You are on page 1of 42

‫مفهوم القناع‬

‫ماهيّة القناع‬

‫يعتب القناع أحد الفاهيم الت أصبحت تأخذ دورا كبيا ف التحليلت والكتابات ف الوقت الراهن ‪ ،‬ول‬
‫شك أن القناع يلعب القناع دورا رئيسيا وحيويا ف حياة أي فرد ‪ ،‬فالوالد ف بيته يريد أن يقنع السرة بوجهة‬
‫نظره ‪ ،‬والسؤول ف موقعه أيا كان يريد أن يقنع الرؤوسي ‪ ،‬والتاجر ياول إقناع الزبائن ‪ ،‬والتربوي يسعى لقناع‬
‫طلبه والعلمي يريد إقناع الُتلقي والسياسي يريد إقناع المهور بدوى سياسته وأهية برامه ‪ ،‬ورجل العلقات‬
‫العامة يسعى لتسويق النتجات والدمات لدى المهور الستهدف ‪ ،‬ولذا فإن للقناع يلعب دورا رئيسا ف الياة‬
‫ذلك إن الياة ميدان للتصال ‪ ،‬والتصال عملية إنسانية وحياتية ذات جانب اجتماعي ‪ ،‬ونفسي ل تستقيم الياة‬
‫الجتماعية وتكتمل إلّ با ‪ ،‬ويأت القناع ليضطلع بالدور الرئيس والهم ف التصال ‪.‬‬

‫ت عريف ال قن اع ‪:‬‬
‫عند تديد مفهوم كلمة القناع ل بد من إرجاع الكلمة إل حروفها الصلية والتمثلة بـ " ق ن ع "‪.‬‬
‫فماذا تعن مادة " ق ن ع" ف اللغة العربية؟ جاء ف كتب اللغة قَنَع بعن مال ‪ ،‬فيقال ‪ :‬قنعت البل والغنم قنعا ‪،‬‬
‫أي ‪ :‬مالت لأواها وأقبلت نو أصحابا ‪ ،‬وفلن قنوع ‪ ،‬أي ‪ :‬راضٍ بالقسم واليسي فهو قانع ‪ ،‬واقتنع وقنع بالفكرة‬
‫أو الرأي‪ :‬أي قبله واطمأن إليه ورضي به ‪ ،‬والقانع ‪ :‬خادم القوم وتابعهم وأجيهم ‪ ،‬وتأخذ كلمة القانع معن‬
‫الراضي ‪ ،‬يقول الشاعر لبيد بن ربيعة العامري ‪:‬‬
‫فمنهم سعيد آخذ بنصيبه ومنهم شقي بالعيشة قانع‬
‫و القناع هو السؤال بتذلل ‪ ،‬وَقنَع الرجل يقنع قَنوعا إذا سأل ‪ ،‬وبشكل عام فإن لادة‬
‫" ق ن ع " ثلثة معان"‪ :‬القناع‪ :‬وهو ما تغطي الرأة به رأسها ‪ ،‬القناع ‪ :‬السؤال بتذلل ‪ ،‬والقتناع‪ :‬الرضا‬
‫بالشيء والقبول به ‪.‬‬

‫أما تعريف القناع من ناحية اصطلحية فهو " الهد النظم الدروس الذي يستخدم وسائل متلفة للتأثي‬
‫ع معي ‪ ،‬وذلك من خلل‬ ‫على آراء الخرين وأفكارهم بيث يعلهم يقبلون ويوافقون على وجهة النظر ف موضو ٍ‬
‫العرفة النفسية والجتماعية لذلك المهور الستهدف " ‪ ،‬كما يعرف على أنه‪ " :‬عمليات فكرية وشكلية ياول‬
‫فيها أحد الطرفي التأثي على الخر وإخضاعه لفكرة ما " ‪ ،‬ويعرّف أيضا بـ " استخدام النسان لللفاظ‬
‫والكلمات والرشادات وكل ما يمل معن عاما لبناء التاهات والتصرفات أو تغييها " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ونلحظ من التعاريف السابقة أن الهد مدروس ويقوم على أسس ثابتة ولكن الهم أن القناع يهدف إل‬
‫التأثي على العقل والفكر بدف دفع الفرد أو المهور لتقبّل وجهة نظرنا بينما تدف الدعاية إل التأثي بشكل‬
‫مباشر على عواطف ومشاعر ذلك المهور‪.‬‬

‫أ نو اع الق نا ع ‪:‬‬
‫يأخذ القناع شكلي واضحي فهو إما يكون إقناعا مباشرا أو إقناعا غي مباشر ‪ .‬والقناع الباشر ياطب‬
‫الفرد أو المهور بشكل تلقائي بدون مواربة أو مُداراة ما يستشي ف العادة دفاعات التلقي ما يعله يُبدي تصلّبا‬
‫ومقاومةً نفسية متزايدة ينتج عنها ف الغالب عدم قبول وجهة النظر الطروحة ‪ .‬أما القناع غي الباشر فيكون‬
‫بالعادة متواريا ولكنه ذكي يدفع الُتلقي إل استنتاج المور بنفسه ومن ث يعمد إل اتاذ القرارات بصدد الوضوع‬
‫الطروح من تلقاء نفسه ما يُشعره بالرضا والراحة النفسية ‪ ،‬ويُعتب القناع ناجحا إذا صدرت القرارات من الهة‬
‫الستهدفة بيث تكون موازي ًة لا نطرحه من مواضيع بعن أن تلك القرارات تسي مع وجهات نظرنا الراد تبنّيها ‪.‬‬

‫م با دئ ال قنا ع‪:‬‬
‫لا كان القناع يقوم على التصال الادف إل ماطبة عقل الماهي ف ماولة لقناعها بفائدة مضمون‬
‫التصال وبالتال كسب تأييدها كنتيجة للتقبل والرضا ‪ ،‬فإنه يكننا إعادة صياغة مبادئ القناع الت يستهدي‬
‫ويسترشد با العاملون ف كافة الجالت التصالية لقناع جهورهم الذي يتعاملون معه كما يلي ‪:‬‬
‫ح مقبول ‪ :‬بعن أن تتضمن الرسالة الت ياول الشخص إيصالا إل جهوره بعض الوانب الت‬
‫‪-1‬وجود اقترا ٍ‬
‫تلقي قبولً لديه ما يُشكل عاملً مشتركا وأرضية مشتركة يقفان عليها للنطلق إل الدف نفسه ‪.‬‬
‫‪-2‬أن يعكس القتراح رغبات الفراد ومطالبهم ‪ :‬فكلما ارتبطت الرسالة مضمون التصال بأمر يس مصال‬
‫الفراد ويُعب عن حاجاتم أو رغباتم وطموحاتم كلما لقت الهتمام والقبول فالتقبل والتبّن من المهور‪.‬‬
‫‪-3‬أن يشمل القتراح جوانب تُظهر نتائجه التوقعة ‪ :‬فكلما اشتملت الرسالة على معلومات وحقائق مستمدّة‬
‫من خباتٍ سابقة توحي با ستُفضي إليه مضامي الرسالة وما سيؤول إليه القتراح من نتائج مفيدة ونافعة كلما‬
‫لقت القبول‪.‬‬
‫‪-4‬أن يصدر القتراح عن شخص موثوق به ‪ :‬فالرسالة إذا صدرت عن وجهة توز على ثقة المهور واحترامه‬
‫ل منه ‪.‬‬
‫كلما كنت أكثر تقب ً‬
‫‪-5‬أن يقدّم القتراح بصفة شخصية ومباشرة ‪ :‬فالشخصية أو الهة الت توز على رضا وقبول المهور يكنها‬
‫تقدي القتراح بشكل شخصي ومباشر مع ما يستلزم ذلك من شرح بالنسبة للقتراح وأسلوب تطبيقه ‪.‬‬
‫ويكن تلخيص هذه البادئ با يلي ‪:‬‬
‫‪.1‬مبدأ العرفة ‪ :‬أي الماهي تأثي تطبيق على مصالها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.2‬مبدأ الركة ‪ :‬حيث أن قبول القتراح مرهون بعرفة الماهي لكيفية تطبيقه‪.‬‬
‫‪.3‬مبدأ الثقة‪ :‬أي أن يصدر القتراح عن شخص أو منظمة ذات سعة طيبة ‪.‬‬
‫‪ .4‬مبدأ الوضوح ‪ :‬أن يُصاغ القتراح ل لبس فيها ول غموض‪.‬‬

‫أ همية الق نا ع في الح ياة‬


‫من الصعوبة أن يتقدم ويتطور متمع ل يلك القناعة الكافية بضرورة الخذ بوسائل الضارة التقدمة من‬
‫تكنولوجيا صناعية وزراعية وتقنية اقتصادية ومهنية وغيه ‪ ..‬وهنا نلمح ضرورة القناع ‪ ،‬ونشعر بأهيته ف أمور‬
‫الياة التعددة ‪ ،‬وتلح ضرورته ف المور الدينية ‪ ،‬كما أن القناع ف أمر ما ليس من الضروري أن يكون بصورة‬
‫مباشرة وموجهة لكل شخص بعينه ‪ ،‬لن ذلك قد يصعب تقيقه دائما ‪ ..‬ولن التأثر والتأثي الماعي يشكل نوعا‬
‫من القناع ويؤدي إل التقليد ‪.‬‬

‫وقد قامت الباحثة الجتماعية كاتلي ريدون بدراسة حول القناع وأهيته ‪ ،‬فأشارت إل حقيقة‬
‫اجتماعية ‪ ،‬وهي أن الناس يعتمدون على بعضهم ‪ ،‬ويتصرفون بالكيفية الت التوافق بينهم ‪ ،‬فكل منهم عليه أن يد‬
‫الساليب الت تعل سلوكه الحقق لهدافه مقبولً من الخرين ‪ ،‬ذلك لن أناط الياة تؤكد على أن الناس كائنات‬
‫اجتماعية ‪ ،‬فهم ف حـاجة إل أن يكونوا ف صحبة الخرين ‪ ،‬وأن يكونوا مقبولي منهم وهذه الاجة الت‬
‫يشعرون با ل يكن تقيقها إذا جاء سلوكهم متعارضا مع أهداف الخرين ‪ ،‬ويأت القناع كأسلوب ياول به‬
‫الناس أن يغيوا سلوك الخرين‪.‬‬

‫فلكي تقنع مزارعي بسطاء باستخدام الساليب التكنولوجية الديثة ف الزراعة لبد أن يشاهدوا النتائج‬
‫أو ًل ‪ ،‬ولذلك يب أن يستخدم هذه التكنولوجيا اليسورون وبعد ذلك يقتنع باقي الفراد ‪ ،‬ويكن أن تتكرر العملية‬
‫ذاتا بالنسبة للحاسب الل لتطوير الدارة ف الؤسسات والشركات الصغية والتوسطة ‪ ،‬فالكثي من أصحابا ومن‬

‫‪3‬‬
‫يقومون عليها ليست لديهم القناعة الكافية بالدور الكبي الذي يقوم به الاسب الل ‪ ،‬ومهما شرح لم وجرت‬
‫معهم ماولت للقناع بدوى ذلك فمن غي المكن التسليم بنجاح هذا المر ‪ ،‬ولكن تطبيق ذلك ف الؤسس ٍة ما‬
‫مشابة لتلك ومشاهدة النجاح الباهر والداء الكبي لذا الاسوب ‪ ،‬عندئذٍ ستكون تلك عملية إقناعية جيدة‪ ،‬وهي‬
‫بالطبع ليست مباشرة ‪ ،‬فكل صاحب مؤسسة سيحاول الصول على ذلك الاسوب واستخدامه ف إدارة أعماله ‪،‬‬
‫المر نفسه سوف يتكرر مع باقي الؤسسات بسبب عامل التأثر والتأثي‪.‬‬

‫إن أهية القناع ل تقف عند هذا الد بل إن المر يتعدى ذلك مال التعليم والتربية‪ ،‬فالتعليم بعضه يقوم‬
‫على التجارب والرقام والفكار واللحظة ‪ ،‬ولكل منها نتائج يب أن تكون صحيحة وإلّ أصبحت الرسالة‬
‫التعليمية القدمة غي مقنعة ‪ ،‬فالعلوم الرياضية كالندسة والب ونوها تقوم أساسا على مبدأ القناع والبهان وكل‬
‫ذلك يدل على أهيته ف مال التعليم وكذلك التربية ‪ ،‬فالطفل ل يكن أن يقتنع بطر النار والياه الساخنة إلّ إذا‬
‫شعر با بنفسه ‪ ،‬ول يكن أن يقتنع بأن الكذب غي مبوب وخلق سيئ إلّ إذا شعر بنتائجه الوخيمة ‪ ،‬والراهق‬
‫أيضا ل يكنه أن يدرك أضرار التدخي إ ّل بالشاهدة ‪ ،‬والمر ينجرّ على سائر الجالت الخرى الت يدخل فيها‬
‫القناع كالدين بشكل رئيسي والدارة ‪ ،‬والعلج النفسي ‪ ،‬وأصبحت عمليات التطبيق ف جيع الجالت تأخذ‬
‫دورا أكب من أجل القناع حت أن الباث العلمية تتناول مشكلت يتفق الميع على أهيتها ومقتنعون على‬
‫ضرورة مواجهتها كانتشار الستشفيات العقلية وعيادات مكافحة التدخي ‪ ،‬وتوفي العاهد التخصصة لتدريب‬
‫العاملي والوظفي لياد الكفاءات اللزمة لتطوير العمل وتسي أداءه ‪ ،‬وأيضا المور الاصة كالعائلية ‪ ،‬فمثلً‬
‫عندما يتقدم شاب لطبة فتاة ما ‪ ،‬فمن الضروري وجود القتناع بي الطرفي وإلّ انتهى الزواج بالفشل ف غالب‬
‫الحيان ‪.‬‬
‫إذن نلص ما سبق إل أن توفر عنصر القناع والقتناع من الهية بكان ف جيع أمور الياة الختلفة سواءً‬
‫التعلقة بالفرد أو الجتمع ‪ ،‬كما أن القناع يأخذ أهيته ف السائل الدينية ‪ ،‬فاعتناق دين ما ل يكون سهلً وكذا‬
‫العتقاد بذهب أو فلسفة ذات صبغة روحية ل تقع لحد إلّ بعد حصول القناع والتأثي من طرف آخر ‪ ،‬إن‬
‫عمليات القناع بي الناس تتاج لزيد من الدراسة والبحث الستفيض ‪ ،‬وتتاج إل تقديها بأسلوب علمي أكاديي‬
‫‪ ،‬فيستفيد منها أصحاب الفكر وحلة مشاعل العرفة والدعاة الخلصون‪.‬‬

‫نج اح عم لية الق ناع‬


‫من أجل سي عملية القناع بصورة سلسة وحت ل تضيع الهود سدى ل بد من مُراعاة بعض العوامل ف‬
‫عملية القناع الت نريد إيصالا إل المهور فيتقبل مضمونا ويتبنّاه وهذه العوامل هي ‪:‬‬
‫‪-1‬البساطة والوضوح ‪ :‬يب أن تكون العملية بسيطة وواضحة مضمونا وكذلك ف لغتها ويب أن تكون‬
‫مترابطة متسلسلة ومنطقية ولغتها تتناسب مع احتياجات الوقف نفسه وتكون كذلك كاملة متصرة صحيحة‬
‫ومفهومة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-2‬الثارة والتشويق ‪ :‬ل بد أن يكون ف عملية القناع نوع من التشويق وإثارة النتباه والهتمام ما يفز‬
‫التلقي على التعاون ‪ ،‬كما يب أن ل تتضمن أو تُشعر بأي طريقة تريح أو لبس أو تعال على التلقي‪.‬‬
‫‪-3‬إشباع الرغبات والاجات ‪ :‬لدى التلقي حاجات كثية ما يب معه معرفة تلك الرغبات والاجات الت‬
‫تنسجم مع مضمون الرسالة للعمل على إشباعها ما أمكن وغالبا ما تعمد الرسائل إل إثارة حاجة حب‬
‫الستطلع وأحيانا الاجة إل المان وهكذا ‪..‬‬
‫‪ -4‬الصداقية ف الضمون وف الصدر نفسه ‪ :‬وهذا يتطلب منا توخي الصدق ف العلومات والدقة والوضوح‬
‫‪ .‬كما أن الصدر إذا كان يظى بالقبول لدى التلقي فإنه يكون باعثا على الثقة ومن ث الرتياح والقتناع‬
‫با يقول يرسل‪.‬‬
‫‪ -5‬الثابة والتعزيز ‪ :‬ففي كافة أشكال التصال وعند البحث عن عنصر القناع لبد من مارسة هذا البدأ‬
‫لنجاح التصال بشكل عام ‪ .‬ويكون ذلك أحيانا بساعدة التلقي على الرد على الرسالة وإشعاره بالهتمام‬
‫با وغيها من الساليب الناسبة ‪.‬‬

‫عناصر العملية القناعية‬


‫ل بد لي عملية مهما كانت طبيعتها وأيا كان مالا أن تتوي على عناصر تضع حدودا واقعية لذه‬
‫العملية ‪ ،‬والعملية القناعية تعتب إحدى أهم العمليات الت تتاج هذه العناصر ‪ ،‬وذلك للطبيعة الاصة الت تتويها ‪،‬‬
‫ولدخولا ف جيع مالت الياة دون استثناء ‪ ،‬ومن خلل الفقرات القادمة نستعرض هذه العناصر ‪ ،‬ولكن ف‬
‫البداية ولكون عملية القناع تعتب ف الساس عملية اتصال فسوف نقوم بشرح مبسط لعملية التصال حت نتمكن‬
‫من تقدي توضيح أكثر شولً لعناصر العملية القناعية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫عملية ا لتصال ‪:‬‬
‫إن أي تفاعل بي أي شخصي أو جهتي متلفتي يعتب بالدرجة الول اتصالً ‪ ،‬وهذا التصال يتم من أجل‬
‫إيصال العلومات ‪ ،‬تغيي الواقف والساليب ‪ ،‬أو تريك الطراف الخرى لتلبية حاجة ما أو تنفيذ أمر معي ‪،‬‬
‫وهناك العديد من التقسيمات الت تتويها عملية التصال ‪ ،‬ولكن وبشكل متصر وعام يكن القول أنا تتكون من‬
‫العناصر التالية الت تركز على النفس والت يبينها الشكل اللحق ‪:‬‬
‫‪-‬الرسال والستقبال ‪ :‬الفهم ‪ ،‬الدراك ‪ ،‬والوعي ‪.‬‬
‫‪-‬وضع وفك الرمـوز ‪ :‬التفكي ‪ ،‬والتحليل ‪.‬‬
‫‪-‬الحســــاس ‪ :‬الشاعر ‪ ،‬والعواطف ‪.‬‬
‫‪-‬التـحـكـــم ‪ :‬الرادة ‪ ،‬اتاذ القرارات ‪.‬‬
‫‪-‬جـهـاز الرتكاز ‪ :‬السم ‪.‬‬

