Professional Documents
Culture Documents
fr
سورة التحريم
*تناسب خواتيم الطلق مع فواتح التحريم*
ت تَا ِئبَاتٍ عَا ِبدَاتٍ سَائِحَا ٍ
ت ت قَا ِنتَا ٍ
ت مُ ْؤ ِمنَا ٍ
ن مُسِْلمَا ٍ خيْرًا مِ ْنكُ ّسورة الطلق هي في الطلق ،وفي التحريم قال (عَسَى َربّهُ إِنْ طَلّ َقكُنّ أَنْ ُي ْبدِلَهُ أَزْوَاجًا َ
َثّيبَاتٍ وََأ ْبكَارًا ( ))5كأنما هي استكمال لليات الواردة قبلها في سورة الطلق .في خاتمة الطلق (ِل َتعَْلمُوا أَنّ اللّ َه عَلَى كُلّ شَ ْ
ي ٍء َقدِي ٌر وَأَنّ اللّ َه َقدْ أَحَاطَ
ض فََلمّا
ن َبعْ ٍ ض عَ ْف َبعْضَهُ وَأَعْرَ َ عرّ َ ظهَرَ ُه اللّ ُه عََليْهِ َت بِهِ وَأَ ْ
حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ
سرّ ال ّنبِيّ إِلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َشيْ ٍء عِ ْلمًا ( ))12وفي التحريم (وَِإذْ أَ َ ِبكُلّ َ
خبِيرُ ( ))3نبّأ الرسول بما حدث. ل َنبَّأنِيَ ا ْلعَلِي ُم الْ َ
ت مَنْ َأ ْنبََأكَ َهذَا قَا َ
َنبّأَهَا بِ ِه قَالَ ْ
**هدف السورة**
شدَادٌ لَا
حجَارَ ُة عََل ْيهَا مَلَا ِئكَةٌ غِلَاظٌ ِ سكُمْ وَأَهْلِيكُ ْم نَارًا َوقُودُهَا النّاسُ وَالْ ِ ن آ َمنُوا قُوا أَن ُف َ دور السرة في قضية النماء دور هام وعظيم (يَا َأّيهَا اّلذِي َ
َيعْصُونَ اللّهَ مَا َأمَرَهُمْ َو َي ْفعَلُونَ مَا يُ ْؤمَرُونَ) آية 6فالسرة محور أساسي في ترابط المجتمع وبدونها يتفكك ول يوجد انتماء والمرأة لها دور أساسي
في كل هذا لنها هي التي تربي الجيال وتؤثر على أفراد المجتمع وهي مصنع الرجال .وقد ضرب لنا القرآن الكريم أمثلة عن نماذج نساء نجحوا في
جنِي مِن ِف ْرعَ ْونَ جنّةِ َونَ ّ
ك بَ ْيتًا فِي الْ َ ب ابْنِ لِي عِن َد َ ب اللّ ُه َمثَلًا لّّلذِينَ آ َمنُوا ِامْرَأَ َة ِفرْعَوْنَ ِإذْ قَالَتْ َر ّ انتمائهم كامرأة فرعون ومريم بنت عمران ( َوضَرَ َ
ن) ت مِنَ الْقَا ِنتِي َ
ت ِبكَِلمَاتِ َرّبهَا َو ُكُتبِهِ َوكَانَ ْ ص ّدقَ ْ
حنَا وَ َ خنَا فِي ِه مِن رّو ِ جهَا َفنَفَ ْت فَ ْر َصنَ ْ عمْرَانَ اّلتِي َأحْ َ ت ِ جنِي مِنَ ا ْلقَوْ ِم الظّاِلمِينَ * َومَ ْريَ َم ا ْبنَ َ عمَلِهِ َونَ ّ
وَ َ
ن كَفَرُوا ِامْرَأَ َة نُوحٍ َوِامْرَأَةَ لُوطٍ كَا َنتَا َتحْتَ ضرَبَ اللّهُ َمثَلًا لّّلذِي َ آية 11و 12وأخريات فشلوا في هذا النتماء للدين واختاروا غيره فنالوا عقابهم ( َ
خلِينَ) آية .10فالنتماء مسألة هوية وآن لنا أن ننتمي للدين ل ادْخُلَا النّا َر مَ َع الدّا ِ ش ْيئًا َوقِي َ
ع ْن ُهمَا مِنَ اللّهِ َ
حيْنِ فَخَا َنتَا ُهمَا فَلَ ْم ُي ْغ ِنيَا َ
عبَا ِدنَا صَاِل َ
ن مِنْ ِ ع ْبدَيْ ِ
َ
وللمّة السلمية.
***من اللمسات البيانية فى سورة التحريم***
آية (:)1
* ما الفرق بين يا أيها النبي ويا أيها الرسول؟(د.فاضل السامرائى)
ك غُلَامًا َز ِكيّا ( )19مريم) الرسول معه رسالة تبيلغ والنبي أعم قد الرسول من الرسالة التبليغ حتى لو لم يكن نبيا (قَالَ ِإّنمَا َأنَا رَسُولُ َرّبكِ ِلأَهَبَ َل ِ
ل وقد يكون لنفسه ليس مكلفا بتبليغ دعوة إلى الخرين .كلمة النبي أعم وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول .قد يكون ليس مكلفا بالتبليغ يكون رسو ً
مثل يعقوب عليه السلم غير مكلف بالتبليغ هو نبي وإسحق نبي ،المكلف بالرسالة والتبليغ هو رسول وغير المكلف هو نبي والنبي قد يكون رسولً
ل إَِل ْيكَ مِن ّرّبكَ ( )67المائدة) ل بَلّ ْغ مَا أُنزِ َ
وقد يكون غير رسول .لما في القرآن يقول يا أيها الرسول ينظر فيها إلى جانب التبليغ (يَا َأّيهَا الرّسُو ُ
فالنبي أعم وقد يكون رسولً فقد يستعمل في جانب الرسالة والدعوة والتبليغ وقد يستعمل في جانب آخر في الجانب الشخصي في غير التبليغ مثال( :يَا
ن فِي ا ْل ُكفْ ِر ( )41المائدة) النبي عامة (يَا َأّيهَا ال ّنبِيّ ل يَحْزُنكَ اّلذِينَ يُسَارِعُو َ ل َ ك ( )67المائدة) (يَا َأّيهَا الرّسُو ُ ك مِن ّرّب َ
ل بَلّغْ مَا أُنزِلَ إَِل ْي َ َأّيهَا الرّسُو ُ
ي جَا ِهدِ ا ْلكُفّارَ وَا ْل ُمنَا ِفقِينَ ()73
لسْرَى ( )70النبياء) (يَا َأّيهَا النّبِ ّ ي قُل ّلمَن فِي َأ ْيدِيكُم مّنَ ا َ ل ( )65النفال) (يَا َأّيهَا ال ّنبِ ّ حَرّضِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ عَلَى ا ْل ِقتَا ِ
ك ( )1التحريم) هذا شيء شخصي بينه وبين أزواجه .إذن ل اللّهُ َل َك ( )28الحزاب) (يَا َأّيهَا ال ّنبِيّ ِل َم تُحَرّ ُم مَا أَحَ ّ جَي قُل لَّأزْوَا ِ التوبة) (يَا َأّيهَا ال ّنبِ ّ
النبي عامة .القرآن يستخدم يا أيها الرسول إذا كان يتكلم في أمر الرسالة والتبليغ والنبي عامة.
