Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
الهدف الرئيس لممارسة خدمة الفرد هو حل مشكلت العميل أو التقليل من حدتها
وآثارها باستخدام أفضل الطرق المهنية وبأقصر وقت ممكن وبدون أن يؤدي ذلك إلى حدوث
مشكلت أخرى للعميل .ولعل أفضل طريقة للتأكد من فاعلية الممارسة المهنية مع العميل هي
استخدام تقنية منهجية علمية موضوعية قابلة للتطبيق وإعادة التطبيق من قبل ممارسين
آخرين .وحتى وقت قريب -نسبيا -لم تكن هذه التقنية متاحة للخصائيين الجتماعيين إل
باستخدام المنهج التجريبي التقليدي الذي يعتمد على تصميمات تنطوي على مجموعات
تجريبية ومجموعات ضابطة.
ولكن استخدام المنهج التجريبي التقليدي واللجوء إلى المجموعات التجريبية
والضابطة للتحقق من فاعلية التدخل المهني والممارسة المهنية ينطوي على العديد من
المشكلت ،فالمشكلة الولى تكمن في أن تكوين مجموعة تجريبية يتطلب وجود مجموعة من
الفراد في نفس الوقت يعانون من نفس المشكلة ويتقدمون لنفس المؤسسة الجتماعية ويتم
معالجتهم أو تقديم المساعدة المهنية لهم عن طريق نفس الخصائي الجتماعي .وحيث أن
مثل هذا المطلب يصعب تحقيقه دائما في ممارسة خدمة الفرد ،فالفراد يأتون في أوقات
مختلفة وقد ل يعانون من نفس المشكلة كما أن الخصائي الجتماعي المعـالج له طاقة
معينة في العمل ل يستطيع تجاوزها حتى لو رغب في ذلك.
أما المشكلة الثانية فهي مشكلة تتعلق بأخلقيات البحث وأخلقيات المهنة ،فاستخدام
مجموعة ضابطة يعني من الناحية المنهجية أن أفراد المجموعة الضابطة يماثلون أفراد
المجموعة التجريبية في كل شيء حتى المشكلة التي يعانون منها ومع ذلك ل يقدم لها علج
أو تدخل مهني وذلك بهدف التحقق من فاعلية التدخل المهني المقدم للمجموعة التجريبية.
وهذا يتعارض مع فلسفة مهنة الخدمة الجتماعية التي تنادي بضرورة إيقاف اللم التي
يعاني منها الفراد بأسرع وقت ممكن (الصادي وعجوبة.)1983 ،
وفي ضوء ما تقدم يمكن تحديد مشكلة البحث في "كيفية التحقق من فاعلية الممارسة
المهنية في خدمة الفرد بطريقة عملية وبدون الوقوع في مشكلت منهجية أو أخلقية بحثية
أو مهنية".
وحيث أن الخدمة الجتماعية مهنة متجددة وتسعى دائما لتطوير أدائها ،فلقد
استفادت من التقنية المنهجية المتاحة في العلوم الخرى وخاصة علم النفس ،حيث بدأت
المهنة في منتصف السبعينيات الميلدية تقريبا في الغرب بتوظيف التصميمات التجريبية مع
الحالت الفردية وذلك بهدف التحقق من فاعلية الممارسة المهنية وبدن اللجوء لمجموعات
تجريبية أو ضابطة.
ويهدف هذا البحث لعرض هذه التقنية المنهجية الجديدة بطريقة نقدية وتحديد مدى
إمكانية الستفادة منها في الممارسة المهنية لخدمة الفرد.
وسيحاول الباحث من خلل عرضه لهذه التصميمات الجابة على التساؤلت التالية:
هل تساعد التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية على تقويم فاعلية الممارسة .1
المهنية في الخدمة الجتماعية بطريقة عملية؟
هل تخلو التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية من مشكلت منهجية؟ .2
هل تخلو التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية من مشكلت أخلقية بحثية؟ .3
هل يمكن الستفادة من التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية في الممارسة .4
2
المهنية لخدمة الفرد؟
وسيتبع الباحث المنهج الوصفي في تقديمه للتصميمات التجريبية مع الحالت
الفردية ،وسيعتمد في ذلك على مسح للمراجع والدبيات الخاصة بالموضوع.