‫وباعتبار التصال عملية إنسانية بتة تعتمد على النفس البشرية فكذلك جيع مكونات هذه العملية تتم من‬
‫خلل العناصر الادية للجسد البشري ‪ ،‬والت تتفاعل مع هذه النفس فيتم الرسال عب الكلمات ‪ ،‬العيون ‪،‬‬
‫والركات ‪ .‬ويتم الستقبال عب السمع ‪ ،‬النظر ‪ ،‬والحساس ‪ .‬ويتم تليل هذه العوامل عب الفاهيم والفكار‬
‫وتليل العان الاورائية ف عملية الرسال ‪ ،‬وبالتال التحكم فيه حسب القرارات الت تتوافق مع الشاعر والعواطف ‪،‬‬
‫مرتكزة جيعا كما قلنا على العوامل الادية ف السد ومعتمدة على الروح ف إضفاء الراحة والطمأنينة للقرارات‬
‫التخذة ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬والستقبل‬‫كما أن عملية التصال يكن أن تكون وبشكل أساسي عملية تفاعلية ؛ فالرسل يصبح مستقب ً‬
‫يصبح مرسلً ‪ ،‬وبالتال تنشأ تفاعلت أكثر تعقيدا لذه العملية ما يعل خطواتا تتاج إل درجة أكب من اليقظة‬
‫والنتباه حت يتم تنب دخول أي عمليات تشويش ‪ ،‬سواء أكانت مقصودة أو غي مقصودة ‪ ،‬والشكل التال‬
‫يوضح عملية التصال حسب هذا السلوب ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫وهكذا فإن على الشخص الذي يرغب بإقناع الخرين بأفكاره إعداد نفسه للرسائل الرتدة الت يكن أن‬
‫تصل إليه من الشخاص الذين يتفاعل معهم حت يتمكن من تليلها بشكل أفضل ‪ ،‬وبالتال حصوله على درجة‬
‫أعلى من الوضوح لفكاره ‪ ،‬وإقناع الخرين بصورة أقرب إل الكمال من خلل تلبية متطلباتم وخصوصا العنوية‬
‫منها ‪.‬‬

‫ع ناص ر ال قن اع ‪:‬‬
‫كما مر معنا من أن عملية هي إحدى عمليات التصال الت تتم بي أفراد الجتمع فإن عناصر هذه العملية‬
‫لبد أن تكون امتدادا لعناصر عملية التصال ومع الصوصية الت تتلها عملية القناع فيمكن لبا القول أنا تتكون‬
‫من العناصر التالية ‪:‬‬

‫أولً ‪ :‬الصدر‪:‬‬
‫والصدر هو ذلك الطرف الساسي الذي يبدأ عملية التصال بنقل هذه الرسالة إل الطرف الخر‬
‫( الستقبل) ‪ ،‬وقد كانت هذه الهية معروفة منذ القدم ‪ ،‬فقد جاء ف بعض كتابات أرسطو قوله ‪ " :‬إن القناع‬
‫يتحقق من خلل شخصية التكلم إذا أقنعنا كلمه بأنه صادق ‪ ،‬فنحن نصدق بعض الناس أكثر من البعض الخر‬
‫‪ ، "..‬ومن هنا وضعت قواعد للمصدر لنجاح عملية القناع ومنها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الثقة ‪ :‬إن كسب ثقة الناس يتاج إل أمور ‪:‬‬


‫(‪)1‬أن يظهر الصدر الهتمام بصـال الستقبلي ( الطرف الخر) ول يقتصر اهتمامه على مصاله ‪ ،‬وعليه أن‬
‫يهتم فعلً بصالهم ليس بالقول فقط‪ ،‬لنه إذا ظهر فيما بعد ما يالف ذلك لشخصه فإن عمليات القناع‬
‫عندئذٍ تصبح عقيمة وغي مدية ‪.‬‬
‫(‪)2‬اختيار الوقت الناسب لكسب ثقة الناس ‪ ،‬فتقدي الرسالة ف وقت غي مناسب ل يفي بالغرض الطلوب ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫(‪)3‬القصد ف الوعود حيث أن له دور ف كسب الثقة من الناس ‪ ،‬لن كثرة الوعود تؤدي إل عجز الطرف‬
‫الول عن تقيقها ‪ ،‬لنه إذا اقتصد فيها أمكنه تنفيذها وف الوقت نفسه تكن من كسب ثقة الطرف الثان ‪.‬‬

‫‪ -2‬الصداقية ‪ :‬تضفي الصداقية على الصدر مزيدا من الحترام والتقدير ‪ ،‬والعكس بالعكس يؤدي إل الحتقار‬
‫وعدم التقبل منه أو الستماع إل ما يليه من أفكار وتوجيهات وآراء أما ف مال العلقات الشخصية فمن غي‬
‫المكن أن يستمر الطرف الول ف كذبه لن حبل الكذب قصي ‪ ،‬وإذا ما انكشف ذات مرة فلن يوثق به ولن يقتنع‬
‫بكلمه أحد على الطلق ‪.‬‬

‫‪ -3‬القدرة على استخدام أساليب القناع الختلفة باختلف الجالت الستخدمة فيها ‪ :‬فالذيع والطيب‬
‫والروّج لسلعته والعلم والسياسي والحقق يب عليهم امتلك مهارات التصال كالقدرة على الكلم والكتابة ‪.‬‬
‫والقدرة على الستماع والتفكي النطقي واستخدام الشارات والتلميحات بالوجه واليدين والعني ‪ ،‬والهارة ف تتبع‬
‫مكان الستجابة عند التلقي ‪.‬‬

‫‪ -4‬مستوى العرفة الدراية با يدعو إليه وبا القناع والتأثي به ‪ :‬فإذا كان الصدر غي مل ّم بوضوعه وليست لديه‬
‫العلومات الكافية ‪ ،‬فإن هذا يفقد عملية القناع فعاليتها ‪ ،‬وكذلك من غي التصور بأن شخصا ياول إقناع آخر‬
‫وهو يفتقر إل بعض العلومات سواء الساسية أو الثانوية لداء غرضه ‪.‬‬
‫‪-5‬إدراك العوامل النفسية ‪ :‬أن يلك الصدر إدراكا للعوامل النفسية ومعرفةً با كالتاه النفسي ( الودّي) من قِبل‬
‫الستقبل نو الصدر ‪ ،‬أيضا الناسبة والتوافق النفسي بي الوضوع والستقبل وعدم التصادم أو التنافر بينهما ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يكون الصدر عاملً با يدعو إليه من معتقدات وأفكار وآراء ‪ :‬ومقتنعا ولو بعض الشيء يدعو إليه ‪،‬‬
‫وذلك لن فاقد الشيء ل يعطيه ‪ .‬فالسياسي الذي يدعو إل السياحة داخل البلد وإناء القتصاد الحلي ويشرح‬
‫يوضح الثار الطيبة لثل هذا العمل على النتعاش القتصادي للبلد وهو ف الوقت نفسه ل يقضي إجازته إلّ ف‬
‫أوروبا ف ربوع الريف النليزي وبي شللت سويسرا وعلى نر السي فمن غي المكن أن يقنع الناس ( الستقبل)‬
‫بكلمه مهما أكده‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدف ‪:‬‬
‫هو الذي لجله قامت عملية القناع وتركت فعاليتها ‪ ،‬ومن الضروري أن يكون هناك هدفٌ يستحق‬
‫القيام بالقناع لجله ‪ ،‬فالدف هو الثمرة الت تُرجى من ورائه ‪ ،‬فل بد أن تكون ثرة مشجعة تستحق الستمرار ‪،‬‬
‫وحدوث القتناع يعن أن هناك هدفا ‪ ،‬وبغض النظر عن نوعيته شريفا نزيها أو عكس ذلك ‪ ،‬فهو يضع لنية‬
‫الصدر ونوع موضوع الرسالة الت قام ببثها فالدف قد يكون ف تغيي العتقدات أو توجيه الراء أو تويل الفكار‬
‫من أجل الثورة والروج على السلطة‪ .‬وقد يكون آنيا عند حدوث عملية القناع كما يدث بي البائع والشتري أو‬
‫الرب والطفل ‪ ،‬وهذا إنا يرجع إل موضوع الرسالة الوجهة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الرسالة ‪:‬‬
‫هي ذلك الوضوع أو فحوى القضية ومن ث هي كذلك لب الديث الذي يراد القناع به ‪ ،‬بل إنا الشيء‬
‫الساسي والهم ف عملية القناع ولا قواعد يب اللتزام با ومراعاتا لنجاح عمليات القناع والستمالة ‪ ،‬مر معنا‬
‫بعضها ونذكر ما يلي لزيادة التفسي ‪:‬‬
‫‪-1‬الوضوح فيها والبعد عن الغموض واللغاز ‪ :‬لن ذلك ما يعيق الستقبل عن فهمها والتأثر با ‪ .‬إن كون‬
‫العبارات تتمل أكثر من معن يشوش على التلقي وصول الرسالة أو قد تصله بصورة متأرجحة بي عدة معان‬
‫وشكوك وقد يكون لغز الوضوع أحد الصور التشكلة ف ذهن التلقي ‪.‬‬
‫‪-2‬الشرح ‪ :‬أن تكون البيانات الدونة ف الرسالة ف متناول الستقبل وحاجاته ‪ ،‬وأن تتلئم مع أهدافه وتصوراته‬
‫ف الوقت الناسب ‪ ،‬لن ذلك أدعى لستقبال لذه الرسالة‪.‬‬
‫‪-3‬أن تتوي الرسالة على الانب الياب والؤيد ‪ :‬والذي يوافق اتاه المهور وباصة ف حالة الرغبة ف التأثي‬
‫السريع على المهور التلقي للرسالة العلمية ‪.‬‬
‫‪-4‬أن تتوي الرسالة على الدلة والباهي والجج القوية ‪ :‬حيث أنا تضيف إل الوضوع ثقلً ورجوحا ‪،‬‬
‫أيضا من الفيد ف وصول الرسالة إل الستقبل أن تتوي على بعض المثلة لتقريب القائق إل ذهن الستقبل ‪.‬‬
‫‪-5‬البتعاد عن الواجهة بالجادلة ‪ :‬إن اعتراض أفكار وآراء الستقبل مباشرة بالجة من ّفرٌ ‪ ،‬وغالبا ما تكون‬
‫الجادلت الصامية مشاحنات أو ماجّات يتدّ فيها الزاج والعناد ويتشكل معها موقف صلب ومقاومة ل‬
‫تدي معها عمليات القناع أيا كانت ‪.‬‬
‫‪-6‬أن يكون الوضوع مرتبا ترتيبا منطقيا ‪ :‬بيث يصل الستقبل من المهور إل استنتاجاته والت هي ف حقيقتها‬
‫الغاية الت ترمي إليها عملية القناع ‪ ،‬هذا المر مناسب جدا ف حالة المهور قليلي الظ من التعليم ‪.‬‬
‫‪-7‬استخدام العبارات الناسبة ‪ :‬أحيانا تتاج الرسالة عند عرض الوضوع وبيان حقائقه إل استخدام عبارات‬
‫الترغيب والعاطفة أو التحذير ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الوسيلة ‪:‬‬
‫قد يستخدم القائم بالعملية القناعية إحدى وسائل التصال الت تزيد من فعالية القناع‪ .‬وكما أنّ ناح‬
‫القناع وحصول التغيي ف سلوك التلقي وأفكاره ومعتقداته يعتمد على مضمون الرسالة وصياغتها ‪ ،‬وعلى توفر‬
‫الهارات الدراكية والنقدية والبداعية ف الرسالة والرسل ‪ ،‬ومدى تلبية مضمون الرسالة لاجات التلقي ورغباته‬
‫وتتبع ظروفه النفسية والطبيعية ومراعاتا ‪ ،‬فكذلك الوسيلة الستخدمة ف نقل مضمون الرسالة لا أهية كبية ف‬
‫التمكي من إقناع الطرف التلقي وتغيي سلوكه والتأثي عليه ‪.‬‬
‫وتتلف درجة القتناع ومدى التأثي عند التلقي بدى اهتمامهم بوسائل التصال ومدة تعرضهم لا ‪،‬‬
‫وبسب نوع الوسيلة الستخدمة ف ذلك ‪ ،‬فمن الوسائل ما يعتمد على حاسة البصر فقط كالصحيفة والكتاب أو‬
‫السمع فقط كالذاعة والحاضرة والطبة ‪ ،‬ومنها ما يعتمد على حاست السمع والبصر معا كالتلفزيون‬

‫‪9‬‬
‫والهرجانات ‪ ،‬والسيطرة على حاستي معا أقوى ف التأثي ‪ ،‬كما أنّ حركة الصورة يعتب عاملً ف إثارة التلقي‬
‫وجذب انتباهه ‪ ،‬وبالتال التأثي على سلوكه وتلبية حاجاته وانفعالته الداخلية ‪ ،‬المر الذي يقق القناع بشكل‬
‫أكب من الوسائل الت تقتصر على حاسة واحدة كالكتاب والراديو ‪.‬‬
‫وقد يغيب عنصر الوسيلة عن بقية العناصر ف حالة القناع الشفهي والذي يتم عب التصال الوجهي‬
‫فالوار يتم بي شخصي متقابلي كل منهما موجه للخر ‪ ،‬وهنا يصبح التفاعل ف أعلى درجاته ‪ ،‬وتأثي الرسل‬
‫على الستقبل أقوى والقناع أيسر ‪ ،‬وسبب قوة القناع هي أن التصال الواجهي يتم بشكل عفوي وغي مقصود ‪،‬‬
‫وتري العملية خلله بسلسة ومرونة عند مقاومة الستقبل وتفاعله مع مضمون الرسالة ومصدرها الواجه له ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬الستقبل ‪:‬‬
‫وهو الطرف الخر والتلقي للرسالة والتأثر بعمليات القناع فيها ‪ ،‬فقد يكون الضحية حينما تكون الرسالة‬
‫غي نزيهة ‪ ،‬وقد يكون الستفيد عندما تكون الرسالة نظيفة وشريفة ‪ ،‬والستقبل قد يكون فردا أو جهورا ‪،‬‬
‫ولتحري ناح عمليات القناع كان من الهم الخذ بالقواعد الرسومة لعنصر الستقبل ومنها ‪:‬‬
‫‪-1‬الفروق الادية بي الستقبلي ‪ :‬إن من الضروري مراعاة هذه الفروق ‪ .‬فالطفال قد يتأثرون بالترغيب أو‬
‫الترهيب أكثر من غيهم ‪ ،‬والنساء يتلفن عن الرجال ف درجة تأثرهن وطريقة إقناعهن وذكائهن ‪ ،‬وكذلك‬
‫الشباب هم الخرون يتلفون أيضا عن أولئك ف القدرة على النصات والتحليل ورغبة الستمرار ف الستماع‬
‫وردود الفعل وف طريق التكوين ‪.‬‬
‫‪-2‬الثقافة والتعليم ‪ :‬حيث يساعدان التلقي على الطريقة اليدة ف تنظيم العلومات والفكار ‪ ،‬وكذلك التجارب‬
‫السابقة ‪ ،‬والتصرفات السلوكية وردود الفعل للرسالة القدمة إليه ‪.‬‬
‫‪-3‬الوضع النفسي ‪ :‬ل شك أن الوضع النفسي لتلقي الرسالة والعلومة يدد الستعداد النسب لتقبل الرسالة‬
‫والقتناع با أو عدم القتناع ‪.‬‬
‫‪-4‬النفتاح الذهن وسعة اليال ‪ :‬فالول يساعد على تقبل الفكار الديدة والقتناع با ‪ ،‬ف حي أن الفكر‬
‫النغلق أو الامد عكس ذلك ل يلك الستعداد القوي للقتناع وتقبل الفكار والستجابة للراء والثقافات‬
‫الستجدة ‪.‬‬
‫‪ -5‬البيئة والجتمع ‪ :‬إذ أن لما دور بارز ف تكوين الشخصيات الستقلة ف عدة جوانب ‪ ،‬الانب الثقاف‬
‫والخلقي والبادئ والتعامل وحت طريقة التفكي ‪ ،‬والذي يهمنا هو الاجات الت تفرضها البيئة أو الجتمع‬
‫وتشكل لدى الستقبلي اهتماما واضحا ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬التغذية العكسية ‪:‬‬
‫تعتب التغذية العكسية آخر عناصر القناع ‪ ،‬وهي تعب عن العلومات الرتدة الت تصل على الصدر بعد‬
‫مرور عملية القناع براحلها الختلفة ‪ ،‬وهو ما يتواءم مع عملية التصال التفاعلية ‪ ،‬وهنا فإن على من يقوم بالقناع‬
‫أن يستفيد أكب استفادة من العلومات الراجعة إليه ف معرفة مدى استيعاب الستقبل للمعلومات الت أرادها ‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫وماولة تصحيح أي خلل ف إجراءاته وكلماته حت يكن ف الستقبل تفادي هذه الختللت إن وجدت والرتقاء‬
‫بستوى العملية القناعية الت يقوم با ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ت بدل ال راء و عنا صر ا لتغ لب ع لي ها ‪:‬‬
‫تعمل العمليات العقلية عند البشر بطريقة مشابة إل حد بعيد ‪ ،‬ولكن ولتجنب احتشاد العلومات‬
‫والتنبيهات القادمة إل الدماغ بشكل زائد يتعلّم الشخاص اختيار العلومات ومعالتها بشكل مُخْتار ‪.‬‬
‫وهذا يعن أن ليس كل ما يصل إل الدماغ يتم استيعابه ‪ ،‬وما يتم استيعابه يضع للتقييم والكم وفقا‬
‫للقدرات الدراكية للشخص وحالته العاطفية ونوع جنسه ‪ ،‬حيث تلعب كيفية إدراك الشخاص للعال الارجي‬
‫دورا حيويا ف كيفية إقناعهم بالفكار وبعملية التصال بشكل عام‪ ،‬ويتشكّل الدراك والفاهيم الُ ْدرَكَة بواسطة‬
‫تعليم أساسي يبدأ من الولدة ويشمل تطوير سلوك معي وافتراضات معينة ودوافع واهتمامات ‪ .‬وبالتال تؤثر هذه‬
‫الفاهيم على عملية التصال بشكل عام وعملية القناع بشكل خاص من خلل ‪:‬‬
‫•اختيار العلومات ‪ :‬بعن أن كل شخص يتار العلومات اللئمة له ‪.‬‬
‫•تفسي الوضاع والالت ‪ :‬إن الشخاص الذين يستلمون العلومات ذاتا يفسرونا بشكل متلف واحدهم‬
‫عن الخر ووفقا لتقييمهم وتقديرهم الشخصي ‪.‬‬
‫•وضع الفتراضات ‪ :‬وقد تتلف هذه الفتراضات من شخص لخر ‪ ،‬كما أنه ف بعض الالت يعتقد بوجود‬
‫رابط بي أحداث معينة مع عدم وجوده أو العكس ‪.‬‬
‫كما أن الالة النفسية والشاعر العاطفية تلعبان دورا مهمّا ف كيفية معالتك للمعلومات وتوليد الفكار ‪،‬‬
‫وهنا تأت تأثيات قصية المد وتأثيات بعيدة المد ‪ .‬فعلى سبيل الثال قد يستغرقك التغلّب على مؤثرات حالة‬
‫نفسية مؤلة أو غي سعيدة بعض الوقت ‪ ،‬ويكن لي ملحظة بريئة عشوائية عن تلك الالة او الظرف أن ُتطْلق‬
‫مشاعر تُؤثّر ف تاوبك النفسي ربا بشكل يُفاجئ الخرين الذين يعتبون اللحظة غي مؤذية على الطلق ‪ .‬أو‬
‫يكن لديح غي متوقّع أن يزيد من ثقتك بنفسك ويُؤثّر ف كل ما تقوله وَتسْلُكَه طوال النهار ‪.‬‬
‫وأحيانا قد تتلف عملية التغي حسب نوع النس فبغض النظر عن قبولك أو رفضك لذه القيقة فإن نوع‬
‫جنس الشخص الُ ْدرِك يلعب دورا ف اتصاله مع الخرين ‪ .‬فمن العروف أن ُبنَى الدماغ تتلف عند الرجال عنها‬
‫عند النساء و أن لذا تأثي مباشر على كيفية اتصالم أو اتصالن بالخرين والخريات ‪.‬‬
‫ولعل عملية القناع أكثر فعالية يب أن يكون الشخص تاطبه أو تكتب إليه " إل جانبك " أي معك ف‬
‫البدأ لنه ف معظم الحوال إذا ل يكن الشخص الخر " معك " فهو إمّا حيادي أو ضدك ‪ ،‬قد تظن انك ف‬
‫حالت كثية كل ما تفعله هو إعطاء القائق للخرين ‪ ،‬ولكن لعل هؤلء يصدقون ما تقوله يب أن تأخذ ف‬
‫عي العتبار أو ًل سبب اتصالك معهم ‪ ،‬فبغض النظر عن موضوع التصال أنت تريد من الخرين أن يهتموا با‬
‫تقوله وأن يفكّروا أنه يستحق النْصات أو الستماع أو القراءة ‪ .‬ولفعل هذا يب أن تشي إليهم أنم موضع تقدير‬
‫عنك ‪ ،‬وسوف يكون اتصالك أكثر فعالية إذا أشرت أنك تعتب الخرين أهم جزء ف عملية التصال ‪ .‬وبإمكانك‬
‫إظهار ذلك كالتال ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫• ل تُنَاقِض الخرين أبدا ‪ :‬قد يمل الخرون آراء متلفة عن آرائك وإذا اعترفت بقيمة آرائهم بدلً من‬
‫إبلغهم أنم على خطأ سيكون من الحتمل أكثر جعلهم يستمعون إل آرائك وُينْصتون لا ‪.‬‬

‫•التكيّف مع الراء والفكار الخرى ‪ :‬إذا كنت متقبّلً لفكار الخرين الت قد تتلف عن أفكارك يشعر‬
‫هؤلء بأن أفكارهم تستحق الكلم والستماع ‪ .‬ومن خلل إظهارك لم أنك فهمت ما هم مهتمي له‬
‫واهتماماتم فإنك تشي إل أنك ترى المور من منظورهم أي من خلل وجهة نظرهم وكلما زاد تكيّفك مع‬
‫آراء الخرين زاد وصول إشارتك بتقديرك لم ‪.‬‬
‫•عدم تاوز كلم الخر أو مقاطعته ‪ :‬عندما تريد إبراز نقطـة ما قد تُ َ‬
‫جرّ إل القاطعة والتجاوز ‪ ،‬ولكن إذا‬
‫فعلت ذلك فإنك تعطي النطباع بأنك ل تعتب الشخص الخر يستحق الستماع ‪ ،‬وإذا بذلت جهدا لعاملة‬
‫الخرين بطريقة تشي إل أنك تظن أن آرائهم مهمة وسيشعرون بتقديرك لم ويزيد احتمال تقديرهم لك ‪.‬‬
‫وإذا كان بإمكانك جعل الخرين يظنون انك على تقارب معك عندها ييلون طبيعيا إل حبك والعجاب‬
‫بك ‪ ،‬ويكن تقيق هذا عمليا كالتال ‪:‬‬
‫•تشجيع الخرين على التحدث عن نفسهم ‪.‬‬
‫•إظهار الهتمام القيقي بالخرين ‪ :‬وذلك بتوجيه أسئلة متكررة إليهم حول آراءهم والهتمام با يفضّلونه ‪.‬‬
‫• التوجه إل الشخاص مباشرة بأسائهم ‪ :‬فذلك يعن أنك مهتم بم شخصيا لن الساء جزء أساسي من‬
‫الشخصية ‪.‬‬
‫•وهكذا فإن اخذ اهتمامات الخرين ف عي العتبار يعلهم ينفتحون عليك ويعتبون أنك تستحق الستماع‬
‫والنْصات ‪.‬‬
‫وأخيا فإن الهتمام بالخرين هو مكوّن أساسي للتصال اليد معهم وإقناعهم بالفكار والراء الت‬
‫تملها ‪ ،‬فإذا بذلت جهدا لظهار أنك تقدّر أهية الخرين من خلل التركيز على ما يقولونه وإظهار التقدير له‬
‫ذلك يعلهم يشعرون بأهية نفسهم وعندما تؤمن أن الخرين لم أهيتهم سيكون بإمكانك إيصال إيانك هذا لم‬
‫وهذا يعلهم يشعرون أكثر بالدارة ويعن أيضا زيادة احتمال تاوبم معك ‪ .‬وعندما يصل هذا يكون التصال مع‬
‫الخرين على أفضل وجه ‪.‬‬

‫بناء الشخصية المقنعة‬


‫كيف تبني الثقة في نفسك‬
‫حت تكون شخصا مقنعا ومؤثرا ف الخرين فإنه ل بد ف البداية من بناء ثقتك ف نفسك حت تكون‬
‫كلماتك لا الوقع الذي تريده على من تاطبهم وتقوم بكل ما هو مطلوب منها على أكمل وجه ‪ ،‬وتعتب الثقة‬
‫بالنفس من أبرز عناصر العنويات والرادة ومن عوامل النتصار ‪ ،‬وتأخذ الثقة بالنفس موقعها التميز ف بناء وصقل‬

‫‪13‬‬
‫الشخصية باعتبارها عنصرا رئيسيا ف رفع الروح العنوية والرادة وهي عامل هام ف مال تقيق التفوق الذي يرتكز‬
‫بدوره على العنويات والرادة والروح الفعّالة لدى الفراد ‪ ،‬يتفق علماء النفس على أن النجاح ف الياة يتطلب أمرا‬
‫جوهريا ل غن عنه هو الثقة بالنفس ‪ ،‬إذا افتقدناها فعندئذ يتولنا جزع مقلق يفقدنا عنصر البهجة والستمتاع‬
‫القيقي بالياة‪.‬‬

‫وللروح العنوية قواعد وعوامل ونتائج أو مظاهر على الفرد وتعله يعب عن نفسه من خللا‪ ،‬وقواعد‬
‫العنويات هي العقيدة والقيادة والرادة والتدريب ‪ ،‬وهذه تتشعب بدورها إل عدة عوامل كلها تُسهم |إل حد‬
‫كبي ف بناء وتقوية ثقة الفرد بنفسه ‪ ،‬كما تعتمد عملية بناء الثقة بالنفس على بناء الرادة ‪ ،‬ولبنائها كما هي‬
‫العنويات لبد من توفي مموعة كبية من العناصر منها معرفة التلقي وفهمه ومنها معرفة النفس والحساس الراسخ‬
‫بالقدرة وغيها من العناصر الت تزيد من ثقتك بنفسك ‪ ،‬والت تنعكس بدورها على سلوكه ف الواقف الختلفة ‪.‬‬
‫وكذلك المر بالنسبة للروح العنوية حيث ندها تنتج كمحصلة لتفاعل وتداخل مموعة من العوامل الادية‬
‫والنفسية ‪ ،‬وكلها تنعكس سلوكا إيابيا يظهر بدوره ثقة عالية بالنفس ف متلف الظروف والحوال ‪.‬‬
‫والثقة بالنفس أساس ل بد من العتماد عليه ف بناء الشخصية لا يثله من داعم وركيزة أساسية يتم من‬
‫خللا بناء البيت الداخلي وتقويته ‪ ،‬وحينئذ نتمكن من استخدام هذه القوة العنوية الداخلية ف اتاذ القرارات البناءة‬
‫الصحيحة واستعمالا ف التأثي على الخرين وإقناعهم با نرغب به ونريد منهم تقيقه ‪.‬‬

‫أش كال ال ثقة‪:‬‬


‫هناك العديد من أشكال الثقة الت يكن للفرد أن يتعامل معها ‪ ،‬وهي وإن كانت ف الساس تنبع من خلل‬
‫الثقة بالنفس إل أنا أشكال مهمة نواجهها ولبد لنا من التعامل معها ‪ ،‬ومن أبرزها الثقة بالماعة والثقة والسلطة‬
‫وطبعا الثقة بالنفس ‪.‬‬
‫الثقة بالماعة ‪:‬‬
‫وتتكون الثقة بالماعة من مالت منها ثقة الفرد بالماعة ودوره فيها يظهر عب رضا الفرد عن دوره ف‬
‫الماعة وعلقته معها والرغبة ف استمرار العمل الياب والشعور بثقته ف الماعة ‪ .‬ومنها الولء للجماعة وأهدافها‬
‫ويظهر من خلل شعور الفرد بالخلص للجماعة والتصميم على تقيق أهدافها واقتناعه بعدالة هذه الهداف‬
‫وإمكانية بلوغها‬
‫الثقة بالسلطة‪:‬‬
‫وهنا نقف أمام مموعة عوامل منها شعور الفرد بتمثيل السلطة له وشعوره بدفاع السلطة عن مصاله‬
‫الوطنية ‪ ،‬وشعوره بأهية مكانته ورأيه لديها ‪ ،‬وشعوره بولئه للنظمة والقواني وشعوره بعدالتها الذي يولد لديه‬
‫الثقة فيها وضرورة حايتها والدفاع عنها ‪.‬‬
‫الثقة بالنفس ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫والثقة بالنفس إنا تشكل من مموعة عوامل وإن كانت ف الساس ومثلها ف ذلك مثل سائر نواحي‬
‫الشخصية النسانية تضع للستعدادات الوراثية أولً ث للمكتسبات الجتماعية والبيئية إلّ أن جانب الكتساب ف‬
‫قضية الثقة بالنفس له أثره الكبي والذي نستطيع أن نزم معه أنا أي الثقة يكن تشكيلها وتقويتها أو العكس من‬
‫خلل عمليات التعليم والتدريب بختلف أشكالا وما يرافقها من عناصر الثواب والعقاب وغيها ‪.‬‬

‫الشخ صية وب نا ء ا لق درات ‪:‬‬


‫هناك العد يد من القدرات الشخ صية ال ت يتاج الفرد إل بنائ ها وتقويت ها ح ت يرت قي ب ستوى شخ صيته‬
‫ويستطيع التال إيصال أفكاره وآراؤه بصورة أكثر قربا من قلوب الخرين ‪ ،‬ومن هذه القدرات ‪ :‬القدرة النفسية ‪،‬‬
‫والقدرة العقلية والفكرية ‪ ،‬والقدرة الروحية ‪.‬‬
‫القدرة النفسية ‪:‬‬
‫وتتشكل هذه من خلل اكتساب الهارات النفسية الختلفة با فيها تقوية عناصر الشخصية وصفاتا‬
‫اليابية وكذلك اكتساب العادات النفسية السليمة كتقبل الخرين ومبتهم وكالبادرة اليابية تاه الخرين والفهم‬
‫السليم الواقعي لنفسه وللخرين وللظروف والحداث بيث ل يكون هناك تويل وتعظيم للمور وإنا إدراكها‬
‫بجمها الطبيعي والتعود على امتصاص الصدمات ما يؤمن الثبات النفسي والتزان ويساعد ذلك على مقاومة‬
‫الوف وغيها ‪.‬‬
‫كذلك يدخل ف مال القدرة النفسية عمليات التكيف وهي تشي إل التكيف الذات إي فهم الذات‬
‫والتوافق معها حسب القدرات والمكانات الاصة ووفقا للذكاء وللميول الاصة وإدراكا للفروق بي الشخص‬
‫والخرون ‪ .‬وتشي أيضا إل التكيف مع البيئة الطبيعية والجتماعية مع الخرين ‪.‬‬
‫القدرة العقلية والفكرية ‪:‬‬
‫وهذه تعكسها درجة العرفة ومستوى التثقيف والتعليم والتدريب مع تراكم البات واكتسابا الهارات‬
‫العقلية والفكرية وما يكن تسميته بالذكاء التعَلّم وخصوصا الذكاء والذي يظهر بدى العرفة الذكية السريعة‬
‫للمواقف واستيعـابا ث الروج باللول الذكية واتاذ القرارات الصحيحة ‪.‬‬
‫القدرة الروحية ‪:‬‬
‫وهذه تنبع من درجة اليان بالعقيدة وقيمها الختلفة وعلى رأسها قيم الهاد الشهادة ‪ ،‬والثقة بالدف‬
‫الذي يرغب ف الوصول غليه ‪ ،‬ويأت هذا من خلل التعلم والتربية ‪ ،‬والتربية البيتية والدرسية‪ ،‬والجتماعية من‬
‫خلل الؤسسات ويتربع على عرش هذه الناحية مسألة الثقة بال عز وجل وهذه الثقة هي قمة الرم ف بناء‬
‫العنويات والرادة‬

‫‪15‬‬
‫مظ اهر ال ثقة بال نفس ‪:‬‬
‫وف النهاية وعندما تتمكن من بناء قدرات الثقة ف نفسك فإن هناك العديد من الظاهر الت تعب عن هذه‬
‫الثقة ‪ ،‬والت تنعكس ف العديد من الواقف والوانب ‪ ،‬ومن هذه الظاهر ‪:‬‬
‫‪-1‬الباعة ف العمال الصائبة والبتكرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬القدرة الفائقة على التماسك وعدم الرتباك ‪.‬‬
‫‪-3‬التفاؤل بالنجاح واليان بالتوفيق ‪.‬‬
‫‪-4‬القوة والصرار الشديد والماس ف تنفيذ الهام ‪.‬‬
‫‪-5‬القدرة على تركيز النتباه ‪.‬‬
‫‪-6‬التعاون ف العمال الشتركة‪.‬‬
‫‪-7‬الالة النشطة للرادة ‪.‬‬
‫‪-8‬الوضوح والثبات ‪.‬‬
‫‪-9‬التفكي الذات والبداع والبتكار ‪.‬‬
‫‪ -10‬عدم التردد والشك ‪.‬‬
‫‪-11‬عدم ارتكاب الخطاء ‪.‬‬
‫وعند قياسها باعتبارها اتاهات الفرد نو نفسه تظهر الثقة على النحو التال‪:‬‬

‫التشاؤم‬ ‫التفاؤل‬
‫التقاعس‬ ‫الماس‬
‫اللمبالة‬ ‫مقابل‬ ‫تمل السؤولية‬
‫النانية‬ ‫الثرة‬
‫الهال‬ ‫الثابرة‬
‫النيار‬ ‫الصمود‬

‫‪16‬‬
‫عوامل بناء الذات‬
‫إن بناء الذات يتاج إل العديد من العوامل ‪ ،‬عليك مراعاتا والرص على تنميتها ‪ ،‬ومن هذه العوامل ‪:‬‬
‫‪ -1‬كن عبدا شكورا على كل شيء ‪:‬‬
‫النعم الت وهبها ال سبحانه وتعال للعباد ل تعد ول تصى وهذه النعم تعد من أحسن البات الت وهبها‬
‫ال لعباده وتوال هذه النعم بصفة مستمرة ومنتظمة يعطى النسان حافزا ليفعل كل ما هو خي ف الياة الدنيا‬
‫وكلما حصلت على هذه النعم كلما زاد شكرك للخالق الذي أعطاها لك وشكرك هذا يبعث ف نفسك السعادة‬
‫‪.‬حت ف أوقات الشدائد كن عبدا شاكرا ‪ ،‬ويب على النسان أن يدرك أن اللحظة الت يعيش فيها ربا تكون‬
‫أسعد وأحسن من لظة أخرى ‪ .‬ويب أيضا على النسان أن يدرك أن حياته من المكن أن تنتهي ف لح البصر ‪.‬‬
‫‪ -2‬ليكن لديك رصيد احتياطي دائما ‪:‬‬
‫فبالنسبة للمور الالية على سبيل الثال إذا ل يكن لدى الرء شيء من الوفر الال يواجه به الطوارئ فل مفر‬
‫من شعوره بالقلق وعدم الراحة ‪ ،‬وعلى العكس إذا كان لديه وفر يواجه به صروف الدهر فإنه يشعر بالطمأنينة‬
‫وراحة البال‪ .‬ويتفق خباء علم النفس على أن هذا البدأ نفسه يكن تطبيقه ف أمور أخرى عديدة ل علقة لا بالال‬
‫وقد يفعل العاجيب لدعم الثقة بالنفس ‪.‬‬
‫إن ثقتنا بأنفسنا قد ل تتزعزع إذا كان علينا أن نعال موقفا جديدا كل الدة علينا ‪ ،‬ولكنها قد تنخفض‬
‫إل حدها الدن إذا واجهنا موقفا سبق أن مر بنا ‪ ،‬ول ند هذه الرة شيئا ف " رصيدنا " نعال به ذلك الوقف ‪،‬‬
‫ويؤكد الدكتور ليليان جلبت البي ف شؤون الكفاءة ف العمل ‪ ،‬أن الناس الذين يشتغلون حت يرهقهم التعب‬
‫غالبا ما تنقصهم الثقة بأنفسهم ‪ ،‬وذلك لنم عندما يرهقون ويصلون إل حال من العجز وانعدام القدرة على‬
‫متابعة بذل الهد فعندئذ يشعرون أن رصيدهم من القدرة الذي يكنهم من مواجهة الطوارئ قليل أو معدوم وهذا‬
‫الشعور يضرب الثقة بالنفس ف موضع مؤل ‪ .‬ويتفق علماء النفس على بطلن الرأي القائل إن الشخص النح هو‬
‫الذي يصب قصارى جهده وكل قدرته ف عمله ‪.‬‬
‫‪ -3‬تقبل الوضاع الاطئة ‪:‬‬
‫الطريقة الوحيدة الت تؤدي إل الوقوع ف السلبية هي التفرقة والتمييز بي الوضاع القبولة وغي القبولة‬
‫ليس معن قبول الوضاع غي السليمة أنك خاضع لا ولكنك قد تقبلها مؤقتا حت تيز الصحيح وغي الصحيح من‬
‫هذه الوضاع وتستطيع التفرقة بينهما إنك ل تستطيع أن ترى الشياء على حقيقتها ‪ .‬فواجه هذه الوضاع وتعامل‬
‫معها بسم وتذكر الأثور تي القائلتي ‪ :‬إنك تصل على الشيء الذي ل تريده إذا أردت الصول على شيء فل‬
‫تشغل تفكيك به فليس باستطاعتك حل مشكلة إل إذا توقفت عن التفكي فيها والبتعاد عنها مؤقتا واجه الشكلة‬

‫‪17‬‬
‫مباشرة ‪ .‬فبد ًل من عدم القبول الوضاع غي السليمة كن شخصا متفتح العقل وكن صريا وحدد جوانب تلك‬
‫الشكلة حينئذٍ ستكون قادرا على السهام ف حل الشكلت العالية ‪.‬‬

‫‪ -4‬نظم وقتك ‪:‬‬


‫عليك أن تستخدم نظاما معينا تنظم فيه وقتك ‪ ،‬وسواء أكان ذلك يدويا أو إلكترونيا فل بد أن يستوعب‬
‫هذا النظم أهدافك ‪ ،‬مشاريعك ‪ ،‬خططك ‪ ،‬وتديدات وقتك ‪ ،‬تقوم من خللا بوضع خطة لليوم ‪ ،‬السبوع ‪،‬‬
‫الشهر ‪ ،‬أو لفترات معينة أخرى تددها حسب الاجة ‪ ،‬وف عملية إعداد وتنضم هذا البنامج فإننا ننصحك أن‬
‫تستخدم ألوانا متلفة للشارة إل الفئات الرئيسية للهداف الت تكم حياتك ‪ -‬فالصفر للشارة إل الصحة‬
‫والخضر للحالة الادية والزرق للعمل ‪ ،‬ويكن أن تستخدم ألوانا أخرى بيث تفهم مغزاها بجرد النظر ‪.‬‬
‫وبالنسبة لحددات الوقات والت تسمى أيضا نظرات تقويية ‪ ،‬فمثل هذه النظورات ضرورية للوصول‬
‫للفاعلية الكاملة والنجاح ف التخطيط للحياة ‪ ،‬فمثلً ‪ :‬ند أن نظرة ف مهام الشهر تساعدك على أن ترى أهدافك‬
‫ف صورة مهام ضخمة يقابلها مساحات زمنية كبية ‪ ،‬فإذا كنت مثلً تطط للقيام برحلة إل مكان معي فمثل‬
‫هذه الرحلة ستكون ف هذا التقوي الشهري ‪ ،‬أما نظرة على أحداث السبوع فهي مهمة إذا كان لديك الكثي من‬
‫الرتباطات والجتماعات ‪ .‬وذلك ؛ لن مثل هذه النظرة على أحداث السبوع ستكشف لك فترات من الفراغ‬
‫يكن أن تدخرها للعمال الت قد تكون غي ملحة ولكنها مهمة لحداث عملية الشباع‪ ،‬أما نظرة على أحداث‬
‫اليوم فتفيد كثيا إذا قسمتها لصفحتي ‪ ،‬صفحة للرتباطات والخرى للمهام الت تأمل ف أن تقوم با اليوم ‪،‬‬
‫وعليك أن تقوم بتبسيط كل الهام الت ستقوم با عند وضعها ف جزء " النظورات الوقتية " من منظم التخطيط‬
‫للحياة ‪ ،‬ولزيادة فاعلية هذا البنامج عليك أن تقوم با يلي ‪:‬‬
‫مراجعة الطط ‪:‬‬
‫إننا ننصحك أن تقوم بقراءة قيمك وأهدافك ومشروعاتك على القل مرة كل شهر ‪ ،‬وأثناء مراجعة‬
‫مشروعاتك قم باختيار الهام الت تريد التأكد من القيام با خلل هذا الشهر ‪ ،‬وقم براجعة صفحة " هذا الشهر‬
‫"مرة ف السبوع وذلك لتحديد ما ستفعله خلل السبوع القادم وراجع أيضا صفحة " هذا السبوع " يوميا‬
‫لتعرف ما ستفعله ف اليوم التال ‪ ،‬ولكي تعل من هذا المر عادة مستمرة اربط القراءة والراجعة بنشاط آخر‬
‫اعتدت القيام به أو بوقت ف الشهر يتكرر فمثلً إذا اعتدت احتساء كوب من الشاي أو القهوة كل صباح فهذا‬
‫وقت مثال لراجعة صفحة " هذا السبوع " وتديد الهام الت ستقوم با ف هذا اليوم ‪ ،‬وهناك طريقة أخرى للقراءة‬
‫والراجعة وهي تسيد الهداف الكبى من خلل اللوحات والشعارات وتعليقها حول النل أو الكتب ‪.‬‬
‫اختر شريكا للتخطيط ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫إن إحدى أفضل الطرق للحفاظ على الهداف والقيم ف حيز الوعي هي أن تد لك شريكا ف التخطيط‬
‫للحياة تتمع معه مرة ف السبوع ‪ ،‬ويكون موضوع هذا الجتماع ما تريد تقيقه خلل الفترات القادمة على أن‬
‫يكون هذا الشخص ‪:‬‬
‫‪ -1‬موضع ثقة بيث تلتزم معه الصراحة فيما يتعلق با كنت تفعله وما تفعله الن ‪.‬‬
‫‪-2‬أن تكون مقابلة هذا الشخص مكنة أسبوعيا ‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون شخصا لديه نفس الرغبة ف أن ييا حياته بالتخطيط ‪.‬‬

‫‪ -5‬لتكن حياتك غنية بالصلت الجتماعية‪:‬‬


‫وهذا من خية الساليب الفعالة فهي قهر ذلك الشعور الغلق الناجم عن نقص الثقة بالنفس وعدم اليان‬
‫با ‪ .‬وقد وجد علماء النفس أن الذين يكونون أحوج الناس إل اتاذ هذا النهج ف الياة ييلون إل إهاله وعدم‬
‫اتباعه فينكمشون على أنفسهم حت تصبح حياتم خاوية على عروشها قد ضربت وحشة الوحدة أطنابا فيها‬
‫وخلت جنباتا من دفء العلقات النسانية العدة‪.‬‬
‫والقيقة أن الياة تتألف من نواح عديدة من الولع والساعي ‪ :‬فإن مارس النسان كثيا من تلك النواحي‬
‫فعندئذٍ لبد لشكلة نقص الثقة بالنفس لديه أن تتلشى‪.‬‬
‫‪ -6‬حاول أن تنجز كل مهمة تضطلع با‪:‬‬
‫أدت الدراسات العلمية أن إحدى الصفات البارزة لدى الذين تنقصهم الثقة بأنفسهم هو ميلهم لترك‬
‫أعمالم غي مكملة ‪ ،‬ولكنهم ل يرون أية علقة بي عادتم هذه وبي افتقارهم إل اليان بأنفسهم ويقول علماء‬
‫النفس أن هذه العلقة بي أضعف الثقة بالنفس وبي عادة الهال وترك العمال غي تامة ناتة من أن كل مهمة‬
‫نتول أمرها ث ندعها ناقصة تترك فينا شيئا من الشعور بالخفاق وكلما كانت مسؤولياتنا عن ذلك العمل أكب‬
‫كلما ازداد هذا الشعور بالخفاق ‪ ،‬وعندما نلف وراءنا سلسلة طويلة من أعمال ناقصة ل ننهها ‪ ،‬فإن شعورنا‬
‫بالخفاق يكون لثقتنا بأنفسنا ‪.‬‬
‫وعلى العكس فل شيء يدعم الثقة بالنفس كوضع التنميقات النهائية ف عمل أُتقن صنعه ‪ .‬لذا فمن الكمة‬
‫أن تكف عن إضاعة الوقت سدى ف استهلك أعمال ومهمات ث تدعها معلقة ول تفكر ف إكمالا تفكيا جديا‬
‫ومن اللحظ أيضا أن الكثيين الذين اعتادوا أن يتركوا أعمالم غي تامة يدعون أنفسهم فيبرون إهالم هذا بأنم‬
‫سيكملونـها يوما ما ‪ ،‬ولعل خي وسيلة لكافحة هذا الداع الذات هي أن يعزم الرء على أن ل يبدأ عملً جيدا‬
‫حت يكون قد فرغ من العمل الذي يليه ‪ ،‬ومن هذا العزم العملي تبدأ الثقة بالنفس وتنمو بشكل مطرد حت ف‬
‫الذين قد ركبهم الفشل وفقدوا كثيا من ثقتهم بأنفسهم ‪.‬‬
‫‪ -7‬حاول معالة المور الت تبدو مستحيلة ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫يتفق الباء بالنفس النسانية على أن النسان إذا حقق أمورا عظيمة ف نظره أو ف نظر الناس فإنه يزداد‬
‫ثقة بنفسه ‪ ،‬وإن هو أنز أمورا يعلم أنا ضمن قدرته العتيادية فإن ذلك يزيد من ثقته بنفسه إلّ قليلً لن ذلك‬
‫العمل عادي مألوف والقدرة على إناز متوقعة وغي مستبعدة وبا أن ذلك الشخص يفترض بينه وبي نفسه أن هذا‬
‫الزمر هي ومألوف ولديه القدرة على إنازه فإن إخفاقه فيه يفض من احترامه لنفسه وثقته با كثيا‪.‬‬
‫والمر متلف عن ذلك تاما عندما ياول الرء أمرا يبدو مستحيلً ف نظره أو ف نظر الخرين ‪ .‬فإذا حاول‬
‫ول يستطع أن يققه ‪ ،‬فإن ثقته بنفسه ل يسها نقص ‪ ،‬ذلك لنه كان يعتقد منذ البداية انه ليس متوقعا منه أن يقق‬
‫مثل ذلك يعزز ثقته بنفسه بشكل مدهش ‪ ،‬وقد تساور كل منا ف بعض الحيان أفكار تكنه من تقيق أمور كانت‬
‫تبدو مستحيلة ف نظره أو ف نظر الخرين وقد يشعر بدافع يدفعه إل ماولة وضع تلك الفكار موضع التنفيذ‬
‫وعندئ ٍذ ينبغي له أن ياول ‪ ،‬فإذا نح فإن ذلك يزيده ثقة بنفسه وكثي من العظماء ذاعت شهرتم ف الفاق‬
‫لقيامهم بأعمال ظنها الخرون ف عداد الستحيلت ‪ ،‬وقد تسنح الفرصة للمحامي أن يتول الدفاع عن قضية‬
‫ميؤوس من ناحها وللطبيب أن يعال مريضا مشرفا على اللك ‪ ،‬وللمدرس أن يسعى ف إصلح فت ميؤوس من‬
‫إصلحه وعندئ ٍذ ينبغي لؤلء أن ياولوا ويبذلوا غاية جهدهم‪ .‬فإن هم نحوا ف بلوغ غايتهم فقد أحسنوا‬
‫لنفسهم قبل إحسانم للخرين وذلك لنم بعملهم هذا قد زادوا ثقتهم بأنفسهم ورضاهم الداخلي عن قدراتم إل‬
‫درجة كبية‪.‬‬
‫‪ -8‬اعتمد على التسامح ‪:‬‬
‫طبقا لا قاله " براندون سبت جون " ‪ " :‬ل لن ليس له القدرة على التسامح إن الشخص الذي ل يتسامح‬
‫ل يستحق الياة ‪ ..‬فتسامح لتحيا " وند أن هذا الثل ينطبق على العلقات بي الفراد الذين يعانون من اليذاء‬
‫الشخصي من قبل أفراد آخرين لكي نعيش ف الاضر ل بد وأن نتخلص من أعباء الاضي‪.‬‬
‫الفشل ف الاضي تربة مريرة ومن المكن أن تصاب بالفشل مرة أخرى فإذا كانت الظروف تتغي فإن‬
‫الدروس الت يب أن نستفيد منها تتكرر ‪ .‬لعل هذا يبر السلوك الذي يصدر من بعض الفراد الذين يظلمون‬
‫أنفسهم ويظلمون الخرين ‪ .‬وعندما تظلم الناس نتيجة أخطاء كانوا قد ارتكبوها ف الاضي فإنك تالف قواني‬
‫الطبيعة والياة لن الاضي إذا تغلب علينا فإنه لن يتيح لنا مالً للبداع وطرح أفكار أو وجهات نظر جديدة‪.‬‬
‫‪ -9‬كن معطا ًء للخي ‪:‬‬
‫الخذ والعطاء وجهان لعملة واحدة أي أن أي واحدة منهما ليس لا فائدة دون الخرى ‪ .‬الرسل ليس‬
‫فائدة دون الستقبل ‪ .‬البة ليس لا فائدة إذا ت الهر با وأصبحت علنية ‪ ،‬وف وقت الشدائد وف وقت الاجة‬
‫فإن العطاء يكون أول من الخذ الفراد الذين يقبلون الحسان من الخرين يشعرون بالهانة لنم يعتقدون أن‬
‫قبولم للهبات من الخرين يعتب ذريعة للخرين تعلهم ف مكانة متلفة عن مكانتهم ف الجتمع ‪.‬‬
‫‪ -10‬أنظر لحداث الياة بتمعن ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫كل شيء ير ‪ ،‬النظرة الفاحصة للتاريخ تبي لنا هذه القيقة من فترة ما قبل التاريخ إل النهضة وحت‬
‫سقوط الضارات العظيمة ‪ .‬كل فترة من هذه الفترات تبكي وتزن على صناعها ‪ .‬إن النسان يبكي على الاضي‬
‫والفرص الضائعة لن الاضي والفرص الضائعة من المكن أن يكونا شيئا ذا قيمة وثينا ف الوقت الاضر الذي نعيش‬
‫فيه ‪.‬‬
‫لن النسان يشعر بأنه ل يستطيع تعويض هذه الشياء الت فقدها ف الاضي ‪ ،‬وهو ما يدل على أن الاضي‬
‫له أثره ف الستقبل وأن الشكلة مهما بلغ حجمها فإنه يتضاءل برور الوقت ‪ .‬وعندما يكون الوقت عصيبا فإن‬
‫العقل البشري ينتقل إل وقت آخر ومكان آخر ليسترد هذا النظور " الرؤية الفاحصة "‪.‬‬
‫‪ -11‬نسق أفكارك ‪:‬‬
‫هل تتوقع السوأ أو تتنبأ بدوث كارثة ؟ هل تعتقد أن ثة شيء ما سيمضي ف الطريق الاطئ ‪ ،‬أو أنك‬
‫لن تكون قادرا على التعامل معه بطريقة ما ؟ مثل هذه الفكار البالغ فيها يكنها أن تنعك من مواجهة عملية بناء‬
‫نفسك ‪ ،‬والفضل ف جيع الحوال اصطياد الشاكل مبكرا ‪ ،‬فتجنب التصدي لا ل يعمل فقط على إبقائها بدون‬
‫حل ‪ ،‬بل يكنه أن ييلها إل السوأ ‪ ،‬وأن يزيد من صعوبة مواجهتها ‪ .‬وكلما كان تديد الشكلة أسرع ‪ ،‬كلما‬
‫بات من الحتمل أن يكون بقدورك معالتها بصورة أسرع وأكثر فعالية ‪ .‬لذا تبّ موقفا للقتراب منها ‪ ،‬إن تنبنا‬
‫أو تفادينا التصدي للمشاكل يؤدي بالتأكيد إل وقوعنا فيها ‪ ،‬فما المان الذي يققه لنا إهالنا أو تنبنا ‪ ،‬يكن‬
‫للمشاكل أن تنبع ف وجوهنا بكل قوتا ‪ .‬ولكن إن عمدنا إل هدم الاجز واللتقاء معها وجها لوجه ‪ ،‬فإن‬
‫شراستها سوف تذوب بالتدريج ‪.‬‬
‫كن متواجدا عندما يتاجك الخرون ‪:‬‬
‫لقد عب الكاتب القصصي جورج مكدونالد بإياد بليغ عن حقيقة من أعمق حقائقنا السيكولوجية عندما‬
‫قال ‪ " :‬ل شيء يعلنا نشعر بالقوة مثل لوء شخص إلينا لنساعده ف أمر ما "‪ .‬ولكن هناك حقيقة أخرى يعرف‬
‫علماء النفس صدقها ‪ ،‬وهي أن الذي يعان ضعف الثقة بنفسه غالبا ما يبدو غي مكترث بالخرين جافا معهم ‪،‬‬
‫متعاليا عليهم ‪ ،‬وليس من السهل أن تتقرب إليه لنه ل يب أن يكتشف الخرون ضعف ثقته بنفسه وقلة احترامه‬
‫لا فهو عادة يلبس قناعا من الغطرسة والتشامخ يصد به الناس عنه‪ .‬ولذلك فالشخص الحتاج إل معونة قد يلجأ إل‬
‫نصاب مترف بدلً من اللجوء إل مثل ذلك الرجل ‪ .‬من الضروري جدا لن يفتقر إل الثقة بنفسه أن يعمل ما‬
‫بوسعه ليظهر للخرين أنه سهل النال قريب الودة ‪ ،‬وإ ّل فلن يلجأ إليه أحد ويسأله العونة‪.‬‬
‫ولكي تكون سهل النال ‪ ،‬تألف وتُؤلف ‪ ،‬عليك أن تكون ودودا فتكثر من البتسام للخرين وتييهم بوداعة‬
‫ومودة وتسألم عن أولدهم وشؤونم مبديا اهتمامك بم ول تنتظر من الخرين أن يتقربوا إليك بل حاولت أنت‬
‫أن تبادرهم بودتك وإل خسرت فرصا عديدة لساعدة الناس ورفع ثقتك بنفسك واحترامك لا ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫هذا وإن نظرات الشكر والعرفان الميل والـودة الت تتلقاها من بذلت لم خيا له أثر عميق ‪ ،‬أنا نزيد‬
‫من ثقتك بنفسك ورضاك عنها أن لا نفس أثر الشهرة الذائعة والت تنالا عن أعمالك الباهرة والهم ف المر هو أن‬
‫تبدل نظراتك إل نفسك فتزداد تقديرا لنفسك وثقة با ‪.‬‬

‫الشخصية القوية تتحدى المشاكل‬


‫ا خت بار ق وة الق ناع‬
‫ف هذا التمرين يكنك معرفة موقفك وقدرتك على القناع ‪ ،‬اختر الجابة الت تناسبك ومن ث قم بمع‬
‫النتائج وتابع التعليمات حسب إجابتك ف ناية التمرين ‪.‬‬
‫لكي أقنع الشخص الذي أمامي أقوم بعمل الت ‪:‬‬

‫الجابة‬
‫الـتـصــــــرف‬ ‫رقم‬
‫غالبا‬ ‫أحيانا‬ ‫أبدا‬

‫‪22‬‬
‫أعيد النقاط مرارا وتكرارا‬ ‫‪1‬‬
‫يعلو صوت‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫أستخدم لجة أكثر ضغطا‬ ‫‪4‬‬
‫أتدث لفترات طويلة دون توقف‬ ‫‪5‬‬
‫لجت تصبح مهينة‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬
‫أستخلص الردود من الحاديث‬
‫‪8‬‬
‫أقاطع العتراضات من الشخص الخر وأدافع عن وجهة نظري‬ ‫‪9‬‬
‫أجادل فورا عقب أي اعتراض‬ ‫‪10‬‬
‫‪11‬‬
‫أتم الشخص الخر بباعث خلف اعتراضه ومقاومته لديثي‬
‫‪12‬‬
‫أسأل أسئلة منمقة‬ ‫‪13‬‬
‫عند اعتراضه أبدى أن جرحت أو أبدى غضب أو أقوم بأي اشارة توحي بذلك‬ ‫‪14‬‬
‫استحضر مواقف من الاضي لا علقة بنفس الوضوع أو متشابة للموقف والعارضة الال‬ ‫‪15‬‬
‫‪16‬‬
‫أؤكد أو أتعاطف معه بعبارات مثل ( أفهم ما تعنيه ‪ .....‬أقدر ما تقوله ‪)...‬‬ ‫‪17‬‬
‫أستمع جيدا لكل نقطة أو اعتراض‬ ‫‪18‬‬
‫أتكلم بماس‪ ،‬ولكن بدون أن أغمر الشخص الخر‬ ‫‪19‬‬
‫‪20‬‬
‫أراقب حركات حت ل تصدر عن إياءة أو اشارة تدل على العدوانية أو عدم التفهم لوقفه‬
‫أكون متصر بسرد النقاط وأتقق من موافقة الشخص الخر على كل واحدة منها‬
‫أراقب حركات الشخص الخر لستشف آي مظاهر للضيق أو عدم الرضى أو الوافقة‬
‫أسال أسئلة تركز على الكشف عن العوقات ل يكون فيها إحراج للخر‬
‫أسال أسئلة تركز على الشروط والظروف الت يكن من خللا الوصول إل موافقة متملة‬
‫ضع الدرجة كما يلي ‪:‬‬
‫‪2‬‬ ‫غالبا أو دائما =‬ ‫‪1‬‬ ‫أحيانا =‬ ‫أبدا = صفر‬

‫‪ = 12 – 1‬الجابة بــ ‪ 1‬أو ‪ : 2‬أعمل على تسي قدراتك وسلوكك‬


‫‪ = 20 -13‬الجابة بــ ‪ 1‬أو ‪ : 2‬عندك القدرة على القناع‬

‫من خلل هذه النتائج يكنك معرفة موقفك من القناع ‪ ،‬ولكن قم براجعة لذه السئلة وحاول زيارة‬
‫قدراتك على اليابية منها والبتعاد عن السلبيات ‪.‬‬

‫معالة الشاكل ‪...‬‬

‫‪23‬‬
‫تتاز الشخصية القوية بقدرتا على مواجهة الشاكل وعدم التهرب منها ‪ ،‬أو تأجيلها ‪ .‬ومواجهة الشكلة‬
‫أمر له أهيته الكبية ف القضاء عليها ‪ .‬أما التظاهر بأن ماوفنا ومشاكلنا ل تصاحبنا على الدوام ‪ ،‬والقيام بإغلق‬
‫أعيننا عنها ‪ ،‬ونن نأمل أن تبتعد عنّا وتتركنا ف حالنا من تلقاء نفسها ‪ ،‬فهو أمر غي مدي ‪ ،‬فمن النادر أن تدعنا‬
‫وشأننا ف هدوء ‪ ،‬إنّها تتاج ف العادة إل العالة والل ‪ ،‬فإذا ما تظاهرنا بأنه ل وجود للمشاكل ‪ ،‬وإذا ما تاهلنا‬
‫وجودها ‪ ،‬فإنا سوف تنمو وتكب وتتد ف ظل نعيم ظلم إهالنا ‪ ،‬وكلما طال الهال والتجاهل ‪ ،‬كلما زاد‬
‫احتمال تضخمها وتغلغلها ‪ ،‬وكلما كان التعرف على الشكلة أكب وأسرع ‪ ،‬كلما بات المر والوضع أفضل‬
‫وأحسن‪ .‬فإذا كان وقع هذا صعبا ‪ ،‬فمن الهم المساك بتلك القيقة الشجعة من أن معظم الشاكل ‪ ،‬وعندما ترى‬
‫بوضوح ‪ ،‬فإنا تظهر كمجرد جزء من الجم الذي تظهر به ‪ ،‬إذا ما نظرنا إليها من الوانب ‪ ،‬ونن على حال من‬
‫التخوف والكتئاب ‪ ،‬ويتقلص حجمها أكثر وأكثر عندما نقوم بواجهتها‪ .‬لذا فمن الفضل أن تواجه الصاعب‬
‫بدل من تنب التعرّض لا ‪ ،‬وأن تعترف بوجودها بدل من إنكار وجودها ‪ ،‬وأن تتقبل ما يري بدل من ماولة نبذه‬
‫‪ ،‬وأن تعترف بالقائق على ما هي عليه دون تشويهها ‪ .‬هذه الطرق الختلفة للتعبي عن فكرة لا ظلل متلفة خفية‬
‫ف معناها ‪ ،‬إل أنا ترتبط مع بعضها البعض ف خيط واحد أل وهو ‪ :‬أن مواجهة الصاعب أمر مفيد رغم انه قد‬
‫يكون مؤلا ‪ .‬ولتحقيق ذلك ‪ ،‬فأنك باجة أو ًل إل أن تعترف بأن الصاعب موجودة ‪ ،‬أو أن تعترف بأنك‬
‫تتحاشاها ‪ ،‬أو تتجنبها ‪ ،‬تيّل مثلً أنك تشعر بالرهاق ف العمل إل الدرجة الت تدفعك إل أن عليك التفكي‬
‫بالقيام بشيء حياله ‪ ،‬لكن ل تعرف ماذا تفعل ‪ ،‬وتتجنب الديث مع أي شخص عمّا تشعر به خوفا ما سوف‬
‫يظنه بك ‪ .‬ف حي أنك تعمل بدية أكب حت ل يلحظ أحد أن ثة أمر غي عادي يأخذ طريقه ‪.‬‬

‫إن تنب التعرض للمشاكل ومواجهتها ينعك من إياد الل لا بنفسك ‪ ،‬طالا أنك ل تد الوقت أبدا‬
‫للتوقف والتفكي ‪ ،‬ول لن تأخذ الكمة من الخرين أو اللتجاء إليهم لساعدتك ولذا ‪ ،‬فعند مواجهة الصعاب ‪،‬‬
‫يبدو المر ملحّا لن نول الشاعر القلقة الهتمام ‪ ،‬وأن نستخدمها لكي تدفعنا إل أن ننظر مليا إل ما يدث‬
‫ويري ‪ ،‬وأن نوضح بدقة هذه الصاعب‪ .‬ومن الصعب أحيانا أن تعرف ما إذا كنت بالفعل تتجنب شيئا ما أم ل ‪،‬‬
‫وعلى ذلك ‪ ،‬فمن الفيد أن تكون يقظا لدلئل التجنب ‪ ،‬وهناك خطوتي أساسيتي ف دراسة دلئل لختيار‬
‫الوقف أولما أن تستشعر ما ف نفسك فإذا ما كان سبب عدم إقدامك على أداء فعل ما هو أنه يسبب لك القلق‬
‫والزعاج ‪ ،‬فإنه يبدو بأن هناك احتمال تنبك عمله ‪ ،‬فإذا ما ثابرت على تنفيذ شيء ما ‪ ،‬ووجدته صعبا ‪ ،‬لكن‬
‫ليس هناك ما هو أفضل منه ‪ ،‬فإنه من الحتمل تنبك لبعض الوانب اللغمة بالكر فيه ‪ ،‬لذا وجّه لنفسك السؤال‬
‫التال ‪ :‬ماذا علي أن أفعل لكي أشعر بثقة أكب ف نفسي ؟ وإذا ما وجدت نفسك متورطا أو ساعيا بي اتاهي ‪،‬‬
‫عليك عندئذٍ بالتفكي ما إذا كنت تتجنب شيئا ‪ ،‬ولو كان المر كذلك ‪ ،‬عليك بأن ترى ما إذا كنت قادرا على‬
‫معرفة السبل للتعامل معه بدلً من التجنب والتفادي ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ال صر ار ع لى ال حق يب ني قوة ا لشخصية‬
‫أحد أهم القومات الت تساعد ف بناء الشخصية القنعة هي الصرار على الق وعدم التنازل ف أي حق‬
‫تعتبه صادقا ومقا لرائك وأهدافك بشكل عام ‪ ،‬والصرار على الق يساعدك على بناء القوام والقوة الت تشمخ‬
‫با لنفسك ‪ ،‬ويساعدك أيضا على تقوية علقاتك‪.‬والصرار على الق مهارة تعتمد على فكرة أن احتياجاتك‬
‫ومطالبك ومشاعرك ليست أكثر أو أقل أهية من تلك الت تص الخرين ‪ ،‬إنا تتساوى معها ف الهية ‪.‬‬

‫لذا عليك أن تطالب با لك من حقوق بطريقة مناسبة‪ ،‬وبأمانة ووضوح ‪ ،‬ومعرفة كيفية إتام ذلك ‪،‬‬
‫يساعدك على أن تضمن أنك لن ترج من الواقف وأنت تشعر بعدم ارتياح من نفسك أو تترك الخرين وهم‬
‫يشعرون بعدم الرتياح ‪ ،‬فالصرار على الق يدور حول أن تكون عادلً مع نفسك ومع الخرين كذلك ‪ ،‬ولكل‬
‫منّا الق ف مشاعره وأفكاره الاصة ‪ ،‬غي أنه قد يريد منك الخرون أن تفكر بطريقة متلفة ‪.‬‬

‫ولكن تلك مشكلتهم هم وليس مشكلتك‪ .‬فإذا ما كنت تقدّر وتقيّم نفسك وتثق ف مشاعرك ذاتا ‪ ،‬فإنك‬
‫تعبّر عن نفسك للخرين بطريقة فعّالة ومؤثرة ‪ .‬والشيء الغريب ‪ ،‬هو أن الناس سوف يقومون وقتها بتقديرك‬
‫والوثوق فيك أكثر ما لو اننيت لترضيهم ‪ ،‬والسؤال الذي يكن أن يطر ببالك الن عزيزي القارئ هو ‪ ،‬ما هي‬
‫آلية الصرار على الق ؟ يكن القول أن هذه اللية تتلخص بمس مهارات أساسية هي ‪:‬‬

‫‪-1‬النصات إل الخرين ‪:‬‬


‫فكّر ف سلوك العدوانيي الذين يقدمون الطالب الت يعلوها الضجيج والعجعة دون أن تكون لديهم أي‬
‫فكرة عمّا يفكر به الخرون‪ .‬وبدلً من النجاح ف ماولة السيطرة على الخرين ‪ ،‬فإنم كثيا ما يضعون أنفسهم ف‬
‫موقف أضعف وأكثر انكشافا للغي ‪ ،‬ويفشلون ف النصات لم ‪ ،‬إن النصات بعناية لا يقوله شخص آخر يعن‬
‫منحهم اهتمامك الكامل ‪ ،‬إن الستمع اليد سوف يفهم ما يقال ‪ ،‬ولكنه سوف يكون قادرا أيضا على التقاط‬
‫الكيفيّة الت يشعر با الشخص التحدث ‪ ،‬وقد تتاج إل التيقن من صحة تمينك ‪.‬‬

‫‪-2‬استخدام ( أنا ) أخرى غي أنانية ‪:‬‬


‫كثيا ما يرتبط استخدام كلمة ( أنا ) النانية ولكن ل بد أنك تتاج ف كثي من الحيان للتعبي عن نفسك‬
‫وذلك باستخدام هذا ( أنا ) دون أن يكون فيها أي تعدي على الخرين ‪ ،‬فمن العدل أن تعب عن نفسك بوضوح‬
‫وخ صوصا عند ما تر يد شيئا ما ‪ ،‬ل دا عي (للّف والدوران) أو أن تكون غامضا أو خجولً أو مر جا ً‪ .‬فإذا كان‬
‫للخرين حقهم ف التعبي لنفسهم وعن أنفسهم وأن يتوقعوا لوجهات نظرهم أن تترم ‪ ،‬فالمر ينطبق عليك أيضا‬
‫‪ .‬أقبل بشاعرك على ما هي وليس كما لو أنت وضعتها ف السبان ‪ ،‬فسوف تصبح أنانيا ‪ .‬إن شعرت بالغضب ‪،‬‬
‫فإن ذلك هو ما تس به ‪ .‬اعترف بالحساس حت تستطيع أن تعبّر عنه أو ( إدارته) بطريقة مناسبة ‪ ،‬والمر ذاته‬
‫‪25‬‬
‫ينطبق على الخرين‪ ،‬إنم يتلكون الشاعر الت لديهم والق ف امتلك هذه الشاعر ‪ ،‬وف العتراف با وقبولا ‪،‬‬
‫لكنهم ل يلكون الق بأن يقذفوا با ضد إرادتك‪ ،‬لذا فإن الشعور باجة إل العتراف به‪.‬‬

‫‪-3‬تسك بالنقاط الامة ‪:‬‬


‫إذا ما قدمت إليك دعوة ما ول تكن متأكد من حضورك لا واختلفت أقوالك ف قبول أو رفض هذه‬
‫الدعوة فستجد نفسك ف موقف غي واضح العال من حيث الرد ‪ ،‬ولكن ل يوجد أي عذر ‪ ،‬وكل ما تقوله يكن‬
‫أن يكون مقنعا ‪ ،‬ويكن التصدي لميع هذه الواقف ‪ .‬فإن ل تكن متأكدا ما سوف تقوم به ‪ ،‬فلماذا ل تعل‬
‫نفسك متأكدا من قبولك للدعوة ‪ ،‬بوسعك أن تذهب إليها متأخرا أو تغادرها مبكرا ‪.‬‬

‫إن أكثر الجوبة إقناعا هي أكثرها استقامة وبساطة‪ ،‬كأن تقول‪ :‬شكرا‪ ،‬ولكن لدي الكثي بي يدي كي‬
‫أؤديه‪.‬‬
‫لن يكون هناك عودة ظهور للمر ثانية ‪ .‬لقد وضعت قرارك‪ ،‬وقدمت سببا واحدا واضحا‪ .‬فإن ل يقبل‬
‫ردك ‪ ،‬قم بتكرار الرسالة ‪ ،‬إما باستخدام نفس الكلمات أو مع الختلف البسيط الذي يمل نفس العن (كل ‪،‬‬
‫أخشى ل أستطيع ‪( ، )..‬آسف ‪ ،‬فأنا مشغول للغاية‪ ( ، )..‬كم كنت أود ذلك ‪ ،‬إل أنن ل أستطيع ‪. ) ..‬تلك‬
‫استراتيجية مفيدة للغاية والت يكن تعديلها للعديد من الواقف الختلفة ‪ ،‬وتعلّم التمسك بدفعك كما يقول التعبي ‪،‬‬
‫وأن تبقى على القضبان ‪،‬وأن تستخدم الل الحكم ‪ ،‬وكل ذلك يتطلب المارسة‪ ،‬وأهم خطوات التمسك بالنقاط‬
‫الامة ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬قرر ما تريد‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضع هذا بصورة واضحة‪.‬‬
‫ج‪ -‬فكر ف أكب عدد مكن من طرق التعبي عن قرارك قد استطاعتك‪.‬‬

‫‪-4‬إدارة النقد والشكوى ‪:‬‬


‫يسبب النقد والشكوى غليانا للمشاعر الذي يوصلها إل النفجار بصورة عدوانية ‪ ،‬والنفجار بفعل‬
‫عواصف الغضب ‪ ،‬أو الغليان بالنفعال الكتوم الذي ل يعبّر عنه ‪ ،‬يشكل طرفي مدمرين ‪ ،‬إنه الوقوع بي نارين ‪،‬‬
‫وأن تكون عادلً لنفسك وللخرين فهذا يساعدك على أن تضي بينهما ‪.‬‬

‫من الشياء الوهرية أن تري التمييز بي النقد وبي اغتيال الشخصية‪ .‬فكل إنسان يقع ف الخطاء ف‬
‫بعض الوقات ‪ ،‬يقوم بالغلط ويسبب الرج ويتصرف بل تفكي أو بوقاحة ‪ ،‬إل أن كل ذلك يشكل أنواعا معينة‬
‫من السلوك تثيها أنواع معينة من الواقف ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وليس من العقول أن تستخرج نتائج عامة منها ‪ ،‬وأن توهم الشخص الذي يقوم با بأنه سيئ ‪ .‬تاما كما‬
‫تستخرج نتائج عامة عندما يقوم شخص بشيء مفيد له اعتباره ‪ .‬والتصدي للتامات الباطلة أسهل إن استطعت‬
‫العتراف بنقاط الضعف بدقة ‪ ،‬دون البالغة ف أهيتها ‪ ،‬ودون أن تنبذها باعتبارها خارجة عن الوضوع ‪ .‬ونشرح‬
‫لك هنا ثلث استراتيجيات تساعد على الرد على عمليات النتقاد ‪:‬‬

‫أولً‪ :‬ارفض أن توصم بشيء ‪ ،‬أو توضع ف خانة مددة لوضعك ‪ :‬يقول نقّادك‪( ،‬إنك دائما غي منطقي إل‬
‫درجة كبية ‪،‬إنك ل تستطيع الحتفاظ بفكرة ف رأسك مباشرة أكثر من عشر ثوان) ‪ ،‬ويكون ردك (أحيانا‬
‫ما ‪ ،‬أردد أشياء غي منطقية ‪ ،‬ولكن ف معظمها أقدم ما يتمشى مع الدراك السليم) ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اتفق مع الناقد واعتذر بطريقة لئقة ‪ :‬يقول الناقد ‪(:‬ها أنت قد تأخرت مرة أخرى)‪ .‬وتيب ( إن آسف ‪،‬‬
‫إنن كنت مشغولً فعلً وتأخرت)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اطلب التوضيح ‪ :‬يقول ناقدك ( إنك مرتبك وغي منتظم ) ‪ ،‬وتيب ( وما الذي يدفعك إل هذا القول ؟)‬
‫أو ( هل صادفت شيئا من ذلك ف طريقك؟)أو ( هل تفضل أن أعيد ترتيب المور ؟)‪.‬‬

‫وحت تكون عملية عرض الشكلة أكثر وضوحا قم با يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬قم بتسمية الشكلة ‪ :‬كن متصرا‪ ،‬ومددا وواضحا وليس بالتخمي بالنسبة لواقف ودوافع الشخص الخر ‪.‬‬
‫تسك بالقائق ‪.‬‬
‫‪ -2‬عبّر عن مشاعرك وعن آرائك ‪ :‬عليك فقط بعرض مشاعرك وآرائك ‪ ،‬وضع ف اعتبارك عدم البالغة ف‬
‫التعبي عنهم‪ .‬احتفظ بالدوء والنبة الادئة دون لوم الخرين ‪ ،‬تذكر أن يكون تركيزك على أنا وليس على‬
‫أنت ‪.‬‬
‫‪ -3‬حدد ما تريده ‪ :‬اطلب تغييات مددة واضحة ‪ ،‬اطلب واحد ف كل كرة حت يكن التوقيع من الخرون‬
‫تقيقه بصورة معقولة‪.‬‬
‫‪-5‬استخدام جسدك ف مساندتك‪:‬‬
‫هناك جانب جسمان للسلوك الصر على الق ‪ ،‬إن كيفية العتداد بنفسك تتبدى ف وقفتك‪ ،‬ف تلمس‬
‫العيون ‪ ،‬وف نغمة صوتك ‪ ،‬وف الياءات والركات ‪ ،‬ف تعبيات الوجه وف السافة الت تضعها بينك وبي‬
‫الخرين ‪ ،‬وغيها من الطرق ‪.‬‬

‫وهناك العديد من التمارين الت تساعدك على التفكي ف الرشادات الت تلخصها ف الخرين وف تلك الت‬
‫تنبعث أنت با‪ .‬وعموما فإن السلوك الكثر اعتدادا يتضمن أخذ نفسك بالستقامة ‪ ،‬والنظر إل الخرين بقلب‬

‫‪27‬‬
‫متفتح ‪ ،‬فعلى سبيل الثال فكّر ف شخص تعرفه ويتصرف باعتداد وليس بعدوانية أنض وأمشي عب الجرة بالطريقة‬
‫الت يشي با ‪ ،‬وعندما تواتيك الفرصة لحظ كيف يبدو هذا السلوك العتد ‪ ،‬قل ‪ ،‬ماذا تلحظ؟‬

‫جرب هذا السلوب وحاول التعرف على أساليب أخرى من خلل مراقبة الخرين وأخذ أمثلة متلفة‬
‫لتصرفاتم وحاول إياد حلً وسطا تعتبه اليزان السليم بالنسبة إليك ‪ .‬هل تستطيع التعرف على لغة جيدك ؟ هل‬
‫هناك أي شيء تود تغييه ف الطريقة الت تستخدم با جسدك؟ إن وجد ذلك‪ ،‬حدّده بوضوح ‪ ،‬ومارس السلوك‬
‫الديد بأكثر ما تستطيع ‪.‬‬

‫كيف تقنع الخرين وتؤثر فيهم‬


‫إعداد الرادة الفذة‬
‫أحد أهم أدوات إقناع الخرين والتأثي فيهم هو إعداد الرادة حيث أن له دور هام ف بناء الشخصية القوية‬
‫الؤثرة ‪ ،‬ويكون هذا العداد بالفكر والعرفة وليس بالعضلت ‪ ،‬فالذين ألفوا التأمل والتفكي ومارسوها مراسا‬
‫دائما فيما دقّ وج ّل من شؤون اليـاة ‪ ،‬ل يدون أدن صعوبة ف الستغراق الذهن ‪ ،‬وماكمة العوامل والسباب‬
‫الت تملهم على مراس التربية النفسية ‪ ،‬أمّا إذا كان استعداد النفس للستغراق غي معد إعدادا كافيا ‪ ،‬فإن من‬
‫السهل إيقاظه وتوطيده ف أن يضع الرء لئحة مكتوبة بالتغييات الت يرغب ف إحداثها بشخصيته ‪ ،‬والفوائد الت‬
‫ينيها من تلك التغييات النشودة ‪.‬‬

‫ويستطيع كل امرئ أن يكتب الصيغ الت توافقه ‪ ،‬أو يتاج إل تقيقها والقيام با ف نفسه ‪ ،‬ول يكن أن‬
‫يعرفها أحد غيه من الناس ! وليكرّر قراءة ما يكتب ‪ ،‬ويتملّ كل جلة على حدة تليا عميقا وافيا ‪ .‬ومن العلماء‬
‫من ينصح الراغب ف توليد الجتهاد داخل نفسه أن يكتب ما يريد الصول عليه بط كبي واضح على ورقة خاصة‬
‫عريضة ‪ ،‬وأن يلس إليها يتأملها يوميّا طوال دقائق معينة يصصها لذا التمرين ‪ .‬هذه الطريقة توافق أكثر ما‬
‫توافق ‪ ،‬الضطربي التهيجي الذين ل يستقطبون انتباهم إل حول نقطة ارتكاز مادية ‪.‬أما الكسال ‪ ،‬والامدون ‪،‬‬
‫فإن أفضل منشط لدمغتهم ‪ ،‬هو أن يسيوا ‪ ،‬أن يتمشوا بسرعة وهم يستعيدون ف سريرتم المل الت كتبوها ‪،‬‬
‫فالركة السمية تبعث على ترك ف الدماغ ‪ ،‬كما أن جود البدن ييل إل تدئة التهيج العصب‪ .‬وإن اتباع‬
‫ل‪،‬‬‫الرشادات السابقة ‪ ،‬يتطلب قدرة على بذل جهد فكري ‪ .‬وأضعف امرئ يد هذه القدرة حي يعن النظر قلي ً‬
‫وياول أن يكم على الشياء بعقله ‪.‬‬

‫والواقع أنه ما من إنسان إل ويشعر خلل ساعات يوم كامل ‪ ،‬وف مرى النهار خاصة ‪ ،‬بركات داخليّة‬
‫نفسيّة ‪ ،‬تنبعث عن مطامه وتطلعاته الدفينة‪ .‬تتمثل هذه الركات ف حالت وجدانية متنوعة ‪ ،‬من تصيل ميزة من‬
‫‪28‬‬
‫اليزات الحبوبة ‪ ،‬إل نظرة من عاهة نفسية وحرص على حذفها ‪ ،‬إل تشوق لرفاهية مادية ‪ ،‬إل اهتمام بشيء‬
‫وحب اقتنائه ‪ ،‬إل تعلق بتعة ما ‪ ،‬أو نشدان للحترام والنفوذ والوجاهة ‪ ..‬ال‪ .‬فإذا تعوّد الرء أن يتبع هذه الطامح‬
‫حي ترد على ذهنه ‪ ،‬وتل وجدانه ‪ ،‬بفكرة الرادة الت تلق ف نفسه استعدادا ‪ ،‬وإن مؤقتا ‪ ،‬يقّقها بالجتهاد ‪.‬‬
‫وإنّ استغلل هذه اللحظات الت تستعد با النفس ‪ ،‬لتوسيع الوثبة الفاعلة ف طريق التأمل ‪ ،‬يقق الطوة الول لنمو‬
‫الرادة ‪ ،‬ويفتح أمامها الباب لتلج آفاق القوى الكبى ‪ ،‬والعظمة الثلى ‪.‬‬

‫إن مرد تفكي الرء ف أن يصبح شخصية قوية صحيا وأخلقيا ‪ ،‬وماديا ومعنويا ‪ ،‬أو تأمله ما هو عليه بعد‬
‫أن يعمل ويهد ‪ ،‬من علو شأن ‪ ،‬وتوفيق ف الياة ‪ ،‬وسعة ف العلم ‪ ،‬وقدرة على حكم النفس وفق مبادئ يعتقد‬
‫بصوابا ‪ ،‬يقق سلسلة من قوى أفكار تري ف قناة واحدة ‪ ،‬وتصب ف الرادة بشاركة النصائح الت أسداها لنفسه‬
‫وكتبها من قبل ‪ ،‬لنواجه إذن الكلَلَ والتعب والتردد والمود بطامح عالية ‪ ،‬ولنكرر على أنفسنا أننا لن نترك‬
‫لرغباتنا الدنيا سبيلً إل تقيدنا ‪ ،‬أو تكبيلنا عن تقيق تطلعاتنا السامية اليّرة ‪ ،‬ولنعتقد أخيا أن الرادة الدربة العدة‬
‫‪ ،‬تثل أفضل وسيلة من وسائل العمل ‪.‬‬

‫كما أن على الفرد أن يتنع الرء عن الغضب ‪ ،‬والثرثرة ‪ ،‬والدخول فيما ل يعنيه ‪ ،‬وطلب الظهور‬
‫والشهرة ‪ ،‬وما إل ذلك من أوضاع وحالت تكلّفه جهدا نفسيا ل فائدة منه ‪ ،‬حت إذا احتاج إل أعصابه وجدها‬
‫ف خدمته تلب رغباته ‪ ،‬وتستجيب لرادته ‪ ،‬ويشعر عندئذٍ بقوة ف نفسه ل يعهدها من قبل ‪ ،‬ياله إزاءها إحساس‬
‫بالراحة يزيد من طاقته العصبية ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫أقوى الشخصيات تأثيراً‬
‫مر معنا ف الجزاء السابقة من هذه الدورة عدد من العوامل الت تؤدي إل إقناع الخرين والتأثي فيهم ‪،‬‬
‫ولكن من هي أقوى الشخصيات تأثيا على الخرين إنا الشخصية الجتماعية الناجحة وتتسم هذه الشخصية بأنا‬
‫تكون دائما نشيطة ودءوبة على العمل التواصل وقدرة على بذل الهد بانتظام وكفاءة واستمرارية مطلقة‪ .‬وتكون‬
‫تلك الهود والسلوكيات والفعال بأفضل طريقة مكنة وموجهة إل أفضل هدف مكن ‪ ،‬ويستتبع هذا أيضا تنب‬
‫صرف أوقات الفراغ ف العبث أو فيما يؤدي إل إيقاع الضرر بالخرين بأي صورة من الصور ‪ ،‬وهذه الشخصية‬
‫لجتماعية الؤثرة تتصف دائما بالشباع للخرين ومساندتم فيما هو خي وإياب ونافع لم‪.‬‬

‫ويعتب صاحب هذه الشخصية قادرا على أن يل مشكلت الخرين بكفاءة واقتدار أو يساهم ف حلها‬
‫على القل وقادر على أن يل الو الحيط به تفاؤل وتطلعا إل آفاق رحبة يشيع فيها المل والرجاء‪ ,‬لذا نده ملذا‬
‫لن تضيق بم سبل الياة وملجأ واستراحة دافئة ومرية لصحاب الشكلت والواقعي ف أزمات نفسية ‪ ،‬وتتسم‬
‫شخصية النسان الكثر تأثيا إيابيا على الخرين بأن بقدوره أن ينظر إل المور من زاوية أخرى ل من زاويته‬
‫هو ‪ ،‬بأن يضع نفسه دائما مل الطرف الخر ‪ ،‬وينظر ماذا كان سيفعل لو كان بكانه ‪ ،‬ول تتأتى هذه القدرة‬
‫بالنظرة بل تتاج إل تدريب طويل منظم لن النسان العادي ف معظم الحوال يرى أنه القادر على التفكي دون‬
‫غيه وأن ما يراه صوابا لبد بأن يكون صوابا ‪.‬‬

‫إن الناس مت أحسوا بأنك تقف عند نقطة بعيدة عن الوى ف آرائك للعتراف لم بقيمة ما يرونه حقا‬
‫وواجبا إذ كان ذلك فعلً حقا وواجبا ‪ ،‬عندئذ يقتربون منك ويسلمونك سلحهم ويأخذون با تقدمه إليهم من‬
‫توجيهات لنك تصبح بالنسبة لم الكثر والقوى فاعلية بتصرفاتك وسلوكياتك اليابية وأفكارك اللئمة لم‬
‫والناسبة لظروفهم وبذا تستطيع التأثي القوي جدا على الخرين بفكرك ووجدانك الرفيعي غي التعصبي لذاتك ‪.‬‬

‫ط رق ا لتأ ثي ر والت أثر‬


‫يذهب الناس ف التأثي والتأثر فيما بينهم ف طريقتي ‪ :‬الول يتأثر بالروحانيات والسلوكيات الراقية الرفيعة‬
‫والثان ويسلكه الغلبية يتأثر بالاديات والسلوكيات والخلقيات الت تلب أكب قدر من القيمة الادية ولعل‬
‫الكفاح والصراع ف سبيل الال ل يسبق أن بلغ من الدة والشدة ف أي عصر من العصور ما بلغه ف عصرنا هذا ‪،‬‬
‫ولكن ماذا تفعل ؟ قبل أن نيب يب أن نوضح أولً غريزة القتناء وحب الثراء فطري ف النسان ‪ ،‬ولكن القيم‬
‫اللقية والعقائد والتقاليد كانت حافظة لللا وقدسيتها وكان الناس يضعون تلك القيم والعقائد والتقاليد‬
‫والخلقيات السامية الرفيعة ف مرتبة أسى من مرتبة الال فل يضحون با أو يرجون عليها مهما قويت عوامل‬

‫‪30‬‬
‫الغراء أو بلغت بم الاجة ‪ ،‬والشخصية الؤثرة الذابة راجحة التفكي تستطيع أن تدرك أن الندفاع ف أحد هذين‬
‫الطريقتي ل يكن أن يؤدي إل ما تدف إليه من الياة وطريق النجاح الق هو طريق وسط يقع بينهما ‪.‬‬

‫والفقر يؤدي إل تبلد العقل وذل النفس كما أن الال ل يفيد ف التحرر من نيان القلق ولكن الطريق‬
‫الوسط يتيح الفرصة أمام النسان للنضوج والسمو والستمتاع والساهة ف الدمات النسانية ما دام قادرا على‬
‫القيام بذلك ‪ ..‬ولو نظرنا إل أولئك ولدوا وف أفواههم ملعق من ذهب ند معظمهم ل يبذل من الهد ما هو‬
‫مطلوب منه كي ييا النسان مؤثر بأخلقياته وتصرفاته بل ند أن معظمهم يلقى عناءً كبيا ف سبيل نو شخصيته‬
‫ونضوج عواطفه ‪ ،‬فكما أن نو العضلت يستلزم الرات والركة وبذل الهد ‪ ..‬كذلك نو الشخصية يستلزم‬
‫مواجهة الصعاب والتمرس بالسئوليات ‪ ..‬وهذا النمو يتضمن تذيب الغرائز وسهولة التحكم فيها وتنمية حاسة‬
‫الكم الصحيح على الشياء والقدرة على القيام بالواجبات والسئوليات ومواجهة الطوارئ والفاجآت الت لبد‬
‫منها من وقت لخر ‪.‬‬

‫وخي المور أوسطها ‪ ،‬فل بد أن يسلك النسان مسلك السعي الدائب وراء النجاح ف الياة العملية ف‬
‫إطار تسكه بالبادئ والقيم النسانية الراقية ‪ ،‬ومدى إفادته من النجاح يتوقف على مدى استغلل الفرد لواهبه‬
‫وقدراته ومدى إفادته من الفرص التاحة له وكيفية تغلبه على ما يصادفه من متاعب وعقبات ‪ ،‬كما أن الذين تركوا‬
‫قيمهم ف سبيل الادة يعانون ويسون برارة الرمان من السعادة القيقية الت ل يستطيع الال أن يشتريها ‪ ،‬ولكن‬
‫نعيش كما ينبغي ل يكفي أن نعيش لنفسنا وإنا يب أن نعيش ف انسجام وترابط وتأثر وتأثي ف الناس عن طريق‬
‫خط متوازن ما بي الفاظ على القيم الروحية والسعي وراء النجاح ف الياة العملية ‪.‬‬

‫ال دا فع ا لذ ي يؤث ر في ا لن اس‬


‫إن تريك الدوافع النفسية لدى الخرين هو القياس القيقي لتأثيك فيهم ‪ ،‬وما يفعله القائد على سبيل‬
‫الثال لكي ينجز الخرون مهامهم هو أنه يقوم بإلاب مشاعرهم ويؤكد لم انه هو معهم ف قارب واحد وأن‬
‫الميع يعمل كفريق واحد وأن العمل الذي يقومون به له قيمة كبية وأنم أفضل من يقوم بذا العمل ‪ ،‬هذه هي‬
‫التربة الصبة الت ينمو فيها تريك الشاعر النسانية‪ .‬فكل منا يرد عائدا وربا من خلل علقاته النسانية مع‬
‫الخرين ‪ ،‬ولعل الهتمام بالناس ومدحهم ورعايتهم هي أرباحُ ينتظرون أن ينوا ثارها ‪ ،‬ويكنك أي تُعل أي‬
‫شخص يفعل أي شيء وذلك بأن تعله يرغب ف ذلك ‪ ..‬ولو سألتك ماذا يريد الناس ف القيقة ؟ ‪ ..‬قد تذكر‬
‫ل أشياء عديدة مثل الطعام والكساء والب‪ .‬ولكن قد تنسى شيئا مهما وعظيما وهو شعورهم بالهية وبالحترام‬
‫وأن لم قيمة فعلية ‪ ،‬وهذه الشياء هي الت ترك الدوافع النفسية لدى كل إنسان وأن فعلتها ستؤثر فيهم تأثيا‬
‫عميقا ‪ ..‬جرب أعط أي شخص آخر تاما غي الذي كنت تعرفه ‪..‬‬

‫‪31‬‬
‫إذا كنت تريد حقا أن ترك الدوافع النفسية لدى الخرون فعليك أن تعترف بوجودهم وأن تتويهم‬
‫وتشجعهم وتسألم رأيهم وتدحهم ‪ ..‬وتتيح لم فرص اتاذ القرار ‪ ..‬تشاركهم فرحهم وهومهم تطلب نصيحتهم‬
‫وتعمل با عندما يكنك ذلك ‪ ،‬واجعلهم يفهمون أن لم قيمة ‪ ،‬وأعطهم حرية الفكر والتصرف بالطريقة الت يرونا‬
‫مناسبة وأعلن إيانـك بقدراتم على عدم اعتراض طريقهم ‪ ،‬وثق أن الدافع الذي يؤثر ف الناس يكمن ف تعبيك‬
‫لم عن ثقتك بم واحترامك واهتمامك بم ‪ ،‬أفعل ذلك وستحرك الدافع الياب نوك فورا‪.‬‬

‫ولعل أقوى دافع يؤثر ف الناس هو البتسامة الشرقة دائما ‪ ..‬لقد ثبت أن تعبيات الوجه تتكلم بصوت‬
‫أعمق أثرا من صوت اللسان وكأن البتسامة تقول لك عن صاحبها إن أحبك ‪ ..‬إن سعيد برؤيتك ‪.‬‬

‫ول تسب إنن أعن بالبتسامة مرد العلمة الت ترتسم على الشفتي ل روح فيها ول إخلص ‪،‬كل إنا‬
‫أحدثك عن البتسامة القيقية الت تأت من أعماق النفس ‪ ،‬ولو كنا قانعي تامّا ومقنعي بأن البتسامة هي الطريق‬
‫الذي يؤدي إل البتهاج وأنه الواجب علينا إذا فقدنا البتهاج أن نتصرف كما لو كنا مبتهجي حقا أمكننا أن‬
‫نضع لنفسنا وللخرين الدافع الذي يؤثر فيهم جيعا ‪ ،‬كما أن البتسامة تشيع السعادة ف الياة وتؤثر ف الناس‬
‫لبعد مدى ‪ ،‬إنا راحة للمتعب ‪ ،‬وشعاع المل لليائس ‪ ،‬ل تشترى ول تستجدى ول تقترض ول تسلب ‪ ،‬وإذا‬
‫أردت للناس أن يبوك وأن تؤثر فيهم ابتسم لم ‪ ..‬ابتسامة صافية نقية نابعة من القلب كي تصل إل القلب‬
‫مباشرة ‪ ،‬وتذكر دائما أن أحوج الناس إل البتسامة هو الذي ل يبق له شيء من البتسامة ليهبه للناس ‪ ،‬وقيل قديا‬
‫‪ :‬إن النسان الذي ل يعرف كيف يبتسم ل ينبغي له أن يفتح متجرا ‪ ..‬وهي تعن أن النسان غي القادر على‬
‫البتسامة من الي له أل يتعامل مع الناس ‪ ،‬لن التعامل مع الناس يتطلب الرونة والتسامح والتصال والتفاؤل ‪،‬‬
‫والبتسامة الشرقة دائما ‪.‬‬

‫الهدوء في التعامل مع الخرين‬


‫إن أفضل أسلوب للتأثي الياب ف الناس والصول على تأييدهم لفكارنا وأفعالنا وتصرفاتنا هو أسلوب‬
‫الضغط النخفض الذي يقدم القائق بدوء متخليا عن الصوت العال أو الطباع الادة أو اللجوء إل التهديد أو‬
‫ماولت استخدام القوة والرغام ‪ ،‬كما ثبت أيضا أن السر الكب وراء الجادلي الحترفي أنم عقدوا نيتهم على‬
‫قهر معارضيهم وعلى التعريض بالرأي العارض ‪ ،‬وأن الطأ الكب الذي يرتكبه معظمنا هو ماولتنا النتصار ف‬
‫النقاش عن طريق الجوم على الذات الاصة بالطرف الخر با يعن النيل من العتزاز بذاته وعليك أن تتعلم العمل‬
‫مع الطبيعة النسانية وليس ضدها إن كنت تنشد التأثي الياب ف الناس ‪ ،‬وعليك أن تدرك أن أحد أقوى الدوافع‬
‫ف الطبيعة النسانية هو دافع البقاء ‪ ،‬بقاء النفس ‪ ،‬وبقاء الذات ‪ ،‬وبقاء السد ومن أجل حاية أنفسنا يتعي علينا‬
‫الهتمام بالخرين والتسامح معهم وأن ننشد السلم والسلمة بالدوء والعقل والتزان ل بالتناحر والتقاتل ‪ ،‬ويتعي‬
‫علينا أن نصن لنفسنا ضد أي فكرة نرى أنا تشكل عدوانا علينا ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وثق بأنه عندما نقوم بترويج أفكارنا وسلوكياتنا بدوء وترو فإن ما نفعله بالفعل هو الوصول إل الشعور‬
‫الباطن للطرف الخر وذلك لنه لن يتقبل أي شيء ما ل يقم العقل الباطن بتمريرها والقبول با ‪ ،‬وقد ثبت أن‬
‫الشخص عندما يتم إقناعه ضد إرادته فإنه يستمر ف اقتناعه بفكرته الصلية وهذا ينطبق على كل شخص من يقبلون‬
‫الرأي بعقلهم الواعي وليس بعقلهم الباطن ‪ .‬وتستطيع أن تؤثر ف الناس تأثيا إيابيا عندما تنجح ف ترير أفكارك‬
‫وتصرفاتك وسلوكياتك إل ذات الطرف الخر وتأكد أن الذات عند النسان تشبه الارس الذي يقف عند مدخل‬
‫عقله الباطن ‪ ،‬فلو قمت بإيقاظ الذات لديه أو إثارتا أكثر ما ينبغي فإن ذاته ببساطة لن تسمح لفكارك بالرور‪.‬‬
‫وكي تصبح مؤثرا ف الخرين وتعل الناس يتأثرون بأفكارك عليك أن تسلك طريقة الضغط النخفض ف كل شيء‬
‫حت أثناء مناقشاتك مع الخرين وكي تؤثر فيهم وتكسب أي مناقشة دون اعتراض عليك أن تتبع الت ‪:‬‬
‫‪-1‬عليك أن تعرض أفكارك بطريقة هادئة ومعتدلة ودقيقة ول تتبع طريق البالغة أو التهويل ‪ .‬وثق أن القائق الت‬
‫تعرض بدوء أشد أثرا ف دفع الخرين إل الوافقة عليها والتأثي بأسلوبك أكثر ما يفعله أي أسلوب آخر ‪.‬‬
‫‪-2‬دع الطرف الخر يعرض قضيته أو أفكاره أولً ول تقاطعه مطلقا وهو يعرض أفكاره وتذكر سحر النصات‬
‫وما يفعله بك من القدرة على التركيز واحترام الطرف الخر لك ‪ ،‬ولنك لو تريد لفكارك أن يسمع لا‬
‫الطرف الخر فلبد أن تتعلم كيف تنصت أولً وحت النهاية ‪ ،‬وثق أن أفضل طريقة لمتصاص غضب‬
‫الخرين أن تدعهم يعبون عن شعورهم وأفكارهم ث عليك أن تطلب منه أن يعيد بعض النقاط وما إذا كان‬
‫يريد أن يضيف شيئا آخر ‪.‬‬
‫‪-3‬عليك أن تقر ببعض الشياء الت يقدمها الطرف الخر وتد فيها بعض النقاط اللتقاء مع أفكارك ‪ .‬ولو حدث‬
‫وكان الطرف الخر إحدى النقاط الت تعمل لصاله عليك العتراف با لن ذلك يثبت اهتمامك به وأنك ف‬
‫مناقشة وليس ف معركة على الطلق وأن الب يسود بينكما ‪ .‬وثق أنك لو سلمت بصحة تلك النقاط‬
‫ل للتسليم بوجهة نظرك ‪.‬‬ ‫سيصبح الطرف الخر أكثر مي ً‬
‫‪-4‬عندما يقوم الطرف الخر بتوجيه سؤال لك تطلع إليه وتوقف قليل قبل القيام بالرد عليه ‪ ،‬وثق أن ذلك‬
‫التصرف يتيح للطرف الخر أن يدرك أنك مهتم بسؤاله ‪ ،‬وتقوم بالتفكي فيما ورد بسؤاله ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫معوقات بناء العلقات‬
‫هناك العديد من العوامل والعوقات الت تول بي الرء وبي بنائه لعلقاته على متلف الستويات ‪ ،‬وإياد‬
‫اللول لذه العوقات يكن من بناء الذات والشخصية حت تزيد القدرة على القناع والتأثي على الخرين ‪ ،‬ومن‬
‫هذه العوقات ‪:‬‬

‫‪‬الشعور بالجل ‪.‬‬


‫‪‬الشعور بالنقص ‪.‬‬
‫‪‬عدم توفر مهارة الوار والقناع ‪.‬‬
‫‪‬كثرة الشاغل وقلة الوقت ‪.‬‬
‫‪‬عدم معرفة طرق بناء العلقات ‪.‬‬

‫وفيما يلي سنقوم بطرح بعض العلجات الت يكن با التخلص من العوقات سالفة الذكر أو التخفيف من‬
‫أثرها‪.‬‬

‫‪-1‬الشعور بالجل ‪ :‬وهو حالة بيولوجية تظهر من خلل الرتباك والضطراب واحرار الوجه ‪ ،‬نتيجة عدم قدرة‬
‫الشخص على الرد أو التعامل أو التفاعل مع موقف ما ‪ ،‬وللتغلب على هذا العوق قم با يلي ‪:‬‬

‫‪-‬استعن بال وأكثر اللجوء إليه‪.‬‬


‫‪-‬اعلم أنك لست الشخص الجول الوحيد ف الدنيا‪.‬‬
‫‪-‬كن طبيعيا واحذر التكلف‪.‬‬
‫‪-‬تعلم فن السترخاء واحذر التشنج‪.‬‬
‫‪-‬ركز على الحيط العام وليس على مشاعرك الشخصية‪.‬‬
‫‪-‬تعلم فن رفع الصوت‪.‬‬
‫‪-‬تعلم واحفظ ما تتعلمه فلعلك تستثمره عند مالطتك للخرين‪.‬‬
‫‪-‬أمسك بيدك شيئا صلبا ( عصا ‪ ،‬مفاتيح ‪ ،‬مسبحة ‪… ،‬ال)‪.‬‬
‫‪-‬احرص على فصاحة اللسان‪.‬‬
‫‪-‬انظر إل الخرين ول تكثر النظر إل أعلى أو إل أسفل‪.‬‬
‫‪-‬احرص على الندام اليد والرائحة الطيبة‪.‬‬
‫‪-‬احرص على جهازك التنفسي ول تزعجه بلباس ضيق أو بطعام كثي أو بجهود كبي‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-2‬الشعور بالنقص ‪ :‬وهو أن يتبع الشخص سلوكا على غي طبيعته الذاتية ينبع بشكل عام من خلل النشأة ف‬
‫عدم باء الثقة وتقدير الذات والقدرات الشخصية ‪ ،‬تعل من الفرد يضع نفسه ف مرتبة دون الخرين ‪ ،‬وهنا‬
‫حاول القيام با يلي ‪:‬‬

‫‪-‬اعلم أن الكمال ل وحده‪.‬‬


‫‪-‬استعن بال وتوكل عليه‪.‬‬
‫‪-‬تعلم وحارب الهل‪.‬‬
‫‪-‬تكلم ف ما تسن أو جر أطراف الديث إل ما تسن‪.‬‬
‫‪-‬تدّ نفسك وأرغمها على القدام‪.‬‬
‫‪-‬تدرج ف علقاتك‪،‬وبدأ بتكوينها مع دونك‪.‬‬
‫‪-‬تعلم فن الوار والنقاش‪.‬‬
‫‪-‬احرص على التبسم والدب وحسن اللق فبهما يغطى كل عيب‪.‬‬
‫‪-‬احترم نفسك وارفع من قدرها يترمك الناس ويقدرونك‪.‬‬
‫‪-‬أكثر من مالطة الخرين‪.‬‬
‫‪-‬بادر بالكلم الوجيز الختصر الرتب مسبقا‪.‬‬

‫‪-3‬عدم توفر مهارة الوار ‪ :‬وتأت هذه الشكلة من خلل قلة البة وعدم التدرب على هذه الهارة بشكل عام ‪،‬‬
‫وتنشأ عادة من البعد عن اللقاءات والجتماعات مع الخرين ‪ ،‬ولل هذه الشكلة قم با يلي ‪:‬‬

‫‪-‬اقرأ كثيا مواقف وماورات العلماء والعظماء والفطناء ‪.‬‬


‫‪-‬احفظ شيئا من كتاب ال بالضافة إل بعض الكلمات والواقف والشعار والحاديث ‪.‬‬
‫‪-‬خالط الناس وتعلم من فنونم ف الوار والقناع‪.‬‬
‫‪-‬حاول أن تتكلم وتاور ول تكثر الصمت ‪.‬‬
‫‪-‬تكلم ف ما تسن أو جر الوار إل ما تسن ‪.‬‬
‫‪-‬حضر جيدا قبل اللتقاء بالخرين ورتب أفكارك وحدد ما تود قوله ‪.‬‬
‫‪-‬حاور نفسك أمام الرآة أو سجل كلمك ث استمع إليه ومن ث صحح أخطاءك ‪.‬‬
‫‪-‬حاول مرة ثانية وثالثة إن ل تنجح ف الحاولة الول ‪.‬‬
‫‪-‬ابدأ بحاورة من هم أقل منك ف مستواهم الثقاف والطاب ث تدرج بعد ذلك ‪.‬‬

‫‪-4‬كثرة الشاغل وقلة الوقت ‪ :‬وهي مشكلة يعان منها الكثي تنبع بالدرجة الول من عدم القدرة على التنظيم‬
‫اليد للوقت والرص علية ‪ ،‬وللتغلب عليها قم با يلي ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫‪-‬اسأل ال تعال أن يبارك ف وقتك‪.‬‬
‫‪-‬نظم وقتك‪.‬‬
‫‪-‬اشتر وقتك وذلك بأن تعل لك سكرتيا أو مساعدا يساعدك ف أعمالك ‪.‬‬
‫‪-‬احرص على مارسة الطرق اليسية والت ل تكلف وقتا كبيا ف بناء أو توطيد العلقات ‪.‬‬
‫‪-‬اكتب برنامك اليومي ول تعوّل كثيا على ذاكرتك ‪.‬‬
‫‪-‬تذكر دائما أن بركة الوقات إنا تكون ف البكور‪.‬‬
‫‪-‬ل تضيع وقتك ف التوافه‪.‬‬
‫‪-‬أحذر من الداع النفسي والذي يكون فيه النشغال شعورا وهاجسا وليس حقيقة ‪.‬‬
‫‪-‬ل تردد كثيا عبارة " أنا مشغول"‪.‬‬

‫‪-5‬عدم معرفة طرق بناء العلقات ‪ :‬وهنا يعتقد الكثيون بأن هنا عيبا ما فيهم ينع الناس من التعرف عليهم وبناء‬
‫العلقات معهم ‪ ،‬ومن حلول هذه الشكلة ‪:‬‬

‫‪-‬الثقة بالنفس‬
‫‪-‬ماولة اللتقاء مع الناس ف مالسهم‬
‫‪-‬اهتم بالخرين دون تاوز الدود‬
‫‪-‬التدرج ف بناء العلقة دون تسرع‬
‫‪-‬التبسم الدائم والتهادي ‪.‬‬
‫‪-‬اختيار علقات مع عدد متنوع من الناس‬
‫‪-‬الرص على تلبية الدعوات‬

‫إن قيامك بعرفة العوقات الت تول بينك وبي القيام بعلقات متميزة يعتب الطوة الول ف التغلب على‬
‫هذه العوقات ‪ ،‬بعد ذلك يأت دور التمرن والتدرب على اللول القترحة الت قدمناها لك ‪ ،‬ولكن احرص على عدم‬
‫اليأس وتذكر أنه كلما كررت الحاولت كلما كانت النتائج أفضل ‪ ،‬وأن الدف الذي ترغب ف الوصول له هدف‬
‫شريف يتاج منك الحاولة والتعب ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫القناع والعملية التفاوضية‬
‫إن مفاوضة واحدة سيئة يكن أن تدم علقة فاعلة لفترة زمنية طويلة إن من السهل أن تكون لنا علقة طيبة‬
‫مع الشخص ليس لنا معه اختلفات إذا كنا ‪-‬أنا وأنت‪ -‬متشابي ف التفكي‪ ،‬ولنا اهتمامات وقيم متماثلة ‪ ،‬فإن‬
‫المور ستمضى على ما يرام إل أن تطرأ بعض السائل الت تعلنا نتلف ‪ ،‬وها هنا قد نتشاجر ‪ ،‬وف لظة من‬
‫اللحظات أستطيع أن أقول أو أفعل أشياء أن تقوض العلقة تقويضا‪.‬إنن قد أكسب نقطة بطريقة تقتلع من الساس‬
‫كل ما نكون قد بنيناه من تفهم ‪ ،‬واتصال فعال وثقة متبادلة ‪ ،‬إن كُلً منا ينشغل ف أعمال متبادلة مع شخص آخر‬
‫بطريقة تعل حل الشكلت ف الستقبل أكثر صعوبة ‪ .‬إننا نس بالحباط والغضب ‪ ،‬وأننا تعساء بذه العملية ‪.‬‬

‫ولكي نتحاشى التضحية من أجل كسب قصي الجل ‪ ،‬يتعي علينا أن نستخدم أساليب ف الفاوضة من‬
‫شأنا أن تمى مصالنا ‪ ،‬وتكون ف نفس الوقت متسقة مع بناء علقة فاعلة طيبة ‪ ،‬وهنا سوف نركز على أساليب‬
‫التفاوض الت هي أشد خطورة على العلقة الفاعلة ‪ ،‬تلك الت تنطوي على الكراه والرغام ‪ ،‬وكذلك على‬
‫بدائلها ‪ ،‬حيث يعمل الرغام على تقويض العلقة الفاعلة ‪ ،‬وطبقا للمدى الذي أحس فيه أنن مرغم يكون الوقف‬
‫كما يلي ‪:‬‬

‫•الحتمال قوى أن يتغلب كل من انفعال الغضب وانفعال الحباط على العقل والنطق‪.‬‬
‫•التفهم التبادل يصبح أقل احتما ًل ‪.‬‬
‫•هناك حاجة أقل ‪ ،‬وفرص أقل ‪ ،‬للتصال الفعال ‪.‬‬
‫•سوف أشعر أن اهتمامات وآرائي قد قوبلت بالرفض ‪.‬‬

‫يعمل الرغام على تقويض قيمة التفاق ‪ ،‬كثيا ما تول ماولة الرغام دون التفاق ‪ .‬فإذا حاولت أن‬
‫تدفعن إل المام فقد أدفعك إل اللف ‪ ،‬وإذا هددتن فقد أهددك ‪ .‬وهناك ف تاريخ الضطرابات العمالية ‪،‬‬
‫والواجهات العنيفة ‪ ،‬الكثي ما يشهد على إخفاق القسر والرغام ف تقيق التفاق ‪ ،‬وإذا أكرهت على قبول اتفاق‬
‫ما ‪ ،‬فمن غي الحتمل أن هذا التفاق ‪:‬‬

‫• قد صيغ ليحقق مصالي بصورة طيبة كما كان الفروض أن يدث‪.‬‬


‫•قد استفاد من أي ناحية من نواحي تفكيي البداعي‪.‬‬
‫•يكون متسما بالشرعية كما تقيسها مستويات العدالة الت تروق ل ‪.‬‬

‫هناك فرق أساسي بي النظر إل التفاوض كمباراة بي أعداء ‪ ،‬والنظر إليه كمهمة صعبة يشترك فيها‬
‫الزملء‪.‬فلنسلم بأن هناك مصال متعارضة‪ ،‬وأن التفاق سوف يتطلب من الناس أن يغيوا أفكارهم ‪ ،‬وأن‬
‫‪37‬‬
‫النفعالت قد تلتهب ‪ ،‬ولكن سوف يظل هناك فرق حاسم بي ماولة الوصول إل قرار عن طريق الرغام ‪ ،‬يعمل‬
‫ضد إدارة شخص آخر ‪ ،‬أو عن طريق القناع المي‪ ،‬حيث يكون شأنه أن يقنع العقل ؟ إن الط الفاصل بي‬
‫الثني ليس حادا وواضحا ‪ ،‬والفرق بينهما هو فرق ف الدرجة ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن الرغام ‪ -‬على أية حال‪ -‬سواء‬
‫أكان خفيفا أو شديدا ‪ ،‬ييل إل تقويض المرين جيعا ‪ :‬الصيلة الوهرية للمفاوضة ‪ ،‬والعلقة الستمرة ‪.‬‬

‫ليس هناك من يرغب ف أن يكون مكرها مرغما‪ ،‬ولكننا ل نفتأ ناول أن نكره غينا ونرغمهم ‪ ،‬وباصة‬
‫حينما يضيق الوقت أو الفرصة عن القناع‪ .‬إننا نرغم أطفالنا بجز اللوى أو الفاكهة عنهم إل أن يفرغوا من‬
‫تناول عشائهم إننا قد نرغم قادة السيارات الخرين عند تقاطع الطرق بالندفاع قبلهم ‪.‬‬

‫إننا قد نرغم الدارة بالتهديد بترك العمل ما ل نصل على مرتب أعلى‪ .‬من اليسور أن تستخدم التهديدات‬
‫‪ ،‬وكثيا ما يبدو أنا تدي ‪ ،‬مع قليل من التكلفة ‪ ،‬إذا استسلم الطرف الخر فإننا نصل على ما نريد دون أن‬
‫يتعي علينا بذل أي مهود آخر ‪ ،‬أما إذا استعصى وأب فإن علينا أن نقدر ماذا تكون الطوة التالية ‪ ،‬ومثل هذا‬
‫التفكي يستهوينا لستخدام صيغة ما من صيغ تكتيكات الرغام للرغام على الرغم من إخفاقها التكرر ف تقيق‬
‫التفاق‪ ،‬وعلى الرغم ما يتوقع من عواقب سلبية بالنسبة للعلقة ‪ .‬إننا نستخدم أساليب الرغام بسبب أننا ل‬
‫ل‪:‬‬ ‫نستطيع أن نفكر ف أي أساليب أفضل ‪ ،‬والواقع أن هناك لكل من التكتيكات الرغامية أسلوبا بدي ً‬
‫أسلوب بديل‬ ‫تكتيك إرغامي‬
‫أقتحم الشكلة‬ ‫أهاجم الذين ف الطرف الخر‬
‫أعامل الفاوضة على أنا حل مشكلة مشترك‬ ‫أعامل الفاوضة على أنا مباراة‬
‫أبقى منفتحا للقتناع‬ ‫ألتزم مبكرا ف الفاوضة‬
‫أكتشف الصال‬ ‫أتذ موقفا‬
‫أخترع اختيارات متعددة‬ ‫أضيّق مال الختيارات إل ‪ :‬إما وإما"‬
‫أحاول أن أقنعهم با هو عدل وإنصاف‬ ‫أحاول أن أحطم عزية الطرف الخر‬
‫أحسن بديل انصرافنا عن التعامل‬ ‫أهدد‪ :‬أسوء بديل انصرافهم عن التعامل‬
‫وفيما يلي نستعرض بعضا من هذه التكتيكات الت تستخدم ف عمليات التفاوض والقناع ماولي إلقاء‬
‫الضوء على مفهومها وأساليب التعامل من خللا ‪.‬‬

‫مهاجة الفرد كمقابل لقتحام الشكلة ‪:‬‬

‫مهاجة الفرد إرغام نفسان ‪ ،‬من الذرائع النموذجية للتفاوض أن أوجّه النقد إل الشخص الذي أتفاوض‬
‫معه ماطبا مشاعره وأهواءه ‪ .‬ربا أعتقد أنن ‪ -‬بتركيز انتباهي عليك بدلً من تركيزه على اختلفاتنا الوهرية‪-‬‬
‫سأرغمك على الرضوخ والذعان… إنن أحاول أن ألعب على وتر حساس وهو خوفك أو عدم شعورك بالمن‬
‫‪38‬‬
‫ل ‪ " ..‬من الواضح أنك ل تعلم ما أنت فاعل ‪ .‬إنن ل أحب لنفسي أن أقف موقفك هذا حينما يسمع رئيسك‬
‫مث ً‬
‫عن ذلك"‬

‫والواقع أنه كثيا ما يكون من السهل أن أهاجم أفعالك ‪ ،‬وأحكامك ‪ ،‬وأمانتك ‪ ،‬وشخصيتك‪ ،‬بصفة عامة‬
‫‪ .‬بل إنن ربا أفعل ذلك بدون أن أدرك ما أفعل تاما ‪ .‬وقد أستدل على ذلك حينما أجد أنن أكرر استخدام ضمي‬
‫الخاطب " أنت " أو " الكاف " إذ أخبك با تفكر ( أنت) فيه ‪ ،‬ف القيقة ‪ ..‬با تريده ( أنت ) ف القيقة ‪،‬‬
‫وبا يتمل أن تكون دوافعك الفية‪ .‬إن الجوم الشخصي مقصود به أن يدث ضغطا نفسانيا على عزية الشريك‬
‫الفاوض‪ .‬مثل هذه التكتيكات الرغامية تتجه إل تطيم قدرة الناس على العمل معا ف الستقبل‪.‬‬

‫أقتحم الشكلة ‪،‬هناك فئتي من السائل ف كل تفاوض ‪ :‬مسائل الناس مثل العقلنية ‪ ،‬الفهم‪ ،‬التصال ‪،‬‬
‫المانة‪ ،‬التقبل ‪ ،‬والسائل الوهرية الت تنطوي عليها الفاوضات مثل السعار ‪ ،‬الشروط البنود الاصة ‪ ،‬الواعيد ‪،‬‬
‫العداد ‪ ،‬الظروف إل ‪ .‬وقد يكون من العي على فك الشتباك بي هاتي الفئتي من السائل أن نفصل بي الناس‬
‫والشكلت فنتعامل مع فئة منهما مستقلة عن الخرى ‪ ،‬وف كثي من الحيان تكون الفاوضات شاقة فيما يتعلق‬
‫بالناس ‪ ،‬إل حد ما ‪ ،‬غائمة غامضة فيما يتعلق بالشكلة ‪.‬‬

‫ومن النصائح السديدة أن تكون رقيقة فيما يتعلق بالناس ‪ ،‬وشاقة فيما يتعلق بالشكلة وبذه الطريقة لن‬
‫تسبب الصعوبات التعلقة بالشكلة صعوبات ف العلقة‪.‬وإحدى الطرق الت تعل من السهل عليّ أن أقتحم الشكلة‬
‫دون مهاجتك هي أن نلس متجاورين تقريبا ف مواجهة رسم بيان أو خريطة أو قائمة بالسائل ‪ ،‬أو مسودة‬
‫مشروع أو غي ذلك ما يثل الشكلة الوهرية تثيلً ماديا ‪ .‬وف هذا الطار أستطيع أن أدون بعض النقاط‬
‫والرقام أو الناقشات وأختلف معها بشدة دون أن أنتقدك بأي طريقة يكن أن تؤخذ مأخذا شخصيا ومن ث تدمر‬
‫علقتنا الفاعلة ‪.‬‬
‫كسب مباراة ف مقابل حل مشكلة‬
‫عامل الفاوضة على أنا حل مشكلة مشترك ‪ .‬بقدر ما ينظر الفاوضان إل أنفسهما على أنما زميلن ( ذوا‬
‫مصال متلفة إل حد ما ) ياولن أن يتوصل إل حل جيد لشكلة صعبة ‪ -‬يقل احتمال تورطهما ف تكتيكات‬
‫إرغامية من شأنا أن تقوض علقتهما ‪ ،‬هل تظن أننا نستطيع أن نصل إل شيء نؤيده كلنا ؟ بذه النبة تبدو‬
‫التكتيكات الرغامية لدى كل من الطرفي غي ملئمة ألتزم مبكرا ف مقابل أبقى منفتحا ‪ ،‬واللتزام البكر يعن‬
‫أن الخر يب أن يتغي ‪ .‬هناك أسلوب ف الفاوضات يستخدم على نطاق واسع ‪ -‬وإن كان أسلوبا سقيما لكل‬
‫من الطرفي ‪ ،‬من جانب واحد وقبل أن يبدأ الوار ‪ ،‬وذلك بأن يبس أحد الطرفي نفسه ف نطاق حل معي ‪،‬‬
‫مصّرا على أن التفاق ل يكن أن يتم إل إذا كان الطرف الخر مرنا ‪.‬‬

‫اللتزام البكر ف الفاوضة ‪:‬‬


‫‪39‬‬
‫إن تكتيك اللتزام البكر مبن على افتراض أنك تفضل أن تصل على صفقة بناء على شروطي على أل‬
‫تكون هناك صفقة بالرة ‪ .‬ولكي أقنعك بقبول شروطي فكل ما عليّ أن أفعله هو أن أظهر بوضوح من اللتزام‬
‫بوقفي ما يكفي لكي أقنعك بأنن لن أتغي ‪ .‬ولعل أكثر الساليب شيوعا لكي تصبح يداي مغلولتي هو الدلء‬
‫بتصريح عام " لن أرفع الضرائب أبدأ" ‪ .‬وهناك أساليب أخرى منها اتاذ خطوات ل رجعة فيها " لقد طلبنا فعلً‬
‫النوال" إن اللتزامات البكرة " تؤدي دورها " ف بعض الحيان ‪ ،‬ولكن مثل هذا التكتيك يكاد يكون من الؤكد‬
‫أن سيكون سيئا ف الستقبل ‪ .‬فلو أنن التزمت التزاما مبكرا بوقف مدد وأصررت على أن تقبله ‪،‬لبلغ استياؤك‬
‫مداه إذ ترى نفسك وقد دُفعت دفعا‪ ،‬وقد تكون استجابتك أن تقوم بتكتيك ماثل ‪ .‬وبالضافة إل ما يدثه‬
‫اللتزام البكر من تديد للعلقة ‪ ،‬فإنه يعل من الصعب عليّ أن أتوصل إل اتفاق أفضل فيما بعد ‪ ،‬أي بعد أن‬
‫يتوافر لدى تفهم أحسن لصالك ‪.‬‬

‫إن اللتزام الذي يمل ما أكون راغبا ف فعله قد يساعد ف فتح باب التفاوض ف سبيل حلول مكنة ‪.‬‬
‫وهذا يصح فقط إذا كنت متأكدا من أنن سأوصل إل الخرين أن العرض الذي قدمته ليس العرض الوحيد الذي‬
‫أنا على استعداد لقبوله‪ ،‬وإنا أنا منفتح للقتناع‪ .‬وإذا كنت على وشك الدخول ف الفاوضة ‪ ،‬فإنه من الفيد ل‬
‫أن أفكر بعمق ف ‪ :‬ما نوع التفاق الذي أود أن أحققه ؟ وما الشروط الت قد تكون موتيه ل والت يكن أن تكون‬
‫مقبولة منك ؟ وما معايي النصاف الت ربا أدافع عنها والت ربا تراها أنت مقنعة ؟ وإذ كنت أعرف الوضوع‬
‫جيدا فقد ألتزم التزاما إيابيا مبكرا بعرض أكون مستعدا لتقديه‪ .‬وف نفس الوقت أستطيع أن أعب بصراحة‬
‫ووضوح عن أنن منفتح للقتناع ‪.‬‬

‫أركز على الواقف ف مقابل أكتشف الصال ‪:‬‬

‫الواقف تبعد الناقشة عن الصال ‪ ،‬إذا بدأت مفاوضة ما بإعلن موقف ‪ ،‬فإنن بذلك أوجّه مناقشتنا نو‬
‫إجابة معينة بدلً من البدء بتفهم الشكلة ‪ ،‬إن موقفي ليس من الحتمل أن يضع مصالك موضع العتبار ‪ ،‬إن‬
‫تكتيك يهد الطريق إل نتائج يتجه فيها الطرفان إل تعديل مواقفهما الصلية بلول وسط ل تتفق تاما مع‬
‫مصالهما الساسية‪ ،‬وحينما نترك مصالنا دون أن تتحقق فإننا نشعر عادة أننا " خسرنا "‪ ،‬وأن التكتيك الذي‬
‫تسبب ف خسارتنا يتسم بالفرض والرغام ‪ .‬ومع أن الثر الرغامي للتركيز على الواقف قد يكون ضئيلً فإن‬
‫التأثي التراكمي لسلسلة من مثل هذه التعاملت قد يدمر العلقة الفاعلة تدميا ‪.‬‬

‫تضييق مال الختيارات ‪:‬‬

‫عندما أضيق نطاق اليارات تسّ أنك مرغم ‪ .‬حت إذا ل ألزم نفسي بوقف مدد عند بدء التفاوض‪ ،‬فإنن‬
‫قد أنظر إل العملية على أنا عمليـة يتعي عليّ فيها أن أضيق مـجال اختياراتك شيئا فشيئا‪ ،‬وأن أقصر الوار‬

‫‪40‬‬
‫على خيارات أقل فأقل ‪ ،‬ث أقول ف النهاية إنك ل بد أن تتار بي شيئي ‪ ،‬وحينما أقدم لك خيارات مدودة ‪،‬‬
‫وأرفض أن أنظر ف أكثر من ذلك ‪ ،‬فإنن ف الواقع أقيد حريتك ‪ ،‬ولسوف تضيق بذا التقيد وتستاء ‪.‬‬

‫وكثيا ما ياول الحامون أن يبسّطوا مشكلة ما بانتقاصها إل أن تصبح مسألة قانونية ‪ ،‬أو بعاملة موقف‬
‫معقد على أنه " ببساطة ‪ ،‬مسألة مال" ‪ ،‬وكلما ألحت ف إخبارك أن خياراتك مدودة ‪ ،‬فأكب الظن انك سوف‬
‫تزداد إحساسا بأنك مرغم مقهور ‪.‬‬

‫أخترع اختيارات متعددة ‪ ،‬تتحسّن فرصة الفاوضات ف تقيق اتفاق جوهري إذا قام الفاوضـون بتوليد‬
‫عدد كبي من الفكار والقترحات ذات الصلـة ‪ ،‬وكلما زادت اليـارات الت أمامهم كانت الفرصة أوسع ف‬
‫أن يد الفريقان تلك الت توفق توفيقا حسنا بي اختلفاتم ‪ .‬وهكذا ‪ ،‬لن تكون النتائج الوهرية أحسن فحسب ‪،‬‬
‫ولكن الحتمل أن تكون العملية ذاتا أبعد عن القسر والرغام ‪.‬‬

‫والعاقبتان كلتاها فيهما عونٌ للعلقة‪ .‬أحطم عزيتهم ‪ -‬ف مقابل‪ -‬أقنعهم با هو عدل وإنصاف ماولة‬
‫تطيم عزية غيك عملية إرغامية بطبيعتها ‪ .‬ند ف كثي من أناط الساومة أن الفاوضي ‪ -‬بجرد أن تعلن‬
‫الواقف ‪ ،‬وتُلتزم اللتزامات ‪ ،‬ويضيّق مال اليارات ‪ -‬يبدأ الدل بينهم حول ما الذي سيفعلونه وما الذي ل‬
‫يفعلونه ‪ .‬أما موضوع الوار فهو عدم رغبة كل مفاوض ف أن يفعل ما يطلبه الخر ‪.‬‬

‫وأخيا اختر السلوب والتكتيك الذي يتناسب مع الواقف الت وضعت فيها ‪ ،‬وحاول الستفادة من جيع‬
‫اليارات التوفرة لديك ‪ ،‬وأعلم أن التفاوض من أهم الجالت الت تدخل فيها عملية القناع بصورة كبية ‪ ،‬ومن‬
‫خللا يكن إظهار براعتك ف القناع من دونا ‪.‬‬

‫وفي الختام أتمنى لك التوفيق‬

‫فهرس المحتويات‬
‫مفهوم القناع ‪1.........................................................................................................................................‬‬
‫ماهيّة القناع ‪1........................................................................................................................................‬‬
‫عناصر العملية القناعية‪5..........................................................................................................................‬‬
‫بناء الشخصية المقنعة‪13..............................................................................................................................‬‬

‫‪41‬‬
‫كيف تبني الثقة في نفسك ‪13.......................................................................................................................‬‬
‫عوامل بناء الذات ‪17................................................................................................................................‬‬
‫الشخصية القوية تتحدى المشاكل‪22...............................................................................................................‬‬
‫كيف تقنع الخرين وتؤثر فيهم‪28....................................................................................................................‬‬
‫إعداد الرادة الفذة‪28.................................................................................................................................‬‬
‫أقوى الشخصيات تأثيراً‪30..........................................................................................................................‬‬
‫الهدوء في التعامل مع الخرين‪32.................................................................................................................‬‬
‫معوقات بناء العلقات‪34............................................................................................................................‬‬
‫القناع والعملية التفاوضية‪37......................................................................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪41....................................................................................................................................‬‬

‫‪http://www.khieronline.com/PageView.asp?ID=290&SectionID=3‬‬ ‫منقول من ‪:‬‬

‫أخوكم ‪ :‬عبد ال الجاجي‬

‫‪42‬‬

You might also like