‫ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ‬

‫ﻓﻲ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٠٨٩١ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻤﺅﺘﻤﺭﻩ ﺍﻷﻭل، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺃﺼـﺩﺭﻫﺎ ﻫـﺫﺍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﻭﻟﻘﺩ ﺤﺩﺜﺕ ﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺃﻤﻠﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺠﻭﺍﻨﺒﻪ، ﻓﺘﻡ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﺭﻨﺎﻤﺠﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ‬ ‫ﺼﺩﺭﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﻋﺎﻡ ٢٩، ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺒﻌﺩ ﺘﻔﺠﺭ ﺜﻭﺭﺓ ٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺨﻼل ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻋﺎﻤ ﹰ ﺍﻟﻤﺎﻀﻴﺔ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺃﺕ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻭﺼﻴﺎﻏﺔ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻻﺴﺘﻜﻤﺎل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﺒـﺎﻟﺒﻼﺩ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺃﻋﺘﺎﺏ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ.‬ ‫وﯾﺤﺘﻮي اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻣﺤﺎور أﺳﺎﺳﯿﺔ :‬ ‫ﺃﻭ ﹰ : ﺭﺅﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺜﺎﻨﻴ ﹰ : ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺤﺯﺏ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺜﺎﻟﺜ ﹰ : ﺘﺤﻠﻴل ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻠﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ‬ ‫ﺎ‬ ‫‪ ‬ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﻭﺜﻭﺭﺓ ﺠﺩﻴﺩﺓ.‬ ‫‪ ‬ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ.‬ ‫‪ ‬ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ.‬ ‫‪ ‬ﺜﻭﺭﺓ ٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻭﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﻭﺁﻓﺎﻗﻬﺎ.‬ ‫ﺭﺍﺒﻌ ﹰ : ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺠﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺨﺎﻤﺴ ﹰ: ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﻲ.‬ ‫ﺎ‬ ‫***‬ ‫ﺃﻭ ﹰ : ﺭﺅﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻴﻤﺘﺩ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻋﻤﻴﻘ ﹰ ﺒﺠﺫﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﻋﺒﺭ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﻟﻠـﻭﻁﻥ،‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻤﺤﺭﻜ ﹰ ﻭﻓﺎﻋ ﹰ ﺒﻴﻥ ﺼﻔﻭﻑ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ، ﻤﺩﺍﻓﻌ ﹰ ﺒﺜﺒﺎﺕ ﻋﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻀﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠـﻡ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻻﺤﺘﻼل ﻭﺍﻻﺴﺘﻐﻼل.‬ ‫ﻓﻘﺩ ﺘﻡ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺃﻭل ﻤﻨﺸﻭﺭ ﺸﻴﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺎﺭﺱ ٧٩٨١ ﺩﺍﻋﻴ ﹰ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﻀﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻭﺍﻻ ﺤﺘﻔﺎل ﺒﺫﻜﺭﻯ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻜﻭﻤﻴﻭﻨﺔ ﺒﺎﺭﻴﺱ. ﻭﻤﻨﺫ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻴﻥ ﻭﻤﺼﺭ ﺘﺸﻬﺩ ﻨﻀﺎ ﹰ ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻴ ﹰ ﻤﺘﻭﺍﺼﻼ ً ﺸﻤل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻴـﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ، ﻨﻀﺎ ﹰ ﺍﺴﺘﻤﺩ ﻁﺎﻗﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺇﻴﻤﺎﻥ ﺭﺍﺴﺦ ﻻ ﻴﺘﺯﻋﺯﻉ ﻭﺒﻘﺩﺭﺍﺕ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ، ﻭﺍﺴﺘﻠﻬﻡ ﺠﺫﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﻤـﺼﺭﻴﺘﻪ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﻋﺭﻭﺒﺘﻪ ﻭﺃﻤﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺘﺴﺎﻕ ﻭﺘﻜﺎﻤل. ﻭﻴﻌﺘﺯ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻭﻥ ﺒﺎﻨﺘﻤﺎﺌﻬﻡ ﺍﻷﺼﻴل ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻟﻺﺒﺩﺍﻉ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺨـﻼﻕ‬ ‫ﻭﺒﺎﻨﻬﻡ ﻴﺠﺴﺩﻭﻥ ﺒﺤﺯﺒﻬﻡ ﻭﻨﻀﺎﻟﻬﻡ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺜﻤﺭﺍﺕ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺠﺯﺘﻬﺎ ﻁﻼﺌﻊ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺘـﺎﻓﻬﻡ ﺒﻨـﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺜﺎل ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﻬﻁﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺼﻔﻲ ﻭﻤﺼﻁﻔﻰ ﺤﺴﺎﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻱ ﻭﺴﻼﻤﺔ ﻤﻭﺴﻰ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒـﺩ‬

‫١‬

‫ﺍﷲ ﻋﻨﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﺼﻔﻭﺍﻥ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻭﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﺇﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻭﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﻭﻋﺭﺏ ﻋﺩﻴﺩﻴﻥ ﻨﺎﻀﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﺤﺘﻀﻨﻬﻡ ﺩﻑﺀ ﻨﻀﺎل ﺍﻟـﺸﻌﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﻌﺭﻴﻕ، ﻓﺘﻼﺤﻤﺕ ﻨﻀﺎﻻﺘﻬﻡ ﻭﺇﺒﺩﺍﻋﺎﺘﻬﻡ ﻤﻊ ﻨﻀﺎﻻﺕ ﻭﺇﺒﺩﺍﻋﺎﺕ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﻤﺼﺭ ﺍﻷﺤﺭﺍﺭ، ﻤﻔﻜﺭﻭﻥ ﻭﻤﻨﺎﻀﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻤﺜﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﻭﻜﺒﻲ ﻭﺸﺒﻠﻲ ﺸﻤﻴل ﻭﻭﻟﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻜﻥ، ﻭﻓﺭﺡ ﺃﻨﻁﻭﻥ، ﻭﻨﻘﻭﻻ ﺤﺩﺍﺩ، ﻭﺭﻓﻴﻕ ﺠﺒﻭﺭ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﻁﺭﺡ ﺸﻌﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﺒﻘﻭﺓ ﻤﻠﻬﻤﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﻨﺘﺎﺝ ﻟﺫ ﻟﻙ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻟﺨﻼﻕ ﺒـﻴﻥ‬ ‫ﻨﻀﺎﻻﺕ ﻭﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻭﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻥ ﺃﺴﻬﻤﻭﺍ ﺠﻤﻴﻌ ﹰ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﻨﺫ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻓﻠﻘﺩ ﺍﻤﺘﺯﺠﺕ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻭﻋﺒﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﻤﺴﻴﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺭﻭﺡ ﺸـﻌﺏ‬ ‫ﻤﺼﺭ ﻭﺘﻁﻠﻌﺎﺘﻪ.‬ ‫ﻭﻴﻌﺘﺯ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﺄﻥ ﺍﻨﺘﻤﺎﺀﻩ ﻟﻼﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﺴﺘﻠﻬﺎﻤﻪ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﻜﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤـﻥ ﺃﻋـﺭﻕ ﻭﺃﻗـﺩﻡ ﺍﻟـﺩﻋﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴـﺔ –‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺒﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟـﻭﻁﻥ ﻭﺍﻟـﺸﻌﺏ ﻭﺤﻴﻭﻴﺘﻬـﺎ‬ ‫ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺘﺯ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﺃﻭل ﺤﺯﺏ ﺸﻴﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﺄﺴﺱ ﻓﻲ ٨٢ ﺃﻏﺴﻁﺱ ١٢٩١ ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﻴﻨﺎﻴﺭ ٣٢٩١ ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀ ﹰ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﻤﻨﺫ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻴﻥ ﻴﺘﻭﺍﺼل ﻭﺒﻼ ﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﻨﻀﺎل ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻋﺒﺭ ﻤﺴﺎﺭ ﺸﺎﻕ ﻤﻠﺊ ﺒﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﺇﺴﻬﺎﻡ ﺃﺼﻴل ﻓﻲ ﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﺜﻭﺭﺍﺘﻪ، ﺒﺩ ‪‬ﺍ ﻤﻥ ﺜﻭﺭﺓ ٩١٩١ ﻭﻋﺒﺭ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺩﺓ ﺤﺘـﻰ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻋﺎﻡ ٦٤٩١ ﺤﻴﻥ ﻨﺠﺢ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﺄﺴﻴﺱ »ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻁﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎل« ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺕ ﻨﻀﺎ ﹰ ﻭﺍﺴﻌ ﹰ ﻀﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺒﺠﻼﺀ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﺍﻨﺤﺴﺎﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻘﻨﺎل، ﻜﻤﺎ ﺴﺎﻫﻡ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻭﻨﺠﺎﺡ ﺜﻭﺭﺓ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٢٥٩١ ﻤﻊ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺤﺭﺍﺭ، ﻜﻤﺎ ﻅل ﺍﻟـﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ‬ ‫ﺩﻭﻤ ﹰ ﺩﻋﺎﺓ ﻟﻭﺤﺩﺓ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺃﻋﻭﺍﻨﻪ، ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﻤﻨﺎﻀﻠﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻭﺤﺩﺓ ﻤﺼﺭ ﺃﺭﻀ ﹰ ﻭﺸﻌﺒ ﹰ، ﻭﻤﻌﺎﺭﻀﻴﻥ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺃﺸﺩﺍﺀ ﻟﻜل ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺨﺎﺽ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻁﻼﺏ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻤﺩﺍﻓﻌﻴﻥ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻜـل ﺍﻟﻜـﺎﺩﺤﻴﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻤﺴﻁﺭﻴﻥ ﺒﺘﻀﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺘﺭﺍﺜ ﹰ ﻏﻨﻴ ﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﻁﺒﻘﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻤـﻲ‬ ‫ﺎ ﺎ‬ ‫ﻟﻌﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻭﻥ ﺩﻭﺭﹰ ﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺃﺴﻬﻤﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺸﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟـﻭﻋﻲ ﻭﺍﻟﻭﺠـﺩﺍﻥ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻭﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻔﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺴﺎﻫﻡ ﺤﺯﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼﻠﺔ ﻭﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺩﺓ، ﻤﻤﺎ ﻤﻬﺩ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻔﺠﻴﺭ ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩﺓ‬ ‫ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﺤﺩ ﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ )ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ( ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ. ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺒـﺎﺩﺭ‬ ‫ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﻜل ﺃﺠﻴﺎﻟﻪ ﻭﻓﺌﺎﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻨﺴﺎﺌﻪ ﻭﺭﺠﺎﻟﻪ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺩﺤﺭ ﺃﻗﻭﻯ ﺁﻟﺔ ﻗﻤﻊ ﺒﻭﻟﻴﺴﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬـﺎ ﺒﻼﺩﻨـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻨﺠﺤﺕ ﻓﻲ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺒﻌﺽ ﺭﻤﻭﺯﻩ ﻭﻤﺎﺯﺍﻟﺕ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﻨﻀﺎل ﻤﻥ ﺃﺠـل ﺇﺴـﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺒﻜـل ﺭﻤـﻭﺯﻩ‬ ‫ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻪ ﻭﻫﻴﺌﺎﺘﻪ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺇﻋﻼﻥ ﺤﺯﺒﻨﺎ ﺍﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﻨﻀﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻨﺘﺯﺍﻉ ﺸﺭﻋﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻅـل‬ ‫ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻤﻼﺤﻘﺎﺕ ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺴﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﺴﻴﺴﻪ ﻋﺎﻡ ٥٧٩١.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﺘﻀﺢ ﻤﺩﻯ ﻋﻤﻕ ﻭﺃﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻴﻭﺍﺼل ﻤﺴﻴﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ، ﻤﻤﺎ‬