*ما الفرق بين رضوان ومرضاة؟ (د.فاضل السامرائى)
الرضوان هو الرضى (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إل رضى من ال تعالى أما المرضاة فتأتي من ال ومن غيره
س مَن
والرضوان هو أعظم الرضى وأكبره فخصّه بال سبحانه وتعالى أما مرضاة فليست مختصة بال تعالى وإنما تأتي ل تعالى ولغيره ( َومِنَ النّا ِ
جكَ ( )1التحريم) أما الرضوان فهو ل تعالى فقط ،خاص بال تعالى .والرضوان شرِي نَفْسَ ُه ا ْب ِتغَاء َمرْضَاتِ اللّ ِه ( )207البقرة) ( َتبْ َتغِي مَ ْرضَا َ
ت أَزْوَا ِ يَ ْ
طلّ ال تعالى على عباده أعلى من الجنة وفي الثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا ،فقالوا كيف يا رسول ال؟ قال ي ُ
أصحاب الجنة فيقول سلوني ،فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول
العلماء سلوه الرضى.
آية (:)3
َ َ َ َ
ت بِهِ وَأظْهََرهُ ما نَبَّأ ْ حدِيث ًا فَل َ َّ
ج هِ َ
زوا َِ ضأِْ ي إِلَى بَع ْ سَّر النَّب ِ ُّ
*مطلع سورة التحريم ورد فيها فعل نبأ (وَإِذ ْ أ َ
َ
ك هذ َا قَا َ َ َ َ
م ال ْ َ
خبِيُر ( ي الْعَلِي ُل نَبَّأن ِ َ ن أَنبَأ َ َ م ْ
ت َ ما نَبَّأه َا ب ِهِ قَال َ ْ ض فَل َ َّ َ
ه وَأعَْر َ
ض ع َن بَع ْ ٍ ض ُ ه عَلَي ْهِ عََّر َ
ف بَعْ َ الل ّ ُ
))3ثلث مرات وردت نبّأ ومرة وردت أنبأ فما اللمسة البيانية في هذا؟
د.فاضل السامرائى :
ض فََلمّا َنبّأَهَا بِ ِه قَاَل ْ
ت ض عَن َبعْ ٍ ف َبعْضَهُ وَأَعْرَ َ
عرّ َ
ظهَرَ ُه اللّ ُه عََليْهِ َ
ت بِهِ وَأَ ْ
حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ
سرّ ال ّنبِيّ إِلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ السؤال في آية التحريم (وَِإذْ أَ َ
خبِي ُر ( .))3نبّأ يقتضي التنبيء أكثر من أنبأ مثل علّم وأعلم ،أعلم مرة واحدة لكن علّم يقتضي وقتا علّمته النحو .إذن ل َنبَّأنِيَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ
ك َهذَا قَا َ
مَنْ أَنبََأ َ
ك َهذَا) يعني ت مَنْ أَنبََأ َ ض عَن َبعْضٍ) قالت (قَالَ ْ التنبيء وقته أو ما يُذكر فيه أكثر من أنبأ مثل علّم وأعلم .إذن نبّأ أكثر ،هو قال (عَرّفَ َبعْضَهُ َوأَعْرَ َ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
ض عَن َبعْضٍ)خبِيرُ) يعني كله نبّأه به ربه .قال (عَرّفَ َبعْضَهُ َوأَعْرَ َ
ل َنبَّأنِيَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ
بهذا الجزء؟ ليس كله ،لو قالت من نبّأك؟ يعني كله ،هو قال (قَا َ
أعرض يعني لم يذكره ما أراد أن يحاسبها حسابا عسيرا فذكر قسما منه وأعرض عن الباقي ذكر جزءا من الحديث إذن هو أنبأها جزءا النباء أقل
ك َهذَا) لنه جزء
من التنبيء هي قالت (مَنْ أَنبََأكَ َهذَا) وهو قال (نَبَّأنِيَ) نبّأني كله لم ينبئها بكل ما حدث مع علمه به وإنما أنبأها بجزء فقالت (مَنْ أَنبََأ َ
والنباء أقل من التنبيء مثل علّم وأعلم.
