You are on page 1of 20

‫‪105‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬

‫مع الفراد والسر‬

‫الفصل الخامس‬
‫العلج السلوكي العاطفي العقلني‬
‫‪)Rational Emotive Behavior Therapy (REBT‬‬

‫مقدمة‪-:‬‬

‫يعتبر هذا السلوب العلجي أحد الساليب العلج ية التي حاولت أن‬
‫تدمج أكثر من أسلوب علجي واحد من خلل دمجها لمفاهيم العلج السلوكي‬
‫الذي يقوم على فرضية أن السلوك النساني سلوك مكتسب ويمكن إزالته أو‬
‫تعديله أو التخف يف من تأثيره وب ين العلج المعرففي الذي يقوم على فرض ية‬
‫أن الفكار التي يعتقدها النسان هي التي تملي عليه الحياة التي يعيشها‪.‬‬

‫وإذا كانفت نظريفة التحليفل النفسفي ومدارسفها المختلففة قفد صفبغت‬


‫الممارسفة المهنيفة للعلج النفسفي خلل أوائل القرن العشريفن‪ ،‬وإذا كانفت‬
‫المدرسفة السفلوكية قفد صفبغت الممارسفة المهنيفة خلل منتصفف القرن‬
‫العشريفن‪ ،‬فإن أسفاليب العلج المعرففي قفد شغلت الكثيفر مفن العلماء‬
‫والممارسين – على حد سواء – منذ منتصف القرن الماضي‪.‬‬
‫والعلج السفلوكي العاطففي العقلنفي انبثفق على يفد مؤسفسه ‪Albert‬‬

‫‪ Ellis‬في أوائل العقد الخامس من القرن العشرين في محاولة منه للمزج بين‬
‫مدر سة التحل يل النف سي والعلج المتمر كز حول العم يل ومدر سة الجشتالت‪،‬‬
‫وكما يصفه ‪ )Corey (1996‬بأنه أسلوب علجي يوحي بالشمولية في الطرح‬
‫من حيث تركيزه على الثلثة جوانب الرئيسية في حياة النسان وهي الدراك‬
‫والسلوك والمشاعر والتفاعل فيما بينها‪.‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪106‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫وففي مقابفل ذلك يشيفر ‪ )Mahoney (1977‬إلى أن الهتمام بتعديفل‬


‫العلج السلوكي وتطويره بدأت في الستينات بالهتمام بالدراك (‪)Cognition‬‬

‫وأضاف أنفه لكفي يصفبح العلج السفلوكي فعالً يجفب أن يهتفم بالعوامفل‬
‫الشخصية (ومن ضمها الدراك) وتفاعلها مع العوامل البيئية‪.‬‬
‫وعلى الر غم من وجود أك ثر من أ سلوب عل جي يحاول المزج ب ين‬
‫الدراك والسلوك من أشهرها على سبيل المثال العلج المعرفي المرتبط باسم‬
‫‪ Aron‬والعلج المعرفففي السففلوكي المرتبففط باسففم ‪Donald‬‬ ‫‪Beck‬‬
‫‪ Meichenbaun‬إل أن الترك يز في هذا الف صل سوف ين صب على ال سلوب‬
‫العلجفي الذي قدمفه ‪ Albert Ellis‬باعتباره مفن أكثفر السفاليب العلجيفة‬
‫المعرفية شمولية (‪.)Dobson & Block, 1988‬‬
‫التطور التاريخي‪-:‬‬
‫ل قد كا نت البدايات الولى للحياة المهن ية والعلم ية ال تي عاش ها ‪Ellis‬‬
‫مرتبطة بممارسة التحليل النفسي إل أنه وجد أن هذا النوع من العلج النفسي‬
‫ل يس فعالً في م ساعدة العملء‪ ،‬ك ما و جد أن هم ب عد ارتباط هم بالعلج ت سوء‬
‫حالتهم بدلً من أن تتحسن (‪.)Ellis, 1988‬‬
‫وعلى هذا كان ‪ Ellis‬يطلب من عملءه ف عل المور ال تي يشعرون‬
‫بالخوف من ها ويتهيبون القيام ب ها‪ .‬على سبيل المثال الن سان الذي يخاف من‬
‫رففض الخريفن له خاصفة المقربيفن منفه يُطلب منفه مواجهفة هذا الموقفف‪.‬‬
‫وتدريجيا يحاول ‪ Ellis‬أن يرى الثار المترتبفة على تلك المواقفف وكيفف أن‬
‫النسان مع تغيير أفكاره السلبية إلى إيجابية يتحول سلوكه تبعا لذلك‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫من ه نا ا ستنتج ‪ Ellis‬أن العلج يك من في إعادة بناء الفكار وأنماط‬


‫السلوك (‪ .)Ellis & Yeager, 1989‬ويرى أن مشاعرنا ما هي إل انعكاس من‬
‫معتقداتنا وأفكارنا وتفسيراتنا وتفاعلنا مع المواقف التي تواجهنا‪.‬‬