‫٢‬

‫ﺠﻌل ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻭﻨﻀﺎﻟﻪ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺴﻌﻴﻪ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺤﺯﺒ ﹰ ﻟﻜل ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻁﻠﻌﻴﻥ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻤﺼﺭ ﺤﺭﺓ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ.‬

‫ﺜﺎﻨﻴ ﹰ : ﺍﻟﻤﻨﻠﻁﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻫﻭ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﻜل ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻼﺤـﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴـﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔـﻴﻥ ﺍﻟﺜـﻭﺭﻴﻴﻥ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻤﺴﺘﻠﻬﻤ ﹰ ﺘﺭﺍﺜﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺤﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﻨﻴﻨﻴﺔ( ﻭﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻤﺒﺎﺩﺌﻬﺎ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ،‬ ‫ﻤﺭﺍﻋﻴ ﹰ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﻜل ﻤﺸﺘﻤﻼﺘﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻤﺤﺘﺭﻤ ﹰ ﻭﻭﻓﻴ ﹰ ﻟﻠﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ ﻭﻭﻁﻨﻨﺎ، ﻤﺩﺭﻜ ﹰ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ، ﺤﺭﻴﺼ ﹰ ﻋﻠﻰ ﻀﻡ ﻜل ﺃﺒﻨﺎﺀ ﻤﺼﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺒﺎﻟﻤﺜل ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻼﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺼﻔﻭﻓﻪ.‬ ‫ﻭﻫﻭ ﺤﺯﺏ ﻤﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻴﺴﺘﻭﻋﺏ ﻜل ﻤﺎ ﺤﻘﻘﺘﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﭽﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺃﺭﺴﺘﻪ ﻤﻥ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻴﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ﻓـﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺄﻜل ﻭﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﺍﻟﺭﺍﺤﺔ، ﻭﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ. ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﻨﻌﻜﺱ ﻜل ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻬﻤﺘﻨﺎ ﻟﻠﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻨﺼﻭﺼ ﹰ ﺠﺎﻤﺩﺓ ﺼﻤﺎﺀ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺤﻴﺔ ﻭﻤﺘﺠﺩﺩﺓ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻤﺘﻁﻭﺭﺓ ﺘﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﻜل ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﻭﺘﻌﺘﻨﻲ ﺒﻪ ﻭﺘﻭﺍﻜﺒﻪ ﻭﻤﻌﻴﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘـﺔ ﻫـﻭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﺨﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ.‬ ‫‪ ‬ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺎﻀل ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ ﻫﻭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻗﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻜﺎﻓﺔ ﺼﻭﺭ ﺍﺴـﺘﻐﻼل‬ ‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ .. ﺃ ﹼ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﺎﺯﺍل ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﺸﺎﻗ ﹰ ﻭﻁﻭﻴ ﹰ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺠﺘﻴﺎﺯﻩ ﺒﻘﻔﺯﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﻋﻠـﻭﻱ ﺃﻭ ﺒﻤﺠـﺭﺩ ﺇﺒـﺩﺍﺀ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺍﻷﻤﻨﻴﺎﺕ. ﻭﻫﻭ ﻟﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺇ ﹼ ﺒﻨﻀﺎﻻﺕ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﻋﺒﺭ ﻤﺭﺍﺤل ﻤﺘﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻨﺼﺏ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻨﺎﺠﺢ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎل ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺴﻭﻑ ﻴﻨﻬﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﭽﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺍﺒﻴﺔ ٢٨٨١ ﻤﺭﻭﺭﹰ ﺒﺜﻭﺭﺓ ٩١٩١ ﻭﺜﻭﺭﺓ ٢٥٩١ ﻭﺘﻭﺠﺕ ﺒﺜﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍ‬ ‫٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﻹﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺒﻌﺩ ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻬـﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻁﻔﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﻭﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻭﻁﻥ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻌـﺩل‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﻤﻤﺎ ﻴﻀﻊ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ.‬ ‫» ﻓﺎﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ... ﻓﻠﻨﺒﻨﻴﻬﺎ ﻤﻌ ﹰ ﻤﻥ ﺍﻵﻥ ﺨﻁﻭﺓ ﺨﻁﻭﺓ «‬ ‫ﺎ‬ ‫‪ ‬ﻭﻴﺅﻤﻥ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺒﺄﻥ ﺜﻭﺭﺓ ٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻷﻫﻡ ﻤﻥ ﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻫﺎ ﺜﻭﺭﺓ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺫﺍﺕ‬ ‫ﺁﻓﺎﻕ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻗﺎﻤﺕ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﻭﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫٣‬

‫ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ.‬ ‫‪ ‬ﻭﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺤﺯﺏ ﻤﺩﻨﻲ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻋﺒﺭ ﺼﻨﺎﺩﻴﻕ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺏ ﻭﺒﺄﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻫﻭ ﻤﺼﺩﺭ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ، ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﺅﺴﺱ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﺼﻭﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻟﻜل ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﺘﻔﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴـﺎﺱ ﺁﺨـﺭ. ﻭﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺤﺯﺏ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﺤﺭ ﻟﻜل ﻫﻴﺌﺎﺘﻪ ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻪ ﻭﻴﻜﻔل ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻟﻸﻗﻠﻴﺔ ﻭﻟﻜل ﻋـﻀﻭ ﻓﻴـﻪ ﺤﻘﻭﻗـ ﹰ‬ ‫ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ.‬ ‫‪ ‬ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻜل ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻫﻲ ﺤﻕ ﺃﺼﻴل ﻟﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ، ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺤﺯﺏ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﺩﻋﻭﺓ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻀل ﻭﺇﺸﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺩل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺸﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ، ﻜﻤﺎ ﻴـﺅﻤﻥ‬ ‫ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﻜﻭﻥ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻪ ﻴﺠﻌل ﻤﻨﻪ ﻗﻭﺓ ﺨﻼﻗﺔ ﺘﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﻁﻠـﺏ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔ ﻭﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻟﻘﺩ ﺸﺎﺭﻙ ﺸﻴﻭﺥ ﻤﻥ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﻭﻗﺴﺎﻭﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺨﺘﺎﺭ‬ ‫ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺨﺭﻭﺍ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺎﺼﺩﻩ ﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﻁﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼﻙ ﻭﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﻭﻟﺨﺩﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘـﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﺭﺠﻌﻴﺔ ﻭﺇﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﺭ.‬ ‫ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺒﺸﻌﺎﺭ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﻌﺘﻴﺩ ﻭﺍﻟﻤﻠﻬﻡ ﻟﻜل ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ »ﺍﻟﺩﻴﻥ ﷲ ﻭﺍﻟﻭﻁﻥ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ«.‬ ‫‪ ‬ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺒﺭﺍﻤﺞ ﺤﺯﺒﻨﺎ ﺘﺘﺯﺍﻴﺩ ﻤﻊ ﻭﺍﻗﻊ ﻨﺸﻭﺀ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ‬ ‫ﺃﺫﻜﺎﺀ ﻭﺘﻜﺭﻴﺱ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ، ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺯﺍﻴﺩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤـﺎﻫﻴﺭ‬ ‫ﺒﺸﻜل ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻭﺘﺴﻠﻴﺤﻬﺎ ﺒﺎﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺴﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﻭﺘﺤﺭﻴـﺭ ﺍﻷﺴـﻭﺍﻕ‬ ‫ﻭﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ﻭﺭﻓﻊ ﻴﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺎﻭل ﺘﻜﺭﻴﺱ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﻘـﺎﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺵ ﻭﺍﻻﺴﺘﻐﻼل ﻟﻠﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﺴﺘﺌﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺒﺎﻟﺜﺭﻭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺔ .. ﻜﻤﺎ ﺘﺘﺄﻜﺩ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺯﺒﻨﺎ ﺒﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻑ‬ ‫ﻤﻊ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻟﻠﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺯﺩﺍﺩ ﻓﻘـﺭﹰ ﻭﺤﺭﻤﺎﻨـ ﹰ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺍﻟﻁﺒﻘـﺎﺕ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺯﺩﺍﺩ ﺜﺭﺍﺀ ﻭﺴﻁﻭﺓ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺤﺸﺩ ﻜل ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺠﺫﺭﻱ ﻭﻓﻲ ﻁﻠﻴﻌﺘﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ..‬ ‫ﺇﻥ ﻁﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﺠﺭﺩ ﻤﻘﻭﻟﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﻔﺭﻭﻀﺔ ﻓﺭﻀ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺘﺘﺤﻘـﻕ ﻭﺘﺘـﻀﺢ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺒﺎﻟﻭﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻴﻨﻘﻼﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﻁﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻤﻁﻠﺒﻴﺔ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻁﺒﻘﺔ ﻟﺫﺍﺘﻬﺎ ﺘﺤﻤل ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ ﺘﻐﻴﻴﺭﻴﺔ‬ ‫ﺘﻨﻭﻴﺭﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺒﺭﺅﻴﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﻗﻭﻤﻴﺔ ﻭﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ، ﻭﻫﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﺃﻫﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﺘﺤﻤل‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﺎﺠﺢ ﻻ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﻭﺘﺂﺯﺭ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻋﻤﻴﻕ‬ ‫ﻤﻊ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻫﻲ ﻤﻨﺒﻊ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻴﺴﺘﺤﻴل ﺇﻨﺠﺎﺯ ﻭﺍﺴﺘﻜﻤﺎل ﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﻨﻴﺎﺒـﺔ ﻋﻨﻬـﺎ،‬ ‫ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺩﺀﻭﺏ ﻟﻀﻡ ﺃﻓﻀل ﻋ ﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﺔ ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﻭﻋﻴ ﹰ ﻭﺇﺨﻼﺼ ﹰ ﻭﻗﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺍﻟﻨﻀﺎل ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ.‬ ‫‪ ‬ﻭﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺠﺯﺀ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻤﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﺠـﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋـﺩ ﺍﻟﻌـﺴﻜﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻷ ﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﻀﺩ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﺩ ﺒﺎﻟﺨﻁﺭ ﻜل ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻭﺤﺩﻩ، ﻭﻀﺩ ﻜل ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ‬