د.حسام النعيمى :
ت بِهِ) كلمة بعض في اللغة تعني الواحد أو الواحدة إل إذا تكررت (بضع من ثلث إلى تسعة) حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ (وَِإذْ أَسَ ّر النّبِيّ ِإلَى َبعْضِ َأزْوَاجِ ِه َ
ج ْمعًا ( )99الكهف) بعضهم لبعض تكون جماعة لجماعة أما إذا جاءت مفردة ج َمعْنَا ُهمْ َ
خ فِي الصّو ِر َف َ ج فِي َبعْضٍ َونُفِ َ ضهُمْ يَ ْومَ ِئذٍ َيمُو ُ ( َوتَ َر ْكنَا َبعْ َ
فالغالب في لغة العرب ،هناك شاهد أو شاهدان استعملها للجماعة للقِسم لكن الراجح في كلم العرب وهذا الذي عليه القرآن الكريم أنه إذا إستعمل
سرّ إليها حديثا ،ما بعض تعني واحدا وهنا جاء بمعنى واحد (بعض أزواجه)( .فلما نبّأت به) فهي كانت إحدى زوجاته ورضي ال عنهن جميعا أ ِ
هذا الحديث؟ نحن منهجنا في فهم القرآن أنه ما سكت عنه القرآن نسكت عنه .عندنا أحاديث توضح الصورة لكن هذه الحاديث متفاوتة الدرجات:
حديث يتكلم على شرب العسل وحديث يتكلم على مواقعة ماريا القبطية في بيت حفصة رضي ال عنها .هذا المر ليس مهما ولو كان مهما لشار إليه
حدِيثًا) ما قال لنا ما هو فنقول سرّا أخبر الرسول به إحدى زوجاته والروايات تقول القرآن الكريم لكن هو قال (وَِإذْ أَسَ ّر النّبِيّ ِإلَى َبعْضِ أَزْوَاجِ ِه َ
أنها عائشة رضي ال عنها وعن أبيها .هي لم تحفظ هذا السر يعني ضاق به صدرها فإتجهت إلى أقرب الناس إليها (زوجة ثانية من زوجات الرسول
) وبدأت تحدثها بسِ ّر رسول ال أن الرسول قال لي كذا وقال لي كذا ول شك أنها في بداية المر ترددت قبل أن تتحدث فهذا أخذ زمنا ،الحديث
أخذ زمنا والتردد أخذ زمنا هذا يناسب صيغة فعّل لن فعّل في اللغة تحتاج إلى وقت أطول من أفعل .نبّأ (فعّل) غير أنبأ (أفعل) .لما تقول :أعلمت
زيدا أي أوصلت إليه معلومة لكن لما تقول علّمته التعليم يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى جهد .أخرجت الشيء وخرّجته ،وهكذا .فصيغة فعّل في لغة
العرب تحتاج إلى تلبّث ،وقت ،زمن يأخذ (فلما نبّأت به) معناه أخذت وقتا .أخذت وقتا حتى في الكلم .الحكاية نفسها تحتاج إلى وقت الكلم في وقت
ض عَنْ ف بَعْضَهُ َوأَعْرَ َ ظهَرَهُ اللّ ُه عََليْ ِه عَرّ َ ت بِهِ َوأَ ْحدِيثًا)( .فََلمّا َنبَّأ ْ هو لم يكن كلمة واحدة أو كلمتين وإنما حديث (وَِإذْ أَسَ ّر النّبِيّ ِإلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ
ل فالرسول لرعايته لبيته ولهل بيته ولسماحته عرّف بعضه وأعرض عن َبعْضٍ) أظهره أي أطلعه وعرّفه أن فلنة أخبرت بحديثك والحديث كام ً
بعض ،معناها الحديث طويل ذكر بعضه وترك بعضه ما خاض في كل التفاصيل وإنما قال جزءا من قولها (عرّف بعضه وأعرض عن بعض)( .فلما
نبّأها به) هذا التعريف ،هذا البعض (به) تعود على البعض الذي تحدّث به كان حديثا أخذ زمنا قال( :فلما نبّأها) .قالت (من أنبأك هذا) (هذا) يعني
إفشاء السر هي تعلم تفاصيل القول وهي ل تحتاج إلى نبّأ وإنما إلى أنبأ لنه ليس فيها سرعة وليس فيها تلبّث ول وقت( .نبّأها) شرح لها ماذا قالت
جزء من الحديث هي قالت (من أنبأك هذا) من أعلمك إفشائي للسر .إفشائي السر ل تحتاج للفعل المشدّد (نبّأ) وإنما إلى (أنبأ) لنه يحتاج إلى وقت
قصير.
ضهُ ْم عَلَى ا ْلمَلَا ِئكَةِ عرَ َ سمَا َء كُّلهَا ُثمّ َ هذه الظاهرة إستعمال نبّأ وأنبأ مضطردة في القرآن الكريم بحيث أننا لما نأتي إلى أفعل كما في قوله (وَعَلّمَ َآدَمَ الَْأ ْ
ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ ( ))31أنبأ وردت في أريعة مواضع في القرآن كله وسنجد أنها جميعا فيها إختصار زمن ،فيها وقت سمَا ِء هَؤُلَاءِ إِ ْ َفقَالَ َأ ْن ِبئُونِي بِأَ ْ
قصير وليس فيها وقت طويل .أما نبّأ فحيث وردت ،وردت في ستة وأربعين موضعا ( من المعجم المفهرس للفاظ القرآن الكريم) سنعود إلى ذكر
إحصائها لن لنا رأيا فيها .لحظ (وعلّم آدم السماء كلها) بمفهوم البشر التعليم يحتاج إلى وقت ولذا قال علّم ولم يقل أعلم .السماء كلها أي هذا
الشيء إسمه كذا عذا المخلوق إسمه كذا ورب العالمين يمكن أن يقول كن فيكون .لكن أرادت الية أن تبيّن أنه لقّنه هذه الشياء بوقت كما أنه خلق
السموات والرض في ستة أيام وكان بإستطاعته أن يقول كن فيكون( .وعلّم آدم السماء كلها ثم عرضهم على الملئكة) وذكرنا في مرة سابقة
استعمال عرضهم لن فيها العاقل وغير العاقلَ ( .فقَالَ َأ ْن ِبئُونِي) لنه هذا ما إسمه؟ فلن أو كذا وهذا ل يحتاج إلى شرح وتطويل ما قال (نبّؤني)
حكِي ُم ( ))32أيضا ما سبْحَا َنكَ لَا عِلْ َم َلنَا إِلّا مَا عَّل ْمتَنَا ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ
قال(أنبؤني) لكن في مكان آخر قال (نبؤني بعلم إن كنتم صادقين) .قالوا (قَالُوا ُ
سمَا ِئهِمْ) آدم هذا كذا إسمه وانتهى ،وهذا؟ كذا وهذا؟ كذا .النباء بكل إسم على حدة ل يأخذ سمَا ِئهِ ْم فََلمّا َأ ْنبَأَهُمْ بَِأ ْل يَا َآدَ ُم َأ ْنبِ ْئهُمْ بَِأ ْ
تعلّموه على وقت( .قَا َ
