مصر "مسودة أوليه" نفيسة حسن دسوقى مركز الدراسات والوثائق القانونية والقتصادية والجتماعية سيداج
قراءة فى حملة قانون الجمعيات الهلية فى مصر
شهد المجتمع المصرى نموا ملحوظا فى حركة العمل الهلى على امتداد القرن العشريكن وحتكى الن ،وقكد واككب ذلك النمكو المطرد فكى تلك الحرككة حالة من السعى الحثيث من قبل الدولة للسيطرة على تلك الحركة ،وخاصة فى أعقاب عام 1952وما واكبها من أحداث ،أثمرت عن صدور قانون 32 لسنة ،1964والذى حكم حركة العمل الهلى على إمتداد ما يزيد عن ثلثة عقود من الزمان .إل أن هذا القانون قد تعرض إلى العديكد من النتقادات منذ منتصككف ثمانينيات القرن الماضككى ،مككن قبككل القائميككن على العمككل الهلى والمهتمين به من باحثون وكتاب ،المر الذى وجدت معه الدارة المصرية ،أنه ل مناص مكن العمكل على تغييكر هذا القانون ،وهكو مكا دعكا بعكض القائميكن على العمكل الهلى إلى الهتمام بتكثيكف حملة مضادة لمكا تضمنتكه المسكودة الولى لقانون الجمعيات الهليكة والتكى كانكت قكد تسكربت إلى بعكض مسكئولى تلك .الجمعيات فى شهر مايو من عام 1998 وتعككد هذه الورقككة مجرد قراءة لمككا تضمنتككه تلك الحملة الخاصككة بقانون الجمعيات الهليكة فكى مصكر ،وهنكا يجكب أن نشيكر إلى إنكه للتعرف على أى حملة لبكد مكن التعرف على المناخ العام ،الجتماعكى والسكياسى والقتصكادى، الذى واكب طرح تلك الحملة ،بالضافة إلى التعرف على الهدف الرئيسى من الحملة وآليات العمككككل المسكككتخدمة بتلك الحملة ،إلى جانككككب التعرف على الطراف المشارككككة فكككى الحملة ،ومدى قوة ونفوذ تلك الطراف ،والجمهور الذى وجهكككككت له تلك الحملة ،ومدى فاعليكككككة تلك الحملة والنتائج التكككككى .أستطاعت أن تحققها الحملة - : أتسكم المناخ الجتماعكى والسكياسى والقتصكادى ،الذى واككب حملة قانون الجمعيات الهليكة فكى مصكر ،بحرص الدولة على تطكبيق تلك التفاقات التكى كانكت قكد أبرمتهكا مكع كل مكن صكندوق النقكد الدولى والبنكك الدولى منكذ بدايكة التسكعينيات مكن القرن الماضكى ،والتكى كانكت تتضمكن تقليصكا لدور الدولة فكى مجال تقديم مختلف الخدمات الجتماعية ،إلى جانب إتباع سياسة الخصخصة ومكا واكبهكا مكن إتباع نظام المعاش المبككر الذى سكاهم فكى زيادة حدة أزمكة البطالة فى المجتمع المصرى .وما صاحب ذلك من تنامى نسبى لدور العديد من الجمعيات الهلية ذات الطابع الخدمى والتى رأى البعض أنها مثلت البديل المناسكككب لتراجكككع دور الدولة الجتماعكككى ،هذا مكككع مكككا شهدتكككه المنظمات الحقوقيكة مكن بروز وتنا مى لدورهكا فكى مجال رصكد النتهاكات الخاصكة بحقوق النسكان فكى مصكر ،ومكا تعرضكت له نتيجكة ذلك مكن حملت تشهيكر كان أبرزهكا فككى عام 1995فككى أعقاب صككدور ذلك التقريككر الذى أصككدرته الخارجيككة المريكيككة عككن حالة حقوق النسككان لعام ،1994وكان لعدد مككن منظمات حقوق النسان دورا فى رصد تلك النتهاكات التى عرضها ذلك التقرير .