‫وخلل العمل ية العلج ية يتعلم العملء المهارات ال تي تزود هم بالدوات‬


‫التي تساعدهم في تحديد ومواجهة الفكار غير العقلنية أو غير المنطقية‪.‬‬

‫و من هذا المنطلق تتحدد معالم هذا ال سلوب العل جي في أ نه يج عل‬


‫بؤرة اهتما مه أولً في الفكار والفعال ول يس في المشا عر ك ما أ نه يرى أن‬
‫عمل ية العلج ي جب أن تكون عمل ية تعليم ية يقوم الخ صائي الجتما عي في ها‬
‫بدور المعلم الذي يتولى تعليفم العميفل كيفيفة مواجهفة الفكار الغيفر منطقيفة‬
‫والتخلص منها‪.‬‬

‫ويمكن القول أن تسمية هذا السلوب العلجي واكبت مراحل تطوره‪.‬‬


‫ففي البداية وبالتحديد خلل فترة الخمسينات من القرن العشرين أطلق ‪Ellis‬‬
‫عليفه مسفمى العلج العقلنفي ‪ .Rational Therepy‬ولكفن سفريعا مفا تغيفر‬
‫الم سمى إلى العلج العاط في العقل ني ‪ .Rational Emotive Behavior‬و في‬
‫عام ‪1993‬م أطلق ‪ Ellis‬عليفه مسفمى العلج السفلوكي العاطففي العقلنفي‬
‫‪ Therap Rational Emotive Therapy‬ففي محاولة منفه ليضاح أنفه علج‬
‫يسفعى إلى إبراز التفاعفل بيفن المقومات السفاسية ففي حياة النسفان وهفي‬
‫الدراك‪ ،‬والمشاعر‪ ،‬والسلوك‪.‬‬

‫المفاهيم الساسية‪-:‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪108‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫ق بل الخوض في مناق شة المفاه يم ال تي يرت كز علي ها الطار النظري‬


‫والمنه جي لهذا ال سلوب العل جي ي جب إيضاح مفهوم الدراك (‪.)Cogniton‬‬
‫يشيفر كفل مفن ‪ Roberta Greene‬و ‪ )Paul Ephross (1991‬ففي كتابهمفا‬
‫نظريات ال سلوك الن ساني وممار سة الخد مة الجتماع ية إلى أن الدراك هو‬
‫كل العمليات العقلية من تفكير وذكاء وتخيل وتحليل وربط بين الحقائق وتذكر‬
‫وغير ها من العمليات ال تي تم يز الن سان عن غيره من المخلوقات‪ ،‬وبمع نى‬
‫آخفر يمكفن القول أن كفل نشاط يقوم بفه النسفان يتضمفن مظهرا للدراك‪.‬‬
‫فالسفلوك النسفاني يتضمفن مظهرا للدراك‪ ،‬والمشاعفر النسفانية تتضمفن‬
‫مظهرا للدراك وعلى هذا هناك تداخل بين السلوك والمشاعر والدراك فكل‬
‫منهم يؤثر ويتأثر بالخر‪ .‬وعلى هذا فكل سلوك يصدر من النسان يكون ذو‬
‫هدف وغاية وهو بذلك يتضمن مظهرا من مظاهر الدراك‪.‬‬

‫ويرى ‪ )Ellis (1979‬أن السفلوب العلجفي الذي يقدمفه يعتمفد على‬


‫التفاعل والتداخل بين مكونات ثلث (السلوك‪ -‬الدراك‪ -‬المشاعر) ويرى أنه‬
‫أ سلوب عل جي شمولي من ح يث النظرة إلى تف سير ال سلوك الن ساني غ ير‬
‫المتوافق‪.‬‬

‫ل قد حاول ‪ Ellis‬أن يقدم تف سيرا لل سلوك الن ساني يعت مد على ال سببية‬
‫الدائريفة ‪ ،Circular Causality‬بمعنفى أن النموذج الطفبي القائم على السفبب‬
‫والتأثيفر ‪ Cause- effect‬لم يعفد مناسفبا ففي تفسفير السفلوك النسفاني بسفبب‬
‫التداخل بين مظاهر السلوك النساني والتغير في طبيعته فضلً عن الختلف‬
‫‪109‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫في طبيعة الشخصية النسانية من فرد لخر‪ .‬وعلى ذلك ل يمكن فهم وتفسير‬
‫وتحل يل مخرجات ال سلوك الن ساني ما لم ي تم درا سة هذه المكونات الثلث‪:‬‬
‫السلوك والدراك والمشاعر‪.‬‬

‫وبناء على هذا التفسفير النظري الذي يقدمفه ‪ Ellis‬ففي هذا السفلوب‬
‫العلجي يمكن استعراض المفاهيم الساسية التي يقوم أسلوبه العلجي عليها‪-:‬‬