تعرف التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية على أنها "تكرار جميع البيانات
والمعلومات عبر الوقت عن نسق مفرد سواء كان هذا النسق فردا أو عائلة أو مجموعة من
الشخاص أو منظمة أو حتى مجتمعا صغيرا" ( .) Bloom & Fischer, 1982:8
وتوفر التصميمات التجريبية مع الحالت الفرديـة طريقة علمية منظمة لجمع
وعرض وتحليل البيانات ،وتعتمد هذه التصميمات على التدخـل المهني المخطط له من
البداية إلى النهاية ،والذي يهدف إلى إحداث تغيير مقصود في مشكلـة أو سلوك العميل،
وتؤدي التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية وظيفة أساسية على صعيدي الممـارسة
والبحث في الخدمة الجتماعية ،فخصائص هذه التصميمات تجعلها قابلة للستخدام من قبل
الخصـائي الجتماعي الذي يقوم بممارسة الخدمة الجتماعية ،وكذلك من قبل الباحث (
.) Polster & Lynch, 1985:389
ولعل أهم ما يميز التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية عن غيرها من
تصميمات البحث التجريبية الحقيقية هو تكرار تطبيق المقياس repeated measuresخـلل
فترة زمنية معينة ،فالخصائي الجتماعي يقوم بتطبيـق المقياس المراد تطبيقـه على
مرحلتين متصلتين ،مرحلـة الخـط القـاعدي ومرحلـة التدخل المهني (Hayes,
.)1981:195; Nelson, 1981:31ويفضل أن يبدأ القياس في مرحلة مبكرة بقدر المستطاع،
كما يفضل استخدام أكثر من مقيـاس متى كان ذلك متاحا حتى تزداد مصداقية البحث،
وتلعب خبرة الخصائي الجتماعي دورا كبيرا في إمكانية تكوين تصور ملئم للمشكلة قبل
نهاية المقابلة الولى .وحين بدء القياس من المقابلة الولى فإنه مع نهاية الفترة الطبيعية
التي تستغرقها عملية التشخيص ،سوف يكون الخصائي قد حصل على خط قاعدي أو قياس
للمشكلة أو السلوك المراد تغييره أو تعديله ،وبصفة عامة فإن إجراء القياس في مرحلة
مبكرة يساعد الخصائي الجتماعي في التأكد من الفروض التشخيصية ،ومن ثم التوصل إلى
التشخيص النهائي (.)Hayes, 1981:195
ويمكن تصنيف التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية على أنها تصميمات بحث
شبه تجريبية quasi-exprimental designsوذلك بناء على المفاهيم والمحددات التي
وضعها كامبل واستانلي ( .) Campbell & Stanley, 1963حيث أستخدم في بناء هذه
3
التصميمات المنطق نفسه المستخدم في بناء تصميمات البحث التجريبية الحقيقية ،إل أنها
تفتقر إلى وجود المجموعة الضابطـة control groupوالتوزيع العشوائي randomization
لفراد العينة ( .)Rucdeschel & Farris, 1981:413فالتصميمات التجريبية مع الحالت
الفردية تعمل على إيضاح العلقات الوظيفية بين المتغير المستقل والمتغير التابع ،شأنها في
ذلك شأن تصميمات البحث التجريبية الحقيقية ،فل يختلف المنطق التجريبي الذي تستند عليه
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية وتصميمات البحث التجريبية الحقيقية ،إذ إن كل
منهما يشتمل على تحديد أثر التدخل المهني عن طريق مقارنة قيمة المتغير التابع في ظروف
تجريبية مختلفة ،ويتم ذلك في تصميمات البحث التجريبية بتعريض المجموعة الضابطة
والمجموعة التجريبية لظروف تجريبية متماثلة عدا المتغير المستقل والذي يتم حجبه عن
المجموعة الضابطة ،أما في التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية فيكون ذلك بتعريض
نسق العميل لظروف تجريبية مختلفة (مرحلة الخط القاعدي ومرحلة التدخل المهني) وعلى
نحو متتابع ،وتشترك التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية مع منهج دراسة الحالة
( Case study methodأحد مناهج طرق البحث الكيفية) في التركيز على دراسة الحالة بعمق
وعدم قابلية نتائجهما للتعميم لصغر حجم العينة المستخدمة ،وإن كانت التصميمات التجريبية
مع الحالت الفردية تتفوق على منهج دراسة الحالة في كونها تستخدم بغرض التقويم (تقويم
فاعلية التدخل المهني) .فالتصميمات التجريبية مع الحالت الفردية مبنية على المنطق
التجريبي ،أما منهج دراسة الحالة فل يقدم سوى وصف للمتغير التابع موضع الدراسة.
ومهما كانت درجة شمولية الوصف فإنه ل يقدم إيضاحا للضبط التجريبي .وبمعنى أخر،
يفتقر منهج دراسة الحـالة إلى الساس والمنطق التجريبي اللزم لعزو التغيير الذي حدث
في المتغير التـابع للتدخل المهـني المستخدم (المتغير المستقل ) ،وكذلك تشترك
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية في عملية تكرار القياس مع تصميمات السلسل
الزمنية ، time series desiqnsإذ يتم في تصميمات السلسل الزمنية تكرار قياس المتغير
التابع قبل وبعد التدخل المهني .ولما كانت تصميمات السلسل الزمنية ل تقدم فكرة عن مدى
فاعلية التدخل المهني أثناء حدوثه ،كان هناك حاجة لوجود تصميمات تساعد على معرفة ما
يحدث خلل مرحلة التدخل المهني ،ومن هنا كانت التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية
نقطة انطلق من تصميمات السلسل الزمنية ،إذ يتم في التصميمات التجريبية مع الحالت
الفردية تكرار قياس المتغير التابع قبل التدخل المهني وفي أثنائه وأحيانا بعده (تبعا لنوع
التصميــــم المستخدم) (الدامغ.)1996 ،
وتشترك تصميمات البحث التجريبية الحقيقية مع تصميمات السلسل الزمنية في
خاصية عدم إمكانية إحداث تغيير أو تعديل في التدخل المهني حتى يتم النتهاء منه تماما،
4
أما التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية فتمكن الممارس المهني من إحداث تغيير أو
تعديل في التدخل المهني ،أو حتى إيقافه واستبداله بآخر متى ثبت عدم فعاليته (الدامغ،
.)1996
5
وبناء المقياس ليس بالعملية السهلة في أي حـال من الحـوال ،بل يجرى عن
طريق خطـوات معقـدة وحسـاسـة ل يتسع المجـال لذكرهـا في هذا البحث ،إل أنه
يجب التنبيـه عند بنـاء المقيـاس إلى أنه يتميز بالصـدق والثبات إلى درجة مطمئنة (
.)Tawney & Gast, 1984:88-89
6
بحث أخرى ،وثانيهما :أنه بدون التعريف الواضح الدقيق للتدخـل المهني لن يكون
باستطاعة الممارس المهني تقديم نتيجة جازمة لمدى فاعلية تدخله المهني (& Polster
.)Lynch, 1985:387
7
يتم تحليل البيانات في التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية بالنظر المباشر
لنتائج القياس التي تم تمثيلها بيانيا ( .)Bloom, Fischer & Orme, 1995ويأخذ تحليل
البيـانات شكلين رئيسين ،أولهما :خلل فترة التدخل المهني نفسها ،فخلفا لتصميمات
البحث التجريبية الحقيقية والتي يضطر معها الباحث أو الممارس إلى النتهاء من تدخله
المهني حتى يستطيع أن يقوم مدى فعاليته مع العميل ،تمكن التصميمات التجريبية مع
الحالت الفردية الممارس أو الباحث من متابعة التدخل المهني وتقويمه في الحال .أما الشكل
الثاني فيتم بعد انتهاء عملية التدخل المهني ،حيث يتم التعرف على مدى التحسن العام على
حالة العميل وتحديد مدى استفادته أو عدمها من التدخل المهني المستخدم معه.
