب النجعة فيه قولن‬
‫أحدها ل يوز للخب‬
‫والثان يوز لا روى عامر بن عبد ال بن الزبي عن أبيه قال أتى أعراب من أهل ند عمر فقال يا‬
‫أمي الؤمني بلدنا قاتلنا عليها ف الاهلية وأسلمنا عليها ف السلم فعلم تميها فأطرق عمر‬
‫رضي ال عنه وجعل ينفخ ويفتل شاربه وكان إذا كره أمرا فتل شاربه ونفخ فلما رأى العراب ما‬
‫به جعل يردد ذلك فقال عمر الال مال ال والعباد عباد ال فلول ما أحل عليه ف سبيل ال ما‬
‫حيت من الرض شبا ف شب‬
‫قال مالك نبئت أنه كان يمل ف كل عام على أربعي ألفا من الظهر وقال مرة من اليل‬
‫وروى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي ال عنه استعمل مول له يدعى هنيا على المى وقال‬
‫له يا هن اضمم جناحك عن الناس واتق دعوة الظلوم فإن دعوة الظلوم مابة وأدخل رب‬
‫الصرية والغنيمة وإياك ونعم ابن عوف وإياك ونعم ابن عفان فإنما إن تلك ماشيتهما يرجعا إل‬
‫نل وزرع وإن رب الصرية ورب الغنيمة إن تلك ماشيتهما فيأتيان فيقول يا أمي الؤمني يا أمي‬
‫الؤمني أفتاركهم أنا ل أبا لك إن الاء والكل أيسر عندي من الذهب والورق والذي نفسي بيده‬
‫لول الال الذي أحل عليه ف سبيل ال ما حيت عليهم من بلدهم شبا‬
‫فإن حى رسول ال صلى ال عليه وسلم أرضا لاجة والاجة باقية ل يز إحياؤها وإن زالت‬
‫الاجة ففيه وجهان أحدها يوز لنه زال السبب‬
‫والثان ل يوز لن ما حكم به رسول ال صلى ال عليه وسلم نص فل يوز نقضه بالجتهاد‬
‫وإن حاه إمام غيه وقلنا إنه يصح حاه فأحياه رجل ففيه قولن أحدها ل يلكه كما ل يلك ما‬
‫حاه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫والثان يلك لن حى المام اجتهاد وملك الرض بالحياء نص والنص ل ينقض بالجتهاد‬
‫باب حكم الياه الاء اثنان مباح وغي مباح‬
‫فأما غي الباح فهو ما ينبع ف أرض ملوكة فصاحب الرض أحق به من غيه لنه على النصوص‬
‫بلكه وعلى قول أب إسحاق ل يلكه إل أنه ل يوز لغيه أن يدخل إل ملكه بغي إذنه فكان‬
‫أحق به وإن فضل عن حاجته‬
‫____________________‬

‫واحتاج إليه الاشية للكل لزمه بدله من غي عوض وقال أبو عبيد بن حرب ل يلزمه بذله كما ل‬
‫يلزمه بذل الكل للماشية ول بذل الدلو والبل ليستقي به الاء للماشية والذهب الول لا روى‬
‫إياس بن عمرو أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن بيع فضل الاء وروى أبو هريرة رضي ال‬
‫عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من منع فضل الاء ليمنع به فضل الكل منعه ال فضل‬
‫رحته ويالف الكل فإنه ل يستخلف أخذه وربا احتاج إليه لاشيته قبل أن يستخلف فتهلك‬
‫ماشيته والاء يستخلف أخذه وما ينقص من الدلو والبل ل يستخلف فيستضر والضرر ل يزال‬
‫بالضرر ول يلزمه بذل فضل الاء للزرع لن الزرع ل حرمة له ف نفسه والاشية لا حرمة ف‬
‫نفسها ولذا لو كان الزرع له ل يلزمه سقيه ولو كانت الاشية له لزمه سقيها‬
‫وإن ل يفضل الاء عن حاجته ل يلزمه بذله لن النب صلى ال عليه وسلم علق الوعيد على منع‬
‫الفضل ولن ما ل يفضل عن حاجته يستضر ببذله والضرر ل يزال بالضرر‬
‫فصل وأما الباح فهو الاء الذي ينبع ف الوات فهو مشترك بي الناس لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫الناس شركاء ف ثلثة الاء والنار والكل فمن سبق منهم إل شيء منه كان أحق به لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم من سبق إل ما ل يسبق إليه فهو أحق به‬
‫فإن أراد أن يسقي منه أرضا فإن كان نرا عظيما كالنيل والفرات وما أشبههما من الودية‬
‫العظيمة جاز أن يسقي منه ما شاء ومت شاء لنه ل ضرر فيه على أحد‬
‫وإن كان نرا صغيا ل يكن سقي الرض منه إل أن يبسه فإن كانت الرض متساوية بدأ من ف‬
‫أول النهر فيحبس الاء حت يسقي أرضه إل أن يبلغ الاء إل الكعب ث يرسله إل من يليه وعلى‬
‫هذا إل أن تنتهي الراضي لا روى عبادة بن الصامت رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قضى ف شرب نر من سيل أن للعلى أن يشرب قبل السفل ويعل الاء فيه إل الكعب ث‬
‫يرسله إل السفل الذي يليه كذلك حت تنتهي الرضون‬
‫وروى عبد ال بن الزبي أن الزبي ورجل من النصار تنازعا ف شراج الرة الت يسقى با النخل‬
‫فقال النصاري للزبي سرح الاء فأب الزبي فاختصما إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم للزبي اسق أرضك ث أرسل الاء إل أرض جارك فقال النصاري‬
‫أن كان ابن عمتك يا رسول ال فتلون وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا زبي اسقي‬
‫أرضك واحبس الاء إل أن يبلغ الدر‬
‫وإن كانت الرض بعضها أعلى من بعض ول يقف الاء ف الرض العالية إل الكعب حت يقف ف‬
‫الرض الستفلة إل الوسط فيسقي الستفلة حت يبلغ الاء إل الكعب ث يسدها ويسقي العالية‬
‫حت يبلغ الكعب‬
‫فإن أحيا جاعة أرضا على هذا النهر وسقوا منه ث جاء رجل فأحيا أرضا ف أعله إذا سقى أرضه‬
‫استضر أهل النهر منع من ذلك لن من ملك أرضا ملكها برافقها والنهر من مرافق أرضهم فل‬
‫يوز مضايقتهم فيه‬
‫فصل وإن اشترك جاعة ف استنباط عي اشتركوا ف مائها فإن دخلوا على أن يتساووا تساووا ف‬
‫النفاق‬
‫وإن دخلوا على أن يتفاضلوا تفاضلوا ف النفاق ويكون الاء بينهم على قدر النفقة لنم‬
‫استفادوا ذلك بالنفاق فكان حقهم على قدره فإن أراد وأسقى أراضيهم بالهايأة يوما يوما جاز‬
‫وإن أرادوا قسمة الاء نصبوا خشبة مستوية قبل الراضي وتفتح فيها كوى‬
‫____________________‬

‫على قدر حقوقهم فتخرج حصة كل واحد منهم إل أرضه فإن أراد أحدهم أن يأخذ حقه من الاء‬
‫قبل القسم ف ساقية تفرها إل أرضه منع من ذلك لن حري النهر مشترك بينهم فل يوز لواحد‬
‫منهم أن يفر فيه‬
‫فإن أراد أن ينصب رحا قبل القسم ويديرها بالاء منع من ذلك لنه يتصرف ف حري مشترك‬
‫فإن أراد أن يأخذ الاء ويسقي به أرضا أخرى ليس لا رسم بشرب من هذا النهر منع منه لنه‬
‫يعل لنفسه شربا ل يكن له كما ل يوز لن له داران متلصقان ف دربي أن يفتح من أحدها بابا‬
‫إل الخرى فيجعل لنفسه طريقا ل يكن له وال أعلم‬
‫كتاب اللقطة إذا وجد الر الرشيد لقطة يكن حفظها وتعريفها كالذهب والفضة والواهر‬
‫والثياب فإن كان ذلك ف غي الرم جاز التقاطه للتملك لا روى عبد ال بن عمرو بن العاص أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم سئل عن اللقطة فقال ما كان منها ف طريق مئتاء فعرفها حول فإن جاء‬
‫صاحبها وإل فهي لك وما كان منها ف خراب ففيها وف الركاز المس‬
‫وله أن يلتقطها للحفظ على صاحبها لقوله تعال } وتعاونوا على الب والتقوى { ولا روى أبو‬
‫هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال من كشف عن مسلم كربة من كرب الدنيا كشف ال‬
‫عنه كربة من كرب يوم القيامة وال ف عون العبد ما دام العبد ف عون أخيه وإن كانت ف الرم‬
‫ل يز أن يأخذها إل للحفظ على صاحبها‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز التقاطها للتملك لنا أرض مباحة فجاز أخذ لقطتها للتملك كغي‬
‫الرم‬
‫والذهب الول لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن هذا البلد‬
‫حرمه ال يوم خلق السموات والرض فهو حرام إل يوم القيامة ل يل لحد قبلي ول يل لحد‬
‫بعدي ول يل ل إل ساعة من نار وهو حرام إل يوم القيامة ل ينفر صيدها ول يعضد شجرها‬
‫ول تلتقط لقطتها إل لعرف ويلزمه القام للتعريف وإن ل يكنه القام دفعها إل الاكم ليعرفها من‬
‫سهم الصال‬
‫فصل وهل يب أخذها روى الزن أنه قال ل أحب تركها وقال ف الم ل يوز تركها‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ل يب لنا أمانة فلم يب أخذها كالوديعة‬
‫والثان يب لا روى ابن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قال حرمة مال الؤمن كحرمة دمه‬
‫ولو خاف على نفسه لوجب حفظها فكذلك إذا خاف على ماله وقال أبو العباس وأبو إسحاق‬
‫وغيها إن كانت ف موضع ل ياف عليها لمانة أهله ل يب عليه لن غيه يقوم مقامه ف‬
‫حفظها‬
‫وإن كان ف موضع ياف عليها لقلة أمانة أهله وجب لن غيه ل يقوم مقامه فتعي عليه وحل‬
‫القولي على هذين الالي‬
‫فإن تركها ول يأخذها ل يضمن لن الال إنا يضمن باليد أو بالتلف ول يوجد شيء من ذلك‬
‫ولذا ل يضمن الوديعة إذا ترك أخذها فكذلك اللقطة‬
‫فصل وإن أخذها اثنان كانت بينهما كما لو أخذ صيدا كان بينهما‬
‫فإن أخذها واحد وضاعت منه ووجدها غيه وجب عليه ردها إل الول لنه سبق إليها فقدم‬
‫كما لو سبق إل موات فتحجره‬
‫فصل وإذا أخذها عرف عفاصها وهو الوعاء الذي تكون فيه ووكاءها وهو الذى تشد به‬
‫وجنسها وقدرها لا روى زيد‬
‫____________________‬
‫بن خالد الهن أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن اللقطة فقال اعرف عفاصها ووكاءها‬
‫وعرفها سنة فإن جاء من يعرفها وإل فاخلطها بالك فنص على العفاص والوكاء وقسنا عليهما‬
‫النس والقدر ولنه إذا عرف هذه الشياء ل تتلط باله وتعرف به صدق من يدعيها‬
‫وهل يلزمه أن يشهد عليها وعلى اللقيط فيه ثلثة أوجه أحدها ل يب لنه دخول ف أمانة فلم‬
‫يب الشهاد عليه كقبول الوديعة‬
‫والثان يب لا روى عياض بن حار رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من التقط‬
‫لقطة فليشهد ذا عدل أو ذوي عدل ول يكتم ول يغيب ولنه إذا ل يشهد ل يؤمن أن يوت‬
‫فتضيع اللقطة أو يسترق اللقيط‬
‫والثالث أنه ل يب على اللقطة لنه اكتساب مال فلم يب الشهاد عليه كالبيع ويب على‬
‫اللقيط لنه يفظ به النسب فوجب الشهاد عليه كالنكاح‬
‫وإن أخذها وأراد الفظ على صاحبها ل يلزمه التعريف لن التعريف للتملك فإذا ل يرد التملك‬
‫ل يب التعريف‬
‫فإن أراد أن يتملكها نظرت فإن كان مال له قدر يرجع من ضاع منه ف طلبه لزمه أن يعرفه سنة‬
‫لديث عبد ال بن عمرو وحديث زيد بن خالد وهل يوز تعريفها سنة متفرقة فيه وجهان أحدها‬
‫ل يوز ومت قطع استأنف لنه إذا قطع ل يظهر أمرها ول يظهر طالبها‬
‫والثان يوز لن اسم السنة يقع عليها ولذا لو نذر صوم سنة جاز أن يصوم سنة متفرقة‬
‫ويب أن يكون التعريف ف أوقات اجتماع الناس كأوقات الصلوات وغيها وف الواضع الت‬
‫يتمع الناس فيها كالسواق وأبواب الساجد لن القصود ل يصل إل بذلك ويكثر منه ف‬
‫الوضع الذي وجدها فيه لن من ضاع منه شيء يطلبه ف الوضع الذي ضاع فيه‬
‫ول يعرفها ف الساجد لا روى جابر قال سع رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل ينشد ضالة ف‬
‫السجد فقال له النب صلى ال عليه وسلم ل وجدت وذلك لنه كان يكره أن ترفع فيه‬
‫الصوات‬
‫ويقول من ضاع منه شيء أو من ضاع منه دناني ول يزيد عليها حت ل يضبطها رجل فيدعيها‬
‫فإن ذكر النوع والقدر والعفاص والوكاء ففيه وجهان أحدها ل يضمن لن بجرد الصفة ل‬
‫يب الدفع‬
‫والثان يضمن لنه ل يؤمن أن يفظ ذلك رجل ث يرافعه إل من يوجب الدفع بالصفة‬
‫فإن ل يوجد من يتطوع بالنداء كانت الجرة على اللتقط لنه يتملك به‬
‫وإن كانت اللقطة ما ل يطلب كالتمرة واللقمة ل يعرف لا روى أنس قال مر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم على ترة ف الطريق مطروحة فقال لول أن أخشى أن تكون من الصدقة لكلتها‬
‫وإن كان ما يطلب إل أنه قليل ففيه ثلثة أوجه أحدها يعرف القليل والكثي سنة وهو ظاهر‬
‫النص لعموم الخبار‬
‫والثان ل يعرف الدينار لا روي أن عليا كرم ال وجهه وجد دينارا فعرفه ثلثا فقال له النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كله أو شأنك به‬
‫والثالث يعرف ما يقطع فيه السارق ول يعرف ما دونه لنه تافه ولذا قالت عائشة رضي ال‬
‫عنها ما كانت اليد تقطع على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الشيء التافه‬
‫فصل فإن عرفها فلم يد صاحبها ففيه وجهان أحدها تدخل ف ملكه بالتعريف لديث عبد ال‬
‫بن عمرو بن العاص أن النب صلى ال عليه وسلم قال فإن جاء صاحبها وإل فهي لك ولنه‬
‫كسب مال بفعل فلم يعتب فيه اختيار التملك كالصيد‬
‫والثان أنه يلكه باختيار التملك لا روي ف حديث زيد بن خالد الهن أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال فإن جاء صاحبها وإل فشأنك با فجعله إل اختياره ولنه تلك ببدل فاعتب فيه اختيار‬
‫التملك كاللك بالبيع‬
‫وحكى فيه وجهان آخران أحدها أنه يلك بجرد النية‬
‫والثان يلكه بالتصرف ول وجه لواحد منهما ول فرق ف ملكها بي الغن والفقي لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم فإن جاء صاحبها وإل فشأنك با ول يفرق لنه ملك بعوض فاستوى فيه الغن والفقي‬
‫كاللك ف القرض والبيع‬
‫فصل فإن حضر صاحبها قبل أن يلكها نظرت فإن كانت العي باقية وجب ردها مع الزيادة‬
‫التصلة والنفصلة لنا‬
‫____________________‬

‫باقية على ملكه‬


‫وإن كانت تالفة ل يلزم اللتقط ضمانا لنه يفظ لصاحبها فلم يلزم ضمانا من غي تفريط‬
‫كالوديعة‬
‫وإن حضر بعدما ملكها فإن كانت باقية وجب ردها‬
‫وإن كانت تالفة وجب عليه بدلا وقال الكرابيسي ل يلزمه ردها ول ضمان بدلا لنه مال ل‬
‫يعرف له مالك‬
‫فإذا ملكه ل يلزمه رده ول ضمان بدله كالركاز‬
‫والذهب الول لا روى أبو سعيد الدرى أن عليا كرم ال وجهه وجد دينارا فجاء صاحبه فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أده قال على قد أكلته فقال النب صلى ال عليه وسلم إذا جاء ناشىء‬
‫أديناه ويالف الركاز فإنه مال لكافر ل حرمة له وهذا مال مسلم ولذا ل يلزمه تعريف الركاز‬
‫ويلزمه تعريف اللقطة‬
‫فإن كانت العي باقية فقال اللتقط أنا أعطيك البدل ل يب الالك على قبوله لنه يكنه الرجوع‬
‫إل عي ماله فل يب على قبول البدل‬
‫وإن حضر وقد باعها اللتقط وبينهما خيار ففيه وجهان أحدها يفسخ البيع ويأخذ لنه يستحق‬
‫العي والعي باقية‬
‫والثان ل يوز له أن يفسخ لن الفسخ حق للعاقد فل يوز لغيه من غي إذنه‬
‫وإن حضر وقد زادت العي فإن كانت زيادة متصلة رجع فيها مع الزيادة‬
‫وإن كانت زيادة منفصلة رجع فيها دون الزيادة لنه فسخ ملك فاختلفت فيه الزيادة التصلة‬
‫والنفصلة كالرد بالعيب‬
‫فصل وإن جاء من يدعيها ووصفها فإن غلب على ظنه أنا له جاز له أن يدفع إليه ول يلزمه‬
‫الدفع لنه مال للغي فل يب تسليمه بالوصف كالوديعة فإن دفع إليه بالوصف ث جاء غيه‬
‫وأقام البينة أنا له قضي بالبينة لنا حجة توجب الدفع فقدمت على الوصف‬
‫فإن كانت باقية ردت على صاحب البينة‬
‫وإن كانت تالفة فله أن يضمن اللتقط لنه دفع ماله بغي حق وله أن يضمن الخذ لنه أخذ ماله‬
‫بغي حق فإن ضمن الخذ ل يرجع على اللتقط لنه إن كان مستحقا عليه فقد دفع ما وجب عليه‬
‫فلم يرجع‬
‫وإن كان مظلوما ل يز أن يرجع على غي من ظلمه‬
‫وإن ضمن اللتقط نظرت فإن كان قد أقر للخذ باللك بأن قال هي لك ل يرجع عليه لنه‬
‫اعترف أنه أخذ ماله وإن صاحب البينة ظلمه فل يرجع على من ل يظلمه‬
‫وإن ل يقر له ولكنه قال يغلب على ظن أنا لك فله الرجوع لنه بان أنه ل يكن له وقد تلف ف‬
‫يده فاستقر الضمان عليه‬
‫فصل وإن وجد ضالة ل يل إما أن تكون ف برية أو بلد فإن كانت ف برية نظرت فإن كانت ما‬
‫يتنع على صغار السباع بقوته كالبل والبقر واليل والبغال والمي أو ببعد أثره لسرعته‬
‫كالظباء والرانب أو بناحه كالمام والدراج ل يز التقاطه للتملك لا روى زيد بن خالد الهن‬
‫قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ضالة البل فغضب واحرت عيناه وقال مالك ولا‬
‫معها الدء والسقاء تأكل من الشجر وترد الاء حت يأتى ربا وسئل عن ضالة الغنم فقال خذها‬
‫هي لك أو لخيك أو للذئب وهل يوز أخذها للحفظ ينظر فيه فإن كان الواجد هو السلطان‬
‫جاز لن للسلطان ولية ف حفظ أموال السلمي ولذا روي أنه كان لعمر حظية يمع فيها‬
‫الضوال فإن كان له حى تركها ف المى وأشهد عليها ويسمها بسمة الضوال لتتميز عن غيها‬
‫من الموال‬
‫وإن ل يكن له حى فإن كان يطمع ف مىء صاحبها بأن يعرف أنا من نعم قوم يعرفهم حفظها‬
‫اليومي والثلثة‬
‫وإن ل يعرف أو عرف ول يىء صاحبها باعها وحفظ ثنها لنه إذا تركها احتاجت إل نفقة وف‬
‫ذلك إضرار‬
‫وإن كان الواجد لا من الرعية ففيه وجهان أحدها يوز لنه يأخذها للحفظ على صاحبها فجاز‬
‫كالسلطان‬
‫والثان ل يوز لنه ل ولية له على صاحبها بلف السلطان‬
‫فإن أخذها للتملك أو للحفظ وقلنا إنه ل يوز ضمنها لنه تعدى بأخذها فضمنها كالغاصب‬
‫وإن دفعها إل السلطان ففيه وجهان أحدها ) أنه ( ل يبأ من الضمان لنه ل ولية للسلطان‬
‫على رشيد‬
‫والثان يبأ وهو الذهب لن للسلطان ولية على الغائب ف حفظ ما ياف عليه من ماله ولذا لو‬
‫وجدها السلطان جاز له أخذها للحفظ على مالكها‬
‫فإذا أخذها غيه وسلمها إليه برىء من الضمان وإن كان ما ل يتنع من صغار السباع كالغنم‬
‫وصغار البل والبقر أخذها لديث زيد بن خالد الهن أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ف ضالة الغنم خذها هي لك أو لخيك أو للذئب ولنه إذا تركها أخذها غيه أو أكلها الذئب‬
‫فكان أخذها أحوط لصاحبها‬

‫____________________‬

‫وإذا أخذها فهو باليار بي أن يسكها ويتطوع بالنفاق عليها ويعرفها حول ث يلكها وبي أن‬
‫يبيعها ويفظ ثنها ويعرفها ث يلك الثمن وبي أن يأكلها ويغرم بدلا ويعرفها لنه إذا ل يفعل‬
‫ذلك احتاج إل نفقة دائمة وف ذلك إضرار بصاحبها‬
‫والمساك أول من البيع والكل لنه يفظ اعي على صاحبها ويرى فيها على سنة اللتقاط ف‬
‫التعريف‬
‫والتملك والبيع أول من الكل لنه إذا أكل استباحها قبل الول وإذا باع ل يلك الثمن إل بعد‬
‫الول فكان البيع أشبه بأحكام اللقطة‬
‫فإن أراد البيع ول يقدر على الاكم باعها بنفسه لنه موضع ضرورة‬
‫وإن قدر على الاكم ففيه وجهان أحدها ل يبيع إل بإذنه لن الاكم له ولية ول ولية للملتقط‬

‫والثان يبيع من غي إذنه لنه قد قام الالك فقام مقامه ف البيع‬


‫وإن أكل فهل يلزمه أن يعزل البدل مدة التعريف فيه وجهان‬
‫أحدها ل يلزمه لن كل حالة جاز أن يستبيح أكل اللقطة ل يلزمه عزل البدل كما بعد الول‬
‫ولنه إذا ل يعزل كان البدل قرضا ف ذمته‬
‫وإذا عزله كان أمانة والقرض أحوط من المانة‬
‫والثان يلزمه عزل البدل لنه أشبه بأحكام اللقطة فإن من حكم اللقطة أن تكون أمانة قبل الول‬
‫وقرضا بعد الول فيصي البدل كاللقطة إن شاء حفظها له وإن شاء عرفها ث تلك‬
‫وإن أفلس اللتقط كان صاحبها أحق با من سائر الغرماء‬
‫وإن وجد ذلك ف بلد فقد روى الزن أن الصغار والكبار ف البلد لقطة فمن أصحابنا من قال‬
‫الذهب ما رواه الزن لن النب صلى ال عليه وسلم إنا فرق بي الصغار والكبار ف البية لن‬
‫الكبار ل ياف عليها لنا ترد الاء وترعى الشجر وتتحفظ بنفسها‬
‫والصغار ياف عليها لنا ل ترد الاء والشجر فتهلك‬
‫وأما ف البلد فالكبار كالصغار ف الوف عليها فكان الميع لقطة‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قول آخر إن البلد كالبية فالصغار فيه لقطة والكبار ليست بلقطة‬
‫لعموم الب‬
‫فإن قلنا إن البلد كالبية فالكم فيه على ما ذكرناه إل ف الكل فله أن يأكل الصغار ف البية‬
‫وليس له أكلها ف البلد لن ف البية إذا ل يأكل الصغار هلكت لنه ل يكن بيعها وف البلد‬
‫يكن بيعها فلم يز الكل‬
‫وإن قلنا إن الميع ف البلد لقطة فالكم ف الكبار كالكم ف الصغار ف البية إل ف الكل فإنه‬
‫ل يأكل ف البلد ويأكل الصغار ف البية لا ذكرناه‬
‫فصل وإن وجد عبدا صغيا ل تييز له جاز له أن يلتقطه لنه كالغنم ويعرفه حول ث يلكه‬
‫وإن وجد جارية صغية ل تييز لا فإن كان ل يل له وطؤها جاز له أن يلتقطها للتملك كما‬
‫يوز أن يقترضها وإن كانت تل له ل يز أن يلتقطها للتملك كما ل يوز أن يقترضها‬
‫فصل وإن وجد كلب صيد ل يز أن ينتفع به قبل الول فإن عرفه حول ول يد صاحبه جاز له‬
‫أن ينتفع به لن النتفاع بالكلب كالتصرف ف الال والتصرف ف الال يقف على التعريف ف‬
‫الول فكذلك النتفاع بالكلب‬
‫فصل وإن وجد مال يبقى كالشواء والطبيخ واليار والبطيخ فهو باليار بي أن يأكله ويغرم‬
‫البدل وبي أن يبيعه ويفظ الثمن على ما ذكرناه ف الغنم ف بيعه وحفظ ثنه وأكله وعزل بدله‬
‫وخرج الزن فيه قول آخر أنه يلزمه البيع ول يوز الكل‬
‫والذهب الول لنه معرض للهلك فخي فيه بي البيع والكل كالغنم‬
‫وإن وجد ما ل يبقى ولكن يكن التوصل إل حفظه كالرطب والعنب فإن كان النفع لصاحبه أن‬
‫يباع بيع وإن كان النفع أن يفف جفف وإن احتاج إل مؤنة ف تفيفه ول يوجد من يتطوع بيع‬
‫بعضه وأنفق عليه‬
‫فصل وإن وجد خرا أراقها صاحبها ل يلزمه تعريفها لن إراقتها مستحقة فلم يز التعريف فإن‬
‫صارت عنده خل ففيه وجهان أحدها أنا لن أراقها لنا عادت إل اللك السابق واللك السابق‬
‫للذي أراق فعاد إليه كما لو غصبه من رجل فصار ف يده خل‬
‫والثان أنه للملتقط لن الول أسقط حقه منها فصارت ف يد الثان ويالف الغصوبة لنا أخذت‬
‫بغي رضاه فوجب ردها إليه‬
‫فصل فأما العبد إذا وجد لقطة ففيه قولن أحدها له أن يلتقط لنه كسب بفعل فجاز للعبد‬
‫كالصطياد‬
‫والثان ل يوز لن اللتقاط يقتضى ولية قبل الول وضمانا بعد الول والعبد ليس من أهل‬
‫الولية ول له ذمة يستوف منها الق إل أن يعتق‬
‫____________________‬

‫ويوسر فإن قلنا إنه يوز أن يلتقط فالتقط فهلك ف يده من غي تفريط ل يضمن‬
‫وإن هلك بتفريط ضمنها ف رقبته فتبتاع فيها‬
‫وإن عرفها صح تعريفه ول يلك به لنه ف أحد القولي ل يلك الال وف الثان يلك إذا ملكه‬
‫السيد وههنا ل يلكه السيد‬
‫فإن قلنا إن اللتقط يلك بالتعريف من غي اختيار التملك دخل ف ملك السيد كما يدخل ف‬
‫ملكه ما التقطه وعرفه‬
‫وإن قلنا ل يلك إل باختهيار التملك وقف على اختياره فإن تلكها العبد وتصرف فيها ففيه‬
‫وجهان أحدها يضمنها ف ذمته ويتبع با إذا عتق كما لو اقترض شيئا‬
‫والثان يضمنها ف رقبته لنه مال لزمه بغي رضا من له الق فتعلق برقبته كأرش الناية‬
‫وإن علم السيد نظرت فإن ل يكن عرفها العبد عرفها السيد حول ث تلك وإن عرفهما العبد‬
‫تلكها السيد ف الال لن تعريف العبد كتعريفه فإن عرفهما العبد بعض الول عرفها السيد ما‬
‫بقى ث تلك‬
‫وإن أقرها ف يد العبد نظرت فإن كان العبد أمينا ل يضمن كما ل يضمن ما التقطه بنفسه وسلمه‬
‫إل عبده‬
‫وإن كان خائنا ضمنها كما لو التقطها بنفسه وسلمها إليه وهو خائن‬
‫وإن قلنا إنه ل يوز أن يلتقط فالتقط ضمنها ف رقبته لنه أخذ مال غيه بغي حق فأشبه إذا‬
‫غصبه‬
‫وإن عرفها ل يصح تعريفه لنا ليست ف يده بكم اللقطة فإن علم السيد نظرت فإن أخذها‬
‫صارت ف يده أمانة لنه أخذ ما يوز له أخذه بكم اللتقاط فصار كما لو وجد لقطة فالتقطها‬
‫ويبأ العبد من الضمان لنه دفعها إل من يوز الدفع إليه فبىء من الضمان كما لو دفعها إل‬
‫الاكم‬
‫وإن أراد أن يتملك ابتدأ التعريف ث تلك فإن أقرها ف يد العبد ليعرفها فإن كان أمينا ل يضمن‬
‫كما لو استعان به ف تعريف ما التقطه بنفسه‬
‫وإن ل يأخذها ول أقرها ف يده ولكنه أهلها فقد روى الزن أنه يضمنها ف رقبة العبد وروى‬
‫الربيع أنه يضمنها ف ذمته ورقبة العبد فمن أصحابنا من قال الصحيح ما رواه الزن أنه يتص‬
‫برقبته لن الذي أخذ هو العبد فاختص الضمان برقبته فعلى هذا إن تلف العبد سقط الضمان‬
‫وقال أبو إسحاق الصحيح ما رواه الربيع وأنه يتعلق بذمة السيد ورقبة العبد لن العبد تعدى‬
‫بالخذ والسيد تعدى بالترك فاشتركا ف الضمان فعلى هذا إن تلف العبد ل يسقط الضمان‬
‫وإن التقط العبد لقطة ول يعلم السيد با حت أعتقه فعلى القولي إن قلنا إنه يوز للعبد أن يلتقط‬
‫كان للسيد أن يأخذها منه لنه كسب له حصل له ف حال الرق فكان للسيد كسائر أكسابه‬
‫وإن قلنا ل يوز له أن يلتقط ل يكن للسيد أن يأخذها منه لنه ل يثبت للعبد عليه يد اللتقاط‬
‫فعلى هذا يكون العبد أحق با لنا ف يده وهو من أهل اللتقاط ويتمل أل يكون أحق با لن‬
‫يده يد ضمان فل تصي يد أمانة‬
‫فصل وإن وجد الكاتب لقطة فالنصوص أنه كالر‬
‫واختلف أصحابنا فيه فمنهم من قال إنه كالر قول واحدا لنه يلك التصرف ف الال وله ذمة‬
‫يستوف منها الق فهو كالر‬
‫ومنهم من قال هو كالعبد لنه ناقص بالرق كالعبد فيكون ف التقاطه قولن فإن قلنا إنه كالر أو‬
‫قلنا إنه كالعبد وجوزنا التقاطه صح تعريفه فإذا عرفها ملكها لنه من أهل اللك‬
‫وإذا قلنا إنه كالعبد ول نوز التقاطه صار ضامنا لنه تعدى بالخذ ويب أن يسلمها إل السلطان‬
‫لنه ل يكن إقرارها ف يده لنا ف يده بغي حق ول يكن تسليمها إل السيد لنه ل حق له ف‬
‫أكسابه فوجب تسليمها إل السلطان‬
‫فإن أخذها السلطان برىء الكاتب من الضمان فتكون ف يد السلطان أبدا إل أن يد صاحبها‬
‫فصل وإن وجد اللقطة من نصفه حر ونصفه عبد فالنصوص أنه كالر فمن أصحابنا من قال هو‬
‫كالر قول واحدا لنه تلك ملكا تاما وله ذمة صحيحة فهو كالر‬
‫ومنهم من قال هو كالعبد القن لا فيه من نقص الرق فيكون على قولي‬
‫فإذا قلنا إنه كالر نظرت فإن ل يكن بينه وبي السيد مهايأة كانا شريكي فيها كسائر أكسابه‬
‫وإن كان بينهما مهايأة فإن قلنا إن الكسب النادر ل يدخل ف الهايأة كانت اللقطة بينهما لنه‬
‫بنلة ما ل يكن بينهما مهايأة‬
‫وإن قلنا إن الكسب النادر يدخل ف الهايأة كانت اللقطة لن وجدها ف يومه‬
‫فصل وإن وجد الجور عليه لسفه أو جنون أو صغر لقطة صح التقاطه لنه كسب بفعل فصح‬
‫من الجور عليه كالصطياد وعلى الناظر ف أمره أن ينتزعها منه ويعرفها لن اللقطة ف مدة‬
‫التعريف أمانة والجور عليه ليس من أهل المانة فإن كان‬
‫____________________‬

‫من يوز القتراض عليه تلكها له وإن كان من ل يوز القتراض عليه ل يتملك له لن التملك‬
‫باللتقاط كالتملك بالقتراض ف ضمان البدل‬
‫فصل وإن وجد الفاسق لقطة ل يأخذها لنه ل يؤمن أل يؤدي المانة فيها فإنه التقطها ففيه قولن‬
‫أحدها ل تقر ف يده وهو الصحيح لن اللتقط قبل الول كالول ف حق الصغي والفاسق ليس‬
‫من أهل الولية ف الال‬
‫والثان تقر ف يده لنه كسب بفعل فأقر ف يده كالصيد فعلى هذا يضم إليه من يشرف عليه‬
‫وهل يوز أن ينفرد بالتعريف فيه قولن أحدها يوز لن التعريف ل يفتقر إل المانة‬
‫والثان ل يوز حت يكون معه من يشرف عليه لنه ل يؤمن أن يفرط ف التعريف‬
‫فإذا عرفه ملكه لنه من أهل التملك‬
‫فصل وإن التقط كافر لقطة ف دار السلم ففيه وجهان أحدها يلك بالتعريف لنه كسب‬
‫بالفعل فاستوى فيه الكافر والسلم كالصيد‬
‫والثان ل يلك لن تصرفه بالفظ والتعريف بالولية والكافر ل ولية له على السلم‬
‫كتاب اللقيط إلتقاط النبوذ فرض على الكفاية لقوله تعال } وتعاونوا على الب والتقوى { ولنه‬
‫تليص آدمى له حرمة من اللك فكان فرضا كبذل الطعام للمضطر‬
‫فصل وإن وجد لقيط مهول الال حكم بريته لا روى سني أبو جيلة قال أخذت منبوذا على‬
‫عهد عمر رضي ال عنه فذكره عريفي لعمر رضي ال عنه فأرسل إل فدعان والعريف عنده فلما‬
‫رآن قال عسى الغوير أبؤسا فقال عريفي إنه ل يتهم فقال عمر ما حلك على ما صنعت قلت‬
‫وجدت نفسا بضيعة فأحببت أن يأجرن ال تعال فيه فقال هو حر وولؤه لك وعلينا رضاعه‬
‫ولن الصل ف الناس الرية فإن كان عليه ثياب أو حلي أو تته فراش أو ف يده دراهم أو عنان‬
‫فرس أو كان ف دار ليس فيها غيه فهي له لنه حر فكان ما ف يده له كالبالغ‬
‫وإن كان على بعد منه مال مطروح أو فرس مربوط ل يكن له لنه ل يد له عليه‬
‫وإن كان بالقرب منه وليس هناك غيه ففيه وجهان أحدها ليس له لنه ل يد له عليه‬
‫والثان له لن النسان قد يترك ماله بقربه‬
‫فإذا ل يكن هناك غيه فالظاهر أنه له وإن كان تته مال مدفون ل يكن له لن البالغ لو جلس‬
‫على الرض وتته دفي ل يكن له ذلك فكذلك اللقيط‬

‫____________________‬

‫فصل وإن وجد ف بلد من بلد السلمي وفيه مسلم لنه اجتمع له حكم الدار وإسلم من فيها‬
‫وإن كان ف بلد الكفار ول مسلم فيه فهو كافهر لن الظاهر أنه ولد بي كافرين‬
‫وإن كان فيه مسلم ففيه وجهان أحدها إنه كافر تغليبا لكم الدار‬
‫والثان إنه مسلم تغليبا لسلم السلم الذى فيه‬
‫وإن التقطه حر مسلم أمي مقيم موسر أقر ف يده لا ذكرناه من حديث عمر رضي ال عنه ولنه‬
‫ل بد من أن يكون ف يد من يكفله فكان اللتقط أحق به لق السبق‬
‫فصل فإن كان له مال كانت نفقته ف ماله كالبالغ ول يوز للملتقط أن ينفق عليه من ماله بغي‬
‫إذن الاكم‬
‫فإن أنفق عليه من غي إذنه ضمنه لنه ل ولية له عليه إل ف الكفالة فلم يلك النفاق بنفسه‬
‫كالم‬
‫وإن فوض إليه الاكم أن ينفق عليه ما وجده معه فقد قال ف كتاب اللقيط يوز وقال ف كتاب‬
‫اللقطة إذا أنفق الواحد على الضالة ليجع به ل يز حت يدفع إل الاكم ث يدفع الاكم إليه ما‬
‫ينفق عليه‬
‫فمن أصحابنا من نقل جواب كل واحدة من السألتي إل الخرى وجعلهما على قولي‬
‫أحدها ل يوز لنه ل يلى بنفسه فلم يز أن يكون وكيل لغيه ف القبض له من نفسه كما لو‬
‫كان عليه دين ففوض إليه صاحب الدين قبض ماله عليه من نفسه‬
‫والثان يوز لنه جعل أمينا على الطفل فجاز أن ينفق عليه ما له ف يده كالوصي‬
‫ومنهم من قال يوز ف اللقيط ول يوز ف الضالة لن اللقيط ل ول له ف الظاهر فجاز أن يعل‬
‫الواحد وليا له والضالة لا مالك هو ول عليها فل يوز أن يعل الواحد وليا عليها‬
‫وإن ل يكن حاكم فأنفق من غي إشهاد ضمن وإن أشهد ففيه قولن أحدها يضمن لنه ل ولية‬
‫له فضمن كما لو كان الاكم موجودا‬
‫والثان ل يضمن لنه موضع ضرورة‬
‫وإن ل يكن له مال وجب على السلطان القيام بنفقته لنه آدمي له حرمة يشى هلكه فوجب‬
‫على السلطان القيام بفظه كالفقي الذى ل كسب له‬
‫ومن أين تب النفقة فيه قولن أحدها من بيت الال لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه استشار‬
‫الصحابة ف نفقة اللقيط فقالوا من بيت الال ولن من لزم حفظه بالنفاق ول يكن له مال وجبت‬
‫نفقته من بيت الال كالفقي الذي ل كسب له فعلى هذا ل يرجع على أحد با أنفق عليه‬
‫والقول الثان ل يب من بيت الال لن مال بيت الال ل يصرف إل فيما ل وجه له غيه‬
‫واللقيط يوز أن يكون عبدا فنفقته على موله أو حرا له مال أو فقيا له من تلزمه نفقته فلم يلزم‬
‫من بيت الال فعلى هذا يب على المام أن يقترض له ما ينفق عليه من بيت الال أو من رجل‬
‫ثري من السلمي فإن ل يكن ف بيت الال ول وجد من يقرضه جع المام من له مكنة وعد نفسه‬
‫فيهم وقسط عليهم نفقته‬
‫فإن بان أنه عبد رجع على موله‬
‫وإن بان أن له أبا موسرا رجع عليه با اقترض له‬
‫فإن ل يكن له أحد وله كسب رجع ف كسبه وإن ل يكن له كسب قضى من سهم من ثري من‬
‫الساكي أو الغارمي‬
‫فصل وأما إذا التقطه عبد فإن كان بإذن السيد وهو من أهل اللتقاط جاز لن اللتقط هو السيد‬
‫والعبد نائب عنه‬
‫وإن كان بغي إذنه ل يقر ف يده لنه ل يقدر على حضانته مع خدمة السيد‬
‫وإن علم به السيد وأقره ف يده كان ذلك التقاطا من السيد والعبد نائب عنه ) فيه (‬
‫فصل وإن التقطه كافر نظرت فإن كان اللقيط مكوما بإسلمه ل يقر ف يده لن الكفالة ولية‬
‫ول ولية للكافر على السلم ولنه ل يؤمن أن يفتنه عن دينه‬
‫وإن كان مكوما بكفره أقر ف يده لنه على دينه‬
‫وإن التقطه فاسق ل يقر ف يده لنه ل يؤمن أن يسترقه وأن يسىء ف تربيته ولن الكفالة ولية‬
‫والفاسق ليس من أهل الولية‬
‫فصل وإن التقطه ظاعن يريد أن يسافر به نظرت فإن ل تتب أمانته ف الباطن ل يقر ف يده لنه ل‬
‫يؤمن أن يسترقه إذا غاب‬
‫وإن اختبت أمانته ف الباطن فإن كان اللقيط ف الضر واللتقط من أهل البدو ويريد أن يرج به‬
‫إل البدو منع منه لنه ينقله من العيش ف الرخاء إل العيش ف الشقاء ومن طيب النشإ إل موضع‬
‫الفاء‬
‫وف الب‬
‫____________________‬

‫من بدا فقد جفا‬


‫وإن أراد أن يرج به إل بلد آخر ففيه وجهان أحدها يوز وهو ظاهر النص لن البلد كالبلد‬
‫والثان ل يوز لن البلد الذي وجد فيه أرجى لظهور نسبه فيه‬
‫وإن كان اللتقط ف بدو فإن كان اللتقط من أهل الضر وأراد أن يرج به إل الضر جاز لن‬
‫الضر أرفق به وأنفع له‬
‫وإن كان من البادية فإن كانت حلته ف مكان ل ينتقل عنه أقر ف يده لن اللة كالقرية‬
‫وإن كان يظعن ف طلب الاء والكل ففيه وجهان أحدها يقر ف يده لنه أرجى لظهور نسبه‬
‫والثان ل يقر ف يده لنه يشقى بالتنقل ف البدو‬
‫فصل وإن التقطه فقي ففيه وجهان أحدها ل يقر ف يده لنه ل يقدر على القيام بضانته وف‬
‫ذلك إضرار باللقيط‬
‫والثان يقر ف يده لن ال تعال يقوم بكفاية الميع‬
‫فصل وإن تنازع ف كفالته نفسان من أهل الكفالة قبل أن يأخذاه أخذه السلطان وجعله ف يد من‬
‫يرى منهما أو من غيها لنه ل حق لما قبل الخذ ول مزية لما على غيها فكان المر فيه إل‬
‫السلطان‬
‫وإن التقطاه وتشاحا أقرع بينهما فمن خرجت عليه القرعة أقر ف يده‬
‫وقال أبو على بن خيان ل يقرع بينهما بل يتهد الاكم فيقره ف يد من هو أحظ له‬
‫والنصوص هو الول لقوله تعال } وما كنت لديهم إذ يلقون أقلمهم أيهم يكفل مري { ولنه ل‬
‫يكن أن يعل ف أيديهما لنه ل يكن اجتماعهما على الضانة ول يكن أن يعل بينهما مهايأة‬
‫لنه تتلف عليه الخلق والغذية فيستضر‬
‫ول يكن أن يقدم أحدها لنما متساويان ف سبب الستحقاق‬
‫ول يكن أن يسلم إل غيها لنه قد ثبت لما حق اللتقاط فل يوز إخراجه عنهما فأقرع بينهما‬
‫كما لو أراد أن يسافر بإحدى نسائه‬
‫وإن ترك أحدها حقه من الضانة ففيه وجهان أحدها يدفع إل السلطان فيقره ف يد من يرى‬
‫لن اللتقط ل يلك غي الفظ‬
‫فأما إقرار اللقيط ف يد غيه فليس ذلك إليه ولذا لو انفرد باللتقاط ل يلك أن ينقله إل غيه‬
‫والثان وهو الذهب أنه يقر ف يد الخر من غي إذن السلطان لن الضانة بكم اللتقاط ل‬
‫تفتقر إل إذن السلطان‬
‫ولذا لو انفرد كل واحد منهما باللتقاط ثبت له الضانة من غي إذن فإذا اجتمعا وترك أحدها‬
‫حقه ثبت للخر كالشفعة بي شفيعي‬
‫فصل فأما إذا اختلفا ف اللتقاط فادعى كل واحد منهما أنه اللتقط ول تكن بينة فإن ل يكن‬
‫لحدها عليه يد أقره السلطان ف يد من يرى منهما أو من غيها لنه ل حق لما وإن كان ف‬
‫يد أحدها فالقول قوله مع يينه لن اليد تشهد له‬
‫وإن كان ف يدها تالفا فإن حلفا أو نكل صارا كاللتقطي يقرع بينهما على الذهب‬
‫وعلى قول أب على بن خيان يقره الاكم ف يد من هو أحظ له‬
‫فإن كان لحدها بينة قضي له لن البينة أقوى من اليد والدعوى‬
‫وإن كان لكل واحد منهما بينة فإن كانت بينة أحدها أقدم تاريا قضي له لنه قد ثبت له السبق‬
‫إل اللتقاط‬
‫وإن ل تكن بينة أحدها أقدم تاريا فقد تعارضت البينتان‬
‫ففي أحد القولي تسقطان فيصيان كما لو ل تكن بينة وقد بيناه‬
‫وف القول الثان تستعملن وف الستعمال ثلثة أقوال‬
‫أحدها القسمة‬
‫والثان القرعة‬
‫والثالث الوقف ول يىء ههنا إل القرعة لنه ل يكن قسمة اللقيط بينهما ول يكن الوقف لن‬
‫فيه إضرار باللقيط فوجبت القرعة‬
‫فصل وإن ادعى حر مسلم نسبه لق به وتبعه ف السلم لنه يقر له بق ل ضرر فيه على أحد‬
‫فقبل كما لو أقر له بال وله أن يأخذه من اللتقط لن الوالد أحق بكفالة الولد من اللتقط‬
‫وإن كان الذي أقر بالنسب هو اللتقط فالستحب أن يقال له من أين صار ابنك لنه ربا اعتقد‬
‫أنه باللتقاط صار أبا له‬
‫وإن ادعى نسبه عبد لق به لن العبد كالر ف السبب الذى يلحق به النسب ول يدفع إليه لنه‬
‫ل يقدر على حضانته لشتغاله بدمة موله‬
‫وإن ادعى نسبه كافر لق به لن الكافر كالسلم ف سبب النسب‬
‫وهل يصي اللقيط كافرا قال ف اللقيط أحببت أن أجعله مسلما وقال ف الدعوى والبينات أجعله‬
‫مسلما فمن أصحابنا‬
‫____________________‬

‫من قال إن أقام البينة حكم بكفره قول واحدا وإن ل تقم البينة ففيه قولن أحدها يكم بكفره‬
‫لنا لا حكمنا ثبوت نسبه فقد حكمنا بأنه ولد على فراشه‬
‫والقول الثان يكم بإسلمه لنه مكوم بإسلمه بالدار فل يكم بكفره بقول كافر‬
‫وقال أبو إسحاق الذي قال ف اللقيط أراد به إذا ادعاه وأقام البينة عليه لنه قد ثبت بالبينة أنه‬
‫ولد على فراش كافر‬
‫والذى قال ف الدعوى والبينات أراد إذا ادعاه من غي بينة لنه مكوم بإسلمه بظاهر الدار فل‬
‫يصي كافرا بدعوى الكافر‬
‫وهذا الطريق هو الصحيح لنه نص عليه ) ف الملء ( وإذا قلنا إنه يتبع الب ف الكفر‬
‫فالستحب أن يسلم إل مسلم إل أن يبلغ احتياطا للسلم‬
‫فإن بلغ ووصف الكفر أقررناه على كفره وإن وصف السلم حكمنا بإسلمه من وقته‬
‫فصل وإن ادعت امرأة نسبه ففيه ثلثة أوجه أحدها يقبل لنا أحد البوين فقبل إقرارها بالنسب‬
‫كالب‬
‫والثان ل يقبل وهو ظاهر النص لنه يكن إقامة البينة على ولدتا من طريق الشاهدة فل يكم‬
‫فيها بالدعوى بلف الب فإنه ل يكن إقامة البينة على ولدته من طريق الشاهدة فقبلت فيه‬
‫دعواه‬
‫ولذا قلنا إنه إذا قال لمرأته إن دخلت الدار فأنت طالق ل يقبل قولا ف دخول الدار إل ببينة‬
‫ولو قال لا إن حضت فأنت طالق قبل قولا ف اليض من غي بينة لا ذكرناه من الفرق فكذلك‬
‫ههنا‬
‫والثالث إن كانت فراشا لرجل ل يقبل قولا لن إقرارها يتضمن إلاق النسب بالرجل‬
‫وإن ل تكن فراشا قبل لنه ل يتضمن إلاق النسب بغيها‬
‫فصل وإن تداعى نسبه رجلن ل يز إلاقه بما لن الولد ل ينعقد من اثني والدليل عليه قوله‬
‫تعال } إنا خلقناكم من ذكر وأنثى { فإن ل يكن لواحد منهما بينة عرض الولد على القافة وهم‬
‫قوم من بن مدل من كنانة فإن ألقته بأحدها لق به لا روت عائشة رضي ال عنها قالت دخل‬
‫علي رسول ال صلى ال عليه وسلم أعرف السرور ف وجهه فقال أل ترى إل مزز الدلي نظر‬
‫إل أسامة وزيد وقد غطيا رؤوسهما وقد بدت أقدامهما فقال إن هذه القدام بعضها من بعض‬
‫فلو ل يكن ذلك حقا لا سر به رسول ال صلى ال عليه وسلم وهل يوز أن يكون من غي بن‬
‫مدل فيه وجهان أحدها ل يوز لن ذلك ثبت بالشرع ول يرد الشرع إل فهى بن مدل‬
‫والثان أنه يوز وهو الصحيح لنه علم يتعلم ويتعاطى فلم تتص به قبيلة كالعلم بالحكام‬
‫وهل يوز أن يكون واحد ) منهما ( فيه وجهان أحدها أنه يوز لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سر بقول مزز الدلي وحده ولنه بنلة الاكم لنه يتهد ويكم كما يتهد الاكم ث يكم‬
‫والثان ل يوز أقل من اثني لنه حكم بالشبه ف اللقة فلم يقبل من واحد كالكم ف الثل ف‬
‫جزاء الصيد‬
‫ول يوز أن يكون امرأة ول عبدا كما ل يوز أن يكون الاكم امرأة ول عبدا‬
‫ول يقبل إل قول من جرب وعرف بالقيافة حذقه كما ل يقبل فهي الفتيا إل قول من عرف ف‬
‫العلم حذقه‬
‫وإن ألقته بما أو نفته عنهما أو أشكل المر عليها أو ل تكن قافة ترك حت يبلغ ويؤخذان‬
‫بالنفقة عليه لن كل واحد منهما يقول أنا الب وعلى نفقته‬
‫فإذا بلغ أمرناه أن ينتسب إل من ييل طبعه إليه لا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال للغلم‬
‫الذي ألقته القافة بما وال أيهما شئت ولن الولد يد لوالده ما ل يد لغيه‬
‫فإذا تعذر العمل بقول القافة رجع إل اختيار الولد‬
‫وهل يصح أن ينتسب إذا صار ميزا ول يبلغ فيه وجهان أحدها يصح كما يصح أن يتار الكون‬
‫مع أحد البوين إذا صار ميزا‬
‫والثان ل يصح لنه قول يتعي به النسب ويلزم الحكام به فل يقبل من الصب ويالف اختيار‬
‫الكون مع أحد البوين لن ذلك غي لزم‬
‫ولذا لو اختار أحدها ث انتقل إل الخر جاز ول يوز ذلك ف النسب‬
‫وإن كان لحدها بينة قدمت على القافة لن البينة تب عن ساع أو مشاهدة والقافة تب عن‬
‫اجتهاد‬
‫فإن كان لكل واحد منهما بينة فهما متعارضتان لنه ل يوز أن يكون الولد من اثني ففي أحد‬
‫____________________‬

‫القولي يسقطان ويكون كما لو ل تكن بينة وقد بيناه‬


‫وف الثان تستعملن فعلى هذا هل يقرع بينهما فيه وجهان أحدها يقرع بينهما فمن خرجت له‬
‫القرعة قضي له لنه ل يكن قسمة الولد بينهما ول يكن الوقف لن فيه إضرارا باللقيط فوجبت‬
‫القرعة‬
‫والثان ل يقرع لن معنا ما هو أقوى من القرعة وهو القافة فعلى هذا يصي كما لو ل يكن لما‬
‫بينة‬
‫وليس ف موضع تسقط القوال الثلثة ف استعمال البينتي إل ف هذا الوضع على هذا الذهب‬
‫وإن تداعت امرأتان نسبه وقلنا إنه يصح دعوى الرأة ول تكن بينة فهل يعرض على القافة فيه‬
‫وجهان أحدها يعرض لن الولد يأخذ الشبه من الم كما يأخذ من الب فإذا جاز الرجوع إل‬
‫القافة ف تييز الب من غيه بالشبه جاز ف تييز الم من غيها‬
‫والثان ل يعرض لن الولد يكن معرفة أمه يقينا فلم يرجع فيه إل القافة بلف الب فإنه ل‬
‫يكن معرفته إل ظنا فجاز أن يرجع فيه إل الشبه‬
‫فصل وإن ادعى رجل رق اللقيط ل يقبل إل ببينة لن الصل هو الرية فإن شهدت له البينة‬
‫نظرت فإن شهدت له بأنه ولدته أمته فقد قال ف اللقيط جعلته له وقال ف الدعوى والبينات إن‬
‫شهدت له بأنه ولدته أمته ف ملكه جعلته له‬
‫فمن أصحابنا من قال يعل له قول واحدا وإن ل تقل ولدته ف ملكه‬
‫وما قال ف الدعوى ) والبينات ( ذكره تأكيدا ل شرطا لن ما ) تأت ( به أمته من غيه ل يكون‬
‫إل ملوكا له‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها يعل له لا بيناه‬
‫والثان ل يعل له لنه ) يتمل ( أن تكون المة ولدته قبل أن يلكها ث ملكها فلم يلك ولدها‬
‫وإن شهدت له البينة باللك ول تذكر سبب اللك ففيه قولن أحدها يكم له كما يكم له إذا‬
‫شهدت له بلك مال وإن ل تذكر سببه‬
‫والثان ل يكم لن البينة قد تراه ف يده فتشهد بأنه عبده بثبوت يده عليه باللتقاط أو غيه‬
‫وإن شهدت البينة له باليد فإن كان الدعى هو اللتقط ل يكم له لنه قد عرف سبب يده وهو‬
‫اللتقاط ويد اللتقاط ل تدل على اللك فلم يكن للشهادة تأثي‬
‫وإن كان الدعى غيه ففيه قولن أحدها يكم له مع اليمي لن اليد قد ثبتت فإذا حلف حكم‬
‫له كما لو كان ف يده مال فحلف عليه‬
‫والثان ل يكم له لن ثبوت اليد على اللقيط ل تدل على اللك لن الظاهر الرية‬
‫فصل ومن حكم بإسلمه أو بأحد أبويه أو بالساب فحكمه قبل البلوغ حكم سائر السلمي ف‬
‫الغسل والصلة والياث والقصاص والدية لن السبب الذى أوجب الكم بإسلمه ل يزل فأشبه‬
‫من أسلم بنفسه وبقي على إسلمه‬
‫فإن بلغ ووصف الكفر فالنصوص أنه مرتد فإن تاب وإل قتل لنه مكوم بإسلمه قطعا فأشبه من‬
‫أسلم بنفسه ث ارتد‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ما ذكرناه‬
‫والثان أنه يقر على الكفر لنه لا بلغ زال حكم التتبع فاعتب بنفسه‬
‫فإن بلغ ول يصف السلم ول الكفر فقتله قاتل فالنصوص أنه ل قود على قاتله‬
‫ومن أصحابنا من قال يب القود لنه مكوم بإسلمه فأشبه ما قبل البلوغ وهذا خطأ لنه يتمل‬
‫أن يكون غي راض بالسلم والقصاص يسقط بالشبهة فسقط ويالف ما قبل البلوغ فإن إسلمه‬
‫قائم قطعا وبعد البلوغ ل نعلم بقاء السلم‬
‫فأما من حكم بإسلمه بالدار فإنه قبل البلوغ كالكوم بإسلمه بأبويه أو بالساب‬
‫فإن بلغ ووصف الكفر فإنه يفزع ويهدد على الكفر احتياطا‬
‫فإن أقام على الكفر أقر عليه ومن أصحابنا من قال هو كالكوم بإسلمه بأبويه لنه مكوم‬
‫بإسلمه بغيه فصار كالسلم بأبويه‬
‫والنصوص أنه يقر على الكفر لنه مكوم بإسلمه من جهة الظاهر ولذا لو ادعاه ذمي وأقام‬
‫البينة حكم بكفره‬
‫فصل وإن بلغ اللقيط وقذفه رجل وادعى أنه عبد وقال اللقيط بل أنا حر ففيه قولن أحدها أن‬
‫القول قول اللقيط لن الظاهر من حاله الرية‬
‫والثان أن القول قول القاذف لنه يتمل أن يكون عبدا والصل براءة ذمة القاذف من الد‬
‫وإن قطع حر طرفه وادعى أنه عبد وقال اللقيط بل أنا حر فالنصوص أن القول قول اللقيط فمن‬
‫أصحابنا من قال فيه قولن كالقذف‬
‫ومنهم من قال إن القول قول اللقيط قول واحدا وفرق بينه وبي القذف بأن القصاص قد وجب‬
‫ف الظاهر ووجوب القيمة مشكوك فيه‬
‫فإذا أسقطنا القصاص انتقلنا من الظاهر إل الشك فلم يز وف القذف قد وجب الد ف الظاهر‬
‫ووجوب التعزيز يقي لنه بعض الد فإذا أسقطنا الد انتقلنا من الظاهر إل اليقي فجاز‬
‫فصل إذا بلغ اللقيط ووهب وأقبض وباع وابتاع ونكح وأصدق وجن وجن عليه ث قامت البينة‬
‫على رقه كان حكمه‬
‫____________________‬

‫ف التصرفات كلها حكم العبد القن يضي ما يضى من تصرفه وينقض ما ينقض من تصرفه فيما‬
‫يضره ويضر غيه لنه قد ثبت بالبينة أنه ملوك فكان حكمه حكم الملوك‬
‫فإن أقر على نفسه بالرق لرجل فصدقه نظرت فإن كان قد تقدم منه إقرار بريته ل يقبل إقراره‬
‫بالرق لنه لزمه بإقراره بالرية أحكام الحرار ف العبادات والعاملت فلم يقبل إقراره ف‬
‫إسقاطها‬
‫وإن ل يتقدم منه إقرار بالرية ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ل يقبل إقراره‬
‫بالرق لنه مكوم بريته فلم يقبل إقراره بالرق كما لو أقر بالرية ث أقر بالرق‬
‫والثان يقبل لنا حكمنا بريته ف الظاهر وما ثبت بالظاهر يوز إبطاله بالقرار ولذا لو ثبت‬
‫إسلمه بظاهر الدار وبلغ وأقر بالكفر قبل منه فكذلك ههنا‬
‫ومنهم من قال يقبل إقراره بالرق قول واحدا لا ذكرناه ويكون حكمه ف الستقبل حكم الرقيق‬
‫فأما تصرفه بعد البلوغ وقبل الكم برقه فعلى قولي‬
‫أحدها يقبل إقراره ف جيعه لن الرق هو الصل وقد ثبت فوجب أن تثبت أحكامه كما لو ثبت‬
‫بالبينة‬
‫والثان يقبل فيما يضره ول يقبل فيما يضر غيه لن إقراره يتضمن ما يضره ويضر غيه فقبل‬
‫فيما يضره ول يقبل فيما يضر غيه كما لو أقر بال عليه وعلى غيه‬
‫وهذا الطريق هو الصحيح وعليه التفريع‬
‫فإن باع واشترى فإن قلنا يقبل إقراره ف الميع وقلنا إن عقود العبد من غي إذن ) الول ( ل‬
‫تصح كانت عقوده فاسدة‬
‫فإن كانت العيان باقية وجب ردها وإن كانت تالفة وجب بدلا ف ذمته يتبع به إذا عتق‬
‫وإن قلنا يقبل فيما يضره ول يقبل فيما يضر غيه ل يقبل قوله ف إفساد العقود ويلزمه أعواضها‬
‫فإن كان ف يده مال استوف منه فإن فضل ف يده شيء كان لوله‬
‫وإن كان اللقيط جارية فزوجها الاكم ث أقرت بالرق فإن قلنا يقبل إقرارها ف الميع فالنكاح‬
‫باطل لنه عقد بغي إذن الول فإن كان قبل الدخول ل يب على الزوج شيء وإن كان بعد‬
‫الدخول وجب عليه مهر الثل لنه وطء ف نكاح فاسد‬
‫وإن أتت بولد فهو حر لنه دخل على أنه حر وعليه قيمته ويب عليها عدة أمة وهي قرءان‬
‫وإن قلنا ل يقبل فيما يضر غيه ل يبطل النكاح لن فيه إضرارا بالزوج ولكنه ف حق الزوج ف‬
‫حكم الصحيح‬
‫وف حقها ف حكم الفاسد‬
‫فإن كان قبل الدخول ل يب لا مهر لنا ل تدعيه‬
‫وإن كان بعد الدخول وجب لا أقل المرين من مهر الثل أو السمى لنه إن كان الهر أقل ل‬
‫يب ما زاد لن فيه إضرارا بالزوج‬
‫وإن أتت منه بولد فهو حر ول قيمة عليه لنا ل نقبل قولا فيما يضره ونقول للزوج قد ثبت أن‬
‫زوجتك أمة فإن اخترت إمساكها كان ما تلده ملوكا للسيد لنك تطؤها على علم أنا أمة‬
‫وإن طلقها اعتدت عدة حرة وهو ثلثة أقراء وله فيها الرجعة لنا ل نقبل قولا عليه فيما يضره‬
‫وإن مات عنها لزمتها عدة أمة وهي شهران وخس ليال لن عدة الوفاة تب لق ال تعال ل حق‬
‫له فيها ولذا تب من غي وطء وقول اللقيط يقبل فيما يسقط حق ال تعال من العبادات‬
‫وإن كان اللقيط غلما فتزوج ث أقر بالرق فإن قلنا يقبل إقراره ف الميع بطل النكاح من أصله‬
‫لنه بغي إذن الول‬
‫فإن ل يدخل با ل يلزمه شيء وإن دخل با لزمه أقل المرين من السمى أو مهر الثل لنه إن‬
‫كان السمى أقل ل يب ما زاد لنا ل تدعيه‬
‫وإن كان مهر الثل أقل ل يب ما زاد لن قوله مقبول وإن ضر غيه‬
‫وإن قلنا ل يقبل قوله فيما يضر غيه ل يقبل قوله إن النكاح باطل لنه يضرها ولكن يكم‬
‫بانفساخه ف الال لنه أقر بتحريها‬
‫فإن كان قبل الدخول لزمه نصف السمى وإن دخل با لزمه جيعه لنه ل يقبل قوله ف إسقاط‬
‫السمى‬
‫فصل وإن جن عمدا على عبد ث أقر بالرق وجب عليه القصاص على القولي‬
‫وإن جن خطأ وجب الرش ف رقبته على القولي لن وجوب القصاص ووجوب الرش ف رقبته‬
‫يضره ول يضر غيه فقبل قوله فيه‬
‫وإن جن عليه حر عمدا ل يب القود على الان لن ذلك ما يضره ول يضر غيه فقبل قوله فيه‬

‫وإن جن عليه خطأ بأن قطع يده فإن الان يقر بنصف الدية واللقيط يدعى نصف القيمة فإن‬
‫كان نصف القيمة أكثر من نصف الدية وجب نصف القيمة لن ما زاد عليه ل يدعيه‬
‫وإن كان أكثر من نصف الدية فعلى القولي‬
‫إن قلنا يقبل قوله ف الميع وجب على الان نصف القيمة‬
‫وإن قلنا ل يقبل فيما يضر غيه وجب نصف الدية لن فيما زاد إضرارا بالان‬
‫فصل وإن أقر اللقيط أنه عبد لرجل وكذبه الرجل سقط إقراره كما لو أقر له بدار فكذبه‬
‫وإن أقر اللقيط بعد التكذيب بالرق لخر ل يقبل وقال أبو العباس يقبل كما لو أقر لرجل بدار‬
‫فكذبه ث أقر با لخر‬
‫والذهب الول لن بإقراره الول قد أخب أنه ل يلكه غيه فإذا‬
‫____________________‬
‫كذبه القر له رجع إل الصل وهو أنه حر فلم يقبل إقراره بالرق بعده ويالف الدار لنه إذا‬
‫كذبه الول رجع إل الصل وهي ملوكة فقبل القرار با لغيه‬
‫فصل وإن بلغ اللقيط فادعى عليه رجل أنه عبده فأنكره فالقول قوله لن الصل الرية‬
‫وإن طلب الدعى يينه فهل يلف يبن على القولي ف إقراره بالرق فإن قلنا يقبل حلف لنه ربا‬
‫خاف من اليمي فأقر له بالرق‬
‫وإن قلنا ل يقبل ل يلف لن اليمي إنا تعرض ليخاف فيقر‬
‫ولو أقر ل يقبل فلم يكن ف عرض اليمي فائدة وبال التوفيق‬
‫كتاب الوقف الوقف قربة مندوب ) إليها ( لا روى عبد ال بن عمر أن عمر رضي ال عنه أتى‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وكان قد ملك مائة سهم من خيب فقال قد أصبت مال ل أصب مثله‬
‫وقد أردت أن أتقرب به إل ال تعال فقال حبس الصل وسبل الثمرة‬
‫فصل ويوز وقف كل عي ينتفع با على الدوام كالعقار واليوان والثاث والسلح لا روى أبو‬
‫هريرة رضي ال عنه أنه ذكر للنب صلى ال عليه وسلم أنه منع ابن جيل وخالد بن الوليد‬
‫والعباس بن عبد الطلب يعن الصدقة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما نقم ابن جيل إل‬
‫أنه كان فقيا فأغناه ال ورسوله فأما خالد فإنكم تظلمون خالدا ) إن خالدا ( قد حبس أدرعه‬
‫وأعتده معا ف سبيل ال ولنه لا أمر عمر رضي ال عنه بتحبيس الصل وتسبيل الثمرة دل ذلك‬
‫على جواز وقف كل ما يبقى وينتفع به وأما ما ل ينتفع به على الدوام كالطعام وما يشم من‬
‫الريان وما تطم وتكسر من اليوان فل يوز وقفه لنه ل يكن النتفاع به على الدوام‬
‫ويوز وقف الصغي من الرقيق واليوان لنه يرجى النتفاع به على الدوام‬
‫ول يوز وقف المل لنه تليك منجز فلم يصح ف المل وحده كالبيع‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف الدراهم والدناني فمن أجاز إجارتا أجاز وقفها ومن ل يز إجارتا ل‬
‫يز وقفها‬
‫واختلفوا ف الكلب فمنهم من قال ل يوز وقفه لن الوقف تليك والكلب ل يلك‬
‫ومنهم من قال يوز الوقف لن القصد من الوقف النفعة وف الكلب منفعة فجاز وقفه‬
‫واختلفوا ف أم الولد فمنهم من قال يوز وقفها لنه ينتفع با على الدوام فهى كالمة القنة‬
‫ومنهم من قال ل يوز لنا ل تلك‬
‫فصل ول يصح الوقف إل ف عي معينة فإن وقف عبدا غي معي أو فرسا غي معي فالوقف باطل‬
‫لنه إزالة ملك على وجه القربة فلم يصح ف عي ف الذمة كالعتق والصدقة‬

‫____________________‬
‫فصل وما جاز وقفه جاز وقف جزء منه مشاع لن عمر رضي ال عنه وقف مائة سهم من خيب‬
‫بإذن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لن القصد بالوقف حبس الصل وتسبيل النفعة والشاع كالقسوم ف ذلك‬
‫ويوز وقف علو الدار دون سفلها وسفلها دون علوها لنما عينان يوز وقفهما فجاز وقف‬
‫أحدها دون الخر كالعبدين‬
‫فصل ول يصح الوقف إل على بر ومعروف كالقناطر والساجد والفقراء والقارب‬
‫فإن وقف على ما ل قربة فيه كالبيع والكنائس وكتب التوراة والنيل وعلى من يقطع الطريق أو‬
‫يرتد عن الدين ل يصح لن القصد بالوقف القربة وفيما ذكرناه إعانة على العصية‬
‫وإن وقف على ذمى جاز لنه ف موضع القربة ولذا يوز التصدق وعليه فجاز الوقف عليه وف‬
‫الوقف على الرتد والرب وجهان أحدها يوز لنه يوز تليكه فجاز الوقف عليه كالذمى‬
‫والثان ل يوز لن القصد بالوقف نفع الوقوف عليه والرتد والرب مأمور بقتلهما فل معن‬
‫للوقف عليهما‬
‫وإن وقف على دابة رجل ففيه وجهان أحدها ل يوز لن مؤنتها على صاحبها‬
‫والثان يوز لنه كالوقف على مالكها‬
‫فصل ول يوز أن يقف على نفسه ول أن يشرط لنفسه منه شيئا وقال أبو عبد ال الزبيدى يوز‬
‫لن عثمان رضي ال عنه وقف بئر رومة وقال دلوى فيها كدلء السلمي‬
‫وهذا خطأ لن الوقف يقتضي حبس العي وتليك النفعة والعي مبوسة عنه عليه و ) منفعتها (‬
‫ملوكة له فلم يكن للوقف معن ويالف وقف عثمان رضي ال عنه لن ذلك وقف عام ويوز أن‬
‫يدخل ف العام ما ل يدخل ف الاص‬
‫والدليل عليه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يصلى ف الساجد وهي وقف على السلمي‬
‫وإن كان ل يوز أن يص بالصدقة ولن ف الوقف العام يدخل فيه من غي شرط ول يدخل ف‬
‫الوقف الاص فدل على الفرق بينهما‬
‫فصل ول يوز الوقف على من ل يلك كالعبد والمل لنه تليك منجز فلم يصح على من ل‬
‫يلك كالبة والصدقة‬
‫فصل ول يصح الوقف على مهول كالوقف على رجل غي معي والوقف على من يتاره فلن‬
‫لنه تليك منجز فلم يصح ) ف ( مهول كالبيع والبة‬
‫فصل ول يصح تعليقه على شرط مستقبل لنه عقد يبطل بالهالة فلم يصح تعليقه على شرط‬
‫مستقبل كالبيع‬
‫ول يصح بشرط اليار وبشرط أن يرجع فيه إذا شاء أو يبيعه إذا احتاج أو يدخل فيه من شاء أو‬
‫يرج منه من شاء لنه إخراج مال على وجه القربة فلم يصح مع هذه الشروط كالصدقة‬
‫فصل ول يوز إل مدة لنه إخراج مال على وجه القربة فلم يز إل مدة كالعتق والصدقة‬
‫فصل ول يوز إل على سبيل ل ينقطع وذلك من وجهي‬
‫أحدها أن يقف على من ل ينقرض كالفقراء والاهدين وطلبة العلم وما أشبهها‬
‫والثان أن يقف على من ينقرض ث من بعده على من ل ينقرض مثل أن يقف على رجل بعينه ث‬
‫على الفقراء أو على رجل ث على عقبه ث على الفقراء‬
‫فأما إذا وقف وقفا منقطع البتداء والنتهاء كالوقف على عبده أو على ولده ول ولد له‬
‫فالوقف باطل لن العبد ل يلك والولد الذى ل يلق ل يلك فل يفيد الوقف عليهما شيئا‬
‫وإن وقف وقفا متصل البتداء منقطع النتهاء بأن وقف على رجل بعينه ول يزد عليه أو على‬
‫رجل بعينه ث على عقبه ول يزد عليه ففيه قولن أحدها أن الوقف باطل لن القصد بالوقف أن‬
‫يتصل الثواب على الدوام وهذا ل يوجد ف هذا الوقف لنه قد يوت الرجل وينقطع عقبه‬
‫والثان أنه يصح ويصرف بعد انقراض الوقوف عليه إل أقرب الناس إل الواقف لن مقتضى‬
‫الوقف الثواب على التأبيد فحمل فيما ساه على ما شرطه وفيما سكت‬
‫____________________‬

‫عنه على مقتضاه ويصي كأنه وقف مؤبد‬


‫ويقدم السمى على غيه فإذا انقرض السمى صرف إل أقرب الناس إل الواقف لنه من أعظم‬
‫جهات الثواب‬
‫والدليل عليه قول النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ل صدقة وذو رحم متاج‬
‫وروى سليمان بن عامر عن النب صلى ال عليه وسلم قال صدقتك على الساكي صدقة وعلى‬
‫ذى الرحم اثنتان صدقة وصلة‬
‫وهل يتص به فقراؤهم أو يشترك فيه الفقراء والغنياء فيه قولن أحدها يتص به الفقراء لن‬
‫مصرف الصدقات إل الفقراء‬
‫والثان يشترك فيه الفقراء والغنياء لن ف الوقف الغن والفقي سواء‬
‫وإن وقف وقفا منقطع البتداء متصل النتهاء بأن وقف على عبد ث على الفقراء أو على رجل‬
‫غي معي ث على الفقراء ففيه طريقان من أصحابنا من قال يبطل قول واحدا لن الول باطل‬
‫والثان فرع لصل باطل فكان باطل‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها أنه باطل لا ذكرناه‬
‫والثان أنه يصح لنه لا بطل الول صار كأن ل يكن وصار الثان أصل‬
‫فإذا قلنا إنه يصح فإن كان الول ل يكن اعتبار انقراضه كرجل غي معي صرف إل من بعده‬
‫وهم الفقراء لنه ل يكن اعتبار انقراضه فسقط حكمه‬
‫وإن كان يكن اعتبار انقراضه كالعبد ففيه أوجه‬
‫أحدها ينقل ف الال إل من بعده لن الذي وقف عليه ف البتداء ل يصح الوقف عليه فصار‬
‫كالعدوم‬
‫والثان وهو النصوص أنه للواقف ث لوارثه إل أن ينقرض الوقوف عليه ث يعل لن بعده لنه ل‬
‫يوجد شرط النتقال إل الفقراء فبقي على ملكه‬
‫والثالث أنه ل يكون لقرباء الواقف إل أن ينقرض الوقوف عليه ث يعل للفقراء لنه ل يكن‬
‫تركه على الواقف لنه أزال اللك فيه‬
‫ول يكن أن يعل للفقراء لنه ل يوجد شرط النتقال إليهم فكان أقرباء الواقف أحق‬
‫وهل يتص به فقراؤهم أو يشترك فيه الفقراء والغنياء على ما ذكرناه من القولي‬
‫فصل وإن وقف وقفا مطلقا ول يذكر سبيله ففيه قولن أحدها أن الوقف باطل لنه تليك فل‬
‫يصح مطلقا كما لو قال بعت دارى ووهبت مال‬
‫والثان يصح وهو الصحيح لنه إزالة ملك على وجه القربة فصح مطلقا كالضحية فعلى هذا‬
‫يكون حكمه حكم الوقف التصل البتداء النقطع النتهاء وقد بيناه‬
‫فصل ول يصح الوقف إل بالقول فإن بن مسجدا وصلى فيه أو أذن للناس بالصلة فيه ل يصر‬
‫وقفا لنه إزالة ملك على وجه القربة فلم يصح من غي قول مع القدرة كالعتق وألفاظه ستة‬
‫وقفت وحبست وسبلت وتصدقت وأبدت وحرمت‬
‫فأما الوقف والبس والتسبيل فهى صرية فيه لن الوقف موضوع له ومعروف به والتحبيس‬
‫والتسبيل ثبت لما عرف الشرع فإن النب صلى ال عليه وسلم قال لعمر رضي ال عنه حبس‬
‫الصل وسبل الثمرة‬
‫وأما التصدق فهو كناية فيه لنه مشترك بي الوقف وصدقة التطوع فلم يصح الوقف بجرده‬
‫فإن اقترنت به نية الواقف أو لفظ من اللفاظ المسة بأن يقول تصدقت به صدقة موقوفة أو‬
‫مبوسة أو مسبلة أو مؤبدة أو مرمة أو حكم الوقف بأن يقول صدقة ل تباع ول توهب ول‬
‫تورث صار وقفا لنه مع هذه القرائن ل يتمل غي الوقف‬
‫وأما قوله حرمت وأبدت ففيه وجهان أحدها أنه كناية فل يصح به الوقف إل بإحدى القرائن‬
‫الت ذكرنا لنه ل يثبت له عرف الشرع ول عرف اللغة فلم يصح الوقف بجرده كالتصدق‬
‫والثان أنه صريح لن التأبيد والتحري ف غي البضاع ل يكون إل بالوقف فحمل عليه‬
‫فصل وإذا صح الوقف لزم وانقطع تصرف الواقف فيه لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال لعمر رضي ال عنه إن شئت حبست أصلها وتصدقت با ل تباع ول‬
‫توهب ول تورث ويزول ملكه عن العي ومن أصحابنا من خرج فيه قول آخر أنه ل يزول ملكه‬
‫عن العي لن الوقف حبس العي وتسبيل النفعة وذلك ل يوجب زوال اللك‬
‫والصحيح هو الول لنه سبب يزيل ملكه عن التصرف ف العي والنفعة فأزال اللك كالعتق‬
‫واختلف أصحابنا فيمن ينتقل اللك إليه‬
‫فمنهم من قال ينتقل إل ال تعال قول واحدا لنه حبس عي وتسبيل منفعة على وجه القربة‬
‫فأزال اللك إل ال تعال كالعتق‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها أنه ينتقل إل ال تعال وهو الصحيح لا ذكرنا‬
‫والثان أنه ينتقل إل الوقوف عليه لن ما أزال‬
‫____________________‬

‫اللك عن العي ل يزل الالية ينقل إل الدمي كالصدقة‬


‫فصل ويلك الوقوف عليه غلة الوقف فإن كان الوقوف شجرة ملك ثرتا وتب عليه زكاتا‬
‫لنه يلكها ملكا تاما فوجب زكاتا عليه‬
‫فإن كان حيوانا ملك صوفه ولبنه لن ذلك من غلة الوقف وفوائده فهو كالثمرة‬
‫وهل يلك ما تلده فيه وجهان أحدها يلكه لنه ناء الوقف فأشبه الثمرة وكسب العبد‬
‫والثان أنه موقوف كالم لن كل حكم ثبت للم يتبعها فيه الولد كحرمة الستيلد ف أم الولد‬
‫وإن كان جارية ملك مهرها لنه بدل منفعتها ول يلك وطأها لن ف أحد القولي ل يلكها وف‬
‫الثان يلكها ملكا ضعيفا فلم يلك به الوطء‬
‫فإن وطئها ل يلزمه الد لنه ف أحد القولي يلكها وف الثان له شبهة ملك‬
‫وف تزويها وجهان أحدها ل يوز لنه ينقص قيمتها وربا تلفت من الولدة فيدخل الضرر على‬
‫من بعده من أهل الوقف‬
‫والثان يوز لنه عقد على منفعتها فأشبه الجارة‬
‫فإن قلنا إنا للموقوف عليه كان تزويها إليه‬
‫وإن قلنا إنا تنتقل إل ال تعال كان تزويها إل الاكم كالرة الت ل ول لا ول يزوجها الاكم‬
‫إل بإذن الوقوف عليه لن له حقا ف منافعها فلم يلك التصرف فيها بغي إذنه فإن أتت بولد‬
‫ملوك كان الكم فيه كالكم فيما تلد البهيمة‬
‫فصل وإن أتلفه الواقف أو أجنب فقد اختلف أصحابنا فيه على طريقي فمنهم من قال يبن على‬
‫القولي فإن قلنا إنه للموقوف عليه وجبت القيمة له لنه بدل ملكه‬
‫وإن قلنا إنه ل تعال اشترى به مثله ليكون وقفا مكانه‬
‫وقال الشيخ أبو حامد السفراين يشتري با مثله ليكون وقفا مكانه قول واحدا لن وإن قلنا إنه‬
‫ينتقل إل الوقوف عليه إل أنه ل يلك النتفاع برقبته وإنا يلك النتفاع بنفعته ولن ف ذلك‬
‫إبطال حق البطن الثان من الوقف‬
‫وإن أتلفه الوقوف عليه فإن قلنا إنه إذا أتلفه غيه كانت القيمة له ل تب عليه لنا تب له‬
‫وإن قلنا يشتري با ما يكون وقفا مكانه أخذت القيمة منه واشترى با ما يكون مكانه‬
‫وإن كان الوقف جارية فوطئها رجل بشبهة فأتت منه بولد ففي قيمة الولد ما ذكرناه من‬
‫الطريقي ف قيمة الوقف إذا أتلف مكانه‬
‫وإن كان الوقف جارية فوطئها رجل بشبهة فأتت منه بولد ففي قيمة الولد ما ذكرناه من‬
‫الطريقي ف قيمة الوقف إذا أتلف‬
‫وإن كان الوقف عبدا فجن جناية توجب الال ل يتعلق برقبته لنا ليست بحل للبيع فإن قلنا إنه‬
‫للموقوف عليه وجب الضمان عليه‬
‫وإن قلنا إنه ل تعال ففيه ثلثة أوجه أحدها يلزم الواقف وهو قول أب إسحاق وهو الصحيح‬
‫لنه منع من بيعه ول يبلغ به حالة يتعلق الرش بذمته فلزمه أن يفديه كأم الولد‬
‫والثان أنه يب ف بيت الال لنه ل يكن إيابه على الواقف لنه ل يلكه ول على الوقوف عليه‬
‫لنه ل يلكه فلم يبق إل بيت الال‬
‫والثالث أنه يب ف كسبه لنه كان مله الرقبة ول يكن تعليقه عليها فتعلق بكسبه لنه مستفاد‬
‫من الرقبة ويب أقل المرين من قيمته أو أرش الناية لنه ل يكن بيعه كأم الولد‬
‫فصل وتصرف الغلة على شرط الواقف من الثرة والتسوية والتفضيل والتقدي والتأخي والمع‬
‫والترتيب وإدخال من شاء بصفة وإخراجه بصفة لن الصحابة رضي ال عنهم وقفوا وكتبوا‬
‫شروطهم فكتب عمر بن الطاب رضي ال عنه صدقة للسائل والروم‬
‫____________________‬

‫والضيف ولذي القرب وابن السبيل وف سبيل ال‬


‫وكتب علي كرم ال وجهه بصدقته ابتغاء مرضاة ال ليولن النة ويصرف النار عن وجهي‬
‫ويصرفن عن النار ف سبيل ال وذي الرحم والقريب والبعيد ل يباع ول يورث‬
‫وكتبت فاطمة رضي ال عنها بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم لنساء رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وفقراء بن هاشم وبن الطلب‬
‫فصل فإن قال وقفت على أولدي دخل فيه الذكر والنثى والنثى لن الميع أولده‬
‫ول يدخل فيه ولد الولد لن ولده حقيقة ولده من صلبه‬
‫فإن كان له حل ل يدخل فيه حت ينفصل فإذا انفصل استحق ما يدث من الغلة بعد النفصال‬
‫دون ما كان حدث قبل النفصال لنه قبل النفصال ل يسمى ولدا‬
‫وإن وقف على ولده وله ولد فنفاه باللعان ل يدخل فيه وقال أبو إسحاق يدخل فيه لن اللعان‬
‫يسقط النسب ف حق الزوج ول يتعلق به حكم سواه ولذا تنقضي به العدة‬
‫والذهب الول لن الوقف على ولده وباللعان قد بان أنه ليس بولده فلم يدخل فيه‬
‫وإن وقف على أولد أولده دخل فيه أولد البني وأولد البنات لن الميع أولد أولده‬
‫فإن قال على نسلي أو عقب أو ذريت دخل فيه أولد البني وأولد البنات قربوا أو بعدوا لن‬
‫الميع من نسله وعقبه وذريته ولذا قال ال تعال } ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف‬
‫وموسى وهارون وكذلك نزي السني وزكريا ويي وعيسى وإلياس { فجعل هؤلء كلهم من‬
‫ذريته على البعد وجعل عيسى من ذريته وهو ينسب إليه بالم‬
‫فإن وقف على عترته فقد قال ابن العراب وثعلب هم ذريته وقال القتيب هم عشيته‬
‫وإن وقف على من ينسب إليه ل يدخل فيه أولد البنات لنم ل ينسبون إليه ولذا قال الشاعر )‬
‫الطويل ( فبنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهن أبناء الرجال ) الباعد ( وإن وقف على البني ل يدخل‬
‫فيه النثى الشكل لنا ل نعلم أنه من البني‬
‫فإن وقف على البنات ل يدخل فيه لنا ل نعلم أنه من البنات‬
‫فإن وقف على البني والبنات ففيه وجهان أحدها أنه ل يدخل فيه لنه ليس من البني ول من‬
‫البنات‬
‫والثان أنه يدخل لنه ل يلو من أن يكون ابنا أو بنتا وإن أشكل علينا‬
‫فإن وقف على بن زيد ل يدخل فيه بناته‬
‫فإن وقف على بن تيم وقلنا إن الوقف صحيح ففيه وجهان أحدها ل يدخل فيه البنات لن‬
‫البني اسم للذكور حقيقة‬
‫والثان يدخلن فيه لنه إذا أطلق اسم القبيلة دخل فيه كل من ينسب إليها من الرجال والنساء‬
‫فصل وإن قال وقفت على أولدي فإن انقرض أولدي وأولد أولدي فعلى الفقراء ل يدخل فيه‬
‫ولد الولد ويكون هذا وقفا منقطع الوسط فيكون على قولي كالوقف النقطع النتهاء‬
‫ومن أصحابنا من قال يدخل فيه أولد الولد بعد انقراض ولد الصلب لنه لا شرط انقراضهم‬
‫دل على أنم يستحقون كولد الصلب‬
‫والصحيح هو الول لنه ل يشرط شيئا وإنا شرط انقراضهم لستحقاق غيهم‬
‫فصل وإن وقف على أقاربه دخل فيه كل من تعرف قرابته فإن كان للواقف أب يعرف به‬
‫وينسب إليه دخل ف وقفه كل من ينسب إل ذلك الب ول يدخل فيه من ينسب إل أخي الب‬
‫أو أبيه‬
‫فإن وقف الشافعي رحه ال لقاربه دخل فيه كل من ينسب إل شافع بن السائب لنم يعرفون‬
‫بقرابته ول يدخل فيه من ينسب إل علي وعباس بن السائب ول من ينسب إل السائب لنم ل‬
‫يعرفون بقرابته‬
‫ويستوي فيه من قرب وبعد من أقاربه ويستوي فيه الذكر والنثى لتساوي الميع ف القرابة‬
‫فإن حدث قريب بعد الوقف دخل فيه‬
‫وذكر البويطي أنه ل يدخل فيه وهذا غلط من البويطي لنه ل خلف أنه إذا وقف على أولده‬
‫دخل فيه من يدث من أولده‬
‫فصل وإن وقف على أقرب الناس إليه ول يكن له أبوان صرف إل الولد ذكرا كان أو أنثى لنه‬
‫أقرب من غيه لنه جزء منه‬
‫فإن ل يكن له ولد فإل ولد الولد من البني والبنات‬
‫فإن ل يكن ولد ول ولد ولد وله أحد البوين صرف إليه لنما أقرب من غيها‬
‫فإن اجتمعا استويا‬
‫فإن ل يكونا صرف إل أبيهما القرب فالقرب‬
‫فإن كان له أب وابن ففيه وجهان أحدها أنما سواء لنما ف درجة واحدة ف القرب‬
‫والثان يقدم البن لنه أقوى تعصيبا من الب‬
‫فإن قلنا إنما سواء قدم الب على ابن البن لنه أقرب‬
‫____________________‬

‫منه‬
‫وإن قلنا يقدم البن قدم ابن البن على الب لنه أقوى تعصيبا منه‬
‫فإن ل يكن أبوان ول ولد وله إخوة صرف إليهم لنم أقرب من غيهم‬
‫فإن اجتمع أخ من أب وأخ من أم استويا وإن كان أحدها من الب والم والخر من أحدها‬
‫قدم الذي من الب والم لنه أقرب‬
‫فإن ل يكن إخوة صرف إل بن الخوة على ترتيب آبائهم‬
‫فإن كان له جد وأخ ففيه قولن أحدها أنما سواء لتساويهما ف القرب ولذا سوينا بينهما ف‬
‫الرث‬
‫والثان يقدم الخ لن تعصيبه تعصيب الولد فإذا قلنا إنما سواء قدم الد على ابن الخ‬
‫وإن قلنا يقدم الخ فابن الخ وإن سفل أول من الد‬
‫فإن ل يكن إخوة وله أعمام صرف إليهم ث إل أولدهم على ترتيب الخوة وأولدهم‬
‫فإن كان له عم وأبو جد فعلى القولي ف الد والخ‬
‫وإن كان له عم وخال أو عمة وخالة أو ولدها فهما سواء فإن كان له جدتان إحداها تدل‬
‫بقرابتي والخرى بقرابة فالت تدل بقرابتي أول لنا أقرب‬
‫ومن أصحابنا من قال إن قلنا إن السدس بينهما ف الياث استويا ف الوقف‬
‫فصل وإن وقف على جاعة من أقرب الناس إليه صرف إل ثلثة من أقرب القارب‬
‫فإن وجد بعض الثلثة ف درجة والباقي ف درجة أبعد استوف ما أمكن من العدد من القرب وتم‬
‫الباقي من الدرجة البعد لنه شرط القرب والعدد فوجب اعتبارها‬
‫فصل وإن وقف على مواليه وله مول من أعلى ومول من أسفل ففيه ثلثة أوجه أحدها يصرف‬
‫إليهما لن السم يتناولما‬
‫والثان يصرف إل الول من أعلى لن له مزية بالعتق والتعصيب‬
‫والثالث أن الوقف باطل لنه ليس حله على أحدها بأول من حله على الخر‬
‫ول يوز المل عليهما لن الول ف أحدها بعن وف الخر بعن آخر فل تصح إرادتما بلفظ‬
‫واحد فبطل‬
‫فصل وإن وقف على زيد وعمرو وبكر ث على الفقراء فمات زيد صرف إل من بقي من أهل‬
‫الوقف‬
‫فإذا انقرضوا صرف إل الفقراء‬
‫وقال أبو علي الطبي يرجع إل الفقراء لنه لا جعل لم إذا انقرضوا وجب أن تكون حصة كل‬
‫واحد منهم لم إذا انقرض‬
‫والنصوص ف حرملة هو الول لنه ل يكن نقله إل الفقراء لنه قبل انقراضهم ل يوجد شرط‬
‫النقل إل الفقراء‬
‫ول يكن رده إل الواقف لنه ) أزال ( ملكه عنه فكان أهل الوقف أحق به‬
‫فصل وإن وقف مسجدا فخرب الكان وانقطعت الصلة فيه ل يعد إل اللك ول يز له التصرف‬
‫فيه لن ما زال اللك فيه لق ال تعال ل يعود إل اللك بالختلل كما لو أعتق عبدا ث زمن‬
‫وإن وقف نلة فجفت أو بيمة فزمنت أو جذوعا على مسجد فتكسرت ففيه وجهان أحدها ل‬
‫يوز بيعه لا ذكرناه ف السجد‬
‫والثان يوز بيعه لنه ل يرجى منفعته فكان بيعه أول من تركه بلف السجد فإن السجد يكن‬
‫الصلة فيه مع خرابه وقد يعمر الوضع فيصلى فيه‬
‫فإن قلنا تباع كان الكم ف ثنه حكم القيمة الت توجد من متلف الوقف وقد بيناه‬
‫وإن وقف شيئا على ثغر فبطل الثغر ك عطرسوس أو على مسجد فاختل الكان حفظ الرتفاع‬
‫ول يصرف إل غيه لواز أن يرجع كما كان‬
‫فصل وإن احتاج الوقف إل نفقة أنفق عليه من حيث شرط الواقف لنه لا اعتب شرطه ف سبيله‬
‫اعتب شرطه ف نفقته كالالك ف أمواله‬
‫وإن ل يشترط أنفق عليه من غلته لنه ل يكن النتفاع به إل بالنفقة فحمل الوقف عليه وإن ل‬
‫يكن له غلة فهو على القولي‬
‫إن قلنا إنه ل تعال كانت نفقته ف بيت الال كالر ) العسر ( الذي ل كسب له‬
‫وإن قلنا للموقوف عليه كانت نفقته عليه‬
‫فصل والنظر ف الوقف إل من شرطه الواقف لن الصحابة رضي ال عنهم وقفوا وشرطوا من‬
‫ينظر فجعل عمر رضي ال عنه إل حفصة رضي ال عنها وإذا توفيت فإنه إل ذوي الرأي من‬
‫أهلها لن سبيله إل شرطه فكان النظر إل من شرطه وإن وقف ول يشرط الناظر ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها إنه إل الواقف لنه كان النظر إليه‬
‫فإذا ل يشرطه بقي على نظره‬
‫والثان أنه للموقوف عليه لن الغلة له فكان النظر إليه‬
‫والثالث إل الاكم لنه يتعلق به حق الوقوف عليه وحق من ينتقل إليه‬
‫____________________‬

‫فكان الاكم أول‬


‫فإن جعل الواقف النظر إل اثني من أفاضل ولده ول يوجد فيهم فاضل إل واحد ضم الاكم إليه‬
‫آخر لن الواقف ل يرض فيه بنظر واحد‬
‫فصل إذا اختلف أرباب الوقف ف شروط الوقف وسبيله ول بينة جعل بينهم بالسوية فإن كان‬
‫الواقف حيا رجع إل قوله لنه ثبت بقوله فرجع إليه‬
‫كتاب البات البة مندوب إليها لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫تادوا تابوا وللقارب أفضل لا روى عبد ال بن عمر رضي ال عنهما قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم الراحون يرحهم ال ارحوا من ف الرض يرحكم من ف السماء الرحم شجنة من‬
‫الرحن فمن وصلها وصله ال ومن قطعها قطعه ال وف البة صلة الرحم‬
‫والستحب أل يفضل بعض أولده على بعض ف البة لا روى النعمان بن بشي قال أعطان أب‬
‫عطية فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال إن أعطيت ابن عطية وإن أمه‬
‫قالت ل أرضى حت تشهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فهل أعطيت كل ولدك مثل ذلك قال ل قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اتقوا ال واعدلوا‬
‫بي أولدكم أليس يسرك أن يكونوا ف الب سواء قال بلى قال فل إذا‬
‫قال الشافعي رحه ال ولنه يقع ف نفس الفضول ما منعه من بره ولن القارب ينفس بعضهم‬
‫بعضا ما ل ينفس العدا‬
‫فإن فضل بعضهم بعطية صحت العطية لا روي ف حديث النعمان أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال أشهد على هذا غيي فلو ل يصح لبي له ول يأمره أن يشهد عليه غيه ول يستنكف أن‬
‫يهب القليل ول أن يتهب القليل لا روى أبو هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لو‬
‫دعيت إل كراع لجبت ولو أهدي إل كراع أو ذراع لقبلت‬
‫فصل وما جاز بيعه من العيان جاز هبته لنه عقد يقصد به ملك العي فملك به ما يلك بالبيع‬
‫وما جاز هبته جاز هبة جزء منه مشاع لا روى عمر بن سلمة الضمري أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم خرج من الدينة حت أتى الروحاء فإذا حار عقي فقيل يا رسول ال هذا حار عقي‬
‫فقال دعوه فإنه سيطلبه صاحبه فجاء رجل من فهر فقال يا رسول ال إن أصبت هذا فشأنكم به‬
‫فأمر النب صلى ال عليه وسلم أبا بكر بقسم لمه بي الرفاق ولن القصد منه التمليك والشاع‬
‫كالقسوم ف ذلك‬
‫فصل وما ل يوز بيعه من الهول وما ل يقدر على تسليمه وما ل يتم ملكه عليه كالبيع قبل‬
‫القبض ل توز هبته لنه عقد يقصد به تليك الال ف حال الياة فلم يز فيما ذكرناه كالبيع‬
‫فصل ول يوز تعليقها على شرط مستقبل لنه عقد يبطل بالهالة فلم يز تعليقه على شرط‬
‫مستقبل كالبيع‬
‫فصل ول تصح إل بالياب والقبول لنه تليك آدمي لدمي فافتقر إل الياب والقبول كالبيع‬
‫والنكاح‬
‫ول يصح‬
‫____________________‬

‫القبول إل على الفور وقال أبو العباس يصح على التراخي‬


‫والصحيح هو الول لنه تليك مال ف حال الياة فكان القبول فيه على الفور كالبيع‬
‫فصل ول يلك الوهوب منه البة من غي قبض لا روت عائشة رضي ال عنها أن أباها نلها‬
‫جذاذ عشرين وسقا من ماله فلما حضرته الوفاة قال يا بنية إن أحب الناس غن بعدي لنت وإن‬
‫أعز الناس علي فقرا بعدي لنت وإن كنت نلتك جذاذ عشرين وسقا من مال ووددت أنك‬
‫جذذتيه وحزته وإنا هو اليوم مال الوارث وإنا ها أخواك وأختاك‬
‫قالت هذان أخواي فمن أختاي قال ذو بطن بنت خارجة فإن أظنها جارية‬
‫فإن مات قبل القبض قام وارثه مقامه إن شاء قبض وإن شاء ل يقبض‬
‫ومن أصحابنا من قال يبطل العقد بالوت لنه غي لزم فبطل بالوت كالعقود الائزة‬
‫والنصوص أنه ل يبطل لنه عقد يؤول إل اللزوم فلم يبطل بالوت كالبيع بشرط اليار‬
‫فإذا قبض ملك بالقبض‬
‫ومن أصحابنا من قال يتبي أنه ملك بالعقد فإن حدث منه ناء قبل القبض كان للموهوب له لن‬
‫الشافعي رضي ال عنه قال فيمن وهب له عبد قبل أن يهل عليه هلل شوال وقبض بعد ما أهل‬
‫أن فطرة العبد على الوهوب له‬
‫والذهب الول وما قال ف زكاة الفطر فرعه على قول مالك رحه ال‬
‫فصل فإن وهب لغي الولد وولد الولد شيئا وأقبضه ل يلك الرجوع فيه لا روى ابن عمر وابن‬
‫عباس رضي ال عنهما رفعاه إل النب صلى ال عليه وسلم ل يل للرجل أن يعطي العطية فيجع‬
‫فيها إل الوالد فيما أعطى ولده‬
‫وإن وهب للولد أو ولد الولد وإن سفل جاز له أن يرجع للخب ولن الب ل يتهم ف رجوعه‬
‫لنه ل يرجع إل لضرورة أو لصلح الولد‬
‫وإن تصدق عليه فالنصوص أن له أن يرجع كالبة‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يرجع لن القصد بالصدقة طلب الثواب وإصلح حاله مع ال عز وجل‬
‫فل يوز أن يتغي رأيه ف ذلك‬
‫والقصد من البة إصلح حال الولد وربا كان الصلح ف استرجاعه فجاز له الرجوع‬
‫وإن تداعى رجلن نسب مولود ووهبا له مال ل يز لواحد منهما أن يرجع لنه ل يثبت له بنوته‬
‫فإن لق بأحدها ففيه وجهان أحدها أنه يوز لنه ثبت أنه ولده‬
‫والثان ل يوز لنه ل يثبت له الرجوع ف حال العقد‬
‫وإن وهب لولده ووهب الولد لولده ففيه وجهان أحدها يوز لنه ف ملك من يوز له الرجوع‬
‫ف هبته‬
‫والثان ل يوز لنه رجوع على غي من وهب له فلم يز‬
‫وإن وهب لولده شيئا فأفلس الولد وحجر عليه ففيه وجهان أحدها يرجع لن حقه سابق لقوق‬
‫الغرماء‬
‫والثان ل يرجع لنه تعلق به حق الغرماء فلم يز له الرجوع كما لو رهنه‬
‫فصل وإن زاد الوهوب ف ملك الولد أو زال اللك فيه ث عاد إليه فالكم فيه كالكم ف البيع‬
‫إذا زاد ف يد الشتري أو زال اللك فيه ث عاد إليه ث أفلس ف رجوع البائع وقد بيناه ف التفليس‬

‫فصل فإن وهب شيئا لن هو دونه ل يلزمه أن يثيبه بعوض لن القصد من هبته الصلة فلم تب‬
‫الكافأة فيه بعوض كالصدقة‬
‫وإن وهب لن هو مثله ) ل يلزمه أيضا أن يثيبه ( لن القصد من هبته اكتساب البة وتأكيد‬
‫الصداقة‬
‫وإن وهب لن هو أعلى منه ففيه قولن قال ف القدي ل يلزمه أن يثيبه عليه بعوض لن العرف ف‬
‫هبة الدن للعلى أن يلتمس به العوض فيصي ذلك كالشروط‬
‫وقال ف الديد ل يب لنه تليك بغي عوض فل يوجب الكافأة بعوض كهبة النظي للنظي‬
‫فإن قلنا ل يب فشرط فيه ثوابا معلوما ففيه قولن أحدها يصح لنه تليك مال بال فجاز‬
‫كالبيع فعلى هذا يكون كبيع بلفظ البة ف الربا واليار وجيع أحكامه‬
‫والثان أنه باطل لنه عقد ل يقتضي العوض فبطل شرط العوض كالرهن فعلى هذا حكمه حكم‬
‫البيع الفاسد ف جيع‬
‫____________________‬

‫أحكامه‬
‫وإن شرط فيه ثوابا مهول بطل قول واحدا لنه شرط العوض ولنه شرط عوضا مهول‬
‫وإن قلنا إنه يب العوض ففي قدره ثلثة أقوال أحدها أنه يلزمه أن يعطيه إل أن يرضى لا روى‬
‫ابن عباس رضي ال عنه أن أعرابيا وهب للنب صلى ال عليه وسلم هبة فأثابه عليها وقال‬
‫أرضيت قال ل فزاده وقال أرضيت فقال نعم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لقد همت‬
‫أل أتب إل من قرشي أو أنصاري أو ثقفي‬
‫والثان يلزمه قدر قيمته لنه عقد يوجب العوض فإذا ل يكن مسمى وجب عوض الثل كالنكاح‬
‫والثالث يلزمه ما جرت العادة ف ثواب مثله لن العوض وجب بالعرف فوجب مقداره ف العرف‬

‫فإن قلنا إنه يب العوض فلم يعطه ثبت له الرجوع فإن تلفت العي رجع بقيمتها لن كل عي‬
‫ثبت له الرجوع با إذا تلفت وجب الرجوع إل بدلا كالبيع‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يب لن حق الواهب ف العي وإن نقصت العي رجع فيها‬
‫وهل يرجع بأرش ما نقص فيه وجهان كالوجهي ف رد القيمة إذا تلفت‬
‫وإن شرط عوضا مهول ل تبطل لنه شرط ما يقتضيه العقد لن العقد على هذا القول يقتضي‬
‫عوضا مهول وإن ل يدفع إليه العوض وتلف الوهوب ضمن العوض بل خلف‬
‫وإن شرط عوضا معلوما ففيه قولن أحدها أن العقد يبطل لن العقد يقتضي عوضا غي مقدر‬
‫فبطل بالتقدير‬
‫والثان يصح لنه إذا صح بعوض مهول فلن يصح بعوض معلوم أول‬
‫فصل وإن اختلف الواهب والوهوب له فقال الواهب وهبتك ببدل وقال الوهوب له وهبتن على‬
‫غي بدل ففيه وجهان أحدها أن القول قول الواهب لنه ل يقر لروج الشيء من ملكه إل على‬
‫بدل‬
‫والثان أن القول قول الوهوب له لن الواهب أقر له بالبة وادعى بدل الصل عدمه‬
‫باب العمرى والرقب العمرى هو أن يقول أعمرتك هذه الدار حياتك أو جعلتها لك عمرك‬
‫وفيها ثلث مسائل إحداها أن يقول أعمرتك هذه الدار حياتك ولعقبك بعدك فهذه عطية‬
‫صحيحة تصح بالياب والقبول ويلك فيها بالقبض‬
‫والدليل عليه ما روى جابر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أيا رجل أعمر‬
‫عمرى له ولعقبه فإنا للذي أعطيها ل ترجع إل الذي أعطاها لنه أعطى عطاء وقعت فيه‬
‫الواريث‬
‫والثانية أن يقول أعمرتك هذه الدار حياتك ول يشرط شيئا ففيه قولن قال ف القدي هو باطل‬
‫لنه تليك عي قدر بدة فأشبه إذا قال أعمرتك سنة أو أعمرتك حياة زيد‬
‫وقال ف الديد هو عطية صحيحة ويكون للمعمر ف حياته ولورثته بعده وهو الصحيح لا روى‬
‫جابر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من أعمر عمرى حياته فهي له ولعقبه‬
‫من بعده يرثها من يرثه من بعده ولن الملك الستقرة كلها مقدرة بياة الالك وتنتقل إل الورثة‬
‫فلم يكن ما جعله له ف حياته منافيا لكم الملك‬
‫والثالثة أن يقول أعمرتك حياتك فإن مت عادت إل إن كنت حيا وإل ورثت إن كنت ميتا فهي‬
‫كالسألة الثانية فتكون على قولي‬
‫أحدها تبطل‬
‫والثان تصح لنه شرط أن تعود إليه بعد ما زال ملكه أو إل وارثه وشرطه بعد زوال اللك ل‬
‫يؤثر ف حق العمر فيصي وجوده كعدمه‬
‫فصل وأما الرقب فهو أن يقول أرقبتك هذه الدار أو داري لك رقب ومعناه وهبت لك وكل‬
‫واحد منا يرقب صاحبه‬
‫فإن مت قبلى عادت إل وإن مت قبلك فهي لك‬
‫فتكون كالسألة الثالثة من العمرى وقد بينا أن الثالثة كالثانية فتكون على قولي‬
‫وقال الزن الرقب أن يعلها لخرها موتا وهذا خطأ لا روى عبد ال بن الزبي رضي ال عنهما‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال من أعمر عمرى أو أرقب رقب فهي للمعمر يرثها من يرثه‬
‫فصل ومن وجب له على رجل دين جاز له أن يبئه من غي رضاه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز إل بقبول من عليه الدين لنه تبع يفتقر إل تعيي التبع عليه‬
‫فافتقر إل قبوله كالوصية والبة ولن فيه التزاما منه فلم يلك من غي قبوله كالبة‬
‫والذهب الول لنه إسقاط حق ليس فيه تليك مال فلم يعتب فيه القبول كالعتق والطلق والعفو‬
‫عن الشفعة والقصاص‬
‫ول يصح البراء من دين مهول لنه إزالة ملك ل يوز تعليقه على الشرط فلم يز مع الهالة‬
‫كالبيع والبة‬

‫____________________‬

‫كتاب الوصايا من ثبتت له اللفة على المة جاز له أن يوصي با إل من يصلح لا لن أبا بكر‬
‫رضي ال عنه وصى إل عمر ووصى عمر رضي ال عنه إل أهل الشورى رضي ال عنهم‬
‫ورضيت الصحابة رضي ال عنهم بذلك‬
‫فصل ومن ثبتت له الولية ف مال ولده ول يكن له ول بعده جاز له أن يوصي إل من ينظر ف‬
‫ماله لا روى سفيان بن عيينة رضي ال عنه عن هشام بن عروة قال أوصى إل الزبي تسعة من‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم منهم عثمان والقداد وعبد الرحن بن عوف وابن مسعود‬
‫رضي ال عنهم فكان يفظ عليهم أموالم وينفق على أبنائهم من ماله‬
‫وإن كان له جد ل يز أن يوصي إل غيه لن ولية الد مستحقة بالشرع فل يوز نقلها عنه‬
‫بالوصية‬
‫فصل ومن ثبت له الولية ف تزويج ابنته ل يز أن يوصي إل من يزوجها‬
‫وقال أبو ثور يوز كما يوز أن يوصي إل من ينظر ف مالا‬
‫وهذا خطأ لا روى ابن عمر قال زوجن قدامة بن مظعون ابنة أخيه عثمان بن مظعون فأتى قدامة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أنا عمها ووصي أبيها وقد زوجتها من عبد ال بن عمر‬
‫فقال صلى ال عليه وسلم إنا يتيمة ل تنكح إل بإذنا‬
‫ولن ولية النكاح ) لا من يستحقها ( بالشرع فل يوز نقلها بالوصية كالوصية بالنظر ف الال‬
‫مع وجود الد‬
‫فصل ومن عليه حق يدخله النيابة من دين آدمي أو حج أو زكاة أو رد وديعة جاز أن يوصي إل‬
‫من يؤدي عنه لنه إذا جاز أن يوصي ف حق غيه فلن يوز ف خاصة نفسه أول‬
‫فصل ومن ملك التصرف ف ماله بالبيع والبة ملك الوصية بثلثه ف وجوه الب لا روى عامر بن‬
‫سعيد عن أبيه قال مرضت مرضا أشرفت منه على الوت فأتان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يعودن فقلت يا رسول ال ل مال كثي وليس يرثن إل ابنت أفأتصدق بال كله قال ل قلت‬
‫أتصدق بثلثي مال قال ل قلت أتصدق بالشطر قال ل قلت أتصدق بالثلث قال الثلث والثلث‬
‫كثي إنك أن تترك ورثتك أغنياء خي من أن تتركهم عالة يتكففون الناس‬
‫ول يب ذلك لقوله تعال } وأولو الرحام بعضهم أول ببعض ف كتاب ال من الؤمني‬
‫والهاجرين إل أن تفعلوا إل أوليائكم معروفا { وفسر بالوصية فجعل ذلك إليهم فدل على أنا ل‬
‫تب ولنه عطية ل تلزم ف حياته فلم تلزم الوصية به قياسا على ما زاد على الثلث‬
‫فصل وإن كانت ورثته فقراء فالستحب أل يستوف الثلث لقوله صلى ال عليه وسلم الثلث كثي‬
‫إنك أن تترك ورثتك أغنياء خي من أن تتركهم عالة يتكففون الناس فاستكثر الثلث وكره أن‬
‫يترك ورثته فقراء فدل على أن الستحب أل يستوف الثلث‬
‫وعن علي رضي ال عنه أنه قال لن أوصي بالمس أحب إل من أن أوصي بالثلث‬
‫وإن كان الورثة أغنياء فالستحب أن يستوف الثلث لنه لا كره الثلث إذا كانوا فقراء دل على‬
‫أنه يستحب إذا كانوا أغنياء أن يستوفيه‬
‫} وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا {‬
‫____________________‬

‫فصل وينبغي لن رأى الريض ينف ف الوصية أن ينهاه لقوله تعال } ال وليقولوا قول سديدا {‬
‫قال أهل التفسي إذا رأى الريض ينف على ولده أن يقول اتق ال ول توص بالك كله ولن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم نى سعدا عن الزيادة على الثلث‬
‫فصل والفضل أن يقدم ما يوصي به من الب ف حياته لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال سئل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أي الصدقة أفضل قال أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تأمن‬
‫الغن وتشى الفقر ول تهل حت إذا بلغت اللقوم قلت لفلن كذا ولفلن كذا ولنه ل يأمن‬
‫إذا وصى به أن يفرط به بعد موته فإن اختار أن يوصي فالستحب أل يؤخر الوصية لا روى ابن‬
‫عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ما حق امرىء مسلم عنده شيء يوصى‬
‫يبيت ليلتي إل ووصيته مكتوبة عنده ولنه إذا أخر ل يؤمن أن يوت فجأة فتفوته‬
‫فصل وأما من ل يوز تصرفه ف الال فإن كان من ل ييز كالعتوه والبسم ومن عاين الوت ل‬
‫تصح وصيته لن الوصية تتعلق صحتها بالقول ول قول لن ل ييز ولذا ل يصح إسلمه ول‬
‫توبته فلم تصح وصيته‬
‫فإن كان صبيا ميزا أو بالغا مبذرا ففيه قولن أحدها ل تصح وصيته لنه تصرف ف الال فلم‬
‫يصح من الصب والبذر كالبة‬
‫والثان تصح لنه إنا منع من التصرف خوفا من إضاعة الال وليس ف الوصية إضاعة الال لنه‬
‫إن عاش فهو على ملكه وإن مات ل يتج إل غي الثواب وقد حصل له ذلك بالوصية‬
‫فصل وأما إذا أوصى با زاد على الثلث فإن ل يكن له وارث بطلت الوصية فيما زاد على الثلث‬
‫لن ماله مياث للمسلمي ول ميز له منهم فبطلت‬
‫فإن كان له وارث ففيه قولن أحدها أن الوصية تبطل با زاد على الثلث لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم نى سعدا عن الوصية با زاد على الثلث والنهي يقتضي الفساد وليست الزيادة مال‬
‫للوارث فلم تصح وصيته به كما لو أوصى بال للوارث من غي الياث‬
‫والثان أنا تصح وتقف على إجازة الوارث فإن أجاز نفذت وإن ردها بطلت لن الوصية‬
‫صادفت ملكه وإنا يتعلق با حق الوارث ف الثان فصحت ووقفت الجازة كما لو باع ما فيه‬
‫شفعة‬
‫فإن قلنا على أنا باطلة كانت الجازة هبة مبتدأة يعتب فيها الياب والقبول باللفظ الذي تنعقد‬
‫به البة ويعتب ف لزومها القبض‬
‫وإن كانت الوصية عتقا ل يصح إل بلفظ العتق ويكون الولء فيه للوارث‬
‫وإن قلنا إنا تصح كانت الجارة إمضاء لا وصى به الوصي وتصح بلفظ الجازة كما يصح‬
‫العفو عن الشفعة بلفظ العفو‬
‫فإن كانت الوصية عتقا كان الولء للموصى ول يصح الرد والجازة إل بعد الوت لنه ل حق‬
‫له قبل الوت فلم يصح إسقاطه كالعفو عن الشفعة قبل البيع‬
‫فصل فإن أجاز الوارث ما زاد على الثلث ث قال أجزت لن ظننت أن الال قليل وأن ثلثه قليل‬
‫وقد بان أنه كثي لزمت الجازة فيما علم والقول قوله فيما ل يعلم مع يينه‬
‫فإذا حلف ل يلزمه لن الجازة ف أحد القولي هبة وف الثان إسقاط والميع ل يصح مع الهل‬
‫به‬
‫وإن وصى بعبد فأجازه الوارث ث قال أجزت لن ظننت أن الال كثي وقد بان أنه قليل ففيه‬
‫قولن‬
‫____________________‬
‫أحدها أن القول قوله كالسألة قبلها‬
‫والثان أنه يلزمه الوصية لنه عرف ما أجازه ويالف السألة قبلها فإن هناك ل يعلم ما أجازه‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف الوقت الذي يعتب فيه قدر الال لخراج الثلث‬
‫فمنهم من قال العتبار بقدر الال ف حال الوصية لنه عقد يقتضي اعتبار قدر الال فكان العتبار‬
‫فيه بال العقد كما لو نذر أن يتصدق بثلث ماله‬
‫فعلى هذا لو أوصى وثلث ماله ألف فصار عند الوفاة ألفي ل تلزم الوصية ف الزيادة‬
‫فإن وصى بألف ول مال له ث استفاد مال ل تتعلق به الوصية‬
‫وإن وصى وله مال فهلك ماله بطلت الوصية‬
‫ومنهم من قال العتبار بقدر الال عند الوت وهو الذهب لنه وقت لزوم الوصية واستحقاقها‬
‫ولنه لو وصى بثلث ماله ث باع جيعه تعلقت الوصية بالثمن‬
‫فلو كان العتبار بال الوصية ل تتعلق بالثمن لنه ل يكن حال الوصية‬
‫فعلى هذا لو وصى بثلث ماله وماله ألف فصار ألفي لزمت الوصية ف ثلث اللفي‬
‫فإن وصى بال ول مال له ث استفاد مال تعلقت به الوصية‬
‫فإن وصى بثلثه وله مال ث تلف ماله ل تبطل الوصية‬
‫فصل وأما الوصية با ل قربة فيه كالوصية للكنيسة والوصية بالسلح لهل الرب فهي باطلة‬
‫لن الوصية إنا جعلت له ليدرك با ما فات ويزيد با السنات ولذا روي أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إن ال تعال أعطاكم ثلث أموالكم ف آخر آجالكم زيادة ف حسناتكم‬
‫وما ذكرناه ليس من السنات فلم تصح فيه الوصية‬
‫فإن وصى ببيع ماله من رجل من غي ماباة ففيه وجهان أحدها يصح لنه قصد تصيصه‬
‫بالتمليك‬
‫والثان ل يصح لن البيع من غي ماباة ليس بقربة فلم تصح الوصية به‬
‫وإن وصى بذمي جاز لا روي أن صفية وصت لخيها بثلثها ثلثي ألفا وكان يهوديا ولن الذمي‬
‫موضع للقربة ولذا يوز التصدق عليه بصدقة التطوع فجازت له الوصية‬
‫فإن وصى لرب ففيه وجهان أحدها أنه ل تصح الوصية وهو قول أب العباس بن القاص لن‬
‫القصد بالوصية نفع الوصى له وقد أمرنا بقتل الرب وأخذ ماله فل معن للوصية له‬
‫والثان يصح وهو الذهب لنه تليك يصح للذمي فصح للحرب كالبيع‬
‫فصل واختلف قول الشافعي رحه ال تعال فيمن وصى لقاتله فقال ف أحد القولي ل يوز لنه‬
‫مال يستحق بالوت فمنع القتل منه كالياث‬
‫وقال ف الثان يوز لنه تليك يفتقر إل القبول فلم ينع القتل منه كالبيع‬
‫فإن قتلت أم الولد مولها عتقت لن عتقها ليس بوصية بدليل أنه ل يعتب من الثلث فلم ينع‬
‫القتل منه‬
‫فإن قتل الدبر موله فإن قلنا إن التدبي عتق بالصفة عتق لنه ليس بوصية وإنا هو عتق بصفة‬
‫وقد وجدت الصفة فعتق‬
‫وإن قلنا إنه وصية وقلنا إن الوصية للقاتل ل توز ل يعتق وإن قلنا إنا توز عتق من الثلث‬
‫فإن كان على رجل دين مؤجل فقتله صاحب الدين حل الدين لن الجل حق للمقتول ل حظ له‬
‫ف بقائه بل الظ ف إسقاطه ليحل الدين ويقضى فيتخلص منه‬
‫فصل واختلف قوله ف الوصية للوارث فقال ف أحد القولي ل تصح لا روى جابر رضي ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل وصية لوارث ولنا وصية ل تلزم لق الوارث فلم تصح‬
‫كما لو أوصى بال لم من غي الياث‬
‫فعلى هذا الجازة هبة مبتدأة يعتب فيها ما يعتب ف البة‬
‫والثان تصح لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل توز لوارث‬
‫وصية إل إن شاء الورثة فدل على أنم إذا شاؤوا كانت وصية‬
‫وليست الوصية ف ملكه وإنا يتعلق با حق الورثة ف الثان فلم ينع صحتها كبيع ما فيه شفعة‬
‫فعلى هذا إذا أجاز الورثة نفذت الوصية‬
‫فصل ول تصح الوصية لن ل يلك فإن وصى ليت ل تصح الوصية لنه تليك فلم يصح للميت‬
‫كالبة‬
‫وإن وصى لمل تيقن وجوده حال الوصية بأن وضعته لدون ستة أشهر من حي الوصية أو لستة‬
‫أشهر وليست بفراش صحت الوصية لنه يلك بالرث فملك بالوصية‬
‫وإن وضعته لستة أشهر وهي فراش ل تصح الوصية لنه يوز أن يكون حدث بعد الوصية فلم‬
‫تصح الوصية بالشك‬
‫فإن ألقته ميتا ل تصح الوصية لنه ل يتيقن حياته حال الوصية‬
‫ولذا ل يكم له بالرث فلم يكم له باللك بالوصية‬
‫فإن وصى لا تمل هذه الرأة ل تصح الوصية وقال أبو إسحاق تصح والذهب الول لنه تليك‬
‫لن ل يلك فلم يصح‬
‫فصل فإن قال وصيت بذا العبد لحد هذين الرجلي ل يصح لنه تليك لغي معي فإن قال‬
‫أعطوا هذا العبد أحد هذين الرجلي جاز لنه ليس‬
‫____________________‬
‫بتمليك وإنا هو وصية بالتمليك‬
‫ولذا لو قال بعت هذا العبد من أحد هذين الرجلي ل يصح‬
‫ولو قال لوكيله بع هذا العبد من أحد هذين الرجلي جاز‬
‫فصل فإن أوصى لعبده كانت الوصية لوارثه لن العبد ل يلك فكانت الوصية للوارث وقد بيناه‬
‫فإن وصى لكاتبه صحت الوصية لن الكاتب يلك الال بالعقد فصحت له الوصية‬
‫فإن وصى لم ولده صحت لنا حرة عند الستحقاق فإن وصى لدبره وعتق من الثلث صحت‬
‫له الوصية لنه حر عند الوت فهو كأم الولد فإن ل يعتق كانت الوصية للوارث وقد بيناه‬
‫فإن وصى لعبد غيه كانت الوصية لوله‬
‫وهل يصح قبوله من غي إذن الول فيه وجهان أحدها وهو الصحيح أنه يصح ويلك به الول‬
‫كما يلك ما يصطاده بغي إذنه‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخري أنه ل يصح لنه تليك للسيد بعقد فلم يصح القبول فيه‬
‫من غي إذنه‬
‫وهل يصح قبول السيد فيه وجهان أحدها ل يصح لن الياب للعبد فلم يصح قبول السيد‬
‫كالياب ف البيع‬
‫والثان يصح لن القبول ف الوصية يصح لغي من أوجب له وهو الوارث بلف البيع‬
‫فصل وتوز الوصية بالشاع والقسوم لنه تليك جزء من ماله فجاز ف الشاع والقسوم كالبيع‬
‫ويوز بالهول كالمل ف البطن واللب ف الضرع وعبد من عبيد وبا ل يقدر على تسليمه‬
‫كالطي الطائر والعبد البق لن الوصى له يلف اليت ف ثلثه كما يلفه الوارث ف ثلثه‬
‫فلما جاز أن يلف الوارث اليت ف هذه الشياء جاز أن يلفه الوصى له‬
‫فإن وصى بال الكتابة جاز لا ذكرناه فإن وصى برقبته فهو على القولي ف بيعه‬
‫فصل فإن وصى با تمله الارية أو الشجرة صحت الوصية لن العدوم يوز أن يلك بالسلم‬
‫والساقاة فجاز أن يلك بالوصية‬
‫ومن أصحابنا من قال إذا قلنا إن العتبار بال الوصية ل تصح لنه ل يلك ف الال ما وصى به‬
‫فصل وتوز الوصية بالنافع لنا كالعيان ف اللك بالعقد والرث فكانت كالعيان ف الوصية‬
‫ويوز بالعي دون النفعة وبالعي لواحد وبالنفعة لخر لن النفعة والعي كالعي فجاز فيهما ما‬
‫جاز ف العيني‬
‫ويوز بنفعة مقدرة بالدة وبنفعة مؤبدة لن القدرة كالعي العلومة والؤبدة كالعي الهولة‬
‫فصحت الوصية بالميع‬
‫فصل وتوز الوصية با يوز النتفاع به من النجاسات كالسماد والزيت النجس والكلب وجلد‬
‫اليتة لنه يل اقتناؤها للنتفاع با فجاز نقل اليد فيها بالوصية‬
‫ول يوز با ل يل النتفاع به كالمر والنير والكلب العقور لنه ل يل النتفاع با ول تقر‬
‫اليد عليها فلم تز الوصية با‬
‫فصل ويوز تعليق الوصية على شرط ف الياة لنا توز ف الهول فجاز تعليقها بالشرط‬
‫كالطلق والعتاق‬
‫ويوز تعليقها على شرط بعد الوت لن ما بعد الوت ف الوصية كحال الياة فإذا جاز تعليقها‬
‫على شرط ف الياة جاز بعد الوت‬
‫فصل وإن كانت الوصية لغي معي كالفقراء لزمت بالوت لنه ل يكن اعتبار القبول فلم يعتب‬
‫وإن كانت لعي ل تلزم إل بالقبول لنه تليك لعي فلم يلزم من غي قبول كالبيع‬
‫ول يصح القبول إل بعد الوت لن الياب بعد الوت فكان القبول بعده فإن قبل حكم له باللك‬

‫وف وقت اللك قولن منصوصان أحدها تلك بالوت والقبول لنه تليك يفتقر إل القبول فلم‬
‫يقع اللك قبله كالبة‬
‫والثان أنه موقوف فإن قبل حكمنا بأنه ملك من حي الوت لنه ل يوز أن يكون للموصي لن‬
‫اليت ل يلك‬
‫ول يوز أن يكون للوارث لن الوارث ل يلك إل بعد الدين والوصية‬
‫ول يوز أن يكون للموصى له لنه لو انتقل إليه ل يلك رده كالياث فثبت أنه موقوف‬
‫وروى ابن عبد الكم قول ثالثا أنه يلك بالوت ووجهه أنه مال مستحق ) بالوت ( فانتقل به‬
‫كالياث‬
‫فصل وإن رد نظرت فإن كان ف حياة الوصي ل يصح الرد لنه ل حق له ف حياته فلم يلك‬
‫إسقاطه كالشفيع إذا عفا عن الشفعة قبل البيع‬
‫وإن رد بعد الوت وقبل القبول صح الرد لنه يثبت له الق فملك إسقاطه كالشفيع إذا عفا عن‬
‫الشفعة بعد البيع‬
‫وإن رد بعد القبول وقبل القبض ففيه وجهان أحدها ل يصح الرد لنه ملكه ملكا تاما فلم يصح‬
‫رده كما لو قبضه‬
‫والثان أنه يصح الرد وهو النصوص لنه تليك من جهة الدمي من غي بدل فصح رده قبل‬
‫القبض كالوقف‬
‫وإن ل يقبل ول يرد كان للورثة‬
‫____________________‬
‫الطالبة بالقبول أو الرد‬
‫فإن امتنع من القبول والرد حكم عليه بالرد لن اللك متردد بينه وبي الورثة كما لو تجر أرضا‬
‫فامتنع من إحيائها أو وقف ف مشرعة ماء فلم يأخذ ول ينصرف‬
‫فصل وإن مات الوصى له قبل موت الوصي بطلت الوصية ول يقوم وارثه مقامه لنه مات قبل‬
‫استحقاق الوصية‬
‫وإن مات بعد موته وقبل القبول قام وارثه مقامه ف القبول والرد لنه خيار ثابت ف تلك الال‬
‫فقام الوارث مقامه كخيار الشفعة‬
‫باب ما يعتب من الثلث ما وصى به من التبعات كالعتق والبة والصدقة والاباة ف البيع يعتب‬
‫من الثلث سواء كانت ف حال الصحة أو ف حال الرض أو بعضها ف الصحة وبعضها ف الرض‬
‫لن لزوم الميع عند الوت‬
‫فأما الواجبات من ديون الدميي وحقوق ال تعال كالج والزكاة فإنه إن ل يوص با وجب‬
‫قضاؤها من رأس الال دون الثلث لنه إنا منع من الزيادة على الثلث لق الورثة ول حق للورثة‬
‫مع الديون فلم تعتب من الثلث‬
‫وإن وصى أن يؤدى ذلك من الثلث اعتب من الثلث لنا ف الصل من رأس الال فلما جعلها من‬
‫الثلث علم أنه قصد التوفي على الورثة فاعتبت من الثلث‬
‫وإن وصى با ول يقل إنا من الثلث ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنه تعتب من الثلث وهو ظاهر النص لنا من رأس الال فلما وصى با علم أنه قصد أن‬
‫يعلها من جلة الوصايا فجعل سبيلها سبيل الوصايا‬
‫والثان وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه إن ل يقرن با ما يعتب من الثلث اعتب من رأس الال‬
‫وإن قرن با ما يعتب من الثلث اعتب من الثلث لنا ف الصل من رأس الال‬
‫فإذا عريت عن القرينة بقيت على أصلها‬
‫وإن قرن با ما يعتب من الثلث علم أنه قصد أن يكون مصرفهما واحدا‬
‫والثالث أنه تعتب من رأس الال وهو الصحيح لنا ف الصل من رأس الال والوصية با تقتضي‬
‫التأكيد والتذكار با والقرينة تقتضي التسوية بينهما ف الفعل ل ف السبيل فبقيت على أصلها‬
‫فصل وأما ما تبع به ف حياته ينظر فيه‬
‫فإن كان ف حال الصحة ل يعتب من الثلث لنه مطلق التصرف ف ماله ل حق لحد ف ماله‬
‫فاعتب من رأس الال‬
‫وإن كان ذلك ف مرض غي موف ل يعتب من الثلث لن النسان ل يلو من عوارض فكان‬
‫حكمه حكم الصحيح‬
‫وإن كان ذلك ف مرض موف واتصل به الوت اعتب من الثلث لا روى عمران بن الصي أن‬
‫رجل أعتق ستة أعبد له عند موته ل يكن له مال غيهم فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال للرجل قول شديدا ث دعاهم فجزأهم فأقرع بينهم فأعتق اثني وأرق أربعة‬
‫ولنه ف ) هذه ( الالة ل يأمن الوت فجعل كحال الوت‬
‫وإن برىء من الرض ل يعتب من الثلث لنه قد بان أنه ل يكن ف ماله حق أحد‬
‫وإن وهب ف الصحة وأقبض ف الرض اعتب من الثلث لنه ل يلزم إل بالقبض وقد وجد ذلك‬
‫منه ف الرض‬
‫فصل وإن باع ف الرض بثمن الثل أو تزوج امرأة بهر الثل صح العقد ول يعتب العوض من‬
‫الثلث لنه ليس بوصية لن الوصية أن يرج مال من غي عوض ول يرج ههنا شيئا من غي‬
‫عوض‬
‫وإن كاتب عبدا اعتب من الثلث لن ما يأخذ من العوض من كسب عبده وهو مال له فيصي‬
‫كالعتق بغي عوض‬
‫وإن وهب له من يعتق عليه ف الرض الخوف فقبله اعتب عتقه من الثلث فإذا مات ل يرثه‬
‫وقال أبو العباس يعتب عتقه من رأس الال ويرثه لنه ليس بوصية لنه ل يرج من ملكه شيئا بغي‬
‫عوض‬
‫والذهب الول لنه ملكه بالقبول وعتق عليه والعتق ف الرض وصية والياث والوصية ل‬
‫يتمعان فلو ورثناه بطل عتقه وإذا بطل العتق بطل الرث فأثبتنا العتق وأبطلنا الرث‬
‫فصل والرض الخوف كالطاعون والقولنج وذات النب والرعاف الدائم والسهال التواتر وقيام‬
‫الدم والسل ف انتهائه والفال الادث ف ابتدائه والمى الطبقة لن هذه المراض ل يؤمن معها‬
‫معاجلة الوت فجعل كحال الوت‬
‫فأما غي الخوف فهو كالرب ووجع الضرس والصداع اليسي وحى يوم أو يومي وإسهال يوم‬
‫أو يومي من غي دم والسل قبل انتهائه والفال إذا طال لن هذه المراض يؤمن معها معاجلة‬
‫الوت فإذا اتصل با الوت علم أنه ل يكن موته من هذه المراض‬
‫وإن أشكل شيء من هذه المراض رجع فيه إل نفسي من أطباء السلمي ول يقبل فيه قول‬
‫الكافر‬
‫وإن ضرب الامل الطلق فهو موف لنه ياف منه الوت‬
‫وفيه قول آخر أنه غي موف لن السلمة منه أكثر‬

‫____________________‬
‫فصل وإن كان ف الرب وقد التحمت طائفتان متكافئتان أو كان ف البحر وتوج أو ف أسر‬
‫كفار يرون قتل السارى أو قدم للقتل ف الاربة أو الرجم ف الزنا ففيه قولن أحدها أنه‬
‫كالرض الخوف يعتب تبعاته فيه من الثلث لنه ل يأمن الوت كما ل يأمن ف الرض الخوف‬
‫والثان أنه كالصحيح لنه ل يدث ف جسمه ما ياف منه الوت‬
‫فإن قدم لقتل القصاص فالنصوص أنه ل تعتب عطيته من الثلث ما ل يرح‬
‫واختلف أصحابنا فيه على طريقي فقال أبو إسحاق هي على قولي قياسا على السي ف يد كفار‬
‫يرون قتل السارى‬
‫ومن أصحابنا من قال ل تعتب عطيته من الثلث لنه غي موف لن الغالب من حال السلم أنه إذا‬
‫قدر رحم وعفا فصار كالسي ف يد من ل يرى قتل السارى‬
‫فصل وإن عجز الثلث عن التبعات ل يل إما أن يكون ف التبعات النجزة ف الرض أو ف‬
‫الوصايا‬
‫فإن كان ف التبعات النجزة ف الرض فإن كانت ف وقت واحد نظرت فإن كانت هبات أو‬
‫ماباة قسم الثلث بي الميع لتساويهما ف اللزوم‬
‫فإن كانت متفاضلة القدار قسم الثلث عليها على التفاضل‬
‫وإن كانت متساوية قسم بينها على التساوي كما يفعل ف الديون‬
‫وإن كان عتقا ف عبيد أقرع بينهم لا ذكرناه من حديث عمران بن الصي‬
‫ولن القصد من العتق تكميل الحكام ول يصل ذلك إل با ذكرناه‬
‫فإن وقعت متفرقة قدم الول فالول عتقا كان أو غيه لن الول سبق فاستحق به الثلث فلم‬
‫يز إسقاطه با بعده‬
‫فإن كان له عبدان سال وغان فقال لسال إن أعتقت غانا فأنت حر ث أعتق غانا قدم عتق غان‬
‫لن عتقه سابق‬
‫فإن قال إن أعتقت غانا فأنت حر حال عتق غان ث أعتق غانا فقد قال بعض أصحابنا يعتق غان‬
‫لن عتقه غي متعلق بعتق غيه وعتق سال متعلق بعتق غيه‬
‫فإذا أعتقناها ف وقت واحد احتجنا أن نقرع بينهما فربا خرجت القرعة على سال فيبطل عتق‬
‫غان‬
‫وإذا بطل عتقه بطل عتق سال فيؤدي إثباته إل نفيه فسقط ويبقى عتق غان لنه أصل‬
‫ويتمل عندي أنه ل يعتق واحد منهما لنه جعل عتقهما ف وقت واحد ول يكن أن نقرع بينهما‬
‫لا ذكرناه‬
‫ول يكن تقدي عتق أحدها لنه ل مزية لحدها على الخر بالسبق فوجب أن يسقطا‬
‫وإن كانت التبعات وصايا وعجز الثلث عنها ل يقدم بعضها على بعض بالسبق لن ما تقدم وما‬
‫تأخر يلزم ف وقت واحد ) وهو بعد ( الوت‬
‫فإن كانت كلها هبات أو كلها ماباة أو بعضها هبات وبعضها ماباة قسم الثلث بي الميع على‬
‫التفاضل إن تفاضلت وعلى التساوي إن تساوت‬
‫وإن كان الميع عتقا أقرع بي العبيد لا ذكرناه ف القسم قبله‬
‫وإن كان بعضها عتقا وبعضها ماباة أو هبات ففيه قولن أحدها أن الثلث يقسم بي الميع لن‬
‫الميع يعتب من الثلث ويلزم ف وقت واحد‬
‫والثان يقدم العتق با له من القوة‬
‫وإن كان بعضها كتابة وبعضها هبات ففيه طريقان أحدها أنه ل تقدم الكتابة لنه ليس له قوة‬
‫وسراية فلم تقدم كالبات‬
‫والثان أنا على قولي لنا تتضمن العتق فكانت كالعتق‬
‫فصل وإن وصى أن يج عنه حجة السلم من الثلث أو يقضى دينه من الثلث ووصى معها‬
‫بتبعات ففيه وجهان أحدها يقسط الثلث على الميع لن الميع يعتب من الثلث‬
‫فإن كان ما يص الج أو الدين من الثلث ل يكفي تم من رأس الال لنه ف الصل من رأس‬
‫الال‬
‫وإنا اعتب من الثلث بالوصية فإذا عجز عنه وجب أن يتمم من أصل الال‬
‫والثان يقدم الج والدين لنه واجب ث يصرف ما فضل ف الوصايا‬
‫فصل وإن وصى لرجل بال وله مال حاضر ومال غائب أو له عي ودين دفع إل الوصى له ثلث‬
‫الاضر وثلث العي وإل الورثة الثلثان‬
‫وكل ما حضر من الغائب أو نض من الدين شيء قسم بي الورثة والوصى له لن الوصى له‬
‫شريك الورثة بالثلث فصار كالشريك ف الال‬
‫وإن وصى لرجل بائة دينار وله مائة حاضرة وله ألف غائبة فللموصى له ثلث الاضرة ويوقف‬
‫الثلثان‬
‫____________________‬

‫لن الوصى له شريك الوارث ف الال فصار كالشريك ف الال‬


‫وإن أراد الوصى له التصرف ف ثلث الائة الاضرة ففيه وجهان أحدها يوز لن الوصية ف ثلث‬
‫الاضرة ماضية فمكن من التصرف فيه‬
‫والثان ل يوز لنا منعنا الورثة من التصرف ف الثلثي الوقوفي فوجب أن ننع الوصى له من‬
‫التصرف ف ) الثلث (‬
‫وإن دبر عبدا قيمته مائة وله مائتان غائبة ففيه وجهان أحدها يعتق ثلث العبد لن عتق ثلثه‬
‫مستحق بكل حال‬
‫والثان وهو ظاهر الذهب أنه ل يعتق لنا لو أعتقنا الثلث حصل للموصى له الثلث ول يصل‬
‫للورثة مثله وهذا ل يوز‬
‫فصل وإن وصى له بثلث عبد فاستحق ثلثاه وثلث ماله يتمل الثلث الباقي من العبد نفذت‬
‫الوصية فيه على النصوص‬
‫وقال أبو ثور وأبو العباس ل تنفذ الوصية إل ف ثلث الباقي كما لو وصى بثلث ماله ث استحق‬
‫من ماله الثلثان‬
‫والذهب الول لن ثلث العبد ملكه وثلث ماله يتمله فنفذت الوصية فيه كما لو أوصى له بعبد‬
‫يتمله الثلث‬
‫ويالف هذا إذا أوصى بثلث ماله ث استحق ثلثاه لن الوصية هناك بثلث ماله وماله هو الباقي‬
‫بعد الستحقاق وليس كذلك ههنا لنه يلك الباقي وله مال غيه يرج الباقي من ثلثه‬
‫فصل وإن وصى له بنفعة عبد سنة ففي اعتبارها من الثلث وجهان أحدها يقوم العبد كامل‬
‫النفعة ويقوم مسلوب النفعة ف مدة سنة ويعتب ما بينهما من الثلث‬
‫والثان تقوم النفعة سنة فيعتب قدرها من الثلث ول تقوم الرقبة لن الوصى به هو النفعة فل يقوم‬
‫غيها‬
‫وإن وصى له بنفعة عبد على التأبيد ففي اعتبار منفعته من الثلث ثلثة أوجه أحدها تقوم النفعة‬
‫ف حق الوصى له والرقبة مسلوبة النفعة ف حق الوارث لن الوصى له ملك النفعة والوارث‬
‫ملك الرقبة وينظر كم قدر التركة مع قيمة الرقبة مسلوبة النفعة وينظر قيمة النفعة فتعتب من‬
‫الثلث‬
‫والثان تقوم النفعة ف حق الوصى له لنه ملكها بالوصية ول تقوم الرقبة ف حق الوصى له لنه ل‬
‫يلكها ول ف حق الوارث لنا مسلوبة النفعة ف حقه ل فائدة له فيها‬
‫فعلى هذا ينظر كم قدر التركة وقيمة النفعة فتعتب من الثلث‬
‫والثالث وهو النصوص تقوم الرقبة بنافعها ف حق الوصى له لن القصود من الرقبة منفعتها‬
‫فصار كما لو كانت الرقبة له فقومت ف حقه وينظر قدر التركة فتعتب قيمة الرقبة من ثلثها‬
‫وإن وصى بالرقبة لواحد وبالنفعة ) لخر ( قومت الرقبة ف حق من وصي له با والنفعة ف حق‬
‫من وصي له با لن كل واحد منهما يلك ما وصي له به فاعتب قيمتهما من الثلث‬
‫فصل وإن وصى له بثمرة بستانه‬
‫فإن كانت موجودة اعتبت قيمتها من الثلث وإن ل تلق‬
‫فإن كانت على التأبيد ففي التقوي وجهان أحدها يقوم جيع البستان‬
‫والثان يقوم كامل النفعة ث يقوم مسلوب النفعة ويعتب ما بينهما من الثلث‬
‫فإن احتمله الثلث نفذت الوصية فيما بقي من البستان‬
‫وإن احتمل بعضها كان للموصى له قدر ما احتمله الثلث يشاركه فيه الورثة‬
‫فإن كان الذي يتمله النصف كان للموصى له من ثرة كل عام النصف وللورثة النصف وال‬
‫أعلم‬
‫باب جامع الوصايا إذا وصى ليانه صرف إل أربعي دارا من كل جانب لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال حق الوار أربعون دارا هكذا وهكذا وهكذا‬
‫يينا وشال وقداما وخلفا‬
‫فصل وإن وصى لقراء القرآن صرف إل من يقرأ جيع القرآن وهل يدخل فيه من ل يفظ جيعه‬
‫فيه وجهان أحدها يدخل فيه لعموم اللفظ‬
‫والثان ل يدخل فيه لنه ل يطلق هذا السم ف العرف إل على من يفظه‬
‫وإن وصى للعلماء صرف إل علماء الشرع لنه ل يطلق هذا السم ف العرف إل عليهم‬
‫ول يدخل فيه من يسمع الديث ول يعرف طرقه لن ساع الديث من غي علم بطرقه ليس‬
‫بعلم‬
‫فصل فإن وصى لليتام ل يدخل فيه من له أب لن اليتيم ف بن آدم من فقد الب‬
‫ول يدخل فيه بالغ لقوله صلى ال عليه وسلم ل يتم بعد اللم وهل يدخل فيه الغن فيه وجهان‬
‫أحدها يدخل فيه لنه تيتم بفقد الب‬
‫والثان ل يدخل فيه لنه ل يطلق هذا السم ف العرف على غن‬
‫فإن وصى للرامل دخل فيه من ل زوج لا من النساء‬
‫وهل يدخل فيه من ل زوجة له من الرجال‬
‫____________________‬

‫فيه وجهان أحدها ل يدخل فيه لنه ل يطلق هذا السم ف العرف على الرجال‬
‫والثان يدخل فيه لنه قد يسمى الرجل أرمل كما قال الشاعر ) البسيط ( فكل الرامل قد‬
‫قضيت حاجتهم فمن لاجة هذا الرمل الذكر وهل يدخل فيه من لا مال على وجهي كما قلنا‬
‫ف اليتام‬
‫فصل وإن وصى للشيوخ أعطي من جاوز الربعي‬
‫وإن وصى للفتيان والشباب أعطي من جاوز البلوغ إل الثلثي‬
‫وإن وصى للغلمان والصبيان أعطي من ل يبلغ لن هذه الساء ل تطلق ف العرف إل على ما‬
‫ذكرناه‬
‫فصل وإن وصى للفقراء جاز أن يدفع إل الفقراء والساكي‬
‫وإن وصى للمساكي جاز أن يدفع إل الساكي والفقراء لن كل واحد من السي يطلق على‬
‫الفريقي‬
‫وإن وصى للفقراء والساكي جع بي الفريقي ف العطية لن المع بينهما يقتضي المع ف‬
‫العطية كما قلنا ف آية الصدقات‬
‫وإن وصى لسبيل ال تعال دفع إل الغزاة من أهل الصدقات لنه قد ثبت لم هذا السم ف عرف‬
‫الشرع‬
‫فإن وصى للرقاب دفع إل الكاتبي لن الرقاب ف عرف الشرع اسم للمكاتبي‬
‫وإن وصى لحد هذه الصناف دفع إل ثلثة منهم لنه قد ثبت لذه اللفاظ عرف الشرع ف‬
‫ثلثة وهو ف الزكاة فحملت الوصية عليها‬
‫فإن وصى لزيد والفقراء فقد قال الشافعي رحه ال هو كأحدهم فمن أصحابنا من قال هو‬
‫بظاهره أنه يكون كأحدهم يدفع إليه ما يدفع إل أحدهم لنه أضاف إليه وإليهم فوجب أن يكون‬
‫كأحدهم‬
‫ومنهم من قال يصرف إل زيد نصف الثلث ويصرف النصف إل الفقراء لنه أضاف إليه وإليهم‬
‫فوجب أن يساويهم‬
‫ومنهم من قال يصرف إليه الربع ويصرف ثلثة أرباعه إل الفقراء لن أقل الفقراء ثلثة فكأنه‬
‫وصى لربعة فكان حق كل واحد منهم الربع‬
‫وإن وصى لزيد بدينار وبثلثه للفقراء وزيد فقي ل يعط غي الدينار لنه قطع الجتهاد ف الدفع‬
‫بتقدير حقه ف الدينار‬
‫فصل وإن وصى لقبيلة عظيمة كالعلويي والاشيي وطييء وتيم ففيه قولن أحدها أن الوصية‬
‫تصح وتصرف إل ثلثة منهم كما قلنا ف الوصية للفقراء‬
‫والثان أن الوصية باطلة لنه ل يكن أن يعطى الميع ول عرف لذا اللفظ ف بعضهم فبطل‬
‫بلف الفقراء فإنه قد ثبت لذا اللفظ عرف وهو ف ثلثة ف الزكاة‬
‫فصل وإن أوصى أن يضع ثلثه حيث يرى ل يز أن يضعه ف نفسه لنه تليك ملكه بالذن فلم‬
‫يلك من نفسه كما لو وكله ف البيع‬
‫والستحب أن يصرفه إل من ل يرث الوصى من أقاربه فإن ل يكن له أقارب صرف إل أقاربه من‬
‫الرضاع‬
‫فإن ل يكونوا صرف إل جيانه لنه قائم مقام الوصي والستحب للموصي أن يضع فيما ذكرناه‬
‫فكذلك الوصي‬
‫فصل وإن وصى بالثلث لزيد ولبيل كان لزيد نصف الثلث وتبطل ف الباقي‬
‫فإن وصى لزيد وللرياح ففيه وجهان أحدها أن الميع لزيد لن ذكر الرياح لغو‬
‫والثان أن لزيد النصف وتبطل الوصية ف الباقي كالسألة قبلها‬
‫فإن قال ثلثي ل ولزيد ففيه وجهان أحدها أن الميع لزيد وذكر ال تعال للتبك كقوله تعال‬
‫} فأن ل خسه وللرسول {‬
‫والثان أنه يدفع إل زيد نصفه والباقي للفقراء لن عامة ما يب ل تعال يصرف إل الفقراء‬
‫فصل وإن وصى لمل امرأة فولدت ذكرا وأنثى صرف إليهما وسوي بينهما لن ذلك عطية‬
‫فاستوى فيه الذكر والنثى‬
‫وإن وصى إن ولدت ذكرا فله ألف وإن ولدت أنثى فلها مائة فولدت ذكرا وأنثى استحق الذكر‬
‫اللف والنثى الائة‬
‫فإن ولدت خنثى دفع إليه الائة لنه يقي ويترك الباقى إل أن يتبي‬
‫فإن ولدت ذكرين أو أنثيي ففيه ثلثة أوجه أحدها أن الوارث يدفع اللف إل من يشاء من‬
‫الذكرين والائة إل من يشاء من النثيي لن الوصية لحدها فل تدفع إليهما والجتهاد ف ذلك‬
‫إل الوارث كما لو أوصى لرجل بأحد عبديه‬
‫والثان أنه يشترط الذكران ف اللف والنثيان ف الائة لنه ليس أحدها بأول من الخر فسوى‬
‫بينهما‬
‫ويالف العبد فإنه جعله إل الوارث وههنا ل يعله إل الوارث‬
‫والثالث أنه يوقف اللف بي الذكرين والائة بي النثيي إل أن يبلغا ويصطلحا لن الوصية‬
‫لحدها فل يوز أن تعل لما ول خيار للوارث فوجب التوقف‬
‫فإن قال إن كان ما ف بطنك ذكرا فله ألف وإن كان أنثى فله مائة فولدت ذكرا وأنثى ل يستحق‬
‫واحد منهما شيئا لنه شرط أن يكون جيع ما ف البطن ذكرا أو جيعه أنثى ول يوجد واحد منهما‬

‫____________________‬
‫فصل فإن أوصى لرجل بسهم أو بقسط أو بنصيب أو بزء من ماله فاليار إل الوارث ف القليل‬
‫والكثي لن هذه اللفاظ تستعمل ف القليل والكثي‬
‫فصل فإن أوصى له بثل نصيب أحد ورثته أعطي مثل نصيب أقلهم نصيبا لنه نصيب أحدهم‬
‫فإن وصى له بثل نصيب ابنه وله ابن كان ذلك وصية بنصف الال لنه يتمل أن يكون قد جعل‬
‫له الكل ويتمل أنه جعله مع ابنه فل يلزمه إل اليقي ولنه قصد التسوية بينه وبي ابنه ول توجد‬
‫التسوية إل فيما ذكرناه‬
‫فإن كان له ابنان فوصى له بثل نصيب أحد ابنيه جعل له الثلث‬
‫وإن وصى له بنصيب ابنه بطلت الوصية لن نصيب البن للبن فل تصح الوصية به كما لو‬
‫أوصى له بال ابنه من غي الياث‬
‫ومن أصحابنا من قال يصح ويعل الال بينهما كما لو أوصى له بثل نصيب ابنه‬
‫فإن وصى له بثل نصيب ابنه وله ابن كافر أو قاتل فالوصية باطلة لنه وصى بثل نصيب من ل‬
‫نصيب له فأشبه إذا وصى بثل نصيب أخيه وله ابن‬
‫فصل فإن وصى بضعف نصيب أحد أولده دفع إليه مثل نصيب أحدهم لن الضعف عبارة عن‬
‫الشيء ومثله ولذا يروى أن عمر رضي ال عنه أضعف الصدقة على نصارى بن تغلب أي أخذ‬
‫مثلي ما يؤخذ من السلمي‬
‫فإن وصى له بضعفي نصيب أحدهم أعطي ثلثة أمثال نصيب أحدهم‬
‫وقال أبو ثور يعطى أربعة أمثاله وهذا غلط لن الضعف عبارة عن الشيء ومثله فوجب أن يكون‬
‫الضعفان عبارة عن الشيء ومثليه‬
‫فصل فإن وصى لرجل بثلث ماله ولخر بنصفه وأجاز الورثة قسم الال بينهما على خسة‬
‫للموصى له بالثلث سهمان وللموصى له بالنصف ثلثة أسهم‬
‫فإن ل ييزوا قسم الثلث بينهما على خسة على ما ذكرناه لن ما قسم على التفاضل عند اتساع‬
‫الال قسم على التفاضل عند ضيق الال كالواريث والال بي الغرماء‬
‫فإن أوصى لرجل بميع ماله ولخر بثلثه وأجاز الورثة قسم الال بينهما على أربعة للموصى له‬
‫بالميع ثلثة أسهم وللموصى له بالثلث سهم لن السهام ف الوصايا كالسهام ف الواريث ث‬
‫السهام ف الواريث إذا زادت على قدر الال أعيلت الفريضة بالسهم الزائد فكذلك ف الوصية‬
‫فإن ل ييزوا قسم الثلث بينهما على ما قسم الميع‬
‫فصل فإن قال أعطوه رأسا من رقيقي ول رقيق له أو قال أعطوه عبدي البشي وله عبد سندي‬
‫أو عبدي البشي وساه باسه ووصفه بصفة من بياض أو سواد وعنده حبشي يسمى بذلك السم‬
‫ومالف له ف الصفة فالوصية باطلة لنه وصى له با ل يلكه‬
‫فإن كان له رقيق أعطى منه واحدا سليما كان أو معيبا لنه ل عرف ف هبة الرقيق فحمل على ما‬
‫يقع عليه السم‬
‫فإن مات ما له من الرقيق بطلت الوصية لنه فات ما تعلقت به الوصية من غي تفريط‬
‫فإن قتلوا فإن كان قبل موت الوصى بطلت الوصية لنه جاء وقت الوجوب ول رقيق له‬
‫فإن قتلوا بعد موته وجبت له قيمة واحد منهم لنه بدل ما وجب له‬
‫فصل فإن وصى بعتق عبد أعتق عنه ما يقع عليه السم لعموم اللفظ‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يزىء إل ما يزى ف الكفارة لن العتق ف الشرع له عرف وهو ما‬
‫يزي ف الكفارة فحملت الوصية عليه‬
‫فإن وصى أن يعتق عنه رقبة فعجز الثلث عنها ول تز الورثة أعتق قدر الثلث من الرقبة لن‬
‫الوصية تعلقت بميعها فإذا تعذر الميع بقي ف قدر الثلث‬
‫فإن وصى أن يعتق عنه رقاب أعتق ثلثة لن الرقاب جع وأقله ثلثة‬
‫فإن عجز الثلث عن الثلثة أعتق عنه ما أمكن فإن اتسع الثلث لرقبتي وتفضل شيء فإن ل يكن‬
‫أن يشتري بالفضل بعض الثالثة زيد ف ثن الرقبتي‬
‫وإن أمكن أن يشتري به بعض الثالثة ففيه وجهان أحدها يزاد ف ثن الرقبتي لا روي أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم سئل عن أفضل الرقاب فقال أكثرها ثنا وأنفسها عند أهلها‬
‫والثان أنه يشتري به بعض الثالثة لقوله صلى ال عليه وسلم من أعتق رقبة أعتق ال بكل عضو‬
‫منها عضوا منه من النار ولن ذلك أقرب إل العدد الوصى به‬
‫فصل فإن قال أعتقوا عبدا من عبيدي وله خنثى حكم له بأنه رجل ففيه وجهان أحدها أنه يوز‬
‫لنه مكوم بأنه عبد‬
‫والثان ل يوز لن اسم العبد ل ينصرف إليه‬
‫فإن قال أعتقوا أحد رقيقي وفيهم خنثى مشكل فقد روى الربيع فيمن وصى بكتابة أحد‬
‫____________________‬

‫رقيقه أنه ل يوز النثى الشكل وروى الزن أنه يوز‬


‫فمن أصحابنا من قال يوز كما نقله الزن لنه من الرقيق‬
‫ومنهم من قال ل يوز كما نقله الربيع لن إطلق اسم الرقيق ل ينصرف إل النثى الشكل‬
‫فصل فإن قال أعطوه شاة جاز أن يدفع إليه الصغي والكبي والضأن والعز لن اسم الشاة يقع‬
‫عليه ول يدفع إليه تيس ول كبش على النصوص‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز الذكر والنثى لن الشاة اسم للجنس يقع على الذكر والنثى‬
‫كالنسان يقع على الرجل والرأة‬
‫فإن قال أعطوه شاة من غنمى والغنم إناث ل يدفع إليه ذكر‬
‫فإن كانت ذكورا ل يدفع إليه أنثى لنه أضاف إل الال وليس ف الال غيه‬
‫فإن كانت غنمه ذكورا وإناثا فعلى ما ذكرنا من اللف فيه إذا أوصى بشاة ول يضف إل الال‬
‫فإن قال أعطوه ثورا ل يعط بقرة‬
‫فإن قال أعطوه جل ل يعط ناقة‬
‫فإن قال أعطوه بعيا فالنصوص أنه ل يعطى ناقة‬
‫ومن أصحابنا من قال يعطى لن البعي كالنسان يقع على الذكر والنثى‬
‫فإن قال أعطوه رأسا من البل أو رأسا من البقر أو رأسا من الغنم جاز الذكر والنثى لن ذلك‬
‫اسم للجنس‬
‫فصل فإن قال أعطوه دابة فالنصوص أنه يعطى فرسا أو بغل أو حارا‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو العباس هذا قاله على عادة أهل مصر فإن الدواب ف عرفهم‬
‫الجناس الثلثة‬
‫فإن كان الوصي بصر أعطي واحدا من الثلثة‬
‫وإن كان ف غيها ل يعط إل الفرس لنه ل تطلق الدابة ف سائر البلد إل على الفرس‬
‫وقال أبو إسحاق وأبو علي بن أب هريرة يعطى واحدا من الثلثة ف جيع البلد لن اسم الدواب‬
‫يطلق على الميع‬
‫فإن قال أعطوه دابة من دواب وليس عنده إل واحد من الثلثة أعطي منه لنه أضاف إل ماله‬
‫وليس له غيه‬
‫فإن قال أعطوه دابة ليقاتل عليه العدو ل يعط إل فرسا‬
‫فإن قال ليحمل عليه ل يعط إل بغل أو حارا فإن قال لينتفع بنسله ل يعط إل فرسا أو حارا لن‬
‫القرينة دلت على ما ذكرناه‬
‫فصل فإن وصى بكلب ول كلب له فالوصية باطلة لنه ليس عنده كلب ول يكن أن يشتري‬
‫فبطلت الوصية‬
‫فإن قال أعطوه كلبا من كلب وعنده كلب ل ينتفع با بطلت الوصية لن ما ل منفعة فيه من‬
‫الكلب ل يل اقتناؤه‬
‫فإن كان ينتفع با أعطي واحدا منها إل أن يقرن به قرينة من صيد أو حفظ زرع فيدفع إليه ما‬
‫دلت عليه القرينة‬
‫فإن كان له ثلثة كلب ول مال له فأوصى بميعها ول تز الورثة ردت إل الثلث‬
‫وف كيفية الرد وجهان أحدها يدفع إليه من كل كلب ثلثه كسائر العيان‬
‫والثان يدفع إليه أحدها وتالف سائر العيان لن العيان تقوم وتتلف أثانا والكلب ل تقوم‬
‫فاستوى جيعها‬
‫وفيما يأخذ وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق إنه يأخذ واحدا منها بالقرعة‬
‫والثان يعطيه الوارث ما شاء منها فإن كان له كلب واحد فوصى به ول تز الورثة ول يكن له‬
‫مال أعطي ثلثه‬
‫فإن كان له مال ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه يدفع الميع إل الوصى‬
‫له لن أقل الال خي من الكلب فأمضيت الوصية فيه كما لو أوصى له بشاة وله مال ترج الشاة‬
‫من ثلثه‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخري أنه يدفع إليه ثلث الكلب لنه ل يوز أن يصل للموصى‬
‫له شيء إل ويصل للورثة مثله ول يكن اعتبار الكلب من ثلث الال لنه ل قيمة له فاعتب‬
‫بنفسه‬
‫فصل وإن وصى له بطبل من طبوله وليس له إل طبول الرب أعطي واحدا منها‬
‫وإن ل يكن له إل طبول اللهو نظرت فإن ل يصلح وهو طبل لغي اللهو‬
‫وإن فصل لباح ل يقع عليه اسم الطبل فالوصية باطلة لنه وصية بحرم‬
‫وإن كان يصلح لنفعة مباحة مع بقاء السم جازت الوصية لنه يكن النتفاع به ف مباح‬
‫وإن كان له طبل حرب وطبل لو ول يصلح طبل اللهو لغي اللهو أعطي طبل الرب لن طبل‬
‫اللهو ل تصح الوصية به فيصي كالعدوم‬
‫وإن كان يصلح لنفعة مباحة أعطاه الوارث ما شاء منهما‬
‫فصل فإن وصى بعود من عيدانه وعنده عود اللهو وعود القوس وعود البناء كانت الوصية بعود‬
‫اللهو لن إطلق السم ينصرف إليه فإن كان عود اللهو يصلح لنفعة مباحة دفع إليه ول يدفع‬
‫معه الوتر‬
‫____________________‬

‫والضراب لن اسم العود يقع من غي وتر ول مضراب‬


‫وإن كان ل يصلح لغي اللهو فالوصية باطلة لنه وصية بحرم‬
‫ومن أصحابنا من قال يعطى من عود القوس والبناء لن الرم كالعدوم كما قلنا فيمن وصى‬
‫بطبل من طبوله وعنده طبل حرب وطبل لو أنه تعل الوصية ف طبل الرب ويعل طبل اللهو‬
‫كالعدوم‬
‫والذهب أنه ل يعطى شيئا لن العود ل يطلق إل على عود اللهو والطبل يطلق على طبل اللهو‬
‫وطبل الرب فإذا بطل ف طبل اللهو حل على طبل الرب‬
‫فإن قال أعطوه عودا من عيدان وليس عنده إل عود القوس أو عود البناء أعطي منها لنه أضاف‬
‫إل ما عنده وليس عنده سواه‬
‫فصل فإن وصى له بقوس كانت الوصية بالقوس الذي يرمى عنه النبل والنشاب دون قوس‬
‫الندف واللهق وهو قوس البندق لن إطلق السم ينصرف إل ما يرمى عنه ول يعطى معه‬
‫الوتر‬
‫ومن أصحابنا من قال يعطى معه الوتر لنه ل ينتفع به إل مع الوتر‬
‫والصحيح أنه ل يعطى لن السم يقع عليه من غي وتر‬
‫فإن قال أعطوه قوسا من قسي وليس عنده إل قوس الندف أو قوس البندق أعطي ما عنده لنه‬
‫أضاف إل ما عنده وليس عنده سواه‬
‫وإن كان عنده قوس البندق وقوس الندف أعطي قوس البندق لن السم إليه أسبق‬
‫فصل فإن وصى بعتق مكاتبه أو بالبراء ما عليه اعتب من الثلث أقل المرين من قيمته أو مال‬
‫الكتابة لن البراء عتق والعتق إبراء فاعتب أقلهما وألغي الخر‬
‫فإن احتملهما الثلث عتق وبرىء من الال وإن ل يتمل شيئا منه لديون عليه بطلت الوصية وأخذ‬
‫الكاتب بأداء جيع ما عليه‬
‫فإن أدى عتق‬
‫وإن عجز رق وتعلق به حق الغرماء والورثة‬
‫فإن احتمل الثلث بعض ذلك مثل أن يتمل النصف من أقل المرين عتق نصفه وبقي نصفه على‬
‫الكتابة‬
‫فإن أدى عتق وإن عجز رق‬
‫وإن احتمل الثلث أحدها دون الخر اعتب القل فعتق به‬
‫فإن ل يكن له مال غي العبد نظر فإن كان قد حل عليه مال الكتابة عتق ثلثه ف الال وبقي‬
‫الباقي على الكتابة إن أدى عتق وإن عجز رق‬
‫وإن ل يل عليه مال الكتابة ففيه وجهان أحدها ل يتعجل عتق شيء منه لنه يصل للموصى له‬
‫الثلث ول يصل للورثة مثله وهذا ل يوز كما لو أوصى بالثلث وله مال حاضر ومال غائب‬
‫فإنه ل تضي الوصية ف شيء حت يصل للورثة مثله‬
‫والثان وهو ظاهر الذهب أنه يتعجل عتق ثلثه ويقف الثلثان على العتق بالداء أو الرق بالعجز‬
‫لن الورثة على يقي من الثلثي إما بالداء وإما بالعجز بلف ما لو كان له مال حاضر ومال‬
‫غائب لنه ليس على يقي من سلمة الغائب‬
‫فصل فإن قال ضعوا عن مكاتب أكثر ما عليه وضع عنه النصف وشيء لنه هو الكثر‬
‫فإن قال ضعوا عنه ما شاء من كتابته فشاء الميع فقد روى الربيع رحه ال أنه يوضع عنه الميع‬
‫إل شيئا‬
‫وروى الزن أنه إذا قال ضعوا عنه ما شاء فشاءها كلها وضع الميع إل شيئا فمن أصحابنا من‬
‫قال الصحيح ما رواه الربيع لن قوله من كتابته يقتضي التبعيض‬
‫وما رواه الزن خطأ ف النقل والذي يقتضيه أن يوضع عنه الكل إذا شاء لن قوله ما شاء عام ف‬
‫الكل والبعض‬
‫وقال أبو إسحاق ما نقله الربيع صحيح على ما ذكرناه وما نقله الزن أيضا صحيح فإنه يقتضي‬
‫أن يبقى من الكل شيء لنه لو أراد وضع الميع لقال ضعوا عنه مال الكتابة فلما علقه على ما‬
‫شاء دل على أنه ل يرد الكل‬
‫فإن قال ضعوا عنه ما قل وما كثر وضع الوارث عنه ما شاء من قليل وكثي لنه ما من قدر إل‬
‫وهو قليل بالضافة إل ما هو أكثر وكثي بالضافة إل ما هو أقل منه‬
‫فإن قال ضعوا عنه أكثر نومه وضع عنه أكثرها مال لن إطلق الكثر ينصرف إل كثرة الال‬
‫دون طول الدة‬
‫فإن قال ضعوا عنه أوسط النجوم واجتمع ف نومه أوسط ف القدر وأوسط ف الدة وأوسط ف‬
‫العدد كان للوارث أن يضع أي الثلثة شاء لن الوسط يقع على الثلثة فإن استوى الميع ف‬
‫الدة والقدر وضع عنه الوسط ف العدد‬
‫فإن كانت النجوم ثلثة وضع عنه الثان‬
‫فإن كانت أربعة وضع عنه الثان والثالث‬
‫فإن كانت خسة وضع عنه الثالث وعلى هذا القياس‬
‫فصل وإن كاتب عبده كتابة فاسدة ث أوصى لرجل با ف ذمته ل تصح الوصية لنه ل شيء له ف‬
‫ذمته فصار كما لو وصى باله ف ذمة حر‬
‫____________________‬

‫ول شيء له ف ذمته‬


‫وإن وصى له با يقبضه منه صحت الوصية لنه أضاف إل حال يلكه فصار كما لو وصى له‬
‫برقبة مكاتب إذا عجزه وف هذا عندى نظر لنه ل يلكه بالقبض وإنا يعتق بكم الصفة كما‬
‫يعتق بقبض المر إذا كاتبه عليه ث ل يلكه‬
‫وإن وصى برقبته والكتابة فاسدة نظرت فإن ل يعلم بفساد الكتابة ففيه قولن أحدها أن الوصية‬
‫جائزة لنا صادفت ملكه‬
‫والثان أنا باطلة لنه وصى وهو يعتقد أنه يلك الوصية‬
‫وإن وصى با وهو يعلم أن الكتابة فاسدة صحت الوصية قول واحدا كما لو باع من رجل شيئا‬
‫بيعا فاسدا ث باعه من غيه وهو يعلم فساد البيع ) الول (‬
‫ومن أصحابنا من قال القولن ف الميع ويالف البيع فإن فاسده ل يري مرى الصحيح ف‬
‫اللك وف الكتابة الفاسدة كالصحيح ف العتق والصحيح هو الطريقة الول‬
‫فصل وإن وصى بج فرض من رأس الال حج عنه من اليقات لن الج من اليقات وما قبله‬
‫تسبب إليه‬
‫فإن وصى به من الثلث ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه يج عنه من بلده‬
‫فإن عجز الثلث عنه تم من رأس الال لنه يب عليه الج من بلده‬
‫والثان وهو قول أكثر أصحابنا أنه من اليقات لن الج يب بالشرع من اليقات فحملت‬
‫الوصية عليه‬
‫وإن أوصى أن يعل جيع الثلث ف حج الفرض حج عنه من بلده وإن عجز الثلث عن ذلك حج‬
‫عنه من حيث أمكن من طريقه وإن عجز عن الج من اليقات تم من رأس الال ما يج به من‬
‫اليقات لن الج من اليقات مستحق من رأس الال وإنا جعله من الثلث توفيا على الورثة فإذا‬
‫ل يف الثلث بالميع بقي فيما ل يف من رأس الال‬
‫فصل وإن أوصى بج التطوع وقلنا إنه تدخله النيابة نظرت فإن قال أحجوا بائة من ثلثي حج‬
‫عنه من حيث أمكن وإن ل يوجد من يج بذا القدر بطلت الوصية وعاد الال إل الورثة لنا‬
‫تعذرت فبطلت كما لو أوصى لرجل بال فرده‬
‫وإن قال أحجوا عن بثلثي صرف الثلث فيما أمكن من عدد الجج فإن اتسع الال لجة أو‬
‫حجتي وفضل ما ل يكفي لجة أخرى من بلده حج من حيث أمكن من دون بلده إل اليقات‬
‫فإن عجز الفضل عن حجة من اليقات رد الفضل إل الورثة وإن أمكن أن يعتمر به ل يفعل لن‬
‫الوصى له هو الج دون العمرة‬
‫فإن قال أحجوا عن حج عنه بأجرة الثل من حيث أمكن من بلده إل اليقات‬
‫فإن عجز الثلث عن حجة من اليقات بطلت الوصية لا ذكرناه‬
‫فصل وإن وصى أن يج عنه رجل بائة ويدفع ما يبقى من الثلث إل آخر وأوصى بالثلث لثالث‬
‫فقد وصى بثلثي ماله فإن كان الثلث مائة سقطت وصيته للموصى له بالباقي لن وصيته فيما‬
‫يبقى بعد الائة ول يبق شيء‬
‫فإن أجاز الورثة دفع إل الوصى له بالثلث ثلثه وهو مائة وإل الوصى له بالائة مائة‬
‫وإن ل ييزوا قسم الثلث بي الوصى له بالثلث وبي الوصى له بالائة نصفي لنما اتفقا ف قدر‬
‫ما يستحقان وهو الائة‬
‫فإن كان الثلث أكثر من مائة وأجاز الورثة دفع الثلث إل الوصى له بالثلث ودفع مائة إل‬
‫الوصى له بالائة ودفع ما بقي إل الوصى له بالباقي‬
‫وإن ل ييزوا ما زاد على الثلث ردت الوصية إل نصفها وهو الثلث فيدفع إل الوصى له بالثلث‬
‫نصف الثلث وف النصف الخر وجهان أحدها يقدم فيه الوصى له بالائة ول يدفع إل الوصى له‬
‫بالباقي شيء حت يأخذ الوصى له بالائة حقه لنه وإن كان قد اعتد به مع الوصى له بالائة ف‬
‫إحراز الثلث إل أن حقه فيما يبقى بعد الائة فل يأخذ شيئا قبل أن يستوف الوصى له بالائة حقه‬
‫كما اعتد بالخ من الب مع الخ من الب والم على الد ف إحراز ثلثي الال ث ل يأخذ شيئا‬
‫مع الخ من الب والم‬
‫فإن كان النصف مائة أو أقل أخذه الوصى له بالائة وإن كان أكثر أخذ الوصى له بالائة مائة‬
‫وأخذ الوصى له بالباقي ما يبقى‬
‫والوجه الثان أن الوصى له بالائة والوصى له بالباقي يقسمان النصف على قدر وصيتهما من‬
‫الثلث فإن كان الثلث مائتي اقتسما الائة نصفي لكل واحد منهما خسون‬
‫وإن كان مائة وخسي اقتسما المسة والسبعي أثلثا للموصى له بالائة خسون وللموصى له‬
‫بالباقي خسة وعشرون وعلى هذا القياس لنه إنا أوصي له بالائة من كل الثلث ل من بعضه فلم‬
‫يز أن يأخذ من نصف الثلث ما كان يأخذ من جيعه كأصحاب الواريث إذا زاحهم من له فرض‬
‫أو وصية‬
‫فصل وإن بدأ فوصى بثلث ماله لرجل ث وصى لن يج عنه بائة ووصى لخر با يبقى من الثلث‬
‫ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أن الوصية بالباقي بعد الائة باطلة لن الوصية بالثلث‬
‫تنع من أن يبقى شيء من الثلث فعلى هذا إن أجاز‬
‫____________________‬

‫الورثة نفذت الوصيتان وإن ل ييزوا ردت الوصية إل الثلث‬


‫فإن كان الثلث مائة استوت وصيتهما فيقتسمان الثلث بينهما نصفي‬
‫وإن كان الثلث خسمائة قسم الثلث بينهما على ستة أسهم للموصى له بالثلث خسة أسهم‬
‫وللموصى له بالائة سهم‬
‫فإن كان الثلث ألفا قسم على أحد عشر سهما للموصى له بالثلث عشرة أسهم وللموصى له‬
‫بالائة سهم‬
‫والوجه الثان وهو قول أب علي ابن أب هريرة أن الكم ف هذه السألة كالكم ف السألة قبلها‬
‫لنه إذا أوصى بالائة بعد الثلث علم أنه ل يرد ذلك الثلث لن الوصية الول قد استوعبته وإنا‬
‫أراد ثلثا ثانيا‬
‫فإذا أوصى بعد الائة با يبقى من الثلث دل على أنه أراد ما يبقى من الثلث الثان فصار موصيا‬
‫بثلثي ماله كالسألة قبلها‬
‫فصل وإن وصى لرجل بعبد ولخر با بقي من الثلث قوم العبد مع التركة بعد موت الوصي فإن‬
‫خرج من الثلث دفع إل الوصى له‬
‫فإن بقي من الثلث شيء دفع إل الخر وإن ل يبق شيء بطلت الوصية بالباقي لن وصيته فيما‬
‫بقي‬
‫وإن أصاب العبد عيب بعد موت الوصى قوم سليما ودفع إل الوصى له الباقي لنه وصي له‬
‫بالباقي من قيمته وهو سليم‬
‫وإن مات العبد بعد موت الوصي بطلت الوصية فيه وقوم وقت الوت مع التركة ودفع إل‬
‫الوصى له الباقي من الثلث لنما وصيتان فل تبطل إحداها ببطلن الخرى كما لو وصى‬
‫لرجلي فرد أحدها‬
‫فصل فإن وصى له بنفعة عبد ملك الوصى له منافعه واكتسابه‬
‫فإن كان جارية ملك مهرها لنه بدل منفعتها ول يوز للمالك وطؤها لنه تلك الرقبة من غي‬
‫منفعة ) ول للموصى له وطؤها لنه تلك النفعة من غي الرقبة ( والوطء ل يوز إل ف ملك تام‬
‫ويوز تزويها لكتساب الهر وفيمن يلك العقد ثلثة أوجه أحدها يلكه الوصى له بالنفعة لن‬
‫الهر له‬
‫والثان يلكه الالك لنه يلك رقبتها‬
‫والثالث ل يصح العقد إل باتفاقهما لن لكل واحد منهما حقا فل ينفرد به أحدها دون الخر‬
‫فإن أتت بولد ملوك ففيه وجهان أحدها أنه للموصى له لنه من جلة فوائدها فصار كالكسب‬
‫والثان أنه كالم رقبته للمالك ومنفعته للموصى له لنه جزء من الم فكان حكمه حكم الم‬
‫فإن قتل ففي قيمته وجهان أحدها أنا للمالك لنا بدله فكانت له‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يشتري به مثله للمالك رقبته وللموصى له منفعته لنه قائم مقام الصل‬
‫فكان حكمه حكم الصل‬
‫فإن جن على طرفه ففي أرشه وجهان أحدها أنه للمالك لنه بدل ملكه‬
‫والثان وهو الصحيح أن ما قابل منه ما نقص من قيمة الرقبة للمالك وما قابل منه ما نقص من‬
‫النفعة للموصى له لنه دخل النقص عليهما فقسط الرش عليهما‬
‫فإن احتاج العبد إل نفقة ففيه ثلثة أوجه أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري أن النفقة على‬
‫الوصى له بالنفعة لن الكسب له‬
‫والثان أنا على الالك وهو قول أب علي بن أب هريرة لن النفقة على الرقبة فكانت على مالكها‬

‫والثالث أنا ف كسبه فإن ل يف الكسب ففي بيت الال لنه ل يكن إيابا على الالك لنه ل‬
‫يلك النتفاع ول على الوصى له لنه ل يلك الرقبة فلم يبق إل ما قلناه‬
‫فإن احتاج البستان الوصى بثمرته إل سقي أو الدار الوصى بنفعتها إل عمارة ل يب على واحد‬
‫منهما لنه لو انفرد كل واحد منهما بلك الميع ل يب على النفاق فإذا اشتركا ل يب‬
‫فصل فإن أراد الالك بيع الرقبة ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه يوز لنه يلكها ملكا تاما‬
‫والثان أنه ل يوز لنا عي مسلوبة النفعة فلم يز بيعها كالعيان الت ل منفعة فيها‬
‫والثالث يوز بيعها من الوصى له لنه يكنه النتفاع با‬
‫ول يوز من غيه لنه ل يكنه النتفاع با‬
‫فإن أراد أن يعتقه جاز لنه يلكه ملكا تاما وللموصى له أن يستوف النفعة بعد العتق لنه تصرف‬
‫ف الرقبة فلم يبطل به حق الوصي له من النفعة ول يرجع العبد على الالك بأجرته كما يرجع‬
‫العبد الستأجر على موله بعد العتق ف أحد القولي لن هناك ملك الول بدل منفعته ول يلك‬
‫الول ههنا بدل النفعة‬
‫باب الرجوع ف الوصية يوز الرجوع ف الوصية لنا عطية ل تزل اللك فجاز الرجوع فيها‬
‫كالبة قبل القبض‬
‫ويوز الرجوع بالقول والتصرف لنه فسخ عقدا قبل اتامه فجاز بالقول والتصرف كفسخ البيع‬
‫ف مدة اليار وفسخ البة قبل القبض‬
‫وإن قال هو حرام عليه فهو رجوع لنه ل يوز أن يكون وصية له وهو مرم عليه‬
‫فإن قال لوارثي فهو رجوع لنه ل يوز أن يكون للوارث وللموصى له‬
‫وإن قال هو تركت ففيه وجهان أحدها أنه رجوع لن التركة للورثة‬
‫والثان أنه ليس برجوع لن الوصية من جلة التركة‬
‫فصل وإن وصى لرجل بعبد ث وصى به لخر ل يكن ذلك رجوعا لمكان أن يكون نسي الول‬
‫أو قصد المع بينهما‬
‫فإن قال ما وصيت به لفلن فقد وصيت به لخر فهو رجوع‬
‫ومن أصحابنا من قال ليس برجوع كالسألة قبلها والذهب الول لنه صرح بالرجوع‬
‫____________________‬

‫فصل وإن باعه أو وهبه وأقبض أو أعتقه أو كاتبه أو أوصى أن يباع أو يوهب ويقبض أو يعتق أو‬
‫يكاتب فهو رجوع لنه صرفه عن الوصى له‬
‫وإن عرضه للبيع أو رهنه ف دين أو وهبه ول يقبضه فهو رجوع لن تعريضه لزوال اللك صرف‬
‫عن الوصى له‬
‫ومن أصحابنا من قال إنه ليس برجوع لنه ل يزل اللك وليس بشيء‬
‫وإن وصى بثلث ماله ث باع ماله ل يكن ذلك رجوعا لن الوصية بثلث الال عند الوت ل بثلث‬
‫ما باعه‬
‫فإن وصى بعبد ث دبره فإن قلنا إن التدبي عتق بصفة كان ذلك رجوعا لنه عرضه لزوال اللك‬
‫وإن قلنا إنه وصية وقلنا ف أحد القولي إن العتق يقدم على سائر الوصايا كان ذلك رجوعا لنه‬
‫أقوى من الوصية فأبطلها‬
‫وإن قلنا إن العتق كسائر الوصايا ففيه وجهان أحدها أنه ليس برجوع فيكون نصفه مدبرا‬
‫ونصفه موصى به كما لو أوصى به لرجل ث وصى به لخر‬
‫والثان أنه رجوع لن التدبي أقوى لنه يتنجز من غي قبول والوصية ل تتم إل بالقبول فقدم‬
‫التدبي كما يقدم ما تنجز ف حياته من التبعات على الوصية‬
‫فصل وإن وصى له بعبد ث زوجه أو أجره أو علمه صنعة أو ختنه ل يكن ذلك رجوعا لن هذه‬
‫التصرفات ل تناف الوصية‬
‫فإن كانت جارية فوطئها ل يكن ذلك رجوعا لنه استيفاء منفعة فلم يكن رجوعا كالستخدام‬
‫وقال أبو بكر بن الداد الصري إن عزل عنها ل يكن رجوعا وإن ل يعزل عنها كان رجوعا لنه‬
‫قصد التسري با‬
‫فصل وإن وصى بطعام معي فخلطه بغيه كان ذلك رجوعا لنه جعله على صفة ل يكن تسليمه‬
‫فإن وصى بقفيز من صبة ث خلط الصبة بثلها ل يكن ذلك رجوعا لن الوصية متلطة بثلها‬
‫والذي خلطه به مثله فلم يكن رجوعا‬
‫فإن خلطه بأجود منه كان رجوعا لنه أحدث فيه باللط زيادة ل يرض بتمليكها‬
‫فإن خلطه با دونه ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه ليس برجوع لنه‬
‫نقص أحدثه فيه فلم يكن رجوعا كما لو أتلف بعضه‬
‫والثان أنه رجوع لنه يتغي با دونه كما يتغي با هو أجود منه‬
‫فإن نقله إل بلد أبعد من بلد الوصى له ففيه وجهان أحدها أنه رجوع لنه لو ل يرد الرجوع لا‬
‫أبعده عنه‬
‫والثان أنه ليس برجوع لنه باق على صفته‬
‫فصل فإن وصى بنطة فقلها أو بذرها كان ذلك رجوعا لنه جعله كالستهلك‬
‫وإن وصى بنطة فطحنها أو بدقيق فعجنه أو بعجي فخبزه كان ذلك رجوعا لنه أزال عنه السم‬
‫ولنه جعله للستهلك‬
‫وإن وصى له ببز فجعله فتيتا ففيه وجهان أحدها أنه رجوع لنه أزال عنه إطلق اسم البز‬
‫فأشبه إذا ثرده‬
‫والثان ليس برجوع لن السم باق عليه لنه يقال خبز مدقوق‬
‫وإن وصى برطب فجعله ترا ففيه وجهان أحدها أنه رجوع لنه أزال عنه اسم الرطب‬
‫والثان ليس برجوع لنه أبقى له وأحفظ على الوصى له‬
‫فصل وإن وصى بقطن فغزله أو بغزل فنسجه كان ذلك رجوعا لنه أزال عنه السم‬
‫وإن أوصى له بقطن فحشى به فراشا ففيه وجهان أحدها أنه رجوع لنه جعله للستهلك‬
‫والثان ليس برجوع لن السم باق عليه‬
‫فصل وإن أوصى له بثوب فقطعه أو بشاة فذبها كان رجوعا لنه أزال عنه السم ولنه جعله‬
‫للستهلك‬
‫وإن وصى له بلحم فطبخه أو شواه كان ذلك رجوعا لنه جعله للكل‬
‫وإن قدده ففيه وجهان كما قلنا ف الرطب إذا جعله ترا‬
‫فصل وإن وصى له بثوب فقطعه قميصا أو بساج فجعله بابا ففيه وجهان أحدها أنه رجوع لنه‬
‫أزال عنه إطلق اسم الثوب والساج ولنه جعله للستعمال‬
‫والثان أنه ليس برجوع لن اسم الثوب والساج باق عليه‬
‫فصل وإن وصى بدار فهدمها كان رجوعا لنه تصرف أزال به السم فكان رجوعا كما لو وصى‬
‫بنطة فطحنها وإن تدمت نظرت فإن ل يزل عنها اسم الدار فالوصية باقية فيما بقي‬
‫وأما ما انفصل عنها فالنصوص أنه خارج من الوصية لنه انفصل عن الوصى به ف حياة الوصى‬
‫وحكى القاضي أبو القاسم ابن كج رحه ال وجها آخر أنه للموصى له لنه تناولته الوصية فلم‬
‫يرج منها بالنفصال‬
‫وإن زال عنها اسم الدار ففي الباقي من العرصة وجهان أحدها أنه تبطل فيه الوصية لنه أزال‬
‫عنها اسم الدار‬
‫والثان ل تبطل لنه ل يوجد من جهته ما يدل على الرجوع‬
‫فصل وإن وصى له بأرض فزرعها ل يكن ذلك رجوعا لنه ل يراد للبقاء وقد يصل قبل الوت‬
‫فلم يكن رجوعا‬
‫وإن غرسها أو بن فيها ففيه وجهان أحدها أنه رجوع لنه جعلها لنفعة مؤبدة فدل على الرجوع‬

‫والثان ليس برجوع لنه استيفاء منفعة فهو كالزراعة‬


‫فعلى هذا ف موضع الساس وقرار الغراس وجهان أحدها أنه ل تبطل فيه الوصية كالبياض الذي‬
‫بينهما‬
‫فإذا‬
‫____________________‬

‫مات الغراس أو زال البناء عاد إل الوصى له‬


‫والثان أنه تبطل الوصية فيه لنه جعله تابعا لا عليه‬
‫فصل وإن أوصى له بسكن دار سنة فأجرها دون السنة ل يكن ذلك رجوعا لنه قد تنقضي‬
‫الجارة قبل الوت‬
‫فإن مات قبل انقضاء الجارة ففيه وجهان أحدها يسكن مدة الوصية بعد انقضاء الجارة‬
‫والثان أنه تبطل الوصية بقدر ما بقي من مدة الجارة وتبقى ف مدة الباقي‬
‫باب الوصياء ل توز الوصية إل إل بالغ عاقل حر عدل فأما الصب والنون والعبد والفاسق فل‬
‫توز الوصية إليهم لنه ل حظ للميت ول للطفل ف نظر هؤلء ولذا ل تثبت لم الولية‬
‫وأما الكافر فل توز الوصية إليه ف حق السلم لقوله عز وجل } ل تتخذوا بطانة من دونكم ل‬
‫يألونكم خبال ودوا ما عنتم { ولنه غي مأمون على السلم ولذا قال ال تعال } ل يرقبون ف‬
‫مؤمن إل ول ذمة { وف جواز الوصية إليه ف حق الكافر وجهان أحدها أنه يوز لنه يوز أن‬
‫يكون وليا له فجاز أن يكون وصيا له كالسلم‬
‫والثان ل يوز كما ل تقبل شهادته للكافر وللمسلم‬
‫فصل وتوز الوصية إل الرأة لا روي أن عمر رضي ال عنه وصى إل ابنته حفصة ف صدقته ما‬
‫عاشت فإذا ماتت فهو إل ذوي الرأي من أهلها ولنا من أهل الشهادة فجازت الوصية إليها‬
‫كالرجل‬
‫واختلف أصحابنا ف العمى فمنهم من قال توز الوصية إليه لنه من أهل الشهادة فجازت‬
‫الوصية إليه كالبصي‬
‫ومنهم من قال ل توز الوصية لنه تفتقر الوصية إل عقود ل تصح من العمى وفضل نظر ل‬
‫يدرك إل بالعي‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف الوقت الذي تعتب فيه الشروط الت تصح با الوصية إليه‬
‫فمنهم من قال يعتب ذلك عند الوفاة فإن وصى إل صب فبلغ أو كافر فأسلم أو فاسق فصار عدل‬
‫قبل الوفاة صحت الوصية لن التصرف بعد الوت فاعتبت الشروط عنده كما تعتب عدالة‬
‫الشهود عند الداء أو الكم دون التحمل‬
‫ومنهم من قال تعتب عند العقد وعند الوت ول تعتب فيما بينهما لن حال العقد حال الياب‬
‫وحال الوت حال التصرف فاعتب فيهما‬
‫ومنهم من قال تعتب ف حال الوصية وفيما بعدها لن كل وقت من ذلك يوز أن يستحق فيه‬
‫التصرف بأن يوت فاعتبت الشروط ف الميع‬
‫فصل وإن وصى إل رجل فتغي حاله بعد موت الوصي فإن كان لضعف ضم إليه معي أمي وإن‬
‫تغي بفسق أو جنون بطلت الوصية إليه ويقيم الاكم من يقوم مقامه‬
‫فصل ويوز أن يوصى إل نفسي لا روي أن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم جعلت‬
‫النظر ف وقفها إل علي كرم ال وجهه فإن حدث به حدث رفعه إل ابنيها فيليانا‬
‫ويوز أن يعل إليهما وإل كل واحد منهما لنه تصرف مستفاد بالذن فكان على حسب الذن‬
‫فإن جعل إل كل واحد منهما جاز لكل واحد منهما أن ينفرد بالتصرف‬
‫فإن ضعف أحدها أو فسق أو مات جاز للخر أن يتصرف ول يقام مقام الخر غيه لن الوصي‬
‫رضي بنظر كل واحد منهما وحده‬
‫فإن وصى إليهما ل يز لحدها أن ينفرد بالتصرف لنه ل يرض بأحدها‬
‫فإن ضعف أحدها ضم إليه من يعينه فإن فسق أحدها أو مات أقام الاكم من يقوم مقامه لن‬
‫الوصي ل يرض بنظره وحده‬
‫فإن أراد الاكم أن يفوض الميع إل الثان ل يز لنه ل يرض الوصي باجتهاده وحده‬
‫فإن ماتا أو فسقا فهل للحاكم أن يفوض إل واحد فيه وجهان أحدها يوز لنه سقط حكم‬
‫الوصية بوتما وفسقهما فكان المر فيه إل الاكم‬
‫والثان ل يوز لنه ل يرض بنظر واحد‬
‫وإن اختلف الوصيان ف حفظ الال جعل بينهما نصفي فإذا بلغا إل التصرف فإن كان التصرف‬
‫إل كل واحد منهما تصرف كل واحد منهما ف الميع وإن كان إليهما ل يز لحدها أن ينفرد‬
‫بالتصرف دون الخر‬
‫فصل ومن وصي إليه ف شيء ل يصر وصيا ف غيه‬
‫ومن وصي إليه إل مدة ل يصر وصيا بعد الدة لنه تصرف بالذن فكان على حسب الذن‬
‫____________________‬

‫فصل وللوصي أن يوكل فيما ل تر به العادة أن يتوله بنفسه كما قلنا ف الوكيل‬
‫ول يوز أن يوصى إل غيه لنه يتصرف بالذن فلم يلك الوصية كالوكيل‬
‫فإن قال أوصيت إليك فإن مت فقد أوصيت إل فلن صح لن عمر رضي ال تعال عنه وصى‬
‫إل حفصة فإذا ماتت فإل ذوي الرأي من أهلها ووصت فاطمة رضي ال عنها إل علي كرم ال‬
‫وجهه فإذا مات فإل ابنيها ولنه علق وصية التال على شرط فصار كما لو قال وصيت إليك‬
‫شهرا ث قال إل فلن‬
‫فإن أوصى إليه وأذن له أن يوصي إل من يرى فقد قال ف الوصايا ل يوز وقال ف اختلف‬
‫العراقيي يوز‬
‫فمن أصحابنا من قال يوز قول واحدا لنه ملك الوصية والتصرف ف الال فإذا جاز أن ينقل‬
‫التصرف ف الال إل الوصي جاز أن ينقل الوصية إليه‬
‫وما قال ف الوصايا أراد إذا أطلق الوصية‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها يوز لا ذكرناه‬
‫والثان ل يوز لنه يعقد الوصية عن الوصي ف حال ل ولية له فيه‬
‫وإن وصى إليه وأذن له أن يوصي بعد موته إل رجل بعينه ففيه وجهان أحدها يوز لنه قطع‬
‫اجتهاده فيه بالتعيي‬
‫والثان أنه كالسألة الول لن علة السألتي واحدة‬
‫فصل ول تتم الوصية إليه إل بالقبول لنه وصية فل تتم إل بالقبول كالوصية له‬
‫وف وقت القبول وجهان أحدها يصح القبول ف الال‬
‫وف الثان لنه أذن له ف التصرف فصح القبول ف الال وف الثان كالوكالة‬
‫والثان ل يصح إل بعد الوت كالقبول ف الوصية له‬
‫فصل وللموصى أن يعزل الوصي إذا شاء وللوصي أن يعزل نفسه مت شاء لنه تصرف بالذن‬
‫فجاز لكل واحد منهما فسخه كالوكالة‬
‫فصل إذا بلغ الصب واختلف هو والوصي ف النفقة فقال الوصي أنفقت عليك وقال الصب ل‬
‫تنفق على فالقول قول الوصي لنه أمي وتتعذر عليه إقامة البينة على النفقة‬
‫فإن اختلفا ف قدر النفقة فقال أنفقت عليك ف كل سنة مائة دينار وقال الصب بل أنفقت علي‬
‫خسي دينارا فإن كان ما يدعيه الوصي النفقة بالعروف فالقول قوله لنه أمي‬
‫وإن كان أكثر من النفقة بالعروف فعليه الضمان لنه فرط ف الزيادة‬
‫وإن اختلفا ف الدة فقال الوصي أنفقت عشر سني وقال الصب خس سني ففيه وجهان أحدها‬
‫وهو قول أب سعيد الصطخري أن القول قول الوصي كما لو اختلفا ف قدر النفقة‬
‫والثان وهو قول أكثر أصحابنا أن القول قول الصب لنه اختلف ف مدة ) و ( الصل عدمها‬
‫فصل وإن اختلفا ف دفع الال إليه فادعى الوصي أنه دفعه إليه وأنكر الصب ففيه وجهان أحدها‬
‫وهو النصوص أن القول قول الصب لنه ل يأتنه على حفظ الال فلم يقبل قوله عليه كالودع إذا‬
‫ادعى دفع الوديعة إل وارث الودع واللتقط إذا ادعى دفع اللقطة إل مالكها‬
‫والثان أن القول قول الوصي كما قلنا ف النفقة‬
‫فصل ول يلحق اليت ما يفعل عنه بعد موته بغي إذنه إل دين يقضى عنه أو صدقة يتصدق با‬
‫عنه أو دعاء يدعى له‬
‫فأما الدين فالدليل عليه ما روي أن امرأة من خثعم سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن‬
‫الج عن أبيها فأذن لا فقالت أينفعه ذلك قال نعم كما لو كان على أبيك دين فقضيته نفعه‬
‫وأما الصدقة فالدليل عليها ما روى ابن عباس أن رجل قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم إن‬
‫أمه توفيت أفينفعها أن أتصدق عنها فقال نعم قال فإن ل مرفا فأشهدك أن قد تصدقت به عنها‬
‫وأما الدعاء فالدليل عليه قوله عز وجل } والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا‬
‫ولخواننا الذين سبقونا باليان { فأثن ال عز وجل عليهم بالدعاء لخوانم من الوتى‬
‫وأما ما سوى ذلك من القرب كقراءة القرآن وغيها فل يلحق اليت ثوابا لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا مات النسان انقطع عنه عمله إل من ثلث‬
‫صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صال يدعو له‬
‫واختلف أصحابنا فيمن مات وعليه كفارة يي فأعتق عنه‬
‫فمنهم من قال ل يقع العتق عن اليت بل يكون للمعتق لن العتق غي متحتم على اليت لنه كان‬
‫يوز له تركه إل غيه فلم يقع عنه كما لو تطوع بالعتق عنه ف غي الكفارة‬
‫ومنهم من قال يقع عنه لنه لو أعتق ف حياته سقط به الفرض‬
‫وبال التوفيق‬
‫‪2‬‬
‫____________________‬

‫كتاب العتق العتق قربة مندوب إليه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من أعتق رقبة أعتق ال بكل عضو منها عضوا منه من النار حت فرجه بفرجه‬
‫ول يصح إل من مطلق التصرف ف الال لنه تصرف فيي الال كالبيع والبة‬
‫فإن أعتق الوقوف عليه العبد الوقوف ل يصح عتقه لنه ل يلكه ف أحد القولي ويلكه ف الثان‬
‫إل أنه يبطل به حق البطن الثان فلم يصح‬
‫وإن أعتق الريض عبدا وعليه دين يستغرقه ل يصح العتق ف الرض وصية فلم يصح مع الدين‬
‫وإن أعتق العبد الان فعلى ما ذكرناه ف العبد الرهون‬
‫فصل ويصح بالصريح والكناية وصريه العتق والرية لنه ثبت لما عرف الشرع وعرف اللغة‬
‫والكناية كقوله سيبتك وخليتك وحبلك على غاربك ول سبيل ل عليك ول سلطان ل عليك‬
‫وأنت ل وأنت طالق وما أشبههما لنا تتمل العتق فوقع با العتق مع النية‬
‫وف قوله فككت رقبتك وجهان أحدها أنه صريح لنه ورد به القرآن قال ال سبحانه فك رقبة‬
‫والثان أنه كناية لنه يستعمل ف العتق وغيه‬
‫وإن قال لمته أنت علي كظهر أمي ونوى العتق ففيه وجهان أحدها تعتق لنه لفظ يوجب تري‬
‫الزوجة فكان كناية ف العتق كسائر الطلق‬
‫والثان ل تعتق لنه ل يزيل اللك فلم يكن كناية ف العتق بلف الطلق‬

‫____________________‬

‫فصل وإن كان بي نفسي عبد فأعتق أحدها نصيبه فإن كان موسرا قوم عليه نصيب شريكه‬
‫وعتق لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال من أعتق شركا له ف‬
‫عبد فإن كان معه ما يبلغ ثن العبد قوم عليه قيمة عدل وأعطى شركاءه حصصهم وإل فقد عتق‬
‫منه ما عتق ورق منه ما رق‬
‫وإن كان بي مسلم وكافر عبد مسلم فأعتق الكافر حصته وهو موسر فالنصوص أنه يقوم عليه‬
‫فمن أصحابنا من قال إذا قلنا إن الكافر ل يلك العبد السلم ل يقوم عليه لن التقوي يوجب‬
‫التمليك‬
‫ومنهم من قال يقوم عليه قول واحدا لنه تقوي متلف فاستوى فيه السلم والكافر كتقوي‬
‫التلفات‬
‫ويالف البيع لن القصد من التمليك وف ذلك صغار على السلم‬
‫والقصد من التقوي العتق ول صغار فيه‬
‫فإن كان نصف العبد وقفا ونصفه طلقا فأعتق صاحب الطللق نصيبه ل يقوم عليه الوقف لن‬
‫التقوي يقتضي التمليك والوقف ل يلك ولن الوقف ل يعتق بالتقوي أول‬
‫فصل وتب قيمة النصيب عند العتق لنه وقت التلف ومت يعتق فيه ثلثة أقوال أحدها يعتق ف‬
‫الال فإن كانت جارية فولدت كان الولد حرا لا روى أبو الليح عن أبيه أن رجل أعتق شقصا‬
‫له من غلم فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ليس ل شريك‬
‫ف بعضها فأجاز عتقه‬
‫والثان أنه يقع بدفع القيمة فإن كان جارية فولدت كان نصف الولد حرا ونصفه ملوكا لا روى‬
‫سال عن أبيه يبلغ به النب صلى ال عليه وسلم إذا كان العبد بي اثني فأعتق أحدها نصيبه فإن‬
‫كان موسرا يقوم عليه ول وكس ول شطط ث يعتق‬
‫ولنه عتق بعوض فل يتقدم على العوض كعتق الكاتب‬
‫والثالث أنه مراعي فإن دفع العوض حكمنا بأنه عتق ف الال وإن ل يدفع حكمنا بأنه ل يعتق لنا‬
‫إذا أعتقناه ف الال أضررنا بالشريك إتلف ماله قبل أن يسلم له العوض وإن ل نعتقه أضررنا‬
‫العبد ف إبقاء أحكام الرق عليه‬
‫فإذا قلنا إنه مراعي ل يكن على كل واحد منهما ضرر فإن دفع القيمة كان حكمه حكم القول‬
‫الول وإن ل يدفع كان حكمه حكم القول الثان‬
‫فإن بذل العتق القيمة أجبنا الشريك على قبضها وإن طلب الشريك أجبنا العتق على دفعها‬
‫فإن أمسك الشريك عن الطلب والعتق عن الدفع وقلنا إن العتق يقف على الدفع فالعبد أن‬
‫يطالب العتق بالدفع والشريك بالقبض ليصل إل حقه فإن أمسك الميع فللحاكم أن يطالب‬
‫بالدفع والقبض لا ف العتق من حق ال تعال‬
‫فإن أعتق الشريك نصيبه قبل أخذ القيمة ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه‬
‫يعتق لنه عتق صادف ملكه‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يعتق لن العتق مستحق من جهة العتق والولء مستحق ل فل يوز‬
‫إبطاله عليه‬
‫فصل وإن كان بي اثني جارية فأحبلها أحدها ثبت حرمة الستيلد ف نصيبه وف نصيب‬
‫الشريك القوال الت ذكرناها ف العتق لن الستيلد كالعتق ف إياب الرية فكان كالعتاق ف‬
‫التقوي والراية‬
‫فصل وإن اختلف العتق والشريك ف قيمة العبد والبينة متعذرة فإن قلنا إنه يسري ف الال‬
‫فالقول قول العتق لنه غارم لا استهلك فكان القول قوله كما لو اختلفا ف قيمة ما أتلفه بالناية‬
‫وإن قلنا ل يعتق إل بدفع القيمة فالقول قول الشريك لن نصيبه باق على ملكه فل ينع منه إل‬
‫با يقربه كالشترى ف الشفعة‬
‫وإن ادعى الشريك أنه كان يسن صنعة تزيد با القيمة فأنكر العتق ففيه طريقتان من أصحابنا‬
‫من قال هو كالختلف ف القيمة وفيه قولن‬
‫ومنهم من قال القول قول العتق قول واحدا لن الظاهر معه والشريك قول يدعي صنعة الصل‬
‫عدمها‬
‫وإن ادعى العتق عيبا ف العبد ينقص به القيمة وأنكر الشريك ففيه طريقان أيضا‬
‫ومن أصحابنا من قال هو كالختلف ف القيمة فيكون على قولي‬
‫ومنهم من قال القول قول‬
‫____________________‬

‫الشريك قول واحدا لن الظاهر يدعي عيبا الصل عدمه‬


‫فصل وإن كان العتق معسرا عتق نصيبه وبقى الشريك على الرق والدليل عليه حديث ابن عمر‬
‫رضي ال عنه وإل فقد عتق منه ما عتق ورق منه ما رق ولن تنفيذ العتق لدفع الضرر عن العبد‬
‫فلو أعتقنا نصيب الشريك لضررنا به لنا نتلف ماله ول يصل له عوض والضرر ل يزال‬
‫بالضرر‬
‫ولذا لو حضر الشفيع وهو معسر ل يأخذ بالشفعة لنه يزيل الضرر بالضرر‬
‫وإن كان موسرا بقيمة البعض عتق منه بقدره لن ما وجب بالستهلك إذا عجز عن بعضه وجب‬
‫ما قدر عليه كبدل التلف‬
‫وإن كان معه قيمة الصة وعليه دين يستغرق ما معه ففيه قولن بناء على القولي ف الدين هل‬
‫ينع وجوب الزكاة فإن قلنا ل ينع وجب عليه العتق‬
‫وإن قلنا ينع ل يب العتق‬
‫فصل وإن ملك عبدا فأعتق بعضه سرى إل الباقي لنه موسر بالقدر الذي يسري إليه فسرى إليه‬
‫كما لو أعتق شركا له ف عبد وهو موسر‬
‫فصل وإن أوصى بعتق شرك ف عبد فأعتق عنه ل يقوم عليه نصيب شريكه وإن احتمله الثلث‬
‫لنه بالوت زال ملكه فل ينفذ إل فيما استثناه بالوصية‬
‫وإن وصى بعتق نصيبه بأن يعتق عنه نصيب شريكه والثلث يتمله قوم عليه وأعتق عنه الميع‬
‫لنه ف الوصية بالثلث كالي فإذا قوم على الي قوم على اليت بالوصية‬
‫فصل وإن كان عبد بي ثلثة لحدهم النصف وللخر الثلث وللثالث السدس فأعتق صاحب‬
‫الثلث والسدس نصيبهما ف وقت واحد وكانا موسرين قوم نصيب الشريك عليهما بالسوية لن‬
‫التقوي استحق بالسراية فقسط على عدد الرؤوس كما لو اشترك اثنان ف جراحة رجل فجرحه‬
‫أحدها جراحة والخر جراحات‬
‫فصل وإن كان له عبدان فأعتق أحدها بعينه ث أشكل أمر بأن يتذكر فإن قال أعتقت هذا قبل‬
‫قوله لنه أعرف با قال فإن اتمه الخر حلف لواز أن يكون كاذبا فإن نكل حلف الخر وعتق‬
‫العبدان أحدها بإقراره والخر بالنكول واليمي‬
‫وإن قال هذا بل هذا عتقا جيعا لنه صار راجعا عن الول مقرا بالثان‬
‫فإن مات قبل أن يبي رجع إل قول الوارث لن له طريقا إل معرفته‬
‫فإن قال الوارث ل أعلم فالنصوص أنه يقرع لنه ليس أحدها بأول من الخر فرجع إل القرعة‬
‫ومن أصحابنا من خرج فيه قول آخر أنه يوقف إل أن ينكشف لن القرعة تفضى إل أن يرق من‬
‫أعتقه ويعتق من أرق فوجب أن يوقف إل أن يتبي‬
‫والول هو الصحيح لن البيان قد فات والوقوف يضر بالوارث ف رقيقه بالر ف حق نفسه‬
‫فصل إن أعتق عبدا من أعبد أخذ بتعيينه وله أن يعي من شاء‬
‫فإن قال هو سال بل غان لنه تي لتعيي عتق فإذا عينه ف واحد سقط خياره ف الثان‬
‫ويالف القسم قبله لن ذلك إخبار ل خيار له فيه فلم يسقط حكم خبه‬
‫فإن مات قبل أن يعي ففيه وجهان أحدها ل يقوم الوارث مقامه ف التعيي كما ل يقوم مقامه ف‬
‫تعيي الطلق ف إحدى الرأتي فعلى هذا بقرع بينهما فمن خرجت له القرعة عتق‬
‫والثان يقوم مقامه وهو الصحيح لنه خيار ثابت يتعلق بالال فقام الوارث ففيه مقامه كخيار‬
‫الشفقة والرد بالعيب‬
‫فصل ومن ملك أحد الوالدين وإن علوا أو أحد الولودين وإن سفلوا عتقوا عليه لقوله تعال تكاد‬
‫السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدا‬
‫أن دعوا الرحن ولدا وما ينبغي للرحن أن يتخذ ولدا‬
‫إن كل من ف السموات والرض إل آتى الرحن عبدا فنعي الولدة مع العبودية فدل على أنما‬
‫ل يتمعان ولن الولد بعض منه فيصي كما لو ملك بعضه‬
‫وإن ملك بعضه فإن كان بسبب من جهته كالبيع والبة وهو موسر قوم عليه الباقي لنه عتق‬
‫بسبب من جهته فصار كما لو أعتق بعض عبد وإن كان بغي سبب من جهته كالرث ل يقوم‬
‫عليه لنه عتق من غي سبب من جهته‬
‫وإن ملك من سوى الوالدين والولودين من عتق القارب ول يعتق عليه لنه ل بعضية بينهما‬
‫فكانوا كالجانب‬
‫وإن وجد من يعتق عليه ملوكا فالستحب أن يشتريه ليعتق عليه لقوله صلى ال عليه وسلم ل‬
‫يزى ولد والده إل أن يده ملوكا فيشتريه فيعتقه ول يب عليه ذلك لنه استجلب مال لقربه‬
‫ل يتقدم وجوبا فلم يب كشراء الال للزكاة‬
‫وإن وصى للمول عليه بأبيه فإن كان ل يلزمه نفقة وجب على الول قبوله لنه يعتق‬
‫____________________‬

‫عليه فيحصل له جال عاجل وثواب آجل من غي إضرار‬


‫وإن كان تلزمه نفقته ل يب قبوله لنه يعتق عليه ويطالب بنفقته وف ذلك إضرار فلم يز‬
‫وإن وصى له ببعضه فإن كان معسرا لزمه قبوله لنه ل ضرار عليه من جهة التقوي ول من جهة‬
‫النفقة وإن كان موسرا والب من تلزمه نفقته ل يب قبوله لنه تلزمه نفقته وف ذلك إضرار وإن‬
‫كان ل تلزمه نفقته ففيه قولن أحدها ل يوز قبوله لن ملكه يقتضي التقوي وف ذلك إصرار‬
‫والثان يلزم قبوله ول يقوم عليه لنه يعتق عليه بغي اختياره فلم يقوم عليه كما لو ملكه بالرث‬
‫باب القرعة والقرعة أن تقطع رقاع متساوية ويكتب ف كل رقعة ما يراد إخراجه وتعل ف بنادق‬
‫من طي متساوية الوزن والصفة وتفف وتغطى بشيء ث يقال لرجل ل يضر الكتابة والبندقة‬
‫أخرج بندقة ويعمل با فيها فإن كان القصد عتق الثلث جزئوا ثلثة أجزاء وأن كان القصد عتق‬
‫الربع جزئوا أربعة أجزاء وإن كان القصد عتق النصف جزئوا جزءين وتعدل السهام‬
‫فإن كان القصد عتق الثلث فإن كان عددهم وقيمتهم متساوية فإن كانوا ستة أعبد قيمة كل‬
‫واحد منهم مائة جعل كل اثني جزءا ث الاكم باليار بي أن يكتب ف الرقاع الساء ويرج‬
‫الساء على الرية والرق وبي أن يكتب الرق والرية ويرج على الساء‬
‫فإن اختار كتب الساء كتب كل اسي ف رقعة فإن شاء أخرج القرعة على الرية فإذا خرجت‬
‫القرعة باسم اثني عتقا ورق الباقون‬
‫وإن شاء أخرج على الرق فإذا خرجت رق من فيها يرج قرعة أخرى على الرق فإذا خرجت‬
‫رق من فيها ويعتق الباقيان‬
‫والخراج على الرية أول لنه أقرب إل فصل الكم‬
‫فإن اتفق العدد واختلفت القيم وأمكن تعديل العدد بالقيمة بأن يكونوا ستة قيمة اثني أربعمائة‬
‫وقيمة اثني ستمائة وقيمة اثني مائتان جعل اللذان قيمتهما أربعمائة جزءا وضم أحد العبدين‬
‫القومي بستمائة إل أحد العبدين القومي بائتان ويعل العبدان الخران جزءا ويرج القرعة على‬
‫ما ذكرناه من الوجهي‬
‫وإن اختلفت قيمتهم ول يتفق عددهم بأن كانوا ثانية قيمة واحد مائة وقيمة ثلثة مائة وقيمة‬
‫أربعة مائة عدلوا بالقيمة فيجعل العبد جزءا والثلثة جزءا والربعة جزءا‬
‫فإن خرجت قرعة العتق على العبد عتق ورق السبعة وإن خرجت على الثلثة عتقوا ورق‬
‫المسة وإن خرجت على الربعة عتقوا ورق الربعة لنه ل يكن تعديلهم بغي القيمة فعدلوا‬
‫بالقيمة‬
‫وعلى هذا لو كانوا اثني قيمة أحدها مائة وقيمة الخر مائتان جعل جزءين وأقرع بينهما فإن‬
‫خرجت قرعة العتق على القوم بائة عتق جيعة ورق الخر وإن خرجت على القوم بائتي عتق‬
‫نصفه وجيع الخر‬
‫فإن اتفق العدد واختلفت القيم فإن عدل بالعدد اختلفت القيم وإن عدل بالقيمة اختلف العدد‬
‫بأن كانوا ستة قيمة واحدة مائة وقيمة اثني مائة وقيمة ثلثة مائة فالنصوص أنم يعدلون بالقيمة‬
‫فيجعل العبد جزءا والعبدان جزءا والثلثة جزءا وترج القرعة على ما ذكرناه من الوجهي‬
‫ومن أصحابنا من قال يعدلون بالعدد فيجعل اللذان قيمتهما مائة جزءا ويضم أحد الثلثة إل‬
‫القوم بائة فيجعلن جزءا وقيمتهما مائة وثلث ويعل الخران جزءا وقيمتهما ثلثمائة وأقرع‬
‫بينهم فإن خرجت القرعة على القومي بالائة وقد استكمل الثلث ورق الباقون وإن خرجت على‬
‫العبدين القوم أحدها بائة والخر بثلث الائة عتقا رق الربعة الباقون ويقرع بي العبدين اللذين‬
‫خرجت القرعة عليهما لنما أكثر من الثلث فلم ينفذ العتق فيهما‬
‫فإن أقرع فخرجت القرعة على القوم بائة عتق ورق الخر وإن خرجت على القوم بثلث الائة‬
‫عتق وعتق من الخر الثلثان لستكمال الثلث ورق الباقي‬
‫والصحيح هو النصوص عليه لن فيما قال هذا القائل يتاج إل إعادة القرعة وتبعيض الرق‬
‫والرية ف شخص واحد‬
‫فإن اختلف العدد والقيم ول يكن التعديل بالعدد ول بالقيمة بأن كانوا خسة وقيمة أحدهم مائة‬
‫وقيمة الثان مائتان وقيمة الثالث ثلثمائة وقيمة الرابع أربعمائة وقيمة الامس خسمائة ففيه قولن‬
‫____________________‬

‫أحدها أنه يكتب أساؤهم ف رقاع بعددهم ث يرج على العتق فإن خرج القوم بمسمائة وهو‬
‫الثلث عتق ورق الربعة وإن خرج القوم بأربعمائة عتق وقد بقي من الثلث مائة فيخرج اسم‬
‫آخر فإن خرج اسم القوم بثلثمائة عتق منه ثلثه ورق باقيه والثلثة الباقون‬
‫وعلى هذا القياس يعمل ف كل ما يرج‬
‫والقول الثان أنم يزءون ثلثة أجزاء على القيمة دون العدد فيجعل القوم بمسمائة جزءا‬
‫ويعل القوم بثلثمائة والقوم بالائتي جزءا ويعل القوم بأربعمائة والقوم بائة جزءا ث يرج‬
‫القرعة ويعتق من فيها وهو الثلث ويرق الباقون لن النب صلى ال عليه وسلم جزأهم ثلثة‬
‫أجزاء‬
‫فصل قال الشافعي وإن أعتق ثلثة أعبد ل مال له غيهم فمات واحد ث مات السيد أقرع بي‬
‫اليي واليت فإن خرج سهم الرية على اليت رق الثنان وحكم من خرج عليه سهم الرية‬
‫حكم الحرار منذ خوطب بالعتق إل أن مات وكان له ما اكتسب واستفاد بأرث وغيه وإن‬
‫خرج سهم الرية على أحد اليي ل يعتق منه إل ثلثاه لن اليت قبل موت سيده مات عبدا فلم‬
‫يكن له حكم ما خلف السيد وإن مات العتق ول يقرع بينهم حت مات اثنان أقرع بي الي‬
‫واليتي فإن خرج بينهم العتق على الي عتق كله وأعطى كل ما استفاد من يوم خوطب بالعتق‬
‫ورق اليتان‬
‫فصل إذا أعتق ف مرضه ستة أعبد ل مال له غيهم فأعتق اثنان بالقرعة ث ظهر مال يتمل أن‬
‫يعتق آخران جعل الربعة جزءين وأقرع بينهم وأعتق منهم اثنان‬
‫فصل وإن أعتق ف مرضه أعبدا له ومات وعليه دين يستغرق التركة ل ينفذ العتق لن العتق ف‬
‫الرض وصية فل ينفذ إل ف ثلث ما يفضل بعد قضاء الدين وإن استغرق نصفها جعل التركة‬
‫جزءين ويكتب ف رقعة دين وف رقعة تركة وإن استغرق الثلث جعلوا ثلثة أجزاء ف رقعة دين‬
‫وف رقعتي تركة ويقرع بينهم فمن خرجت عليه قرعة الدين بيع ف الدين وما سواه يعل ثلثة‬
‫أجزاء ويعتق منه الثلث لنه اجتمع حق الدين وحق التركة وحق العتق وليس بعضها بالبيع‬
‫والرث والعتق بأول من البعض وللقرعة مدخل ف تييز العتق من غيه فأقرع بينهم‬
‫فصل وإن أعتقهم ومات أقرع بينهم وأعتق الثلث ث ظهر دين مستغرق ل ينفذ العتق لا ذكرناه‬
‫فإن قال الورثة نن نقضي الدين وننفذ العتق ففيه وجهان أحدها أن لم ذلك لن النع من نفوذ‬
‫العتق لجل الدين فإذا قضى الدين زال النع‬
‫والثان أنه ليس لم ذلك لنم تقاسوا العبيد بالقرعة وقد علق بم حق الغرماء فلم يصح كما لو‬
‫تقاسم شريكان ث ظهر شريك ثالث فعلى هذا يقضي الدين ث يستأنف العتق‬
‫وإن كان الدين يستغرق نصف التركة فهل يبطل العتق بالميع فيه وجهان أحدها يبطل كما قلنا‬
‫ف قسمة الشريكي‬
‫والثان يبطل بقدر الدين لن بطلنه بسببه فيقدر بقدره‬
‫فإن كان الذي أعتق عبدين عتق من كل واحد منهما نصفه ورق النصف ث يقرع بينهما لمع‬
‫الرية‬
‫فإن خرجت القرعة لحدها وكانت قيمتهما سواء عتق وبيع الخر ف الدين‬
‫وإن كانت قيمة أحدها أكثر فخرجت القرعة على أكثرها قيمة عتق منه نصف قيمة العبدين‬
‫ورق باقيه والعبد الخر‬
‫وإن خرجت على أقلهما قيمة عتق وعتق من الثان تام النصف وبيع الباقي ف الدين‬
‫باب الدبر التدبي قربة لنه يقصد به العتق ويعتب من الثلث ف الصحة والرض لا روى عن ابن‬
‫عمر رضي ال أن النب صلى ال عليه وسلم قال الدبر من الثلث ولنه تبع يتنجز بالوت فاعتب‬
‫من الثلث كالوصية‬
‫فإن دبر عبدا وأوصى بعتق آخر وعجز الثلث عنهما أقرع بينهما‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قول آخر أنه يقدم الدبر لنه يعتق بالوت وبالوصى بعتقه ل يعتق‬
‫بالوت‬
‫والصحيح هو الول لن لزومهما بالوت فاستويا‬

‫____________________‬

‫فصل صحة العتق من السفيه ويصح من السفيه لنه إنا منع من التصرف حت ل يضيع ماله‬
‫فيفتقر وبالتدبي ل يضيع ماله لنه باق على ملكه وإن مات ستغن عن الال وحصل له الثواب‬
‫وهل يصح من الصب الميز فيه قولن أحدها أنه يصح لا ذكرناه ف السفيه‬
‫والثان ل يصح وهو الصحيح لنه ليس من أهل العقود‬
‫فلم يصح تدبيه كالنون‬
‫فصل ف التدبي والتدبي هو أن يقول إن مت فأنت حر فإن قال دبرتك أو أنت مدبر ونوى العتق‬
‫صح وإن ل ينو فالنصوص ف الدبر أنه يصح‬
‫وقال ف الكاتب إذا قال كاتبتك على كذا وكذا ل يصح حت يقول فإذا أديت فأنت حر فمن‬
‫أصحابنا من نقل جوابه ف الدبر إل الكاتب وجوابه ف الكاتب إل الدبر وجعلهما على قولي‬
‫أحدها أنما صريان لنما موضوعان للعتق ف عرف الشرع‬
‫والثان أنما كنايتان فل يقع العتق بما إل بقرينة أو نية لنما يستعملن ف العتق وغيه‬
‫ومنهم من قال ف الدبر صريح وف الكاتب كناية ول يذكر فرقا يعتمد عليه‬
‫فصل ف ألفاظ التدبي ويوز مطلقا وهو أن يقول إن مت فأنت حر‬
‫ويوز مقيدا وهو أن يقول إن مت من هذا الرض أو ف هذا البلد فأنت حر لنه عتق معلق على‬
‫صفة فجاز مطلقا ومقيدا كالعتق العلق على دخول الدار‬
‫ويوز تعليقه على شرط بأن يقول إن دخلت الدار فأنت حر بعد موت‬
‫كما يوز أن يعلق العتق العلق على دخول الدار بشرط قبله فإن وجد الشرط صار مدبرا وإن ل‬
‫يوجد الشرط حت مات السيد ل يصر مدبرا لنه علق التدبي على صفة وقد بطلت الصفة بالوت‬
‫فسقط ما علق عليه‬
‫فصل ف تدبي العتق بالصفة ويوز تدبي العتق بصفة كما يوز أن يعلق عتقه على صفة أخرى‬
‫فإن وجدت الصفة قبل الوت عتق بالصفة وبطل التدبي به‬
‫وإن مات قبل وجود الصفة عتق بالتدبي وبطل العتق بالصفة‬
‫ويوز تدبي الكاتب كما يوز أن يعلق عتقه على صفة فإذا دبره صار مكاتبا مدبرا ويستحق‬
‫العتق بالكتابة والتدبي‬
‫فإن أدى الال قبل الوت عتق بالكتابة وبطل التدبي‬
‫وإن مات قبل الداء فإن كان يرج من الثلث عتق بالتدبي وبطلت الكتابة وإن ل يرج جيعه‬
‫عتق منه بقدر الثلث ويسقط من مال الكتابة بقدره وبقي الباقي على الكتابة‬
‫ول يوز تدبي أم الولد لن الذي يقتضيه التدبي هو العتق بالوت وقد استحقت ذلك بالستيلد‬
‫فلم يفد التدبي شيئا‬
‫فإذا دبرها ومات عتقت بالستيلد من رأس الال‬
‫فصل ف تدبي المل ويوز تدبي المل كما يوز ف بعض عبد كما يوز عتقه ويوز ف العتق‬
‫فإن كان بي رجلي عبد فدبر أحدها نصيبه وهو موسر فهل يقوم عليه نصيب شريكه ليصي‬
‫الميع مدبرا فيه قولن أحدها يقوم عليه لنه أثبت له شيئا يفضي إل العتق ل مالة فأوجب‬
‫التقوي كما لو استولد جارية بينه وبي غيه‬
‫والثان وهو النصوص أنه ل يقوم عليه لن التقوي إنا يب بالتلف كالعتق أو بسبب يوجب‬
‫التلف كالستيلد والتدبي ليس بإتلف ول سبب يوجب التلف لنه يكن نقضه بالتصرف‬
‫فلم يوجب التقوي‬
‫فإن كان له عبد فدبر بعضه فالنصوص أنه ل يسري إل الباقي ومن أصحابنا من قال فيه قول‬
‫آخر أنه يسري فيصي الميع مدبرا ووجههما ما ذكرناه ف السألة قبلها‬
‫فإن كان عبد بي ثني فدبراه بأن قال كل واحد منهما إذا مت فأنت حر جاز كما لو أعتقاه‬
‫فإن أعتق أحدها نصيبه بعد التدبي وهو موسر فهل يقوم عليه نصيب شريكه ليعتق فيه قولن‬
‫منصوصان أحدها ل يقوم عليه لن لنصيب شريكه جهة يعتق با فاستغن عن التقوي ولنا إذا‬
‫قومناه على العتق أبطلنا على شريكه ما ثبت له من العتق والولء بكم التدبي‬
‫والثان يقوم عليه ليصي الكل حرا لن الدبر كالقن ف اللك والتصرف فكان كالقن ف التقوي‬
‫والسراية‬
‫فإن كان بي نفسي عبد فقال إذا متنا فأنت حر ل يعتق حصة واحد منهما إل بوته وموت‬
‫شريكه‬
‫فإن ماتا معا عتق عليهما بوجود الصفة‬
‫فإن مات أحدها قبل الخر نتقل نصيب اليت إل وارثه ووقف عتقه على موت الخر فإذا مات‬
‫الخر عتق‬
‫فإن قال أنت حبيس على آخرنا موتا فالكم فيها كالكم ف السألة قبلها إل ف فصل واحد وهو‬
‫أن ف السألة الول إذا مات أحدها نتقل نصيب اليت إل وارثه إل أن يوت الخر وف هذه إذا‬
‫مات أحدها كان منفعة نصيبه موصى با للخر إل أن يوت لقوله أنت حبيس على آخرنا موتا‬
‫فإذا مات الخر عتق‬

‫____________________‬

‫فصل ف بيع الدبر ويلك الول بيع الدبر لا روى جابر رضي ال عنه أن رجل أعتق غلما له عن‬
‫دبر منه ول يكن له مال غيه فأمر به النب صلى ال عليه وسلم فبيع بسبعمائة أو بتسعمائة‬
‫ويلك هبته ووقفه وكتابته قياسا على البيع‬
‫ويلك أكسابه ومنافعه وأرش ما ين عليه لنه لا كان كالعبد القن ف التصرف ف الرقبة كان‬
‫كالقن فيما ذكرناه‬
‫وإن جن خطأ تعلق الرش برقبته وهو باليار بي أن يسلمه للبيع وبي أن يفديه كما يفدى العبد‬
‫القن لنه كالقن ف جواز بيعه فكان كالقن ف جواز التسليم للبيع والفداء‬
‫وإن مات السيد قبل أن يفديه فإن قلنا ل يوز عتق الان ل يعتق وللوارث اليار بي التسليم‬
‫للبيع وبي الفداء كالسيد ف حياته‬
‫وإن قلنا يوز عتق الان عتق من الثلث ووجب أرش الناية من التركة لنه عتق بسبب من‬
‫جهته فتعلق الرش بتركته ول يب إل أقل المرين من قيمته أو أرش الناية لنه ل يكن تسليمه‬
‫للبيع بعد العتق‬
‫فصل ف هل يتبع الارية الولد ف التدبي وإن كان الدبر جارية فأتت بولد من النكاح أو الزنا‬
‫فهل يتبعها ف التدبي فيه قولن أحدها يتبعها لنا تستحق الرية فتبعها الولد كأم الولد فعلى‬
‫هذا إن ماتت الم ف حياة الول ل يبطل التدبي ف الولد‬
‫والثان ل يتبعها لنه عقد يلحقه الفسخ فلم يسر إل الولد كالرهن والوصية‬
‫وإن دبرها وهي حامل تبعها الولد قول واحدا كما يتبعها ف العتق‬
‫وإن دبر عبدا ث ملكه جارية فأتت منه بولد لقه نسبه لنه يلكها ف أحد القولي وله فيها شبهة‬
‫ف القول الثان لختلف الناس ف ملكه فإن قلنا ل يلك الارية فالولد ملوك للمول لنه ولد‬
‫أمته‬
‫وإن قلنا يلكها فالولد بن الدبر وملوكه لنه من أمته وهل يكون مدبرا فيه وجهان أحدها أنه‬
‫ليس بدبر لن الولد إنا يتبع الم دون الب والم غي مدبرة‬
‫والثان أنه مدبر لنا علقت به ف ملكه فكان كالب كولد الر من أمته‬
‫فصل ف الرجوع ف التدبي ويوز الرجوع ف التدبي با يزيل اللك كالبيع والبة القبوضة لا‬
‫رويناه من حديث جابر رضي ال عنه وهل يوز بلفظ الفسخ كقوله فسخت ونقضت ورجعت‬
‫فيه قولن أحدها أنه يري مرى الوصية فيجوز له فسخه بلفظ الفسخ وهو ختيار الزن لنه‬
‫تصرف يتنجز بالوت يعتب من الثلث فهو كالوصية‬
‫والثان أنه يري مرى العتق بالصفة فل يوز فسخه بلفظ الفسخ وهو الصحيح لنه عتق علقه‬
‫على صفة فهو كالعتق بالصفات‬
‫وإن وهبه ول يقبضه فقد ختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال إن قلنا إنه كالوصية فهو رجوع‬
‫وإن قلنا إنه كالعتق بالصفة فليس برجوع لنه ل يزل اللك‬
‫ومنهم من قال هو رجوع على القولي لنه تصرف يفضي إل زوال اللك‬
‫وإن كاتبه فإن قلنا إن التدبي كالوصية كان رجوعا كما لو أوصى بعبد ث كاتبه‬
‫وإن قلنا إنه كالعتق بالصفة ل يكن رجوعا بل يصي مدبرا مكاتبا وحكمه ما ذكرناه فيمن دبر‬
‫مكاتبا‬
‫وإن دبره ث قال إن أديت إل وارثي ألفا فأنت حر فإن قلنا إنه كالوصية كان ذلك رجوعا ف‬
‫التدبي لنه عدل عن العتق بالوت إل العتق بأداء الال فبطل التدبي ويتعلق العتق بالداء‬
‫وإن قلنا إنه كالعتق بالصفة وخرج من الثلث عتق بالتدبي وسقط حكم الداء بعده لنه علق‬
‫عتقه بصفة متقدمة ث علقه بصفة متأخرة فعتق بأسبقهما وأسبقهما الوت فعتق به‬
‫وإن دبر جارية ث أولدها بطل التدبي لن العتق بالتدبي والستيلد ف وقت واحد ولستيلد‬
‫أقوى فأسقط التدبي‬
‫فصل من الرجوع ف تدبي البعض ويوز الرجوع ف تدبي البعض كما يوز التدبي ف لبتداء ف‬
‫البعض‬
‫وإن دبر جارية فأتت بولد من نكاح أو زنا وقلنا إنه يتبعها ف التدبي ورجع ف تدبي الم ل يتبعها‬
‫الولد ف الرجوع وإن تبعها ف التدبي كما أن ولد أم الولد يتبعها ف حق الرية ث ل يتبعها ف‬
‫بطلن حقها من الرية بوتا‬
‫وإن دبرها الصب وقلنا إنه يصح تدبيه فإن قلنا يوز الرجوع بلفظ الفسخ جاز رجوعه لنه ل‬
‫حجر عليه ف التدبي فجاز رجوعه فيه كالبالغ‬
‫وإن قلنا ل يوز الرجوع إل بتصرف يزيل اللك ل يصح الرجوع ف تدبيه إل بتصرف يزيل‬
‫اللك من جهة الول‬
‫فصل وإن دبر عبده ث ارتد فقد قال أبو إسحق ل يبطل التدبي فإن مات عتق العبد لنه تصرف‬
‫نفذ قبل الرد فلم توثر الردة فيه كما لو باع ماله ث رتد‬
‫ومن أصحابنا من قال يبطل التدبي لن الدبر إنا يعتق إذا حصل للورثة شيء مثله وها هنا ل‬
‫يصل للورثة شيء فلم يعتق‬
‫ومنهم من قال يبن على القوال ف ملكه فإن قلنا يزول ملكه بالردة بطل لنه زال ملكه فيه‬
‫فأشبه إذا باعه‬
‫وإن قلنا ل يزول ل يبطل كما لو ل يدبر‬
‫وإن قلنا موقوف فالتدبي موقوف وما قال أبو إسحق غي صحيح لنه رتد والدبر على ملكه‬
‫فزال‬
‫____________________‬

‫بالردة بلف ما لو باعه قبل الردة‬


‫وما قال الخر ل يصح لن ماله بالوت صار للمسلمي وقد حصل لم مثله‬
‫فصل ف تدبي الكافر وإن دبر الكافر عبدا كافرا ث أسلم العبد ول يرجع السيد ف التدبي ففيه‬
‫قولن أحدها يباع عليه وهو اختيار الزن لنه يوز بيعه فبيع عليه كالعبد القن‬
‫والثان ل يباع عليه وهو الصحيح لنه ل حظ للعبد ف بيعه لنه يبطل به حقه من الرية فعلى‬
‫هذا هو باليار بي أن يسلمه إل مسلم وينفق عليه إل أن يرجع ف التدبي فيباع عليه أو يوت‬
‫فيعتق عليه وبي أن يارجه على شيء لنه ل سبيل إل إقراره ف يده فلم يز إل ما ذكرناه‬
‫فإن مات السيد وخرج من الثلث عتق وإن ل يرج عتق منه بقدر الثلث وبيع الباقي على الورثة‬
‫لنه صار قنا‬
‫فصل ف اختلف السيد والعبد وإن اختلف السيد والعبد فادعى العبد أنه دبره ) وأنكر السيد (‬
‫فإن قلنا إن التدبي كالعتق بالصفة صح الختلف لنه ل يكن الرجوع فيه‬
‫والقول قول السيد لن الصل أنه ل يدبر‬
‫وإن قلنا إنه كالوصية ففيه وجهان أحدها أن القول قول السيد لن جحوده رجوع وهو يلك‬
‫الرجوع‬
‫والثان أنه ليس برجوع وهو الذهب لنه قال ف الدعوى والبينات إذا أنكر السيد قلنا له قل‬
‫رجعت ول يتاج إل اليمي فدل على أن جحوده ليس برجوع والدليل عليه أن جحود الشيء‬
‫ليس برجوع كما أن جحود النكاح ليس بطلق فعلى هذا يصح الختلف والكم فيه كالكم‬
‫فيه إذا قلنا إنه عتق بالصفة وإن مات السيد وختلف العبد والوارث صح الختلف على القولي‬
‫والقول قول الوارث‬
‫وإن كان ف يده مال فقال كسبته بعد العتق وقال الوارث بل كسبته قبل العتق فالقول قول الدبر‬
‫لن الصل عدم الكسب إل ف الوقت الذي وجد فيه وقد وجد وهو ف يد الدبر فكان له‬
‫وإن كان أمة ومعها ولد فادعت أنا ولدته بعد التدبي وقال الوارث بل ولدته قبل التدبي فالقول‬
‫قول الوارث لن الصل ف الولد الرق‬
‫فصل ف تعليق العتق ويوز تعليق العتق على صفة مثل أن يقول إن دخلت الدار فأنت حر وإن‬
‫أعطيتن ألفا فأنت حر لنه عتق على صفة فجاز كالتدبي‬
‫فإن قال ذلك ف الرض عتب من الثلث لنه لو أعتقه عتب من الثلث فإذا عقده عتب من الثلث‬
‫وإن قال ذلك وهو صحيح عتب من رأس الال سواء وجدت الصفة وهو صحيح أو وجدت وهو‬
‫مريض لن العتق إنا يعتب من الثلث ف حال الرض لنه قصد إل الضرار بالورثة ف حال يتعلق‬
‫حقهم بالال وههنا ل يقصد إل ذلك‬
‫فإن علق العتق على صفة مطلقة ث مات بطل لن تصرف النسان مقصور على حال الياة‬
‫فحمل إطلق الصفة عليه‬
‫وإن علق عتقه على صفة بعد الوت ل يبطل بالوت لنه يلك العتق بعد الوت ف الثلث فملك‬
‫عقده على صفة بعد الوت‬
‫فصل ف العلق عتقها على صفة هل يتبعها ولدها وإن علق عتق أمة على صفة ث أتت بولد من‬
‫النكاح أو الزنا فهل يتبعها الولد فيه قولن كما قلنا ف الدبرة‬
‫فإن بطلت الصفة ف الم بوتا أو بوته بطلت ف الولد لن الولد يتبعها ف العتق ل ف الصفة‬
‫بلف ولد الدبرة فإنه يتبعها ف التدبي‬
‫فإذا بطل فيها بقي فيه‬
‫وإن قال لمته أنت حرة بعد موت بسنة فمات السيد وهي ترج من الثلث فللوارث أن يتصرف‬
‫ف كسبها ومنفعتها ول يتصرف ف رقبتها لنا موقوفة على العتق‬
‫فإن أتت بولد بعد موت السيد فقد قال الشافعي رحه ال يتبعها الولد قول واحدا‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن كالولد الذي تأت به قبل الوت والذي قاله الشافعي رحه ل أحد‬
‫القولي‬
‫ومنهم من قال يتبعها الولد قول واحدا لنا أتت به وقد استقر عتقها بالوت فيتبعها الولد كأم‬
‫الولد بلف ما قبل الوت فإن عتقها غي مستقر لنه يلحقه الفسخ‬
‫فصل ف الرجوع ف التعليق وإن علق عتق عبده على صفة ل يلك الرجوع فيها بالقول لنه‬
‫كاليمي أو كالنذر‬
‫والرجوع ف الميع ل يوز ويوز الرجوع فيه با يزيل اللك كالبيع وغيه‬
‫فإن علق عتقه على صفة ث باعه ث رجع إليه فهل يعود حكم الصفة فيه قولن بناء على القولي‬
‫فيمن علق طلق امرأته على صفة وبانت منه ث تزوجها‬
‫وإن دبر عبده ث باعه ث رجع إليه فإن قلنا إن التدبي كالوصية ل يرجع لن الوصية إذا بطلت ل‬
‫تعد‬
‫وإن قلنا إنه كالعتق بصفة فهل يعود أم ل على ما ذكرناه من القولي‬
‫كتاب الكاتب الكتابة جائزة لقوله تعال } والذين يبتغون الكتاب ما ملكت أيانكم فكاتبوهم إن‬
‫علمتم فيهم خيا {‬
‫____________________‬

‫ول توز الكتابة إل من جائز التصرف ف الال لنه عقد على الال فلم يز إل من جائز التصرف‬
‫ف الال كالبيع‬
‫ول يوز أن يكاتب عبدا أجيا لن الكتابة تقتضي التمكي من التصرف والجارة تنع من ذلك‬
‫ول يوز أن يكاتب عبدا مرهونا لن الرهن يقتضي البيع والكتابة تنع البيع‬
‫وتوز كتابة الدبر وأم الولد لنه عتق بصفة يوز أن تتقدم على الوت فجاز ف الدبر وأم الولد‬
‫كالعتق العلق على دخول الدار فإن كاتب مدبرا صار مكاتبا ومدبرا وقد بينا حكمه ف الدبر‬
‫وإن كاتب أم ولد صارت مكاتبة وأم ولد فإن أدت الال قبل موت السيد عتقت بالكتابة وإن‬
‫مات السيد قبل الداء عتقت بالستيلد وبطلت الكتابة‬
‫فصل ف كتابة بعض العبد وتوز كتابه بعض العبد إذا كان باقيه حرا لنه كتابة على جيع ما فيه‬
‫من الرق فأشبه كتابة العبد ف جيعه‬
‫وإن كان عبد بي اثني فكاتبه أحدها ف نصيبه بغي إذن شريكه ل يصح لنه ل يعطى من‬
‫الصدقات ول يكنه الشريك من الكتساب بالسفار‬
‫وإن كاتبه بإذن شريكه ففيه قولن أحدها ل يصح لا ذكرناه من نقصان كسبه‬
‫والثان يصح لن النع لق الشريك فزال بالذن‬
‫وإن كان لرجل عبد فكاتبه ف بعضه فالنصوص أنه ل يصح واختلف أصحابنا فيه فذهب أكثرهم‬
‫إل أنه ل يصح قول واحدا كما ل يصح أن يبعض العتق فيه‬
‫ومنهم من قال إذا قلنا إنه يصح أن يكاتب نصيبه ف العبد الشترك بإذن الشريك صح ههنا لن‬
‫اتفاقهما على كتابة البعض كاتفاق الشريكي‬
‫فإن وصى رجل بكتابة عبد وعجز الثلث عن جيعه فالنصوص أنه يكاتب القدر الذي يتمله‬
‫الثلث‬
‫فمن أصحابنا من جعل ف الميع قولي ومنهم من قال يصح ف الوصية وقد فرق بينه وبي العبد‬
‫الشترك بأن الكتابة ف العبد الشترك غي مستحقة ف جيعه والكتابة ف الوصية استحقت ف جيعه‬
‫فإذا تعذرت ف البعض ل تسقط ف الباقي‬
‫فصل ف طلب العبد الكتابة وإن طلب العبد الكتابة نظرت فإن كان له كسب وأمانة استحب أن‬
‫يكاتب لقوله عز وجل } والذين يبتغون الكتاب ما ملكت أيانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيا‬
‫{ وقد فسر الي بالكسب والمانة ولن القصود بالكتابة العتق على مال وبالكسب والمانة‬
‫يتوصل إليه ول يب ذلك لنه عتق فل يب بطلب العبد كالعتق ف غي الكتابة‬
‫وإن ل يكن له كسب ول أمانة أو له كسب بل أمانة ل تستحب لنه ل يصل القصود بكتابته‬
‫ول تكره لنه سبب للعتق من غي إضرار فلم تكره‬
‫وإن كان له أمانة بل كسب ففيه وجهان أحدها أنه ل تستحب لن مع عدم الكسب يتعذر‬
‫الداء فل يصل القصود‬
‫والثان تستحب لن المي يعان ويعطى من الصدقات‬
‫وإن طلب السيد الكتابة فكره العبد ل يب عليه لنه عتق على مال فل يب العبد عليه كالعتق‬
‫على مال ف غي الكتابة‬
‫فصل ف العوض ف الكتابة ول يوز إل بعوض موجل لنه إذا كاتبه على عوض حال ل يقدر على‬
‫أدائه فينفسخ العقد ويبطل القصود ول يوز على أقل من نمي لا روي عن أمي الومني عثمان‬
‫رضي ال عنه أنه غضب على عبد له وقال لعاقبنك ولكاتبنك على نمي‬
‫فدل على أنه ل يوز على أقل من ذلك‬
‫وعن علي كرم ال وجهه أنه قال الكتابة على نمي واليتاء من الثان‬
‫ول يوز إل على نمي معلومي وأن يكون ما يودى ف كل نم معلوما لنه عوض منجم ف عقد‬
‫فوجب العلم بقدار النجم ومقدار ما يوديه فيه كالسلم إل أجلي‬

‫____________________‬

‫فصل ف الكتابة على عوض معلوم ول يوز إل على عوض معلوم الصفة لنه عوض ف الذمة‬
‫فوجب العلم بصفته كالسلم فيه‬
‫فصل ف الكتابة على النافع وتوز الكتابة على النافع لنه يوز أن تثبت ف الذمة بالعقد فجاز‬
‫الكتابة عليها كالال‬
‫فإن كاتبه على عملي ف الذمة ف نمي جاز كما يوز على مالي ف نمي‬
‫وإن كاتبه على خدمة شهرين ل يز لن ذلك نم واحد‬
‫وإن كاتبه على خدمة شهر ث على خدمة شهر بعده ل يز لن العقد ف الشهر الثان على منفعة‬
‫معينة ف زمان مستقبل فلم يز كما لو استأجره للخدمة ف شهر مستقبل‬
‫وإن كاتبه على دينار وخدمة شهر بعده ل يز لنه ل يقدر على تسليم الدينار ف الال‬
‫وإن كاتبه على خدمة شهر ودينار ف نم بعده جاز لنه يقدر على تسليم الدمة فهو مع الدينار‬
‫كالالي ف نمي‬
‫وإن كاتبه على خدمة شهر ودينار بعد انقضاء الشهر فقد اختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحق ل‬
‫يوز لنه إذا ل يفصل بينهما صارا نما واحدا‬
‫ومنهم من قال يوز لنه يستحق الدينار ف غي الوقت الذي يستحق فيه الدمة وإنا يتصل‬
‫استيفاوها فعلى هذا لو كاتبه على خدمة شهر ودينار ف نصف الشهر جاز لنه يستحق الدينار‬
‫ف غي الوقت الذي يستحق فيه الدمة‬
‫فصل فيما إذا كاتب رجلن عبدا بينهما وإن كاتب رجلن عبدا بينهما على مال بينهما على قدر‬
‫اللكي وعلى نوم واحدة جاز‬
‫وإن تفاضل ف الال مع تساوي اللكي أو تساويا ف الال مع تفاضل اللكي أو على أن نوم‬
‫أحدها أكثر من نوم الخر أو على أن نم أحدها أطول من نم الخر ففيه طريقان من أصحابنا‬
‫من قال يبن على القولي فيمن كاتب نصيبه من العبد بإذن شريكه فإن قلنا يوز جاز‬
‫وإن قلنا ل يوز ل يز لن اتفاقهما على الكتابة ككتابة أحدها ف نصيبه بإذن الخر وعلى هذا‬
‫يدل قول الشافعي رحه ال تعال فإنه قال ف الم ولو أجزت لجزت أن ينفرد أحدها بكتابة‬
‫نصيبه فدل على أنه إذا جاز ذلك جاز هذا وإن ل يز ذلك ل يز هذا‬
‫ومنهم من قال ل يصح قول واحدا لنه يودي إل أن ينتفع أحدها بق شريكه من الكسب لنه‬
‫يأخذ أكثر ما يستحق وربا عجز الكاتب فيجع على شريكه بالفاضل بعدما انتفع به‬
‫فصل ف الشرط ف الكتابة ول يصح على شرط فاسد لنه معاوضة يلحقها الفسخ فبطلت‬
‫بالشرط الفاسد كالبيع ول يوز تعليقها على شرط مستقبل لنه عقد يبطل بالهالة فلم يز‬
‫تعليقه على شرط مستقبل كالبيع‬
‫فصل ف فسخ الكتابة وإذا انعقد العقد ل يلك الول فسخه قبل العجز لنه أسقط حقه منه‬
‫بالعوض فلم يلك فسخه قبل العجز عن العوض كالبيع ويوز للعبد أن يتنع من أداء الال لن ما‬
‫ل يلزمه إذا ل يعل شرطا فهي عتقه ل يلزمه إذا جعل شرطا ف عتقه كالنوافل وهل يلك أن‬
‫يفسخ فيه وجهان من أصحابنا من قال ل يلك لنه ل ضرر عليه ف البقاء على العقد ول فائدة‬
‫له ف الفسخ‬
‫فلم يكنه‬
‫ومنهم من قال له أن يفسخ لنه عقد لظه‬
‫فملك أن ينفرد بالفسخ كالرتن‬
‫فإن مات الول ل يبطل العقد لنه لزم من جهته فلم يبطل بالوت كالبيع وينتقل الكاتب إل‬
‫الوارث لنه ملوك ل يبطل رقه بوت الول فانتقل إل وارثه كالعبد القن‬
‫وإن مات العبد بطل العقد لنه فات العقود عليه قبل التسليم فبطل العقد كالبيع إذا تلف قبل‬
‫القبض‬
‫ول يوز شرط اليار فيه لن اليار لدفع الغب عن الال والسيد يعلم أنه مغبون من جهة الملوك‬
‫لنه يبيع ماله باله والعبد مي بي أن يدفع الال وبي أل يدفع فل معن لشرط اليار‬
‫فإن اتفقا على الفسخ جاز لنه عقد يلحقه الفسخ بالعجز عن الال فجاز فسخه بالتراضي كالبيع‬

‫باب ما يلكه الكاتب وما ل يلكه ويلك الكاتب بالعقد اكتساب الال بالبيع والجارة والصدقة‬
‫والبة والخذ بالشفعة والحتشاش والصطياد وأخذ الباحات وهو مع الول كالجنب مع‬
‫الجنب ف ضمان الال وبذل النافع وأرش الطراف لنه صار با بذله له من العوض عن رقبته‬
‫كالارج عن ملكه‬
‫ويلك التصرف ف الال با يعود إل مصلحته ومصلحة ماله فيجوز أن ينفق على نفسه لن ذلك‬
‫من أهم الصال وله أن يفدي ف حياته نفسه أو رقيقه لن له فيه مصلحة‬
‫وله أن يت غلمه‬
‫ويودبه لنه إصلح للمال وأما الد فالنصوص أنه ل يلك إقامته لن طريقه الولية والكاتب‬
‫ليس من أهل الولية‬
‫ومن أصحابنا من قال أن يقيم الد كما يلك الر ف عبده وله أن يقتص ف الناية عليه وعلى‬
‫رقيقه‬
‫وذكر الربيع قول آخر أنه ل يقتص من غي إذن الول ووجهه أنه ربا عجز فيصي‬
‫____________________‬

‫ذلك للسيد فيكون قد أتلف الرش الذي كان للسيد أن يأخذه لو ل يقتص منه‬
‫قال أصحابنا هذا القول من تريج الربيع والذهب أنه يوز أن يقتص لن فيه مصلحة له‬
‫فصل ف وطء الارية ف الكتابة وإن كان الكاتب جارية فوطئها الول وجب عليه الهر ولا أن‬
‫تطالب به لتستعي به على الكتابة لنه يري مرى الكسب‬
‫وإن أذهب بكارتا لزمه الرش لنه إتلف جزء ل يستحقه فضمن بدله كقطع الطرف‬
‫وإن أتت منه بولد صارت مكاتبة وأم ولد وقد بينا حكمهما ف أول الباب‬
‫وإن كانت مكاتبة بي ثني فأولدها أحدها نظرت فإن كان معسرا صار نصيبه أم ولد وف الولد‬
‫وجهان‬
‫أحدها وهو قول أب علي بن أب هريرة أن الولد ينعقد جيعه حرا ويثبت للشريك ف ذمة‬
‫الواطىء نصف قيمته لنه يستحيل أن ينعقد نصف الولد حرا ونصفه عبدا‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أن نصفه حر ونصفه ملوك وهو الصحيح عتبارا بقدر ما يلك منها‬
‫ول يتنع أن ينعقد نصفه حرا ونصفه عبدا كالرأة إذا كان نصفها حرا ونصفها ملوكا فأتت بولد‬
‫فإن نصفه حر ونصفه عبد‬
‫وإن كان موسرا فالولد حر وصار نصيبه من الارية أم ولد ويقوم على الواطىء نصيب شريكه‬
‫وهل يقوم ف الال فيه طريقان‬
‫من أصحابنا من قال فيه قولن أحدها يقوم ف الال فإذا قوم نفسخت الكتابة وصار جيعها أم‬
‫ولد للواطىء ونصفها مكاتبا له فإن أدت الال عتق نصفها وسرى إل باقيها‬
‫والقول الثان أنه يوخر التقوي إل العجز فإن أدت ما عليها عتقت عليها بالكتابة وإن عجزت‬
‫قوم على الواطىء نصيب شريكه وصار الميع أم ولد‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة ل يقوم ف لستيلد نصيب الشريك ف الال قول واحدا بل يوخر‬
‫إل أن تعجز لن التقوي ف العتق فيه حظ للعبد لنه يتعجل له الرية ف الباقي ول حظ لا ف‬
‫التقوي ف لستيلد بل الظ ف التأخي إذا أخر ربا أدت الال فعتقت وإذا قوم ف الال صارت‬
‫أم ولد ول تعتق إل بالوت والصحيح هو الول وأنه على قولي كالعتق لن لستيلد كالعتق بل‬
‫هو أقوى لنه يصح من النون والعتق ل يصح منه فإذا كان ف التقوي ف العتق قولن وجب أن‬
‫يكون ف لستيلد مثله‬
‫فصل فيما إذا أتت بولد وإن أتت الكاتبة بولد من نكاح أو زنا ففيه قولن أحدها أنه موقوف‬
‫فإن رقت الم رق وإن عتقت عتق لن الكتابة سبب يستحق به العتق فيتبع الولد الم فيه‬
‫كالستيلد‬
‫والثان أنه ملوك يتصرف فيه لنه عقد يلحقه الفسخ فلم يسر إل الولد كالرهن‬
‫فإن قلنا إنه للمول كان حكمه حكم العبد القن ف الناية والكسب والنفقة والوطء‬
‫وإن قلنا إنه موقوف فقتل ففي قيمته قولن أحدها أنا لمه تستعي با ف الكتابة لن القصد‬
‫بالكتابة طلب حظها‬
‫والثان أنا للمول لنه تابع للم وقيمة الم للمول فكذلك قيمة ولدها فإن كسب الولد مال ففيه‬
‫قولن أحدها أنه للم لنه تابع لا ف حكمها فكسبها لا فكذلك كسب ولدها‬
‫والثان أنه موقوف لن الكسب ناء الذات وذاته موقوفة فكذلك كسبه فعلى هذا يمع الكسب‬
‫فإن عتق ملك الكسب كما تلك الم كسبها إذا عتقت وإن رق بعجز الم الكسب للمول‬
‫فمن أصحابنا من خرج فيه قول ثالثا أنه للمول كما قلنا ف قيمته ف أحد القولي‬
‫وإن أثرفت لم على العجز وكان ف كسب الولد وفاء بال الكتابة ففيه قولن‬
‫أحدها أنه ليس للم أن تستعي به على الداء لنه موقوف على السيد أو الولد فلم يكن للم فيه‬
‫حق‬
‫والثان أن لا أن تأخذه وتوديه لنا إذا أدت عتقت وعتق الولد فكان ذلك أحظ للولد من أن‬
‫ترق ويأخذه الول‬
‫فإن حتاج الولد إل النفقة ول يكن ف كسبه ما يفي فإن قلنا إن الكسب للمول فالنفقة عليه وإن‬
‫قلنا إنه للم فالنفقة عليها وإن قلنا إنه موقوف ففي النفقة وجهان‬
‫أحدها أنا على الول لنه مرصد للكه‬
‫والثان أنا ف بيت الال لن الول ل يلكه فلم يبق إل بيت الال‬
‫وإن كان الولد جارية فوطئها الول فإن قلنا إن كسبه له ل يب عليه الهر لنه لو وجب لكان له‬
‫وإن قلنا إنه للم فالهر لا وإن قلنا إنه موقوف وقف الهر وإن أحبلها صارت أم ولد له بشبهة‬
‫اللك ول تلزمه قيمتها لن القيمة تب لن يلكها والم ل تلك رقبتها وإنا هي موقوفة عليها‬
‫فصل فيما إذا حبس السيد الكاتب وإن حبس السيد الكاتب مدة ففيه قولن‬
‫أحدها يلزمه تليته ف مثل تلك الدة لنه دخل ف العقد على التمكي من التصرف ف الدة فلزمه‬
‫الوفاء به‬
‫والثان تلزمه أجرة الثل للمدة الت حبسه فيها وهو الصحيح لن النافع ل تضمن بالثل وإنا‬
‫تضمن بالجرة‬
‫وإن قهر أهل الرب الكاتب على نفسه مدة ث أفلت من أيديهم ففيه قولن أحدها ل تب‬
‫تليته ف‬
‫____________________‬

