Professional Documents
Culture Documents
الفصل السادس
نظرية الزمة والتدخل في الزمات
Crisis Intervention Crisis Theory
مقدمة:
الحالت تنقطع بعد المقابلة الخامسة مما دفع إلى البحث عن نماذج علجية
أخرى أكثر نجاحا وهو ما دفع الكثيرين من رواد خدمة الفرد إلى تبنى
نموذج التدخل في الزمات الذي أصبح يلقي الن استحسانا ورواجا
وانتشارا كبيرا في مجالت متعددة منها المجال النفسي والمجال السري
ومجال الحداث الجانحين.
مفهوم الزمة
تمثل الزمة نمطا معينا من المشكلت أو المواقف التي يتعرض لها
فرد أو أسرة أو جماعة والزمة لها كل خصائص المشكلة ولكن يجب أن
نشير إلى أنه ل يصح أن نطلق تلك التسمية على كل مشكلة فكل أزمة تعد
مشكلة ولكن ليست كل مشكلة أزمة حيث يقتصر إطلق تلك التسمية على
تلك النوعية من المشكلت التي يشعر النسان حيالها بالضغط والنفعال
الشديد ويشعر أنها تشكل تهديدا لحياته أول منه.
ولقد تعددت مفاهيم الزمة طبقا لتعدد وجهات نظر العلماء الذين
تناولوها-:
-تعريف "هاوارد باراد "H. Parad
"الزمة هي التأثير الذي يتحدى قوة وإرادة الفرد مما يجعله أو يضطره
إلى تغيير سلوكه ليعيد التكيف مع نفسه أو مع البيئة المحيطة أو مع الثنين".
وينظر "باراد" للزمة في التعريف السابق من حيث تأثيرها على
النسان المأزوم من ناحية والبيئة من ناحية أخرى ويمكن أن يؤخذ على هذا
المفهوم تركيزه على الجانب الفردي للزمة.
أما "رابورت "Rapportفإن الزمة من وجهة نظرها أنها "موقف
مشكل يتطلب رد فعل من الفرد لستعادة قدرته على التوازن" فالزمة ما هي
إل موقف مشكل – من نوع خاص – يتعامل معه الخصائي الجتماعي
وغالبا ما تصاحب هذه الزمات بمحاولت من الفرد أو السرة أو المجتمع
من أجل التغلب عليها فعندما تعجز قدرات الفرد عن مواجهة هذه الزمة
يتقدم لمن يساعده في علجها.
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 130
مع الفراد والسر
ويؤخذ على هذا المفهوم عدم وضوح الفرق بين الزمة والمشكلة
لن هناك تباين بينهما وكذلك خصائص تتسم بها كل منهما بالرغم من
التقائهما في صفات مشتركة مثل تعامل الخصائي الجتماعي مع كل منهما
والمحاولت التي تبذل من جانب المتأثر منها سواء الفراد أو السر أو
عجز قدرات الفرد أو السرة عن المواجهة وكذلك اللجوء إلى من يملك
المساعدة على المواجهة ،فالزمة إذن هي مشكلة من نوع خاص لكن ما
هو هذا النوع الخاص وما هي خصائصه وهذا لم يتضح لنا من المفهوم
السابق لـ "رابورت".
أما "كابلن" فينظر للزمة على أنها" :فترة انتقالية أو نقطة تحولية
في حياة الفرد يحاول أن يكون فيها سيد للموقف ومن خللها يتحقق للفرد
نمو الشخصية واكتساب خبرات عديدة يتم اكتسابها من خلل عملية المعاناة
والمواجهة لمعوق غير مألوف في مسار حياة الفرد أو الجماعة والقضية في
الزمة هي أن الخبرات الماضية والموارد المألوفة ل يتم الستفادة منها وذلك
نظرا لنها موقف إنما في حال غير مألوف ولم يتكرر قبل ذلك وبالتالي
خبرات مواجهته غير متوافرة".
ويضيف "السكري" فعندما ينظر إليها على أنها فترة محنة عاطفية
محزنة فأنها تعتبر حدوث أمر مفاجىء نتيجة مشكلة في حياة الشخص أو
عقبة لهدف عام ينتج عنه نزاع داخلي تكون فيه نموذج استجابة الفرد
ومواكبته للحداث غير ملئمة وناتج النكبة ممكن أن يكون إيجابي إذا كانت
الحداث النهائية وصلت بالفرد إلى ميكانيزم جديد من المواكبة في التعامل
مع هذه الحداث غير المألوفة وعلى ذلك فإنها تضاف إلى ذخيرة الفرد من
الستجابات الفعالة في القدرة على التكيف".