وكما هو ملحظ ،فإن الخطوات والمراحل آنفة الذكر متسقة تماما مع عمليات خدمة
الفرد (الدراسة والتشخيص والعلج) ،حيث ل يتم تقديم التدخل المهني في التصميمات
التجريبية مع الحالت الفردية إل بعد دراسة المشكلة وتحديدها وتحديد التدخل المهني
وتقنياته وأهدافه.
8
التدخل المهني يمكن أن يعزى للتدخل المهني نفسه ،وهذا التصميم من أكثر التصميمات
شيـوعا واستخداما لكونه يتناسب مع معظم أنواع التدخل المهني التي يستخدمها
الخصائيون الجتماعيون .وينتقد هذا التصميم لكونه ل يعطي الممارس المهني فكرة عن
وضع العميل بعد مرحلة التدخل المهني وإنهاء العملية العلجية ،فمن الممكن أن تعزى
النتائج الملحظة على مشكلة /سلوك العميل خلل فترة التدخل المهني إلى عوامل أو
مؤثرات أخرى .ومن هذا المنطلق فإن استخدام هذا التصميم ل يمّكن الخصائي الجتماعي
من الوصول إلى نتيجة قاطعة بشأن تدخله المهني .بمعنى أن تدخله المهني هو المؤثر
الوحيد الذي أثر في سلوك العميل أو مشكلته.
المقابلت مع العميل
التصميم الثاني :تصميم (أ-ب-أ) : A-B-A Design
يحوي تصميم (أ-ب-أ) مرحلة الخط القاعدي ،ومرحلة التدخل المهني ومرحلة
العودة إلى الخط القاعدي (انظر شكل رقم ،)2والهدف من هذا التصميم هو التأكد أن التغيير
الملحظ في فترة التدخـل المهني ناجم عن التدخل المهني نفسه وليس لي سبب آخر،
ويقوم الخصائي الجتماعي الذي يستخدم هذا التصميم بمقارنة مرحلة التدخل المهني
بمرحلة الخط القاعدي .وجدير بالذكر أن هذا التصميم ل يتناسب مع جميع المشاكل التي
يتعامل معها الخصائي الجتماعي ،ول جميع أنواع التدخل المهني المتاحة للخصائي
الجتماعي ،فقد يعاني العميل من قصور في معرفة أمر ما ،وتأخذ طبيعة التدخل المهني
عملية تبصير العميل وتثقيفه ،وعندما يقوم الخصائي الجتماعي بتبصير العميل وتثقيفه
9
فإنه ل يستطيع سحب أو حجب ما قدمه للعميل مرة أخرى ،ومن ثمّ فإن فترة العودة إلى
الخط القاعـدي تكون في الواقع امتدادا لفترة التدخل المهني ( .)Thomas, 1978:21وقد
يكون أنسب أنواع التدخل المهني مع تصميم (أ-ب-أ) هو اتجاه تعديل السلوك حيث يعتمد
على (مثير -استجابة) ،بحيث يكون التدخـل المهني هو المثير والتغيير المُلحظ في سلوك
العميل هو الستجابة ،وهنا بإمكان الخصائي الجتماعي حجب المثير عن العميل ليتأكد ما
إذا كانت استجابة العميل مرتبطة بالتدخل المهني فقط وليس لها علقة بعوامل أخرى.
ومن النتقادات التي وجهت إلى هذا التصميم أنه يبدأ بمرحلة الخط القاعدي ،ومن ثم
مرحلة التدخل المهني ،وينتهي بعودة إلى مرحلة الخط القاعدي ،وهذا يعني بطريقة أو
بأخرى العودة بالعميل من حيث بدأ ،أو الوضع الذي كان عليه قبل مرحلة التدخل المهني،
وعلى الرغم من أن هذا النتقاد منطقي من الناحية النظرية ،فإنه غير متماسك من الناحية
العملية ،حيث إن جميع أنواع التدخل المهني تنتهي في وقت من الوقات ،لذا فإن هذا
التصميم ل يختلف عن تصميم (أ-ب) إل في كونه يخضع العميل لفترة متابعة بعد التدخل
المهني وقبل إنهاء العملية العلجية برمتها.