‫‪A- B- C‬‬ ‫‪ -1‬نظرية‬

‫لقفد قدم ‪ Albert Ellis‬نظريفة فلسففية تقوم على أن الضطرابات‬


‫ال سلوكية والعاطفية هي نتاج للتفكير غير المنط قي الذي ينته جه النسان في‬
‫ر سم معالم حيا ته‪ .‬ويرى ‪ Ellis‬أن النسفان يفكفر بطري قة غ ير منطقيفة من‬
‫خلل السلوب التعسفي في التفكير ورمز إلى هذا السلوب بصيغة الوامر‬
‫"يجب أن أفعل‪" "....‬يجب أن أكون‪" "....‬لبد أن أنجح في‪.".....‬‬

‫ويرى أيضا أن الساليب العلجية التقليدية تخطيء كثيرا في التركيز‬


‫على الما ضي وج عل الن سان ي سترجع ذلك الما ضي الذي ل يم كن تغييره أو‬
‫الرجوع إلى العيش فيه‪ ،‬كما أن التعبير عن أفكار وخبرات ومشاعر الماضي‬
‫ل تفيد النسان كثيرا وإنما تعمل على تفاقم المشكلة بدلً بمن حلها‪.‬‬

‫وعلى العكس من ذلك يؤكد ‪ Ellis‬أن أسلوبه العلجي يسعى إلى‬


‫تعاون الخصائي مع العميل في دحض الفكار الخاطئة التي يعتنقها العميل‬
‫في الوقت الحاضر من خلل الحوار المنطقي الواعي وهذا بدوره سوف‬
‫ينعكس على مشاعر العميل وسلوكه‪.‬‬

‫(الحدث) ‪A‬‬ ‫(العتقاد) ‪B‬‬ ‫(المشاعر والسلوك) ‪C‬‬


‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪110‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫المصاحبة‬

‫(التدخل) ‪D‬‬ ‫(التأثير) ‪E‬‬ ‫مشاعر ‪F‬‬

‫المهني‬ ‫جديدة‬

‫شكل (‪ )1‬نظرية ‪A-B-C‬‬

‫ويمكن توضيح الشكل (‪ )1‬الذي يمثل النظرية التي قدمها ‪ Ellis‬في‬


‫تفسير الضطرابات وكيفية علجها من خلل أن الحرف (‪ )A‬يرمز إلى‬
‫الحدث سواء كان سلوكا أو حادثه أو اتجاه يصدر من النسان‪ .‬والحرف (‪)c‬‬
‫يرمز إلى السلوك أو المشاعر المصاحبة أو ردة فعل النسان حيال ذلك‬
‫الحدث‪ .‬سواء كان رد الفعل ملئما أو غير ملئم‪ .‬ويرى ‪ Ellis‬أن الحدث (‬
‫‪ )A‬ليس هو المسبب للنتيجة (‪ )C‬ولكن (‪ )B‬الذي يرمز إلى العتقاد‬
‫الخاطىء الذي يحمله النسان حول الحدث (‪ )A‬هو الذي يؤدي إلى‬
‫الضطراب في المشاعر والسلوك (‪.)C‬‬

‫ومثال ذلك‪ :‬أن الطالب الذي يصاب بالكتئاب نتيجة لخفاقه في‬
‫الختبار النهائي للثانوية العامة وعدم حصوله على نسبة تؤهله لدخول كلية‬
‫الطب‪ ،‬ل يمكن أن يعزى الكتئاب لما حصل له في الختبار ولكن يمكن أن‬
‫يعزى ذلك إلى أفكار الطالب الخاطئة حول الفشل في عدم دخوله كلية الطب‪.‬‬
‫وعلى هذا فالحدث وهو الخفاق (‪ )A‬ليس هو المسؤول حول الكتئاب (‪)C‬‬
‫الذي يعاني منه (‪.)Ellis, 1979b‬‬

‫ويضيف ‪ Ellis‬أن هذه الفكار الخاطئة وغير المنطقية تعزز من خلل‬


‫العبارات مثل‪" .‬أنا إنسان فاشل" أو "الفشل يعني النهاية بالنسبة لي" أو "أنا‬
‫‪111‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫شخص عديم الفائدة"‪ .‬ومن هنا يرى ‪ Ellis‬أن الشعور النساني يتحدد من‬
‫خلل الطريقة التي يفكر بها‪.‬‬

‫والعلج عند ‪ Ellis‬يأتي من خلل دحض الفكار الخاطئة والغير‬


‫منطقية (‪ )D‬والذي يشير إلى الطريقة العلمية والسلوب العلجي الذي‬
‫ينتهجه الخصائي الجتماعي في مساعدة العملء على مواجهة وتغيير‬
‫الفكار الخاطئة‪.‬‬

‫ويرى (‪ )Ellis & Bernard, 1986‬أن هناك ثلثة مكونات لعملية‬


‫دحض الفكار الخاطئة هي‪-:‬‬

‫‪-1‬عملية الكتشاف‪ :‬وهنا يتعلم العميل كيف يكشف الفكار الخاطئة‬


‫وغير المنطقية‪.‬‬

‫‪-2‬عملية الحوار مع الذات من أجل دحض هذه الفكار الخاطئة‬


‫وإحلل الفكار العقلنية المنطقية بدلً منها‪.‬‬

‫‪-3‬عملية التمييز بين الفكار الخاطئة والفكار غير الخاطئة في التفكير‬


‫من أجل تجنب ذلك مستقبلً‪.‬‬

‫ويشير ‪ Ellis‬أن النتيجة التي يمكن استخلصها من هذه العملية يمكن‬


‫ملحظة تأثيرها في (‪ )E‬الذي يرمز إلى تأثير عملية دحض الفكار‬
‫الخاطئة وبالتالي ينتج عن هذا سلوك أو مشاعر جديدة ‪ F‬خالية من‬
‫مظاهر الضطراب السلوكي والعاطفي‪.‬‬
‫وخلصة هذه النظرية التي قدمها ‪ Ellis‬في تفسيره للضطراب‬
‫وكيفية علجه يمكن أن تتضمن الخطوات التالية‪-:‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪112‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫‪-1‬العتراف الكامل بالمسؤولية حول نشأة المشكلت التي يعاني منها‬


‫الفراد والجماعات‪.‬‬
‫‪-2‬تقبل فكرة أن الفراد لديهم القدرات والمكانات التي تؤهلهم‬
‫للتصدي وتغيير الضطرابات السلوكية والعاطفية التي تواجههم‪.‬‬
‫‪-3‬إدراك أن المشكلت التي نعاني منها تنشأ من خلل الفكار‬
‫الخاطئة التي نؤمن بها‪.‬‬
‫‪-4‬معرفة واكتشاف هذه الفكار الخاطئة ثم دحضها هو الطريقة‬
‫المثلى للعلج‪.‬‬
‫‪-5‬استخدام التفكير العقلني المنطقي في دحض الفكار الخاطئة‬
‫ل منها‪.‬‬
‫وإحلل الفكار العقلنية بد ً‬
‫‪-6‬تقبل الحقيقة القائلة أن العملء متى ما كانت لديهم الرغبة في‬
‫التغيير والعمل على ذلك فإنهم قادرون على مواجهة مشكلتهم‬
‫بفاعلية‪.‬‬
‫‪-‬الستمرارية في عملية دحض الفكار الخاطئة فهي ل تنتهي‬ ‫‪7‬‬
‫عند حد معين‪.‬‬
‫* الهداف العلجية‪-:‬‬
‫يمكن تحديد الهداف العلجية للعلج السلوكي العاطفي العقلني في‬
‫تمركزها حول دحض الفكار الخاطئة والوصول بالعميل إلى القدرة على‬
‫تحليل تلك الفكار وإحللها بالفكار المنطقية التي تتلءم مع البيئة التي‬
‫يعيش فيهاب‪ .‬هذا بالضافة إلى اكتساب العميل للمهارات العقلية ا لتي تمكنه‬
‫‪113‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫من بناء تصورات ذهنية وعقلية بناءة وإيجابية حول المعتقدات الخاطئة التي‬
‫ساهمت في الضطراب العاطفي والسلوكي‪.‬‬
‫وللوصول بالعميل إلى عملية دحض الفكار الخاطئة يسعى العلج‬
‫السلوكي العاطفي العقلني إلى محاولة إقناع العميل بأن معظم المشكلت‬
‫التي يعاني منها تعود في عوامل التي يعاني منها تعود في عواملها إلى‬
‫معتقدات خاطئة وتصورات ذهنية فلسفية ل تستند إلى الحقائق الموضوعية‬
‫فالشعور بالتوتر والقلق والكتئاب ل تمثل إل أعراضا للمشكلة الرئيسية‬
‫المتمثلة في الفكار التي يحملها النسان حول طبيعة المواقف التي يواجههاْ (‬
‫‪.)Bernard, 1992‬‬

‫ومن هنا فإن الهدف من العلج يجب أن يتركز حول التجاهات‬


‫والفكار الخاطئة ومحاولة تعديلها أو إزالتها بدلً من التركيز حول تلك‬
‫العراض الناتجة عن تلك الفكار‪.‬‬

‫وبالرغم من الهدف الرئيسي الذي يسعى هذا السلوب العلجي‬


‫الوصول إليه‪ ،‬فإن مؤسس هذا العلج ‪ Ellis‬حاول تقديم مجموعة من الهداف‬
‫يسعى الخصائي الجتماعي إلى مساعدة العميل على الوصول إليها ومنها‪-:‬‬

‫‪-1‬تحقيق الرغبات الشخصية‪.‬‬

‫‪-2‬تحقيق الرغبات الجتماعية‪.‬‬

‫‪-3‬مساعدة العميل على تحقيق التوجيه الذاتي‪.‬‬

‫‪-4‬القدرة على تحمل اللم الناتج عن مواجهة المواقف المؤلمة‪.‬‬

‫‪-5‬تقبل المواقف النسانية غير السارة‪.‬‬


‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪114‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫‪-6‬القدرة على التفكير العلمي الموضوعي‪.‬‬

‫‪-7‬اللتزام بالعملية العلجية بالرغم من اللم الناتج عنها‪.‬‬

‫‪-8‬تحمل المسؤولية‪.‬‬

‫* دور الخصائي الجتماعي‪-:‬‬

‫على الرغم من أن العلج السلوكي العاطفي العقلني يعتبر في نظر‬


‫الكثيرين أسلوبا تعليميا يضطلع فيه الخصائي الجتماعي بدور المعلم الذي‬
‫يقع على عاتقه تعليم العميل عمليات مجادلة النفس ودحض الفكار الخاطئة (‬
‫‪ ،)Wessler & Wessler, 1980‬إل أن هناك مجموعة من المهمات التي‬
‫يمكن استخلصها من الكتابات التي قدمها ‪ Ellis‬حول هذا السلوب العلجي‬
‫يمكن إيجازها في التي‪-:‬‬

‫‪-1‬مساعدة العملء على إدراك أن لديهم الكثير من الفكار الخاطئة‬


‫حول الحداث التي يمرون بها متمثلة في هيئة أوامر موجهة مثل‪:‬‬
‫"يجب أن تفعل…‪" ".‬يجب أن تنجح في الختبار" "يجب أن تحقق‬
‫نسبة عالية في الثانوية العامة" "يجب أن تكون زوجا مثاليا"‪ .‬وهكذا‪.‬‬

‫‪-2‬مساعدة العملء على فهم أن المشكلت التي يعانون منها تزداد حدة‬
‫وتفاقما من خلل الستمرار في التفكير غير المنطقي وغير‬
‫العقلني‪.‬‬

‫‪-3‬مساعدة العملء على تعديل التفكير من اللعقلنية إلى العقلنية‪ .‬بمعنى‬


‫أن العميل يحاول تعديل الفكار والمعتقدات الخاطئة التي سببت له‬
‫الشعور بالضيق والحباط‪ .‬وهنا على الخصائي الجتماعي أن يساعد‬
‫‪115‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫العميل على فهم الدائرة الخبيثة في التفكير وهي تعني أن الفكار‬


‫الخاطئة ل تعالج بالتفكير الغير منطقي بل عوضا عن ذلك بالتفكير‬
‫العلمي‪.‬‬

‫‪-4‬وأخيرا‪ ،‬مساعدة العميل على تنمية أفكار إيجابية لتحل محل الفكار‬
‫الخاطئة‪ .‬والمهمة ل تقف عند عملية الحلل بل تتعدى ذلك إلى‬
‫مساعدة العميل على الستمرار في عملية دحض الفكار الخاطئة‬
‫وذلك حتى ل ينتكس العميل بالرجوع إلى أن يكون ضحية للفكار‬
‫الخاطئة‪.‬‬

‫* الساليب العلجية المستخدمة‪-:‬‬

‫يعتبر هذا السلوب العلجي في نظر الكثيرين من الممارسين‬


‫مجموعة من الساليب العلجية من حيث اشتماله على مجموعة من الساليب‬
‫العلجية المتداخلة كالساليب الدراكية ‪ Cognitive‬والساليب الوجدانية‬
‫‪ Affective‬والساليب السلوكية ‪ .Behavioral‬ويزعم مؤسس هذا النموذج‬
‫العلجي ‪ -Albert Ellis-‬أن هذه الساليب العلجية ذات كفاءة وفاعلية في‬
‫التعامل مع المشكلت النسانية كالقلق والكتئاب‪ ،‬والغضب‪ ،‬والمشكلت‬
‫السرية‪ .‬ومشكلت التنشئة الجتماعية‪ ،‬واضطرابات الشخصية‪ ،‬والدمان‪،‬‬
‫واضطرابات النوم‪ ،‬واضطرابات العلقات الجتماعية‪.‬‬

‫ويؤكد ‪ Ellis‬فعالية هذا السلوب العلجي في كونه يتناول مكونات‬


‫الشخصية‪ ،‬العاطفة‪ ،‬السلوك‪ ،‬الدراك‪ ،‬وفيما يلي استعراض للساليب‬
‫العلجية التي قدمها ‪ Ellis‬في تضيق هذا السلوب العلجي‪-:‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪116‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫أولً‪ :‬الساليب الدراكية‬

‫إن سمة هذا السلوب العلجي ارتكازه الكبر على الساليب‬


‫الدراكية في دحض الفكار الخاطئة التي يعتبرها العامل الرئيسي في نشأة‬
‫المشكلت النسانية‪ ،‬كما يعتبرها الهدف الرئيسي الذي يسعى العلج‬
‫الوصول إليه‪ .‬ومن هنا يسعى الممارسون لهذا السلوب العلجي إلى مساعدة‬
‫العميل على اكتشاف طرق التفكير الخاطئة ومن ثم مواجهتها بطرق واقعية‪،‬‬
‫ومن هذه الساليب‪-:‬‬

‫‪ -1‬دحض الفكار غير العقلنية‪-:‬‬

‫في هذا السلوب الدراكي يسعى الخصائي الجتماعي إلى مجادلة‬


‫العميل حول الفكار الخاطئة غير العقلنية التي ساهمت في نشأة المشكلت‬
‫التي يعاني منها‪ .‬والخصائي ل يقوم بذلك لوحده بمعنى أن يقف العميل‬
‫موقف سلبي في هذه العملية بل إن الخصائي الجتماعي يعلّم العميل كيف‬
‫يقوم بذلك لوحده من خلل اكتشاف طرق التفكير والمسلمات والمعتقدات التي‬
‫يؤمن بها ويبني عليها أنماط سلوكه ومشاعره‪ .‬ومن السئلة التي يوجهها‬
‫الخصائي الجتماعي للعميل ليجيب عليها‪" .‬أين الدليل على ما تقوله أو ما‬
‫تشعر به؟" و "لماذا تكون الحياة مأساوية إذا لم تجر الحياة بالشكل الذي‬
‫تريد؟" و "هل هو نهاية العالم إذا لم تتحقق أحلمك في الحياة؟"‪.‬‬
‫إن مثل هذه السئلة الجدلية والحوارية تجعل العميل يعيد التفكير في‬
‫الفكار التي يتخذها مسلمات وحقائق وبالتالي يبدأ في إعادة التفكير بها‬
‫واختبار مصداقيتها ومدى تأثيرها على حياته‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫‪ -2‬أسلوب الواجبات الدراكية‪-:‬‬


‫يعتبر هذا السلوب وسيلة سريعة للوصول إلى الساليب الخاطئة في‬
‫التفكير وخاصة تلك التي تتسم بالمر ‪ Absolutistic‬وهنا يطلب الخصائي‬
‫الجتماعي من العميل عمل قائمة بالمشكلت النسانية التي يعاني منها ثم النظر‬
‫في كل مشكلة على حده ومن خلل مساءلة الذات حول نشأة هذه المشكلة‬
‫(لماذا؟) والطريقة التي يفكر بها حول هذه المشكلة‪ .‬هذا المر يمكن الخصائي‬
‫الجتماعي من بناء نظرية ‪ A-B-C‬حول المشكلة المقصودة ثم مساعدة العميل‬
‫على تحديد النمط التفكيري الخاطيء الذي ساهم في تأثير المشكلة‪.‬‬
‫مثال‪-:‬‬
‫شخص يخاف من التواجد في الماكن الجتماعية ودائم ما يقول‬
‫لذاته‪" :‬أنا شخص غير محبوب" "أنا أبدو بين الناس غريب"‪" ،‬أشعر أن الكل‬
‫ينظر إلي بريبة"‪.‬‬
‫هذا الشخص ممكن أن يعطى رسائل إيجابية مثل‪" :‬إنه لشيء يدعو‬
‫للسرور أن أكون محبوبا من الجميع ولكن رضى الناس غاية ل تدرك" "قد‬
‫ينظر إليّ الناس باستغراب ولكن ليس كل العالم يراني غريبا"‪.‬‬
‫إن مثل هذه العبارات تشجع العملء على النظر إلى الحداث والمواقف‬
‫التفي يواجهونهفا نظرة شموليفة فيهفا اتسفاع للففق وبعدا عفن التفكيفر الضيفق‬
‫المحصور في الذات‪ ،‬كما أن ذلك يساعدهم على تنمية التفكير المنطقي‪.‬‬
‫‪ -3‬تغيير مفردات اللغة‪-:‬‬

‫يؤكد أعضاء هذا السلوب العلجي على أن اللغة غير الدقيقة‬


‫والمحددة تساهم في تشتيت عمليات التفكير‪ .‬والمقصود هنا مفردات اللغة‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪118‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫المحكية‪ .‬إذ أن الكلمة الواحدة قد يكون لها أكثر من معنى وقد يكون سياق‬
‫الكلم ذو معنى آخر غير الذي يقصده المتحدث‪ .‬ومن هنا يعطى الممارسون‬
‫بهذا السلوب العلجي أهمية كبرى لمعاني الكلمات حيث أن تلك المعاني هي‬
‫التي تشكل طريقة الستجابة (التفكير)‪.‬‬

‫مثال‪-:‬‬

‫هناك فرق بين‪" :‬إنه لمر سيء جدا أن أرسب في المتحان" وبين‬
‫"إنه من غير المحبب لي أن أرسب في المتحان"‪.‬‬

‫مما ل شك فيه أن الجملة الولى تحمل نظرة سلبية تشاؤمية للحدث‬


‫الذي يمكن حدوثه بينما الجملة الثانية تحمل نظرة إيجابية تفاؤلية لذلك الحدث‬
‫متى وإن وقع‪.‬‬

‫‪ -4‬استخدام المرح‪-:‬‬

‫يعتبر هذا السلوب العلجي من أكثر الساليب العلجية استخداما‬


‫للمرح أثناء الجلسات العلجية‪ .‬والهدف من ذلك هو محاولة إخراج‬
‫العملء من الجدية المبالغ فيها والتي قد تضخم وتفاقم المشكلة وتأثيرها‬
‫على العميل‪ .‬كما أن المرح يساعد العملء على التخلص من الضغوط‬
‫النفسية المصاحبة للمشكلت التي يعانون منها وبهذا يكونون أكثر قدرة‬
‫على التفكير المنطقي الواعي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الساليب الوجدانية‬
‫في هذه الساليب العلجية يتم التركيز على تغيير المشاعر السلبية‬
‫المصاحبة للمشكلت التي يعرضها العملء وليس التركيز على الستغراق‬
‫‪119‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫في تلك المشاعر بقدر ما هو على مساعدة العملء على تحويل تلك المشاعر‬
‫إلى مشاعر إيجابية تخدم العملية العلجية وتسرّع من عملية التغيير‪ .‬ومن‬
‫الساليب الوجدانية التي قدمها ‪ Ellis‬في أسلوبه العلجي‪.‬‬
‫‪ -1‬التخيل العاطفي العقلني‪-:‬‬
‫هذا السلوب العلجي عبارة عن عملية عقلية تساعد العميل على‬
‫تأسيس أنماط من المشاعر من خلل مساعدة العميل على تخيل التفكير‬
‫المنطقي‪ ،‬والسلوك‪ ،‬والمشاعر ثم محاولة تطبيق ذلك واقعيا في الحياة (‬
‫‪ .)Maultsby, 1984‬ومثال ذلك بأن يتخيل العميل أسوأ ما سوف يحدث له‬
‫وكيف يتصرف إن حصل ذلك وماذا سيشعر به إن حصل‪.‬‬
‫ويزعم (‪ Ellis )1988‬أنه كلما مارس النسان التخيل العاطفي العقلني‬
‫عدة مرات في السبوع‪ .‬سوف يصل إلى حالة من التوافق النفسي والجتماعي‬
‫تجعله يتجاوز الحداث والمواقف غير المريحة التي يمكن أن تواجهه‪.‬‬
‫‪ -2‬لعب الدور‪-:‬‬
‫ل يقتصر هذا السلوب العلجي على العلج السلوكي العاطفي‬
‫الوجداني الذي قدمه ‪ Ellis‬بل إننا نجد لعب الدور في الكثير من الساليب‬
‫العلجية الخرى المستخدمة في العلج النفسي‪ .‬ولكن أسلوب لعب الدور في‬
‫هذا السلوب العلجي يرتكز بالدرجة الولى على مساعدة العملء في تغيير‬
‫الفكار الخاطئة غير العقلنية المسببة لمشكلتهم‪.‬‬
‫مثال‪-:‬‬
‫المرأة التي ترغب في مواصلة تعليمها بعد أن تخطت الربعين‬
‫وأنجبت الطفال وتخشى من الفشل وعدم القبول بالجامعة يمكن لها أن‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪120‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫تستخدم هذا السلوب (لعب الدور) بإجراء مقابلة شخصية مع نفسها متخيلة‬
‫وجود اللجنة أمامها ومن خلل ذلك يمكنها أن تقف على مشاعر القلق‬
‫والفكار غير العقلنية المرتبطة به ثم محاولة تغييرها‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام القوة والحزم‪-:‬‬
‫إن الهدف من استخدام القوة والحزم والسلطة مع العملء أثناء العلج‬
‫هو مساعدتهم على تكوين الستبصار العقلي والستبصار الوجداني‪ .‬أيضا‬
‫مساعدة العملء على إنشاء حوارات مع الذات من شأنها أن تساعدهم على‬
‫استكشاف الفكار الخاطئة وتغييرها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الساليب السلوكية‬
‫معظم الساليب العلجية المستخدمة هي ذاتها تلك الساليب التي‬
‫قدمتها المدرسة السلوكية على اختلف أساليبها ومنها‪ :‬التعزيز اليجابي‬
‫والتعزيز السلبي‪ ،‬والعقاب وغيرها والتي تم تقديمها في هذا الكتاب أثناء‬
‫استعراض العلج السلوكي‪.‬‬
‫* تقييم السلوب العلجي‪-:‬‬
‫على الرغم من أن السلوب العلجي الذي قدمه ‪ Ellis‬يعتبر شموليا‬
‫من ناحية اهتمامه بالفكار والمشاعر والسلوك في تفسير عوامل المشكلت‬
‫النسانية‪ ،‬إل أن هناك بعض النقد الذي وجه لهذا السلوب والتي يمكن‬
‫استعراض أبرز نقاطه فيما يلي‪-:‬‬
‫‪-1‬من أكثر النتقادات التي وجهت لهذا السلوب العلجي إغفاله‬
‫لجانب اللشعور وما يمثله من تأثير في شخصية النسان‪ .‬فالعمليات‬
‫اللشعورية مثل فلتات اللسان‪ ،‬والحلم ل تمثل أهمية لدى‬
‫‪121‬‬ ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

‫الممارسين بهذا السلوب العلجي‪ ،‬ومن هنا هم ل يعطون الهتمام‬


‫بأحداث الماضي وما تمثله من تأثير في حياة النسان لحقا‪.‬‬

‫‪-2‬على الرغم من أن معظم الممارٍسين للعلج السلوكي العاطفي‬


‫العقلني الذي قدمه ‪ Ellis‬يؤكدون أهمية بناء العلقة المهنية بين‬
‫الخصائي والعميل‪ ،‬فإن أبعاد تلك العلقة المتمثلة في التعاطف‬
‫والهتمام الشخصي والرعاية ل تمثل لدى ‪ Ellis‬مكونات أساسية في‬
‫فاعلية العلج‪.‬‬

‫ويمكن القول أنه ل يمكن تصور علقة مهنية إيجابية بين الخصائي‬
‫الجتماعي والعميل ما لم يتم بناءها على الهتمام والتعاطف‬
‫والرعاية والفهم لن العلج ل يمكن أن يقتصر على عملية دحض‬
‫الفكار الخاطئة ومواجهة العميل بها ما لم يؤسس على الثقة المتبادلة‬
‫بين طرفي العلقة‪.‬‬

‫‪-3‬يعتبر هذا السلوب العلجي أسلوبا مباشرا وموجها يسعى إلى‬


‫مجابهة العميل بالفكار الخاطئة وتغيير أنماط التفكير الخاطيء‪.‬‬

‫ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام‪ :‬هل كل العملء لديهم‬
‫المقدرة على المواجهة؟‪ .‬ل شك أن العملء مختلفون في قدراتهم العقلية‬
‫والنفسية والجتماعية‪ ،‬فمنهم من لديه الصبر على تحمل المواجهة ومنهم من‬
‫ل يستطيع ذلك‪ .‬وعموما فالقدرة على المواجهة يحكمها نوعية العملء‬
‫ونوعية المشكلت‪.‬‬
‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ ‫‪122‬‬
‫مع الفراد والسر‬

‫‪-4‬ومن النقد الذي يوجه لهذا السلوب العلجي سوء استخدام السلطة‬
‫والقوة من الممارسين أثناء العملية العلجية‪ .‬ويحدث ذلك عندما‬
‫يحاول الخصائي الجتماعي عن قصد أو غير قصد من فرض‬
‫آراءه واتجاهاته الفكرية على العملء خلل عملية الحوار‪ .‬وهذا‬
‫يؤدي إلى أن العملء ل يصلون إلى عملية التغيير المرغوبة التي‬
‫ينشدونها بل إن التغيير يفرض عليهم من قبل الخصائي الجتماعي‪.‬‬

‫‪-5‬ومن هنا نلحظ أن الممارسين لهذا السلوب العلجي يجب أن‬


‫يفصلوا بين آرائهم وأفكارهم وما يؤمنون به وبين تلك الخاصة‬
‫بالعملء وهذا يتطلب قدرا كبيرا من المهارات يمكن اكتسابها من‬
‫خلل التدريب المهني قبل الشروع في عملية الممارسة المهنية‪.‬‬

‫مراجع الفصل الرابع‬


123 ‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬
‫مع الفراد والسر‬

1- Bernard, M. (1992). Staying Rational in an Irrational World. Carol

Publishing, New York.

2- Corey, G. (1996). Theory and Practice of Counseling and

Psychotherapy. Brooks/Cole Publishing Company, New York.

3- Dobson, K. & Block, L. (1988). Historical and Philosophical Bases of

the Cognitive Behavioral Therapies. Guilford Press, New York.

4- Ellis, A. (1979). The Theory of Rational –emotive Therapy.

Brooks/Cole, CA.

5- Ellis, A. & Bernard, M. (1986). What is Rational Emotive Therapy.

Springer, New York.

6- Ellis, A. (1988). How to Stubbornly Refuse to Make Yourself

Miserable about Anything – Yes, Anything. Lyle Stuart, NJ.

7- Ellis, A. & Yeager, R. (1989). Why Some Therapies Do Not Work.

Prometheus Books, New York.

8- Greene, R. & Ephross, P. (1991). Human Behavior Theory and Social

Work Practice. Aldine De Gruyter, New York.

9- Mahoney, M. (1977). Reflections on the Cognitive – Learning Trend in

Psychotherapy. American Psychologist, 32, 5-13.


‫المداخل العلجية المعاصرة للعمل‬ 124
‫مع الفراد والسر‬

10-Maultsby, M. (1984). Rational Behavior Therapy. Prentice-Hall, NJ.

11-Wessler, R. & Wessler, R. (1980). The Principles and Practice of

Rational-Emotive Therapy. Jossey-Bass, San Francisco.

You might also like