سمَا ِئهِمْ) واحدا واحدا ل يحتاج إلى وقت. سمَا ِئهِم) (فََلمّا َأ ْنبَأَهُمْ بَِأ ْ وقتا ولهذا قال (َأ ْن ِب ْئهُمْ بِأَ ْ
سُأنَ ّب ُئكَ ِبتَأْوِيلِ
إذا جاء الفعل بصيغتي فعّل وأفعل نفس الفعل فيكون أفعل إذا جاء لزمن أقصر من فعّل مثل علّم وأعلم ونبّا وأنبأ .في سورة الكهف ( َ
صبْرًا (.))78هذا ليس إنبا ًء وإنما تبيين من نبّأ لن فيها كلم كثير (أما السفينة ،أما الغلم ،أما الجدار) فهي ليست مختصرة. ستَطِ ْع عََليْهِ َ مَا لَ ْم تَ ْ
سُأنَ ّب ُئكَ) جاءت بالتشديد مشددة ما قال سأنبئك .المضعّفة يعني فعّل من النبأ جاءت في ستة وأربعين موضعا كما في سورة يوسف ( َنّبئْنَا ِبتَأْوِيلِهِ ِإنّا (َ
ن ( ))36لن فيها شرح بالتفصيل عن الرؤيا ولم يقل أنبئنا مختصرة وهم يريدون شرحا مفصّلً للرؤيا .أنبأ لم ترد إل في أربعة سنِي َ حِ ك مِنَ ا ْلمُ ْ نَرَا َ
مواضع .نبّا وتفصيلتها وردت في ستة وأربعين موضعا في ستو وثلثين موضعا كانت تحتمل أن تُقرأ أنبأ بالتخفيف ومنه هذا الموضع .من حيث
الرسم لو رسمنا من غير همزة ونقاط وشدّة كان يمكن أن تُقرأ سأنبئك لكن رجعت إلى القراءات وحتى الشاذّة منها 36موضعا كان يمكن أن تُقرأ
بالتخفيف لكن لم ترد قراءة واحدة بالتخفيف وللكن قُرئت كلها بالتشديد (سأنبّئكم ،أنبّئكم ،تنبؤنه) لم يقرأها أحد أنبأكم .ستة وثلثون موضعا كلها كان
ل هَلْ يمكن أن تُقرأ بالتخفيف ولم تُقرأ بالتخفيف وعشرة مواضع ل يمكن أن تُقرأ بالتخفيف لن نبّأت به وإنما (نبّأ) بالتضعيف مثل قوله تعالى (قُ ْ
صنْعًا ( ن ُ سنُو َ سبُونَ َأّنهُ ْم يُحْ ِ حيَا ِة ال ّد ْنيَا وَهُ ْم يَحْ َ عمَالًا ( )103الكهف) بالتشديد لن جاء الحديث بعدها طويل (اّلذِينَ ضَلّ َ
س ْع ُيهُ ْم فِي ا ْل َ خسَرِينَ أَ ْ ُن َنبّ ُئكُمْ بِا ْلأَ ْ
عمَاُلهُ ْم فَلَا نُقِيمُ َلهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ وَ ْزنًا ( ))105فيها تفصيل .وحيثما وردت ولذلك لم تُقرأ بالتخفيف حبِطَتْ أَ ْ )104أُوَل ِئكَ اّلذِينَ كَ َفرُوا بَِآيَاتِ َرّبهِمْ وَِلقَائِ ِه فَ َ
ما دام فيها تلبّث وزمن فل تُقرأ بالتخفيف .وهذا القرآن من أوله إلى آخره كله جاء بهذه الصورة والنسان يعجب (أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب
أقفالها).
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
آية (:)4
َ َ َ َ
ن
منِي َ ح ال ْ ُ
مؤْ ِ صال ِ ُ
ل وَ َ موَْل هُ وَ ِ
جبْرِي ُ ن الل ّ َ
ه هُوَ َ ن تَظَاهََرا عَلَي ْهِ فإ ِ ّ ت قُلُوبُك ُ َ
ما وَإ ِ ْ ن تَتُوب َا إِلَى الل ّهِ فَقَد ْ َ
صغَ ْ *(إ ِ ْ
ك ظَهِيٌر ( )4التحريِم) لمِا كان الخطاب للمثنِى فِي قوله تعالى (إن تتوبِا) فمِا دللة مَلئِك َ ُ
ة بَعْد َ ذَل ِِ َ وَال ْ َ
الجمع في (صغت قلوبكما) ولم يقل قلباكما؟ وهل أقل الجمع اثنين؟ (د.فاضل السامرائى)
هذا سؤال لغوي نحوي .الفصح في اللغة أنه إذا أضيف المثنى إلى متضمّنه (أي الذي يتضمنه) المثنى يُجمع .مثال :القلب والنسان النسان يتضمن
ل مّنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَزِيزٌ
سبَا َنكَا ً
طعُو ْا َأ ْيدِ َي ُهمَا جَزَاء ِبمَا كَ َ
القلب ،فإذن الفصح أن ل يقال قلباكما في اللغة والشعر والقرآن مثل (وَالسّا ِرقُ وَالسّا ِرقَ ُة فَا ْق َ
حكِيمٌ ( )38المائدة) لم يقل يديهما ،هذه قاعدة والفصح في اللغة أنه إذا أضيف المثنى إلى متضمنه سارق وسارقة اثنان واليد متضمنة في الشخصين َ
فلم يقل يديهما وإنما قال أيديهما بالجمع .العرب تقول أكلت رؤوس الكبشين (ل رأسي الكبشين) ومهمهين معدتين ظهراهما مثل ظهور الترسين،
ظهور جمع والترسين مثنى ،هذا الفصح في اللغة وهذا مقرر في كتب اللغة وكتب النحو .الفصح في اللغة أن يقول (صغت قلوبكما) وهذا يرد كثيرا
في اللغة إذا أضيف المثنى إلى متضمنه فالفصح جمع المضاف وقد وردت في القرآن في أكثر من موطن (صغت قلوبكما) (فاقطعوا أيديهما).
َ َ َ َ
ن ح ال ْ ُ
مؤ ْ ِ
منِي َ صال ِ ُ
ل وَ َ موَْل هُ وَ ِ
جبْرِي ُ ن الل ّ َ
ه هُوَ َ ت قُلُوبُك ُ َ
ما وَإِن تَظَاهََرا عَلَي ْهِ فإ ِ ّ *(إِن تَتُوب َا إِلَى الل ّهِ فَقَد ْ َ
صغَ ْ
ك ظَهِيٌر ( )4التحريِِم) هِِل هِِي صِِالح المؤمنيِِن أو صِِالحوا المؤمنيِِن؟(د.فاضِِل مَلئِك َ ُ
ة بَعْد َ ذَل ِِِ َ وَال ْ َ
السامرائى)
هذه المفسرون قالوا فيها احتمالن صالحوا وحذفت الواو لن أحيانا خط المصحف يكون فيه حذف مثل هاد تأتي بحذف الياء وداع تأتي بحذف الياء،
ح المؤمنين مرسومة بل واو لكن من حيث التقدير النحوي والعرابي قسم أجاز أن يقول صالحوا المؤمنين والواو فقسم يذهب إلى أنها هي وصال ُ
ح المؤمنين .وصالح المؤمنين هذه عامة هذا وصف وليس شخصا واحدا .من حيث اللغة والدللة صالح حذفت في خط المصحف وقسم قال هي وصال ُ
المؤمنين تصير عامة أيضا وصالحوا المؤمنين عامة ل تنطبق على واحد وأنا أميل إلى المفرد لنها تشمل المفرد والجمع أما صالحوا فتشمل الجمع
فقط .