‫مثل الدة لنه ل يكن البس من جهته‬


‫والثان تب لنه فات ما استحقه بالعقد ول فرق بي أن يكون بتفريط أو غي تفريط كالبيع إذا‬
‫هلك ف يد البائع ول ييء ههنا إياب الجرة على الول لنه ل يكن البس من جهته فل تلزمه‬
‫أجرته‬
‫فصل ف تصرف الكاتب ول يلك الكاتب التصرف إل على وجه النظر ولحتياط لن حق الول‬
‫يتعلق باكتسابه‬
‫فإن أراد أن يسافر فقد قال ف الم يوز وقال ف المال ل يوز بغي إذن الول‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن‬
‫أحدها ل يوز لن فيه تغريرا‬
‫والثان يوز لنه من أسباب الكسب‬
‫ومنهم من قال إن كان السفر طويل ل يز وإن كان قصيا جاز وحل القولي على هذين الالي‬
‫والصحيح هو الطريق الول‬
‫فصل ف بيع الكاتب ول يوز أن يبيع نسيئة وإن كان بأضعاف الثمن ول على أن يأخذ بالثمن‬
‫رهنا أو ضمينا لنه يرج الال من يده من غي عوض والرهن قد يتلف والضمي قد يفلس‬
‫وإن باع ما يساوي مائة بائة نقدا وعشرين نسيئة جاز لنه ل ضرر فيه‬
‫ول يوز أن يقرض ول يضارب ول يرهن لنه إخراج مال بغي عوض‬
‫فصل ف شراء الكاتب ول يوز أن يشتري من يعتق عليه لنه يرج مال يلك التصرف فيه بال‬
‫ل يلك التصرف فيه وف ذلك إضرار‬
‫وإن وصى له بن يعتق عليه فإن ل يكن له كسب ل يز قبوله لنه يتاج أن ينفق عليه وف ذلك‬
‫إضرار‬
‫وإن كان له كسب جاز قبوله لنه ل ضرر فيه فإن قبله ث صار زمنا ل كسب له فله أن ينفق‬
‫عليه لن فيه إصلحا لاله‬
‫فصل ف عتق الكاتب وهبته وغيها ول يعتق ول يكاتب ول يهب ول ياب ول يبىء من الدين‬
‫ول يكفر بالال ول ينفق على أقاربه الحرار ول يسرف ف نفقة نفسه‬
‫وإن كان له أمة مزوجة ل تبذل العوض ف اللع لن ذلك كله ستهلك للمال‬
‫وإن كان عليه دين موجل ل يلك تعجيله لنه يقطع التصرف فيما يعجله من الال من غي حاجة‬
‫وإن كان مكاتبا بي نفسي ل يز أن يقدم حق أحدها لن ما يقدمه من ذلك يتعلق به حقهما فل‬
‫يوز أن يص به أحدها‬
‫وإن أقر بناية خطأ ففيه قولن أحدها يقبل لنه إقرار بالال فقبل كما لو أقر بدين معاملة‬
‫والثان ل يقبل لنه يرج به الكسب من غي عوض فبطل كالبة‬
‫وإن جن هو أو عبد له يلك بيعه على أجنب ل يز أن يفديه بأكثر من قيمته لن الفداء كالبتياع‬
‫فل يوز بأكثر من القيمة‬
‫وإن كان عبدا ل يلك بيعه كالب ولبن ل يز أن يفديه بشيء قل أو كثر لنه يرج ما يلك‬
‫التصرف فيه لستبقاء ما ل يلك التصرف فيه‬
‫فصل ف إذن الكاتب وإن فعل ذلك كله بإذن الول ففيه قولن‬
‫أحدها ل يصح لن الول ل يلك ما ف يده والكاتب ل يلك ذلك بنفسه فل يصح بتماعهما‬
‫كالخ إذا زوج أخته الصغية بإذنا‬
‫والثان أنه يصح وهو الصحيح لن الال موقوف عليهما ول يرج منهما فصح باجتماعهما‬
‫كالشريكي ف الال الشترك والراهن والرتن ف الرهن‬
‫وإن وهب للمول أو حاباه أو أقرضه أو ضاربه أو عجل له ما تأجل من ديونه أو فدى جنايته‬
‫عليه بأكثر من قيمته فإن قلنا يصح للجنب بإذن الول صح وإن قلنا ل يصح ف حق الجنب‬
‫بإذنه ل يصح لن قبوله كالذن‬
‫فإن وهب أو أقرض وقلنا إنه ل يصح فله أن يسترجع فإن ل يسترجع حت عتق ل يسترجع على‬
‫ظاهر النص لنه إنا ل يصح لنقصانه وقد زال ذلك‬
‫ومن أصحابنا من قال له أن يسترجع لنه قد وقع فاسدا فثبت له السترجاع‬
‫فصل ف تزويج الكاتب ول يتزوج الكاتب إل بإذن الول لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال أيا عبد تزوج بغي إذن موله فهو عاهر ولنه يلزمه الهر والنفقة ف كسبه وف ذلك إضرار‬
‫بالول فلم يز بغي إذنه‬
‫فإن أذن له الول جاز قول واحدا للخب ولن الاجة تدعو إليه بلف البة‬
‫فصل ف تسري الكاتب ول يتسرى بارية من غي إذن الول لنه ربا أحبلها فتلفت بالولدة‬
‫فإن أذن له الول وقلنا إن العبد يلك ففيه طريقان من أصحابنا من قال على قولي كالبة‬
‫ومنهم من قال يوز قول واحدا لنه ربا دعت الاجة إليه فجاز كالنكاح‬
‫فإن‬
‫____________________‬

‫أولدها فالولد بنه وملوكه لنه ولد جاريته وتلزمه نفقته لنه ملوكه بلف ولد الرة ول يعتق‬
‫عليه لنقصان ملكه فإن أدى الال عتق معه لنه كمل ملكه وإن رق رق معه‬
‫فصل ف وجوب اليتاء ويب على الول اليتاء وهو أن يضع عنه جزءا من الال أو يدفع إليه‬
‫جزءا من الال لقوله عز وجل } وآتوهم من مال ال الذي آتاكم {‬
‫وعن علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف هذه الية يط عنه ربع الكتابة‬
‫والوضع أول من الدفع لنه يتحقق لنتفاع به ف الكتابة‬
‫وختلف أصحابنا ف القدر الواجب فمنهم من قال ما يقع عليه السم من قليل وكثي وهو‬
‫الذهب لن سم اليتاء يقع عليه‬
‫وقال أبو إسحاق يتلف بتلف قلة الال وكثرته فإن ختلفا قدره الاكم باجتهاده كما قلنا ف‬
‫التعة‬
‫فإن ختار الدفع جاز بعد العقد للية وف وقت الوجوب وجهان‬
‫أحدها يب بعد العتق كما تب التعة بعد الطلق‬
‫والثان أنه يب قبل العتق لنه إيتاء وجب للمكاتب فوجب قبل العتق كاليتاء ف الزكاة‬
‫ول يوز الدفع من غي جنس مال الكتابة لقوله تعال } وآتوهم من مال ال الذي آتاكم { فإن‬
‫دفع إليه من جنسه من غي ما أداه إليه ففيه وجهان‬
‫أحدها يوز كما يوز ف الزكاة أن يدفع من غي الال الذي وجب فيه الزكاة‬
‫والثان ل يوز وهو الصحيح للية وإن سبق الكاتب وأدى الال لزم الول أن يدفع إليه لنه مال‬
‫وجب للدمي فلم يسقط من غي أداء ول إبراء كسائر الديون‬
‫وإن مات الول وعليه دين حاص الكاتب أصحاب الديون ومن أصحابنا من قال ياص أصحاب‬
‫الوصايا لنه دين ضعيف غي مقدر فسوى بينه وبي الوصايا والصحيح هو الول لنه دين‬
‫واجب فحاص به الغرماء كسائر الديون‬
‫وبال التوفيق‬
‫باب الداء والعجز ول يعتق الكاتب ول شيء منه وقد بقي عليه شيء من الال لا روى عمرو‬
‫بن شعيب رضي ال عنه عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم قال الكاتب عبد ما بقي‬
‫عليه من كتابته درهم ولنه علق عتقه على دفع مال فل يعتق شيء منه مع بقاء جزء منه كما لو‬
‫قال لعبده إن دفعت إل ألفا فأنت حر‬
‫فإن كاتب رجلن عبدا بينهما ث أعتق أحدها نصيبه أو أبرأه ما عليه من مال الكتابة عتق نصيبه‬
‫لنه برىء من جيع ماله عليه فعتق كما لو كاتب عبدا فأبرأه فإن كان العتق موسرا فقد قال‬
‫أصحابنا يقوم عليه نصيب شريكه كما لو أعتق شركا له ف عبد‬
‫وعندي أنه يب أن يكون على قولي أحدها يقوم عليه‬
‫والثان ل يقوم كما قلنا ف شريكي دبرا عبدا ث أعتق أحدها نصيبه أنه على قولي أحدها يقوم‬
‫والثان ل يقوم فإذا قلنا إنه يقوم عليه ففي وقت التقوي قولن‬
‫أحدها يقوم ف الال كما نقول فيمن أعتق شركا له ف عبد‬
‫والثان يوخر التقوي إل أن يعجز لنه قد ثبت للشريك حق العتق والولء ف نصيبه فل يوز‬
‫إبطاله عليه‬
‫وإن كاتب عبده ومات وخلف ثني فأبرأه أحدها عن حصته عتق نصيبه لنه أبرأه من جيع ماله‬
‫عليه‬
‫فإن كان الذي أبرأه موسرا فهل يقوم عليه نصيب شريكه فيه قولن‬
‫أحدها ل يقوم لن سبب العتق وجد من الب ولذا يثبت الولء له‬
‫والثان يقوم عليه وهو الصحيح لن العتق تعجل بفعله فعلى هذا هل يتعجل التقوي والسراية فيه‬
‫قولن‬
‫أحدها يتعجل لنه عتق يوجب السراية فتعجلت به كما لو أعتق شركا له ف عبد‬
‫والثان يوخر إل أن يعجز لن حق الب ف عتقه وولئه أسبق فلم يز إبطاله‬
‫وإن كاتب رجلن عبدا با يوز وأذن أحدها للخر ف تعجيل حق شريكه من الال وقلنا إنه‬
‫يصح الذن عتق نصيبه وهل يقوم عليه نصيب شريكه فيه قولن‬
‫أحدها ل يقوم سببه الذي شتركا فيه‬
‫والثان يقوم لنه عتق نصيبه بسبب منه ومت يقوم فيه قولن‬
‫أحدها يقوم ف الال لنه تعجل عتقه‬
‫والثان يوخر إل أن يعجز لنه قد ثبت لشريكه عقد يستحق به العتق والولء فلم يز أن يقوم‬
‫عليه ذلك فعلى هذا إن أدى عتق باقيه وإن عجز قوم على العتق وإن مات قبل الداء والعجز‬
‫مات ونصفه حر‬
‫ونصفه مكاتب‬
‫فصل ف فسخ عقد الكتابة وإن حل عليه نم وعجز عن أداء الال جاز للمول أن يفسخ العقد‬
‫لنه أسقط حقه بعوض فإذا تعذر العوض ووجد عي ماله جاز له أن يفسخ ويرجع إل عي ماله‬
‫كما لو باع سلعة فأفلس الشتري بالثمن ووجد البائع عي ماله وإن كان معه‬
‫____________________‬

‫ما يوديه فامتنع من أدائه جاز له الفسخ لن تعذر العوض بالمتناع كتعذره بالعجز لنه ل يكن‬
‫إجباره على أدائه‬
‫وإن عجز عن بعضه أو متنع من أداء بعضه جاز له ) أن يفسخ ( لنا بينا أن العتق ف الكتابة ل‬
‫يتبعض فكان تعذر البعض كتعذر الميع‬
‫ويوز الفسخ من غي حاكم لنه فسخ ممع عليه فلم يفتقر إل الاكم كفسخ البيع بالعيب‬
‫فصل ف إنظار الكاتب وإن حل عليه نم ومعه متاع فاستنظر لبيع التاع وجب إنظاره لنه قادر‬
‫على أخذ الال من غي إضرار ول يلزمه أن ينظر أكثر من ثلثة أيام لن الثلثة قليل فل ضرر‬
‫عليه ف النتظار وما زاد عليه كثي وف لنتظار إضرار‬
‫وإن طلب النظار لال غائب فإن كان على مسافة ل تقصر فيها الصلة وجب إنظاره لنه قريب‬
‫ل ضرر ف إنظاره‬
‫وإن كان على مسافة تقصر فيها الصلة ل يب لنه طويل وف النتظار إضرار‬
‫وإن طلب النظار لقتضاء دين فإن كان حال على مليء وجب إنظاره لنه كالعي ف يد الودع‬
‫ولذا تب فيه الزكاة وإن كان موجل أو على معسر ل يب النظار لن عليه إضرارا ف النظار‬
‫فإن حل عليه الال وهو غائب ففيه وجهان‬
‫أحدها له أن يفسخ لنه يعذر الال فجاز له الفسخ‬
‫والثان ليس له أن يفسخ بل يرجع إل الاكم ليكتب إل حاكم البلد الذي فيه الكاتب ليطالبه‬
‫فإن عجز أو متنع فسخ لنه ل يتعذر الداء إل بذلك فل يفسخ قبله وإن حل عليه النجم وهو‬
‫منون فإن كان معه مال ما يسلم إل الول عتق لنه قبض ما يستحقه فبئت به ذمته وإن ل يكن‬
‫معه شيء فعجزه الول وفسخ ث ظهر له مال نقض الكم بالفسخ لنا حكمنا بالعجز ف الظاهر‬
‫وقد بان خلفه فنقض كما لو حكم الاكم ث وجد النص بلفه‬
‫وإن كان قد أنفق عليه بعد الفسخ رجع با أنفق لنه ل يتبع بل أنفق على أنه عبده فإن أفاق بعد‬
‫الفسخ وأقام البينة أنه كان قد أدى الال نقض الكم بالفسخ ول يرجع لول با أنفق عليه بعد‬
‫الفسخ لنه تبع لنه أنفق وهو يعلم أنه حر‬
‫وإن حل النجم فأحضر الال وادعى السيد أنه حرام ول تكن له بينة فالقول قول الكاتب مع عينه‬
‫لنه ف يده والظاهر أنه له فإن حلف خي الول بي أن يأخذه وبي أن يبئه منه فإن ل يفعل قبض‬
‫عنه السلطان لنه حق يدخله النيابة فإذا متنع منه قام السلطان مقامه‬
‫فصل ف وجود العيب ف الال وإن قبض الال وعتق ث وجد به عيبا فله أن يرد ويطالب بالبدل‬
‫فإن رضي به استقر العتق لنه برئت ذمة العبد‬
‫وإن رده رتفع العتق لنه يستقر باستقرار الداء وقد رتفع ) الداء ( بالرد فارتفع العتق‬
‫وإن وجد به العيب وقد حدث به عنده عيب ثبت له الرش فإن دفع الرش ستقر العتق وإن ل‬
‫يدفع رتفع العتق لنه ل يتم براءة الذمة من الال‬
‫وإن كاتبه على خدمة شهر ودينار ث مرض بطلت الكتابة ف قدر الدمة وف الباقي طريقان‬
‫أحدها أنه على قولي‬
‫والثان أنه ل يبطل قول واحدا بناء على الطريقي فيمن بتاع عيني ث تلفت إحداها قبل القبض‬
‫فصل فيما إذا خرج الال مستحقا فإن أدى الال وعتق ث خرج الال مستحقا بطل الكم بعتقه‬
‫لن العتق يقع بالداء وقد بان أنه ل يود‬
‫وإن كان الستحقاق بعد موت الكاتب كان ما ترك للمول دون الورثة لنا قد حكمنا بأنه مات‬
‫رقيقا‬
‫فصل فيما إذا باع الول ما ف ذمة الكاتب فإن باع الول ما ف ذمة الكاتب وقلنا إنه ل يصح‬
‫فقبضه الشتري فقد قال ف موضع يعتق وقال ف موضع ل يعتق واختلف أصحابنا فيه‬
‫فقال أبو العباس فيه قولن أحدها يعتق لنه قبضه بإذنه فأشبه إذا دفعه إل وكيله‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ل يعتق لنه ل يقبضه للمول وإنا قبضه لنفسه ول يصح قبضه لنفسه‬
‫لنه ل يستحقه فصار كما لو ل يوخذ‬
‫وقال أبو إسحق هي على اختلف حالي فالذي قال يعتق إذا أمره الكاتب بالدفع إليه لنه قبضه‬
‫بإذنه والذي قال ل يعتق إذا ل يأمره بالدفع إليه لنه ل يأخذه بإذنه وإنا أخذه با تضمنعه البيع‬
‫من الذن والبيع باطل فبطل ما تضمنه‬
‫فصل فيما إذا اجتمع على الكاتب دين إذا جتمع على الكاتب دين الكتابة ودين العاملة وأرش‬
‫الناية وضاق ما ف يده عن الميع قدم دين العاملة لنه يتص با ف يده والسيد والن عليه‬
‫يرجعان إل الرقبة فإن فضل عن الدين شيء قدم حق الن عليه لن حقه يقدم على حق الالك ف‬
‫العبد القن فكذلك ف الكاتب‬
‫وإن ل يكن له شيء فأراد صاحب الدين تعجيزه ل يكن له ذلك لن حقه ف الذمة فل فائدة ف‬
‫تعجيزه بل تركه على الكتابة أنفع له لنه ربا كسب ما يعطيه وإذا عجزه بقي حقه ف الذمة إل‬
‫أن يعتق‬
‫فإن أراد الول أو الن عليه تعجيزه كان له ذلك لن الول يرجع بالتعجيز إل رقبته والن عليه‬
‫يبيعه ف الناية فإن عجزه الول نفسخت‬
‫____________________‬

‫الكتابة وسقط دينه وهو باليار بي أن يسلمه للبيع ف الناية وبي أن يفديه‬
‫فإن عجزه الن عليه نظرت فإن كان الرش ييط بالثمن بيع وقضي حقه‬
‫وإن كان دون الثمن بيع منه ما يقضى منه الرش وبقي الباقي على الكتابة‬
‫وإن أدى كتابة باقية عتق‬
‫وهل يقوم الباقي ) على الول ( إن كان موسرا‬
‫فيه وجهان أحدها ل يقوم لنه وجد سبب العتق قبل التبعيض‬
‫والثان يقوم عليه لن ختياره للنظار كابتداء العتق‬
‫باب الكتابة الفاسدة إذا كاتب على عوض مرم أو شرط باطل فللسيد أن يرجع فيها لنه دخل‬
‫على أن يسلم له ما شرط ول يسلم فثبت له الرجوع وله أن يفسخ بنفسه لنه ممع عليه‬
‫وإن مات الول أو جن أو حجر عليه بطل العقد لنه غي لزم من جهته فبطل بذه الشياء‬
‫كالعقود الائزة‬
‫فإن مات العبد بطل لنه ل يلحقه العتق بعد الوت وإن جن ل تبطل لنه لزم من جهة العبد فلم‬
‫تبطل بنونه كالعتق العلق على دخول الدار‬
‫فصل إذا أدى الكاتب النجوم وإن أدى ما كاتبه عليه قبل الفسخ عتق لن الكتابة تشتمل على‬
‫معاوضة وهو قوله كاتبتك على كذا وعلى صفة وهو قوله فإذا أديت فأنت حر‬
‫فإذا بطلت العاوضة بقيت الصفة فعتق با وإن أداه إل غي من كاتبه ل يعتق لنه ل توجد الصفة‬
‫فإذا عتق تبعه ما فضل ف يده من الكسب وإن كانت جارية تبعها الولد لنه جعل كالكتابة‬
‫الصحيحة ف العتق فكانت كالصحيحة ف الكسب والولد‬
‫فصل فيما يرجع السيد عليه ويرجع السيد عليه بقيمته لنه أزال ملكه عنه بشرط ول يسلم له‬
‫الشرط وتعذر الرجوع إليه فرجع ببدله كما لو باع سلعة بشرط فاسد فتلفت ف يد الشتري‬
‫ويرجع العبد على الول با أداه إليه لنه دفعه عما عليه فإذا ل يقع عما عليه ثبت له الرجوع فإن‬
‫كان ما دفع إليه من جنس القيمة وعلى صفتها كالثان وغيها من ذوات المثال ففيه أربعة‬
‫أقوال أحدها أنما يتقاصان فسقط أحدها بالخر لنه ل فائدة ف أخذه ورده‬
‫والثان أنه إن رضي أحدها تقاصا وإن ل يرض واحد منهما ل يتقاصا لنه إذا رضي أحدها فقد‬
‫اختار الراضي منهما قضاء ما عليه بالذي له على الخر ومن عليه حق يوز أن يقضيه من أي‬
‫جهة شاء‬
‫والثالث أنما إن تراضيا تقاصا وإن ل يتراضيا ل يتقاصا لنه إسقاط حق بق فلم يز إل بالتراضي‬
‫كالوالة‬
‫والرابع أنما ل يتقاصان بال لنه بيع دين بدين‬
‫وإن أخذ من سهم الرقاب ف الزكاة فإن ل يكن فيه وفاء استرجع منه وإن كان فيه وفاء فقد قال‬
‫ف الم يسترجع ول يعتق لنه بالفساد خرج عن أن يكون من الرقاب‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يسترجع لنه كالكتابة الصحيحة ف العتق والكسب‬
‫فصل كتابة العبد والصغي والنون فإن كاتب عبدا صغيا أو منونا فأدى ما كاتبه عليه عتق‬
‫بوجود الصفة وهل يكون حكمها حكم الكتابة الفاسدة مع البائغ ف ملك ما فضل ف يده من‬
‫الكسب وف التراجع فيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحق أنه ل يلك ما فضل ف يده من‬
‫الكسب ول يثبت التراجع وهو رواية الزن ف النون لن العقد مع الصب ليس بعقد ولذا لو‬
‫ابتاع شيئا وقبضه وتلف ف يده ل يلزمه الضمان بلف البالغ فإن عقده عقد يقتضي الضمان‬
‫ولذا لو اشترى شيئا ببيع فاسد وتلف عنده لزمه الضمان‬
‫والثان وهو قول أب العباس أنه يلك ما فضل من الكسب ويثبت بينهما التراجع وهو رواية‬
‫الربيع ف النون لنه كتابة فاسدة فأشبهت كتابة البالغ بشرط فاسد‬
‫فصل كتابة بعض العبد وإن كاتب بعض عبده وقلنا إنه ل يصح فلم يفسخ حت أدى الال عتق‬
‫لوجود الصفة وتراجعا وسرى العتق إل باقيه لنه عتق بسبب منه‬
‫فإن كاتب شركا له ف عبد من غي إذن شريكه نظرت فإن جع كسبه ودفع نصفه إل الشريك‬
‫ونصفه إل الذي كاتبه عتق لوجود الصفة‬
‫فإن جع الكسب كله وأداه ففيه وجهان أحدها ل يعتق لن الداء يقتضي أداء ما يلك‬
‫____________________‬

‫التصرف فيه وما أداه من مال الشريك ل يلك التصرف فيه‬


‫والثان يعتق لن الصفة قد وجدت‬
‫فإن كاتبه بإذن شريكه فإن قلنا إنه باطل فالكم فيه كالكم فيه إذا كاتبه بغي إذنه‬
‫وإن قلنا إنه صحيح ودفع نصف الكسب إل الشريك ونصفه إل الذي كاتبه عتق‬
‫فإن جع الكسب كله ودفعه إل الذي كاتبه فقد قال بعض أصحابنا فيه وجهان ) أحدها (‬
‫كالقسم قبله‬
‫والذهب أنه ل يعتق لن الكتابة صحيحة والغلب فيها حكم العاوضة فإذا دفع فيها ما ل يلكه‬
‫صار كما لو ل يود بلف القسم قبله فإنا كتابة فاسدة والغلب فيها الصفة‬
‫وإذا حكمنا بالعتق ف هذه السائل ف نصيبه فإن كان العتق موسرا سرى إل نصيب الشريك‬
‫وقوم عليه لنه عتق بسبب منه ول يلزم العبد ضمان السراية لنه ل يلتزم ضمان ما سرى إليه‬
‫فصل مكاتبة العبيد على مال واحد وإن كاتب عبيدا على مال واحد وقلنا إن الكتابة صحيحة‬
‫فأدى بعضهم عتق لنه برىء ما عليه‬
‫وإن قلنا إن الكتابة فاسدة فأدى بعضهم فالنصوص أنه يعتق لن الكتابة الفاسدة ممولة على‬
‫الكتابة الصحيحة ف الحكام فكذلك ف العتق بالداء‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يعتق وهو الظهر لن العتق ف الكتابة الفاسدة بالصفة وذلك ل يوجد‬
‫بأداء بعضهم‬
‫باب اختلف الول والكاتب إذا اختلفا فقال السيد كاتبتك وأنا مغلوب على عقلي أو مجور‬
‫علي فأنكر العبد‬
‫فإن كان قد عرف له جنون أو ) حجر ( فالقول قوله مع يينه لن الصل بقاوه على النون أو‬
‫الحر‬
‫وإن ل يعرف له ذلك فالقول قول العبد لن الظاهر عدم النون والجر‬
‫وإن اختلفا ف قدر الال أو ف نومه تالفا قياسا على التبايعي إذا اختلفا ف ) قدر ( الثمن أو ف‬
‫الجل‬
‫فإن كان ذلك قبل العتق فهل تنفسخ بنفس التحالف أو يفتقر إل الفسخ فيه وجهان كما ذكرناه‬
‫ف التبايعي‬
‫وإن كان التحالف بعد العتق ل يرتفع العتق ويرجع الول بقيمته ويرجع الكاتب بالفضل كما‬
‫نقول ف البيع الفاسد‬
‫فصل الوضع من الال وإن وضع شيئا عنه من مال الكتابة ث اختلفا فقال السيد وضعت النجم‬
‫الخي وقال الكاتب بل الول فالقول قول السيد‬
‫وإن كاتبه على ألف درهم فوضع عنه خسي دينارا ل يصح لنه أبرأه ما ل يلكه‬
‫فإن قال أردت ألف درهم بقيمة خسي دينارا صح‬
‫وإن اختلفا فيما عن فادعى الكاتب أنه عن ألف درهم بقيمة خسي دينارا وأنكر السيد ذلك‬
‫فالقول قول السيد لن الظاهر معه ولنه أعرف با عن‬
‫وإن أدى الكاتب ما عليه فقال له الول أنت حر وخرج الال مستحقا فادعى العبد أن عتقه بقوله‬
‫أنت حر وقال الول أردت أنك حر با أديت وقد بان أنه مستحق فالقول قول السيد لنه يتمل‬
‫الوجهي وهو أعرف بقصده‬
‫وإن قال السيد استوفيت أو قال العبد أليس أوفيتك فقال بلى فادعى الكاتب أنه وفاه الميع‬
‫وقال الول بل وفان البعض فالقول قول السيد لن الستيفاء ل يقتضي الميع‬
‫فصل اختلفهم ف الولد وإن كان الكاتب جارية وأتت بولد فاختلفا ف ولدها وقلنا إن الولد‬
‫يتبعها فقالت الارية ولدته بعد الكتابة فهو موقوف معي وقال الول بل ولدته قبل الكتابة فهو ل‬
‫فالقول قول السيد لن هذا اختلف ف وقت العقد والسيد يقول العقد بعد الولدة والكاتبة‬
‫تقول قبل الولدة والصل عدم العقد‬
‫وإن كاتب عبدا ث زوجه أمة له ث اشترى الكاتب زوجته وأتت بولد فقال السيد أتت به قبل‬
‫الشراء فهو ل وقال العبد بل أتت به بعدما اشتريتها فهو ل فالقول قول العبد لن هذا الختلف‬
‫ف اللك والظاهر مع العبد لنه ف يده بلف السئلة قبلها فإن هناك ل يتلفا ف اللك وإنا‬
‫اختلفا ف وقت العقد‬
‫فصل اختلفهم ف القبض وإن كاتب عبدين فأقر أنه استوف ما على أحدها أو أبرأ أحدها‬
‫واختلف العبدان فادعى كل واحد منهما أنه هو الذي استوف منه أو أبرأه رجع إل الول فإن‬
‫أخب أنه أحدها قبل منه لنه أعرف بن استوف منه أو أبرأه‬
‫فإن طلب الخر يينه حلف له وإن ادعى الول أنه أشكل عليه ل يقرع بينهما لنه قد يتذكر‬
‫فإن ادعيا أنه يعلم حلف لكل واحد منهما وبقيا على الكتابة‬
‫ومن أصحابنا من قال ترد الدعوى عليهما فإن حلفا أو نكل بقيا على الكتابة وإن حلف أحدها‬
‫ونكل الخر عتق الالف وبقي الخر على الكتابة‬
‫وإن مات الول قبل أن يعي ففيه قولن أحدها يقرع بينهما لن الرية تعينت لحدها ول يكن‬
‫التعيي بغي القرعة فوجب تييزها بالقرعة كما لو قال لعبدين أحدكما حر‬
‫والثان أنه ل يقرع لن الرية تعينت‬
‫____________________‬

‫ف أحدها فإذا أقرع ل يومن أن ترج القرعة على غيه فعلى هذا يرجع إل الوارث فإن قال ل‬
‫أعلم حلف لكل واحد منهما وبقيا على الكتابة على ما ذكرناه ف الول‬
‫فصل فيما إذا كاتب ثلثة ف عقد واحد وإن كاتب ثلثة أعبد ف عقود أو ف عقد على مائة‬
‫وقلنا إنه يصح وقيمة أحدهم مائة وقيمة كل واحد من الخرين خسون فأدوا مال من أيديهم ث‬
‫اختلفوا فقال من كثرت قيمته النصف ل ولكل واحد منكما الربع وقال الخران بل الال بيننا‬
‫أثلثا ويبقى عليك تام النصف ويفضل لكل واحد منا ما زاد على الربع فقد قال ف موضع‬
‫القول قول من كثرت قيمته وقال ف موضع القول قول من قلت قيمته‬
‫فمن أصحابنا من قال هي على قولي أحدها أن القول قول من قلت قيمته وإن الودى بينهم‬
‫أثلثا لن يد كل واحد منهم على ثلث الال‬
‫والثان أن القول قول من كثرت قيمته لن الظاهر معه فإن العادة أن النسان ل يودي أكثر ما‬
‫عليه‬
‫ومنهم من قال هي على اختلف حالي فالذي قال القول قول من كثرت قيمته إذا وقع العتق‬
‫بالداء لن الظاهر أنه ل يودي أكثر ما عليه‬
‫والذي قال إن القول قول من قلت قيمته إذا ل يقع العتق بالداء فيودي من قلت قيمته أكثر ما‬
‫عليه ليكون الفاضل له من النجم الثان‬
‫والدليل عليه أنه قال ف الم إذا كاتبهم على مائة فأدوا ستي فإذا قلنا إنه بينهم على العدد أثلثا‬
‫فأراد العبدان أن يرجعا با فضل لما ل يز لن الظاهر أنما تطوعا بالتعجيل فل يرجعان به‬
‫ويتسب لما من النجم الثان‬
‫فصل إنكار أحد الالكي للعبد وإن كاتب رجلن عبدا بينهما فادعى الكاتب أنه أدى إليهما مال‬
‫الكتابة فأقر أحدها وأنكر الخر عتق حصة القر والقول قول النكر مع يينه‬
‫فإذا حلف بقيت حصته على الكتابة فله أن يطالب القر بنصف ما أقر بقبضه وهو الربع لصول‬
‫حقه ف يده ويطالب الكاتب بالباقي وله أن يطالب الكاتب بالميع وهو النصف‬
‫فإن قبض حقه منهما أو من أحدها عتق الكاتب وليس لحد من القر والكاتب أن يرجع على‬
‫صاحبه با أخذه منه لن كل واحد منهما يدعي أن الذي ظلمه هو النكر فل يرجع على غيه‬
‫وإن وجد الكاتب عاجزا فعجزه أحدها رق نصفه‬
‫قال الشافعي رحه ال ول يقوم على القر لن التقوي لق العبد وهو يقول أنا حر مسترق ظلما‬
‫فل يقوم ول تقبل شهادة الصدق على الكذب لنه يدفع با ضررا من استرجاع نصف ما ف يده‬

‫فإن ادعى الكاتب أنه دفع جيع الال إل أحدها ليأخذ منه النصف ويدفع إل شريكه النصف‬
‫نظرت فإن قال الدعى عليه دفعت إل كل واحد منا النصف وأنكره الخر عتق حصة الدعى‬
‫عليه بإقراره وبقيت حصة النكر على الكتابة من غي يي لنه ل يدعي عليه واحد منهما تسليم‬
‫الال إليه وله أن يطالب الكاتب بميع حقه وله أن يطالب القر بنصفه والكاتب بنصفه ول يرجع‬
‫واحد منهما با يوخذ منه على الخر لن كل واحد منهما يدعي أن الذي ظلمه هو النكر فل‬
‫يرجع على غيه‬
‫فإن استوف النكر حقه منهما أو من الكاتب عتقت حصته وصار الكاتب حرا‬
‫وإن عجز الكاتب فاسترقه فقد قال الشافعي رحه ال أنه يقوم على القر ووجهه أنه عتق نصيبه‬
‫بسبب من جهته‬
‫وقال ف السئلة قبلها ل يقوم فمن أصحابنا من نقل جوابه ف كل واحدة منهما إل الخرى‬
‫فجعلهما على قولي ومنهم من قال يقوم ههنا ول يقوم ف السئلة قبلها على ما نص عليه لن ف‬
‫السئلة قبلها يقول الكاتب أنا حر فل أستحق التقوي على أحد وههنا يقول نصفي ملوك فأستحق‬
‫التقوي‬
‫وإن قال الدعى عليه قبضت الال وسلمت نصفه إل شريكي وأمسكت النصف لنفسي وأنكر‬
‫الشريك القبض عتق حصة الدعى عليه والقول قول النكر مع يينه لن القر يدعي التسليم إليه‬
‫فإذا حلف بقيت حصته على الكتابة‬
‫وله أن يطالب الكاتب بميع حقه بالعقد وله أن يطالب القر بإقراره بالقبض فإن رجع على القر‬
‫ل يرجع القر على الكاتب لنه يقول إن شريكي ظلمن‬
‫وإن رجع على الكاتب رجع الكاتب على القر صدقه على الدفع أو كذبه لنه فرط ف ترك‬
‫الشهاد‬
‫فإن حصل للمنكر ماله من أحدها عتق الكاتب وإن عجز الكاتب عن أداء حصة النكر كان‬
‫للمنكر أن يسترق نصيبه فإذا رق قوم على القر لنه عتق بسبب كان منه وهو الكتابة ويرجع‬
‫النكر على القر بنصف ما أقر بقبضه لنه بالتعجيز استحق نصف كسبه‬
‫وإن حصل الال من جهة الكاتب عتق باقيه ورجع الكاتب على القر بنصف ما أقر بقبضه لنه‬
‫كسبه‬

‫____________________‬

‫كتاب عتق أمهات الولد إذا علقت المة بولد حر ف ملك الواطىء صارت أم ولد له فل يلك‬
‫بيعها ول هبتها ول الوصية با لا ذكرناه ف البيوع‬
‫فإن مات السيد عتقت لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫ولدت منه أمته فهي حرة من بعد موته وتعتق من رأس الال لنه إتلف حصل بالستمتاع فاعتب‬
‫من رأس الال كالتلف بأكل الطيب ولبس الناعم‬
‫وإن علقت بولد ملوك ف غي ملك من زوج أو زنا ل تصر أم ولد له‬
‫لن حرمة الستيلد إنا تثبت للم برية الولد‬
‫والدليل عليه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكرت له مارية القبطية فقال أعتقها ولدها‬
‫والولد ههنا ملوك فل يوز أن تعتق الم بسببه‬
‫وإن علقت بولد حر بشبهة من غي ملك ل تصر أم ولد ف الال فإذا ملكها ففيه قولن أحدها‬
‫ل تصي أم ولد لنا علقت منه ف غي ملكه فأشبه إذا علقت منه ف نكاح فاسد أو زنا‬
‫والثان أنا تصي أم ولد لنا علقت منه بر فأشبه إذا علقت منه ف ملكه‬
‫وإن علقت بولد ملوك ف ملك ناقص وهي جارية الكاتب إذا علقت من مولها ففيه قولن‬
‫أحدها أنا ل تصي أم ولد لنا علقت منه بملوك‬
‫والثان أنا تصي أم ولد لنه قد ثبت لذا الولد حق الرية ولذا ل يوز بيعه فثبت هذا الق لمه‬

‫فصل وطء المة وإن وطىء أمته فأسقطت جنينا ميتا كان حكمه حكم الولد الي ف الستيلد‬
‫لنه ولد‬
‫وإن أسقطت جزءا من الدمي كالعي والظفر أو مضغة فشهد أربع نسوة من أهل العرفة والعدالة‬
‫أنه تطط وتصور ثبت له حكم الولد لنه قد علم أنه ولد‬
‫وإن ألقت مضغة ل تتصور ول تتخطط وشهد أربع ) نسوة ( من أهل العدالة والعرفة أنه مبتدأ‬
‫خلق الدمي ولو بقي لكان آدميا فقد قال ههنا ما يدل على أنا ل تصي أم ولد‬
‫وقال ف العدة تنقضي به العدة فمن أصحابنا من نقل جواب كل واحدة منهما إل الخرى‬
‫وجعلها على قولي أحدها ل يثبت له حكم الولد ف الستيلد ول ف انقضاء العدة لنه ليس‬
‫بولد‬
‫والثان يثبت له حكم الولد ف الميع لنه خلق بشر فأشبه إذا تطط‬
‫ومنهم من قال ل يثبت له حكم الولد ف الستيلد وتنقضي به العدة لن حرمة الستيلد تتعلق‬
‫بوجود الولد ول يوجد الولد والعدة تراد لباءة الرحم وبراءة الرحم تصل بذلك‬
‫فصل ف الستخدام ويلك استخدام أم الولد وإجارتا ويلك وطأها لنا باقية على ملكه وإنا‬
‫ثبت لا حق الرية بعد الوت وهذه التصرفات ل تنع العتق فبقيت على ملكه‬
‫وهل يلك تزويها فيه ثلثة أقوال أحدها يلك لنه يلك رقبتها ومنفعتها فلك تزويها كالمة‬
‫القنة‬
‫والثان يلك تزويا برضاها ول يلك من غي رضاها لنا تستحق الرية بسبب ل يلك الول‬
‫إبطاله فملك تزويها برضاها ول يلك بغي رضاها كالكاتبة‬
‫والثالث ل يلك تزويها بال لنا ناقصة ف نفسها وولية الول عليها ناقصة فلم يلك تزويها‬
‫كالخ ف تزويج أخته الصغية فعلى هذا هل يوز للحاكم تزويها بإذنما فيه وجهان أحدها‬
‫وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه ل يلك لنه قائم مقامهما ويعقد بإذنما فإذا ل يلك العقد‬
‫باجتماعهما ل يلك مع من يقوم مقامهما‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخري أنه يلك تزويها لنه يلك بالكم ما ل يلك بالولية‬
‫وهو تزويج الكافرة‬
‫فصل ف تبعية أم الولد وإن أتت أم الولد بولد من نكاح أو زنا تبعها ف حقها من العتق بوت‬
‫السيد لن الستيلد كالعتق النجز ث الولد يتبع الم ف العتق فكذلك ف الستيلد‬
‫فإن ماتت الم قبل موت السيد ل يبطل الكم ف ولدها لنه حق استقر له ف حياة الم فلم‬
‫يسقط بوتا‬

‫____________________‬

‫فصل ف جناية أم الولد وإن جنت أم الولد لزم الول أن يفديها لنه منع من بيعها بالحبال ول‬
‫يبلغ با إل حال يتعلق الرش بذمتها فلزمه ضمان جنايتها كالعبد القن إذا جن وامتنع الول من‬
‫بيعه ويفديها بأقل المرين من قيمتها أو أرش الناية قول واحدا لن ف العبد القن إنا فداه بأرش‬
‫الناية بالغا ما بلغ ف أحد القولي لنه يكن بيعه فربا رغبت فيه من يشتريه بأكثر من قيمته وأم‬
‫الولد ل يكن بيعها فل يلزمه أن يفديها بأكثر من قيمتها‬
‫وإن جنت ففداها بميع القيمة ث جنت ففيه قولن أحدها يلزمه أن يفديها لنه إنا لزمه أن‬
‫يفديها ف الناية الول لنه منع من بيعها ول يبلغ با حالة يتعلق الرش بذمتها وهذا موجود ف‬
‫الناية الثانية فوجب أن تفدى كالعبد القن إذا جن وامتنع من بيعه ث جن وامتنع من بيعه‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنه ل يلزمه أن يفديها بل يقسم القيمة الت فدى با الناية الول بي‬
‫النايتي على قدر أرشهما لنه بالحبال صار كالتلف لرقبتها فلم يضمن أكثر من قيمتها‬
‫وتالف العبد القن فإنه فداه لنه امتنع من بيعه والمتناع يتكرر فتكرر الفداء وههنا لزمه الفداء‬
‫للتلف بالحبال وذلك ل يتكرر فلم يتكرر الفداء وإن جنت ففداها ببعض قيمتها ث جنت فإن‬
‫بقي من قدر قيمتها ما يفدي به الناية الثانية لزمه أن يفديها‬
‫وإن بقي ما يفدي به بعض الناية الثانية فعلى القولي إن قلنا يلزمه أن يفدي الناية الثانية لزمه‬
‫أن يفديها‬
‫وإن قلنا يشارك الثان الول ف القيمة ضم ما بقي من قيمتها إل ما فدى به الناية الول ث‬
‫يقسم الميع بي النايتي على قدره أرشهما‬
‫فصل إسلم أم الولد وإن أسلمت أم ولد نصران تركت على يد امرأة ثقة وأخذ الول بنفقتها إل‬
‫أن توت فتعتق لنه ل يكن بيعها لا فيه من إبطال حقها من العتق الستحق بالستيلد ول يكن‬
‫إعتاقها لا فيه من إبطال حق الول‬
‫ول يكن إقرارها ف يده لا فيه من الصغار على السلم فلم يبق إل ما ذكرناه‬
‫وإن كاتب كافر عبدا كافرا ث أسلم العبد بقي على الكتابة لنه أسلم ف حال ل يكن مطالبة‬
‫الالك ببيعه أو إعتاقه وهو خارج عن يده وتصرفه فبقي على حالته فإن عجز ورق أمر ببيعه‬
‫باب الولء إذا أعتق الر ملوكا ثبت له عليه الولء لا روت عائشة رضي ال عنها قالت اشتريت‬
‫بريرة واشترط أهلها ولءها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أعتقي فإنا الولء لن أعتق‬
‫وإن عتق عليه بتدبي أو كتابة أو استيلد أو قرابة أو أعتق عنه غيه ثبت له عليه الولء لنه عتق‬
‫عليه فثبت له الولء كما لو باشر عتقه‬
‫وإن باع الرجل عبده من نفسه ففيه وجهان أحدها أنه يثبت له عليه الولء لنه ل يثبت عليه رق‬
‫غيه‬
‫والثان ل ولء عليه لحد لنه ل يعتق عليه ف ملكه ول يلك العبد الولء على نفسه فلم يكن‬
‫عليه ولء‬
‫فصل ولء الكاتب وإن أعتق الكاتب عبدا ) بإذن الول ( وصححنا عتقه ففي ولئه قولن‬
‫أحدها أنه للسيد لن العتق ل ينفك من الولء والكاتب ليس من أهله فوجب أن يكون للسيد‬
‫والثان أنه موقوف فإن عتق فهو له فإن عجز فهو للسيد لن العتق هو الكاتب فوقف الولء عليه‬

‫فإن مات العبد العتق قبل عجز الكاتب أو عتقه ففي ماله قولن أحدها أنه موقوف على ما‬
‫يكون من أمر الكاتب كالولء‬
‫والثان أنه للسيد لن الولء يوز أن ينتقل فجاز أن يقف والرث ل يوز أن ينتقل فلم يز أن‬
‫يقف‬
‫فصل ولء الكافر وإن أعتق مسلم نصرانيا أو أعتق نصران مسلما ثبت له الولء لن الولء‬
‫كالنسب والنسب يثبت مع اختلف الدين فكذلك الولء‬
‫وإن أعتق السلم نصرانيا فلحق بدار الرب فسب ل يز استرقاقه لن عليه ولء السلم فل يوز‬
‫إبطاله‬
‫وإن أعتق ذمي عبده فلحق بدار الرب وسب ففيه وجهان أحدها ل يوز أن يسترق لنه ل‬
‫يلزمنا حفظ ماله فلم يز إبطال ولئه بالسترقاق كالسلم‬
‫والثان يوز لن معتقه لو لق بدار الرب جاز استرقاقه فكذلك عتيقه‬
‫وإن أعتق حرب عبدا حربيا ثبت له عليه الولء فإن سب العبد أو سب موله واسترق بطل ولوه‬
‫لنه ل حرمة له ف نفسه ول ماله‬
‫وإن أعتق ذمي عبدا ث لق بدار الرب فملكه عبده وأعتقه صار كل واحد منهما مول للخر‬
‫لن كل واحد منهما أعتق الخر‬
‫فصل ف الشتراك ف الولء وإن اشترك اثنان ف عتق عبد اشتركا ف الولء لشتراكهما ف العتق‬
‫وإن كاتب رجل عبدا ومات وخلف اثني فأعتق أحدها نصيبه أو أبرأه ما له عليه فإن قلنا ل‬
‫يقوم عليه فأدى ما عليه للخر كان ولوه للثني لنه عتق بالكتابة على الب وقد ثبت له‬
‫الولء فانتقل إليهما‬

‫____________________‬

‫وإن عجز عما عليه للخر فرق نصيبه ففي ولء النصف العتق وجهان أحدها أنه بينهما لنه‬
‫عتق بكم الكتابة فثبت الولء للب وانتقل إليهما‬
‫والثان أنه للمعتق خاصة لنه هو الذي أعتقه ووقف الخر عن العتق‬
‫وإن قلنا إنه يقوم ف الال فقوم عليه ثبت الولء للمقوم عليه ف القوم لن بالتقوي انفسخت‬
‫الكتابة فيه وعتق عليه‬
‫وأما النصف الخر فإنه عتق بالكتابة وف ولئه وجهان أحدها أنه بينهما‬
‫والثان أنه للمعتق خاصة‬
‫وإن قلنا يوخر التقوي فإن أدى عتق بالكتابة وكان الولء لما وإن عجز ورق قوم على العتق‬
‫وثبت له الولء على النصف القوم لنه عتق عليه والنصف الخر عتق بالكتابة وف ولئه وجهان‬
‫فصل الولء لغي العتق ول يثبت الولء لغي العتق فإن أسلم رجل على يد رجل أو التقط لقيطعا‬
‫ل يثبت له عليه الولء لديث عائشة رضي ال عنها فإنا الولء لن أعتق وإنا ) هو ( ف اللغة‬
‫موضوع لثبات الذكور ونفي ما عداه فدل على إثبات الولء للمعتق ونفيه عمن عداه ولن‬
‫الولء ثبت بالشرع ول يرد الشرع ف الولء إل لن أعتق وهذا العن ل يوجد ف غيه فل يلحق‬
‫به‬
‫فصل ف بيع الولء ول يوز بيع الولء ول هبته لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم نى عن بيع الولء وعن هبته ولن الولء كالنسب والدليل عليه قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم الولء لمة كلحمة النسب والنسب ل يصح بيعه ول هبته فكذلك الولء‬
‫وإن أعتق عبدا سائبة على أن ل ولء عليه عتق وثبت له الولء لقوله عز وجل } ما جعل ال من‬
‫بية ول سائبة ول وصيلة ول حام {‬
‫ولن هذا ف معن البة وقد بينا أنه ل يصح هبته‬
‫فصل فيما إذا مات العبد العتق وله مال وإن مات العبد العتق وله مال ول وارث له ورثه الول‬
‫لا روى يونس عن السن أن رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم برجل وقال اشتريته وأعتقته‬
‫فقال هو مولك إن شكرك فهو خي له وإن كفرك فهو شر له وخي لك فقال فما أمر مياثه فقال‬
‫إن ترك عصبة فالعصبة أحق وإل فالولء‬
‫وإن كان له عصبة ل يرث للخب ولن الولء فرع للنسب فل يورث به مع وجوده‬
‫وإن كان له من يرث الفرض فإن كان من يستغرق الال بالفرض ل يرثه لنه إذا ل ترث العصبات‬
‫مع من يستغرق الال بالفرض فلن ل يرث الول أول وإن كان من ل يستغرق الال ورث ما‬
‫فضل عن أهل الفرض لا روى عبد ال بن شداد قال أعتقت ابنة حزة مول لا فمات وترك ابنته‬
‫وابنة حزة فأعطى النب صلى ال عليه وسلم ابنة حزة النصف وابنته النصف‬
‫فصل الولء لن وإن مات العبد والول ميت كان الولء لعصبات الول دون سائر الورثة لن‬
‫الولء كالنسب لا ذكرناه من الب والنسب إل العصبات دون غيهم ويقدم القرب فالقرب لا‬
‫روى سعيد بن السيب رحة ال عليه أن النب صلى ال عليه وسلم قال الول أخ ف الدين ونعمة‬
‫يرثه أول الناس بالعتق ولن ف عصبات اليت يقدم القرب فالقرب وكذلك ف عصبات الول‬
‫فإن كان للمول ابن وابنة كان الياث للبن دون البنت لنا بينا أنه ل يرث الولء غي العصبات‬
‫والبنت ليست من العصبات ولن الولء كالنسب ث الرأة ل ترث بالقرابة من اليت إذا تباعد‬
‫نسبها منه وهي بنت الخ والعمة فلن ل ترث بنت الول وهو موخر عن النسب أول‬
‫وإن كان له أب وابن أو أب وابن ابن فالياث للبن لن تعصيب البن أقوى لنه يسقط‬
‫تعصيب الب‬
‫فإن ل يكن بنون فالولء للب دون الد والخ لنه أقرب منهما‬
‫وإن ترك جدا وأخا ففيه قولن أحدها أنما يشتركان كما يشتركان ف إرث النسب‬
‫والثان يقدم الخ لن تعصيبه كتعصيب البن وتعصيب الد كتعصيب الب وإنا ل يقدم ف‬
‫إرث النسب للجاع وليس ف الولء إجاع‬
‫____________________‬

‫فوجب أن يقدم‬
‫فإن ترك جدا وابن أخ فهو على القولي إن قلنا إن الد والخ يشتركان قدم الد وإن قلنا إن‬
‫الخ يقدم قدم ابنه‬
‫وإن ترك أبا الد والعم فعلى القولي إن قلنا إن الد والخ يشتركان قدم أبو الد‬
‫وإن قلنا إن الخ يقدم قدم العم وإن اجتمع الخ من الب والم والخ من الب قدم الخ من‬
‫الب والم كما يقدم ف الرث بالنسب‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها يقدم لا قلناه‬
‫والثان إنما سواء لن الم ل ترث بالولء فل يرجح با من يدل با فإن ل يكن للمول عصبة وله‬
‫مول فالولء لوله لن الول كالعصبة‬
‫فإن ل يكن له مول فلعصبة موله‬
‫فإن ل يكن له مول ول عصبة مول وهناك مول لعصبة الول نظرت فإن كان مول أخيه أو مول‬
‫ولده ل يرث ) لن إنعامه على أخيه ل يتعدى إليه (‬
‫وإن كان مول أبيه أو جده ورث لن إنعامه عليه إنعامه على نسله‬
‫فصل فيما إذا أعتق عبدا وخلف ابني فإن أعتق عبدا ث مات وخلف ) اثني ( ث مات أحدها‬
‫وترك ابنا ث مات العبد وله مال ورثه الكبي من عصبة الول وهو البن دون ابن البن لا روى‬
‫الشعب قال قضى عمر وعلي وزيد رضي ال عنهم أن الولء للكب ولن الولء يورث به ول‬
‫يورث والدليل عليه ما روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال الولء لمة‬
‫كلحمة النسب ل يباع ول يوهب ول يورث فإذا ثبت أنه ل يورث ثبت أنه إنا يورث با ثبت‬
‫للمول من الولء فوجب أن يكون للكب لنه أقرب إل الول‬
‫وإن مات الول وخلف ثلثة بني ث مات أحدهم وخلف ابنا ومات الثان وخلف أربعة‬
‫ومات الثالث وخلف خسة ث مات العبد العتق كان ماله بي العشرة بالسوية لتساويهم ف القرب‬
‫ولو ظهر للمول مال كان بينهم أثلثا لبن البن الثلث وللربعة الثلث وللخمسة الثلث لن‬
‫الال انتقل إل أولده أثلثا ث انتقل ما ورث كل واحد منهم إل أولده والولء ل ينتقل إل‬
‫أولده وإنا ورثوا مال العبد لقربم من الول الذي ثبت له الولء وهم ف القرب منه سواء‬
‫فتساووا ف الياث‬
‫فصل فيما إذا تزوج عبد لرجل بعتقة لرجل إذا تزوج عبد لرجل بعتقة لرجل فأتت منه بولد‬
‫ثبت لول الم الولء على الولد لنه عتق بإعتاق الم فكان ولوه لولها فإن أعتق بعد ذلك‬
‫مول العبد عبده انر ولء الولد من موال الم إل موال العبد والدليل عليه ما روى هشام بن‬
‫عروة عن أبيه قال مر الزبي بوال لرافع بن خديج فأعجبوه فقال لن هولء فقالوا هولء موال‬
‫لرافع بن خديج أمهم لرافع بن خديج وأبوهم عبد لفلن فاشترى الزبي أباهم فأعتقه ث قال أنتم‬
‫موال فاختصم الزبي ورافع إل عثمان رضي ال عنه فقضى عثمان للزبي قال هشام فلما كان‬
‫معاوية خاصمونا فيهم أيضا فقضى لنا معاوية ولن الولء فرع للنسب والنسب معتب بالرث‬
‫وإنا ثبت لول الم لعدم الولء من جهة الب كولد اللعنة نسب إل الم لعدم النسب من جهة‬
‫الب‬
‫فإذا ثبت الولء على الب عاد الولء إل موضعه كولد اللعنة إذا اعترف به الزوج‬
‫وإن أعتق جد الولد دون الب ففي ولئه ثلثة أوجه‬
‫أحدها ينجر الولء إل معتقه لنه كالب ف النتساب إليه والولية فكان كالب ف جر الولء‬
‫إل معتقه‬
‫والثان ل ينجر لن بينه وبي الولد الب فل ينجر الولء إل معتقه كالخ‬
‫والثالث إن كان الب حيا ل ينجر الولء إل معتقه وإن كان ميتا انر لن مع موته ليس غيه‬
‫أحق ومع حياته من هو أحق‬
‫فإن قلنا‬
‫إنه ينجر الولء إل معتقه فانر ث أعتق الب انر من مول الد إل مول الب لنه أقوى من‬
‫الد ف النسب وأحكامه‬
‫فصل ف إذا تزوج عبد رجل بأمة آخر وإن تزوج عبد رجل بأمة آخر فأتت منه بولد ث أعتق‬
‫السيد المة وولدها ثبت له عليها الولء فإن أعتق العبد بعد ذلك ل ينجر ولء الولد إل مول‬
‫العبد والفرضيون يعبون عن علة ذلك أنه ولد مسه الرق ث ناله العتق والعلة ف ذلك أن العتق‬
‫أنعم على الولد بالعتق فكان أحق بولئه من أنعم على أبيه وتالف ما قبلها فإن أحدها أنعم على‬
‫الم والخر أنعم على الب فقدم النعم على الب لن النسب إليه والولء فرع للنسب‬
‫وههنا أحدها أنعم على الولد نفسه والخر أنعم على أبيه فقدم النعم عليه على النعم على أبيه‬
‫وإن تزوج عبد لرجل بارية آخر فحبلت منه ث أعتقت الارية وهي حامل ثبت الولء على‬
‫الارية وحلها فإن أعتق العبد بعد ذلك ل ينجر الولء إل موله لا ذكرناه من العلة‬
‫وإن تزوج حر ل ولء عليه بعتقة رجل فأتت منه بولد ل يثبت عليه‬
‫____________________‬

‫الولء لول الم لن الستدامة ف الصول أقوى من البتداء ث ابتداء الرية ف الب تسقط‬
‫استدامة الولء لول الم فلن تنع استدامة الرية ف الب ابتداء الولء لول الم أول‬
‫وإن تزوج عبد لرجل بعتقة لخر وأولدها ولدا ثبت الولء على الولد لوال الم فإن اشترى‬
‫الولد أباه عتق عليه وثبت له الولء عليه وهل ينجر ولء نفسه بعتق الب فيه وجهان أحدها ل‬
‫ينجر لنه ل يلك ولء نفسه فعلى هذا يكون ولوه باقيا لوال الم‬
‫والثان أنه ينجر ولء نفسه بعتق أبيه ول يلكه على نفسه ولكن يزيل به الولء عن نفسه ويصي‬
‫حرا ل ولء عليه لن عتق الب يزيل الولء عن معتق الم‬
‫فصل فيما إذا مات رجل وخلف اثني إذا مات رجل وخلف اثني وعبدا فادعى العبد أن الول‬
‫كاتبه فصدقه أحدها وكذبه الخر فأدى إل الصدق كتابته عتق نصفه وف ولئه وجهان أحدها‬
‫أن الولء بينهما لنه عتق بسبب كان من أبيهما فكان الولء بينهما‬
‫والثان أن الولء للمصدق لن الكذب أسقط حقه بالتكذيب فصار كما لو حلف أحد الخوين‬
‫على دين لبيهما فأخذ نصفه فإن الخر ل يشارك ف نصفه‬
‫وإن تزوج الكاتب برة فأولدها فإن كان على الرة ولء لعتق كان له ولء الولد فإن عتق الب‬
‫بالداء جر ولء ولده من معتق الم إل معتقه فإن اختلف موله ومول الم فقال مول الكاتب‬
‫قد عتق الكاتب بالداء وجر إل ولء الولد وقال مول الم ل يعتق وولء الولد ل نظرت فإن‬
‫كان الكاتب حيا عتق بإقرار سيده وانر الولء إل معتقه ول يي عليه ول على السيد وإن كان‬
‫قد مات واختلف السيد ومول الم فإن كان للسيد الكاتب بينة شاهدان أو شاهد وامرأتان أو‬
‫شاهد ويي قضي له لنا بينة على الال وإن ل تكن له بينة فالقول قول مول الم مع يينه لنا‬
‫تيقنا رق الكاتب وثبوت الولء لعتق الم فل ينتقل عنه من غي بينة وبال التوفيق‬
‫كتاب الفرائض الفرائض باب من أبواب العلم وتعلمها فرض من فروض الدين والدليل عليه ما‬
‫روى ابن مسعود رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تعلموا الفرائض‬
‫وعلموها الناس فإن امرؤ مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفت حت يتلف الثنان ف الفريضة‬
‫فل يدا من يفصل بينهما‬
‫فصل ب يبدأ بال اليت وإذا مات اليت بدىء من ماله بكفنه ومونة تهيزه لا روى خباب بن‬
‫الرت قال قتل مصعب بن عمي رضي ال عنه يوم أحد وليس له إل نرة كنا إذا غطينا با رأسه‬
‫خرجت رجله وإذا غطينا رجله خرج رأسه فقال النب صلى ال عليه وسلم غطوا با رأسه‬
‫واجعلوا على رجله من الذخر ولن الياث إنا انتقل إل الورثة لنه استغن عنه اليت وفضل‬
‫عن حاجته والكفن ومونة التجهيز ل يستغن عنه فقدم على الرث ويعتب ذلك من رأس الال‬
‫لنه حق واجب فاعتب من رأس الال كالدين‬
‫فصل ف بيان القوق التعلقة بالتركة ث يقضى دينه لقوله عز وجل } من بعد وصية يوصي با أو‬
‫دين { ولن الدين تستغرقه حاجته فقدم على الرث وهل ينتقل ماله إل الورثة قبل قضاء الدين‬
‫اختلف أصحابنا فيه فذهب أبو سعيد الصطخري رحه ال إل أنه ل ينتقل بل هو باق على ملكه‬
‫إل أن يقضى دينه فإن حدثت منه فوائد ككسب العبد وولد المة ونتاج البهيمة تعلق با حق‬
‫الغرماء لنه لو بيع كانت العهدة على اليت دون الورثة فدل على أنه باق على ملكه وذهب‬
‫سائر أصحابنا إل أنه ينتقل إل الورثة فإن حدثت منها فوائد ل يتعلق با حق الغرماء وهو الذهب‬
‫لنه لو كان باقيا على ملك اليت لوجب أن يرثه من أسلم أو أعتق من أقاربه قبل قضاء الدين‬
‫ولوجب أل يرثه من مات من الورثة قبل قضاء الدين وإن كان الدين أكثر من قيمة التركة فقال‬
‫الوارث أنا أفكها بقيمتها وطالب الغرماء ببيعها ففيه وجهان بناء على القولي فيما يفدي به الول‬
‫جناية العبد أحدها ل يب بيعها فوجب أن تقبل‬
‫والثان يب بيعها لنه قد يرغب فيها من يزيد على القيمة فوجب بيعها‬
‫فصل ف النظر ف وصية اليت ث تنفذ وصاياه لقوله عز وجل } من بعد { لن الظاهر‬
‫____________________‬

‫أنا ل تشترى بأكثر من قيمتها وقد بذل الوارث قيمتها } وصية يوصي با أو دين { ولن الثلث‬
‫بقي على حكم ملكه ليصرفه ف حاجاته فقدم على الياث كالدين‬
‫فصل ف تقسيم التركة ث تقسم التركة بي الورثة والسباب الت يتوارث با الورثة العينون ثلثة‬
‫رحم وولء ونكاح لن الشرع ورد بالرث با وأما الواخاة ف الدين والوالة ف النصرة‬
‫والرث فل يورث با لن هذا كان ف ابتداء السلم ث نسخ بقوله عز وجل } وأولو الرحام‬
‫بعضهم أول ببعض ف كتاب ال {‬
‫فصل ف بيان الوارثة والوارثون من الرجال عشرة البن وابن البن وإن سفل والب والد أبو‬
‫الب وإن عل والخ وابن الخ والعم وابن العم والزوج ومول النعمة‬
‫والوارثات من النساء سبع البنت وبنت البن والم والدة والخت والزوجة ومولة النعمة‬
‫لن الشرع ورد بتوريثهم على ما نذكره إن شاء ال تعال‬
‫فأما ذوو الرحام وهم الذين ل فرض لم ول تعصيب فإنم ل يرثون وهم عشرة ولد البنات‬
‫وولد الخوات وبنات الخوة وبنات العمام وولد الخوة من الم والعم من الم والعمة والال‬
‫والالة والد أبو الم ومن يدل بم والدليل عليه ما روى أبو أمامة رضي ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال إن ال تعال أعطى كل ذي حق حقه ول وصية لوارث فأخب أنه أعطى كل‬
‫ذي حق حقه فدل على أن كل من ل يعطه شيئا فل حق له ولن بنت الخ ل ترث مع أخيها فلم‬
‫ترث كبنت الول ول يرث العبد العتق من موله لا ذكرناه من حديث أب أمامة ولقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم إنا الولء لن أعتق‬
‫فصل مياث الكافر من السلم وعكسه ول يرث السلم من الكافر ول الكافر من السلم أصليا‬
‫كان أو مرتدا لا روى أسامة بن زيد رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫يرث السلم الكافر ول الكافر السلم‬
‫ويرث الذمي من الذمي وإن اختلفت أديانم كاليهودي من النصران والنصران من الوسي لنه‬
‫حقن دمهم بسبب واحد فورث بعضهم من بعض كالسلمي ول يرث الرب من الذمي ول‬
‫الذمي من الرب لن الوالة انقطعت بينهما فلم يرث أحدها من الخر كالسلم والكافر‬
‫فصل مياث الر من العبد ول يرث الر من العبد لن ما معه من الال ل يلكه ف أحد القولي‬
‫وف الثان يلكه ملكا ضعيفا ولذا لو باعه رجع إل مالكه فكذلك إذا مات ول يرث العبد من‬
‫الر لنه ل يورث بال فلم يرث كالرتد ومن نصفه حر ونصفه عبد ل يرث وقال الزن يرث‬
‫بقدر ما فيه من الرية ويجب بقدر ما فيه من الرق والدليل على أنه ل يرث أنه ناقص بالرق ف‬
‫النكاح والطلق والولية فلم يرث كالعبد وهل يورث منه ما جعه بالرية فيه قولن قال ف‬
‫الديد يرثه ورثته لنه مال ملكه بالرية فورث عنه كمال الر‬
‫وقال ف القدي ل يورث لنه إذا ل يرث بريته ل يورث با وما الذي يصنع باله قال الشافعي‬
‫رضي ال عنه يكون لسيده وقال أبو سعيد الصطخري يكون لبيت الال لنه ل يوز أن يكون‬
‫لسيده لنه جعه بالرية فل يوز أن يورث لرقه فجعل لبيت الال ليصرف ف الصال كمال ل‬
‫مالك له‬
‫فصل مياث العتق ومن أسلم أو أعتق على مياث ل يقسم ل يرث لنه ل يكن وارثا عند الوت‬
‫فلم يرث كما لو أسلم أو أعتق بعد القسمة وإن دبر رجل أخاه فعتق بوته ل يرثه لنه صار حرا‬
‫بعد الوت وإن قال له أنت حر ف آخر جزء من أجزاء حيات التصل بالوت ث مات عتق من ثلثه‬
‫وهل يرثه فيه وجهان أحدها ل يرثه لن العتق ف الرض وصية والرث والوصية ل يتمعان‬
‫والثان يرثه ول يكون عتقه وصية لن الوصية ملك بوت الوصي وهذا ل يلك نفسه بوته وإن‬
‫قال ف مرضه إن مت بعد شهر فأنت اليوم حر فمات بعد شهر عتق يوم تلفظ وهل يرثه على‬
‫الوجهي‬
‫فصل مياث القاتل واختلف أصحابنا فيمن قتل مورثه فمنهم من قال إن كان القتل مضمونا ل‬
‫يرثه لنه قتل بغي حق وإن ل يكن مضمونا ورثه لنه قتل بق فل يرم به الرث ومنهم من قال‬
‫إن كان متهما كالخطىء أو كان حاكما فقتله ف الزنا بالبينة ل يرثه لنه متهم ف قتله لستعجال‬
‫الياث وإن كان غي متهم بأن قتله بإقراره بالزنا ورثه لنه غي متهم لستعجال الياث ومنهم‬
‫من قال ل يرث القاتل بال وهو الصحيح لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ل يرث القاتل شيئا ولن القاتل حرم الرث حت ل يعل‬
‫____________________‬

‫ذريعة إل استعجال الياث فوجب أن يرم بكل حال لسم الباب‬


‫فصل مياث البتوتة واختلف قول الشافعي رحه ال فيمن بت طلق امرأته ف الرض الخوف‬
‫واتصل به الوت فقال ف أحد القولي إنا ترثه لنه متهم ف قطع إرثها فورثت كالقاتل لا كان‬
‫متهما ف استعجال الياث ل يرث‬
‫والثان أنا ل ترث وهو الصحيح لنا بينونة قبل الوت فقطعت الرث كالطلق ف الصحة‬
‫فإذا قلنا إنا ترث فإل أي وقت ترث فيه ثلثة أقوال أحدها إن مات وهي ف العدة ورثت لن‬
‫حكم الزوجية باق وإن مات وقد انقضت العدة ل ترث لنه ل يبق حكم الزوجية‬
‫والثان أنا ترث ما ل تتزوج لنا إذا تزوجت علمنا أنا اختارت ذلك‬
‫والثالث أنا ترث أبدا لن توريثها للفرار وذلك ل يزول بالتزويج فلم يبطل حقها‬
‫وأما إذا طلقها ف الرض ومات بسبب آخر ل ترث لنه بطل حكم الرض وإن سألته الطلق ل‬
‫ترث لنه غي متهم وقال أبو علي بن أب هريرة ترث لن عثمان بن عفان رضي ال عنه ورث‬
‫تاضر بنت الصبغ من عبد الرحن بن عوف رضي ال عنه وكانت سألته الطلق وهذا غي‬
‫صحيح فإن ابن الزبي خالف عثمان ف ذلك‬
‫وإن علق طلقها ف الصحة على صفة توز أن توجد قبل الرض فوجدت الصفة ف حال الرض ل‬
‫ترث لنه غي متهم ف عقد الصفة وإن علق طلقها ف الرض على فعل من جهتها فإن كان فعل‬
‫يكنها تركه ففعلت ل ترث لنه غي متهم ف مياثها وإن كان فعل ل يكنها تركه كالصلة‬
‫وغيها فهو على القولي‬
‫وإن قذفها ف الصحة ث لعنها ف الرض ل ترث لنه مضطر إل اللعان لدرء الد فل تلحقه‬
‫التهمة وإن فسخ نكاحها ف مرضه بأحد العيوب ففيه وجهان أحدها أنه كالطلق ف الرض‬
‫والثان أنا ل ترث لنه يستند إل معن من جهتها ولنه متاج إل الفسخ لا عليه من الضرر ف‬
‫القام معها على العيب‬
‫فصل فيما إذا طلقها ف الرض وإن طلقها ف الرض ث صح ث مرض ومات أو طلقها ف الرض ث‬
‫ارتدت ث عادت إل السلم ث مات ل ترثه قول واحدا لنه أتت عليها حالة لو مات سقط إرثها‬
‫فلم يعد‬
‫فصل ف مياث الدمي والغرقى وإن مات متوارثان بالغرق أو الدم فإن عرف موت أحدها قبل‬
‫الخر ونسي وقف الياث إل أن يتذكر لنه يرجى أن يتذكر وإن علم أنما ماتا معا أو ل يعلم‬
‫موت أحدها قبل الخر أو علم موت أحدها قبل موت الخر ول يعرف بعينه جعل مياث كل‬
‫واحد منهما لن بقي من ورثته ول يورث أحدها من الخر لنه ل تعلم حياته عند موت صاحبه‬
‫فلم يرثه كالني إذا خرج ميتا‬
‫فصل مياث السرى وإن أسر رجل أو فقهد ول يعلم موته ل يقسم ماله حت يضي زمان ل يوز‬
‫أن يعيش فيه مثله وإن مات له من يرثه دفع إل كل وارث أقل ما يصيبه ووقف الباقي إل أن‬
‫يتبي أمره‬
‫باب مياث أهل الفرائض وأهل الفرائض هم الذين يرثون الفروض الذكورة ف كتاب ال عز‬
‫وجل وهي النصف والربع والثمن والثلثان والثلث والسدس وهم عشرة الزوج والزوجة والم‬
‫والدة والبنت وبنت لبن والخت وولد الم والب مع لبن وبن لبن والد مع لبن وبن لبن‬
‫فأما الزوج فله فرضان النصف وهو إذا ل يكن معه ولد ول ولد بن والربع وهو إذا كان معه ولد‬
‫أو ولد بن والدليل عليه قوله عز وجل } ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن ل يكن لن ولد فإن‬
‫كان لن ولد فلكم الربع ما تركن من بعد وصية يوصي با أو دين {‬
‫فأما الزوجة فلها أيضعا فرضان الربع إذا ل يكن معها ولد ول ولد بن والثمن إذا كان معها ولد‬
‫أو ولد بن والدليل عليه قوله تعال } ولن الربع ما تركتم إن ل يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد‬
‫فلهن الثمن ما تركتم من بعد وصية توصون با أو دين { فنص على فرضها مع وجود الولد‬
‫وعدم الولد وقسنا ولد لبن ف ذلك على ولد الصلب لجاعهم على أنه كولد الصلب ف الرث‬
‫والتعصيب فكذلك ف حجب الزوجي‬
‫وللزوجتي والثلث والربع ما للواحدة من الربع والثمن لعموم الية‬
‫ل يكن للميت ولد ول ولد بن ول ثنان فصاعدا من الخوة والخوات لقوله عز وجل } وورثه‬
‫أبواه فلمه الثلث {‬
‫____________________‬

‫فصل ف مياث الم وأما الم فلها ثلثة فروض أحدها الثلث وهو إذا‬
‫والفرض الثان السدس وذلك ف حالي أحدها أن يكون للميت ولد أو ولد بن والدليل عليه‬
‫قوله تعال } ولبويه لكل واحد منهما السدس ما ترك إن كان له ولد { ففرض لا السدس مع‬
‫الولد وقسنا عليه ولد لبن‬
‫والثان أن يكون له ثنان فصاعدا من الخوة والخوات والدليل عليه قوله عز وجل } فإن كان‬
‫له إخوة فلمه السدس { ففرض لا السدس مع الخوة وأقلهم ثلثة وقسنا عليهم الخوين لن‬
‫كل فرض تغي بعدد كان لثنان فيه كالثلثة كفرض البنات‬
‫والفرض الثالث ثلث ما يبقى بعد فرض الزوجي وذلك ف مسألتي ف زوج وأبوين أو زوجة‬
‫وأبوين للم ثلث ما يبقى بعد فرض الزوجي والباقي للب والدليل عليه أن الب والم إذا‬
‫جتمعا كان للب الثلثان وللم الثلث فإذا زاحهما ذو فرض قسم الباقي بعد الفرض بينهما على‬
‫الثلث والثلثي كما لو جتمعا مع بنت‬
‫فصل ف مياث الدة وأما الدة فإن كانت أم الم أو أم الب فلها السدس لا روى قبيصة بن‬
‫ذويب قال جاءت الدة إل أب بكر رضي ال عنه فسألته عن مياثها فقال أبو بكر الصديق‬
‫رضي ال عنه ليس لك ف كتاب ال شيء وما علمت لك ف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫شيئا فرجعي حت أسأل الناس فسأل عنها فقال الغية بن شعبة حضرت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأعطاها السدس فقال أبو بكر رضي ال عنه هل معك غيك فقام ممد بن مسلمة‬
‫النصاري رضي ال عنه فقال مثل ما قال فأنفذه لا أبو بكر رضي ال عنه ث جاءت الدة‬
‫الخرى إل عمر رضي ال عنه فسألته مياثها فقال لا مالك ف كتاب ال عز وجل شيء وما‬
‫كان القضاء الذي قضي به إل لغيك وما أنا بزائد ف الفرائض شيئا ولكن هو ذلك السدس فإن‬
‫جتمعتما فيه فهو بينكما فأيكما خلت به فهو لا وإن كانت أم أب الم ل ترث لنا تدل بغي‬
‫وارث وإن كانت أم أب الب ففيه قولن أحدها أنا ترث وهو الصحيح لنا جدة تدل بوارث‬
‫فورثت كأم الم وأم الب‬
‫والثان أنا ل ترث لنا جدة تدل بد فلم ترث كأم أب الم فإن جتمعت جدتان متحاذيتان كأم‬
‫الم وأم الب فالسدس بينهما لا ذكرناه فإن كانت إحداها أقرب نظرت فإن كانتا من جهة‬
‫واحدة ورثت القرب دون البعدى لن البعدى تدل بالقرب فلم ترث معها كالد مع الب وأم‬
‫الم مع الم وإن كانت القرب من جهة الب والبعدى من جهة الم ففيه قولن أحدها أن القرب‬
‫تجب البعدى لنما جدتان ترث كل واحدة منهما إذا نفردت فحجبت القرب منهما البعدى‬
‫كما لو كانت القرب من جهة الم‬
‫والثان ل تجبها وهو الصحيح لن الب ل يجب الدة من جهة الم فلن ل تجبها الدة‬
‫الت تدل به أول وتالف القرب من جهة الم فإن الم تجب الد من قبل الب فحجبتها أمها‬
‫والب ل يجب الدة من قبل الم فلم تجبها أمه فإن جتمعت جدتان إحداها تدل بولدتي‬
‫بأن كانت أم أم أب أو أم أم أم والخرى تدل بولدة واحدة كأم أب أب ففيه وجهان أحدها‬
‫وهو قول أب العباس أن السدس يقسم بي الدتي على ثلثة فتأخذ الت تدل بولدة سهما‬
‫وتأخذ الت تدل بولدتي سهمي‬
‫والثان وهو الصحيح أنما سواء لنه شخص واحد فل يأخذ فرضي‬
‫فصل ف مياث البنت وأما البنت فلها النصف إذا نفردت لقوله تعال } وإن كانت واحدة فلها‬
‫النصف {‬
‫وللثنتي فصاعدا الثلثان لا روى جابر بن عبد ال قال جاءت مرأة سعد بن الربيع إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال هاتان بنتا سعد قتل أبوها معك يوم أحد ول يدع‬
‫عمهما لما مال إل أخذه فما ترى يا رسول ال وال ل تنكحان إل ولما مال فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقضي ال ف ذلك فنلت إليه سورة النساء } يوصيكم ال ف أولدكم {‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم دعوا ل الرأة وصاحبها فقال لعمهما أعطهما الثلثي وأعط‬
‫أمهما الثمن وما بقي فلك فدلت الية وهو قوله تعال } فإن كن نساء فوق اثنتي فلهن ثلثا ما‬
‫ترك { على فرض ما زاد على لثنتي ودلت السنة على فرض الثنتي‬

‫____________________‬

‫فصل ف مياث بنت البن وأما بنت البن فلها النصف إذا نفردت وللثنتي فصاعدا الثلثان‬
‫لجاع المة على ذلك ولبنت البن مع بنت الصلب السدس تكملة الثلثي لا روى الزيل بن‬
‫شرحبيل قال جاء رجل إل أب موسى وسلمان بن ربيعة رضي ال عنهما فسألما عن بنت وبنت‬
‫بن وأخت فقال للبنت النصف وللخت النصف وآت عبد ال فإنه سيتابعنا فأتى عبد ال فقال‬
‫إن قد ضللت وما أنا من الهتدين لقضي بينهما با قضى به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫للبنت النصف ولبنت البن السدس تكملة الثلثي وما بقي فللخت‬
‫ولن بنت البن ترث فرض البنات ول يبق من فرض البنات إل السدس وهكذا لو ترك بنتا‬
‫وعشر بنات بن كان للبنت النصف ولبنات البن السدس تكملة الثلثي لا ذكرناه من العن‬
‫وإن ترك بنتا وبنت بن بن أو بنات بن بن أسفل من البنت بدرج كان لن السدس لنه بقية فرض‬
‫البنات ولبنت بن البن أو بنات بن البن مع بنت البن من السدس تكملة الثلثي ما لبنت البن‬
‫وبنات البن مع بنت الصلب وعلى هذا أبدا‬
‫فصل ف مياث الخت للب والم وأما الخت للب والم فلها النصف إذا نفردت وللثنتي )‬
‫فصاعدا ( الثلثان لقوله عز وجل } يستفتونك قل ال يفتيكم ف الكللة إن امرؤ هلك ليس له‬
‫ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن ل يكن لا ولد فإن كانتا اثنتي فلهما الثلثان ما‬
‫ترك { وللثلث فصاعدا ما للثنتي لن كل فرض يغي بالعدد كان الثلث فيه كالثنتي كالبنات‬
‫وللخت من الب عند عدم الخت من الب والم النصف إذا نفردت وللثنتي فصاعدا الثلثان‬
‫لن ولد الب مع ولد الب والم كولد البن مع ولد الصلب فكان مياثه كمياثهم‬
‫فصل ف مياث الخوات والخوات من والم مع البنات والخوات من الب والم مع البنات‬
‫عصبة ومع بنات البن والدليل عليه ما ذكرناه من حديث الزيل بن شرحبيل‬
‫وروى إبراهيم عن السود قال قضى فينا معاذ بن جبل رضي ال عنه على عهد رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ف مرأة تركت بنتها وأختها للبنت النصف وللخت النصف‬
‫وعن السود قال كان ابن الزبي ل يعطي الخت مع البنت شيئا فقلت إن معاذا قضى فينا باليمن‬
‫فأعطى البنت النصف والخت النصف قال فأنت رسول بذلك فإن ل تكن أخوات من الب‬
‫والم فالخوات من الب لنن يرثن ما يرث الخوات من الب والم عند عدمهن‬
‫فصل ف مياث ولد الم وأما ولد الم فللواحد السدس وللثنتي فصاعدا الثلث والدليل عليه‬
‫قوله عز وجل } وإن كان رجل يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما‬
‫السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء ف الثلث { والراد به ولد الم والدليل عليه ما‬
‫روي أن عبد ال وسعدا كانا يقرآن وله أخ أو أخت من أم وسوى بي الذكور والناث للية‬
‫ولنه إرث بالرحم الض فاستوى فيه الذكر والنثى كمياث البوين مع البن‬
‫فصل ف مياث الب وأما الب فله السدس مع البن وبن البن لقوله عز وجل } ولبويه لكل‬
‫واحد منهما السدس ما ترك إن كان له ولد { ففرض له السدس مع البن وقيس عليه إذا كان‬
‫مع بن البن لن بن البن ف الجب والتعصيب وأما الد فله السدس مع البن وبن البن‬
‫لجاع المة‬
‫فصل ف مياث بنت البن مع ابن ول ترث بنت البن مع البن ول الدة أم الب لنا تدل به‬
‫ومن أدل بعصبة ل يرث معه كب البن مع البن والد مع الب ول ترث الدة من الم مع الم‬
‫لنا تدل با ول الدة من الب لن الم ف درجة الب والدة ف درجة الد فلم ترث معها‬
‫كما ل يرث الد مع الب‬
‫فصل ف مياث ولد الم ول يرث ولد الم مع أربعة مع الولد وولد البن والب والد لقوله عز‬
‫وجل } وإن كان رجل يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس {‬
‫فورثهم ف الكللة والكللة من سوى الوالد والولد والدليل عليه ما روى جابر رضي ال عنه قال‬
‫جاءن النب صلى ال عليه وسلم يعودن وأنا مريض ل أعقل فتوضأ وصب من وضوئه علي‬
‫فعقلت فقلت يا رسول ال لن الياث وإنا يرثن كللة قال فنلت آية الفرض‬
‫وروي أنه قال كيف أصنع ف مال ول أخوات فنلت آية الواريث } يستفتونك قل ال يفتيكم‬
‫ف الكللة { والكللة هو من ليس له ولد ول والد وله إخوة ولن الكللة مشتق من الكليل‬
‫وهو الذي يتاط الوالد والولد فليسا من الوانب بل أحدها من أعله والخر من أسفله ولذا‬
‫قال الشاعر يدح بن أمية ) الطويل ( ورثتم قناة اللك ل عن كللة عن بن مناف عبد شس‬
‫وهاشم فصل ف بيان الكللة ول يرث ولد الب والم مع ثلثة مع البن وبن البن والب‬
‫والدليل عليه قوله عز وجل } يستفتونك قل ال يفتيكم ف الكللة إن امرؤ هلك ليس له {‬
‫بالرأس من الوانب والذين ييطون باليت من الوانب الخوة فأما } ولد وله أخت فلها نصف‬
‫ما ترك وهو يرثها إن ل يكن لا ولد {‬
‫____________________‬

‫فورثهم ف الكللة وقد بينا أن الكللة أل تكون والدا ول ولدا‬


‫فصل فيما إذا استكمل البنات الثلثي وإذا ستكمل البنات الثلثي ول يكن مع من دونن من بنات‬
‫البن ذكر ل يرثن لا روى العمش عن إبراهيم قال قال زيد رضي ال عنه إذا ستكمل البنات‬
‫الثلثي فليس لبنات البن شيء إل أن يلحق بن ذكر فيد عليهن بقية الال إذا كان أسفل منهن‬
‫رد على من فوقه للذكر مثل حظ النثيي وإن كن أسفل منه فليس لن شيء وبقية الال له دونن‬
‫ولنا لو ورثنا من دونن من بنات البن فرضا مستأنفا ل يز لنه ليس للبنات بالنبوة أكثر من‬
‫الثلثي‬
‫وإن شركنا بينهن وبي بنات البن ل يز لنن أنزل منهن بدرجة فل يوز أن يشاركهن وإن‬
‫استكمل الخوات للب والم الثلثي ول يكن مع الخوات للب ذكر يغصبهن ل يرثن لا‬
‫ذكرناه من العن ف البنات وبنات البن‬
‫فصل من ل يرث من ذوي الرحام ومن ل يرث من ذكرناه من ذوي الرحام أو كان عبدا أو‬
‫قاتل أو كافرا ل يجب غيه من الياث لنه ليس بوارث فلم يجب كالجنب‬
‫فصل ف اجتماع أصحاب الفروض وإن جتمع أصحاب فروض ول يجب بعضهم بعضا فرض‬
‫لكل واحد منهم فرضه فإن زادت سهامهم على سهام الال أعيلت بالسهم الزائد ودخل النقص‬
‫على كل واحد منهم بقدر فرضه‬
‫فإن ماتت مرأة وخلفت زوجا وأما وأختي من الم وأختي من الب والم فللزوج النصف وللم‬
‫السدس وللختي من الم الثلث وللختي من الب والم الثلثان وأصل الفريضة من ستة تعول‬
‫إل عشرة وهو أكثر ما تعول إليه الفرائض لنا عالت بثلثيها وتسمى أم الفروح لكثرة السهام‬
‫العائلة وتسمى الشريية لنا حدثت ف أيام شريح وقضى فيها‬
‫وإن مات رجل وخلف ثلث زوجات وجدتي وأربع أخوات من الم وثان أخوات من الب‬
‫والم فللزوجات الربع وللجدتي السدس وللخوات من الم الثلث وللخوات من الب والم‬
‫الثلثان وأصلها من ثن عشر وتعول إل سبعة عشر وهو أكثر ما يعول إليه هذا الصل وتسمى أم‬
‫الرامل‬
‫وإن مات رجل وخلف زوجة وأبوين وابنتي فللزوجة الثمن وللبوين السدسان وللبنتي الثلثان‬
‫وأصلها من أربعة وعشرين وتعول إل سبعة وعشرين وتسمى النبية لنه روي أن عليا كرم ال‬
‫وجهه سئل عن ذلك وهو على النب فقال صار ثنها تسعا‬
‫وإن ماتت مرأة وخلفت زوجا وأما وأختا من أب وأم فللزوج النصف وللخت النصف وللم‬
‫الثلث وأصلها من ستة وتعول إل ثانية وهي أول مسألة أعيلت ف خلفة عمر رضي ال عنه‬
‫وتعرف بالباهلة فإن بن عباس رضي ال عنه أنكر العول وقال هذان النصفان ذهبا بالال فأين‬
‫موضع الثلث‬
‫فقيل له وال لئن مت ومتنا فيقسم مياثنا‬
‫إل على ما عليه القوم قال فلندع أبناءنا وأبناءهم ونساءنا ونساءهم‬
‫____________________‬

‫وأنفسنا وأنفسهم ث نبتهل فنجعل لعنة ال على الكاذبي والدليل على إثبات العول أنا حقوق‬
‫مقدرة متفقة ف الوجوب ضاقت التركة عن جيعها فقسمت التركة على قدرها كالديون‬
‫فصل إذا اجتمعا ف شخص جهة فرض وإن جتمع ف شخص جهتا فرض كالوسي إذا تزوج بنته‬
‫فأتت منه ببنت فإن الزوجة صارت أم البنت وأختها من الب والبنت بنت الزوجة وأختها فإن‬
‫ماتت البنت ورثتها الزوجة بأقوى القرابتي وهي بكونا أما ول ترث بكونا أختا لنا شخص‬
‫واحد جتمع فيه شيئان يورث بكل واحد منهما الفرض فورث بأقواها ول ترث بما كالخت من‬
‫الب والم‬
‫وإن ماتت الزوجة ورثتها البنت النصف بكونا بنتا وهل ترث الباقي بكونا أختا فيه وجهان‬
‫أحدها ل ترث لا ذكرناه من العلة‬
‫والثان ترث لن إرثها بكونا بنتا بالفرض وإرثها بكونا أختا بالتعصيب لن الخت مع البنت‬
‫عصبة فجاز أن ترث بما كأخ من أم وهو بن عم‬
‫باب مياث العصبة العصبة كل ذكر ليس بينه وبي اليت أنثى وهم الب والبن ومن يدل بما‬
‫وأول العصبات البن والب لنما يدليان بأنفسهما وغيها يدل بما فإن اجتمعا قدم البن لن‬
‫ال عز وجل بدأ به فقال } يوصيكم ال ف أولدكم للذكر مثل حظ النثيي { والعرب تبدأ‬
‫بالهم فالهم ولن الب إذا اجتمع مع البن فرض له السدس وجعل الباقي للبن ولن البن‬
‫يعصب أخته والب ل يعصب أخته ث ابن البن وإن سفل لنه يقوم مقام البن ف الرث‬
‫والتعصيب ث الب لن سائر العصبات يدلون به ث الد إن ل يكن أخ لنه أب الب ث أبو الد‬
‫وإن عل‬
‫وإن ل يكن جد فالخ لنه ابن الب ث ابن الخ وإن سفل ث العم لنه ابن الد ث ابن العم وإن‬
‫سفل ث العم لنه ابن الد ث ابن العم وإن سفل ث عم الب لنه ابن أب الد ث ابنه وإن سفل‬
‫وعلى هذا أبدا‬
‫فصل فيما إذا انفرد الواحد وإن انفرد الواحد منهم أخذ جيع الال والدليل عليه قوله عز وجل }‬
‫إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن ل يكن لا ولد { فورث‬
‫الخ جيع مال الخت إذا ل يكن لا ولد‬
‫وإن اجتمع مع ذي فرض أخذ ما بقي لا رويناه من حديث جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ورث أخا سعد بن الربيع ما بقي من فرض البنات والزوجة فدل على أن هذا حكم‬
‫العصبة‬
‫فصل فيما إذا اجتمع إثنان وإن اجتمع اثنان قدم أقربما ف الدرجة لا روى ابن عباس رضي ال‬
‫عنه بأن النب صلى ال عليه وسلم قال ألقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لول عصبة ذكر‬
‫وإن اجتمع إثنان ف الدرجة وأحدها يدل بالب والم والخر يدل بالب قدم من يدل بالب‬
‫والم لنه أقرب‬
‫وإن استويا ف الدرجة والدلء استويا ف الياث لتساويهما‬
‫فصل ف التعصيب ول يعصب أحد منهم أنثى إل البن ابن البن والخ فإنم يعصبون أخواتم‬
‫فأما البن فإنه يعصب أخواته للذكر مثل حظ النثيي لقوله تعال } يوصيكم ال ف أولدكم‬
‫للذكر مثل حظ النثيي { وأما ابن البن فإنه يعصب من ياذيه من أخواته وبنات عمه سواء كان‬
‫لن شيء من فرائض البنات أو ل يكن‬
‫وقال أبو ثور إذا استكمل البنات الثلثي فالباقي لبن البن ول شيء لبنات البن لن البنات ل‬
‫يرثن بالبنوة أكثر من الثلثي فلو عصبنا بنت البن بابن البن بعد استكمال البنات الثلثي صار ما‬
‫تأخذه بالتعصيب زيادة على الثلثي وهذا خطأ لقوله تعال } يوصيكم ال ف أولدكم للذكر مثل‬
‫حظ النثيي { والولد يطلق على الولد وأولد الولد والدليل عليه قوله تعال } يا بن آدم {‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم لقوم من أصحابه يا بن إساعيل ارموا فإن أباكم كان راميا ولنه يقال‬
‫لن ينتسب إل تيم وطيء بنو تيم وبنو طيء‬
‫وقوله ( إنن ل يرثن بالبنوة أكثر من الثلثي فإنا يتنع ذلك من جهة الفرض فأما ف التعصيب فل‬
‫يتنع كما لو ترك ابنا وعشر بنات فإن للبن السدس وللبنات خسة أسداس وهو أكثر من الثلثي‬

‫وأما ابن ابن البن وإن سفل فإنه يعصب من ياذيه من أخواته وبنات عمه سواء بقي لن من‬
‫فرض البنات شيء أو ل يبق كما يعصب ابن البن‬
‫____________________‬

‫من ياديه وأما من فوقه من العمات فينظر فيه فإن كان لن من فرض البنات من الثلثي أو‬
‫السدس شيء ) أخذ الباقي ( ول يعصبهن لنن يرثن بالفرض ومن ورث بالفرض بقرابة ل يرث‬
‫بالتعصيب بتلك القرابة‬
‫وإن ل يكن لن من فرض البنات شيء عصبهن لا روي عن زيد بن ثابت رضي ال عنه أنه قال‬
‫إذا استكمل البنات الثلثي فليس لبنات البن شيء إل أن يلحق بن ذكر فيد عليهن بقية الال‬
‫إذا كان أسفل منهن رد على من فوقه للذكر مثل حظ النثيي‬
‫وإن كن أسفل منه فليس لن شيء وبقية الال له دونن ولنه ل يوز أن يرث بالبنوة مع البعد‬
‫ول يرث عماته مع القرب ول يعصب من هو أنزل منه من بنات أخيه بل يكون الباقي له لا‬
‫ذكرناه من قول زيد بن ثابت‬
‫فإن كن أسفل منه فليس لن شيء وبقية الال له دونن ول أنه عصبة فل يرث معه من هو دونه‬
‫كالبن مع بنت البن‬
‫وأما الخ فإنه يعصب أخواته لقوله تعال } وإن كانوا إخوة رجال ونساء فللذكر مثل حظ‬
‫النثيي {‬
‫فصل ف مشاركة العصبات أهل الفروض ول يشارك أحد من العصبات أهل الفروض ف‬
‫فروضهم إل ولد الب والم فإنم يشاركون ولد الم ف ثلثهم ف الشتركة وهي زوج وأم أو‬
‫جدة واثنان من ولد الم وولد الب والم واحدا كان أو أكثر فيفرض للزوج النصف وللم أو‬
‫الدة السدس ولولد الم الثلث يشاركهم ولد الب والم ف الثلث لنم يشاركونم ف الرحم‬
‫الذي ورثوا با الفرض فل يوز أن يرث ولد الم ويسقط ولد الب والم كالب لا شارك الم‬
‫ف الرحم بالولدة ل يز أن ترث الم ويسقط الب وتعرف هذه السألة بالشتركة لا فيها من‬
‫التشريك بي ولد الب والم وولد الم ف الفرض وتعرف بالمارية فإنه يكى فيها عن ولد‬
‫الب والخ أنم قالوا احسب أن أبانا كان حارا أليس أمنا وأمهم واحدة فصل ف اجتماح‬
‫التعصيب مع الفروض وإن اجتمع ف شخص واحد جهة فرض وجهة تعصيب كابن عم هو زوج‬
‫أو ابن عم هو أخ من أم ورث بالفرض والتعصيب لنما إرثان متلفان بسببي متلفي‬
‫فإن اجتمع ابنا عم أحدها أخ من الم ورث الخ من الم السدس والباقي بينه وبي الخر‬
‫وقال أبو ثور الال كله للذي هو أخ من الم لنما عصبتان يدل أحدها بالبوين والخر‬
‫بأحدها فقدم من يدل بما كالخوين أحدها من الب والخر من الب والم وهذا خطأ لنه‬
‫استحق الفرض بقرابة الم فل يقدم با ف التعصيب كابن عم أحدها زوج‬
‫فصل ف مياث اللعن وإن لعن الزوج ونفى نسب الولد انقطع التوارث بينهما لنتفاء النسب‬
‫بينهما ويبقى التوارث بي الم والولد لبقاء النسب بينهما‬
‫وإن مات الولد ول وارث غي الم كان لا الثلث وإن أتت بولدين توءمي فنفاها الزوج باللعان‬
‫ث مات أحدها وخلف أخاه ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يرثه مياث الخ من الم لنه ل نسب بينهما من جهة الب فلم يرث بقرابته‬
‫كالتوءمي من الزنا إذا مات أحدها وخلف أخاه‬
‫والثان أنه يرثه مياث الخ من الب والم لن اللعان ثبت ف حق الزوجي دون غيها ولذا لو‬
‫قذفها الزوج ل يد ولو قذفها غيه حد والصحيح هو الول لن النسب قد انتفى بينهما ف حق‬
‫كل واحد كما انقطع الفراش بينهما ف حق كل أحد حت يوز لكل أحد أن يتزوجها‬
‫فصل ف مياث النثى وإن كان الوارث خنثى وهو الذي له فرج الرجال وفرج النساء فإن‬
‫عرف أنه ذكر ورث مياث ذكر وإن عرف أنه أنثى ورث مياث أنثى وإن ل يعرف فهو النثى‬
‫الشكل وورث مياث أنثى‬
‫فإن كان أنثى وحده ورث النصف فإن كان معه ابن ورث الثلث وورث البن النصف لنه يقي‬
‫ووقف السدس لنه مشكوك فيه‬
‫وإن كانا خنثيي ورثا الثلثي لنه يقي ووقف الباقي لنه مشكوك فيه ويعرف أنه ذكر أو أنثى‬
‫بالبول فإن كان يبول من الذكر فهو ذكر وإن كان يبول من الفرج فهو أنثى لا روي عن علي‬
‫كرم ال وجهه أنه قال يورث النثى من حيث يبول وروي عنه أنه قال إن خرج بوله من مبال‬
‫الذكر فهو ذكر وإن خرج من مبال النثى فهو أنثى ولن ال تعال جعل بول الذكر من الذكر‬
‫وبول النثى من الفرج فرجع ف التمييز أليه‬
‫وإن كان يبول منهما نظرت فإن كان يبول من أحدها أكثر فقد روى الزن ف الامع أن الكم‬
‫للكثر وهو قول بعض أصحابنا لن الكثر هو القوى ف الدللة‬
‫والثان أنه ل تعتب الكثرة لن اعتبار الكثرة يشق فسقط‬
‫وإن ل يعرف بالبول سئل عما‬
‫____________________‬

‫ييل إليه طبعه فإن قال أميل إل النساء فهود ذكر ) وإن قال أميل أل الرجال فهو أنثى ( وإن‬
‫قال أميل إليهما فهو الشكل وقد بيناه‬
‫ومن أصحابنا من قال إن ل يكن ف البول دللة اعتب عدد الضلع فإن نقص من الانب اليسر‬
‫ضلع فهو ذكر فإن أضلع الرجل من الانب اليسر أنقص فإن ال عز وجل خلق حواء من‬
‫ضلع آدم اليسر فمن ذلك نقص من الانب اليسر ضلع ولذا قال الشاعر ) الطويل ( هي‬
‫الضلع العوجاء لست تقيمها أل إن تقوي الضلوع انكسارها أتمع ضعفا واقتدارا على الفت‬
‫أليس عجيبا ضعفها واقتدارها فصل ف مياث الامل وإن مات رجل وترك حل وله وارث غي‬
‫المل نظرت فإن كان له سهم مقدر ل ينقص كالزوجة دفع إليها الفرض ووقف الباقي إل أن‬
‫ينكشف‬
‫وإن ل يكن له سهم مقدر كالبن وقف الميع لنه ل يعلم أكثر ما تمله الرأة والدليل عليه أن‬
‫الشافعي رحة ال قال دخلت إل شيخ باليمن لسع منه الديث فجاءه خسة كهول فسلموا عليه‬
‫وقبلوا رأسه ث جاءه خسة شباب فسلموا عليه وقبلوا رأسه‬
‫ث جاءه خسة فتيان فسلموا عليه وقبلوا رأسه‬
‫ث جاءه خسة صبيان فسلموا عليه وقبلوا رأسه فقلت من هؤلء فقال أولدي كل خسة منهم ف‬
‫بطن وف الهد خسة أطفال وقال ابن الرزبان أسقطت امرأة بالنبار كيسا فيه اثنا عشر ولدا كل‬
‫إثني متقابلن فإذا انفصل المل واستهل ورث لا روى سعيد بن السيب رحة ال عليه عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه أنه قال إن من السنة أل يرث النفوس ) ول يورث ( حت يستهل صارخا‬
‫فإن ترك حركة حي أو عطس ورث لنه عرف حياته فورث كما لو استهل‬
‫وإن خرج ميتا ل يرث لنا ل نعلم أنه كان وارثا عند موت مورثه وإن ترك حركة مذبوح ل‬
‫يرث لنه ل يعرف حياته وإن خرج بعضه وفيه حياة ومات قبل خروج الباقي ل يرث لنه ل‬
‫يثبت له حكم الدنيا قبل انفصال جيعه ولذا ل تنقضي به العدة ول يسقط حق الزوج عن‬
‫الرجعة قبل انفصال جيعه‬
‫فصل ف مياث الول وإن مات رجل ول تكن له عصبة ورثه الول العتق كما ترثه العصبة على ما‬
‫ذكرناه ف باب الولء‬
‫فإن ل يكن له وارث نظرت فإن كان كافرا صار ماله لصال السلمي وإن كان مسلما صار ماله‬
‫مياثا للمسلمي لنم يعقلونه إذا قتل فانتقل ماله إليهم بالوت مياثا كالعصبة‬
‫فإن كان للمسلمي إمام عادل سلم إليه ليضعه ف بيت الال لصال السلمي‬
‫وإن ل يكن إمام عادل ففيه وجهان أحدها أنه يرد على أهل الفرض على قدر فروضهم إل على‬
‫الزوجي فإن ل يكن أهل الفرض قسم على ذوي الرحام على مذهب أهل التنيل فيقام كل‬
‫واحد منهم مقام من يدل به فيجعل ولد البنات والخوات بنلة أمهاتم وبنات الخوة والعمام‬
‫بنلة آبائهم وأبو الم والال بنلة الم والعمة والعم من الم بنلة الب لن المة أجعت على‬
‫الرث بإحدى الهتي فإذا عدمت إحداها تعينت الخرى‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يرد على أهل السهام ول يقسم الال على ذوي الرحام لنا دللنا أنه‬
‫للمسلمي والسلمون ل يعدموا وإنا عدم من يقبض لم فلم يسقط حقهم كما لو كان الياث‬
‫لصب وليس له ول فعلى هذا يصرفه من ف يده الال إل الصال‬
‫باب الد والخوة إذا اجتمع الد أو أبو الد وإن عل مع ولد الب والم أو ولد الب ول‬
‫تنقصه القاسة من الثلث قاسهم وعصب إناثهم‬
‫وقال الزن يسقطهم ووجهه أن له ولدة وتعصيبا بالرحم فأسقط ولد الب والم كالب وهذا‬
‫خطأ لن ولد الب يدل بالب فلم يسقطه الد كأم الب ويالف الب فإن الخ يدل به ومن‬
‫أدل بعصبة ل يرث معه كابن الخ مع الخ وأم الب ) مع ( الب‬

‫____________________‬

‫والد مع الخ يدليان بالب فلم يسقط أحدها الخر كالخوين من الب وأم الب مع الد‬
‫ولن الب يجب الم من الثلث إل ثلث الباقي مع الزوجي والد ل يجبها‬
‫فصل فيما إذا اجتمع الد ولد الب والم وإن اجتمع مع الد ولد الب والم وولد الب عاد‬
‫ولد الب والم الد بولد الب لن من حجب بولد الب والم وولد الب إذا انفرد حجب‬
‫بما إذا اجتمعا كالم فإن كان له جد وأخ من أب وأم وأخ من أب قسم الال على ثلثة أسهم‬
‫للجد سهم ولكل واحد من الخوين سهم ث يرد الخ من الب سهمه على الخ من الب والم‬
‫لنه ل يرث معه فلم يشاركه فيما حجبا عنه كما ل يشارك الخ من الب الخ من الب والم‬
‫فيما حجبا عنه الم وتعرف هذه بالعادة لن الخ من الب والم عادا الد بالخ من الب ث‬
‫أخذ منه ما حصل له‬
‫وإن اجتمع مع الد أخ من الب وأخت من الب والم قسم الال على خسة أسهم للجد‬
‫سهمان وللخ سهمان وللخت سهم ث يرد الخ على الخت تات النصف وهو سهم ونصف‬
‫ويأخذ ما بقي وهو نصف سهم لن الخ من الب إنا يرث مع الخت من الب والم ما يبقى‬
‫بعد استكمال الخت النصف وتصح من عشرة وتسمى عشرية زيد رضي ال عنه‬
‫وإن اجتمع مع أختي من الب وأختي من الب والم قسم الال بينهم على ) السوية ( ستة‬
‫أسهم للجد سهمان ولكل أخت سهم ث ترد الختان من الب جيع ما حصل لما على الختي‬
‫من الب والم لنما ل يرثان قبل أن تستكمل الختان من الب والم الثلثي‬
‫فصل ف مقاسة الد وإن كانت القاسة تنقص الد من الثلث بأن زاد الخوة على اثني‬
‫والخوات على أربع فرض للجد الثلث وقسم الباقي بي الخوة والخوات لنا قد دللنا على أنه‬
‫يقاسم الواحد ول خلف أنم ل يقاسونه أبدا فكان التقدير بالثني أشبه بالصول فإن الجب‬
‫إذا اختلف فيه الواحد والماعة وجب التقدير فيه بالثني كحجب الم من الثلث وحجب‬
‫البنات لبنات البن وحجب الخوات للب والم للخوات للب ول يعاد ولد الب والم الد‬
‫بولد الب ف هذا الفصل لن العادة تجب الد ول سبيل إل حجبه عن الثلث‬
‫فصل ف الد مع الخوة وإن اجتمع مع الد والخوة من له فرض أخذ صاحب الفرض فرضه‬
‫وجعل للجد أوفر المرين من القاسة أو ثلث الباقي ما ل ينقص عن سدس جيع الال لن الفرض‬
‫كالستحق من الال فيصي الباقي كأنه جيع الال وقد بينا أن حكمه ف جيع الال أن يعل له أوفر‬
‫المرين من القاسة أو ثلث الال فكذلك فيما بقي بعد الفرض‬
‫فإن نقصته القاسة أو ثلث الباقي عن السدس فرض له السدس لن ولد الب والم ليس بأكثر‬
‫من ولد الصلب‬
‫ولو اجتمع الد مع ولد الصلب ل ينقص حقه من السدس فلن ل ينقص مع ولد الب والم‬
‫أول‬
‫وإن مات رجل وخلف بنتا وجدا وأختا فللبنت النصف والباقي بي الد والخت للذكر مثل‬
‫حظ النثيي وهي من مربعات عبد ال بن مسعود رضي ال عنه فإنه قال للبنت النصف والباقي‬
‫بي الد والخت نصفان وتصح من أربعة‬
‫وإن ماتت امرأة وخلفت زوجا وأما وجدا فللزوج النصف وللم الثلث والباقي للجد وهو‬
‫السدس وهي من مربعات عبد ال رضي ال عنه لنه يروى عنه أنه قال للزوج النصف والباقي‬
‫بي الد والم نصفان وتصح من أربعة وهذا خطأ لن الد أبعد من الم فلم يز أن يجبها كجد‬
‫الب مع أم الب‬
‫وإن مات رجل وخلف زوجة وأما وأخا وجدا فللزوجة الربع وللم الثلث والباقي بي الد‬
‫والخ نصفان وتصح من أربعة وعشرين للزوجة ستة أسهم وللم ثانية والباقي بي الد والخ‬
‫لكل واحد منهما خسة وهي من مربعات عبد ال بن مسعود رضي ال عنه فإنه روي عنه أنه‬
‫) جعل للزوجة ( الربع وللم ثلث ما بقي والباقي بي الد والخ نصفان وتصح من أربعة‬
‫للزوجة سهم وللم سهم وللخ سهم وللجد سهم‬
‫وإن مات رجل وخلف امرأة وجدا وأختا فللمرأة الربع والباقي بي الد والخت للذكر مثل‬
‫حظ النثيي وتعرف بالربعة لن مذهب زيد ما ذكرناه ومذهب أب بكر وابن عباس رضي ال‬
‫عنهما للمرأة الربع والباقي للجد ومذهب علي وعبد ال رضي ال عنهما للمرأة الربع وللخت‬
‫النصف والباقي للجد واختلفوا فيها على ثلثة مذاهب واتفقوا على القسمة من أربعة‬
‫وإن مات رجل وخلف أما وأختا وجدا فللم الثلث والباقي بي الد والخت للذكر مثل حظ‬
‫النثيي‬
‫____________________‬

‫وتسمى الرقاء لكثرة اختلف الصحابة فيها فإن زيدا ذهب إل ما قلناه وذهب أبو بكر وابن‬
‫عباس رضي ال عنهما إل أن للم الثلث والباقي للجد وذهب عمر إل أن للخت النصف وللم‬
‫ثلث الباقي وهو السدس والباقي للجدة وذهب عثمان رضي ال عنه إل أن للم الثلث والباقي‬
‫بي الد والخت نصفان وتصح من ثلثة وذهب علي عليه السلم إل أن للخت النصف وللم‬
‫الثلث والباقي للجد وعن ابن مسعود روايتان إحداها مثل قول عمر رضي ال عنه‬
‫والثانية للخت النصف والباقي بي الم والد نصفان‬
‫وتصح من أربعة وتعرف بثلثة عثمان ومربعة عبد ال رضي ال عن الميع‬
‫فصل ف الد مع الخت ول يفرض للخت مع الد إل ف مسألة واحدة وهي إذا ماتت امرأة‬
‫وخلفت زوجا وأما وأختا وجدا فللزوج النصف وللم الثلث وللخت النصف وللجد السدس‬
‫وأصلها من ستة وتعول إل تسعة ويمع نصف الخت وسدس الد فيقسم بينهما للذكر مثل‬
‫حظ النثيي‬
‫وتصح من سبعة وعشرين للزوج تسعة وللم ستة وللجد ثانية وللخت أربعة لنه ل بد من أن‬
‫يعطى الزوج النصف لنه ليس ههنا من يجبه ول بد من أن تعطى الم الثلث لنه ليس ههنا من‬
‫يجبها ول بد من أن يعطى الد السدس لن أقل حقه السدس‬
‫ول يكن إسقاط الخت لنه ليس ههنا من يسقطها ول يكن أن تعطى النصف كامل لنه ل‬
‫يكن تفضيلها على الد فوجب أن يقسم مالما بينهما للذكر مثل حظ النثيي‬
‫وتعرف هذه السألة بالكدرية لن عبد اللك ابن مروان سأل عنها رجل اسه الكدر فنسبت‬
‫إليه‬
‫وقيل سيت أكدرية لنا كدرت على زيد أصله لنه ل يعيل مسائل الد وقد أعال ول يفرض‬
‫للخت مع الد وقد فرض‬
‫فإن كان مكان الخت ف الكدرية أخ ل يرث لن للزوج النصف وللم الثلث وللجد السدس‬
‫ول يوز أن يشارك الد ف السدس لن الد يأخذ السدس بالفرض والخ ل يرث بالفرض وإنا‬
‫يرث بالتعصيب ول يبق ما يرثه بالتعصيب فسقط‬
‫وبال التوفيق‬
‫كتاب النكاح النكاح جائز لقوله تعال } فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثن وثلث ورباع {‬
‫ولا روى علقمة عن عبد ال رضي ال عنهما قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا معشر‬
‫الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن ل يستطع فعليه‬
‫بالصوم فإنه له وجاء‬
‫فصل ف بيان أهلية النكاح ول يصح النكاح إل من جائز التصرف‬
‫فأما الصب والنون فل يصح منهما عقد النكاح لنه عقد معاوضة فلم يصح من الصب والنون‬
‫كالبيع‬
‫وأما الجور عليه لسفة فل يصح نكاحه بغي إذن الول لنه عقد يستحق به الال فلم يصح منه‬
‫من غي إذن الول ويصح منه بإذن الول لنه ل يأذن له إل فيما يرى الظ فيه‬
‫وأما العبد فل يصح نكاحه بغي إذن الول لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال إذا نكح العبد بغي إذن سيده فنكاحه باطل ولنه بالنكاح تنقص قيمته ويستحق بالهر‬
‫والنفقة كسبه وف ذلك إضرار بالول فلم يز من غي إذنه ويصح منه بإذن الول لنه لا أبطل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم نكاحه بغي إذنه دل على أنه يصح بإذنه ولن النع لق الول فزال‬
‫بإذنه‬

‫____________________‬

‫فصل ف بيان حكم النكاح ومن جاز له النكاح وتاقت نفسه إليه وقدر على الهر والنفقة‬
‫فالستحب له أن يتزوج لديث عبد ال ولنه أحصن لفرجه وأسلم لدينه ول يب ذلك لا روى‬
‫إبراهيم بن ميسر رضي ال عنه عن عبيد بن سعد يبلغ به النب صلى ال عليه وسلم من أحب‬
‫فطرت فليست بسنت ومن سنت النكاح ولنه ابتغاء لذة تصب النفس عنها فلم يب كلبس الناعم‬
‫وأكل الطيب ومن ل تتق نفسه إليه فالستحب له أل يتزوج لنه تتوجه عليه حقوق هو غن عن‬
‫التزامها ويتاج أن يشتغل عن العبادة بسببها وإذا تركه تلى للعبادة فكان تركه أسلم لدينه‬
‫فصل ف استحباب ذات الدين والستحب أن ل يتزوج إل ذات دين لا روى أبو هريرة رضي ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال تنكح الرأة لربع لالا وحسبها وجالا ودينها فاظفر بذات‬
‫الدين تربت يداك‬
‫ول يتزوج ) إل ذات عقل لن القصد بالنكاح العشرة وطيب العيش ول يكون ذلك إل مع‬
‫ذات عقل‬
‫ول يتزوج ( إل من يستحسنها لا روى أبو بكر بن ممد بن عمرو بن حزم عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال إنا النساء لعب فإذا اتذ أحدكم لعبة فليستحسنها‬
‫فصل ف النظر إل الخطوبة وإذا أراد نكاح امرأة فله أن ينظر وجهها وكفيها لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن رجل أراد أن يتزوج امرأة من نساء النصار فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫انظر إليها فإن ف أعي النصار شيئا‬
‫ول ينظر إل ما سوى الوجه والكفي لنه عورة ويوز للمرأة إذا أرادت أن تتزوج برجل أن‬
‫تنظر إليه لنه يعجبها من الرجل ما يعجب الرجل منها ولذا قال عمر رضي ال عنه ل تزوجوا‬
‫بناتكم من الرجل الدميم فإنه يعجبهن منهم ما يعجبهم منهن‬
‫ويوز لكل واحد منهما أن ينظر إل وجه الخر عند العاملة لنه يتاج إليه للمطالبة بقوق العقد‬
‫والرجوع بالعهدة ويوز ذلك عند الشهادة للحاجة إل معرفتها ف التحمل والداء‬
‫ويوز لن اشترى جارية أن ينظر إل ما ليس بعورة منها للحاجة إل معرفتها‬
‫ويوز للطبيب أن ينظر إل الفرج للمداواة لنه موضع ضرورة فجاز له النظر إل الفرج كالنظر‬
‫ف حال التان‬
‫وأما من غي حاجة فل يوز للجنب أن ينظر إل الجنبية ول للجنبية أن تنظر إل الجنب لقوله‬
‫تعال } قل للمؤمني يغضوا من أبصارهم ويفظوا فروجهم { } وقل للمؤمنات يغضضن من‬
‫أبصارهن ويفظن فروجهن {‬
‫وروى أم سلمة رضي ال عنها قالت كنت عند رسول ال صلى ال عليه وسلم وعنده ميمونة‬
‫فأقبل ابن أم مكتوم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم احتجب عنه فقلت يا رسول ال أليس‬
‫أعمى ل يبصرنا ول يعرفنا فقال أفعمياوان أنتما أليس تبصرانه وروى علي كرم ال وجهه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أردف الفضل فاستقبلته جارية من خثعم فلوى عنق الفضل فقال أبوه‬
‫العباس لويت عنق ابن عمك قال رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما ول يوز النظر إل‬
‫المرد من غي حاجة لنه ياف الفتتان به كما ياف الفتتان بالرأة‬
‫فصل فيما يوز النظر إليه ويوز لذوي الارم النظر إل ما فوق السرة ودون الركبة من ذوات‬
‫الارم لقوله تعال } ول يبدين زينتهن إل لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء‬
‫بعولتهن أو إخوانن أو بن إخوانن أو بن أخواتن أو نسائهن أو ما ملكت أيانن أو التابعي غي‬
‫أول الربة من الرجال {‬
‫ويوز للرجل أن ينظر إل ذلك من الرجل وللمرأة أن تنظر إل ذلك ف جواز النظر‬
‫واختلف أصحابنا ف ملوك الرأة‬
‫فمنهم من قال هو مرم لا ف جواز النظر واللوة وهو النصوص لقوله عز وجل } أو ما ملكت‬
‫أيانن {‬
‫____________________‬

‫من الرأة لنم كذوي الارم ف تري النكاح على التأييد فكذلك‬
‫فذكره مع ذوي الارم ف إباحة النظر وروى أنس رضي ال عنه قال أعطى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فاطمة غلما فأقبل النب صلى ال عليه وسلم ومعه الغلم فتقنعت بثوب إذا قنعت‬
‫رأسها ل يبلغ رجليها وإذا غطت رجليها ل يبلغ رأسها فقال النب صلى ال عليه وسلم إنه ليس‬
‫عليك بأس إنا هو أبوك وغلمك‬
‫ومنهم من قال ليس بحرم لن الرم من يرم على التأبيد وهذا ل يرم على التأبيد فلم يكن‬
‫مرما‬
‫واختلفوا ف الراهق مع الجنبية فمنهم من قال هو كالبالغ ف تري النظر لقوله تعال } أو الطفل‬
‫الذين ل يظهروا على عورات النساء { فدل على أنه ل يوز لن ظهر على عورات النساء ولنه‬
‫كالبالغ ف الشهوة فكان كالبالغ ف تري النظر‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز له النظر إل ما ينظر ذو مرم وهو قول أب عبد ال الزبيي لقوله عز‬
‫وجل } وإذا بلغ الطفال منكم اللم فليستأذنوا { فدل على أنم إذا ل يبلغوا اللم ل يستأذنوا‬
‫فصل فيما يل له النظر ومن تزوج امرأة أو ملك جارية يلك وطأها فله أن ينظر منها إل غي‬
‫الفرج‬
‫وهل يوز أن ينظر إل الفرج فيه وجهان أحدها ل يوز لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال النظر إل الفرج يورث الطمس‬
‫والثان يوز وهو الصحيح لنه يلك الستمتاع به فجاز له النظر إليه كالفخذ وإن زوج أمته‬
‫حرم عليه النظر إل ما بي السرة والركبة لا روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال إذا زوج أحدكم جاريته عبده أو أجيه فل ينظر إل ما دون السرة و‬
‫) فوق ( الركبة‬
‫باب ما يصح به النكاح ل يصح النكاح إل بول فإن عقدت الرأة ل يصح وقال أبو ثور إن‬
‫عقدت بإذن الول صح ووجهه أنا من أهل التصرف وإنا منعت من النكاح لق الول فإذا أذن‬
‫زال النع كالعبد إذا أذن له الول ف النكاح‬
‫وهذا خطأ لا روى أبو هريرة رضي ال عنه رفعه ل تنكح الرأة ول تنكح الرأة نفسها ولنا غي‬
‫مأمونة على البضع لنقصان عقلها وسرعة انداعها فلم يز تفويضه إليها كالبذر ف الال ويالف‬
‫العبد فإنه منع لق الول فإنه ينقص قيمته بالنكاح ويستحق كسبه ف الهر والنفقة فزال النع‬
‫بإذنه‬
‫فإن عقد النكاح بغي ول وحكم به الاكم ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري‬
‫أنه ينقض حكمه لنه مالف لنص الب وهو ما روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال أيا امرأة نكحت بغي إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن‬
‫اشتجروا فالسلطان ول من ل ول له فإن أصابا فلها مهرها با استحل من فرجها‬
‫والثان ل ينقض وهو الصحيح لنه متلف فيه فلم ينقض فيه حكم الاكم كالشفعة للجار وأما‬
‫الب فليس بنص لنه متمل للتأويل فهو كالب ف شفعة الار فإن وطئها الزوج قبل الكم‬
‫بصحته ل يب ) عليه ( الد‬
‫وقال أبو بكر الصيف إن كان الزوج شافعيا يعتقد تريه وجب عليه الد كما لو وطىء امرأة ف‬
‫فراشه وهو يعلم أنا أجنبية‬
‫والذهب الول لنه وطء متلف ف إباحته فلم يب به الد كالوطء ف النكاح بغي شهود‬
‫ويالف من وطىء امرأة ف فراشه وهو يعلم أنا أجنبية لنه ل شبهة له ف وطئها وإن طلقها ل‬
‫يقع الطلق‬
‫وقال أبو إسحق يقع لنه نكاح متلف ف صحته فوقع فيه الطلق كنكاح الرأة ف عدة أختها‬
‫والذهب الول لنه طلق ف غي ملكه فلم يصح كما لو طلق أجنبية‬

‫____________________‬

‫فصل ف مول المة وإن كانت النكوحة أمة فوليها مولها لنه عقد على منفعتها فكان إل الول‬
‫كالجارة وإن كانت المة لمرأة زوجها من يزوج مولتا لنه نكاح ف حقها فكان إل وليها‬
‫كنكاحها ول يزوجها الول إل بإذنا لنه تصرف ف منفعتها فلم يز من غي إذنا فإن كانت‬
‫الولة غي رشيدة نظرت فإن كان وليها غي الب والد ل يلك تزويها لنه ل يلك التصرف‬
‫ف مالا وإن كان الب أوالد ففيه وجهان أحدها ل يلك لن فيه تغريرا بالا لنا ربا حبلت‬
‫وتلفت‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه يلك تزويها لنا تستفيد به الهر والنفقة واسترقاق ولدها‬
‫وإن كانت النكوحة حرة فوليها عصباتا وأولهم الب ث الد ث الخ ث ابن الخ ث العم ث ابن‬
‫العم لن الولية ف النكاح تثبت لدفع العار عن النسب والنسب إل العصبات فإن ل يكن لا‬
‫عصبة زوجها الول العتق ث عصبة الول ث مول الول ث عصبته لن الولء كالنسب ف‬
‫التعصيب فكان كالنسب ف التزويج فإن ل يكن فوليها السلطان لقوله صلى ال عليه وسلم فإن‬
‫اشتجروا فالسلطان ول من ل ول له ول يزوج أحد من الولياء وهناك من هو أقرب منه لنه‬
‫حق يستحق بالتعصيب فقدم فيه القرب فالقرب كالياث‬
‫وإن استوى ثنان ف الدرجة وأحدهعا يدل بالبوين والخر بأحدها كأخوين أحدها من الب‬
‫والم والخر من الب ففيه قولن قال ف القدي ها سواء لن الولية بقرابة الب وها ف قرابة‬
‫لب سواء وقال ف الديد يقدم من يدل بالبوين لنه حق يستحق بالتعصيب فقدم من يدل‬
‫بالبوين على من يدل بأحدها كالياث فإن استويا ف الدرجة والدلء فالستحب أن يقدم‬
‫أسنهما وأعلمهما وأورعهما لن السن أخب والعلم أعرف بشروط العقد والورع أحرص على‬
‫طلب الظ فإن زوج الخر صح لن وليته ثابتة وإن تشاحا أقرع بينهما لنما تساويا ف الق‬
‫فقدم بالقرعة كما لو أراد أن يسافر بإحدى الرأتي فإن خرجت القرعة لحدها فزوج الخر‬
‫ففيه وجهان‬
‫أحدها يصح لن خروج القرعة لحدها ل يبطل ولية الخر‬
‫والثان ل يصح لنه يبطل فائدة القرعة‬
‫فصل ف تزويج البن لمه ول يوز للبن أن يزوج أمه بالبنوة لن الولية ثبتت للولياء لدفع‬
‫العار عن النسب ول نسب بي البن والم وإن كان للبن تعصيب بأن كان ابن ابن عمها جاز‬
‫له أن يزوج لنما يشتركان ف النسب فإن كان لا ابنا ابن عم أحدها ابنها فعلى القولي ف‬
‫أخوين أحدها من الب والم والخر من الب‬
‫فصل ف صفات الول ول يوز أن يكون الول صغيا ول منونا ول عبدا لنه ل يلك العقد‬
‫لنفسه فل يلكه لغيه واختلف أصحابنا ف الجور عليه لسفه فمنهم من قال يوز أن يكون وليا‬
‫لنه إنا حجر عليه ف الال خوفا من إضاعته وقد أمن ذلك ف تزويج ابنته فجاز له أن يعقد‬
‫كالجور عليه للفلس‬
‫ومنهم من قال ل يوز لنه منوع من عقد النكاح لنفسه فلم يز أن يكون وليا لغيه‬
‫ول يوز أن يكون فاسقا على النصوص لنا ولية فلم تثبت مع الفسق كولية الال‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان أبا أو جدا ل يز وإن كان غيها من العصبات جاز لنه يعقد‬
‫بالذن فجاز أن يكون فاسقا كالوكيل‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ل يوز لا ذكرناه‬
‫والثان يوز لنه حق يستحق بالتعصيب فلم ينع منه الفسق كالياث والتقدم ف الصلة على‬
‫اليت‬
‫وهل يوز أن يكون أعمى فيه وجهان أحدها يوز لن شعيبا عليه السلم كان أعمى وزوج ابنته‬
‫من موسى صلى ال على نبينا وعليهم وسلم‬
‫والثان ل يوز لنه يتاج إل البصر ف اختيار الزوج ول يوز للمسلم أن يزوج ابنته الكافرة ول‬
‫للكافر أن يزوج ابنته السلمة لن الوالة بينهما منقطعة والدليل عليه قوله تعال } والؤمنون‬
‫والؤمنات بعضهم أولياء بعض {‬
‫وقوله سبحانه } والذين كفروا بعضهم أولياء بعض { ولذا ل يتوارثان‬
‫ويوز للسلطان أن يزوج نساء أهل الذمة لن وليته تعم السلمي وأهل الذمة‬
‫ول يوز للكافر أن يزوج أمته السلمة وهل يوز للمسلم أن يزوج أمته لكافرة فيه وجهان‬
‫أحدها يوز وهو قول أب إسحق وأب سعيد الصطخري وهو النصوص لنا ولية مستفادة‬
‫باللك فلم ينع منها اختلف الدين كالولية ف البيع والجارة‬
‫والثان ل يوز وهو قول أب القاسم الداركي لنه إذا ل يلك تزويج الكافرة بالنسب فلن ل‬
‫يلك باللك أول‬
‫فصل ف مت تنقل الولية وإن خرج الول عن أن يكون من أهل الولية بفسق أو جنون انتقلت‬
‫الولية إل من بعده من الولياء لنه بطلت وليته فانتقلت الولية إل من بعده كما لو مات فإن‬
‫زال السبب الذي بطلت به الولية عادت الولية لزوال السبب الذي أبطل وليته فإن زوجها‬
‫من انتقلت إليه قبل أن يعلم بعود ولية الول ففيه وجهان بناء على القولي ف الوكيل إذا باع ما‬
‫وكل ف بيعه قبل أن يعلم بالعزل وإن‬
‫____________________‬

‫دعت النكوحة إل كفء فعضلها الول زوجها السلطان لقوله صلى ال عليه وسلم فإن اشتجروا‬
‫فالسلطان ول من ل ول له ولنه حق توجه عليه تدخله النيابة فإذا امتنع قام السلطان مقامه كما‬
‫لو كان عليه دين فامتنع من أدائه وإن غاب الول إل مسافة تقصر فيها الصلة زوجها السلطان‬
‫ول يكن لن بعده من الولياء أن يزوج لن ولية الغائب باقية‬
‫ولذا لو زوجها ف مكانه صح العقد وإنا تعذر من جهته فقام السلطان مقامه كما لو حضر‬
‫وامتنع من تزويها فإن كان على مسافة ل تقصر فيها الصلة ففيه وجهان أحدها ل يوز تزويها‬
‫إل بإذنه لنه كالاضر‬
‫والثان يوز للسلطان أن يزوجها لنه تعذر استئذانه فأشبه إذا كان ف سفر بعيد ويستحب‬
‫للحاكم إذا غاب الول وصار التزويج إليه أن يأذن لن تنتقل الولية إليه ليزوجها ليخرج من‬
‫اللف فإن عند أب حنيفة أن الذي يلك التزويج هو الذي تنتقل الولية إليه‬
‫فصل إجبار البكر على التزويج ويوز للب والد تزويج البكر من غي رضعاها صغية كانت أو‬
‫كبية لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال الثيب أحق بنفسها من‬
‫وليها والبكر يستأمرها أبوها ف نفسها فدل على أن الول أحق بالبكر وإن كانت بالغة فالستحب‬
‫أن يستأذنا للخب وإذنا صماتا لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال الي أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن ف نفسها وإذنا صماتا ولنا تستحي أن تأذن‬
‫لبيها بالنطق فجعل صماتا إذنا ول يوز لغي الب والد تزويها إل أن تبلغ وتأذن لا روى‬
‫نافع أن عبد ال بن عمر رضي ال عنه تزوج بنت خاله عثمان بن مظعون فذهبت أمها إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وقالت إن ابنت تكره ذلك فأمره رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يفارقها وقال ل تنكحوا اليتامى حت تستأمروهن فإن سكت فهو إذنن فتزوجت بعد عبد ال‬
‫الغية بن شعبة ولنه ناقص الشفقة ولذا ل يلك التصرف ف مالا بنفسه ول يبيع مالا من نفسه‬
‫فل يلك التصرف ف بضعها بنفسه فإن زوجها بعد البلوغ ففي إذنا وجهان أحدها أن إذنا‬
‫بالنطق لنه لا افتقر تزويها إل إذنا افتقر إل نطقها بلف الب ) والد (‬
‫والثان وهو النصوص ف الملء وهو الصحيح أن إذنا بالسكوت لديب نافع‬
‫وأما الثيب فإنا إن ذهبت بكارتا بالوطء فإن كانت بالغة عاقلة ل يز لحد تزويها إل بإذنا لا‬
‫روت خنساء بنت خذام النصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فذكرت لرسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فرد نكاحها‬
‫وإذنا بالنطق لديث بن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال والبكر تستأذن‬
‫ف نفسها وإذنا صماتا فدل على أن إذن الثيب بالنطق وإن كانت صغية ل يز تزويها حت‬
‫تبلغ وتأذن لن إذنا معتب ف حال الكب فل يوز الفتيات عليها ف حال الصغر وإن كانت‬
‫منونة جاز للب والد تزويها صغية كانت أو كبية لنه ل يرجى لا حال تستأذن فيها ول‬
‫يوز لسائر العصبات تزويها لن تزويها إجبار وليس لسائر العصبات غي لب والد ولية‬
‫الجبار‬
‫فأما الاكم فإنا إن كانت صغية ل يلك تزويها لنه ل حاجة با إل النكاح وإن كانت كبية‬
‫جاز له تزويها إن رأى ذلك لنه قد يكون ف تزويها شفاء لا‬
‫وإن ذهبت بكارتا بغي الوطء ففيه وجهان أحدها أنا كالوطوءة لعموم الب‬
‫والثان وهو الذهب أنا تزوج تزويج البكار لن الثيب إنا اعتب إذنا لذهاب الياء بالوطء‬
‫والياء ل يذهب بغي الوطء‬
‫فصل إجبار المة ثيبا كانت أو بكرا وإن كانت النكوحة أمة فللمول أن يزوجها بكرا كانت أو‬
‫ثيبا صغية كانت أو كبية عاقلة كانت أو منونة لنه عقد يلكه عليها بكم اللك فكان إل‬
‫الول كالجارة وإن دعت المة الول إل النكاح فإن كان يلك وطأها ل يلزمه تزويها‬
‫____________________‬

‫لنه يبطل عليه حقه من الستمتاع وإن ل يلك وطأها ففيه وجهان أحدها ل يلزمه تزويها لنه‬
‫تنقص قيمتها بالنكاح‬
‫والثان يلزمه لنه ل حق له ف وطئها‬
‫وإن كانت مكاتبة ل يلك السيد تزويها بغي إذنا لنه ل حق له ف منفعتها فإن دعت السيد إل‬
‫تزويها ففيه وجهان أحدها يب لنا تستعي بالهر والنفقة على الكتابة‬
‫والثان ل يب لنا ربا عادت إليه وهي ناقصة بالنكاح‬
‫فصل فيما إذا كان ول الرأة من يوز له إنكاحها وإن كان ول الرأة من يوز له أن يتزوجها كب‬
‫عم والول العتق ل يز أن يزوجها من نفسه فيكون موجبا قابل لنه يلك الياب بالذن فلم يز‬
‫أن يلك شطري العقد كالوكيل ف البيع فإن أراد أن يتزوجها فإن كان هناك من يشاركه ف‬
‫الولية زوجها منه وإن ل يكن من يشاركه ف الولية زوجها الاكم منه‬
‫وإن أراد المام أن يتزوج امرأة ل ول لا غيه ففيه وجهان أحدها أن له أن يزوجها من نفسه‬
‫لنه إذا فوض إل غيه كان غيه وكيل ) له ( والوكيل قائم مقامه فكان إيابه كإيابه‬
‫والثان يرفعه إل حاكم ليزوجها منه لن الاكم يزوج بولية الكم فيصي كما لو زوجها منه‬
‫ول‬
‫ويالف الوكيل لنه يزوجها بوكالته ولذا يلك عزله إذا شاء ول يلك عزل الاكم من غي‬
‫سبب وإذا مات انعزل الوكيل ول ينعزل الاكم وإن كان لرجل ابن ابن وبنت بن وها صغيان‬
‫فزوج بنت البن بب لبن ففيه وجهان أحدها ل يوز وهو قول أب العباس بن القاص لا روت‬
‫عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال كل نكاح ل يضره أربعة سفاح خاطب‬
‫وول وشاهدان‬
‫والثان وهو قول أب بكر بن الداد الصري أنه يوز كما يوز أن يلي شطري العقد ف بيع ماله‬
‫من بنه فعلى هذا يتاج أن يقول زوجت بنت ابن بب بن وهل يتاج إل القبول فيه وجهان‬
‫أحدها يتاج إل القبول وهو أن يقول بعد الياب وقبلت نكاحها له وهو قول أب بكر ابن‬
‫الداد لنه يتول ذلك بوليتي فقام فيه مقام الثني‬
‫والثان ل يتاج إل لفظ القبول وهو قول أب بكر القفال لنه قائم مقام اثني فقام لفظه مقام‬
‫لفظي‬
‫فصل ف التوكيل ف الزواج وإن وكل الول رجل ف التزويج فهل يلزمه أن يعي الزوج فيه‬
‫قولن أحدها ل يلزمه لن من ملك التوكيل ف عقد ل يلزمه تعيي من يعقد معه كالوكل ف البيع‬

‫والثان يلزمه لن الول إنا جعل إليه اختيار الزوج لكمال شفقته ول يوجد كمال الشفقة ف‬
‫الوكيل فلم يعل اختيار الزوج إليه‬
‫فصل ف اشتراط الكفاءة ول توز للول أن يزوج النكوحة من غي كفء إل برضاها ورضى‬
‫سائر الولياء لا روت عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تيوا‬
‫لنطفكم فأنكحوا الكفاء ونكحوا إليهم ولن ف ذلك إلاق عار با وبسائر الولياء فلم يز من‬
‫غي رضاهم‬
‫فصل الكفاءة حق من وإن دعت النكوحة إل غي كفء ل يلزم الول تزويها لنه يلحقه العار‬
‫فإن رضيا جيعا جاز تزويها لا روت فاطمة بنت قيس قالت أتيت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخبته أن أبا الهم يطبن ومعاوية‬
‫فقال أما أبو الهم فأخاف عليك عصاه وأما معاوية فشاب من شباب قريش ل شيء له ولكن‬
‫أدلك على من هو خي لك منهما‬
‫قلت من يا رسول ال قال أسامة‬
‫قلت أسامة‬
‫قال نعم أسامة فتزوجت أبا زيد فبورك لب زيد ف وبورك ل ف أب زيد‬
‫وقال عبد الرحن بن مهدي أسامة من الوال وفاطمة قرشية ولن النع من نكاح غي الكفء‬
‫لقهما فإذا رضيا زال النع فإن زوجت الرأة من غي كفء من غي رضاها أو من غي رضا سائر‬
‫الولياء فقد قال ف الم النكاح باطل وقال ف الملء كان للباقي الرد وهذا يدل على أنه‬
‫صحيح‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها أنه باطل لنه عقد ف حق غيه من غي إذن فبطل كما لو‬
‫باع مال غيه بغي إذنه‬
‫والثان أنه صحيح ويثبت فيه‬
‫____________________‬
‫باليار لن النقص يوجب اليار دون البطلن كما لو اشترى شيئا معيبا‬
‫ومنهم من قال العقد باطل قول واحدا لا ذكرناه وتأول قوله ف الملء على أنه أراد بالرد النع‬
‫من العقد‬
‫ومنهم من قال إن عقد وهو يعلم أنه ليس بكفء بطل لعقد كما لو اشترى الوكيل سلعة وهو‬
‫يعلم بعيبها وإن ل يعلم صح العقد وثبت اليار كما لو اشترى الوكيل سلعة ول يعلم بعيبها وحل‬
‫القولي على هذين الالي‬
‫فصل فيما تكون الكفاءة والكفاءة ف الدين والنسب والرية والصنعة‬
‫فأما الدين فهو معتب فالفاسق ليس بكفء للعفيفة لا روى أبو حات الزن أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إل تفعلوا تكن فتنة ف ) الرض (‬
‫وفساد عريض‬
‫وأما النسب فهو معتب فالعجمي ليس بكفء للعربية لا روي عن سلمان رضي ال عنه أنه قال‬
‫ل نومكم ف صلتكم ول ننكح نساءكم وغي القرشي ليس بكفء للقرشية لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم قدموا قريشا ول تتقدموها‬
‫وهل تكون قريش كلها أكفاء فيه وجهان أحدها أن الميع أكفاء كما أن الميع ف اللفة‬
‫أكفاء‬
‫والثان أنم يتفاضلون فعلى هذا غي الاشي والطلب ليس بكفء للهاشية والطلبية لا روى واثلة‬
‫بن لسقع أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن ال اصطفى كنانة من بن إسعيل واصطفى‬
‫من كنانة قريشا واصطفى من قريش بن هاشم واصطفان من بن هاشم وأما بنو هاشم وبنو‬
‫الطلب فهم أكفاء لن النب صلى ال عليه وسلم سوى بينهم ف المس وقال إن بن هاشم وبن‬
‫) عبد ( الطلب شيء واحد‬
‫وأما الرية فهي معتبة فالعبد ليس بكفء للحرة لقوله تعال } ضرب ال مثل عبدا ملوكا ل‬
‫يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون {‬
‫ولن الرة يلحقها العار بكونا تت عبد‬
‫وأما الصنعة فهي معتبة فالائك ليس بكفء للبزاز والجام ليس بكفء للخراز لن الياكة‬
‫والجامة يسترذل أصحابا‬
‫واختلف أصحابنا ف اليسار فمنهم من قال يعتب فالفقي ليس بكفء للموسرة لا روى سرة قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم السب الال والكرم التقوى ولن نفقة الفقي دون نفقة‬
‫الوسر‬
‫ومنهم من قال ل يعتب لن الال يروح ويغدو ول يفتخر به ذوو الروءات ولذا قال الشاعر‬
‫) الطويل ( غنينا زمانا بالتصعلك والغن وكل سقاناه بكأسيهما الدهر فما زادنا بغيا على ذي‬
‫قرابة غنانا ول أزرى بأحسابنا الفقر فصل إذا أنكح الوليان وإن كان للمرأة وليان وأذنت لكل‬
‫واحد منهما ف تزويها فزوجها كل واحد منهما من رجل نظرت فإن كان العقدان ف وقت‬
‫واحد أو ل يعلم مت عقدا أو علم أن أحدها قبل الخر ولكن ل يعلم عي السابق منهما بطل‬
‫العقدان لنه ل مزية لحدها على الخر وإن علم السابق ث نسي وقف المر لنه قد يتذكر وإن‬
‫علم السابق وتعي فالنكاح هو الول والثان باطل لا روى سرة رضي ال عنه قال قال رصول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم أيا امرأة زوجها وليان فهي للول منهما فإن ادعى كل واحد من‬
‫الزوجي أنه هو الول وادعيا علم الرأة به‬
‫فإن أنكرت العلم فالقول قولا مع يينها لن الصل عدم العلم وإن أقرت لحدها سلمت إليه‬
‫وهل تلف للخر فيه قولن أحدها ل تلف لن اليمي تعرض على النكر حت يقر ولو أقرت‬
‫للثان بعدما أقرت للول ل يقبل فلم يكن ف تليفها له فائدة‬
‫والثان تلف لنا ربا نكلت وأقرت للثان فيلزمها الهر فعلى هذا إن حلفت سقط دعوى الثان‬
‫وإن أقرت للثان ل يقبل رجوعها ويب عليها الهر للثان وإن نكلت رددنا اليمي على الثان فإن‬
‫ل يلف استقر النكاح للول وإن حلف حصل مع الول إقرار ومع الثان يي ونكول الدعى‬
‫عليه فإن قلنا إنه كالبينة حكم بالنكاح للثان لن البينة تقدم‬
‫____________________‬

‫على القرار وإن قلنا إنه بنلة القرار وهو الصحيح ففيه وجهان أحدها يكم ببطلن النكاحي‬
‫لن مع الول إقرار ومع الثان ما يقوم مقام القرار فصار كما لو أقرت لما ف وقت واحد‬
‫والثان أن النكاح للول لنه سبق القرار له فلم يبطل بإقرار بعده ويب عليها الهر للثان كما‬
‫لو أقرت للول ث أقرت للثان‬
‫فصل ف تزويج الصب ويوز لول الصب أن يزوجه إذا رأى ذلك لا روي أن عمر رضي ال عنه‬
‫زوج بنا له صغيا ولنه يتاج إليه إذا بلغ فإذا زوجه ألف حفظ الفرج وهل له أن يزوجه بأكثر‬
‫من امرأة فيه وجهان أحدها ل يوز لن حفظ الفرج يصل برأة‬
‫والثان يوز أن يزوجه بأربع لنه قد يكون له فيه حفظ‬
‫وأما النون فإنه إن كان له حال إفاقة ل يز تزويه بغي إذنه لنه يكن استئذانه فل يوز الفتيات‬
‫عليه وإن ل يكن له حال إفاقة ورأى الول تزويه للعفة أو الدمة زوجه لن له فيه مصلحة‬
‫وأما الجور عليه لسفه فإنه إن رأى الول تزويه زوجه لن ذلك من مصلحته فإن كان كثي‬
‫الطلق سراه بارية لنه ل يقدر على إعتاقها وإن طلب التزويج وهو متاج إليه فامتنع الول‬
‫فتزوج بغي إذنه ففيه وجهان أحدها أنه ل يصح لنه تزوج بغي إذنه فلم يصح منه كما لو تزوج‬
‫قبل الطلب والثان يصح لنه حق وجب له يوز له أن يستوفيه بإذن من ) هو ( عليه فإذا امتنع‬
‫جاز له أن يستوفيه بنفسه كما لو كان له على رجل دين وامتنع من أدائه‬
‫وأما العبد فإنه إن كان بالغا فهل يوز لوله أن يزوجه بغي رضاه فيه قولن أحدها له ذلك لنه‬
‫ملوك يلك بيعه وإجارته فملك تزويه من غي رضاه كالمة‬
‫والثان ليس له ذلك لن النكاح معن يقصد به الستمتاع فلم يلك إجباره عليه كالقسم وإن‬
‫كان صغيا ففيه طريقان أحدها أنه على القولي لنه تصرف بق اللك فاستوى فيه الصغي‬
‫والكبي كالبيع والجارة‬
‫والثان أنه يلك تزويه قول واحدا لنه ليس من أهل التصرف فجاز تزويه كالبن الصغي‬
‫وإن دعا العبد البالغ موله إل النكاح ففيه قولن أحدها يلزمه تزويه لنه مكلف مول عليه فإذا‬
‫طلب التزويج وجب تزويه كالسفيه‬
‫والثان ل يلزمه لنه يلك ) الول ( بيعه وإجارته فلم يلزمه تزويه كالمة‬
‫وأما الكاتب فل يلك الول إجباره على النكاح لنه سقط حقه من رقبته ومنفعته فإن دعا‬
‫الكاتب الول إل التزويج فإن قلنا يب عليه تزويج العبد فالكاتب أول وإن قلنا ل يب عليه‬
‫تزويج العبد ففي الكاتب وجهان أحدها ل يب لنه ملوك فلم يلزمه تزويه ) كالعبد (‬
‫والثان يب لنه ل حق له ف كسبه بلف لعبد فإن كسبه للمول فإذا زوجه بطل عليه كسبه‬
‫للمهر والنفقة‬
‫فصل الشهادة ف النكاح ول يصح النكاح إل بشاهدين وقال أبو ثور يصح من غي شهادة لنه‬
‫عقد فصح من غي شهادة كالبيع وهذا خطأ لا روت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال كل نكاح ل يضره أربعة فهو سفاح خاطب وول وشاهدان ويالف البيع فإن‬
‫القصد منه الال والقصد من النكاح الستمتاع وطلب الولد ومبناها على الحتياط‬
‫ول يصح إل بشاهدين ذكرين‬
‫فإن عقد برجل وامرأتي ل يصح لديث عائشة رضي ال عنها ول يصح إل بعدلي لا روى ابن‬
‫مسعود رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل نكاح إل بول وشاهدي عدل فإن‬
‫عقد بجهول الال ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري أنه ل يصح لن ما افتقر‬
‫ثبوته إل الشهادة ل يثبت بجهولي كالثبات عند الاكم‬
‫والثان يصح وهو الذهب لنا لو اعتبنا العدالة الباطنة ل تصح أنكحة العامة إل بضرة الاكم‬
‫لنم ل يعرفون شرط العدالة وفهي ذلك مشقة فاكتفي بالعدالة الظاهرة كما اكتفي ف الوادث‬
‫ف حقهم بالتقليد حي شق عليهم إدراكها بالدليل فإن عقد بجهولي ث بان أنما كانا فاسقي ل‬
‫يصح لنا حكمنا بصحته ف الظاهر إذا بان خلفه حكم بإبطاله كما لو حكم الاكم باجتهاده ث‬
‫وجد النص بلفه‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن بناء على القولي ف الاكم إذا حكم بشهادة شاهدين ث بان‬
‫أنما كانا فاسقي وإن عقد بشهادة أعميي ففيه وجهان أحدها أنه يصح لن العمى يوز أن‬
‫يكون شاهدا‬
‫والثان ل يصح لنه ل يعرف العاقد فهو كالصم الذي ل يسمع لفظ العاقد ويصح بشهادة ابن‬
‫أحد الزوجي لنه يوز أن يثبت النكاح بشهادتما وهو إذا جحد الزوج الخر وهل يصح‬
‫بشهادة ابنيهما أو بشهادة ابن الزوج وابن الزوجة فيه وجهان أحدها يصح لنما من أهل‬
‫الشهادة‬
‫والثان ل يصح لنه ل يثبت هذا النكاح بشهادتما بال‬
‫فصل ف اختلف الزوجي ف الشهادة وإذا اختلف الزوجان فقالت الزوجة عقدنا بشاهدين‬
‫فاسقي وقال الزوج عقدنا بعدلي ففيه وجهان أحدها‬
‫____________________‬

‫أن القول قول الزوج لن الصل بقاء العدالة‬


‫والثان أن القول قول الزوجة لن الصل عدم النكاح وإن تصادقا على أنما تزوجا بول‬
‫وشاهدين وأنكر الول والشاهدان ل يلتفت إل إنكارهم لن لق لما دون الول والشاهدين‬
‫فصل ف وجوب تعيي النكوحة ول يصح إل على زوجي معيني لن القصود بالنكاح أعيانما‬
‫فوجب تعيينهما فإن كانت النكوحة حاضرة فقال زوجتك هذه صح وإن قال زوجتك هذه‬
‫فاطمة واسها عائشة صح لن مع التعيي بالشارة ل حكم للسم فلم يوثر الغلط فيه وإن كانت‬
‫) النكوحة ( غائبة فقال زوجتك ابنت وليس له غيها صح وإن قال زوجتك ابنت فاطمة وهي‬
‫عائشة صح لنه ل حكم للسم مع التعيي بالنسب فلم يوثر الطأ فيه وإن كان له بنتان فقال‬
‫زوجتك ابنت ل يصح حت يعينها بالسم أو بالصفة وإن قال زوجتك عائشة وقبل الزوج ونويا‬
‫ابنته الصغية أو قال زوجتك ابنت وقبل الزوج ونويا الكبية صح لنا تعينت بالنية وإن قال‬
‫زوجتك ابنت ونوى الكبية وقبل الزوج ونوى الصغية ل يصح لن الياب ف امرأة والقبول ف‬
‫أخرى وإن قال زوجتك ابنت عائشة ونوى الصغية وقبل الزوج ونوى الكبية صح النكاح ف‬
‫عائشة ف الظاهر ول يصح ف الباطن لن الزوج قبل ف غي ما أوجب الول‬
‫فصل استحباب الطبة قبل العقد ويستحب أن يطب قبل العقد لا روي عن عبد ال قال علمنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم خطبة الاجة المد ل نمده ونستعينه ونعوذ بال من شرور‬
‫أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل إله‬
‫إل ال وأن ممدا عبده ورسوله قال عبد ال ث تصل خطبتك بثلث آيات } اتقوا ال حق تقاته‬
‫ول توتن إل وأنتم مسلمون { } واتقوا ال الذي تساءلون به والرحام إن ال كان عليكم‬
‫رقيبا { } اتقوا ال وقولوا قول سديدا {‬
‫فإن عقد من غي خطبة جاز لا روى سهل بن سعد الساعدي أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫للذي خطب الواهبة زوجتكها با معك من القرآن ول يذكر الطبة ويستحب أن يدعى لما بعد‬
‫العقد لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا رفأ النسان إذا‬
‫تزوج قال بارك ال لك وبارك عليك وجع بينكما ف خي‬
‫فصل ف ألفاظ التزويج ول يصح العقد إل بلفظ التزويج أو النكاح لن ما سواها من اللفاظ‬
‫كالتمليك والبة ل يأت على معن النكاح ولن الشهادة شرط ف النكاح فإذا عقد بلفظ البة ل‬
‫تقع الشهادة على النكاح‬
‫وختلف أصحابنا ف نكاح النب صلى ال عليه وسلم بلفظ البة فمنهم من قال ل يصح لن كل‬
‫لفظ ل ينعقد به نكاح غيه ل ينعقد به نكاحه كلفظ الحلل‬
‫ومنهم من قال يصح لنه لا خص ببة البضع من غي بدل خص بلفظها‬
‫وإن قال زوجن فقال زوجتك صح لن الذي خطب لواهبة من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قال زوجنيها‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم زوجتكها با معك من القرآن وإن قال زوجتك فقال قبلت ففيه‬
‫قولن أحدها يصح لن القبول يرجع إل ما أوجبه الول كما يرجع ف البيع إل ما أوجبه البائع‬
‫والثان ل يصح لن قوله قبلت ليس بصريح ف النكاح فلم يصح به كما لو قال زوجتك فقال‬
‫نعم وإن عقد بالعجمية ففيه ثلثة أوجه أحدها ل يصح لقوله صلى ال عليه وسلم استحللتم‬
‫فروجهن بكلمة ال وكلمة ال بالعربية فل تقوم لعجمية مقامها كالقرآن‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخري أنه إن كان يسن بالعربية ل يصح وإن ل يسن صح لن‬
‫ما اختص بلفظ غي معجز جاز بالعجمية عند العجز عن لعربية‬
‫ول يز عند لقدرة كتكبية الصلة‬
‫والثالث وهو الصحيح أنه يصح سواء أحسن بالعربية أو ل يسن لن لفظ النكاح بالعجمية يأت‬
‫على ما يأت عليه لفظه بالعربية فقام مقامه ويالف القرآن فإن القصد منه النظم العجز وذلك ل‬
‫يوجد ف غيه والقصد ) بالتكبي ( العبادة ففرق فيه بي العجز والقدرة كأفعال الصلة والقصد‬
‫بالنكاح تليك ما يقصد بالنكاح والعجمية كالعربية ف ذلك‬
‫فإن فصل بي القبول والياب بطبة بأن قال الول زوجتك وقال الزوج بسم ال والمد ل‬
‫والصلة على رسول ال قبلت نكاحها ففيه وجهان أحدها وهو قول الشيخ أب حامد‬
‫السفرايين رحه ال أنه يصح لن الطبة مأمور با للعقد فلم تنع صحته كالتيمم بي‬
‫____________________‬

‫صلت المع‬
‫والثان ل يصح لنه فصل بي الياب ولقبول فلم يصح كما لو فصل بينهما بغي الطبة ويالف‬
‫التيمم فإنه مأمور به بي الصلتي والطبة مأمور با قبل العقد‬
‫فصل ف النكاح ل يري فيه اليار وإذا انعقد لعقد لزم ول يثبت فيه خيار اللس ول خيار‬
‫الشرط لن لعادة ف النكاح أنه يسأل عما يتاج إليه قبل العقد فل حاجة فيه إل اليار بعده وال‬
‫أعلم‬
‫باب ما يرم من النكاح وما ل يرم من ارتد عن الدين ل يصح نكاحه لن النكاح يراد‬
‫للستمتاع ول يوجد ذلك ف نكاح الرتد ول يصح نكاح النثى الشكل لنه إن تزوج امرأة ل‬
‫يومن أن يكون امرأة وإن تزوج رجل ل يومن أن يكون رجل ول يصح نكاح الرم لا بيناه ف‬
‫الج‬
‫فصل فيما يرم على الرجل من النسب ويرم على الرجل من جهة النسب الم والبنت والخت‬
‫والعمة والالة وبنت الخ وبنت الخت لقوله عز وجل } حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم‬
‫وأخواتكم وعماتكم وخالتكم وبنات الخ وبنات الخت { ومن حرم عليه ما ذكرناه بنسب‬
‫حرم عليه بذلك النسب كل من يدل به وإن بعد‬
‫فتحرم عليه الم وكل من يدل بالمومة من الدات من الب والم وإن علون‬
‫وترم عليه البنت وكل من ينتسب إليه بالبنوة من بنات الولد وأولد الولد وإن سفلن‬
‫وترم عليه الخت من الب والخت من الم والخت من الب والم‬
‫وترم عليه العمة وكل من يدل إليه بالعمومة من أخوات الباء والجداد من الب والم أو من‬
‫الب أو من الم وإن علون‬
‫وترم عليه الالة وكل من يدل إليه بالؤولة من أخوات الدات من لب ولم أو من الب أو‬
‫من الم‬
‫وإن علون‬
‫وترم عليه بنت الخ وكل من ينتسب إليه ببنوة لخ من بنات أولده وأولد أولده وإن سفلن‬
‫وترم عليه بنت الخت وكل من ينتسب إليه ببنوة الخت من أولدها وأولد أولدها وإن‬
‫سفلن لن السم يطلق على ما قرب وبعد والدليل عليه قوله سبحانه وتعال } يا بن آدم {‬
‫وقوله تعال } ملة أبيكم إبراهيم {‬
‫وقوله سبحانه وتعال } ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب {‬
‫فأطلق عليهم اسم الباء مع البعد وقال صلى ال عليه وسلم لقوم من أصحابه يرمون ارموا فإن‬
‫أباكم إسعيل عليه السلم كان راميا فسمى إسعيل أباهم مع البعد ولن من بعد منهم كمن قرب‬
‫ف الكم والدليل عليه أن ابن لبن كالبن والد كالب ف الياث والولية والعتق باللك ورد‬
‫الشهادة فلن يكون كالبن والب ف التحري ومبناه على التغليب أول‬
‫فصل فيما يرم على الرجل من الصاهرة وترم عليه من جهة الصاهرة أم الرأة دخل با أو ل‬
‫يدخل لقوله تعال } وأمهات نسائكم {‬
‫ويرم عليه كل من يدل إل مرأته بالمومة من الدات من الب والم لا بيناه ف الفصل قبله‬
‫ويرم عليه ابنة الرأة بنفس لعقد تري جع لنه إذا حرم عليه المع بي الرأة وأختها فلن يرم‬
‫المع بي الرأة وابنتها أول فإن بانت الم قبل الدخول حلت له البنت وإن دخل بالم حرمت‬
‫عليه البنت على التأبيد لقوله تعال } وربائبكم اللت ف حجوركم من نسائكم اللت دخلتم بن‬
‫فإن ل تكونوا دخلتم بن فل جناح عليكم {‬
‫وترم عليه كل من ينتسب إل امرأته بالبنوة من بنات أولدها وأولد أولدها وإن سفلن من‬
‫وجد منهن ومن ل يوجد كما ترم البنت وترم عليه حليلة البن لقوله تعال } وحلئل أبنائكم {‬

‫وترم عليه حليلة كل من ينتسب إليه بالبنوة من بن الولد وأولد لا بيناه‬


‫وترم عليه حليلة الب لقوله تعال } ول تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء { وترم عليه حليلة‬
‫كل من يدل إليه بالبوة من الجداد لا ذكرناه‬
‫فصل من حرم نكاحها حرم وطئها ومن حرم عليه بنكاحه أو بنكاح أبيه أو ابنه حرم عليه بوطئه‬
‫أو وطء أبيه أو ابنه ف ملك أو شبهة لن الوطء معن قصي به الرأة فراشا فتعلق به تري‬
‫الصاهرة كالنكاح ولن الوطء ف إياب التحري آكد من العقد بدليل أن الربيبة ترم بالعقد‬
‫تري جع وترم بالوطء على التأبيد فإذا ثبت تري الصاهرة بالعقد فلن يثبت بالوطء أول‬
‫واختلف قوله ف الباشرة فيما دون الفرج بشهوة ف ملك أو شبهة فقال ف أحد القولي هو‬
‫كالوطء ف التحري لنا مباشرة ل تستباح إل بلك فتعلق با تري الصاهرعة كالوطء‬
‫والثان ل يرم با ما يرم بالوطء لقوله تعال } فإن ل تكونوا دخلتم بن فل جناح عليكم {‬
‫____________________‬
‫ولنا مباشرة ل توجب العدة فل يتعلق با التحري كالباشرة بغي شهوة وإن تزوج امرأة ث‬
‫وطىء أمها أو بنتها أو وطئها أبوه أو ابنه بشبهة انفسخ النكاح لنه معن يوجب تريا موبدا فإذا‬
‫طرأ على النكاح أبطله كالرضاع‬
‫فصل هل الزن يرم وإن زن بامرأة ل يرم عليه نكاحها لقوله تعال } وأحل لكم ما وراء‬
‫ذلكم {‬
‫وروت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن رجل زن بامرأة فأراد أن‬
‫يتزوجها أو ابنتها فقال ل يرم الرام اللل إنا يرم ما كان بنكاح ول ترم بالزنا أمها ول بنتها‬
‫ول ترم هي على ابنه ول على أبيه للية والب ولنه معن ل تصي به الرأة فراشا فلم يتعلق به‬
‫تري الصاهرة كالباشرة بغي شهوة وإن لط بغلم ل ترم عليه أمه وبنته للية والب وإن زن‬
‫بامرأة فأتت منه ببنة فقد قال الشافعي رحه ال أكره أن يتزوجها فإن تزوجها ل أفسخ‬
‫فمن أصحابنا من قال إنا كره خوفا من أن تكون منه فعلى هذا إن علم قطعا أنا منه بأن أخبه‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف زمانه ل تل له‬
‫ومنهم من قال إنا كره ليخرج من اللف لن أبا حنيفة يرمها فعلى هذا لو تقق أنا منه ل ترم‬
‫وهو الصحيح لنا ولدة ل يتعلق با ثبوت النسب فلم يتعلق با التحري كالولدة لا دون ستة‬
‫أشهر من وقت الزنا‬
‫واختلف أصحابنا ف النفية باللعان فمنهم من قال يوز للملعن نكاحها لنا منفية عنه فهي‬
‫كالبنت من الزنا‬
‫ومنهم من قال ل يوز للملععن نكاحها لنا غي منفية عنه قطعا ولذا لو أقر با ثبت النسب‬
‫فصل ف المع بي الختي ويرم عليه أن يمع بي أختي ف النكاح لقوله عز وجل } وأن‬
‫تمعوا بي الختي { ولن المع بينهما يودي إل العداوة وقطع الرحم‬
‫ويرم عليه أن يمع بي الرأة وعمتها وبي الرأة وخالتها لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ل تنكح الرأة على عمتها ول على خالتها ولنما مرأتان لو كانت‬
‫إحداها ذكرا ل يل له نكاح الخرى فلم يز المع بينهما ف النكاح كالختي فإن جع بي‬
‫لختي أو بي الرأة وعمتها أو بي الرأة وخالتها ف عقد واحد بطل نكاحهما ) جيعا ( لنه‬
‫ليست إحداها بأول من الخرى فبطل نكاحهما‬
‫وإن تزوج إحداها بعد الخرى بطل نكاح الثانية لنا اختصت بالتحري‬
‫وإن تزوج إحداها ث طلقها فإن كان طلقا بائنا حلت له الخرى لنه ل يمع بينهما ف الفراش‬
‫وإن كان رجعيا ل تل لنا باقية على الفراش وإن قال أخبتن بانقضاء العدة وأنكرت الرأة ل‬
‫يقبل قوله ف إسقاط النفقة والسكن لنه حق لا ويقبل قوله ف جواز نكاح أختها لن الق ل‬
‫تعال وهو مقلد فيما بينه وبينه فإن نكح وثن وثنية ودخل با ث أسلم وتزوج بأختها ف عدتا ل‬
‫يصح وقال الزن النكاح موقوف على إسلمها فإن ل تسلم حت انقضت العدة صح كما يقف‬
‫نكاحها على إسلمها وهذا خطأ لنا جارية إل بينونة فلم يصح نكاح أختها كالرجعية ويالف‬
‫هذا نكاحها فإن الوقوف هناك الل والنكاح يوز أن يقف حله ول يقف عقده ولذا يقف حل‬
‫نكاح الرتدة على انقضاء العدة ول يقف نكاحها على السلم ويقف حل نكاح الرجعية على‬
‫العدة ول يقف نكاح أختها على العدة‬
‫فصل فيمن حرم عليه نكاح امرأة بالنسب ومن حرم عليه نكاح امرأة بالنسب له أو بالصاهرة‬
‫أو بالمع حرم عليه وطوها بلك اليمي لنه إذا حرم النكاح فلن يرم الوطء وهو القصود أول‬
‫وإن ملك أختي فوطىء إحداها حرمت عليه الخرى حت ترم الوطوءة ببيع أو عتق أو كتابة أو‬
‫نكاح فإن خالف ووطئها ل يعد إل وطئها حت ترم الول والستحب أل يطأ الول حت‬
‫يستبىء الثانية حت ل يكون جامعا للماء ف رحم أختي وإن تزوج امرأة ث ملك أختها ل تل له‬
‫الملوكة لن أختها على فراشه وإن وطىء ملوكة ث تزوج أختها حرمت الملوكة وحلت‬
‫النكوحة لن فراش النكوحة أقوى لنه تلك به حقوق ل تلك بفراش الملوكة من الطلق‬
‫والظهار واليلء واللعان فثبت القوى وسقط الضعف كملك اليمي لا ملك به ما ل يلك‬
‫بالنكاح من الرقبة والنفعة إذا طرأ على النكاح ثبت وسقط النكاح‬
‫فصل ما يرم من النكاح يرم الرضاعة وما حرم من النكاح والوطء بالقرابة حرم بالرضاع لقوله‬
‫تعال } وأمهاتكم اللت أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة {‬
‫فنص على الم والخت وقسنا عليهما من سواها وروت عائشة رضي ال عنها أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال يرم من الرضاع ما يرم من الولدة‬
‫فصل فيمن حرم عليه نكاح امرأة مؤبدا ومن حرم عليه نكاح مرأة على التأبيد برضاع أو نكاح‬
‫أو وطء مباح صار لا مرما ف جواز النظر واللوة لنا مرمة عليه على التأبيد بسبب غي مرم‬
‫فصار مرما لا كالم والبنت‬
‫ومن حرمت عليه بوطء شبهة ل يصر مرما لا لنا حرمت عليه بسبب غي مباح ول تلحق‬
‫بذوات الارم ولنساب‬
‫من لكفار كعبدة لوثان ومن ارتد عن السلم لقوله تعال } ول تنكحوا {‬
‫____________________‬

‫فصل ف تزويج الكفار ويرم على السلم أن يتزوج من ل كتاب له } الشركات حت يؤمن {‬
‫ويرم عليه أن أيضا إماءهم بلك اليمي لن كل صنف حرم وطء حرائرهم بعقد النكاح حرم‬
‫وطء حرائرهم بعقد النكاح حرم وطء إمائهم بلك اليمي كالخوات والعمات ويل له نكاح‬
‫حرائر أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى ومن دخل ف دينهم قبل التبديل لقوله تعال } وطعام‬
‫الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لم والصنات من الؤمنات والصنات من الذين‬
‫أوتوا الكتاب من قبلكم { ولن الصحابة رضي ال عنهم تزوجوا من أهل الذمة فتزوج عثمان‬
‫رضي ال عنه نائلة بنت الفرافصة الكلبية وهي نصرانية وأسلمت عنده وتزوج حذيفة رضي ال‬
‫عنه بيهودية من أهل الدائن‬
‫وسئل جابر رضي ال عنه عن نكاح السلم اليهودية والنصرانية فقال تزوجنا بن زمان الفتح‬
‫بالكوفة مع سعد بن أب وقاص‬
‫ويل له وطء إمائهم بلك اليمي لن كل جنس حل نكاح حرائرهم حل وطء إمائهم كالسلمي‬
‫ويكره أن يتزوج حرائرهم وأن يطأ إماءهم بلك اليمي لنا ل نأمن أن ييل إليها فتفتنه عن الدين‬
‫أو يتول أهل دينها فإن كانت حربية فالكراهية أشد لنه ل يومن ما ذكرناه ولنه يكثر سواد أهل‬
‫الرب ولنه ل يومن أن يسب ولده منها فيسترق‬
‫فصل ف تزويج من ل كتاب له وأما غي اليهود والنصارى من أهل الكتاب كمن يومن بزبور‬
‫داود عليه السلم وصحف شيث فل يل للمسلم أن ينكح حرائرهم ول أن يطأ إماءهم بلك‬
‫اليمي لنه قيل إن ما معهم ليس من كلم ال عز وجل وإنا هو شيء نزل به جبيل عليه السلم‬
‫كالحكام الت نزل با على النب صلى ال عليه وسلم من غي القرآن وقيل إن الذي معهم ليس‬
‫بأحكام وإنا هي مواعظ والدليل عليه قوله تعال } إنا أنزل الكتاب على طائفتي من قبلنا {‬
‫ومن دخل ف دين اليهود والنصارى بعد التبديل ل يوز للمسلم أن ينكح حرائرهم ول أن يطأ‬
‫إماءهم بلك اليمي لنم دخلوا ف دين باطل فهم كمن ارتد من السلمي‬
‫ومن دخل فيهم ول يعلم أنم دخلوا قبل التبديل أو بعده كنصارى العرب وهم تنوخ وبنو تغلب‬
‫وبراء ل يل نكاح حرائرهم ول وطء إمائهم بلك اليمي لن الصل ف الفروج الظر فل‬
‫تستباح مع الشك‬
‫فصل تزويج السامرة والصابئي واختلف أصحابنا ف السامرة والصابئي فقال أبو إسحق السامرة‬
‫من اليهود والصابئون من النصارى واستفت القاهر أبا سعيد الصطخري ف الصابئي فأفت‬
‫بقتلهم لنم يعتقدون أن الكواكب السبعة مدبرة‬
‫والذهب أنم إن وافقوا اليهود والنصارى ف أصول الدين من تصديق الرسل واليان بالكتب‬
‫كانوا منهم وإن خالفوهم ف أصول الدين ل يكونوا منهم وكان حكمهم حكم عبدة الوثان‬
‫واختلفوا ف الوس فقال أبو نور يل نكاحهم لنم يقرون على دينهم بالزية كاليهود والنصارى‬
‫وقال أبو إسحق إن قلنا إنم كان لم كتاب حل نكاح حرائرهم ووطء إمائهم‬
‫والذهب أنه ل يل لنم غي متمسكي بكتاب فهم كعبدة الوثان وأما حقن الدم فلن لم شبهة‬
‫كتاب والشبهة ف الدم تقتضي القن وف البضع تقتضي الظر‬
‫وأما ما قال أبو إسحق فل يصح لنه لو جاز نكاحهم على هذا القول لاز قتلهم على القول‬
‫الخر‬
‫فصل نكاح من ولد بي وثن وكتابية ويرم عليه نكاح من ولد بي وثن وكتابية لن الولد من‬
‫قبيلة الب ولذا ينسب إليه ويشرف بشرفه فكان حكمه ف النكاح حكمه ومن ولد بي كتاب‬
‫ووثنية ففيه قولن أحدها أنا ل ترم عليه لنا من قبيلة الب والب من أهل الكتاب‬
‫والثان أنا ترم لنا ل تتمحض كتابية فأشبهت الوسية‬
‫فصل ف نكاح المة الكتابية ول يل له نكاح المة الكتابية لقوله تعال } ومن ل يستطع منكم‬
‫طول أن ينكح الصنات الؤمنات فمن ما ملكت أيانكم من فتياتكم الؤمنات {‬
‫____________________‬

‫ولنا إن كانت لكافر سترق ولده منها وإن كانت لسلم ل يومن أن يبيعها من كافر فيسترق‬
‫ولده منها وأما المة السلمة فإنه إن كان الزوج حرا نظرت فإن ل يش العنت وهو الزنا ل يل‬
‫له نكاحها لقوله تعال } ومن ل يستطع منكم طول أن ينكح الصنات الؤمنات فمن ما ملكت‬
‫أيانكم من فتياتكم الؤمنات { إل قوله عز وجل } ذلك لن خشي العنت منكم { فدل على أنا‬
‫ل تل لن ل يش العنت‬
‫وإن خشي العنت ول تكن عنده حرة ول يد طول وهو ما يتزوج به حرة ول ما يشتري به أمة‬
‫جاز له نكاحها للية وإن وجد ما يتزوج به حرة مسلمة ل يل له نكاح المة لقوله تعال } ومن‬
‫ل يستطع منكم طول أن ينكح الصنات الؤمنات فمن ما ملكت أيانكم {‬
‫فدل على أنه إذا استطاع ما ينكح به مصنة مومنة أنه ل ينكح المة وإن وجد ما يتزوج به حرة‬
‫كتابية أو يشتري به أمة ففيه وجهان أحدها يوز لقوله تعال } ومن ل يستطع منكم طول أن‬
‫ينكح الصنات الؤمنات فمن ما ملكت أيانكم { وهذا غي مستطيع أن ينكح الصنات‬
‫الومنات‬
‫والثان ل يوز وهو الصحيح لقوله تعال } ذلك لن خشي العنت منكم {‬
‫وهذا ل يشى العنت‬
‫وإن كانت عنده حرة ل يقدر على وطئها لصغر أو لرتق أو لضن من مرض ففيه وجهان أحدها‬
‫يل له نكاح المة لنه يشى العنت‬
‫والثان ل يل لن تته حرة فل يل له نكاح المة والصحيح هو الول فإن ل تكن عنده حرة ول‬
‫يقدر على طول حرة وخشي العنت فتزوج أمة ث تزوج حرة أو وجد طول حرة أو أمن العنت ل‬
‫يبطل نكاح المة‬
‫وقال الزن إذا وجد صداق حرة بطل نكاح المة لن شرط الباحة قد زال وهذا خطأ لن زوال‬
‫الشرط بعد العقد ل حكم له كما لو أمن العنت بعد العقد وإن كان الزوج عبدا حل له نكاح‬
‫المة وإن وجد صداق حرة ول يف العنت لنا مساوية له فلم يقف نكاحها على خوف العنت‬
‫وعدم صداق الرة كالرة ف حق الر‬
‫فصل نكاح العبد مولته ويرم على العبد نكاح مولته لن أحكام اللك والنكاح تتناقض فإن‬
‫الرأة بكم اللك تطالبه بالسفر إل الشرق والعبد بكم النكاح يطالبها بالسفر إل الغرب والرأة‬
‫بكم النكاح تطالبه بالنفقة والعبد بكم اللك يطالبها بالنفقة وإن تزوج العبد حرة ث اشترته‬
‫انفسخ النكاح لن ملك اليمي أقوى لنه يلك به الرقبة والنفعة فأسقط النكاح‬
‫ويرم على الول أن يتزوج أمته لن النكاح يوجب للمرأة حقوقا ينع منها ملك اليمي فبطل‬
‫وإن تزوج جارية ث ملكها انفسخ النكاح لا ذكرناه ف العبد إذا تزوج حرة ث اشترته‬
‫فصل نكاح الب جارية ابنه ويرم على الب نكاح جارية ابنه لن له فيها شبهة تسقط الد‬
‫بوطئها فلم يل له نكاحها كالارية الشتركة بينه وبي غيه فإن تزوج جارية أجنب ث ملكها ابنه‬
‫ففيه وجهان أحدها أنه يبطل النكاح لن ملك البن كملكه ف إسقاط الد وحرمة الستيلد‬
‫فكان كملكه ف إبطال النكاح‬
‫والثان ل يبطل لنه ل يلكها بلك البن فلم يبطل النكاح‬
‫فصل ف نكاح العتدة ول يوز نكاح العتدة من غيه لقوله تعال } ول تعزموا عقدة النكاح حت‬
‫يبلغ الكتاب أجله { ولن العدة وجبت لفظ النسب فلو جوزنا فيها النكاح اختلط النسب‬
‫وبطل القصود‬
‫ويكره نكاح الرتابة بالمل بعد انقضاء العدة لنه ل يومن أن تكون حامل من غيه فإن تزوجها‬
‫ففيه وجهان أحدها وهو قول أب العباس أن النكاح باطل لنا مرتابة بالمل فلم يصح نكاحها‬
‫كما لو حدثت الريبة قبل انقضاء العدة‬
‫والثان وهو قول أب سعيد وأب إسحاق أنه يصح وهو الصحيح لنا النكاح ويوز نكاح الامل‬
‫من الزنا لن حلها ل يلحق بأحد فكان وجوده كعدمه‬
‫فصل ف العدد ف الزواج ويرم على الر أن يتزوج بأكثر من أربع نسوة لقوله تعال } فانكحوا‬
‫ما طاب لكم من النساء مثن وثلث ورباع { ريبة حدثت بعد انقضاء العدة فلم تنع صحة العقد‬
‫كما لو حدثت بعد‬
‫____________________‬

‫وروى عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أن غيلن بن سلمة أسلم وتته عشر نسوة فقال له النب‬
‫صلى ال عليه وسلم خذ منهن أربعا ويرم على العبد أن يمع بي أكثر من مرأتي‬
‫وقال أبو ثور يل له أن يمع بي أربع وهذا خطأ لا روي أن عمر رضي ال عنه خطب وقال من‬
‫يعلم ماذا يل للمملوك من النساء فقال رجل أنا‬
‫فقال كم قال اثنتان فسكت عمر وروي ذلك عن علي وعبد الرحن بن عوف رضي ال عنهما‬
‫فصل ف نكاح الشغار ول يوز نكاح الشغار وهو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته من رجل على‬
‫أن يزوجه ذلك ابنته أو أخته ويكون بضع كل واحدة منهما صداقا للخرى لا روى ابن عمر‬
‫رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى عن الشغار والشغار أن يزوج الرجل ابنته‬
‫من الرجل على أن يزوجه الخر ابنته وليس بينهما صداق ولنه أشرك ف البضع بينه وبي غيه‬
‫فبطل العقد كما لو زوج ابنته من رجلي‬
‫فأما إذا قال زوجتك ابنت على أن تزوجن ابنتك صح النكاحان لنه ل يصل التشريك ف البضع‬
‫وإنا حصل الفساد ف الصداق وهو أنه جعل الصداق أن يزوجه ابنته فبطل الصداق وصح‬
‫النكاح‬
‫وإن قال زوجتك ابنت بائة على أن تزوجن ابنتك بائة صح النكاحان ووجب مهر الثل لن‬
‫الفساد ف الصداق وهو شرطه مع الائة تزويج ابنته فأشبه السألة قبلها‬
‫وإن قال زوجتك ابنت بائة على أن تزوجن ابنتك بائة ويكون بضع كل واحدة منهما صداقا‬
‫للخرى ففيه وجهان أحدها يصح لن الشغار هو الال من الصداق وههنا ل يل من الصداق‬
‫والثان ل يصح وهو الذهب لن البطل هو التشريك ف البضع وقد اشترك ف البضع‬
‫فصل ف نكاح التعة ول يوز نكاح التعة وهو أن يقول زوجتك ابنت يوما أو شهرا لا روى ممد‬
‫بن علي رضي ال عنهما أنه سع أباه علي ابن أب طالب كرم ال وجهه وقعد لقي ابن عباس‬
‫وبلغه أنه يرخص ف متعة النساء فقال له علي كرم ال وجهه إنك مرؤ تائه إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم نى عنها يوم خيب وعن لوم المر النسية ولنه عقد يوز مطلقا فلم يصح‬
‫موقتا كالبيع ولنه نكاح ل يتعلق به الطلق والظهار والرث وعدة الوفاة فكان باطل كسائر‬
‫النكحة الباطلة‬
‫فصل ف نكاح اللل ول يوز نكاح اللل وهو أن ينكحها على أنه إذا وطئها فل نكاح بينهما‬
‫وأن يتزوجها على أن يللها للزوج الول لا روى هزيل عن عبد ال قال لعن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم الواصلة والوصولة والواشة والوشومة واللل واللل له وآكل‬
‫____________________‬

‫الربا ومطعمه ولنه نكاح شرط انقطاعه دون غايته فشابه نكاح التعة وإن تزوجها على أنه إذا‬
‫وطئها طلقها ففيه قولن أحدها أنه باطل لا ذكرناه من العلة‬
‫والثان أنه يصح لن النكاح مطلق وإنا شرط قطعه بالطلق فبطل الشرط وصح العقد فإن‬
‫تزوجها واعتقد أنه يطلقها إذا وطئها كره ذلك لا روى أبو مرزوق التجين أن رجل أتى عثمان‬
‫رضي ال عنه فقال إن جاري طلق امرأته ف غضبه ولقي شدة فأردت أن أحتسب نفسي ومال‬
‫فأتزوجها ث أبن با ث أطلقها فترجع إل زوجها الول فقال له عثمان رضي ال عنه ل تنكحها‬
‫إل بنكاح رغبة فإن تزوج على هذه النية صح النكاح لن العقد إنا يبطل با شرط ل با قصد‬
‫ولذا لو اشترى عبدا بشرط أل يبيعه بطل ولو اشتراه بنية أل يبيعه ل يبطل‬
‫فصل وإن تزوج بشرط اليار بطل العقد لنه عقد يبطله التوقيت فبطل باليار الباطل كالبيع‬
‫وإن شرط أل يتسرى عليها أو ل ينقلها من بلدها بطل الشرط لنه يالف مقتضى العقد ول‬
‫يبطل العقد لنه ل ينع مقصود العقد وهو الستمتاع فإن شرط أل يطأها ليل بطل الشرط لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم الومنون على شروطهم إل شرطا أحل حراما أو حرم حلل فإن كان‬
‫الشرط من جهة الرأة بطل العقد وإن كان من جهة الزوج ل يبطل لن الزوج يلك الوطء ليل‬
‫ونارا وله أن يترك فإذا شرط أل يطأها فقد شرط ترك ماله تركه والرأة يستحق عليها الوطء ليل‬
‫ونارا فإذا شرطت أل يطأها فقد شرطت منع الزوج من حقه وذلك يناف مقصود العقد فبطل‬
‫فصل ف التعريض ف الطبة بالعتدة ويوز التعريض بطبة العتدة عن الوفاة والطلق الثلث‬
‫لقوله تعال } ول جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء { ولا روت فاطمة بنت قيس أن‬
‫أبا حفص بن عمرو طلقها ثلثا فأرسل إليها النب صلى ال عليه وسلم ل تسبقين بنفسك‬
‫فزوجها بأسامة رضي ال عنه‬
‫ويرم التصريح بالطبة لنه لا أباح التعريض دل على أن التصريح مرم ولن التصريح ل يتمل‬
‫غي النكاح فل يومن أن يملها الرص على النكاح فتخب بانقضاء العدة والتعريض يتمل غي‬
‫النكاح فل يدعوها إل الخبار بانقضاء العدة‬
‫وإن خالعها زوجها فاعتدت ل يرم على الزوج التصريح بطبتها لنه يوز له نكاحها فهو معها‬
‫كالجنب مع الجنبية ف غي العدة ويرم على غيه التصريح بطبتها لنا مرمة عليه وهل يرم‬
‫التعريض فيه قولن أحدها يرم لن الزوج يلك أن يستبيحها ف العدة فلم يز لغيه التعريض‬
‫بطبتها كالرجعية‬
‫والثان ل يرم لنا معتدة بائن فلم يرم التعريض بطبتها كالطلقة ثلثا والتوف عنها زوجها‬
‫والرأة ف الواب كالرجل ف الطبة فيما يل وفيما يرم لن الطبة للعقد فل يوز أن يتلفا ف‬
‫تليله وتريه‬
‫والتصريح أن يقول إذا انقضت عدتك تزوجتك أو ما أشبهه‬
‫والتعريض أن يقول رب راغب فيك وقال الزهري أنت جيلة وأنت مرغوب فيك وقال ماهد‬
‫مات رجل وكانت امرأته تتبع النازة فقال لا رجل ل تسبقينا بنفسك‬
‫فقالت قد سبقك غيك ويكره التعريض بالماع لقوله تعال } ولكن ل تواعدوهن سرا {‬
‫وفسر الشافعي رحه ال السر بالماع فسماه سرا لنه يفعل سرا وأنشد فيه قول امرىء القيس )‬
‫الطويل ( أل زعمت بسباسة اليوم أنن كبت أل يسن السر أمثال ولن ذكر الماع دناءة‬
‫وسخف‬
‫فصل ف الطبة على خطبة الخر ومن خطب امرأة فصرح له بالجابة حرم على غيه خطبتها إل‬
‫أن يأذن فيه الول لا روعى ابن عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى أن‬
‫يطب الرجل على خطبة أخيه حت يترك الاطب الول أو يأذن له فيخطب وإن ل يصرح له‬
‫بالجابة ول يعرض له ل يرم على غيه لا روي أن فاطمة بنت قيس قالت لرسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إن معاوية وأبا الهم خطبان فقال رسول‬
‫____________________‬

‫ال صلى ال عليه وسلم أماأبو الهم فل يضع العصا عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك ل مال له‬
‫فانكحي أسامة‬
‫وإن عرض له بالجابة ففيه قولن قال ف القدي ترم خطبتها لديث ابن عمر رضي ال عنه ولن‬
‫فيه إفسادا لا تقارب بينهما‬
‫وقال ف الديد ل ترم لنه ل يصرح له بالجابة فأشبه إذا سكت عنه فإن خطب على خطبة‬
‫أخيه ف الوضع الذي ل يوز فتزجها صح النكاح لن الرم سبق العقد فلم يفسد به العقد وبال‬
‫التوفيق‬
‫باب اليار ف النكاح والرد بالعيب إذا وجد الرجل امرأته منونة أو مذومة أو برصاء أو رتقاء‬
‫وهي الت انسد فرجها أو قرناء وهي التت ف فرجها لم ينع الماع ثبت له اليار وإن وجدت‬
‫الرأة زوجها منونا أو مذوما أو أبرص أو مبوبا أو عنينا ثبت لا اليار لا روى زيد بن كعب بن‬
‫عجرة‬
‫قال تزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم امرأة من بن غفار فرأى بكشحها بياضا‬
‫فقال لا النب صلى ال عليه وسلم البسي ثيابك والقي بأهلك فثبت الرد بالبص بالب وثبت‬
‫ف سائر ما ذكرناه بالقياس على البص لنا ف معناه ف منع الستمتاع‬
‫وإن وجد أحدها الخر وله فرج الرجال وفرج النساء ففيه قولن أحدها يثبت له اليار لن‬
‫النفس تعاف عن مباشرته فهو كالبرص‬
‫والثان ل خيار له لنه يكنه الستمتاع به‬
‫وإن وجدت الرأة زوجها خصيا ففيه قولن أحدها لا اليار لن النفس تعافه‬
‫والثان ل خيار لا لنا تقدر على الستمتاع به‬
‫وإن وجد أحدها بالخر عيبا وبه مثله بأن وجده أبرص وهو أبرص ففيه وجهان أحدها له اليار‬
‫لن النفس تعاف من عيب غيها وإن كان با مثله‬
‫والثان ل خيار له لنما متساويان ف النقص فلم يثبت لما اليار كما لو تزوج عبد بأمة وإن‬
‫حدث بعد العقد عيب يثبت به اليار فإن كان بالزوج ثبت لا اليار لن ما ثبت به اليار إذا‬
‫كان موجودا حال العقد ثبت به اليار إذا حدث بعد العقد كالعسار بالهر والنفقة وإن كان‬
‫بالزوجة ففيه قولن أحدها يثبت به اليار وهو قوله ف الديد وهو الصحيح لن ما ثبت به‬
‫اليار ف ابتداء العقد ثبت به اليار إذا حدث بعده كالعيب ف الزوج‬
‫والثان وهو قوله ف القدي أنه ل خيار له لنه يلك أن يطلقها‬
‫فصل ف ثبوت خيار العيب واليار ف هذه العيوب على الفور لنه خيار ثبت بالعيب فكان على‬
‫الفور كخيار العيب ف البيع ول يوز الفسخ إل عند الاكم لنه متلف فيه‬
‫فصل الفسخ قبل الدخول يسقط الهر وإن فسخ قبل الدخول سقط الهر لنه إن كانت الرأة‬
‫فسخت كانت الفرقة من جهتها فسقط مهرها وإن كان الرجل هو الذي فسخ إل أنه فسخ لعن‬
‫من جهة الرأة وهو التدنيس بالعيب فصار كأنا اختارت الفسخ وإن كان الفسخ بعد الدخول‬
‫سقط السمى ووجب مهر الثل لنه يستند الفسخ إل سبب قبل العقد فيصي الوطء كالاصل ف‬
‫نكاح فاسد فوجب مهر الثل وهل يرجع به على من غره فيه قولن قال ف القدي يرجع لنه غره‬
‫حت دخل ف العقد ) وقال ف الديد ل يرجع لنه حصل له ف مقابلته الوطء فإن قلنا يرجع فإن‬
‫كان الرجوع على الول رجع بميعه وإن كان على الرأة ففيه وجهان أحدها يرجع بميعه‬
‫كالول‬
‫والثان يبقي منه شيئا حت ل يعري الوطء عن بدل وإن طلقها قبل الدخول ث علم أنه كان با‬
‫عيب ل يرجع بالنصف لنه رضي بإزالة اللك والتزام نصف الهر فلم يرجع به‬
‫فصل تزويج الول عليه من به هذه العيوب ول يوز لول الرأة الرة ول لسيد المة ول لول‬
‫الطفل تزويج الول عليه من به هذه العيوب لن ف ذلك إضرارا بالول عليه فإن خالف وزوج‬
‫فعلى ما ذكرناه فيمن زوج الرأة من غي كفء وإن دعت الرأة الول أن يزوجها بجنون ل يلزمه‬
‫____________________‬

‫تزويها لن عليه ف ذلك عارا وإن دعت إل نكاح مبوب‬


‫أو عني ل يكن له أن يتنع لنه ل ضرر عليه ف ذلك وإن دعت إل نكاح مذوم أو أبرص ففيه‬
‫وجهان أحدها له أن يتنع لن عليه ف ذلك عارا‬
‫والثان ليس له أن يتنع لن الضرر عليها دونه‬
‫فصل رضا الرأة بالعيب وإن حدث العيب بالزوج ورضيت به الرأة ل يبها لول على الفسخ‬
‫لن حق الول ف ابتداء العقد دون الستدامة ولذا لو دعت ) الرة ( إل نكاح عبد كان للول‬
‫أن يتنع ولو أعتقت تت عبد فاختارت القام معه ل يكن للول إجبارها على الفسخ‬
‫فصل الدعوى على الزوج انه عني إذا ادعت الرأة على الزوج أنه عني وأنكر الزوج فالقول‬
‫قوله مع يينه فإن نكل ردت اليمي على الرأة وقال أبو سعيد الصطخري يقضى عليه بنكوله‬
‫ول تلف الرأة لنه أمر ل تعلمه‬
‫والذهب الول لنه حق نكل فيه الدعى عليه عن اليمي فردت على الدعي كسائر القوق‬
‫وقوله إنا ل تعلمه يبطل باليمي ف كناية الطلق وكناية القذف فإذا حلفت الرأة أو اعترف‬
‫الزوج أجله ) الاكم ( سنة لا روى سعيد بن السيب أن عمر رضي ال عنه قضى ف العني أن‬
‫يوجل سنة‬
‫وعن علي عليه السلم وعبد ال والغية بن شعبة رضي ال عنهم نوه ولن العجز عن لوطء قد‬
‫يكون بالتعني وقد يكون لعارض من حرارة أو برودة أو رطوبة أو يبوسة فإذا مضت عليه‬
‫الفصول الربعة واختلفت عليه الهوية ول يزل دل على أنه خلقة ول تثبت الدة إل بالاكم لنه‬
‫يتلف فيها بلف مدة اليلء فإن جامعها ف الفرج سقطت الدة وأدناه أن يغيب الشفة ف‬
‫الفرج لن أحكام الوطء تتعلق به ول تتعلق با دونه فإن كان بعض الذكر مقطوعا ل يرج من‬
‫التعني إل بتغييب جيع ما بقي‬
‫ومن أصحابنا من قال إذا غيب من الباقي بقدر الشفة خرج من حكم التعني لن الباقي قائم‬
‫مقام الذكر‬
‫ومن أصحابنا من قال إذا غيب من الباقي بقدر الشفة خرج من حكم التعني لن الباقي قائم‬
‫مقام الذكر‬
‫والذهب الول لنه إذا كان الذكر سليما فهناك حد يكن اعتباره وهو الشفة وإذا كان‬
‫مقطوعا فليس هناك حد يكن اعتباره فاعتب الميع وإن وطئها ف الدبر ل يرج من حكم التعني‬
‫لنه ليس بحل للوطء ولذا ل يصل به الحلل للزوج الول وإن وطىء ف الفرج وهي حائض‬
‫سقطت الدة لنه مل للوطء وإن ادعى أنه وطئها فإن كانت ثيبا فالقول قوله مع يينه لنه ل‬
‫يكن إثباته بالبينة وإن كانت بكرا فالقول قولا لن الظاهر أنه ل يطأها فإن قال الزوج وطئت‬
‫ولكن عادت البكارة حلفت لواز أن يكون قد ذهبت البكارة ث عادت‬
‫فصل ف القام مع الزوج وإن اختارت القام معه قبل انقضاء الجل ففيه وجهان أحدها يسقط‬
‫خيارها لنا رضيت بالعيب مع العلم‬
‫والثان ل يسقط خيارها لنه إسقاط حق قبل ثبوته فلم يصح كالعفو عن الشفعة قبل البيع وإن‬
‫اختارت القام بعد انقضاء الجل سقط حقها لنه إسقاط حق بعد ثبوته وإن أرادت بعد ذلك أن‬
‫ترجع وتطالب بالفسخ ل يكن لا لنه خيار ثبت بعيب وقد أسقطته فلم يز أن ترجع فيه فإن ل‬
‫يامعها حت انقضى الجل وطالبت بالفرقة فرق الاكم بينهما لنه متلف فيه وتكون الفرقة‬
‫فسخا لنه فرقة ل تقف على إيقاع الزوج ول من ينوب عنه فكانت فسخا كفرقة الرضاع وإن‬
‫تزوج مرأة ووطئها ث عن ) منها ( ل تضرب الدة لن القدرة يقي فل تترك بالجتهاد‬
‫فصل الب يثبت اليار وإن وجدت الرأة زوجها مبوبا ثبت لا اليار ف الال لن عجزه‬
‫متحقق‬
‫فإن كان بعضه مبوبا وبقي ما يكن الماع به فقالت الرأة ل يتمكن من الماع به وقال الزوج‬
‫أتكن ففيه وجهان أحدها أن القول قوله لن له ما يكن الماع بثله فقبل قوله كما لو اختلفا‬
‫وله ذكر قصي‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أن القول قول الرأة لن الظاهر معها فإن الذكر إذا قطع بعضه‬
‫ضعف‬
‫وإن اختلفا ف القدر الباقي هل يكن الماع به فالقول قول الرأة لن الصل عدم المكان‬

‫____________________‬

‫فصل ف التزويج على صفة إذا تزوجت امرأة رجل على أنه على صفة فخرج بلفها أو على‬
‫نسب فخرج بلفه ففيه وجهان أحدها أن العقد باطل لن الصفة مقصودة كالعي ث اختلف‬
‫العي يبطل العقد فكذلك اختلف الصفة ولنا ل ترض بنكاح هذا الزوج فلم يصح كما لو‬
‫أذنت ف نكاح رجل على صفة فزوجت من هو على غي تلك الصفة‬
‫والقول الثان أنه يصح العقد وهو الصحيح لن ما ل يفتقر العقد إل ذكره إذا ذكره وخرج‬
‫بلفه ل يبطل العقد كالهر فعلى هذا إن خرج أعلى من الشروط ل يثبت اليار لن اليار يثبت‬
‫للنقصان ل للزيادة فإن خرج دونا فإن كان عليها ف ذلك نقص بأن شرط أنه حر فخرج عبدا‬
‫أو أنه جيل فخرج قبيحا أو أنه عرب فخرج عجميا ثبت لا اليار لنه نقص ل ترض به وإن ل‬
‫يكن عليها نقص بأن شرطت أنه عرب فخرج عجميا وهي عجمية ففيه وجهان أحدها لا اليار‬
‫لنا ما رضيت أن يكون مثلها‬
‫والثان ل خيار لا لنا ل نقص عليها ف حق ول كفاءة‬
‫فصل ف الغرر وإن كان الغرر من جهة الرأة نظرت فإن تزوجها على أنا حرة فكانت أمة وهو‬
‫من يل له نكاح المة ففي صحة النكاح قولن فإن قلنا إنه باطل فوطئها لزمه مهر الثل‬
‫وهل يرجع به على الغار فيه قولن أحدها ل يرجع لنه حصل له ف مقابلته الوطء‬
‫والثان يرجع لن الغار ألأه إليه فإن كان الذي غره غي الزوجة رجع عليه وإن كانت هي‬
‫الزوجة رجع عليها إذا عتقت وإن كان وكيل السيد رجع عليه ف الال وإن أحبلها فضمن قيمة‬
‫الولد رجع با على من غره‬
‫وإن قلنا إنه صحيح فهل يثبت له اليار فيه قولن أحدها ل خيار له لنه يكنه أن يطلق‬
‫والثان له اليار وهو الصحيح لن ما ثبت به اليار للمرأة ثبت به اليار للرجل كالنون وقال‬
‫أبو إسحق إن كان الزوج عبدا فل خيار له قول واحدا لنه مثلها‬
‫والصحيح أنه ل فرق بي أن يكون حرا أو عبدا لن عليه ضررا ل يرض به وهو استرقاق ولده‬
‫منها وعدم الستمتاع با ف النهار فإن فسخ فالكم فيها كالكم فيه إذا قلنا إنه باطل‬
‫وإن قلنا ل خيار له أو له اليار ول يفسخ فهو كالنكاح الصحيح فإن وطئها قبل العلم بالرق‬
‫فالولد حر لنه ل يرض برقه وإن وطئها بعد العلم بالرق فالولد ملوك لنه رضي برقه‬
‫وإن غرته بصفة غي الرق أو بنسب ففي صحة النكاح القولن فإن قلنا إنه باطل ودخل با‬
‫وجب مهر الثل وهل يرجع به على من غره على القولي فإن قلنا يرجع فإن كان الغرور من‬
‫غيها رجع بالميع وإن كان منها ففيه وجهان أحدها يرجع بالميع كما يرجع على غيها‬
‫والثان يبقي منه شيئا حت ل يعري الوطء عن بدل وإن قلنا إنه صحيح فإن كان الغرور بنسب‬
‫فخرجت أعلى منه ل يثبت اليار وإن خرجت دونه ولكنه مثل نسبه أو أعلى منه ل يثبت اليار‬
‫وإن كان دون نسبه ففيه وجهان أحدها له اليار لنه ل يرض أن تكون دونه‬
‫والثان ل خيار له لنه ل نقص على الزوج بأن تكون الرأة دونه ف الكفاءة‬
‫فإن قلنا إن له اليار فاختار الفسخ فالكم فيه كالكم فيه إذا قلنا إنه باطل وإن اختار القام فهو‬
‫كما قلنا إنه صحيح وقد بيناه‬
‫فصل فيما إذا تزوج امرأة على غي شرط وإن تزوج امرأة من غي شرط يظنها حرة فوجدها أمة‬
‫فالنكاح صحيح والنصوص أنه ل خيار له وقال فيمن تزوج حرة يظنها مسلمة فخرجت كتابية‬
‫إن له اليار‬
‫فمن أصحابنا من نقل جوابه ف كل واحدة ) من السألتي ( إل الخرى وجعلهما على قولي‬
‫أحدها له اليار لن الرة الكتابية أحسن حال من المة لن الولد منها حر والستمتاع با تام‬
‫فإذا جعل له اليار فيها كان ف المة والولد منها رقيق والستمتاع با ناقص أول‬
‫والقول الثان ل خيار له لن العقد وقع مطلقا فهو كما لو ابتاع شيئا يظنه على صفة فخرج‬
‫بلفها فإنه ل يثبت له اليار فكذلك ههنا وإذا ل يعل له اليار ف المة ففي الكتابية أول‬
‫ومنهم من حلهما على ظاهر النص فقال له اليار ف الكتابية ول خيار له ف المة لن ف الكتابية‬
‫ليس من جهة الزوج تفريط لن الظاهر من ل غيار عليه أنه ول مسلمة وإنا التفريط من جهة‬
‫الول ف ترك الغيار وف المة التفريط من جهة الزوج ف ترك السوال‬
‫فصل فيما إذا عتقت المة وزوجها حر إذا أعتقت المة وزوجها حر ل يثبت لا اليار لا روت‬
‫عائشة رضي ال عنها قالت أعتقت بريرة فخيها رسول ال صلى ال عليه وسلم ف زوجها‬
‫وكان عبدا فاختارت نفسها ولو كان حرا ما خيها رسول ال صلى ال عليه وسلم ولنه ل‬
‫ضرر عليها ف كونا‬
‫____________________‬

‫حرة تت حر ولذا ل يثبت به اليار ف ابتداء النكاح فل يثبت به اليار ف استدامته وإن‬
‫أعتقت تت عبد ثبت لا اليار لديث عائشة رضي ال عنها ولن عليها عارا وضررا ف كونا‬
‫تت عبد ولذا لو كان ذلك ف ابتداء النكاح ثبت لا اليار فثبت به اليار ف استدامته ولا أن‬
‫تفسخ بنفسها لنه خيار ثابت بالنص فلم يفتقر إل الاكم وف وقت اليار قولن أحدها أنه على‬
‫الفور لنه خيار لنقص فكان على الفور كخيار العيب ف البيع‬
‫والثان أنه على التراخي لنا لو جعلناه على الفور ل نأمن أن تتار القام أو الفسخ ث تندم فعلى‬
‫هذا ف وقته قولن أحدها يتقدر بثلثة أيام لنه جعل حدا لعرفة الظ ف اليار ف البيع‬
‫والثان أن لا اليار إل أن تكنه من وطئها لنه روي ذلك عن ابن عمر وحفصة بنت عمر رضي‬
‫ال عنهما وهو قول الفقهاء السبعة سعيد بن السيب وعروة بن الزبي والقاسم بن ممد وأبو بكر‬
‫بن عبد الرحن بن الارث بن هشام وخارجة بن زيد بن ثابت وعبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن‬
‫مسعود وسليمان بن يسار رضي ال عنهم فإن أعتقت ول تتر الفسخ حت وطئها ث ادعت الهل‬
‫بالعتق فإن كان ف موضع يوز أن يفى عليها العتق فالقول قولا مع يينها لن الظاهر أنا ل تعلم‬
‫وإن كان ف موضع ل يوز أن يفى عليها العتق ل يقبل قولا لن ما تدعيه خلف الظاهر وإن‬
‫علمت بالعتق ولكن ادعت أنا ل تعلم بأن لا اليار ففيه قولن أحدها ل خيار لا كما لو اشترى‬
‫سلعة فيها عيب وادعى أنه ل يعلم أن له اليار‬
‫والثان أن لا اليار لن اليار بالعتق ل يعرفه غي أهل العلم وإن أعتقت وهي صغية ثبت لا‬
‫اليار إذا بلغت وإن كانت منونة ثبت لا اليار إذا عقلت وليس للول أن يتار لن هذه طريقة‬
‫الشهوة فل ينوب عنها الول كالطلق وإن أعتقت فلم تتر حت عتق الزوج ففيه قولن أحدها‬
‫ل يسقط خيارها لنه حق ثبت ف حال الرق فلم يتغي بالعتق كما لو وجب عليه حد ث أعتق‬
‫والثان يسقط لن اليار ثبت للنقص وقد زال فإن أعتقت وهي ف العدة من طلق رجعي فلها‬
‫أن تترك الفسخ لنتظار البينونة بانقضاء العدة ولا أن تفسخ لنا إذا ل تفسخ ربا راجعها إذا‬
‫قارب انقضاء العدة فإذا فسخت احتاجت أن تستأنف العدة‬
‫وإن اختارت القام ف العدة ل يسقط خيارها لنا جارية إل بينونة فل يصح منها اختيار القام مع‬
‫ما ينافيه وإن أعتقت تت عبد فطلقها قبل أن تتار الفسخ ففيه قولن أحدها أن الطلق ينفذ‬
‫لنه صادف اللك‬
‫والثان ل ينفذ لنه يسقط حقها من الفسخ فعلى هذا إن فسخت ل يقع الطلق وإن ل تفسخ‬
‫حكمنا بوقوع الطلق من حي طلق‬
‫فصل فيما إذا أعتقت وفسخت النكاح وإن أعتقت وفسخت النكاح فإن كان قبل الدخول‬
‫سقط الهر لن الفرقة من جهتها وإن كان بعد الدخول نظرت فإن كان العتق بعد الدخول استقر‬
‫السمى وإن كان قبله ) ودخل با ول تعلم بالعتق (‬
‫سقط السمى ووجب مهر الثل لن العتق وجد قبل الدخول فصار كما لو وجد الفسخ قبل‬
‫الدخول ويب الهر للمول لنه وجب بالعقد ف ملكه‬
‫وإن كانت مفوضة فأعتقت فاختارت الزوج وفرض لا الهر بعد العتق ففي الهر قولن إن قلنا‬
‫يب بالعقد كان للمول لنه وجب قبل العتق وإن قلنا يب بالفرض كان لا لنه وجب بعد‬
‫العتق‬
‫فصل فيمن تزوج عبد مشرك حرة مشركة ث أسلما وإن تزوج عبد مشرك حرة مشركة ث أسلما‬
‫ففيه وجهان أحدها ل خيار لا لنا دخلت ف العقد مع العلم برقه‬
‫والثان وهو ظاهر النص أن لا أن تفسخ النكاح لن الرق ليس بنقص ف الكفر وإنا هو نقص ف‬
‫السلم فيصي كنقص حدث بالزوج فيثبت لا اليار‬
‫وإن تزوج العبد الشرك أمة فدخل با ث أسلمت وتلف لعبد فأعتقت المة ثبت لا اليار لنا‬
‫عتقت تت عبد‬
‫وإن أسلم العبد وتلفت الرأة ففيه وجهان أحدها وهو قول أب الطيب بن سلمة أنه ل يثبت لا‬
‫اليار وهو ظاهر ما نقله الزن والفرق بينها وبي ما قبلها أن هناك المر موقوف على إسلم‬
‫الزوج فإذا ل تفسخ ل تأمن أل يسلم حت يقارب انقضاء العدة ث يسلم فتفسخ النكاح فتطول‬
‫العدة وههنا المر موقوف على إسلمها فأي وقت شاءت أسلمت وثبت النكاح فلم يثبت لا‬
‫الفسخ‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه يثبت لا اليار كالسألة قبلها وأنكر ما نقله الزن‬
‫فصل فيما إذا ملك مائة دينار والمة تساوي مائة إذا ملك مائة دينار وأمة قيمتها مائة دينار‬
‫وزوجها من عبد بائة ووصى بعتقها فأعتقت قبل الدخول فلم يثبت لا اليار لنا إذا فسخت‬
‫سقط مهرها وإذا سقط الهر عجز الثلث عن عتقها فسقط خيارها فيودي إثبات اليار إل‬
‫إسقاطه فسقط‬

‫____________________‬

‫فصل وإن أعتق عبد وتته أمة ففيه وجهان أحدها يثبت له اليار كما يثبت للمة إذا كان‬
‫زوجها عبدا‬
‫والثان ل يثبت لن رقها ل يثبت به اليار ف ابتداء النكاح فل يثبت به اليار ف استدامته‬
‫باب نكاح الشرك إذا أسلم الزوجان الشركان على صفة لو ل يكن بينهما نكاح جاز لما عقد‬
‫النكاح أقرا على النكاح وإن عقد بغي ول ول شهود لنه أسلم خلق كثي فأقرهم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على أنكحتهم ول يسألم عن شروطه وإن أسلما والرأة من ل تل له كالم‬
‫والخت ل يقرا على النكاح لنه ل يوز أن يبتدىء نكاحها فل يوز القرار على نكاحها وإن‬
‫أسلم أحد الزوجي الوثنيي أو الوسيي أو أسلمت الرأة والزوج يهودي أو نصران فإن كان‬
‫قبل الدخول تعجلت الفرقة وإن كان بعد الدخول وقفت الفرقة على انقضاء العدة فإن أسلم‬
‫الخر قبل انقضائها فهما على النكاح وإن ل يسلم حت انقضت العدة حكم بالفرقة‬
‫وقال أبو ثور إن أسلم الزوج قبل الزوجة وقعت الفرقة وهذا خطأ لا روى عبد ال بن شبمة أن‬
‫الناس كانوا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم يسلم الرجل قبل الرأة والرأة قبل الرجل‬
‫فأيهما أسلم قبل انقضاء عدة الرأة فهي امرأته وإن أسلم بعد انقضاء العدة فل نكاح بينهما‬
‫والفرقة الواقعة باختلف الدين فسح لنا فرقة عريت عن لفظ الطلق ونيته فكانت فسخا‬
‫كسائر الفسوخ‬
‫فصل وإن أسلم الر وتته أكثر من أربع نسوة وأسلمن معه لزمه أن يتار أربعا منهن لا روى ابن‬
‫عمر رضي ال عنه أن غيلن أسلم وتته عشر نسوة فأمره النب صلى ال عليه وسلم أن يتار‬
‫منهن أربعا ولن ما زاد على أربع ل يوز إقرار السلم عليه فإن امتنع أجب عليه بالبس والتعزير‬
‫لنه حق توجه عليه ل تدخله النيابة فأجب عليه فإن أغمي عليه ف البس خلي إل أن يفيق لنه‬
‫خرج عن أن يكون من أهل الختيار فخلي كما يلى من عليه دين إذا أعسر به فإن أفاق أعيد‬
‫إل البس والتعزير إل أن يتار ويوخذ بنفقة جيعهن إل أن يتار لنن مبوسات عليه بكم‬
‫النكاح‬
‫والختيار أن يقول اخترت نكاح هولء الربع فينفسخ نكاح البواقي أو يقول اخترت فراق‬
‫هولء فيثبت نكاح البواقي‬
‫وإن طلق واحدة منهن كان ذلك اختيارا لنكاحها لن الطلق ل يكون إل ف زوجة وإن ظاهر‬
‫منها أو آل ل يكن ذلك اختيار إل أنه قد ياطب به غي الزوج‬
‫وإن وطىء واحدة ففيه وجهان أحدها أنه اختيار لن الوطء ل يوز إل ف ملك فدل على‬
‫الختيار كوطء البائع الارية البيعة بشرط اليار‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ليس باختيار لنه اختيار للنكاح فلم يز بالوطء كالرجعة وإن قال كلما‬
‫أسلمت واحدة منكن فقد اخترت نكاحها ل يصح لن ) الختيار كالنكاح فلم يز تعليقه على‬
‫الصفة ول ف غي معي وإن قال كلما أسلمت واحدة منكن فقد اخترت فسخ نكاحها ل يصح‬
‫لن ( الفسخ ل يوز تعليقه على الصفة ولن الفسخ إنا يستحق فيما زاد على أربع وقد يوز أل‬
‫يسلم أكثر من أربع فل يستحق فيها الفسخ‬
‫وإن قال كلما أسلمت واحدة فهي طالق ففيه وجهان أحدها يصح وهو ظاهر النص لنه قال‬
‫وإن قال كلما أسلمت واحدة ) منكن ( فقد اخترت فسخ نكاحها ل ) يكف ( شيئا إل أن يريد‬
‫به الطلق فدل على أنه إذا أراد الطلق صح ووجهه أن الطلق يصح تعليقه على الصفات‬
‫والثان وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه ل يصح لن الطلق ههنا يتضمن اختيار الزوجية‬
‫والختيار ل يوز تعليقه على الصفة وحل قول الشافعي رحه ال على من أسلم وله أربع نسوة‬
‫ف الشرك وأراد بذا القول الطلق فإنه يصح لنه طلق ل يتضمن اختيارا فجاز تعليقه على‬
‫الصفة وإن أسلم ث ارتد ل يصح اختياره لن الختيار كالنكاح فلم يصح مع الردة‬
‫وإن أسلم وأحرم فالنصوص أنه يصح اختياره‬
‫فمن أصحابنا من جعلها على قولي أحدها ل يصح كما ل يصح نكاحه‬
‫والثان يصح كما تصح رجعته‬
‫ومنهم من قال إن أسلم ث أحرم ث أسلمن ل يز أن يتار قول واحدا لنه ل يوز أن يبتدىء‬
‫النكاح وهو مرم فل يوز أن يتاره وحل النص عليه وإذا أسلم ث أسلمن ث أحرم فإن له اليار‬
‫لن الحرام طرأ بعد ثبوت اليار‬
‫فصل وإن مات قبل أن يتار ل يقم وارثه مقامه لن الختيار يتعلق بالشهوة فل يقوم فيه غيه‬
‫مقامه وتب على جيعهن العدة لن كل واحدة منهن يوز أن تكون من الزوجات فمن كانت‬
‫حامل اعتدت بوضع المل ومن كانت من ذوات الشهر اعتدت‬
‫____________________‬

‫بأربعة أشهر وعشر ومن كانت من ذوات لقراء اعتدت بالقصى من الجلي من ثلثة أقراء أو‬
‫أربعة أشهر وعشر ليسقط الفرض بيقي ويوقف مياث أربع نسوة إل أن يصطلحن لنا نعلم أن‬
‫فيهن أربع زوجات وإن كان عددهن ثانية فجاء أربع يطلب الياث ل يدفع إليهن شيء لواز أن‬
‫تكون الزوجات غيهن وإن جاء خس دفع إليهن ربع الوقوف لن فيهن زوجة بيقي ول يدفع‬
‫إليهن إل بشرط أنه ل يبق لن حق ليمكن صرف الباقي إل باقي الورثة وإن جاء ست دفع إليهن‬
‫نصف الوقوف لن فيهن زوجتي بيقي وعلى هذا القياس وإن كان فيهن أربع كتابيات ففيه‬
‫وجهان أحدها وهو قول أب القاسم الداركي أنه ل يوقف شيء لنه ل يوقف إل ما تتحقق‬
‫استحقاقه ويهل مستحقه وههنا ل يتحقق الستحقاق لواز أن تكون الزوجات الكتابيات فل‬
‫يرثن‬
‫والثان يوقف لنه ل يوز أن يدفع إل باقي الورثة إل ما يتحقق أنم يستحقونه ويوز أن يكون‬
‫السلمات زوجاته فل يكون الميع لباقي الورثة‬
‫فصل وإن أسلم وتته أختان أو امرأة وعمتها أو امرأة وخالتها وأسلمتا معه لزمه أن يتار إحداها‬
‫لا روي أن ابن الديلمي أسلم وتته أختان فقال له النب صلى ال عليه وسلم اختر أيتهما شئت‬
‫وفارق الخرى وإن أسلم وتته أم وبنت وأسلمتا معه ل يل إما أن يكون قد دخل بواحدة منهما‬
‫أو دخل بما أو دخل بالم دون البنت أو بالبنت دون الم‬
‫فإن ل يكن دخل بواحدة منهما ففيه قولن أحدها يسك البنت وترم الم وهو اختيار الزن لن‬
‫النكاح ف الشرك كالنكاح الصحيح بدليل أنه يقر عليه والم ترم بالعقد على البنت وقد وجد‬
‫العقد والبنت ل ترم إل بالدخول بالم ول يوجد الدخول‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنه يتار من شاء منهما لن عقد الشرك إنا تثبت له الصحة إذا‬
‫انضم إليه الختيار فإذا ل ينضم إليه الختيار فهو كالعدوم‬
‫ولذا لو أسلم وعنده أختان واختار إحداها جعل كأنه عقد عليها ول يعقد على لخرى فإذا‬
‫اختار الم صار كأنه عقد عليها ول يعقد على البنت وإذا اختار البنت صار كأنه عقد عليها ول‬
‫يعقد على الم‬
‫فعلى هذا إذا اختار البنت حرمت ) عليه ( الم على التأبيد لنا أم امرأته وإن اختار الم حرمت‬
‫) عليه ( البنت تري جع لنا بنت امرأة ل يدخل با وإن دخل با حرمت البنت بدخوله بالم‬
‫وأما الم فإن قلنا إنا ترم بالعقد على البنت حرمت لعلتي بالعقد على البنت وبالدخول با وإن‬
‫قلنا إنا ل ترم بالعقد حرمت بعلة وهي الدخول وإن دخل بالم دون البنت فإن قلنا إن الم‬
‫ترم بالعقد على البنت حرمت الم بالعقد على البنت وحرمت البنت بالدخول بالم‬
‫وإن قلنا إن الم ل ترم بالعقد على البنت حرمت البنت بالدخول بالم وثبت نكاح الم وإن‬
‫دخل بالبنت دون الم ثبت نكاح البنت وانفسخ نكاح الم وحرمت ف أحد القولي بالعقد‬
‫وبالدخول وف القول الخر بالدخول‬
‫فصل وإن أسلم وتته أربع إماء فأسلمن معه فإن كان من يل له نكاح المة اختار واحدة منهن‬
‫لنه يوز أن يبتدىء نكاحها فجاز له اختيارها كالرة وإن كان من ل يل له نكاح المة ل يز‬
‫أن يسك واحدة منهن‬
‫وقال أبو ثور يوز لنه ليس بابتداء النكاح فل يعتب فيه عدم الطول وخوف العنت كالرجعة‬
‫وهذا خطأ لنه ل يوز له ابتداء نكاحها فل يوز له اختيارها كالم والخت‬
‫ويالف الرجعة لن الرجعة سد ثلمة ف النكاح والختيار إثبات النكاح ف الرأة فصار كابتداء‬
‫العقد وإن أسلم وتته إماء وهو موسر فلم يسلمن حت أعسر ث أسلمن فله أن يتار واحدة منهن‬
‫لن وقت الختيار عند اجتماع إسلمه وإسلمهن وهو ف هذا الال من يوز له نكاح المة‬
‫فكان له اختيارها وإن أسلم بعضهن وهو موسر وأسلم بعضهن وهو معسر فله أن يتار من‬
‫اجتمع إسلمه وإسلمها وهو معسر ول يتار من اجتمع إسلمه وإسلمها وهو موسر اعتبارا‬
‫بوقت الختيار‬
‫فصل وإن أسلم وعنده أربع إماء فأسلمت منهن واحدة وهو من يوز له نكاح الماء فله أن يتار‬
‫السلمة وله أن ينتظر إسلم البواقي ليختار من شاء منهن فإن اختار فسخ نكاح السلمة ل يكن له‬
‫ذلك لن الفسخ إنا يكون فيمن فضل عمن يلزمه نكاحها‬
‫وليس ههنا فضل فإن خالف وفسخ ول يسلم البواقي لزم نكاح السلمة وبطل الفسخ وإن‬
‫أسلمن فله أن يتار واحدة‬
‫____________________‬

‫فإن اختار نكاح السلمة الت اختار فسخ نكاحها ففيه وجهان أحعدها ليس له ذلك لنا منعنا‬
‫الفسخ فيها لنا ل تكن فاضلة عمن يلزم فيها النكاح وبإسلم غيها صارت فاضلة عمن يلزم‬
‫نكاحها فثبت فيها الفسخ‬
‫والثان وهو الذهب أن له أن يتار نكاحها لن اختيار الفسخ كان قبل وقته فكان وجوده كعدمه‬
‫كما لو اختار نكاح مشركة قبل إسلمها‬
‫فصل وإن أسلم وعنده حرة وأمة وأسلمتا معه ثبت نكاح الرة وبطل نكاح المة لنه ل يوز أن‬
‫يبتدىء نكاح المة مع وجود حرة فل يوز أن يتارها فإن أسلم وأسلمت المة معه وتلفت‬
‫الرة فإن أسلمت قبل انقضاء العدة ثبت نكاحها وبطل نكاح المة كما لو أسلمتا معا وإن‬
‫انقضت العدة ول تسلم بانت باختلف الدين فإن كان من يل له نكاح المة فله أن يسكها‬
‫فصل وإن أسلم عبد وتته أربع ) إماء ( فأسلمن معه لزمه أن يتار ثنتي فإن أعتق بعد إسلمه‬
‫وإسلمهن ل تز له الزيادة على ثنتي لنه ثبت له الختيار وهو عبد‬
‫وإن أسلم وأعتق ث أسلمن أو أسلمن وأعتق ث أسلم لزم نكاح الربع لنه جاء وقت الختيار‬
‫وهو من يوز له أن ينكح أربع نسوة‬
‫فصل وإن تزوج امرأة معتدة من غيه وأسلما فإن كان قبل انقضاء العدة ل يقرا على النكاح لنه‬
‫ل يوز له أن يبتدىء نكاحها فل يوز إقراره على نكاحها وإن كان بعد انقضاء العدة أقرا عليه‬
‫لنه يوز أن يبتدىء نكاحها وإن أسلما وبينهما نكاح متعة ل يقرا عليه لنه إن كان بعد انقضاء‬
‫الدة ل يبق نكاح وإن كان قبله ل يعتقدا تأبيده والنكاح عقد موبد‬
‫وإن أسلما على نكاح شرط فيه اليار لما أو لحدها مت شاء ل يقرا عليه لنما ل يعتقدان‬
‫لزومه والنكاح عقد لزم‬
‫وإن أسلما على نكاح شرط فيه خيار ثلثة أيام فإن كان قبل انقضاء الدة ل يقر عليه لنما ل‬
‫يعتقدان لزومه وإن كان بعد انقضاء الدة أقرا عليه لنما يعتقدان لزومه‬
‫وإن طلق الشرك مرأته ثلثا ث تزوجها قبل زوج ث أسلما ل يقرا عليه لنا ل تل له قبل زوج‬
‫فلم يقرا عليه كما لو أسلم وعنده ذات رحم مرم‬
‫وإن قهر حرب حربية ث أسلما فإن اعتقدا ذلك نكاحا أقرا عليه لنه نكاح لم فيمن يوز ابتداء‬
‫نكاحها فأقرا عليه كالنكاح بل ول ول شهود وإن ل يعتقدا ذلك نكاحا ل يقرا عليه لنه ليس‬
‫بنكاح‬
‫فصل إذا ارتد الزوجان أو أحدها فإن كان قبل الدخول وقعت الفرقة وإن كان بعد الدخول‬
‫وقعت لفرقة على انقضاء العدة فإن اجتمعا على السلم قبل انقضاء العدة فهما على النكاح وإن‬
‫ل يتمعا وقعت الفرقة لنه انتقال ) من دين إل دين ( ينع ابتداء النكاح فكان حكمه ما ذكرناه‬
‫كما لو أسلم أحد الوثنيي‬
‫فصل وإن انتقل الكتاب إل دين ) ل ( يقر أهله عليه ل يقر عليه لنه لو كان على هذا الدين ف‬
‫الصل ل يقر عليه فكذلك إذا نتقل إليه وما الذي يقبل منه فيه ثلثة أقوال أحدها يقبل منه‬
‫السلم أو الدين الذي كان عليه أو دين يقر عليه أهله لن كل واحد من ذلك ما يوز القرار‬
‫عليه‬
‫والثان ل يقبل منه إل السلم لنه دين حق أو الدين الذي كان عليه لنا أقررناه عليه‬
‫والثالث ل يقبل منه إل السلم وهو الصحيح لنه عترف ببطلن كل دين سوى دينه ث‬
‫بالنتقال عنه اعترف ببطلنه فلم يبق إل السلم وإن انتقل الكتاب إل دين يقر أهله عليه ففيه‬
‫قولن أحدها يقر عليه لنه دين يقر أهله عليه فأقر عليه كالسلم‬
‫والثان ل يقر عليه لقوله عز وجل } ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل منه {‬
‫فعلى هذا فيما يقبل منه قولن أحدها يقبل منه السلم أو الدين الذي كان عليه‬
‫والثان ل يقبل منه إل السلم لا ذكرناه وكل من انتقل من الكفار إل دين ل يقر عليه فحكمه‬
‫ف بطلن نكاحه حكم السلم إذا رتد‬
‫فصل وإن تزوج كتاب وثنية ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري أنه ل يقر عليه‬
‫لن كل نكاح ل يقر عليه السلم ل يقر عليه الذمي كنكاح الرتدة‬
‫والثان وهو الذهب أنه يقر عليه لن كل نكاح أقر عليه بعد السلم أقر عليه قبله كنكاح‬
‫الكتابية‬
‫فصل إذا أسلم الوثنيان قبل الدخول ث اختلفا‬
‫فقالت ) الرأة ( أسلم أحدنا قبل صاحبه فانفسخ النكاح وقال الزوج بل أسلمنا‬
‫____________________‬

‫معا فالنكاح على حالة ففيه قولن أحدها أن القول قول الزوج وهو ختيار الزن لن الصل بقاء‬
‫النكاح‬
‫والثان أن القول قول الراأة لن الظاهر معها فإن اجتماع إسلمهما حت ل يسبق أحدها الخر‬
‫متعذر‬
‫قال ف الم إذا أقام الزوج بينة أنما أسلما حي طلعت الشمس أو حي غربت الشمس ل ينفسخ‬
‫النكاح لتفاق إسلمهما ف وقت واحد وهو عند تكامل الطلوع أو الغروب فإن أقام البينة أنما‬
‫أسلما حال طلوع الشمس أو حال غروبا انفسخ نكاحهما لن حال الطلوع والغروب من حي‬
‫يبتدىء بالطلوع ولغروب إل أن يتكامل وذلك مهول‬
‫وإن أسلم الوثنيان بعد الدخول واختلفا فقال الزوج أسلمت قبل انقضاء عدتك فالنكاح باق‬
‫وقالت الرأة بل أسلمت بعد انقضاء عدت فل نكاح بيننا فقد نص ) الشافعي رحه ال تعال (‬
‫على أن القول قول الزوج ونص ف مسألتي على أن القول قول الزوجة إحداها إذا قال الزوج )‬
‫للرجعية ( راجعتك قبل انقضاء العدة فنحن على النكاح وقالت الزوجة بل راجعتن بعد انقضاء‬
‫العدة فالقول قول الزوجة‬
‫والثانية إذا ارتد الزوج بعد الدخول ث أسلم فقال أسلمت قبل انقضاء العدة فالنكاح باق وقالت‬
‫الرأة بل أسلمت بعد انقضاء العدة فالقول قول الرأة‬
‫فمن أصحابنا من نقل جواب بعضها إل بعض وجعل ف السائل كلها قولي أحدها أن القول‬
‫قول الزوج لن الصل بقاء النكاح‬
‫والثان أن القول قول الزوجة لن الصل عدم لسلم والرجعة‬
‫ومنهم من قال هي على ختلف حالي فالذي قال إن القول قول الزوج إذا سبق بالدعوى والذي‬
‫قال القول قول الزوجة إذا سبقت بالدعوى لن قول كل واحد منهما مقبول فيما سبق إليه فل‬
‫يوز إبطاله بقول غيه‬
‫ومنهم من قال هي على اختلف حالي على وجه آخر‬
‫فالذي قال القول قول الزوج أراد إذا اتفقا على صدقه ف زمان ما ادعاه لنفسه بأن قال أسلمت‬
‫) و ( راجعت ف رمضان فقالت ) الرأة صدقت ( لكن انقضت عدت ف شعبان فالقول قول‬
‫الزوج باتفاقهما على السلم بالرجعة ف رمضان واختلفهما ف انقضاء العدة‬
‫والذي قال القول قول الرأة إذا اتفقا على صدقها ف زمان ما ادعته لنفسها بأن قالت انقضت‬
‫عدت ف ) شهر ( رمضان فقال الزوج لكن راجعت أو أسلمت ف شعبان فالقول قول الرأة‬
‫لتفاقهما على انقضاء العدة ف رمضان واختلفهما ف الرجعة والسلم‬
‫كتاب الصداق الستحب أل يعقد النكاح إل بصداق لا روى سعد بن سهل رضي ال عنه أن‬
‫امرأة قالت قد وهبت نفسي لك يا رسول ال صلى ال عليك فرف رأيك فقال رجل زوجنيها‬
‫قال اطلب ولو خاتا من حديد فذهب فلم يىء بشيء فقال النب صلى ال عليه وسلم هل معك‬
‫من القرآن شيء فقال نعم فزوجه با معه من القرآن‬
‫ولن ذلك أقطع للخصومة ويوز من غي صداق لقوله تعال } ل جناح عليكم إن طلقتم النساء‬
‫ما ل تسوهن أو تفرضوا لن فريضة { فأثبت الطلق مع عدم الفرض‬
‫وروى عقبة بن عامر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لرجل إن أزوجك‬
‫فلنة قال نعم قال للمرأة أترضي أن أزوجك فلنا قالت نعم فزوج أحدها من صاحبه فدخل‬
‫عليها ول يفرض لا به صداق فلما حضرته الوفاة قال إن رسول ال صلى ال عليه وسلم زوجن‬
‫فلنة ول أفرض لا صداقا ول أعطها شيئا وإن قد أعطيتها عن صداقها سهمي بيب فأخذت‬
‫سهمه فباعته بائة ألف ولن القصد بالنكاح الوصلة والستمتاع دون الصداق فصح من غي‬
‫صداق‬
‫فصل ويوز أن يكون الصداق قليل لقوله صلى ال عليه وسلم اطلب ولو خاتا من حديد ولنه‬
‫بدل منفعتها فكان تقدير العوض إليها كأجرة منافعها ويوز أن يكون كبيا لقوله عز وجل‬
‫} وآتيتم إحداهن قنطارا { قال معاذ رضي ال عنه لقنطار ألف ومائتا أوقية وقال أبو سعيد‬
‫الدري رضي ال عنه ملء مسك ثور ذهبا والستحب أن يفف لا روت عائشة رضي ال عنها‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال أعظم النساء بركة أيسرهن مونة ولنه إذا ) كثر ( أجحف‬
‫وأضر ودعا إل القت والستحب أل يزيد على خسمائة درهم لا روت عائشة رضي ال عنها‬
‫قالت كان صداق رسول ال صلى ال عليه وسلم لزواجه اثنت عشرة أوقية ونشا أتدرون ما‬
‫النش نصف أوقية وذلك خسمائة ) درهم ( والستحب القتداء به والتبك بتابعته فإن ذكر‬
‫صداق ف السر وصداق ف العلنية‬
‫____________________‬

‫فالواجب ما عقد به العقد لن الصداق يب بالعقد فوجب ما عقد به وإن قال زوجتك ابنت‬
‫بألف وقال الزوج قبلت نكاحها بمسمائة وجب مهر الثل لن الزوج ل يقبل بألف والول ل‬
‫يوجب بمسمائة فسقط الميع ووجب مهر الثل‬
‫ف صل ويوز أن يكون الصداق دينا وعينا وحال وموجل لنه عقد على النفعة فجاز با ذكرناه‬
‫كالجارة‬
‫فصل ويوز أن يكون منفعة كالدمة وتعليم القرآن وغيها من النافع الباحة لقوله عز وجل‬
‫} إن أريد أن أنكحك إحدى ابنت هاتي على أن تأجرن ثان حجج { فجعل الرعي صداقا‬
‫وزوج النب صلى ال عليه وسلم الواهبة من الذي خطبها با معه من القرآن ول يوز أن يكون‬
‫مرما كالمر وتعليم التوراة وتعليم القرآن للذمية ل تتعلمه للرغبة ف السلم ول ما فيه غرر‬
‫كالعدوم والهول ول ما ل يتم ملكه عليه كالبيع قبل القبض ول ما ل يقدر على تسليمه كالعبد‬
‫البق والطي الطائر لنه عوض ف عقد فل يوز با ذكرناه كالعوض ف البيع والجارة فإن تزوج‬
‫على شيء من ذلك ل يبطل النكاح لن فساده ليس بأكثر من عدمه فإذا صح النكاح مع عدمه‬
‫صح مع فساده ويب مهر الثل لنا ل ترض من غي بدل ول يسلم لا البدل وتعذر رد العوض‬
‫فوجب رد بدله كما لو باع سلعة بحرم وتلفت ف يد الشتري‬
‫فصل فإن تزوج كافر بكافرة على مرم كالمر والنير ث أسلما أو تاكما إلينا قبل السلم‬
‫نظرت فإن كان قبل القبض سقط السمى ووجب مهر الثل لنه ل يكن إجباره على تسليم الرم‬
‫وإن كان بعد القبض برئت ذمته ) منه ( كما لو تبايعا بيعا فاسدا وتقابضا وإن قبض البعض برئت‬
‫ذمته من القبوض ووجب بقدر ما بقي من مهر الثل فإن كان الصداق عشرة أزقاق خر فقبضت‬
‫منها خسة ففيه وجهان أحدها يعتب بالعدد فيبأ من النصف ويب لا نصف مهر الثل لنه ل‬
‫قيمة لا فكان الميع واحدا فيها فسقط نصف الصداق ويب نصف مهر الثل‬
‫والثان يعتب بالكيل لنه أحصر‬
‫وإن أصدقها عشرة من النازير وقبضت منها خسة ففيه وجهان أحدها يعتب بالعدد فتبأ من‬
‫النصف ويب لا نصف مهر الثل لنه ل قيمة لا فكان الميع واحدا‬
‫والثان يعتب با له قيمة وهو الغنم فيقال لو كانت غنما كم كانت قيمة ما قبض منها فيبأ منه‬
‫بقدره ويب بصة ما بقي من مهر الثل لنه لا ل تكن له قيمة اعتب با له قيمة كما يعتب الر‬
‫بالعبد فيما ليس له أرش مقدر من النايات‬
‫فصل وإن أعتق رجل أمته على أن تتزوج به ويكون عتقها صداقها وقبلت ل يلزمها أن تتزوج به‬
‫لنه سلف ف عقد فلم يلزم كما لو قال لمرأة خذي هذا اللف على أن تتزوجي ب وتعتق المة‬
‫لنه أعتقها على شرط باطل فسقط الشرط وثبت العتق كما لو قال لعبده إن ضمنت ل خرا‬
‫فأنت حر فضمن‬
‫ويرجع عليها بقيمتها لنه ل يرض ف عتقها إل بعوض ول يسلم له وتعذر الرجوع إليها فوجبت‬
‫قيمتها كما لو باع عبدا بعوض مرم وتلف العبد ف يد الشتري‬
‫وإن تزوجها بعد العتق على قيمتها وها ل يعلمان قدرها فالهر فاسد‬
‫وقال أبو علي بن خيات يصح كما لو تزوجها على عبد ل يعلمان قيمته وهذا خطأ لن الهر‬
‫هناك هو لعبد وهو معلوم والهر ههنا هو القيمة وهي مهولة فلم يز‬
‫وإن أراد حيلة يقع با العتق وتتزوج به ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن خيان أنه‬
‫يكنه ذلك بأن يقول إن كان ف معلوم ال تعال أن إذا أعتقتك تزوجت ب فأنت حرة فإذا‬
‫تزوجت به علمنا أنه قد وجد شرط العتق وإن ل تتزوج به علمنا أنه ل يوجد شرط العتق‬
‫والثان وهو قول أكثر أصحابنا أنه ل يصح ذلك ول يقع العتق ول يصح النكاح لنه حال ما‬
‫تتزوج به نشك أنا حرة أو أمة والنكاح مع الشك ل يصح فإذا ل يصح النكاح ل تعتق لنه ل‬
‫يوجد شرط العتق‬
‫وإن أعتقت امرأة عبدا على أن يتزوج با وقبل العبد عتق ول يلزمه أن يتزوج با لا ذكرناه ف‬
‫لمة ول يلزمه قيمته لن النكاح حق للعبد فيصي كما لو أعتقته بشرط أن تعطيه مع العتق شيئا‬
‫آخر‬
‫ويالف المة فإن نكاحها حق للمول فإذا ل يسلم له رجع عليها بقيمتها‬
‫وإن قال رجل لخر أعتق عبدك عن نفسك على أن أزوجك ابنت فأعتقه ل يلزمه التزويج لا‬
‫ذكرناه وهل تلزمه قيمة العبد فيه وجهان بناء على القولي فيمن قال لغيه أعتق عبدك عن‬
‫نفسك وعلي ألف فأعتقه أحدها يلزمه كما لو قال أعتق عبدك عن علي ألف‬
‫والثان ل يلزمه لنه بذل العوض على ما ل منفعة له فيه‬
‫____________________‬

‫فصل ويثبت ف الصداق خيار الرد بالعيب لن إطلق العقد يقتضي السلمة من العيب فثبت فيه‬
‫خيار الرد كالعوض ف البيع ول يثبت فيه خيار الشرط ول خيار اللس لنه أحد عوضي النكاح‬
‫فلم يثبت فيه خيار الشرط وخيار اللس كالبضع ولن خيار الشرط وخيار اللس جعل لدفع‬
‫الغب والصداق ل يب على الغابنة فإن شرط فيه خيار الشرط فقد قال الشافعي رحه ال يبطل‬
‫النكاح‬
‫فمن أصحابنا من جعله قول لنه أحد عوضي النكاح فبطل النكاح بشرط اليار فيه كالبضع‬
‫ومنهم من قال ل يبطل وهو الصحيح كما ل يبطل إذا جعل الهر خرا أو خنيرا وما قال‬
‫الشافعي رحه ال ممول ) على ما ( إذا شرط ف الهر والنكاح ويب مهر الثل لن شرط اليار‬
‫ل يكون إل بزيادة جزء أو نقصان جزء فإذا سقط الشرط وجب إسقاط ما ف مقابلته فيصي‬
‫الباقي مهول فوجب مهر الثل‬
‫وإن تزوجها بألف على أل يتسرى عليها أو ل يتزوج عليها بطل الصداق لنه شرط باطل أضيف‬
‫إل الصداق فأبطله ويب مهر الثل لا ذكرناه ف شرط اليار‬
‫فصل وتلك الرأة السمى بالعقد إن كان صحيحا ومهر لثل إن كان فاسدا لنه عقد يلك‬
‫العوض فيه بالعقد فملك العوض فيه بالعقد كالبيع‬
‫وإن كانت النكوحة صغية أو غي رشيدة سلم الهر إل من ينظر ف مالا وإن كانت بالغة رشيدة‬
‫وجب تسليمه إليها‬
‫ومن أصحابنا من خرج ف البكر البالغة قول آخر أنه يوز أن يدفع إليها أو إل أبيها وجدها لنه‬
‫يوز إجبارها على النكاح فجاز للول قبض صداقها بغي إذنا كالصغية فإن قال الزوج ل أسلم‬
‫الصداق حت تسلم نفسها فقالت الرأة ل أسلم نفسي حت أقبض الصداق ففيه قولن أحدها ل‬
‫يب واحد منهما بل يقال من سلم منكما أجبنا الخر‬
‫والثان يومر الزوج بتسليم الصداق إل عدل وتومر الرأة بتسليم نفسها فإذا سلمت نفسها أمر‬
‫العدل بدفع الصداق إليها كالقولي فيمن باع سلعة بثمن معي وقد بينا وجه القولي ف البيوع‬
‫فإن قلنا بالقول الول ل تب لا النفقة ف حال امتناعها لنا متنعة بغي حق‬
‫وإن قلنا بالقول الثان وجبت لا النفقة لنا متنعة بق وإن تبعت وسلمت نفسها ووطئها الزوج‬
‫أجب على دفع الصداق وسقط حقها من المتناع لن بالوطء استقر لا جيع البدل فسقط حق‬
‫النع كالبائع إذا سلم البيع قبل قبض الثمن‬
‫فصل فإن كان الصداق عينا ل تلك التصرف فيه قبل القبض كالبيع وإن كان دينا فعلى القولي‬
‫ف الثمن وإن كان عينا فهلكت قبل القبض هلك من ضمان الزوج كما يهلك البيع قبل القبض‬
‫من ضمان البائع وهل ترجع إل مهر الثل أو إل بدل العي فيه قولن قال ف القدي ترجع إل‬
‫بدل العي لنه عي يب تسلمها ل يسقط الق بتلفها فوجب الرجوع إل بدلا كالغصوب فعلى‬
‫هذا إن كان ما له مثل وجب مثله وإن ل يكن له مثل وجبت قيمته أكثر ما كانت من حي العقد‬
‫إل أن تلف كالغصوب‬
‫ومن أصحابنا من قال تب قيمته يوم التلف لنه وقت الفوات والصحيح هو الول لن هذا‬
‫يبطل بالغصوب‬
‫وقال ف الديد ترجع إل مهر الثل لنه عوض معي تلف قبل لقبض وتعذر الرجوع إل العوض‬
‫فوجب الرجوع إل بدل العوض كما لو اشترى ثوبا بعبد فقبض الثوب ول يسلم العبد وتلف‬
‫عنده فإنه يب قيمة الثوب وإن قبضت الصداق ووجدت به عيبا فردته أو خرج مستحقا‬
‫رجعت ف قوله لقدي إل بدله وف قوله الديد إل مهر الثل‬
‫وإن كان الصداق تعليم سورة ) من القرآن ( فتعلمت من غيه أو ل تتعلم لسوء حفظها فهو‬
‫كالعي إذا تلفت فترجع ف قوله القدي إل أجرة الثل وف قوله الديد إل مهر الثل‬
‫فصل ويستقر الصداق بالوطء ف الفرج لقوله عز وجل } وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم‬
‫إل بعض { وفسر الفضاء بالماع وهل يستقر بالوطء ف الدبر فيه وجهان أحدها يستقر لنه‬
‫موضع يب باليلج فيه الد فأشبه الفرج‬
‫والثان ل يستقر لن الهر ف مقابلة ما يلك بالعقد والوطء ف الدبر غي ملوك فلم يستقر به الهر‬
‫ويستقر بالوت قبل الدخول وقال أبو سعيد الصطخري إن كانت أمة ل يستقر بوتا لنا‬
‫كالسلعة تباع وتبتاع والسلعة البيعة إذا تلفت قبل التسليم سقط الثمن فكذلك إذا ماتت المة‬
‫وجب أن يسقط الهر‬
‫والذهب أنه يستقر لن النكاح إل الوت فإذا ماتت انتهى النكاح فاستقر البدل كالجارة إذا‬
‫انقضت مدتا‬
‫واختلف قوله ف اللوة فقال ف القدي تقرر الهر لنه عقد على النفعة فكان التمكي فيه‬
‫كالستيفاء ف تقرر البدل كالجارة‬
‫وقال ف الديد ل تقرر لنه خلوة فل تقرر الهر كاللوة ف غي النكاح‬
‫فصل وإن وقعت فرقة بعد الدخول ل يسقط من الصداق شيء لنه استقر فلم يسقط فإن‬
‫أصدقها سورة من القرآن وطلقها‬
‫____________________‬
‫بعد الدخول وقبل أن يعلمها ففيه وجهان أحدها يعلمها من وراء حجاب كما يستمع منها‬
‫حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫والثان ل يوز أن يعلمها لنه ل يومن الفتتان با‬
‫ويالف الديث فإنه ليس له بدل فلو منعناه من ساعه منها أدى إل إضاعته وف الصداق ل‬
‫يودي إل إبطاله لن ف قوله الديد ترجع إل مهر الثل وف قوله القدي ترجع إل أجرة التعليم‬
‫وإن وقعت الفرقة قبل الدخول نظرت فإن كانت بسبب من جهة الرأة بأن أسلمت أو ارتدت أو‬
‫أرضعت من ينفسخ النكاح برضاعه سقط مهرها لنا أتلفت العوض قبل التسليم فسعقط البدل‬
‫كالبائع إذا أتلف البيع قبل التسليم وإن كانت بسبب من جهته نظرت فإن كان بطلق سقط‬
‫نصف السمى لقوله تعال } وإن طلقتموهن من قبل أن تسوهن وقد فرضتم لن فريضة فنصف‬
‫ما فرضتم {‬
‫وإن كان بإسلمه أو بردته سقط نصفه لنه فرقة انفرد الزوج بسببها قبل الدخول فتنصف با‬
‫الهر كالطلق‬
‫وإن كان بسبب منهما نظرت فإن كان بلع سقط نصفه لن الغلب ف اللع جهة الزوج بدليل‬
‫أنه يصح اللع به دونا وهو إذا خالع مع أجنب فصار كما لو انفرد به‬
‫وإن كان بردة منهما ففيه وجهان أحدها يسقط نصفه لن حال الزوج ف النكاح أقوى فسقط‬
‫نصفه كما لو ارتد وحده‬
‫والثان يسقط الميع لن الغلب ف الهر جهة الرأة لن الهر لا فسقط جيعه كما لو انفردت‬
‫بالردة‬
‫فإن اشترت الرأة زوجها قبل الدخول ففيه وجهان أحدها يسقط النصف لن البيع ت بالزوجة‬
‫والسيد وهو قائم مقام الزوج فصار كالفرقة الواقعة باللع‬
‫والثان يسقط جيع الهر لن البيع ت با دون الزوج فسقط جيع الهر كما لو أرضعت من ينفسخ‬
‫النكاح برضاعه‬
‫فصل وإن قتلت الرأة نفسها فالنصوص أنه ل يسقط مهرها وقال ف المة إذا قتلت نفسها أو‬
‫قتلها مولها إنه يسقط مهرها فنقل أبو العباس جوابه ف كل واحدة منهما إل الخرى وجعلهما‬
‫على قولي أحدها يسقط الهر لنا فرقة حصلت من جهتها قبل الدخول فسقط با الهر كما لو‬
‫ارتدت‬
‫والثان ل يسقط وهو اختيار الزن وهو الصحيح لنا فرقة حصلت بانقضاء الجل وانتهاء‬
‫النكاح فل يسقط با الهر كما لو ماتت‬
‫وقال أبو إسحق ل يسقط ف الرة ويسقط ف المة على ما نص عليه لن الرة كالسلمة نفسها‬
‫بالعقد ولذا يلك منعها من السفر والمة ل تصي كالسلمة نفسها بالعقد ولذا ل يلك منعها من‬
‫السفر مع الول وإن قتلها الزوج استقر مهرها لن إتلف الزوج كالقبض كما أن إتلف‬
‫الشتري للمبيع ف يد البائع كالقبض ف تقرير الثمن‬
‫فصل ومت ثبت الرجوع ف النصف ل يل إما أن يكون الصداق تالفا أو باقيا فإن كان تالفا فإن‬
‫كان ما له مثل رجع بنصف مثله وإن ل يكن له مثل رجع بقيمة نصفه أقل ما كانت من يوم العقد‬
‫إل يوم القبض لنه إن كانت قيمته يوم العقد أقل ث زادت كانت الزيادة ف ملكها فلم يرجع‬
‫بنصفها وإن كانت قيمته يوم العقد أكثر ث نقص كان النقصان مضمونا عليه فلم يرجع با هو‬
‫مضمون عليه وإن كان باقيا ل يل إما أن يكون باقيا على حالته أو زائدا أو ناقصا أو زائدا من‬
‫وجه ناقصا من وجه فإن كان على حالته رجع ف نصفه ومت يلك فيه وجهان أحدها وهو قول‬
‫أب إسحق أنه ل يلك إل باختيار التملك لن النسان ل يلك شيئا بغي اختياره إل الياث فعلى‬
‫هذا إن حدثت منه زيادة قبل الختيار كانت لا‬
‫والثان وهو النصوص أنه يلك بنفس الفرقة لقوله عز وجل } وإن طلقتموهن من قبل أن‬
‫تسوهن وقد فرضتم لن فريضة فنصف ما فرضتم {‬
‫فعلق استحقاق النصف بالطلق فعلى هذا إن حدثت منه زيادة كانت بينهما‬
‫وإن طلقها والصداق زائد نظرت فإن كانت زيادة متميزة كالثمرة والنتاج واللب رجع بنصف‬
‫الصل وكانت الزيادة لا لنا زيادة متميزة حدثت ف ملكها فلم تتبع الصل ف الرد كما قلنا ف‬
‫الرد بالعيب ف البيع وإن كانت الزيادة غي متميزة كالسمن وتعليم الصنعة فالرأة باليار بي أن‬
‫تدفع النصف بزيادته وبي أن تدفع قيمة النصف‬
‫فإن دفعت النصف أجب الزوج على الزوج على أخذه لنه نصف الفروض مع زيادة ل تتميز‬
‫وإن دفعت قيمة النصف أجب على أخذها لن حقه ف نصف الفروض والزائد غي الفروض‬
‫فوجب أخذ البدل‬
‫وإن كانت الرأة مفلسة ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحق أنه يوز للزوج أن يرجع‬
‫بنصف العي مع الزيادة لنه ل يصل إل حقه من البدل فرجع بالعي مع الزيادة كما يرجع البائع‬
‫ف‬
‫____________________‬