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 132
مع الفراد والسر
وقد أكد يحي درويش هذا المفهوم واتفق مع وجهة نظر "السكري"
وصاغ في تعريفه للزمة ما يلي" :أنها مصطلح يستخدمه الخصائيون
الجتماعيون بطريقتين مختلفتين-:
-1الزمات من منطلق الخبرة الذاتية للتغيير الذي طرأ على
السلوك والنفعالت مما يعطل الوصول إلى هدف معين.
-2الزمات من منطلق العملية الجتماعية كنتيجة لكارثة تخرب
الوظائف الهامة للمؤسسات القائمة وقد تكون نتيجة الزمة
إيجابية إذا أمكن الوصول إلى حل بديل لمواجهتها.
أ ما الدكتور علي ح سين زيدان والدكتور سعيد عبدالعال حا مد فعر فا
الزمة بأنها" :خط معين من المشكلت أو الموقف التي يتعرض لها فرد أو
أ سرة أو جما عة ل ها كل خ صائص المشكلة في خد مة الفرد من ح يث وجود
الق صور في التوظ يف الجتما عي لهذا الفرد أو تلك ال سرة أو الجما عة ول
ي ستطيع هذا الفرد أو الجما عة أو ال سرة سد هذا الق صور بإمكانيا ته الذات ية
مما يدفعه إلى طلب المعونة المتخصصة من الخصائي الجتماعي".
وهذا يعني أن الزمة مشكلة بمفهومها في خدمة الفرد ولكن تلك
النوعية من المشكلت التي يشعر النسان تجاهها بالنفعال والضغط الشديد
ويشعر بأنها تشكل تهديدا لحياته أو لمنه أو لهدافه الساسية في الحياة.
وعرفت الزمة النفسية بأنها" :حالة انفعالية تحول دون استجابة الفرد
لمر العقل والمنطق ولكي يستطيع الفرد أن يقوم بدور اجتماعي مستند على
أحكام المنطق والعقل كان لزاما عليه إزالة الضغوط الناجمة عن هذه
الزمات والكوارث الطارئة عليه( .سلوى عثمان الصديقي.)1991 ،
133 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر
أما الكارثة فقد عرفها "جلل الدين عبد الخالق" بأنها" :حديث يجرى
في وقت معين وفي مجتمع معين أو قطاع من هذا المجتمع يحمل مخاطره
شديدة وخسائر مادية وبشرية تؤدي إلى عجز التنظيمات الجتماعية في هذا
المجتمع على أداء كل أو بعض وظائفها"( .جلل الدين عبدالخالق.)1999 ،
بينمـا عرف المشكلة بأنهـا" :موقـف طارىء أو مسـتمر يواجـه الفرد
ويؤثر على قدرة الفرد على القيام بوظائفه الجتماعية وتعجز فيه قدراته على
مواجهته والتغلب عليه.
وقد عرفها د .سعيد عويضه بأنها-:
"الزمة هي فشل كلي أو جزئي في الداء الجتماعي للفرد أو
الجماعة أو المجتمع لسباب فجائية غير متوقعة ،مما يتطلب التدخل المؤثر
والسريع من جانب الخرين لستعادة التوازن"( .سعيد عويضه.)1987 ،
خصائص الزمة-:
مما سبق تتسم الزمة بمجموعة من الخصائص هي-:
-1الزمة تمثل تحدي للعادات والسلوكيات التي تعود عليها
الشخص.
-2تمثل تهديدا لحياة الفرد أو الجماعة أو المجتمع وذلك بما تحويه
من ضغوط اقتصادية أو جسمية أو نفسية أو اجتماعية.
-3يشعر النسان المأزوم بنوع من اليأس والعجز وعدم القدرة على
التعامل معها ويفقد الثقة بنفسه.
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 134
مع الفراد والسر
- 4في موقف الزمة تضعف إلى حد كبير دفاعيات الذات ومن ثم
يصبح الفرد أو الجماعة أكثر قابلية للتأثر بالخرين وأكثر
تعاونا في العلج.
-5إذا نجح الفرد في مواجهة الزمة فإن ذلك يساعد على زيادة
البداع وزيادة في النمو والنضج مع اكتساب أساليب تكيفية
جديدة تمكن الفرد من التعامل مع الزمات المقبلة بفاعلية أكبر
ويحدث العكس في حالة الفشل.
كيفية حدوث الزمة-:
-1يخضع النسان لضغوط متنوعة (داخلية أو خارجية) يتأثر بها
ويتفاعل معها ويحاول إزالتها.
-2يؤدي زيادة الضغوط إلى إحداث اضطرابات في التوازن
ويصاحبه محاولة إعادة التوازن.
-3يلجأ النسان إلى كل ما هو متاح لديه من مصادر وإمكانيات
لستعادة التوازن.
-4ينظر الفرد إلى الزمة على أنها موقف يهدد وجوده واحتياجاته
الساسية أو مشاعره.
-5تؤدي معايشة النسان لهذا الموقف إلى مشاعر سلبية تظهر في
صور الكتئاب واليأس وفقدان المل والقلق والتوتر.
-6تضعف خلل موقف الزمة العمليات الدفاعية للذات.
135 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر
-5إعادة التوازن لدى الفرد فيقبل المر الواقع ويحاول التكيف مع
مقتضياته وتعلم الكثير من الخبرات الجديدة التي تؤدي به إلى
التكيف مستقبلً أو عدم التكيف.
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 136
مع الفراد والسر
يمكن عرض لهم الزمات التي يمر بها النسان خلل مراحل
عمره المختلفة كما يلي-:
-1مرحلة الطفولة المبكرة :قد يمر الطفل بالزمات التالية-:
أ -أُبوة غير ملئمة.ب -غياب الب والم .جـ -رفض البوين للطفل.
ز -التخلف العقلي. هـ -القسوة .و -العجز الجسمي. د -الهمال.
-2مرحلة الطفولة الوسطى :قد يمر الطفل بالزمات التالية-:
أ -تنشئة اجتماعية غير كافية .ب -عدم توفر الشراف والتوجيه.
جـ -اضطرابات سلوكية.
-3مرحلة الطفولة المتأخرة :قد يمر الطفل بالزمات التالية-:
ب -الغتراب. أ -الفشل الدراسي.
جـ -عضوية جماعة منحرفة (النضمام لتشكيل عصابى).
-4مرحلة المراهقة :قد يمر المراهق بالزمات التالية-:
جـ -المان. ب -الغتراب. أ -أزمات تأكيد الذات.
هـ -سوء التوافق بالمدرسة. د -النحراف.
-5مرحلة الرشد :قد يمر الراشد بالزمات التالية-:
ب -اعتماد زائد على السرة. أ -إنجاب غير شرعي.
د -الجريمة. جـ -الصراعات الزواجية.
و -سوء التوافق في الدراسة الجامعية .ز -سوء التوافق في العمل.
-6مرحلة النضج :قد يمر الناضج بالزمات التالية-:
137 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر
جـ -سوء التوافق نتيجة التقاعد. ب -العجز المستديم. أ -الترمل.
أنواع الزمات:
ليس هناك أنواع متفق عليها للزمات لهذا سنقوم بعرض لبعض
التصنيفات التي تناولت هذا الموضوع:
وهي تلك الزمات التي تسبب مضار ومخاطر لحياة الفرد أو
الجماعة وتتسم بأنها أقل توقعا من سابقتها.
* تصنيف محمد شريف صفر :وقد قام بتصنيف الزمة من عدة مداخل
منها-:
-1أزمة فردية :وهي التي يتأثر بها فرد واحد في المقام الول.
-1أزمة مفاجئة :وهي التي يتعرض لها الفراد دون سابق توقع.
139 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر
ونسعى إلى تحقيقه عندما يسترد العميل توازنه بعض الشيء نتيجة
لتحقيق الهدف المؤقت وهنا تخف حدة الموقف ويصبح أكثر قابلية للحتمال
وتتلشى الخطار التي كانت تهدد حياة العميل وتضعف المشاعر السلبية
ويصبح أكثر كفاءة في التعامل مع الموقف وهنا يسعى الخصائي إلى تحقيق
الهدف النهائي من التدخل الذي يختلف من حالة إلى أخرى وذلك في ضوء
طبيعة الزمة والمرحلة التي وصلت إليها وشخصية العميل والمكانات
البيئية المتاحة.
-2التوصل إلى عمق التشخيص الذي يترتب عليه علج الزمة بعد
ذلك بفاعلية.
-4حل الزمة :وذلك عندما يبدأ التدخل يؤتي ثماره حيث تخف حدة
النفعالت تدريجيا وتزول عناصر التأزم من الموقف.
أساليب العلج في نظرية التدخل في الزمات-:
-1إزالة الضغوط النفسية :ويتضمن ذلك عدة أساليب:
أ -الفراغ الوجدانيFree Association :
Washington, 1995.
-11سعيد عبد العال حامد :القاعدة النظرية في خدمة الفرد (القاهرة :كلية
الخدمة الجتماعية ،جامعة حلوان.)1987 ،
-14محمود حسن :ممارسة خدمة الفرد (بيروت ،دار النهضة العربية ).
15- Naomi Golam, Crisis Theary “Soial work treatment New York:
-16إحسان ذكي عبد الغفار وآخرون :نظريات خدمة الفرد (القاهرة :مكتبة
عادل.)1985 ،
19- Max Siporin, Interoducbisn to social work practice, Mac Mill an