آية (:)10
* لماذا ورد إسم زوجة سيدنا لوط ولعنت في القرآن مرات كثيرة وورد إسم زوجة سيدنا نوح ولعنت
مرة واحدة فقط في سورة التحريم؟(د.فاضل السامرائى)
امرأة لوط غير امرأة نوح ،أولً بالنسبة إلى لوط لم يؤمن له إل أهل بيته وليس هنالك شخص آخر آمن إل أهل بيته ،إل امرأته من أهل بيته فقط،
لوط ما آمنت به زوجته ،كل عائلته آمنوا إل زوجته .أما نوح فليس كذلك فابنه لم يؤمن أيضا مع امرأته فليست هي الوحيدة في العائلة التي لم
ت مِنَ ا ْلغَابِرِينَ ( )83العراف) (فَأَن َ
ج ْينَا ُه وَأَهْلَهُ إِلّا امْرََأتَ ُه قَدّ ْرنَاهَا ج ْينَاهُ وَأَ ْهلَهُ ِإلّ ا ْمرََأتَهُ كَانَ ْ
تؤمن بنوح .لذلك لما يتكلم عن نجاته يستثني امرأته (فَأَن َ
ك ( )81هود) (ِإنّا ُمنَجّوكَ ل امْرََأ َت َ
حدٌ ِإ ّ
ت مِنكُمْ َأ َت مِنَ ا ْلغَابِرِينَ ( )32العنكبوت) ( َولَ يَ ْلتَ ِف ْ ن ( )57النمل) (َلُننَ ّ
ج َينّهُ وَأَهْلَ ُه إِلّا امْ َرَأتَهُ كَانَ ْ مِنَ ا ْلغَابِرِي َ
ن ( )33العنكبوت) لم يرد امرأة نوح وحدها في النجاة وإنما وردت في شيء آخر (ضَ َربَ اللّ ُه َمثَلًا لّّلذِينَ َكفَرُوا ت مِنَ ا ْلغَابِرِي َ َوأَهَْلكَ إِلّا امْ َرَأ َتكَ كَانَ ْ
حيْنِ َفخَا َنتَا ُهمَا ( )10التحريم) ليست في النجاة لم يقل نجيناهما ،ثم ذكر امرأة فرعون ومريم عبَادِنَا صَاِل َ ن ِ ع ْب َديْنِ مِ ْ حتَ َ ط كَا َنتَا تَ ْ
ِامْ َرأَ َة نُوحٍ وَِامْرََأةَ لُو ٍ
بنت عمران .إذن امرأة لوط غير امرأة نوح لن امرأة لوط هي الوحيدة التي لم تؤمن من أهل لوط وهي الوحيدة التي لم تنجو ،أهل لوط نجوا
جميعا .أما امرأة نوح فلم تنجو وحدها لكن مع ابنها .في النجاة يحدد امرأة لوط وفي غير النجاة ذكر امرأة لوط وامرأة نوح ومثل امرأة لوط لم يقع
في رسل ال بهذه الصورة أنه جميع أفراد العائلة آمنت إل زوجته لم يذكر في القرآن إل مع امرأة لوط .قد يكون هناك أخريات غير مؤمنات لكن في
مسألة النجاة (إل امرأته) لم يرد هذا الشيء إل مع امرأة لوط أما امرأة نوح فهي ليست الوحيدة من الهل التي لم تنجو.
(فخانتاهما) الخيانة هنا عدم التصديق بهما وليس عمل الفاحشة والخيانة بهذا المفهوم استعمال حديث .الخيانة في القرآن وردت بمعنى خيانة المانة
ن ( )27النفال) أما في ل تَخُونُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ َوتَخُونُواْ َأمَانَاتِكُمْ َوأَنتُ ْم َتعَْلمُو َ ل يُحِبّ الخَا ِئنِينَ ( )58النفال) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ وغيرها (إِنّ اللّ َه َ
الستعمال الحديث فصار مصطلحا حتى الذي يتزوج أخرى يقال خان فالخيانة عدم المانة .
َ َ
مَرأَةَ نُو ٍح مثًَل لِل ّذِي َ َ
ن كَفَُروا ا ِ ْ ه َ ب الل ّ ُضَر َ * لماذا جاءت لفظة إمرأة بدل زوجة في آية سورة التحريم ( َ
خلَ ّ وا َ
شيْئًا وَقِي َ
ل اد ْ ُ ن الل هِ َ م َ
ما ِ م يُغْنِي َا عَنْه ُ َما فَل َ ْ ن فَ َ
خانَتَاه ُ َ حي ْ ِ
صال ِ َ
عبَادِن َا َ
ن ِ
م ْ
ن ِ
ت عَبْدَي ْ ِ ط كَانَت َا ت َ ْ
ح َ مَرأةَ لُو ٍ َ ْ
ن ())10؟ (د.حسام النعيمى) َ يِ ل خ
ِ اَ النَّا َ َ َ ّ
د ال ع م ر
كلمة زوجة بالضافة هي طبعا في القرآن لم تستعمل بالتاء وإنما إستعملت كلمة زوج للدللة على الرجل أو على المرأة .الرجل زوج والمرأة زوج
جنّي لما نقلب حروف كلمة زوج تصير جوز ولما تفتح وهذا هو الفصح في اللغة .هذا ليس من المشترك اللفظي لكن لو أخذنا بنظرية الشتقاق لبن ِ
الجوزة هي عادة من فلقتين وكل فلقة تقريبا مساوية للخرى فالزوج في أصل اللغة هو الواحد الذي يشكّل مع الثاني زوجين فهذا زوج وهذا زوج
فهما زوجان .لما تقول زوج ليس هو أي فرد وإنما الزوج هو الذي يشكل مع الخر زوجين هذا زوج وهذا زوج فهما زوجان لكن طول الستعمال
صار البعض يطلق كلمة الزوج على الثنين يقول عن الشفع زوج هذا ليس خطأ في اللغة لنه صار عندنا تطور الستعمال لكن الصل أن الزوج هو
الذي يشكل مع الخرين زوجين .بهذا المعنى إستعمله القرآن الكريم لما قال (ثمانية أزواج :من الضأن إثنين ومن المعز إثنين ومن البل إثنين ومن
البقر إثنين) ذكر أربعة أشياء فقال ثمانية أزواج يعني ثمانية أفراد كل فردين يشكلن زوجين .وقال تعالى (وقلنا إحمل فيها من كل زوجين إثنين) هذا
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
الزوج وهذا الزوج وأكّد بكلمة إثنين .رجل وإمرأة زوجان زوج وزوج .يقولون العداد الشفعية أو الزوجية :الشفع 2والوتر .1كلمة زوج لم تأت
مضافة إلى ما بعدها في القرآن الكريم دائما يستعمل إمرأة ما عندنا زوج فلن وإنما عندنا زوجك بالكاف أما مضافة إلى شخص بإسمه فغير موجود.