‫٤‬

‫ﺘﺠﺜﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺎﺱ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻴﻨﺎﻀل ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻤﻊ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺭﺒﻭﻉ ﺍﻟﻭﻁﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻜﻨﻘﻁﺔ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻷﻭﻁﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﻭﻴﺴﺎﻨﺩ ﺜﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻨﺘﻔﺎﻀﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺭﺭ‬ ‫ﻤﻥ ﺭﺒﻘﺔ ﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﻁﻐﻴﺎﻥ، ﻭﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﻭﺤﺩﺓ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺘﺠﺴﺩ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﻤﺼﺎﻟﺢ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺠﻴﻥ، ﻭﺤﺩﺓ‬ ‫ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻤﺤﺘﻭﻯ ﻭﻁﻨﻲ ﻤﻌﺎﺩ ﻟﻺﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻭﻤﺤﺘﻭﻯ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻤﻨﺎﻫﺽ ﻟﻼﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﻭﻤﺤﺘﻭﻯ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﻨـﺎﻫﺽ ﻟﻠﺭﺃﺴـﻤﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﻗﻁﺎﻉ.‬ ‫‪ ‬ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻤﺜل ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺘﺘﻁﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺕ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻭﻋﻠﻘﺕ ﻜﺜﻴـﺭﹰ ﻤـﻥ ﺁﻤﺎﻟﻬـﺎ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺒﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﻭﻟﻘﺩ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺭﻓﻌﻭﺍ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٥٢٩١ ﺸﻌﺎﺭ »ﻭﺤـﺩﺓ ﺍﻟـﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻀـﺩ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺭﺠﻌﻴﺔ« ﻭﺘﻭﺍﻟﺕ ﻨﻀﺎﻻﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻨﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻷﻤﺩ ﺘﺨﻭﻀﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻜـل‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺒﻼﺩﻩ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺘﻲ ﻟﺘﻭﺤﺩ ﻋﺭﺒﻲ ﻨﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻭﻴﺤﻘﻕ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﺘﻔﺎﻕ ﺤﻜﺎﻡ ﺴـﺭﻋﺎﻥ ﻤـﺎ‬ ‫ﻴﺨﺘﻠﻔﻭﻥ ﻟﻴﺩﻤﺭﻭﺍ ﻤﺎ ﺒﻨﻭﻩ. ﻨﺤﻥ ﻨﻨﺎﻀل ﻤﻥ ﺃﺠل ﻭﺤﺩﺓ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﻤﺎﻨﻲ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﺭﺍﻋﻲ‬ ‫ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻜل ﺒﻠﺩ ﻭﺘﺴﺘﻨﺩ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻜﺜﻴﺭ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻨﺸﺩﻫﺎ ﻟﻥ ﺘﺘﺤﻘـﻕ‬ ‫ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﻭﺤﺩ ﺍﻟﻨﻀﺎﻟﻲ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ‬ ‫ﻫﻭ ﺃﻭل ﺨﻁﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺤﻘﻭﻗﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺃﻭ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺩ.‬ ‫‪ ‬ﻭﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺃﻋﺩﺍﺌﻬﺎ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺘﻤﺜل ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﺤﺩﹰ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻀﺩ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻭﺍﻻﺴـﺘﻴﻁﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻭﺴـﻊ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻟﻬـﺎ،‬ ‫ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺴﻨﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺼﻠﻑ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻭﺘﺤﺩﻴﻬﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻩ ﺒـﺩﻭﻥ‬ ‫ﺍﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻼﻤﺤﺩﻭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜـﺫﺭﺍﻉ ﻭﻗﺎﻋـﺩﺓ‬ ‫ﻟﻺﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺨﺎﺽ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﺒﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﻭﺩﻋﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﻜﻔﺎﺡ ﺒﻁﻭﻟﻲ ﻭﻨﻤﻭﺫﺝ ﻟﻨﻀﺎل ﺸﻌﺒﻲ ﻟﻡ ﻴﺴﺒﻕ ﻟﻪ ﻤﺜﻴل ﻭﺩﺭﺴ ﹰ‬ ‫ﻟﺘﺠﺴﻴﺩ ﻗﺩﺭﺓ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺃﺒﺸﻊ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﺍﻻﺴﺘﻴﻁﺎﻨﻲ.‬ ‫ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺃﻥ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻻﻨﻘﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺼﻔﻭﻑ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻭﻗﻭﺍﻩ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺍﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ ﻤﻘﺎﻭﻤـﺔ ﺍﻻﺤـﺘﻼل‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺒﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺒﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﺼﺎﺌل، ﻭﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ‬ ‫ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻟﻁﺎﺒﻌﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭﻱ ﺘﺸﻜل ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻁﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺜﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻨﺘﻔﺎﻀﺎﺕ ﺍﻟـﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﻟﺩﻋﻡ ﻨﻀﺎل ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ.‬ ‫ﻭﺴﻭﻑ ﻴﻭﺍﺼل ﺤﺯﺒﻨﺎ ﻨﻀﺎﻟﻪ ﺩﻓﺎﻋ ﹰ ﻋﻥ ﺤﻕ ﺍﻟ ﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺃﺭﻀﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺴﻭﻴﺔ ﻤﺭﺤﻠﻴﺔ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺤﺭﻴـﺭ ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺒﻌﺩ ﻋﺩﻭﺍﻥ ٧٦ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﻭﻤﺭﺘﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭﻻﻥ ﻭﻤﺯﺍﺭﻉ ﺸﺒﻌﺎ ﻭﺘﻠﺒﻲ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﻓﻘﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻭﺍﻩ‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻤﻥ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٦ ﻭﻋﺎﺼﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻁﻨﺎﺕ‬ ‫ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻟﻼﺠﺌﻴﻥ ﻭﻓﻘ ﹰ ﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﻀﺤ ﹰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻭﺍﻟﻌﺎﺩل ﻟﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺇ ﹼ ﺒﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﻭﺍﻻﺴـﺘﻴﻁﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌـﺩﻭﺍﻨﻲ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺎ‬

‫٥‬

‫ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل .. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤل ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﭽﻲ ﻟﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺇ ﹼ ﺒﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻭﺍﺯﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻠﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ.‬ ‫ﻻ‬ ‫‪ ‬ﻭﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻓﺼﺎﺌل ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻤﻥ ﻗﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﻤـﺭﺽ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻬﺭ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻤﻊ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤـﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺤل ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﻘﻠﺘﻬﺎ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ ﻻﺒﺩ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻤﻨﻬﺎ. ﻜﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻤﻊ ﺩﻭل ﺤﻭﺽ ﺍﻟﻨﻴل ﻭﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﻤﺼﺭﻱ ﻓﻌـﺎل ﻭﺇﻴﺠـﺎﺒﻲ ﺴﻴﺎﺴـﻴ ﹰ‬ ‫ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴ ﹰ ﻤﻌﻬﺎ ﻴﻌﻴﺩ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻭﻴﻜﻔل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﺩﻓﻕ ﻨﻬﺭ ﺍﻟﻨﻴل ﺸﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴـﺴﻲ ﻟـﺸﻌﺏ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻤﺼﺭ.‬ ‫‪ ‬ﻭﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﻜﺘﺎﺌﺏ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﻭﻀﻪ ﻜل ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﻭﻯ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻤـﻥ‬ ‫ﺃﺠل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﻋﻭﻟﻤﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺒﺩﻴﻠﺔ، ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﻋﺎﻟﻡ ﺨﺎ ٍ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ ﻭﺃﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻤل، ﻋﺎﻟﻡ ﻴﻜﺭﺱ ﺠﻬﻭﺩﻩ‬ ‫ل‬ ‫ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺘﻪ ﻭﻴﺤﺘﺭﻡ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﺒﺭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺠﺩﻴﺩ ﻴﻜﻔل‬ ‫ﻟﻬﺎ ﺘﻌﺎﻤﻼﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻓﺌﺔ. ﻋﺎﻟﻡ ﺨﺎ ٍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﻜل ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ، ﻋﺎﻟﻡ ﻴﺤﻤﻲ ﻨﻔـﺴﻪ ﻤـﻥ‬ ‫ل‬ ‫ﺨﻁﺭ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻴﻜﻔل ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺒﻴﺌﺔ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻤﻨﺎﺨ ﹰ ﺼﺤﻴ ﹰ، ﻭﻴﺤﺘﺭﻡ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﺭﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﻭﻴﺤﺘﺭﻡ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻋﺎﻟﻡ ﺘﺴﻭﺩﻩ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺩل ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ. ﻭﺒﺎﺨﺘﺼﺎﺭ‬ ‫ﻋﺎﻟﻡ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﺈﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ.‬

‫ﺜﺎﻟﺜ ﹰ : ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺭﺍﻫﻨﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻬﺩ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ، ﻭﻓﻲ ﻅل ﺃﻭﻀﺎﻉ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻻ ﺘﻘل ﺘﻌﻘﻴـﺩﹰ ﻋﻤـﺎ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺤﻭﻟﻨﺎ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﻗﻭﺍﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﺴﺘﻜﻤﺎل ﻤﻬﺎﻡ ﺜﻭﺭﺓ ٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ. ﻭﻟﻜﻲ ﻨﻤﺴـﻙ ﺒﺎﻟﺨـ ﻁ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻭﻀﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻭﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻁﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘل ﺩﻭﻥ ﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ، ﻻﺒﺩ ﺃﻴﻀ ﹰ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻟﻤﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ.‬

‫ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﺩ ﻟﻤﻭﺠﺔ ﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﻭﺜﻭﺭﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ ﻴﻨﺘﻘل ﻨﻘﻠﺔ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨـﺼﻔﻬﺎ‬ ‫ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺒﺎﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ ﻭﻗﻭﻟﺒﺘﻪ ﺩﺍﺨل ﻨﻤﻁ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ .. ﻭﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻫﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺘﺤﻘﻘﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ: ﻓﻬﻲ ﺃﻭ ﹰ ﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻭﺴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻤﻲ ﻟﻨﻤﻁ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻫﻲ ﺜﺎﻨﻴ ﹰ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻘﻘﺕ ﻭﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﺘﺤﻘﻕ ﻤﻌﺠﺯﺍﺕ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﭽﻴﺔ ﺒﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻻﺘﺼﺎل ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺘﻀﺎﻋﻑ ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻕ‬ ‫ﻤﻥ ﻗﻭﻯ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻭﺘﻔﺠﺭ ﻁﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻜﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻻ ﺤﺩﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﺨﻴﺭ ﹰ ﻓﻘﺩ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻨﻤﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻴﻀ ﹰ ﻭﻓﺭﺽ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﻓﺸل ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺴﻭﭭﻴﺘﻴﺔ ﻭﺘﻔﻜﻙ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺸﻜل ﻗﻁﺒ ﹰ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻁﺏ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﺸل ﻫﺫﺍ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﻓﺸل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻭﺍﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﺩﺭﻭﺱ ﻭﺍﻷﺨﻁﺎﺀ.‬ ‫ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﻭﻟﻤﺔ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ ﺴﻭﻗ ﹰ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴﺔ ﻤﺘﻌﺩﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺎﺕ ﺘﻨﺘﺞ ﻭﺘـﻭﺯﻉ ﻋﻨﺎﺼـﺭ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻭﺘﺘﺎﺠﺭ ﻭﺘﻀﺎﺭﺏ ﻭﺘﻘﻴﻡ ﺒﻨﻭﻜﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺓ ﻭﺘﺴﺨﺭ ﺃﺩﻭﺍﺘﻬﺎ ﻭﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ )ﺍﻟﺼﻨﺩﻭﻕ ﻭﺍﻟﺒﻨﻙ ﻭﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ(‬