شكل رقم ( ) 2
تصميم (أ-ب-أ)
مرحلة الخط القاعدي مرحلة التدخل المهني مرحلة العودة للخط القاعدي
10 أ ب أ
9
8
7
6
5
4
3
2
1
المقابلت مع العميل
التصميم الثالث :تصميم (أ-ب-أ-ب) : A-B-A-B Design
يحوي هذا التصميم أربع مراحل مختلفة ،وهي مرحله الخط القاعدي ،ومرحلة التدخل
المهني الول ،ومن ثم مرحلـة العودة إلى الخط القاعدي ،ويحدث فيها إيقاف التدخل
المهني .وأخيرا مرحلة إعادة التدخل المهني (انظر شكل رقم ،)3وهذا التصميم يعتبر من
أقوى التصميمـات التجريبية مع الحـالت الفردية فهو يمكن الخصائي الجتماعي من
الحكـم -إلى حد كبير -على مدى فاعلية تدخله المهني ،فباستطاعة الخصائي الجتماعي
10
أن يتأكد لدرجة كبيرة أن تدخله المهني فعال مع العميل ،إذا لحظ أنه في كل مرحلة يقدم
فيها التدخل المهني يحصـل على نتائج إيجابية ،وفي كل مرحلة ل يكون فيها التدخل المهني
مقدما ،تختفي النتائج اليجابية .وكما هو ملحظ فإن هذا التصميم يعد امتدادا لتصميم (أ-
ب-أ) ،إذ يزيد عليه بمرحلة إعادة التدخل المهني التي ينتهي فيها تصميم (أ-ب-أ) ،وهذا
التصميم ينهي العملية العلجية بمرحلة تدخل مهني ،وهو بذلك يتحاشى النقد الساسي
الموجه لتصميم (أ-ب-أ).
مرحلة الخط القاعدي مرحلة التدخل المهني مرحلة إعادة التدخل المهني مرحلة العودة للخط القاعدي
10 أ ب أ ب
9
8
7
6
5
4
3
2
1
المقابلت مع العميل
11
المهني لفتقاده لمرحلة الخط القاعدي ،والتي عن طريقها يستطيع الممارس المهني تقويم
مشكلة سلوك العميل قبل إجراء التدخل المهني.
المقابلت مع العميــل
12
الجتماعي هذا التصميم ليفصل بين مرحلة التدخل المهني الول وبين التدخل المهني الثاني
(المهـارات اللزمة للحفاظ على النتائج اليجابية) ،وذلك ليستطيع تحديد مدى محافظة
العميل على نتائج التدخل المهني الول.
إل أن هذا التصميم ل يخلو من جوانب نقص ،فاستخدام أكثر من تدخل مهني يجعل
من الصعب على الخصائي الجتماعي الوصول إلى نتيجة حتمية بشأن التدخل المهني
الثاني ،فبمقدور الخصائي الجتماعي ملحظة الفرق بين مرحلة الخط القاعدي ومرحلة
التدخـل المهني الول ليحدد أثر التدخـل المهني الول على مشكلة سلوك العميل ،ولكن
ليس بمقدوره تحديد أثر التدخـل المهني الثاني على مشكلة سلوك العميل ،وذلك لكون
التدخل المهني الول قد حدث بالفعل ،ومن ثم فإن الثر الملحظ في فترة التدخل المهني
الثاني قد يكون متأثرا بالتدخل المهني الول ،إل أنه في حالة ملحظة أثر ثابت في مرحلة
التدخل المهني الول بغض النظر عما إذا كان هذا الثر سلبيا أو إيجابيا ،فإن باستطاعة
الخصائي الجتمـاعي أن يحصل على دليل على أثر التدخل المهني الثاني على مشكلة
سلوك العميل.
المقابلت مع العميل
يمثل هذا التصميم طريقة مختلفة لتنفيذ تصميم (أ-ب) آنف الذكـر ،ويختلف عنه
من حيث أنه يمكن أن يستخدم مع حالت مختلفة في نفس الوقت مع ضرورة استخدام فترات
زمنية متفاوتة للخط القاعدي بما يسمح بعمل مقارنات منطقية بين الحالت المختلفة (أنظر
شكل رقم .)6فكما ذكرنا سابقا ،فإن أحد عيوب تصميم (أ-ب) الساسية أنه ل يوفر
13
ضمانات أن التحسن الملحظ في مرحلة التدخل المهني يعود فقط للتدخل المهني المستخدم،
وليس لحتمالت أخرى خارج عملية التدخل المهني ومستقلة عنها .لذا فإنه عندما يستخدم
نفس التصميم ونفس التدخـل المهني مع حالت متشابهة ولكن تختلف في طول وقصر فترة
الخط القاعدي ،فإن ذلك كفيلً -إلى حد كبير -بتقليل النقد الموجه ضد تصميم (أ-ب) ،إذ
يمكن الحكم بدرجة كبيرة من الثقة على مدى فاعلية التدخل المهني ،حيث تقوم كل حالة
مستقلة مقام العينة الضابطة للخرى ،بدون اللجوء عمليـا إلى استخـدام عينـة ضابطة،
حيث لم يتم حرمان أي فرد من التدخل المهني .لذا فإن ميزة هذا التصميم الساسية أنه يمكن
من الحكـم على مدى فاعلية التدخل المهني المستخدم بدون اللجوء إلى إيقاف التدخل
المهني (.)Kucera & Axelrod, 1995: 62
المقابلت مع العميل
المقابلت مع العميل
14
مزايا التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية
- 2قابليتها للتعديل:
إن طبيعة التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية تتطلب جمع البيانات بصفة
دورية ( يومية ،نصف أسبوعية ،أسبوعية . .إلخ ،.حسب طبيعة المشكلة والظروف
المحيطة بها) ،لذا فإن هذه السمة للتصميمـات التجريبية مع الحالت الفردية تجعل من
السهل على الخصـائي الجتماعي أن يلحظ ما إذا كانت الخطة العلجية المستخدمة مع
العميل تأتي بنتائج إيجابية أو سلبية ،وفي حالة ملحظة النتائج السلبية ،ما على الخصائي
الجتماعي إل عدم الستمرار في الخطة العلجيـة ليمنـع تدهور الحالة ،كما أن باستطاعته
استبدال الخطة العلجية بأخرى ملئمة ،أما في حـالة استخـدام تصميمـات البحث
التقليدية ،فإن على الخصائي الجتماعي النتظار حتى نهايـة الخطـة العلجية المرسومة
تماما ثم جمع البيانات مرة أخرى للتأكد من نتيجة التدخل المهني سلبيـة كانت أو إيجابية (
.)Cross, 1984:276; Fischer, 1981:201;Polster & Lynch, 1985:382
15
جرت العادة على أل يقوم الممارسون المهنيون من الخصائيين الجتماعيين بإجراء
البحوث ،حيث إن ذلك ليس من طبيعة عملهم ،ويترك ذلك للباحثين من أساتذة الجامعات
وطلب الدراسات العليا ،هذا المر جعل معظم الدراسات التي تجرى تخدم أهداف الباحثين
أنفسهم ،ول تمت بصلة في معظم الحيان للممارسين أو للعملء ،أما في حالة استخدام
التصميمـات التجريبية مع الحالت الفردية فإن البحث يهدف إلى تقويم التدخل المهني كما
قد يهدف إلى التأكد من فاعلية تدخل مهني جديد ،وكل الهدفين يخدم الممارس المهني
والعميل في الوقت نفسه.