لما نأتي إلى إمرأة نلحظ أن كلمة زوج لو قيل في غير القرآن زوج نوح أو زوج لوط أو زوج فرعون لو قيل هكذا توحي بنوع من المقاربة
والتوافق لن الزوج هو الذي يشكل مع الثاني زوجين فلو قال زوج فلن كأنها شكلت معه شيئا واحدا فزوج فرعون المؤمنة ل تشكل مع فرعون
زوجين صحيح هي إمرأته لكن ل يطلق عليها زوجه من حيث اللغة السامية الرفيعة التي تلحظ هذه المسائل الدقيقة .لمثل هذه المسائل الدقيقة هي ل
تشكل معه زوجين كأنما يريد القرآن أن يبعد عن الذهان فكرة المقاربة أن هذه قريبة من هذا .إمرأة نوح ل تستحق أن ترتفع بحيث تشكل مع نوح
زوجين .أما كلمة إمرأة فهي مجرد تثنية إمرئ يقال هذا كريم وهذه كريمة ،هذا فاضل وهذه فاضلة ،هذا امرؤ وهذه إمرأة .تاء المؤنث لو إنتبهنا إليها
ينفتح لها ما قبلها (كريم ،كريمَة) التاء تأخذ العراب وما قبلها يكون مفتوحا فكذلك إمرأة هي مؤنث إمرؤ .امرؤ تتحرك الهمزة والراء تقول هذا امرؤ
القيس ورأيت امرء القيس ومررت بامرئ القيس الراء والهمزة تتحركان بحركة واحدة .إمرأته يعني أنثاه المؤنث لمرئ فلما نقول هي إمرأة نوح
ليس فيها المقاربة .حتى إمرأة العزيز هي أيضا إمرأة ومن قال أنها تشاكله؟ لعله كان على جانب من القيم وعلى جانب من ال ُمثُل وهي تراود فتاه .مع
الرسول استعمل زوجك (قل لزواجك) لما يضيفها إلى الضمير شيء آخر لكن الضافة إلى إسم شخص ل يوجد في القرآن زوج فلن وإنما إمرأة
فلن هي الصل (اسكن أنت وزوجك الجنة) استخدم الكاف الضمير زوجك .ويكون فيها ملمح التقريب .لذلك نقول أن المناسب هنا لمّا كان هذا
التباين الواسع أن تكون إمرأة نوح لن هي فعلً أنثاه هي أنثى امرؤ .هذا تقرير واقع إمرأة نوح وإمرأة لوط وإمرأة فرعون .ولفظ إمرأة ل يحتوي
على المشاكلة الخلقية وإنما هي المقاربة وتذكر كلمة جوز فلقتان كأنما يشكلن فلقتين هذا غير مراد هنا .من أجل ذلك هذه اللغة السامية الجميلة
تستعمل هذا أما في عموم اللغة يمكن أن تقول هذه زوج فلن أو إمرأة فلن لكن إذا أردت أن تأخذ هذا السمو في التعبير تستعمل الستعمال القرآني
لكلمة إمرأة.
آية (:)12
*ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (فنفخنا فيها) وقوله (فنفخنا فيه) في قصة مريم عليها
السلم؟(د.فاضل السامرائى)
ن { )}91وقال في سورة التحريم ( َومَ ْريَ َم ا ْبنَتَ جعَ ْلنَاهَا وَابْ َنهَا آيَةً لّ ْلعَاَلمِي َ
حنَا َو َ
خنَا فِيهَا مِن رّو ِ جهَا َفنَ َف ْ
ص َنتْ َفرْ َ
قال تعالى في سورة النبياء (وَاّلتِي أَحْ َ
ن {)}12 ت مِنَ الْقَا ِنتِي َ ت َربّهَا َوكُ ُتبِهِ َوكَانَ ْت ِبكَِلمَا ِ
ص ّدقَ ْ
حنَا وَ َ خنَا فِيهِ مِن رّو ِجهَا َفنَ َف ْ
ت فَرْ َ
صنَ ْ
ح َ
ن اّلتِي أَ ْ
عمْرَا َ
ِ
بين هاتين اليتين أكثر من نقطة يجب اللتفات إليها وهي كما يلي:
.1في سورة النبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلم بينما ذكره في سورة التحريم .والسبب في ذلك هو أنه أولً في سورة النبياء كان السياق
في ذكر النبياء (ابراهيم ،لوط ،موسى ،وزكريا ويحيى) ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة النبياء لن
السياق في ذكر النبياء وهي ليست نبيّة أما في سورة التحريم فذكر اسمها لن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون ،امرأة لوط
وامرأة نوح) فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء .والتصريح بالسم يكون أمدح إذا كان في المدح وأذمّ إذا كان في الذّم .ونلحظ في سورة
ل المذكورين في السورة التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح .أما في سورة النبياء فهي أق ّ
منزلة أي النبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضا.
ي أيضا .2ذكر ابنها في سورة النبياء ولم يذكره في سورة التحريم .وهذا لن سياق سورة النبياء في ذكر النبياء وابنها (عيسى ) نب ّ
فناسب ذكره في السورة وكذلك لن سورة النبياء ورد فيها ذكر ابني ابراهيم وويحيى ابن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضا في الية ولم يذكره
في التحريم لن السياق في ذكر النساء ول يناسب أن يذكر اسم ابنها مع ذكر النساء.
.3لم يذكر أنها من القانتين في النبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم .ونسأل لماذا لم تأتي (القانتات) القانتات بدل القانتين؟ لنه في
القاعدة العامة عند العرب أنهم يغلّبون الذكور على الناث وكذلك في القرآن الكريم عندما يذكر المؤمنون والمسلمون يغلّب الذكور إل إذا
احتاج السياق ذكر النساء ومخاطبتهن .وكذلك عندما يذكر جماعة الذكور يقصد بها العموم .وإضافة إلى التغليب وجماعة الذكور فهناك سبب
آخر أنه ذكرها من القانتين وهو أن آباءها كانوا قانتين فهي إذن تنحدر من سللة قانتين فكان هذا أمدح لها وكذلك أن الذين كملوا من الرجال
كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى فمدحها أيضا بأنها من القانتين ومدحها بآبائها وجماعة الذكور والتغليب أيضا.