‫البيع مع الزيادة عند إفلس الشتري‬


‫والثان وهو قول أكثر أصحابنا أنه ل يرجع لنه ليس من جهة الرأة تفريط فل يوخذ منها ما زاد‬
‫ف ملكها بغي رضاها‬
‫ويالف إذا أفلس الشتري فإن الشتري فرط ف حبس الثمن إل أن أفلس فرجع البائع ف العي‬
‫مع الزيادة‬
‫فإن كان الصداق نل وعليها طلع غي موبر فبذلت الرأة نصفها مع الطلع ففيه وجهان أحدها‬
‫ل يب الزوج على أخذها لنا هبة فل يب على قبولا‬
‫والثان يب وهو النصوص لنه ناء غي متميز فأجب على أخذها كالسمن وإن بذلت نصف‬
‫النخل دون الثمرة ل يب الزوج على أخذها‬
‫وقال الزن يلزمه أن يرجع فيه وعليه ترك الثمرة إل أوان الذاذ كما يلزم الشتري ترك الثمرة‬
‫إل أوان الذاذ‬
‫وهذا خطأ لنه قد صار حقه ف القيمة فل يب على أخذ العي ولن عليه ضررا ف ترك الثمرة‬
‫على نله فلم يب‬
‫ويالف الشتري فإنه دخل ف العقد عن تراض فأقرا على ما تراضيا عليه‬
‫فإن طلب الزوج الرجوع بنصف النخل وترك الثمرة إل أوان الذاذ ففيه وجهان أحدها ل تب‬
‫الرأة لنه صار حقه ف القيمة‬
‫والثان تب عليه لن الضرر زال عنها ورضي الزوج با يدخل عليه من الضرر‬
‫وإن طلقا والصداق ناقص بأن كان عبدا فعمي أو مرض فالزوج باليار بي أن يرجع بنصفه‬
‫ناقصا وبي أن يأخذ قيمة النصف فإن رجع ف النصف أجبت الرأة على دفعه لنه رضي بأخذ‬
‫حقه ناقصا وإن طلب القيمة أجبت على الدفع لن الناقص دون حقه‬
‫وإن طلقها والصداق زائد من وجه ناقص من وجه بأن كان عبدا فتعلم صنعة ومرض فإن تراضيا‬
‫على أخذ نصفه جاز لن الق لما وإن امتنع الزوج من أخذه ل يب عليه لنقصانه وإن امتنعت‬
‫الرأة من دفعه ل تب عليه لزيادته وإن كان الصداق جارية فحبلت فهي كالعبد إذا تعلم صنعة‬
‫ومرض لن المل زيادة من وجه ونقصان من وجه آخر لنه ياف منه عليها فكان حكمه حكم‬
‫العبد‬
‫وإن كان بيمة فحملت ففيه وجهان أحدها أن الرأة باليار بي أن تسلم النصف مع المل وبي‬
‫أن تدفع القيمة لنه زيادة من غي نقص لن المل ل ياف منه على البهيمة‬
‫والثان وهو ظاهر النص أنه كالارية لنه زيادة من وجه ونقصان من وجه فإنه ينقص به اللحم‬
‫فيما يوكل وينع من المل عليه فيما يمل فكان كالارية‬
‫وإن باعته ث رجع إليها ث طلقها الزوج رجع بنصفه لنه يكن الرجوع إل عي ماله فلم يرجع‬
‫إل القيمة‬
‫وإن وصت به أو وهبته ول يقبض ث طلقها رجع بنصفه لنه باق على ملكها وتصرفها وإن كاتبته‬
‫أو وهبته وأقبضته ث طلقها رجع بقيمة النصف لنه تعلق به حق لزم لغيها‬
‫فإن كان عبدا فدبرته ث طلقها فقد روى الزن أنه يرجع فمن أصحابنا من قال يرجع لنه باق‬
‫على ملكها‬
‫ومنهم من قال ل يرجع لنه ل يلك نقض تصرفها‬
‫ومنهم من قال فيه قولن إن قلنا إن التدبي وصية فله الرجوع وإن قلنا إنه عتق بصفة رجع‬
‫بنصف قيمته‬
‫فصل وإن كان الصداق عينا فوهبته من الزوج ث طلقها قبل الدخول ففيه قولن أحدها ل يرجع‬
‫عليها وهو اختيار الزن لن النصف تعجل له بالبة‬
‫والثان يرجع وهو الصحيح لنه عاد إليه بغي الطلق فلم يسقط حقه من النصف بالطلق كما‬
‫لو وهبته لجنب ث وهبه الجنب منه‬
‫وإن كان دينا فأبرأته منه ث طلقها قبل الدخول فإن قلنا إنه ل يرجع ف البة ل يرجع ف البراء‬
‫وإن قلنا يرجع ف البة ففي البراء وجهان أحدها يرجع كما يرجع ف البة‬
‫والثان ل يرجع لن البراء إسقاط ل يفتقر إل القبول والبة تليك تفتقر إل القبول‬
‫فإن أصدقها عينا فوهبتها منه ث ارتدت قبل الدخول فهل يرجع بالميع فيه قولن لن الرجوع‬
‫بالميع ف الردة كالرجوع بالنصف ف الطلق‬
‫وإن اشترى سلعة بثمن وسلم الثمن ووهب البائع الثمن منه ث وجد بالسلعة عيبا ففي ردها‬
‫والرجوع بالثمن وجهان بناء على القولي فإن وجد به عيبا وحدث به عنده عيب آخر فهل‬
‫يرجع بالرش فيه وجهان بناء على القولي‬
‫وإن اشترى سلعة ووهبها من البائع ث أفلس الشتري فللبائع أن يضرب مع الغرماء بالثمن قول‬
‫واحدا لن حقه ف الثمن ول يرجع إليه الثمن‬
‫فصل إذا طلقت الرأة قبل الدخول ووجب لا نصف الهر جاز للذي بيده عقدة النكاح أن يعفو‬
‫عن النصف لقوله عز وجل } وإن طلقتموهن من قبل أن تسوهن وقد فرضتم لن فريضة فنصف‬
‫ما فرضتم إل أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح { وفيمن بيده عقدة النكاح قولن‬
‫قال ف القدي هو الول فيعفو عن النصف الذي لا لن ال تعال خاطب الزواج فقال سبحانه‬
‫وتعال } وقد فرضتم لن فريضة فنصف ما فرضتم إل أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح‬
‫{‬
‫____________________‬
‫ولو كان هو الزوج لقال إل أن يعفون أو تعفوا لنه تقدم ذكر الزواج وخاطبهم بطاب الاضر‬
‫فلما عدل عن خطابم دل على أن الذي بيده عقدة النكاح غي الزوج فوجب أن يكون هو الول‬

‫وقال ف الديد هو الزوج فيعفو عن النصف الذي وجب له بالطلق فأما الول فل يلك العفو‬
‫لنه حق لا فل يلك الول العفو عنه كسائر ديونا وأما الية فتحتمل أن يكون الراد به الزواج‬
‫وخاطبهم بطاب الاضر ث خاطبهم بطاب لغائب كما قال ال عز وجل } حت إذا كنتم ف‬
‫الفلك وجرين بم {‬
‫فإذا قلنا إن الذي بيده عقدة النكاح هو الول ل يصح العفو منه إل بمسة شروط أحدها أن‬
‫يكون أبا أو جدا لنما ل يتهمان فيما يريان من حظ الولد ومن سواها متهم‬
‫والثان أن تكون النكوحة بكرا فأما الثيب فل يوز العفو عن مالا لنه ل يلك الول تزويها‬
‫والثالث أن يكون العفو بعد الطلق وأما قبله فل يوز لنه ل حظ لا ف العفو قبل الطلق لن‬
‫لبضع معرض للتلف فإذا عفا ربا دخل با فتلفت منفعة بضعها من غي بدل‬
‫والرابع أن يكون قبل الدخول فأما بعد الدخول فقد أتلف بضعها فلم يز إسقاط بدله‬
‫والامس أن تكون صغية أو منونة فأما البالغة الرشيدة فل يلك العفو عن مهرها لنه ل ولية‬
‫عليها ف الال‬
‫فصل وإن فوضت بضعها بأن تزوجت وسكتت عن الهر أو تزوجت على أن ل مهر لا ففيه‬
‫قولن أحدها ل يب لا الهر بالعقد وهو الصحيح لنه لو وجب لا الهر بالعقد لتنصف‬
‫بالطلق‬
‫والثان يب لنه لو ل يب لا استقر بالدخول ولا أن تطالب بالفرض لن إخلء العقد عن الهر‬
‫خالص لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فإن قلنا يب بالعقد فرض لا مهر الثل لن البضع كالستهلك فضمن بقيمته كالسلعة الستهلكة‬
‫ف يد الشتري ببيع فاسد وإن قلنا ل يب لا الهر بالعقد فرض لا ما يتفقان عليه لنه ابتداء‬
‫إياب فكان إليهما كالفرض ف العقد‬
‫ومت فرض لا مهر الثل أو ما يتفقان عليه صار ذلك كالسمى ف الستقرار بالدخول والوت‬
‫والتنصف بالطلق لنه مهر مفروض فصار كالفروض ف العقد‬
‫وإن ل يفرض لا حت طلقها ل يب لا شيء من الهر لقوله عز وجل } وإن طلقتموهن من قبل‬
‫أن تسوهن وقد فرضتم لن فريضة فنصف ما فرضتم {‬
‫فدل على أنه إذا ل يفرض ل يب النصف‬
‫وإن ل يفرض لا حت وطئها استقر لا مهر الثل لن الوطء ف النكاح من غي مهر خالص لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وإن ماتا أو أحدها قبل الفرض ففيه قولن أحدها ل يب لا الهر لنا مفوضة فارقت زوجها‬
‫قبل الفرض والسيس فلم يب لا الهر كما لو طلقت‬
‫والثان يب لا الهر لا روى علقمة‬
‫قال أت عبد ال ف رجل تزوج امرأة فمات عنها ول يكن فرض لا شيئا ول يدخل با فقال أقول‬
‫فيها برأيي لا صداق نسائها وعليها العدة ولا الياث فقال معقل بن سنان الشجعي قضى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف تزويج ) بروع ( بنت واشق بثل ما قضيت ففرح بذلك ولن‬
‫الوت معن يستقر به السمى فستقر به مهر الفوضة كالوطء وإن تزوجت على أن ل مهر لا ف‬
‫الال ول ف الثان ففيه وجهان أحدها أن النكاح باطل لن النكاح من غي مهر ل يكن إل‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم فتصي كما لو نكح نكاحا ليس له‬
‫والثان يصح لنه يلغي قولا ل مهر ل ف الثان لنه شرط باطل ف الصداق فسقط وبقي العقد‬
‫فعلى هذا يكون حكمه حكم القسم قبله‬
‫فصل ويعتب مهر الثل بهر نساء العصبات لديث علقمة عن عبد ال ويعتب بالقرب فالقرب‬
‫منهن وأقربن الخوات وبنات الخوة والعمات وبنات العمام‬
‫فإن ل يكن لا نساء عصبات اعتب بأقرب النساء إليها من المهات والالت لنن أقرب إليها‬
‫فإن ل يكن لا أقارب اعتب بنساء بلدها ث بأقرب النساء شبها با ويعتب بهر من هي على صفتها‬
‫ف السن والعقل والعفة واليسار لنه قيمة متلف فعتب فيها الصفات الت يتلف با العوض‬
‫والهر يتلف بذه الصفات‬
‫ويب من نقد البلد كقيم التلفات‬

‫____________________‬

‫فصل وإذا أعسر الرجل بالهر ففيه طريقان من أصحابنا من قال إن كان قبل الدخول ثبت لا‬
‫اليار ف فسخ النكاح لنه ) عقد ( معاوضة يلحقه الفسخ فجاز فسخه بالفلس بالعوض كالبيع‬
‫وإن كان بعد الدخول ل يز الفسخ لن البضع صار كالستهلك بالوطء فلم تفسخ بالفلس‬
‫كالبيع بعد هلك السلعة‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان قبل الدخول ثبت الفسخ وإن كان بعد الدخول ففيه قولن أحدها‬
‫ل يثبت لا الفسخ لا ذكرناه‬
‫والثان يثبت لا الفسخ وهو الصحيح لن البضع ل يتلف بوطء واحد فجاز الفسخ والرجوع‬
‫إليه ول يوز الفسخ إل بالاكم لنه متلف فيه ففتقر إل الاكم كفسخ النكاح بالعيب‬
‫فصل إذا زوج الرجل ابنه الصغي وهو معسر ففيه قولن قال ف القدي يب الهر على الب لنه‬
‫لا زوجه مع العلم بوجوب الهر والعسار كان ذلك رضا بلتزامه‬
‫وقال ف الديد يب على لبن وهو الصحيح لن البضع له فكان الهر عليه‬
‫فصل وإن تزوج العبد بإذن الول فإن كان مكتسبا وجب الهر والنفقة ف كسبه لنه ل يكن‬
‫إياب ذلك على الول لنه ل يضمن ول ف رقبة العبد لنه وجب برضا من له الق ول يكن‬
‫إيابه ف ذمته لنه ف مقابلة لستمتاع فل يوز تأخيه عنه فلم يبق إل الكسب فتعلق به ول‬
‫يتعلق إل بالكسب الادث بعد العقد فإن كان الهر موجل تعلق بالكسب الادث بعد حلوله لن‬
‫ما كسبه قبله للمول ويلزم الول تكينه من الكسب بالنهار ومن لستمتاع بالليل لن إذنه ف‬
‫النكاح يقتضي ذلك فإن ل يكن مكتسبا وكان مأذونا له ف التجارة فقد قال ف الم يتعلق با ف‬
‫يده فمن أصحابنا من حله على ظاهره لنه دين لزمه بعقد أذن فيه الول فقضى ما ف يعده كدين‬
‫التجارة‬
‫ومن أصحابنا من قال يتعلق با يصل من فضل الال لن ما ف يده للمول فل يتعلق به كما ل‬
‫يتعلق با ف يده من الكسب وإنا يتعلق با يدث وحل كلم الشافعي رحه ال على ذلك وإن ل‬
‫يكن مكتسبا ول مأذونا له ف التجارة ففيه قولن أحدها يتعلق الهر والنفقة بذمته يتبع به إذا‬
‫أعتق لنه دين لزمه برضا من له الق فتعلق بذمته كدين القرض فعلى هذا للمرأة أن تفسخ إذا‬
‫أرادت‬
‫والثان يب ف ذمة السيد لنه لا أذن له ف النكاح مع العلم بالال صار ضامنا للمهر والنفقة‬
‫وإن تزوج بغي إذن الول ووطىء‬
‫فقد قال ف الديد يب ف ذمته يتبع به إذا أعتق لنه حق وجب برضا من له الق فتعلق بذمته‬
‫كدين القرض‬
‫وقال ف القدي يتعلق برقبته لن الوطء كالناية وإن أذن له ف النكاح فنكح نكاحا فاسدا‬
‫ووطىء ففيه قولن أحدها أن الذن يتضمن الصحيح والفاسد لن الفاسد كالصحيح ف الهر‬
‫والعدة والنسب فعلى هذا حكمه حكم الصحيح وقد بيناه‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ل يتضمن الفاسد لن لذن يقتضي عقدا يلك به فعلى هذا حكمه‬
‫حكم ما لو تزوج بغي إذنه وقد بيناه‬
‫باب اختلف الزوجي ف الصداق إذا اختلف الزوجان ف قدر الهر أو ف أجله تالفا لنه عقد‬
‫معاوضة فجاز أن يثبت التحالف ف قدر عوضه وأجله كالبيع وإذا تالفا ل ينفسخ النكاح لن‬
‫التحالف يوجب الهل بالعوض والنكاح ل يبطل بهالة العوض ويب مهر الثل لن السمى‬
‫سقط وتعذر الرجوع إل العوض فوجب بدله كما لو تالفا ف الثمن بعد هلك البيع ف يد‬
‫الشتري‬
‫وقال أبو علي بن خيان إن زاد مهر الثل على ما تدعيه الرأة ل تب الزيادة لنا ل تدعيها وقد‬
‫بينا فساد قوله ف البيع وإن ماتا أو أحدها قام الوارث مقام اليت لا ذكرناه ف البيع فإن اختلف‬
‫الزوج وول الصغية ف قدر الهر ففيه وجهان أحدها يلف الزوج ويوقف يي النكوحة إل أن‬
‫تبلغ ول يلف الول لن النسان ل يلف لثبات الق لغيه‬
‫والثان أنه يلف وهو الصحيح لنه باشر العقد فحلف كالوكيل ف البيع فإن بلغت النكوحة قبل‬
‫التحالف ل يلف الول لنه ل يقبل إقراره عليها فلم يلف وهذا فيه نظر لن الوكيل يلف وإن‬
‫ل يقبل إقراره وإن ادعت الرأة أنا تزوجت به يوم السبت بعشرين ويوم الحد بثلثي وأنكر‬
‫الزوج أحد العقدين وأقامت الرأة البينة على العقدين وادعت الهرين قضي لا لنه يوز أن‬
‫يكون تزوجها يوم السبت ث خالعها ث تزوجها يوم الحد فلزمه الهران‬

‫____________________‬

‫فصل وإن اختلفا ف قبض الهر فادعاه الزوج وأنكرت الرأة فالقول قولا لن الصل عدم القبض‬
‫وبقاء الهر وإن كان الصداق تعليم سورة فادعى الزوج أنه علمها وأنكرت الرأة فإن كانت ل‬
‫تفظ السورة فالقول قولا لن الصل عدم التعليم وإن كانت تفظها ففيه وجهان أحدها أن‬
‫القول قولا لن الصل أنه ل يعلمها‬
‫والثان أن القول قوله لن الظاهر أنه ل يعلمها غيه وإن دفع إليها شيئا وادعى أنه دفعه عن‬
‫الصداق وادعت الرأة أنه هدية فإن اتفقا على أنه ل يتلفظ بشيء فالقول قوله من غي يي لن‬
‫الدية ل تصح بغي قول وإن اختلفا ف اللفظ فادعى الزوج أنه قال هذا عن صداقك وادعت‬
‫الرأة أنه قال هو هدية فالقول قول الزوج لن اللك له فإذا اختلفا ف انتقاله كان القول ف‬
‫النتقال قوله كما لو دفع إل رجل ثوبا فادعى أنه باعه وادعى القابض أنه وهبه له‬
‫فصل وإن اختلفا ف الوطء فادعته الرأة وأنكر الزوج فالقول قوله لن الصل عدم الوطء فإن‬
‫أتت بولد يلحقه نسبه ففي الهر قولن أحدها يب لن إلاق النسب يقتضي وجود الوطء‬
‫والثان ل يب لن الولد يلحق بالمكان والهر ل يب إل بالوطء والصل عدم الوطء‬
‫فصل وإن أسلم الزوجان قبل الدخول فادعت الرأة أنه سبقها بالسلم فعليه نصف الهر وادعى‬
‫الزوج أنا سبقته فل مهر لا فالقول قول الرأة لن الصل بقاء الهر وإن اتفقا على أن أحدها‬
‫سبق ول يعلم عي السابق منهما فإن كان الهر ف يد الزوج ل يز للمرأة أن تأخذ منه شيئا لنا‬
‫تشك ف الستحقاق وإن كان ف يد الزوجة رجع الزوج بنصفه لنه يتيقن استحقاقه ول يأخذ‬
‫من النصف الخر شيئا لنه شك ف استحقاقه‬
‫فصل وإن أصدقها عينا ث طلقها قبل الدخول وقد حدث بالصداق عيب فقال الزوج حدث‬
‫بعدما عاد إل فعليك أرشه وقالت الرأة بل حدث قبل عوده إليك فل يلزمن أرشه فالقول قول‬
‫الرأة لن الزوج يدعي وقوع الطلق قبل النقص والصل عدم الطلق والرأة تدعي حدوث‬
‫النقص قبل الطلق والصل عدم النقص فتقابل المران فسقطا والصل براءة ذمتها‬
‫فصل وإذا وطىء امرأة بشبهة أو ف نكاح فاسد لزمه الهر لديث عائشة رضي ال عنها أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال أيا امرأة نكحت بغي إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل‬
‫) فنكاحها باطل ( فإن مسها فلها الهر با استحل من فرجها فإن أكرهها على الزنا وجب عليه‬
‫الهر لنه وطء سقط فيه الد عن الوطوءة بشبهة والواطىء من أهل الضمان ف حقها فوجب‬
‫عليه الهر كما لو وطئها ف نكاح فاسد فإن طاوعته على الزنا نظرت فإن كانت حرة ل يب لا‬
‫الهر لا روى أبو مسعود البدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عن ثن الكلب‬
‫ومهر البغي وحلوان الكاهن وإن كانت أمة ل يب لا الهر على النصوص للخب‬
‫ومن أصحابنا من قال يب لن الهر حق للسيد فلم يسقط بإذنا كأرش الناية‬
‫فصل ) وإن وطىء امرأة وادعت الرأة أنه استكرهها وادعى الواطىء أنا طاوعته ففيه قولن‬
‫أحدها القول قول الواطىء لن الصل براءة ذمته‬
‫والثان القول قول الوطوءة لن الواطىء متلف ويشبه أن يكون القولن مثبتي على القولي ف‬
‫اختلف رب الدابة وراكبها ورب الرض وزارعها (‬
‫فصل وإن وطىء الرتن الارية الرهونة بإذن الراهن وهو جاهل بالتحري ففيه قولن أحدها ل‬
‫يب الهر لن البضع للسيد وقد أذن له ف إتلفه فسقط بدله كما لو أذن له ف قطع عضو منها‬
‫والثان يب لنه وطء سقط عنه الد للشبهة فوجب عليه الهر كما لو وطىء ف نكاح فاسد فإن‬
‫أتت منه بولد ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن كالهر لنه متولد من مأذون فيه فإذا‬
‫كان ف بدل الأذون فيه قولن كذلك وجب أن يكون ف بدل ما تولد منه قولن وقال أبو إسحق‬
‫تب قيمة الولد يوم سقط قول واحدا لنا تب بالحبال ول يوجد الذن ف الحبال‬
‫والطريق الول أظهر لنه وإن ل يأذن ف الحبال إل أنه أذن ف سببه‬

‫____________________‬
‫باب التعة إذا طلقت الرأة ل يل إما أن يكون قبل الدخول أو بعده فإن كان قبل الدخول نظرت‬
‫فإن ل يفرض لا مهر وجب لا التعة لقوله تعال } ل جناح عليكم إن طلقتم النساء ما ل تسوهن‬
‫أو تفرضوا لن فريضة ومتعوهن { ولنه لقها بالنكاح ابتذال وعقلت الرغبة فيها بالطلق‬
‫فوجب لا التعة وإن فرض لا الهر ل تب لا التعة لنه لا أوجب بالية لن ل يفرض لا دل على‬
‫أنه ل يب لن فرض لا ولنه حصل لا ف مقابلة البتذال نصف السمى فقام ذلك مقام التعة‬
‫وإن كان بعد الدخول ففيه قولن قال ف القدي ل تب لا التعة لنا مطلقة من نكاح ل يل من‬
‫عوض فلم تب لا التعة كالسمى لا قبل الدخول‬
‫وقال ف الديد تب لقوله تعال } فتعالي أمتعكن وأسرحكن سراحا جيل { وكان ذلك ف نساء‬
‫دخل بن ولن ما حصل من الهر لا بدل عن الوطء وبقي البتذال بغي بدل فوجب لا التعة‬
‫كالفوضة قبل الدخول وإن وقعت الفرقة بغي الطلق نظرت‬
‫فإن كانت بالوت ل تب لا التعة لن النكاح قد ت بالوت وبلغ منتهاه فلم تب لا متعة وإن‬
‫كانت بسبب من جهة أجنب كالرضاع فحكمه حكم الطلق ف القسام الثلثة لنا بنلة‬
‫الطلق ف تنصيف الهر فكانت كالطلق ف التعة‬
‫وإن كانت بسبب من جهة الزوج كالسلم والردة واللعان فحكمه حكم الطلق ف القسام‬
‫الثلثة لنا فرقة حصلت من جهته فأشبهت الطلق‬
‫وإن كانت بسبب من جهة الزوجة كالسلم والردة والرضاع والفسخ بالعسار والعيب‬
‫بالزوجي جيعا ل تب لا التعة لن التعة وجبت لا لا يلحقها من البتذال بالعقد وقلة الرغبة‬
‫فيها بالطلق وقد حصل ذلك بسبب من جهتها فلم تب‬
‫وإن كانت بسبب منهما نظرت فإن كانت بلع أو جعل الطلق إليها فطلقت كان حكمها حكم‬
‫الطلقة ف القسام الثلثة لن الغلب فيها جهة الزوج لنه يكنه أن يالعها مع غيها ويعل‬
‫الطلق إل غيها فجعل كالنفرد به وإن كانت الزوجة أمة فاشتراها الزوج فقد قال ف موضع ل‬
‫متعة لا وقال ف موضع لا التعة‬
‫فمن أصحابنا من قال هي على قولي أحدها ل متعة لا لن الغلب جهة السيد لنه يكنه أن‬
‫يبيعها من غيه فكان حكمه ف سقوط التعة حكم الزوج ف اللع ف وجوب التعة ولنه يلك‬
‫بيعها من غي الزوج فصار اختياره للزوج اختيارا للفرقة‬
‫والثان أن لا التعة لنه ل مزية لحدها على الخر ف العقد فسقط حكمها كما لو وقعت الفرقة‬
‫من جهة أجنب‬
‫وقال أبو إسحق إن كان مولها طلب البيع ل تب لنه هو الذي اختار الفرقة وإن كان الزوج‬
‫طلب وجبت لنه هو الذي اختار الفرقة وحل القولي على هذين الالي‬
‫فصل والستحب أن تكون التعة خادما أو مقنعة أو ثلثي درها لا روي عن ابن عباس رضي ال‬
‫عنه أنه قال يستحب أن يتعها بادم فإن ل يفعل فبثياب وعن ابن عمر رضي ال عنه أنه قال‬
‫يتعها بثلثي درها وروي عنه‬
‫قال يتعها بارية وف الوجوب وجهان أحدها ما يقع عليه اسم الال‬
‫والثان وهو الذهب أنه يقدرها الاكم لقوله تعال } ومتعوهن على الوسع قدره وعلى القتر‬
‫قدره { وهل يعتب بالزوج أو بالزوجة فيه وجهان أحدها يعتب بال الزوج للية‬
‫والثان يعتب بالا لنه بدل عن الهر فاعتب با‬
‫باب الوليمة والنثر الطعام الذي يدعى إليه الناس ستة الوليمة للعرس‬
‫____________________‬

‫والرس للولدة والعذار للختان والوكيزة للبناء والنقيعة لقدوم السافر والأدبة لغي سبب‬
‫ويستحب ما سوى الوليمة لا فيها من إظهار نعم ال والشكر عليها واكتساب الجر والبة ول‬
‫تب لن الياب بالشرع ول يرد الشرع بإيابه وأما وليمة العرس فقد اختلف أصحابنا فيها‬
‫فمنهم من قال هي واجبة وهو النصوص لا روى أنس رضي ال عنه قال تزوج عبد الرحن بن‬
‫عوف رضي ال عنه فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم أول ولو بشاة‬
‫ومنهم من قال هي مستحبة لنه طعام لادث سرور فلم تب كسائر الولئم ويكره النثر لن‬
‫التقاطه دناءة وسخف ولن يأخذه قوم دون قوم ويأخذه من غيه أحب‬
‫فصل ومن دعي إل وليمة وجب عليه الجابة لا روى ابن عمر رضي ال عنهما أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال إذا دعي أحدكم إل وليمة فليأتا‬
‫ومن أصحابنا من قال هي فرض على الكفاية لن القصد إظهارها وذلك يصل بضور البعض‬
‫وإن دعي مسلم إل وليمة ذمي ففيه وجهان أحدها تب الجابة للخب‬
‫والثان ل تب لن الجابة للتواصل واختلف الدين ينع التواصل وإن كانت الوليمة ثلثة أيام‬
‫أجاب ف اليوم الول والثان وتكره الجابة ف اليوم الثالث لا روي أن سعيد بن السيب رحه ال‬
‫دعي مرتي فأجاب ث دعي الثالثة فحصب الرسول وعن السن رحه ال أنه قال الدعوة أول يوم‬
‫حسن والثان حسن والثالث رياء وسعة وإن دعاه اثنان ول يكنه المع بينهما أجاب أسبقهما‬
‫لق السبق فإن استوعيا ف السبق أجاب أقربما رحا فإن استويا ف الرحم أجاب أقربما دارا لنه‬
‫من أبواب الب فكان التقدي فيه على ما ذكرناه كصدقة التطوع فإن استويا ف ذلك أقرع بينهما‬
‫لنه ل مزية لحدها على الخر فقدم بالقرعة‬
‫فصل وإن دعي إل موضع فيه دف أجاب لن الدف يوز ف الوليمة لا روى ممد بن حاطب‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فصل بي اللل والرام الدف فإن دعي إل موضع فيه‬
‫) منكر من ( زمر أو خر فإن قدر على إزالته لزمه أن يضر لوجوب الجابة ولزالة النكر وإن ل‬
‫يقدر على إزالته ل يضر لا روي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم نى أن يلس على مائدة‬
‫تدار فيها المر وروى نافع قال كنت أسي مع عبد ال بن عمر رضي ال عنهما فسمع زمارة‬
‫راع فوضع أصبعيه ف أذنيه ث عدل عن الطريق فلم يزل يقول يا نافع أتسمع حت قلت ل‬
‫فأخرج أصبعيه عن أذنيه ث رجع إل الطريق ث قال هكذا رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫صنع وإن حضر ف موضع فيه تاثيل فإن كانت كالشجر جلس وإن كانت على صورة حيوان‬
‫فإن كانت على بساط يداس أو مدة يتكأ عليها جلس وإن كانت على حائط أو ستر معلق ل‬
‫يلس لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أتان جبيل صلى‬
‫ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫فقال أتيتك البارحة فلم ينعن أن أكون دخلت إل أنه كان على الباب تاثيل وكان ف البيت‬
‫قرام ستر فيه تاثيل وكان ف البيت كلب فمر برأس التماثيل الت كانت ف باب البيت يقطع‬
‫فتصي كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع منه وسادتان منبوذتان توطآن ومر بالكلب فليخرج‬
‫ففعل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك ولن ما كان كالشجرة فهو كالكتابة والنقوش وما‬
‫كان على صورة اليوان على حائط أو ستر فهو كالصنم وما يوطأ فليس كالصنم لنه غي معظم‬

‫فصل ومن حضر الطعام فإن كان مفطرا ففيه وجهان أحدها يلزمه أن يأكل لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا دعي أحدكم إل طعام فليجب فإن كان‬
‫مفطرا فليأكل وإن كان صائما فليصل‬
‫والثان ل يب لا روى جابر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا دعي‬
‫أحدكم إل طعام فليجب فإن شاء طعم وإن شاء ترك وإن دعي وهو صائم ل تسقط عنه الجابة‬
‫للخب ولن القصد التكثي والتبك بضوره وذلك يصل مع الصوم فإن كان الصوم فرضا يفطر‬
‫لقول النب صلى ال عليه وسلم وإن كان صائما فليصل وإن كان تطوعا فالستحب أن يفطر لنه‬
‫يدخل السرور على من دعاه وإن ل يفطر جاز لنه قربة فلم يلزمه تركها والستحب لن فرغ من‬
‫الطعام أن يدعو لصاحب الطعام لا روى عبد ال بن الزبي رضي ال عنه قال أفطر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عند سعد بن معاذ رضي ال عنه فقال أفطر عندكم الصائمون وصلت‬
‫عليكم اللئكة وأكل طعامكم البرار‬
‫باب عشرة النساء والقسم إذا تزوج مرأة فإن كانت من يامع مثلها وجب تسليمها بالعقد إذا‬
‫طلب ويب عليه تسلمها إذا عرضت عليه فإن طالب با الزوج فسألت النظار أنظرت ثلثة أيام‬
‫لنه قريب ول تنظر أكثر منه لنه كثي وإن كانت ل يامع مثلها لصغر أو مرض يرجى زواله ل‬
‫يب التسليم إذا طلب الزوج ول التسلم إذا عرضت عليه لنا ل تصلح للستمتاع وإن كانت‬
‫ل يامع مثلها لعن ل يرجى زواله بأن كانت نضوة اللق أو با مرض ل يرجى زواله وجب‬
‫التسليم إذا طلب والتسلم إذا عرضت عليه لن القصود من مثلها لستمتاع با ف غي الماع‬
‫فصل وإن كانت الزوجة حرة وجب تسليمها ليل ونارا لنه ل حق لغيها عليها وللزوج أن‬
‫يسافر با لن النب صلى ال عليه وسلم كان يسافر بنسائه ول يوز لا أن تسافر بغي إذن الزوج‬
‫لن لستمتاع مستحق له فل يوز تفويته عليه وإن كانت أمة وجب تسليمها بالليل دون النهار‬
‫لنا ملوكة عقد على إحدى منفعتيها فلم يب التسليم ف غي وقتها كما لو أجرها لدمة النهار‬
‫وقال أبو إسحق إن كان بيدها صنعة كالغزل والنسج وجب تسليمها بالليل والنهار لنه يكنها‬
‫العمل ف بيت الزوج والذهب الول لنه قد يتاج إليها ف خدمة غي الصنعة ويوز للمول بيعها‬
‫لن النب صلى ال عليه وسلم أذن لعائشة رضي ال عنها ف شراء بريرة وكان لا زوج ويوز له‬
‫أن يسافر با لنه يلك بيعها فملك السفر با كغي الزوجة‬
‫فصل ويوز للزوج أن يب مرأته على الغسل من اليض والنفاس لن الوطء يقف عليه وف‬
‫غسل النابة قولن أحدها له أن يبها عليه لن كمال لستمتاع يقف عليه لن النفس تعاف‬
‫من وطء النب‬
‫والثان ليس له أن يبها لن الوطء ل يقف عليه وف التنظيف ولستحداد وجهان أحدها يلك‬
‫إجبارها عليه لن كمال لستمتاع يقف عليه‬
‫والثان ل يلك‬
‫____________________‬

‫إجبارها عليه لن الوطء ل يقف عليه وهل له أن ينعها من أكل ما يتأذى برائحته فيه وجهان‬
‫أحدها له منعها لنه ينع كمال لستمتاع‬
‫والثان ليس له منعها لنه ل ينع الوطء فإن كانت ذمية فله منعها من السكر لنه ينع لستمتاع‬
‫لنا تصي كالرق النفوخ ولنه ل يأمن أن تن عليه وهل له أن ينعها من أكل لم النير‬
‫وشرب القليل من المر فيه ثلثة أوجه أحدها يوز له منعها لنه ينع كمال لستمتاع‬
‫والثان ليس له منعها لنه ل ينع الوطء‬
‫والثالث وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه ليس له منعها من لم النير لنه ل ينع الوطء‬
‫وله منعها من قليل المر لن السكر ينع لستمتاع ول يكن التمييز بي ما يسكر وبي ما ل‬
‫يسكر مع ختلف الطباع فمنع من الميع‬
‫فصل وللزوج منع الزوجة من الروج إل الساجد وغيها لا روى ابن عمر رضي ال عنه قال‬
‫رأيت مرأة أتت إل النب صلى ال عليه وسلم وقالت يا رسول ال ما حق الزوج على زوجته قال‬
‫حقه عليها أل ترج من بيتها إل بإذنه فإن فعلت لعنها ال وملئكة الرحة وملئكة الغضب حت‬
‫تبوب أو ترجع قالت يا رسول ال وإن كان لا ظالا قال وإن كان لا ظالا ولن حق الزوج‬
‫واجب فل يوز تركه با ليس بواجب ويكره منعها من عيادة أبيها إذا أثقل ) مرضه ( وحضور‬
‫مواراته إذا مات لن منعها من ذلك يودي إل النفور ويغريها بالعقوق‬
‫فصل ويب على الزوج معاشرتا بالعروف من كف الذى لقوله تعال } وعاشروهن بالعروف {‬

‫ويب عليه بذل ما يب من حقها من غي مطل ولقوله صلى ال عليه وسلم مطل الغن ظلم‬
‫ول يب عليه لستمتاع لنه حق له فجاز له تركه كسكن الدار الستأجرة ولن الداعي إل‬
‫لستمتاع الشهوة والبة فل يكن إيابه والستحب أل يعطلها لا روى عبد ال بن عمرو بن‬
‫العاص رضي ال عنه قال قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم أتصوم النهار قلت نعم وقال‬
‫وتقوم الليل قلت نعم قال لكن أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء فمن رغب عن سنت‬
‫فليس من ولنه إذا عطلها ل يأمن الفساد ووقوع الشقاق ول يمع بي مرأتي ف مسكن إل‬
‫برضاها لن ذلك ليس من العشرة بالعروف ولنه يودي إل الصومة ول يطأ إحداها بضرة‬
‫الخرى لنه دناءة وسوء عشرة ول يستمتع با إل بالعروف فإن كانت نضو اللق ول تتمل‬
‫الوطء ل يز وطوها لا فيه من الضرار‬
‫فصل ول يوز وطوها ف الدبر لا روى خزية بن ثابت رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ملعون من أتى مرأة ف دبرها‬
‫ول يوز لستمتاع با فيما بي الليتي لقوله تعال } والذين هم لفروجهم حافظون إل على‬
‫أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإنم غي ملومي { ويوز وطوها ف الفرج مدبرة لا روى جابر‬
‫رضي ال عنه قال قالت اليهود إذا جامع الرجل مرأته من ورائها جاء ولدها أحول فأنزل ال‬
‫تعال } نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أن شئتم { قال يقول يأتيها من حيث شاء مقبلة أو‬
‫مدبرة إذا كان ذلك ف الفرج‬
‫فصل ويكره العزل لا روت جذامة بنت وهب قالت حضرت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فسألوه عن العزل فقال ذلك الواأد الفي } وإذا الوؤودة سئلت {‬
‫فإن كان ذلك ف وطء أمته ل يرم لن لستمتاع با حق له ل حق لا فيه وإن كان ف وطء‬
‫زوجته فإن كانت ملوكة ل يرم لنه يلحقه العار بسترقاق ولده منها وإن كانت حرة فإن كان‬
‫بإذنا جاز لن الق لما وإن ل تأذن ففيه وجهان أحدها ل يرم لن حقها ف لستمتاع دون‬
‫النزال‬
‫والثان يرم لنه يقطع النسل من غي ضرر يلحقه‬
‫فصل وتب على الرأة معاشرة الزوج بالعروف من كف الذى كما يب عليه ف معاشرتا‬
‫ويب عليها بذل ما يب له من غي مطل لا روى‬
‫____________________‬

‫أبو هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا دعا أحدكم مرأته إل فراشه‬
‫فأبت فبات وهو عليها ساخط لعنتها اللئكة حت تصبح‬
‫فصل ول يب عليها خدمته ف البز والطحن والطبخ والغسل وغيها من الدم لن العقود عليه‬
‫من جهتها هو الستمتاع فل يلزمها ما سواه‬
‫فصل وإن كان له مرأتان أو أكثر فله أن يقسم لن لن النب صلى ال عليه وسلم قسم لنسائه‬
‫ول يب عليه ذلك لن القسم لقه فجاز له تركه وإذا أراد أن يقسم ل يز أن يبدأ بواحدة منهن‬
‫من غي رضا البواقي إل بقرعة لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من كانت له مرأتان ييل إل إحداها على الخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ولن‬
‫البداءة بإحداها من غي قرعة تدعو إل النفور وإذا قسم لواحدة بالقرعة أو غي القرعة لزمه‬
‫القضاء للبواقي لنه إذا ل يقض مال فدخل ف الوعيد‬
‫فصل ويقسم الريض والبوب لن النب صلى ال عليه وسلم كان يقسم ف مرضه ولن القسم‬
‫يراد للنس وذلك يصل مع الرض والب وإن كان مبوبا ل ياف منه طاف به الول على‬
‫نسائه لنه يصل لا به النس ويقسم للحائض والنفساء والريضة والرمة والظاهر منها والول‬
‫منها لن القصد من القسم اليواء والنس وذلك يصل مع هولء وإن كانت منونة ل ياف‬
‫منها قسم لا لنه يصل لا النس وإن كان ياف منها ل يقسم لا لنا ل تصلح للنس‬
‫فصل وإن سافرت الرأة بغي إذن الزوج سقط حقها من القسم والنفقة لن القسم للنس والنفقة‬
‫للتمكي من لستمتاع وقد منعت ذلك بالسفر وإن سافرت بإذنه ففيه قولن أحدها ل يسقط‬
‫لنا سافرت بإذنه فأشبه إذا سافرت معه‬
‫والثان يسقط لن القسم للنس والنفقة للتمكي من لستمتاع وقد عدم الميع فسقط ما تعلق‬
‫به كالثمن لا وجب ف مقابلة البيع سقط بعدمه‬
‫فصل وإن جتمع عنده حرة وأمة قسم للحرة ليلتي وللمة ليلة لا روي عن علي كرم ال وجهه‬
‫أنه قال من نكح حرة على أمة فللحرة ليلتان وللمة ليلة والق ف قسم المة لا دون الول لنه‬
‫يراد لظها فلم يكن للمول فيه حق فإن قسم للحرة ليلتي ث أعتقت المة فإن كان بعدما أوفاها‬
‫حقها ستأنف القسم لا لنما تساويا بعد نقضاء القسم وإن كان قبل أن يوفيها حقها أقام عندها‬
‫ليلتي لنه ل يوفها حقها حت صارت مساوية للحرة فوجب التسوية بينهما وإن قسم للمة ليلة‬
‫ث أعتقت فإن كان بعدما أوف الرة حقها سوى بينهما وإن كان قبل أن يوف الرة حقها ل يزد‬
‫على ليلة لنما تساويا فوجب التسوية بينهما‬
‫فصل وعماد القسم الليل لقوله عز وجل } وجعلنا الليل لباسا { قيل ف التفسي اليواء إل‬
‫الساكن ولن النهار للمعيشة والليل للسكون ولذا قال ال تعال } أل يروا أنا جعلنا الليل‬
‫ليسكنوا فيه {‬
‫فإن كانت معيشته بالليل فعماد قسمه النهار لن ناره كليل غيه والول أن يقسم ليلة ليلة‬
‫قتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم ولن ذلك أقرب إل التسوية ف إيفاء القوق فإن قسم‬
‫ليلتي أو ثلثا جاز لنه ف حد القليل وإن زاد على الثلث ل يز من غي رضاهن لن فيه تغريرا‬
‫بقوقهن فإن فعل ذلك لزمه القضاء للبواقي لنه إذا قضى ما قسم بق فلن يقضي ما قسم بغي‬
‫حق أول وإذا قسم لا ليلة كان لا الليلة وما يليها من النهار لا روت عائشة رضي ال عنها قالت‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم لكل مرأة يومها وليلتها غي أن سودة وهبت ليلتها‬
‫لعائشة تبتغي بذلك رضا رسول ال صلى ال عليه وسلم وروي عن عائشة رضي ال عنها قالت‬
‫توف رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بيت وف يومي وبي سحري ونري وجع ال بي ريقي‬
‫وريقه‬
‫فصل والول أن يطوف إل نسائه ف منازلن اقتداء برسول ال صلى ال عليه وسلم ولن ذلك‬
‫أحسن ف العشرة وأصون لن وله أن يقيم ف موضع ويستدعي واحدة واحدة لن الرأة تابعة‬
‫للزوج ف الكان ولذا يوز له أن ينقلها إل حيث شاء وإن كان مبوسا ف موضع فإن أمكن‬
‫حضورها فيه ل يسقط حقها من القسم لنه يصلح للقسم فصار كالنل‬
‫وإن ل يكن‬
‫____________________‬

‫حضورها فيه سقط القسم لنه تعذر الجتماع لعذر وإن كانت له مرأتان ف بلدين فأقام ف بلد‬
‫إحداها فإن ل يقم معها ف منل ل يلزمه القضاء بالقام ف بلد الخرى لن القام ف البلد معها‬
‫ليس بقسم وإن أقام معها ف منلا لزمه القضاء للخرى لن القسم ل يسقط باختلف البلد‬
‫كما ل يسقط باختلف الال‬
‫فصل ويستحب لن قسم أن يسوي بينهن ف الستمتاع لنه أكمل ف العدل فإن ل يفعل جاز لن‬
‫الداعي إل الستمتاع الشهوة والبة ول يكن التسوية بينهن ف ذلك ولذا قال ال عز وجل‬
‫} ولن تستطيعوا أن تعدلوا بي النساء ولو حرصتم {‬
‫قال ابن عباس رضي ال عنهما يعن ف الب والماع وقالت عائشة رضي ال عنها كان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يقسم بي نسائه ويعدل ث يقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فل تلمن‬
‫فيما تلكه ول أملكه‬
‫فصل ول يوز أن يرج ف ليلتها من عندها فإن مرض غيها من النساء وخاف أن يوت أو‬
‫أكرهه السلطان جاز أن يرج لنه موضع ضرورة وعليه القضاء كما يترك الصلة إذا أكره على‬
‫تركها وعليه لقضاء والول أن يقضيها ف الوقت الذي خرج لنه أعدل وإن خرج ف آخر الليل‬
‫وقضاه ف أوله جاز للجميع لن الميع مقصود ف القسم‬
‫فإن دخل على غيها بالليل فوطئها ث عاد ففيه ثلثة أوجه أحدها يلزمه القضاء بليلة لن الماع‬
‫معظم القصود‬
‫والثان يدخل عليها ف ليلة الوطوءة فيطوها لنه أقرب إل التسوية‬
‫والثالث أنه ل يقضيها بشيء لن الوطء غي مستحق ف القسم وقدره من الزمان ل ينضبط‬
‫فسقط ويوز أن يرج ف نارها للمعيشة ويدخل إل غيها ليأخذ شيئا أو يترك شيئا ول يطيل‬
‫فإن أطال لزمه القضاء لنه ترك اليواء القصود وإن دخل إل غيها لاجة فقبلها جاز لا روت‬
‫عائشة رضي ال عنها قالت ما كان يوم أو أقل يوم إل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يطوف علينا جيعا ويقبل ويلمس فإذا جاء إل الت هو يومها أقام عندها‬
‫ول يوز أن يطأها لنه معظم القصود فل يوز ف قسم غيها فإن وطئها وانصرف ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يلزمه أن يرج ف نار الوطوءة ويطأها لنه هو العدل‬
‫والثان ل يلزمه شيء لن الوعطء غي مستحق وقدره من الزمان ل ينضبط فسقط‬
‫وإن كان عنده امرأتان فقسم لحداها مدة ث طلق الخرى قبل أن يقضيها ث تزوجها لزمه قضاء‬
‫حقها لنه تأخر القضاء لعذر وقد زال فوجب كما لو كان عليه دين فأعسر ث أيسر‬
‫فصل وإن تزوج امرأة وعنده امرأتان أو ثلث قطع الدور للجديدة فإن كانت بكرا أقام عندها‬
‫سبعا لا روى أبو قلبة عن أنس رضي ال عنه أنه قال من السنة أن يقيم عند البكر مع الثيب‬
‫سبعا قال أنس ولو شئت أن أرفعه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ) لرفعته (‬
‫وإن كانت ثيبا أقام عندها ثلثا أو سبعا لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم تزوج أم سلمة‬
‫رضي ال عنها وقال إن شئت سبعت عندك وسبعت عندهن وإن شئت ثلثت عندك ودرت فإن‬
‫أقام عند البكر سبعا ل يقض للباقيات شيئا وإن أقام عند الثيب ثلثا ل يقض فإن أقام سبعا ففيه‬
‫وجهان أحدها يقضي السبع لقوله صلى ال عليه وسلم إن شئت سبعت عندك وسبعت عندهن‬
‫والثان يقضي ما زاد على الثلث لن الثلث مستحقة لا فل يلزمه قضاوها‬
‫وإن تزوج العبد أمة وعنده امرأة قضى للجديدة حق العقد وف قدره وجهان قال أبو علي بن أب‬
‫هريرة هي على النصف كما قلنا ف القسم الدائم‬
‫وقال أبو إسحق هي كالرة لن قسم العقد حق للزوج فلم يتلف برقها وحريتها بلف القسم‬
‫الدائم فإنه حق لا فاختلف برقها وحريتها‬
‫وإن تزوج رجل امرأتي وزفتا إليه ف وقت واحد أقرع بينهما لتقدي حق العقد كما يقرع للتقدي‬
‫ف القسم الدائم‬
‫فصل وإن أراد السفر بامرأة أو امرأتي أو ثلث أقرع بينهن فمن خرجت عليها القرعة سافر با‬
‫لا روت عائشة رضي ال عنها قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا خرج أقرع بي‬
‫نسائه فصارت القرعة على عائشة رضي ال عنها وحفصة رضي ال عنها فخرجتا معه جيعا ول‬
‫يوز أن يسافر بواحدة من غي قرعة لن ذلك ميل وترك للعدل‬
‫وإن سافر بامرأتي بالقرعة سوى بينهما ف القسم كما يسوي بينهنا ف الضر‬
‫فإن كان ف سفر طويل ل يلزمه القضاء للمقيمات لن عائشة رضي ال عنها ل تذكر القضاء‬
‫ولن السافرة اختصت بشقة السفر فاختصت بالقسم‬
‫وإن كان ف سفر قصي ففيه وجهان أحدها ل يلزمه القضاء كما ل يلزمه ف السفر الطويل‬
‫والثان يلزمه لنه ف حكم الضر‬
‫وإن سافر ببعضهن بغي قرعة لزمه القضاء للمقيمات لنه قسم بغي قرعة فلزمه القضاء كما لو‬
‫قسم لا ف الضر‬
‫وإن سافر بامرأة بقرعة إل بلد ث عن له سفر أبعد منه ل يلزمه القضاء لنه سفر واحد‬
‫____________________‬

‫وقد أقرع له‬


‫وإن سافر برأة بالقرعة وانقضى سفره ث أقام معها مدة لزمه أن يقضي الدة الت أقام معها بعد‬
‫انقضاء السفر لن القرعة إنا تسقط القضاء ف قسم السفر‬
‫وإن كان عنده امرأتان ث تزوج برأتي وزفتا إليه ف وقت واحد لزمه أن يقسم لما حق العقد‬
‫ول يقدم إحداها من غي قرعة‬
‫فإن أراد السفر قبل أن يقسم لما أقرع بي الميع فإن خرجت القرعة لحدى القديتي سافر با‬
‫فإذا قدم قضى حق العقد للجديدتي وإن خرجت القرعة لحدى الديدتي سافر با ويدخل حق‬
‫العقد ف قسم السفر لن القصد من قسم العقد اللفة والستمتاع وقد حصل ذلك‬
‫وهل يلزمه أن يقضي للجديدة الخرى حق العقد فيه وجهان أحدها ل يلزمه كما ل يلزمه ف‬
‫القسم الدائم‬
‫والثان يلزمه وهو قول أب إسحاق لنه سافر با بعدما استحقت الخرى حق العقد فلزمه القضاء‬
‫كما لو كان عنده أربع نسوة فقسم للثلث ث سافر بغي الرابعة بالقرعة قبل قضاء حق الرابعة‬
‫فصل ويوز للمرأة أن تب ليلتها لبعض ضرائرها لا روت عائشة رضي ال عنها أن سودة وهبت‬
‫يومها وليلتها لعائشة رضي ال عنها تبتغي بذلك مرضاة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ول يوز ذلك إل برضا الزوج لن حقه ثابت ف استمتاعها فل تلك نقله إل غيها من غي‬
‫رضاه ويوز من غي رضا الوهوب لا لنه زيادة ف حقها‬
‫ومت تقسم لا الليلة الوهوبة فيه وجهان أحدها تضم إل ليلتها لنه اجتمع لا ليلتان فلم يفرق‬
‫بينهما‬
‫والثان تقسم لا ف الليلة الت كانت للواهبة لنا قائمة مقامها فقسم لا ف ليلتها‬
‫ويوز أن تب ليلتها للزوج لن الق بينهما فإذا تركت حقها صار للزوج ث يعلها الزوج لن‬
‫شاء من نسائه‬
‫ويوز أن تب ليلتها لميع ضرائرها فإن كن ثلثا صار القسم أثلثا بي الثلث‬
‫وإن وهبت ليلتها ث رجعت ل يصح الرجوع فيما مضى لنه هبة اتصل با القبض ويصح ف‬
‫الستقبل لنا هبة ل يتصل با القبض‬
‫فصل وإن كان له إماء ل يكن لن حق ف القسم فإن بات عند بعضهن ل يلزمه أن يقضي للباقيات‬
‫لنه ل حق لن ف استمتاع السيد ولذا ل يوز لن مطالبته بالفيئة إذا حلف أل يطأهن ول خيار‬
‫لن ببه وتعنينه‬
‫والستحب أل يعطلهن لنه إذا عطلهن ل يأمن أن يفجرن وإن كان عنده زوجات وإماء فأقام عند‬
‫الماء ل يلزمه القضاء للزوجات لن القضاء يب بقسم مستحق وقسم الماء غي مستحق فلم‬
‫يب قضاوه كما لو بات عند صديق له‬
‫باب النشوز إذا ظهرت من الرأة أمارات النشوز وعظها لقوله تعال } واللت تافون نشوزهن‬
‫فعظوهن { ول يضربا لنه يوز أن يكون ما ظهر منها لضيق صدر من غي جهة الزوج وإن‬
‫تكرر منها النشوز فله أن يضربا لقوله عز وجل } واضربوهن { وإن نشزت مرة ففيه قولن‬
‫أحدها أنه يهجرها ول يضربا لن العقوبات تتلف باختلف الرائم ولذا ما يستحق بالنشوز ل‬
‫يستحق بوف النشوز فكذلك ما يستحق بتكرر النشوز ل يستحق بنشوز مرة‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يهجرها ويضربا لنه يوز أن يهجرها للنشوز فجاز أن يضربا كما لو‬
‫تكرر منها‬
‫فأما الوعظ فهو أن يوفها بال عز وجل وبا يلحقها من الضرر بسقوط نفقتها‬
‫وأما الجران فهو أن يهجرها ف الفراش لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ف قوله‬
‫عز وجل } واهجروهن ف الضاجع {‬
‫قال ل تضاجعها ف فراشك وأما الجران بالكلم فل يوز أكثر من‬
‫____________________‬

‫ثلثة أيام لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يل لسلم أن‬
‫يهجر أخاه فوق ثلثة أيام‬
‫وأما الضرب فهو أن يضربا ضربا غي مبح ويتجنب الواضع الخوفة والواضع الستحسنة لا‬
‫روى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال اتقوا ال ف النساء فإنكم أخذتوهن‬
‫بكتاب ال واستحللتم فروجهن بكلمة ال وإن لكم عليهن أل يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن‬
‫فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غي مبح ولن القصد التأديب دون التلف والتشويه‬
‫فصل وإن ظهرت من الرجل أمارات النشوز لرض با أو كب سن ورأت أن تصاله بترك بعض‬
‫حقوقها من قسم وغيه جاز لقوله عز وجل } وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فل‬
‫جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا {‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها أنزل ال عز وجل هذه الية ف الرأة إذا دخلت ف السن فتجعل‬
‫يومها لمرأة أخرى‬
‫فإن ادعى كل واحد منهما النشوز على الخر أسكنهما الاكم إل جنب ثقة ليعرف الظال منهما‬
‫فيمنع من الظلم فإن بلغا إل الشتم والضرب بعث الاكم حكمي للصلح أو التفريق لقوله عز‬
‫وجل } وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلحا يوفق‬
‫ال بينهما {‬
‫واختلف قوله ف الكمي فقال ف أحد القولي ها وكيلن فل يلكان التفريق إل بإذنما لن‬
‫الطلق إل الزوج وبذل الال إل الزوجة فل يوز إل بإذنما‬
‫وقال ف القول الخر ها حاكمان فلهما أن يفعل ما يريان من المع والتفريق بعوض وغي‬
‫عوض لقوله عز وجل } فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها { فسماها حكمي ول يعتب‬
‫رضا الزوجي‬
‫وروى عبيدة أن عليا رضي ال عنه بعث رجلي فقال لما أتريان ما عليكما عليكما إن رأيتما أن‬
‫تمعا جعتما وإن رأيتما أن تفرقا فرقتما فقال الرجل أما هذا فل فقال كذبت‬
‫ل وال ول تبح حت ترضى بكتاب ال عز وجل لك وعليك فقالت الرأة رضيت بكتاب ال ل‬
‫وعلي ولنه وقع الشقاق واشتبه الظال منهما فجاز التفريق بينهما من غي رضاها كما لو قذفها‬
‫وتلعنا‬
‫والستحب أن يكون حكما من أهله وحكما من أهلها للية ولنه روي أنه وقع بي عقيل بن أب‬
‫طالب وبي زوجته شقاق وكانت من بن أمية فبعث عثمان رضي ال عنه حكما من أهله وهو‬
‫ابن عباس رضي ال عنه وحكما من أهلها وهو معاوية رضي ال عنه ولن الكمي من أهلهما‬
‫أعرف بالال وإن كان من غي أهلهما جاز لنما ف أحد القولي وكيلن وف الخر حاكمان‬
‫وف الميع يوز أن يكونا من غي أهلهما‬
‫ويب أن يكونا ذكرين عدلي لنما ف أحد القولي حاكمان وف الخر وكيلن إل أنه يتاج فيه‬
‫إل الرأي والنظر ف المع والتفريق ول يكمل لذلك إل ذكران عدلن‬
‫فإن قلنا إنما حاكمان ل يز أن يكونا إل فقيهي‬
‫وإن قلنا إنما وكيلن جاز أن يكونا من العامة‬
‫وإن غاب الزوجان فإن قلنا إنما وكيلن نفذ تصرفهما كما ينفذ تصرف الوكيل مع غيبة الوكل‬

‫وإن قلنا إنما حاكمان ل ينفذ حكمهما لن الكم للغائب ل يوز‬


‫وإن جنا ل ينفذ حكم الكمي لنما ف أحد القولي وكيلن والوكالة تبطل بنون الوكل وف‬
‫القول الخر حاكمان إل أنما يكمان للشقاق وبالنون زال الشقاق‬
‫كتاب اللع إذا كرهت الرأة زوجها لقبح منظر أو سوء عشرة وخافت أل تودي حقه جاز أن‬
‫تالعه على عوض لقوله عز وجل } فإن خفتم أل يقيما حدود ال فل جناح عليهما فيما‬
‫افتدت {‬
‫____________________‬

‫وروي أن جيلة بنت سهل كانت تت ثابت بن قيس بن الشماس وكان يضربا فأتت إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وقالت ل أنا ول ثابت وما أعطان فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم خذ‬
‫منها فأخذ منها فقعدت ف بيتها‬
‫وإن ل تكره منه شيئا وتراضيا على اللع من غي سبب جاز لقوله عز وجل } فإن طب لكم عن‬
‫شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا {‬
‫ولنه رفع عقد بالتراضي جعل لدفع الضرر فجاز من غي ضرر كالقالة ف البيع‬
‫وإن ضربا أو منعها حقها طمعا ف أن تالعه على شيء من مالا ل يز لقوله عز وجل } ول‬
‫تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إل أن يأتي بفاحشة مبينة {‬
‫فإن طلقها ف هذه الال على عوض ل يستحق العوض لنه عقد معاوضة أكرهت عليه بغي حق‬
‫فلم يستحق فيه العوض كالبيع فإن كان ذلك بعد الدخول فله أن يراجعها لن الرجعة إنا تسقط‬
‫بالعوض وقد سقط العوض فتثبت الرجعة فيه‬
‫فإن زنت فمنها حقها لتخالعه على شيء من مالا ففيه قولن أحدها يوز ويستحق فيه العوض‬
‫لقوله عز وجل } إل أن يأتي بفاحشة مبينة {‬
‫فدل على أنا إذا أتت بفاحشة جاز عضلها ليأخذ شيئا من مالا‬
‫والثان أنه ل يوز ول يستحق فيه العوض لنه خلع أكرهت عليه بنع الق فأشبه إذا منعها حقها‬
‫لتخالعه من غي زنا‬
‫فأما الية فقد قيل إنا منسوخة بآية المساك ف البيوت وهي قوله تعال } فأمسكوهن ف البيوت‬
‫حت يتوفاهن الوت {‬
‫ث نسخ ذلك باللد والرجم ولنه روي عن قتادة أنه فسر الفاحشة بالنشوز فعلى هذا إذا كان‬
‫ذلك بعد الدخول فله أن يراجعها لا ذكرناه‬
‫فصل ول يوز للب أن يطلق مرأة البن الصغي بعوض وغي عوض لا روي عن عمر رضي ال‬
‫عنه أنه قال إنا الطلق بيد الذي يل له الفرج ولن طريقه الشهوة فلم يدخل ف الولية‬
‫ول يوز أن يلع البنت الصغية من الزوج بشيء من مالا لنه يسقط بذلك حقها من الهر‬
‫والنفقة والستمتاع‬
‫فإن خالعها بشيء من مالا ل يستحق ذلك وإن كان بعد الدخول فله أن يراجعها لا ذكرناه‬
‫ومن أصحابنا من قال إذا قلنا إن الذي بيده عقدة النكاح هو الول فله أن يالعها بالبراء من‬
‫نصف مهرها وهذا خطأ لنه إنا يلك البراء على هذا القول بعد الطلق وهذا البراء قبل‬
‫الطلق‬
‫فصل ول يوز للسفيهة أن تالع بشيء من مالا لنا ليست من أهل التصرف ف مالا فإن طلقها‬
‫على شيء من مالا ل يستحق ذلك كما ل يستحق ثن ما باع منها فإن كان بعد الدخول فله أن‬
‫يراجعها لا ذكرناه ويوز للمة أن تالع زوجها على عوض ف ذمتها ويب دفع العوض من حيث‬
‫يب دفع الهر ف نكاح العبد لن العوض ف اللع كالهر ف النكاح فوجب من حيث يب الهر‬
‫فصل ويصح اللع مع غي الزوجة وهو أن يقول رجل طلق مرأتك بألف علي‬
‫وقال أبو ثور ل يصح لن بذل العوض ف مقابلة ما يصل لغيه سفه‬
‫ولذلك ل يوز أن يقول لغيه بع عبدك من فلن بألف علي‬
‫وهذا خطأ لنه قد يكون له غرض وهو أن يعلم أنما على نكاح فاسد أو تاصم دائم فيبذل‬
‫العوض ليخلصهما طلبا للثواب كما يبذل العوض لستنقاذ أسي أو حر ف يد من يسترقه بغي‬
‫حق‬
‫ويالف البيع فإنه تليك يفتقر إل رضا الشتري فلم يصح بالجنب والطلق إسقاط حق ل يفتقر‬
‫إل رضا الرأة فصح بالالك والجنب كالعتق بال‬
‫فإن قال طلق امرأتك على مهرها وأنا ضامن فطلقها بانت ورجع الزوج على الضامن بهر الثل‬
‫ف قوله الديد وببدل مهرها ف قوله القدي لنه أزال اللك عن البضع بال ول يسلم له وتعذر‬
‫الرجوع إل البضع فكان فيما يرجع إليه قولن كما قلنا فيمن أصدق امرأته مال فتلف قبل‬
‫القبض‬
‫فصل ويوز اللع ف اليض لن النع من الطلق ف اليض للضرر الذي يلحقها بتطويل العدة‬
‫واللع جعل للضرر الذي يلحقها بسوء العشرة والتقصي ف حق الزوج والضرر بذلك أعظم من‬
‫الضرر بتطويل العدة فجاز دفع أعظم الضررين بأخفهما‬
‫ويوز اللع من غي حاكم لنه قطع عقد بالتراضي جعل لدفع الضرر فلم يفتقر إل الاكم‬
‫كالقالة ف البيع‬

‫____________________‬

‫فصل ويصح اللع بلفظ اللع والطلق‬


‫فإن خالعها بصريح الطلق أو بالكناية مع النية فهو طلق لنه ل يتمل غي الطلق‬
‫فإن خالعها بصريح اللع نظرت ) فإن ( ل ينو به الطلق ففيه ثلثة أقوال أحدها أنه ل يقع به‬
‫فرقة وهو قوله ف الم لنه كناية ف الطلق من غي نية فلم يقع با فرقة كما لو عريت عن‬
‫العوض‬
‫والثان أنه فسخ وهو قوله ف القدي لنه جعل للفرقة فل يوز أن يكون طلقا لن الطلق ل يقع‬
‫إل بصريح أو كناية مع النية واللع ليس بصريح ف الطلق ول معه نية الطلق فوجب أن يكون‬
‫فسخا‬
‫والثالث أنه طلق وهو قوله ف الملء وهو ختيار الزن لنا إنا بذلت العوض للفرقة والفرقة‬
‫الت يلك إيقاعها هي الطلق دون الفسخ فوجب أن يكون طلقا فإن قلنا إنه فسخ صح بصريه‬
‫وصريه اللع والفاداة لن الفاداة ورد با القرآن واللع ثبت له العرف فإذا خالعها بأحد هذين‬
‫اللفظي انفسخ النكاح من غي نية‬
‫وهل يصح الفسخ بالكناية كالباراة والتحري وسائر كنايات الطلق فيه وجهان أحدها ل يصح‬
‫لن الفسخ ل يصح تعليقه على الصفات فلم يصح بالكناية كالنكاح‬
‫والثان ) أنه ( يصح لنه أحد نوعي الفرقة فانقسم لفظها إل الصريح والكناية كالطلق فعلى‬
‫هذا إذا خالعها بشيء من الكنايات ل ينفسخ النكاح حت ينويا‬
‫وختلف أصحابنا ف لفظ الفسخ فمنهم من قال هو كناية لنه ل يثبت له عرف ف فرقة النكاح‬
‫ومنهم من قال هو صريح لنه أبلغ ف معن الفسخ من لفظ اللع وإن خالع بصريح اللع ونوى‬
‫به الطلق فإن قلنا بقوله ف الملء فهو طلق لنه إذا كان طلقا من غي نية الطلق فمع النية‬
‫أول‬
‫وإن قلنا بقوله ف الم فهو طلق لنه كناية ف الطلق قترنت به نية الطلق‬
‫وإن قلنا بقوله ) ف القدي ( ففيه وجهان أحدها أنه طلق لنه يتمل الطلق وقد قترنت به نية‬
‫الطلق‬
‫والثان أنه فسخ لنه على هذا القول صريح ف فسخ النكاح فل يوز أن يكون كناية ف حكم‬
‫آخر من النكاح كالطلق لا كان صريا ف فرقة النكاح ل يز أن يكون كناية ف الظهار‬
‫فصل ويصح اللع منجزا بلفظ العاوضة لا فيه من العاوضة ويصح معلقا على شرط لا فيه من‬
‫الطلق‬
‫فأما النجز بلفظ العاوضة فهو أن يوقع الفرقة بعوض وذلك مثل أن يقول طلقتك أو أنت طالق‬
‫بألف وتقول الرأة قبلت كما تقول ف البيع بعتك هذا بألف ويقول الشتري قبلت أو تقول الرأة‬
‫طلقن بألف فيقول الزوج طلقتك كما يقول الشتري بعن هذا بألف ويقول البائع بعتك‬
‫ول يتاج أن يعيد ف الواب ذكر اللف لن الطلق يرجع إليه كما يرجع ف البيع ول يصلح‬
‫الواب ف هذا إل على الفور كما نقول ف البيع ويوز للزوج أن يرجع ف الياب قبل القبول‬
‫وللمرأة أن ترجع ف الستدعاء قبل الطلق كما يوز ف البيع‬
‫وأما غي النجز فهو أن يعلق الطلق على ضمان مال أو دفع مال فإن كان برف إن بأن قال إن‬
‫ضمنت ل ألفا فأنت طالق ل يصح الضمان إل على الفور لنه لفظ شرط يتمل الفور والتراخي‬
‫إل أنه لا ذكر العوض صار تليكا بعوض فاقتضى الواب على الفور كالتمليك ف العاوضات‬
‫وإن قال إن أعطيتن ألفا فأنت طالق ل تصح العطية إل على الفور بيث يصلح أن تكون جوابا‬
‫لكلمه لن العطية ههنا هي القول ويكفي أن تضر الال وتأذن ف قبضه أخذ أو ل يأخذ لن اسم‬
‫العطية يقع عليه وإن ل يأخذ ولذا يقال أعطيت فلنا مال فلم يأخذه‬
‫وإن قالت طلقن بألف فقال أنت طالق بألف إن شئت ل يقع الطلق حت توجد الشيئة لنه‬
‫أضاف إل ما التزمت الشيئة فلم يقع إل با ول تصح الشيئة إل بالقول وهو أن تقول على الفور‬
‫شئت لن الشيئة وإن كانت بالقلب إل أنا ل تعرف إل بالقول فصار تقديره أنت طالق إن قلت‬
‫شئت‬
‫ويصح الرجوع قبل الضمان وقبل العطية وقبل الشيئة كما يوز فيما عقد بلفظ العاوضة‬
‫وإن كان برف مت وأي وقت بأن يقول مت ) ضمنت ل أو أي وقت ( ضمنت ل ألفا فأنت‬
‫طالق جاز أن يوجد الضمان على الفور وعلى التراخي‬
‫والفرق بينه وبي قوله إن ضمنت ل ألفا أن اللفظ هناك عام ف الزماني ولذا لو قال إن ضمنت‬
‫ل الساعة أو إن ضمنت ل غدا جاز فلما اقترن به ذكر العوض جعلناه على الفور قياسا على‬
‫العاوضات والعموم يوز تصصه بالقياس وليس كذلك قوله مت وأي وقت لنه نص ف كل‬
‫واحد من الزماني صريح ف النع من التعيي ف أحد الزماني ولذا لو قال أي وقت أعطيتن‬
‫الساعة كان مال وما يقتضيه الصريح ل يترك بالقياس وإن رجع الزوج ف هذا قبل القبول ل‬
‫يصح لن حكمه حكم الطلق العلق بالصفات دون العاوضات‬
‫وإن كان برف إذا بأن قال إذا ضمنت ل ألفا فأنت طالق فقد ذكر جاعة من أصحابنا أن حكمه‬
‫حكم قوله إن ضمنت ل ف اقتضاء الواب على الفور وف جواز الرجوع فيه‬
‫____________________‬

‫قبل القبول وعندي أن حكمه حكم مت وأي وقت لنه يفيد ما يفيده مت وأي وقت‬
‫ولذا إذا قال مت ألقاك جاز أن يقول إذا شئت كما يوز أن يقول مت شئت وأي وقت شئت‬
‫بلف إن فإنه لو قال مت ألقاك ل يز أن يقول إن شئت‬
‫فصل ويوز اللع بالقليل والكثي والدين والعي والال والنفعة لنه عقد على منفعة البضع فجاز‬
‫با ذكرناه كالنكاح فإن خالعها على أن تكفل ولده عشر سني وبي مدة الرضاع وقدر النفقة‬
‫وصفتها فالنصوص أنه يصح‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن لنا صفقة جعت بيعا وإجارة‬
‫ومنهم من قال يصح قول واحدا لن الاجة تدعو إل المع بينهما لنه إذا أفرد أحدها ل يكنه‬
‫أن يالع على الخر وف غي اللع يكنه أن يفرد أحدها ث يعقد على الخر وإن مات الولد بعد‬
‫الرضاع ففي النفقة وجهان أحدها أنا تل لنا تأجلت لجله وقد مات‬
‫والثان ل تل لن الدين إنا يل بوت من عليه دون من له‬
‫فصل وإن خالعها خلعا منجزا على عوض ملك العوض بالعقد وضمن بالقبض كالصداق فإن‬
‫كان عينا فهلكت قبل القبض أو خرج مستحقا أو على عبد فخرج حرا أو على خل فخرج خرا‬
‫رجع إل مهر الثل ف قوله الديد وإل بدل السمى ف قوله القدي كما قلنا ف الصداق‬
‫وإن خالعها على أن ترضع ولده فماتت فهو كالعي إذا هلكت قبل القبض وإن مات الولد ففيه‬
‫قولن أحدها يسقط الرضاع ول يقوم غي الولد مقامه لنه عقد على إيقاع منفعة ف عي فإذا‬
‫تلفت العي ل يقم غيها مقامها كما لو أكراه ظهرا للركوب فهلك الظهر فعلى هذا يرجع إل‬
‫مهر الثل ف قوله الديد وإل أجرة الرضاع ف قوله القدي‬
‫والقول الثان أنه ل يسقط الرضاع بل يأتيها بولد آخر لترضعه لن النفعة باقية وإن مات‬
‫الستوف قام غيه مقامه كما لو اكترى ظهرا ومات فإن الوارث يقوم مقامه فعلى هذا إن ل يأت‬
‫بولد آخر حت مضت الدة ففيه وجهان أحدها ل يرجع عليها لنا مكنته من الستيفاء فأشبه إذا‬
‫أجرته دارا وسلمتها إليه فلم يسكنها‬
‫والثان يرجع عليها لن العقود عليه تت يدها فتلف من ضمانا كما لو باعت منه شيئا وتلف‬
‫قبل أن يسلم فعلى هذا يرجع بهر الثل ف قوله الديد وبأجرة الرضاع ف قوله القدي‬
‫وإن خالعها على خياطة ثوب فتلف الثوب فهل تسقط الياطة أو يأتيها بثوب آخر ) لتخيطه (‬
‫فيه وجهان بناء على القولي ف الرضاع‬
‫فصل ويوز رد العوض فيه بالعيب لن إطلق العقد يقتضي السلمة من العيب فثبت فيه الرد‬
‫بالعيب كالبيع والصداق‬
‫فإن كان العقد على عي بأن طلقها على ثوب أو قال إن أعطيتن هذا الثوب فأنت طالق فأعطته‬
‫ووجد به عيبا فرده رجع إل مهر الثل ف قوله الديد وإل بدل العي سليما ف قوله القدي كما‬
‫ذكرناه ف الصداق‬
‫وإن كان اللع منجزا على عوض موصوف ف الذمة فأعطته ووجده معيبا فرده طالب بثله سليما‬
‫كما قلنا فيمن أسلم ف ثوب وقبضه ووجده معيبا فرده وإن قال إن دفعت إل عبدا من صفته‬
‫كذا وكذا فأنت طالق فدفعت إليه عبدا على تلك الصفة طلقت فإن وجده معيبا فرده رجع ف‬
‫قوله الديد إل مهر الثل وإل بدل العبد ف قوله القدي لنه تعي بالطلق فصار كما لو خالعها‬
‫على عي فردها بالعيب‬
‫ويالف إذا كان موصوفا ف الذمة ف خلع منجز فقبضه ووجد به عيبا فرده لنه ل يتعي بالعقد‬
‫ول بالطلق فرجع إل ما ف الذمة وإن خالعها على عي على أنا على صفة فخرجت على دون‬
‫تلك الصفة ثبت له الرد كما قلنا ف البيع فإذا رده رجع إل مهر الثل ف أحد القولي وإل بدل‬
‫الشروط ف ) القول ( الخر كما قلنا فيما رده بالعيب‬
‫فصل ول يوز اللع على مرم ول على ما فيه غرر كالهول ول ما ل يتم ملكه عليه لن الطلق‬
‫يصح مع عدم العوض فصح مع فساده كالنكاح ويرجع عليها بهر الثل لنه تعذر رد البضع‬
‫فوجب رد بدله كما قلنا فيمن تزوج على خر أو خنير‬
‫فإن خالعها بشرط فاسد بأن قالت طلقن بألف بشرط أن تطلق ضرت فطلقها وقع الطلق‬
‫ويرجع عليها بهر الثل لن الشرط فاسد فإذا سقط وجب إسقاط ما زيد ف البدل لجله وهو‬
‫مهول فصار العوض فيه مهول فوجب مهر الثل‬
‫فإن قال إذا جاء رأس الشهر فأنت طالق على ألف ففيه وجهان أحدها يصح لنه تعليق طلق‬
‫بشرط‬
‫والثان ل يصح لنه عقد معاوضة فلم يصح تعليقه على شرط كالبيع فعلى هذا إذا وجد الشرط‬
‫وقع الطلق ورجع عليها بهر الثل‬

‫____________________‬

‫فصل فإذا خالع امرأته ل يلحقها ما بقي من عدد الطلق لنه ل يلك بضعها فلم يلحقها طلقه‬
‫كالجنبية ول يلك رجعتها ف العدة‬
‫وقال أبو ثور إن كان بلفظ الطلق فله أن يراجعها لن الرجعة من مقتضى الطلق فلم يسقط‬
‫بالعوض كالولء ف العتق وهذا خطأ لنه يبطل به إذا وهب بعوض فإن الرجوع من مقتضى البة‬
‫وقد سقط بالعوض‬
‫ويالف الولء فإن بإثباته ل يلك ما اعتاض عليه من الرق وبإثبات الرجعة يلك ما اعتاض عليه‬
‫من البضع‬
‫فصل وإن طلقها بدينار على أن له الرجعة سقط الدينار وثبتت له الرجعة‬
‫وقال الزن يسقط الدينار والرجعة ويب مهر الثل كما قال الشافعي فيمن خالع امرأة على‬
‫عوض وشرطت الرأة أنا مت شاءت استرجعت العوض وثبتت الرجعة إن العوض يسقط ول‬
‫تثبت الرجعة‬
‫وهذا خطأ لن الدينار والرجعة شرطان متعارضان فسقطا وبقي طلق مرد فثبتت معه الرجعة‬
‫فأنا السألة الت ذكرها الشافعي رحه ال فقد اختلف أصحابنا فيها فمنهم من نقل جواب كل‬
‫واحدة منهما إل الخرى وجعلهما على قولي‬
‫ومنهم من قال ل تثبت الرجعة هناك لنه قطع الرجعة ف الال وإنا شرطت أن تعود فلم تعد‬
‫وههنا ل يقطع الرجعة فثبتت‬
‫فصل وإن وكلت الرأة ف اللع ول تقدر العوض فخالع الوكيل بأكثر من مهر الثل ) ل يلزمها‬
‫إل مهر الثل ( لن السمى عوض فاسد بقتضى الوكالة فسقط ولزم مهر الثل كما لو خالعها‬
‫الزوج على عوض فاسد‬
‫فإن قدرت العوض بائة فخالع عنها على أكثر منها ففيه قولن أحدها يلزمها مهر الثل لا ذكرناه‬
‫والثان يلزمها أكثر المرين من مهر الثل أو الائة فإن كان مهر الثل أكثر وجب لن السمى‬
‫سقط لفساده ووجب مهر الثل وإن كانت الائة أكثر وجبت لنا رضيت با‬
‫وأما الوكيل فإنه إن ضمن العوض ف ذمته رجع الزوج عليه بالزيادة لنه ضمنها بالعقد وإن ل‬
‫يضمن بأن أضاف إل مال الزوجة ل يرجع عليه بشيء‬
‫فإن خالع على خر أو خنير وجب مهر الثل لن السمى سقط فوجب مهر الثل‬
‫فإن وكل الزوج ف اللع ول يقدر العوض فخالع الوكيل بأقل من مهر الثل فقد نص فيه على‬
‫قولي قال ف الملء يقع ويرجع عليه بهر الثل‬
‫وقال ف الم الزوج باليار بي أن يرضى بذا العوض ويكون الطلق بائنا وبي أن يرده ويكون‬
‫الطلق رجعيا‬
‫وقال فيمن وكل وقدر العوض فخالع على أقل منه إن الطلق ل يقع فمن أصحابنا من نقل‬
‫القولي ف الوكالة الطلقة إل الوكالة الت قدر فيها العوض ) والقول ف الوكالة الت قدر فيها‬
‫العوض إل الوكالة الطلقة ( وهو الصحيح عندي لن الوكالة الطلقة تقتضي النع من النقصان‬
‫عن مهر الثل كما تقتضي الوكالة الت قدر فيها العوض النع من النقصان عن القدر فيكون ف‬
‫السئلتي ثلثة أقوال أحدها أنه ل يقع الطلق لنه طلق أوقعه على غي الوجه الأذون فيه فلم‬
‫يقع كما لو وكله ف الطلق ف يوم فأوقعه ف يوم آخر‬
‫والثان أنه يقع الطلق بائنا ويب مهر الثل لن الطلق مأذون فيه فإذا وقع ل يرد والسمى فاسد‬
‫فوجب مهر الثل كما لو خالعها الزوج على عوض فاسد‬
‫والثالث أن الطلق يقع لنه مأذون فيه وإنا قصر ف البدل فثبت له اليار بي أن يرضى بذا‬
‫العوض ويكون الطلق بائنا وبي أن يرد ويكون الطلق رجعيا لنه ل يكن إجبار الزوج على‬
‫السمى لنه ) دون ( الأذون فيه ول يكن إجبارها على مهر الثل فيما أطلق ول على الذي نص‬
‫عليه من القدر لنا ل ترض به فخي بي المرين ليزول الضرر عنهما‬
‫ومن أصحابنا من قال فيما قدر العوض فيه ل يقع الطلق لنه خالف نصه وفيما أطلق يقع‬
‫الطلق لنه ل يالف نصه وإنا خالفه من جهة الجتهاد وهذا يبطل بالوكيل ف البيع فإنه ل فرق‬
‫بي أن يقدر له الثمن فباع بأقل منه وبي أن يطلق فباع با دون ثن الثل وإن خالعها على خر أو‬
‫خنهي ل يقع الطلق لنه طلق غي مأذون فيه ويالف وكيل الرأة فإنه ل يوقع الطلق وإنا‬
‫يقبله فإذا كان العوض فاسدا سقط ورجع إل مهر الثل‬
‫فصل وإذا خالع امرأة ف مرضه ومات ل يعتب البدل من الثلث سواء حاب أو ل ياب لنه ل حق‬
‫للورثة ف بضع ) الرأة ( ولذا لو طلق من غي عوض ل تعتب قيمة البضع من الثلث‬
‫فإن خالعت الرأة زوجها ف مرضها وماتت فإن ل يزد العوض على مهر الثل اعتب من رأس الال‬
‫لن الذي بذلت بقيمة ما ملكته فأشبه إذا اشترت متاعا بثمن الثل وإن زاد على مهر الثل‬
‫اعتبت الزيادة من‬
‫____________________‬

‫الثلث لنه ل يقابلها بدل فاعتبت من الثلث كالبة‬


‫فإن خالعت على عبد قيمته مائة ومهر مثلها خسون فقد حابت بنصفه فإن ل يرج النصف من‬
‫الثلث بأن كان عليها ديون تستغرق قيمة العبد فالزوج باليار بي أن يقر العقد ف العبد فيستحق‬
‫نصفه وبي أن يفسخ العقد فيه ويستحق مهر الثل ويضرب به مع الغرماء لن الصفقة تبعضت‬
‫عليه وإن خرج النصف من الثلث أخذ جيع العبد نصفه بهر الثل ونصفه بالاباة‬
‫ومن أصحابنا من قال هو باليار بي أن يقر العقد ف العبد وبي أن يفسخ العقد فيه ويستحق مهر‬
‫الثل لنه تبعضت عليه الصفقة من طريق الكم لنه دخل على أن ) يكون ( جيع العبد له عوضا‬
‫وقد صار نصفه عوضا ونصفه وصية‬
‫والذهب الول لن اليار إنا يثبت بتبعيض الصفقة لا يلحقه من الضرر لسوء الشاركة ول‬
‫ضرر عليه ههنا لنه صار جيع العبد له فلم يثبت له اليار‬
‫باب جامع ف اللع إذا قالت الرأة للزوج طلقن على ألف فقال خالعتك أو حرمتك أو أبنتك‬
‫على ألف ونوى الطلق صح اللع‬
‫وقال أبو علي بن خيان ل يصح لنا سألت الطلق بالصريح فأجاب بالكناية‬
‫والذهب الول لنا استدعت الطلق والكناية مع النية طلق‬
‫فإن قالت طلقن بألف فقال خالعتك بألف ول ينو الطلق وقلنا إن اللع فسخ ل يستحق العوض‬
‫لنا استدعت فرقة ينقص با العدد ول يبها إل ذلك‬
‫فإن قالت اخلعن فقال طلقتك وقلنا إن اللع فسخ ففيه وجهان أحدها ل يصح لنه ل يب إل‬
‫ما سألت فهو كالقسم قبله‬
‫والثان يصح وهو الذهب لنا استدعت فرقة ل ينقص با العدد فأجاب إل فرقة ينقص با العدد‬
‫) فحصل ( لا ما طلبت وزيادة‬
‫فصل وإن قالت طلقن ثلثا ولك علي ألف فطلقها طلقة استحق ثلث اللف ) لنا جعلت (‬
‫اللف ف مقابلة الثلث فكان ف مقابلة كل طلقة ثلث اللف وإن طلقها طلقة ونصفا ففيه‬
‫وجهان أحدها يستحق ثلثي اللف لنا طلقت طلقتي‬
‫والثان يستحق نصف اللف لنه أوقع نصف الثلث وإنا كملت بالشرع ل بفعله‬
‫فإن قال إن أعطيتن ألفا فأنت طالق ثلثا فأعطته بعض اللف ل يقع شيء لن ما كان من جهته‬
‫طريقه الصفات ول توجد الصفة فلم يقع وما كان من جهتها طريقه العواض فقسم على عدد‬
‫الطلق‬
‫وإن بقيت له على مرأته طلقة فقالت له طلقن ثلثا ولك علي ألف فطلقها واحدة فالنصوص أنه‬
‫يستحق اللف‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو العباس وأبو إسحق السألة مفروضة ف امرأة علمت أنه ل يبق لا‬
‫إل طلقة فيكون معن قولا طلقن ثلثا أي كمل ل الثلث كرجل أعطى رجل نصف درهم فقال‬
‫له أعطن درها أي كمل ل درها وأما إذا ظنت أن لا الثلث ل يب أكثر من ثلث اللف لنا‬
‫بذلت اللف ف مقابلة الثلث فوجب أن يكون لكل طلقة ثلث اللف‬
‫ومن أصحابنا من قال يستحق اللف بكل حال لن القصد من الثلث تريها إل أن تنكح زوجا‬
‫غيه وذلك يصل بذه الطلقة فاستحق با الميع‬
‫وقال الزن رحه ال ل يستحق إل ثلث اللف علمت أو ل تعلم لن التحري يتعلق با وبطلقتي‬
‫قبلها كما إذا شرب ثلثة أقداح فسكر كان السكر بالثلث وإذا فقأ عي العور كان العمى‬
‫بفقء الباقية وبالفقوءة قبلها‬
‫وهذا خطأ لن لكل قدح تأثيا ف السكر ولذهاب العي الول تأثيا ف العمى ول تأثي للول‬
‫والثانية ف التحري لنه لو كان لما تأثي ف التحري لكمل لنه ل يتبعض‬
‫وإن ملك عليها ثلث تطليقات فقالت له طلقن طلقة بألف فطلقها ثلثا استحق اللف لنه فعل‬
‫ما طلبته وزيادة فصار كما لو قال من رد عبدي فلنا فله دينار فرده مع عبدين آخرين‬
‫فإن قالت طلقن عشرا بألف فطلقها واحدة ففيه وجهان أحدها يب له عشر اللف لنا جعلت‬
‫لكل طلقة عشر اللف‬
‫والثان ) يب ( له ثلث اللف لن ما زاد على الثلث ل يتعلق به حكم وإن طلقها ثلثا فله‬
‫على الوجه الول ثلثة أعشار اللف وعلى الوجه الثان له جيع اللف‬
‫وإن بقيت له طلقة فقالت له طلقن ثلثا على ألف طلقة أحرم با ) عليك ( وطلقتي ف نكاح‬
‫آخر إذا نكحتن فطلقها ثلثا وقعت طلقة ول يصح ما زاد لنه سلف ف الطلق ولنه طلق‬
‫قبل النكاح‬
‫فإن قلنا إن الصفقة ل تفرق سقط السمى ووجب مهر الثل‬
‫وإن قلنا تفرق الصفقة ففيما يستحق قولن أحدها ثلث اللف‬
‫والثان جيع اللف كما قلنا ف البيع‬
‫____________________‬

‫فصل وإن قال أنت طالق على ألف وطالق وطالق ل تقع الثانية والثالثة لنا بانت بالول‬
‫وإن قال أنت طالق وطالق وطالق على ألف وقال أردت الول باللف ل يقع ما بعدها لنا بانت‬
‫بالول وإن قال أردت الثانية باللف فإن قلنا يصح خلع الرجعية وقعت الول رجعية وبانت‬
‫الثانية ول تقع الثالثة وإن قلنا ل يصح خلع الرجعية وقعت الول رجعية والثانية رجعية وبانت‬
‫بالثالثة‬
‫وإن قال أردت الثالثة باللف فقد ذكر بعض أصحابنا أنه يصح ويستحق اللف قول واحدا لنه‬
‫يصل بالثالثة من التحري ما ل يصل بغيها وعندي أنه ل يستحق اللف على القول الذي يقول‬
‫إنه ل يصح خلع الرجعية لن اللع يصادف رجعية‬
‫وإن قال أردت الثلث باللف ل تقع الثانية والثالثة لن الول وقعت بثلث اللف وبانت با فلم‬
‫يقع ما بعدها‬
‫فصل وإن قال أنت طالق وعليك ألف طلقت ول يستحق عليها شيئا لنه أوقع الطلق من غي‬
‫عوض ث استأنف إياب العوض من غي طلق فإن كان ذلك بعد الدخول فله أن يراجع لنه‬
‫طلق من غي عوض‬
‫وإن قال أنت طالق على أن عليك ألفا فقبلت صح اللع ووجب الال لن تقديره أنت طالق‬
‫على ألف فإذا قبلت وقع الطلق ووجب الال‬
‫فصل إذا قال إن دفعت إل ألف درهم فأنت طالق فإن نويا صنفا من الدراهم صح اللع وحل‬
‫اللف على ما نويا لنه عوض معلوم وإن ل ينويا صنفا نظرت فإن كان ف موضع فيه نقد غالب‬
‫حل العقد عليه لن إطلق العوض يقتضي نقد البلد كما نقول ف البيع وإن ل يكن فيه نقد‬
‫غالب فدفعت إليه ألف درهم بالعدد دون الوزن ل تطلق لن الدراهم ف عرف الشرع بالوزن‬
‫وإن دفعت إليه ألف درهم نقرة ل تطلق لنه ل يطلق اسم الدراهم على النقرة وإن دفعت إليه‬
‫ألف درهم فضة طلقت لوجود ) الصفة ( ويب ردها لن العقد وقع على عوض مهول ويرجع‬
‫بهر الثل لنه تعذر الرجوع إل العوض فوجب بدله‬
‫وإن دفعت إليه دراهم مغشوشة فإن كانت الفضة فيها تبلغ ألف درهم طلقت لوجود الصفة وإن‬
‫كانت الفضة فيها ألف درهم ل تطلق لن الدراهم ل تطلق إل على الفضة‬
‫فصل وإن قال إن أعطيتن عبدا فأنت طالق فأعطته عبدا تلكه طلقت سليما كان أو معيبا قنا‬
‫كان أو مدبرا لن اسم العبد يقع عليه ويب رده والرجوع بهر الثل لنه عقد ) وقع ( على‬
‫مهول‬
‫وإن دفعت إليه مكاتبا أو مغصوبا ل تطلق لنا ل تلك العقد عليه‬
‫وإن قال إن أعطيتن هذا العبد فأنت طالق فأعطته وهو مغصوب ففيه وجهان أحدها وهو قول‬
‫أب علي ابن أب هريرة أنا ل تطلق ) لنه ل يلك العقد ( كما لو خالعها على عبد غي معي‬
‫فأعطته عبدا مغصوبا‬
‫والثان وهو الذهب أنا تطلق لنا أعطته ما عينه ويالف إذا خالعها على عبد غي معي لن هناك‬
‫أطلق العقد فحمل على ما يقتضيه العقد والعقد يقتضي دفع عبد تلكه‬
‫فصل وإن اختلف الزوجان فقال الزوج طلقتك على مال وأنكرت الرأة بانت بإقراره ول يلزمها‬
‫الال لن الصل عدمه وإن قال طلقتك بعوض فقالت طلقتن بعوض بعد مضي اليار بانت‬
‫بإقراره والقول ف العوض قولا لن الصل براءة ذمتها‬
‫وإن اختلفا ف قدر العوض أو ف عينه أو ف صفته أو ف تعجيله أو ف تأجيله تالفا لنه عوض ف‬
‫عقد معاوضة فتحالفا فيه على ما ذكرناه كالبيع فإذا تالفا ل يرتفع الطلق وسقط السمى‬
‫ووجب مهر الثل كما لو اختلفا ف ثن السلعة بعدما تلفت ف يد الشتري‬
‫وإن خالعها على ألف درهم واختلفا فيما نويا فادعى أحدها صنفا وادعى الخر صنفا آخر تالفا‬

‫ومن أصحابنا من قال ل يصح للختلف ف النية لن ضمائر القلوب ل تعلم‬


‫والول هو الذهب لنه لا جاز أن تكون النية كاللفظ ف صحة العقد عند التفاق وجب أن‬
‫تكون كاللفظ عند الختلف ولنه قد يكون بينهما أمارات يعرف با ما ف القلوب ولذا يصح‬
‫الختلف ف كنايات القذف والطلق‬
‫وإن قال أحدها ) خالعت ( على ألف درهم وقال الخر ) خالعت ( على ألف مطلق تالفا لن‬
‫أحدها يدعي الدراهم والخر يدعي مهر الثل‬
‫وإن بقيت له طلقة فقالت له طلقن ثلثا على ألف فطلقها قلنا إنا إن علمت ما بقي استحق‬
‫اللف وإن ل تعلم‬
‫____________________‬

‫ل يستحق إل ثلث اللف‬


‫وإن اختلفا فقالت الرأة ل أعلم وقال الزوج بل علمت تالفا ورجع الزوج إل مهر الثل لنه‬
‫اختلف ف عوض الطلقة وهي تقول بذلت ثلث اللف ف مقابلتها وهو يقول بذلت اللف‬
‫فصل اختلفهم ف اللع وإن قال خالعتك على ألف وقالت بل خالعت غيي بانت الرأة‬
‫لتفاقهما على اللع والقول ف العوض قولا لنه يدعي عليها حقا والصل عدمه وإن قال‬
‫خالعتك على ألف وقالت خالعتن على ألف ضمنها عن زيد لزمها اللف لنا أقرت به ول شيء‬
‫على زيد إل أن يقر به وإن قال خالعتك على ألف ف ذمتك فقالت بل خالعتن على ألف ل ف‬
‫ذمة زيد تالفا لن الزوج يدعي عوضا ف ذمتها وهي تدعي عوضا ف ذمة غيها وصار كما لو‬
‫ادعى أحدها أن العوض عنده وادعى آخر أنه عند آخر‬
‫كتاب الطلق يصح الطلق من كل زوج بالغ عاقل متار فأما غي الزوج فل يصح طلقه وإن‬
‫قال إذا تزوجت امرأة فهي طالق ل يصح لا روى السور بن مرمة أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ل طلق قبل نكاح ول عتق قبل ملك وأما الصب فل يصح طلقه لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق‬
‫فأما من ل يعقل فإنه إن ل يعقل بسبب يعذر فيه كالنائم والنون والريض ومن شرب دواء‬
‫للتداوي فزال عقله أو أكره على شرب المر حت سكر ل يقع طلقه لنه نص ف الب على‬
‫النائم والنون وقسنا عليهما الباقي وإن ل يعقل بسبب ل يعذر فيه كمن شرب المر لغي عذر‬
‫فسكر أو شرب دواء لغي حاجة فزال عقله فالنصوص ف السكران أنه ) يصح ( طلقه‬
‫وروى الزن أنه قال ف القدي ل يصح ظهاره والطلق والظهار واحد‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ل يصح وهو اختيار الزن وأب ثور لنه زائل العقل‬
‫فأشبه النائم أو مفقود الرادة فأشبه الكره‬
‫والثان أنه يصح وهو الصحيح لا روى أبو وبرة الكلب قال أرسلن خالد بن الوليد إل عمر‬
‫رضي ال عنه فأتيته ف السجد ومعه عثمان وعلي وعبد الرحن وطلحة والزبي رضي ال عنهم‬
‫فقلت إن خالدا يقول إن الناس قد انمكوا ف المر وتاقروا العقوبة فقال عمر هم هولء عندك‬
‫فسألم فقال علي عليه السلم تراه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى الفتري ثانون جلدة‬
‫فقال عمر أبلغ صاحبك ما قال فجعلوه كالصاحي‬
‫ومنهم من قال يصح طلقه قول واحدا ولعل ما رواه الزن حكاه الشافعي رحه ال عن غيه وف‬
‫علته ثلثة أوجه أحدها وهو قول أب العباس أن سكره ل يعلم إل منه وهو متهم ف دعوى‬
‫السكر لفسقه فعلى هذا يقع الطلق ف الظاهر ويدين فيما بينه وبي ال عز وجل والثان أنه يقع‬
‫طلقه تغليظا عليه لعصيته فعلى هذا يصح ما فيه تغليظ عليه كالطلق والعتق والردة وما يوجب‬
‫الد‬
‫ول يصح ما فيه تفيف كالنكاح والرجعة وقبول البات‬
‫والثالث ا‬
‫____________________‬
‫إنه لا كان سكره بعصية أسقط حكمه فجعل كالصاحي فعلى هذا يصح منه الميع وهذا هو‬
‫الصحيح لن الشافعي رحه ال نص على صحة رجعته‬
‫فصل ف طلق الكره وأما الكره فإنه ينظر فإن كان إكراهه بق كالول إذا أكرهه الاكم على‬
‫الطلق وقع طلقه لنه قول حل عليه بق فصح كالرب إذا أكره على السلم وإن كان بغي‬
‫حق ل يصح لقوله صلى ال عليه وسلم رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ولنه‬
‫قول حل عليه بغي حق فلم يصح كالسلم إذا أكره على كلمة الكفر‬
‫ول يصي مكرها إل بثلثة شروط أحدها أن يكون الكره قاهرا له ل يقدر على دفعه‬
‫والثان أن يغلب على ظنه أن الذي يافه من جهته يقع به‬
‫والثالث أن يكون ما يهدده به ما يلحقه ضرر به كالقتل والقطع والضرب البح والبس الطويل‬
‫والستخفاف بن يغض منه ذلك من ذوي القدار لنه يصي مكرها بذلك‬
‫وأما الضرب القليل ف حق من ل يبال به والستخفاف بن ل يغص منه أو أخذ القليل من الال‬
‫من ل يتبي عليه أو البس القليل فليس بإكراه‬
‫وأما النفي فإن كان فيه تفريق بينه وبي الهل فهو إكراه وإن ل يكن فيه تفريق بينه وبي الهل‬
‫ففيه وجهان أحدها أنه إكراه لنه جعل النفي عقوبة كالد ولنه تلحقه الوحشة بفارقة الوطن‬
‫والثان ليس بإكراه لتساوي البلد ف حقه‬
‫وإذا أكره على الطلق فنوى اليقاع ففيه وجهان أحدها ل يقع لن اللفظ يسقط حكمه‬
‫بالكراه وبقيت النية من غي لفظ فلم يقع با الطلق‬
‫والثان أنه يقع لنه صار بالنية متارا‬
‫فصل ف طلق الاهل بالعن وإن قال ) العجمي ( لمرأته أنت طالق وهو ل يعرف معناه ول‬
‫نوى موجبه ل يقع الطلق كما لو تكلم بكلمة الكفر وهو ل يعرف ) معناها ( ول يرد موجبه‬
‫وإن أراد موجبه بالعربية ففيه وجهان أحدها وهو قول الاوردي البصري أنه يقع لنه قصد‬
‫موجبه فلزمه حكمه‬
‫والثان وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال أنه ل يصح كما ل يصي كافرا إذا تكلم‬
‫بكلمة الكفر وأراد موجبه بالعربية‬
‫فصل فيما يلك الر ويلك الر ثلث تطليقات لا روى أبو رزين السدي قال جاء رجل إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال أرأيت قول ال عز وجل } الطلق مرتان فإمساك بعروف أو‬
‫تسريح بإحسان { فأين الثلثة قال تسريح بإحسان الثالثة ويلك العبد طلقتي لا روى الشافعي‬
‫رحه ال أن مكاتبا لم سلمة طلق امرأته وهي حرة تطليقتي وأراد أن يراجعها فأمره أزواج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأت عثمان رضي ال عنه فيسأله فذهب إليه فوجده آخذا بيد‬
‫زيد بن ثابت فسألما عن ذلك فابتدراه وقال حرمت عليك ) حرمت عليك (‬
‫فصل ف حكم الطلق ويقع الطلق على أربعة أوجه واجب ومستحب ومرم ومكروه‬
‫فأما الواجب فهو ف حالتي أحدها إذا وقع الشقاق ورأى الكمان الطلق وقد بيناه ف النشوز‬
‫والثان إذا آل منها ول يفىء إليها ونذكره ف اليلء إن شاء ال تعال‬
‫وأما الستحب فهو ف حالتي إحداها إذا كان يقصر ف حقها ف العشرة أو ف غيها فالستحب‬
‫أن يطلقها لقوله عز وجل } فأمسكوهن بعروف أو فارقوهن بعروف {‬
‫ولنه إذا ل يطلقها ف هذه الال ل يومن أن يفضي إل الشقاق أو إل الفساد‬
‫والثان أل تكون الرأة عفيفة فالستحب أن يطلقها لا روي أن رجل أتى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال إن امرأت ل ترد يد لمس فقال النب صلى ال عليه وسلم طلقها ولنه ل يأمن أن‬
‫تفسد عليه الفراش وتلحق به نسبا ليس منه‬

‫____________________‬

‫فصل ف الرم من الطلق وأما الرم فهو طلق البدعة وهو اثنان أحدها طلق الدخول با ف‬
‫حال اليض من غي حل‬
‫والثان طلق من يوز أن تبل ف الطهر الذي جامعها فيه قبل أن يستبي المل والدليل عليه ما‬
‫روي عن ابن عمر رضي ال عنه أنه طلق امرأته وهي حائض فأمره رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن يراجعها ث يسكها حت تطهر ث تيض عنده مرة أخرى ث يسكها حت تطهر ث تيض‬
‫عنده أخرى ث يسكها حت تطهر من حيضها فإذا أراد أن يطلقها فليطلقها حي تطهر قبل أن‬
‫يامعها فتلك العدة الت أمر ال تعال أن يطلق لا النساء ولنه إذا طلقها ف اليض أضر با ف‬
‫تطويل العدة وإذا طلقها ف الطهر الذي جامعها فيه قبل أن يستبي المل ل يأمن أن تكون حامل‬
‫فيندم على مفارقتها مع الولد ولنه ل يعلم هل علقت بالوطء فتكون عدتا بالمل أو ل تعلق‬
‫فتكون عدتا بالقراء‬
‫وأما طلق غي الدخول با ف اليض فليس بطلق بدعة لنه ل يوجد تطويل العدة فأما طلقها‬
‫ف اليض وهي حامل على القول الذي يقول إن الامل تيض فليس ببدعة‬
‫وقال أبو إسحق هو بدعة لنه طلق ف اليض والذهب الول لا روى سال أن بن عمر رضي ال‬
‫عنه طلق امرأته وهي حائض فذكر عمر للنب صلى ال عليه وسلم فقال مره فلياجعها ث ليطلقها‬
‫وهي طاهر أو حامل ولن الامل تعتد بالمل فل يوثر اليض ف تطويل عدتا‬
‫وأما طلق من ل تمل ف الطهر الامع فيه وهي الصغية اليسة ) من اليض ( فليس ببدعة لن‬
‫تري الطلق للندم على الولد أو للريبة با تعتد به من المل والقراء وهذا ل يوجد ف حق‬
‫الصغية واليسة وأما طلقها بعدما استبان حلها فليس ببدعة لن النع للندم على الولد وقد علم‬
‫بالولد أو للرتياب با تعتد به وقد زال ذلك بالمل‬
‫وإن طلقها ف اليض أو الطهر الذي جامع فيه وقع الطلق لن ابن عمر رضي ال عنه طلق‬
‫امرأته وهي حائض فأمره النب صلى ال عليه وسلم أن يراجعها فدل على أن الطلق وقع‬
‫والستحب أن يراجعها لديث ابن عمر رضي ال عنه ولنه بالرجعة يزول العن الذي لجله‬
‫حرم الطلق وإن ل يراجعها جاز لن الرجعة إما أن تكون كابتداء النكاح أو كالبقاء على‬
‫النكاح ول يب واحد منهما‬
‫فصل ف الكروه من الطلق وأما الكروه فهو الطلق من غي سنة ول بدعة والدليل عليه ما‬
‫روى مارب بن دثار رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال أبغض اللل إل ال عز‬
‫وجل الطلق وروى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إنا الرأة خلقت‬
‫من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت با استمتعت وبا عوج‬
‫وإن ذهبت تقيمها كسرتا وكسرها طلقها‬
‫فصل ف الستحب من الطلق وإن أراد الطلق فالستحب أن يطلقها طلقة واحدة لنه يكنه‬
‫تلفيها وإن أراد الثلث فرقها ف كل طهر طلقة ليخرج من اللف فإن عند أب حنيفة ل يوز‬
‫جعها ولنه يسلم من الندم وإن جعها ف طهر واحد جاز لا روي أن عويرا العجلن قال عند‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم حي لعن امرأته كذبت عليها إن أمسكتها فهي طالق ثلثا فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ل سبيل لك عليها ولو كان جع ) الطلق ( الثلث مرما لنكر عليه‬
‫فإن جع الثلث أو أكثر بكلمة واحدة وقع الثلث لا روى الشافعي رحه ال‬
‫____________________‬

‫أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة ألبتة ث أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا‬
‫رسول ال إن طلقت امرأت سهيمة ألبتة وال ما أردت ) با ( إل واحدة فقال له النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وال ما أردت إل واحدة فقال ركانة وال ما أردت إل واحدة فردها رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‬
‫فلو ل يقع الثلث إذا أرادها بذا اللفظ ل يكن لستحلفه ) معن (‬
‫وروي أن رجل قال لعثمان رضي ال عنه إن طلقت امرأت مائة فقالع ثلث يرمنها وسبعة‬
‫وتسعون عدوان‬
‫وسئل ابن عباس رضي ال عنهما عن رجل طلق امرأته ألفا فقال ثلث منهن يرمن عليه وما بقي‬
‫فعليه وزره‬
‫فصل ف التفويض ويوز أن يفوض الطلق إل امرأته لا روت عائشة رضي ال عنها قالت لا أمر‬
‫ال تعال رسول ال صلى ال عليه وسلم بتخيي ) نسائه ( بدأ ب فقال إن مبك خبا وما أحب‬
‫أن تصنعي شيئا حت تستأمري أبويك ث قال إن ال تعال قال } قل لزواجك إن كنت تردن‬
‫الياة الدنيا وزينتها فتعالي أمتعكن وأسرحكن سراحا جيل { إل قوله } منكن أجرا عظيما {‬
‫فقلت أو ف هذا أستأمر أبوي فإن أريد ال ورسوله والدار الخرة ث فعل أزواج النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ما فعلته وإذا فوض الطلق إليها فالنصوص أن لا أن تطلق ما ل يتفرقا عن اللس أو‬
‫يدث ما يقطع ذلك وهو قول أب العباس بن القاص‬
‫وقال أبو إسحق ل تطلق إل على الفور لنه تليك يفتقر إل القبول فكان القبول فيه على الفور‬
‫كالبيع وحل قول الشافعي رحه ال على أنه أراد ملس اليار ل ملس القعود‬
‫وله أن يرجع فيه قبل أن تطلق‬
‫وقال أبو علي بن خيان ليس له أن يرجع لنه طلق معلق بصفة فلم يز الرجوع فيه كما لو‬
‫قال لا إن دخلت الدار فأنت طالق‬
‫وهذا خطأ لنه ليس بطلق معلق بصفة وإنا هو تليك يفتقر إل القبول يصح الرجوع فيه قبل‬
‫القبول كالبيع‬
‫وإن قال لا طلقي نفسك ثلثا فطلقت واحدة وقعت لن من ملك إيقاع ثلث طلقات ملك‬
‫إيقاع طلقة كالزوج‬
‫وإن قال لا طلقي نفسك طلقة فطلقت ثلثا وقعت الطلقة لن من ملك إيقاع طلقة إذا أوقع‬
‫الثلث وقعت الطلقة كالزوج إذا بقيت له طلقة فطلق ثلثا‬
‫وإن قال لوكيله طلق امرأت جاز أن يطلق مت شاء لنه توكيل مطلق فلم يقتض التصرف على‬
‫الفور كما لو وكله ف بيع‬
‫وإن قال له طلق امرأت ثلثا فطلقها طلقة أو قال طلق امرأت ) واحدة ( فطلقها ثلثا ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه كالزوجة ف السألتي‬
‫والثان ل يقع ) به ( لنه فعل غي ما وكل فيه‬
‫فصل هل يسرى الزء على الكل وتصح إضافة الطلق إل جزء من الرأة كالثلث والربع واليد‬
‫والشعر لنه ل يتبعض وكان إضافته إل الزء كالضافة إل الميع كالعفو عن القصاص‬
‫وف كيفية وقوعه وجهان أحدها يقع على الميع باللفظ لنه لا ل يتبعض كان تسمية البعض‬
‫كتسمية الميع‬
‫والثان أنه يقع على الزء السمى ث يسري لن الذي ساه هو البعض ول يوز إضافته إل الريق‬
‫والمل لنه ليس بزء منها وإنا هو ماور لا وإن قال بياضك طالق أو سوادك طالق أو لونك‬
‫طالق ففيه وجهان أحدها يقع لنه من جلة الذات الت ل ينفصل عنها فهو كالعضاء‬
‫والثان ل يقع لنا أعراض تل ف الذات‬
‫فصل ويوز إضافة الطلق إل الزوج بأن يقول لا أنا منك طالق أو يعل الطلق إليها فتقول‬
‫أنت طالق لنه أحد الزوجي فجاز إضافة الطلق إليه كالزوجة‬
‫واختلف أصحابنا ف إضافة العتق إل الول فمنهم من قال يصح وهو قول أب علي بن أب هريرة‬
‫لنه إزالة ملك يوز بالصريح والكناية فجاز إضافته إل الالك كالطلق‬
‫وقال أكثر أصحعابنا ل يصح والفرق بينه وبي الطلق أن الطلق يل النكاح وها مشتركان ف‬
‫النكاح والعتق يل الرق والرق يتص به العبد وال أعلم‬
‫باب ما يقع به الطلق وما ل يقع ل يقع الطلق إل بصريح أو كناية مع النية فإن نوى الطلق‬
‫من غي صريح ول كناية ل يقع الطلق لن‬
‫____________________‬

‫التحري ف الشرع علق على الطلق ونية الطلق ليست بطلق ولن إيقاع الطلق بالنية ل‬
‫يثبت إل بأصل أو بالقياس على ما ثبت بأصل وليس ههنا أصل ول قياس على ما ثبت بأصل فلم‬
‫يثبت‬
‫فصل ف تفسي الصريح والصريح ثلثة ألفاظ الطلق والفراق والسراح لن الطلق ثبت له‬
‫عرف الشرع واللغة والسراح والفراق ثبت لما عرف الشرع فإنه ورد بما القرآن‬
‫فإذا قال لمرأته أنت طالق أو طلقتك أو أنت مطلقة أو سرحتك أو أنت مسرحة أو فارقتك أو‬
‫أنت مفارقة وقع الطلق من غي نية فإن خاطبها بأحد هذه اللفاظ ث قال أردت غيها فسبق‬
‫لسان إليها ل يقبل لنه يدعي خلف الظاهر ويدين فيما بينه وبي ال تعال لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن قال أنت طالق وقال أردت طلقا من وثاق أو قال سرحتك وقال أردت تسريا من اليد أو‬
‫قال فارقتك وقال أردت فراقا بالسم ل يقبل ف الكم لنه يدعي خلف ما يقتضيه اللفظ ف‬
‫لعرف ويدين فيما بينه وبي ال تعال لنه يتمل ما يدعيه فإن علمت الرأة صدقه فيما دين فيه‬
‫الزوج جاز لا أن تقيم معه وإن رآها الاكم على الجتماع ففيه وجهان أحدها يفرق بينهما‬
‫بكم الظاهر لقوله صلى ال عليه وسلم أحكم بالظاهر وال عز وجل يتول السرائر‬
‫والثان ل يفرق بينهما لنما على اجتماع يوز إباحته ف الشرع‬
‫وإن قال أنت طالق من وثاق أو سرحتك من اليد أو فارقتك بسمي ل تطلق لنه اتصل بالكلم‬
‫ما يصرف اللفظ عن حقيفته ولذا إذا قال لفلن علي عشرة إل خسة ل يلزمه عشرة وإذا قال ل‬
‫إله إل ال ل يعل كافرا ببتداء كلمه‬
‫وإن قال أنت طالق ث قال قلته هازل وقع الطلق ول يدين لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ثلث جدهن جد وهزلم جد النكاح والطلق ) والعتاق (‬
‫فصل ف الواب يرجع إل السؤال قال ف الملء لو قال له رجل طلقت امرأتك فقال نعم‬
‫طلقت عليه ف الال لن الواب يرجع إل السوال فيصي كما لو قال طلقت ولذا لو كان هذا‬
‫جوابا عن دعوى لكان صريا ف القرار‬
‫وإن قال أردت به ف نكاح قبله فإن كان لا قاله أصل قبل منه لن اللفظ يتمله وإن ل يكن له‬
‫أصل ل يقبل لنه يسقط حكم اللفظ‬
‫وإن قال له أطلقت امرأتك فقال له قد كان بعض ذلك وقال أردت أن كنت علقت طلقها‬
‫بصفة قبل منه لنه يتمله اللفظ‬
‫وإن قال لمرأته أنت طالق لول أبوك لطلقتك ل تطلق لن قوله أنت طالق لول أبوك ليس بإيقاع‬
‫طلق وإنا هو يي بالطلق وأنه لول أبوها لطلقها فتصي كما لو قال وال لول أبوك لطلقتك‬
‫فصل ف تفسي ألفاظ الكناية وأما الكناية فهي كثية وهي اللفاظ الت تشبه الطلق وتدل على‬
‫الفراق وذلك مثل قوله أنت بائن وخلية وبرية وبتة وبتلة وحرة وواحدة وبين وابعدي واغرب‬
‫واذهب واستفلحي والقي بأهلك وحبلك على غاربك واستتري‬
‫____________________‬

‫وتقنعي واعتدي وتزوجي وذوقي وترعي وما أشبه ذلك‬


‫فإن خاطبها بشيء من ذلك ونوى به الطلق وقع وإن ل ينو ل يقع لنه يتمل الطلق وغيه فإذا‬
‫نوى به الطلق صار طلقا وإذا ل ينو به الطلق ل يصر طلقا كالمساك عن الطعام والشراب لا‬
‫احتمل الصوم وغيه إذا نوى به الصوم صار صوما وإذا ل ينو به الصوم ل يصر صوما‬
‫وإن قال أنا منك طالق أو جعل الطلق إليها فقالت طلقتك أو أنت طالق فهو كناية يقع ) به (‬
‫الطلق مع النية ول يقع من غي نية لن استعمال هذا اللفظ ف الزوج غي متعارف وإنا يقع به‬
‫الطلق مع النية من جهة العن فلم يقع به من غي نية كسائر الكنايات‬
‫وإن قال له رجل ألك زوجة فقال ل فإن ل ينو به الطلق ل تطلق لنه ليس بصريح وإن نوى به‬
‫الطلق وقع لنه يتمل الطلق‬
‫فصل ف الوقت الذي تعتب فيه النية واختلف أصحابنا ف الوقت الذي تعتب فيه النية ف الكنايات‬
‫فمنهم من قال إذا قارنت النية بعض اللفظ من أوله أو من آخره وقع الطلق كما أن ف الصلة‬
‫إذا قارنت النية جزءا منها صحت الصلة‬
‫ومنهم من قال ل تصح حت تقارن النية جيعها وهو أن ينوي ويطلق عقيبها وهو ظاهر النص لن‬
‫بعض اللفظ ل يصلح للطلق فلم تعمل النية معه فأما الصلة فل تصح حت تقارن النية جيعها‬
‫بأن ينوي الصلة ويكب عقيبها ومت خل جزء من التكبي عن النية ل تصح صلته‬
‫فصل فيما ل يشبه الطلق وأما ما ل يشبه الطلق ول يدل على الفراق من اللفاظ كقوله‬
‫اقعدي واقرب واطعمي واسقين وما أحسنك وبارك ال فيك وما أشبه ذلك فإنه ل يقع به‬
‫الطلق وإن نوى لن اللفظ ل يتمل الطلق فلو أوقعنا الطلق لوقعناه بجرد النية وقد بينا أن‬
‫الطلق ل يقع بجرد النية‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف قوله أنت الطلق‬
‫فمنهم من قال هو كناية فإن نوى به الطلق فهو طلق لنه يتمل أن يكون معناه أنت طالق‬
‫وأقام الصدر مقام الفاعل كقوله تعال } أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا { أراد غائرا‬
‫وإن ل ينو ل يقع لن قوله أنت الطلق ل يقتضي وقوع الطلق‬
‫ومنهم من قال هو صريح ويقع به الطلق من غي نية لن لفظ الطلق يستعمل ف معن طالق‬
‫والدليل عليه قول الشاعر ) التقارب ( أنوهت بسمي ف العالي وأفنيت عمري عاما فعاما فأنت‬
‫الطلق وأنت الطلق وأنت الطلق ثلثا تاما وقال آخر ) الطويل ( فإن ترفقي يا هند فالرفق‬
‫أين وإن ترقي يا هند فالرق آل فأنت الطلق والطلق عزية ثلثا ومن يرق أعق وأظلم فبين‬
‫با إن كنت غي رفيقة فما لمرىء بعد الثلثة مقدم فصل فيمن قال لمرأته كلي واشرب‬
‫واختلفوا فيمن قال لمرأته كلي وشرب ونوى الطلق فمنهم من قال ل يقع وهو قول أب إسحق‬
‫لنه ل يدل على الطلق فلم يقع به الطلق كما لو قال أطعمين واسقين‬
‫ومنهم من قال يقع وهو الصحيح لنه يتمل معن الطلق وهو أن يريد كلي أل الفراق واشرب‬
‫كأس الفراق فوقع به الطلق مع النية كقوله ذوقي وترعي‬
‫فصل إذا قال لمرأته اختاري أو أمرك بيدك فقالت اخترت ل يقع الطلق حت ينويا لنه كناية‬
‫لنا تتمل الطلق وغيه فلم يقع به الطلق حت يتفقا على نية الطلق‬
‫وإن قال اختاري ونوى اختيار الطلق أو قال أمرك بيدك ونوى تليك أمر الطلق فقالت‬
‫اخترت الزوج ل يقع الطلق لا روت عائشة رضي ال عنها قالت خينا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فاخترناه فلم تعل ذلك طلقا ولن اختيار الزوج اختيار النكاح ل يتمل غيه فلم يقع به‬
‫الطلق فإن قالت اخترت نفسي ل يقع الطلق حت تنوي الطلق لنه يتمل أن يكون معناه‬
‫اخترت نفسي للنكاح ويتمل اخترت نفسي للطلق ولذا لو صرحت به جاز فلم يقع به‬
‫____________________‬
‫الطلق من غي نية وإن قالت اخترت الزواج ونوت الطلق ففيه وجهان أحدها وهو قول أب‬
‫إسحق لنه ل يقع لن الزوج من الزواج‬
‫والثان يقع وهو الظهر عندي لنا ل تل للزواج إل بفارقته كما لو قال لا الزوج تزوجي‬
‫ونوى به الطلق‬
‫وإن قالت اخترت أبوي ونوت الطلق ففيه وجهان أحدها ل يقع الطلق لن اختيار البوين ل‬
‫يقتضي فراق الزوج‬
‫والثان أنه يقع لنه يتضمن العود إليهما بالطلق فصار كقوله القي بأهلك‬
‫وإن قال لا أمرك بيدك ونوى به إيقاع الطلق ففيه وجهان أحدها ل يقع الطلق لنه صريح ف‬
‫تليك الطلق وتعليقه على قبولا فلم يز صرفه إل اليقاع‬
‫والثان أنه يقع لن اللفظ يتمل اليقاع فهو كقوله حبلك على غاربك‬
‫فصل إذا قال لمرأته أنت علي حرام ونوى به الطلق فهو طلق لنه يتمل التحري بالطلق‬
‫وإن نوى به الظهار فهو ظهار لنه يتمل التحري بالظهار ول يكون ظهاا ول طلقا من غي نية‬
‫لنه ليس بصريح ف واحد منهما وإن نوى تري عينها ل ترم لا روى سعيد بن جبي قال جاء‬
‫رجل إل بن عباس رضي ال عنه فقال إن جعلت مرأت علي حراما قال كذبت ليست عليك‬
‫برام ث تل } يا أيها النب ل ترم ما أحل ال لك تبتغي مرضات أزواجك وال غفور رحيم قد‬
‫فرض ال لكم تلة أيانكم { إل آخر الية ويب عليه بذلك كفارة يي لن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم حرم مارية القبطية أم إبراهيم بن رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال عز وجل } يا‬
‫أيها النب ل ترم ما أحل ال لك تبتغي مرضات أزواجك وال غفور رحيم قد فرض ال لكم تلة‬
‫أيانكم وال مولكم { فوجبت الكفارة ف المة بالية وقسنا الرة عليها لنا ف معناها ف تليل‬
‫البضع وتريه‬
‫وإن قال أنت علي حرام ول ينو شيئا ففيه قولن أحدها يب عليه الكفارة فعلى هذا يكون هذا‬
‫اللفظ صريا ف إياب الكفارة لن كل كفارة وجبت بالكناية مع النية كان لوجوبا صريح‬
‫ككفارة الظهار‬
‫والثان ل يب فعلى هذا ل يكون هذا اللفظ صريا ف شيء لن ما كان كناية ف جنس ل يكون‬
‫صريا ف ذلك النس ككنايات الطلق وإن قال لمته أنت علي حرام فإن نوى به العتق كان‬
‫عتقا لنه يتمل أنه أراد تريها بالعتق‬
‫وإن نوى الظهار ل يكن ظهارا لن الظهار ل يصح من المة وإن نوى تري عينها ل ترم ووجب‬
‫عليه كفارة يي لا ذكرناه‬
‫وإن ل يكن له نية ففيه طريقان من أصحابنا من قال يب عليه الكفارة قول واحدا لعموم الية‬
‫ومنهم من قال فيه قولن كالقولي ف الزوجة لا ذكرناه‬
‫وإن كان له نسوة أو إماء فقال أنت علي حرام ففي الكفارة قولن أحدها يب لكل واحدة‬
‫كفارة‬
‫والثان يب كفارة واحدة كالقولي فيمن ظاهر من نسوة‬
‫وإن قال لمرأته أنت علي كاليتة والدم فإن نوى به الطلق فهو طلق وإن نوى به الظهار فهو‬
‫ظهار وإن نوى به تريها ل ترم وعليه كفارة يي لا ذكرناه ف لفظ التحري‬
‫وإن ل ينو شيئا فإن قلنا إن لفظ التحري صريح ف إياب الكفارة لزمته الكفارة لن ذلك كناية‬
‫عنه‬
‫وإن قلنا إنه كناية ل يلزمه شيء لن الكناية ل يكون لا كناية‬
‫فصل إذا كتب طلق امرأته بلفظ صريح ول ينو ل يقع الطلق لن الكتابة تتمل إيقاع الطلق‬
‫وتتمل امتحان الط فلم يقع الطلق بجردها‬
‫وإن نوى با الطلق ففيه قولن قال ف الملء ل يقع به الطلق لنه فعل من يقدر على القول‬
‫فلم يقع به الطلق كالشارة‬
‫وقال ف الم هو طلق وهو الصحيح لنا حروف يفهم منها الطلق فجاز أن يقع با الطلق‬
‫كالنطق‬
‫فإذا قلنا بذا فهل يقع با الطلق من الاضر والغائب فيه وجهان أحدها أنه يقع با إل ف حق‬
‫الغائب لنه جعل ف العرف لفهام الغائب كما جعلت الشارة لفهام الخرس ث ل يقع الطلق‬
‫بالشارة إل ف حق الخرس‬
‫وكذلك ل يقع الطلق بالكتابة إل ف حق الغائب‬
‫والثان أنه يقع با من الميع لنا كناية فاستوى فيها الاضر والغائب كسائر الكنايات‬
‫فصل فإن أشار إل الطلق فإن كان ل يقدر على الكلم كالخرس صح طلقه بالشارة وتكون‬
‫إشارته صريا لنه ل طريق له إل الطلق إل بالشارة وحاجته إل الطلق كحاجة غيه فقامت‬
‫الشارة مقام العبارة‬
‫وإن كان قادرا على الكلم ل يصح طلقه بالشارة لن الشارة إل الطلق ليست بطلق وإنا‬
‫قامت مقام العبارة ف حق الخرس لوضع الضرورة ول ضرورة ههنا فلم تقم مقام العبارة‬

‫____________________‬
‫باب عدد الطلق والستثناء فيه إذا خاطب امرأته بلفظ من ألفاظ الطلق كقوله أنت طالق أو‬
‫بائن أو بتة أو ما أشبهها ونوى طلقتي أو ثلثا وقع لا روي أن ركانة بن عبد يزيد قال يا رسول‬
‫ال إن طلقت امرأت سهيمة ألبتة وال ما أردت إل واحدة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وال ما أردت إل واحدة فقال ركانة وال ما أردت إل واحدة فردها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عليه فدل على أنه لو زاد على واحدة لوقع ولن اللفظ يتمل العدد بدليل أنه يوز أن‬
‫يفسره به وهو أن يقول أنت طالق طلقتي أو ثلثا أو بائن بطلقتي وثلث‬
‫وما احتمله اللفظ إذا نواه وقع به الطلق كالكناية‬
‫وإن قال أنت واحدة ونوى طلقتي أو ثلثا ففيه وجهان أحدها يقع لنه يتمل أن يكون معناه‬
‫أنت طالق واحدة مع واحدة أو مع ثنتي‬
‫والثان ل يقع ما زاد على واحدة لنه صريح ف واحدة ول يتمل ما زاد فلو أوقعنا ما زاد لكن‬
‫إيقاع طلق بالنية من غي لفظ وذلك ل يوز‬
‫وإن قال لا اختاري وقالت الرأة خترت فإن اتفقا على عدد ونوياه وقع ما نوياه وإن اختلفا‬
‫فنوى أحدها طلقة ونوى الخر ما زاد ل يقع ما زاد على طلقة لن الطلق يفتقر إل تليك‬
‫الزوج وإيقاع الرأة‬
‫وإذا نوى أحدها طلقة ونوى الخر ما زاد ل يقع لنه ل يوجد الذن واليقاع إل ف طلقة فلم‬
‫يقع ما زاد‬
‫فصل وإن قال أنت وأشار بثلث أصابع ونوى الطلق الثلث ل يقع شيء لن قوله أنت ليس‬
‫من ألفاظ الطلق فلو أوقعنا الطلق لكان بالنية من غي لفظ‬
‫وإن قال أنت طالق هكذا وأشار بثلث أصابع وقع الثلث لن الشارة بالصابع مع قوله هكذا‬
‫بنلة النية ف بيان العدد وإن قال أردت بعدد الصبعي القبوضتي قبل لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن قال أنت طالق وأشار بالصابع ول يقل هكذا وقال أردت واحدة ول أرد العدد قبل لنه‬
‫يتمل ما يدعيه‬
‫فصل وإن قال أنت طالق واحدة ف ثنتي نظرت فإن نوى طلقة واحدة مع ثنتي وقعت ثلث لن‬
‫ف تستعمعل بعن مع والدليل عليه قوله عز وجل } فادخلي ف عبادي وادخلي جنت {‬
‫والراد مع عبادي فإن ل يكن له نية نظرت فإن ل يعرف الساب ول نوى مقتضاه ف الساب‬
‫طلقت طلقة واحدة بقوله أنت طالق ول يقع بقوله ف اثنتي شيء لنه ل يعرف مقتضاه فلم‬
‫يلزمه حكمه كالعجمي إذا طلق بالعربية وهو ل يعرف معناه وإن نوى مقتضاه ف الساب ففيه‬
‫وجهان أحدها وهو قول أب بكر الصيف أنه يقع طلقتان لنه أراد موجبه ف الساب وموجبه ف‬
‫الساب طلقتان‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يقع إل طلقة واحدة لنه إذا ل يعلم مقتضاه ل يلزمه حكمه كالعجمي‬
‫إذا طلق بالعربية وهو ل يعلم وقال أردت مقتضاه ف العربية فإن كان عالا بالساب نظرت فإن‬
‫نوى موجبه ف الساب طلقت طلقتي لن موجبه ف الساب طلقتان‬
‫وإن قال أردت واحدة ف ثنتي باقيتي طلقت واحدة لنه يتمل ما يدعيه كقوله له عندي ثوب‬
‫ف منديل وأراد ف منديل ل‬
‫وإن ل يكن له نية فالنصوص أنا تطلق طلقة لن هذا اللفظ غي متعارف عند الناس ) ويتمل‬
‫طلقة ف طلقتي واقعتي ( ويتمل طلقة ف طلقتي باقيتي فل يوز أن يوقع بالشك‬
‫وقال أبو إسحق يتمل أن تطلق طلقتي لنه عال بالساب ويعلم أن الواحدة ف اثنتي طلقتان ف‬
‫الساب‬
‫فصل وإن قال أنت طالق طلقة بل طلقتان ففيه وجهان أحدها يقع طلقتان كما إذا قال له علي‬
‫درهم بل درهان لزمه درهان‬
‫والثان يقع الثلث‬
‫والفرق بينه وبي القرار أن القرار إخبار يتمل التكرار فجاز أن يدخل الدرهم ف البين‬
‫والطلق إيقاع فل يوز أن يوقع الطلق الواحد مرتي فحمل على طلق مستأنف ولذا لو أقر‬
‫بدرهم ف يوم ث أقر بدرهم ف يوم آخر ل يلزمه إل درهم ولو طلقها ف يوم ث طلقها ف يوم آخر‬
‫كانتا طلقتي‬
‫فصل وإن قال لغي الدخول با أنت طالق ثلثا وقع الثلث لن الميع صادف الزوجية فوقع‬
‫الميع كما لو قال ذلك للمدخول با‬
‫وإن قال لا أنت طالق أنت طالق أنت طالق ول يكن له نية وقعت الول دون الثانية والثالثة‬
‫وحكي عن الشافعي رحه ال ف القدي أنه قال يقع الثلث‬
‫فمن أصحابنا من جعل ذلك قول واحدا وهو قول أب علي بن أب هريرة لن الكلم إذا ل ينقطع‬
‫ارتبط‬
‫____________________‬

‫بعضه ببعض فصار كما لو قال أنت طالق ثلثا‬


‫وقال أكثر أصحابنا ل يقع أكثر من طلقة وما حكي عن القدي إنا هو حكاية عن مالك رحه ال‬
‫ليس بذهب له لنه تقدمت الول فبانت با فلم يقع ما بعدها‬
‫فصل وإن قال للمدخول با أنت طالق أنت طالق أنت طالق نظرت فإن ) كان ( أراد به التأكيد‬
‫ل يقع أكثر من طلقة لن التكرار يتمل التأكيد‬
‫وإن أراد الستئناف وقع بكل لفظة طلقة لنه يتمل الستئناف‬
‫وإن أراد بالثان التأكيد وبالثالث الستئناف وقع طلقتان‬
‫وإن ل يكن له نية ففيه قولن قال ف الملء يقع طلقة لنه يتمل التكرار والستئناف فل يقع ما‬
‫زاد على طلقة بالشك‬
‫وقال ف الم يقع الثلث لن اللفظ الثان والثالث كاللفظ الول فإذا وقع بالول طلق وجب‬
‫أن يقع بالثان والثالث مثله‬
‫وأما إذا غاير بينها ف الروف بأن قال أنت طالق وطالق ث طالق ول يكن له نية وقع بكل لفظة‬
‫طلقة لن الغايرة بينها تسقط حكم التأكيد فإن ادعى أنه أراد التأكيد ل يقبل ف الكم لنه‬
‫يالف الظاهر ويدين فيما بينه وبي ال عز وجل لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن قال أنت طالق وطالق وطالق وقع بالول طلقة وبالثان طلقة لتغاير اللفظي ويرجع ف الثالث‬
‫إليه لنه ل يغاير بينه وبي الثان فهو كقوله أنت طالق أنت طالق‬
‫وإن غاير بي اللفاظ ول يغاير بالروف بأن قال أنت طالق أنت مسرحة أنت مفارقة ففيه وجهان‬
‫أحدها أن حكمه حكم الغايرة ف الروف لنه إذا تغي الكم بالغايرة بالروف فلن يتغي‬
‫بالغايرة ف لفظ الطلق أول‬
‫والثان أن حكمه حكم اللفظ الواحد لن الروف هي العاملة ف اللفظ وبا يعرف الستئناف ول‬
‫توجد الغايرة ف الروف‬
‫فصل وإن قال أنت طالق بعض طلقة وقعت طلقة لن ما ل يتبعض من الطلق كان تسمية بعضه‬
‫كتسمية جيعه كما لو قال بعضك طالق‬
‫وإن قال أنت طالق نصفي طلقة وقعت طلقة لن نصفي طلقة هي طلقة‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثة أنصاف طلقة ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يقع طلقتان لن ثلثة أنصاف طلقة طلقة ونصف فكمل النصف فصار طلقتي‬
‫والثان تطلق طلقة لنه أضاف النصاف الثلثة إل طلقة وليس للطلقة إل نصفان فألغى النصف‬
‫الثالث‬
‫وإن قال أنت طالق نصفي طلقتي وقعت طلقتان لنه يقع من كل طلقة نصفها ث يسري فيصي‬
‫طلقتي‬
‫وإن قال أنت طالق نصف طلقتي ففيه وجهان أحدها تقع طلقة واحدة لن نصف الطلقتي طلقة‬

‫والثان أنه تقع طلقتان لنه يقتضي النصف من كل واحدة منهما ث يكمل النصفان فيصي الميع‬
‫طلقتي‬
‫وإن قال أنت طالق نصف طلقة ثلث طلقة سدس طلقة طلقت واحدة لنا أجزاء الطلقة‬
‫وإن قال أنت طالق نصف طلقة وثلث طلقة وسدس طلقة وقع ثلث طلقات لن بدخول حروف‬
‫لعطف وقع بكل جزء طلقة وسرى إل الباقي‬
‫وإن قال ) لا ( أنت نصف طالق طلقت كما لو قال نصفك طالق‬
‫وإن قال أنت نصف طلقة ففيه وجهان أحدها أنه كناية فل يقع به طلق من غي نية‬
‫والثان أنه صريح فتقعع به طلقة بناء على الوجهي فيمن قال لمرأته أنت الطلق‬
‫فصل وإن كان له أربع نسوة فقال أوقعت عليكن أو بينكن طلقة طلقت كل واحدة منهن طلقة‬
‫لنه يص كل واحدة منهن ربع طلقة وتكمل بالسراية‬
‫وإن قال أوقعت عليكن أو بينكن طلقتي أو ثلثا أو أربعا وقع على كل واحدة طلقة لنه إذا‬
‫قسم بينهن ل يزد نصيب كل واحدة منهن على طلقة‬
‫وإن قال أردت أن يقع على كل واحدة من الطلقتي وقع على كل واحدة طلقتان‬
‫وإن قال ) أردت ( أن يقع على كل واحدة من الثلث الطلقات وقع على كل واحدة ثلث‬
‫طلقات لنه مقر على نفسه با فيه تغليظ واللفظ متمل له‬
‫وإن قال أوقعت عليكن خسا وقع على كل واحدة طلقتان لنه يصيب كل واحدة طلقة وربع‬
‫وكذلك إن قال أوقعت عليكن ستا أو سبعا أو ثانيا‬
‫وإن قال أوقعت عليكن تسعا طلقت كل واحدة ثلثا‬
‫وإن قال أوقعت بينكن نصف طلقة وثلث طلقة وسدس طلقة طلقت كل واحدة ثلثا لنه لا‬
‫عطف وجب أن يقسم كل جزء من ذلك بينهن ث يكمل‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ملء الدنيا أو أنت طالق أطول الطلق أو أعرضه وقعت طلقة لن شيئا‬
‫من ذلك ل يقتضي العدد وقد تتصف الطلقة الواحدة بذلك كله‬
‫فصل وإن قال أنت طالق أشد الطلق وأغلظه وقعت طلقة لنه قد تكون الطلقة أشد وأغلظ‬
‫عليه لتعجلها أو لبه لا أو لبه لا أو لبها له فلم يقع ما زاد بالشك‬
‫وإن قال أنت طالق كل الطلق أو أكثره وقع الثلث لنه كل الطلق وأكثره‬
‫فصل وإن قال للمدخول با أنت طالق طلقة بعدها طلقة طلقت طلقتي لن الميع يصادف‬
‫الزوجية وإن قال أردت بعدها طلقة‬
‫____________________‬

‫أوقعها ل يقبل ف الكم لن الظاهر أنه طلق ناجز ويدين فيما بينه وبي ال عز وجل لنه يتمل‬
‫ما يدعيه وإن قال أنت طالق طلقة قبلها طلقة وقعت طلقتان‬
‫وف كيفية وقوع ما قبلها وجهان قال أبو علي بن أب هريرة يقع مع الت أوقعها لن إيقاعها فيما‬
‫قبلها إيقاع طلق ف زمان ماض فلم يعتب كما لو قال أنت طالق أمس‬
‫وقال أبو إسحق يقع قبلها اعتبارا بوجب لفظه كما لو قال أنت طالق قبل موت بشهر ث مات‬
‫بعد شهر‬
‫ويالف قوله أنت طالق أمس لنا لو أوقعناه ف أمس تقدم الوقوع على اليقاع وههنا يقع‬
‫الطلقان بعد اليقاع‬
‫وإن قال أردت بقول قبلها طلقة ف نكاح قبله فإن كان لا قاله أصل قبل منه لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن ل يكن له أصل ل يقبل منه لنه ل يتمل ما يدعيه‬
‫فصل وإن قال لا أنت طالق طلقة قبلها طلقة وبعدها طلقة طلقت ثلثا على ما ذكرناه‬
‫وإن قال لا أنت طالق طلقة وبعدها طلقة طلقت ثلثا لنه يقع بقوله أنت طالق طلقة ويقع قبلها‬
‫نصف طلقة وبعدها نصف طلقة ث يكمل النصفان فيصي الميع ثلثا‬
‫فصل وإن قال لغي الدخول با أنت طالق طلقة بعدها طلقة ل تقع الثانية لنا بائن بالول فلم‬
‫تقع الثانية‬
‫وإن قال أنت طالق طلقة قبلها طلقة ففيه وجهان أحدها ل تطلق ) لن وقوع طلقة عليها يوجب‬
‫وقوع طلقة قبلها ووقوع ( ما قبلها ينع وقوعها فتمانعا بالدور وسقطا‬
‫والثان وهو قول أب علي ابن أب هريرة أنا تطلق طلقة ليس قبلها شيء لن وقوع ما قبلها‬
‫يوجب إسقاطها وإسقاط ما قبلها فوجب إثباتا وإسقاط ما قبلها‬
‫وإن قال أنت طالق طلقة معها طلقة ففيه وجهان أحدها أنا تطلق واحدة وهو قول الزن لنه‬
‫أفردها فجاز كما لو قال أنت طالق واحدة بعدها واحدة‬
‫والوجه الثان أنا تطلق طلقتي لنما يتمعان ف لوقوع فل تتقدم إحداها على لخرى فهو كما‬
‫لو قال أنت طالق طلقتي وإن قال أنت طالق طلقتي ونصفا طلقت طلقتي لنه جع بي الطلقتي‬
‫ف اليقاع فبانت بما ث أوقع النصف بعدما بانت فلم يقع‬
‫فصل إذا قال لمرأته أنت طالق طلقة ل تقع عليك طلقت لنه أوقع الطلق ث أراد رفعه‬
‫والطلق إذا وقع ل يرتفع‬
‫وإن قال أنت طالق أو ل ل تطلق لنه ليس بإيقاع‬
‫فصل ويصح الستثناء ف الطلق لنه لغة العرب ونزل به القرآن وحروفه إل وغي وسوى وخل‬
‫وعدا وحاشى‬
‫فإذا قال أنت طالق ثلثا إل طلقة وقعت طلقتان‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا إل طلقتي وقعت طلقة‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا إل ثلثا طلقت ثلثا لن الستثناء يرفع الستثن منه فيسقط وبقي‬
‫الثلث‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا إل طلقتي وطلقة ففيه وجهان أحدها يقع الثلث لنه استثن ثلثا من‬
‫ثلث‬
‫والثان تقع طلقة لن الستثناء الثان هو الباطل فسقط وبقي الستثناء الول‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا إل نصف طلقة طلقت ثلثا لنه يبقى طلقتان ونصف ث يسري النصف‬
‫إل الباقي فيصي ثلثا‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا إل طلقة وطلقة وقعت طلقة لن العطوف على الستثناء مضموم إل‬
‫الستثناء ولذا إذا قال له علي مائة إل خسة وعشرين ضمت المسة إل لعشرين ف الستثناء‬
‫ولزمه ما بقي وإن قال أنت طالق طلقة وطلقة إل طلقة ففيه وجهان أحدها تطلق طلقة لن الواو‬
‫ف السي النفردين كالتثنية فيصي كما لو قال أنت طالق طلقتي إل طلقة‬
‫والثان وهو النصوص أنا تطلق طلقتي لن الستثناء يرجع إل ما يليه وهو طلقة وستثناء طلقة‬
‫من طلقة باطل فسقط وبقي طلقتان‬
‫وإن قدم الستثناء على الستثن منه بأن قال أنت إل واحدة طالق ثلثا فقد قال بعض أصحابنا أنه‬
‫ل يصح الستثناء فيقع الثلث لن الستثناء جعل لستدراك ما تقدم من كلمه‬
‫ويتمل عندي أنه يصح الستثناء فيقع طلقتان لن التقدي والتأخي ف ذلك لغة العرب قال‬
‫الفرزدق يدح هشام ابن إبراهيم بن الغية خال هشام بن عبد اللك ) الطويل ( وما مثله ف‬
‫الناس إل ملكا أبو أمه حي أبوه يقاربه تقديره وما مثله ف الناس حي يقاربه إل ملكا أبو أمه أبو‬
‫المدوح‬
‫فصل ويصح الستثناء من الستثناء لقوله عز وجل } إنا أرسلنا إل قوم مرمي إل آل لوط إنا‬
‫لنجوهم أجعي إل امرأته { فاستثن آل لوط من الرمي وستثن من آل لوط امرأته‬

‫____________________‬

‫وإذا قال أنت طالق ثلثا إل طلقتي إل طلقة طلقت طلقتي لن تقديره أنت طالق ثلثا إل‬
‫طلقتي فل يقعان إل طلقة فتقع‬
‫وإن قال أنت طالق خسا إل ثلثا ففيه وجهان أحدها أنا تطلق ثلثا لنه ل يقع من المس إل‬
‫ثلث فصار كما لو قال أنت طالق ثلثا إل ثلثا‬
‫والثان أنا تطلق طلقتي لنه لا وصل بالستثناء علم أنه قصد الساب‬
‫وإن قال أنت طالق خسا إل ثنتي طلقت على الوجه الول طلقة وعلى الوجه الثان تطلق ثلثا‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا إل ثلثا إل ثنتي ففيه ثلثة أوجه أحدها يقع الثلث لن الستثناء الول‬
‫يرفع الستثن منه فيبطل والستثناء الثان فرع عليه فسقط وبقي الثلث‬
‫والثان تطلق طلقتي لنه لا وصله بالستثناء صار كأنه أثبت ثلثا ونفى ثلثا ث أثبت ثنتي‬
‫والثالث تقع طلقة لن الستثناء الول ل يصح فسقط وبقي الستثناء الثان فيصي كما لو قال‬
‫أنت طالق ثلثا إل طلقتي‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ثلثا إل أن يشاء أبوك واحدة وقال أبوها شئت واهدة ل تطلق لن‬
‫الستثناء من الثبات نفي فيصي تقديره أنت طالق ثلثا إل أن يشاء أبوك واحدة فل يقع طلق‬
‫فصل وإن قال امرأت طالق أو عبدي حر أو ل علي كذا أو وال لفعلن كذا إن شاء ال أو‬
‫بشيئعة ال أو ما ل يشإ ال ل يصح شيء من ذلك لا روى ابن عمر رضي ال عنه أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال من حلف على يي ث قال إن شاء ال كان له ثنيا‬
‫وروى أبو هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من حلف فقال إن شاء‬
‫ال ل ينث ولنه علق هذه الشياء على مشيئة ال تعال ومشيئته ل تعلم فلم يلزم بالشك شيء‬
‫وإن قال أنت طالق إل أن يشاء ال ففيه وجهان أحدها ل تطلق لنه مقيد بشيئة ال تعال فأشبه‬
‫إذا قال أنت طالق إن شاء ال‬
‫والثان وهو الذهب أنا تطلق لنه أوقع الطلق وعلق رفعه بشيئة ال تعال ومشيئة ال ل تعلم‬
‫فسقط حكم رفعه وبقي حكم ثبوته ويالف إذا قال أنت طالق إن شاء ال فإنه علق الوقوع على‬
‫مشيئة ال تعال‬
‫فصل ول يصح الستثناء ف جيع ما ذكرناه إل أن يكون متصل بالكلم فإن نفصل عن الكلم‬
‫من غي عذر ل يصح لن العرف ف الستثناء أن يتصل بالكلم فإن انفصل لضيق النفس صح‬
‫الستثناء لنه كالتصل ف العرف ول يصح إل أن يقصد إليه فأما إذا كانت عادته ف كلمه أن‬
‫يقول إن شاء ال فقال إن شاء ال على عادته ل يكن ستثناء لنه ل يقصده‬
‫واختلف أصحابنا ف وقت نية الستثناء فمنهم من قال ل يصح إل أن يكون ينوي ذلك من بتداء‬
‫الكلم‬
‫ومنهم من قال إذا نوى قبل الفراغ من الكلم جاز‬
‫فصل إذا قال يا زانية أنت طالق إن شاء ال أو أنت طالق يا زانية إن شاء ال رجع الستثناء إل‬
‫الطلق ول يرجع إل قوله يا زانية لن الطلق إيقاع فجاز تعليقه بالشيئة وقوله يا زانية صفة فل‬
‫يصح تعليقها بالشيئة‬
‫ولذا يصح أن يقول أنت طالق إن شاء ال ول يصح أن يقول أنت زانية إن شاء ال‬
‫وإن كانت له مرأتان حفصة وعمرة فقال حفصة وعمرة طالقان إن شاء ال ل تطلق واحدة منهما‬
‫وإن قال حفصة طالق وعمرة طالق إن شاء ال فقد قال بعض أصحابنا تطلق حفصة ول تطلق‬
‫عمرة لن الستثناء يرجع إل ما يليه وهو طلق عمرة‬
‫ويتمل عندي أل تطلق واحدة منهما لن الموع بالواو كالملة الواحدة‬
‫فصل وإن طلق بلسانه واستثن بقلبه نظرت فإن قال أنت طالق ونوى بقلبه إن شاء ال ل يصح‬
‫الستثناء ول يقبل ف الكم‬
‫ول يدين فيه لن اللفظ أقوى من النية لن اللفظ يقع به الطلق من غي نية والنية ل يقع با‬
‫الطلق من غي لفظ فلو أعملنا النية لرفعنا القوي بالضعيف وذلك ل يوز كنسخ الكتاب بالسنة‬
‫وترك النص بالقياس‬
‫وإن قال نسائي طوالق واستثن بالنية بعضهن دين فيه لنه ل يسقط اللفظ بل يستعمله ف بعض‬
‫ما يقتضيه بعمومه وذلك يتمل فدين فيه ول يقبل ف الكم‬
‫وقال أبو حفص الباب بشامى يقبل ف الكم لن اللفظ يتمل العموم والصوص وهذا غي‬
‫صحيح لنه وإن حتمل الصوص إل أن الظاهر العموم فل يقبل ف الكم دعوى الصوص‬
‫فإن قال امرأت طالق ثلثا واستثن بقلبه إل طلقة أو طلقتي ل يقبل ف الكم لنه يدعي خلف ما‬
‫يقتضيه اللفظ وهل يدين فيه وجهان أحدها يدين لنه ل يسقط حكم اللفظ وإنا يرج بعض ما‬
‫يقتضيه فدين فيه كما لو قال نسائي طوالق واستثن بالنية بعضهن‬
‫والثان ل يدين وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال لنه يسقط ما يقتضيه‬
‫____________________‬

‫اللفط بصريه با دونه من النية‬


‫وإن قال لربع نسوة أربعكن طالق واستثن بعضهن بالنية ل يقبل ف الكم وهل يدين فيه وجهان‬
‫أحدها يدين‬
‫والثان ل يدين ووجههما ما ذكرناه ف السألة قبلها‬
‫باب الشرط ف الطلق إذا علق الطلق بشرط ل يستحيل كدخول الدار وميء الشهر تعلق به‬
‫فإذا وجد الشرط وقع وإذا ل يوجد ل يقع لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال الومنون‬
‫عند شروطهم ولن الطلق كالعتق لن لكل واحد منهما قوة وسراية ث العتق إذا علق على‬
‫شرط وقع بوجوده ول يقع قبل وجوده فكذلك الطلق‬
‫فإن علق الطلق على شرط ث قال عجلت ما كنت علقت على الشرط ل تطلق ف الال لنه‬
‫تعلق بالشرط ول يتغي وإذا وجد الشرط طلقت‬
‫وإن قال أنت طالق ث قال أردت إذا دخلت الدار أو إذا جاء رأس الشهر ل يقبل ف الكم لنه‬
‫يدعي خلف ما يقتضيه اللفظ بظاهره ويدين فيما بينه وبي ال تعال لنه يدعي صرف الكلم‬
‫عن ظاهره إل وجه يتمله فدين فيه كما لو قال أنت طالق وادعى أنه أراد طلقا من وثاق‬
‫فإن قال أنت طالق إن دخلت الدار وقال أرعدت الطلق ف الال ولكن سبق لسان إل الشرط‬
‫لزمه الطلق ف الال لنه أقر على نفسه با يوجب التغليظ من غي تمة‬
‫فصل واللفاظ الت تستعمل ف الشرط ف الطلق من وإن وإذا ومت وأي وقت وكلما وليس ف‬
‫هذه اللفاظ ما يقتضي التكرار إل قوله كلما فإنه يقتضي التكرار‬
‫فإذا قال من دخلت الدار فهي طالق أو قال لمرأته إن دخلت الدار أو إذا دخلت الدار أو مت‬
‫دخلت الدار أو أي وقت دخلت الدار فأنت طالق فوجد الدخول وقع الطلق وإن تكرر‬
‫الدخول ل يتكرر الطلق لن اللفظ ل يقتضي التكرار‬
‫وإن قال كلما دخلت الدار فأنت طالق فدخلت طلقت وإن تكرر الدخول تكرر الطلق لن‬
‫اللفظ يقتضي التكرار‬
‫فصل وإن كانت له مرأة ل سنة ف طلقها ول بدعة وهي الصغية الت ل تض أو الكبية الت‬
‫يئست من اليض أو الامل أو الت ل يدخل با فقال لا أنت طالق ل للسنة ول للبدعة طلقت‬
‫لوجود الصفة وإن قال أنت طالق للسنة أو للبدعة أو أنت طالق للسنة والبدعة طلقت لنه‬
‫وصفها بصفة ل تتصف با فلغت الصفة وبقي الطلق فوقع‬
‫فإن قال للصغية أو الامل أو الت ل يدخل با أنت طالق للسنة أو أنت طالق للبدعة وقال أردت‬
‫به إذا صارت من أهل سنة الطلق أو بدعته طلقت ف الال ول يقبل ما يدعيه ف الكم لن‬
‫اللفظ يقتضي طلقا ناجزا ويدين فيما بينه وبي ال عز وجل لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن كانت له امرأة لا سنة وبدعة ف الطلق وهي الدخول با إذا كانت من ذوات القراء فقال‬
‫لا أنت طالق للسنة فإن كانت ف طهر ل يامعها فيه طلقت ف الال لوجود الصفة وإن كانت ف‬
‫حيض أو ف طهر جامعها فيه ل تطلق ف الال لعدم الصفة وإذا طهرت من غي جاع طلقت‬
‫لوجود الصفة‬
‫وإن قال أنت طالق للبدعة فإن كانت حائضا أو ف طهر جامعها فيه طلقت ف الال لوجود‬
‫الصفة وإن كانت ف طهر ل يامعها فيه ل تطلق ف الال لفقد الصفة فإذا جامعها أو حاضت‬
‫طلقت لوجود الصفة‬
‫وإن قال أنت طالق للسنة إن كنت ف هذه الالة من يقع عليها طلق السنة فإن كانت ف طهر ل‬
‫يامعها فيه طلقت لوجود الصفة وإن كانت حائضا أو ف طهر جامعها فيه ل تطلق ف الال لعدم‬
‫الصفة وإن صارت ف طهر ل تامع فيه ل تطلق أيضا لنه شرط أن تكون للسنة وأن تكون ف‬
‫تلك الال وذلك ل يوجد بعد انقضاء الال‬
‫وإن قال لا أنت طالق للسنة وللبدعة أو أنت طالق طلقة حسنة قبيحة طلقت ف الال طلقة لنه‬
‫ل يكن إيقاع طلقة على هاتي الصفتي فسقطت الصفتان وبقي الطلق فوقع‬
‫وإن قال أنت طالق طلقتي طلقة للسنة وطلقة للبدعة طلقت ف الال طلقة فإذا صارت ف الالة‬
‫الثانية طلقت طلقة‬
‫وإن قال أنت طالق طلقتي للسنة وللبدعة ففيه وجهان أحدها يقع طلقة ف حال السنة وطلقة ف‬
‫حال البدعة لنه يكن إيقاعها على الصفتي فلم يز إسقاطهما‬
‫والثان يقع ف الال طلقتان لن الظاهر عود الصفتي إل كل واحدة من الطلقتي وإيقاع كل‬
‫واحدة منهما على الصفتي ل يكن فلغت الصفتان ووقعت الطلقتان‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا للسنة وقع الثلث ف طهر ل يامعها فيه لن ذلك طلق للسنة‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا بعضهن للسنة وبعضهن للبدعة وقع ف الال طلقتان لن إضافة الطلق‬
‫إليهما يقتضي التسوية فيقع ف الال طلقة ونصف ث يكمل فيصي طلقتي ويقع الباقي ف الالة‬
‫الخرى‬
‫وإن قال أردت بالبعض طلقة ف هذه الال وطلقتي ف الالة الخرى ففيه وجهان أحدها وهو‬
‫قول أب علي ابن أب هريرة أنه ل يقبل قوله ف‬
‫____________________‬

‫الكم ويدين فيما بينه وبي ال عز وجل لنه يدعي ما يتأخر به الطلق فصار كما لو قال أنت‬
‫طالق وادعى أنه أراد إذا دخلت الدار‬
‫والثان وهو الذهب أنه يقبل ف الكم ويدين فيما بينه وبي ال عز وجل لن البعض يقع على‬
‫القليل والكثي حقيقة ويالف دعوى دخول الدار فإن الظاهر إناز الطلق فلم تقبل ف الكم‬
‫دعوى التأخي‬
‫فصل وإن قال إن قدم فلن فأنت طالق فقدم وهي ف طهر ل يامع فيه وقع طلق سنة وإن قدم‬
‫وهي حائض أو ف طهر جامعها فيه وقع طلق بدعة إل أنه ل يأث لنه ل يقصد كما إذا رمى‬
‫صيدا فأصاب آدميا فقتله فإن القتل صادف مرما لكنه ل يأث لعدم القصد‬
‫وإن قال إن قدم فلن فأنت طالق للسنة فقدم وهي ف حال السنة طلقت وإن قدم وهي ف حال‬
‫البدعة ل تطلق حت تصي إل حال السنة لنه علقه بعد القدوم بالسنة‬
‫فصل وإن قال أنت طالق أحسن الطلق وأكمله وأعدله وما أشبهها من الصفات الميدة طلقت‬
‫للسنة لنه أحسن الطلق وأكمله وأعدله‬
‫وإن قال أردت به طلق البدعة واعتقدت أن العدل والكمل ف حقها لسوء عشرتا أن تطلق‬
‫للبدعة نظرت فإن كان ما يدعيه من ذلك أغلظ عليه بأن تكون ف الال حائضا أو ف طهر‬
‫جامعها فيه وقع طلق بدعة لن ما ادعاه أغلظ عليه واللفظ يتمله فقبل منه‬
‫وإن كان أخف عليه بأن كانت ف طهر ل يامع فيه دين فيما بينه وبي ال عز وجل لنه يتمل ما‬
‫يدعيه ول يقبل ف الكم لنه مالف للظاهر‬
‫فإن قال أنت طالق أقبح الطلق وأسجه وما أشبههما من صفات الذم طلقت ف حال البدعة لنه‬
‫أقبح الطلق وأسجه‬
‫وإن قال أردت طلق السنة واعتقدت أن طلقها أقبح الطلق وأسجه لسن دينها وعشرتا فإن‬
‫كان ذلك أغلظ عليه لا فيه من تعجيل الطلق قبل منه لنه أغلظ عليه واللفظ يتمله وإن كان‬
‫أخف عليه لا فيه من تأخي الطلق دين فيما بينه وبي ال عز وجل لنه يتمل ) ما يدعيه ( ول‬
‫يقبل ف الكم لنه مالف للظاهر‬
‫وإن قال أنت طالق طلق الرج طلقت للبدعة لن الرج فيما خالف السنة وأث ) به (‬
‫فصل وإن قال لا وهي حائض إذا طهرت فأنت طالق طلقت بانقطاع الدم لوجود الصفة‬
‫وإن قال لا ذلك وهي طاهر ل تطلق حت تيض ث تطهر لن إذا سم للزمان الستقبل فاقتضى‬
‫فعل مستأنفا ولذا لو قال لرجل حاضر إذا جئتن فلك دينار ل يستحق بذا الضور حت يغيب‬
‫ث ييئه‬
‫وإن قال لا وهي طاهر إن حضت فأنت طالق طلقت بروية الدم وإن قال لا ذلك وهي حائض ل‬
‫تطلق حت تطهر ث تيض لا ذكرناه ف الطهر‬
‫فإن قال لا وهي حائض إن طهرت طهرا فأنت طالق ل تطلق حت تطهر ث تيض لنه ل يوجد‬
‫طهر كامل إل أن تطعن ف اليض الثان وإن قال لا ذلك وهي طاهر ل تطلق حت تيض ث تطهر‬
‫ث تيض لن الطهر الكامل ل يوجد إل با ذكرناه‬
‫وإن قال إن حضت حيضة فأنت طالق فإن كانت طاهرا ل تطلق حت تيض ث تطهر وإن كانت‬
‫حائضا ل تطلق حت تطهر ث تيض ث تطهر لا ذكرناه ف الطهر‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ثلثا ف كل قرء طلقة نظرت فإن كانت لا سنة وبدعة ف طلقها‬
‫نظرت فإن كانت حامل طلقت ف الال طلقة لن المل قرء يعتد به وإن كانت تيض على‬
‫المل ل تطلق ف إطهارها لنا ليست بأقراء ولذا ل يعتد با فإن راجعها قبل الوضع وطهرت ف‬
‫النفاس وقعت طلقة أخرى فإذا حاضت وطهرت وقعت الثالثة وإن كانت غي مدخول با وقعت‬
‫عليها طلقة وبانت فإن كانت صغية مدخول با طلقت ف الال طلقة فإن ل يراجعها حت مضت‬
‫ثلثة أشهر بانت وإن راجعها ل تطلق ف الطهر بعد الرجعة لنه هو ) الطهر ( الذي وقع فيه‬
‫الطلق‬
‫فصل وإن قال إن حضت فأنت طالق فقالت حضت فصدقها طلقت وإن كذبا فالقول قولا مع‬
‫يينها لنه ل يعرف اليض إل من جهتها وإن قال لا قد حضت فأنكرت طلقت بإقراره‬
‫وإن قال إن حضت فضرتك طالق فقالت حضت فإن‬
‫____________________‬

‫صدقها طلقت ضرتا وإن كذبا ل تطلق لن قولا يقبل على الزوج ف حقها ول يقبل على غيها‬
‫إل بتصديق الزوج كالودع يقبل قوله ف رد الوديعة على الودع ول يقبل ف الرد على غيه‬
‫وإن قال إذا حضت فأنت وضرتك طالقان فقالت حضت فإن صدقها طلقتا وإن كذبا وحلفت‬
‫طلقت هي ول تطلق ضرتا وإن صدقتها الضرة على حيضها ل يوثر تصديقها ولكن لا أن تلف‬
‫الزوج على تكذيبها‬
‫وإن قال إذا حضتما فأنتما طالقان فإن قالتا حضنا فصدقهما طلقتا وإن كذبما ل تطلق واحدة‬
‫منهما لن طلق كل واحدة منهما معلق على شرطي حيضها وحيض صاحبتها ول يقبل قول كل‬
‫واحدة منهما إل ف حيضها ف حقها نفسها دون صاحبتها ول يوجد الشرطان‬
‫وإن صدق إحداها وكذب الخرى طلقت الكذبة لنا غي مقبولة القول على صاحبتها ومقبولة‬
‫القول ف حق نفسها وقد صدق الزوج صاحبتها فوجد الشرطان ف طلقها فطلقت والصدقة‬
‫مقبولة القول ف حيضها ف حق نفسها وقد صدقها الزوج وقول صاحبتها غي مقبول ف حيضها‬
‫ف طلقها ول يوجد الشرطان ف حقها فلم تطلق‬
‫فصل وإن قال لمرأتي إن حضتما حيضة فأنتما طالقان ففيه وجهان‬
‫أحدها أن هذه الصفة ل تنعقد لنه يستحيل اجتماعهما ف حيضة فبطل‬
‫والثان أنما إذا حاضتا وقع الطلق لن الذي يستحيل هو قوله حيضة فيلغى لستحالتها ويبقى‬
‫قوله إن حضتما فيصي ما لو قال إن حضتما فأنتما طالقتان وقد بينا حكمه‬
‫فصل وإن قال لربع نسوة إن حضت فأنت طوالق فقد علق طلق كل واحدة منهن بأربع شرائط‬
‫وهي حيض الربع فإن قلن حضنا وصدقهن طلقن لنه قد وجد حيض الربع وإن كذبن ل تطلق‬
‫واحدة منهن لنه ل يثبت حيض الربع لن قول كل واحدة منهن ل يقبل إل ف حقها وإن صدق‬
‫واحدة أو ثنتي ل تطلق واحدة منهن لنه ل يوجد الشرط وإن صدق ثلثا وكذب واحدة طلقت‬
‫الكذبة لن قولا مقبول ف حيضها ف حق نفسها وقد صدق الزوج صواحبها فوجد حيض الربع‬
‫ف حقها فطلقت ول تطلق الصدقات لن قول كل واحدة منهن مقبول ف حيضها ف حقها غي‬
‫مقبول ف حق صواحبها وقد بقيت واحدة ) منهن ( مكذبة فلم تطلق لجلها‬
‫فصل وإن قال لن كلما حاضت واحدة منكن فصواحبها طوالق فقد جعل حيض كل واحدة‬
‫منهن صفة لطلق البواقي فإن قلن حضنا فصدقهن طلقت كل واحدة منهن ثلثا لن لكل‬
‫واحدة منهن ثلث صواحب تطلق بيض كل صاحبة طلقة فطلقت كل واحدة منهن ثلثا‬
‫وإن كذبن ل تطلق واحدة منهن لن كل واحدة منهن وإن قبل قولا ف حقها إل أنه ل يقبل ف‬
‫حق غيها‬
‫وإن صدق واحدة منهن وقع على كل واحدة منهن طلقة لن لكل واحدة منهن صاحبة ثبت‬
‫حيضها ول يقع على الصدقة طلق لنه ليس لا صاحبة ثبت حيضها‬
‫وإن صدق ثنتي وقع على كل واحدة منهما طلقة لن لكل واحدة منهما صاحبة ثبت حيضها‬
‫ويقع على كل واحدة من الكذبتي طلقتان لن لكل واحدة منهما صاحبتي ثبت حيضهما‬
‫فإن صدق ثلثا وقع على كل واحدة منهن طلقتان لن لكل واحدة منهن صاحبتي ثبت حيضهما‬
‫ووقع على الكذبة ثلث تطليقات لن لا ثلث صواحب ثبت حيضهن‬
‫فصل وإن قال لمرأته إن ل تكون حامل فأنت طالق ل يز وطوها قبل الستباء لن الصل عدم‬
‫المل ووقوع الطلق فإن ل يكن با حل طلقت وإن وضعت حل لقل من ستة أشهر من وقت‬
‫عقد الطلق ل تطلق لنا تيقنا أنا كانت حامل عند العقد وإن وضعته لكثر من أربع سني‬
‫طلقت طلقة لنا تيقنا أنا ل تكن حامل عند العقد وإن وضعته لا بي ستة أشهر وأربعه سني‬
‫نظرت فإن ل يطأها الزوج ف هذه الدة ل يقع الطلق لنا حكمنا بأنا كانت حامل عند العقد‬
‫وإن كان وطئها نظرت فإن وضعته لقل من ستة أشهر من وقت الوطء ولكثر من ستة أشهر من‬
‫وقت العقد ل يقع الطلق لنا حكمنا أنا كانت حامل وقت العقد‬
‫وإن وضعته لكثر من ستة أشهر من وقت العقد والوطء جيعا ففيه وجهان أحدها وهو قول أب‬
‫إسحق أنا تطلق لنه يوز أن يكون قبل الوطء ويوز أن يكون حدث من الوطء والظاهر أنه‬
‫حدث من الوطء لن الصل فيما قبل الوطء العدم‬
‫والثان وهو قول أب علي بن أب هريرة أنا ل تطلق لنه يتمل أن يكون موجودا عند العقد‬
‫ويتمل أن يكون حادثا من الوطء بعده‬
‫____________________‬

‫والصل بقاء النكاح وإن قال لا إن كنت حامل فأنت طالق فهل يرم وطوها قبل الستباء فيه‬
‫وجهان أحدها ل يرم لن الصل عدم المل وثبوت الباحة‬
‫والثان يرم لنه يوز أن تكون حامل فيحرم وطوها ويوز أل تكون حامل فيحل وطوها فغلب‬
‫التحري‬
‫فإن ستبأها ول يظهر المل فهي على الزوجية وإن ظهر المل نظر فإن وضعت لقل من ستة‬
‫أشهر من وقت عقد الطلق حكم بوقوع الطلق لنا تيقنا أنا كانت حامل وقت العقد وإن‬
‫وضعته لكثر من أربع سني من وقت العقد ل تطلق لنا علمنا أنا ل تكن حامل وإن وضعته‬
‫لكثر من ستة أشهر ودون أربع سني نظرت فإن كان الزوج ل يطأها طلقت لنا حكمنا أنا‬
‫كانت حامل وقت العقد وإن وطئها نظرت فإن وضعته لدون ستة أشهر من وقت الوطء وقع‬
‫الطلق لنا حكمنا أنا كانت حامل وقت العقد وإن وضعته بعد ستة أشهر من بعد وطئه ل يقع‬
‫الطلق وجها واحدا لنه يوز أن يكون موجودا وقت العقد ويوز أن يكون حدث بعده فل‬
‫يوز أن يوقع الطلق بالشك‬
‫واختلف أصحابنا ف صفة الستباء ووقته وقدره فذكر الشيخ أبو حامد السفرايين رحه ال ف‬
‫الستباء ف السألتي ثلثة أوجه أحدها ثلثة أقراء وهي أطهار لنه ستباء حرة فكان بثلعثة‬
‫أطهار‬
‫والثان بطهر لن القصد براءة الرحم فل يزاد على قرء وستباء الرة ل يوز إل بالطهر فوجب‬
‫أن يكون طهرا‬
‫والثالث أنه بيضة لن القصد من هذا الستباء معرفة براءة الرحم والذي يعرف به براءة الرحم‬
‫اليض‬
‫وهل يعتد بالستباء قبل عقدالطلق فيه وجهان أحدها ل يعتد لن الستباء ل يوز أن يتقدم‬
‫على سببه‬
‫والثان يعتد به لن القصد معرفة براءة الرحم وذلك يصل وإن تقدم‬
‫ومن أصحابنا من قال ف السألة الثانية الستباء على ما ذكرناه لن الستباء لستباحة الوطء‬
‫فأما ف السألة الول فل يوز الستباء بدون ثلثة أطهار ول يعتد با وجد منه قبل الطلق لنه‬
‫استباء حرة للطلق فل يوز با دون ثلثة أطهار ول با تقدم على الطلق كالستباء ف سائر‬
‫الطلقات‬
‫فصل إذا قال لمرأته إن ولدت ولدا فأنت طالق فولدت ولدا طلقت حيا كان أو ميتا لن سم‬
‫الولد يقع على الميع فإن ولدت آخر ل تطلق لن اللفظ ل يقتضي التكرار‬
‫وإن قال كلما ولدت ولدا فأنت طالق فولدت ولدين من حل واحدا بعد واحد طلقت بالول ول‬
‫تطلق بالثان وإن ولدت ثلثة أولد واحدا بعد واحد طلقت بالول طلقة وبالثان طلقة ول يقع‬
‫بالثالث شيء‬
‫وحكى أبو علي بن خيان عن الملء قول آخر أنه يقع بالثالث طلقة أخرى والصحيح هو الول‬
‫لن العدة انقضت بالولد الخي فوجدت الصفة وهي بائن فلم يقع با طلق كما لو قال إذا مت‬
‫فأنت طالق‬
‫وإن ولدت ثلثة دفعة واحدة طلقت ثلثا لن صفة الثلث قد وجدت وهي زوجة فوقع كما لو‬
‫قال إن كلمت زيدا فأنت طالق وإن كلمت عمرا فأنت طالق وإن كلمت بكرا فأنت طالق‬
‫فكلمتهم دفعة واحدة طلقت ثلثا‬
‫وإن قال إن ولدت ذكرا فأنت طالق طلقة واحدة وإن ولدت أنثى فأنت طالق طلقتي فوضعت‬
‫ذكرا وأنثى دفعة واحدة طلقت ثلثا وإن وضعت أحدها بعد لخر وقع بالول ما علق عليه ول‬
‫يقع بالثان شيء لبينونتها بانقضاء العدة وهذا ظاهر وإن ل تعلم كيف وضعتهما طلقت طلقة لنا‬
‫يقي والورع أن يلتزم الثلث‬
‫وإن قال يا حفصة إن كان أول ما تلدين ذكرا فعمرة طالق وإن كان أنثى فأنت طالق فولدت‬
‫ذكرا وأنثى دفعة واحدة ل تطلق واحدة منهما لنه ليس فيهما أول‬
‫وإن قال إن كان ف بطنك ذكر فأنت طالق طلقة وإن كان ف بطنك أنثى فأنت طالق طلقتي‬
‫فوضعت ذكرا وأنثى طلقت ثلثا لجتماع الصفتي‬
‫وإن قال إن كان حلك أو ما ف بطنك ذكرا فأنت طالق فوضعت ذكرا وأنثى ل تطلق لن الصفة‬
‫أن يكون جيع ما ف البطن ذكرا ول يوجد ذلك‬
‫فصل وإذا قال للمدخول با إذا طلقتك فأنت طالق ث قال لا أنت طالق وقعت طلقتان إحداها‬
‫بقوله أنت طالق‬
‫والخرى بوجود الصفة‬
‫وإن قال ل أرد بقول إذا طلقتك فأنت طالق عقد الطلق بالصفة‬
‫وإنا أردت أن إذا طلقتك تطلقي با أوقع عليك من الطلق ل يقبل قوله ف الكم لن الظاهر‬
‫أنه عقد طلقا على صفة ويدين فيما بينه‬
‫وبي ال عز وجل لنه يتمل ما يدعيه‬

‫____________________‬

‫وإن قال إن طلقتك فأنت طالق ث قال لا إن دخلت الدار فأنت طالق فدخلت الدار وقعت‬
‫طلقتان إحداها بدخول الدار والخرى بوجود الصفة لن الصفة أن يطلقها‬
‫وإن علق طلقها بدخول الدار فدخلت فقد طلقها‬
‫وإن قال لا مبتدئا إن دخلت الدار فأنت طالق ث قال إذا طلقتك فأنت طالق فدخلت الدار‬
‫وقعت طلقة بدخول الدار ول تطلق بقوله إذا طلقتك فأنت طالق لن هذا يقتضي بتداء إيقاع‬
‫بعد عقد الصفة وما وقع بدخول الدار ليس ببتداء إيقاع بعد عقد الصفة وإنا هو وقوع بالصفة‬
‫السابقة لعقد الطلق‬
‫فإن قال إن طلقتك فأنت طالق ث وكل من يطلقها فطلقها وقعت الطلقة الت أوقعها الوكيل ول‬
‫يقع ما عقده على الصفة لن الصفة أن يطلقها بنفسه‬
‫وإن قال إذا أوقعت عليك الطلق فأنت طالق ث قال لا إن دخلت الدار فأنت طالق فدخلت‬
‫فقد قال بعض أصحابنا إنا تطلق طلقة بدخول الدار ول تطلق بقوله إذا أوقعت عليك لن قوله‬
‫إذا أوقعت عليك يقتضي طلقا يباشر إيقاعه وما يقع بدخول الدار يقع حكما‬
‫قال الشيخ ) المام ( وعندي أنه يقع طلقتان إحداها بدخول الدار والخرى بالصفة كما قلنا‬
‫فيمن قال إذا طلقتك فأنت طالق ث قال إذا دخلت الدار فأنت طالق فدخلت الدار وإن قال‬
‫كلما طلقتك فأنت طالق ث قال لا أنت طالق طلقت طلقتي إحداها بقوله أنت طالق والخرى‬
‫بوجود الصفة ول تقع الثالثة بوقوع الثانية لن الصفة إيقاع الطلق والصفة ل تتكرر فلم يتكرر‬
‫الطلق‬
‫فصل وإن قال إذا وقع عليك طلقي فأنت طالق ث قال لا أنت طالق وقعت طلقتان طلقة بقوله‬
‫أنت طالق وطلقة بوجود الصفة‬
‫وإن قال لا بعد هذا العقد أو قبله إن دخلت الدار فأنت طالق فدخلت الدار طلقت طلقتي طلقة‬
‫بدخول الدار وطلقة بوجود الصفة‬
‫وإن وكل وكيل بععد هذا العقد ف طلقها فطلقها ففيه وجهان أحدها يقع ما أوقعه الوكيل ول‬
‫يقع ما علقه بالصفة كما قلنا فيمن قال إذا طلقتك فأنت طالق ث وكل من يطلق‬
‫والثان أنه يقع طلقتان طلقة بإيقاع الوكيل وطلقة بالصفة لن الصفة وقوع طلق الزوج وما‬
‫وقع بإيقاع الوكيل هو طلق الزوج‬
‫وإن قال إذا طلقتك فأنت طالق وإذا وقع عليك طلقي فأنت طالق ث قال لا أنت طالق وقع‬
‫الثلث طلقة بقوله أنت طالق وطلقتان بالصفتي‬
‫وإن قال كلما وقع عليك طلقي فأنت طالق ث أوقع عليها طلقة بالباشرة أو بصفة عقدها قبل‬
‫هذا العقد أو بعده طلقت ثلثا واحدة بعد واحدة لن بالطلقة الول توجد صفة الطلقة الثانية‬
‫وبالثانية توجد صفة الطلقة الثالثة‬
‫فصل وإن قال لغي الدخول با إذا طلقتك فأنت طالق أو إذا وقع عليك طلقي فأنت طالق أو‬
‫كلما وقع عليك طلقي فأنت طالق فوقعت عليها طلقة بالباشرة أو بالصفة ل يقع غيها لنا تبي‬
‫با فلم يلحقها ما بعدها‬
‫فصل وإن قال مت ل أطلقك أو أي وقت ل أطلقك فأنت طالق فهو على الفور فإذا مضى زمان‬
‫يكنه أن يطلق فيه فلم يطلق وقع الطلق‬
‫وإن قال إن ل أطلقك فأنت طالق فالنصوص أنه على التراخي ول يقع به الطلق إل عند فوات‬
‫الطلق وهو عند موت أحدها‬
‫وإن قال إذا ل أطلقك فأنت طالق فالنصوص أنه على الفور فإذا مضى زمان يكنه أن يطلق فلم‬
‫يطلق وقع الطلق‬
‫فمن أصحابنا من نقل جواب كل واحدة منهما إل الخرى فجعلهما على قولي‬
‫ومنهم من حلهما على ظاهرها فجعل قوله إن ل أطلقك على التراخي وجعل قوله إذا ل أطلقك‬
‫على الفور وهو الصحيح لن قوله إذا اسم لزمان مستقبل ومعناه أي وقت ولذا ياب به عن‬
‫السوال عن الوقت فيقال مت ألقاك فتقول إذا شئت كما تقول أي وقت شئت فكان على الفور‬
‫كما لو قال أي وقت ل أطلقك فأنت طالق‬
‫وليس كذلك إن فإنه ل يستعمل ف الزمان ولذا ل يوز أن يقال مت ألقاك فتقول إن شئت وإنا‬
‫يستعمل ف الفعل وياب با عن السوال عن الفعل فيقال هل ألقاك فتقول إن شئت فيصي معناه‬
‫إن فاتن أن أطلقك فأنت طالق والفوات يكون ف آخر العمر‬
‫وإن قال لا كلما ل أطلقك فأنت طالق فمضى ثلثة أوقات ل تطلق فيها وقع عليها ثلث طلقات‬
‫واحدة بعد واحدة لن معناه كلما سكت عن طلقك فأنت طالق وقد سكت ثلث سكتات‬
‫فصل وإن قال إن حلفت بطلقك فأنت طالق ث قال لا إن خرجت أو إن ل ترجي أو إن ل يكن‬
‫هذا كما قلت فأنت طالق طلقت لنه حلف بطلقها وإن قال إن طلعت الشمس أو إن جاء‬
‫الاج فأنت طالق ل يقع الطلق حت تطلع الشمس أو ييء الاج لن اليمي ما قصد با النع‬
‫من فعل أو الث على فعل أو التصديق ) على فعل ( وليس ف طلوع الشمس وميء‬
‫____________________‬

‫الاج منع ول حث ول تصديق وإنا هو صفة للطلق فإذا وجدت وقع الطلق بوجود الصفة‬
‫وإن قال لا إذا حلفت بطلقك فأنت طالق ث أعاد هذا القول وقعت طلقة لنه حلف بطلقها‬
‫فإن أعاد ثالثا وقعت طلقة ثانية وإن أعاد رابعا وقعت طلقة ثالثة لن كل مرة توجد صفة طلق‬
‫وتنعقد صفة أخرى وإن أعادها خامسا ل يقع طلق لنه ل يبق له طلق ول ينعقد به يي ف‬
‫طلق غيها لن اليمي بطلق من ل يلكها ل ينعقد‬
‫وإن كانت له مرأتان إحداها مدخول با والخرى غي مدخول با فقال إن حلفت بطلقكما‬
‫فأنتما طالقان ث أعاد هذا القول طلقت الدخول با طلقة رجعية وتطلق غي الدخول با طلقة‬
‫بائنة فإن أعاد ل تطلق واحدة منهما لن غي الدخول با بائن والدخول با ل يوجد شرط طلقها‬
‫لن شرط طلقها أن يلف بطلقهما ول يلف بطلقهما لن غي الدخول با ل يصح اللف‬
‫بطلقها‬
‫فصل وإذا كان له أربع نسوة وعبيد فقال كلما طلقت مرأة من نسائي فعبد من عبيدي حر‬
‫وكلما طلقت مرأتي فعبدان حران وكلما طلقت ثلثا فثلثة أعبد أحرار وكلما طلقت أربعا‬
‫فأربعة أعبد أحرار ث طلقهن فالذهب أنه يعتق خسة عشر عبدا لن بطلق الول يعتق عبد‬
‫بوجود صفة الواحدة وبطلق الثانية يعتق ثلثة أعبد لنه اجتمع صفتان طلق الواحدة وطلق‬
‫ثنتي وبطلق الثالثة يعتق أربعة أعبد لنه اجتمع صفتان طلق الواحدة وطلق الثلث وبطلق‬
‫الرابعة يعتق سبعة أعبد لنه اجتمع ثلث صفات طلق الواحدة وطلق ثنتي وطلق أربع‬
‫ومن أصحابنا من قال يعتق سبعة عشر عبدا لن ف طلق الثالثة ثلث صفات طلق واحدة‬
‫وطلق ثنتي بعد الواحدة وطلق الثلث‬
‫ومنهم من قال يعتق عشرون عبدا فجعل ف الثلث ثلث صفات وجعل ف الربع أربع صفات‬
‫طلق واحدة وطلق ثنتي وطلق ثلث بعد الواحدة وطلق أربع‬
‫والميع خطأ لنم عدوا الثانية مع ما قبلها من الثنتي وعدوا الثالثة مع ما قبلها من الثلث ث‬
‫عدوها مع ما بعدها من الثنتي والثلث وهذا ل يوز لن ما عد مرة ف عدد ل يعد ف ذلك‬
‫العدد مرة أخرى والدليل عليه أنه لو قال كلما أكلت نصف رمانة فعبد من عبيدي حر ث أكل‬
‫رمانة عتق عبدان لن الرمانة نصفان ث ل يقال إنه يعتق ثلثة لنه إذا أكل نصف رمانة عتق عبد‬
‫فإذا أكل الربع الثالث عتق عبد لنه مع الربع الثان نصف وإذا أكل الربع الرابع عتق عبد لنه‬
‫مع الربع الثالث نصف فكذلك ههنا‬
‫وقال أبو السي بن القطان يعتق عشرة لن الواحدة والثنتي والثلث والربع عشر‬
‫وهذا خطأ أيضا لن قوله كلما طلقت يقتضي التكرار وقد وجد طلق الواحدة أربع مرات‬
‫وطلق الرأتي مرتي وطلق الثلث مرة وطلق الربع مرة فأسقط ابن القطان اعتبار ما يقتضيه‬
‫اللفظ من التكرار ف الرأة والرأتي وهذا ل يوز‬
‫فصل إذا كان له أربع نسوة فقال أيتكن وقع عليها طلقي فصواحبها طوالق ث طلق واحدة منهن‬
‫طلقن ثلثا ثلثا لن طلق الواحدة يوقع على كل واحدة منهن طلقة واحدة ووقوع هذه الطلقة‬
‫على كل واحدة منهن يوقع الطلق على صواحبها وهن ثلث فطلقت كل واحدة منهن ثلثا‬
‫فصل وإن كان له امرأتان فقال لحداها أنت طالق طلقة بل هذه ثلثا وقع على الول طلقة‬
‫وعلى الثانية ثلث لنه إذا أوقع على الول طلقة ث أراد رفعها فلم يرتفع وأوقع على الثانية ثلثا‬
‫فوقعت‬
‫وإن قال للمدخول با أنت طالق واحدة ل بل ثلثا إن دخلت الدار فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فقال أبو بكر بن الداد الصري تطلق واحدة ف الال ويقع بدخول الدار إتام الثلث لنه نز‬
‫واحدة فوقعت وعلق ثلثا على الشرط فوقع ما بقي منها عند وجود الشرط‬
‫ومن أصحابنا من قال يرجع الشرط إل الميع ول تطلق حت تدخل الدار لن الشرط يعقب‬
‫اليقاعي فرجع إليهما‬
‫فصل وإن قال لا أنت طالق إل شهر ول يكن له نية وقع الطلق بعد الشهر لن إل تستعمل ف‬
‫نتهاء الفعل كقوله تعال } ث أتوا الصيام إل الليل {‬
‫وتستعمل أيضا ف بتداء الفعل كقولم فلن خارج إل شهر فل يقع الطلق ف الال مع‬
‫الحتمال كما ل يقع بالكنايات من غي نية‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ف شهر رمضان طلقت برؤية اللل ف أول الشهر‬
‫وقال أبو ثور ل تطلق إل ف آخر الشهر‬
‫____________________‬

‫ليستوعب الصفة الت علق الطلق عليها‬


‫وهذا خطأ لن الطلق إذا علق على شيء وقع بأول جزء منه كما لو قال إذا دخلت الدار فأنت‬
‫طالق فإنا تطلق بالدخول إل أول جزء من الدار‬
‫فإن قال أردت ف آخر الشهر دين فيه لنه يتمل ما يدعيه ول يقبل ف الكم لنه يوخر الطلق‬
‫عن الوقت الذي يقتضيه‬
‫وإن قال أنت طالق ف أول الشهر وقع الطلق ف أول ليلة يرى فيها اللل‬
‫وإن قال أنت طالق ف غرة الشهر طلقت ف أوله فإن قال أردت اليوم الثان أو الثالث دين لن‬
‫الثلث من أول الشهر تسمى غررا ول يقبل ف الكم لنه يوخر الطلق عن أول وقت يقتضيه‬
‫وإن قال أنت طالق ف آخر الشهر طلقت ف آخر يوم منه تاما كان الشهر أو ناقصا‬
‫وإن قال أنت طالق ف أول آخر رمضان ففيه وجهان أحدها وهو قول أب العباس أنا تطلق ف‬
‫أول ليلة السادس عشر ) لن آخر الشهر هو النصف الثان وأوله أول ليلة السادس عشر (‬
‫والثان أنا تطلق ف أول اليوم الخي من آخر الشهر لن آخر الشهر هو اليوم الخي فوجب أن‬
‫تطلق ف أوله‬
‫وإن قال أنت طالق ف آخر أول الشهر طلقت على الوجه الول ف آخر اليوم الامس عشر‬
‫وعلى الوجه الثان تطلق ف آخر اليوم الول‬
‫وإن قال أنت طالق ف آخر أول آخر رمضان طلقت على الوجه الول عند طلوع الفجر من‬
‫اليوم السادس عشر لن أول آخر الشهر ليلة السادس عشر وآخرها عند طلوع الفجر من يومها‬
‫وعلى الوجه الثان تطلق بغروب الشمس من آخر يوم منه لن أول آخره إذا طلع الفجر من‬
‫آخر يوم منه فكان آخره عند غروب الشمس‬
‫وإن قال أنت طالق ف أول آخر أول الشهر طلقت على الوجه الول بطلوع الفجر من اليوم‬
‫الامس عشر لن آخر أوله عند غروب الشمس من اليوم الامس عشر فكان أوله طلوع فجره‬
‫وعلى الوجه الخر تطلق بطلوع الفجر من أول يوم من الشهر لن آخر أول الشهر غروب‬
‫الشمس من أول يوم منه فكان أوله طلوع الفجر‬
‫فصل وإن قال أنت طالق اليوم طلقت ف الال لنه من اليوم‬
‫وإن قال أنت طالق ف غد طلقت بطلوع فجره‬
‫وإن قال أنت طالق اليوم إذا جاء غد ل تطلق لنه ل يوز أن تطلق اليوم لنه ل يوجد شرطه وهو‬
‫ميء الغد ول يوز أن تطلق إذا جاء غد لنه إيقاع طلق ف يوم قبله‬
‫وإن قال أنت طالق اليوم غدا طلقت اليوم طلقة ول تطلق غدا طلقة أخرى لن طلق اليوم تعي‬
‫وقوله غدا يتمل أن تكون طالقة بطلقها اليوم فل نوقع طلقا بالشك‬
‫وإن قال أردت طلقة ف اليوم وطلقة ف غد طلقت طلقتي لن اللفظ يتمل ما يدعيه وهو غي‬
‫متهم فيه لا فيه عليه من التغليظ‬
‫وإن قال أردت نصف طلقة اليوم ونصف طلقة غدا طلقت طلقتي طلقة باليقاع وطلقة بالسراية‬

‫وإن قال أردت نصف طلقة اليوم والنصف الباقي ف غد ففيه وجهان‬
‫أحدها تطلق اليوم طلقة ول تطلق غدا لن النصف الباقي قد وقع ف اليوم فلم يبق ما يقع غدا‬
‫والثان أنه يقع ف اليوم الثان طلقة أخرى لن الذي وقع ف اليوم بالسراية وبقي النصف الثان‬
‫فوقع ف الغد فسرى‬
‫وإن قال أنت طالق اليوم أو غدا ففيه وجهان أحدها تطلق غدا لنه يقي‬
‫والثان أنا تطلق اليوم لنه جعل كل واحد منهما مل للطلق فتعلق بأولما‬
‫فصل إذا قال إذا رأيت هلل رمضان فأنت طالق فرآه غيه طلقت لن روية اللل ف عرف‬
‫الشرع روية الناس والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم صوموا لرويته وأفطروا لرويته ويب‬
‫الصوم والفطر بروية غيه‬
‫وإن قال أردت رويت ل يقبل ف الكم لنه يدعي خلف الظاهر ويدين فيه لنه يتمل ما يدعيه‬
‫فإن رآه بالنهار ل تطلق لن روية هلل الشهر ما يراه ف الشهر وهو بعد الغروب ولذا ل يتعلق‬
‫الصوم والفطر إل با نراه بعد الغروب وإن غم عليهم اللل فعدوا شعبان ثلثي يوما طلقت لنه‬
‫قد ثبتت الروية بالشرع فصار كما لو ثبتت بالشهادة‬
‫وإن أراد رويته بعينه فلم يره حت صار قمرا ل تطلق لنه ليس بلل حقيقة‬
‫وختلف الناس فيما يصي به قمرا فقال بعضهم يصي قمرا إذا استدار‬
‫وقال بعضهم إذا بر ضوءه‬
‫فصل إذا قال إذا مضت سنة فأنت طالق اعتب مضي السنة بالهلة لنا هي السنة العهودة ف‬
‫الشرع فإن كان العقد ف‬
‫____________________‬

‫أول الشهر فمضى ثنا عشر شهرا بالهلة طلقت‬


‫فإن كان ف أثناء الشهر حسب ما بقي من الشهر اللل فإن بقي خسة أيام عد بعدها أحد عشر‬
‫شهرا بالهلة ث عد خسة وعشرين يوما من الشهر الثان عشر لنه تعذر عتبار اللل ف شهر‬
‫فعد شهرا بالعدد كما نقول ف الشهر الذي غم عليهم اللل ف الصوم‬
‫فإن قال أردت سنة بالعدد وهي ثلثمائة وستون يوما أو سنة شسية وهي ثلثمائة وخسة وستون‬
‫يوما ل يقبل ف الكم لنه يدعي ما يتأخر به الطلق عن الوقت الذي يقتضيه لن السنة الللية‬
‫ثلثمائة وأربعة وخسون يوما وخس يوم وسدس يوم ويدين فيما بينه وبي ال عز وجل لنه يتمل‬
‫ما يدعيه‬
‫وإن قال إذا مضت السنة فأنت طالق طلقت إذا مضت بقية سنة التاريخ وهو انسلخ ذي الجة‬
‫قلت البقية أو كثرت لن التعريف باللف واللم يقتضي ذلك‬
‫فإن قال أردت سنة كاملة دين لنه يتمل ما يدعيه ول يقبل ف الكم لنه يدعي ما يتأخر به‬
‫الطلق عن الوقت الذي يقتضيه‬
‫فإن قال أنت طالق ف كل سنة طلقة حسبت السنة من حي العقد كما إذا حلف ل يكلم فلنا‬
‫سنة جعل بتداء السنة من حي اليمي ) وكما ( إذا باع بثمن موجل عتب بتداء الجل من حي‬
‫العقد فإذا مضى من السنة بعد العقد أدن جزء طلقت طلقة لنه جعل السنة مل للطلق وقد‬
‫دخل فيها فوقع كما لو قال أنت طالق ف شهر رمضان فدخل الشهر‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ف الشهر الاضي فالنصوص أنا تطلق ف الال وقال الربيع فيه قول‬
‫آخر أنا ل تطلق وقال فيمن قال لمرأته إن طرت أو صعدت السماء فأنت طالق إنا ل تطلق‬
‫وختلف أصحابنا فيه فنقل أبو علي بن خيان جوابه ف كل واحدة من السألتي إل الخرى‬
‫وجعلهما على قولي‬
‫أحدها تطلق لنه علق الطلق على صفة مستحيلة فألغيت الصفة ووقع الطلق كما لو قال لن‬
‫ل سنة ول بدعة ف طلقها أنت طالق للسنة أو للبدعة‬
‫والثان ل تطلق لنه علق الطلق على شرط ول يوجد فلم يقع‬
‫وقال أكثر أصحابنا إذا قال أنت طالق ف الشهر الاضي طلقت وإن قال إن طرت أو صعدت‬
‫السماء فأنت طالق ل تطلق قول واحدا وما قاله الربيع من تريه‬
‫والفرق بينهما أن الطيان وصعود السماء ل يستحيل ف قدرة ال عز وجل وقد جعل لعفر بن‬
‫أب طالب رضي ال عنه جناحان يطي بما وقد أسري برسول ال صلى ال عليه وسلم وإيقاع‬
‫الطلق ف زمان ماض مستحيل‬
‫فصل وإن قال إن قدم زيد فأنت طالق قبله بشهر فقدم زيد بعد شهر طلقت قبل قدومه بشهر‬
‫لنه إيقاع طلق بعد عقده وإن قدم قبل شهر ففيه وجهان أحدها أنه كالسألة قبلها وهو إذا قال‬
‫أنت طالق ف الشهر الاضي لنه إيقاع طلق قبل عقده‬
‫والثان وهو قول أكثر أصحابنا أنه ل يقع الطلق ههنا قول واحدا لنه علق الطلق على صفة‬
‫وقد كان وجودها مكنا فوجب عتباره وإيقاع الطلق ف زمان ماض غي مكن فسقط اعتباره‬
‫فصل وإن قال أنت طالق قبل موت بشهر فمات قبل مضي شهر ل تطلق لتقدم الشرط على العقد‬

‫وإن مضى شهر ث مات عقيبه ل تطلق لن وقوع الطلق مع اللفظ‬


‫وإن مضى شهر وجزء ث مات طلقت ف ذلك الزء‬
‫وإن قال أنت طالق ثلثا قبل قدوم زيد بشهر ث خالعها بعد يومي أو ثلثة وقدم زيد بعد هذا‬
‫القول بأكثر من شهر ل يصح اللع لنا بانت بالطلق فلم يصح اللع بعده وإن قدم بعد اللع‬
‫بأكثر من شهر صح اللع لنه صادف اللك فلم يقع الطلق بالصفة‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ف اليوم الذي يقدم فيه زيد فقدم ليل ل تطلق لنه ل يوجد الشرط‬
‫وإن قال أردت باليوم الوقت قبل منه لنه قد يستعمل اليوم ف الوقت كما قال ال عز وجل‬
‫} ومن يولم يومئذ دبره { وهو غي متهم فيه فقبل منه‬
‫وإن ماتت الرأة ف أول اليوم الذي قدم زيد ف آخره فقد ختلف أصحابنا فيه‬
‫فقال أبو بكر بن الداد الصري يقع الطلق لنه إذا قال أنت طالق ف يوم السبت طلقت بطلوع‬
‫الفجر‬
‫فإذا قال أنت طالق ف اليوم الذي يقدم فيه زيد فقدم وجب أن يقع بعد طلوع الفجر ف اليوم‬
‫الذي يقدم فيه زيد وقد قدم وكانت باقية بعد طلوع الفجر فوجب أن يقع الطلق‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يقع لنه جعل الشرط ف وقوع الطلق قدوم زيد وقدوم زيد وجد بعد‬
‫موت الرأة فل يوز أن يقع الطلق‬
‫ويالف قوله أنت طالق يوم السبت فإنه علق الطلق على شرط واحد وهو‬
‫____________________‬

‫اليوم وههنا علق على شرطي اليوم وقدوم زيد وقدوم زيد وجد وقد ماتت الرأة فلم يلحقها‬
‫الطلق‬
‫فصل وإن قال إن ل أطلقك اليوم فأنت طالق اليوم فمضى اليوم ول يطلقها ففيه وجهان أحدها‬
‫ل تطلق لن مضي اليوم شرط ف وقوع الطلق ف اليوم ول يوجد شرط الطلق إل بعد مضي‬
‫مل الطلق فلم يقع‬
‫والثان يقع وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال لن قوله إن ل أطلقك اليوم معناه إن‬
‫فاتن طلقك اليوم فإذا بقي من اليوم ما ل يكنه أن يقول فيه أنت طالق فقد فاته فوقع الطلق ف‬
‫بقيته‬
‫وإن قال لعبده إن ل أبعك اليوم فمرأت طالق‬
‫فأعتقه طلقت الرأة لن معناه إن فاتن بيعك وقد فاته بيعه بالعتق‬
‫فصل إذا تزوج بارية أبيه ث قال إذا مات أب فأنت طالق فمات أبوه ففيه وجهان أحدها وهو‬
‫قول أب العباس بن سريج أنا ل تطلق لنه إذا مات الب ملكها فانفسخ النكاح ويكون الفسخ‬
‫ف زمان الطلق فوقع الفسخ ونفسخ الطلق كما لو قال رجل لزوجته إن مت فأنت طالق ث‬
‫مات‬
‫والثان وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال أنا تطلق ول يقع الفسخ لن صفة‬
‫الطلق توجد عقيب الوت وهو زمان اللك والفسخ يقع بعد اللك فيكون زمان الطلق سابقا‬
‫لزمان الفسخ فوقع الطلق ول يقع الفسخ‬
‫وإن قال الب لاريته أنت حرة بعد موت وقال البن أنت طالق بعد موت أب فمات الب وقع‬
‫العتق والطلق لن العتق ينع من الدخول ف ملك البن فوقع العتق والطلق معا‬
‫فصل إذا كتب إذا أتاك كتاب هذا فأنت طالق ونوى الطلق فضاع الكتاب ل يقع الطلق لنه ل‬
‫يأتا الكتاب‬
‫وإن وصل وقد ذهبت الواشي وبقي موضع الكتابة وقع الطلق لن الكتاب هو الكتوب‬
‫وإن أتاها وقد مى الكتاب ل تطلق أيضا لنه ل يأتا الكتاب وإن انطمس حت ل يفهم منه شيء ل‬
‫تطلق لنه ليس بكتاب فهو كما لو جاءها كتاب فيه صورة‬
‫وإن جاء وقد امى بعضه فإن كان الذي امى موضع الطلق ل يقع لن القصود ل يأتا‬
‫وإن بقي موضع الطلق وذهب الباقي فقد ختلف أصحابنا فيه‬
‫فقال أبو إسحق يقع لن القصود من الكتاب قد أتاها‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يقع لنه قال إذا جاءك كتاب هذا وذلك يقتضي جيعه وإذا قال إذا أتاك‬
‫كتاب فأنت طالق فأتاها الكتاب وقد امى المع إل موضع الطلق وقع الطلق لنه أتاها كتابه‬
‫وإن قال إن أتاك طلقي فأنت طالق وكتب إذا أتاك كتاب فأنت طالق ونوى الطلق وأتاها‬
‫الكتاب طلقت طلقتي طلقة بجيء الكتاب وطلقة بجيء الطلق‬
‫فصل وإن قال إن قدم فلن فأنت طالق فقدم به ميتا أو حل مكرها ل تطلق لنه ما قدم وإنا قدم‬
‫به‬
‫وإن أكره حت قدم بنفسه ففيه قولن كالقولي فيمن أكره حت أكل ف الصوم‬
‫وإن قدم متارا وهو غي عال باليمي فإن كان من ل يقصد الزوج منعه من القدوم بيمينه‬
‫كالسلطان طلقت لنه طلق معلق على صفة وقد وجدت الصفة‬
‫وإن كان من يقصد الزوج منعه من القدوم بيمينه فعلى القولي فيمن حلف ل يفعل شيئا ففعله‬
‫ناسيا‬
‫فصل وإن قال إن خرجت إل بإذن فأنت طالق فخرجت بالذن انلت اليمي فإن خرجت بعد‬
‫ذلك بغي الذن ل تطلق لن قوله إن خرجت ل يقتضي التكرار والدليل عليه أنه لو قال لا إن‬
‫خرجت فأنت طالق فخرجت مرة طلقت ولو خرجت مرة أخرى ل تطلق فصار كما لو قال إن‬
‫خرجت مرة إل بإذن فأنت طالق‬
‫وإن قال كلما خرجت إل بإذن فأنت طالق ث خرجت بغي الذن طلقت طلقة وإن خرجت مرة‬
‫ثانية بغي الذن وقعت طلقة أخرى وإن خرجت مرة ثالثة وقعت طلقة أخرى لن اللفظ يقتضي‬
‫التكرار‬
‫وإن قال إن خرجت إل غي المام بغي إذن فأنت طالق فخرجت إل المام ث عدلت إل غي‬
‫المام ل ينث لن الروج كان إل المام وإن خرجت إل غي المام ث عدلت إل المام حنث‬
‫بروجها إل غي المام بغي الذن وإن خرجت إل المام وإل غيه وجعت بينهما ف القصد‬
‫عند الروج ففيه وجهان‬
‫أحدها ل ينث لن النث علقه على الروج إل غي المام وهذا الروج مشترك بي المام‬
‫وغيه‬
‫والثان ينث لنه ) قد ( وجد الروج إل غي المام بغي الذن وانضم إليه غيه فوجب أن‬
‫ينث كما لو قال إن كلمت زيدا فأنت طالق ث كلمت زيدا وعمرا‬
‫وإن قال إن خرجت إل بإذن فأنت طالق فأذن لا ول تعلم بالذن ث خرجت ل تطلق لنه علق‬
‫اللص من النث بعن من جهته يتص به وهو الذن وقد وجد الذن والدليل عليه أنه يوز لن‬
‫____________________‬

‫عرفه أن يب به الرأة فلم يعتب علمها فيه كما لو قال إن خرجت قبل أن أقوم فأنت طالق ث قام‬
‫ول تعلم به‬
‫فصل وإن قال لا إن خالفت أمري فأنت طالق ث قال لا ل تكلمي أباك فكلمته ل تطلق لنا ل‬
‫تالف أمره وإنا خالفت نيه‬
‫وإن قال إن بدأتك بالكلم فأنت طالق وقالت الرأة وإن بدأتك بالكلم فعبدي حر فكلمها ل‬
‫تطلق الرأة ول يعتق العبد لن يينه انلت بيمينها بالعتق ويينها انلت بكلمه‬
‫وإن قال ) لا ( أنت طالق إن كلمتك وأنت طالق إن دخلت الدار طلقت لنه كلمها باليمي‬
‫الثانية‬
‫وإن قال أنت طالق إن كلمتك ث أعاد ذلك طلقت لنه كلمها بالعادة‬
‫وإن قال إن كلمتك فأنت طالق فاعلمي ذلك طلقت لنه كلمها بقوله فاعلمي ذلك‬
‫ومن أصحابنا من قال إن وصل الكلم باليمي ل تطلق لنه من صلة الول‬
‫فصل إذا قال لمرأته إن كلمت رجل فأنت طالق وإن كلمت فقيها فأنت طالق وإن كلمت‬
‫طويل فأنت طالق فكلمت رجل طويل فقيها طلقت ثلثا لنه اجتمع صفات الثلثة فوقع بكل‬
‫صفة طلقة‬
‫فصل وإن قال ) لا ( إن رأيت فلنا فأنت طالق فرآه ميتا أو نائما طلقت لنه رآه‬
‫وإن رآه ف مرآة أو رأى ظله ف الاء ل تطلق لنه ما رآه وإنا رأى مثاله وإن رآه من وراء زجاج‬
‫شفاف طلقت لنه رآه حقيقة‬
‫فصل وإن كانت ف ماء جار فقال لا إن خرجت منه فأنت طالق وإن وقفت فيه فأنت طالق ل‬
‫تطلق خرجت أو وقفت لن الذي كانت فيه من الاء مضى بريانه فلم ترج منه ول تقف فيه‬
‫وإن كان ف فيها ترة فقال إن أكلتها فأنت طالق وإن رميتها فأنت طالق وإن أمسكتها فأنت‬
‫طالق فأكلت نصفها ل تطلق لنا ما أكلتها ول رمتها ول أمسكتها‬
‫وإن كانت معه ترة فقال إن أكلتها فأنت طالق فرماها إل تر كثي فأكل جيعه وبقي ترة ل يعلم‬
‫أنا اللوف عليها أو غيها ل تطلق لواز أن تكون هي اللوف عليها فلم تطلق بالشك‬
‫وإن أكل ترا كثيا فقال لا إن ل تبين بعدد ما أكلت فأنت طالق فعدت من واحد إل عدد‬
‫يعلم أن الأكول دخل فيه ل تطلق لنا أخبته بعدد ما أكل‬
‫وإن أكلت ترا ) كثيا ( وختلط النوى فقال إن ل تيزي نوى ما أكلت من نوى ما أكلت فأنت‬
‫طالق فأفردت كل نواة ل تطلق لنا ميزت‬
‫وإن اتمها بسرقة شيء فقال أنت طالق إن ل تصدقين أنك سرقت أم ل فقالت سرقت وما‬
‫سرقت ل تطلق لنا صدقته ف أحد البين‬
‫وإن قال إن سرقت من شيئا فأنت طالق وسلم إليها كيسا فأخذت منه شيئا ل تطلق لن ذلك‬
‫ليس بسرقة وإنا هو خيانة‬
‫فصل وإن قال من بشرتن بقدوم زيد فهي طالق فأخبته امرأته بقدوم زيد وهي صادقة طلقت‬
‫لنا بشرته وإن كانت كاذبة ل تطلق لن البشارة ما بشر به النسان ول سرور ف الكذب وإن‬
‫أخبتاه بقدومه واحدة بعد واحدة وها صادقتان طلقت الول دون الثانية لن البشرة هي الول‬
‫وإن أخبتاه معا طلقتا لشتراكهما ف البشارة‬
‫وإن قال من أخبتن بقدوم زيد فهي طالق فأخبته مرأته بقدوم زيد طلقت صادقة كانت أو‬
‫كاذبة لن الب يوجد مع الصدق والكذب فإن أخبته إحداها بعد الخرى أو أخبتاه معا طلقتا‬
‫لن الب وجد منهما‬
‫فصل وإن قال أنت طالق إن شئت فقالت ف الال شئت طلقت وإن قالت شئت إن شئت فقال‬
‫شئت ل تطلق لنه علق الطلق على مشيئتها ول توجد منها مشيئة الطلق وإنا وجد منها تعليق‬
‫مشيئتها بشيئته فلم يقع الطلق كما لو قالت شئت إذا طلعت الشمس‬
‫وإن قال أنت طالق إن شاء زيد فقال زيد شئت طلقت وإن ل يشأ زيد ل تطلق وإن شاء وهو‬
‫منون ل تطلق لنه ل مشيئة له وإن شاء وهو سكران فعلى ما ذكرناه من طلقه وإن شاء وهو‬
‫صب ففيه وجهان أحدها تطلق لن له مشيئة ولذا يرجع إل مشيئته ف ختيار أحد البوين ف‬
‫الضانة‬
‫والثان ل تطلق ) معه ( لنه ل حكم لشيئته ف التصرفات‬
‫وإن كان أخرس فأشار إل الشيئة وقع الطلق كما يقع طلقه إذا أشار إل الطلق‬
‫وإن كان ناطقا فخرس فأشار ففيه وجهان أحدها ل يقع وهو ختيار الشيخ أب حامد السفرايين‬
‫رحه ال لن مشيئته عند الطلق كانت بالنطق‬
‫والثان أنه يقع وهو الصحيح لنه ف حال بيان الشيئة من أهل الشارة والعتبار بال البيان ل با‬
‫تقدم ولذا لو كان عند الطلق أخرس ث صار ناطقا كانت مشيئته بالنطق‬
‫وإن قال أنت طالق إن شاء المار فهو كما لو قال أنت طالق إن طرت أو صعدت إل السماء‬
‫وقد بيناه‬
‫وإن قال‬
‫____________________‬
‫أنت طالق لفلن أو لرضى فلن طلقت ف الال لن معناه أنت طالق ليضى فلن كما يقول‬
‫لعبده أنت حر لوجه ال أو لرضاة ال‬
‫وإن قال أنت طالق لرضى فلن ث قال أردت إن رضي فلن على سبيل الشرط دين فيما بينه‬
‫وبي ال عز وجل لنه يتمل ما يدعيه وهل يقبل ف الكم فيه وجهان أحدها ل يقبل لن ظاهر‬
‫اللفظ يقتضي إناز الطلق فلم يقبل قوله ف تأخيه كما لو قال أنت طالق وادعى أنه أراد إن‬
‫دخلت الدارة‬
‫والثان أنه يقبل لن اللفظ يصلح للتعليل والشرط فقبل قوله ف الميع‬
‫فصل وإن قال إن كلمتك أو دخلت دارك فأنت طالق طلقت بكل واحدة من الصفتي‬
‫وإن قال إن كلمتك ودخلت دارك فأنت طالق ل تطلق إل بوجودها سواء قدم ( الكلم أو‬
‫الدخول لن الواو تقتضي المع دون الترتيب‬
‫وإن قال إن كلمتك فدخلت دارك فأنت طالق ل تطلق إل بوجود الكلم والدخول والتقدي‬
‫للكلم على الدخول لن الفاء ف العطف للترتيب فيصي كما لو قال إن كلمتك ث دخلت دارك‬
‫فأنت طالق‬
‫وإن قال إن كلمتك وإن دخلت دارك فأنت طالق طلقت بوجود كل واحدة منهما طلقة لنه‬
‫كرر حرف الشرط فوجب لكل ) واحد ( منهما جزاء‬
‫وإن قال لزوجتي إن دخلتما هاتي الدارين فأنتما طالقان فدخلت إحداها إحدى الدارين‬
‫ودخلت الثانية الدار الخرى ففيه وجهان أحدها تطلقان لن دخول الدارين وجد منهما‬
‫والثان ل تطلقان وهو الصحيح لنه علق طلقه بدخول الدارين فل تطلق واحدة منهما بدخول‬
‫إحدى الدارين كما لو علق طلق كل واحدة منهما بدخول الدارين بلفظ مفرد‬
‫وإن قال إن أكلتما هذين الرغيفي فأنتما طالقان فأكلت كل واحدة منهما رغيفا فعلى الوجهي‬
‫فصل وإن قال أنت طالق إن ركبت إن لبست ل تطلق إل باللبس والركوب ويسميه أهل النحو‬
‫عتراض الشرط على الشرط فإن لبست ث ركبت طلقت وإن ركبت ث لبست ل تطلق لنه جعل‬
‫اللبس شرطا ف الركوب فوجب تقديه‬
‫وإن قال أنت طالق إذا قمت إذا قعدت ل تطلق حت يوجد القيام والقعود ويتقدم القعود على‬
‫القيام لنه جعل القعود شرطا ف القيام‬
‫وإن قال إن أعطيتك إن وعدتك إن سألتن فأنت طالق ل تطلق حت يوجد السوال ث الوعد ث‬
‫العطية لنه شرط ف العطية الوعد وشرط ف الوعد السوال وكأن معناه إن سألتن ) شيئا (‬
‫فوعدتك فأعطيتك فأنت طالق‬
‫وإن قال إن سألتن إن أعطيتك إن وعدتك فأنت طالق ل تطلق حت تسأل ث يعدها ث يعطيها لن‬
‫معناه إن سألتن فأعطيتك إن وعدتك فأنت طالق‬
‫فصل وإن قال أنت طالق أن دخلت الدار بفتح اللف أو أنت طالق أن شاء ال بفتح اللف وهو‬
‫من يعرف النحو طلقت ف الال لن معناه أنت طالق لدخولك الدار أو لشيئة ال عز وجل‬
‫طلقك‬
‫وإن قال أنت طالق إذ دخلت الدار وهو من يعرف النحو طلقت ف الال لن إذ لا مضى‬
‫فصل وإن قال إن دخلت الدار أنت طالق بذف الفاء ل تطلق حت تدخل الدار لن الشرط ثبت‬
‫بقوله إن دخلت الدار ولذا لو قال أنت طالق إن دخلت الدار ثبت الشرط وإن ل يأت بالفاء‬
‫وإن قال إن دخلت الدار فأنت طالق وقال أردت إيقاع الطلق ف الال قبل من غي يي لنه‬
‫إقرار على نفسه‬
‫وإن قال أردت أن أجعل دخولا الدار وطلقها شرطي لعتق أو طلق آخر ث سكت عن الزاء‬
‫قبل قوله مع اليمي لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن قال أردت الشرط والزاء وأقمت الواو مقام الفاء قبل قوله مع اليمي لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن قال وإن دخلت الدار فأنت طالق وقال أردت به الطلق ف الال قبل قوله من غي يي لنه‬
‫إقرار بالطلق‬
‫وإن قال أردت تعليق الطلق بدخول الدار قبل قوله مع يينه لنه يتمل ما يدعيه‬
‫فصل إذا قال لزوجته وأجنبية إحداكما طالق ث قال أردت به الجنبية قبل قوله مع اليمي‬
‫وإن كانت له زوجة سها زينب وجارة سها زينب فقال زينب طالق وقال أردت با الارة ل يقبل‬
‫والفرق بينهما أن قوله إحداكما طالق صريح فيهما وإنا يمل على زوجته بدليل وهو أنه ل‬
‫يطلق غي زوجته فإذا صرفه إل الجنبية فقد صرفه إل ما ل يقتضيه تصريه فقبل منه وليس‬
‫كذلك قوله زينب طالق لنه ليس بصريح ف واحدة منهما وإنا يتناولما من جهة الدليل وهو‬
‫الشتراك ف السم ث يقابل هذا الدليل دليل آخر وهو أنه ل يطلق غي زوجته فصار اللفظ ف‬
‫زوجته أظهر فلم يقبل ) منه ( خلفه‬
‫فصل وإن كانت له زوجتان اسم إحداها حفصة واسم الخرى عمرة فقال يا حفصة فأجابته‬
‫عمرة فقال لا أنت طالق ث قال أردت طلق حفصة وقع الطلق على عمرة بالخاطبة وعلى‬
‫حفصة باعترافه بأنه أراد طلقها‬
‫وإن قال ظننتها حفصة فقلت أنت طالق طلقت عمرة ول تطلق حفصة لنه ل ياطبها ول يعترف‬
‫بطلقها‬
‫وإن رأى مرأة سها حفصة فقال حفصة‬
‫____________________‬
‫طالق ول يشر إل الت رآها وقع الطلق على زوجته حفصة ول يقبل قوله ل أردها لن الظاهر أنه‬
‫أراد طلق زوجته ول يعارض هذا الظاهر غيه‬
‫فصل إذا قال لمرأته إذا وقع عليك طلقي فأنت طالق قبله ثلثا ث قال لا أنت طالق فقد‬
‫اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال يقع عليها طلقة بقوله أنت طالق ول يقع من الثلث قبلها شيء كما إذا قال لا‬
‫إذا انفسخ نكاحك فأنت طالق قبله ثلثا ث ارتدت نفسخ نكاحها ول يقع من الثلث شيء‬
‫ومنهم من قال يقع بقوله أنت طالق طلقة وطلقتان من الثلث وهو قول أب عبد ال الت لنه‬
‫يقع بقوله أنت طالق طلقة ويقع ما بقي بالشرط وهو طلقتان‬
‫ومنهم من قال ل يقع عليها بعد هذا القول طلق وهو قول أب العباس بن سريج وأب بكر بن‬
‫الداد الصري والشيخ أب حامد السفرايين والقاضي أب الطيب الطبي وهو الصحيح عندي‬
‫والدليل عليه أن إيقاع الطلق يودي إل إسقاطه لنا إذا أوقعنا عليها طلقة لزمنا أن نوقع عليها‬
‫قبلها ثلثا بكم الشرط وإذا وقع قبلها الثلث ل تقع الطلقة وما أدى ثبوته إل نفيه سقط ولذا‬
‫قال الشافعي رحه ال فيمن زوج عبده برة بألف درهم وضمن صداقها ث باع العبد منها بتلك‬
‫اللف قبل الدخول إن البيع ل يصح لن صحته تودي إل إبطاله فإنه إذا صح البيع نفسخ‬
‫النكاح بلك الزوج وإذا نفسخ النكاح سقط الهر لن الفسخ من جهتها وإذا سقط الهر سقط‬
‫الثمن لن الثمن هو الهر‬
‫وإذا سقط الثمن بطل البيع فأبطل البيع حي أدى تصحيحه إل إبطاله فكذلك ههنا ويالف‬
‫الفسخ بالردة فإن الفسخ ل يقع بإيقاعه وإنا تقع الردة والفسخ من موجباتا والطلق الثلث ل‬
‫يناف الردة فصحت الردة وثبت موجبها وهو الفسخ والطلق يقع بإيقاعه والثلث قبله تنافيه‬
‫فمنع صحته فعلى هذا إن حلف على مرأته بالطلق الثلث أنه ل يفعل شيئا وأراد أن يفعله ول‬
‫ينث فقال إذا وقع على مرأت طلقي فهي طالق قبله ثلثا ففيه وجهان أحدها ينث إذا فعل‬
‫اللوف عليه لن عقد اليمي صح فل يلك رفعه‬
‫والثان ل ينث لنه يوز أن يعلق الطلق على صفة ث يسقط حكمه بصفة أخرى والدليل عليه‬
‫أنه إذا قال إذا دخل رأس الشهر فأنت طالق ثلثا صحت هذه الصفة ث يلك إسقاطها بأن يقول‬
‫أنت طالق قبل نقضاء الشهر بيوم‬
‫فصل إذا علق طلق مرأته على صفة من يي أو غيها ث بانت منه ث تزوجها قبل وجود الصفة‬
‫ففيه ثلثة أقوال أحدها ل يعود حكم الصفة ف النكاح الثان وهو ختيار الزن لنا صفة علق‬
‫عليها الطلق قبل النكاح فلم يقع با الطلق كما لو قال لجنبية إن دخلت الدار فأنت طالق ث‬
‫تزوجها ودخلت الدار‬
‫والثان أنا تعود ويقع با الطلق وهو الصحيح لن العقد والصفة وجدا ف عقد النكاح فأشبه إذا‬
‫ل يتخللهما بينونة‬
‫والثالث أنا إن بانت با دون الثلث عاد حكم الصفة وإن بانت بالثلث ل تعد لن بالثلث‬
‫نقطعت علئق اللك وبا دون الثلث ل تنقطع علئق اللك ولذا بن أحد العقدين على الخر ف‬
‫عدد الطلق فيما دون الثلث ول يبن بعد الثلث‬
‫وإن علق عتق عبده على صفة ث باعه ث اشتراه قبل وجود الصفة ففيه وجهان أحدها أن حكمه‬
‫حكم الزوجة إذا بانت با دون الثلث لنه يكنه أن يشتريه بعد البيع كما يكنه أن يتزوج البائن‬
‫با دون الثلث‬
‫والثان أنه كالبائن بالثلث لن علئق اللك قد زالت بالبيع كما زالت ف البائن بالثلث‬
‫فصل وإن علق الطلق على صفة ث أبانا ووجدت الصفة ف حال البينونة انلت الصفة فإن‬
‫تزوجها ل يعد حكم الصفة وكذلك إذا علق عتق عبده على صفة ث باعه ووجدت الصفة قبل أن‬
‫يشتريه نلت الصفة فإن اشتراه ل يعد حكم الصفة‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري رحه ال ل تنحل الصفة لن قوله إن دخلت الدار فأنت طالق مقدر‬
‫) بالزوجية ( وقوله إن دخلت الدار فأنت حر مقدر باللك لن الطلق ل يصح ف غي الزوجية‬
‫والعتق ل يصح ف غي ملك فيصي كما لو قال إن دخلت الدار وأنت زوجت فأنت طالق وإن‬
‫دخلت الدار وأنت ملوكي فأنت حر‬
‫والذهب الول لن اليمي إذا علقت على عي تعلقت با ول نقدر فيها اللك والدليل عليه أنه‬
‫لو قال إن دخلت هذه الدار فأنت طالق والدار ف ملكه فباعها ث دخلها وقع الطلق ول يعل‬
‫كما لو قال إن دخلت هذه الدار وهي ف ملكي فأنت طالق فكذلك ههنا‬
‫وال أعلم‬

‫____________________‬

‫باب الشك ف الطلق وختلف الزوجي فيه إذا شك الرجل هل طلق مرأته أم ل ل تطلق لن‬
‫النكاح يقي واليقي ل يزال بالشك والدليل عليه ما روى عبد ال بن زيد ) رضي ال عنه ( أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم سئل عن الرجل ييل إليه أنه يد الشيء ف الصلة فقال ل ينصرف‬
‫حت يسمع صوتا أو يد ريا والورع أن يلتزم الطلق لقوله صلى ال عليه وسلم دع ما يريبك‬
‫إل ما ل يريبك فإن كان بعد الدخول راجعها وإن كان قبل الدخول جدد نكاحها وإن ل يكن له‬
‫فيها رغبة طلقها لتحل لغيه بيقي‬
‫وإن شك ف عدده بن المر على القل لا روى عبد الرحن بن عوف ) رضي ال عنه ( أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا شك أحدكم ف صلته فلم يدر أواحدة صلى أو اثنتي‬
‫فليب على واحدة‬
‫وإن ل يدر ثنتي صلى أم ثلثا فليب على ثنتي‬
‫وإن ل يدر أثلثا صلى أم أربعا فليب على ثلث ويسجد سجدتي قبل أن يسلم فرد إل القل‬
‫ولن القل يقي والزيادة مشكوك فيها فل يزال اليقي بالشك والورع أن يلتزم الكثر فإن كان‬
‫الشك الثلث وما دونا طلقها ثلثا ) حت ( تل لغيه بيقي‬
‫فصل وإن كانت له امرأتان فطلق إحداها بعينها ث نسيها أو خفيت عليه عينها بأن طلقها ف‬
‫ظلمة أو من وراء حجاب رجع إليه ف تعيينها لنه هو الطلق ول تل له واحدة منهما قبل أن‬
‫يعي ويوخذ بنفقتهما إل أن يعي لنما مبوستان عليه‬
‫فإن عي الطلق ف إحداها فكذبتاه حلف للخرى لن العينة لو رجع ف طلقها ل يقبل‬
‫وإن قال طلقت هذه ل بل هذه طلقتا ف الكم لنه أقر بطلق الول ث رجع إل الثانية فقبلنا‬
‫إقراره بالثانية ول يقبل رجوعه ف الول‬
‫وإن كن ثلثا فقال طلقت هذه ل بل هذه ل بل هذه طلقن جيعا وإن قال طلقت هذه أو هذه ل‬
‫بل هذه طلقت الثالثة وواحدة من الوليي وأخذ بتعيينها لنه أقر أنه طلق إحدى الوليي ث رجع‬
‫إل أن الطلقة هي الثالثة فلزمه ما رجع إليه ول يقبل رجوعه عما أقر به‬
‫وإن قال طلقت هذه ل بل هذه أو هذه طلقت الول وواحدة من الخريي‬
‫وإن قال طلقت هذه أو هذه وهذه أخذ ببيان الطلق ف الول والخريي فإن عي ف الول‬
‫بقيت الخريان على النكاح‬
‫وإن قال ل أطلق الول طلقت الخريان لن الشك ف الول والخريي فهو كما لو قال طلقت‬
‫هذه أو هاتي ول يوز له أن يعي بالوطء فإن وطىء إحداها ل يكن ذلك تعيينا للطلق ف‬
‫الخرى فيطالب بالتعيي بالقول فإن عي الطلق ف الوضوءة لزمه مهر الثل وإذا عي وجبت‬
‫العدة من حي الطلق‬
‫فصل وإن طلق إحدى الرأتي بغي عينها أخذ بتعيينها ويوخذ بنفقتهما إل أن يعي وله أن يعي‬
‫الطلق فيمن شاء منهما فإن قال هذه ل بل هذه طلقت الول ول تطلق الخرى لن تعيي‬
‫الطلق إل ختياره وليس له أن يتار إل واحدة فإذا ختار إحداها ل يبق له ختيار‬
‫وهل له أن يعي ) الطلق ( بالوطء فيه وجهان أحدها ل يعي بالوطء وهو قول أب علي بن أب‬
‫هريرة لن إحداها مرمة بالطلق فلم يتعي بالوطء كما لو طلق إحداها بعينها ث أشكلت فعلى‬
‫هذا يوخذ بعد الوطء بالتعيي بالقول فإن عي الطلق ف الوطوءة لزمه الهر‬
‫والثان يتعي وهو قول أب إسحق وختيار الزن وهو الصحيح لنه ختيار شهوة والوطء قد دل‬
‫على الشهوة‬
‫وف وقت العدة وجهان‬
‫أحدها من حي يلفظ بالطلق لنه وقت وقوع الطلق‬
‫والثان من حي التعيي وهو قول أب علي بن أب هريرة ) رحه ال ( لنه وقت تعيي الطلق‬
‫فصل وإن ماتت الزوجتان قبل التعيي وبقي الزوج وقف من مال كل واحدة منهما نصف الزوج‬
‫فإن كان قد طلق إحداها بعينها فعي الطلق ف إحداها أخذ من تركة الخرى ما يصه وإن‬
‫كذبه ورثتها فالقول قوله مع يينه وإن كان قد طلق إحداها بغي عينها فعي الطلق ف إحداها‬
‫دفع إليه من مال الخرى ما يصه‬
‫وإن كذبه ورثتها فالقول قوله من غي يي لن هذا ختيار شهوة وقد اختار ما اشتهى‬
‫وإن مات الزوج وبقيت الزوجتان وقف لما من ماله نصيب زوجة إل أن يصطلحا لنه قد ثبت‬
‫إرث إحداها بيقي وليست إحداها بأول من الخرى فوجب أن يوقف إل أن يصطلحا لنه قد‬
‫ثبت إرث إحداها بيقي فإن‬
‫____________________‬

‫قال وإرث الزوج ) أنا ( أعرف الزوجة منهما ففيه قولن‬


‫أحدها يرجع إليه لنه لا قام مقامه ف استلحاق النسب قام مقامه ف تعيي الزوجة‬
‫والثان ل يرجع إليه لن كل واحدة منهما زوجة ف الظاهر وف الرجوع إل بيانه إسقاط وارث‬
‫مشارك والوارث ل يلك إسقاط من يشاركه ف الياث‬
‫واختلف أصحابنا ف موضع القولي فقال أبو إسحق القولن فيمن عي طلقها ث أشكلت وفيمن‬
‫طلق إحداها من غي تعيي‬
‫ومنهم من قال القولن فيمن عي طلقها ث أشكلت لنه إخبار فجاز أن يب الوارث عن‬
‫الوروث وأما إذا طلق إحداها من غي تعيي فإنه ل يرجع إل الوارث قول واحدا لنه اختيار‬
‫شهوة فلم يقم الوارث فيه مقام الوروث كما لو أسلم وتته أكثر من أربع نسوة ومات قبل أن‬
‫يتار أربعا منهن‬
‫فصل وإن طلق إحدى زوجتيه ث ماتت إحداها ث مات الزوج قبل البيان عزل من تركة اليتة‬
‫قبله مياث زوج لواز أن تكون هي الزوجة ويعزل من تركة مياث زوجة لواز أن تكون‬
‫الباقية زوجة‬
‫فإن قال وارث الزوج اليتة قبله مطلقة فل مياث ل منها والباقية زوجة فلها الياث معي قبل‬
‫لنه إقرار على نفسه با يضره‬
‫فإن قال اليتة هي الزوجة فلي الياث من تركتها والباقية هي الطلقة فل مياث لا معي فإن‬
‫صدق على ذلك حل المر على ما قال فإن كذب بأن قال وارث اليتة إنا هي الطلقة فل مياث‬
‫لك منها وقالت الباقية أنا الزوجة فلي معك الياث ففيه قولن‬
‫أحدها يرجع إل بيان الوارث فيحلف لورثة اليتة أنه ل يعلم أنه طلقها ويستحق من تركتها‬
‫مياث الزوج ويلف للباقية أنه طلقها ويسقط مياثها من الزوج‬
‫والثان ل يرجع إل بيان الوارث فيجعل ما عزل من مياث اليتة موقوفا حت يصطلح عليه وارث‬
‫الزوج ووارث الزوجة وما عزل من مياث الزوج موقوفا حت تصطلح عليه الباقية ووارث‬
‫الزوج‬
‫فصل وإن كانت له زوجتان حفصة وعمرة فقال يا حفصة إن كان أول ولد تلدينه ذكرا فعمرة‬
‫طالق وإن كان أنثى فأنت طالق فولدت ذكرا وأثن واحدا بعد واحد وأشكل التقدم منهما‬
‫طلقت إحداها بعينها وحكمها حكم من طلق إحدى الرأتي بعينها ث أشكلت عليه وقد بيناه‬
‫فصل وإن رأى طائرا فقال إن كان هذا الطائر غرابا فنسائي طوالق وإن كان حاما فإمائي حرائر‬
‫ول يعرف ل تطلق النساء ول تعتق الماء لواز أن يكون الطائر غيها والصل بقاء اللك‬
‫والزوجية فل يزال بالشك‬
‫وإن قال إن كان هذا غرابا فنسائي طوالق وإن كان غي غراب فإمائي حرائر ول يعرف منع مت‬
‫التصرف ف الماء والنساء لنه تقق زوال اللك ف أحدها فصار كما لو طلق إحدى الرأتي ث‬
‫أشكلت ويوخذ بنفقة الميع إل أن يعي لن الميع ف حبسه ويرجع ف البيان إليه لنه يرجع‬
‫إليه ف أصل الطلق والعتق فكذلك ف تعيينه‬
‫فإن متنع من التعيي مع العلم به حبس حت يعي وإن ل يعلم ل يبس ووقف المر إل أن يتبي‬
‫وإن مات قبل البيان فهل يرجع إل الورثة فيه وجهان أحدها يرجع إليهم لنم قائمون مقامه‬
‫والثان ل يرجع لنم ل يلكون الطلق فلم يرجع إليهم ف البيان‬
‫ومت تعذر البيان أقرع بي النساء والماء فإن خرجت القرعة على الماء عتقن وبقي النساء على‬
‫الزوجية وإن خرجت القرعة على النساء رق الماء ول تطلق النساء‬
‫وقال أبو ثور تطلق النساء بالقرعة كما تعتق الماء وهذا خطأ لن القرعة لا مدخل ف العتق‬
‫دون الطلق ولذا لو طلق إحدى نسائه ل تطلق بالقرعة ولو أعتق أحد عبيده عتق بالقرعة‬
‫فدخلت القرعة ف العتق دون الطلق كما يدخل الشاهد والرأتان ف السرقة لثبات الال دون‬
‫القطع ويثبت للنساء الياث لنه ل يثبت بالقرعة ما يسقط ) به ( الرث‬
‫فصل وإن طار طائر فقال رجل إن كان هذا الطائر غرابا فعبدي حر وقال الخر إن ل يكن غرابا‬
‫فعبدي حر ول يعرف الطائر ل يعتق واحد من العبدين لنا نشك ف عتق كل واحد منهما ول‬
‫يزال يقي اللك بالشك‬
‫وإن شترى أحد الرجلي عبد الخر عتق عليه لن إمساكه للعبد إقرار برية عبد الخر فإذا ملكه‬
‫عتق عليه كما لو شهد بعتق عبد ث شتراه‬
‫فصل إذا ختلف الزوجان فادعت الرأة على الزوج أنه طلقها وأنكر الزوج فالقول قوله مع يينه‬
‫لن الصل بقاء النكاح وعدم الطلق‬
‫وإن ختلفا ف عدده فادعت الرأة أنه طلقها ثلثا وقال الزوج طلقتها طلقة فالقول قول الزوج مع‬
‫يينه لن الصل عدم ما زاد على طلقة‬

‫____________________‬

‫فصل وإن خيها ث اختلفا فقالت الرأة اخترت وقال الزوج ما اخترت فالقول قول الزوج ) مع‬
‫يينه ( لن الصل عدم الختيار وبقاء النكاح‬
‫وإن ختلفا ف النية فقال الزوج ما نويت وقالت الرأة نويت ففيه وجهان‬
‫أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري ) رحه ال ( أن القول قول الزوج لن الصل عدم النية‬
‫وبقاء النكاح فصار كما لو اختلفا ف الختيار‬
‫والثان وهو الصحيح أن القول قول الرأة والفرق بينه وبي الختلف ف الختيار أن الختيار‬
‫يكن إقامة البينة عليه فكان القول فيه قوله كما لو علق طلقها بدخول الدار فادعت أنا دخلت‬
‫وأنكر الزوج والنية ل يكن إقامة البينة عليها فكان القول قولا كما لو علق الطلق على حيضها‬
‫فادعت أنا حاضت وأنكر‬
‫فصل وإن قال لا أنت طالق أنت طالق أنت طالق ودعى أنه أراد التأكيد وادعت الرأة أنه أراد‬
‫الستئناف فالقول قوله مع يينه لنه عترف بنيته‬
‫وإن قال الزوج أردت الستئناف وقالت الرأة أردت التأكيد فالقول قول الزوج لا ذكرناه ول‬
‫يي عليه لن اليمي تعرض ليخاف فيجع ولو رجع ل يقبل رجوعه فلم يكن لعرض اليمي معن‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ف الشهر الاضي وادعى أنه أراد من زوج غيه ف نكاح قبله وأنكرت‬
‫الرأة أن يكون قبله نكاح أو طلق ل يقبل قول الزوج ) ف الكم ( حت يقيم البينة على النكاح‬
‫والطلق‬
‫فإن صدقته الرأة على ذلك لكنها أنكرت أنه أراد ذلك فالقول قوله مع يينه فإن قال أردت أنا‬
‫طالق ف الشهر الاضي بطلق كنت طلقتها ف هذا النكاح وكذبته الرأة فالقول قوله مع يينه‬
‫والفرق بينه وبي السألة قبلها أن هناك يريد أن يرفع الطلق وههنا ل يرفع الطلق وإنا ينقله من‬
‫حال إل حال‬
‫فصل وإن قال إن كان هذا الطائر غرابا فنسائي طوالق وإن ل يكن غرابا فإمائي حرائر ث قال‬
‫كان ) هذا ( الطائر غرابا طلقت النساء فإن كذبه الماء حلف لن فإن حلف ثبت رقهن وإن‬
‫نكل ردت اليمي عليهن فإن حلفن ثبت طلق النساء بإقراره وعتق الماء بنكوله ويينهن فإن‬
‫صدقته‬
‫ول يطلب إحلفه ففيه وجهان‬
‫أحدها يلف لا ف العتق من حق ال عز وجل‬
‫والثان ل يلف لنه لا أسقط العتق بتصديقهن سقط اليمي بترك مطالبتهن‬
‫وإن قال كان هذا الطائر غي غراب عتق الماء فإن كذبته النساء حلف لن وإن نكل عن اليمي‬
‫ردت عليهن فإن حلفن ثبت عتق الماء بإقراره وطلق النساء بيمينهن ونكوله‬
‫باب الرجعة إذا طلق الر مرأته بعد الدخول طلقة أو طلقتي أو طلق العبد مرأته بعد الدخول‬
‫طلقة فله أن يراجعها قبل نتهاء العدة لقوله ) عز وجل ( } وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن‬
‫فأمسكوهن بعروف {‬
‫والراد به إذا قاربن أجلهن‬
‫وروى بن عباس ) رضي ال عنه ( عن عمر ) رضي ال عنه ( أن النب ) صلى ال عليه وسلم (‬
‫طلق حفصة وراجعها‬
‫وروي أن بن عمر ) رضي ال عنه ( طلق مرأته وهي حائض فقال النب ) صلى ال عليه وسلم (‬
‫لعمر مر بنك فلياجعها فإن نقضت العدة ل يلك رجعتها لقوله ) عز وجل ( } وإذا طلقتم‬
‫النساء فبلغن أجلهن فل تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن { فلو ملك رجعتها لا نى الولياء عن‬
‫عضلهن عن النكاح‬
‫فإن طلقها قبل الدخول ل يلك الرجعة لقوله ) عز وجل ( } وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن‬
‫فأمسكوهن بعروف أو سرحوهن بعروف {‬
‫فعلت الرجعة على الجل فدل على أنا ل توز من ) غي أجل (‬
‫والطلقة قبل الدخول ل عدة عليها لقوله تعال } يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم الؤمنات ث‬
‫طلقتموهن من قبل أن تسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونا {‬
‫فصل ويوز أن يطلق الرجعية ويلعنها ويول منها ويظاهر منها لن الزوجية باقية‬
‫وهل له أن يالعها فيه قولن قال ف الم يوز لبقاء النكاح‬
‫وقال ف الملء ل يوز لن اللع للتحري وهي مرمة‬
‫فإن مات أحدها ورثة الخر لبقاء الزوجية إل الوت ول يوز أن يستمتع با لنا معتدة فل يوز‬
‫وطوها كالختلعة‬
‫فإن وطئها ول يراجعها حت انقضت عدتا لزمه الهر لنه وطء ف ملك قد تشعث فصار كوطء‬
‫الشبهة‬
‫وإن راجعها بعد الوطء فقد قال ف الرجعة عليه الهر وقال ف الرتد‬
‫إذا وطىء مرأته ف العدة ث أسلم إنه ل مهر عليه‬
‫وختلف أصحابنا فيه فنقل أبو سعيد الصطخري الواب ف كل واحدة منهما إل الخرى‬
‫وجعلهما على قولي أحدها يب الهر لنه وطء ف نكاح قد تشعث‬

‫____________________‬

‫والثان ل يب لن بالرجعة والسلم قد زال التشعث فصار كما لو ل تطلق ول يرتد‬


‫وحل أبو العباس وأبو إسحق السألتي على ظاهرها فقال ف الرجعة يب الهر وف الرتد ل يب‬
‫لن بالسلم صار كأن ل يرتد وبالرجعة ل يصي كأن ل تطلق لن ما وقع من الطلق ل يرتفع‬
‫ولن أمر الرتد مراعى فإذا رجع إل السلم تبينا أن النكاح باله ولذا لو طلق وقف طلقه فإن‬
‫أسلم حكم بوقوعه وإن ل يسلم ل يكم بوقوعه فاختلف أمرها ف الهر بي أن يرجع إل السلم‬
‫وبي أل يرجع‬
‫وأمر الرجعية غي مراعى ولذا لو طلق ل يقف طلقه على الرجعة فلم يتلف أمرها ف الهر بي‬
‫أن يراجع وبي أل يراجع فإذا وطئها وجب عليها العدة لنه كوطء الشبهة ويدخل فيه بقية العدة‬
‫الول لنما من واحد‬
‫فصل وتصح الرجعة من غي رضاها لقوله عز وجل } وبعولتهن أحق بردهن ف ذلك {‬
‫ول تصح الرجعة إل بالقول‬
‫فإن وطئها ل تكن ذلك رجعة لستباحة بضع مقصود يصح بالقول فلم يصح بالفعل مع القدرة‬
‫على القول كالنكاح‬
‫وإن قال راجعتك أو رتعتك صح لنه وردت به السنة وهو قوله صلى ال عليه وسلم مر بنك‬
‫فلياجعها‬
‫فإن قال رددتك صح لنه ورد به القرآن وهو قوله عز وجل } وبعولتهن أحق بردهن ف ذلك {‬
‫وإن قال أمسكتك ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري إنه يصح لنه ورد به‬
‫القرآن وهو قوله عز وجل } فأمسكوهن بعروف {‬
‫والثان أنه ل يصح لن الرجعة رد والمساك يستعمل ف البقاء والستدامة دون الرد‬
‫وإن قال تزوجتك أو نكحتك ففيه وجهان أحدها يصح لنه إذا صح به النكاح وهو بتداء‬
‫الباحة فلن تصح به الرجعة وهو إصلح لا تشعث منه أول‬
‫والثان ل يصح لنه صريح ف النكاح ول يوز أن يكون صريا ف حكم آخر من النكاح‬
‫كالطلق لا كان صريا ف الطلق ل يز أن يكون صريا ف الظهار‬
‫وإن قال راجعتك للمحبة وقال أردت به مراجعتك لبت لك صح‬
‫وإن قال راجعتك لوانك وقال ) أردت به ( أن راجعتك لهينك بالرجعة صح لنه أتى بلفظ‬
‫الرجعة وبي سبب الرجعة‬
‫وإن قال ل أرد الرجعة وإنا أردت أن كنت أحبك قبل النكاح أو كنت أهينك قبل النكاح‬
‫فرددتك بالرجعة إل البة الت كانت قبل النكاح أو الهانة الت كانت قبل النكاح قبل قوله لنه‬
‫يتمل ما يدعيه‬
‫فصل وهل يب الشهاد عليها فيه قولن أحدها يب لقوله عز وجل } فأمسكوهن بعروف أو‬
‫فارقوهن بعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم {‬
‫ولنه ستباحة بضع مقصود فلم يصح من غي إشهاد كالنكاح‬
‫والثان أنه مستحب لنه ل يفتقر إل الول فلم يفتقر إل الشهاد كالبيع‬
‫فصل ول يوز تعليقها على شرط فإن قال راجعتك إن شئت فقالت شئت ل يصح لنه استباحة‬
‫بضع فلم يصح تعليقه على شرط كالنكاح ول يصح ف حال الردة‬
‫وقال الزن إنه موقوف فإن أسلمت صح كما يقف الطلق والنكاح على السلم وهذا خطأ لنه‬
‫استباحة بضع فلم يصح مع الردة كالنكاح ويالف الطلق فإنه يوز تعليقه على الشرط والرجعة‬
‫ل يصح تعليقها على الشرط وأما النكاح فإنه يقف فسخه على السلم وأما عقده فل يقف‬
‫والرجعة كالعقد فيجب أل تقف على السلم‬
‫فصل وإن ختلف الزوجان فقال الزوج راجعتك وأنكرت الرأة فإن كان ذلك قبل انقضاء العدة‬
‫فالقول قول الزوج لنه يلك الرجعة فقبل إقراره فيها كما يقبل قوله ف طلقها حي ملك‬
‫الطلق‬
‫وإن كان بعد نقضاء العدة فالقول قولا لن الصل عدم الرجعة ووقوع البينونة‬
‫وإن ختلفا ف الصابة فقال الزوج أصبتك فلي الرجعة وأنكرت الرأة فالقول قولا لن الصل‬
‫عدم الصابة ووقوع الفرقة‬
‫فصل فإن طلقها طلقة رجعية وغاب الزوج وانقضت العدة وتزوجت ) بزوج آخر ( ث قدم‬
‫الزوج وادعى أنه راجعها قبل نقضاء العدة فله أن ياصم الزوج الثان وله أن ياصم الزوجة فإن‬
‫بدأ بالزوج نظرت فإن صدقه سقط حقه من النكاح ول تسلم الرأة إليه لن‬
‫____________________‬

‫إقراره يقبل على نفسه دونا‬


‫وإن كذبه فالقول قوله مع يينه لن الصل عدم الرجعة فإن حلف سقط دعوى الول وإن نكل‬
‫ردت اليمي عليه فإن حلف وقلنا إن يينه مع نكول الدعي عليه كالبينة حكمنا بأنه ل يكن بينهما‬
‫نكاح فإن كان قبل الدخول ل يلزمه شيء وإن كان بعد الدخول لزمه مهر الثل‬
‫وإن قلنا إنه كالقرار ل يقبل إقراره ف إسقاط حقها‬
‫فإن دخل با لزمه السمى وإن ل يدخل با لزمه نصف السمى ول تسلم الرأة إل الزوج الول‬
‫على القولي لنا جعلناه كالبينة أو كالقرار ف حقه دون حقها وإن بدأ بصومة الزوجة فصدقته‬
‫ل تسلم إليه لنه ل يقبل إقرارها على الثان كما ل يقبل إقراره عليها ويلزمها الهر لنا أقرت أنا‬
‫حالت بينه وبي بضعها‬
‫فإن زال حق الثان بطلق أو فسخ أو وفاة ردت إل الول لن النع لق الثان وقد زال‬
‫وإن كذبته فالقول قولا وهل تلف على ذلك فيه قولن‬
‫أحدها ل تلف لن اليمي تعرض ) عليها ( لتخاف فتقر ولو أقرت ل يقبل إقرارها فلم يكن ف‬
‫تليفها فائدة‬
‫والثان تلف لن ف تليفها فائدة وهو أنا ربا أقرت فيلزمها الهر وإن حلفت سقطت دعواه‬
‫وإن نكلت ردت اليمي عليه فإذا حلف حكم له بالهر‬
‫فصل إذا تزوجت الرجعية ف عدتا وحبلت من الزوج ووضعت وشرعت ف إتام العدة من‬
‫الول وراجعها صحت الرجعة لنه راجعها ف عدته فإن راجعها قبل الوضع ففيه وجهان أحدها‬
‫ل يصح لنا ف عدة من غيه فلم يلك رجعتها‬
‫والثان يصح با بقي عليها من عدته لن حكم الزوجية باق وإنا حرمت لعارض فصار كما لو‬
‫أحرمت‬
‫فصل إذا طلق الر امرأته ثلثا أو طلق العبد ) امرأته ( طلقتي حرمت عليه ول يل له نكاحها‬
‫حت تنكح زوجا غيه ويطأها والدليل عليه قوله عز وجل } فإن طلقها فل تل له من بعد حت‬
‫تنكح زوجا غيه {‬
‫وروت عائشة رضي ال عنها أن رفاعة القرظي طلق مرأته بت طلقها فتزوجها عبد الرحن بن‬
‫الزبي فجاءت النب صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال إن كنت عند رفاعة وطلقن ثلث‬
‫تطليقات فتزوجن عبد الرحن بن الزبي وإنه وال ما معه يا رسول ال إل مثل هذه الدبة فتبسم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لعلك تريدين أن ترجعي إل رفاعة ال ) وال ( حت تذوقي‬
‫عسيلته ويذوق عسيلتك‬
‫ول تل إل بالوطء ف الفرج فإن وطئها فيما دون الفرج أو وطئها ف الوضع الكروه ل تل لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم علق على ذوق العسيلة وذلك ل يصل إل بالوطء ف الفرج‬
‫وأدن الوطء أن يغيب الشفة ف الفرج لن أحكام الوطء تتعلق به ول تتعلق با دونه فإن أول‬
‫الشفة ف الفرج من غي انتشار ل تل لن النب صلى ال عليه وسلم علق الكم بذوق العسيلة‬
‫وذلك ل يصل من غي انتشار‬
‫وإن كان بعض الذكر مقطوعا فعلى ما ذكرناه ف الرد بالعيب ف النكاح وإن كان مسلول أحل‬
‫بوطئه لنه ف الوطء كالفحل وأقوى منه ول يفقد إل النزال وذلك غي معتب ف الحلل‬
‫وإن كان مراهقا أحل لنه كالبالغ ف الوطء‬
‫وإن وطئت وهي نائمة أو منونة أو ستدخلت هي ذكر الزوج وهو نائم أو منون أو وجدها على‬
‫فراشه فظنها غيها فوطئها حلت لنه وطء صادف النكاح‬
‫فصل فإن رآها رجل أجنب فظنها زوجته فوطئها أو كانت أمة فوطئها مولها ل تل لقوله عز‬
‫وجل } حت تنكح زوجا غيه { وإن وطئها الزوج ف نكاح فاسد كالنكاح بل ول ول شهود أو‬
‫ف نكاح شرط فيه أنه إذا أحلها للزوج الول فل نكاح بينهما ففيه قولن أحدها أنه ل يلها‬
‫لنه وطء ف نكاح غي صحيح فلم تل كوطء الشبهة‬
‫والثان أنه يلها لا روى عبد ال أن النب صلى ال عليه وسلم قال لعن ال اللل واللل له‬
‫فسماه ملل ولنه وطء ف نكاح فأشبه الوطء ف النكاح الصحيح‬
‫فصل وإن كانت الطلقة أمة فملكها الزوج قبل أن ينكحها زوجا غيه فالذهب أنا ل تل لقوله‬
‫عز وجل } فل تل له من بعد حت تنكح زوجا غيه { ولن الفرج ل يوز أن يكون مرما عليه‬
‫من وجه مباحا من وجه‬
‫ومن أصحابنا من قال يل وطوها لن الطلق يتص بالزوجية فآثر التحري ف الزوجية‬
‫فصل وإن طلق مرأته ثلثا وتفرقا ث ادعت الرأة أنا تزوجت بزوج أحلها جاز له أن يتزوجها‬
‫لنا مؤتنة فيما تدعيه‬
‫____________________‬

‫من الباحة فإن وقع ف نفسه أنا كاذبة فالول أل يتزوجها حتياطا‬
‫فصل وإن تزوجت الطلقة ثلثا بزوج ودعت عليه أنه أصابا وأنكر الزوج ل يقبل قولا على‬
‫الزوج الثان ف الصابة ويقبل قولا ف الباحة للزوج الول لنا تدعي على الزوج الثان حقا‬
‫وهو استقرار الهر ول تدعي على الول شيئا وإنا تبه عن أمر هي فيه موتنة فقبل‬
‫وإن كذبا الزوج الول فيما تدعيه على الثان من الصابة ث رجع فصدقها جاز له أن يتزوجها‬
‫لنه قد ل يعلم أنه أصابا ث يعلم بعد ذلك‬
‫وإن دعت على الثان أنه طلقها وأنكر الثان ل يز للول نكاحها لنه إذا ل يثبت الطلق فهي‬
‫باقية على نكاح الثان فل يل للول نكاحها ويالف إذا اختلفا ف الصابة بعد الطلق لنه ليس‬
‫لحد حق ف بضعها فقبل قولا‬
‫فصل إذا عادت الطلقة ثلثا إل الول بشروط الباحة ملك عليها ثلث تطليقات لنه قد‬
‫استوف ما كان يلك من الطلق الثلث فوجب أن يستأنف الثلث فإن طلقها طلقة أو طلقتي‬
‫فتزوجت بزوج آخر فوطئها ث أبانا رجعت إل الول با بقي من عدد الطلق لنا عادت قبل‬
‫ستيفاء العدد فرجعت با بقي كما لو رجعت قبل أن تنكح زوجا غيه‬
‫كتاب اليلء يصح اليلء من كل زوج بالغ عاقل قادر على الوطء لقوله عز وجل } للذين‬
‫يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر { وأما الصب والنون فل يصح اليلء منهما لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون‬
‫حت يفيق ولنه قول يتص بالزوجية فلم يصح من الصب والنون كالطلق‬
‫وأما من ل يقدر على الوطء فإن كان بسبب يزول كالريض والبوس صح إيلوه وإن كان‬
‫بسبب ل يزول كالبوب والشل ففيه قولن أحدها يصح إيلوه لن من صح إيلوه إذا كان‬
‫قادرا على الوطء صح إيلوه إذا ل يقدر ) على الوطء ( كالريض والبوس‬
‫والثان قاله ف الم ل يصح إيلوه لنه يي على ترك ما ل يقدر عليه بال فلم يصح كما لو‬
‫حلف ل يصعد السماء ولن القصد باليلء أن ينع نفسه من الماع باليمي وذلك ل يصح من‬
‫ل يقدر عليه لنه منوع من غي يي ويالف الريض والبوس لنما يقدران عليه إذا زال الرض‬
‫والبس فصح منهما النع باليمي والبوب والشل ل يقدران بال‬
‫فصل ول يصح اليلء إل بال عز وجل وهل يصح بالطلق والعتاق والصوم والصلة وصدقة‬
‫الال فيه قولن قال ف القدي ل يصح لنه يي بغي ال عز وجل فلم يصح به اليلء كاليمي‬
‫بالنب صلى ال عليه وسلم والكعبة‬
‫وقال ف الديد يصح وهو الصحيح لنه يي يلزمه بالنث فيها حق فصح به اليلء كاليمي بال‬
‫عز وجل فإذا قلنا بذا فقال إن وطئتك فعبدي حر فهو مول‬
‫وإن قال إن وطئتك فلله علي أن أعتق رقبة فهو مول‬
‫وإن قال إن وطئتك فأنت طالق أو مرأت الخرى طالق فهو مول‬
‫وإن قال إن وطئتك فعلي أن أطلقك أو أطلق مرأت الخرى ل يكن موليا لنه ل يلزمه بالوطء‬
‫شيء‬
‫وإن قال إن وطئتك فأنت زانية ل يكن موليا لنه ل يلزمه بالوطء حق لنه ل يصي بوطئها قاذفا‬
‫لن القذف ل يتعلق بالشرط لنه ل يوز أن تصي زانية بوطء الزوج كما ل تصي زانية بطلوع‬
‫الشمس وإذا ل يصر قاذفا ل يلزمه بالوطء حق فلم يز أن يكون موليا‬
‫وإن قال إن وطئتك فلله علي صوم هذا الشهر ل يكن موليا لن الول هو الذي يلزمه بالوطء‬
‫بعد أربعة أشهر حق أو يلحقه ضرر وهذا يقدر على وطئها بعد أربعة أشهر من غي ضرر يلحقه )‬
‫ول حق يلزمه ( لن صوم شهر مضى ل يلزمه كما لو قال إن وطئتك فعلي صوم أمس‬
‫وإن قال إن وطئتك فسال حر عن ظهاري وهو مظاهر فهو مول‬
‫وقال الزن ل يصي موليا لن ما وجب عليه ل يتعي بالنذر كما لو قال إن وطئتك فعلي أن‬
‫أصوم اليوم الذي علي من قضاء رمضان ف يوم الثني وهذا خطأ لنه يلزمه بالوطء حق‬
‫____________________‬

‫وهو إعتاق هذا العبد‬


‫وأما الصوم فقد حكى أبو علي بن أب هريرة فيه وجها آخر أنه يتعي بالنذر كالعتق والذي عليه‬
‫أكثر أصحابنا وهو النصوص ف الم أنه ل يتعي والفرق بينهما أن الصوم الواجب ل تتفاضل فيه‬
‫اليام والرقاب تتفاضل أثانا‬
‫وإن قال إن وطئتك فعبدي حر عن ظهاري إن ظاهرت ل يكن موليا ف الال لنه يكنه أن يطأها‬
‫ف الال ول يلزمه شيء لنه يقف العتق بعد الوطء على شرط آخر فهو كما لو قال إن وطئتك‬
‫ودخلت الدار فعبدي حر‬
‫وإن ظاهر منها قبل الوطء صار موليا لنه ل يكنه أن يطأها ف مدة اليلء إل بق يلزمه فصار‬
‫كما لو قال إن وطئتك فعبدي حر‬
‫فصل ول يصح اليلء إل على ترك الوطء ف الفرج فإن قال وال ل وطئتك ف الدبر ل يكن‬
‫موليا لن اليلء هو اليمي الت ينع با نفسه من الماع والوطء ف الدبر منوع منه من غي يي‬
‫ولن اليلء هو اليمي الت يقصد با الضرار بترك الوطء والوطء الذي يلحق الضرر بتركه هو‬
‫الوطء ف الفرج‬
‫وإن قال وال ل وطئتك فيما دون الفرج ل يكن موليا لنه ل ضرر ف ترك الوطء فيما دون‬
‫الفرج‬
‫فصل وإن قال وال ل أنيكك ف الفرج أو ) وال ( ل أغيب ذكري ف فرجك أو ) وال ( ل‬
‫أفتضك بذكري وهي بكر فهو مول ف الظاهر والباطن لنه صريح ف الوطء ف الفرج‬
‫وإن قال وال ل جامعتك أو ل وطئتك فهو مول ف الكم لن إطلقه ف العرف يقتضي الوطء‬
‫ف الفرج‬
‫وإن قال أردت بالوطء وطء القدم وبالماع الجتماع بالسم دين فيه لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وإن قال وال ل أفتضك ول يقل بذكري ففيه وجهان أحدها أنه صريح كالقسم الول‬
‫والثان أنه صريح ف الكم كالقسم الثان لنه يتمل القتضاض بغي ذكره‬
‫وإن قال وال ل دخلت عليك أو ل تتمع رأسي ورأسك أو ل جعن وإياك بيت فهو كناية فإن‬
‫نوى به الوطء ف الفرج فهو مول وإن ل تكن له نية فليس بول لنه يتمل الماع وغيه فلم‬
‫يمل على الماع من غي نية كالكنايات ف الطلق‬
‫وإن قال وال ل باشرتك أو ل مسستك أو ل أفضي إليك ففيه قولن قال ف القدي هو مول لنه‬
‫ورد به القرآن بذه اللفاظ والراد با الوطء فإن نوى به غي الوطء دين لنه يتمل ما يدعيه‬
‫وقال ف الديد ل يكون موليا إل بالنية لنه مشترك بي الوطء وغيه فلم يمل على الوطء من‬
‫غي نية كقوله ل جتمع رأسي ورأسك‬
‫وختلف أصحابنا ف قوله ل أصيبك أو ل لستك أو ل غشيتك أو ل باضعتك فمنهم من قال هو‬
‫كقوله ل باشرتك أو ل مسستك فيكون على قولي‬
‫ومنهم من قال هو كقوله ل جتمع رأسي ورأسك فإن نوى به الوطء ف الفرج فهو مول وإن ل‬
‫يكن له نية فليس بول‬
‫وإن قال وال ل غيبت الشفة ف الفرج فهو مول لن تغييب ما دون الشفة ليس بماع ول‬
‫يتعلق به أحكام الماع فصار كما لو قال وال ل وطئتك‬
‫وإن قال وال ل جامعتك إل جاع سوء فإن أراد به ل جامعتك إل ف الدبر أو فيما دون الفرج‬
‫فهو مول لنه منع نفسه من الماع ف الفرج ف مدة اليلء وإن أراد به ل جامعتك إل جاعا‬
‫ضعيفا ل يكن موليا لن الماع الضعيف كالقوي ف الكم فكذلك ف اليلء‬
‫فصل ول يصح اليلء إل ف مدة تزيد على أربعة أشهر حرا كان الزوج أو عبدا حرة كانت‬
‫الزوجة أو أمة‬
‫فإن آل على ما دون أربعة أشهر ل يكن موليا لقوله عز وجل } للذين يؤلون من نسائهم تربص‬
‫أربعة أشهر { فدل على أنه ل يصي با دونه موليا ولن الضرر ل يتحقق بترك الوطء فيما دون‬
‫أربعة أشهر والدليل عليه ما روي أن عمر رضي ال عنه كان يطوف ليلة ف الدينة فسمع مرأة‬
‫تقول ) الطويل ( أل طال هذا الليل وزور جانبه وليس إل جنب حليل العبه‬
‫____________________‬
‫فوال لول ال ل شيء غيه لزعزع من هذا السرير جوانبه مافة رب والياء يكفن وأكرم بعلي‬
‫أن تنال مراكبه ولكنن أخشى مليكا موكل بأنفاسنا ل يفتر الدهر كاتبه فسأل عمر رضي ال‬
‫عنه النساء كم تصب الرأة عن الزوج فقلن شهرين وف الثالث يقل الصب وف الرابع يفقد الصب‬
‫فكتب عمر إل أمراء الجناد أل تبسوا الرجل عن مرأته أكثر من أربعة أشهر‬
‫وإن آل على أربعة أشهر ل يكن موليا لن الطالبة بالفيئة أو الطلق بعد أربعة أشهر فإذا آل على‬
‫أربعة أشهر ل يبق بعدها إيلء فل تصح الطالبة من غي إيلء‬
‫فصل وإن قال وال ل وطئتك فهو مول لنه يقتضي التأبيد‬
‫وإن قال وال ل وطئتك مدة أو وال ليطولن عهدك بماعي فإن أراد مدة تزيد على أربعة أشهر‬
‫فهو مول وإن ل يكن له نية ل يكن موليا لنه يقع على القليل والكثي فل يعل موليا من غي نية‬
‫وإن قال وال ل وطئتك خسة أشهر فإذا مضت فوال ل وطئتك سنة فهما إيلءان ف زماني ل‬
‫يدخل أحدها ف الخر فيكون موليا ف كل واحد منهما ل يتعلق أحدها بالخر ف حكم من‬
‫أحكام اليلء وإذا تقضى حكم أحدها بقي حكم الخر لنه أفرد كل واحد منهما ف زمان‬
‫فانفرد كل واحد منهما عن الخر ف الكم‬
‫وإن قال وال ل وطئتك خسة أشهر ث قال وال ل وطئتك سنة دخلت الدة الول ف الثانية كما‬
‫إذا قال له علي مائة ث قال له علي ألف دخلت الائة ف اللف فيكون إيلء واحدا إل سنة بيمي‬
‫فيضرب لما مدة واحدة ويوقف لما وقفا واحدا فإن وطىء بعد المسة الشهر حنث ف يي‬
‫واحدة فيجب عليه كفارة واحدة وإن وطىء ف المسة الشهر حنث ف ييني فيجب عليه ف‬
‫أحد القولي كفارة وف الثان كفارتان‬
‫وإن قال وال ل وطئتك أربعة أشهر فإذا مضت فوال ل وطئتك أربعة أشهر ففيه وجهان أحدها‬
‫وهو الصحيح أنه ليس بول لن كل واحد من الزماني أقل من مدة اليلء‬
‫والثان أنه مول لنه منع نفسه من وطئها ثانية أشهر فصار كما لو جعها ف يي واحدة‬
‫فصل وإن قال إن وطئتك فوال ل وطئتك ففيه قولن قال ف القدي يكون موليا ف الال لن‬
‫الول هو الذي يتنع من الوطء خوف الضرر وهذا يتنع من الوطء خوفا من أن يطأها فيصي‬
‫موليا ) فعلى هذا إذا وطئها صار موليا ( وذلك ضرر‬
‫وقال ف الديد ل يكون موليا ف الال لنه يكنه أن يطأها من غي ضرر يلحقه ف الال فلم‬
‫يكن موليا فعلى هذا إذا وطئها صار موليا لنه يبقى يي ينع الوطء على التأبيد‬
‫وإن قال وال ل وطئتك ف السنة إل مرة صار موليا ف قوله القدي ول يكون موليا ف الال ف‬
‫قوله الديد فإن وطئها نظرت فإن ل يبق من السنة أكثر من أربعة أشهر ل يكن موليا وإن بقي‬
‫أكثر من أربعة أشهر صار موليا‬
‫فصل وإن علق اليلء على شرط يستحيل وجوده بأن يقول وال ل وطئتك حت تصعدي إل‬
‫السماء أو تصافحي الثريا فهو مول لن معناه ل وطئتك أبدا وإن علق على ما ل يتيقن أنه ل‬
‫يوجد إل بعد أشهر مثل أن يقول وال ل وطئتك إل يوم القيامة أو إل أن أخرج من بغداد إل‬
‫الصي وأعود فهو مول لن القيامة ل تقوم إل ف مدة تزيد على أربعة أشهر لن لا شرائط‬
‫تتقدمها ونتيقن أنه ل يقدر أن يرج من بغداد إل الصي ويعود إل ف مدة تزيد على أربعة أشهر‬
‫وإن علق على شرط الغالب على الظن أنه ل يوجد إل ف الزيادة على أربعة أشهر مثل أن يقول‬
‫وال ل وطئتك حت يرج الدجال أو حت ييء زيد من خراسان ومن عادة زيد أل ييء إل مع‬
‫الاج وقد بقي على وقت عادته زيادة عن أربعة أشهر فهو مول لن الظاهر أنه ل يوجد شيء‬
‫من ذلك إل ف مدة تزيد على أربعة أشهر‬
‫وإن علق على أمر يتيقن وجوده قبل أربعة أشهر مثل أن يقول وال ل وطئتك حت يذبل هذا‬
‫البقل أو يف هذا الثوب فليس بول لنا نتيقن أن ذلك يوجد قبل أربعة أشهر‬
‫وإن علقه على المر الغالب على الظن أنه يوجد قبل أربعة أشهر مثل أن يقول وال ل وطئتك‬
‫حت ييء زيد من القرية وعادته أنه ييء ف كل جعة لصلة المعة أو لمل‬
‫____________________‬

‫الطب ل يكن موليا لن الظاهر أنه يوجد قبل مدة اليلء وإن جاز أن يتأخر لعارض‬
‫وإن قال وال ل وطئتك حت أموت أو توت فهو مول لن الظاهر بقاوها‬
‫وإن قال وال ل وطئتك حت يوت فلن فهو مول ومن أصحابنا من قال ليس بول‬
‫والصحيح هو الول لن الظاهر بقاوه ولنه لو قال إن وطئتك فعبدي حر كان موليا على قوله‬
‫الديد وإن جاز أن يوت العبد قبل أربعة أشهر‬
‫فصل وإن قال وال ل وطئتك ف هذا البيت ل يكن موليا لنه يكنه أن يطأها من غي حنث ولنه‬
‫ل ضرر عليها ف ترك الوطء ف بيت يعينه‬
‫وإن قال وال ل وطئتك إل برضاك ل يكن موليا لا ذكرناه من التعليلي‬
‫وإن قال وال ل وطئتك إن شئت فقالت ف الال شئت كان موليا وإن أخرت الواب ل يكن‬
‫موليا على ما ذكرناه ف الطلق‬
‫فصل وإن قال لربع نسوة وال ل وطئتكن ل يصر موليا حت يطأ ثلثا منهن لنه يكنه أن يطأ‬
‫ثلثا منهن من غي حنث فلم يكن موليا وإن وطىء ثلثا منهن صار موليا من الرابعة لنه ل يكنه‬
‫وطوها إل بنث ويكون بتداء الدة من الوقت الذي تعي فيه اليلء‬
‫وإن طلق ثلثا منهن كان اليلء موقوفا ف الرابعة ل يتعي فيها لنه يقدر على وطئها من غي‬
‫حنث ول يسقط منها لنه قد يطأ الثلث الطلقات بنكاح أو سفاح فيتعي اليلء ف الرابعة لنه‬
‫ينث بوطئها والوطء الظور كالباح ف النث ولذا قال ف الم ولو قال وال ل وطئتك وفلنة‬
‫الجنبية ل يكن موليا من مرأته حت يطأ الجنبية‬
‫وإن ماتت من الربع واحدة سقط اليلء ف الباقيات لنه قد فات النث ف الباقيات لن الوطء‬
‫ف اليتة قد فات ولن اليلء على الوطء وإطلق الوطء ل يدخل فيه وطء اليتة ويدخل فيه‬
‫الوطء الرم‬
‫وإن قال لربع نسوة وال ل وطئت واحدة منكن وهو يريد كلهن صار موليا ف الال لنه ينث‬
‫بوطء كل واحدة منهن ويكون بتداء الدة من حي اليمي فأيتهن طالبت وقف لا فإن طلقها‬
‫وجاءت الثانية وقف لا فإن طلقها وجاءت الثالثة وقف لا فإن طلقها وجاءت الرابعة وقف لا‬
‫فإن طالبت الول فوطئها حنث وسقط اليلء فيمن بقي لنه ل ينث بوطئهن بعد حنثه بوطء‬
‫الول وإن طلق الول ووطىء الثانية سقط اليلء ف الثالثة والرابعة وإن طلق الول والثانية‬
‫ووطىء الثالثة سقط اليلء ف الرابعة وحدها‬
‫وإن قال وال ل وطئت واحدة منكن وأراد واحدة بعينها تعي اليلء فيها دون من سواها‬
‫ويرجع ف التعيي إل بيانه لنه ل يعرف إل من جهته‬
‫فإن عي واحدة وصدقته الباقيات تعي فيها وإن كذبه الباقيات حلف لن فإن نكل حلفن وثبت‬
‫فيهن حكم اليلء ينكوله وأيانن‬
‫وإن قال وال ل وطئت واحدة منكن وهو يريد واحدة ل بعينها فله أن يعي فيمن شاء ويوخذ‬
‫بالتعيي إذا طلب ذلك فإذا عي ف واحدة منهن ل يكن للباقيات مطالبة وف بتداء الدة وجهان‬
‫أحدها من وقت اليمي‬
‫والخر من وقت التعيي كما قلنا ف العدة ف الطلق إذا أوقعه ف إحداهن ل بعينها ث عينه ف‬
‫واحدة منهن‬
‫وإن قال وال ل أصبت كل واحدة منكن فهو مول من كل واحدة منهن وابتداء الدة من حي‬
‫اليمي فإن وطىء واحدة منهن حنث ول يسقط اليلء ف الباقيات لنه ينث بوطء كل واحدة‬
‫منهن‬
‫فصل وإن كانت له مرأتان فقال لحداها وال ل أصبتك ث قال للخرى أشركتك معها ل يصر‬
‫موليا من الثانية لن اليمي بال عز وجل ل يصح إل بلفظ صريح من اسم أو صفة والتشريك‬
‫بينهما كناية فلم يصح با اليمي بال عز وجل وإن قال لحداها إن أصبتك فأنت طالق ث قال‬
‫للخرى أشركتك معها ونوى صار موليا لن الطلق يصح بالكناية‬
‫فصل وإذا صح اليلء ل يطالب بشيء قبل أربعة أشهر لقوله عز وجل } للذين يؤلون من‬
‫نسائهم تربص أربعة أشهر { وبتداء الدة من حي اليمي لنا ثبتت بالنص والجاع فلم تفتقر إل‬
‫الاكم كمدة العدة‬
‫فإن آل منها وهناك عذر ينع من الوطء نظرت فإن كان لعن ف الزوجة بأن كانت صغية أو‬
‫مريضة أو ناشزة أو منونة أو مرمة أو صائمة عن فرض أو معتكفة عن فرض ل تسب الدة وإن‬
‫طرأ شيء من هذه العذار ف أثناء الدة نقطعت الدة لن الدة إنا ) ضربت ( لمتناع الزوج من‬
‫الوطء وليس ف هذه الحوال من جهته متناع فإن زالت هذه العذار ستونفت الدة لن من شأن‬
‫هذه الدة أن تكون متوالية فإذا نقطعت استونفت كصوم الشهرين التتابعي‬
‫فإن كانت حائضا حسبت الدة فإن طرأ اليض ف أثنائها ل تنقطع لن اليض عذر معتاد ل‬
‫ينفك منه فلو قلنا إنه ينع الحتساب اتصل الضرر وسقط حكم اليلء ولذا ل يقطع التتابع ف‬
‫صوم الشهرين التتابعي‬

‫____________________‬

‫وإن كانت نفساء ففيه وجهان أحدها أنه يتسب الدة لنه كاليض ف الحكام فكذلك ف‬
‫اليلء‬
‫والثان ل يتسب وإذا طرأ قطع لنه عذر نادر فهو كسائر العذار‬
‫وإن كان العذر لعن ف الزوج بأن كان مريضا أو منونا أو غائبا أو مبوبا أو مرما أو صائما عن‬
‫فرض أو معتكفا عن فرض حسبت الدة فإن طرأ شيء من هذه العذار ف أثناء الدة ل تنقطع‬
‫لن المتناع من جهته والزوجية باقية فحسبت الدة عليه‬
‫وإن آل ف حال الردة أو ف عدة الرجعية ل تتسب الدة وإن طرأت الردة أو الطلق الرجعي ف‬
‫أثناء الدة انقطعت لن النكاح قد تشعث بالطلق والردة فلم يكن للمتناع حكم‬
‫وإن أسلم بعد الردة أو راجع بعد الطلق وبقيت مدة التربص استونفت الدة لا ذكرناه‬
‫فصل إذا طلقها ف مدة التربص انقطعت الدة ول يسقط اليلء فإن راجعها وقد بقيت مدة‬
‫التربص استونفت الدة فإن وطئها حنث ف اليمي وسقط اليلء لنه أزال الضرر‬
‫وإن وطئها وهي نائمة أو منونة حنث ف يينه وسقط اليلء‬
‫وإن استدخلت ذكره وهو نائم ل ينث ف يينه لرتفاع القلم عنه وهل يسقط حقها فيه وجهان‬
‫أحدها يسقط لنا وصلت إل حقها‬
‫والثان ل يسقط لن حقها ف فعله ل ف فعلها‬
‫وإن وطئها وهو منون ل ينث لرتفاع القلم عنه وهل يسقط حقها فيه وجهان أحدها يسقط‬
‫وهو الظاهر من الذهب لنا قد وصلت منه إل حقها وإن ل يقصد فسقط حقها كما لو وطئها‬
‫وهو يظن أنا امرأة أخرى‬
‫والثان وهو قول الزن أنه ل يسقط حقها لنه ل ينث به فلم يسقط به اليلء‬
‫فصل وإن وطئها وهناك مانع من إحرام أو صوم أو حيض سقط به حقها من اليلء لنا وصلت‬
‫منه إل حقها وإن كان بحرم‬
‫فصل وإن ل يطلقها ول يطأها حت انقضت الدة نظرت فإن ل يكن عذر ينع الوطء ثبت لا‬
‫الطالبة بالقيئة أو الطلق لقوله عز وجل } للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاؤوا‬
‫فإن ال غفور رحيم وإن عزموا الطلق فإن ال سيع عليم { وإن كانت الزوجة أمة ل يز للمول‬
‫الطالبة وإن كانت منونة ل يكن لوليها الطالبة لن الطالبة بالطلق أو الفيئة طريقها الشهوة فل‬
‫يقوم الول فيه مقامها والستحب أن ) يقول ( له ف حق النونة اتق ال ف حقها فإما أن تفيء‬
‫إليها أو تطلقها‬
‫وإن ثبتت لا الطالبة فعفت عنها الزوجة جاز لا أن ترجع وتطالب لنا إنا ثبت لا الطالبة لدفع‬
‫الضرر بترك الوطء وذلك يتجدد مع الحوال فجاز لا الرجوع كما لو أعسر بالنفقة فعفت عن‬
‫الطالبة بالفسخ‬
‫وإن طولب بالفئة فقال أمهلون ففيه قولن أحدها يهل ثلثة أيام لنه قريب والدليل عليه قوله‬
‫عز وجل } ول تسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تتعوا ف داركم ثلثة أيام‬
‫ذلك وعد غي مكذوب { ولذا قدر به اليار ف البيع‬
‫والثان يهل قدر ما يتاج إليه للتأهب للوطء فإن كان ناعسا أمهل إل أن ينام وإن كان جائعا‬
‫أمهل إل أن يأكل وإن كان شبعان أمهل إل أن يف وإن كان صائما أمهل إل أن يفطر لنه حق‬
‫حل عليه وهو قادر على أدائه فلم يهل أكثر من قدر الاجة كالدين الال‬
‫فصل وإن وطئها ف الفرج فقد أوفاها حقها ويسقط اليلء وأدناه أن تغيب الشفة ف الفرج‬
‫لن أحكام الوطء تتعلق به‬
‫وإن وطئها ف الوضع الكروه أو وطئها فيما دون الفرج ل يعتد به لن الضرر ل يزول إل‬
‫بالوطء ف الفرج فإن وطئها ف الفرج فإن كانت اليمي بال تعال فهل تلزمه الكفارة فيه قولن‬
‫قال ف القدي ل تلزمه لقوله عز وجل } فإن فاؤوا فإن ال غفور رحيم { فعلق الغفرة بالفيئة فدل‬
‫على أنه قد استغن عن الكفارة‬
‫وقال ف الديد تلزمه الكفارة وهو الصحيح لقوله صلى ال عليه وسلم من حلف على يي فرأى‬
‫غيها خيا منها فليأت الذي هو خي وليكفر عن يينه ولنه حلف بال تعال وحنث فلزمته‬
‫الكفارة كما لو حلف على ترك صلة فصلها‬
‫وختلف أصحابنا ف موضع القولي فمنهم من قال القولن فيمن جامع وقت الطالبة فأما إذا‬
‫وطىء ف مدة التربص فإنه يب عليه الكفارة قول واحدا لن بعد الطالبة الفيئة واجبة فل يب‬
‫با كفارة كاللق عند التحلل‬
‫ومنهم من قال القولن ف الالي ويالف كفارة الج فإنا تب بالظور واللق الظور هو اللق‬
‫ف حال الحرام وأما اللق عند التحلل فهو نسك وليس كذلك كفارة اليمي فإنا تب بالنث‬
‫والنث الواجب كالنث بالظور ف إياب الكفارة‬
‫وإن كان اليلء على عتق وقع بنفس الوطء لنه عتق معلق على شرط فوقع بوجوده وإن كان‬
‫على نذر عتق أو نذر صوم‬
‫____________________‬

‫أو صلة أو التصدق بال فهو باليار بي أن يفي با نذر وبي أن يكفر كفارة يي لنه نذر ) نذرا‬
‫( على وجه اللجاج والغضب فيخي فيه بي الكفارة وبي الوفاء با نذر‬
‫وإن كان اليلء على الطلق الثلث طلقت ثلثا لنه طلق معلق على شرط فوقع بوجوده وهل‬
‫ينع من الوطء أم ل فيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن خيان أنه ينع من وطئها لنا‬
‫تطلق قبل أن ينع فمنع منه كما ينع ف شهر رمضان أن يامع وهو يشى أن يطلع الفجر قبل‬
‫أن ينع‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل ينع لن اليلج صادف النكاح والذي يصادف غي النكاح هو النع‬
‫وذلك ترك الوطء وما تعلق التحري بفعله ل يتعلق بتركه ولذا لو قال لرجل دخل داري ول تقم‬
‫فيها جاز أن يدخل ث يرج‬
‫وإن كان الروج ف حال الظر‬
‫وأنا مسألة الصوم فقد ذكر بعض أصحابنا أنا على وجهي‬
‫أحدها أنه ل ينع فل فرق بينها وبي مسألتنا فعلى هذا ل يزيد على تغييب الشفة ف الفرج ث‬
‫ينع فإن زاد على ذلك أو ستدام ل يب عليه الد لنه وطء جتمع فيه التحليل والتحري فلم‬
‫يب به الد وهل يب به الهر فيه وجهان أحدها يب كما تب الكفارة على الصائم إذا أول‬
‫قبل الفجر وستدام بعد طلوعه‬
‫والثان ل يب لن بتداء الوطء يتعلق به الهر الواجب بالنكاح لن الهر ف مقابلة كل وطء‬
‫يوجد ف النكاح وقد تكون مفوضة فيجب عليه الهر بتغييب الشفة فلو أوجبنا بالستدامة مهرا‬
‫أدى إل إياب مهرين بإيلج واحد وليس كذلك الكفارة فإنا ل تتعلق ببتداء الماع فل يودي‬
‫إيابا ف الستدامة إل إياب كفارتي بإيلج واحد‬
‫وإن نزع ث أول نظرت فإن كانا جاهلي بالتحري بأن عتقدا أن الطلق ل يقع إل بستكمال‬
‫الوطء ل يب عليهما الد للشبهة فعلى هذا يب الهر‬
‫وإن كانا عالي بالتحري ففي الد وجهان أحدها أنه يب لنه إيلج مستأنف مرم من غي شبهة‬
‫فوجب به الد كاليلج ف الجنبية فعلى هذا ل يب الهر لنا زانية‬
‫والثان ل يب العد لن اليلجات وطء واحد فإذا ل يب ف أوله ل يب ف إتامه فعلى هذا‬
‫يب لا الهر‬
‫وإن علم الزوج بالتحري وجهلت الزوجة أو علمت ول تقدر على دفعه ل يب عليها الد ويب‬
‫لا الهر وف وجوب الد على الزوج وجهان وإن كان الزوج جاهل بالتحري وهي عالة ففي‬
‫وجوب الد عليها وجهان‬
‫أحدها يب فعلى هذا ل يب لا الهر‬
‫والثان ل يب فعلى هذا يب لا الهر‬
‫فصل وإن طلق فقد سقط حكم اليلء وبقيت اليمي فإن متنع ول يف ول يطلق ففيه قولن قال‬
‫ف القدي ل يطلق عليه الاكم لقوله صلى ال عليه وسلم الطلق لن أخذ بالساق ولن ما خي‬
‫فيه الزوج بي أمرين ل يقم الاكم فيه مقامه ف الختيار كما لو أسلم وتته أختان فعلى هذا‬
‫يبس حت يطلق أو يفيء كما يبس إذا متنع من ختيار إحدى الختي‬
‫وقال ف الديد يطلق الاكم عليه لن ما دخلت النيابة فيه وتعي مستحقه ومتنع من هو عليه قام‬
‫الاكم فيه مقامه كقضاء الدين فعلى هذا يطلق عليه طلقة وتكون رجعية‬
‫وقال أبو ثور تقع طلقة بائنة لنا فرقة لدفع الضرر لفقد الوطء فكانت بائنة كفرقة العني وهذا‬
‫خطأ لنه طلق صادف مدخول با من غي عوض ول ستيفاء عدد فكان رجعيا كالطلق من غي‬
‫إيلء ويالف فرقة العني فإن تلك الفرقة فسخ وهذا طلق فإذا وقع الطلق ول يراجع حت‬
‫بانت ث تزوجها والدة باقية فهل يعود اليلء على ما ذكرناه ف عود اليمي ف النكاح الثان‬
‫فإن قلنا يعود فإن كانت الدة باقية استونفت مدة اليلء ث طولب بعد نقضائها بالفيئة أو الطلق‬
‫فإن راجعها والدة باقية ستونفت الدة وطولب بالفيئة أو الطلق وعلى هذا إل أن يستوف الثلث‬
‫فإن عادت إليه بعد استيفاء الثلث والدة باقية فهل يعود اليلء على قولي‬
‫فصل وإن انقضت الدة وهناك عذر ينع الوطء نظرت فإن كان لعن فيها كالرض والنون الذي‬
‫ل ياف منه أو الغماء الذي ل تييز معه أو البس ف موضع ل يصل إليه أو الحرام أو الصوم‬
‫الواجب أو اليض أو النفاس ل يطالب لن الطالبة تكون مع الستحقاق وهي ل تستحق الوطء‬
‫ف هذه الحوال فلم تز الطالبة به‬
‫وإن كان العذر من جهته نظرت فإن كان مغلوبا على عقله ل يطالب لنه ل يصلح للخطاب ول‬
‫يصلح منه جواب‬
‫فإن كان مريضا مرضا ينع الوطء أو حبس بغي حق حبسا ينع الوصول إليه طولب أن يفيء فيئة‬
‫العذور بلسانه وهو أن يقول لست أقدر على الوطء ولو قدرت لفعلت فإذا قدرت فعلت‬

‫____________________‬

‫وقال أبو ثور ل يلزمه الفيئة باللسان لن الضرر بترك الوطء ل يزول بالفيئة باللسان وهذا خطأ‬
‫لن القصد بالفيئة ترك ما قصد إليه من الضرار وقد ترك القصد إل الضرار با أتى به من‬
‫العتذار ولن القول مع العذر يقوم مقام الفعل عند القدرة ولذا نقول إن إشهاد الشفيع على‬
‫طلب الشفعة ف حال الغيبة يقوم مقام الطلب ف حال الضور ف إثبات الشفعة‬
‫وإذا فاء باللسان ث قدر طولب بالوطء لنه تأخر بعذر فإذا زال العذر طولب به‬
‫فصل وإن انقضت الدة وهو غائب فإن كان الطريق آمنا فلها أن توكل من يطالبه بالسي إليها أو‬
‫بملها إليه أو بالطلق‬
‫وإن كان الطريق غي آمن فاء فيئة معذور إل أن يقدر فإن ل يفعل أخذ بالطلق‬
‫فصل وإن نقضت الدة وهو مرم قيل له إن وطئت فسد إحرامك وإن ل تطأ أخذت بالطلق فإن‬
‫طلقها سقط حكم اليلء وإن وطئها فقد أوفاها حقها وفسد نسكه وإن ل يطأ ول يطلق ففيه‬
‫وجهان أحدها يقتنع منه بفيئة معذور إل أن يتحلل لنه غي قادر على الوطء فأشبه الريض‬
‫والبوس‬
‫والثان ل يقتنع منه وهو ظاهر النص لنه متنع من الوطء بسبب من جهته‬
‫فصل وإن نقضت الدة وهو مظاهر قيل له إن وطئت قبل التكفي أثت للظهار وإن ل تطأ أخذت‬
‫بالطلق‬
‫فإن قال أمهلون حت أشتري رقبة أكفر با أمهل ثلثة أيام‬
‫وإن قال أمهلون حت أكفر بالصيام ل يهل ) لن مدة الصيام ( تطول‬
‫وإن أراد أن يطأها قبل أن يكفر وقالت الرأة ل أمكنك من الوطء لن مرمة عليك فقد ذكر‬
‫الشيخ أبو حامد السفرايين رحه ال إنه ليس لا أن تتنع فإن متنعت سقط حقها من الطالبة كما‬
‫نقول فيمن له دين على رجل فأحضر مال فامتنع صاحب الق من أخذه وقال ل آخذه لنه‬
‫مغصوب إنه يلزمه أن يأخذه أو يبئه من الدين‬
‫وعندي أن لا أن تتنع لنه وطء مرم فجاز لا أن تتنع منه كوطء الرجعية ويالف صاحب‬
‫الدين فإنه يدعي أنه مغصوب والذي عليه الدين يدعي أنه ماله والظاهر معه فإن اليد تدل على‬
‫اللك وليس كذلك وطء الظاهر منها فإنما متفقان على تريه فنظيه من الال أن يتفقا على أنه‬
‫مغصوب فل يب صاحب الدين على أخذه‬
‫فصل وإن نقضت الدة فادعى أنه عاجز ول يكن قد عرف حاله أنه عني أو قادر وجهان أحدها‬
‫وهو ظاهر النص أنه يقبل قوله لن التعني من العيوب الت ل يقف عليها غيه فقبل قوله فيه مع‬
‫اليمي فإن حلف طولب بفيئة معذور أو يطلق‬
‫والوجه الثان أنه ل يقبل قوله لنه متهم فعلى هذا يوخذ بالطلق‬
‫فصل وإن آل البوب وقلنا إنه يصح إيلوه أو آل وهو صحيح الذكر وانقضت الدة وهو‬
‫مبوب فاء فيئة معذور وهو أن يقول لو قدرت فعلت فإن ل يفيء أخذ بالطلق‬
‫فصل وإن اختلف الزوجان ف انقضاء الدة فادعت الرأة انقضاءها وأنكر الزوج فالقول قول‬
‫الزوج لن الصل أنا ل تنقض ولن هذا ختلف ف وقت اليلء فكان القول فيه قوله‬
‫وإن ختلفا ف الصابة فادعى الزوج أنه أصابا وأنكرت الرأة فعلى ما ذكرناه ف العني‬
‫كتاب الظهار الظهار مرم لقوله عز وجل } الذين يظاهرون منكم من { } منكرا من القول‬
‫وزورا { ويصح ذلك من كل زوج مكلف لقوله عز وجل } نسائهم ما هن أمهاتم إن أمهاتم‬
‫إل اللئي ولدنم وإنم ليقولون { } والذين يظاهرون من نسائهم ث يعودون لا قالوا فتحرير رقبة‬
‫{‬
‫____________________‬

‫ولنه قول يتص به النكاح فصح من كل زوج مكلف كالطلق ول يصح من السيد ف أمته‬
‫لقوله عز وجل } والذين يظاهرون من نسائهم { فخص به الزواج ولن الظهار كان طلقا ف‬
‫النساء ف الاهلية فنسخ حكمه وبقي مله‬
‫فصل وإن قال أنت علي كظهر أمي فهو ظهار‬
‫وإن قال أنت علي كظهر جدت فهو ظهار لن الدة من المهات ولنا كالم ف التحري‬
‫وإن قال أنت علي كظهر أب ل يكن ظهارا لنه ليس بحل الستمتاع فلم يصر بالتشبيه به‬
‫مظاهرا كالبهيمة‬
‫وإن قال أنت علي كظهر أخت أو عمت ففيه قولن قال ف القدي ليس بظهار لن ال تعال نص‬
‫على المهات وهن الصل ف التحري وغيهن فرع لن ودونن فلم يلحقن بن ف الظهار‬
‫وقال ف الديد هو ظهار وهو الصحيح لنا مرمة بالقرابة على التأبيد فأشبهت الم‬
‫وإن شبهها بحرمة من غي ذوات الارم نظرت فإن كانت امرأة حلت له ث حرمت عليه‬
‫كاللعنة والم من الرضاع وحليلة الب بعد ولدته أو مرمة تل له ف الثان كأخت زوجته‬
‫وخالتها وعمتها ل يكن ظهارا لنن دون الم ف التحري وإن ل تل له قط ول تل له ف الثان‬
‫كحليلة الب قبل ولدته فعلى القولي ف ذوات الارم‬
‫فصل وإن قال أنت عندي أو أنت من أو أنت معي كظهر أمي فهو ظهار لنه يفيد ما يفيد قوله‬
‫أنت علي كظهر أمي‬
‫وإن شبهها بعضو من أعضاء الم غي الظهر بأن قال أنت علي كفرج أمي أو كيدها أو كرأسها‬
‫فالنصوص أنه ظهار ومن أصحابنا من جعلها على قولي قياسا على من شبهها بذات رحم مرم‬
‫منه غي الم‬
‫والصحيح أنه ظهار قول واحدا لن غي الظهر كالظهر ف التحري وغي الم ذون الم ف التحري‬

‫وإن قال أنت علي كبدن أمي فهو ظهار لنه يدخل الظهر فيه‬
‫وإن قال أنت علي كروح أمي ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه ظهار لنه يعب به عن الملة‬
‫والثان أنه كناية لنه يتمل أنا كالروح ف الكرامة فلم يكن ظهارا من غي نية‬
‫والثالث وهو قول علي بن أب هريرة أنه ليس بصريح ول كناية لن الروح ليس من العيان الت‬
‫يقع با التشبيه‬
‫وإن شبه عضوا من زوجته بظهر أمه بأن قال رأسك أو يدك علي كظهر أمي فهو ظهار لنه قول‬
‫يوجب تري الزوجة فجاز تعليقه على يدها ورأسها كالطلق وعلى قول ذلك القائل يب أن‬
‫يكون ههنا قول آخر أنه ليس بظهار‬
‫فصل وإن قال أنت علي كأمي أو مثل أمي ل يكن ظهارا إل بالنية لنه يتمل أنا كالم ف‬
‫التحري أو ف الكرامة فلم يعل ظهارا من غي نية كالكنايات ف الطلق‬
‫فصل وإن قال أنت طالق ونوى به الظهار ل يكن ظهارا‬
‫وإن قال أنت علي كظهر أمي ونوى به الطلق ل يكن طلقا لن كل واحد منهما صريح ف‬
‫موجبه ف الزوجية فل ينصرف عن موجبه بالنية‬
‫وإن قال أنت طالق كظهر أمي ول ينو شيئا وقع الطلق بقوله أنت طالق ويلغى قوله كظهر أمي‬
‫لنه ليس معه ما يصي به ظهارا وهو قوله أنت علي أو من أو معي أو عندي فيصي كما لو قال‬
‫ابتداء كظهر أمي‬
‫وإن قال أردت أنت طالق طلقا يرم كما يرم الظهار وقع الطلق وكان قوله كظهر أمي تأكيدا‬

‫وإن قال أردت أنت طالق وأنت علي كظهر أمي فإن كان الطلق رجعيا صار مطلقا ومظاهرا‬
‫وإن كانت بائنا وقع الطلق وعلم يصح الظهار لن الظهار يلحق الرجعية ول يلحق البائن‬
‫وإن قال أنت علي حرام كظهر أمي ول ينو شيئا فهو ظهار لنه أتى بصريه وأكده بلفظ التحري‬
‫وإن نوى به الطلق فقد روى الربيع أنه طلق وروي ف بعض نسخ الزن أنه ظهار وبه قال‬
‫بعض أصحابنا لن ذكر الظهار قرينة ظاهرة ونية الطلق قرينة ) خفية ( فقدمت القرينة الظاهرة‬
‫على القرينة الفية والصحيح أنه طلق وأما الظهار فهو غلط وقع ف بعض النسخ لن التحري‬
‫كناية ف الطلق والكناية مع النية كالصريح فصار كما لو قال أنت طالق كظهر أمي‬
‫وإن قال أردت الطلق والظهار فإن كان الطلق رجعيا صار مطلقا ومظاهرا وإن كان الطلق‬
‫بائنا صح الطلق ول يصح الظهار لا ذكرناه فيما تقدم‬
‫وعلى مذهب ذلك القائل هو مظاهر لن القرينة الظاهرة مقدمة‬
‫وإن قال أردت تري عينها وجبت كفارة يي وعلى قول ذلك القائل هو مظاهر‬

‫____________________‬

‫فصل ويصح الظهار موقتا وهو أن يقول أنت علي كظهر أمي يوما أو شهرا نص عليه ف الم‬
‫وقال ف اختلف العراقيي ل يصي مظاهرا لنه لو شبهها بن ترم إل وقت ل يصر مظاهرا‬
‫فكذلك إذا شبهها بأمه إل وقت‬
‫والصحيح هو الول لا روى سلمة بن صخر قال كنت امرأ أصيب من النساء ما ل يصيب‬
‫غيي فلما دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأت شيئا يتتابع ب حت أصبح فظاهرت‬
‫منها حت ينسلخ ) شهر ( رمضان فبينما هي تدثن ذات ليلة وتكشف ل منها شيء فلم ألبث‬
‫أن نزوت عليها فانطلقت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبته فقال حرر رقبة ولن الكم‬
‫إنا تعلق بالظهار لقوله النكر والزور وذلك موجود ف الوقت‬
‫فصل ويوز تعليقه بشرط كدخول الدار ومشيئة زيد لنه قول يوجب تري الزوجة فجاز تعليقه‬
‫بالشرط كالطلق‬
‫وإن قال إن تظاهرت من فلنة فأنت علي كظهر أمي فتزوج فلنة وتظاهر منها صار مظاهرا من‬
‫الزوجة لنه قد وجد شرط ظهارها‬
‫وإن قال إن تظاهرت من فلنة الجنبية فأنت علي كظهر أمي ث تزوج فلنة وظاهر منها ففيه‬
‫وجهان‬
‫أحدها ل يصي مظاهرا من الزوجة لنه شرط أن يظاهر من الجنبية والشرط ل يوجد فصار كما‬
‫لو قال إن تظاهرت من فلنة وهي أجنبية فأنت علي كظهر أمي ث تزوجها وظاهر منها‬
‫والثان يصي مظاهرا منها لنه علق ظهارها بعينها ووصفها بصفة والكم إذا تعلق بعي على صفة‬
‫كانت الصفة تعريفا ل شرطا كما لو قال وال ل دخلت دار زيد هذه فباعها زيد ث دخلها فإنه‬
‫ينث وإن ل تكن ملك زيد‬
‫فصل وإن قالت الزوجة لزوجها أنت علي كظهر أب أو أنا عليك كظهر أمك ل يلزمها شيء لنه‬
‫قول يوجب تريا ف الزوجية يلك الزوج رفعه‬
‫فاختص به الرجل كالطلق‬
‫فصل وإذا صح الظهار ووجد العود وجبت الكفارة لقوله عز وجل } والذين يظاهرون من‬
‫نسائهم ث يعودون لا قالوا فتحرير رقبة { والعود هو أن يسكها بعد الظهار زمانا يكنه أن‬
‫يطلقها فلم يفعل وإن ماتت الرأة عقيب الظهار أو طلقها عقيب الظهار ل تب الكفارة والدليل‬
‫على أن العود ما ذكرناه هو أن تشبيهها بالم يقتضي أل يسكها فإذا أمسكها فقد عاد فيما قال‬
‫فإذا ماتت أو طلقها عقيب الظهار ل يوجد العود فيما قال‬
‫فصل وإن تظاهر من رجعية ل يصر عائدا قبل الرجعة لنه ل يوجد المساك وهي تري إل‬
‫البينونة فإن راجعها فهل تكون الرجعة عودا أم ل فيه قولن قال ف الملء ل تكون عودا حت‬
‫يسكها بعد الرجعة لن العود استدامة المساك والرجعة ابتداء استباحة فلم تكن عودا‬
‫وقال ف الم هو عود لن العود هو المساك وقد سى ال عز وجل الرجعة إمساكا فقال‬
‫} فإمساك بعروف أو تسريح بإحسان {‬
‫ولنه إذا حصل العود باستدامة المساك فلن يصل بابتداء الستباحة أول‬
‫وإن بانت منه ث تزوجها فهل يعود الظهار أم ل على القوال الت مضت ف الطلق فإذا قلنا إنه‬
‫يعود فهل يكون النكاح عودا فيه وجهان ) الصحيح ل ( بناء على القولي ف الرجعة‬
‫وإن ظاهر الكافر من امرأته وأسلمت الرأة عقيب الظهار فإن كان قبل الدخول ل تب الكفارة‬
‫لنه ل يوجد العود وإن كان بعد الدخول ل يصر عائدا ما دامت ف العدة لنا تري إل البينونة‬
‫وإن أسلم الزوج قبل انقضاء العدة ففيه وجهان أحدها ل يصي عائدا لن العود هو المساك‬
‫على النكاح وذلك ل يوجد إل بعد السلم‬
‫والثان يصي عائدا لن قطع البينونة بالسلم أبلغ من المساك فكان العود به أول‬
‫فصل وإن كانت الزوجة أمة فاشتراها الزوج عقيب الظهار ففيه وجهان أحدها أن اللك عود‬
‫لن العود أن يسكها على الستباحة وذلك قد وجد‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أن ذلك ليس بعود لن العود هو المساك على الزوجية والشروع ف‬
‫الشراء تسبب لفسخ النكاح فلم يز أن يكون عودا‬
‫وإن قذفها وأتى من اللعان بلفظ الشهادة وبقي لفظ اللعن فظاهر منها ث أتى بلفظ اللعن عقيب‬
‫الظهار ل يكن ذلك عودا لنه يقع به الفرقة فلم يكن عودا كما لو طلقها‬
‫وإن قذفها ث ظاهر‬
‫____________________‬

‫منها ث أتى بلفظ اللعان ففيه وجهان أحدها أنه صار عائدا لنه أمسكها زمانا أمكنه أن يطلقها‬
‫فيه فلم يطلق‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه ل يكون عائدا لنه اشتغل با يوجب الفرقة فصار كما لو ظاهر‬
‫منها ث طلق وأطال لفظ الطلق‬
‫فصل وإن كان الظهار موقتا ففي عوده وجهان‬
‫أحدها وهو قول الزن أن العود فيه أن يسكها بعد الظهار زمانا يكنه أن يطلقها فيه كما قلنا ف‬
‫الظهار الطلق‬
‫والثان وهو النصوص أنه ل يصل العود فيه إل بالوطء لن إمساكه يوز أن يكون لوقت الظهار‬
‫ويوز أن يكون لا بعد مدة الظهار فل يتحقق العود إل بالوطء‬
‫فإن ل يطأها حت مضت الدة سقط الظهار ول تب الكفارة لنه ل يوجد العود‬
‫فصل وإن تظاهر من أربع نسوة بأربع كلمات وأمسكهن لزمه لكل واحدة كفارة‬
‫وإن تظاهر منهن بكلمة واحدة بأن قال أنت علي كظهر أمي وأمسكهن ففيه قولن‬
‫قال ف القدي تلزمه كفارة واحدة لا روعى ابن عباس وسعيد بن السيب رضي ال عنهما أن عمر‬
‫رضي ال عنه سئل عن رجل تظاهر من أربع نسوة فقال يزيه كفارة واحدة‬
‫وقال ف الديد يلزمه أربع كفارات لنه وجد الظهار والعود ف حق كل واحدة منهن فلزمه أربع‬
‫كفارات كما لو أفردهن بكلمات‬
‫وإن تظاهر من امرأة ث ظاهر منها قبل أن يكفر عن الول نظرت فإن قصد التأكيد لزمه كفارة‬
‫واحدة وإن قصد الستئناف ففيه قولن‬
‫قال ف القدي تلزمه كفارة واحدة لن الثان ل يوثر ف التحري‬
‫وقال ف الديد يلزمه كفارتان لنه قول يوثر ف تري الزوجة كرره على وجه الستئناف فتعلق‬
‫بكل مرة حكم الطلق‬
‫وإن أطلق ول ينو شيئا فقد قال بعض أصحابنا حكمه حكم ما لو قصد التأكيد‬
‫ومنهم من قال حكمه حكم ما لو قصد الستئناف كما قلنا فيمن كرر الطلق‬
‫وإن كانت له امرأتان وقال لحداها إن تظاهرت منك فالخرى علي كظهر أمي ث تظاهر من‬
‫الول وأمسكها لزمه كفارتان قول واحدا لنه أفرد كل واحدة منهما بظهار‬
‫فصل وإذا وجبت الكفارة حرم وطؤها إل أن يكفر لقوله عز وجل } والذين يظاهرون من‬
‫نسائهم ث يعودون لا قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به وال با تعملون خبي‬
‫فمن ل يد فصيام شهرين متتابعي من قبل أن يتماسا فمن ل يستطع فإطعام ستي مسكينا {‬
‫فشرط ف العتق والصوم أن يكونا قبل السيس وقسنا عليهما الطعام‬
‫وروى عكرمة أن رجل ظاهر من امرأته ث واقعها قبل أن يكفر فأتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخبه فقال ما حلك على ما صنعت قال رأيت بياض ساقها ف القمر قال فاعتزلا حت تكفر عن‬
‫يينك واختلف قوله ف الباشرة فيما دون الفرج فقال ف القدي ترم لنه قول يوثر ف تري‬
‫الوطء فحرم به ما دونه من الباشرة كالطلق‬
‫وقال ف الديد ل ترم لنه وطء ل يتعلق بتحريه مال فلم ياوزه التحري كوطء الائض‬
‫وال أعلم‬
‫باب كفارة الظهار وكفارته عتق رقبة لن وجد وصيام شهرين متتابعي لن ل يد الرقبة وإطعام‬
‫ستي مسكينا لن ل يد الرقبة ول يطيق الصوم والدليل عليه قوله عز وجل } والذين يظاهرون‬
‫من نسائهم ث يعودون لا قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به وال با تعملون‬
‫خبي فمن ل يد فصيام شهرين متتابعي من قبل أن يتماسا فمن ل يستطع فإطعام { وروت خولة‬
‫بنت مالك بن ثعلبة قالت ظاهر من زوجي أوس بن الصامت فجئت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أشكو إليه ورسول ال صلى ال عليه وسلم يادلن فيه ويقول اتق ال فإنه بن عمك فما‬
‫برحت حت نزل القرآن } قد سع ال قول الت تادلك ف زوجها وتشتكي إل ال { الادلة ‪( 1‬‬
‫الية فقال يعتق رقبة فقلت ل يد قال فليصم شهرين متتابعي قلت يا رسول ال شيخ كبي ما به‬
‫صيام قال فليطعم ستي مسكينا قلت يا رسول ال ما عنده شيء يتصدق به قال فأتى بعرق من‬
‫تر قلت يا رسول ال وأنا أعينه بعرق آخر قال قد أحسنت فاذهب فأطعمي بما عنه ستي‬
‫مسكينا ورجعي إل بن عمك فإن كان له مال يشتري به رقبة فاضل عما يتاج إليه لقوته‬
‫ولكسوته ومسكنه وبضاعة ل بد‬
‫____________________‬

‫له منها وجب عليه العتق‬


‫وإن كان له رقبة ل يستغن عن خدمتها بأن كان كبيا أو مريضا أو من ل يدم نفسه ل يلزمه‬
‫صرفها ف الكفارة لن ما يستغرقه حاجته كالعدوم ف جواز النتقال إل البدل كما نقول فيمن‬
‫معه ماء يتاج إليه للعطش وإن كان من يدم نفسه ففيه وجهان أحدها يلزمه العتق لنه مستغن‬
‫عنه‬
‫والثان ل يلزمه لنه ما من أحد إل ويتاج إل الترفه والدمة‬
‫وإن وجبت عليه كفارة وله مال غائب فإن كان ل ضرر عليه ف تأخي الكفارة ككفارة القتل‬
‫وكفارة الوطء ف رمضان ل يز أن ينتقل إل الصوم لنه قادر على العتق من غي ضرر فل يكفر‬
‫بالصوم كما لو حضر الال وإن كان عليه ضرر ف تأخي الكفارة ككفارة الظهار ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يكفر بالصوم لن له مال فاضل عن كفايته يكنه أن يشتري به رقبة فل يكفر بالصوم‬
‫كما نقول ف كفارة القتل‬
‫والثان له أن يكفر بالصوم لن عليه ضررا ف تري الوطء إل أن يضر الال فجاز له أن يكفر‬
‫بالصوم‬
‫فصل وإن اختلف حاله من حي وجبت الكفارة إل حي الداء ففيه ثلثة أقوال‬
‫أحدها أن يعتب حال الداء لنا عبادة لا بدل من غي جنسها فاعتب فيها حال الداء كالوضوء‬
‫والثان يعتب حال الوجوب لنه حق يب على وجه التطهي فاعتب فيه حال الوجوب كالد‬
‫والثالث يعتب أغلظ الحوال من حي الوجوب إل حي الداء فأي وقت قدر على العتق لزمه‬
‫لنه حق يب ف الذمة بوجود الال فاعتب فيه أغلظ الحوال كالج‬
‫فصل ول يزىء ف شيء من الكفارات إل رقبة مؤمنة لقوله عز وجل } ومن قتل مؤمنا خطأ‬
‫فتحرير رقبة مؤمنة { فنص ف كفارة القتل على رقبة مومنة وقسنا عليها سائر الكفارات‬
‫فصل ول يزىء إل رقبة سليمة من العيوب الت تضر بالعمل ضررا بينا لن القصود تليك العبد‬
‫منفعته وتكينه من التصرف وذلك ل يصل مع العيب الذي يضر بالعمل ضررا بينا‬
‫فإن أعتق أعمى ل يز لن العمى يضر بالعمل الضرر البي‬
‫وإن أعتق أعور أجزأه لن العور ل يضر بالعمل ضررا بينا لنه يدرك ما يدرك البصي بالعيني ول‬
‫يزىء مقطوع اليد أو الرجل لن ذلك يضر بالعمل ضررا بينا ول يزىء مقطوع البام أو‬
‫السبابة أو الوسطى لن منفعة اليد تبطل بقطع كل واحد منهما ويزىء مقطوع النصر أو‬
‫البنصر لنه ل تبطل منفعة اليد بقطع إحداها فإن قطعتا جيعا فإن كانتا من كف واحدة ل تزه‬
‫لنه تبطل منفعة اليد بقطعهما وإن كانتا من كفي أجزأه لنه ل تبطل منفعة كل واحد من الكفي‬

‫وإن قطع منه أنلتان فإن كانتا من النصر أو البنصر أجزأه لن ذهاب كل واحدة منهما ل ينع‬
‫الجزاء فلن ل ينع ذهاب أنلتي أول وإن كانتا من الوسط أو السبابة ل يزه لنه تبطل به‬
‫منفعة الصبع‬
‫وإن قطعت منه أنلة فإن كانت من غي البام أجزأه لنه ل تبطل به منفعة الصبع وإن كانت من‬
‫البام ل يزه لنه تبطل به منفعة البام‬
‫فصل وإن كان أعرج نظرت فإن كان عرجا قليل أجزأه لنه ل يضر بالعمل ضررا بينا وإن كان‬
‫كثيا ل يزه لنه يضر بالعمل ضرررا بينا ويزىء الصم لن الصمم ل يضر بالعمل بل يزيد ف‬
‫العمل لنه ل يسمع ما يشغله وأما الخرس فقد قال ف موضع يزئه وقال ف موضع ل يزئه‬
‫فمن أصحابنا من قال إن كان مع الرس صمم ل يزه لنه يضر بالعمل ضررا بينا وإن ل يكن‬
‫معه صمم أجزأه لنه ل يضر بالعمل ضررا بينا‬
‫وحل القولي على هذين الالي‬
‫ومنهم من قال إن كان يعقل الشارة أجزأه لنه يبلغ بالشارة ما يبلغ بالنطق وإن كان ل يعقل ل‬
‫يزه لنه يضر بالعمل ضررا بينا وحل القولي على هذين الالي‬
‫وإن كان منونا جنونا مطبقا ينع العمل ل يزه لنه ل يصلح للعمل وإن كان ين ويفيق نظرت‬
‫فإن كان زمان النون أكثر ل يزه لنه يضر به ضررا بينا وإن كان زمان الفاقة أكثر أجزأه لنه‬
‫ل يضر به ضررا بينا ويزىء الحق وهو الذي يفعل الشيء ف غي موضعه مع العلم بقبحه‬
‫فصل ويزىء الجدع لنه كغيه ف العمل ويزىء مقطوع الذن لن قطع الذن ل يوير ف‬
‫العمل وغيه أول منه ليخرج من اللف فإن عند مالك ل يزئه ويزىء ولد الزنا لنه كغيه ف‬
‫العمل وغيه أول منه لن الزهري والوزاعي ل‬
‫____________________‬

‫ييزان ذلك ويزىء البوب والصي لن الب والصي ل يضران بالعمل ضررا بينا ويزىء‬
‫الصغي لنه يرجى من منافعه وتصرفه أكثر ما يرجى من الكبي ول يزىء عتق المل لنه ل‬
‫يثبت له حكم الحياء ولذا ل يب عنه زكاة الفطر‬
‫ويزىء الريض الذي يرجى بروه ول يزىء من ل يرجى بروه لنه ل عمل فيه‬
‫ويزىء نضو اللق إذا ل يعجز عن العمل ول يزىء إذا عجز عن العمل وإن أعتق مرهونا أو‬
‫جانيا وجوزنا عتقه أجزأه لنه كغيه ف العمل‬
‫فصل ول يزىء عبد مغصوب لنه منوع من التصرف ف نفسه فهو كالزمن وإن أعتق غائبا ل‬
‫يعرف خبه فظاهر ما قاله ههنا أنه ل يزئه‬
‫وقال ف زكاة الفطر إن عليه فطرته فمن أصحابنا من نقل جواب كل واحدة منهما إل الخرى‬
‫وجعلهما على قولي أحدها يزئه عن الكفارة وتب زكاة الفطر عنه لنه على يقي من حياته‬
‫وعلى شل من موته واليقي ل يزال بالشك‬
‫والثان ل يزئه ف الكفارة ول تب زكاة فطرته لن الصل ف الكفارة وجوبا فل تسقط بالشك‬
‫والصل ف زكاة الفطر براءة ذمته منها فل تب بالشك‬
‫ومنهم من قال ل يزئه ف الكفارة وتب زكاة الفطر لن الصل رتان ذمته بالكفارة بالظهار‬
‫التحقق ورتانا بالزكاة باللك التحقق فلم تسقط الكفارة بالياة الشكوك فيها ول الزكاة بالوت‬
‫الشكوك فيه‬
‫فصل ول يزىء عتق أم الولد ول الكاتب لنما يستحقان العتق بغي الكفارة بدليل أنه ل يوز‬
‫إبطاله بالبيع فل يسقط بعتقهما فرض الكفارة كما لو باع من فقي طعاما ث دفعه إليه عن الكفارة‬

‫ويزىء الدبر والعتق بصفة لن عتقهما غي مستحق بدليل أنه يوز إبطاله بالبيع‬
‫فصل وإن اشترى من يعتق عليه من القارب ونوى عتقه عن الكفارة ل يزه لن عتقه مستحق‬
‫بالقرابة فل يوز أن يصرفه إل الكفارة كما لو استحق عليه الطعام ف النفقة ف القرابة فدفعه إليه‬
‫عن الكفارة‬
‫وإن شترى عبدا بشرط أن يعتقه فأعتقه عن الكفارة ل يزه لنه مستحق العتق بغي الكفارة فل‬
‫يوز صرفه إل الكفارة‬
‫وإن كان مظاهرا وله عبد فقال لمرأته أن وطئتك فعلي أن أعتق عبدي عن كفارة الظهار فوطئها‬
‫ث أعتق العبد عن الظهار ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي الطبي أنه ل يزئه لن عتقه‬
‫مستحق بالنث ف اليلء‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه يزئه وهو الذهب لنه ل يتعي عليه عتقه لنه مي بي أن يعتقه‬
‫وبي أن يكفر كفارة يي‬
‫فصل وإن كان بينه وبي آخر عبد وهو موسر فأعتق نصيبه ونوى عتق الميع عن الكفارة أجزأه‬
‫لنه عتق العبد بالباشرة والسراية وحكم السراية حكم الباشرة ولذا إذا جرحه وسرى إل نفسه‬
‫جعل كما لو باشر قتله‬
‫وإن كان معسرا عتق نصيبه وإن ملك نصيب الخر وأعتقه عن الكفارة أجزأه لنه أعتق جيعه‬
‫عن الكفارة‬
‫وإن كان ف وقتي فأجزأه كما لو أطعم الساكي ف وقتي‬
‫وإن أعتق نصف عبدين عن كفارة ففيه ثلثة أوجه أحدها ل يزئه لن الأمور به عتق رقبة ول‬
‫يعتق رقبة‬
‫والثان يزئه لن أبعاض الملة كالملة ف زكاة الفطر وزكاة الال فكذلك ف الكفارة‬
‫والثالث أنه إن كان باقيهما حرا أجزأه لنه يصل تكميل الحكام والتمكي من التصرف ف‬
‫منافعه على التمام‬
‫وإن كان ملوكا ل يزه لنه ل يصل له تكميل الحكام والتمكي التام‬
‫فصل إذا قال لغيه أعتق عبدك عن فأعتقه عنه دخل العبد ف ملكه وعتق عليه سواء كان بعوض‬
‫أو بغي عوض‬
‫واختلف أصحابنا ف الوقت الذي يعتق عليه فقال أبو إسحاق يقع اللك والعتق ف حالة واحدة‬
‫ومن أصحابنا من قال يدخل ف ملكه ث يعتق عليه وهو الصحيح لن العتق ل يقع عنه ف ملك‬
‫غيه فوجب أن يتقدم اللك ث يقع العتق‬
‫وإن قال أعتق عبدك عن كفارت فأعتقه عن كفارته أجزأه لنه وقع العتق عنه فصار كما لو‬
‫اشتراه ث أعتقه‬
‫فصل وإن ل يد رقبة وقدر على الصوم لزمه أن يصوم شهرين متتابعي لقوله عز وجل } فمن ل‬
‫يد فصيام شهرين متتابعي {‬
‫فإن دخل فيه ف أول الشهر صام شهرين بالهلة لن الشهر ف الشرع بالهلة والدليل عليه قوله‬
‫عز وجل } يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس والج { فإن دخل فيه وقد مضى من‬
‫الشهر خسة أيام صام ما بقي وصام الشهر الذي بعده ث يصوم من الشهر الثالث تام ثلثي يوما‬
‫لنه تعذر عتبار اللل ف شهر فاعتب بالعدد كما يعتب العدد ف الشهر الذي غم عليهم اللل ف‬
‫صوم رمضان‬

‫____________________‬

‫وإن أفطر ف يوم منه من غي عذر لزمه أن يستأنف وإن جامع بالليل ) قبل أن يكفر ( أث لنه‬
‫جامع قبل التكفي ول يبطل التتابع لن جاعه ل يوثر ف الصوم فلم يقطع التتابع كالكل بالليل‬
‫وإن كان الفطر لعذر نظرت فإن كانت مرأة فحاضت ف صوم كفارة القتل أو الوطء ف كفارة‬
‫رمضان ل ينقطع التتابع لنه ل صنع لا ف الفطر ولنه ل يكن حفظ الشهرين من اليض إل‬
‫بالتأخي إل أن تيأس من اليض وف ذلك تغرير بالكفارة لنا ربا ماتت قبل الياس فتفوت وإن‬
‫كان الفطر برض ففيه قولن أحدها يبطل التتابع لنه أفطر بتياره فبطل التتابع كما لو أجهده‬
‫الصوم فأفطر‬
‫والثان ل يبطل لن الفطر بسبب من غي جهته فلم يقطع التتابع كالفطر باليض وإن كان‬
‫بالسفر ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن كالفطر بالرض لن السفر كالرض ف إباحة‬
‫الفطر فكان كالرض ف قطع التتابع‬
‫والثان أنه يقطع التتابع قول واحدا لن سببه من جهته وإن نقطع الصوم بالغماء فهو كما لو‬
‫أفطر بالرض وإن أفطرت الامل أو الرضع ف كفارة القتل أو الماع ف رمضان خوفا على‬
‫ولديهما ففيه طريقان أحدها أنه على قولي لنه فطر لعذر فهو كالفطر بالرض‬
‫والثان أنه ينقطع التتابع قول واحدا لن فطرها لعذر ف غيها فلم يلحقا بالريض ولذا يب‬
‫عليهما الفدية مع القضاء ف صوم رمضان ول يب على الريض وإن دخل ف الصوم فقطعه‬
‫بصوم رمضان أو يوم النحر لزمه أن يستأنف لنه ترك التتابع بسبب ل عذر فيه‬
‫فصل وإن دخل ف الصوم ث وجد الرقبة ل يبطل صومه وقال الزن يبطل كما قال ف التيمم إذا‬
‫رأى الاء ف الصلة وقد دللنا عليه ف الطهارة والستحب أن يرج من الصوم ويعتق لن العتق‬
‫أفضل من الصوم لا فيه من نفع الدمي ولنه يرج من اللف‬
‫فصل وإن ل يقدر على الصوم لكب ل يطيق معه الصوم أو لرض ل يرجى بروه منه لزمه أن يطعم‬
‫ستي مسكينا للية والواجب أن يدفع إل كل مسكي مدا من الطعام لا روى أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه ف حديث الماع ف شهر رمضان أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال له أطعم ستي‬
‫مسكينا قال ل أجد قال فأتى النب صلى ال عليه وسلم بعرق من تر فيه خسة عشر صاعا فقال‬
‫خذه وتصدق به وإذا ثبت هذا بالماع بالب ثبت ف الظاهر بالقياس عليه‬
‫فصل ويب ذلك من البوب والثمار الت تب فيها الزكاة لن البدان با تقوم ويب من غالب‬
‫قوت بلده ) واختلف أصحابنا ف النس الذي يب إخراجه ( قال القاضي أبو عبيد ابن حربويه‬
‫يب من غالب قوته لن ف الزكاة العتبار باله فكذلك ههنا والذهب الول لقوله تعال } إطعام‬
‫عشرة مساكي من أوسط ما تطعمون أهليكم { والوسط العدل وأعدل ما يطعم أهله قوت‬
‫البلد ويالف الزكاة فإنا تب من الال والكفارة تب ف الذمة فإن عدل إل قوت بلد أخرى فإن‬
‫كان أجود من غالب قوت بلده الذي هو فيه جاز لنه زاد خيا فإن ل يكن أجود فإن كان ما‬
‫يب فيه زكاة ففيه وجهان أحدها يزئه لنه قوت تب فيه الزكاة فأشبه قوت البلد‬
‫والثان ل يزئه وهو الصحيح لنه دون قوت البلد ) فإن كان ف موضع قوتم القط ( ففيه‬
‫قولن أحدها يزهئه لنه مكيل مقتات فأشبه قوت البلد‬
‫والثان ل يزئه لنه ) ل ( يب فيه الزكاة فلم يزئه كاللحم وإن كان لما أو سكا أو جرادا‬
‫ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن كالقط‬
‫ومنهم من قال ل يزئه قول واحدا ويالف القط لنه يدخله الصاع ) وهذا ل تدخله الصاع‬
‫فلم يز (‬
‫وإن كان ف موضع ل قوت فيه وجب من غالب قوت أقرب البلد إليه‬
‫فصل ول يوز الدقيق والسويق والبز ومن أصحابنا من قال يزئه لنه مهيأ للقتيات مستغن عن‬
‫مونته وهذا فاسد لنه إن كان قد هيأه لنفعة فقد فوت فيه وجوها من النافع ول يوز إخراج‬
‫القيمة لنه أخذ ما يكفر به فلم تز فيه القيمة كالعتق‬
‫فصل ول يوز أن يدفع الواجب إل أقل من ستي مسكينا للية والب فإن جع ستي مسكينا‬
‫وغداهم وعشاهم لا عليه من الطعام ل يزه لن ما وجب للفقراء بالشرع وجب فيه التمليك‬
‫كالزكاة ولنم يتلفون ف الكل ول يتحقق أن كل واحد منهم يتناول قدر حقه وإن قال لم‬
‫ملكتكم هذا بينكم بالسوية ففيه وجهان أحدها ل يزئه وهو قول أب سعيد الصطخري لنه‬
‫يلزمهم مونة ف قسمته فلم يزه كما لو سلم إليهم الطعام ف السنابل‬
‫والثان أنه يزئه وهو الظهر لنه سلم إل كل واحد منهم قدر حقه‬
‫____________________‬

‫والونة ف قسمته قليلة فل ينع الجزاء‬


‫فصل ول يوز أن يدفع إل مكاتب لنا تب لهل الاجة والكاتب مستغن بكسبه إن كان له‬
‫كسب أو بأن يفسخ الكتابة ويرجع إل موله إن ل يكن له كسب ول يوز أن يدفع إل كافر‬
‫لنا كفارة فل يوز صرفها إل كافر كالعتق ول يوز دفعها إل من تلزمه نفقته من زوجة أو والد‬
‫أو ولد لنه مستغن بالنفقة فإن دفع بعض ما عليه من الطعام ث قدر على الصيام ل يلزمه النتقال‬
‫إل الصوم كما ل يلزمه النتقال إل العتق إذا وجد الرقبة ف أثناء الصوم والفضل أن ينتقل إليه‬
‫لنه أصل‬
‫فصل ول يوز أن يكفر عن الظهار قبل أن يظاهر لنه حق يتعلق بسببي فل يوز تقديه عليهما‬
‫كالزكاة قبل أن يلك النصاب ويوز أن يكفر بالال بعد الظهار وقبل العود لنه حق مال يتعلق‬
‫بسببي فإذا وجد أحدها جاز تقديه على الخر كالزكاة قبل الول وكفارة اليمي قبل النث‬
‫فصل ول يوز شيء من الكفارات إل بالنية لقوله صلى ال عليه وسلم إنا العمال بالنيات‬
‫ولكل مرىء ما نوى ولنه حق يب على سبيل الطهرة ففتقر إل النية كالزكاة وعل يلزمه ف‬
‫النية تعيي سبب الكفارة كما ل يلزمه ف الزكاة تعيي الال الذي يزكيه فإن كفر بالصوم لزمه أن‬
‫ينوي كل ليلة أنه صائم غدا عن الكفارة وهل يلزمه نية التتابع فيه ثلثة أوجه أحدها يلزمه أن‬
‫ينوي كل ليلة لن التتابع واجب فلزمه نيته كالصوم‬
‫والثان يلزمه أن ينوي ذلك ف أوله لنه يتميز بذلك عن غيه‬
‫والثالث وهو الصحيح أنه ل تلزمه نية التتابع لن العبادة هي الصوم والتتابع شرط ف العبادة فلم‬
‫تب نيته ف أداء العبادة كالطهارة وستر العورة ل يلزمه نيتهما ف الصلة‬
‫فصل وإن كان الظاهر كافرا كفر بالعتق أو الطعام لنه يصح منه العتق والطعام ف غي الكفارة‬
‫فصح منه ف الكفارة ول يكفر بالصوم لنه ل يصح منه الصوم ف غي الكفارة فل يصح منه ف‬
‫الكفارة فإن كان الظاهر عبدا فقد ذكرناه ف باب الأذون فأغن عن العادة وبال التوفيق‬
‫كتاب اللعان إذا علم الزوج أن امرأته زنت فإن رآها بعينه وهي تزن ول يكن نسب يلحقه فله‬
‫أن يقذفها وله أن يسكت لا روى علقمة عن عبد ال أن رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال يا رسول ال إن رجل وجد مع امرأته رجل إن تكلم جلدتوه أو قتل قتلتموه أو سكت‬
‫سكت على غيظ فقال النب صلى ال عليه وسلم اللهم افتح وجعل يدعو فنلت آية اللعان‬
‫} والذين يرمون أزواجهم ول يكن لم شهداء إل أنفسهم { الية فذكر أنه يتكلم أو يسكت ول‬
‫ينكر النب صلى ال عليه وسلم كلمه ول سكوته وإن أقرت عنده بالزنا فوقع ف نفسه صدقها‬
‫أو أخبه بذلك ثقة أو استفاض أن رجل يزن با ث رأى الرجل يرج من عندها ف أوقات الريب‬
‫فله أن يقذفها وله أن يسكت لن‬
‫____________________‬

‫الظاهر أنا زنت فجاز له القذف والسكوت وأما إذا رأى رجل يرج من عندها ول يستفض أنه‬
‫يزن با ل يز أن يقذفها لنه يوز أن يكون قد دخل إليها هاربا أو سارقا أو دخل لياودها عن‬
‫نفسها ول تكنه فل يوز قذفها بالشك وإن استفاض أن رجل يزن با ول يده عندها ففيه‬
‫وجهان أحدها ل يوز قذفها لنه يتمل أن يكون عدو وقد أشاع ذلك عليهما‬
‫والثان يوز لن الستفاضة أقوى من خب الثقة ولن الستفاضة تثبت القسامة ف القتل فثبت با‬
‫جواز القذف‬
‫فصل ومن قذف امرأته بزنا يوجب الد أو تعزير القذف فطولب بالد أو بالتعزير فله أن يسقط‬
‫ذلك بالبينة لقوله عز وجل } والذين يرمون الصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني‬
‫جلدة { فدل على أنه إذا أتى بأربعة شهداء ل يلد ويوز أن يسقط باللعان لا روى ابن عباس‬
‫رضي ال عنه أن هلل بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫البينة أو الد ف ظهرك فقال يا رسول ال إذا رأى أحدنا رجل على امرأته يلتمس البينة فجعل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يقول البينة وإل حد ف ظهرك فقال هلل والذي بعثك بالق إن‬
‫لصادق ولينلن ال عز وجل ف أمري ما يبىء ظهري من الد فنلت } والذين يرمون أزواجهم‬
‫{ ولن الزوج يبتلى بقذف امرأته لنفي العار والنسب الفاسد ويتعذر عليه إقامة البينة فجعل‬
‫اللعان بينة له ولذا لا نزلت آية اللعان قال النب صلى ال عليه وسلم أبشر يا هلل فقد جعل ال‬
‫لك فرجا ومرجا قال هلل قد كنت أرجو ذلك من رب عز وجل فإن قدر على البينة ولعن‬
‫جاز لنما بينتان ف إثبات حق فجاز إقامة كل واحدة منهما مع القدرة على الخرى كالرجلي‬
‫والرجل والرأتي ف الال وإن كان هناك نسب يتاج إل نفيه ل ينتف بالبينة ول ينتفي إل باللعان‬
‫لن الشهود ل سبيل لم إل العلم بنفي النسب وإن أراد أن يثبت الزنا بالبينة ث يلعن لنفي‬
‫النسب جاز وإن أراد أن يلعن ويثبت الزنا وينفي النسب باللعان جاز‬
‫فصل وإن عفت الزوجة عن الد أو التعزير ول يكن نسب ل يلعن ومن أصحابنا من قال له أن‬
‫يلعن لقطع الفراش والذهب الول لن القصود باللعان درء العقوبة الواجبة بالقذف ونفي‬
‫النسب لا يلحقه من الضرر بكل واحد منهما وليس ههنا واحد منهما وأما قطع الفراش فإنه غي‬
‫مقصود ويصل له ذلك بالطلق فل يلعن لجله وإن ل تعف الزوجة عن الد أو التعزير ول‬
‫تطالب به فقد روى الزن أنه ليس عليه أن يلعن حت تطلب القذوفة حدها وروى فيمن قذف‬
‫امرأته ث جنت أنه إذا التعن سقط الد فمن أصحابنا من قال ل يلعن لنه ل حاجة به إل اللعان‬
‫قبل الطلب وقال أبو إسحق له أن يلعن لن الد قد وجب عليه فجاز أن يسقطه من غي طلب‬
‫كما يوز أن يقضي الدين الوجل قبل الطلب وقوله ليس عليه أن يلتعن ل ينع الواز وإنا ينع‬
‫الوجوب‬
‫فصل وإن كانت الزوجة أمة أو ذمية أو صغية يوطأ مثلها فقذفها عزر وله أن يلعن لدرء‬
‫التعزير لنه تعزير قذف وإن كانت صغية ل يوطأ مثلها فقذفها عزر ول يلعن لدرء التعزير لنه‬
‫ليس بتعزير قذف وإنا هو تعزير على الكذب لق ال تعال وإن قذف زوجته ول يلعن فحد ف‬
‫قذفها ث قذفها بالزنا الذي رماها به عزر ول يلعن لدرء التعزير لنه تعزير لدفع الذى لنا قد‬
‫حددناه للقذف فإن ثبت بالبينة أو بالقرار أنا زانية ث قذفها فقد روى الزن أنه ل يلعن لدرء‬
‫التعزير وروى الربيع أنه يلعن ) لدرء التعزير ( واختلف أصحابنا فيه على طريقي فقال أبو‬
‫إسحق الذهب ما رواه الزن وما رواه الربيع من تريه لن اللعان جعل لتحقيق الزنا وقد تقق‬
‫زناها بالقرار أو البينة ولن القصد باللعان إسقاط ما يب بالقذف والتعزير ههنا على الشتم لق‬
‫ال تعال ل على القذف لنه بالقذف ل يلحقها معرة وقال أبو السن بن القطان وأبو القاسم‬
‫الداركي هي على قولي أحدها ل يلعن لا ذكرناه‬
‫والثان يلعن لنه إذا جاز أن يلعن لدرء التعزير فيمن ل يثبت زناها فلن يلعن فيمن ثبت‬
‫زناها أول‬

‫____________________‬

‫باب ما يلحق من النسب وما ل يلحق وما يوز نفيه باللعان وما ل يوز إذا تزوج مرأة وهو من‬
‫يولد لثله وأمكن جتماعهما على الوطء وأتت بوعلد لدة يكن أن يكون المل فيها لقه ف‬
‫الظاهر لقوله صلى ال عليه وسلم الولد للفراش ولن مع وجود هذه الشروط يكن أن يكون‬
‫الولد منه وليس ههنا ما يعارضه ول ما يسقطه فوجب أن يلحق به‬
‫فصل وإن كان الزوج صغيا ل يولد لثله ل يلحقه لنه ل يكن أن يكون منه وينتفي عنه من غي‬
‫لعان لن اللعان يي واليمي جعلت لتحقيق ما يوز أن يكون ويوز أل يكون فيتحقق باليمي‬
‫أحد الائزين وههنا ل يوز أن يكون الولد له فل يتاج ف نفيه إل اللعان‬
‫واختلف أصحابنا ف السن الت يوز أن يولد له فمنهم من قال يوز أن يولد له بعد عشر سني‬
‫ول يوز أن يولد له قبل ذلك وهو ظاهر النص والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم مروهم‬
‫بالصلة وهم أبناء سبع وضربوهم وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم ف الضاجع‬
‫ومنهم من قال يوز أن يولد له بعد تسع سني ول يوز أن يولد له قبله لن الرأة تيض لتسع‬
‫سني فجاز أن يتلم الغلم لتسع وما قاله الشافعي رحه ال أراد على سبيل التقريب لنه ل بد أن‬
‫يضي بعد التسع إمكان الوطء وأقل مدة المل وهو ستة أشهر وذلك قريب من العشرة‬
‫وإن كان الزوج مبوبا فقد روى الزن أن له أن يلعن وروعى الربيع أنه ينتفي من غي لعان‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحق إن كان مقطوع الذكر والنثيي انتفى من غي لان لنه‬
‫يستحيل أن ينل مع قطعهما وإن قطع أحدها لقه ول ينتفي إل بلعان لنه إذا بقي الذكر أول‬
‫وأنزل وإن بقي النثيان ساحق وأنزل وحل الروايتي على هذين الالي‬
‫وقال القاضي أبو حامد ف أصل الذكر ثقبتان إحداها للبول والخرى للمن فإذا انسدت ثقبة‬
‫الن انتفى الولد من غي لعان لنه يستحيل النزال وإن ل تنسد ل ينتف إل باللعان لنه يكن‬
‫النزال وحل الروايتي على هذين الالي‬
‫فصل وإن ل يكن اجتماعهما على الوطء بأن تزوجها وطلقها عقيب العقد أو كانت بينهما‬
‫مسافة ل يكن معها الجتماع انتفى الولد من غي لعان لنه ل يكن أن يكون منه‬
‫فصل وإن أتت بولد لدون ستة أشهر من وقت العقد انتفى عنه من غي لعان لنا نعلم أنا علقت‬
‫به قبل حدوث الفراش‬
‫وإن دخل با ث طلقها وهي حامل فوضعت المل ث أتت بولد آخر لستة أشهر ل يلحقه وانتفى‬
‫عنه من غي لعان لنا قطعنا بباءة رحها ) بوضع المل ( وأن هذا الولد ) الخر ( علقت به بعد‬
‫زوال الفراش‬
‫وإن طلقها وهي غي حامل وعتدت بالقراء ث وضعت ولدا قبل أن تتزوج بغيه لدون ستة أشهر‬
‫لقه لنا تيقنا أن عدتا ل تنقض وإن أتت به لستة أشهر أو أربع سني أو ما بينهما لقه‬
‫وقال أبو العباس بن سريج ل يلحقه لنا حكمنا بنقضاء العدة وإباحتها للزواج وما حكم به‬
‫يوز نقضه لنر متمل وهذا خطأ لنه يكن أن يكون منه والنسب إذا أمكن إثباته ل يز نفيه‬
‫ولذا إذا أتت بولد بعد العقد لستة أضهر لقه وإن كان الصل عدم الوطء وبراءة الرحم فإن‬
‫وضعته لكثر من أربع سني نظرت فإن كان الطلق بائنا نتفى عنه بغي لعان لن العلوق حادث‬
‫بعد زوال الفراش وإن كان رجعيا ففيه قولن أحدها ينتفي عنه بغي لعان لنا حرمت عليه‬
‫بالطلق تري البتوتة فصار كما لو طلقها طلقا بائنا‬
‫والقول الثان يلحقه لنا ف حكم الزوجات ف السكن والنفقة والطلق والظهار واليلء فإذا‬
‫قلنا بذا فإل مت يلحقه ولدها فيه وجهان قال أبو إسحق يلحقه أبدا لن العدة يوز أن تتد لن‬
‫أكثر الطهر ل حد له‬
‫ومن أصحابنا من قال يلحقه إل أربع سني من وقت نقضاء العدة وهو الصحيح لن العدة إذا‬
‫نقضت بانت وصارت كالبتوتة‬
‫فصل وإن كانت له زوجة يلحقه ولدها ووطئها رجل بالشبهة وادعى الزوج أن الولد من‬
‫الواطىء عرض معهما على القافة ول يلعن‬
‫____________________‬

‫لنفيه لنه يكن نفيه بغي لعان وهو القافة فل يوز نفيه باللعان فإن ل تكن قافة أو كانت وأشكل‬
‫عليها ترك حت يبلغ السن الذي ينسب فيه إل أحدها فإن بلغ وانتسب إل الواطىء بشبهة انتفى‬
‫عن الزوج بغي لعان وإن انتسب إل الزوج ل ينتف عنه إل باللعان لنه ل يكن نفيه بغي اللعان‬
‫فجاز نفيه باللعان‬
‫وإن قال زن بك فلن وأنت مكرهة والولد منه ففيه قولن أحدها ل يلعن لنفيه لن أحدها‬
‫ليس بزان فلم يلعن لنفى الولد كما لو وطئها رجل بشبهة وهي زانية‬
‫والثان أن له أن يلعن وهو الصحيح لنه نسب يلحقه من غي رضاه ل يكن نفيه بغي اللعان‬
‫فجاز نفيه باللعان كما لو كانا زانيي‬
‫فصل وإن أتت مرأته بولد فادعى الزوج أنه من زوج قبله وكان لا زوج قبله نظرت فإن وضعته‬
‫لربع سني فما دونا من طلق الول ولدون ستة أشهر من عقد الزواج الثان فهو للول لنه‬
‫يكن أن يكون منه وينتفي عن الزوج بغي لعان لنه ل يكن أن يكون منه‬
‫وإن وضعته لكثر من أربع سني من طلق الول ولقل من ستة أشهر من عقد الزوج الثان‬
‫انتفى عنهما لنه ل يكن أن يكون من واحد منهما‬
‫وإن وضعته لربع سني فما دونا من طلق الول ولستة أشهر فصاعدا من عقد الزوج الثان‬
‫عرض على القافة لنه يكن أن يكون من كل واحد منهما فإن ألقته بالول لق به وانتفى عن‬
‫الزوج بغي لعان وإن ألقته بالزوج لق به ول ينتفي عنه إل باللعان وإن ل تكن قافة أو كانت‬
‫وأشكل عليها ترك إل أن يبلغ وقت النتساب‬
‫فإن انتسب إل الول انتفى عن الزوج بغي لعان وإن انتسب إل الزوج ل ينتف عنه إل باللعان‬
‫وإن ل يعرف وقت طلق الول ووقت نكاح الزوج فالقول قول الزوج مع يينه أنه ل يعلم أنا‬
‫ولدته على فراشه لن الصل عدم الولدة وانتفاء النسب فإن حلف سقطت دعواها وانتفى‬
‫النسب بغي لعان لنه ل يثبت ولدته على فراشه وإن نكل رددنا اليمي عليها وإن حلفت لق‬
‫النسب بالزوج ول ينتفي إل باللعان لنه ثبتت ولدته على فراشه‬
‫وإن نكلت فهل توقف اليمي إل أن يبلغ الصب فيحلف ويثبت نسبه فيه وجهان بناء على‬
‫القولي ف رد اليمي على الارية الرهونة إذا أحبلها الراهن وادعى أن الرتن أذن له ف وطئها‬
‫وأنكر الرتن ونكل جيعا عن اليمي أحدها ل ترد ) اليمي ( لن اليمي حق للزوجة وقد‬
‫أسقطته بالنكول فلم يثبت لغيها‬
‫والثان ترد لنه يتعلق بيمينها حقها وحق الولد فإذا أسقطت حقها ل يسقط حق الولد‬
‫فصل وإن جاءت امرأة ومعها ولد وادعت أنه ولدها منه وقال الزوج ليس هذا من ول هو منك‬
‫بل هو لقيط أو مستعار ل يقبل قولا أنه منها من غي بينة لن الولدة يكن إقامة البينة عليها‬
‫والصل عدمها فلم يقبل قولا من غي بينة‬
‫فإن قلنا إن الولد يعرض مع الم على القافة ف ) أحد الوجهي ( عرض على القافة فإن لقته‬
‫بالم لق با وثبت نسبه من الزوج لنا أتت به على فراشه ول ينتفي عنه إل باللعان‬
‫وإن قلنا إن الولد ل يعرض مع الم على القافة أو ل تكن قافة أو كانت وأشكل عليها فالقول‬
‫قول الزوج مع يينه أنه ل يعلم أنا ولدته على فراشه فإذا حلف انتفى النسب من غي لعان لنه‬
‫ل تثبت ولدته على فراشه وإن نكل رددنا اليمي عليها فإن حلفت لقه نسبه ول ينتفي عنه إل‬
‫باللعان وإن نكلت فهل توقف اليمي على بلوغ الولد ليحلف على ما ذكرناه من الوجهي ف‬
‫الفصل قبله‬
‫فصل إذا تزوج امرأة وهي وهو من يولد له ووطئها ول يشاركه أحد ف وطئها بشبهة ول غيها‬
‫وأتت بولد لستة أشهر فصاعدا لقه نسبه ول يل له نفيه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال حي نزلت آية اللعنة أيا رجل جحد ولده وهو ينظر إليه‬
‫حتجب ال عنه وفضحه ال على رووس الولي والخرين وإن أتت مرأته بولد يلحقه ف الظاهر‬
‫بكم المكان وهو يعلم أنه ل يصبها وجب عليه نفيه باللعان لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال أيا مرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من ال ف شيء‬
‫ولن يدخلها ال تعال جنته فلما حرم النب صلى ال عليه وسلم على الرأة أن تدخل على قوم من‬
‫ليس منهم دل على أن الرجل مثلها ولنه إذا ل ينفه جعل الجنب مناسبا له ومرما له ولولده‬
‫ومزاحا لم ف حقوقهم وهذا ل يوز‬
‫ول يوز أن يقذفها لواز أن يكون من وطء شبهة أو من زوج قبله‬
‫فصل وإن وطىء زوجته ث استبأها ليضة وطهرت ول يطأها وزنت وأتت بولد لستة أشهر‬
‫فصاعدا من وقت الزنا لزمه قذفها ونفي النسب لا ذكرناه‬
‫وإن وطئها ف الطهر الذي زنت فيه فأتت بولد وغلب على ظنه أنه ليس منه بأن علم أنه ) كان (‬
‫يعزل منها أو رأى فيه شبها بالزان لزمه نفيه باللعان وإن ل يغلب على ظنه أنه ليس منه ل ينفه‬
‫لقوله صلى ال عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الجر‬

‫____________________‬

‫فصل وإن أتت امرأته بولد أسود وها أبيضان أو بولد أبيض وها أسودان ففيه وجهان أحدها أن‬
‫له أن ينفيه لا روى ابن عباس رضي ال عنه ف حديث هلل بن أمية أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال إن جاءت به أورق جعدا جاليا خدل الساقي سابغ الليتي فهو للذي رميت به‬
‫فجاءت به أورق جعدا جاليا خدل الساقي سابغ الليتي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لول اليان لكان ل ولا شأن فجعل الشبه دليل على أنه ليس منه‬
‫والثان أنه ل يوز نفيه لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال جاء رجل إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من بن فزارة فقال إن مرأت جاءت بولد أسود ) ونن أبيضان ( فقال هل لك من إبل قال‬
‫نعم قال ما ألوانا قال حر قال هل فيها من أورق قال إن فيها لورقا قال فأن ترى ذلك قال عسى‬
‫أن يكون نزعه عرق قال وهذا عسى أن يكون نزعه عرق‬
‫فصل وإن أتت مرأته بولد وكان يعزل عنها إذا وطئها ل يز له نفيه لا روى أبو سعيد الدري‬
‫رضي ال عنه أنه قال يا رسول ال إنا نصيب السبايا ونب الثان أفنعزل عنهن فقال صلى ال‬
‫عليه وسلم إن ال عز وجل إذا قضى خلق نسمة خلقها ولنه قد يسبق من الاء ما ل يس به‬
‫فتعلق به‬
‫وإن أتت بولد وكان يامعها فيما دون الفرج ففيه وجهان أحدها ل يوز له النفي لنه قد يسبق‬
‫الاء إل الفرج فتعلق به‬
‫والثان أن له نفيه لن الولد من أحكام الوطء فل يتعلق با دونه كسائر الحكام‬
‫وإن أتت بولد وكان يطوها ف الدبر ففيه وجهان أحدها ل يوز له نفيه لنه قد يسبق من الاء‬
‫إل الفرج ما تعلق به‬
‫والثان له نفيه لنه موضع ل يبتغى منه الولد‬
‫فصل إذا قذف زوجته وانتفى عن الولد فإن كان حل فله أن يلعن وينفي الولد‬
‫لن هلل بن أمية لعن على ) نفي ( المل وله أن يوخره إل أن تضع لنه يوز أن يكون ريا‬
‫أو غلظا فيوخر ليلعن على يقي‬
‫وإن كان الولد منفصل ففي وقت نفيه قولن أحدها له اليار ف نفيه ثلثة أيام لنه قد يتاج إل‬
‫الفكر والنظر فيما يقدم عليه من النفي فجعل الثلث حدا لنه قريب ولذا قال ال عز وجل‬
‫} ويا قوم هذه ناقة ال لكم آية فذروها تأكل ف أرض ال ول تسوها بسوء فيأخذكم عذاب‬
‫قريب {‬
‫ث فسر القريب بالثلث فقال } تتعوا ف داركم ثلثة أيام ذلك وعد غي مكذوب {‬
‫والثان وهو النصوص ف عامة الكتب أنه على الفور لنه خيار غي مود لدفع الضرر فكان على‬
‫الفور كخيار الرد بالعيب‬
‫فإن حضرت الصلة فبدأ با أو كان جائعا فبدأ بالكل أو له مال غي مرز وشتغل بإحرازه أو‬
‫كان عادته الركوب واشتغل بإسراج الركوب فهو على حقه من النفي لنه تأخي لعذر وإن كان‬
‫مبوسا أو مريضا أو قيما على مريض أو غائبا ل يقدر على السي وأشهد على النفي فهو على‬
‫حقه وإن ل يشهد مع القدرة على الشهاد سقط حقه لنه لا تعذر عليه الضور للنفي أقيم‬
‫الشهاد مقامه إل أن يقدر كما أقيمت الفيئة باللسان مقام الوطء ف حق الول إذا عجز عن‬
‫الوطء إل أن يقدر‬
‫فصل وإن ادعى أنه ل يعلم بالولدة فإن كان ف موضع ل يوز أن يفى عليه ذلك من طريق‬
‫العادة بأن كان معها ف دار أو ملة صغية ل يقبل لنه يدعي خلف الظاهر‬
‫وإن كان ف موضع يوز أن يفى عليه كالبلد الكبي فالقول قوله مع يينه لن ما يدعيه ظاهر‬
‫وإن قال علمت بالولدة إل أن ل أعلم أن ل النفي فإن كان من يالط أهل العلم ل يقبل قوله‬
‫لنه يدعي خلف الظاهر وإن كان قريب عهد بالسلم أو نشأ ف موضع بعيد من أهل العلم قبل‬
‫قوله لن الظاهر أنه صادق فيما يدعيه وإن كان ف بلد فيه أهل العلم‬
‫____________________‬

‫إل أنه من العامة ففيه وجهان أحدها ل يقبل كما ل يقبل قوله إذا ادعى الهل برد البيع بالعيب‬
‫والثان يقبل لن هذا ل يعرفه إل الواص من الناس بلف رد البيع بالعيب فإن ذلك يعرفه‬
‫الاص والعام‬
‫فصل وإن هنأه رجل بالولد فقال بارك ال لك ف مولودك وجعله ال لك خلفا مباركا وأمن على‬
‫دعائه أو قال استجاب ) ال ( دعاءك سقط حقه من النفي لن ذلك يتضمن القرار به‬
‫وإن قال أحسن ال جزاءك أو بارك ال عليك أو رزقك ال مثله ل يسقط حقه من النفي لنه‬
‫يتمل أنه قال له ذلك ليقابل التحية بالتحية‬
‫فصل وإن كان الولد حل فقال أخرت النفي حت ينفصل ث ألعن على يقي فالقول قوله مع يينه‬
‫لنه تأخي لعذر يتمله الال‬
‫وإن قال أخرت لن قلت لعله يوت فل أحتاج إل اللعان سقط حقه من النفي لنه ترك النفي‬
‫من غي عذر‬
‫فصل إذا أتت مرأته بولدين توأمي وانتفى عن أحدها وأقر بالخر أو ترك نفيه من غي عذر لقه‬
‫الولدان لنما حل واحد فل يوز أن يلحقه أحدها دون الخر وجعلنا ما انتفى منه تابعا لا أقر‬
‫به ول نعل ما أقر به تابعا لا انتفى منه لن النسب يتاط لثباته ول يتاط لنفيه ولذا إذا أتت‬
‫بولد يكن أن يكون منه ويكن أل يكون منه ألقناه به احتياطا لثباته ول ننفه احتياطا لنفيه‬
‫وإن أتت بولد فنفاه باللعان ث أتت بولد آخر لقل من ستة أشهر من ولدة الول ل ينتف الثان‬
‫من غي اللعان لن اللعان يتناول الول فإن نفاه باللعان انتفى وإن أقر به أو ترك نفيه من غي‬
‫عذر لقه الولدان لنما حل واحد وجعلنا ما نفاه تابعا لا لقه ول نعل ما لقه تابعا لا نفاه لا‬
‫ذكرناه ف التوأمي‬
‫وإن أتت بالولد الثان لستة أشهر من ولدة الول نتفى بغي لعان لنا علقت به بعد زوال‬
‫الفراش‬
‫فصل وإن لعنها على حل فولدت ولدين بينهما دون ستة أشهر ل يلحقه واحد منهما لنما كانا‬
‫موجودين عند اللعان فانتفيا به وإن كان بينهما أكثر من ستة أشهر انتفى الول باللعان وانتفى‬
‫الثان بغي لعان لنا تيقنا بوضع الول براءة رحها منه وأنا علقت بالثان بعد زوال الفراش‬
‫فصل وإن قذف امرأته بزنا أضافه إل ما قبل النكاح فإن ل يكن نسب ل يلعن لسقاط الد لنه‬
‫قذف غي متاج إليه فلم يز تقيقه باللعان كقذف الجنبية‬
‫وإن كان هناك نسب يلحقه ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحق أنه ل يلعن لنه قذف غي‬
‫متاج إليه لنه كان يكنه أن يطلق ول يضيفه إل ما قبل العقد‬
‫والثان وهو قول أب علي بن أب هريرة أن له أن يلعن لنه نسب يلحقه من غي رضاه ل ينتفي‬
‫بغي لعان فجاز له نفيه باللعان‬
‫فصل وإن أبانا ث قذفها بزنا أضافه إل حال النكاح فإن ل يكن نسب ل يلعن لدرء الد لنه‬
‫قذف غي متاج إليه وإن كان هناك نسب فإن كان ولدا منفصل فله أن يلعن لنفيه لنه يتاج‬
‫إل نفيه باللعان وإن كان حل فقد روى الزن ف الختصر أن له أن ينفيه وروى ف الامع أنه ل‬
‫يلعن حت ينفصل المل‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحق ل يلعن قول واحدا وما رواه الزن ف الختصر أراد إذا‬
‫انفصل وقد بي ف الم فإنه قال ل يلعن حت ينفصل ووجهه أن المل غي متحقق لواز أن‬
‫يكون ريا فينفش‬
‫ويالف إذا قذفها ف حال الزوجية لن هناك يلعن لدرء الد فتبعه نفي المل وههنا ينفرد‬
‫المل ) حت يتحقق ( باللعان فلم يز قبل أن يتحقق‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها ل يلعن حت ينفصل لا ذكرناه‬
‫والثان يلعن وهو الصحيح لن المل موجود ف الظاهر ومكوم بوجوده ولذا أمر بأخذ الامل‬
‫ف الديات ومنع من أخذها ف الزكاة ومنعت الامل إذا طلقت أن تتزوج حت تضع وهذه‬
‫الطريقة هي الصحيحة لن الشافعي رحه ال نص ف مثلها على قولي وهي ف نفقة الطلقة الامل‬
‫فقال فيها قولن أحدها تب لا النفقة يوما بيوم‬
‫والثان ل تب حت ينفصل‬
‫فصل وإن قذف مرأته وانتفى عن حلها وأقام على الزنا بينة سقط عنه الد بالبينة وهل له أن‬
‫يلعن لنفي المل قبل أن ينفصل على ما ذكرناه من الطريقي ف الفصل قبله‬

‫____________________‬

‫فصل وإن قذف امرأته ف نكاح فاسد فإن ل يكن نسب ل يلعن لدرء الد لنه قذف غي متاج‬
‫إليه وإن كان هناك نسب فإن كان ولدا منفصل فله أن يلعن لنفيه لنه ولد يلحقه بغي رضاه ل‬
‫ينتفي عنه بغي اللعان فجاز نفيه باللعان كالولد ف النكاح الصحيح وإن كان حل فعلى ما ذكرناه‬
‫من الطريقي‬
‫فصل وإن ملك أمة ل تصر فراشا بنفس اللك لنه قد يقصد بلكها الوطء وقد يقصد به التمول‬
‫والدمة والتجمل فلم تصر فراشا فإن وطئها صارت فراشا له فإن أتت بولد لدة المل من يوم‬
‫الوطء لقه لن سعدا نازع عبد بن زمعة ف ابن وليدة زمعة فقال عبد هو أخي وابن وليدة أب‬
‫ولد على فراشه فقال النب صلى ال عليه وسلم هو لك الولد للفراش وللعاهر الجر وروى بن‬
‫عمر رضي ال عنه أن عمر رضي ال عنه قال ما بال رجال يطأون ولئدهم ث يعزلونن ل تأتين‬
‫وليدة يعترف سيدها أنه أل با إل ألقت به ولدها فاعزلوا بعد ذلك أو تركوا وإن قذفها وانتفى‬
‫عن ولدها فقد قال أحد أما تعجبون من أب عبد ال يقول بنفي ولد المة باللعان فجعل أبو‬
‫العباس هذا قول ووجهه أنه كالنكاح ف لوق النسب فكان كالنكاح ف النفي باللعان‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يلعن لنفيه قول واحدا لنه يكنه نفيه بغي اللعان وهو بأن يدعي‬
‫الستباء ويلف عليه فلم يز نفيه باللعان بلف النكاح فإنه ل يكنه نفي الولد ) فيه ( بغي‬
‫لعان ولعل أحد أراد بأب عبد ال غي الشافعي رحة ال عليهما‬
‫فصل إذا قذف امرأته بزناءين وأراد اللعان كفاه لما لعان واحد لنه ف أحد القولي يب حد‬
‫واحد فكفاه ف إسقاطه لعان واحد‬
‫وف القول الثان يب حدان إل أنما حقان لواحد فاكتفي فيهما بلعان واحد كما يكتفى ف حقي‬
‫لواحد بيمي واحد‬
‫وإن قذف أربع نسوة أفرد كل واحدة منهن بلعان لنا أيان فلم تتداخل فيها حقوق الماعة‬
‫كاليان ف الال وإن قذفهن بكلمات بدأ بلعان من بدأ بقذفها لن حقها أسبق وإن قذفهن بكلمة‬
‫واحدة وتشاححن ف البداية أقرع بينهن فمن خرجت لا القرعة بدأ بلعانا وإن بدأ بلعان‬
‫إحداهن من غي قرعة جاز لن الباقيات يصلن إل حقوقهن من اللعان من غي نقصان‬
‫باب من يصح لعانه وكيف اللعان وما يوجبه من الحكام يصح اللعان من كل زوج بالغ عاقل‬
‫) متار ( مسلما كان أو كافرا حرا كان أو عبدا لقوله عز وجل } والذين يرمون أزواجهم ول‬
‫يكن لم شهداء إل أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بال إنه لن الصادقي { ولن اللعان‬
‫لدرء العقوبة الواجبة بالقذف ونفي النسب‬
‫والكافر كالسلم والعبد كالر ف ذلك فأما الصب والنون فل يصح لعانما لنه قول يوجب‬
‫الفرقة فلم يصح من الصب والنون كالطلق وأما الخرس فإنه إن ل يكن له إشارة معقولة ول‬
‫كتابة مفهومة ل يصح لعانه لنه ف معن النون وإن كانت له إشارة معقولة أو كتابة مفهومة صح‬
‫لعانه لنه كالناطق ف نكاحه وطلقه فكان كالناطق ف لعانه‬
‫وأما من عتقل لسانه فإنه إن كان مأيوسا منه صح لعانه بالشارة كالخرس وإن ل يكن مأيوسا‬
‫منه ففيه وجهان أحدها ل يصح لعانه لنه غي مأيوس من نطقه فلم يصح لعانه بالشارة‬
‫كالساكت‬
‫والثان يصح لن أمامة بنت أب العاص رضي ال عنها أصمتت فقيل لا ألفلن كذا ولفلن كذا‬
‫فأشارت أي نعم فرفع ذلك فرويت أنا وصية ولنه عاجز عن النطق يصح لعانه بالشارة‬
‫كالخرس‬
‫فصل وإن كان أعجميا فإن كان يسن بالعربية ففيه وجهان أحدها يصح لعانه بلسانه فصح‬
‫بالعجمية مع القدرة على العربية كسائر اليان‬
‫والثان ل يصح لن الشرع ورد فيه بالعربية فلم يصح بغيها مع القدرة كأذكار الصلة‬
‫فإن ل يسن بالعربية لعن بلسانه لنه ليس بأكثر من أذكار الصلة وأذكار الصلة توز بلسانه‬
‫إذا ل يسن بالعربية فكذلك اللعان‬
‫وإن كان الاكم ل يعرف لسانه أحضر من يترجم عنه‬
‫وف عدده وجهان بناء على القولي ف الشهادة على القرار بالزنا‬
‫____________________‬
‫أحدها يتاج إل أربعة‬
‫والثان يكفيه ثنان‬
‫فصل ول يصح اللعان إل بأمر الاكم لنه يي ف دعوى فلم يصح إل بأمر الاكم كاليمي ف‬
‫سائر الدعاوى فإن كان الزوجان ملوكي جاز للسيد أن يلعن بينهما لنه يوز أن يقيم عليهما‬
‫الد فجاز أن يلعن بينهما كالاكم‬
‫فصل واللعان هو أن يقول الزوج أربع مرات أشهد بال إن لن الصادقي ث يقول وعلي لعنة ال‬
‫إن كنت من الكاذبي‬
‫وتقول الرأة أربع مرات أشهد بال إنه لن الكاذبي ث تقول وعلي غضب ال إن كان من‬
‫الصادقي والدليل عليه قوله عز وجل } والذين يرمون أزواجهم ول يكن لم شهداء إل أنفسهم‬
‫فشهادة أحدهم أربع شهادات بال إنه لن الصادقي والامسة أن لعنة ال عليه إن كان من‬
‫الكاذبي ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بال إنه لن الكاذبي والامسة أن غضب‬
‫ال عليها إن كان من الصادقي { فإن أخل أحدها بأحد هذه اللفاظ المسة ل يعتد به لن ال‬
‫عز وجل علق الكم على هذه اللفاظ فدل على أنه ل يتعلق با دونا ولنه بينة يتحقق با الزنا‬
‫فلم يز النقصان عن عددها كالشهادة وإن أبدل لفظ الشهادة بلفظ من ألفاظ اليمي بأن قال‬
‫أحلف أو أقسم أو أول ففيه وجهان أحدها يوز لن اللعان يي فجاز بألفاظ اليمي‬
‫والثان أنه ل يوز لنه أخل باللفظ النصوص عليه وإن أبدل لفظ اللعنة بالبعاد أو لفظ الغضب‬
‫بالسخط ففيه وجهان أحدها يوز لن معن الميع واحد‬
‫والثان ل يوز لنه ترك النصوص عليه‬
‫وإن أبدلت الرأة لفظ الغضب بلفظ اللعنة ل يز لن الغضب أغلظ ولذا خصت الرأة به لن‬
‫العرة بزناها أقبح وإثها بفعل الزنا أعظم من إثه بالقذف‬
‫وإن أبدل الرجل لفظ اللعنة بلفظ الغضب ففيه وجهان أحدها يوز لن الغضب أغلظ‬
‫والثان ل يوز لنه ترك النصوص عليه‬
‫وإن قدم الرجل لفظ اللعنة على لفظ الشهادة أو قدمت الرأة لفظ الغضب على لفظ الشهادة‬
‫ففيه وجهان أحدها يوز لن القصد منه التغليظ وذلك يصل مع التقدي‬
‫والثان ل يوز لنه ترك النصوص عليه‬
‫فصل والستحب أن يكون اللعان بضرة جاعة لن بن عباس وبن عمر وسهل بن سعد رضي ال‬
‫عنهم حضروا اللعان بضرة النب صلى ال عليه وسلم على حداثة سنهم والصبيان ل يضرون‬
‫الالس إل تابعي للرجال فدل على أنه قد حضر جاعة من الرجال فتبعهم الصبيان ولن اللعان‬
‫بن على التغليظ للردع والزجر وفعله ف الماعة أبلغ ف الردع‬
‫والستحب أن يكونوا أربعة لن اللعان سبب للحد ول يثبت الد إل بأربعة فيستحب أن يضر‬
‫ذلك العدد‬
‫ويستحب أن يكون بعد العصر لن اليمي فيه أغلظ والدليل عليه قوله عز وجل } تبسونما من‬
‫بعد الصلة فيقسمان بال { قيل هو بعد ) صلة ( العصر‬
‫وروى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ثلثة ل يكلمهم ل يوم القيامة‬
‫ول ينظر إليهم ولم عذاب أليم رجل حلف يينا على مال مسلم فاقتطعه ورجل حلف يينا بعد‬
‫صلة العصر لقد أعطي بسلعته أكثر ما أعطي وهو كاذب ورجل منع فضل الاء فإن ال عز‬
‫وجل يقول اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ماء ل تعمله يداك‬
‫ويستحب أن يتلعنا من قيام لا روى بن عباس رضي ال عنه ف حديث هلل بن أمية فأرسل‬
‫إليهما فجاءا فقام هلل فشهد ث قامت فشهدت ولن فعله من قيام أبلغ ف الردع‬
‫واختلف قوله ف التغليظ بالكان فقال ف أحد القولي إنه يب لنه تغليظ ورد به الشرع فأشبه‬
‫التغليظ بتكرار اللفظ وقال ف الخر يستحب كالتغليظ ف الماعة والزمان والتغليظ بالكان أن‬
‫يلعن بينهما ف أشرف موضع من البلد الذي فيه اللعان فإن كان بكة لعن بي الركن والقام‬
‫لن اليمي فيه أغلظ والدليل عليه ما روي أن عبد الرحن بن عوف رضي ال عنه رأى قوما‬
‫يلفون بي الركن والقام فقال أعلى دم قالوا ل قال أفعلى عظيم من الال فقالوا ل فقال لقد‬
‫خعشيت أن يبهأ الناس بذا القام‬
‫وإن كان ف الدينة لعن ف السجد لنه أشرف البقاع با‬
‫وهل يكون على النب أو عند النب اختلفت الرواية فيه عن النب صلى ال عليه وسلم فروى أبو‬
‫هريرة رضي ال عنه قال سعت رسول‬
‫____________________‬

‫ال صلى ال عليه وسلم يقول من حلف عند منبي على يي آثة ولو على سواك من رطب‬
‫وجبت له النار وروى جابر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من حلف على‬
‫منبي هذا بيمي آثة تبوأ مقعده من النار فقال أبو إسحاق إن كان اللق كثيا لعن على النب‬
‫ليسمع الناس وإن كان اللق قليل لعن عند النب ما يلي قب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة ل يلعن على النب لن ذلك علو وشرف واللعن ليس ف موضع‬
‫العلو والشرف وحل قوله على منبي أي عند منبي لن حروف الصفات يقوم بعضها مقام‬
‫بعض‬
‫وإن كان ببيت القدس لعن عند الصخرة لنا أشرف البقاع به وإن كان ف غيها من البلد‬
‫لعن ف الامع‬
‫وإن كانت الرأة حائضا لعنت على باب السجد لنه أقرب إل الوضع الشريف‬
‫وإن كان يهوديا لعن ف الكنيسة وإن كان نصرانيا لعن ف لبيعة وإن كان موسيا لعن ف بيت‬
‫النار لن هذه الواضع عندهم كالساجد عندنا‬
‫فصل وإذا أراد اللعان فالستحب للحاكم أن يعظهما لا روى بن عباس رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ذكرها وأخبها أن عذاب الخرة أشد من عذاب الدنيا فقال هلل وال‬
‫لقد صدقت عليها فقالت كذب فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعنوا بينهما وإن كانت‬
‫الرأة غي برزة بعث إليها الاكم من يستوف عليها اللعان ويستحب أن يبعث معه أربعة‬
‫فصل ويبدأ بالزوج ويأمره أن يشهد لن ال تعال بدأ به وبدأ به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف لعان هلل بن أمية ولن لعانه بينة لثبات الق ولعان الرأة بينة النكار فقدمت بينة الثبات‬
‫فإن بدأ بلعان الرأة ل يعتد به لن لعانا إسقاط الد والد ل يب إل بلعان الزوج فلم يصح‬
‫لعانا قبله‬
‫والستحب إذا بلغ الزوج إل كلمة اللعنة والرأة إل كلمة الغضب أن يعظهما لا روى بن عباس‬
‫رضي ال عنهما قال لا كان ف الامسة قيل يا هلل اتق ل فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب‬
‫الخرة وإن هذه الوجبة الت توجب عليك العذاب فقال وال ل يعذبن ل عليها كما ل يلدن‬
‫عليها فشهد الامسة فلما كانت الامسة قيل لا اتق ال فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب‬
‫الخرة وإن هذه الوجبة الت توجب عليك العذاب فتلكأت ساعة ث قالت وال ل أفضح قومي‬
‫فشهدت الامسة أن غضب ال عليها إن كان من الصادقي‬
‫ويستحب أن يأمر من يضع يده على فيه ف الامسة لا روعى بن عباس رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أمر رجل أن يضع يده على فيه عند الامسة يقول إنا موجبة‬
‫فصل وإن لعن وهي غائبة ليض أو موت قال أشهد بال إن لن الصادقي فيما رميت به زوجت‬
‫فلنة ويرفع ف نسبها حت تتميز وإن كانت حاضرة ففيه وجهان أحدها يمع بي الشارة‬
‫والسم لن مبن اللعان على التأكيد ولذا تكرر فيه لفظ الشهادة وإن حصل القصود برة‬
‫والثان أنه تكفيه الشارة لنا تتميز بالشارة كما تتميز ف النكاح والطلق‬
‫فصل وإن كان القذف بالزنا كرره ف اللفاظ المسة فإن قذفها بزناءين ذكرها ف اللفاظ‬
‫المسة لنه قد يكون صادقا ف أحدها دون الخر فإن سى الزان با ذكره ف اللعان ف كل مرة‬
‫لنه ألق به العرة ف إفساد الفراش فكرره ف اللعان كالرأة‬
‫فإن قذفها بالزنا وانتفى من الولد قال ف كل مرة وأن هذا الولد من زنا وليس من فإن قال هذا‬
‫الولد ليس من ول يقل من زنا ل ينتف لنه يتمل أن يريد أنه ليس من ف اللق أو اللق فإن قال‬
‫هذا الولد من زنا ول يقل وليس من ففيه وجهان أحدها وهو قول القاضي أب حامد الروزي أنه‬
‫ينتفي منه لن ولد الزنا ل يلحق به‬
‫والثان وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين أنه ل ينتفي لنه‬
‫____________________‬

‫قد يعتقد أن الوطء ف النكاح بل ول زنا على قول أب بكر الصيف فوجب أن يذكر أنه ليس‬
‫من لينتفي الحتمال‬
‫فصل وإذا لعن الزوج سقط عنه ما وجب بقذفه من الد أو التعزيز والدليل عليه ما روى عبد‬
‫ال بن عباس رضي ال عنه أن هلل بن أمية قذف مرأته فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫البينة أو حد ف ظهرك فقال هلل والذي بعثك بالق إن لصادق ولينلن ال ف أمري ما يبىء‬
‫ظهري من الد فنلت } والذين يرمون أزواجهم { فسري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال أبشر يا هلل فقد جعل ال لك فرجا ومرجا فقال هلل قد كنت أرجو ذلك من رب عز‬
‫وجل‬
‫وإن قذفها برجل فسماه ف اللعان سقط عنه حده لنه ساه ف اللعان فسقط حده كالرأة فإن ل‬
‫يسمه ف اللعان ففيه قولن أحدها يسقط حده لنه أحد الزانيي فسقط حده باللعان كالزوجة‬
‫والثان ل يسقط حده لنه ل يسمه ف اللعان فلم يسقط حده كالزوجة إذا ل يسمها فعلى هذا إذا‬
‫أراد إسقاط حده ستأنف اللعان وذكره وأعاد ذكر الزوجة‬
‫فصل وإن نفى باللعان نسب ولد انتفى عنه لا روى بن عمر رضي ال عنه أن رجل لعن مرأته‬
‫ف زمان رسول ال صلى ال عليه وسلم وانتفى عن ولدها ففرق رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بينهما وألق الولد بالرأة فإن ل يذكره النسب ف اللعان أعاد اللعان لنه ل ينتف باللعان الول‬
‫فصل ويب على الرأة حد الزنا لنه بينة حقق با الزنا عليها فلزمها الد كالشهادة ول يب‬
‫على الرجل الذي رماها به حد الزنا لنه ل يصح درء الد باللعان فلم يب عليه الد باللعان‬
‫فصل وإن كان اللعان ف نكاح صحيح وقعت الفرقة لديث بن عمر رضي ال عنهما وحرمت‬
‫عليه على التأبيد لا روى سهل بن سعد الساعدي رضي ال عنه قال مضت السنة ف التلعني أن‬
‫يفرق بينهما ث ل يتمعان أبدا‬
‫فإن كان اللعان ف نكاح فاسد أو كان اللعان بعد البينونة ف زنا أضافه إل حال الزوجية فهل‬
‫ترم الرأة على التأبيد فيه وجهان أحدها ترم وهو الصحيح لن ما أوجب تريا موبدا إذا كان‬
‫ف نكاح أوجبه وإن ل يكن ف نكاح كالرضاع‬
‫والثان ل يرم لن التحري تابع للفرقة ول يقع اللعان فرقة فلم يثبت به تري‬
‫فصل وللمرأة أن تدرأ حد الزنا عنها باللعان لقوله عز وجل } ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع‬
‫شهادات بال إنه لن الكاذبي { ول تذكر الرأة للنسب ف اللعان لنه ل مدخل لا ف إثبات‬
‫النسب ول ف نفيه‬
‫فصل وإذا لعن الزوج ث أكذب نفسه وجب عليه حد القذف إن كانت الرأة مصنة أو التعزير‬
‫إن ل تكن مصنة ولقه النسب لن ذلك حق عليه فعاد بتكذيبه ول يعود الفراش ول يرتفع‬
‫التحري لنه حق له فل يعود بتكذيبه نفسه‬
‫وإن لعنت الرأة ث أكذبت نفسها وجب عليها حد الزنا لنه ل يتعلق بلعانا أكثر من سقوط‬
‫حق الزنا وهو حق عليها فعاد بإكذابا‬
‫فصل وإن مات الزوج قبل اللعان وقعت الفرقة بالوت وورثته الزوجة لن الزوجية بقيت إل‬
‫الوت‬
‫فإن كان هناك ولد ورثه لنه مات قبل نفيه وما وجب عليه من الد أو التعزير بقذفها سقط بوته‬
‫لنه ختص ببدنه وقد مات‬
‫وإن ماتت الزوجة قبل لعان الزوج وقعت الفرقة بالوت وورثها الزوج لن الزوجية بقيت إل‬
‫الوت وإن كان هناك ولد فله أن يلعن لنفيه لن الاجة داعية إل نفيه فإن طالبه ورثتها بد‬
‫القذف لعن لسقاطه ول يسقط من الد لو ل يلعن شيء لقه من الرث كما يسقط مالا‬
‫عليه من القصاص لن القصاص ثبت مشتركا بي الورثة فإذا سقط ما يصه بالرث سقط الباقي‬
‫وحد القذف يثبت جيعه لكل واحد من الورثة ولذا لو عفا بعضهم عن حقه كان للباقي أن‬
‫يستوفوا الميع‬
‫فإن مات الولد قبل أن ينفيه باللعان جاز له نفيه باللعان لنه يلحقه نسبه بعد الوت فجاز له نفيه‬
‫وإذا نفاه ل يرثه لنا بينا باللعان أنه ل يكن بنه‬
‫فصل إذا قذف امرأته وامتنع من اللعان فضرب بعض الد ث قال أنا ألعن سع اللعان وسقط ما‬
‫بقي من الد وكذلك‬
‫____________________‬

‫إذا نكلت الرأة عن اللعان فضربت بعض الد ث قالت أنا ألعن سع اللعان وسقط بقية الد لن‬
‫ما أسقط جيع الد أسقط بعضه كالبينة‬
‫فصل إذا قذفها ث تلعنا ث قذفها نظرت فإن كان بالزنا الذي تلعنا عليه ل يب عليه حد لن‬
‫اللعان ف حقه كالبينة ولو أقام البينة على القذف ث أعاد القذف ل يب الد فكذلك إذا لعن‬
‫وإن قذفها بزنا آخر ففيه وجهان أحدها أنه ل يب الد لن اللعان ف حقه كالبينة ث بالبينة‬
‫يبطل إحصانا فكذلك ف اللعان‬
‫والثان يب عليه الد لن اللعان ل يسقط إل ما يب بالقذف ف الزوجية لاجته إل قذف‬
‫الزوجة وقد زالت الزوجية باللعان فزالت الاجة إل القذف فلزمه الد‬
‫وإن تلعنا ث قذفها أجنب حد لن اللعان حجة يتص با الزوج فل يسقط به الد عن الجنب‬
‫فإن قذفها ولعنها ونكلت عن اللعان فحدت فقد اختلف أصحابنا فيها‬
‫فقال أبو العباس ل يرتفع إحصانا إل ف حق الزوج فإن قذفها أجنب وجب عليه الد لن اللعان‬
‫حجة ختص با الزوج فل يبطل به الحصان إل ف حقه‬
‫وقال أبو إسحق يرتفع إحصانا ف حق الزوج والجنب فل يب على واحد منهما الد بقذفها‬
‫لنا مدودة ف الزنا فلم يد قاذفها كما لو حدت بالقرار أو البينة‬
‫كتاب اليان باب من تصح يينه وما تصح به اليمي تصح اليمي من كل مكلف متار قاصد إل‬
‫اليمي لقوله تعال } ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم ولكن يؤاخذكم با عقدت اليان {‬
‫وأما غي الكلف كالصب والنون والنائم فل تصح يينه لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن‬
‫ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق ولنه قول يتعلق به‬
‫وجوب حق فل يصح من غي مكلف كالبيع‬
‫وفيمن زال عقله بالسكر طريقان على ما ذكرناه ف الطلق وأما السكرة فل تصح يينه لا روى‬
‫واثلة بن السقع وأبو أمامة رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ليس على‬
‫مقهور يي‬
‫ولنه قول حل عليه بغي حق فلم يصح كما لو أكره على كلمة الكفر وأما من ل يقصد اليمي‬
‫وهو الذي يسبق لسانه إل اليمي أو أراد اليمي على شيء فسبق لسانه إل غيه فل تصح يينه‬
‫لقوله عز وجل } ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم { وروي عن بن عمر وبن عباس وعائشة‬
‫رضي ال عنهم أنم قالوا هو قول الرجل ل وال وبلى وال ولن ما سبق إليه اللسان من غي‬
‫قصد ل يواخذ به كما لو سبق لسانه إل كلمة الكفر‬
‫فصل ويصح اليمي على الاضي والستقبل فإن حلف على ماض وهو صادق فل شيء عليه لن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم جعل اليمي على الدعى عليه ول يوز أن يعل اليمي عليه إل وهو‬
‫صادق فدل على أنه يوز أن يلف على ما هو صادق فيه وروى ممد بن كعب القرظي أن عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه قال وهو على النب وف يده عصا يأيها الناس ل ينعكم اليمي عن أخذ‬
‫حقوقكم فوالذي نفسي بيده إن ف يدي عصا‬
‫وإن كان كاذبا وهو أن يلف على أمر أنه كان ول يكن أو على أمر أنه ل يكن وكان أث بذلك‬
‫وهي اليمي الغموس والدليل عليه ما روي عن الشعب رضي ال عنه عن عبد ال بن عمر قال‬
‫جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال ما الكبائر قال الشرك بال قال ث‬
‫ماذا قال عقوق الوالدين‬
‫قال ث ماذا قال اليمي الغموس‬
‫قيل للشعب ما اليمي الغموس قال الذي يقتطع با مال مرىء مسلم وهو فيها كاذب‬
‫وروى عبد ال بن مسعود رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال ال عز وجل وهو عليه‬
‫غضبان وإن كان على مستقبل نظرت فإن كان على أمر مباح ففيه وجهان أحدها الول أل‬
‫ينث لقوله عز وجل ) ول‬
‫____________________‬

‫عليه وسلم من حلف على يي وهو فاجر ليقتطع با مال مرىء مسلم لقي تنقضوا اليان بعد‬
‫توكيدها (‬
‫والثان أن الول أن ينث لقوله عز وجل } ل ترموا طيبات ما أحل ال لكم {‬
‫فإن حلف على فعل مكروه أو ترك مستحب فالول أن ينث لا روت أم سلمة رضي ال عنها‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من حلف على يي فرأى غيها خيا منها فليكفر عن‬
‫يينه ث ليفعل الذي هو خي‬
‫فصل وتكره اليمي بغي ال عز وجل فإن حلف بغيه كالنب والكعبة والباء والجداد ل تنعقد‬
‫يينه لا روى بن عمر رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كان حالفا فل‬
‫يلف إل بال تعال وروي عن عمر رضي ال عنه قال سعن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أحلف بأب فقال إن ال عز وجل ينهاكم أن تلفوا بآبائكم فقال عمر رضي ال عنه وال ما‬
‫حلفت با ذاكرا ول آثرا‬
‫وإن قال إن فعلت كذا وكذا فأنا يهودي أو نصران أو أنا بريء من ال أو من السلم ل ينعقد‬
‫يينه لا روى بريدة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من حلف أنه بريء من السلم فإن‬
‫كان كاذبا فقد قال وإن كان صادقا فلم يرجع إل السلم سالا‬
‫ولنه يي بحدث فلم ينعقد كاليمي بالخلوقات‬
‫فصل وتوز اليمي بأساء ال وصفاته فإن حلف من أسائه بال انعقدت يينه لا روى بن عباس‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال وال لغزون قريشا وال لغزون قريشا وال‬
‫لغزون قريشا ( ث قال إن شاء ال وإن حلف بالرحن أو بالله أو بالق اللق أو ببارىء النسمة‬
‫أو بالي القيوم أو بالي الذي ل يوت أو برب السموات والرضي أو بالك يوم الدين أو برب‬
‫العالي وما أشبه ذلك من الساء الت ل يشاركه فيها أحد نعقدت يينه لنه ل يسمى با غيه‬
‫ول يوصف با سواه فصار كما لو قال وال‬
‫فإن حلف بالرحيم والرب والقادر والقاهر واللك والبار والالق والتكب ول ينو به غي ال عز‬
‫وجل انعقدت به يينه لنه ل تطلق هذه الساء إل عليه وإن نوى به غيه ل ينعقد لنه قد‬
‫تستعمعل ف غيه مع التقييد لنه يقال فلن رحيم القلب ورب الدار وقادر على الشي وقاهر‬
‫للعدو وخالق للكذب ومالك للبلد وجبار متكب فجاز أن تصرف إليه بالنية‬
‫فإن قال والي والوجود والعال والومن والكري ل تنعقد يينه إل أن ينوي به ال تعال لن هذه‬
‫الساء مشتركة بي ال تعال وبي اللق مستعملة ف الميع استعمال واحدا فلم تنصرف إل ال‬
‫تعال من غي نية كالكنايات ف الطلق وإن حلف بصفة من صفاته نظرت‬
‫فإن حلف بعظمة ال أو بعزته أو بكبيائه أو بلله أو ببقائه أو بكلمه انعقدت يينه لن هذه‬
‫الصفات للذات ل يزل معوصوفا با ول يوز وصفه بضدها فصار كاليمي بأسائه‬
‫وإن قال وعلم ال ول ينو به العلوم أو بقدرة ال ول ينو به القدور انعقدت يينه لن العلم‬
‫والقدرة من صفات الذات ل يزل موصوفا بما ول يوز وصفه بضدها فصارا كالصفات الستة‬
‫فإن نوى بالعلم‬
‫____________________‬

‫العلوم أو بالقدرة القدور ل ينعقد يينه لنه قد يستعمل العلم ف العلوم والقدرة ف القدور أل‬
‫ترى أنك تقول غفر لنا علمك فينا وتريد العلوم وتقول انظروا إل قدرة ال وتريد به القدور‬
‫فانصرف إليه بالنية‬
‫فإن قال وحق ال وأراد به العبادات ل ينعقد يينه لنه يي بحدث وإن ل ينو العبادات انعقدت‬
‫يينه لن الق يستعمل فيما يستحق من العبادات ويستعمل فيما يستحقه الباري من الصفات‬
‫وذلك من صفات الذات وقد انضم إليه العرف ف اللف به فانعقدت به اليمي من غي نية‬
‫فصل وإن قال علي عهد ال وميثاقه وكفالته وأمانته فإن أراد به ما أخذ علينا من العهد ف‬
‫العبادات فليس بيمي لنه يي بحدث‬
‫وإن أراد بالعهد استحقاقه ما تعبدنا به فهو يي لنه صفة قدية‬
‫وإن ل يكن له نية ففيه وجهان أحدها أنه يي لن العادة اللف با والتغليظ بألفاظها كالعادة‬
‫باللف بال والتغليظ بصفاته كالطالب الغالب والدرك الهلك‬
‫والثان ليس بيمي لنه يتمل العبادات ويتمل ما ذكرناه من ستحقاقه ول يقترن بذلك عرف عام‬
‫وإنا يلف به بعض الناس وأكثرهم ل يعرفونه فلم يعل يينا‬
‫فصل وإن قال بال لفعلن كذا بالباء العجمة من تت فإن أراد بال أن أستعي بال أو أثق بال ف‬
‫الفعل الذي أشار إليه ل يكن يينا لن ما نواه ليس بيمي واللفظ يتمله فلم يعل يينا‬
‫وإن ل يكن له نية كان يينا لن الباء من حروف القسم فحمل إطلق اللفظ عليه‬
‫وإن قال تال لفعلن كذا بالتاء العجمة من فوق فالنصوص ف اليان واليلء أنه يي وروى‬
‫الزن ف القسامة أنه ليس بيمي‬
‫وختلف أصحابنا فيه فمنهم من قال الذهب ما نص عليه ف اليان واليلء لن التاء من حروف‬
‫القسم والدليل عليه قوله عز وجل } وتال لكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين { وقوله تعال‬
‫} تال لقد آثرك ال علينا وإن كنا لاطئي { فصار كما لو قال وال وبال‬
‫وما رواه الزن صحف فيه والذي قال الزن ف القسامة بالباء العجمة من تت وتعليله يدل عليه‬
‫فإنه قال لنه دعاء وتال ليس بدعاء‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان ف اليان واليلء فهو يي لنه يلزمه ) به ( حق وإن كان ف‬
‫القسامة ل يكن يينا لنه يستحق به الال فلم يعل يينا‬
‫وإن قال آل لفعلن كذا فإن أراد به اليمي فهو يي لنه قد تذف حروف القسم ولذا روي أن‬
‫عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أخب النب صلى ال عليه وسلم أنه قتل أبا جهل فقال آل إنك‬
‫قتلته قال آل إن قتلته‬
‫وإن ل يكن له نية ل يكن يينا لنه ل يأت بلفظ القسم‬
‫وإن قال لها ال ونوى به اليمي فهو يي لا روي أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه قال ف سلب‬
‫قتيل قتله أبو قتادة لها ال إذا ل يعمد إل أسد من أسد ال تعال يقاتل عن دين ال ورسوله‬
‫فيعطيك سلبه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم صدق وإن ل ينو اليمي ل يكن يينا لنه غي‬
‫متعارف ف اليمي فلم يعل يينا من غي نية وإن قال وأي ال ونوى اليمي فهو يي لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ف أسامة بن زيد واي ال‬
‫يقترن به عرف ول نية‬
‫فصل وإن قال لعمر ال ونوى به اليمي فهو يي لنه قد قيل معناه بقاء ال وقيل حق ال وقيل‬
‫علم ال والميع من الصفات الت تنعقد با اليمي فإن ل يكن له نية ففيه وجهان أحدها أنه يي‬
‫لن الشرع ورد به ف اليمي وهو قول ال عز وجل } لعمرك إنم لفي سكرتم {‬
‫____________________‬

‫إنه لليق بالمارة فإن ل يكن له فيه نية ل يكن يينا لنه ل يعمهون‬
‫والثان أنه ليس بيمي وهو ظاهر النص لنه غي متعارف ف اليمي‬
‫فصل وإن قال أقسمت بال أو أقسم بال لفعلن كذا ول ينو شيئا فهو يي لنه ثبت له عرف‬
‫الشرع وعرف العادة فالشرع قوله عز وجل } وأقسموا بال جهد أيانم {‬
‫وعرف العادة أن الناس يلفون با كثيا وإن قال أردت بقول أقسمت بال الب عن يي متقدمة‬
‫وبقول أقسم بال الب عن يي مستأنفة قبل قوله فيما بينه وبي ال تعال لن ما يدعيه يتمله‬
‫اللفظ‬
‫فأما ف الكم فالنصوص ف اليان أنه يقبل وقال ف اليلء إذا قال لزوجته أقسمت بال ل‬
‫وطئتك وقال أردت به ف زمان متقدم إنه ل يقبل‬
‫فمن أصحابنا من قال ل يقبل قول واحدا وما يدعيه خلف ما يقتضيه اللفظ ف عرف الشرع‬
‫وعرف العادة وقوله ف اليان إنه يقبل إرادته فيما بينه وبي ال عز وجل‬
‫ومنهم من قال ل يقبل ف اليلء ويقبل ف غيه من اليان لن اليلء يتعلق به حق الرأة فلم‬
‫يقبل منه خلف الظاهر والق ف سائر اليان ل عز وجل فقبل قوله‬
‫ومنهم من نقل جوابه ف كل واحدة من السألتي إل الخرى وجعلهما على قولي أحدها يقبل‬
‫لن ما يدعيه يتمله اللفظ‬
‫والثان ل يقبل لن ما يدعيه خلف ما يقتضيه اللفظ ف عرف الشرع وعرف العادة‬
‫فإن قال شهدت بال أو أشهد بال لفعلن كذا فإن نوى به اليمي فهو يي لنه قد يراد بالشهادة‬
‫اليمي وإن نوى بالشهادة بال اليان به فليس بيمي لنه قد يراد به ذلك وإن ل يكن له نية ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه يي لنه ورد به القرآن والراد به اليمي وهو قوله عز وجل } فشهادة أحدهم‬
‫أربع شهادات بال إنه لن الصادقي {‬
‫والثان أنه ليس بيمي لنه ليس ف اليمي با عرف من جهة العادة‬
‫وأما ف الشرع فقد ورد والراد به اليمي وورد والراد به الشهادة فلم يعل يينا من غي نية‬
‫وإن قال أعزم بال لفعلن كذا فإن أراد به اليمي فهو يي لنه يتمل أن يقول أعزم ث يبتدىء‬
‫اليمي بقوله بال لفعلن كذا وإن أراد إن أعزم بال أي بعونته وقدرته ل يكن يينا وإن ل ينو‬
‫شيئا ل يكن يينا لنه يتمل اليمي ويتمل العزم على الفعل بعونة ال فلم يعل يينا من غي نية‬
‫ول عرف‬
‫وإن قال أقسم أو أشهد أو أعزم ول يذكر سم ال تعال ل يكن يينا نوى به اليمي أو ل ينو لن‬
‫اليمي ل ينعقد إل بسم معظم أو صفة معظمة ليتحقق له اللوف عليه وذلك ل يوجد‬
‫فصل وإن قال أسألك بال أو أقسم عليك بال لتفعلن كذا فإن أراد به الشفاعة بال عز وجل ف‬
‫الفعل ل يكن يينا وإن أراد أن يلف عليه ليفعلن ذلك صار حالفا لنه يتمل اليمي وهو أن‬
‫يبتدىء بقوله بال لتفعلن كذا وإن أراد أن يعقد للمسئول بذلك يينا ل ينعقد لواحد منهما لن‬
‫السائل صرف اليمي عن نفسه والسوول ل يلف‬
‫فصل إذا قال وال لفعلن كذا إن شاء زيد أن أفعله فقال زيد قد شئت أن يفعله انعقدت يينه‬
‫لنه علق عقد اليمي على مشيئته وقد وجدت ث يقف الب ولنث على فعل الشيء وتركه‬
‫وإن قال زيد لست أشاء أن يفعله ل تنعقد اليمي لنه ل يوجد شرط عقدها وإن فقدت مشيئته‬
‫بالنون أو الغيبة أو الوت ل ينعقد اليمي لنه ل يتحقق شرط النعقاد ول ينعقد ) اليمي (‬
‫به وال أعلم‬

‫____________________‬

‫باب جامع اليان إذا حلف ل يسكن دارا وهو فيها فخرج ف الال بنية التحويل وترك رحله‬
‫فيها ل ينث لن اليمي على سكناه وقد ترك السكن فلم ينث بترك الرحل كما لو حلف ل‬
‫يسكن ف بلد فخرج وترك رحله فيه وإن تردد إل الدار لنقل الرحل ل ينث لن ذلك ليس‬
‫لسكن‬
‫وإن حلف ل يسكنها وهو فيها أو ل يلبس هذا الثوب وهو لبسه أو ل يركب هذه الدابة وهو‬
‫راكبها فاستدام حنث لن السم يطلق على حال الستدامة ولذا تقول سكنت الدار شهرا‬
‫ولبست الثوب شهرا وركبت الدابة شهرا‬
‫وإن حلف ل يتزوج وهو متزوج أو ل يتطهر وهو متطهر أو ل يتطيب وهو متطيب فستدام ل‬
‫ينث لنه ل يطلق السم عليه ف حال الستدامة‬
‫ولذا تقول تزوجت من شهر وتطهرت من شهر وتطيبت من شهر ول تقول تزوجت شهرا‬
‫وتطهرت شهرا وتطيبت شهرا‬
‫وإن حلف ل يدخل الدار وهو فيها فاستدام ففيه قولن قال ف الم ينث لن ستدامة الدخول‬
‫كالبتداء ف التحري ف ملك الغي فكذلك ف لنث ف اليمي كاللبس والركوب‬
‫وقال ف حرملة ل ينث وهو الصحيح لن الدخول ل يستعمل ف الستدامة ولذا تقول دخلت‬
‫الدار من شهر ول تقول دخلتها شهرا فلم ينث بالستدامة كما لو حلف ل يتطهر أو ل يتزوج‬
‫فاستدام‬
‫فإن حلف ل يسافر وهو ف السفر فأخذ ف العود ل ينث لنه أخذ ف ترك السفر وإن ستدام‬
‫السفر حنث لنه مسافر‬
‫فصل وإن حلف ل يساكن فلنا وها ف مسكن واحد ففارق أحدها الخر ف الال وبقي الخر‬
‫ل ينث لنه زالت الساكنة وإن سكن كل واحد منهما ف بيت من خان أو دار كبية ونفرد كل‬
‫واحد منهما بباب وغلق ل ينث لنه ما ساكنه فإن حلف ل يدخل دارا فأدخل إحدى الرجلي‬
‫أو أدخل رأسه إليها ل ينث‬
‫وإن حلف ل يرج من دار فأخرج إحدى الرجلي أو أخرج رأسه منها ل ينث لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كان معتكفا وكان يدخل رأسه إل عائشة لترجله ولن كمال الدخول والروج‬
‫ل يصل بذلك‬
‫فصل وإن حلف ل يدخل دارا فحصل ف سطحها وهو غي مجر ل ينث‬
‫وقال أبو ثور ينث لن السطح من الدار وهذا خطأ لنه حاجز بي داخل الدار وخارجها فلم‬
‫يصر بصوله فيه داخل فيها كما لو حصل على حائط الدار وإن كان مجرا ففيه وجهان أحدها‬
‫ينث لنه ييط به سور الدار‬
‫والثان ل ينث وهو ظاهر النص لنه ل يصل ف داخل الدار‬
‫وإن كان ف الدار نر فطرح نفسه ف الاء حت حله إل ) داخل ( الدار حنث لنه دخل الدار‬
‫وإن كان ف الدار شجرة منتشرة الغصان فتعلق بغصن منها ونزل فيها حت أحاط به حائط الدار‬
‫حنث وإن نزل فيه حت حاذى السطح فإن كان غي مجر ل ينث وإن كان مجرا فعلى الوجهي‬

‫فصل وإن حلف ل يدخل دار زيد هذه فباعها ث دخلها حنث لن اليمي على عي مضافة إل‬
‫مالك فلم يسقط النث فيه بزوال اللك كما لو حلف ل يكلم زوجة فلن هذه فطلقها ث كلمها‬

‫وإن حلف ل يدخل دار زيد فدخل دارا لزيد وعمرو ل ينث لن اليمي معقودة على دار جيعها‬
‫لزيد‬
‫وإن حلف ل يدخل دار زيد فدخل دارا يسكنها زيد بإعارة أو إجارة أو غصب فإن أراد مسكنه‬
‫حنث لنه يتمل ما نوى وإن ل يكن له نية ل ينث‬
‫وقال أبو ثور ينث لن الدار تضاف إل الساكن والدليل عليه قوله تعال } ل ترجوهن من‬
‫بيوتن { فأضاف بيوت أزواجهن إليهن بالسكن‬
‫وهذا خطأ لن حقيقية الضافة تقتضي ملك العي ولذا لو قال هذه الدار لزيد جعل ذلك إقرارا‬
‫له بلكها‬
‫فصل وإن حلف ل يدخل هذه الدار فاندمت وصارت ساحة أو جعلت حانوتا أو بستانا فدخلها‬
‫ل ينث لنه‬
‫____________________‬
‫زال عنها سم الدار وإن أعيدت بغي تلك اللة ل ينث بدخولا لنا غي تلك الدار‬
‫وإن أعيدت بتلك اللة ففيه وجهان أحدها ل ينث وهو قول أب علي بن أب هريرة لنا غي‬
‫تلك الدار‬
‫والثان أنه ينث لنا عادت كما كانت‬
‫فصل وإن حلف ل يدخل هذه الدار من هذا الباب فقلع الباب ونصبه ف مكان آخر وبقي المر‬
‫الذي كان عليه الباب فدخلها من المر حنث وإن دخلها من الوضع الذي نصب فيه الباب ل‬
‫ينث‬
‫ومن أصحابنا من قال إن دخل من المر الذي كان فيه الباب ل ينث لنه ل يدخل من ذلك‬
‫الباب لن الباب نقل‬
‫وهذا خطأ لن الباب هو المر الذي يدخل ويرج منه دون الصراع النصوب والمر الول باق‬
‫فتعلق به النث‬
‫وإن حلف ل يدخل هذه الدار من بابا أو ل يدخل من باب هذه الدار فسد الباب وجعل الباب‬
‫ف مكان آخر فدخلها منه ففيه وجهان أحدها أنه ل ينث وهو قول أب علي بن أب هريرة وهو‬
‫النصوص ف الم لن اليمي نعقدت على باب موجود مضاف إل الدار وذلك هو الباب الول‬
‫فل ينث بالثان كما لو حلف ل يدخل دار زيد فباع زيد داره ث دخلها‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه ينث وهو الظهر لن اليمي معقودة على بابا وبابا الن هو‬
‫الثان فتعلق النث به كما لو حلف ل يدخل دار زيد فباع زيد داره وشترى ) دارا ( أخرى فإن‬
‫النث يتعلق بالدار الثانية دون الول‬
‫فصل وإن حلف ل يدخل بيتا فدخل مسجدا أو بيتا ف المام ل ينث لن السجد وبيت المام‬
‫ل يدخلن ف إطلق سم البيت ولن البيت سم لا جعل لليواء والسكن والسجد وبيت المام‬
‫ل يعل لذلك فإن دخل بيتا من شعر أو أدم نظرت فإن كان الالف من يسكن بيوت الشعر‬
‫والدم حنث‬
‫وإن كان من ل يسكنها ففيه وجهان أحدها وهو قول أب العباس بن سريج أنه ل ينث لن‬
‫اليمي تمل على العرف ولذا لو حلف ل يأكل الرءوس حل على ما يتعارف أكله منفردا وبيت‬
‫الشعر والدم غي متعارف للقروي فلم ينث به‬
‫والثان وهو قول أب إسحق وغيه أنه ينث لنه بيت جعل لليواء والسكن فأشبه بيوت الدر‬
‫وقولم إنه غي متعارف ف حق أهل القرى يبطل بالبيت من الدر فإنه غي متعارف ف حق أهل‬
‫البادية ث ينث به وخبز الرز غي متعارف ف حق غي الطبي ث ينث بأكله إذا حلف ل يأكل‬
‫البز‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل هذه النطة فجعلها دقيقا أو ل يأكل هذا الدقيق فجعله عجينا أو ل‬
‫يأكل هذا العجي فجعله خبزا ل ينث بأكله‬
‫وقال أبو العباس ينث لن اليمي تعلقت بعينه فتعلق النث با وإن زال السم كما لو حلف ل‬
‫يأكل هذا المل فذبه وأكله‬
‫والذهب الول لنه علق اليمي على العي والسم ث ل ينث بغي العي فكذلك ل ينث بغي‬
‫السم‬
‫ويالف المل لنه ل يكن أكله حيا والنطة يكن أكلها حبا ولن المل منوع من أكله ف‬
‫حال الياة من غي يي فلم يدخل ف اليمي والنطة غي منوع من أكلها فتعلق با اليمي‬
‫وإن حلف ل يأكل هذا الرطب فأكله وهو تر أو ل يأكل هذا المل فأكله وهو كبش أو ل‬
‫يكلم هذا الصب فكلمه وهو شيخ ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه ل‬
‫ينث كما ل ينث ف النطة إذا صارت دقيقا فأكله‬
‫والثان أنه ينث لن النتقال حدث فيه من غي صنعة وف النطة النتقال حدث فيها بصنعة‬
‫وهذا ل يصح لنه يبطل به إذا حلف ل يأكل هذا البيض فصار فرخا أو ل يأكل هذا الب فصار‬
‫زرعا فإنه ل ينث وإن كان النتقال حدث فيه من غي صنعة‬
‫وإن حلف ل يشرب هذا العصي فصار خرا أو ل يشرب هذا المر فصار خل فشربه ل ينث‬
‫كما قلنا ف النطة إذا صارت دقيقا‬
‫وإن حلف ل يلبس هذا الغزل فنسج منه ثوبا حنث بلبسه لن الغزل ل يلبس إل منسوجا فصار‬
‫كما لو حلف ل يأكل هذا اليوان فذبه وأكله‬

‫____________________‬

‫فصل وإن حلف ل يشرب هذا السويق فاستفه أو ل يأكل هذا البز فدقه وشربه أو بتلعه من‬
‫غي مضغ ل ينث لن الفعال أجناس متلفة كالعيان ث لو حلف على جنس من العيان ل ينث‬
‫بنس آخر فكذلك إذا حلف على جنس من الفعال ل ينث بنس آخر‬
‫وإن حلف ل يذوق هذا الطعام فذاقه ولفظه ففيه وجهان أحدها ل ينث لنه ل يوجد حقيقة‬
‫الذوق ما ل يزدرده ولذا ل يبطل به الصوم‬
‫والثان أنه ينث لن الذوق معرفة الطعم وذلك يصل من غي زدراد وإن حلف ل يذوقه فأكله‬
‫أو شربه حنث لنه قد ذاق وزاد عليه وإن حلف ل يأكل ول يشرب ول يذوق فأوجد ف حلقه‬
‫حت وصل إل جوفه ل ينث لنه ل يأكل ول يشرب ول يذق‬
‫وإن قال وال لطعمت هذا الطعام فأوجر ف حلقه حنث لن معناه لجعلته ل طعاما وقد جعله‬
‫طعاما له‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل اللحم حنث بأكل لم كل ما يوكل لمه من النعم والوحش والطي‬
‫لن سم اللحم يطلق على الميع ول ينث بأكل السمك لنه ل يطلق عليه سم اللحم‬
‫وهل ينث بأكل لم ما ل يوكل لمه فيه وجهان أحدها ينث لنه يطلق عليه سم اللحم وإن ل‬
‫يل كما أطلق على اللحم الغصوب وإن ل يل‬
‫والثان ل ينث لن القصد باليمي أن ينع نفسه ما يستبيحه ولم ما ل يوكل لمه منوع من‬
‫أكله من غي يي فلم يدخل ف اليمي‬
‫وإن حلف ل يأكل اللحم فأكل الشحم ل ينث‬
‫وإن حلف ل يأكل الشحم فأكل اللحم ل ينث لنما جنسان متلفان ف السم والصفة‬
‫وإن حلف على اللحم فأكل سي الظهر والنب وما يعلو اللحم ويتخلله من البياض حنث لنه‬
‫لم سي‬
‫وإن حلف على الشحم فأكل ذلك ل ينث لنه ليس بشحم‬
‫وإن حلف على اللحم أو الشحم فأكل الكبد أو الطحال أو الرئة أو الكرش أو الخ ل ينث لنه‬
‫مالف للحم والشحم ف السم والصفة‬
‫وإن حلف على اللحم فأكل لم الد أو لم الرأس أو اللسان ففيه وجهان أحدها ينث لنه‬
‫لم‬
‫والثان ل ينث لن اللحم ل يطلق إل على لم البدن‬
‫وختلف أصحابنا ف اللية فمنهم من قال هو شحم ينث به ف اليمي على الشحم ول ينث به‬
‫ف اليمي على اللحم لنه يشبه الشحم ف بياضه ويذوب كما يذوب الشحم‬
‫ومنهم من قال هو لم فيحنث به ف اليمي على اللحم ول ينث به ف اليمي على الشحم لنه‬
‫نابت ف اللحم ويشبهه ف الصلبة‬
‫ومنهم من قال ليس بلحم ول شحم ول ينث به ف اليمي على واحد منهما لنه مالف للجميع‬
‫ف السم والصفة فصار كالكبد والطحال‬
‫وإن حلف على اللحم فأكل شحم العي ل ينث لنه مالف للحم ف السم والصفة‬
‫وإن حلف على الشحم فأكله ففيه وجهان أحدها ينث به بدخوله ف سم الشحم‬
‫والثان ل ينث به لنه ل يدخل ف إطلق سه كما ل يدخل لم السمك ف ) إطلق ( اليمي‬
‫على اللحم ول التمر الندي ف اليمي على التمر‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل الرؤوس ول يكن له نية حنث برؤوس البل والبقر والغنم لنا تباع‬
‫مفردة وتوكل مفردة عن البدان ول ينث برؤوس الطي فإنا ل تباع مفردة ول توكل مفردة‬
‫فإن كان ف بلد يباع فيه رؤوس الصيد ورؤوس السمك مفردة حنث بأكلها لنا تباع مفردة‬
‫فهي كرءوس البل والبقر والغنم‬
‫وهل ينث بأكلها ف سائر البلد فيه وجهان أحدها ل ينث لنه ل يطلق عليها سم الرءوس إل‬
‫ف البلد الذي يباع فيه ويعتاد أكله‬
‫والثان ينث با لن ما ثبت له العرف ف مكان وقع النث به ف كل مكان كخبز الرز‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل البيض حنث بأكل ) كل ( بيض يزايل بائضه ف الياة كبيض الدجاجة‬
‫والمامة والنعامة لنه يوكل منفردا ويباع منفردا فيدخل ف مطلق اليمي ول ينث با ل يزايل‬
‫بائضه كبيض السمك والراد لنه ل يباع منفردا ول يوكل منفردا فلم يدخل ف مطلق اليمي‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل اللب حنث بأكل لب النعام ولب الصيد لن سم اللب يطلق على‬
‫الميع وإن كان فيه ما يقل أكله‬
‫____________________‬

‫لتقذره كما ينث ف اليمي على اللحم بأكل لم الميع وإن كان فيه ما يقل أكله لتقذره‬
‫وينث بالليب والرائب وما جد منه لن الميع لب ول ينث بأكل الب واللور والكبإ والزبد‬
‫والسمن والصل والقط‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة إذا حلف على اللب حنث بكل ما يتخذ منه لنه من اللب‬
‫والذهب الول لنه ل يطلق عليه سم اللب فلم ينث به وإن كان منه كما لو حلف ل يأكل‬
‫الرطب فأكل التمر أو ل يأكل السمسم فأكل الشيج فإنه ل ينث وإن كان التمر من الرطب‬
‫والشيج من السمسم‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل السمن فأكله مع البز أو أكله ) مع ( العصيدة وهو ظاهر فيها حنث‬
‫وإن حلف ل يأكل اللب فأكله ف طبيخ وهو ظاهر فيه ) حنث ( أو حلف ل يأكل الل فأكله ف‬
‫طبيخ وهو ظاهر فيه حنث‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري إذا أكله مع غيه ل ينث لنه ل يفرده بالكل فلم ينث كما لو‬
‫حلف ل يأكل طعاما اشتراه زيد فأكل طعاما اشتراه زيد وعمرو‬
‫والذهب الول لنه فعل اللوف عليه وأضاف إليه غيه فحنث كما لو حلف ل يدخل على زيد‬
‫فدخل على جاعة وهو فيهم‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل أدما فأكل اللحم حنث لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال سيد‬
‫الدام اللحم ولنه يوتدم به ف العادة فحنث به كالل والريء‬
‫فإن أكل التمر ففيه وجهان أحدها ل ينث لنه ل يوتدم به ف العادة وإنا يوكل قوتا أو حلوة‬
‫والثان أنه ينث به لن النب صلى ال عليه وسلم أعطى سائل خبزا وترا وقال هذا أدم هذا‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل الفاكهة فأكل الرطب أو العنب أو الرمان أو الترنج أو التوت أو النبق‬
‫حنث لنا ثار أشجار فحنث با كالتفاح والسفرجل‬
‫وإن أكل البطيخ أو الوز حنث لنه يتفكه به كما يتفكه بثمار الشجار‬
‫وإن أكل اليار أو القثاء ل ينث لنما من الضراوات‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل بسرا ول رطبا فأكل منصفا حنث ف اليمي لنه أكل البسر والرطب‬
‫وإن حلف ل يأكل بسرة ول رطبة فأكل منصفا ل ينث لنه ل يأكل بسرة ول رطبة‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل قوتا فأكل التمر أو الزبيب أو اللحم وهو من يقتات ذلك حنث‬
‫وهل ينث به غيه على ما ذكرناه من الوجهي ف بيوت الشعر ورءوس الصيد‬

‫____________________‬

‫فصل وإن حلف ل يأكل طعاما حنث بأكل كل ما يطعم من قوت وأدم وفاكهة وحلوة لن اسم‬
‫الطعام يقع على الميع والدليل عليه قوله تعال } كل الطعام كان حل لبن إسرائيل إل ما حرم‬
‫إسرائيل على نفسه { وهل ينث بأكل الدواء فيه وجهان أحدها ل ينث لنه ل يدخل ف‬
‫إطلق اسم الطعام‬
‫والثان ينث لنه يطعم ف حال الختيار ولذا يرم فيه الربا‬
‫فصل وإن حلف ل يشرب الاء فشرب ماء البحر احتمل عندي وجهي أحدها ينث لنه يدخل‬
‫ف سم الاء الطلق ولذا توز به الطهارة‬
‫والثان ل ينث لنه ل يشرب‬
‫وإن حلف ل يشرب ماء فراتا فشرب ماء دجلة أو غيه من الياه العذبة حنث لن الفرات هو‬
‫الاء العذب والدليل عليه قوله تعال } وأسقيناكم ماء فراتا { وأراد به العذب‬
‫وإن حلف ل يشرب من ماء الفرات فشرب من ماء دجلة ل ينث لن الفرات إذا عرف باللف‬
‫واللم فهو النهر الذي بي العراق والشأم‬
‫فصل وإن حلف ل يشم الريان فشم الضيمران وهو الريان الفارسي حنث وإن شم ما سواه‬
‫كالورد والبنفسج والياسي والزعفران ل ينث لنه ل يطلق سم الريان إل على الضيمران وما‬
‫سواه ل يسمى إل بأسائها‬
‫وإن حلف ل يشم الشموم حنث بالميع لن الميع مشموم وإن شم الكافور أو السك أو‬
‫العود أو الصندل ل ينث وإن جف الورد والبنفسج فشمهما ففيه وجهان أحدها ل ينث كما‬
‫ل ينث إذا حلف ل يأكل الرطب فأكل التمر‬
‫والثان ينث لبقاء اسم الورد والبنفسج‬
‫فصل وإن حلف ل يلبس شيئا فلبس درعا أو جوشنا أو خفا أو نعل ففيه وجهان أحدها ينث‬
‫لنه ليس شيئا‬
‫والثان ل ينث لن إطلق اللبس ل ينصرف إل غي الثياب‬
‫فصل وإن كان معه رداء فقال وال ل لبست هذا الثوب وهو رداء فارتدى به أو تعمم به أو تزر‬
‫به حنث لنه لبسه وهو رداء فإن جعله قميصا أو سراويل ولبسه ل ينث لنه ل يلبسه وهو رداء‬
‫فإن قال وال ل لبست هذا الثوب ول يقل وهو رداء فارتدى به أو تعمم به أو تزر به أو جعله‬
‫قميصا أو سراويل ولبسه حنث‬
‫ومن أصحابنا من قال ل ينث لنه حلف على لبسه وهو على صفة فلم ينث بلبسه على غي‬
‫تلك الصفة‬
‫والصحيح هو الول لنه حلف على لبسه ثوبا فحمل على العموم كما لو قال وال ل لبست‬
‫ثوبا‬
‫فصل وإن حلف ل يلبس حليا فلبس خاتا من ذهب أو فضة أو منقة من لولؤ أو غيه من‬
‫الواهر حنث لن الميع حلي والدليل عليه قوله عز وجل } يلون فيها من أساور من ذهب‬
‫ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير {‬
‫وإن لبس شيئا من الرز أو السبج فإن كان من عادته التحلي به كأهل السواد حنث لنم‬
‫يسمونه حليا‬
‫وهل ينث به غيهم على ما ذكرناه من الوجهي ف بيوت الشعر ورءوس الصيد وإن تقلد سيفا‬
‫ملى ل ينث لن السيف ليس بلي‬
‫وإن لبس منطقة ملة ففيه وجهان أحدها ينث لنه من حلي الرجال‬
‫والثان ل ينث لنه ليس من اللت اللة فلم ينث به كالسيف‬
‫وإن حلف ل يلبس خاتا فلبسها ف غي النصر أو حلف ل يلبس قميصا فرتدى به أو ل يلبس‬
‫قلنسوة فلبسها ف رجله ل ينث لن اليمي يقتضي لبسا متعارفا وهذا غي متعارف‬
‫فصل وإن من عليه رجل فحلف ل يشرب له ماء من عطش فأكل له خبزا أو لبس له ثوبا أو‬
‫شرب له ماء من غي عطش ل ينث لن النث ل يقع إل على ما عقد عليه اليمي والذي عقد‬
‫عليه اليمي شرب الاء من عطش فلو حنثناه على ما سواه لنثناه على ما نوى ل على ما حلف‬
‫عليه‬
‫وإن حلف ل يلبس له ثوبا فوهب له ثوبا فلبسه ل ينث لنه ل يلبس ثوبه‬
‫فصل وإن حلف ل يضرب مرأته فضربا ضربا غي مول حنث لنه يقع عليه سم الضرب وإن‬
‫عضها أو خنقها أو نتف‬
‫____________________‬

‫شعرها ل ينث لن ذلك ليس بضرب وإن لكمها أو لطخها أو رفسها ففيه وجهان أحدها ينث‬
‫لنه ضربا‬
‫والثان ل ينث لن الضرب التعارف ما كان يول‬
‫وإن حلف ليضرب عبده مائة سوط فشد مائة سوط فضربه با ضربة واحدة فإن تيقن أنه أصابه‬
‫الائة بر ف يينه لنه ضربه مائة سوط وإن تيقن أنه ل يصبه بالائة ل يب لنه ضربه دون الائة وإن‬
‫شك هل أصابه بالميع أو ل يصبه بالميع فالنصوص أنه يب‬
‫وقال الزن ل يب كما قال الشافعي رحه ال فيمن حلف ليفعلن كذا ف وقت إل أن يشاء فلن‬
‫فمات فلن حنث وإذا ل نعله بارا للشك ف الشيئة وجب أل نعله بارا للشك ف الصابة‬
‫والذهب الول لن أيوب عليه السلم حلف ليضربن مرأته عددا فقال عز وجل } وخذ بيدك‬
‫ضغثا فاضرب به ول تنث { ويالف ما قاله الشافعي رحه ال ف الشيئة لنه ليس الظاهر وجود‬
‫الشيئة فإذا ل تكن مشيئة حنث بالخالفة والظاهر إصابته بالميع فب‬
‫وإن حلف ليضربنه مائة مرة فضربه بالائة الشدودة ل يب لنه ل يضربه إل مرة ) واحدة (‬
‫فإن حلف ليضربنه مائة ضربة فضربه بالائة الشدودة دفعة واحدة فأصابه الميع ففيه وجهان‬
‫أحدها ل يب لنه ما ضربه إل ضربة ولذا لو رمى بسبع حصيات دفعة واحدة إل المرة ل‬
‫يتسب له سبعا‬
‫والثان أنه يب لنه حصل بكل سوط ضربة ولذا لو ) ضرب به ف حد ( الزنا حسب بكل سوط‬
‫جلدة‬
‫فصل وإن حلف ل يهب له فأعمره أو أرقبه أو تصدق عليه حنث لن البة تليك العي بغي‬
‫عوض وإن كان لكل نوع منها سم وإن وقف عليه وقلنا إن اللك ينتقل إليه حنث لنه ملكه‬
‫العي من غي عوض وإن باعه وحاباه ل ينث لنه ملكه بعوض وإن وصى له ل ينث لن‬
‫التمليك بعد الوت واليت ل ينث‬
‫فصل وإن حلف ل يتكلم فقرأ القرآن ل ينث لن الكلم ل يطلق ف العرف إل على كلم‬
‫الدميي وإن حلف ل يكلم فلنا فسلم عليه حنث لن السلم من كلم الدميي ولذا تبطل به‬
‫الصلة فإن كلمه وهو نائم أو ميت أو ف موضع ل يسمع كلمه ل ينث لنه ل يقال ف العرف‬
‫كلمه وإن كلمه ف موضع يسمع إل أنه ل يسمع لشتغاله بغيه حنث لنه كلمه ولذا يقال كلمه‬
‫فلم يسمع‬
‫وإن كلمه وهو أصم فلم يسمع للصمم ففيه وجهان أحدها ينث لنه كلمه وإن ل يسمع فحنث‬
‫كما لو كلمه فلم يسمع لشتغاله بغيه‬
‫والثان ل ينث وهو الصحيح لنه كلمه‬
‫وهو ل يسمع فأشبه إذا كلمه وهو غائب‬
‫وإن كاتبه أو راسله ففيه قولن قال ف القدي ينث‬
‫وقال ف الديد ل ينث وأضاف إليه أصحابنا إذا أشار إليه فجعلوا الميع على قولي أحدها‬
‫ينث والدليل عليه قوله عز وجل } وما كان لبشر أن يكلمه ال إل وحيا {‬
‫فستثن الوحي وهو الرسالة من الكلم فدل على أنا منه وقوله عز وجل } قال آيتك أل تكلم‬
‫الناس ثلثة أيام إل رمزا { فاستثن الرمز وهو الشارة من الكلم فدل على أنا منه ولنه وضع‬
‫لفهام الدميي فأشبه الكلم‬
‫والقول الثان أنه ل ينث لقوله عز وجل } فإما ترين من البشر أحدا فقول إن نذرت للرحن‬
‫صوما فلن أكلم اليوم إنسيا { ث قال } يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك‬
‫بغيا فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان ف الهد صبيا { فلو كانت الشارة كلما ل تفعله وقد‬
‫نذرت أل تكلم ولن حقيقة الكلم ما كان باللسان ولذا يصح نفيه عما سواه بأن تقول ما‬
‫كلمته وإنا كاتبته أو راسلته أو أشرت إليه‬
‫ويرم على السلم أن يهجر أخاه فوق ثلثة أيام لقوله عليه السلم ل يل لسلم أن يهجر أخاه‬
‫فوق ثلثة أيام والسابق أسبقهما إل النة‬
‫وإن كاتبه أو راسله ففيه وجهان أحدها ل يرج من مأث الجران لن الجران ترك الكلم فل‬
‫يزول إل بالكلم‬
‫والثان وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه يرج من مأث الجران لن القصد بالكلم إزالة ما‬
‫بينهما من الوحشة وذلك يزول بالكاتبة والراسلة‬
‫فصل وإن حلف ل يسلم على فلن فسلم على قوم هو فيهم ونوى السلم على جيعهم حنث‬
‫لنه سلم عليه وإن استثناه بقلبه ل ينث لن اللفظ وإن كان عاما إل أنه يتمل التخصيص فجاز‬
‫تصيصه بالنية‬
‫وإن أطلق السلم من غي نية ففيه قولن أحدها‬
‫____________________‬
‫أنه ينث لنه سلم عليهم فدخل كل واحد منهم فيه‬
‫والثان أنه ل ينث لن اليمي يمل على التعارف ول يقال ف العرف لن سلم على الماعة‬
‫وفيهم فلن أنه كلم فلنا ) وسلم على فلن (‬
‫وإن حلف ل يدخل على فلن ف بيت فدخل على جاعة ف بيت هو فيهم ول يستثنه بقلبه حنث‬
‫بدخوله عليهم‬
‫وإن استثن بقلبه عليهم ففيه وجهان أحدها أنه ل ينث كما لو حلف ل يسلم عليه فسلم‬
‫عليهم واستثناه بقلبه‬
‫والثان أنه ينث لن الدخول فعل ل يتميز فل يصح تصيصه بالستثناء والسلم قول فجاز‬
‫تصيصه بالستثناء ولذا لو قال سلم عليكم ) إل على ( فلن صح وإن قال دخلت عليكم إل‬
‫على فلن ل يصح‬
‫فصل وإن حلف ل يصوم أو ل يصلي فدخل فيهما حنث لنه بالدخول فيهما يسمى صائما‬
‫ومصليا‬
‫وإن حلف ل يبيع أو ل يتزوج أو ل يهب ل ينث إل بالياب والقبول‬
‫ومن أصحابنا من قال ينث ف البة بالياب من غي قبول لنه يقال وهب له ول يقبل‬
‫والصحيح هو الول لن البة عقد تليك فلم ينث فيه من غي إياب وقبول كالبيع والنكاح ول‬
‫ينث إل بالصحيح‬
‫فأما إذا باع بيعا فاسدا أو نكح نكاحا فاسدا أو وهب هبة فاسدة ل ينث لن هذه العقود ل‬
‫تطلق ف العرف والشرع إل على الصحيح‬
‫فصل وإن قال وال ل تسريت ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه ينث بوطء الارية لنه قد قيل إن‬
‫التسري مشتق من السراة وهو الظهر فيصي كأنه حلف ل يتخذها ظهرا والارية ل يتخذها‬
‫ظهرا إل بالوطء وقد قيل إنه مشتق من السر وهو الوطء فصار كما لو حلف ل يطوها‬
‫والثان أنه ل ينث إل بالتحصي عن العيون والوطء لنه مشتق من السر فكأنه حلف ل يتخذها‬
‫أسرى الواري وهذا ل يصل إل بالتحصي والوطء‬
‫والثالث أنه ل ينث إل بالتحصي والوطء والنزال لن التسري ف العرف اتاذ الارية لبتغاء‬
‫الولد ول يصل ذلك إل با ذكرناه‬
‫فصل وإن حلف أنه ل مال له وله دين حال حنث لن الدين الال مال بدليل أنه تب فيه الزكاة‬
‫ويلك أخذه إذا شاء فهو كالعي ف يد الودع وإن كان له دين موجل ففيه وجهان أحدها ل‬
‫ينث لنه ل يستحق قبضه ف الال‬
‫والثان أنه ينث لنه يلك الوالة به والبراء عنه‬
‫وإن كان له مال مغصوب حنث لنه على ملكه وتصرفه وإن كان له مال ضال ففيه وجهان‬
‫أحدها ينث لن الصل بقاوه‬
‫والثان ل ينث لنه ل يعلم بقاءه فل ينث بالشك‬
‫فصل وإن حلف أنه ل يلك عبدا وله مكاتب فالنصوص أنه ل ينث وقال ف الم ولو ذهب‬
‫ذاهب إل أنه عبد ما بقي عليه درهم فإنا يعن أنه عبد ف حال دون حال لنه لو كان عبدا له‬
‫لكان مسلطا على بيعه وأخذ كسبه‬
‫فمن أصحابنا من جعل ذلك قول آخر وقال أبو علي الطبي رحه ال إنه ل ينث قول واحدا‬
‫وإنا ألزم الشافعي رحه ال نفسه شيئا وانفصل عنه فل يعل ذلك قول له‬
‫فصل وإن حلف ل يرفع منكرا إل فلن القاضي أو إل هذا القاضي ول ينو أنه ل يرفعه إليه وهو‬
‫قاض فرفعه إليه بعد العزل ففيه وجهان أحدها أنه ل ينث لنه شرط أن يكون قاضيا فلم ينث‬
‫بعد العزل كما لو حلف ل يأكل هذه النطة فأكلها بعد ما صارت دقيقا‬
‫والثان ) أنه ينث ( لنه علق اليمي على عينه فكان ذكر القضاء تعريفا ل شرطا كما لو حلف‬
‫ل يدخل دار زيد هذه فدخلها بعدما باعها زيد‬
‫وإن حلف ل يرفع منكرا إل قاض حنث بالرفع إل كل قاض لعموم اللفظ‬
‫وإن حلف ل يرفع منكرا إل القاضي ل ينث إل بالرفع إل قاضي البلد لن التعريف باللف‬
‫واللم يرجع إليه فإن كان ف البلد قاض عند اليمي فعزل وول غيه‬
‫فرفع إليه حنث‬

‫____________________‬

‫فصل وإن حلف ل يكلم فلنا حينا أو دهرا أو حقبا أو زمانا بر بأدن زمان لنه سم للوقت ويقع‬
‫على القليل والكثي‬
‫وإن حلف ل يكلمه مدة قريبة أو مدة بعيدة بر بأدن مدة لنه ما من مدة إل وهي قريبة بالضافة‬
‫إل ما هو أبعد منها بعيدة بالضافة إل ما هو أقرب منها‬
‫فصل وإن حلف ل يستخدم فلنا فخدمه وهو ساكت ل ينث لنه حلف على فعله وهو طلب‬
‫الدمة ول يوجد ذلك منه‬
‫وإن حلف ل يتزوج أو ل يطلق فأمر غيه حت تزوج له أو طلق عنه ل ينث لنه حلف على‬
‫فعله نفسه ول يفعل‬
‫وإن حلف ل يبيع أو ل يضرب فأمر غيه ففعل فإن كان من يتول ذلك بنفسه ل ينث لا ذكرناه‬
‫وإن كان من ل يتول ذلك بنفسه كالسلطان فالنصوص أنه ل ينث وقال الربيع فيه قول آخر‬
‫أنه ينث ووجهه أن العرف ف حقه أن يفعل ذلك عنه بأمره واليمي يمعل على العرف ولذا لو‬
‫حلف ل يأكل الرءوس حلت على رءوس النعام والصحيح هو الول لن اليمي على فعله‬
‫والقيقة ل تنتقل بعادة الالف ولذا لو حلف السلطان أنه ل يأكل البز أو ل يلبس الثوب‬
‫فأكل خبز الذرة ولبس عباءة حنث وإن ل يكن ذلك من عادته‬
‫وإن حلف ل يلق رأسه فأمر من حلقه ففيه طريقان أحدها أنه على القولي كالبيع والضرب ف‬
‫حق من يتوله بنفسه‬
‫والثان أنه ينث قول واحدا لن العرف ف اللق ف حق كل أحد أن يفعله غيه بأمره ث يضاف‬
‫الفعل إل اللوق‬
‫فصل وإن حلف ل يدخل دارين فدخل إحداها أو ل يأكل رغيفي فأكل أحدها أو ل يأكل‬
‫رغيفا فأكله إل لقمة أو ل يأكل رمانة فأكلها إل حبة أو ل يشرب ماء ) حب ( فشربه إل جرعة‬
‫ل ينث لنه ل يفعل اللوف عليه‬
‫وإن حلف ل يشرب ماء هذا النهر أو ماء هذه البئر ففيه وجهان أحدها وهو قول أب العباس أنه‬
‫ينث بشرب بعضه لنه يستحيل شرب جيعه فانعقدت اليمي على ما ل يستحيل وهو شرب‬
‫البعض‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه ل ينث بشرب بعضه لنه حلف على شرب جيعه فلم ينث‬
‫بشرب بعضه كما لو حلف على شرب ماء ف الب‬
‫فصل وإن حلف ل يأكل طعاما اشتراه زيد فأكل طعاما اشتراه زيد وعمرو ل ينث لنه ليس فيه‬
‫شيء يكن أن يشار إليه إن شتراه زيد دون عمرو فلم ينث‬
‫وإن شترى كل واحد منهما طعاما ث خلطاه فأكل منه ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه ل ينث لنه‬
‫ليس فيه شيء يكن أن يقال هذا الطعام شتراه زيد دون عمرو فلم ينث كما لو شترياه ف صفقة‬
‫واحدة‬
‫والثان أنه إن أكل النصف فما دونه ل ينث وإن أكل أكثر من النصف حنث لن النصف فما‬
‫دونه يكن أن يكون ما اشتراه عمرو فلم ينث بالشك وفيما زاد يتحقق أنه أكل ما اشتراه زيد‬
‫والثالث وهو قول أب إسحق أنه إن أكل البة والعشرين حبة ل ينث لواز أن يكون ما شتراه‬
‫عمرو وإن أكل الكف والكفي حنث لنه يستحيل فيما يتلط أن يتميز ف الكف والكفي ما‬
‫اشتراه زيد عما اشتراه عمرو‬
‫فصل وإن حلف ل يدخل دار زيد فحمله غيه باختياره فدخل به حنث لن الدخول ينسب إليه‬
‫كما ينسب إذا دخلها راكبا ) على البهيمة ( أو دخلها برجله فإن دخلها ناسيا لليمي أو جاهل‬
‫بالدار أو أكره حت دخلها ففيه قولن أحدها ينث لنه فعل ما حلف عليه فحنث‬
‫والثان ل ينث وهو الصحيح لا روى بن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ولن حال النسيان والهل والكراه ل يدخل‬
‫ف اليمي كما ل يدخل ف المر والنهي ف خطاب ال عز وجل وخطاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‬
‫وإذا ل يدخل ف اليمي ل ينث به وإن حله غيه مكرها حت دخل به ففيه طريقان من أصحابنا‬
‫من قال فيه قولن كما لو أكره حت دخلها بنفسه لنه لا كان ف حال الختيار دخوله بنفسه‬
‫ودخوله ممول واحدا وجب أن يكون ف حال الكراه دخوله بنفسه ودخوله ممول واحدا‬
‫ومنهم من قال ل ينث قول واحدا لن الفعل إنا ينسب إليه إما بفعله حقيقة أو بفعل غيه بأمره‬
‫مازا وههنا ل يوجد واحد منهما فلم ينث‬

‫____________________‬

‫فصل وإن حلف ليأكلن هذا الرغيف غدا فأكله من الغد بر ف يينه لنه فعل ما حلف على فعله‬
‫وإن ترك أكله ف الغد حت انقضى حنث لنه فوت اللوف عليه باختياره وإن أكل نصفه ف الغد‬
‫حنث لنه قدر على أكل الميع ول يفعل وإن أكله ف يومه حنث لنه فوت اللوف عليه بتياره‬
‫فحنث كما لو ترك أكله حت نقضى الغد‬
‫وإن تلف الرغيف ف يومه أو ف الغد قبل أن يتمكن من أكله ففيه قولن كالكره وإن تلف من‬
‫الغد بعدما تكن من أكله ففيه طريقان من أصحابنا من قال ينث قول واحدا لنه فوته باختياره‬
‫ومنهم من قال فيه قولن لن جيع الغد وقت للكل فلم يكن تفويته بفعله‬
‫فإن حلف ليقضينه حقه عند رأس الشهر مع رأس الشهر فقضاه قبل روية اللل حنث لنه فوت‬
‫القضاء بتياره وإن رأى اللل ومضى زمان أمكنه فيه القضاء فلم يقضه حنث لنه فوت القضاء‬
‫باختياره وإن أخذ عند روية اللل ف كيله وتأخر الفراغ منه لكثرته ل ينث لنه ل يترك القضاء‬
‫وإن أخر عن أول ليلة الشك ث بان أنه كان من الشهر ففيه قولن كالناسي والاهل‬
‫وإن قال وال لقضي حقه إل ) شهر ( رمضان فلم يقضه حت دخل الشهر حنث لنه ترك ما‬
‫حلف على فعله من غي ضرر‬
‫وإن قال وال لقضي حقه إل أول الشهر فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال حكمها حكم ما لو قال وال لقضي حقه إل رمضان لن لفظ إل للحد والغاية‬
‫وإن أخر القضاء حت دخل الشهر حنث‬
‫وقال أبو إسحق حكمها حكم ما لو قال وال لقضي حقه عند رأس الشهر وهو ظاهر النص وإن‬
‫قضاه قبل روية اللل حنث وإن رأى اللل ومضى وقت يكن فيه القضاء ث قضاه حنث لن‬
‫إل قد تكون للغاية كقوله عز وجل } ث أتوا الصيام إل الليل {‬
‫وقد تكون بعن مع كقوله تعال } من أنصاري إل ال { والراد به مع ال وكقوله عز وجل‬
‫} وأيديكم إل الرافق { والراد به مع الرافق فلما احتمل أن تكون للغاية واحتمل أن تكون‬
‫للمقارنة ل يز أن ننثه بالشك ويالف قوله وال لقضي حقه إل رمضان لنه ل يتمل أن تكون‬
‫للمقارنة لنه ل يكن أن يقارن القضاء ) ف ( جيع شهر ) رمضان ( فجعلناه للغاية‬
‫فصل وإن كان له على رجل حق فقال له وال ل فارقتك حت أستوف حقي ففر منه الغري ل‬
‫ينث الالف‬
‫وقال أبو علي بن أب هريرة ففيه قولن كالقولي ف الكره وهذا خطأ لنه حلف على فعل نفسه‬
‫ول يوجد ذلك منه ولو قال وال ل فارقتن حت أستوف حقي منك ففارقه الغري متارا واكرا‬
‫لليمي حنث الالف ) وإن ( فارقه مكرها أو ناسيا ففيه طريقان من أصحابنا من قال هي على‬
‫القولي ف الكره والناسي‬
‫ومنهم من قال ينث الالف قول واحدا لن الختيار والقصد يعتب ف فعل الالف ل ف فعل‬
‫غيه والصحيح هو الول وأنه يعتب ف فعل من حلف على فعله وإن كانت اليمي على فعل‬
‫الالف عتب الختيار والقصد ف فعله وإن كانت على فعل غيه عتب الختيار والقصد ف فعله‬
‫وإن فارقه الالف ل ينث لن اليمي على فعل الغري ول يوجد منه فعل‬
‫وإن حلف ل يفارقه غريه حت يستوف حقه منه ث أفلس وفارقه لا يعلم من وجوب إنظار العسر‬
‫حنث لنه فعل اللوف عليه متارا ذاكرا لليمي فحنث وإن وجب الفعل بالشرع كما لو حلف‬
‫ل رددت عليك الغصوب فرده ) حنث ( وإن وجب الرد بالشرع فإن ألزمه الاكم مفارقته‬
‫فعلى قولي‬
‫فصل وإن حلف ل يفارقه حت يستوف حقه منه فأحاله على غيه أو أبرأه من الدين أو دفع إليه‬
‫عوضا عن حقه حنث ف اليمي لنه ل يستوف حقه وإن كان حقه دناني فدفع إليه شيئا على أنه‬
‫دناني فخرج ناسا فعلى القولي ف الاهل‬
‫وإن قال من عليه الق وال ل فارقتك حت أدفع إليك مالك وكان الق عينا فوهبها منه فقبله‬
‫حنث لنه فوت الدفع بقبوله وإن كان دينا فأبرأه منه وقلنا إنه ل يتاج البراء إل القبول على‬
‫الصحيح من الذهب فعلى الطريقيي فيمن حلف ل يدخل الدار فحمل إليها مكرها‬
‫باب كفارة اليمي إذا حلف بال تعال وحنث وجبت عليه الكفارة لا روى عبد الرحن بن سرة‬
‫قال قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم يا عبد الرحن بن سرة ل تسأل المارة فإنك إن‬
‫أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها من غي مسألة أعنت عليها‬
‫وإن حلفت على‬
‫____________________‬

‫يي فرأيت غيها خيا منها فأت الذي هو خي وكفر عن يينك‬


‫وإن حلف على فعل مرتي بأن قال وال ل دخلت الدار وال ل دخلت الدار نظرت فإن نوى‬
‫بالثان التأكيد ل يلزمه إل كفارة واحدة وإن نوى الستئناف ففيه قولن أحدها يلزمه كفارتان‬
‫لنما يينان بال عز وجل فتعلق بالنث فيهما كفارتان كما لو كانت على فعلي‬
‫والثان تب كفارة واحدة وهو الصحيح لن الثانية ل تفيد إل ما أفادت الول فلم يب أكثر‬
‫من كفارة كما لو قصد با التأكيد‬
‫وإن ل يكن له نية فإن قلنا إنه إذا نوى الستئناف لزمته كفارة واحدة فههنا أول وإن قلنا هناك‬
‫تب كفارتان ففي هذا قولن بناء على القولي فيمن كرر لفظ الطلق ول ينو‬
‫فصل والكفارة إطعام عشرة مساكي أو كسوتم أو ترير رقبة‬
‫وهو مي بي الثلثة والدليل عليه قوله تعال } ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم ولكن يؤاخذكم‬
‫با عقدت اليان فكفارته إطعام عشرة مساكي من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتم أو‬
‫ترير رقبة { لائدة ‪ 89‬فإن ل يقدر على الثلثة لزمه صيام ثلثة أيام لقوله عز وجل } فمن ل يد‬
‫فصيام ثلثة أيام {‬
‫فإن كان يكفر بالال فالستحب أل يكفر قبل النث ليخرج من اللف فإن أبا حنيفة ل ييز‬
‫تقدي الكفارة على النث‬
‫وإن أراد أن يكفر بالال قبل النث نظرت فإن كان النث بغي معصية جاز تقدي الكفارة لنه‬
‫حق مال يتعلق بسببي يتصانه فإذا وجد أحدها جاز تقديه على الخر كالزكاة قبل الول‬
‫وإن كان النث بعصية ففيه وجهان أحدها يوز لا ذكرناه‬
‫والثان ل يوز لنه يتوصل به إل معصية‬
‫واختلف أصحابنا ف كفارة الظهار قبل العود وكفارة القتل بعد الرح وقبل الوت‬
‫فمنهم من قال فيه وجهان كما قلنا ف اليمي على معصية‬
‫ومنهم من قال يوز لنه ليس فيه توصل إل معصية وإن كان يكفر بالصوم ل يز قبل النث لنا‬
‫عبادة تتعلق بالبدن ل حاجة به إل تقديها فلم يز تقديها على الوجوب كصوم رمضان‬
‫فصل وإن أراد أن يكفر بالعتق ل يز إل با يوز ف الظهار وقد بيناه‬
‫وإن أراد أن يكفر بالطعام أطعم كل مسكي مدا كما يطعم ف الظهار وقد بيناه‬
‫فصل وإن أراد أن يكفر بالكسوة كسا كل مسكي ما يقع عليه اسم الكسوة من قميص أو‬
‫سراويل أو إزار أو رداء أو مقنعة أو خار لن الشرع ورد به مطلقا ول يقدر فحمل على ما‬
‫يسمى كسوة ف العرف‬
‫وهل يزىء فيه القلنسوة فيها وجهان أحدها ل يزئه لنه ل يطلق عليه اسم الكسوة‬
‫والثان أنه يزئه وهو قول أب إسحق الروزي لا روي أن رجل سأل عمران ابن الصي عن قوله‬
‫تعال } أو كسوتم {‬
‫قال لو أن وفدا قدموا على أميكم هذا فكساهم قلنسوة قلنسوة قلتم قد كسوا ول يزىء الف‬
‫والنعل والنطقة والتكة لنه ل يقع عليه اسم الكسوة ويزىء الكساء والطيلسان لنه من‬
‫الكسوات ويوز ما اتذ من القطن والكتان والشعر والصوف والز‬
‫وأما الرير فإنه إن أعطاه للمرأة أجزأه‬
‫وهل يوز أن يعطي رجل فيه وجهان أحدها ل يزىء لنه يرم عليه لبسه‬
‫والثان يزئه وهو الصحيح لنه يوز أن يعطى الرجال كسوعة النساء والنساء كسوة الرجال‬
‫ويوز فيه الام والقصور والبياض والصبوغ فأما اللبوس فإنه إن ذهبت قوته ل يزه وإن ل‬
‫تذهب قوته أجزأه كما تزئه الرقبة إذا ل تبطل منفعتها ول تزئه إذا بطلت منفعتها‬
‫فصل وإن أراد أن يكفر بالصيام ففيه قولن أحدها ل يوز إل متتابعا لنه كفارة جعل الصوم‬
‫فيها بدل عن العتق فشرط ف صومها التتابع ككفارة الظهار والقتل‬
‫والثان أنه يوز متتابعا ومتفرقا لنه صوم نزل به القرآن مطلقا فجاز متفرقا ومتتابعا كالصوم ف‬
‫فدية الذى‬

‫____________________‬

‫فصل وإن كان الالف عبدا فكفارته الصوم‬


‫وإن كان الصوم يضر به لشدة الر وطول النهار نظرت فإن حلف بإذن الول وحنث بإذنه جاز‬
‫له أن يصوم من غي إذنه لنه لزمه بإذنه وإن حلف بغي إذنه وحنث بغي إذنه ل يز ) له ( أن‬
‫يصوم إل بإذنه لنه لزمه بغي إذنه وإن حلف بغي إذنه وحنث بإذنه جاز أن يصوم بغي إذنه لنه‬
‫لزمه بإذنه وإن حلف بإذنه وحنث بغي إذنه ففيه وجهان أحدها أنه يوز أن يصوم بغي إذنه لنه‬
‫وجد أحد السببي بإذنه فصار كما لو حلف بغي إذنه وحنث بإذنه‬
‫والثان ل يوز أن يصوم بغي إذنه وهو الصحيح لنه إذا ل يز أن يصوم ول ينعه من النث‬
‫باليمي فلن ل يوز وقد منعه من النث باليمي أول فإن كان الصوم ل يضر به كالصوم ف‬
‫الشتاء ففيه وجهان أحدها أنه يوز أن يصوم بغي إذنه لنه ل ضرر عليه‬
‫والثان أنه كالصوم الذي يضر به على ما ذكرناه لنه ينقص من نشاطه ف خدمته فإن صام ف‬
‫الواضع الت منعناه من الصوم فيها أجزأه لنه من أهل الصيام وإنا منع منه لق الول فإذا فعل‬
‫بغي إذنه صح كصلة المعة فإن كان نصفه حرا ونصفه عبدا وله مال ل يكفر بالعتق لنه ليس‬
‫من أهل الولء ويلزمه أن يكفر بالطعام أو الكسوة‬
‫ومن أصحابنا من قال فرضه الصوم وهو قول الزن لنه ناقص بالرق وهو كالعبد‬
‫والذهب الول لنه يلك الال بنصفه الر ملكا تاما فأشبه الر‬
‫كتاب العدد إذا طلق الرجل مرأته قبل الدخول واللوة ل تب العدة لقوله تعال } يا أيها الذين‬
‫آمنوا إذا نكحتم الؤمنات ث طلقتموهن من قبل أن تسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونا {‬
‫ولن العدة تب لباءة الرحم وقد تيقنا براءة رحها‬
‫وإن طلقها بعد الدخول وجبت العدة لنه لا أسقط العدة ف الية قبل الدخول دل على وجوبا‬
‫بعد الدخول ولن بعد الدخول يشتغل الرحم بالاء فوجبت العدة لباءة الرحم‬
‫وإن طلقها بعد اللوة وقبل الدخول ففيه قولن أحدها ل تب العدة لا ذكرناه من الية والعن‬
‫والثان تب لن التمكي من ستيفاء النفعة جعل كالستيفاء ولذا تستقر به الجرة ف الجازة‬
‫كما تستقر بالستيفاء فجعل كالستيفاء ف إياب العدة‬
‫فصل وإن وجبت العدة على الطلقة ل تل إما أن تكون حرة أو أمة فإن كانت حرة نظرت فإن‬
‫كانت حامل من الزوج عتدت بالمل لقوله تعال } وأولت الحال أجلهن أن يضعن حلهن {‬
‫ولن براءة الرحم ل تصل ف الامل إل بوضع المل فإن كان المل ولدا واحدا ل تنقض‬
‫العدة حت ينفصل جيعه وإن كان ولدين أو أكثر ل تنقض حت ينفصل الميع لن المل هو‬
‫الميع ولن براءة الرحم ل تصل إل بوضع الميع‬
‫وإن وضعت ما بان فيه خلق آدمي نقضت به العدة وإن وضعت مضغة ل يظهر فيه خلق آدمي‬
‫وشهد أربع نسوة من أهل العرفة أنه خلق آدمي ففيه طريقان من أصحابنا من قال تنقضي به‬
‫العدة قول واحدا‬
‫ومنهم من قال فيه قولن وقد بيناه ف عتق أم الولد‬
‫وأقل مدة المل ستة أشهر لا روي أنه أت عثمان رضي ال عنه برأة ولدت لستة أشهر فشاور‬
‫القوم ف رحها فقال بن عباس رضي ال عنه أنزل ال عز وجل } وحله وفصاله ثلثون شهرا {‬
‫وأنزل ) ال ( } وفصاله ف عامي { فالفصال ف عامي والمل ف ستة أشهر‬
‫وذكر القتيب ف ) كتاب ( العارف أن عبد اللك بن مروان ولد لستة أشهر‬
‫وأكثره أربع سني لا روى الوليد بن مسلم قال قلت لالك بن أنس حدثت جيلة بنت سعد عن‬
‫عائشة رضي ال عنها ل تزيد الرأة على السنتي ف المل قال مالك سبحان ال من يقول هذا‬
‫هذه جارتنا مرأة ممد بن عجلن تمل أربع سني قبل أن تلد‬
‫وأقل ما تنقضي به عدة الامل أن تضع بعد ثاني يوما من بعد إمكان الوطء لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إن أحدكم ليخلق ف بطن أمه نطفة أربعي يوما ث يكون علقة أربعي يوما ث‬
‫يكون مضغة أربعي يوما‬
‫ول تنقضي العدة با دون الضغة فوجب أن يكون بعد الثماني‬
‫لقوله عز وجل } والطلقات يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء {‬
‫____________________‬

‫فصل فإن كانت العتدة غي حامل فإن كانت من تيض عتدت بثلثة أقراء‬
‫والقراء هي الطهار والدليل عليه قوله تعال } فطلقوهن لعدتن {‬
‫والراد به ف وقت عدتن كما قال } ونضع الوازين القسط ليوم القيامة {‬
‫والراد به ف يوم القيامة والطلق الأمور به ف الطهر فدل على أنه وقت العدة‬
‫وإن كان الطلق ف وقت اليض كان أول القراء الطهر الذي بعده فإن كان ف حال الطهر‬
‫نظرت فإن بقيت ف الطهر بعد الطلق لظة ث حاضت احتسبت تلك اللحظة قرءا لن الطلق‬
‫إنا جعل ف الطهر ول يعل ف اليض حت ل يودي إل الضرار با ف تطويل العدة فلو ل تسب‬
‫بقية الطهر قرءا كان الطلق ف الطهر أخرجها من الطلق ف اليض لنه أطول للعدة فإن ل يبق‬
‫بعد الطلق جزء من الطهر‬
‫بأن وافق آخر لفظ الطلق آخر الطهر أو قال لا أنت طالق ف آخر جزء من طهرك كان أول‬
‫القراء الطهر الذي بعد اليض‬
‫وخرج أبو العباس وجها آخر أنه يعل الزمان الذي صادفه الطلق من الطهر قرءا وهذا ل يصح‬
‫لن العدة ل تكون إل بعد وقوع الطلق فلم يز العتداد با قبله وأما آخر العدة فقد روى‬
‫الزن والربيع أنا إذا رأت الدم بعد الطهر الثالث نقضت العدة بروية الدم‬
‫وروى البويطي وحرملة أنا ل تنقضي حت يضي من اليض يوم وليلة‬
‫فمن أصحابنا من قال ها قولن أحدها تنقضي العدة بروية الدم لن الظاهر أن ذلك حيض‬
‫والثان ل تنقضي حت يضي يوم وليلة لواز أن يكون دم فساد فل يكم بنقضاء العدة‬
‫ومنهم من قال هي على ختلف حالي فالذي رواه الزن والربيع فيمن رأت الدم لعادتا فيعلم‬
‫بالعادة أن ذلك حيض والذي رواه البويطي وحرملة فيمن رأت الدم لغي عادة لنه ل يعلم أنه‬
‫حيض قبل يوم وليلة‬
‫وهل يكون ما رأته من اليض من العدة فيه وجهان أحدها أنه من العدة لنه ل بد من عتباره‬
‫فعلى هذا إذا راجعها فيه صحت الرجعة وإن تزوجت فيه ل يصح النكاح‬
‫والثان ليس من العدة لنا لو جعلناه من العدة لزادت العدة على ثلثة أقراء فعلى هذا إذا راجعها‬
‫ل تصح الرجعة فإن تزوجت فيه صح النكاح‬
‫فصل وأقل ما يكن أن تعتد فيه الرة بالقراء اثنان وثلثون يوما وساعة وذلك بأن يطلقها ف‬
‫الطهر ويبقى من الطهر بعد الطلق ساعة فتكون تلك الساعة قرءا ث تيض يوما ث تطهر خسة‬
‫عشر يوما وهو القرء الثان ث تيض يوما ث تطهر خسة عشر يوما وهو القرء الثالث فإذا طعنت‬
‫ف اليضة الثالثة نقضت عدتا‬
‫فصل وإن كانت من ذوات القراء فارتفع حيضها فإن كان لعارض معروف كالرض والرضاع‬
‫تربصت إل أن يعود الدم فتعتد بالقراء لن رتفاع الدم بسبب يزول فانتظر زواله فإن رتفع بغي‬
‫سبب معروف ففيه قولن قال ف القدي تكث إل أن تعلم براءة رحها ث تعتد عدة اليسة لن‬
‫العدة تراد لباءة الرحم‬
‫وقال ف الديد تكث إل أن تيأس من اليض ث تعتد عدة اليسة لن العتداد بالشهور جعل‬
‫بعد الياس فلم يز قبله فإن قلنا بالقول القدي ففي القدر الذي تكث فيه قولن أحدها تسعة‬
‫أشهر لنه غالب عادة المل ويعلم به براءة الرحم ف الظاهر‬
‫والثان تكث أربع سني لنه لو جاز القتصار على براءة الرحم ف الظاهر لاز القتصار على‬
‫حيضة واحدة لنه يعلم با براءة الرحم ف الظاهر فوجب أن يعتب أكثر مدة المل ليعلم براءة‬
‫الرحم بيقي‬
‫فإذا علمت براءة الرحم بتسعة أشهر أو بأربع سني عتدت بعد ذلك بثلثة أشهر لا روي عن‬
‫سعيد بن السيب رضي ال عنه أن عمر بن الطاب رضي ال عنه قضى ف الرأة إذا طلقت‬
‫فرتفعت حيضتها أن عدتا تسعة أشهر لملها وثلثة أشهر لعدتا ولن تربصها فيما تقدم ليس‬
‫بعدة وإنا عتب ليعلم أنا ليست من ذوات القراء فإذا علمت عتدت بعدة اليسات فإن حاضت‬
‫قبل العلم بباءة رحها أو قبل انقضاء العدة بالشهور لزمها العتداد بالقراء لنا تبينا أنا من‬
‫ذوات القراء فإن عتدت وتزوجت ث حاضت‬
‫____________________‬

‫ل يوثر ذلك ف العدة لنا نقضت العدة وتعلق با حق الزوج فلم يبطل‬
‫فإن حاضت بعد العدة وقبل النكاح ففيه وجهان أحدها ل يلزمها العتداد بالقراء لنا حكمنا‬
‫بنقضاء العدة فلم يبطل با حدث بعده‬
‫والثان يلزمها لنا صارت من ذوات القراء قبل تعلق حق الزوج با فلزمها العتداد بالقراء‬
‫فإن قلنا بقوله الديد أنا تقعد إل الياس ففي الياس قولن أحدها يعتب إياس أقاربا لنا أقرب‬
‫إليهن‬
‫والثان يعتب إياس نساء العال وهو أن تبلغ ثنتي وستي سنة لنه ل يتحقق الياس فيما دونا فإذا‬
‫تربصت قدر الياس عتدت بعد ذلك بالشهر لن ما قبلها ل يكن عدة وإنا عتب ليعلم أنا‬
‫ليست من ذوات القراء‬
‫فصل وإن كانت من ل تيض ول ييض مثلها كالصغية والكبية اليسة اعتدت بثلثة أشهر‬
‫لقوله تعال } واللئي يئسن من اليض من نسائكم إن ارتبتم فعدتن ثلثة أشهر واللئي ل يضن‬
‫{ فإن كان الطلق ف أول اللل عتدت بثلثة أشهر بالهلة لن الشهر ف الشرع بالهلة‬
‫والدليل عليه قوله عز وجل } يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس والج { وإن كان‬
‫الطلق ف أثناء الشهر عتدت بقية الشهر ث عتدت بشهرين بالهلة ث تنظر عدد ما عتدت من‬
‫الشهر الول وتضيف إليه من الشهر الرابع ما يتم به ثلثون يوما‬
‫وقال أبو ممد ) بن ( عبد الرحن بن بنت الشافعي رحه ال إذا طلقت الرأة ف أثناء الشهر‬
‫عتدت بثلثة أشهر بالعدد كاملة لنا إذا فاتا اللل ف الشهر الول فاتا ف كل شهر فعتب‬
‫العدد ف الميع وهذا خطأ لنه ل يتعذر عتبار اللل إل ف الشهر الول فلم يسقط عتباره فيما‬
‫سواه‬
‫فصل وإن كانت من ل تيض ولكنها ف سن تيض فيه النساء اعتدت بالشهور لقوله تعال‬
‫} واللئي يئسن من اليض من نسائكم إن ارتبتم فعدتن ثلثة أشهر واللئي ل يضن { ولن‬
‫العتبار بال العتدة ل بعادة النساء والدليل عليه أنا لو بلغت سنا ل تيض فيه النساء وهي‬
‫تيض كانت عدتا بالقراء عتبارا بالا فكذلك إذا ل تض ف سن تيض فيه النساء وجب أن‬
‫تعتد بالشهر عتبارا بالا‬
‫وإن ولدت ول تر حيضا قبله ول نفاسا بعده ففي عدتا وجهان أحدها وهو قول الشيخ أب حامد‬
‫السفرايين رحه ال أنا تعتد بالشهور للية‬
‫والثان أنا ل تعتد بالشهور بل تكون كمن تباعد حيضها من ذوات القراء لنه ل يوز أن تكون‬
‫من ذوات الحال ) ول تكون ( من ذوات القراء‬
‫فصل وإذا شرعت الصغية ف العدة بالشهور ث حاضت لزمها النتقال إل القراء لن الشهور‬
‫بدل عن القراء فل يوز العتداد با مع وجود أصلها وهل يسب ما مضى من الشهر قرءا فيه‬
‫وجهان أحدها يتسب به وهو قول أب العباس لنه طهر بعده حيض فاعتدت به قرءا كما لو‬
‫تقدمه حيض‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه ل يتسب به كما إذا اعتدت بقرأين ث أيست لزمها الستئناف‬
‫ثلثة أشهر ول يتسب ما مضى من زمان القراء شهرا‬
‫وإن نقضت عدتا بالشهور ث حاضت ل يلزمها الستئناف للعدة بالقراء لن هذا معن حدث‬
‫بعد نقضاء العدة وإن شرعت ف العدة بالقراء ث ظهر با حل من الزوج سقط حكم القراء إذا‬
‫قلنا إن الامل تيض لن القراء دليل على براءة الرحم من جهة الظاهر والمل دليل على براءة‬
‫الرحم من جهة القطع والظاهر إذا عارضه قطع سقطت دللته كالقياس إذا عارضه نص‬
‫وإن اعتدت بالقراء ث ظهر حل من الزوج لزمها العتداد بالمل ويالف إذا عتدت بالشهور ث‬
‫حاضت لن ما رأت من اليض ل يكن موجودا ف حال العدة وإنا حدث بعدها والمل من‬
‫الزوج كان موجودا ف حال العدة بالقراء فسقط معه حكم القراء‬
‫فصل وإن كانت الطلقة أمة نظرت فإن كانت حامل عتدت بالمل لا ذكرناه ف الرة وإن‬
‫كانت من ذوات القراء عتدت بقرأين لا روى جابر عن عمر رضي ال عنه أنه جعل عدة المة‬
‫حيضتي ولن القياس قتضى أن تكون قرءا ونصفا كما كان حدها على النصف إل أن القرء ل‬
‫يتبعض فكمل فصارت قرأين ولذا روي عن عمر رضي ال عنه أنه قال لو ستطعت أن أجعل‬
‫عدة المة حيضة ونصفا لفعلت‬
‫وإن كانت من ذوات الشهور ففيه ثلثة أقوال أحدها أنا تعتد بشهرين لن الشهور بدل من‬
‫القراء فكانت بعددها كالشهور ف عدة الرة‬
‫والثان أنا تعتد بثلثة أشهر لن براءة الرحم ل تصل إل بثلثة أشهر‬
‫____________________‬

‫لن المل يكث أربعي يوما نطفة ث أربعي يوما علقة ث أربعي يوما مضغة ث يتحرك ويعلو‬
‫جوف الرأة فيظهر المل‬
‫والثالث أنا تعتد بشهر ونصف لن القياس يقتضي أن تكون على النصف من الرة كما قلنا ف‬
‫الد ولن القرء ل يتبعض فكمل والشهور تتبعض فتبعضت كما نقول ف الرم إذا وجب عليه‬
‫نصف مد ف جزاء الصيد وأراد أن يكفر بالصوم صام يوما لنه ل يتبعض وإن أراد أن يكفر‬
‫بالطعام أخرج نصف مد‬
‫فصل وإن أعتقت المة قبل الطلق اعتدت بثلثة أقراء لنه وجبت عليها العدة وهي حرة وإن‬
‫نقضت عدتا بقرأين ث أعتقت ل يلزمها زيادة لنا عتدت على حسب حالا فلم يلزمها زيادة‬
‫كما لو عتدت من ل تض بالشهور ث حاضت أو عتدت ذات القراء بالقراء ث صارت آيسة‬
‫فإن أعتقت ف أثناء العدة ففيه ثلثة أقوال أحدها تتمم عدة أمة لنه عدد مصور يتلف بالرق‬
‫والرية فاعتب فيه حال الوجوب كالد‬
‫والثان أنا إن كانت رجعية ) أتت عدة حرة ( وإن كانت بائنا أتت عدة أمة كما نقول فيمن‬
‫مات عنها زوجها أنا إن كانت رجعية نتقلت إل عدة الوفاة وإن كانت بائنا ل تنتقل‬
‫والثالث وهو الصحيح أنه يلزمها أن تتمم عدة حرة لن العتبار ف العدة بالنتهاء ولذا لو‬
‫شرعت ف العتداد بالشهور ث حاضت نتقلت إل القراء‬
‫فصل وإن وطئت امرأة بشبهة وجبت عليها العدة لن وطء الشبهة كالوطء ف النكاح ف النسب‬
‫فكان كالوطء ف النكاح ف إياب العدة فإن زن برأة ل تب عليها العدة لن العدة لفظ‬
‫النسب والزان ل يلحقه نسب‬
‫فصل ومن مات عنها زوجها وجبت عليها العدة دخل با أو ل يدخل لقوله عز وجل } والذين‬
‫يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا { فإن كانت حائل وهي حرة‬
‫عتدت بأربعة أشهر وعشر للية وإن كانت أمة عتدت بشهرين وخس ليال لنا دللنا على أن‬
‫عدتا بالقراء على النصف إل أنه لا ل يتبعض جعلناه قرأين والشهور تتبعض فوجب عليها نصف‬
‫ما يب على الرة‬
‫وإن كانت حامل بولد يلحق بالزوج عتدت بوضعه لا روت أم سلمة رضي ال عنها قالت ولدت‬
‫سبعية السلمية بعد وفاة زوجها بليال فذكرت ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال قد‬
‫حللت فانكحي وإن كانت حامل بولد ل يلحق الزوج كمرأة الطفل ل تعتد بالمل منه لنه ل‬
‫يكن أن يكون منه فلم تعتد به منه كمرأة الكبي إذا طلقها وأتت بولد لدون ستة أشهر من حي‬
‫العقد‬
‫فإن كان المل لحقا برجل وطئها بشبهة عتدت به منه وإذا وضعت عتدت عن الطفل بالشهور‬
‫لنه ل يوز أن تعتد عن شخصي ف وقت واحد وإن كان عن زنا حتسبت با مضى من الشهور‬
‫ف حال المل عن عدة وفاة الطفل لن المل عن الزنا ل حكم له فل ينع من العتداد بالشهور‬

‫وإن طلق مرأته طلقا رجعيا ث مات عنها وهي ف العدة عتدت بعدة الوفاة لنه توف عنها وهي‬
‫زوجته‬
‫فصل وإن طلق إحدى امرأتيه بعينها ثلثا ومات قبل أن يبي نظرت فإن ل يدخل بما عتدت كل‬
‫واحدة منهما أربعة أشهر وعشرا لن كل واحدة منهما يوز أن تكون هي الزوجة فوجبت العدة‬
‫عليهما ليسقط الفرض بيقي كمن نسي صلة من صلتي ل يعرف عينها وإن دخل بما فإن‬
‫كانتا حاملتي عتدتا بوضع المل لن عدة الطلق والوفاة ف المل واحدة‬
‫وإن كانتا من ذوات الشهور عتدتا بأربعة أشهر وعشر لنا تمع عدة الطلق والوفاة وإن كانتا‬
‫من ذوات القراء اعتدنا بأقصى الجلي من أربعة أشهر وعشر أو ثلثة أقراء وبتداء الشهر من‬
‫موت الزوج وبتداء القراء من وقت الطلق ليسقط الفرض بيقي وإن اختلفت صفتهما ف العدة‬
‫كان حكم كل واحدة منهما على النفراد كحكمها إذا اتفقت صفتهما وقد بيناه‬
‫وإن طلق إحداها ل بعينها ومات قبل أن يعي فالكم فيه على ما ذكرناه إذا كانت الطلقة معينة‬
‫ومات قبل أن يبي إل ف شيء واحد وهو أنا مت أمرناها بالعتداد بالشهور أو القراء فإن بتداء‬
‫الشهر من حي الوت‬
‫فأما القراء فإن قلنا على أحد‬
‫____________________‬

‫الوجهي إن بتداء العدة من حي يلفظ بالطلق كان بتداء القراء من حي الطلق‬


‫وإن قلنا بالوجه الخر إن بتداء العدة من حي التعيي كان بتداء القراء من حي الوت لن‬
‫بالوت وقع الياس من بيانه وقبل الوت ل ييأس من بيانه‬
‫فصل إذا فقدت الرأة زوجها وانقطع عنها خبه ففيه قولن أحدها وهو قوله ف القدي أن لا أن‬
‫تفسخ النكاح ث تتزوج لا روى عمرو بن دينار عن يي بن جعدة أن رجل ستهوته الن فغاب‬
‫عن مرأته فأتت عمر بن الطاب رضي ال عنه فأمرها أن تكث أربع سني ث أمرها أن تعتد ث‬
‫تتزوج ولنه إذا جاز الفسخ لتعذر الوطء بالتعني وتعذر النفقة بالعسار فلن يوز ههنا وقد‬
‫تعذر الميع أول‬
‫والثان وهو قوله ف الديد وهو الصحيح أنه ليس لا الفسخ لنه إذا ل يز الكم بوته ف قسمة‬
‫ماله ل يز الكم بوته ف نكاح زوجته وقول عمر رضي ال عنه يعارضه قول علي عليه السلم‬
‫تصب حت يعلم موته‬
‫ويالف فرقة التعني والعسار بالنفقة لن هناك ثبت سبب الفرقة بالتعني وههنا ل يثبت سبب‬
‫الفرقة وهو الوت‬
‫فإن قلنا بقوله القدي قعدت أربع سني ث تعتد عدة الوفاة ث تتزوج لا رويناه عن عمر رضي ال‬
‫عنه‬
‫ولن بضي أربع سني يتحقق براءة رحها ث تعتد لن الظاهر أنه مات فوجب عليها عدة الوفاة‬
‫قال أبو إسحق يعتب بتداء الدة من حي أمرها الاكم بالتربص‬
‫ومن أصحابنا من قال يعتب من حي انقطع خبه‬
‫والول أظهر لن هذه الدة ثبتت بالجتهاد فافتقرت إل حكم الاكم كمدة التعني‬
‫وهل يفتقر بعد نقضاء العدة إل الكم بالفرقة فيه وجهان أحدها أنه ل يفتقر لن الكم بتقدير‬
‫الدة حكم بالوت بعد نقضائها‬
‫والثان أنه يفتقر إل الكم لنه فرقة متهد فيها فافتقرت إل الاكم كفرقة التعني‬
‫وهل تقع الفرقة ظاهرا وباطنا فيه وجهان أحدها تقع ظاهرا وباطنا فإن قدم الزوج وقد تزوجت‬
‫ل يز أن ينتزعها من الزوج لنه فسخ متلف فيه فنفذ فيه الكم ظاهرا وباطنا كفرقة التعني‬
‫والثان ينفذ ف الظاهر دون الباطن لن عمر رضي ال عنه جعل للمفقود لا رجع أن يأخذ زوجته‬

‫وإن قلنا بالقول الديد إنا باقية على نكاح الزوج فإن تزوجت بعد مدة التربص وانقضاء العدة‬
‫فالنكاح باطل فإن قضى لا حاكم بالفرقة فهل يوز نقضه على قوله الديد فيه وجهان أحدها ل‬
‫يوز لنه حكم فيما يسوغ فيه الجتهاد‬
‫والثان أنه يوز لنه حكم مالف لقياس جلي وهو أنه ل يوز أن يكون حيا ف ماله ميتا ف نكاح‬
‫زوجته‬
‫فصل وإن رجع الفقود فإن قلنا بقوله الديد سلمت الزوجة إليه‬
‫وإن قلنا بقوله القدي وقلن إن حكم الاكم ل ينفذ ف الباطن سلمت إليه وإن قلنا إنه ينفذ ظاهرا‬
‫وباطنا ل تسلم إليه‬
‫وإن فرق الاكم بينهما وتزوجت ث بان أن الفقود كان قد مات وقت الكم بالفرقة فإن قلنا‬
‫بقوله القدي صح النكاح سواء قلنا إن الكم ينفذ ف الظاهر دون الباطن أو قلنا إنه ينفذ ف‬
‫الباطن دون الظاهر لن الكم أباح لا النكاح وقد بان أن الباطن كالظاهر وإن قلنا بقوله الديد‬
‫ففي صحة النكاح الثان وجهان بناء على القولي فيمن وصى بكاتبه ث تبي أن الكتابة كانت‬
‫فاسدة‬
‫باب مقام العتدة والكان الذي تعتد فيه إذا طلقت الرأة فإن كان الطلق رجعيا كان سكناها‬
‫حيث يتار الزوج من الواضع الت تصلح لسكن مثلها لنا تب لق الزوجية‬
‫وإن كان الطلق بائنا نظرت فإن كان ف بيت يلك الزوج سكناه بلك أو إجارة أو إعارة فإن‬
‫كان الوضع يصلح لسكن مثلها لزمها أن تعتد فيه لقوله عز وجل } أسكنوهن من حيث سكنتم‬
‫من وجدكم { فأوجب أن تسكن ف الوضع الذي كان يسكن الزوج فيه‬
‫فإن كان الوضع يضيق عليهما انتقل الزوج وترك السكن لا لن سكناها تتص بالوضع الذي‬
‫طلقها فيه وإن اتسع الوضع لما وأراد أن يسكن معها نظرت فإن كان ف الدار موضع منفرد‬
‫يصلح لسكن مثلها كالجرة أو علو الدار أو سفلها وبينهما باب مغلق فسكنت فيه وسكن‬
‫الزوج ف الثان جاز لنما كالدارين التجاورتي‬
‫فإن ل يكن بينهما باب مغلق فإن كان لا‬
‫____________________‬

‫موضع تستتر فيه ومعها مرم لا تتحفظ به كره لنه ل يومن النظر ول يرم لن مع الرم يومن‬
‫الفساد‬
‫فإن ل يكن مرم ل يز لقوله عليه السلم ل يلون رجل بامرأة ليست له بحرم فإن ثالثهما‬
‫الشيطان‬
‫فصل وإن أراد الزوج بيع داره الت تعتد فيها نظرت فإن كانت مدة العدة غي معلومة كالعدة‬
‫بالمل أو بالقراء فالبيع باطل لن النافع ف مدة العدة مستثناة فيصي كما لو باع الدار واستثن‬
‫منفعة مهولة فإن كانت مدة العدة معلومة كالعدة بالشهور ففيه طريقان أحدها أنا على قولي‬
‫كبيع الدار الستأجرة‬
‫والثان أنه يبطل قول واحدا والفرق بينهما أن منفعة الدار تنتقل إل الستأجر ولذا إذا مات انتقل‬
‫إل وارثه فل يكون ف معن من باع الدار واستثن بعض النفعة والرأة ل تنتقل النفعة إليها ف مدة‬
‫العدة ولذا إذا ماتت رجعت منافع الدار إل الزوج فيكون ف معن من باع الدار واستثن منفعتها‬
‫لنفسه‬
‫فصل وإن حجر على الزوج بعد الطلق لديون عليه ل يبع السكن حت تنقضي العدة لن حقها‬
‫يتص بالعي فقدمت كما يقدم الرتن على سائر الغرماء‬
‫وإن حجر عليه ث طلق ضاربت الرأة الغرماء بقها فإن بيعت الدار استوجر لا بقها مسكن‬
‫تسكن فيه لن حقها وإن ثبت بعد حقوق الغرماء إل أنه يستند إل سبب متقدم وهو الوطء ف‬
‫النكاح‬
‫فإن كانت لا عادة فيما تنقضي به عدتا ضاربت بالسكن ف تلك الدة فإن انقضت العدة فيما‬
‫دون ذلك ردت الفاضل على الغرماء فإن زادت مدة العدة على العادة ففيه ثلثة أوجه أحدها‬
‫أنا ترجع على الغرماء با بقي لا كما ردت الفاضل إذا انقضت عدتا فيما دون العادة‬
‫والثان ل ترجع عليهم لن الذي استحقت الضرب به قدر عادتا‬
‫والثالث إن كانت عدتا بالقراء ل ترجع لن ذلك ل يعلم إل من جهتها وهي متهمة وإن كانت‬
‫بوضع المل أقامت البينة على وضع المل ورجعت عليهم لنه ل يلحقها فيه تمة فإن ل يكن‬
‫لا عادة فيما تنقضي به عدتا ضربت معهم بأجرة أقل مدة تنقضي با العدة لنه يقي فل يب ما‬
‫زاد بالشك فإن زادت العدة على أقل ما تنقضي به العدة كان الكم ف الرجوع بالزيادة على ما‬
‫ذكرناه إذا زادت على العادة‬
‫فصل وإن طلقت وهي ف مسكن لا لزمها أن تعتد به لنه مسكن وجبت فيه العدة ولا أن‬
‫تطالب الزوج بأجرة السكن لن سكناها عليه ف العدة‬
‫فصل وإن مات الزوج وهي ف العدة قدمت على الورثة ف السكن لنا استحقتها ف حال الياة‬
‫فلم تسقط بالوت كما لو أجر داره ث مات فإن أراد الورثة قسمة الدار ل يكن لم ذلك لن فيه‬
‫إضرارا با ف التضييق عليها وإن أرادوا التمييز بأن يعلموا عليها بطوط من غي نقض ول بناء‬
‫فإن قلنا إن القسمة تييز القي جاز لنه ل ضرر عليها وإن قلنا إنا بيع فعلى ما بيناه‬
‫فصل وإن توف عنها زوجها وقلنا إنا تستحق السكن فإن كانت ف مسكن الزوج لزمها أن تعتد‬
‫فيه لا روت فريعة بنت مالك أن زوجها قتل فقال لا النب صلى ال عليه وسلم أمكثي حت يبلغ‬
‫الكتاب أجله وإن ل تكن ف مسكن الزوج وجب من تركته أجرة مسكنها مقدمة على الياث‬
‫والوصية لنه دين مستحق فقدم‬
‫وإن زاحها الغرماء ضاربتهم بقدر حقها فإن ل يكن له مسكن فعلى السلطان سكناها لا ف عدتا‬
‫من حق ال تعال‬
‫وإن قلنا ل تب لا السكن اعتدت حيث شاءت فإن تطوع الورثة بالسكن من مالم وجب‬
‫عليها العتداد فيه‬
‫فصل وإن أمر الزوج امرأته بالنتقال إل دار أخرى فخرجت بنية النتقال ث مات أو طلقها وهي‬
‫بي الدارين ففيه وجهان أحدها أنا تي بي الدارين ف العتداد لن الول خرجت عن أن‬
‫تكون مسكنا لا بالروج منها والثانية ل تصر مسكنا لا‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يلزمها العتداد ف الثانية لنا مأمورة بالقام فيها منوعة من الول‬
‫فصل وإن أذن لا ف السفر فخرجت من البيت بنية السفر ث وجبت العدة قبل أن تفارق البنيان‬
‫ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخري أن لا أن تعود ولا أن تضي ف سفرها لن‬
‫العدة وجبت بعد النتقال من موضع العدة فصار كما لو فارقت البنيان‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه يلزمها أن تعود وتعتد لنه ل يثبت لا حكم السفر فإن وجبت‬
‫العدة وقد فارقت البنيان فإن كان ف سفر نقلة ففيه وجهان كما قلنا فيمن طلقت وهي بي الدار‬
‫الت كانت فيها وبي الدار الت أمرت بالنتقال إليها‬
‫فإن كانت ف سفر حاجة فلها أن تضي ف سفرها ولا أن تعود لن ف قطعها عن السفر مشقة‬
‫وإن وجبت العدة‬
‫____________________‬
‫وقد وصلت إل القصد فإن كان للبقاء لزمها أن تقيم وتعتد لنه صار كالوطن الذي وجبت فيه‬
‫العدة فإن كان لقضاء حاجة فلها أن تقيم إل أن تنقضي الاجة فإن كان لزيارة أو نزهة فلها أن‬
‫تقيم مقام مسافر وهو ثلثة أيام لن ذلك ليس بإقامة فإن قدر لا إقامة مدة من شهر أو شهرين‬
‫ففيه قولن أحدها أن لا أن تقيم الدة وهو اختيار الزن لنه مأذون فيه‬
‫والثان أنا ل تقيم أكثر من إقامة السافر وهو ثلثة أيام لنه ل يأذن ف القام على الدوام فلم تزد‬
‫على ثلثة أيام فإن انقضى ما جعل لا من القام نظرت فإن علمت أنا إذا عادت إل البلد أمكن‬
‫أن تقضي شيئا من عدتا ول ينعها خوف الطريق لزمها العود لتقضي العدة ف مكانا وإن علمت‬
‫أنا إذا عادت ل يبق منها شيء ففيه وجهان أحدها ل يلزمها لنا ل تقدر على العدة ف مكانا‬
‫والثان يلزمها لتكون أقرب إل الوضع الذي وجبت فيه العدة‬
‫فصل إذا أحرمت بالج ث وجبت عليها العدة فإن ل يش فوات الج إذا قعدت للعدة لزمها أن‬
‫تقعد للعدة ث تج لنه يكن المع بي القي فلم يز إسقاط أحدها ) بالخر (‬
‫فإن خشيت فوات الج وجب عليها الضي ف الج لنما استويا ف الوجوب وتضيق الوقت‬
‫والج أسبق فقدم وإن وجبت العدة ث أحرمت بالج لزمها القعود للعدة لنه ل يكن المع‬
‫بينهما والعدة أسبق فقدمت‬
‫فصل ول يوز للمبتوتة ول للمتوف عنها زوجها الروج من موضع العدة من غي عذر لقوله‬
‫تعال } ل ترجوهن من بيوتن ول يرجن إل أن يأتي بفاحشة مبينة {‬
‫وروت زينب بنت كعب بن عجرة عن فريعة بنت مالك قالت قلت لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إن ف دار وحشة أفأنتقل إل دار أهلي فأعتد عندهم فقال اعتدي ف البيت الذي أتاك فيه‬
‫وفاة زوجك حت يبلغ الكتاب أجله أربعة أشهر وعشرا‬
‫فصل وإن بذت على أهل زوجها نقلت عنهم لقوله تعال } ول يرجن إل أن يأتي بفاحشة‬
‫مبينة { قال ابن عباس رضي ال عنه الفاحشة البينة أن تبذو على أهل زوجها فإذا بذت على‬
‫الهل حل إخراجها‬
‫وأما إذا بذا عليها أهل زوجها نقلوا عنها ول تنتقل لن الضرار منهم دونا وإن خافت ف‬
‫الوضع ضررا من هدم أو غيه انتقلت لننا إذا انتقلت للبذاء على أهل زوجها فلن تنتقل من‬
‫خوف الدم أول ولن القعود للعدة لدفع الضرر عن الزوج ف حفظ نسب ولده والضرر ل‬
‫يزال بالضرر‬
‫فإن كانت العدة ف موضع بالعارة فرجع العي أو بالجارة فانقضت الدة وامتنع الوجر من‬
‫الجارة أو طلب أكثر من أجرة الثل انتقلت إل موضع آخر لنه حال عذر ول تنتقل ف هذه‬
‫الواضع إل إل أقرب موضع من الوضع الذي وجبت فيه العدة لنه أقرب إل موضع الوجوب‬
‫كما قلنا فيمن وجبت عليه الزكاة ف موضع ل يد فيه أهل السهمان أنه ينقل الزكاة إل أقرب‬
‫موضع منه وإن وجب عليها حق ل يكن الستيفاء إل با كاليمي ف دعوى أو حد فإن كانت‬
‫ذات خدر بعث إليها السلطان من يستوف الق منها وإن كانت برزة جاز إحضارها لنه موضع‬
‫حاجة فإذا قضت ما عليها رجعت إل مكانا وإن احتاجت إل الروج لاجة كشراء القطن وبيع‬
‫الغزل ل يز أن ترج لذلك بالليل لا روى ماهد قال استشهد رجال يوم أحد فتأي نساوهم‬
‫فجئن رسول ال صلى ال عليه وسلم وقلن يا رسول ال إنا نستوحش بالليل ونبيت عند إحدانا‬
‫حت إذا أصبحنا بادرنا إل بيوتنا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم تدثن عند إحداكن ما بدا‬
‫لكن حت إذا أردتن النوم فلتوب كل امرأة إل بيتها ولن الليل مظنة للفساد فل يوز لا الروج‬
‫من غي ضرورة وإن أرادت الروج لذلك بالنهار نظرت فإن كانت ف عدة الوفاة جاز لديث‬
‫ماهد وإن كانت ف عدة البتوتة ففيه قولن قال ف القدي ل يوز لقوله تعال } ول يرجن إل أن‬
‫يأتي بفاحشة مبينة {‬

‫____________________‬

‫وقال ف الديد يوز وهو الصحيح لا روى جابر رضي ال عنه قال طلقت خالت ثلثا فخرجت‬
‫تد نل لا فلقيها رجل فنهاها فأتت النب صلى ال عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال لا أخرجي‬
‫فجدي نلك لعلك أن تصدقي منه أو تفعلي خيا ولنا معتدة بائن فجاز لا أن ترج بالنهار‬
‫لقضاء الاجة كالتوف عنها زوجها‬
‫باب الحداد الحداد ترك الزينة وما يدعو إل الباشرة ويب ذلك ف عدة الوفاة لا روت أم‬
‫سلمة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال التوف عنها زوجها ل تلبس العصفر من‬
‫الثياب ول المشف ول اللي ول تتضب ول تكتحل ول يب ذلك على العتدة الرجعية لنا‬
‫باقية على الزوجية ول يب على أم الولد إذا توف عنها مولها ول على الوطوءة بشبهة لا روت‬
‫أم حبيبة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يل لمرأة تومن بال واليوم الخر أن تد على‬
‫ميت فوق ثلث إل على زوج أربعة أشهر وعشرا واختلف قوله ف العتدة البتوتة فقال ف القدي‬
‫يب عليها الحداد لنا معتدة بائن فلزمها الحداد كالتوف عنها زوجها‬
‫وقال ف الديد ل يب عليها الحداد لنا معتدة من طلق فلم يلزمها الحداد كالرجعية‬
‫فصل ومن لزمها الحداد حرم عليها أن تكتحل بالثد والصب‬
‫وقال أبو السن الاسرجسي إن كانت سوداء ل يرم عليها‬
‫والذهب أنه يرم لا ذكرناه من حديث أم سلمة ولنه يسن الوجه ويوز أن تكتحل بالبيض‬
‫كالتوتيا لنه ل يسن بل يزيد العي مرها‬
‫فإن احتاجت إل الكتحال بالصب والثد اكتحلت بالليل وغسلته بالنهار لا روت أم سلمة‬
‫قالت دخل علي رسول ال صلى ال عليه وسلم حي توف أبو سلمة وقد جعلت على عين صبا‬
‫فقال ما هذا يا أم سلمة قلت إنا هو صب ليس فيه طيب فقال إنه يشب الوجه ل تعليه إل بالليل‬
‫وتنعيه بالنهار‬
‫فصل ويرم عليها أن تتضب لديث أم سلمة ولنه يدعو إل الباشرة ويرم عليها أن تمر‬
‫وجهها بالدمام وهو الكلكون وأن تبيضه بإسفيناج العرائس لن ذلك أبلغ ف الزينة من الضاب‬
‫فهو بالتحري أول ويرم عليها ترجيل الشعر لنه يسنها ويدعو إل مباشرتا‬
‫فصل ويرم عليها أن تطيب لا روت أم عطية أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تد الرأة فوق‬
‫ثلثة أيام إل على زوج فإنا تد أربعة أشهر وعشرا ل تكتحل ول تلبس ثوبا مصبوغا إل ثوب‬
‫عصب ول تس طيبا إل عند طهرها من ميضها‬
‫____________________‬

‫نبذة من قسط أو أظفار ولن الطيب يرك الشهوة ويدعو إل الباشرة ول تأكل شيئا فيه طيب‬
‫ظاهر ول تستعمل الدهان الطيبة كألبان ودهن الورد ودهن البنفسج لنه طيب ول تستعمل‬
‫الزيت والشيج ف الرأس لنه يرجل الشعر ويوز لا أن تغسل رأسها بالسدر لا روت أم سلمة‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال لا امتشطي فقلت بأي شيء أمتشط يا رسول ال قال بالسدر‬
‫تغلفي به رأسك ولن ذلك تنظيف ل تزيي فلم ينع منه ويوز أن تقلم الظفار وتلق العانة لنه‬
‫يراد للتنظيف ل للزينة‬
‫فصل ويرم عليها لبس اللي لديث أم سلمة ولنه يزيد ف حسنها ولذا قال الشاعر‬
‫) الطويل ( وما اللي إل زينة لنقيصة يتمم من حسن إذا السن قصرا فأما إذا كان المال موفرا‬
‫كحسنك ل يتج إل أن يزورا فصل فيما يرم عليها من اللبس ويرم عليها ) لبس ( ما صبغ من‬
‫الثياب للزينة كالحر والصفر والزرق الصاف والخضر الصاف لديث أم عطية ول تلبس ثوبا‬
‫مصبوغا إل ثوب عصب‬
‫وأما ما صبغ غزله ث نسج فقد قال أبو إسحق إنه ل يرم لديث أم عطية ول تلبس ثوبا مصبوغا‬
‫إل ثوب عصب والعصب ما صبغ غزله ث نسج فقد قال أبو إسحق إنه ل يرم لديث أم عطية‬
‫ول تلبس ثوبا مصبوغا إل ثوب عصب والعصب ما صبغ غزله ث نسج‬
‫والذهب أنه يرم لن الشافعي رحه ال نص على تري الوشي والديباج وهذا كله صبغ غزله ث‬
‫نسج ) ولن ما صبغ غزله ث نسج ( أرفع وأحسن ما صبغ بعد النسج‬
‫وأما ما صبغ لغي الزينة كالثوب الصبوغ بالسواد للمصيبة وما صبغ للوسخ كالزرق الشبع‬
‫والخضر الشبع فإنه ل يرم لنه ل زينة فيه‬
‫ول يرم ما عمل من غزله من غي صبغ كالعمول من القطن والكتان والبريسم والصوف والوبر‬
‫لنا وإن كانت حسنة إل أن حسنها من أصل اللقة ل لزينة أدخلت عليها‬
‫وإن عمل على البياض طرز فإن كانت كبارا حرم عليها لبسه لنه زينة ظاهرة أدخلت عليه‬
‫وإن كانت صغارا ففيه وجهان أحدها يرم كما يرم قليل اللي وكثيه‬
‫والثان ل يرم لقلتها وخفائها‬
‫باب اجتماع العدتي إذا طلق الرجل مرأته بعد الدخول وتزوجت ف عدتا بآخر ووطئها جاهل‬
‫بتحريها وجب عليها إتام عدة الول وستئناف عدة الثان ول تدخل عدة أحدها ف عدة الخر‬
‫لا روى سعيد بن السيب وسليمان بن بشار أن طليحة كانت تت رشيد الثقفي فطلقها فنكحت‬
‫ف عدتا فضربا عمر رضي ال عنه وضرب زوجها بخفقة ضربات ث قال أيا مرأة نكحت ف‬
‫عدتا فإن كان زوجها الذي تزوجها ل يدخل با فرق بينهما ث اعتدت بقية عدتا من زوجها‬
‫الول وكان خاطبا من الطاب‬
‫____________________‬

‫وإن كان دخل با فرق بينهما ث عتدت بقية عدتا من زوجها الول ث عتدت من الخر ول‬
‫ينكحها أبدا ولنما حقان مقصودان لدميي فلم يتداخل كالديني‬
‫فإن كانت حائل نقطعت عدة الول بوطء الثان إل أن يفرق بينهما لنا صارت فراشا للثان‬
‫فإذا فرق بينهما أتت ما بقي من عدة الول ث ستأنفت العدة من الثان لنما عدتان من جنس‬
‫واحد فقدمت السابقة منهما‬
‫وإن كانت حامل نظرت فإن كان المل من الول نقطعت عدتا منه بوضعه ث ستأنفت العدة‬
‫من الثان بالقراء بعد الطهر من النفاس وإن كان المل من الثان نقضت عدتا منه بوضعه ث‬
‫أتت عدة الول وتقدم عدة الثان ههنا على عدة الول لنه ل يوز أن يكون المل من الثان‬
‫وتعتد به من الول‬
‫وإن أمكن أن يكون من كل واحد منهما عرض على القافة فإن ألقته بالول نقضت به عدته‬
‫وإن ألقته بالثان نقضت به عدته وإن ألقته بما أو نفته عنهما أو ل تعلم أو ل تكن قافة لزمها‬
‫أن تعتد ) بعد وضع المل ( بثلثة أقراء لنه إن كان من الول لزمها للثان ثلثة أقراء‬
‫وإن كان من الثان لزمها إكمال العدة من الول فوجب أن تعتد بثلثة أقراء ليسقط الفرض‬
‫بيقي وإن ل يكن أن يكون من واحد منهما ففيه وجهان أحدها ل تعتد به عن أحدها لنه غي‬
‫لحق بواحد منهما فعلى هذا إذا وضعت أكملت عدة الول ث تعتد من الثان بثلثة أقراء‬
‫والثان تعتد به عن أحدها ل بعينه لنه يكن أن يكون من أحدها ولذا لو أقر به لقه فنقضت به‬
‫العدة كالنفي باللعان فعلى هذا يلزمها أن تعتد بثلثة أقراء بعد الطهر من النفاس‬
‫فصل حكم زواج العتدة إذا تزوج رجل مرأة ف عدة غيه ووطئها ففيه قولن قال ف القدي ترم‬
‫عليه على التأبيد لا رويناه عن عمر رضي ال عنه أنه قال ث ل ينكحها أبدا‬
‫وقال ف الديد ل ترم عليه على التأبيد وإذا نقضت عدتا من الول جاز له أن يتزوجها لنه‬
‫وطء شبهة فل يوجب تري الوطوءة على الواطىء على التأبيد كالوطء ف النكاح بل ول وما‬
‫روي عن عمر رضي ال عنه فقد روي عن علي كرم ال وجهه أنه قال إذا نقضت عدتا فهو‬
‫خاطب من الطاب فخطب عمر رضي ال عنه وقال ردوا الهالت إل السنة فرجع إل قول‬
‫علي كرم ال وجهه‬
‫فصل وطء الطلقة الرجعية إذا طلق زوجته طلقا رجعيا ث وطئها ف العدة وجبت عليها عدة‬
‫بالوطء لنه وطء ف نكاح قد تشعث فهو كوطء الشبهة‬
‫فإن كانت من ذوات القراء أو من ذوات الشهور لزمها أن تستأنف العدة وتدخل فيها البقية من‬
‫عدة الطلق لنما من واحد وله أن يراجعها ف البقية لنا من عدة الطلق فإذا مضت البقية ل‬
‫يز أن يراجعها لنا ف عدة وطء شبهة وإن حلت من الوطء صارت ف عدة الوطء حت تضع‬
‫وهل تدخل فيها بقية عدة الطلق فيه وجهان أحدها تدخل لنما لواحد فدخلت إحداها ف‬
‫الخرى كما لو كانتا بالقراء‬
‫والثان ل تدخل لنما جنسان فلم تدخل إحداها ف الخرى‬
‫فإن قلنا يتداخلن كانت ف العدتي إل أن تضع لن المل ل يتبعض وله أن يراجعها إل أن‬
‫تضع لنا ف عدة الطلق‬
‫وإن قلنا ل يتداخلن فإن ل تر دما على المل أو رأت وقلنا إنه ليس بيض فهي معتدة بالمل‬
‫عن وطء الشبهة إل أن تضع فإذا وضعت أتت عدة الطلق وله أن يراجعها ف هذه البقية لنا‬
‫ف عدة الطلق‬
‫وهل له أن يراجعها قبل الوضع فيه وجهان أحدها ليس له أن يراجعها لنا ف عدة وطء الشبهة‬
‫والثان له أن يراجعها لنا ل تكمل عدة الطلق فإذا رأت الدم على المل وقلنا إنه حيض كانت‬
‫عدتا من الوطء بالمل وعدتا من الطلق بالقراء الت على المل لن عليها عدتي إحداها‬
‫بالقراء والخرى بالمل فجاز أن يتمعا فإذا مضت ثلثة ) أقراء ( قبل وضع المل فقد نقضت‬
‫عدة الطلق وإن وضعت قبل نقضاء القراء فقد نقضت عدة الوطء وعليها إتام عدة الطلق‬
‫فإذا راجعها ف بقية عدة الطلق صحت الرجعة وإن راجعها قبل الوضع ففي صحة الرجعة‬
‫وجهان على ما ذكرناه‬
‫فأما إذا كانت قد حبلت من الوطء قبل الطلق كانت عدة الطلق بالمل وعدة الوطء بالقراء‬
‫فإن قلنا إن عدة القراء تدخل ف عدة المل كانت عدتا من الطلق والوطء بالمل فإذا‬
‫وضعت نقضت العدتان جيعا‬
‫وإن قلنا ل تدخل عدة القراء ف المل فإن كانت ل ترى الدم على المل أو تراه وقلنا إنه ليس‬
‫بيض فإن عدتا من الطلق تنقضي بوضع المل وعليها ستئناف عدة الوطء بالقراء وإن كانت‬
‫ترى الدم وقلنا إنه حيض فإن سبق الوضع نقضت العدة الول وعليها إتام العدة الثانية فإن سبق‬
‫نقضاء القراء نقضت عدة الوطء ول تنقضي العدة الول إل بالوضع‬

‫____________________‬

‫فصل ف اللع بعد الدخول إذا خالع مرأته بعد الدخول فله أن يتزوجها ف العدة‬
‫وقال الزن ل يوز كما ل يوز لغيه وهذا خطأ لن نكاح غيه يؤدي إل ختلط النساب ول‬
‫يوجد ذلك ف نكاحه وإن تزوجها نقطعت العدة‬
‫وقال أبو العباس ل تنقطع قبل أن يطأها كما ل تنقطع إذا تزوجها أجنب قبل أن يطأها وهذا خطأ‬
‫لن الرأة تصي فراشا بالعقد ول يوز أن تبقى مع الفراش عدة ولنه ل يوز أن تكون زوجته‬
‫وتعتد منه‬
‫ويالف الجنب فإن نكاحه ف العدة فاسد فلم تصر فراشا إل بالوطء فإن وطئها ث طلقها لزمها‬
‫عدة مستأنفة وتدخل فيها بقية الول‬
‫وإن طلقها قبل أن يطأها ل يلزمها ستئناف عدة لنا مطلقة ف نكاح قبل السيس فلم تلزمها عدة‬
‫كما لو تزوج مرأة وطلقها قبل الدخول وعليها أن تتمم ما بقي عليها من العدة الول لنا لو‬
‫أسقطنا البقية أدى ذلك إل ختلط الياه وفساد النساب لنه يتزوج مرأة ويطأها ث يلعها ث‬
‫يتزوجها آخر فيطأها ث يلعها ث يتزوجها آخر ويفعل مثل ذلك إل أن يتمع على وطئها ف يوم‬
‫واحد عشرون وتتلط الياه وتفسد النساب‬
‫فصل فيما إذا طلق امرأته بعد الدخول إذا طلق مرأته بعد الدخول طلقة ث راجعها نظرت فإن‬
‫وطئها بعد الرجعة ث طلقها لزمها أن تستأنف العدة وتدخل فيها بقية العدة الول فإن راجعها ث‬
‫طلقها قبل أن يطأها ففيه قولن‬
‫أحدها ترجع إل العدة الول وتبن عليها كما لو خالعها ث تزوجها ف العدة ث طلقها قبل أن‬
‫يطأها‬
‫والثان أنا تستأنف العدة وهو ختيار الزن وهو الصحيح لنه طلق ف نكاح وطىء فيه فأوجب‬
‫عدة كاملة كما لو ل يتقدمه طلق ول رجعة‬
‫وتالف الختلعة لن هناك عادت أليه بنكاح جديد ث طلقها من غي وطء وههنا عادت إل‬
‫النكاح الذي طلقها فيه فإذا طلقها ستأنفت العدة كما لو رتدت بعد الدخول ث أسلمت ث طلقها‬
‫وإن طلقها ث مضى عليها قرء أو قرءان ث طلقها من غي رجعة ففيه طريقان‬
‫قال أبو سعيد الصطخري وأبو علي بن خيان رحهما ال هي كالسألة قبلها فتكون على قولي‬
‫وللشافعي رحه ال ما يدل عليه فإنه قال ف تلك السألة ويلزم أن نقول رتع أو ل يرتع سواء‬
‫والدليل عليه أن الطلق معن لو طرأ على الزوجية أوجب عدة فإذا طرأ على الرجعية أوجب‬
‫عدة كالوفاة ف إياب عدة الوفاة‬
‫وقال أبو إسحاق تبن على عدتا قول واحدا لنما طلقان ل يتخللهما وطء ول رجعة فصار‬
‫كما لو طلقها طلقتي ف وقت واحد‬
‫فصل فيما إذا تزوج عبد أمة ودخل با وإن تزوج عبد أمة ودخل با ث طلقها طلقا رجعيا ث‬
‫أعتقت المة وفسخت النكاح ففيه طريقان أحدها تستأنف العدة حي الفسخ والثان ل تستأنف‬

‫والطريق الثان أنا تستأنف العدة من الفسخ قول واحدا لن إحدى العدتي من طلق والخرى‬
‫من فسخ فل تبن إحداها على الخرى‬
‫فصل وإذا خل الرجل بامرأته ث اختلفا ف الصابة فادعاه أحدها وأنكر الخر ففيه قولان قال‬
‫ف الديد القول قول النكر لن الصل عدم الصابة‬
‫وقال ف القدي القول قول الدعي لن اللوة تدل على الصابة‬
‫فصل ف الختلف ف انقضاء العدة وإن ختلفا ف نقضاء لعدة بالقراء فدعت الرأة نقضاءها‬
‫لزمان يكن فيه نقضاء العدة وأنكر الزوج فالقول قولا وإن ختلفا‬
‫) ف وضع ما تنقضي به العدة ( فادعت الرأة أنا وضعت ما تنقضي به العدة وأنكر الزوج‬
‫فالقول قولا لقوله عز وجل } ول يل لن أن يكتمن ما خلق ال ف أرحامهن { فخرج النساء‬
‫على كتمان ما ف الرحام كما حرج الشهود على كتمان الشهادة فقال } ول تكتموا الشهادة‬
‫ومن يكتمها فإنه آث قلبه { ث يب قبول شهادة قول الشهود فوجب قبول قول النساء ولن‬
‫ذلك ل يعلم إل من جهتها فوجب قبول قولا فيه كما يب على التابعي قبول ما يبه به‬
‫الصحاب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم حي ل يكن له سبيل إل معرفته إل من جهته وإن‬
‫دعت الرأة العدة بالشهور وأنكر الزوج فالقول قوله لن ذلك ختلف ف وقت الطلق فكان‬
‫القول فيه قوله‬
‫فصل فيما إذا ادعت الرأة الطلق وقد بقى من الطهر قرء وإن طلقها فقالت الرأة طلقن وقد‬
‫بقي من الطهر ما يعتد به قرءا وقال الزوج طلقتك ول يبق شيء من الطهر فالقول قول الرأة لن‬
‫ذلك ختلف ف وقت اليض وقد بينا أن القول ف اليض قولا‬
‫فصل وإن طلقها وولدت واتفقا على وقت الولدة واختلفا ف وقت الطلق فقال الزوج طلقتك‬
‫بعد الولدة فلي الرجعة‬
‫____________________‬

‫وقالت الرأة طلقتن قبل الولدة فل رجعة لك فالقول قول الزوج لنما لو ختلفا ف أصل‬
‫الطلق كان القول قوله فكذلك إذا ختلفا ف وقته ولن هذا ختلف ف قوله وهو أعلم به فرجع‬
‫إليه‬
‫وإن تفقا ف وقت الطلق وختلفا ف وقت الولدة فقال الزوج ولدت قبل الطلق فلي الرجعة‬
‫وقالت الرأة بل ولدت بعد الطلق فل رجعة لك فالقول قولا لنما لو ختلفا ف أصل الولدة‬
‫كان القول قولا فكذلك إذا ختلفا ف وقتها‬
‫وإن جهل وقت الطلق ووقت الولدة وتداعيا السبق فقال الرجل تأخر الطلق وقالت الرأة‬
‫تأخرت الولدة فالقول قول الزوج لن الصل وجوب العدة وبقاء الرجعة‬
‫فإن جهل وقتهما أو جهل السابق منهما ل يكم بينهما لنما ل يدعيان حقا‬
‫وإن دعت الرأة السبق وقال الزوج ل أعرف السابق قال له الاكم ليس هذا بواب فإما أن‬
‫تيب جوابا صحيحا أو نعلك ناكل فإن ستفت أفتيناه با ذكرناه ف السألة قبلها وأن للزوج‬
‫الرجعة لن الصل وجوب العدة وبقاء الرجعة والورع أل يراجعها‬
‫فصل فيما لو أذن لا الروج إل بلد فإن أذن لا ف الروج إل بلد آخر ث طلقها وختلفا فقالت‬
‫الرأة نقلتن إل البلد الخر ففيه أعتد وقال الزوج بل أذنت لك ف الروج لاجة فعليك أن‬
‫ترجعي فالقول قول الزوج لنه أعلم بقصده‬
‫وإن مات وختلفت الزوجة والوارث فالقول قولا لنما ستويا ف الهل بقصد الزوج ومع‬
‫الزوجة ظاهر فإن المر بالروج يقتضي خروجا من غي عود‬
‫باب استباء المة وأم الولد من ملك أمة ببيع أو هبة أو إرث أو سب أو غيها من السباب لزمه‬
‫أن يستبئها لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى عام‬
‫أوطاس أل توطأ حامل حت تضع ول حائل حت تيض حيضة فإن كانت حامل استبأها بوضع‬
‫المل لديث أب سعيد الدري وإن كانت حائل نظرت فإن كانت من تيض استبأها بقرء‬
‫وف القرء قولن أحدها أنه طهر لنه استباء فكان القرء فيه الطهر كالعدة‬
‫والثان أن القرء حيض وهو الصحيح لديث أب سعيد ولن براءة الرحم ل تصل إل باليض‬
‫فإن قلنا إن القرء هو الطهر فإن كانت عند وجوب الستباء طاهرا كانت بقية الطهر قرءا فإن‬
‫طعنت ف اليض ل تل حت تيض حيضة كاملة ليعلم براءة رحها فإذا طعنت ف الطهر الثان‬
‫حلت وأن كانت حائضا ل تشترع ف القرء حت تطهر فإذا طعنت ف اليض الثان حلت‬
‫وإن قلنا إن القرء هو اليض فإن كانت حال وجوب الستباء طاهرا ل تشرع ف القرء حت‬
‫تيض فإذا طعنت ف الطهر الثان حلت وإن كانت حائضا ل تشرع ف القرء إل ف اليضة الثانية‬
‫لن بقية اليض ل تعد قرءا فإذا طعنت ف الطهر الثان حلت وإن وجب الستباء وهي من‬
‫تيض فارتفعت حيضتها كان حكمها ف النتظار حكم الطلقة إذا ارتفع حيضها‬
‫وإن وجب الستباء وهي من ل تيض لصغر أو كب ففيه قولن أحدها تستبأ بشهر لن كل‬
‫شهر ف مقابلة قرء‬
‫والثان تستبأ بثلثة أشهر وهو الصحيح لن ما دونا ل يعل دليل على براءة الرحم‬
‫فصل فيما إذا ملكها وهي موسية وغيه وإن ملكها وهي موسية أو مرتدة أو معتدة أو ذات‬
‫زوج ل يصح استباؤها ف هذه الحوال لن الستباء يراد للستباحة ول توجد الستباحة ف‬
‫هذه الحوال‬
‫وإن اشتراها فوضعت ف مدة اليار أو حاضت ف مدة اليار فإن قلنا إنا ل تلك قبل انقضاء‬
‫اليار ل يعتد بذلك عن الستباء لنه استباء قبل اللك‬
‫وإن قلنا إنا تلك ففيه وجهان أحدها ل يعتد به لن اللك غيتا لنه معرض للفسخ‬
‫والثان يعتد به لنه استباء بعد اللك وجواز الفسخ ل ينع الستباء كما لو استبأها وبا عيب‬
‫ل يعلم به وإن ملكها باليع أو الوصية فوضعت أو حاضت قبل القبض ففيه وجهان أحدها ل‬
‫يعتد به لن اللك غي تام‬
‫والثان يعتد به لنه استباء بعد اللك وللشافعي رحه ال ما يدل على كل واحد من الوجهي وإن‬
‫ملكها بالرث صح الستباء وإن ل تقبض لن الوروث قبل القبض كالقبوض ف تام اللك‬
‫وجواز التصرف‬
‫فصل هل تستبى المة وإن ملك أمة وهي زوجته ل يب الستباء لن الستباء لباءة الرحم‬
‫من ماء غيه والستحب أن يستبئها لن الولد من النكاح ملوك ومن ملك اليمي حر فاستحب‬
‫أن ييز بينهما‬

‫____________________‬
‫فصل هل تستبى المة إذا رجعت إليه بالفسخ وإن كانت أمته ث رجعت إليه بالفسخ أو باعها‬
‫ث رجعت إليه بالقالة لزمه أن يستبئها لنه زال ملكه عن استمتاعها بالعقد وعاد بالفسخ فصار‬
‫كما لو باعها ث استبأها‬
‫فإن رهنها ث فكها ل يب الستباء لن بالرهن ل يزل ملكه عن استمتاعها لن له أن يقبلها‬
‫وينظر إليها بالشهوة وإنا منع من وطئها لق الرتن وقد زال حقه بالفكاك فحلت له‬
‫وإن ارتد الول ث أسلم أو ارتدت المة ث أسلمت وجب استباؤها لنه زال ملكه عن‬
‫استمتاعها بالردة وعاد بالسلم وإن زوجها ث طلقت فإن كان قبل الدخول ل تل له حت‬
‫يستبئها لنه زال ملكه عن استمتاعها‬
‫وعاد بالطلق وإن كان بعد الدخول وانقضاء العدة ففيه وجهان أحدها ل تل له حت يستبئها‬
‫لنه تدد له اللك على استمتاعها فوجب استباؤها كما لو باعها ث اشتراها‬
‫والثان تل له وهو قول أب علي بن أب هريرة لن الستباء ) يراد ( لباءة الرحم وقد حصل‬
‫ذلك بالعدة‬
‫فصل ومن وجب استباؤها حرم وطؤها‬
‫وهل يرم التلذذ با بالنظر والقبلة ينظر فيه فإن ملكها من له حرمة ل يل له لنه ل يؤمن أن‬
‫تكون أم ولد لن ملكها من جهته‬
‫وإن ملكها من حرمة به كالسبية ففيه وجهان‬
‫أحدها ل تل له لن من حرم وطؤها بكم الستباء حرم التلذذ با كما لو ملكها من له حرمة‬
‫والثان أنا تل لا روي عن ابن عمر رضي ال عنه أنه قال خرجت ف سهمي يوم جلولء جارية‬
‫كأن عنقها إبريق فضة فما ملكت نفسي أن قمت إليها فقبلتها والناس ينظرون ولن السبية‬
‫يلكها حامل كانت أو حائل فل يكون التلذذ با إل ف ملكه وإنا منع من وطئها حت ل يتلط‬
‫ماؤه باء مشرك ول يوجد هذا ف التلذذ بالنظر والقبلة‬
‫وإن وطئت زوجته بشبهة ل يل له وطؤها قبل انقضاء العدة لنه يؤدي إل اختلط الياه وإفساد‬
‫النسب‬
‫وهل له التلذذ با ف غي الوطء على ما ذكرناه من الوجهي ف السبية لنا زوجته حامل كانت‬
‫أو حائل‬
‫فصل ف بيع المة قبل الستباء ومن ملك أمة جاز له بيعها قبل الستباء لنا قد دللنا على أنه‬
‫يب على الشتري الستباء فلم يب على البائع لن براءة الرحم تصل باستباء الشتري وإن‬
‫أراد تزويها نظرت فإن ل يكن وطئها جاز تزويها من غي استباء لنا ل تصر فراشا له وإن‬
‫وطئها ل يز تزويها قبل الستباء لنا صارت بالوطء فراشا له‬
‫فصل ف عتق أم الولد هل يلزم الستباء وإن أعتق أم ولده ف حياته أو عتقت بوته لزمها‬
‫الستباء لنا صارت بالوطء فراشا له وتستبأ السبية لنه استباء بكم ملك اليمي فصار‬
‫كاستباء السبية‬
‫وإن أعتقها أو مات عنها وهي مزوجة أو معتدة ل يلزمها الستباء لنه زال فراشه قبل وجوب‬
‫الستباء فلم يلزمها الستباء كما لو طلق امرأته قبل الدخول ث مات ولنا صارت فراشا لغيه‬
‫فل يلزمها لجله استباء‬
‫وإن زوجها ث مات ومات الزوج ول يعلم السابق منهما ل يل إما أن يكون بي موتما شهران‬
‫وخسة أيام فما دون أو أكثر أو ل يعلم مقدار ما بينهما فإن كان بينهما شهران وخسة أيام فما‬
‫دون ل يلزمها الستباء عن الول لنه إن كان الول مات أول فقد مات وهي زوجة فل يب‬
‫عليها الستباء وإن مات الزوج أول فقد مات الول بعده وهي معتدة من الزوج فل يلزمها‬
‫الستباء وعليها أن تعتد بأربعة أشهر وعشر من بعد موت أحدها لنه يوز أن يكون قد مات‬
‫الول أول فعتقت ث مات الزوج فيلزمها عدة حرة‬
‫وإن كان بي موتما أكثر من شهرين وخس ليال لزمها أن تعتد من بعد آخرها موتا بأكثر‬
‫المرين من أربعة أشهر وعشر أو حيضة لنه إن مات الزوج أول فقد اعتدت عنه بشهرين‬
‫وخسة أيام وعادت فراشا للمول فإذا مات لزمها أن تستبىء بيضة وإن مات الول أول ل‬
‫يلزمها استباء فإذا مات الزوج لزمتها عدة حرة فوجب المع بينهما ليسقط الفرض بيقي وإن ل‬
‫يعلم قدر ما بي الدتي من الزمان وجب أن تأخذ بأغلظ الالي وهو أن يكون بينهما أكثر من‬
‫شهرين وخسة أيام فتعتد بأربعة أشهر وعشر أو حيضة ليسقط الفرض بيقي كما يلزم من نسي‬
‫صلة من صلتي قضاء الصلتي ليسقط الفرض بيقي ول يوقف لا شيء من تركة الزوج لن‬
‫الصل فيها الرق فلم تورث مع الشك‬
‫فصل وإن كانت بي رجلي جارية فوطئاها ففيها وجهان‬
‫أحدها يب استباءان لنه يب لقهما فلم يدخل أحدها ف الخر كالعدتي‬
‫والثان يب استباء واحد لن القصد من الستباء معرفة براءة الرحم ولذا ل يب الستباء‬
‫بأكثر من حيضة وبراءة الرحم منهما تصل باستباء واحد‬

‫____________________‬

‫فصل ف لوق الولد بالارية الشتراة إذا اشترى أمته ث ظهر با حل فقال البائع هو من وصدقه‬
‫الشتري لقه الولد والارية أم ولد له والبيع باطل‬
‫وإن كذبه الشتري نظرت‬
‫فإن ل يكن أقر بالوطء حال البيع ل يقبل قوله لن اللك انتقل إل الشتري ف الظاهر فلم يقبل‬
‫إقراره با يبطل حقه كما لو باعه عبدا ث أقر أنه كان غصبه أو أعتقه‬
‫وهل يلحقه نسب الولد فيه قولن قال ف القدي والملءه يلحقه لنه يوز أن يكون ابنا لواحد‬
‫وملوكا لغيه‬
‫وقال ف البويطي ل يلحقه لن فيه إضرارا بالشتري لنه قد يعتقه فيثبت له عليه الولء وإذا كان‬
‫ابنا لغيه ل يرثه فإن كان قد أقر بوطئها عند البيع فإن كان قد استبأها ث باعها نظرت فإن أتت‬
‫بولد لدون ستة أشهر لقه نسبه وكانت الارية أم ولد له وكان البيع باطل وإن ولدته لستة‬
‫أشهر فصاعدا ل يلحقه الولد لنه لو استبأها ث أتت بولد وهي ف ملكه ل يلحقه فلن ل يلحقه‬
‫وهي ف ملك غيه أول‬
‫فإن ل يكن الشتري قد وطئها كانت الارية والولد ملوكي له وإن كان قد وطئها فإن أتت بولد‬
‫لدون ستة أشهر من حي الوطء فهو كما لو ل يطأها لنه ل يوز أن يكون منه وتكون الارية‬
‫والولد ملوكي له وإن أتت بولد لستة أشهر فصاعدا لقه الولد وصارت الارية أم ولد له لن‬
‫الظاهر أنه منه‬
‫وإن ل يكن استبأها البائع نظرت فإن ولدت لدون ستة أشهر من وقت البيع لق البائع وكانت‬
‫الارية أم ولد له وكان البيع باطل‬
‫وإن ولدته لستة أشهر نظرت فإن ل يكن قد وطئها الشتري فهو كالقسم قبله لنا ل تصر فراشا‬
‫له وإن وطئها فولدت لستة أشهر من وطئه عرض الولد على القافة فإن ألقته بالبائع لق به وإن‬
‫ألقته بالشتري لقه وقد بينا حكم الميع‬
‫كتاب الرضاع إذا ثار للمرأة لب على ولد فارتضع منها طفل له دون الولي خس رضعات‬
‫متفرقات صار الطفل ولدا لا ف حكمي ف تري النكاح وف جواز اللوة وأولده أولدها‬
‫وصارت الرأة أما له وأمهاتا جداته وآباؤها أجداده وأولدها إخوته وأخواته وإخوتا وأخواتا‬
‫أخواله وخالته‬
‫وإن كان الولد ثابت النسب من رجل صار الطفل ولدا له وأولده أولده وصار الرجل أبا له‬
‫وآباؤه أجداده وأمهاته جداته وأولده إخوته وأخواته أعمامه وعماته والدليل عليه قوله تعال‬
‫} وأمهاتكم اللت أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة { قنص على المهات والخوات فدل على‬
‫ما سواه‬
‫وروى بن عباس رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أريد على ابنة حزة بن عبد‬
‫الطلب فقال إنا بنة أخي من الرضاعة وإنه يرم من الرضاع مثل ما يرم من النسب وروت‬
‫عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال يرم من الرضاعة ما يرم من الولدة‬
‫وروت عائشة رضي ال عنها أن أفلح أخا أب القعيس ستأذن عليها فأبت أن تأذن له فدكرت‬
‫ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أفل أذنت لعمك فقالت يا رسول ال إنا أرضعتن‬
‫الرأة ول يرضعن الرجل قال فأذن له فإنه عمك وكان أبو القعيس زوج الرأة الت أرضعت‬
‫عائشة رضي ال عنها ولن اللب حدث للولد والولد ولد ولدها فكان الرضع باللب ولدها‬
‫فصل وتنتشر حرمة الرضاع من الولد أل أولده وأولده ذكورا كانوا أو إناثا ول تنتشر إل‬
‫أمهاته وآبائه وإخوته وأخواته ول يرم على الرضعة أن تتزوج بأب الطفل ول بأخيه ول يرم‬
‫على زوج الرضعة الرضعة الذي ثار اللب على ولده أن يتزوج بأم الطفل ول بأخته لقوله صلى‬
‫ال عليه وسلم يرم من الرضاع ما يرم من النسب وحرمة النسب ف الولد تنتشر إل أولده ول‬
‫تنتشر إل أمهاته وآبائه ول إل إخوته وأخواته فكذلك الرضاع‬
‫فصل ف رضاع الكبي ول يثبت تري الرضاع فيما يرتضع بعد الولي لقوله تعال } والوالدات‬
‫يرضعن أولدهن حولي كاملي لن أراد أن يتم الرضاعة { فجعل تام الرضاع ف الولي فدل‬
‫على أنه ل حكم للرضاع بعد الولي وروى يي بن سعيد أن رجل قال لب موسى الشعري‬
‫____________________‬

‫إن مصصت من ثدي مرأت لبنا فذهب ف بطن قال أبو موسى ل أراه إل قد حرمت عليك فقال‬
‫عبد ال بن مسعود نظر ما تفت به الرجل فقال أبو موسى فما تقول أنت فقال عبد ال فقال عبد‬
‫ال ل رضاع إل ما كان ف الولي قال أبو موسى ل تسألون عن شيء ما دام هذا الب بي‬
‫أظهركم‬
‫وعن بن عباس رضي ال عنه قال ل رضاع إل ما كان ف الولي‬
‫فصل ف عدد الرضعات الرمات ول يثبت تري الرضاع با دون خس رضعات وقال أبو ثور‬
‫يثبت بثلث رضعات لا روت أم الفضل رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ل ترم إل ملجة ول إلملجتان فدل على أن الثلث يرمن والدليل على أنه ل يرم ما دون‬
‫خس الرضعات ما روت عائشة رضي ال عنها قالت كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات‬
‫معلومات يرمن ث نسخ بمس معلومات فتوف رسول ال صلى ال عليه وسلم وهن ما يقرأ ف‬
‫القرآن‬
‫وحديث أم الفضل يدل على أن الثلث يرمن من جهة دليل الطاب والنص يقدم على دليل‬
‫الطاب وهو ما رويناه ول يثبت إل بمس رضعات متفرقات لن الشرع ورد با مطلقا فحمل‬
‫على العرف والعرف ف الرضعات أن يرتضع ث يقطعه باختياره من غي عارض ث يعود إليه بعد‬
‫زمان ث يرتضع ث يقطعه وعلى هذا إل أن يستوف العدد كما أن العادة ف الكلت أن تكون‬
‫متفرقة ف أوقات فأما إذا قطع الرضاع لضيق نفس أو لشيء يلهيه ث رجع إليه أو نتقل من ثدي‬
‫إل ثدي كان الميع رضعة كما أن الكل إذا قطعه لضيق نفس أو شرب ماء أو لنتقال من لون‬
‫إل لون كان الميع أكلة‬
‫فإن قطعت الرضعة عليه ففيه وجهان أحدها أن ذلك ليس برضعة لنه قطع عليه بغي ختياره‬
‫والثان أنه رضعة لن الرضاع يصح بكل واحد منهما ولذا لو أوجرته وهو نائم ثبت التحري‬
‫كما يثبت إذا رتضع منها وهي نائمة فإذا تت الرضعة بقطعه وجب أن يتم بقطعها فإن أرضعته‬
‫مرأة أربع رضعات ث أرضعته مرأة أخرى أربع رضعات ث عاد إل الول فارتضع منها وقطع‬
‫وعاد إل الخرى ف الال فارتضع منها وقطع وعاد إل الخرى ف الال فارتضع منها ففيه‬
‫وجهان أحدها ل يتم عدد المس من واحدة منهما لنه نتقل من إحداها إل الخرى قبل تام‬
‫الرضعة فلم تكن كل واحدة منهما رضعة كما لو نتقل من ثدي إل ثدي‬
‫والثان يتم العدد من كل واحدة منهما لن الرضعة أن يرتضع القليل والكثي ث يقطع ول يعود‬
‫إل بعد زمان طويل وقد وجد ذلك‬
‫فصل ف الشك ف الرضاع وإن شكت الرضعة هل أرضعته أم ل أو هل أرضعته خس رضعات‬
‫أو أربع رضعات ل يثبت التحري كما لو شك الزوج هل طلق مرأته أم ل وهل طلق ثلثا أو‬
‫طلقتي فصل فيما يثبت به التحري ويثبت التحري بالوجور لنه يصل اللب إل حيث يصل‬
‫بالرتضاع ويصل به من إنبات اللحم ونتشار العظم ما يصل بالرضاع ويثبت بالسعوط لنه‬
‫سبيل لفطر الصائم فكان سبيل لتحري الرضاع كالفم‬
‫وهل يثبت بالقنة فيه قولن أحدها يثبت لا ذكرناه ف السعوط‬
‫والثان ل يثبت لن الرضاع جعل لنبات اللحم ونتشار العظم والقنة جعلت للسهال فإن‬
‫رتضع مرتي وأوجر مرة وأسعط مرة وحقن مرة وقلنا إن القنة ترم يثبت التحري لنا جعلنا‬
‫الميع كالرضاع ف التحري وكذلك ف إتام العدد‬

‫____________________‬

‫فصل فيما إذا حلبت كثيا دفعة وسقته من خس مرات وإن حلبت لبنا كثيا ف دفعة واحدة‬
‫وسقته ف خسة أوقات فالنصوص أنه رضعة‬
‫وقال الربيع فيه قول آخر أنه خس رضعات فمن أصحابنا من قال هو من تريج الربيع‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدها أنه خس رضعات لنه يصل به ما يصل بمس رضعات‬
‫والثان أنه رضعة وهو الصحيح لن الوجور فرع للرضاع ث العدد ف الرضاع ل يصل إل با‬
‫ينفصل خس مرات فكذلك ف الوجور وإن حلبت خس مرات وسقته دفعة واحدة ففيه طريقان‬
‫من أصحابنا من قال هو على قولي كالسألة قبلها‬
‫ومنهم من قال هو رضعة قول واحدا لنه ل يشرب إل مرة وف السألة قبلها شرب خس مرات‬
‫وإن حلبت خس مرات وجعلتها ف إناء ث فرقته وسقته خس مرات ففيه طريقان من أصحابنا من‬
‫قال يثبت التحري قول واحدا لنه تفرق ف اللب والسقي‬
‫ومنهم من قال هو على قولي لن التفريق الذي حصل من جهة الرضعة قد بطل حكمه بالمع ف‬
‫إناء‬
‫فصل فيما إذا جب اللب وإن جب اللب وأطعم الصب حرم لنه يصل به ما يصل باللب من‬
‫إنبات اللحم ونتشار العظم‬
‫فصل ف اللب الخلوط فإن خلط اللب بائع أو جامد وأطعم الصب حرم وحكي عن الزن أنه قال‬
‫إن كان اللب غالبا حرم وإن كان مغلوبا ل يرم لن مع غلبة الخالطة يزول السم والعن الذي‬
‫يراد به وهذا خطأ لن ما تعلق به التحري إذا كان غالبا تعلق به إذا كان مغلوبا كالنجاسة ف الاء‬
‫القليل‬
‫فصل ف لب اليتة فإن شرب لب مرأة ميتة ل يرم لنه معن يوجب تريا مؤيدا فبطل بالوت‬
‫كالوطء‬
‫فصل ف لب البهيمة ول يثبت التحري بلب البهيمة فإن شرب طفلن من لب شاة ل يثبت بينهما‬
‫حرمة الرضاع لن التحري بالشرع ول يرد الشرع إل ف لب الدمية والبهيمة دون الدمية ف‬
‫الرمة ولبنها دون لب الدمية ف إصلح البدن فلم يلحق به ف التحري ولن الخوة فرع على‬
‫المومة فإذا ل يثبت بذا الرضاع أمومة فلن ل يثبت به الخوة أول ول يثبت التحري بلب‬
‫الرجل‬
‫وقال الكرابيسي يثبت كما ثبت بلب الرأة وهذا خطأ لن لبنه ل يعل غذاء للمولود فلم يثبت به‬
‫التحري كلب البهيمة‬
‫وإن ثار للخنثى لب فارتضع منه صب فإن علم أنه رجل ل يرم وإن علم أنه مرأة حرم فإن أشكل‬
‫فقد قال أبو إسحق إن قال النساء إن هذا اللب ل يكون على غرارته إل لمرأة حكم بأنه مرأة‬
‫وأن لبنه يرم‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يعل اللب دليل لنه قد يثور اللب للرجل بينه فعلى هذا يوقف أمر من‬
‫يرضع بلبنه كما يوقف أمره‬
‫فصل ف لب البكر والبنت الت ل زوج لا فإن ثار للبكر لب أو لثيب ل زوج لا فأرضعت به‬
‫طفل ثبت بينهما حرمة الرضاع لن لب النساء غذاء للطفال‬
‫فإن ثار لب للمرأة على ولد من الزنا فأرضعت به طفل ثبت بينهما حرمة الرضاع لن الرضاع‬
‫تابع للنسب ث النسب يثبت بينه وبينها ول يثبت بينه وبي الزان فكذلك حرمة الرضاع‬
‫فصل فيما إذا ثار لا لب على ولد من زوج فطلقها وتزوجت بآخر فاللب للول إل أن تبل من‬
‫الثان وينتهي إل حال ينل اللب على البل فإن أرضعت طفل كان بنا للول زاد اللب أو ل يزد‬
‫نقطع ث عاد أو ل ينقطع لنه ل يوجد سبب يوجب حدوث اللب غي الول‬
‫فإن بلغ المل من الثان إل حال ينل فيه اللب نظرت فإن ل يزد اللب فهو للول فإن أرضعت‬
‫به طفل كان ولدا للول لنه ل يتغي اللب فإن زاد فرتضع به طفل ففيه قولن قال ف القدي هو‬
‫بنهما لن الظاهر أن الزيادة لجل البل والرضع به لبنهما فكان بنهما‬
‫وقال ف الديد هو بن الول لن اللب للول يقي ويوز أن تكون الزيادة لفضل الغذاء ويوز‬
‫أن تكون للحمل فل يزال اليقي بالشك‬
‫فإن نقطع اللب ث عاد ف الوقت الذي ينل اللب على البل فأرضعت به طفل ففيه ثلثة أقوال‬
‫أحدها أنه بن الول لن اللب خلق غذاء للولد دون المل والولد للول فكان الرضع به بنه‬
‫والثان أنه من الثان لن لب الول نقطع فالظاهر أنه حدث للحمل والمل للثان فكان الرضع‬
‫باللب بنه‬
‫والثالث أنه بنهما لن لكل واحد منهما أمارة تدل على أن اللب له فجعل الرضع باللب بنهما‬
‫فإن وضعت المل وأرضعت طفل كان بنا للثان ف الحوال كلها زاد اللب أو ل يزد اتصل أو‬
‫نقطع ث عاد لن حاجة الولود إل اللب تنع أن يكون اللب لغيه‬
‫فصل فيما وطىء رجلن امرأة وإن وطىء رجلن مرأة وطأ يلحق به النسب‬
‫____________________‬

‫فأتت بولد وأرضعت بلبنه طفل كان الطفل بنا لن يلحقه نسب الولد لن اللب تابع للولد فإن‬
‫مات الولد ول يثبت نسبه بالقافة ول بالنتساب إل أحدها فإن كان له ولد قام مقامه ف‬
‫النتساب فإذا نتسب إل أحدها صار الرضع ولد من نتسب إليه وإن ل يكن له ولد ففي الرضع‬
‫بلبنه قولن أحدها أنه بنهما لن اللب قد يكون من الوطء وقد يكون من الولد‬
‫والقول الثان أنه ل يكون بنهما لن الرضع تابع للمناسب ول يوز أن يكون الناسب بنا لثني‬
‫فكذلك الرضع فعلى هذا هل يي الرضع ف النتساب إل أحدها فيه قولن أحدها ل يي لنه‬
‫ل يعرض على القافة فل يي بالنتساب‬
‫والثان يي لن الولد قد يأخذ الشبه بالرضاع ف الخلق وييل طبعه إل من رتضع بلبنه ولذا‬
‫روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال أنا أفصح العرب ول فخر بيد أن من قريش ونشأت ف‬
‫بن سعد ورتضعت ف بن زهرة ولذا يقال يسن خلق الولد إذا حسن خلق الرضعة ويسوء‬
‫خلقه إذا ساء خلقها فإذا قلنا إنه يي فنتسب إل أحدها كان بنه من الرضاعة‬
‫فإذا قلنا ل يي فهل له أن يتزوج بنتيهما فيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها وهو الصح أنه ل يل بنت واحد منهما لنا وإن جهلنا عي الب منهما إل أنا نتحقق أن‬
‫بنت أحدها أخته وبنت الخر أجنبية فلم يز له نكاح واحدة منهما كما لو ختلطت أخته‬
‫بأجنبية‬
‫والثان أنه يوز أن يتزوج بنت من شاء منهما فإذا تزوجها حرمت عليه الخرى لن الصل ف‬
‫بنت كل واحد منهما الباحة وهو يشك ف تريها واليقي ل يزال بالشك فإذا تزوج إحداها‬
‫تعينت الخوة ف الخرى فحرم نكاحها على التأبيد كما لو شتبه ماء طاهر وماء نس فتوضأ‬
‫بأحدها بالجتهاد فإن النجاسة تتعي ف الخر ول يوز أن يتوضأ به‬
‫والثالث أنه يوز أن يتزوج بنت كل واحد منهما ث يطلقها ث يتزوج الخرى لن الظر ل يتعي‬
‫ف واحدة منهما كما يوز أن يصلي بالجتهاد إل جهة ث يصلي بالجتهاد إل جهة أخرى ويرم‬
‫أن يمع بينهما لن الظر يتعي ف الميع فصار كرجلي رأيا طائرا فقال أحدها إن كان هذا‬
‫الطائر غرابا فعبدي حر وقال الخر إن ل يكن غرابا فعبدي حر فطار ول يعلم أنه غراب ول غيه‬
‫فإنه ل يعتق على واحد منهما لنفراده بلك مشكوك فيه‬
‫وإن جتمع العبدان لواحد عتق أحدها لجتماعهما ف ملكه‬
‫فصل فيما لو أتت بولد ونفاه باللعان وإن أتت امرأته بولد ونفاه باللعان‬
‫فأرضعت بلبنه طفل كان الطفل بنا للمرة ول يكون بنا للزوج لن الطفل تابع للولد والولد‬
‫ثابت النسب من الرأة دون الزوج فكذلك الطفل فإن أقر بالولد صار الطفل بنا له لنه تابع‬
‫للولد‬
‫فصل وإن كان لرجل خس أمهات أولد فثار لن منه لب فرتضع صب من كل واحدة منهن‬
‫رضعة ففيه وجهان‬
‫أحدها وهو قول أب العباس ابن سريج وأب القاسم الناطي وأب بكر بن الداد الصري أنه ل‬
‫يصي الول أبا للصب لنه رضاع ل يثبت به المومة فلم تثبت به البوة‬
‫والثان وهو قول أب إسحق وأب العباس ابن القاص أنه يصي الول أبا للصب وهو الصحيح لنه‬
‫رتضع من لبنه خس رضعات فصار بنا له‬
‫وإن كان لرجل خس أخوات فارتضع طفل من كل واحدة منهن رضعة فهل يصي خال له على‬
‫الوجهي‬
‫فصل فيما لو كان لرجل زوجة صغية فشربت من أمه وإن كان لرجل زوجة صغية فشربت من‬
‫لب أمه خس رضعات نفسخ بينهما النكاح لنا صارت أخته وإن كانت له زوجة كبية وزوجة‬
‫صغية فأرضعت الكبية الصغية خس رضعات نفسخ نكاحهما لنه ل يوز أن يكون عنده‬
‫امرأة وابنتها فإن كان له زوجتان صغيتان فجاءت امرأة فأرضعت إحداها خس رضعات ث‬
‫أرضعت الخرى خس رضعات ففيه قولن أحدها ينفسخ نكاحهما‬
‫وهو ختيار الزن لنما صارتا أختي فنفسخ نكاحهما كما لو أرضعتهما ف وقت واحد‬
‫والثان أنه ينفسخ نكاح الثانية لن سبب الفسخ حصل بالثانية فاختص نكاحها بالبطلن كما لو‬
‫تزوج إحدى الختي بعد الخرى‬
‫فصل فيما يلزم إفساد النكاح بالرضاع ومن أفسد نكاح مرأة بالرضاع فالنصوص أنه يلزمه‬
‫نصف مهر الثل ونص ف الشاهدين بالطلق إذا رجعا على قولي أحدها يلزمهما مهر الثل‬
‫والثان يلزمهما نصف مهر الثل‬
‫وختلف أصحابنا فيه فنقل أبو سعيد الصطخري جوابه من إحدى السألتي‬
‫____________________‬

‫إل الخرى وجعلهما على قولي أحدها يب مهر الثل لنه أتلف البضع فوجب ضمان جيعه‬
‫والثان يب نصف مهر الثل لنه ل يغرم للصغية إل نصف بدل البضع فلم يب له أكثر من‬
‫نصف بدله‬
‫وقال أبو إسحق يب ف الرضاع نصف الهر وف الشهادة يب الميع‬
‫والفرق بينهما أن ف الرضاع وقعت الفرقة ظاهرا وباطنا وتلف البضع عليه وقد رجع إليه بدل‬
‫النصف فوجب له بدل النصف‬
‫وف الشهادة ل يتلف البضع ف القيقة وإنا حيل بينه وبي ملكه فوجب ضمان جيعه والصحيح‬
‫طريقة أب إسحق وعليها التفريع‬
‫وإن كان لرجل زوجة صغية فجاء خسة أنفس وأرضع كل واحد منهم الصغية من لب أم‬
‫الزوج أو أخته رضعة وجب على كل واحد منهم خس نصف الهر لتساويهم ف التلف‬
‫وإن كانوا ثلثة فأرضعها أحدهم رضعة وأرضعها كل واحد من الخرين رضعتي ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يب على كل واحد منهم ثلث النصف لن كل واحد منهم وجد منه سبب التلف‬
‫فتساووا ف الضمان كما لو طرح رجل ف خل قدر دانق من ناسة وآخر قدر درهم‬
‫والثان يقسط على عدد الرضعات فيجب على من أرضع رضعة المس من نصف الهر وعلى‬
‫كل واحد من الخرين المسان لن الفسخ حصل بعدد الرضعات فيقسط الضمان عليه‬
‫فصل فيما إذا ارتضعت الصغية من أم زوجها إذا رتضعت الصغية من أم زوجها خس رضعات‬
‫والم نائمة سقط مهرها لن الفرقة قد حصلت بفعلها فسقط مهرها ول يرجع الزوج عليها بهر‬
‫مثلها ول بنصفه لن التلف من جهة العاقد قبل التسليم ل يوجب غي السمى فإن رتضعت من‬
‫أم الزوج رضعتي والم نائمة وأرضعتها الم تام المس والزوجة نائمة ففيه وجهان أحدها أنه‬
‫يسقط من نصف السمى نصفه وهو الربع ويهب الربع‬
‫والثان يقسط على عدد الرضعات فيسقط من نصف السمى خسان ويب ثلثة أخاسه‬
‫ووجههما ما ذكرناه ف السألة قبلها وبال التوفيق‬
‫كتاب النفقات باب نفقة الزوجات إذا سلمت الرأة نفسها أل زوجها وتكن من الستمتاع با‬
‫ونقلها إل حيث يريد وها من أهل الستمتاع ف نكاح صحيح وجبت نفقتها لا روى جابر رضي‬
‫ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم خطب الناس فقال اتقوا ال ف النساء فإنكم‬
‫أخذتوهن بأمانة ال واستحللتم فروجهن بكلمة ال ولن عليكم رزقهن وكسوتن بالعروف وإن‬
‫امتنعت من تسليم نفسها أو مكنت من استمتاع دون استمتاع أو ف منل دون منل أو ف بلد‬
‫دون بلد ل تب النفقة لنه ل يوجد التمكي التام فلم تب النفقة كما ل يب ثن البيع إذا امتنع‬
‫البائع من تسليم البيع أو سلم ف موضع دون موضع‬
‫فإن عرضت عليه وبذلت له التمكي التام والنقل إل حيث يريد وهو حاضر وجبت عليه النفقة‬
‫لنه وجد التمكي التام‬
‫وإن عرضت عليه وهو غائب ل يب حت يقدم هو أو وكيله أو يضي زمان لو أراد السي لكان‬
‫يقدر على أخذها لنه ل يوجد التمكي التام إل بذلك‬
‫وإن ل تسلم إليه ول تعرض عليه حت مضى على ذلك زمان ل تب النفقة لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم تزوج عائشة رضي ال عنها ودخلت عليه بعد سنتي ول ينفق إل من حي دخلت‬
‫عليه ول يلتزم نفقتها لا مضى ولنه ل يوجد التمكي التام فيما مضى فلم يب بدله كما ل يب‬
‫بدل ما تلف من البيع ف يد البائع قبل التسليم‬
‫فصل ف نفقة الزوجة الصغية الت ل يامع مثلها وإن سلمت إل الزوج أو عرضت عليه وهي‬
‫صغية ل يامع مثلها ففيه قولن أحدها تب النفقة لنا سلمت من غي منع‬
‫والثان ل يب وهو الصحيح لنه ل يوجد التمكي التام من الستمتاع‬
‫وإن كانت كبية والزوج صغي ففيه قولن أحدها ل تب لنه ل يوجد التمكي من الستمتاع‬
‫والثان تب وهو الصحيح لن التمكي وجد من جهتها وإنا تعذر الستيفاء من جهته فوجبت‬
‫النفقة كما لو سلمت إل الزوج وهو كبي فهرب منها‬
‫____________________‬

‫وإن سلمت وهي مريضة أو رتقاء أو نيفة ل يكن وطؤها أو الزوج مريض أو مبوب أو حسيم‬
‫ل يقدر على الوطء وجبت النفقة لنه وجد التمكي من الستمتاع وما تعذر فهو بسبب ل‬
‫تنسب فيه أل التفريط‬
‫فصل وإن سلمت إليه ومكن من الستمتاع با ف نكاح فاسد ل تب النفقة لن التمكي ل يصح‬
‫مع فساد النكاح ول يستحق ما ف مقابلته‬
‫فصل ف حكم النتقال من بيت إل آخر وإن انتقلت الرأة من منل الزوج إل منل آخر بغي‬
‫إذنه أو سافرت بغي إذنه سقطت نفقتها حاضرا كان الزوج أو غائبا لنا خرجت عن قبضته‬
‫وطاعته فسقطت نفقتها كالناشزة وإن سافرت بإذنه‬
‫فإن كان معها وجبت النفقة لنا ما خرجت عن قبضته ول طاعته وإن ل يكن معها‬
‫ففيه قولن ذكرناها ف القسم‬
‫فصل من أحرمت بغي إذنه وإن أحرمت بالج بغي إذنه سقطت نفقتها لنه إن كان تطوعا فقد‬
‫منعت حق الزوج وهو واجب با ليس بواجب وإن كان واجبا فقد منعت حق الزوج وهو على‬
‫الفور با هو على التراخي وإن أحرمت بإذنه فإن خرجت معه ل تسقط نفقتها لنا ل ترج عن‬
‫طاعته وقبضته وإن خرجت وحدها فعلى القولي ف سفرها بإذنه‬
‫فصل من بعض مسقطات النفقة وإن منعت نفسها باعتكاف تطوع أو نذر ف الذمة سقطت‬
‫نفقتها لا ذكرناه ف الج وإن كان عن نذر معي أذن فيه الزوج ل تسقط نفقتها لن الزوج أذن‬
‫فيه وأسقط حقه فل يسقط وإن كان عن نذر ل يأذن فيه فإن كان بعد عقد النكاح سقطت نفقتها‬
‫لنا منعت حق الزوج بعد وجوبه وإن كان بنذر قبل النكاح ل تسقط نفقتها لن ما استحق قبل‬
‫النكاح لحق للزوج ف زمانه كما لو أجرت نفسها ث تزوجت وإن اعتكفت بإذنه وهو معها ل‬
‫تسقط نفقتها لنا ف قبضته وطاعته وإن ل يكن معها فعلى القولي ف الج‬
‫فصل هل تنع الرأة نفسها بسبب الصوم وإن منعت نفسها بالصوم فإن كان بتطوع ففيه وجهان‬
‫أحدها ل تسقط نفقتها لنا ف قبضته‬
‫والثان وهو الصحيح أنا تسقط لنا منعت التمكي التام با ليس بواجب فسقطت نفقتها‬
‫كالناشزة‬
‫وإن منعت نفسها بصوم رمضان أو بقضائه وقد ضاق وقته ل تسقط نفقتها لن ما استحق‬
‫بالشرع لحق للزوج ف زمانه‬
‫وإن منعت نفسها بصوم القضاء قبل أن يضيق وقته أو بصوم كفارة أو نذر ف الذمة سقطت‬
‫نفقتها لنا منعت حقه ) وهو ( على الفور با هو ليس على الفور وإن كان بنذر معي فإن كان‬
‫النذر بإذن الزوج ل تسقط نفقتها لنه لزمها برضاه وإن كان بغي إذنه فإن كان بنذر بعد النكاح‬
‫سقطت نفقتها وإن كان بنذر قبل النكاح ل تسقط لا ذكرناه ف العتكاف‬
‫فصل هل تنع الرأة نفسها بسبب الصلة وإن منعت نفسها بالصلة فإن كانت بالصلوات‬
‫المس أو السنن الراتبة ل تسقط نفقتها لن ما ترتب بالشرع لحق للزوج ف زمانه وإن كان‬
‫بقضاء فوائت فإن قلنا إنا على الفور ل تسقط نفقتها وإن قلنا إنا على التراخي سقطت نفقتها‬
‫كما قلنا ف قضاء رمضان وإن كانت بالصلوات النذورة فعلى ما ذكرناه ف العتكاف والصوم‬
‫فصل فيما إذا كان الزوجان كافرين وإن كان الزوجان كافرين وأسلمت الرأة بعد الدخول ول‬
‫يسلم الزوج ل تسقط نفقتها لنه تعذر الستمتاع بعن ) من جهته ( هو قادر على إزالته فلم‬
‫تسقط نفقتها كالسلم إذا غاب عن زوجته‬
‫وقال أبو علي بن خيان فيه قول آخر أنا تسقط لنه امتنع الستمتاع لعن من جهتها فسقطت‬
‫نفقتها كما لو أحرمت السلمة من غي إذن الزوج‬
‫والصحيح هو الول لن الج فرض موسع الوقت والسلم فرض مضيق الوقت فل تسقط‬
‫النفقة كصوم رمضان وإن أسلم الزوج بعد الدخول وهي موسية أو وثنية وتلفت ف الشرك‬
‫سقطت نفقتها لنا منعت الستمتاع بعصية فسقطت نفقتها كالناشزة وإن أسلمت قبل انقضاء‬
‫العدة فهل تستحق النفقة للمدة الت تلفت ف الشرك فيه قولن أحدها تستحق لن بالسلم‬
‫زال ما تشعث من النكاح فصار كأن ل يكن‬
‫والقول الثان أنا ل تستحق لنه تعذر التمكي من الستمتاع فيما مضى فلم تستحق النفقة‬
‫كالناشزة إذا رجعت إل الطاعة وإن ارتد الزوج بعد الدخول ل تسقط نفقتها لن امتناع الوطء‬
‫بسبب من جهته وهو قادر على إزالته فلم تسقط النفقة وإن ارتدت الرأة سقطت نفقتها لنا‬
‫منعت الستمتاع بعصية فسقطت نفقتها كالناشزة فإن عادت إل السلم‬
‫____________________‬

‫قبل انقضاء العدة فهل تب نفقة ما مضى ف الردة فيه طريقان‬


‫من أصحابنا من قال فيه قولن كالكافرة إذا تلفت ف الشرك ث أسلمت‬
‫ومنهم من قال ل تب قول واحدا والفرق بينها وبي الكافرة أن الكافرة ل يدث من جهتها منع‬
‫بل أقامت على دينها والرتدة أحدثت منعا بالردة فغلظ عليها‬
‫وإن ارتدت الزوجة وعادت إل السلم والزوج غائب استحقت النفقة من حي عادت إل‬
‫السلم‬
‫وإن نشزت الزوجة وعادت إل الطاعة والزوج غائب ل تستحق النفقة من حي عادت إل‬
‫السلم‬
‫وإن نشزت الزوجة وعادت إل الطاعة والزوج غائب ل تستحق النفقة حت يضي زمان لو سافر‬
‫فيه لقدر على استمتاعها‬
‫والفرق بينهما أن الرتدة سقطت نفقتها بالردة وقد زالت بالسلم والناشزة سقطت نفقتها بالنع‬
‫من التمكي وذلك ل يزول بالعود إل الطاعة‬
‫فصل فيما إذا كانت الزوجة أمة وإن كانت الزوجة أمة فسلمها الول بالليل والنهار وجبت لا‬
‫النفقة لوجود التمكي التام وإن سلمها بالليل دون النهار ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي‬
‫بن أب هريرة أنه يب لا نصف النفقة اعتبارا با سلمت‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق وظاهر الذهب أنه ل تب لنه ل يوجد التمكي التام فلم يب لا‬
‫شيء من النفقة كالرة إذا سلمت نفسها بالليل دون النهار وال أعلم‬
‫باب قدر النفقة إذا كان الزوج موسرا وهو الذي يقدر على النفقة باله أو كسبه لزمه ف كل يوم‬
‫مدان وإن كان معسرا وهو الذي ل يقدر على النفقة بال ول كسب لزمه ف كل يوم مد لقوله‬
‫عز وجل } لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق ما آتاه ال { ففرق بي الوسر‬
‫والعسر وأوجب على كل واحد منهما على قدر حاله ول يبي القدار فوجب تقديره بالجتهاد‬
‫وأشبه ما تقاس عليه النفقة الطعام ف الكفارة لنه طعام يب بالشرع لسد الوعة وأكثر ما يب‬
‫ف الكفارة للمسكي مدان ف فدية الذى وأقل ما يب مد وهو ف كفارة الماع ف رمضان‬
‫فإن كان متوسطا لزمه مد ونصف لنه ل يكن إلاقه بالوسر وهو دونه ول بالعسر وهو فوقه‬
‫فجعل عليه مد ونصف‬
‫وإن كان الزوج عبدا أو مكاتبا وجب عليه مد لنه ليس بأحسن حال من الر العسر فل يب‬
‫عليه أكثر من مد وإن كان نصفه حرا أو نصفه عبدا وجب عليه نفقة العسر وقال الزن إن كان‬
‫موسرا با فيه من الرية وجب عليه مد ونصف لنه اجتمع فيه الرق والرية فوجب عليه نصف‬
‫نفقة الوسر وهو مد ونصف نفقة العسر وهو نصف مد وهذا خطأ لنه ناقص بالرق فلزمه نفقة‬
‫العسر كالعبد‬
‫فصل ف وجوب النفقة من قوت البلد وتب النفقة عليه من قوت البلد لقوله عز وجل } وعلى‬
‫الولود له رزقهن وكسوتن بالعروف { ولقوله صلى ال عليه وسلم ولن عليكم رزقهن‬
‫وكسوتن بالعروف والعروف ما يقتاته الناس ف البلد ويب لا الب فإن دفع إليها سويقا أو‬
‫دقيقا أو خبزا ل يلزمها قبوله لنه طعام وجب بالشرع فكان الواجب فيه هو الب كالطعام ف‬
‫الكفارة‬
‫وإن اتفقا على دفع العوض ففيه وجهان أحدها ل يوز لنه طعام وجب ف الذمة بالشرع‬
‫والثان يوز وهو الصحيح لنه طعام يستقر ف الذمة للدمي فجاز أخذ العوض فيه كالطعام ف‬
‫القرض‬
‫ويالف الطعام ف الكفارة فإن ذلك يب لق ال تعال ول يأذن ف أخذ العوض عنه والنفقة تب‬
‫لقها وقد رضيت بأخذ العوض‬
‫فصل ف وجوب ما تتاج إليه من الدم ويب لا الدم بقدر ما يتاج إليه من أدم البلد من‬
‫الزيت والشيج والسمن واللحم لا روي عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال من أوسط ما‬
‫تطعمون أهليكم البز والزيت‬
‫وعن ابن عمر رضي ال عنهما أنه قال البز والزيت والبز والسمن والبز والتمر‬
‫ومن أفضل ما تطعمون أهليكم البز واللحم ولن ذلك من النفقة بالعروف‬
‫فصل ف وجوب ما تتاج إليه من الشط وغيه ويب لا ما تتاج إليه من الشط والسدر والدهن‬
‫للرأس وأجرة المام إن كان عادتا دخول المام لن ذلك يراد للتنظيف فوجب عليه كما يب‬
‫على الستأجر كنس الدار وتنظيفها‬
‫وأما الصاب فإنه إن ل يطلبه الزوج ل يلزمه وإن طلبه منها لزمه ثنه لنه للزينة‬
‫وأما الدوية وأجرة الطبيب والجام فل تب عليه لنه ليس من النفقة الثابتة وإنا يتاج إليه‬
‫لعارض‬
‫____________________‬

‫وأنه يراد لصلح السم فل يلزمه كما ل يلزم الستأجر إصلح ما اندم من الدار‬
‫وأما الطيب فإنه إن كان يراد لقطع السهوكة لزمه لنه يراد للتنظيف‬
‫وإن كان يراد للتلذذ والستمتاع ل يلزمه لن الستمتاع حق فل يب عليه‬
‫فصل ويب لا الكسوة لقوله تعال } وعلى الولود له رزقهن وكسوتن بالعروف {‬
‫ولديث جابر ولن عليكم رزقهن وكسوتن بالعروف ولنه يتاج إليه لفظ البدن على الدوام‬
‫فلزمه كالنفقة‬
‫ويب لمرأة الوسر من مرتفع ما يلبس ف البلد من القطن والكتان والز والبريسم‬
‫ولمرأة العسر من غليظ القطن والكتان‬
‫ولمرأة التوسط ما بينهما وأقل ما يب قميص وسراويل ومقنعة ومداس للرجل وإن كان ف‬
‫الشتاء أضاف إليه جبة لن ذلك من الكسوة بالعروف‬
‫فصل ف وجوب اللحفة والكساء وما شابه ويب لا ملحفة أو كساء ووسادة ومضربة مشوة‬
‫للنوم وزلية أو لبد أو حصي للنهار ويكون ذلك لمرأة الوسر من الرتفع ولمرأة العسر من غي‬
‫الرتفع ولمرأة التوسط ما بينهما لن ذلك من العروف‬
‫فصل ف وجوب السكن ويب لا مسكن لقوله تعال } وعاشروهن بالعروف { ومن العروف‬
‫أن يسكنها ف مسكن ولنا ل تستغن عن السكن للستتار عن العيون والتصرف والستمتاع‬
‫ويكون السكن على قدر يساره وإعساره وتوسطه كما قلنا ف النفقة‬
‫فصل ف الادم ونفقته وإن كانت الرأة من ل تدم نفسها بأن تكون من ذوات القدار أو مريضة‬
‫وجب لا خادم لقوله عز وجل } وعاشروهن بالعروف { ومن العشرة بالعروف أن يقيم لا من‬
‫يدمها ول يب لا أكثر من خادم واحد لن الستحق خدمتها ف نفسها وذلك يصل بادم‬
‫واحد ول يوز أن يكون الادم إل امرأة أو ذا رحم‬
‫وهل يوز أن يكون من اليهود والنصارى فيه وجهان أحدها أنه يوز لنم يصلحون للخدمة‬
‫والثان ل يوز لن النفس تعاف من استخدامهم وإن قالت الرأة أنا أخدم نفسي وآخذ أجرة‬
‫الادم ل يب الزوج عليه لن القصد بالدمة ترفيهها وتوفيها على حقه وذلك ل يصل بدمتها‬
‫وإن قال الزوج أنا أخدمها بنفسي ففيه وجهان‬
‫أحدها وهو قول أب إسحاق أنه يلزمها الرضا به لنه تقع الكفاية بدمته‬
‫والثان ل يلزمها الرضا به لنا تتشمه ول تستوف حقها من الدمة‬
‫فصل وإن كان الادم ملوكا لا واتفقا على خدمته لزمه نفقته فإن كان موسرا لزمه للخادم مد‬
‫وثلث من قوت البلد‬
‫وإن كان متوسطا أو معسرا لزمه مد لنه ل تقع الكفاية با دونه‬
‫وف أدمه وجهان أحدها أنه يب من نوع أدمها كما يب الطعام من جنس طعامها‬
‫والثان أنه يب من دون أدمها وهو النصوص لن العرف ف الدم أن يكون من دون أدمها وف‬
‫الطعام العرف أن يكون من جنس طعامها ويب لادم كل زوجة من الكسوة والفراش والدثار‬
‫دون ما يب للزوجة ول يب له السراويل ول يب له الشط والسدر والدهن للرأس لن ذلك‬
‫يراد للزينة والادم ل يراد للزينة‬
‫وإن كانت خادمة ترج للحاجات وجب لا خف لاجتها إل الروج‬
‫فصل ف مت تب نفقة اليوم ويب أن يدفع إليها نفقة كل يوم إذا طلعت الشمس لنا أول‬
‫الاجة ويب أن يدفع إليها الكسوة ف كل ستة أشهر لن العرف ف الكسوة أن تبدل ف هذه‬
‫الدة فإن دفع إليها الكسوة فبليت ف أقل من هذا القدر ل يب عليه بدلا كما ل يب عليه بدل‬
‫طعام اليوم إذا نفذ قبل انقضاء اليوم وإن انقضت الدة والكسوة باقية ففيه وجهان أحدها ل‬
‫يلزمه تديدها لن الكسوة مقدرة بالكفاية وهي مكفية‬
‫والثان يلزمه تديدها وهو الصحيح كما يلزمه الطعام ف كل يوم وإن بقي عندها طعام اليوم‬
‫الذي قبله ولن العتبار بالدة ل بالكفاية بدليل أنا لو تلفت قبل انقضاء الدة ل يلزمه تديدها‬
‫والدة قد انقضت فوجب التجديد‬
‫وأما ما يبقى سنة فأكثر كالبسط والفراش وجبة الز والبريسم فل يب تديدها ف كل فصل‬
‫لن العادة أل تدد ف كل فصل‬
‫فصل فيما إذ دفع إليها النفقة وقد بانت وإن دفع إليها نفقة يوم فبانت قبل انقضائه ل يرجع با‬
‫بقي لنه دفع ما يستحق دفعه وإن سلفها نفقة أيام فبانت قبل انقضائها فله أن يرجع ف نفقة ما‬
‫بعد اليوم الذي بانت فيه لنه غي مستحق وإن دفع إليها كسوة الشتاء أو الصيف فبانت‬
‫____________________‬

‫قبل انقضائه ففيه وجهان أحدها له أن يرجع لنه دفع لزمان مستقبل فإذا طرأ ما ينع الستحقاق‬
‫ثبت له الرجوع كما لو أسلفها نفقة أيام فبانت قبل انقضائها‬
‫والثان ل يرجع لنه دفع ما يستحق دفعه فلم يرجع به كما لو دفع إليها نفقة يوم فبانت قبل‬
‫انقضائه‬
‫فصل هل لا بيع الكسوة وإن قبضت كسوة فصل وأرادت بيعها ل تنع منه‬
‫وقال أبو بكر بن الداد الصري ل يوز‬
‫وقال أبو السن الاوردي البصري إن أرادت بيعها با دونا ف المال ل يز لن للزوج حظا ف‬
‫جالا وعليه ضررا ف نقصان جالا‬
‫والول أظهر لنه عوض مستحق فلم تنع من التصرف فيه كالهر‬
‫وإن قبضت النفقة وأرادت أن تبيعها أو تبدلا بغيها ل تنع منه‬
‫ومن أصحابنا من قال إن أبدلتها با يستضر بأكله كان للزوج منعها لا عليه من الضرر ف‬
‫الستمتاع برضها‬
‫والذهب الول لا ذكرناه ف الكسوة والضرر ف الكل ل يتحقق فل يوز النع منه‬
‫باب العسار بالنفقة واختلف الزوجي فيها إذا أعسر الزوج بنفقة العسر فلها أن تفسخ النكاح‬
‫لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف الرجل ل يد ما ينفق على امرأته قال‬
‫يفرق بينهما ولنه إذا ثبت لا الفسخ بالعجز عن الوطء والضرر فيه أقل فلن يثبت بالعجز عن‬
‫النفقة والضرر فيه أكثر أول‬
‫وإن أعسر ببعض نفقة العسر ثبت لا اليار لن البدن ل يقوم با دون الد‬
‫وإن أعسر با زاد على نفقة العسر ل يثبت لا الفسخ لن ما زاد غي مستحق مع العسار‬
‫وإن أعسر بالدم ل يثبت لا الفسخ لن البدن يقوم بالطعام من غي أدم وإن أعسر بالكسوة ثبت‬
‫لا الفسخ لن البدن ل يقوم بغي الكسوة كما ل يقوم بغي القوت‬
‫وإن أعسر بنفقة الادم ل يثبت لا الفسخ لن النفس تقوم بغي خادم‬
‫وإن أعسر بالسكن ففيه وجهان أحدها يثبت لا الفسخ لنه يلحقها الضرر لعدم السكن‬
‫والثان ل يثبت لنا ل تعدم موضعا تسكن فيه‬
‫فصل مت يثبت الفسخ وإن ل يد إل نفقة يوم بيوم ل يثبت لا الفسخ لنه ل يلزمه ف كل يوم‬
‫أكثر من نفقة يوم‬
‫وإن وجد ف أول النهار ما يغديها وف آخره ما يعشيها ففيه وجهان أحدها لا الفسخ لن نفقة‬
‫اليوم ل تتبعض‬
‫والثان ليس لا الفسخ لنا تصل إل كفايتها‬
‫وإن كان يد يوما قدر الكفاية ول يد يوما ثبت لا الفسخ لنه ل يصل لا ف كل يوم إل بعض‬
‫النفقة‬
‫وإن كان نساجا ينسج ف كل أسبوع ثوبا تكفيه أجرته السبوع أو صانعا يعمل ف كل ثلثة أيام‬
‫تكة يكفيه ثنها ثلثة أيام ل يثبت لا الفسخ لنه يقدر أن يستقرض لذه الدة ما ينفقه فل تنقطع‬
‫به النفقة‬
‫وإن كانت نفقته ف عمل فعجز عن العمل برض نظرت فإن كان مرضا يرجى زواله ف اليومي‬
‫والثلثة ل يثبت لا الفسخ لنه يكنها أن تستقرض ما تنفقه ث تقضيه‬
‫وإن كان مرضا ما يطول زمانه ثبت لا الفسخ لنه يلحقها الضرر لعدم النفقة‬
‫وإن كان له مال غائب فإن كان ف مسافة ل تقصر فيها الصلة ل يز لا الفسخ‬
‫وإن كان ف مسافة تقصر فيها الصلة ثبت لا الفسخ لا ذكرناه ف الرض‬
‫وإن كان له دين على موسر ل يثبت لا الفسخ وإن كان على معسر ثبت لا الفسخ لن يسار‬
‫الغري كيساره وإعساره كإعساره ف تيسي النفقة وتعسيها‬
‫فصل فيما إذا امتنع الزوج من النفقة وإن كان الزوج موسرا وامتنع من النفاق ل يثبت لا‬
‫الفسخ لنه يكن الستيفاء بالاكم وإن غاب وانقطع خبه ل يثبت لا الفسخ لن الفسخ يثبت‬
‫بالعيب وبالعسار ول يثبت العسار‬
‫ومن أصحابنا من ذكر فيه وجها آخر أنه يثبت لا الفسخ لن تعذر النفقة بانقطاع خبه كتعذرها‬
‫بالعسار‬
‫فصل هل تثبت نفقة العسرة ف ذمته إذا ثبت لا الفسخ بالعسار واختارت القام معه ثبت لا ف‬
‫ذمته ما يب على العسر من الطعام والدم والكسوة ونفقة الادم‬
‫فإذا أيسر طولب با لنا حقوق واجبة عجز عن أدائها فإذا قدر طولب با كسائر الديون ول‬
‫يثبت لا ف الذمة ما ل يب على العسر من الزيادة على نفقة العسر لنه غي مستحق‬
‫فصل فيما إذا رضت بالعسار هل لا التمكي وإن اختارت القام بعد العسار ل يلزمها التمكي‬
‫من الستمتاع ولا أن ترج من منله لن التمكي ف مقابلة النفقة فل يب مع عدمها وإن‬
‫اختارت القام معه على العسار ث عن لا أن تفسخ فلها ) أن تفسخ ( لن النفقة يتجدد وجوبا‬
‫ف كل يوم فتجدد حق الفسخ‬
‫وإن تزوجت بفقي مع العلم باله ث أعسر بالنفقة فلها أن تفسخ لن ) حق ( الفسخ يتجدد‬
‫بالعسار بتجدد النفقة‬

‫____________________‬

‫فصل ف الفسخ عن طريق الاكم وإن اختارت الفسخ ل يز الفسخ إل بالاكم لنه فسخ متلف‬
‫فيه فلم يصح ) بغي الاكم ( كالفسخ بالتعني‬
‫وف وقت الفسخ قولن أحدها أن لا الفسخ ف الال لنه فسخ لتعذر العوض فثبت ف الال‬
‫كفسخ البيع بإفلس الشتري بالثمن‬
‫والثان أنه يهل ثلثة أيام لنه قد ل يقدر ف اليوم ويقدر ف غد ول يكن إمهاله أبدا لنه يؤدي‬
‫إل الضرار بالرأة والثلث ف حد القلة فوجب إمهاله وعلى هذا لا أن ترج ف هذه اليام من‬
‫منل الزوج لنا ل يلزمها التمكي من غي نفقة‬
‫فصل إذا وجد التمكي الوجب للنفقة ول ينفق حت مضت مدة صارت النفقة دينا ف ذمته ول‬
‫تسقط بضي الزمان لنه مال يب على سبيل البدل ف عقد معاوضة فل يسقط بضي الزمان‬
‫كالثمن والجرة والهر ويصح ضمان ما استقر منها بضي الزمان كما يصح ضمان سائر الديون‬
‫وهل يصح ضمانا قبل استقرارها بضي الزمان فيه قولن بناء على القولي ف النفقة هل تب‬
‫بالعقد أو بالتمكي فيه قولن قال ف الديد تب بالتمكي وهو الصحيح لنا لو وجبت بالعقد‬
‫للكت الطالبة بالميع كالهر والجرة وعلى هذا ل يصح ضمانا لنه ضمان ما ل يب وقال ف‬
‫القدي تب بالعقد لنا ف مقابلة الستمتاع والستمتاع يب بالعقد فكذلك النفقة وعلى هذا‬
‫يصح أن يضمن منها نفقة موصوفة لدة معلومة‬
‫فصل ف الختلف ف القبض إذا آختلف الزوجان ف قبض النفقة فادعى الزوج أنا قبضت‬
‫وأنكرت الزوجة فالقول قولا مع يينها لقوله عليه السلم اليمي على الدعي عليه ولن الصل‬
‫عدم القبض‬
‫وإن مضت مدة ل ينفق فيها وادعت الزوجة أنه كان موسرا فيلزمه نفقة الوسر وادعى الزوج أنه‬
‫كان معسرا فل يلزمه إل نفقة العسر نظرت فإن عرف له مال فالقول قولا لن الصل بقاؤه وإن‬
‫ل يعرف له مال قبل ذلك فالقول قوله لن الصل عدم الال‬
‫وإن اختلفا ف التمكي فادعت الرأة أنا مكنت وأنكر الزوج فالقول قوله لن الصل عدم‬
‫التمكي وبراءة الذمة من النفقة‬
‫وإن طلق زوجته طلقة رجعية وهي حامل فوضعت واتفقا على وقت الطلق واختلفا ف وقت‬
‫الولدة فقال الزوج طلقتك قبل الوضع فانقضت العدة فل رجعة ل عليك ول نفقة لك علي‬
‫وقالت الرأة بل طلقتن بعد الوضع فلك علي الرجعة ول عليك النفقة فالقول قول الزوج أنه ل‬
‫رجعة ل عليك لنه حق له فقبل إقراره فيه والقول قول الرأة ف وجوب العدة لنه حق عليها‬
‫فكان القول قولا والقول قولا مع يينها ف وجوب النفقة لن الصل بقاؤها وال أعلم‬
‫باب نفقة العتدة إذا طلق الرجل امرأته بعد الدخول طلقا رجعيا وجب لا السكن والنفقة ف‬
‫العدة لن الزوجية باقية والتمكي من الستمتاع موجود‬
‫فإن طلقها طلقا بائنا وجب لا السكن ف العدة حائل كانت أو حامل لقوله عز وجل‬
‫} أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ول تضاروهن لتضيقوا عليهن {‬
‫وأما النفقة فإنا إن كانت حائل ل تب وإن كانت حامل وجبت لقوله عز وجل } وإن كن‬
‫أولت حل فأنفقوا عليهن حت يضعن حلهن { فأوجب النفقة مع المل فدل على أنا ل تب‬
‫مع عدم المل‬
‫وهل تب النفقة للحمل أو للحامل بسبب المل فيه قولن قال ف القدي تب للحمل لنا تب‬
‫بوجوده وتسقط بعدمه‬
‫وقال ف الم تب للحامل بسبب المل وهو الصحيح لنا لو وجبت للحمل لتقدرت بكفايته‬
‫وذلك يصل با دون الد‬
‫فإن قلنا تب للحمل ل تب إل ) على من تب ( عليه نفقة الولد فإن كانت الزوجة أمة والزوج‬
‫حر أوجبت نفقتها على مولها لن الولد ملوك له‬
‫وإن قلنا تب النفقة للحامل وجبت على الزوج وإن كان الزوج عبدا وقلنا إن النفقة للحامل‬
‫وجبت عليه وإن قلنا تب للحمل ل تب لن العبد ل يلزمه نفقة ولده‬
‫فصل ف النفقة للحمل أو الامل إذا وجبت النفقة للحمل بسبب المل ففي وجوب الدفع‬
‫قولن أحدها ل يب الدفع حت تضع المل لواز أن يكون ريا فانفش فل يب الدفع مع‬
‫الشك‬
‫والثان يب الدفع يوما بيوم لن الظاهر وجود المل ولنه جعل كالتحقق ف منع النكاح وفسخ‬
‫البيع ف الارية البيعة والنع من الخذ ف الزكاة ووجوب الدفع ف الدية فجعل كالتحقق ف دفع‬
‫النفقة فإن دفع‬
‫____________________‬

‫إليها ث بان أنه ل يكن با حل فإن قلنا تب يوما بيوم فله أن يرجع عليها لنه دفعها على أنا‬
‫واجبة وقد بان أنا ل تب فثبت له الرجوع‬
‫وإن قلنا إنا ل تب إل بالوضع فإن دفع إليها بأمر الاكم فله أن يرجع لنه إذا أمره الاكم‬
‫لزمه الدفع فثبت له الرجوع وإن دفع من غي أمره فإن شرط أن ذلك عن نفقتها إن كانت‬
‫حامل فله أن يرجع لنه دفع عما يب وقد بان أنه ل يب وإن ل يشرط ل يرجع لن الظاهر أنه‬
‫متبع‬
‫فصل ف وجوب السكن من العدة فإن تزوج امرأة ودخل با ث انفسخ النكاح برضاع أو عيب‬
‫وجب لا السكن ف العدة وأما النفقة فإنا إن كانت حائل ل تب وإن كانت حامل وجبت لنا‬
‫معتدة عن فرقة ف حال الياة فكان حكمها ف النفقة والسكن ما ذكرناه كالطلقة‬
‫وإن لعنها بعد الدخول فإن ل ينف المل وجبت النفقة وإن نفى المل ل تب النفقة لن النفقة‬
‫تب ف أحد القولي للحمل‬
‫والثان تب لا بسبب المل والمل منتف عنه فلم تب بسببه نفقة‬
‫وأما السكن ففيها وجهان أحدها تب لنا معتدة عن فرقة ف حال الياة فوجب لا السكن‬
‫كالطلقة‬
‫والثان ل تب لا روى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قضى أل تثبت لا‬
‫من أجل أنما يفترقان من غي طلق ول متوف عنها زوجها ولنا ل تصن ماءه فلم يلزمه‬
‫سكناها‬
‫فصل ف النفقة ف النكاح الفاسد وإن نكح امرأة نكاحا فاسدا ودخل با وفرق بينهما ل تب لا‬
‫السكن لنا إذا ل تب مع قيام الفراش واجتماعهما على النكاح فلن ل تب مع زوال الفراش‬
‫والفتراق أول‬
‫وأما النفقة فإنا إن كانت حائل ل تب لنا إذا ل تب ف العدة عن نكاح صحيح فلن ل تب‬
‫ف العدة عن النكاح الفاسد أول‬
‫وإن كانت حامل فعلى القولي إن قلنا إن النفقة للحامل ل تب لن حرمتها ف النكاح الفاسد‬
‫غي كاملة وإن قلنا أنا تب للحمل وجبت لن المل ف النكاح الفاسد كالمل ف النكاح‬
‫الصحيح‬
‫فصل وإن كانت الزوجة معتدة عن الوفاة ل تب لا النفقة لن النفقة إنا تب للمتمكن من‬
‫الستمتاع وقد زال التمكي بالوت أو بسبب المل واليت ل يستحق عليه حق لجل الولد‬
‫وهل تب لا السكن فيه قولن أحدها ل تب وهو اختيار الزن لنه حق يب يوما بيوم فلم‬
‫تب ف عدة الوفاة كالنفقة‬
‫والثان تب لا روت فريعة بنت مالك أن النب صلى ال عليه وسلم قال اعتدي ف البيت الذي‬
‫أتاك فيه وفاة زوجك حت يبلغ الكتاب أجله أربعة أشهر وعشرا ولنا معتدة عن نكاح صحيح‬
‫فوجب لا السكن كالطلقة‬
‫فصل ف وجوب نفقة زوجة الفقود إذا حبست زوجة الفقود أربع سني فلها النفقة لنا مبوسة‬
‫عليه ف بيته فإن طلبت الفرقة بعد أربع سني ففرق الاكم بينهما فإن قلنا بقوله القدي إن التفريق‬
‫صحيح فهي كالتوف عنها زوجها لنا معتدة عن وفاة فل تب لا النفقة وف السكن قولن فإن‬
‫رجع الزوج فإن قلنا تسلم إليه عادت إل نفقته ف الستقبل‬
‫وإن قلنا ل تسلم إليه ل يكن لا عليه نفقة‬
‫فإن قلنا بقوله الديد وأن التفريق باطل فلها النفقة ف مدة التربص ومدة العدة لنا مبوسة عليه‬
‫ف بيته وإن تزوجت سقطت نفقتها لنا صارت كالناشزة‬
‫وإن ل يرجع الزوج ورجعت إل بيتها وقعدت فيه فإن قلنا بقوله القدي ل تعد النفقة وإن قلنا‬
‫بقوله الديد فهل تعود نفقتها بعودها إل البيت فيه وجهان أحدها تعود لنا سقطت بنشوزها‬
‫فعادت بعودها‬
‫والثان ل تعود لن التسليم الول قد بطل فل تعود إل بتسليم مستأنف كما أن الوديعة إذا‬
‫تعدى فيها ث ردها إل الكان ل تعد المانة‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان الاكم فرق بينهما وأمرها بالعتداد واعتدت وفارقت البيت ث‬
‫عادت إليه ل تعد نفقتها لن التسليم الول كان الاكم فرق بينهما وأمرها بالعتداد واعتدت‬
‫وفارقت البيت ث عادت أليه ل تعد نفقتها لن التسليم الول قد بطل لكم الاكم‬
‫وإن كانت تربصت فاعتدت ث فارقت البيت ث عادت إليه عادت النفقة لن التسليم الول ل‬
‫يبطل من غي حكم الاكم وال أعلم‬
‫باب نفقة القارب والرقيق والبهائم والقرابة الت تستحق با النفقة قرابة الوالدين وإن علوا‬
‫وقرابة الولد وإن سفلوا فتجب على الولد نفقة الب والم والدليل عليه قوله تعال } وقضى‬
‫ربك أل تعبدوا إل إياه وبالوالدين إحسانا { ومن الحسان أن ينفق عليهما وروت أكل الرجل‬
‫من كسبه وإن ولده من كسبه ويب عليه نفقة الجداد والدات لن سم الوالدين يقع على‬
‫الميع والدليل عليه قوله تعال ) ملة‬
‫____________________‬

‫عائشة رضي ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن أطيب ما أبيكم إبراهيم ( فسمى ال‬
‫تعال إبراهيم أبا وهو جد ولن الد كالب والدة كالم ف أحكام الولدة من رد الشهادة‬
‫وغيها وكذلك ف إياب النفقة‬
‫ويب على الب نفقة الولد لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن رجل جاء إل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال يا رسول ال عندي دينار فقال أنفقه على نفسك قال عندي آخر فقال أنفقه‬
‫على ولدك قال عندي آخر فقال أنفقه على أهلك قال عندي آخر قال أنفقه على خادمك قال‬
‫عندي آخر قال أنت أعلم به‬
‫ويب عليه نفقة ولد الولد وإن سفل لن سم الولد يقع عليه والدليل عليه قوله عز وجل } يا‬
‫بن آدم { وتب على الم نفقة الولد لقوله تعال } ل تضار والدة بولدها { ولنه إذا وجبت‬
‫على الب وولدته من جهة الظاهر فلن تب على الم وولدتا من جهة القطع أول وتب‬
‫عليها نفقة ولد الولد لا ذكرناه ف الب ول تب نفقة من عدا الوالدين‬
‫والولودين من القارب كالخوة والعمام وغيها لن الشرع ورد بإياب نفقة الوالدين‬
‫والولودين‬
‫ومن سواهم ل يلحق بم ف الولدة وأحكام الولدة فلم يلحق بم ف وجوب النفقة‬
‫فصل مت تب نفقة القريب ول تب نفقة القريب إل على موسر أو مكتسب يفضل عن حاجته‬
‫ما ينفق على قريبه وأما من ل يفضل عن نفقته شيء فل تب عليه لا روى جابر رضي ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا كان أحدكم فقيا فليبدأ بنفسه فإن كان فضل فعلى‬
‫عياله فإن كان فضل فعلى قرابته فإن ل يكن فضل غي ما ينفق على زوجته ل يلزمه نفقة القريب‬
‫لديث جابر رضي ال عنه ولن نفقة القريب مواساة ونفقة الزوجة عوض فقدمت على الواساة‬
‫ولن نفقة الزوجة تب لاجته فقدمت على نفقة القريب كنفقة نفسه‬
‫فصل ف شرط الاجة من نفقة القريب ول يستحق القريب النفقة على قريبه من غي حاجة فإن‬
‫كان موسرا ل يستحق لنا تب على سبيل الواساة والوسر مستغن عن الواساة وإن كان معسرا‬
‫عاجزا عن الكسب لعدم البلوغ أو الكب أو النون أو الزمانة ستحق النفقة على قريبه لنه متاج‬
‫لعدم الال وعدم الكسب‬
‫وإن كان قادرا على الكسب بالصحة والقوة فإن كان من الوالدين ففيه قولن أحدها يستحق‬
‫لنه متاج فستحق النفقة على القريب كالزمن والثان ل يستحق لن القوة كاليسار ولذ سوى‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما ف تري الزكاة فقال ل تل الصدقة لغن ول لذي مرة‬
‫قوي‬
‫وإن كان من الولودين ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن كالوالدين‬
‫ومنهم من قال ل يستحق قول واحدا لن حرمة الوالد آكد فاستحق ) با ( مع القوة وحرمة‬
‫الولد أضعف فلم استحق با مع القوة‬
‫فصل فإن كان للذي يستحق النفقة أب وجد أو جد وأبو جد وها موسران كانت النفقة على‬
‫القرب منهما لنه أحق بالواساة من البعد وإن كان له أب وبن موسران ففيه وجهان أحدها أن‬
‫النفقة على الب لن وجوب النفقة عليه منصوص عليه وهو قوله تعال } وعلى الولود له رزقهن‬
‫وكسوتن بالعروف { ووجوبا على الولد ثبت بالجتهاد‬
‫والثان أنما سواء لتساويهما ف القرب والذكورية وإن كان له أب وأم موسران كانت النفقة‬
‫على الب لقوله تعال } فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن { فجعل أجرة الرضاع على الب‬
‫وروت عائشة رضي ال عنها أن هندا أم معاوية جاءت إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت يا‬
‫رسول ال إن أبا سفيان رجل شحيح وإنه ل يعطين ما يكفين وولدي إل ما أخذت منه سرا وهو‬
‫ل يعلم فهل علي ف ذلك من شيء فقال النب صلى ال عليه وسلم خذي ما يكفيك وولدك‬
‫بالعروف ولن الب ساوى الم ف الولدة ونفرد بالتعصيب فقدم‬
‫وإن كان له أم وجد أبو الب وها موسران فالنفقة على الد لن له ولدة وتعصيبا فقدم على‬
‫الم كالب‬
‫وإن كانت له بنت وابن بنت ففيه قولن أحدها أن النفقة على البنت لنا أقرب‬
‫والثان أنا على بن البنت لنه أقوى وأقدر على النفقة بالذكورية‬
‫____________________‬

‫وإن كانت له بنت وبن ابن فالنفقة على بن البن لن له ولدة وتعصيبا فقدم كما قدم الد على‬
‫الم‬
‫وإن كان له أم وبنت كانت النفقة على البنت لن للبنت تعصيبا وليس للم تعصيب وإن كان له‬
‫أم أم وأبو أم فهما سواء لنما يتساويان ف القرب وعدم التعصيب وإن كان له أم أم وأم أب‬
‫ففيه وجهان أحدها أنما سواء لتساويهما ف الدرجة‬
‫والثان أن النفقة على أم الب لنا تدل بالعصبة‬
‫فصل وإن كان الذي تب عليه النفقة يقدر على نفقة قريب واحد وله أب وأم يستحقان النفقة‬
‫ففيه ثلثة أوجه أحدها أن الم أحق لا روي أن رجل قال يا رسول ال من أبر قال أمك‬
‫قال ث من قال أمك ث من قال أمك‬
‫قال ث من قال أباك ولنا تساوي الب ف الولدة وتنفرد بالمل والوضع والرضاع والتربية‬
‫والثان أن الب أحق لنه يساويها ف الولدة وينفرد بالتعصيب ولنما لو كانا موسرين والبن‬
‫معسرا قدم الب ف وجوب النفقة عليها فقدم ف النفقة له‬
‫والثالث أنما سواء لن النفقة بالقرابة ل بالتعصيب وها ف القرابة سواء‬
‫وإن كان له أب وبن ففيه وجهان أحدها أن البن أحق لن نفقته ثبتت بنص الكتاب والثان أن‬
‫الب أحق لن حرمته آكد ولذا ل يقاد بالبن ويقاد به البن‬
‫وإن كان له بن وبن بن أو أب وجد ففيه وجهان أحدها أن البن أحق من بن البن والب أحق‬
‫من الد لنما أقرب ولنما لو كانا موسرين وهو معسر كانت نفقته على أقربما فكذلك ف‬
‫نفقته عليهما‬
‫والثان أنما سواء لن النفقة بالقرابة ولذا ل يسقط أحدها بالخر إذا قدر على نفقتهما‬
‫فصل ومن وجبت عليه نفقته بالقرابة وجبت نفقته على قدر الكفاية لنا تب للحاجة فقدرت‬
‫بالكفاية‬
‫وإن حتاج إل من يدمه وجبت نفقة خادمه وإن كانت له زوجة وجبت نفقة زوجته لن ذلك من‬
‫تام الكفاية‬
‫وإن مضت مدة ول ينفق على من تلزمه نفقته من القارب ل يصر دينا عليه لنا وجبت عليه‬
‫لتزجية الوقت ودفع الاجة وقد زالت الاجة لا مضى فسقطت‬
‫فصل وإن كان له أب فقيا منونا أو فقيا زمنا واحتاج إل العفاف وجب على الولد إعفافه‬
‫على النصوص‬
‫وخرج أبو علي بن خيان قول آخر أنه ل يب لنه قريب يستحق النفقة فل يستحق العفاف‬
‫كالبن‬
‫والذهب الول لنه معن يتاج الب إليه ويلحقه الضرر بفقده فوجب كالنفقة‬
‫وإن كان صحيحا قويا وقلنا إنه تب نفقته وجب إعفافه وإن قلنا ل تب نفقته ففي إعفافه‬
‫وجهان‬
‫أحدها ل يب لنه ل تب نفقته فل يب إعفافه‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه يب إعفافه لن نفقته إن ل تب على القريب أنفق عليه من بيت‬
‫الال والعفاف ل يب ف بيت الال فوجب على القريب ومن وجب عليه العفاف فهو باليار‬
‫بي أن يزوجه برة وبي أن يسريه بارية ول يوز أن يزوجه بأمة لنه بالعفاف يستغن عن‬
‫نكاح المة ول يعفه بعجوز ول بقبيحة لن ) القصد بالعفاف ( هو الستمتاع ول يصل ذلك‬
‫بالعجوز ول القبيحة‬
‫فإن زوجه برة أو سراه بارية ث ستغن ل يلزمه مفارقة الرة ول رد الارية لن ما ستحق‬
‫للحاجة ل يب رده بزوال الاجة كما لو قبض نفقة يوم ث أيسر‬
‫وإن أعفه برة فطلقها أو سراه بارية فأعتقها ل يب عليه بدلا لن ذلك مواساة لدفع الضرر فلو‬
‫أوجبنا البدل خرج من حد الواساة وأدى أل الضرر والضرر ل يزال بالضرر‬
‫وإن ماتت عنده ففيه وجهان أحدها ل يب البدل لنه يرج عن حد الواساة‬
‫والثان يب لنه زال ملكه عنها بغي تفريط فوجب بدله كما لو دفع إليه نفقة يوم فسرقت منه‬
‫فصل وإن حتاج الولد إل الرضاع وجب على القريب إرضاعه لن الرضاع ف حق الصغي‬
‫كالنفقة ف حق الكبي ول يب إل ف حولي كاملي لقوله تعال } والوالدات يرضعن أولدهن‬
‫حولي كاملي لن أراد أن يتم الرضاعة { تب فإن كان الولد من زوجته ومتنعت من الرضاع ل‬
‫تب‬
‫وقال أبو ثور لقوله تعال } والوالدات يرضعن أولدهن حولي كاملي لن أراد أن يتم الرضاعة {‬
‫وهذا خطأ لنا إذا ل تب على نفقة الولد مع وجود الب ل تب على الرضاع‬
‫وإن أرادت إرضاعه كره للزوج منعها لن لبنها‬
‫____________________‬

‫أوفق له وإن أراد منعها منه كان له ذلك لن يستحق الستمتاع با ف كل وقت إل ف وقت‬
‫العبادة فل يوز لا تفويته عليه بالرضاع‬
‫وإن رضيا بإرضاعه فهل تلزمه زيادة ) على نفقتها ( فيه وجهان أحدها تلزمه وهو قول أب سعيد‬
‫وأب إسحق لنا تتاج ف حال الرضاع إل أكثر ما تتاج ف غيه‬
‫والثان ل تلزمه الزيادة على نفقتها ف النفقة لن نفقتها مقدرة فل تب الزيادة لاجتها كما ل‬
‫تب الزيادة ف نفقة الكولة لاجتها‬
‫وإن أرادت إرضاعه بأجرة ففيه وجهان أحدها ل يوز وهو قول الشيخ أب حامد السفراين‬
‫رحة ال عليه لن أوقات الرضاع مستحقة لستمتاع الزوج ببدل وهو النفقة فل يوز أن تأخذ‬
‫بدل آخر‬
‫والثان أنه يوز لنه عمل يوز أخذ الجرة عليه بعد البينونة فجاز أخذ الجرة عليه قبل البينونة‬
‫كالنسج وإن بانت ل يلك إجبارها على إرضاعه كما ل يلك قبل البينونة فإن طلبت أجرة الثل‬
‫على الرضاع ول يكن للب من يرضع بدون الجرة كانت الم أحق به لقوله تعال } فإن أرضعن‬
‫لكم فآتوهن أجورهن { وإن طلبت أكثر من أجرة الثل جاز نتزاعه منها وتسليمه إل غيها لقوله‬
‫تعال } وإن تعاسرت فسترضع له أخرى { ولن ما يوجد بأكثر من عوض الثل كالعدوم ولذا لو‬
‫وجد الاء بأكثر من ثن الثل جعل كالعدوم ف النتقال إل التيمم فكذلك ههنا‬
‫وإن طلبت أجرة ) الثل ( وللب من يرضعه بغي عوض أو بدون أجرة الثل ففيه قولن أحدها‬
‫أن الم أحق بأجرة الثل لن الرضاع لق الولد ولن لب الم أصلح له وأنفع وقد رضيت بعوض‬
‫الثل فكان أحق‬
‫والثان أن الب أحق لن الرضاع ف حق الصغي كالنفقة ف حق الكبي ولو وجد الكبي من‬
‫يتبع بنفقته ل يستحق على الب النفقة فكذلك إذا وجد من يتبع بإرضاعه ل تستحق على‬
‫الب أجرة الرضاع وإن ادعت الرأة أن الب ل يد غيها فالقول قول الب لنا تدعي‬
‫ستحقاق أجرة الثل والصل عدمه‬
‫فصل ويب على الول نفقة عبده وأمته وكسوتما لا روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال للمملوك طعامه وكسوته ول يكلف من العمل إل ما يطيق ويب عليه‬
‫نفقته من قوت البلد لنه هو التعارف فإن تول طعامه ستحب أن يطعمه منه لا روى أبو هريرة‬
‫رضي ال عنه قال قال أبو القاسم صلى ال عليه وسلم إذا جاء أحدكم خادمه بطعام فليجلسه‬
‫معه فإن ل يلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتي فإنه تول علجه وحره فإن كانت له جارية للتسري‬
‫ستحب أن تكون كسوتا أعلى من كسوة جارية الدمة لن العرف أن تكون كسوتا أعلى فوق‬
‫كسوة جارية الدمة‬
‫فصل ول يكلف عبده وأمته من الدمة ما ل يطيقان لقوله صلى ال عليه وسلم ول يكلفه من‬
‫العمل ما ل يطيق ول يسترضع الارية إل ما فضل عن ولدها لن ف ذلك إضرارا بولدها وإن‬
‫كان لعبده زوجة أذن له ف الستمتاع بالليل لنه إذنه بالنكاح يتضمن الذن ف الستمتاع بالليل‬
‫وإن مرض العبد أو المة أو عميا أو زمنا لزمه نفقتهما لن نفقتهما باللك ولذا تب مع الصغر‬
‫فوجبت مع العمى والزمانة ول يوز أن يب عبده على الخارجة لنه معاوضة فلم يلك إجباره‬
‫عليها كالكتابة‬
‫وإن طلب العبد ذلك ل يب الول كما ل يب إذا طلب الكتابة‬
‫فإن اتفقا عليها وله كسب جاز لا روي أن النب صلى ال عليه وسلم حجمه أبو طيبة فأعطاه‬
‫أجره وسأل مواليه أن يففوا من خراجه‬
‫وإن ل يكن له كسب ل يز لنه ل يقدر على أن يدفع ) إليه ( من جهة تل فلم يز‬
‫فصل ومن ملك بيمة لزمه القيام بعلفها لا روى بن عمر رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال عذبت مرأة ف هرة حبستها حت ماتت جوعا فدخلت فيها النار فقيل لا وال‬
‫أعلم ل أنت أطعمتها وسقيتها حي حبستها ول أنت أرسلتها حت تأكل من خشاش الرض حت‬
‫ماتت جوعا ول يوز له أن يمل عليها ما ل تطيق لن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫منع أن يكلف العبد ما ل يطيق فوجب أن تكون البهيمة مثله ول يلب من لبنها إل ما يفضل عن‬
‫ولدها لنه غذاء للولد فل يوز منعه‬
‫فصل وإن متنع من النفاق على رقيقه أو على بيمته أجب عليه كما يب على نفقة زوجته وإن ل‬
‫يكن له مال أكرى عليه إن أمكن إكراؤه فإن ل يكن بيع عليه كما يزال اللك ) عنه ف ( مرأته‬
‫إذا أعسر بنفقتهما وال أعلم‬
‫باب الضانة إذا فترق الزوجان ولما ولد بالغ رشيد فله أن ينفرد عن أبويه لنه مستغن عن‬
‫الضانة والكفالة والستحب أل ينفرد عنهما ول يقطع بره عنهما‬
‫وإن كانت جارية كره لا أن تنفرد لنا إذا نفردت ل يؤمن أن يدخل عليها من يفسدها‬
‫وإن كان لما ولد منون أو صغي ل ييز وهو الذي له دون سبع سني وجبت حضانته لنه إن‬
‫ترك حضانته ضاع وهلك‬
‫فصل ول تثبت الضانة لرقيق لنه ل يقدر على القيام بالضانة مع خدمة الول ول تثبت لعتوه‬
‫لنه ل يكمل للحضانة ول تثبت لفاسق لنه ل يوف الضانة حقها ولن الضانة إنا جعلت لظ‬
‫الولد ول حظ للولد ف حضانة الفاسق لنه ينشأ على طريقته ول تثبت لكافر على مسلم‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري تثبت للكافر على السلم لا روى عبد الميد بن سلمة عن أبيه أنه‬
‫قال أسلم أب وأبت أمي أن تسلم وأنا غلم فاختصما إل النب صلى ال عليه وسلم فقال يا غلم‬
‫ذهب إل أيهما شئت إن شئت أل أبيك وإن شئت إل أمك فتوجهت إل أمي فلما رآن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم سعته يقول اللهم هده فملت إل أب فقعدت ف حجره والذهب الول لن‬
‫الضانة جعلت لظ الولد ول حظ للولد ) السلم ( ف حضانة الكافر لنه يفتنه عن دينه وذلك‬
‫من أعظم الضرر والديث منسوخ لن المة أجعت على أنه ل يسلم الصب السلم إل الكافر‬
‫ول حضانة للمرأة إذا تزوجت لا روى عبد ال بن عمرو بن العاص أن مرأة قالت يا رسول ال‬
‫إن بن هذا كان بطن له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وإن أباه طلقن وأراد أن ينعه‬
‫من‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أنت أحق به ما ل تنكحي ولنا إذا تزوجت شتغلت‬
‫باستمتاع الزوج عن الضانة فإن أعتق الرقيق وعقل العتوه وعدل الفاسق وأسلم الكافر عاد‬
‫حقهم من الضانة لنا زالت لعلة فعادت بزوال العلة وإذا طلقت الرأة عاد حقها من الضانة‬
‫وقال الزن إن كان الطلق رجعيا ل يعد لن النكاح باق وهذا خطأ لنه إنا سقط حقها بالنكاح‬
‫لشتغالا بستمتاع الزوج وبالطلق الرجعي يرم الستمتاع كما يرم بالطلق البائن فعادت‬
‫الضانة‬
‫فصل ول حضانة لن ل يرث من الرجال من ذوي الرحام وهم بن البنت وبن الخت وبن الخ‬
‫من الم وأبو الم والال والعم من الم لن الضانة إنا تثبت للنساء لعرفتهن بالضانة أو لن له‬
‫قوة قرابة بالياث من الرجال وهذا ل يوجد ف ذوي الرحام من الرجال ول يثبت لن أدل بم‬
‫من الذكور والناث لنه إذا ل يثبت لم لضعف قرابتهم فلن ل يثبت لن يدل بم أول‬
‫فصل وإن جتمع النساء دون الرجال وهن من أهل الضانة فالم أحق من غيها لا روى عبد ال‬
‫بن عمرو بن العاص أن النب صلى ال عليه وسلم قال أنت أحق ) به ( ما ل تنكحي ولنا أقرب‬
‫إليه وأشفق عليه ث تنتقل إل من يرث من أمهاتا لشاركتهن الم ف الولدة والرث ويقدم‬
‫القرب فالقرب ويقدمن على أمهات الب وإن قربن لتحقق ولدتن ولنن أقوى ف الياث‬
‫من أمهات الب لنن ل يسقطن بالب وتسقط أمهات الب بالم فإذا عدم من يصلح للحضانة‬
‫من أمهات الم ففيه قولن قال ف القدي تنتقل إل الخت والالة ويقدمان على أم الب لا روى‬
‫الباء بن عازب رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قضى ف بنت حزة لالتها وقال‬
‫الالة بنلة الم ولن الالة تدل بالم وأم الب تدل بالب والم تقدم على الب فقدم من يدل‬
‫با‬
‫____________________‬

‫على من يدل به ولن الخت ركضت مع الولد ف الرحم ول تركض أم الب معه ف الرحم‬
‫فقدمت عليها فعلى هذا تكون الضانة للخت من الب والم ث الخت من الم ث الالة ث لم‬
‫الب ث للخت من الب ث للعمة‬
‫وقال ف الديد إذا عدمت أمهات الم انتقلت الضانة إل أم الب وهو الصحيح لنا جدة‬
‫وارثة فقدمت على الخت والالة كأم الم فعلى هذا تكون الضانة لم الب ث لمهاتا وإن‬
‫علون القرب فالقرب ويقدمن على أم الد كما يقدم الب على الد فإن عدمت أمهات الب‬
‫نتقلت إل أمهات الد ث إل أمهاتا وإن علون ث تنتقل إل أمهات أب الد فإذا عدم أمهات‬
‫البوين انتقلت إل الخوات ويقدمن على الالت والعمات لنن ركضن الولد ف الرحم‬
‫وشاركنه ف النسب وتقدم الخت من الب والم ث الخت للب ث الخت للم‬
‫وقال أبو العباس بن سريج تقدم الخت للم على الخت للب لن إحداها تدل بالم والخرى‬
‫تدل بالب فقدم الدل بالم على الدل بالب كما قدمت الم على الب وهذا خطأ لن الخت‬
‫من الب أقوى من الخت من الم ف الياث والتعصيب مع البنات ولن الخت من الب تقوم‬
‫مقام الخت من ) الب ( والم ف الياث فقامت مقامها ف الضانة فإن عدمت الخوات‬
‫نتقلت إل الالت ويقدمن على العمات لن الالة تساوي العمة ف الدرجة وعدم الرث وتدل‬
‫بالم والعمة تدل بالب والم تقدم على الب فقدم من يدل با وتقدم الالة من الب والم‬
‫على الالة من الب ث الالة من الب ث الالة من الم ث تنتقل إل العمات لنن يدلي بالب‬
‫وتقدم العمة من الب والم ث العمة من الب ث العمة من الم وعلى قياس قول الزن وأب‬
‫العباس تقدم الالة والعمة من الم على الالة والعمة من الب‬
‫فصل وإن جتمع الرجال وهم من أهل الضانة وليس معهم نساء قدم الب لن له ولدة وفصل‬
‫شفقة ث تنتقل إل آبائه القرب فالقرب لشاركتهم الب ف الولدة والتعصيب‬
‫فإن عدم الجداد نتقلت إل من بعدهم من العصبات‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يثبت لغي الباء والجداد من العصبات لنه ل معرفة لم ف الضانة‬
‫ول لم ولية بأنفسهم فلم تكن لم حضانة كالجانب‬
‫والنصوص هو الول والدليل عليه ما روى الباء بن عازب رضي ال عنه أنه ختصم ف بنت‬
‫حزة علي وجعفر وزيد بن حارثة رضي ال عنهم‬
‫فقال علي عليه السلم أنا أحق با وهي بنت عمي‬
‫وقال جعفر بنه عمي وخالتها عندي‬
‫وقال زيد بنت أخي فقضى با رسول ال صلى ال عليه وسلم لالتها وقال الالة بنلة الم ولو‬
‫ل يكن بن العم من أهل الضانة لنكر النب صلى ال عليه وسلم على جعفر وعلى علي رضي‬
‫ال عنهما ادعاءها الضانة بالعمومة ولن له تعصيبا بالقرابة فثبت له الضانة كالب والد فعلى‬
‫هذا تنتقل إل الخ من الب والم ث إل الخ من الب ث إل ) ابن الخ من الب ( والم ث‬
‫إل ابن الخ من الب ث إل العم من الب والم ث إل العم من الب ث إل بن العم من الب‬
‫والم ث إل بن العم من الب لن الضانة تثبت لم بقوة قرابتهم ) بالرث ( فقدم من تقدم ف‬
‫الرث‬
‫فصل وإن جتمع الرجال والنساء والميع من أهل الضانة نظرت فإن جتمع الب مع الم‬
‫كانت الضانة للم لن ولدتا متحققة وولدة الب مظنونة ولن لا فضل بالمل والوضع ولا‬
‫معرفة بالضانة فقدمت على الب فإن جتمع مع أم الم وإن علت كانت الضانة لم الم لنا‬
‫كالم ف تقق الولدة والياث ومعرفة الضانة وإن جتمع مع أم نفسه أو مع الخت من الب‬
‫أو مع العمة قدم عليهن لنن يدلي به فقدم عليهن‬
‫وإن جتمع ) الب ( مع الخت من الم أو الالة ففيه وجهان أحدها أن الب أحق وهو ظاهر‬
‫النص لن الب له ولدة وإرث فقدم على الخت والالة كالم‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخري أنه يقدم الخت والالة على الب لنما من أهل‬
‫الضانة والتربية ويدليان بالم فقدمتا على الب كأمهات الم وإن جتمع الب وأم الب‬
‫والخت من الم أو الالة بنينا على القولي ف الخت من الم والالة إذا اجتمعا مع أم الب‬
‫فإن قلنا بقوله القدي أن الخت والالة يقدمان على أم الب قدمت الخت والالة على الب‬
‫) وأم الب ( وإن قلنا بقوله الديد إن أم الب تقدم على الخت والالة بنينا على الوجهي ف‬
‫الب إذا جتمع مع الخت من الم أو الالة‬
‫فإن قلنا بظاهر النص أن الب يقدم عليهما كانت الضانة للب لنه يسقط الخت والالة وأم‬
‫نفسه فانفرد بالضانة‬
‫وإن قلنا بالوجه الخر إن الضانة للخت والالة ففي هذه السألة وجهان أحدها أن الضانة‬
‫للخت والالة لن أم الب تسقط بالب والب يسقط بالخت والالة‬

‫____________________‬

‫والثان أن الضانة للب وهو قول أب سعيد الصطخري رحة ال عليه لن الخت والالة‬
‫يسقطان بأم الب ث تسقط أم الب بالب فتصي الضانة للب‬
‫ويوز أن ينع الشخص غيه من حق ث ل يصل له ما منع منه غيه كالخوين مع البوين فإنما‬
‫يجبان الم من الثلث إل السدس ث ل يصل لما ما منعاه بل يصي الميع للب‬
‫وإن جتمع الد أب الب مع الم أو مع أم الم وإن علت قدمت عليه كما تقدم على الب‬
‫وإن جتمع مع أم الب قدمت عليه لنا تساويه ف الدرجة وتنفرد بعرفة الضانة فقدمت عليه‬
‫كما قدمت الم على الب‬
‫وإن جتمع مع الالة أو مع الخت من الم ففيه وجهان كما لو جتمعتا مع الب وإن جتمع مع‬
‫الخت من الب ففيه وجهان أحدها أن الد أحق لنه كالب ف الولدة والتعصيب فكذلك ف‬
‫التقدم على الخت‬
‫والثان أن الخت أحق لنا تساويه ف الدرجة وتنفرد بعرفة الضانة‬
‫فصل وإن عدم المهات والباء ففيه ثلثة أوجه أحدها أن النساء أحق بالضانة من العصبات‬
‫فتكون الخوات والالت ومن أدل بن من البنات أحق من الخوة وبنيهم والعمام ) وبنيهم (‬
‫لختصاصهن بعرفة الضانة والتربية‬
‫والثان أن العصبات أحق من الخوات والالت والعمات ومن يدل بن لختصاصهم بالنسب‬
‫والقيام بتأديب الولد‬
‫والثالث أنه إن كان العصبات أقرب قدموا وإن كان النساء أقرب قدمن وإن ستويا ف القرب‬
‫قدمت النساء لختصاصهن بالتربية وإن ستوى ثنان ف القرابة والدلء كالخوين أو الختي أو‬
‫الالتي أو العمتي أقرع بينهما لنه ل يكن جتماعهما على الضانة ول مزية لحداها على‬
‫الخرى فوجب التقدي بالقرعة‬
‫وإن عدم أهل الضانة من العصبات والنساء وله أقارب من رجال ذوي الرحام ومن يدل بم‬
‫ففيه وجهان أحدها أنم أحق من السلطان لن لم رحا فكانوا أحق من السلطان كالعصبات‬
‫والثان أن السلطان أحق بالضانة لنه ل حق لم مع وجود غيهم فكان السلطان أحق منهم‬
‫كما قلنا ف الياث‬
‫وإن كان للطفل أبوان فثبتت الضانة للم فامتنعت منها فقد ذكر أبو سعيد الصطخري فيه‬
‫وجهي أحدها أن الضانة تنتقل إل أم الم كما تنتقل إليها بوت الم أو جنونا أو فسقها أو‬
‫كفرها‬
‫والثان أنا تكون للب لن الم ل يبطل حقها من الضانة لنا لو طالبت با كانت أحق فلم‬
‫تنتقل إل من يدل با‬
‫فصل وإن فترق الزوجان ولما ولد له سبع سني أو ثان سني وهو ميز وتنازعا كفالته خي‬
‫بينهما لا روى أبو هريرة رضي ال عنه قال جاءت مرأة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقالت يا رسول ال إن زوجي يريد أن يذهب ببن وقد سقان من بئر أب عنبة وقد نفعن فقال‬
‫رسول ال هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيد أيهما شئت فأخذ بيد أمه فنطلقت به‬
‫فإن ختارها أقرع بينهما لنه ل يكن جتماعهما على كفالته ول مزية لحدها على الخر‬
‫فوجب التقدي بالقرعة‬
‫وإن ل يتر واحدا منهما أقرع بينهما لنه ل يكن تركه وحده ما ل يبلغ لنه يضيع ول مزية‬
‫لحدها على الخر فوجبت القرعة‬
‫وإن ختار أحدها نظرت فإن كان بنا فاختار الم كان عندها بالليل ويأخذه الب بالنهار ويسلمه‬
‫ف مكتب أو صنعة لن القصد حظ الولد وحظ الولد فيما ذكرناه‬
‫وإن ختار الب كان عنده بالليل والنهار ول ينعه من زيارة أمه لن النع من ذلك إغراء بالعقوق‬
‫وقطع الرحم فإن مرض كانت الم أحق بتمريضه لن بالرض صار كالصغي ف الاجة إل من‬
‫يقوم بأمره فكانت الم أحق به‬
‫وإن كانت جارية فاختارت أحدها كانت عنده بالليل والنهار ول ينع الخر من زيارتا من غي‬
‫إطالة وتبسط لن الفرقة بي الزوجي تنع من تبسط أحدها ف دار الخر‬
‫وإن مرضت كانت الم أحق بتمريضها ف بيتها وإن مرض أحد البوين والولد عند الخر ل ينع‬
‫من عيادته وحضوره عند موته لا ذكرناه‬
‫وإن اختار أحدها فسلم إليه ث ختار الخر حول إليه وإن عاد فاختار الول‬
‫____________________‬

‫أعيد إليه لن الختيار إل شهوته وقد يشتهي القام عند أحدها ف وقت وعند الخر ف وقت‬
‫فاتبع ما يشتهيه كما يتبع ما يشتهيه من مأكول ومشروب‬
‫وإن ل يكن له أب وله أم وجد خي بينهما لن الد كالب ف الضانة ف حق الصغي فكان‬
‫كالب ف التخيي ف الكفالة‬
‫فإن ل يكن له أب ول جد فإن قلنا إنه ل حق لغي الب والد ف الضانة ترك مع الم إل أن‬
‫يبلغ‬
‫وإن قلنا بالنصوص إن الضانة تثبت للعصبة فإن كانت العصبة مرما كالعم والخ وبن الخ خي‬
‫بينهم وبي الم لا روى عامر بن عبد ال قال خاصم عمي أمي وأراد أن يأخذن فاختصما إل‬
‫علي بن أب طالب كرم ال وجهه فخين علي ثلث مرات فاخترت أمي فدفعن إليها‬
‫فإن كان العصبة بن عم فإن كان الولد بنا خي بينه وبي الم وإن كانت بنتا كانت عند الم إل‬
‫أن تبلغ ول تي بينهما لن بن العم ليس بحرم لا ول يوز أن تسلم إليه‬
‫فصل وإن افترق الزوجان ولما ولد فأراد أحدها أن يسافر بالولد فإن كان السفر موفا أو البلد‬
‫الذي يسافر إليه موفا فالقيم أحق به فإن كان ميزا ل يي بينهما لن ف السفر تغريرا بالولد‬
‫وإن كان السفر مسافة ل تقصر فيها الصلة كانا كالقيمي ف حضانة الصغي ويي الميز بينهما‬
‫لنما يستويان ف نتفاء أحكام السفر من القصر والفطر والسح فصارا كالقيمي ف ملتي ف بلد‬
‫واحد‬
‫وإن كان السفر لاجة ل لنقلة كان القيم أحق بالولد لنه ل حظ للولد ف حله ورده‬
‫وإن كان السفر للنقلة إل موضع يقصر فيه الصلة من غي خوف فالب أحق به سواء كان هو‬
‫القيم أو السافر لن ف الكون مع الم حضانة وف الكون مع الب حفظ النسب والتأديب وف‬
‫الضانة يقوم غي الم مقامها وف حفظ النسب ل يقوم غي الب مقامه فكان الب أحق وإن‬
‫كان السافر هو الب فقالت الم يسافر لاجة فأنا أحق وقال الب أسافر للنقلة فأنا أحق فالقول‬
‫قول الب لنه أعرف بنيته وبال التوفيق‬
‫كتاب النايات باب تري القتل ومن يب عليه القصاص ومن ل يب عليه‬
‫القتل بغي حق حرام وهو من الكبائر العظام والدليل عليه قوله عز وجل } ومن يقتل مؤمنا‬
‫متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب ال عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما { وروى أبو‬
‫هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال لقتل مؤمن أعظم عند ال من زوال الدنيا‬
‫وروى بن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال لو أن أهل السموات والرض‬
‫شتركوا ف قتل مؤمن لعذبم ال عز وجل إل يشاء ذلك‬
‫فصل ويب القصاص بناية العبد وهو أن يقصد الصابة با يقتل غالبا فيقتله والدليل عليه قوله‬
‫تعال } وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعي بالعي والنف بالنف والذن بالذن والسن‬
‫بالسن والروح قصاص { وقوله تعال } كتب عليكم القصاص ف القتلى الر بالر والعبد بالعبد‬
‫{ الية وقوله تعال } ولكم ف القصاص حياة يا أول اللباب { وروى عثمان رضي ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ل يل دم مرىء مسلم إل بإحدى ثلث الزان الصن والرتد عن‬
‫دينه وقاتل النفس ولنه لو ل يب القصاص أدى ذلك أل سفك الدماء وهلك الناس‬
‫ول يب بناية الطإ وهو أن يقصد غيه فيصيبه فيقتله لقوله عليه‬
‫____________________‬

‫الصلة السلم رفع عن إمت الطأ والنسيان وما ستكرهوا عليه ولن القصاص عقوبة ) مغلظة (‬
‫فل يستحق مع الطإ ول يب ف عمد الطإ وهو أن يقصد الصابة با ل يقتل غالبا فيموت منه‬
‫لنه ل يقصد القتل فل يب عليه عقوبة القتل كما ل يب حد الزنا ف وطء الشبهة حيث ل‬
‫يقصد الزنا‬
‫فصل ول يب القصاص على صب ول منون لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثة عن‬
‫الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق ولنه عقوبة مغلظة فلم يب‬
‫على الصب والنون كالدود والقتل بالكفر وف السكران طريقان من أصحابنا من قال يب‬
‫عليه القصاص قول واحدا‬
‫ومنهم من قال فيه قولن وقد بيناه ف كتاب الطلق‬
‫فصل ويقتل السلم بالسلم والذمي بالذمي والر بالر والعبد بالعبد والذكر بالذكر والنثى‬
‫بالنثى لقوله تعال } كتب عليكم القصاص ف القتلى الر بالر والعبد بالعبد والنثى بالنثى {‬
‫ويقتل الذمي بالسلم والعبد بالر والنثى بالذكر لنه إذا قتل كل واحد منهم بن هو مثله فلن‬
‫يقتل بن هو ) أفضل منه ( أول ويقتل الذكر بالنثى لا روى أبو بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه‬
‫عن جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن أن‬
‫الرجل يقتل بالرأة ولن الرأة كالرجل ف حد القذف فكانت كالرجل ف القصاص‬
‫فصل ول يب القصاص على السلم بقتل الكافر ول على الر بقتل العبد لا روي عن علي كرم‬
‫ال وجهه أنه قال من السنة أل يقتل مسلم بكافر ومن السنة أل يقتل حر بعبد فإن جرح ذمي‬
‫ذميا ث أسلم الان أو جرح عبد عبدا ث أعتق الان قتص منه لنما متكافئان ) منه ( حال‬
‫الوجوب والعتبار بال الوجوب لن القصاص كالد والد يعتب بال الوجوب بدليل أنه إذا‬
‫زن وهو بكر ث أحصن أقيم عليه حد البكر ولو زن وهو عبد ث أعتق أقيم عليه حد العبد‬
‫فوجب أن يعتب القصاص أيضا بال الوجوب وإن قطع مسلم يد ذمي ث أسلم ث مات أو قطع‬
‫حر يد عبد ث أعتق ث مات ل يب القصاص لن التكافؤ معدوم عند وجود الناية فإن جرح‬
‫مسلم مسلما ث رتد الروح ث أسلم ث مات فإن أقام ف الردة زمانا يسري الرح ف مثله ل يب‬
‫القصاص لن الناية ف السلم توجب القصاص والسراية ف الردة تسقط القصاص فغلب‬
‫السقاط كما لو جرح جرحا عمدا وجرحا خطأ فإن ل يقم ف الردة زمانا يسري فيه الرح ففيه‬
‫قولن أحدها ل يب فيه القصاص لنه أتى عليه زمان لو مات فيه ل يب القصاص فسقط‬
‫والثان يب القصاص وهو الصحيح لن الناية والوت وجد ف حال السلم وزمان الردة ل يسر‬
‫فيه الرح فكان وجوده كعدمه وإن قطع يده ث رتد ث مات ففيه قولن أحدها يسقط القصاص‬
‫ف الطرف لنه تابع للنفس فإذا ل يب القصاص ف النفس ل يب ف الطرف‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يب لن القصاص ف الطرف يب مستقرا فل يسقط بسقوطه ف‬
‫النفس والدليل عليه أنه لو قطع طرف إنسان ث قتله من ل قصاص عليه ل يسقط القصاص ف‬
‫الطرف وإن سقط ف النفس‬
‫فصل وإن قتل مرتد ذميا ففيه قولن أحدها أنه يب القصاص وهو ختيار الزن لنما كافران‬
‫فجرى القصاص بينهما كالذميي‬
‫والثان أنه ل يب لن حرمة السلم باقية ف الرتد بدليل أنه يب عليه قضاء العبادات ويرم‬
‫سترقاقه وإن كانت مرأة ل يز للذمي نكاحها فل يوز قتله بالذمي‬
‫وإن جرح مسلم ذميا ث رتد الان ث مات الن عليه ل يب القصاص قول واحدا لنه عدم‬
‫التكافؤ ف حال الناية فلم يب القصاص وإن وجد التكافؤ بعد ذلك كما لو جرح حر عبدا ث‬
‫أعتق العبد‬
‫وإن قتل ذمي مرتدا فقد ختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال يب عليه القصاص إن كان القتل عمدا والدية إن كان خطأ لن الذمي ل يقتل‬
‫الرتد تدينا وإنا يقتله عنادا فأشبه إذا قتل مسلما‬
‫وقال أبو إسحق ل يلزمه قصاص ول دية وهو الصحيح لنه مباح الدم فلم يضمن بالقتل كما لو‬
‫قتله مسلم‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري إن قتله عمدا وجب القصاص لنه قتله عنادا وإن قتله خطأ ل تلزمه‬
‫الدية لنه ل حرمة له‬
‫فصل وإن حبس السلطان مرتدا فأسلم وخله فقتله مسلم ل يعلم بإسلمه ففيه قولن أحدها‬
‫) أنه ( ل قصاص عليه لنه ل‬
‫____________________‬

‫يقصد قتل من يكافئه‬


‫والثان يب عليه القصاص لن الرتد ل يلى إل بعد السلم فالظاهر أنه مسلم فوجب القصاص‬
‫بقتله‬
‫وإن قتل السلم الزان الصن ففيه وجهان أحدها يب عليه القصاص لن قتله لغيه فوجب عليه‬
‫القصاص بقتله كما لو قتل رجل رجل فقتله ول الدم‬
‫والثان ل يب وهو النصوص لنه مباح الدم فل يب القصاص بقتله كالرتد‬
‫فصل ول يب القصاص على الب بقتل ولده ول على الم بقتل ولدها لا روى عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يقاد الب من بنه فإذا ثبت هذا ف الب ثبت‬
‫ف الم لنا كالب ف الولدة ول يب على الد وإن عل ول على الدة وإن علت بقتل ولد‬
‫الولد وإن سفل لشاركتهم الب والم ف الولدة وأحكامها‬
‫وإن ادعى رجلن نسب لقيط ث قتله قبل أن يلحق نسبه بأحدها ل يب القصاص لن كل‬
‫واحد منهما يوز أن يكون هو الب وإن رجعا ف الدعوى ل يقبل رجوعهما لن النسب حق‬
‫وجب عليهما فل يقبل رجوعهما فيه بعد القرار وإن رجع أحدها وجب عليه القصاص لنه‬
‫ثبتت البوة للخر ونقطع نسبه من الراجع‬
‫وإن شترك رجلن ف وطء مرأة وأتت بولد يكن أن يكون من كل واحد منهما وقتله قبل أن‬
‫يلحق بأحدها ل يب القصاص وإن أنكر أحدها النسب ل يقبل إنكاره ول يب عليه القصاص‬
‫لن بإنكاره ل ينقطع النسب عنه ول يلحق بالخر بلف السألة قبلها فإن هناك لق النسب‬
‫بالخر ونقطع عن الراجع‬
‫وإن قتل زوجته وله منها بن ل يب عليه القصاص لنه إذا ل يب له عليه بنايته عليه فل يب له‬
‫عليه بنايته على أمه‬
‫وإن كان لا بنان أحدها منه والخر من غيه ل يب عليه القصاص لن القصاص ل يتبعض فإذا‬
‫سقط نصيب بنه سقط نصيب الخر كما لو وجب لرجلي على رجل قصاص فعفا أحدها عن‬
‫حقه‬
‫وإن شترى الكاتب أباه وعنده عبد فقتل أبوه العبد ل يز للمكاتب أن يقتص منه لنه إذا ل يب‬
‫له القصاص عليه بنايته عليه ل يب بنايته على عبده‬
‫فصل ويقتل البن بالب لنه إذا قتل بن يساويه فلن يقتل بن هو أفضل منه أول‬
‫وإن جن الكاتب على أبيه وهو ف ملكه ففيه وجهان أحدها ل يقتص منه‬
‫) لن الول ل يقتص منه ( لعبده‬
‫والثان يقتص منه وإليه أومأ الشافعي رحه ال ف بعض كتبه لن الكاتب ثبت له حق الرية‬
‫بالكتابة وأبوه ثبت له حق الرية بالبن ولذا ل يلك بيعه فصار كالبن الر إذا جن على أبيه‬
‫الر‬
‫فصل وإن قتل مسلم ذميا أو قتل حر عبدا أو قتل الب ابنه ف الاربة ففيه قولن أحدها ل يب‬
‫عليه القصاص لا ذكرناه من الخبار ولن من ل يقتل بغيه إذا قتله ف غي الاربة ل يقتل به إذا‬
‫قتله ف الاربة كالخطىء‬
‫والثان أنه يب لن القتل ف الاربة تأكد لق ال تعال حت ل يوز فيه عفو الول فلم يعتب فيه‬
‫التكافؤ كحد الزنا‬
‫فصل وتقتل الماعة بالواحد إذا شتركوا ف قتله وهو أن ين كل واحد منهم جناية لو نفرد با‬
‫ومات أضيف القتل إليه ووجب القصاص عليه والدليل عليه ما روى سعيد بن السيب أن عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه قتل سبعة أنفس من أهل صنعاء قتلوا رجل وقال لو تال فيه أهل‬
‫صنعاء لقتلتهم‬
‫ولنا لو ل نوجب القصاص عليهم جعل الشتراك طريقا إل إسقاط القصاص وسفك الدماء‬
‫فإن شترك جاعة ف القتل وجناية بعضهم عمدا أو جناية البعض خطأ ل يب القصاص على واحد‬
‫منهم لنه ل يتمحض قتل العمد فلم يب القصاص‬
‫وإن شترك الب والجنب ف قتل البن وجب القصاص على الجنب لن مشاركة الب ل تغي‬
‫صفة العمد ف القتل فلم يسقط القود عن شريكه كمشاركة غي الب‬
‫وإن شترك صب وبالغ ف القتل فإن قلنا إن عمد الصب خطأ ل يب القصاص على البالغ لن‬
‫شريكه مطىء وإن قلنا إن عمده عمد وجب لن شريكه عامد فهو كشريك الب‬
‫وإن جرح رجل نفسه وجرحه آخر أو جرحه سبع وجرحه آخر ومات ففيه قولن أحدها يب‬
‫القصاص على الارح لنه شاركه ف القتل عامدا فوجب عليه القصاص كشريك الب‬
‫والثان ل يب لنه إذا ل يب على شريك الخطىء وجنايته مضمونة فلن ل يب على شريك‬
‫____________________‬

‫الارح نفسه والسبع وجنايتهما غي مضمونة أول‬


‫وإن جرحه رجل جراحة وجرحه آخر مائة جراحة وجب القصاص عليهما لن الرح له سراية‬
‫ف البدن وقد يوت من جرح واحد ول يوت من جراحات فلم تكن إضافة القتل إل واحد بعينه‬
‫ول يكن إسقاط القصاص فوجب على الميع‬
‫وإن قطع أحدها يده وحز الخر رقبته أو قطع حلقومه ومريئه أو شق بطنه فأخرج حشوته‬
‫فالول قاطع يب عليه ما يب على القاطع والثان قاتل لن الثان قطع سراية القطع فصار كما‬
‫لو ندمل ) الرح ( ث قتله الخر وإن قطع أحدها حلقومه ومريئه أو شق بطنه وأخرج حشوته ث‬
‫حز الخر رقبته فالقاتل هو الول لنه ل تبقى بعد جنايته حياة مستقرة وإنا يتحرك حركة‬
‫مذبوح ولذا يسقط حكم كلمه ف القرار والوصية والسلم والتوبة‬
‫وإن أجافه جائفة يتحقق الوت منها إل أن الياة فيه مستقرة ث قتله الخر كان القاتل هو الثان‬
‫لن حكم الياة باق ولذا أوصى عمر رضي ال عنه بعد ما سقي اللب وخرج من الرح ووقع‬
‫الياس منه فعمل بوصيته فجرى مرى الريض الأيوس منه إذا قتل‬
‫وإن جرحه رجل فداوى جرحه بسم غي موح إل أنه يقتل ف الغالب أو خاط جرحه ف لم حي‬
‫أو خاف التآكل فقطعه فمات ففي وجوب القتل على الان طريقان من أصحابنا من قال فيه‬
‫قولن أحدها يب عليه القتل‬
‫والثان ل يب لنه شاركه ف القتل من ل ضمان عليه فكان ف قتله قولن كالارح إذا شاركه‬
‫الروح أو السبع ف الرح‬
‫ومنهم من قال ل يب عليه القتل قول واحدا لن الروح ههنا ل يقصد الناية وإنا قصد الداواة‬
‫فكان فعله عمد خطإ فلم يب القتل على شريكه والروح هناك والسبع قصدا الناية فوجب‬
‫القتل على شريكهما‬
‫وإن كان على رأس مول عليه سلعة فقطعها وليه أو جرحه رجل فداواه الول بسم غي موح أو‬
‫خاط جرحه ف لم حي ومات ففيه قولن أحدها يب على الول القصاص لنه جرح جرحا‬
‫موفا فوجب عليه القصاص كما لو فعله غي الول‬
‫والثان ل قصاص عليه لنه ل يقصد الناية وإنا قصد الداواة وله نظر ف مداواته فلم يب عليه‬
‫القصاص‬
‫فإن قلنا يب عليه القصاص وجب على الارح لنما شريكان ف القتل‬
‫وإن قلنا ل قصاص عليه ل يب على الارح لنه شارك من فعله عمد خطأ‬
‫باب ما يب به القصاص من النايات إذا جرحه با يقطع اللد واللحم كالسيف والسكي‬
‫والسنان أو با حدد من الشب والجر والزجاج وغيها أو با له مور وبعد ) غور ( كالسلة‬
‫والنشاب وما حدد من الشب والقصب ومات منه وجب عليه القود لنه قتله با يقتل غالبا‬
‫وإن غرز فيه إبرة فإن كان ف مقتل كالصدر والاصرة والعي وأصول الذن فمات منه وجب‬
‫عليه القود لن الصابة با ف القتل كالصابة بالسكي والسلة ف الوف عليه‬
‫وإن كان ف غي مقتل كاللية والفخذ نظرت فإن بقي منه ضمنا إل أن مات وجب عليه القود‬
‫لن الظاهر أنه مات منه وإن مات ف الال ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحق أنه يب‬
‫عليه ) القود ( لن له غورا وسراية ف البدن وف البدن مقاتل خفية‬
‫والثان وهو قول أب العباس وأب سعيد الصطخري أنه ل يب لنه ل يقتل ف الغالب فل يب‬
‫به القود كما لو ضربه بثقل صغي ولن ف الثقل فرقا بي الصغي والكبي فكذلك ف الدد‬

‫____________________‬

‫فصل وإن ضربه بثقل نظرت فإن كان كبيا من حديد أو خشب أو حجر فمات منه وجب عليه‬
‫القول لا روى أنس رضي ال عنه أن يهوديا قتل جارية على أوضاح لا بجر فقتله رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بي حجرين ولنه يقتل غالبا فلو ل يب فيه القود لعل طريقا إل إسقاط‬
‫القصاص وسفك الدماء‬
‫وإن قتله بثقل صغي ل يقتل مثله كالصاة والقلم فمات ل يب القود ول الدية لنا نعلم أنه ل‬
‫يت من ذلك وإن كان بثقل قد يوت منه وقد ل يوت كالعصا فإن كان ف مقتل وف مريض أو‬
‫ف صغي أو ف حر شديد أو ف برد شديد أو وإل عليه الضرب فمات وجب عليه القود لن‬
‫ذلك يقتل غالبا ) فوجب القود فيه وإن رماه من شاهق أو رمى عليه حائطا فمات وجب القود‬
‫فيه لن ذلك يقتل ف الغالب‬
‫وإن خنقه خنقا شديدا أو عصر خصيتيه عصرا شديدا أو غمه بخدة أو وضع يده على فيه ومنعه‬
‫التنفس إل أن مات وجب القود لن ذلك يقتل ف الغالب‬
‫وإن خنقه ث خله وبقي منه متألا إل أن مات وجب القود لنه مات من سراية جنايته فهو كما‬
‫لو جرحه وتأل منه إل أن مات‬
‫وإن تنفس وصح ث مات ل يب القود لن الظاهر أنه ل يت منه فلم يب القود كما لو جرحه‬
‫واندمل الرح ث مات‬
‫فصل وإن طرحه ف نار أو ماء ول يكنه التخلص منه لكثرة الاء والنار أو لعجزه عن التخلص‬
‫بالضعف أو بأن كتفه وألقاه فيه ومات وجب القود لنه يقتل غالبا‬
‫وإن ألقاه ف ماء يكنه التخلص منه فالتقمه حوت ل يب القود لن الذي فعله ل يقتل غالبا وإن‬
‫كان ف لة ل يتخلص منها فالتقمه حوت قبل أن يصل إل الاء ففيه فولن أحدها يب القود‬
‫لنه ألقاه ف مهلكة فهلك‬
‫والثان ل يب لن هلكه ل يكن بفعله‬
‫فصل وإن حبسه ومنعه الطعام والشراب مدة ل يبقى فيها من غي طعام ول شراب فمات وجب‬
‫عليه القود لنه يقتل غالبا‬
‫وإن أمسكه على رجل ليقتله فقتله وجب القود على القاتل دون المسك لا روى أبو شريح‬
‫الزاعي أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن من أعت الناس على ال عز وجل من قتل غي قاتله‬
‫أو طلب بدم الاهلية ف السلم أو بصر عينيه ف النوم ما ل تبصر وروي عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أنه قال ليقتل القاتل ويصب الصابر ولنه سبب غي ملجىء ضامه مباشرة فتعلق الضمان‬
‫بالباشرة دون السبب كما لو حفر بئرا فدفع فيها آخر رجل فمات‬
‫فصل وإن كتف رجل وطرحه ف أرض مسبعة أو بي يدي سبع فقتله ل يب القود لنه سبب غي‬
‫ملجىء فصار كمن أمسكه على من يقتله فقتله‬
‫وإن جع بينه وبي السبع ف زبية أو بيت صغي ضيق فقتله وجب عليه القود لن السبع يقتل إذا‬
‫اجتمع مع الدمي ف موضع ضيق‬
‫وإن كتفه وتركه ف موضع فيه حيات فنهسته فمات ل يب القود ضيقا كان الكان أو واسعا لن‬
‫الية ترب من الدمي فلم يكن تركه معها ملجئا إل قتله وإن أنشه سبعا أو حية يقتل مثلها‬
‫غالبا فمات منه وجب عليه القود لنه ألأه إل قتله‬
‫وإن كانت حية ل يقتل مثلها غالبا ففيه قولن أحدها يب القود لن جنس اليات يقتل غالبا‬
‫والثان ل يب لن الذي ألسعه ل يقتل غالبا‬
‫فصل وإن سقاه سا مكرها وجب عليه القود لنه سبب يقتل غالبا فهو كما لو جرحه جرحا يقتل‬
‫غالبا وإن خلطه بطعام وتركه ف بيته فدخل رجل فأكله ومات ل يب عليه القود كما لو حفر‬
‫بئرا ف داره فدخل رجل بغي إذنه فوقع فيها ومات وإن قدمه إليه أو خلطه بطعام الرجل فأكله‬
‫فمات ففيه قولن أحدها ل يب عليه القود لنه أكله باختياره فصار كما لو قتل نفسه بسكي‬
‫____________________‬

‫والثان يب لا روى أبو هريرة رضي ال عنه‬


‫قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبل الدية ول يقبل الصدقة فأهدت إليه يهودية ب‬
‫خيب شاة مصلية فأكل منها رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ث قال ارفعوا أيديكم فإنا‬
‫قد أخبتن أنا مسمومة فأرسل إل اليهودية فقال ما حلك على ما صنعت قالت قلت إن تكن‬
‫نبيا ل يضرك الذي صنعت وإن كنت ملكا أرحت الناس منك فأكل منها بشر بن الباء بن‬
‫معروف فمات فأرسل إليها فقتلها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما زلت أجد من الكلة‬
‫الت أكلت ب خيب فهذا أوان انقطاع أبري ولنه سبب يفضي إل القتل غالبا فصار كالقتل‬
‫بالسلح وإن سقاه سا وادعى أنه ل يعلم أنه قاتل ففيه قولن أحدها أنه يب عليه القود لن‬
‫السم يقتل غالبا‬
‫والثان ل يب لنه يوز أن يفى عليه أنه قاتل وذلك شبهة فسقط با القود‬
‫فصل وإن قتله بسحر يقتل غالبا وجب عليه القود لنه قتله با يقتل غالبا فأشبه إذا قتله بسكي‬
‫وإن كان ما يقتل ول يقتل ل يب القود لنه عمد خطأ فهو كما لو ضربه بعصا فمات‬
‫فصل وإن أكره رجل على قتل رجل بغي حق فقتله وجب القود على الكره لنه تسبب إل قتله‬
‫بعن يفضي إل القتل غالبا فأشبه إذا رماه بسهم فقتله‬
‫وأما الكره ففيه قولن أحدها ل يب عليه القود لنه قتله للدفع عن نفسه فلم يب عليه القود‬
‫كما لو قصده رجل ليقتله فقتله للدفع عن نفسه ) فلم يب عليه القود (‬
‫والثان أنه يب عليه القود وهو الصحيح لنه قتله ظلما لستبقاء نفسه فأشبه إذا اضطر إل‬
‫الكل فقتله ليأكله‬
‫وإن أمر المام بقتل رجل بغي حق فإن كان الأمور ل يعلم أن قتله بغي حق وجب ضمان القتل‬
‫من الكفارة والقصاص والدية على المام لن الأمور معذور ف قتله لن الظاهر أن المام ل يأمر‬
‫إل بالق‬
‫وإن كان يعلم أنه يقتله بغي حق وجب ضمان القتل من الكفارة والقصاص أو الدية على الأمور‬
‫لنه ل يوز طاعته فيما ل يل والدليل عليه ما روي أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل طاعة‬
‫لخلوق ف معصية الالق وقد روى الشافعي رحه ال أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫أمركم من الولة بغي طاعة ال فل تطيعوه فصار كما لو قتله من غي أمره‬
‫وإن أمره بعض الرعية بالقتل فقتل وجب على الأمور القود علم أنه يقتله بغي حق أو ل يعلم لنه‬
‫ل تلزمه طاعته فليس الظاهر أنه يأمره بق فلم يكن له عذر ف قتله فوجب عليه القود‬
‫وإن أمر بالقتل صبيا ل ييز أو أعجميا ل يعلم أن طاعته ل توز ف القتل بغي حق فقتل وجب‬
‫القصاص على المر لن الأمور ههنا كاللة للمر‬
‫ولو أمره بسرقة مال فسرقه ل يب الد على المر لن الد ل يب إل بالباشرة والقصاص يب‬
‫بالتسبب والباشرة‬
‫فصل وإن شهد شاهدان على رجل با يوجب القتل فقتل بشهادتما بغي حق ث رجعا ) عن‬
‫شهادتما ( وجب القود على الشهود لا روى القاسم بن عبد الرحن أن رجلي شهدا عند علي‬
‫كرم ال وجهه على رجل أنه سرق فقطعه ث رجعا عن شهادتما فقال لو أعلم أنكما تعمدتا‬
‫لقطعت أيديكما وأغرمهما دية يده ولنما توصل إل قتله بسبب يقتل غالبا فوجب عليهما القود‬
‫كما لو جرحاه فمات‬
‫باب القصاص ف الروح والعضاء يب القصاص فيما دون النفس من الروح والعضاء‬
‫والدليل عليه قوله تعال } وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعي بالعي والنف بالنف‬
‫والذن بالذن والسن بالسن والروح قصاص { وروى أنس رضي ال عنه أن الربيع بنت النضر‬
‫بن أنس كسرت ثنية جارية فعرضوا عليهم الرش فأبوا وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فأمر بالقصاص فجاء أخوها أنس بن النضر فقال يا رسول ال أتكسر ثنية الربيع‬
‫والذي بعثك بالق ل تكسر ثنيتها فقال النب صلى ال عليه وسلم كتاب ال القصاص قال فعفا‬
‫القوم ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن عباد ال من لو أقسم على ال لبر قسمه ولن‬
‫ما دون النفس كالنفس ف الاجة إل حفظه بالقصاص فكان كالنفس ف وجوب القصاص‬
‫فصل ومن ل يقاد بغيه ف النفس ل يقاد به فيما دون النفس ومن قتيد بغيه ف النفس قتيد به‬
‫فيما دون النفس لنه لا كان ما دون‬
‫____________________‬

‫النفس كالنفس ف وجوب القصاص كان كالنفس فيما ذكرناه‬


‫فصل وإن شترك جاعة ف إبانة عضو دفعة واحدة وجب عليهم القصاص لنه أحد نوعي‬
‫القصاص فجاز أن يب على الماعة بالناية ما يب على واحد كالقصاص ف النفس‬
‫وإن تفرقت جناياتم بأن قطع واحد بعض العضو وأبانه الخر ل يب القصاص على واحد منهما‬
‫لن جناية كل واحد منهما ف بعض العضو فل يوز أن يقتص منه ف جيع العضو‬
‫فصل والقصاص فيما دون النفس ف شيئي ف الروح وف الطراف فأما الروح فينظر فيها فإن‬
‫كانت ل تنتهي إل عظم كالائفة وما دون الوضحة من الشجاج أو كانت الناية على عظم‬
‫ككسر الساعد والعضد والاشة والنقلة ل يب فيها القصاص لنه ل تكن الماثلة فيه ول يؤمن‬
‫أن يستوف أكثر من الق فسقط فإن كانت الناية تنتهي إل عظم‬
‫فإن كانت موضحة ف الرأس أو الوجه وجب فيها القصاص لنه تكن الماثلة فيه ويؤمن أن‬
‫يستوف أكثر من حقه‬
‫وإن كانت فيما سوى الرأس والوجه كالساعد والعضد والساق والفخذ وجب فيها القصاص‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يب لنه لا خالف موضحة الرأس والوجه ف تقدير الرش خالفهما ف‬
‫وجوب القصاص‬
‫والنصوص هو الول لنه يكن ستيفاء القصاص فيها من غي حيف لنتهائها إل العظم فوجب‬
‫فيها القصاص كالوضحة ف الرأس والوجه‬
‫فصل وإن كانت الناية موضحة وجب القصاص بقدرها طول وعرضا لقوله عز وجل‬
‫} والروح قصاص { والقصاص هو الماثلة ول تكن الماثلة ف الوضحة إل بالساحة ف الطول‬
‫والعرض فإن كانت ف الرأس حلق موضعها من رأس الان وعلم على القدر الستحق بسواد أو‬
‫غيه ويقتص منها‬
‫فإن كانت الوضحة ف مقدم الرأس أو ف مؤخره أو ف قزعته وأمكن أن يستوف قدرها ف‬
‫موضعها من رأس الان ل يستوف ف غيها‬
‫وإن كان قدرها يزيد على مثل موضعها من رأس الان ستوف بقدرها وإن جاوز الوضع الذي‬
‫شجه ف مثله لن الميع رأس وإن كان قدرها يزيد على رأس الان ل يز أن ينل إل الوجه‬
‫والقفا لنه قصاص ف غي العضو الذي جن عليه ويب فيما بقي الرش لنه تعذر فيه القصاص‬
‫فوجب البدل‬
‫فأن أوضح جيع رأسه ورأس الان أكب فللمجن عليه أن يبتدىء بالقصاص من أي جانب شاء‬
‫من رأس الان لن الميع مل للجناية وإن أراد أن يستوف بعض حقه من مقدم الرأس وبعضه‬
‫من مؤخرة‬
‫فقد قال بعض أصحابنا إنه ل يوز لنه يأخذ موضحتي بوضحة‬
‫قال الشيخ المام ويتمل عندي أنه يوز لنه ل ياوز موضع الناية ول قدرها إل أن يقول أهل‬
‫البة إن ف ذلك زيادة ضرر أو زيادة شي فيمنع لذلك‬
‫وإن كانت الوضحة ف غي الوجه والرأس وقلنا بالنصوص إنه يب فيها القصاص قتص فيها على‬
‫ما ذكرناه ف الرأس فإن كانت ف الساعد فزاد قدرها على ساعد الان ل ينل إل الكف ول‬
‫يصعد إل العضد‬
‫وإن كانت ف الساق فزادت على قدر ساق الان ل ينل إل القدم ول يصعد إل الفخذ كما ل‬
‫ينل ف موضحة الرأس إل الوجه والقفا‬
‫فصل وإن كانت الناية هاشة أو منقلة أو مأمومة فله أن يقتص ف الوضحة لنا داخلة ف الناية‬
‫يكن القصاص فيها ويأخذ الرش ف الباقي لنه تعذر فيه القصاص فانتقل إل البدل‬
‫فصل وأما الطراف فيجب ) فيها القصاص ( ف كل ما ينتهي منها إل مفصل فتؤخذ العي بالعي‬
‫لقوله تعال } وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعي بالعي والنف بالنف والذن بالذن‬
‫والسن بالسن والروح قصاص { ولنه يكن الماثلة فيها لنتهائها إل مفصل فوجب فيها‬
‫القصاص ول ) يوز ( أن يأخذ صحيحة بقائمة لنه يأخذ أكثر من حقه ويوز أن يأخذ القائمة‬
‫____________________‬
‫بالصحيحة لنه يأخذ دون حقه‬
‫وإن أوضح رأسه فذهب ضوء عينه فالنصوص أنه يب فيه القصاص‬
‫وقال فيمن قطع أصبع رجل فتآكل كفه إنه ل قصاص ف الكف فنقل أبو إسحق قوله ف الكف‬
‫إل العي ول ينقل قوله ف العي إل الكف فقال ف ضوء العي قولن أحدها ل يب فيه القصاص‬
‫لنه سراية فيما دون النفس فلم يب فيه القصاص كما لو قطع أصبعه فتآكل الكف‬
‫والثان يب لنه ل يكن إتلفه بالباشرة فوجب القصاص فيه بالسراية كالنفس‬
‫ومن أصحابنا من حل السألتي على ظاهرها فقال يب القصاص ف الضوء قول واحدا ول يب‬
‫ف الكف لن الكف يكن إتلفه بالباشرة فلم يب القصاص فيه بالسراية بلف الضوء‬
‫فصل ويؤخذ الفن بالفن لقوله تعال } والروح قصاص { ولنه يكن عتبار القصاص فيه‬
‫لنتهائه إل مفصل فوجب فيه القصاص ويؤخذ جفن البصي بفن الضرير وجفن الضرير بفن‬
‫البصي لنما متساويان ف السلمة من النقص وعدم البصر نقص ف غيه‬
‫فصل ويؤخذ النف بالنف لقوله تعال } والنف بالنف { ول يب القصاص فيه إل ف الارن‬
‫لنه ينتهي إل مفصل ويؤخذ الشام بالخشم والخشم بالشام لنما متساويان ف السلمة من‬
‫النقص وعدم الشم نقص ف غيه‬
‫ويؤخذ البعض بالبعض وهو أن يقدر ما قطعه بالزء كالنصف والثلث ث يقتص بالنصف والثلث‬
‫من مارن الان ول يؤخذ قدره بالساحة لنه قد يكون أنف الان صغيا وأنف الن عليه كبيا‬
‫فإذا عتبت الماثلة بالساحة قطعنا جيع الارن بالبعض وهذا ل يوز‬
‫ويؤخذ النخر بالنخر والاجز بي النخرين بالاجز لنه يكن القصاص فيه لنتهائه إل مفصل ول‬
‫يؤخذ مارن صحيح بارن سقط بعضه بذام أو نرام لنه يأخذ أكثر من حقه فإن قطع من سقط‬
‫بعض مارنه مارنا صحيحا فللمجن عليه أن يأخذ الوجود وينتقل ف الباقي إل البدل لنه وجد‬
‫بعض حقه وعدم البعض فأخذ الوجود ونتقل ف الباقي إل البدل‬
‫وإن قطع النف من أصله قتص من الارن لنه داخل ف الناية يكن القصاص فيه وينتقل ف‬
‫الباقي إل الكومة لنه ل يكن القصاص فيه فنتقل فيه إل البدل‬
‫فصل وتؤخذ الذن بالذن لقوله عز وجل } والذن بالذن { ولنه يكن ) ستيفاء ( القصاص‬
‫فيه لنتهائه إل حد فاصل وتؤخذ أذن السميع بأذن الصم وأذن الصم بأذن السميع لنما‬
‫متساويان ف السلمة من النقص وعدم السمع نقص ف غيه‬
‫ويؤخذ الصحيح بالثقوب والثقوب بالصحيح لن الثقب ليس بنقص وإنا تثقب للزينة‬
‫ويؤخذ البعض بالبعض على ما ذكرناه ف النف‬
‫ول يؤخذ صحيح بخزوم لنه يأخذ أكثر من حقه‬
‫ويؤخذ الخزوم بالصحيح ويؤخذ معه من الدية بقدر ما سقط منه لا ذكرناه ف النف‬
‫وهل يؤخذ غي الستحشف بالستحشف فيه قولن أحدها أنه ل يؤخذ كما ل تؤخذ اليد‬
‫الصحيحة بالشلء‬
‫والثان يؤخذ لنما متساويان ف النفعة بلف اليد الشلء فإنا ل تساوي الصحيحة ف النفعة‬
‫فإن قطع بعض أذنه وألصقه القطوع فالتصق ل يب القصاص لنه ل يكن الماثلة فيما قطع منه‬
‫وإن قطع أذنه حت جعلها معلقة على خده وجب القصاص لن الماثلة فيه مكنة بأن يقطع أذنه‬
‫حت تصي معلقة على خده‬
‫وإن أبان أذنه فأخذه القطوع وألصقه فالتصق ل يسقط القصاص لن القصاص يب بالبانة وما‬
‫حصل من اللصاق ل حكم له لنه يب إزالته ول توز الصلة معه وإن قطع‬
‫____________________‬

‫أذنه فاقتص منه وأخذ الان أذنه فألصقه فالتصق ل يكن للمجن عليه أن يطالبه بقطعه لنه قتص‬
‫منه بالبانة وما فعله من اللصاق ل حكم له لنه يستحق إزالته للصلة وذلك إل السلطان وإن‬
‫قطع أذنه فقطع الن عليه بعض أذن الان فألصقه الان فالتصق فللمجن عليه أن يعود فيقطعه‬
‫لنه يستحق البانة ول يوجد ذلك‬
‫وإن جن على رأسه فذهب عقله أو على أنفه فذهب شه أو على أذنه فذهب سعه ل يب‬
‫القصاص ف العقل والشم والسمع لن هذه العان ف غي مل الناية فلم يكن القصاص فيها‬
‫فصل وتؤخذ الشفة بالشفة وهو ما بي جلد الذقن والدين علوا وسفل ومن أصحابنا من قال ل‬
‫يب فيه القصاص لنه قطع لم ل ينتهي إل عظم فلم يب فيه القصاص كالباضعة والتلحة‬
‫والصحيح هو الول لقوله تعال } والروح قصاص { ولنه ينتهي إل حد معلوم يكن القصاص‬
‫فيه فوجب فيه القصاص‬
‫فصل ويؤخذ السن بالسن لقوله تعال } والسن بالسن { الائدة ‪ 45‬ولا رويناه ف أول الباب ف‬
‫حديث الربيع بنت النضر بن أنس ولنه مدود ف نفسه يكن القصاص فيه فوجب فيه القصاص‬
‫ول يؤخذ سن صحيح بسن مكسور لنه يأخذ أكثر من حقه ويؤخذ الكسور بالصحيح ويؤخذ‬
‫معه من الدية بقدر ما نكسر منه لا ذكرناه ف النف والذن ويؤخذ الزائد إذا اتفق ملهما لنما‬
‫متساويان وإن قلع سنا زائدة وليس للجان مثلها وجبت عليه الكومة لنه تعذر الثل فوجب‬
‫البدل وإن كان له مثلها ف غي موضع القلوع ل يؤخذ كما ل يؤخذ سن أصلي بسن أخرى‬
‫وإن كسر نصف سنه وأمكن أن يقتص منه نصف سنه قتص منه فإن ل يكن وجب بقدره من دية‬
‫السن‬
‫وإن وجب له القصاص ف السن فاقتص ث نبت له مكانه سن آخر ففيه قولن أحدها أن النابت‬
‫هو القلوع من جهة الكم لنه مثله ف مله فصار كما لو قلع سن صغي ث نبت فعلى هذا يب‬
‫على الن عليه دية سن الان لنه قلع سنه بغي سن‬
‫والقول الثان أن النابت هبة مددة لن الغالب أنه ل يستخلف فعلى هذا وقع القصاص موقعه‬
‫ول يب عليه شيء للجان‬
‫وإن قلع سن رجل فاقتص منه ث نبت للجان سن ف مكان السن الذي قتص منه فإن قلنا إن‬
‫النابت هبة مددة ل يكن للمجن عليه قلعه لنه ستوف ما كان له‬
‫وإن قلنا إن النابت هو القلوع من جهة الكم فهل يوز للمجن عليه قلعه فيه وجهان أحدها أن‬
‫له أن يقلعه ولو نبت ألف مرة لنه أعدمه السن فستحق أن يعدم سنه‬
‫والثان ليس له قلعه لنه يوز أن يكون هبة مددة ويوز أن يكون هو القلوع فلم يز قلعه مع‬
‫الشك‬
‫فصل ويؤخذ اللسان باللسان لقوله تعال } والروح قصاص { ولن له حدا ينتهي ) إليه (‬
‫فاقتص فيه فل يؤخذ لسان الناطق بلسان الخرس لنه يأخذ أكثر من حقه‬
‫ويؤخذ لسان الخرس بلسان الناطق لنه يأخذ بعض حقه وإن قطع نصف لسانه أو ثلثه قتص من‬
‫لسان الان ف نصفه أو ثلثه‬
‫وقال أبو إسحق ل يقتص منه لنه ل يأمن أن ياوز القدر الستحق‬
‫والذهب أنه يقتص منه للية ولنه إذا أمكن القصاص ف جيعه أمكن ف بعضه‬
‫فصل وتؤخذ اليد باليد والرجل بالرجل والصابع بالصابع والنامل بالنامل لقوله تعال‬
‫} والروح قصاص { ولن لا مفصل يكن القصاص فيها من غي حيف فوجب فيها القصاص‬
‫وإن قطع يده من الكوع قتص منه لنه مفصل وإن قطع من نصف الساعد فله أن يقتص من‬
‫الكوع لنه داخل ف جناية يكن القصاص فيها ويأخذ الكومة ف الباقي لنه كسر عظم ل تكن‬
‫الماثلة فيه فانتقل فيه إل البدل‬
‫وإن قطع من الرفق فله أن يقتص منه لنه مفصل وإن أراد أن يقتص من الكوع ويأخذ الكومة‬
‫ف الباقي ل يكن له ذلك لنه يكنه أن يستوف جيع حقه بالقصاص ف مل الناية فل يوز أن‬
‫يأخذ القصاص ف غيه‬
‫وإن قطع يده من نصف العضد فله أن يقتص من الرفق ويأخذ الكومة ف الباقي وله أن يقتص ف‬
‫الكوع ويأخذ الكومة ف الباقي لن الميع مفصل داخل ف الناية‬
‫ويالف إذا قطعها من الرفق وأراد أن يقتص من الكوع لن هناك يكنه أن يقتص ف الميع ف‬
‫مل الناية وههنا ل يكنه أن يقتص ف موضع الناية‬
‫وإن قطع يده من الكتف وقال أهل البة إنه يكنه أن يقتص منه من غي جائفة قتص منه لنه‬
‫مفصل يكن القصاص فيه من غي حيف وإن أراد أن يقتص من الرفق أو الكوع ل يز لنه‬
‫____________________‬

‫يكنه أن يقتص من مل الناية فل يوز أن يقتص ف غيه وإن قال أهل البة إنه ياف أن يصل‬
‫به جائفة ل يز أن يقتص فيه لنه ل يأمن أن يأخذ زيادة على حقه وله أن يقتص ف الرفق ويأخذ‬
‫الكومة ف الباقي وله أن يقتص ف الكوع ويأخذ الكومة ف الباقي لا ذكرناه‬
‫وحكم الرجل ف القصاص من مفاصلها من القدم والركبة والورك وما يب فيما بينهما من‬
‫الكومات حكم اليد وقد بيناه‬
‫فصل ول تؤخذ يد صحيحة بيد شلء ول رجل صحيحة برجل شلء لنه يأخذ فوق حقه وإن‬
‫أراد الن عليه أن يأخذ الشلء بالصحيحة نظرت فإن قال أهل البة إنه إن قطع ل تنسد‬
‫العروق ودخل الواء إل البدن وخيف عليه ل يز أن يقتص منه لنه يأخذ نفسا بطرف‬
‫وإن قالوا ل ياف عليه فله أن يقتص لنه يأخذ دون حقه فإن طلب مع القصاص الرش لنقص‬
‫الشلل ل يكن له لن الشلء كالصحيحة ف اللقة وإنا تنفض عنها ف الصفة فلم يؤخذ الرش‬
‫للنقص مع القصاص كما ل يأخذ ول السلم من الذمي مع القصاص أرشا لنقص الكفر‬
‫وف أخذ الشل بالشل وجهان أحدها أنه يوز لنما متساويان‬
‫والثان ل يوز وهو قول أب إسحق لن الشلل علة والعلل يتلف تأثيها ف البدن فل تتحقق‬
‫الماثلة بينهما‬
‫فصل ول تؤخذ يد كاملة الصابع بيد ناقصة الصابع فإن قطع من له خس أصابع كف من له‬
‫أربع أصابع أو قطع من له ست أصابع كف من له خس أصابع ل يكن للمجن عليه أن يقتص منه‬
‫لنه يأخذ أكثر من حقه‬
‫وله أن يقطع من أصابع الان مثل أصابعه لنا داخلة ف الناية ويكن ستيفاء القصاص فيها‬
‫وهل يدخل أرش ما تت الصابع من الكف ف القصاص فيه وجهان أحدها يدخل كما يدخل ف‬
‫ديتها‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه ل يدخل بل يأخذ مع القصاص الكومة لا تتها والفرق بي‬
‫القصاص والدية أن الكف يتبع الصابع ف الدية ول يتبعها ف القصاص‬
‫ولذا لو قطع أصابعه وتآكل منها الكف وختار الدية ل يلزمه أكثر من دية الصابع‬
‫ولو طلب القصاص قطع الصابع ويؤخذ والكومة ف الكف وتؤخذ يد ناقصة الصابع بيد‬
‫كاملة الصابع‬
‫فإن قطع من له أربع أصابع كف من له خس أصابع أو قطع من له خس أصابع كف من له ست‬
‫أصابع فللمجن عليه أن يقتص من الكف ويأخذ دية الصبع الامسة أو الكومة ف الصبع‬
‫السادسة لنه وجد بعض حقه وعدم البعض فأخذ الوجود وانتقل ف العدوم إل البدل كما لو‬
‫قطع عضوين ووجد أحدها‬
‫فصل ول يؤخذ أصلي بزائد فإن قطع من له خس أصابع أصلية كف من له أربع أصابع أصلية‬
‫وأصبع زائدة ل يكن للمجن عليه أن يقتص من الكف لنه يأخذ أكثر من حقه ويوز أن يقتص‬
‫من الصابع الصلية لنا داخلة ف الناية ويأخذ الكومة ف الصبع الزائدة وما تت الزائدة من‬
‫الكف يدخل ف حكومتها‬
‫وهل يدخل ما تت الصابع الت اقتص منها ف قصاصها على الوجهي‬
‫ويوز أن يأخذ الزائد بالصلي فإن قطع من له أربع أصابع أصلية وأصبع زائدة كف من له خس‬
‫أصابع أصلية فللمجن عليه أن يقتص من الكف لنه دون حقه ول شيء له لنقصان الصبع‬
‫الزائدة لن الزائدة كالصلية ف اللقة وإن كان لكل واحد منهما أصبع زائدة نظرت فإن ل‬
‫يتلف ملهما أخذ أحدها بالخرى لنما متساويان‬
‫وإن ختلف ملهما ل تؤخذ إحداها بالخرى لنم متلفان ف أصل اللقة‬
‫فصل وإن قطع من له يد صحيحة كف رجل له أصبعان شلوان ل يقتص منه ف الكف لنه يأخذ‬
‫كامل بناقص ويوز أن يقتص ف الصابع الثلث الصحيحة لنا مساوية لصابعه ويأخذ الكومة‬
‫ف الشلوين لنه ل يد ما يأخذ به ويدخل ف حكومة الشلوين أرش ما تتهما من الكف‬
‫وهل يدخل أرش ما تت الثلثة ف قصاصها على الوجهي فصل ول تؤخذ يد ذات أظفار بيد ل‬
‫أظافر لن اليد بل أظفار ناقصة فل تؤخذ با يد كاملة وتؤخذ يد ل أظفار لا بيد لا أظفار لنه‬
‫يأخذ بعض حقه‬
‫فصل فإن قطع أصبع رجل فتآكل منه الكف وجب القصاص ف الصبع لنه أتلفه بناية عمد ول‬
‫يب ف الكف لنه ل يتلفه بناية عمد لن العمد فيه أن يباشره بالتلف ول يوجد ذلك‬
‫ويب عليه دية ) كل أصبع من ( الصابع لنا تلفت بسبب جنايته ويدخل‬
‫____________________‬

‫ف دية كل أصبع أرش ما تته من الكف لن الكف تابع للصابع ف الدية وهل يدخل ما تت‬
‫الصبع الت قتص منها ف قصاصها على الوجهي‬
‫فصل وتؤخذ الليتان بالليتي وها الناتئتان بي الظهر والفخذ‬
‫وقال بعض أصحابنا ل تؤخذ وهو قول الزن رحة ال عليه لنه لم متصل بلحم فأشبه لم‬
‫الفخذ‬
‫والذهب الول لقوله تعال } والروح قصاص { ولنما ينتهيان إل حد فاصل فوجب فيهما‬
‫القصاص كاليدين‬
‫فصل ويقطع الذكر بالذكر لقوله تعال } والروح قصاص { ولنه ينتهي إل حد فاصل يكن‬
‫القصاص فيه من غي حيف فوجب فيه القصاص ويؤخذ بعضه ببعضه‬
‫وقال أبو إسحق ل يؤخذ بعضه ببعض كما قال ف اللسان‬
‫والذهب الول لنه إذا أمكن القصاص ف جيعه أمكن ف بعضه‬
‫ويؤخذ ذكر الفحل بذكر الصي لنه كذكر الفحل ف الماع وعدم النزال لعن ف غيه‬
‫ويقطع الغلف بالختون لنه يزيد على الختون بلدة يستحق إزالتها بالتان ول يؤخذ صحيح‬
‫بأشل لن الشل ناقص بالشلل فل يؤخذ به كامل‬
‫فصل ويقطع النثيان بالنثي لقوله تعال والروح قصاص وقال أهل البة أخذها من غي إتلف‬
‫الخرى فقتصى منه وإن قالوا إنه يؤدي قطعها إل إتلف الخرى ل يقتص منه لنه يقتص من‬
‫) أنثيي بواحدة (‬
‫فصل واختلف أصحابنا ف الشفرين‬
‫فمنهم من قال ل قصاص فيهما وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال لنه لم وليس له‬
‫مفصل ينتهي إليه فلم يب فيه القصاص كلحم الفخذ‬
‫ومنهم من قال يب فيه القصاص وهو النصوص ف الم لنما لمان ميطان بالفرج من الانبي‬
‫يعرف نتهاؤها فوجب فيهما القصاص‬
‫فصل وإن قطع رجل ذكر خنثى مشكل وأنثييه وشفريه وطلب حقه قبل أن يتبي حاله أنه ذكر أو‬
‫أنثى نظرت فإن طلب القصاص ل يكن له لواز أن يكون مرأة فل يب لا عليه ف شيء من‬
‫ذلك قصاص‬
‫وإن طلب الال نظرت فإن عفا عن القصاص أعطي أقل حقيه وهو حق مرأة فيعطى دية عن‬
‫الشفرين وحكومة ف الذكر والنثيي‬
‫فإن بان أنه مرأة فقد استوفت حقها وإن بان أنه رجل تم له الباقي من ) دية ( الذكر والنثيي‬
‫وحكومة عن الشفرين‬
‫فإن ل يعف عن القصاص وقف القصاص إل أن يتبي حاله لنه يوز أن يكون مرأة فل يب عليه‬
‫القصاص‬
‫وأما الال ففيه وجهان أحدها وهو قول أب علي بن أب هريرة أنه ل يعطى لن دفع الال ل يب‬
‫مع القود وهو مطالب بالقود فسقطت الطالبة بالال‬
‫والوجه الثان وهو قول أكثر أصحابنا أنه ل يعطى أقل ما يستحق مع القود لنه يستحق القود ف‬
‫عضو والال ف غيه فلم يكن دفع الال عفوا عن القود فيعطى حكومة ف الشفرين ويوقف القود‬
‫ف الذكر والنثيي‬
‫وقال القاضي أبو حامد الروزي ف جامعه يعطى دية الشفرين وهذا خطأ لنه ربا بان أنه رجل‬
‫فيجب القود ف الذكر والنثيي والكومة ف الشفرين‬
‫فصل وما وجب فيه القصاص من العضاء وجب فيه القصاص وإن ختلف العضوان ف الصغر‬
‫والكب والطول والقصر والصحة والرض لنا لو عتبنا الساواة ف هذه العان سقط القصاص ف‬
‫العضاء لنه ل يكاد أن يتفق العضوان ف هذه الصفات فسقط عتبارها‬
‫فصل وما نقسم من العضاء إل يي ويسار كالعي واليد وغيها ل تؤخذ اليمي فيه باليسار ول‬
‫اليسار باليمي وما انقسم إل أعلى وأسفل كالشفة والفن ل يؤخذ العلى بالسفل ول السفل‬
‫بالعلى ول يؤخذ سن بسن غيها ول أصبع بأصبع غيها ول أنلة بأنلة غيها لنا جوارح‬
‫متلفة النافع والماكن فلم يؤخذ بعضها ببعض كالعي بالنف واليد بالرجل وما ل يؤخذ بعضه‬
‫ببعض ما ذكرناه ل يؤخذ وإن رضي الان والن عليه‬
‫وكذلك ما ل يؤخذ من العضاء‬
‫____________________‬

‫الكاملة بالعضاء الناقصة كالعي الصحيحة بالقائمة واليد الصحيحة بالشلء ل يؤخذ وإن رضي‬
‫الان والن عليه بأخذها لن الدماء ل تستباح بالباحة‬
‫فصل وإن جن على رجل جناية يب فيها القصاص ث قتله وجب القصاص فيهما لنما جنايتان‬
‫يب القصاص ف كل واحدة منهما ) إذا نفردت ( فوجب القصاص فيهما عند الجتماع كقطع‬
‫اليد والرجل‬
‫فصل وإن قتل أو قطع واحد جاعة أو قطع عضوا من جاعة ل تتداخل حقوقهم لنا حقوق‬
‫مقصودة لدميي فلم تتداخل كالديون‬
‫فإن قتل أو قطع واحدا بعد واحد قتص منه للول لن له مزية بالسبق وإن سقط حق الول‬
‫بالعفو قتص للثان وإن سقط حق الثان قتص للثالث وعلى هذا‬
‫وإذا قتص منه لواحد بعينه تعي حق الباقي ف الدية لنه فاتم القود بغي رضاهم فانتقل حقهم إل‬
‫الدية كما لو مات القاتل أو زال طرفه‬
‫وإن قتلهم أو قطعهم دفعة واحدة أو أشكل الال أقرع بينهم فمن خرجت له القرعة قتص له‬
‫لنه ل مزية لبعضهم على بعض فقدم بالقرعة كما قلنا فيمن أراد السفر ببعض نسائه‬
‫فإن خرجت القرعة لواحد فعفا عن حقه أعيدت القرعة للباقي لتساويهم‬
‫وإن ثبت القصاص لواحد منهم بالسبق أو بالقرعة فبدر غيه واقتص صار مستوفيا لقه وإن‬
‫أساء ف التقدم على من هو أحق منه كما قلنا فيمن قتل مرتدا بغي إذن المام أنه يصي مستوفيا‬
‫لقتل الردة وإن أساء ف الفتيات على المام‬
‫وإن قتل رجل جاعة ف الاربة ففيه وجهان أحدها أن حكمه حكم ما لو قتلهم ف غي الاربة‬
‫والثان أنه يقتل بالميع لن قتل الاربة لق ال تعال ولذا ل يسقط بالعفو فتداخل كحدود ال‬
‫تعال‬
‫فصل وإن قطع يد رجل وقتل آخر قطع للمقطوع ث قتل للمقتول تقدم القطع أو تأخر لنا إذا‬
‫قدمنا القتل سقط حق القطوع وإذا قدمنا القطع ل يسقط حق القتول وإذا أمكن المع بي‬
‫القي من غي نقص ل يز إسقاط أحدها‬
‫ويالف إذا قتل ثني لنه ل يكن إبقاء القي فقدم السابق‬
‫وإن قطع أصبعا من يي رجل ث قطع يي آخر قطع الصبع للول ث قطعت اليد للثان ويدفع‬
‫إليه أرش الصبع‬
‫ويالف إذا قطع أصبعا من يي رجل ث قطع يي آخر قطع الصبع للول ث قطعت اليد للثان‬
‫ويدفع إليه أرش الصبع‬
‫ويالف إذا قطع ث قتل حيث قلنا إنه يقطع للول ويقتل للثان ول يلزمه لنقصان اليد شيء لن‬
‫النفس ل تنقص بنقصان اليد ولذا يقتل صحيح اليد بقطوع اليد واليد تنقص بنقصان الصبع‬
‫ولذا ل تقطع اليد الصحيحة بيد ناقصة الصابع‬
‫وإن قطع يي رجل ث قطع أصبعا من يد رجل آخر قطعت يينه للول لن حقه سابق‬
‫ويالف إذا قتل رجل ث قطع يد آخر حيث آخرنا القتل وإن كان سابقا لن هناك يكن إبقاء‬
‫القي من غي نقص يدخل على ول القتول بقطع اليد وههنا يدخل النقص على صاحب اليد‬
‫بنقصان الصبع‬
‫فصل وإن قتل رجل وارتد أو قطع يي رجل وسرق قدم حق الدمي من القتل والقطع وسقط‬
‫حق ال تعال لن حق الدمي مبن على التشديد فقدم على أحق ال تعال‬
‫باب استيفاء القصاص من ورث الال ورث الدية لا روى الزهري عن سعيد بن السيب‬
‫قال كان عمر رضي ال عنه يقول ل ترث الرأة من دية زوجها حت قال له الضحاك بن قيس‬
‫كتب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ورث مرأة أشيم الضباب من دية زوجها فرجع عمر‬
‫رضي ال عنه عن ذلك‬
‫ويقضي من الدية دينه وينفذ منها وصيته‬
‫وقال أبو ثور ل يقضي منها الدين ول ينفذ منها الوصية لنا تب بعد الوت‬
‫والذهب الول لنه مال يلكه الوارث من جهته فقضى منه دينه ونفذت منه وصيته كسائر‬
‫أمواله‬
‫ومن ورث الال ورث القصاص والدليل عليه ما روى أبو شريح الكعب أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ث أنتم يا خزاعة قد قتلتم هذا القتيل من هذيل وأنا وال عاقله فمن قتل بعده‬
‫قتيل فأهله بي خيتي إن أحبوا قتلوا وإن أحبوا أخذوا الدية‬
‫وإن قطع مسلم طرف مسلم ث ارتد ومات ف الردة وقلنا بأصح القولي إنه يب القصاص ف‬
‫طرفه فقد نقل الزن أنه قال يقتص وليه السلم‬
‫وقال الزن رحه ال ل يقتص غي المام لن السلم ل يرثه‬
‫فمن أصحابنا من قال ل يقتص غي المام كما قال الزن وحل قول‬
‫____________________‬

‫الشافعي رحة ال عليه على المام‬


‫وقال عامة أصحابنا يقتص الناسب لن القصد من القصاص التشفي ودرك الغيظ والذي يتشفى‬
‫هو الناسب ويوز أن يثبت القصاص لن ل يرث شيئا كما لو قتل من له وارث وعليه دين ميط‬
‫بالتركة فإن القصاص للوارث وإن ل يرث شيئا وإن كان الوارث صغيا أو منونا ل يستوف له‬
‫الول لن القصد من القصاص التشفي ودرك الغيظ وذلك ل يصل بستيفاء الول‬
‫ويبس القاتل إل أن يبلغ الصغي أو يعقل النون لن فيه حظا للقاتل بأل يقتل وفيه حظا للمول‬
‫عليه ليحصل له التشفي فإن أقام القاتل كفيل ليخلى ل يز تليته لن فيه تغريرا بق الول عليه‬
‫بأن يهرب فيضيع الق‬
‫وإن وثب الصب أو النون على القاتل فقتله ففيه وجهان أحدها أنه يصي مستوفيا لقه كما لو‬
‫كانت له وديعة عند رجل فأتلفها‬
‫والثان ل يصي مستوفيا لقه وهو الصحيح لنه ليس من أهل ستيفاء القوق‬
‫ويالف الوديعة فإنا لو تلفت من غي فعل برىء منها الودع ولو هلك الان من غي فعل ل يبأ‬
‫من الناية‬
‫وإن كان القصاص بي صغي وكبي ل يز للكبي أن يستوف وإن كان بي عاقل ومنون ل يز‬
‫للعاقل أن يستوف لنه مشترك بينهما فل يوز لحدها أن ينفرد به‬
‫فإن قتل من ل وارث له كان القصاص للمسلمي وستيفاؤه إل السلطان وإن كان له من يرث‬
‫منه بعض القصاص كان ستيفاؤه إل الوارث والسلطان ول يوز لحدها أن ينفرد به لا ذكرناه‬
‫فصل وإن قتل رجل وله اثنان من أهل الستيفاء فبدر أحدها وقتل القاتل من غي إذن أخيه ففيه‬
‫قولن أحدها ل يب عليه القصاص وهو الصحيح لن له ف قتله حقا فل يب عليه القصاص‬
‫بقتله كما ل يب الد على أحد الشريكي ف وطء الارية الشتركة‬
‫والثان يب عليه القصاص لنه قتص ف أكثر من حقه فوجب عليه القصاص كما لو وجب له‬
‫القصاص ف طرفه فقتله ولن القصاص يب بقتل بعض النفس إذا عري عن الشبهة ولذا يب‬
‫على كل واحد من الشريكي ف القتل‬
‫وإن كان قاتل لبعض النفس والنصف الذي لخيه ل شبهة فيه فوجب القصاص عليه بقتله‬
‫وإن عفا أحدها عن حقه من القصاص ث قتله الخر بعد العلم بالعفو نظرت فإن كان بعد حكم‬
‫الاكم بسقوط القود عنه وجب عليه القصاص لنه ل يبق له شبهة‬
‫وإن كان قبل حكم الاكم بسقوط القود عنه فإن قلنا يب عليه القود إذا قتله قبل العفو فلن‬
‫يب عليه إذا قتله بعد العفو أول‬
‫وإن قلنا ل يب عليه قبل العفو ففيما بعد العفو قولن أحدها يب عليه لنه ل حق له ف قتله‬
‫فصار كما لو عفوا ث قتله أحدها‬
‫والثان ل يب لن على مذهب مالك رحة ال عليه يب له القود بعد عفو الشريك فيصي ذلك‬
‫شبهة ف سقوط القود‬
‫فإذا قلنا إنه يب القصاص على البن القاتل وجب دية الب ف تركة قاتله نصفها للخ الذي ل‬
‫يقتل ونصفها للخ القاتل ولورثته بعده‬
‫وإذا قلنا ل يب القصاص على البن القاتل وجب عليه نصف دية القتول لنه قتله وهو يستحق‬
‫نصف النفس وللخ الذي ل يقتل نصف الدية وفيمن يب عليه قولن أحدها يب على البن‬
‫القاتل لن نفس القاتل كانت مستحقة لما فإذا أتلفها أحدها لزمه ضمان حق الخر كما لو‬
‫كانت لما وديعة عند رجل فأتلفها أحدها‬
‫فعلى هذا إن أبرأ البن الذي ل يقتل ورثة قاتل أبيه من نصفه ل يصح إبراؤه لنه أبرأ من ل حق‬
‫له عليه وإن أبرأ أخاه صح إبراؤه لنه أبرأ من عليه الق‬
‫والقول الخر أنه يب ذلك ف تركة قاتل أبيه لنه قود سقط إل مال فوجب ف تركة القاتل كما‬
‫لو قتله أجنب‬
‫ويالف الوديعة فإنه لو أتلفها أجنب وجب حقه عليه والقاتل لو قتله أجنب ل يب حقه عليه‬
‫فعلى هذا لو أبرأ أخاه ل يصح إبراؤه وإن أبرأورثة قاتل أبيه صح إبراؤه ولورثة قاتل الب مطالبة‬
‫البن القاتل بنصف الدية لن ذلك حق لم عليه فل يسقط بباءتم عن البن الخر‬
‫فصل ول يوز ستيفاء القصاص إل بضرة السلطان لنه يفتقر إل الجتهاد ول يؤمن فيه اليف‬
‫مع قصد التشفي فإن ستوفاه من غي حضرة السلطان عزره على ذلك‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يعزر لنه ستوف حقه والنصوص أنه يعزز لنه فتيات على السلطان‬
‫والستحب أن يكون بضرة شاهدين حت ل ينكر الن عليه الستيفاء‬
‫وعلى السلطان أن يتفقد اللة الت يستوف با القصاص فإن كانت كالة منع من الستفاء با لا‬
‫روى شداد بن أوس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن ال‬
‫____________________‬

‫كتب الحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبتم فأحسنوا الذبة وليحد‬
‫أحدكم شفرته وليح ذبيحته‬
‫وإن كانت مسمومة منع من الستيفاء با لنه يفسد البدن وينع من غسله‬
‫فإن عجل وستوف بآلة كآلة أو بآلة مسمومة عزر‬
‫فإن طلب من له القصاص أن يستوف بنفسه فإن كان ف الطرف ل يكن منه لنه ل يؤمن مع‬
‫قصد التشفي أن ين عليه با ل يكن تلفيه وإن كان ف النفس فإن كان يكمل للستيفاء بالقوة‬
‫والعرفة مكن منه لقوله تعال } ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فل يسرف ف القتل إنه‬
‫كان منصورا { ولقوله صلى ال عليه وسلم فمن قتل بعده قتيل فأهله بي خيتي إن أحبوا قتلوا‬
‫وإن أحبوا أخذوا الدية ولن القصد من القصاص التشفي ودرك الغيظ فمكن منه‬
‫وإن ل يكمل للستيفاء أمر بالتوكيل فإن ل يكن من يستوف بغي عوض ستؤجر من خس الصال‬
‫من يستوف لن ذلك من الصال‬
‫وإن ل يكن خس أو كان ولكنه يتاج إليه لا هو أهم منه وجبت الجرة على الان لن الق‬
‫عليه فكانت أجرة الستيفاء عليه كالبائع ف كيل الطعام البيع‬
‫فإن قال الان أنا أقتص لك بنفسي ول أؤدي الجرة ل يب تكينه منه لن القصاص أن يؤخذ‬
‫منه مثل ما أخذ ولن من لزمه إيفاء حق لغيه ل يز أن يكون هو الستوف كالبائع ف كيل الطعام‬
‫البيع‬
‫فإن كان القصاص لماعة وهم من أهل الستيفاء وتشاحوا أقرع بينهم لنه ل يوز جتماعهم‬
‫على القصاص لن ف ذلك تعذيبا للجان ول مزية لبعضهم على بعض فوجب التقدي بالقرعة‬
‫فصل وإن كان القصاص على مرأة حامل ل يقتص منها حت تضع لقوله تعال } ومن قتل مظلوما‬
‫فقد جعلنا لوليه سلطانا فل يسرف ف القتل { وف قتل الامل إسراف ف القتل لنه يقتل من قتل‬
‫ومن ل يقتل‬
‫وروى عمران بن الصي رضي ال عنه أن مرأة من جهينة أتت النب صلى ال عليه وسلم وقالت‬
‫إنا زنت وهي حبلى فدعا النب صلى ال عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها فإذا وضعت فجىء‬
‫با فلما أن وضعت جاء با فأمر با النب صلى ال عليه وسلم فرجت ث أمرهم فصلوا عليها وإذا‬
‫وضعت ل تقتل حت تسقي الولد اللبأ لنه ل يعيش إل به‬
‫وإن ل يكن من يرضعه ل يز قتلها حت ترضعه حولي كاملي لن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫للعامرية ذهب حت ترضعيه ولنه لا أخر القتل لفظه وهو حل فلن يؤخر لفظه وهو مولود‬
‫أول‬
‫وإن وجد له مرضعة راتبة جاز أن يقتص لنه يستغن با عن الم وإن وجد مرضعات غي رواتب‬
‫أو وجدت بيمة يسقى من لبنها فالستحب لول الدم أن يقتص حت ترضعه لن ختلف اللب‬
‫عليه والتربية بلب البهيمة يفسد طبعه فإن ل يصب قتص منها لن الولد يعيش باللبان الختلفة‬
‫وبلب البهيمة‬
‫وإن دعت المل قال الشافعي رحة ال عليه ل تبس حت يشهد أربع نسوة بالمل لن‬
‫القصاص وجب فل يؤخر بقولا‬
‫وقال أكثر أصحابنا تبس بقولا لن المل وما يدل عليه من الدم وغيه يتعذر إقامة البينة عليه‬
‫فقبل قولا فيه‬
‫فصل وإن كان القصاص ف الطرف فالستحب أل يستوف إل بعد ستقرار الناية بالندمال أو‬
‫بالسراية إل النفس لا روى عمرو بن دينار عن ممد بن طلحة‬
‫قال طعن رجل رجل بقرن ف رجله فجاء النب صلى ال عليه وسلم فقال أقدن فقال دعه حت‬
‫يبأ فأعادها عليه مرتي أو ثلثا والنب صلى ال عليه وسلم يقول حت يبأ فأب فأقاده منه ث‬
‫عرج الستقيد فجاء النب صلى ال عليه وسلم فقال برىء صاحب وعرجت رجلي فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ل حق لك فذلك حي نى أن يستقيد أحد من جرح حت يبأ صاحبه فإن‬
‫ستوف قبل الندمال جاز للخب‬
‫وهل يوز أخذ الرش قبل الندمال فيه قولن أحدها يوز كما يوز ستيفاء القصاص قبل‬
‫الندمال‬
‫والثان ل يوز لن الرش ل يستقر قبل الندمال لنه قد يسري إل النفس ويدخل ف دية النفس‬
‫وقد يشاركه غيه ف الناية فينقص بلف القصاص فإنه ل يسقط بالسراية ول تؤثر فيه‬
‫الشاركة‬
‫فإذا قلنا يوز ففي القدر الذي يوز أخذه وجهان أحدها يوز أخذه بالغا ما بلغ لنه قد وجب‬
‫ف الظاهر فجاز أخذه‬
‫والثان وهو قول أب إسحق أنه يأخذ أقل المرين من أرش الناية‬
‫____________________‬

‫أو دية النفس لن ما زاد على دية النفس ل يتيقن ستقراره لنه ربا سقط فعلى هذا إن قطع يديه‬
‫ورجليه وجب ف الظاهر ديتان وربا سرت الناية إل النفس فرجع إل دية فيأحذ دية فإن سرت‬
‫الناية إل النفس فقد أخذ حقه وإن ندملت أخذ دية أخرى‬
‫فصل وإن قلع سن صغي ل يثغر أو سن كبي قد أثغر وقال أهل البة إنه يرجى أن ينبت إل مدة‬
‫ل يقتص منه قبل الياس من نباته لنه ل يتحقق التلف فيه قبل الياس كما ل يتحقق إتلف‬
‫الشعر قبل الياس من نباته‬
‫فإن مات قبل الياس ل يب القصاص لنه ل يتحقق التلف فلم يقتص مع الشك‬
‫فصل إذا قتل بالسيف ل يقتص منه إل بالسيف لقوله تعال } فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه‬
‫بثل ما اعتدى عليكم { ولن السيف أرجى اللت فإذا قتل به وقتص بغيه أخذ فوق حقه لن‬
‫حقه ف القتل وقد قتل وعذب فإن أحرقه أو غرقه أو رماه بجر أو رماه من شاهق أو ضربه‬
‫بشب أو حبسه ومنعه الطعام والشراب فمات فللول أن يقتص بذلك لقوله تعال } وإن عاقبتم‬
‫فعاقبوا بثل ما عوقبتم به { ولا روى الباء رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫حرق حرقناه ومن غرق غرقناه ولن القصاص موضوع على الماثلة والماثلة مكنة بذه السباب‬
‫فجاز أن يستوف با القصاص وله أن يقتص منه بالسيف لنه قد وجب له القتل والتعذيب فإذا‬
‫عدل إل السيف فقد ترك بعض حقه فجاز‬
‫فإن قتله بالسحر قتل بالسيف لن عمل السحر مرم فسقط وبقي القتل فقتل بالسيف‬
‫وإن قتله باللواط أو بسقي المر ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحق أنه إن قتله بسقي‬
‫المر قتله بسقي الاء وإن قتله باللواط فعل به مثل ما فعله بشبة لنه تعذر مثله حقيقة ففعل به‬
‫ما هو أشبه بفعله‬
‫والثان أنه يقتل بالسيف لنه قتله با هو مرم ف نفسه فاقتص بالسيف كما لو قتله بالسحر‬
‫وإن ضرب رجل بالسيف فمات فضرب بالسيف فلم يت كرر عليه الضرب بالسيف لن قتله‬
‫مستحق وليس ههنا ما هو أرجى من السيف فقتل به‬
‫وإن قتله بثقل أو رماه من شاهق أو منعه الطعام والشراب مدة ففعل به مثل ذلك فلم يت ففيه‬
‫قولن أحدها يكرر عليه ذلك إل أن يوت كما قلنا ف السيف‬
‫والثان أنه يقتل بالسيف لنه فعل به مثل ما فعل وبقي إزهاق الروح فوجب بالسيف وإن جن‬
‫عليه جناية يب فيها القصاص بأن قطع كفه أو أوضح رأسه فمات فللول أن يستوف القصاص با‬
‫جن فيقطع كفه ويوضح رأسه لقوله تعال } والروح قصاص { فإن مات به فقد ستوف حقه‬
‫وإن ل يت قتل بالسيف لنه ل يكن أن يقطع منه عضوا آخر ول أن يوضح ف موضع آخر لنه‬
‫يصي قطع عضوين بعضو وإيضاح موضحتي بوضحة‬
‫وإن جن عليه جناية ل يب فيها القصاص كالائفة وقطع اليد من الساعد فمات منه ففيه قولن‬
‫أحدها يقتل بالسيف ول يقتص منه ف الائفة ول ف قطع اليد من الساعد لنه جناية ل يب‬
‫فيها القصاص فل يستوف با القصاص كاللواط‬
‫والثان يقتص منه ف الائفة وقطع اليد من الساعد لنه جهة يوز القتل با ف غي القصاص فجاز‬
‫القتل با ف القصاص كالقطع من الفصل وحز الرقبة فإن قتص بالائفة أو قطع اليد من الساعد‬
‫فلم يت قتل بالسيف لنه ل يكن أن ياف جائفة أخرى ول أن يقطع منه عضوا آخر فتصي‬
‫جائفتان بائفة وقطع عضوين بعضو‬
‫‪ 4‬فصل وإن أوضح رأسه بالسيف اقتص منه بديدة ماضية كالوسى ونوه ول يقتص منه‬
‫بالسيف لنه ل يؤمن أن يهشم العظم‬
‫فصل وإن جن عليه جناية ذهب منها ضوء عينيه نظرت فإن كانت جناية ل يب فيها القصاص‬
‫كالاشة عول با‬
‫____________________‬

‫يزيل ضوء العي من كافور يطرح ف العي أو حديدة حامية تقرب منها لنه تعذر ستيفاء القصاص‬
‫فيه بالاشة ول يقلع الدقة لنه قصاص ف غي مل الناية فعدل إل أسهل ما يكن كما قلنا ف‬
‫القتل باللواط‬
‫وإن كانت جناية يكن فيها القصاص كالوضحة قتص منه فإن ذهب الضوء فقد ستوف حقه وإن‬
‫ل يذهب عول با يزيل الضوء على ما ذكرناه‬
‫وقال الشيخ المام ويتمل عندي أنه ل يقتص منه باللطمة بل يعال با يذهب الضوء على ما‬
‫ذكرناه ف الاشة والدليل عليه ما روى يي بن جعدة أن أعرابيا قدم بلوبة له إل الدينة فساومه‬
‫فيها مول لعثمان بن عفان رضي ال عنه فنازعه فلطمه ففقأ عينه فقال له عثمان هل لك أن‬
‫أضعف لك الدية وتعفو عنه فأب فرفعهما إل علي فدعا علي رضي ال عنه برآة فأحاها ث وضع‬
‫القطن على عينه الخرى ث أخذ الرآة بكلبتي فأدناها من عينه حت سال إنسان عينه ولن اللطم‬
‫ل يكن عتبار الماثلة فيه ولذا لو نفرد من ذهاب الضوء ل يب فيه القصاص فل يستوف به‬
‫القصاص ف الضوء كالاشة وإن قلع عي رجل بالصبع فأراد الن عليه أن يقتص بالصبع ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه يوز لنه يأت على ما تأت عليه الديدة مع الماثلة‬
‫والثان ل يوز لن الديد أرجى فل يوز بغيه‬
‫فصل وإن وجب له القصاص بالسيف فضربه فأصاب غي الوضع ودعى أنه أخطأ فإن كان يوز‬
‫ف مثله الطأ فالقول قوله مع يينه لن ما يدعيه متمل‬
‫وإن كان ل يوز ف مثله الطأ ل يقبل قوله ول يسمع فيه يينه لنه ل يتمل ما يدعيه وإن أراد‬
‫أن يعود ويقتص فقد قال ف موضع ل يكن وقال ف موضع يكن‬
‫ومن أصحابنا من قال ها قولن أحدها ل يكن لنه ل يومن مثله ف الثان‬
‫و الثان أنه يكن لن الق له والظاهر أنه ل يعود إل مثله‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان يسن مكن لن الظاهر أنه ل يعود إل مثله وإن ل يسن ل يكن‬
‫لنه ل يومن أن يعود إل مثله وحل القولي على هذين الالي‬
‫وإن وجب له القصاص ف موضحة فاستوف أكثر من حقه أو وجب له القصاص ف أنلة فقطع‬
‫أنلتي فإن كان عامدا وجب عليه القود ف الزيادة وإن كان خطأ وجب عليه الرش كما لو فعل‬
‫ذلك ف غي القصاص وإن ستوف أكثر من حقه بضطراب الان ل يلزمه شيء لنه حصل بفعله‬
‫فهدر‬
‫فصل وإن قتص من الطرف بديدة مسمومة فمات ل يب عليه القصاص لنه تلف من جائز وغي‬
‫جائز ويب نصف الدية لنه هلك من مضمون وغي مضمون فسقط النصف ووجب النصف‬
‫فصل وإذا وجب له القصاص ف يينه فقال أخرج يينك فأخرج اليسار من كم اليمي فقطعها فإن‬
‫قال تعمدت إخراج اليسار وعلمت أنه ل يوز قطعها عن اليمي ل يب على القاطع ضمان لنه‬
‫قطعها ببذله ورضاه‬
‫وإن قال ظننتها اليمي أو ظننت أنه يوز قطعها عن اليمي نظرت ف الستوف فإن جهل أنا‬
‫اليسار ل يب عليه القصاص لنه موضع شبهة‬
‫وهل يب عليه الدية فيه وجهان أحدها ل تب عليه لنه قطعها ببذل صاحبها‬
‫والثان يب وهو الذهب لنه بذل على أن يكون عوضا عن اليمي فإذا ل يصح العوض وتلف‬
‫العوض وجب له بدله كما لو شترى سلعة بعوض فاسد وتلفت عنده‬
‫فإن علم أنه اليسار وجب عليه ضمانه وفيما يضمن وجهان أحدها وهو قول أب حفص بن‬
‫الوكيل أنه يضمن بالقود لنه تعمد قطع يد مرمة‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يب القود لنه قطعها ببذل الان ورضاه وتلزمه الدية لنه قطع يدا ل‬
‫يستحقها مع العلم به‬
‫فإن وجب له القود ف اليمي فصاله على اليسار ل يصح الصلح لن الدماء ل يستباح بالعوض‬
‫وهل يسقط القصاص ف اليمي فيه وجهان أحدها يسقط لن عدوله إل اليسار رضا بترك‬
‫القصاص ف اليمي‬
‫والثان أنه ل يسقط لنه أخذ اليسار على أن يكون بدل عن اليمي ول يسلم البدل فبقي حقه ف‬
‫البدل فإذا قلنا ل يسقط القصاص فله على القتص دية اليسار وللمقتص عليه القصاص ف اليمي‬
‫وإن قلنا إنه يسقط القصاص فله دية اليمي وعليه دية اليسار‬
‫وإن كان القصاص على منون فقال له الن عليه أخرج يينك فأخرج‬
‫____________________‬

‫يساره فقطعها وجب عليه القصاص إن كان عالا أو الدية إن كان جاهل لن بذل النون ل‬
‫يصح فصار كما لو بدأ بقطعه‬
‫فصل إذا قتص ف الطرف فسرى إل نفس الان فمات ل يب ضمان السراية لا روي أن عمر‬
‫وعليا رضي ال عنهما قال ف الذي يوت من القصاص ل دية له وإن جن على طرف رجل‬
‫فقتص منه ث سرت الناية إل نفس الن عليه ث سرى القصاص إل نفس الان كانت سراية‬
‫القصاص إل نفس الان قصاصا عن سراية الناية إل نفس الن عليه لنه لا كانت السراية‬
‫كالباشرة ف إياب القصاص كانت كالباشرة ف ستيفاء القصاص وإن سرى القصاص إل نفس‬
‫الان ث سرت الناية إل نفس الن عليه ففيه وجهان أحدها أن السراية قصاص لنا سراية‬
‫قصاص فوقعت عن القصاص كما لو سرت الناية ث سرى القصاص‬
‫والثان وهو الصحيح أن السراية هدر ول تكون قصاصا لنا سبقت وجوب القصاص فل يوز‬
‫أن تكون قصاصا عما وجب بعدها فعلى هذا يب ف تركة الان نصف الدية لنه قد أخذ منه‬
‫بقدر نصف الدية وبقي النصف‬
‫فصل من وجب عليه قتل بكفر أو ) ردة ( أو زنا أو قصاص فلتجأ إل الرم قتل ول ينع الرم‬
‫من قتله والدليل عليه قوله عز وجل } واقتلوهم حيث وجدتوهم { ولنه قتل ل يوجب الرم‬
‫ضمانه فلم ينع منه كقتل الية والعقرب‬
‫فصل ومن وجب عليه قصاص ف النفس فمات عن مال أو وجب عليه قصاص ف الطرف فزال‬
‫الطرف وله مال ثبت حق الن عليه ف الدية لن ما ضمن بسببي على سبيل البدل إذا تعذر‬
‫أحدها ثبت الخر كذوات المثال‬
‫باب العفو عن القصاص ومن وجب عليه القصاص وهو جائز التصرف فله أن يقتص وله أن يعفو‬
‫على الال لا روى أبو شريح الكعب أن النب صلى ال عليه وسلم قال ث أنتم يا خزاعة قد قتلتم‬
‫هذا القتيل من هذيل وأنا وال عاقله فمن قتل بعده قتيل فأهله بي خيتي إن أحبوا قتلوا وإن‬
‫أحبوا أخذوا الدية فإن عفا مطلقا بنينا على ما يب بقتل العمد وفيه قولن أحدها أن موجب‬
‫قتل العمد القصاص وحده ول تب الدية إل بالختيار والدليل عليه قوله عز وجل } كتب‬
‫عليكم القصاص ف القتلى الر بالر والعبد بالعبد { ولن ما ضمن ) بالبدل ( ف حق الدمي‬
‫ضمن ببدل معي كالال‬
‫والقول الثان أن موجبه أحد المرين من القصاص أو الدية والدليل عليه أن له أن يتار ما شاء‬
‫منهما فكان الواجب أحدها كالدي والطعام ف جزاء الصيد‬
‫فإذا قلنا إن الواجب هو القصاص وحده فعفا عن القصاص مطلقا سقط القصاص ول تب الدية‬
‫لنه ل يب له غي القصاص وقد أسقطه بالعفو‬
‫وإن قلنا إنه يب أحد المرين فعفا عن القصاص وجبت الدية لن الواجب أحدها فإذا ترك‬
‫أحدها وجب الخر‬
‫وإن اختار الدية سقط القصاص وثبت الال ول يكن له أن يرجع إل القصاص‬
‫وإن قال خترت القصاص فهل له أن يرجع إل الدية فيه وجهان أحدها له أن يرجع لن القصاص‬
‫أعلى فجاز أن ينتقل عنه إل الدن‬
‫والثان ليس له أن يرجع إل الدية لنه تركها فلم يرجع إليها كالقصاص‬
‫فإن جن عبد على رجل جناية توجب القصاص فشتراه بأرش الناية سقط القصاص لن عدوله‬
‫إل الشراء ختيار للمال وهل يصح الشراء ينظر فيه فإن كانا ل يعرفان عدد البل وأسنانا ل‬
‫يصح الشراء لنه بيع مهول فإن كانا يعرفان العدد والسنان ففيه قولن أحدها ل يصح الشراء‬
‫لن الهل بالصفة كالهل بالعدد والسن كما قلنا ف السلم‬
‫والثان أنه يصح لنه مال مستقر ف الذمة تصح الطالبة به فجاز البيع به كالعوض ف القرض‬
‫فصل فإن كان القصاص لصغي ل يز للول أن يعفو عنه على غي مال لنه تصرف ل حظ‬
‫للصغي فيه فل يلكه الول كهبة ماله وإن أراد أن يعفو على مال فإن كان له مال أو له من ينفق‬
‫عليه ل يز العفو لنه يفوت عليه القصاص من غي حاجة‬
‫وإن ل يكن له مال ول من ينفق عليه ففيه وجهان أحدها يوز العفو على مال لاجته إل الال‬
‫ليحفظ به حياته‬
‫والثان ل يوز وهو النصوص لنه يستحق النفقة ف بيت الال ول حاجة به إل العفو عن‬
‫القصاص‬
‫وإن كان القتول ل وارث له غي السلمي كان المر إل السلطان فإن رأى القصاص قتص وإن‬
‫رأى العفو على مال عفا لن الق للمسلمي فوجب على المام أن يفعل ما يراه ) من ( الصلحة‬
‫فإن أراد أن يعفو‬
‫____________________‬
‫على غي مال ل يز لنه تصرف ل حظ فيه للمسلمي فلم يلكه‬
‫فصل وإن كان القصاص لماعة فعفا بعضهم سقط حق الباقي من القصاص لا روى زيد بن‬
‫وهب أن عمر رضي ال عنه أت برجل قتل رجل فجاء ورثة القتول ليقتلوه فقالت أخت القتول‬
‫وهي مرأة القاتل قد عفوت عن حقي فقال عمر رضي ال عنه عتق من القتل وروى قتادة رضي‬
‫ال عنه رفع إليه رجل قتل رجل فجاء أولد القتول وقد عفا أحدهم فقال عمر لبن مسعود‬
‫رضي ال عنهما وهو إل جنبه ما تقول فقال إنه قد أحرز من القتل فضرب على كتفه وقال‬
‫كنيف ملىء علما ولن القصاص مشترك بينهم وهو ما ل يتبعض ومبناه على السقاط فإذا‬
‫أسقط بعضهم حقه سرى إل الباقي كالعتق ف نصيب أحد الشريكي وينتقل حق الباقي إل الدية‬
‫لا روى زيد بن وهب‬
‫قال دخل رجل على مرأته فوجد عندها رجل فقتلها إخوتا عمر فقال بعض إخوتا قد تصدقت‬
‫بقي فقضى لسائرهم بالدية ولنه سقط حق من ل يعف عن القصاص بغي رضاه فثبت له البدل‬
‫مع وجود الال كما يسقط حق من ل يعتق من الشريكي إل القيمة‬
‫فصل وإن وكل من له القصاص من يستوف له ث عفا وقتل الوكيل ول يعلم بالعفو ففيه قولن‬
‫أحدها ل يصح العفو لنه عفا ف حال ل يقدر الوكيل على تلف ما وكل فيه فلم يصح العفو‬
‫كما لو عفا بعد رمى الربة إل الان‬
‫والثان يصح لنه حق له فل يفتقر عفوه عنه إل علم غيه كالبراء من الدين‬
‫ول يب القصاص على الوكيل لنه قتله وهو جاهل بتحري القتل‬
‫وأما الدية فعلى القولي إن قلنا إن العفو ل يصح ل تب الدية كما ل تب إذا عفا عنه بعد القتل‬

‫وإن قلنا يصح العفو وجبت الدية على الوكيل لنه قتل مقون الدم ول يرجع با غرمه من الدية‬
‫على الوكل‬
‫وخرج أبو العباس قول آخر أنه يرجع عليه لنه غره حي ل يعلمه بالعفو كما قلنا فيمن وطىء‬
‫أمة غر بريتها ف النكاح وقلنا إن النكاح باطل أنه يلزمه الهر ث يرجع به على من غره ف أحد‬
‫القولي‬
‫وهذا خطأ لن الذي غره ف النكاح مسىء مفرط فرجع عليه والوكل ههنا مسن ف العفو غي‬
‫مفرط‬
‫فصل فإن جن على رجل جناية فعفا الن عليه عن القصاص فيها ث سرت الناية إل النفس فإن‬
‫كانت الناية ما يب فيها القصاص كقطع الكف والقدم ل يب القصاص ف النفس لن‬
‫القصاص ل يتبعض فإذا سقط ف البعض سقط ف الميع‬
‫وإن كانت الناية ما ل قصاص فيها كالائفة ونوها وجب القصاص ف النفس لنه عفا عن‬
‫القصاص فيما ل قصاص فيه فلم يعمل فيه العفو‬
‫فصل وإن قطع أصبع رجل عمدا فعفا الن عليه عن القصاص والدية ث اندملت سقط القصاص‬
‫والدية‬
‫وقال الزن رحه ال يسقط القصاص ول تسقط الدية لنه عفا عن القصاص بعد وجوبه فسقط‬
‫وعفا عن الدية قبل وجوبا لن الدية ل تب إل بالندمال والعفو وجد قبله فلم تسقط‬
‫وهذا خطأ لن الدية تب بالناية‬
‫والدليل عليه أنه لو جن على طرف عبده ث باعه ث ندمل كان أرش الطرف له دون الشتري‬
‫فدل على أنه وجب بالناية وإنا تأخرت الطالبة إل ما بعد الندمال فصار كما لو عفا عن دين‬
‫موجل‬
‫فإن سرت الناية إل الكف وندملت سقط القصاص ف الصبع بالعفو ول يب ف الكف لنه‬
‫تلف بالسراية والقصاص فيما دون النفس ل يب بالسراية‬
‫وسقطت دية الصبع لنه عفا عنها بعد الوجوب ول يسقط أرش ما تسري إليه لنه عفا عنه قبل‬
‫الوجوب‬
‫وإن سرت الناية إل النفس نظرت فإن قال عفوت عن هذه الناية قودها وديتها وما يدث منها‬
‫سقط القود ف الصبع والنفس لنه سقط ف الصبع بالعفو بعد الوجوب وسقط ف النفس لنا‬
‫ل تتبعض‬
‫وأما الدية فإنه إن كان العفو بلفظ الوصية فهو وصية للقاتل وفيها قولن فإن قلنا ل تصح وجبت‬
‫دية النفس‬
‫وإن قلنا تصح وخرجت من الثلث سقطت وإن خرج بعضها سقط ما خرج منها من الثلث‬
‫ووجب الباقي وإن كان بغي لفظ الوصية فهل هو وصية ف الكم أم ل فيه قولن أحدها أنه‬
‫وصية لنه يعتب من الثلث‬

‫____________________‬

‫والثان أنه ليس بوصية لن الوصية ما تكون بعد الوت وهذا إسقاط ف حال الياة فإذا قلنا إنه‬
‫وصية فعلى ما ذكرناه من القولي ف الوصية للقاتل‬
‫وإن قلنا إنه ليس بوصية صح العفو عن دية الصبع لنه عفا عنها بعد الوجوب ول يصح عما‬
‫زاد لنه عفا قبل الوجوب فيجب عليه دية النفس إل أرش أصبع‬
‫وأما إذا قال عفوت عن هذه الناية قودها وعقلها ول يقل وما يدث منها سقط القود ف الميع‬
‫لا ذكرناه ول تسقط دية النفس لنه أبرأ منها قبل الوجوب‬
‫وأما دية الصبع فإنه إن كان عفا عنها بلفظ الوصية أو بلفظ العفو وقلنا إنه وصية فهو وصية‬
‫للقاتل وفيها قولن وإن كان بلفظ العفو وقلنا إنه ليس بوصية فإن خرج من الثلث سقط وإن‬
‫خرج بعضه سقط منه ما خرج ووجب الباقي لنه إبراء عما وجب‬
‫فصل فإن جن جناية يب فيها القصاص كقطع اليد فعفا عن القصاص وأخذ نصف الدية ث عاد‬
‫فقتله فقد ختلف أصحابنعا فيه فذهب أبو سعيد الصطخري رحة ال عليه إل أنه يلزمه القصاص‬
‫ف النفس أو الدية الكاملة إن عفي عن القصاص لن القتل منفرد عن الناية فلم يدخل حكمه ف‬
‫حكمها فوجب لجله القصاص أو الدية‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يب القصاص ويب نصف الدية لن الناية والقتل كالناية الواحدة‬
‫فإذا سقط القصاص ف بعضها سقط ف جيعها ويب نصف الدية لنه وجب كمال الدية وقد‬
‫أخذ نصفها وبقي له النصف‬
‫ومنهم من قال يب له القصاص ف النفس وهو الصحيح لن القتل نفرد عن الناية فعفوه عن‬
‫الناية ل يوجب سقوط ما لزمه بالقتل ويب له نصف الدية لن القتل إذا تعقب الناية قبل‬
‫الندمال صار بنلة ما لو سرت إل النفس ولو سرت وجب فيها الدية وقد أخذ النصف وبقي‬
‫النصف‬
‫فصل إذا قطع يد رجل فسرى القطع إل النفس فامتص ف اليد ث عفي عن النفس على غي مال‬
‫ل يضمن اليد لنه قطعها ف حال ل يضمنها فأشبه إذا قطع يد مرتد فأسلم ولن العفو يرجع إل‬
‫ما بقي دون ما ستوف كما لو قبض من دينه بعضه ث أبرأه‬
‫وإن عفي على مال وجب له نصف الدية لنه بالعفو صار حقه ف الدية وقد أخذ ما يساوي‬
‫نصف الدية فوجب له النصف‬
‫فإن قطع يدي رجل فسرى إل نفسه فقطع الول يدي الان ث عفا عن النفس ل يب له مال لنه‬
‫ل يب له أكثر من دية وقد أخذ ما يساوي دية فلم يب له شيء‬
‫وإن قطع نصران يد مسلم فقتص منه ف الطرف ث سرى القطع إل نفس السلم فللول أن يقتله‬
‫لنه صارت الناية نفسا‬
‫وإن ختار أن يعفو على الدية ففيه وجهان أحدها أنه يب عشرة آلف درهم لن دية السلم ثنا‬
‫عشر ألفا وقد أخذ ما يساوي ألفي درهم فوجب الباقي‬
‫والثان أنه يب له نصف ديته وهو ستة آلف درهم لنه رضي أن يأخذ يدا ناقصة بيد كاملة‬
‫ديتها ستة آلف درهم فوجب الباقي‬
‫وإن قطع يديه فقتص منه ث سرى لقطع إل نفس السلم فللول أن يقتله لنه صارت الناية نفسا‬
‫فإن عفي على الدية أخذ على الوجه الول ثانية آلف درهم لنه أخذ ما يساوي أربعة آلف‬
‫درهم وبقي له ثانية آلف درهم‬
‫وعلى الوجه الثان ل شيء له لنه رضي أن يأخذ نفسه بنفسه فيصي كما لو ستوف ديته‬
‫وإن قطعت مرأة يد رجل فقتص منها ث سرى القطع إل نفس الرجل فلوليه أن يقتلها لا ذكرناه‬
‫فإن عفا على مال وجب على الوجه الول تسعة آلف درهم لن الذي أخذ يساوي ثلثة آلف‬
‫درهم وبقي تسعة آلف درهم‬
‫وعلى الوجه الثان يب ستة آلف لنه رضي أن يأخذ يدها بيده وذلك بقدر نصف ديته وبقي‬
‫النصف‬
‫كتاب الديات باب من تب الدية بقتله وما تب به الدية من النايات تب الدية بقتل السلم‬
‫لقوله تعال } ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إل أهله { وتب بقتل الذمي‬
‫والستأمن ومن بيننا وبينهم هدنة لقوله تعال } وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة‬
‫إل أهله وترير رقبة مؤمنة { وتب بقتل من ل تبلغه الدعوة لنه مقون الدم مع كونه من أهل‬
‫القتال فكان مضمونا بالقتل كالذمي‬
‫فصل وإن قطع طرف مسلم ث ارتد ومات على الردة وقلنا إنه ل يب القصاص ف طرفه أو قلنا‬
‫يب فعفي عن القصاص على مال ففيه قولن أحدها ل تب دية الطرف لنه تابع للنفس ف‬
‫الدية فإذا ل تب دية النفس ل تب دية الطرف‬
‫والثان أنه تب وهو الصحيح لن الناية أوجبت دية الطرف والردة قطعت سراية الرح فل‬
‫تسقط ما تقدم وجوبه كما لو قطع يد رجل ث قتل الرجل نفسه فإن جرح مسلما ث رتد ث أسلم‬
‫ومات فإن أقام ف الردة زمانا تسري فيه الناية ففيه قولن أحدها تب دية كاملة لن‬
‫____________________‬

‫العتبار ف الدية بال ستقرار الناية والدليل عليه أنه لو قطع يديه ورجليه وندملت وجبت له‬
‫ديتان ولو سرت إل النفس وجبت دية وهذا مسلم ف حال ستقرار الناية فوجب فيه دية مسلم‬
‫والثان يب نصف الدية لن الناية ف حال السلم توجب والسرابة ف حال الردة تسقط‬
‫فوجب النصف كما لو جرحه رجل وجرح نفسه فمات‬
‫وإن ل يقم ف الردة زمانا تسري فيه الناية وجبت دية مسلم لنه مسلم ف حال الناية وف حال‬
‫) ستقرار الناية ( ول تأثي لا مضى ف حال الردة فلم يكن له حكم‬
‫فصل وإن قطع يد مرتد ث أسلم ومات ل يضمن ومن أصحابنا من قال تب فيه دية مسلم لنه‬
‫مسلم ف حال ستقرار الناية فوجبت ديته‬
‫فصل وإن أرسل سهما على حرب فأصابه وهو مسلم ومات وجبت فيه دية مسلم‬
‫وقال أبو جعفر الترمذي ل يلزمه شيء لنه وجد السبب من جهته ف حال هو مأمور بقتله ول‬
‫يكنه تلف فعله عند السلم فل يب ضمانه كما لو جرحه ث أسلم ومات‬
‫والذهب الول لن العتبار بال الصابة دون حال الرسال لن الرسال سبب والصابة جناية‬
‫والعتبار بال الناية ل بال السبب‬
‫والدليل عليه أنه لو حفر بئرا ف الطريق وهناك حرب فأسلم ووقع فيها ومات ضمنه وإن كان‬
‫عند السبب حربيا‬
‫ويالف إذا جرحه ث أسلم ومات لن الناية هناك حصلت وهو غي مضمون‬
‫وإن أرسل سهما على مسلم فوقع به وهو مرتد فمات ل يضمن لن الناية حصلت وهو غي‬
‫مضمون فلم يضمنه كما لو أرسله على حي فوقع به وهو ميت‬
‫فصل وإن قتل مسلما تترس به الكفار ل يب القصاص لنه ل يوز أن يب القصاص مع جواز‬
‫الرمي‬
‫وأما الدية فقد قال ف موضع تب وقال ف موضع إن علمه مسلما وجبت‬
‫فمن أصحابنا من قال هو على قولي أحدها أنا تب لنه ليس من جهته تفريط ف القامة بي‬
‫الكفار فلم يسقط ضمانه‬
‫والثان أنه ل تب لن القاتل مضطر إل رميه‬
‫ومنهم من قال إن علم أنه مسلم لزمه ضمانه وإن ل يعلم ل يلزمه ضمانه لن مع العلم بإسلمه‬
‫يلزمه أن يتوقاه ومع الهل بإسلمه ل يلزمه أن يتوقاه وحل القولي على هذين الالي‬
‫وقال أبو إسحق إن عنيه بالرمي ضمنه وإن ل يعنه ل يضمنه وحل القولي على هذين الالي‬
‫فصل وتب الدية بقتل الطإ لقوله عز وجل } ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية‬
‫مسلمة إل أهله { وتب بقتل العمد ف أحد القولي وبالعفو على الدية ف القول الخر وقد بيناه‬
‫ف النايات‬
‫وتب بشبه العمد لا روى عبد ال بن عمر رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال أل‬
‫إن ف دية الطإ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مائة من البل منها أربعون خلفة ف بطونا‬
‫أولدها‬
‫فإن غرز إبرة ف غي مقتل فمات وقلنا إنه ل يب عليه القصاص ففي الدية وجهان أحدها أنا‬
‫تب لنه قد يفضي إل القتل‬
‫والثان ل تب لنه لا ل تب بأقل الثقل وهو الضرب بالقلم والرمي بالصاة ل تب بأقل الدد‬
‫فصل وتب على الماعة إذا شتركوا ف القتل وتقسم بينهم على عددهم لنه بدل متلف يتجزأ‬
‫فقسم بي الماعة على عددهم كغرامة الال‬
‫فإن شترك ف القتل ثنان وها من أهل القود فللول أن يقتص من أحدها ويأخذ من الخر نصف‬
‫الدية‬
‫وإن كان أحدها من أهل القود والخر من أهل الدية فله أن يقتص من عليه القود ويأخذ من‬
‫الخر نصف الدية‬
‫فصل وتب الدية بالسباب فإن شهد ثنان على رجل بالقتل فقتل بشهادتما بغي حق ث رجعا‬
‫عن الشهادة كان حكمهما ف الدية حكم الشريكي لا روي أن شاهدين شهدا عند علي كرم ال‬
‫وجهه على رجل أنه سرق فقطعه ث رجعا عن شهادتما فقال لو أعلم أنكما تعمدتا لقطعت‬
‫أيديكما وأغرمهما دية يده‬

‫____________________‬

‫فصل وإن أكره رجل على قتل رجل فقتله فإن قلنا إنه يب القود عليهما فللول أن يقتل من شاء‬
‫منهما ويأخذ نصف الدية من الخر لنما كالشريكي ف القتل إذا كانا من أهل القود‬
‫وإن قلنا ل يب القود إل على الكره المر دون الكره فللول أن يقتل الكره ويأخذ من الخر‬
‫نصف الدية لنما كالشريكي غي أن القصاص يسقط بالشبهة فسقط عنه والدية ل تسقط‬
‫بالشبهة فوجب عليه نصفها‬
‫فصل وإن طرح رجل ف نار يكنه الروج منها فلم يرج حت مات ففيه قولن أحدها أنه تب‬
‫الدية لن ترك التخلص من اللك ل يسقط به ضمان الناية كما لو جرحه جراحة وقدر الروح‬
‫على مداواتا فترك الداواة حت مات‬
‫والقول الثان أنا ل تب وهو الصحيح لن طرحه ف النار ل يصل به التلف وإنا يصل ببقائه‬
‫فيها باختياره فسقط ضمانه كما لو جرحه جرحا يسيا ل ياف منه فوسعه حت مات‬
‫وإن طرحه ف ماء يكنه الروج منه فلم يرج حت مات ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه‬
‫قولن كالنار‬
‫ومنهم من قال ل تب قول واحدا لن الطرح ف الاء ليس بسبب للهلك لن الناس يطرحون‬
‫أنفسهم ف الاء للسباحة وغيها وإنا حصل اللك بقامه فيه فسقط ضمانه بلف النار‬
‫فصل وإن شد يديه ورجليه وطرحه ف ساحل فزاد الاء وهلك فيه نظرت فإن كانت الزيادة‬
‫معلومة الوجود كالد بالبصرة فهو عمد مض ويب به القصاص لنه قصد تغريقه‬
‫وإن كان قد يزيد وقد ل يزيد فهو عمد خطأ وتب به الدية الغلظة‬
‫فإن كان ف موضع ل يزيد فيه الاء فزاد وهلك فيه خطأ مض وتب فيه الدية مففة‬
‫وإن شد يديه ورجليه وطرحه ف أرض مسبعة فقتله السبع فهو عمد خطإ وتب فيه دية مغلظة‬
‫وإن كان ف أرض غي مسبعة فقتله السبع فهو خطأ مض وتب فيه دية مففة‬
‫فصل وإن سلم صبيا إل سابح ليعلمه السباحة فغرق ضمنه السابح لنه سلمه إليه ليحتاط ف‬
‫حفظه فإذا هلك بالتعليم نسب إل التفريط فضمنه كالعلم إذا ضرب الصب فمات‬
‫وإن سلم البالغ نفسه إل السابح فغرق ل يضمنه لنه ف يد نفسه فل ينسب إل التفريط ف‬
‫هلكه إل غيه فل يب ضمانه‬
‫فصل وإن كان صب على طرف سطح فصاح رجل ففزع فوقع من السطح ومات ضمنه لن‬
‫الصياح سبب لوقوعه‬
‫وإن كان صياحه عليه فهو عمد خطأ وإن ل يكن صياحه عليه فهو خطأ‬
‫وإن كان بالغ على طرف سطح فسمع الصيحة ف حال غفلته فخر ميتا ففيه وجهان أحدها أنه‬
‫كالصب لن البالغ ف حال غفلته يفزع من الصيحة كما يفزع الصب‬
‫والثان ل يضمن لن معه من الضبط ما ل يقع به مع الغفلة‬
‫فصل وإن بعث السلطان إل امرأة ذكرت عنده بسوء ففزعت فألقت جنينا ميتا وجب ضمانه لا‬
‫روى أن عمر رضى ال عنه أرسل إل امرأة مغيبة كان يدخل عليها فقالت يا ويلها ما لا ولعمر‬
‫فبينا هى فهى الطريق إذ فزعت فضربا الطلق فألقت ولدا فصاح الصب صيحتي ث مات‬
‫فاستشار عمر رضى ال عنه أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فأشار بعضهم أن ليس عليك‬
‫شيء إنا أنت وال ومؤدب وصمت على رضى ال عنه فأقبل عليه فقال ما تقول يا أبا السن‬
‫فقال إن كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأ رأيهم وإن كانوا قالوا ف هواك فلم ينصحوا لك إن ديته‬
‫عليك لنك أنت أفزعتها فألقت‬
‫وإن فزعت الرأة فماتت ل تضمن لن ذلك ليس بسبب للكها ف العادة‬
‫فصل وإن طلب رجل بصيا بالسيف فوقع ف بئر أو ألقى نفسه من شاهق فمات ل يضمن لن‬
‫الطلب سبب واللقاء مباشرة فإذا اجتمعا سقط حكم السبب بالباشرة ولن الطالب ل يلجئه إل‬
‫الوقوع لنه لو أدركه جاز أل ين عليه فصار كما لو جرحه رجل فذبح الروح نفسه‬
‫وإن طلب ضريرا فوقع ف بئحر أو من شاهق ومات فإن كان عالا بالشاهق أو بالبئر ل يضمن‬
‫لنه كالبصي وإن ل يعلم ) وجب ضمانه ( لنه ألأه إليه فتعلق به الضمان كالشهود إذا شهدوا‬
‫بالقعتل ث رجعوا‬
‫وإن كان الطلوب صبيا أو منونا ففيه وجهان بناء على القولي ف عمدها هل هو عمد أو خطأ‬
‫فإن قلنا إن عمدها عمد ل يضمن الطالب الدية وإن قلنا إنه‬
‫____________________‬

‫خطأ ضمن وإن طلب رجل رجل فافترسه سبع ف طريقه نظرت فإن ألأه الطالب إل موضع‬
‫السبع ضمنه كما لو ألقاه عليه وإن ل يلجئه إليه ل يضمنه لنه ل يلجئه إليه وإن انسف من تته‬
‫سقف فسقط ومات ففيه وجهان أحدها ل يضمن كما ل يضمن إذا افترسه سبع‬
‫والثان يضمن لنه ألأه إل ما ل يكنه الحتراز منه‬
‫فصل وإن رماه من شاهق فاستقبله رجل بسيف فقده نصفي نظرت فإن كان من شاهق يوز أن‬
‫يسلم الواقع منه وجب الضمان على القاطع لن الرامى كالارح والقاطع كالذابح‬
‫وإن كان من شاهق ل يسلم الواقع منه ففيه وجهان أحدها أنه يب الضمان عليهما لن كل‬
‫واحد منهما سبب للتلف فصار كما لو جرحاه‬
‫والثان أن الضمان على القاطع لن ) الرمى ( إنا يكون سببا للتلف إذا وقع الرمى على الرض‬
‫وههنا ل يقع على الرض وصار الرامى صاحب سبب والقاطع مباشرا فوجب الضمان على‬
‫القاطع‬
‫فصل إذا زن بامرأة وهى مكرهة وأحبلها وماتت من الولدة ففيه قولن‬
‫أحدها يب عليه ديتها لنا تلفت بسبب من جهته تعدى به فضمنها‬
‫والثان ل يب لن السبب انقطع حكمه بنفى النسب عنه‬
‫فصل وإن حفر بئرا ف طريق الناس أو وضع فيه حجرا أو طرح فيه ماء أو قشر بطيخ فهلك به‬
‫إنسان وجب الضمان عليه لنه تعدى به فضمن من هلك به كما لو جن عليه‬
‫وإن حفر بئرا ف الطريق ووضع آخر حجرا فعثر رجل بالجر ووقع ف البئر فمات وجب‬
‫الضمان على واضع الجر لنه هو الذى ألقاه ف البئر فصار كما لو ألقاه فيها بيده‬
‫وإن وضع رجل حجرا ف الطريق فدفعه رجل على هذا الجر فمات وجب الضمان على الدافع‬
‫لن الدافع مباشر وواضع الجر صاحب سبب فوجب الضمان على الباشر‬
‫وإن وضع رجل حجرا ف الطريق ووضع آخر حديدة بقربه فعثر رجل بالجر ووقع على الديدة‬
‫فمات وجب الضمان على واضع الجر‬
‫وقال أبو الفياض البصرى إن كانت الديدة سكينا قاطعة وجب الضمان على واضع السكي‬
‫دون واضع الجر لن السكي القاطع موح وإن كانت غي قاطع وجب الضمان علعى واضع‬
‫الجر‬
‫والول هو الصحيح لن الواضع هو الباشر‬
‫وإن حفر بئرا ف طليق ل يستضر به الناس فإن حفرها لنفسه كان حكمه حكم الطريق الذى‬
‫يستضر الناس بفر البئر فيه لنه ل يوز أن يتص بشيء من طريق السلمي وإن حفرها لصلحة‬
‫الناس فإن كان بإذن المام فهلك به إنسان ل يضمن لن ما فعله بإذن المام للمصلحة جائز فل‬
‫يتعلق به الضمان وإن كان بغي إذنه ففيه وجهان أحدها أنه ل يضمن لنه حفرها لصلحة‬
‫السلمي من غي إضرار فصار كما لو حفرها بإذن المام‬
‫والثان أنه يضمن لن ما تعلق بصلحة السلمي يتص به المام فمن افتات عليه فيه كان متعديا‬
‫فضمن من هلك به‬
‫وإن بن مسجدا ف موضع ل ضرر فيه أو علق قنديل ف مسجد أو فرش فيه حصيا من غي إذن‬
‫المام فهلك به إنسان فهو كالبئر الت حفرها للمسلمي‬
‫وإن حفر بئرا ف موات ليتملكها أو لينتفع با الناس ل يضمن من هلك با لنه غي متعد ف‬
‫حفرها‬
‫وإن كان ف داره بئر قد غطى رأسها أو كلب عقور فدخل رجل داره بغي إذنه فوقع ف البئر‬
‫فمات أو عقره الكلب فمات ل يضمنه لنه ليس من جهته تفريط ف هلكه فإن دخلها بإذنه‬
‫فوقع ف البئر ومات أو عقره الكلب فمات ففى ضمانه قولن كالقولي فيمن قدم طعاما مسموما‬
‫إل رجل فأكله فمات وإن قدم صبيا إل هدف فأصابه سهم فمات ضمنه لن الرامى كالافر‬
‫للبئر والذى قدمه كاللقى فيها فكان الضمان عليه‬
‫وإن ترك على حائط جرة ماء فرمتها الريح على إنسان فمات ل يضمنه لنه وضعها ف ملكه‬
‫ووقعت من غي فعله وإن بن حائطا ف ملكه فمال الائط إل الطريق ووقع على إنسان فقتله‬
‫ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه يضمن لنه لا مال إل الطريق لزمه إزالته فإذا ل‬
‫يزله صار متعديا بتركه فضمن من هلك به كما لو أوقع حائطا ) مائل ( إل الطريق وترك نقضه‬
‫حت هلك به إنسان‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه ل يضمن وهو الذهب لنه بناه ف ملكه ووقع من غي‬
‫فعله فأشبه إذا وقع من غي ميل‬
‫فصل وإن أخرج جناحا إل الطريق فوقع على إنسان ومات ضمن نصف ديته لن بعضه ف ملكه‬
‫وبعضه خارج عن ملكه فسقط نصف الدية لا ف ملكه وضمن نصفها للخارج عن ملكه‬
‫وإن انكسرت خشبة من الارج فوقعت على إنسان فمات ضمن جيع الدية لنه ) مات و (‬
‫هلك بالارج من ملكه‬
‫وإن نصب ميزابا فوقع على إنسان فمات به ففيه قولن قال ف القدي ل يضمن لنه مضطر إليه‬
‫ول يد بدا منه بلف الناح‬
‫وقال ف الديد يضمن لنه غي مضطر إليه لنه كان يكنه أن يفر ف ملكه بئرا‬
‫____________________‬

‫يرى الاء إليها فكان كالناح‬


‫فصل وإن كان معه دابة فأتلفت إنسانا أو مال بيدها أو رجلها أو نابا أو بالت ف الطريق فزلق‬
‫ببولا إنسان فوقع ومات ضمنه لنا ف يده وتصرفه فكانت جنايتها كجنايته‬
‫فصل وإن اصطدم فارسان أو رجلن وماتا وجب على كل واحد منهما نصف دية الخر‬
‫وقال الزن إن استلقى أحدها فانكب الخر على وجهه وجب على الكب دية الستلقى وهدر‬
‫دمه لن الظاهر أن النكب هو القاتل والستلقى هو القتول‬
‫وهذا خطأ لن كل واحد منهما هلك بفعله وفعل صاحبه فهدر النصف بفعله ووجب النصف‬
‫بفعل صاحبه كما لو جرح كل واحد منهما نفسه وجرحه صاحبه‬
‫ووجه قول الزن ل يصح لنه يوز أن يكون الستلقى صدم صدمة شديدة فوقع مستلقيا من‬
‫شدة صدمته وإن ركب صبيان أو أركبهما وليهما واصصدما وماتا فهما كالبالغي وإن أركبهما‬
‫من ل ولية له عليهما فاصطدما وماتا وجب على الذى أركبهما دية كل واحد منهما النصف‬
‫بسبب ما جن كل واحد من الصبيي على نفسه والنصف بسبب ما جناه الخر عليه‬
‫وإن اصطدمت امرأتان حاملن فماتتا ومات جنيناها كان حكمهما ف ضمانما حكم الرجلي‬
‫فأما المل فإنه يب على كل واحدة منهما نصف دية جنينها ونصف دية جني الخرى لنايتهما‬
‫عليهما‬
‫فصل وإن وقف رجل ف ملكه أو ف طريق واسع فصدمه رجل فماتا هدر دم الصادم لنه هلك‬
‫بفعل هو مفرط فيه فسقط ضمانه كما لو دخل دار رجل فيها بئر فوقع فيها وتب دية الصدوم‬
‫على عاقلة الصادم لنه قتله بصدمة هو متعد فيها‬
‫وإن وقف ف طريق ضيق فصدمه رجل وماتا وجب على عاقلة كل واحد منهما دية الخر لن‬
‫الصادم قتل الواقف بصدمة هو مفرط فيها والصدوم قتل الصادم بسبب هو مفرط فيه وهو‬
‫وقوفه ف الطريق الضيق‬
‫وإن قعد ف طريق ضيق فعثر به رجل فماتا كان الكم فيه كالكم ف الصادم والصدوم وعقد‬
‫بيناه‬
‫فصل فإن اصطدمت سفينتان وهلكتا وما فيهما فإن كان بتفريط من القيمي بأن قصر ف آلتهما‬
‫أو قدرا على ضبطهما فلم يضبطا أو سيا ف ريح شديدة ل تسي السفن ف مثلها وإن كانت‬
‫السفينتان وما فيهما لما وجب على كل واحد منهما نصف قيمة سفينة صاحبه ونصف قيمة ما‬
‫فيها ويهدر النصف وإن كانتا لغيها وجب على كل واحد منهما نصف قيمة سفينته ونصف‬
‫قيمة ما فيها ونصف قيمة سفينة صاحبه ونصف قيمة ما فيها لا بيناه ف الفارسي‬
‫فإن كان ف السفن رجال فهلكوا ضمن عاقله كل واحد منهما نصف ديات ركاب سفينته‬
‫وركاب سفينة صاحبه‬
‫فإن قصدا الصطدام وشهد أهل البة أن مثل هذا يوجب التلف وجب على كل واحد منهما‬
‫القصاص لركاب سفينته وركاب سفينة صاحبه وإن ل يفرطا ففى الضمان قولن أحدها يب‬
‫كما يب ف اصطدام الفارسي إذا عجزا عن ضبط الفرسي‬
‫والثان ل يب لنا تلفت من غي تفريط منهما فأشبه إذا تلفت بصاعة‬
‫واختلف أصحابنا ف موضع القولي فمنهم من قال القولن إذا ل يكن من جهتهما فعل بأن كانت‬
‫السفن واقفة فجاءت الريح فقلعتها‬
‫فأما إذا سيا ث جاءت لريح فغلبتهما ث اصطدما وجب الضمان قول واحدا لن ابتداء السي‬
‫كان منهما فلزمهما الضمان كالفارسي‬
‫وقال أبو إسحاق وأبو سعيد القولن ف الالي وفرقوا بينهما وبي الفارسي بأن الفارس يكنه‬
‫ضبط الفرس باللجام والقيم ل يكنه ضبط السفينة‬
‫فإن قلنا إنه يب الضمان كان الكم فيه كالكم فيه إذا فرطا إل ف القصاص فإنه ل يب مع‬
‫عدم التفريط‬
‫وإن قلنا إنه ل يب الضمان نظرت فإن كانت السفن وما فيها لما ل يب على كل واحد منهما‬
‫ضمان وإن كانت السفن مستأجرة والتاع الذى فيها أمانة كالوديعة ومال الضاربة ل يضمن لن‬
‫الميع أمانة فل تضمن مع عدم التفريط‬
‫وإن كانت السفن مستأجرة والتاع الذى فيها يمل بأجرة ل يب ضمان السفن لنا أمانة وأما‬
‫الال فهو مال ف يد أجي مشترك فإن كان معه صاحبه ل يضمن وإن ل يكن معه صاحبه فعلى‬
‫القولي فهى الجي الشترك‬
‫وإن كان أحدها مفرطا والخر غي مفرط كان الكم ف الفرط ما ذكرناه إذا كانا مفرطي‬
‫والكم ف غي الفرط ما ذكرناه إذا غي مفرطي‬

‫____________________‬

‫فصل إذا كان ف السفينة متاع لرجل فثقلت السفينة فقال لصاحب التاع ألق متاعك ف البحر‬
‫وعلى ضمانه فألقاء وجب عليه الضمان‬
‫وقال أبو ثور ل يب لنه ضمان ما ل يب وهذا خطأ لن ذلك ليس بضمان لن الضمان يفتقر‬
‫إل مضمون عنه وليس ههنا مضمون عنه وإنا هو استدعاء إتلف بعوض لغرض صحيح‬
‫فإن قال ألق متاعك وعلى وعلى ركاب السفينة ألف فألقاه لزمه بصته فإن كانوا عشرة لزمه‬
‫مائة وإن كانوا خسة لزمه مائتان لنه جعل اللف على الميع فلم يلزمه أكثر من الصة‬
‫فإن قال أنا ألقيه على أن وهم ضمناء فألقاه ففيه وجهان أحدها أنه يب عليه الصة لا ذكرناه‬
‫والثان يب عليه ضمان الميع لنه باشر التلف‬
‫فصل فإن رمى عشرة أنفس حجرا بالنجنيق فرجع الجر وقتل أحدهم سقط من ديته العشر‬
‫ووجب تسعة أعشار الدية على الباقي لنه مات من فعله وفعلهم فهدر بفعله العشر ووجب‬
‫الباقى على التسعة‬
‫فصل وإذا وقع رجل ف بئر ووقع آخر خلفه من غي جذب ول دفع فإن مات الول وجبت ديته‬
‫على الثان لا روى على بن رباح اللخمى أن بصيا كان يقود أعمى فوقعا ف بئر فوقع العمى‬
‫فوق البصي فقتله فقضى عمر رضى ال عنه بعقل البصي على العمى فكان العمى ينشد ف‬
‫الوسم ) الرجز (‬
‫يأيها الناس لقيت منكرا هل يعقل العمى الصحيح البصرا خرا معا كلها تكسرا ولن الول‬
‫مات بوقوع الثان عليه فوجبت ديته عليه‬
‫وإن مات الثان هدرت ديته لنه ل صنع لغيه ف هلكه وإن ماتا جيعا وجبت دية الول على‬
‫الثان وهدرت دية الثان لا ذكرناه فإن جذب الول الثان ومات الول هدرت ديته لنه مات‬
‫بفعل نفسه‬
‫وإن مات الثان وجبت ديته على الول لنه مات بذبه‬
‫وإن وقع الول ث وقع الثان ث وقع الثالث فإن كان وقوعهم من غي جذب ول دفع وجبت دية‬
‫الول على الثان والثالث لنه مات بوقوعهما عليه وتب دية الثان على الثالث لنه انفرد‬
‫بالوقوع عليه فانفرد بديته وتدر دية الثالث لنه مات من وقوعه فإن جذب بعضهم بعضا بأن‬
‫وقع الول وجذب الثان وجذب الثان الثالث وماتوا وجب للول نصف الدية على الثان لنه‬
‫مات من فعله بذب الثان ومن فعل الثان بذب الثالث فهدر النصف بفعله ووجب النصف‬
‫ويب للثان نصف الدية على الول لنه جذبه ويسقط نصفها لنه جذب الثالث ويب للثالث‬
‫الدية لنه ل فعل له ف هلك نفسه‬
‫وعلى من تب فيه وجهان أحدها أنا تب على الثان لنه هو الذى جذبه والوجه الثان أنا تب‬
‫على الول والثان نصفي لن الثان جذبه والول جذب الثان فاضطره إل جذب الثالث وكان‬
‫كل واحد منهما سببا ف هلكه فوجبت الدية عليهما‬
‫فصل وإن تارح رجلن وادعى كل واحد منهما على صاحبه أنه قصد قتله فجرحه دفعا عن‬
‫نفسه فالقول قول كل واحد منهما مع يينه أنه ما قصد قتل صاحبه فإذا حلفا وجب على كل‬
‫واحد منهما ضمان جرحه لن الرح قد وجد وما يدعيه كل واحد منهما من قصد الدفع عن‬
‫نفسه ل يثبت فوجب الضمان‬
‫باب الديات دية الر السلم مائة من البل لا روى أبو بكر ممد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن‬
‫جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن‬
‫والديات وقرىء على أهل اليمن أن ف النفس مائة من البل فإن كانت الدية ف عمد أو شبه‬
‫عمد وجبت مائة مغلظة‬
‫أثلثا ثلثون حقة وثلثون جذعة وأربعون خلفة‬
‫وقال أبو ثور دية شبه العمد أخاسا عشرون بنت ماض وعشرون بنت لبون وعشرون ابن لبون‬
‫وعشرون حقة وعشرون جذعة لنه لا كانت كدية الطإ ف التأجيل والمل على العاقلة كانت‬
‫كدية الطإ ف التخميس وهذا خطأ لا روى ابن عمر رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خطب يوم فتح مكة فقال أل إن دية الطإ ) شبه ( العمد ) قتيل السوط ( والعصادية‬
‫مغلظة مائة من البل منها أربعون خلفة ف بطونا أولدها‬

‫____________________‬

‫وروى ماهد عن عمر رضى ال عنه أن دية شبه العمد ثلثون حقة وثلثون جذعة وأربعون خلفة‬

‫ويالف الطأ فإنه ل يقصد القتل ول الناية فخفف من كل وجه وف شبه العمد ل يقصد القتل‬
‫فجعل كالطإ ف التأجيل والمل على العاقلة وقصد الناية فجعل كالعمد ف التغليظ بالسنان‬
‫وهل يعتب ف اللفات السن مع المل فيه قولن أحدها ل يعتب لقوله صلى ال عليه وسلم منها‬
‫أربعون خلفة ف بطونا أولدها ول يفرق‬
‫والثان يعتب أن تكون ثنيات فما فوقها لنه أحد أقسام أعداد إبل الدية فاختص بسن كالثلثي‬
‫وإن كانت ف قتل الطإ والقتل ف غي الرم وف غي الشهر الرم والقتول غي ذى رحم مرم‬
‫للقاتل وجبت دية مففة أخاسا عشرون بنت ماض وعشرون بنت لبون وعشرون ابن لبون‬
‫وعشرون حقة وعشرون جذعة لا روى أبو عبيدة عن ابن مسعود رضى ال عنه أنه قال ف الطإ‬
‫عشرون جذعة وعشرون حقة وعشرون بنت لبون وعشرون ابن لبون وعشرون بنت ماض‬
‫وعن سليمان بن يسار أنم كانوا يقولون دية الطإ مائة من البل عشرون بنت ماض وعشرون‬
‫بنت لبون وعشرون ابن لبون وعشرون حقة وعشرون جذعة‬
‫وإن كان القتل ف الرم أو ف الشهر الرم وهى ذو القعدة وذو الجة والرم ورجب أو كان‬
‫القتول ذا رحم مرم للقاتل وجبت دية مغلظة لا روى ماهد أن عمر رضى ال عنه قضى فيمن‬
‫قتل ف الرم أو ف الشهر الرم أو مرما بالدية وثلث الدية‬
‫وروى أبو النجيح عن عثمان رضى ال عنه أنه قضى ف امرأة قتلت ف الرم فجعل الدية ثانية‬
‫آلف ستة آلف الدية وألفي للحرم‬
‫وروى نافع بن جبي أن رجل قتل ف البلد الرام ف شهر حرام‬
‫فقال ابن عباس ديته اثنا عشر ألفا وللشهر الرام أربعة آلف وللبلد الرام أربعة آلف فكملها‬
‫عشرين ألفا‬
‫فإن كان القتل ف الدينة ففيه وجهان أحدها أنه يغلظ لنا كالرم ف تري الصيد فكذلك ف‬
‫تغليظ الدية‬
‫والثان ل تغلظ لنا ل مزية لا على غيها ف تري القتل بلف الرم‬
‫واختلف قوله ف عمد الصب والنون فقال ف أحد القولي عمدها خطأ لنه لو كان عمدا‬
‫لوجب القصاص فعلى هذا يب بعمدها دية مففة‬
‫والثان أن عمدها عمد لنه يوز تأديبهما على القتل فكان عمدها عمدا كالبالغ العاقل فعلى‬
‫هذا يب بعمدها دية مغلظة وما يب فيه الدية من الطراف فهو كالنفس ف الدية الغلظة والدية‬
‫الخففة لنه كالنفس ف وجوب القصاص والدية فكان كالنفس ف الدية الغلظة والدية الخففة‬
‫فصل وتب الدية من الصنف الذى يلكه من تب عليه الدية من القاتل أو العاقلة كما تب‬
‫الزكاة من الصنف الذى يلكه من تب عليه الزكاة‬
‫وإن كان عند بعض العاقلة من البخاتى وعند البعض من العراب أخذ من كل واحد منهم من‬
‫الصنف الذى عنده‬
‫وإن اجتمع ف ملك كل واحد منهم صنفان ففيه وجهان أحدها أنه يؤخذ من الصنف الكثر فإن‬
‫استويا دفع ما شاء منهما‬
‫والثان يؤخذ من كل صنف بقسطه بناء على القولي فيمن وجبت عليه الزكاة وماله أصناف‬
‫وإن ل يكن عند من تب عليه الدية إبل وجب من غالب إبل البلد‬
‫فإن ل يكن ف البلدان وجب من غالب أقرب البلد إليه كما قلنا ف زكاة الفطر‬
‫وإن كانت إبل من تب عليه الدية مراضا أو عجافا كلف أن يشترى إبل صحاحا من الصنف‬
‫الذى عنده لنه بدل متلف من غي جنسه فل يؤخذ فيها معيب كقيمة الثوب التلف‬
‫وإن أراد الان دفع العوض عن البل مع وجودها ل يب الول على قبوله‬
‫وإن أراد الول أخذ العوض عن البل مع وجودها ل يب الان على دفعه لن ما ضمن لق‬
‫الدمى ببدل ل يز الجبار فيه على دفع العوض ول على أخذه مع وجوده كذوات المثال‬
‫وإن تراضيا على العوض جاز لنه بدل متلف فجاز أخذ العوض فيه بالتراضى كالبدل ف سائر‬
‫التلفات‬
‫فصل وإن أعوزت البل أو وجدت بأكثر من ثن الثل ففيه قولن قال ف القدي يب ألف دينار‬
‫أو اثنا عشر ألف درهم‬
‫لا روى عمرو بن حزم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل اليمن ف النفس مائة من‬
‫البل وعلى أهل الذهب ألف مثقال وعلى أهل الورق اثنا عشر ألف درهم‬
‫وروى ابن عباس رضى ال عنه أن رجل قتل على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فجعل النب صلى ال عليه وسلم ديته اثن عشر ألفا فعلى هذا إن كان ف قتل يوجب التغليظ‬
‫غلظ بثلث الدية لا رويناه عن عمر وعثمان وابن عباس ف تغليظ الدية للحرم‬
‫وقال ف الديد تب قيمة البل بالغة ما بلغت لا روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‬
‫كانت قيمة الدية على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫ثانائة دينار أو ثانية آلف درهم وكان ذلك كذلك حت استخلف عمر رضى ال عنه فقام عمر‬
‫خطيبا فقال أل إن البل قد غلت قال فقوم على أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الورق اثن‬
‫عشر ألف درهم وعلى أهل البقر مائت بقرة وعلى أهل الشاء ألفى شاة وعلى أهل اللل مائت‬
‫حلة ولن ما ضمن بنوع من الال وتعذر وجبت قيمته كذوات المثال‬
‫فصل ودية اليهودى والنصران ثلث دية السلم ودية الوسى ثلثا عشر دية السلم لا روى سعيد‬
‫بن السيب أن عمر رضى ال عنه جعل دية اليهودى والنصران أربعة آلف درهم ودية الوسى‬
‫ثانائة درهم‬
‫وأما الوثن إذا دخل بأمان وعقدت له هدنة فديته ثلثا عشر دية السلم لنه كافر ل يل للمسلم‬
‫مناكحة أهل دينه فكانت ديته ثلثى عشر دية السلم كالوسى‬
‫وأما من ل تعبلغه الدعوة فإنه إن عرف الدين الذى كان متمسكا به وجبت فيه دية أهل دينه وإن‬
‫ل يعرف وجبت فيه دية الوسى لنه متحقق وما زاد مشكوك فيه فلم يب‬
‫وقال أبو إسحاق إن كان متمسكا بدين مبدل وجبت فيه دية أهل ذلك الدين وإن كان متمسكا‬
‫بدين ل يبدل وجبت فيه دية مسلم لنه مولود على الفطرة ول يظهر منه عناد فكملت ديته‬
‫كالسلم‬
‫والذهب الول لنه كافر فلم تكمل ديته كالذمى‬
‫وإن قطع يد ذمى ث أسلم ومات وجبت فيه دية مسلم لن العتبار ف الدية بال استقرار الناية‬
‫وهو ف حال الستقرار مسلم‬
‫وإن جرح مسلم مرتدا فأسلم ومات من الرح ل يضمن‬
‫وقال الربيع فيه قول آخر أنه يضمن لن الرح استقر وهو مسلم‬
‫قال أصحابنا هذا من كيس الربيع والذهب الول لن الرح وجد فيما استحق إتلفه فلم يضمن‬
‫سرايته كما لو قطع المام يد السارق فمات منه‬
‫فصل ودية الرأة نصف دية الرجل لنه روى ذلك عن عمر وعثمان وعلى وابن عباس وابن عمر‬
‫وزيد بن ثابت رضى ال عنهم‬
‫فصل ودية الني الر غرة عبد أو أمة لا روى أبو هريرة رضى ال عنه قال اقتتلت امرأتان من‬
‫هذيل فرمت إحداها الخرى بجر فقتلتها وما ف بطنها فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أن دية جنينها غرة عبد أو أمة فقال حل بن النابغة الذل كيف أغرم من ل أكل ول شرب ول‬
‫نطق ول استهل ومثل ذلك يطل فقال النب صلى ال عليه وسلم إنا هو من إخوان الكهان من‬
‫أجل سجعه‬
‫وإن ضرب بطن امرأة منتفخة البطن فزال النتفاح أو بطن امرأة تد حركة ف بطنها فسكنت‬
‫الركة ل يب عليه شيء لنه يكن أن يكون ريا فانفشت فلم يب الضمان مع الشك‬
‫وإن ضرب بطن امرأة فألقت مضغة ل تظهر فيها صورة الدمى فشهد أربع نسوة أن فيها صورة‬
‫الدمى وجبت فيها الغرة لنن يدركن من ذلك ما ل يدرك غيهن‬
‫وإن ألقت مضغة ل تتصور فشهد أربع نسوة أنه خلق آدمى ولو بقى لتصور فعلى ما بيناه ف‬
‫كتاب عتق أم الولد‬
‫وإن ضرب بطن امرأة فألقت يدا أو رجل أو غيها من أجزاء الدمى وجبت عليه الغرة لنا‬
‫تيقنا أنه من جني والظاهر أنه تلف من جناية فوجب ضمانه وإن ألقت رأسي أو أربع أيد ل يب‬
‫أكثر من غرة لنه يوز أن يكون جنينا برأسي أو أربعة أيد فل يب ضمان ما زاد على جني‬
‫بالشك‬
‫وإن ضرب بطنها فألقت جنينا فاستهل أو تنفس أو شرب اللب ومات ف الال أو بقى متألا إل‬
‫أن مات وجبت فيه دية كاملة‬
‫وقال الزن إن‬
‫____________________‬
‫ألقته لدون ستة أشهر ومات ضمنه بالغرة ول يلزمه دية كاملة لنه ل يتم له حياة وهذا خطأ لنا‬
‫تيقنا حياته‬
‫والظاهر أنه تلف من جنايته فوجب عليه دية كاملة‬
‫وإن ألقته حيا وجاء آخر وقتله فإن كان فيه حياة مستقرة كان الثان هو القاتل ف وجوب‬
‫القصاص والدية الكاملة والول ضارب ف وجوب التعزير‬
‫وإن قتله وليس فيه حياة مستقرة فالقاتل هو الول وتلزمه الدية والثان ضارب وليس بقاتل لن‬
‫جنايته ل تصادف حياة مستقرة‬
‫وإن ضرب بطن امرأة فألقت جنينا وبقى زمانا سالا غي متأل ث مات ل يضمنه لن الظاهر أنه ل‬
‫يت من الضرب ول يلزمه ضمانه‬
‫وإن ضربا فألقت جنينا فاختلج ث سكن وجبت فيه الغرة دون الدية لنه يوز أن يكون اختلجه‬
‫للحياة ويوز أن يكون بروجه من مضيق لن اللحم الطري إذا حصل ف مضيق انقبض فإذا‬
‫خرج منه اختلج فل تب فيه الدية الكاملة بالشك‬
‫فصل ول يقبل ف الغرة ماله دون سبع سني لن الغرة هى اليار ومن له دون سبع سني ليس‬
‫من اليار بل يتاج إل من يكفله ول يقبل الغلم بعد خس عشرة سنة لنه ل يدخل على النساء‬
‫ول الارية بعد عشرين سنة لنا تتغي وتتقص قيمتها فلم تكن من اليار‬
‫ومن أصحابنا من قال يقبل ما ل يطعن ف السن عبدا كان أو أمة ول يقبل إذا طعن ف السن لنه‬
‫يستغن بنفسه قبل أن يطعن ف السن ول يستغن إذا طعن ف السن ول يقبل فيه خصى وإن‬
‫كثرت قيمته ول معيب وإن قل عيبه لنه ليس من اليار ول يقبل ما إل يساوى نصف عشر‬
‫الدية لنه روى ذلك عن زيد بن ثابت رضى ال عنه ولنه ل يكن إياب دية كاملة لنه ل يكمل‬
‫بالياة ول يكن إسقاط ضمانه لنه خلق بشر فضمن بأقل ما قدر به الرض وهو نصف عشر‬
‫الدية لنه قدر به أرش الوضحة ودية السن ول يب على قبول غي الغرة مع وجودها كما ل‬
‫يقبل ف دية النفس غي البل مع وجودها‬
‫فإن أعوزت الغرة وجب خس من البل لن البل هى أصل ف الدية فإن أعوزت وجبت قيمتها‬
‫ف أحد القولي أو خسون دينارا أو ستمائة درهم ف القول الخر‬
‫فإن كانت الناية خطأ وجبت دية مففة وإن كانت عمدا أو عمد خطإ وجبت دية مغلظة كما‬
‫قلنا ف الدية الكاملة وإن كان أحد أبويه نصرانيا والخر موسيا وجب فيه نصف عشر دية‬
‫نصران لن ف الضمان إذا وجد ف أحد أبويه ما يوجب وف الخر ما يسقط غلب الياب ولذا‬
‫لو قتل الرم صيدا متولدا بي مأكول وغي مأكول وجب عليه الزاء‬
‫وإن ضرب بطن امرأة نصرانية حامل بنصران ث أسلمت ث ألقت جنينا ميتا وجب فيه نصف‬
‫عشر دية مسلم لن الضمان يعتب بال استقرار الناية والني مسلم عند استقرار الناية فوجب‬
‫فيه نصف عشر دية مسلم وما يب ف الني يرثه ورثته لنه بدل حر فورث عنه كدية غيه‬
‫باب أروش النايات والنايات الت توجب الروش ضربان جروح وأعضاء‬
‫فأما الروح فضربان شجاج ف الرأس والوجه وجروح فيما سواها من البدن فأما الشجاج فهى‬
‫عشر الارصة وهى الت تكشط اللد‬
‫والدامية وهى الت يرج منها الدم‬
‫والباضعة وهى الت تشق اللحم‬
‫والتلحة وهى الت تنل ف اللحم‬
‫والسمحاق وهى الت تسميها أهل البلد اللطاط وهى الت تستوعب اللحم إل أن تبقى غشاوة‬
‫رقيقة فوق العظم الوضحة وهى الت تكشف عن العظم‬
‫والاشة وهى الت تشم العظم‬
‫والنقلة وتسمى أيضا النقولة وهى الت تنقل العظم من مكان إل مكان‬
‫والأمومة وتسمى أيضا المة وههى الت تصل إل أم الرأس وهى جلدة رقيقة تيط بالدماغ‬
‫والدامغة وهى الت تصل إل الدماغ‬
‫فصل والذى يب فيه أرش مقدر من هذه الشجاج أربع وهى الوضحة والاشة والنقلة والأمومة‬
‫فأما الوضحة فالواجب فيها خس من البل لا روى أبو بكر ممد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن‬
‫جده أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن‬
‫والديات وف الوضحة خس من البل ويب ذلك ف الصغية والكبية وف البارزة والستورة‬
‫بالشعر لن اسم الوضحة يقع على الميع وإن أوضح موضحتي بينهما حاجز وجب عليه أرش‬
‫موضحتي لنما موضحتان وإن أزال الاجز بينهما وجب أرش موضحة لنه صار الميع بفعله‬
‫موضحة واحدة فصار كما لو أوضح الميع من غي حاجز وإن تآكل ما بينهما وجب أرش‬
‫موضحة واحدة لن سراية فعله كفعله وإن أزال الن عليه الاجز وجب على‬
‫____________________‬

‫الان لرش الوضحتي لن ما وجب بنايته ل يسقط بفعل غيه وإن جاء آخر فأزال الاجز‬
‫وجب على الول أرش الوضحتي وعلى الخر أرش موضحة لن فعل أحدها ل يبن على الخر‬
‫فانفرد كل واحد منهما بكم جنايته وإن أوضح موضحتي ث قطع اللحم الذى بينهما ف الباطن‬
‫وترك اللد الذى فوقهما ففيه وجهان أحدها يلزمه أرش موضحتي لنفصالما ف الظاهر‬
‫والثان يلزمه أرش موضحة لتصالما ف الباطن‬
‫وإن شج رأسه شجة واحدة بعضها موضحة وبعضها باضعة ل يلزمه أكثر من أرش موضحة لنه‬
‫لو أوضح الميع ل يلزمه أكثر من أرش موضحة فلن ل يلزمه واليضاح ف البعض أول وإن‬
‫أوضح جيع رأسه وقدره عشرون إصبعا ورأس الان خس عشرة إصبعا اقتص ف جيع رأسه‬
‫وأخذ عن الربع الباقى ربع أرش موضحة‬
‫وخرج أبو على بن أب هريرة وجها آخر أنه يأخذ عن الباقى أرش موضحة لن هذا القدر لو‬
‫انفرد لوجب فيه أرش موضحة وهذا خطأ لنه إذا انفرد كان موضحة فوجب أرشها وههنا هو‬
‫بعض موضحة فلم يب فيه إل ما يصه‬
‫فصل ويب ف الاشة عشر من البل لا روى قبيصة بن ذؤيب عن زيد بن ثابت أنه قال ف‬
‫الاشة عشر من البل وإن ضرب رأسه بثقل فهشم العظم من غي إيضاح ففيه وجهان أحدها‬
‫وهو قول أب على بن أب هريرة أنه تب فيه الكومة لنه كسر عظم من غي إيضاح فأوجب‬
‫الكومة ككسر عظم الساق‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه يب فيه خس من البل وهو الصحيح لنه لو أوضحه وهشمه‬
‫وجب عليه عشر من البل فدل على أن المس الزائدة لجل الاشة وقد وجدت الاشة فوجب‬
‫فيها المس وإن هشم هاشتي بينهما حاجز وجب عليه أرش هاشتي كما قلنا ف الوضحتي‬
‫فصل ويب ف النقلة خس عشرة من البل لا روى عمرو بن حزم أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كتب إل أهل اليمن ف النقلة خس عشرة من البل وإن أوضح رأسه موضحة ونزل فيها‬
‫إل الوجه ففيه وجهان أحدها أنه يب عليه أرش موضحتي لنه أوضح ف عضوين فوجب أرش‬
‫موضحتي كما لو فصل بينهما‬
‫والثان يب أرش موضحة لنا موضحة واحدة فأشبه إذا أوضح ف الامة موضحة ونزل فيها إل‬
‫الناصية وإن أوضح ف الرأس موضحة ونزل فيها إل القفا وجب عليه أرش الوضحة ف الرأس‬
‫ويب عليه حكومة ف الراحة ف القفا لنه ليس بحل للموضحة فانفرد الرح فيه بالضمان‬
‫فصل ويب ف الأمومة ثلث الدية لا روى عكرمة بن خالد أن النب صلى ال عليه وسلم قضى ف‬
‫الأمومة بثلث الدية‬
‫وأما الدامغة فقد قال بعض أصحابنا يب فيها ما يب ف الأمومة‬
‫وقال أقضى القضاة أبو السن الاوردى البصرى يب عليه أرش الأمومة وحكومة لن خرق‬
‫اللد جناية بعد الأمومة فوجب لجلها حكومة‬
‫فصل وإن شج رأس رجل موضحة فجاز آخر فجعلها هاشة وجاء آخر فجعلها منقلة وجاء آخر‬
‫فجعلها مأمومة وجب على الول خس من البل وعلى الثان خس وعلى الثالث خس وعلى‬
‫الرابع ثان عشر بعيا وثلث لن ذلك جناية كل واحد منهم‬
‫فصل وأما الشجاج الت قبل الوضحة وهى خسة الارصة والدامية والباضعة والتلحة‬
‫والسمحاق فينظر فيها فإن أمكن معرفة قدرها من الوضحة بأن كانت ف الرأس موضحة فشج‬
‫رجل بنبها باضعة أو متلحة وعرف قدر عمقها ومقدارها من الوضحة من نصف أو ثلث أو‬
‫ربع وجب عليه قدر ذلك من أرش الوضحة لنه يكن تقدير أرشها بنفسها فلم تقدر بغيها وإن‬
‫ل يكن معرفة قدرها من الوضحة وجبت فيها الكومة لن تقدير الرش بالشرع ول يرد الشرع‬
‫بتقدير الرش فيما دون الوضحة وتعذر معرفة قدرها من الوضحة فوجبت فيها الكومة‬
‫فصل وأما الروح فيما سوى الرأس والوجه فضربان‬
‫جائفة وغي جائفة فأما غي الائفة فهى الراحات الت ل تصل إل جوف والواجب فيها الكومة‬

‫فإن أوضح عظما ف غي الرأس والوجه أو هشمه أو نقله وجب فيه الكومة لنا ل تشارك‬
‫نظائرها من الشجاج الت ف الرأس والوجه ف السم ول تساويها ف الشي والوف عليه منها‬
‫فلم تساوها ف تقدير الرش‬

‫____________________‬

‫وأما الائفة وهى الت تصل إل الوف من البطن أو الظهر أو الورك أو الصدر أو ثغرة النحر‬
‫فالواجب فيها ثلث الدية لا روى ف حديث عمرو بن حزم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كتب إل أهل اليمن ف الائفة ثلث الدية فإن أجاف جائفتي بينهما حاجز وجب ف كل واحدة‬
‫منهما ثلث الدية‬
‫وإن أجاف جائفة فجاز آخر ووسعها ف الظاهر والبطن وجب على الثان ثلث الدية لن هذا‬
‫القدر لو انفرد لكان جائفة فوجب فيه أرش الائفة فإن وسعها ف الظاهر دون الباطن أو ف‬
‫الباطن دون الظاهر وجب عليه حكومة لن جنايته ل تبلغ الائفة‬
‫وإن جرح فخذه وجر السكي حت بلغ الورك وأجاف فيه أو جرح الكتف وجر السكي حت‬
‫بلغ الصدر وأجاف فيه وجب عليه أرش الائفة وحكومة ف الراحة لن الراحة ف غي موضع‬
‫الائفة فانفردت بالضمان كما قلنا فيمن نزل ف موضحة الرأس إل القفا‬
‫وإن طعن بطنه بسنان فأخرجه من ظهره أو طعن ظهره فأخرجه من بطنه وجب عليه ف الداخل‬
‫إل الوف أرش الائفة لنا جائفة وف الارج منه إل الظاهر وجهان أحدها وهو النصوص أنه‬
‫جائفة ويب فيها أرش جائفة أخرى لا روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن عمر رضى ال‬
‫عنه قضى ف الائفة إذا نفذت من الوف جائفتان ولنا جراحة نافذة إل الوف فوجب فيها‬
‫أرش جائفة كالداخلة إل الوف‬
‫والثان ليس بائفة ويب فيها حكومة لن الائفة ما تصل من الظاهر إل الوف وهذه خرجت‬
‫من الوف إل الظاهر فوجب فيها حكومة‬
‫فصل وإن طعن وجنته فهشم العظم ووصلت إل الفم ففيه قولن أحدها إنا جائفة ويب فيها‬
‫ثلث الدية لنا جراحة من ظاهر إل جوف فأشبهت الراحة الواصلة إل الباطن‬
‫والثان أنه ليس بائفة لنه ل تشارك الائفة ف إطلق السم ول تساويها ف الوف عليه منها‬
‫فلم تساوها ف أرشها فعلى هذا يب عليه دية هاشة لنه هشم العظم ويب عليه حكومة لا زاد‬
‫على الاشة‬
‫فصل وإن خاط الائفة فجاء رجل وفتق الياطة نظرت فإن كان قبل اللتحام ل يلزمه أرش لنه‬
‫ل توجد منه جناية ويلزمه قيمة اليط وأجرة الثل للخياطة‬
‫وإن كان بعد التحام الميع لزمه أرش جائفة لنه باللتحام عاد إل ما كان قبل الناية ويلزمه‬
‫قيمة اليط ول تلزمه أجرة الياطة لنا دخلت ف أرش الائفة وإن كان بعد التحام بعضها لزمه‬
‫الكومة لنايته على ما التحم وتلزمه قيمة اليط ول تلزمه أجرة الياطة لنا دخلت ف الكومة‬

‫فصل وإن أدخل خشبة أو حديدة ف دبر إنسان فخرق حاجزا ف الباطن ففيه وجهان بناء على‬
‫الوجهي فيمن خرق الاجز بي الوضحتي ف الباطن‬
‫أحدها يلزمه أرش جائفة لنه خرق حاجزا إل الوف‬
‫والثان تلزمه حكومة لبقاء الاجز الظاهر‬
‫فصل وإن أذهب بكارة امرأة بشبة أو نوها لزمته حكومة لنه إتلف ) حاجز ( وليس فيه أرش‬
‫مقدر فوجبت فيه الكومة‬
‫وإن أذهبها بالوطء ل يلزمه أرش لنا إن طاوعته فقد أذنت فيه وإن أكرهها دخل أرشها ف الهر‬
‫لنا نوجب عليه مهر بكر‬
‫فصل وأما العضاء فيجب الرش ف إتلف كل عضو فيه منفعة أو جال فيجب ف إتلف العيني‬
‫الدية وف أحدها نصفها لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال ف كتاب كتبه لعمرو بن حزم‬
‫هذا كتاب الروح ف النفس مائة من البل وف العي خسون من البل فأوجب ف كل عي‬
‫خسي من البل فدل على أنه يب ف العيني مائة ولنا من أعظم الوارح جال ومنفعة ويب ف‬
‫عي العور نصف الدية للخب ولن ما ضمن بنصف الدية مع بقاء نظيه ضمن به مع فقد نظيه‬
‫كاليد وإن جن على عينيه أو رأسه أو غيها فذهب ضوء العيني وجبت الدية لنه أتلف النفعة‬
‫القصودة بالعضو فوجبت ديته كما لو جن على يده فشلت وإن ذهب الضوء من إحداها وجب‬
‫نصف الدية لن ما أوجب الدية ف إتلفهما أوجب نصف الدية ف إتلف إحداها كاليدين وإن‬
‫أزال الضوء فأخذت منه الدية ث عاد وجب رد الدية لنه لا عاد علمنا أنه ل يذهب لن الضوء‬
‫إذا ذهب ل يعد‬
‫وإن زال الضوء فشهد ) رجلن ( عدلن من أهل البة أنه يرجى عوده فإن ل يقدر لعوده مدة‬
‫معلومة ل ينتظر لن النتظار إل غي مدة معلومة يؤدى إل إسقاط موجب الناية‬
‫وإن قدر مدة معلومة انتظر وإن عاد الضوء ل يب شيء وإن ل يعد أخذ الان بوجب الناية من‬
‫القصاص أو الدية‬
‫وإن مات قبل انقضاء الدة ل يب القصاص لنه موضع شبهة لنه يوز أل يكون بطل الضوء‬
‫ولعله لو عاش لعاد‬
‫____________________‬

‫والقصاص يسقط بالشبهة وأما الدية فقد قال فيمن قلع سنا وقال أهل البة يرجى عوده إل مدة‬
‫فمات قبل انقضائها إن ف الدية قولي أحدها تب لنه أتلف ول يعد‬
‫والثان ل تب لنه ل يتحقق التلف ولعله لو بقى لعاد فمن أصحابنا من جعل ف دية الضوء‬
‫قولي ومنهم من قال تب دية الضوء قول واحدا لن عود الضوء غي معهود بلف السن فإن‬
‫عودها معهود‬
‫فصل فإن جن على عينيه فنقص الضوء منهما فإن عرف مقدار النقصان بأن كان يرى الشخص‬
‫من مسافة فصار ل يراه إل من نصف تلك السافة وجب من الدية بقسطها لنه عرف مقدار ما‬
‫نقص فوجب بقسطه وإن ل يعرف قدر النقصان بأن ساء إدراكه وجبت فيه الكومة لنه تعذر‬
‫التقدير فوجبت فيه الكومة وإن نقص الضوء ف إحدى العيني عصبت العليلة وأطلقت‬
‫الصحيحة ووقف له شخص ف موضع يراه ث ل يزال يبعد الشخص ويسأل عنه إل أن يقول ل‬
‫أراه ويسح قدر السافة ث تطلق العليلة وتعصب الصحيحة ول يزال يقرب الشخص إل أن يراه‬
‫ث ينظر ما بي السافتي فيجب من الدية بقسطها‬
‫فصل وإن جن على عي صب أو منون فذهب ضوء عينه وقال أهل البة قد زال الضوء ول‬
‫يعود ففيه قولن أحدها أنه ل يب عليه ف الال شيء حت يبلغ الصب ويفيق النون ويدعى‬
‫زوال الضوء لواز أل يكون الضوء زائل‬
‫والقول الثان أنه يب القصاص أو الدية لن الناية قد وجدت فتعلق با موجبها‬
‫فصل وإن جن على عي فشخصت أو احولت وجبت عليه حكومة لنه نقصان جال من غي‬
‫منفعة فضمن بالكومة وإن أتلف عينا قائمة وجبت عليه الكومة لنه إتلف جال من غي منفعة‬
‫فوجبت فيها الكومة‬
‫فصل ويب ف الفون الدية لن فيها جال كامل ومنفعة كاملة لنا تقى العي من كل ما يؤذيها‬
‫ويب ف كل واحد منها ربع الدية لنه مدود لنه ذو عدد تب الدية ف جيعها فوجب ف كل‬
‫واحد منها ما يصها من الدية كالصابع وإن قلع الجفان والعيني وجب عليه ديان لنما‬
‫جنسان يب بإتلف كل واحد منهما الدية فوجب بإتلفهما ديان كاليدين والرجلي فإن أتلف‬
‫الهداب وجبت عليه الكومة لنه إتلف جال من غي منفعة فضمن بكومة وإن قلع الجفان‬
‫وعليها الهداب ففيه وجهان أحدها ل يب للهداب حكومة لنه شعر نابت ف العضو التلف‬
‫فل يفرد بالضمان كشعر الذراع‬
‫والثان يب للهداب حكومة لن فيها جال ظاهرا فأفردت عن العضو بالضمان‬
‫فصل ويب ف الذني الدية وف أحدها نصفها لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم كتب ف‬
‫كتاب عمرو بن حزم ف الذن خسون من البل فأوجب ف الذن خسي من البل فدل على أنه‬
‫يب ف الذني مائة ولن فيها جال ظاهرا ومنفعة مقصودة وهو أنا تمع الصوت وتوصله إل‬
‫الدماغ فوجب فيها الدية كالعي وإن قطع بعضها من نصف أو ربع أو ثلث وجب فيه من الدية‬
‫بقسطه لن ما وجبت الدية فيه وجبت ف بعضه بقسطه كالصابع وإن ضرب أذنه فاستحشفت‬
‫ففيه قولن أحدها تب عليه الدية كما لو ضرب يده فشلت‬
‫والثان تب عليه الكومة لنه منفعة الذن جع الصوت وذلك ل يزول بالستحشاف بلف‬
‫اليد فإن منفعتها بالبطش وذلك يزول بالشلل وإن قطع أذنا مستحشفة فإن قلنا إنه إذا ضربا‬
‫فاستحشفت وجبت عليه الدية وجب ف الستحشفة الكومة كما لو قطع يدا شلء وإن قلنا إنه‬
‫تب عليه الكومة وجب فهى الستحشفة الدية كما لو قطع يدا مروحة فإن قطع أذن الصم‬
‫وجبت عليه الدية لن عدم السمع نقص ف غي الذن فل يؤثر ف دية الذن‬
‫فصل ويب ف السمع الدية لا روى أبو الهلب عن أب قلبة أن رجل رمى رجل بجر ف رأسه‬
‫فذهب سعه وعقله ولسانه ونكاحه فقضى فيه عمر رضى ال عنه بأربع ديات والرجل حى ولنا‬
‫حاسة تتص بنفعة فأشبهت حاسة البصر وإن أذهب السمع ف أحد الذن وجب نصف الدية‬
‫لن كل شيئي وجبت الدية فيهما وجب نصفها ف أحدها كالذني وإن قطع‬
‫____________________‬

‫الذني وذهب السمع وجب عليه ديتان لن السمع ف غي الذن فل تدخل دية أحدها ف الخر‬
‫وإن جن عليه فزال السمع وأخذت منه الدية ث عاد وجب رد الدية لنه ل يذهب السمع لنه لو‬
‫ذهب لا عاد وإن ذهب السمع فشهد شاهدان من أهل البة أنه يرجى عوده إل مدة فالكم فيه‬
‫كالكم ف العي إذا ذهب ضوؤها فشهد شاهدان أنه يرجى عوده وقد بيناه وإن نقص السمع‬
‫وجب أرش ما نقص فإن عرف القدر الذى نقص بأن كان يسمع الصوت من مسافة فصار ل‬
‫يسمع إل من بعضها وجب فيه من الدية بقسطه وإن ل يعرف القدر بأن ثقلت أذنه وساء سعه‬
‫وجبت الكومة وإن نقص السمع ف أحد الذني سدت العليلة وأطلقت الصحيحة ويؤمر رجل‬
‫حت يصيح من موضع يسمعه ث ل يزال يبعد ويصيح إل أن يقول ل أسع ث تسح السافة ث‬
‫تطلق العليلة وتسد الصحيحة ث يصيح الرجل ث ل يزال يقرب ويصيح إل أن يسمعه وينظر ما‬
‫بي السافتي ويب من الدية بقسطه‬
‫فصل ويب ف مارن النف الدية لا روى طاوس قال كان ف كتاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف النف إذا أوغب مارنه جدعا الدية ولنه عضو فيه جال ظاهر ومنفعة كاملة ولنه يمع‬
‫الشم وينع من وصول التراب إل الدماغ والخشم كالشم ف وجوب الدية لن عدم الشم‬
‫نقص ف غي النف فل يؤثر ف دية النف ويالف العي القائمة فإن عدم البصر نقص ف العي‬
‫فمنه من وجوب الدية ف العي وإن قطع جزءا من الارن كالنصف والثلث وجب فيه من الدية‬
‫بقدره لن ما ضمن بالدية يضمن بعضه بقدره من الدية كالصابع‬
‫وإن قطع أحد النخرين ففيه وجهان أحدها وهو النصوص أن عليه نصف الدية لنه أذهب‬
‫نصف المال ونصف النفعة‬
‫والثان يب عليه ثلث الدية لن الارن يشتمل على ثلثة أشياء النخرين والاجز فوجب ف كل‬
‫واحد من النخرين ثلث الدية‬
‫وإن قطع أحد النخرين والاجز وجب عليه على الوجه الول نصف الدية للحاجز وعلى الوجه‬
‫الثان يب عليه ثلثا الدية ثلث للحاجز وثلث للمنخر‬
‫وإن شق الاجز وجب عليه حكومة‬
‫وإن قطع الارن وقصبة النف وجب عليه الدية ف الارن والكومة ف القصبة لن القصبة تابعة‬
‫فوجب فيها الكومة كالذراع مع الكف وإن جن على الارن فاستحشف ففيه قولن كالقولي‬
‫فيمن جن على الذن حت استحشف أحدها تب عليه الدية‬
‫والثان تب عليه الكومة وقد مضى وجههما ف الذن‬
‫فصل وتب بإتلف الشم الدية لنا حاسة تتص بنفعة مقصودة فوجب بإتلفها الدية كالسمع‬
‫والبصر‬
‫وإن ذهب الشم من أحد النخرين وجب فيه نصف الدية كما تب ف إذهاب البصر من أحد‬
‫العيني والسمع من أحد الذني‬
‫وإن جن عليه فنقص الشم وجب عليه أرش ما نقص وإن أمكن أن يعرف قدر ما نقص وجب‬
‫فيه من الدية بقدره‬
‫وإن ل يكن معرفة قدره وجبت فيه الكومة لا بيناه ف نقصان السمع‬
‫وإن ذهب الشم وأخذت ) فيه ( الدية ث عاد وجب رد الدية لنا تبينا أنه ل يذهب وإنا حال‬
‫دونه حائل لنه لو ذهب ل يعد‬
‫فصل وإن جن على رجل جناية ل أرش لا بأن لطمه أو لكمه أو ضرب رأسه بجر فزال عقله‬
‫وجب عليه الدية لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم كتب ف كتاب عمرو بن حزم وف العقل‬
‫الدية ولن العقل أشرف من الواس لن به يتميز النسان من البهيمة وبه يعرف حقائق‬
‫العلومات ويدخل ف التكليف فكان بإياب الدية أحق وإن نقص عقله فإن كان يعرف قدر ما‬
‫نقص بأن ين يوما ويفيق يوما وجب عليه من الدية بقدره لن ما وجبت فيه الدية وجب بعضها‬
‫ف بعضه كالصابع وإن ل يعرف قدره بأن صار إذا سع صيحة زال عقله ث يعود وجبت فيه‬
‫الكومة لنه تعذر إياب جزء مقدر من الدية فعدل إل الكومة‬
‫فإن كانت الناية لا أرش مقدر نظرت فإن بلغ الرش قدر الدية أو أكثر ل يدخل ف دية العقل‬
‫ول تدخل فيه دية العقل لا روى أبو الهلب عم أب قلبة أن رجل رمى رجل بجر ف رأسه‬
‫فذهب عقله وسعه ولسانه ) ونكاحه ( فقضى فيه عمر رضى ال عنه بأربع ديات وهو حى‬
‫وإن كان الرش دون الدية كأرش الوضحة ونوه ففيه قولن قال ف القدي يدخل ف دية العقل‬
‫لنه معن يزول التكليف بزواله فدخل أرش الطرف ف ديته كالنفس‬
‫وقال ف الديد ل يدخل وهو الصحيح لنه لو دخل ف ديته ما دون الدية لدخلت فيها الدية‬
‫كالنفس ولن العقل ف مل والناية ف مل آخر فل يدخل أرشها ف ديتها كما لو أوضح‬
‫____________________‬

‫رأسه فذهب بصره‬


‫وإن شهر سيفا على صب أو بالغ مضعوف أو صاح عليه صيحة عظيمة فزال عقله وجبت عليه‬
‫الدية لن ذلك سبب لزوال عقله‬
‫وإن شهر سيفا على بالغ متيقظ أو صاح عليه فزال عقله ل تب عليه الدية لن ذلك ليس بسبب‬
‫لزوال عقله‬
‫فصل ويب ف الشفتي الدية لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم كتب ف كتاب عمرو بن‬
‫حزم ف الشفتي الدية ولن فيهما جال ظاهرا ومنافع كثية لنما يقيان الفم من كل ما يؤذيه‬
‫ويردان الريق وينفخ بما ويتم بما الكلم ويب ف إحداها نصف الدية لن كل شيئي وجب‬
‫فيهما الدية وجب ف أحدها نصف الدية كالعيني والذني‬
‫وإن قطع بعضها وجب فيه من الدية بقدره كما قلنا ف الذن والارن‬
‫وإن جن عليهما فيبستا وجبت عليه الدية لنه أتلف منافعهما فوجبت عليه الدية كما لو جن‬
‫على يديه فشلتا فإن تقلصتا وجبت عليه الكومة لن منافعهما ل تبطل وإنا حدث بما نقص‬
‫فصل ويب ف اللسان الدية لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم كتب ف كتاب عمرو بن حزم‬
‫وف اللسان الدية ولن فيه جال ظاهرا ومنافع فأما المال فإنه من أحسن ما يتجمل به النسان‬
‫والدليل عليه ما روى ممد بن على بن السي أن النب صلى ال عليه وسلم قال للعباس أعجبن‬
‫جالك يا عم النب فقال يا رسول ال وما المال ف الرجل قال اللسان ويقال الرء بأصغريه قلبه‬
‫ولسانه‬
‫ويقال ما النسان لول اللسان إل صورة مثلة أو بيمة مهملة‬
‫وأما النافع فإنه يبلغ به الغراض ويقضى به الاجات وبه تتم العبادات ف القراءة والذكار وبه‬
‫يعرف ذوق الطعام والشراب ويستعي به ف مضغ الطعام‬
‫وإن بن عليه فخرس وجبت الدية لنه أتلف عليه النفعة القصودة فأشبه إذا جن على اليد‬
‫فشلت أو على العي فعميت وإن ذهب بعض الكلم وجب من الدية بقدره لن ما ضمن جيعه‬
‫بالدية ضمن بعضه ببعضها كالصابع ويقسم على حروف كلمه لن حروف اللغات متلفة‬
‫العداد فإن ف ) بعض ( اللغات ما عدد حروف كلمها أحد وعشرون حرفا ومنها ما عدد‬
‫حروفها ستة وعشرون وحروف لغة العرب ثانية وعشرون حرفا فإن كان الن عليه يتكلم‬
‫بالعربية قسمت ديته على ثانية وعشرين حرفا‬
‫وقال أبو سعيد الصطخرى يقسم على حروف اللسان وهى ثانية عشر حرفا ويسقط حروف‬
‫اللق وهى ستة المزة والاء والاء والاء والعي والغي‬
‫ويسقط حروف الشفة وهى أربعة الباء واليم والفاء والواو‬
‫والذهب الول لن هذه الروف وإن كان مرجها اللق والشفة إل أن الذى ينطق با هو‬
‫اللسان ولذا ل ينطق با الخرس‬
‫وإن ذهب حرف من كلمه وعجز به عن كلمة وجب عليه أرش الرف لن الضمان يب لا‬
‫تلف‬
‫وإن جن على لسانه فصار ألثغ وجب عليه دية الرف الذى ذهب لن ما ابتدل به ل يقوم مقام‬
‫الذاهب‬
‫وإن جن عليه فحصل ف لسانه ثقل ل يكن أو عجلة ل تكن أو تتمة ل تب عليه دية لن النفعة‬
‫باقية وتب عليه حكومة لا حصل من النقص والشي‬
‫فصل وإن قطع ربع لسانه فذهب ربع كلمه وجب عليه ربع الدية‬
‫وإن قطع نصف لسانه وذهب نصف كلمه وجب عليه نصف الدية لن الذى فات من العضو‬
‫والكلم سواء ف القدر فوجب من الدية بقدر ذلك فإن قطع ربع اللسان فذهب نصف الكلم‬
‫وجب عليه نصف الدية‬
‫وإن قطع نصف اللسان وذهب ربع الكلم وجب عليه نصف الدية واختلف أصحابنا ف علته‬
‫فمنهم من قال العلة فيه أن ما يتلف من اللسان مضمون وما يذهب من الكلم مضمون وقد‬
‫اجتمعا فوجب أكثرها‬
‫وقال أبو إسحاق العتبار باللسان إل أنه إذا قطع ربع اللسان فذهب نصف الكلم دل ذهاب‬
‫نصف الكلم على شلل ربع آخر من اللسان فوجب عليه نصف الدية ربعها بالقطع وربعها‬
‫بالشلل‬
‫فإن قطع ربع اللسان وذهب نصف الكلم وقطع آخر ما بقى من اللسان وجب عليه على‬
‫) تعليل ( الول ثلثة أرباع الدية اعتبارا با بقى من اللسان ويب عليه على تعليل أب إسحاق‬
‫نصف الدية وحكومة لنه قطع من اللسان نصفا صحيحا وربعا أشل‬
‫وإن قطع واحد نصف لسانه وذهب ربع الكلم وجاء الثان وقطع الباقى‬
‫____________________‬

‫وجب عليه على تعليل الول ثلثة أرباع الدية اعتبارا با ذهب من الكلم‬
‫ويب عليه على تعليل أب إسحاق نصف الدية اعتبارا با قطع من اللسان‬
‫وإن قطع نصف لسانه فذهب نصف كلمه فاقتص منه فذهب نصف كلمه فقد استوف الن‬
‫عليه حقه وإن ذهب ربع كلمه أخذ الن عليه مع القصاص ربع الدية لتمام حقه فإن ذهب‬
‫بالقصاص ثلثة أرباع كلمه ل يضمن الزيادة لنه ذهب بقود مستحق‬
‫فصل وإن كان لرجل لسان له طرفان فقطع رجل أحد الطرفي فذهب كلمه وجبت عليه الدية‬
‫وإن ذهب نصفه وجب عليه نصف الدية وإن ذهب ربعه وجب عليه ربع الدية وإن لنم يذهب‬
‫من الكلم شيء نظرت فإن كانا متساويي ف اللقة فهما كاللسان الشقوق ويب بقطعهما الدية‬
‫وبقطع أحدها نصف الدية وإن كان أحدها تام اللقة والخر ناقص اللقة فالتام هو اللسان‬
‫الصلى والخر خلقة زائدة فإن قطعهما قاطع وجب عليه دية وحكومة وإن قطع التام وجبت‬
‫عليه دية وإن قطع الناقص وجبت عليه حكومة‬
‫فصل وإن جن على لسانه فذهب ذوقه فل يس بشىء من الذاق وهى خسة اللوة والرارة‬
‫والموضة واللوحة العذوبة وجبت عليه الدية لنه أتلف عليه حاسة لنفعة مقصودة فوجبت عليه‬
‫الدية كما لو أتلف عليه السمع أو البصر‬
‫وإن نقص بعض الذوق نظرت فإن كان النقصان ل يتقدر بأن كان يس بالذاق المس إل أنه ل‬
‫يدركها على كمالا وجبت عليه والكومة لنه نقص ل يكن تقدير الرش فيه فوجبت فيه‬
‫حكومة‬
‫وإن كان نقصا يتقدر بأل يدرك أحد الذاق المس ويدرك الباقى وجب عليه خس الدية‬
‫وإن ل يدرك اثني وجب عليه خسان لنه يتقدر التلف فيقدر الرش‬
‫فصل وإن قطع لسان أخرس فإن كان بقى بعد القطع ذوقه وجبت عليه الكومة لنه عضو‬
‫بطلت منفعته فضمن بالكومة كالعي القائمة واليد الشلء‬
‫وإن ذهب ذوقه بالقطع وجبت عليه دية كاملة لتلف حاسة الذوق‬
‫وإن قطع لسان طفل فإن كان قد ترك بالبكاء أو با يعب عنه اللسان كقوله بابا وماما وجبت‬
‫عليه الدية لنه لسان ناطق‬
‫وإن ل يكن ترك بالبكاء ول با يعب عنه اللسان فإن كان بلغ حدا يتحرك اللسان فيه بالبكاء‬
‫والكلم وجبت الكومة لن الظاهر أنه ل يكن ناطقا لنه لو كان ناطقا لتحرك با يدل عليه‬
‫وإن قطعه قبل أن يضى عليه زمان يتحرك فيه اللسان وجبت عليه الدية لن الظاهر السلمة‬
‫فضمن كما تضمن أطرافه وإن ل يظهر فيها بطش‬
‫فصل وإن قطع لسان رجل فقضى عليه بالدية ث نبت لسانه فقد قال فيمن قلع سن من ثغر ث‬
‫نبت سنه إنه على قولي أحدها يرد الدية‬
‫والثان ل يرد فمن أصحابنا من جعل اللسان أيضا على قولي وهو قول أب إسحاق لنه إذا كان‬
‫ف السن الت ل تنبت ف العادة إذا نبتت قولن وجب أن يكون ف اللسان أيضا قولن ومنهم من‬
‫قال ل يرد الدية ف اللسان قول واحدا وهو قول أب على بن أب هريرة‬
‫والفرق بينه وبي السن أن ف جنس السن ما يعود وليس ف جنس اللسان ما يعود فوجب أن‬
‫يكون ما عاد هبة مددة فلم يسقط به بدل ما أتلف عليه‬
‫وإن جن على لسانه فذهب كلمه وقضى عليه بالدية ث عاد الكلم وجب رد الدية قول واحدا‬
‫لن الكلم إذا ذهب ل يعد فلما عاد علمنا أنه ل يذهب وإنا امتنع لعارض‬
‫فصل ويب ف كل سن خس من البل لا روى عمر بن حزم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كتب إل أهل اليمن وف السن خس من البل والنياب والضراس والثنايا والرباعيات ف ذلك‬
‫سواء للخب ولنه جنس ذو عدد فلم تتلف ديتها باختلف منافعها كالصابع‬
‫وإن قلع ما ظهر وخرج من لم اللثة وبقى السنخ لزمه دية السن لن النفعة والمال فيما ظهر‬
‫فكملت ديته كما لو قطع الصابع دون الكف فإن عاد هو أو غيه وقلع السنخ الغيب وجبت‬
‫عليه حكومة لنه تابع لا ظهر فوجبت فيه الكومة كما لو قطع الكف بعدما قطع الصابع‬
‫وإن قلع السن من أصلها مع السنخ ل يلزمه لا تتها من السنخ حكومة لن السنخ تابع لا ظهر‬
‫فدخل ف ديته كالكف إذا قطع مع الصابع‬
‫وإن كسر بعض السن طول أو عرضا وجب عليه من دية السن بقدر ما كسر منها من النصف أو‬
‫الثلث أو الربع لن ما وجب ف جيعه الدية وجب ف بعضه من الدية بقدره‬
‫____________________‬

‫كالصابع ويعتب القدر من الظاهر دون السنخ الغيب لن الدية تكمل بقطع الظاهر فاعتب‬
‫الكسور منه فإن ظهر السنخ الغيب بعلة اعتب القدر الكسور با كان ظاهرا قبل العلة ل با ظهر‬
‫بالعلة لن الدية تب فيما كان ظاهرا فاعتب القدر الكسور منه‬
‫فصل وإن قلع سنا فيها شق أو أكلة فإن ل يذهب شيء من أجزائها وجبت فيها دية السن كاليد‬
‫الريضة وإن ذهب من أجزائها شيء سقط من ديتها بقدر الذاهب ووجب الباقى فإن كانت‬
‫إحدى ثنيتيه العلياوين أو السفلوين أقصر من الخرى فقلع القصية نقص من ديتها بقدر ما‬
‫نقص منها لنما ل يتلفان ف العادة فإذا اختلفا كانت القصية ناقصة فلم تكمل ديتها‬
‫وإن قلع سنا مضطربة نظرت فإن كانت منافعها باقية مع حركتها من الضغ وحفظ الطعام والريق‬
‫وجبت فيها الدية لبقاء النفعة والمال وإن ذهبت منافعها وجبت فيها الكومة لنه ل يبق غي‬
‫المال فلم يب غي الكومة كاليد الشلء وإن نقصت منافعها فذهب بعضها وبقى البعض ففيه‬
‫قولن أحدها يب فيها الدية لن المال تام والنفعة باقية‬
‫وإن كانت ضعيفة فكملت ديتها كما لو كانت ضعيفة من أصل اللقة‬
‫والثان يب فيها الكومة لن النفعة قد نقصت ويهل قدر الناقص فوجب فيها الكومة‬
‫وإن ضرب سنه فاصفرت أو احرت وجبت فيها الكومة لن منافعها باقية وإنا نقص بعض جالا‬
‫فوجب فيها الكومة فإن ضربا فاسودت فقد قال ف موضع تب فيها الكومة وقال ف موضع‬
‫تب الدية وليست على قولي وإنا هى على اختلف حالي فالذى قال تب فيها الدية إذا ذهبت‬
‫النفعة والذى قال تب فيها الكومة إذا ل تذهب النفعة وذكر الزن أنا على قولي واختار أنه‬
‫يب الكومة والصحيح هو الطريق الول‬
‫فصل وإذا قلع أسنان رجل كلها نظرت فإن قلع واحدة بعد واحدة وجب لكل سن خس من‬
‫البل فيجب ف أسنانه وهى اثنان وثلثون سنا مائة وستون بعيا‬
‫وإن قلعها ف دفعة واحدة ففيه وجهان أحدها أنه ل يب عليه أكثر من دية لنه جنس ذو عدد‬
‫فلم يضمن بأكثر من دية كأصابع اليدين‬
‫والثان أنه يب ف كل سن خس من البل وهو الذهب لديث عمرو بن حزم ولن ما ضمن‬
‫ديته بالناية إذا انفرد ل تنقص ديته بانضمام غيه إليه كالوضحة‬
‫فصل إذا قلع سن صغي ل يثغر ل يلزمه شيء ف الال لن العادة ف سنه أن يعود وينبت فلم‬
‫يلزمه شيء ف الال كما لو نتف شعره فإن نبت له مثلها ف مكانا ل يلزمه ديتها وهل تلزمه‬
‫حكومة فيه وجهان أحدها ل تلزمه كما لو نتف شعره فنبت مثله‬
‫والثان تلزمه حكومة الرح الذى حصل بالقلع‬
‫وإن ل تنبت له ووقع الياس من نباتا وجبت ديتها لنا تققنا إتلف السن‬
‫وإن مات قبل الياس من نباتا ففيه قولن أحدها يب عليه دية السن لنه قلع سنا ل تعد‬
‫والثان ل يب لن الظاهر أنا تعود وإنا مات بوته‬
‫وإن نبتت له سن خارجة عن صف السنان فإن كانت بيث ينتفع با وجبت ديتها وإن كانت‬
‫بيث ل ينتفع با وجبت الكومة للشي الاصل بروجها عن ست السنان فإن نبتت أقصر من‬
‫نظيتا وجب عليه من ديتها بقدر ما نقص لنه نقص بنايته فصار كما لو كسر بعض سن وإن‬
‫نبت أطول منها فقد قال بعض أصحابنا ل يلزمه شيء وإن حصل با شي لن الزيادة ل تكون‬
‫من الناية‬
‫وقال الشيخ المام ( ويتمل عندى أنه تلزمه الكومة للشي الاصل بطولا كما تلزمه ف الشي‬
‫الاصل بقصرها لن الظاهر أن الميع حصل بسبت قلع السن‬
‫وإن نبتت له سن صفراء أو سن خضراء وجبت عليه الكومة لنقصان الكمال فإن قلع سن من‬
‫أثغر وجبت ديتها ف الال لن الظاهر أنه ل ينبت له مثلها فإن أخذ الدية ث نبت له مثلها ف‬
‫مكانا ففيه قولن أحدها يب رد الدية لنه عاد له مثلها فلم يستحق بدلا كالذى ل يثغر‬
‫والثان أنه ل يب رد الدية لن العادة جرت ف سن من ثغر أنه ل يعود فإذا عادت كان ذلك‬
‫هبة مددة فل يسقط به ضمان ما أتلف عليه‬
‫فصل ويب ف اللحيي الدية لن فيهما جال وكمال ومنفعة كاملة فوجبت فيهما الدية كالشفتي‬

‫وإن قلع أحدها وتاسك الخر وجب عليه نصف الدية لنما عضوان تب الدية فيهما فوجب‬
‫نصف الدية ف أحدها كالشفتي واليدين‬
‫وإن قلع اللحيي مع السنان وجب عليه دية اللحيي ودية السنان ول تدخل دية أحدها ف‬
‫الخر لنما جنسان متلفان فيجب ف كل‬
‫____________________‬
‫دية مقدرة فلم تدخل دية إحداها ف دية الخرى كالشفتي مع السنان وتالف الكف مع‬
‫الصابع فإن الكف تابع للصابع ف النفعة واللحيان أصلن ف المال والنفعة فهما كالشفتي مع‬
‫السنان‬
‫فصل ويب ف اليدين الدية لا روى معاذ رضى ال عنه أن النب قال ف اليدين الدية ويب ف‬
‫إحداها نصف الدية لا روى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب لعمرو بن حزم حي أمره‬
‫على نران ف اليد خسون من البل واليد الت تب فيها الدية هى الكف فإن قطع الكف وجبت‬
‫الدية وإن قطع من نصف الذراع أو من الرفق أو من العضد أو من النكب وجبت الدية ف‬
‫الكف ووجب فيما زادا الكومة‬
‫وقال أبو عبيد بن حرب الذى تب فيه الدية هو اليد من النكب لن اليد اسم للجميع والذهب‬
‫الول لن اسم اليد يطلق على الكف والدليل عليه قوله تعال } والسارق والسارقة فاقطعوا‬
‫أيديهما { والراد به الكف ولن النفعة القصودة من اليد هو البطش والخذ والدفع وهو بالكف‬
‫وما زاد تابع للكف فوجبت الدية ف الكف والكومة فيما زاد‬
‫ويب ف كل أصبع عشر الدية لا روى أبو بكر بن ممد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل اليمن ف كل أصبع من الصابع من اليد والرجل‬
‫عشر من البل ول يفضل إصبع على إصبع لا ذكرناه من الب ولا روى عمرو بن شعيب عن‬
‫أبيه عن جده مسندا الصابع كلها سواء عشر عشر من البل ولنه جنس ذو عدد تب فيه الدية‬
‫فلم تتلف ديتها باختلف منافعها كاليدين ويب ف كل أنلة من غي البام ثلث دية الصبع‬
‫وف كل أنلة من البام نصف دية الصبع لنه لا قسمت دية اليد على عدد الصابع وجب أن‬
‫يقسم دية الصبع على عدد النامل‬
‫فصل وإن جن على يد فشلت أو على أصبع فشلت أو على أنلة فشلت وجب عليه ما يب ف‬
‫قطعها لن القصود با هو النفعة فوجب ف إتلف منفعتها ما وجب ف إتلفها‬
‫وإن قطع يدا شلء أو إصبعا شلء أو أنلة شلء وجب عليه الكومة لنه إتلف جال من غي‬
‫منفعة‬
‫فصل ويب ف الرجلي الدية لا روى معاذ رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ف الرجلي الدية ويب ف إحداها نصف الدية لا روى عمرو بن حزم أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ف الرجل نصف الدية والرجل الت يب ف قطعها نصف الدية فإن قطع من‬
‫الساق أو من الركبة أو من بعض الفخذ أو من أصل الفخذ وجبت الدية ف القدم ووجبت‬
‫الكومة فيما زاد لا ذكرناه ف اليد‬
‫ويب ف كل إصبع من أصابع الرجل عشر الدية لا ذكرناه ف اليد من حديث عمرو بن حزم‬
‫ويب ف كل أنلة من غي البام ثلث دية الصبع وف كل أنلة من البام نصف دية الصبع لا‬
‫ذكرناه ف اليد‬
‫فصل ويب ف قدم العرج ويد العسم إذا كانتا سليمتي الدية لن العرج إنا يكون من قصر‬
‫إحدى الساقي وذلك ليس بنقص ف القدم والعسم لقصد العضد أو الذراع أو اعوجاج الرسغ‬
‫وذلك ليس بنقص ف الكف فلم ينع كمال الدية ف القدم والكف كذكر الصى وأذن الصم‬
‫وأنف الخشم‬
‫فصل إذا كسر الساعد فجبه مب أو ) خلع كفه ( فاعوجت ث جبها فجبت وعادت مستقيمة‬
‫وجبت الكومة لنه حصل به نقص وإن ل تعد إل ما كانت كانت الكومة أكثر لن النقص‬
‫أكثر فإن قال الان أنا أعيد خلعها وأعيدها مستقيمة منع من ذلك لنه استئناف جناية أخرى‬
‫فإن كابره وخلعه فعاد مستقيما وجب عليه بذا اللع حكومة ول يسقط ما وجب من الكومة‬
‫الول لنا حكومة استقرت بالناية وما حصل من الستقامة حصل بعن آخر فلم يسقط ما‬
‫وجب ويالف إذا جن على العي فذهب الضوء ث عاد لنا نتيقن أن الضوء ل يذهب‬
‫فصل وإن كان لرجل كفان من ذراع فإن ل يبطش بواحد منهما ل يب فيهما قود ول دية لن‬
‫منافعهما قد بطلت فصارا كاليد الشلء ويب فيهما حكومة لن فيهما جال‬
‫وإن كان أحدها يبطش دون ) الخر ( فالذى يبطش به هو الصلى فيجب‬
‫____________________‬

‫فيه القود أو الدية والخر خلقة زائدة ويب فيها الكومة وإن كان أحدها أكثر بطشا كان‬
‫الصلى هو أكثرها بطشا سواء كان الباطش على مستوى الذراع أو منحرفا عنه لن ال تعال‬
‫جعل البطش ف الصلى فوجب أن يرجع ف الستدلل عليه إليه كما يرجع ف النثى إل بوله‬
‫وإن استويا ف البطش فإن كان أحدها على مستوى الذراع والخر منحرفا عن مستوى الذراع‬
‫فالصلى هو الذى على مستوى الذراع فيجب فيه القود أو الدية‬
‫ويب ف الخر الكومة‬
‫فإن استويا ف ذلك فإن كان أحدها تام الصابع والخر ناقص الصابع فالصلي هو التام‬
‫الصابع فيجب فيه القود أو الدية والخر خلقة زائدة ويب فيها الكومة‬
‫وإن استويا ف تام الصابع إل أن ف أحدها زيادة إصبع ل ترجح الزيادة ولنه قد يكون الصبع‬
‫الزائدة ف غي اليد الصلية فإذا استويا ف الدلئل فهما يد واحدة فإن قطعهما قاطع وجب عليه‬
‫القود أو الدية ووجب عليه للزيادة حكومة‬
‫فإن قطع إحداها ل يب القود لعدم الماثلة وعليه نصف دية يد وزيادة حكومة لنا نصف يد‬
‫زائدة‬
‫وإن قطع إصبعا من إحداها فعليه نصف دية إصبع وزيادة حكومة لنا نصف إصبع زائدة‬
‫وإن قطع أنلة إصبع من إحداها ) وجب ( عليه نصف دية أنلة وزيادة حكومة لنا نصف أنلة‬
‫زائدة‬
‫فصل ويب ف الليتي الدية لن فيهما جال كامل ومنفعة كاملة فوجب فيهما الدية كاليدين‬
‫ويب ف إحداها نصف الدية لن ما وجبت الدية ف اثني منه وجب نصفها ف أحدها كاليدين‬
‫وإن قطع بعضها وجب فيه من الدية بقدره وإن جهل قدره وجبت فيه الكومة‬
‫فصل وإن كسر صلبه انتظر فإن جب وعاد إل حالته لزمته حكومة الكسر وإن احدودب لزمه‬
‫حكومة للشي الذى حصل به وإن ضعف مشيه أو احتاج إل عصا لزمته حكومة لنقصان مشيه‬
‫وإن عجز عن الشى وجبت عليه الدية لا روى الزهرى عن سعيد بن السيب أنه قال مضت‬
‫السنة أن ف الصلب الدية وف اللسان الدية وف الذكر الدية وف النثيي الدية ولنه أبطل عليه‬
‫منفعة مقصودة فوجبت عليه الدية وإن كسر صلبه وعجز عن الوطء وجبت عليه الدية لنه أبطل‬
‫عليه منفعة مقصودة وإن ذهب مشيه وجاعه ففيه وجهان أحدها ل تلزمه إل دية واحدة لنما‬
‫منفعتا عضو واحد‬
‫والثان يلزمه ديتان وهو ظاهر النص لنه يب ف كل واحد منهما الدية عند النفراد فوجبت‬
‫فيهما ديتان عند الجتماع كما لو قطع أذنيه فذهب سعه أو قطع أنفه فذهب شه‬
‫فصل ويب ف الذكر الدية لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم كتب مع عمرو بن حزم إل‬
‫اليمن وف الذكر الدية ويب ذلك ف ذكر الشيخ والطفل والصى والعني لن العضو ف نفسه‬
‫سليم ول تب ف ذكر أشل لنه بطلت منفعته فلم تكمل ديته ويب فيه الكومة لنه أتلف عليه‬
‫جاله وإن جن على ذكره فشل وجبت ديته لن القصود بالعضو هو النفعة فوجب ف إتلف‬
‫منفعته ما وجب ف إتلفه‬
‫وإن قطع الشفة وجبت الدية لن منفعة الذكر تكمل بالشفة كما تكمل منفعة الكف بالصابع‬
‫فكملت الدية بقطعها‬
‫وإن قطع الشفة وجاء آخر فقطع الباقى وجبت ) فيه ( حكومة كما لو قطع الصابع وجاء آخر‬
‫وقطع الكف‬
‫وإن قطع بعض الشفة وجب عليه من الدية بقسطها‬
‫وهل تتقسط على الشفة وحدها أو على جيع الذكر فيه قولن أحدها تقسط على الشفة لن‬
‫الدية تكمل بقطعها فقسطت عليها كدية الصابع والثان يقسط على الميع لن الذكر هو‬
‫الميع فقسطت الدية على الميع‬
‫فصل ويب ف النثيي الدية لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل اليمن مع عمرو‬
‫بن حزم وف النثيي الدية ويب ف أحدها نصف الدية لن ما وجب ف اثني منه الدية وجبت‬
‫ف أحدها نصفها كاليد‬
‫فصل وما اشترك فيه الرجل والرأة من الروح والعضاء ففيه قولن قال ف القدي تساوى الرأة‬
‫الرجل إل ثلث الدية فإذا زادت على ذلك كانت الرأة على النصف من الرجل لا روى نافع عن‬
‫ابن عمر أنه قال تستوى دية الرجل والرأة إل ثلث الدية ويتلفان فيما سوى ذلك‬
‫وقال ف الديد هى على النصف من الرجل ف جيع الروش وهو الصحيح لنما شخصان‬
‫متلفان فهى دية النفس فاختلفا ف أروش النايات كالسلم والكافر ولنه جناية يب فيها أرش‬
‫مقدر فكانت الرأة على النصف من الرجل ف أرشها كقطع اليد والرجل‬
‫وقول ابن عمر يعارضه قول على كرم ال وجهه ف جراحات الرجال والنساء سواء على النصف‬
‫فيما قل أو كثر‬

‫____________________‬

‫فصل ويب ف ثدي الرأة الدية لن فيهما جال ومنفعة فوجب فيهما الدية كاليدين والرجلي‬
‫ويب ف إحداها نصف الدية لا ذكرناه ف النثيي وإن جن عليهما فشلتا وجبت عليه الدية لن‬
‫القصود بالعضو هو النفعة فكان إتلف منفعته كإتلفه وإن كانتا ناهدين فاسترسلتا وجبت‬
‫الكومة لنه نقص جالما وإن كان لا لب فجن عليهما فانقطع لبنها وجبت عليه الكومة لنه‬
‫قطع اللب بنايته وإن جن عليهما قبل أن ينل لا لب فولدت ول ينل لا لب سئل أهل البة‬
‫فإن قالوا ل ينقطع إل بالناية وجبت الكومة‬
‫وإن قالوا قد ينقطع من غي جناية ل تب الكومة لواز أن يكون انقطاعه لغي الناية فل تب‬
‫الكومة بالشك‬
‫وتب الدية ف حلمتيهما وهو رأس الثدى لن منفعة الثديي باللمتي لن الصب با ) يص (‬
‫اللب وبذها بما تتعطل منفعة الثديي فوجب فيهما ما يب ف الثديي كما يب ف الصابع ما‬
‫يب ف الكف‬
‫وأما حلمتا الرجل فقد قال ف موضع يب فيه حكومة وقال ف موضع قد قيل إن فيهما الدية‬
‫فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها تب فيهما الدية لن ما وجبت فيه الدية من الرأة وجبت‬
‫فيه الدية من الرجل كاليدين‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يب فيهما الكومة لنه إتلف جال من غي منفعة فوجبت فيه الكومة‬
‫ومنهم من قال يب فيه الكومة قول واحدا وقوله قد قيل إن فيهما الدية حكاية عن غيه‬
‫فصل ويب ف إسكت الرأة وها الشفران اليطان بالفرج الدية لن فيهما جال ومنفعة ف‬
‫الباشرة ويب ف أحدها نصف الدية لن كل ما وجب ف اثني منه الدية وجب ف أحدها‬
‫نصفها كاليدين‬
‫فصل قال الشافعى رحه ال إذا وطىء امرأة فأفضاها وجبت عليه الدية‬
‫واختلف أصحابنا ف الفضاء فقال بعضهم هو أن يزيل الاجز الذى بي الفرج وثقبة البول وهو‬
‫قول الشيخ أب حامد السفرايين رحة ال عليه‬
‫وقال بعضهم هو أن يزيل الاجز الذى بي الفرج والدبر وهو قول أب على بن أب هريرة وشيخنا‬
‫القاصى أب الطيب الطبى لن الدية ل تب إل بتلف منفعة كاملة ول يصل ذلك إل بإزالة‬
‫الاجز بي السبيلي فأما إزالة الاجز بي الفرج وثقبة البول فل تتلف با النفعة وإنا تنقص با‬
‫النفعة فل يوز أن يب با دية كاملة‬
‫وإن أفضاها واسترسل البول وجب مع دية الفضاء حكومة للنقص الاصل باسترسال البول‬
‫وإن أفضاها والتأم الرح وجبت الكومة دون الدية‬
‫وإن أجاف جائفة والتأمت ل يسقط أرشها والفرق بينهما أن أرش الائفة وجب باسها فلم‬
‫يسقط باللتئام ودية الفضاء وجبت بإزالة الاجز وقد عاد الاجز فلم تب الدية‬
‫فصل ول يب ف إتلف الشعور غي الكومة لنه إتلف جال من غي منفعة فلم تب فيه غي‬
‫الكومة كإتلعف العي القائمة واليد الشلء‬
‫فصل ويب ف تعويج الرقبة وتصعي الوجه الكومة لنه إذهاب جال من غعي منفعة فوجبت فيه‬
‫الكومة فإن كسر الترقوة أو كسر ضلعا فقد قال ف موضع آخر يب فيه جل وقال ف موضع‬
‫تب فيه الكومة‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحاق وأبو على بن أب هريرة تب فيه الكومة قول واحدا‬
‫والذى قال فيه جل أراد على سبيل الكومة لن تقدير الرش ل يوز إل بنص أو قياس على‬
‫أصل وليس ف هذا نص ول له أصل يقاس عليه وقال الزن وغيه هو على قولي وهو الصحيح‬
‫أحدها أنه يب فيه جل لا روى أسلم مول عمر عن عمر رضى ال عنه‬
‫أنه قضى ف الترقوة بمل وف الضلع بمل وقول الصحاب ف قوله القدي‬
‫____________________‬
‫حجة تقدم على القياس‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنه يب فيه حكومة لنه كسر عظم ف غي الرأس والوجه فلم يب‬
‫فيه أرش مقدر ككسر عظم الساق وما روى عن عمر يتمل أنه قضى به على سبيل الكومة‬
‫ولن قول الصحاب ليس بجة ف قوله الديد‬
‫فصل وإن لطم رجل أو لكمه أو ضربه بثقل فإن ل يصل به أثر ل يلزمه أرش لنه ل يصل به‬
‫نقص ف جال ول منفعة فلم يلزمه أرش وإن حصل به شي بأن اسود أو اخضر وجبت فيه‬
‫الكومة لا حصل به من الشي‬
‫فإن قضى فيه بالكومة ث زال الشي سقطت الكومة كما لو جن على عي فابيضت ث زال‬
‫البياض وإن فزع إنسان فأحدث ف الثياب ل يلزمه ضمان مال لن الال إنا يب ف الناية إذا‬
‫أحدثت نقصا ف جال أو منفعة ول يوجد شيء من ذلك‬
‫فصل إذا جن على حر جناية ليس فيها أرش مقدر نظرت فإن كان حصل با نقص ف منفعة أو‬
‫جال وجبت فيها حكومة وهو أن يقوم الن عليه قبل الناية ث يقوم بعد اندمال الناية فإن نقص‬
‫العشر من قيمته وجب العشر من ديته وإن نقص المس من قيمته وجب المس من ديته لنه‬
‫ليس ف أرشه نص فوجب التقدير بالجتهاد ول طريق إل معرفة قدر النقصان من جهة الجتهاد‬
‫إل بالتقوي وهذا كما قلنا ف الرم إذا قتل صيدا وليس ف جزائه نص أنه يرجع إل ذوى عدل ف‬
‫معرفة مثله إن كان له مثل من النعم أو إل قيمته إذا ل يكن له مثل ويب القدر الذى نقص من‬
‫قيمته من الدية لن النفس مضمونة بالدية فوجب القدر الناقص منها كما يقوم البيع عند الرجوع‬
‫بأرش العيب ث ) يؤخذ ( القدر الناقص من الثمن حيث كان البيع مضمونا بالثمن‬
‫وقال أصحابنا يعتب نقص الناية من دية العضو الن عليه ل من دية النفس‬
‫فإن كان الذى نقص هو العشر والناية على اليد وجب عشر دية اليد وإن كانت على أصبع‬
‫وجب عشر دية الصبع وإن كانت على الرأس فيما دون الوضحة وجب عشر أرش الوضحة‬
‫وإن كانت على السد فيما دون الائفة وجب عشر أرش الائفة لنا لو اعتبناه من دية النفس‬
‫ل نأمن أن تزيد الكومة ف عضو على دية العضو‬
‫والذهب الول وعليه التفريع لنه لا وجب تقوي النفس وجب أن يعتب النقص من دية النفس‬
‫ولن اعتبار النقص من دية العضو يؤدى إل أن يتقارب النايتان ويتباعد الرشان بأن تكون‬
‫الكومة ف السمحاق فتوجب فيه عشر أرش الوضحة فيتباعد ما بينها وبي أرش الوضحة مع‬
‫قربا منها‬
‫فإن كانت الناية على أصبع فبلغت الكومة فيها أرش الصبع أو على الرأس فبلغت الكومة‬
‫فيها أرش الوضحة نقص الاكم من أرش الصبع ومن أرش الوضحة شيئا على قدر ما يؤدى إليه‬
‫الجتهاد لنه ل يوز أن يكون فيما دون الصبع الوضحة ما يب فيها‬
‫وإن كانت الناية ف الكف فبلغت الكومة أرش الصابع نقص شيئا من أرش الصابع لن‬
‫الكف تابع للصابع ف المال والنفعة فل يوز أن يب فيه ما يب ف الصابع‬
‫فصل وإن ل يصل بالناية نقص ف جال ول منفعة بأن قطع أصبعا زائدة أو قلع سنا زائدة أو‬
‫أتلف لية امرأة واندمل الوضع من غي نقص ففيه وجهان أحدها وهو قول أب العباس بن سريخ‬
‫أنه ل شيء عليه لنه جناية ل يصل با نقص فلم يب با أرش كما لو لطم وجهه فلم يؤثر‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه يب فيه الكومة لنه إتلف جزء من مضمون فل يوز أن‬
‫يعرى من أرش فعلى هذا إن كان قد قطع أصبعا زائدة قوم الن عليه قبل الناية ث يقوم ف‬
‫أقرب أحواله إل الندمال ث يب ما بينهما من الدية لنه لا سقط اعتبار قيمته بعد الندمال قوم‬
‫ف أقرب الحوال إليه وهذا كما قلنا ف ولد الغرور با لا تعذر تقويه حال العلوق قوم ف أقرب‬
‫حال يكن فيه التقوي بعد العلوق وهو عند الوضع‬
‫فإن قوم ول ينقص قوم قبيل الناية ث يقوم والدم جار لنه ل بد أن تنقص قيمته لا ياف عليه‬
‫فيجب بقدر ما بينهما من الدية‬
‫وإن قلع سنا زائدة ول تنقص قيمته قوم وليس له خلف الزائدة سن أصلية ث يقوم وليس له سن‬
‫أصلية ول زائدة ويب بقدر ما بينهما من الدية وإن أتلف لية امرأة قوم لو كان رجل وله لية‬
‫ث يقوم ول لية له ويب بقدر ما بينهما من الدية‬
‫فصل وإن جن على رجل جناية لا أرش مقدر ث قتله قبل الندمال دخل أرش الناية فهى دية‬
‫النفس‬
‫وقال أبو سعيد الصطخرى ل يدخل لن الناية انقطعت سرايتها بالقتل فلم يسقط ضمانا كما‬
‫لو اندملت ث قتله‬
‫والذهب الول لنه مات بفعله قبل استقرار الرش فدخل ف ديته كما لو مات من سراية الناية‬
‫ويالف إذا اندملت فإن هناك استقر الرش فلم تسقط‬

‫____________________‬

‫فصل ويب ف قتل العبد قيمته بالغة ما بلغت لنه مال مضمون بالتلف لق الدمى بغي جنسه‬
‫فضمنه بقيمته بالغة ما بلغت كسائر الموال‬
‫وما ضمن ما دون النفس من الزء بالدية كالنف واللسان والذكر والعيني واليدين والرجلي‬
‫ضمن من العبد بقيمته‬
‫وما ضمن من الر بزء من الدية كاليد والصبع والنلة والوضحة والائفة ضمن من العبد بثله‬
‫من القيمة لنما متساويان ف ضمان الناية بالقصاص والكفارة فتساويا ف اعتبار ما دون النفس‬
‫ببدل النفس كالرجل والرأة والسلم والكافر‬
‫فصل وإن قطع يد عبد ث أعتق ث مات من سراية القطع وجبت عليه دية حر لن الناية استقرت‬
‫ف حال الرية ويب للسيد من ذلك أقل المرين من أرش الناية وهو نصف القيمة أو كمال‬
‫الدية فإن كان نصف القيمة أقل ل يستحق أكثر منه لنه هو الذى وجب ف ملكه والزيادة‬
‫حصلت ف حال ل حق له فيها‬
‫وإن كانت الدية أقل ل يستحق أكثر منها لن ما نقص من نصف القيمة بسبب من جهته وهو‬
‫العتق‬
‫فصل وإن فقأ عين عبد أو قطع يديه وقيمته ألفا دينار ث أعتق ومات بعد اندمال الناية وجب‬
‫على الان أرش الناية وهو قيمة العبد سواء كان الندمال قبل العتق أو بعده لن الرح إذا‬
‫اندمل استقر حكمه ويكون ذلك لوله لنه أرش جناية كانت ف ملكه‬
‫وإن ل يندمل وسرى إل نفسه وجب على الان دية حر‬
‫وقال الزن يب الرش وهو ألفا دينار لن السيد ملك هذا القدر بالناية فل ينقص‬
‫وهذا خطأ لن العتبار ف الرش بال الستقرار ولذا لو قطع يدى رجل ورجليه وجب عليه‬
‫ديتان فإذا سرت الناية إل النفس وجب دية اعتبارا بال الستقرار وف حال الستقرار هو حر‬
‫فوجبت فيه الدية ودليل ) قول ( الزن يبطل بن قطع يدى رجل ورجليه ث مات فإنه وجبت‬
‫ديتان ث نقصت بالوت‬
‫فصل وإن قطع حر يد عبد فأعتق ث قطع حر يده الخرى ومات ل يب على الول قصاص لعدم‬
‫التكافؤ ف حال الناية وعليه نصف الدية لن الن عليه حر ف وقت استقرار الناية‬
‫وأما الثان ففيه وجهان أحدها وهو قول أب الطيب بن سلمة أنه يب عليه القصاص ف الطرف‬
‫ول يب ف النفس لن الروح خرجت من سراية قطعي وأحدها يوجب القود والخر ل يوجب‬
‫فسقط كحرين قتل من نصفه حر ونصفه عبد‬
‫والثان وهو الذهب أنه يب عليه القصاص ف الطرف والنفس لنما متكافئان ف حال الناية‬
‫وقد خرجت الروح عن عمد مض مضمون وإنا سقط القود عن أحدها لعن ف نفسه فلم‬
‫يسقط عن الخر كما لو اشترك حر وعبد ف قتل عبد‬
‫ويالف الرين إذا قتل من نصفه حر ونصفه عبد لن كل واحد منهما غي مكافء له حال‬
‫الناية‬
‫فإن عفى على مال كان عليه نصف الدية لنما شريكان ف القتل وللمول القل من نصف قيمته‬
‫يوم ) الناية الول ( أو نصف الدية فإن كان نصف القيمة أقل أو مثله كان له ذلك وإن كان‬
‫أكثر فله نصف الدية لن الرية نقصت ما زاد عليه والفرق بينه وبي السألة قبلها أن الناية‬
‫هناك من واحد وجيع الدية عليه فقوبل بي أرش الناية وبي الدية‬
‫والناية ههنا من اثني والدية عليهما والثان جن عليه ف حال الرية فقوبل بي أرش الناية وبي‬
‫النصف الأخوذ من الان على ملكه وكان الفاضل لورثته‬
‫فصل وإن قطع حر يد عبد ث أعتق ث قطع يده الخرى نظرت فإن اندمل الرحان ل يب ف‬
‫اليد الول قصاص لنه جن عليه وهو غيه مكافء ) له ( يب فيها ) نصف ديته ( ويكون‬
‫للمول ويب ف اليد الخرى القصاص لنه قطعها وهو مكافء له وإن عفى على الال وجب‬
‫عليه نصف الدية وإن مات من الراحتي قبل الندمال وجب القصاص ف اليد الخرى الت‬
‫قطعت بعد عتقه ول يب القصاص ف النفس لنه مات من جنايتي إحداها توجب القصاص‬
‫والخرى ل توجب‬
‫فإن اقتص منه ف اليد وجب عليه نصف الدية لنه مات بنايته وقد استوف منه ما يقابل نصف‬
‫الدية ويكون للمول أقل المرين من نصف القيمة وقت الناية أو نصف الدية‬
‫وإن عفى عن القصاص على مال وجب كمال الدية ويكون للمول أقل المرين من نصف القيمة‬
‫وقت الناية أو نصف الدية ولورثته الباقى لن الناية الثانية ف حال الرية‬
‫فصل وإن قطع حر يد عبد فأعتق ث قطع آخر يده الخرى ث قطع ثالث رجله ومات ل يب‬
‫على الول القصاص ف النفس ول ف الطرف لعدم التكافؤ ويب عليه ثلث الدية ويب على‬
‫الخرين القصاص ف الطرف وف النفس على الذهب‬
‫____________________‬

‫فإن عفى عنهما كان عليهما ثلثا الدية وفيما يستحق الول قولن أحدها أقل المرين من أرش‬
‫الناية أو ما يب على هذا الان ف ملكه وهو ثلث الدية لن الواجب بالناية هو الرش فإذا‬
‫أعتق انقلب وصار ثلث الدية فيجب أن يكون له أقل المرين فإن كان الرش أقل ل يكن له‬
‫أكثر منه لنه هو الذى وجب بالناية ف ملكه وما زاد بالسراية ف حال الرية ل حق له فيه وإن‬
‫كان ثلث الدية أقل ل يكن له أكثر منه لنه هو الذى يب على الان ف ملكه ونقص الرش‬
‫بسبب من جهته وهو العتق فلم يستحق أكثر منه‬
‫والقول الثان يب له أقل المرين من ثلث الدية أو ثلث القيمة لن الان على ملكه هو الول‬
‫والخر ل حق له فهى جنايتهما فيجب أن يكون له أقل المرين ) من ثلث الدية أو ثلث القيمة (‬
‫فإن كان ثلث القيمة أقل ل يكن له أكثر منه لنه لا كان عبدا كان له القدر وما زاد وجب ف‬
‫حال الرية فلم يكن له فيها حق‬
‫وإن كان ثلث الدية أقل ل يكن له أكثر منه لن ثلث القيمة نقص وعاد إل ثلث الدية بفعله فلم‬
‫يستحق أكثر منه‬
‫فصل إذا ضرب بطن ملوكة حامل بملوك فألقت جنينا ميتا وجب فيه عشر قيمة الم لنه جني‬
‫آدمية سقط ميتا بنايته فضمن بعشر بدل الم كجني الرة‬
‫واختلف أصحابنا ف الوقت الذى يعتب فيه قيمة الم فقال الزن وأبو سعيد الصطخرى تعتب‬
‫قيمتها يوم السقاط لنه حال استقرار الناية والعتبار ف قدر الضمان بال استقرار الناية‬
‫والدليل عليه أنه لو قطع يد نصران ث أسلم ومات وجب فيه دية مسلم‬
‫وقال أبو إسحاق تعتب قيمتها يوم الناية وهو النصوص لن الن عليه ل يتغي حاله فكان أول‬
‫الحوال باعتبار قيمتها يوم الناية لنه حال الوجوب ولذا لو قطع يد عبد ومات على الرق‬
‫وجبت قيمته يوم الناية ) لنه حال الوجوب ( وإن ضرب بطن أمة ث أعتقت وألقت جنبنا‬
‫) ميتا ( وجب فيه دية جني حر لن الضمان يعتب بال استقرار الناية والني حر عند استقرار‬
‫الناية فضمن بالدية‬
‫باب العاقلة وما تمله من الديات إذا قتل الر حرا عمد خطأ وله عاقله وجب جيع الدية على‬
‫عاقلته لا روى الغية بن شعبة قال ضربت امرأة ضرة لا بعمود فسطاط فقضى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بديتها على عصبة‬
‫وإن قتله خطأ وجبت الدية على عاقلته لنه إذا تمل عن القاتل ف عند الطإ تفيفا عنه مع‬
‫قصده إل الناية فلن يمل عن قاتل الطإ ول يقصد الناية أول ولن الطأ وعمد الطأ يكثر‬
‫فلو أوجبنا ديتهما ف مال الان أجحفنا به‬
‫وإن قطع أطرافه خطأ أو عمد خطإ ففيه قولن قال ف القدي ل تمل العاقلة ديتهما لنه ل‬
‫يضمن بالكفارة ول تثبت فيه القسامة فلم تمل العاقلة بدله كالال‬
‫وقال ف الديد تمل العاقلة ديتها لن ما ضمن بالقصاص والدية وخففت الدية فيه بالطإ حلت‬
‫العاقلة بدله كالنفس فعلى هذا تمل ما قل منه وكثر كما تمل ما قل وكثر من دية النفس‬
‫وإن قتل عمدا أو جن على طرفه عمدا ل تمل العاقلة ديته لن الب ورد ف المل عن القاتل ف‬
‫عمد الطإ تفيفا عنه لنه ل يقصد القتل والعامد قصد القتل فلم يلحق به ف التخفيف وإن‬
‫وجب له القصاص ف الطرف فاقتص بديدة مسمومة فمات فعليه نصف الدية‬
‫وهل تمل العاقلة ذلك أم ل فيه وجهان أحدها تمله لنا حكمنا بأنه ليس بعمد مض‬
‫والثان ل تمله لنه قصد القتل بغي حق فلم تمل العاقلة عنه‬
‫وإن وكل من يقتص له ف النفس ث عفا وقتل الوكيل ول يعلم بالعفو وقلنا إن العفو يصح‬
‫ووجبت الدية على الوكيل فهل تملها العاقلة فيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه ل‬
‫تملها العاقلة وهو الصحيح لنه تعمد القتل فلم تمل العاقلة عنه كما لو قتله بعد العلم بالعفو‬
‫والثان وهو قول أب على بن أب هريرة أنه تملها العاقلة لنه ل يقصد الناية‬
‫فصل وإن قتل عبدا خطأ أو عمد خطأ ففى قيمته قولن أحدها أنا تملها العاقلة لنه يب‬
‫القصاص والكفارة بقتله‬
‫____________________‬

‫فحملت العاقلة بدله كالر‬


‫والثان أنه ل تملها العاقلة لنه مال فلم تمل العاقلة بدله كسائر الموال‬
‫فصل ومن قتل نفسه خطأ ل تب الدية بقتله ول تمل العاقلة ديته لا روى أن عوف بن مالك‬
‫الشجعى ضرب مشركا بالسيف فرجع السيف عليه فقتله فامتنع أصحاب رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من الصلة عليه وقالوا قد أبطل جهاده فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم بل مات‬
‫ماهدا ولو وجبت الدية على عاقلته لبي رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك‬
‫فصل وما يب بطإ المام من الدية بالقتل ففيه قولن أحدها يب على عاقلته لا روى أن عمر‬
‫رضى ال عنه قال لعلى رضى ال عنه ف جني الرأة الت بعث إليها عزمت عليك أل تبح حت‬
‫تقسمها على قومك‬

‫والثان يب ف بيت الال لن الطأ يكثر منه ف أحكامه واجتهاده فلو أوجبنا ما يب بطئه على‬
‫عاقلته أجحفنا بم‬
‫فإذا قلنا إنه يب على عاقلته وجبت الكفارة ف ماله كغي المام‬
‫وإذا قلنا إنا تب ف بيت الال ففى الكفارة وجهان أحدها أنا تب ف ماله لنا ل تتحمل‬
‫والثان أنا تب ف بيت الال لنه يكثر خطؤه فلو أوجبنا ف ماله ) أجحفنا ( به‬
‫فصل وما يب بناية العمد يب حال لنه بدل متلف ل تتحمله العاقلة بال فوجب حال كغرامة‬
‫التلفات‬
‫وما يب بناية الطإ وشبه العمد من الدية يب مؤجل فإن كانت دية كاملة وجبت ف ثلث‬
‫سني لنه روى ذلك عن عمر وابن عباس رضى ال عنهما ويب ف كل سنة ثلثها فإن كان دية‬
‫نفس كان ابتداء الجل من وقت القتل لنه حق مؤجل فاعتب الجل من حي وجود السبب‬
‫كالدين الؤجل وإن كان دية طرف فإن ل تسر اعتبت الدة من وقت الناية لنه وقت الوجوب‬
‫وإن سرت إل عضو آخر اعتبت الدة من وقت الندمال لن الناية ل تقف فاعتبت الدة من‬
‫وقت الستقرار‬
‫وإن كان الواجب أقل من دية نظرت فإن كان ثلث الدية أو دونه ل تب إل ف سنة لنه ل يب‬
‫على العاقلة شيء ف أقل من سنة فإن كان أكثر من الثلث ول يرد على الثلثي وجب ف السنة‬
‫الول الثلث ووجب الباقى ف السنة الثانية وإن كان أكثر من الثلثي ول يزد على دية وجب ف‬
‫السنة الول الثلث وف الثانية الثلث وف الثالثة الباقى‬
‫وإن وجب بنايته ديتان فإن كانتا الثني بأن قتل اثني وجب ف كل سنة لكل واحد منهما ثلث‬
‫الدية لنما يبان لستحقي فل ينقص حق كل واحد منهما ف كل سنة من الثلث فإن كانتا‬
‫لواحد بأن قطع اليدين والرجلي من رجل وجب ) الكل ( ف ست سني ف كل سنة ثلث دية‬
‫لنا جناية على واحد فل يب له على العاقلة ف كل سنة أكثر من ثلث دية‬
‫وإن وجب بناية الطإ أو عمد الطإ دية ناقصة كدية الني والرأة ودية أهل الذمة ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يب ف ثلث سني ف كل سنة ثلثها لنا دية نفس فوجب ف كل سنة ثلثها كالدية‬
‫الكاملة‬
‫والثان أنه كأرش الطرف إذا نقص عن الدية لنه دون الدية الكاملة فعلى هذا إن كان ثلث دية‬
‫وهو كدية اليهودى والنصران أو أقل من الثلث وهو دية الوسى ودية الني وجب الكل ف‬
‫سنة واحدة‬
‫وإن كان أكثر من الثلث وهو دية الرأة وجب ف السنة الول ثلث دية كاملة ويب ما زاد ف‬
‫السنة الثانية كما قلنا ف الطرف وإن كان قيمة عبد وقلنا إنا على العاقلة ففيه وجهان أحدها أنا‬
‫تقسم ف ثلث سني وإن زاد حصة كل سنة على ثلث الدية لنا دية نفس‬
‫والثان تؤدى ف كل سنة ثلث دية الر‬
‫فصل والعاقلة هم العصبات الذين يرثون بالنسب أو الولء غي الب والد والبن وابن البن‬
‫والدليل عليه ما روى الغية بن شعبة رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قضى ف الرأة‬
‫بديتها على عصبة العاقلة‬

‫وأما الب والد والبن وابن البن فل يعقلون لا روى جابر رضي ل عنه‬
‫أن امرأتي من هذيل قتلت إحداها الخرى ولكل واحدة منهما زوج وولد فجعل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم دية القتولة على عاقلة القاتلة وبرأ زوجها وولدها وعإذا ثبت هذا ف الولد ثبت ف‬
‫الب لتساويهما ف العصبة ولن الدية جعلت على العاقلة إبقاء على القاتل حت ل يكثر عليه‬
‫فيجحف به فلو جعلناه على الب والبن أجحفنا به لن مالما كماله ولذا ل تقبل شهادته لما‬
‫كما ل تقبل لنفسه ويستغن عن السألة بالما كما يستغن بال نفسه‬
‫وإن كان ف بن عمها ابن لا ل يمل معهم لا ذكرناه وإن ل يكن له عصبة نظرت فإن كان‬
‫مسلما حلت عنه من بيت الال لن مال بيت الال للمسلمي وهم يرثونه كما ترث العصبات‬
‫وإن كان ذميا ل يمل عنه ف بيت الال لن مال بيت الال للمسلمي وهم ل يرثونه وإنا ينقل‬
‫ماله إل بيت الال فيأ واختلف قوله ف الول من أسفل فقال ف أحد القولي ل يعقل عنه وهو‬
‫الصحيح لنه ل يرثه فلم يعقله‬
‫وقال ف الخر يعقله لنه يعقله الول فعقل عنه الول كالخوين فعلى هذا يقدم على بيت الال‬
‫لنه من خواص العاقلة فقدم على بيت الال كالول من أعلى وإن‬
‫____________________‬

‫ل يكن له عاقلة ول بيت مال فهل يب على القاتل فيه وجهان بناء على أن الدية هل تب على‬
‫القاتل ث تتحمل عنه العاقلة أو تب على العاقلة ابتداء وفيه قولن أحدها تب على القاتل ث‬
‫تنتقل إل العاقلة لنه هو الان فوجبت الدية عليه فعلى هذا تب الدية ف ماله‬
‫والقول الثان تب على العاقلة ابتداء لنه ل يطالب غيهم فعلى هذا ل تب عليه‬
‫وقال أبو على الطبى إذا قلنا إنا تب على القاتل عند عدم بيت الال حل الب والبن ويبدأ‬
‫بما قبل القاتل لنا ل نمل عليهما إبقاء على القاتل‬
‫وإذا حل على القاتل كانا بالمل أول‬
‫قال ) الشيخ المام حرس ال مدته ( ويتمل عندى أنه ل يب عليهما لنا إنا أوجبنا على القاتل‬
‫على هذا القول لنه وجب عليه ف الصل فإذا ل يد من يتحمل بقى الوجوب ف مله والب‬
‫والبن ل يب عليهما ف الصل ول حل مع العاقلة فلم يب المل عليهما‬
‫فصل ول يعقل مسلم عن كافر ول كافر عن مسلم ول ذمى عن حرب ول حرب عن ذمى لنه ل‬
‫يرث بعضهم من بعض فإن رمى نصران سهما إل صيد ث أسلم ث أصاب السهم إنسانا وقتله‬
‫وجبت الدية ف ماله لنه ل يكن إيابا على عاقلته من النصارى لنه وجد القتل وهو مسلم ول‬
‫يكن إيابا على عاقلته من السلمي لنه رمى وهو نصران‬
‫فإن قطع نصران يد رجل ث أسلم ومات القطوع عقلت عنه عصباته من النصارى دون السلمي‬
‫لن الناية وجدت منه وهو نصران ولذا يب با القصاص ول تسقط عنه بالسلم‬
‫وإن رمى مسلم سهما إل صيد ث ارتد ث أصاب السهم إنسانا فقتله وجبت الدية ف ذمته لنه ل‬
‫يكن إيابا على عاقلته من السلمي لنه وجد القتل وهو مرتد ول يكن إيابا على الكفار لنه‬
‫ليس له منهم عاقلة يرثونه فوجبت ف ذمته‬
‫وإن جرح مسلم إنسانا ث ارتد الارح وبقى ف الردة زمانا يسرى ف مثله الرح ث أسلم الروح‬
‫وجبت الدية وعلى من تب فيه قولن أحدها تب على عاقلته لن الناية ف حال السلم‬
‫وخروج الروح ف حال السلم والعاقلة تمل ما يب بالنايتي ف حال السلم فوجبت ديته‬
‫عليها‬
‫والقول الثان أنه يب على العاقلة نصف الدية ويب ف مال الان النصف لنه وجد سراية ف‬
‫حال السلم وسراية ف حال الردة فحملت ما سرى ف حال السلم ول تمل ما سرى ف الردة‬

‫فصل ول يعقل صب ول معتوه ول امرأة لن حل الدية على سبيل النصرة بدل عما كان ف‬
‫الاهلية من النصرة بالسيف ول نصرة ف الصب والعتوه والرأة‬
‫ويعقل الريض والشيخ الكبي إذا ل يبلغ الريض حد الزمانة والشيخ حد الرم لنما من أهل‬
‫النصرة بالتدبي وقد قاتل عمار ف مفة وأما إذا بلغ الشيخ حد الرم والريض حد الزمانة ففيه‬
‫وجهان بناء على القولي ف قتلهما ف السر فإن قلنا إنما يقتلن ف السر عقل وإن قلنا ل‬
‫يقتلن ف السر ل يعقل‬
‫فصل ول يعقل فقي لن حل الدية على العاقلة مواساة والفقي ليس من أهل الواساة ولذا ل‬
‫تب عليه الزكاة ول نفقة القارب ولن العاقلة تتحمل لدفع الضرر عن القاتل والضرر ل يزال‬
‫بالضرر‬
‫ويب على التوسط ربع دينار لن الواساة ل تصل بأقل قليل ول يكن إياب الكثي لن فيه‬
‫إضرارا بالعاقلة فقدر أقل ما يؤخذ بربع دينار لنه ليس ف حد التافه والدليل عليه أنه تقطع فيه‬
‫يد السارق وقد قالت عائشة رضى ال عنها يد السارق ل تكن تقطع ف عهد رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ف الشيء التافه‬
‫ويب على الغن نصف دينار لنه ل يوز أن يكون ما يؤخذ من الغن والتوسط واحدا فقدر‬
‫بنصف دينار لنه أقل قدر يؤخذ من الغن ف الزكاة الت قصد با الواساة فيقدر ما يؤخذ من‬
‫الغن ف الدية بذلك لنه ف معناه ويب هذا القدر ف كل سنة لنه حق يتعلق بالال على سبيل‬
‫الواساة فتكرر بتكرر الول كالزكاة‬
‫ومن أصحابنا من قال يب ذلك القدر ف الثلث سني لنا لو أوجبنا هذا القدر ف كل سنة‬
‫أجحف به ويعتب حاله ف الفقر والغن والتوسط عند حلول النجم لنه حق مال يتعلق بالول‬
‫على سبيل الواساة فاعتب فيه حاله عند حلول الول كالزكاة فإن مات قبل حلول الول ل تب‬
‫كما ل تب الزكاة إذا مات قبل الول‬
‫وإن مات بعد الول ل يسقط ما وجب كما ل يسقط ما وجب من الزكاة قبل الوت‬
‫فصل وإذا أراد الاكم قسمة الدية على العاقلة قدم القرب من العصبات على ترتيبهم ف الياث‬
‫لنه حق يتعلق بالتعصيب فقدم فيه القرب فالقرب كالياث‬
‫وإن كان فيهم من يدل بالبوين وفيهم من يدل بالب ففيه قولن أحدها أنما‬
‫____________________‬

‫سواء لتساويهما ف قرابة الب لن الم ل مدخل لا ف النصرة وحل الدية فل يقدم با‬
‫والثان يقدم من يدل بالبوين على من يدل بالب لنه حق يستحق بالتعصيب فقدم من يدل‬
‫بالبوين على من يدل بالب كالياث‬
‫فإن أمكن أن يقسم ما يب على القربي منهم ل يمل على من بعدهم وإن ل يكن أن يقسم على‬
‫القربي لقلة عددهم قسم ما فضل على من بعدهم على الترتيب‬
‫فإن كان القاتل من بن هاشم قسم عليهم فإن عجزوا دخل معهم بنو عبد مناف فإن عجزوا‬
‫دخل معهم بنو قصى ث كذلك حت تستوعب قريش ول يدخل معهم غي قريش لن غيهم ل‬
‫ينسب إليهم وإن غاب القربون ف النسب وحضر البعدون ففيه قولن أحدها يقدم القربون ف‬
‫النسب لنه حق يستحق بالتعصيب فقدم فيه القربون ف النسب كالياث‬
‫والثان يقدم القربون ف الضور على القربي ف النسب لن تمل العاقلة على سبيل النصرة‬
‫والاضرون أحق بالنصرة من الغيب فعلى هذا إن كان القاتل بكة وبعض العاقلة بالدينة وبعضهم‬
‫بالشام قدم من بالدينة على من بالشام لنم أقرب إل القاتل‬
‫وإن استوت جاعة ف النسب وبعضهم حضور وبعضهم غيب ففيه قولن أحدها يقدم الضور‬
‫لنم أقرب إل النصرة‬
‫والثان يسوى بي الميع كما يسوى ف الياث‬
‫وإن كثرت العاقلة وقل الال الستحق بالناية بيث إذا قسم عليهم خص التوسط دون ربع دينار‬
‫والغن دون نصف دينار ففيه قولن أحدها أن الاكم يقسمه على من يرى منهم لن ف تقسيط‬
‫القليل على الميع مشقة‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يقسم على الميع لنه حق يستحق بالتعصيب فقسم قليله وكثيه بي‬
‫الميع كالياث‬
‫فصل وإن جن عبد على حر أو عبد جناية توجب الال تعلق الال برقبته لنه ل يوز إيابه على‬
‫الول لنه ل يوجد منه جناية ول يوز تأخيه إل أن يعتق لنه يؤدى إل إهدار الدماء فتعلق برقبته‬
‫والول باليار بي أن يبيعه ويقضى حق الناية من ثنه وبي أن يفديه ول يب عليه تسليم العبد‬
‫إل الن عليه لنه ليس من جنس حقه وإن اختار بيعه فباعه فإن كان الثمن بقدر مال الناية‬
‫صرفه فيه وإن كان أكثر قضى ما عليه والباقى للمول وإن كان أقل ل يلزم الول ما بقى لن حق‬
‫الن عليه ل يتعلق بأكثر من الرقبة فإن اختار أن يفديه ففيه قولن أحدها يلزمه أن يفديه بأقل‬
‫المرين من أرش الناية أو قيمة العبد لنه ل يلزمه ما زاد على واحد منهما‬
‫والقول الثان يلزمه أرش الناية بالغا ما بلغ أو يسلمه للبيع لنه قد يرغب فيه راغب فيشتريه‬
‫بأكثر من قيمته فإذا امتنع من البيع لزمه الرش بالغا ما بلغ وإن قتل عشرة أعبد لرجل عبدا‬
‫لخر عمدا فاقتص مول القتول من خسة وعفا عن خسة على الال تعلق برقبتهم نصف القيمة ف‬
‫رقبة كل واحد منهم عشرها لنه قتل خسة بنصف عبده ) وعفا عن خسة على الال ( وبقى له‬
‫النصف‬
‫باب اختلف الان وول الدم إذا قتل رجل ث ادعى أن القتول كان عبدا وقال الول بل كان‬
‫حرا فالنصوص أن القول قول الول مع يينه وقال فيمن قذف امرأة ث ادعى أنا أمة أن القول‬
‫قول القاذف‬
‫فمن أصحابنا من نقل جوابه ف كل واحدة من السألتي إل الخرى وجعلهما على قولي‬
‫أحدها أن القول قول الان والقاذف لن ما يدعيان متمل لن الدار تمع الحرار والعبيد‬
‫والصل فيه حى الظهر وحقن الدم‬
‫والثان أن القول قول ول الن عليه والقذوف لن الظاهر من الدار الرية ولذا لو وجد ف‬
‫الدار لقيط حكم بريته‬
‫ومن أصحابنا من قال القول ف الناية قول الول والقول ف القذف قول القاذف والفرق بينهما‬
‫أنا إذا جعلنا القول قول القاذف أسقطنا حد القذف وأوجبنا التعزير فيحصل به الردع وإذا جعلنا‬
‫القول قول الان سقط القصاص ول يبق ما يقع به الردع‬
‫فصل فإذا وجب له القصاص ف موضحة فاقتص ف أكثر من حقه أو وجب له القصاص ف إصبع‬
‫فاقتص ف إصبعي وادعى أنه أخطأ ف ذلك وادعى الستقاد منه أنه تعمد فالقول قول القتص مع‬
‫يينه لنه أعرف بفعله وقصده وما يدعيه يوز الطأ ف مثله فقبل قوله فيه‬
‫وإن قال القتص منه إن هذه الزيادة حصلت باضطرابه وأنكره الستفاد منه ففيه وجهان أحدها‬
‫أن القول قول القتص لن ما يدعيه كل واحد منهما متمل والصل براءة الذمة‬
‫والثان أن القول قول الستفاد منه لن الصل عدم الضطراب‬
‫فصل إذا اشترك ثلثة ف جرح رجل ومات الروح ث ادعى أحدهم أن جراحته اندملت وأنكر‬
‫الخران وصدق الول الدعى وصدق الول الدعى‬
‫____________________‬
‫نظرت فإن أراد القصاص قبل تصديقه ول يب على الدعى إل ضمان الراحة لنه ل ضرر على‬
‫الخرين لن القصاص يب عليهما ف الالي‬
‫وإن أراد أن يأخذ الدية ل يقبل تصديقه لنه يدخل الضرر على الخرين لنه إذا حصل القتل من‬
‫الثلثة وجب على كل واحد منهم ثلث الدية وإذا حصل من جراحهما وجب على كل واحد‬
‫منهما نصف دية والصل براءة ذمتهما ما زاد على الثلث‬
‫فصل إذا قد رجل ملفوفا ف كساء ث ادعى أنه قده وهو ميت وقال الول بل كان حيا ففيه قولن‬
‫أحدها أن القول قول الان لن ما يدعيه متمل والصل براءة ذمته‬
‫والثان أن القول قول الول لن الصل حياته وكونه مضمونا فصار كما لو قتل مسلما وادعى أنه‬
‫كان مرتدا‬
‫فصل وإن جن على عضو ث اختلفا ف سلمته فادعى الان أنه جن عليه وهو أشل وادعى الن‬
‫عليه أنه جن عليه وهو سليم فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال فيه قولن أحدها أن القول قول الان لن ما يدعيه كل واحد منهما متمل‬
‫والصل براءة ذمته‬
‫والثان أن القول قول الن عليه لن الصل سلمة العضو‬
‫ومنهم من قال القول ف العضاء الظاهرة قول الان وف العضاء الباطنة القول قول الن عليه‬
‫لنه ل يتعذر عليه إقامة البينة على السلمة ف العضاء الظاهرة فكان القول قول الان ويتعذر‬
‫عليه إقامة البينة ف العضاء الباطنة والصل السلمة فكان القول قول الن عليه ولذا لو علق‬
‫طلق امرأته على ولدتا فقالت ولدت ل يقبل قولا لنه يكن إقامة البينة على الولدة‬
‫ولو علق طلقها على حيضها فقالت حضت قبل قولا لنه يتعذر إقامة البينة على حيضها فإن‬
‫اتفقا على سلمة العضو الظاهر وادعى الان أنه طرأ عليه الشلل وأنكر الن عليه ففيه قولن‬
‫أحدها أن القول قول الان لنه ل يتعذر إقامة البينة على سلمته‬
‫والثان أن القول قول الن عليه لنه قد ثبتت سلمته فل يزال عنه حت يثبت الشلل‬
‫فصل إذا أوضح رأس رجل موضحتي بينهما حاجز ث زال الاجز فقال الان تأكل ما بينهما‬
‫بسراية فعلى فل يلزمن إل أرش موضحة وقال الن عليه أنا خرقت ما بينهما فعليك أرش‬
‫موضحتي فالقول قول الن عليه لن ما يدعيه كل واحد منهما متمل والصل بقاء الوضحتي‬
‫ووجوب الرشي‬
‫وإن أوضح رأسه فقال الان أوضحته موضحة واحدة وقال الن عليه أوضحتن موضحتي وأنا‬
‫خرقت ما بينهما فالقول قول الان لن ما يدعيه كل واحد منهما متمل والصل براءة الذمة‬
‫فصل وإن قطع رجل يدى رجل ورجليه ومات واختلف الان والول فقال الان مات من سراية‬
‫النايتي فعلى دية واحدة وقال الول بل اندملت النايتان ث مات فعليك ديتان فإن كان قد‬
‫مضى زمان يكن فيه اندمال الراحتي فالقول قول الول لن الصل وجوب الديتي وإن ل يض‬
‫زمان يكن فيه الندمال فالقول قول الان لن ما يدعيه الول غي متمل‬
‫وإن اختلفا ف الدة فقال الول مضت مدة يكن فيها الندمال وقال الان ل يض فالقول قول‬
‫الان لن الصل عدم الدة‬
‫فصل وإن قطع يد رجل ومات فقال الول مات من سراية قطعك فعليك الدية وقال الان‬
‫اندملت جنايت ومات بسبب آخر فعلى نصف الدية نظرت فإن ل تض مدة يكن فيها الندمال‬
‫فالقول قول الول لن الظاهر أنه مات من سراية الناية ويلف على ذلك لواز أن يكون قتله‬
‫آخر أو شرب سا فمات منه‬
‫وإن مضت مدة يكن فيها الندمال ث مات فإن كان مع الول بينة أنه ل يزل متألا ضمنا إل أن‬
‫مات فالقول قوله مع يينه لن الظاهر أنه مات من الناية وإن ل يكن معه بينة على ذلك فالقول‬
‫قول الان لن ما يدعيه كل واحد منهما مكن والصل براءة ذمة الان ما زاد على نصف الدية‬

‫فصل وإن قطع يد رجل ومات ث اختلف الول والان فقال الان شرب سا أو جن عليه آخر‬
‫بعد جنايت فل يب على إل نصف الدية‬
‫وقال الول مات من سراية جنايتك فعليك الدية فليس فيها نص ويتمل أن يكون القول قول‬
‫الول لن الصل حصول جنايته وعدم غيها ويتمل أن يكون القول قول الان لنه يتمل ما‬
‫يدعيه والصل براءه ذمته‬
‫فصل وإن جن عليه جناية ذهب با ضوء العي وقال أهل البة يرجى عود البصر فمات‬
‫واختلف الول والان فقال الان‬
‫____________________‬

‫عاد الضوء ث مات وقال الول ل يعد فالقول قول الول مع يينه لن الصل ذهاب الضوء وعدم‬
‫العود‬
‫وإن جن على عينه فذهب الضوء ث جاء آخر فقلع العي واختلف الانيان فقال الول عاد‬
‫الضوء ث قلعت أنت فعليك الدية‬
‫وقال الثان قلعت ول يعد الضوء فعلى حكومة وعليك الدية فالقول قول الثان لن الصل عدم‬
‫العود فإن صدق الن عليه الول قبل قوله ف إبراء الول لنه يسقط عنه حقا له ول يقبل قوله‬
‫على الثان لنه يوجب عليه حقا له والصل عدمه‬
‫فصل إذا جن على رجل جناية فادعى الن عليه أنه ذهب سعه وأنكر الان امتحن ف أوقات‬
‫غفلته بالصياح مرة بعد مرة فإن ظهر منه أمارات السماع فالقول قول الان لن الظاهر يشهد‬
‫له ول يقبل قوله من غي يي لنه يتمل أن يكون ما ظهر من أمارة السماع اتفاقا وإن ل يظهر‬
‫منه أمارة السماع فالقول قول الن عليه لن الظاهر معه ول يقبل قوله ف ذلك من غي يي‬
‫لواز أن يكون ما ظهر من عدم السماع لودة تفظه‬
‫وإن ادعى نقصان السمع فالقول قوله مع يينه لنه يتعذر إقامة البينة عليه ول يعرف ذلك إل من‬
‫جهته وما يدعيه متمل فقبل قوله مع يينه كما يقبل قول الرأة ف اليض وإن ادعى ذهاب‬
‫السمع من إحدى الذني سد الت ل يذهب السمع منها ث يتحن بالصياح ف أوقات غفلته فإن‬
‫ظهر منه أمارة السماع فالقول قول الان مع يينه وإن ل يظهر منه أمارة السماع فالقول قول‬
‫الن عليه مع يينه لا ذكرناه‬
‫فصل وإن ادعى الن عليه ذهاب شه وأنكر الان امتحن ف أوقات غفلته بالروائح الطيبة‬
‫والروائح النتنة فإن كان ل يرتاح إل الروائح الطيبة ول تظهر منه كراهية الروائح النتنة فالقول‬
‫قوله لن الظاهر معه ويلف عليه لواز أن يكون قد تصنع لذلك وإن ارتاح إل الروائح الطيبة‬
‫وظهرت منه الكراهية للروائح النتنة فالقول قول الان لن الظاهر يشهد له ويلف على ذلك‬
‫لواز أن يكون ما ظهر من الن عليه من الرتياح والتكره اتفاقا وإن حلف الن عليه على‬
‫ذهاب شه ث غطى أنفه عند رائحة منتنة فادعى الان أنه غطاه ببقاء شه وادعى الن عليه أنه‬
‫غطاه لاجة أو لعادة فالقول قول الن عليه لنه يتمل ما يدعيه‬
‫فصل وإن كسر صلب رجل فادعى الن عليه أنه ذهب جاعه فالقول قوله مع يينه لن ما يدعيه‬
‫متمل ول يعرف ذلك إل من جهته فقبل قوله مع يينه كالرأة ف دعوى اليض‬
‫فصل وإن اصطدمت سفينتان فتلفتا وادعى صاحب السفينة على القيم أنه فرط ف ضبطها وأنكر‬
‫القيم ذلك فالقول قوله مع يينه لن الصل عدم التفريط وبراءة الذمة‬
‫فصل إذا ضرب بطن امرأة فألقت جنينا ميتا ث اختلفا فقال الضارب ما أسقطت من ضرب‬
‫وقالت الرأة أسقطت من ضربك نظرت فإن كان السقاط عقيب الضرب فالقول قولا لن‬
‫الظاهر معها‬
‫وإن كان السقاط بعد مدة نظرت فإن بقيت الرأة متألة إل أن أسقطت فالقول قولا لن الظاهر‬
‫معها‬
‫وإن ل تكن متألة فالقول قوله لنه يتمل ما يدعيه كل واحد منهما والصل براءة الذمة‬
‫وإن اختلفا ف التأل فالقول قول الان لن الصل عدم التأل وإن ضربا فأسقطت جنينا حيا‬
‫ومات واختلفا فقالت الرأة مات من ضربك وقال الضارب مات بسبب آخر فإن مات عقيب‬
‫السقاط فالقول قولا لن الظاهر معها وأنه مات من الناية وإن مات بعد مدة ول تقم البينة أنه‬
‫بقى متألا إل أن مات فالقول قول الضارب مع يينه لنه يتمل ما يدعيه والصل براءة الذمة وإن‬
‫أقامت بينة أنه بقى متألا إل أن مات فالقول قولا مع اليمي لن الظاهر أنه مات من جنايته‬
‫فصل وإن اختلفا فقالت الرأة استهل ث مات وأنكر الضارب فالقول قوله لن الصل عدم‬
‫الستهلل‬
‫وإن ألقت جنينا حيا ومات ث اختلفا فقال الضارب كان أنثى وقالت الرأة كان ذكرا فالقول‬
‫قول الضارب لن الصل براءة الذمة ما زاد على دية النثى‬
‫فصل وإن ادعى رجل على رجل قتل تب فيه الدية على العاقلة وصدقه الدعى عليه وأنكرت‬
‫العاقلة وجبت الدية على الان بإقراره ول تب على العاقلة من غي بينة لا روى عن ابن عباس‬
‫رضى ال عنه أنه قال ل تمل العاقلة عمدا ) ول عبدا ( ول صلحا ول اعترافا‬
‫____________________‬

‫ولنا لو قبلنا إقراره على العاقلة ل يؤمن إن ل يواطىء ف كل وقت من يقر له بقتل الطإ فيؤدى‬
‫إل الضرار بالعاقلة‬
‫وإن ضرب بطن امرأة فألقت جنينا فقال الان كان ميتا وقالت الرأة كان حيا فالقول قول الان‬
‫لنه يتمل ما يدعيه كل واحد منهما والصل براءة الذمة وإن صدق الان الرأة وأنكرت العاقلة‬
‫وجب على العاقلة قدر الغرة لنا ل تعترف بأكثر منها ووجبت الزيادة ف ذمة الان لن قوله‬
‫مقبول على نفسه دون العاقلة‬
‫فصل إذا سلم من عليه الدية البل ف قتل العمد ث اختلفا فقال الول ل يكن فيها خلفات وقال‬
‫من عليه الدية كانت فيها خلفات فإن ل يرجع ف حال الدفع إل أهل البة فالقول قول الول‬
‫لن الصل عدم المل فإن رجع ف الدفع إل قول أهل البة ففيه وجهان أحدها أن القول قول‬
‫الول لا ذكرناه‬
‫والثان أن القول قول من عليه الدية لنا حكمنا بأنا خلفات بقول أهل البة فلم يقبل فيه قول‬
‫الول‬
‫باب كفارة القتل من قتل من يرم عليه قتله من مسلم أو كافر له أمان خطأ وهو من أهل‬
‫الضمان وجبت عليه الكفارة لقوله تعال } ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة‬
‫إل أهله { وقوله تبارك وتعال } فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن‬
‫كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إل أهله وترير رقبة مؤمنة { فإن قتله عمدا أو شبه‬
‫عمد وجبت عليه الكفارة لنا إذا وجبت ف قتل الطإ مع عدم الأث فلن تب ف العمد وشبه‬
‫العمد وقد تغلظ بالث أول‬
‫وإن توصل إل قتله بسبب يضمن فيه النفس كحفر البئر وشهادة الزور والكراه وجبت عليه‬
‫الكفارة لن السبب كالباشرة ف إياب الضمان فكان كالباشرة ف إياب الكفارة‬
‫فإن ضرب بطن امرأة فألقت جنينا ميتا وجبت عليه الكفارة لنه آدمى مقون الدم لرمته فضمن‬
‫بالكفارة كغيه‬
‫وإن قتل نفسه أو قتل عبده وجبت عليه الكفارة لن الكفارة تب لق ال تعال وقتل نفسه وقتل‬
‫عبده كغيها ف التحري لق ال تعال فكان كقتل غيها ف إياب الكفارة‬
‫فإن اشترك جاعة ف قتل واحد وجب على كل واحد منهم كفارة ومن أصحابنا من قال فيه قول‬
‫آخر أنه يب على الميع كفارة واحدة لنا كفارة تب بالقتل فإذا اشترك جاعة فيه وجبت‬
‫عليهم كفارة واحدة كالكفارة ف قتل الصيد والشهور هو الول لنا كفارة ل تب على سبيل‬
‫البدل فإذا اشترك الماعة ف سببها وجب على كل واحد منهم كفارة ككفارة الطيب واللباس‬
‫فصل والكفارة عتق رقبة ) مؤمنة ( فإن ل يد فصيام شهرين متتابعي لقوله تعال } ومن قتل‬
‫مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إل أهله { إل قوله تعال } فمن ل يد فصيام شهرين‬
‫متتابعي { فإن ل يستطع ففيه قولن أحدها يلزمه إطعام ستي مسكينا كل مسكي مدا من الطعام‬
‫لنه كفارة يب فيها العتق أو صيام شهرين فوجب فيها إطعام ستي مسكينا قياسا على كفارة‬
‫الظهار والماع ف رمضان‬
‫والثان ل يلزمه الطعام لن ال تعال ذكر العتق والصيام ول يذكر الطعام ولو وجب ذلك‬
‫لذكره كما ذكره ف كفارة الظهار وصفة الرقبة والصيام والطعام إذا أوجبناه على ما ذكرنا ف‬
‫الظهار فأغن عن العادة‬
‫كتاب قتال أهل البغى ل يوز الروج عن المام لا روى ابن عمر رضى ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال من نزع يده من طاعة إمامه فإنه يأتى يوم القيامة ول حجة له ومن مات وهو‬
‫مفارق للجماعة فإنه يوت ميتة جاهلية وروى أبو هريرة رضى ال عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم من حل علينا السلح فليس منا‬
‫منعت حقا توجه عليها بتأويل وخرجت عن قبضة المام وامتنعت بنعة قاتلها المام لقوله عز‬
‫وجل } وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا فأصلحوا {‬
‫____________________‬

‫فصل إذا خرجت على المام طائفة من السلمي ورامت خلعه بتأويل أو } بينهما فإن بغت‬
‫إحداها على الخرى فقاتلوا الت تبغي حت تفيء إل أمر ال { ولن أبا بكر الصديق رضى ال‬
‫عنه قاتل مانعى الزكاة وقاتل علي كرم ال وجهه أهل البصرة يوم المل وقاتل معاوية بصفي‬
‫وقاتل الوارج بالنهروان‬
‫ول يبدأ بالقتال حت يسألم ما ينقمون منه فإن ذكروا مظلمة أزالا وإن ذكروا علة يكن إزاحتها‬
‫أزاحها وإن ذكروا شبهة كشفها لقوله تعال } فأصلحوا بينهما { وفيما ذكرناه إصلح‬
‫وروى عبد ال بن شداد بن الاد أن عليا كرم ال وجهه لا كاتب معاوية وحكم وعتب عليه‬
‫ثانية آلف ونزلوا بأرض يقال لا حروراء فقالوا انسلخت من قميص ألبسك ال وحكمت ف‬
‫دين ال ول حكم إل ل‬
‫فقال علي بين وبينكم كتاب ال يقول ال تعال ف ) حق ( رجل وامرأة } وإن خفتم شقاق‬
‫بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلحا يوفق ال بينهما { وأمة ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل ونقموا أن كاتبت معاوية من على بن أب‬
‫طالب وجاء سهيل بن عمرو ونن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بالديبية حي صال قومه‬
‫قريشا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اكتب من ممد رسول ال فقالوا لو نعلم أنك رسول‬
‫ال ل نالفك فقال اكتب فكتب هذا ما قضى عليه ممد قريشا يقول ال عز وجل } لقد كان‬
‫لكم ف رسول ال أسوة حسنة لن كان يرجو ال واليوم الخر { وبعث إليهم عبد ال بن عباس‬
‫فواضعوا عبد ال كتاب ال تعال ثلثة أيام ورجع منهم أربعة آلف‬
‫فإن أبوا وعظهم وخوفهم القتال فإن أبوا قاتلهم فإن طلبوا إل النظار نظرت فإن كان يومي أو‬
‫ثلثة أنظرهم لن ذلك مدة قريبة ولعلهم يرجعون إل الطاعة فإن طلبوا أكثر من ذلك بث عنه‬
‫المام فإن كان قصدهم الجتماع على الطاعة أمهلهم وإن كان قصدهم الجتماع على القتال ل‬
‫ينظرهم لا ف النظار من الضرار‬
‫وإن أعطوا على النظار رهائن ل يقبل منهم لنه ل يؤمن أن يكون هذا مكرا وطريقا إل قهر أهل‬
‫العدل‬
‫وإن بذلوا عليه مال ل يقبل لا ذكرناه ولن فيه إجراء صغار على طائفة من السلمي فلم يز‬
‫كأخذ الزية منهم‬
‫فصل ول يتبع ف القتال مدبرهم ول يذفف على جريهم لا روى عبد ال بن مسعود أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال يابن أم عبد ما حكم من بغى من أمت فقلت ال ورسوله أعلم فقال ل‬
‫يتبع مدبرهم ول ياز على جريهم ول يقتل أسيهم ول يقسم فيؤهم وعن على كرم ال وجهه‬
‫أنه قال ل تيزوا على جريح ول تتبعوا مدبرا‬
‫وعن أب أمامة قال شهدت صفي فكانوا ل ييزون على جريح ول يطلبون موليا ول يسلبون‬
‫قتيل ولن قتالم للدفع والرد إل الطاعة دون القتل فل يوز فيه القصد إل القتل من غي حاجة‬
‫وإن حضر معهم من ل يقاتل ففيه وجهان أحدها ل يقصد بالقتل لن القصد من قتالم كفهم‬
‫وهذا قد كف نفسه فل يقصد‬
‫والثان يقتل لن عليا كرم ال وجهه ناهم عن قتل ممد بن طلحة السجاد وقال إياكم وقتل‬
‫صاحب البنس فقتله رجل وأنشأ يقول ) الطويل (‬
‫____________________‬

‫وأشعث قوام بآيات ربه قليل الذى فيما ترى العي مسلم هتكت له بالرمح جيب قميصه فخر‬
‫صريعا لليدين وللفم على غي شيء غي أن ليس تابعا عليا ومن ل يتبع الق يظلم يناشدن حم‬
‫والرمح شاجر فهل تل حم قبل التقدم ول ينكر علي كرم ال وجهه قتله ولنه صار ردءا لم‬
‫ول تقتل النساء والصبيان كما ل يقتلون ف حرب الكفار فإن قاتلوا جاز قتلهم كما يوز قتلهم‬
‫إذا قصدوا قتله ف غي القتال ويكره أن يقصد قتل ذى رحم مرم كما يكره ف قتال الكفار فإن‬
‫قاتله ل يكره كما ل يكره إذا قصد قتله ف غي القتال‬
‫فصل ول يقتل أسيهم لقوله صلى ال عليه وسلم ف حديث عبد ال بن مسعود ول يقتل‬
‫أسيهم فإن قتله ضمنه بالدية لنه بالسر صار مقون الدم فصار كما لو رجع إل الطاعة‬
‫وهل يضمنه بالقصاص فيه وجهان أحدها يضمنه لا ذكرناه‬
‫والثان ل يضمنه لن أبا حنيفة رحه ال ييز قتله فصار ذلك شبهة ف إسقاط القود فإن كان‬
‫السي حرا بالغا فدخل ف الطاعة أطلقه‬
‫وإن ل يدخل ف الطاعة حبسه إل أن تنقضى الرب ليكف شره ث يطلقه ويشرط عليه أل يعود‬
‫إل القتال‬
‫وإن كان عبدا أو صبيا ل يبسه لنه ليس من أهل البيعة‬
‫ومن أصحابنا من قال يبسه لن ف حبسه كسرا لقلوبم‬
‫فصل ول يوز قتالم بالنار والرمى عن النجنيق من غي ضرورة لنه ل يوز أن يقتل إل من‬
‫يقاتل والقتل بالنار أو النجنيق يعم من يقاتل ومن ل يقاتل‬
‫وإن دعت إليه الضرورة جاز كما يوز أن يقتل من ل يقاتل إذا قصد قتله للدفع‬
‫ول يستعي ف قتالم بالكفار ول بن يرى قتلهم مدبرين لن القصد كفهم وردهم إل الطاعة‬
‫دون قتلهم وهؤلء يقصدون قتلهم فإن دعت الاجة إل الستعانة بم فإن كان يقدر على منعهم‬
‫من اتباع الدبرين جاز وإن ل يقدر ل يز‬
‫فصل وإن اقتتل فريقان من أهل البغى فإن قدر المام على قهرها ل يعاون واحدا منهما لن‬
‫الفريقي على الطإ وإن ل يقدر على قهرها ول يأمن أن يتمعا على قتاله ضم إل نفسه أقربما‬
‫إل الق فإن استويا ف ذلك اجتهد ) ف ( رأيه ف ضم أحدها إل نفسه ول يقصد بذلك معاونته‬
‫على الخر بل يقصد الستعانة به على الخر فإذا انزم الخر ل يقاتل الذى ضمه إل نفسه حت‬
‫يدعوه إل الطاعة لنه حصل بالستعانة به ف أمانه‬
‫فصل ول يوز أخذ مالم لديث ابن مسعود وحديث أب أمامة ف صفي ولن السلم عصم‬
‫دمهم ومالم وإنا أبيح‬
‫____________________‬

‫قتالم للدفع والرد إل الطاعة وبقى حكم الال على ما كان فلم يز أخذه كمال قطاع الطريق‬
‫ول يوز النتفاع بسلحهم وكراعهم من غي إذنم من غي ضرورة لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫ل يل مال امرىء مسلم إل بطيب نفس منه لن من ل يوز أخذ ماله ل يز النتفاع باله من‬
‫غي ) إذنه ومن ( غي ضرورة كغيهم‬
‫وإن اضطر إليه جاز كما يوز أكل مال غيه عند الضرورة‬
‫فصل وإن أتلف أحد الفريقي على الخر نفسا أو مال ف غي القتال وجب عليه الضمان لن‬
‫تري نفس كل واحد منهما وماله كتحريهما قبل البغى فكان ضمانما كضمانما قبل البغى‬
‫وإن أتلف أهل العدل على أهل البغى نفسا أو مال ف حال الرب بكم القتال ل يب عليه‬
‫الضمان لنه مأمور بإتلفه فل يلزمه ضمانه كما لو قتل من يقصد نفسه أو ماله من قطاع الطريق‬
‫وإذا أتلف أهل البغى على أهل العدل ففيه قولن أحدها يب عليه الضمان لنه أتلف عليه‬
‫بعدوان فوجب عليه الضمان كما لو أتلف عليه ف غي القتال‬
‫والثان ل يب عليه الضمان وهو الصحيح لا روى عن الزهرى أنه قال كانت الفتنة العظمى بي‬
‫الناس وفيهم البدريون فأجعوا على أل يقام حد على رجل ارتكب فرجا حراما بتأويل القرآن ول‬
‫يقتل رجل سفك دما حراما بتأويل القرآن ول يغرم مال أتلفه بتأويل القرآن ولنا طائفة متنعة‬
‫بالرب بتأويل فلم تضمن ما تتلف على الخرى بكم الرب كأهل العدل‬
‫ومن أصحابنا من قال القولن ف غي القصاص فأما القصاص فل يب قول واحدا لنه يسقط‬
‫بالشبهة ولم ف القتل شبهة‬
‫فصل وإن استعان أهل البغى بأهل الرب ف القتال وعقدوا لم أمانا أو ذمة بشرط العاونة ل‬
‫ينعقد لن من شرط الذمة والمان أل يقاتلوا السلمي فلم ينعقد على شرط القتال فإن عاونوهم‬
‫جاز لهل العدل قتلهم مدبرين وجاز أن يذفف على جريهم وإن أسروا جاز قتلهم واسترقاقهم‬
‫والن عليهم والفاداة لم لنه ل عهد لم ول ذمة فصاروا كما لو جاءوا منفردين عن أهل البغى‬
‫ول يوز شيء من ذلك لن عاونم من أهل البغى لنم بذلوا لم الذمة والمان فلزمهم الوفاء به‬
‫وإن استعانوا بأهل الذمة فعاونوهم نظرت فإن قالوا كنا مكرهي أو ظننا أنه يوز أن نعاونم‬
‫عليكم كما يوز أن نعاونكم عليهم ل تنتقض الذمة لن ما ادعوه متمل فل يوز نقض العقد مع‬
‫الشبهة وإن قاتلوا معهم عالي من غي إكراه فإن كان قد شرط عليهم ترك العاونة ف عقد الذمة‬
‫انتقض العهد لنه زال شرط الذمة وإن ل يشترط ذلك ففيه قولن أحدها ينتقض كما لو انفردوا‬
‫بالقتال لهل العدل‬
‫والثان ل ينتقض لنم قاتلوا تابعي لهل البغى فإذا قلنا ل ينتقض عهدهم كانوا ف القتال كأهل‬
‫البغى ل يتبع مدبرهم ول يذفف على جريهم‬
‫وإن أتلفوا نفسا أو مال ف الرب لزمهم الضمان قول واحدا والفرق بينهم وبي أهل البغى أن‬
‫ف تضمي أهل البغى تنفيا عن الرجوع إل الطاعة فسقط عنهم الضمان ف أحد القولي ول‬
‫ياف تنفي أهل الذمة لنا قد أمناهم على هذا القول‬
‫وإن استعانوا بن له أمان إل مدة معاونوهم انتقض أمانيهم فإن ادعوا أنم كانوا مكرهي ول تكن‬
‫لم بينة على الكراه انتقض المان‬
‫والفرق بينهم وبي أهل الذمة ف أحد القولي أن المان الؤقت ينتقض بالوف من اليانة‬
‫فانتقض بالعاونة وعقد الذمة ل ينتقض بالوف من اليانة فلم ينتقض بالعاونة‬
‫فصل وإن ولوا فيما استولوا عليه قاضيا نظرت فإن كان من يستبيح دماء أهل العدل وأموالم ل‬
‫ينفذ حكمه لن من شرط القضاء العدالة والجتهاد وهذا ليس بعدل ول متهد‬
‫وإن كان من ل يستبيح دماءهم ول أموالم نفذ من حكمه ما ينفذ من حكم قاضى أهل العدل‬
‫ورد من حكمه ما يرد من حكم قاضى أهل العدل لن لم تأويل يسوغ فيه الجتهاد فلم ينقض‬
‫من حكمه ما يسوغ فيه الجتهاد‬
‫وإن كتب قاضيهم إل قاضى أهل العدل استحب أل يقبل كتابه استهانة بم وكسرا لقلوبم فإن‬
‫قبله جاز لنه ينفذ حكمه فجاز الكم بكتابه كقاضى أهل العدل‬
‫فصل وإن استولوا على بلد وأقاموا الدود وأخذوا الزكاة والراج والزية اعتد به لن عليا‬
‫كرم ال وجهه قاتل أهل البصرة ول يلغ ما فعلوه وأخذوه ولن ما فعلوه وأخذوه بتأويل سائغ‬
‫فوجب إمضاؤه كالاكم إذا حكم با يسوغ فيه الجتهاد فإن عاد البلد إل أهل العدل فادعى‬
‫من عليه الزكاة أنه دفعها إل أهل البغى قبل قوله‬
‫وهل يلف عليه مستحبا أو‬
‫____________________‬
‫واجبا فيه وجهان ذكرناها ف الزكاة‬
‫وإن ادعى من عليه الزية أنه دفعها إليهم ل يقبل قوله لنا عوض فلم يقبل قوله ف الدفع‬
‫كالستأجر إذا ادعى دفع الجرة‬
‫وإن ادعى من عليه الراج أنه دفعه إليهم ففيه وجهان أحدها يقبل قوله لنه مسلم فقبل قوله ف‬
‫الدفع كما قلنا فيمن عليه الزكاة‬
‫والثان ل يقبل لن الراج ثن أو أجرة فلم يقبل قوله ف الدفع كالثمن ف البيع والجرة ف‬
‫الجارة‬
‫فصل ف وإن أظهر قوم رأى الوارج ول يرجوا عن قبضة المام ل يتعرض لم لن عليا كرم ال‬
‫وجهه سع رجل من الوارج يقول ل حكم إل ل تعريضا ) له ( ف التحكيم ف صفي فقال‬
‫كلمة حق أريد با باطل ث قال لكم علينا ثلث ل ننعكم مساجد ال أن تذكروا فيها اسم ال‬
‫ول ننعكم من الفيء ما دامت أيديكم معنا ول نبدؤكم بقتال‬
‫ولن النب صلى ال عليه وسلم ل يتعرض للمنافقي الذين كانوا معه ف الدينة فلن ل نتعرض‬
‫لهل البغى وهم من السلمي أول وحكمهم ف ضمان النفس والال والد حكم أهل العدل لن‬
‫ابن ملجم جرح عليا كرم ال وجهه فقال أطعموه واسقوه واحبسوه فإن عشت فأنا ول دمى‬
‫أعفو إن شئت وإن شئت استقدت وإن مت فاقتلوه ول تثلوا به‬
‫فإن قتل فهل يتحتم قتله فيه وجهان أحدها يتحتم لنه قتل بشهر السلح فانتم قتله كقاطع‬
‫الطريق‬
‫والثان ل يتحتم وهو الصحيح لقول على كرم ال وجهه أعفو إن شئت وإن شئت استقدت‬
‫وإن سبوا المام أو غيه من أهل العدل عزروا لنه مرم ليس فيه حد ول كفارة فوجب فيه‬
‫التعزير وإن عرضوا بالسب ففيه وجهان أحدها يعزرون لنم إذا ل يعزروا على التعريض‬
‫صرحوا وخرقوا اليبة‬
‫والثان ل يعزرون لا روى أبو يي قال صلى ) بنا ( على رضى ال عنه صلة الفجر فناداه رجل‬
‫من الوارج لئن أشركت ليحبطن عملك } ولتكونن من الاسرين { فأجابه علي رضوان ال‬
‫عليه وهو ف الصلة } فاصب إن وعد ال حق ول يستخفنك الذين ل يوقنون { ول يعزره‬
‫فصل وإن خرجت على المام طائفة ل منعة لا أو أظهرت رأى الوارج كان حكمهم ف ضمان‬
‫النفس والال والدود حكم أهل العدل لنه ل ياف نفورهم لقلتهم وقدرة المام عليهم فكان‬
‫حكمهم فيما ذكرناه حكم الماعة كما لو كانوا ف قبضته‬
‫فصل وإن خرجت طائفة من السلمي عن طاعة المام بغي تأويل واستولت على البلد ومنعت ما‬
‫عليها وأخذت ما ل يوز أخذه قصدهم المام وطالبهم با منعوا ورد ما أخذوا وغرمهم ما أتلفوه‬
‫بغي حق وأقام عليهم حدود ما ارتكبوا لنه ل تأويل لم فكان حكمهم ما ذكرناه كقطاع‬
‫الطريق‬
‫باب قتل الرتد تصح الردة من كل بالغ عاقل متار فأما الصب والنون فل تصح ردتما لقوله‬
‫صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن‬
‫النون حتأ يفيق‬
‫وأما السكران ففيه طريقان من أصحابنا من قال تصح ردته قول واحدا‬
‫ومنهم من قال فيه قولن وقد بينا ذلك ف الطلق فأما الكره فل تصح ردته لقوله تعال } إل من‬
‫أكره وقلبه مطمئن باليان { وإن تلفظ بكلمة الكفر وهو أسي ل يكم بردته لنه مكره وإن‬
‫تلفظ با ف دار الرب ف غي السر حكم بردته لن كونه ف دار الرب ل يدل على الكراه‬
‫وإن أكل لم النير أو شرب المر ل يكم بردته لنه قد يأكل ويشرب من غي اعتقاد ومن‬
‫أكره على كلمة‬
‫____________________‬

‫الكفر فالفضل أل يأتى با لا روى أنس رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ثلث‬
‫من كن فيه وجد حلوة اليان أن يكون ال ورسوله أحب إليه ما سواها وأن يب الرء ل يبه‬
‫إل ل عز وجل وأن يكره أن يعود ف الكفر كما يكره أن توقد نار فيقذف فيها وروى خباب بن‬
‫الرت أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن كان الرجل من كان قبلكم ليحفر له ف الرض‬
‫فيجعل فيها فيجاء بنشار فتوضع على رأسه ويشق باثنتي فل ينعه ذلك عن دينه ويشط بأمشاط‬
‫الديد ما دون عظمه من لم وعصب ما يصده ذلك عن دينه‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان من يرجو النكاية ف العدو أو القيام بأحكام الشرع فالفضل ) له (‬
‫أن يدفع القتل عن نفسه ويتلفظ بكلمة الكفر لا ف بقائه من صلح السلمي وإن كان ل يرجو‬
‫ذلك اختار القتل‬
‫فصل إذا ارتد الرجل وجب قتله لا روى أمي الؤمني عثمان رضى ال عنه قال سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ل يل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث رجل كفر بعد إسلمه أو‬
‫زن بعد إحصانه أو قتل نفسا بغي نفس‬
‫فإن ارتدت امرأة وجب قتلها لا روى جابر رضى ال عنه أن امرأة يقال لا أم رومان ارتدت عن‬
‫السلم فبلغ أمرها إل النب صلى ال عليه وسلم فأمر أن تستتاب فإن تابت وإل قتلت‬
‫وهل يب أن يستتاب أو يستحب فيه قولن أحدها ل يب لنه لو قتل قبل الستتابة ل يضمنه‬
‫القاتل ولو وجبت الستتابة لضمنه‬
‫والثان أنا تب لا روى أنه لا ورد على عمر رضى ال عنه فتح تستر فسألم هل كان من مغربة‬
‫خب قالوا نعم رجل ارتد عن السلم ولق بالشركي فأخذناه قال فهل أدخلتموه بيتا وأغلقتم‬
‫عليه بابا وأطعمتموه كل يوم رغيفا واستتبتموه ثلثا فإن تاب وإل قتلتموه اللهم إن ل أشهد ول‬
‫آمر ول أرض إذ بلغن‬
‫ولو ل تب الستتابة لا تبأ من فعلهم فإن قلنا إنه تب الستتابة أو تستحب ففى مدتا قولن‬
‫أحدها أنا ثلثة أيام لديث عمر رضى ال عنه ولن الردة ل تكون إل عن شبهة وقد ل يزول‬
‫ذلك بالستتابة ف الال فقدر بثلثة أيام لنه مدة قريبة يكن فيها الرتياء والنظر ولذا قدر به‬
‫اليار ف البيع‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يستتاب ف الال ) فإن تاب وإل قتل ( لديث أم رومان ولنه استتابة‬
‫من الكفر فلم تقدر بثلث كاستتابة الرب‬
‫وإن كان سكرانا فقد قال الشافعى رحه ال تؤخر الستتابة فمن أصحابنا من قال تصح استتابته‬
‫والتأخي مستحب لنه تصح ردته فصحت استتابته‬
‫ومنهم من قال ل تصح استتابته ويب التأخي لن ردته ل تكون إل عن شبهة ) ول يكن بيان‬
‫الشبهة ( ول إزالتها مع السكر‬
‫وإن ارتد ث جن ل يقتل حت يفيق ويعرض عليه السلم لن القتل يب بالردة والصرار عليها‬
‫والنون ل يوصف بأنه مصر على الردة‬
‫فصل وإذا تاب الرتد قبلت توبته سواء كانت ردته إل كفر ظاهر به أهله أو إل كفر يستتر به‬
‫أهله كالتعطيل والزندقة‬
‫____________________‬

‫لا روى أنس رضى ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حت‬
‫يقولوا ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فإذا شهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‬
‫واستقبلوا قبلتنا وصلوا صلتنا وأكلوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالم إل بقها ولم‬
‫للمسلمهي وعليهم ما على السلمي ولن النب صلى ال عليه وسلم كف عن النافقي لا أظهروا‬
‫من السلم مع ما كانوا يبطنون من خلفه فوجب أن يكف عن العطل والزنديق لا يظهرونه من‬
‫السلم‬
‫فإن كان الرتد من ل تأويل له ف كفره فأتى بالشهادتي حكم باسلمه لديث أنس رضى ال عنه‬
‫فإن صلى ف دار الرب حكم بإسلمه‬
‫وإن صلى ف دار السلم ل يكم بإسلمه لنه يتمل أن تكون صلته ف دار السلم للمراءاة‬
‫والتقية وف دار الرب ل يتمل ذلك فدل على إسلمه وإن كان من يزعم أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بعث إل العرب وحدها أو من يقول إن ممدا نب يبعث وهو غي الذى بعث ل يصح‬
‫إسلمه حت يتبأ مع الشهادتي من كل دين خالف السلم لنه إذا اقتصر على الشهادتي‬
‫احتمل أن يكون أراد ما يعتقده‬
‫وإن ارتد بحود فرض أو استباحة مرم ل يصح إسلمه حت يرجع عما اعتقده ويعيد الشهادتي‬
‫لنه كذب ال وكذب رسوله با اعتقده ) ف خبه ( فل يصح إسلمه حت يأتى بالشهادتي‬
‫وإن ارتد ث أسلم ث ارتد ث أسلم وتكرر منه ذلك قبل إسلمه ويعزر على تاونه بالدين‬
‫وقال أبو إسحاق ل يقبل إسلمه إذا تكررت ردته وهذا خطأ لقوله عز وجل } قل للذين كفروا‬
‫إن ينتهوا يغفر لم ما قد سلف { ولنه اتى بالشهادتي بعد الردة فحكم بإسلمه كما لو ارتد‬
‫مرة ث أسلم‬
‫فصل وإن ارتد ث أقام على الردة فإن كان حرا كان قتله إل المام لنه قتل يب لق ال تعال‬
‫فكان إل المام كرجم الزان‬
‫فإن قتله غيه بغي إذنه عزر لنه افتات على المام‬
‫فإن كان عبدا ففيه وجهان أحدها أنه يوز للمول قتله لنه عقوبة تب لق ال تعال فجاز‬
‫للمول إقامتها كحد الزنا‬
‫والثان ل يوز للمول قتله لنه حق ال عز وجل ل يتصل بق الول فلم يكن للمول فيه حق‬
‫بلف حد الزنا فإنه يتصل بقه ف إصلح ملكه‬
‫فصل إذا ارتد وله مال ففيه ثلثة أقوال أحدها أنه ل يزول ملكه عن ماله وهو اختيار الزن رحه‬
‫ال لنه ل يوجد أكثر من سبب يبيح الدم وهذا ل يوجب زوال اللك عن ماله كما لو قتل أو زن‬

‫والقول الثان أنه يزول ملكه عن ماله وهو الصحيح لا روى طارق بن شهاب أن أبا بكر الصديق‬
‫رضى ال عنه قال لوفد بزاخة وغطفان نغنم ما أصبنا منكم وتردون إلينا ما أصبتم منا‬
‫ولنه عصم بالسلم دمه وماله ث ملك السلمون دمه بالردة فوجب أن يلكوا ماله بالردة‬
‫والقول الثالث أنه مراعى فإن أسلم حكمنا بأنه ل يزل ملكه ) عن ماله ( وإن قتل أو مات على‬
‫الردة حكمنا بأنه زال ملكه لن ماله معتب بدمه ث استباحة دمه موقوفة على توبته فوجب أن‬
‫يكون زوال ملكه عن الال موقوفا وعلى هذا ف ابتداء ملكه بالصطياد والبتياع وغيها‬
‫القوال الثلثة أحدها يلك‬
‫والثان ل يلك‬
‫والثالث أنه مراعى‬
‫فإن قلنا إن ملكه قد زال بالردة صار الال فيئا للمسلمي وأخذ إل بيت الال‬
‫وإن قلنا إنه ل يزول أو مراعى حجر عليه ومنع من التصرف فيه لنه تعلق به حق السلمي وهو‬
‫متهم ف إضاعته فحفظ كما يفظ مال السفيه وأما تصرفه ف الال فإنه إن كان بعد الجر ل‬
‫يصح لنه حجر ثبت بالاكم فمنع صحة التصرف فيه كالجر على السفيه وإن كان قبل الجر‬
‫ففيه ثلثة أقوال بناء على القوال ف بقاء ملكه‬
‫أحدها أنه يصح‬
‫والثان أنه ل يصح‬
‫والثالث أنه موقوف‬
‫فصل وإن ارتد وعليه دين قضى من ماله لنه ليس بأكثر من موته ولو مات قضيت ديونه فكذلك‬
‫إذا ارتد‬
‫فصل ول يوز استرقاقه لنه ل يوز إقراره على الكفر فإن ارتد وله ولد أو حل كان مكوما‬
‫بإسلمه فإذا بلغ ووصف الكفر قتل‬
‫وقال أبو العباس فيه قول آخر أنه ل يقتل لن الشافعى رحه ال قال ولو بلغ فقتله قاتل قبل أن‬
‫يصف السلم ل يب عليه القود‬
‫والذهب الول لنه مكوم بإسلمه وإنا أسقط الشافعى رحه ال القود بعد البلوغ للشبهة وهو‬
‫أنه بلغ ول يصف السلم ولذا لو قتل قبل البلوغ وجب القود وإن ولد له ولد بعد الردة من‬
‫ذمية فهو كافر لنه ولد بي كافرين‬
‫وهل يوز استرقاقه فيه قولن أحدها ل يوز لنه ل يسترق أبواه فلم يسترق‬
‫والثان ) يسترق ( لنه كافر ولد بي كافرين‬
‫____________________‬

‫فجاز استرقاقه كولد الربيي فإن قلنا ل يوز استرقاقه استتيب بعد البلوغ فإن تاب وإل قتل‬
‫وإن قلنا يوز استرقاقه فوقع ف السر فللمام أن ين عليه وله أن يفادى به وله أن يسترقه كولد‬
‫الربيي غي أنه إذا استرقه ل يز إقراره على الكفر لنه دخل ف الكفر بعد نزول القرآن‬
‫فصل وإن ارتدت طائفة وامتنعت بنعة وجب على المام قتالا لن أبا بكر الصديق رضى ال عنه‬
‫قاتل الرتدة ويتبع ف الرب مدبرهم ويذفف على جريهم لنه إذا وجب ذلك ف قتال أهل‬
‫الرب فلن يب ذلك ف قتال الرتدة وكفرهم أغلظ أول‬
‫وإن أخذ منهم أسي استتيب فإن تاب وإل قتل لنه ل يوز إقراره على الكفر‬
‫فصل ومن أتلف منهم نفسا أو مال على مسلم فإن كان ذلك ف غي القتال وجب عليه ضمانه‬
‫لنه التزم ذلك بالقرار بالسلم فلم يسقط عنه بالحود كما ل يسقط عنه ما التزمه بالقرار‬
‫عند الاكم بالحود‬
‫فإن أتلف ذلك ف حال القتال ففيه طريقان أحدها وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين وغيه‬
‫من البغداديي ) أنه ( على قولي كما قلنا ف أهل البغى‬
‫والثان وهو قول القاضى أب حامد الروزى وغيه من البصريي أنه يب عليه الضمان قول‬
‫واحدا لنه ل ينفذ قضاء قاضيهم فكان حكمهم ف الضمان حكم قاطع الطريق والول هو‬
‫الصحيح أنه على قولي أصحهما أنه ل يب الضمان لا روى طارق بن شهاب قال جاء وفد‬
‫بزاخة وغطفان إل أب بكر يسألونه الصلح فقال تدون قتلنا وقتلكم ف النار فقال عمر إن قتلنا‬
‫قتلوا على أمر ال ليس لم ديات فتفرق الناس على قول عمر رضى ال عنه‬
‫فصل للسحر حقيقة وله تأثي ف إيلم السم وإتلفه‬
‫وقال أبو جعفر الستراباذى من أصحابنا ل حقيقة له ول تأثي له‬
‫والذهب الول لقوله تعال } ومن شر النفاثات ف العقد { والنفاثات السواحر ولو ل يكن‬
‫للسحر حقيقة لا أمر بالستعاذة من شره وروت عائشة رضى ال عنها قالت سحر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم حت إنه ليخيل إليه أنه قد فعل الشيء وما فعله‬
‫ويرم فعله لاروى ابن عباس رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ليس منا من سحر‬
‫أو سحر له وليس منا من تكهن أو تكهن له وليس منا من تطي أو تطي له‬
‫ويرم تعلمه لقوله } ولكن الشياطي كفروا يعلمون الناس السحر { فذمهم على تعليمه ولن‬
‫تعلمه يدعو إل فعله وفعله مرم فحرم ما يدعو إليه‬
‫فإن علم أو تعلم واعتقد تريه ل يكفر لنه إذا ل يكفر بتعلم الكفر فلن ل يكفر بتعلم السحر‬
‫أول وإن اعتقد إباحته مع العلم بتحريه فقد كفر لنه كذب ال تعال ف خبه ويقتل كما يقتل‬
‫الرتد‬
‫باب صول الفحل من قصده رجل ف نفسه أو ماله أو ) ف ( أهله بغي حق فله أن يدفعه لا روى‬
‫سعيد بن زيد أن النب صلى ال عليه وسلم قال من قاتل دون أهله أو ماله فقتل فهو شهيد وهل‬
‫يب عليه الدفع ينظر فيه فإن كان ف الال ل يب لن الال يوز إباحته وإن كان وجهان أحدها‬
‫أنه يب عليه الدفع لقوله عز وجل } ول تلقوا بأيديكم {‬
‫____________________‬

‫ف أهله وجب عليه الدفع لنه ل يوز إباحته وإن كان ف النفس ففيه } إل التهلكة {‬
‫والثان أنه ل يب لن عثمان رضى ال عنه ل يدفع عن نفسه ولنه ينال به الشهادة إذا قتل فجاز‬
‫له ترك الدفع لذلك‬
‫فصل وإذا أمكنه الدفع بالصياح والستغاثة ل يدفع باليد وإن كان ف موضع ل يلحقه الغوث‬
‫دفعه باليد فإن ل يندفع باليد دفعه بالعصا فإن ل يندفع بالعصا دفعه بالسلح فإن ل يندفع إل‬
‫بإتلف عضو دفعه بإتلف العضو فإن ل يندفع إل بالقتل دفعه بالقتل وإن عض يده ول يكنه‬
‫تليصها إل بفك لييه فك لييه وإن ل يندفع إل بأن يبعج جوفه بعج جوفه ول يب عليه ف‬
‫شيء من ذلك ضمان لا روى عمران بن الصي قال قاتل يعلى بن أمية رجل فعض أحدها يد‬
‫صاحبه فانتزع يده من فيه فنع ثنيته فاختصما إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يعض‬
‫أحدكم أخاه كما يعض الفحل ل دية له ولن فعله ألأه إل التلف فلم يضمنه كما لو رمى‬
‫حجرا فرجع الجر عليه فأتلفه‬
‫وإن قدر على دفعه بالعصا فقطع عضوا أو قدر على دفعه بالقطع فقتله وجب عليه الضمان لنه‬
‫جناية بغي حق فأشبه إذا جن عليه من غي دفع‬
‫وإن قصده ث انصرف عنه ل يتعرض له وإن ضربه فعطله ل يز أن يضربه ضربة أخرى لن‬
‫القصد كف أذاه‬
‫فإن قصده فقطع يده فول عنه فقطع يده الخرى وهو مول ل يضمن الول لنه قطع بق‬
‫ويضمن الثانية لنه قطع بغي حق‬
‫وإن مات منهما ل يب عليه القصاص ف النفس لنه مات من مباح ومظور ولول القتول اليار‬
‫بي أن يقتص من اليد الثانية وبي أن يأخذ نصف دية النفس‬
‫فصل وإن وجد رجل يزن بامرأته ول يكنه النع إل بالقتل فقتله ل يب عليه شيء فيما بينه وبي‬
‫ال عز وجل لنه قتله بق‬
‫فإن ادعى أنه قتله لذلك وأنكر الول ول يكن بينة ل يقبل قوله فإذا حلف الول حكم عليه بالقود‬
‫لا روى أبو هريرة أن سعد بن عبادة قال يا رسول ال أرأيت لو وجدت مع امرأتى رجل أأمهله‬
‫حت آتى بأربعة شهداء قال نعم فدل على أنه ل يقبل قوله من غي بينة‬
‫وروى سعيد بن السيل قال أرسل معاوية أبا موسى إل على كرم ال وجهه يسأله عن رجل وجد‬
‫على امرأته رجل فقتله فقال علي كرم ال وجهه لتخبن ل تسأل عن هذا فقال إن معاوية كتب‬
‫إل فقال على أنا أبو السن إن جاء بأربعة شهداء يشهدون على الزنا وإل أعطى برمته يقول‬
‫يقتل‬
‫فصل وإن صالت عليه بيمة فلم تندفع إل بالقتل فقتلها ل يضمن لنه إتلف بدفع جائز فلم‬
‫يضمن كما لو قصده آدمى فقتله للدفع‬
‫فصل فإن اطلع رجل أجنب ف بيته على أهله فله أن يفقأ عينه لا روى سهل بن سعد قال اطلع‬
‫رجل من جحر ف حجرة رسول ال صلى ال عليه وسلم ومع النب صلى ال عليه وسلم مدرا‬
‫يك به رأسه فقال النب صلى ال عليه وسلم لو علمت أنك تنظر لطعنت به عينك إنا جعل‬
‫الستئذان من أجل البصر‬
‫وهل له أن يصيبه قبل أن ينهاه بالكلم فيه وجهان أحدها وهو قول القاضى أب حامد الروروذى‬
‫والشيخ أب حامد السفراين أنه يوز للخب‬
‫والثان أنه ل يوز كما ل توز إصابة من يقصد نفسه بالقتل إذا اندفع بالقول ول يوز أن يصيبه‬
‫إل بشيء خفيف لن الستحق بذه الناية فقء العي وذلك يصل بسبب خفيف فلم تز الزيادة‬
‫عليه‬
‫وإن فقأ عينه فمات منه ل يضمن لنه سراية من مباح فلم يضمن كسراية القصاص‬
‫فإن رماه بشيء يقتل فمات ) منه ( ضمنه لنه قتله بغي حق‬
‫وإن رماه فلم يرجع استغاث عليه فإن ل يكن من يغيثه فالستحب أن يوفه بال تعال فإن ل يقبل‬
‫فله أن يصيبه با يدفعه فإن أتى على نفسه ل يضمن لنه تلف بدفع جائز‬
‫فإن اطلع أعمى ل يز له رميه لنه ل ينظر إل مرم وإن اطلع ذو رحم مرم لهله ل يز ) له (‬
‫____________________‬

‫رميه لنه غي منوع من النظر وإن كانت زوجته متجردة فقصد النظر إليها جاز له رميه لنه مرم‬
‫عليه النظر إل ما دون السرة وفوق الركبة منها كما يرم على الجنب‬
‫وإن اطلع عليه من باب مفتوح أو كوة واسعة فإن نظر وهو على اجتيازه ل يز رميه لن الفرط‬
‫صاحب الدار بفتح الباب وتوسعة الكوة‬
‫وإن وقف وأطال النظر ففيه وجهان أحدها أنه يوز له رميه لنه مفرط ف الطلع فأشبه إذا‬
‫اطلع من ثقب‬
‫والثان أنه ل يوز له رميه وهو قول القاضى أب القاسم العمرى لن صاحب الدار مفرط ف فتح‬
‫الباب وتوسعة الكوة‬
‫فصل وإذا دخل رجل داره بغي إذنه أمره بالروج فإن ل يقبل فله أن يدفعه با يدفع به من قصد‬
‫ماله أو نفسه فإن قتله فادعى أنه قتله للدفع عن داره وأنكر الول ل يقبل قول القاتل من غي بينة‬
‫لن القتل متحقق وما يدعيه خلف الظاهر‬
‫فإن أقام بينة أنه دخل داره مقبل عليه بسلح شاهر ل يضمن لن الظاهر أنه قصد قتله وإن أقام‬
‫الول بينة أنه دخل داره بسلح غي شاهر ضمنه بالقود أو بالدية لن القتل متحقق وليس ههنا ما‬
‫يدفعه‬
‫فصل إذا أفسدت ماشيته زرعا لغيه ول يكن معها فإن كان ذلك بالنهار ل يضمن وإن كان‬
‫بالليل ضمن لا روى حزام بن سعد بن ميصة أن ناقة للباء بن عازب دخلت حائط قوم‬
‫فأفسدت زرعا فقضى النب صلى ال عليه وسلم أن على أهل الموال حفظ أموالم بالنهار وعلى‬
‫أهل الواشى ما أصابت مواشيهم بالليل وإن كان له هرة تأكل الطيور فأكلت طيا لغيه أو له‬
‫كلب عقور فأتلف إنسانا وجب عليه الضمان لنه مفرط ف ترك حفظه‬
‫فصل وإن مرت بيمة له بوهرة لخر فابتلعتها نظرت فإن كان معها ضمن الوهرة لن فعلها‬
‫منسوب إليه‬
‫وقال أبو على بن أب هريرة إن كانت شاة ل يضمن وإن كان بعيا ضمن لن العادة ف البعي أنه‬
‫يضبط وف الشاة أن ترسل وهذا فاسد لنه يبطل بافساد الزرع لنه ل فرق فيه بي الميع فإن ل‬
‫يكن معها ففيه وجهان أحدها وهو قول أب على بن أب هريرة أنه إن كان ذلك نارا ل يضمن‬
‫وإن كان ليل ضمن كالزرع‬
‫والثان وهو قول القاضى أب السن الاوردى البصرى أنه يضمنها ليل ونارا والفرق بينه وبي‬
‫الزرع أن رعى الزرع مألوف فلزم صاحبه حفظه منها وابتلع الوهرة غي مألوف فلم يلزم‬
‫صاحبها حفظها منها فعلى هذا إن طلب صاحب الوهرة ذبح البهيمة لجل الوهرة ل تذبح‬
‫ويغرم قيمة الوهرة فإن دفع القيمة ث ماتت البهيمة ث أخرجت الوهرة من جوفها وجب ردها‬
‫إل صاحبها لنا عي ماله واسترجعت القيمة فإن نقصت قيمة الوهرة بالبتلع ضمن صاحب‬
‫البهيمة ما نقص وإن كانت البهيمة مأكولة ففى ذبها وجهان بناء على القولي فيمن غصب خيطا‬
‫وخاط به جرح حيوان مأكول‬
‫كتاب السي من أسلم ف دار الرب ول يقدر على إظهار دينه وقدر على الجرة وجبت عليه‬
‫الجرة لقوله عز وجل } إن الذين توفاهم اللئكة ظالي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا‬
‫مستضعفي ف الرض قالوا أل تكن أرض ال واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت‬
‫مصيا { وروى أن النب صلى ال عليه وسلم قال أنا برىء من كل مسلم مع مشرك فإن ل يقدر‬
‫على الجرة ل يب عليه لقوله عز وجل } إل الستضعفي من الرجال والنساء والولدان ل‬
‫يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيل فأولئك عسى ال أن يعفو عنهم وكان ال عفوا غفورا { وإن‬
‫لنه لا أوجب على الستضعفي دل على أنه ل تب على غيهم‬
‫ويستحب له أن يهاجر لقوله عز وجل } ل تتخذوا اليهود والنصارى أولياء {‬
‫____________________‬
‫قدر على إظهار الدين ول يف الفتنة ف الدين ل تب عليه الجرة } بعضهم أولياء بعض { ولنه‬
‫إذا أقام ف دار الشرك كثر سوادهم ولنه ل يؤمن أن ييل إليهم ولنه ربا ملك الدار فاسترق‬
‫ولده‬
‫فصل والهاد فرض والدليل عليه قوله عز وجل } كتب عليكم القتال وهو كره لكم { وقوله‬
‫تعال } وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم { وهو فرض على الكفاية إذا قام به من فيه كفاية سقط‬
‫الفرض عن الباقي لقوله عز وجل } ل يستوي القاعدون من الؤمني غي أول الضرر والاهدون‬
‫ف سبيل ال بأموالم وأنفسهم فضل ال الاهدين بأموالم وأنفسهم على القاعدين درجة وكل‬
‫وعد ال السن { ولو كان فرضا على الميع لا فاضل بي من فعل وبي من ترك ولنه وعد‬
‫الميع بالسن فدل على أنه ليس بفرض على الميع وروى أبو سعيد الدرى رضى ال عنه أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث إل ليان وقال ليخرج من كل رجلي رجل ث قال‬
‫للقاعدين أيكم خلف الارج ف أهله وماله بي كان له مثل نصف أجر الارج ولنه لو جعل‬
‫فرضا على العيان لشتغل الناس به عن العمارة وطلب العاش فيؤدى ذلك إل خراب الرض‬
‫وهلك اللق‬
‫فصل ويستحب الكثار منه لا روى أبو هريرة رضى ال عنه قال سئل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أي العمال أفضل قال اليان بال ورسوله وجهاد ف سبيل ال وروى أبو سعيد الدرى‬
‫رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يا أبا سعيد من رضى بال ربا وبالسلم‬
‫دينا وبحمد صلى ال عليه وسلم نبيا وجبت له النة فقال أعدها يا رسول ال ففعل ث قال‬
‫وأخرى يرفع ال با للعبد مائة درجة ف النة ما بي كل درجتي كما بي السماء والرض قلت‬
‫وما هى يا رسول ال قال الهاد ف سبيل ال الهاد ف سبيل ال وروى أبو هريرة رضى ال عنه‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قالع والذى نفسى بيده لوددت أن أقاتل ف سبيل ال فأقتل ث‬
‫أحيا فأقتل ث أحيا فأقتل‬
‫وكان أبو هريرة يقول ثلثا أشهد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قالا ثلثا وروى أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم غزا سبعا وعشرين غزوة وبعث خسا وثلثي سرية‬
‫فصل وأقل ما يزىء ف كل سنة مرة لن الزية تب ف كل سنة مرة وهى بدل عن القتل‬
‫فكذلك القتل ولن ف تعطيله ف أكثر من سنة يطمع العدو ف السلمي فإن دعت الاجة ف‬
‫السنة إل أكثر من مرة وجب لنه فرض على الكفاية فوجب منه ما دعت الاجة إليه‬
‫فإن دعت الاجة إل تأخيه لضعف السلمي أو قلة ما يتاج إليه من قتالم من العدة أو للطمع‬
‫ف إسلمهم ونو ذلك من العذار جاز تأخيه لن النب صلى ال عليه وسلم أخر قتال قريش‬
‫بالدنة وأخر قتال غيهم من القبائل بغي هدنة ولن ما يرجى من النفع بتأخيه أكثر ما يرجى من‬
‫النفع بتقديه فوجب تأخيه‬
‫فصل ول ياهد أحد عن أحد بعوض وغي عوض لنه إذا حضر تعي عليه الفرض ف حق نفسه‬
‫فل يؤديه عن غيه كما ل يج عن غيه وعليه فرضه‬
‫فصل ول يب الهاد على الرأة لا روت عائشة رضى ال عنها قالت سألت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن الهاد فقال جهادكن الج أو حسبكن الج ولن الهاد هو القتال وهن ل‬
‫يقاتلن ولذا رأى عمر عندى قتل بيضاء حرة عطبول كتب القتل والقتال علينا وعلى الغانيات‬
‫جر الذيول ول يب على النثى الشكل لنه يوز أن يكون امرأة فل يب عليه بالشك ول يب‬
‫على العبد لقوله عز وجل } ليس على الضعفاء { بن أب ربيعة امرأة مقتولة فقال ) من الفيف (‬
‫____________________‬

‫إن من أكب الكبائر } ول على الرضى ول على الذين ل يدون ما ينفقون حرج { والعبد ل يد‬
‫ما ينفق‬
‫وروى أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا أسلم عنده رجل ل يعرفه قال أحر هو أو ملوك فإن‬
‫قال أنا حر بايعه على السلم والهاد وإن قال أنا ملوك بايعه على السلم ول يبايعه على الهاد‬
‫ولنه عبادة تتعلق بقطع مسافة بعيدة فل يب على العبد كالج‬
‫فصل ول يب على الصب والنون لا روى علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق‬
‫وروى عروة بن الزبي قال رد رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم بدر نفرا من أصحابه‬
‫استصغرهم منهم عبد ال بن عمر وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة وأسامة بن زيد والباء بن‬
‫عازب وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم وعرابة بن أوس ورجل من بن حارثة فجعلهم حرسا‬
‫للذرارى والنساء‬
‫ولنه عبادة على البدن فل يب على الصب والنون كالصوم والصلة والج‬
‫فصل ول يب على العمى لقوله عز وجل } ليس على العمى حرج ول على العرج حرج‬
‫ول على الريض حرج { ول يتلف أهل التفسي أنا ف سورة الفتح أنزلت ف الهاد‬
‫ولنه ل يصلح للقتال فلم يب عليه وإن كان ف بصره شيء فإن كان يدرك الشخص وما يتقيه‬
‫من السلح وجب عليه لنه يقدر على القتال وإن ل يدرك ذلك ل يب عليه لنه ل يقدر على‬
‫القتال‬
‫ويب على العور والعشى وهو الذى يبصر بالنهار دون الليل لنه كالبصي ف القتال‬
‫ول يب على العرج الذى يعجز عن الركوب والشى للية ولنه ل يقدر على القتال ويب‬
‫عليه إذا قدر على الركوب والشى لنه يقدر على القتال‬
‫ول يب على القطع والشل لنه يتاج ف القتال إل يد يضرب با يد يتقى با وإن قطع أكثر‬
‫أصابعه ل يب عليه لنه ل يقدر على القتال وإن قطع القل وجب عليه لنه يقدر على القتال‬
‫ول يب على الريض الثقيل للية ولنه ل يقدر على القتال ويب على من به حى حفيفة أو‬
‫صداع قليل لنه يقدر على القتال‬
‫فصل ول يب على الفقي الذى ل يد ما ينفق ف طريقه فاضل عن نفقة عياله لقوله عز وجل‬
‫} ول على الذين ل يدون ما ينفقون حرج { فإن كان القتال على باب البلد أو حواليه وجب‬
‫عليه لنه ل يتاج إل نفقة الطريق وإن كان على مسافة تقصر فيها الصلة ول يقدر على‬
‫مركوب يمله ل يب عليه لقوله عز وجل } ول على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت ل أجد‬
‫ما أحلكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أل يدوا ما ينفقون { ولنا عبادة تتعلق‬
‫بقطع مسافة بعيدة فلم تب من غي مركوب كالج‬
‫وإن بذل له المام ما يتاج إليه من مركوب وجب عليه أن يقبل وياهد لن ما يعطيه المام حق‬
‫له وإن بذل له غيه ل يلزمه قبوله لنه اكتساب مال لتجب به العبادة فلم يب كاكتساب الال‬
‫للحج والزكاة‬
‫فصل ول يب على من عليه دين حال أن ياهد من غريه لا روى أبو قتادة رضى ال عنه أن‬
‫رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال ) أرأيت ( إن قتلت ف سبيل ال كفر ال‬
‫خطاياي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن قتلت ف سبيل ال صابرا متسبا مقبل غي مدبر‬
‫كفر ال خطاياك إل الدين كذلك قال ل جبيل ولن فرض الدين متعي‬
‫____________________‬

‫عليه فل يوز تركه لقرض على الكفاية يقوم عنه غيه مقامه فإن استناب من يقضيه من مال‬
‫حاضر جاز لن الغري يصل إل حقه وإن كان من مال غائب ل يز لنه قد يتلف فيضيع حق‬
‫الغري‬
‫وإن كان الدين مؤجل ففيه وجهان أحدها أنه يوز أن ياهد من غي إذن الغري كما يوز أن‬
‫يسافر لغي الهاد‬
‫والثان أنه ل يوز لنه يتعرض للقتل طلبا للشهادة فل يؤمن أن يقتل فيضيع دينه‬
‫فصل وإن كان أحد أبويه مسلما ل يز أن ياهد بغي إذنه لا روى عبد ال بن عمرو بن العاص‬
‫رضى ال عنه قال جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم يستأذنه ف الهاد فقال أحى‬
‫ولداك قال نعم قال ففيهما فجاهد وروى عبد ال بن مسعود رضى ال عنه قال سألت النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أي العمال أفضل فقال الصلة ليقاتا قلت ث ماذا قال بر الوالدين قلت ث ماذا‬
‫قال الهاد ف سبيل ال فدل على أن برالوالدين مقدم على الهاد ولن الهاد فرض على‬
‫الكفاية ينوب عنه فيه غيه وبر الوالدين فرض يتعي عليه لنه ل ينوب عنه فيه غيه ولذا قال‬
‫رجل لبن عباس رضى ال عنه إن نذرت أن أغزو الروم وإن أبوى منعان فقال أطع أبويك فإن‬
‫الروم ستجد من يغزوها غيك‬
‫وإن ل يكن له أبوان وله جد أو جدة ل يز أن ياهد من غي إذنما لنما كالبوين ف الب‬
‫وإن كان له أب وجد أو أم وجدة فهل يلزمه استئذان الب مع الد أو استئذان الدة مع الم‬
‫فيه وجهان أحدها ل يلزمه لن الب والم يجبان الد والدة عن الولية والضانة‬
‫والثان يلزمه وهو الصحيح عندى لن وجود البوين ل يسقط بر الدين ول ينقص شفقتهما‬
‫عليه‬
‫وإن كان البوان كافرين جاز أن ياهد من غي إذنما لنما متهمان ف الدين وإن كانا ملوكي‬
‫فقد قال بعض أصحابنا إنه ياهد من غي إذنما لنه ل إذن لما ف أنفسهما فلم يعتب إذنما‬
‫لغيها‬
‫قال ) الشيخ المام ( وعندى أنه ل يوز أن ياهد إل بإذنما لن الملوك كالر ف الب والشفقة‬
‫فكان كالر ف اعتبار الذن‬
‫وإن أراد الولد أن يسافر ف تارة أو طلب علم جاز من غي إذن البوين لن الغالب ف سفر‬
‫السلمة‬
‫فصل وإن أذن الغري لغريه أو الولد لولده ث رجعا أو كانا كافرين فأسلما فإن كان ذلك قبل‬
‫التقاء الزحفي ل يز الروج إل بالذن وإن كان بعد التقاء الزحفي ففيه قولن أحدها أنه ل‬
‫يوز أن ياهد إل بالذن لنه عذر ينع وجوب الهاد فإذا طرأ منع من الوجوب كالعمى والرض‬

‫والثان أنه ياهد من غي إذن لنه اجتمع حقان متعينان وتعي الهاد سابق فقدم وإن أحاط العدو‬
‫بم تعي فرض الهاد وجاز من غي إذن الغري ومن غي إذن البوين لن ترك الهاد ف هذه‬
‫الالة يؤدى إل اللك فقدم على حق الغري والبوين‬
‫فصل ويكره الغزو من غي إذن المام أو المي من قبله لن الغزو على حسب حال الاجة‬
‫والمام والمي أعرف بذلك ول يرم لنه ليس فيه أكثر من التغرير بالنفس والتغرير بالنفس‬
‫يوز ف الهاد‬
‫فصل ويب على المام أن يشحن ما يلى الكفار من بلد السلمي بيوش يكفون من يليهم‬
‫ويستعمل عليهم أمراء ثقات من أهل السلم مدبرين لنه إذا ل يفعل ذلك ل يؤمن إذا توجه ف‬
‫جهة الغزو أن يدخل العدو من جهة أخرى فيملك بلد السلم‬
‫وإن احتاج إل بناء حصن أو حفر خندق فعل لن النب صلى ال عليه وسلم حفر الندق وقال‬
‫الباء بن عازب رأيت النب صلى ال عليه وسلم يوم الندق ينقل التراب حت وارى التراب‬
‫شعره وهو يرتز برجز عبد ال بن رواحة وهو يقول اللهم لول أنت ما اهتدينا ول تصدقنا‬
‫____________________‬

‫ول صلينا فأنزل سكينة علينا وثبت القدام إن لقينا وإذا أراد الغرو بدأ بالهم فالهم لقوله عز‬
‫وجل } قاتلوا الذين يلونكم من الكفار { فإذا استوت الهات ف الوف اجتهد وبدأ بأهها‬
‫عنده‬
‫فصل وإذا أراد الروج عرض اليش ول يأذن لخذل ول لن يعاون الكفار بالكاتبة لقوله عز‬
‫وجل } لو خرجوا فيكم ما زادوكم إل خبال ولوضعوا خللكم يبغونكم الفتنة { قيل ف‬
‫التفسي لوقعوا بينكم الختلف وقيل لشرعوا ف تفريق جعكم ولن ف حضورهم إضرارا‬
‫بالسلمي‬
‫ول نستعي بالكفار من غي حاجة لا روت عائشة رضى ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خرج إل بدر فتبعه رجل من الشركي فقال له تؤمن بال ورسوله قال ل قال فارجع فلن‬
‫أستعي بشرك فإن احتاج أن يستعي بم فإن ل يكن من يستعي به حسن الرأي ف السلمي ل‬
‫نستعن به لن ما ياف من الضرر بضورهم أكثر ما يرجى من النفعة وإن كان حسن الرأي ف‬
‫السلمي جاز أن نستعي بم لن صفوان بن أمية شهد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫شركه حرب هوازن وسع رجل يقول غلبت هوزان وقتل ممد فقال بفيك الجر لرب من‬
‫قريش أحب إل من رب من هوزان‬
‫وإن احتاج إل أن يستأجرهم جاز لنه ل يقع الهاد له وف القدر الذى يستأجر به وجهان‬
‫أحدها ل يوز له أن تبلغ الجرة سهم راجل لنه ليس من أهل فرض الهاد فل يبلغ حقه سهم‬
‫راجل كالصب والرأة‬
‫والثان وهو الذهب أنه يوز لنه عوض ف الجارة فجاز أن يبلغ قدر سهم الراجل كالجرة ف‬
‫سائر الجارات‬
‫ويوز أن يأذن للنساء لا روت الربيع بنت معوذ قالت كنا نغزو مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فنخدم القوم ونسقيهم الاء ونرد الرحى والقتلى إل الدينة‬
‫ويوز أن يأذن لن اشتد من الصبيان لن فيهم معاونة ول يأذن لنون لنه يعرضه للهلك من غي‬
‫منفعة وينبغى أن يتعاهد اليل فل يدخل حطبا وهو الكسي ول ينظر وهو الكبي ول ضرعا وهو‬
‫الصغي ول أعجف وهو الزيل لنه ربا كان سببا للهزية ولنه يزاحم به الغاني ف سهمهم‬
‫ويأخذ البيعة على اليش أل يفر لا روى جابر رضى ال عنه قال كنا يوم الديبية ألف رجل‬
‫وأربعمائة فبايعناه تت الشجرة على أل نفر ول نبايعه على الوت يعن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ويوجه الطلئع ومن يتجسس أخبار الكفار لا روى جابر رضى ال عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يوم الندق من يأتينا بب القوم فقال الزبي أنا فقال إن لكل نب حواريا وحوارى‬
‫الزبي‬

‫____________________‬

‫والستحب أن يرج يوم الميس لا روى كعب بن مالك قال قلما كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يرج ف سفر إل يوم الميس‬
‫ويستحب أن يعقد الرايات ويعل تت كل راية طائفة لا روى ابن عباس رضى ال عنهما أن أبا‬
‫سفيان أسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم يا عباس احبسه على الوادى حت تر به جنود‬
‫ال فياها قال ) العباس ( فحبسته حيث أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم ومرت به القبائل‬
‫على راياتا حت مر به رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الكتيبة الضراء كتيبة فيها الهاجرون‬
‫والنصار ل يرى منهم إل الدق من الديد فقال من هؤلء يا عباس قال قلت هذا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ف الهاجرين والنصار فقال ما لحد بؤلء من قبل وال يا با الفضل لقد‬
‫أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما‬
‫والستحب أن يدخل إل دار الرب بتعبئة الرب لا روى أبو هريرة رضى ال عنه قال كنت مع‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة فجعل خالد بن الوليد على إحدى النبتي وجعل الزبي‬
‫على الخرى وجعل أبا عبيدة على الساقة وبطن الوادى ولن ذلك أحوط للحرب وأبلغ ف‬
‫إرهاب العدو‬
‫فصل وإن كان العدو من ل تبلغهم الدعوة ل يز قتالم حت يدعوهم إل السلم لنه ل يلزمهم‬
‫السلم قبل العلم والدليل عليه قوله عز وجل } وما كنا معذبي حت نبعث رسول { ول يوز‬
‫قتالم على ما ل يلزمهم وإن بلغتهم الدعوة فالحب أن يعرض عليهم السلم لا روى سهل بن‬
‫سعد قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لعلى كرم ال وجهه يوم خيب إذا نزلت بساحتهم‬
‫فادعهم إل السلم وأخبهم با يب عليهم فوال لن يهدى ال بداك رجل واحدا خي لك من‬
‫حر النعم‬
‫وإن قاتلهم من غي أن يعرض عليهم السلم جاز لا روى نافع قال أغار رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم على بن الصطلق وهم غارون وروى وهم غافلون‬
‫فصل فإن كانوا من ل يوز إقرارهم على الكفر بالزية قاتلهم إل أن يسلموا لقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم‬
‫وأموالم إل بقها‬
‫وإن كانوا من يوز إقرارهم على الكفر بالزية قاتلهم إل أن يسلموا أو يبذلوا الزية والدليل‬
‫عليه قوله تعال } قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله‬
‫ول يدينون دين الق من الذين أوتوا الكتاب حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون { وروى‬
‫بريدة رضى ال عنه قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا بعث أميا على جيش أو سرية‬
‫قال إذا أنت لقيت عدوا من الشركي فادعهم إل إحدى ثلث خصال فأيتهن ما أجابوك إليها‬
‫فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إل الدخول ف السلم فإن أجابوك فاقبل‬
‫____________________‬

‫منهم وكف عنهم ث ادعهم إل التحول من دارهم إل دار الجرة فإن فعلوا فأخبهم أن لم ما‬
‫للمهاجرين وعليهم ما على الهاجرين فإن دخلوا ف السلم وأبوا أن يتحولوا إل دار الجرة‬
‫فأخبهم أنم كأعراب الؤمني الذين يرى عليهم حكم ال تعال ول يكون لم ف الفىء والغنيمة‬
‫شيء حت ياهدوا مع الؤمني فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم وإن أبوا فادعهم إل إعطاء‬
‫الزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم وإن أبوا فاستعن بال عليهم ث قاتلهم‬
‫ويستحب الستنصار بالضعفاء لا روى أبو الدرداء رضى ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول ائتون بضعفائكم فإنا تنصرون وترزقون بضعفائكم‬
‫ويستحب أن يدعوا عند التقاء الصفي لا روى أنس رضى ال عنه قال كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا غزا قال اللهم أنت عضدى وأنت ناصرى وبك أقاتل وروى أبو موسى الشعرى‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا خاف أمرا قال اللهم إن أجعلك ف نورهم وأهوذ‬
‫بك من شرورهم‬
‫ويستحب أن يرض اليش على القتال لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال يا معشر النصار هذه أوباش قريش قد جعت لكم إذا لقيتموهم غدا فاحصدوهم‬
‫حصدا وروى سعد رضى ال عنه قال نثل ل رسول ال صلى ال عليه وسلم كنانته يوم أحد‬
‫وقال ارم فداك أب وأمى‬
‫ويستحب أن يكب عند لقاء العدو لا روى أنس رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم غزا‬
‫خيب فلما رأى القرية قال ال أكب خربت خيب إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح النذرين قالا‬
‫ثلثا ول يرفع الصوت بالتكبي لا روى أبو موسى الشعرى قال كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف غزوة فأشرفوا على واد فجعل الناس يكبون ويهللون ال أكب ال أكب يرفعون‬
‫أصواتم فقال يأيها الناس إنكم ل تدعون أصم ول غائبا إنا تدعون قريبا سيعا إنه معكم‬
‫فصل وإذا التقى الزحفان ول يزد عدد الكفار على مثلى عدد السلمي ول يافوا اللك تعي‬
‫عليهم فرض الهاد لقوله عز وجل } الن خفف ال عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم‬
‫مائة صابرة يغلبوا مائتي وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفي { وهذا أمر بلفظ الب لنه لو كان‬
‫خبا ل يقع الب بلف الخب فدل على أنه أمر الائة بصابرة الائتي وأمر اللف بصابرة اللفي‬
‫ول يوز لن تعي عليه أن يول إل متحرفا لقتال وهو أن ينتقل من مكان إل مكان أمكن للقتال‬
‫أو متحيزا إل فئة وهو أن ينضم إل قوم ليعود معهم إل القتال والدليل عليه قوله عز وجل } يا‬
‫أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبار ومن يولم يومئذ دبره إل‬
‫متحرفا لقتال أو متحيزا إل فئة فقد باء بغضب من ال { وسواء كانت الفئة قريبة أو بعيدة‬
‫والدليل عليه ما روى ابن عمر رضى ال عنهما أنه كان ف سرية من سرايا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فحاص الناس حيصة عظيمة وكنت من حاص فلما برزنا قلت كيف نصنع وقد فررنا‬
‫من الزحف وبؤنا بغضب ربنا فجلسنا‬
‫____________________‬

‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم قبل صلة الفجر فلما خرج قمنا وقلنا نن الفرارون فقال ل بل‬
‫أنتم العكارون ) فدنونا ( فقبلنا يده فقال إنا فئة السلمي وروى عن عمر رضى ال عنه أنه قال‬
‫أنا فئة كل مسلم وهو بالدينة وجيوشه ف الفاق‬
‫فإن ول غي متحرف لقتال أو متحيزا إل فئة أث وارتكب كبية والدليل عليه ما روى أبو هريرة‬
‫رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الكبائر سبع أولن الشرك بال وقتل النفس‬
‫بغي حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم بدارا أن يكبوا وفرار يوم الزحف ورمى الصنات‬
‫وانقلب إل العراب فإن غلب ظنهم أنم إن ثبتوا لثليهم هلكوا ففيه وجهان أحدها أن لم أن‬
‫يولوا لقوله عز وجل } ول تلقوا بأيديكم إل التهلكة {‬
‫والثان أنه ليس لم أن يولوا وهو الصحيح لقوله عز وجل } إذا لقيتم فئة فاثبتوا { لن الاهد‬
‫إنا يقاتل ليقتل أو يقتل وإن زاد عدد الكفار على مثلى عدد السلمي فلهم أن يولوا لنه لا‬
‫أوجب ال عز وجل على الائة مصابرة الائتي دل على أنه ل يب عليهم مصابرة ما زاد على‬
‫الائتي‬
‫وروى عطاء عن ابن عباس رضى ال عنهما أنه قال من فر من اثني فقد فر ومن فر من ثلثة فلم‬
‫يفر‬
‫وإن غلب على ظنهم أنم ل يهلكون فالفضل أن يثبتوا حت ل ينكسر السلمون‬
‫وإن غلب على ظنهم أنم يهلكون ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يلزمهم أن ينصرفوا لقوله عز وجل } ول تلقوا بأيديكم إل التهلكة { والثان أنه‬
‫يستحب أن ينصرفوا ول يلزمهم لنم إن قتلوا فازوا بالشهادة وإن لقى رجل من السلمي‬
‫رجلي من الشركي ف غي الرب فإن طلباه ول يطلبهما فله أن يول عنهما لنه غي متأهب‬
‫للقتال وإن طلبهما ول يطلباه ففيه وجهان أحدها أن له أن يول عنهما لن فرض الهاد ف‬
‫الماعة دون النفراد‬
‫والثان أنه يرم عليه أن يول عنهما لنه ماهد لما فلم يول عنهما كما لو كان مع جاعة‬
‫فصل ويكره أن يقصد قتل ذى رحم مرم لن رسول ال صلى ال عليه وسلم منع أبا بكر رضى‬
‫ال عنه من قتل ابنه‬
‫فإن قاتله ل يكره أن يقصد قتله كما ل يكره إذا قصد قتله وهو مسلم‬
‫وإن سعه يذكر ال عز وجل أو رسوله صلى ال عليه وسلم بسوء ل يكره أن يقتله لن أبا عبيدة‬
‫بن الراح رضى ال عنه قتل أباه وقال لرسول ال صلى ال عليه وسلم سعته يسبك ول ينكره‬
‫عليه‬
‫فصل ول يوز قتل نسائهم ول صبيانم إذا ل يقاتلوا لا روى ابن عمر رضى ال عنه أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم نى عن قتل النساء والصبيان‬
‫ول يوز قتل النثى الشكل لنه يوز أن يكون رجل ويوز أن يكون امرأة فلم يقتل مع الشك‬
‫وإن قاتلوا جاز قتلهم لا روى ابن عباس رضى ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم مر بامرأة‬
‫مقتولة يوم حني فقال من قتل هذه فقال رجل أنا يا رسول ال غنمتها فأردفتها خلفى فلما رأت‬
‫الزية فينا أهوت إل سيفى أو إل قائم سيفى لتقتلن فقتلتها فقال النب صلى ال عليه وسلم ما‬
‫بال النساء ما شأن قتل النساء ولو حرم ذلك لنكره النب صلى ال عليه وسلم ولنه إذا جاز‬
‫قتلهن إذا قصدن القتل وهن مسلمات فلن يوز قتلهن وهن كافرات أول‬
‫فصل وأما الشيخ الذى ل قتال فيه فإن كان له رأي ف الرب جاز قتله لن دريد بن الصمة كان‬
‫شيخا كبيا وكان له رأي فإنه أشار على هوازن يوم حني أل يرجوا معهم بالذرارى فخالفه‬
‫مالك بن عوف فخرج بم فهزموا فقال دريد ف ذلك ) الطويل ( أمرتم أمرى بنعرج اللوى فلم‬
‫يستبينوا الرشد إل ضحى الغد وقتل ول ينكر النب صلى ال عليه وسلم قتله ولن الرأي ف‬
‫الرب أبلغ من القتال لنه هو الصل وعنه يصدر القتال ولذا قال التنب ) من الكامل ( الرأى‬
‫قبل شجاعة الشجعان هو أول وهى الل الثان فإذا ها اجتمعا لنفس مرة بلغت من العلياء ل‬
‫يكن له رأي ففيه وف الراهب قولن أحدها أنه يقتل لقوله عز وجل } فاقتلوا الشركي حيث‬
‫وجدتوهم { ولنه ذكر مكلف حرب فجاز كل مكان‬
‫____________________‬

‫ولربا طعن الفت أقرانه بالرأي قبل تطاعن الفرسان وإن قتله بالكفر كالشاب‬
‫والثان أنه ل يقتل لا روى أن أبا بكر الصديق رضى ال عنه قال ليزيد بن أب سفيان وعمرو ابن‬
‫العاص وشرحبيل بن حسنة لا بعثهم إل الشام ل تقتلوا الولدان ول النساء ول الشيوخ‬
‫وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم على الصوامع فدعوهم وما حبسوا له أنفسهم ولنه ل نكاية له‬
‫ف السلمي فلم يقتل بالكفر الصلى كالرأة‬
‫فصل ول يقتل رسولم لا روى أبو وائل قال لا قتل عبد ال بن مسعود ابن النواحة قال إن هذا‬
‫وابن أثال قد كانا أتيا رسول ال صلى ال عليه وسلم رسولي لسيلمة فقال لما رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أتشهدان أن رسول ال قال نشهد أن مسيلمة رسول ال فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم لو كنت قاتل رسول لضربت أعناقكما فجرت سنة أل تقتل الرسل‬
‫فصل فإن تترسوا بأطفالم ونسائهم فإن كان ف حال التحام الرب جاز رميهم ويتوقى الطفال‬
‫والنساء لنا لو تركنا رميهم جعل ذلك طريقا إل تعطيل الهاد وذريعة إل الظفر بالسلمي‬
‫وإن كان ف غي حال الرب ففيه قولن أحدها أنه يوز رميهم لن ترك قتالم يؤدى إل تعطيل‬
‫الهاد‬
‫والثان أنه ل يوز رميهم لنه يؤدى إل قتل أطفالم ونسائهم من غي ضرورة‬
‫وإن تترسوا بن معهم من أسارى السلمي فإن كان ذلك ف حال التحام الرب جاز رميهم‬
‫ويتوقى السلم لا ذكرناه وإن كان ف غي ) حال ( التحام الرب ل يز رميهم قول واحدا‬
‫والفرق بينهم وبي أطفالم ونسائهم أن السلم مقون الدم لرمة الدين فلم يز قتله من غي‬
‫ضرورة والطفال والنساء حقن دمهم لنم غنيمة للمسلمي فجاز قتلهم من غي ضرورة‬
‫وإن تترسوا بأهل الذمة أو بن بيننا وبينهم أمان كان الكم فيه كالكم فيه إذا تترسوا بالسلمي‬
‫لنه يرم قتلهم كما يرم قتل السلمي‬
‫فصل وإن نصب عليهم منجنيقا أو بيتهم ليل وفيهم نساء وأطفال جاز لا روى على كرم ال‬
‫وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم نصب النجنيق على أهل الطائف وإن كانت ل تلو من‬
‫النساء والطفال‬
‫وروى الصعب بن جثامة قال سألت النب صلى ال عليه وسلم عن الذرارى من الشركي يبيتون‬
‫فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال هم منهم ولن الكفار ل يلون من النساء والطفال فلو‬
‫تركنا رميهم لجل النساء والطفال بطل الهاد‬
‫وإن كان فيهم أسارى من السلمي نظرت فإن خيف منهم أنم إن تركوا قاتلوا وظفروا بالسلمي‬
‫جاز رميهم لن حفظ من معنا من السلمي أول من حفظ من معهم‬
‫وإن ل يف منهم نظرت فإن كان السرى قليل جاز رميهم لن الظاهر أنه ل يصيبهم والول أل‬
‫نرميهم لنه ربا أصاب السلمي‬
‫وإن كانوا كثيا ل يز رميهم لن الظاهر أنه يصيب السلمي وذلك ل يوز من غي ضرورة‬
‫فصل ويوز قتل ما يقاتلون عليه من الدواب لا روى أن حنظلة بن الراهب عقر بأب سفيان فرسه‬
‫فسقط عنه فجلس على صدره فجاء ابن شعوب فقال ) الرجز ( لحي صاحب ونفسى بطعنة‬
‫مثل شعاع الشمس فقتل حنظلة واستنقذ أبا سفيان ول ينكر النب صلى ال عليه وسلم فعل‬
‫حنظلة ولن بقتل الفرس يتوصل إل قتل الفارس‬
‫ذلك وإن ل يتج إليه نظرت فإن ل يغلب على الظن أنا تلك عليهم جاز فعله وتركه وإن غلب‬
‫على الظن أنا تلك عليهم ففيه وجهان أحدها ل يوز لنا تصي غنيمة فل يوز إتلفها‬
‫والثان أن الول أل يفعل فإن فعل جاز لا روى ابن عمر رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حرق على بن النضي وقطع البويرة فأنزل ال عز وجل } ما قطعتم من لينة أو‬
‫تركتموها قائمة على أصولا {‬
‫____________________‬

‫فصل وإن احتيج إل تريب منازلم وقطع أشجارهم ليظفروا بم جاز } فبإذن ال وليخزي‬
‫الفاسقي {‬
‫فصل ويوز للمسلم أن يؤمن من الكفار آحادا ل يتعطل بأمانم الهاد ف ناحية كالواحد‬
‫والعشرة والائة وأهل القلعة لا روى عن على كرم ال وجهه أنه قال ما عندى شيء إل كتاب ال‬
‫عز وجل وهذه الصحيفة عن النب صلى ال عليه وسلم أن ذمة السلمي واحدة فمن أخفر‬
‫مسلما فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي‬
‫ويوز للمرأة من ذلك ما يوز للرجل لا روى ابن عباس رضى ال عنه عن أم هانء رضى ال‬
‫عنها أنا قالت يا رسول ال يزعم ابن أمى أنه قاتل من أجرت فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قد أجرت من أجرت يا أم هانء ويوز ذلك للعبد لا روى عبد ال بن عمرو أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال يب على السلمي أدناهم وروى فضل بن يزيد الرقاشى قال جهز عمر‬
‫بن الطاب رضى ال عنه جيشا كنت فيه فحصرنا قرية من قرى رام هرمز فكتب عبد منا أمانا‬
‫ف صحيفة وشدها مع سهم ورمى به إليهم فأخذوها وخرجوا بأمانه فكتب بذلك إل عمر رضى‬
‫ال عنه فقال العبد السلم رجل من السلمي ذمته ذمتهم منهم‬
‫ول يصح ذلك من صب ول منون ول مكره لنه عقد فلم يصح منهم كسائر العقود‬
‫فإن دخل مشرك على أمان واحد منهم فإن عرف أن أمانه ل يصح حل قتله لنه حرب ول أمان‬
‫له وإن ل يعرف أن أمانه ل يصح فل يل قتله إل أن يرجع إل مأمنه لنه دخل على أمان‬
‫ويصح المان بالقول وهو أن يقول أمنتك أو أجرتك أو أنت آمن أو مار أو ل بأس عليك أو ل‬
‫خوف عليك أو ل تف أو مترس بالفارسية وما أشبه ذلك لن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫يوم فتح مكة من دخل دار أب سفيان فهو آمن وقال لم هانء قد أجرت من أجرت وقال أنس‬
‫لعمر رضى ال عنه ف قصة هرمز أن ليس لك إل قتله من سبيل قلت له تكلم ل بأس عليك‬
‫فأمسك عمر‬
‫وروى زرعن عبد ال أنه قال إن ال يعلم كل لسان فمن أتى منكم أعجميا وقال متحرس فقد‬
‫أمنه‬
‫ويصح المان بالشارة لا روى أبو سلمة قال قال عمر رضى ال عنه والذى نفس عمر بيده لو‬
‫أن أحدكم أشار بإصبعه إل مشرك ث نزل إليه على ذلك ث قتله لقتلته‬
‫فإن أشار إليه بالمان ث قال ل أرد المان قبل قوله لنه أعرف با أراده ويعرف الشرك أنه ل‬
‫أمان له ول يتعرض له إل أن يرجع إل مأمنه لنه دخل على أنه آمن‬
‫وإن أمن مشركا فرد المان ل يصح المان لنه إياب حق لغيه بعقد فلم يصح مع الرد‬
‫كالياب ف البيع والبة‬
‫وإن أمن أسيا ل يصح المان لنه يبطل ما ثبت للمام فيه من اليار بي القتل والسترقاق والن‬
‫والفداء‬
‫وإن قال كنت أمنته قبل السر ل يقبل قوله لنه ل يلك عقد المان ف هذه الال فلم يقبل‬
‫إقراره به‬
‫فصل وإن أسر امرأة حرة أو صبيا حرا رق بالسر لن النب صلى ال عليه وسلم قسم سب بن‬
‫الصطلق واصطفى صفية من سب خيب وقسم سب هوازن ث استنلته هوازن فنل واستنل الناس‬
‫فنلوا‬
‫وإن أسر حر بالغ من أهل القتال فللمام أن يتار ما يرى من القتل والسترقاق والن والفداء فإن‬
‫رأى القتل قتل لقوله عز وجل } فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم { ولن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قتل يوم بن أب معيط وقتل يوم أحد أبا عزة المحى وقتل يوم الفتح ابن خطل‬
‫وإن رأى الن عليه جاز لقوله عز وجل } فإما منا بعد وإما فداء { ولن‬
‫____________________‬
‫بدر ثلثة من الشركي من قريش مطعم بن عدى والنضر بن الارث وعقبة النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من على أب عزة المحى ومن على ثامة النفى ومن على أب العاص بن الربيع‬
‫وإن رأى أن يفادى بال أو بن أسر من السلمي فادى به لقوله عز وجل } فإما منا بعد وإما‬
‫فداء { وروى عمران بن الصي رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم فادعى أسيا من‬
‫عقيل برجلي من أصحابه أسرتما ثقيف‬
‫وإن رأى أن يسترقه فإن كان من غي العرب نظرت فإن كان من له كتاب أو شبه كتاب استرقه‬
‫لا روى عن ابن عباس أنه قال ف قوله عز وجل } ما كان لنب أن يكون له أسرى حت يثخن ف‬
‫الرض { وذلك يوم بدر والسلمون يومئذ قليل فلما كثروا واشتد سلطانم أمر ال عز وجل ف‬
‫السارى } فإما منا بعد وإما فداء { فجعل ال سبحانه وتعال للنب صلى ال عليه وسلم والؤمني‬
‫ف أمر السارى باليار إن شاءوا قتلوا وإن شاءوا استعبدوهم وإن شاءوا فادهم فإن كان من‬
‫عبدة الوثان ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه ل يوز استرقاقه لنه ل‬
‫يوز إقراره على الكفر بالزية فلم يز السترقاق كالرتد‬
‫والثان أنه يوز لا رويناه عن ابن عباس ولن من جاز الن عليه ف السر جاز استرقاقه كأهل‬
‫الكتاب‬
‫وإن كان من العرب ففيه قولن قال ف الديد يوز استرقاقه ) والفاداة به ( وهو الصحيح لن‬
‫من جاز الن عليه والفاداة به من السارى جاز استرقاقه كغي العرب‬
‫وقال ف القدي ل يوز استرقاقه لا روى معاذ رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫يوم حني لو كان السترقاق ثابتا على العرب لكان اليوم وإنا هو أسر وفداء فإن تزوج عرب‬
‫بأمة فأتت منه بولد فعلى القول الديد الولد ملوك وعلى القدي الولد حر ول ولء عليه لنه حر‬
‫من الصل‬
‫فصل ول يتار المام ف السي من القتل والسترقاق والن والفداء إل ما فيه الظ للسلم‬
‫والسلمي لنه ينظر لما فل يفعل إل ما فيه الظ لما فإن بذل السي الزية وطلب أن تعقد له‬
‫الذمة وهو من يوز أن تعقد له الذمة ففيه وجهان أحدها أنه يب قبولا كما يب إذا بذل‬
‫) وهو ( ف غي السر‬
‫) وهو من يوز أن تعقد لثله الذمة (‬
‫والثان أنه ل يب لنه يسقط بذلك ما ثبت من اختيار القتل والسترقاق والن والفداء‬
‫وإن قتله مسلم قبل أن يتار المام يراه عزر القاتل لفتياته على المام ول ضمان عليه لنه حرب‬
‫ل أمان له وإن أسلم حقن دمه لقوله صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل‬
‫إله إل ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها وهل يرق بالسلم أو يبقى اليار‬
‫فيه بي السترقاق والن والفداء فيه قولن أحدها أنه يرق بنفس السلم ويسقط اليار ف الباقى‬
‫لنه أسي ل يقتل فرق كالصب والرأة‬
‫والثان أنه ل يرق بل يبقى اليار ف الباقى لا روى عمران بن الصي رضى ال عنه أن السي‬
‫العقيلى قال ) يا رسول ال ( إن مسلم ث فاداه برجلي ولن ما ثبت اليار فيه بي أشياء إذا‬
‫سقط أحدها ل يسقط اليار ف الباقى ككفارة اليمي إذا عجز فيها عن العتق فعلى هذا إذا اختار‬
‫الفداء ل يز أن يفادى به إل أن يكون له عشية يأمن معهم على دينه ونفسه‬
‫وإن أسر شيخ ل قتال فيه ول رأى له ف الرب فإن قلنا إنه يوز قتله فهو كغيه ف اليار بي‬
‫القتل والسترقاق والن والفداء‬
‫وإن قلنا ل يوز قتله فهو كغيه إذا أسلم ف السر وقد بيناه‬
‫فصل وإن رأى المام القتل ضرب عنقه لقوله عز وجعل } فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب‬
‫الرقاب { ول يثل به لا روى بريدة قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أمر أميا على‬
‫جيش أو سرية قال اغزوا باسم ال قاتلوا من كفر بال ول تغدروا ول تثلوا ول تعلوا‬
‫ويكره حل رأس من قتل من الكفار إل بلد السلمي لا روى عقبة بن عامر أن شرحبيل بن‬
‫حسنة وعمرو بن العاص بعثا بريدا إل أب بكر الصديق رضى ال عنه برأس يناق البطريق فقال‬
‫أتملون اليف إل مدينة رسول ال صلى ال عليه وسلم قلت يا خليفة رسول ال إنم يفعلون بنا‬
‫هكذا قال ل تملوا إلينا منهم شيئا‬
‫وإن اختار استرقاقه كان للغاني وإن فاداه بال‬
‫____________________‬

‫كان للغاني وإن أراد أن يسقط ) منهم شيئا من ( الال ل يز إل برضا الغاني لا روى عروة بن‬
‫الزبي أن مروان بن الكم والسور بن مرمة أخباه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم جاءه وفد‬
‫هوازن مسلمي فقال إن إخوانكم هؤلء جاءونا تائبي وإن قد رأيت أن أرد إليهم فمن أحب‬
‫منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حقه حت نعطيه إياه من أول ما‬
‫يفىء ال علينا فليفعل فقال الناس قد طيبنا لك يا رسول ال صلى ال عليه وسلم قال الزهرى‬
‫أخبن سعيد بن السيب وعروة بن الزبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رد ستة آلف سب‬
‫من سب هوازن من النساء والصبيان والرجال إل هوازن حي أسلموا‬
‫وإن أسر عبد فرأى المام أن ين عليه ل يز إل برضا الغاني وإن رأى قتله لشره وقوته قتله‬
‫وضمن قيمته للغاني لنه مال لم‬
‫فصل وإن دعا مشرك إل البارزة فالستحب أن يبز إليه مسلم لا روى أن عتبة وشيبة ابن ربيعة‬
‫والوليد بن عتبة دعوا إل البارزة فبز إليهم حزة بن عبد الطلب وعلى بن أب طالب وعبيدة بن‬
‫الرث ولنه إذا ل يبز إليه أحد ضعفت قلوب السلمي وقويت قلوب الشركي فإن بدأ السلم‬
‫ودعا إل البارزة ل يكره‬
‫وقال أبو على بن أب هريرة يكره لنه ربا قتل وانكسرت قلوب السلمي والصحيح أنه ل يكره‬
‫لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن البارزة بي الصفي‬
‫فقال ل بأس‬
‫ويستحب أل يبارز إل قوى ف الرب لنه إذا بارز ضعيف ل يؤمن أن يقتل فيضعف قلوب‬
‫السلمي وإن بارز ضعيف جاز‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لن القصد من البارزة إظهار القوة وذلك ل يصل من مبارزة‬
‫الضعيف والصحيح هو الول لن التغرير بالنفس يوز ف الهاد ولذا يوز للضعيف أن ياهد‬
‫كما يوز للقوى‬
‫والستحب أل يبارز إل بإذن المي ليكون ردءا له إذا احتاج فإن بارز بغي إذنه جاز‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لنه ل يؤمن أن يتم عليه ما ينكسر به اليش والصحيح أنه يوز‬
‫لن التغرير بالنفس ف الهاد جائز‬
‫وإن بارز مشرك مسلما نظرت فإن بارز من غي شرط جاز لكل أحد أن يرميه لنه حرب ل أمان‬
‫له وإن شرط أل يقابله غي من برز إليه ل يز رميه وفاء بشرطه فإن ول عنه متارا أو مثخنا أو‬
‫ول عنه السلم متارا أو مثخنا جاز لكل أحد رميه لنه شرط المان ف حال القتال وقد انقضى‬
‫القتال فزال المان‬
‫وإن استنجد الشرك أصحابه ف حال القتال فأندوه أو بدأ الشركون بعاونته فلم ينعهم جاز‬
‫لكل أحد رميه لنه نقض المان وإن أعانوه فمنعهم فلم يقبلوا منه فهو على أمانه لنه ل ينقض‬
‫المان ول انقضى القتال وإن ل يشترط ولكن العادة ف البارزة أل يقاتله غي من يبز إليه فقد‬
‫قال بعض أصحابنا إنه يستحب أل يرميه غيه وعندى أنه ل يوز لغيه رميه وهو ظاهر النص‬
‫لن العادة كالشرط فإن شرط أل يقاتله غيه ول يتعرض له إذا انقضى القتال حت يرجع إل‬
‫موضعه وف له بالشرط فإن ول عنه السلم فتبعه ليقتله جاز لكل أحد أن يرميه لنه نقض الشرط‬
‫فسقط أمانه‬
‫فصل وإن غرر بنفسه من له سهم ف قتل كافر مقبل على الرب ) فقتله ( استحق سلبه لا روى‬
‫أبو قتادة قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حني فرأيت رجل من الشركي عل‬
‫رجل من السلمي فاستدرت له حت أتيته من ورائه فضربته على حبل عاتقه فأقبل على فضمن‬
‫ضمة وجدت منها ريح الوت ث أدركه الوت ) فمات ( فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫من قتل قتيل له عليه بينة فله سلبه فقصصت عليه فقال رجل صدق يا رسول ال وسلب ذلك‬
‫الرجل عندى فأرضه ) منه ( فقال أبو بكر رضى ال عنه لها ال إذن ل يعمد إل أسد من أسد‬
‫ال تعال يقاتل عن دين ال فيعطيك سلبه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم صدق فأعطه إياه‬
‫فأعطان إياه‬
‫____________________‬

‫فبعث الدرع فابتعت به مرفا ف بن سلمة وإنه لول مال تأثلته ف السلم‬
‫فإن كان من ل حق له ف الغنيمة كالخذل والكافر إذا حضر من غي إذن ل يستحق لنه ل حق‬
‫له ف السهم الراتب فلن ل يستحق السلب وهو غي راتب أول‬
‫فإن كان من يرضخ له كالصب والرأة والكافر إذا حضر بالذن ففيه وجهان أحدها أنه ل‬
‫يستحق لا ذكرناه‬
‫والثان أنه يستحق لن له حقا ف الغنيمة فأشبه من له سهم‬
‫وإن ل يغرر بنفسه ف قتله بأن رماه من وراء الصف فقتله ل يستحق سلبه وإن قتله وهو غي مقبل‬
‫على الرب كالسي والثخن والنهزم ل يستحق سلبه‬
‫وقال أبو ثور كل مسلم قتل مشركا استحق سلبه لا روى أنس رضى ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال من قتل ) كافرا ( فله سلبه ول يفصل‬
‫وهذا ل يصح لن ابن مسعود رضى ال عنه قتل أبا جهل وكان قد أثخنه غلمان من النصار‬
‫فلم يدفع النب صلى ال عليه وسلم سلبه إل ابن مسعود‬
‫وإن قتله وهو مول ليكر استحق السلب لن الرب كر وفر‬
‫وإن اشترك اثنان ف القتل اشتركا ف السلب لشتراكهما ف القتل وإن قطع أحدها يديه أو‬
‫رجليه وقتله الخر ففيه قولن أحدها أن السلب للول لنه عطله‬
‫والثان أن السلب للثان لنه هو الذى كف شره دون الول لن بعد قطع اليدين يكنه أن يعدو‬
‫أو يلب وبعد قطع الرجلي يكنه أن يقاتل إذا ركب‬
‫وإن غرر من له سهم فأسر رجل مقبل على الرب وسلمه إل المام حيا ففيه قولن أحدها ل‬
‫يستحق سلبه لنه ل يكف شره بالقتل‬
‫والثان أنه يستحق لن تغريره بنفسه ف أسره ومنعه من القتال أبلغ من القتل وإن من عليه المام‬
‫أو قتله استحق الذى أسره سلبه وإن استرقه أو فاداه بال ففى رقبته وف الال الفادى به قولن‬
‫أحدها أنه للذى أسره‬
‫والثان أنه ل يكون له لنه مال حصل بسبب تغريره فكان فيه قولن كالسلب‬
‫فصل والسلب ما كان يده عليه من جنة الرب كالثياب الت يقاتل فيها والسلح الذى يقاتل به‬
‫والركوب الذى يقاتل عليه فأما ما ل بد له عليه كخيمته وما ف رحله من السلح والكراع فل‬
‫يستحق سلبه لنه ليس من السلب وأما ما ف يده ما ل يقاتل به كالطوق والنطقة والسوار‬
‫والات وما ف وسطه من النفقة ففيه قولن أحدها أنه ليس من السلب لنه ليس من جنة الرب‬
‫والثان أنه من السلب لن يده عليه فهو كجنة الرب‬
‫ول يمس السلب لا روى عوف بن مالك وخالد بن الوليد رضى ال عنهما أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قضى ف السلب للقاتل ول يمس السلب‬
‫فصل وإن حاصر قلعة ونزل أهلها على حكم حاكم جاز لن بن قريظة نزلوا على حكم سعد بن‬
‫معاذ فحكم بقتل رجالم وسب نسائهم وذراريهم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لقد‬
‫حكمت فيهم بكم ال تعال من فوق سبعة أرقعة‬
‫ويب أن يكون الاكم حرا مسلما ذكرا بالغا عاقل عدل عالا لنه ولية حكم فشرط فيها هذه‬
‫الصفات كولية القضاء‬
‫ويوز أن يكون أعمى لن الذى يقتضى الكم هو الذى يشتهر من حالم وذلك يدرك بالسماع‬
‫فصح من العمى كالشهادة فيما طريقه الستفاضة‬
‫ويكره أن يكون الاكم حسن الرأي فيهم ليله إليهم ويوز حكمه لنه عدل ف الدين‬
‫وإن نزلوا على حكم حاكم يتاره المام جاز لنه ل يتار المام إل من يوز حكمه وإن نزلوا‬
‫على حكم من يتارونه ل يز إل أن يشترط أن يكون الاكم على الصفات الت ذكرناها‬
‫وإن نزلوا على حكم اثني جاز لنه تكيم ف مصلحة طريقها الرأى فجاز أن يعل إل اثني‬
‫كالتحكيم ف اختيار المام‬
‫وإن نزلوا على حكم من ل يوز أن يكون حاكما أو على حكم من يوز أن يكون حاكما فمات‬
‫أو على حكم اثني فماتا أو مات أحدها وجب ردهم‬
‫____________________‬

‫إل القلعة لنم نزلوا على أمان فل يوز أخذهم ) إل برضاهم ( ول يكم الاكم إل با فيه‬
‫مصلحة للمسلمي من القتل والسترقاق والن والفداء وإن حكم بعقد الذمة وأخذ الزية ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه ل يوز ) إل برضاهم ( لنه عقد معاوضة فل يوز من غي رضاهم‬
‫والثان يوز لنم نزلوا على حكمه‬
‫وإن حكم أن من أسلم منهم استرق ومن أقام على الكفر قتل جاز‬
‫وإن حكم بذلك ث أراد أن يسترق من حكم بقتله ل يز لنه ل ينل على هذا الشرط‬
‫وإن حكم عليهم بالقتل ث رأى هو أو المام أن ين عليهم جاز لن سعد بن معاذ رضى ال عنه‬
‫حكم بقتل رجال بن قريظة فسأل ثابت النصاري رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يهب له‬
‫الزبي بن باطا اليهودي ففعل‬
‫فإن حكم باسترقاقهم ل يز أن ين عليهم إل برضا الغاني لنم صاروا مال لم‬
‫فصل ومن أسلم من الكفار قبل السر عصم دمه وماله لا روى عمر رضى ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فإذا قالوها عصموا من‬
‫دماءهم وأموالم إل بقها‬
‫فإن كانت له منفعة بإجارة ل تلك عليه لنا كالال وإن كانت له زوجة جاز استرقاقها على‬
‫النصوص‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز كما ل يوز أن يلك ماله ومنفعته‬
‫وهذا خطأ لن منفعة البضع ليست بال ول ترى مرى الال ولذا ل يضمن بالغصب بلف‬
‫الال والنفعة‬
‫وإن كان له ولد صغي ل يز استرقاقه لن النب صلى ال عليه وسلم حاصر بن قريظة فأسلم ابنا‬
‫شعية فأحرز بإسلمهما أموالما وأولدها ولنه مسلم فلم يز استرقاقه كالب‬
‫وإن كان له حل من حربية ل يز استرقاقه لنه مكوم بإسلمه فلم يسترق كالولد‬
‫وهل يوز استرقاق الامل فيه وجهان أحدها ل يوز لنه إذا ل يسترق المل ل يسترق الامل‬
‫أل ترى أنه لا ل يز بيع الر ل يز بيع الامل به والثان أنه يوز لنا حربية ل أمان لا‬
‫فصل وإن أسلم رجل وله ولد صغي تبعه الولد ف السلم لقوله عز وجل } والذين آمنوا‬
‫واتبعتهم ذريتهم بإيان ألقنا بم ذريتهم { وإن أسلمت امرأة ولا ولد صغي تبعها ف السلم‬
‫لنا أحد البوين فتبعها الولد ف السلم كالب‬
‫وإن أسلم أحدها والولد حل تبعه ف السلم لنه ل يصح إسلمه بنفسه فتبع السلم منهما‬
‫كالولد‬
‫وإن أسلم أحد البوين دون الخر تبع الولد السلم منهما لن السلم أعلى فكان إلاقه بالسلم‬
‫منهما أول وإن ل يسلم واحد منهما فالولد كافر لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يجسانه فإن بلغ‬
‫وهو منون فأسلم أحد أبويه تبعه ف السلم لنه ل يصح إسلمه بنفسه فتبع البوين ف السلم‬
‫كالطفل وإن بلغ عاقل ث جن ث أسلم أحد أبويه ففيه وجهانه أحدها أنه ل يتبعه لنه زال حكم‬
‫التباع ببلوغه عاقل فل يعود إليه‬
‫والثان أنه يتبعه وهو الذهب لنه ل يصح إسلمه بنفسه فتبع أبويه ف السلم كالطفل‬
‫فصل وإن سب السلم صبيا فإن كان معه أحد أبويه كان كافرا لا ذكرناه من حديث أب هريرة‬
‫رضى ال عنه وإن سب وحده ففيه وجهان أحدها أنه باق على حكم كفره ول يتبع الساب ف‬
‫السلم وهو ظاهر الذهب لن يد الساب يد ملك فل توجب إسلمه كيد الشترى‬
‫والثان أنه يتبعه لنه ل يصح إسلمه بنفسه ول معه من يتبعه ف كفره فجعل تابعا للساب لنه‬
‫كالب ف حضانته وكفالته فتبعه ف السلم‬
‫فصل وإن وصف السلم صب عاقل من أولد الكفار ل يصح إسلمه على ظاهر الذهب لا روى‬
‫على كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلثة عن النون ) و (‬
‫الغلوب على عقله ) حت يفيق ( وعن النائم حت يستيقظ وعن الصب حت يتلم ولنه غي‬
‫مكلف فلم يصح إسلمه بنفسه كالنون فعلى هذا يال بينه وبي أهله من الكفار إل أن يبلغ لنه‬
‫إذا ترك معهم خدعوه وزهدوه ف السلم‬
‫فإن بلغ ووصف السلم حكم بإسلمه وإن وصف الكفر هدد وضرب وطولب بالسلم وإن‬
‫أقام على الكفر رد إل أهله من الكفار ومن أصحابنا من قال يصح إسلمه لنه يصح صومه‬
‫وصلته فصح إسلمه كالبلغ‬
‫فصل وإن سبيت امرأة ومعها ولد صغي ل يز التفريق بينهما وقد بيناه ف البيع‬
‫وإن سب رجل ومعه ولد صغي ففيه وجهان أحدها أنه ل يوز التفريق بينهما لنه أحد البوين‬
‫فلم يفرق بينه وبي الولد الصغي كالم‬
‫والثان أنه يوز أن يفرق بينهما لن الب ل بد أن يفارقه ف الضانة لنه ل يتول حضانته بنفسه‬
‫وإنا يتولها غيه فلم يرم التفريق ولت بفارقته فحرم التفريق بينهما‬
‫فصل وإن سب الزوجان أو أحدها انفسخ النكاح لا روى أبو سعيد الدرى رضى ال عنه قال‬
‫أصبنا نساء يوم أوطاس فكرهوا أن يقعوا عليهن فأنزل ال تعال } والصنات من النساء إل ما‬
‫ملكت أيانكم { فاستحللناهن بينهما بلف الم‬
‫____________________‬

‫فإنا ل تفارقه ف الضانة فإنه إذا فرق بينهما‬


‫فصل وإن سب الزوجان أو حدها انفسخ النكاح لا روى أبو سعيد الدري رضي ال عنه قال‬
‫أصبنا نساء يوم أوطاس فكرهوا أن يقعوا بن فأنزل ال تعال ^)والصنات من النساء إل ما‬
‫ملكت أيانكم فاستحللناهن(^ قال الشافعى رحه ال سب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أوطاس وبن الصطلق وقسم الفيء وأمر أل توطأ حامل حت تضع ول حائل حت تيض وعلم‬
‫يسأل عن ذات زوج ول غيها‬
‫وإن كان الزوجان ملوكي فسبيا أو أحدها فل نص فيه والذى يقتضيه قياس الذهب أل ينفسخ‬
‫النكاح لنه ل يدث بالسب رق وإنا حدث انتقال اللك فلم ينفسخ النكاح كما لو انتقل اللك‬
‫فيهما بالبيع‬
‫ومن أصحابنا من قال ينفسخ النكاح لنه حدث سب يوجب السترقاق وإن صادف رقا كما أن‬
‫الزنا يوجب الد وإن صادف حدا‬
‫فصل إذا دخل اليش دار الرب فأصابوا ما يؤكل من طعام أو فاكهة أو حلوة واحتاجوا ) إل‬
‫ذلك ( جاز لم أكله من غي ضمان لا روى ابن عمر رضى ال عنهما قال كنا نصيب من الغازى‬
‫العسل والفاكهة فنأكله ول نرفعه‬
‫وسئل ابن أب أوف عن طعام خيب فقال كان الرجل يأخذ منه قدر حاجته ولن الاجة تدعو إل‬
‫ما يؤكل ول يوجد من يشترى منه مع قيام الرب فجاز لم الكل‬
‫وهل يوز لم الكل من غي حاجة فيه وجهان أحدها وهو قول أب على بن هريرة أنه ل يوز‬
‫كما ل يوز ف غي دار الرب أكل مال الغي بغي إذنه من غي حاجة‬
‫والثان أنه يوز وهو ظاهر الذهب وقول أكثر أصحابنا لا روى عبد ال بن مغفل رضى ال عنه‬
‫قال دل جراب من شحم يوم خيب فأتيته فالتزمته ث قلت ل أعطى من هذا أحدا اليوم شيئا‬
‫فالتفت فإذا برسول ال صلى ال عليه وسلم يتبسم إل ولو ل يز أكل ما زاد على الاجة لنهاه‬
‫عن منع ما زاد على الاجة ويالف طعام الغي بأن ذلك ل يوز أكله من غي ضرورة وهذا يوز‬
‫أكله من غي ضرورة قطعا وطعام الغي يأكله بعوض وهذا يأكله بغي عوض فجاز أن يأكله من‬
‫غي حاجة‬
‫ول يوز لحد منهم أن يبيع شيئا منه لن حاجته إل الكل دون البيع وإن باع شيئا منه نظرت‬
‫فإن باعه من بعض الغاني وسلمه إليه صار الشترى أحق به لنه من الغاني وقد حصل ف يده ما‬
‫يوز له أخذه للكل فكان أحق به فإن رده إل البائع صار البائع أحق به لا ذكرناه ف الشترى‬
‫وإن باعه من غي الغاني وسلمه إليه وجب على الشترى رده إل الغنيمة لنه ابتاعه من ل يلك‬
‫بيعه وليس هو من الغاني فيمسكه لقه فوجب رده إل الغنيمة‬
‫فصل ويوز أن يعلف منه الركوب وما يمل عليه رحله من البهائم لن حاجته إليه كحاجته ول‬
‫يدهن منه شعره ول شعر البهائم لنه ل حاجة به إليه ول يعلف منه ما معه من الوارح كالصقر‬
‫والفهد لنه ل حاجة به إليه‬
‫وإن خرج إل دار السلم ومعه بقية من الطعام ففيه قولن أحدها أنه ل يلزمه ردها ف الغنم‬
‫لنه مال اختص به من الغنيمة فل يب رده فيها كالسلب‬
‫والثان أنه يب ردها لنه إنا أجيز أخذه ف دار الرب للحاجة ول حاجة إليه ف دار السلم‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان كثيا وجب رده قول واحدا وإن كان قليل فعلى القولي‬
‫والصحيح هو الول‬
‫ول يوز تناول ما يصاب من الدوية من غي حاجة وإن دعت الاجة إليه جاز تناوله ويب‬
‫ضمانه لنه ليس من الطعمة الت يتاج إليها ف العادة‬
‫ول يوز له لبس ما يصاب من الثياب لا روى رويفع بن ثابت النصارى رضى ال عنه أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال من كان يؤمن بال واليوم الخر فل يركب دابة من فء السلمي‬
‫حت إذا أعجفها ردها فيه ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فل يلبس ثوبا من فء السلمي حت‬
‫إذا أخلقه رده فيه ولنه ل يتاج إليه ف العادة فإن لبسه لزمته أجرته لنه كالغاصب‬
‫فصل ويوز ذبح ما يؤكل للكل ومن أصحابنا من قال ل يوز والذهب الول لنه ما يؤكل ف‬
‫العادة فهو كسائر الطعام ول يوز أن يعمل من أهبها حذاء ول سقاء ول دلء ول فراء فإن اتذ‬
‫منه شيئا من ذلك وجب رده ف الغنم وإن زادت بالصنعة قيمته ل يكن له ف الزيادة حق وإن‬
‫نقص لزمه أرش ما نقص لنه كالغاصب‬
‫فصل وإن أصابوا كتبا فيها كفر ل يز تركها على حالا لن قراءتا والنظر فيها معصية‬
‫وإن أصابوا التوراة والنيل ل يز تركها على حالا لنه ل حرمة لا لنا مبدلة فإن أمكن‬
‫النتفاع با كتب عليه إذا غسل كاللود غسل وقسم مع الغنيمة وإن ل يكن النتفاع به إذا‬
‫غسل كالورق مزق ول يرق لنه إذا حرق ل يكن له قيمة فإذا مزق كانت له قيمة فل يوز‬
‫إتلفه على الغاني‬

‫____________________‬

‫فصل وإذا أصابوا خرا وجب إراقتها كما يب إذا أصيبت ف يد مسلم فإن أصابوا خنيرا فقد‬
‫قال ف سي الواقدى يقتل إن كان به عدو‬
‫فمن أصحابنا من قال إن كان فيه عدو قتل لا فيه من الضرر وإن ل يكن فيه عدو ل يقتل لنه ل‬
‫ضرر فيه‬
‫ومنهم من قال يب قتله بكل حال لنه يرم النتفاع به فوجب إتلفه كالمر‬
‫وإن أصابوا كلبا فإن كان عقورا قتل لا فيه من الضرر وإن كان فيه ) منفعة ( دفع إل من ينتفع‬
‫به من الغاني أو من أهل المس وإن ل يكن فيهم من يتاج إليه خلى لن اقتناءه لغي حاجة مرم‬
‫وقد بيناه ف البيوع‬
‫فصل وإن أصابوا مباحا ل يلكه الكفار كالصيد والجر والشيش والشجر فهو لن أخذه كما لو‬
‫وجده ف دار السلم‬
‫وإن وجد ما يكن أن يكون للمسلمي ويكن أن يكون للكفار كالسيف والقوس عرف سنة فإن‬
‫ل يوجد صاحبه فهو غنيمة‬
‫فصل وإن فتحت أرض عنوة وأصيب فيها موات فإن ل ينع الكفار عنها فهو لن ) أحياها (‬
‫كموات دار السلم‬
‫وإن منعوا عنها كان للغاني لنه يثبت لم بالنع عنها حق التملك فانتقل ذلك الق إل الغاني‬
‫كما لو تجروا مواتا للحياء ث صارت الدار للمسلمي‬
‫وإن فتحت صلحا على أن تكون الرض لم ل يز للمسلمي أن يلكوا فيها مواتا بالحياء لن‬
‫الدار لم فلم يلك السلم فيها بالحياء‬
‫فصل وما أصاب السلمون من مال الكفار وخيف أن يرجع إليهم ينظر فيه فإن كان غي اليوان‬
‫أتلف حت ل ينتفعوا به ويتقووا به على السلمي وإن كان حيوانا ل يز إتلفه من غي ضرورة لا‬
‫روى عبد ال بن عمرو بن العاص رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من قتل‬
‫عصفورا فما فوقها بغي حقها سأله ال تعال عن قتلها قيل يا رسول ال وما حقها قال أن تذبها‬
‫فتأكلها ول تقطع رأسها فترمى با‬
‫وإن دعت إل قتله ضرورة بأن كان الكفار ل خيل لم وما أصابه السلمون من خيل وخيف أن‬
‫يأخذوه ويقاتلونا عليه جاز قتله لنه إذا ل يقتل أخذه الكفار وقاتلوا به السلمي‬
‫فصل إذا سرق بعض الغاني نصابا من الغنيمة فإن كان قبل إخراج المس ل يقطع لعنيي‬
‫أحدها أن له حقا ف خسها‬
‫والثان أن له حقا فهى أربعة أخاسها‬
‫وإن سرق بعد إخراج المس نظرت فإن سرق من المس ل يقطع لن له حقا فيه وإن سرق من‬
‫أربعة أخاسها نظرت فإن سرق قدر حقه أو دونه ل يقطع لن له ف ذلك القدر شبهة‬
‫وإن كان أكثر من حقه ففيه وجهان أحدها أنه يقطع لنه ل شبهة له ف سرقة النصاب‬
‫والثان أنه ل يقطع لن حقه شائع ف الميع فلم يقطع فيه‬
‫وإن كان السارق من غي الغاني نظرت فإن كان قبل إخراج المس ل يقطع لن له حقا ف‬
‫خسها وإن كان بعد إخراج المس فإن سرق من المس ل يقطع لن فيه حقا وإن سرق ذلك‬
‫من أربعة أخاسها فإن كان ف الغاني من للسارق شبهة ف ماله كالب والبن ل يقطع لن له‬
‫شبهة فيما سرق وإن ل يكن له فيهم من له شبهة ف ماله قطع لنه ل شبهة له ) فيما سرق (‬
‫فصل وإن وطىء بعض الغاني جارية من الغنيمة ل يب عليه الد‬
‫وقال أبو ثور يب وهذا خطأ لن له فيها شبهة وهو حق التملك ويب عليه الهر لنه وطء‬
‫يسقط فيه الد على الوطوءة للشبهة فوجب الهر على الواطىء كالوطء ف النكاح الفاسد‬
‫وإن أحبلها ثبت النسب للولد وينعقد الولد حرا للشبهة‬
‫وهل تقسم الارية ف الغنيمة أو تقوم على الواطىء فيه طريقان من أصحابنا من قال إن قلنا إذا‬
‫ملكها صارت أم ولد قومت عليه وإن قلنا إنا ل تصي أم ولد له ل تقوم عليه‬
‫وقال أبو إسحاق تقوم على القولي لنه ل يوز قسمتها كما ل يوز بيعها ول يوز تأخي القسمة‬
‫لن فيه إضرارا بالغاني فوجب أن تقوم‬
‫وإن وضعت فهل تلزمه قيمة الولد ينظر فيه فإن كان قد قومت عليه ل تلزمه لنا تضع ف ملكه‬
‫وإن ل تكن قومت عليه لزمه قيمة الولد لنا وضعته ف غي ملكه‬
‫فصل ومن قتل ف دار الرب قتل يوجب القصاص أو أتى بعصية توجب الد وجب عليه ما‬
‫يب ف دار السلم لنه ل تتلف الداران ف تري الفعل فلم تتلفا فيما يب به من العقوبة‬

‫____________________‬

‫فصل وإن تسس رجل من السلمي للكفار ل يقتل لا روى عن على كرم ال وجهه قال بعثن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا والزبي والقداد وقال انطلقوا حت تأتوا روضة خاخ فإن فيها‬
‫ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا حت أتينا الروضة فإذا بالظعينة فقلنا أخرجى الكتاب‬
‫فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول ال صلى ال عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن ) أب (‬
‫بلتعة رضى ال عنه إل أناس بكة يبهم ببعض أمور رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا‬
‫حاطب ما هذا قال يا رسول ال ل تعجل على إنا كنت امرأ ملصقا فأحببت أن أتذ عندهم يدا‬
‫يمون با قرابت ول أفعل ذلك ارتدادا عن دين ول أرضى الكفر بعد السلم فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أما إنه قد صدق فقال عمر دعن يا رسول ال أضرب عنق هذا النافق‬
‫فقال ( إنه قد شهد بدرا فقال سفيان بن عيينة فأنزل ال } يا أيها الذين آمنوا ل تتخذوا عدوي‬
‫وعدوكم أولياء { وقرأ سفيان إل قوله } فقد ضل سواء السبيل {‬
‫فصل إذا أخذ الشركون مال السلمي بالقهر ل يلكوه وإذا استرجع منهم وجب رده إل صاحبه‬
‫لقوله صلى ال عليه وسلم ل يل مال امرىء مسلم إل بطيب نفس منه روى عمران بن الصي‬
‫رضى ال عنه قال أغار الشركون على سرح رسول ال صلى ال عليه وسلم فذهبوا به وذهبوا‬
‫بالعضباء وأسروا امرأة من السلمي فركبتها وجعلت ل عليها إن ناها ال لتنحرنا فقدمت‬
‫الدينة وأخبت بذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال بئس ما جزيتها ل وفاء لنذر ف‬
‫معصية ال عز وجل ول فيما ل يلكه ابن آدم‬
‫فإن ل يعلم به حت قسم دفع إل من وقع ف سهمه العوض من خس المس ورد الال إل صاحبه‬
‫لنه يشق نقض القسمة‬
‫فصل وإن أسر الكفار مسلما وأطلقوه من غي شرط فله أن يغتالم ف النفس والال لنم كفار ل‬
‫أمان لم‬

‫____________________‬

‫وإن أطلقوه على أنه ف أمان ول يستأمنوه ففيه وجهان أحدها وهو قول أب على بن أب هريرة أنه‬
‫ل أمان لم لنم ل يستأمنوه‬
‫والثان وهو ظاهر الذهب أنم ف أمانه لنم جعلوه ف أمان فوجب أن يكونوا منه ف أمان وإن‬
‫كان مبوسا فأطلقوه واستحلفوه أنه ل يرجع إل دار السلم ل يلزمه حكم اليمي ول كفارة‬
‫عليه إذا حلف لن ظاهره الكراه فإن ابتدأ وحلف أنه إن أطلق ل يرج إل دار السلم ففيه‬
‫وجهان أحدها أنا يي إكراه فإن خرج ل تلزمه كفارة لنه ل يقدر على الروج إل باليمي فأشبه‬
‫إذا حلفوه على ذلك‬
‫والثان أنه يي اختيار فإن خرج لزمته الكفارة لنه بدأ با من غي إكراه‬
‫وإن أطلق ليخرج إل دار السلم وشرط عليه أن يعود إليهم أو يمل لم مال ل يلزمه العود لن‬
‫مقامه ف دار الرب ل يوز ول يلزمه بالشرط ما ضمن من الال لنه ضمان من مال بغي حق‬
‫والستحب أن يمل لم ما ضمن ليكون ذلك طريقا إل إطلق السرى‬
‫باب النفال يوز لمي اليش أن ينفل لن فعل فعل يفضى إل الظفر بالعدو كالتجسس والدللة‬
‫على طريق أو قلعة أو التقدم بالدخول إل دار الرب أو الرجوع إليها بعد خروج اليش منها لا‬
‫روى عبادة بن الصامت رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ينفل ف البدأة‬
‫الربع وف القفول الثلث‬
‫وتقدير النفل إل رأي أمي اليش لنه بذل لصلحة الرب فكان تقديره إل رأى المي ويكون‬
‫ذلك على قدر العمل لن النب صلى ال عليه وسلم جعل ف البدأة الربع وف القفول الثلث لن‬
‫التغرير ف القفول أعظم لنه يدخل إل دار الرب والعدو منه على حذر وف البدأة يدخل والعدو‬
‫منه على غي حذر‬
‫ويوز شرط النفل من ) بيت ( مال السلمي ويوز شرطه من الال الذى يؤخذ من الشركي فإن‬
‫جعل ف بيت مال السلمي كان ذلك من خس المس لا روى سعيد بن السيب قال كان الناس‬
‫يعطون النفل من المس ولنه مال يصرف ف مصلحة فكان من خس المس ول يوز أن يكون‬
‫مهول لنه عوض ف عقد ل تدعو الاجة فيه إل الهل به فلم يز أن يكون مهول كالهل ف‬
‫رد البق‬
‫وإن كان النفل من مال الكفار جاز أن يكون مهول لن النب صلى ال عليه وسلم جعل ف‬
‫البدأة الربع وف القفول الثلث وذلك جزء من غنيمة مهولة‬

‫____________________‬

‫فصل وإن قال المي من دلن على القلعة الفلنية فله منها جارية فدله عليها رجل نظرت فإن ل‬
‫تفتح القلعة ل يب للدليل شيء‬
‫ومن أصحابنا من قال يرضخ له لدللته والذهب الول لنه لا جعل له الارية من القلعة صار‬
‫تقديره من دلن على القلعة وفتحت كانت له منها جارية لنه ل يقدر على تسليم الارية إل‬
‫بالفتح فلم يستحق من غي الفتح شيئا‬
‫وإن فتحت عنوة ول تكن فيها جارية ل يستحق شيئا لنه شرط معدوم وإن كانت فيها جارية‬
‫سلمت إليه ول حق فيها للغاني ول لهل المس لنه استحقها بسبب سابق للفتح وإن أسلمت‬
‫الارية قبل القدرة عليها ل يستحقها لن إسلمها ينع من استرقاقها ويب له قيمتها لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم صال أهل مكة على أن يرد إليهم من جاء من السلمات فمنعه ال عز وجل‬
‫من ردهن وأمره أن يرد مهورهن‬
‫وإن أسلمت بعد القدرة عليها‬
‫فإن كان الدليل مسلما سلمت إليه وإن كان كافرا فإن قلنا إن الكافر يلك العبد السلم بالشراء‬
‫استحقها ث أجب على إزالة اللك عنها‬
‫وإن قلنا إنه ل يلك دفع إليه قيمتها وإن أسلم الدليل بعد ذلك ل يستحقها لنه أسلم بعد ما‬
‫انتقل حقه إل قيمتها وإن فتحت والارية قد ماتت ففيه قولن أحدها أن له قيمتها لنه تعذر‬
‫تسليمها فوجب قيمتها كما لو أسلمت‬
‫والثان أنه ل يب له قيمتها لنه غي مقدور عليها فلم يب قيمتها كما لو ل تكن فيها جارية‬
‫وإن فتحت صلحا نظرت فإن ل تدخل الارية ف الصلح كان الكم فيها كالكم إذا فتحت‬
‫عنوة فإن دخلت ف الصلح ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أن الارية للدليل وشرطها‬
‫ف الصلح ل يصح كما لو زوجت امرأة من رجل ث زوجت من آخر‬
‫والثان أن شرطها ف الصلح صحيح لن الدليل لو عفا عنها أمضينا الصلح فيها ولو كان فاسدا‬
‫ل يض إل بعقد مدد فعلى هذا إن رضى الدليل بغيها من جوارى القلعة أو رضى بقيمتها أمضينا‬
‫الصلح وإن ل يرض ورضى أهل القلعة بتسليمها فكذلك وإن امتنع أهل القلعة من دفع الارية‬
‫وامتنع الدليل من النتقال إل البدل ردوا إل القلعة وقد زال الصلح لنه اجتمع أمران متنافيان‬
‫وتعذر المع بينهما وحق الدليل سابق ففسخ الصلح ولصاحب القلعة أن يصن القلعة كما‬
‫كانت من غي زيادة‬
‫وإن فتحت بعد ذلك عنوة كانت الارية للدليل وإن ل تفتح ل يكن له شيء‬
‫فصل إذا قال المي قبل الرب من أخذ شيئا فهو له فقد أومأ فيه إل قولي‬
‫أحدها أن الشرط صحيح لن النب صلى ال عليه وسلم قال يوم بدر من أخذ شيئا فهو له‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ل يصح الشرط لنه جزء من الغنيمة شرطه لن ل يستحقه من غي‬
‫شرط فل يستحقه بالشرط كما لو شرطه لغي الغاني والب ورد ف غنائم بدر وكانت لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يضعها حيث شاء‬
‫باب قسم الغنيمة والغنيمة ما أخذ من الكفار بإياف اليل والركاب فإن كان فيها سلب للقاتل‬
‫أو مال لسلم سلم إليه لنه استحقه قبل الغتنام ث يدفع منها أجرة النقال والافظ لنه لصلحة‬
‫الغنيمة فقدم ث يقسم الباقى على خسة أخاس خس لهل المس ث يقسم أربعة أخاسها بي‬
‫الغاني لقوله عز وجل } واعلموا أنا غنمتم من شيء فأن ل خسه وللرسول ولذي القرب‬
‫واليتامى والساكي وابن السبيل { فأضاف الغنيمة إل الغاني ث جعل المس لهل المس فدل‬
‫على أن الباقى للغاني‬
‫والستحب أن يقسم ذلك ف دار الرب ويكره تأخيها إل دار السلم من غي عذر لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قسم غنائم بدر بشعب من شعاب الصفراء قريب من بدر وقسم غنائم بن‬
‫الصطلق على مياههم وقسم غنائم حني بأوطاس وهو واد ) من أودية ( حني فإن كان اليش‬
‫رجالة سوى بينهم وإن كانوا فرسانا سوى بينهم وإن كان بعضهم فرسانا وبعضهم رجالة جعل‬
‫للراجل سهما وللفارس ثلثة أسهم لا روى ابن عمر رضى ال عنهما أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أسهم للرجل ولفرسه ثلثة أسهم للرجل سهم وللفرس سهمان ول يفضل من قاتل‬
‫على من ل يقاتل لن من ل يقاتل كالقاتل ف الرهاب العدو ولنه أرصد نفسه للقتال ول يسهم‬
‫لركوب غي اليل لنه ل يلحق باليل ف التأثي ف الرب من الكر والفر فلم يلحق با ف‬
‫السهم ويسهم للفرس العتيق وهو الذى أبواه‬
‫____________________‬

‫عربيان وللبذون وهو الذى أبواه عجميان وللمقرف وهو الذى أمه عربية وأبوه عجمى وللهجي‬
‫وهو الذى أبوه عرب وأمه عجمية لا روى ابن عمر رضى ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال اليل معقود ف نواصيها الي إل يوم القيامة ولنه حيوان يسهم له فلم يتلف سهمه‬
‫باختلف أبويه كالرجل‬
‫وإن حضر بفرس حطم أو صرع أو أعجف فقد قال ف الم قيل ل يسهم له وقيل يسهم له فمن‬
‫أصحابنا من قال فيه قولن أحدها أنه ل يسهم له لنه ل يغن غناء اليل فلم يسهم له كالبغل‬
‫والثان يسهم له لن ضعفه ل يسقط سهمه كضعف الرجل‬
‫وقال أبو إسحاق إن أمكن القتال عليه أسهم له وإن ل يكن القتال عليه ل يسهم له لن الفرس‬
‫يراد للقتال عليه وهذا أقيس والول أشبه بالنص‬
‫ول يسهم للرجل لكثر من فرس لا روى ابن عمر رضى ال عنهما أن الزبي حضر يوم حني‬
‫بأفراس فلم يسهم له النب صلى ال عليه وسلم إل لفرس واحد ولنه ل يقاتل إل على فرس‬
‫واحد فل يسهم لكثر منه‬
‫وإن حضر بفرس والقتال ف الاء أو على حصن استحق سهمه لنه أرهب بفرسه فاستحق سهمه‬
‫كما لو حضر به القتال ول يقاتل ولنه قد يتاج إليه إذا خرجوا من الاء والصن‬
‫فصل فإن غصب فرسا وحضر به الرب استحق للفرس سهمي لنه حصل به الرهاب وف‬
‫مستحقه وجهان أحدها أنه له‬
‫والثان أنه لصاحب الفرس بناء على القولي ف ربح الدراهم الغصوبة‬
‫أحدها أنه للغاصب‬
‫والثان أنه للمغصوب منه‬
‫وإن استعار فرسا أو استأجره للقتال فحضر به الرب استحق به السهم لنه ملك القتال عليه‬
‫وإن حضر دار الرب بفرس وانقضت الرب ول فرس معه بأن نفق أو باعه أو أجره أو أعاره أو‬
‫غصب منه ل يسهم له‬
‫وإن دخل دار الرب راجل ث ملك فرسا أو استعاره وحضر به الرب استحق السهم لن‬
‫استحقاق القاتل بالضور فكذلك الستحقاق بالفرس‬
‫وإن حضر بفرس وعار الفرس إل أن انقضت الرب ل يسهم له‬
‫ومن أصحابنا من قال يسهم له لنه خرج من يده بغي اختياره والذهب الول لن خروجه من‬
‫يده يسقط السهم وإن كان بغي اختياره كما يسقط سهم الراجل إذا ضل عن الوقعة وإن كان‬
‫بغي اختياره‬
‫فصل ومن حضر الرب ومرض فإن كان مرضا يقدر معه على القتال كالسعال ونفور الطحال‬
‫والمى الفيفة أسهم له لنه من أهل القتال ولن النسان ل يلو من مثله فل يسقط سهمه‬
‫لجله‬
‫وإن كان ل يقدر على القتال ل يسهم له لنه ليس من أهل القتال فلم يسهم له كالنون والطفل‬
‫فصل ول حق ف الغنيمة لخذل ول لن يرجف بالسلمي ول لكافر حضر بغي إذن لنه ل‬
‫مصلحة للمسلمي ف حضورهم ويرضخ للصب والرأة والعبد والشرك إذا حضر بالذن ول‬
‫يسهم لم لا روى عمي قال غزوت مع النب صلى ال عليه وسلم وأنا عبد ملوك فلما فتح ال‬
‫على نبيه خيب قلت يا رسول ال سهمى فلم يضرب ل بسهم وأعطان سيفا فتقلدته وكنت أخط‬
‫بنعله ف الرض وأمر ل من حرثى التاع‬
‫وروى يزيد بن هرمز أن ندة كتب إل ابن عباس يسأله هل كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يغزو بالنساء وهل كان يضرب لن بسهم فكتب إليه ابن عباس كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يغزو بالنساء فيداوين الرحى ويذين من الغنيمة وأما سهم فلم يضرب لن بسهم‬

‫____________________‬

‫فصل وتقدير الرضخ إل اجتهاد أمي اليش ول يبلغ به سهم راجل لنه تابع لن له سهم فنقص‬
‫عنه كالكومة ل يبلغ با أرش العضو‬
‫ومن أين يرضخ لم فيه ثلثة أوجه أحدها أنه يرضخ لم من أصل الغنيمة لنم أعوان الاهدين‬
‫فجعل حقهم من أصل الغنيمة كالنقال والافظ‬
‫والثان أنه من أربعة أخاس الغنيمة لنم من الاهدين فكان حقهم من أربعة أخاس الغنيمة‬
‫والثالث أنه من خس المس لنم من أهل الصال فكان حقهم من سهم الصال‬
‫فصل وإن حضر أجي ف إجارة مقدرة بالزمان ففيه ثلثة أقوال أحدها أنه يرضخ له مع الجرة‬
‫لن منفعته مستحقة لغيه فرضخ له كالعبد‬
‫والثان أنه يسهم له مع الجرة لن الجرة تب بالتمكي والسهم بالضور وقد وجد الميع‬
‫والثالث أنه يي بي السهم والجرة فإن اختار الجرة رضخ له مع الجرة وإن اختار السهم‬
‫أسهم له وسقطت الجرة لن النفعة الواحدة ل يستحق با حقان‬
‫واختلف قوله ف تار اليش‬
‫فقال ف أحد القولي يسهم لم لنم شهدوا الوقعة‬
‫والثان أنه ل يسهم لم لنم ل يضروا للقتال‬
‫واختلف أصحابنا ف موضع القولي فمنهم من قال القولن إذا حضروا ول يقاتلوا وأما إذا‬
‫حضروا فقاتلوا فإنه يسهم لم قول واحدا‬
‫ومنهم من قال القولن إذا قاتلوا فأما إذا ل يقاتلوا فإنه ل يسهم لم قول واحدا‬
‫فصل وإذا لق باليش مدد أو أفلت أسي ولق بم نظرت فإن كان قبل انقضاء الرب وحيازة‬
‫الغنيمة أسهم لم لقول عمر رضى ال عنه الغنيمة لن شهد الوقعة‬
‫وإن كان بعد انقضاء الرب وحيازة الغنيمة ل يسهم لم لنم حضروا بعد ما صارت الغنيمة‬
‫للغاني‬
‫وإن كان بعد انقضاء الرب وقبل حيازة الغنيمة ففيه قولن أحدها أنه ل يسهم لم لنم ل‬
‫يشهدوا الوقعة‬
‫والثان أنه يسهم لم لنم حضروا قبل أن يلك الغانون‬
‫فصل وإن خرج أمي ف جيش وأنفذ سرية من اليش إل الهة الت يقصدها أو إل غيها فغنمت‬
‫السرية شاركهم اليش وإن غنم اليش شاركتهم السرية لن النب صلى ال عليه وسلم حي‬
‫هزم هوازن بني أسرى قبل أوطاس سرية وغنمت فقسم غنائمهم بي الميع وروى عمرو بن‬
‫شعيب عن أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم ) قال السلمون يد على من سواهم (‬
‫يسعى بذمتهم أدناهم وترد عليهم أقصاهم وترد سرايهم على قاعدهم ولن الميع جيش واحد‬
‫فلم يتص بعضهم بالغنيمة‬
‫وإن أنفذ سريتي إل جهة واحدة من طريق أو طريقي اشترك اليش والسريتان فيما يغنم كل‬
‫واحد منهم لن الميع جيش واحد‬
‫وإن أنفذ سريتي إل جهتي شارك السريتان اليش فيما يغنمه وشارك اليش السريتي فيما‬
‫يغنمان‬
‫وهل تشارك كل واحدة من السريتي السرية الخرى فيما تغنمه فيه وجهان أحدها أنا ل‬
‫تشارك لن اليش أصل السريتي وليست إحدى السريتي أصل للخرى‬
‫والثان وهو الصحيح أنا تشارك لنما من جيش واحد‬
‫وإن أنفذ المي سرية من اليش وأقام هو مع اليش فغنمت السرية ل يشاركها اليش القيم مع‬
‫المي لن النب صلى ال عليه وسلم بعث السرايا من الدينة فلم يشاركهم أهل الدينة فيما‬
‫غنموا ولن الغنيمة للمجاهدين واليش مقيم مع المي ما جاهدوا فلم يشارك السرية فيما‬
‫غنمت وال أعلم‬
‫باب قسم المس ويقسم المس على خسة أسهم سهم لرسول ال صلى ال عليه وسلم وسهم‬
‫لذوى القرب وسهم لليتامى وسهم للمساكي وسهم لبن السبيل والدليل عليه قوله عز وجل‬
‫} واعلموا أنا غنمتم من شيء فأن ل خسه وللرسول ولذي القرب واليتامى والساكي وابن‬
‫السبيل { فأما سهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنه يصرف ف مصال السلمي والدليل عليه‬
‫ما روى جبي بن مطعم رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫حي صدر من خيب تناول بيده نبذة من الرض أو وبرة من بعيه وقال والذى نفسى بيده مال ما‬
‫أفاء ال إل المس والمس مردود عليكم فجعله لميع السلمي ول يكن صرفه إل جيع‬
‫السلمي إل بأن يصرف ف مصالهم وأهم الصال سد الثغور لنه يفظ به السلم والسلمي ث‬
‫الهم فالهم‬
‫فصل وأما سهم ذوى القرب فهو لن ينتسب إل هاشم والطلب ابن عبد مناف لا روى جبي بن‬
‫مطعم رضى ال عنه قال لا قسم رسول ال صلى ال عليه وسلم سهم ذوى القرب بي بن هاشم‬
‫وبن الطلب جئت أنا وعثمان فقلنا يا رسول ال هؤلء بنوا هاشم ل ننكر فضلهم لكانك الذى‬
‫وضعك ال فيهم أرأيت إخواننا من بن الطلب أعطيتهم وتركتنا وإنا نن وإياهم منك بنلة‬
‫واحدة قال إنم ل يفارقون ف جاهلية ول إسلم وإنا بنو هاشم وبنوا الطلب شيء ث شبك بي‬
‫أصابعه‬
‫ويسوى فيه بي الغنياء والفقراء لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطى منه العباس وكان‬
‫موسرا بقول عامة بن عبد الطلب ولنه حق يستحق بالقرابة بالشرع فاستوى فيه الغن والفقي‬
‫كالياث ويشترك فيه الرجال والنساء لا روى عبد ال بن الزبي رضى ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أسهم لم الزبي ف ذوى القرب ولنه حق يستحق بالقرابة بالشرع فاستوى فيه الذكر‬
‫والنثى كالياث ويعل للذكر مثل حظ النثيي‬
‫وقال الزن وأبو ثور يسوى بي الذكر والنثى لنه مال يستحق باسم القرابة فل يفضل الذكر‬
‫) فيه ( على النثى كالال الستحق بالوصية للقرابة وهذا خطأ لنه مال يستحق بقرابة الب‬
‫بالشرع ففضل الذكر فيه على النثى كمياث ولد الب ويدفع ذلك إل القاصى منهم والدان‬
‫وقال أبو إسحاق يدفع ) ما ( ف كل إقليم إل من فيه منهم لنه يشق نقله من إقليم إل إقليم‬
‫والذهب الول لقوله عز وجل } ولذي القرب { فعم ول يص ولنه حق مستحق بالقرابة‬
‫فاستوى فيه القاصى والدان كالياث‬
‫فصل وأما سهم اليتامى فهو لكل صغي فقي ل أب له فأما من له أب فل حق له فيه لن اليتيم‬
‫هو الذى ل أب له وليس لبالغ فيه حق لنه ل يسمى بعد البلوغ يتيما والدليل عليه قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ل يتم بعد اللم‬
‫وليس للغن فيه حق ومن أصحابنا من قال للغن فيه حق لن اليتيم هو الذى ل أب له غنيا كان‬
‫أو فقيا والذهب الول لن غناه بالال أكثر من غناه بالب فإذا ل يكن لن له أب فيه حق فلن‬
‫ل يكون لن له مال أول‬
‫فصل وأما سهم الساكي فهو لكل متاج من الفقراء والساكي لنه إذا أفرد الساكي تناول‬
‫الفريقي‬
‫فصل وأما سهم ابن السبيل فهو لكل مسافر أو مريد لسفر ف غي معصية وهو متاج على ما‬
‫ذكرناه ف الزكاة‬
‫فصل ول يدفع شيء من المس إل كافر لنه عطية من ال تعال فلم يكن للكافر فيها حق‬
‫كالزكاة ولنه مال مستحق على الكافر بكفره فلم يز أن يستحقه الكافر وبال التوفيق‬
‫باب قسم الفيء الفيء هو ) الال ( الذى يؤخذ من الكفار من غي قتال وهو ضربان أحدها ما‬
‫انلوا عنه خوفا من السلمي أو بذلوه للكف عنهم فهذا يمس ويصرف خسه إل من يصرف‬
‫إليه خس الغنيمة والدليل عليه قوله عز وجل } ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى فلله‬
‫وللرسول ولذي القرب واليتامى والساكي وابن السبيل {‬
‫____________________‬

‫والثان ما أخذ من غي خوف كالزية وعشور تاراتم‬


‫ومال من مات منهم ف دار السلم ول وارث ففى تميسه قولن قال ف القدي ل يمس لنه‬
‫مال أخذ ) منهم ( من غي خوف فلم يمس كالال الأخوذ بالبيع والشراء‬
‫وقال ف الديد يمس وهو الصحيح للية ولنه مال مأخوذ من الكفار بق الكفر ل يتص به‬
‫بعض السلمي فوجب تميسه كالال الذى انلوا عنه‬
‫وأما أربعة أخاسه فقد كانت لرسول ال صلى ال عليه وسلم ف حياته والدليل عليه قوله عز‬
‫وجل } ما أفاء ال على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القرب واليتامى والساكي‬
‫وابن السبيل { ول ينتقل ما ملكه إل ورثته لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ل تقاسم ورثت دينارا ول درها ما تركته بعد نفقة نسائى ومؤنة عاملى فإنه‬
‫صدقة وروى مالك بن أوس بن الدثان رضى ال عنه عن عمر رضى ال عنه أنه قال لعثمان‬
‫وطلحة والزبي وعبد الرحن بن عوف أنشدكم بال أيها الرهط هل سعتم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إنا ل نورث ما تركنا صدقة إن النبياء ل تورث فقال القوم بلى قد سعناه ث‬
‫أقبل على على وعباس فقال أنشدكما بال هل سعتما ) أن ( رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ما تركناه صدقة إن النبياء ل تورث فقال نعم‬
‫أخرجه البخارى ومسلم وأبو داود‬
‫واختلف قول الشافعى رضى ال عنه فيما يصل من مال الفيء بعد موت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال ف أحد القولي يصرف ف الصال لنه مال راتب لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فصرف بعد موته ف الصال كخمس المس فعلى هذا يبدأ بالهم وهو سد الثغور وأرزاق‬
‫القاتلة ث الهم فالهم‬
‫وقال ف القول الثان هو للمقاتلة لن ذلك كان لرسول ال صلى ال عليه وسلم لا كان فيه من‬
‫حفظ السلم والسلمي ولا كان له ف قلوب الكفار من الرعب وقد صار ذلك بعد موته ف‬
‫القاتلة فوجب أن يصرف إليهم‬
‫ف صل وينبغى للمام أن يضع ديوانا يثبت فيه أساء القاتلة وقدر أرزاقهم لا روى أبو هريرة‬
‫رضى ال عنه قال قدمت على عمر رضى ال عنه من عند أب موسى الشعرى بثمانائة ألف‬
‫درهم فلما صلى الصبح اجتمع إليه نفر من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لم قد‬
‫جاء للناس مال ل يأتم مثله منذ كان السلم أشيوا على بن أبدأ منهم فقالوا بك يا أمي الؤمني‬
‫إنك ول ذلك قال ل ولكن أبدأ برسول ال صلى ال عليه وسلم ث القرب إليه فوضع الديوان‬
‫على ذلك‬
‫ويستحب أن يعل على كل طائفة عريفا لن النب صلى ال عليه وسلم جعل عام خيب على كل‬
‫عشرة عريفا ولن ف ذلك مصلحة وهو أن يقوم التعريف بأمورهم ويمعهم ف وقت العطاء وف‬
‫وقت الغزو‬
‫ويعل العطاء ف كل عام مرة أو مرتي ول يعل ف كل شهر ول ف كل أسبوع لن ذلك‬
‫يشغلهم عن الهاد‬
‫فصل ويستحب أن يبدأ بقريش لقوله صلى ال عليه وسلم قدموا قريشا ول تتقدموها ولن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم منهم فإنه ممد بن عبد ال ابن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف بن‬
‫قصى بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة‬
‫واختلف الناس ف قريش فمنهم من قال كل من ينتسب إل فهر بن مالك فهو من قريش‬
‫ومنهم من قال كل من ينتسب إل النضر بن كنانة فهو من قريش‬
‫ويقدم من قريش بنو هاشم لنم أقرب قبائل قريش إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ويضم‬
‫إليهم بنو الطلب لن النب صلى ال عليه وسلم قال إنا بنو هاشم وبنو الطلب شيء واحد‬
‫وشبك بي أصابعه‬
‫وعن عمر رضى ال عنه أنه قال حضرت رسول ال صلى ال عليه وسلم يعطيهم فإذا كان السن‬
‫ف الاشى قدمه على الطلب وإذا كان ف الطلب قدمه على الاشى ث يعطى بن عبد شس وبن‬
‫نوفل ابن عبد مناف ويقدم بن عبد شس على بن نوفل لن عبد شس أقرب إليه لنه أخو هاشم‬
‫من أبيه وأمه ونوفل أخوه من أبيه وأنشد آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزير ) من الرمل (‬
‫يا أمي ال إن قائل قول ذى بر ودين وحسب عبد شس ل تنها إنا عبد شس عم عبد الطلب‬
‫عبد شس كان يتلو هاشا وها بعد لم ولب ث يعطى بن عبد العزى وبن عبد الدار ويقدم عبد‬
‫عبد العزى على عبد الدار لن فيهم أصهار رسول ال صلى ال عليه وسلم فإن خدية بنت‬
‫____________________‬

‫خويلد منهم ولن فيهم من حلف الطيبي وحلف الفضول وها حلفان كانا من قوم من قريش‬
‫اجتمعوا فيهما على نصر الظلوم ومنع الظال‬
‫وروت عائشة رضى ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال شهدت حلف الفضول ولو‬
‫دعيت إليه لجبت وعلى هذا يعطى القرب فالقرب حت تنقضى قريش‬
‫فإن استوى اثنان ف القرب قدم أسنهما لا رويناه من حديث عمر ف بن هاشم وبن الطلب فإن‬
‫استويا ف السن قدم أقدمهما هجرة وسابقة فإذا انقضت قريش قدم النصارى على سائر العرب‬
‫لا لم من السابقة والثار الميدة ف السلم ث يقسم على سائر العرب ث يعطى العجم ول يقدم‬
‫بعضهم على بعض إل بالسن والسابقة دون النسب‬
‫فصل ويقسم بينهم على قدر كفايتهم لنم كفوا السلمي أمر الهاد فوجب أن يكفوا أمر النفقة‬

‫ويتعاهد المام ف وقت العطاء عدد عيالم لنه قد يزيد وينقص ويتعرف السعار وما يتاجون‬
‫إليه من الطعام والكسوة لنه قد يغلو ويرخص ليكون عطيتهم على قدر حاجتهم ول يفضل من‬
‫سبق إل السلم أو إل الجرة على غيه لن الستحقاق بالهاد وقد تساووا ف الهاد فلم‬
‫يفضل بعضهم على بعض كالغاني ف الغنيمة‬
‫فصل ول يعطى من الفىء صب ول منون ول عبد ول امرأة ول ضعيف ل يقدر على القتال لن‬
‫الفىء للمجاهدين وليس هؤلء من أهل الهاد‬
‫وإن مرض ماهد فإن كان مرضا يرجى زواله أعطى لن الناس ل يلون من عارض مرض وإن‬
‫كان مرضا ل يرجى زواله سقط حقه من الفيء لنه خرج عن أن يكون من الاهدين‬
‫وإن مات الاهد وله ولد صغي أو زوجة ففيه قولن أحدها أنه ل يعطى ولده ول زوجته من‬
‫الفىء شيئا لن ما كان يصل إليهما على سبيل التبع لن يعولما وقد زال الصل وانقطع التبع‬
‫والثان أنه يعطى الولد إل أن يبلغ وتعطى الزوجة إل أن تتزوج لن ف ذلك مصلحة فإن الاهد‬
‫إذا علم أنه يعطى عياله بعد موته توفر على الهاد وإذا علم أنه ل يعطى اشتغل بالكسب لعياله‬
‫وتعطل الهاد‬
‫فإذا قلنا لذا فبلغ الولد فإن كان ل يصلح للقتال كالعمى والزمن أعطى الكفاية كما كان‬
‫يعطى قبل البلوغ وإن كان يصلح للقتال وأراد الهاد فرض له وإن ل يرد الهاد ل يكن له ف‬
‫الفىء حق لنه صار من أهل الكسب‬
‫وإن تزوجت الزوجة سقط حقها من الفىء لنا استغنت بالزوج وإن دخل وقت العطاء فمات‬
‫الاهد انتقل حقه إل ورثته لنه مات بعد الستحقاق فانتقل حقه إل الوارث‬
‫فصل وإن كان ف الفىء أراض كان خسها لهل المس فأما أربعة أخاسها فقد قال الشافعى‬
‫رحه ال تكون وقفا فمن أصحابنا من قال هذا على القول الذى يقول إنه للمصال فإن الصلحة‬
‫ف الراضى أن تكون وقفا لنا تبقى فتصرف غلتها ف الصال وأما إذا قلنا إنا للمقاتلة فإنه يب‬
‫قسمتها بي أهل الفىء لنا صارت لم فوجبت قسمتها بينهم كأربعة أخاس الغنيمة‬
‫ومن أصحابنا من قال تكون وقفا على القولي فإن قلنا إنا للمصال صرفت غلتها ف الصال وإن‬
‫قلنا أنا للمقاتلة صرفت غلتها ف مصالهم لن الجتهاد ف مال الفىء إل المام ولذا يوز أن‬
‫يفضل بعضهم على بعض‬
‫ويالف الغنيمة فإنه ليس للمام فيها الجتهاد ولذا ل يوز أن يفضل ) فيها ( بعض الغاني على‬
‫بعض وبال التوفيق‬

‫____________________‬

‫باب الزية ل يوز أخذ الزية من ل كتاب له ول شبهة كتاب كعبدة الوثان لقوله عز وجل‬
‫} قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين‬
‫الق من الذين أوتوا الكتاب حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون { فخص أهل الكتاب‬
‫بالزية فدل على أنا ل تؤخذ من غيهم ويوز أخذها من أهل الكتابي وهم اليهود والنصارى‬
‫للية‬
‫ويوز أخذها من بدل منهم دينه لنه وإن ل تكن لم حرمة بأنفسهم فلهم حرمة بآبائهم‬
‫ويوز أخذها من الوس لا روى عبد الرحن ابن عوف أن النب صلى ال عليه وسلم قال سنوا‬
‫بم سنة أهل الكتاب وروى أيضا عبد الرحن بن عوف أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ الزية‬
‫من موس هجر‬
‫واختلف قول الشافعى رحه ال هل كان لم كتاب أم ل فقال فيه قولن أحدها أنه ل يكن لم‬
‫كتاب والدليل عليه قوله عز وجل } وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحون أن‬
‫تقولوا إنا أنزل الكتاب على طائفتي من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلي {‬
‫والثان أنه كان لم كتاب والدليل عليه ما روى عن على كرم ال وجهه أنه قال كان لم علم‬
‫يعلمونه وكتاب يدرسونه وأن ملكهم سكر فوقع على ابنته أو أخته فاطلع عليه بعض أهل ملكته‬
‫فجاؤا يقيمون عليه الد فامتنع فرفع الكتاب من بي أظهرهم وذهب العلم من صدورهم‬
‫فصل وإن دخل وثن ف دين أهل الكتاب نظرت فإن دخل قبل التبديل أخذت منه الزية‬
‫وعقدت له الذمة لنه دخل ف دين حق‬
‫وإن دخل بعد التبديل نظرت فإن دخل ف دين من بدل ل تؤخذ منه الزية ول تعقد له الذمة لنه‬
‫دخل ف دين باطل‬
‫وإن دخل ف دين من ل يبدل فإن كان ذلك قبل النسخ بشريعة بعده أخذت منه الزية لنه دخل‬
‫ف دين حق‬
‫وإن كان بعد النسخ بشريعة بعده ل تؤخذ منه الزية كالسلم إذا ارتد‬
‫وإن دخل ف دينهم ول يعلم أنه دخل ف دين من بدل أو ف دين من ل يبدل كنصارى العرب‬
‫وهم براء وتنوح وتغلب أخذت منهم الزية لن عمر رضى ال عنه أخذ منهم الزية باسم‬
‫الصدقة ولنه أشكل أمره فحقن دمه بالزية احتياطا للدم‬
‫وأما من تسك بالكتب الت أنزلت على شيث وإبراهيم وداود ) عليهم السلم ففيه وجهان‬
‫أحدها وهو قول أب إسحاق أنم يقرون ببذل الزية لنم أهل كتاب فأقروا ببذل الزية‬
‫كاليهود والنصارى‬
‫والثان ل يقرون لن هذه الصحف كالحكام الت تنل با الوحى‬
‫وأما السامرة والصابئون ففيهم وجهان أحدها أنه تؤخذ منهم الزية‬
‫والثان ل تؤخذ وقد بيناها ف كتاب النكاح‬
‫وأما من كان أحد أبويه وثنيا والخر كتابيا فعلى ما ذكرناه ف النكاح‬
‫وإن دخل وثن ف دين أهل الكتاب وله ابن صغي فجاء السلم وبلغ البن واختار القام على‬
‫الدين الذى انتقل إليه أبوه أخذت منه الزية لنه تبعه ف الدين فأخذت منه الزية‬
‫وإن غزا السلمون قوما من الكفار ل يعرفون دينهم فادعوا أنم من أهل الكتاب أخذت منهم‬
‫الزية لنه ل يكن معرفة دينهم إل من جهتهم فقبل قولم‬
‫وإن أسلم منهم اثنان وعدل وشهدا أنم من غي أهل الكتاب نبذا إليهم عهدهم لنه بان بطلن‬
‫دعواهم‬
‫فصل وأقل الزية دينار لا روى معاذ بن جبل رضى ال عنه قال بعثن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل اليمن وأمرن أن آخذ من كل حال دينارا أو عدله معافريا‬
‫وإن التزم أكثر من دينار عقدت له الذمة وأخذ بأدائه لنه عوض ف عقد منع الشرع فيه من‬
‫النقصان عن دينار وبقى المر فيما زاد على ما يقع عليه التراضى كما لو وكل وكيل ف بيع‬
‫سلعة وقال ل تبع با دون دينار‬
‫فإن امتنع قوم من أداء الزية باسم الزية وقالوا نؤدى باسم الصدقة ورأى المام أن يأخذ باسم‬
‫الصدقة جاز لن نصارى العرب قالوا لعمر‬
‫____________________‬

‫رضى ال عنه ما تؤدى العجم ولكن خذ منا باسم الصدقة كما تأخذ من العرب فأب عمر رضى‬
‫ال عنه وقال ل أقركم إل بالزية فقالوا خذ منا ضعف ما تأخذ من السلمي فأب عليهم فأرادوا‬
‫اللحاق بدار الرب فقال زرعة بن النعمان أو النعمان بن زرعة لعمر إن بن تغلب عرب وفيهم‬
‫قوة فخذ منهم ما قد بذلوا ول تدعهم أن يلحقوا بعدوك فصالهم على أن يضعف عليهم‬
‫الصدقة‬
‫وإن كان ما يؤخذ منهم باسم الصدقة ل يبلع الدينار وجب إتام الدينار لن الزية ل تكون أقل‬
‫من دينار‬
‫وإن أضعف عليهم الصدقة فبلغت دينارين فقالوا أسقط عنا دينارا وخذ منا دينارا باسم الزية‬
‫وجب أخذ الدينار لن الزيادة وجبت لتغيي السم فإذا رضوا بالسم وجب إسقاط الزيادة‬
‫فصل والستحب أن يعل الزية على ثلث طبقات فيجعل على الفقي العتمل دينارا وعلى‬
‫التوسط دينارين وعلى الغن أربعة دناني لن عمر رضى ال عنه بعث عثمان بن حنيف إل‬
‫الكوفة فوضع عليهم ثانية وأربعي وأربعة وعشرين واثن عشر ولن بذلك يرج من اللف‬
‫لن أبا حنيفة ل ييز إل كذلك‬
‫فصل ويوز أن يضرب الزية على مواشيهم وعلى ما يرج من الرض من ثر أو زرع فإن كان‬
‫ل يبلغ ما يضرب على الاشية وما يرج من الرض دينارا ل يز لن الزية ل توز أن تنقص عن‬
‫دينار‬
‫وإن شرط أنه إن نقص عن دينار تم الدنار جاز لنه يتحقق حصول الدينار‬
‫وإن غلب على الظن أنه يبلغ الدينار ول يشترط أنه لو نقص الدينار تم الدينار ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه ل يوز لنه قد ينقص عن الدينار‬
‫والثان أنه يوز لن الغالب ف الثمار أنا ل تتلف‬
‫وإن ضرب الزية على ما يرج من الرض فباع الرض من مسلم صح البيع لنه مال له وينتقل‬
‫ما ضرب عليها إل الرقبة لنه ل يكن أخذ ما ضرب عليها من السلم لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫ل ينبغى لسلم أن يؤدى الراج ولنه جزية فل يوز أخذها من السلم ول يوز إقرار الكافر‬
‫على الكفر من غي جزية فانتقل إل الرقبة‬
‫فصل وتب الزية ف آخر الول لن النب صلى ال عليه وسلم كتب إل أهل اليمن أن يؤخذ‬
‫من كل حال ف كل سنة دينار وروى أبو ملز أن عثمان بن حنيف وضع على الرؤوس على كل‬
‫رجل أربعة وعشرين ف كل سنة فإن مات أو أسلم بعد الول ل يسقط ما وجب ) عليه ( لنه‬
‫عوض عن القن والساكنة وقد استوف ذلك فاستقر عليه العوض كالجرة بعد استيفاء النفعة‬
‫فإن مات أو أسلم ف أثناء الول ففيه قولن أحدها أنه ل يلزمه شيء لنه مال يتعلق وجوبه‬
‫بالول فسقط بوته ف أثناء الول كالزكاة‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يلزمه من الزية بصة ما مضى لنا تب عوضا عن القن والساكنة‬
‫وقد استوف البعض فوجب عليه بصته كما لو استأجر عينا مدة واستوف النفعة ف بعضها ث‬
‫هلكت العي‬
‫فصل ويوز أن يشترط عليهم ف الزية ضيافة من ير بم من السلمي لا روى أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم صال أكيدر دومة من نصارى أيلة على ثلثائة دينار وكانوا ثلثائة رجل وأن‬
‫يضيفوا من ير بم من السلمي‬
‫وروى عبد الرحن بن غنم قال كتبت لعمر بن الطاب رضى ال عنه حي صال نصارى أهل‬
‫الشام بسم ال الرحن الرحيم‬
‫هذا كتاب لعبد ال عمر بن الطاب أمي الؤمني من نصارى مدينة كدى إنكم لا قدمتم علينا‬
‫سألناكم المان لنفسنا وذرارينا وأموالنا وشرطنا لكم أن ننل من ير بنا من السلمي ثلثة أيام‬
‫نطعمهم ول شرط ذلك عليهم إل برضاهم لنه ليس من الزية‬
‫ويشترط عليهم الضيافة بعد الدينار لديث أكيدر دومة لنه إذا جعل الضيافة من الدينار ل يؤمن‬
‫أل يصل من بعد الضيافة مقدار الدينار‬
‫ول تشترط الضيافة إل على غن أو متوسط‬
‫وأما الفقي فل تشترط عليه وإن وجبت عليه الزية لن الضيافة تتكرر فل يكنه القيام با ويب‬
‫أن تكون أيام الضيافة من السنة معلومة وعدد من يضاف من الفرسان والرجالة وقدر الطعام‬
‫والدم والعلوفة معلوما ولنه من الزية فلم يز مع الهل با ول يكلفون إل من طعامهم إدامهم‬
‫لا روى أسلم أن أهل الزية من أهل الشام أتوا عمر بن الطاب رضى ال عنه فقالوا إن‬
‫السلمي إذا مروا بنا كلفونا ذبح الغنم والدجاج ف ضيافتهم فقال أطعموهم ما تأكلون ول‬
‫تزيدوهم على ذلك‬
‫ويقسط ذلك على قدر جزيتهم ول تزاد أيام الضيافة على ثلثة أيام‬
‫____________________‬
‫لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال الضيافة ثلثة أيام وعليهم أن يسكنوهم ف فضول‬
‫مساكنهم وكنائسهم لا روى عبد الرحن بن غنم ف الكتاب الذى كتب ) لعمر رضى ال عنه (‬
‫على نصارى الشام وشرطنا أل ننع كنائسنا أن ينلا أحد من السلمي من ليل ونار وأن توسع‬
‫أبوابا للمارة وأبناء السبيل‬
‫فإن كثروا وضاق الكان قدم من سبق فإذا جاءوا ف وقت واحد أقرع بينهم لتساويهم‬
‫وإن ل تسعهم هذه الواضع نزلوا ف فضول بيوت الفقراء من غي ضيافة‬
‫فصل ول تؤخذ الزية من صب لديث معاذ قال أمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن آخذ‬
‫من كل حال دينارا أو عدله معافريا ولن الزية تب لقن الدم والصب مقون الدم‬
‫وإن بلغ صب من أولد أهل الذمة فهو ف أمان لنه كان ف المان فل يرج منه من غي عناد فإن‬
‫اختار أن يكون ف الذمة ففيه وجهان أحدها أنه يستأنف له عقد الذمة لن العقد الول كان‬
‫للب دونه فعلى هذا جزيته ) على ( ما يقع عليه التراضى‬
‫والثان ل يتاج إل استئناف عقد لنه تبع الب ف المان فتبعه ف الذمة فعلى هذا يلزمه جزية‬
‫أبيه ) وجده من الب ( ول يلزمه جزية جده من الم لنه ل جزية على الم فل يلزمه جزية أبيها‬

‫فصل ول تؤخذ الزية من منون لنه مقون الدم فل تؤخذ منه الزية كالصب‬
‫وإن كان ين يوما ويفيق يوما لفق أيام الفاقة فإذا بلغ قدر سنة أخذت منه الزية لنه ليس‬
‫تغليب أحد المرين بأول من الخر فوجب التلفيق‬
‫وإن كان عاقل ف أول الول ث جن ف أثنائه وأطبق النون ففى جزية ما مضى من أول الول‬
‫قولن كما قلنا فيمن مات أو أسلم ف أثناء الول‬
‫فصل ول تؤخذ الزية من امرأة لا روى أسلم أن عمر رضى ال عنه كتب إل أمراء الزية أل‬
‫تضربوا الزية على النساء ول تضربوا إل على من جرت عليه الوسى ولنا مقونة الدم فل‬
‫تؤخذ منها الزية كالصب‬
‫ول تؤخذ من النثى الشكل لواز أن يكون امرأة‬
‫وإن طلبت امرأة من دار الرب أن تعقد لا الذمة وتقيم ف دار السلم من غي جزية جاز لنه‬
‫ل جزية عليها ولكن يشترط عليها أن ترى عليها أحكام السلم‬
‫وإن نزل السلمون على حصن فيه نساء بل رجال فطلب عقد الذمة بالزية ففيه قولن أحدها‬
‫أنه ل يعقد لن لن دماءهن مقونة فعلى هذا يقيمون حت يفتحوا الصن ويستبقوهن‬
‫والثان أنه يوز أن يعقد لن الذمة وترى عليهن أحكام السلمي كما قلنا ف الربية إذا طلبت‬
‫عقد الذمة فعلى هذا ل يوز سبيهن وما بذلن من الزية كالدية وإن دفعن أخذ منهن وإن امتنعن‬
‫ل يرجن من الذمة‬
‫فصل ول يؤخذ من العبد ول من السيد بسببه لا روى عن عمر رضى ال عنه أنه قال ل جزية‬
‫على ملوك ولنه ل يقتل بالكفر فلم تؤخذ منه الزية كالصب والرأة ول تؤخذ من نصفه حر‬
‫ونصفه عبد لنه مقون الدم فلم تؤخذ منه الزية كالعبد‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه وجه آخر أنه يؤخذ منه بقدر ما فيه من الزية لنه يلك الال بقدر ما‬
‫فيه من الرية‬
‫وإن أعتق العبد نظرت فإن كان العتق مسلما عقدت له الذمة با يقع عليه التراضى من الزية‬
‫وإن كان ذميا ففيه وجهان أحدها أنه يستأنف له عقد الذمة با يقع عليه التراضى من الزية لن‬
‫عقد الول كان له دون العبد‬
‫والثان يلزمه جزية الول لنه تبعه ف المان فلزمه جزيته‬
‫فصل وف الراهب والشيخ الفان قولن بناء على القولي ف قتلهما فإن قلنا يوز قتلهما أخذت‬
‫منهما الزية ليحقن با دمهما‬
‫وإن قلنا إنه ل يوز قتلهما ل تؤخذ منهما لن دمهما مقون فلم تؤخذ منهما الزية كالصب‬
‫والرأة‬
‫وف الفقي الذى ل كسب له قولن أحدها أنه ) ل تب عليه الزية ( لن عمر رضى ال عنه‬
‫جعل أهل الزية طبقات وجعل أدناهم الفقي العتمل‬
‫____________________‬

‫فدل على أنا ل تب على غي العتمل ولنه إذا ل يب خراج الرض ف أرض ل نبات لا ل‬
‫يب خراج الرقاب ف رقبة ل كسب لا فعلى هذا يكون مع الغنياء ف عقد الذمة فإذا أيسر‬
‫استؤنف الول‬
‫والثان أنا تب عليه لنا تب على سبيل العوض فاستوى فيه العتمل وغي العتمل كالثمن‬
‫والجرة ولن العتمل وغي العتمل يستويان ف القتل بالكفر فاستويا ف الزية فعلى هذا ينظر إل‬
‫اليسرة فإذا أيسر طولب بزية ما مضى‬
‫ومن أصحابنا من قال ل ينظر لنه يقدر على حقن الدم بالسلم فلم ينظر كما ل ينظر من‬
‫وجبت عليه كفارة ول يد رقبة وهو يقدر على الصوم فعلى هذا يقول له إن توصلت إل أداء‬
‫الزية خليناك وإن ل تفعل نبذنا إليك العهد‬
‫فصل ويثبت المام عدد أهل الذمة وأساءهم ويليهم بالصفات الت ل تتغي باليام فيقول طويل‬
‫أو قصي أو ربعة أو أبيض أو أسود أو أسر أو أشقر أو أدعج العيني أو مقرون الاجبي أو أقن‬
‫النف‬
‫ويكتب ما يؤخذ من كل واحد منهم ويعل على كل طائفة عريفا ليجمعهم عند أخذ الزية‬
‫ويكتب من يدخل ) منهم ( ف الزية بالبلوغ ومن يرج منهم بالوت والسلم وتؤخذ منهم‬
‫الزية برفق كما تؤخذ سائر الديون ول يؤذيهم ف أخذها بقول ول فعل لنه عوض ف عقد فلم‬
‫يؤذهم ف أخذه بقول ول فعل كأجرة الدار‬
‫ومن قبض منه جزيته كتبت له براءة لتكون حجة له إذا احتاج إليها‬
‫فصل وإن مات المام أو عزل وول غيه ول يعرف مقدار ما عليهم من الزية رجع إليهم ف‬
‫ذلك لنه ل يكن معرفته مع تعذر البينة إل من جهتهم ويلفهم استظهارا ول يب لن ما‬
‫يدعونه ل يالف الظاهر‬
‫فإن قال بعضهم هو دينار وقال بعضهم هو ديناران أخذ من كل واحد منهم ما أقر به لن‬
‫إقرارهم مقبول ول تقبل شهادة بعضهم على بعض لن شهادتم ل تقبل‬
‫وإن ثبت بعد ذلك بإقرار أو بينة أن الزية كانت أكثر استوف منهم فإن قالوا كنا ندفع دينارين‬
‫دينارا عن الزية ودينارا هدية فالقول قولم مع يينهم واليمي واجبة لن دعواهم تالف الظاهر‬
‫وإن غاب منهم رجل سني ث قدم وهو مسلم وادعى أنه أسلم ف أول ما غاب ففيه قولن‬
‫أحدها أنه ل يقبل قوله ويطالب بزية ما مضى ف غيبته ف ) حال الكفر ( لن الصل بقاؤه على‬
‫الكفر‬
‫والثان أنه يقبل لن الصل براءة الذمة من الزية‬
‫باب عقد الذمة ل يصح عقد الذمة إل من المام أو من فوض إليه المام لنه من الصال العظام‬
‫فكان إل المام ومن طلب عقد الذمة وهو من يوز إقراره على الكفر بالزية وجب العقد له‬
‫لقوله عز وجل } قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله‬
‫ول يدينون دين الق { ث قال } حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون { فدل على أنم إذا‬
‫أعطوا الزية وجب الكف عنهم‬
‫وروى بريدة رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا بعث أميا على جيش قال إذا‬
‫لقيت عدوا من الشركي فادعهم إل الدخول ف السلم فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم‬
‫وإن أبوا فادعهم إل إعطاء الزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم‬
‫ول يوز عقد الذمة إل بشرطي بذل الزية والتزام أحكام السلمي ف حقوق الدميي ف العقود‬
‫والعاملت وغرامات التلفات‬
‫فإن عقد على غي هذين الشرطي ل يصح العقد والدليل عليه قوله عز وجل } قاتلوا الذين ل‬
‫يؤمنون بال ول باليوم الخر ول يرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الق من الذين‬
‫أوتوا الكتاب حت يعطوا الزية عن يد وهم صاغرون { والصغار هو أن ترى عليهم أحكام‬
‫السلمي ول فرق بي اليابرة وغيهم ف الزية والذى يدعيه اليابرة أن معهم كتابا من على‬
‫____________________‬

‫ابن أب طالب كرم ال وجهه بالباءة من الزية ل أصل له ول يذكره أحد من علماء السلم‬
‫وأخبار أهل الذمة ل تقبل وشهادتم ل تسمع‬
‫فصل وإن كان أهل الذمة ف دار السلم أخذوا بلبس الغبار وشد الزنار‬
‫والغيار أن يكون فيما يظهر من ثيابم ثوب يالف لونه لون ثيابم كالزرق والصفر ونوها‬
‫والزنار أن يشدوا ف أوساطهم خيطا غليظا فوق الثياب وإن لبسوا القلنس جعلوا فيها خرقا‬
‫ليتميزوا ) با ( عن قلنس السلمي لا روى عبد الرحن بن غنم ف الكتاب الذى كتبه لعمر حي‬
‫صال نصارى الشام فشرطنا أل نتشبه بم ف شيء من لباسهم من قلنسوة ول عمامة ول نعلي‬
‫ول فرق شعر وأن نشد الزناني ف أوساطنا ولن ال عز وجل أعز السلم وأهله وندب إل‬
‫إعزاز أهله وأذل الشرك وأهله وندب إل إذلل أهله والدليل عليه ما روى ابن عمر رضى ال‬
‫عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال بعثت بي يدى الساعة بالسيف حت يعبد ال ول يشرك‬
‫به شىء وجعل الصغار والذل على من خالف أمرىء‬
‫فوجب أن يتميزوا عن السلمي لنستعمل مع كل واحد منهم ما ندبنا إليه‬
‫وإن شرط عليهم المع بي الغيار والزنار أخذوا بما‬
‫وإن شرط أحدها أخذوا به لن التمييز يصل بأحدها‬
‫ويعل ف أعناقهم خات ليتميزوا به عن السلمي ف المام وف الحوال الت يتجردون فيها عن‬
‫الثياب ويكون ذلك من حديد أو رصاص أو نوها‬
‫ول يكون من ذهب أو فضة لن ف ذلك إعظاما لم وإن كان لم شعر أمروا بز النواصى ومنعوا‬
‫من إرساله كما تصنع الشراف والخيار من السلمي لا روى عبد الرحن بن غنم ف كتاب عمر‬
‫على نصارى الشام وشرطنا أن نز مقادم رؤوسنا ول ينعون من لبس العمائم والطيلسان لن‬
‫التمييز يصل بالغيار والزنار‬
‫وهل ينعون من لبس الديباج فيه وجهان أحدها أنم ينعون لا فيه من التجب والتفخيم والتعظيم‬
‫والثان أنم ل ينعون كما ل ينعون من لبس الرتفع من القطن ) والكتان (‬
‫وتؤخذ نساؤهم بالغيار والزنار لا روى أن عمر كتب إل أهل الفاق أن مروا نساء أهل الديان‬
‫أن يعقدن زنانيهن وتكون زنانيهن تت الزار لنه إذا كان فوق الزار انكشفت رؤوسهن‬
‫واتصفت أبدانن ويعلن ف أعناقهن خات ) حديد ( ليتميزن به عن السلمات ف المام كما قلنا‬
‫ف الرجال‬
‫وإن لبسن الفاف جعلن الفي من لوني ليتميزن عن النساء السلمات وينعون من ركوب اليل‬
‫لا روى ف حديث عبد الرحن بن غنم شرطنا أل نتشبه بالسلمي ف مراكبهم وإن ركبوا المي‬
‫والبغال ركبوها على الكف دون السروج ول يتقلدون السيوف ول يملون السلح لا روى‬
‫عبد الرحن بن غنم ف كتاب عمر ول نركب بالسروج ول نتقلد بالسيوف ول نتخذ شيئا من‬
‫السلح ول نمله ويركبون عرضا من جانب واحد لا روى ابن عمر أن عمر كان يكتب إل‬
‫عماله يأمرهم أن يعل أهل الكتاب الناطق ف أوساطهم وأن يركبوا الدواب عرضا على شق‬
‫فصل ول يبدؤون بالسلم ويلجئون إل أضيق الطرق لا روى أبو هريرة رضى ال عنه قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا لقيتم الشركي ف طريق فل تبدءوهم بالسلم واضطرهم إل‬
‫أضيفها‬
‫ول يصدرون ف الالس‬
‫لا روى عبد الرحن بن غنم ف كتاب عمر وأن نوفر السلمي ونقوم لم من مالسنا إذا أرادوا‬
‫اللوس ولن ف تصديرهم ف الالس إعزازا لم وتسوية بينهم وبي السلمي ف الكرام فلم يز‬
‫ذلك‬
‫فصل وينعون من إحداث بناء يعلو بناء جيانم من السلمي لقوله صلى ال عليه وسلم السلم‬
‫يعلو ول يعلى وهل ينعون من مساواتم ف البناء فيه وجهان أحدها أنم ل ينعون لنه يؤمن أن‬
‫يشرف الشرك على السلم‬
‫والثان أنم ينعون لن القصد‬
‫____________________‬

‫أن يعلو السلم ول يصل ذلك مع الساواة وإن ملكوا دارا عالية أقروا عليها وإن كانت أعلى‬
‫من دور جيانم لنه ملكها على هذه الصفة‬
‫وهل ينعون من الستعلء ف غي ملة السلمي فيه وجهان أحدها أنم ل ينعون لنه يؤمن مع‬
‫البعد أن يعلوا على السلمي‬
‫والثان أنم ينعون ف جيع البلد لنم يتطاولون على السلمي‬
‫فصل وينعون من إظهار المر والنير وضرب النواقيس والهر بالتوراة والنيل وإظهار‬
‫الصليب وإظهار أعيادهم ورفع الصوت على موتاهم لا روى عبد الرحن بن غنم ف كتاب عمر‬
‫رضى ال عنه على نصارى الشام شرطنا أل نبيع المور ول نظهر صلباننا ول كتبنا ف شيء من‬
‫طرق السلمي ول أسواقهم ول نضرب نواقيسنا إل ضربا خفيا ول نرفع أصواتنا بالقراءة ف‬
‫كنائسنا ف شيء من حضرة السلمي ول نرج سعانيننا ول باعوثنا ول نرفع أصواتنا على موتانا‬
‫فصل وينعون من إحداث الكنائس والبيع والصوامع ف بلد السلمي لا روى عن ابن عباس‬
‫رضى ال عنه أنه قال أيا مصر مصرته العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه كنيسة وروى عبد‬
‫الرحن بن غنم ف كتاب عمر على نصارى الشام إنكم لا قدمتم علينا شرطنا لكم على أنفسنا أل‬
‫ندث ف مدائننا ول فيما حولا ديرا ول قلية ول كنيسة ول صومعة راهب‬
‫وهل يوز إقرارهم على ما كان منها قبل الفتح ينظر فيه فإن كان ف بلد فتح صلحا واستثن فيه‬
‫الكنائس والبيع جاز إقرارها لنه إذا جاز أن يصالوا على أن لنا النصف ولم النصف جاز أن‬
‫يصالوا على أن لنا البلد إل الكنائس والبيع‬
‫وإن كان ف بلد فتح عنوة أو فتح صلحا ول تستثن الكنائس والبيع ففيه وجهان أحدها أنه ل‬
‫يوز كما ل يوز إقرار ما أحدثوا بعد الفتح‬
‫والثان أنه يوز لنه لا جاز إقرارهم على ما كانوا عليه من الكفر جاز إقرارهم على ما يبن‬
‫للكفر‬
‫وما جاز تركه من ذلك ف دار السلم إذا اندم فهل يوز إعادته فيه وجهان أحدها وهو قول‬
‫أب سعيد الصطخرى وأب على بن أب هريرة أنه ل يوز لا روى كثي بن مرة قال سعت عمر‬
‫بن الطاب رضى ال عنه يقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تبن الكنيسة ف دار‬
‫السلم ول يدد ما خرب منها وروى عبد الرحن بن غنم ف كتاب عمر بن الطاب على‬
‫نصارى الشام ول يدد ما خرب منها ولنه بناء كنيسة ف دار السلم فمنع منه كما لو بناها ف‬
‫موضع آخر‬
‫والثان أنه يوز لنه لا جاز تشييد ما تشعب منها جاز إعادة ما اندم‬
‫وإن عقدت الذمة ف بلد لم ينفردون به ل ينعوا من إحداث الكنائس والبيع والصوامع ول من‬
‫إعادة ما خرب منها ول ينعون من إظهار المر والنير والصليب وضرب الناقوس والهر‬
‫بالتوراة والنيل وإظهار ما لم من العياد ول يؤخذون بلبس الغيار وشد الزناني لنم ف دار‬
‫لم فلم ينعوا من إظهار دينهم فيه‬
‫فصل ويب على المام الذب عنهم ومنع من يقصدهم من السلمي والكفار واستنقاذ من أسر‬
‫منهم واسترجاع ما أخذ من أموالم سواء كانوا مع السلمي أو كانوا منفردين عنهم ف بلد ) لم‬
‫( لنم بذلوا الزية لفظهم وحفظ أموالم‬
‫فإن ل يدفع عنهم حت مضى حول ل تب الزية عليهم لن الزية للحفظ وذلك ل يوجد فلم‬
‫يب ما ف مقابلته كما ل تب الجرة إذا ل يوجد التمكي من النفعة وإن أخذ منهم خر أو‬
‫خنير ل يب استرجاعه لنه يرم فل يوز اقتناؤه ف الشرع فلم تب الطالبة به‬
‫فصل وإن عقدت الذمة بشرط أل ينع عنهم أهل الرب نظرت فإن كانوا مع السلمي أو ف‬
‫موضع إذا قصدهم أهل الرب كان طريقهم على السلمي ل يصح العقد لنه عقد على تكي‬
‫الكفار من السلمي فلم يصح وإن كانوا منفردين عن السلمي ف موضع ليس لهل الرب‬
‫طريق على السلمي صح العقد لنه ليس فيه تكي الكفار من السلمي‬
‫وهل يكره هذا الشرط قال الشافعى رضى ال عنه ف موضع يكره وقال ف موضع ل يكره‬
‫وليست السألة على قولي وإنا هى على اختلف حالي فالوضع الذى قال يكره إذا طلب المام‬
‫الشرط لن فيه إظهار ضعف السلمي والوضع الذى قال ل يكره إذا طلب أهل الذمة الشرط‬
‫لنه‬
‫____________________‬

‫ليس فيه إظهار ضعف السلمي‬


‫وإن أغار أهل الرب على أهل الذمة وأخذوا أموالم ث ظفر المام بم واسترجع ما أخذوه من‬
‫أهل الذمة وجب ) على المام ( رده عليهم وإن أتلفوا أموالم أو قتلوا منهم ل يضمنوا لنم ل‬
‫يلتزموا أحكام السلمي‬
‫وإن أغار من بيننا وبينهم هدنة على أهل الذمة وأخذوا أموالم وظفر بم المام واسترجع ما‬
‫أخذوه وجب رده على أهل الذمة وإن أتلفوا أموالم وقتلوا منهم وجب عليهم الضمان لنم‬
‫التزموا بالدنة حقوق الدميي وإن نقضوا العهد وامتنعوا ف ناحية ث أغاروا على أهل الذمة‬
‫وأتلفوا عليهم أموالم وقتلوا منهم ففيه قولن أحدها أنه يب عليهم الضمان‬
‫والثان ل يب كالقولي فيما يتلف أهل الردة إذا امتنعوا وأتلفوا على السلمي أموالم أو قتلوا‬
‫منهم‬
‫فصل وإن تاكم مشركان إل حاكم السلمي نظرت فإن كانا معاهدين فهو باليار بي أن يكم‬
‫بينهما وبي أل يكم لقوله عز وجل } فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم { ول يتلف‬
‫أهل العلم أن هذه الية نزلت فيمن وادعهم رسول ال صلى ال عليه وسلم من يهود الدينة قبل‬
‫فرض الزية‬
‫وإن حكم بينهما ل ) يلزمهما ( حكمه وإن دعا الاكم أحدها ليحكم بينهما ل يلزمه الضور‬
‫وإن كانا ذميي نظرت فإن كانا على دين واحد ففيه قولن أحدها أنه باليار بي أن يكم بينهما‬
‫وبي أل يكم لنما كافران فل يلزمه الكم بينهما كالعاهدين‬
‫وإن حكم بينهما ل يلزمهما حكمه وإن دعا أحدها ليحكم بينهما ل يلزمه الضور‬
‫والقول الثان أنه يلزمه الكم بينهما وهو اختيار الزن لقوله تعال } وأن احكم بينهم با أنزل ال‬
‫{ ولنه يلزمه دفع ما قصد كل واحد منهما بغي حق فلزمه الكم بينهما كالسلمي وإن حكم‬
‫بينهما لزمهما حكمه وإن دعا أحدها ليحكم بينهما لزمه الضور‬
‫وإن كانا على ديني كاليهودى والنصران ففيه طريقان أحدها أنه على القولي كالقسم قبله‬
‫لنما كافران فصارا كما لو كانا على دين واحد‬
‫والثان ) وهو ( قول أب على بن ايب هريرة أنه يب الكم بينهما قول واحدا لنما إذا كانا‬
‫على دين واحد فلم يكم بينهما تاكما إل رئيسهما فيحكم بينهما وإذا كانا على ديني ل يعرض‬
‫كل واحد منهما برئيس الخر فيضيع الق‬
‫واختلف أصحابنا ف موضع القولي فمنهم من قال القولن ف حقوق الدميي وف حقوق ال‬
‫تعال‬
‫ومنهم من قال القولن ف حقوق الدميي وأما حقوق ال تعال فإنه يب الكم بينهما قول‬
‫واحدا لن القوق الدميي من يطالب با ويتوصل إل استيفائها فل تضيع بترك الكم بينهما‬
‫وليس لقوق ال تعال من يطالب با فإذا ل يكم بينهما ضاعت‬
‫ومنهم من قال القولن ف حقوق ال تعال فأما ف حقوق الدميي فإنه يب الكم بينهما قول‬
‫واحدا لنه إذا ل يكم بينهما ف حقوق الدميي ضاع حقه واستضر ول يوجد ذلك ف حقوق‬
‫ال تعال‬
‫فإن تاكم إليه ذمى ومعاهد ففيه قولن كالذميي‬
‫وإن تاكم إليه مسلم وذمى أو مسلم ومعاهد لزمه الكم بينهما قول واحدا لنه يلزمه دفع كل‬
‫واحد منهما عن ظلم الخر فلزمه الكم بينهما ول يكم ) بينهما ( إل بكم السلم لقوله تعال‬
‫} وأن احكم بينهم با أنزل ال { ولقوله تعال } وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط { وإن‬
‫تاكم إليه رجل وامرأة ف نكاح فإن كانا على نكاح لو أسلمنا عليه ل يز إقرارها عليه كنكاح‬
‫ذوات الارم حكم بإبطاله وإن كانا على نكاح لو أسلما عليه وجاز إقرارها عليه حكم بصحته‬
‫لن أنكحة الكفار مكوم بصحتها والدليل عليه قوله تعال } وقالت امرأة فرعون { فأضاف إل‬
‫فرعون زوجته وقوله تعال } وامرأته حالة الطب { فأضاف إل أب لب زوجته ولنه أسلم خلق‬
‫كثي على أنكحة ف الكفر فأقروا على أنكحتهم‬
‫فإن طلقها أو آل منها أو ظاهر منها حكم ف الميع بكم السلم‬
‫فصل وإن تزوجها على مهر فاسد وسلم إليها بكم حاكمهم ث ترافعا إلينا ففيه قولن أحدها‬
‫يقرون عليه لنه مهر مقبوض فأقرا عليه كما لو أقبضها من غي حكم‬
‫والثان أنه يب لا مهر الثل لنا قبضت عن إكراه بغي حق فصار كما لو ل تقبض‬
‫فصل ومن أتى من أهل الذمة مرما يوجب عقوبة نظرت فإن كان ذلك مرما ف دينه كالقتل‬
‫والزنا والسرقة والقذف وجب عليه ما يب على السلم والدليل عليه ما روى أنس رضى ال عنه‬
‫أن يهوديا قتل جارية على أوضاح لا بجر فقتله رسول ال صلى ال عليه وسلم بي حجرين‬
‫وروى ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم أتى بيهوديي قد فجرا بعد إحصانما فأمر بما‬
‫فرجا ولنه مرم ف دينه وقد التزم حكم السلم بعقد الذمة فوجب عليه ما يب على السلم‬
‫وإن كان يعتقد إباحته كشرب المر ل يب عليه الد لنه ل يعتقد تريه فلم يب عليه عقوبة‬
‫كالكفر‬
‫فإن تظاهر به عزر لنه إظهار منكر ف دار السلم فعزر عليه‬

‫____________________‬

‫فصل إذا امتنع الذمى من التزام الزية أو امتنع من التزام أحكام السلمي انتقض عهده لن عقد‬
‫الذمة ل ينعقد إل بما فلم يبق دونما وإن قاتل السلمي انتقض عهده سواء شرط عليه تركه ف‬
‫العقد أو ل يشرط لن مقتضى عقد الذمة المان من الانبي والقتال يناف المان فانتقض به العهد‬
‫وإن فعل ما سوى ذلك نظرت فإن كان ما فيه إضرار بالسلمي فقد ذكر الشافعى رحه ال تعال‬
‫ستة أشياء وهو أن يزن بسلمة أو يصيبها باسم النكاح أو يفت مسلما عن دينه أو يقطع عليه‬
‫الطريق أو يؤوي عينا لم أو يدل على عوراتم‬
‫وأضاف إليه أصحابنا أن يقتل مسلما فإن ل يشرط الكف عن ذلك ف العقد ل ينتقض عهده لبقاء‬
‫ما يقتضى العقد من التزام أداء الزية والتزام أحكام السلمي والكف عن قتالم‬
‫وإن شرط عليهم الكف عن ذلك ف العقد ففيه وجهان أحدها أنه ل ينتقض به العقد لنه ل‬
‫ينتقض به العهد من غي شرط فل ينتقض به مع الشرط كإظهار المر والتزير وترك الغيار‬
‫والثان أنه ينتقض به العهد لا روى أن نصرانيا استكره امرأة مسلمة على الزنا فرفع إل أب عبيدة‬
‫ابن الراح فقال ما على هذا صالناكم وضرب عنقه ولن عقوبة هذه الفعال تستوف عليه من‬
‫غي شرط فوجب أن يكون لشرطها تأثي ول تأثي إل ما ذكرناه من نقض العهد فإن ذكر ال عز‬
‫وجل أو كتابه أو ذكر رسول ال صلى ال عليه وسلم أو دينه با ل ينبغى فقد اختلف أصحابنا‬
‫فيه فقال أبو إسحاق ف حكمه حكم الثلثة الول وهى المتناع من التزام الزية والتزام أحكام‬
‫السلمي والجتماع على قتالم‬
‫وقال عامة أصحابنا حكمه حكم ما فيه ضرر بالسلمي وهى الشياء السبعة إن ل يشترط ف‬
‫العقد الكف عنه ل ينقض العهد وإن شرط الكف عنه فعلى الوجهي لن ف ذلك إضرار‬
‫بالسلمي لا يدخل عليهم من العار فألق با ذكرناه ما فيه إضرار بالسلمي‬
‫ومن أصحابنا من قال من سب رسول ال صلى ال عليه وسلم وجب قتله لا روى أن رجل قال‬
‫لعبد ال بن عمر سعت راهبا يشتم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لو سعته لقتلته إنا ل‬
‫نعطه المان على هذا‬
‫وإن أظهر من منكر دينهم ما ل ضرر فيه على السلمي كالمر والنير وضرب الناقوس والهر‬
‫بالتوراة والنيل وترك الغيار ل ينتقض العهد شرط أو ل يشرط‬
‫واختلف أصحابنا ف تعليله فمنهم من قال ل ينتقض العهد لنه إظهار ما ل ضرر فيه على‬
‫السلمي‬
‫ومنهم من قال ينتقض لنه إظهار ما يتدينون به وإذا فعل ما ينتقض به العهد ففيه قولن أحدها‬
‫أنه يرد إل مأمنه لنه حصل ف دار السلم بأمان فلم يز قتله قبل الرد إل مأمنه كما لو دخل‬
‫دار السلم بأمان صب‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ل يب رده إل مأمنه لن أبا عبيدة بن الراح قتل النصران الذى‬
‫استكره السلمة على الزنا ول يرده إل مأمنه ولنه مشرك ل أمان له فلم يب رده إل مأمنه‬
‫كالسي ويالف من دخل بأمان الصب لن ذلك غي مفرط لنه اعتقد صحة عقد المان فرد إل‬
‫مأمنه وهذا مفرط لنه نقض العهد فلم يرد إل مأمنه فعلى هذا يتار المام ما يراه من القتل‬
‫والسترقاق والن والفداء كما قلنا ف السي‬
‫فصل ول يكن مشرك من القامة ف الجاز قال الشافعى رحه ال هى مكة والدينة واليمامة‬
‫وماليفها‬
‫قال الصمعى سى حجازا لنه حاجز بي تامة وند والدليل عليه ما روى ابن عباس رضى ال‬
‫عنه قال اشتد برسول ال صلى ال عليه وسلم وجعه فقال اخرجوا الشركي من جزيرة العرب‬
‫وأراد الجاز والدليل عليه ما روى أبو عبيدة بن الراح رضى ال عنه قال آخر ما تكلم به‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أخرجوا اليهود من الجاز وأهل مران من جزيرة العرب وروى‬
‫ابن عمر رضى ال عنه أجلى اليهود والنصارى من الجاز ول ينقل أن أحدا من اللفاء أجلى من‬
‫كان باليمن من أهل الذمة وإن كانت من جزيرة العرب فإن جزيرة العرب ف قول الصمعى من‬
‫أقصى عدن إل ريف العراق ف الطول ومن جدة وما والها من ساحل البحر إل أطرار الشام ف‬
‫العرض‬
‫وف قول أب عبيدة ما بي حفر أب موسى الشعرى إل أقصى اليمن ف الطول وما بي النهرين إل‬
‫السماوة وف العرض‬
‫قال يعقوب حفر أب موسى على منازل من البصرة من طريق مكة على خسة أو ستة منازل‬
‫وأما نران فليست من الجاز‬
‫____________________‬

‫ولكن صالهم رسول ال صلى ال عليه وسلم على أل يأكلوا الربا فأكلوه ونقضوا العهد فأمر‬
‫بإجلئهم فأجلهم عمر‬
‫ويوز تكينهم من دخول الجاز لغي القامة لن عمر رضى ال عنه أذن لن دخل منهم تاجرا ف‬
‫مقام ثلثة أيام ول يكنون من الدخول بغي إذن المام لن دخولم إنا أجيز لاجة السلمي‬
‫فوقف على رأى المام فإن استأذن ف الدخول فإن كان للمسلمي فيه منفعة بدخوله لمل مية‬
‫أو أداء رسالة أو عقد ذمة أو عقد هدنة أذن فيه لن فيه مصلحة للمسلمي‬
‫فإن كان ف تارة ل يتاج إليها السلمون ل يؤذن له إل بشرط أن يأخذ من تارتم شيئا لن عمر‬
‫رضى ال عنه أمر أن تؤخذ من أنباط الشام من حل القطنية من البوب العشر ومن حل الزيت‬
‫والقمح نصف العشر ليكون أكثر للحمل وتقدير ذلك إل رأى المام لن أخذه باجتهاده فكان‬
‫تقديره إل رأيه فإن دخل للتجارة فله أن يقيم ثلثة أيام ول يقيم أكثر منها لديث عمر رضى ال‬
‫عنه ولنه ل يصي مقيما بالثلثة ويصي مقيما با زاد وإن أقام ف موضع ثلثة أيام ث انتقل إل‬
‫موضع آخر وأقام ثلثة أيام ث كذلك ينتقل من موضع إل موضع ويقيم ف كل موضع ثلثة أيام‬
‫جاز لنه ل يصر مقيما ف موضع ول ينع من ركوب بر الجاز لنه ليس بوضع للقامة وينع‬
‫من القام ف سواحله والزائر الكونة فيه لنه من بلد الجاز‬
‫وإن دخل لتجارة فمرض فيه ول يكنه الروج أقام حت يبأ لنه موضع ضرورة وإن مات فيه‬
‫وأمكن نقله من غي تغي ل يدفن فيه لن الدفن إقامة على التأبيد وإن خيف عليه التغي ف النقل‬
‫عنه لبعد السافة دفن فيه لنه موضع ضرورة‬
‫فصل ول يكن مشرك من دخول الرم لقوله عز وجل } إنا الشركون نس فل يقربوا السجد‬
‫الرام بعد عامهم هذا { والسجد الرام عبارة عن الرم والدليل عليه قوله عز وجل } سبحان‬
‫الذي أسرى بعبده ليل من السجد الرام إل السجد القصى { وأراد به مكة لنه أسرى به من‬
‫منل خدية وروى عطاء أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يدخل مشرك السجد الرام‬
‫فإن جاء رسول خرج إليه من يسمع رسالته وإن جاء لمل مية خرج إليه من يشترى منه وإن‬
‫جاء ليسلم خرج إليه من يسمع كلمه وإن دخل ومرض فيه ل يترك فيه وإن مات ل يدفن فيه‬
‫وإن دفن فيه نبش وأخرج منه للية ولنه إذا ل يز دخوله ف حياته فلن ل يوز دفن جيفته فيه‬
‫أول‬
‫وإن تقطع ترك لن النب صلى ال عليه وسلم ل يأمر بنقل من مات فيه منهم ودفن قبل الفتح‬
‫وإن دخل بغي إذن فإن كان عالا بتحريه عزر وإن كان جاهل أعلم فإن عاد عزر وإن أذن له ف‬
‫الدخول بال ل يز فإن فعل استحق عليه السمى لنه حصل له العوض ول يستحق عوض الثل‬
‫وإن كان فاسدا لنه ل أجرة لثله‬
‫والرم من طريق الدينة على ثلثة أميال ومن طريق العراق على تسعة أميال ومن طريق العرانة‬
‫على تسعة أميال ومن طريق الطائف على عرفة على سبعة أميال ومن طريق جدة على عشرة‬
‫أميال‬
‫فصل وأما دخول ما سوى السجد الرام من الساجد فإنه ينع منه من غي إذن لا روى عياض‬
‫الشعرى أن أبا موسى وفد إل عمر ومعه نصران فأعجب عمر خطه فقال قل لكاتبك هذا يقرأ‬
‫لنا كتابا فقال إنه ل يدخل السجد فقال ل أجنب هو قال ل هو نصران‬
‫قال فانتهره عمر‬
‫فإن دخل من غي إذن عزر لا روت أم غراب قالت رأيت عليا كرم ال وجهه على النب وبصر‬
‫بجوسى فنل فضربه وأخرجه من باب كندة‬
‫فإن استأذن ف الدخول فإن كان لنوم أو أكل ل يؤذن له لنه يرى ابتذاله تدينا فل يميه من‬
‫أقذاره وإن كان لسماع قرآن أو علم فإن كان من يرجى إسلمه أذن له لقوله عز وجل } وإن‬
‫أحد من الشركي استجارك فأجره حت يسمع كلم ال { ولنه ربا كان ذلك سببا لسلمه وقد‬
‫روى أن عمر رضى ال عنه سع أخته تقرأ } طه { فأسلم‬
‫وإن كان جنبا ففيه وجهان أحدها أنه ينع من القام فيه لنه إذا منع السلم إذا كان جنبا فلن‬
‫ينع الشرك أول‬
‫والثان أنه ل ينع لن السلم يعتقد تعظيمه فمنع والشرك ل يعتقد تعظيمه فلم ينع‬
‫وإن وفد قوم من الكفار ول يكن للمام موضع ينلم فيه جاز أن ينلم ف السجد لا روى أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم أنزل سب بن قريظة والنضي ف مسجد الدينة وربط ثامة بن أثال ف‬
‫السجد‬

‫____________________‬

‫فصل ول يكن حرب من دخول دار السلم من غي حاجة لنه ل يؤمن كيده ولعله يدخل‬
‫للتجسيس أو شراء سلح فإن استأذن ف الدخول لداء رسالة أو عقد ذمة أو هدنة أو حل مية‬
‫وللمسلمي إليها حاجة جاز الذن له من غي عوض لن ف ذلك مصلحة للمسلمي‬
‫وإذا انقضت حاجته ل يكن من القام فإن دخل من غي ذمة ول أمان فللمام أن يتار ما يراه من‬
‫القتل والسترقاق والن والفداء والدليل عليه ما روى ابن عباس ف فتح مكة ومىء أب سفيان‬
‫مع العباس إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن عمر دخل وقال يا رسول ال هذا أبو سفيان‬
‫قد أمكن ال منه من غي عقد ول عهد فدعن أضرب عنقه فقال العباس يا رسول ال إن قد‬
‫أجرته ولنه حرب ل أمان له فكان حكمه ما ذكرناه كالسي‬
‫وإن دخل وادعى أنه دخل لرسالة قبل قوله لنه يتعذر إقامة البينة على الرسالة‬
‫وإن ادعى أنه دخل بأمان مسلم ففيه وجهان أحدها أنه ل يقبل قوله لنه ل يتعذر إقامة البينة‬
‫على المان‬
‫والثان أنه يقبل قوله وهو ظاهر الذهب لن الظاهر أنه ل يدخل من غي أمان‬
‫وإن أراد الدخول لتجارة ول حاجة للمسلمي إليها ل يؤذن له إل بال يؤخذ من تارته لن عمر‬
‫رضى ال عنه أخذ العشر من أهل الرب‬
‫ويستحب أل ينقص عن ذلك اقتداء بعمر رضى ال عنه فإن نقص باجتهاده جاز لن أخذه‬
‫باجتهاده فكان تقديره إليه ول يؤخذ ما يشترط على الذمى ف دخول الجاز ف السنة إل مرة‬
‫كما ل تؤخذ الزية منه ف السنة إل مرة‬
‫وما يؤخذ من الرب ف دخول دار السلم فيه وجهان أحدها أنه يؤخذ منه ف كل سنة مرة‬
‫كأهل الذمة ف الجاز‬
‫والثان أنه يؤخذ منه ف كل مرة يدخل لن الذمى تت يد المام ول يفوت ما شرط عليه‬
‫بالتأخي والرب يرجع إل دار الرب فإذا ل يؤخذ منه فات ما شرط عليه‬
‫وإن شرط أن يؤخذ من تارته أخذ منه باع أو ل يبع‬
‫وإن شرط أن يؤخذ من ثن تارته فكسد التاع ول يبع ل يؤخذ منه لنه ل يصل الثمن‬
‫وإن دخل الذمى الجاز أو الرب دار السلم ول يشرط عليه ف دخوله مال ل يؤخذ منه شيء‬
‫ومن أصحابنا من قال يؤخذ من تارة الذمى نصف العشر ومن تارة الرب العشر لنه قد تقرر‬
‫هذا ف الشرع بفعل عمر رضى ال عنه فحمل مطلق العقد عليه‬
‫والذهب الول لنه أمان من غي شرط الال فلم يستحق به مال كالدنة‬
‫باب الدنة ل توز عقد الدنة لقليم أو ضقع عظيم إل للمام أو لن فوض إليه المام لنه لو‬
‫جعل ذلك إل كل واحد ل يؤمن أن يهادن الرجل أهل إقليم والصلحة ف قتالم فيعظم الضرر‬
‫فلم يز إل للمام أو للنائب عنه فإن كان المام مستظهر نظرت فإن ل يكن ف الدنة مصلحة ل‬
‫يز عقدها لقوله عز وجل } فل تنوا وتدعوا إل السلم وأنتم العلون وال معكم { وإن كان‬
‫فيها مصلحة بأن يرجو إسلمهم أو بذل الزية أو معاونتهم على قتال غيهم جاز أن يهادن أربعة‬
‫أشهر لقوله عز وجل } براءة من ال ورسوله إل الذين عاهدت من الشركي فسيحوا ف الرض‬
‫أربعة أشهر { ول يوز أن يهادنم سنة فما زاد لنا مدة يب فيها الزية فل يوز إقرارهم فيها‬
‫من غي جزية‬
‫وهل يوز فيما زاد على أربعة أشهر وما دون سنة فيه قولن أحدها أنه ل يوز لن ال تعال أمر‬
‫بقتال أهل الكتاب إل أن يعطوا الزية لقوله تعال } قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوم الخر‬
‫ول يرمون ما حرم ال ورسوله { وأمر بقتال عبدة الوثان إل أن يؤمنوا لقوله عز وجل‬
‫} فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم { ث أذن ف الدنة ف أربعة أشهر وبقى ما زاد على ظاهر‬
‫اليتي‬
‫والقول الثان أنه يوز لنا مدة تقصر عن مدة الزية فجاز فيها عقد الدنة كأربعة أشهر‬
‫____________________‬

‫وإن كان المام غي مستظهر بأن كان ف السلمي ضعف وقلة وف الشركي قوة وكثرة أو كان‬
‫المام مستظهرا لكن العدو على بعد ويتاج ف قصدهم إل مؤنة محفة جاز عقد الدنة إل مدة‬
‫تدعو إليها الاجة وأكثرها عشر سني لن رسول ال صلى ال عليه وسلم هادن قريشا ف‬
‫الديبية عشر سني ول يوز فيما زاد على ذلك لن الصل وجوب الهاد إل فيما وردت فيه‬
‫الرخصة وهو عشر سني وبقى ما زاد على الصل‬
‫وإن عقد على عشر سني وانقضت والاجة باقية استأنف العقد فيما تدعو الاجة إليه وإن عقد‬
‫على أكثر من عشر سني بطل فيما زاد على العشر وف العشر قولن بناء على تفريق الصفقة ف‬
‫البيع‬
‫وإن دعت الاجة إل خس سني ل تز الزيادة عليها فإن عقد على ما زاد المس سني بطل‬
‫العقد فيما زاد وف المس قولن فإن عقد الدنة مطلقا من غي مدة ل يصح لن إطلقه يقتضى‬
‫التأبيد وذلك ل يوز‬
‫وإن هادن على أن له أن ينقض إذا شاء جاز لن النب صلى ال عليه وسلم وادع يهود خيب‬
‫وقال أقركم ما أقركم ال‬
‫وإن قال غي النب صلى ال عليه وسلم هادنتكم إل أن يشاء ال تعال أو أقررتكم ما أقركم ال‬
‫تعال ل يز لنه ل طريق له إل معرفة ما عند ال تعال ويالف الرسول صلى ال عليه وسلم فإنه‬
‫كان يعلم ما عند ال تعال بالوحى‬
‫وإن هادنم ما شاء فلن وهو رجل مسلم أمي عال له رأى جاز فإن شاء فلن أن ينقض نقض‬
‫وإن قال هادنتكم ما شئتم ل يصح لنه جعل الكفار مكمي على السلمي وقد قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم السلم يعلو ول يعلى‬
‫ويوز عقد الدنة على مال يؤخذ منهم لن ف ذلك مصلحة للمسلمي ول يوز بال يؤدى إليهم‬
‫من غي ضرورة لن ف ذلك إلاق صغار بالسلم فلم يز من غي ضرورة فإن دعت إل ذلك‬
‫ضرورة بأن أحاط الكفار بالسلمي وخافوا الصطلم أو أسروا رجل من السلمي وخيف تعذيبه‬
‫جاز بدل الال لستنقاذه منهم لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن الارث بن عمر والغطفان‬
‫رئيس غطفان قال للنب صلى ال عليه وسلم إن جعلت ل شطر ثار الدينة وإل ملتا عليك‬
‫خيل ورجل فقال النب صلى ال عليه وسلم حت أشاور السعديي يعن سعد بن معاذ وسعد بن‬
‫عبادة وأسعد ابن زرارة فقالوا إن كان هذا بأمر من السماء فتسليم لمر ال عز وجل وإن كان‬
‫برأيك فرأينا تبع لرأيك وإن ل يكن بأمر من السماء ول برأيك فوال ما كنا نعطيهم ف الاهلية‬
‫ترة إل شراء أو قراء وكيف وقد أعزنا ال بك فلم يعطهم شيئا فلو ل يز عند الضرورة لا رجع‬
‫إل النصار ليدفعوه إن رأوا ذلك ولن ما ياف من الصطلم وتعذيب السي أعظم ف الضرورة‬
‫من بذل الال فجاز دفع أعظم الضررين بأخفهما‬
‫وهل يب بذل الال فيه وجهان بناء على ) القولي ( ف وجوب الدفع عن نفسه وقد بيناه ف‬
‫الصول فإذا بذل لم على ذلك مال ل يلكوه لنه مال مأخوذ بغي حق فلم يلكوه كالأخوذ‬
‫بالقهر‬
‫فصل ول يوز عقد الدنة على رد من جاء من السلمات لن النب صلى ال عليه وسلم عقد‬
‫الصلح بالديبية فجاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أب معيط مسلمة فجاء أخواها فطلباها فأنزل ال‬
‫عز وجل } فل ترجعوهن إل الكفار { فقال النب صلى ال عليه وسلم إن ال تعال منع من‬
‫الصلح ف النساء ولنه ل يؤمن أن تزوج بشرك فيصيبها ول يؤمن أن تفت ف دينها لنقصان‬
‫عقلها‬
‫ول يوز عقدها على رد من ل عشية ) له من الرجال ( تنع عنه لنه ل يأمن على نفسه ف‬
‫إظهار دينه فيما بينهم ويوز عقدها على رد من له عشية تنع عنه لنه يأمن على نفسه ف إظهار‬
‫دينه ول يوز عقدها مطلقا على رد من جاء من الرجال مسلما لنه يدخل فيه من يوز رده ومن‬
‫ل يوز‬
‫فصل وإن عقدت الدنة على ما ل يوز ما ذكرناه أو عقدت الذمة على ما ل يوز من النقصان‬
‫عن دينار ف الزية أو القام ف الجاز أو الدخول إل الرم أو بناء كنيسة ف دار السلم أو ترك‬
‫الغيار أو إظهار المر والنير ف دار السلم وجب نقضه لقوله صلى ال عليه وسلم من عمل‬
‫عمل ليس عليه أمرنا فهو رد ولا روى عن عمر رضى ال عنه أنه خطب الناس وقال ردوا‬
‫الهالت إل السنة ولنه عقد على مرم فلم يز القرار عليه كالبيع بشرط باطل أو عوض مرم‬
‫فصل وإن عقدت الدنة على ما يوز إل مدة وجب الوفاء با إل أن تنقضى الدة ما أقاموا على‬
‫العهد لقوله عز وجل } أوفوا بالعقود { ولقوله تعال } وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إل الذين‬
‫عاهدت من الشركي ث ل ينقصوكم شيئا ول يظاهروا عليكم أحدا فأتوا إليهم عهدهم إل مدتم‬
‫إن ال يب التقي {‬
‫____________________‬

‫ولقوله عز وجل } فما استقاموا لكم فاستقيموا لم { وروى سليمان ابن عامر قال كان بي‬
‫معاوية وبي الروم هدنة فسار معاوية ف أرضهم كأنه يريد أن يغي عليهم فقال له عمرو بن عبسة‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من كان بينه وبي قوم عهد فل يل عقدة ول يشدها‬
‫حت يضى أمدها أو ينبذ إليهم على سواء قال فانصرف معاوية ذلك العام ولن الدنة عقدت‬
‫لصلحة السلمي فإذا ل يف لم عند قدرتنا عليهم ل يفوا لنا عند قدرتم علينا فيؤدى ذلك إل‬
‫الضرار بالسلمي‬
‫وإن مات المام الذى عقد الدنة وول غيه لزمه إمضاؤه لا روى أن نصارى نران أتوا عليا‬
‫كرم ال وجهه وقالوا إن الكتاب ) كان ( بيديك والشفاعة إليك وإن عمر أجلنا من أرضنا‬
‫فردنا إليها فقال على إن عمر كان رشيدا ف أمره وإن ل أغي أمرا فعله عمر رضى ال عنه‬
‫فصل ويب على المام منع من يقصدهم من السلمي ومن معهم من أهل الذمة لن الدنة‬
‫عقدت على الكف عنهم ول يب عليه منع من قصدهم من أهل الرب ول منع بعضهم من‬
‫بعض لن الدنة ل تعقد على حفظهم وإنا عقدت على تركهم بلف أهل الذمة فإن ) أهل (‬
‫الذمة عقدت على حفظهم فوجب منع كل من يقصدهم‬
‫ويب على السلمي ومن معهم من أهل الذمة ضمان أنفسهم وأموالم والتعزير بقذفهم لن‬
‫الدنة تقتضى الكف عن أنفسهم وأموالم وأعراضهم فوجب ضمان ما يب ف ذلك‬
‫فصل إذا جاءت منهم حرة بالغة عاقلة مسلمة مهاجرة إل بلد فيه المام أو نائب عنه ولا زوج‬
‫مقيم على الشرك وقد دخل با وسلم إليها مهرا حلل فجاء زوجها ف طلبها فهل يب رد ما‬
‫سلم إليها من الهر فيه قولن أحدها يب لقوله عز وجل } فل ترجعوهن إل الكفار ل هن حل‬
‫لم ول هم يلون لن وآتوهم ما أنفقوا { ولن البضع مقوم حيل بينه وبي مالكه فوجب رد بدله‬
‫كما لو أخذ منهم مال وتعذر رده‬
‫والقول الثان وهو الصحيح وهو اختيار الزن أنه ل يب لن البضع ليس بال والمان ل يدخل‬
‫فيه إل الال ولذا لو أمن مشركا ل تدخل امرأته ف المان ولنه لو ضمن البضع باليلولة لضمن‬
‫بهر الثل كما يضمن الال عند تعذر الرد بالثل بقيمته ول خلف أنه ل يضمن البضع بهر الثل‬
‫فلم يضمن بالسمى‬
‫وأما الية فإنا نزلت ف صلح رسول ال صلى ال عليه وسلم بالديبية قبل تري رد النساء وقد‬
‫منع ال تعال من ذلك بقوله تعال } فل ترجعوهن إل الكفار { فسقط ضمان الهر‬
‫فإن قلنا ل يب رد الهر فل تفريع‬
‫وإن قلنا إنه يب وعليه التفريع وجب ذلك ف خس المس لنه مال يب على سبيل الصلحة‬
‫فوجب ف خس المس‬
‫وإن ل يكن قد دفع إليها الهر ل يب له الهر لقوله تعال } وآتوهم ما أنفقوا { وهذا ل ينفق‬
‫وإن دفع إليها مهرا حراما كالمر والنير ل يب له شيء لنه ل قيمة لا دفع إليها فصار كما لو‬
‫ل يدفع إليها شيئا‬
‫فإن دفع إليها بعض مهرها ل يب له أكثر منه لن الوجوب يتعلق بالدفوع فلم يب إل ما دفع‬
‫وإن جاءت إل بلد ليس فيها إمام ول نائب عنه ل يب رد الهر لنه يب ف سهم الصال وذلك‬
‫إل المام أو النائب عنه فلم يطالب به غيه‬
‫فصل وإن جاءت مسلمة عاقلة ث جنت وجب رد الهر لن اليلولة حصلت بالسلم وإن‬
‫جاءت منونة ووصفت السلم ول يعلم هل وصفته ف حال عقلها أو ف حال جنونا ل ترد إليه‬
‫لواز أن يكون ) قد ( وصفته ف حال عقلها فإذا ردت إليهم خدعوها وزهدوها ف السلم فلم‬
‫يز ردها احتياطا للسلم وإن أفاقت ووصفت الكفر وقالت إنا ل تزل كافرة ردت إل زوجها‬
‫وإن وصفت السلم ل ترد فإذا جاء الزوج ف طلبها دفع إليه مهرها لنه حيل بينهما بالسلم‬
‫وإن طلب مهرها‬
‫____________________‬

‫قبل الفاقة ل يدفع إليه لن الهر يب باليلولة وذلك ل يتحقق قبل الفاقة لواز أن تفيق‬
‫وتصف الكفر فترد إليه فلم يب مع الشك‬
‫فصل فإن جاءت صبية ووصفت السلم ل ترد إليهم وإن ل يكم بإسلمها لنا نرجو إسلمها‬
‫فإذا ردت إليهم خدعوها وزهدوها ف السلم فإن بلغت ووصفت الكفر قرعت فإن أقامت على‬
‫الكفر ردت إل زوجها فإن وصفت السلم دفع إل زوجها الهر لنه تقق النع بالسلم فإن‬
‫جاء يطلب مهرها قبل البلوغ ففيه وجهن أحدها أنه يدفع إليه مهرها لنا منعت منه بوصف‬
‫السلم فهى كالبالغة‬
‫والثان أنه ل يدفع لن اليلولة ل تتحقق قبل البلوغ لواز أن تبلغ وتصف الكفر فترد إليه فلم‬
‫يب الهر كما قلنا ف النونة‬
‫فصل وإن جاءت مسلمة ث ارتدت ل ترد إليهم لنه يب قتلها وإن جاء زوجها يطلب مهرها فإن‬
‫كان بعد القتل ل يب دفع الهر لن اليلولة حصلت بالقتل وإن كان قبل القتل ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يب لن النع وجب بكم السلم‬
‫والثان ل يب لن النع وجب لقامة الد ل بالسلم‬
‫فصل وإن جاءت مسلمة ث جاء زوجها ومات أحدها فإن كان الوت بعد الطالبة با وجب الهر‬
‫لن اليلولة حصلت بالسلم وإن كان قبل الطالبة ل يب لن اليلولة حصلت بالوت‬
‫فصل فإن أسلمت ث طلقها الزوج فإن كان الطلق بائنا فهو كالوت وقد بيناه وإن كان رجعيا ل‬
‫يب دفع الهر لنه تركها برضاه وإن راجعها ث طالب با وجب دفع الهر لنه حيل بينهما‬
‫بالسلم وإن جاءت مسلمة ث أسلم الزوج فإن أسلم قبل انقضاء العدة وجب الهر لنه وجب‬
‫قبل البينونة وإن طالب بعد انقضاء العدة ل يب لن اليلولة حصلت بالبينونة باختلف الدين‬
‫فصل وإن هاجرت منهم أمة وجاءت إل بلد فيه المام نظرت فإن فارقتهم وهى مشركة ث‬
‫أسلمت صارت حرة لنا بينا أن الدنة ل توجب أمان بعضهم من بعض فملكت نفسها بالقهر‬
‫فإن جاء مولها ف طلبها ل ترد عليه لنا أجنبية منه ل حق له ف رقبتها ولنا مسلمة فل يوز‬
‫ردها إل مشرك وإن طلب قيمتها فقد ذكر الشيخ أبو حامد السفرايين رحه ال فيها قولي‬
‫كالرة إذا هاجرت وجاء الزوج يطلب مهرها‬
‫والصحيح أنه ل تب قيمتها قول واحدا وهو قول شيخنا القاضى أب الطيب الطبى رحه ال‬
‫لن اليلولة حصلت بالقهر قبل السلم وتالف الرة فإنا منعت بالسلم والمة منعت باللك‬
‫وقد زال اللك فيها قبل السلم‬
‫وإن أسلمت وهى عندهم ث هاجرت ل تصر حرة لنم ف أمان منا وأموالم مظورة علينا فلم‬
‫يزل اللك فيها بالجرة فإن جاء مولها ف طلبها ل ترد إليه لنا مسلمة فلم يز ردها إل مشرك‬
‫وإن طلب قيمتها وجب دفعها إليه كما لو غصب ) منه ( مال وتلف‬
‫وإن كانت المة مزوجة من حر فجاء زوجها ف طلبها ل ترد إليه وإن طلب مهرها فعلى القولي‬
‫ف الرة‬
‫وإن كانت مزوجة ) من عبد ( فعلى القولي أيضا إل أنه ل يب دفع الهر إل أن يضر الزوج‬
‫فيطالب با لن البضع له فل يلك الول الطالبة به ويضر الول ويطالب بالهر لن الهر له فل‬
‫يلك الزوج الطالبة به‬
‫فصل وإن هاجر منهم رجل مسلم فإن كان له عشية تنع عنه جاز له العود إليهم والفضل أل‬
‫يعود وقد بينا ذلك ف أول السي فإن عقد الدنة على رده واختار العود ل ينع لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أذن لب جندل وأب بصي ف العود‬
‫وإن اختار القام ف دار السلم ل ينع لنه ل يوز إجبار السلم على النتقال إل دار الشرك وإن‬
‫جاء من يطلبه قلنا للمطالب إن قدرت على رده ل ننعك منه وإن ل تقدر ل نعنك عليه ونقول‬
‫للمطلوب ف السر إن رجعت إليهم ث قدرت أن ترب منهم وترجع إل دار السلم كان أفضل‬
‫لن النب صلى ال عليه وسلم رد أبا بصي فهرب منهم وأتى النب صلى ال عليه وسلم وقال قد‬
‫وفيت لم ونان ال منهم‬
‫فصل ومن أتلف منهم على مسلم مال وجب عليه ضمانه وإن قتله وجب عليه القصاص وإن‬
‫قذفه وجب عليه الد لن‬
‫____________________‬

‫الدنة تقتضى أمان السلمي ف النفس والال والعرض فلزمهم ما يب ف ذلك‬


‫ومن شرب منهم المر أو زن ل يب عليه الد لنه حق ل تعال ول يلتزم بالدنة حقوق ال‬
‫تعال‬
‫فإن سرق مال لسلم ففيه قولن أحدها أنه ل يب عليه القطع لنه حد خالص ل تعال فلم يب‬
‫عليه كحد الشرب والزنا‬
‫والثان أنه يب عليه لنه حد يب لصيانة حق الدمى فوجب عليه كحد القذف‬
‫فصل إذا نقض أهل الدنة عهدهم بقتال أو مظاهرة عدو أو قتل مسلم أو أخذ مال انقضت‬
‫الدنة لقوله عز وجل } فما استقاموا لكم فاستقيموا لم { فدل على أنم إذا ل يستقيموا لنا ل‬
‫نستقم لم لقوله عز وجل } إل الذين عاهدت من الشركي ث ل ينقصوكم شيئا ول يظاهروا‬
‫عليكم أحدا فأتوا إليهم عهدهم إل مدتم { فدل على أنم إن ظاهروا علينا أحدا ل نتم إليهم‬
‫عهدهم ولن الدنة تقتضى الكف عنا فانتقضت بتركه ول يفتقر نقضها إل حكم المام بنقضها‬
‫لن الكم إنا يتاج إليه ف أمر متمل وما تظاهروا به ل يتمل غي نقض العهد‬
‫وإن نقض بعضهم وسكت الباقون ول ينكروا ما فعل الناقض انتقضت الدنة ف حق الميع‬
‫والدليل عليه أن ناقة صال عليه السلم عقرها القدار العيزار بن سالف وأمسك عنها القوم‬
‫فأخذهم ال تعال جيعهم به فقال ال عز وجل } فدمدم عليهم ربم بذنبهم فسواها ول ياف‬
‫عقباها { ولن النب صلى ال عليه وسلم وادع بن قريظة وأعان بعضهم أبا سفيان بن حرب‬
‫على حرب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الندق وقيل إن الذى أعان منهم ثلثة حي بن‬
‫أخطب وأخوه وآخر ) معهم ( فنقض النب صلى ال عليه وسلم عهدهم وغزاهم وقتل رجالم‬
‫وسب ذراريهم ولن النب صلى ال عليه وسلم هادن قريشا بالديبية وكان بنو بكر حلفاء قريش‬
‫وخزاعة حلفاء رسول ال صلى ال عليه وسلم فحاربت بنو بكر خزاعة وأعان نفر من قريش بن‬
‫بكر على خزاعة وأمسك سائر قريش فجعل النب صلى ال عليه وسلم ذلك نقضا لعهدهم وسار‬
‫إليهم حت فتح مكة ولنه لا كان عقد بعضهم الدنة أمانا لن عقد ولن أمسك وجب أن يكون‬
‫نقض بعضهم نقضا لن نقض ولن أمسك‬
‫وإن نقض بعضهم العهد وأنكر الباقون أو اعتزلوهم أو راسلوا إل المام بذلك انتقض عهد من‬
‫نقض وصار حربا لنا بنقضه ول ينتقض عهد من ل يرض لنه ل ينقض العهد ول رضى بفعل من‬
‫نقض‬
‫فإن كان من ل ينقض متلطا بن نقض أمر من ل ينقض بتسليم من نقض إن قدروا أو بالتميز‬
‫عنهم فإن ل يفعلوا أحد هذين مع القدرة عليه انتقضت هدنتهم لنم صاروا مظاهرين لهل‬
‫الرب وإن ل يقدروا على ذلك كان حكمهم حكم من أسره الكفار من السلمي وقد بيناه ف‬
‫أول السي‬
‫وإن أسر المام قوما منهم وادعوا أنم من ل ينقض العهد وأشكل عليه حالم قبل قولم لنه ل‬
‫يتوصل إل معرفة ذلك إل من جهتهم‬
‫فصل وإن ظهر منهم من ياف معه اليانة جاز للمام أن ينبذ إليهم عهدهم لقوله عز وجل‬
‫} وإما تافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن ال ل يب الائني { ول تنتفض الدنة إل‬
‫أن يكم المام بنقضها لقوله عز وجل } فانبذ إليهم على سواء { ولن نقضها لوف اليانة‬
‫وذلك يفتقر إل نظر واجتهاد فافتقر إل الاكم‬
‫وإن خاف من أهل الذمة خيانة ل ينبذ إليهم‬
‫والفرق بينهم وبي عقد أهل الدنة أن النظر ف عقد الذمة وجب لم ولذا إذا طلبوا عقد الذمة‬
‫وجب العقد لم فلم ينقض لوف اليانة والنظر ف عقد الدنة لنا ولذا لو طلبوا الدنة كان‬
‫النظر فيها إل المام وإن رأى عقدها عقد وإن ل ير عقدها ل يعقد فكان النظر إليه ف نقضها عند‬
‫الوف ولن أهل الذمة ف قبضته فإذا ظهرت منهم خيانة أمكن استدراكها وأهل الدنة خارجون‬
‫عن قبضته فإذا ظهرت خيانتهم ل يكن استدراكها فجاز نقضها بالوف‬
‫وإن ل يظهر منهم ما ياف معه اليانة ل يز نقضها لن ال تعال أمر بنبذ العهد عند الوف فدل‬
‫على أنه ل يوز مع عدم الوف ولن نقض الدنة من غي سبب يبطل مقصود الدنة وينع‬
‫الكفار من الدخول فيها والسكون إليها‬
‫وإذا نقض الدنة عند خوف اليانة ول يكن عليهم حق ردهم إل مأمنهم لنم دخلوا على أمان‬
‫فوجب ردهم إل الأمن وإن كان عليهم حق استوفاه منهم ث ردهم إل مأمنهم‬
‫فصل إذا دخل الرب دار السلم بأمان ف تارة أو رسالة ثبت له المان ف نفسه وماله ويكون‬
‫حكمه ف ضمان النفس والال وما يب‬
‫____________________‬
‫عليه من الضمان والدود حكم الهادن لنه مثله ف المان فكان مثله فيما ذكرناه‬
‫وإن عقد المان ث عاد إل دار الرب ف تارة أو رسالة فهو على المان ف النفس والال‬
‫كالذمى إذا خرج إل دار الرب ف تارة أو رسالة‬
‫وإن رجع إل دار الرب بنية القام وترك ماله ف دار السلم انتقض المان ف نفسه ول ينتقض‬
‫ف ماله فإن قتل أو مات انتقل الال إل وارثه وهل يغنم أم ل فيه قولن قال ف سي الواقدى‬
‫ونقله الزن أنه يغنم ماله وينتقل إل بيت الال فيئا‬
‫وقال ف الكاتب يرد إل ورثته فذهب أكثر أصحابنا إل أنا على قولي أحدها أنه يرد إل ورثته‬
‫وهو اختيار الزن والدليل عليه أن الال لوارثه ومن ورث مال ورثه بقوقه وهذا المان من‬
‫حقوق الال فوجب أن يورث‬
‫والقول الثان أنه يغنم وينتقل إل بيت الال فيئا ووجهه أنه لا مات انتقل ماله إل وارثه‬
‫وهو كافر ل أمان له ف نفسه ول ف ماله فكان غنيمة‬
‫وقال أبو على بن خيان السألة على اختلف حالي فالذى قال يغنم إذا عقد المان مطلقا ول‬
‫يشرط لوارثه والذى قال ل يغنم إذا عقد المان لنفسه ولوارثه وليس للشافعى رحه ال ما يدل‬
‫على هذه الطريقة‬
‫وأما إذا مات ف دار السلم فقد قال ف سي الواقدى أنه يرد إل ورثته واختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال هو أيضا على قولي ) كالسألة الت ( قبلها والشافعى نص على أحد القولي‬
‫ومنهم من قال يرد إل وارثه قول واحدا‬
‫والفرق بي السألتي أنه إذا مات ف دار السلم مات على أمانه فكان ماله على المان وإذا مات‬
‫ف دار الرب فقد مات بعد زوال اتانه فبطل ف أحد القولي أمان ماله فإن استرق زال ملكه عن‬
‫الال بالسترقاق وهل يغنم فيه قولن أحدها يغنم فيئا لبيت الال والقول الثان أنه موقوف لنه‬
‫ل يكن نقله إل الوارث لنه حى ول إل مسترقه لنه مال له أمان فإن عتق دفع الال إليه بلكه‬
‫القدي وإن مات عبدا ففى ماله قولن حكاها أبو على بن أب هريرة‬
‫أحدها أنه يغنم فيئا ول يكون موروثا لن العبد ل يورث‬
‫والثان أنه لوارثه لنه ملكه ف حريته‬
‫فصل فإن اقترض حرب من حرب مال ث دخل إلينا بأمان أو أسلم فقد قال أبو العباس عليه رد‬
‫البدل على القرض لنه أخذه على سبيل العاوضة فلزمه البدل كما لو تزوج حربية ث أسلم‬
‫قال ويتمل أنه ل يلزمه البدل فإن الشافعى رحه ال قال ف النكاح إذا تزوج حرب حربية ودخل‬
‫با وماتت ث أسلم الزوج أو دخل إلينا بأمان فجاء وارثها يطلب مياثه من صداقها أنه ل شيء‬
‫له لنه مال فائت ف حال الكفر‬
‫قال والول أصح ويكون تأويل السألة أن الرب تزوجها على غي مهر فإن دخل مسلم دار‬
‫الرب بأمان فسرق منهم مال أو اقترض منهم مال وعاد إل دار السلم ث جاء صاحب الال‬
‫إل دار السلم بأمان وجب على السلم رد ما سرق أو اقترض لن المان يوجب ضمان الال ف‬
‫الانبي فوجب رده‬
‫باب خراج السواد سواد العراق ما بي عبادان إل الوصل طول ومن القادسية إل حلوان عرضا‬
‫قال الساجى هو اثنان وثلثون ألف ألف جريب‬
‫وقال أبو عبيد هو ستة وثلثون ألف ألف جريب‬
‫وفتحها عمر رضى ال عنه وقسمها بي الغاني ث سألم أن يردوا ففعلوا والدليل عليه ما روى‬
‫قيس بن أب حازم البجلى قال كنا ربع الناس ف القادسية فأعطانا عمر رضى ال عنه ربع السواد‬
‫وأخذناها ثلث سني ث وفد جرير بن عبد ال البجلى إل عمر رضى ال عنه بعد ذلك فقال أما‬
‫وال لول أن قاسم مسئول لكنتم على ) ما قسم ( لكم وأرى أن تردوا على السلمي ففعلوا ول‬
‫تدخل ف ذلك البصرة وإن كانت داخل ف حد السواد لنا كانت أرضا سبخة فأحياها عمرو‬
‫بن أب العاص الثقفي وعتبة بن غزوان بعد الفتح إل مواضع من شرقى دخلتها تسميها أهل‬
‫البصرة الفرات ومن غرب دخلتها نر يعرف بنهر الرة‬
‫واختلف أصحابنا فيما فعل عمر رضى ال عنه فيما فتح من أرض السواد‬
‫____________________‬

‫فقال أبو العباس وأبو إسحاق باعها من أهلها وما يؤخذ من الراج ثن والدليل عليه أن من لدن‬
‫عمر إل يومنا هذا تباع وتبتاع من غي إنكار‬
‫وقال أبو سعيد الصطخرى وقفها عمر رضى ال عنه على السلمي فل يوز بيعها ) ول شراؤها‬
‫( ول هبتها ول رهنها وإنا تنقل من يد إل يد وما يؤخذ من الراج فهو أجرة‬
‫وعليه نص ف سي الواقدى والدليل عليه ما روى بكي بن عامر عن عامر قال اشترى عقبة بن‬
‫فرقد أرضا من أرض الراج فأتى عمر فأخبه فقال من اشتريتها قال من أهلها قال فهؤلء أهلها‬
‫السلمون أبعتموه شيئا قالوا ل‬
‫قال فاذهب فاطلب مالك‬
‫فإذا قلنا إنه وقف فهل تدخل النازل ف الوقف فيه وجهان أحدها أن الميع وقف‬
‫والثان أنه ل يدخل ف الوقف غي الزارع لنا لو قلنا إن النازل دخلت ف الوقف أدى إل خرابا‬

‫وأما الثمار فهل يوز لن هى ف يده النتفاع با فيه وجهان أحدها أنه ل يوز وعلى المام أن‬
‫يأخذها ويبيعها ويصرف ثنها ف مصال السلمي والدليل عليه ما روى الساجى ف كتابه عن أب‬
‫الوليد الطيالسى أنه قال أدركت الناس بالبصرة ويمل إليهم الثمر من الفرات فيؤتى به ويطرح‬
‫على حافة الشط ويلقى عليه الشيش ول يطي ول يشترى منه إل أعراب أو من يشتريه فينبذه‬
‫وما كان الناس يقدمون على شرائه‬
‫والوجه الثان أنه يوز لن ف يده الرض النتفاع بثمرتا لن الاجة تدعو إليه فجاز كما توز‬
‫الساقاة والضاربة على جزء مهول‬
‫فصل ويؤخذ الراج من كل جريب شعي درهان ومن كل جريب حنطة أربعة دراهم ومن كل‬
‫جريب شجر وقصب وهو الرطبة ستة دراهم واختلف أصحابنا ف خراج النخل والكرم‬
‫فمنهم من قال يؤخذ من كل جريب نل عشرة دراهم ومن كل جريب كرم ثانية دراهم لا روى‬
‫ماهد عن الشعب أن عمر بن الطاب رضى ال عنه بعث عثمان بن حنيف فجعل على الشعي‬
‫درهي وعلى جريب النطة أربعة دراهم وعلى جريب الشجر والقصب ستة دراهم وعلى‬
‫جريب الكرم ثانية دراهم وعلى جريب النخل عشرة دراهم وعلى جريب الزيتون اثنا عشر‬
‫ومنهم من قال يب على جريب الكرم عشرة وعلى جريب النخل ثانية لا روى أبو قتادة عن‬
‫لحق بن حيد يعن أبا ملز قال بعث عمر بن الطاب رضى ال عنه عثمان بن حنيف وفرض‬
‫على جريب الكرم عشرة ) دراهم ( وعلى جريب النخل ثانية وعلى جريب الب أربعة وعلى‬
‫جريب الشعي درهي وعلى جريب القضب ستة وكتب بذلك إل عمر رضى ال عنه فأجازه‬
‫ورضى به وروى عباد بن كثي عن قحرم قال جن عمر رضى ال عنه العراق مائة ألف ألف‬
‫وسبعة وثلثي ألف ألف وجباها عمر بن عبد العزير مائة ألف وأربعة وعشرين ألف ألف وجباها‬
‫الجاج ثانية عشر ألف ألف وما يؤخذ من ذلك يصرف ف مصال السلمي الهم فالهم لنه‬
‫للمسلمي فصرف ف مصالهم وال أعلم‬
‫كتاب الدود باب حد الزنا الزنا حرام وهو من الكبائر العظام والدليل عليه قوله عز وجل } ول‬
‫تقربوا الزن إنه كان فاحشة وساء سبيل { وقوله تعال } والذين ل يدعون مع ال إلا آخر ول‬
‫يقتلون النفس الت حرم ال إل بالق ول يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما {‬
‫____________________‬

‫وروى عبد ال قال سألت النب صلى ال عليه وسلم أى الذنب أعظم عند ال عز وجل قال أن‬
‫تعل ل ندا وهو خلقك‬
‫قلت إن ذلك لعظيم قال قلت ث أى قال أن تقتل ولدك مافة أن يأكل معك‬
‫قال قلت ث أى قال أن تزان حليلة جارك‬
‫فصل إذا وطىء رجل من أهل دار السلم امرأة مرمة عليه من غي عقد ول شبهة عقد وغي‬
‫ملك ول شبهة ملك وهو عاقل بالغ متار عال بالتحري وجب عليه الد فإن كان مصنا وجب‬
‫عليه الرجم لا روى ابن عباس رضى ال عنه قال قال عمر لقد خشيت أن يطول بالناس زمان‬
‫حت يقول قائلهم ما ند الرجم ف كتاب ال فيضلون ويتركون فريضة أنزلا ال أل إن الرجم إذا‬
‫أحصن الرجل وقامت البينة أو كان المل أو العتراف وقد قرأتا الشيخ والشيخة إذا زنيا‬
‫فارجوها لبتة ) نكال من ال وال عليم حكيم ( وقد رجم رسول ال صلى ال عليه وسلم ورجنا‬

‫ول يلد الصن مع الرجم لا روى أبو هريرة وزيد بن خالد الهن رضى ال عنهما قل كنا عند‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقام إليه رجل فقال إن ابن كان عسيفا على هذا فزن بامرأته‬
‫فقال على ابنك جلد مائة وتغريب عام واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجها فغدا‬
‫عليها فاعترفت فرجها ولو وجب ) عليها ( اللد مع الرجم لمر به‬
‫فصل والصن الذى يرجم هو أن يكون بالغا عاقل حرا وطىء ف نكاح صحيح فإن كان صبيا أو‬
‫منونا ل يرجم لنما ليسا من أهل الد‬
‫وإن كان ملوكا ل يرجم وقال أبو ثور إذا أحصن بالزوجية رجم لنه حد يتبعض فاستوى فيه الر‬
‫والعبد كالقطع ف السرقة وهخذا خطأ لقوله عز وجل } فإذا أحصن فإن أتي بفاحشة فعليهن‬
‫نصف ما على الصنات من العذاب { فأوجب مع الحصان خسي جلدة‬
‫وروى أبو هريرة رضى عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها‬
‫الد ولن الرجم أعلى من جلد مائة فإذا ل يب على الملوك جلد مائة فلن ل يب الرجم أول‬

‫ويالف القطع ف السرقة فإنه ليس ف السرقة حد غي القطع فلو أسقطناه سقط الد وف ذلك‬
‫فساد وليس كذلك الزنا فإن فيه حدا غي الرجم فإذا أسقطناه ل يسقط الد‬
‫وأما من ل يطأ ف النكاح الصحيح فليس بحصن وإذا زن ل يرجم لا روى مسروق عن عبد ال‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يل دم امرىء مسلم يشهد أن ل إله إل ال وأن‬
‫رسول ال إل بإحدى ثلث الثيب الزان والنفس بالنفس والتارك لدينه الفارق للجماعة ول‬
‫خلف أن الراد بالثيب الذى وطىء ف نكاح صحيح‬
‫واختلف أصحابنا هل يكون من شرطه أن يكون الوطى بعد كماله بالبلوغ والعقل والرية أم ل‬
‫فمنهم من قال ليس من شرطه أن يكون الوطء بعد الكمال فلو وطىء وهو صغي أو منون أو‬
‫ملوك ث كمل فزن رجم لنه وطء أبيح للزوج الول فطثبت به الحصان كما لو وطىء بعد‬
‫الكمال ولن النكاح يوز أن يكون قبل الكمال فكذلك الوطء‬
‫ومنهم من قال من شرطه أن يكون الوطء بعد الكمال فإن وطىء ف حال الصغر أو النون أو‬
‫الرق ث كمل وزن ل يرجم وهو ظاهر النص والدليل عليه ما روى عبادة بن الصامت رضى ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال خذوا عن خذوا عن قد جعل ال لن سبيل البكر بالبكر‬
‫جلد مائة وتغريب عام والثيب جلد مكائة والرجم فلو جاز أن يصن الوطء ف حال النقصان لا‬
‫علق الرجم بالزنا لن الحصان كمال فشرط أن يكون وطؤه ف حال الكمال فعلى هذا إذا‬
‫وطىء ف نكاح صحيح فإن كانا حرين بالغي عاقلي صارا مصني وإن كانا ملوكي أو صغيين‬
‫أو منوني ل يصيا مصني وإن كان أحدها حرا بالغا عاقل والخر ملوكا أو صغيا أو منونا‬
‫ففيه قولن أحدها أن الكامل منهما مصن والناقص منهما غي‬
‫____________________‬

‫مصن وهو الصحيح لنه لا جاز أن يب بالوطء الواحد الرجم على أحدها دون الخر جاز أن‬
‫يصي أحدها بالوطء الواحد مصنا دون الخر‬
‫والقول الثان أنه ل يصي واحد منهما مصنا لنه وطء ل يصي به أحدها مصنا فلم يصر الخر‬
‫به مصنا كوطء الشبهة‬
‫ول يشترط ف إحصان الرجم أن يكون مسلما لا روى ابن عمر رضى ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أتى بيهوديي زنيا فأمر برجهما‬
‫فصل وإن كان غي مصن نظرت فإن كان حرا جلد مائة وغرب سنة لقوله عز وجل } الزانية‬
‫والزان فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة { وروى عبادة بن الصامت رضى ال عنه أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال خذوا عن خذوا عن قد جعل ال لن سبيل البكر بالبكر جلد مائة‬
‫وتغريب عام والثيب جلد مائة والرجم‬
‫وإن كان ملوكا جلد خسي عبدا كان أو أمة لقوله عز وجل } فإن أتي بفاحشة فعليهن نصف‬
‫ما على الصنات من العذاب { فجعل ما على المة نصف ما على الرة لنقصانا بالرق والدليل‬
‫عليه أنا لو أعتقت كمل حدها والعبد كالمة ف الرق فوجب عليه نصف ما على الر‬
‫وهل يغرب العبد بعد اللد فيه قولن أحدها أنه ل يغرب لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الد ول يذكر النفى ولن القصد‬
‫بالتغريب تعذيبه بالخراج عن الهل والملوك ل أهل له‬
‫والقول الثان أنه يغرب وهو الصحيح لقوله عز وجل } فعليهن نصف ما على الصنات من‬
‫العذاب { ولنه حد يتبعض فوجب على العبد كاللد‬
‫فإذا قلنا إنه يغرب ففى قدره قولن أحدها أنه يغرب سنة لنا مدة مقدرة بالشرع فاستوى فيها‬
‫الر والعبد كمدة العني‬
‫والثان أنه يغرب نصف سنة للية ولنه حد يتبعض فكان العبد فيه على النصف من الر كاللد‬
‫فصل وإن زن وهو بكر فلم يد حت أحصن وزن ففيه وجهان أحدها أنه يرجم ويدخل فيه‬
‫اللد والتغريب لنما حدان يبان بالزنا فتداخل كما لو وجب حدان وهو بكر‬
‫والثان أنه ل يدخل فيه لنما حدان متلفان فلم يدخل أحدها ف الخر كحد السرقة والشرب‬
‫فعلى هذا يلد ث يرجم ول يغرب لن التغريب يصل بالرجم‬
‫فصل والوطء الذى يب به الد أن يغيب الشفة ف الفرج فإن أحكام الوطء تتعلق بذلك ول‬
‫تتعلق با دونه وما يب بالوطء ف الفرج من الد يب بالوطء ف الدبر لنه فرج مقصود فتعلق‬
‫الد باليلج فيه كالقبل ولنه إذا وجب بالوطء ف القبل وهو ما يستباح فلن يب بالوطء ف‬
‫الدبر وهو ما ل يستباح أول‬
‫فصل ول يب على الصب والنون حد الزنا لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثة عن‬
‫الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق ولنه إذا سقط عنه التكليف ف‬
‫العبادات والآث ف العاصى فلن يسقط الد ومبناه على الدرء والسقاط أول‬
‫وف السكران قولن وقد بيناها ف الطلق‬
‫فصل ول يب على الرأة إذا أكرهت على التمكي من الزنا لقوله صلى ال عليه وسلم رفع عن‬
‫أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ولنا مسلوبة الختيار فلم يب عليها الد كالنائمة‬
‫وهل يب على الرجل إذا أكره على الزنا فيه وجهان أحدها وهو الذهب أنه ل يب عليه لا‬
‫ذكرناه ف الرأة‬
‫والثان أنه يب لن الوطء ل يكون إل بالنتشار الادث عن الشهوة والختيار‬
‫فصل ول يب على من ل يعلم تري الزنا لا روى سعيد بن السيب قال ذكر الزنا بالشام فقال‬
‫رجل زنيت البارحة فقالوا ما تقول قال ما علمت أن ال عز وجل حرمه فكتب يعن عمر إن كان‬
‫يعلم أن ال حرمه فخذوه وإن ل يكن قد علم فأعلموه فإن عاد فارجوه‬
‫وروى أن جارية سوداء رفعت إل عمر رضى ال عنه وقيل إنا زنت فخفقها بالدرة خفقات وقال‬
‫أى لكاع زنيت فقالت من غوش بدرهي تب بصاحبها الذى زن با ومهرها الذى أعطاها فقال‬
‫عمر رضى ال عنه ما ترون وعنده على وعثمان‬
‫____________________‬

‫وعبد الرحن بن عوف فقال على رضى ال عنه أرى أن ترجها وقال عبد الرحن أرى مثل ما رأى‬
‫أخوك فقال لعثمان ما تقول قال أراها تستهل بالذى صنعت ل ترى به بأسا وإنا حد ال على من‬
‫علم أمر ال عز وجل فقال صدقت‬
‫فإن زن رجل بامرأة وادععى أنه ل يعلم بتحريه فإن كان قد نشأ فيما بي السلمي ل يقبل قوله‬
‫لنا نعلم كذبه وإن كان قريب العهد بالسلم أو نشأ ف بادية بعهيدة من السلمي أو كان منونا‬
‫فأفاق وزن قبل أن يعلم الحكام قبل قوله لنه يتمل ما يدعيه فلم يب الد وإن وطىء الرتن‬
‫الارية الرهونة بإذن الراهن وادعى أنه جهل تريه ففيه وجهان أحدها أنه ل يقبل دعواه إل أن‬
‫يكون قريب العهد بالسلم أو نشأ ف موضع بعيد من السلمي كما ل يقبل دعوى الهل إذا‬
‫وطئها من غي إذن الراهن‬
‫والثان أنه يقبل قوله لن معرفة ذلك تتاج إل فقه‬
‫فصل وإن وجد امرأة ف فراشه فظنها أمته أو زوجته فوطئها ل يلزمه الد لنه يتمل ما يدعيه من‬
‫الشبهة‬
‫فصل وإن كان أحد الشريكي ف الوطء صغيا والخر بالغا أو أحدها مستيقظا والخر نائما أو‬
‫أحدها عاقل والخر منونا أو أحدها عالا بالتحري والخر جاهل أو أحدها متارا والخر‬
‫مستكرها أو أحدها مسلما والخر مستأمنا وجب الد على من هو من أهل الد ول يب على‬
‫الخر لن أحدها انفرد با يوجب الد وانفرد الخر با يسقط الد فوجب الد على أحدها‬
‫وسقط عن الخر وإن كان أحدها مصنا والخر غي مصن وجب على الصن الرجم وعلى غي‬
‫الصن اللد والتغريب لن أحدها انفرد بسبب الرجم والخر انفرد بسبب اللد والتغريب‬
‫وإن أقر أحدها بالزنا وأنكر الخر وجب على القر الد لا روى سهل بن سعد الساعدى أن‬
‫رجل أقر أنه زن بامرأة فبعث النب صلى ال عليه وسلم إليها فجحدت فحد الرجل‬
‫وروى أبو هريرة وزيد بن خالد الهن رضى ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال على‬
‫ابنك جلد مائة وتغريب عام واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارحها فأوجب الد على‬
‫الرجل وعلق الرجم على اعتراف الرأة‬
‫فصل وإن استأجر امرأة ليزن با فزن با أو تزوج ذات رحم مرم فوطئها وهو يعتقد تريها‬
‫وجب عليه الد لنه ل تأثي للعقد ف إباحة وطئها فكان وجوده كعدمه‬
‫وإن ملك ذات رحم مرم ووطئها ففيه قولن أحدها أنه يب عليه الد لن ملكه ل يبيح وطأها‬
‫بال فلم يسقط الد‬
‫والثان أنه ل يب عليه الد وهو الصحيح لنه وطء ف ) ملكه ( فلم يب به الد كوطء أمته‬
‫الائض ولنه ل يتلف الذهب أنه يثبت به النسب وتصي الارية أم ولد له فلم يب به الد‬
‫فإن وطىء جارية مشتركة بينه وبي غيه ل يب عليه الد وقال أبو ثور إن علم بتحريها وجب‬
‫عليه الد لن ملك البعض ل يبيح الوطء فلم يسقط الد كملك ذات رحم مرم وهذا خطأ لنه‬
‫اجتمع ف الوطء ما يوجب الد وما يسقط فغلب السقاط لن مبن الد على الدرء والسقاط‬
‫وإن وطىء جارية ابنه ل يب عليه الد لن له فيها شبهة ويلحقه نسب ولدها فلم يلزمه الد‬
‫بوطئها‬
‫فصل واللواط مرم لقوله عز وجل } ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم با من أحد‬
‫من العالي { فسماه فاحشة وقد قال عز وجل } ول تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن {‬
‫ولن ال عز وجل عذب با قوم لوط با ل يعذب به أحدا فدل على تريه‬
‫ومن فعل ذلك وهو من يب عليه حد الزنا وجب عليه الد وف حده قولن أحدها وهو‬
‫الشهور من مذهبه أنه يب فيه ما يب ف الزنا فإن كان غي مصن وجب عليه اللد والتغريب‬
‫وإن كان مصنا وجب عليه الرجم لا روى أبو موسى الشعرى رضى ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان وإذا أتت الرأة الرأة فهما زانيتان ولنه حد‬
‫يب بالوطء فاختلف فيه البكر والثيب كحد الزنا‬
‫والقول الثان أنه يب قتل الفاعل والفعول به لا روى بن عباس رضى ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال من وجدتوه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والفعول به ولن تريه أغلظ‬
‫فكان حده أغلظ‬
‫وكيف يقتل فيه وجهان أحدها أنه يقتل بالسيف لنه أطلق القتل ف الب فانصرف إطلقه إل‬
‫القتل بالسيف‬
‫والثان أنه يرجم لنه قتل يب بالوطء فكان بالرجم كقتل الزنا‬
‫فيما دون الفرج بشهوة والدليل عليه قوله عز وجل } والذين هم لفروجهم { فصل ومن حرمت‬
‫مباشرته ف الفرج بكم الزنا أو اللواط حرمت مباشرته } حافظون إل على أزواجهم أو ما‬
‫ملكت أيانم فإنم غي ملومي {‬
‫____________________‬

‫فصل ومن حرمت مباشرته ف الفرج بكم الزنا أو اللواط حرمت مباشرته فيما دون الفرج‬
‫بشهوة والدليل عليه قوله عز وجل والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت‬
‫أيانم فإنم غي ملومي ولن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يلون أحدكم بامرأة ) ليست له‬
‫بحرم ( فإن ثالثهما الشيطان فإذا حرمت اللوة با فلن ترم الباشرة أول لنا أدعى إل الرام‬
‫فإن فعل ذلك ل يب عليه الد لا روى ابن مسعود رضى ال عنه أن رجل جاء إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال إن أخذت امرأة ف البستان وأصبت منها كل شيء غي أن ل أنكحها فاعمل‬
‫ب ما شيت فقرأ عليه أقم الصلة طرف النهار وزلفا من الليل إن السنات يذهب السيئات ويعزر‬
‫عليه لنه معصية ليس فيها حد ول كفارة فشرع فيها التعزير‬
‫فصل ويرم إتيان الرأة الرأة لا روى أبو موسى ) الشعرى ( أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫إذا أتت الرأة الرأة فهما زانيتان‬
‫ويب فيه التعزير دون الد لنا مباشرة من غي إيلج فوجب با التعزير دون الد كمباشرة‬
‫الرجل الرأة فيما دون الفرج‬
‫فصل ويرم إتيان البهيمة لقوله عز وجل } والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما‬
‫ملكت أيانم فإنم غي ملومي { فإن أتى البهيمة وهو من يب عليه حد الزنا ففيه ثلثة أقوال‬
‫أحدها أنه يب عليه القتل لا روى ابن عباس رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫أتى بيمة فاقتلوه واقتلوها معه وروى أبو هريرة رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫من وقع على بيمة فاقتلوه واقتلوها معه‬
‫وكيف يقتل على الوجهي ف اللواط‬
‫والقول الثان أنه كالزنا فإن كان غي مصن جلد وغرب وإن كان مصنا رجم لنه حد يب‬
‫بالوطء فاختلف فيه البكر والثيب كحد الزنا‬
‫والقول الثالث أنه يب فيه التعزير لن الد يب للردع عما يشتهى وتيل إليه النفس ولذا‬
‫وجب ف شرب المر ول يب ف شرب البول وفرج البهيمة ل يشتهى فلم يب فيه الد‬
‫وأما البهيمة فقد اختلف أصحابنا فيها فمنهم من قال يب قتلها لديث ابن عباس وأب هريرة‬
‫ولنا ربا أتت بولد مشوه اللق ولنا إذا بقيت كثر تعيي الفاعل با‬
‫ومنهم من قال ل يب قتلها لن البهيمة ل تذبح لغي مأكلة وحديث ابن عباس يرويه عمرو بن‬
‫أب عمرو وهو ضعيف وحديث أب هريرة يرويه على بن مسهر وقال أحد رحه ال إن كان روى‬
‫هذا الديث غي على وإل فليس بشيء‬
‫ومنهم من قال إن كانت البهيمة ما تؤكل ذبت وإن كانت ما ل تؤكل ل تذبح لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم نى عن ذبح اليوان لغي مأكلة‬
‫فإن قلنا إنه يب قتلها وهى ما يؤكل ففى أكلها وجهان أحدها أنه يرم لن ما أمر بقتله ل يؤكل‬
‫كالسبع‬
‫والثان أنه يل أكلها لنه حيوان مأكول ذبه من هو من أهل الزكاة‬
‫وإن كانت البهيمة لغيه وجب عليه ضمانا إن كانت ما ل تؤكل وضمان ما نقص بالذبح إذا‬
‫قلنا إنا تؤكل لنه هو السبب ف إتلفها وذبها‬
‫فصل وإن وطىء امرأة ميتة وهو من أهل الد ففيه وجهان أحدها أنه يب عليه الد لنه إيلج‬
‫ف فرج مرم ول شبهة له فيه فأشبه إذا كانت حية‬
‫والثان أنه ل يب لنه يقصد فل يب فيه الد‬
‫فصل ويرم الستمناء لقوله عز وجل } والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما‬
‫ملكت أيانم فإنم غي ملومي { ولنا مباشرة تفضى إل قطع النسل فحرم كاللواط‬
‫فإن فعل عزر ول يد لنا مباشرة مرمة من غي إيلج فأشبهت مباشرة الجنبية فيما دون الفرج‬
‫وبال التوفيق‬

‫باب إقامة الد ل يقيم الدود على الحرار إل المام أو من فوض إليه المام لنه ل يقم حد‬
‫على حر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بإذنه ول ف أيام اللفاء إل بإذنم ولنه‬
‫حق ل تعال يفتقر إل الجتهاد ول يؤمن ف استيفائه اليف ل يز بغي إذن المام ول يلزم المام‬
‫أن يضر إقامة الد ول أن يبتدىء بالرجم لن النب صلى ال عليه وسلم أمر برجم جاعة ول‬
‫ينقل أنه حضر بنفسه ول أنه رماهم‬
‫____________________‬

‫بنفسه فإن ثبت الد على عبد بإقراره وموله حر مكلف عدل فله أن يلد ف الزنا والقذف‬
‫والرب لا روى علي كرم ال وجهه أن النب صلى ال عليه وسلم قال أقيموا الدود على ما‬
‫ملكت أيانكم وقال عبد الرحن بن أب ليلى أدركت بقايا النصار وهم يضربون الوليد من‬
‫ولئدهم ف مالسهم إذا زنت وهل له أي يغر به فيه وجهان أحدها أنه ل يغرب إل المام لا‬
‫روى أبو هريرة رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا زنت أمة أحدكم فتبي زناها‬
‫فليجدها الد ول يترتب عليها ث إذا زنت فليجدها الد ول يترتب عليها ث إذا زنت الثالثة‬
‫فتبي زناها فليبعها ولو ببل من شعر فأمر باللد دون النفي والثان وهو الذهب أن له أن يغرب‬
‫لديث علي كرم ال وجهه ولن ابن عمر جلد أمة له زنت ونفاها إل فدك ولن من ملك اللد‬
‫ملك النفي كالمام وإن ثبت عليه الد بالبينة ففيه وجهان أحدها أنه يوز أن يقيم عليه الد‬
‫وهو الذهب لن قد جعلناه ف حقه كالمام وكذلك ف إقامة الد عليه بالبينة والثان أنه ل يوز‬
‫لنه يتاج إل تزكية الشهود وذلك إل الاكم فعلى هذا إذا ثبت عند الاكم بالبينة جاز للسيد‬
‫أن يقيم الد من غي إذنه وهل له أن يقطعه ف السرقة فيه وجهان أحدها أنه ل يلك لنه ل‬
‫يلك من جنس القطع ويلك من جنس اللد وهو التعزير والثان أنه يلك وهو النصوص ف‬
‫البويطي لديث علي كرم ال وجهه ولن ابن عمر قطع عبدا له سرق وقطعت عائشة رضي ال‬
‫عنها أمة لا سرقت ولنه حد فملك السيد إقامته على ملوكه كاللد وله أن يقتله بالردة على‬
‫قول من ملك إقامة الد على العبد وعلى قول من منع من القطع يب أن ل يوز له القتل‬
‫والصحيح أن له أن يقتله لن حفصة رضي ال عنها قتلت أمة لا سحرتا والقتل بالسحرل يكون‬
‫إل ف كفر ولنه حد فملك الول إقامته على الملوك كسائل الدود وإن كان الول فاسقا ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه يلك إقامة الد لنه ولية تثبت باللك فلم ينع الفسق منها كتزويج المة‬
‫والثان أن ل يلكه لنه ولية ف إقامة الد فمنع الفسق منها كولية الاكم وإن كانت امرأة‬
‫فالذهب أنه يوز لا إقامة الد لن الشافعي استدل بأن فاطمة عليها السلم جلدت أمة لا زنت‬
‫وقال أبو علي ابن أب هريرة ل يوز لا لنا ولية على الغي فل تلكها الرأة كولية التزويج فعلى‬
‫هذا فيمن يقيم وجهان أحدها أنه يقيمه وليها ف النكاح قياسا على تزويج أمتها والثان أنه يقيمه‬
‫عليها المام لن الصل ف إقامة الد هو المام فإذا سقطت ولية الول ثبت الصل وإن كان‬
‫للمول مكاتب ففيه وجهان ذكرناها ف الكتابة‬
‫فصل والستحب أن يضر إقامة الد جاعة لقوله عز وجل وليشهد عذابما طائفة من الؤمني‬
‫والستحب أن يكونوا أربعة لن الد يثبت بشهادتم فإن كان الد هو اللد وكان صحيحا قويا‬
‫والزمان معتدل أقام الد ول يوز تأخيه فإن الفرض ل يوز تأخيه من غي عذر ول يرد ول‬
‫يد لا روى عن عبدال بن مسعود أنه قال ليس ف هذه المة مد ول تريد ول غل ول صفد‬
‫ويفرق الضرب على العضاء ويتوقى الوجه والواضع الخوفة لا روى هنيدة بنت خالد الكندي‬
‫أنه شهدا عليا كرم ال وجهه أقام على رجل حدا وقال للجلد اضربه وأعط كل عضو منه حقه‬
‫واتق وجهه ومذاكيه وعن عمرانه أتى بارية قد فجرت فقال اذهبابا واضرباها ول ترقا لا‬
‫جلدا ولن القصد الردع دون القتل وإن كان الر شديدا أو البد شديدا أو كان مريضا مرضا‬
‫يرجى برءه أو كان مقطوعا أو أقيم عليه حد آخر ترك ال أن يعتدل الزمان ويبأ من الرض أو‬
‫القطع ويسكن أل الد لنه إذا أقيم عليه الد ف هذه الحوال أعان على قتله وإن كان نضوا‬
‫اللق ل يطيق الضرب أو مريضا ل يرجى برؤه جع ماءة شراخ فضرب به دفعة واحدة لا روى‬
‫سهل بن حنيف أنه أخبه بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم من النصار أنه‬
‫____________________‬

‫اشتكى رجل منهم حت أضن فدخلت عليه جارية لبعضهم فوقع عليها فلما دخل عليه رجال من‬
‫قومه يعودونه ذكر لم ذلك وقال استفتوا ل رسول ال صلى ال عليه وسلم فذكروا ذلك‬
‫لرسول ال صلى ل عليه وسلم وقالوا ما رأينا بأحد من الضر مثل الدي هو به لو حلناه إليك يا‬
‫رسول ال لتفسخت عظامه ما هو إل جلد على عظم فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يأخذوا مائة شراخ فيضربوه با ضربة واحدة ولنه ل يكن ضربه بالسوط لنه يتلف به ول يكن‬
‫تركه لنه يؤدي ال تعطيل الد قال الشافعي رحه ال ولنه إذا كانت الصلة تتلف باختلف‬
‫حاله فالد بذلك أول وإن وجب الد على امرأة حامل ل يقم عليها الد حت تضع وقد بيناه ف‬
‫القصاص فصل وإن أقيم الد ف الال الت ل توز فيها اقامته فهلك منه ل يضمن لن الق قتلة‬
‫وإن أقيم ف الال الت ل توز أقمتة فأن كانت حامل تلف منه الني وجب الضمان لنه‬
‫مضمون فل يسقط ضمانه بناية غيه وإن تلف الدود فقد قال إذا أقيم الد ف شدة حر أو برد‬
‫فهلك ل ضمان عليه وقال ف الم إذا خت ف شدة حر أو بدر فتلف وجبت على عاقلته الدية و‬
‫فمن أصحابنا من نقل جواب كل واحدة من السئلتي إل ألخرى وجهلهما فلي قولي أحدها ل‬
‫يب لنه هلك من حد والثان أنه يب لنه مفرط ومنهم من قال ل يدب الضمان ف الد لنه‬
‫منصوص عليه ويب علي التان لنه ثبت بالجتهاد وإن قبنا أنه يضمن ففي القدر الذي يضمن‬
‫وجهان أحدها أنه يضمن جيع الدية لنه مفرط والثان أنه يضمن نصف الدية لنه مات من واج‬
‫بومظور فسقط النصف ووجب النصف‬
‫فصل وإن وجب التغريب نفي ال مسافة يقصر فيها الصلة لن ما دجون ذلك ف حكم الوضع‬
‫الذي كان فيه من النع من القصر والفطر والسح على الف ثلثة ايام فإن رجع قبل انقضاء الدة‬
‫رد إل الوضع الذي نفي إليه فإن انقضت الدة فهو باليار بي القامة وبي العود إل موضعه وإن‬
‫رأى المام أن ينفيه ال أبعد من السافة الت يقصر فيها لثلة كان له ذلك لن عمر رضي ال‬
‫عنه غرب ال الشام وغرب عثمان رضي ال عنه ال مصر وإن رأى أن يزيد على سنة ل يز لن‬
‫السنة منصوص عليها والسافة متهد فيها وحكى عن أب غلى ابن عب هريرة أنه قال يغرب إل‬
‫حيث ينطلق عليه اسم الغربة وإن كان دون ما تقصر إليه الصلة لن القصدج تعذيبه بالغربة‬
‫وذلك يصل بدون ما تقصر إليه الصلة ول تغرب الرأة إل ف صحبة ذي رحم مرم أو امرأة‬
‫ثفقة ف صحبة مأمونه وإن ل تد ذا رحم مرم ول امرأة ثقة يتطوع بالرج بالروج معا استؤجر‬
‫من يرج معها ومن أين يستأجر فيه وجهان من أصحابنا من قال يستأجر من ما لا لنه حق هليها‬
‫فكانت مؤتته عليها وإن ل كن لا مال استؤجر من بيت الال ومن أصحابنا من قال يستأجر من‬
‫بيت الال لنه حق ل عز وجل فكانت مؤنته من بيت الال فإن ل يكن ف بيت الاي ما يستأجر به‬
‫استؤجر من مالا‬
‫فصل وإن كان الد رجا وكان صحيحا والزمان معتدل رجم لن الد ل يوز تأخي تأخيه من‬
‫غي عذر وإن كان مريضا مرضا يرجى زواله أو الزمان مسرف الر والبد ففيه وجهان أحدها‬
‫أنه ل يؤخر رجه لن القصد قتله فل ينع الر والبد والرض منه والثان أنه يؤخر لنه ربا رجع‬
‫ف خلل الرجم وقد أثر ف جسمه الرجم فيعي الر والبد والرض على قتله وإن كان امرأة‬
‫حامل لللم ترجم حت تضع لنه يتلف به الني‬
‫فصل فإن كان الرجوم رجل ل يفر له لن النب صلى ال عليه وسلم ل يفر لاعز ولنه ليس‬
‫بعورة وأن كان امرأة حفر لا لاروى بريدة قال جاءت امرأة من غامد إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فاعترفت بالزنا فأمر فحفر لا حفرة غلى صدرها ث أمر برجها لن ذلك أستر لا‬
‫فصل وإن هرب الرجوم من الرجم فإن كان ال ثبت بالبينة تبع ورجم لنه ل سبيل غلى تركه‬
‫وإن ثبت بالقرار ل يتبع لا روى أبو سعيد الدريقال جاء ماعز إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال إن الخر زن وذكر إل أن قال اذهبوا‬
‫____________________‬

‫بذا فارجوه فأتينا به مكانا قليل الجارة فلما رميناه اشتد من بي أيدينا يسعى فتبعناه فأت بناحرة‬
‫كثية الجارة فقام ونصب نفسه فرميناه حت قتلتاه ث اجتمعنا إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فاخبناه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم سبحان ال فل خليتم عنه حي سعى من بي‬
‫أيديكم وإن وقف وأقام على القرار رجم وإن رجع عن القرار ل يرجم لن رجوعه مقبول وبال‬
‫التوفيق‬

‫باب حد القذف القذف مرم والدليل عليه ما روى أبو هريرة رضى ال عنه أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الوبقات قالوا يا رسول ال وما هن قال الشرك بال عز وجل‬
‫والسحر وقتل النفس الت حرم ال إل بالق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتول يوم الزحف‬
‫وقذف الصنات‬
‫فصل إذا قذف بالغ عاقل متار مسلم أو كافر التزم حقوق السلمي من مرتد أو ذمى أو معاهد‬
‫مصنا ليس بولد له بوطء يوجب الد وجب عليه الد فإن كان حرا جلد ثاني جلدة لقوله‬
‫تعال } والذين يرمون الصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني جلدة { وإن كان‬
‫ملوكا جلد أربعي لا روى يي بن سعيد النصارى قال ضرب أبو بكر بن ممد بن عمرو بن‬
‫حزم ملوكا افترى على حر ثاني جلدة فبلغ ذلك عبد ال بن عامر بن ربيعة فقال أدركت الناس‬
‫من زمن عمر بن الطاب رضى ال عنه إل اليوم فما رأيت أحدا ضرب الملوك الفترى على الر‬
‫ثاني قبل أب بكر بن ممد ابن عمرو بن حزم‬
‫وروى خلس أن عليا كرم ال وجهه قال ف عبد قذف حرا نصف الد ولنه حد يتبعض فكان‬
‫الملوك على النصف من الر كحد الزنا‬
‫فصل وإن قذف غي مصن ل يب عليه الد لقوله عز وجل } والذين يرمون الصنات ث ل يأتوا‬
‫بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني جلدة { فدل على أنه إذا قذف غي مصن ل يلدوا والصن الذى‬
‫يب الد بقذفه من الرجال والنساء من اجتمع فيه البلوغ والعقل والسلم والرية والعفة عن‬
‫الزنا فإن قذف صغيا أو منونا ل يب ) به ( عليه الد لن ما يرمى به الصغي والنون لو تقق‬
‫ل يب به الد فلم يب الد على القاذف كما لو قذف بالغا عاقل با دون الوطء‬
‫وإن قذف كافرا ل يب عليه الد لا روى ابن عمر رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال من لشرك بال فليس بحصن وإن قذف ملوكا ل يب عليه الد لن نقص الرق ينع كمال‬
‫الد ) عليه ( فيمنع وجوب الد على قاذفه‬
‫وإن قذف زانيا ل يب عليه الد لقوله عز وجل } والذين يرمون الصنات ث ل يأتوا بأربعة‬
‫شهداء فاجلدوهم ثاني جلدة { فأسقط الد عنه إذا ثبت أنه زن فدل ) عليه ( أنه إذا قذفه وهو‬
‫زان ل يب عليه الد وإن قذف من وطىء ف غي ملك وطئا مرما ل يب به الد كمن وطىء‬
‫امرأة ظنها زوجته أو وطىء ف نكاح متلف ف صحته ففيه وجهان أحدها أنه ل يب عليه الد‬
‫لنه وطء مرم ل يصادف ملكا فسقط به الحصان كالزنا‬
‫والثان أنه يب لنه وطء ل يب به الد فلم يسقط به الحصان كما لو وطىء زوجته وهى‬
‫حائض‬
‫فصل وإن قذف الوالد ولده أو قذف الد ولد ولده ل يب عليه الد‬
‫وقال أبو ثور يب عليه الد لعموم الية‬
‫والذهب الول لنه عقوبة تب لق الدمى فلم تب للولد على الوالد كالقصاص‬
‫وإن قذف زوجته فماتت وله منها ولد سقط الد لنه لا ل‬
‫____________________‬

‫يثبت عليه الد بقذفه ل يثبت له عليه بالرث عن أمه وإن كان لا ابن آخر من غيه وجب له‬
‫لن حد القذف يثبت لكل واحد من الورثة على النفراد‬
‫فصل وإن رفع القاذف إل الاكم وجب عليه السؤال عن إحصان القذوف لنه شرط ف الكم‬
‫فيجب السؤال عنه كعدالة الشهود‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يب لن البلوغ والعقل معلوم بالنظر إليه والظاهر الرية والسلم‬
‫والعفة‬
‫وإن قال القاذف أمهلن لقيم البينة على الزنا أمهل ثلثة أيام لنه قريب لقوله عز وجل } ول‬
‫تسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب { ث قال } تتعوا ف داركم ثلثة أيام {‬
‫فصل وإن قذف مصنا ث زن القذوف أو وطىء وطأ زال به الحصان سقط الد عن القاذف‬
‫وقال الزن وأبو ثور ل يسقط لنه معن طرأ بعد وجوب الد فل يسقط ما وجب من الد كردة‬
‫القذوف وثيوبة الزان وحريته‬
‫وهذا خطأ لن ما ظهر من الزنا يوقع شبهة ف حال القذف ولذا روى أن رجل زن بامرأة ف‬
‫زمان أمي الؤمني عمر رضى ال عنه فقال وال ما زنيت إل هذه الرة فقال له عمر كذبت إن ال‬
‫ل يفضح عبده ف أول مرة‬
‫والد يسقط بالشبهة وأما ردة القذوف ففيها وجهان أحدها أنا تسقط الد‬
‫والثان أنا ل تسقط لن الردة تدين والعادة فيها الظهار وليس كذلك الزنا فإنه يكتم فإذا ظهر‬
‫دل على تقدم أمثاله وأما ثيوبة الزان وحريته فإنا ل تورث شبهة ف بكارته ورقه ف حال الزنا‬
‫فصل ول يب الد إل بصريح القذف أو بالكناية مع النية فالصريح مثل أن يقول زنيت أو يا‬
‫زان‬
‫والكناية كقوله يا فاجر أو يا خبيث أو يا حلل بن اللل فإن نوى به القذف وجب به الد لن‬
‫ما ل تعتب فيه الشهادة كانت الكناية فيه مع النية بنلة الصريح كالطلق والعتاق‬
‫وإن ل ينو به القذف ل يب به الد سواء كان ذلك ف حال الصومة أو غيها لنه يتمل‬
‫القذف وغيه فلم يعل قذفا من غي نية كالكناية ف الطلق والعتاق‬
‫فصل وإن قال لطت أو لط بك فلن باختيارك فهو قذف لنه قذفه بوطء يوجب الد فأشبه‬
‫القذف بالزنا وإن قال يا لوطى وأراد به أنه على دين قوم لوط ل يب به الد لنه يتمل ذلك‬
‫وإن أراد أنه يعمل عمل قوم لوط وجب الد‬
‫وإن قال لمرأته يا زانية فقالت بك زنيت ل يكن قولا قذفا له من غي نية لنه يوز أن تكون‬
‫زانية ول يكون هو زانيا بأن وطئها وهو يظن أنا زوجته وهى تعلم أنه أجنب ولنه يوز أن تكون‬
‫قصدت نفى الزنا كما يقول الرجل لغيه سرقت فيقول معك سرقت ويريد أن ل أسرق كما ل‬
‫تسرق‬
‫ويوز أن يكون معناه ما وطئن غيك فإن كان ذلك زنا فقد زنيت‬
‫وإن قال لا يا زانية فقالت أنت أزن من ل يكن قولا قذفا له من غي نية لنه يوز أن يكون معناه‬
‫ما وطئن غيك فإن كان ذلك زنا فأنت أزن من لن الغلب ف الماع فعل الرجل‬
‫وإن قال لغيه أنت أزن من فلن أو أنت أزن الناس ل يكن قذفا من غي نية لن لفظة أفعل ل‬
‫تستعمل إل ف أمر يشتركان فيه ث ينفرد أحدها فيه بزية وما ثبت أن فلنا زان ول أن الناس‬
‫زناة فيكون هو أزن منهم‬
‫وإن قال فلن زان وأنت أزن منه أو أنت أزن زناة الناس فهو قذف لنه أثبت زنا غيه ث جعله‬
‫أزن منه‬
‫فصل وإن قال لمرأته يا زان فهو قذف لنه صرح بإضافة الزنا إليها وأسقط الاء للترخيم‬
‫كقولم ف مالك يا مال وف حارث يا حار‬
‫وإن قال لرجل يا زانية فهو قذف لنه صرح بإضافة الزنا إليه وزاد الاء للمبالغة كقولم علمة‬
‫ونسابة وشتامة ونوامة‬
‫فإن قال زنأت ف البل فليس بقذف من غي نية لن الزنء هو الصعود ف البل والدليل عليه‬
‫قول الشاعر ) الرجز ( وارق إل اليات زنئا ف البل وإن قال زنأت ول يذكر البل ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه قذف لنه ل يقرن به ما يدل على الصعود‬
‫والثان وهو قول أب الطيب بن سلمة رحه ال أنه إن كان من أهل اللغة فليس بقذف وإن كان‬
‫من العامة فهو قذف لن العامة ل يفرقون بي زنيت وزنأت‬
‫فصل وإن قال زن فرجك أو دبرك أو ذكرك فهو قذف لن الزنا يقع بذلك‬
‫وإن قال زنت عينك أو يدك أو رجلك فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال هو قذف وهو ظاهر ما نقله الزن رحه ال لنه أضاف الزنا إل عضو منه فأشبه‬
‫إذا أضاف إل الفرج‬
‫ومنهم من قال ليس بقذف من غي نية وخطأ الزن ف النقل لن الزنا ل يوجد من هذه العضاء‬
‫حقيقة ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلن تزنيان ويصدق ذلك كله الفرج أو يكذبه‬
‫فإن قال زن بدنك ففيه وجهان أحدها أنه ليس بقذف من غي نية لن الزنا بميع البدن يكون‬
‫بالباشرة فلم يكن صريا ف القذف‬
‫والثان أنه قذف لنه أضاف إل جيع البدن والفرج داخل فيه‬
‫وإن قال ل ترد يد لمس ل يكن قاذفا لا روى أن رجل من بن فزارة قال للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم إن امرأتى ل ترد يد لمس ول يعله النب صلى ال عليه وسلم قاذفا ‪ 8‬وإن قال زن بك‬
‫فلن وهو صب ل يامع مثله ل يكن قاذفا لنه ل يوجد منه الوطء الذى يب به الد عليها‬
‫وإن كان صبيا يامع مثله فهو قذف لنه يوجد منه الوطء الذى يب به الد عليها‬
‫وإن قال لمرأته زنيت بفلنة أو زنت بك فلنة ل يب به الد لن ما رماها به ل يوجب الد‬
‫فصل وإن أتت امرأته بولد فقال ليس من ل يكن قاذفا من غي نية لواز أن يكون معناه ليس من‬
‫خلقا أو خلقا أو من زوج غيى أو من وطء شبهة أو مستعار‬
‫وإن نفى نسب ولده باللعان فقال رجل لذا الولد لست بابن فلن ل يكن قذفا لنه صادق ف‬
‫الظاهر أنه ليس منه لنه منفى عنه‬
‫قال الشافعى رحه ال إذا أقر بنسب ولد فقال له رجل لست بابن فلن فهو قذف‬
‫وقال ف الزوج إذا قال للولد الذى أقر به لست بابن إنه ليس بقذف‬
‫واختلف أصحابنا فيه فمنهم من قال إن أراد القذف فهو قذف ف السألتي‬
‫وإن ل يرد القذف فليس بقذف ف السألتي وحل جوابه ف السألتي على هذين الالي‬
‫ومن أصحابنا من نقل جوابه ف كل واحدة منهما إل الخرى وجعلهما على قولي أحدها أنه‬
‫ليس بقذف فيهما لواز أن يكون معناه لست بابن فلن أو لست بابن خلقا أو خلقا‬
‫والثان أنه قذف لن الظاهر منه النفى والقذف‬
‫ومن أصحابنا من قال ليس بقذف من الزوج وهو قذف من الجنب لن الب يتاج إل تأديب‬
‫ولده فيقول لست بابن مبالغة ف تأديبه والجنب غي متاج إل تأديبه فجعل قذفا منه‬
‫فصل وإن قال لعرب يا نبطى فإن أراد نبطى اللسان أو نبطى الدار ل يكن قذفا‬
‫وإن أيراد نفى نسبه من العرب ففيه وجهان أحدها أنه ليس بقذف لن ال تعال علق الد على‬
‫الزنا فقال } والذين يرمون الصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء { وشهادة الربعة يتاج إليها ف‬
‫إثبات الزنا‬
‫والثان أنه يب به الد لا روى الشعث بن قيس أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل أوتى‬
‫برجل يقول إن كنانة ليست من قريش إل جلدته وعن ابن مسعود رضى ال عنه أنه قال ل حد‬
‫إل ف اثنتي قذف مصنة ونفى رجل من أبيه‬
‫فصل ومن ل يب عليه الد لعدم إحصان القذوف أو للتعريض بالقذف من غي نية عزر لنه‬
‫آذى من ل يوز أذاه‬
‫وإن قال لمرأته استكرهت على الزنا ففيه وجهان أحدها أنه يعزر لنه يلحقها بذلك عار عند‬
‫الناس‬
‫والثان أنه ل يعزر لنه ل عار عليها ف الشريعة با فعل با مستكرهة‬
‫فصل وما يب بالقذف من الد أو التعزير بالذى فهو حق للمقذوف يستوف إذا طالب به‬
‫ويسقط إذا عفا عنه والدليل عليه ما روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن‬
‫يكون كأب ضمضم كان يقول تصدقت بعرضى والتصدق بالعرض ل يكون إل بالعفو عما يب‬
‫له ولنه ل خلف أنه ل يستوف إل بطالبته فكان له العفو كالقصاص‬
‫وإن قال لغيه اقذفن فقذفه ففيه وجهان أحدها أنه ل حد عليه لنه حق له فسقط بإذنه‬
‫كالقصاص‬
‫والثان أنه يب عليه الد لن العار يلحق بالعشية فل يلك إل بإذن فيه وإذا‬
‫____________________‬

‫أسقط الذن وجب الد ومن وجب له الد أو التعزير ل يز أن يستوف إل بضرة السلطان لنه‬
‫يتاج إل الجتهاد ويدخله التخفيف فلو فوض إل القذوف ل يؤمن أن ييف للتشفى‬
‫فصل وإن مات من له الد أو التعزير وهو من يورث انتقل ذلك إل الوارث وفيمن يرثه ثلثة‬
‫أوجه‬
‫أحدها أنه يرثه جيع الورثة لنه موروث فكان لميع الورثة كالال‬
‫والثان أنه لميع الورثة إل لن يرث بالزوجية لن الد يب لدفع العار ول يلحق الزوج عار بعد‬
‫الوت لنه ل تبقى زوجية‬
‫والثالث أنه يرثه العصبات دون غيهم لنه حق ثبت لدفع العار فاختص به العصبات كولية‬
‫النكاح‬
‫وإن كان له وارثان فعفا أحدها ثبت للخر جيع الد لنه جعل للردع ول يصل الردع إل با‬
‫جعله ال عز وجل للردع وإن ل يكن له وارث فهو للمسلمي ويستوفيه السلطان‬
‫فصل وإن جن من له الد أو التعزير ل يكن لوليه أن يطالبه باستيفائه لنه حق يب للتشفى‬
‫ودرك الغيظ فأخر إل الفاقة كالقصاص‬
‫وإن قذف ملوكا كانت الطالبة بالتعزير للمملوك دون السيد لنه ليس بال ول له بدل هو مال‬
‫فلم يكن للسيد فيه حق كفسخ النكاح إذا عتقت المة تت عبد‬
‫وإن مات الملوك ففى التعزير ثلثة أوجه أحدها أنه يسقط لنه ل يستحق عنه بالرث فل‬
‫يستحق الول لنه لو ملك بق اللك للك ف حياته‬
‫والثان أنه للمول لنه حق ثبت للمملوك فكان الول أحق به بعد الوت كمال الكاتب‬
‫والثالث أنه ينتقل إل عصباته لنه حق ثبت لنفى العار فكان عصباته أحق به‬
‫فصل وإن قذف جاعة نظرت فإن كانوا جاعة ل يوز أن يكونوا كلهم زناة كأهل بغداد ل يب‬
‫الد لن الد يب لنفى العار ول عار على القذوف لنا نقطع بكذبه ويعزر للكذب وإن كانت‬
‫جاعة يوز أن يكونوا كلهم زناة نظرت فإن كان قد قذف كل واحد منهم على النفراد وجب‬
‫لكل واحد منهم حد وإن قذفهم بكلمة واحدة ففيه قولن قال ف القدي يب حد واحد لن‬
‫كلمة القذف واحدة فوجب حد واحد كما لو قذف امرأة واحدة‬
‫وقال ف الديد يب لكل واحد منهم حد وهو الصحيح لنه ألق العار بقذف كل واحد منهم‬
‫فلزمه لكل واحد منهم حد كما لو أفرد كل واحد منهم بالقذف‬
‫فإن قذف زوجته برجل ول يلعن ففيه طريقان من أصحابنا من قال هى على قولي كما لو قذف‬
‫رجلي أو امرأتي‬
‫ومنهم من قال يب حد واحد قول واحدا لن القذف ههنا بزنا واحد والقذف هناك بزناءين فإن‬
‫وجب عليه حد لثني فإن وجب لحدها قبل الخر وتشاحا قدم السابق منهما لن حقه أسبق‬
‫وإن وجب ) عليه ( لما ف حالة واحدة بأن قذفهما معا وتشاحا أقرع بينهما لنه ل مزية‬
‫لحدها على الخر فقدم بالقرعة‬
‫وإن قال لزوجته يا زانية بنت الزانية وها مصنتان لزمه حدان‬
‫ومن حضر منهما وطالبت بدها حدلا وإن حضرتا وطالبتا بدها ففيه وجهان أحدها أنه يبدأ‬
‫بد البنت لنه بدأ بقذفها‬
‫والثان وهو الذهب أنه يبدأ بد الم لن حدها ممع عليه وحد البنت متلف فيه لن عند أب‬
‫حنيفة ل يب على الزوج بقذف زوجته حد ولن حد الم آكد لنه ل يسقط إل بالبينة وحد‬
‫البنت يسقط بالبينة وباللعان فقدم أكدها‬
‫فصل وإن وجب حدان على حر لثني فحد لحدها ل يد للخر حت يبأ ظهره من الول لن‬
‫الوالة بينهما تؤدى إل التلف‬
‫وإن كان الدان على عبد ففيه وجهان أحدها أنه ل يوز الوالة بينهما كما لو كانا على حر‬
‫والثان أنه يوز لن الدين على العبد كالد الواحد ) على الر (‬
‫فصل وإن قذف أجنبيا بالزنا فحد ث قذفه ثانيا بذلك الزنا عزر للذى ول يد لن أبا بكرة شهد‬
‫على الغية بالزنا فجلده عمر رضى ال عنه ث أعاد القذف وأراد أن يلده فقال له على كرم ال‬
‫وجهه إن كنت تريد أن تلده فارجم صاحبك فترك عمر رضى ال عنه جلده ولنه قد حصل‬
‫التكذيب بالد‬
‫وإن قذفه بزنا ث قذفه بزنا آخر قبل أن يقام عليه الد ففيه قولن أحدها أنه يب عليه حدان‬
‫لنه من حقوق الدميي فلم تتداخل كالديون‬
‫والثان يلزمه حد واحد وهو الصحيح لنما حدان من جنس واحد لستحق واحد فتداخل كما‬
‫لو زن ث زن‬
‫وإن قذف زوجته ولعنها ث قذفها بزنا أضافه إل ما قبل اللعان ففيه وجهان أحدها أنه ل يب‬
‫عليه الد لن اللعان ف حق الزوج كالبينة ولو أقام عليها البينة ث قذفها ل يلزمه الد فكذلك‬
‫إذا لعنها‬
‫والثان أنه يب عليه الد لن اللعان إنا يسقط إحصانا ف الالة‬
‫____________________‬

‫الت يوجد فيها وما بعدها ) ول يسقط ( فيما تقدم فوجب الد با رماها به وإن قذف زوجته‬
‫وتلعنا ث قذفها أجنب وجب عليه الد لن اللعان يسقط الحصان فهى حق الزوج لنه بينة‬
‫يتص با فأما ف حق الجنب فهى باقية على إحصانا فوجب عليه الد بقذفها‬
‫وإن قذفها الزوج ولعنها ول تلعن فحدت ث قذفها الجنب بذلك الزنا ففيه وجهان أحدها أنه‬
‫ل حد عليه لنه قذفها بزنا حدت فيه فلم يب كما لو أقيم عليها الد بالبينة‬
‫والثان أنه يب لن اللعان يتص به الزوج فزال به الحصان ف حقه وبقى ف حق الجنب‬
‫فصل إذا سع السلطان رجل يقول زن رجل ل يقم عليه الد لن الستحق مهول ول يطالبه‬
‫بتعيينه لقوله عز وجل } ل تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم { ولن الد يدرأ بالشبهة ولذا‬
‫قال صلى ال عليه وسلم أل سترته بثوبك يا هزال وإن قال سعت رجل يقول إن فلنا زن ل يد‬
‫لنه ليس بقاذف وإنا هو حاك ول يسأله عن القاذف لن الد يدرأ بالشبهة‬
‫وإن قال زن فلن فهل يلزم السلطان أن يسأل القذوف فيه وجهان أحدها أنه يلزمه لنه قد‬
‫ثبت له حق ل يعلم به فلزم المام إعلمه كما لو ثبت له عنده مال ل يعلم به فعلى هذا إن سأل‬
‫القذوف فأكذبه وطالب بالد حد وإن صدقه حد القذوف لن النب صلى ال عليه وسلم قال يا‬
‫أنيس اغد على امرأة هذا فإن اعترفت فارجها‬
‫والوجه الثان أنه ل يلزم المام إعلمه لقوله صلى ال عليه وسلم ادرءوا الدود بالشبهات‬
‫فصل إذا قذف مصنا وقال قذفته وأنا ذاهب العقل فإن ل يعلم له حال جنون فالقول قول‬
‫القذوف ) مع يينه ( أنه ل يعلم أنه منون لن الصل عدم النون وإن علم له حال جنون ففيه‬
‫قولن بناء على القولي ف اللفوف إذا قده ث اختلفا ف حياته‬
‫أحدها أن القول قول القذوف لن الصل الصحة‬
‫والثان أن القول قول القاذف لنه يتمل ما يدعيه والصل حى الظهر ولن الد يسقط بالشبهة‬
‫والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم ادرءوا الدود بالشبهات وادرءوا الدود ما استطعتم‬
‫ولن يطىء المام ف العفو خي من أن يطىء ف العقوبة‬
‫فصل وإن عرض بالقذف وادعى القذوف أنه أراد قذفه وأنكر القاذف فالقول قوله لن ما يدعيه‬
‫متمل والصل براءة ذمته‬
‫فصل وإن قال لصنة زنيت ف الوقت الذى كنت فيه نصرانية أو أمة فإن عرف أنا كانت‬
‫نصرانية أو أمة ل يب الد لنه أضاف القذف إل حال هى فيها غي مصنة‬
‫وإن قال لا زنيت ث قال أردت ف الوقت الذى كنت فيه نصرانية أو أمة وقالت القذوفة بل‬
‫أردت قذف ف هذا الال وجب الد لن الظاهر أنه أراد قذفها ف الال‬
‫فإن قذف امرأة وادعى أنا مشركة أو أمة ) وأقرت الرأة أنا كانت مشركة أو أمة ( وادعت أنا‬
‫أسلمت أو أعتقت فالقول قول القاذف لن الصل بقاء الشرك والرق‬
‫وإن قذف امرأة وأقر أنا كانت مسلمة وادعى أنا ارتدت وأنكرت الرأة ذلك فالقول قولا لن‬
‫الصل بقاؤها على السلم‬
‫وإن قذف مهولة وادعى أنا أمة أو نصرانية وأنكرت الرأة ) ذلك ( ففيه طريقان ذكرناها ف‬
‫النايات‬
‫فصل وإن ادعت الرأة على زوجها أنه قذفها وأنكر فشهد شاهدان أنه قذفها جاز أن يلعن لن‬
‫إنكاره للقذف ل يكذب ما يلعن عليه من الزنا لنه يقول إنا أنكرت القذف وهو الرمى‬
‫بالكذب وما كذبت عليها لن صادق أنا زنت فجاز أن يلعن كما لو ادعى على رجل أنه‬
‫أودعه مال فقال الدعى عليه مالك عندى شيء فشهد شاهدان أنه أودعه فإن له أن يلف لن‬
‫إنكاره ل ينع اليداع لنه قد يودعه ث يتلف فل يلزمه شيء‬
‫من الال الذى يقصد إل سرقته من حرز مثله ل شبهة له فيه وجب عليه القطع والدليل عليه قوله‬
‫تعال } والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما {‬
‫____________________‬

‫باب حد السرقة ومن سرق وهو بالغ عاقل متار التزم حكم السلم نصابا ولن السارق يأخذ‬
‫الال على وجه ل يكن الحتراز منه ولو ل يب القطع عليه لدى ذلك إل هلك الناس بسرقة‬
‫أموالم‬
‫ول يب القطع على النتهب ول على الختلس لا روى جابر رضى ال عنه أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ليس على النتهب قطع ول على الختلس قطع ومن انتهب نبة مشهورة فليس‬
‫منا ولن النتهب والختلس يأخذان الال على وجه يكن انتزاعه منه بالستغاثة بالناس وبالسلطان‬
‫فلم يتج ف ردعه إل القطع ول يب على من جحد أمانة أو عارية لنه يكن أخذ الال منه‬
‫بالكم فلم يتج إل القطع‬
‫فصل ول يب على صب ول على منون لقوله صلى ال عليه وسلم رفع القلم عن ثلثة عن‬
‫الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق وروى ابن مسعود رضى ال عنه‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى بارية قد سرقت فوجدها ل تض فلم يقطعها‬
‫وهل يب على السكران فيه قولن ذكرناها ف الطلق‬
‫ول يب على مكره لقوله صلى ال عليه وسلم رفع عن أمت الطأ والنسيان وما استكرهوا عليه‬
‫ولن ما أوجب عقوبة ال عز وجل على الختار ل يوجب على الكره ككلمة الكفر‬
‫ول تب على الرب لنه ل يلتزم حكم السلم‬
‫وهل يب على الستأمن فيه قولن ذكرناها ف السي‬
‫فصل ول يب فيما دون النصاب والنصاب ربع دينار أو ما قيمته ربع دينار لا روت عائشة‬
‫رضى ال عنها قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ) ل يقطع يد السارق إل ف ربع دينار‬
‫فصاعدا (‬
‫فإن سرق غي الذهب قوم بالذهب لن النب صلى ال عليه وسلم قدر النصاب بالذهب فوجب‬
‫أن يقوم غيه به‬
‫وإن سرق ربع مثقال من اللص وقيمته دون ربع دينار ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد‬
‫الصطخرى وأب على بن أب هريرة أنه ل يقطع لن النب صلى ال عليه وسلم نص على ربع‬
‫دينار وهذا قيمته دون ربع دينار‬
‫والثان وهو قول عامة أصحابنا أنه يقطع لن اللص يقع عليه اسم الدينار ) وإن ل يصرف (‬
‫لنه يقال دينار خلص كما يقال دينار قراضة‬
‫وإن نقب اثنان حرزا وسرقا نصابي قطعا لن كل واحد منهما سرق نصابا وإن أخرج أحدها‬
‫نصابي ول يرج الخر شيئا قطع الذى أخرج دون الخر لنه هو الذى انفرد بالسرقة‬
‫فإن اشتركا ف سرقة نصاب ل يقطع واحد منهما‬
‫وقال أبو ثور يب القطع عليهما كما لو اشترك رجلن ف القتل وجب القصاص عليهما‬
‫وهذا خطأ لن كل واحد منهما ل يسرق نصابا ويالف القصاص فأنا لو ل نوجب على الشريكي‬
‫) ف القتل ( جعل الشتراك طريقا إل إسقاط القصاص وليس كذلك السرقة فإنا إذا ل نوجب‬
‫القطع على الشريكي ف سرقة نصاب ل يصر الشتراك طريقا إل إسقاط القطع لنما ل يقصدان‬
‫إل سرقة نصاب واحد لقلة ما يصيب كل واحد منهما فإذا اشتركا ف نصابي أوجبنا القطع وإذا‬
‫نقب حرزا وسرق منه ثن دينار ث عاد وسرق ثنا آخر ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها وهو قول أب العباس ) بن سريج ( أنه يب القطع لنه سرق نصابا من حرز مثله فوجب‬
‫عليه القطع كما لو سرقه ف دفعة واحدة‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه ل يب القطع لنه سرق تام النصاب من حرز مهتوك‬
‫والثالث وهو قول أب على بن خيان أنه إن عاد وسرق الثمن الثان بعدما اشتهر هتك الرز ل‬
‫يقطع لنه سرق من حرز اشتهر خرابه وإن سرق قبل أن يشتهر خرابه قطع لنه سرق ) من (‬
‫قبل ظهور خرابه‬
‫فصل ول يب القطع فيما سرق من غي حرز لا روى عبد ال بن عمرو بن العاص رضى ال عنه‬
‫أن رجل من مزينة قال يا رسول ال كيف ترى ف حريسة البل قال ليس ف شيء من الاشية‬
‫قطع إل ما أواه الراح وليس ف شيء من الثمر العلق قطع إل ما أواه الرين‬
‫____________________‬

‫فما أخذ من الرين فبلغ ثن الن ففيه القطع‬


‫فأسقط القطع ف الاشية إل ما أواه الراح وف الثمر العلق إل ما أواه الرين فدل على أن الرز‬
‫شرط ف إياب القطع ويرجع ف الرز إل ما يعرفه الناس حرزا فما عرفوه حرزا قطع بالسرقة‬
‫منه وما ل يعرفونه حرزا ل يقطع بالسرقة منه لن الشرع دل على اعتبار الرز وليس له حد من‬
‫جهة الشرع فوجب الرجوع فيه إل العرف كالقبض والتفرق ف البيع وإحياء الوات‬
‫فإن سرق مال مثمنا كالذهب والفضة والز والقز من البيوت أو الانات الريزة والدور النيعة‬
‫ف العمران ودونا أغلق وجب القطع لن ذلك حرز مثله وإن ل يكن دونا أغلق فإن كان ف‬
‫الوضع حافظ مستيقظ وجب القطع لنه مرز به وإن ل يكن حافظ أو كان فيه حافظ نائم ل يب‬
‫القطع لنه غي مرز‬
‫فإن سرق من بيوت ف غي العمران كالرباطات الت ف البية والواسق الت ف البساتي فإن ل‬
‫يكن فيها حافظ ل تقطع مغلقا كان الباب أو مفتوحا لن الال ل يرز فيه من غي حافظ‬
‫وإن كان فيها حافظ فإن كان مستيقظا قطع السارق مغلقا كان الباب أو مفتوحا لنه مرز به‬
‫وإن كان نائما فإن كان مغلقا قطع ) لنه مرز ( وإن كان مفتوحا ل يقطع لنه غي مرز‬
‫وإن سرق متاع الصياد له والبقالي من الدكاكي ف السواق ودونا أغلق أو درابات وعليها‬
‫قفل أو سرق أوان الزف ودونا شرائح القصب فإن كان المن ظاهرا قطع السارق لن ذلك‬
‫حرز مثله وإن قل المن فإن كان ف السوق حارس قطع لنه مرز به وإن ل يكن حارس ل يقطع‬
‫لنه غي مرز‬
‫وإن سرق باب دار أو دكان قطع لن حرزه بالنصب‬
‫وإن سرق حلقة الباب وهى مسمرة فيه قطع لنا مرزة بالتسمي ف الباب‬
‫وإن سرق آجر الائط قطع لنه مرز بالتشريح ف البناء‬
‫وإن سرق الطعام أو الدقيق ف غرائر شد بعضها إل بعض ف موضع البيع قطع على النصوص‬
‫فمن أصحابنا من قال إن كان ف موضع مأمون ف وقت المن فيه ظاهر ول يكن أخذ شيء منه‬
‫إل بل رباطه أو فتق طرفه قطع لن العادة تركها ف موضع البيع‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يقطع إل أن يكون ف بيت دونه باب مغلق والذى نص عليه الشافعى‬
‫رحه ال ف غي العراق وإن سرق حطبا شد بعضه إل بعض بيث ل يكن أن يسل منه شيء إل‬
‫بل رباطه قطع لنه مرز بالشد وإن كان متفرقا ل يقطع لنه غي مرز‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يقطع إل أن يكون ف بيت دونه باب مغلق متمعا كان أو متفرقا‬
‫وإن سرق أجزاعا ثقال مطروحة على أبواب الساكن قطع لن العادة فيها تركها على البواب‬
‫فصل وإن نبش قبا وسرق منه الكفن فإن كان ف برية ل يقطع لنه ليس برز للكفن وإنا يدفن‬
‫ف البية للضرورة وإن كان ف مقبة تلى العمران قطع لا روى الباء بن عازب رضى ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال من حرق حرقناه ومن غرق غرقناه ومن نبش قطعناه ولن القب‬
‫حرز للكفن‬
‫وإن كان الكفن أكثر من خسة أثواب فسرق ما زاد على المسة ل يقطع لن ما زاد على‬
‫المسة ليس بشروع ف الكفن فلم يعل القب حرزا له كالكيس الدفون معه‬
‫وإن أكل السبع اليت وبقى الكفن ففيه وجهان أحدها أنه ملك للورثة يقسم عليهم وهو قول‬
‫أب على بن أب هريرة وأب على الطبى لن ذلك الال ينتقل إليهم بالرث وإنا اختص اليت‬
‫بالكفن للحاجة وقد زالت الاجة فرجع إليهم‬
‫والثان أنه لبيت الال لنم ل يورثوه عند الوت فلم يرثوه بعده‬

‫____________________‬

‫فصل وإذا نام رجل على ثوب فسرقه سارق قطع لا روى أن صفوان بن أمية أنه قدم الدينة فنام‬
‫ف السجد متوسدا رداءه فجاءه سارق فأخذ رداءه من تت رأسه فأخذ صفوان السارق فجاء به‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقطع يده فقال صفوان إن ل‬
‫أرد هذا هو عليه صدقة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فهل قبل أن تأتين به ولنه مرز به‬
‫وإن زحف عنه ف النوم فسرق ل يقطع لنه زال الرز فيه‬
‫وإن ضرب فسطاطا وترك فيه مال فسرق وهو فيه أو على بابه نائم أو مستيقظ قطع لن عادة‬
‫الناس إحراز التاع ف اليم على هذه الصفة‬
‫وإن ل يكن صاحبه معه ل يقطع السارق لنه ل يترك الفسطاط بل حافظ‬
‫فصل وإن كان ماله بي يديه وهو ينظر إليه فتغفله رجل وسرق ) ماله ( قطع لنه سرق من حرزه‬
‫وإن نام أو اشتغل عنه أو جعله خلفه بيث تناله اليد فسرق ل يقطع لنه سرقه من غي حرز‬
‫وإن علق الثياب ف المام ول يأمر المامى بفظها فسرقت ل يضمن المامى لنه ل يلزمه‬
‫حفظها ول يقطع السارق لنه سرق من غي حرز لن المام مستطرق وإن أمر المامى بفظها‬
‫فسرقت فإن كان المامى مراعيا ) لا ( ل يضمن لنه ل يفرط ويقطع السارق لنه سرق من حرز‬
‫وإن نام المامى أو تشاغل عن الثياب فسرقت ضمن المامى لنه فرط ف الفظ ول يقطع‬
‫السارق لنه سرق من غي حرز‬
‫فصل فإن سرق ماشية من الرعى نظرت فإن كان الراعى ينظر إليها ويبلغها صوته إذا زجرها‬
‫قطع السارق لنا ف حرز‬
‫وإن سرق والراعى نائم أو سرق منها ما غاب عن عينه بائل ل يقطع لن الرز بالفظ وما ل‬
‫يراه غي مفوظ‬
‫وإن سرق ما ل يبلغها صوته ل يقطع لنا تتمع وتفترق بصوته وإذا ل يبلغها صوته ل تكن ف‬
‫حفظه فلم يب القطع بسرقته‬
‫وإن سرق ماشية سائرة أو جال مقطرة فإن كان خلفها سائق ينظر إليها جيعها ويبلغها صوته إذا‬
‫زجرها قطع لنا مرزة به‬
‫وإن سرق منه ما غاب عن عينه أو ما ل يبلغه صوته لبعده ل يقطع لا ذكرناه ف الراعية‬
‫وإن كان مع المال قائد إذا التفت نظر إل جيعها وبلغها صوته إذا زجرها وأكثر اللتفات إليها‬
‫قطع لنا مرزة ) بالقائد (‬
‫وإن سرق ما ل ينظر إليه إذا التفت أو ل يبلغه صوته أو ل يكثر اللتفات إليها ل يقطع لنه سرق‬
‫من غي حرز‬
‫وإن كانت المال باركة فإن كان صاحبها ينظر إليها قطع السارق لنا مرزة بفظه‬
‫وإن سرق وصاحبها نائم فإن كانت غي معقلة ل يقطع لنا غي مرزة وإن كانت ) مثقلة ( قطع‬
‫لن عادة المال إذا نام أن يعقلها وإن كان على المال أحال كان حرزها كحرز المال لن‬
‫العادة ترك الحال على المال‬
‫فصل ول يب القطع إل بأن يرج الال من الرز بفعله فإن دخل الرز ورمى الال إل خارج‬
‫الرز أو نقب الرز وأدخل يده أو مجنا معه فأخرج الال قطع وإن دخل الرز وأخذ الال‬
‫ودفعه إل آخر خارج الرز قطع لنه هو الذى أخرجه‬
‫فإن أخرجه ول يأخذ منه الخر فرده إل الرز ل يسقط القطع لنه وجب القطع بالخراج فلم‬
‫يسقط بالرد‬
‫وإن ربط جيبه أو كمه فوقع منه الال أو نقب حرزا فيه طعام فانثال قطع لنه خرج بفعله‬
‫وإن كان ف الرز ماء جار فترك فيه الال حت خرج إل خارج الرز قطع لنه خرج بسبب فعله‬
‫وإن تركه ف ماء راكد فحركه حت خرج الال قطع لا ذكرناه‬
‫وإن حركه غيه ل يقطع لنه ل يرج الال بفعله‬
‫وإن تفجر الاء وخرج الال ففيه وجهان أحدها أنه يقطع لنه سبب لروجه‬
‫والثان أنه ل يقطع لن خروجه بالنفجار الادث من غي فعله‬
‫وإن وضع الال ف النقب ف وقت هبوب الريح فأطارته الريح إل خارج الرز قطع كما لو تركه‬
‫ف ماء جار‬
‫وإن وضعه ول ريح ث هبت ريح فأخرجته ففيه وجهان كما قلنا فيما لو تركه ف ماء راكد‬
‫فتفجر الاء فخرج به‬
‫فإن وضع الال على حار ث قاده أو ساقه حت خرج من الرز قطع لنه خرج بسبب فعله‬
‫وإن خرج المار من غي سوق ول قود ففيه وجهان أحدها أنه يقطع لن عادة البهائم إذا أثقلها‬
‫المل أن تسي‬
‫والثان أنه ل يقطع لنه سار باختياره‬
‫وإن ثقب الرز وأمر صغيا ل ييز بإخراج الال من الرز فأخرجه قطع لن الصغي كاللة‬
‫وإن دخل الرز وأخذ جوهرة فابتلعها وخرج ففيه وجهان أحدها أنه ل يقطع لنه استهلكها ف‬
‫الرز ولذا يب عليه قيمتها فلم يقطع كما لو أخذ طعاما فأمله‬
‫والثان أنه‬
‫____________________‬

‫يقطع لنه أخرجه من الرز ف وعاء فأشبه إذا جعلها ف جيبه ث خرج‬
‫وإن أخذ طيبا فتطيب به ث خرج فإن ل يكن أن يتمع منه ) ما قيمته ( قدر النصاب ل يقطع لنه‬
‫استهلكه ف الرز فصار كما لو كان طعاما فأكله وإن أمكن أن يتمع منه قدر النصاب ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه ل يقطع لن استعمال الطيب إتلف له فصار كالطعام إذا أكله ف الرز‬
‫والثان أنه يقطع لن عينه باقية ولذا يوز لصاحبه أن يطالبه برده‬
‫فصل ول يب القطع حت ينفصل الال عن جيع الرز فإن سرق جذعا أو عمامة فأخذ قبل أن‬
‫ينفصل الميع من الرز ل يقطع لنه ل ينفرد بعضه عن بعض ولذا لو كان ف طرف منه ناسة ل‬
‫تصح صلته فيه فإذا ل يب القطع فيما بقى من الرز ل يب فيما خرج منه‬
‫وإن ثقب رجلن حرزا فأخذ أحدها الال ووضعه على باب الثقب وأخذه الخر ففيه قولن‬
‫أحدها أنه يب عليهما القطع لنا لو ل نوجب القطع عليهما صار هذا طريقا إل إسقاط القطع‬
‫والثان أنه ل يقطع واحد منهما وهو الصحيح لن كل واحد منهما ل يرج الال من كمال الرز‬

‫وإن نقب أحدها الرز ودخل الخر وأخرج الال ففيه طريقان من أصحابنا من قال فيه قولن‬
‫كالسألة قبلها‬
‫ومنهم من قال ل يب ) عليه ( القطع قول واحدا لن أحدها نقب ول يرج الال والخر أخرج‬
‫الال من غي حرزه‬
‫فصل وإن فتح مراحا فيه غنم فحلب من ألبانا قدر النصاب وأخرجه قطع لن الغنم مع اللب ف‬
‫حرز واحد فصار كما لو سرق نصابا من حرزين ف بيت واحد‬
‫فصل فإن دخل السارق إل دار فيها سكان ينفرد كل واحد منهم ببيت مقفل فيه مال ففتح بيتا‬
‫وأخرج الال إل صحن الدار قطع لنه أخرج الال من حرزه‬
‫وإن كانت الدار لواحد وفيها بيت فيه مال فأخرج السارق الال من البيت إل الصحن فإن كان‬
‫باب البيت مفتوحا وباب الدار مغلقا ل يقطع لن ما ف البيت مرز بباب الدار‬
‫وإن كان باب الدار مفتوحا وباب البيت مغلقا قطع لن الال مرز بالبيت دون الدار‬
‫وإن كان باب البيت مفتوحا وباب الدار مفتوحا ل يقطع لن الال غي مرز‬
‫وإن كان ) باب البيت مغلقا ( وباب الدار مغلقا ففيه وجهان أحدها أنه يقطع لن البيت حرز لا‬
‫فيه كما لو كان باب الدار مفتوحا‬
‫والثان أنه ل يقطع لن البيت الغلق ف دار مغلقة حرز ف حرز فلم يقطع بالخراج من أحدها‬
‫كما لو كان ف بيت مقفل صندوق مقفل فأخرج الال من الصندوق ول يرجه من البيت‬
‫فصل وإن سرق الضيف من مال الضيف نظرت فإن سرقه من مال ل يرزه عنه ل يقطع لا روى‬
‫أبو الزبي عن جابر قال أضاف رجل رجل فأنزله ف مشربة له فوجد متاعا له قد اختانه فيه فأتى‬
‫به أبا بكر رضى ال عنه فقال خل عنه فليس بسارق وإنا هى أمانة اختانا ولنه غي مرز عنه‬
‫فلم يقطع فيه‬
‫وإن سرقه من بيت مقفل قطع لا روى ممد بن حاطب أو الارث أن رجل قدم الدينة فكان‬
‫يكثر الصلة ف السجد وهو أقطع اليد والرجل فقال له أبو بكر رضى ال عنه ما ليلك بليل‬
‫سارق فلبثوا ما شاء ال ففقدوا حليا لم فجعل الرجل يدعو على من سرق أهل هذا البيت‬
‫الصال فمر رجل بصائغ فرأى عنده حليا فقال ما أشبه هذا اللى بلى آل أب بكر فقال للصائغ‬
‫من اشتريته فقال من ضيف أب بكر فأخذ فأقر فجعل أبو بكر رضى ال عنه يبكى فقالوا ما‬
‫يبكيك من رجل سرق فقال أبكي لغرته بال تعال فأمر به فقطعت يده ولن البيت الغلق حرز لا‬
‫فيه فقطع بالسرقة منه‬
‫فصل ول يب القطع بسرقة ما ليس بال كالكلب والنير والمر والسرجي سواء سرقة من‬
‫مسلم أو من ذمى لن القطع جعل لصيانة الموال وهذه الشياء ليست بال‬
‫فإن سرق إناء يساوى نصابا فيه خر ففيه وجهان أحدها أنه ل يقطع لن ما فيه تب إراقته ول‬
‫يوز إقراره فيه‬
‫والثان أنه يقطع لن سقوط القطع فيما فيه ل يوجب سقوط القطع فيه كما لو سرق إناء فيه بول‬

‫____________________‬

‫فصل وإن سرق صنما أو بربطا أو مزمارا فإن كان إذا فصل ل يصلح لغي معصية ل يقطع لنه ل‬
‫قيمة لا فيه من التأليف وإن كان إذا فصل يصلح لنفعة مباحة ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنه يقطع لنه مال يقوم على متلفه‬
‫والثان أنه ل يقطع لنه آلة معصية فلم يقطع بسرقته كالمر‬
‫والثالث وهو قول أب على بن أب هريرة رحه ال أنه إن أخرجه مفصل قطع لزوال العصية وإن‬
‫أخرجه غي مفصل ل يقطع لبقاء العصية وإن سرق أوان الذهب والفضة قطع لنا تتخذ للزينة ل‬
‫للمعصية‬
‫فصل وإن سرق حرا صغيا ل يقطع لنه ليس بال وإن سرقه وعليه حلى بقدر النصاب ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه يقطع لنه قصد سرقة ما عليه من الال‬
‫والثان أنه ل يقطع لن يده ثابتة على ما عليه ولذا لو وجد لقيط ومعه مال كان الال له فلم‬
‫يقطع كما لو سرق جل وعليه صاحبه‬
‫وإن سرق أم ولد نائمة ففيه وجهان أحدها أنه يقطع لنا تضمن باليد فقطع بسرقتها كسائر‬
‫الموال‬
‫والثان أنه ل يقطع لن معن الال فيها ناقص لنه ل يكن نقل اللك فيها‬
‫وإن سرق عينا موقوفة على غيه ففيه وجهان كالوجهي ف أم الولد‬
‫وإن سرق من غلة وقف على غيه قطع لنه مال يباع ويبتاع‬
‫وإن سرق الاء ففيه وجهان أحدها أنه يقطع لنه يباع ويبتاع‬
‫والثان أنه ل يقطع لنه ل يقصد إل سرقته لكثرته‬
‫فصل ول يقطع فيما له فيه شبهة لقوله عليه السلم ادرأوا الدود بالشبهات‬
‫فإن سرق مسلم من مال بيت الال ل يقطع لا روى أن عامل لعمر رضى ال عنه كتب إليه يسأله‬
‫عمن سرق من مال بيت الال قال ل تقطعه فما من أحد إل وله فيه حق وروى الشعب أن رجل‬
‫سرق من بيت الال فبلغ عليا كرم ال وجهه فقال إن له فيه سهما ول يقطعه وإن سرق ذمى‬
‫) مال ( من بيت السلمي قطع لنه ل حق له فيه وإن كفن ميت بثوب من بيت الال فسرقه‬
‫سارق قطع لن بالتكفي به انقطع عنه حق سائر السلمي‬
‫وإن سرق من غلة ) وقفت ( على السلمي ل يقطع لن له ) فيها ( حقا وإن سرق فقي من غلة‬
‫وقف على الفقراء ل يقطع لن له ) فيها ( حقا‬
‫وإن سرق منها غن قطع لنه ل حق له فيها‬
‫فصل وإن سرق رتاج الكعبة أو باب السجد أو تأزيره قطع لا روى عن عمر رضى ال عنه أنه‬
‫قطع سارقا سرق قبطية من منب رسول ال صلى ال عليه وسلم ولنه مال مرز برز مثله ل‬
‫شبهة له فيه‬
‫وإن سرق مسلم من قناديل السجد أو من حصره ل يقطع لنه جعل ذلك لنفعة السلمي‬
‫وللسارق فيها حق وإن سرقه ذمى قطع لنه ل حق له فيها‬
‫فصل ومن سرق من ولده أو ولد ولده وإن سفل أو من أبيه أو من جده وإن عل ل يقطع‬
‫وقال أبو ثور يقطع لقوله عز وجل } والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما { فعم ول يص وهذا‬
‫خطأ لقوله عليه الصلة والسلم ادرؤا الدود بالشبهات وللب شبهة ف مال البن وللبن شبهة‬
‫ف مال الب لنه جعل ماله كماله ف استحقاق النفقة ورد الشهادة فيه والية نصها با ذكرناه‬
‫ومن سرق من سواها من القارب قطع لنه ل شبهة له ف ماله ول يقطع العبد بسرقة مال موله‬

‫وقال أبو ثور يقطع لعموم الية‬


‫وهذا خطأ لا روى السائب بن يزيد أنه حضر عمر بن الطاب رضى ال عنه وقد جاءه عبد ال‬
‫بن عمرو الضرمى فقال إن غلمى هذا سرق فاقطع يده فقال عمر ما سرق فقال مرآة امرأتى‬
‫فقال له أرسله خادمكم أخذ متاعكم ولكن لو سرق من غيكم قطع ولن يده كيد الول بدليل‬
‫أنه لو كان بيده مال فادعاه رجل كان القول فيه قول الول فيصي كما لو نقل ماله من زاوية‬
‫داره إل زاوية أخرى ولن له ف ماله شبهة ف استحقاق النفقة فلم يقطع كالب والبن‬
‫وإن سرق من غيه قطع لقول عمر رضى ال عنه ولنه ل شبهة له ف مال غيه‬
‫وإن سرق أحد الزوجي من الخر ما هو مرز عنه ففيه ثلثة أقوال‬
‫أحدها أنه يقطع لن النكاح عقد على النفعة فل يسقط القطع ف السرقة كالجارة‬
‫والثان أنه ل يقطع لن الزوجة تستحق النفقة على الزوج والزوج يلك أن يجر عليها وينعها‬
‫من التنصرف على قول بعض الفقهاء فصار ذلك شبهة‬
‫والثالث أنه يقطع الزوج بسرقة مال الزوجة ول‬
‫____________________‬
‫تقطع الزوجة بسرقة مال الزوج لن للزوجة حقا ف مال الزوج بالنفقة وليس للزوج حق ف مالا‬

‫ومن ل يقطع من الزوجي بسرقة مال الخر ل يقطع عبده بسرقة ماله لقول عمر رضى ال عنه‬
‫ف سرقة علم الضرمى الذى سرق مرآة امرأته أرسله فل قطع عليه خادمكم أخذ متاعكم ولن‬
‫يد عبده كيده فكانت سرقته من ماله كسرقته‬
‫فصل وإن كان له على رجل دين فسرق من ماله فإن كان جاحدا له أو ماطل له ل يقطع لن له‬
‫أن يتوصل إل أخذه بدينه‬
‫وإن كان مقرا مليا قطع لنه ل شبهة له ف سرقته‬
‫وإن غصب مال فأحرزه ف بيت فنقب الغصوب منه البيت وسرق مع ماله نصابا من مال‬
‫الغاصب ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنه ل يقطع لنه هتك حرزا كان له هتكه لخذ ماله‬
‫والثان أنه يقطع لنه لا سرق مال الغاصب علم أنه قصد سرقة مال الغاصب‬
‫والثالث أنه إن كان ما سرقه متميزا عن ماله قطع لنه ل شبهة له فهى سرقته وإن كان متلطا با‬
‫له ل يقطع لنه ل يتميز ما يب فيه القطع ) ما ل يب فيه ( فلم يقطع‬
‫وإن سرق الطعام عام الاعة نظرت فإن كان الطعام موجودا قطع لنه غي متاج إل سرقته وإن‬
‫كان معدوما ل يقطع لا روى عن عمر رضى ال عنه أنه قال ل قطع ف عام الاعة أو السنة‬
‫ولن له أن يأخذه فلم يقطع فيه‬
‫فصل وإن نقب الؤجر الدار الستأجرة وسرق منها مال للمستأجر قطع لنه ل شبهة له ف ماله‬
‫ول ف هتك حرزه‬
‫وإن نقب العي الدار الستعارة وسرق منها مال للمستعي ففيه وجهان أحدها أنه ل يقطع لن له‬
‫أن يرجع ف العارية فجعل النقب رجوعا‬
‫والثان وهو النصوص أنه يقطع لنه أحرز ماله برز بق فأشبه إذا نقب الؤجر الدار الستأجرة‬
‫وسرق ) من ( مال الستأجر‬
‫وإن غصب رجل مال أو سرقه وأحرزه فجاء سارق فسرقه ففيه وجهان أحدها أنه ل يقطع لنه‬
‫حرز ل يرضه مالكه‬
‫والثان أنه يقطع‬
‫لنه سرق ما ل شبهة له فيه من حرز مثله‬
‫فصل وإن وهب السروق منه العي السروقة من السارق بعدما رفع إل السلطان ل يسقط القطع‬
‫لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم أمر ف سارق رداء صفوان أن تقطع يده فقال صفوان إن ل‬
‫أرد هذا هو عليه صدقة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فهل قبل أن تأتين به‬
‫ولن ما حدث بعد وجوب الد ول يوجب شبهة ف الوجوب فلم يؤثر ف الد كما لو زن وهو‬
‫عبد فصار حرا قبل أن يد أو زن وهو بكر فصار ثيبا قبل أن يد‬
‫وإن سرق عينا قيمتها ربع دينار فنقصت قيمتها قبل أن يقطع ل يسقط القطع لا ذكرناه‬
‫وإن ثبتت السرقة بالبينة فأقر السروق منه باللك للسارق أو قال كنت أبته له سقط القطع لنه‬
‫يتمل أن يكون صادقا ف إقراره وذلك شبهة فلم يب معها الد‬
‫وإن ثبتت السرقة بالبينة فادعى السارق أن السروق ماله ) وهبه منه ( أو أباحه له وأنكر‬
‫السروق منه ول يكن للسارق بينة ل يقبل دعواه ف حق السروق منه لنه خلف الظاهر بل يب‬
‫تسليم الال إليه‬
‫وأما القطع فالنصوص أنه ل يب لنه يوز أن يكون صادقا وعوذلك شبهة فمنعت وجوب الد‬
‫وذكر أبو إسحاق وجها آخر أنه يقطع لنا لو أسقطنا القطع بدعواه أفضى إل أل يقطع سارق‬
‫وهذا خطأ لنه يبطل به إذا ثبت عليه الزنا بامرأة وادعى زوجيتها فإنه يسقط الد وإن أفضى‬
‫ذلك إل إسقاط حد الزنا‬
‫وإن ثبتت السرقة بالبينة والسروق منه غائب فالنصوص ف السرقة أنه ل يقطع حت يضر فيدعى‬

‫وقال فيمن قامت البينة عليه أنه زن بأمة ومولها غائب أنه يد ول ينتظر حضور الول فاختلف‬
‫أصحابنا فيه على ثلثة مذاهب أحدها وهو قول أب العباس بن سريج رحه ال أنه ل يقام عليه‬
‫الد ف السألتي حت يضر وما روى ف حد الزنا سهو من الناقل ووجهه أنه يوز أن يكون عند‬
‫الغائب شبهة تسقط الد بأن يقول السروق منه كنت أبته له ويقول مول المة‬
‫كنت وقفتها عليه والد يدرأ بالشبهة فل يقام عليه قبل الضور‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه ينقل جواب كل واحدة منهما إل الخرى فيكون ف السألتي‬
‫قولن أحدها أنه ل يد لواز أن يكون عند الغائب شبهة‬
‫والثان أنه يد لنه وجب الد ف الظاهر فل يؤخر‬
‫والثالث وهو قول أب الطيب بن سلمة وأب حفص بن الوكيل أنه يد الزان ول يقطع السارق‬
‫على ما نص عليه لن حد الزنا ل تنع الباحة من وجوبه والقطع ف السرقة تنع الباحة من‬
‫وجوبه‬
‫وإن ثبتت السرقة والزنا بالقرار فهو كما لو‬
‫____________________‬
‫ثبتت بالبينة فيكون على ما تقدم من الذاهب‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه وجه آخر أنه يقطع السارق ويد الزان ف القرار وجها واحدا‬
‫والصحيح أنه كالبينة وإذا قلنا إنه ينتظر قدوم الغائب ففيه وجهان أحدها أنه يبس لنه قد‬
‫وجب الد وبقى الستيفاء فحبس كما يبس من عليه القصاص إل أن يبلغ الصب ويقدم الغائب‬

‫والثان أنه إن كان السفر قريبا حبس إل أن يقدم الغائب وإن كان ) السفر ( بعيدا ل يبس لن‬
‫ف حبسه إضرارا به والق ل عز وجل فلم يبس لجله‬
‫فصل وإذا ثبت الد عند السلطان ل يز العفو عنه ول توز الشفاعة فيه لا روت عائشة رضى‬
‫ال عنها قالت أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم بسارق قد سرق فأمر به فقطع فقيل يا رسول‬
‫ال ما كنا نراك تبلغ به هذا قال لو كانت فاطمة بنت ممد لقمت عليها الد وروى عروة قال‬
‫شفع الزبي ف سارق فقيل حت يأتى السلطان قال إذا بلغ السلطان فلعن ال الشافع والشفع كما‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ولن الد ل فل يوز فيه العفو والشفاعة‬
‫فصل وإذا وجب القطع قطعت يده اليمن فإن سرق ثانيا قطعت رجله اليسرى فإن سرق ثالثا‬
‫قطعت يده اليسرى فإن سرق رابعا قطعت رجله اليمن لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ف السارق وإن سرق فاقطعوا يده ث إن سرق فاقطعوا رجله ث إن‬
‫سرق فاقطعوا يده ث إن سرق فاقطعوا رجله‬
‫وإن سرق خامسا ل يقتل لن النب صلى ال عليه وسلم بي ف حديث أب هريرة ما يب عليه ف‬
‫أربع مرات فلو وجب ف الامسة قتل لبي ويعزر لنه معصية ليس فيها حد ول كفارة فعزر فيها‬
‫فصل وتقطع اليد من مفصل الكف لا روى عن أب بكر وعمر رضى ال عنهما أنما قال إذا‬
‫سرق السارق فاقطعوا يينه من الكوع ولن البطش بالكف وما زاد من الذراع تابع ولذا تب‬
‫الدية فيه ويب فيما زاد الكومة وتقطع الرجل من مفصل القدم‬
‫وقال أبو ثور تقطع الرجل من شطر القدم لا روى الشعب قال كان على عليه السلم يقطع‬
‫الرجل من شطر القدم ويترك له عقبا ويقول ادع له ما يعتمد عليه‬
‫والذهب ما ذكرناه والدليل عليه ما روى عن عمر رضى ال عنه أنه كان يقطع القدم من‬
‫مفصلها ولن البطش بالقدم ويب فيها الدية فوجب قطعه‬
‫فصل وإن سرق ول يي له قطعت الرجل اليسرى فإن كانت له يي عند السرقة فذهبت بآكلة‬
‫أو جناية سقط الد ول ينتقل الد إل الرجل‬
‫والفرق بي السألتي أنه إذا سرق ول يي له تعلق الد بالعضو الذى يقطع بعده وإذا سرق وله‬
‫يي تعلق القطع با فإذا ذهبت زال ما تعلق به القطع فسقط‬
‫وإن سرق وله يد ناقصة الصابع قطعت لن اسم اليد يقع عليها وإن ل يبق غي الراحة ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه ل يقطع وينتقل الد إل الرجل لنه قد ذهبت النفعة القصودة با ولذا ل‬
‫يضمن بأرش مقدر فصار كما لو ل يبق منها شيء‬
‫والثان أنه يقطع ما بقى لنه بقى جزء من العضو الذى تعلق به القطع فوجب قطعه كما لو بقيت‬
‫أنلة‬
‫فإن سرق وله يد شلء فإن قال أهل البة إنا إذا قطعت انسدت عروقها قطعت وإن قالوا ل‬
‫تنسد عروقها ل تقطع لن قطعها يؤدى إل أن يهلك‬
‫فصل وإذا قطع فالسنة أن يعلق العضو ف عنقه ساعة لا روى فضالة بن عبيد قال أتى النب صلى‬
‫ال عليه وسلم بسارق فأمر به فقطعت يده ث أمر فعلقت ف رقبته‬
‫ولن ف ذلك ردعا للناس‬
‫ويسم موضع القطع لا روى أبو هريرة رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى‬
‫بسارق فقال اذهبوا به فاقطعوه ث احسموه ث ائتون به فقطع فأتى به فقال تب إل ال تعال فقال‬
‫تبت إل ال تعال فقال تاب ال عليك‬
‫والسم هو أن يغلى الزيت غليا جيدا ث يغمس فيه موضع القطع لتنحسم العروق وينقطع الدم‬
‫فإن ترك السم جاز لنا مداواة فجاز تركها‬
‫وأما ثن الزيت وأجرة القاطع فهو ف بيت الال لنه من الصال‬
‫فإن قال أنا أقطع بنفسى ففيه وجهان أحدها أنه ل يكن كما ل يكن ف القصاص‬
‫والثان أنه يكن لن الق ل تعال والقصد به التنكيل وذلك قد يصل بفعله بلف القصاص فإنه‬
‫يب للدمى للتسفى فكان الستيفاء إليه‬
‫فصل وإن وجب عليه قطع يينه فأخرج يساره فاعتقد أنا يينه أو اعتقد أن قطعها يزىء عن‬
‫اليمي فقطعها القاطع ففيه وجهان أحدها وهو النصوص أنه يزئه عن اليمي لن الق ل تعال‬
‫ومبناه على الساهلة‬
‫____________________‬

‫فقامت اليسار فيه مقام اليمي‬


‫والثان أنه ل يزئه لنه قطع غي العضو الذى تعلق به القطع فعلى هذا إن كان القاطع تعمد قطع‬
‫اليسار وجب عليه القصاص ف يساره وإن قطعها وهو يعتقد أنا يينه أو قطعها وهو يعتقد أن‬
‫قطعها يزئه عن اليمي وجب عليه نصف الدية‬
‫فصل إذا تلف السروق ف يد السارق ضمن بدله وقطع ول ينع أحدها الخر لن الضمان يب‬
‫لق الدمى والقطع يب ل تعال فل ينع أحدها الخر كالدية والكفارة‬
‫باب حد قاطع الطريق من شهر السلح وأخاف السبيل ف مصر أو برية وجب على المام طلبه‬
‫لنه إذا ترك قويت شوكته وكثر الفساد به ف قتل النفوس وأخذ الموال‬
‫فإن وقع قبل أن يأخذ الال ويقتل النفس عزر وحبس على حسب ما يراه السلطان لنه تعرض‬
‫للدخول ف معصية عظيمة فعزر كالتعرض للسرقة بالنقب والتعرض للزنا بالقبلة‬
‫وإن أخذ نصابا مرزا مثله من يقطع بسرقة ماله وجب عليه قطع يده اليمن ورجله اليسرى لا‬
‫روى الشافعى عن ابن عباس أنه قال ف قطاع الطريق إذا قتلوا وأخذوا الال قتلوا وصلبوا وإذا‬
‫قتلوا ول يأخذوا الال قتلوا ول يصلبوا وإذا أخذوا الال ول يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من‬
‫خلف ونفيهم إذا هربوا أن يطلبوا حت يؤخذوا وتقام عليهم الدود لنه ساوى السارق ف أخذ‬
‫النصاب على وجه ل يكن الحتراز منه فساواه ف قطع اليد وزاد عليه بإخافة السبيل بشهر‬
‫السلح فغلظ بقطع الرجل‬
‫فإن ل يكن له اليد اليمن وله الرجل اليسرى قطع الرجل ) اليسرى ( لن الد تعلق بما فإذا‬
‫فقد أحدها تعلق الد بالباقى كما قلنا ف السارق إذا كانت له يد ناقصة الصابع‬
‫وإن ل يكن له اليد اليمن ول الرجل اليسرى انتقل القطع إل اليد اليسرى والرجل اليمن لن ما‬
‫يبدأ به معدوم فتعلق الد با بعده وإن أخذ دون النصاب ل يقطع‬
‫وخرج أبو على بن خيان قول آخر أنه ل يعتب النصاب كما ل يعتب التكافؤ ف القتل ف الاربة‬
‫ف أحد القولي وهذا خطأ لنه قطع يب بأخذ الال فشرط فيه النصاب كالقطع فيي السرقة فإن‬
‫أخذ الال من غي حرز بأن انفرد عن القافلة أو أخذ من جال مقطرة ترك القائد تعاهدها ل يقطع‬
‫لنه قطع يتعلق بأخذ الال فشرط فيه الرز كقطع السرقة‬
‫فصل وإن قتل ول يأخذ الال انتم قتله ول يز لول الدم العفو عنه لا روى ابن عباس رضى ال‬
‫عنه قال نل جبيل عليه السلم بالد فيهم أن من قتل ول يأخذ الال قتل والد ل يكون إل‬
‫حتما ولن ما أوجب عقوبة ف غي الاربة تغلظت العقوبة فيه بالاربة كأخذ الال يغلظ بقطع‬
‫الرجل‬
‫وإن جرح جراحة توجب القود فهل يتحتم القود فيه قولن أحدها أنه يتحتم لن ما أوجب‬
‫القود ف غي الاربة انتم القود فيه ف الاربة كالقتل‬
‫والثان أنه ل يتحتم لنه تغليظ ل يتبعض ف النفس فلم يب فيما دون النفس كالكفارة‬
‫فصل وإن قتل وأخذ الال قتل وصلب‬
‫ومن أصحابنا من قال يصلب حيا وينع الطعام والشراب حت يوت‬
‫وحكى أبو العباس ابن القاص ف التخليص عن الشافعى رضى ال عنه أنه قال يصلب ثلثا قبل‬
‫القتل ول يعرف هذا للشافعى والدليل على أنه يصلب بعد القتل قوله صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫قتلتم فأحسنوا القتلة وإن كان الزمان باردا أو معتدل صلب بعد القتل ثلثا وإن كان الر شديدا‬
‫وخيف عليه التغي قبل الثلث حنط وغسل وكفن وصلى عليه‬
‫وقال أبو على بن أب هريرة رحه ال يصلب إل أن يسيل صديده وهذا خطأ لن ف ذلك تعطيل‬
‫أحكام الوتى من الغسل والتكفي والصلة والدفن‬
‫وإن مات فهل يصلب فيه وجهان أحدها وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين رحه ال أنه ل‬
‫يصلب لن الصلب تابع للقتل وصفة له وقد سقط القتل فسقط الصلب‬
‫والثان وهو قول شيخنا القاضى أب الطيب الطبى رحه ال أنه يصلب لنما حقان فإذا تعذر‬
‫أحدها ل يسقط الخر‬

‫____________________‬

‫فصل وإن وجب عليه الد ول يقع ف يد المام طلب إل أن يقع فيقام عليه الد لقوله عز وجل‬
‫} أو ينفوا من الرض { وقد روينا عن ابن عباس أنه قال ونفيهم إذا هربوا أن يطلبوا حت‬
‫يوجدوا فتقام عليهم الدود‬
‫فصل ول يب ما ذكرناه من الد إل على من باشر القتل أو أخذ الال فأما من حضر ردءا لم أو‬
‫عينا فل يلزمه الد لقوله صلى ال عليه وسلم ل يل دم امرىء مسلم إل بإحدى ثلث كفر بعد‬
‫إيان وزنا بعد إحصان أو قتل نفس بغي حق ويعزر لنه أعان على معصية فعزر وإن قتل بعضهم‬
‫وأخذ بعضهم الال وجب على من قتل القتل وعلى من أخذ الال القطع لن كل واحد منهم‬
‫انفرد بسبب حد فاختص بده‬
‫فصل إذا قطع قاطع الطريق اليد اليسرى من رجل وأخذ الال قدم قطع القصاص ) سواء تقدم (‬
‫على أخذ الال ) أو تأخر ( لن حق الدمى آكد فإذا اندمل موضع القصاص قطع اليد اليمن‬
‫والرجل اليسرى لخذ الال ول يوال بينهما لنما عقوبتان متلفتان فل توز الوالة بينهما‬
‫وإن قطع اليد اليمن والرجل اليسرى وأخذ الال‬
‫وقلنا إن القصاص يتحتم نظرت فإن تقدم أخذ الال سقط القطع الواجب بسببه لنه يب تقدي‬
‫القصاص عليه لتأكد حق الدمى‬
‫وإذا قطع للدمى زال ما تعلق الوجوب به لخذ الال فسقط‬
‫وإن تقدمت الناية ل يسقط الد لخذ الال فتقطع يده اليسرى ورجله اليمن لنه استحق‬
‫بالناية فيصي كمن أخذ الال وليس له يد ين ول رجل يسرى فتعلق باليد اليسرى والرجل‬
‫اليمن‬
‫فصل وإن تاب قاطع الطريق بعد القدرة عليه ل يسقط عنه شيء ما وجب عليه من حد الاربة‬
‫لقوله عز وجل } إل الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن ال غفور رحيم { فشرط‬
‫ف العفو عنهم أن تكون التوبة قبل القدرة عليهم فدل على أنم إذا تابوا بعد القدرة ل يسقط‬
‫عنهم وإن تاب قبل القدرة عليه سقط عنه ما يتص بالاربة وهو انتام القتل والصلب وقطع‬
‫الرجل للية‬
‫وهل يسقط قطع اليد فيه وجهان أحدها وهو قول أب على بن أب هريرة أنه يسقط لنه قطع‬
‫عضو وجب بأخذ الال ف الاربة فسقط بالتوبة قبل القدرة كقطع الرجل‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه ل يسقط لنه قطع يد لخذ الال فلم يسقط بالتوبة قبل القدرة‬
‫كقطع السرقة‬
‫فصل فأما الد الذى ل يتص بالاربة ينظر فيه فإن كان للدمى وهو حد القذف ل يسقط‬
‫بالتوبة لنه حق للدمى فلم يسقط بالتوبة كالقصاص‬
‫وإن كان ل عز وجل وهو حد الزنا واللواط والسرقة وشرب المر ففيه قولن أحدها أنه ل‬
‫يسقط بالتوبة لنه حد ل يتص بالاربة فلم يسقط بالتوبة كحد القذف ) والزنا (‬
‫والثان أنه يسقط وهو الصحيح والدليل عليه قوله عز وجل ف ) حد ( الزنا } فإن تابا وأصلحا‬
‫فأعرضوا عنهما إن ال كان توابا رحيما { وقوله تعال ف السرقة } فمن تاب من بعد ظلمه‬
‫وأصلح فإن ال يتوب عليه إن ال غفور رحيم { وقوله صلى ال عليه وسلم التوبة تب ما قبلها‬
‫ولنه حد خالص ل تعال فسقط بالتوبة كحد قاطع الطريق‬
‫فإن قلنا إنا تسقط نظرت فإن كانت وجبت ف غي الاربة ل تسقط بالتوبة حت يقترن با‬
‫الصلح ف زمان يوثق بتوبته لقوله تعال } فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما { ولقوله تعال‬
‫} فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن ال يتوب عليه {‬
‫____________________‬

‫فعلق العفو بالتوبة والصلح ولنه قد يظهر التوبة للتقية فل يعلم صحتها حت يقترن با‬
‫الصلح ف زمان يوثق بتوبته‬
‫وإن وجبت عليه الدود ف الاربة سقطت بإظهار التوبة والدخول ف الطاعة لنه خارج من يد‬
‫المام متنع عليه فإذا أظهر التوبة ل تمل توبته على التقية‬
‫باب حد المر كل شراب أسكر كثيه حرم قليله وكثيه والدليل عليه قوله تعال } إنا المر‬
‫واليسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون { واسم المر يقع‬
‫على كل مسكر والدليل عليه ما روى ابن عمر رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫كل مسكر خر وكل خر حرام‬
‫وروى النعمان بن بشي رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن من التمر لمرا وإن‬
‫من الب لمرا وإن من الشعي لمرا وإن من العسل خرا‬
‫وروى سعد رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال أناكم عن قليل ما أسكر كثيه‬
‫وروت أم الؤمني عائشة رضى ال عنها قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أسكر‬
‫الفرق منه فملء الكف منه حرام‬
‫فصل ومن شرب مسكرا وهو مسلم بالغ عاقل متار وجب عليه الد فإن كان حرا جلد أربعي‬
‫جلدة لا روى أبو ساسان قال لا شهد على الوليد بن عقبة قال عثمان لعلى عليه السلم دونك‬
‫ابن عمك فاجلده قال قم يا حسن فاجلده قال فيم أنت وذاك ول هذا غيى قال ولكنك‬
‫ضعفت وعجزت ووهنت‬
‫فقال قم يا عبد ال بن جعفر فاجلده ) فجلده ( وعلى عليه السلم يعد ذلك‬
‫____________________‬

‫فعد أربعي وقال جلد رسول ال صلى ال عليه وسلم ف المر أربعي وأبو بكر أربعي وعمر‬
‫ثاني وكل سنة‬
‫وإن كان عبدا جلد عشرين لنه حد يتبعض فكان العبد فيه على النصف من الر كحد الزنا‬
‫فإن رأى المام أن يبلغ ) بد الر ( ثاني وبد العبد أربعي جاز لا روى أبو وبرة الكلب قال‬
‫أرسلن خالد بن الوليد إل عمر رضى ال عنه فأتيته ومعه عثمان وعبد الرحن بن عوف وعلى‬
‫وطلحة والزبي رضى ال عنهم فقلت إن خالد بن الوليد رضى ال عنه يقرأ عليك السلم ويقول‬
‫إن الناس قد انمكوا ف المر وتاقروا العقوبة فيه قال عمر هم هؤلء عندك فسلهم فقال على‬
‫عليه السلم تراه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى الفترى ثانون فقال عمر بلغ صاحبك‬
‫ما قال فجلد خالد ثاني وجلد عمر ثاني قال وكان عمر إذا أتى بالرجل القوى النهمك ف‬
‫الشراب جلده ثاني وإذا أتى بالرجل الضعيف الذى كانت منه الزلة جلده أربعي ) جلدة (‬
‫فإن جلده أربعي ومات ل يضمن لن الق قتله وإن جلده ثاني ومات ضمن نصف الدية لن‬
‫نصفه حد ونصفه تعزير وسقط النصف بالد ووجب النصف بالتعزير‬
‫وإن ) جلد ( إحدى وأربعي فمات ففيه قولن أحدها أنه يضمن نصف ديته لنه مات من‬
‫مضمون وغي مضمون فضمن نصف ديته كما لو جرحه واحد جراحة وجرح نفسه جراحات‬
‫والثان أنه يضمن جزءا من أحد وأربعي جزءا من الدية لن السواط متماثلة فسقطت الدية على‬
‫عددها‬
‫وتالف الراحات فإنا ل تتماثل وقد يوت من جراحة ول يوت من جراحات ول يوز أن‬
‫يوت من سوط ويعيش من أسواط‬
‫وإن أمر المام اللد أن يضرب ف المر ثاني فجلده إحدى وثاني ومات الضروب‬
‫فإن قلنا إن الدية تسقط على عدد الضرب سقط منها أربعون جزءا لجل الد ووجب على‬
‫المام أربعون جزءا لجل التعزير ووجب على اللد جزء‬
‫وإن قلنا إنه يقسط على عدد الناية ففيه وجهان أحدها يسقط نصفها لجل الد ويبقى النصف‬
‫على المام نصفه وعلى اللد نصفه لن الضرب نوعان مضمون وغي مضمون فسقط النصف‬
‫با ليس بضمون ووجب النصف با هو مضمون‬
‫والثان أنه تقسط الدية أثلثا فسقط ثلثها بالد وثلثها على المام وثلثها على اللد لن الد‬
‫ثلثة أنواع فجعل لكل نوع الثلث‬
‫فصل ويضرب ف حد المر باليدى والنعال وأطراف الثياب على ظاهر النص لا روى أبو هريرة‬
‫رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أتى برجل قد شرب ) المر ( فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم اضربوه قال فمنا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله ومنا الضارب بثوبه فلما‬
‫انصرف قال بعض الناس أخزاك ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تقولوا هكذا ول‬
‫تعينوا عليه الشيطان ولكن قولوا رحك ال ولنه لا كان أخف من غيه ف العدد وجب أن يكون‬
‫أخف من غيه ف الصفة‬
‫وقال أبو العباس وأبو إسحاق يضرب بالسوط ووجهه ما روى أن عليا رضى ال عنه لا أقام الد‬
‫على الوليد بن عقبة قال لعبد ال بن جعفر أقم عليه الد قال فأخذ السوط فجلده حت انتهى إل‬
‫أربعي سوطا فقال له أمسك‬
‫وإن قلنا إنه يضرب بغي السوط فضرب بالسوط أربعي سوطا فمات ضمن لنه تعدى بالضرب‬
‫بالسوط‬
‫وكم يضمن فيه وجهان أحدها أنه يضمن بقدر ما زاد أله على أل النعال‬
‫والثان أنه يضمن جيع الدية لنه عدل من جنس إل غيه فأشبه إذا ضربه با يرح فمات منه‬
‫فصل والسوط الذى يضرب به سوط بي سوطي ول يد ول يرد ول تشد يده لا روى عن ابن‬
‫مسعود رضى ال عنه أنه قال ليس ف هذه المة مد ول تريد ول غل ول صفد‬
‫فصل ول يقام الد ف السجد لا روى ابن عباس رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم نى‬
‫عن إقامة الد ف السجد ولنه ل يؤمن أن يشق اللد بالضرب فيسيل منه الدم أو يدث من‬
‫شدة الضرب فينجس السجد‬
‫وإن أقيم الد ف السجد سقط الفرض‬
‫____________________‬

‫لن النهى لعن يرجع إل السجد ل إل الد فلم ينع صحته كالصلة ف الرض الغصوبة‬
‫فصل إذا زن دفعات حد للجميع حدا واحدا وكذلك إن سرق دفعات أو شرب المر دفعات‬
‫حد للجميع حدا واحدا لن سببها واحد فتداخلت‬
‫وإن اجتمعت عليه حدود بأسباب بأن زن وسرق وشرب المر وقذف ل تتداخل لنا حدود‬
‫وجبت بأسباب فلم تتداخل‬
‫وإن اجتمع عليه اللد ف حد الزنا والقطع ف السرقة أو ف قطع الطريق قدم حد الزنا تقدم الزنا‬
‫وتأخر لنه أخف من القطع فإذا تقدم أمكن استيفاء القطع بعده وإذا قدم القطع ل يؤمن أن يوت‬
‫منه فيبطل حد الزنا‬
‫وإن اجتمع عليه مع ذلك حد الشرب أو حد القذف قدم حد الشرب وحد القذف على حد‬
‫الزنا لنما أخف منه وأمكن للستيفاء‬
‫وإن اجتمع حد الشرب وحد القذف ففيه وجهان أحدها أنه يقدم حد القذف لنه للدمى‬
‫والثان أنه يقدم حد الشرب وهو الصحيح لنه أخف من حد القذف فإذا أقيم عليه حد ل يقم‬
‫عليه حد آخر حت يبأ من الول لنه إذا توال عليه حدان ل يؤمن أن يتلف‬
‫وإن اجتمع عليه حد السرقة والقطع ف قطع الطريق قطعت يينه للسرقة وقطع الطريق ث تقطع‬
‫رجله لقطع الطريق‬
‫وهل توز الوالة بينهما فيه وجهان أحدها أنه توز لن قطع الرجل مع قطع اليد حد واحد‬
‫فجاز الوالة بينهما‬
‫والثان أنه ل يوز قطع الرجل حت تندمل اليد لن قطع الرجل لقطع الطريق وقطع اليد للسرقة‬
‫وها سببان متلفان فل يوال بي حديهما‬
‫والول أصح لن اليد تقطع لقطع الطريق أيضا فأشبه إذا قطع الطريق ول يسرق‬
‫وإن كان مع هذه الدود قتل فإن كان ف غي الاربة أقيمت الدود على ما ذكرناه من الترتيب‬
‫والتفريق بينها فإذا فرغ من الدود قتل‬
‫وإن كان القتل ف الاربة ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه يوال بي الميع والفرق‬
‫بينه وبي القتل ف غي الاربة أن القتل ف غي الاربة غي متحتم وربا عفى ) عنه ( فتسلم نفسه‬
‫والقتل ف الاربة متحتم فل معن لترك الوالة‬
‫والوجه الثان أنه ل يوال بينهما لنه ل يؤمن إذا وال بي الدين أن يوت ف الثان فيسقط ما‬
‫بقى من الدود‬
‫باب التعزير من أتى معصية ل حد فيها ول كفارة كمباشرة الجنبية فيما دون الفرج وسرقة ما‬
‫دون النصاب أو السرقة من غي حرز أو القذف بغي الزنا أو الناية الت ل قصاص فيها وما أشبه‬
‫ذلك من العاصى عزر على حسب ما يراه السلطان لا روى عبد اللك بن عمي قال سئل على‬
‫كرم ال وجهه عن قول الرجل للرجل يا فاسق يا خبيث قال هن فواحش فيهن التعزير وليس‬
‫فيهن حد‬
‫وروى عن ابن عباس أنه لا خرج من البصرة استخلف أبا السود الديلى فأتى بلص نقب ) حرزا‬
‫( على قوم فوجدوه ف النقب فقال مسكي أراد أن يسرق فأعجلتموه فضربه خسة وعشرين‬
‫سوطا وخلى عنه‬
‫ول يبلغ بالتعزير أدن الدود فإن كان على حر ل يبلغ به أربعي وإن كان على عبد ل يبلغ به‬
‫عشرين لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال من بلغ با ليس بد حدا فهو من العتدين‬
‫وروى عن عمر رضي ال عنه أنه كتب إل أب موسى ل تبلغ بنكال أكثر من عشرين سوطا‬
‫وروى عنه ثلثي سوطا وروى عنه ما بي الثلثي إل الربعي سوطا ولن هذه العاصى دون ما‬
‫يب فيه الد فل تلحق با يب فيه الد من العقوبة‬
‫وإن رأى السلطان ترك التعزير جاز تركه إذا ل يتعلق به حق آدمى لا روى أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال أقيلوا ذوى اليئات عثراتم إل ف الدود‬
‫وروى عبد ال بن الزبي أن رجل خاصم الزبي عند رسول ال ف شراج الرة الذى يسقون به‬
‫النخل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫للزبي اسق أرضك الاء ث أرسل الاء إل جارك فغضب النصارى فقال يا رسول ال وأن كان‬
‫ابن عمتك فتلون وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا زبي اسق أرضك الاء ث احبس‬
‫الاء حت يرجع إل الدر فقال الزبي فوال إن لحسب هذه الية نزلت ف ذلك } فل وربك ل‬
‫يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم { ولو ل يز ترك التعزير لعزره رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على ما قال‬
‫فصل وإن عزر المام رجل فمات وجب ضمانه لا روى عمرو بن سعيد عن على كرم ال وجهه‬
‫أنه قال ما من رجل أقمت عليه حدا فمات فأجد ف نفسى أنه ل دية له إل ) شارب ( المر فإنه‬
‫لو مات وديته لن النب صلى ال عليه وسلم ل يسنه ول يوز أن يكون الراد به إذا مات من‬
‫الد فإن النب صلى ال عليه وسلم حد ف المر فثبت أنه أراد من الزيادة على الربعي ولنه‬
‫ضرب جعل إل اجتهاده فإذا أدى إل التلف ضمن كضرب الزوج زوجته‬
‫فصل وإن كان على رأس بالغ عاقل سلعة ل يز قطعها بغي إذنه فإن قطعها قاطع بإذنه فمات ل‬
‫يضمن لنه قطع بإذنه وإن قطعها بغي إذنه فمات وجب عليه القصاص لنه تعدى بالقطع وإن‬
‫كانت على رأس صب أو منون ل يز قطعها لنه جرح ل يؤمن معه اللك فإن قطعت فمات منه‬
‫نظرت فإن كان القاطع ل ولية له عليه وجب عليه القود لنا جناية يعدى با وإن كان أبا أو‬
‫جدا وجبت عليه الدية وإن كان وليا غيها ففيه قولن أحدها أنه يب عليه القود لنه قطع منه‬
‫ما ل يوز قطعه‬
‫والثان أنه ل يب القود لنه ل يقصد القتل وإنا قصد الصلحة فعلى هذا يب عليه دية مغلظة‬
‫لنا عمد خطإ وبال التوفيق‬
‫كتاب القضية باب ولية القضاء وأدب القاضى القضاء فرض على الكفاية والدليل عليه قوله‬
‫عز وجل } يا داود إنا جعلناك خليفة ف الرض فاحكم بي الناس بالق { وقوله عز وجل } إن‬
‫ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل أهلها وإذا حكمتم بي الناس أن تكموا بالعدل { وقوله تعال‬
‫} وأن احكم بينهم با أنزل ال { ولن النب صلى ال عليه وسلم حكم بي الناس وبعث عليا‬
‫كرم ال وجهه إل اليمن للقضاء بي الناس ولن اللفاء الراشدين رضى ال عنهم حكموا بي‬
‫الناس وبعث عمر رضى ال عنه أبا موسى الشعرى إل البصرة قاضيا وبعث عبد ال بن مسعود‬
‫إل الكوفة قاضيا ولن الظلم ف الطباع فل بد من حاكم ينصف الظلوم من الظال فإن ل يكن من‬
‫يصلح للقضاء إل واحد تعي عليه ويلزمه طلبه وإذا امتنع أجب عليه لن الكفاية ل تصل إل به‬
‫فإن كان هناك من يصلح له غيه نظرت‬
‫____________________‬

‫فإن كان خامل وإذا ول القضاء انتشر علمه استحب أن يطلبه لا يصل به من النفعة بنشر العلم‬
‫وإن كان مشهورا فإن كانت له كفاية كره له الدخول فيه لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال من استقضى فكأنا ذبح بغي سكي ولنه يلزمه بالقضاء حفظ المانات وربا عجز عنه‬
‫وقصر فيه فكره له الدخول فيه‬
‫وإن كان فقيا يرجو بالقضاء كفاية من بيت الال ل يكره له الدخول فيه لنه يكتسب كفاية‬
‫بسبب مباح‬
‫وإن كان جاعة يصلحون للقضاء اختار المام أفضلهم وأورعهم وقلده فإن اختار غيه جاز لنه‬
‫تصل به الكفاية وإن امتنعوا من الدخول فيه أثوا لنه حق وجب عليهم فأثوا بتركه كالمر‬
‫بالعروف والنهى عن النكر‬
‫وهل يوز للمام أن يب واحدا منهم على الدخول فيه أم ل فيه وجهان أحدها أنه ليس له‬
‫إجباره لنه فرض على الكفاية فلو أجبناه عليه تعي عليه‬
‫والثان أن له إجباره لنه إذا ل يب بقى الناس بل قاض ) وضاعت القوق ( وذلك ل يوز‬
‫فصل ومن تعي عليه القضاء وهو ف كفاية ل يز أن يأخذ عليه رزقا لنه فرض تعي عليه فل‬
‫يوز أن يأخذ عليه مال من غي ضرورة فإن ل يكن له كفاية فله أن يأخذ الرزق عليه لن القضاء‬
‫ل بد منه والكفاية ل بد منها فجاز أن يأخذ عليه الرزق فإن ل يتعي عليه فإن كانت له كفاية‬
‫كره أن يأخذ عليه الرزق لنه قربة فكره أخذ الرزق عليها من غي حاجة فإن أخذ جاز لنه ل‬
‫يتعي عليه وإن ل يكن له كفاية ل يكره أن يأخذ عليه الرزق لن أبا بكر الصديق رضى ال عنه لا‬
‫ول خرج برزمة إل السوق فقيل ما هذا فقال أنا كاسب أهلى فأجروا له كل يوم درهي وعن‬
‫عمر رضى ال عنه أنه قال أنزلت نفسى من هذا الال بنلة ول اليتيم ومن كان غنيا فليستعفف‬
‫ومن كان فقيا فليأكل بالعروف وبعث عمر رضى ال عنه إل الكوفة عمار بن ياسر واليا وعبد‬
‫ال بن مسعود قاضيا وعثمان بن حنيف ماسحا وفرض لم كل يوم شاة نصفها وأطرافها لعمار‬
‫والنصف الخر بي عبد ال وعثمان ولنه لا جاز للعامل على للصدقات أن يأخذ مال على‬
‫العمالة جاز للقاضى أن يأخذ على القضاء ويدفع إليه مع رزقه شيء للقرطاس لنه يتاج إليه‬
‫لكتب الاضر ويعطى لن على بابه من الجر ياء لنه يتاج إليهم لحضار الصوم كما يعطى من‬
‫يتاج إليه العامل على الصدقات من العرفاء ويكون ذلك من سهم الصال لنه من الصال‬
‫فصل ول يوز أن يكون القاضى كافرا ول فاسقا ول عبدا ول صغيا ول معتوها لنه إذا ل يز‬
‫أن يكون واحد من هؤلء شاهدا فلن ل يوز أن يكون قاضيا أول‬
‫ول يوز أن يكون امرأة لقوله صلى ال عليه وسلم ما أفلح قوم أسندوا أمرهم إل امرأة ولنه ل‬
‫بد للقاضى من مالسة الرجال من الفقهاء والشهود والصوم والرأة منوعة من مالسة الرجال لا‬
‫ياف عليهم من الفتتان با‬
‫ول يوز أن يكون أعمى لنه ل يعرف الصوم والشهود‬
‫وف الخرس الذى يفهم الشارة وجهان كالوجهي ف شهادته ول يوز أن يكون جاهل بطرق‬
‫الحكام لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال القضاة ثلثة قاضيان ف النار وقاض ف النة‬
‫فأما الذى ف النة فرجل عرف الق فحكم به فهو ف النة وأما اللذان ف النار فرجل عرف‬
‫الق فجار ف حكمه فهو ف النار ورجل قضى للناس على جهل فهو ف النار ولنه إذا ل يز أن‬
‫يفت الناس وهو ل يلزمهم الكم فلن ) ل يوز ( أل يقضى بينهم وهو يلزمهم الكم أول‬
‫ويكره أن يكون القاضى جبارا عسوفا وأن يكون ضعيفا مهينا لن البار يهابه الصم فل يتمكن‬
‫من استيفاء حجته والضعيف يطمع فيه الصم وينشط عليه ولذا قال بعض السلف وجدنا هذا‬
‫المر ل يصلحه إل شدة من غي عنف ولي من غي ضعف‬
‫فصل ول يوز ولية القضاء إل بتولية المام أو تولية من فوض إليه المام لنه من الصال العظام‬
‫فل يوز إل من جهة المام فإن‬
‫____________________‬

‫تاكم رجلن إل من يصلح أن يكون حاكما ليحكم بينهما جاز لنه تاكم عمر وأب بن كعب‬
‫إل زيد بن ثابت وتاكم عثمان وطلحة إل جبي بن مطعم‬
‫واختلف قوله ف الذى يلزم به حكمه فقال ف أحد القولي ل يلزم الكم إل بتراضيهما بعد‬
‫الكم وهو قول الزن رحه ال تعال لنا لو ألزمناها حكمه كان ذلك عزل للقضاة وافتياتا على‬
‫المام ولنه لا اعتب تراضيهما ف الكم اعتب رضاها ف لزوم الكم‬
‫والثان أنه يلزم بنفس الكم لن من جاز حكمه لزم حكمه كالقاضى الذى وله المام‬
‫واختلف أصحابنا فيما يوز فيه التحكيم فمنهم من قال يوز ف كل ما تاكم فيه الصنمان كما‬
‫يوز حكم القاضى الذى وله المام‬
‫ومنهم من قال يوز ف الموال فأما ف النكاح والقصاص واللعان وحد القذف فل يوز فيها‬
‫التحكيم لنا حقوق بنيت على الحتياط‬
‫فلم يز فيها التحكيم‬
‫فصل ويوز أن يعل قضاء بلد إل اثني وأكثر على أن يكم كل واحد منهم ف موضع ويوز أن‬
‫يعل إل أحدها القضاء ف حق وإل الخر ف حق آخر وإل أحدها ف زمان وإل الخر ف زمان‬
‫آخر لنه نيابة عن المام فكان على حسب الستنابة‬
‫وهل يوز أن يعل إليهما القضاء ف مكان واحد ف حق واحد وزمان واحد فيه وجهان أحدها‬
‫أنه يوز لنه نيابة فجاز أن يعل إل اثني كالوكالة‬
‫والثان أنه ل يوز لنما قد يتلفان ف الكم فتقف الكومة ول تنقطع الصومة‬
‫فصل ول يوز أن يعقد تقلد القضاء على أن يكم بذهب بعينه لقوله عز وجل } فاحكم بي‬
‫الناس بالق { والق ما دل عليه الدليل وذلك ل يتعي ف مذهب بعينه فإن قلد على هذا الشرط‬
‫بطلت التولية لنه علقها على شرط وقد بطل الشرط فبطلت التولية‬
‫فصل وإذا ول القضاء على بلد كتب له العهد با ول لن النب صلى ال عليه وسلم كتب لعمرو‬
‫بن حزم حي بعثه إل اليمن وكتب أبو بكر الصديق رضى ال عنه لنس حي بعثه إل البحرين‬
‫كتابا وختمه بات رسول ال صلى ال عليه وسلم وروى حارثة بن مضرب أن عمر كتب إل أهل‬
‫الكوفة أما بعد فإن بعثت إليكم عمارا أميا وعبد ال قاضيا ووزيرا فاسعوا لما وأطيعوا فقد‬
‫آثرتكم با فإن كان البلد الذى وله بعيدا أشهد له على التولية شاهدين ليثبت بما التولية وإن‬
‫كان قريبا بيث يتصل به الب ف التولية ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه يب‬
‫الشهاد لنه عقد فل يثبت بالستفاضة كالبيع‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه ل يب الشهاد لنه يثبت بالستفاضة فل يفتقر إل‬
‫الشهاد‬
‫والستحب للقاضى أن يسأل عن أمناء البلد ومن فيه من العلماء لنه ل بد له منهم فاستحب‬
‫تقدم العلم بم والستحب أن يدخل البلد يوم الثني لن النب صلى ال عليه وسلم دخل الدينة‬
‫يوم الثني والستحب أن ينل وسط البلد ليتساوى الناس كلهم ف القرب منه ويمع الناس‬
‫ويقرأ عليهم العهد ليعلموا التولية وما فوض إليه‬
‫فصل فإذا أذن له من وله أن يستخلف فله أن يستخلف وإن ناه عن الستخلف ل يز له أن‬
‫يستخلف لنه نائب عنه فتبع أمره ونيه وإن ل يأذن له ول ينهه نظرت فإن كان ما تقلده يقدر أن‬
‫يقضى فيه بنفسه ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه يوز أن يستخلف لنه‬
‫ينظر ف الصال فجاز أن ينظر بنفسه وبغيه‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يوز لن الذى‬
‫____________________‬

‫وله ل يرض بنظر غيه وإن كان ما وله ل يقدر أن يقضى فيه بنفسه لكثرته جاز أن يستخلف‬
‫فيما ل يقدر عليه لن تقليده لا ل يقدر عليه بنفسه إذن له ف الستخلف فيما ل يقدر عليه كما‬
‫أن توكيل الوكيل فيما ل يقدر عليه بنفسه إذن له ف استنابة غيه‬
‫وهل له أن يستخلف فيما يقدر عليه أن يقضى فيه بنفسه فيه وجهان أحدها أن له ذلك لن ما‬
‫جاز له أن يستخلف ف البعض جاز أن يستخلف ف الميع كالمام‬
‫والثان أنه ل يوز لنه إنا أجيز له أن يستخلف فيما ل يقدر عليه للعجز فوجب أن يكون‬
‫مقصورا على ما عجز عنه‬
‫فصل ول يوز أن يقضى ول يول ول يسمع البينة ول يكاتب قاضيا ف حكم ف غي عمله فإن‬
‫فعل شيئا من ذلك ف غي عمله ل يعتد به لنه ل ولية له ف غي عمله فكان حكمه فيما ذكرناه‬
‫حكم الرعية‬
‫فصل ول يكم لنفسه وإن اتفقت له حكومة مع خصم تاكما فيها إل خليفة له لن عمر بن‬
‫الطاب رضى ال عنه تاكم مع أب بن كعب إل زيد بن ثابت وتاكم عثمان رضى ال عنه مع‬
‫طلحة إل جبي بن مطعم وتاكم على ) عليه السلم ( مع يهودي ف درع إل شريح ولنه ل‬
‫يوز أن يكون شاهدا لنفسه فل يوز أن يكون حاكما لنفسه ول يوز أن يكم لوالده وإن عل‬
‫ول لولده وإن سفل وقال أبو ثور يوز وهذا خطأ لنه متهم ف الكم لما كما يتهم ف الكم‬
‫لنفسه وإن تاكم إليه والده مع ولده فحكم لحدها فقد قال بعض أصحابنا إنه يتمل وجهي‬
‫أحدها أنه ل يوز كما ل يوز إذا حكم له مع أجنب‬
‫والثان أنه يوز لنما استويا ف التعصيب فارتفعت عنه تمة اليل‬
‫وإن أراد أن يستخلف ف أعماله والده وولده جاز لنما يريان مرى نفسه ث يوز أن يكم ف‬
‫أعماله فجاز أن يستخلفهما للحكم ف أعماله وأما إذا فوض المام إل رجل أن يتار قاضيا ل يز‬
‫أن يتار والده أو ولده لنه ل يوز أن يتار نفسه فل يوز أن يتار والده أو ولده‬
‫فصل ول يوز أن يرتشى على الكم لا روى أبو هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال لعن‬
‫ال الراشى والرتشى ف الكم ولنه أخذ مال على حرام فكان حراما كمهر البغى ول يقبل هدية‬
‫من ل يكن له عادة أن يهدى إليه قبل الولية لا روى أبو حيد الساعدى قال استعمل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم رجل من بن أسد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم‬
‫وهذا أهدى إل فقام النب صلى ال عليه وسلم على النب فقال ما بال العامل نبعثه على بعض‬
‫أعمالنا فيقول هذا لكم وهذا أهدى إل أل جلس ف بيت أبيه أو أمه فينظر أيهدى إليه أم ل‬
‫والذى نفسى بيده ل يأخذ أحد منها شيئا إل جاء يوم القيامة يمله على رقبته فدل على أن ما‬
‫أهدى إليه بعد الولية ل يوز قبوله‬
‫وأما من كانت له عادة بأن يهدى إليه قبل الولية برحم أو مودة فإنه إن كانت له ف الال‬
‫حكومة ل يز قبولا منه لنه ل يأخذ ف حال يتهم فيه وإن ل يكن له حكومة فإن كان أكثر ما‬
‫كان يهدى إليه أو أرفع منه ل يز له قبولا لن الزيادة حدثت بالولية وإن ل يكن أكثر ول أرفع‬
‫ما كان يهدى إليه جاز قبولا لروجها عن تسبب الولية والول أل يقبل لواز أن يكون قد‬
‫أهدى إليه لكومة منتظرة‬
‫فصل ويوز أن يضر الولئم لن الجابة إل وليمة غي العرس مستحبة وف وليمة العرس وجهان‬
‫أحدها أنا فرض على العيان‬
‫والثان أنا فرض على الكفاية ول يص ف الجابة قوما دون قوم لن ف تصيص بعضهم ميل‬
‫وتركا للعدل فإن كثرت عليه وقطعته عن الكم ترك الضور ف حق الميع لن الجابة إل‬
‫الوليمة إما أن تكون سنة أو فرضا على الكفاية أو فرضا على العيان إل أنه ل يستضر بتركها‬
‫جيع السلمي والقضاء فرض عليه ويستضر بتركه جيع السلمي فوجب تقدي القضاء‬
‫فصل ويوز أن يعود الرضى ويشهد النائز ويأتى مقدم الغائب لقوله صلى ال عليه وسلم عائد‬
‫الريض ف مرف من مارف النة حت يرجع وعاد النب صلى ال عليه وسلم سعدا وجابرا وعاد‬
‫غلما يهوديا ف جواره وعرض عليه السلم فأجاب وكان يصلى على النائز‬
‫فإن كثرت عليه أتى من ذلك مال يقطعه عن الكم‬
‫والفرق بينه وبي حضور الولئم حيث قلنا إنا إذا كثرت عليه ترك‬
‫____________________‬

‫الميع أن الضور ف الولئم لق أصحابا فإذا حضر عند بعضهم كان ذلك للميل إل من‬
‫يضره والضور ف هذه الشياء لطلب الثواب لنفسه فلم يترك ما قدر عليه‬
‫فصل ويكره أن يباشر البيع والشراء بنفسه لا روى أبو السود الالكى عن أبيه عن جده أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ما عدل وال اتر ف رعيته أبدا وقال شريح شرط على عمر رضى ال‬
‫عنه حي ولن القضاء أل أبيع ول أبتاع ول أرتشى ول أقضى وأنا غضبان ولنه إذا باشر ذلك‬
‫بنفسه ل يؤمن أن ياب فيميل إل من حاباه‬
‫فإن احتاج إل البيع والشراء وكل من ينوب عنه ول يكون معروفا به فإن عرف أنه وكيله‬
‫استبدل بن ل يعرف به حت ل ياب فتعود الاباة إليه فإن ل يد من ينوب عنه تول بنفسه لنه‬
‫ل بد له منه فإذا وقعت لن بايعه حكومة استخلف من يكم بينه وبي خصمه لنه إذا تول الكم‬
‫بنفسه ل يؤمن أن ييل إليه‬
‫فصل ول يقضى ف حال الغضب ول ف حال الوع والعطش ول ف حال الزن والفرح ول‬
‫يقضى والنعاس يغلبه ول يقضى والرض يقلقه ول يقضى وهو يدافع الخبثي ول يقضى وهو ف‬
‫حر مزعج ول ف برد مؤل لا روى أبو بكرة أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل ينبغى للقاضى‬
‫أن يقضى بي اثني وهو غضبان وروى أبو سعيد الدرى رضى ال عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ل يقضى القاضى إل وهو شبعان ريان ولن ف هذه الحوال يشتغل قلبه فل‬
‫يتوفر على الجتهاد ف الكم وإن حكم ف هذه الحوال صح حكمه لن الزبي ورجل من‬
‫النصار اختصما إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف شراج الرة فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم للزبي اسق زرعك ث أرسل الاء إل جارك فقال النصارى وإن كان ابن عمتك يا‬
‫رسول ال فغضب رسول ال صلى ال عليه وسلم حت احر وجهه ث قال للزبي اسق زرعك‬
‫واحبس الاء حت يبلغ الدر ث أرسله إل جارك فحكم ) عليه السلم ( ف حال الغضب‬
‫فصل والستحب أن يلس للحكم ف موضع بارز يصل إليه كل أحد ول يتجب من غي عذر لا‬
‫روى أن النب صلى ال عليه وسلم قال من ول من أمر الناس شيئا فاحتجب دون حاجتهم‬
‫وفاقتهم احتجب ال دون فاقته وفقره‬
‫والستحب أن يكون اللس فسيحا حت ل يتأذى بضيقه الصوم ول يزاحم فيه الشيخ والعجوز‬
‫وأن يكون موضعا ل يتأذى فيه بر أو برد أو دخان أو رائحة منتنة لن عمر رضى ال عنه كتب‬
‫إل أب موسى الشعرى رضى ال عنه وإياك والقلق والضجر ) وسوء اللق ( وهذه الشياء‬
‫تفضى إل الضجر وتنع الاكم من التوفر على الجتهاد وتنع الصوم من استيفاء الجة فإن‬
‫حكم مع هذه الحوال صح الكم كما يصح ف حال الغضب‬
‫ويكره أن يلس للقضاء ف السجد لا روى معاذ رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫جنبوا مساجدكم صبيانكم ) ومانينكم ( ورفع أصواتكم وخصوماتكم وحدودكم وسل سيوفكم‬
‫وشراءكم وبيعكم ولن الصومة يضرها اللغط والسفة فينه السجد عن ذلك ولنه قد يكون‬
‫الصم جنبا أو حائضا فل يكنه القام ف السجد للخصومة فإن جلس ف السجد لغي الكم‬
‫فحضر خصمان ل يكره أن يكم بينهما لا روى السن البصرى قال دخلت السجد فرأيت‬
‫عثمان رضى ال عنه قد ألقى رداءه ونام فأتاه سقاء بقربة ومعه خصم فجلس عثمان وقضى‬
‫بينهما‬
‫وإن جلس ف البيت لغي الكم فحضره خصمان ل يكره أن يكم بينهما لا روت أم سلمة رضى‬
‫ال عنها قالت اختصم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم رجلن من النصار ف مواريث‬
‫متقادمة فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما ف بيت‬

‫____________________‬

‫فصل وإن احتاج إل أجرياء لحضار الصوم اتذ أجرياء أمناء ويوصيهم بالرفق بالصوم ويكره‬
‫أن يتخذ حاجبا لنه ل يؤمن أن ينع من له ظلمة أو يقدم خصما على خصم فإن دعت الاجة‬
‫إل ذلك اتذ أمينا بعيدا من الطمع ويوصيه با يلزمه من تقدي من سبق من الصوم ول يكره‬
‫للمام أن يتخذ حاجبا لن يرفأ كان حاجب عمر والسن ) البصرى ( كان حاجب عثمان وقنب‬
‫كان حاجب على عليه السلم ولن المام ينظر ف جيع الصال فتدعوه الاجة إل أن يعل لكل‬
‫مصلحة وقتا ل يدخل فيه كل أحد‬
‫فصل ويستحب أن يكون له حبس لن عمر رضى ال عنه اشترى دارا بكة بأربعة آلف درهم‬
‫وجعلها سجنا واتذ على عليه السلم سجنا وحبس عمر رضى ال عنه الطيئة الشاعر فقال‬
‫) البسيط ( ماذا تقول لفراخ بذى مرخ حر الواصل ل ماء ول شجر فألقيت كاسبهم ف قعر‬
‫مظلمة فارحم عليك سلم ال يا عمر فخله وحبس ) عمر ( آخر فقال ) الرجز ( يا عمر‬
‫الفاروق طال حبسى ومل من إخوتى وعرسى ف حدث ل تقترفه نفسى والمر أضوأ من شعاع‬
‫الشمس ولنه ) قد ( يتاج إليه للتأديب ولستيفاء الق من الماطل بالدين ويستحب أن يكون‬
‫له درة للتأديب لن عمر رضى ال عنه كانت له درة يؤدب با ) الناس (‬
‫فصل وإن احتاج إل كاتب اتذ كاتبا لن النب صلى ال عليه وسلم كان له كتاب منهم على بن‬
‫أب طالب وزيد بن ثابت رضى ال عنهما‬
‫ومن شرطه أن يكون عارفا با يكاتب به القضاة من الحكام وما يكتبه من الاضر والسجلت‬
‫لنه إذا ل يعرف ذلك أفسد ما يكتبه بهله ) به ( وهل من شرطه أن يكون مسلما عدل فيه‬
‫وجهان أحدها أن ذلك شرط فل يوز أن يكون كافرا لن أبا موسى الشعرى قدم على عمر‬
‫رضى ال عنه ومعه كاتب نصران فانتهره عمر رضى ال عنه وقال ل تأمنوهم وقد خونم ال ول‬
‫تدنوهم وقد أبعدهم ال ول تعزوهم وقد أذلم ال‬
‫ولن الكافر عدو للمسلمي فل يؤمن أن يكتب ما يبطل به حقوقهم ول يوز أن يكون فاسقا‬
‫لنه ل يؤمن أن يون‬
‫والوجه الثان أن ذلك يستحب لن ما يكتبه ل بد أن يقف عليه القاضى ث يضيه فيؤمن فيه من‬
‫اليانة‬
‫فصل ول يتخذ شهودا معيني ل تقبل شهادة غيهم لن ف ذلك تضييقا على الناس وإضرارا بم‬
‫ف حفظ حقوقهم ولن شروط الشهادة ل تتص بالعيني فلم يز تصيصهم بالقبول‬
‫فصل ويتخذ قوما من أصحاب السائل ليتعرف بم أحوال من جهلت عدالته‬
‫____________________‬

‫من الشهود وينبغى أن يكونوا عدول برآء من الشحناء بينهم وبي الناس بعداء من العصبية ف‬
‫نسب أو مذهب حت ل يملهم ذلك على جرح عدل أو تزكية غي عدل وأن يكونوا وافرى‬
‫العقول ليصلوا بوفور عقولم إل الطلوب ول يسترسلوا فيسألوا عدوا أو صديقا لن العدو يظهر‬
‫القبيح ويفى الميل والصديق يظهر الميل ويفى القبيح‬
‫وإن شهد عنده شاهد نظرت فإن علم عدالته قبل شهادته وإن علم فسقه ل يقبل شهادته ويعمل‬
‫ف العدالة والفسق بعلمه وإن جهل إسلمه ل يكم حت يسأل عن إسلمه ول يعمل ف إسلمه‬
‫بظاهر الدار كما يعمل ف إسلم اللقيط بظاهر الدار لن أعرابيا شهد عند النب صلى ال عليه‬
‫وسلم برؤية اللل فلم يكم بشهادته حت سأل عن إسلمه ولنه يتعلق بشهادته إياب حق على‬
‫غيه فل يعمل فيه بظاهر الدار ويرجع ف إسلمه إل قوله لن النب صلى ال عليه وسلم رجع إل‬
‫قول العراب‬
‫وإن جهل حريته ففيه وجهان أحدها وهو ظاهر النص أنا تثبت بقوله لن الظاهر من الدار حرية‬
‫أهلها كما أن الظاهر من الدار إسلم أهلها ث يثبت السلم بقوله فكذلك الرية‬
‫والثان وهو الظهر أنا ل تثبت بقوله والفرق بينها وبي السلم أنه يلك السلم إذا كان كافرا‬
‫فقبل إقراره به ول يلك الرية إذا كان عبدا فلم يقبل إقراره با‬
‫وإن جهل عدالته ل يكم حت تثبت عدالته لقوله تعال } فإن ل يكونا رجلي فرجل وامرأتان من‬
‫ترضون من الشهداء { ول يعلم أنه مرضى قبل السؤال‬
‫وروى سليمان عن حريث قال شهد رجل عند عمر بن الطاب رضى ال عنه فقال له عمر رضى‬
‫ال عنه إن لست أعرفك ول يضرك أن ل أعرفك فأتن بن يعرفك فقال رجل أنا أعرفه يا أمي‬
‫الؤمني فقال بأي شيء تعرفه قال بالعدالة قال هو جارك الدن تعرف ليله وناره ومدخله‬
‫ومرجه قال ل قال فمعاملك بالدينار والدرهم اللذين يستدل بما على الورع قال ل قال‬
‫فصاحبك ف السفر الذى يستدل به على مكارم الخلق قال ل قال لست تعرفه‬
‫ث قال للرجل ائتن بن يعرفك‬
‫ولنه ل يؤمن أن يكون فاسقا فل يكم بشهادته‬
‫وإن أراد أن يعرف عدالته كتب اسه ونسبه وحليته وصنعته وسوقه ومسكنه حت ل يشتبه بغيه‬
‫ويذكر من يشهد له حت ل يكون من ل تقبل شهادته له من والد أو ولد ويذكر من يشهد عليه‬
‫حت ل يكون عدوا ل تقبل شهادته عليه ويذكر قدر ما يشهد به لنه قد يكون من يقبل قوله ف‬
‫قليل ول يقبل قوله ف كثي‬
‫ويبعث ما يكتبه مع أصحاب السائل ويتهد أل يكون أصحاب السائل معروفي عند الشهود له‬
‫حت ل يتال ف تعديل الشهود ول عند الشهود عليه حت ل يتال ف جرح الشهود ول عند‬
‫الشهود حت ل يتالوا ف تعديل أنفسهم ول عند السؤولي عن الشهود حت ل يتال لم العداء‬
‫ف الرح ول الصدقاء ف التعديل‬
‫ويتهد أل يعلم أصحاب السائل بعضهم ببعض فيجمعهم الوى على التواطؤ على الرح‬
‫والتعديل‬
‫قال الشافعى رحه ال ول يثبت الرح والتعديل إل باثني ووجهه أنه شهادة فاعتب فيها العدد‬
‫واختلف أصحابنا هل يكم القاضى ف الرح والتعديل بأصحاب السائل أو بن عدل أو جرح‬
‫من اليان فقال أبو إسحاق يكم بشهادة اليان لنم يشهدون بالرح والتعديل فعلى هذا‬
‫يوز أن يقتصر على قول الواحد من أصحاب السائل ويوز بلفظ الب ويسمى للحاكم من‬
‫عدل أو جرح ث يسمع الشهادة بالتعديل والرح من اليان على شرط الشهادة ف العدد ف‬
‫لفظ الشهادة وحل قول الشافعى رحه ال ف العدد على اليان‬
‫وقال أبو سعيد الصطخرى يكم بشهادة أصحاب السائل وهو ظاهر النص لن اليان ل‬
‫يلزمهم الضور للشهادة با عندهم فحكم بشهادة أصحاب السائل فعلى هذا ل يوز أن يكون‬
‫أصحاب السائل أقل من اثني ويوز أن يكون من يبهم من اليان واحدا إذا وقع ف نفوسهم‬
‫صدقه ويب أن يشهد أصحاب السائل عند الاكم على شرط الشهادة ف العدد ولفظ الشهادة‬
‫وحل قول الشافعي رحه ال تعال ف العدد على أصحاب السائل‬
‫وإن بعث اثني فعادا بالرح‬
‫____________________‬

‫حكم بالرح وإن عادا بالتعديل حكم بالتعديل وإن عاد أحدها بالتعديل وعاد الخر بالرح ل‬
‫يكم بقول واحد منهما ف جرح ول تعديل ويبعث ثالثا فإن عاد بالرح كملت بينة الرح وإن‬
‫عاد بالتعديل كملت بينة التعديل وإن شهد اثنان بالرح واثنان بالتعديل حكم بالرح لن‬
‫شاهدى الرح يبان عن أمر باطن وشاهدى العدالة يبان عن أمر ظاهر فقدم من يب بالباطن‬
‫كما لو شهد اثنان بالسلم وشهد آخران بالردة‬
‫وإن شهد اثنان بالرح وشهد ثلثة بالعدالة قدمت بينة الرح لن بينة الرح‬
‫كملت فقدمت على بينة التعديل ول يقبل الرح إل مفسرا وهو أن يذكر السبب الذى به جرح‬
‫ولن الناس يتلفون فيما يفسق به النسان ولعل من شهد بفسقه شهد على اعتقاده والاكم ل‬
‫يعتقد أن ذلك فسق والرح والتعديل إل رأى الاكم فوجب بيانه لينظر فيه ول يشهد بالرح‬
‫من يشهد من اليان وأهل البة إل أن يعلم الرح بالشاهدة ف الفعال كالسرقة وشرب المر‬
‫أو بالسماع ف القوال كالشتم والقذف والكذب وإظهار ما يعتقده من البدع أو استفاض عنه‬
‫ذلك بالب لنه شهادة على علم فأما إذا قال بلغن أو قيل ل أنه يفعل أو يقول أو يعتقد ل يز‬
‫أن يشهد به لقوله تعال } إل من شهد بالق وهم يعلمون { قال الشافعى رحه ال ول تقبل‬
‫الشهادة بالتعديل حت يقول هو عدل على ول فمن أصحابنا من قال يكفى أن يقول هو عدل‬
‫وهو قول أب سعيد الصطخرى لن قوله عدل يقتضى أنه عدل عليه وله وما ذكره الشافعى‬
‫رحه ال تعال ذكره على سبيل الستحباب‬
‫ومنهم من قالع ل يقبل حت يقول عدل ل وعلى وهو قول أب إسحاق لن قوله عدل ل يقتضى‬
‫العدالة على الطلق لنه قد يكون عدل ف شيء دون شيء وإذا قال عدل على ول دل على‬
‫العدالة على الطلق‬
‫فصل ول يقبل التعديل إل من تقدمت معرفته وطالت خبته بالشاهد لن القصود معرفة العدالة‬
‫ف الباطن ول يعلم ذلك من ل يتقدم به معرفته ويقبل الرح من تقدمت معرفته به ومنن ل يتقدم‬
‫معرفته لنه ل يشهد ف الرح إل با شاهد أو سع أو استفاض عنه وبذلك يعلم فسقه‬
‫فصل وإن شهد مهول العدالة فقال الشهود عليه هو عدل ففيه وجهان أحدها أنه يوز للحاكم‬
‫أن يكم بشهادته لن البحث عن العدالة لق الشهود عليه وهو قد شهد له بالعدالة‬
‫والثان أنه ل يكم لن حكمه بشهادته حكم بتعديله وذلك ل يوز بقول الواحد ولن اعتبار‬
‫العدالة ف الشاهد حق ل تعال ولذا لو رضى الشهود عليه بشهادة الفاسق ل يز للحاكم أن‬
‫يكم بشهادته‬
‫فصل وإن ثبت عدالة الشاهد ومضى على ذلك زمان ث شهد عند الاكم بق نظرت فإن كان‬
‫بعد زمان قريب حكم بشهادته ول يسأل عن عدالته وإن كان بعد زمان طويل ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يكم بشهادته لن الصل بقاء العدالة‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه ل يكم بشهادته حت يعيد السؤال عن عدالته لنه مع طول‬
‫الزمان يتغي الال‬
‫فصل وإن شهد عنده شهود وارتاب بم فالستحب أن يسألم عن تمل الشهادة ويفرقهم ويسأل‬
‫كل واحد منهم على النفراد عن صفة التحمل ومكانه وزمانه لا روى أن أربعة شهدوا على‬
‫امرأة بالزنا عند دانيال ففرقهم وسألم فاختلفوا فدعا عليهم فنلت عليهم نار من السماء‬
‫فأحرقتهم‬
‫وإن فرقهم فاختلفوا سقطت شهادتم وإن اتفقوا وعظهم لا روى أبو حنيفة رحه ال قال كنت‬
‫) جالسا ( عند مارب بن دثار وهو قاضى الكوفة فجاءه رجل فادعى على رجل حقا فأنكره‬
‫فأحضر الدعى شاهدين فشهد له فقال الشهود عليه والذى تقوم به السموات والرض لقد كذبا‬
‫على ف الشهادة وكان مارب بن دثار متكئا فاستوى جالسا وقال سعت ابن عمر يقول سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن الطي لتخفق بأجنحتها وترمى با ف حواصلها من هول‬
‫يوم القيامة وإن شاهد الزور ل تزول قدماه حت يتبوأ مقعده من النار فإن صدقتما فأثبتا وإن‬
‫كذبتما فغطيا على رؤوسكما وانصرفا فغطيا رؤوسهما وانصرفا‬
‫} وشاورهم ف المر { قال السن إن كان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫____________________‬

‫فصل والستحب أن يضر ملسه الفقهاء ليشاورهم فيما يشكل لقوله تعال عن مشاورتم لغنيا‬
‫ولكن أراد ال تعال أن يستسن بذلك الكام ولن النب صلى ال عليه وسلم شاور ف أسارى‬
‫بدر فأشار أبو بكر بالفداء وأشار عمر رضى ال عنه بالقتل‬
‫وروى عبد الرحن بن القاسم عن أبيه أن أبا بكر رضى ال عنه كان إذا نزل به أمر يريد فيه‬
‫مشاورة أهل الرأى والفقه دعا رجال من الهاجرين و ) رجال من ( النصار ودعا عمر وعثمان‬
‫وعليا وعبد الرحن بن عوف ومعاذ بن جبل وأب بن كعب وزيد بن ثابت رضى ال عنهم فمضى‬
‫أبو بكر على ذلك ث ول عمر رضى ال عنه وكان يدعو هؤلء النفر فإن اتفق أمر مشكل‬
‫شاورهم فيه فإن اتضح له الق حكم به فإن ل يتضح أخره إل أن يتضح ول يقلد غيه لنه‬
‫متهد فل يقلد‬
‫وقال أبو العباس إن ضاق الوقت وخاف الفوت بأن يكون الكم بي مسافرين وهم على الروج‬
‫قلد غيه وحكم كما قال ف القبلة إذا خاف فوت الصلة وقد بينا ذلك ف كتاب الصلة‬
‫وإن اجتهد فأداه اجتهاده إل حكم فحكم به ث بان له أنه أخطأ فإن كان ذلك بدليل مقطوع به‬
‫كالنص والجاع والقياس اللى نقض الكم لقوله تعال } وأن احكم بينهم با أنزل ال { ولا‬
‫روى عن عمر رضى ال عنه أنه قال ردوا الهالت إل السنة وكتب إل أب موسى ل ينعنك‬
‫قضاء قضيت به ث راجعت فيه نفسك فهديت فيه لرشدك أن تراجع الق فإن الق قدي ل يبطله‬
‫شيء وإن الرجوع إل الق أول من التمادى ف الباطل ولنه مفرط ف حكمه غي معذور فيه‬
‫فوجب نقضه‬
‫فصل وإن ول قضاء بلد وكان القاضى قبله ل يصلح للقضاء نقض أحكامه كلها أصاب فيها أو‬
‫أخطأ لنه حكم من ل يوز له القضاء فوجب نقضه كالكم من بعض الرعية وإن كان يصلح‬
‫للقضاء ل يب عليه أن يتتبع أحكامه لن الظاهر أنا صحيحة فإن أراد أن يتتبعها من غي متظلم‬
‫فهل يوز له ذلك أم ل فيه وجهان أحدها وهو اختيار الشيخ أب حامد السفرايين أنه يوز لن‬
‫فيه احتياطا‬
‫والثان أنه ل يوز لنه يشتغل باض ل يلزمه عن مستقبل يلزمه‬
‫وإن تظلم منه متظلم فإن سأل إحضاره ل يضره حت يسأله عما بينهما لنه ربا قصد أن يبتذله‬
‫ليحلف من غي حق‬
‫وإن قال ل عليه مال من معاملة أو غصب أو إتلف أو رشوة أخذها منه على حكم أحضره وإن‬
‫قال حكم على بشهادة عبدين أو فاسقي ففيه وجهان أحدها أنه يضره كما يضره إذا ادعى‬
‫عليه مال‬
‫والثان أنه ل يضره حت يقيم ) عليه ( بينة با يدعيه لنه ل تتعذر إقامة البينة على الكم فإن‬
‫حضر وقال ما حكمت عليه إل بشهادة حرين عدلي فالقول قوله لنه أمي‬
‫وهل يلف فيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه ل يلف لنه عدل والظاهر‬
‫أنه صادق‬
‫والثان أنه يلف لنه أمي ادعى عليه خيانة فلم يقبل قوله من غي يي كالودع إذا ادعى عليه‬
‫خيانة وأنكرها وإن قال جار علي ف الكم نظرت فإن كان ما حكم به ما ل يسوغ فيه الجتهاد‬
‫نقضه كما ينقض على نفسه إذا حكم با ل يسوغ فيه الجتهاد وإن كان ما يسوغ فيه الجتهاد‬
‫كثمن الكلب وضمان ما أتلف على الذمى من المر ل ينقضه كما ل ينقض على نفسه ما حكم‬
‫فيه ما يسوغ فيه الجتهاد لنا لو نقضنا ما يسوغ فيه الجتهاد ل يستقر لحد حق ول ملك لنه‬
‫كلما ول حاكم نقض ما حكم به من قبله فل يستقر لحد حق ول ملك‬

‫____________________‬

‫فصل وإذا خرج إل ملس الكم فالستحب له أن يدعو بدعاء رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وهو ما روت أم سلمة رضى ال عنها قالت كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا خرج من‬
‫بيته يقول اللهم إن أعوذ بك من أن أزل أو أزل أو أضل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو‬
‫يهل علي‬
‫والستحب أن يلس مستقبل القبلة لقوله صلى ال عليه وسلم خي الالس ما استقبل به القبلة‬
‫ولنه قربة فكانت جهة القبلة فيها أول كالذان‬
‫والستحب أن يقعد وعليه السكينة والوقار من غي جبية ول استكبار لا روى أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم رأى رجل وهو متكىء على يساره فقال هذه جلسة الغضوب عليهم ويترك بي يديه‬
‫القمطر متوما ليترك فيه ما يتمع من الاضر والسجلت ويلس الكاتب بقربه ليشاهد ما يكتبه‬
‫فإن غلط ف شيء رده عليه‬
‫فصل والستحب أن يبدأ ف نظره بالبسي لن البس عقوبة وعذاب وربا كان فيهم من تب‬
‫تليته فاستحب البداية بم ويكتب أساء البسي وينادي ف البلدان القاضى يريد النظر ف أمر‬
‫البسي ف يوم كذا فليحضر من له مبوس فإذا حضر الصوم أخرج خصم كل واحد منهم فإن‬
‫وجب إطلقه أطلقه وإن وجب حبسه أعاده إل البس فإن قال البوس حبست على دين وأنا‬
‫معسر فإن ثبت اعساره أطلق وإن ل يثبت إعساره أعيد إل البس فإن ادعى صاحب الدين أن له‬
‫دارا وأقام على ذلك البينة فقال البوس هى لزيد سئل زيد فإن أكذبه بيعت الدار وقضى الدين‬
‫لن إقراره ويسقط بإكذابه وإن صدقه زيد نظرت فإن أقام زيد بينة أن الدار له حكم له بالدار‬
‫ول تبع ف الدين لن له بينة ويدا بإقرار البوس ولصاحب الدين بينة من غي يد فقدمت بينة زيد‬
‫وإن ل يكن لزيد بينة ففيه وجهان أحدها أنه يكم با لزيد ول تباع ف الدين لن بينة صاحب‬
‫الدين بطلت بإكذاب البوس وبقى إقرار البوس بالدار لزيد‬
‫والثان أنه ل يكم با لزيد ) وتباع ف الدين ( لن بينة صاحب الدين شهدت للمحبوس باللك‬
‫وله ) عليه ( بقضاء الدين من ثنها فإذا أكذبا البوس سقطت البينة ف حقه ول تسقط ف حق‬
‫صاحب الدين‬
‫فصل ث ينظر ف أمر الوصياء والمناء لنم يتصرفون ف حق من ل يلك الطالبة باله وهم‬
‫الطفال فإذا ادعى رجل أنه وصى للميت ل يقبل قوله إل ببينة لن الصل عدم الوصية فإن أقام‬
‫على ذلك بينة فإن كان عدل قويا أقر على الوصية وإن كان فاسقا ل يقر على الوصية لن‬
‫الوصية ولية والفاسق ليس من أهل الولية‬
‫وإن كان عدل ضعيفا ضم إليه غيه ليتقوى به وإن أقام بينة أن الاكم الذى كان قبله أنفذ‬
‫الوصية إليه أقره ول يسأل عن عدالته لن الظاهر أنه ل ينفذ الوصية إليه إل وهو عدل فإن كان‬
‫وصيا ف تفرقة ثلثه فإن ل يفرقه فالكم ف إقراره على الوصية على ما ذكرناه وإن كان قد فرقه‬
‫فإن كان عدل ل يلزمه شيء وإن كان فاسقا فإن كانت الوصية لعيني ل يلزمه شيء لنه دفع‬
‫الوصى به إل مستحقه وإن كانت الوصية لغي معيني ففيه وجهان أحدها أنه ل يغرم لنه دفع‬
‫الال إل مستحقه فأشبه إذا كانت الوصية لعيني‬
‫والثان أنه يغرم ما فرقه لنه فرق ما ل يكن له تفرقته فغرمه كما لو فرق ما جعل تفرقته إل غيه‬
‫فصل ث ينظر ف اللقطة والضوال ) وأمر ( الوقاف العامة وغيها من الصال ويقدم الهم‬
‫فالهم لنه ليس لا مستحق معي فتعي على الاكم النظر فيها‬
‫باب ما يب على القاضي ف الصوم والشهود إذا حضر خصوم واحد بعد واحد قدم الول‬
‫فالول لن الول سبق إل حق له فقدم على من بعده‬
‫____________________‬

‫كما لو سبق إل موضع مباح وإن حضروا ف وقت واحد أو سبق بعضهم وأشكل السابق أقرع‬
‫بينهم فمن خرجت له القرعة قدم لنه ل مزية لبعضهم على بعض فوجب التقدي بالقرعة كما‬
‫قلنا فيمن أراد السفر ببعض نسائه فإن ثبت السبق لحدهم فقدم السابق غيه على نفسه جاز‬
‫لن الق له فجاز أن يؤثر به غيه كما لو سبق إل منل مباح ول يقدم السابق ف أكثر من‬
‫حكومة لنا لو قدمناه ف أكثر من حكومة استوعب اللس بدعاويه وأضر بالباقي‬
‫وإن حضر مسافرون ومقيمون ف وقت واحد نظرت فإن كان السافرون قليل وهم على الروج‬
‫قدموا لن عليهم ضررا ف القام ول ضرر على القيمي‬
‫وحكى بعض أصحابنا فيه وجها آخر أنم ل يقدمون إل بإذن القيمي لتساويهم ف الضور‬
‫وظاهر النص هو الول وإن كان السافرون مثل القيمي أو أكثر ل يز تقديهم من غي رضى‬
‫القيمي لن ف تقديهم إضرارا بالقيمي والضرر ل يزال بالضرر وإن تقدم إل الاكم اثنان‬
‫فادعى أحدها على الخر حقا فقال الدعى عليه أنا جئت به وأنا الدعى قدم السابق بالدعوى‬
‫لن ما يدعيه كل واحد منهما متمل وللسابق بالدعوى حق السبق فقدم‬
‫فصل ف وعلى الاكم أن يسوى بي الصمي ف الدخول والقبال عليهما والستماع منهما لا‬
‫روت أم سلمة رضى ال عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال من ابتلى بالقضاء بي السلمي‬
‫فليعدل بينهم ف لظه ولفظه وإشارته ومقعده وكتب عمر رضى ال عنه إل أب موسى الشعرى‬
‫آس بي الناس ف وجهك وعدلك وملسك حت ل يطمع شريف ف حيفك ول ييئس ضعيف من‬
‫عدلك‬
‫ولنه إذا قدم أحدها على الخر ف شيء من ذلك انكسر الخر ول يتمكن من استيفاء حجته‬
‫والستحب أن يلس الصمان بي يديه لا روى عبد ال بن الزبي قال قضى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يلس الصمان بي يدى القاضى ولن ذلك أمكن لطابما وإن كان أحدها‬
‫مسلما والخر ذميا ففيه وجهان أحدها أنه يسوى بينهما ف اللس كما يسوى بينهما ف‬
‫الدخول والقبال عليهما والستماع منهما‬
‫والثان أنه يرفع السلم على الذمى ف اللس لا روى أن عليا رضى ال عنه حاكم يهوديا ف درع‬
‫إل شريج فقام شريج من ملسه وأجلس عليا كرم ال وجهه فيه فقال علي ) عليه السلم ( لول‬
‫أن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل تسووا بينهم ف ) الالس ( للست معه بي‬
‫يديك‬
‫ول يضيف أحدها دون الخر لا روى أن رجل نزل بعلى بن أب طالب ) عليه السلم ( فقال له‬
‫ألك خصم قال نعم قال تول عنا فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل يضيفن‬
‫أحد الصمي إل ومعه خصمه ولن ف إضافة أحدها إظهار اليل وترك العدل‬
‫ول يسار أحدها ول يلقنه حجة لا ذكرناه ول يأمر أحدها بإقرار لن فيه إضرارا به ول بإنكار‬
‫لن فيه إضرارا بصمه وإن ادعى أحدها دعوى غي صحيحة فهل له أن يلقنه كيف يدعى فيه‬
‫وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه يوز لنه ل ضرر على الخر ف تصحيح‬
‫دعواه‬
‫والثان أنه ل يوز لنه ينكسر ) قلب ( الخر ول يتمكن من استيفاء حجته وله أن يرد عن‬
‫أحدها ما عليه لن ف ذلك نفعا لما وله أن يشفع لحدها لن الجابة إل الشفوع إليه إن شاء‬
‫شفعه وإن شاء ل يشفعه‬
‫وإن مال قلبه إل أحدها أو أحب أن يفلج أحدها على خصمه ول يظهر ذلك منه بقول ول فعل‬
‫جاز لنه ل يكنه التسوية بينهما ف البة واليل بالقلب ولذا قلنا يلزمه التسوية بي النساء ف‬
‫القسم ول يلزمه التسوية بينهن ف البة واليل بالقلب‬
‫فصل ف ول ينتهر خصما لن ذلك يكسره وينعه من استيفاء الجة وإن ظهر من أحدها لدد أو‬
‫سوء أدب ناه‬
‫____________________‬

‫فإن عاد زبره وإن عاد عزره ول يزجر شاهدا ول يتعينته لن ذلك ينعه من الشهادة على وجهها‬
‫ويدعوه إل ترك القيام بتحمل الشهادة وأدائها وف ذلك تضييع للحقوق‬
‫فصل ف فإن كان بي نفسي حكومة فدعا أحدها صاحبه إل ملس الكم وجبت عليه إجابته‬
‫لقوله تعال } إنا كان قول الؤمني إذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا‬
‫وأطعنا { فإن ل يضر فاستعدى عليه الاكم وجب عليه أن يعديه لنه إذا ل يعده أدى ذلك إل‬
‫إبطال القوق فإن استدعاه الاكم فامتنع من الضور تقدم إل صاحب الشرطة ليحضره وإن‬
‫كان بينه وبي غائب حكومة ول يكن عليه بينة فاستعدى الاكم عليه فإن كان الغائب ف موضع‬
‫فيه حاكم كتب إليه لينظر بينهما وإن ل يكن حاكم وهناك من يتوسط بينهما كتب إليه لينظر‬
‫بينهما وإن ل يكن من ينظر بينهما ل يضره حت يقق الدعوى لنه يوز أن يكون ما يدعيه ليس‬
‫بق عنده كالشفعة للجار وثن الكلب وقيمة خر النصران فل يكلفه تمل الشقة للحضور لا ل‬
‫يقضى به ويالف الاضر ف البلد حيث قلنا إنه يضر قبل أن يقق الدعى دعواه لنه ل مشقة‬
‫عليه ف الضور فإن حقق الدعوى على الغائب أحضره لا روى أن بكر الصديق رضى ال عنه‬
‫كتب إل الهاجرين أمية أن ابعث إل بقيس بن مكشوح ف وثاق فأحلفه خسي يينا على منب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ما قتل دادويه ولنا لو ل نلزمه الضور جعل البعد طريقا إل‬
‫إبطال القوق فإن استعداه على امرأة فإن كانت برزة فهى كالرجل لنا كالرجل ف الروج‬
‫للحاجات وإن كانت غي برزة ل تكلف الضور بل توكل من ياطب عنها وإن توجهت عليها‬
‫يي بعث إليها من يلفها لن النب صلى ال عليه وسلم قال يا أنيس اغد على امرأة هذا فإن‬
‫اعترفت فارجها فبعث من يسمع إقرارها ول يكلفها الضور‬
‫باب صفة القضاء إذا حضر عند القاضى خصمان وادعى أحدها على الخر حقا يصح فيه دعواه‬
‫وسأل القاضى مطالبة الصم بالروج من دعواه طالبه وإن ل يسأله مطالبة الصم ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه ل يوز للقاضى مطالبته لن ذلك حق للمدعى فل يوز استيفاؤه من غي إذنه‬
‫والثان وهو الذهب أنه يوز له مطالبته لن شاهد الال يدل على الذن ف الطالبة فإن طولب ل‬
‫يل إما أن يقر أو ينكر أو ل يقر ول ينكر‬
‫فإن أقر لزمه الق ول يكم به إل بطالبة الدعى لن الكم حق له فل يستوفيه من غي إذنه فإن‬
‫طالبه بالكم حكم له عليه وإن أنكر فإن كان الدعى ل يعلم أن له إقامة البينة قال له القاضى‬
‫ألك بينة وإن كان يعلم فله أن يقول ذلك وله أن يسكت وإن ل تكن له بينة وكانت الدعوى ف‬
‫غي دم فله أن يلف الدعى عليه ول يوز للقاضى إحلفه إل بطالبة الدعى لنه حق له فل‬
‫يستوفيه من غي إذنه وإن أحلفه قبل الطالبة ل يعتد با لنا يي قبل وقتها وللمدعى أن يطالب‬
‫باعادتا لن اليمي الول ل تكن يينه وإن أمسك الدعى عن إحلف الدعى عليه ث أراد أن‬
‫يلفه بالدعوى التقدمة جاز لنه ل يسقط حقه من اليمي وإنا أخرها وإن قال أبرأتك من اليمي‬
‫سقط حقه منها ف هذه الدعوى وله أن يستأنف الدعوى لن حقه ل يسقط بالبراء من اليمي‬
‫فإن استأنف الدعوى فأنكر الدعى عليه فله أن يلفه لن هذه الدعوى غي الدعوى الت أبرأه‬
‫فيها‬
‫____________________‬

‫من اليمي فإن حلف سقطت الدعوى لا روى وائل بن حجر أن رجل من حضر موت ورجل من‬
‫كندة أتيا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال الضرمى هذا غلبن على أرض ورثتها من أب‬
‫وقال الكندى أرضى وف يدى أزرعها ) و ( ل حق له فيها فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫شاهداك أو يينه قال إنه ل يتورع عن شيء فقال ليس لك إل ذلك فإن امتنع عن اليمي ل يسأل‬
‫عن سبب امتناعه فإن ابتدأ وقال امتنعت لنظر ف الساب أمهل ثلثة أيام لنا مدة قريبة ول‬
‫يهل أكثر منها لنا مدة كثية فإن ل يذكر عذرا لمتناعه جعله ناكل ول يقضى عليه بالق‬
‫بنكوله لن الق إنا يثبت بالقرار أو البينة والنكول ليس بإقرار ول بينة‬
‫فإن بذل اليمي بعد النكول ل يسمع لن بنكوله ثبت للمدعى حق وهو اليمي فلم يز إبطاله‬
‫عليه‬
‫فإن ل يعلم الدعى أن اليمي صارت إليه قال له القاضى أتلف وتستحق‬
‫وإن كان يعلم فله أن يقول ذلك وله أن يسكت‬
‫وإن قال أحلف ردت اليمي عليه لا روى ابن عمر رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫رد اليمي على صاحب الق‬
‫وروى أن القداد استقرض من عثمان مال فتحا كما إل عمر فقال القداد هو أربعة آلف وقال‬
‫عثمان سبعة آلف فقال القداد لعثمان احلف أنه سبعة آلف فقال عمر إنه أنصفك فلم يلف‬
‫عثمان فلما ول القداد قال عثمان وال لقد أقرضته سبعة آلف فقال عمر ل ل تلف فقال‬
‫خشيت أن يوافق ذلك به قدر بلء فيقال بيمينه‬
‫واختلف قول الشافعى رحه ال تعال ف نكول الدعى عليه مع يي الدعى فقال ف أحد القولي‬
‫ها بنلة البينة لنه حجة من جهة الدعى‬
‫وقال ف القول الخر ها بنلة القرار وهو الصحيح لن النكول صادر من جهة الدعى عليه‬
‫واليمي ) ترتب ( عليه ) وله فصار ( كإقراره‬
‫فإن نكل الدعى عن اليمي سئل عن سبب نكوله‬
‫والفرق بينه وبي الدعى عليه حيث ل يسأل عن سبب نكوله أن بنكول الدعى عليه وجب‬
‫للمدعى حق ف رد اليمي والقضاء له فلم يز سؤال الدعى عليه وبنكول الدعى ل يب لغيه‬
‫حق فيسقط بسؤاله‬
‫فإن سئل فذكر أنه امتنع من اليمي لن له بينة يقيمها وحسابا ينظر فيه فهو على حقه من اليمي‬
‫ول يضيق عليه ف الدة ويترك ما تارك‬
‫والفرق بينه وبي الدعى عليه حيث قلنا إنه ل يترك أكثر من ثلثة أيام أن بترك الدعى عليه‬
‫يتأخر حق الدعى ف الكم له وبترك الدعى ل يتأخر إل حقه‬
‫وإن قال امتنعت لن ل أختار أن أحلف حكم بنكوله‬
‫فإن بذل اليمي بعد النكول ل يقبل ف هذه الدعوى لنه أسقط حقه منها فإن عاد ف ملس آخر‬
‫واستأنف الدعوى وأنكر الدعى عليه وطلب يينه حلف فإن حلف ترك وإن نكل ردت اليمي‬
‫على الدعى فإذا حلف حكم له لنا يي ف غي الدعوى الت حكم فيها بنكوله‬
‫فإن كان له شاهد واختار أن يلف الدعى عليه جاز وتنتقل اليمي إل جنبة الدعى عليه فإن أراد‬
‫أن يلف مع شاهده ل يكن له ف هذا اللس لن اليمي انتقلت عنه إل جنبة غيه فلم تعد إليه‬
‫فإن عاد ف ملس آخر واستأنف الدعوى جاز أن يقيم الشاهد ويلف معه لن حكم الدعوى‬
‫الول قد سقط‬
‫وإن حلف الدعى عليه ف الدعوى الول سقطت عنه الطالبة وإن نكل عن اليمي ل يقض عليه‬
‫بنكوله وشاهد الدعى لن للشاهد معن تقوى به جنبة الدعى فلم يقض به مع النكول من غي‬
‫يي كاللوث ف القسامة وهل ترد اليمي على الدعى ليحلف مع الشاهد فيه قولن أحدها أنه ل‬
‫ترد لنا كانت ف جنبته وقد أسقطها وصارت ف جنبة غيه فلم تعد إليه كالدعى عليه إذا نكل‬
‫عن اليمي فردت إل الدعى فنكل فإنا ل ترد على الدعى عليه‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنا ترد لن هذه اليمي غي الول لن سبب الول قوة جنبة الدعى‬
‫بالشاهد وسبب الثانية قوة جنبته بنكول الدعى عليه واليمي الول ل يكم با إل ف الال وما‬
‫يقصد به الال والثانية يقضى با ف جيع القوق الت تسمع فيها الدعوى فلم يكن سقوط‬
‫إحداها موجبا لسقوط الخرى فإن قلنا إنا ل ترد حبس الدعى عليه حت يلف أو يقر لنه تعي‬
‫عليه ذلك وإن قلنا إنا ترد حلف مع الشاهد واستحق‬
‫فصل ف وإن كانت الدعوى ف موضع ل يكن رد اليمي على الدعى بأن ادعى على رجل دينا‬
‫ومات الدعى ول وارث له غي السلمي‬
‫____________________‬

‫وأنكر الدعى عليه ونكل عن اليمي ففيه وجهان ذكرها أبو سعيد الصطخرى‬
‫أحدها أنه يقضى بنكوله لنه ل يكن رد اليمي على الاكم لنه ل يوز أن يلف عن السلمي‬
‫لن اليمي ل تدخلها النيابة ول يكن ردها على السلمي لنم ل يتعينون فقضى بالنكول لوضع‬
‫الضرورة‬
‫والثان وهو الذهب أنه يبس الدعى عليه حت يلف أو يقر لن الرد ل يكن لا ذكرناه والقضاء‬
‫بالنكول ل يوز لا قدمناه لنه إما أن يكون صادقا ف إنكاره فل ضرر عليه ف اليمي أو كاذبا‬
‫فيلزمه القرار وإن ادعى وصى دينا لطفل ف حجره على رجل وأنكر الرجل ونكل عن اليمي‬
‫وقف إل أن يبلغ الطفل فيحلف لنه ل يكن رد اليمي على الوصى لن اليمي ل تدخلها النيابة‬
‫ول على الطفل ف الال لنه ل يصح يينه فوجب التوقف إل أن يبلغ‬
‫فصل ف وإن كان للمدعى بينة عادلة قدمت على يي الدعى عليه لنا حجة ل تمة فيها لنا‬
‫من جهة غيه واليمي حجة يتهم فيها لنا من جهته ول يوز ساع البينة ول الكم با إل بسألة‬
‫الدعى لنه حق له فل يستوف إل بإذنه‬
‫فإن قال الدعى عليه أحلفوه أنه يستحق ما شهدت به البينة ل يلف لن ف ذلك طعنا ف البينة‬
‫العادلة‬
‫وإن قال أبرأن منه فحلفوه أنه ل يبئن منه أو قضيته فحلفوه أن ل أقضه حلف لنه ليس ف ذلك‬
‫قدح ف البينة وما يدعيه متمل فحلف عليه‬
‫وإن كانت البينة غي عادلة قال له القاضى زدن ف شهودك‬
‫وإن قال الدعى ل بينة غائبة وطلب يي الدعى عليه أحلف لن الغائبة كالعدومة لتعذر إقامتها‬
‫فإن حلف الدعى عليه ث حضرت البينة وطلب ساعها والكم با وجب ساعها والكم با لا‬
‫روى عن عمر رضى ال عنه أنه قال البينة العادلة أحق من اليمي الفاجرة ولن البينة كالقرار ث‬
‫يب الكم بالقرار بعد اليمي فكذلك بالبينة‬
‫وإن قال ل بينة حاضرة ولكن أريد أن أحلفه حلف لنه قد يكون له غرض ف إحلفه بأن يتورع‬
‫عن اليمي فيقر وإثبات الق بالقرار أقوى وأسهل من إثباته بالبينة‬
‫وإن قال ليس ل بينة حاضرة ول غائبة أو قال كل بينة تشهد ل فهى كاذبة وطلب إحلفه‬
‫فحلف ث أقام البينة على الق ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنا ل تسمع لنه كذبا بقوله‬
‫والثان أنه إن كان هو الذى استوثق بالبينة ل تسمع لنه كذبا‬
‫وإن كان غيه الستوثق بالبينة سعت لنه ل يعلم بالبينة فرجع قوله ل بينة ل إل ما عنده‬
‫والثالث أنا تسمع بكل حال وهو الصحيح لنه يوز أن يكون ما علم وإن علم فلعله نسى‬
‫فرجع قوله ل بينة ل إل ما يعتقده‬
‫فصل ف وإن قال الدعى ل بينة بالق ل يز له ملزمة الصم قبل حضورها لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم شاهداك أو يينه ليس لك إل ذلك وإن شهد ) له ( شاهدان عدلن عند الاكم وهو ل‬
‫يعلم أن له دفع البينة بالرح قال له قد شهد عليك فلن وفلن وقد ثبتت عدالتهما عندى وقد‬
‫أطردتك جرحهما وإن كان يعلم فله أن يقول وله أن يسكت‬
‫فإن قال الشهود عليه ل بينة برحهما نظر فإن ل يأت با حكم عليه لا روى عن عمر رضى ال‬
‫عنه أنه قال ف كتابه إل أب موسى الشعرى رضى ال عنه واجعل لن ادعى حقا غائبا أمدا ينتهى‬
‫إليه فإن أحضر بينته أخذت له حقه وإل استحللت عليه القضية فإنه أنفى للشك وأجلى للعمى‬
‫ول ينظر أكثر من ثلثة أيام لنه كثي وفيه إضرار بالدعى‬
‫وإن قال ل بينة بالقضاء أو البراء أمهل ثلثة أيام فإن ل يأت با حلف الدعى أنه ل يقضه‬
‫____________________‬

‫ول يبئه ث يقضى ) له ( لا ذكرناه وله أن يلزمه إل أن يقيم البينة بالرح أو القضاء لن الق‬
‫قد ثبت له ف الظاهر وإن شهد له شاهدان ول تثبت عدالتهما ف الباطن فسأل الدعى أن يبس‬
‫الصم إل أن يسأل عن عدالة الشهود ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق وهو ظاهر‬
‫الذهب أنه يبس لن الظاهر العدالة وعدم الفسق‬
‫والثان وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه ل يبس لن الصل براءة ذمته‬
‫وإن شهد له شاهد واحد وسأل أن يبسه إل أن يأتى بشاهد آخر ففيه قولن أحدها أنه يبس‬
‫كما يبس إذا جهل عدالة الشهود‬
‫والثان أنه ل يبس وهو الصحيح لنه ل يأت بتمام البينة ويالف إذا جهل عدالتهم لن البينة ت‬
‫عددها والظاهر عدالتها‬
‫وقال أبو إسحاق إن كان الق ما يقضى فيه بالشاهد واليمي حبس قول واحدا لن الشاهد‬
‫الواحد حجة فيه لنه يلف معه‬
‫فصل ف وإذا علم القاضى عدالة الشاهد أو فسقه عمل بعلمه ف قبوله ورده‬
‫وإن علم حال الكوم فيه نظرت فإن كان ذلك ف حق الدمى ففيه قولن أحدها أنه ل يوز أن‬
‫يكم فيه بعلمه لقوله عليه الصلة السلم للحضرمى شاهداك أو يينه ليس لك إل ذلك ولنه لو‬
‫كان علمه كشهادة اثني لنعقد النكاح به وحده‬
‫والثان وهو الصحيح وهو اختيار الزن رحه ال أنه يوز أن يكم بعلمه لا روى أبو سعيد‬
‫الدرى أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل ينع أحدكم هيبة الناس أن يقول ف حق إذا رآه أو‬
‫) علمه ( أو سعه ولنه إذا جاز أن يكم با شهد به الشهود وهو من قولم على ظن فلن يوز‬
‫أن يكم با سعه أو رآه وهو على علم أول‬
‫وإن كان ذلك ف حق ال تعال ففيه طريقان أحدها وهو قول أب العباس وأب على بن أب هريرة‬
‫أنا على قولي كحقوق الدميي‬
‫والثان وهو قول أكثر أصحابنا أنه ل يوز أن يكم فيه بعلمه قول واحدا لا روى عن أب بكر‬
‫الصديق رضى ال عنه أنه قال لو رأيت رجل على حد ل أحده حت تقوم البينة عندى‬
‫ولنه مندوب إل ستره ودرئه والدليل عليه قوله صلى ال عليه وسلم هل سترته بثوبك يا هزال‬
‫فلم يز الكم فيه بعلمه‬
‫فصل ف وإن سكت الدعى عليه ول يقر ول ينكر قال له الاكم إن أجبت وإل جعلتك ناكل‬
‫والستحب أن يقول له ذلك ثلثا فإن ل يب جعله ناكل وحلف الدعى وقضى له لنه ل يلو‬
‫إذا أجاب من أن يقر أو ينكر فإن أقر فقد قضى عليه با يب على القر وإن أنكر فقد وصل‬
‫إنكاره بالنكول عن اليمي فقضينا عليه با يب على النكر إذا نكل عن اليمي‬
‫فصل ف وإذا تاكم إل الاكم أعجمى ل يعرف لسانه ل يقبل ف الترجة إل عدلي لنه إثبات‬
‫قول يقف الكم عليه فلم يقبل إل من عدلي كالقرار‬
‫وإن كان الق ما يثبت بالشاهد والرأتي قبل ذلك ف الترجة وإن كان ما ل يقبل فيه إل ذكرين‬
‫ل يقبل ف الترجة إل ذكرين فإن كان إقرارا بالزنا ففيه قولن أحدها أنه يثبت بشاهدين‬
‫والثان أنه ل يثبت إل بأربعة‬
‫فصل ف وإن حضر رجل عند القاضى وادعى على غائب عن البلد أو على حاضر فهرب أو على‬
‫حاضر ف البلد استتر وتعذر إحضاره فإن ل يكن معه بينة ل يسمع دعواه لن استماعها ل يفيد‬
‫وإن كانت معه بينة سع دعواه وسعت بينته لنا لو ل نسمع جعلت الغيبة والستتار طريقا إل‬
‫إسقاط القوق الت نصب الاكم لفظها ول يكم عليه إل أن يلف الدعى أنه ل يبىء من‬
‫الق لنه يوز أن يكون قد حدث بعد ثبوته بالبينة إبراء أو قضاء أو حوالة ولذا لو حضر من‬
‫عليه الق وادعى الباءة بشيء من ذلك سعت دعواه وحلف عليه الدعى فإذا تعذر حضوره‬
‫وجب على الاكم أن يتاط له ويلف عليه الدعى‬
‫وإن ادعى على حاضر ف البلد يكن إحضاره ففيه وجهان أحدها أنه تسمع الدعوى والبينة‬
‫ويقضى با بعد ما يلف الدعى لنه غائب عن ملس الكم فجاز القضاء عليه كالغائب عن البلد‬
‫والستتر ف البلد‬
‫والثان أنه ل يوز ساع البينة عليه ول الكم وهو الذهب لنه يكن سؤاله فل يوز القضاء عليه‬
‫قبل السؤال كالاضر ف ملس الكم‬
‫وإن ادعى على ميت سعت البينة وقضى عليه فإن كان له‬
‫____________________‬

‫وارث كان إحلف الدعى إليه‬


‫وإن ل يكن له وارث فعلى الاكم أن يلفه ث يقضى له وإن كان على صب سعت البينة وقضى‬
‫عليه بعدما يلف الدعى لنه تعذر الرجوع إل جوابه فقضى عليه مع يي الدعى كالغائب‬
‫والستتر‬
‫وإن حكم على الغائب ث قدم أو على الصب ث بلغ كان على حجته ف القدح ف البينة والعارضة‬
‫ببينة يقيمها على القضاء أو البراء‬
‫فصل ويوز للقاضى أن يكتب إل القاضى فيما ثبت عنده ليحكم به ويوز أن يكتب إليه فيما‬
‫حكم به لينفذه لا روى الضحاك ابن قيس قال كتب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن‬
‫أورث امرأة أشيم الضباب من دية زوجها ولن الاجة تدعو إل كتاب القاضى إل القاضى فيما‬
‫ثبت عنده ليحكم به وفيما حكم به لينفذه‬
‫فإن كان الكتاب فيما حكم به جاز قبول ذلك ف السافة القريبة والبعيدة لن ما حكم به يلزم‬
‫كل أحد إمضاؤه وإن كان فيما ثبت عنده ل يز قبوله إذا كان بينهما مسافة ل تقصر فيها‬
‫الصلة لن القاضى الكاتب فيما حل شهود الكتاب كشاهد الصل والشهود الذين يشهدون با‬
‫ف الكتاب كشهود الفرع وشاهد الفرع ل يقبل مع قرب شاهد الصل‬
‫فصل ف ول يقبل الكتاب إل أن يشهد به شاهدان وقال أبو ثور يقبل من غي شهادة لن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يكتب ويعمل بكتبه من غي شهادة‬
‫وقال أبو سعيد الصطخرى إذا عرف الكتوب إليه خط القاضى الكاتب وختمه جاز قبوله وهذا‬
‫خطأ لن الط يشبه الط والتم يشبه التم فل يؤمن أن يزور على الط والتم وإذا أراد إنفاذ‬
‫الكتاب أحضر شاهدين ويقرأ الكتاب عليهما أو يقرأ غيه وهو يسمعه‬
‫والستحب أن ينظر الشاهدان ف الكتاب حت ل يذف منه شيء وإن ل ينظرا جاز لنما يؤديان‬
‫ما سعا‬
‫وإذا وصل إل القاضى الكتوب إليه قرآ الكتاب عليه وقال نشهد أن هذا الكتاب كتاب فلن‬
‫إليك وسعناه وأشهدنا أنه كتب إليك با فيه وإن ل يقرآ الكتاب ولكنهما سلماه إليه وقال نشهد‬
‫أنه كتب إليك بذا ل يز لنه ربا زور الكتاب عليهما‬
‫وإن انكسر ختم الكتاب ل يضر لن العول على ما فيه‬
‫وإن مى بعضه فإن كانا يفظان ما فيه أو معهما نسخة أخرى شهدا وإن ل يفظاه ول معهما‬
‫نسخة أخرى ل يشهدا لنما ل يعلمان ما مى منه‬
‫فصل ف وإن مات القاضى الكاتب أو عزل جاز للمكتوب إليه قبول الكتاب والعمل به لنه إن‬
‫كان الكتاب با حكم به وجب على كل من بلغه أن ينفذه ف كل حال وإن كان الكتاب با ثبت‬
‫عنده فالكاتب كشاهد الصل وشهود الكتاب كشاهد الفرع وموت شاهد الصل ل ينع من‬
‫قبول شهادة شهود الفرع‬
‫وإن فسق الكاتب ث وصل كتابه فإن كان ذلك فيما حكم به ل يؤثر فسقه لن الكم ل يبطل‬
‫بالفسق الادث بعده وإن كان فيما ثبت عنده ل يز الكم به لنه كشاهد الصل وشاهد الصل‬
‫إذا فسق قبل الكم ل يكم بشهادة شاهد الفرع‬
‫وإن مات القاضى الكتوب إليه أو عزل أو ول غيه قبل الكتاب لن العول على ما حفظه شهود‬
‫الكتاب وتملوه ومن تمل شهادة وجب على كل قاض أن يكم بشهادته‬
‫فصل فإن وصل الكتاب إل الكتوب إليه فحضر الصم وقال لست فلن بن فلن فالقول قوله‬
‫مع يينه لن الصل أنه ل مطالبة عليه فإن أقام الدعى بينة أنه فلن بن فلن فقال أنا فلن بن‬
‫فلن إل أن غي الكوم عليه ل يقبل قوله إل أن يقيم البينة لن له من يشاركه ف جيع ما وصف‬
‫به لن الصل عدم من يشاركه فلم يقبل قوله من غي بينة‬
‫وإن أقام بينة أن له من يشاركه ف جيع ما وصف به توقف عن الكم حت يعرف من الكوم‬
‫عليه منهما‬
‫وإذا حكم الكتوب إليه على الدعى عليه بالق فقال الكوم عليه اكتب إل الاكم الكاتب أنك‬
‫حكمت على حت ل يدعى على ثانيا ففيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخرى رحه‬
‫ال أنه يلزمه لنه ل يأمن أن يدعي ) عليه ( ثانيا ويقيم عليه البينة فيقضى عليه ثانيا‬
‫والثان أنه ل يلزمه لن الاكم إنا يكتب ما حكم به أو ثبت عنده والكاتب هو الذى حكم أو‬
‫ثبت عنده دون الكتوب إليه‬
‫فصل إذا ثبت عند القاضى حق بالقرار فسأله القر له أن يشهد على نفسه با ثبت عنده من‬
‫القرار لزمه ذلك لنه ل يؤمن أن ينكر القر‬
‫____________________‬
‫فلزمه الشهاد ليكون حجة له إذا أنكر‬
‫وإن ثبت عنده الق بيمي الدعى بعد نكول الدعى عليه فسأله الدعى أن يشهد على نفسه لزمه‬
‫لنه ل حجة للمدعى غي الشهاد‬
‫وإن ثبت عنده الق بالبينة فسأله الدعى الشهاد ففيه وجهان أحدها أنه ل يب لن له بالق‬
‫بينة فلم يلزم القاضى تديد بينة أخرى‬
‫والثان أنه يلزمه لن ف إشهاده على نفسه تعديل لبينته وإثباتا لقه وإلزاما لصمه‬
‫فإن ادعى عليه حقا فأنكره وحلف عليه وسأله الالف أن يشهد على براءته لزمه ليكون حجة له‬
‫ف سقوط الدعوى حت ل يطالبه بالق مرة أخرى‬
‫وإن سأله أن يكتب له مضرا ف هذه السائل كلها وهو أن يكتب ما جرى وما ثبت به الق فإن‬
‫ل يكن عنده قرطاس من بيت الال ول يأته الكوم له بقرطاس ل يلزمه أن يكتب لن عليه أن‬
‫يكتب وليس عليه أن يغرم وإن كان عنده قرطاس من بيت الال أو أتاه صاحب الق بقرطاس‬
‫فهل يلزمه أن يكتب الضر فيه وجهان أحدها أنه يلزمه لنه وثيقة بالق فلزمه كالشهاد على‬
‫نفسه‬
‫والثان أنه ل يلزمه لن الق يثبت باليمي أو بالبينة دون الضر‬
‫وإن سأله أن يسجل له وهو أن يذكر ما يكتبه ف الضر ويشهد على إنفاذه ويسجل له فهل يلزم‬
‫ذلك أم ل على ما ذكرناه ف كتب الضر‬
‫وما يكتب من الاضر والسجلت يكتب ف نسختي إحداها تسلم إل الكوم له والخرى‬
‫تكون ف ديوان الكم فإن حضر عند القاضى رجلن ل يعرفهما وحكم بينهما ث سأل الكوم له‬
‫كتب ) مضر أو سجل ( كتب حضر إل رجلن قال أحدها إنه فلن بن فلن وقال الخر أنه‬
‫فلن بن فلن ويليهما ويذكر ما جرى بينهما ويشهد على ذلك‬
‫فصل وإن اجتمعت عنده ماضر وسجلت كتب على ) كل ( مضر اسم التداعيي ويضم ما‬
‫اجتمع منها ف كل شهر أو ف كل سنة على قدر قلتها وكثرتا وضم بعضها إل بعض ويكتب‬
‫عليها ماضر شهر كذا وكذا من سنة كذا ليسهل عليه طلبته إذا احتاج إليه‬
‫وإن حضر رجلن عند القاضى فادعى أحدها أن له ف ديوان الكم حجة على خصمه فوجدها‬
‫فإن كان حكما حكم به غيه ل يعمل به إل أن يشهد به شاهدان أن هذا حكم به فلن القاضى‬
‫ول يرجع ف ذلك إل الط والتم فإنه يتمل التزوير ف الط والتم‬
‫وإن كان حكما حكم هو به فإن كان ذاكرا للحكم به عالا به عمل به وألزم الصم حكمه‬
‫وإن كان غي ذاكر ل يعمل به لنه يوز أن يكون قد زور على خطه وختمه‬
‫وإن شهد اثنان عليه أنه حكم به ل يرجع إل شهادتما لنه يشك ف فعله فل يرجع فيه إل قول‬
‫غيه كما لو شك ف فرض من فروض صلته فإن شهد الشاهدان على حكمه عند حاكم آخر‬
‫أنفذ ما شهدا به فإن شهد شاهدان أن الول توقف ف شهادتما ل يز للثان أن ينفذ الكم الذى‬
‫شهدا به لن الشهود فرع للحاكم الول فإذا توقف الصل ل يز الكم بشهادة الفرع كما لو‬
‫شهد شاهدان على شهادة شاهد الصل ث شهد شاهدان أن شاهد الصل توقف ف الشهادة‬
‫فصل إذا اتضح الكم للقاضى بي الصمي فالستحب أن يأمرها بالصلح فإن ل يفعل ل يز‬
‫تردادها لن الكم لزم فل يوز تأخيه من غي رضا من له الكم‬
‫فصل إذا قال القاضى حكمت لفلن بكذا قبل قوله لنه يلك الكم فقبل القرار به كالزوج لا‬
‫ملك الطلق قبل إقراره به‬
‫وإن عزل ث قال حكمت لفلن بكذا ل يقبل إقراره لنه ل يلك الكم فلم يلك القرار به‬
‫وهل يكون شاهدا ف ذلك فيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخرى أنه يكون شاهدا‬
‫لنه ليس فيه أكثر من أنه يشهد على فعل نفسه وذلك ل يوجب ) رد ( شهادته كما لو قالت‬
‫امرأة أرضعت هذا الصب‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يكون شاهدا لن شهادته بالكم تثبت لنفسه العدالة لن الكم ل‬
‫يكون إل من عدل فتلحقه التهمة ف هذه الشهادة فلم تقبل‬
‫ويالف الرضعة لن شهادتا بالرضاع ل تثبت عدالة نفسها لن الرضاع يصح من غي عدل‬
‫ولن الغلب ف الرضاع فعل الرتضع ولذا يصح به دونا والغلب ف الكم فعل الاكم فيكون‬
‫شهادته على فعله فلم يقبل وبال التوفيق‬

‫____________________‬

‫باب القسمة توز قسمة الموال الشتركة لقوله عز وجل } وإذا حضر القسمة أولوا القرب‬
‫واليتامى والساكي فارزقوهم منه وقولوا لم قول معروفا { ولن النب صلى ال عليه وسلم قسم‬
‫غنائم بدر بشعب يقال له الصفراء وقسم غنائم خيب على ثانية عشر بينهما وقسم غنائم حني‬
‫بأوطاس وقيل بالعرانة ولن بالشركاء حاجة إل القسمة ليتمكن كل واحد منهم من التصرف ف‬
‫ماله على الكمال ويتخلص من كثرة اليدى وسوء الشاركة‬
‫فصل ويوز لم أن يتقاسوا بأنفسهم ويوز أن ينصبوا من يقسم بينهم ويوز أن يرفعوا إل‬
‫الاكم لينصب من نفسهم بينهم‬
‫ويب أن يكون القاسم عالا بالقسمة ليوصل كل واحد منهم إل حقه كما يب أن يكون الاكم‬
‫عالا ليحكم بينهم بالق‬
‫فإن كان القاسم من جهة الاكم ل يز أن يكون فاسقا ول عبدا لنه نصبه للزام الكم فلم يز‬
‫أن يكون فاسقا ول عبدا كالاكم‬
‫فإن ل يكن فيها تقوي جاز قاسم واحد وإن كان فيها تقوي ل يز أقل من اثني لن التقوي ل‬
‫يثبت إل باثني‬
‫وإن كان فيها خرص ففيه قولن أحدها أنه يوز أن يكون الارص واحدا‬
‫والثان أنه يب أن يكون الارص اثني‬
‫فصل فإن كان القاسم نصبه الاكم كانت أجرته من سهم الصال لا روى أن عليا رضى ال عنه‬
‫أعطى القاسم من بيت الال ولنه من الصال ) فكانت أجرته من سهم الصال (‬
‫فإن ل يكن ف بيت الال شيء وجبت على الشركاء على قدر أملكهم لنه مؤنة تب لال‬
‫مشترك فكانت على قدر اللك كنفقة العبيد والبهائم الشتركة وإن كان القاسم نصبه الشركاء‬
‫جاز أن يكون فاسقا وعبدا لنه وكيل لم وتب أجرته عليهم على ما شرطوا لنه أجي لم‬
‫فصل وإن كان ف القسمة رد فهو بيع لن صاحب الرد بذل الال ف مقابلة ما حصل له من حق‬
‫شريكه ) عوضا ( وإن ل يكن فيها رد ففيه قولن أحدها أنا بيع لن كل جزء من الال مشترك‬
‫بينهما فإذا أخذ نصف الميع فقد باع حقه با حصل له من حق صاحبه‬
‫والقول الثان أنا فرز النصيبي وتييز القي لنا لو كانت بيعا ل يز تعليقه على ما ترجه القرعة‬
‫ولنا لو كانت بيعا لفتقرت إل لفظ التمليك ولثبتت فيها الشفعة ولا تقدر بقدر حقه كسائر‬
‫البيوع‬
‫فإن قلنا إنا بيع ل يز فيما ل يوز بيع بعضه ببعض كالرطب والعسل الذى انعقدت أجزاؤه‬
‫بالنار‬
‫وإن قلنا إنا فرز النصيبي جاز وإن قسم البوب والدهان‬
‫فإن قلنا إنا بيع ل يز أن يتفرقا من غي قبض ول يز قسمتها إل بالكيل كما ل يوز ف البيع‬
‫وإن قلنا إنا فرز النصيبي ل يرم التفرق فيها قبل التقابض ويوز قسمتها بالكيل والوزن‬
‫وإن كانت بينهما ثرة على شجرة فإن قلنا إن القسمة بيع ل تز قسمتها خرصا كما ل يوز بيع‬
‫بعضها ببعض خرصا‬
‫وإن قلنا إنا تييز القي فإن كانت ثرة غي الكرم والنخل ل تز قسمتها لنا ل يصح فيها‬
‫الرص وإن كانت ثرة النخل والكرم جاز لنه يوز خرصها للفقراء ف الزكاة فجاز للشركاء‬
‫فصل وإن وقف على قوم نصف أرض وأراد أهل الوقف أن يقاسوا صاحب الطلق فإن قلنا إن‬
‫القسمة بيع ل يصح وإن قلنا إنا تييز القي نظرت فإن ل يكن فيها رد صحت وإن كان فيها رد‬
‫فإن كان من أهل الوقف جاز لنم يتنازعون الطلق وإن كان من أصحاب الطلق ل يز لنم‬
‫يتنازعون الوقف‬

‫____________________‬

‫فصل وإن طلب أحد الشريكي القسمة وامتنع الخر نظرت فإن ل يكن على واحد منهم ضرر‬
‫ف القسمة كالبوب والدهان والثياب الغليظة وما تساوت أجزاؤه من الرض والدور أجب‬
‫المتنع لن الطالب يريد أن ينتفع باله على الكمال وأن يتخلص من سوء الشاركة من غي‬
‫إضرار بأحد فوجبت إجابته إل ما طلب‬
‫وإن كان عليهما ضرر كالواجر والثياب الرتفعة الت تنقص قيمتها بالقطع والرحى الواحدة‬
‫والبئر والمام الصغي ل يب المتنع لقوله صلى ال عليه وسلم ل ضرر ول إضرار وروى أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم نى عن إضاعة الال ولنه إتلف مال وسفه يستحق با الجر فلم يب‬
‫عليه‬
‫وإن كان على أحدها ضرر دون الخر نظرت فإن كان الضرر على المتنع أجب عليها‬
‫وقال أبو ثور رحه ال ل يب لنا قسمة فيها ضرر فلم يب عليها كما لو دخل الضرر عليهما‬
‫وهذا خطأ لنه يطلب حقا له فيه منفعة فوجبت الجابة إليه وإن كان على الطلوب منه ضرر‬
‫كما لو كان له دين على رجل ل يلك إل ما يقضى به دينه‬
‫وإن كان الضرر على الطالب دون الخر ففيه وجهان أحدها أنه يب لنه قسمة ل ضرر فيها‬
‫على أحدها فأجب المتنع كما لو كان الضرر على المتنع دون الطالب‬
‫والثان أنه ل يب وهو الصحيح لنه يطلب مال يستضر به فلم يب المتنع‬
‫ويالف إذا ل يكن على الطالب ضرر لنه يطلب ما ينتفع به وهذا يطلب ما يستضر به وذلك‬
‫سفه فلم يب المتنع‬
‫فصل وإن كان بينهما دور أو أراض متلفة ف بعضها نل وف بعضها شجر أو بعضها يسقى‬
‫بالسيح وبعضها يسقى بالناضح وطلب أحدها أن يقسم بينهما أعيانا بالقيمة وطلب الخر قسمة‬
‫كل عي قسم كل عي لن كل واحد منهما له حق ف الميع فجاز له أن يطالب بقه ف الميع‬
‫وإن كان بينهما عضائد متلصقة وأراد أحدها أن يقسم أعيانا وطلب الخر أن يقسم كل واحد‬
‫منها على النفراد ففيه وجهان أحدها أنا تقسم أعيانا كالدار الواحدة إذا كان فيها بيوت‬
‫والثان أنه يقسم كل واحدة منها لن كل واحدة على النفراد فقسم كل واحد منها كالدور‬
‫التفرقة‬
‫فصل فإن كان بينهما دار وطلب أحدها أن تقسم فيجعل العلو لحدها والسفل للخر وامتنع‬
‫الخر ل يب المتنع لن العلو تابع للعرصة ف القسمة ولذا لو كان بينهما عرصة وطلب أحدها‬
‫القسمة وجبت القسمة ولو كان بينهما غرفة فطلب أحدها القسمة ل يب ول يوز أن يعل‬
‫التابع ف القسمة متبوعا‬
‫فصل وإن كان بي ملكهما عرصة حائط فأراد أن تقسم طول فيجعل لكل واحد منهما نصف‬
‫الطول ف كمال العرض واتفقا عليه جاز‬
‫وإن طلب أحدها ذلك وامتنع الخر أجب عليها لنه ل ضرر فيها‬
‫وإن أراد قسمتها عرضا ف كمال الطول واتفقا عليه جاز‬
‫وإن طلب أحدها وامتنع الخر ففيه وجهان أحدها أنه ل يب لنه ل تدخله القرعة لنه إذا‬
‫أقرع بينهما ربا صار با مال كل واحد منهما إل ناحية ملك الخر ول ينتفع به وكل قسمة ل‬
‫تدخلها القرعة ل يب عليها كالقسمة الت فيها رد‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يب عليها لنه ملك مشترك يكن كل واحد من الشريكي أن ينتفع‬
‫بصته إذا قسم فأجب على القسمة كما لو أرادا أن يقسماها طول‬
‫فإن كان بينهما حائط فأرادا قسمته نظرت فإن أرادا قسمته طول ف كمال العرض واتفقا عليه‬
‫جاز وإن أراد ذلك واحد وامتنع الخر ففيه وجهان أحدها أنه ل يب لنه ل بد من قطع الائط‬
‫وف ذلك إتلف‬
‫والثان أنه يب‬
‫____________________‬

‫وهو الصحيح لنه تكن قسمته على وجه ينتفعان به فأجبا عليها كالعرصة فإن أرادا قسمته‬
‫عرضا ف كمال الطول واتفقا عليها جاز وإن طلب أحدها وامتنع الخر ل يب لن ذلك إتلف‬
‫وإفساد‬
‫فصل وإن كان بينهما أرض متلفة الجزاء بعضها عامر وبعضها خراب أو بعضها قوى وبعضها‬
‫ضعيف أو بعضها شجر أو بناء وبعضها بياض أو بعضها يسقى بالسيج وبعضها بالناضح نظرت‬
‫فإن أمكن التسوية بي الشريكي ف جيده ورديئه بأن يكون اليد ف مقدمها والردىء ف مؤخرها‬
‫فإذا قسمت بينهما نصفي صار إل كل واحد منهما من اليد واللردىء مثل ما صار إل الخر‬
‫من اليد والردىء فطلب أحدها هذه القسمة أجب الخر عليها لنا كالرض التساوية الجزاء‬
‫ف إمكان التسوية بينهما فيها‬
‫وإن ل تكن التسوية بينهما ف اليد والردىء بأن كانت العمارة أو الشجر أو البناء ف أحد‬
‫النصفي دون الخر نظرت فإذا أمكن أن يقسم قسمة تعديل بالقيمة بأن تكون الرض ثلثي‬
‫جريبا وتكون عشرة أجربة من جيدها بقيمة عشرين جريبا من رديئها فدعا إل ذلك أحد‬
‫الشريكي وامتنع الخر ففيه قولن أحدها أنه ل يب المتنع لتعذر التساوى ف الزرع وتوقف‬
‫القسمة إل أن يتراضيا‬
‫والقول الثان أنه يب لوجود التساوى بالتعديل فعلى هذا ف أجرة القسام وجهان أحدها أنه يب‬
‫على كل واحد منهما نصف الجرة لنما يتساويان ف أصل اللك‬
‫والثان أنه يب على صاحب العشرة ثلث الجرة وعلى صاحب العشرين ثلثاها لتفاضلها ف‬
‫الأخوذ بالقسمة‬
‫وإن أمكن قسمته بالتعديل وقسمة الرد فدعا أحدها إل قسمة التعديل ودعا الخر إل قسمة‬
‫الرد فإن قلنا إن قسمة التعديل يب عليها فالقول قول من دعا إليها لن ذلك مستحق وإن قلنا‬
‫ل يب وقف إل أن يتراضيا على إحداها‬
‫فصل وإن كانت بينهما أرض مزروعة وطلب أحدها قسمة الرض دون الزرع وجبت القسمة‬
‫لن الزرع ل ينع القسمة ف الرض فلم ينع وجوبا كالقماش ف الدار‬
‫وإن طلب أحدها قسمة الرض والزرع ل يب لن الزرع ل يكن تعديله فإن تراضيا على ذلك‬
‫فإن كان بذرا ل يز قسمته لنه مهول‬
‫وإن كان قد ظهر فإن كان ما ل ربا فيه كالقصيل والقطن حاز لنه معلوم مشاهد‬
‫وإن كان قد انعقد فيه الب ل يز لنا إن قلنا إن القسمة بيع ل يز لنه بيع أرض وطعام بأرض‬
‫وطعام ولنه قسمة مهول ومعلوم‬
‫وإن قلنا إن القسمة فرز النصيبي ل يز لنه قسمة مهول ومعلوم‬
‫فصل ف وإن كان بينهما عبيد أو ماشية أو أخشاب أو ثياب فطلب أحدها قسمتها أعيانا وامتنع‬
‫الخر فإن كانت متفاضلة ل يب المتنع وإن كانت متماثلة ففيه وجهان أحدها وهو قول أب‬
‫العباس وأب إسحاق وأب سعيد الصطخرى أنه يب المتنع وهو ظاهر الذهب لنا متماثلة‬
‫والثان وهو قول أب على بن خيان وأب على بن أب هريرة أنه ل يب المتنع لنا أعيان متلفة‬
‫فلم يب على قسمتها أعيانا كالدور التفرقة‬
‫فصل وإن كان بينهما منافع فأراد قسمتها مهايأة وهو أن تكون العي ف يد أحدها مدة ث ف يد‬
‫الخر مثل تلك الدة جاز لن النافع كالعيان فجاز قسمتها كالعيان‬
‫وإن طلب أحدها وامتنع الخر ل يب المتنع‬
‫ومن أصحابنا من حكى فيه وجها آخر أنه يب كما يب على قسمة العيان‬
‫والصحيح أنه ل يب لن حق كل واحد منهما تعجل فل يب على تأخيه بالهايأة‬
‫ويالف العيان فإنه ل يتأخر بالقسمة حق كل واحد فإذا عقدا على مدة اختص كل واحد منهما‬
‫بنفعة تلك الدة‬
‫وإن كان يتاج إل النفقة كالعبد والبهيمة كانت نفقته على من يستوف منفعته‬
‫وإن كسب العبد كسبا معتادا ف مدة أحدها كان لن هو ف مدته‬
‫وهل تدخل فيها الكساب النادرة كاللقطة والركاز والبة والوصية فيه قولن أحدها أنا تدخل‬
‫فيها لنا كسب فأشبه العتاد‬
‫والثان أنا ل تدخل فيها لن الهايأة بيع لنه يبيع حقه من الكسب ف أحد اليومي بقه ف اليوم‬
‫الخر والبيع ل يدخل فيه إل ما يقدر ) على تسليمه ( ف العادة والنادر ل يقدر على تسليمه ف‬
‫العادة فلم يدخل فيه فعلى هذا يكون بينهما‬
‫فصل وينبغى للقاسم أن يصى عدد أهل السهام ويعدل السهام بالجزاء أو بالقيمة أو بالرد‬
‫فإن تساوى عددهم وسهامهم‬
‫____________________‬

‫كثلثة بينهم أرض أثلثا فله أن يكتب الساء ويرج على السهام وله أن يكتب السهام ويرج‬
‫على الساء‬
‫فإن كتب الساء كتبها ف ثلث رقاع ف كل رقعة اسم واحد من الشركاء ث يأمر من ل يضر‬
‫كتب الرقاع والبندقة أن يرج رقعة على السهم الول فمن خرج اسه أخذه ث يرج على‬
‫السهم الثان فمن خرج اسه أخذه وتعي السهم الثالث للشريك الثالث‬
‫فإن كتب السهام كتب ف ثلث رقاع ف رقعة السهم الول وف رقعة السهم الثان وف رقعة‬
‫السهم الثالث ث يأمر بإخراج رقعة على اسم أحد الشركاء فأى سهم خرج أخذه ث يأمر بإخراج‬
‫رقعة على اسم آخر فأى سهم خرج أخذه الثان ث يتعي السهم الباقى للشريك الثالث‬
‫وإن اختلفت سهامهم فإن كان لواحد السدس وللخر الثلث وللثالث النصف قسمها على أقل‬
‫السهام وهو السدس فيجعلها أسداسا ويكتب الساء ويرج على السهام فيأمر أن يرج على‬
‫السهم الول فإن خرج اسم صاحب السدس أخذه ث يرج ) على ( السهم الثان فإن خرج اسم‬
‫صاحب الثلث أخذ ) الثان ( والذى يليه لن له سهمي وتعي الباقى لصاحب النصف‬
‫وإن خرجت الول ) على ( اسم صاحب النصف أخذ السهم الول واللذين يليانه وهو الثان‬
‫والثالث ث يرج على السهم الرابع فإن خرج اسم صاحب الثلث أخذه والسهم الذى يليه وهو‬
‫الامس وتعي السهم السادس لصاحب السدس وإنا قلنا إنه يأخذ مع الذى يليه لينتفع با يأخذه‬
‫ول يستضر به ول يرج ف هذا القسم السهام على الساء لنا لو فعلنا ذلك ربا خرج السهم‬
‫الرابع لصاحب النصف فيقول آخذه وسهمي قبله ويقول الخران بل نأخذه وسهمي بعده‬
‫فيؤدى إل اللف والصومة‬
‫فصل ف وإذا ترافع الشريكان إل الاكم وسأله أن ينصب من يقسم بينهما فقسم قسمة إجبار‬
‫ل يعتب تراضى الشركاء لنه لا ل يعتب التراضى ف ابتداء القسمة ل يعتب بعد خروج القرعة‬
‫فإن نصب الشريكان قاسا فقسم بينهما فالنصوص أنه يعتب التراضى ف ابتداء القسمة وبعد‬
‫خروج القرعة‬
‫وقال ف رجلي حكما رجل ليحكم بينهما ففيه قولن أحدها أنه يلزم الكم ول يعتب رضاها‬
‫والثان أنه ل يلزم الكم إل برضاها والقاسم ههنا بنلة هذا الاكم لنه نصبه الشريكان فيكون‬
‫على قولي أحدها وهو النصوص أنه يعتب الرضى بعد خروج القرعة لنه لا اعتب الرضى ف‬
‫البتداء اعتب بعد خروج القرعة‬
‫والثان أنه ل يعتب لن القاسم متهد ف تعديل السهام والقراع فلم يعتب الرضى بعد حكمه‬
‫كالاكم‬
‫وإن كان ف القسمة رد وخرجت القرعة ل تلزم إل بالتراضى‬
‫وقال أبو سعيد الصطخرى تلزم من غي تراض كقسمة الجبار وهذا خطأ لن ف قسمة الجبار‬
‫ل يعتب الرضى ف البتداء وههنا يعتب فاعتب بعد القرعة‬
‫فصل ف إذا تقاسا أرضا ث ادعى أحدها غلطا فإن كان ف قسمة إجبار ل يقبل قوله من غي بينة‬
‫لن القاسم كالاكم فلم تقبل دعوى الغلط عليه من غي بينة كالاكم‬
‫فإن أقام البينة على الغلط نقضت القسمة وإن كان ف قسمة اختيار نظرت فإن تقاسا بأنفسهما‬
‫من غي قاسم ل يقبل قوله لنه رضى بأخذ حقه ناقصا‬
‫وإن أقام بينة ل تقبل لواز أن يكون قد رضى دون حقه ناقصا‬
‫وإن قسم بينهما قاسم نصباه فإن قلنا إنه يفتقر إل التراضى بعد خروج القرعة ل تقبل دعواه لنه‬
‫رضى بأخذ الق ناقصا‬
‫وإن قلنا إنه ل يفتقر إل التراضى بعد خروج القرعة فهو كقسمة الجبار فل يقبل قوله إل ببينة‬
‫فإن كان ف القسمة رد ل يقبل قوله على الذهب وعلى قول أب سعيد الصطخرى هو كقسمة‬
‫الجبار فلم يقبل قوله إل ببينة‬
‫فصل وإن تنازع الشريكان بعد القسمة ف بيت ف دار اقتسماها فادعى كل واحد منهما أنه ف‬
‫سهمه ول يكن له بينة تالفا ونقضت القسمة كما قلنا ف التبايعي وإن وجد أحدها با صار إليه‬
‫عينا فله الفسخ كما قلنا ف البيع‬
‫فصل إذا اقتسما أرضا ث استحق ما صار لحدها شيء بعينه نظرت فإن استحق مثله من نصيب‬
‫الخر أمضيت القسمة وإن ل يستحق من حصة الخر مثله بطلت القسمة لن لن استحق ذلك‬
‫من حصته أن يرجع ف سهم شريكه‬
‫وإذا استحق ذلك عادت الشاعة وإذا استحق جزء مشاع بطلت القسمة ف الستحق‬
‫وهل تبطل ف الباقى فيه وجهان أحدها وهو قول أب على بن أب هريرة أنه يبن على تفريق‬
‫الصفقة فإن قلنا إن الصفقة ل تفرق بطلت القسمة ف الميع وإن قلنا إنا تفرق صحت ف الباقى‬

‫____________________‬

‫والثان وهو قول أب إسحاق أن القسمة تبطل ف الباقى قول واحدا لن القصد من القسمة تييز‬
‫القي ول يصل ذلك لن الستحق صار شريكا لكل واحد منهما فبطلت القسمة‬
‫فصل إذا قسم الوارثان التركة ث ظهر دين على اليت فإنه يبن على بيع التركة قبل قضاء الدين‬
‫وفيه وجهان ذكرناها ف التفليس فإن قلنا إن القسمة تييز القي ل تنقض القسمة وإن قلنا إنا‬
‫بيع ففى نقضها وجهان وال أعلم‬
‫باب الدعوى والبينات ل تصح دعوى مهول ف غي الوصية لن القصد بالكم فصل الكومة‬
‫والتزام الق ول يكن ذلك ف الهول‬
‫فإن كان الدعى دينا ذكر النس والنوع والصفة‬
‫وإن كان عينا باقية ذكر صفتها وإن ذكر قيمتها كان أحوط‬
‫وإن كانت العي تالفة فإن كان لا مثل ذكر صفتها وإن ذكر القيمة كان أحوط وإن ل يكن لا‬
‫مثل ذكر قيمته‬
‫وإن كان الذعى سيفا ملى ) أو لاما ملى ( فإن كان بفضة قومه بالذهب وإن كان بالذهب‬
‫قومه بالفضة وإن كان ملى بالذهب والفضة قومه با شاء منهما‬
‫وإن كان الدعى مال عن وصية جاز أن يدعى مهول لن بالوصية يلك الهول ول يلزم ف‬
‫دعوى الال ذكر السبب الذى ملك به لن أسبابه كثية فيشق معرفة سبب كل درهم فيه‬
‫وإن كان الدعى قتل لزمه ذكر صفته وأنه عمد أو خطأ وأنه انفرد به أو شاركه فيه غيه ويذكر‬
‫صفة العمد لن القتل ل يكن تل فيه فإذا ل يبي ل يؤمن أن يقتص فيما ل يب فيه القصاص وإن‬
‫كان الدعى نكاحا فقد قال الشافعى رحه ال ل يسمع حت يقول نكحتها بول وشاهدين‬
‫ورضاها‬
‫فمن أصحابنا من قال ل يشترط لنه دعوى ملك فل يشترط فيه ذكر السبب كدعوى الال وما‬
‫قال الشافعى رحه ال ذكره على سبيل الستحباب كما قال ف امتحان الشهود إذا ارتاب بم‬
‫ومنهم من قال إن ذلك شرط لنه مبن على الحتياط وتتعلق العقوبة بنسه فشرط ف دعواه‬
‫ذكر الصفة كدعوى القتل‬
‫ومنهم من قال إن كان يدعى ابتداء النكاح لزمه ذكره لنه شرط ف البتداء وإن كان يدعى‬
‫استدامة النكاح ل يشترط لنه ليس بشرط ف الستدامة‬
‫وإن ادعت امرأة على رجل نكاحا فإن كان مع النكاح حق تدعيه من مهر أو نفقة سعت دعواها‬
‫وإن ل تدع حقا سواه ففيه وجهان أحدها أنه ل تسمع دعواها لن النكاح حق للزوج على الرأة‬
‫فإذا ادعت الرأة كان ذلك إقرارا والقرار ل يقبل مع إنكار القر له كما لو أقرت له بدار‬
‫والثان أنه تسمع لن النكاح يتضمن حقوقا لا فصح دعواها فيه‬
‫وإن كان الدعى بيعا أو إجارة ففيه ثلثة أوجه أحدها أنه ل يفتقر إل ذكر شروطه لن القصود‬
‫به الال فلم يفتقر إل ذكر شروطه كدعوى الال‬
‫والثان أنه يفتقر إل ذكر شروطه لنه دعوى عقد فافتقر إل ذكر شروطه كالنكاح‬
‫والثالث أنه إن كان ف غي الارية ل يفتقر لنه ل يقصد به غي الال‬
‫وإن كان ف جارية افتقر لنه يلك به الوطء فأشبه النكاح‬
‫وما لزم ذكره ف الدعوى ول يذكره سأله الاكم عنه ليذكره فتصي الدعوى معلومة فيمكن‬
‫الكم با‬
‫فصل وإن ادعى عليه مال مضافا إل سببه فإن ادعى عليه ألفا اقترضه أو أتلف عليه فقال ما‬
‫أقرضن أو ما أتلفت عليه صح الواب لنه أجاب عما ادعى عليه وإن ل يتعرض لا ادعى عليه‬
‫بل قال ل يستحق على شيئا صح الواب ول يكلف إنكار ما ادعى عليه من القرض أو التلف‬
‫لنه يوز أن يكون قد أقرضه أو أتلف عليه ث قضاه أو أبرأه منه‬
‫فإن أنكره كان كاذبا ف إنكاره وإن أقر به ل يقبل قوله إنه قضاه أو أبرأ منه فيستضر به وإن أنكر‬
‫الستحقاق كان صادقا ول يكن عليه ضرر‬
‫فصل وإن ادعى على رجل دينا ف ذمته فأنكره ول تكن بينة فالقول قوله مع يينه لا روى ابن‬
‫عباس رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال لو أن الناس أعطوا بدعواهم لدعى ناس‬
‫من الناس دماء ناس وأموالم لكن اليمي على الدعى عليه ولن الصل‬
‫____________________‬

‫براءة ذمته فجعل القول قوله‬


‫وإن ادعى ) عليه ( عينا ف يده فأنكره ول بينة فالقول قوله مع يينه لا روى أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ف قصة الضرمى والكندى شاهداك أو يينه ولن الظاهر من اليد اللك فقبل‬
‫قوله‬
‫وإن تداعيا عينا ف يدها ول بينة حلفا وجعل الدعى بينهما نصفي لا روى أبو موسى الشعرى‬
‫رضى ال عنه أن رجلي تداعيا دابة ليس لحدها بينة فجعلها رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫بينهما ولن يد كل واحد منهما على نصفها فكان القول فيه قوله كما لو كانت العي ف يد‬
‫أحدها‬
‫فصل وإن تداعيا عينا ولحدها بينة وهى ف يدها أو ف يد أحدها أو ف يد غيها حكم لن له‬
‫البينة لقوله صلى ال عليه وسلم شاهداك أو يينه فبدأ بالكم بالشهادة ولن البينة حجة صرية‬
‫ف إثبات اللك ل تمة فيها واليد تتمل اللك وغيه والذى يقويها هو اليمي وهو متهم فيها‬
‫فقدمت البينة عليها‬
‫وإن كان لكل واحد منهما بينة نظرت فإن كانت العي ف يد أحدها قضى لن له اليد ) من غي‬
‫يي (‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يقضى لصاحب اليد من غي يي لن بينته تعارضها بينة الدعى فتسقطها‬
‫ويبقى له اليد واليد ل يقضى با من غي يي‬
‫والنصوص أنه يقضى له من غي يي لن معه بينة معها ترجيح وهو اليد ومع الخر بينة ل ترجيح‬
‫معها والجتان إذا تعارضتا ومع إحداها ترجيح قضى بالت معها الترجيح كالبين إذا تعارضا‬
‫ومع أحدها قياس‬
‫وإن كانت العي ف يد أحدها فأقام الخر بينة فقضى له وسلمت العي إليه ث أقام صاحب اليد‬
‫بينة أنا له نقض الكم وردت العي إليه لنا حكمنا للخر ظنا منا أنه ل بينة له فإذا أتى بالبينة‬
‫بان لنا أنه كانت له يد وبينة فقدمت على بينة الخر‬
‫فصل ف وإن كان لكل واحد منهما بينة والعي ف يدها أو ف يد غيها أو ل يد لحدها عليها‬
‫تعارضت البينتان وفيهما قولن أحدها أنما يسقطان وهو الصحيح لنما حجتان تعارضتا ول‬
‫مزية لحداها على الخرى فسقطتا كالنصي ف الادية فعلى هذا يكون الكم فيه كما لو‬
‫تداعيا ول بينة لواحد منهما والثان أنما يستعملن وف كيفية الستعمال ثلثة أقوال أحدها أنه‬
‫يوقف المر إل أن ينكشف أو يصطلحا لن إحداها صادقة والخرى كاذبة ويرجى معرفة‬
‫الصادقة فوجب التوقف كالرأة إذا زوجها وليان أحدها بعد الخر ونسى السابق منهما‬
‫والثان أنه يقسم بينهما لن البينة حجة كاليد ولو استويا ف اليد قسم بينهما فكذلك إذا استويا‬
‫ف البينة‬
‫والثالث أنه يقرع بينهما فمن خرجت له القرعة حكم له لنه ل مزية لحداها على الخرى‬
‫فوجب التقدي بالقرعة كالزوجتي إذا أراد الزوج السفر بإحداها‬
‫فصل وإن كانت بينة أحدها شاهدين وبينة الخر أربعة وأكثر فهما متعارضتان وفيهما القولن‬
‫لن الثني مقدران بالشرع فكان حكمهما وحكم ما زاد سواء‬
‫وإن كانت إحدى البينتي أعدل من الخرى فهما متعارضتان وفيهما القولن ولنما متساويتان‬
‫ف إثبات الق‬
‫وإن كانت بينة أحدها شاهدين وبينة الخر شاهدا وامرأتي فهما متعارضتان وفيهما القولن‬
‫لنما يتساويان ف إثبات الال وإن كانت بينة أحدها شاهدين وبينة الخر شاهدا ويينا ففيه‬
‫قولن أحدها أنما يتعارضان وفيهما القولن لنما تساويا ف إثبات الال‬
‫والقول الثان أنه يقضى لن له الشاهدان لن بينته ممع عليها وبينة الخر متلف فيها‬
‫فصل ف وإن كانت العي ف يد غيها فشهدت بينة أحدها بأنه ملكه من سنة وشهدت بينة‬
‫الخر أنه ملكه من سنتي ففيه قولن قال ف البويطى ها سواء لن القصد إثبات اللك ف الال‬
‫وها متساويتان ف إثبات اللك ف الال‬
‫والقول الثان أن الت شهدت باللك التقدم أول وهو اختيار الزن وهو الصحيح لنا انفردت‬
‫بإثبات اللك ف زمان ل تعارضها فيه البينة الخرى‬
‫وأما إذا كان الشيء ف يد أحدها فإن كان ف يد من شهد له باللك التقدم حكم له وإن كان ف‬
‫يد الخر فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فقال أبو العباس رحه ال يبن على القولي ف السألة قبلها إن قلنا إنما يتساويان حكم لصاحب‬
‫اليد وإن قلنا إن الت شهدت باللك التقدم تقدم قدمت ههنا أيضا لن الترجيح من جهة البينة‬
‫أول من الترجيح باليد‬
‫ومن أصحابنا من قال يكم به لن هو ف يده قول واحدا لن اليد الوجودة أول من الشهادة‬
‫باللك التقدم‬
‫وأما إذا تداعيا دابة وأقام أحدها بينة أنا ملكه نتجت ف ملكه وأقام الخر أنا دابته ول يذكر‬
‫النتاج فقد اختلف أصحابنا فيه فقال أبو العباس الكم فيه كالكم ف الشهادة باللك التقدم‬
‫وفيها‬
‫____________________‬

‫قولن لن الشهادة بالنتاج كشهادته باللك التقدم‬


‫وقال أبو إسحاق يكم لن شهدت له البينة بالنتاج قول واحدا لن بينة النتاج تنفى أن يكون‬
‫اللك لغيه والبينة باللك التقدم ل تنفى أن يكون اللك قبل ذلك لغي الشهود له‬
‫فصل ف إذا ادعى رجل دارا ف يد رجل وأقام بينة أن هذه الدار كانت ف يده أو ف ملكه أمس‬
‫فقد نقل الزن والربيع أنه ل يكم بذه الشهادة وحكى البويطى أنه يكم با فقال أبو العباس‬
‫فيها قولن أحدها أنه يكم بذلك لنه قد ثبت بالبينة أن الدار كانت له والظاهر بقاء اللك‬
‫والقول الثان أنه ل يكم با وهو الصحيح لنه ادعى ملك الدار ف الال وشهدت له البينة با ل‬
‫يدعه فلم يكم با كما لو ادعى دارا فشهدت له البينة بدار أخرى‬
‫وقال أبو إسحاق ل يكم با قول واحدا وما ذكره البويطي من تريه‬
‫فصل ف وإن ادعى ) رجل ( على رجل دارا ف يده وأقر با لغيه نظرت فإن صدقه القر له حكم‬
‫له لنه مصدق فيما ف يده وقد صدقه القر له فحكم له وتنتقل الصومة إل القر له‬
‫فإن طلب الدعى يي القر أنه ل يعلم أنا له ففيه قولن بناء على من أقر بشيء ف يده لغيه ث‬
‫أقر به لخر وفيه قولن أحدها يلزمه أن يغرم للثان‬
‫والثان ل يلزمه فإن قلنا يلزمه أن يغرم حلف لنه ربا خاف أن يلف فيقر للثان فيغرم له‬
‫وإن قلنا ل يلزمه ل يلف لنه إن خاف من اليمي فأقر للثان ل يلزمه شيء فل فائدة ف تليفه‬
‫وإن كذبه القر له ففيه وجهان أحدها وهو قول أب العباس أنه يأخذها الاكم ويفظها إل أن‬
‫يد صاحبها لن الذى ف يده ل يدعيها والقر له أسقط إقراره بالتكذيب وليس للمدعي بينة فلم‬
‫يبق إل أن يفظها الاكم كالال الضال‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه يسلم إل الدعى لنه ليس ههنا من يدعيه غيه وهذا خطأ لنه‬
‫حكم بجرد الدعوى‬
‫وإن أقر با لغائب ول بينة وقف المر إل أن يقدم الغائب لن الذى ف يده ل يدعيها ول بينة‬
‫تقضى با فوجب التوقف‬
‫فإن طلب الدعى يي الدعى عليه أنه ل يعلم أنا له فعلى ما ذكرناه من القولي‬
‫وإن كان للمدعى بينة قضى له‬
‫وهل يتاج إل أن يلف مع البينة فيه وجهان أحدها أنه يتاج أن يلف مع البينة لنا حكمنا‬
‫بإقرار الدعى عليه أنا ملك للغائب ول يوز القضاء بالبينة على الغائب من غي يي‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه ل يتاج أن يلف لنه قضاء على الاضر وهو الدعى عليه وإن‬
‫كان مع الدعى عليه بينة أنا للغائب فالنصوص أنه يكم ببينة الدعى وتسلم إليه ول يكم ببينة‬
‫الدعى عليه وإن كان معها يد لن بينة صاحب اليد إنا يقضى با إذا أقامها صاحب اللك أو‬
‫وكيل له والدعى عليه ليس بالك ول هو وكيل للمالك فلم يكم ببينته‬
‫وحكى أبو إسحاق رحه ال عن بعض أصحابنا أنه ) قال إن ( كان القر للغائب يدعى أن الدار‬
‫ف يده وديعة أو عارية ل تسمع بينته‬
‫وإن كان يدعى أنا ف يده بإجارة سعت بينته وقضى با لنه يدعى لنفسه حقا فسمعت ببينته‬
‫فيصح اللك للغائب ويستوف با حقه من النفعة‬
‫وهذا خطأ لنه إذا ل تسمع البينة ف إثبات اللك وهو الصل فلن ل تسمع لثبات الجارة وهى‬
‫فرع على اللك أول‬
‫وإن أقر با لهول فقد قال أبو العباس فيه وجهان أحدها أنه يقال له إقرارك لهول ل يصح فإما‬
‫أن تقر با لعروف أو تدعيها لنفسك أو نعلك ناكل ويلف الدعى ويقضى له‬
‫والثان أن يقال له إما أن تقر با لعروف أو نعلك ناكل‬
‫ول يقبل دعواه لنفسه لنه بإقراره لغيه نفى أن يكون اللك له فلم تقبل دعواه بعد‬
‫فصل ف إذا ادعى جارية وشهدت ) له ( البينة أنا ابنة أمته ل يكم له با لنا قد تكون ابنة أمته‬
‫ول تكون له بأن تلدها ف ملك غيه ث يلك المة دونا فتكون ابنة أمته ول تكون له‬
‫وإن شهدت البينة أنا ابنة أمته ولدتا ف ملكه فقد قال الشافعى رحه ال حكمت بذلك وذكر ف‬
‫الشهادة باللك التقدم قولي فنقل أبو العباس جواب تلك السألة إل هذه وجعلها على قولي‬
‫وقال سائر أصحابنا يكم با ههنا قول واحدا وهناك على قولي‬
‫والفرق بينهما أن الشهادة هناك بأصل اللك فلم تقبل حت يثبت ف الال والشهادة ههنا بتمام‬
‫اللك وأنه حدث ف ملكه فلم يفتقر إل إثبات اللك ف الال‬
‫وإن ادعى غزل أو طيا أو آجرا وأقام البينة أن الغزل من قطنه والطي من بيضه والجر من طينه‬
‫قضى له لن الميع عي ماله وإنا تغيت صفته‬
‫فصل إذا ادعى رجل أن هذه الدار ملكه من سنتي وأقام على ذلك بينة وادعى آخر أنه ابتاعها‬
‫منه منذ سنتي وأقام على ذلك بينة قضى ببينة البتياع لن بينة اللك شهدت باللك على الصل‬
‫وبينة البتياع شهدت بأمر حادث خفى على بينة اللك فقدمت على بينة اللك كما تقدم بينة‬
‫الرح على بينة التعديل‬

‫____________________‬

‫فصل وإن كان ف يد رجل دار وادعى رجل أنه ابتاعها من زيد وهو يلكها وأقام على ذلك بينة‬
‫حكم له لنه ابتاعها من مالكها وإن شهدت له البينة أنه ابتاعها منه وسلمها إليه حكم له لنه ل‬
‫يسلم إل ما يلكه وإن شهدت أنه ابتاعها منه ول تذكر اللك ول التسليم ل يكم بذه الشهادة‬
‫ول تؤخذ الدار من هى ف يده لنه قد يبيع النسان ما يلكه وما ل يلكه فل تزال يد صاحب‬
‫اليد‬
‫فصل وإن كان ف يد رجل دار فادعاها رجل وأقام البينة أنا له أجرها من هى ف يده وأقام الذى‬
‫ف يده الدار بينة أنا له قدمت بينة الارج الذى ل يد له لن الدار الستأجرة ف ملك الؤجر‬
‫وبيده وليس للمستأجر إل النتفاع فتصي كما لو كانت ف يده دار وادعى رجل أنا له غصبه‬
‫عليها الذى هى ف يده وأقام البينة فإنه يكم با للمغصوب منه‬
‫فصل وإن تداعى رجلن دارا ف يد ثالث فشهد لحدها شاهدان أن الذى ف يده الدار غصبه‬
‫عليها وشهد للخر شاهدان أنه أقر له با قضى للمغصوب منه لنه ثبت بالبينة أنه غاصب وإقرار‬
‫الغاصب ل يقبل فحكم با للمغصوب منه‬
‫فصل إذا ادعى رجل أنه ابتاع دارا من فلن ونقده الثمن وأقام على ذلك بينة وادعى آخر أنه‬
‫ابتاعها منه ونقده الثمن وأقام على ذلك بينة وتاريخ أحدها ف رمضان وتاريخ الخر ف شوال‬
‫قضى لن ابتاعها ف رمضان لنه ابتاعها وهى ف ملكه والذى ابتاعها ف شوال ابتاعها بعد ما زال‬
‫ملكه عنها‬
‫وإن كان تاريهما واحدا أو كان تاريهما مطلقا أو تاريخ أحدها مطلقا وتاريخ الخر مؤرخا فإن‬
‫كانت الدار ف يد أحدها قضى له لن معه بينة ويدا وإن كانت ف يد البائع تعارضت البينتان‬
‫وفيهما قولن أحدها أنما يسقطان‬
‫والثان أنما يستعملن فإن قلنا إنما يسقطان رجع إل البائع فإن أنكرها حلف لكل واحد منهما‬
‫يينا على النفراد وقضى له وإن أقر لحدها سلمت إليه‬
‫وهل يلف للخر فيه قولن وإن أقر لما جعلت لما نصفي وهل يلف كل واحد منهما للخر‬
‫على النصف الخر على القولي‬
‫وإن قلنا إنما يستعملن نظرت فإن صدق البائع أحدها ففيه وجهان أحدها وهو قول أب‬
‫العباس أنا تعل لن صدقه البائع لن الدار ف يده فإذا أقر لحدها فقد نقل يده إليه فتصي له يد‬
‫وبينة‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يرجح بإقرار البائع وهو الصحيح لن البينتي اتفقا على إزالة ملك البائع‬
‫وإسقاط يده فعلى هذا يقرع بينهما ف أحد القوال ويقسم بينهما ف الثان فيجعل لكل واحد‬
‫منهما نصف الدار بنصف الثمن الذى ادعى أنه ابتاع به ول يىء القول بالوقف لن العقود ل‬
‫توقف‬
‫فصل وإن ادعى رجل أنه ابتاع هذه الدار من زيد وهو يلكها ونقده الثمن وأقام عليه بينة‬
‫وادعى آخر أنه ابتاعها من عمرو و ) هو يلكها ( ونقده الثمن وأقام عليه بينة فإن كانت ف يد‬
‫أجنب أو ف يد أحد البائعي وقلنا على الذهب الصحيح أنه ل ترجح البينة بقول البائع تعارضت‬
‫البينتان وفيهما قولن أحدها أنما يسقطان‬
‫والثان أنما يستعملن فإن قلنا إنما يسقطان رجع إل من هو ف يده فإن ادعاه لنفسه فالقول‬
‫قوله ويلف لكل واحد منهما‬
‫وإن أقر لحدها سلم إليه وهل يلف للخر فيه قولن وإن أقر لما جعل لكل واحد منهما‬
‫نصفه وهل يلف ) للخر على النصف الخر ( على القولي‬
‫وإن قلنا إنما يستعملن أقرع بينهما ف أحد القوال ويقسم بينهما ف القول الثان فيجعل لكل‬
‫واحد منهما النصف بنصف الثمن الذى ادعى أنه ابتاعه ول يىء الوقف لن العقود ل توقف‬
‫فصل وإن كان ف يد رجل دار فادعى زيد أنه باعها منه بألف وأقام عليه بينة وادعى عمرو أنه‬
‫باعها منه بألف وأقام عليه بينة‬
‫فإن كانت البينتان بتاريخ واحد تعارضتا وفيهما قولن أحدها أنما يسقطان‬
‫والثان أنما يستعملن فإذا قلنا إنما يسقطان رجع إل قول من هى ف يده فإن ادعاها لنفسه‬
‫وأنكر الشراء حلف لكل واحد منهما وحكم له وإن أقر لحدها لزمه الثمن لن أقر له وحلف‬
‫للخر قول واحدا لنه لو أقر له بعد إقراره للول لزمه له اللف لنه يقر له بق ف ذمته فلزمه‬
‫أن يلف قول واحدا‬
‫وإن قلنا إنما يستعملن أقرع بينهما ف أحد القوال ويقسم ف القول الثان ول يىء الوقف لن‬
‫العقود ل توقف وإن كانتا بتاريي متلفي بأن شهدت بينة أحدها بعقد ف رمضان وبينة‬
‫) أحدها ( بعقد ف شوال لزمه الثمنان‬
‫____________________‬

‫لنه يكن المع بينهما بأن يكون قد اشتراه ف رمضان من أحدها ث باعه واشتراه من الخر ف‬
‫شوال وإن كانت البينتان مطلقتي ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه الثمنان لنه يكن استعمالما بأن‬
‫يكون قد اشتراه ف وقتي متلفي‬
‫والثان أنما يتعارضان فيكون على القولي لنه يتمل أن يكونا ف وقتي فيلزمه الثمنان ويتمل‬
‫أن يكونا ف وقت واحد والصل براءة الذمة‬
‫فصل وإن ادعى رجل ملك عبد فأقام عليه بينة وادعى آخر أنه باعه أو وقفه أو أعتقه وأقام عليه‬
‫بينة قدم البيع والوقف والعتق لن بينة اللك شهدت بالصل وبينة البيع والوقف والعتق شهدت‬
‫بأمر حادث خفى على بينة اللك فقدمت على بينة اللك‬
‫وإن كان ف يد رجل عبد فادعى رجل أنه ابتاعه وأقام عليه بينة وادعى العبد أن موله أعتقه‬
‫وأقام عليه بينة فإن عرف السابق منهما بالتاريخ قضى بأسبق التصرفي لن السابق منهما ينع‬
‫صحة الثان فقدم عليه‬
‫وإن ل يعرف السابق منهما تعارضتا وفيهما قولن أحدها أنما يسقطان ويرجع إل من ف يده‬
‫العبد‬
‫وإن كان كذبما حلف لكل واحد منهما يينا على النفراد‬
‫وإن صدق أحدها قضى لن صدقه‬
‫والقول الثان أنما يستعملن فيقرع بينهما ف أحد القوال فمن خرجت له القرعة قضى له‬
‫ويقسم ف القول الثان فيعتق نصفه ويكم للمبتاع بنصف الثمن ول يىء القول بالوقف لن‬
‫العقود ل توقف‬
‫فصل قال ف الم إذا قال لعبده إن قتلت فأنت حر فأقام العبد بينة أنه قتل وأقام الورثة ببينة أنه‬
‫مات ففيه قولن أحدها أنه تتعارض ) البينتان ( ويسقطان ويرق العبد لن بينة القتل تثبت القتل‬
‫وتنفى الوت وبينة الوت تثبت الوت وتنفى القتل فتسقطان ويبقى العبد على الرق‬
‫والثان أنه تقدم بينة القتل ويعتق العبد لن بينة الورثة تشهد بالوت وبينة العبد تشهد بالقتل لن‬
‫القتول ميت ومعها زيادة صفة وهى القتل فقدمت‬
‫وإن كان له عبدان سال وغان فقال لغان إن مت ف رمضان فأنت حر وقال لسال إن مت ف‬
‫شوال فأنت حر ث مات فأقام غان بينة أنه مات ف رمضان وأقام سال بينة بالوت ف شوال ففيه‬
‫قولن أحدها أنه تتعارض البينتان ويسقطان ويرق العبدان لن الوت ف رمضان ينفى الوت ف‬
‫شوال والوت ف شوال ينفى الوت ف رمضان فيسقطان وبقى العبدان على الرق‬
‫والقول الثان أنه تقدم بينة الوت ف رمضان لنه يوز أن يكون قد علمت البينة بالوت ف‬
‫رمضان وخفى ذلك على البينة الخرى إل شوال فقدمت بينة رمضان لا معها من زيادة العلم‬
‫وإن قال لغان إن مت من مرضى فأنت حر وقال لسال إن برئت من مرضى فأنت حر ث مات‬
‫فأقام غان بينة بالوت من مرضه وأقام سال بينة بأنه برىء من الرض ث مات تعارضت البينتان‬
‫وسقطتا ورق العبدان لن بينة أحدها أثبتت الوت من مرضه ونفت البء منه والخرى أثبتت‬
‫البء من مرضه ونفت موته منه فتعذر المع بينهما فتعارضتا وسقطتا وبقى العبدان على الرق‬
‫فصل وإن اختلف التبايعان ف قدر الثمن أو اختلف التكاريان ف قدر الجرة أو ف مدة الجارة‬
‫فإن ل يكن بينة فالكم ف التحالف والفسخ على ما ذكرناه ف ) الفسخ ( ف البيع وإن كان‬
‫لحدها بينة قضى له‬
‫وإن كان لكل واحد منهما بينة نظرت فإن كانتا مؤرختي بتاريي متلفي قضى بالول منهما‬
‫لن العقد الول ينع ) صحة ( العقد الثان‬
‫وإن كانتا مطلقتي أو مؤرختي تاريا واحدا أو إحداها مطلقة والخرى مؤرخة فهما متعارضتان‬
‫وفيهما قولن أحدها أنما يسقطان ويصي كما لو ل تكن بينة فيتحالفا على ما ذكرناه ف البيع‬
‫والثان أنما يستعملن فيقرع بينهما فمن خرجت له القرعة قضى له ول يىء القول بالوقف لن‬
‫العقود ل توقف ول يىء القول بالقسمة لنما يتنازعان ف عقد والعقد ل يكن قسمته‬
‫وخرج أبو العباس قول آخر أنه إذا كان الختلف ف قدر الدة أو ف قدر الجرة قضى بالبينة‬
‫الت نوجب الزيادة كما لو شهدت بينة أن لفلن عليه ألفا وشهدت بينة أن له عليه ألفي وهذا‬
‫خطأ لن الشهادة باللف ل تنفى الزيادة عليه فلم يكن بينها وبي بينة ) الشهادة ( الخرى‬
‫تعارض وههنا أحد البينتي ينفى ما شهدت به البينة الخرى لنه إذا عقد بأحد العوضي ل يز أن‬
‫يعقد بالعوض الخر فتعارضتا‬
‫فصل ف إذا ادعى رجلن دارا ف يد رجل وعزيا الدعوى إل سبب يقتضى اشتراكهما كالرث‬
‫عن ميت والبتياع ف صفقة‬
‫____________________‬

‫فأقر الدعى عليه بنصفها لحدها شاركه الخر لن دعواها تقتضى اشتراكهما ف كل جزء‬
‫منهما ولذا لو كان طعاما فهلك بعضه كان هالكا منهما وكان الباقي بينهما‬
‫فإذا جحد النصف وأقر بالنصف جعل الحود بينهما والقر به بينهما وإن ادعيا ول يعزيا إل‬
‫سبب فأقر لحدها بنصفها ل يشاركه الخر لن دعواه ل تقتضى الشتراك ف كل جزء منه‬
‫فصل وإن ادعى رجلن دارا ف يد ثالث لكل واحد منهما نصفها وأقر الذى هى ف يده بميعها‬
‫لحدها نظرت فإن كان قد سع من القر له القرار للمدعى الخر بنصفها لزمه تسليم النصف‬
‫إليه لنه أقر بذلك فإذا صار إليه لزمه حكم إقراره كرجل أقر لرجل بعي ث صارت العي ف يده‬
‫وإن ل يسمع منه إقرار فادعى جيعها حكم له بالميع لنه يوز أن يكون الميع له ودعواه‬
‫للنصف صحيح لن من له الميع فله النصف‬
‫ويوز أن يكون قد خص النصف بالدعوى لن له على النصف بينة أو يعلم أنه مقر له بالنصف‬
‫وتنتقل الصومة إليه مع الدعى الخر ف النصف‬
‫وإن قال الذى ف يده الدار نصفها ل والنصف الخر ل أعلم لن هو ففهيه ثلثة أوجه أحدها أنه‬
‫يترك النصف ف يده لنه أقر لن ل يدعيه فبطل القرار وبقى على ملكه‬
‫والثان أن الاكم ينتزعه منه ويكون عنده لن الذى ف يده ل يدعيه والقر له ل يدعيه فأخذه‬
‫الاكم للحفظ كالال الضال‬
‫والثالث أنه يدفع إل الدعى الخر لنه يدعيه وليس له مستحق آخر وهذا خطأ لنه حكم بجرد‬
‫الدعوى‬
‫فصل ف إذا مات رجل وخلف ابنا مسلما وابنا نصرانيا وادعى كل واحد منهما أنه مات أبوه‬
‫على دينه وأنه يرثه وأقام على ما يدعيه بينة فإن عرف أنه كان نصرانيا نظرت فإن كانت البينتان‬
‫غي مؤرختي حكم ببينة السلم لن من شهد بالنصرانية شهد بالصل والذى شهدت إحداها‬
‫بأنه مات وآخر كلمه السلم وشهدت الخرى بأنه مات وآخر كلمه النصرانية فهما‬
‫متعارضتان وفيهما قولن أحدها أنما يسقطان فيكون كما لو مات ول بينة فيكون القول قول‬
‫النصران لن الظاهر معه‬
‫والثان أنما يستعملن فإن قلنا بالقرعة أقرع بينهما فمن خرجت له القرعة ورث‬
‫وإن قلنا بالوقف وقف‬
‫وإن قلنا بالقسمة ففيه وجهان أحدها أنه يقسم كما يقسم ف غي الياث‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه ل يقسم لنه إذا قسم بينهما تيقن الطأ ف توريثهما وف غي‬
‫الياث يوز أن يكون الال مشتركا بينهما فقسم‬
‫وإن ل يعرف أصل دينه تعارضت البينتان سواء كانتا مطلقتي أو مؤرختي وفيهما قولن أحدها‬
‫أنما يسقطان فإن كان الال ف يد غيها فالقول قول من ف يده الال وإن كان ف يديهما كان‬
‫بينهما‬
‫وإن قلنا إنما يستعملن فإن قلنا يقرع أقرع بينهما وإن قلنا يوقف وقف إل أن ينكشف وإن‬
‫قلنا يقسم قسم‬
‫وقال أبو إسحاق ل يقسم لنه يتيقن الطأ توريثهما‬
‫والنصوص أنه يقسم وما قاله أبو إسحاق خطأ لنه يوز أن يوت وهو نصران فورثه ابناه وها‬
‫نصرانيان ث أسلم أحدها وادعى أن أباه مات مسلما ليأخذ الميع ويغسل اليت ويصلى عليه ف‬
‫السائل كلها ويدفن ف مقابر السلمي وينوى بالصلة عليه إن كان مسلما كما قلنا ف موتى‬
‫السلمي إذا اختلطوا بوتى الكفار‬
‫فصل ف وإن مات رجل وخلف ابني واتفق البنان أن أباها مات مسلما وأن أحد البني أسلم‬
‫قبل موت الب واختلفا ف الخر فقال أسلمت أنا أيضا قبل موت اب فالياث بيننا وأنكر الخر‬
‫فالقول قول التفق على إسلمه لن الصل بقاؤه على الكفر‬
‫ولو اتفقا على إسلمهما واختلفا ف وقت موت الب فقال أحدها مات أب قبل إسلمك‬
‫فالياث ل‬
‫وقال الخر بل مات بعد إسلمى أيضا فالقول قول الثان لن الصل حياة الب‬
‫وإن مات رجل وخلف أبوين كافرين وابني مسلمي فقال البوان مات كافرا وقال البنان مات‬
‫مسلما فقد قال أبو العباس يتمل قولي أحدها أن القول قول البوين لنه إذا ثبت أنما كافران‬
‫كان الولد مكوما بكفره إل أن يعلم السلم‬
‫والثان أن الياث يوقف إل أن يصطلحوا أو ينكشف المر لن الولد إنا يتبع البوين ف الكفر‬
‫قبل البلوغ فأما بعد البلوغ فله حكم نفسه ويتمل أنه كان مسلما ويتمل أنه كان كافرا فوقف‬
‫المر إل أن ينكشف‬
‫فصل ف وإن مات رجل وله ابن حاضر وابن غائب وله دار ف يد رجل فادعى الاضر أن أباه‬
‫مات وأن الدار بينه وبي أخيه وأقام بينة من أهل‬
‫____________________‬

‫البة بأنه مات ) وأنه ل ( وارث له سواها انتزعت الدار من هى ف يده ويسلم إل الاضر‬
‫نصفها وحفظ النصف للغائب‬
‫وإن كان له دين ف الذمة قبض الاضر نصفه وف نصيب الغائب وجهان أحدها أنه يأخذه‬
‫الاكم ويفظه عليه كالعي‬
‫والثان أنه ل يأخذه لن كونه ف الذمة أحفظ له‬
‫ول يطالب الاضر فيما يدفع إليه بضمي لن ف ذلك قدحا ف البينة‬
‫وإن ل تكن البينة من أهل البة الباطنة أو كانت من أهل البة إل أنا ل تشهد بأنا ل تعرف له‬
‫وارثا سواه ل يدفع إليه شيء حت يبعث الاكم إل البلد الت كان يسافر إليها فيسأل هل له‬
‫وارث آخر فإذا سأل ول يعرف له وارث غيه دفع إليه‬
‫قال الشافعى رحه ال يأخذ منه ضمينا‬
‫وقال ف الم وأحب أن يأخذ منه ضمينا فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها أنه يب أخذ‬
‫الضمي لنه ربا ظهر وارث آخر‬
‫والثان أنه يستحب ول يب لن الظاهر أنه ل وارث له غيه‬
‫ومنهم من قال إن كان الوارث من يجب كالخ والعم وجب‬
‫وإن كان من ل يجب كالبن استحب لن من ل يجب يتيقن أنه وارث ويشك فيمن يزاحه‬
‫فلم يترك اليقي بالشك ومن يجب يشك ف إرثه وحل القولي على هذين الالي‬
‫ومنهم من قال إن كان الوارث غي مأمون وجب لنه ل يؤمن أن يضيع حق من يظهر وإن كان‬
‫مأمونا ل يب لنه ل يضيع حق من يظهر وحل القولي على هذين الالي‬
‫وإن كان الوارث من له فرض ل ينقص كالزوجي فإن شهد الشهود أنه ل وارث له سواه وهم‬
‫من أهل البة دفع إليه أكمل الفرضي ول يؤخذ منه ضمي وإن ل يشهدوا أنه ل وارث له سواه‬
‫أو شهدوا بذلك ول يكونوا من أهل البة دفع إليه أنقص الفرضي‬
‫فإن كان زوجا دفع إليه ربع الال عائل وإن كان زوجة دفع ) إليها ربع ( الثمن عائل ويوقف‬
‫الباقى فإن ل يظهر وارث آخر دفع إليه الباقى‬
‫فصل وإن ماتت امرأة وابنها فقال زوجها ماتت فورثها البن ث مات البن فورثته وقال أخوها‬
‫بل مات البن أول فورثته الم ث ماتت فورثتها ل يورث ميت من ميت بل يعل مال البن للزوج‬
‫ومال الرأة للزوج والخ لنه ل يرث إل من تيقن حياته عند موت مورثه وههنا ل تعرف حياة‬
‫واحد من اليتي عند موت مورثه فلم يورث أحدها من الخر كالغرقى‬
‫فصل وإن مات رجل وله دار وخلف ابنا وزوجة فادعى البن أنه تركها مياثا وادعت الزوجة‬
‫أنه أصدقها الدار وأقام كل واحد منهما بينة قدمت بينة الزوجة على بينة الرث لن بينة الرث‬
‫تشهد بظاهر اللك التقدم وبينة الصداق تشهد بأمر حادث على اللك خفى على بينة الرث‬
‫فصل وإن تداعى رجلن حائطا بي داريهما فإن كان مبنيا على تربيع إحداها مساويا لا ف‬
‫السمك والد ول يكن بناؤه مالفا لبناء الدار الخرى ول تكن بينة ) لحدها ( فالقول قول من‬
‫بن على تربيع داره لن الظاهر أنه بن لداره‬
‫وإن كان لحدها عليه أزج فالقول قوله لن الظاهر أنه بن للزج وإن كان مطلقا وهو الذى ل‬
‫يقصد به سوى السترة ول تكن بينة حلفا وجعل بينهما لنه متصل باللكي اتصال واحدا‬
‫وإن كان لحدها عليه جذوع ول يقدم على الخر بذلك لنما لو تنازعا فيه قبل وضع الذوع‬
‫كان بينهما ووضع الذوع يوز أن يكون بإذن من الار أو بقضاء حاكم يرى وضع الذوع‬
‫على حائط الار بغي رضاه نزيل ما تيقناه بأمر متمل كما لو مات رجل عن دار ث وجد الدار ف‬
‫يد أجنب‬
‫فصل وإن تداعى صاحب السفل وصاحب العلو السقف ول بينة حلف كل واحد منهما وجعل‬
‫بينهما لنه حاجز توسط ملكيهما فكان بينهما كالائط بي الدارين‬
‫فإن تنازعا ف الدرجة فإن كان تتها مسكن فهى بينهما لنما متساويان ف النتفاع با وإن كان‬
‫تتها موضع جب ففيه وجهان أحدها أنما يلفان ويعل بينهما لنما يرتفقان با‬
‫والثان‬
‫____________________‬

‫أنه يلف صاحب العلو ويقضى له لن القصود با منفعة صاحب العلو‬


‫وإن تداعيا سلما منصوبا حلف صاحب العلو وقضى له لنه يتص بالنتفاع به ف الصعود‬
‫وإن تداعيا صحن الدار نظرت فإن كانت الدرجة ف الصحن حلفا وجعل بينهما لن لكل واحد‬
‫منهما يدا عليه وإن كانت الدرجة ف الدهليز ففيه وجهان أحدها أنا بينهما لن لكل واحد‬
‫منهما يدا ولذا لو تنازعا ف أصل الدار كانت بينهما‬
‫والثان أنه لصاحب السفل لنا ف يده ولذا يوز أن ينع صاحب العلو من الستطراق فيها‬
‫فصل وإن تداعى رجلن مسناة بي نر أحدها وأرض الخر حلفا وجعل بينهما لن فيها منفعة‬
‫لصاحب النهر لنا تمع الاء ف النهر ولصاحب الرض منها منفعة لنا تنع الاء من أرضه‬
‫فصل وإن تداعى رجلن دابة وأحدها راكبها والخر آخذ بلجامها حلف الراكب وقضى له‬
‫وقال أبو إسحاق رحه ال هى بينهما لن كل واحد منهما لو انفرد لكانت له والصحيح هو‬
‫الول لن الراكب هو النفرد بالتصرف فقضى له‬
‫وإن تداعيا عمامة وف يد أحدها منها ذراع وف يد الخر الباقى حلفا وجعلت بينهما لن يد كل‬
‫واحد منهما ثابتة على العمامة‬
‫وإن تداعيا عبدا ولحدها عليه ثياب حلفا وجعل بينهما ول يقدم صاحب الثياب لن منفعة‬
‫الثياب تعود إل العبد ل إل صاحب الثياب‬
‫فصل ف وإن كان ف يد رجل عبد بالغ عاقل فادعى أنه عبده فإن صدقه حكم له باللك وإن‬
‫كذبه فالقول قوله مع يينه لن الظاهر الرية‬
‫وإن كان طفل ل ييز فالقول قول الدعى لنه ل يعب عن نفسه وهو ف يده فهو كالبهيمة وإن‬
‫بلغ هذا الطفل فقال لست بملوك له ل يقبل قوله لنا حكمنا له باللك فل يسقط بإنكاره‬
‫وإن جاء رجل فادعى أنه ابنه ل يثبت نسبه بجرد دعواه لن فيه إضرارا بصاحب اللك لنه ربا‬
‫يعتقه فيثبت له عليه الولء وإذا ثبت نسبه لن يدعى النسب سقط حق ولئه‬
‫وإن كان مراهقا وادعى أنه ملوكه فأنكر ففيه وجهان أحدها أنه ل يكم باللك لنه يعب عن‬
‫نفسه فلم يكم بلكه مع إنكاره كالبالغ‬
‫والثان أنه يكم له باللك وهو الصحيح لنه ل حكم لقوله‬
‫فصل ف وإن تداعى الزوجان متاع البيت الذى يسكنانه ول بينة حلفا وجعل الميع بينهما‬
‫نصفي لنه ف يدها فجعل بينهما كما لو تداعيا الدار الت يسكنان فيها‬
‫وإن تداعى الكرى والكترى التاع الذى ف الدار الكراة فالقول قول الكترى لن يده ثابتة على‬
‫ما ف الدار‬
‫وإن تداعيا سلما غي مسمر فهو للمكترى لنه كالتاع وإن تداعيا سلما مسمرا فالقول قول‬
‫الكرى لنه من أجزاء الدار وإن تداعيا الرفوف السمرة فالقول قول الكرى لنا متصلة بالدار‬
‫فصارت كأجزائها‬
‫وإن كانت غي مسمرة فقد قال الشافعى رحه ال أنما يتحالفان وتعل بينهما لن الرفوف قد‬
‫تترك ف العادة وقد تنقل عنها فيجوز أن تكون للمكترى ويوز أن تكون للمكرى فجعل بينهما‬
‫فصل ومن وجب له حق على رجل وهو غي متنع من دفعه ل يز لصاحب الق أن يأخذ من ماله‬
‫حقه بغي إذنه لن اليار فيما يقضى به الدين إل من عليه الدين‬
‫ول يوز أن يأخذ إل ما يعطيه وإن أخذ بغي إذنه لزمه رده فإن تلف ضمنه لنه ) أخذ ( مال‬
‫غيه بغي حق‬
‫وإن كان متنعا من أدائه فإن ل يقدر على أخذه بالاكم فله أن يأخذ من ماله لقوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ل ضرر ول إضرار وف منعه من أخذ ماله ف هذا الال إضرار به وإن كان يقدر على‬
‫أخذه بالاكم بأن تكون له عليه بينة ففيه وجهان أحدها أنه ل يوز أن يأخذه لنه يقدر على‬
‫أخذه بالاكم فلم يز أن يأخذه بنفسه‬
‫والثان وهو الذهب أنه يوز لن هندا قالت يا رسول ال إن أبا سفيان رجل شحيح وإنه ل‬
‫يعطين ما يكفين وولدى إل ما آخذه سرا فقال عليه السلم خذى ما يكفيك وولدك بالعروف‬
‫فأذن لا ف الخذ مع القدرة على الخذ بالاكم ولن عليه ف الاكمة مشقة فجاز له أخذه‬
‫فإن كان الذى قدر عليه من جنس حقه أخذ قدر حقه وإن كان من غي جنسه أخذه ول يوز أن‬
‫يتملكه لنه من غي جنس ماله فل يوز أن يتملكه‬
‫____________________‬

‫ولكن يبيعه ويصرف ثنه ف حقه وف كيفية البيع وجهان أحدها أنه يواطىء رجل ليقر له بق‬
‫وأنه متنع من أدائه فيبيع الاكم الال عليه‬
‫والثان وهو الذهب أنه يبيع الال بنفسه لنه يتعذر عليه أن يثبت الق عند الاكم وأنه متنع من‬
‫بيعه فملك بيعه بنفسه‬
‫فإن تلفت العي قبل البيع ففيه وجهان أحدها أنا تتلف من ضمان من عليه الق ول يسقط دينه‬
‫لنا مبوسة لستيفاء حقه منها فكان هلكها من ضمان الالك كالرهن‬
‫والوجه الثان أنا تتلف من ضنمان صاحب الق لنه أخذها بغي إذن الالك فتلفت من ضمانه‬
‫بلف الرهن فإنه أخذه بإذن الالك فتلف من ضمانه‬
‫باب اليمي ف الدعاوى إذا ادعى رجل على رجل حقا فأنكره ول يكن للمدعى بينة فإن كان‬
‫ذلك ف غي الدم حلف الدعى عليه فإن نكل عن اليمي ردت اليمي على الدعى وقد بينا ذلك‬
‫ف باب الدعاوى وإن كانت الدعوى ف دم ول يكن للمدعى بينة فإن كان ف قتل ل يوجب‬
‫القصاص نظرت فإن كان هناك لوث حلف الدعى خسي يينا وقضى له بالدية والدليل عليه ما‬
‫روى سهل بن أب حثمة أن عبد ال وميصة خرجا إل خيب من جهد أصابما فأتى ميصة وذكر‬
‫أن عبد ال طرح ف فقي أو عي ماء فأتى يهودا فقال أنتم وال قتلتموه قالوا وال ما قتلناه فأقبل‬
‫هو وأخوه حويصة وعبد الرحن أخو القتول إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فذهب ميصة‬
‫يتكلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم الكب الكب فتكلم حويصة ث تكلم ميصة فقال‬
‫رسول ال إما أن يدوا صاحبكم وإما أن يأذنوا برب من ال ورسوله فكتب إليهم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ذلك فكتبوا إنا وال ما قتلناه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لويصة‬
‫وميصة وعبد الرحن أتلفون خسي وتستحقون دم صاحبكم فقالوا ل قال أيلف لكم يهود‬
‫قالوا ل ليسوا بسلمي فوداه رسول ال صلى ال عليه وسلم من عنده فبعث إليهم بائة ناقة‬
‫قال سهل لقد ركضتن منها ناقة حراء‬
‫ولن باللوث تقوى جنبة الدعى ويغلب على الظن صدقه فسمعت يينه كالدعى إذا شهد له‬
‫عدل وحلف معه‬
‫وإن كانت الدعوى ف قتل يوجب القود ففيه قولن قال ف القدي يب القود بأيان الدعى لنا‬
‫حجة يثبت با قتل العمد فوجب با القود كالبينة‬
‫وقال ف الديد ل يب لقوله صلى ال عليه وسلم إما أن يدوا صاحبكم أو يأذنوا برب من ال‬
‫ورسوله فذكر الدية ول يذكر القصاص ولنه حجة ل يثبت با النكاح فل يثبت با القصاص‬
‫كالشاهد واليمي‬
‫فإن قلنا بقوله القدي وكانت الدعوى على جاعة وجب القود عليهم‬
‫وقال أبو إسحاق رحه ال ل يقتل إل واحد يتاره الول لنا بينة ضعيفة فل يقتل با جاعة وهذا‬
‫خطأ لن الماعة عندنا تقتل بالواحد والقسامة على هذا القول كالبينة ف إياب القود فإذا قتل‬
‫با الواحد قتل با الماعة‬
‫فصل ف وإن كان الدعى جاعة ففيه قولن أحدها أنه يلف كل واحد منهم خسي يينا لن ما‬
‫حلف به الواحد إذا انفرد حلف به كل واحد من الماعة كاليمي الواحدة ف سائر الدعاوى‬
‫والقول الثان أنه يقسط عليهم المسون يينا على قدر مواريثهم لنه لا قسط عليهم ما يب‬
‫بأيانم من الدية على قدر مواريثهم وجب أن تقسط اليان أيضا على قدر مواريثهم‬
‫وإن دخلها كسر جب الكسر لن اليمي الواحدة ل تتبعض فكملت‬
‫فإن نكل الدعى عن اليمي ردت اليمي على الدعى‬
‫____________________‬

‫عليه فيحلف خسي يينا لقوله عليه الصلة السلم يبئكم يهود منهم بمسي يينا ولن التغليظ‬
‫بالعدد لرمة النفس وذلك يوجد ف يي الدعى والدعى عليه‬
‫وإن كان الدعى عليه جاعة ففيه قولن أحدها أنه يلف كل واحد منهم خسي يينا‬
‫والثان أن المسي تقسط على عددهم‬
‫والصحيح من القولي ههنا أن يلف كل واحد منهم خسي يينا والصحيح من القولي ف الدعي‬
‫أنم يلفون خسي يينا‬
‫والفرق بينهما أن كل واحد من الدعى عليه ينفى عن نفسه ما ينفيه لو انفرد وليس كذلك‬
‫الدعون فإن كل واحد منهم ل يثبت لنفسه ما يثبته إذا انفرد‬
‫فصل فأما إذا ل يكن لوث ول شاهد فالقول قول الدعى عليه مع يينه لقوله صلى ال عليه وسلم‬
‫لو أن الناس أعطوا بدعواهم لدعى ناس من الناس دماء ناس وأموالم ولكن اليمي على الدعى‬
‫عليه ولن اليمي إنا جعلت ف جنبة الدعى عند اللوث لقوة جنبته باللوث فإذا عدم اللوث‬
‫حصلت القوة ف جنبة الدعى عليه لن الصل براءة ذمته وعدم القتل فعادت اليمي إليه‬
‫وهل تغلظ بالعدد فيه قولن أحدها أنا ل تغلظ بل يلف يينا واحدة وهو اختيار الزن لنا يي‬
‫توجهت على الدعى عليه ابتداء فلم تغلظ بالعدد كما ف سائر الدعاوى‬
‫والثان أنا تغلظ فيحلف خسي يينا وهو الصحيح لن التغليظ بالعدد لرمة الدم وذلك موجود‬
‫مع عدم اللوث‬
‫فإن قلنا إنا يي واحدة فإن كان الدعى عليه جاعة حلف كل واحد منهم يينا واحدة فإن نكلوا‬
‫ردت اليمي على الدعى فإن كان واحدا حلف يينا واحدة وإن كانوا جاعة حلف كل واحد‬
‫منهم يينا واحدة‬
‫وإن قلنا يغلظ بالعدد وكان الدعى عليه واحدا حلف خسي يينا‬
‫وإن كانوا جاعة فعلى القولي أحدها أنه يلف كل واحد خسي يينا‬
‫والثان أنه يقسط على عدد رؤسهم فإن نكلوا ردت اليمي على الدعى‬
‫فإن كان واحدا حلف خسي يينا وإن كانوا جاعة فعلى القولي أحدها أنه يلف كل واحد‬
‫منهم خسي يينا‬
‫والثان أنه يقسط عليهم خسون يينا على قدر مواريثهم من الدية وإذا نكل الدعى عليه فحلف‬
‫الدعى وقضى له فإن كان ف قتل يوجب الال قضى له بالدية وإن كان ف قتل يوجب القصاص‬
‫وجب القصاص قول واحدا لن يي الدعى مع نكول الدعى عليه كالبينة ف أحد القولي‬
‫وكالقرار ف القول الخر والقصاص يب بكل واحد منهما‬
‫فصل ف وإن ادعى القتل على اثني وعلى أحدها لوث دون الخر حلف الدعى على صاحب‬
‫اللوث لوجود اللوث وحلف الذى ل لوث عليه لعدم اللوث‬
‫وإن ادعى القتل على جاعة ل يصح اشتراكهم على القتل ل تسمع دعواه لنا دعوى مال‬
‫وإن ادعى القتل على ثلثة وهناك لوث فحضر منهم واحد وغاب اثنان وأنكر الاضر حلف‬
‫الدعى خسي يينا فإن حضر الثان وأنكر ففيه وجهان أحدها أنه يلف عليه خسي يينا لنما‬
‫لو حضرا ذكر كل واحد منهما ف يينه فإذا انفرد وجب أن يكرر ذكره‬
‫والوجه الثان أنه يلف خسا وعشرين يينا لنما لو حضرا حلف عليهما خسي يينا فإذا انفرد‬
‫وجب أن يلف عليه نصف المسي‬
‫فإن حضر الثالث وأنكر ففيه وجهان أحدها أنه يلف عليه خسي يينا‬
‫والثان أنه يلف عليه ثلث خسي يينا ويب الكسر فيحلف سبع عشرة يينا‬
‫وإن قال قتله هذا عمدا ول أعلم كيف قتله الخران أقسم على الاضر ووقف المر إل أن‬
‫يضر الخران فإن حضرا وأقرا بالعمد ففى القود قولن وإن أقر بالطإ وجب على الول ثلث‬
‫الدية مغلظة وعلى كل واحد من الخرين ثلث الدية مففة‬
‫وإن أنكر القتل ففيه وجهان أحدها أنه ل يلف لنه ل يعلم ما يلف عليه ول يعلم الاكم ما‬
‫يكم به‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه يلف لن جهله بصفة القتل ليس بهل بأصل القتل فإذا حلف‬
‫حبسا حت يصفا القتل‬
‫وإن قال قتله هذا ونفر ل أعلم عددهم فإن قلنا إنه ل يب القود ل يقسم على الاضر لنه ل‬
‫يعلم ما يصه‬
‫وإن قلنا إنه يب القود ففيه وجهان أحدها أنه يقسم لن الماعة تقتل بالواحد فلم يضر الهل‬
‫بعددهم‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق أنه ل يقسم لنه ربا عفا عن القود على الدية ول يعلم ما يصه‬
‫منها‬
‫فصل ف واللوث الذى يثبت لجله اليمي ف جنبة الدعى هو أن يوجد معن يغلب معه على الظن‬
‫صدق الدعى فإن وجد القتيل‬
‫____________________‬

‫ف ملة أعدائه ل يالطهم غيهم كان ذلك لوثا فيحلف الدعى لن قتيل النصار وجد ف خيب‬
‫وأهلها أعداء للنصار فجعل النب صلى ال عليه وسلم اليمي على الدعي ) عليهم ( فصار هذا‬
‫أصل لكل من يغلب معه على الظن صدق الدعى فيجعل القول الدعى مع يينه‬
‫وإن كان يالطهم غيهم ل يكن لوثا لواز أن يكون قتله غيهم وإن تفرقت جاعة عن قتيل ف‬
‫دار أو بستان وادعى الول أنم قتلوه فهو لوث فيحلف الدعى ) أنم قتلوه ( لن الظاهر أنم‬
‫قتلوه‬
‫وإن وجد قتيل ف زحة فهو لوث فإن ادعى الول أنم قتلوه حلف وقضى له‬
‫وإن وجد قتيل ف أرض وهناك رجل معه سيف مضب بالدم وليس هناك غيه فهو لوث فإن‬
‫ادعى الول عليه القتل حلف ) عليه ( لن الظاهر أنه قتله فإن كان هناك غيه من سبع أو رجل‬
‫مول ل يثبت اللوث على صاحب السيف لنه يوز أن يكون قتله السبع أو الرجل الول‬
‫وإن تقابلت طائفتان فوجد قتيل من إحدى الطائفتي فهو لوث على الطائفة الخرى فإن ادعى‬
‫الول أنم قتلوه حلف وقضى له بالدية لن الظاهر أنه ل تقتله طائفة‬
‫وإن شهد جاعة من النساء أو العبيد على رجل بالقتل نظرت فإن جاءوا دفعة واحدة وسع‬
‫بعضهم كلم البعض ل يكن ذلك لوثا لنه يوز أن يكونوا قد تواطأوا على الشهادة وإن جاؤوا‬
‫متفرقي واتفقت أقوالم ثبت اللوث ويلف الول معهم‬
‫وإن شهد صبيان أو فساق أو كفار على رجل بالقتل وجاءوا دفعة واحدة وشهدوا ل يكن ذلك‬
‫لوثا لنه يوز أن يكونوا قد توطأوا على الشهادة‬
‫فإن جاءوا متفرقي وتوافقت أقوالم ففيه وجهان أحدها أن ذلك لوث لن اتفاقهم على شيء‬
‫واحد من غي تواطىء يدل على صدقهم‬
‫والثان أنه ليس بلوث لنه ل حكم لبهم فلو أثبتنا بقولم لوثا لعلنا لبهم حكما‬
‫وإن قال الروح قتلن فلن ث مات ل يكن قوله لوثا لنه دعوى ول يعلم به صدقه فل يعل لوثا‬
‫فإن شهد عدل على رجل بالقتل فإن كانت الدعوى ف قتل يوجب الال حلف الدعى يينا‬
‫وقضى له بالدية لن الال يثبت بالشاهد واليمي‬
‫وإن كانت ف قتل يوجب القصاص حلف خسي يينا ويب القصاص ف قوله القدي والدية ف‬
‫قوله الديد‬
‫فصل وإن شهد واحد أنه قتله فلن بالسيف وشهد آخر أنه قتله بالعصا ل يثبت القتل بشهادتما‬
‫لنه ل تتفق شهادتما على قتل واحد‬
‫وهل يكون ذلك لونا يوجب القسامة ف جانب الدعى قال ف موضع يوجب القسامة وقال ف‬
‫موضع ل يوجب القسامة‬
‫واختلف أصحابنا ف ذلك فقال أبو إسحاق هو لوث يوجب القسامة قول واحدا لنما اتفقا على‬
‫إثبات القتل وإنا اختلفا ف صفته وجعل القول الخر غلطا من الناقل‬
‫وقال أبو الطيب بن سلمة وابن الوكيل أن ذلك ليس بلوث ول يوجب القسامة قول واحدا لن‬
‫كل واحد منهما يكذب الخر فل يغلب على الظن صدق ما يدعيه والقول الخر غلط من‬
‫الناقل‬
‫ومنهم من قال ف السألة قولن أحدها أنه لوث يوجب القسامة‬
‫والثان ليس بلوث ووجههما ما ذكرناه‬
‫وإن شهد واحد أنه قتله فلن وشهد آخر أنه أقر بقتله ل يثبت القتل بشهادتما لن أحدها شهد‬
‫بالقتل والخر شهد بالقرار وثبت اللوث على الشهود عليه وتالف السألة قبلها فإن هناك كل‬
‫واحد منهما يكذب الخر وههنا كل واحد منهما غي مكذب للخر بل كل واحد منهما يقوى‬
‫الخر فيحلف الدعى مع من شاء منهما‬
‫فإن كان القتل خطأ حلف يينا واحدة وثبتت الدية فإن حلف مع من شهد بالقتل وجبت الدية‬
‫على العاقلة لنا تثبت بالبينة‬
‫وإن حلف مع من شهد بالقرار وجبت الدية ف ماله لنا تثبت بالقرار وإن كان القتل موجبا‬
‫للقصاص حلف الدعى خسي يينا ووجب له القصاص ف أحد القولي والدية ف الخر وإن‬
‫ادعى على رجل أنه قتل وليه ول يقل عمدا ول خطأ وشهد له با ادعاه شاهد ل يكن ذلك لوثا‬
‫لنه لو حلف مع شاهده ل يكن الكم بيمينه لنه ل يعلم صفة القتل حت يستوف موجبه‬
‫فسقطت الشهادة وبطل اللوث‬
‫فصل ف وإن شهد شاهدان أن فلنا قتله أحد هذين الرجلي ول يعينا ثبت اللوث فيحلف الول‬
‫على من يدعى القتل عليه لنه قد ثبت أن القتول قتله أحدها فصار كما لو وجد بينهما مقتول‬
‫فإن شهد شاهد على رجل أنه قتل أحد هذين الرجلي ل يثبت اللوث لن اللوث ما يغلب معه‬
‫على الظن صدق ما يدعيه الدعى ول يعلم أن الشاهد لن شهد من الوليي فل يغلب على الظن‬
‫صدق واحد من الوليي فلم يثبت ف حقه لوث وإن ادعى أحد الوارثي قتل مورثه على رجل ف‬
‫موضع اللوث وكذبه الخر سقط حق الكذب من القسامة‬
‫وهل يسقط اللوث ف حق الدعى فيه قولن أحدها أنه ل يسقط فيحلف ويستحق نصف الدية‬
‫____________________‬

‫وهو اختيار الزن لن القسامة مع اللوث كاليمي مع الشاهد ث تكذيب أحد الوارثي ل ينع‬
‫الخر من أن يلف مع الشهادة فكذلك تكذيب أحد الوارثي ل ينع الخر من أن يقسم مع‬
‫اللوث والقول الثان أنه يسقط لن اللوث يدل على صدق الدعى من جهة الظن وتكذيب النكر‬
‫يدل على كذب الدعى من جهة الظن فتعارضا وسقطا وبقى القتل بغي لوث فيحلف الدعى عليه‬
‫على ما ذكرناه‬
‫وإن قال أحد البني قتل أب زيد ورجل آخر ل أعرفه وقال الخر قتله عمرو ورجل آخر ل‬
‫أعرفه أقسم كل واحد ) منهما ( على من عينه ويستحق عليه ربع الدية لن كل واحد منهما غي‬
‫مكذب للخر لواز أن يكون الخر هو الذى ادعى عليه أخوه‬
‫فإن رجعا وقال كل واحد منهما علمت أن الخر هو الذى ادعى عليه أخى أقسم كل واحد‬
‫منهما على الذى ادعى عليه أخوه ويستحق عليه ربع الدية‬
‫وإن قال كل واحد منهما علمت أن الخر غي الذى ادعى عليه أخى صار كل واحد منهما‬
‫مكذبا للخر‬
‫فإن قلنا إن تكذيب أحدها ل يسقط اللوث أقسم كل واحد منهما على الذى عينه ثانيا واستحق‬
‫عليه ربع الدية‬
‫وإن قلنا إن التكذيب يسقط اللوث بطلت القسامة فإن أخذ شيئا رده ويكون القول الدعى عليه‬
‫مع يينه‬
‫وإن ادعى القتل على رجل عليه لوث فجاء آخر وقال أنا قتلته ول يقتله هذا ل يسقط حق الدعى‬
‫من القسامة بإقراره وإقراره على نفسه ل يقبل لن صاحب الدم ل يدعيه‬
‫وهل للمدعى أن يرجع ويطالب القر بالدية فيه قولن أحدها أنه ليس له مطالبته لن دعواه على‬
‫الول إبراء لكل من سواه‬
‫والثان أن له أن يطالب لن دعواه على الول باللوث من جهة الظن والقرار يقي فجاز أن يترك‬
‫الظن ويرجع إل اليقي وإن ادعى على رجل قتل العمد فقيل له صف العمد ففسره بشبه العمد‬
‫فقد نقل الزن أنه ل يقسم وروى الربيع أنه يقسم فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها أنه ل‬
‫يقسم لن بقوله قتله عمدا أبرأ العاقلة وبتفسيه أبرأ القاتل‬
‫والقول الثان أنه يقسم وتب الدية على العاقلة لن العول على التفسي وقد فسر بشبه العمد‬
‫ومنهم من قال يقسم قول واحدا لا بيناه وقوله ل يقسم معناه ل يقسم على ما ادعاه‬
‫فصل ف وإن كانت الدعوى ف الناية على الطرف ول تكن شهادة فالقول قول الدعى عليه مع‬
‫يينه لن اللوث قضى به ف النفس برمة النفس فل يقضى به ف الطرف كالكفارة‬
‫وهل تغلظ اليمي فيه بالعدد فيه قولن أحدها ل تغلظ لنه يسقط فيه حكم اللوث فسقط فيه‬
‫حكم التغليظ بالعدد‬
‫والثان أنه تغلظ بالعدد لنه يب فيه القصاص والدية الغلظة فوجب فيه تغليظ اليمي فإن قلنا ل‬
‫تغلظ حلف الدعى عليه يينا واحدة‬
‫وإن قلنا تغلظ فإن كان ف جناية توجب دية كاملة كاليدين غلظ بمسي يينا‬
‫وإن كان فيما ل توجب دية كاملة كاليد الواحدة ففى قدر التغليظ قولن أحدها أنه يغلظ‬
‫بمسي يينا لن التغليظ لرمة الدم وذلك موجود ف اليد الواحدة‬
‫والثان أنه يغلظ بصته من الدية لن ديته دون دية النفس فلم تغلظ با تغلظ به ف النفس‬
‫فصل ف فإن كانت الدعوى ف قتل عبد وهناك لوث ففيه طريقان أحدها أنه يبن ذلك على أن‬
‫العاقلة هل تمل قيمته بالناية فإن قلنا تمل العاقلة قيمته ثبتت فيه القسامة للسيد‬
‫وإن قلنا ل تمل ل تثبت القسامة‬
‫والثان وهو قول أب العباس إن للسيد القسامة قول واحدا لن القسامة لرمة النفس فاستوى فيه‬
‫الر والعبد كالكفارة‬
‫فإن قلنا إن السيد يقسم أقسم الكاتب ف قتل عبده فإن ل يقسم حت عجز عن أداء الكتابة‬
‫أقسم الول‬
‫وإن قتل عبد وهناك لوث ووصى موله بقيمته لم ولده ول يقسم السيد حت مات ول تقسم‬
‫الورثة فهل تقسم أم الولد فيه قولن أحدها تقسم‬
‫والثان ل تقسم كما قلنا ف غرماء اليت إذا كان له دين وله شاهد ول تلف الورثة إن الغرماء‬
‫يقسمون ف أحد القولي ول يقسمون ف الخر وقد بينا ذلك ف التفليس‬
‫فصل وإن قتل مسلم وهناك لوث فلم يقسم وليه حت ارتد الدعى ل يقسم لنه إذا أقدم على‬
‫الردة وهى من أكب الكبائر ل يؤمن أن يقدم على اليمي الكاذبة‬
‫فإن أقسم صحت القسامة وقال الزن رحه ال ل تصح لنه كافر فل يصح يينه بال وهذا خطأ‬
‫لن القصد بالقسامة اكتساب الال والرتد من أهل الكتساب فإذا أقسم وجب القصاص‬
‫) لوارثه ( أو الدية‬
‫فإن رجع إل السلم كان له وإن مات على الردة كان ذلك لبيت الال فيئا‬
‫وقال أبو على بن خيان وأبو حفص بن الوكيل يبن وجوب الدية بقسامته على حكم ملكه فإن‬
‫قلنا إن ملكه ل‬
‫____________________‬

‫يزول بالردة أو قلنا إنه موقوف فعاد إل السلم ثبتت الدية وإن قلنا إن ملكه يزول بالردة أو‬
‫قلنا إنه موقوف فلم يسلم حت مات ل تثبت الدية وهذا غلط لن اكتسابه للمال يصح على‬
‫القوال كلها وهذا اكتساب‬
‫فصل ف ومن توجهت عليه يي ف دم غلظ عليه ف اليمي لا روى أن عبد الرحن بن عوف‬
‫رضى ال عنه مر بقوم يلفون بي الركن والقام فقال أعلي دم قيل ل قال أفعلي عظيم من الال‬
‫قيل ل قال لقد خشيت أن يبهأ الناس بذا القام‬
‫وإن كانت اليمي ف نكاح أو طلق أو حد قذف أو غيها ما ليس بال ول القصود منه الال‬
‫غلظ لنه ليس بال ول القصود منه الال فغلظ اليمي فيه كالدم‬
‫وإن كانت اليمي ف مال أو ما يقصد به الال فإن كان يبلغ عشرين مثقال غلظ وإن ل يبلغ ذلك‬
‫ل يغلظ لن عبد الرحن بن عوف فرق بي الال العظيم وبي ما دونه‬
‫فإن كانت اليمي ف دعوى عتق فإن كان السيد هو الذى يلف فإن كانت قيمة العبد تبلغ‬
‫عشرين مثقال غلظ اليمي وإن ل تبلغ عشرين مثقال ل يغلظ لن الول يلف لثبات الال ففرق‬
‫بي القليل والكثي كأروش النايات فإن كان الذى يلف هو العبد غلظ قلت قيمته أو كثرت‬
‫لنه يلف لثبات العتق والعتق ليس بال ول القصود منه الال فلم تعتب قيمته كدعوى القصاص‬
‫ول فرق بي أن يكون ف طرف قليل الرش أو ف طرف كثي الرش‬
‫فصل والتغليظ قد يكون بالزمان وبالكان وف اللفظ‬
‫فأما التغليظ بالكان ففيه قولن أحدها أنه يستحب‬
‫والثان أنه واجب‬
‫وأما التغليظ بالزمان فقد ذكر الشيخ أبو حامد السفرايين رحه ال أنه يستحب وقد بينا ذلك ف‬
‫اللعان‬
‫وقال أكثر أصحابنا إن التغليظ بالزمان كالتغليظ بالكان وفيه قولن وأما التغليظ باللفظ فهو‬
‫مستحب وهو أن يقول وال الذى ل إله إل هو عال الغيب والشهادة الرحن الرحيم الذى يعلم‬
‫من السر ما يعلم من العلنية لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم أحلف رجل فقال قل وال‬
‫الذى ل إله إل هو ولن القصد باليمي الزجر عن الكذب وهذه اللفاظ أبلغ ف الزجر وأمنع من‬
‫القدام على الكذب وإن اقتصر على قوله وال أجزأه لن النب صلى ال عليه وسلم اقتصر ف‬
‫إحلف ركانة على قوله وال‬
‫وإن اقتصر على صفة من صفات الذات كقوله وعزة ال أجزأه لنا بنلة قوله وال ف النث ف‬
‫اليمي وإياب الكفارة‬
‫وإن حلف بالصحف وما فيه من القرآن فقد حكى الشافعى رحه ال عن مطرف أن ابن الزبي‬
‫كان يلف على الصحف قال ورأيت مطرفا بصنعاء يلف على الصحف‬
‫قال الشافعى وهو حسن ولن القرآن من صفات الذات ولذا يب بالنث فيه الكفارة‬
‫وإن كان الالف يهوديا أحلفه بال الذى أنزل التوراة على موسى وناه من الغرق‬
‫وإن كان نصرانيا أحلفه بال الذى أنزل النيل على عيسى‬
‫وإن كان موسيا أو وثنيا أحلفه بال الذى خلقه وصوره‬
‫فصل ول يصح اليمي ف الدعوى إل أن يستحلفه القاضى لن ركانة بن عبد يزيد قال لرسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يا رسول ال إن طلقت امرأتى سهيبة ألبتة وال ما أردت إل واحدة‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم وال ما أردت إل واحدة قال ركانة وال ما أدت إل واحدة‬
‫ولن العتبار بنية الاكم فإذا حلف من غي استحلفه نوى ما ل ينث به فيجعل ذلك طريقا إل‬
‫إبطال القوق‬
‫وإن وصل بيمينه استثناء أو شرطا أو وصله بكلم ل يفهمه أعاد عليه اليمي من أولا‬
‫وإن كان الالف أخرس ول يفهم إشارته وقف المر إل أن يفهم إشارته‬
‫فإن طلب الدعى أن يرد اليمي عليه ل يرد اليمي عليه لن رد اليمي يتعلق بنكول الدعى عليه‬
‫ول يوجد النكول فإن كان الذى عليه اليمي حلف بالطلق أنه ل يلف بيمي مغلظة فإن كان‬
‫التغليط مستحقا عليه لزمه أن يلف‬
‫وإن حنث ف يينه بالطلق كما لو حلف بالطلق أنه ل يلف عند القاضى فإن امتنع جعل ناكل‬
‫وردت اليمي على خصمه‬
‫وإن كان التغليظ غي مستحق ل يلزمه أن يلف يينا مغلظة وإن امتنع من التغليظ ل يعل ناكل‬
‫فصل ف وإن حلف على فعل نفسه ف نفى أو إثبات حلف على القطع لنه علمه ييط باله فيما‬
‫فعل وفيما ل يفعل‬
‫وإن حلف على فعل غيه فإن كان ف إثبات حلف على القطع لن له طريقا إل العلم با فعل‬
‫غيه‬
‫وإن كان على نفى حلف على نفى العلم فيقول وال ل أعلم أن أب أخذ منك مال ول أعلم أن‬
‫أب أبرأك من دينه لنه ل طريق له إل القطع بالنفى فلم يكلف اليمي عليه‬

‫____________________‬

‫فصل وإن ادعى عليه دين من بيع أو قرض فأجاب بأنه ل يستحق عليه شيء ول يتعرض للبيع‬
‫والقرض ل يلف إل على ما أجاب ول يكلف أن يلف على نفى البيع والقرض لنه يوز أن‬
‫يكون قد استقرض منه أو ابتاع ث قضاه أو أبرأه منه‬
‫فإذا حلف على نفى البيع والقرض حلف كاذبا وإن أجاب بأنه ما باعن ول أقرضن ففى‬
‫الحلف وجهان أحدها أنه يلف أنه ل يستحق عليه شيء ول يكلف أن يلف على نفى البيع‬
‫والقرض لا ذكرناه من التعليل‬
‫والثان أنه يلف على نفى البيع والقرض لنه نفى ذلك ف الواب فلزمه أن يلف على النفى فإن‬
‫ادعى رجل على رجل ألف درهم فأنكر حلف أنه يلف على نفى البيع والقرض لنه نفى ذلك‬
‫ف الواب فلزمه أن يلف على النفى فإن ادعى رجل على رجل ألف درهم فأنكر حلف أنه ل‬
‫يستحق عليه ما يدعيه ول شيئا منه‬
‫فإن حلف أنه ل يستحق عليه اللف ل يزه لن يينه على نفى اللف ل ينع وجوب بعضها‬
‫فصل وإن كان لماعة على رجل حق فوكلوا رجل ف استحلفه ل يز أن يلف لم يينا واحدة‬
‫لن لكل واحد منهم عليه يينا فلم تتداخل فإن رضوا بأن يلف لم يينا واحدة ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه يوز كما يوز أن يثبت ببينة واحدة حقوق الماعة‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يوز لن القصد من اليمي الزجر وما يصل من الزجر بالتفريق ل‬
‫يصل بالمع فلم يز وإن رضوا كما لو رضيت الرأة أن يقتصر الزوج ف اللعان على شهادة‬
‫واحدة‬
‫كتاب الشهادات تمل الشهادة وأداؤها فرض لقوله عز وجل } ول يأب الشهداء إذا ما دعوا {‬
‫وقوله تعال } ول تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آث قلبه { قال ابن عباس رضى ال عنه من‬
‫الكبائر كتمان الشهادة لن ال تعال يقول } ومن يكتمها فإنه آث قلبه { فهى فرض على الكفاية‬
‫فإن قام با من فيه كفاية سقط الفرض عن الباقي لن القصود با حفظ القوق وذلك يصل‬
‫ببعضهم‬
‫وإن كان ف موضع ل يوجد فيه غيه من يقع به الكفاية تعي عليه لنه ل يصل القصود إل به‬
‫فتعي عليه ويب الشهاد على عقد النكاح وقد بيناه ف النكاح‬
‫وهل يب على الرجعة فيه قولن وقد بيناها ف الرجعة وأما ما سوى ذلك من العقود كالبيع‬
‫والجارة وغيها فالستحب أن يشهد عليه لقوله تعال } وأشهدوا إذا تبايعتم { ول يب لا‬
‫روى أن النب صلى ال عليه وسلم ابتاع من أعراب فرسا فجحده فقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من يشهد ل فقال خزية بن ثابت النصارى أنا أشهد لك قال ل تشهد ول تضر فقال‬
‫نصدقك على أخبار السماء ول نصدقك على أخبار الرض فسماه النب صلى ال عليه وسلم ذا‬
‫الشهادتي‬
‫فصل ومن كانت عنده شهادة ف حد ل تعال فالستحب أل يشهد به لنه مندوب إل ستره‬
‫ومأمور بدرئه‬
‫فإن شهد به جاز لنه شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد على الغية بن شعبة بالزنا عند عمر‬
‫رضى ال عنه فلم ينكر عمر ول غيه من الصحابة عليهم ذلك ومن كانت عنده شهادة لدمى‬
‫فإن كان صاحبها يعلم بذلك ل يشهد قبل أن يسأل لقوله عليه السلم خي الناس قرن ث الذين‬
‫يلونم ث الذين يلونم ث يفشو الكذب حت يشهد الرجل قبل أن يستشهد وإن كان صاحبها ل‬
‫يعلم شهد قبل أن يسأل لا روى زيد‬
‫____________________‬

‫بن خالد رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال خي الشهود الذى يأتى بالشهادة قبل‬
‫أن يسألا‬
‫فصل ف ول يوز لن تعي عليه فرض الشهادة أن يأخذ عليها أجرة لنه فرض تعي عليه فلم يز‬
‫أن يأخذ عليه أجرة كسائر الفرائض‬
‫ومن ل يتعي عليه ففيه وجهان أحدها أنه يوز له أخذ الجرة ) كسائر الفرائض ( لنه ل يتعي‬
‫عليه فجاز أن يأخذ عليه أجرة كما يوز على كتب الوثيقة‬
‫والثان أنه ل يوز لنه تلحقه التهمة بأخذ العوض‬
‫باب من تقبل شهادته ومن ل تقبل ل تقبل شهادة الصب لقوله تعال } واستشهدوا شهيدين من‬
‫رجالكم فإن ل يكونا رجلي فرجل وامرأتان { والصب ليس من الرجال ولا روى أن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن‬
‫النون حت يفيق ولنه إذا ل يؤتن على حفظ أمواله فلن ل يؤتن على حفظ حقوق غيه أول‬
‫ول تقبل شهادة النون للخب والعن الذى ذكرناه‬
‫ول تقبل شهادة الغفل الذى يكثر منه الغلط لنه ل يؤمن أن يغلط ف شهادته وتقبل الشهادة من‬
‫يقل منه الغلط لن أحدا ل ينفك من الغلط‬
‫واختلف أصحابنا ف شهادة الخرس فمنهم من قال تقبل لن إشارته كعبارة الناطق ف نكاحه‬
‫وطلقه فكذلك ف الشهادة‬
‫ومنهم من قال ل تقبل لن إشارته أقيمت مقام العبارة‬
‫ف موضع الضرورة وهو ف النكاح والطلق لنا ل تستفاد إل من جهته ول ضرورة بنا إل‬
‫شهادته لنا تصح من غيه بالنطق فل توز بإشارته‬
‫فصل ول تقبل شهادة العبد لنا أمر ل يتبعض بن على التفاضل فلم يكن للعبد فيه مدخل‬
‫كالياث والرحم‬
‫ول تقبل شهادة الكافر لا روى معاذ رضى ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل‬
‫توز شهادة أهل دين على أهل دين آخر إل السلمي فإنم عدول على أنفسهم وعلى غيهم‬
‫ولنه ل تقبل شهادة ) من يشهد بالزور على الدمي فلن ل تقبل شهادة من شهد بالزور على ال‬
‫تعال أول‬
‫ول تقبل شهادة ( فاسق لقوله تعال } إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة‬
‫فتصبحوا على ما فعلتم نادمي { فإن ارتكب كبية كالغصب والسرقة والقذف وشرب المر‬
‫فسق وردت شهادته سواء فعل ذلك مرة أو تكرر منه والدليل عليه قوله عز وجل } والذين‬
‫يرمون الصنات ث ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني جلدة ول تقبلوا لم شهادة أبدا‬
‫وأولئك هم الفاسقون { وروى أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل توز شهادة خائن ول خائنة‬
‫ول زان ول زانية ول ذى عمر على أخيه فورد النص ف القذف والزنا وقسنا عليهما سائر‬
‫الكبائر ولن من ارتكب كبية ول يبال شهد بالزور ول يبال‬
‫وإن تنب الكبائر وارتكب الصغائر فإن كان ذلك نادرا من أفعاله ل يفسق ول ترد شهادته وإن‬
‫كان ذلك غالبا ف أفعاله فسق وردت شهادته لنه ل يكن رد شهادته بالقليل من الصغائر لنه ل‬
‫يوجد من يحض الطاعة ول يلطها بعصية ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم ما منا إل من‬
‫عصى أو هم بعصية إل يي بن زكريا ولذا قال الشاعر ) الرجز ( من لك بالض وليس مض‬
‫يبث بعض ويطيب بعض ول يكن قبول استجاز أن يشهد بالزور فعلقنا الكم على الغالب من‬
‫أفعاله لن الكم للغالب والنادر ل حكم له ولذا قال ال تعال } فمن ثقلت موازينه {‬
‫____________________‬

‫الشهادة مع الكثي من الصغائر لن من استجاز الكثار من الصغائر } فأولئك هم الفلحون ومن‬


‫خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ف جهنم خالدون {‬
‫فصل ول تقبل شهادة من ل مروءة له كالقوال والرقاص ومن يأكل ف السواق ويشى مكشوف‬
‫الرأس ف موضع ل عادة له ف كشف الرأس فيه لن الروءة هى النسانية وهى مشتقة من الرء‬
‫ومن ترك النسانية ل يؤمن أن يشهد بالزور ولن من ل يستحى من الناس ف ترك الروءة ل يبال‬
‫با يصنع والدليل عليه ما روى أبو مسعود البدرى رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال إن ما أدرك الناس من كلم النبوة الول إذا ل تستحى فاصنع ما شئت‬
‫واختلف أصحابنا ف أصحاب الصنائع الدنيئة إذا حسنت طريقتهم ف الدين كالكناس والدباغ‬
‫والزبال والنخال والجام فمنهم من قال ل تقبل شهادتم لدناءتم ونقصان مروءتم‬
‫ومنهم من قال تقبل شهادتم لقوله تعال } إن أكرمكم عند ال أتقاكم { ولن هذه صناعات‬
‫مباحة وبالناس إليها حاجة فلم ترد با الشهادة‬
‫فصل ف ويكره اللعب بالشطرنج لنه لعب ل ينتفع به ف أمر الدين ول حاجة تدعو إليه فكان‬
‫تركه أول ول يرم لنه روى اللعب به عن ابن عباس وابن الزبي وأب هريرة وسعيد بن السيب‬
‫رضى ال عنهم وروى عن سعيد بن جبي أنه كان يلعب به استدبارا‬
‫ومن لعب به من غي عوض ول يترك فرضا ول مروءة ل ترد شهادته‬
‫وإن لعب به على عوض نظرت فإن أخرج كل واحد منهما مال على أن من غلب منهما أخذ‬
‫الالي فهو قمار تسقط به العدالة وترد به الشهادة لقوله تعال } إنا المر واليسر والنصاب‬
‫والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه { واليسر القمار‬
‫وإن أخرج أحدها مال على أنه إن غلب أخذ ماله وإن غلبه صاحبه أخذ الال ل يصح العقد لنه‬
‫ليس من آلت الرب فل يصح بذل العوض فيه ول ترد به الشهادة لنه ليس بقمار لن القمار‬
‫أل يلو أحد من أن يغنم وههنا أحدها يغنم ول يغرم‬
‫وإن اشتغل به عن الصلة ف وقتها مع العلم فإن ل يكثر ذلك منه ل ترد شهادته وإن أكثر منه‬
‫ردت شهادته لنه من الصغائر ففرق بي قليلها وكثيها‬
‫فإن ترك فيه الروءة بأن يلعب به على طريق أو تكلم ف لعبه با يسخف من الكلم أو اشتغل‬
‫باليل والنهار ردت شهادته لترك الروءة‬
‫فصل ويرم اللعب بالنرد وترد به الشهادة‬
‫وقال أبو إسحاق رحه ال هو كالشطرنج وهذا خطأ لا روى أبو موسى الشعرى رضى ال عنه‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال من لعب بالنرد فقد عصى ال ورسوله وروى بريدة رضى ال‬
‫عنه أن رسول ال صلى‬
‫____________________‬

‫ال عليه وسلم قال من لعب بالنرد فكأنا غمس يده ف لم النير ودمه ولن العول فيه على ما‬
‫يرجه الكعبان فشابه الزلم‬
‫ويالف الشطرنج فإن العول فيه على رأيه ويرم اللعب بالربعة عشر لن العول فيها على ما‬
‫يرجه الكعبان فحرم كالنرد‬
‫فصل ويوز اتاذ المام لا روى عبادة بن الصامت رضى ال عنه أن رجل شكى إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم الوحشة فقال اتذ زوجا من حام ولن فيه منفعة لنه يأخذ بيضه وفرخه‬
‫ويكره اللعب به لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم رأى رجل يسعى بمامة فقال شيطان يتبع‬
‫شيطانة وحكمه ف رد الشهادة حكم الشطرنج وقد بيناه‬
‫فصل ومن شرب قليل من النبيذ ل يفسق ول ترد شهادته‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان يعتقد تريه فسق وردت شهادته‬
‫والذهب الول لن استحلل الشيء أعظم من فعله بدليل أن من استحل الزنا كفر ولو فعله ل‬
‫يكفر‬
‫فإذا ل ترد شهادة من استحل القليل من النبيذ فلن ل يرد شربه أول ويب عليه الد‬
‫وقال الزن رحه ال ل يب كما ل ترد شهادته وهذا خطأ لن الد للردع والنبيذ كالمر ف‬
‫الاجة إل الردع لنه يشتهى كما يشتهى المر‬
‫ورد الشهادة لرتكاب كبية لنه إذا أقدم على كبية أقدم على شهادة الزور وشرب النبيذ ليس‬
‫بكبية لنه متلف ف تريه وليس من أقدم على متلف فيه كمن أقدم على شهادة الزور وهى من‬
‫الكبائر‬
‫فصل ف ويكره الغناء وساعه من غي آلة مطربة لا روى ابن مسعود أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قال الغناء ينبت النفاق ف القلب كما ينبت الاء البقل‬
‫ول يرم لا روى أن النب صلى ال عليه وسلم مر بارية لسان بن ثابت وهى تقول‬
‫) القتضب (‬
‫هل على ويكما إن لوت من حرج فقال النب صلى ال عليه وسلم ل حرج إن شاء ال وروت‬
‫أم الؤمني عائشة رضى ال عنها قالت كان عندى جاريتان تغنيان فدخل أبو بكر رضى ال عنه‬
‫فقال مزمار الشيطان ف بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم دعهما فإنا أيام عيد فإن غن لنفسه أو سع غناء جاريته ول يكثر منه ل ترد شهادته لن‬
‫عمر رضى ال عنه كان إذا دخل ف داره يرن بالبيت والبيتي واستؤذن عليه لعبد الرحن بن‬
‫عوف رضى ال عنه وهو يترن فقال أسعتن يا عبد الرحن قال نعم قال إنا إذا خلونا ف منازلنا‬
‫نقول كما يقول الناس‬
‫وروى عن أب الدرداء رضى ال عنه وهو من زهاد الصحابة وفقائها أنه قال إن لجم قلب شيئا‬
‫من الباطل لستعي به على الق‬
‫فأما إذا أكثر من الغناء أو اتذه صنعة يغشاه الناس‬
‫____________________‬

‫للسماع أو يدعى إل الواضع ليغن ردت شهادته لنه سفه وترك للمروءة‬
‫وإن اتذ جارية ليجمع الناس لسماعها ردت شهادته لنه سفه وترك مروءة ودناءة‬
‫فصل ويرم استعمال اللت الت تطرب من غي غناء كالعود والطنبور والعزفة والطبل والزمار‬
‫والدليل عليه قوله تعال } ومن الناس من يشتري لو الديث ليضل عن سبيل ال { قال ابن‬
‫عباس إنا اللهى‬
‫وروى عبد ال بن عمرو بن العاص أن النب صلى ال عليه وسلم قال إن ال حرم على أمت‬
‫المر واليسر والرز والكوبة والقني فالكوبة الطبل والقني الببط‬
‫وروى عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال تسخ أمة من أمت بشربم المر وضربم بالكوبة‬
‫والعازف ولنا تطرب وتدعو إل الصد عن ذكر ال تعال وعن الصلة وإل إتلف الال فحرم‬
‫كالمر‬
‫ويوز ضرب الدف ف العرس والتان دون غيها لا روى عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‬
‫أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف‬
‫ويكره القضيب الذى يزيد الغناء طربا ول يطرب إذا انفرد لنه تابع للغناء فكان حكمه حكم‬
‫الغناء‬
‫وأما رد الشهادة فما حكمنا بتحريه من ذلك فهو من الصغائر فل ترد الشهادة با قل منه وترد‬
‫با كثر منه كما قلنا ف الصغائر وما حكمنا بكراهيته وإباحته فهو كالشطرنج ف رد الشهادة وقد‬
‫بيناه‬
‫فصل وأما الداء فهو مباح لا روى ابن مسعود رضى ال عنه قال كان مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ليلة نام بالوادى حاديان‬
‫وروت عائشة رضى ال عنها قالت كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سفر وكان عبد ال‬
‫بن رواحة جيد الداء وكان مع الرجال وكان أنشة مع النساء فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لعبد ال بن رواحة حرك بالقوم فاندفع يرتز فتبعه أنشه فأعتقت البل ف السي فقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم يا أنشة رويدك رفقا بالقوارير ويوز استماع نشيد العراب لا روى عمرو بن‬
‫____________________‬

‫الشريد عن أبيه قال أردفن رسول ال صلى ال عليه وسلم وراءه ث قال أمعك شيء من شعر‬
‫أمية بن أب الصلت فقلت نعم فأنشدته بيتا فقال هيه فأنشدته بيتا آخر فقال هيه فأنشدته إل أن‬
‫بلغ مائة بيت‬
‫فصل ف ويستحب تسي الصوت بالقرآن لا روى الشافعي رحه ال بإسناده عن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه قال ما أذن ال لشىء كإذنه لنب حسن الترن بالقرآن وروى حسن الصوت‬
‫بالقرآن‬
‫وروى الباء بن عازب رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال حسنوا القرآن بأصواتكم‬
‫وقال عليه الصلة السلم ليس منا من ل يتغن بالقرآن وحله الشافعى على تسي الصوت‬
‫وقال لو كان الراد به الستغناء بالقرآن لقال من ل يتغان ) بالقرآن (‬
‫وأما القراءة باللان فقد قال ف موضع أكرهه‬
‫وقال ف موضع آخر ل أكرهه وليست على قولي وإنا هى على اختلف حالي فالذى قال‬
‫أكرهه أراد إذا جاوز الد ف التطويل وإدغام بعضه ف بعض والذى قال ل أكرهه إذا ل ياوز‬
‫الد‬
‫فصل ف ويوز قول الشعر لنه كان للنب صلى ال عليه وسلم شعراء منهم حسان بن ثابت‬
‫وكعب بن مالك وعبد ال بن رواحة ولنه وفد عليه الشعراء ومدحوه وجاءه كعب بن زهي‬
‫وأنشده ) البسيط ( بانت سعاد فقلب اليوم متبول متيم عندها ل يفد مكبول فأعطاه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بردة كانت عليه فابتاعها منه معاوية بعشرة آلف درهم وهى الت مع‬
‫اللفاء إل اليوم وحكمه حكم الكلم ف حظره وإباحته وكراهيته واستحبابه ورد الشهادة به‬
‫والدليل عليه ما روى عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال الشعر بنلة الكلم حسنه كحسن الكلم وقبيحه كقبيح الكلم‬
‫فصل ومن شهد بالزور فسق وردت شهادته لنا من الكبائر‬
‫والدليل عليه ما روى خري بن فاتك قال صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الصبح ولا‬
‫انصرف قام قائما ث قال عدلت شهادة الزور بالراك بال ثلث مرات ث تل قوله عز وجل‬
‫فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول الزور وروى مارب بن دثار عن عمر رضي ال عنه‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم قالشاهد الزور ل يزول قدماه حت يتبوأ مقعده من النار‬
‫ويثبت أنه شاهد زور من ثلثة أوجه أحدها أن يقر أنه شاهد زور‬
‫والثان أن تقوم البينة أنه شاهد زور‬
‫والثالث أن يشهد با يقطع بكذبه بأن شهد على رجل أنه قتل أو زن ف وقت معي ف موضع‬
‫معي والشهود عليه‬
‫____________________‬

‫ف ذلك الوقت كان ف بلد آخر‬


‫وأما إذا شهد بشىء أخطأ فيه ل يكن شاهد زور لنه ل يقصد الكذب وإن شهد لرجل بشيء‬
‫وشهد به آخر أنه لغيه ل يكن شاهد زور لنه ليس تكذيب أحدها بأول من تكذيب الخر فلم‬
‫يقدح ذلك ف عدالته‬
‫وإذا ثبت أنه شاهد زور ورأى المام تعزيره بالضرب أو البس أو الزجر فعل وإن رأى أن يشهر‬
‫أمره ف سوقه ومصله وقبيلته وينادى عليه أنه شاهد زور فاعرفوه فعل لا روى بز بن حكيم عن‬
‫أبيه عن جده أن النب صلى ال عليه وسلم قال اذكروا الفاسق با فيه ليحذره الناس ولن ف‬
‫ذلك زجرا له ولغيه عن فعل مثله‬
‫وحكى عن أب على بن أب هريرة أنه قال إن كان من أهل الصيانة ل يناد عليه لقوله عليه الصلة‬
‫السلم أقيلوا ذوى اليئات عثراتن وهذا غي صحيح لن بشهادة الزور يرج عن أن يكون من‬
‫أهل الصيانة‬
‫فصل ف ول تقبل شهادة جار إل نفسه نفعا ول دافع عن نفسه ضررا لا روى ابن عمر رضى ال‬
‫عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تقبل شهادة خصم ول ظني ول ذى إحنة والظني التهم‬
‫والار إل نفسه نفعا والدافع عنها ضررا متهمان فإن شهد الول لكاتبه با ل تقبل شهادته لنه‬
‫يثبت لنفسه حقا لن مال الكاتب يتعلق به حق الول وإن شهد الوصى لليتيم والوكيل للموكل‬
‫فيما فوض النظر فيه إليه ل تقبل لنما يثبتان لنفسهما حق الطالبة والتصرف‬
‫وإن وكله ف شيء ث عزله ل يشهد فيما كان النظر فيه إليه فإن كان قد خاصم فيه ل تقبل‬
‫شهادته وإن ل يكن قد خاصم فيه ففيه وجهان أحدها أنه تقبل لنه ل يلحقه تمة‬
‫والثان أنه ل تقبل لنه بعقد الوكالة يلك الصومة فيه‬
‫وإن شهد الغري لن له عليه دين وهو مجور عليه بالفلس ل تقبل شهادته لنه يتعلق حقه با يثبت‬
‫له بشهادته‬
‫وإن شهد لن له عليه دين وهو موسر قبلت شهادته لنه ل يتعي حقه فيما شهد به‬
‫وإن شهد له وهو معسر قبل الجر ففيه وجهان أحدها أنه ل يقبل لنه يثبت له حق الطالبة‬
‫والثان أنه يقبل لنه ل يتعلق با يشهد ) به ( له حق‬
‫فصل وإن شهد رجلن على رجل أنه جرح أخاها وها وارثاه قبل الندمال ل تقبل لنه قد‬
‫يسرى إل نفسه فيجب به لما‬
‫وإن شهدا له بال وهو مريض ففيه وجهان أحدها هو قول أب إسحاق أنه ل تقبل لنما متهمان‬
‫لنه قد يوت فيكون الال لما فلو تقبل كما لو شهد بالراحة‬
‫والثان وهو قول أب الطيب بن سلمة أنه تقبل لن الق يثبت للمريض ث ينتقل بالوت إليهما وف‬
‫الناية إذا وجبت الدية وجبت لما لنا تب بوته فلم تقبل‬
‫وإن شهد له بالراحة وهناك ابن قبلت شهادتما لنما غي متهمي‬
‫وإن مات البن وصار الخوان وارثي نظرت فإن مات البن بعد الكم بشهادتما ل تسقط‬
‫الشهادة لنه حكم با‬
‫وإن مات قبل الكم بشهادتما سقطت الشهادة كما لو فسقا قبل الكم‬
‫وإن شهد الول على غري مكاتبه والوصى على غري الصب أو الوكيل على غري الوكل بالبراء‬
‫من الدين أو بفسق شهود الدين ل تقبل الشهادة لنه دفع بالشهادة عن نفسه ضررا وهو حق‬
‫الطالبة‬
‫وإن شهد شاهدان من عاقلة القاتل بفسق شهود القتل فإن كانا موسرين ل تقبل شهادتما لنما‬
‫يدفعان بذه الشهادة عن أنفسهما ضررا وهو الدية‬
‫وإن كانا فقيين فقد قال الشافعى رضى ال عنه ردت شهادتما وقال ف موضع آخر إذا كانا من‬
‫أباعد العصبات بيث ل يصل العقل إليهما حت يوت من قبلهما قبلت شهادتما‬
‫فمن أصحابنا من نقل جواب إحداها إل الخرى وجعلهما على قولي أحدها أنه تقبل لنما ف‬
‫الال ل يملن العقل‬
‫والثان أنه ل تقبل لنه قد يوت القريب قبل الول ويوسر الفقي فيصيان من العاقلة‬
‫ومنهم من حلهما على ظاهرها فقال تقبل شهادة الباعد ول تقبل‬
‫____________________‬

‫شهادة القريب الفقي لن القريب معدود ف العاقلة واليسار يعتب عند الول وربا يصي موسرا‬
‫عند الول والبعيد غي معدود ف العاقلة وإنا يصي من العاقلة إذا مات القرب‬
‫فصل ول تقبل شهادة الوالدين للولد وإن سفلوا ول شهادة الولد للوالدين وإن علوا‬
‫وقال الزن رحه ال وأبو ثور تقبل ووجهه قوله تعال } واستشهدوا شهيدين من رجالكم { فعم‬
‫ول يص ولنم كغيهم ف العدالة فكانوا كغيهم ف الشهادة‬
‫وهذا خطأ لا روى ابن عمر رضى ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تقبل شهادة‬
‫حصم ول ظني ول ذى إحنة والظني التهم وهذا متهم لنه ييل إليه ميل الطبع ولن الولد بضعة‬
‫من الوالد ولذا قال عليه الصلة السلم يا عائشة إن فاطمة بضعة من يريبن ما يريبها ولن‬
‫نفسه كنفسه وماله كماله ولذا قال عليه الصلة السلم لب معشر الدارمى أنت ومالك لبيك‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه ولذا يعتق‬
‫عليه إذا ملكه ويستحق عليه النفقة إذا احتاج والية نصها با ذكرناه والستدلل بأنم كغيهم‬
‫ف العدالة يبطل بنفسه فإنه كغيه ف العدالة ث ل تقبل شهادته لنفسه وتقبل شهادة أحدها على‬
‫الخر ف جيع القوق‬
‫ومن أصحابنا من قال ل تقبل شهادة الولد على الوالد ف إياب القصاص وحد القذف لنه ل‬
‫يلزمه القصاص بقتله ول حد القذف بقذفه فل يلزمه ذلك بقوله‬
‫والذهب الول لنه إنا ردت شهادته له للتهمة ول تمة ف شهادته ) عليه ( ومن عدا الوالدين‬
‫والولد من القارب كالخ والعم وغيها تقبل شهادة بعضهم لبعض لنه ل يعل نفس أحدها‬
‫كنفس الخر ف العتق ول ماله كماله ف النفقة‬
‫وإن شهد شاهدان على رجل أنه قذف ضرة أمهما ففيه قولن قال ف القدي ل تقبل لنما يران‬
‫إل أمهما نفعا لنه يب عليه بقذفها الد فيحتاج أن يلعن وتقع الفرقة بينه وبي ضرة أمهما‬
‫وقال ف الديد تقبل وهو الصحيح لن أمهما ل يزيد بفارقة الضرة‬
‫وإن شهدا أنه طلق ضرة أمهما ففيه قولن أحدها أنه تقبل‬
‫والثان أنه ل تقبل وتعليلهما ما ذكرناه‬
‫فصل وتقبل شهادة أحد الزوجي للخر لن النكاح سبب ل يعتق به أحدها على الخر باللك‬
‫فلم ينع من شهادة أحدها للخر كقرابة ابن العم ول تقبل شهادة الزوج على الزوجة ف الزنا‬
‫لن شهادته دعوى خيانة ف حقه فلم تقبل كشهادة الودع على الودع باليانة ف الوديعة ولنه‬
‫خصم لا فيما يشهد به فلم تقبل كما لو شهد عليها أنا جنت عليه‬
‫فصل ول تقبل شهادة العدو على عدوه لقوله عليه الصلة السلم ل تقبل شهادة خصم ول ظني‬
‫ول ذى إحنة وذو الحنة هو العدو ولنه متهم ف شهادته بسبب منهى عنه فلم تقبل شهادته‬
‫فصل ومن جع ف الشهادة بي أمرين فردت شهادته ف أحدها نظرت فإن ردت للعداوة بينه‬
‫وبي الشهود عليه مثل أن يشهد على رجل أنه قذفه وأجنبيا ردت شهادته ف حقه وف حق‬
‫الجنب لن هذه الشهادة تضمنت الخبار عن عداوة بينهما‬
‫وشهادة العدو على عدوه ل تقبل فإن ردت شهادته ف أحدها لتهمة غي العداوة بأن شهد على‬
‫رجل أنه اقترض من أبيه ومن أجنب مال ردت شهادته ف حق أبيه‬
‫وهل ترد ف حق الجنب فيه قولن أحدها أنا ترد كما لو شهد أنه قذفه وأجنبيا‬
‫والثان أنا ل ترد لنا ردت ف حق أبيه للتهمة ول تمة ف حق الجنب فقبلت‬
‫فصل ف ومن ردت شهادته بعصية فتاب قبلت شهادته لقوله تعال } والذين يرمون الصنات ث‬
‫ل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثاني جلدة ول تقبلوا لم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إل‬
‫الذين تابوا { والتوبة توبتان توبة ف الباطن وتوبة ف الظاهر فأما التوبة ف الباطن فهى ما بينه وبي‬
‫ال عز وجل فينظر ف العصية فإن ل يتعلق الفرج فالتوبة منها أن يقلع عنها ويندم على ما فعل‬
‫ويعزم على أل يعود إل مثلها والدليل عليه قوله تعال } والذين إذا فعلوا فاحشة { با مظلمة‬
‫لدمى ول حد ل تعال كالستمتاع‬
‫____________________‬

‫بالجنبية فيما دون } أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا لذنوبم ومن يغفر الذنوب إل ال‬
‫ول يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربم وجنات تري من تتها‬
‫النار خالدين فيها ونعم أجر العاملي { وإن تعلق با حق آدمي فالتوبة منها أن يقلع عنها ويندم‬
‫على ما فعل ويعزم على أل يعود إل مثلها وأن يبأ من حق الدمى إما أن يؤديه أو يسأله حت‬
‫يبئه منه لا روى إبراهيم النخعى أن عمر بن الطاب رضى ال عنه رأى رجل يصلى مع النساء‬
‫فضربه بالدرة فقال الرجل وال لئن كنت أحسنت فقد ظلمتن وإن كنت أسأت فما علمتن فقال‬
‫عمر اقتص قال ل أقتص قال فاعف قال ل أعفو فافترقا على ذلك ث لقيه ) عمر ( من الغد فتغي‬
‫لون عمر فقال له الرجل يا أمي الؤمني أرى ما كان من قد أسرع فيك قال أجل قال فاشهد أن‬
‫قد عفوت عنك‬
‫وإن ل يقدر على صاحب الق نوى أنه إن قدر أوفاه حقه وإن تعلق بالعصية حد ل تعال كحد‬
‫الزنا والشرب فإن ل يظهر ذلك فالول أن يستره على نفسه لقوله عليه الصلة السلم من أتى‬
‫من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر ال تعال فإن من أبدى لنا صفحته أقمنا عليه حد ال وإن‬
‫أظهره ل يأث لن ماعزا والغامدية اعترفا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم بالزنا فرجهما ول‬
‫ينكر عليهما‬
‫وأما التوبة ف الظاهر وهى الت تعود با ) العدالة ( والولية وقبول الشهادة فينظر ف العصية فإن‬
‫كانت فعل كالزنا والسرقة ل يكم بصحة التوبة حت يصلح عمله مدة لقوله تعال } إل الذين‬
‫تابوا من بعد ذلك وأصلحوا { وقدر أصحابنا الدة بسنة لنه ل تظهر صحة التوبة ف مدة قريبة‬
‫فكانت أول الدد بالتقدير سنة لنه تر فيها الفصول الربعة الت تيج فيها الطبائع وتغي فيها‬
‫الحوال وإن كانت العصية بالقول فإن كانت ردة فالتوبة منها أن يظهر الشهادتي وإن كانت‬
‫قذفا فقد قال الشافعى رحه ال التوبة منه إكذابه نفسه‬
‫واختلف أصحابنا فيه فقال أبو سعيد الصطخرى رحه ال هو أن يقول كذبت فيما قلت ول‬
‫أعود إل مثله ووجهه ما روى عن عمر رضى ال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال توبة‬
‫القاذف إكذابه نفسه‬
‫وقال أبو إسحاق وأبو على بن أب هريرة هو أن يقول قذف له كان باطل ول يقول إن كنت‬
‫كاذبا لواز أن يكون صادقا فيصي بتكذيبه نفسه عاصيا كما كان بقذفه عاصيا‬
‫ول تصح التوبة منه إل بإصلح العمل على ما ذكرناه ف الزنا والسرقة فأما إذا شهد عليه بالزنا‬
‫ول يتم العدد فإن قلنا إنه ل يب عليه الد فهو على عدالته ول يتاج إل التوبة‬
‫وإن قلنا إنه يب عليه الد وجبت التوبة وهو أن يقول ندمت على ما فعلت ول أعود إل ما اتم‬
‫به فإذا قال هذا عادت عدالته ول يشترط فيه إصلح العمل لن عمر رضى ال عنه قال لب‬
‫بكرة تب أقبل شهادتك وإن ل يتب ل تقبل شهادته ويقبل خبه لن أبا بكرة ردت شهادته‬
‫وقبلت أخباره‬
‫وإن كانت معصية بشهادة زور فالتوبة منها أن يقول كذبت فيما قلت ول أعود إل مثله‬
‫ويشترط ف صحة توبته إصلح العمل على ما ذكرناه‬
‫فصل وإن شهد صب أو عبد أو كافر ل تقبل شهادته فإن بلغ الصب أو أعتق العبد أو أسلم‬
‫الكافر وأعاد تلك الشهادة قبلت‬
‫وإن شهد فاسق فردت شهادته ث تاب وأعاد تلك الشهادة ل تقبل‬
‫وقال الزن وأبو ثور رحهما ال تقبل كما تقبل من الصب إذا بلغ والعبد إذا أعتق والكفر إذا‬
‫أسلم‬
‫وهذا خطأ لن هؤلء ل عار عليهم ف رد شهادتم فل يلحقهم تمة ف إعادة الشهادة بعد‬
‫الكمال والفاسق عليه عار ف رد شهادته فل يؤمن أن يظهر التوبة لزالة العار فل تنفك شهادته‬
‫من التهمة‬
‫وإن شهد الول لكاتبه بال فردت شهادته ث أدى الكاتب مال الكتابة وعتق وأعاد الول‬
‫الشهادة له بالال فقد قال أبو العباس فيه وجهان‬
‫____________________‬

‫أحدها أنه تقبل لن شهادته ل ترد بعرة وإنا ردت لنه ينسب لنفسه حقا بشهادته وقد زال هذا‬
‫العن بالعتق‬
‫والثان أنا ل تقبل وهو الصحيح لنه ردت شهادته للتهمة فلم تقبل إذا أعادها كالفاسق إذا‬
‫ردت شهادته ث تاب وأعاد الشهادة وإن شهد رجل على رجل أنه قذفه وزوجته فردت شهادته‬
‫ث عفا عن قذفه وحسنت الال بينهما ث أعاد الشهادة للزوجة ل تقبل شهادته لنا شهادة ردت‬
‫للتهمة فلم تقبل‬
‫وإن زالت التهمة كالفاسق إذا ردت شهادته ث تاب وأعاد الشهادة وإن شهد لرجل أخوان له‬
‫براحة ل تندمل وها وارثان له فردت شهادتما ث اندملت الراحة فأعاد الشهادة ففيه وجهان‬
‫أحدها أنه تقبل لنا ردت للتهمة وقد زالت التهمة‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق وظاهر الذهب أنا ل تقبل لنا شهادة ردت للتهمة فلم تقبل‬
‫كالفاسق إذا ردت شهادته ث تاب وأعاد‬
‫باب عدد الشهود ل يقبل ف الشهادة على الزنا أقل من أربعة أنفس ذكور لقوله تعال } واللت‬
‫يأتي الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن ف البيوت حت‬
‫يتوفاهن الوت أو يعل ال لن سبيل {‬
‫وروى أن سعد بن عبادة قال يا رسول ال أرأيت إن وجدت مع امرأتى رجل أمهله حت آتى‬
‫بأربعة شهداء قال نعم وشهد على الغية بن شعبة ثلثة أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد‬
‫وقال زياد رأيت إستا تنبو ونفسا يعلو ورجلن كأنما أذنا حار ل أدرى ما وراء ذلك فجلد عمر‬
‫رضى ال عنه الثلثة ول يلد الغية‬
‫ول يقبل ف اللواط إل أربعة لنه كالزنا ف الد فكان كالزنا ف الشهادة فأما إتيان البهيمة فإنا إن‬
‫قلنا إنه يب فيه الد فهو كالزنا ف الشهادة لنه كالزنا ف الد فكان كالزنا ف الشهادة‬
‫وإن قلنا إنه يب فيه التعزير ففيه وجهان أحدها وهو قول أب على بن خيان واختيار الزن رحه‬
‫ال أنه يثبت بشاهدين لنه ل يلحق بالزنا ف الد فلم يلحق به ف الشهادة‬
‫والثان وهو الصحيح أنه ل يثبت إل بأربعة لنه فرج حيوان يب باليلج فيه العقوبة فاعتب ف‬
‫الشهادة عليه أربعة كالزنا ونقصانه عن الزنا ف العقوبة ل يوجب نقصانه عنه ف الشهادة كزنا‬
‫المة ينقص عن زنا الرة ف الد ول ينقص عنه ف الشهادة‬
‫واختلف قوله ف القرار بالزنا فقال ف أحد القولي يثبت بشاهدين لنه إقرار فثبت بشاهدين‬
‫كالقرار ف غيه‬
‫والثان أنه ل يثبت إل بأربعة لنه سبب يثبت به فعل الزنا فاعتب فيه أربعة كالشهادة على القتل‬
‫وإن كان القر أعجميا ففى الترجة وجهان أحدها أنه يثبت باثني كالترجة ف غيه‬
‫والثان أنه كالقرار فيكون على قولي كالقرار‬
‫فصل وإن شهد ثلثة بالزنا ففيه قولن أحدها أنم قذفوه ويدون وهو أشهر القولي لن عمر‬
‫رضى ال عنه جلد الثلثة الذين شهدوا على الغية‬
‫وروى ابن الوصى أن ثلثة شهدوا على رجل بالزنا وقال الرابع رأيتهما ف ثوب واحد فإن كان‬
‫هذا زنا فهو ذلك فجلد على بن أب طالب رضى ال عنه الثلثة وعزر الرجل والرأة ولنا لو ل‬
‫نوجب الد جعل القذف بلفظ الشهادة طريقا إل القذف‬
‫والقول الثان أنم ل يدون لن الشهادة على الزنا أمر جائز فل يوجب الد كسائر الائزات‬
‫ولن إياب الد عليهم يؤدى إل أل يشهد أحد بالزنا خوفا من أن يقف الرابع عن الشهادة‬
‫فيحدون فتبطل الشهادة على الزنا‬
‫وإن شهد أربعة على امرأة بالزنا وأحدهم الزوج ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق‬
‫وظاهر النص أنه يد الزوج قول واحدا لنه ل توز شهادته عليها بالزنا فجعل قاذفا وف الثلثة‬
‫قولن والثان وهو قول أب على بن أب هريرة أن الزوج كالثلثة لنه أتى بلفظ الشهادة فيكون‬
‫على القولي‬

‫____________________‬

‫فصل ف فإن شهد أربعة على رجل بالزنا فرد الاكم شهادة أحدهم ) فإن كان بسبب ظاهر (‬
‫بأن كان عبدا أو كافرا أو متظاهرا بالفسق كان كما لو يتم العدد لن وجوده كعدمه‬
‫وإن كان بسبب خفى كالفسق الباطن ففيه وجهان أحدها أن حكمه حكم ما لو نقص بالعدد‬
‫لن عدم العدالة كعدم العدد‬
‫والثان أنم ل يدون قول واحدا لنه إذا كان الرد بسبب ف الباطن ل يكن من جهتهم تفريط ف‬
‫الشهادة لنم معذورون فلم يحدوا‬
‫وإذا كان بسبب ظاهر كانوا مفرطي فوجب عليهم الد‬
‫وإن شهد أربعة بالزنا ورجع واحد منهم قبل أن يكم بشهادتم لزم الراجع حد القذف لنه‬
‫اعترف بالقذف‬
‫ومن أصحابنا من قال ف حده قولن لنه أضاف الزنا إليه بلفظ الشهادة وليس بشيء‬
‫وأما الثلثة فالنصوص أنه ل حد عليهم قول واحدا لنه ليس من جهتهم تفريط لنم شهدوا‬
‫والعدد تام ورجوع من رجع ل يكنهم الحتراز منه‬
‫ومن أصحابنا من قال ف حدهم قولن وهو ضعيف فإن رجعوا كلهم وقالوا تعمدنا الشهادة‬
‫وجب عليهم الد‬
‫ومن أصحابنا من قال فيه قولن وليس بشيء‬
‫وإن شهد أربعة على امرأة بالزنا وشهد أربع نسوة أنا بكر ل يب عليها الد لنه يتمل أن‬
‫تكون البكارة أصلية ل تزل ويتمل أن تكون عائدة لن البكارة تعود إذا ل يبالغ ف الماع فل‬
‫يب الد مع الحتمال‬
‫ول يب الد على الشهود لنا إذا درأنا الد عنها لواز أن تكون البكارة أصلية وهم كاذبون‬
‫وجب أن ندرأ الد عنهم لواز أن تكون البكارة عائدة وهم صادقون‬
‫فصل ويثبت الال وما يقصد به كالبيع والجارة والبة والوصية والرهن والضمان بشاهد‬
‫وامرأتي لقوله تعال } واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن ل يكونا رجلي فرجل وامرأتان {‬
‫فنص على ذلك ف السلم وقسنا عليه الال وكل ما يقصد به الال‬
‫فصل وما ليس بال ول القصود منه الال ويطلع عليه الرجال كالنكاح والرجعة والطلق‬
‫والعتاق والوكالة والوصية إليه وقتل العمد والدود سوى حد الزنا ل يثبت إل بشاهدين ذكرين‬
‫لقوله عز وجل ف الرجعة } وأشهدوا ذوي عدل منكم { ولا روى ابن مسعود رضى ال عنه أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ل نكاح إل بول وشاهدي عدل وعن الزهرى أنه قال جرت‬
‫السنة على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم والليفتي من بعده أل تقبل شهادة النساء ف‬
‫الدود فدل النص على الرجعة والنكاح والدود وقسنا عليها كل ما ل يقصد به الال ويطلع‬
‫عليه الرجال‬
‫وإن اتفق الزوجان على النكاح واختلفا ف الصداق ثبت الصداق بالشاهد والرأتي لنه إثبات‬
‫مال‬
‫وإن ادعت الرأة اللع وأنكر الزوج ل يثبت إل بشهادة رجلي وإن ادعى الزوج اللع وأنكرت‬
‫الرأة ثبت بشهادة رجلي أو رجل وامرأتي لن بينة الرأة لثبات الطلق وبينة الرجل لثبات‬
‫الال‬
‫وإن شهد رجل وامرأتان بالسرقة ثبت الال دون القطع‬
‫وإن شهد رجل وامرأتان بقتل العمد ل يثبت القصاص ول الدية‬
‫والفرق بي القتل والسرقة أن قتل العمد ف أحد القولي يوجب القصاص والدية بدل عنه تب‬
‫بالعفو عن القصاص وإذا ل يثبت القصاص ل يثبت بدله‬
‫وف القول الثان يوجب أحد البدلي ل بعينه وإنا يتعي بالختيار فلو أوجبنا الدية دون القصاص‬
‫أوجبنا معينا وهذا خلف موجب القتل وليس كذلك السرقة فإنا توجب القطع والال على سبيل‬
‫المع وليس أحدها بدل عن الخر فجاز أن يوجب أحدها دون الخر‬
‫فصل ول يقبل ف موضحة العمد إل شاهدان ذكران لنا جناية توجب القصاص وف الاشة‬
‫والنقلة قولن أحدها أنه ل يثبت إل بشاهدين ذكرين لنا جناية تتضمن القصاص‬
‫والثان أنا تثبت بالشاهد والرأتي لن الاشة والنقلة ل قصاص فيهما وإنا القصاص ف ضمنهما‬
‫فثبت بالشاهد والرأتي فعلى هذا يب أرش الاشة والنقلة ول يثبت القصاص ف الوضحة‬
‫وإن اختلف السيد والكاتب ف قدر الال أو صفته أو أدائه قضى فيه بالشاهد والرأتي لن‬
‫الشهادة على الال وإن أفضى إل العتق الذى ل يثبت بشهادة الرجل والرأتي كما تثبت الولدة‬
‫بشهادة النساء وإن أفضى إل النسب الذى ل يثبت بشهادتن‬
‫فصل وإن كان ف يد رجل جارية لا ولد فادعى رجل أنا أم ولده وولدها‬
‫____________________‬

‫منه وأقام على ذلك شاهدا وامرأتي قضى له بالارية لنا ملوكة فقضى فيها بشاهد وامرأتي‬
‫وإذا مات عتقت بإقراره‬
‫وهل يثبت نسب الولد وحريته فيه قولن أحدها أنه ل يثبت لن النسب والرية ل يثبت بشاهد‬
‫وامرأتي فيكون الوالد باقيا على ملك الدعى عليه‬
‫والقول الثان أنه يثبت لن الولد ناء الارية وقد حكم له بالارية فحكم له بالولد فعلى هذا‬
‫يكم بنسب الولد وحريته لنه أقر بذلك وإن ادعى رجل أن العبد الذى ف يد فلن كان له وأنه‬
‫أعتقه وشهد له شاهد وامرأتان فقد اختلف أصحابنا فيه‬
‫فمنهم من قال فيه قولن أحدها أنه ل يكم بذه البينة لنا تشهد ) له ( بلك متقدم فلم يكم‬
‫با كما لو ادعى على رجل عبدا وشهد له شاهد وامرأتان أنه كان له‬
‫والثان أنه يكم با لنه ادعى ملكا متقدما وشهدت له البينة فيما أدعاه‬
‫ومن أصحابنا من قال يكم با قول واحدا والفرق بينه وبي السألة قبلها أن هناك ل يدعى ملك‬
‫الولد وهو يقر أنه حر الصل فلم يكم ببينته ف أحد القولي وههنا ادعى ملك العبد وأنه أعتقه‬
‫فحكم ببينته‬
‫فصل ف ويقبل فيما ل يطلع عليه الرجال من الولدة والرضاع والعيوب الت تت الثياب شهادة‬
‫النساء منفردات لن الرجال ل يطلعون عليها ف العادة فلو ل تقبل فيها شهادة النساء منفردات‬
‫بطلت عند التجاحد ول يثبت شيء من ذلك إل بعدد لنا شهادة فاعتب فيها العدد ول يقبل أقل‬
‫من أربع نسوة لن أقل الشهادات رجلن وشهادة امرأتي بشهادة رجل والدليل عليه قوله تعال‬
‫} فإن ل يكونا رجلي فرجل وامرأتان { فأقام الرأتي مقام الرجل وروى عبد ال بن عمر رضى‬
‫ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب على ذى‬
‫لب منكن‬
‫قالت امرأة يا رسول ال ما ناقصات العقل والدين قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتي كشهادة‬
‫رجل فهذا نقصان العقل‬
‫وأما نقصان الدين فإن إحداكت تكث الليال ول تصلى وتفطر ف شهر رمضان فهذا من نقصان‬
‫الدين فقبل فيها شهادة الرجلي وشهادة الرجل والرأتي لنه إذا أجيز شهادة النساء منفردات‬
‫لتعذر الرجال فلن تقبل شهادة الرجال والرجال والنساء أول‬
‫وتقبل ف الرضاع شهادة الرضعة لا روى عقبة بن الارث أنه تزوج أم يي بنت أب إهاب‬
‫فجاءت امرأة سوداء فقالت قد أرضعتكما فجاءت إل النب صلى ال عليه وسلم فذكرت له‬
‫ذلك فقال كيف وقد زعمت أنا أرضعتكما فنهاه عنها ولنا ل تر بذه الشهادة نفعا إل نفسها‬
‫ول تدفع عنها ضررا ول تقبل شهادة الرأة على ولدتا لنا تثبت لنفسها بذلك حقا وهو النفقة‬
‫وتقبل شهادة النساء منفردات على استهلل الولد وإنه بقى متألا إل أن مات وقال الربيع رحه‬
‫ال فيه قول آخر أنه ل يقبل إل شهادة رجلي والصحيح هو الول لن الغالب أنه ل يضرها‬
‫الرجال‬
‫فصل ف وما يثبت بالشاهد والرأتي يثبت بالشاهد واليمي لا روى عمرو بن دينار عن ابن عباس‬
‫رضى ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قضى بيمي وشاهد قال عمر وذلك ف‬
‫الموال واختلف أصحابنا ف الوقف فقال أبو إسحاق وعامة أصحابنا يبن على القولي فإن قلنا‬
‫إن اللك للموقوف عليه قضى فيه بالشاهد واليمي لنه نقل ملك فقضى فيه بالشاهد واليمي‬
‫كالبيع وإن قلنا إنه ينتقل إل ال عز وجل ل يقض فيه بالشاهد واليمي لنه إزالة ملك إل غي‬
‫الدمى فلم يقض فيه بالشاهد واليمي كالعتق‬
‫وقال أبو العباس رحه ال يقضى فيه بالشاهد واليمي على القولي جيعا لن القصد بالوقف تليك‬
‫النفعة فقضى فيه بالشاهد واليمي كالجارة‬
‫باب تمل الشهادة وأدائها ل يوز تمل الشهادة وأداؤها إل عن علم والدليل عليه قوله تعال }‬
‫ول تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤول { وقوله‬
‫تعال } إل من شهد بالق وهم يعلمون { فأمر ال تعال أن يشهد عن علم وقوله عز وجل‬
‫} ستكتب شهادتم ويسألون { وهذا الوعيد يوجب التحفظ ف الشهادة فقال هل ترى الشمس‬
‫قال نعم‬
‫قال فعلى مثلها فاشهد أو دع‬
‫وإن كانت الشهادة على فعل كالناية والغصب والزنا والسرقة والرضاع والولدة وغيها ما‬
‫يدرك بالعي ل تز الشهادة به إل عن مشاهدة لنا‬
‫____________________‬

‫ل تعلم إل با وإن كانت الشهادة على عورة ووقع بصره عليها من غي قصد جاز أن يشهد با‬
‫شاهد‬
‫وإن أراد أن يقصد النظر ليشهد فالنصوص أنه يوز وهو قول أب إسحاق الروزى لن أبا بكرة‬
‫ونافعا وشبل بن معبد شهدوا على الغية بالزنا عند عمر رضى ال عنه فلم ينكر عمر ول غيه‬
‫نظرهم‬
‫وقال أبو سعيد الصطخرى ل يوز أن يقصد النظر لنه ف الزنا مندوب إل الستر وف الولدة‬
‫والرضاع تقبل شهادة النساء فل حاجة بالرجال إل النظر للشهادة‬
‫ومن أصحابنا من قال يوز ف الزنا دون غيه لن الزان هتك حرمة ال تعال بالزنا فجاز أن‬
‫تتك حرمته بالنظر إل عورته وف غي الزنا ل يوجد من الشهود عليه هتك حرمة فلم يز هتك‬
‫حرمته‬
‫ومنهم من قال يوز ف غي الزنا ول يوز ف الزنا لن حد الزنا يبن على الدرء والسقاط فل‬
‫يوز أن يتوصل إل إثباته بالنظر وغيه ل يب على الدرء والسقاط فجاز أن يتوصل إل إثباته‬
‫بالنظر‬
‫فصل وإن كانت الشهادة على قول كالبيع والنكاح والطلق والقرار ل يز التحمل فيها إل‬
‫بسماع القول ومشاهدة القائل لنه ل يصل العلم بذلك إل بالسماع والشاهدة‬
‫وإن كانت الشهادة على ما ل يعلم إل بالب وهو ثلثة النسب واللك والوت جاز أن يشهد فيه‬
‫بالستفاضة فإن استفاض ف الناس أن فلنا ابن فلن أو أن فلنا هاشى أو أموى جاز أن يشهد به‬
‫لن سبب النسب ل يدرك بالشاهدة‬
‫وإن استفاض ف الناس أن هذه الدار وهذا العبد لفلن جاز أن يشهد به لن أسباب اللك ل‬
‫تضبط فجاز أن يشهد فيه بالستفاضة‬
‫وإن استفاض أن فلنا مات جاز أن يشهد به لن أسباب الوت كثية منها خفية ومنها ظاهرة‬
‫ويتعذر الوقوف عليها وف عدد الستفاضة وجهان أحدها وهو قول الشيخ أب حامد السفرايين‬
‫رحه ال أن أقله أن يسمع من اثني عدلي لن ذلك بينة‬
‫والثان وهو قول أقضى القضاة أب السن الاوردى رحه ال أنه ل يثبت إل بعدد يقع العلم‬
‫ببهم لن ما دون ذلك من أخبار الحاد فل يقع العلم من جهتهم‬
‫فإن سع إنسانا يقر بنسب أب أو ابن فإن صدقه القر له جاز له أن يشهد به لنه شهادة على‬
‫إقرار وإن كذبه ل يز أن يشهد به لنه ل يثبت النسب وإن سكت فله أن يشهد به لن السكوت‬
‫ف النسب رضى بدليل أنه إذا بشر بولد فسكت عن نفيه بقه نسبه‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يشهد حت يتكرر القرار مع السكوت‬
‫وإن رأى شيئا ف يد إنسان مدة يسية جاز أن يشهد له باليد ول يشهد له باللك وإن رآه ف يده‬
‫مدة طويلة يتصرف فيه جاز أن يشهد له باليد‬
‫وهل يوز أن يشهد له باللك فيه وجهان أحدها وهو قول أب سعيد الصطخرى رحه ال أنه‬
‫يوز لن اليد والتصرف يدلن على اللك‬
‫والثان وهو قول أب إسحاق رحه ال أنه ل يوز أن يشهد له باللك لنه قد تكون اليد‬
‫والتصرف عن ملك وقد تكون عن إجارة أو وكالة أو غصب فل يوز أن يشهد له باللك مع‬
‫الحتمال‬
‫واختلف أصحابنا ف النكاح والعتق والوقف والولء فقال أبو سعيد الصطخرى رحه ال يوز‬
‫أن يشهد فيها بالستفاضة لنه يعرف بالستفاضة أن عائشة رضى ال عنها زوجة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وأن نافعا مول ابن عمر رضى ال عنهما كما يعرف أن فاطمة بنت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‬
‫وقال أبو إسحاق رحه ال ل يوز لنه عقد فل يوز أن يشهد فيه بالستفاضة كالبيع‬
‫فصل ف ويوز أن يكون العمى شاهدا فيما يثبت بالستفاضة لن طريق العلم به السماع‬
‫والعمى كالبصي ف السماع‬
‫ويوز أن يكون شاهدا ف الترجة لنه يفسر ما سعه بضرة الاكم وساعه كسماع البصي‬
‫ول يوز أن يكون شاهدا على الفعال كالقتل والغصب والزنا لن طريق العلم با البصر‬
‫ول يوز أن يكون شاهدا على القوال كالبيع والقرار والنكاح والطلق إذا كان الشهود عليه‬
‫خارجا عن يده‬
‫وحكى عن الزن رحه ال أنه قال يوز أن يكون شاهدا فيها إذا عرف الصوت ووجهه أنه إذا‬
‫جاز أن يروى الديث إذا عرف الدث بالصوت ويستمع بالزوجة إذا عرفها بالصوت جاز أن‬
‫يشهد إذا عرف الشهود عليه بالصوت وهذا خطأ لن من شرط الشهادة العلم وبالصوت ل‬
‫يصل له العلم بالتكلم لن الصوت يشبه الصوت‬
‫ويالف رواية الديث والستمتاع بالزوجة لن ذلك يوز بالظن وهو خب الواحد‬
‫وأما إذا جاء رجل وترك فمه على أذنه وطلق أو أعتق أو أقر ويد العمى على رأس الرجل‬
‫فضبطه إل أن حضر عند الاكم فشهد عليه با سعه‬
‫____________________‬

‫منه قبلت شهادته لنه شهد عن علم وإن تمل الشهادة على فعل أو قول وهو يبصر ث عمى‬
‫نظرت فإن كان ل يعرف الشهود عليه إل بالعي وهو خارج عن يده ل تقبل شهادته عليه لنه ل‬
‫علم له بن يشهد عليه وإن تمل الشهادة ويده ف يده وهو بصي ث عمى ول تفارق يده يده حت‬
‫حضر إل الاكم وشهد عليه قبلت شهادته لنه يشهد عليه عن علم وإن تمل الشهادة على‬
‫رجل يعرفه بالسم والنسب وهو بصي ث عمى قبلت شهادته لنه يشهد على من يعلمه‬
‫فصل ومن شهد بالنكاح ذكر شروطه لن الناس يتلفون ف شروطه فوجب ذكرها ف الشهادة‬
‫وإن رهن رجل عبدا عند رجل بألف زاده ألفا آخر وجعل العي رهنا بما وأشهد الشهود على‬
‫نفسه أن العي رهن بألفي وعلم الشهود حال الرهن ف الباطن فإن كانوا يعتقدون أنه ل يوز‬
‫إلاق الزيادة بالدين ف الرهن ل يز أن يشهدوا إل با جرى المر عليه ف الباطن‬
‫وإن كانوا يعتقدون أنه يوز إلاق الزيادة بالدين ف الرهن ففيه وجهان أحدها يوز أن يشهدوا‬
‫بأن العي رهن بألفي لنم يعتقدون أنم صادقون ف ذلك‬
‫والثان أنه ل يوز أن يشهدوا إل بذكر ما جرى المر عليه ف الباطن لن العتبار ف الكم‬
‫باجتهاد الاكم دون الشهود‬
‫فصل ومن شهد بالرضاع وصف الرضاع وأنه ارتضع الصب من ثديها أو من لب حلب منها‬
‫خس رضعات متفرقات ف حولي لختلف الناس ف شروط الرضاع‬
‫وفإن شهد أنه ابنها من الرضاع ل تقبل لن الناس يتلفون فيما يصي به ابنا من الرضاع وإن رأى‬
‫امرأة أخذت صبيا تت ثيابا وأرضعته ل يز أن يشهد بالرضاع لنه يوز أن يكون قد أعدت‬
‫شيئا فيه لب من غيها على هيئة الثدى فرأى الصب يص فظنه ثديا‬
‫فصل ومن شهد بالناية ذكر صفتها فإن قال حذبه بالسيف فمات أو قال ضربه بالسيف فوجدته‬
‫ميتا ل يثبت القتل بشهادته لواز أن يكون مات من غي ضربه‬
‫وإن قال ضربه بالسيف فمات منه أو ضربه فقتله ثبت القتل بشهادته وإن قال ضربه بالسيف‬
‫فأنر دمه فمات مكانه ثبت القتل بشهادته على النصوص لنه إذا أنر دمه فمات علم أنه مات‬
‫من ضربه‬
‫فإن قال ضربه فاتضح أو قال ضربه بالسيف فوجدته موضحا ل تثبت الوضحة بشهادته لا‬
‫ذكرناه ف النفس‬
‫وإن قال ضربه فأوضحه ثبتت الوضحة بشهادته لنه أضاف الوضحة إليه‬
‫وإن قال ضربه فسال دمه ل تثبت الدامية بالشهادة لواز أن يكون سيلن الدم من غي الضرب‬
‫وإن قال ضربه فأسال دمه ومات قبلت شهادته ف الدامية لنه أضافها إليه ول تقبل ف الوت لنه‬
‫يتمل أن يكون الوت من غيه‬
‫وإن قال ضربه بالسيف فأوضحه فوجدت ف رأسه موضحتي ل يز القصاص لنا ل نعلم على‬
‫أى الوضحتي شهد ويب أرش موضحة لن الهل بعينها ليس بهل لنه قد أوضحه‬
‫فصل ومن شهد بالزنا ذكر الزان ومن زن به لنه قد يراه على بيمة فيعتقد أن ذلك زنا والاكم‬
‫ل يعتقد أن ذلك زنا أو يراه على زوجته أو جارية ابنه فيظن أنه زن ويذكر صفة الزنا فإن ل‬
‫يذكر أنه أول أو رأى ذكره ف فرجها ل يكم به لن زيادا لا شهد على الغية عند عمر رضى‬
‫ال عنه ول يذكر ذلك ل يقم الد على الغية فإن ل يذكر الشهود ذلك سألم المام عنه فإن‬
‫شهد ثلثة بالزنا ووصفوا الزنا وشهد الرابع ول يذكر الزنا ل يب الد على الشهود عليه لن‬
‫البينة ل تكمل وعلم يد الرابع عليه لنه ل يشهد بالزنا‬
‫وهل يب الد على الثلثة فيه قولن وإن شهد أربعة بالزنا وفسر ثلثة منهم الزنا وفسر الرابع‬
‫با ليس بزنا ل يد الشهود عليه لنه ل تكمل البينة ويب الد على الرابع قول واحدا لنه قذفه‬
‫بالزنا ث ذكر ما ليس بزنا‬
‫وهل يد الثلثة على القولي‬
‫فإن شهد أربعة بالزنا ومات واحد منهم قبل أن بفسر وفسر الباقون بالزنا ل يب الد على‬
‫الشهود عليه لواز أن يكون ما شهد به الرابع ليس بزنا ول يب على الشهود الباقي الد لواز‬
‫أن يكون ما شهد به الرابع زنا فل يب الد مع الحتمال‬
‫فصل ف ومن شهد بالسرقة ذكر السارق والسروق منه والرز والنصاب وصفة السرقة لن‬
‫الكم يتلف باختلفها فوجب ذكرها‬
‫ومن شهد بالردة بي ما سع منه لختلف الناس فيما يصي به مرتدا فلم يز الكم قبل البيان‬
‫كما ل يكم بالشهادة على جرح الشهود قبل بيان الرح‬
‫وهل يوز للحاكم أن يعرض للشهود بالتوقف ف الشهادة ف حدود ال تعال فيه وجهان‬
‫____________________‬

‫أحدها أنه ل يوز لن فيه قدحا ف الشهود‬


‫والثان أنه يوز لن عمر رضى ال عنه عرض لزياد ف شهادته على الغية فروى أنه قال أرجو‬
‫أل يفضح ال تعال على يديك أحدا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ولنه يوز أن‬
‫يعرض باب الشهادة على الشهادة وتوز الشهادة على الشهادة ف حقوق الدميي وفيما ل‬
‫يسقط بالشبهة من حقوق ال تعال لن الاجة تدعو إل ذلك عند تعذر شهادة الصل بالوت‬
‫والرض والغيبة‬
‫وف حدود ال تعال وهو حد الزن وحد السرقة وقطع الطريق وشرب المر قولن أحدها أنه‬
‫يوز لنه حق يثبت بالشهادة فجاز أن يثبت بالشهادة على الشهادة كحقوق الدميي‬
‫والثان أنه ل يوز لن الشهادة على الشهادة تراد لتأكيد الوثيقة ليتوصل با إل إثبات الق‬
‫وحدود ال تعال مبنية على الدرء والسقاط فلم يز تأكيدها وتوثيقها بالشهادة على الشهادة‬
‫وما يثبت بالشهادة على الشهادة يثبت بكتاب القاضي وما ل يثبت بالشهادة على الشهادة ل‬
‫يثبت بكتاب القاضى إل القاضى لن الكتاب ل يثبت إل بتحمل الشهادة من جهة القاضى‬
‫الكاتب فكان حكمه حكم الشهادة على الشهادة‬
‫فصل ول يوز الكم بالشهادة على الشهادة إل عند تعذر حضور شهود الصل بالوت أو‬
‫الرض أو الغيبة لن شهادة الصل أقوى لنا تثبت نفس الق والشهادة على الشهادة ل تثبت‬
‫نفس الق فلم تقبل مع القدرة على شهود الصل والغيبة الت يوز با الكم بالشهادة على‬
‫الشهادة أن يكون شاهد الصل من موضع الكم على مسافة إذا حضر ل يقدر أن يرجع بالليل‬
‫إل منله فإنه تلحقه الشقة ف ذلك‬
‫وأما إذا كان ف موضع إذا حضر أمكنه أن يرجع إل بيته بالليل ل يز الكم بشهادة شهود‬
‫الفرع لنه يقدر على شهادة شهود الصل من غي مشقة‬
‫فصل ول يقبل ف الشهادة على الشهادة وكتاب القاضى إل القاضى شهادة النساء لنه ليس بال‬
‫ول القصود منه الال وهو ما يطلع عليه الرجال فلم يقبل فيه شهادة النساء كالنكاح‬
‫فصل ول يقبل إل من عدد لنه شهادة فاعتب فيها العدد كسائر الشهادات‬
‫وإن كان شهود الصل اثني فشهد على أحدها شاهدان وعلى الخر شاهدان جاز لنه يثبت‬
‫قول كل واحد منهما بشهادة واحد‬
‫فإن شهد اثنان على شهادة أحدها ث شهدا على شهادة الخر ففيه قولن أحدها أنه يوز لنه‬
‫إثبات قول اثني فجاز بشاهدين كالشهادة على إقرار نفسي‬
‫والثان أنه ل يوز وهو اختيار الزن رحه ال تعال لنما قاما ف التحمل مقام شاهد واحد ف حق‬
‫واحد فإذا شهدا فيه على الشاهد الخر صارا كالشاهد إذا شهد بالق مرتي‬
‫وإذا كان شهود الصل رجل وامرأتي قبل ف أحد القولي شهادة اثني على شهادة كل واحد‬
‫منهم ول يقبل ف الخر إل ستة يشهد كل اثني على شهادة واحد منهم‬
‫وإن كان شهود الصل أربع نسوة وهو ف الولدة والرضاع قبل ف أحد القولي شهادة رجلي‬
‫على واحد منهن‬
‫ول يقبل ف الخر إل شهادة ثانية يشهد كل اثني على شهادة واحدة منهن‬
‫وإن كان شهود الصل أربعة من الرجال وهو ف الزن وقلنا إنه تقبل الشهادة على الشهادة ف‬
‫الدود فإن قلنا يقبل شاهدان على شاهدى الصل ف غي الزن ففي حد الزن قولن أحدها أنه‬
‫يكفي شاهدان ف إثبات شهادة الربعة كما يكفي شاهدان ف إثبات شهادة اثني‬
‫والثان أنه يتاج إل أربعة لن فيما يثبت باثني تتاج شهادة كل واحد منهما إل العدد الذي‬
‫يثبت به أصل الق وهو اثنان وأصل الق هاهنا ل يثبت إل بأربعة فلم تثبت شهادتم إل بأربعة‬
‫فإن قلنا إنه ل يقبل فيما يثبت بشاهدين إل أربعة ففي حد الزن قولن أحدها أنه يتاج إل ثانية‬
‫ليثبت بشهادة كل شاهدين شهادة واحد‬
‫والثان أنه يتاج إل ستة عشر لن ما يثبت بشاهدين ل يثبت كل شاهد إل با يثبت به أصل‬
‫الق وأصل الق ل يثبت إل بأربعة فل تثبت شهادة كل واحد منهم إل بأربعة فيصي الميع ستة‬
‫عشر‬

‫____________________‬

‫فصل ول تقبل الشهادة على الشهادة حت يسمى شاهد الفرع شاهد الصل با يعرف به لن‬
‫عدالته شرط فإذا ل تعرف ل تعلم عدالته فإن ساهم شهود الفرع وعدلوهم حكم بشهادتم لنم‬
‫غي متهمي ف تعديلهم وإن قالوا نشهد على شهادة عدلي ول يسموا ل يكم بشهادتم لنه يوز‬
‫أن يكونوا عدول عندهم غي عدول عند الاكم‬
‫فصل ول يصح تمل الشهادة على الشهادة إل من ثلثة أوجه أحده أن يسمع رجل يقول أشهد‬
‫أن لفلن على فلن كذا مضافا إل سبب يوجب الال من ثن مبيع أو مهر لنه ل يتمل مع ذكر‬
‫السبب إل الوجوب‬
‫والثان أن يسمعه يشهد عند الاكم على رجل بق لنه ل يشهد عند الاكم إل با يلزم الكم‬
‫به والثالث أن يسترعيه رجل بأن يقول أشهد أن لفلن على فلن كذا فاشهدوا على شهادت‬
‫بذلك لنه ل يسترعيه إل على واجب لن السترعاء وثيقة والوثيقة ل تكون إل على واجب‬
‫وأما إذا سع رجل ف دكانه أو طريقه يقول أشهد أن لفلن على فلن ألف درهم ول يقل فأشهد‬
‫على شهادة ل يكم به لنه يتمل أنه اراد أن له عليه ألفا من وعد وعده با فلم يز تمل‬
‫الشهادة عليه مع الحتمال وإن سع رجل يقول لفلن علي ألف درهم فهل يوز أن يشهد عليه‬
‫بذلك فيه وجهان أحدها وهو قول أب اسحاق أنه ل يوز أن يشهد عليه كما ل يو أن يتحمل‬
‫الشهادة عليه والثان وهو النصوص أنه يوز أن يشهد عليه والفرق بينه وبي التحمل أن القر‬
‫يوجب الق على نفسه فجاز من غي استرعاء والشاهد يوجب الق على غي فاعتب فيه‬
‫السترعاء ولن الشهادة آكد لنه يعتب فيها العدالة ول يعتب ذلك ف القرار‬
‫فصل وإذا أراد شاهد الفرع أن يؤدي الشهادة أداها على الصفة الت تملها فإن سعه يشهد بق‬
‫مضاف إل سبب يوجب الق ذكره وإن سعه يشهد عند الاكم ذكره وإن اشهد شاهد الصل‬
‫على شهادته أو استرعاه قال أشهد أن فلنا يشهد أن لفلن على فلن كذا وأشهدن على شهادته‬

‫فصل وإن رجع شهود الصل قبل الكم بشهادة الفرع بطلت الفرع لنه بطل الصل فبطل‬
‫الفرع وإن شهد شهود الفرغ ث حضر شهود الصل قبل الكم ل يكم بشهادتم لنه قدر على‬
‫الصل فل يوز الكم بالبدل وال أعلم‬

‫باب اختلف الشهود ف الشهادة إذا ادعى رجل على رجل ألفي وشاهد له شاهد أنه أقر له‬
‫بألف وشهد آخر أنه أقر بألفي ثبت له ألف بشهادتما لنما اتفقا على اثباتا وله أن يلف مع‬
‫شاهد اللفي ويثبت له اللف الخرى لنه شهد له با شاهد وإن ادعى ألفا فشهد له شاهد‬
‫بألف وشهد آخر بألفي ففيه وجهان أحدها أنه يلف مع الذي شهد له باللف ويقضي له‬
‫وتسقط شهادة من شهد له باللفي لنه صار مكذبا له فسقطت شهادته له ف الميع والثان أنه‬
‫يثبت له اللف بشهادتما ويلف ويستحق اللف الخرى ول يصي مكذبا بالشهادة لنه يوز‬
‫أن أن يكون له حق ويدعى بعضة ويوز أنه ل يعلم أن له من يشهد له باللفي‬
‫فصل وإن شهد شاهد على رجل أنه زن بامرأة ف زاوية من بيت وشهد آخر أنه زن با ف زاوية‬
‫ثانية وشهدا آخر أنه زن با ف زاوية ثالثة وشهد آخر أنه زن با ف زاوية رابعة ل يب الد على‬
‫الشهود عليه لنه ل تكمل البينة على فعل واحد وهل يب حد القذف على الشهود على القولي‬
‫وإن شهدا اثنان أنه زن با وهي مطاوعة وشهد اثنان أنه زن با وهي مكرهة ل يب الد عليها‬
‫لنه ل تكمل بينة الد ف زناها وأما الرجل فالذهب أنه ل يب عليه الد وخرج أبو العباس‬
‫وجها آخر أنه يب عليه الد لنم اتفقوا على أن ن وهذا خطأ لن زناه با وهي مكاوعة غي‬
‫زناه با وهي مكرهة فصار كما لو شهد‬
‫____________________‬
‫اثنان أنه زن با ف زاوية وشهد آخران أنه زن با ف زاوية أخرى‬
‫فصل وإن شهد شاهد أنه قذف رجل بالعربية وشهد آخر آنه قذفه بالعجمية أو شهد أحدها أنه‬
‫قذفه يوم الميس وشهد آخر أنه قذفه يوم المعة ل يب الد لنه ل تكمل البينة على قذف‬
‫واحد‬
‫وإن شهد أحدها أنه أقر بالعربية أنه أقر يوم المعة وجب الد لن القر به واحد وإن اختلفت‬
‫العبارة فيه‬
‫فصل وإن شهد شاهد أنه سرق من رجل كبشا أبيض غدوة وشهد آخر أنه سرق ذلك الكبش‬
‫بعينه عشية ل يب الد لنه ل تكمل بينه الد على سرقة واحدة وللمسروق منه أن يلف‬
‫ويقضى له بالغرم لن الغرم يثبت بشاهد ويي‬
‫فإن شهد شاهدان أنه سرق كبشا أبيض غدوة وشهد آخران أنه سرق منه ذلك الكبش بعينه‬
‫عشية تعارضت البينتان ول يكم بواحدة منهما‬
‫وتالف السألة قبلها فإن كل واحد من الشاهدين ليس ببينة والتعارض ل يكون ف بينة وهاهنا‬
‫كل واحد منهما بينة فتعارضتا وسقطتا‬
‫وإن شهد شاهد أنه سرق منه كبشا غدوة وشهد آخر أنه سرق منه كبشا عشية ول يعيا الكبش ل‬
‫يب الد لنه ل تكمل بينة الد وله أن يلف مع أيهما شاء ويكم له‬
‫فإن ادعى الكبشي حلف مع كل واحد منهمايينا وحكم له بما لنه ل تعارض بينهما‬
‫وإن شهد شاهدان أنه سرق كبشا غدوة وشهد آخران أنه سرق منه كبشا عشية وجب القطع‬
‫والغرم فيهما لنه كملت بينة الد والغرم‬
‫وإن شهد شاهد أنه سرق ثوبا وقيمته ثن دينار وشهد آخر أنه سرق ذلك الثوب وقيمته ربع‬
‫دينار ل يب القطع لنه ل تكمل بينة الد ووجب له الثمن لنه نفق عليه الشاهدان وله أن يلف‬
‫على الثمن آخر ويكم له لنه انفرد به شاهد فقضى به مع اليمي‬
‫وإن أتلف عليه ثوبا فشهد شاهدان أن قيمته عشرة وشهد آخران أن قيمته عشرون قضى‬
‫بالعشرة لن البينتي اتفقا على العشرة وتعارضتا ف الزيادة لن إحداها تثبتها والخرى تنفيها‬
‫فسقطت‬
‫فصل وإن شهد شاهدان على رجلي أنما قتل فلنا وشهد الشهود عليهما على الشاهدين أنما‬
‫قتله فإن صدق الول الولي حكم بشهادتما ويقتل الخران لن الولي غي متهمي فيما شهدا‬
‫به والخران متهمان لنما يدفعان عن أنفسهما القتل‬
‫وإن كذب الول الولي وصدق الخرين بطلت شهادة الميع لن الولي كذبما الول‬
‫والخران يدفعان عن أنفسهما القتل‬
‫فصل وإن ادعى رجل على رجل أنه قتل مورثه عمدا وقال الدعى عليه قتله خطأ فأقام الدعى‬
‫شاهدين فشهدا أحدها أنه أقر بقتله عمدا وشهد الخر على إقراره بالقتل خطأ فالقول قول‬
‫الدعى عليه مع يينه لن صفة القتل ل تثبت بشاهد واحد فإذا حلف ثبتت دية الطأ فإن نكل‬
‫حلف الدعى أنه قتله عمدا ويب القصاص أو دية مغلظة‬
‫فصل وإن قتل رجل عمدا وله وارثان ابنان أو أخوان فشهد أحدها على أخيه أنه عفا عن القود‬
‫والال سقط القود عن القاتل عدل كان أو فاسقا شهادته على أخيه تضمنت القرار بسقوط‬
‫القود‬
‫فأما الدية فإن نصيب الشاهد يثبت لنه ما عفا عنه وأما نصيب الشهود عليه فإنه إن كان‬
‫الشاهد من ل تقبل شهادته حلف الشهود عليه أنه ما عفا ويستحق نصف الدية‬
‫وإن كان من تقبل شهادته حلف القاتل معه ويسقط عنه حقه من الدية لن ما طريقه الال يثبت‬
‫بالشاهد واليمي‬
‫وف كيفية اليمي وجهان أحدها أنه يلف أنه قد عفا عن الال‬
‫والثان أنه يلف أنه قد عفا عن القود والال وهو ظاهر النص لنه قد يعفو عن الدية ول يسقط‬
‫حقه منها وهو إذا قلنا إن قتل العمد ل يوجب غي القود فإذا عفا عن الدية كان ذلك كل عفو‬
‫فوجب أن يلف أنه ما عفا عن القود والدية‬
‫فصل وإن شهد شاهد أنه قال وكلتك وشهد آخر أنه قال أديت لك أو أنت جرب ل تثبت‬
‫الوكالة لن شهادتما ل تتفق على قول واحد‬
‫وإن شهد أحدها أنه قال وكلتك وشهد الخر أنه أذن له ف التصرف أو أنه سلطه على التصرف‬
‫ثبتت الوكالة لن‬
‫____________________‬

‫أحدها ذكر اللفظ والخر ذكر العن ول يالفه الخر إل ف اللفظ‬


‫فصل وإن شهد شاهدان على رجل أنه أعتق ف مرضه عبده سالا وقيمته ثلث ماله وشهد آخر أنه‬
‫أعتق غانا وقيمته ثلث ماله فإن علم السابق منهما عتق ورق الخر وإن ل يعلم ذلك ففيه قولن‬
‫أحدها أنه يقرع بينهما لنه ل يكن المع بينهما لن الثلث ل يتملهما وليس أحدها بأول من‬
‫الخر فأقرع بينهما كما لو أعتق عبدين وعجز الثلث عنهما‬
‫والقول الثان أنه يعتق من كل منهما النصف لن السابق حر والثان عبد فإذا أقرع بينهما ل يؤمن‬
‫أن يرج سهم الرق على السابق وهو حر فيسترق وسهم العتق على الثان فيعتق وهو عبد‬
‫فوجب أن يعتق من كل واحد منهما النصف لتساويهما كما لو أوصى لرجل بثلث ماله ولخر‬
‫بالثلث ول يز الورثة مازاد على الثلث فإن الثلث يقسم عليهما‬
‫وإن شهد شاهدان على رجل أنه أوصى لرجل بثلث ماله وشهد آخران أنه رجع عن الوصية‬
‫وأوصى لخر بالثلث بطلت الوصية الول وصحت الوصية للثان‬
‫وإن ادعى رجل على رجلي أنما رهنا عبدا لما عنده بدين له عليهما فصدقه كل واحد منهما ف‬
‫حق شريكه وكذبه ف حق نفسه ففيه وجهان أحدها أنه ل تقبل شهادتما لنه يدعى أن كل‬
‫واحد منهما كاذب‬
‫والثان تقبل شهادتما ويلف مع كل واحد منهما ويصي العبد رهنا عنده لنه يوز أن يكون قد‬
‫نسى فل يكون كذبه معلوما‬
‫باب الرجوع عن الشهادة إذا شهد الشهود بق ث رجعوا عن الشهادة ل يل إما أن يكون قبل‬
‫الكم أو بعد الكم وقبل الستيفاء أو بعد الكم وبعد الستيفاء‬
‫فإن كان قبل الكم ل يكم بشهادتم وحكى عن أب ثور أنه قال يكم وهذا خطأ لنه يتمل أن‬
‫يكونوا صادقي ف الشهادة كاذبي ف الرجوع ويوز أن يكونوا صادقي ف الرجوع كاذبي ف‬
‫الشهادة ول يكم مع الشك كما لو جهل عدالة الشهود‬
‫فإن رجعوا بعد الكم وقبل الستيفاء فإن كان ف حد أو قصاص ل يز الستيفاء لن هذه‬
‫القوق تسقط بالشبهة والرجوع شبهة ظاهرة فلم يز الستيفار بالشبهة معها‬
‫وإن كان مال أو عقدا فالنصوص أنه يوز الستيفاء‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يوز لن الكم غي مستقر قبل الستيفاء وهذا خطأ لن الكم نفذ‬
‫والشبهة ل تؤثر فيه فجاز الستيفاء‬
‫وإن رجعوا بعد الكم والستيفاء ل ينقض الكم ول يب على الشهود له رد ما أخذه لنه يوز‬
‫أن يكونوا صادقي ويوز أن يكونوا كاذبي وقد اقترن بأحد الائزين الكم والستيفاء فل‬
‫ينقض برجوع متمل‬
‫فصل وإن شهدوا با يوجب القتل ث رجعوا نظرت فإن قالوا تعمدنا ليقتل بشهادتنا وجب عليهم‬
‫القود لا روى الشعب أن رجلي شهدا عند علي رضي ال عنه على رجل أنه سرق فقطعه ث أتياه‬
‫برجل آخر فقال إنا أخطأنا بالول وهذا السارق فأبطل شهادتما على الخر وضمنهما دية يد‬
‫الول وقال لو أعلم أنكما تعمدتا لقطعتكما ولنما ألآه إل قتله بغي حق فلزمهما القود كما‬
‫لو أكرهاه على قتله‬
‫وإن قالوا تعمدنا الشهادة ول نعلم أنه يقتل وهم يهلون قتله وجبت عليهم دية مغلظة لا فيه من‬
‫العمد ومؤجلة لا فيه من الطأ‬
‫فأن قالوا أخطأنا وجبت دية مففة لنه خطأ ول تمله العاقلة لنا وجبت باعترافهم‬
‫فإن اتفقوا أن بعضهم تعمد وبعضهم أخطأ وجب على الخطأ قسطه من الدية الخففة‬
‫وعلى العتمد قسطه من الدية الغلظة ول يب عليه القود لشاركة الخطأ‬
‫وإن اختلفوا فقال بعضهم تعمدنا كلنا وقال بعضهم أخطأنا كلنا وجب على القر بعمد الميع‬
‫القود وعلى القر بطأ الميع قسطه من الدية الخففة‬
‫وإن كانوا أربعة شهدوا بالرجم فقال اثنان منهم تعمدنا وأخطأ هذان وقال الخران تعمدنا‬
‫وأخطأ الولن ففيه قولن أحدها أنه يب القود على الميع لن كل واحد منهم أقر بالعمد‬
‫وأضاف الطأ إل من أقر بالعمد فصاروا كما لو أقر جيعهم بالعمد‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنه ل قود على واحد منهم بل يب على كل واحد منهم قسطه من‬
‫الدية الغلطة لنه ل يؤخذ كل واحد منهم إل بإقراره وكل واحد منهم مقر بعمد شاركه فيه مطأ‬
‫فل يب عليه القود بإقرار غيه بالعمد‬
‫وإن قال اثنان تعمدنا كلنا وقال الخران تعمدنا وأخطأ الولن فعلى الولي القود وف الخيين‬
‫القولن أحدها يب عليهما القود‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يب عليهما قسطهما من الدية الغلظة وقد مضى توجيههما‬
‫وإن قال بعضهم تعمدت ول أعلم حال الباقي فإن قال الباقون تعمدنا وجب القود على الميع‬
‫وإن قالوا أخطأنا سقط القود عن الميع‬

‫____________________‬

‫فصل فإن رجع بعضهم نظرت فإن ل يزد عددهم على عدد البينة بأن شهد أربعة على رجل بالزنا‬
‫فرجم ث رجع واحد منهم وقال أخطأت ضمن ربع الدية وإن رجع اثنان ضمنا نصف الدية وإن‬
‫زاد عددهم على عدد البينة بأن شهد خسة على رجل بالزنا فرجم ورجع واحد منهم ل يب‬
‫القود على الراجع لبقاء وجوب القتل على الشهود عليه‬
‫وهل يب عليه من الدية شيء فيه وجهان أحدها وهو الصحيح أنه ل يب لبقاء وجوب القتل‬
‫والثان أنه يب عليه خس الدية لن الرجم حصل بشهادتم فقسمت الدية على عددهم‬
‫فإن رجع اثنان وقال تعمدنا كلنا وجب عليهما القود وإن قال أخطأنا كلنا ففى الدية وجهان‬
‫أحدها أنما يضمنان المس من الدية اعتبارا بعددهم‬
‫والثان يضمنان ربع الدية لنه بقى ثلثة أرباع البينة‬
‫فصل وإن شهد أربعة بالزنا على رجل وشهد اثنان بالحصان فرجم ث رجعوا كلهم عن الشهادة‬
‫فهل يب على شهود الحصان ضمان فيه ثلثة أوجه أحدها أنه ل يب لنم ل يشهدوا با‬
‫يوجب القتل‬
‫والثان أنه يب على الميع لن الرجم ل يستوف إل بم‬
‫والثالث أنما إن شهدا بالحصان قبل ثبوت الزنا ل يضمنا لنما ل يثبتا إل صفة وإن شهد بعد‬
‫ثبوت الزنا ضمنا لن الرجم ل يستوف إل بما وف قدر ما يضمنان من الدية وجهان أحدها أنما‬
‫يضمنان نصف الدية لنه رجم بنوعي من البينة الحصان والزنا فقسمت الدية عليهما‬
‫والثان أنه يب عليهما ثلث الدية لنه رجم بشهادة ستة فوجب على الثني ثلث الدية‬
‫وإن شهد أربعة بالزنا وشهد اثنان منهم بالحصان قبلت شهادتما لنما ل يران بذه الشهادة‬
‫إل أنفسهما نفعا ول يدفعان عنهما ضررا فإن شهدوا فرجم الشهود عليه ث رجعوا عن الشهادة‬
‫فإن قلنا ل يب الضمان على شهود الحصان وجبت الدية عليهم أرباعا على كل واحد منهم‬
‫ربعها‬
‫وإن قلنا إنه يب الضمان على شهود الحصان ففى هذه السألة وجهان أحدها أنه ل يب لجل‬
‫الشهادة بالحصان شيء بل يب على من شهد بالحصان نصف الدية وعلى الخرين نصفها‬
‫لن الرجوع عن الشهادة صار كالناية فوجب على كل اثني نصف الدية كأربعة أنفس جن‬
‫اثنان جنايتي وجن اثنان أربعة جنايات‬
‫والوجه الثان أنه يب الضمان لجل الشهادة بالحصان فإن قلنا يب على شاهدى الحصان‬
‫نصف الدية وعلى شهود الزنا النصف وجب ههنا على الشاهدين بشهادتما بالحصان نصف‬
‫الدية وقسم النصف بينهم نصفي على شاهدى الحصان النصف وعلى الخرين النصف فيصي‬
‫على شاهدى الحصان ثلثة أرباع الدية وعلى الخرين ربعها‬
‫وإذا قلنا إنه يب على شاهدى الحصان ثلث الدية وجب هاهنا عليهما الثلث بشهادتما‬
‫بالحصان ويبقى الثلثان بينهم النصف على من شهد بالحصان والنصف على الخرين فيصي‬
‫على من شهد بالحصان ثلثا الدية وعلى من انفرد بشهادة الزنا ثلثها‬
‫فصل وإن شهد على رجل أربعة بالزنا وشهد اثنان بتزكيتهم فرجم ث بان أن الشهود كانوا عبيدا‬
‫أو كفارا وجب الضمان ) على الزكيي ( لن الرجوم قتل بغي حق ول شيء على شهود الزنا‬
‫لنم يقولون إنا شهدنا بالق ولول الدم أن يطالب من شاء من المام أو الزكيي لن المام رجم‬
‫والزكيي ألآه فإن طالب المام رجع على الزكيي لنه رجه بشهادتما وإن طالب الزكيي ل‬
‫يرجعا على المام لنه كاللة لما‬
‫فصل وإن شهد شاهدان على رجل أنه أعتق عبده ث رجعا عن الشهادة وجب عليهما قيمة العبد‬
‫لنما أتلفاه عليه مقوما فلزمهما ضمانه كما لو قتله‬
‫وإن شهدا على رجل أنه طلق امرأته ث رجعا عن الشهادة فإن كان بعد الدخول وجب عليهما‬
‫مهر الثل لنما أتلفا عليه مقوما فلزمهما ضمانه كما لو أتلفا عليه ماله وإن كان قبل الدخول‬
‫ففيه طريقان ذكرناها ف الرضاع‬

‫____________________‬

‫فصل وإن شهدا عليه بال وحكم عليه ث رجعا عن الشهادة فالنصوص أنه ل يرجع على الشهود‬

‫وقال فيمن ف يده دار فأقر غصبها من فلن ث أقر أنه غصبها من آخر أنا تسلم إل الول‬
‫بإقراره السابق‬
‫وهل يب عليه أن يغرم قيمتها للثان فيه قولن ورجوع الشهود كرجوع القر فمن أصحابنا من‬
‫قال هو على قولي وهو قول أب العباس‬
‫أحدها أنه يرجع على الشهود بالغرم لنم حالوا بينه وبي ماله بعدوان ) وهو الشهادة ( فلزمهم‬
‫الضمان‬
‫والثان أنه ل يرجع عليهم لن العي ل تضمن إل باليد أو بالتلف ول يوجد من الشهود واحدا‬
‫منهما‬
‫ومن أصحابنا من قال ل يرجع على الشهود قول واحدا والفرق بينهم وبي الغاصب أن الغاصب‬
‫ثبتت يده على الال بعدوان والشهود ل تثبت أيديهم على الال‬
‫والصحيح أن السألة على قولي والصحيح من القولي أنه يب عليهم الضمان فإن شهد رجل‬
‫وامرأتان بالال ث رجعوا وجب على الرجل النصف وعلى كل امرأة الربع لن كل امرأتي‬
‫كالرجل‬
‫وإن شهد ثلثة رجال ث رجعوا وجب على كل واحد منهم الثلث فإن رجع واحد وبقى اثنان‬
‫ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه ضمان الثلث لن الال يثبت بشهادة الميع‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل شيء عليه لنه بقيت بينة يثبت با الال فإن رجع آخر وجب عليه‬
‫وعلى الول ضمان النصف لنه انل نصف البينة‬
‫وإن شهد رجل وعشر نسوة ث رجعوا عن الشهادة وجب على الرجل ضمان السدس وعلى كل‬
‫امرأة ضمان نصف السدس‬
‫وقال أبو العباس يب على الرجل ضمان النصف وعلى النسوة ضمان النصف لن الرجل ف‬
‫الال بنلة نصف البينة فلزمه ضمان النصف والصحيح هو الول لن الرجل ف الال بنلة‬
‫امرأتي وكل امرأتي بنلة رجل فصاروا كستة رجال شهدوا ث رجعوا فيكون حصة الرجل‬
‫السدس وحصة كل امرأتي السدس‬
‫وإن رجع ثان نسوة ل يب على الصحيح من الذهب عليهن شيء لنه بقيت بينة ثبت با الق‬
‫فإن رجعت أخرى وجب عليها وعلى الثمان ضمان الربع وإن رجعت أخرى وجب عليها وعلى‬
‫التسع النصف‬
‫فصل وإن شهد شاهد بق ث مات أو جن أو أغمى عليه قبل الكم ل تبطل شهادته لن ما حدث‬
‫ل يوقع شبهة ف الشهادة فلم ينع الكم با وإن شهد ث فسق قبل الكم ل يز الكم بشهادته‬
‫لن الفسق يوقع شكا ف عدالته عند الشهادة فمنع الكم با وإن شهد على رجل ث صار عدوا‬
‫له بأن قذفه الشهود عليه ل تبطل شهادته لن هذه عداوة حدثت بعد الشهادة فلم تنع من الكم‬
‫با وإن شهد وحكم الاكم بشهادته ث فسق فإن كان ف مال أو عقد ل يؤثر فهى الكم لنه‬
‫يوز أن يكون حادثا ويوز أن يكون موجودا عند الشصهادة فل تنقض حكم نفذ بأمر متمل‬
‫وإن كان ف حد أو قصاص ل يز الستيفاء لن ذلك يوقع شبهة ف الشهادة والد والقصاص‬
‫) ما يسقطان ( بالشبهة فلم يز استيفاؤه مع الشبهة‬
‫فصل وإن حكم بشهادة شاهد ث بان أنه عبد أو كافر نقض الكم لنه تيقن الطأ ف حكمه‬
‫فوجب نقضه كما لو حكم بالجتهاد ث وجد النص بلفه‬
‫وإن حكم بشهادة شاهد ث قامت البينة أنه فاسق فإن ل تسند الفسق إل حال الكم ل ينقض‬
‫الكم لواز أن يكون الفسق حدث بعد الكم فلم ينقض الكم مع الحتمال‬
‫وإن قامت البينة أنه كان فاسقا عند الكم فقد اختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحاق رحه ال‬
‫ينقض الكم قول واحدا لنه إذا نقض بشهادة العبد ول نص ف رد شهادته ول إجاع فلن‬
‫ينقض بشهادة الفاسق وقد ثبت رد شهادته بالنص والجاع أول‬
‫وقال أبو العباس رحه ال فيه قولن أحدها أنه ينقض لا ذكرناه‬
‫والثان أنه ل ينقض لن فسقه ثبت بالبينة من جهة الظاهر فل ينقض حكم نفذ ف الظاهر‬
‫والصحيح هو الول لن هذا يبطل به إذا حكم بالجتهاد فيه ث وجد النص بلفه فإن النص‬
‫ثبت من جهة الظصاهر وهو خب الواحد ث ينقض به الكم‬
‫فصل وإذا نقض الكم نظرت فإن كان الكوم ) به ( قطعا أو قتل وجب على الاكم ضمانه‬
‫لنه ل يكن إيابه على الشهود لنم يقولون شهدنا بالق ول يكن إيابه على الشهود له لنه‬
‫يقول استوفيت حقى فوجب على الاكم الذى حكم بالتلف ول يبحث عن الشهادة‬
‫وف الوضع الذى يضمن قولن أحدها ف بيت الال والثان على عاقلته وقد بيناه ف الديات‬
‫وإن كان الكوم به مال فإن كان باقيا ف يد الكوم له وجب عليه رده وإن كان تالفا وجب‬
‫عليه ضمانه لنه حصل ف يده بغي حق ويالف ضمان القطع والقتل حيث ل يوجب على الكوم‬
‫له لن الناية ل تضمن إل أن تكون مرمة وبكم الاكم خرج عن أن يكون مرما فوجب على‬
‫الاكم دونه‬
‫فصل ومن حكم له الاكم بال أو بضع أو غيها بيمي فاجرة أو شهادة زور ل يل له ما حكم‬
‫له به لا روت أم سلمة رضى ال‬
‫____________________‬

‫عنها أن النب صلى ال عليه وسلم قال إنكم تتصمون إل وإنا أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون‬
‫ألن بجته من بعض فأقضى له با أسع وأظنه صادقا فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنا‬
‫أقطع له قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها ولنه يقطع بتحري ما حكم له به فلم يل له بكم‬
‫كما لو حكم له با يالف النص والجاع‬
‫كتاب القرار الكم بالقرار واجب لقوله صلى ال عليه وسلم يا أنيس اغد على امرأة هذا فإن‬
‫اعترفت فارجها ولن النب صلى ال عليه وسلم رجم ماعزا والغامدية بإقرارها ولنه إذا وجب‬
‫الكم بالشهادة فلن يب بالقرار وهو من الريبة أبعد وأول‬
‫فصل وإن كان القر به حقا لدمى أو حقا ل تعال ل يسقط بالشبهة كالزكاة والكفارة ودعت‬
‫الاجة إل القرار به لزمه القرار به لقوله عز وجل } كونوا قوامي بالقسط شهداء ل ولو على‬
‫أنفسكم { ولقوله تعال } فإن كان الذي عليه الق سفيها أو ضعيفا أو ل يستطيع أن يل هو‬
‫فليملل وليه بالعدل { والملل هو القرار فإن كان حقا ل تعال يسقط بالشبهة فقد بيناه ف‬
‫كتاب الشهادات‬
‫فصل ول يصح القرار إل من بالغ عاقل متار فأما الصب والنون فل يصح إقرارها لقوله عليه‬
‫السلم رفع القلم عن ثلثة عن الصب حت يبلغ وعن النائم حت يستيقظ وعن النون حت يفيق‬
‫ولنه التزام حق بالقول فلم يصح من الصب والنون ) كالبيع‬
‫فإن أقر مراهق وادعى أنه غي بالغ فالقول قوله وعلى القر له أن يقيم البينة على بلوغه ول يلف‬
‫القر لنا حكمنا بأنه غي بالغ‬
‫وأما السكران فإن كان سكره بسبب مباح فهو كالنون وإن كان بعصية ال فعلى ما ذكرناه ف‬
‫الطلق‬
‫وأما الكره فل يصح إقراره لقوله عليه الصلة السلم رفع عن أمت الطأ والنسيان وما‬
‫استكرهوا عليه ولنه قول أكره عليه بغي حق فلم يصح كالبيع‬
‫ويصح إقرار السفيه والفلس بالد والقصاص لنه غي متهم وأما إقراره بالال فقد بيناه ف الجر‬
‫والتفليس‬
‫فصل ف ويصح إقرار العبد بالد والقصاص لن الق عليه دون موله ول يقبل إقرار الول عليه‬
‫ف ذلك لن الول ل يلك من العبد إل الال‬
‫وإن جن رجل على عبد جناية توجب القصاص أو قذفه قذفا يوجب التعزير ثبت القصاص‬
‫والتعزير له وله الطالبة به‬
‫____________________‬

‫والعفو عنه وليس للمول الطالبة به ول العفو عنه لنه حق غي مال فكان له دون الول ول يقبل‬
‫إقرار العبد بناية الطإ لنه إياب مال ف رقبته ويقبل إقرار الول عليه لنه إياب حق ف ماله‬
‫ويقبل إقرار العبد الأذون ف دين العاملة ويب قضاؤه من الال الذى ف يده لن الول سلطه‬
‫عليه ول يقبل إقرار غي الأذون ف دين معاملة ف الال ويتبع به إذا عتق لنه ل يكن أخذه من‬
‫رقبته لنه لزمه برضى من له الق‬
‫وإن أقر بسرقة مال ل يب فيه القطع كمال دون النصاب وما سرق من غي حرز وصدقه الول‬
‫وجب التسليم إن كان باقيا وتعلق برقبته إن كان تالفا لنه لزمه بغي رضى صاحبه‬
‫وإن كذبه الول كان ف ذمته يتبع به إذا عتق وإن وجب فيه القطع قطع لنه غي متهم ف إياب‬
‫القطع‬
‫وف الال قولن واختلف أصحابنا ف موضع القولي على ثلثة طرق أحدها وهو قول أب إسحاق‬
‫أنه إن كان الال ف يده ففيه قولن أحدها أنه يسلم إليه لنه انتفت التهمة عنه ف إياب القطع‬
‫على نفسه‬
‫والثان أنه ل يسلم لن يده كيد الول فلم يقبل إقراره فيه كما لو كان الال ف يد الول‬
‫وإن كان الال تالفا ل يقبل إقراره ول يتعلق برقبته قول واحدا لن للغرم مل يثبت فيه وهو ذمته‬

‫والطريق الثان وهو قول القاضى أب حامد الروروذى رحه ال أنه إن كان الال تالفا ففيه قولن‬
‫أحدها أنه يتعلق برقبته يباع فيه‬
‫والثان أنه ل يتعلق برقبته وإن كان باقيا ل يقبل إقراره قول واحدا لن يده كيد الول فلم يقبل‬
‫إقراره فيه كما لو أقر بسرقة مال ف يد الول‬
‫والطريق الثالث وهو قول أب على بن أب هريرة أن القولي ف الالي سواء كان الال باقيا أو‬
‫تالفا لن العبد وما ف يده ف حكم ما ف يد الول فإن قبل ف أحدها قبل ف الخر وإن رد ف‬
‫أحدها رد ف الخر فل معن للفرق بينهما‬
‫فصل وإن باع السيد عبده من نفسه فقد نص ف الم أنه يوز وقال الربيع رحه ال فيه قول آخر‬
‫أنه ل يوز واختلف أصحابنا فيه فقال أبو إسحاق وأبو على بن أب هريرة يوز قول واحدا‬
‫وذهب القاضى أبو حامد الروروذى والشيخ أبو حامد السفرايين رحهما ال إل أنا على قولي‬
‫أحدها أنه يوز لنه إذا جازت كتابته فلن يوز بيعه وهو أثبت والعتق فيه أسرع أول‬
‫والثان أنه ل يوز لنه ل يوز بيعه با ف يده لنه للمول ول يوز بال ف ذمته لن الول ل‬
‫يثبت له مال ف ذمة عبده‬
‫فإذا قلنا إنه يوز وهو الصحيح فأقر الول أنه باعه من نفسه وأنكر العبد عتق بإقراره وحلف‬
‫العبد أنه ل يشتر نفسه ول يب عليه الثمن‬
‫فصل ويقبل إقرار الريض بالد والقصاص لنه غي متهم ويقبل إقراره بالال لغي وارث لنه غي‬
‫متهم ف حقه‬
‫وإن أقر لرجل بدين ف الصحة وأقر لخر بدين ف الرض وضاق الال عنهما قسم بينهما على‬
‫قدر الديني لنما حقان يب قضاؤها من رأس الال ول يقدم أحدها على الخر كما لو أقر لما‬
‫ف حال الصحة‬
‫واختلف أصحابنا ف إقراره للوارث فمنهم من قال فيه قولن أحدها أنه ل يقبل لنه إثبات مال‬
‫للوارث بقوله من غي رضى الورثة فلم يصح من غي رضى سائر الورثة كالوصية‬
‫والثان أنه يقبل وهو الصحيح لن من صح إقراره له ف الصحة صح إقراره ف الرض كالجنب‬
‫ومن أصحابنا من قال يقبل إقراره قول واحدا والقول الخر حكاه عن غيه‬
‫وإن كان وارثه أخا فأقر له بال فلم يت القر حت حدث له ابن صح إقراره للخ قول واحدا‬
‫لنه خرج عن أن يكون وارثا وإن أقر لخيه وله ابن فلم يت حت مات البن صار القرار‬
‫للوارث فيكون على ما ذكرناه من الطريقي ف القرار للوارث‬
‫وإن ملك رجل أخاه ث أقر ف مرضه أنه كان أعتقه ف صحته وهو أقرب عصبته بعد عتقه هل‬
‫يرث أم ل إن قلنا إن القرار للوارث ل يصح ل يرث لن توريثه يوجب إبطال القرار بريته‬
‫وإذا بطلت الرية سقط الرث فثبتت الرية وسقط الرث‬
‫وإن قلنا إن القرار للوارث يصح نفذ العتق بإقراره وثبت الرث بنسبه‬
‫فصل ويصح القرار لكل من يثبت له الق القر به فإن أقر لعبد بالنكاح أو القصاص أو تعزير‬
‫القذف صح القرار له صدقه السيد أو كذبه لن الق له دون الول فإن أقر له بال فإن قلنا إنه‬
‫يلك الال صح القرار وإن قلنا إنه ل يلك كان القرار لوله يلزم بتصديقه ويبطل برده‬
‫فصل وإن أقر لمل بال فإن عزاه إل إرث أو وصية صح القرار فإن‬
‫____________________‬
‫أطلق ففيه قولن أحدها أنه ل يصح لنه ل يثبت له الق من جهة العاملة ول من جهة الناية‬
‫والثان أنه يصح وهو الصحيح لنه يوز أن يلكه بوجه صحيح وهو الرث أو الوصية فصح‬
‫القرار له مطلقا كالطفل ول يصح القرار إل لمل يتيقن وجوده عند القرار كما بيناه ف كتاب‬
‫الوصية‬
‫وإن أقر لسجد أو مصنع وعزاه إل سبب صحيح من غلة وقف عليه صح ) القرار ( فإن أطلق‬
‫ففيه وجهان بناء على القولي ف القرار للحمل‬
‫فصل وإن أقر بق لدمى أو بق ل تعال ل يسقط بالشبهة ث رجع ف إقراره ل يقبل رجوعه لنه‬
‫حق ثبت لغيه فلم يلك إسقاطه بغي رضاه‬
‫وإن أقر بق ل عز وجل يسقط بالشبهة نظرت فإن كان حد الزنا أو حد الشرب قبل رجوعه‬
‫وقال أبو ثور رحه ال ل يقبل لنه حق ثبت بالقرار فلم يسقط بالرجوع كالقصاص وحد‬
‫القذف‬
‫وهذا خطأ لا روى أبو هريرة رضى ال عنه قال أتى رجل من أسلم إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال يا رسول ال إن الخر زن فأعرض عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم فتنحى لشق‬
‫وجهه الذى أعرض عنه فقال يا رسول ال إن الخر زن فأعرض عنه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فتنحى لشق وجهه الذى أعرض عنه فقال يا رسول ال إن الخر زن فأعرض عنه رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فتنحى له الرابعة فلما شهد على نفسه أربع مرات دعاه رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال هل بك جنون فقال ل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم اذهبوا به‬
‫فارجوه وكان قد أحصن فلو ل يسقط بالرجوع لا عرض له‬
‫ويالف القصاص وحد القذف فإن ذلك يب لق الدمى وهذا يب لق ال تعال وقد ندب فيه‬
‫إل الستر‬
‫وإن كان حد السرقة أو قطع الطريق ففيه وجهان أحدها أنه ل يقبل فيه الرجوع لنه حق يب‬
‫لصيانة حق الدمى فلم يقبل فيه الرجوع عن القرار كحد القذف‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يقبل لا روى أبو أمية الخزومى أن النب صلى ال عليه وسلم أتى بلص‬
‫قد اعترف فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما إخالك سرقت فقال له مرتي أو ثلثة ث أمر‬
‫بقطعه فلو ل يقبل فيه رجوعه لا عرض له ولنه حق ل تعال يقبل فيه الرجوع عن القرار كحد‬
‫الزنا والشرب‬
‫فصل وما قبل فيه الرجوع عن القرار إذا أقر به فالستحب للمام أن يعرضه للرجوع لا رويناه‬
‫من حديث أب هريرة وحديث أب أمية الخزومى‬
‫فإن أقر فأقيم عليه بعض الد ث رجع عن القرار قبل لنه إذا سقط بالرجوع جيع الد سقط‬
‫بعضه وإن وجد أل الد فهرب فالول أن يلى لنه ربا رجع عن القرار فيسقط عنه الد وإن‬
‫اتبع وأقيم عليه تام الد جاز لا روى الزهري قال أخبن من سع جابر بن عبد ال قال كنت‬
‫فيمن رجم ماعزا فرجناه ف الصلى بالدينة فلما أذلقته الجارة تمر حت أدركناه بالرة فرجناه‬
‫حت مات فلو ل يز ذلك لنكر عليهم النب صلى ال عليه وسلم وضمنهم ولن الرب ليس‬
‫بصريح ف الرجوع فلم يسقط به الد‬

‫____________________‬

‫فصل ومن أقر لرجل بال ف يده فكذبه القر له بطل القرار لنه رده وف الال وجهان أحدها أنه‬
‫يؤخذ منه ويفظ لنه ل يدعيه والقر له ل يدعيه فوجب على المام حفظه كالال الضائع‬
‫والثان أنه ل يؤخذ منه لنه مكوم له بلكه فإذا رده القر له بقى على ملكه‬
‫فصل فإن أقر الزوج أن امرأته أخته من الرضاع وكذبته الرأة قبل قوله ف فسخ النكاح لنه‬
‫إقرار ف حق نفسه ول يقبل إقراره ف إسقاط مهرها لن قوله ل يقبل ف حق غيه وإن أقرت‬
‫الرأة أن الزوج أخوها من الرضاع وأنكر الزوج ل يقبل قولا ف فسخ النكاح لنه إقرار ف حق‬
‫غيها وقبل قولا ف إسقاط الهر لنه إقرار ف حق نفسها‬
‫فصل وإن قال لرجل ل عندك ألف فقال ل أنكر ل يكن إقرارا لنه يتمل أن يريد إن ل أنكر أنه‬
‫مبطل ف دعواه وإن قال أقر ل يكن إقرارا لنه وعد بالقرار‬
‫وإن قال ل أنكر أن تكون مقا ل يكن إقرارا لنه يتمل أنه يريد إن ل أنكر أن تكون مقا ف‬
‫اعتقاده‬
‫وإن قال ل أنكر أن تكون مقا ف دعواك كان إقرارا لنه يتمل غي القرار وإن قال أنا مقر ففيه‬
‫وجهان أحدها وهو قول الشيخ أب حامد السفراين رحه ال أنه ل يكون إقرار لنه يتمل أنه‬
‫يريد أن مقر ببطلن دعواك‬
‫والوجه الثان أن يكون إقرارا لنه جواب عن الدعوى فانصرف القرار إل ما ادعى عليه‬
‫وإن قال ل عليك ) ألف ( فقال نعم أو أجل أو صدق أو لعمرى كان مقرا لن هذه اللفاظ‬
‫وضعت للتصديق‬
‫وإن قال لعل أو عسى ل يكن إقرارا لنا ألفاظ وضعت للشك والترجى‬
‫وإن قال أظن أو أحسب أو أقدر ل يكن إقرارا لن هذه اللفاظ تستعمل ف الشك وإن قال له‬
‫على ف علمي كان إقرارا لن ما عليه ف علمه ل يتمل إل الوجوب‬
‫وإن قال اقض اللف الت ل عليك فقال نعم كان إقرارا لنه تصديق لا ادعاه‬
‫وإن قال اشتر عبدى هذا فقال نعم أو أعطن عبدى هذا فقال نعم كان إقرارا بالعبد لا ذكرناه‬
‫وإن ادعى عليه ألفا فقال خذ أو اتزن ل يكن إقرارا لنه يتمل أنه أراد خذ الواب من أو اتزن‬
‫إن كان ذلك على غيى‬
‫وإن قال خذها أو اتزنا ففيه وجهان أحدها وهو قول أب عبد ال الزبيى رحه ال أنه يكون‬
‫إقرارا لن هاء الكناية ترجع إل ما تقدم من الدعوى‬
‫والثان وهو قول عامة أصحابنا أنه ل يكون إقرارا لن هاء الصفات ترجع إل الدعى به ول يقر‬
‫أنه واجب وإن قال وهى صحاح فقد قال أبو عبد ال الزبيي إنه إقرار لنا صفة للمدعى‬
‫والقرار بالصفة إقرار بالوصوف‬
‫وقال عامة أصحابنا ل يكون إقرارا لن الصفة ترجع إل الدعى ول تقتضى الوجوب عليه‬
‫وإن قال له على ألف إن شاء ال ل يلزمه شيء لن ما علق على مشيئة ال تعال ل سبيل إل‬
‫معرفته‬
‫وإن قال له على ألف إن شاء زيد أو له على ألف إن قدم فلن ل يلزمه شيء لن ما ل يلزمه ل‬
‫يصي واجبا عليه بوجود الشرط وإن قال إن شهد لك فلن وفلن بدينار فهما صادقان ففيه‬
‫وجهان أحدها أنه ليس بإقرار لنه إقرار معلق على شرط فلم يصح كما لو قال إن شهد فلن‬
‫على صدقته أو وزنت ولن الشافعى رحه ال تعال قال إذا قال لفلن علي ألف إن شهد با على‬
‫فلن وفلن ل يكن إقرارا فإن شهدا عليه وها عدلن لزمه بالشهادة دون القرار‬
‫والثان وهو قول أب العباس بن القاص أنه إقرار وإن ل يشهدا به وهو قول شيخنا القاضى أب‬
‫الطيب الطبى رحه ال لنه أخب أنه إن شهدا به فهما صادقان ول يوز أن يكونا صادقي إل‬
‫والدينار واجب عليه لنه لو ل يكن واجبا عليه لكان الشاهد به كاذبا فإذا قال يكون صادقا دل‬
‫على أن الشهود به ثابت فصار كما لو شهد عليه رجل بدينار فقال صدق الشاهد‬
‫ويالف قوله إن شهد فلن صدقته أو وزنت لك لنه قد يصدق النسان من ليس بصادق وقد‬
‫يزن بقوله ما ل يلزمه‬
‫ويالف ما قال الشافعى رحه ال لفلن على ألف إن شهد به فلن وفلن لن وجوب اللف ل‬
‫يوز أن يتعلق بشهادة من يشهد عليه فإذا علق بشهادته دل على أنه غي واجب وههنا ل يعلق‬
‫وجوب الدينار بالشهادة وإنا أخب أن يكون صادقا وهذا تصريح بوجوب الدينار عليه ف الال‬
‫وإن كان قال له على ألف ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه لنه أقر بالوجوب والصل بقاؤه‬
‫والثان أنه ل يلزمه لنه أقر به ف زمان مضى فل يلزمه ف الال شيء وإن أقر أعجمى بالعربية أو‬
‫عرب بالعجمية ث ادعى أنه ل يعلم‬
‫____________________‬
‫با قال فالقول قوله مع يينه لن الظاهر ما يدعيه‬
‫باب جامع القرار إذا قال لفلن على شيء طولب بالتفسي فإن امتنع عن التفسي جعل ناكل‬
‫ورد اليمي على الدعى وقضى له لنه كالساكت عن جواب الدعى‬
‫ومن أصحابنا من حكى فيه قولي أحدها ما ذكرناه‬
‫والثان أنه يبس حت يفسر لنه قد أقر بالق وامتنع من أدائه فحبس وإن شهد شاهدان على‬
‫رجل بال مهول ففيه وجهان أحدها أنه يثبت بالق كما يثبت بالقرار ث يطالب الشهود عليه‬
‫كما يطالب القر‬
‫والثان أنه ل يثبت الق لن البينة ما أبانت عن الق وهذه ما أبانت عن الق وإن أقر بشيء‬
‫وفسره با قل أو كثر من الال قبل لن اسم الشيء يقع عليه وإن فسره بالمر والنير أو‬
‫الكلب أو السرجي أو جلد اليتة قبل الدباغ ففيه ثلثة أوجه‬
‫أحدها أنه يقبل لنه يقع عليه اسم الشيء‬
‫والثان أنه ل يقبل لن القرار إخبار عما يب ضمانه وهذه الشياء ل يب ضمانا‬
‫والثالث أنه إن فسره بالمر والنير ل يقبل لنه ل يب تسليمه وإن فسره بالكلب والسرجي‬
‫وجلد اليتة قبل الدباغ قبل لنه يب تسليمه‬
‫وإن قال غصبتك أو غصبتك ما تعلم ل يلزمه شيء لنه قد يغصبه نفسه فيحبسه‬
‫وإن قال غصبتك شيئا ث قال غصبته نفسه ل يقبل لن القرار يقتضى غصب شيء منه ويطالب‬
‫بتفسي الشيء‬
‫فصل وإن قال له على مال ففسره با قل أو كثر قبل لن اسم الال يقع عليه‬
‫وإن قال له على مال عظيم أو كثي قبل ف تفسيه القليل والكثي لن ما من مال إل وهو عظيم‬
‫وكثي بالضافة إل ما هو دونه ولنه يتمل أنه أراد به أنه عظيم أو كثي عنده لقلة ماله أو لفقر‬
‫نفسه‬
‫فإن قال له على أكثر من مال فلن قبل ف بيانه القليل والكثي لنه يتمل أنه يريد أنه أكثر من‬
‫مال فلن لكونه من اللل أو أكثر بقاء لكونه ف ذمته‬
‫فصل وإن قال له على درهم لزمه درهم من دراهم السلم وهو ستة دوانق وزن كل عشرة‬
‫سبعة مثاقيل فإن فسره بدرهم طبى كطبية الشام وهو الذى فيه أربعة دوانق فإن كان ذلك‬
‫متصل بالقرار قبل منه كما لو قال له على درهم إل الدانقي وإن كان منفصل نظرت فإن كان‬
‫القرار ف غي الوضع الذى يتعامل فيه بالدراهم الطبية ل يقبل كما ل يقبل الستثناء النفصل‬
‫عن الملة‬
‫وإن كان ف الوضع الذى يتعامل فيه بالدراهم الطبية ففيه وجهان أحدها وهو النصوص أنه‬
‫يقبل لن إطلق الدراهم يمل على دراهم البلد كما يمل ف البيع على دراهم البيع‬
‫والثان أنه ل يقبل ويلزمه درهم من دراهم السلم لنه إخبار عن وجوب سابق بلف البيع فإنه‬
‫إياب ف الال فحمل على دراهم الوضع الذى يب فيه‬
‫وإن قال له على درهم كبي لزمه درهم من دراهم السلم لنه درهم كبي ف العرف فإن فسره‬
‫با هو أكب منه وهو الدرهم البغلى قبل منه لنه يتمل ذلك وهو غي متهم فيه‬
‫وإن قال له على درهم صغي أو له على درهم لزمه درهم وازن لنه هو العروف فإن كان ف‬
‫البلد دراهم صغار ففسره با قبل لنه متمل اللفظ‬
‫وإن قال له على مائة درهم عددا لزمه مائة وازنة عددها مائة لن الدراهم تقتضى الوازنة وذكر‬
‫العدد ل ينافيها فوجب المع بينهما‬
‫فصل وإن قال له على دراهم ففسرها بدراهم مزيفة ل فضة فيها ل يقبل لن الدراهم ل تتناول‬
‫ما ل فضة فيه وإن فسرها بدراهم مغشوشة فالكم فيها كالكم فيمن أقر بدراهم وفسرها‬
‫بالدراهم الطبية وقد بيناه‬
‫وإن قال له على دراهم‬
‫____________________‬

‫وفسرها بسكة دون سكة دراهم البلد الذى أقر فيه ول تنقص عنها ف الوزن فالنصوص أنه يقبل‬
‫منه‬
‫وقال الزن ل يقبل منه لن إطلق الدراهم يقتضى سكة البلد كما يقتضى ذلك ف البيع‬
‫وهذا خطأ لن البيع إياب ف الال فاعتب الوضع الذى يب فيه والقرار إخبار عن وجوب‬
‫سابق وذلك يتلف فرجع إليه‬
‫فصل وإن أقر بدرهم ف وقت ث أقر بدرهم ف وقت آخر لزمه درهم واحد لنه إخبار فيجوز أن‬
‫يكون ذلك خبا عما أخب به ف الول ولذا لو قال رأيت زيدا ث قال رأيت زيدا ل يقتض أن‬
‫يكون الثان إخبارا عن رؤية ثانية وإن قال له على درهم من ثن ثوب ث قال له على درهم من‬
‫ثن عبد لزمه درهان لنه ل يتمل أن يكون الثان هو الول‬
‫وإن قال له على درهم ودرهم لزمه درهان لن الواو تقتضى أن يكون العطوف غي العطوف‬
‫عليه‬
‫وإن قال له على درهم ودرهان لزمه ثلثة دراهم لا ذكرناه‬
‫وإن قال له على درهم فدرهم لزمه درهم واحد‬
‫وإن قال لمرأته أنت طالق فطالق وقعت طلقتان واختلف أصحابنا ف ذلك فقال أبو على بن‬
‫خيان رحه ال ل فرق بي السألتي فجعلهما على قولي‬
‫ومنهم من قال يلزمه ف القرار درهم وف الطلق طلقتان والفرق بينهما أن الطلق ل يدخله‬
‫التفصيل والدراهم يدخلها التفصيل فيجوز أن يريد له على درهم فدرهم خي منه‬
‫وإن قال له على درهم ودرهم ودرهم لزمه ثلثة دراهم‬
‫وإن قال أنت طالق وطالق وطالق ول ينو شيئا ففيه قولن أحدها أنه يقع طلقتان‬
‫والثان أنه يقع ثلث طلقات فنقل أبو على بن خيان جوابه ف الطلق إل القرار وجعلهما على‬
‫قولي‬
‫ومن أصحابنا من قال يقع طلقتان ف أحد القولي وف القرار يلزمه ثلثة دراهم قول واحدا لن‬
‫الطلق يدخله التأكيد فحمل التكرار على التأكيد والقرار ل يدخله التأكيد فحمل التكرار على‬
‫العدد‬
‫وإن قال له على درهم فوق درهم أو درهم تت درهم لزمه درهم واحد لنه يتمل ) أن‬
‫يكون ( فوق درهم أو تت درهم ف الودة ويتمل فوق درهم أو تت درهم ل فلم يلزمه‬
‫زيادة مع الحتمال‬
‫وإن قال له على درهم مع درهم لزمه درهم لنه يتمل مع درهم ل فلم يلزمه ما زاد مع‬
‫الحتمال‬
‫وإن قال له على درهم قبله درهم أو بعده درهم لزمه درهان لن قبل وبعد تستعمل ف التقدي‬
‫والتأخي ف الوجوب‬
‫وإن قال له على درهم ف عشرة فإن أراد الساب لزمه عشرة لن ضرب الواحد ف عشرة‬
‫عشرة وإن ل يرد الساب لزمه درهم لنه يتمل أن له على درها متلطا بعشرة ل‬
‫وإن قال له على درهم بل درهم لزمه درهم لنه ل يقر بأكثر من درهم‬
‫وإن قال له على درهم بل درهان لزمه درهان‬
‫وإن قال له على درهم بل دينار لزمه الدرهم والدينار‬
‫والفرق بينهما أن قوله بل درهان ليس برجوع عن الدرهم لن الدرهم داخل ف الدرهي وإنا‬
‫قصد إلاق الزيادة به وقوله بل دينار رجوع عن الدرهم وإقرار بالدينار فلم يقبل رجوعه عن‬
‫الدرهم فلزمه وقبل إقراره بالدينار فلزمه‬
‫وإن قال له على درهم أو دينار لزمه أحدها وأخذ بتعيينه لنه أقر بأحدها‬
‫وإن قال له على درهم ف دينار لزمه الدرهم ول يلزمه الدينار لنه يوز أن يكون أراد ف دينار‬
‫ل‬
‫فصل وإن قال له على دراهم لزمه ثلثة دراهم لنه جع وأقل المع ثلثة وإن قال دراهم كثية‬
‫ل يلزمه أكثر من ثلثة لنه يتمل أنه أراد با كثية بالضافة إل ما دونا أو أراد أنا كثية ف‬
‫نفسه‬
‫وإن قال له على ما بي درهم إل عشرة لزمه ثانية لن ما بينهما ثانية‬
‫وإن قال له على من درهم إل عشرة ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه ثانية لن الول والعاشر‬
‫حدان فلم يدخل ف القرار فلزمه ما بينهما‬
‫والثان أنه يلزمه تسعة لن الواحد أول العدد وإذا قال من واحد كان ذلك إقرارا بالواحد وما‬
‫بعده فلزمه والعاشر حد فلم يدخل فيه‬
‫فصل وإن قال له على كذا رجع ف التفسي إليه لنه أقر ببهم فصار كما لو قال له على شيء‬
‫وإن قال له على كذا درهم لزمه درهم لنه فسر البهم بالدرهم‬
‫وإن قال له على كذا وكذا رجع ف التفسي إليه لنه أقر ببهم وأكده بالتكرار فرجع إليه كما لو‬
‫قال له على كذا‬
‫وإن قال له على كذا كذا درها لزمه درهم لنه فسر البهم به‬
‫وإن قال له على كذا وكذا رجع ف التفسي إليه لنه أقر ببهمي لن العطف بالواو يقتضى أن‬
‫يكون الثان غي الول فصار كما لو قال له على شيء وشيء‬
‫وإن قال له على كذا وكذا درهم فقد‬
‫____________________‬

‫روى الزن فيه قولي أحدها أنه يلزمه درهم‬


‫والثان يلزمه درهان فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدها أنه يلزمه درهان لنه ذكر مبهمي‬
‫ث فسر بالدرهم فرجع إل كل واحد منهما‬
‫والثان أنه يلزمه درهم لنه يوز أن يكون فسر البهمي بالدرهم لكل واحد منهما نصفه فل‬
‫يلزمه ما زاد مع الحتمال‬
‫وقال أبو إسحاق وعامة أصحابنا إذا قال كذا وكذا درها بالنصب لزمه درهان لنه جعل‬
‫الدرهم تفسيا فرجع إل كل واحد منهما‬
‫وإن قال كذا وكذا درهم بالرفع لزمه درهم لنه يب عن البهمي بأنما درهم وحل القولي على‬
‫هذين الالي وقد نص الشافعى رحه ال عليه ف القرار والواهب‬
‫فصل وإن قال له على ألف رجع ف البيان إليه وبأي جنس من الال فسره قبل منه‬
‫وإن فسره بأجناس قبل منه لنه يتمل الميع‬
‫وإن قال له على ألف ودرهم لزمه درهم ورجع ف تفسي اللف إليه‬
‫وقال أبو ثور يكون الميع دراهم وهذا خطأ لن العطف ل يقتضى أن يكون العطوف من جنس‬
‫العطوف عليه لنه قد يعطف الشيء على غي جنسه كما يعطف على جنسه أل ترى أنه يوز أن‬
‫يقول رأيت رجل وحارا كما يوز أن يقول رأيت رجل ورجل‬
‫وإن قال له على مائة وخسون درها أو له على ألف وعشرة دراهم ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه‬
‫خسون درها وعشرة دراهم ويرجع ف تفسي الائة واللف إليه كما قلنا ف قوله ألف ودرهم‬
‫والثان أنه يلزمه مائة درهم وخسون درها أو ألف درهم وعشرة دراهم‬
‫والفرق بينها وبي قوله ألف درهم ودرهم أن الدرهم العطوف على اللف ل يذكره للتفسي وإنا‬
‫ذكره للياب ولذا يب به زيادة على اللف والدراهم الذكورة بعد المسي واللف ذكرها‬
‫للتفسي ولذا ل يب به زيادة على المسي واللف فجعل تفسيا لا تقدم‬
‫فصل ف وإذا قال لفلن علي عشرة دراهم إل درها لزمه تسعة لن الستثناء لغة العرب وعادة‬
‫أهل اللسان وإن قال على عشرة إل تسعة لزمه ما بقى لن استثناء الكب من الملة لغة العرب‬
‫والدليل عليه قوله عز وجل } قال فبعزتك لغوينهم أجعي إل عبادك منهم الخلصي { ث قال‬
‫عز وجل } إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إل من اتبعك من الغاوين { فاستثن الغاوين من‬
‫العباد وإن كانوا أكثر‬
‫وإن قال له على عشرة إل عشرة لزمه عشرة لن ما يدفع الملة ل يعرف ف الستثناء فسقط‬
‫وبقي الستثن منه‬
‫وإن قال له علي مائة درهم إل ثوبا وقيمة الثوب دون الائة لزمه الباقى لن الستثناء من غي‬
‫جنس الستثن منه لغة العرب والدليل عليه قوله تعال } فسجد اللئكة كلهم أجعون إل‬
‫إبليس { فاستثن إبليس من اللئكة وليس منهم قال الشاعر ) الرجز ( وبلدة ليس با أنيس إل‬
‫اليعافي وإل العيس فاستثن اليعافي والعيس من النيس وإن ل يكن منهم‬
‫وإن قال له على ألف إل درها ث فسر اللف بنس قيمته أكثر من درهم سقط الدرهم ولزمه‬
‫الباقى وإن فسره بنس قيمته درهم أو أقل ففيه وجهان أحدها أنه يلزمه النس الذى فسر به‬
‫اللف ويسقط الستثناء لنه استثناء يرفع جيع ما أقر به فسقط وبقى القر به كما لو قال له على‬
‫عشرة دراهم إل عشرة دراهم‬
‫والثان أنه يطالب بتفسي اللف بنس قيمته أكثر من درهم لنه فسر إقرار البهم بتفسي باطل‬
‫فسقط التفسي ليطلنه وبقى القرار بالبهم فلزمه تفسيه‬
‫فصل وإن قال هؤلء العبيد لفلن إل واحدا طولب بالتعيي لنه ثبت بقوله فرجع ف بيانه إليه‬
‫فإن ماتوا إل واحدا منهم فقال الذى بقى هو الستثن ففيه وجهان أحدها أنه ل يقبل لنه يرفع‬
‫به القرار فلم يقبل كما لو استثن الميع بقوله‬
‫والثان وهو الذهب أنه يقبل لنه يتمل أن يكون هو الستثن فقبل قوله فيه‬
‫ويالف إذا استثن الميع بقوله لنه رفع القر به بقوله وههنا ل يرفع بالستثناء إل واحدا وإنا‬
‫سقط ف الباقى بالوت فصار كما لو أعتق واحدا ) منهم ( ث ماتوا إل واحدا‬
‫وإن قتل الميع إل واحدا فقال الذى بقى هو الستثن قبل وجها واحدا لنه ل يسقط حكم‬
‫القرار لن القر له يستحق قيمة القتولي‬

‫____________________‬

‫وإن قال غصبت من فلن هؤلء العبيد إل واحدا منهم ث ماتوا إل واحدا منهم‬
‫وقال الستثن هو الذى بقى قبل وجها واحدا لنه ) ل ( يسقط حكم القرار لن القر له ) بم (‬
‫يستحق قيمتهم بالوت‬
‫فصل وإن قال هذه الدار لفلن إل هذا البيت ل يدخل البيت ف القرار لنه استثناه‬
‫وإن قال هذه الدار لفلن وهذا البيت ل قبل لنه أخرج بعض ما دخل ف القرار بلفظ متصل‬
‫وصار كما لو استثناه بلفظ الستثناء‬
‫فصل وإن قال له هذه الدار هبة سكن أو هبة عارية ل يكن إقرارا بالدار لنه رفع بآخر كلمه‬
‫بعض ما دخل ف أوله وبقى البعض فصار كما لو أقر بملة واستثن بعضها وله أن ينعه من‬
‫سكناها لنا هبة منافع ل يتصل با القبض فجاز له الرجوع فيها‬
‫فصل وإن أقر لرجل بال ف ظرف بأن قال له عندى زيت ف جرة أو تب ف غرارة أو سيف ف‬
‫غمد أو ف خات لزمه الال دون الظرف لن القرار ل يتناول الظرف ويوز أن يكون الال ف‬
‫ظرف للمقر وإن قال له عندى جرة فيها زيت أو غرارة فيها تب أو غمد فيه سيف أو خات عليه‬
‫لزمه الظرف دون ما فيه لنه ل يقر إل بالظرف ويوز أن يكون ما فيه للمقر‬
‫وإن قال له عندى خات لزمه الات والفص لن اسم الات يمعهما‬
‫وإن قال له عندى ثوب مطرز لزمه الثوب بطرازه‬
‫ومن أصحابنا من قال إن كان الطراز مركبا على الثوب بعد النسج ففيه وجهان أحدها ما‬
‫ذكرناه‬
‫والثان أنه ل يدخل فيه لنه متميز عنه‬
‫وإن قال له ف يدى دار مفروشة لزمه الدار دون الفرش لنه يوز أن تكون مفروشة بفرش للمقر‬

‫وإن قال له عندى فرس عليه سرج لزمه الفرس دون السرج‬
‫وإن قال له عندى عبد وعليه ثوب لزمه تسليم العبد والثوب والفرق بينهما أن العبد له يد على‬
‫الثوب وما ف يد العبد لوله والفرس ل يد له على السرج‬
‫فصل وإن قال لفلن على ألف درهم ث أحضر ألفا وقال هى الت أقررت با وهى وديعة فقال‬
‫القر له هذه وديعة ل عنده واللف الت أقر با دين ل عليه غي الوديعة ففيه قولن أحدها أنه ل‬
‫يقبل قوله لن قوله على إخبار عن حق واجب عليه فإذا فسر بالوديعة فقد فسر با ل يب عليه‬
‫فلم يقبل‬
‫والثان أنه يقبل لن الوديعة عليه ردها وقد يب عليه ضمانا إذا تلفت‬
‫وإن قال له على ألف ف ذمت ث فسر ذلك باللف الت هى وديعة عنده وقال القر له بل هى دين‬
‫ل ف ذمته غي الوديعة‬
‫فإن قلنا ف الت قبلها أنه ل يقبل قوله فيها فههنا أول أل يقبل‬
‫وإن قلنا يقبل هناك قوله ففى هذه وجهان أحدها أنه ل يقبل وهو الصحيح لن اللف الت أقر‬
‫با ف الذمة والعي ل تثبت ف الذمة‬
‫والثان أنه يقبل لنه يتمل أنا ف ذمت لن تعديت فيها فيجب ضمانا ف ذمت‬
‫وإن قال له على ألف ث قال هى وديعة كانت عندى وظننت أنا باقية وقد هلكت ل يقبل قوله‬
‫لن القرار يقتضى وجوب ردها أو ضمانا والالكة ل يب ردها ول ضمانا فلم يصح تفسي‬
‫القرار با‬
‫فصل وإن قال له على ألف درهم وديعة دينا لزمه اللف لن الوديعة قد يتعدى فيها فتصي دينا‬
‫وإن قال له على ألف درهم عارية لزمه ضمانا لن إعارة الدراهم تصح ف أحد الوجهي فيجب‬
‫ضمانا‬
‫وف الوجه الثان ل تصح إعارتا فيجب ضمانا لن ما وجب ضمانه ف العقد الصحيح وجب‬
‫ضمانه ف العقد الفاسد‬
‫فصل وإن قال له ف هذا العبد ألف درهم أو له من هذا العبد ألف درهم ث قال أردت أنه وزن‬
‫ف ثنه ألف درهم ووزنت أنا ألف درهم ف صفقة واحدة كان ذلك إقرارا بنصفه‬
‫وإن قال اشترى ثلثه أو ربعه بألف ف عقد واشتريت أنا الباقى بألف ف عقد أخر قبل قوله لن‬
‫إقراره مبهم وما فسر به متمل والعبد ف يده فقبل قوله فيه‬
‫وإن قال جن عليه العبد جناية أرشها ألف درهم قبل قوله وله أن يبيع العبد ويدفع إليه الرش‬
‫وله أن يفديه‬
‫وإن قال وصى له من ثنه بألف درهم بيع‬
‫____________________‬
‫ودفع إليه من ) ثنه ( ألف درهم بيع ودفع إليه من ثنه ألف درهم فإن أراد أن يدفع إليه ألفا من‬
‫ماله ل يز لن بالوصية يتعي حقه ف ثنه‬
‫فإن قال العبد مرهون عنده بألف ففيه وجهان أحدها أنه ل يقبل لن حق الرتن ف الذمة ل ف‬
‫العي‬
‫والثان وهو الصحيح أنه يقبل لن الرتن متعلق حقه بالذمة والعي‬
‫فصل ف وإن قال له ف مياث أب ألف درهم لزمه تسليم ألف إليه‬
‫وإن قال له ف مياثى من أب ألف درهم ث قال أردت هبة قبل منه لنه أضاف الياث إل نفسه‬
‫فل ينتقل ماله إل غيه إل من جهته‬
‫وإن قال له ف هذا الال ألف درهم لزمه‬
‫وإن قال له ف مال هذا ألف درهم ل يلزمه لن ماله ل يصي لغيه بإقراره‬
‫فصل ف وإذا قال لفلن على ألف درهم من ثن مبيع ل أقبضه ل يلزمه تسليم اللف لن الصل‬
‫أنه ل يقبض البيع فل يلزمه تسليم ما ف مقابلته‬
‫وإن قال له على ألف درهم ث قال بعد ذلك من ثن مبيع ل أقبضه ل يقبل لنه لزمه اللف‬
‫بإقراره فلم يقبل قوله ف إسقاطه‬
‫فصل ف وإن أقر بق ووصله با يسقطه بأن أقر بأنه تكفل بنفس أو مال على أنه باليار أو أقر‬
‫أن عليه لفلن ألف درهم من ثن خر أو خنير أو لفلن عليه ألف درهم قضاها ففيه قولن‬
‫أحدها أنه يلزمه ما أقر به ول يقبل ما وصله به لنه يسقط ما أقر به فلم يقبل كما لو قال له‬
‫على عشرة إل عشرة‬
‫والثان أنه ل يلزمه الق لنه يتمل ما قاله فصار كما لو قال له على ألف إل خسمائة‬
‫وإن قال له على ألف درهم مؤجلة ففيه طريقان من أصحابنا من قال هى على القولي لن‬
‫التأجيل كالقضاء ومنهم من قال يقبل قول واحدا لن التأجيل ل يسقط الق وإنا يؤخره فهو‬
‫كاستثناء بعض الملة بلف القضاء فإنه يسقطه‬
‫فصل ف وإن قال هذه الدار لزيد بل لعمر أو قال غصبتها من زيد ل بل من عمرو حكم با لزيد‬
‫لنه أقر له با ول يقبل قوله لعمر لنه رجوع عن القرار لزيد‬
‫وهل يلزمه أن يغرم قيمتها لعمرو فيه قولن أحدهات أنه ل يلزمه لن العي قائمة فل يستحق‬
‫قيمتها‬
‫والثان أنه يلزمه وهو الصحيح لنه حال بينه وبي ماله فلزمه ضمانه كما لو أخذ ماله ورمى به ف‬
‫البحر‬
‫فإن قال غصبت هذا من أحد هذين الرجلي طولب بالتعيي فإن عي أحدها فإن قلنا إنه أقر به‬
‫لحدها بعد الخر غرم للثان حلف لنه إذا نكل غرم له‬
‫وإن قلنا إنه ل يغرم للثان ل يلف لنه ل فائدة ف تليفه لنه إذا نكل ل نقض عليه بشيء‬
‫ونإن كان ف يده دار فقال غصبتها من زيد وملكها لعمرو وحكم با لزيد لنا ف يده فقبل‬
‫إقراره با ول يقبل قوله إن ملكها لعمرو لنه إقرار ف حق غيه ول يغرم لعمر شيئا لنه ل يكن‬
‫منه تفريط لنه يوز أن يكون ملكها لعمرو وهى ف يد زيد بإجارة أو رهن أو غصبتها منه فأقر‬
‫با على ما هى عليه‬
‫فأما إذا قال هذه الدار ملكها لعمرو وغصبها من زيد ففيه وجهان أحدها أنا كالسألة قبلها إذ‬
‫ل فرق بي أن يقدم ذكر اللك وبي أن يقدم ذكر الغصب‬
‫والثان أنا تسلم إل زيد‬
‫وهل يغرم لعمرو على قولي كما لو قال هذه الدار لزيد ل بل لعمرو‬
‫فصل وإن أقر رجل على نفسه بنسب مهول النسب يكن أن يكون منه فإن كان القر به صغيا‬
‫أو منونا ثبت نسبه لنه أقر له بق فثبت كما لو أقر له بال فإن بلغ الصب أو أفاق النون وأنكر‬
‫النسب ل يسقط النسب لنه نسب حكم بثبوته فلم يسقط برده وإن كان القر به بالغا عاقل ل‬
‫يثبت إل بتصديقه لن له قول صحيحا فاعتب تصديقه ف القرار كما لو أقر له بال وإن كان‬
‫القر به ميتا فإن كان صغيا أو منونا ثبت نسبه لنه يقبل إقراره به إذا كان حيا فقبل إذا كان‬
‫ميتا‬
‫وإن كان عاقل بالغا ففيه وجهان أحدها أنه ل يثبت لن نسب البالغ ل يثبت إل بتصديقه وذلك‬
‫معدوم بعد الوت‬
‫والثان أنه يثبت وهو الصحيح لنه ليس له قول فثبت نسبه بالقرار كالصب والنون‬
‫وإن أقر بنسب بالغ عاقل ث رجع عن القرار وصدقه القر له ف الرجوع ففيه وجهان أحدها أنه‬
‫يسقط النسب وهو قول أب على الطبى رحه ال كما لو أقر له بال ث رجع ف القرار وصدقه‬
‫القر له ف الرجوع‬
‫والثان وهو قول الشيخ أب حامد السفعراين رحه ال أنه ل يسقط لن النسب إذا ثبت ل‬
‫يسقط بالتفاق على نفيه كالنسب الثابت بالفراش‬
‫فصل وإن مات رجل وخلف ابنا فأقر على أبيه بنسب فإن كان ل يرثه بأن كان عبدا أو قاتل أو‬
‫كافرا والب مسلم ل يقبل إقراره لنه ل يقبل إقراره عليه بالال فل يقبل إقراره عليه ف النسب‬
‫كالجنب وإن كان يرثه فأقر عليه بنسب لو أقر به الب لقه فإن كان قد نفاه الب ل يثبت لنه‬
‫يمل عليه نسبا حكم ببطلنه‬
‫وإن ل ينفه الب ثبت النسب بإقراره لا روت عائشة رضى ال عنها‬
‫____________________‬

‫قالت اختصم سعد بن أب وقاص وعبد بن زمعة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ابن أمة‬
‫زمعة فقال سعد بن أب وقاص أوصان أخى عتبة إذا قدمت مكة أن انظر إل ابن ) أمة ( زمعة‬
‫واقبضه فإنه ابنه‬
‫وقال عبد بن زمعة أخى وابن وليده أب ولد على فراشه فقال النب صلى ال عليه وسلم الولد‬
‫للفراش وللعاهر الجر وإن مات وله ابنان فأقر أحدها بنسب ابن وأنكر الخر ل يثبت لن‬
‫النسب ل يتبعض فإذا ل يثبت ف حق احدها ل يثبت ف حق الخر ول يشاركهما ف الياث لن‬
‫الياث فرع على النسب والنسب ل يثبت فلم يثبت الرث‬
‫وإن أقر أحد البني بزوجة لبيه وأنكر الخر ففهيه وجهان أحدها أنه ل تشارك بصتها من حق‬
‫القر كما ل يشارك البن إذا اختلف الوارثان ف نسبه‬
‫والثان أنا تشارك بصتها من حق القر لن القر به حقها من الرث لن الزوجية زالت بالوت‬
‫وإن مات وخلف بنتا فأقرت بنسب أخ ل يثبت النسب لنا ل ترث جيع الال‬
‫فإن أقر معها المام ففيه وجهان أحدها أنه يثبت لن المام نافذ القرار ف مال بيت الال‬
‫والثان أنه ل يثبت لنه ل يلك الال بالرث وإنا يلكه السلمون وهم ل يتعينون فلم يثبت‬
‫النسب‬
‫وإن مات رجل وخلف ابني عاقل ومنونا فأقر العاقل بنسب ابن آخر ل يثبت النسب لنه ل‬
‫يوجد القرار من جيع الورثة فإن مات النون قبل الفاقة فإن كان له وارث غي الخ القر قام‬
‫وارثه مقامه ف القرار وإن ل يكن له وارث غيه ثبت النسب لنه صار جيع الورثة‬
‫فإن خلف اليت ابني فأقر أحدها بنسب صغي وأنكر الخر ث مات النكر فهل يثبت النسب فيه‬
‫وجهان أحدها أنه يثبت نسبه لن القر صار جيع الورثة‬
‫والثان أنه ل يثبت نسبه لن تكذيب شريكه يبطل الكم بنسبه فلم يثبت النسب كما لو أنكر‬
‫الب نسبه ف حياته ث أقر به الوارث‬
‫وإن مات رجل وخلف ابنا وارثا فأقر بابن آخر بالغ عاقل ) وصدقه القر له ( ث أقرا معا بابن‬
‫ثالث ثبت نسب الثالث فإن قال الثالث إن الثان ليس بأخ لنا ففيه وجهان أحدها أنه ل يسقط‬
‫نسب الثان لن الثالث ثبت نسبه بإقرار الول‬
‫والثان فل يوز أن يسقط نسب الصل بالفرع‬
‫والثان أنه يسقط نسبه وهو الظهر لن الثالث صار ابنا فاعتب إقراره ف ثبون نسب الثان‬
‫وإن أقر البن الوارث بأخوين ف وقت واحد فصدق كل واحد منهما صاحبه ثبت نسبهما‬
‫ومياثهما وإن كذب كل واحد منهما صاحبه ل يثبت نسب واحد منهما‬
‫وإن صدق أحدها صاحبه وكذبه الخر ثبت نسب الصدق دون الكذب‬
‫وإن أقر البن الوارث بنسب أحد التوأمي ثبت نسبهما وإن أقر بما وكذب أحدها الخر ل‬
‫يؤثر التكذيب ف نسبهما لنما ل يفترقان ف النسب‬
‫فصل وإن كان بي القر وبي القر به واحد وهو حى ل يثبت النسب إل بتصديقه وإن كان بينهما‬
‫اثنان أو أكثر ل يثبت النسب إل بتصديق من بينهما لن النسب يتصل بالقر من جهتهم فل يثبت‬
‫إل بتصديقهم‬
‫فصل وإن كان القر به ل يجب القر عن الياث ورث معه ما يرثه كما إذا أقر به الوروث وإن‬
‫كان يجب القر مثل أن يوت الرجل ويلف أخا فيقر الخ بابن للميت أو يلف اليت أخا من‬
‫أب فيقر بأخ من الب والم ثبت ) له ( النسب ول يرث لنا لو أثبتنا له الرث أدى ذلك إل‬
‫إسقاط إرثه لن توريثه يرج القر عن أن يكون وارثا وإذا خرج عن أن يكون وارثا بطل إقراره‬
‫وسقط نسبه ومياثه فأثبتنا النسب وأسقطنا الرث‬
‫وقال أبو العباس يرث القر به ويجب القر لنه لو كان حجبه يسقط إقراره لنه إقرار من غي‬
‫وارث لوجب أل يقبل إقرار ابن بابن آخر لنه إقرار من بعض الورثة والنسب ل يثبت بإقرار‬
‫بعض الورثة وهذا خطأ لنه إنا يقبل إذا صدقه القر به فيصي القرار من جيع الورثة‬

‫____________________‬

‫فصل وإن وصى للمريض بأبيه فقبله ومات عتق ول يرث لن توريثه يؤدى إل إسقاط مياثه‬
‫وعتقه لن عتقه ف الرض وصية وتوريثه ينع من الوصية والنع من الوصية يوجب بطلن عتقه‬
‫وأرثه فثبت العتق وسقط الرث وإن أعتق موسر ) مريض ( جارية ف مرضه وتزوجها ومات من‬
‫مرضه ل ترثه لن توريثها يبطل عتقها ومياثها لن العتق ف الرض وصية والوصية للوارث ل‬
‫تصح وإذا بطل العتق بطل النكاح وإذا بطل النكاح سقط الرث فثبت العتق وسقط الرث‬
‫وإن أعتق عبدين وصار عدلي وادعى رجل على العتق أن العبدين له وشهد العبدان بذلك ل تقبل‬
‫شهادتما لن قبول شهادتما ما يؤدي إل إبطال الشهادة لنه يبطل با العتق فإذا بطل العتق‬
‫بطلت الشهادة‬
‫فصل وإن مات رجل وخلف أخاه فقدم رجل مهول النسب وقال أنا ابن اليت فالقول قول الخ‬
‫مع يينه لن الصل عدم النسب فإن نكل وحلف الدعى فإن قلنا إن يي الدعى مع نكول‬
‫الدعى عليه كالقرار ل يرث كما ل يرث إذا أقر به‬
‫وإن قلنا إنه كالبينة ورث كما يرث إذا أقام البينة‬
‫فصل وإذا مات رجل ول يعلم له وارث فجاء رجل وادعى أنه وارثه ل تسمع الدعوى حت يبي‬
‫سبب الرث لواز أن يعتقد أنه وارث بسبب ل يورث به ول يقبل قوله حت يشهد له شاهدان‬
‫من أهل البة باله ويشهدان أنه وارثه ول نعلم له وارثا سواه ويبينان سبب الرث كما يبي‬
‫الدعى فإذا شهدا على ما ذكرناه حكم به لن الظاهر مع هذه الشهادة أنه ل وارث له غيه وإن‬
‫ل يكونا من أهل البة أو كانا من أهل البة ولكنهما ل يقول ول نعلم له وارثا سواه نظرت‬
‫فإن كان الشهود له من له فرض ل ينقص أعطى اليقي فيعطى الزوج ربعا عائل والزوجة ثنا‬
‫عائل ويعطى البوان كل واحد منهما سدسا عائل‬
‫وإن كان من ليس له فرض وهو من عدا الزوجي والبوين بعث الاكم إل البلد الت دخلها‬
‫اليت فإن ل يدوا وارثا توقف حت تضى مدة لو كان له وارث ظهر وإن ل يظهر غيه فإن كان‬
‫الوارث من ل يجب بال كالب والبن دفعت التركة كلها إليه لن البحث مع هذه الشهادة‬
‫بنلة شهادة أهل البة ويستحب أن يؤخذ منه كفيل با يدفع إليه‬
‫وإن كان الشهود له من يجب كالد والخ والعم ففيه وجهان أحدها وهو قول أب إسحاق أنه‬
‫ل يدفع إليه ) إل نصيبه ( لنه يوز أن يكون له وارث يجبه فلم يدفع إليه ) أكثر منه (‬
‫والثان وهو الذهب أنه يدفع إليه الميع لن البحث مع هذه البينة بنلة شهادة أهل البة‬
‫وهل يستحب أخذ الكفيل أو يب فيه وجهان أحدها أنه يستحب‬
‫والثان أنه واجب‬
‫فصل وإن كان لرجل أمتان ولكل واحدة منهما ولد ول زوج لواحدة منهما ول أقر الول بوطء‬
‫واحدة منهما فقال أحد هذين الولدين ابن من أمت طولب بالبيان فإن عي أحدها لقه نسبه‬
‫وحكم بريته ث يسأل عن الستيلد فإن قال استولدتا ف ملكى فالولد حر ل ولء عليه لنه ل‬
‫يسه رق وأمه أم ولد‬
‫وإن قال استولدتا ف نكاح عتق الولد باللك وعليه الولء لنه مسه الرق وأمه ملوكة لنا‬
‫علقت منه بملوك وترق المة الخرى وولدها‬
‫وإن ادعت أنا هى الت استولدها فالقول قول الول مع يينه لن الصل عدم الستيلد‬
‫وإن مات قبل البيان وله وارث يوز مياثه قام مقامه ف البيان لنه يقوم مقامه فهى إلاق النسب‬
‫وغيه فإن ل يعلم الوارث جهة الستيلد ففيه وجهان أحدها أن المة ل تصي أم ولد ولن‬
‫الصل الرق فل يزال بالحتمال‬
‫والثان وهو النصوص أنا تكون أم ولد لن الظاهر من ولده منها أنه استولدها ف ملكه‬
‫وإن ل يكن له وارث أو كان له وارث ولكنه ل يعي الولد عرض الولدان على القافة فإن ألقت‬
‫به أحد الولدين ثبت نسبه ويكون الكم فيه كالكم فيه إذا عينه الوارث وإن ل تكن قافة أو‬
‫كانت ول تعرف أو ألقت الولدين به سقط حكم النسب لتعذر معرفته وأقرع بينهما لتمييز‬
‫العتق لن القرعة لا مدخل ف تييز العتق فإن خرجت القرعة على أحدها عتق ول يكم لواحد‬
‫منهما بالرث لنه ل يتعي‬
‫وهل يوقف مياث ابن فيه وجهان أحدها أنه يوقف وهو قول الزن رحه ال لنا نتيقن أن‬
‫أحدها ابن وارث‬
‫والثان أنه ل يوقف لن الشيء إنا يوقف إذا رجى انكشافه وههنا ل يرجى انكشافه‬
‫فصل وإن كان له أمة ولا ثلثة أولد ول زوج لا ول أقر الول بوطئها فقال أحد هؤلء ولدى‬
‫أخذ بالبيان فإن عي الصغر ثبت نسبه وحريته ث يسأل عن جهة الستيلد فإن قال استولدتا ف‬
‫ملكى فالولد حر ل ولء عليه والارية أم ولد والولد الكب والوسط ملوكان‬
‫وإن قال استولدتا ف نكاح ث فقد عتق الولد باللك وعليه الولء لنه مسه الرق وأمه أمة قن‬
‫____________________‬

‫والكب والوسط ملوكان وإن عي الوسط تعي نسبه وخريته ويسأل عن استيلده‬
‫فإن قال استولدتا ف ملكى فالولد حر الصل وأمه أم ولد وأما الصغر فهو ابن أم ولد وثبت لا‬
‫حرمة الستيلد‬
‫وهل يعتق بوته كأمه فيه وجهان أحدها أنه يعتق لنه ولد أم ولده‬
‫والثان أنه عبد قن ل يعتق بعتق أمه لواز أن يكون عبدا قنا بأن أحبل أمه وهى مرهونة فثبت لا‬
‫حرمة الستيلد ) فتباع ( على أحد القولي‬
‫وإذا ملكها بعد ذلك صارت أم ولده وولده الذى اشتراه معها عبد قن فل يعتق مع الحتمال‬
‫وإن قال استولدتا ف نكاح عتق الولد باللك وعليه الولء لنه مسه الرق وأمه أمة قن والولدان‬
‫الخران ملوكان‬
‫وإن عي الكب تعي نسبه وحريته ويسأل عن الستيلد‬
‫فإن قال استولدتا ف ملكى فهو حر الصل وأمه أم ولد والوسط والصغر على الوجهي وإن‬
‫قال استولدتا ف نكاح فالولد حر وعليه الولء والمة قن والوسط والصغر ملوكان‬
‫وإن مات قبل البيان وخلف ابنا يوز الياث قام مقامه ف التعيي فإن عي كان الكم فيه على ما‬
‫ذكرناه ف الوروث إذا عي وإن ل يكن له ابن أو كان ) له ( ول يعي عرض على القافة فإن‬
‫عينت القافة كان الكم على ما ذكرناه‬
‫وإن ل تكن قافة أو كانت وأشكل عليها أقرع بينهم لتمييز الرية لنا تتميز بالقرعة‬
‫فإن خرجت على أحدها حكم بريته ول يثبت النسب لن القرعة ل يتميز با النسب‬
‫وأما المة فإنه يبحث عن جهة استيلدها فإن كانت ف ملكه فهى أم ولده وإن كان ف نكاح‬
‫فهى أمة قن‬
‫وإن ل يعرف فعلى ما ذكرناه من الوجهي فل يرث البن الذى ل يتعي نسبه‬
‫وهل يوقف له نصيب ابن أو يعطى البن العروف النسب حقه فيه وجهان أحدها يوقف له‬
‫مياث ابن وهو قول الزن رحه ال‬
‫والثان وهو الذهب أنه ل يوقف له شيء بل تدفع التركة إل العروف النسب وقد بينا ذلك فيما‬
‫تقدم‬
‫فصل وإن مات رجل وخلف ابني فأقر أحدها على أبيه بدين وأنكر الخر نظرت فإن كان القر‬
‫عدل جاز أن يقضى بشهادته مع شاهد آخر أو مع امرأتي أو مع يي الدعى وإن ل يكن عدل‬
‫حلف النكر ول يلزمه شيء‬
‫وأما القر ففيه قولن أحدها أنه يلزمه جيع الدين ف حصته لن الدين قد يتعلق ببعض التركة إذا‬
‫هلك بعضها كما يتعلق بميعها فوجب قضاؤه من حصة القر‬
‫والقول الثان وهو الصحيح أنه ل يلزمه من الدين إل بقدر حصته لنه لو لزمه بالقرار جيع‬
‫الدين ل تقبل شهادته بالدين لنه يدفع بذه الشهادة عن نفسه ضررا‬
‫وال أعلم‬

‫____________________‬

You might also like