‫٦‬

‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ )ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ( ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ )ﺤﻠﻑ ﺍﻟﻨﺎﺘﻭ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟـﺴﺭﻴﻊ( ﻭﻤﺅﺴـﺴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻟﻔﺭﺽ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺸﻥ ﺤﺭﻭﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺘﻭﺴﻴﻊ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﻭﺘﻌﻅﻴﻡ ﺃﺭﺒﺎﺤﻬﺎ، ﻭﺇﺩﻤﺎﺝ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺘﻔﻜﻴﻙ ﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻬﺎ ﻭﻗﻁﺎﻋﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ، ﻭﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺩﻤﻲ ﻟﺩﻭﻟﻬﺎ، ﻭﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﺨﻠﺨﻠﺔ ﺍﻟﻬﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺇﺸﺎﻋﺔ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻼﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﺩﻴﺔ ﻭﺘﺴﻠﻴﻊ ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻭﻋﺭﻗﻠـﺔ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻭﻋﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﺜﻤﺔ ﺼﺭﺍﻉ ﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺩﻴﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺯﻋﻡ ﻤﻨﻅـﺭﻭﺍ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤـﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤـﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻓﻅ‬ ‫ﻻﺼﻁﻨﺎﻉ ﺃﻋﺩﺍﺀ ﻤﻭﻫﻭﻤﻴﻥ )ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ( ﺍﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﻫﻭ ﺼﺭﺍﻉ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺨﺫ ﺃﺸﻜﺎ ﹰ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻤـﻥ ﺘـﺩﺨل ﻋـﺴﻜﺭﻱ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﺍﺤﺘﻼل ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻭﻓﺭﺽ ﺸﺭﻭﻁ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺭﺅﻯ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻜﺭﻴﺱ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴـﺔ ﻭﺍﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ‬ ‫ﺍﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺸﻔﺕ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻓﻲ ﺨﺭﻴﻑ ٨٠٠٢ ﻭﺍﻤﺘﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻭﻜل ﺒﻘـﺎﻉ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﻋـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻸﺕ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻁﻭﺍل ﺍﻟﺭﺒﻊ ﻗﺭﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺤﻭل ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﻭﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ .. ﺤﻴﺙ ﺘﺩﺍﻋﺕ‬ ‫ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﭽﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﺍﻓﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﺩﺕ ﻭﺘﺴﻴﺩﺕ ﻤﻨﺫ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﻭﺘﻔﻜﻙ ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻟـﺴﻭﭭﻴﺘﻲ ﻭﺘـﻡ‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﹰ ﻟﻠﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻁﻠﻴﻘﺔ ﻭﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺘﺨﻠﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺘﻐﻭل ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻫـﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻭﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﻜﻭﺼﻔﺔ ﺠﺎﻫﺯﺓ ﻟﺤل ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻭﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺘـﻡ ﻓﺭﻀـﻬﺎ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺍﻟﻤﺅﺴـﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﻭﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﻤﻌﻅﻡ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﺩﺕ ﻋﻤﻠﻴ ﹰ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﻭﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺘـﺸﺭﻴﺩ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﺒﺅﺱ ﺒﻴﻥ ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻭﻏﺭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻔﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻭﻯ ﻁﻐﻡ ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻭﻓﺎﺌﻘﺔ ﺍﻟﺜﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﺭﺠﺎل ﺍﻟﻤﺎل ﻭﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﻭﺃﺫﻨﺎﺒﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻐﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ )ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻵﺴﻴﻭﻴﺔ ﻭﺃﺯﻤﺔ ﺍﻷﺭﺠﻨﺘﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻙ(‬ ‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻘﺒﺕ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻋﺎﻡ ٨٠٠٢ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺸل ﺍﻟﺫﺭﻴﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺤﻕ ﺒﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻀﻌﺕ ﻹﻤﻼﺀﺍﺕ ﻭﺸﺭﻭﻁ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﻨﻅﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﺤل ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻓﺎﺸﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻨﺘﻴ ﺠﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺘﻌﺎﻓﻰ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻤﺎﻤ ﹰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﻜل ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﺘﻜﺭﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ، ﻭﺒﻌـﺩ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺕ ﺒﻘﻭﻯ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻏﺭﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻤـﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ ﻭﺃﻓﻐﺎﻨـﺴﺘﺎﻥ‬ ‫ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺒﺭﻭﺯ ﺩﻭل ﺒﺎﺯﻏﺔ ﻭﻗﻭﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺼﻴﻥ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﺯﻴل ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﺍﺯﻥ ﺩﻭﻟـﻲ ﺠﺩﻴـﺩ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻗﻠﻕ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻭﺇﻟﻰ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺩﺭﻴﺠﻴ ﹰ ﻜﻘﻁﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻬﻴﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺨﻠﻕ ﻅﺭﻭﻓ ﹰ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻭﺍﺘﺎﺓ ﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻀﺎﻟﻬﺎ ﻀﺩ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻴﺸﻬﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﺩ ﻟﻤﻭﺠﺔ ﺘﺤﺭﺭﻴﺔ ﻭﺜﻭﺭﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ،‬ ‫ﻅﻬﺭﺕ ﺒﻭﺍﺩﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺩﻭل ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻭﻓﻲ ﺘﺼﺎﻋﺩ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫـﻀﺔ ﻟﻠﻌﻭﻟﻤـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻨﺩﻻﻉ ﺜﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻨﺘﻔﺎﻀﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺘﺤﻭ ﹰ ﻫﺎﻤ ﹰ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﻤـﻥ ﺘـﺼﺎﻋﺩ‬ ‫ﻻ ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺫﻥ ﺒﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﻁﻭﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻨﻀﺎل ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻋﻭﻟﻤـﺔ ﺒﺩﻴﻠـﺔ ﺇﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ‬

‫٧‬

‫ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻟﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻜﺎﻤل ﺇ ﹼ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻨﻅﺎﻤ ﹰ ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻴ ﹰ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﻤﺎ ﺤﻘﻘﺘﻪ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺜﺭﻭﺓ ﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻫﺎﺌﻠﺔ ﻟﺤل ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺒﺩﻴ ﹰ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻨﺘﺞ ﺴﻭﻯ ﺍﻹﻓﻘﺎﺭ ﺍﻟﻭﺤﺸﻲ ﻟﻠﻐﺎﻟﺒﻴﺔ‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺍﻟﺴﺎﺤﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻁﻠﻴﻥ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺜﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺎﺤﺵ ﻟﻘﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺨﺏ ﺍﻟﺜﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﻤﺜل ﺴﻭﻯ ١% ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﺒﻼﺩﻫـﺎ‬ ‫ﺘﻌﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺭﺒﺢ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺥ ﻴﻌﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﻔﺸﻲ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.‬ ‫ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ‬ ‫ﻋﺎﻨﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻌﻘﻭﺩ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺴﻠﻁ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺤﻜﻡ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻌﻭﺏ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﻓﺌﺎﺕ ﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻁﻔﻴﻠﻴﺔ ﻭﺭﻴﻌﻴﺔ ﻭﺸﺒﻪ ﺇﻗﻁﺎﻋﻴﺔ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺃﺩﻤﺠـﺕ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﺍﺕ ﺒﻼﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻭﻟﻤﺔ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺘﺨﻠﺕ ﺘﻤﺎﻤ ﹰ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﺘﻨﻤﻭﻴﺔ، ﻭﺃﺩﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺘﻬﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴﺎﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻜﺭﻴﺱ ﺍﻟﺘﺨﻠـﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴـﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﻠﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺴﻼﻡ ﻟﻠﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻋﺭﻓﻴ ﹰ ﻭﻤﺫﻫﺒﻴ ﹰ ﻭﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺎﺒﻊ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻭﺘﺘﻭﻴﺞ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻜﺩﻭﻟﺔ ﻋﻅﻤﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩﻫﺎ ﺒﺎﻤﺘﻼﻙ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ.. ﻭﻗﻔﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﺓ ﻋﻘﺒﺔ ﻜﺄﺩﺍﺀ ﺃﻤـﺎﻡ‬ ‫ﺃﻱ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻺﺼﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﺃﻭﺼل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﺱ ﻭﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺭﺩﻱ ﻟﻡ ﻴﺴﺒﻕ ﻟﻬﺎ ﻤﺜﻴل.‬ ‫ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺘﺭﺩﻱ ﻫﻭ ﻨﺘﺎﺝ ﺘﺭﺍﻜﻡ ﻭﺘﻀﺎﻓﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺤﺩﺜﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻠل ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓـﻲ ﺘﻭﺍﺯﻨـﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﻤﻨـﺫ ﻤﻨﺘـﺼﻑ‬ ‫ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺘﻭﻗﻴﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻜﺎﻤﺏ ﺩﻴﭭﻴﺩ ﻭﺍﻟـﺼﻠﺢ ﺍﻟﻤﻨﻔـﺭﺩ ﻤـﻊ‬ ‫ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻭﻀﻊ ﻜل ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻴﺩ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺨﺭﻭﺝ ﻤﺼﺭ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﺜﻘل ﻤﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻨﺘﻘﺎل ﺯﻤﺎﻡ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ، ﻭﺘﺼﺎﻋﺩ ﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﻜل ﺃﺠﻨﺤﺘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘـﻭﻯ‬ ‫ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺠﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﺤﺘﻼل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻟﻠﻜﻭﻴﺕ ﻭﺘﻭﺍﻁﺅ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺘﺴﻬﻴل ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﺜﻡ ﺍﺤﺘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ.‬ ‫ﻭﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل ﺘﺤﺕ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺘﺨﻠﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴ ﹰ ﻋﻥ ﺘﺄﻴﻴﺩﻫﺎ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺨﻠﺕ ﺇﻟـﻰ ﻁﺭﻴـﻕ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻤﺴﺩﻭﺩ ﺒﻌﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺃﻭﺴﻠﻭ ﻭﻓﺸل ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻴﻑ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﭽﻲ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل.‬ ‫ﻭﺍﻨﻌﻜﺱ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺇﻓﻼﺴﻪ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﺒﻌﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ ﻭﺍﻟﻌﺠﺯ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ‬ ‫ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻜﺭﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻏﺯﺓ ﻭﺍﻻﺴﺘﺴﻼﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻭﺘﻬﻭﻴﺩ ﺍﻟﻘﺩﺱ، ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺘﻘﺴﻴﻡ‬ ‫ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺔ ﻫﺎﺩﺭ ﹰ ﺤﻴﻥ ﻜﺴﺭﺕ ﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﺤﺎﺠﺯ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺯﻟﺯﻟﺕ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﺓ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ. ﻭﺁﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺓ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ..‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﻻ ﺘﺴﺘﻨﺴﺦ ﻭﻟﻜﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺩ ﺜﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺸﺎﺒﻪ ﻅﺭﻭﻓﻬﺎ ﻭﺃﻭﻀﺎﻋﻬﺎ ﻤﻌﻬﺎ، ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﺸﻌﻭﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﺓ ﻟﻌﻘﻭﺩ ﻁﻭﻴﻠﺔ، ﻭﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ. ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻨﻬﺞ ﻭﻁﺭﻴﻕ ﻜل ﺜﻭﺭﺓ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺒﻠﺩ ﻵﺨﺭ ﺒﺤـﺴﺏ ﺍﻟﺘﻁـﻭﺭ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻜل ﺒﻠﺩ ﻭﺘﺒﻌ ﹰ ﻷﺴﻠﻭﺏ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻟﻬﺎ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻤﺅﺍﻤﺭﺍﺕ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﻗﻭﻯ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﺠﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻨﺩﺕ ﺒﻜل ﻗﻭﺓ ﺤﻠﻔﺎﺌﻬﺎ ﻭﻋﻤﻼﺌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﻴﻥ ﻭ ﻅﻠـﺕ ﺘـﺩﻋﻤﻬﻡ ﻟﻌـﺸﺭﺍﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ، ﻭﻟﻜﻥ ﺤﻴﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺒﻘﺎﺀ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺯﺤﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺴﻌﺕ ﺒﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﻻﺤﺘﻭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻜل‬ ‫ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻏﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ ﻭﺴﻌﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺭﻓﻀﻪ ﺘﻤﺎﻤ ﹰ ﻟﻭﻗﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﻋﻨﺩ ﺤﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬ ‫ﺎ‬

‫٨‬

‫ﻭﻤﻨﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﻟﺠﺫﺭﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻔـﺎﻅ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺼﺎﻟﺢ‬ ‫ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﭽﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺃﻤﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻹﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺎﺕ ﻴﻬﺩﺩ ﺍﻟﻌﺭﻭﺵ ﻭﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺭﺠﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ...‬ ‫ﻭﺭﻏﻡ ﻜل ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﺇ ﹼ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻟﻥ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺸﻬﺩ ﺘﻐﻴـﺭﺍﺕ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺠﺫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﺭﻏﻡ ﺇﺩﺭﺍﻜﻨﺎ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻤﺎﺯﺍل ﺸﺎﻗ ﹰ ﻭﻁﻭﻴ ﹰ.‬ ‫ﻼ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻴﻭﺍﺼل ﺤﺯﺒﻨﺎ ﻤﻊ ﻜل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﺸﺩ ﻜل ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺔ ﻭﺠﻬـﻭﺩ ﺍﻷﺤـﺯﺍﺏ ﺍﻟـﺸﻴﻭﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻨﻀﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻭﻤـﻥ ﺃﺠـل‬ ‫ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻭﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.. ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜـﺔ‬ ‫ﻤﻥ ﺃﺠل ﻗﻴﺎﻡ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺤﻜﻡ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺘﺘﺒﻨﻰ ﻤﺸﺎﺭﻴﻊ ﻨﻬﻀﻭﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺘﺴﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻤﺎﻡ‬ ‫ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺸﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ. ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﻤﺠـﺭﺩ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎل ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻀﻤﺎﻨﺔ ﻟﺤﺭﻴﺘﻪ ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ﺒل ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻓﻭﻕ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻀﻤﺎﻨﺔ ﻻﺯﻤﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻭﻁﺎﻥ ﺫﺍﺘﻬﺎ.‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ‬ ‫ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﻋﻬﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺼﻨﻴﻊ ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﺵ، ﻭﺒﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﺒﺩﺍﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠـﻲ ﺇ ﹼ ﺃﻥ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﻴﻥ ﺍﺴﺘﺸﻌﺭﻭﺍ ﺨﻁﺭ ﹰ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﻭﺫﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻥ ﻨﻬﻭﺽ ﻤﺼﺭﻱ ﺸﺎﻤل ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﻁﻁ ﺍﻷﻭﺭﺒـﻲ ﺍﻻﺴـﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻹﺤﺒـﺎﻁ ﺍﻟﻨﻬـﻀﺔ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻬﺩﻫﺎ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻬﺽ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺘﺤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺭﺍﺒﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﻤل ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻨﻁﻼﻗـﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ‬ ‫ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﻭﻤﻤﺜﻠﻴﻪ ﺘﺤﺕ ﺸﻌﺎﺭ »ﻤﺼﺭ ﻟﻠﻤﺼﺭﻴﻴﻥ« ﻭﻗﻑ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺼﻑ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺭﺠﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﺨﻭﻨﺔ ﻹﺤﺒﺎﻁ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺍﺒﻴﺔ ﻜﻲ ﺘﻅل ﻤﺼﺭ ﺭﻫﻴﻨﺔ ﺘﺤﺕ ﺃﻴﺩﻴﻬﻡ ﻭﻜﻀﻤﺎﻥ ﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤل ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﺇ ﹼ ﺃﻥ ﻤﺼﺭ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻕ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻗﺎﻡ ﺃﻭل ﺒﺭﻟﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﻭﻀﻊ ﺃﻭل ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻘـﺩﻤ ﹰ‬ ‫ﻭﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻌﻠﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻭﺌ ﹰ ﻟﻜل ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ.‬ ‫ﻼ‬ ‫ﻭﻋﺒﺭ ﻤﺨﺎﺽ ﻋﺴﻴﺭ ﻋﺎﺩﺕ ﻤﺼﺭ ﻟﺘﻨﻬﺽ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺜﻭﺭﺓ ٩١٩١ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻘﻘﺕ ﻟﻤﺼﺭ ﺍﺴﺘﻘﻼ ﹰ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﹰ ﻭﺩﺴﺘﻭﺭ ٣٢، ﻭﻟﻜـﻥ ﻤـﺼﺭ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺤﻘﻘﺕ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺤﻭ ﹰ ﻫﺎﻤ ﹰ ﺍﻨﺼﻬﺭ ﻋﺒﺭ ﺃﺘﻭﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﺍﻤﻴﺔ ﻟﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﻭﻴﻭﺤﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﻗﺒـﺎﻁ‬ ‫ﻻ ﺎ‬ ‫ﺘﺤﺕ ﺸﻌﺎﺭ »ﺍﻟﺩﻴﻥ ﷲ ﻭﺍﻟﻭﻁﻥ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ« ﻜﻤﺎ ﺃﺜﻤﺭ ﺘﻤﺴﻜ ﹰ ﻻ ﻴﻠﻴﻥ ﺒﺎﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﺘﻜﻔﻠﻪ ﻟﻠﻤﺼﺭﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ،‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺃﺜﻤﺭ ﺨﻁﻭﺍﺕ ﻫﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﻜﺜﻤﺭﺓ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻹﺴﻬﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﺎﻉ ﻓﻲ ﻏﻤﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ.‬ ‫ﻭﺘﻭﺍﺼل ﻤﺼﺭ ﻤﻌﺭﻜﺘﻬﺎ ﻁﻭﺍل ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﺎﻤ ﹰ ﻻﺴﺘﻜﻤﺎل ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻭﻤﻌﺎﺭﻙ ﺘﻤﺴﻜﻬﺎ ﺒﺎﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺨﻀﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺨﺎﻀﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﻁﻼﺌﻌﻪ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻭﻥ ﺠﺯ ‪‬ﺍ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼل ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﻤﻁﻠﻊ ﺍﻟﻘﺭﻥ .. ﻭﺩﻓﺎﻋ ﹰ‬ ‫ﺀ‬ ‫ﻋﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﻋﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺨﺎﺽ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﻤﻌﺎﺭﻙ ﻤﺘﻭﺍﺼﻠﺔ ﺴﺠﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻤﻨﻬﻡ ﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻭﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻌﺩﻴـﺩ‬ ‫ﻤﻨﻬﻡ ﻟﻤﻼﺤﻘﺎﺕ ﻭﺇﺭﻫﺎﺏ ﻭﺒﻁﺵ ﺍﻟﻤﺭﺠﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ ﺒل ﻭﻓﻲ ﻅل ﺜﻭﺭﺓ ﻴﻭﻟﻴﻭ، ﻭﻗﺩﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﻤﻌـﺎﺭﻜﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼـﻠﺔ‬ ‫ﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﻭﺸﻬﺩﺍﺀ ﺒﻐﻴﺭ ﺤﺼﺭ: ﺃﻨﻁﻭﻥ ﻤﺎﺭﻭﻥ ﻭﺸﻬﺩﻱ ﻋﻁﻴﺔ ﻭﻓﺭﻴﺩ ﺤﺩﺍﺩ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﺸﺭﺍﺕ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺴﻘﻁﻭﺍ ﻓﻲ ﻤﻴـﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨـﻀﺎل‬ ‫ﺩﻓﺎﻋ ﹰ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﺍﻟﻤﺒﺩﺃ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﻋﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺒﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺃﺜﺒﺘﺕ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺼﺤﺘﻬﺎ:‬ ‫- ﻓﻔﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻤﻊ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺸﻌﺎﺭ )ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺨﻼﺹ(.‬

‫٩‬

‫ ﻭﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺸﻌﺎﺭ ﻭﺤﺩﺓ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻨﻴل ﻭﺸﻌﺎﺭ )ﻨﻴل ﻭﺍﺤﺩ – ﺴﻴﻑ ﻭﺍﺤﺩ – ﻤﻠﻙ ﻭﺍﺤﺩ( ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺸﻌﺎﺭ »ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻀـﺩ‬‫ﺍﻟﻌﺩﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ« ﻭ»ﺤﻕ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ ﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ«.‬ ‫ ﻜﻤﺎ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﻤﺜل »ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻤﻥ ﻴﻔﻠﺤﻬﺎ« ﻭ» ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ« ﻭ»ﺘﺄﻤﻴﻡ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ« ﻭ»ﻤﻨﻊ ﺘﻤﻠﻙ ﺍﻷﺠﺎﻨـﺏ‬‫ﻟﻸﺭﺍﻀﻲ ﻭﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ«.‬ ‫ﻭﺠﺎﺀ ﻋﺎﻡ ٢٥٩١ ﻟﻴﺠﺩ ﻤﺼﺭ ﺤﺒﻠﻰ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ .. ﺇ ﹼ ﺃﻨﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﺠﺯ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻋﺠﺯ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﺃﻴﻀ ﹰ ﻋﻥ ﺘـﻭﻟﻲ ﻗﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤـل‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ ﻭﺇﺯﺍﺀ ﺘﻔﺠﺭ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﻨﺎﻀﺠﺔ ﺘﻤﺎﻤ ﹰ، ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻁﻼﺌﻊ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺠﻴﺵ ﻤﺼﺭ ﻟﺘﺤﻘـﻕ ﺜـﻭﺭﺓ ٣٢‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻴﻭﻟﻴﻭ ٢٥٩١ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺤﺭﺍﺭ ﻭﻜﺎﻥ ﺘﺠﻤﻌ ﹰ ﺠﺒﻬﻭﻴ ﹰ ﻟﻌﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﺩﻭﺭﹰ ﻫﺎﻤ ﹰ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺌﻪ ﻭﻗﻴﺎﺩﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺴـﺘﻴﻼﺌﻪ‬ ‫ﺍ ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ.‬ ‫ﻭﻻﺸﻙ ﺃﻥ ﺜﻭﺭﺓ ﻴﻭﻟﻴﻭ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﻨﺠﺤﺕ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻻﺴـﺘﻘﻼل‬ ‫ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ، ﻭﺇﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﻀﺭﺒﺔ ﻗﺎﺼﻤﺔ ﻟﻺﻗﻁﺎﻉ ﻭﻜﺒﺎﺭ ﻤﻼﻙ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺼﻼﺡ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻲ. ﻭﺘﻭﺍﻟـﺕ ﻤﻌـﺎﺭﻙ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻀﺩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻤﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺘﺄﻤﻴﻡ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ﻭﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﻲ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻤﻤﺎ ﺃﻟﻬﻡ ﺍﻟـﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻴﺔ ﻭﺩﻭل ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻨﺤﻴﺎﺯ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻺﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻭﺠﻌل ﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﻴﻭﻟﻴﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻼﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ.‬ ‫ﺜﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﺄﻤﻴﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﺎﺯﺓ ﻟﻠﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻗﻼﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺠﺎﻨﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ‬ ‫ﻭﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺘﺄﻜﻴﺩﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺘﻨﺤـﺎﺯ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻜﻘﺎﺌﺩ ﻟﻬﺎ .. ﺇ ﹼ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺴﻤﻭﺤ ﹰ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻨﻅﻡ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﺒﺸﻜل ﻤﺴﺘﻘل، ﻭ ‪‬ﻨﻌﺕ ﻤﻥ‬ ‫ﻤ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻱ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻌﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ.‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﺩﺍﺀ ﺜﻭﺭﺓ ﻴﻭﻟﻴﻭ ﻟﻠﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﻓﺭﺽ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺤل ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻏﻴـﺎﺏ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺔ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻭﻨﻤﻭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﻐﻠﻐل ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺍﻓﻕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻫﻭ ﺍﻷﺴﺎﺱ‬ ‫ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٦ ﻭﺍﻟﺭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻼﺏ ٥١ ﻤﺎﻴﻭ ١٧٩١.‬ ‫ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺒﻭﺍﺩﺭ ﺍﻻﺭﺘﺩﺍﺩ ﻋﻥ ﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺜﻭﺭﺓ ﻴﻭﻟﻴﻭ ﻭﻋﻥ ﺭﻭﺤﻬﺎ ﻭﻋﻥ ﻨﻬﺠﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻭﻟﺩ ﺒﻌﺩ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺒل ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﻅﻠـﻪ ﻭﻅﻠـﺕ‬ ‫ﺘﻨﻤﻭ ﻭﻫﻲ ﺘﻜﻤﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨ ﹰ ﻭﺘﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺃﺤﻴﺎﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﺤﺘﻰ ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻠﺴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﻴﺭﺘﺩ ﺒﻤﺠﻤل ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺘﺫﻜﺭ، ﺒـل ﻭﺒﻤﻌﺎﻭﻨـﺔ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺯﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺤﺎﻁﻭﺍ ﺒﻌﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﻗﺎﺴﻰ ﻤﻌﺎﺭﻀﻭ ﻴﻭﻟﻴﻭ ﻤﻥ ﻜل ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋﻨﺘ ﹰ ﺸﺩﻴﺩﹰ ﻭﺃﺴﻔﺭﺕ ﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺼﺎﺭﺨﺔ ﻟﺤﻘـﻭﻕ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻥ ﻭﺤﺭﻴـﺎﺕ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺤﺭﻤﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ، ﺃﻤﺎ ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻓﻘﺩ ﺨﺎﻀﻭﺍ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﻤﻊ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ‬ ‫ﻻﺤﺘﻭﺍﺌﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻓﺸﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻏﺭﺍﻀﻬﻡ ﺨﺎﻀﻭﺍ ﻫﻡ ﺃﻴﻀ ﹰ ﻤﻌﺭﻜﺘﻬﻡ ﻀﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺭﺠﻌﻲ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻗﺩ ﺒﻘﻰ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻭﻥ ﺒﻌﺩ ﻗﺭﺍﺭ ﺤل ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﻗﺎﻭﻤﻭﺍ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻋﻨﻴﺩﺓ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺠﻥ ﻟﻔﺘﺭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ. ﻭﻻﺒﺩ ﻓﻲ ﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﺤل ﺤﺯﺒﻬﻡ ﻋـﺎﻡ ٥٦٩١،‬ ‫ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺨﻁﺄ ﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺃﺩﺍﻨﻪ ﺤﺯﺒﻨﺎ ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺘﺼﺤﻴﺤﻪ ﺒﺸﻜل ﻨﻀﺎﻟﻲ ﻭﻋﻤﻠﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤـﺼﺭﻱ ﻋـﺎﻡ‬ ‫٥٧٩١.‬ ‫ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ ﻜﻤﺭﺤﻠﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺘﻅل ﺘﺎﺭﻜﺔ ﺒﺼﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﻨﻘﺎﻁ ﺍﺭﺘﻜﺎﺯﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﺒل ﻟﻘﺩ ﺘﺭﻜﺕ‬ ‫ﺃﺜﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﻁﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺕ ﻤﻥ ﺩﺭﻭﺴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻘﺩﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.‬

‫٠١‬

‫ﺭﺍﺒﻌ ﹰ : ﺜﻭﺭﺓ ٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﻭﺁﻓﺎﻗﻬﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺇ ﹼ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺘﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺜﻭﺭﺓ ﻴﻭﻟﻴﻭ ٢٥٩١ ﻭﺍﺴـﺘﻤﺭﺍﺭﹰ ﻟـﻨﻔﺱ ﺘﻭﺠﻬﺎﺘـﻪ ﺍﻻﻗﺘـﺼﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﻤﻊ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺎﺯﺓ ﻟﻠﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻁﻔﻴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴـﺔ ﻟﻤـﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤـﺎﻫﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﻟﻨﻬﺠﻪ ﺍﻻﺴﺘﺴﻼﻤﻲ ﻟﻠﻤﺨﻁﻁ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ، ﻭﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺘﻪ ﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩﻴﺔ ﺍﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﻭﻤﻌﺎﺩﺍﺘﻪ ﻟﻠﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ.‬ ‫ﺇ ﹼ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻨﻅﺎﻡ ﺤﻜﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻼﻙ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻁﻔﻴﻠﻴـﻴﻥ ﻭﻜﺒـﺎﺭ ﺍﻟﻤـﻭﻅﻔﻴﻥ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﻴﻥ ﻟﺜﻼﺜﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻔﺤﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻓﻊ ﺒﺎﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺩﻱ ﻭﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻨﺴﺩﺍﺩ ﺃﻱ ﺃﻓﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻔﻕ ﺍﻟﻤﻅﻠﻡ.‬ ‫ﻭﻟﻘﺩ ﺘﻀﺎﻓﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﻭﺍﻟﺘﺩﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻤﺔ ﺸـﺎﻤﻠﺔ ﻤـﺴﺘﺤﻜﻤﺔ‬ ‫ﺘﻁﻭﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻤﺔ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﻋﺸﻴﺔ ٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ ١١٠٢. ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻨﻀﻭﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ:‬ ‫ ﺠﻤﻭﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﻭﺼﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﺦ ﻭﺍﻟﺘﺤﺠﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻟﻼﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻷﻱ ﻤﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻹﺼﻼﺡ‬‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺇﺼﺭﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﻨﻬﺠﻪ ﺍﻻﺴﺘﺒﺩﺍﺩﻱ ﻭﺘﺭﻜﻴﺯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻴﺩ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻭﺘﻼﻋﺒﻪ ﺒﺎﻟﺩﺴـﺘﻭﺭ ﻭﺘﺯﻭﻴـﺭﻩ ﻜـل‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺘﺎﺀﺍﺕ. ﻭﺇﺼﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﺭﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﺘﻭﺭﻴﺙ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺩ ﻟﻪ ﺒﻜل ﻤﺎ ﺃﺤﺎﻁ ﺒﻪ ﻤـﻥ‬ ‫ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺸﻠل ﻭﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻋﻠﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﺦ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﺴﺘﺸﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﻜل ﺠﻨﺒﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﻋﺼﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺏ ﺍﻟﻤﻨﻅﻡ ﺒﺄﻜﺒﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻨﻬﺏ ﻭﺴﺭﻗﺔ ﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﻭﺃﺼﻭل ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺠﺭﺕ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺼﺭ.‬ ‫ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﻜل ﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻬﺎ ﻋﻥ ﺤل ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺘﺨﻠﻴﻬﺎ ﺘﻤﺎﻤ ﹰ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓـﻲ ﺘﻠﺒﻴـﺔ‬‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤل(. ﻭﻋﺠﺯ ﻭﺘﻔﻜﻙ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺨﺘﺯﺍﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺠﻬﺯﺘﻬﺎ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﻤﻌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﺨﻤﺕ ﺒﺸﻜل ﻤﺨﻴﻑ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺠﻬﺎﺯ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ .. ﻭﺍﺴﺘﻨﺎﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺭﺽ ﺴﻴﻁﺭﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﻤﺅﺴـﺴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﻤﻥ ﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺘﻌﺎﻭﻨﻴﺔ ﻭﺃﻫﻠﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﺒﺎﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺴﻴﺔ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺭﺠﺎﻟﻪ، ﻭﻟﻡ ﺘﻌﺒﺄ ﺒﺄﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺒل ﻭﺩﺍﺴﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﺴﻁ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﺭﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ،‬ ‫ﻭﻤﺎﺭﺴﺕ ﺍﻟﺘﻌﺫﻴﺏ ﺒﺸﻜل ﻤﻨﻬﺠﻲ ﻭﺜﺎﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻭﻥ ﻭﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻭﺃﻗﺒﻴﺔ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻨﺎﻤﻲ ﻤﻅـﺎﻫﺭ ﺍﻟـﺴﺨﻁ ﻭﺍﻟﻐـﻀﺏ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﺤﺎﺩﺕ ﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺨﺎﻟﺩ ﺴﻌﻴﺩ ﻭﻗﺘﻠﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺠﺭﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ.‬ ‫ ﺍﻟﺘﻔﺭﻴﻁ ﻓﻲ ﺃﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻭﺭﻫﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ، ﻭﺘﺠﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺍﻁﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻠﻌﺭﺍﻕ‬‫ﻭﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻏﺯﺓ، ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺯﻱ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺩﻭل ﺤـﻭﺽ ﺍﻟﻨﻴـل‬ ‫ﻭﺘﻬﺩﻴﺩ ﺸﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻤﺼﺭ ﻭﺘﺄﺠﻴل ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺨﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻌﻅﻤﻰ ﻤﻥ ﺘﻔـﺭﻴﻁ‬ ‫ﻭﺇﻫﺎﻨﺔ ﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺘﻬﻤﻴﺵ ﻟﺩﻭﺭ ﻤﺼﺭ ﻭﺘﻘﺯﻴﻡ ﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.‬ ‫ ﺘﺩﻫﻭﺭ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻅﻤﻰ ﻤﻥ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘـﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤـﺸﻴﻥ‬‫ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺒﻭﻕ، ﺒل ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﻟﻴﺸﻤل ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺘﻜﻴﻑ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻲ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺭﻀﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁـﺔ‬

‫١١‬

‫ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺘﺎﺌﺠﻬﺎ ﻜﺎﺭﺜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ. ﺤﻴﺙ ﺃﺩﻯ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺎﻁ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﻨﻊ ﻭﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺠﺤﺔ ﺒﺭﺨﺹ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﻭﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺭﻜﺎﺌﺯﻫﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻭﺼﻨﺎﻋﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﭽﻴﺔ، ﻭﺘﺸﺭﻴﺩ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺘﺭﻜﻬﻡ ﻟﻘﻤﺔ ﺴﺎﺌﻐﺔ ﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻭﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎل. ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻐﻴﺎﺏ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﻭﺍﻕ ﻭﺍﻷﺴـﻌﺎﺭ ﺍﺭﺘﻔﻌـﺕ ﺍﻷﺴـﻌﺎﺭ‬ ‫ﻭﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﺘﻀﺨﻡ ﺒﺸﻜل ﺨﻁﻴﺭ.‬ ‫ﻭﻭﻓﻘ ﹰ ﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ٩٠٠٢ ﻭﺼﻠﺕ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﺘﺤﺕ ﺨﻁ ﺍﻟﻔﻘﺭ ٥٤% ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﻭﺠﺎﺀ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻀﻊ ﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ٣٢١ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ٢٨١ ﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻘﺭﹰ .. ﻭﻁﺒﻘ ﹰ ﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻷﻏﺫﻴﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ »ﻓـﺎﻭ« ﻟﻌـﺎﻡ ٩٠٠٢‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻨﺼﻑ ﺍﻷﺴﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺴﻭﺀ ﺘﻐﺫﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺩﻨﻲ ﺍﻷﺠﻭﺭ، ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ‬ ‫٢٢%.‬ ‫ ﻴﺄﺱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ) ﺤﻭﺍﻟﻲ ٠٦%( ﻤﻥ ﺃﻱ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﻴﻥ ﺃﻭﻀﺎﻋﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل .. ﻭﺘﺯﺍﻴﺩﺕ‬‫ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺼﻔﻭﻓﻪ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ. ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﻌﻨﻭﺴﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺯﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻜﻥ ﺁﺩﻤﻲ .. ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﻌﻭﺭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺒﺎﻟﻤﻬﺎﻨﺔ ﻭﺍﻓﺘﻘﺎﺩﻫﻡ ﻟﻠﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻘﻬـﺭ ﺍﻷﻤﻨـﻲ‬ ‫ﻭﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ )ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻥ ﻭﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ( .. ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﺠﺴﺎﺭﺓ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﻤـﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺼﻤﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﺍﻷﻤﻨﻲ ﺍﻟﻭﺤﺸﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻟﺘﺄﻜﺩﻫﻡ ﺍﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻤﺎ ﻴﺨﺴﺭﻭﻨﻪ ﺴﻭﻯ ﺃﻭﻀﺎﻋﻬﻡ ﺍﻟﺒﺎﺌﺴﺔ.‬ ‫ ﺘﻔﺸﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺅﻜﺩﻫﺎ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﻨﺘﺤﺎﺭ ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻌﺩل ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺍﻷﺴﺭﻱ ﻭﺍﻟـﺴﻠﻭﻙ‬‫ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺩ ﺒﺴﺒﺏ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺠﻬل‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻭﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠل ﻓﻲ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﺭﺍﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﻭﺠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻤﻨﺫ ﻗﺭﻭﻥ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻫﻭ ﻨﺘـﺎﺝ‬ ‫ﻟﻠﺭﺩﺓ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻨﺫ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﺴﻭﺃ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻻﻨﺤﻁﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﻤﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﺒﺸﻜل ﻤﺨﻴﻑ‬ ‫ﻓﻲ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ، ﻭﻫﻲ ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻔﺕ ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺜﻭﺭﺓ ﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﻭﺇﻋﻼﻤﻴﺔ ﻭﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺁﺜﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻑ ﻋﻘﺒﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺃﻱ ﻨﻬﻭﺽ ﺜﻭﺭﻱ ﺸﺎﻤل ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫ﻭﻟﻡ ﺘﻤﺭ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻭﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻨﻬﺏ ﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﻭﺍﺤﺘﺠﺎﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺭﻏﻡ ﺍﻟﺩﻭﺭ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﺘﻨﺎﻭﺭ ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﺯﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺩﺍﺨل ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻭﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﺡ ﻟﻬـﺎ ﺒـﻪ،‬ ‫ﻭﺍﺭﺘﻀﺕ ﺍﻻﻜﺘﻔﺎﺀ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﻭﻤﺒﺎﺭﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﻬﺯﻟﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﺘﺨﻁﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻤﺎ ﺃﻓﻘﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺃﻱ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ‬ ‫ﻟﻬﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ.‬ ‫ﻓﻠﻘﺩ ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٥٠٠٢ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩﺓ‬ ‫ﻭﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺤﺠﻭﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﺴﺭ ﺤﺎﺠﺯ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺭﻓﻊ ﺴﻘﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴـﺔ ﻭﺠـﻭﺩ‬ ‫ﺒﺩﻴل ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﻁﺎﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻠﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﺴﻴﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﻌﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ. ﻭﻻ‬ ‫ﻴﻤﻜﻥ ﻫﻨﺎ ﺇﻏﻔﺎل ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺩﻋﻡ ﺍﻨﺘﻔﺎﻀﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ١٠٠٢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻜﺴﺭ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟ ﺤﻤﺭﺍﺀ ﻟﻠﺘﻅﺎﻫﺭ‬ ‫ﻭﺍﻟﻭﻗﻔﺎﺕ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﻴﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ(.‬ ‫ﻜﻤﺎ ﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﻴﺔ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺄﻜﺒﺭ ﻤﻭﺠﺔ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﻗﻔﺎﺕ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺠﻴﺔ ﺒﺩﺃﺕ ﺒﺈﻀﺭﺍﺏ ﻋﻤﺎل ﻏﺯل ﺍﻟﻤﺤﻠﺔ ﻋﺎﻡ ٦٠٠٢ ﻭﺘﺼﺎﻋﺩﺕ ﻭﺘﻴﺭﺘﻬﺎ ﻭﺍﺘﺴﻊ ﻤﺩﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﻨﻭﺍﺕ‬

‫٢١‬

‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺸﻤل ﺍﻨﺘﻔﺎﻀﺎﺕ ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻀﺩ ﻁﺭﺩﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻴﻥ ﻭﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ. ﻭﻟﻘﺩ ﺸﻬﺩﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٠٠٥٢ ﺘﺤﺭﻙ ﺍﺤﺘﺠﺎﺠﻲ ﻭﺍﻨﺘﻘل ﻤﺭﻜﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟـﻭﺯﺭﺍﺀ ﻤﻤـﺎ‬ ‫ﻋﻜﺱ ﺘﺤﻭﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺤﺭﻜﺔ ﻤﻁﻠﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺭﻜﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻅﻬﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﺕ ﺩﻭﺭﹰ ﻫﺎﻤ ﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﺍﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﺴﺘﻔﺎﺩﺕ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎل‬ ‫ﺍ ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺃﻋﺩﺍﺩ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺌـﺎﺕ ﺍﻟﻭﺴـﻁﻰ ﺍﻟﺘـﻲ ﺯﺍﺩ‬ ‫ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﺒﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ.‬ ‫ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﺇﻴﺫﺍﻨ ﹰ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻨﺎﻀﺠﺔ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ، ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻴﻭﻡ ٥٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﻭﺍﻨﺩﻟﻌﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺠﺭﻫـﺎ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﻜل ﻓﺌﺎﺘﻪ ﻭﺃﻁﻴﺎﻓﻪ ﻭﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٠٢ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﻤﺼﺭ ﻭﻨﺠﺤﺕ ﻓـﻲ ﺘﻭﺠﻴـﻪ ﻀـﺭﺒﺔ‬ ‫ﻗﺎﺴﻤﺔ ﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻤﻥ ﻴﻭﻡ ٨٢ ﻴﻨﺎﻴﺭ، ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻤﻌﺘﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﻤﻁﺎﻟﺒﻴﻥ ﻤﻨـﺫ ﺍﻟﻴـﻭﻡ ﺍﻷﻭل‬ ‫ﺒﺈﺴﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺘﺤﺕ ﺸﻌﺎﺭ )ﺤﺭﻴﺔ – ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ – ﻋﺩﺍﻟﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ( ﻭﺍﺴﺘﻤﺭ ﺼﻤﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﻜل ﻤﻨﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﻤـﺅﺍﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﺤﺘﻰ ﻨﺠﺤﻭﺍ ﻓﻲ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻴﻭﻡ ١١ ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﺜﻭﺍﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٠٠٠١ ﺸﻬﻴﺩ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﺠﺭﻴﺢ ﺴﻁﺭﻭﺍ ﺒـﺩﻤﺎﺌﻬﻡ‬ ‫ﺼﻔﺤﺎﺕ ﻨﺎﺼﻌﺔ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﻗﺩﻤﻭﺍ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﻨﻤﻭﺫﺠ ﹰ ﻓﺭﻴﺩ ﹰ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻭﻜﺸﻔﻭﺍ ﺨﻼل ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺨﺯﻭﻥ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﻠﺸﻌﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﻬﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ.‬ ‫ﻭﻴﺨﻁﺊ ﻤﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻫﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﺜﻭﺭﺓ ﻗﺎﻤﺕ ﻓﻘﻁ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻨﺯﺍﻫﺔ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ‬ ‫ﺒﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻌﺕ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻷﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺭﻓﻌﺕ ﺍﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒـﺔ ﺒﺎﻟﻌﺩﺍﻟـﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻭﺇﺴـﻘﺎﻁ‬ ‫ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﺼﻭﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻨﻬﺒﻭﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺭﻓﻌﺕ ﺃﻴﻀ ﹰ ﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺇﺘﺎﺤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺎﻨﻨﺎ ﻨﺅﻜﺩ ﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻫﻲ ﺜﻭﺭﺓ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻀﺢ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ.‬ ‫ﻭﺭﻏﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﺨﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﺍﻟﻬﺎﺌل ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺒﻠﻭﺭﺓ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﻤﺩﻨﻴﺔ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﺘﻘﻭﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‬ ‫ﻤﻥ ﻫﺩﻡ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺘﻁﻬﻴﺭ ﻜل ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﻭﺍﻟﺒﺩﺀ ﻓﻭﺭﹰ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺘﺒﺩﺃ ﺒﻭﻀﻊ‬ ‫ﺍ‬ ‫ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺠﺩﻴﺩ ﺜﻡ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﺒﻌﺩ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﻭﺇﺘﺎﺤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺠﻠﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺨﻠﻊ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻤﻁﺎﻟﺏ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﻭﺭﻓﻀﻪ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﺜﻭﺍﺭ ﺨﻼل ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺘﻌﻬﺩﻩ ﺒﻨﻘل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ٦١ ﺸﻬﺭ.‬ ‫ﺇ ﹼ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺨﺫﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻜﺸﻔﺕ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻫﺩﻓﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﻟﺫﻟﻙ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺒﺎﻁﺅ ﺒل ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﻁﺅ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﺩ ﻓﻲ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﻁﺊ ﺒﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ‬ ‫ﺒﺎﻟﺒﺩﺀ ﻟﻼﺴﺘﻔﺘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﻘﻁﺘﻪ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺠﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﺭ ﻤﻨﺤﺎﺯ ﻭﻤﺭﺘﺒﻙ ﻭﺃﺩﺕ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻜﻤـﺔ ﺇﻟـﻰ‬ ‫ﺇﻨﻌﺎﺵ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﺒﺩ ﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﺯﺩﻴﺎﺩ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﺍﻻﻨﻔﻼﺕ ﺍﻷﻤﻨﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ ﻭﺇﻟـﻰ ﺍﺸـﺘﻌﺎل ﺍﻻﺤﺘﻘـﺎﻥ ﺍﻟﻁـﺎﺌﻔﻲ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﺇﺭﻫﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺠﺭﻴﻡ ﺍﻟﺘﻅﺎﻫﺭ ﻭﺍﻹﻀﺭﺍﺏ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺘﺘﺤﻤل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻨﻘﺴﺎﻤﻬﺎ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﺯﻴﺘﻬﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﻋﻬﺎ ﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻜﻌﻜﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻏﻴﺭ ﻋﺎﺒﺌﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻭﻁﻥ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺎﺭ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﺘﻬﺩﺩﻫﻤﺎ.‬

‫٣١‬

‫ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺸﻔﺕ ﺘﺼﺭﻴﺤﺎﺕ ﻭﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻁﻊ ﻹﻗﺭﺍﺭ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺘﺘﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘـﻭﻯ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻗﺒـل ﺇﺠـﺭﺍﺀ‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺃﺴﺱ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻋﻥ ﻨﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻻﺨﺘﻁﺎﻑ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﺨﻁﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻜﺭﻴﺱ ﺍﻨﻔﺭﺍﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺒﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﺴﻴـﺴﻴﺔ‬ ‫ﻭﺇﻗﺭﺍﺭ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ. ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﺍﻟﺴﺎﻓﺭ ﻟﻠﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻓﺼﺎﺌل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤـﺩﻋﻭﻡ‬ ‫ﻤﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻅﺎﻫﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻴﺔ ﻭﺘﺨﻭﻴﻨﻬﻡ ﻭﺘﻜﻔﻴﺭﻫﻡ ﻭﺼﻤﺕ ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ‬ ‫ﻻ‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﻡ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺘﻬﻡ ﻴﻀﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻜﻠﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﻭﻴﻔﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻴﻴﻥ ﺃ ﹼ‬ ‫ﺘﻨﺠﺭ ﻭﺭﺍﺀ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻨﺘﻬﺎﺯﻴﺔ ﻤﻊ ﺃﻴ ﹰ ﻤﻥ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻜﺎﺴﺏ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﺯﻴﺔ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﺴﻭﻑ ﺘﻅل ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺘﺭﺍﻭﺡ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺒل ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺭﺘﺩ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠـﺏ‬ ‫ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺒﺭﺓ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺯﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﻴﻤﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻠﻴﺒﺭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ‬ ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﺯﺍل ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﺘﺴﻠﻴﻁ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ، ﻴﺨﻔـﻲ‬ ‫ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻫﻭ ﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻁﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻜل ﻭﻗﻭﺩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺎﺘﺕ ﺘﻬﺩﺩ‬ ‫ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺴﻭﻑ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺭﺯ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻑ ﻤﻊ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻜﻤﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺴﻭﻑ ﻴﺯﻴل ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﻴﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻠﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺴﺢ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻴﺒﺭﺍﻟﻴـﺔ ﺃﻭ‬ ‫ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻑ ﺠﻤﻴﻌ ﹰ ﻀﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺘﺴﻌﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻌﻬﺎ ﻭﻤﺤﺎﺼﺭﺘﻬﺎ.‬ ‫ﺎ‬ ‫ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍ ﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﻭﺍﻀـﺤﺔ ﻤـﻥ ﻜﺒـﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﻭﻜﺒﺎﺭ ﻤﻼﻙ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﻭﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﻴﻥ ﻭﺘﻁﻬﻴﺭ ﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻨﻬﻡ.‬ ‫ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺃﻴﻀ ﹰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺒـﺎﺕ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺍﺘﺤـﺎﺩﺍﺕ‬ ‫ﺎ‬ ‫ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺒﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺘﺼﺒﺢ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺠﻬﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻟﻠـﺩﻓﺎﻉ ﻋـﻥ‬ ‫ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﺤﻘﻭﻗﻬﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺘﻭﺤﻴﺩ ﺠﻬﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﻀﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺇﻥ ﺴﻼﺡ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺤﻴـﺙ ﻜـﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﺤﺎﺴﻡ ﻫﻭ ﻭﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺴﻘﺎﻁ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻨﺩ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ‬ ‫ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻻﺤﺘﻀﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺄﻴﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻱ ﻟﻪ ﻭﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻭﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ‬ ‫ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﻤﺯﹰ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ..‬ ‫ﺍ‬ ‫ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺠﺒﻬﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺩﻱ ﻟﻠﻤﺨﻁﻁ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻟﻠﺨـﺭﻭﺝ‬ ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﺒﻼﺩ، ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻟﻠﺘﺼﺩﻱ ﻟﻠﻘﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻌﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺴﺘﺭﺓ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ﻭﺇﺠﻬﺎﺽ ﻤﺸﺭﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﻭﺍﺯﻱ ﻤﻊ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭﻴﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻔﻌﻴـل ﺠﺒﻬـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ﻭﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻭﺩﻋﻤﻬﻡ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻤﻨﻅﻤﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻀﺎل ﻤﻥ ﺃﺠـل ﺘﺤﻘﻴـﻕ‬ ‫ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻭﺍﻀﺢ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ.‬

‫ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺠﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ‬

‫٤١‬

‫ﺒﻌﺩ ﻓﺸل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺇﻨﻘﺎﺫﻫﺎ ﻤﻥ ﻜل ﺍﻷﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤـﻴﻁ ﺒﻬـﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﻤﺅﺍﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺎﻙ ﻟﻼﻨﻘﻀﺎﺽ ﻭﺍﻟﺴﻁﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺇﻨﻘـﺎﺫ ﻭﻁﻨـﻲ ﻟﻬـﺎ ﻜﺎﻤـل‬ ‫ﺍﻟﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺘﺭﺸﻴﺢ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻭﺘﺘﻭﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:‬ ‫١- ﺘﺸﻜﻴل ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺘﺄﺴﻴﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺕ ﻭﺃﻁﻴﺎﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﻗﻭﺍﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻭﻀﻊ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﺩﻨﻲ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻴﺤـﺩﺩ‬ ‫ﺸﻜل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻭﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﺭﺌﺎﺴﻴﺔ ﻭﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺠﺩﻭل ﺯﻤﻨﻲ ﻤﺤﺩﺩ.‬ ‫٢- ﺘﻁﻬﻴﺭ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻭﺍﻟﻔﺎﺴﺩﻴﻥ )ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﻭﺍﻟـﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺒـﻀﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻌـﺎﺕ(‬ ‫ﻭﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻌﺯل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﺤل ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻴﺔ ﻟـ ٠١ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻭﺍﻹﺴﺭﺍﻉ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻜﻤـﺔ ﻗﺘﻠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺍﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻟﻲ.‬ ‫٣- ﺘﻁﻬﻴﺭ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﻭﻗﻑ ﺍﻻﻨﻔﻼﺕ ﺍﻷﻤﻨﻲ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺤﺎﺯﻤﺔ ﻹﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺂﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ ﻭﺴـﺭﻋﺔ ﺍﻟﻘـﺒﺽ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺒﻠﻁﺠﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺄﺠﻭﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﻀﻴﻥ ﻭﺘﻘﺩﻴﻤﻬﻡ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻋﺎﺠﻠﺔ، ﻭﻓﺘﺢ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﻤﺴﺘﻘل ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺍﻟﻘﺘل ﻭﺍﻹﺘﻼﻑ ﻭﺍﻟﻔﻭﻀـﻰ ﻭﺍﻟﺒﻠﻁﺠـﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺎﺤﺒﺕ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ )ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺒﺎﻟﻭﻥ – ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺠﻴﺯﺓ – ﻤﺫﺒﺤﺔ ﻤﺎﺴﺒﻴﺭﻭ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ(.‬ ‫٤- ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻟﺤﺩ ﺃﺩﻨﻰ ﻟﻸﺠﻭﺭ ٠٠٢١ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﺤﺩ ﺃﻗﺼﻰ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ٥١ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ، ﻭﺘﻌﻤﻴﻡ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋـﺎﺕ‬ ‫ﻭﻷﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺸﺎﺕ ﻭﺼﺭﻑ ﺇﻋﺎﻨﺔ ﺒﻁﺎﻟﺔ ﻟﻠﻤﺘﻌﻁﻠﻴﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻟﻠﻌﻴﺵ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ. ﻭﻭﻀﻊ ﺁﻟﻴﺔ ﻭﻀﻭﺍﺒﻁ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻟﻀﺒﻁ‬ ‫ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ﻭﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ.‬ ‫٥- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺄﻤﻴﻡ ﻭﺍﺴﺘﺭﺩﺍﺩ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﻨﻬﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﻭﺍﻟﺒﺩﺀ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﺒﺎﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺩﺭ ﺤﻜﻡ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﺴـﺘﺭﺩﺍﺩ‬ ‫ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻬﺎ.‬ ‫٦- ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺼﻐﺎﺭ ﺍﻟﻔﻼﺤﻴﻥ ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺕ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻟﻬﻡ ﻭﺤﻤﺎﻴﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﺸﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻜﺭﻴﻥ.‬ ‫٧- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﺎﺩﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻠﻤـﻭﺍﻁﻨﻴﻥ‬ ‫ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺒﺎﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﺘﺭﻓﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﺜﻤﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴﺔ ﻭﺇﺩﻤـﺎﺝ‬ ‫ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻁﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻴﻕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ.‬ ‫٨- ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﻭﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﺘﻠﻔﻴﻕ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻟﻠﺜﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻹﻓﺭﺍﺝ ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻋﻨﻬﻡ.‬ ‫٩- ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺩﺭﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﻭﺭ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ )ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺠﺭﻴﻡ ﺍﻻﻋﺘـﺼﺎﻤﺎﺕ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻅﺎﻫﺭ – ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ – ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭﺍﻟﺸﻭﺭﻯ( ﺒﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﻭﻗﻭﻯ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺸﺒﺎﺒﻬﺎ ﻭﺘﻐﻠﻘﻪ‬ ‫ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﻴﻥ ﻭﻓﻠﻭل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ. ﻭﺇﺘﺎﺤﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻻﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻗﻴﻭﺩ.‬ ‫٠١- ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻹﻗﺭﺍﺭﻩ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩﻩ.‬ ‫١١- ﺍﻹﺴﺭﺍﻉ ﺒﺈﺼﺩﺍﺭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩ ﻭﺘﻔﻌﻴل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﺴﺤﺏ ﺘﺭﺨﻴﺹ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺭﺽ ﻋﻠـﻰ‬ ‫ﺍﻟﺘﻁﺭﻑ ﻭﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺍﻵﺨﺭ ﻭﺘﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺸﺘﻌﺎل ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻴﺔ.‬ ‫٢١- ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺇﻨﺸﺎﺀ ﻫﻴﺌﺔ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﻭﻗﻑ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ.‬ ‫ﺨﺎﻤﺴ ﹰ : ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﻲ‬ ‫ﺎ‬

‫٥١‬

١٦