ونعود إلى اليتين ونقول لماذا جاء لفظ (فيه) مرة و(فيها) مرة أخرى؟ فنقول أن الية في سورة النبياء (فنفخنا فيها من روحنا) أعمّ وأمدح:
ص في التعبير (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) سورة التحريم أو (والتي أحصنت فرجها) سورة النبياء؟ دليل أنها أعمّ :ونسأل أيهما أخ ّ
فنقول أن الخصّ مريم ابنت عمران وقوله تعالى (ونفخنا فيها من روحنا) أع ّم من (نفخنا فيه) وأمدح .إذن مريم ابنت عمران أخصّ من التي
ص (فنفخنا فيه) وجعل العام مع العام (ونفخنا فيها) .وكذلك في قوله تعالى (وجعلناها وابنها) في سورة النبياء أحصنت فرجها فذكر الخصّ مع الخ ّ
أعمّ فجاء بـ (فيها) ليجعل العمّ مع العمّ .وسياق اليات في سورة النبياء تدل على العمّ.
عرفنا الن لماذا هي أعم ويبقى أن نعرف لماذا هي أمدح؟ أيهما أمدح الية (وجعلناها وابنها آية) أو(صدّقت يكلمات ربها)؟ الية الولى أمدح لن أي
كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن ل يكون أي كان آية ،والمر الثاني أن ذكرها مع النبياء في سورة النبياء ل شك أنه أمدح من ذكرها مع
النساء في سورة التحريم فالية في سورة النبياء إذن هي أمدح لها.
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
و من الملحظ في قصة مريم عليها السلم وعيسى أن ال تعالى جاء بضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها) أي عن طريق جبريل وهذا
الضمير للتعظيم يأتي دائما مع ذكر قصة مريم وعيسى عليهما السلم أما في قصة آدم يأتي الخطاب (فنفخت فيه من روحي) لن ال تعالى قد نفخ
في آدم الروح بعد خلقه مباشرة أما في مريم فالنفخ عن عن طريق جبريل .
*ما الفرق بين استخدام لفظ (ونفخت) و(نفخنا) في القرآن الكريم ؟(الشيخ خالد الجندي)
جدِينَ ( ))29مرتين في القرآن الكريم في قصة خلق آدم (سورة الحجر وسورة ص) أما في ت فِي ِه مِنْ رُوحِي َف َقعُوا لَهُ سَا ِ وردت (فَِإذَا سَ ّو ْيتُهُ َونَ َفخْ ُ
قصة عيسى وأمه مريم عليها السلم فجاءت بلفظ (فنفخنا) .كلمة روح تطلق في القرآن الكريم على أكثر من معنى أما في موضوع عيسى فهي
ن كُلّ َأمْ ٍر ( ))4الروح هنا هي حبريل . ح فِيهَا بِِإذْنِ َرّبهِ ْم مِ ْ ل ا ْلمَلَا ِئكَةُ وَالرّو ُ
تطلق على جبريل وعلى الروح قوام الحياة .في سورة القدر (تَنَزّ ُ
حنَا َف َت َمثّلَ َلهَا بَشَرًا
ن دُو ِنهِمْ حِجَابًا فََأرْسَ ْلنَا إَِل ْيهَا رُو َ خذَتْ مِ ْ وفي قصة مريم عليها السلم قوا تعالى أنه أرسل إليها روحا وهو جبريل وقال تعالى (فَاتّ َ
سَ ِويّا (. ))17
هناك فرق بين النفخ في الطين فكان آدم وهذا النفخ كان مباشرا من ال تعالى (ونفخت فيه من روحي).
والنفخ في مريم فكان عيسى الذي كان بسبب أي عن طريق جبريل ولم يكن نفخا مباشرا فجاء التعبير المناسب بقوله تعالى (فنفخنا) (وَاّلتِي
حنَا
خنَا فِي ِه مِنْ رُو ِ جهَا َفنَفَ ْت فَ ْر َصنَ ْ ح َ عمْرَانَ اّلتِي أَ ْ ت ِن ( )91النبياء) ( َومَ ْريَ َم ا ْبنَ َ جعَ ْلنَاهَا وَا ْب َنهَا َآيَةً لِ ْلعَاَلمِي َ
حنَا َو َ
خنَا فِيهَا مِنْ رُو ِجهَا َفنَ َف ْ
ت فَ ْر َ
صنَ َْأحْ َ
ت بِكَِلمَاتِ َرّبهَا َو ُكُتبِهِ َوكَا َنتْ مِنَ ا ْلقَا ِنتِينَ ( )12التحريم). ص ّدقَ ْ
َو َ
اللفظ في القرآن له غاية ووسيلة نحن ل نعرف كيفية النفخ ول يعلمها إل ال تعالى .نفخ جبريل في مريم فكان عيسى وهذا أمر سهل لن عيسى
له أم أما النفخ في آدم فهذا أعجب لن آدم لم يكن له أب ول أم.
م
مْري َ ُ
*لفظ القنوت جاء في القرآن الكريم في أكثر من موضع في أحد المواضع جاء بصفة المر (ي َا َ
ن ﴿ ﴾12التحريم) ما الفرق بين هذا ن الْقَانِتِي َ
م َ ك ﴿ ﴾43آل عمران) وفي مواضع أخرى (وَكَان َ ْ
ت ِ اقْنُت ِي لَِرب ِّ ِ
القنوت والذي قبله؟ (د.أحمد الكبيسى)
هذا أمرٌ أمرها ال بالقنوت ثم بعد ذلك لما قنتت وطال قنوتها كانت من القانتين .أمرك ال بالصلة فلما طالت صلتك كنت أنت من القانتين والقنوت
هو طول الصلة طول الوقوف والدعاء في الصلة لما تقعد تقرأ البقرة وآل عمران كما النبي صلى ال عليه وسلم في التهجد يقرأ البقرة وآل عمران
والنساء في ركعة هذا قنوت السيدة مريم عليها السلم كانت هكذا تقنت بما أمرها ال أن تقنت به.