حيث تبارى العديكد مكن كتاب الصكحف "الحكومييكن" بطرح قضيكة التمويكل الجنكبى باعتبارهككا قضيككة عامككة تمككس المككن القومككى ،وباعتبارهككا باب خلفككى لدعككم الرهاب فى مصر ،وأشار هؤلء الكتاب إلى أن تلك المنظمات إنما تلعب دورا فكى تشويكه سكمعة مصكر الدوليكة مكن خلل مكا تنشره مكن تقاريكر تتعلق بتلك .النتهاكات ومككككع بوادر الحديككككث عككككن محاولة طرح مشروع قانون جديككككد خاص بالجمعيات الهليكة ،أثيكر مجددا الحديكث عكن التمويكل الجنكبى على نحكو واسكع خلل شهرى نوفمكبر وديسكمبر مكن عام ،1998حيكث أثيرت قضيكة منظمات حقوق النسككان وعلقككة التمويككل الجنككبى بأنشطتهككا والتككى وصككفتها بعككض الكتابات بأنها "مشبوهه" ثم أمتد النقاش لكى يربط بين تلك المنظمات وبين باقى الجمعيات الهلية التى تتلقى تمويل أجنبيا ،وفى هذا السياق تنشر عدة صحف خبر تقدم 85عضوا بمجلس الشعب بطلب لرئيس المجلس لسرعة مناقشككة وإصككدار قانون الجمعيات الجديككد لمحاصككرة مككا أسككموه "بالفسككاد والتربح والساة للمن القومى بقبول التمويل الجنبى"( .)1وقد زاد من حدة طرح تلك القضيكة آن ذاك ،صكدور كتاب السكتاذة سكناء المصكرى تحكت عنوان "تمويكل وتطكبيع ..قصكة الجمعيات غيكر الحكوميكة" ذلك الكتاب الذى أثار الكثيكر .من الجدل بين أوساط المثقفين والمهتمين بالمجتمع المدنى بشكل عام وفكى هذا السكياق يمكننكا أن نشيكر إلى تلك الدعوة التكى طرحهكا عدد مكن المهتمين بتطوير آليات تمويل محليه ،يتبعه بالطبع تطوير فى نوعية المجالت والنشطكة التكى يمككن للجمعيات الهليكة ممارسكتها ،وحول تلك النقطكة يشيكر أمين فهيم رئيس جمعية الصعيد للتنمية والتربية ،إلى أهمية "أن تتاح الفرصة للجمعيات للدخول فككى مشروعات اقتصككادية تدر عليهككا أرباحككا للنفاق على )خدماتها لمواجهة مشكلة التمويل"(2 وفى مجال الحديث عن تحديد طبيعة النشطة التى يمكن أن تمارسها تلك المؤسككسات التككى تنطوى تحككت مظلة الجمعيات الهليككة ،والتككى يجككب ان يتضمنهكككا القانون الخاص بالجمعيات الهليكككة ،صككار جدل واسكككع ،وحول تلك النقطكككة يشيكككر د /على الديكككن هلل بقوله "هناك رأى بزيادة مجالت نشاط الجمعيات الهليكة التكى يحددهكا القانون ب 17مجال وأن يضاف إليهكا مجالت حقوق النسكان والمسكاعدة القانونيكة ،وهناك رأى آخكر بال يكون هناك أسكاسا )لتحديد مجالت النشاط وأنما تكون هناك محاذير حول هذه النشاطات"(3 وليسكت قضيكة التمويكل الجنكبى ،وطبيعكة النشطكة التكى يمككن أن تمارسها تلك الجمعيات هكى وحدهكا القضايكا التكى طرحكت آن ذاك ،قبيكل العمكل على طرح مشروع القانون ولكككن برز فككى ذلك السككياق مككا عرف بأزمككة إعادة تشكيككل التحاد العام للجمعيات الهليككة ،ومككا يتضمنككه مككن مشكلت ترتبككط بالتحادات القليميكة ،ومكا عرف مكن موقكف رئيكس التحاد آن ذاك ،عمكر عبكد الخكر ،والذى كان يشغكل منصكب المحافكظ السكابق لمحافظكة القاهرة ،تجاه المؤسككسات العاملة فككى مجال حقوق النسككان ،ذلك الموقككف الذى يتسككم بالعداء الشديككد لتلك المؤسككسات ،وهككو بذلك ل يعدو سككوى أن يكون ممثككل .للموقف الرسمى للدولة تجاه تلك المؤسسات وقكد عكبر رئيكس التحاد عكن موقفكه المعاد ذلك لمؤسكسات حقوق النسكان فكى حوار أجراه معكه أحكد صكحفى الحرار بقوله "ملناش دعوه بيهكا ،ول نعنكى إل بالجمعيات الخاضعكة للقانون 32لسكنة .. 1964وأن كان سكيتم مطالبكة هذه الجمعيات بتوفيق أوضاعها حسب نصوص القانون الجديد عندما يصدر .. لن القائميككن على أمككر هذه المراكككز "اسككتعبطوا" وأسككسوا مراكزهككم على أ ساس أن ها شركات مدنيكة ل تهدف للربح ،فى حين أن ها مجرد جمعيات أهليكة ويحاول العاملون فيهككا الهروب مككن الرقابككة التككى يفرضهككا عليهككم القانون بواسطة الجهاز المركزى للمحاسبات حتى ل يحاسبهم أحد على سيل الموال التكى ترسكل إليهكم مكن مؤسكسات التمويكل الجنبيكة بالملييكن ممكا يفتكح الباب )على مصراعية لتفشى الفساد المالى"(4 وهو هنا ينفى أول عن تلك المؤسسات كونها تنتمى للجمعيات الهلية ،ثم يعود ليقر بضرورة أن تلتزم تلك المؤسسات بإعادة توفيق أوضاعها وفقا لما سيطرحه القانون الجديد من أسس بإعتبارها جمعيات أهلية ،ثم يتناول قضية التمويكل الجنكبى وينظكر لهكا بإعتبارهكا مصكدر مكن مصكادر الفسكاد المالى ،الذى ينجم من وجهه نظره نتيجة غياب الرقابة الدارية للدولة ،وهو هنا يتناسى أن هناك عدد من الليات المراقبة الذاتية التى يمكن أن تعمل على تفعيلها كل مؤسسة والتى من شأنها الحفاظ على أموال تلك المؤسسات وتوظيفها فيما خصكص لهكا .هذا إلى جانكب آليكة المراقبكة الشعبيكة التكى هكى حكق للمسكتفيدين مكن خدمات تلك المؤسكسات وهكى بالطبكع حكق لجميكع أفراد المجتمكع بصكفة .عامة نعود للسكياق الذى طرح فيكه مشروع القانون ،حيكث بدأت الحداث بإعلن وزيرة التامينات والشئون الجتماعية ميرفكت تلوى ،عقب إجتماع موسع ضم عشرة مكن المحافظيكن ومسكاعد وزيكر العدل للتفتيكش القضائى ،عكن أن هذا الجتماع إنمككا جاء تنفيذا لتكليككف مككن الدكتور كمال الجنزورى رئيككس مجلس الوزراء لمناقشكة قضايكا العمكل التطوعكى خاصكة فكى مجالت التشريكع وتطويكر ).قانون الجمعيات والهيكل التنظيمى ومصادر التمويل(5 أعقبككه بفترة إعلن عدد مككن الصككحف عككن تقدم أربعككة مككن نواب مجلس الشعب فى 28فبراير ،1998عن التقدم بمشروع قانون خاص بالجمعيات الهليككة قامككت بإعداده ثلثككة مككن منظمات حقوق النسككان وهككى :المنظمككة المصككرية لحقوق النسككان ،وجمعيككة تنميككة الديمقراطيككة ،ومركككز المسككاعدة القانونيكة لحقوق النسكان ،والنواب هكم :أيمكن نور مكن الوفكد ،وعلى فتكح الباب مكن حزب العمكل ،وفؤاد بدراوى مكن حزب الوفكد ،ومحمكد عبكد العزيكز شعبان من حزب التجمع .إل أن المنظمات الثلث قد أشارت إلى أن الحكومة قامت بتشكيكل لجنكة حكوميكة لصكياغة القانون الجديكد دون اللجوء إلى أى مكن تلك ).المنظمات(6 وفككى هذا السككياق تعددت الكتابات التككى نادت بأهميككة مشاركككة القائميككن على العمل الهلى أنفسهم فى صياغة بنود مشروع القانون ،المر الذى نجم عنكه سكعى عدد مكن منظمات المجتمكع المدنكى إلى طرح تلك الحملة الخاصكة بصككياغة مشروع للقانون ل يحككد مككن قدرة ذلك القطاع على القيام برسككالته .تجاه المجتمع : – : تمثككل الهدف الرئيسككى للحملة فككى "الدعوة لطرح مشروع قانون جديككد خاص بعمكل الجمعيات الهليكة ينبكع بشككل أسكاسى مكن داخكل منظومكة العمكل الهلى ذاتها" ،مع العمل على رصد تلك السلبيات العديدة التى شابت مشروع القانون الذى كان قكد وصكلت مسكودته لعدد مكن القائميكن على العمكل الهلى .والذى كان مقررا طرحه على مجلس الشعب فى وقت لحق وقكد أعتمدت الحملة على عدد مكن الدوات ،التكى لعبكت دورا أسكاسيا فكى عمككل تلك الحملة وكان مكن أبرزهكا العتماد على الكتابات الصككحفية بمختلف الصككحف الحكوميككة منهككا والمعارضككة ،إلى جانككب إصككدار البيانات التككى تفنككد مختلف جوانككب القضيككة وتوضككح بشكككل جلى وحاسككم موقككف القائميكن على العمل الهلى مما هو مطروح فى هذا الشأن من قبل الدولة ،هذا بالطبع إلى .جانب اللقاءات والمؤتمرات وفكى هذا السكياق يمكننكا أن نسكتعرض بعكض الجوانكب مكن آليكه عمكل تلك الحملة مككن خلل عرضنككا لذلك التقريككر الذى أصككدره ملتقككى تطويككر العمككل الهلى حول تلك الحملة ،حيث يشير ذلك التقرير إلى أنه فى أواخر مايو من عام 1998وصككل إلى عدد مككن الجمعيات مشروع القانون الجديككد ،والذى كان مككن المقرر أن يعرض على مجلس الشعككب قبككل ،1998-6-11وقككد واكككككب ذلك صككككدور عدد مككككن المقالت ،والبيانات ،واللقاءات ،والمؤتمرات الصككحفية ،مككن قبككل العديككد مككن منظمات العمككل الهلى ،وضمككت أصككوات الحتجاج المنظمات المدافعكة عكن حقوق النسكان كمكا ضمكت مجموعكة مكن المنظمات التى وقعت على البيان المبكر المعنون "دفاعا عن العمل الهلى" وهكككم حوالى 20منظمكككة وكذلك المنظمات الموقعكككة على "إعلن مبادىء العمككل الهلى" ،حيككث بدا جمككع التوقيعات على هذا العلن بحوالى عشريككن منظمكة ،ثكم تطور هذا العدد ليصكل إلى مكا يزيكد عكن 70منظمكة ،وقكد لعبوا دورا هامكا فكى تكويكن ملتقكى تطويكر العمكل الهلى بعكد ذلك .أعلن أثكر هذا عكن أنككه ليسككت هناك نيككة لتقديككم مشروع إلى مجلس الشعككب ،وبادرت وزيرة الشئون الجتماعيكة بعقكد لقاءات إسكتماع مكع الجمعيات بدأتهكا يوم 15يونيكو ، 1998بلقاء ضككم ممثليككن عككن 80جمعيككة يشملون معظمهككم الجمعيات الموقعككة على إعلن مبادىء العمككل الهلى ...وفككى سككياق التحضيككر لتشكيككل الكيان الخاص بالملتقكى ،تمكت كتابكة ورقتكى عمكل ،جاءت الولى تحكت عنوان "بيان متابعة" والثانية تحت عنوان "العمل الهلى ..إشكاليات ومعوقاته -تصور المجموعككة التحضيريككة" وقككد عرضككت الورقككة الثانيككة فككى بدايككة الجتماع التأسيسى للملتقى الذى عقد يوم 20أغسطس ،1998وضم ،112ممثل عن 69جمعية ومنظمة أهلية ،من 12محافظكة من محافظات الجمهورية... وتلى ذلك عقكد المؤتمكر الثانكى الذى عقكد يومكى 23و 24أكتوبر وضكم 83 ممثل عكن 61جمعيكة وشارك بالحضور فكى نهايتكه أربعكة أعضاء مكن مجلس الشعكب بالضافكة إلى المسكتشار القانونكى لمجلس الشعكب وعضكو مكن لجنكة صككياغة القانون ،حيككث وعدوا بعقككد جلسككات أسككتماع بالمجلس يدعككى إليهككا أعضاء الملتقى ،كما عقدت العديد من الجتماعات التحضيرية للجنة التنسيق، ) 34جمعية ،والسكرتارية التنفيذية 7هيئات للملتقى7(. بعككد أن أسككتعرضنا بعضككا مككن جوانككب آليات عمككل الحملة علينككا الن أن نتطرق إلى مضمون الرسكالة التكى حملتهكا فكى طيهكا تلك الحملة والتكى تجلت من خلل طبيعة تلك النتقادات التى وجهت لمشروع القانون الذى طرح من قبل الدولة آن ذاك ،والتى جاءت من قبل المهتمين بالعمل الهلى والقائمين عليه فى آن واحد ،نبدأ أول بذلك التعليق الذى أشار إليه د /أحمد ثابت والذى يعبر ضمنيا عن موقف الغالبية العظمى من المهتمين بالجمعيات الهلية إزاء التوقيككت الذى عملت الحكومككة فيككه على السككعى لطرح قانون جديككد خاص بالعمككل الهلى ،حيككث أشار إلى "أن أسككباب هرولة الحكومككة لصككدار قانون جديد للجمعيات الهلية تأخر صدوره ،ترجع إلى أن الحكومة ترفض أى نشاط أهلى مستقل بعيدا عن قبضتها وترى أن المجال الوحيد الذى تسمح فيه لهذا النشاط هككو تقديككم الخدمات والعانات الخيريككة ومحاربككة الدمان والرهاب... وذلك بشرط أن تبتعككد الجمعيات عككن السككياسة وعككن تعبئة وتنظيككم مبادرات الناس التلقائيكة"( .)8وهكو هنا يشيكر ضمنيكا إلى ذلك الدور الحيوى الذى بادرت عدد من المنظمات العاملة فى مجال حقوق النسان بالقيام به وطبيعة القلق الذى أصكاب الدولة المصكرية إزاء ذلك الدور ،ذلك أن الدولة المصكرية ل ترى أى دور للجمعيات الهليككة خارج نطاق الدور الخدمككى الخاص بتقديككم نوعيككة معينة من الخدمات الجتماعية ،مع عدم العمل حتى على توجيه المجتمع إلى أهميكة نهكج سكياسة أجتماعيكة بديلة مكن قبكل الدولة ،إزاء سكياسة إتاحكة تلك .الخدمات أما عن تلك النتقادات التى وجهت لمشروع القانون الذى أعدته الحكومة فى المرحلة الولى فيمكننا هنا أن نشير إلى تلك النتقادات التى جاءت نتيجة دراسكة الدكتورة أمانكى قنديكل لذلك المشروع ،حيكث تشيكر إلى أن هناك بنودا عديدة فكى ذلك المشروع ل تتفكق مكع التجاه العالمكى الداعكى لتحريكر العمكل :الهلى ومنها أن الحكد الدنكى للمؤسكسين للجمعيات هكو 20شخصكا ،بدل مكن عشرة 21 أشخاص وهو يعد حد أدنى مرتفع ،حيث أن التجاه العالمى يتراوح بين .ثلثة وعشرة أشخاص فقط التجاه نحككو إبلغ الجهككة الداريككة بأسككماء المرشحيككن لمجلس الدارة 22 و حق الجهكة الداريكة فى العتراض أمام القضاء هكو اتجاه غيكر قائم فى .الغالبية العظمى من القوانين عضويكة مجلس مجلس إدارة التحاد العام للجمعيات هكى بالتعييكن وهكو 23 أمر يتنافى مع التجاهات العالمية ومع الممارسة الديمقراطية القائمة فككى اتحادات الجمعيات بالدول العربيككة كمككا فككى الردن على سككبيل .المثال تضمكن أسكباب حكل الجمعيات ،أسكباب تقديريكة تجيكز حكل الجمعيكة ،مثكل 24 إذا ثبكت عجزهكا عكن تحقيكق الغراض التكى أنشئت مكن أجلهكا ،حيكث لم )يوضح كيفية إثبات هذا العجز ومن صاحب الحق فى إقرار ذلك9(. ومكن جانبهكم أككد القائمون على الجمعيات الهليكة على تلك النتقادات السابقة وزادوا عليها الكثير من التفاصيل التى من شأنها أن تعوق العمل الهلى وذلك فككى بيان مشترك لعدد مككن منظمات حقوق النسككان ،أكدت فيكه على أن مشروع القانون إنمكا يعطكى سكلطات واسكعة لوزارة الشئون الجتماعيككة فككى تشكيككل مجلس إدارة صككندوق دعككم الجمعيات وقبول أو رفض التمويل الخارجى للجمعيات ،وتعيين إثنان يمثلنها فى مجلس إدارة ككل جمعيكة ،وأضاف البيان أن المشروع أعاد مواد قانون حمايكة القيكم مكن العيكب الملغكى بقرار جمهورى ومنهكا حكق الوزارة فكى العتراض واسكتبعاد المرشحيككن لمجلس إدارة الجمعيككة ،وتعييككن مفوض عام يحككل بدل مككن مجلس إدارة الجمعيككة ...كمككا وضككح البيان أن الحكومككة تملك وفقككا لهذا المشروع حكق السكماح أو رفكض إنضمام أى جمعيكة إلى أى تجمكع عربكى أو دولى ،ممكا يعنكى تقويكض الدور القليمكى والدولى لى مؤسككسة مصكرية( )10 وبالضافككة إلى مككا سككبق كانككت هناك انتقادات عدة لمككا تضمنككه ذلك المشروع ولول مرة ،فككى تاريككخ العمككل الهلى ،مككن نككص على عقوبككة الحبكس لمدة عاميكن وغرامكة عشرة ألف جنيكه لمسكئولى الجمعيات الذيكن يمارسون أنشطة يعتبرها المشروع مخالفة لنصوصه ،بالضافة إلى إيقاف الجمعيكة وحلهكا إذا مارسكت نشاطكا سكياسيا (لم يحدد طكبيعته) بكل زاد على ذلك حظكر ممارسكة أى مكن النشطكة الخاضعكة للقوانيكن المنظمكة للحزاب السككياسية وأضاف أيضككا حظككر النضمام إلى أى تجمككع محلى أو دولى إل )بموافقة الجهة الدارية11(. بعكد أن أسكتعرضنا أهكم النتقادات التكى وجهكت لمشروع القانون علينكا الن تناول الطراف المشارككة فكى الحملة ومدى قوتهكا والجمهور الذى وجهكت .له الحملة ومدى الفاعلية والنتائج نبدا أول بالطراف المشاركككة فككى تلك الحملة ،والتككى قككد تمثلت فككى القائميككن على عدد مككن الجمعيات الهليككة والمنظمات العاملة فككى مجال حقوق النسكان وهكى فكى مجملهكا لم تتجاوز المائة جمعيكة أهليكة ومنظمكة، على أقصكى تقديكر ،وهكو بالطبكع بالقياس لعدد الجمعيات الهليكة فكى مصكر يعكد عدد محدود للغايكة ،وهكو ربمكا يعكد النتقاد الول الذى يمككن أن يوجكه إلى تلك الحملة ،فعلى الرغكم مكن أهميكة القضيكة التكى تعمكل عليهكا إل أنهكا لم تنجككح فككى جذب عدد مناسككب مككن الجمعيات يتناسككب مككع حجككم تلك .الجمعيات فى المجتمع وفكى هذا السكياق يجكب أن نشيكر إلى أنكه كانكت هناك بعكض المواقكف التكى عكبرت بصكورة مكا عكن حدوث بعكض النقسكامات داخكل مكا يمككن ان نطلق عليهكككم مسكككمى "البؤرة الرئيسكككة" لعمال الحملة والمتمثلة فكككى المنظمات العاملة فى مجال حقوق النسان حيث طالعتنا الصحف آن ذاك بالحديكث عكن بعكض المواقكف التكى إن دلت عكن شيىء فإنمكا تدل على هذا النقسكام دخكل تلك البؤرة ،مثال ذلك مكا