Professional Documents
Culture Documents
يمكسن أن يطلق على هذا النوع مسن العلج النفسسي بالعلج الفلسسفي
وذلك ل نه يقوم على أ طر فل سفية م ستمدة من الف كر الوجودي الم ستغرق في
البحث عن المعاني للوجود النساني.
ومن هنا فإن العلج الوجودي يرتكز على تشجيع العملء على
الوصول إلى معنى الحياة وإدراك البدائل المتوفرة ثم الحرية في اختيار ما
يناسب المواقف الذي يواجهونها وتعوق تكيفهم النفسي والجتماعي.
النشأة التاريخية-:
من الصعوبة أن يعزى هذا السلوب العلجي إلى عالم بعينه أو
مدرسة من المدارس النظرية في علم النفس .ولكن يمكن القول أن هناك
مجموعة من العلماء كان لهم إسهامات كبيرة في بلورة العلج الوجودي من
خلل ما قدموه من أطر فلسفية وتطبيقات عملية وخطوات مهنية للممارسة (
. )Corey, 1996
لقد اتجه العلماء الوائل الذين صاغوا هذا السلوب العلجي إلى
التركيز على الستغراق في فهم الخبرات النسانية من خلل تسليط الضوء
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 32
مع الفراد والسر
على أهمية الوصول إلى المعاني للخبرات التي يمر بها النسان وتوظيفها
فيما يحقق التوافق النفسي والجتماعي.
يعتبر فرانكل من أهم العلماء الذين طوّروا هذا السلوب العلجي من
خلل العمال الكثيرة التي قدمها .وبالرغم من أن فرانكل يعتبر أحد تلميذ
فرويد في مدرسة التحليل النفسي إل أنه تأثر كثيرا بالفكار الفلسفية الوجودية
التي سادت أوروبا في بداية القرن العشرين .ومن أقواله المشهوة في العلج
الوجودي قوله "إن الشيء الذي ل يقتلني يزيدني قوة" (.)Frankl, 1963
ومن إسهاماته التي تركت أثرا كبيرا لدى الممارسين الوجوديين كتابه
الشهير .Existence: Anew Dimension in Psychiatry and psychology
الذي نشر في عام 1958م والذي حاول فيه أن يبرهن على أن النسان يملك
الشجاعة الكافية ليكون ما يريد وله الختيار لن يصبح الشخص الذي يريد.
ويضيف أن بداخل النسان معاناة مستمرة بالرغم من الحاجة إلى أن يكون
مستقل .والمعاناة هنا بين قوة العتمادية المرتبطة بالنسان التي تحيط به
كالسرة مثل وبين اللم الذي يتولّد عن النمو والستقللية وتحقيق الذات (
.)May & Ellenberger, 1958
المفاهيم الساسية-:
بالرغم من أن كل أسلوب علجي يتضمن مجموعة من المفاهيم
الساسية التي تستخدم لتفسير السلوك النساني وتكون بمثابة الموجه
للممارسة المهنية ،إل أن التجاه السائد في العلج الوجودي يتجه نحو العكس
من ذلك ،فهو ينظر إلى السلوك النساني على أنه إفراز للبحث الدائم
والمضني عن المعاني من الوجود في هذه الحياة .وعلى هذا فكلما استغرق
النسان في عملية البحث عن تلك المعاني والوصول إليها كلما أمكن تفسير
ذلك السلوك والوقوف على طبيعته.
يشير هذا المفهوم من منظور العلج الوجودي إلى قدرة النسان على
تنمية الدراك في كل ما يحيط به من أحداث .وكلما زاد إدراكه لتلك
الحداث كلما زادت احتمالت الحرية التي يتمتع بها في الختيار من بين
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 36
مع الفراد والسر
البدائل .وعلى هذا فكلما زاد الدراك الواعي للنسان كلما استطاع أن يعيش
في هذا العالم وهو قادر على التكيف مع الحداث التي يواجهها.
ويشير أنصار هذا السلوب العلجي إلى أن هذه العملية ليست عملية
سهلة وتلقائية ولكنها تتطلب الشجاعة والقدرة على تحمل التبعات التي تترتب
41 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر
عليها .والنسان في هذه العملية يجاهد نفسه من أجل المحافظة على خلق
التوازن بين قوتين متضادتين :الرغبة في إنشاء هوية شخصية تتحدد معالمها
وفقا لخصائصه النفسية والجتماعية والرغبة في الرتباط بالخرين وإقامة
علقات إيجابية مع البيئة التي تحيط به .ويذهب الممارسون في هذا السلوب
أن المعاناة التي تترتب على ذلك يمكن ملحظتها في الغتراب والنعزالية
التي يعاني منها الفرد نتيجة لتلك العملية.
وفي مقابل هذه السئلة يواجه المعالج العميل بأسئلة مثل :هل تحب
الطريقة التي تحيا بها؟ هل أنت مسرور بما حققته في حياتك؟ إذا كنت تشعر
بالغموض حول الطريقة التي تحيا بها أو ما تحقق لك ماذا تريد أن تفعل
لتحصل على الوضوح في ذلك؟.
.)Frankl, 1978
43 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر
-5القلق في الحياة-:
ويؤكد )May (1981أن العملء عندما يأتون إلى العلج يبحثون عن
حلول تساعدهم في التخلص من القلق .وبالرغم من أن العملء يحاولون
الوصول إلى حلول لوقف القلق إل أنهم يحاولون ذلك من خلل تقييد
الخيارات وتقليص الحرية في حياتهم .وعلى هذا فهم يلجأون إلى التخلص
من القلق بحلول وقتية ما تلبث أن تنتهي فيواجهون مواقف أشد صعوبة.
ويرى ( )May, 1981أن الحرية والقلق وجهان لعملة واحدة ،فالقلق
يرتبط بالمتعة المصاحبة بميلد فكرة جديدة .وبالتالي يمر النسان بالقلق
عندما يستخدم حريته للنتقال من المعلوم إلى اللمعلوم .وكلما ابتعد النسان
عن ممارسة حديثه كلما اختفى القلق مؤقتا من حياته.
ومما تقدم يتضح أن العلج الوجودي يحاول حل الصراع بين
الثنائيات المتناقضة :الحياة والموت ،والنجاح والفشل ،الحرية والحتياج،
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 44
مع الفراد والسر
اليقين والشك من خلل الوصول إلى حرية التفكير الواعي والقلق المصاحب
لذلك ( .)Deurzen-Smith, 1991ولذلك فإن العلج الوجودي ليس أسلوبا
لجعل الحياة سهلة كما يشير لذلك Deurzen-Smithولكن لتشجيع العملء
على الدراك والتعامل مع مصادر عدم المان والقلق .وبالتالي فكلما كان
القلق منخفضا لدي العميل كلما كان التغيير محدودا في حياته.
الهداف العلجية-:
ومن هنا كان التركيز على الموقف الحالي للعميل أي على الحاضر
وليس على الماضي ( .)May & Yalom, 1995لن التركيز على الماضي
المداخل العلجية المعاصرة للعمل 46
مع الفراد والسر
والستغراق في ذلك ل يقدم للعميل الفهم الواعي حول الموقف الشكالي بينما
الحاضر بكل أحداثه هو نقطة النطلق نحو تصور أوضح يساعد على
استخلص المعاني.
وبالضافة إلى ذلك فإن دور الخصائي الجتماعي يتمثل في
مساعدة العميل على إدراك الحرية المسؤولة وكيفية استخدامها للوصول إلى
إجابات مقنعة حول الحياة ،وتحديد الهوية الشخصية وطبيعة العلقات
الجتماعية مع الخرين.
أيضا ،يسعى الخصائي إلى تعليم العميل كيف يحقق التوازن بين
تحقيق الذات وإيجاد الهوية وبين الرتباط بالخرين وما يمليه هذا الرتباط
من تأثيرات على معالم شخصيته.
والخصائي الجتماعي في سعيه إلى لعب الدوار المشار إليها
يقوم بمواجهة العميل حول المعوقات التي تعوق تكيفهم والتي في الغالب
تنشأ من العميل نفسه من خلل الطريقة التي يتبعها في محاولته للتغلب
على المواقف الشكالية.
ودور المواجه يتطلب من الخصائي الجتماعي مهارات مهنية لن
المواجهة عملية قاسية على العملء يحاولون التهرب منها .وما لم يكن
الخصائي الجتماعي قادرا على التدرج في عملية المواجهة سيكون العلج
عامل طرد للعميل وقد يصل إلى نهايته قبل أن يتحقق الهداف العلجية.
وعلى هذا فإقامة العلقة المهنية مع العملء تعتبر حجر الزاوية في
العلج الوجودي .حيث أن العملء يحتاجون في بداية العلج إلى بناء الثقة
في الخصائي الجتماعي وفي المؤسسة التي تقدم المساعدة من خللها.
47 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر
ولن العلج الوجودي يرتكسز على البحسث فسي أعماق عالم العميسل
فكريا وعاطفيا فإن العل قة المهن ية ي جب أن تكون قو ية بدر جة ت سمح للعم يل
بتقبل المواجهة وما تتضمنه من نقد صريح لفكاره ومشاعره.
الساليب العلجية-:
ومع ذلك نجد أن هناك من أنصار هذا السلوب العلج مثل (Van
و ( )Van Deurzen, 1992في تجريب هذا السلوب العلجي على الكثير من
العملء في المؤسسات الجتماعية.
51 المداخل العلجية المعاصرة للعمل
مع الفراد والسر