16
للتصميمات التجريبية مع الحالت الفردية تجعل الخصائي الجتماعي غنيا عن استخدام عينة
ضابطة للتأكد من نتيجة تدخله المهني خاصة وأن العينة الضابطة ل تتوافر دائما في حقل
الخدمة الجتماعية ،كما أن هذه الخاصية تجعل الخصائي الجتماعي يتحاشى (كما سنتناول
ذلك بالتفصيل لحقا) المشكلة الخلقية البحثية ،والتي تنتج عن استخدام عينة ضابطة ل
يقدم لها تدخل مهني.
العينة في التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية هي عبارة عن نسق العميل،
سواء كان ذلك النسق فردا واحدا أو أسرة أو مجموعة من الفراد تشكل فيما بينها نسقا،
وهذه الخاصية الموجودة في التصميمات التجريبية مع الحـالت الفردية تمثل تغيرا جذريا
في مفاهيم البحث السائدة في المنهج الكمي ،فقبل ظهور التصميمات التجريبية مع الحالت
الفردية كان المنهج الكيفي يتفوق على المنهج الكمي من حيث قدرته على دراسة حالة
واحدة فقط ،وهو ما يسمى بمنهج دراسة الحالة ،أما بعد ظهور هذه التصميمـات فمن
الممكن دراسة حالة واحدة فقط باستخدام المنهج الكمي ،وهنا يراعى أنه في حالة استخدام
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية مع مجموعة من الفراد أو جماعة ،يقوم
الخصائي بحساب الوسط الحسابي لستجابات الفراد على المقياس ليحصل على استجابة
الجماعة (.) Polster & Lynch, 1985:383
17
-7إيجاد الممارس-الباحث:
يمكن للمتتبع لدبيات الخدمة الجتماعية أن يلحظ بيسر أن الكتابات تشير إلى وجود
فجوة بين الممارسين المهنيين للخدمة الجتماعية والباحثين في تخصص الخدمة الجتماعية
(الدامغ :1996 ،البريثنBloom & Fischer, 1982: Bloom, Fisher & Orme, :1998 ،
.)1995: Cowger & Kagle, 1980: Fischer, 1981: Grinnell & Williams, 1990وأسباب
هذه الفجوة كثيرة ،حيث أشـار البعض أن الممارسين المهنيين من الخصائيين الجتماعيين
ليسوا معدين أساسا لربط البحث بالممـارسة (Casselman, 1972; Kirk, 1979; Kirk,
،)Osmalov & Fischer, 1976وأشار آخرون أن الخصـائيين الجتماعيين الممارسين قلما
يرجعون إلى أدبيـات الخدمة الجتماعية للطلع ولمعرفة الجديد في الحقل (& Penka
.)Kirk, 1991: 513وأرجع آخرون أسباب الفجوة إلى أن البحاث والدراسات الميدانية في
الخدمة الجتماعية ل تقدم للممارس المهني طريقة تطبيق واضحة تمكنه من توظيفها أثناء
الممارسة المهنية ( ،)Cowger & Kagle, 1980أو إلى أن ممارسي الخدمة الجتماعية ل
يستوعبون ول يطبقون نتائج البحاث خلل الممارسة المهنية للخدمة الجتماعية (O’Hare,
.)1991: 220
وبغض النظر عن أسباب الفجوة القائمة بين الممارسين والباحثين ،فإن التصميمات
التجريبية مع الحالت الفردية تمكن من تجسير الفجوة بين الممارسين والباحثين ووجود
الممارس-الباحث .فهذه التصميمات وخطواتها تتطلب إتباع إجراءات منهجية وبالتالي
تتطلب معرفة منهجية ،وهي في الوقت نفسه ل يمكن تنفيذها إل عن طريق أخصائي
اجتماعي ممارس للخدمة الجتماعية ،لذا فإن استخدامها كفيل بإيجاد الممارس-الباحث،
وهو ما أشار إليه الكثيرون (الدامغBloom & Fischer, 1982: Bloom, Fischer :1996 ،
.)& Orme, 1995: Fischer, 1981
18
بما أن التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية تطبق غالبا على أعداد قليلة من
الفراد ،فإن النتائـج المتوصل إليها باستخـدام هذه التصميمـات ل يمكن تعميمهـا
بالدرجة نفسها التي تعمم بها نتائج الدراسات التي تستخدم أعدادا أكثر من الفراد ،فحتى
يمكـن تعميــم نتائــج الدراسـات التي جرى استخدام التصميمات التجريبية مع
الحـالت الفرديـة فيهـا يجب إعــادة إجرائهـا مع عملء آخريـن ،وعن طريق
ممارسـين مهنيين آخريـن ،وفي مؤسســات أخـرى حتى يكـون لهـا مصداقيـة أكثر
(Thomes, 1983: 605; Levy, 1983: 584; Fischer, 1981: 202; Grinnell & Williams,
.)1990:254
19
وكثرة العملء والمستفيدين من الخدمات الجتماعية ،ومن هذا المنطلق فإن استخدام
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية قد يكون أمرا غير عملي.
إل أن مثل هذا المر يطرح سؤالً غاية في الهمية ،وهو "هل تهدف الخدمة
الجتماعية إلى تقديم خدمات كمية أم كيفية؟" فإذا كانت الجابة عن السؤال أن الخدمة
الجتماعية تهدف إلى تقديم خدمات كمية أي خدمة أكبر عدد ممكن من العملء بغض النظر
عن نوعية الخدمة وفعاليتها ،فإن ذلك سوف يؤدي إلى تقديم خدمات اجتماعية دون
المستوى المطلوب لعملء الخدمة الجتماعية ،أما إذا كانت الجابة أن الهدف هو تقديم
خدمات كيفية تهتم بنوعية الخدمة وفعاليتها ،فإن ذلك لن يأتي بدون صرف الوقت والجهد،
وزيادة عدد الخصائيين الجتماعيين في المؤسسات الجتماعية.
20
كما أن العتقاد بأن التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية ل تمكن الخصائي من
التعامل إل مع المشكلت التي يمكن ملحظتها فقط ،أو ل تمكنه من التعامل مع العمليات
العقلية والحاسيس مثل الخـوف والقلق ،قد تعرض للنتقاد ،فلقد ثبت أن مثل هذه
العمليات العقلية والحاسيس يمكن ملحظتها عن طريق سلوك ظاهر يدل عليها (مثل فرقعة
الصابع وعض الشفتين دليلً على القلق) (.) Polster & Lynch, 1985:383
تعليق
ل تزال التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية تشغل بال الكثيرين في حقل الخدمة
الجتماعية ،فهي كانت ول تزال تحظى بكتابات وافرة في المراجع العلمية ،كما أن تطبيقها
واستخدامها في مجالت ممارسة الخدمة الجتماعية في ازدياد مستمر ،والمهتمون بهذه
التصميمات ينقسمون إلى فئتين :الفئة الولى مؤيدة تماما لها ،وترى أنها تمثل المل
بالنسبة للخدمة الجتماعية ،وأن وصول الخدمة الجتماعية إلى ممارسة فعالة مثبتة ميدانيا
سوف ل يتم إل عن طريق التطبيق المستمر لتصميمات التجريبية مع الحالت الفردية،
والفئة الثانية معارضة لهذه التصميمات وترى أنها سوف تقود المهنة إلى التدهور عبر
الوقت ،وذلك لنها تمثل لهم عملية انسياق ل مسوغ له خلف الجراءات التي لن تقدم ولن
تؤخر في مدى فاعلية الخدمة الجتماعية مع عملئها (.)Gordon, 1983: 182
ويبدو أن كلتا الفئتين مبالغة في حكمها ،فالتصميمات التجريبية مع الحالت الفردية
ل تمثل ثورة علمية في الخدمة الجتماعية كما ذهب إليه فيشر ( ،)Fischer, 1981:200كما
أنها ليست دعوة لتقويض المهنـة أو انسياقا ل مسوغ له خلف الجراءات ،فهي كما
وضحنا سـابقا فيها العديد من جوانب القوة ،وكذلك العديد من جوانب الضعف والقصور،
كما أن استخدامها يتلءم مع فئة من عملء الخدمة الجتماعية ونوعية من المشكلت التي
تتعامل معها المهنة ،وقد ل يتلءم مع فئة أخرى من العملء أو مع نوعية أخرى من
المشكلت.
وعلى الرغم من أن الخصائيين الجتماعيين دائما مطالبون باستخدام نماذج ممارسة
فعالة وذات مصداقية عالية ومثبتة ميدانيه عن طريق الممارسة الفعلية لها ،فإن مثل هذه
النماذج لم توجد بعد في الخدمة الجتماعية ،وذلك يعود إلى العديد من السباب التي لها
علقة وثيقة بطبيعة المهنة ذاتها ،فالحدود التي تمارس من خللها المهنة ليست معروفة،
فهي تمارس تقريبا في كل مجال يحتاج فيه النسان إلى مساعدة اجتماعية أو نفسية (
.)Trader, 1977:10يضاف إلى ذلك أنه ل يوجد في الخدمة الجتماعية إطار نظري موحد
ينطلق منه جميع المنتمين إلى المهنة ( .)Trader, 1977:10فهناك العديد من الطر النظرية
21
التي تستند إليها مهنة الخدمة الجتماعية ،والتي أتت إليها من العديد من التخصصـات
وثيقة الصلة بها ،وعلى الخص علمي النفس والجتماع ،وهذه الطر النظرية ليست
بالضرورة متناسقة فيما بينها ،مما يجعل ممارسة المهنة عرضة للعديد من التجاهات ،وذلك
تبعا لما يؤمن به الممارس المهني من تلك الطر النظريـة ،لذا فإن التصميمات التجريبية
مع الحالت الفردية ل تساعد على زيادة فاعلية الممارسة ،إذ تبقى فاعلية الممـارسة
مرتبطة بنوع التدخل المهني المستخدم ،ويقتصر دور التصميمات التجريبية مع الحالت
الفردية في هذا السياق على التأكد من فاعلية الممارسة.
والتصميمات التجريبية مع الحالت الفردية ملئمة تماما لمفهوم الممارس -الباحث
في الخدمة الجتماعية ،وذلك لن استخدامها يتطلب القيام بإجراءات بحثية بالضافة إلى
خطوات التدخل المهني ( ،)Howe,1974:3وخلفا لتصميمات البحث التجريبية الحقيقية،
والتي تقوم التدخل المهني بعد انتهائه ،فإن التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية توفر
تغذية عكسية مستمرة للتدخل المهني مما يجعل قياس أثر التدخل المهني على المشكلة أو
السلوك المراد تعديله أو تغييره ممكنا ،وبالتالي من الممكن تغيير التدخل المهني ،أو إجراء
تحسينات فيه قبل النتهاء منه تمـاما (.)Polster & Lynch, 1985:381
وتلئم التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية طبيعة الخدمة الجتماعية ،حيث
إنها تمكن الخصائي الجتماعي من التعامل مع كل حالة على حدة حسب طبيعة المشكلة التي
يعاني منها العميل مما يؤدي إلى عدم إهدار للفروق الفردية بين العملء ،وبالضافة إلى ذلك
فإن استخدام هذه التصميمات سوف يقلل من البحوث التي تجرى عن طريق الباحثين الذين
يزورون المؤسسات لجراء بحوثهم حيث يضايق الباحث -الزائر عملء الخدمة
الجتماعية ،ويولد عندهم الحساس بأنهم أصبحوا حقل تجارب للباحثين ،كما يعطيهم
الحساس بأن سرية مشكلتهم مهددة مما يؤدي بالتالي إلى عدم تعاونهم بالشكل المطلوب
مع الباحثين .وربما يكون ذلك الشعور أقوى لدى أفراد الدول النامية ،وذلك لنهم ربما ل
يقدرون الهدف من البحاث وقيمتها مقارنه بأفراد الدول المتقدمة ،لذا فإن استخدام
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية في الدول النامية قد يكون أعظم فائدة منه في
الدول المتقدمة ،حيث من المتوقع أن يتعاون العميل مع الممارس-الباحث وتكون إجابته أكثر
صدقا وثباتا .وفي الدول النامية ل تعطى البحاث القيمة نفسها المعطاة لها في الدول
المتقدمة ،وبالتالي فإن حجم الدعم المخصص لجراء البحاث أقل بكثير من ذلك الموجود في
الدول المتقدمة .ومن هذا المنطلق فإن استخدام التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية
سوف يمكن المؤسسات الجتماعية من إجراء أبحاث تقويمية لدائها وبصفة دائمة كما
22
سوف يمكنها من أن تصبح أكثر فاعلية مع عملئها بدون اللجوء إلى إجراء البحاث
المكلفة.
وهناك العديد من العلماء في الخدمة الجتماعية ممن يؤكدون أن مقومات الممارسة
"الكلينيكية" (خدمة الفرد) في الخدمـة الجتماعية تتفق تماما مع مقومات وخصائص
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية ،لذا يؤكدون ضرورة استخدامها وجعلها جزءا من
ممارسة الخدمة الجتماعية "الكلينيكية" حتى تكون أكثر فاعلية مع العملء (& Bloom
.)Fischer, 1982:7; Blythe &Briar, 1985:487;Campbell, 1990:13ومع ذلك فإن
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية -على حد علمنا -ليس لها ذكر في المراجع
العربية -إل ما ندر ،-كما أنها ل تدرس لطلب الخدمة الجتماعية في الوطن العربي ضمن
طرق البحث أو ضمن طرق التدخل المهني ،وحتى أكون عادل فإن التصميمـات التجريبية
مع الحالت الفردية لم تعط ما تستحقه من اهتمـام حتى في الغرب ،وذلك لعدة أسباب ،كما
ذهب إليه هيز ( ،)Hayes, 1981:194وهي ما يلي:
أول :إنه لم يتم التفكير فيها جيدا ،فالتصميمات التجريبية مع الحالت الفردية تدرس في
معاهد التدريب المتخصصة والجامعات من قبل غير المتخصصين ،والذين تنقصهم الخبرة في
ممارسة الخدمة الجتماعية وطبيعتها ،والذين يميلون إلى مناهج البحث التقليدية.
ثانيا :الطريقة التي تدرس بها التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية ،وكذلك الكتابات
عنها لم تكن أساسا موجهة إلى الممارس المهني ،وإنما هي لثبات أنها علميا تضاهي
تصميمات البحث التجريبية الحقيقية التي تعتمد على المقارنة بين المجموعات التجريبية
والضابطة ،مما يجعل العيوب التي تعاني منها التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية
يبالغ في تكبير حجمها ،وبالتالي ترفض من قبل الممارس المهني الذي ل يستطيع التفريق
بين المتطلبات الضرورية للممارسة المهنية للخدمة الجتماعية وبين العيوب المنهجية
البسيطة ،والتي تكون في الغالب نسبية مقارنة بتصميمات البحث التجريبية الحقيقية التي
تعتمد على المقارنة بين المجموعات التجريبية والضابطة.
ثالثا :بما أن التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية طورت أساسا عن طريق
السلوكيين فإنها في الغالب تكون مرتبطة بالمدرسة السلوكية مما يجعلها تقابل بالرفض من
قبل الممارسين المهنيين لهذا السبب ،وهذا ما يدعو للسف حقا ،حيث إن المنهج ل يتبع ول
يخضع لي نظرية أو اتجاه نظري على الطـلق ،فمن الممكن استخدام التصميمات
التجريبية مع الحالت الفردية للتحقق من أسئلة بحثية ليس لها علقة بالمدرسة السلوكية.
رابعا :عدم قدرة الممارسين المهنيين من الخصائيين الجتماعيين على التمييز بين
التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية وبين المنهج التجريبية الحقيقية القائم على
23
المقارنة بين الجماعتين .فالخير فقط يرمز للبحث أما التصميمات التجريبية مع الحالت
الفردية فل ينظر إليها على أنها طريقة بحث حقيقية.
خامسا :إن البحوث التي تعتمد على التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية منهجا
لها تشق طريقها بصعوبة بالغة إلى الدوريات وأوعية النشر العلمية ،وذلك بسبب جهل
المحكمين في تلك الدوريات بطبيعة الممارسة المهنية للخدمة الجتماعية ومتطلباتها
الحقيقية.
سادسا :إن معظم المؤسسات الجتماعية متحفظة تجاه الدراسات العلمية وبخاصة تلك
التي تأخذ طابع التقويـم ،وكون التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية تهدف أساسا إلى
تقويم التدخـل المهني ومدى فعاليته مع العميل المستفيد من الخدمات الجتماعية فإنها
ليست محل ترحيب من قبل المؤسسات الجتماعيـة .وعلى الرغم من أن آراء هيز (Hayes,
)1981:194تمثل قي نظري الواقع في الغرب بصورة عامة ،فإنها ل تخلو من بعض
المغالطات ،فعلى سبيل المثال وجد براير وبليث ( )Briar & Blythe, 1985:484أن
المؤسسات الجتماعية ترحب بالتصميمات التجريبية مع الحالت الفردية ،وكل ما من شأنه
أن يقوم تدخلها المهني والخدمات التي تقدمها للعملء ما دام أن الهدف هو تحسين الداء
وزيادة الفاعلية.
وفي رأينا ،فإن التصميمات التجريبية مع الحالت الفردية توفر للخصائيين
الجتماعيين بالفعل منهجية تتناسب مع طبيعة مهنة الخدمة الجتماعية لتقويم تدخلتهم
المهنية وتخلو من مشكلت منهجية أو أخلقية بحثية أو مهنية ،مما يجعل الستفادة منها في
الممارسة المهنية لخدمة الفرد ليست ممكنة فحسب ،بل مطلوبة.
المصادر العربية
24
المصادر الجنبية
Barth, R.P.
1981 Education for Practice-Research: Toward a Reorientation Journal
of Education for Social Work 17 (January):19-25
Briar, S.
1979 Foreword PP Ix - xi in S. Jayaratne & R. Levy Empirical Clinical
Practice. New York: Columbia University Press.
Campbell, J.A,
1990 Ability of Practitioners to Estimate Client Acceptance of Single-
Subject Evaluation Prcedures Social Work 35 (January):9-14.
25
Casselman, B.
1972 "On the Practitioners' Orientation Toward Research" Smith
College Studies in Social Work 42 (March) 211 - 233.
Cross, D.G.
1984 Single-Case Desigin: The Neglected Alternative for the Evalation
of Family Therapy Australion Journal of Family Therapy 5
(April): 175 279.
Dean, R.G. & Reinherz, H.
1986 Psychodynamic Practice and Single System Design: The odd
Couple Journal of Social Work Education 22 (Febuary): 71-81.
Denzin, N.K.
1989 The Research Act. Englewood Cliffs, NJ: Prentice Hall.
Fischer
1981 The Social Work Revolution Social Work 26 (may): 199-207
Gordon, W.E.
1983 Social Work Revolution or Evolution?” Social Work 28 (May-
June) : 181-185.
Hayes, S.C.
1981 Single Case Experimental Design And Empirical Clinical Practice
Journal of Consulting and Clinical Psychology 49 (February) 193-
211.
Howe, H.
1974 Casework Self-Evaluation: A Single Subject Approach Social
Service Review 48 (January): 1-23.
Kirk, S.
1979 Understanding Research Utilization in Social Work”. In A. Rubin
& A. Rosenblatt (Eds.). Sourcebook on Research Utilization (pp. 3-
15). New York: Council of Social Work Education.
26
1976 "Social Workers Involvement in Research" Social Work Research
21 (February) 121 - 124.
Levy, R. I.
1987 Single subject Research Designs Encyclopedia of Social Work
Vol.2 (18th Edition) 588 - 593.
Nelson, J. C.
1981 Issues in Single-subject Research for Nonbehaviorisists” Social
Work Research & Abstracts 17 (February):31 - 37.
Nelson, J. C.
1984 Intermediate Treatment Goals as Variables in Single-Case
Research Social Work Research and Abstracts 20 (march): 3-10.
Nelson, J. C.
1985 Verifying the Independent Variable In Single-Subject Research
Social Work Research and Abstracts 21 (February): 3-8.
O’Hare, T.
1991 “Integrating Research & Practice: A framework for
Implementation”. Social Work. 36 (3). May. 220-223.
27
Thomas, E.J.
1978 Research and Service in Single- case Experimentation: Conflicts
and Choices Social Work Research and Abstracts 14 (April): 20 -
31.
Thomas, E. J.
1983 Problems and Issues in Single-Case Experimentation: pp 603 - 622
in A. Rosenblatt & D. Waldrogel (Eds.) Handbook Of Clinical
Social Work. San Francisco: Jossey-Bass.
Trader, H.P.
1977 Survival Strategies for Oppressed Minorities Social Work 22
(April): 10 -13.
Tripodi, T.
1994 A primer on Single-Subject Design for Clinical Social Workers.
Washington, DC: NASW Press.
28