أشارت إليكه صكحيفة الهالى فكى معرض تناولهكككا لموقكككف بعكككض المنظمات العشرون ،العاملة فكككى مجال حقوق النسككان والتككى كانككت قككد أصككدرت بيان تحككت عنوان "دفاعككا عككن اسكتقلل العمكل الهلى" ،حيكث أشارت إلى أن خمكس منظمات فقكط منهكا وهكى :مرككز المسكاعدة القانونيكة والمنظمكة المصكرية واسكتقلل القضاء والمحاماة ،وتنميككة الديمقراطيككة والقاهرة للدراسككات ،قككد عقدت مؤتمرا صكحفيا أعلنكت فيكه أنهكا قكد نظمكت فيمكا بينهكا تحالف مضاد للقانون ،ممكا جعككل الصككحيفة تطرح تسككاؤل حول تباينات المواقككف فككى شأن وسككائل )التعامل مع الزمة ،كما وصفتها الصحيفة(12 ومكن المثلة الدالة على حدوث نوعكا مكا مكن الصكراع بيكن القائميكن على الحملة خلل تلك الفترة ،مككا حدث مككن إنقسككام داخككل مركككز المسككاعدة القانونيكة والذى نجكم عنكه انقسكام المرككز إلى مكا سكمى فيمكا بعكد بجمعيكة المسكاعدة القانونيكة ،ومرككز هشام مبارك للقانون ،ولقكد ربكط البعكض بيكن ذلك النقسام والموقف من القانون الجديد ،حيث أيد فريق من العاملين بالمركككز القانون الجديككد وبادر بتسككجيل نفسككه كجمعيككة أهليككة ،وأعترض )الفريق الخر وقام بتسجيل نفسه بأعتباره مكتب للمحاماة(13 إل أننكا يجكب أن نشيكر فكى ذلك السكياق إلى أن تلك الحملة قكد تجاوزت حدود القائمين على العمل الهلى ،حيث شارك بها عدد كبير من الباحثين والكتاب والمهتمين بالع مل الهلى بشكل عام ،وأن كانت تلك المشاركات على إتساعها إل أنها كانت تتسم بالطابع الفردى فل نستطيع أن ندعى أنه كان هناك نوع ما من التنسيق بين هؤلء الكتاب والمهتمين والقائمين على أعمال تلك الحملة ولكككن المككر كان يبدو وكأنككه مناخ عام يرى ضرورة أن يكون هناك تشريككع جديككد للعمككل الهلى يتناسككب مككع المتغيرات العالميككة .والمحلية كما استطاعت الحملة أن تجذب إليها عددا من المنظمات الدولية ،وإن كان هذا الجذب ربمككا قككد حدث دون تنسككيق مسككبق بيككن القائميككن على الحملة ،والقائميككن على المؤسككسات الدوليككة ،وإنمككا جاء كنتيجككة للحملة ذاتهكا ،حيكث أرسكلت على سكبيل المثال ل الحصكر منظمكة مراقبكة حقوق النسكان المريكيكة ،رسكالة إلى الرئيكس مبارك تناشده فيهكا التدخكل لوقكف صكدور القانون الجديكد بالصكورة التكى طرح عليهكا ،كمكا أكدت منظمكة ميدل إيسككت ووتككش(مراقبككة حقوق النسككان) أن القانون الجديككد المقترح يمنككح )الدولة سلطات وصلحيات واسعة(14 أمكا عكن الجمهور الذى كانكت قكد أسكتهدفته تلك الحملة فقكد تمثكل فكى القائميكن على العمكل الهلى ذاتكه ،الذيكن لم يشاركوا فكى تلك الحملة ،فكى محاولة لتوحيككد الجهود فكى هذا المجال ،إضافككة إلى القائميككن على أجهزة الدولة ذاتهكا ،والمنتميكن للمؤسكسة التشريعيكة ،وذلك فكى محاولة للضغكط .على تلك المؤسسات حتى يتسنى لها الستجابة لمطالب الحملة أمكا عكن نتائج تلك الحملة ،فيحدثنكا عنهكا نبيكل عبكد الفتاح بقوله "يبدو أن ثمكة تحول نسكبيا ومحدودا إزاء المجتمكع الهلى ومنظماتكه الهليكة مكن قبكل الدولة تمثل فى التعامل مع رموز العمل الهلى أثناء إعداد القانون 153 فى مايو ،1999والتجربة التفاوضية التى تمت أثناء مراحل إعداده ،وهو أمكر يتسكم باليجابيكة إلى حكد مكا ،أيكا مكا كانكت نتائج التفاوض والنتقادات التككى وجهككت للقانون ،والمطاعككن التككى وجهككت إليككه وقضككت المحكمككة الدستورية بعدم دستورية القانون ،والجدير بالشارة هنا أن فكرة التفاوض كانكت جديدة أيكا كان مسكتوى الداء التفاوضكى لبعكض النشطاء ،فضل عكن تكويككن تحالف سككيضم عددا مككن المنظمات الدفاعيككة والجمعيات الهليككة تحكت "مسكمى ملتقكى العمكل الهلى" .هذه التجربكة التفاوضيكة تمثكل خكبرة جديدة فكى تاريكخ العلقكة بيكن المجتمكع المدنكى والدولة مكن حيكث فلسكفتها ورؤيتهكا ومكا إسكتحدثته مكن اسكتراتيجيات وآليات تعككس بحكق وكمكا ذهكب بعض الباحثين إلى تجدد حركة المجتمع المدنى بعد مرحلة سكون وركود"( )15 وهو هنا يشير إلى ايجابية نتائج أعمال الحملة وما أدت إليه من الحكم بعدم دسكتورية القانون 153لسكنة ،1999كمكا أنكه قكد أشار إلى العمليكة التفاوضيكة التكى قكد تمكت بصكورة أو بأخرى بيكن الجمعيات الهليكة والدولة، حيككث شارك أربعككة مككن رموز العمككل الهلى فككى أعمال العداد لمشروع القانون ،وأن كان المشروع قكد جاء مخيبكا لمال المهتميكن والقائميكن على العمككل الهلى ،فإنمككا يعكككس ذلك محدوديككة الدور الذى سككمح بككه لهؤلء .المشاركون بأن يشاركوا به ومن جانب آخر يمكننا القول أن نجاح تلك الحملة إنما يكمن فى نجاح تلك المؤسككسات فككى العمككل سككويا تحككت مظلة واحدة أل وهككى "ملتقككى الجمعيات الهليكة" وهكى خطوة لشكك أنهكا غايكة فكى اليجابيكة ذلك أنكه كمكا هو معروف أن هناك حالة من الضعف الشديد يعانى منه العمل الهلى فى مصكر فكى مجال العمكل الجماعكى أو مكا يعرف بنظام التشبيكك ولعكل نجاح تلك التجربككة إنمككا يدل على نجاح تلك العمليككة إذا مككا كان هناك نوع مككن التوحكد تجاه قضيكة مكا ،حينئذ يمككن لمختلف مؤسكسات العمكل الهلى أن .تنجح فى أستخدام آلية التشبيك تلك :المصادر 25 ملتقككى تطويككر العمككل الهلى ،مسككيرة تطويككر العمككل الهلى وقانون الجمعيات الهليكة الجديكد ،المطبعكة التجاريكة الحديثكة ،مارس ،1999 .ص7 26 .الحرار5/1/1998 ، 27 .نفس المصدر 28 .الحرار2/2/1998 ، 29 .الهرام18/1/1998 ، 30 .العربى16/2/1998 ، 31 .ملتقى العمل الهلى ،مصدر سابق ،ص6-4 32 .العربى10/6/1999 ، 33 .الحرار8/3/1999 ، .الوفد10-3/6/1998 ، .الهالى11- 3/6/1998 ، .الهالى12- 10/6/1998 ، .القاهرة13- 19/9/2000 ، .الشعب14- 12/6/1998 ، نبيككل عبككد الفتاح ،المجتمككع المدنككى المصككرى فككى عالم مضطرب15-: العاقات البنائيكة ،والسكئلة ،والحتمالت الملتبسكة ،فكى نبيكل عبكد الفتاح (وآخرون) (تحريكككر) المنظمات الهليكككة العربيكككة والمحكوميكككة ،قضايكككا وإشكالت وحالت ،مركككز الدراسككات السككياسية والسككتراتيجية بالهرام، ،2004.ص 140