****تناسب فواتح سورة التحريم مع خواتيمها****
ض فََلمّا
ن َبعْ ٍ ض عَ ْف َبعْضَهُ وَأَعْرَ َ عرّ َظهَرَ ُه اللّ ُه عََليْهِ َ
ت بِهِ وَأَ ْ حدِيثًا فََلمّا َنبّأَ ْ
سرّ ال ّنبِيّ إِلَى َبعْضِ أَزْوَاجِهِ َ بدأت السورة بالكلم عن أزواج النبي (وَِإذْ أَ َ
خبِي ُر ( ))3بدأت بالحديث عن أزواج النبي وأنه أسر لحداهن ونبأت به وحذّرهما ،وختم الكلم على ي ا ْلعَلِيمُ الْ َ
ت مَنْ َأ ْنبََأكَ َهذَا قَالَ َنبَّأنِ َ َنبّأَهَا بِ ِه قَالَ ْ
عبْ َد ْينِ مِنْ
ت َن كَفَرُوا ِامْرَأَ َة نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَا َنتَا َتحْ َ ضرَبَ اللّهُ َمثَلًا لِّلذِي َ امرأتين من أزواج النبياء السابقين عصتا ربهما امرأة نوح وامرأة لوط ( َ
ن ( ))10ثم ذكر امرأتين صالحتين امرأة فرعون ومريم بنت ل ادْخُلَا النّا َر مَ َع الدّاخِلِي َ ش ْيئًا َوقِي َ
ع ْن ُهمَا مِنَ اللّهِ َن فَخَا َنتَا ُهمَا فَلَ ْم ُي ْغنِيَا َ
حيْ ِ
عبَا ِدنَا صَالِ َِ
عمران .في البداية والحتام الكلم على النساء وطاعتهن .في البداية بدأ الكلم على نساء النبي وانتهى الحديث عن النساء أيضا وذكر نماذج وذكر
ش ْيئًا) ل تقل إحداهن أنا أمرأة نبي هذا تحذير وكأنها رسالة إلى نساء ع ْن ُهمَا مِنَ اللّهِ َتحذير أنه كونها زوجة نبي ل ينفعها مثل زوجة نوح (فَلَ ْم ُيغْ ِنيَا َ
النبي أن انتبهوا .فالكلم كله في النساء وطاعة ال ،العلقة واضحة بين أزواج النبي وزوجات النبياء السابقين .الخيانة هنا ليست بمعنى
المصطلح الحديث الن وإنما هي بمعنى عدم اليمان به.
*****تناسب خواتيم التحريم مع فواتح الملك*****
عمَلًا وَهُوَ ا ْل َعزِيزُ ا ْلغَفُورُ ( ))2ذكر ن َ حسَ ُحيَاةَ ِل َيبْلُ َوكُمْ َأّيكُمْ أَ ْ
ق ا ْلمَوْتَ وَا ْل َ ي ٍء قَدِي ٌر ( )1اّلذِي خَلَ َ ل شَ ْ في الملك قال ( َتبَا َركَ اّلذِي ِبيَدِهِ ا ْلمُ ْلكُ وَهُ َو عَلَى كُ ّ
في آخر التحريم من بله فأحسن العمل ومن بله فأساء العمل قال في آخر التحريم ذكر من الذين أحسنوا العمل امرأة فرعون وبنت عمران ومن
عمَلًا) وضرب ن َ الذين أساءوا امرأة لوط وامرأة نوح إذن هو ذكر صنفين وضرب لنا مثلين لمن أحسن العمل ولمن أساء العمل (ِليَبْلُ َوكُ ْم َأيّكُمْ َأحْسَ ُ
عنْ ُهمَا مِنَ اللّهِ حيْنِ َفخَا َنتَا ُهمَا فََلمْ ُي ْغ ِنيَا َ عبَادِنَا صَاِل َ ن ِ ع ْب َديْنِ مِ ْ ت َ ط كَا َنتَا تَحْ َ مثلين في خاتمة التحريم (ضَ َربَ اللّ ُه َمثَلًا لِّلذِينَ َكفَرُوا ِامْ َرأَ َة نُوحٍ وَامْرََأةَ لُو ٍ
جنِي مِنْ ِفرْعَوْنَ جنّةِ َونَ ّ ك بَ ْيتًا فِي الْ َ عنْ َد َ
ب ابْنِ لِي ِ عوْنَ ِإذْ قَالَتْ َر ّ ضرَبَ اللّ ُه مَثَلًا لِّلذِينَ َآ َمنُوا ِامْرَأَ َة فِرْ َ ل ادْخُلَا النّا َر مَعَ الدّاخِلِينَ ( )10وَ َ شيْئًا َوقِي َ
َ
ت مِنَ الْقَا ِنتِينَ ت َرّبهَا َو ُكتُبِهِ َوكَانَ ْ ت ِبكَِلمَا ِ ص ّدقَ ْ
حنَا وَ َ خنَا فِيهِ مِنْ رُو ِ جهَا َفنَ َف ْ
ت َفرْ َ صنَ ْعمْرَانَ اّلتِي َأحْ َ ت ِ ن (َ )11ومَ ْريَ َم ا ْبنَ َ جنِي مِنَ ا ْلقَوْ ِم الظّاِلمِي َ عمَلِهِ َونَ ّ
وَ َ
( .))12البلء من قِبل ال سبحانه وتعالى لنوعين من الناس بلهم فقسم أحسن وضرب لنا مثلً وقسم أساء وضرب لنا مثلً ،هذا تناسب طيب .ذكر
ي تَفُو ُر ( ))7ولمن شهِيقًا وَهِ َ س ِمعُوا َلهَا َ ج َهنّمَ َو ِبئْسَ ا ْلمَصِي ُر (ِ )6إذَا أُلْقُوا فِيهَا َ عذَابُ َ في سورة الملك وأعدّ لمن بله فأساء فقال (وَلِّلذِينَ َكفَرُوا بِ َرّبهِ ْم َ
شوْنَ َرّبهُمْ بِا ْل َغيْبِ َلهُ ْم َمغْفِرَةٌ َوأَجْ ٌر َكبِي ٌر ( ))12وكذلك ذكر في سورة التحريم فيمن أساء وأحسن ،فيمن أساء قال (يَا َأّيهَا بله فأحسن (إِنّ اّلذِينَ يَخْ َ
سعَى َبيْنَ َأ ْيدِيهِمْ خزِي اللّ ُه ال ّنبِيّ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َمعَهُ نُورُ ُه ْم يَ ْ ن ( ))7وفيمن أحسن قال (يَوْمَ لَا يُ ْ ن مَا ُك ْنتُ ْم َتعْمَلُو َ ن كَفَرُوا لَا َت ْعتَذِرُوا ا ْليَ ْومَ ِإّنمَا تُجْزَوْ َ اّلذِي َ
ي ٍء قَدِي ٌر ( ))8ذكر أيضا نموذجين في الملك وفي التحريم. ل شَ ْ َو ِبَأيْمَا ِنهِ ْم يَقُولُونَ َرّبنَا َأ ْتمِمْ َلنَا نُو َرنَا وَاغْفِرْ َلنَا ِإّنكَ عَلَى كُ ّ
]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[ nilkheireddine@yahoo.fr
تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة التحريم كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى زادهما ال
علما ونفع بهما السلم والمسلمين والدكتور أحمد الكبيسى والشيخ خالد الجندى والخواطر القرآنية للستاذ عمرو خالد وقامت بنشرها أختنا الفاضلة
سمرالرناؤوط فى موقعها إسلميات جزاهم ال عنا خير الجزاء ..فما كان من فضلٍ فمن ال وما كان من خطأٍ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان.
أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز والعمل به على النحو
الذى يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة .وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة
ويرزقنا صحبة نبيه الكريم فى الفردوس العلى.
الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة.