You are on page 1of 150

‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.

fr‬‬

‫سورة البقرة‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫‪"-231‬وإذا طلقتم النساء ‪"..‬‬ ‫‪"-173‬إنما حرم عليكم ‪"..‬‬ ‫‪"-115‬ول المشرق والمغرب‪"..‬‬ ‫‪"-57‬وظللنا عليكم‪"..‬‬ ‫تناسب الفاتحة مع البقرة‬
‫‪"-232‬وإذا طلقتم النساء ‪"..‬‬ ‫‪"-174‬إن الذين يكتمون‪"..‬‬ ‫‪"-116‬وقالوا اتخذ ال ولداً‪"..‬‬ ‫‪"-58‬وإذقلناادخلوا‪"..‬‬ ‫هدف السورة‬
‫‪"-233‬والوالدات يرضعن ‪"..‬‬ ‫‪"-175‬أولئك الذين اشتروا‪"..‬‬ ‫‪"-117‬بديع السماوات ‪"..‬‬ ‫‪"-59‬فبدل الذين ظلموا‪"..‬‬ ‫‪"-1‬ألم"‬
‫‪"-234‬والذين يتوفون منكم ‪"..‬‬ ‫‪"-176‬ذلك بأن ال نزّل ‪"..‬‬ ‫‪"-118‬وقال الذين ليعلمون‪"..‬‬ ‫‪"-60‬وإذ استسقى ‪"..‬‬ ‫‪"-2‬ذلك الكتاب‪"..‬‬
‫‪"-235‬ولجناح عليكم فيما ‪"..‬‬ ‫‪"-177‬ليس البرّ أن تولوا‪"..‬‬ ‫‪"-119‬إناأرسلناك بالحق‪"..‬‬ ‫‪"-61‬وإذقلتم ياموسى‪"..‬‬ ‫‪"-3‬الذين يؤمنون بالغيب‪"..‬‬
‫‪"-236‬لجناح عليكم إن ‪"..‬‬ ‫‪.."-178‬كتب عليكم القصاص‪"..‬‬ ‫‪"-120‬ولن ترضى عنك اليهود‪..‬‬ ‫‪"-62‬إن الذين آمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-4‬والذين يؤمنون‪"..‬‬
‫‪"-237‬وإن طلقتموهن‪"..‬‬ ‫‪"-179‬ولكم فى القصاص ‪"..‬‬ ‫‪"-121‬الذين ءاتيناهم الكتاب‪"..‬‬ ‫‪"-63‬وإذأخذناميثاقكم‪"..‬‬ ‫‪"-5‬أولئك على هدى‪"..‬‬
‫‪"-238‬حافظواعلى الصلوات‪"..‬‬ ‫‪.."-180‬إذاحضرأحدكم الموت‪"..‬‬ ‫‪"-122‬يابنى إسرائيل اذكروا‪"..‬‬ ‫‪"-64‬ثم توليتم من بعد‪"..‬‬ ‫‪"-6‬إن الذين كفروا‪"..‬‬
‫‪"-239‬فإن خفتم فرجالً‪"..‬‬ ‫‪"-181‬فمن بدله بعد ماسمعه ‪"..‬‬ ‫‪"-123‬واتقوا يوماً لتجزى‪"..‬‬ ‫‪"-65‬ولقدعلمتم‪"..‬‬ ‫‪"-7‬ختم ال على قلوبهم‪"..‬‬
‫‪"-240‬والذين يتوفون منكم‪"..‬‬ ‫‪"-182‬فمن خاف من موصٍ ‪"..‬‬ ‫‪"-124‬وإذ ابتلى إبراهيمَ ربه‪"..‬‬ ‫‪"-66‬فجعلناها نكالً‪"..‬‬ ‫‪"-8‬ومن الناس من يقول‪"..‬‬
‫‪"-241‬وللمطلقات متاعٌ ‪"..‬‬ ‫‪.."-183‬كتب عليكم الصيام‪"..‬‬ ‫‪"-125‬وإذ جعلنا البيت مثابةً‪"..‬‬ ‫‪.." -67‬أن تذبحوابقرة‪"..‬‬ ‫‪"-9‬يخادعون ال ‪"..‬‬
‫‪"-242‬كذلك يبين ال لكم‪"..‬‬ ‫‪"-184‬أياما معدودات‪"..‬‬ ‫‪.."-126‬رب اجعل هذا بلداًآمناً‪"..‬‬ ‫‪"-68‬قالواادع لناربك‪"..‬‬ ‫‪"-10‬فى قلوبهم مرض‪"..‬‬
‫‪ "-243‬ألم ترإلى الذين خرجوا‪..‬‬ ‫‪"-185‬شهر رمضان ‪"..‬‬ ‫‪"-127‬وإذيرفع إبراهيم القواعد‪..‬‬ ‫‪"-69‬قالواادع لناربك‪"..‬‬ ‫‪"-11‬وإذا قيل لهم لتفسدوا‪"..‬‬
‫‪"-244‬وقاتلوافى سبيل ال ‪"..‬‬ ‫‪"-186‬وإذا سألك عبادى عنى‪"..‬‬ ‫‪"-128‬ربنا واجعلنا مسلمَين ‪"..‬‬ ‫‪"-70‬قالواادع لناربك‪"..‬‬ ‫‪"-12‬أل إنهم هم المفسدون‪"..‬‬
‫‪"-245‬من ذاالذى يقرض ال‪"..‬‬ ‫‪"-187‬أحل لكم ليلة الصيام‪"..‬‬ ‫‪"-129‬ربناوابعث فيهم رسولً‪"..‬‬ ‫‪"-71‬قال إنه يقول إنها‪".‬‬ ‫‪"-13‬وإذا قيل لهم أمنوا‪"..‬‬
‫‪"-246‬ألم ترإلى المل ‪"..‬‬ ‫‪"-188‬ول تأكلوا أموالكم ‪"..‬‬ ‫‪"-130‬ومن يرغب عن ملة ‪"..‬‬ ‫‪"-72‬وإذقتلتم نفساً‪"..‬‬ ‫‪"-14‬وإذالقواالذين أمنوا‪"..‬‬
‫‪"-247‬وقال لهم نبيهم ‪"..‬‬ ‫‪"-189‬يسألونك عن الهلة‪"..‬‬ ‫‪"-131‬إذقال له ربه أسلم‪"..‬‬ ‫‪"-73‬فقلنا اضربوه ببعضها ‪"..‬‬ ‫‪"-15‬ال يستهزئ بهم‪"..‬‬
‫‪"-248‬وقال لهم نبيهم ‪"..‬‬ ‫‪"-190‬وقاتلوا فى سبيل ال ‪"..‬‬ ‫‪"-132‬ووصى بها إبراهيم ‪"..‬‬ ‫‪"-74‬ثم قست قلوبكم‪"..‬‬ ‫‪"-16‬اولئك الذين اشتروا‪"..‬‬
‫‪"-249‬فلمافصل طالوت‪"..‬‬ ‫‪"-191‬واقتلوهم حيث ثقفتموهم‪..‬‬ ‫‪"-133‬أم كنتم شهداء‪"..‬‬ ‫‪"-75‬أفتطمعون أن يؤمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-17‬مثلهم كمثل الذى‪"..‬‬
‫‪"-250‬ولما برزوا لجالوت‪"..‬‬ ‫‪"-192‬فإن انتهوا ‪"..‬‬ ‫‪"-134‬تلك أم ٌة قد خلت‪"..‬‬ ‫‪"-76‬وإذا لقواالذين آمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-18‬ص ٌم بكمٌ عمىٌ‪"..‬‬
‫‪"-251‬فهزموهم بإذن ال ‪"..‬‬ ‫‪"-193‬وقاتلوهم حتى ‪"..‬‬ ‫‪"-135‬وقالوا كونوا هوداً‪"..‬‬ ‫‪"-77‬أوليعلمون أن ال‪"..‬‬ ‫‪"-19‬أو كصيبٍ من السماء‪"..‬‬
‫‪"-252‬تلك ءايات ال ‪"..‬‬ ‫‪"-194‬الشهر الحرام ‪"..‬‬ ‫‪"-136‬قولوا ءامنا بال ‪"..‬‬ ‫‪"-78‬ومنهم أميون‪"..‬‬ ‫‪"-20‬يكاد البرق‪"..‬‬
‫‪"-253‬تلك الرسل ‪"..‬‬ ‫‪ "-195‬وأنفقوا فى سبيل ال ‪"..‬‬ ‫‪"-137‬فإن ءامنوا بمثل‪"..‬‬ ‫‪"-79‬فوي ًل للذين يكتبون‪"..‬‬ ‫‪"-21‬ياأيهاالناس اعبدوا‪"..‬‬
‫‪.."-254‬أنفقواممارزقناكم‪"..‬‬ ‫‪"-196‬وأتموا الحج والعمرة ‪"..‬‬ ‫‪ "-138‬صبغة ال ‪"..‬‬ ‫‪"-80‬وقالوا لن تمسناالنار‪"..‬‬ ‫‪"-22‬الذىجعل لكم الرض‪"..‬‬
‫‪"-255‬ال لإله إلهوالحى‪".‬‬ ‫‪"-197‬الحج أشهر معلومات ‪"..‬‬ ‫‪"-139‬قل أتحاجوننا‪"..‬‬ ‫‪"-81‬بلى من كسب سيئة‪"..‬‬ ‫‪"-23‬وإن كنتم فى ريب‪"..‬‬
‫‪"-256‬لإكراه فى الدين‪"..‬‬ ‫‪"-198‬ليس عليكم جناح ‪"..‬‬ ‫‪"-140‬أم تقولون إن إبراهيم‪"..‬‬ ‫‪"-82‬والذين آمنوا وعملوا‪"..‬‬ ‫‪"-24‬فإن لم تفعلوا‪"..‬‬
‫‪"-257‬ال ولى الذين ءامنوا‪"..‬‬ ‫‪"-199‬ثم أفيضوا ‪"..‬‬ ‫‪ "-141‬تلك أم ٌة قد خلت‪"..‬‬ ‫‪"-83‬وإذأخذناميثاق بنى‪"..‬‬ ‫‪"-25‬وبشر الذين أمنوا‪"..‬‬
‫‪"-258‬ألم ترإلى الذى حاج ‪"..‬‬ ‫‪"-200‬فإذا قضيتم مناسككم ‪"..‬‬ ‫‪"-142‬سيقول السفهاء‪"..‬‬ ‫‪"-84‬وإذ أخذنا ميثاقكم‪"..‬‬ ‫‪"-26‬إن ال ‪"..‬‬
‫‪"-259‬أوكالذى مرعلى قرية‪"..‬‬ ‫‪.."-201‬آتنا فى الدنيا حسنة ‪"..‬‬ ‫‪.."-143‬جعلناكم أم ًة وسطاً‪"..‬‬ ‫‪"-85‬ثم أنتم هؤلء تقتلون ‪"..‬‬ ‫‪"-27‬الذين ينقضون‪"..‬‬
‫‪"-260‬وإذقال إبراهيم رب ‪"..‬‬ ‫‪"-202‬أولئك لهم نصيب ‪"..‬‬ ‫‪"-144‬قد نرى تقلب وجهك‪"..‬‬ ‫‪"-86‬أولئك الذين اشتروا‪"..‬‬ ‫‪"-28‬كيف تكفرون‪"..‬‬
‫‪"-261‬مثل الذين ينفقون ‪"..‬‬ ‫‪"-203‬واذكروا ال فى أيامٍ ‪"..‬‬ ‫‪"-145‬ولئن أتيت الذين أوتوا‪"..‬‬ ‫‪"-87‬ولقدآتينا موسى ‪"..‬‬ ‫‪"-29‬هو الذىخلق لكم‪"..‬‬
‫‪"-262‬الذين ينفقون أموالهم‪"..‬‬ ‫‪"-204‬ومن الناس من يعجبك‪"..‬‬ ‫‪"-146‬الذين ءاتيناهم الكتاب‪"..‬‬ ‫‪"-88‬وقالوا قلوبنا غلف‪"..‬‬ ‫‪"-30‬وإذ قال ربك للملئكة‪"..‬‬
‫ف ومغفرةٌ‪"..‬‬ ‫‪ "-263‬قولٌ معرو ٌ‬ ‫‪"-205‬وإذا تولى سعى ‪"..‬‬ ‫‪"-147‬الحق من ربك‪"..‬‬ ‫‪"-89‬ولمّا جاءهم كتابٌ‪"..‬‬ ‫‪"-31‬وعلّم آدم السماء‪"..‬‬
‫‪.."-264‬ل تبطلوا صدقاتكم‪"..‬‬ ‫‪"-206‬وإذاقيل له اتق ال ‪"..‬‬ ‫‪"-148‬ولكلّ وجهةٌ‪"..‬‬ ‫‪"-90‬بئسما اشتروا به ‪"..‬‬ ‫‪"-32‬قالوا سبحانك‪"..‬‬
‫‪"-265‬ومثل الذين ينفقون‪"..‬‬ ‫‪"-207‬ومن الناس من يشرى‪"..‬‬ ‫‪"-149‬ومن حيث خرجت‪"..‬‬ ‫‪"-91‬وإذاقيل لهم آمنوا‪"..‬‬ ‫‪"-33‬قال ياآدم أنبئهم‪"..‬‬
‫‪"-266‬أيود أحدكم أن تكون ‪"..‬‬ ‫‪.."-208‬ادخلوا فى السلم كافة‪"..‬‬ ‫‪"-150‬ومن حيث خرجت‪"..‬‬ ‫‪"-92‬ولقد جاءكم موسى ‪"..‬‬ ‫‪"-34‬وإذ قلنا للملئكة‪"..‬‬
‫‪.."-267‬أنفقوا من طيبات ‪"..‬‬ ‫‪"-209‬فإن زللتم من بعد ‪"..‬‬ ‫‪"-151‬كما أرسلنا فيكم رسولً‪"..‬‬ ‫‪"-93‬وإذ أخذنا ميثاقكم ‪"..‬‬ ‫‪"-35‬وقلنا ياآدم اسكن‪"..‬‬
‫‪"-268‬الشيطان يعدكم الفقر‪"..‬‬ ‫‪"-210‬هل ينظرون إل ‪"..‬‬ ‫‪"-152‬فاذكرونى أذكركم‪"..‬‬ ‫‪"-94‬قل إن كانت لكم الدار‪"..‬‬ ‫‪"-36‬فأزلهما الشيطان‪"..‬‬
‫‪"-269‬يؤتى الحكمة من يشاء‪..‬‬ ‫‪"-211‬سل بنى إسرائيل ‪"..‬‬ ‫‪.."153‬استعينوابالصبروالصلة‪..‬‬ ‫‪"-95‬ولن يتمنّوه أبداً ‪"..‬‬ ‫‪"-37‬فتلقى آدم من ربه‪"..‬‬
‫‪"-270‬وماأنفقتم من نفقة ‪"..‬‬ ‫‪"-212‬زين للذين كفروا ‪"..‬‬ ‫‪"-154‬ول تقولوا لمن يقتل‪"..‬‬ ‫‪"-96‬ولتجدنّهم أحرص الناس‪"..‬‬ ‫‪"-38‬قلنا اهبطوا منها ‪"..‬‬
‫‪"-271‬إن تبدوا الصدقات‪"..‬‬ ‫‪"-213‬كان الناس أمة واحدة ‪"..‬‬ ‫‪"-155‬ولنبلونّكم بشىءٍ ‪"..‬‬ ‫‪"-97‬قل من كان عدوّا‪"..‬‬ ‫‪"-39‬والذين كفرواوكذبوا‪"..‬‬
‫‪"-272‬ليس عليك هداهم ‪"..‬‬ ‫‪"-214‬أم حسبتم أن تدخلوا ‪"..‬‬ ‫‪.."156‬إنال وإناإليه راجعون‪"..‬‬ ‫‪"-98‬من كان عدوّا ل ‪"..‬‬ ‫‪"-40‬يابنى إسرائيل‪"..‬‬
‫‪"-273‬للفقراءالذين أحصروا‪"..‬‬ ‫‪"-215‬يسألونك ماذا ينفقون ‪"..‬‬ ‫‪"-157‬أولئك عليهم صلواتٌ‪"..‬‬ ‫‪"-99‬ولقدأنزلناإليك آيات‪"..‬‬ ‫‪"-41‬وآمنوابماأنزلت‪"..‬‬
‫‪"-274‬الذين ينفقون أموالهم‪"..‬‬ ‫‪"-216‬كتب عليكم القتال ‪"..‬‬ ‫‪"-158‬إن الصفا والمروة‪"..‬‬ ‫‪"-100‬أو كلما عاهدوا‪"..‬‬ ‫‪ "-42‬ول تلبسوا الحق ‪"..‬‬
‫‪"-275‬الذين يأكلون الربا‪"..‬‬ ‫‪"-217‬يسألونك عن الشهر ‪"..‬‬ ‫‪"-159‬إن الذين يكتمون‪"..‬‬ ‫‪ "-101‬ولماجاءهم رسول‪"..‬‬ ‫‪"-43‬وأقيموا الصلة‪"..‬‬
‫‪"-276‬يمحق ال الربا‪"..‬‬ ‫‪"-218‬إن الذين ءامنوا والذين‪..‬‬ ‫‪"-160‬إل الذين تابوا‪"..‬‬ ‫‪"-102‬واتبعوا ما تتلوا ‪"..‬‬ ‫‪"-44‬أتأمرون الناس بالبر‪"..‬‬
‫‪"-277‬إن الذين ءامنوا ‪"..‬‬ ‫‪"-219‬يسألونك عن الخمر‪"..‬‬ ‫‪"-161‬إن الذين كفروا وماتوا‪"..‬‬ ‫‪"-103‬ولوأنهم آمنواواتقوا‪"..‬‬ ‫‪"-45‬واستعينوا بالصبر ‪"..‬‬
‫‪"-278‬ياأيهاالذين ءامنوا ‪"..‬‬ ‫‪"-220‬فى الدنيا والخرة ‪"..‬‬ ‫‪"-162‬خالدين فيها‪"..‬‬ ‫‪.."-104‬لتقولوا راعنا‪"..‬‬ ‫‪"-46‬الذين يظنون‪"..‬‬
‫‪"-279‬فإن لم تفعلوافأذنوا ‪"..‬‬ ‫‪"-221‬ولتنكحوا المشركات‪"..‬‬ ‫‪"-163‬وإلهكم إل ٌه واحد ‪"..‬‬ ‫‪"-105‬مايودالذين كفروا ‪"..‬‬ ‫‪"-47‬يابنى أسرائيل‪"..‬‬
‫‪"-280‬وإن كان ذوعسرة‪"..‬‬ ‫‪"-222‬ويسألونك عن المحيض‪..‬‬ ‫‪"-164‬إن فى خلق السماوات‪"..‬‬ ‫‪"-106‬ما ننسخ من آية ‪"..‬‬ ‫‪"-48‬واتقوا يوماً لتجزى‪"..‬‬
‫‪"-281‬واتقوا يوم ًا ترجعون‪"..‬‬ ‫ث لكم ‪"..‬‬ ‫‪"-223‬نساؤكم حر ٌ‬ ‫‪"-165‬ومن الناس من يتخذ‪"..‬‬ ‫‪"-107‬ألم تعلم أن ال ‪"..‬‬ ‫‪"-49‬وإذ نجيناكم‪"..‬‬
‫‪.."-282‬إذا تداينتم بدين ‪"..‬‬ ‫‪.."-224‬عرضةً ليمانكم‪"..‬‬ ‫‪"-166‬إذ تبرأ الذين اتبعوا ‪"..‬‬ ‫‪"-108‬أم تريدون أن تسألوا‪"..‬‬ ‫‪"-50‬وإذ فرقنا بكم البحر‪"..‬‬
‫‪"-283‬وإن كنتم على سفر‪"..‬‬ ‫‪"-225‬ليؤاخذكم ال باللغو ‪"..‬‬ ‫‪"-167‬وقال الذين اتبعوا ‪"..‬‬ ‫‪"-109‬ودكثيرمن أهل الكتاب‪"..‬‬ ‫‪"-51‬وإذ واعدنا موسى‪"..‬‬
‫‪"-284‬ل مافى السماوات ‪"..‬‬ ‫‪"-226‬للذين يؤلون من نسائهم‪..‬‬ ‫‪"-168‬ياأيها الناس كلوا‪"..‬‬ ‫‪"-110‬وأقيموا الصلة‪"..‬‬ ‫‪"-52‬ثم عفونا عنكم‪"..‬‬
‫‪"-285‬ءامن الرسول ‪"..‬‬ ‫‪"-227‬وإن عزموا الطلق ‪"..‬‬ ‫‪"-169‬إنما يأمركم بالسوء ‪"..‬‬ ‫‪"-111‬وقالوالن يدخل الجنة‪"..‬‬ ‫‪"-53‬وإذ آتينا موسى‪"..‬‬
‫‪"-286‬ليكلف ال نفساً ‪"..‬‬ ‫‪ "-228‬والمطلقات يتربصن ‪"..‬‬ ‫‪"-170‬وإذا قيل لهم اتبعوا‪"..‬‬ ‫‪"-112‬بلى من أسلم‪"..‬‬ ‫‪"-54‬وإذ قال موسى لقومه‪"..‬‬
‫ترابط السورة‬ ‫‪"-229‬الطلق مرتان‪"..‬‬ ‫‪"-171‬ومثل الذين كفروا ‪"..‬‬ ‫‪"-113‬وقالت اليهود ‪"..‬‬ ‫‪"-55‬وإذ قلتم ياموسى‪"..‬‬
‫تناسب البقرة مع آل عمران‬ ‫‪"-230‬فإن طلقها فل تحل له‪"..‬‬ ‫‪"-172‬ياأيهاالذين ءامنوا كلوا‪"..‬‬ ‫‪"-114‬ومن أظلم ممن منع ‪"..‬‬ ‫‪"-56‬ثم بعثناكم‪"..‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫*تناسب خاتمة الفاتحة مع فاتحة البقرة*‬


‫علَيهِمْ َولَ الضّالّينَ (‪ ))7‬والبقرة تبدأ‬ ‫ت عَلَيهِ ْم غَي ِر المَغضُوبِ َ‬‫صرَاطَ اّلذِينَ أَنعَم َ‬ ‫تنتهي سورة الفاتحة بذكر المنعَم عليهم والمغضوب عليهم والضالين ( ِ‬
‫ن (‪ ))2‬وهؤلء منعَم عليهم ثم تقول (إِنّ اّلذِي َ‬
‫ن كَفَرُواْ سَوَا ٌء عََل ْيهِمْ أَأَنذَ ْرتَهُ ْم‬ ‫بذكر هؤلء أجمعين‪ ،‬تبدأ بذكر المتقين (ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَ َر ْيبَ فِي ِه ُهدًى لّ ْل ُمتّقِي َ‬
‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْمِ الخِرِ َومَا هُم‬ ‫س مَن يَقُو ُ‬ ‫ن (‪ ))6‬تجمع الكافرين من المغضوب عليهم والضالين وتذكر المنافقين ( َومِ َ‬
‫ن النّا ِ‬ ‫َأمْ لَ ْم تُنذِرْهُ ْم لَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫ت عَلَيهِ ْم غَيرِ‬ ‫ن (‪ ))8‬إذن اتفقت خاتمة سورة الفاتحة مع افتتاح سورة البقرة‪ .‬ذكر في خواتيم الفاتحة أصناف الخلق المكلفين (صِرَاطَ اّلذِينَ أَنعَم َ‬ ‫ِبمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ن (‪ ))7‬وذكرهم في بداية البقرة‪.‬‬ ‫ب عَلَيهِمْ َولَ الضّالّي َ‬ ‫المَغضُو ِ‬
‫ل اليهود والنصارى‪ ،‬المغضوب عليهم‬ ‫المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه والضالون لم يعلموا الحق وإنما ضلوا الطريق ويضربون مث ً‬
‫منهم اليهود والنصارى‪ .‬وفواتح البقرة تحدثت عن هذه الصناف المتقين والكفار والمنافقين جمعت المغضوب عليهم والضالين يجمعهم الكفار‪.‬‬
‫*سؤال‪ :‬هل هذا المر مقصود في حد ذاته من قِبل الله سبحانه وتعالى يعني هذه التوأمة بين خواتيم‬
‫السور وبداية السور التي تليها؟‬
‫قسم من الباحثين في عموم المناسبات قالوا القرآن كتاب حياة‪ ،‬الن خذ أي يوم من أيام الحياة هل هي مترابطة في مسألة واحدة؟ أو أن فيها أمور‬
‫مختلفة متعددة كلها تجمعها الحياة والقرآن كتاب حياة فيه ما فيه تقع أمور كثيرة متعددة مترابطة ولكن ل يبدو هذا الترابط ظاهرا مثل الكتاب تقرأه‬
‫من مقدمته إلى خاتمته فصل أول وفصل ثاني ليست رسالة في موضوع معين‪ .‬الن نلحظ في هذا الوضع التوقيفي نلحظ إرتباط واضح في هذه‬
‫المسألة ولذلك الرازي قال أن آيات القرآن كلها كأنها كلمة واحدة من حيث الترابط آيات القرآن كأنها آية في ترابطها من حيث الترابط وهذه كأنها‬
‫كلمة واحدة من حيث الترابط‪ .‬نحن ل نقول غير مقصود ولكننا الن ننظر في شيء موجود أمامنا ونبحث فيه هل هنالك تناسب أو ل؟ في هذا الوضع‬
‫الحالي نحن الن نرى ترابطا واضحا‪ ،‬نحن نصف في تقديرنا فيما يظهر لنا هذا المر وال أعلم‪ ،‬هذا ما يبدو لنا كعلماء‪.‬‬

‫**هدف السورة‪ :‬الستخلف في الرض ومنهجه**‬


‫سورة البقرة وآياتها (‪ 286‬آية) هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول ومع بداية تأسيس المة السلمية (السور المدنية تعنى بجانب‬
‫التشريع) وأطول سور القرآن وأول سورة في الترتيب بعد الفاتحة‪ .‬وفضل سورة البقرة وثواب قراءتها ورد في عدد من الحاديث الصحيحة منها‪:‬‬
‫(يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) وفي رواية (كأنهما غمامتان‬
‫او ظلتان) وعن رسول ال أنه قال‪" :‬ل تجعلوا بيوتكم مقابر‪ ،‬إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" أخرجه مسلم والترمذي‪ .‬وقال‬
‫رسول ال ‪" :‬اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ول يستطيعها البطلة" أي السحرة‪ ،‬رواه مسلم في صحيحه‪.‬‬
‫هدف السورة‪ :‬الستخلف في الرض (البشر هم المسؤولون عن الرض) ولذا جاء ترتيبها الول في المصحف‪ .‬فالرض ملك ل عز وجل وهو‬
‫خلقها وهو يريد ان تسير وفق إرادته فل بد أن يكون في الرض من هو مسؤول عنها وقد استخلف ال تعالى قبل آدم الكثير من المم وبعد آدم أيضا‬
‫فمنهم من فشل في مهمة الستخلف ومنهم من نجح‪ .‬لذا عندما نقرأ السورة يجب علينا أن نستشعر مسؤولية في خلفة الرض‪.‬‬
‫كما أسلفنا فإن هدف السورة هو الستخلف في الرض‪ ،‬وسورة البقرة هي أول سور المصحف ترتيبا وهي أول ما نزل على الرسول في المدينة‬
‫مع بداية تأسيس وتكوين دولة السلم الجديدة فكان يجب أن يعرف المسلمون ماذا يفعلون ومما يحذرون‪ .‬والمسؤولية معناها أن نعبد ال كما شاء وأن‬
‫نتبع أوامره وندع نواهيه‪.‬‬
‫والسورة مقسمة إلى أربعة أقسام‪ :‬مقدمة – القسم الول – القسم الثاني – خاتمة‪ .‬وسنشرح هدف كل قسم على حدة‪.‬‬
‫•المقدمة‪ :‬وفيها وصف أصناف الناس وهي تقع في الربع الول من السورة من الية (‪)29 – 1‬‬
‫•الربع الول‪ :‬أصناف الناس‪:‬‬
‫‪.1‬المتقين (آية ‪)5 – 1‬‬
‫‪.2‬الكافرين (آية ‪)7 – 6‬‬
‫‪.3‬المنافقين (آية ‪ )20 – 8‬والطناب في ذكر صفات المنافقين للتنبيه الى عظيم خطرهم وكبير ضررهم لنهم يظهرون‬
‫اليمان ويبطنون الكفر وهم أشد من الكافرين‪.‬‬
‫•ثم ننتقل الى القسم الول للسورة وهو باقي الجزء الول وفيه هذه المحاور‪:‬‬
‫خلِيفَةً) (الية ‪ )30‬واللطيف أنه‬ ‫ل فِي الَرْضِ َ‬ ‫ل ِئكَةِ ِإنّي جَاعِ ٌ‬ ‫•الربع الثاني‪:‬استخلف آدم في الرض (تجربة تمهيدية ) وَِإذْ قَالَ َرّبكَ لِ ْلمَ َ‬
‫ن ) (آية ‪)31‬‬ ‫سمَاء هَـؤُلء إِن كُنتُمْ صَا ِدقِي َ‬ ‫ل ِئكَةِ فَقَالَ أَن ِبئُونِي ِبأَ ْ‬‫ضهُ ْم عَلَى ا ْلمَ َ‬
‫سمَاء كُّلهَا ثُ ّم عَرَ َ‬‫سبحانه أتبع هذه الية بـ (وَعَلّ َم آدَ َم الَ ْ‬
‫وهذه الية محورية تعني أنه إذا أردت أن تكون مسؤول عن الرض يجب أن يكون عندك علم لذا علّم ال تعالى السماء كلها وعلّمه الحياة وكيف‬
‫ج بِ ِه مِنَ‬
‫خرَ َ‬‫سمَاء مَاء فَأَ ْ‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬‫سمَاء ِبنَاء وَأَنزَ َ‬
‫ض فِرَاشا وَال ّ‬ ‫جعَلَ َلكُ ُم الَ ْر َ‬ ‫تسير وعلّمه تكنولوجيا الحياة وعلّمه أدوات الستخلف في الرض (اّلذِي َ‬
‫جعَلُواْ لِلّهِ أَندَادا وَأَنتُمْ َتعَْلمُونَ)(آية ‪ .)22‬وهذا إرشاد لمة السلم إن أرادوا ان يكونوا مسؤولين عن الرض فل بد لهم من‬ ‫ل تَ ْ‬
‫الثّمَرَاتِ رِزْقا ّلكُ ْم فَ َ‬
‫ع ْنهَا‬
‫ن َ‬
‫شيْطَا ُ‬‫العلم مع العبادة فكأن تجربة سيدنا آدم هي تجربة تعليمية للبشرية بمعنى كيفية المسؤولية عن الرض‪ .‬ثم جاءت الية (فََأزَّل ُهمَا ال ّ‬
‫س َتقَرّ َو َمتَاعٌ إِلَى حِينٍ( آية ‪ 36‬ترشدنا أن النعمة تزول بمعصية ال تعالى‪.‬‬ ‫ض مُ ْ‬
‫عدُوّ َوَلكُ ْم فِي الَرْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ضكُمْ ِل َبعْ ٍ‬‫ج ُهمَا ِممّا كَانَا فِيهِ َوقُ ْلنَا ا ْهبِطُو ْا َبعْ ُ‬
‫َفأَخْ َر َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ح َزنُونَ) آية ‪ 38‬وهي تؤكد ما‬ ‫ل هُ ْم يَ ْ‬


‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬‫ي فَلَ خَوْ ٌ‬ ‫جمِيعا فَِإمّا يَ ْأ ِت َيّنكُم ّمنّي ُهدًى َفمَن َتبِ َع ُهدَا َ‬ ‫وتختم قصة آدم بآية مهمة جدا (قُ ْلنَا ا ْهبِطُو ْا ِم ْنهَا َ‬
‫ورد في أول سورة البقرة (هدى للمتقين) ومرتبطة بسورة الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم)‪.‬‬
‫•الربع الثالث الى الربع السابع‪ :‬نموذج فاشل من الستخلف في الرض‪ :‬قصة بني اسرائيل الذين استخلفوا في الرض فأفسدوا (لية‬
‫‪( )40‬يا بني اسرائيل اذكروا تعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)‪.‬‬
‫وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (أني فضلتكم على العالمين) اي أنهم مسؤولون عن الرض‪ ،‬وأول كلمة في قصة آدم (إني جاعل في الرض‬
‫خليفة) أي مسؤول عن الرض‪ ،‬وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) وأول كلمة في الفاتحة (الحمد ل رب العالمين)‬
‫والحمد يكون على النعم‪ .‬فذكر نعم ال تعالى واستشعارها هي التي افتتح بها القرآن الكريم والتي افتتحت بها قصة بني اسرائيل‪.‬‬
‫•تعداد نعم ال تعالى على بني اسرائيل‪ :‬اليات ‪52 - 51 – 50 – 49‬‬
‫ن نِسَاءكُمْ َوفِي ذَِلكُم بَلء مّن ّرّبكُ ْم عَظِيمٌ" (‪")49‬وَِإذْ َف َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَحْرَ‬ ‫حيُو َ‬
‫ستَ ْ‬ ‫ب ُيذَبّحُونَ َأ ْبنَاءكُمْ َويَ ْ‬ ‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُ َوءَ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ج ْينَاكُم مّنْ آ ِ‬ ‫" َوِإذْ نَ ّ‬
‫ل مِن َب ْعدِهِ َوأَنتُمْ ظَاِلمُونَ" (‪")51‬ثُ ّم عَفَ ْونَا عَنكُ ِم مّن َبعْدِ‬ ‫جَ‬ ‫خ ْذتُمُ ا ْلعِ ْ‬
‫عدْنَا مُوسَى أَ ْر َبعِينَ َليْلَ ًة ثُ ّم اتّ َ‬ ‫ل فِرْعَوْنَ وَأَنتُ ْم تَنظُرُونَ "(‪")50‬وَِإذْ وَا َ‬ ‫ج ْينَاكُمْ وَأَغْ َر ْقنَا آ َ‬‫َفأَن َ‬
‫شكُرُونَ "(‪)52‬‬ ‫ذَِلكَ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫•عرض أخطاء بني اسرائيل (بهدف اصلح المة السلمية) اليات ‪61 – 55‬‬
‫وفي عرض أخطاء بني اسرائيل التي وقعوا فيها توجيه لمة محمد واصلحها ومن هذه الخطاء‪ :‬أن بني اسرائيل لم يرضوا تنفيذ شرع ال تعالى‬
‫– المادية – الجدل الشديد – عدم طاعة رسل ال – التحايل على شرع ال – عدم اليمان بالغيب‪.‬‬
‫وقصة البقرة باختصار أن رجل من بني اسرائيل قتل ولم يعرف قاتله فسألوا سيدنا موسى فأوحى ال تعالى اليه أن يأمرهم بذبح بقرة لها صفات‬
‫معينة ويضربوا الميت بجزء من البقرة المذبوحة فيحيا باذن ال تعالى ويدل على قاتله (اليات ‪ )71 – 69‬وهذا برهان مادي لبني اسرائيل وغيرهم‬
‫على قدرة ال جلّ وعل في احياء الخلق بعد الموت‪ .‬وذلك أن بنو اسرائيل كانوا ماديين جدا ويحتاجون الى دليل مادي ليصدقوا ويؤمنوا‪ .‬وهذه‬
‫السورة تقول لمة محمد أنهم مسؤولون عن الرض وهذه أخطاء المم السابقة قل يقعوا فيها حتى ل ينزل عليهم غضب ال تعالى ويستبدلهم بأمم‬
‫أخرى‪ .‬وتسمية السورة بهذا السم (البقرة) إحياء لهذه المعجزة الباهرة وحتى تبقى قصة بني اسرائيل ومخالفتهم لمر ال وجدالهم لرسولهم وعدم‬
‫إيمانهم بالغيب وماديتهم وما أصابهم جرّاء ذلك تبقى حاضرة في أذهاننا فل نقع فيما وقعوا فيه من أخطاء أدت الى غضب ال تعالى عليهم‪ .‬وهذه‬
‫القصة تأكيد على عدم ايمان بني اسرائيل بالغيب وهو مناسب ومرتبط بأول السورة (الذين يؤمنون بالغيب) وهي من صفات المتقين‪ .‬وفي قصة البقرة‬
‫أخطاء كثيرة لنها نموذج من الذين أخطأوا وهي امتحان من ال تعالى لمدى ايماننا بالغيب‪.‬‬
‫عذَابٌ أَلِيمٌ)(‪ )104‬وكان العرب يفهمون‬ ‫ن َ‬‫س َمعُوا ْ َولِلكَافِرِي َ‬‫ظ ْرنَا وَا ْ‬ ‫عنَا َوقُولُواْ ان ُ‬ ‫ن آ َمنُو ْا لَ َتقُولُواْ رَا ِ‬ ‫وتتابع أخطاء بني اسرائيل الى الية (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫هذه الكلمة (راعنا) على أنها عادية ولكنها تعني السباب عند بني اسرائيل فأراد ال تعالى ان يتميز المسلمون عن اليهود حتى بالمصطلحات اللفظية‬
‫وأمرهم أن يقولوا (انظرنا)‪.‬‬
‫•الربع الثامن‪ :‬نموذج ناجح للستخلف في الرض (قصة سيدنا ابراهيم ) وهي آخر تجربة ورد ذكرها في السورة‪ .‬اول ابتلى‬
‫سبحانه آدم في أول الخلق (تجربة تمهيدية) ثم بني اسرائيل فكانت تجربة فاشلة ثم ابتلى ابراهيم فنجح (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات‬
‫فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال ل ينال عهدي الظالمين) وفي هذه الية اثبات أن الستخلف في الرض ليس‬
‫فيه محاباة فالذي يسير على منهج ال وطاعته يبقى مسؤول عن الرض والذي يتخلى عن هذا المنهج ل ينال عهد ال (ل ينال عهدي‬
‫الظالمين)‪ .‬امتحن ال تعالى سيدنا ابراهيم بكلمات فلما أتمهن قال تعالى (اني جاعلك للناس اماما) ثم دعا ابراهيم ربه أن يبعث في‬
‫هذه المة رسول منهم (ربنا وابعث فيهم رسول منهم ) آية ‪ .136‬وفي نهاية قصة سيدنا ابراهيم الية (قولوا آمنا بما أنزل الينا وما‬
‫أنزل الى ابراهيم ) جاء ذكر النبياء كلهم وهذا مرتبط بآية سورة الفاتحة (صراط الذين أنعمت عليهم) فكأنما كل هؤلء المذكورين في‬
‫آية سورة البقرة هم من الذين أنعم ال تعالى عليهم والذين يجب أن نتبع هداهم والصراط الذي اتبعوه‪.‬‬
‫وملخص القول في القسم الول من السورة أن القصص الثلث ‪ :‬قصة آدم (إني جاعل في الرض خليفة) وقصة بني اسرائيل (واني فضلتكم على‬
‫العالمين) وقصة سيدنا ابراهيم (إني جاعلك للناس اماما) هذه القصص الثلث بدايتها واحدة وهي الستخلف في الرض وعلينا نحن امة المسلمين‬
‫أن نتعلم من تجارب الذين سبقونا وأن نستشعر الخطاء التي وقعت فيها المم السابقة ونعرضها على انفسنا دائما لنرى ان كنا نرتكب مثل هذه‬
‫الخطاء فتوقف عن ذلك ونحذو حذو المم السابقة الذين نجحوا في مهمة الستخلف في الرض كسيدنا ابراهيم ‪ .‬وفي القصص الثلث ايضا‬
‫اختبار نماذج مختلفة من الناس في طاعة ال تعالى فاختبار سيدنا آدم كان في طاعة ال (أكل من الشجرة ام ل) واختبار بني اسرائيل في طاعتهم‬
‫لوامر ال من خلل رسوله واختبار سيدنا ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل ايضا اختبار طاعة ل تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات)‪ .‬وخلصة‬
‫أخرى أن المة مسؤولة عن الرض والفرد أيضا مسؤول وللقيام بهذه المسؤولية فهو محتاج للعبادة وللخذ بالعلم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫•القسم الثاني من السورة (الجزء الثاني)‪ :‬أوامر ونواهي للمة المسؤولة عن الرض‬
‫وفي هذا القسم توجيه للناس الذين رأوا المناهج السابقة وتجارب المم الغابرة يجب أن يتعلموا من الخطاء وسنعطيكم أوامر ونواهي كي تكونوا‬
‫مسؤولين عن الرض بحق وتكونوا نموذجا ناجحا في الستخلف في الرض‪ .‬وينقسم هذا القسم الى‪:‬‬
‫جعَ ْلنَا ا ْل ِقبْلَةَ اّلتِي كُن تَ‬ ‫شهِيدًا َومَا َ‬ ‫ل عََل ْيكُ مْ َ‬
‫ش َهدَاء عَلَى النّا سِ َو َيكُو نَ الرّ سُو ُ‬ ‫جعَ ْلنَاكُ ْم ُأمّةً َو سَطًا ّل َتكُونُواْ ُ‬ ‫•الربع الول‪ :‬تغيير القبلة ( َوكَذَلِ كَ َ‬
‫ل عَلَى اّلذِي نَ َهدَى اللّ هُ َومَا كَا نَ اللّ ُه ِليُضِي عَ إِيمَا َنكُ مْ إِنّ اللّ هَ‬ ‫ب عَلَى عَ ِق َبيْ هِ وَإِن كَانَ تْ َل َكبِيرَةً ِإ ّ‬ ‫ل ِممّن يَنقَِل ُ‬ ‫عََل ْيهَا ِإلّ ِل َنعْلَ َم مَن يَ ّتبِ عُ الرّ سُو َ‬
‫ح ْي ثُ مَا كُنتُ ْم فَوَلّواْ‬ ‫جدِ الْحَرَا مِ وَ َ‬ ‫سِ‬
‫جهَ كَ شَطْرَ ا ْلمَ ْ‬ ‫ك ِقبْلَ ًة تَرْضَاهَا فَوَلّ َو ْ‬ ‫سمَاء فََلنُوَّل َينّ َ‬
‫جهِ كَ فِي ال ّ‬ ‫بِالنّا سِ َلرَؤُو فٌ رّحِي ٌم * َقدْ نَرَى َتقَلّ بَ َو ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫عمّا َي ْعمَلُونَ ) آية (‪ )143-144‬لماذا جاءت الية في‬ ‫ل َ‬ ‫حقّ مِن ّرّبهِمْ َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍ‬ ‫ب َليَعَْلمُونَ َأنّهُ الْ َ‬‫شطْرَهُ وَإِنّ اّلذِينَ أُ ْوتُواْ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ُوجُوِ َهكُمْ َ‬
‫تغي ير القبلة من ب يت المقدس الى ب يت ال الحرام؟ الم سلمون أ مة أراد ها ال تعالى ان تكون متميزة وقوله تعالى (وكذلك جعلنا كم ا مة‬
‫وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فبما انكم ستكونون شهداء على الناس ل بد من ان تكونوا متميزين فل استخلف بدون تميز لذا كان‬
‫ل بد من أن تتميزالمة المسلمة‪:‬‬
‫•بقبلتها (بدون تقليد أعمى لغيرها من المم السابقة) آية ‪144‬‬
‫•بمصطلحاتها (انظرنا بدل راعنا) آية ‪104‬‬
‫•بالمنهج (اهدنا الصراط المستقيم) سورة الفاتحة‬
‫•الربع الثاني‪ :‬التوازن في التميز‬
‫علِيمٌ)‬
‫ن اللّهَ شَا ِكرٌ َ‬
‫خيْرًا فَإِ ّ‬
‫ف ِب ِهمَا َومَن تَطَ ّوعَ َ‬
‫ح عََليْهِ أَن يَطّوّ َ‬‫جنَا َ‬‫ع َتمَ َر فَلَ ُ‬‫شعَآئِرِ اللّ ِه َفمَنْ حَجّ ا ْل َبيْتَ أَوِ ا ْ‬
‫(إِنّ الصّفَا وَا ْلمَرْ َوةَ مِن َ‬
‫آية ‪ .158‬وسبب هذه الية أن الصحابة لما نزلت آيات تغيير القبلة ليتميزوا عن الكفار اعتبروا ان الصفا والمروة من شعائر الكفار‬
‫وعليهم ان يدعوه ايضا حتى يكونوا متميزين لكن جاءت الية من ال تعالى أن ليس على المسلمين أن يتميزوا عن كل ما كان‬
‫يفعله الكفار فل جناح عليهم أن يطوفوا بالصفا والمروة لنها من شعائر ال وليس فيه تقليد للمم السابقة‪ .‬إذن علينا أن نبتعد عن‬
‫التقليد العمى لمن سبقنا لكن مع البقاء على التوازن أي أننا أمة متميزة لكن متوازنة‪.‬‬
‫‪ o‬الربع الثالث‪:‬عملية اصلح شامل‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِرِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَالنّ ِبيّينَ وَآتَى‬ ‫الية (ّليْسَ ا ْلبِرّ أَن تُوَلّواْ ُوجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَشْ ِرقِ وَا ْل َمغْرِبِ َولَـكِنّ ا ْلبِ ّر مَنْ آمَ َ‬
‫ن ِب َعهْدِهِمْ ِإذَا‬ ‫سبِيلِ وَالسّآئِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّلةَ وَآتَى ال ّزكَاةَ وَا ْلمُوفُو َ‬ ‫حبّهِ ذَوِي الْ ُق ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْل َمسَاكِينَ وَابْنَ ال ّ‬ ‫ل عَلَى ُ‬ ‫ا ْلمَا َ‬
‫ن (‪ )177‬فيها اشياء كثيرة‪ .‬فبعد أن‬ ‫ص َدقُوا وَأُولَـ ِئكَ ُهمُ ا ْل ُمتّقُو َ‬ ‫عَا َهدُواْ وَالصّابِرِينَ فِي ا ْلبَأْسَاء والضّرّاء َوحِينَ ا ْلبَأْسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫اطاعوا وتميزوا مع الحفاظ على التوازن كان ل بد لهم من منهج اصلحي شامل (اليمان بال‪ ،‬بالغيب‪ ،‬ايتاء المال‪ ،‬اقامة الصدقة‪،‬‬
‫ايتاء الزكاة‪ ،‬الوفاء بالعهود‪ ،‬الصابرين ‪ ،‬الصادقين‪ ،‬المتقين) وكأنما الربعين الول والثاني كانوا بمثابة تمهيد للمة طاعة وتميز‬
‫بتوازن واصلح شامل وتبدأ من هنا اليات بالوامر والنواهي المطلوبة‪.‬‬
‫‪ o‬أوامر ونواهي شاملة لنواحي الصلح‪:‬‬
‫ي الَ ْلبَابِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ)‬ ‫التشريع الجنائي‪ :‬آية ‪(179‬وََلكُ ْم فِي ا ْلقِصَاصِ َ‬
‫حيَا ٌة يَاْ أُوِل ْ‬ ‫‪o‬‬
‫حقّا‬‫صيّةُ لِلْوَاِلدَيْنِ وَالقْ َربِينَ بِا ْل َمعْرُوفِ َ‬ ‫خيْرًا الْوَ ِ‬ ‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ إِن تَ َركَ َ‬ ‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا حَضَ َر أَ َ‬ ‫التركات والوصيات آية ‪ُ (180‬كتِ َ‬ ‫‪o‬‬
‫عَلَى ا ْل ُمتّقِينَ)‬
‫ب عَلَى اّلذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ) التعبد واحكام‬ ‫صيَا ُم َكمَا ُكتِ َ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ال ّ‬ ‫التشريع التعبدي آية ‪( 183‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ُكتِ َ‬ ‫‪o‬‬
‫الصيام‬
‫سبِيلِ اللّ ِه َولَ تُ ْلقُو ْا بَِأ ْيدِيكُمْ إِلَى ال ّتهُْلكَةِ‬‫الجهاد والنفاق فيها دفاع عن المنهج ول دفاع بدون مال وانفاق‪ (.‬وَأَن ِفقُو ْا فِي َ‬ ‫‪o‬‬
‫سنِينَ) آية ‪195‬‬ ‫ن اللّ َه يُحِبّ ا ْل ُمحْ ِ‬‫سنُوَاْ إِ ّ‬ ‫َوأَحْ ِ‬
‫حبّهِ‬
‫ل عَلَى ُ‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِرِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَالنّ ِبيّينَ وَآتَى ا ْلمَا َ‬ ‫آية ‪ّ( 177‬ليْسَ ا ْلبِرّ أَن تُوَلّواْ ُوجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَشْ ِرقِ وَا ْل َمغْرِبِ َولَـكِنّ ا ْلبِ ّر مَنْ آمَ َ‬
‫ن فِي ا ْلبَأْسَاء‬ ‫ن ِب َعهْدِهِمْ ِإذَا عَا َهدُواْ وَالصّابِرِي َ‬ ‫سبِيلِ وَالسّآئِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّلةَ وَآتَى ال ّزكَاةَ وَا ْلمُوفُو َ‬ ‫ذَوِي الْقُ ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينَ وَابْنَ ال ّ‬
‫ص َدقُوا وَأُولَـ ِئكَ ُه ُم ا ْل ُمتّقُونَ) مفصلة في هذه الحكام وكلما تأتي اليات في تشريع تنتهي بذكر التقوى لنه ل‬ ‫والضّرّاء َوحِينَ ا ْل َبأْسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫يمكن تنفيذ قوانين ال بالتقوى وهي مناسبة ومرتبطة بهدى للمتقين في اول السورة ونلحظ كلمة التقوى والمتقين في اليات السابقة‪.‬إذن فالطار العام‬
‫لتنفيذ المنهج هو ‪ :‬طاعة – تميز – تقوى ونستعرض هذا التدرج الرائع‪:‬‬
‫ب عَلَى اّلذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ) آية ‪183‬‬ ‫صيَا ُم َكمَا ُكتِ َ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ال ّ‬ ‫•(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ُكتِ َ‬
‫ي الَ ْلبَابِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُون) آية َ‪179‬‬ ‫حيَا ٌة يَاْ أُولِ ْ‬
‫•(وََلكُ ْم فِي الْ ِقصَاصِ َ‬
‫طرَهُ وَإِنّ اّلذِينَ‬ ‫جوِ َهكُمْ شَ ْ‬ ‫ث مَا كُنتُ ْم فَ َولّواْ وُ ُ‬ ‫حيْ ُ‬‫حرَامِ َو َ‬ ‫جدِ الْ َ‬‫ج َهكَ شَطْ َر ا ْلمَسْ ِ‬ ‫ل وَ ْ‬‫سمَاء فََلنُوَّل َيّنكَ ِقبْلَ ًة تَرْضَاهَا فَوَ ّ‬ ‫ج ِهكَ فِي ال ّ‬ ‫•( َقدْ نَرَى تَقَلّبَ َو ْ‬
‫شعَآئِ ِر اللّ ِه َفمَنْ حَجّ ا ْل َبيْتَ أَوِ‬ ‫ن )آية ‪( –144‬إِنّ الصّفَا وَا ْلمَرْوَ َة مِن َ‬ ‫عمّا َيعْمَلُو َ‬ ‫ل َ‬ ‫ق مِن ّرّبهِمْ َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍ‬ ‫ُأ ْوتُواْ ا ْل ِكتَابَ َل َيعَْلمُونَ َأنّهُ الْحَ ّ‬
‫خيْرًا َفإِنّ اللّهَ شَاكِ ٌر عَلِيمٌ)آية ‪158‬‬ ‫ف ِبهِمَا َومَن تَطَ ّوعَ َ‬ ‫ح عََليْهِ أَن يَطّوّ َ‬ ‫جنَا َ‬
‫ع َتمَ َر فَلَ ُ‬
‫اْ‬
‫وكل من هذه اليات هي اول آية في الربع التي ذكرت فيه‪.‬‬
‫•الربع الرابع‪ :‬باقي أجزاء منهج الستخلف‬
‫ح ْيثُ َثقِ ْفُتمُوهُمْ وََأخْ ِرجُوهُم مّنْ‬ ‫حبّ ا ْل ُم ْعتَدِينَ(‪)190‬وَا ْقتُلُوهُمْ َ‬ ‫ل يُ ِ‬ ‫سبِيلِ اللّهِ اّلذِينَ يُقَاتِلُو َنكُمْ َولَ َت ْعتَدُواْ إِنّ اللّهَ َ‬ ‫•الجهاد والنفاق( َوقَاتِلُو ْا فِي َ‬
‫حتّى يُقَاتِلُو ُكمْ فِي ِه فَإِن قَاتَلُوكُ ْم فَا ْقتُلُوهُ ْم َكذَِلكَ جَزَاء ا ْلكَا ِفرِينَ(‪)191‬‬ ‫حرَا ِم َ‬ ‫جدِ الْ َ‬
‫شدّ مِنَ ا ْل َقتْلِ َولَ ُتقَاتِلُو ُهمْ عِندَ ا ْلمَسْ ِ‬ ‫خرَجُوكُمْ وَالْ ِف ْتنَةُ أَ َ‬ ‫حيْثُ أَ ْ‬
‫َ‬
‫•الحج وأحكامه (‪)200 - 196‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫لماذا جاء آيات أحكام الحج بعد الجهاد؟ لن الحج هو أعلى تدريب على القتال واعلى مجاهدة النفس‪ .‬وأيات الحج بالتفصيل وردت في سورة البقرة‬
‫استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم في الربع الثامن من القسم الول (وأرنا مناسكنا) آية ‪ 128‬ونلحظ أن سورة البقرة اشتملت على أركان السلم الخمسة ‪:‬‬
‫الشهادة والصلة والزكاة والصوم والحج ولم تفصّل هذه الركان في القرآن كما فصّلت في سورة البقرة‪.‬‬
‫عدُ ّو ّمبِينٌ) آية ‪ 208‬والسلم هو السلم وهو‬ ‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫خطُوَا ِ‬ ‫ل َتّتبِعُواْ ُ‬ ‫السلم منهج متكامل‪( :‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ادْخُلُو ْا فِي السّلْ ِم كَآفّةً َو َ‬
‫ن بِ َبعْضٍ) آية ‪ 85‬وأن يأخذوا‬ ‫توجيه للمسلمين أن ل يكونوا كبني إسرائيل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض(َأ َفتُ ْؤ ِمنُونَ ِب َبعْضِ ا ْل ِكتَابِ َو َتكْ ُفرُو َ‬
‫الدين كامل غير مجتزأ فكأنما يوجهنا ال تعالى في سياق السورة الى الطاعة والتميز ثم يعطينا بعض عناصر المنهج ثم يأمرنا أن نأخذ السلم كافة‬
‫و ل نفعل كما فعل بنو اسرائيل ثم يكمل لنا باقي المنهج‪ .‬وهذ الية (ادخلوا في السلم كافة) كان ل بد من وجودها في مكانها بعد الطاعة والتميز‬
‫واتباع الوامر والنواهي والجهاد والنفاق للحفاظ على المنهج ثم الخذ بالدين كافة ثم التقوى التي تجعل المسلمين ينفذون‪.‬‬
‫•الربع ‪ :‬اكتمال المنهج (اليات ‪)242 – 219‬‬
‫وفيه اكمال المنهج من أحكام السرة من زواج وطلق ورضاعة وخطبة وخلع وعدة وغيرها وسياق كل ذلك التقوى ونلحظ نهاية اليات بكلمة‬
‫تقوى او مشتقاتها‪ .‬وقد تأخرت آيات احكام السرة عن احكام الصيام لن ال تعالى بعدما أعد المسلمين بالتقوى وبطاعته جاءت أحكام السرة‬
‫التي ل ينفذها إل من اتقى وأطاع ربه فالمنهج الخلقي والعملي متداخلين في السلم‪ .‬ل ينفع أن يبدأ باحكام السرة ما لم يكن هنالك تقوى في‬
‫النفوس البشرية‪.‬‬
‫•الربع ‪ :‬قصة طالوت وجالوت (آية ‪)251 – 246‬‬
‫وهي قصة أناس تخاذلوا عن نصرة الدين وجاء ذكرها في موضعها لن المنهج يجب أن يحافظ عليه ول يتم ذلك إل بوجود أناس يحافظون‬
‫عليه‪.‬‬
‫عنْدَهُ ِإلّ‬‫شفَ ُع ِ‬ ‫ض مَن ذَا اّلذِي يَ ْ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَرْ ِ‬ ‫ل نَوْمٌ لّ ُه مَا فِي ال ّ‬ ‫سنَةٌ َو َ‬ ‫خذُهُ ِ‬ ‫ل تَأْ ُ‬
‫ي الْ َقيّو ُم َ‬‫ل هُوَ ا ْلحَ ّ‬ ‫•آية الكرسي (اللّ ُه لَ إِلَـهَ ِإ ّ‬
‫ظ ُهمَا وَ ُهوَ‬ ‫ل يَؤُودُهُ حِفْ ُ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَرْضَ َو َ‬ ‫سيّهُ ال ّ‬‫ل ِبمَا شَاء َوسِ َع كُرْ ِ‬ ‫ن عِ ْلمِهِ ِإ ّ‬ ‫شيْ ٍء مّ ْ‬ ‫ن بِ َ‬‫ل يُحِيطُو َ‬ ‫بِِإ ْذنِهِ َيعْلَ ُم مَا بَيْنَ َأ ْيدِيهِمْ َومَا خَلْ َفهُمْ َو َ‬
‫ا ْلعَلِيّ ا ْلعَظِيمُ) (آية ‪ )255‬موضعها في السورة مهم جدا وتدلنا الى أنه اذا اردنا تطبيق المنهج يجب ان نستشعر قدرة ال وعظمته‬
‫وجلله (ال ل إله ال هو الحي القيوم) فالمنهج ثقيل ويتطلب الكثير من الجهد لكنه يستحق التطبيق لنه منهج ال تعالى (ال ل اله إل‬
‫هو)‬
‫ك بِا ْلعُرْ َوةِ الْ ُوثْ َقىَ لَ‬ ‫سَ‬‫س َتمْ َ‬
‫ي َفمَنْ َيكْ ُفرْ بِالطّاغُوتِ َويُ ْؤمِن بِاللّ ِه فَ َقدِ ا ْ‬ ‫ش ُد مِنَ ا ْلغَ ّ‬ ‫ثم تأتي بعدها آية غاية في كرم ال وعدله (لَ ِإكْرَا َه فِي الدّينِ قَد تّ َبيّنَ الرّ ْ‬
‫سمِيعٌ عَلِيمٌ) أمر من ال بان ل نكره أحدا على الدين لماذا؟ لن الدين واضح معناه بعد قوله (ال ل اله ال هو) فالذي ل يعرف معنى‬ ‫انفِصَامَ َلهَا وَاللّهُ َ‬
‫(ال ل اله إل هو) ول يستشعر عظمة هذا المعنى ل مجال لكراهه على الدين‪ .‬فالرشد بيٌن والغي بيٌن‪.‬‬
‫•قدرة ال تعالى في الكون (دلئل احياء الموتى)‪:‬من الية (‪ )261 – 258‬جاءت في ثلث قصص‪:‬‬
‫حيِـي َو ُيمِيتُ‬ ‫ي اّلذِي ُي ْ‬ ‫ن آتَاهُ اللّهُ ا ْلمُ ْلكَ ِإذْ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ َربّ َ‬ ‫•قصة ابراهيم مع النمرود آية ‪( 258‬أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِي حَآجّ ِإبْرَاهِيمَ فِي ِربّهِ أَ ْ‬
‫ب َف ُبهِتَ اّلذِي كَفَرَ وَاللّ ُه لَ َي ْهدِي الْ َقوْمَ‬ ‫ت ِبهَا مِنَ ا ْل َمغْرِ ِ‬ ‫ق َفأْ ِ‬ ‫س مِنَ ا ْلمَشْرِ ِ‬ ‫شمْ ِ‬ ‫ن اللّ َه يَ ْأتِي بِال ّ‬‫ت قَالَ ِإبْرَاهِي ُم فَإِ ّ‬ ‫حيِـي وَُأمِي ُ‬ ‫قَالَ َأنَا ُأ ْ‬
‫الظّاِلمِينَ)‬
‫حيِـي هَـذِهِ اللّ ُه َبعْ َد مَ ْو ِتهَا َفَأمَاتَهُ‬ ‫ى يُ ْ‬
‫شهَا قَالَ َأنّ َ‬ ‫عرُو ِ‬ ‫ي خَا ِويَ ٌة عَلَى ُ‬ ‫علَى قَ ْريَةٍ وَهِ َ‬ ‫•قصة عزير والقرية الخاوية آية ‪( 259‬أَ ْو كَاّلذِي َمرّ َ‬
‫سنّهْ وَانظُرْ إِلَى‬ ‫طعَا ِمكَ َوشَرَا ِبكَ لَ ْم َيتَ َ‬ ‫ظرْ إِلَى َ‬ ‫ت ِمئَةَ عَا ٍم فَان ُ‬ ‫ل بَل ّل ِبثْ َ‬ ‫ت يَ ْومًا أَ ْو َبعْضَ يَ ْو ٍم قَا َ‬ ‫ت قَالَ َل ِبثْ ُ‬ ‫ل كَ ْم َلبِثْ َ‬
‫اللّ ُه ِمئَةَ عَا ٍم ثُ ّم َبعَثَ ُه قَا َ‬
‫ل شَيْ ٍء َقدِيرٌ)‬ ‫حمًا فََلمّا َت َبيّنَ لَ ُه قَالَ أَعَْلمُ أَنّ اللّ َه عَلَى كُ ّ‬ ‫شزُهَا ثُ ّم َنكْسُوهَا لَ ْ‬ ‫ف نُن ِ‬ ‫ك آيَةً لّلنّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَا ِم َكيْ َ‬ ‫جعََل َ‬ ‫حمَا ِركَ وَِلنَ ْ‬ ‫ِ‬
‫خذْ‬‫ل فَ ُ‬‫ط َمئِنّ َق ْلبِي قَا َ‬ ‫ل بَلَى وَلَـكِن ّليَ ْ‬ ‫حيِـي ا ْلمَ ْوتَى قَالَ أَوََل ْم تُ ْؤمِن قَا َ‬ ‫•قصة ابراهيم والطير آية ‪( 261‬وَِإ ْذ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ رَبّ َأ ِرنِي َكيْفَ ُت ْ‬
‫حكِيمٌ)‬ ‫س ْعيًا وَاعَْلمْ أَنّ اللّ َه عَزِي ٌز َ‬ ‫عهُنّ يَ ْأتِينَكَ َ‬ ‫جبَلٍ ّم ْنهُنّ جُ ْزءًا ثُ ّم ادْ ُ‬ ‫ل َ‬ ‫ل عَلَى كُ ّ‬ ‫جعَ ْ‬‫صرْهُنّ إَِل ْيكَ ثُ ّم ا ْ‬ ‫طيْ ِر فَ ُ‬ ‫َأ ْر َبعَةً مّنَ ال ّ‬
‫وفي القصص الثلث تأكيد على قدرة ال تعالى وأنه (ل إله إل هو) فكيف ل نقبل بتنفيذ المنهج أو نكون مسؤولين عن الرض بعدما أرانا ال تعالى‬
‫قدرته في الكون؟‬
‫•الربع الخير‪ :‬النفاق (اليات ‪)283 – 261‬‬
‫ب مّنَ اللّهِ َورَسُولِ ِه وَإِن تُ ْبتُ ْم فََلكُمْ ُرؤُوسُ َأمْوَاِل ُك ْم لَ‬ ‫ن *فَإِن لّ ْم َت ْفعَلُو ْا فَ ْأ َذنُو ْا بِحَرْ ٍ‬ ‫ي مِنَ ال ّربَا إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا اتّقُواْ اللّهَ َوذَرُواْ مَا بَقِ َ‬
‫ن )آية ‪278‬‬ ‫ل تُظَْلمُو َ‬ ‫تَظِْلمُونَ َو َ‬
‫وهو آخر جزء من المنهج وفيه حملة شديدة على جريمة الربا التي تهدد كيان المحتمع وتقوض بنيانه وحملت على المرابين بإعلن الحرب من‬
‫ال تعالى ورسوله على كل من يتعامل بالربا أو يقدم عليه‪ .‬وعرض للمنهج البديل فالسلم ل ينهى عن أمر بدون أن يقدم البديل الحلل‪ .‬وقد‬
‫جاءت آيات الربا بين آيات النفاق لتؤكد معنى وجود المنهج البديل للمال والرزق الحلل‪.‬‬
‫حدٍ مّن‬ ‫ق َب ْينَ َأ َ‬‫ل نُ َفرّ ُ‬ ‫سلِهِ َ‬ ‫ن بِاللّهِ َومَلئِ َكتِهِ َوكُ ُتبِهِ وَرُ ُ‬ ‫ل آمَ َ‬ ‫ل ِبمَا أُنزِلَ ِإَليْهِ مِن ّربّهِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ كُ ّ‬ ‫‪ o‬الخاتمة‪ :‬وهذه أروع آيات السورة (آمَنَ الرّسُو ُ‬
‫غفْرَا َنكَ َرّبنَا وَإَِل ْيكَ ا ْلمَصِيرُ) آية ‪ 285‬فالتكاليف كثيرة والتعاليم والمنهج شاق وثقيل فكان ل بد من ان تأتي آية‬ ‫ط ْعنَا ُ‬‫س ِم ْعنَا وَأَ َ‬
‫رّسُلِهِ َوقَالُواْ َ‬
‫خ ْذنَا إِن‬ ‫ل تُؤَا ِ‬ ‫سبَتْ َرّبنَا َ‬ ‫سبَتْ وَعََل ْيهَا مَا ا ْكتَ َ‬ ‫س َعهَا َلهَا مَا كَ َ‬ ‫ل ُيكَلّفُ اللّ ُه نَفْسًا ِإلّ وُ ْ‬ ‫الدعاء ل تعالى حتى يعيننا على أداء وتنفيذ هذا المنهج ( َ‬
‫ح ْمنَآ‬
‫غفِرْ َلنَا وَارْ َ‬ ‫عنّا وَا ْ‬‫ف َ‬ ‫حمّ ْلنَا مَا لَ طَاقَةَ َلنَا بِهِ وَاعْ ُ‬ ‫حمَ ْلتَهُ عَلَى اّلذِينَ مِن َقبْلِنَا َرّبنَا َولَ تُ َ‬ ‫ل عََليْنَا إِصْرًا َكمَا َ‬ ‫حمِ ْ‬‫ل تَ ْ‬‫ط ْأنَا َرّبنَا َو َ‬ ‫نّسِينَا أَوْ َأخْ َ‬
‫لنَا فَانصُ ْرنَا عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلكَا ِفرِينَ) آية ‪286‬‬ ‫ت مَ ْو َ‬‫أَن َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫اي أعنا يا ربنا على تنفيذ المنهج لنه سيوجد أعداء يمنعوننا من ذلك ولن نقدر على تطبيق المنهج بغير معونة ال‪ .‬واشتملت الخاتمة بتوجيه المؤمنين‬
‫حمّ ْلنَا مَا‬
‫ل تُ َ‬
‫الى التوبة والنابة والتضرع إلى ال ع ّز وجلّ برفع الغلل والصار وطلب النصرة على الكفار والدعاء لما فيه سعادة الدارين ( َرّبنَا َو َ‬
‫ص ْرنَا عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلكَافِرِينَ) وقد ختمت السورة بدعاء المؤمنين كما بدأت بأوصاف‬
‫لنَا فَان ُ‬
‫ت مَ ْو َ‬
‫ح ْمنَآ أَن َ‬
‫غفِرْ َلنَا وَارْ َ‬
‫عنّا وَا ْ‬
‫ف َ‬
‫لَ طَاقَةَ َلنَا بِهِ وَاعْ ُ‬
‫المؤمنين وبهذا يلتئم شمل السورة أفضل التئام فسبحان ال العلي العظيم‪.‬‬
‫خلصة‪ :‬نحن مسؤولون عن الرض والمنهج كامل وعلينا ان ندخل في السلم كافة والمنهج له إطار‪ :‬طاعة ال وتميز وتقوى‪ .‬اما عناصر المنهج‬
‫فهي‪ :‬تشريع جنائي‪ ،‬مواريث‪ ،‬إنفاق‪ ،‬جهاد‪ ،‬حج‪ ،‬أحكام صيام‪ ،‬تكاليف وتعاليم كثيرة فل بد أن نستعين بال تعالى على أدائها لنكون أهل للستخلف‬
‫في الرض ول نقع في أخطاء المم السابقة‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫***من اللمسات البيانية فى سورة البقرة***‬


‫*لماذا بعض أسماء السور وردت مرفوعة مثل الكافرون والمؤمنون وبعضها بالجّر بالضافة مثل‬
‫سورة الحِج و البقرةِ؟ (د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الناظر في فهرس السور وينظر فيها في مواطنها‪ .‬هو لما يقول البقرة ل يقول البقرة وإنما يقول هذه سورة البقر ِة هكذا العراب‪ :‬سورة البقرة تٌعرب‬
‫خبر لمبتدأ محذوف وتقديره هذه سورة البقرة وهذه سورة آل عمران وهكذا‪ .‬فالسماء المفردة جاءت بالجر مجرورة‪ .‬السماء التي جاءت بصيغة‬
‫جمع المذكر السالم يبدو أن تسميتها جاءت مما ورد في السورة فلما كانت (قل يا أيها الكافرون) بالرفع سميت سورة الكافرون على الحكاية‪ .‬يعني لما‬
‫نقول أحيانا في الحكاية تقول قرأت الفاتحةُ أي السورة التي إسمها الفاتحة هكذا‪ .‬في جمع المذكر السالم السور التي إسمها فيها جمع مذكر سالم أربع‬
‫سور‪ :‬المؤمنون (قد أفلح المؤمنون)‪ ،‬المنافقون (إذا جاءك المنافقون)‪ ،‬الكافرون (قل يا أيها الكافرون)‪ ،‬المطففين (ويل للمطففين) جاءت مجرورة‬
‫باللم فسميت المطففين‪ .‬فإذا الذي جمع مذكر سالم حُكي في السورة والباقي عموما أُخضع للقاعدة فإذا كان منصرفا جُرّ بالكسرة وإذا كان ممنوعا من‬
‫الصرف مثل سورة يونسَ مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة وكذلك سورة يوسفَ‪.‬‬
‫آية (‪:)2(-)1‬‬
‫*ما دللة الحروف المقطعة في أوائل بعض السور في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫القدماء انتبهوا أن السور التي تبدأ بالحرف المقطعة بُنيت على ذلك الحرف فمثلً سورة ق تتكرر فيها الكلمات التي فيها حرف القاف مثل (قول‪،‬‬
‫رقيب‪ ،‬القرآن‪ ،‬تنقص‪ ،‬ألقينا‪ ،‬باسقات‪ ،‬الخلق) وكذلك سورة ص تكثر فيها الكلمات التي فيها حرف الصاد مثل (مناص‪ ،‬اصبروا‪ ،‬أصحاب‪ ،‬صيحة‪،‬‬
‫فصل‪ ،‬الخصم) حتى أنهم جعلوا إحصائية في (ألر) وقالوا أنها تكررت فيها الكلمات التي فيها (ألر) ‪ 220‬كلمة هذا قول القدامى‪ .‬العلماء جمعوا‬
‫الحرف المقطعة وقالوا عندما نجمعها نجد أنها (‪ )14‬حرفا تمثّل نصف حروف المعجم وجاءت في ‪ 29‬سورة وهي عدد حروف المعجم نصف‬
‫الحرف المجهورة ونصف الحرف الشديدة ونصف المطبقة ونصف المنقوطة ونصف الخالية من النقط ونصف المستقرة ونصف المنفتحة ونصف‬
‫المهموسة ونصف المستعلية و نصف المقلقلة و نصف الرخوة وهكذا لكن هم خاضوا في هذا للنظر فيه‪ .‬هذه الحرف المفرّغة من المعنى رُكبت‬
‫تركيبا خاصا فصارت آيات مبينة موضحة وهي موضع العجاز وموضع التحدي للعرب الفصحاء‪ .‬هم يقينا أدركوا هذا المعنى وإل لكانوا سألوا‬
‫عنه‪.‬‬
‫وقسم قال أنه تشتمل على أنصاف الحرف مثلً كل سورة بدأت بـ (ألم) تذكر بدء الخلق (حرف اللف) ووسط الخلق (حرف اللم) ونهاية الخلق‬
‫(حرف الميم)‪ .‬وقسم قالوا أن كل السور التي تبدأ بحرف (ط) تبدأ بقصة موسى أولً‪ .‬وهناك من جعل منها معادلة رياضية فقال أن كل سورة فيها‬
‫(ألم) نسبة الحروف ألف إلى لم تساوي نسبة الحروف لم إلى ميم‪.‬‬
‫وقسم يجمع الحروف في جمل وقسم أجروها على الطوائف فجعلوا من الحرف الربعة عشر جملً متعددة وقسم جعلها رموزا لمور ستقع مثلما‬
‫قالوا في (حم عسق) في تفسير ابن كثير اشارة الى امور في احد من آل بيت الرسول وقسم كانوا يجمعون على حساب الجمل فيجعلون اللف‬
‫واحد‪.‬‬
‫ل ولحظت أن كل طائفة تضع‬ ‫ألم هي حروف متقطعة وليست كلمات وإن كان قسم من القدامى حاولوا أن يجمعوا هذه الحرف ويستخرجوا منها جم ً‬
‫جملة تنصر بها طائفتها وقسم يقول لو جمعت الحرف تحصل على جملة "نص حكيم قاطع له سر"‪ .‬سألتمونيها‪ ،‬اليوم تنساه‪ ،‬وقسم يقول يا أوس هل‬
‫نمت؟ الوسمي هتّان (أي المطر ينزل)‪ ،‬هويت السُمان‪ ،‬تُجمع منها عبارات‪ ،‬يجمعون من الحرف بصور مختلفة كل واحدة لها معنى‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل كانت العرب تتكلم في لغتها العربية بالحرف المقطعة؟ كل ويقولون هذا لشد انتباههم لنه غير مألوف في كلمهم‪ ،‬هم يسمون الحرف‪.‬‬
‫القول الفصل فيها أنها حروف لها سر من قبل ال تعالى ل نعلمه وقسم قالوا هي من المتشابه الذي ل نعلمه‪ .‬قد يكون هذا الرأي ولكن هذه‬
‫الملحظات جديرة بالنتباه أيضا‪.‬‬
‫أيضا انتبه القدامى أن هذه التي تبدأ بهذه الحرف يكون التعبير فيها طابع هذه الحرف يعني التي تبدأ بالصاد تكثر فيها الكلمات الصادية يعني هي‬
‫تعطيك بداية فنية لما يكثر من الحرف في هذه السورة‪ .‬مثل سورة ق تردد فيها الكلمات التي فيها قاف (ق والقرآن المجيد‪ ،‬إذ يتلقى المتلقيان‪ ،‬قعيد‪،‬‬
‫سائق‪ ،‬تشقق)‪ ،‬في ص ذكر الخصومات‪ ،‬الخصم‪ ،‬يختصمون‪ ،‬مناص‪ ،‬صيحة‪ ،‬اصبروا‪ ،‬صيحة‪ ،‬إصبر‪ ،‬الكلمات فيها صاد‪ .‬ثم استدلوا إلى الحصاء‬
‫قالوا ضربوا مثالً في سورة يونس تبدأ بـ ألر وفي هذه السورة تكررت الكلمات التي فيها راء كثيرا وأقرب السور إليها سورة النمل والنحل وهي‬
‫أطول منها لكنها لم تتردد الراء فيها كما في يونس ففيها (فيها ‪ 220‬راء) هكذا أحصوا‪ .‬ثم الملحظة أن كل السور التي تبدأ بالطاء (طه‪ ،‬طس‪ ،‬طسم)‬
‫كلها تبدأ بقصة موسى أولً‪ ،‬كلها بل استثناء‪ .‬يبدو كما يقولون أن اللمسة البيانية إذا كان أنه هذه تشير إلى أن الحروف المذكورة أولً تطبع طابع‬
‫السورة فيكون من باب السمة التعبيرية‪ .‬قد تكون سمة تعبيرية‪ .‬ليس هذا فقط ولكن قبل سنوات أخرج دكتور مهندس أخرج كتابا عن المناهج‬
‫الرياضية في التعبير القرآني عملها على الكمبيوتر وهو يقول أنه لحظ أن الحرف المذكورة في بداية السور تتناسب في السور تناسبا طبيعيا فالتي‬
‫تبدأ بـ (ألم) يكون اللف أكثر تكرارا في السورة ثم اللم ثم الميم وليس هذا فقط وإنما نسبة اللف إلى اللم مثل نسبة اللم إلى الميم‪ ،‬هذه معادلة‬
‫رياضية حتى أنني ناقشته وسألته هل راجعت الصحف وتكبقها عليه فقال نعم طبقتها على الصحف لكنه وجد القرآن متفردا بها‪.‬‬
‫والذي عليه الكثيرين أن هذه من دلئل العجاز بمعنى أن هذا القرآن المبين الواضح مكوّن من هذه الصوات غير المبينة في ذاتها‪ .‬وأن القرآن جاء‬
‫بكلم معجز من جنس كلمهم فاتوا بمثله إن استطعتم‪ .‬والسلف كانوا يوكلون معاني هذه الحرف ل تعالى‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫*لماذا لم يلتزم نفس الحرف المقطعة في كل السور؟وهل هناك مناسبة بين تلك الحرف والية‬
‫التي تليها؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫إلى الن بقدر بحثنا ل توجد مناسبة ظاهرة لكن هناك مناسبة اختيار ما بعدها بالنظر إليها سأذكرها‪ :‬هذه المناسبة وجدت أنها من الجانب الصوتي‬
‫تنطبق على جميع ما ورد ذكره من كلمة كتاب وكلمة قرآن‪ .‬أنه حيثما اختار كلمة الكتاب تكون الحرف المقطعة كذا بمقاطعها الصوتية‬
‫الحرف المقطعة جاءت في ‪ 29‬موضعا في القرآن الكريم والذي توصلنا إليه ما يأتي‪:‬‬
‫القاعدة‪ :‬أنه إذا كانت الحروف المقطعة أكثر من مقطعين فعند ذلك يأتي معها الكتاب لن الكتابة ثقيلة‪ .‬وإذا كانت الحروف المقطعة من مقطعين يأتي‬
‫معها القرآن بإستثناء إذا كان المقطع الثاني مقطعا ثقيلً‪ .‬مثلً (حم) الحاء مقطع والميم مقطع ثقيل لنه مديد (ميم‪ ،‬حركة طويلة‪ ،‬ميم‪ :‬قاعدتان وقمة‬
‫طويلة) وهو من مقاطع الوقف‪ .‬فالميم ثقيل لنه يبدأ بصوت وينتهي بالصوت نفسه وبينهما هذه الحركة الطويلة والعرب تستثقل ذلك ولذلك جعلوه في‬
‫الوقف‪.‬‬
‫ن (‪ )2‬البقرة) أكثر من مقطعين‪ ،‬جاء بعدها كلمة الكتاب‪.‬‬ ‫ب فِيهِ ُهدًى لِ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫(الم (‪ )1‬ذَِلكَ ا ْلكِتَابُ لَا َريْ َ‬
‫حكِي ِم (‪ ))2‬ما قال الكتاب‬ ‫ن ذِي ال ّذكْ ِر (‪( ،))1‬يس (‪ )1‬وَا ْلقُرْآَ ِ‬
‫ن الْ َ‬ ‫شقَى (‪ )2‬طه)‪( ،‬ص وَا ْلقُرْآَ ِ‬ ‫أما في سورة (طه (‪ )1‬مَا َأنْزَ ْلنَا َ‬
‫عَل ْيكَ ا ْلقُرْآَنَ ِلتَ ْ‬
‫رسم هذه الحروف رسم توقيفي أي على ما رسمه صحابة رسول ال لنه لم يكن يعرف الرسم‪.‬‬
‫هذه الحرف جميعا حيثما وردت تشير إلى أصوات متناسقة ليس بينها تنافر‪ ،‬غير متنافرة يعني كأن القرآن يقول لهم هذه الصوات هكذا ينبغي أن ل‬
‫يكون فيها نوع من التنافر‪( .‬ألم) اللف من أقصى الحلق من الوترين‪ ،‬اللم مخرجها الذي هو فويق مفارز الثنايا والرباعية والناب والضاحك اللم‬
‫مخرجه منتشر ويميل‪ ،‬والميم بانضمام الضفتين‪( .‬كهيعص) في لفظ واحد ولذلك لما جاء عندنا في موضع حرفان من مخرج واحد مع ما فيهما من‬
‫اختلف جعل كل واحد في آية فقال (حم) آية‪،‬و (عسق) آية‪ .‬لن الحاء والعين من مخرج واحد ل يكونان في لفظ واحد مع أن بين الحاء والعين‬
‫فروقا‪ .‬من الصفات في مسألة الشدة والرخاوة‪ :‬الحاء رخوة معناه يجري به الصوت والعين متوسط‪ .‬نحن عندنا الصفات من حيث الشدة والرخاوة‪:‬‬
‫أصوات شديدة وأصوات رخوة وأصوات متوسطة كأنها تبدأ شديدة وتنتهي رخوة أو ظاهرها الشدة لكن يجري بها الصوت من غير مخرجها مثل‬
‫جعِل كل واحد في آية ل يكونا في بناء واحد‪ .‬فإذن نوعية‬ ‫الميم أوالنون‪ .‬وشيء آخر الحاء مهموس والعين مجهور يعني مع وجود هذا الختلف ُ‬
‫الصوت أيضا منتقاة‪.‬‬
‫ن (‪ )2‬البقرة) ألم آية‪ .،‬أرقام اليات توقيفي على‬ ‫ع ّد آية‪( .‬الم (‪ )1‬ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَا َريْ َ‬
‫ب فِيهِ ُهدًى لِ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫عدّت آيات وبعضها ما ُ‬ ‫بعض الحروف المقطعة ُ‬
‫ما فعله الصحابة‪ .‬هم ما وضعوا أرقاما وإنما وضعوا فجوات ثم بعد ذلك وضعت الرقام‪.‬‬
‫*ميا الفرق بيين دللة كلمية الكتاب والقرآن؟ وميا دللة إسيتخدام ذلك الكتاب فيي اليية (الم (‪ )1‬ذَل ِي َ‬
‫ك‬
‫ن (‪ )2‬البقرة) ولم تأت هذا الكتاب أو هذا القرآن أو ذلك القرآن؟‬ ‫مت َّ ِ‬
‫قي َ‬ ‫ب فِيهِ هُدًى لِل ْ ُ‬
‫ب َل َري ْ َ‬
‫الْكِتَا ُ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫كلمة قرآن هي في الصل في اللغة مصدر الفعل قرأ مثل غفران وعدوان‪َ ( .‬فِإذَا قَ َر ْأنَا ُه فَا ّتبِعْ ُقرْآنَهُ {‪ }18‬القيامة) ثم استعملت علما للكتاب الذي أُنزل‬
‫على الرسول (القرآن)‪.‬‬
‫ط (أنزل الكتاب) لم يُنزّل مكتوبا وإنما‬ ‫أما الكتاب فهي من الكتابة وأحيانا يسمى كتابا لن الكتاب متعلق بالخط‪ ،‬وأحيانا يطلق عليه الكتاب وإن لم يُخ ّ‬
‫أُنزل مقروءا ولكنه كان مكتوبا في اللوح المحفوظ قبل أن ينزّل على رسول ال ‪.‬‬
‫هذا من ناحية اللغة أما من ناحية الستعمال فيلحظ أنه يستعمل عندما يبدأ بالكتاب يكون يتردد في السورة ذكر الكتاب أكثر بكثير مما يتردد ذكر‬
‫القرآن أو قد ل تذكر كلمة القرآن مطلقا في السورة‪ .‬أما عندما يبدأ بالقرآن يتردد في السورة ذكر كلمة القرآن أكثر الكتاب أو قد ل يرد ذكر الكتاب‬
‫مطلقا في السورة وإذا اجتمع القرآن والكتاب فيكونان يترددان في السورة بشكل متساو تقريبا ونأخذ بعض المثلة‪:‬‬
‫ن {‪ )}2‬وذكر الكتاب في السورة ‪ 47‬مرة والقرآن مرة واحدة في آية الصيام ( َ‬
‫شهْرُ‬ ‫ب فِيهِ ُهدًى لّ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫في سورة البقرة بدأ بالكتاب (ذَِلكَ ا ْلكِتَابُ لَ َريْ َ‬
‫ت مّنَ ا ْلهُدَى وَالْ ُف ْرقَانِ)‪.‬‬ ‫ل فِيهِ الْقُرْآنُ ُهدًى لّلنّاسِ َو َبيّنَا ٍ‬ ‫َرمَضَانَ اّلذِيَ أُن ِز َ‬
‫ل {‪ )}3‬وورد الكتاب ‪ 33‬مرة في السورة‬ ‫ل التّوْرَاةَ وَالِنجِي َ‬
‫صدّقا ّلمَا َبيْنَ َيدَيْهِ وَأَنزَ َ‬
‫ق مُ َ‬ ‫حّ‬ ‫ل عََل ْيكَ ا ْلكِتَابَ بِالْ َ‬ ‫في سورة آل عمران بدأ السورة بالكتاب (نَزّ َ‬
‫ولم ترد كلمة القرآن ول مرة في السورة كلها‪.‬‬
‫ك ا ْلقُرْآنَ ِلتَشْقَى {‪ )}2‬وورد القرآن فيها ‪ 3‬مرات والكتاب مرة واحدة‪.‬‬ ‫في سورة طه‪ :‬بدأ السورة بالقرآن (مَا أَنزَ ْلنَا عََل ْي َ‬
‫في سورة ق بدأ بالقرآن (ق وَا ْلقُرْآنِ ا ْل َمجِي ِد {‪ )}1‬وورد ‪ 3‬مرات في السورة بينما ورد الكتاب مرة واحدة‪.‬‬
‫في سورة ص تساوى ذكر القرآن والكتاب‪.‬‬
‫ن {‪ )}1‬ورد ذكر القرآن ‪ 3‬مرات والكتاب مرتين‪.‬‬ ‫ن ّمبِي ٍ‬‫ك آيَاتُ ا ْل ِكتَابِ َو ُقرْآ ٍ‬ ‫في سورة الحجر بدأ (الَ َر تِ ْل َ‬
‫ن {‪ )}1‬ورد ذكر القرآن ‪ 3‬مرات والكتاب أربع مرات‪.‬‬ ‫ب ّمبِي ٍ‬ ‫ت الْقُرْآنِ َوكِتَا ٍ‬ ‫ك آيَا ُ‬
‫في سورة النمل بدأ (طس تِ ْل َ‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫الذي أنزله ال عز وجل على رسوله يمكن أن يقال هو الكتاب ويمكن أن يقال هو القرآن ويمكن أن يقال هو الفرقان ويمكن لن يقال هو الذِكر‬
‫لكن أسماء الشارة عندما تُستعمل تستعمل لغايتها فإسم الشارة في الصل هو (ذا) لوحدها لكن يدخله الهاء للتنبيه كأنما يقدم عليه شيئا ينبّه فقال‬
‫(هذا)‪ .‬وأحيانا تدخل عليه الكاف الذي يشير إلى البُعد فيقول (ذاك) وقد تدخل عليه اللم التي تشير إلى البُعد المُفرِط (ذلك) للبعيد جدا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫علماؤنا يقولون هذا نوع من تشريف للكتاب بأنه لم يُشر إليه بإشارة القريب وإنما أراد أن يعظّمه‪ .‬وقسم قال إذا أشار إلى الكتاب الذي في اللوح‬
‫المحفوظ قال (ذلك) معناه الكتاب الذي في اللوح المحفوظ والذي ل يمسه إل المطهّرون من الملئكة‪ .‬فقد أشار إليه بهذا لنه لما أراد ما بين أيدي‬
‫الناس فيشير إليه إشارة القريب كقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) هو بين أيديهم‪ .‬القرآن والكتاب واحد وهو اليات التي أنزلها ال عز‬
‫وجل على محمد لكن لما يقول الكتاب كأنه إشارة إلى هذا المدوّن وهو نفسه المقروء‪ .‬هو كان مسطّرا في اللوح المحفوظ ثم نزل مقروءا ثم قرأه‬
‫الرسول ثم سُطّر‪.‬‬
‫هذه في مسألة (ذلك الكتاب) لن الشارة إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ ويراد إدراك الرسم‪ ،‬الكتابة فجاءت كلمة (الكتاب) وكان يمكن في غير‬
‫ل من الشك الذاتي يعني هو غير قابل لن يُشكّ‬ ‫القرآن أن يقال (ذلك القرآن) لكن لن الكلم جاء على أنه في تكوينه ليس فيه شك‪ ،‬في ماهيّته هو خا ٍ‬
‫فيه بذاته قال (ل ريب فيه) انصرف الذهن إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ (ذلك الكتاب ل ريب فيه)‪ .‬والريب أدنى درجات الشك والشك أقوى‬
‫من الريب والريب كأنه أول درجات الشك‪ .‬هذا الكتاب بذاته يخلو من أي ذرة من ذرات الشك فإذن هو يخلو من الريب‪.‬‬
‫متَّقِي َ‬
‫ن) بدل إسم‬ ‫ه هُدًى لِّل ْ ُ‬ ‫ك الْكِتَا ُ‬
‫ب ل َ َري ْ َ‬
‫ب فِي ِ‬ ‫* ما دللة استخدام إسم الشارة (ذلك) في الية (ذَل ِ َ‬
‫الشارة هذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫إسم الشارة نفس السم أحيانا يستعمل في التعظيم وأحيانا يستعمل في الذم والذي يبين الفرق بينهما هو السياق‪ .‬كلمة (هذا) تستعمل في المدح والثناء‬
‫ث اللّهُ رَسُولًا (‪ )41‬الفرقان) (كذلك) تستعمل في المدح "أولئك آبائي فجئني بمثلهم" أولئك جمع‬ ‫"هذا الذي للمتقين إمام" ويستعمل في الذم (أَ َهذَا اّلذِي بَعَ َ‬
‫ت َفذَِلكُنّ اّلذِي ُل ْمتُ ّننِي فِيهِ (‪ )32‬يوسف) تعظيم‪ ،‬وأحيانا يكون في الذم تقول هذا‬ ‫ذلك وهؤلء جمع هذا‪ ،‬والذم‪( .‬ذلك) و(تلك) من أسماء الشارة (قَالَ ْ‬
‫البعيد ل تريد أن تذكره فهنا الذي يميز بين ذلك الستعمال والسياق‪( .‬ذلك الكتاب ل ريب فيه) هنا إشارة إلى علوه وبعد رتبته وبعده عن الريب وأنه‬
‫عبْ ِدنَا فَ ْأتُو ْا بِسُورَ ٍة مّن‬
‫ب ّممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫بعيد المنال ل يستطيع أن يؤتى بمثله (ذلك) دللة على البعيد وال تعالى قال في نفس السورة (وَإِن كُنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫ن (‪َ )23‬فإِن لّ ْم تَ ْفعَلُواْ وَلَن تَ ْفعَلُو ْا (‪ ))24‬هذا المر بعيد عن المنال أن يؤتى بمثله‪ .‬إذن ذلك الكتاب‬ ‫ن كُ ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫ش َهدَاءكُم مّن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫ّمثْلِهِ وَادْعُواْ ُ‬
‫ن ِي ْهدِي لِّلتِي هِيَ َأقْ َو ُم (‪ )9‬السراء) عندما قال يهدي للتي هي‬ ‫ن هَـذَا ا ْلقُرْآ َ‬
‫إشارة إلى بعده وعلو مرتبته‪ .‬والقرآن يستعمل (هذا) لكن في مواطن (إِ ّ‬
‫أقوم يجب أن يكون قريبا حتى نهتدي به لكن لما قال ذلك الكتاب هو عالي بعيد ل يستطاع أن يؤتى بمثله‪ .‬ثم إنه لم يذكر القرآن إل بـ (هذا) ولم يقل‬
‫(ذلك) كلما يشير إلى القرآن يشير بـ (هذا) لن القرآن من القراءة وهو مصدر فعل قرأ وكلمة قرآن أصلً مصدر‪ ،‬قرأ له مصدرين قراءة وقرآنا‪ .‬لما‬
‫تقرأ تقرأ القريب إذن هذا هو القرآن‪ .‬الكتاب بعيد ليس قراءة وإنما قد يكون في مكان آخر وهو في اللوح المحفوظ يسمى كتابا‪ .‬هناك فرق بين الكتاب‬
‫والقرآن فالكتاب فيه بعد متصور أما القرآن فيكون قريبا حتى يُقرأ‪ .‬حتى في كلمة الكتاب لما يقول أنزلنا يقول كتابا (وَهَـذَا ِكتَابٌ أَن َز ْلنَا ُه ُمبَا َركٌ‬
‫صدّقُ اّلذِي َبيْنَ َي َديْهِ (‪ )92‬النعام)‪ .‬لو قال هنا في آية البقرة هذا الكتاب ل ريب فيه لكن كونه بعيد أن يؤتى بمثله لنه في السورة نفسه قال (فإن لم‬ ‫مّ َ‬
‫تفعلوا ولن تفعلوا) يعني بعيد عليكم فإسم الشارة (ذلك) دل على علوّ ِه منزلة‪.‬‬
‫*مقارنة بين بداية سورة لقمان وبداية سورة البقرة ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حكِي مِ) لم ي شر إلى الكتاب ك ما في البقرة (ذلك الكتاب) لو لحظ نا في سورة لقمان تردد كث ير من‬ ‫•أشار إلى اليات (تِلْ َ‬
‫ك آيَا تُ ا ْل ِكتَا بِ ا ْل َ‬
‫س َمعْهَا (‪ ))7‬اليات الكون ية (خلق ال سموات بغ ير عمد‪،‬‬ ‫س َتكْبِرًا كَأَن لّ ْم يَ ْ‬ ‫اليات السمعية والكونية‪ ،‬مثلً قال (وَِإذَا ُتتْلَى عََليْ ِه آيَاتُنَا وَلّى مُ ْ‬
‫ختّا ٍر كَفُو ٍر (‪.))32‬‬ ‫حدُ بِآيَاتِنَا إِلّا كُلّ َ‬
‫جَ‬‫إلقاء الرواسي وإخراج النبات) وسمّاها آيات ( َومَا يَ ْ‬
‫• ثم هنالك أ مر و هو أن كل مة الكتاب ومشتقات الكتا بة في البقرة أك ثر من اليات و في لقمان كل مة اليات أك ثر من الكتا بة‪ .‬في البقرة‬
‫مشتقات الكتاب والكتابة ‪ 47‬مرة واليات ‪ 21‬مرة وفي لقمان ذكر الكتاب مرتين واليات خمس مرات‪ ،‬هذه سمة تعبيرية أن التي بدأت‬
‫بالكتاب ذكر فيها الكتاب أكثر والتي بدأ فيها باليات ذكر فيها اليات أكثر‪.‬‬
‫حكِي مِ) في البقرة لم يصف الكتاب‪ .‬ما معنى الحكيم؟ الحكيم قد يكون من الحكمة أو‬ ‫•نلحظ أيضا أن هنالك أمر‪ :‬قال في لقمان (ا ْل ِكتَا بِ ا ْل َ‬
‫من الحكم أو استواؤها وعدم وجود الخلل فيها وهذا من باب التوسع في المعنى‪ .‬لو أراد تعالى معنى محددا لخ صّص‪ .‬في سورة البقرة‬
‫ن (‪)2‬‬ ‫ما و صف الكتاب لن ال سورة في ها اتجاه آ خر‪ .‬قال الحك يم ثم قال هدى ورح مة‪ ،‬وه نا قال (ذَلِ كَ ا ْل ِكتَا بُ لَ َر ْي بَ فِي ِه ُهدًى لّ ْل ُمتّقِي َ‬
‫ب فِي ِه ُهدًى لّ ْل ُمتّقِينَ) متناسب‬ ‫حكَم‪( ،‬لَ َر ْي َ‬ ‫البقرة)‪ .‬وصفه بالحكيم هو مناسب لما ورد في لقمان من الحكمة (آتينا لقمان الحكمة) وذكر ال ِ‬
‫ع ْبدِنَا فَ ْأتُو ْا بِسُورَ ٍة مّن ّمثْلِهِ (‪ )23‬البقرة) في سورة البقرة وربنا وصف أن ال تعالى عزيز حكيم‬ ‫ب ّممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬ ‫مع (وَإِن كُنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫ح ْكمَ َة (‪ ))12‬وذكر الحكمة‪.‬‬ ‫في سورة لقمان أكثر من مرة فكلمة حكيم مناسبة لجو السورة تبدأ (وََل َقدْ آ َت ْينَا لُ ْقمَانَ الْ ِ‬
‫ش َهدَاءكُم مّن دُو نِ اللّ هِ إِ نْ‬ ‫عبْ ِدنَا فَ ْأتُو ْا بِ سُورَ ٍة مّن ّمثْلِ هِ وَادْعُواْ ُ‬
‫ب ّممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬ ‫• في البقرة قال (هُدًى لّ ْل ُمتّقِي نَ) ثم قال (وَإِن كُنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫ُك ْنتُ ْم صَادِقِينَ (‪َ )23‬فإِن لّ ْم تَ ْفعَلُواْ وَلَن تَ ْفعَلُو ْا فَاتّقُواْ النّا َر (‪ ))24‬اتقوا النار مقا بل المتق ين فإذن هناك منا سبة ب ين هدى للمتق ين وكل مة‬
‫التقوى ترددت كثيرا في البقرة‪ .‬فإذن (لَ َر ْي بَ فِي هِ) متنا سب مع قوله (وَإِن كُنتُ ْم فِي َريْ بٍ) والمتق ين واتقوا ال‪ .‬في لقمان قال (هدى‬
‫ل ما الفرق بين المتقي والمحسن؟ المتقي هو الذي يحفظ نفسه يتقي الشياء‪،‬‬ ‫ورحمة للمحسنين) وفي البقرة قال فقط (هدى للمتقين)‪ .‬أو ً‬
‫المُحسِن يحسن إلى نفسه وإلى غيره ( َوبِالْوَاِل َديْنِ إِحْسَانا (‪ )83‬البقرة) الحسان يتعداه إلى نفسه وإلى غيره‪ .‬إذن الحسان ل يقتصر على‬
‫الن فس أ ما التقوى فتقت صر على الن فس‪ ،‬الح سان إلى الخر ين من الرح مة فل ما رحموا الخر ين وتعدى إح سانهم إلى غير هم فرحموا‬
‫الخرين ربنا يزيد الرحمة‪ ،‬أما التقوى للنفس وهؤلء إحسان للنفس وإلى الخرين والحسان إلى الخرين هي الرحمة فلما زادوا هم‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سنَى وَ ِزيَادَةٌ ( ‪ )26‬يو نس)‬ ‫سنُو ْا الْحُ ْ‬‫زاد هم والجزاء من ج نس الع مل‪ ،‬ح تى في الخرة زاد ل هم الجزاء قال تعالى في الخرة (لّّلذِي نَ َأحْ َ‬
‫سنِينَ)‪.‬‬‫حمَةً لّ ْل ُمحْ ِ‬
‫وهذه رحمة‪ ،‬فكما زاد الجزاء لهم في الخرة زاد لهم في الدنيا‪( ،‬هُدًى لّ ْل ُمتّقِينَ) و( ُهدًى وَرَ ْ‬
‫ولو لحظنا أن هذه الوصاف هدى ورحمة للمحسنين هي مناسبة لما ورد في عموم السورة وما شاع في جو السورة‪ ،‬قال هدى‬
‫ي (‪ ))15‬الذي يسلك السبيل يبتغي الهداية‪،‬‬ ‫ب إِلَ ّ‬
‫ل مَنْ َأنَا َ‬ ‫سبِي َ‬
‫ورحمةوإحسان‪ ،‬لو لحظنا مظاهر الهدى المذكورة في سورة لقمان قال(وَا ّتبِعْ َ‬
‫هذا هدى‪،‬جوالهداية في سورة لقمان شائع‪ .‬والرحمة لما ذكر قوله تعالى (أن تميد بكم) هذا من الرحمة‪ ،‬ولما ذكر تسخير ما في السموات‬
‫طنَةً‬
‫سبَ َغ عََل ْيكُمْ ِن َعمَهُ ظَا ِهرَةً َوبَا ِ‬ ‫ت َومَا فِي ا ْلأَرْضِ َوأَ ْ‬ ‫سمَاوَا ِ‬ ‫سخّرَ َلكُم مّا فِي ال ّ‬ ‫والرض وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة‪( ،‬أََلمْ تَ َروْا أَنّ اللّهَ َ‬
‫ب ّمنِي ٍر (‪ ))20‬هل هناك أعظم من هذه الرحمة؟ من مظاهر الحسان إيتاء الزكاة‬ ‫ل فِي اللّ ِه ِب َغيْ ِر عِلْمٍ وَلَا ُهدًى وَلَا ِكتَا ٍ‬ ‫س مَن يُجَادِ ُ‬ ‫َومِنَ النّا ِ‬
‫وفي الوصية بالوالدين والحسان إليهما‪ ،‬إذن جو السورة كلها شائع فيه الهدى والرحمة والحسان وهذه ليست في البقرة وإنما سورة البقرة‬
‫ل مِن َقبِْلكَ‬ ‫ن ِبمَا أُنزِلَ إَِل ْيكَ َومَا أُنزِ َ‬ ‫ن (‪( ))3‬واّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫ن يُ ْؤ ِمنُونَ بِا ْل َغيْبِ َويُقِيمُونَ الصّلةَ َو ِممّا رَ َز ْقنَا ُه ْم يُنفِقُو َ‬ ‫ذكرت أمورا أخرى (اّلذِي َ‬
‫ن (‪ ))5‬أما في لقمان فاختصر (اّلذِينَ‬ ‫ك عَلَى ُهدًى مّن ّرّبهِمْ وَأُوْلَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلمُفِْلحُو َ‬ ‫ن (‪ ))4‬وصف كثير ثم انتهى (أُوْلَـ ِئ َ‬ ‫َوبِالخِرَ ِة ُهمْ يُو ِقنُو َ‬
‫يُقِيمُونَ الصّلَاةَ َويُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَ ِة ُهمْ يُو ِقنُونَ)‪ .‬في لقمان كرر كلمة (هم) في البقرة لم يكررها (وبالخرة هم يوقنون)‪.‬‬
‫اليمان أع ّم من الحسان ول يمكن للنسان أن يكون متقيا حتى يكون مؤمنا وورود كلمة المتقين‪ ،‬المؤمنين‪ ،‬المحسنين والمسلمين يعود إلى‬
‫سياق اليات في كل سورة‪.‬‬
‫ل مِن َقبِْلكَ) ولم يقلها‬ ‫ل إَِل ْيكَ َومَا أُنزِ َ‬ ‫ن بِا ْل َغيْبِ) ما قالها في لقمان وقال في البقرة (واّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُونَ ِبمَا أُنزِ َ‬ ‫•في البقرة قال (اّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫في لقمان‪ ،‬وقال في لقمان ( َويُ ْؤتُونَ ال ّزكَاة) وفي البقرة قال ( َو ِممّا َر َز ْقنَاهُ ْم يُنفِقُونَ) وهذه أعم من الزكاة والزكاة من النفاق فإذن مما‬
‫ن بِا ْل َغيْبِ) وهذا متعلق بالسورة نفسها كما ذكرنا أن في لقمان شاع فيها تردد اذكر لخرة‬ ‫ينفقون تحت طياتها الزكاة‪( .‬اّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫وهنا جو السورة ومفتتح السورة غالبا ما يكون له علقة بطابع السورة من أولها إلى نهايتها‪ .‬في سورة البقرة‪ ،‬قال (اّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُونَ‬
‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ ))8‬هذا من الغيب لم يؤمنوا ل بال ول باليوم‬ ‫س مَن يَقُو ُ‬ ‫بِا ْل َغيْبِ) وبعدها قال ( َومِنَ النّا ِ‬
‫جهْ َر ًة (‪ ))55‬إذن هم ل يؤمنون بالغيب وطلبهم‬ ‫حتّى نَرَى اللّهَ َ‬ ‫الخر‪ .‬وقال على لسان بني إسرائيل (وَِإ ْذ قُ ْلتُ ْم يَا مُوسَى لَن نّ ْؤمِنَ َلكَ َ‬
‫ن بِا ْل َغيْبِ) وليس مثل هؤلء الذين يقولون آمنا وما هم بمؤمنين ول مثل هؤلء الذين طلبوا أن‬ ‫عكس الغيب لذلك هو قال (اّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضَ َل َيقُولُنّ اللّ ُه (‪ ))25‬إذن هم مؤمنون بالغيب وقال (وَِإذَا‬ ‫سأَ ْل َتهُم مّنْ خَلَقَ ال ّ‬
‫يروا ال جهرة بينما في لقمان قال ( َوَلئِن َ‬
‫صدٌ (‪ )32‬لقمان) إذن هم دعوا ال‪ ،‬يختلف الطابع‪.‬‬ ‫ن فََلمّا نَجّاهُمْ إِلَى ا ْلبَ ّر َف ِمنْهُم مّ ْق َت ِ‬‫ل دَعَوُا اللّ َه مُخِْلصِينَ لَ ُه الدّي َ‬ ‫ج كَالظّلَ ِ‬ ‫ش َيهُم مّوْ ٌ‬‫غَ ِ‬
‫الطابع العام في سورة البقرة اليمان بالغيب وطلب اليمان أو النكار على عدم اليمان بالغيب بينما في لقمان اليمان بالغيب حتى‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضَ َل َيقُولُنّ اللّهُ) إذن يؤمنون بجزء من الغيب بينما أولئك في سورة البقرة‬ ‫سأَ ْل َتهُم مّنْ خَلَقَ ال ّ‬ ‫الذين كفروا قال ( َوَلئِن َ‬
‫جهْرَةً) هذه ليست إيمانا بالغيب وربنا يريد اليمان بالغيب‪ .‬ونلحظ قال ( َويُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ) وفي‬ ‫حتّى نَرَى اللّهَ َ‬ ‫ينكرون (لَن نّ ْؤمِنَ َلكَ َ‬
‫البقرة قال ( َو ِممّا َر َز ْقنَاهُ ْم يُنفِقُونَ) لن تكرر في البقرة وذكر عدا الزكاة النفاق ‪ 17‬مرة في البقرة وذكر الزكاة في عدة مواطن وذكر‬
‫ل ُيتْ ِبعُونَ‬ ‫سبِيلِ اللّ ِه ثُ ّم َ‬‫ن يُنفِقُونَ َأمْوَاَل ُه ْم فِي َ‬ ‫ل (‪( ))261‬اّلذِي َ‬ ‫سنَابِ َ‬
‫سبْعَ َ‬ ‫حبّةٍ أَنبَتَتْ َ‬‫سبِيلِ اللّ ِه َك َمثَلِ َ‬‫ن يُنفِقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬ ‫النفاق ( ّمثَلُ اّلذِي َ‬
‫ل ِنيَ ًة (‪ 17 ))274‬مرة تكرر النفاق عدا المر بالزكاة في‬ ‫ن يُنفِقُونَ َأمْوَاَلهُم بِالّليْلِ وَال ّنهَارِ سِرّا وَعَ َ‬ ‫مَا أَن َفقُوُا َمنّا َولَ َأذًى (‪( ))262‬اّلذِي َ‬
‫ل مِن َقبِْلكَ) لم يقل‬ ‫ن ِبمَا أُنزِلَ إَِل ْيكَ َومَا أُنزِ َ‬ ‫البقرة فإذن هذا أعم‪ .‬في لقمان ما ذكر النفاق فطابع السورة يختلف‪ .‬حتى (واّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫هذا في لقمان لنه في البقرة جرى هذا وطلب من أهل الكتاب أن يؤمنوا بما أُنزل إليه وما أنزل من قبلك في آيات كثيرة جدا (وَآ ِمنُواْ‬
‫ط َمعُونَ أَن يُ ْؤ ِمنُواْ َلكُ ْم (‬ ‫صدّقا ّلمَا َمعَكُ ْم (‪ )41‬البقرة) إذن يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وهؤلء لم يؤمنوا (َأ َفتَ ْ‬ ‫ت مُ َ‬ ‫ِبمَا أَنزَلْ ُ‬
‫ل اللّ ُه (‪ ))91‬هم ل يؤمنون بما أُنزل إليه بينما هو طلب‬ ‫‪( ))75‬وَِإذَا لَقُواْ اّلذِينَ آ َمنُو ْا قَالُو ْا آ َمنّا (‪( ))76‬وَِإذَا قِيلَ َلهُ ْم آ ِمنُو ْا ِبمَا أَنزَ َ‬
‫سلِهِ‬
‫ن بِاللّهِ َومَلئِ َكتِهِ َوكُ ُتبِهِ وَرُ ُ‬ ‫ل آمَ َ‬
‫ل ِبمَا أُنزِلَ ِإَليْهِ مِن ّربّهِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ كُ ّ‬ ‫يؤمنون بما أنزل إليك وحتى في آخر البقرة قال (آمَنَ الرّسُو ُ‬
‫ل ولذلك مفتتح سورة البقرة فيها طابع السورة‪.‬‬ ‫سلِ ِه (‪ ))285‬طابع السورة هكذا وفي لقمان لم يجد مثل هذا أص ً‬ ‫حدٍ مّن رّ ُ‬ ‫ق َبيْنَ َأ َ‬‫لَ ُنفَرّ ُ‬
‫ن (‪ ))4‬أي‬ ‫خرَ ِة هُ ْم يُو ِقنُو َ‬‫ن (‪ )4‬وفي آية البقرة قال( َوبِال ِ‬ ‫•قال تعالى فى سورة لقمان(اّلذِينَ يُقِيمُونَ الصّلَا َة َويُ ْؤتُونَ ال ّزكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَ ِة ُه ْم يُوقِنُو َ‬
‫كرر هم قبل (بالخرة) ذلك أنه لو لحظنا في سورة لقمان تردد في السورة ذكر الخرة وأحوالها والتوعد بها في زهاء نصف عدد آيات‬
‫السورة وأولها وآخرها (لهم عذاب مهين‪ ،‬فبشره بعذاب أليم‪ ،‬لهم جنات النعيم‪ ،‬عذاب غليظ‪ ،‬إليه المصير‪ ،‬مّا خَ ْل ُقكُمْ وَلَا َبعْ ُثكُمْ إِلّا َكنَفْسٍ‬
‫جزِي وَاِل ٌد عَن وََلدِه) ثم هي بدأت بالخرة (يوقنون) وانتهت بالخرة بقوله تعالى (إِنّ اللّ َه عِندَ ُه عِلْمُ السّاعَ ِة (‪))34‬‬ ‫حدَ ٍة ‪ ،‬وَاخْشَوْا يَ ْومًا لّا يَ ْ‬ ‫وَا ِ‬
‫فناسب زيادة (هم) توكيدا على طابع السورة وما جاء في السورة‪ .‬إضافة إلى أن هؤلء ذكر أنهم محسنون والمحسنون كما علمنا أنهم‬
‫يحسنون إلى أنفسهم وإلى غيرهم وزاد فيهم هدى ورحمة وليس كما في البقرة المتقين الذي يحفظ نفسه‪ .‬فزاد في وصف هؤلء الذين يعبدون‬
‫ال كأنهم يرونه وهذا من الحسان "أن تعبد ال كأنك تراه" زاد في ذكر إيقانهم ويقينهم لما كانوا أعلى مرتبة وزاد لهم في الرحمة وزاد لهم‬
‫سنَى َو ِزيَادَةٌ (‪ )26‬يونس) زاد في ذكر إيمانهم فقال (وَهُم بِالْآخِرَ ِة هُ ْم يُو ِقنُونَ) هم أعلى في اليقين لن اليقين‬ ‫سنُواْ ا ْلحُ ْ‬ ‫في الخرة (لّّلذِينَ َأحْ َ‬
‫درجات واليمان درجات فاليمان يزيد والطمئنان درجات واليقين درجات والمحسنين يبعدون ال كأنهم يرونه إذن درجة يقينهم عالية فأكد‬
‫خرَ ِة هُ ْم يُو ِقنُونَ) ‪.‬السورة والية كلها يختلف ويستدعي‬ ‫خرَ ِة هُ ْم يُو ِقنُونَ) فأكدها على ما ذكر في سورة البقرة ( َوبِال ِ‬ ‫هذا المر فقال (وَهُم بِالْآ ِ‬
‫ذكر الزيادة‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫خرَ ِة هُ ْم يُو ِقنُونَ) لم يقل وهم يوقنون بالخرة‪ .‬الصل في اللغة‬ ‫•لكن الملحظ أنه في البقرة وفي لقمان قدم الجار والمجرور على الفعل ( َوبِال ِ‬
‫العربية أن يتقدم الفعل ثم تأتي المعمولت الفاعل والمفعول به والمتعلق من جار ومجرور والتقديم ل بد أن يكون لسبب وهنا قدم (وبالخرة)‬
‫وكذلك في البقرة ( َوبِالْآخِرَ ِة ُه ْم يُو ِقنُونَ) لن اليقان بالخرة صعب ومقتضاه شاق أما اليمان بال كثير من الناس يؤمنون بال لكن قسم منهم‬
‫ب فِيهَا قُ ْلتُم مّا َندْرِي مَا السّاعَةُ (‪ )32‬الجاثية) وهم‬ ‫عدَ اللّهِ حَقّ وَالسّاعَةُ لَا َريْ َ‬‫مع إيمانه بال ل يؤمن بالخرة مثل كفار قريش (وَِإذَا قِيلَ إِنّ وَ ْ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَ ْرضَ َليَقُولُنّ اللّ ُه (‪ )25‬لقمان) إذن هم مؤمنون بال لكن غير مؤمنين بالخرة ولذلك هنا‬ ‫ق ال ّ‬
‫مؤمنون بال (وََلئِن سَأَ ْل َتهُم مّنْ خَلَ َ‬
‫قدم الخرة لهميتها فقال ( َوبِالْآخِرَ ِة ُه ْم يُو ِقنُونَ) اليمان بال كأنه متسع لكن اليقين بالخرة ليست متسعة والتقديم هنا للهتمام والقصر‪.‬‬
‫ك هُمُ ا ْل ُمفْلِحُونَ)‪ .‬هؤلء المذكورون بهذه الصفات (أُوْلَـ ِئكَ عَلَى ُهدًى مّن ّرّبهِمْ) واقتران‬ ‫•النهاية واحدة (أُوْلَـ ِئكَ عَلَى ُهدًى مّن ّرّبهِمْ َوأُوْلَـ ِئ َ‬
‫لفظ الرب مع الهداية اقتران في غاية اللطف والدقة لن الرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم‪ ،‬هذا الرب في اللغة‪ .‬لم يقل على هدى‬
‫من ال وإنما قال على هدى من ربهم وفيها أمران‪ :‬يمكن أن يقال هدى من ال لن ال لفظ الجللة إسم العلم كل المور تنسب إليه يصح أن‬
‫تُنسب إليه بإسمه العلم وأحيانا تنسب إلى صفاته بما يناسب المقام‪ ،‬ينسب ل ما يشاء وكلها تنسب لسمه العلم ولكن هناك أشياء من الجميل‬
‫أن تنسب إلى صفاته سبحانه وتعالى مثل أرحم الراحمين‪ ،‬الرحمن الرحيم فهنا قال على هدى من ربهم والرب في اللغة هو أصلً المربي‬
‫ل َربّنَا‬‫والموجه والمرشد فيناسب اللفظ مع الهداية واختيار لفظ الرب مع الهداية كثير في القرآن وهو مناسب من حيث الترتيب اللغوي (قَا َ‬
‫ستَقِي ٍم (‬
‫ط مّ ْ‬
‫صرَا ٍ‬ ‫ن (‪ )62‬الشعراء) (قُلْ ِإّننِي َهدَانِي َربّي إِلَى ِ‬ ‫س َي ْهدِي ِ‬
‫ن َمعِيَ َربّي َ‬‫ل كَلّا إِ ّ‬‫شيْ ٍء خَلْقَ ُه ثُ ّم َهدَى (‪ )50‬طه) (قَا َ‬ ‫اّلذِي أَعْطَى كُلّ َ‬
‫‪ )161‬النعام) كثيرا ما تقترن الهداية بالرب وهو اقتران مناسب لوظيفة المربي‪ .‬إضافة إلى أن ربهم أمحض لهم بالنصح والتوجيه والرشاد‬
‫ك عَلَى ُهدًى مّن ّرّبهِمْ) ل شك أن ربهم يهدهم فيه إخلص الهداية وإخلص التوجيه ورب النسان يعني مربيه أخلص له‬ ‫وإفادته هو‪( .‬أُوْلَـ ِئ َ‬
‫من غيره‪ ،‬هناك دللة لطيفة بين الرب والهدى وبين بالضافة ربهم هم‪ ،‬لو استعمل إسم العلم ليس فيه علقة بهم وإنما عامة لكن على هدى‬
‫من ربهم ل شك أن ربهم هو أرحم بهم وأرأف بهم لذا فاختيار كلمة رب مناسبة مع الهداية‪ .‬ثم إضافته إليهم أمر آخر أنه أرأف بهم وأرحم‬
‫بهم "على هدى من ربهم هم" لن ربه هو أرأف به وأرحم به وأطلب للخير له‪ .‬الهدى مقترن بالرب وفيه من الحنو والرشاد والخوف على‬
‫العباد ثم إضافة الضمير (ربهم) هذا فيه أن ال يحبهم ويقربهم إليه وفيه من الحنو والنصح والرشاد والتوجيه ول شك أن رب النسان أحنى‬
‫عليه‪ .‬وناك أكر إلتفت إليه القدمون‪ :‬قال تعالى (أُوْلَـ ِئكَ عَلَى ُهدًى مّن ّرّبهِمْ) يستعمل مع الهداية لفظ (على) بعكس الضلل يستعمل لها‬
‫ن (‪ )79‬النمل)‬ ‫ستَقِي ٍم (‪ )4‬يس) (ِإّنكَ عَلَى الْ َ‬
‫حقّ ا ْل ُمبِي ِ‬ ‫ن (‪ )8‬يوسف) هذا ملحظ في القرآن الكريم (عَلَى صِرَا ٍ‬
‫ط مّ ْ‬ ‫ل ّمبِي ٍ‬
‫لفظ (في ) (َلفِي ضَلَ ٍ‬
‫ن (‪ )47‬يس) وليس فقط في الضلل وإنما ما يؤدي إلى الضلل ( َفهُمْ فِي َر ْي ِبهِمْ َيتَ َر ّددُونَ (‬ ‫ل ّمبِي ٍ‬
‫ويستعمل في للضلل (إِنْ أَنتُمْ إِلّا فِي ضَلَا ٍ‬
‫ن (‪ )11‬يونس) كأن المهتدي هو مستعلي يبصر ما حوله ومتمكن مما هو فيه‬ ‫ط ْغيَا ِنهِ ْم َي ْعمَهُو َ‬
‫ن لَ يَ ْرجُونَ ِلقَاءنَا فِي ُ‬ ‫‪ )45‬التوبة) ( َف َنذَرُ اّلذِي َ‬
‫مستعلي على الشيء ثابت يعلم ما حوله ويعلم ما أمامه أما الساقط في اللجة أو في الغمرة أو في الضلل ل يتبين ما حوله بصورة صحيحة‬
‫سليمة لذا يقولون يستعمل ربنا تعالى مع الهداية (على ) ومع الضلل (في)‪.‬‬
‫ل جاء بضمير الفصل (هم) وجاء بالتعريف (المفلحون) لم يقل أولئك مفلحون ولم يقل هم‬ ‫•ثم ختم الية بقوله (وَأُوْلَـ ِئكَ هُ ُم ا ْلمُفْلِحُونَ) أو ً‬
‫مفلحون وإنما حصرا إن هؤلء هم المفلحون حصرا ليس هنالك مفلح آخر‪ .‬أولئك الصل إسم الشارة من الناحية الحسة المحسوسة إذا لم‬
‫نرد المجاز أن أولئك للبعيد وهؤلء للقريب هذا الصل مثل هذا وذلك‪ .‬ثم تأتي أمور أخرى مجازية كأن هؤلء أصحاب مرتبة عليا فيشار‬
‫إليهم لعلو مرتبتهم بفلحهم وعلة مرتبتهم بأولئك إشارة إلى علو منزلتهم وعلو ما هم فيه فالذي على هدى هو مستعلي فيما يسير هو مستعلي‬
‫أصلً فيشار إليهم بما هو بعيد وبما هو مرتفع وبما هو عالٍ ثم حصر الفلح فيهم قال (وَأُ ْولَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلمُ ْفلِحُونَ) حصرا فمن أراد الفلح ول‬
‫شك أن كل إنسان يريد الفلح‪ .‬والذي يؤمن بالخرة يؤمن بكل شيء وبكل ما يتعلق بذلك وهي ليست كلمة تقال‪ .‬وذكر ركنين أساسيين‬
‫واحدة في إصلح النفس وواحدة في الحسان إلى الخرين‪ :‬إقامة الصلة وإيتاء الزكاة فإقامة الصلة هي أول ما يسأل عنه المرء ولذلك هو‬
‫قال (وَأُوْلَـ ِئكَ هُ ُم ا ْلمُفْلِحُونَ) حصرا ل فلح في غير هؤلء ومن أراد الفلح فليسلك هذا السبيل أن يكون على هدى من ربه إذا أراد الفلح‬
‫عليه أن يكون على هدى من ربه وليس وراء ذلك فلح‪.‬‬
‫ن﴿‬ ‫ة لِقَو ْم ٍ يُؤْ ِ‬
‫منُو َ‬ ‫م ٌ‬ ‫ح َ‬
‫ن ﴿‪ ﴾2‬البقرة) ‪ -‬وَهُدًى وََر ْ‬ ‫متَّقِي َ‬
‫س ﴿ ‪ ﴾185‬البقرة) – (هُدًى لِل ْ ُ‬ ‫َ‬
‫*ما الفقر بين (هُدًى لِلن ّا ِ‬
‫ن ﴿‪﴾102‬‬ ‫مي َ‬‫سل ِ ِ‬‫م ْيي‬‫شَرى لِل ْ ُ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾89‬النحييل) ‪( -‬وَهُدًى وَب ُ ْ‬ ‫مي َ‬
‫سل ِ ِ‬ ‫شَرى لِل ْ ُ‬
‫م ْيي‬ ‫ة وَب ُ ْ‬‫م ً‬
‫ح َ‬‫‪ ﴾203‬العراف) ‪( -‬وَهُدًى َوَر ْ‬
‫ن ﴿‪ ﴾3‬لقمان)؟(د‪.‬أحميييد‬ ‫سنِي َ‬ ‫ح ِييي‬
‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫ة لِل ُ‬
‫م ً‬
‫ح َ‬
‫ن ﴿‪ ﴾2‬النميييل) ‪( -‬هُدًى وََر ْ‬ ‫منِي َييي‬‫مؤْ ِ‬‫شَرى لِل ْ ُ‬ ‫النحيييل) ‪( -‬هُدًى وَب ُ ْ‬
‫الكبيسى)‬
‫ب فِيهِ ُهدًى‬ ‫ى للمتقين (الم ﴿‪ ﴾1‬ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَا َريْ َ‬
‫ن ُهدًى لِلنّاسِ﴿‪ ﴾185‬البقرة) هدىً للناس وعندنا هد ً‬ ‫ل فِيهِ ا ْلقُرْآَ ُ‬
‫شهْ ُر َرمَضَانَ اّلذِي ُأنْ ِز َ‬ ‫قال تعالى ( َ‬
‫حمَةٌ ِلقَوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾203‬العراف) بالنحل أيضا (وَ ُهدًى وَ َر ْ‬
‫حمَةً َوبُشْرَى لِ ْلمُسِْلمِينَ‬ ‫ِل ْلمُتّقِينَ ﴿‪ ﴾2‬البقرة) وعندنا أيضا في سورة العراف (وَ ُهدًى وَ َر ْ‬
‫شرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾2‬النمل) وفي سورة لقمان‬ ‫﴿‪ ﴾89‬النحل) وبالنحل أيضا (وَ ُهدًى َوبُشْرَى لِ ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾102‬النحل) وفي سورة النمل (هُدًى َوبُ ْ‬
‫سنِينَ ﴿‪ ﴾3‬لقمان) مرة هدى للناس مرة للمؤمنين مرة للمتقين مرة لقو ٍم يؤمنون ومرة لقوم يتقون ومرة للمسلمين ومرة للمحسنين‬ ‫حمَةً لِ ْلمُحْ ِ‬
‫( ُهدًى وَ َر ْ‬
‫ى لهؤلء جميعا‪ .‬طبيعة هذا القرآن أنه للناس كافة كلٌ يأخذ منه على قدر حاجته الميّ يأخذ على قدر حاجته‪ ،‬الفيلسوف يأخذ على‬ ‫هو هدىً لمن؟ هد ً‬
‫قدر حاجته‪ ،‬الحاكم على قدر حاجته‪ ،‬صاحب العقل البسيط يأخذ‪ ،‬العبقري العالم المفكر المتدبر يأخذ‪ ،‬كل واحد يجد في هذا القرآن هدايته من أجل ذلك‬
‫نقول لماذا رب العالمين قال هذا وهذا وهذا وهذا؟ وما الفرق؟ ما الفرق بين المحسنين والمسلمين والمؤمنين والمتقين؟ ل بد أن يكون هناك فرق‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫( ُهدًى لِلنّاسِ) كلمة الناس ل تعني جميع المخلوقات البشرية الناس المصطلح القرآني ومصطلح اللغة العربية الناس هم أصحاب التأثير في المجتمع‬
‫يعني الطبقات المتنفذة الفعالة البناءة المهمة‪ ،‬هذا الناس‪ .‬السفهاء ليسوا من الناس المخربون ليسوا من الناس‪ ،‬الناس هم الصفوة الفعالة كما قال لما‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم انتصروا في بدر أحد الصحابة كان يمزح وقال ما كأنها حرب وجدنا خرافا فنحرناها فقال له (ل يا بني إنهم الناس) هؤلء‬
‫خشَوْهُ ْم ﴿‪ ﴾173‬آل عمران) (النّاسُ) الناس أي علية القوم‬ ‫ج َمعُوا َل ُك ْم فَا ْ‬
‫س َقدْ َ‬
‫وجهاء قريش الذين قتلناهم ليسوا أيّ كلم (اّلذِينَ قَالَ َلهُمُ النّاسُ إِنّ النّا َ‬
‫(إِنّ النّاسَ) أي الوجهاء والقادة‪ .‬فرب العالمين يقول هذا القرآن (هدىً للناس) أصحاب النفوذ الفكر المؤثرين الذين لديهم أراء في المجتمع فعالين بُناة‬
‫ى للناس) الذي نزل في رمضان واقتران رمضان بالقرآن اقتران غريب عجيب ولهذا المسلمون جميعا عندما‬ ‫المجتمع هؤلء الناس هذا القرآن (هد ً‬
‫سِلمِينَ) المسلم‬ ‫يأتي رمضان يتركون أعمالهم وأشغالهم وكل شيء وينشغلون بالقرآن الكريم لن شهر رمضان اسمه شهر القرآن‪ ،‬هذا للناس‪( .‬لِ ْلمُ ْ‬
‫نوعان المسلم من قال ل إله إل ال خلص انتهى صار مسلما هذا مسلم عام المسلم الخاص هو الذي أسلم كل أعماله وأفكاره وحركاته ل تسليما‬
‫حنِيفًا َومَا كَانَ‬ ‫ستَقِي ٍم دِينًا ِق َيمًا مِلّةَ ِإبْرَاهِي َم َ‬
‫ط مُ ْ‬
‫صرَا ٍ‬ ‫كاملً هذا شأن النبياء (وَُأمِ ْرتُ لِأَنْ َأكُونَ أَوّلَ ا ْلمُسِْلمِينَ ﴿‪ ﴾12‬الزمر) (قُلْ ِإنّنِي َهدَانِي َربّي ِإلَى ِ‬
‫حيَايَ َو َممَاتِي لِلّ ِه رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ ﴿‪ ﴾162‬لَا شَرِيكَ لَ ُه َوبِذَِلكَ ُأمِرْتُ َوَأنَا أَوّلُ ا ْل ُمسِْلمِينَ ﴿‪﴾163‬‬ ‫سكِي َومَ ْ‬ ‫ش ِركِينَ ﴿‪ ﴾161‬قُلْ إِنّ صَلَاتِي َونُ ُ‬ ‫مِنَ ا ْلمُ ْ‬
‫النعام) يعني جميع النبياء والصالحون أمروا أن يكونوا من المسلمين فهذا السلم النهائي الذي قال عنه ( َوبُشْرَى لِ ْلمُسِْلمِينَ) هذا واحد‪ .‬المؤمنون‬
‫حقّا ﴿‪ ﴾4‬النفال)‬ ‫ك هُمُ ا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ َ‬ ‫نوعان أيضا مؤمن عام يؤمن بال ويصلي ويصوم والخ أيّ كلم لكن صحيحة وليست باطلة المؤمن الخاص (أُوَل ِئ َ‬
‫ن هُ ْم عَنِ الّلغْوِ‬ ‫شعُونَ ﴿‪ ﴾2‬وَاّلذِي َ‬ ‫ح ا ْلمُ ْؤمِنُونَ ﴿‪ ﴾1‬اّلذِينَ هُ ْم فِي صَلَا ِتهِمْ خَا ِ‬ ‫هذا مؤمن حق الذي يؤدي الفرائض والطاعات أداء ممتاز ( َقدْ َأفْلَ َ‬
‫ُمعْرِضُونَ ﴿‪ ﴾3‬المؤمنون) إلى آخر اليات تتكلم عن كيف أن هذا المؤمن دقيق في أداء ما أوجب ال عليه سبحانه وتعالى‪ .‬أيضا قال (لِقَ ْو ٍم َيتّقُونَ ﴿‬
‫‪ ﴾6‬يونس) المتقي هو المسلم زائد المؤمن يساوي المتقي (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ ﴿‪ ﴾278‬البقرة) المؤمن الحق هو الذي يؤدي الطاعات بشكل‬
‫رائع المُتقي هو الذي يجتنب النواهي بشكل رائع مُطلق قلبه محفوظ ولسانه محفوظ وعينه محفوظة هذا المتقي (اّلذِينَ َآ َمنُوا َوكَانُوا َيتّقُونَ ﴿‪﴾63‬‬
‫يونس) إذا التقوى بعد ذلك‪ .‬يأتي بعد ذلك قال (لِقَ ْومٍ َيتّقُونَ) وليس للمتقين لقومٍ يتقون وليس للمؤمنين قال (ِلقَوْ ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ) المتقي خلص صار بطلً في‬
‫التقوى مثل شخص رياضي لعب بالولمبياد بالصين أخذ ميدالية هذا رياضي لكن نحن كل صبح نمشي شوي ونلعب حركات بسيطة نحن نلعب‬
‫رياضة لكن نحن لسنا أبطال رياضة فلقومٍ يتقون يتقي يوم ويخربط يوم ويتقي يوم ويخربط يوم يعني لم يصبح بطلً لكن يحاول قدر المكان هذا‬
‫عمِلُوا الصّالِحَاتِ َلُندْخَِلّنهُ ْم فِي الصّاِلحِينَ ﴿‪ ﴾9‬العنكبوت) سنجعله بطلً في الصلح‪ .‬حينئذٍ هؤلء جميعا‬ ‫(ِلقَوْ ٍم َيتّقُونَ)‪ ،‬هناك للمتقين (وَاّلذِينَ َآمَنُوا وَ َ‬
‫جعَ ْلنَا ِمنْكُ ْم شِرْعَةً َو ِم ْنهَاجًا ﴿‪ ﴾48‬المائدة) ولذلك إياك أن‬ ‫ل عليه (ِلكُلّ َ‬ ‫هذا القرآن الكريم بشرى وهداية لهم كل واحد يستطيع أن يأخذ له منهجا مفص ً‬
‫تغتر وتشوف نفسك متقي أو من المؤمنين الكبار أو من العلماء الكبار وتزدري شخصا لسه يؤدي الصلوات ثق هذا إذا كان يعترف أنه لسه في البداية‬
‫وأنت ترى نفسك أحسن منه فهو أحسن منك بألف مرة فإياك هذا مستواه عيب على واحد طالب في الجامعة يحتقر طالبا في الصف الول البتدائي يا‬
‫أخي هذا هو مستواه ما ينفع إل يمر بهذه المرحلة لكن أن تحتقره لنه في البتدائي أنت أيضا كنت في البتدائي حينئ ٍذ هذا (ِلقَوْ ٍم َيتّقُونَ)‪ .‬رمضان إذا‬
‫شرْعَةً َو ِمنْهَاجًا ﴿‪ ﴾48‬المائدة) في منهاج ابتدائي وثانوي وكلية ودكتوراه وماجستير الخ كل هؤلء كل واحد له منهجه‪ .‬من أجل هذا‬ ‫جعَ ْلنَا ِم ْنكُمْ ِ‬
‫(ِلكُلّ َ‬
‫عليك أن يكون القاسم المشترك بينكما القرآن من أجل هذا إذا احتقرت أحدا فقد هلكت‪ .‬ال يقول لك (وعزتي وجللي لدخلنه الجنة وأدخلنك النار‬
‫ن ُهدًى لِلنّاسِ)‪ .‬باختصار شديد بقيت دقائق أقول لكم شيء كلنا خطاءون نعم‬ ‫ل فِيهِ ا ْلقُرْآَ ُ‬ ‫شهْ ُر َرمَضَانَ اّلذِي ُأنْ ِز َ‬ ‫مكانه) هذا هو السر في أن ال قال ( َ‬
‫(ولو لم تذنبوا لذهب ال بكم) وأخطاؤنا بقدر السموات الفرصة الخيرة والكيدة والتي ل نقاش فيها رمضان إن لم يغفر لك في رمضان فمتى؟ وال‬
‫إن لم يغفر لنا في هذا الشهر فل أمل‪ .‬من أجل هذا الكيّس منا عليه أن يعتبر ويفترض أن هذا الرمضان آخر رمضان في حياته وراها سأموت وكل‬
‫الذين يسمعونني الن عدد كبير سيموتون قبل رمضان القادم‪ ،‬بعد رمضان إلى رمضان القادم مليون واحد نص مليون ربع مليون سيموتون إذا‬
‫عدّ نفسك من الموتى" طيب أنت هذا الشهر الذي هو آخر رمضان في حياتك ما‬ ‫افترض أنت واحد منهم وهذا محتمل "إذا أصبحت ل تنتظر المساء و ُ‬
‫أتقنته بحيث تؤدي به ثلث شروط أساسية الول أن يكون أبواك راضيين عنك ل أمل في مغفرة ول قبول للصيام ول قيمة لرمضان إذا لم يكن أبوك‬
‫وأمك يحبوك أو تحبهم يعني راضين عنك ل يوجد رحمة واحد فإذا أبوك زعلن أو أمك زعلنة روح الن وقبل أحذيتهم قل يا أبي جاء رمضان‬
‫وذنوبي بقد السموات أعفو عني يعفون عنك قطعا‪ ،‬ثانيا أل تقطع الرحم ل يوجد بينك وبين رحمك قاطعهم يعني مرحبا سلم عليكم خالتي عمتي ابن‬
‫عمي خالي ما عندك قطيعة رحم واحد جوعان تعطيه واحد محتاج تساعده‪ ،‬ثالثا ليس بينك وبين مسلم قطيعة (أخوان متصارمان) هذا الثنين‬
‫المتخاصمين ل يتحدثان ل يُغفَر لهم في رمضان ول ليلة القدر ول على عرفة ال يقول (دعوهما حتى يصطلحان) فإذا بينك وبين واحد خصومة ارفع‬
‫التلفون مرحبا يا أخي سلم عليكم غدا رمضان ورمضان ما يقبل إذا نحن متخاصمان يا أخي مرحبا يا أخي إذا قال لك أهلين فلن قسمت بينكم‬
‫سبعون رحمة إذا قفل التلفون كل السبعين رحمة لك وأنت حينئذٍ تفوز فوزا عظيما يوم القيامة‪ .‬فإكسر نفسك ل واخزي الشيطان وإذا قبلت شخص‬
‫أنت متعدي عليه أو هو متعدي عليك ل يهم لكن ل تتخاطبون وعندما تلتقون ل أحد يسلّم على الثاني قل له يا أخي نحن بكرة رمضان ال يخليك‬
‫سامحني حتى يقبل صيامنا فإذا وافق فبها وإذا لم يوافق أنت الذي فزت بها‪ .‬والشيء المهم هذا اللسان من أول رمضان إلى آخره ل تغتاب فيه أحد‬
‫ترى هذه ليست سهلة فمن الن جرّبها جرب غدا وبعد غد انتبه إذا اغتبت أحد أو ذكرته بالسوء أو حتى بأيّ كلم ستكتشف أنك كم تغتاب ول تدري!‬
‫تعودنا على الغيبة بحيث ل تلفت النظر! اضبط لسانك إذا جاءوا بذكر فلن ذكرهم بأن هذه غيبة وفلن غير موجود إذا اغتبت في رمضان فل‬
‫رمضان لك (رمضان جنة ما لم يخترق قالوا‪ :‬بمَ يخترق يا رسول ال؟ قال‪ :‬بالغيبة) إذا بر الوالدين رضا الوالدين رضا الرحم صلح بين اثنين‬
‫متخاصمين وأن ل تغتاب والذي بعث محمد بالحق كما قال صلى ال عليه وسلم ينتهي رمضان وليس عليك ذنب واحد‪ .‬هذا واحد المكسب الثاني رب‬
‫العالمين يضيف إلى رصيدك رصيد ‪ 83‬سنة قيام ليلها كامل وصيام نهارها كامل وكأنك تصلي خمس أوقات في الجامع وما أذنبت ذنبا ‪ 83‬سنة‬
‫شهْ ٍر ﴿‪ ﴾3‬القدر) كل هذه المغانم العظيمة تضيعها على وال فلن ل أتكلم‬ ‫خيْ ٌر مِنْ َألْفِ َ‬ ‫يضاف إلى رصيد حسناتك التي هي ليلة القدر (َليْلَةُ ا ْل َقدْرِ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫معه‪ ،‬تغتاب فلن وهو غير موجود‪ ،‬أمك وأبوك غير راضين عنك أو واحد منهم لماذا؟ يا مسكين وراءك قبر‪ ،‬وراءك حساب وكتاب ولهذا يا أولد‬
‫الحلل هذا الرمضان افترضوا أنه آخر رمضان فاتقوا ال في أنفسكم يكون ما يأتي أخر يوم من رمضان إل وأنت مغفور لك والنبي يقول (رغم أنف‬
‫عبدٍ أدرك رمضان ولم يغفر له) إن لم يغفر له في رمضان فمتى؟ والسلم عليكم‪.‬‬
‫آية (‪:)3‬‬
‫َ‬
‫صلةَ ) ولم يقل آمنوا بالغيب مع أن إيمان المتقين بالغيب‬‫ن ال َّ‬
‫مو َ‬ ‫ن بِالْغَي ْ ِ‬
‫ب وَيُقِي ُ‬ ‫منُو َ‬ ‫*لم قال(ال ّذِي َ‬
‫ن يُؤْ ِ‬
‫مؤكد في الية ؟(من برنامج ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫قال تعالى يؤمنون بصيغة المضارع ولم يقل آمنوا بصيغة الماضي لن اليمان منا مستمر متجدد ل يطرأ عليه شك ول ريبة‪.‬‬
‫آية (‪:)5‬‬
‫*ما الغرض البلغي من مضير الفصل هو ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن هُ ُم الظّاِلمُونَ (‪ )254‬البقرة)‬
‫ن (‪ )5‬البقرة) حصرا ليس هناك مفلح غيرهم حصر ومؤكد‪( ،‬وَا ْلكَافِرُو َ‬
‫التوكيد والقصر في الغالب (وَأُ ْولَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلمُ ْفلِحُو َ‬
‫هذا ضمير الفصل يفيد في الغالب التوكيد والقصر‪ .‬حتى تسمية ضمير الفصل قالوا يفصل الخبر عن الصفة وهذا أصل التسمية‪ ،‬أصل التسمية حتى‬
‫يعلم أن الذي بعده خبر وليس صفة لنه أحيانا يأتي السائل أن هذا صفة وبعده خبر‪.‬‬
‫آية (‪:)7‬‬
‫َ‬
‫م وَعَلَى‬
‫معِهِ ْ‬
‫س ْ‬ ‫ه عَلَى قُلُوبِهِ ْ‬
‫م َوعَلَى َ‬ ‫م الل ّ ُ‬
‫خت َ َ‬
‫* لماذا ترد السمع مفرد والبصار ثم القلوب بالجمع ( َ‬
‫َ‬
‫م (‪ )7‬البقرة) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ب عَظِي ٌ‬ ‫شاوَةٌ َولَهُ ْ‬
‫م عَذ َا ٌ‬ ‫م ِغ َ‬
‫صارِهِ ْ‬
‫أب ْ َ‬
‫ل يُ ْؤ ِمنُونَ (‪َ )6‬‬
‫ختَمَ اللّ ُه عَلَى‬ ‫سوَا ٌء عََل ْيهِمْ أَأَنذَ ْر َتهُمْ أَمْ َل ْم تُنذِرْهُ ْم َ‬
‫هذه هي الية الثانية في الكلم على الكفار في أول سورة البقرة (إِنّ اّلذِينَ َكفَرُواْ َ‬
‫ب عَظِي ٌم (‪.))7‬‬ ‫عذَا ٌ‬ ‫س ْم ِعهِمْ وَعَلَى َأ ْبصَارِ ِه ْم غِشَاوَةٌ وََلهُ ْم َ‬
‫قُلُو ِبهِمْ وَعَلَى َ‬
‫هؤلء كانوا من عتاة الكفرة من الذين علم ال سبحانه وتعالى أنهم قد أقفلوا قلوبهم لذا ل يقال لهم (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم) هذه التصريحات‬
‫في القرآن تجاه أناس من دلئل النبوة‪ ،‬هذا ل يكون من كلم بشر لنه ما يكون موقفك لو أن هؤلء تظاهروا بالسلم وقالوا نحن أسلمنا؟ يكون الكلم‬
‫غير وارد‪ ،‬لكن هذا علم ال سبحانه وتعالى‪ .‬هؤلء عتاة الكفر أغلقوا قلوبهم‪.‬‬
‫الختم هو الطابَع من الطين‪،‬الصل أن العربي كان يغلق فوهة شيء من الشياء إذا أراد أن يحفظها ويأتي بشيء من الطين يضعه على مكان عقدة‬
‫الخيط ويختم بخاتِمه (خاتَم وخاتِم) والن مستعمل هذا الختم بالشمع الحمر‪ .‬متى يختم بالشمع الحمر؟ على الغلق‪ ،‬يعني يقفل المكان ثم يختم عليهم‬
‫بالشمع الحمر وليس وهو مفتوح‪ ،‬إذن هم أغلقوا قلوبهم أولً فختم ال سبحلنه وتعالى عليها‪ .‬ل يحتج أن ال سبحانه وتعالى هو الذي ختم فهم‬
‫مسيّرون لنهم هم أغلقوا قلوبهم أولً لن الختم ل يكون إل على شيء مغلق‪ .‬فهم أغلقوا قلوبهم وما عادوا مستعدين للستماع ول للتقبّل لذا قيل‬
‫للرسول (سواء عليهم أأنذرتهم أو تنذرهم) هؤلء ل يؤمنون هؤلءإنتهى حالهم‪ ،‬وهذا المر ل يكون لعموم المسلمين ل يقول النسان هذا مقفل قلبه‬
‫لنك أنت ل تعلم ذلك‪ .‬إذن الختم ل يكون إل بعد الغلق هم أغلقوا قلوبهم فختم ال عليها‪.‬‬
‫القلب عند العرب هو موطن العقل والتفكير هم هكذا يستعملونه‪ ،‬والدماغ عندهم حشو الجمجمة‪ .‬في لغة العرب أن النسان يعقل ويفكر والعاطفة وكلها‬
‫في القلب‪ .‬فالقرآن كلّم الناس أن موطن العقل وموطن التفكير عندهم القلوب‪،‬‬
‫بماذا يتدبر النسان؟ بما يسمعه لن الصل أن اليات تلقى إلقاء على الناس‪.‬الدعوة شفاها‪ ،‬كلم شفاها‪ ،‬الرسول كان يكلمهم فهم إذا أغلقوا قلوبهم‬
‫ما فائدة أن يأتي كأنهم ل يحتاجون إلى آذانهم‪ .‬فإذا سمعوا شيئا هذا الشيء يدعوهم إلى التفكر‪ ،‬إلى النظر (قل انظروا ماذا في السموات والرض)‬
‫السمع هو الوسيلة الولى الذي يدعوك إلى أن تنظر‪ ،‬تسمع‪ ،‬يقال لك انظر فتنظر‪ .‬أولً أغلقوا قلوبهم فختم عليها‪ .‬الطريق إلى القلوب هو السمع ما‬
‫عاد ينفع فختم عليها أيضا والسمع وسيلة التذكير بالبصار فغشّيت البصار(غشاوة) لذلك جاء هذا الترتيب الطبيعي ول يمكن أن يتغير إل في ظرف‬
‫سعِيرًا (‪)97‬‬‫خبَتْ ِز ْدنَاهُمْ َ‬ ‫جهَنّ ُم كُّلمَا َ‬‫صمّا مّ ْأوَاهُ ْم َ‬ ‫ع ْميًا َو ُب ْكمًا وَ ُ‬
‫شرُهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة عَلَى ُوجُو ِههِ ْم ُ‬
‫معين سنتطرأ إليه في سورة السراء( َونَحْ ُ‬
‫ومن جانب آخر ‪:‬‬
‫القلوب ما يحوك فيها التفكير هذا شيء واسع مطلق والنسان وهو ساكت وفي فكره وفي قلبه و في تفكيره ليس له حدود‪ .‬النظر أيضا واسع لكنه ل‬
‫شك أقل من القلب‪ ،‬أنت تنظر إلى مكان محدود النظر يأتي في الدرجة الثانية في السعة‪ ،‬متنوع‪ ،‬يعني ترى أشياء كثيرة‪.‬أما السمع فيستقبل الصوت‬
‫فقط ل يستقبل شيئا آخر فالسمع يتعامل مع شيء واحد وهو الصوت اللغوي‪ .‬البصر يتعامل مع أشياء كثيرة والقلب يتعامل مع أشياء كثيرة أكثر فالذي‬
‫يتعامل مع الكثير إستعمل له الجمع والذي يتعامل مع الواحد إستعمل له المفرد (السمع)‪ .‬لنه لو مجموعة من الناس وألقي عليهم آية من اليات‪ ،‬هم‬
‫كلهم ستدخل في آذانهم صورة واحدة ستدخل هذه الذبذبات وتترجم في رؤوسهم ‪ -‬إذا كانوا يعرفون العربية ‪ -‬بصورة واحدة ل تختلف (ختم ال على‬
‫قلوبهم) كلمة كلمة كلمة‪ ،‬عدة كلمات متصلة هذا الذي يستقبلونه فإذن المستقبل في السمع واحد لكن لما استقبلوه كلٌ سيفكر فيه بطريقة خاصة وليس‬
‫بصورة واحدة‪ ،‬فهذا يقتضي توحيد السمع وجمع القلوب‪ .‬لما ينظر فيما حوله كلٌ ينظر من زاويته فكلٌ يرى حسب وجهة نظره‪.‬‬
‫القلوب جمع قلب والبصار جمع بصر ليس عندنا جمع آخر ‪ ،‬قلوب جمع كثرة وأبصار جمع قِلّة وطبعا كلهما يستعمل للكثرة والقلة‪ .‬مما قلناه أن‬
‫القلوب مشاربها وتهيؤاتها وتصورها شيء واسع فهذا كلم العرب‪ .‬العرب جاءوا على لغة القرآن‪ .‬العرب جمعوا القلب على قلوب إحساسهم هذا‬
‫وجمعوا البصر على أبصار‪ ،‬هذه ميزة للعربية ومن خلل النظر في كتاب ال سبحانه وتعالى‪ .‬بعض علمائنا يقولون وحّد كلمة السمع لن صورتها‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫صورة المصدر والمصدر عادة ل يُجمع لنه يدل على الحدث المطلق‪ .‬لن مدركات السمع واحد وهو الصوت بينما مدركات القلوب ومدركات‬
‫البصار متعددة‪ .‬ما يدركه السمع واحد وهو الصوت اللغوي والترجمة تكون في الذهن أي في القلب والنظر مدركاته كثيرة والقلب مدركاته كثيرة‬
‫ومدركات السمع هو الصوت اللغوي وهو هذه الموجة‪(- .‬لكن العرب جمعت السمع على أسماع )‪-‬‬
‫هنا القرآن استخدم ختم على القلب وعلى السمع والعطف لنه أراد أن يجمع بختم واحد القلوب والسمع لرتباط الموضوع‪ ،‬لن موضوع التفكر يكون‬
‫عن طريق السماع فلما أغلقوا قلوبهم لم يعد هناك فائدة للسمع فختم على الثنين‪ :‬ختم على قلوبهم وعلى سمعهم بختمين وليس بختم واحد لن القلب‬
‫شيء والسمع شيء آخر‪( .‬وعلى أبصارهم غشاوة) هذه جملة جديدة وليست معطوفة ولو أردنا أن نقف نقف على سمعهم ثم نقول وعلى أبصارهم‬
‫غشاوة‪ .‬البصر يحتاج لتغطية أما السمع فيحتاج إلى ختم لنه ليس هناك شيء يغطيه‪.‬‬
‫م) جعل الله تعالى القلوب والبصار جمعا ً بينما‬ ‫َ‬
‫م وَعَلَى أب ْ َ‬
‫صارِهِ ْ‬ ‫معِهِ ْ‬ ‫م َوعَلَى َ‬
‫س ْ‬ ‫ه عَلَى قُلُوبِه ْ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫خت َ َ‬
‫*( َ‬
‫أفرد السمع والنسان يملك قلبا ً واحدا ً بينما يملك عينين وأذنين فكان الوْلى من حيث الظاهر أن‬
‫م أفرد السمع دون القلوب والبصار؟(من برنامج ورتل القرآن‬ ‫يُفرِد القلب فيقول ختم على قلبهم‪ ،‬فل ِ َ‬
‫ترتيلً)‬
‫إن السمع يتعلق بما تسمع وما يُلقى إليك فكل الناس يسمعون الخبر متساويا ل تفاوت فيه ول تفاضل وإنما نختلف أنا وأنت والناس جميعا بتحليل‬
‫المسموع وتدبره وهذا يتم عبر القلوب‪.‬‬
‫آية (‪:)8‬‬
‫ن (‪ )8‬البقرة) هم جمع ومن يقول‬ ‫مؤْ ِ‬
‫منِي َ‬ ‫منَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْم ِ ال ِ‬
‫خرِ وَ َ‬
‫ما هُم ب ِ ُ‬ ‫من يَقُو ُ‬
‫لآ َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ َ‬
‫ن الن ّا ِ‬ ‫*(وَ ِ‬
‫مفرد فما دللة الجمع بين الصيغتين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(من) للمفرد والمثنى والجمع والصل في (من) إذا ذكرت أن يُبدأ بدللة لفظها ثم ينصرف إلى المعنى‪ ،‬دللة اللفظ مفرد مذكر ثم يصرف إلى المعنى‬
‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )8‬البقرة) هم جمع ومن يقول مفرد‪ ،‬يبدأ بالمفرد‪َ ( .‬ومِ ْنهُم مّن‬
‫س مَن يَقُو ُ‬‫الذي يحدده السياق ( َومِنَ النّا ِ‬
‫حشَ ٍة مّ َبّينَةٍ (‬
‫ت مِنكُنّ بِفَا ِ‬ ‫ل فِي ا ْل ِف ْتنَةِ سَقَطُو ْا (‪ )49‬التوبة) من يقول مفرد‪ ،‬سقطوا جمع‪ ،‬يبدأ بالمفرد‪( .‬يَا نِسَاء ال ّنبِ ّ‬
‫ي مَن يَأْ ِ‬ ‫ل ا ْئذَن لّي َولَ تَ ْف ِتنّي َأ َ‬
‫يَقُو ُ‬
‫‪ )30‬الحزاب) من يأت مفرد‪( ،‬من وما) يبدأ بلفظها تكونان للمفرد والمثنى والجمع مذكر أو مؤنث‪ .‬أكثر الكلم عند العرب إذا بدأوا بـ (من) حتى‬
‫ل آ َمنّا‬
‫س مَن يَقُو ُ‬ ‫لو كان جمعا (من) لها لفظ ولها معنى‪ ،‬لفظها المفرد المذكر ومعناها يختلف‪ ،‬يبدأ بالمفرد المذكر ثم يوضح المعنى فيما بعد ( َومِنَ النّا ِ‬
‫ت مِنكُنّ لِلّهِ َورَسُولِ ِه َوتَ ْعمَلْ صَالِحًا (‪ )31‬الحزاب)‪،‬‬ ‫بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الخِرِ َومَا هُم بِمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )8‬البقرة) مفرد مذكر‪ ،‬وما هم بؤمنين جمع‪َ ( ،‬ومَن يَ ْقنُ ْ‬
‫وعليها يؤمنون به ويؤمن به‪.‬‬
‫آية (‪:)13(-)12(-)9‬‬
‫ن َل ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ن‬
‫شعُُرو َ‬ ‫ن وَلَك ِ ْ‬
‫سدُو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مفْ ِ‬ ‫ن (‪( ))9‬أَل إِنَّهُ ْ‬
‫م هُ ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬
‫شعُُرو َ‬ ‫م َو َ‬ ‫سهُ ْ‬‫ن إ ِ ّل أن ْ ُف َ‬
‫خدَعُو َ‬ ‫(و َ‬
‫ما ي َ ْ‬ ‫* ما الفرق بين َ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )13‬البقرة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫مو َ‬ ‫ن َل يَعْل َ ُ‬‫فهَاءُ وَلَك ِ ْ‬ ‫م ال ُّ‬
‫س َ‬ ‫(‪ ))12‬و (أَل إِنَّهُ ْ‬
‫م هُ ُ‬
‫ن (‪ )8‬يُخَادِعُونَ اللّهَ وَاّلذِي َ‬
‫ن آ َمنُوا‬ ‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْمِ الخِرِ َومَا هُم ِبمُ ْؤمِنِي َ‬
‫س مَن يَقُو ُ‬
‫هذه اليات في الكلم على المنافقين وفي قوله تعالى ( َومِنَ النّا ِ‬
‫ن (‪ )9‬لما يعلنون أنهم هم آمنوا كأنما يعتقدون أنهم يخادعون ال سبحانه وتعالى‬ ‫شعُرُو َ‬
‫سهُم َومَا يَ ْ‬
‫خدَعُونَ ِإلّ أَن ُف َ‬
‫َومَا يَ ْ‬
‫(وما يشعرون) الفعل المضارع يدل على الحال أو الستقبال أو أحيانا الدوام والثبات يعني على الوصف‪ ،‬لما تقول‪ :‬زيد ينظم الشعر إما أن تعني‬
‫ينظم الشعر الن أو هو من الشعراء هذه حاله فاستعملوا (ما) لنفي الحاضر يقولون‪ :‬زيد ما ينظم الشعر أي الن ‪ .‬وإذا أرادوا المستقبل استعملوا (ل)‬
‫قالوا‪ :‬ل ينظم الشعر أي ليس شاعرا‪.‬‬
‫في مسألة يشعرون فى القرآن استعمل مرة (وما يشعرون) ومرة (ل يشعرون) معنى ذلك أنه يريد أن ينفي عنهم الحساس والشعور الن وفي‬
‫المستقبل‬
‫*ما الفرق بين (ل يشعرون) و(ل يعلمون)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هنا استعمل الشعور في الكلم على القضايا الظاهرة وعلى الحاسيس الواضحة‪ ،‬هنا المخادعة عمل ظاهر‪ ،‬يخادعون‪ ،‬يقولون‪ ،‬يتصرفون‪ ،‬فالشيء‬
‫ض قَالُواْ ِإّنمَا نَحْنُ‬
‫سدُواْ فِي الَرْ ِ‬
‫ل تُ ْف ِ‬
‫الذي يكون بالحاسيس‪ ،‬يتلمسه بحواسه ‪ ،‬بالكلم‪،‬بالحركة يناسبه الشعور الذي فيه معنى الحساس (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ْم َ‬
‫شعُرُو نَ (‪ )12‬استعمل (ل يشعرون) الشعور لن الفساد ظاهر‪ .‬لكن لما تكلم على القضايا القلبية‬ ‫سدُونَ وَلَـكِن لّ يَ ْ‬ ‫ن (‪ )11‬أَل ِإّنهُ ْم هُ مُ ا ْل ُمفْ ِ‬ ‫صلِحُو َ‬
‫مُ ْ‬
‫ل َيعَْلمُو نَ (‪ )13‬استعمل (ل يعلمون) لن العلم‬ ‫ن َكمَا آمَ نَ ال سّ َفهَاء أَل ِإّنهُ ْم هُ مُ ال سّ َفهَاء وَلَـكِن ّ‬
‫س قَالُواْ َأنُ ْؤمِ ُ‬
‫المعنوية (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ْم آ ِمنُو ْا َكمَا آمَ نَ النّا ُ‬
‫داخلي‪ .‬لكن لما استعمل دعاهم إلى اليمان واليمان شيء قلبي ل تعلمه استعمل (ل يعلمون) ما قال ل يشعرون لن اليمان ليس شعورا ظاهرا وإنما‬
‫هو علم باطن‪.‬‬
‫آية (‪:)10‬‬
‫ض (‪ )10‬البقرة) المرض هو الضعف والفتور فهل كل كافر مصاب بمرض في قلبه؟‬ ‫مَر ٌ‬‫*(ف ِي قُلُوبِه ِم َّ‬
‫تخيل شخصا ً مريضا ً ما الذي يبدو عليه؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وماذا يف عل المرض بج سده؟ إن مظهره يبدو شاحبا والمرض يق تل ج سده ورو حه رويدا رويدا وكذل كم ال مر بالن سبة إلى النفاق فالج هل و سوء العقيدة‬
‫مرض إيماني وأخلقي يميت نور اليمان في قلب صاحبه‪.‬‬
‫آية (‪:)14‬‬
‫َ‬
‫ن (‪)14‬‬
‫ستَهْزِؤُو َ‬
‫م ْ‬
‫ن ُ‬
‫ح ُ‬ ‫م إِن َّ َ‬
‫ما ن َ ْ‬ ‫م قَالُوا ْ إِنَّا َ‬
‫معَك ْ ْ‬ ‫خلَوْا ْ إِلَى َ‬
‫شيَاطِينِهِ ْ‬ ‫منَّا وَإِذ َا َ‬
‫منُوا ْ قَالُوا ْ آ َ‬ ‫* (وَإِذ َا لَقُوا ْ ال ّذِي َ‬
‫نآ َ‬
‫ضم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫البقرة) ضبط واو الجماعة في لقوا وخلوا؟ ومتى تُفتح الواو وت ُ َ‬
‫الواو ليست مفتوحة ول مضمومة وإنما هي ساكنة في الحالتين وإنما هذا يتعلق بما قبلها‪ .‬واو الجماعة إذا كان الفعل منتهيا بياء أو واو تُحذف ويضم‬
‫ما قبل واو الجماعة (لقي لقوا‪ ،‬نسي‪ ،‬نسوا‪ ،‬خشي‪ ،‬خشوا) المر متعلق بطبيعة الفعل وماذا قبل الواو واو أو ياء أو ألف إذا كان قبلها ياء يضم (يدعو‬
‫يدعُون‪ ،‬خفي‪ ،‬خفُوا‪ ،‬خشي خشوا‪ ،‬رمى رموا‪ ،‬دعا دعوا‪ ،‬مشى‪ ،‬مشوا‪ ،‬قضى قضوا‪ ،‬رضي‪ ،‬رضُوا‪ ،‬يرضى‪ ،‬يرضَون‪ ،‬يمشي‪ ،‬يمشون‪ ،‬يسعى‬
‫يسعَون) إذا سبقت واو الجماعة بواو أو ياء يضم ما قبلها وإذا سبقت بألف يفتح ما قبلها وإنما هي ساكنة (لقي‪ ،‬لقُوا‪ ،‬خل‪ ،‬خلَوا)‪.‬‬
‫*ميا الفرق بيين (خل بعضهيم إلى بعيض( ‪ )76‬و (خلوا إلى شياطينهيم( ‪)14‬فيى سيورة البقرة؟(د‪.‬أحميد‬
‫الكبيسى)‬
‫شيَاطِي ِنهِ ْم ﴿‪ ﴾14‬البقرة)‬
‫ض ﴿‪ ﴾76‬البقرة) أي شياطين مع بعض أو الكفار مع بعض أما قوله (وَِإذَا خَلَوْا ِإلَى َ‬
‫ضهُمْ إِلَى َبعْ ٍ‬
‫في قوله تعالى (وَِإذَا خَلَا َبعْ ُ‬
‫أي خلوا إلى رؤسائهم وإلى قادتهم والخ‪.‬‬
‫آية (‪:)15‬‬
‫م قال يعمهون ولم يقل يعمون؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ن (‪ )15‬البقرة) ل ِ َ‬
‫مهُو َ‬ ‫م فِي طُغْيَانِهِ ْ‬
‫م يَعْ َ‬ ‫مدُّهُ ْ‬
‫*(وَي َ ُ‬
‫العمى فقد البصر وذهاب نور العين أما العَمَه فهو الخطأ في الرأي والمنافقون لم يفقدوا بصرهم وإنما فقدوا المنطق السليم فهم في طغيانهم يعمهون‪.‬‬
‫آية (‪:)16‬‬
‫* ما دللة قوله تعالى في الية (اشتروا الضللة بالهدى)في سورة البقرة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لماذا جاءت الَضللة بالهدى ولم تأتى الهدى بالضللة ؟ فنقول أن هناك قاعدة تقول أن الباء تكون مع المتروك كما في قوله تعالى (أُوَل ِئكَ اّلذِينَ‬
‫ن (‪ )16‬البقرة)‪.‬‬
‫ت تِجَا َرُتهُمْ َومَا كَانُوا ُم ْه َتدِي َ‬
‫شتَرَوُا الضّلَالَةَ بِا ْل ُهدَى َفمَا َربِحَ ْ‬
‫اْ‬
‫*ما الفرق بين الفسق والضللة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫شتَرُوُ ْا الضّلَلَ َة بِا ْل ُهدَى (‪ )16‬البقرة) لكن الفرق بين الفسق والضلل أن الضلل قد يكون عن غير قصد‬ ‫الضلل هو نقيض الهداية (أُوْلَـ ِئكَ اّلذِينَ ا ْ‬
‫ص ْنعًا (‬
‫سنُونَ ُ‬
‫حِ‬‫سبُونَ َأّنهُ ْم يُ ْ‬‫حَ‬‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا وَهُ ْم يَ ْ‬
‫س ْع ُيهُ ْم فِي ا ْل َ‬
‫وعن غير علم‪ .‬الضلل هو عدم تبيّن المر تقول ضلّ الطريق قال تعالى (اّلذِينَ ضَلّ َ‬
‫ن بِأَهْوَا ِئهِم ِب َغيْ ِر عِلْ ٍم (‪ )119‬النعام) أما‬ ‫ن َكثِيرًا ّليُضِلّو َ‬ ‫ل بغير علم (وَإِ ّ‬ ‫ل ول يعلم‪ ،‬ضل عن غير قصد‪ .‬وقد يُض ّ‬ ‫‪ )104‬الكهف) هذا من دون معرفة ض ّ‬
‫الفسق فهو بعد العلم تحديدا وحتى يكون فاسقا ينبغي أن يكون مبلّغا حتى يكون فسق عن أمر ربه‪ .‬إذن هنا زيادة أنهم مبلّغون ثم خرجوا فإذن هم‬
‫فاسقون لو قال ضالون قد يعطيهم بعض العذر أنهم عن غير قصد لكنهم فاسقون بعد المعرفة وبعد التبليغ فسقوا‪ .‬في قوله (ول الضالين) ول الضالين‬
‫ح ُبكُمْ َومَا غَوَى (‪ )2‬النجم) نفى عنه الضلل بعلم أو بغير علم أما‬ ‫عامة لن الضلل عام واليهود والنصارى منهم وليس حصرا عليهم‪( .‬مَا ضَلّ صَا ِ‬
‫جعَ ْلنَا فِي ذُ ّرّي ِت ِهمَا الّنبُوّةَ وَا ْل ِكتَابَ) هذا بعد التبليغ‬
‫الفسق فل يكون إل بعد علم‪ ،‬ينبغي أن يعلم أولً حتى يقال عنه فاسق (وََل َقدْ َأرْسَ ْلنَا نُوحًا وَِإبْرَاهِيمَ وَ َ‬
‫( َف ِم ْنهُم ّم ْه َتدٍ َو َكثِيرٌ ّم ْنهُ ْم فَاسِقُونَ) تنكّبوا الصراط بعد المعرفة‪ .‬أصل الفسق هو الخروج عن الطريق يقال فسقت الرطبة أي خرجت من قشرتها‪.‬‬
‫آية (‪:)17‬‬
‫َ‬ ‫*ميا دللة المثيل فيي قوله تعالى (مثَلُه م ك َمث َل الَّذي ا ستوقَد نارا فَل َي َ َ‬
‫ب الل ّي ُ‬
‫ه‬ ‫حوْل َي ُ‬
‫ه ذَهَي َ‬ ‫ما َ‬
‫ت َي‬
‫ضاءَي ْ‬
‫ما أ َ‬
‫ّ‬ ‫ْي َ ْ َ َ ً‬ ‫ِ‬ ‫َ ُي ْ َ ِ‬
‫ن (‪ )17‬البقرة) لماذا ذهب بنورهم وليس بنارهم؟ وما الفرق بين‬ ‫صُرو َ‬ ‫ت َل يُب ْ ِ‬ ‫م فِي ظُل ُ َ‬
‫ما ٍ‬ ‫م وَتََركَهُ ْ‬
‫بِنُورِه ِ ْ‬
‫ذهب به وأذهب؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫سمّوا بهذه التسمية لن ظاهرهم مع اللمسلمين وباطنهم في حقيقة‬‫هذه الية الكريمة من مجموعة آيات تكلمت عن المنافقين ومعلوم أن المنافقين إنما ُ‬
‫المر أنهم مع الكفار حتى قيل أن الكفار خير منهم لن الكافر صريح يقول هو كافر لكن المنافق يقول لك هؤمؤمن مسلم ولكنه يهدم ويخرّب من‬
‫داخل المجتمع المسلم‪ .‬فضرب ال عز وجل لهم هذا المثل فوجود النار في الصحراء عند العرب مثال معروف على الظهور والنكشاف وهداية‬
‫الضالّ‪:‬‬
‫الية تتحدث عن شخص أوقد هذه النار ولما أوقدها وتعالى لهيبها أضاءت ما حوله‪ ،‬هذه الضاءة تمتد إلى مسافات بعيدة معناه أن هؤلء عاشوا في‬
‫هذا الضوء واستضاءوا واستناروا به ‪ -‬ونحن نقول أن هذا المثل يمكن أن يحمل أن الرسول هو مثل الموقِد لهذه النار الهادية ‪ -‬فلما جاءوا من‬
‫حولها ورأوا هذا النور وتذوقوا حلوة ايمان طمسوا هم على قلوبهم ولم يستفيدوا منه و نلحظ (كمثل الذي استوقد نارا ) هنا فرد‪( ،‬فلما أضاءت ما‬
‫حوله) هو حوله أناس‪ ،‬فالعربي ل يعيش وحده‪ ،‬فلما يوقد النار قبيلته حوله فهم أيضا يستضيؤون بهذه النار وكذلك الغراب البعداء يهتدون لهذه‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫النار‪( .‬فلما أضاءت ما حوله ذهب ال بنورهم) هم عاشوا في ضوء ولو لحقبة يسيرة‪ ،‬إطلعوا على السلم بخلف الكافر الذي كان يضع إصبعيه في‬
‫أذنيه ويقول ل أسمع‪( .‬فلما أضاءت) بسبب أن هؤلء لم يستفيدوا من هذا النور قال ذهب ال بنورهم‪.‬‬
‫والفرق بين النور والضوء أن النور ل يكون فيه حرارة أما الضوء ففيه حرارة ومرتبط بالنار والنسان يمكن أن تأتيه حرارة الضوء فالنار المضيئة‬
‫إذا خفتت وخمدت يبقى الجمر مخلفات النار وهو بصيص يُرى من مسافات بعيدة‪ .‬فلما يقول تعالى (ذهب ال بنورهم) يعني أصغر المور التي فيها‬
‫هداية زالت عنهم‪ .‬لو قال في غير القرآن ذهب ال بضوئهم تعني يمكن أنه ذهب الضوء لكن بقيت الجمرات لكن يريد القرآن أن يبين أن هؤلء بعد‬
‫أن أغلقوا قلوبهم (ذهب ال بنورهم فهم ل يبصرون) ل يبصرون شيئا حتى الجمر الصغير ما بقي عندهم‪.‬‬
‫*ما الفارق بين أذهب نورهم وذهب بنورهم؟(د‪.‬حسام النعيمى )‬
‫أذهبت هذا الشيء أي جعلته يذهب أذهبته فذهب‪ ،‬أنت فعلت وهو أيضا إستجاب للفعل‪ .‬فلو قال أذهب ال نورهم كأنها تعني أمر النور أن يذهب‬
‫فاستجاب وذهب‪،‬لكن هذا الذي ذهب قد يعود‪ .‬أما صورة (ذهب ال بنورهم) كأن ال تعالى اصطحب نورهم بعيدا عنهم وما اصطحبه ال عز وجل ل‬
‫أحد يملك أن يعيده‪ .‬هذا نوع من تيئيس الرسول من المنافقين لن الجهد معهم ضائع وهذه خصوصية للرسول ول يقول النسان أن هذا الشخص‬
‫ل نفع من ورائه فل داعي لوعظه وتذكيره‪ .‬لكن خص الرسول بهذا المر أن هؤلء المنافقون انتهى أمرهم‪.‬‬
‫ستَوْقَد َ نَاراً‬ ‫َ‬
‫ل ال ّذِي ا ْ‬ ‫مثَلُه ُ ْ‬
‫م كَ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫*ما سبب استخدام المفرد والجمع في قوله تعالى في سورة البقرة ( َ‬
‫َ‬ ‫فَل َ َ َ‬
‫ن {‪)}17‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ت ل ّ يُب ْ ِ‬
‫صُرو َ‬ ‫م فِي ظُل ُ َ‬
‫ما ٍ‬ ‫م وَتََركَهُ ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ه بِنُورِهِ ْ‬ ‫حوْل َ ُ‬
‫ه ذَهَ َ‬ ‫ما َ‬
‫ت َ‬
‫ضاء ْ‬
‫ما أ َ‬
‫ّ‬
‫ل بينكم)‬
‫من الممكن ضرب المثل للجماعة بالمفرد كما في قوله تعالى (ل تكونوا كالتي نقضت غزلها‪...‬تتخذون أيمانكم دخ ً‬ ‫‪.1‬‬
‫(الذي) تستعمل للفريق وليس للواحد فالمقصود بالذي في الية ليس الشخص إنما هي تدل على الفريق ويقال عادة الفريق الذي فعل كذا ول‬ ‫‪.2‬‬
‫يقال (الفريق الذين)‪.‬‬
‫يمكن الخبار عن الفريق بالمفرد والجمع (فريقان يختصمون)‬ ‫‪.3‬‬
‫الذي نفسها يمكن أن تستعمل للمفرد والجمع‪ .‬كما جاء في الشعر العربي‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫هم القوم كل القوم يا أم خالد‬ ‫وإن الذي حانت بفلج دماؤهم‬
‫َ‬
‫م قال تعالى ذهييب الله‬
‫ن) ل ِ ي َ‬ ‫ت ل ّ يُب ْ ي ِ‬
‫صُرو َ‬ ‫م فِ يي ظُل ُ َ‬
‫ما ٍ ي‬ ‫م وَتََركَهُ ي ْ‬
‫ورهِ ي ْ‬ ‫ب الل ّ ي ُ‬
‫ه بِن ُ ِ‬ ‫*يقول تعالى (ذَهَ ي َ‬
‫بنورهم؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫إنه يعني مضى به واستصحبه وهذا يدلك أنه لم يبقى لهم مطمع في عودة النور الذي افتقدوه كما تقول عن خبر ل يعرفه إل شخص واحد وقد مات‬
‫فتقول ذهب فلن بالخبر إذا لم يعد لك أمل في معرفته‪.‬‬
‫*سورة البقرة ورد فيها مثالين المنافقين فهل يمكن توضيحهما؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ي َفهُ ْم َ‬
‫ل‬ ‫عمْ ٌ‬ ‫ن (‪ُ )17‬‬
‫ص ّم ُبكْمٌ ُ‬ ‫ت لّ ُيبْصِرُو َ‬ ‫ت مَا حَوْلَ ُه ذَهَبَ اللّ ُه ِبنُورِهِمْ َوتَ َر َكهُ ْم فِي ظُُلمَا ٍ‬ ‫ستَ ْو َقدَ نَارا فََلمّا َأضَاء ْ‬ ‫المثال الول (مَثَُلهُ ْم َك َمثَلِ اّلذِي ا ْ‬
‫ستَ ْوقَ َد نَارا) وهذا جائز أن تشبه حالة جمع بالمفرد ( َولَ َتكُونُو ْا كَاّلتِي نَ َقضَتْ‬ ‫جعُونَ (‪ .))18‬أولً نلحظ شبّه حال الجمع بالمفرد ( َمثَُلهُ ْم َكمَثَلِ اّلذِي ا ْ‬ ‫يَ ْر ِ‬
‫سفَارًا (‪ )5‬الجمعة) هذا يجوز تشبيه‬ ‫حمِلُ أَ ْ‬
‫حمَا ِر يَ ْ‬ ‫حمِلُوهَا َك َمثَلِ الْ ِ‬ ‫غَ ْزَلهَا (‪ )92‬النحل) ل تكونوا جمع والتي مفرد‪َ ( ،‬مثَلُ اّلذِينَ ُ‬
‫حمّلُوا التّوْرَا َة ثُمّ َل ْم يَ ْ‬
‫هؤلء بحالة‪ ،‬أنتم مثلكم كمثل كذا‪ .‬استوقد معناها أوقد أو طلبوا اليقاد طلبوا النار فأوقدوها والنار للضاءة والنتفاع‪ ،‬الضاءة فرط النارة‪ ،‬مضيء‬
‫أكثر من منير‪ ،‬الضاءة أشد الضياء من النور لكن هو فرط النارة والنور أعم يبدأ من صغير وينتهي إلى حالت ل نعلمها‪ ،‬الضياء حالة من حالت‬
‫النور‪ ،‬فرط النارة‪ ،‬حالة من حالته‪ .‬النور يصير ضياءا ثم هنالك أمورا أخرى ل نعلمها‪ ،‬النور مبدأه قليل بعد الفجر نور ثم يكون أعلى فأعلى هذا‬
‫كل نور وضوء الشمس هو من النور فرط النارة‪ ،‬يبدأ في الفجر نور ويعلو حتى الظهيرة كله نور لكن فرط النارة هو الضياء حالة من حالت‬
‫ض (‪ )35‬النور) ربما يقصد البدايات وهنالك أشياء ل‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْ ِ‬ ‫النور وهناك حالت أخرى ل نعلمها من النور عندما قال تعالى (اللّ ُه نُورُ ال ّ‬
‫ق (‪ )54‬الرحمن) قالوا هذه البطائن والظهائر قالوا هو من النور الجامد‪ .‬هذه حالت نحن ل‬ ‫ستَبْرَ ٍ‬
‫نعلمها‪ .‬في وصف أهل الجنة قال (بَطَا ِئُنهَا مِنْ ِإ ْ‬
‫شكَاةٍ) قرّبها إلى الذهان حتى‬ ‫نعلمها‪ ،‬نحن نعلم مبدأ النور ونعلم فرط النور بالضاءة ثم هنالك أمورا ل نعلمها ولهذا وضحها ربنا بمثل ( َمثَلُ نُو ِر ِه َكمِ ْ‬
‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ) أولً النور عام والضياء‬ ‫نستوعبها أما بالعقل ل نتصور‪ .‬نحن نعرف حالت من حالتها أما النور مطلق ولذلك ربنا قال (اللّ ُه نُو ُر ال ّ‬
‫حالة من حالته‪ ،‬هناك أمور نعلمها وأمور ل نعلمها‪ ،‬هنالك نور البصر ونور البصيرة‪ .‬فإذن النور هو مبدأ والضاءة فرط النارة‪ .‬عندما قال تعالى‬
‫ت مَا حَوْلَ ُه ذَهَبَ اللّ ُه ِبنُورِهِمْ) لم يقل ذهب ال بضوئهم‪ ،‬ربنا شبه المنافقين كالذي استوقد نارا ورجع تعالى للمنافقين ذهب ال بنورهم ولم‬ ‫(فََلمّا َأضَاء ْ‬
‫ث المعنى كله فلما قال (ذَهَبَ‬ ‫يقل بضوئهم لنه لو قال ذهب ال بضوئهم لحتمل أن يبقى نور لن الضياء فرط النارة كان يبقى نور فأراد أن يجت ّ‬
‫ت مَا حَ ْولَهُ) ما قال ما حولها‪( ،‬مَا حَوْلَهُ) يعني حول المستوقد‪ .‬ثم قال‬ ‫اللّ ُه بِنُورِ ِهمْ) إذن ل يبقى نور ول ضياء وإنما ظلمة‪ .‬ثم قال (فََلمّا أَضَاء ْ‬
‫عمْيٌ) والبكم الذي يولد أخرس‪ .‬ولم يقل‬ ‫ظُلمَاتٍ) جمع الظلمة لتعدد أسبابها وهي في القرآن حيث وردت مجموعة‪ .‬ثم قال (صُ ّم ُبكْ ٌم ُ‬ ‫( َوتَ َر َكهُ ْم فِي ُ‬
‫صم وبكم وعمي لن صم وبكم وعمي محتمل أن يكون هناك جماعة بكم وهنالك جماعة صم وهنالك جماعة عمي لو قلت هؤلء فقهاء و ُكتّاب يعني‬
‫محتمل أن يكون فيهم فقهاء ويحتمل أن يكون فيهم ُكتّاب لكن لو قلت هؤلء فقهاء ُكتّاب شعراء يعني هم جمعوا الصفات كلها‪ ،‬هذا فقيه كاتب شاعر‬
‫يجمع الصفات‪ ،‬لكن لو قلت هؤلء فقهاء وكتاب وشعراء فيها احتمالين إحتمال أن يكونوا جمعوا واحتمال أن يكون قسم فقهاء وقسم كتاب وقسم‬
‫جعُونَ) تركهم متحيرين ل‬ ‫ل يَرْ ِ‬ ‫شعراء‪ .‬صم بكم عمي هذا تعبير قطعي جمعوا كل هذه الوصاف يعني كل واحد فيهم أبكم وأصم وأعمى‪َ ( .‬فهُ ْم َ‬
‫يرجعون إلى المكان الذي بدأوا منه والعمى ل يبصر والبكم ل يسأل والصم ل يسمع كيف يرجع؟ فقدوا أشكال التواصل‪ .‬العمى ل يبصر‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫شتَرُوُ ْا الضّلَلَةَ‬‫والصم ل يسمع والبكم ل يسأل ول ينطق كيف يرجعون؟ يقولون ل يعودون إلى الهدى بعد أن باعوه لنه قال (أُوْلَـ ِئكَ اّلذِينَ ا ْ‬
‫بِا ْلهُدَى (‪ )16‬البقرة)‪ ،‬ل يرجعون عن الضللة بعد أن اشتروها‪.‬‬
‫ت واللّ ُه مُحِيطٌ‬‫حذَرَ ا ْلمَوْ ِ‬
‫جعَلُونَ أَصْابِ َعهُ ْم فِي آذَا ِنهِم مّنَ الصّوَاعِقِ َ‬ ‫عدٌ َوبَ ْرقٌ َي ْ‬‫سمَاء فِيهِ ظُُلمَاتٌ َورَ ْ‬ ‫ب مّنَ ال ّ‬‫صيّ ٍ‬
‫والمثال الخر قوله تعالى (أَ ْو كَ َ‬
‫س ْمعِهِمْ وََأ ْبصَارِ ِهمْ إِنّ اللّه عَلَى كُلّ‬ ‫ب بِ َ‬
‫ق يَخْطَفُ َأ ْبصَارَ ُه ْم كُّلمَا أَضَاء َلهُم مّشَوْ ْا فِيهِ وَِإذَا َأظْلَ َم عََل ْيهِ ْم قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ َلذَهَ َ‬ ‫ن (‪َ )19‬يكَادُ ا ْلبَرْ ُ‬ ‫بِالْكافِرِي َ‬
‫شَيْ ٍء َقدِي ٌر (‪ )20‬البقرة) هذا هو المثال الخر‪ .‬الصيّب هو المطر‪ ،‬المطر الشديد النصباب (من صاب يصوب) مطر شديد النصباب وليس مجرد‬
‫عدٌ َوبَ ْرقٌ) الظاهر أنها ظلمات كثيرة لنه جمع ظلمات جمع ظلمة السُحمة (سُحمة يقال في‬ ‫مطر‪ .‬إذن هذا هو الصيّب‪ .‬هو ذكر قال (فِيهِ ظُُلمَاتٌ وَرَ ْ‬
‫ظلم أسحم شديد الظلمة) وتطبيقه للسماء وظلمة الليل‪ .‬هو نفسه مظلم كونه طبّق السماء فليس فيها مكان للضياء ظلمة الثانية والظلمة الثالثة ظلمة‬
‫شوْ ْا فِيهِ) لو كان نهارا لكانوا مشوا‪ .‬وفيه رعد وبرق إذن هذه هي الظلمات وفي القرآن لم ترد كلمة‬ ‫الليل‪ ،‬ظلمة الليل لنه قال (كُّلمَا أَضَاء َلهُم مّ َ‬
‫عدٌ َوبَ ْرقٌ) ليس فقط‬ ‫الظلمات مفردة أبدا بخلف النور ورد مفردا‪ .‬إذن الصيّب مطر شديد النصباب ينحدر‪ ،‬فيه هذه الظلمات فقال (فِيهِ ظُُلمَاتٌ وَرَ ْ‬
‫ظلمات‪.‬‬
‫عدٌ َوبَ ْرقٌ) مقصود في حد ذاته؟‬ ‫سؤال‪ :‬هل هذا الترتيب (فِيهِ ظُُلمَاتٌ وَرَ ْ‬
‫س ْم ِعهِمْ وََأبْصَارِهِمْ) فالسمع مقابل الرعد والبصار مقابل البرق نفس‬ ‫ب بِ َ‬ ‫هذا الترتيب مقصود بذاته ولذلك نلحظ حتى في آخرها قال (وَلَ ْو شَاء اللّهُ َلذَهَ َ‬
‫صيْحَ ُة (‪ )73‬الحجر)‪.‬‬ ‫خذَ ْتهُمُ ال ّ‬
‫الترتيب وذلك لن الخوف من الرعد أشد من البرق لن أقواما أهلكوا بالصيحة (الصيحة الصوت الشديد) (فََأ َ‬
‫سؤال‪ :‬هل يمكن أن يكون تقديم السمع لن سرعة الصوت أكبر من سرعة الضوء؟‬
‫ل‪ ،‬الضوء أسبق من الصوت‪ ،‬هناك مقام عقوبة ومقام خوف‪ ،‬في مقام الخوف الرعد أشد‪ .‬القرآن يراعي دللة الكلمات في السياق ول يرص الكلمات‬
‫جعَلُونَ أَصْابِ َعهُ ْم فِي آذَا ِنهِم‬ ‫بعضها بجانب بعض‪ .‬إذن هو ظلمات ورعد وبرق‪ .‬إذن مطر شديد النصباب وظلمات وليس ظلمة ورعد وبرق‪ .‬قال (ي ْ‬
‫حذَرَ ا ْلمَ ْوتِ) الصابع والمقصود هو النامل لن الصبع ل يمكن أن يدخل في الذن وهذا مجاز مرسل حيث أطلق الكُلّ وأراد الجزء‬ ‫مّنَ الصّوَاعِقِ َ‬
‫وهذا لشدة الخوف‪ ،‬كأنما يجعلون أصابعهم لو استطاعوا أن يُدخلوها كلها في آذانهم لفعلوا من شدة الخوف وما هم فيه‪ .‬الصواعق هي رعد شديد مع‬
‫حذَرَ ا ْلمَوْتِ)‪ .‬إذن هو‬ ‫جعَلُونَ أَصْابِ َعهُ ْم فِي آذَا ِنهِم مّنَ الصّوَاعِقِ َ‬ ‫نار محرقة وقد يصحبها جرم حديد ليس مجرد رعد وليست صاعقة وإنما صواعق (ي ْ‬
‫رعد شديد مع نار محرقة قد يكون معها حجر أو جرم‪ .‬ولحظ من فرط الدهشة أنهم يسدون الذان من الصواعق وسد الذان ينفع من الصواعق ينفع‬
‫من الرعد لكن ل ينفع مع الصاعقة لكن لفرط دهشتهم ل يعلمون ماذا يفعلون إذن هم يتخبطون‪ ،‬وصواعق جمع صاعقة لحظ المبالغات الموجودة في‬
‫خطَفُ َأبْصَارَهُ ْم كُّلمَا أَضَاء َلهُم مّشَ ْواْ فِيهِ) (كلما) تفيد التكرار إذن لم تكن مرة‬ ‫ق يَ ْ‬ ‫الية صواعق وظلمات وصيّب وليس مجرد مطر‪( .‬يَكَادُ ا ْلبَرْ ُ‬
‫واحدة‪( .‬كلما) في اللغة عموما تفيد التكرار وجيء بها لنهم حريصون على المشي لكي يصلون (كُّلمَا َأضَاء َلهُم مّشَوْ ْا فِيهِ) كلما أضاء لهم البرق‬
‫مشوا فيه وإذا أظلم ولم يقل إن أظلم للتحقق ولو قال إن أظلم يكون أقل‪( ،‬إذا) للمتحقق الوقوع وللكثير الوقوع أما (إن) فهي قد تكون للفتراضات وقد‬
‫ل يقع أصلً‪ .‬ثم قال (مّشَوْاْ) ولم يقل سعوا لن السعي هو المشي السريع أما المشي ففيه بطء إشارة إلى ضعف قواهم ل يستطيعون مع الخوف‬
‫س ْمعِهِمْ وََأ ْبصَارِ ِهمْ) لذهب بسمعهم مع قصف الرعد يعني جعلهم صما‪ ،‬وأبصارهم مع البرق‪،‬‬ ‫ب بِ َ‬‫والدهشة ل يعلمون كيف يفعلون‪( .‬وَلَوْ شَاء اللّهُ َلذَهَ َ‬
‫لماذا لم يفعل إذن؟ كان يمكن أن يذهب بسمعهم مع قصف الرعد وأن يذهب بأبصارهم مع ومض البرق‪ ،‬ل‪ ،‬هو أراد أن يستمر الخوف لنه لو ذهب‬
‫السمع لم يسمعوا ولو ذهب البصر لم يبصروا فأصبحوا بمعزل‪ ،‬هو أراد أن يبقوا هكذا حتى يستمر الخوف‪ .‬وقدم السمع لن الخوف معه أشد‪ .‬هذا‬
‫عذاب مضاعف وفيه مبالغات (الصيب مبالغة لنه مطر شديد وظلمات وليس ظلمة ورعد وبرق وأصابعهم وليس أناملهم وصواعق وليست صاعقة ثم‬
‫ذكر يخطف أبصارهم ثم قال (كلما) الدالة على التكرار وقال مشوا ولم يقل سعوا وقال إذا أظلم ولم يقل إن أظلم وقال لو شاء ال لذهب بسمعهم‬
‫وأبصارهم لم يرد أن يذهب بها حتى يبقى الخوف وهذه كلها مبالغات‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬أل يمكن أن يقال (ولو أظلم عليهم قاموا)؟ وما الفرق بين لو وإذا؟‬
‫ل (لو) قد تكون حرف امتناع لمتناع لو زارني لكرمته‪ ،‬لو أظلم عليهم قاموا‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬أص ً‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬إذن ل نقف عند الدوات هكذا يقول إذا‪ ،‬يقول لو‪ ،‬إذا فيها تحقق الوقوع و (لو) قد يكون امتناع لمتناع وقد ل يحدث الفعل‬
‫أصلً‪.‬‬
‫(وإذا أظلم عليهم قاموا) يعني وقفوا لم يتحركوا وهذا عذاب أيضا‪.‬‬
‫آية (‪:)18‬‬
‫م بُك ْ ٌ‬
‫م‬ ‫ص ٌّ‬
‫*ما دللة تكرار صفة (صم بكم عمي) بنفس الترتيب في القرآن؟ ولماذا إختلف الخاتمة ( ُ‬
‫ن (‪)171‬فيى سيورة البقرة ؟(د‪.‬حسيام‬ ‫قلُو َي‬
‫م ل َ يَعْ ِ‬
‫ي فَهُي ْ‬
‫م ٌي‬ ‫م بُك ْي ٌ‬
‫م عُ ْ‬ ‫ص ٌّ‬
‫ن (‪ )18‬و( ُي‬ ‫م َل يَْر ِ‬
‫جعُو َي‬ ‫ي فَهُي ْ‬
‫م ٌي‬
‫عُ ْ‬
‫النعيمى)‬
‫ن (‪ )17‬صُ ّم ُبكْ ٌم ُ‬
‫عمْيٌ‬ ‫ل ُيبْصِرُو َ‬
‫ت ّ‬
‫ب اللّ ُه بِنُورِ ِهمْ َوتَ َر َكهُ ْم فِي ظُُلمَا ٍ‬
‫ت مَا حَوْلَ ُه ذَهَ َ‬
‫ستَ ْوقَ َد نَارا فََلمّا أَضَاء ْ‬
‫في سورة البقرة قال تعالى ( َمثَُلهُ ْم َكمَثَلِ اّلذِي ا ْ‬
‫ن (‪ ))18‬نجد أن اليات نزلت في المنافقين‪ .‬المنافقون الذين رأوا اليمان وسمعوا كلم رسول ال من كلم ال عز وجل وكأنه‬ ‫جعُو َ‬
‫َفهُمْ لَا يَرْ ِ‬
‫يُفترض أنهم تذوقوا شيئا من اليمان‪ ،‬عُرِض عليهم اليمان ثم إنتكسوا بعد ذلك‪ ،‬يعني تحولوا من اليمان إلى الضلل‪ ،‬فإذن َمثَلهم كمثل الذي استوقد‬
‫نارا‪ ،‬كأنه أُضيء أمامهم هذا الدين لكنهم لم ينتفعوا بذلك‪ .‬شرع ال كيف يُقدّم؟ يُقدّم منطوقا‪ .‬هؤلء كأنهم لم يستفيدوا مما سمعوه وكأنهم لم يشهدوه‪.‬‬
‫(فهم ل يرجعون) ل مجال لهم للرجوع إلى الدين‪ ،‬إبتعدوا لذلك إستعمل كلمة (ل يرجعون) وسنجد في موضع آخر في سورة البقرة استعمل (ل‬
‫يعقلون) وسنتحدث عنها لحقا‪.‬الية الولى في الظلمة (في ظلمات ل يبصرون) هذا الهائم على وجهه ل يعرف طريقه فالتائه أول ما يفقد يفقد بصره‪،‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل يرى ولو كان يرى لعرف طريقه‪ .‬حينما يفقد البصر يريد أن يتسمع كأنه فقط ل يسمع فيحاول أن يصرخ لعل أحدا يسمعه وإذا لم يسمعه أحد‬
‫يحاول أن يبصر لعل نورا ينبثق في داخل هذه الظلمة لكن قال ل يبصرون فالصورة مختلفة‪.‬فهذا الترتيب(صم بكم عمي)‪.‬ل يوجد حرف عطف في‬
‫صمّا) نية تكرار العامل يعني نحشرهم عميا‬
‫عمْيًا َوبُ ْكمًا َو ُ‬
‫جعُونَ) يعني هذه حالهم‪.‬أما فى سورة السراء( ُ‬ ‫ي َفهُمْ لَا يَ ْر ِ‬
‫عمْ ٌ‬
‫آيتى سورة البقرة (صُ ّم ُبكْ ٌم ُ‬
‫ونحشرهم صما ونحشرهم بكما فيكون فيها نوع من التمييز لتنبيه أو لتركيز هذا المعنى‪.‬‬
‫*ماالفرق بين( ل يرجعون )و( ل يعقلون )؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫جعُونَ (‪ )18‬بيّنا أنهم ل يرجعون إلى النور الذي فقدوه‬ ‫ع ْميٌ َفهُمْ لَا يَرْ ِ‬
‫ص ّم ُبكْمٌ ُ‬ ‫تبقى مسألة في الية التي سأل عنها السائل‪ :‬في اليةالولى قال تعالى ( ُ‬
‫ل اللّ ُه قَالُو ْا بَلْ َنّتبِعُ مَا‬
‫طبِع على قلوبهم والعياذ بال فل مجال للرجوع فيناسبه (ل يرجعون)‪ .‬وفي الية الثانية (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ُم ا ّت ِبعُوا مَا أَنزَ َ‬ ‫لنهم نافقوا و ُ‬
‫ي َفهُمْ‬‫عمْ ٌ‬ ‫ل دُعَاء َونِدَاء صُ ّم ُبكْ ٌم ُ‬ ‫سمَعُ ِإ ّ‬ ‫ل يَ ْ‬‫ق ِبمَا َ‬ ‫ل يَ ْه َتدُونَ (‪َ )170‬ومَثَلُ اّلذِينَ َكفَرُو ْا َك َمثَلِ اّلذِي َينْعِ ُ‬ ‫شيْئا َو َ‬ ‫ل يَعْ ِقلُونَ َ‬
‫ن آبَاؤُهُ ْم َ‬
‫َألْ َف ْينَا عََليْهِ آبَاءنَا أَوَلَ ْو كَا َ‬
‫شيْئا) على أبائهم أنهم ل يعقلون فالمناسب أن تختم‬ ‫ن َ‬ ‫ن آبَاؤُ ُه ْم لَ َيعْقِلُو َ‬‫ل َيعْقِلُونَ (‪ .))171‬هنا أولً في الية السابقة لما تكلم على آبائهم قال (أَ َولَ ْو كَا َ‬ ‫َ‬
‫الية الثانية (ل يعقلون) فكما أن آباءهم ل يعقلون هم ل يعقلون‪.‬‬
‫ن (‪))171‬‬ ‫ل َيعْقِلُو َ‬
‫ي َفهُ ْم َ‬‫عمْ ٌ‬ ‫سمَعُ ِإلّ دُعَاء َونِدَاء صُ ّم ُبكْ ٌم ُ‬ ‫ل يَ ْ‬‫ن كَفَرُواْ َك َمثَلِ اّلذِي َي ْنعِقُ ِبمَا َ‬ ‫والمسألة الثانية أن المثال الذي ضُرِب ( َو َمثَلُ اّلذِي َ‬
‫صورتهم‪ ،‬صورة هؤلء وهم يُلقى عليهم كلم ال سبحانه وتعالى كمثل الذي ينعق بما ل يسمع إل دعاء‪ ،‬مثل مجموعة أغنام الراعي ينعق فيها‪،‬‬
‫يصيح فيها وهذه الغنام تسمع أصواتا لكنها ل تستطيع أن تعقلها‪ ،‬ل تفهم‪ .‬فكأن هؤلء وهم يستمعون إلى كلم ال سبحانه وتعالى كالغنام وعندنا آية‬
‫لنْعَا ِم بَلْ ُهمْ‬
‫س َمعُونَ ِبهَا أُ ْولَـ ِئكَ كَا َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن ّ‬ ‫ن ِبهَا وََلهُ ْم آذَا ٌ‬‫ل ُيبْصِرُو َ‬ ‫عيُنٌ ّ‬ ‫ن بِهَا وََلهُمْ أَ ْ‬‫ل يَ ْف َقهُو َ‬
‫ج َهنّ َم َكثِيرًا مّنَ ا ْلجِنّ وَالِنسِ َلهُ ْم قُلُوبٌ ّ‬
‫آخرى ( َولَ َقدْ ذَرَ ْأنَا لِ َ‬
‫ن (‪ )179‬العراف) مثّلهم لنهم ل يعقلون كلم ال سبحانه وتعالى ول يستعملون عقولهم في إدراكه جعلهم مثل الغنام‬ ‫َأضَلّ أُوْلَـ ِئكَ ُهمُ ا ْلغَافِلُو َ‬
‫والبهائم‪ .‬ولذلك هذه الصورة التي يناسبها كلمة (ل يعقلون)‪ .‬وتلك الصورة تناسبها كلمة (ل يرجعون) ل يعودون إلى اليمان‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ت (‪ )39‬النعام‪ ،‬وفي البقرة لم‬ ‫م فِي الظ ّل ُ َ‬
‫ما ِ‬ ‫م وَبُك ْ ٌ‬ ‫ن كَذَّبُوا ْ بِآيَاتِنَا ُ‬
‫ص ٌّ‬ ‫* ما دللة الواو في الية (وَال ّذِي َ‬
‫ن (‪))18‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫جعُو َ‬ ‫م ل َ يَْر ِ‬ ‫ي فَهُ ْ‬
‫م ٌ‬ ‫م بُك ْ ٌ‬
‫م عُ ْ‬ ‫ص ٌّ‬
‫يستخدم الواو ( ُ‬
‫عمْيٌ) وفي النعام قال (صُمّ َو ُبكْمٌ)‪.‬‬ ‫ما الفرق بين الصم والبكم وبين صم بكم؟‪ .‬الصم الذي ل يسمع والبكم الذي ل يتكلم‪ .‬في البقرة لما قال (صُ ّم ُبكْ ٌم ُ‬
‫(صم بكم عمي) هم في جماعة واحدة‪( ،‬صم وبكم) فيها احتمالن أن يكون جماعة أو أكثر من جماعة قسم صم وقسم بكم‪ .‬هؤلء شعراء فقهاء‬
‫وكتاب‪ ،‬الصفات الثلث في فئة واحدو هؤلء شعراء وفقهاء وكتاب أي يحتمل أن المجموعة فيها ثلث فئات‪ .‬عندما قال صم بكم عمي الكلم في فئة‬
‫واحدة وعندما قال صم وبكم احتمالين احتمال أن تكون جماعة واحدة واحتمال أن يكون جماعات متعددة قسم صم وقسم بكم وذكر في القرآن من يتكلم‬
‫ت بَصِيرًا (‪ )125‬طه) أعمى وليس أبكما‪ .‬إذن هذا المعنى اختلف كل واحدة لها دللة قطعية‪ .‬إحتمال‬ ‫عمَى َو َقدْ كُن ُ‬ ‫ش ْرتَنِي أَ ْ‬
‫ل رَبّ ِلمَ حَ َ‬ ‫ول يبصر (قَا َ‬
‫أن تكون الصفة واحدة والعطف ل يقتضي المغايرة دائما نقول هذا رجل كاتب وفقيه‪ ،‬تعدد الوصاف بحسب الغرض منها‪ .‬يبقى السؤال لماذا اختار‬
‫في آية البقرة أن ل يذكر الواو وذكرها في آية النعام؟ لماذا هذه المغايرة؟ آية البقرة أشدّ لنها في جماعة واحدة ذكر العمى والصمم والبكم (صم بكم‬
‫صمّ َو ُبكْ ٌم فِي‬ ‫ن (‪ )17‬البقرة‪ ،‬آية النعام أقلّ لم يذكر العمى قال (وَاّلذِي َ‬
‫ن كَ ّذبُو ْا بِآيَا ِتنَا ُ‬ ‫ل ُيبْصِرُو َ‬‫ت ّ‬ ‫ظُلمَا ٍ‬
‫عمي) وقال أيضا في الظلمات ( َوتَ َر َكهُ ْم فِي ُ‬
‫الظُّلمَاتِ) إذن أهل البقرة أشد الموصوفين هؤلء ذكر في المنافقين تسع آيات من الية (‪ )8‬إلى الية (‪ )20‬ووصفهم بصفات متعددة فذكر الفساد‬
‫ومخادعة ال والذين آمنوا والستهزاء وشراء الضللة بالهدى إضافة إلى صفة التكذيب أما في النعام آية واحدة فقط وذكر صفة التكذيب باليات‪،‬‬
‫ستَقِي ٍم (‪ ))39‬آية واحدة‪ .‬فأيها الولى بالذمّ‬ ‫جعَلْ ُه عَلَى صِرَاطٍ مّ ْ‬
‫ت مَن يَشَإِ اللّ ُه يُضْلِلْهُ َومَن يَشَ ْأ يَ ْ‬
‫صمّ َو ُبكْ ٌم فِي الظُّلمَا ِ‬
‫ن كَ ّذبُو ْا بِآيَا ِتنَا ُ‬
‫صفة واحدة (وَاّلذِي َ‬
‫وكثرة الصفات السيئة؟ الذين في سورة البقرة‪ ،‬إذن هم ليسوا جماعتين وإنما جماعة واحدة هؤلء صم بكم عمي وهم في الظلمات فل يمكن من الناحية‬
‫البيانية وضع إحداهما مكان الخرى ول يصح فهذا قانون بياني بلغي‪.‬‬
‫*مييا الفرق بييين(صييم بكييم عمييي) كمييا جاءت فييي سييورة البقرة و(صييم وبكييم) فييي سييورة‬
‫النعام؟السامرائى‬
‫ت مَن يَشَِإ اللّ ُه يُضِْللْ ُه‬ ‫جعُو نَ {‪ )}18‬وفي سورة النعام (وَاّلذِي َ‬
‫ن َكذّبُو ْا بِآيَا ِتنَا صُمّ َو ُبكْ مٌ فِي الظُّلمَا ِ‬ ‫ل يَرْ ِ‬
‫عمْ يٌ َفهُ ْم َ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة ( صُ ّم ُبكْ ٌم ُ‬
‫ستَقِي ٍم {‪ )}39‬فما الفرق بين (صم بكم) و(صم وبكم)؟ صم بكم يحتمل أن يكون بعضهم صم وبعضهم بكم ويحتمل أن‬ ‫ط مّ ْ‬
‫جعَلْ ُه عَلَى صِرَا ٍ‬
‫ش ْأ يَ ْ‬
‫َومَن يَ َ‬
‫يكونوا في مجموعهم صم بكم‪ ،‬أما (صم وبكم) فل تحتمل إل معنى واحدا وهو أنهم جميعا صم بكم‪ .‬ولو لحظنا سياق الليات في السورتين نجد أن‬
‫في سورة النعام لم يقل عمي وإنما قال صم وبكم فقط أما في البقرة فالكلم على المنافقين طويل وذكر فيه أشياء كثيرة كالستهزاء وغيره‪ .‬العمى‬
‫أ شد من الذي في الظلم لن الع مى سواء كان في الظلمات أو في النور ف هو ل يري‪ .‬والمعروف أن ال صم هو أب كم ل كن ل يس كل أ صم ل يتكلم‬
‫فهناك أنواع من الصمم قسم من الصم يتكلم وقد قال بعضهم أن آية سورة النعام هي في الخرة (رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) فهو أعمى‬
‫ويتكلم ويسمع‪.‬‬
‫آية (‪:)23‬‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫م ِ‬‫شهَدَاءَك ُ ْ‬
‫مثْل ِهِ وَادْعُوا ُ‬
‫ن ِ‬
‫مْ ْ‬
‫سوَرةٍ ِ‬ ‫ما نََّزلْن َا عَلَى عَبْدِن َا فَأتُوا ب ِ ُ‬
‫م َّ‬
‫ب ِ‬
‫م ف ِي َري ْ ٍ‬‫ن كُنْت ُ ْ‬
‫*ما الفرق بين (وَإ ِ ْ‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ِي‬‫مثْل ِيهِ َوادْعُوا َ‬ ‫ل فَأتُوا ب ِي ُ‬
‫سوَرةٍ ِ‬ ‫ن افْتََراهيُ قُ ْ‬‫م يَقُولو َي‬ ‫ن (‪ )23‬البقرة) و (أ ْ‬ ‫صادِقِي َ‬ ‫م َي‬ ‫ن الل ّيهِ إ ِي ْ‬
‫ن كُنْت ُي ْ‬ ‫دُو ِي‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ا ستطَعتم م ن دو ن الل َّيه إ ن كُنت م صادقين (‪ )38‬يونيس) و(قُ ْ ْ‬


‫ت وَادْعُوا‬ ‫مثْل ِيهِ ُ‬
‫مفْتََريَا ٍي‬ ‫سوَرٍ ِ‬ ‫ل فَأتُوا بِعَ ْ ِ‬
‫شر ُي‬ ‫ِ َ ِي ْ ْ ُي ْ َي ِ ِ َ‬ ‫ْي َ ْ ُ ْ ِ ْي ُ ِي‬
‫ن (‪)13‬هود )؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫صادِقِي َ‬
‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن كنْت ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫ن اللهِ إ ِ ْ‬
‫ن دُو ِ‬‫م ْ‬ ‫ستَطَعْت ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫نا ْ‬
‫م ِ‬
‫َ‬
‫ن كَانُوا‬ ‫ث مِثْلِهِ ِإ ْ‬‫حدِي ٍ‬ ‫التحدي كان بأكثر من صورة‪ ،‬كان هناك تحدي في مكة وتحدي في المدينة‪ .‬السور المكية جميعا جاءت من غير (من) ( فَ ْليَ ْأتُوا بِ َ‬
‫ل فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ‬ ‫صَا ِدقِينَ (‪ )34‬الطور)‪ ،‬الحديث يمكن أن يكون آية أو عشر آيات أو سورة كاملة‪ ،‬بحديث مثله‪ :‬الحديث مطلق‪( .‬أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ت وَادْعُوا مَنِ‬ ‫ن (‪ )38‬يونس) بسورة مثله‪( ،‬أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ل فَ ْأتُوا ِبعَشْ ِر سُوَ ٍر ِمثْلِ ِه مُ ْفتَ َريَا ٍ‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِنْ ُك ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫ط ْعتُ ْم مِ ْ‬‫ستَ َ‬
‫وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫ن يَ ْأتُوا ِب ِمثْلِ َهذَا ا ْلقُرْآَنِ لَا يَ ْأتُونَ ِب ِمثْلِهِ وَلَ ْو كَانَ‬‫ن عَلَى أَ ْ‬ ‫ن ُكنْتُ ْم صَا ِدقِينَ (‪ )13‬هود) بعشر سور‪( ،‬قُلْ َلئِنِ ا ْ‬
‫ج َت َمعَتِ ا ْلِإنْسُ وَا ْلجِ ّ‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬ ‫ط ْعتُمْ مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫اْ‬
‫ظهِيرًا (‪ )88‬السراء) حكاية حالهم بأسلوب القرآن الكريم‪ .‬فكان أحيانا يطالبهم بحديث‪ ،‬أحيانا يقول لهم‪ :‬فإتوا بقرآن مثله‪ ،‬أحيانا عشر‬ ‫ضهُمْ ِل َبعْضٍ َ‬ ‫َبعْ ُ‬
‫سور‪ ،‬أحيانا سورة مثل الكوثر أو الخلص‪ ،‬هذا كان في مكة‪ .‬سورة واحدة فكان يقول (مثله)‬
‫ن دُونِ اللّهِ إِنْ‬ ‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬
‫ع ْبدِنَا َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ‬ ‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬ ‫في المدينة (في سورة البقرة) المكان الوحيد الذي قال ( َوإِنْ ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫ُك ْنتُمْ صَادِقِينَ (‪ )23‬البقرة)‪ .‬هنا القرآن إنتشر وأسلوبه صار معروفا‪ ،‬الن يقول لهم (بسورة من مثله) لو قال ‪ :‬بسورة مثله كما قال سابقا يعني سورة‬
‫مثل سور القرآن الكريم‪( .‬من) هذه للتبعيض‪ ،‬هو هل له مثل حتى يطالَبون ببعض مماثله؟ هو لم يقل ‪ :‬فاتوا بمثله وإنما ببعض ما يماثلهأو بعض ما‬
‫تتخيلونه مماثلً ول يوجد ما يماثله فما معناه؟ هذا معناه زيادة التوكيد‪ .‬لما تأتي (مثل) ويأتي عليها حرف في شيء ليس له مثل معنى ذلك توكيد كما‬
‫سمِيعُ ا ْلبَصِي ُر (‪ )11‬الشورى) الكاف للتشبيه‪ ،‬ومثل للتشبيه معناه أنه لو تخيلتم لو أن تصوّركم أنجدكم بأن تتخيلوا‬ ‫يءٌ وَهُوَ ال ّ‬‫س َك ِمثْلِهِ شَ ْ‬‫قال تعالى (َليْ َ‬
‫ل لهذا القرآن فحاولوا أن تأتوا بمثل ذلك المثال ‪ ،‬بجزء من ذلك المثال الذي تخيلتموه فهذا أبعد في التيئيس من قوله (مثله) مباشرة‪.‬‬ ‫مثا ً‬
‫هذا إمعان في التحدي وأبعد لنه صار القرآن منتشرا‪ .‬وهذا غير ممكن لنه سبق وقال تعالى (ل يأتون بمثله) فإتوا ليس بمثله وإنما بجزء من مما‬
‫تتخيلونه مماثلً له‪.‬‬
‫*ما الفرق البياني بين قوله تعالى (من مثله) و(مثله)؟‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ع ْبدِنَا َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ‬
‫ن‬ ‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬‫ن ُكنْتُ ْم فِي َريْ ٍ‬‫تحدّى ال تعالى الكفار والمشركين بالقرآن في أكثر من موضع فقال تعالى في سورة البقرة (وَإِ ْ‬
‫ط ْعتُ ْم مِنْ دُونِ‬
‫ستَ َ‬ ‫ن (‪ ))23‬وقال في سورة يونس (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ل فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬ ‫ن كُ ْنتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬
‫ش َهدَا َءكُ ْم مِ ْ‬
‫ِمثْلِ ِه وَادْعُوا ُ‬
‫ن(‬ ‫ن ُكنْتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬‫ط ْعتُ ْم مِ ْ‬
‫ستَ َ‬
‫ت وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬ ‫ن (‪ ))38‬وفي سورة هود (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ل َف ْأتُوا ِبعَشْرِ سُوَ ٍر ِمثْلِهِ مُ ْفتَ َريَا ٍ‬ ‫ن ُكنْتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫اللّهِ إِ ْ‬
‫‪.))13‬‬
‫ل ينبغي أن نلحظ الفرق في المعنى بين (من مثله) و(مثله) ثم كل آية تنطبع بطابع الفرق هذا‪ .‬فإذا قلنا مثلً ‪ :‬إن لهذا الشيء أمثالً فيقول‪ :‬ائتني‬ ‫*أو ً‬
‫بشيء من مثله فهذا يعني أننا نفترض وجود أمثال لهذا الشيء أما عندما نقول ‪ :‬ائتني بشيء مثله فهذا ل يفترض وجود أمثال لكنه محتمل أن يكون‬
‫لهذا الشيء مثيل وقد ل يكون فإن كان موجودا ائتني به وإن لم يكن موجودا فافعل مثله‪ .‬هذا هو الفرق الرئيس بينهما‪.‬‬
‫هذا المر طبع اليات كلها ‪ .‬أولً قال تعالى في سورة البقرة (وإن كنتم في ريب) وفي آيتي سورة يونس وهود قال تعالى (افتراه) وبل شك (إن كنتم‬
‫في ريب) هي أع ّم من (افتراه) أن مظنة الفتراء أحد أمور الريب (يقولون ساحر يقولون يعلمه بشر يقولون افتراه) أمور الريب أعم وأهم من الفتراء‬
‫والفتراء واحد من أمور الريب‪.‬‬
‫**والمر الخر أننا نلحظ أن الهيكلية قبل الدخول في التفصيل (وإن كنتم في ريب) أعمّ من قوله (افتراه) و(من مثله) أع ّم من (مثله) لماذا؟ لو‬
‫لحظنا المفسرين نجد أنهم وضعوا احتمالين لقوله تعالى (من مثله) فمنهم من قال من مثله أي من مثل القرآن وآخرون قالوا أن من مثله أي من مثل‬
‫هذا الرسول المي الذي ينطق بالحكمة أي فاتوا بسورة من القرآن من مثل رجل أمي كالرسول ‪ .‬وعليه فإن (من مثله) أع ّم لنه تحتمل المعنيين أم‬
‫(مثله) فهي ل تحتمل إل معنى واحدا وهو مثل القرآن ول تحتمل المعنى الثاني‪ .‬الحتمال الول أظهر في القرآن ولكن اللغة تحتمل المعنيين‪ .‬وعليه‬
‫فإن (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله) أعم من (أم يقولون افتراه فاتوا بسورة مثله) لن إن كنتم في ريب أع ّم من الفتراء‬
‫و(من مثله) أع ّم من (مثله)‪.‬‬
‫***ثم هناك أمر آخر وهو أنه حذف مفعولين الفعلين المتعديين (تفعلوا) في قوله تعالى (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) والحذف قد يكون للطلق في‬
‫اللغة كأن نقول‪(" :‬قد كان منك ما يؤذيني" هذا خاص و" قد كان منك ما يُؤذي" وهذا عام‪ .‬وإن كان المعنى في الية هنا محدد واضح لكن الحذف قد‬
‫يعني الطلق عموما (سياق التحديد ظاهر جدا والحذف قد يأتي في مواطن الطلق فحذف هنا)‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫عبْ ِدنَا فَ ْأتُوا بِسُورَةٍ‬
‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫ن ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬
‫المسألة الثالثة رب العالمين تكلم عن الذين ينكرون نبوة محمد وينكرون أن هذا قرآن‪ ،‬مرة قال (وَإِ ْ‬
‫ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ ﴿‪ ﴾23‬البقرة) وفي مكان آخر (فَ ْأتُوا بِسُو َرةٍ ِمثْلِهِ ﴿‪ ﴾38‬يونس) بدون (من) طبعا من أجل‬ ‫ن دُونِ اللّهِ إِ ْ‬ ‫ش َهدَا َء ُكمْ مِ ْ‬
‫ن ِمثْلِهِ وَادْعُوا ُ‬
‫مِ ْ‬
‫ن دُونِ اللّهِ ﴿‪﴾38‬‬ ‫ط ْعتُمْ مِ ْ‬
‫ستَ َ‬ ‫هذا في سورة يونس يقول (َأ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه (‪ )38‬يونس) على القرآن (أَ ْم يَقُولُونَ ا ْفتَرَا ُه قُ ْ‬
‫ل َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫عبْ ِدنَا فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ ِمثْلِهِ) والثانية (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ) في الولى شك في نبوة محمد أنه‬ ‫ب ِممّا نَزّ ْلنَا عَلَى َ‬
‫ن ُك ْنتُ ْم فِي َريْ ٍ‬‫يونس) في الولى قال (وَإِ ْ‬
‫ليس نبي فالخلف أنه ليس نبي قال إذا كان ليس نبيا هاتوا برجل من عندكم من رجالكم اقترحوا أي واحد يأتي ويقول كلم مثل ما يقوله محمد وهاتوا‬
‫شهداء على أننا نعرف فلن الفلني الشاعر الديب الخ هذا قال كلم مثل كلم محمد بالضبط‪ ،‬مستحيل تجدوا هذا الشيء فليس هناك رجل يشبه محمد‬
‫ل في أخلقه ول في خلقه ول في صفاته ول في تاريخه ول في نصاعة نسبه الخ مستحيل هناك رجل يشبه محمد صلى ال عليه وسلم من كل قومكم‬
‫وعشائركم وقبائلكم إذا أين الشكال؟ (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِنْ) من رجل مثل محمد يقول نفس السورة أو قريب منها فالشك هنا والريب كان في شخص النبي‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬أما في قوله ( َف ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ) الشك في القرآن هم يقولون أن محمد نبي لكن هذا القرآن ممكن أنه هو قاله من عنده كان هو‬
‫ن ِمثْلِهِ) و (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة ِمثْلِهِ)‪ .‬لهذا‬
‫أديب والخ قال إذن أتوا بسورة مثل ما قال وهناك من مثل محمد وهنا مثل القرآن‪ ،‬هذا الفرق بين (فَ ْأتُوا بِسُورَ ٍة مِ ْ‬
‫ش َهدَا َءكُمْ) هاتوا شهود يشهدون بأننا رأينا واحدا مثل محمد ويقول كلما مثل محمد وفي‬ ‫قال في البقرة لما قال هاتوا بشخص مثل محمد قال (وَادْعُوا ُ‬
‫ط ْعتُمْ)‪ .‬لما تحداهم أن يقولوا كلما كالقرآن هناك تحداهم أن يأتوا بشخصٍ كمحمد وهنا تحداهم أن يأتوا بكلمٍ‬ ‫ستَ َ‬
‫سورة يونس قال (وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫ل هُوَ اللّهُ‬‫ط ْعتُمْ) روحوا استعينوا بكل من تستطيعون بكل الشعراء والدباء والحكماء إذا استطعتم أن تقولوا سورة ولو (قُ ْ‬ ‫ستَ َ‬
‫كالقرآن قال (وَادْعُوا مَنِ ا ْ‬
‫حدٌ ﴿‪﴾1‬الخلص) نحن نقبل التحدي‪.‬‬ ‫َأ َ‬
‫*هل يمكن أن نضيف كلمة مفتراة في آية سورة البقرة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫فيقول مثلً فاتوا بسورة من مثله مفتراة؟ كما قال في (مفتريات)في سورة يونس؟‬
‫هذا التعبير ل يصح من جهتين‪ :‬أولً هم لم يقولوا افتراه كما قالوا في سورة يونس وهود‪ .‬والمر الخر وهو المهم أنه ل يُحسن أن يأتي بعد "من‬
‫مثله" بكلمة مفتراة لنه عندما قال من مثله افترض وجود مثيل له فإذن هو ليس مفترى ول يكون مفترى إذا كان له مثيل إذن تنتفي صفة الفتراء مع‬
‫افتراض وجود مثل له‪ .‬والمر الخر ل يصح كذلك أن يقول في سورتي يونس وهود مع الية (أم يقولون افتراه) أن يأتي بـ "فاتوا بسورة من مثله"‬
‫بإضافة (من) وإنما الصح كما جاء في الية أن تأتي كما هي باستخدام "مثله" بدون "من" (فاتوا بسورة مثله) لن استخدام "من مثله" تفترض أن له‬
‫مثل إذن هو ليس بمفترى ول يصح بعد قوله تعالى (أم يقولون افتراه) أن يقلو (فاتوا بسورة من مثله) لنفس السبب الذي ذكرناه سابقا‪ .‬إذن ل يمكن‬
‫استبدال أحاهما بالخرى أي ل يمكن قول (مثله) في البقرة كما ل يمكن قول (من مثله) في سورتي يونس وهود‪.‬‬
‫َ‬
‫ن) ولم يقل ادعوا من استطعتم‬
‫صادِقِي َ‬
‫م َ‬ ‫ن الل ّهِ إ ِ ْ‬
‫ن كُنْت ُ ْ‬ ‫ن دُو ِ‬
‫م ْ‬ ‫شهَدَاءَك ُ ْ‬
‫م ِ‬ ‫*ما دللة قوله تعالى (وَادْعُوا ُ‬
‫كما في سورة يونس وهود ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫في آية سورة البقرة عندما قال (من مثله) افترض أن له مثل إذن هناك من استطاع أن يأتي بهذا المثل وليس المهم أن تأتي بمستطيع لكن المهم أن‬
‫تأتي بما جاء به فلماذا تدعو المستطيع إل ليأتي بالنصّ؟ لماذا تدعو المستطيع في سورة البقرة طالما أنه افترض أن له مثل وإنما صحّ أن يأتي بقوله‬
‫(وادعوا شهداءكم) ليشهدوا إن كان هذا القول مثل هذا القول فالموقف إذن يحتاج إلى شاهد محكّم ليشهد بما جاءوا به وليحكم بين القولين‪ .‬أما في آية‬
‫سورة يونس وهود فالية تقتضي أن يقول (وادعوا من استطعتم) ليفتري مثله‪ .‬إذن فقوله تعالى (وادعوا شهداءكم) أعمّ وأوسع لنه تعالى طلب‬
‫أمرين‪ :‬دعوة الشهداء ودعوة المستطيع ضمنا أما في آية سورة يونس وهود فالدعوة للمستطيع فقط‪.‬‬
‫ل (ل ريب‪ ،‬من مثله‪ ،‬الحذف قد يكون للعموم‪ ،‬ادعوا شهداءكم)‪ .‬ثم إنه بعد هذه الية في سورة‬ ‫ومما سبق نلحظ أن آية البقرة بُنيت على العموم أص ً‬
‫عدّتْ لِ ْلكَافِرِينَ (‪ ))24‬والذي ل يؤمن قامت عليه الحجة ولم‬
‫ن تَ ْفعَلُوا فَاتّقُوا النّارَ اّلتِي َوقُودُهَا النّاسُ وَا ْلحِجَارَةُ أُ ِ‬
‫البقرة هدّد تعالى بقوله (فَإِنْ لَ ْم تَ ْفعَلُوا وَلَ ْ‬
‫يستعمل عقله فيكون بمنزلة الحجارة‪.‬‬
‫*مادللة قوله تعالى (ولن تفعلوا)؟(د‪.‬حسام النعيمى )‬
‫قوله تعالى (فإن لم تفعلوا) هي الشرط وقوله تعالى (ولن تفعلوا)هي جملة اعتراضية بغرض القطع بعدم الفعل وهذا يناسب قوله تعالى (ل ريب فيه) ‪.‬‬
‫*ما دللة استخدام إسم الشارة للبعيد (ذلك) في مطلع سورة البقرة ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ن (‪ ))2‬بينما في آيات أخرى جاء إسم الشارة القريب "هذا" كما في قوله تعالى في سورة السراء (إِنّ َهذَا الْ ُقرْآَنَ‬ ‫ب فِيهِ ُهدًى لِ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫(ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَا َريْ َ‬
‫َي ْهدِي لِّلتِي هِيَ َأقْ َومُ َو ُيبَشّرُ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ اّلذِينَ َي ْعمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ َل ُهمْ أَجْرًا كَبِيرًا (‪))9‬؟ ونقول أنه تعالى عندما قال (ذلك الكتاب ل ريب فيه) ثم دعا‬
‫من يستطيع أن يأتي بمثله وهذا أمر بعيد الحصول وفيه إشارة إلى أنهم لن يستطيعوا أن يصلوا إليه أصلً‪ .‬أما استخدام إسم الشارة "هذا" فجاء مع‬
‫الهدى لن الهداية ينبغي أن تكون قريبة من أفهام الناس حتى يفهموا ويعملوا‪ .‬أما في التحدي قيستعمل "ذلك" لنه صعب الوصول إليه‪ .‬ونلحظ أيضا‬
‫ب فِي ِه ُهدًى لِ ْل ُمتّقِينَ (‪ ))2‬ومرتبطة بها حيث نفى الريب عن الكتاب في بداية‬
‫أن الية (‪ )))23‬جاءت مناسبة لما جاءفي أول السورة (ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَا َريْ َ‬
‫السورة ثم جاءت هذه الية (وإن كنتم في ريب) فكأنما هذه الية جاءت مباشرة بعد الية في بداية السورة هذا الكتاب لريب فيه‪ ،‬وإن كنتم في ريب‪.‬‬
‫آية (‪:)25‬‬
‫ت أ َي َّ‬ ‫َ‬
‫حتِهَيا‬
‫من ت َ ْ‬
‫جرِي ِي‬ ‫جنَّا ٍي‬
‫ت تَ ْ‬ ‫ن لَهُي ْ‬
‫م َ‬ ‫حا ِ‬ ‫ملُوا ْ ال َّي‬
‫صال ِ َ‬ ‫منُوا ْ َوعَ ِ‬
‫شر ال ّذِيين آ َ‬
‫* فيي سيورة البقرة يقول تعالى (وَب َ ّ ِ ِ‬
‫م الن ْ َهاُر (‪ ))31‬فما الفرق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الَن ْ َهاُر (‪ ))25‬وفي الكهف يقول (ت َ ْ‬
‫حتِهِ ُ‬
‫من ت َ ْ‬‫جرِي ِ‬
‫ل ْنهَارُ كُّلمَا رُ ِزقُو ْا ِم ْنهَا مِن ثَمَرَ ٍة‬‫حتِهَا ا َ‬
‫جرِي مِن َت ْ‬ ‫ت تَ ْ‬
‫جنّا ٍ‬‫عمِلُو ْا الصّالِحَاتِ أَنّ َلهُ ْم َ‬ ‫فى سورة البقرة (من تحتها) الكلم عن الجنة ( َوبَشّرِ اّلذِين آ َمنُواْ وَ َ‬
‫طهّرَةٌ وَهُ ْم فِيهَا خَاِلدُونَ (‪ )25‬وفى سورة الكهف(من تحتهم) يتكلم عن ساكني‬ ‫رّزْقا قَالُو ْا هَـذَا اّلذِي رُ ِز ْقنَا مِن َقبْلُ َوُأتُواْ بِ ِه ُمتَشَابِها وََل ُه ْم فِيهَا َأزْوَاجٌ مّ َ‬
‫ن فِيهَا‬‫حلّ ْو َ‬
‫ح ِتهِمُ الَْأ ْنهَا ُر يُ َ‬
‫جرِي مِن تَ ْ‬
‫عدْنٍ تَ ْ‬‫ت َ‬‫جنّا ُ‬‫عمَلًا (‪ )30‬أُوَْل ِئكَ َلهُمْ َ‬ ‫ن َ‬‫عمِلُوا الصّاِلحَاتِ ِإنّا لَا نُضِيعُ َأجْ َر مَنْ أَحْسَ َ‬ ‫ن آ َمنُوا وَ َ‬ ‫الجنة المؤمنين (إِنّ اّلذِي َ‬
‫ت مُ ْر َتفَقًا (‪ .)31‬إذا كان الكلم على‬ ‫سنَ ْ‬
‫ب وَحَ ُ‬‫ق ّمتّ ِكئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَا ِئكِ ِنعْ َم الثّوَا ُ‬
‫س َتبْرَ ٍ‬
‫ضرًا مّن سُندُسٍ َوإِ ْ‬ ‫ن ثِيَابًا خُ ْ‬
‫مِنْ أَسَاوِ َر مِن ذَهَبٍ َويَ ْلبَسُو َ‬
‫المؤمنين يقول (من تحتهم) وإذا كان الكلم على الجنة يقول (من تحتها)‪ .‬قد يقول بعض المستشرقين أن في القرآن تعارض مرة تجري من تحتها‬
‫ومرة من تحتهم لكن نقول أن النهار تجري من تحت الجنة ومن تحت المؤمنين ليس فيها إشكال ول تعارض ولكن المر مرتبط بالسياق‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫حتِهَا اْلَنْهَاُر ﴿‪﴾25‬البقرة)‬ ‫جنَّا ٍ‬ ‫ن لَه‬‫ت أ َ َّ‬ ‫ملُوا ال َّ‬ ‫شر الَّذِين آ َ‬
‫َّ‬
‫ن تَ ْ‬‫ْ‬ ‫م‬
‫جرِي ِ‬‫ت تَ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫حا ِ‬
‫َّ‬
‫صال ِ َ‬ ‫منُوا وَعَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫*ما الفرق بين (وَب َ ّ ِ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ن اْلَوَّلُو َ‬ ‫– (وَال َّ‬
‫ضوا عَن ْ ُ‬ ‫ه عَنْهُ ْ‬
‫م وََر ُ‬ ‫ي الل ُ‬ ‫ض َ‬‫ن َر ِ‬
‫سا ٍ‬‫ح َ‬‫م بِإ ِ ْ‬‫ن ات ّبَعُوهُ ْ‬ ‫صارِ وَالذِي َ‬ ‫ن وَالن ْ َ‬ ‫جرِي َ‬
‫مهَا ِ‬ ‫ن ال ُ‬‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫سابِقُو َ‬
‫حتَهَا اْلنْهَاُر﴿‪ ﴾100‬التوبة) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جرِي ت َ ْ‬ ‫ت تَ ْ‬‫جنَّا ٍ‬
‫م َ‬‫وَأعَد َّ لَهُ ْ‬
‫خمس وثلثون آية في القرآن تقول من تحتها النهار الجنات في الدنيا والخرة يتكلم رب العالمين عن جنات في الدنيا فرعون وغيره (َأَليْسَ لِي مُ ْل ُ‬
‫ك‬
‫حتِي﴿‪ ﴾51‬الزخرف) كثير في الدنيا والخرة جنات تجري من تحتها النهار لكن مرة واحدة في سورة التوبة جاءت‬ ‫ن تَ ْ‬‫جرِي مِ ْ‬ ‫صرَ وَ َهذِهِ الَْأ ْنهَا ُر تَ ْ‬
‫مِ ْ‬
‫ح َتهَا الَْأ ْنهَارُ﴿‪﴾100‬‬
‫ت تَجْرِي تَ ْ‬
‫جنّا ٍ‬
‫عدّ َلهُمْ َ‬
‫عنْهُ وَأَ َ‬
‫عنْهُمْ َورَضُوا َ‬
‫ي اللّ ُه َ‬
‫حسَانٍ َرضِ َ‬
‫ن مِنَ ا ْل ُمهَاجِرِينَ وَا ْلَأنْصَارِ وَاّلذِينَ ا ّت َبعُوهُ ْم بِإِ ْ‬ ‫(وَالسّابِقُونَ الْأَوّلُو َ‬
‫التوبة) تحتها النهار من غير (من)‪ ،‬ما الفرق؟ تجري من تحتها النهار يعني على الكورنيش يعني أنت بيتك على الكورنيش على النهر على فرات‬
‫على دجلة وهي في الحقيقة من أعذب السكن أن يكون بيتك على شاطئ نهرٍ عذب‪ ،‬الفرات والنيل ودجلة وكثير هذه تجري من تحتها كما قال فرعون‬
‫حتِي) يعني أنا أطلع من بيتي على النهر على طول على النيل هذا من تحتك فأنت بيتك منذ أن تخرج‬ ‫ن تَ ْ‬‫(أََليْسَ لِي مُ ْلكُ ِمصْرَ وَ َهذِهِ الَْأ ْنهَا ُر تَجْرِي مِ ْ‬
‫من باب البيت على النهر على طول هذا من تحتك لو فرضنا أن لك قصر داخل الماء تصور ماذا يعني أن يكون لك قصر في الماء؟! هذا قصر مشيد‬
‫عنْهُ) ثمن هذا الرضى‬ ‫ع ْنهُمْ َورَضُوا َ‬ ‫فقط لهذه الزمرة النصار والمهاجرون والذين اتبعهم بإحسان هؤلء يوم القيامة الذين قال عنهم ال ( َرضِيَ اللّ ُه َ‬
‫ونتائجه أن ال يجعل بيوتهم وجناتهم داخل الماء وطبعا الملوك أحيانا يعمل القصر داخل الماء هذا بحاجة إلى تكاليف هائلة لكي ترسي قواعده وهذا‬
‫في العالم كله موجود‪ .‬فالذي بيته داخل الماء يقال تجري تحته النهار‪ ،‬إذا كان على الكورنيش يعني هو على اليابسة لكن مباشر على الماء يقال‬
‫تجري من تحته النهار‪.‬‬
‫ح َتهَا ا ْلَأ ْنهَارُ) فهذه الزمرة العظيمة النصار والمهاجرون والذين اتبعوهم الذين هم‬ ‫جرِي تَ ْ‬ ‫ح ِتهَا الَْأ ْنهَارُ) وبين (تَ ْ‬ ‫إذا هذا الفرق بين (تَجْرِي مِنْ تَ ْ‬
‫الرضوانيين أصحاب بيعة الرضوان ثلث أصناف هم قمة أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم المقدسون الذي حبهم فرضٌ وكرهم نفاق كما قال تعالى‬
‫في القرآن كرههم نفاق قال هؤلء تجري تحتهم النهار من حيث أن بيوتهم داخل الماء‪.‬‬
‫‪ ))138‬وفي سورة البقرة (وَب َ ّ ِ ِ‬
‫شر‬ ‫ما (‬‫ً‬ ‫م عَذ َابًا أَلِي‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ن بِأ َ َّ‬
‫ن لَه‬ ‫منَافِقِي َ‬ ‫شرِ ال ْ ُ‬ ‫*قال تعالى في سورة النساء (ب َ ّ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت أ َ َّ‬ ‫ملُوا ال َّ‬ ‫الَّذِين آ َ‬
‫مَرةٍ رِْزقًا‬‫ن ثَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ما ُرزِقُوا ِ‬
‫منْهَا ِ‬ ‫حتِهَا النْهَاُر كل َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جرِي ِ‬ ‫ت تَ ْ‬‫جن ّا ٍ‬ ‫م َ‬ ‫ن لهُ ْ‬ ‫حا ِ‬ ‫صال ِ َ‬ ‫منُوا وَعَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫شابها ولَهم فيها أ َ‬ ‫ل وأ ُ‬ ‫َّ‬
‫ن (‪))25‬ذكر‬ ‫خالِدُو َ‬
‫م فِي َها َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫و‬
‫ُ ّ َ َ ْ‬‫ٌ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫مط‬ ‫ج‬ ‫ٌ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫زو‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ًِ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مت‬‫ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫رز‬
‫ُ ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫َا‬ ‫ذ‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫قَالُوا‬
‫الباء في الية الولى (بأن) وحذفها في الثانية (أن) مع أن التقدير هو (بأن) لماذا؟(د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫لن تبشير المنافقين آكد من تبشير المؤمنين‪ .‬ففي السورة الولى أكّد وفصّل في عذاب المنافقين في عشرة آيات من قوله (ومن يكفر بال وملئكته)‪.‬‬
‫أما في الية الثانية فهي الية الوحيدة التي ذكر فيها كلما عن الجزاء وصفات المؤمنين في كل سورة البقرة‪ .‬إذن (بأن) أكثر من (أن) فالباء الزائدة‬
‫تناسب الزيادة في ذكر المنافقين وجزاؤهم‪.‬‬
‫وقال تعالى في سورة الحزاب ( َوبَشّرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ بِأَنّ َلهُ ْم مِنَ اللّ ِه َفضْلًا َكبِيرًا (‪ ))47‬لنه تعالى فصّل في السورة جزاء المؤمنين وصفاتهم‪.‬‬
‫* ما دللة المطهّرون و المتطهرين ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الذي يبدو وال أعلم أن المطهّرون هم الملئكة لنه لم ترد في القرآن كلمة المطهرين لغير الملئكة‪ ،‬والمُطهّر اسم مفعول وهي تعني مُطهّر من ِقبَل‬
‫طهّرِينَ (‪ )222‬البقرة) و(وَاللّ ُه يُحِبّ‬
‫ب التّوّابِينَ َوُيحِبّ ا ْل ُمتَ َ‬
‫ح ّ‬
‫طهّرين كما في قوله تعالى (اللّ َه يُ ِ‬ ‫ال تعالى‪ .‬بالنسبة للمسلمين يقال لهم متطهرين أو م ّ‬
‫طهّرين هي بفعل أنفسهم أي هم يطهرون أنفسهم‪.‬‬ ‫طهّرِينَ (‪ ))108‬ومتطهرين أو م ّ‬‫ا ْلمُ ّ‬
‫طهّرَةٌ وَ ُه ْم فِيهَا خَاِلدُونَ (‪ )25‬البقرة) فلم ترد إذن مطهّرون إل للملئكة‬ ‫ج مُ َ‬
‫لمّا وصف ال تعالى نساء الجنة وصفهم بقوله تعالى (وََلهُ ْم فِيهَا أَ ْزوَا ٌ‬
‫ولذلك هذا المعنى يقوّي القول أن المقصود في الية الكتاب المكنون الذي هوفي اللوح المحفوظ وليس القرآن الذي بين أيدينالكثر من سبب وال أعلم‪.‬‬
‫*ما دللة البناء للمجهول فى قوله تعالى(ُرزِقوا)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن يَؤُوسا {‪}83‬‬ ‫عرَضَ َونَأَى ِبجَا ِنبِهِ َوِإذَا مَسّ ُه الشّ ّر كَا َ‬
‫ال تعالى ينسب النعمة والخير إلى نفسه ول ينسب الشر لنفسه ( َوِإذَا َأ ْن َع ْمنَا عَلَى الِنسَانِ أَ ْ‬
‫ل ْنهَا ُر كُّلمَا رُ ِزقُواْ‬
‫ح ِتهَا ا َ‬
‫ت تَجْرِي مِن تَ ْ‬ ‫جنّا ٍ‬ ‫عمِلُواْ الصّاِلحَاتِ أَنّ َلهُمْ َ‬‫السراء)‪ .‬أما في الجنة حيث ل حساب ول عقاب يقول تعالى ( َوبَشّرِ اّلذِين آ َمنُواْ وَ َ‬
‫طهّ َرةٌ وَهُ ْم فِيهَا خَاِلدُونَ {‪ }25‬البقرة)‪.‬‬ ‫ج مّ َ‬
‫ِم ْنهَا مِن َثمَرَ ٍة رّزْقا قَالُو ْا هَـذَا اّلذِي ُر ِز ْقنَا مِن َقبْلُ وَُأتُو ْا بِ ِه ُمتَشَابِها وََل ُهمْ فِيهَا َأزْوَا ٌ‬
‫آية (‪:)26‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ما فَوْقَه َا (‪ )26‬ما المقصود بي (فما فوقها)؟ القدامى‬
‫ة فَ َ‬
‫ض ً‬ ‫مثَل ً َّ‬
‫ما بَعُو َ‬ ‫ب َ‬
‫ضر ِ َ‬
‫حيِي أن ي َ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه لَيَ ْ‬ ‫*(إ ِ ّ‬
‫يفسيرون هذه اليية أنهيا دللة على قدرة الله تعالى وفيي دراسية علميية حديثية تيبين أن فوق البعوضية‬
‫جرثومية صيغيرة ل ترى بالعيين المجردة فهيل هذا ميا كان يُقصيد باليية أن ميا فوقهيا هيو هذا الكائن‬
‫ي؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫الح ّ‬
‫هنالك أشياء تعيش على البعوضة وقد ثبت علميا هذا‪ .‬على أي حال من أبرز التفاسير قالوا فما دونها وقالوا فما فوقها في الدللة يعني يذكر البعوضة‬
‫وغيرها فل يستحي أن يضرب بعوضة فما فوقها في الستدلل على الشياء التي يريدها وليس بالضرورة أن تكون (فما فوقها) يعني ما أكبر منها‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وإنما ما فوقها في الستدلل فهذا يشمل ما هو أصغر من البعوضة وما هو أعلى من البعوضة كالذباب‪.‬إذن (فما فوقها) يقولون في الستدلل على قوة‬
‫ال وقدرته والحكمة في مظاهر القوة والستدلل فتكون عامة لما ذكر ولما لم يذكر‪ ،‬لما ذكر وأشار إليه الخ السائل ولغيره‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ما فَوْقَهَيا (‪ )26‬البقرة) ميا معنيى فميا فوقهيا؟ هيل هيو‬
‫ة فَي َ‬
‫ض ً‬ ‫مثَل ً َّي‬
‫ما بَعُو َ‬ ‫ب َ‬
‫ضرِي َ‬
‫حيِي أن ي َ ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ن الل ّي َ‬
‫ه ل َ ي َي ْ‬ ‫*(إ ِي ّ‬
‫بمعنى دونها؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة فوق قد تستعمل للزيادة في الحجم أكبر منها أو الزيادة في الوصف لما تقول هو حقير وفوق الحقير يعني هذا دون هذا‪ ،‬فوق الحقير هو دون‬
‫الحقير‪ .‬إذن (فوق) فيها أمرين في الوصف إذا قلنا فوق سيصبح ترقي إلى أسفل وإذا في المدح سيكون أعلى هو كريم فوق الكريم والخسيس فوق‬
‫الخسيس‪ .‬إذن فوقها جمعت أمرين متناقضين تماما لما قال (فما فوقها) سواء كان في حجمها أو في صفاتها‪ ،‬الن جمع أمرين سواء في الحجم ضرب‬
‫ش ْيئًا (‪ )73‬الحج) ل يستحي‪ ،‬وما فوقها بمعنى ما دونها في الصفات‪.‬‬
‫ت (‪ )41‬العنكبوت) والذباب (وَإِن يَسُْل ْبهُ ُم ال ّذبَابُ َ‬
‫مثلً في العنكبوت ( َك َمثَلِ ا ْلعَن َكبُو ِ‬
‫إذن فما فوقها جمعت أمرين لو قال فما دونها ل تجمع المرين‪ .‬نقول هو لئيم وفوق اللئيم أي أسوأ منه‪.‬إذن فما فوقها في الصفات وفي الكبر والحجم‪.‬‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬كيف نفهم فما؟ (فما) بمعنى الذي فوقها ول يفهم منها أن ما دونها غير مخصوص بالكلم‪ .‬فما فوقها تجمع أمرين وأصلً فوق‬
‫في اللغة تأتي بهذين المعنيين وهي ظرف‪.‬‬
‫َييي‬ ‫َ‬
‫ما فَوْقَهَيييا (‪)26‬‬
‫ة فَييي َ‬
‫ض ً‬ ‫مثًَل َ يي‬
‫ما بَعُو َ‬ ‫ب َ‬
‫ضرِييي َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫حيِي أ ْ‬ ‫ه َل ي َييي ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫ن الل ّييي َ‬
‫* ميييا تفسيييير قوله تعالى (إ ِييي َّ‬
‫البقرة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ن مَاذَا أَرَادَ‬
‫ن كَفَرُواْ َف َيقُولُو َ‬ ‫ق مِن ّرّبهِمْ وََأمّا اّلذِي َ‬
‫ب َمثَلً مّا َبعُوضَ ًة َفمَا فَ ْو َقهَا َفَأمّا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َف َيعَْلمُونَ َأنّهُ الْحَ ّ‬ ‫ضرِ َ‬ ‫حيِي أَن يَ ْ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬
‫قال تعالى (إِنّ اللّ َه َ‬
‫ن (‪ ))26‬يقول علماؤنا أن هذه الية نزلت بعد أن تكلم بعض يهود وبعض‬ ‫ل بِهِ ِإلّ ا ْلفَاسِقِي َ‬ ‫ل بِهِ َكثِيرا َو َيهْدِي بِ ِه َكثِيرا َومَا ُيضِ ّ‬ ‫ضّ‬
‫اللّ ُه ِبهَـذَا َمثَلً يُ ِ‬
‫المشركين على المثال التي يضربها القرآن الكريم وعلى ذِكر بعض مخلوقات ال سبحانه وتعالى‪ :‬ذكر الذباب فى سورة الحج‪ ،‬بعض يهود قالوا هذا‬
‫كلم ل يقوله ال سبحانه وتعالى وما هذه المثلة؟ وهو نوع من المعاندة‬
‫ستَ ْو َقدَ نَارا فََلمّا‬
‫هذا المثل لما يضربه القرآن نوع من التوضيح‪ .‬هذه اليات جاءت بعد ضرب مثلين في القرآن الكريم للمنافقين (مَثَُلهُ ْم َك َمثَلِ اّلذِي ا ْ‬
‫جعَلُونَ َأصْا ِب َعهُمْ‬ ‫ق يَ ْ‬
‫عدٌ َوبَرْ ٌ‬
‫سمَاء فِيهِ ظُُلمَاتٌ وَرَ ْ‬ ‫ب مّنَ ال ّ‬ ‫ت لّ ُيبْصِرُونَ (‪ )17‬البقرة)‪( ،‬أَ ْو كَ َ‬
‫صيّ ٍ‬ ‫ت مَا حَوْلَ ُه ذَهَبَ اللّ ُه ِبنُورِهِ ْم َوتَ َر َكهُمْ فِي ظُُلمَا ٍ‬
‫َأضَاء ْ‬
‫ل المثل مستعمل عند العرب وفيه‬ ‫ط بِالْكافِرِينَ (‪ )19‬البقرة) ضرب مثلين‪ .‬نحن لو نظرنا في المثل‪ :‬أو ً‬ ‫حذَرَ ا ْلمَ ْوتِ واللّ ُه مُحِي ٌ‬‫فِي آذَا ِنهِم مّنَ الصّوَاعِقِ َ‬
‫ل "مصائب قوم عند قوم فوائد" عبارة هي صغيرة لكن تعطي صورة فالقرآن الكريم‬ ‫حكمة بالغة أي يؤدي رسالة وكثير من أبيات المتنبي صارت أمثا ً‬
‫يستعمل هذه المثال‪ .‬أما كون أن ال سبحانه وتعالى ذكر الذبابة وذكر العنكبوت والبعوضة‪ ،‬لو فكّر النسان وتمعّن هل البعوضة شيء سهل؟ أولً‬
‫ق وسميت بعوضة من البعضية التي هي الجزئية‪ .‬القرآن كأنه يريد أن يقول‪ :‬ال سبحانه وتعالى ل‬ ‫ق لنها بعض الب ّ‬ ‫المراد بالبعوضة هي صِغار الب ّ‬
‫يُحجم عن ذكر هذه الشياء‪ ،‬لن كل واحدة من هذه الشياء لو تفكرت فيه لسجدت ل سبحانه وتعالى لعظيم صنعه‪ .‬البعوضة هي أصغر ما يعرفه‬
‫العربي حتى عندنا الن ما معروف أصغر من البعوضة‪ .‬الذبابة كبيرة‪ ،‬البقة كبيرة‪ ،‬هذا صغار البقّ صغير جدا أصغر منه ل يعرفه العربي من‬
‫ي مثل‪ ،‬مطلق بعوضة فما فوقها‪ .‬هي بالنسبة‬ ‫الحياء‪ ،‬فلما يقول الباري (إن ال ل يستحي) أي ل يتحرج ول المثل العلى أن يضرب مثلً ما‪ ،‬أ ّ‬
‫للعربي ولنظرنا اليوم ل نعرف في حياتنا الجتماعية خلقا ل سبحانه وتعالى أدق من التي تسمى البعوضة (البقّة هي كبيرة يمكن أن ترى وتنقل‬
‫الملريا) البعوضة أصغر أصغر من البقّة حتى أحيانا تكون بقدر خرطومها لصغرها‪.‬‬
‫لكن بعض العلماء (فما فوقها) يقولون المقصود ما هو دونها ونحن ل نميل إلى هذا وإن كانت اللغة تحتمل ذلك‪ ،‬تقول "فلن جاهل" فيقول آخر‪:‬‬
‫"وفوق ذلك" يقصد دون ذلك‪ ،‬فما فوقها أي مما فوقها من البعوضة إلى البقة إلى الذبابة إلى العنكبوت إلى الطير ‪ ،‬كل واحد من هذه المخلوقات لو‬
‫تفكر فيها النسان يسجد ل سبحانه وتعالى لعجيب صنعه تبارك وتعالى فغير مستغرب أن يضرب ال هذه المثال‪.‬هذا معنى ضرب المثل (بعوضة‬
‫فما فوقها) ل نُغلّط الذي يقول فما تحتها لكن نرجح نختار فما فوقها أي فما فوقها لن العربي ل يعرف شيئا دون البعوضة ونحن الن هذه حالنا‪.‬‬
‫الحياء – ول المثل العلى – هذا كلم ال عز وجل‪ ،‬الحياء في اللغة حالة في نفس النسان تجعله يُحجِم عن شيء‪ ،‬يحجم عن كلم إستحياء ل يتكلم‬
‫أحيانا‪ ،‬عن فعل ينوي أن يفعله أو فعل شيئا إذا وُجه فيه يصيبه الحياء‪ .‬هي حالة نفسية لكنها ل تنطبق على الباري سبحانه وتعالى وإنما لنه يستعمل‬
‫الطريقة التي يتكلم بها العرب فيُفهم من ذلك أن كتاب ال تعالى يرد فيه من غير إحجام ومن غير تردد ذك ٌر لهذه المثال‪ .‬إذا ضرب هذا المثل المؤمن‬
‫الواعي المدرك يعلم أنه حق لنه سيتفكر‪.‬أما الذين كفروا (فيقولون ماذا أراد ال بهذا مثل) فيرد عليهم القرآن (يضل به كثيرا) هذا المثال يكون سببا‬
‫للضلل وسببا للهداية‪ .‬المؤمن لما يتفكر يهتدي وغير المؤمن أو الفاسق كما عبّرت الية (وما يضل به إل الفاسقين) الفاسق الخارج من طبعه أو‬
‫الخارج من فطرته ‪ -‬لن المخلوق يولد على الفطرة‪.‬‬
‫آية (‪:)27‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن عَهْد َ الل ّيهِ)‬
‫ضو َي‬ ‫ميثَاقِيهِ (‪ )27‬البقرة) تأميل قوله تعالى (ال ّذِي َي‬
‫ن يَنقُ ُ‬ ‫من بَعْدِ ِ‬
‫ِي‬ ‫ن عَهْد َ الل ّيهِ‬
‫ضو َي‬ ‫*(ال ّذِي َي‬
‫ن يَنقُ ُ‬
‫ً‬
‫التخلي عين الميثاق والوعيد نقضا‪ .‬فميا سيبب اختيار لفيظ النقيض فيي هذه‬ ‫انظير كييف جعيل الله تعالى‬
‫الية؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ل ما كنت قد أبرمته وقطعك الحبل يعني جعله أجزاءً ونقض النسان لعهد ربّه‬ ‫إن النقض يدل على فسخ ما وصله المرء وركّبه فنقض الحبل يعني ح ّ‬
‫ل هذا العهد والتخلي عنه فهو أبلغ من القطع لن فيه إفسادا لما عمله النسان بنفسه‬
‫يدلك على عظمة ما أتى به النسان من أخذ العهد وتوثيقه ثم ح ّ‬
‫من ذي قبل‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض ُّ‬


‫ن بَعْدِ‬
‫م ْي‬‫ن عَهْد َ الل ّيهِ ِ‬
‫ضو َي‬ ‫ن يَنْقُ ُ‬‫ن ﴿‪ ﴾26‬ال ّذِي َي‬ ‫سقِي َ‬ ‫ل ب ِيهِ إ ِ ّل الْفَا ِي‬ ‫ما ي ُ ِ‬
‫قوله تعالى(وَي َ‬ ‫*ميا وجيه الختلف بيين‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ميثَاق ه ويقْطَعو ن ما أ َ‬
‫ن ﴿‪ ﴾27‬البقرة) ‪-‬‬ ‫سُرو َ‬ ‫خا ِ‬ ‫م ال َ‬‫ض أولئ ِك ه ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ن ف ِي الْر‬ ‫سدُو َ‬ ‫ل وَيُف ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ن يُو‬
‫ه ب ِهِ أ ْ‬‫ُ‬ ‫مَر الل‬‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ِ ِ ِ ََ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َي‬ ‫َ‬
‫ّي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ّي‬ ‫َ‬
‫ن فِيي الْر ضِي‬ ‫سدُو َ‬ ‫ل وَيُفْي ِ‬‫صي َ‬
‫ن يُو َ‬ ‫ه ب ِيهِ أ ْ‬ ‫مَر الل ُ‬ ‫ما أ َ‬
‫ني َي‬‫ميثَاقِيهِ وَيَقْطعُو َ‬ ‫م نْي بَعْدِ ِ‬ ‫ني عَهْد َ الل هِ ِ‬ ‫ضو َ‬ ‫(وَال ّذِي نَي يَنْقُ ُ‬
‫َ‬ ‫أُولَئ ِ َ‬
‫ار ﴿‪ ﴾25‬الرعد)(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫سوءُ الد َّ ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ة وَلَهُ ْ‬ ‫ك لَهُ ُ‬
‫م الل ّعْن َ ُ‬
‫ن فِي ا ْلأَرْضِ‬ ‫سدُو َ‬ ‫صلَ َويُفْ ِ‬ ‫ن يُو َ‬ ‫ن مَا َأمَ َر اللّ ُه بِهِ أَ ْ‬‫طعُو َ‬ ‫ع ْهدَ اللّ ِه مِنْ َب ْعدِ مِيثَاقِهِ َويَقْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ل بِهِ إِلّا ا ْلفَاسِقِينَ ﴿‪ ﴾26‬اّلذِينَ َينْقُضُو َ‬ ‫ضّ‬ ‫في قوله تعالى ( َومَا يُ ِ‬
‫طعُونَ‬ ‫ن َبعْ ِد مِيثَاقِهِ َويَ ْق َ‬‫عهْدَ اللّ ِه مِ ْ‬‫ن َ‬ ‫أُوَل ِئكَ ُهمُ الْخَاسِرُونَ ﴿‪ ﴾27‬البقرة) تنتهي بقوله (أولئك هم الخاسرون)‪ ،‬نفس الية في سورة الرعد (وَاّلذِينَ َينْ ُقضُو َ‬
‫سدُونَ فِي الَْأرْضِ أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّل ْعنَةُ وََلهُمْ سُو ُء الدّا ِر ﴿‪ ﴾25‬الرعد) هنا تنتهي (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) فلماذا في‬ ‫ن يُوصَلَ َويُ ْف ِ‬ ‫مَا َأمَرَ اللّ ُه بِهِ أَ ْ‬
‫النقض الول في البقرة قال أولئك هم الخاسرون والنقض الثاني في الرعد قال أولئك عليهم اللعنة ولهم سوء الدار؟ الخطاب في البقرة لبني إسرائيل‬
‫وبنو إسرائيل من حقهم بل من واجبهم أن يتّبعوا سيدنا موسى وهم اتبعوا سيدنا موسى إل أنهم حرّفوا في هذا الدين‪ ،‬المهم أنهم على شريعتهم وعلى‬
‫ما أوجب ال عليهم من إتباع التوراة وما جاء به سيدنا موسى عليه السلم وعندما حرّفوا حرّفوا ضمن المشروع‪ ،‬ضمن هذا الدين فرب العالمين قال‬
‫سهِمْ أََلسْتُ‬ ‫ش َهدَهُ ْم عَلَى َأ ْنفُ ِ‬‫ظهُورِهِ ْم ذُ ّرّي َتهُمْ وَأَ ْ‬ ‫ك مِنْ َبنِي َآدَ َم مِنْ ُ‬ ‫خذَ َرّب َ‬ ‫هؤلء الذين نقضوا الميثاق‪ .‬والميثاق هو الذي أخذ ال به على البشرية ( َوِإذْ َأ َ‬
‫ن َهذَا غَافِلِينَ ﴿‪ ﴾172‬العراف) الميثاق الذي أخذه ال على كل بني آدم أنني أنا ال ل إله إل أنا‬ ‫ن تَقُولُوا يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ ِإنّا ُكنّا عَ ْ‬ ‫ش ِه ْدنَا أَ ْ‬
‫بِ َرّبكُ ْم قَالُوا بَلَى َ‬
‫خذَ اللّ ُه مِيثَاقَ‬ ‫وقالوا بلى‪ ،‬فمن كفر بعد ذلك فقد نقض الميثاق‪ .‬الميثاق الثاني للنبياء جميعا وأممهم أن يؤمنوا بمحمدٍ عليه الصلة والسلم (وَِإذْ أَ َ‬
‫خذْتُ ْم عَلَى ذَِلكُمْ إِصْرِي قَالُوا َأقْرَ ْرنَا قَالَ‬ ‫صدّقٌ ِلمَا َم َعكُمْ َلتُ ْؤ ِمنُنّ بِهِ وََل َتنْصُ ُرنّ ُه قَالَ أََأ ْقرَ ْرتُمْ وََأ َ‬
‫ل مُ َ‬ ‫ح ْكمَةٍ ُثمّ جَا َءكُمْ َرسُو ٌ‬ ‫النّ ِبيّينَ َلمَا َآتَ ْيُتكُ ْم مِنْ ِكتَابٍ وَ ِ‬
‫ش َهدُوا وََأنَا َم َعكُمْ مِنَ الشّا ِهدِينَ ﴿‪ ﴾81‬آل عمران) هذان هما الميثاق‪ ،‬جميع البشرية أخذ ال عليها هذا الميثاق‪ ،‬بعض البشرية حرّفوا ونقضوا هذا‬ ‫فَا ْ‬
‫الميثاق إما كُلً أو جزءا‪ ،‬جزءا هم بنو إسرائيل ولهذا ال قال أولئك هم الخاسرون نقضوا بعض ما جاء به سيدنا موسى ولم يتبعوه وحرفوه وإلى هذا‬
‫اليوم هم يتّبعون هذا التحريف وال قال هم خاسرون لنهم ل يزالوا أتباع سيدنا موسى‪ ،‬هذا في سورة البقرة‪ .‬في سورة الرعد خطاب للمسلمين‬
‫المسلمون إذا نقضوا العهد وتركوا السلم وحرفوه واتبعوا ما جاء به بنو إسرائيل (أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّل ْعنَةُ وََلهُمْ سُو ُء الدّارِ) فانحراف بني إسرائيل جزئي‪،‬‬
‫انحراف المسلم الذي يترك دينه ويتبع ما جاءت به التوراة في تعليماته في أوامرها في ولئه لهم في خدمته لهم (أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّلعْنَةُ وََلهُ ْم سُو ُء الدّارِ)‬
‫ك هُ ُم الْخَاسِرُونَ) لنهم ضمن دينهم‪ .‬المسلمون الذين حرّفوا تبعا لرادات اليهود ومشيئتهم وهذا في التاريخ كثير (أُوَل ِئكَ َلهُمُ‬ ‫فاليهود الذين حرّفوا (أُوَل ِئ َ‬
‫الّل ْعنَةُ وََل ُهمْ سُو ُء الدّارِ)‪ .‬هؤلء اليهود صنعوا من المسلمين فرقا فرقا أعدى ما تكون للسلم نفسه (أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّل ْعنَةُ وََلهُ ْم سُو ُء الدّارِ)‪.‬‬
‫*ما دللة كلمة (خلفك) وما الفرق بينها وبين (بعدك) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫بعد نقيضة قبل وأظهر استعمال لها في الزمان‪ .‬أما خلف فهي نقيضة ُقدّام (وهي في الغالب للمكان) هذا من حيث اللغة‪ .‬والخلف في اللغة هوالظهر‬
‫أيضا‪.‬‬
‫عنْكُ ْم مِنْ‬‫ل خلف محل بعد (ثُ ّم عَ َف ْونَا َ‬ ‫أحيانا ل يصح وضع إحداهما مكان الخرى فل يمكننا أن نضع خلف مكان بعد ففي هذه اليات ل يمكن أن تح ّ‬
‫سدُونَ فِي ا ْلأَرْضِ أُوَل ِئكَ هُمُ‬ ‫ن يُوصَلَ َوُيفْ ِ‬ ‫ن مَا َأمَرَ اللّ ُه بِهِ أَ ْ‬‫طعُو َ‬ ‫ن َبعْ ِد مِيثَاقِهِ َو َيقْ َ‬ ‫ع ْهدَ اللّ ِه مِ ْ‬
‫ن َ‬‫ن يَنْ ُقضُو َ‬ ‫ن (‪ )52‬البقرة) (اّلذِي َ‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫َب ْعدِ ذَِلكَ َلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫ن (‪ )64‬البقرة) (وَ ّد َكثِي ٌر مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَابِ لَ ْو يَ ُردّو َنكُمْ‬ ‫ح َمتُهُ َل ُك ْنتُ ْم مِنَ الْخَاسِرِي َ‬
‫ضلُ اللّ ِه عََل ْيكُمْ وَ َر ْ‬‫ن َبعْ ِد ذَِلكَ فََلوْلَا فَ ْ‬‫ن (‪ )27‬البقرة) (ثُ ّم تَوَّل ْيتُمْ مِ ْ‬ ‫الْخَاسِرُو َ‬
‫شيْ ٍء َقدِيرٌ (‪ )109‬البقرة)‬ ‫ن اللّ َه عَلَى كُلّ َ‬ ‫حتّى يَ ْأ ِتيَ اللّ ُه بَِأمْرِهِ إِ ّ‬ ‫عفُوا وَاصْ َفحُوا َ‬ ‫ق فَا ْ‬
‫ن َبعْ ِد مَا َتبَيّنَ َلهُمُ ا ْلحَ ّ‬‫سهِ ْم مِ ْ‬‫عنْدِ َأنْفُ ِ‬
‫ن ِ‬ ‫سدًا مِ ْ‬ ‫ن َبعْدِ إِيمَا ِنكُمْ ُكفّارًا حَ َ‬ ‫مِ ْ‬
‫غيْرَهُ‬ ‫حتّى َتنْكِحَ زَ ْوجًا َ‬ ‫ن بَ ْعدُ َ‬‫ي وَلَا نَصِي ٍر (‪ )120‬البقرة) (فَإِنْ طَلّ َقهَا فَلَا تَحِلّ لَ ُه مِ ْ‬ ‫ك مِنَ اللّ ِه مِنْ وَلِ ّ‬ ‫ك مِنَ ا ْلعِلْ ِم مَا َل َ‬ ‫ن ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَ ُه ْم َبعْدَ اّلذِي جَا َء َ‬ ‫(وََلئِ ِ‬
‫حمَةً ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلوَهّابُ (‪ )8‬آل عمران) لن كلها متعلقة بالزمان‪.‬‬ ‫(‪ )230‬البقرة) ( َرّبنَا لَا تُ ِزغْ قُلُو َبنَا َب ْعدَ ِإ ْذ َهدَ ْي َتنَا وَهَبْ َلنَا مِنْ َل ُد ْنكَ َر ْ‬
‫ن (‪ )17‬العراف) ( َو َ‬
‫جعَ ْلنَا‬ ‫جدُ َأ ْكثَرَهُ ْم شَاكِرِي َ‬ ‫شمَائِِلهِمْ وَلَا تَ ِ‬ ‫أما خلف فهي في الصل للمكان‪( ،‬ثُمّ َلَآ ِتيَ ّنهُ ْم مِنْ َبيْنِ َأيْدِيهِمْ َومِنْ خَ ْل ِفهِمْ وَعَنْ َأ ْيمَا ِنهِمْ وَعَنْ َ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا‬ ‫سنَةٌ َولَا نَوْمٌ لَ ُه مَا فِي ال ّ‬ ‫خذُهُ ِ‬ ‫حيّ الْ َقيّومُ لَا تَ ْأ ُ‬ ‫ن (‪ )9‬يس) (اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا ُهوَ الْ َ‬ ‫ش ْينَا ُه ْم َفهُمْ لَا ُيبْصِرُو َ‬‫سدّا فَأَغْ َ‬ ‫سدّا َومِنْ خَ ْل ِفهِمْ َ‬ ‫ن َبيْنِ َأ ْيدِيهِمْ َ‬ ‫مِ ْ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضَ وَلَا‬ ‫سيّهُ ال ّ‬‫ن عِ ْلمِهِ إِلّا ِبمَا شَاءَ َوسِ َع كُرْ ِ‬ ‫شيْ ٍء مِ ْ‬‫ن بِ َ‬
‫عنْدَهُ إِلّا ِبِإذْنِ ِه َيعْلَ ُم مَا َبيْنَ َأ ْيدِيهِمْ َومَا خَلْ َف ُهمْ وَلَا يُحِيطُو َ‬ ‫شفَ ُع ِ‬ ‫ض مَنْ ذَا اّلذِي يَ ْ‬ ‫فِي الَْأرْ ِ‬
‫سدِيدًا (‪)9‬‬ ‫ضعَافًا خَافُوا عََل ْيهِمْ َف ْليَتّقُوا اللّهَ وَ ْل َيقُولُوا قَوْلًا َ‬ ‫خلْ ِفهِ ْم ذُ ّريّةً ِ‬‫خشَ اّلذِينَ لَ ْو تَ َركُوا مِنْ َ‬ ‫ي ا ْلعَظِي ُم (‪ )255‬البقرة) (وَ ْليَ ْ‬ ‫ظ ُهمَا وَهُوَ ا ْلعَلِ ّ‬ ‫َيئُودُهُ حِفْ ُ‬
‫النساء) أي يلونهم مباشرة كأنهم واقفين خلفهم‪.‬‬
‫آية (‪:)28‬‬
‫َ‬ ‫ف تكْفُرون باللَّه وكُنت َ‬
‫م ( ‪ )28‬البقرة) بدأت الية بأسلوب استفهام فاستعملت إسم‬ ‫موَاتا ً فَأ ْ‬
‫حيَاك ُ ْ‬ ‫مأ ْ‬‫*(كَي ْ َ َ ُ َ ِ ِ َ ُ ْ‬
‫السيتفهام (كيييف) الذي يدل على الحال إل أن السيتفهام قييد يخرج عين معناه إلى معان أخرى يدلك‬
‫عليها الكلم فما غرض الستفهام في الية؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫إن الستفهام الحقيقي يحتاج إلى جواب فإذا سألك أحد كيف حالك؟ قلت الحمد ل وهذا جواب لسؤاله أما إذا قلت لولدك وهو يضيع وقته أيام‬
‫المتحانات كيف تضيع وقتك على التلفاز هل تنتظر منه جوابا؟ وكذلك قوله تعالى(كيف تكفرون)هواستفهام ولكنه خرج إلى غرض آخر وهو التعجب‬
‫والنكار‪.‬‬
‫م) و(ث َ ّ‬
‫م) في القرآن الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫*ما الفرق بين (ث ُ ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫حيَاكُ ْم ثُمّ ُيمِي ُتكُمْ ثُ ّم‬


‫ف َتكْفُرُونَ بِاللّهِ َوكُنتُمْ َأمْوَاتا فََأ ْ‬‫ثُ ّم بضمّ الثاء هي حرف عطف تفيد الترتيب والتراخي كما في قوله تعالى في سورة البقرة (كَيْ َ‬
‫ل {‪.)}37‬أما (ثَمّ)‬ ‫سوّاكَ رَجُ ً‬ ‫ب ثُمّ مِن نّطْفَ ٍة ثُمّ َ‬ ‫ك مِن تُرَا ٍ‬ ‫ت بِاّلذِي خَلَ َق َ‬ ‫ن {‪ )}28‬وسورة الكهف (قَالَ لَهُ صَا ِ‬
‫حبُهُ وَهُ َو يُحَاوِرُهُ َأكَ َفرْ َ‬ ‫جعُو َ‬
‫حيِيكُ ْم ثُمّ إَِليْ ِه تُرْ َ‬
‫يُ ْ‬
‫ن {‪.)}64‬‬ ‫بفتح الثاء فهي إسم ظرف بمعنى هناك كما في قوله تعالى في سورة الشعراء (وَأَزَْل ْفنَا ثَمّ الْآخَرِي َ‬
‫آية (‪:)29‬‬
‫ت وَهُوَ بِك ُ ِّ‬
‫ل‬ ‫موَا ٍ‬
‫س َ‬
‫سبْعَ َي‬ ‫سوَّاهُ َّ‬
‫ن َي‬ ‫ما ِء فَي َ‬ ‫ستَوَى إِلَى ال َ‬
‫سّي َ‬ ‫*ميا تفسيير قوله تعالى فيي سيورة البقرة (ث ُي َّ‬
‫م ا ْي‬
‫م (‪))29‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬‫يءٍ عَلِي ٌ‬ ‫َ‬
‫ش ْ‬
‫ل (خلق لكم) هذه اللم كأنها للمِلك فال سبحانه وتعالى يخاطب هذا النسان حتى يرى كيف أكرمه ال عز‬ ‫لعله أشكل على السائل فكرة (سواهن)‪ .‬او ً‬
‫وجل أنه خلق من أجله كل ما في الكون لجله‪ .‬علماؤنا يقولون أن هناك شيئان في الكون هو لجلك بعضه لتنتفع به مباشرة كالماء والنبات والحيوان‬
‫وبعضه للعتبار (أولم يتفكروا في خلق السموات والرض) هذا أيضا لك حتى يحوزك إلى اليمان فإذن (خلق لكم) أي لجلكم للنتفاع أو للعتبار‪.‬‬
‫(ثم إستوى إلى السماء) المفسرون يقولون إستوى أي عمد إلى خلقها‪ .‬ثم عمد إلى خلق السماء بإرادته سبحانه وتعالى (الستواء معلوم والكيف مجهول‬
‫والسؤال عنه بدعة واليمان به واجب)‪.‬ثم عمد إلى خلقها وهذا نوع من التأويل المقبول الن نحن بحاجة إليه لننا نترجم التفسير القرآني إلى‬
‫الخرين‪.‬يقول السماء لفظها لفظ الواحد وكل ما علك فهو سماء‪ .‬لكن معناها معنى الجمع ولذلك قال (فسواهن سبع سموات) إشارة إلى تفصيلتها‪.‬‬
‫ن ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ن) ولم يقل خلقه ّ‬ ‫*ل ِ َ‬
‫م قال تعالى (فسواه ّ‬
‫ل ول يغيب‪.‬‬
‫لن التسوية خلقٌ وبنا ٌء وتزيين أما كلمة خلق فهي تدل على اليجاد والبناء ولو تأملت السموات لرأيت بدعة الخلق ودقّته ونظاما ل يخت ّ‬
‫آية (‪:)30‬‬
‫َ‬
‫ة (‪)30‬‬
‫خلِيفَ ً‬
‫ض َ‬ ‫ع ٌ‬
‫ل فِييي الْر ِيي‬ ‫جا ِ‬ ‫ك لِل ْ َ‬
‫ملَئِكَةِ إِن ّييِي َ‬ ‫ل َرب ّييُ َ‬
‫*مييا دللة الصيييغة السييمية فييى الييية(وَإِذ ْ قَا َ‬
‫البقرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫معلوم كما هو مقرر في البلغة وفي اللغة أن السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد والسم أقوى من الفعل‪ ،‬هناك فرق بين أن‬
‫تقول هو متعلم أو هو يتعلم وهو يتثقف وهو مثقف‪ ،‬هو يتفقه وهو فقيه‪ ،‬هو حافظ أو هو يحفظ من الثوابت في اللغة أن السم يدل على الثبوت في‬
‫اللغة حتى لو لم يقع‪ .‬في البلغة عموما يذكر أن هذا أمر ثابت تذكره بالصيغة السمية قبل أن يقع‪ ،‬تسأل مثلً هل سينجح فلن؟ فتقول‪ :‬هو ناجح قبل‬
‫لرْضِ خَلِيفَ ًة (‪ )30‬البقرة) ( َولَ تُخَا ِ‬
‫ط ْبنِي فِي اّلذِينَ ظََلمُواْ ِإّنهُم‬ ‫ل فِي ا َ‬
‫لئِكَةِ ِإنّي جَاعِ ٌ‬
‫أن يمتحن لنك واثق أنه ناجح كما قال تعالى (وَِإذْ قَالَ َرّبكَ لِ ْلمَ َ‬
‫ن (‪ )37‬هود) لم يقل سأغرقهم‪ .‬هذا في التعبير أقوى دللة من الفعل‪ .‬السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد‪ .‬فإذن في سورة‬ ‫ّمغْ َرقُو َ‬
‫الحديد قال (فالذين آمنوا) صيغة فعل وفي السراء (ويبشر المؤمنين) فالصيغة السمية أقوى‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ماء‬
‫دّ َ‬ ‫سفِ ُ‬
‫ك ال ِ‬ ‫سد ُ فِيه َا وَي َ ْ‬
‫من يُف ْ ِ‬
‫ل فِيه َا َ‬ ‫ة قَالُوا ْ أت َ ْ‬
‫جعَ ُ‬ ‫خلِيفَ ً‬
‫ض َ‬ ‫ل ف ِي الْر َ ِ‬ ‫ع ٌ‬‫جا ِ‬ ‫ملَئِكَةِ إِن ِّي َ‬‫ك لِل ْ َ‬‫ل َرب ُّ َ‬ ‫*(وَإِذ ْ قَا َ‬
‫ن ( ‪ )30‬البقرة)‪ :‬هل من فارق بين نقدس‬ ‫مو َ‬ ‫َ‬
‫ما ل َ تَعْل ُ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫ك قَا َ‬
‫ل إِن ِّي أعْل ُ‬ ‫َ‬
‫سل َ‬ ‫ك وَنُقَدِّ ُ‬ ‫مد ِ َ‬ ‫ح ْ‬
‫ح بِ َ‬ ‫سب ِّ ُ‬‫ن نُ َ‬
‫ح ُ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫لك ونقدسك؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ل به دون حرف الجر اللم فنقول نقدس ال لكن الية أدخلت اللم على الكاف فما فائدة هذه اللم؟ فائدتها‬
‫الفعل يقدس فعل متعدي يأخذ مفعو ً‬
‫للتخصيص أي التقديس لك ل لغيرك‪ .‬فالملئكة ل تعصي ال ما أمرها فهي ل تقدس إل ل بخلف البشر الذين قد يقدسون ال ومع تقديسهم ل قد‬
‫يقدسون غيره‪.‬‬
‫َ‬
‫سد ُ فِيهَيا‬
‫ن يُفْي ِ‬
‫م ْي‬
‫ل فِيهَيا َ‬ ‫*مين أيين علميت الملئكية أنيه سييكون هناك إفسياد فيي الرض (قَالُوا أت َ ْ‬
‫جعَ ُ‬
‫ماءَ)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫سفِ ُ‬
‫ك الدِّ َ‬ ‫وَي َ ْ‬
‫أولً كلمة خليفة فيها كلم من علماؤنا ‪:‬‬
‫القول الول وعليه أغلب المفسرون أنه خليفة ال عز وجل في الرض أي أن ال سبحانه وتعالى أوكل إليه أن يعمر الرض‪ ،‬هو يتولى إعمارها أن‬
‫يبني هذه البيوت وهذه العمارات أن يشق النهار هذه أفعال ل يفعلها من مخلوقات ال شيء ل الجن يفعلها ول الطيور ول الدواب ول الملئكة إل إذا‬
‫كلفهم ال عز وجل أن يفعلوا شيء فيفعلونه فهذا المخلوق‪ ،‬هذا النسان زود بوسائل بحيث يستطيع أن يقوم بالعمال التي هيأه ال عز وجل لها فيكون‬
‫خليفة ال عز وجل في أرضه فيعمر الرض وليس هناك من مخلوقات ال سبحانه وتعالى من يصنع والتصنيع في اللغة هو الخلق‪ .‬فهذه الرض‬
‫موجود فيها الشياء وليس هناك في خلق ال سبحانه وتعالى من يجمع هذه الشياء ويجعل منها حاسوب إل هذا النسان فهو مُصنّع في الرض وهذه‬
‫ل تكون بكلمة كُن فيكون اللهية‪.‬وهو ما يميل إليه الدكتور فاضل السامرائى أيضا‪.‬‬
‫ف لذلك الخلق الذي قبلنا‪.‬‬
‫القول الثاني يقول ممكن أن يكون هناك خلق قبلنا فهذا المخلوق الجديد آدم هو خل ٌ‬
‫القول الثالث أنه خليفة أي يخلف بعضهم بعضا فيتوالد ويتكاثر‪ .‬هذه الراء جميعا هي لكبار علمائنا ل نجادل فيها لنه أمر غيبي انتهى خلق النسان‪.‬‬
‫والنسان الن يعمل والجدل فيه ل يثمر‪.‬‬
‫قول آخر قسم من العلماء يقولون المراد النبياء وبقية البشر تبعٌ لهم لن النبياء يبلّغون شرع ال ويبلّغون رسالته فهم بهذا المعنى خلفاء‪ ،‬أنهم ينقلون‬
‫شرع ال عز وجل‪ ،‬هذا المعنى وهذا المعنى تحتمله اللغة ول مساس فيه بالعتقاد خليفة يخلف بعضهم بعضا هذا الكلم وارد في الغة لكن سياق الية‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل يُسعف في هذا لن سياق الية الكلم عن آدم قال إني جاعل في الرض خليفة فتساءل الملئكة ما هذا الخليفة ولم يعترضوا على ال سبحانه‬
‫وتعالى؟ ما شأنه؟ للستفسار فقط والكشف يريدون كشفا‪.‬‬
‫من أين علمت الملئكة أن هذا المخلوق الجديد سوف يفسد في الرض ويسفك الدماء؟‬
‫لعلمائنا أكثر من قول في علم الملئكة لطبيعة هذا المخلوق وكلها محترمة‪ .‬وأولها‪ :‬وهو الذي يميل إليه عدد من العلماء وأكاد أجد اطمئنانا إليه ول‬
‫ض خَلِيفَةً) كأن الملئكة سألت ما شأن هذا الخليفة؟ ما‬ ‫ل فِي ا ْلأَرْ ِ‬ ‫أنفي الباقي وهو أن الحوار في القرآن مختصر كأن ال عز وجل حين قال (ِإنّي جَاعِ ٌ‬
‫ك ال ّدمَاءَ) وهم خالي الذهن؟ فكأنما سألوا ما هذا الخليفة؟ ما شأنه؟ فقال ال عز وجل أن‬ ‫س ُد فِيهَا َويَسْ ِف ُ‬‫ن يُفْ ِ‬
‫ل فِيهَا مَ ْ‬
‫جعَ ُ‬‫الخليفة هذا؟ لن كيف يقولون (َأتَ ْ‬
‫هذا مخلوق له ذرية‪ ،‬من هذه الذرية من سيسبحني ويعبدني ويقدسني ومنهم من سوف يفسد‪ ،‬يسفك الدماء‪ ،‬ومن هنا نفهم لماذا ذكروا تسبيحهم ( َونَحْنُ‬
‫ح ْمدِكَ َونُ َقدّسُ َلكَ) فإذا كان هناك من سيسبح ويقدس من هذه الذرية نحن نسبح ونقدس‪ ،‬والقسم الخر مفسد يسفك الدماء فما الداعي ليجاده؟‬ ‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬
‫نُ َ‬
‫إذا كان هم صنفان‪ :‬من يفسد فيها ويسفك الدماء‪ ،‬ومن يقدس لك ويسبح‪ ،‬نحن ‪ -‬أي الملئكة ‪ -‬نقدس ونسبح فألغي هذا الثاني‪ .‬مجرد سؤال أو مقترح‬
‫حنُ‬‫ك ال ّدمَاءَ) فهذا الصنف سيفسدون والصنف الخر المسبحين نحن نعوض ( َونَ ْ‬ ‫س ِف ُ‬
‫سدُ فِيهَا َويَ ْ‬ ‫ل فِيهَا مَنْ ُيفْ ِ‬‫جعَ ُ‬
‫فنلحظ سؤال المؤدب سؤال الملك (َأتَ ْ‬
‫ح ْمدِكَ َونُ َقدّسُ َلكَ) هذا الرأي الول وقد مال إليه عدد من كبار علمائنا من المفسرين‪.‬‬ ‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬
‫نُ َ‬
‫الرأي الثاني يقول لعله لديهم تجربة سابقة من خلق إنسان سابق أو مخلوق سابق أفسد وسفك دماءً فقالوا هذا سيفعل كما فعل الذي قبله‪ ،‬وخلق إنسان‬
‫سابق فيه نظر وليس لدينا دليل وقد يكون‪ ،‬لكن الذي حقيقة يطمئن إليه القلب هو أنه هذا الحوار الذي حدث حتى بعض العلماء يسأل ويقول ما الداعي‬
‫إلى أن ال سبحانه وتعالى يحاورهم؟ ويجيب أن ال سبحانه وتعالى يذكر لنا ذلك في القرآن حتى يعلمنا المشورة والمشاورة فل ينفرد الحاكم برأيه‪.‬‬
‫فرب العزة يشاور الملئكة ويحدثهم ويذكر لنا هذا المر أنه عرض على الملئكة وقال لهم سيكون كذا فقالوا له‪ :‬يا رب ما شأنه؟ قال‪ :‬هذا شأنه منه‬
‫من يسفك الدماء ويفسد ومنه من سيسبحني ويقدسني‪ .‬وهذا واقع الحال فالبشر الن منهم من يفسد فيها ويسفك الدماء ومنهم من يسبح ال عز وجل‬
‫ويعبده‪.‬‬
‫ك ال ّدمَاء َو َنحْنُ‬
‫س ُد فِيهَا َويَسْ ِف ُ‬
‫ل فِيهَا مَن يُفْ ِ‬
‫جعَ ُ‬
‫لرْضِ خَلِيفَ ًة قَالُواْ َأتَ ْ‬ ‫ل فِي ا َ‬‫لئِكَةِ ِإنّي جَاعِ ٌ‬
‫لما الباري عز وجل عرض على الملئكة (وَِإذْ قَالَ َرّبكَ لِ ْلمَ َ‬
‫ل َتعَْلمُونَ (‪ )30‬لنهم مشتغلون في الرض‪ ،‬مهمتهم في الرض فعرض عليهم‪ ،‬ل يعقل أنه عرض على‬ ‫ك قَالَ ِإنّي أَعْلَ ُم مَا َ‬
‫ح ْمدِكَ َونُ َقدّسُ َل َ‬
‫ح بِ َ‬
‫سبّ ُ‬
‫نُ َ‬
‫كل ملئكة السماء والكون وإنما على فئة لها شغل بهذا المخلوق الجديد وبمكانه فإبليس كان من ضمن هؤلء ليس ملكا لكن من ضمن الذين لهم شغل‬
‫لذلك كُلّف مباشرة (ما منعك أن تسجد إذ أمرتك) ُأمِر مباشرة بالسجود‪.‬‬
‫َ‬ ‫ل ف ِي الَْر ضِي َ‬
‫ماء‬
‫دّ َ‬ ‫سفِ ُ‬
‫ك ال ِ‬ ‫سد ُ فِيه َا وَي َي ْ‬
‫من يُف ْ ِ‬
‫ل فِيه َا َ‬ ‫ة َقالُوا ْ أت َ ْ‬
‫جعَ ُ‬ ‫خلِيفَ ً‬ ‫ع ٌ‬‫جا ِ‬‫ملَئِكَةِ إِن ّ ِيي َ‬ ‫ك لِل ْ َ‬
‫ل َرب ُّي َ‬ ‫*(وَإِذ ْ قَا َ‬
‫ن (‪ )30‬البقرة) كيف عرفت الملئكة أن هذا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س لك قَا َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫مو َ‬ ‫ما ل تَعْل ُ‬ ‫م َ‬‫ل إِنِّي أعْل ُ‬ ‫مد ِك وَنُقَدِّ ُ‬ ‫ح ْ‬‫ح بِ َ‬ ‫سب ِّ ُ‬
‫ن نُ َ‬ ‫ح ُ‬ ‫وَن َ ْ‬
‫المخلوق سيفسد في الرض؟(د‪.‬فاضل السامرائى )‬
‫جعَلُ‬
‫مما ذكر أنهم احتمال أنهم اطلعوا على اللوح المحفوط واللوح المحفوظ كتب فيه كل شيء وما يفعله البشر فرأوا ما يفعله هؤلء فقالوا (قَالُواْ َأ َت ْ‬
‫ك ال ّدمَاء) هم اطلعوا إما بإخبار ال لهم أو بما اطلعوا عليه في اللوح المحفوظ‪.‬‬
‫س ِف ُ‬
‫سدُ فِيهَا َويَ ْ‬
‫فِيهَا مَن يُفْ ِ‬
‫* ما وجه الختلف في قصة آدم بين سورتي البقرة والعراف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫س ِفكُ‬
‫سدُ فِيهَا َويَ ْ‬ ‫ل فِيهَا مَن ُيفْ ِ‬
‫جعَ ُ‬
‫ض خَلِيفَ ًة قَالُواْ َأتَ ْ‬‫ل فِي الَرْ ِ‬ ‫قصة آدم في سورة البقرة تبدأ من أقدم نقطة في القصة (وَِإ ْذ قَالَ َرّبكَ ِل ْلمَلَ ِئكَةِ ِإنّي جَاعِ ٌ‬
‫ن {‪ )}30‬لم تُذكر هذه النقطة في أي مكان آخر في القرآن وهي أول نقطة نبدأ فيها‬ ‫ل َتعْلَمُو َ‬ ‫ح ْم ِدكَ َونُ َقدّسُ َلكَ قَالَ ِإنّي أَعَْل ُم مَا َ‬ ‫سبّحُ بِ َ‬‫ن نُ َ‬ ‫الدّمَاء َونَحْ ُ‬
‫القصص القرآني‪:‬‬
‫القصة في سورة البقرة واردة في تكريم آدم وما يحمله من العلم والقصة كلها في عباراتها ونسجها تدور حول هذه المسألة فهل كان التكريم لدم أو‬
‫لما يحمله من العلم؟‬
‫وقوله تعالى (علّم آدم) ينسحب على ذريته في الخلفة في الرض‪ .‬والخلفة تقتضي أمرين‪ :‬الول حق التصرف (خلق لكم ما في الرض جميعا)‪،‬‬
‫والثاني القدرة على التصرف وهل هو قادر على القيام بالمهمة أو ل (أثبت القدرة بالعلم)‪ .‬وهل النسان أكرم من الملئكة؟ النسان الصالح التقي‬
‫المؤمن أكرم عند ال تعالى من الملئكة (ولقد كرّمنا بني آدم) فال تعالى كرّم النسان بالعلم والعقل‪.‬‬
‫أما في سورة العراف فورود قصة آدم ليست من باب التكريم (قليلً ما تشكرون) عتاب من ال تعالى على قلة شكرهم‪.‬‬
‫إفتتاح كل قصة‪:‬‬
‫ن {‪ )}10‬سورة العراف ثم قوله تعالى (قليلً ما تشكرون) فيها عتاب وهذا لم يرد‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫ل مّا تَ ْ‬ ‫ش قَلِي ً‬
‫جعَ ْلنَا َل ُكمْ فِيهَا َمعَايِ َ‬
‫(وََل َقدْ َم ّكنّاكُ ْم فِي الَ ْرضِ وَ َ‬
‫في البقرة‪.‬‬
‫التكريم في البقرة أكبر وأكثر مما هو عليه في العراف (قليلً ما تذكرون) في العراف‪.‬‬
‫ن َدعْوَاهُمْ‬ ‫سياق القصة في سورة العراف ورد في العقوبات وإهلك المم الظالمة من بني آدم وفي سياق غضب ال تعالى على الذين ظلموا ( َفمَا كَا َ‬
‫سنَا ِإلّ أَن قَالُواْ ِإنّا ُكنّا ظَاِلمِينَ {‪ )}5‬القائلون في الية بمعنى القيلولة‪ ،‬وفي سياق العتب عليهم (قليلً ما تذكرون‪ ،‬قليلً ما تشكرون)‪.‬‬ ‫ِإذْ جَاء ُه ْم بَأْ ُ‬
‫ن مِنَ ا ْلكَافِرِينَ {‪( )}34‬أبى‪،‬‬ ‫س َت ْكبَرَ َوكَا َ‬ ‫س َأبَى وَا ْ‬
‫جدُواْ ِإلّ ِإبْلِي َ‬
‫جدُو ْا لدَمَ َفسَ َ‬ ‫ل ِئكَةِ اسْ ُ‬
‫في سورة البقرة جمع تعالى لبليس ثلث صفات (وَِإ ْذ قُ ْلنَا لِ ْلمَ َ‬
‫استكبر‪ ،‬وكان من الكافرين) وهذه الصفات لم تأت مجتمعة إل في سورة البقرة لبيان شناعة معصية إبليس‪ ،‬أما في العراف فقال (وََل َقدْ خَلَ ْقنَاكُ ْم ثُمّ‬
‫جدِينَ {‪ )}11‬فذكر صفة لم يكن من الساجدين فقط‪.‬‬ ‫جدُواْ ِإلّ ِإبْلِيسَ َل ْم َيكُن مّنَ السّا ِ‬ ‫سَ‬‫جدُو ْا لدَ َم فَ َ‬ ‫سُ‬ ‫صَوّ ْرنَاكُ ْم ثُ ّم قُ ْلنَا لِ ْلمَلئِكَةِ ا ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ش ْئُتمَا َولَ تَ ْق َربَا هَـذِهِ الشّجَرَةَ‬ ‫حيْثُ ِ‬ ‫ل ِمنْهَا رَغَدا َ‬ ‫جنّةَ َوكُ َ‬ ‫جكَ الْ َ‬ ‫سكُنْ أَنتَ وَ َزوْ ُ‬ ‫في سورة البقرة جاء الخطاب بإسناد القول إلى ال تعالى ( َوقُ ْلنَا يَا آدَمُ ا ْ‬
‫ن {‪ )}35‬والملحظ في القرآن أنه لما ينسب ال تعالى القول إلى ذاته يكون في مقام التكريم‪ ،‬أما في العراف عندما طرد إبليس‬ ‫َف َتكُونَا مِنَ الْظّاِلمِي َ‬
‫حيْثُ‬ ‫ل مِنْ َ‬ ‫جنّ َة َفكُ َ‬
‫جكَ الْ َ‬ ‫سكُنْ أَنتَ وَ َزوْ ُ‬ ‫ج َمعِينَ {‪َ }18‬ويَا آ َدمُ ا ْ‬ ‫ج َهنّ َم مِنكُمْ أَ ْ‬
‫لمْلنّ َ‬ ‫ج ِم ْنهَا مَذْؤُوما ّمدْحُورا ّلمَن َت ِب َعكَ ِم ْنهُ ْم َ‬ ‫خرُ ْ‬‫جمعهما في الكلم (قَالَ ا ْ‬
‫ن {‪.)}19‬‬ ‫ل تَقْ َربَا هَـذِهِ الشّجَرَ َة َف َتكُونَا مِنَ الظّاِلمِي َ‬ ‫شئْ ُتمَا َو َ‬‫ِ‬
‫ن {‪)}35‬‬ ‫ل تَ ْق َربَا هَـذِهِ الشّجَرَ َة َف َتكُونَا مِنَ الْظّاِلمِي َ‬ ‫ش ْئتُمَا َو َ‬‫ث ِ‬ ‫حيْ ُ‬ ‫ل مِ ْنهَا رَغَدا َ‬ ‫جنّةَ َوكُ َ‬ ‫جكَ الْ َ‬ ‫سكُنْ أَنتَ وَزَ ْو ُ‬ ‫ذكر في سورة البقرة (رغدا) ( َوقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْ‬
‫ل تَ ْق َربَا هَـذِهِ الشّجَرَ َة َف َتكُونَا‬ ‫ش ْئتُمَا َو َ‬
‫ح ْيثُ ِ‬ ‫جنّ َة َفكُلَ مِنْ َ‬ ‫جكَ الْ َ‬ ‫سكُنْ أَنتَ وَزَ ْو ُ‬ ‫المناسب للتكريم في السورة بينما لم ترد في سورة العراف ( َويَا آدَمُ ا ْ‬
‫مِنَ الظّاِلمِينَ {‪ .)}19‬كما أن الواو في (وكُل منها رغدا) في سورة البقرة تدل على مطلق الجمع وتفيد أن لدم حق الختيار في كل الزمنة بمعنى‬
‫اسكن وكُل غير محددة بزمان‪ .‬أما في سورة العراف فاستخدام الفاء في قوله (فكُل من حيث شئتما) تدل على التعقيب والترتيب‪ ،‬بمعنى اسكن فكُل‬
‫أي أن الكل يأتي مباشرة بعد السكن مباشرة‪ .‬فالفاء إذن هي جزء من زمن الواو أما الواو فتشمل زمن الفاء وغيرها والجمع وغير الجمع فهي إذن‬
‫أعمّ وأشمل ومجئيها في سورة البقرة في مجال التكريم أيضا فلم يقيّد ال تعالى آدم بزمن للكل‪ .‬ونسأل هل الواو تفيد الترتيب؟ الواو ل تفيد الترتيب‬
‫بدليل قوله تعالى (وما هي إل حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إل الدهر) فلو كانت الواو تفيد الترتيب لكان الكافرون أقروا بالحياة بعد الموت‪،‬‬
‫وكذلك في قوله تعالى (كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك) ل تفيد الترتيب‪ .‬والعلماء الذين يستندون إلى أن الواو تفيد الترتيب يعتمدون على آية‬
‫الوضوء ونقول ل مانع أن تأتي الواو للترتيب لكن ل تُحصر للترتيب‪.‬‬
‫(حيث شئتما) في سورة البقرة تحتمل أن تكون للسكن والكل بمعنى اسكنا حيث شئتما وكُل حيث شئتما وفي هذا تكريم أوسع لن ال تعالى جعل لهم‬
‫مجال اختيار السكن والكل والتناسب مع الواو التي دلّت هي مطلقة فأوجبت السعة في الختيار‪ ،‬أما في العراف (من حيث شئتما) بمعنى من حيث‬
‫شئتما للكل فقط وليس للسكن‪ ،‬وبما أن الفاء استخدمت في السورة (فكُل) والفاء مقتصرة اقتضى الحصر للكل فقط‪.‬‬
‫(فأزلهما الشيطان) في سورة البقرة ليس بالضرورة الزلة إلى محل أدنى بل يمكن أن يكون في نفس المكان وقد سُميت زلة تخفيفا في مقام التكريم‬
‫الغالب على السورة‪ ،‬أما في سورة العراف (فدلهما بغرور) والتدلية ل تكون إل من أعلى لسفل إذن في مقام التكليف سماها (زلة) وفي مقام‬
‫العقوبة سماها (فدلّهما) فخفف المعصية في البقرة ولم يفعل ذلك في العراف‪.‬‬
‫ب عََليْهِ ِإنّهُ ُهوَ التّوّابُ الرّحِي ُم {‪ )}37‬لم يذكر معاتبة ال تعالى لدم وتوبيخه له وهذا يتناسب مع مقام التكريم‬ ‫ت َفتَا َ‬‫في البقرة ( َفتَلَقّى آدَ ُم مِن ّربّ ِه كَِلمَا ٍ‬
‫في السورة حتى أنه لم يذكر في السورة إعتراف آدم ولم يقل أنهما تابا أو ظلما أنفسهما فطوى تعالى تصريح آدم بالمعصية وهذا أيضا مناسب لجو‬
‫جنّةِ‬
‫ن عََل ْي ِهمَا مِن وَرَقِ ا ْل َ‬ ‫صفَا ِ‬
‫طفِقَا يَخْ ِ‬ ‫جرَ َة بَدَتْ َل ُهمَا سَوْءَا ُت ُهمَا وَ َ‬ ‫التكريم في السورة‪ .‬أما في سورة العراف قال تعالى (فَ َدلّ ُهمَا ِبغُرُو ٍر فََلمّا ذَاقَا الشّ َ‬
‫عدُوّ ّمبِينٌ {‪ )}22‬في مجال التوبيخ والحساب ثم جاء اعتراف آدم (قَالَ َرّبنَا‬ ‫شيْطَآنَ َل ُكمَا َ‬ ‫َونَادَاهُمَا َرّبهُمَا َألَمْ َأ ْن َه ُكمَا عَن تِ ْل ُكمَا الشّجَ َرةِ وََأقُل ّل ُكمَا إِنّ ال ّ‬
‫ن {‪ .)}23‬وفي العراف تناسب بين البداية والختيار (عتاب على قلة الشكر وعتاب على‬ ‫ح ْمنَا َل َنكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِي َ‬ ‫سنَا َوإِن لّ ْم َتغْفِرْ َلنَا َوتَ ْر َ‬ ‫ظَل ْمنَا أَنفُ َ‬
‫َ‬
‫عدم السجود) الندم الذي ذكره آدم مناسب لندم ذريته عن معاصيهم وهذا ناسب لسياق اليات في سورة العراف‪.‬‬
‫ن {‪ .)}23‬ذرية (إنا كنا ظالمين) بالصيغة‬ ‫ن مِنَ ا ْلخَاسِرِي َ‬ ‫ح ْمنَا َل َنكُونَ ّ‬
‫سنَا وَإِن لّمْ َتغْ ِفرْ َلنَا َوتَرْ َ‬ ‫اتفق ندم البوين والذرية على الظلم (قَالَ َرّبنَا ظََل ْمنَا أَن ُف َ‬
‫السمية الدالة على الثبوت والصرار وجاءت (ظلمنا) بالصيغة الفعلية أي أن التوبة فعلية وصادقة وليس فيها إصرار لذا جاءت العقوبة مختلفة فتاب‬
‫سبحانه على الولين وأهلك الخرين‪.‬‬
‫ذكر في البقرة أن ال تعالى تاب على آدم ولم يذكر أن آدم طلب المغفرة لكن وردت التوبة والمغفرة عليه وهذا مناسب لجو التكريم في السورة ( َفتَلَقّى‬
‫ب عََليْهِ ِإنّ ُه هُوَ التّوّابُ الرّحِي ُم {‪ ،)}37‬ولم تذكر في العراف بل ذكر أن آدم طلب المغفرة لكن لم يذكر أن ال تعالى تاب عليه‬ ‫ت َفتَا َ‬ ‫آدَ ُم مِن ّربّ ِه كَِلمَا ٍ‬
‫ن {‪.)}23‬‬ ‫ن مِنَ الْخَاسِرِي َ‬ ‫ح ْمنَا َل َنكُونَ ّ‬‫سنَا وَإِن لّ ْم َتغْفِرْ َلنَا َوتَ ْر َ‬ ‫ظَلمْنَا أَنفُ َ‬
‫(قَالَ َرّبنَا َ‬
‫جدِينَ {‪ )}11‬وفي الية الخيرة من‬ ‫جدُواْ ِإلّ ِإبْلِيسَ لَ ْم َيكُن مّنَ السّا ِ‬ ‫سَ‬‫جدُو ْا لدَ َم فَ َ‬ ‫سُ‬ ‫خلَ ْقنَاكُ ْم ثُ ّم صَوّ ْرنَا ُكمْ ُثمّ ُق ْلنَا لِ ْلمَل ِئكَةِ ا ْ‬
‫في سورة العراف (وََل َقدْ َ‬
‫جدُونَ {‪ )}206‬نفى تعالى عن الملئكة التكبر وأكدّ سجودهم ولكن بالنسبة‬ ‫سبّحُونَهُ َولَ ُه يَسْ ُ‬ ‫عبَا َدتِهِ َويُ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫س َت ْكبِرُونَ عَ ْ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ن عِندَ َرّبكَ َ‬ ‫ن اّلذِي َ‬‫السورة (إِ ّ‬
‫خرُجْ ِإّنكَ‬ ‫ط ِمنْهَا َفمَا َيكُونُ َلكَ أَن َتتَ َكبّ َر فِيهَا فَا ْ‬ ‫جدِينَ) وأكدّ له التكبر (قَالَ فَا ْهبِ ْ‬ ‫لبليس في السورة نفسها نفى عنه السجود (ِإلّ ِإبْلِيسَ َل ْم َيكُن مّنَ السّا ِ‬
‫ن {‪.)}13‬‬ ‫مِنَ الصّاغِرِي َ‬
‫جدُ َأ ْكثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {‪ )}17‬وفي مقدمة القصة قال تعالى‬ ‫ل تَ ِ‬‫شمَآئِِلهِمْ َو َ‬‫في سورة العراف (ثُ ّم لتِ َيّنهُم مّن َبيْنِ َأ ْيدِيهِمْ َومِنْ خَلْ ِفهِمْ وَعَنْ َأ ْيمَا ِنهِمْ وَعَن َ‬
‫شكُرُونَ {‪ )}10‬فصدّق عليهم إبليس ظنّه‪.‬‬ ‫ل مّا تَ ْ‬ ‫ش قَلِي ً‬ ‫جعَ ْلنَا َل ُكمْ فِيهَا َمعَايِ َ‬‫(وََل َقدْ َم ّكنّاكُ ْم فِي الَ ْرضِ وَ َ‬
‫ل مَا َنهَا ُكمَا َرّب ُكمَا عَنْ هَـذِهِ الشّجَرَةِ ِإلّ أَن َتكُونَا مََل َك ْينِ أَوْ‬ ‫ع ْن ُهمَا مِن سَوْءَا ِت ِهمَا َوقَا َ‬ ‫ي َ‬ ‫شيْطَانُ ِل ُيبْدِيَ َل ُهمَا مَا وُورِ َ‬ ‫في سورة العراف (فَوَسْ َوسَ َل ُهمَا ال ّ‬
‫سوْءَا ِتكُمْ َورِيشا‬ ‫ن {‪ )}20‬اختار تعالى للتقوى كلمة اللباس الذي يواري السوءات الباطنة (يَا َبنِي آدَ َم َقدْ أَنزَ ْلنَا عََل ْيكُمْ ِلبَاسا يُوَارِي َ‬ ‫َتكُونَا مِنَ الْخَاِلدِي َ‬
‫ن {‪ )}26‬واختيار الريش مناسب للباس الذي يواري السؤات الخارجية‪ .‬وفي هذه اليات تحذير‬ ‫ت اللّهِ َلعَّلهُ ْم َيذّكّرُو َ‬ ‫ن آيَا ِ‬ ‫خيْرٌ ذَِلكَ مِ ْ‬ ‫ى ذَِلكَ َ‬ ‫َوِلبَاسُ التّقْوَ َ‬
‫ن آيَاتِ اللّهِ َلعَّلهُ ْم َي ّذكّرُونَ {‪.)}26‬‬ ‫خيْ ٌر ذَِلكَ مِ ْ‬ ‫ى ذَِلكَ َ‬ ‫س التّقْوَ َ‬‫من ال تعالى لذرية آدم ((يَا بَنِي آدَ َم َقدْ أَنزَ ْلنَا عََل ْيكُمْ ِلبَاسا يُوَارِي سَ ْوءَا ِتكُمْ وَرِيشا وَِلبَا ُ‬
‫واللتهاء بالمال هو النشغال بالوقت والقلب لذا جاءت فيما بعد (وأنفقوا مما رزقناكم) مما تفيد البعض وليس الكل فالنفاق يكون بشيء مما رزقنا ال‬
‫شيَةَ الِنفَاقِ َوكَانَ‬ ‫س ْكتُ ْم خَ ْ‬
‫حمَةِ َربّي إِذا لَّأمْ َ‬ ‫تعالى حتى تستسهل النفوس النفاق لن الرزق لو كان من عند الناس لبخلوا به (قُل لّوْ أَنتُمْ َتمِْلكُونَ خَزَآئِنَ َر ْ‬
‫النسَانُ َقتُورا {‪ }100‬السراء) ‪ .‬وكلمة (رزقناكم) بعني أن ال تعالى هو الرزاق‪ .‬فأنفقوا مما رزقكم ال وليس الرزق من أنفسكم أيها الناس فال‬
‫ن يَؤُوسا {‪ }83‬السراء)‪.‬‬ ‫تعالى ينسب النعمة والخير إلى نفسه ول ينسب الشر لنفسه (وَِإذَا َأ ْن َعمْنَا عَلَى الِنسَانِ أَعْ َرضَ َونَأَى بِجَا ِنبِهِ وَِإذَا مَسّهُ الشّ ّر كَا َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل ْنهَارُ كُّلمَا رُ ِزقُو ْا ِم ْنهَا مِن‬


‫حتِهَا ا َ‬
‫جرِي مِن َت ْ‬
‫ت تَ ْ‬
‫جنّا ٍ‬
‫عمِلُو ْا الصّالِحَاتِ أَنّ َلهُ ْم َ‬
‫أما في الجنة حيث ل حساب ول عقاب يقول تعالى ( َوبَشّرِ اّلذِين آ َمنُواْ وَ َ‬
‫طهّ َرةٌ وَهُ ْم فِيهَا خَاِلدُونَ {‪ }25‬البقرة)‪.‬‬
‫ج مّ َ‬
‫َثمَرَةٍ رّزْقا قَالُو ْا هَـذَا اّلذِي ُر ِز ْقنَا مِن َقبْلُ وَُأتُو ْا بِ ِه ُمتَشَابِها وََل ُهمْ فِيهَا َأزْوَا ٌ‬
‫آية (‪:)31‬‬
‫م عَلَى‬
‫ضهُي ْ‬ ‫ما َء كُلَّهَيا ث ُي َّ‬
‫م عََر َ‬ ‫س َ‬
‫َي‬
‫م آَد َي َ‬
‫م اْل ْ‬
‫َ‬
‫(وعَل ّي َ‬
‫إسيم الشارة هؤلء فيي قوله تعالى َ‬ ‫* ميا دللة اسيتعمال‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ْمَلئِكَة فَقَا َ َ‬
‫ن (‪ ))31‬واستعماله للعاقل أو لغير العاقل؟ ولماذا‬ ‫صادِقِي َ‬
‫م َ‬ ‫ما ِء هَؤُلءِ إ ِ ْ‬
‫ن كنْت ُ ْ‬ ‫ل أنْبِئُون ِي بِأ ْ‬
‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫جاءت عرضهم للسماء بدل عرضها في قوله تعالى في سورة البقرة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هؤلء أصلها أولء ثم تدخل الهاء للتنبيه أو أحيانا تدخل الكاف فتصبح أولئك‪ .‬الشارة أولء في الصل للعقلء لكن إذا اجتمع العقلء وغيرهم يغلّب‬
‫العقلء فيُشار إلى المجموع بكلمة هؤلء أو أولئك بحسب القرب والبعد هؤلء للقريب وأولئك للبعيد‪.‬‬
‫السماء التي عرضت على الملئكة لما يقول (ثم عرضهم) هو عرض هذه المخلوقات لن ال تعالى أودع في هذا المخلوق الذي هو النسان (في آدم)‬
‫ما يمكن أن يشغّّله ويرمز به إلى الشياء بالصوات‪ ،‬فلما عرض هذه الشياء من العقلء وغيرهم على آدم (حيوانات‪ ،‬مخلوقات‪ ،‬بشر من أبنائه) كان‬
‫آدم وحده لكن ال تعالى كشف عنه ما سيكون له في الدنيا هذا الذي سيكون لك في الدنيا (السماء كلها) لنه علّم هنا بعض علمائنا وهذا الذي نميل‬
‫إليه يقول‪ :‬التعليم هنا ليس بمعنى التلقين وإنما بمعنى القدار أي أقدره على أن سمّاها أي جعل فيه القدرة على أن يرمز لهذه الشياء‪ .‬وهذا كلم قديم‬
‫وليس جديدا‪ .‬عندما يتحدث البعض عن اللغة هل هي إلهام أو إصطلح من الناس‪ ،‬يقول الية ل تتناول موضع الخلف (وعلّم آدم السماء كلها)‬
‫يمكن أن يكون معناها أقدر آدم على وضع هذه السماء‪ ،‬جعل لديه القدرة على أن يكتشف ويخترع ويضع هذه الصوات لهذه المسميات من العقلء‬
‫وغير العقلء ولذلك قال عرضهم بالجمع لن فيهم عقلء وغير عقلء‪ .‬كيف عرضهم؟ هذا شيء في الغيب ونحن نؤمن بالغيب‪ ..‬هؤلء تشمل العقلء‬
‫وغير العقلء وبأسمائهم عرضهم فلما أنبأهم بأسمائهم ما قال بأسمائها لن فيها خليط من العقلء وغير العقلء‪.‬‬
‫*ما دللة استخدام (أنبئونى) فى الية و ليس (نبئونى) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ضهُ ْم عَلَى ا ْلمَلَا ِئكَةِ‬
‫عرَ َ‬ ‫سمَا َء كُّلهَا ُثمّ َ‬
‫هذه الظاهرة إستعمال نبّأ وأنبأ مضطردة في القرآن الكريم بحيث أننا لما نأتي إلى أفعل كما في قوله (وَعَلّمَ َآدَمَ الَْأ ْ‬
‫ن ُك ْنتُمْ صَا ِدقِينَ (‪ ))31‬أنبأ وردت في أريعة مواضع في القرآن كله وسنجد أنها جميعا فيها إختصار زمن‪ ،‬فيها وقت‬ ‫سمَا ِء هَؤُلَاءِ إِ ْ‬ ‫َفقَالَ َأ ْن ِبئُونِي بِأَ ْ‬
‫قصير وليس فيها وقت طويل‪ .‬أما نبّأ فحيث وردت‪ ،‬وردت في ستة وأربعين موضعا‪ .‬لحظ (وعلّم آدم السماء كلها) بمفهوم البشر التعليم يحتاج إلى‬
‫وقت ولذا قال علّم ولم يقل أعلم‪ .‬السماء كلها أي هذا الشيء إسمه كذا عذا المخلوق إسمه كذا ورب العالمين يمكن أن يقول كن فيكون‪ .‬لكن أرادت‬
‫الية أن تبيّن أنه لقّنه هذه الشياء بوقت كما أنه خلق السموات والرض في ستة أيام وكان بإستطاعته أن يقول كن فيكون‪( .‬وعلّم آدم السماء كلها ثم‬
‫عرضهم على الملئكة) وذكرنا في مرة سابقة استعمال عرضهم لن فيها العاقل وغير العاقل‪( .‬فَقَالَ َأ ْن ِبئُونِي) لنه هذا ما إسمه؟ فلن أو كذا وهذا ل‬
‫سبْحَا َنكَ لَا عِلْمَ َلنَا إِلّا مَا‬
‫يحتاج إلى شرح وتطويل ما قال (نبّؤني) قال(أنبؤني) لكن في مكان آخر قال (نبؤني بعلم إن كنتم صادقين) ‪ .‬قالوا (قَالُوا ُ‬
‫سمَا ِئهِمْ) آدم هذا كذا إسمه وانتهى‪ ،‬وهذا؟ كذا‬ ‫سمَا ِئهِ ْم فََلمّا َأ ْنبَأَ ُهمْ ِبأَ ْ‬
‫ل يَا َآدَمُ َأ ْن ِب ْئهُمْ ِبأَ ْ‬‫حكِي ُم (‪ ))32‬أيضا ما تعلّموه على وقت‪( .‬قَا َ‬ ‫عَّل ْم َتنَا ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬
‫سمَا ِئهِمْ) واحدا واحدا ل يحتاج إلى وقت‪.‬‬ ‫سمَا ِئهِم) (فََلمّا َأ ْنبَأَهُ ْم بِأَ ْ‬ ‫وهذا؟ كذا‪ .‬النباء بكل إسم على حدة ل يأخذ وقتا ولهذا قال (َأ ْن ِب ْئهُمْ ِبأَ ْ‬
‫آية (‪:)32‬‬
‫م) فمييا الفرق بينهمييا؟(د‪.‬فاضييل‬
‫م علي ٌ ي‬
‫م) وفييى آيات أخرى (حكي ٌ ي‬ ‫* أحيانا ً تختييم اليات ب(علي ٌ ي‬
‫م حكي ٌ ي‬
‫السامرائى)‬
‫إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدم العلم وإل يقدم الحكمة‪ ،‬إذا كان المر في التشريع أو في الجزاء يقدم الحكمة وإذا كان في العلم يقدم‬
‫حكِي ُم (‪ )32‬البقرة) السياق في العلم فقدّم العلم‪( ،‬يُرِيدُ اللّهُ ِل ُيبَيّنَ َلكُمْ‬ ‫ت ا ْلعَلِيمُ الْ َ‬
‫ل مَا عَّل ْم َتنَا ِإّنكَ أَن َ‬
‫ك لَ عِ ْلمَ َلنَا ِإ ّ‬ ‫سبْحَا َن َ‬
‫العلم‪ .‬حتى تتوضح المسألة (قَالُو ْا ُ‬
‫ل الَحَادِيثِ‬ ‫جتَبِيكَ َرّبكَ َو ُيعَّل ُمكَ مِن تَأْوِي ِ‬ ‫حكِي ٌم (‪ )26‬النساء) هذا تبيين معناه هذا علم‪َ ( ،‬و َكذَِل َ‬
‫ك يَ ْ‬ ‫ب عََل ْيكُمْ وَاللّ ُه عَلِي ٌم َ‬‫سنَنَ اّلذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َو َيتُو َ‬ ‫َو َي ْهدِ َيكُمْ ُ‬
‫حكِي ٌم (‪ )6‬يوسف) فيها علم فقدم عليم‪ .‬قال في المنافقين‬ ‫ك عَلِيمٌ َ‬
‫سحَقَ إِنّ َرّب َ‬ ‫ب َكمَا َأ َتمّهَا عَلَى َأبَ َو ْيكَ مِن َقبْلُ ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬ ‫ل َيعْقُو َ‬ ‫علَى آ ِ‬ ‫َو ُيتِ ّم ِن ْعمَتَ ُه عََل ْيكَ وَ َ‬
‫ل ُب ْنيَا ُنهُمُ اّلذِي بَنَوْاْ رِيبَ ًة فِي قُلُو ِبهِمْ ِإلّ‬ ‫حكِي ٌم (‪ )71‬النفال) هذه أمور قلبية‪َ ( ،‬‬
‫ل يَزَا ُ‬ ‫علِيمٌ َ‬ ‫ل فََأ ْمكَنَ ِم ْنهُمْ وَاللّهُ َ‬
‫خيَا َن َتكَ َف َقدْ خَانُواْ اللّ َه مِن َقبْ ُ‬
‫(وَإِن يُرِيدُواْ ِ‬
‫حكِيمٌ (‪ )110‬التوبة) من الذي يطلع على القلوب؟ ال‪ ،‬فقدم العليم‪ .‬نأتي للجزاء‪ ،‬الجزاء حكمة وحكم يعني من الذي يجازي‬ ‫أَن تَ َقطّ َع قُلُو ُبهُمْ وَاللّ ُه عَلِي ٌم َ‬
‫حكِيمٌ عَليمٌ (‪ )128‬النعام) هذا جزاء‪ ،‬هذا حاكم يحكم‬ ‫ل مَا شَاء اللّهُ إِنّ َرّبكَ َ‬ ‫ل النّا ُر َمثْوَاكُمْ خَاِلدِينَ فِيهَا ِإ ّ‬ ‫ويعاقب؟ هو الحاكم‪ ،‬تقدير الجزاء حكمة (قَا َ‬
‫ل ْنعَامِ خَالِصَةٌ ّل ُذكُو ِرنَا‬‫ن هَـذِهِ ا َ‬ ‫تقدير الجزاء والحكم قدم الحكمة‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون العالم حاكما ليس كل عالم حاكم‪َ ( .‬وقَالُو ْا مَا فِي بُطُو ِ‬
‫حكِي ٌم عَلِي ٌم (‪ )139‬النعام) هذا تشريع والتشريه حاكم فمن الذي يشرع‬ ‫ص َفهُمْ ِإنّهُ ِ‬
‫سيَجْزِيهِمْ وَ ْ‬ ‫ش َركَاء َ‬ ‫جنَا وَإِن َيكُن ّم ْيتَةً َفهُ ْم فِيهِ ُ‬ ‫َو ُمحَرّ ٌم عَلَى أَزْوَا ِ‬
‫سمَاء إِلَهٌ َوفِي‬ ‫ن (‪ )83‬وَهُوَ اّلذِي فِي ال ّ‬ ‫حتّى يُلَاقُوا يَ ْو َمهُمُ اّلذِي يُوعَدُو َ‬ ‫ويجازي؟ ال تعالى هو الذي يجازي وهو الذي يشرع ( َفذَرْهُ ْم يَخُوضُوا َويَ ْل َعبُوا َ‬
‫حكِيمُ ا ْلعَلِي ُم (‪ )84‬الزخرف) لما يكون السياق في العلم يقدّم العلم ولما ل يكون السياق في العلم يقدّم الحكمة‪.‬‬ ‫الْأَ ْرضِ إِلَهٌ وَهُوَ ا ْل َ‬
‫آية (‪:)33‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )33‬البقرة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫م تَكْت ُ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ما كُنْت ُ ْ‬
‫ن وَ َ‬
‫ما تُبْدُو َ‬ ‫* ما دللة كنتم في الية (وَأعْل َ ُ‬
‫م َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سمَاوَاتِ وَالَرْضِ وَأَعَْل ُم مَا ُتبْدُونَ َومَا كُنتُ ْم‬ ‫غيْبَ ال ّ‬‫سمَآ ِئهِمْ قَالَ أََلمْ َأقُل ّلكُمْ ِإنّي أَعْلَ ُم َ‬
‫سمَآ ِئهِمْ فََلمّا أَنبَأَهُ ْم بِأَ ْ‬
‫ل يَا آدَمُ أَنبِ ْئهُم بِأَ ْ‬
‫الية موضع السؤال (قَا َ‬
‫ح ْم ِدكَ‬
‫س ّبحُ بِ َ‬ ‫ن نُ َ‬ ‫س ِفكُ الدّمَاء َونَحْ ُ‬ ‫سدُ فِيهَا َويَ ْ‬ ‫ل فِيهَا مَن يُ ْف ِ‬
‫جعَ ُ‬
‫ض خَلِيفَ ًة قَالُواْ َأتَ ْ‬
‫ل فِي الَرْ ِ‬ ‫عٌ‬ ‫ل ِئكَةِ ِإنّي جَا ِ‬ ‫ل َرّبكَ لِ ْلمَ َ‬ ‫َت ْكُتمُونَ (‪ ))33‬جاءت بعد الية (وَِإ ْذ قَا َ‬
‫ن (‪ ))30‬ولم لم يقل في غير القرآن‪ :‬يعلم ما تبدون وما تكتمون؟‬ ‫َوُن َقدّسُ َلكَ قَالَ ِإنّي أَعَْل ُم مَا لَ َتعَْلمُو َ‬
‫هذا الذي جرى في المل العلى يليق بذلك الموضع ل ندري على وجه التحديد ما المراد بتلك العبارات التي قيلت وما المراد بهذه السماء التي سُئل‬
‫عنها لن الشارة كانت بصيغة العقلء فما الذي عُرِض أمام اللملئكة؟ ما الذي سئل عنه الملئكة؟ ما عندنا خبر صحيح عنه‪ ،‬هو وقع‪ ،‬هناك إختبار‬
‫ن (‪ ))31‬أعلنوا عجزهم وقالوا‬ ‫سمَاء هَـؤُلء إِن كُنتُمْ صَا ِدقِي َ‬ ‫كان للملئكة وفي الوقت نفسه كان إختبارا لدم‪ .‬لما طلب من الملئكة (فَقَالَ أَن ِبئُونِي ِبأَ ْ‬
‫سمَآ ِئهِمْ)‬ ‫حكِي ُم (‪ ))32‬ما عندنا علم إل الذي علمتنا إياه‪ ،‬عند ذلك قال تعالى (قَا َ‬
‫ل يَا آدَمُ أَن ِب ْئهُم ِبأَ ْ‬ ‫عّلمْ َتنَا ِإّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِيمُ ا ْل َ‬‫ل عِلْمَ َلنَا ِإلّ مَا َ‬ ‫سبْحَا َنكَ َ‬‫(قَالُواْ ُ‬
‫حفّظ وهو لديه في دماغه خليا متخصصة للغة‬ ‫سمَاء كُّلهَا) التعليم هنا قد يراد به التلقين أن آدم لُقّن‪ُ ،‬‬ ‫هذا النباء الذي بُنيَ على التعليم (وَعَلّ َم آدَ َم الَ ْ‬
‫حفّظ إياه وإستطاع أن يسترجعها عندما احتاج إليها‪ .،‬فبدأ آدم يتكلم ويخبر بهذه بالسماء‪ ،‬إذن آدم نجح في الختبار الذي لم ينجح‬ ‫فاستقبلت هذا الذي ٌ‬
‫ل فِيهَا‬ ‫جعَ ُ‬‫فيه الملئكة لن الملئكة غير مهيئين للخلفة في الرض‪ ،‬وأهم ركيزة من ركائز الخلفة في الرض اللغة‪ .‬الملئكة عندما قالوا (قَالُواْ َأتَ ْ‬
‫ح ْم ِدكَ َونُ َقدّسُ َلكَ) هذا القول كان فيه شيء من الحساس أنهم هم أفضل من هذا المخلوق‪ ،‬هذا في داخلهم لم‬ ‫ح بِ َ‬‫سبّ ُ‬‫ك ال ّدمَاء َونَحْنُ نُ َ‬ ‫س ُد فِيهَا َويَسْ ِف ُ‬
‫مَن يُفْ ِ‬
‫يصرحوا به‬
‫في داخلهم كأنما أحسوا أنهم أميز من هذا المخلوق ولما أُمروا بالسجود سجدوا طاعة ل‪ .‬لكن لما يكون هو غير مفسد مسبح ل عز وجل وهذا‬
‫المخلوق سيكون من ذريته من يفسد قد يكون داخل في نفس بعضهم أنه نحن أميز منه وأفضل منه وهذا الذي أشير إليه في (وما كنتم تكتمون) في‬
‫نفوسكم شيء مكتوم في صدوركم لم تصرحوا به وما كانوا يعتقدون أنهم كتموه عن رب العزة‪ .‬لما ننظر في الية نجد حذفا‪.‬‬
‫لما قال ال عز وجل (ألم أقل لكم إني أعلم) لن الكلم على شمول علم ال سبحانه وتعالى العلم الشامل لكل الجزئيات ولكل دقائق المور‪ ،‬أل نقول‬
‫ال سبحانه وتعالى (يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كان كيف كان يكون) هذه كلمة قديمة لعلمائنا لبيان عظيم علم ال سبحانه وتعالى‬
‫سمَاوَاتِ‬ ‫غيْبَ ال ّ‬ ‫علَ ُم َ‬ ‫وشموله وسعته‪ ،‬علم ال سبحانه وتعالى شامل‪ .‬هنا الكلم على شمول العلم لذا قال علماؤنا فيه حذف‪ .‬لما يقول (أََلمْ َأقُل ّلكُمْ ِإنّي أَ ْ‬
‫وَالَرْضِ وَأَعَْل ُم مَا ُتبْدُونَ َومَا كُنتُ ْم َت ْكُتمُونَ) الذي يعلم الغيب يعلم الشهادة من باب أولى إذن هناك حذف (أعلم غيب السموات والرض وأعلم‬
‫شهادتهما)‪ ،‬وأعلم ما تبدون الن وفي المستقبل ويقابل ما تبدون وما تكتمون الن وفي المستقبل‪ .‬هي ثلث صور‪ :‬أعلم غيب السموات والرض‬
‫والحذف (وأعلم شهادتهما)‪ ،‬والثانية أعلم ما تبدون الن وفي المستقبل وما تكتمون الن وما تكتمون في المستقبل‪ ،‬والثالثة وما كنتم تكتمون وما كنتم‬
‫تبدون في الماضي‪.‬‬
‫ما تبدون الن وفي المستقبل وما تكتمون الن وفي المستقبل أعلمه وما كنتم تكتمون في الماضي وما كنتم تبدون أعلمه‪ ،‬غيب السموات والرض‬
‫وشهادتهما أعلمه‪ ،‬فإذن هو علم محيط لكن حذف من كل جملة فِعلً‪ :‬أعلم غيب السموات والرض وأعلم شهادتهما هذه مفهومة من السياق‪ ،‬وأعلم ما‬
‫تبدون وأعلم ما تخفون أو تكتمون الن وفي المستقبل‪ ،‬وأعلم ما كنتم تكتمون وما كنتم تبدون كله في علم ال سبحانه وتعالى‪ .‬إذن (كنتم تكتمون) حتى‬
‫تأخذ الحيز الثالث من الكتمان وما يبدو ولذلك جاءت (كنتم) لن تبدون في الحاضر وما كنتم تكتمون في الماضي‪ ،‬فالحاضر يكون للن وللمستقبل في‬
‫صيغة البداء ومعه الكتمان المحذوف يعني (ما تبدون وما تكتمون)‪ ،‬والكتمان جعله للماضي (وما كنتم تكتمون) ومعه (وما كنتم تبدون) فإجتمع ما‬
‫تبدون الن وفي المستقبل وما تكتمون الن وفي المستقبل وما كنتم تكتمون في الماضي وما كنتم تبدون في الماضي وقبل ذلك غيب السموات‬
‫والرض وشهادة السموات والرض‪.‬‬
‫فإذن مجيء (كنتم) أشارت وأشعرت بهذا الحذف الموجود في المكانين حتى تستكمل صورة معرفة علم ال سبحانه وتعالى‪ .‬نعلم كيف هو علم ال‬
‫سبحانه وتعالى‪ :‬يعلم غيب السموات والرض ويعلم شهادتهما‪ ،‬ويعلم ما تبدي الملئكة الن وفي المستقبل وما تكتم الن وفي المستقبل‪ ،‬من أين علمنا‬
‫تكتم؟ من ما كنتم تكتمون‪ ،‬وما كنتم تكتمون في الماضي وما كنتم تبدون‪ ،‬من أين علمنا ما كنتم تبدون؟ من وما تبدون الن‪ ،‬كل واحدة صار فيها هذا‬
‫الحذف‪ .‬فإذن مجيء (كنتم) هو الذي أرشد إلى هذا الفهم العام الشامل الذي فهمه علماؤنا وهم يعتقدون أن العربي فهمه أيضا‪ .‬هذا التفصيل مراد لنهم‬
‫س ُد فِيهَا َويَسْ ِفكُ‬ ‫جعَلُ فِيهَا مَن يُفْ ِ‬ ‫أبدوا شيئا وكتموا شيئا‪ .‬الكلم على غيب السموات والرض كلم عام لكن الملئكة بخصوصيتهم أبدوا شيئا (قَالُواْ َأ َت ْ‬
‫الدّمَاء) هذا أبدوه وبعضهم – كما قال علماؤنا ‪ -‬كتم شيئا في نفسه ما صرّح به أن هذا المخلوق الذي سيفسد نحن أكرم منه‪ ،‬نحن ل نفسد اليات لم‬
‫تفصح لكن ما معنى (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) في مقابل (أتجعل فيها من يفسد فيها)؟ الملئكة ل ينكرون ول يعترضون لنه معلوم من صفتهم‬
‫عدم العتراض فهو شيء حاك في نفوسهم وأظهره بعضهم في العبارة فل بد من الجمع بين اليات والفهم في ضوء نسق اليات ونحن ل نتألّى على‬
‫ال وعلى العبارة القرآنية لكن هذا الذي يُفهم‪ ،‬الملئكة قالوا كلما‪ ،‬هذا الكلم ل يمكن أن يدخل في إطار العتراض على موقف أو حكم ال سبحانه‬
‫وتعالى لنهم ل يعصون ال ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ليست لديهم القدرة على المحاجة والمناقشة هذه قدرة النسان خلقه ال تعالى على هذا أما‬
‫هم ل يناقشون ول يحاجون فلما ننظر في العبارة نفهم ما ذكره علماؤنا‪.‬‬
‫آية (‪:)34‬‬
‫*هل كان إبليس مأمورا ً بالسجود لدم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ }34‬البقرة)‬
‫ن مِنَ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫س َت ْكبَرَ َوكَا َ‬
‫جدُواْ ِإلّ ِإبْلِيسَ َأبَى وَا ْ‬
‫سَ‬ ‫جدُواْ لدَ َم فَ َ‬
‫ل ِئكَةِ اسْ ُ‬‫نعم أمر ال تعالى الملئكة بالسجود لدم أمرا عامّا (وَِإ ْذ قُ ْلنَا لِ ْلمَ َ‬
‫ن {‪ }12‬العراف)‪.‬‬ ‫خيْ ٌر ّمنْهُ خََل ْق َتنِي مِن نّا ٍر وَخََل ْقتَهُ مِن طِي ٍ‬
‫جدَ ِإذْ َأمَ ْر ُتكَ قَالَ َأنَاْ َ‬ ‫ل تَسْ ُ‬‫ل مَا َمنَ َعكَ َأ ّ‬
‫وأمر إبليس بالسجود أمرا خاصا (قَا َ‬
‫* لماذا جاء ذكير ابلييس ميع الملئكية عندميا امرهيم الله تعالى بالسيجود لدم ميع العلم أن ابلييس لييس‬
‫من جنس الملئكة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن {‪)}34‬‬‫ن مِنَ ا ْلكَافِرِي َ‬‫س َت ْكبَرَ َوكَا َ‬


‫جدُواْ ِإلّ ِإبْلِيسَ َأبَى وَا ْ‬ ‫جدُو ْا لدَمَ َفسَ َ‬ ‫ل ِئكَةِ اسْ ُ‬
‫ال تعالى أمر الملئكة بالسجود لدم في آية سورة البقرة (وَِإ ْذ قُ ْلنَا لِ ْلمَ َ‬
‫خلَ ْقتَ ُه مِن طِينٍ {‪)}12‬‬
‫خيْ ٌر ّمنْهُ خَلَ ْق َتنِي مِن نّارٍ وَ َ‬
‫جدَ ِإذْ َأمَ ْر ُتكَ قَالَ َأ َناْ َ‬
‫ل تَسْ ُ‬
‫ل مَا َم َنعَكَ َأ ّ‬ ‫وأمر ابليس على وجه الخصوص في آية سورة العراف (قَا َ‬
‫فليس بالضرورة أن ال تعالى أمر ابليس بالسجود مع الملئكة لكنه تعالى أمر الملئكة بالسجود كما في آية سورة البقرة وأمر ابليس وحده بالسجود‬
‫لدم امراخاصا به في آية أخرى (آية سورة العراف)‪.‬‬
‫*لماذا استخدمت كلمة ابليس مع آدم ولم تستخدم كلمة الشيطان؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪ )}34‬وفي سورة العراف (وََل َقدْ‬ ‫ن مِنَ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫س َت ْكبَرَ َوكَا َ‬
‫ل ِإبْلِيسَ َأبَى وَا ْ‬
‫جدُواْ ِإ ّ‬
‫جدُو ْا لدَمَ َفسَ َ‬
‫ل ِئكَةِ اسْ ُ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (وَِإ ْذ قُ ْلنَا لِ ْلمَ َ‬
‫ن {‪ )}11‬ابليس هو أبو الشياطين كما إن آدم أبو البشر وبداية‬ ‫جدِي َ‬ ‫ل ِإبْلِيسَ لَ ْم َيكُن مّنَ السّا ِ‬‫جدُواْ ِإ ّ‬
‫جدُو ْا لدَمَ َفسَ َ‬
‫خَلَ ْقنَا ُك ْم ثُمّ صَوّ ْرنَاكُ ْم ثُ ّم قُ ْلنَا لِ ْلمَل ِئكَةِ اسْ ُ‬
‫الصراع كان بين أبو البشر وأبو الشياطين‪ .‬والشيطان يُطلق على كل من كان كافرا من الجن أي على الفرد الكافر من الجنّ‪.‬‬
‫*ما الفرق بين اسجدوا ‪ -‬قعوا له ساجدين – خّروا سجداً؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫جدِينَ ﴿‬ ‫جدُوا ﴿‪ ﴾34‬البقرة) هذه آية وفي سورة ص لم يقل اسجدوا وإنما قال (فَ َقعُوا لَهُ سَا ِ‬ ‫سَ‬‫جدُوا لَِآدَ َم فَ َ‬‫سُ‬‫رب العالمين يقول (وَِإ ْذ قُ ْلنَا لِ ْلمَلَا ِئكَةِ ا ْ‬
‫ن ِمنَ‬ ‫س َت ْكبَرَ َوكَا َ‬
‫جدُوا إِلّا ِإبْلِيسَ َأبَى وَا ْ‬ ‫سَ‬ ‫جدُوا لَِآدَ َم فَ َ‬‫سُ‬ ‫‪﴾72‬ص) يعين انتباهة هائلة من أم راضي في الشارقة‪ .‬رب العالمين يقول (وَِإ ْذ قُ ْلنَا لِ ْلمَلَا ِئكَةِ ا ْ‬
‫جدِينَ ﴿‬ ‫ختُ فِي ِه مِنْ رُوحِي فَ َقعُوا لَ ُه سَا ِ‬ ‫ق بَشَرًا مِنْ طِينٍ ﴿‪ ﴾71‬فَِإذَا سَ ّو ْيتُهُ َونَفَ ْ‬ ‫ا ْلكَافِرِينَ ﴿‪ ﴾34‬البقرة) في آية ص قال (ِإذْ قَالَ َرّبكَ لِ ْلمَلَا ِئكَةِ ِإنّي خَالِ ٌ‬
‫جدًا َو ُب ِكيّا ۩﴿‪ ﴾58‬مريم) ما الفرق بين سجدوا وبين وقعوا له ساجدين وبين خروا سجدا؟ وال تقتضي التفريق‪.‬‬ ‫‪ ﴾72‬ص) وآية أخرى (خَرّوا سُ ّ‬
‫وفعلً الفرق بين (سجدوا) هذا سجود اعتيادي أنك أنت قمت بعملية السجود التي نفعلها في الصلة هذه سجود كلنا نفعل سجود كسجود الصلة سجدنا‪.‬‬
‫جدًا‬‫في يوم الجمعة من السنن أن نقرأ سورة السجدة ونحن واقفون المام نحن واقفون خلفه ويقرأ هو سورة السجدة ويأتي إلى قوله تعالى (خَرّوا سُ ّ‬
‫ح ْمدِ َرّبهِمْ ﴿‪﴾15‬السجدة) خروا لماذا؟ ونحن واقفين ننزل رأسا إلى تحت (خروا)‪ .‬والخرّ هو الهبوط مع صوت من خرير الماء وهنالك فرق‬ ‫سبّحُوا بِ َ‬ ‫َو َ‬
‫جدًا َو ُب ِكيّا) إما صوت البكاء مع السجود شخص قرأ آية يسجد لكن قرأ‬ ‫بين جريان الماء بل صوت‪ .‬الخرير من شلل نازل بصوت هذا خرّ (خَرّوا سُ ّ‬
‫جدًا َو ُب ِكيّا)‬ ‫سّ‬‫خرّوا ُ‬ ‫جدًا) ومرة قال ( َ‬ ‫سّ‬
‫آية مؤثرة فبدأ بالبكاء وهو يبكي نزل على الرض هبط بقوة لكي يسجد ولكن مع صوت هذا‪ .‬مرة قال (خَرّوا ُ‬
‫سبّحُوا) من التسبيح سبحان ال وبحمده‪ .‬إذا الفرق بين سجدوا وخروا سجدا هذا‪ .‬الفرق بين سجدوا وخروا‬ ‫جدًا َو َ‬‫سّ‬ ‫خرّوا ُ‬ ‫البكاء صوت السجود قال ( َ‬
‫ك فَ ْو َقهُ ْم يَ ْو َمئِذٍ‬
‫عرْشَ َرّب َ‬ ‫حمِلُ َ‬ ‫سجدا وفقعوا له ساجدين كنت مشغولً‪ .‬رب العالمين يحمل عرشه ثمانية الذين حول العرش يا ال ل يحصى عددهم! ( َويَ ْ‬
‫ح ْمدُ‬
‫حقّ َوقِيلَ الْ َ‬ ‫ضيَ َب ْي َنهُ ْم بِالْ َ‬ ‫ح ْمدِ َرّبهِمْ َوقُ ِ‬ ‫ن بِ َ‬‫سبّحُو َ‬ ‫ش يُ َ‬ ‫َثمَا ِنيَةٌ ﴿‪ ﴾17‬الحاقة) الذين يحملون العرش ومن حوله ( َوتَرَى ا ْلمَلَا ِئكَةَ حَافّينَ مِنْ حَ ْولِ ا ْلعَرْ ِ‬
‫س َتغْ ِفرُونَ لِّلذِينَ‬ ‫ن بِهِ َويَ ْ‬ ‫ح ْمدِ َربّهِمْ َويُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫ن بِ َ‬‫سبّحُو َ‬ ‫حمِلُونَ ا ْلعَ ْرشَ َومَنْ حَوْلَ ُه يُ َ‬ ‫ن يَ ْ‬‫ِللّهِ رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ ﴿‪ ﴾75‬الزمر) هذه من أعظم بشائر المسلمين (اّلذِي َ‬
‫عدْ َتهُمْ َومَنْ صَلَحَ‬ ‫عدْنٍ اّلتِي وَ َ‬ ‫ت َ‬ ‫جحِيمِ ﴿‪َ ﴾7‬رّبنَا وََأدْخِ ْلهُ ْم َ‬
‫جنّا ِ‬ ‫سبِيَلكَ َو ِقهِ ْم عَذَابَ الْ َ‬ ‫حمَةً وَعِ ْلمًا فَاغْ ِفرْ لِّلذِينَ تَابُوا وَا ّت َبعُوا َ‬ ‫يءٍ َر ْ‬ ‫ت كُلّ شَ ْ‬ ‫سعْ َ‬‫َآ َمنُوا َرّبنَا َو ِ‬
‫ح ْمتَهُ َوذَِلكَ هُ َو الْفَ ْوزُ ا ْلعَظِيمُ ﴿‪ ﴾9‬غافر) يعني‬ ‫ت يَ ْو َمئِ ٍذ فَ َقدْ رَ ِ‬
‫سّيئَا ِ‬
‫ق ال ّ‬ ‫سّيئَاتِ َومَنْ تَ ِ‬ ‫حكِيمُ ﴿‪َ ﴾8‬و ِقهِمُ ال ّ‬ ‫جهِ ْم َوذُ ّريّاتِهِمْ ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلعَزِي ُز الْ َ‬ ‫مِنْ َآبَا ِئهِمْ وََأزْوَا ِ‬
‫دعاء مستجاب لن أكرم وأعظم وأقرب الملئكة إلى ال الذين يحملون العرش ومن حوله الحافّين‪ .‬الحافون كما يقول إمام الرازي وغيره ونقل هذا‬
‫عن عدة مفسرين منهم الكشاف والرازي أثنى عليه قال إن لم يكن لصاحب الكشاف إل هذه اللطيفة أنه تذكرها لكفاه‪ .‬الذين يحملون العرش ومن حوله‬
‫كل واحد له طريقة عبادة‪ ،‬ناس واقفة هكذا من الملئكة طبعا على اليمين وعلى اليسار وناس تسبح فقط وناس راكعة فقط يقول حوالي مئات اللف‬
‫من الخطوط حول العرش تصور لو أردنا أن نضع رجال حول دولة المارت جميع الحدود كم نحتاج؟ مليين‪ .‬فكيف لما مليون صف؟! هؤلء كلهم‬
‫ن مِنْ حَوْلِ ا ْل َعرْشِ) رب العالمين في هذه القضايا يخاطب هؤلء أقرب‬ ‫ن ا ْلعَرْشَ َومَنْ حَوْلَهُ) ( َوتَرَى ا ْلمَلَا ِئكَةَ حَافّي َ‬ ‫حمِلُو َ‬ ‫أقرب الملئكة إلى ال (اّلذِينَ يَ ْ‬
‫جدِينَ) أنت ألست تعبدني؟ وأنت تسبح؟‬ ‫ت فِيهِ مِنْ رُوحِي فَ َقعُوا لَهُ سَا ِ‬ ‫خ ُ‬ ‫وأحب الملئكة إليه‪ ،‬فلما خلق آدم قال لهؤلء أو جزء منهم (فَِإذَا سَ ّو ْيتُهُ َونَفَ ْ‬
‫اتركوا عملكم وقعوا له ساجدين‪ .‬إذا رب العالمين يخاطب هؤلء الملئكة المشغولون فالذي يقع هو الذي كان مشغولً بشيء ثم انتبه‪ .‬يعني واحد‬
‫يشتغل أو يكتب سمع ابنه وقع أو طاح رأسا ركض عليه ترك الشغل الذي بيده لهمية الحدث الخر‪ .‬فرب العالمين قال (فَ َقعُوا) بالفاء (فَِإذَا سَ ّو ْيتُهُ‬
‫جدِينَ) كلٌ ترك‬ ‫ت فِي ِه مِنْ رُوحِي) من روحي‪ ،‬ل يستحق أن تسجدوا له لنه طين أو أني سويته ولكن لني نفخت فيه من روحي (فَ َقعُوا لَهُ سَا ِ‬ ‫َو َنفَخْ ُ‬
‫جدِينَ) وهذا‬ ‫عمله قس ٌم منهم هو ما خاطب كل الملئكة ولكن مجموعة منهم أنتم عندما أنفخ فيه روحي رأسا فقعوا اتركوا الذي في أيديكم (فَ َقعُوا لَهُ سَا ِ‬
‫الفرق بين فقعوا له وبين اسجدوا وبين خروا‪.‬‬
‫آية (‪:)35‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫رب العالمين تعالى سبحانه وتعالى بعد أن تكلم مع آدم قال (وَلَا تَقْ َربَا َهذِهِ الشّجَرَةَ﴿‪ ﴾35‬البقرة) علّمنا أن القتراب من الشهوة ل بد أن تدخلها هذا لما‬
‫خل بالجنة ‪ -‬الجنة جنة أرضية هي ليست بالسموات جنة بستان بين نينوى وبين الموصل ‪ -‬وحينئذٍ إياك أن تقترب من أي شهوة لنك إذا اقتربت‬
‫منها فل بد أن تقع فيها فالعبرة الساسية من هذه الشجرة إياك أن تقترب من الشهوة إياك (من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيها) حتى لو كنت من‬
‫الصالحين هكذا‪.‬‬
‫ما ول َ تَقْرب َا ه َيذِهِ ال َّ‬ ‫*(وقُلْن ا ي ا آد م ا سك ُ َ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫جَرةَ فَتَكُون َا ِ‬
‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫شئْت ُ َ َ‬
‫ث ِ‬ ‫منْه َا َرغَدا ً َ‬
‫حي ْ ُ‬ ‫جن َّ َ‬
‫ة وَكُل َ ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫ج َ‬
‫ت وََزوْ ُ‬
‫ن أن َ‬
‫ََ َ َ َ ُ ْ ْ‬
‫م‬
‫مي نَي (‪ )35‬البقرة)‪ :‬نهيي آدم وزوجيه عين القتراب مين الشجرة فأكل منهيا ووقعيا فيي النهيي‪ .‬فل ِي َ‬ ‫الْظ ّال ِ ِ‬
‫قال تعالى (ول تقربا) ولم يقل ول تأكل؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫نهى ال تعالى آدم عن القرب من الشجرة حتى ل تضعف نفسه عند مشاهدة ثمارها فتتوق نفسه للكل من ثمرها ولو نهي عن الكل لقترب منها‬
‫وعندها سيقاوم نفسه التي تريد تناول ثمارها وإما يأكل منها وإما ل يأكل أما إذا ابتعد عنها فلن تتوق نفسه إلى ثمار لم يرها‪.‬‬
‫*خاطييب تعالى آدم لوحده ومرة خاطييب آدم وحواء فهييل كان الخطاب مرة واحدة بصيييغ متعددة ؟‬
‫وكيف نفهم الصيغ المتعددة في الخطاب؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عدُوّ لّ كَ َولِزَوْجِ َ‬
‫ك‬ ‫جنّةَ (‪ )35‬البقرة) (فَ ُق ْلنَا يَا آدَ مُ إِنّ َهذَا َ‬
‫سكُنْ أَن تَ وَزَ ْوجُ كَ ا ْل َ‬
‫من الذي قال أن الخطاب مرة واحدة؟‪ .‬ربنا قال في القرآن ( َوقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْ‬
‫جمِيعا (‪ )38‬البقرة)‬ ‫جمِيعًا (‪ )123‬طه) (قُ ْلنَا ا ْهبِطُواْ ِم ْنهَا َ‬ ‫جنّ ِة َفتَشْقَى (‪ )117‬طه) هذا الخطاب غير ذاك الخطاب‪( .‬قَالَ ا ْهبِطَا ِم ْنهَا َ‬ ‫جنّ ُكمَا مِنَ الْ َ‬
‫فَلَا يُخْ ِر َ‬
‫ش ْئتُمَا (‪ )19‬العراف) غير (أَلَمْ َأ ْن َه ُكمَا عَن تِ ْل ُكمَا الشّجَ َرةِ (‬ ‫ث ِ‬‫حيْ ُ‬‫جنّ َة َفكُلَ مِنْ َ‬
‫جكَ الْ َ‬‫سكُنْ أَنتَ وَزَ ْو ُ‬ ‫من أدراه أن الخطاب كان واحدا؟ لما قال ( َويَا آ َدمُ ا ْ‬
‫‪ )22‬العراف) هذا وقت متغير‪.‬‬
‫*ميا اللمسية البيانيية فيي اسيتخدام كلمية (زوجيك) بدل زوجتيك فيي قوله تعالى (اسيكن أنيت وزوجيك‬
‫الجنة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫لغويا الصل هو كلمة زوج وفي اللغة الضعيفة تستعمل زوجة‪ .‬ففي اللغة يقال المرأة زوج الرجل والرجل زوج المرأة‪ .‬أما استخدام كلمة زوجة فهي‬
‫لغة ضعيفة رديئة فالولى والصح أن تستخدم كلمة زوج ولذا استخدمها القرآن الكريم في الية‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الزوج والبعل ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫البعل هو الذكر من الزوجين ويقال زوج للنثى والذكر‪ .‬في الصل في اللغة البعل من الستعلء في اللغة يعني السيد القائم المالك الرئيس هو البعل‬
‫ن بَعْلًا َوتَذَرُونَ َأحْسَنَ ا ْلخَاِلقِينَ (‪ )125‬الصافات) لنهم يعتبرونه سيدهم‬ ‫ل (َأتَدْعُو َ‬ ‫وهي عامة‪ .‬بعلُ المرأة سيّدها وسُميّ كل مستعل على غيره بع ً‬
‫المستعلي عليهم‪ .‬الرض المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعلً والبعولة هو العلو والستعلء ومنها ُأخِذ البعل زوج المرأة لنه سيدها‬
‫جنّةَ (‪)35‬‬
‫جكَ ا ْل َ‬
‫سكُنْ أَنتَ َوزَوْ ُ‬
‫ويصرف عليها والقائم عليها‪.‬الزوج هو للمواكبة ولذلك تطلق على الرجل والمرأة هي زوجه وهو زوجها ( َوقُ ْلنَا يَا آدَمُ ا ْ‬
‫جهُمْ َومَا كَانُوا َي ْعُبدُونَ (‪ )22‬الصافات) أي أمثالهم‬ ‫البقرة) الزوج يأتي من المماثلة سواء كانت النساء وغير النساء (احْشُرُوا اّلذِينَ ظََلمُوا وَأَزْوَا َ‬
‫نظراءهم‪( ،‬وآخر من شكله أزواج) أي ما يماثله‪ .‬البعل ل يقال للمرأة وإنما يقال لها زوج‪( .‬وَلَا ُي ْبدِينَ زِينَ َتهُنّ إِلّا ِل ُبعُوَل ِتهِنّ (‪ )31‬النور) يُنظر به‬
‫ن (‪ )11‬التحريم) لم يقل زوج‬ ‫الشخص ول ينظر به المماثلة ولذلك هم يقولون أنه ل يقال في القرآن زوجه إل إذا كانت مماثلة له قال (ِامْرَأَ َة ِفرْعَوْ َ‬
‫فرعون لنها ليست مماثلة له‪ ،‬امرأة لوط وامرأة نوح لنها مخالفة له‪ ،‬هو مسلم وهي كافرة‪ .‬لم يقل زوج وإنما ذكر الجنس (امرأة)‪ .‬لو قال زوج‬
‫يكون فيها مماثلة حتى في سيدنا إبراهيم لما المسألة تتعلق بالنجاب قال (وَامْرََأتُ ُه قَآ ِئمَةٌ (‪ )71‬هود) هذا يراد به الجنس وليس المماثلة‪ ،‬الزوج‬
‫سهِ ْم وَأَزْوَاجُهُ ُأ ّمهَا ُتهُ ْم (‪ )6‬الحزاب) فيهن مماثلة لنهن على طريقه‬ ‫للماثلة والمرأة للجنس الرجل كرجل والمرأة كامرأة‪(.‬النّبِيّ أَ ْولَى بِا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ مِنْ أَنفُ ِ‬
‫وهنّ جميعا مؤمنات وأزواجه في الدنيا أزواجه في الخرة‪.‬‬
‫* أشار القرآن إلى الشجرة التييي أكييل منهييا آدم‪ :‬هذه الشجرة وتلكمييا الشجرة فأييين كانييت الشجرة‬
‫التي أشار إليها الخالق؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫جرَ َة َفتَكُونَا مِنَ‬‫كلمة الشجرة وردت في القرآن في ثلث آيات‪ .‬شجرة الجنة التي أكل منها آدم‪ .‬وردت الشجرة في تحذيرهما (وَلَا تَ ْق َربَا َهذِهِ الشّ َ‬
‫ن (‪ )35‬البقرة) هي قريبة منهما حتى يتعرفاها حتى ل يقول آدم وحواء أنه اختلطت عليهما بغيرها‪.‬‬ ‫الظّاِلمِي َ‬
‫ن َتكُونَا مََل َكيْنِ أَ ْو َتكُونَا مِنَ ا ْلخَاِلدِينَ (‬ ‫جرَةِ إِلّا أَ ْ‬
‫ن َهذِهِ الشّ َ‬
‫ل مَا َنهَا ُكمَا َرّب ُكمَا عَ ْ‬
‫لما جاء إبليس لغوايتهما قرّبهما منها جلبهما إلى أن أوصلهما إليها ( َوقَا َ‬
‫‪ )20‬العراف) فإذن هما قريبان‪.‬‬
‫لكن لماذا ذاقا الشجرة وبدت لهم سوءاتهما وأحسّا بما ارتكباه‪ ،‬النسان لما يرتكب جرما يهرب منه فابتعدا عنها فقال تعالى ( َونَادَا ُهمَا َرّبهُمَا َألَمْ‬
‫ل ثم للتهويل من شأنها‪ :‬هي شجرة كانت لمجرد التعليم أو الختبار ل تستحق أن يقال هذه‪ .‬أبعدها‬ ‫جرَةِ (العراف)) لبعدهما أو ً‬‫َأ ْن َه ُكمَا عَنْ تِ ْل ُكمَا الشّ َ‬
‫من حيث اللفظ ومن حيث الواقع هما ابتعدا عنها‪.‬‬
‫جن َّ َ‬ ‫* ما سبب تقديم وتأخير كلمة رغدا في آيتى سورة البقرة (وقُلْنا يا آدم اسك ُ َ‬
‫ة َوك ُ َ‬
‫ل‬ ‫ك ال ْ َ‬‫ج َ‬‫زو ُ‬‫ت وَ َ ْ‬ ‫ن أن َ‬ ‫ََ َ َ َ ُ ْ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن (‪( ))35‬وَإِذ ْ قُلن َا اد ْ ُ‬ ‫ن الْظ ّال ِ ِ‬ ‫جَرةَ فَتَكُون َا ِ‬ ‫ما ول َ تَقْرب َا ه َيذِهِ ال َّ‬ ‫منْه َا َرغَدا ً َ‬
‫ة‬
‫خلوا ه َيذِهِ القَْري َ َ‬ ‫مي َ‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ش َ‬ ‫َ‬ ‫شئْت ُ َ َ‬‫ث ِ‬ ‫حي ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ن‬‫سنِي َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ْ‬
‫د ال ُ‬‫سنَزِي ُ‬ ‫م وَ َ‬ ‫َ‬
‫خطايَاك ُ ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة ن ّغْفِْر لك ُ ْ‬‫حط ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫جدا وَقُولوا ِ‬‫ً‬ ‫س َّ‬
‫ب ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫خلوا البَا َ‬‫ُ‬ ‫ً‬
‫م َرغَدا وَاد ْ ُ‬‫شئْت ُ ْ‬
‫ث ِ‬‫حي ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فَكُلوا ِ‬
‫منْه َا َ‬
‫(‪))58‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل (اسكن أنت وزوجك الجنة) ثم‬ ‫العيش الرغد أو الكل الرغد هو الهنيء الذي ل جهد معه‪ .‬الية الولى الكلم مع آدم الترخيص بسكن الجنة أو ً‬
‫بالكل من الجنة (وكل منها رغدا) ثم بمطلق المكان (حيث شئتما) المكان مطلق غير مقيّد ثم قيّده بشجرة (ول تقربا هذه الشجرة) هذا التقييد بعد‬
‫الطلق هو نوع من الستثناء كأنه قال‪ :‬كلوا من كل هذه الماكن إل من هذا المكان‪ .‬لما كان الكلم إستثناء من مكان ربط بين المستثنى والمستثنى‬
‫منه‪ ،‬المستثنى منه (حيث شئتما) والمستثنى (قربان الشجرة) فل بد من إتصالهما‪ .‬ولو قيل في غير القرآن‪ :‬كل منها حيث شئتما رغدا ول تقربا‬
‫ستكون كلمة (رغدا) فاصلة بين المستثنى منه والمستثنى وهذا خلل في اللغة ل يجوز الفصل بين المستثنى والمستثنى منه أو على القل فيه ضعف إن‬
‫لم نقل خطأ لن المستثنى والمستثنى منه بينهما علقة ول يكون هناك شيء يفصل بينهما‪ .‬كأنه قيل في غير القرآن‪ :‬كل منها حيث شئتما إل من هذا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫المكان‪ .‬حيث شئتما إل من هذا المكان ل يستوي أن يكون بينهما كلم لذلك قدّم رغدا مع نوع من الهتمام بالعيش الهنيء لهما‪ .‬كل منها رغدا حيث‬
‫شئتما إل من هذا الموضع فجمع بين المكان المستثنى منه وبين المكان المستثنى الذي ينبغي أن ل يقرباه وهذا السر في تقدّم رغدا‪.‬‬
‫و قال تعالى لدم (حيث شئتما) أثبت لهما المشيئة من أول خلقتهما‪.‬‬
‫أما الية الخرى (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية) أيضا مكان (فكلوا منها حيث شئتم) المكان ثم قال (رغدا) بعد أن جمع المكانين والمعنى هنا ليس فيه‬
‫إستثناء وإل كان يقدّم‪ ،‬وإنما قال (وادخلوا الباب سجدا) إنتقل لموضوع آخر‪ .‬هذه القرية مفتوح أمامكم جميع نواحيها للكل الرغد‪ ،‬للكل الهنيء‪،‬‬
‫(ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا) جمع المكانين القرية وحيث شئتم ثم جاء بـ (رغدا) بعد ذلك‪ .‬ولو قال رغدا حيث شئتم كأنه سيكون‬
‫فاصل بين المكانين‪ :‬القرية وحيث شئتم من دون داعي‪،‬‬
‫التوجيه العرابي لكلمة (رغدا)‪ :‬عندنا توجيهان من حيث العراب‪ :‬بعض النحويين ابتكر مصطلح نائب المفعول المطلق لن أصل العبارة‪ :‬وكل‬
‫حذِف المفعول المطلق وبقيت صفته قال هذه نائب عن المفعول المطلق‪ .‬ومنهم‬ ‫منها أكلً رغدا‪ ،‬أكلً مفعول مطلق ورغدا صفة للمفعول المطلق فلما ُ‬
‫من قال ل‪ ،‬هي صفة لموصوف محذوف والموصوف مفعول مطلق‪ .‬تستطيع أن تقول هي صفة لمفعول مطلق محذوف كأنك تبين غايتها وهدفها أنها‬
‫تصف شيئا أو تقول إنها نائب لمفعول مطلق‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية التي تضفيها كلمة رغدا خاصة أنها جاءت بعد (حيث شئتم)؟ بيان أنه من غير جهد‪ ،‬من غير أن تبذلوا أي جهد‪ .‬هذه القرية كانت‬
‫غيْرَ‬
‫مليئة بالثمار والشجار ترتاحون فيها إكراما لهؤلء من ال سبحانه وتعالى لكن مع ذلك هم قابلوه بقولهم حنطة وبدلوا ( َفبَدّلَ اّلذِينَ ظََلمُواْ َق ْولً َ‬
‫سمَاء ِبمَا كَانُو ْا يَ ْفسُقُونَ)‪ .‬ل سبحانه وتعالى حكمة في التعامل مع بني إسرائيل‪ ،‬ل هم سجدوا ول‬ ‫اّلذِي قِيلَ َلهُ ْم َفأَنزَ ْلنَا عَلَى اّلذِينَ ظََلمُو ْا رِجْزا مّنَ ال ّ‬
‫شئْتُ ْم رَغَدا وَادْخُلُواْ ا ْلبَابَ سُجّدا‬
‫ث ِ‬ ‫حيْ ُ‬
‫قالوا حطة وإنما دخلوا القرية يزحفون على أعقابهم‪ .‬مع كل هذا الكرام (وَِإ ْذ قُ ْلنَا ادْخُلُو ْا هَـذِهِ الْ َق ْريَةَ َفكُلُو ْا ِم ْنهَا َ‬
‫سنِينَ) الغراء في الكلم وبالتكريم ومع ذلك بدّلوا‪.‬‬ ‫حِ‬‫سنَزِيدُ ا ْلمُ ْ‬
‫خطَايَاكُمْ َو َ‬
‫حطّةٌ ّنغْ ِفرْ َلكُمْ َ‬‫َوقُولُواْ ِ‬
‫آية (‪:)37(-)36‬‬
‫َ َ‬
‫ت فَتَا َي‬
‫ب‬ ‫من َّرب ّ ِيهِ كَل ِ َ‬
‫ما ٍي‬ ‫ما كَان َيا فِيه ِي (‪)36‬فَتَلَق َّيى آد َي ُ‬
‫م ِي‬ ‫م َّي‬
‫ما ِ‬
‫جهُي َ‬ ‫ني عَنْهَيا فَأ َ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫ما ال َّ‬
‫شيْطَا ُ‬ ‫* (قال تعالى (فَأَزل ّهُي َ‬
‫عَلَي ْهِ (‪ ))37‬ذكر فأزلهما‪ ،‬فأخرجهما بالمثنى ثم ذكر آدم عند التلق ّي بالمفرد دون حواء؟ فما دللة هذا‬
‫الختلف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هو نبي والنبي هو الذي أُنزل عليه وليس زوجه‪ .‬هو النبي الذي يتلقى وليس زوجه والتبليغ أصلً كان لدم (يا آدم اسكن أنت وزجك‪ ،‬وعلم آدم‬
‫السماء‪ ،‬اسجدوا لدم‪ ،‬الكلم كان مع آدم والسياق هكذا قال ( َفتَلَقّى آدَمُ مِن ّربّهِ كَِلمَاتٍ) وهو نبي وهو الذي يتلقى الكلمات هذا السياق وهذا ليس‬
‫ك فَلَا‬
‫جَ‬‫عدُوّ ّلكَ َولِزَوْ ِ‬ ‫جدْ لَ ُه عَ ْزمًا (‪ ))115‬لم يذكر حواء‪( ،‬فَقُ ْلنَا يَا آدَمُ إِ ّ‬
‫ن َهذَا َ‬ ‫ل َفنَسِيَ وََلمْ َن ِ‬
‫ع ِه ْدنَا إِلَى آدَ َم مِن َقبْ ُ‬
‫تحقيرا لحواء‪ .‬لو ذكرنا في طه (وََل َقدْ َ‬
‫جنّ ِة َفتَشْقَى (‪ ))117‬لم يذكر حواء‪( ،‬وَعَصَى آدَ ُم َربّهُ َفغَوَى (‪ )121‬وَعَصَى آدَمُ َربّ ُه َفغَوَى (‪ ))122‬لم يذكر حواء‪ ،‬السياق هكذا‪.‬‬ ‫جّن ُكمَا مِنَ الْ َ‬
‫خرِ َ‬
‫يُ ْ‬
‫فتلقى آدم لن آدم هو المنوط به التواصل مع ال سبحانه وتعالى بالوحي‪.‬‬
‫م) فما وجه الختلف؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ت) قرأها إبن عباس (فتلقى أد َ‬ ‫من َّربِّهِ كَل ِ َ‬
‫ما ٍ‬ ‫* (فَتَلَقَّى آد َ ُ‬
‫م ِ‬
‫هذه القراءة بالنصب (فتلقى آد َم من ربه كلماتٌ) الكلمات فاعل‪ .‬هذه القراءة بالنصب فيها تكريم لدم تلقته الكلمات كما يُتلقى الساقط إلى الرض لئا‬
‫ل (كلمات) مؤنث مجازي والمؤنث المجازي يجوز فيه التذكير والتأنيث‪ ،‬ثم المر‬ ‫يهلك‪ ،‬تلقته الكلمات ليتوب‪ .‬لم يقل فتلقت آدم من ربه كلمات لنه أو ً‬
‫الخر هناك فاصل بين الفعل والفاعل لن وجود الفاصل يحسّن التذكير وحتى لو لم يكن مؤنثا مجازيا لو كان مؤنثا حقيقيا جمع مؤنث سالم أيضا‬
‫ت (‪ )12‬الممتحنة) ما قال إذا جاءتك‪ ،‬فكيف إذا كان المؤنث مجازيا؟ (فتلقى آد َم من ربه‬‫بالفصل يُذكّر كما قال تعالى (يَا َأّيهَا ال ّنبِيّ ِإذَا جَاءكَ ا ْلمُ ْؤ ِمنَا ُ‬
‫كلماتٌ) تلقته الكلمات لن آدم سقط ولن المعصية سقوط فتلقته الكلمات لئل يهلِك‪ .‬مسألة تقديم وتأخير المفعول به على الفاعل جائز في القرآن‪.‬‬
‫ض عَد ُ ٌّو (‪)36‬البقرة‬
‫م لِبَعْ ٍ‬ ‫(وقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْ ُ‬
‫ضك ُ ْ‬ ‫* ما الفرق بين استخدام الجمع والمثنى في اليات َ‬
‫ض عَدُوٌّ (‪ )123‬طه؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ضك ُ ْ‬
‫م لِبَعْ ٍ‬ ‫ميعًا بَعْ ُ‬
‫ج ِ‬ ‫ل اهْبِطَا ِ‬
‫من ْ َها َ‬ ‫و(قَا َ‬
‫ش ْئُتمَا وَلَا تَقْ َربَا َهذِهِ‬
‫حيْثُ ِ‬
‫غدًا َ‬‫جنّةَ َوكُلَا ِم ْنهَا رَ َ‬
‫جكَ الْ َ‬
‫سكُنْ َأنْتَ وَزَ ْو ُ‬ ‫الذي يوضح قراءة اليات‪ .‬في البقرة كان الخطاب لدم وزوجه ( َوقُ ْلنَا يَا َآدَمُ ا ْ‬
‫ستَقَرّ َو َمتَاعٌ إِلَى‬ ‫عدُوّ وََلكُ ْم فِي ا ْلأَ ْرضِ ُم ْ‬
‫ض َ‬ ‫ضكُمْ ِل َبعْ ٍ‬‫ج ُهمَا ِممّا كَانَا فِيهِ َوقُ ْلنَا ا ْهبِطُوا َبعْ ُ‬ ‫خرَ َ‬
‫عنْهَا َفأَ ْ‬
‫ن َ‬ ‫جرَ َة َف َتكُونَا مِنَ الظّاِلمِينَ (‪ )35‬فََأزَّل ُهمَا ال ّ‬
‫شيْطَا ُ‬ ‫الشّ َ‬
‫حِينٍ (‪ )36‬في طه الخطاب لدم(ل تظمأ‪ ،‬فوسوس إليه‪ ،‬فتشقى‪ ،‬فعصى آدم ربه‪ )،‬فكان الكلم في طه (اهبطا) لدم وإبليس وحواء تابعة ‪،‬إذن اهبطوا‬
‫في البقرة أي آدم وحواء وإبليس‪.‬‬
‫آية (‪:)38‬‬
‫* أين جواب الشرط في الية (قُلْنا اهبطُوا ْ منها جميعا ً فَإ َ ْ‬
‫ف‬ ‫اي فَل َ َ‬
‫خوْ ٌ‬ ‫من تَبِعَ هُد َ َ‬ ‫ما يَأتِيَنَّكُم ِّ‬
‫منِّي هُدًى فَ َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ َْ َ ِ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫ن {‪ }38‬سورة البقرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫حَزنُو َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫عَلَيْهِ ْ‬
‫م َول َ هُ ْ‬
‫فإما يأتينكم ‪ :‬هي (إنّ وما جمعتا معا) إنّ شرطية وما الزائدة بين أداة الشرط وفعل الشرط وجملة فمن تبع هداي هي جواب إنّ والفاء رابطة لجواب‬
‫ن وجملة فل خوف عليهم فهي جواب لـ(من تبع هداي)‪.‬‬ ‫إّ‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى (فمن تبع هداي)و(فمن اتبع هداي)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ح َزنُونَ ﴿‪ ﴾38‬البقرة) تاء باء عين‪ ،‬هذا في‬ ‫عَليْهِمْ َولَا هُ ْم يَ ْ‬


‫ي فَلَا خَ ْوفٌ َ‬ ‫ن َتبِعَ ُهدَا َ‬
‫الفرق بين تبع وأتّبع‪ ،‬رب العالمين يقول (فَِإمّا يَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم ِمنّي ُهدًى َفمَ ْ‬
‫شقَى ﴿‪ ﴾123‬طه) لماذا هنا في البقرة ( َفمَنْ َتبِ َع ُهدَايَ) وهناك ( َفمَنِ‬ ‫ضلّ وَلَا يَ ْ‬ ‫ي فَلَا يَ ِ‬
‫البقرة‪ ،‬مثلها جاءت في طه (فَِإمّا يَ ْأ ِت َيّنكُمْ ِمنّي ُهدًى َفمَنِ ا ّتبَ َع ُهدَا َ‬
‫ن ا ّتبَعَ هَوَا ُه (‪ )50‬القصص) حينئ ٍذ دائما‬ ‫ن َتبِ َعنِي فَِإنّ ُه ِمنّي ﴿‪ ﴾36‬إبراهيم) وفي مكان آخر ( ِممّ َ‬ ‫ا ّتبَ َع ُهدَايَ)؟ رب العالمين يقول عن سيدنا إبراهيم ( َفمَ ْ‬
‫إما تبعني وإما اتّبعني ناهيك عن اشتقاقاتها َتبِع زيدٌ عمرا مر به فمضى معه‪ ،‬يعني أنت ماشي في شارع فرأيت شخصا واقفا أنت مررت به ما أن‬
‫ف َمدّ‬ ‫ك كَيْ َ‬ ‫حاذيته حتى صار خلفك تماما انقياد كامل‪ ،‬التُبُع باللغة العربية الظل التُبع أو التُبّع الظل أنت حيث ما تسير صار ظلك معك (أَلَ ْم تَرَ إِلَى َرّب َ‬
‫جعَلَهُ سَا ِكنًا (‪ )45‬الفرقان) وحينئذٍ هذا الظل يتبعك‪-‬بتسكين التاء‪ -‬تماما ول يتّبعك‪ -‬بتشديد التاء‪ -‬يتبعك ما الفرق؟ يتبعك تلقائيا محاذاة‬ ‫الظّلّ شَاءَ َل َ‬
‫كظلّك بشكل مباشر أما يتّبعك‪-‬بتشديد التاء‪ -‬فيها جهود وفيها مراحل وفيها تلكؤ وفيها مشقات وفيها أشياء كثيرة نقول أنا أتتبع المسألة حتى حللتها أو‬
‫تتبعت المسألة حتى وقفت على سرها‪ ،‬تتبعت مرة مرتين ثلث أربع ليل نهار هذا ا ّتبَع‪ ،‬معنى ذلك أن كلمة َتبِع إما الكفر وإما اليمان‪ ،‬إما التوحيد‬
‫وإما الشرك ‪ .‬وحينئذٍ رب العالمين حين يقول (فَِإمّا يَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم ِمنّي ُهدًى) يعني التوحيد أرسلت لكم نبيا يقول اتركوا الصنام ل إله إل ال (َأنّمَا إَِل ُهكُمْ إِلَهٌ‬
‫حدٌ ﴿‪ ﴾6‬فصلت) هذا َتبِع على طول ل يتردد مثله بالضبط‪ .‬فلما قال ( َفِإمّا يَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم ِمنّي ُهدًى َفمَنِ ا ّتبَعَ) هذه الشريعة أرسلت لكم شريعة حاولوا كل‬ ‫وَا ِ‬
‫ط ْعتُمْ﴿‪ ﴾16‬التغابن) وكل واحد على جهده وعلى قدره وعلى علمه وعلى نشاطه وعلى همته هذا إتّباع‪.‬‬ ‫ستَ َ‬
‫واحد يطبق منها ما يستطيع (فَاتّقُوا اللّ َه مَا ا ْ‬
‫حينئذٍ من أجل هذا نقول الفرق بين تبِع واتّبع في القرآن الكريم تبِع أنت كظل الشيء وأنت ل تكون ظل النبي إل في التوحيد ل إله إل ال لبد أن‬
‫تكون مثل ظله‪ ،‬لكن إتّباع ل أين أنت وأين هو؟! كل ابن آدم خطاء وهذا معصوم وطبعا النبي صلى ال عليه وسلم تعرفونه ل داعي أن نشرح من‬
‫عوْنُ‬ ‫أجل ذلك عليك أن تفهم لما رب العالمين مرة قال تبع ومرة اتبع هذا ليس عبثا ولهذا المفسرون ل يقولون هذا يقولون اتّبع وتبِع وأتبع (فََأ ْت َبعَهُ ْم فِرْ َ‬
‫جنُودِهِ ﴿‪ ﴾78‬طه) أتبعهم كان متخلفا فلحق بهم سبقوه ( أتبع السيئة الحسنة تمحها) يعني السيئة سبقت أسبوع أسبوعين شهر شهرين فأنت أتبعها‬ ‫بِ ُ‬
‫بحسنة لو كن معها بالضبط أنت ما أن أذنبت حتى تبت وأنت على الذنب يقال تبِع لكن أنت الن ل أتبعتها هذه من زمان سبقتك وحينئ ٍذ (فََأ ْتبَ َعهُمْ‬
‫عوْنُ) وحينئذٍ نقول بأن كلمة تبِع واتّبع وأتبع في القرآن الكريم كل واحدة تعطي معنىً دقيقا وترسم جزءا من الصورة ل ترسمه الكلمة الخرى‬ ‫فِرْ َ‬
‫ن الْقُ ْرآَنَ ﴿‪ ﴾82‬النساء)‪ .‬وحينئ ٍذ هذا الذي نتدبره تتبين أن هذا‬ ‫فعليك أن تعلم أن هذا المتشابه من أول ما ينبغي النتباه إليه من قوله تعالى (َأفَلَا َي َتدَبّرُو َ‬
‫ختِلَافًا َكثِيرًا ﴿‪ ﴾82‬النساء) كيف يمكن بهذه الدقة في كل كلمة في كل‬ ‫جدُوا فِيهِ ا ْ‬ ‫غيْرِ اللّهِ لَ َو َ‬‫عنْ ِد َ‬
‫ن ِ‬ ‫ن مِ ْ‬ ‫القرآن ل يمكن أن يفعله مخلوق (وَلَ ْو كَا َ‬
‫سبِيلِي َأدْعُو ِإلَى اللّ ِه عَلَى‬ ‫ل َهذِهِ َ‬ ‫تصريف في كل فعل في كل حركة في كل صيغة ترسم صورة ثانية هذا ل يقوله إل رب العالمين على لسان نبي‪( .‬قُ ْ‬
‫بَصِيرَ ٍة َأنَا َومَنِ ا ّت َب َعنِي ﴿‪ ﴾108‬يوسف) يتكلم هذا يتكلم عن المة نحن من أمة محمد صلى ال عليه وسلم لكن أين أعمالنا وأين النبي؟ نحن نتّبع‪ .‬إذا‬
‫تبِع تأتي في العقائد إما الكفر وإما اليمان يعني أن كفر تبعت الشيطان وأن تؤمن تبعت نبيك أو من دعاك هذا الفرق بين تبِع واتّبع‪ ،‬اتبع أنت‬
‫ل َتتّ ِبعُواْ‬ ‫بمحاولت طويلة وهي قضية مخالفات الشريعة أو تطبيق الشريعة‪ .‬أخطر استعمال لكلمة اتّبع هي ما جاءت في التحذير من إبليس ( َو َ‬
‫ن ‪168‬البقرة) ما قال تتبعوا –بتسكين التاء‪ -‬هنا ما قال تكفروا إذا قالها تكون مع تتبع‪-‬بتسكين التاء‪ -‬وليس تتبع –‬ ‫عدُ ّو ّمبِي ٌ‬
‫شيْطَانِ ِإنّهُ َل ُكمْ َ‬ ‫خُطُوَاتِ ال ّ‬
‫بتشديد التاء‪ -‬فحينئذٍ رب العالمين يحذرنا من أن نتّبع الشيطان ل أن نتبعه‪ ،‬أن نتبعه إن شاء ال هذه بعيدة نتبعه نقلده في بعض الذنوب الخطيرة‪.‬‬
‫ن (‪ )168‬البقرة) هذا في سورة البقرة‬ ‫عدُ ّو ّمبِي ٌ‬
‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬ ‫طّيبًا َولَ َتّتبِعُواْ خُطُوَاتِ ال ّ‬ ‫س كُلُو ْا ِممّا فِي الَ ْرضِ حَللً َ‬ ‫فرب العالمين يقول (يَا َأّيهَا النّا ُ‬
‫حمُولَةً َوفَ ْرشًا كُلُواْ‬ ‫ن (‪ )208‬البقرة) وفي النعام ( َومِنَ ا َ‬
‫ل ْنعَامِ َ‬ ‫عدُ ّو ّمبِي ٌ‬
‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬ ‫ل َتّتبِعُواْ خُطُوَاتِ ال ّ‬ ‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ادْخُلُو ْا فِي السّلْ ِم كَافّةً َو َ‬
‫شيْطَانِ َومَن َيّتبِعْ خُطُوَاتِ‬ ‫ن (‪ )142‬النعام) (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ل َتّت ِبعُوا خُطُوَاتِ ال ّ‬ ‫عدُ ّو ّمبِي ٌ‬
‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫خطُوَا ِ‬ ‫ل َتّتبِعُواْ ُ‬‫ِممّا َر َز َقكُمُ اللّهُ َو َ‬
‫سمِيعٌ عَلِي ٌم (‪)21‬‬ ‫حدٍ َأبَدًا وََلكِنّ اللّ َه يُ َزكّي مَن يَشَاء وَاللّهُ َ‬ ‫حمَتُ ُه مَا َزكَا مِنكُم مّنْ أَ َ‬ ‫ل اللّ ِه عََل ْيكُمْ وَ َر ْ‬‫ن َفِإنّهُ يَ ْأمُ ُر بِالْ َفحْشَاء وَا ْلمُنكَرِ وَلَوْل فَضْ ُ‬ ‫شيْطَا ِ‬ ‫ال ّ‬
‫شيْطَانِ) ما هي خطوات الشيطان؟ رب العالمين بهذا التحذير الشديد وهذا النهي القوي يعني أقوى أنواع الردع ( َولَ‬ ‫طوَاتِ ال ّ‬ ‫ل َتتّ ِبعُواْ خُ ُ‬
‫النور)‪َ ( .‬و َ‬
‫ن َفِإنّهُ يَ ْأمُ ُر بِالْ َفحْشَاء وَا ْلمُنكَرِ) ما هذه خطوات‬ ‫شيْطَا ِ‬‫ت ال ّ‬ ‫خطُوَا ِ‬ ‫شيْطَانِ َومَن َيّتبِعْ ُ‬ ‫ت ال ّ‬ ‫خطُوَا ِ‬ ‫عدُ ّو ّمبِينٌ) (ل َتّتبِعُوا ُ‬ ‫شيْطَانِ ِإنّهُ َل ُكمْ َ‬‫َتّتبِعُو ْا خُطُوَاتِ ال ّ‬
‫الشيطان؟؟ مجمل الية لو تتبعنا ما يجري في هذه المة وقد جرى في هذه المة شيء تشيب لهوله الولدان من كثرة الفرق الضالة‪ .‬هذه الفرق الضالة‬
‫ما جاءت من فراغ فهي دخلت في السلم وآمنت بال ورسوله واليوم الخر على حين غرة صارت عندنا فرق كثيرة خوارج وأشكال وألوان إلى هذا‬
‫اليوم ما الذي حصل؟ قال كل واحد منهم اتّبع خطوة من خطوات الشيطان‪ ،‬ما هي خطوات الشيطان إذا؟ يقول إن معصية إبليس وإبليس عصى لما‬
‫ج ِم ْنهَا مَذْؤُومًا ّمدْحُورًا (‪ )18‬السراء) فرب العالمين لعنه وأخرجه‬ ‫خرُ ْ‬ ‫جدُ ِلمَنْ خَلَ ْقتَ طِينًا (‪ )61‬السراء) قال (قَالَ ا ْ‬ ‫ال قال اسجد ما سجد قال (أََأسْ ُ‬
‫من الجنة لنه عصى المر قال أنا ما أسجد لدم أنا فقط أسجد ل ‪ -‬في ظاهر المر أنه هذا وال زين أن هذا موحد جدا جدا جدا ولهذا ل يسجد إل‬
‫ل ‪ -‬لكن هذا الغبي أو المتغابي ما فرّق بين أن غير ال يأمره وأن ال يأمره‪ .‬رب العالمين هو الذي أمرك قال لك اسجد لهذا الرجل فعليك أن تطيع‬
‫المر‪ ،‬لو شخص آخر ملك نبي حاشاهم طبعا قال لك تعال اسجد تقول له ل أنا ل أسجد إل ل‪ ،‬الذي أمرك بالسجود رب العالمين نفسه‪ ،‬الذي قبِلك‬
‫من عباده وكنت من عباده جعلك أنت طاووس الملئكة كيف لم تفهم كيف غاب عن فهمك أن الذي أمرك بهذا هو ال نفسه؟ وعليك أن ل تناقش ول‬
‫تجادل لو أن الذي أمرك غيره حينئذٍ لك الحق أن تقول‪ .‬من أجل هذا دعواك بأنك توحد ال ول تسجد لغيره هذه دعوة كذابة وغبية ومقصودة‪ ،‬فيها‬
‫ق بين المر من المِر وبين المر من غيره‪ .‬المر الذي أمرك بأن تسجد ل نفسه أمرك بأن تسجد لدم فعملت أنت‬ ‫حسد لنك أنت تعلم جيدا هناك فر ٌ‬
‫عملة أني أنا وال موحد وأنا ل أحب الشرك أنت لخبطت الدنيا بهذا المكان دليل على أنك متعمد هذه الساءة‪ .‬صار نقاش بينه وبين الملئكة‪ ،‬كيف‬
‫كان يحاججهم؟ يقول لهم أولً لما خلقني وهو يعلم قبل خلقي ما سيصدر مني من ضلل وال يعلم قبل ما خلقني أني سأكون شيطانا ومريدا وأضل‬
‫ج َمعِينَ (‪ )39‬الحجر) فلماذا خلقني إذا؟ هذا السؤال الول‪ ،‬الثاني فلما خلقني لما كلفني بمعرفته‬ ‫الناس وأوعد وقال لضلنهم أجمعين ( َولُغْ ِو َيّنهُمْ أَ ْ‬
‫ي عن كل هذا فما فائدة أني‬ ‫وطاعته وهو ل ينتفع بطاعة ول يتضرر بمعصية؟ لماذا رب العالمين قال لزم نطيعه ول نعصيه ورب العالمين غن ٌ‬
‫أطيعه أو أعصيه؟ لماذا أطيعه فيكرمني وأعصيه يعذبني؟؟ ما هي فائدته هو ل ينتفع بشيء‪ ،‬ولما كلفني بمعرفته لما كلفني بالسجود لدم؟ وذلك ل‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫يزيد في معرفتي ول عصياني‪ ،‬يعني أنا رجل أعطاني معرفة وأعطاني علم كوني أسجد أو ما أسجد هذا ما يزيد من معرفتي شيء ول يقلل منها‬
‫شيء‪ ،‬ثم عملنا كل هذا خلقني وكلفني الخ ولما ما طعت لعنني وطردني‪ ،‬فلماذا طرقني طريق آدم وجعلني أمشي ورائه حتى أوسوس له وأخرجه من‬
‫علَى‬‫ل يَا آدَ ُم هَلْ َأدُّلكَ َ‬ ‫ن قَا َ‬
‫شيْطَا ُ‬
‫الجنة؟ هو الذي بعثني هو قدر علي هذا‪ ،‬فلماذا يسر لي أن أتبع آدم وأتسلل إلى الجنة وأوسوس لدم؟ (فَوَسْوَسَ ِإَليْهِ ال ّ‬
‫ن (‪ )36‬البقرة) لماذا سمح لي بهذا؟ لماذا طرّقني هذا الطريق؟ ثم عملنا في آدم ما‬ ‫شَجَرَ ِة الْخُ ْلدِ َومُ ْلكٍ لّا َيبْلَى (‪ )120‬طه) إلى أن قال (فَأَزَّل ُهمَا ال ّ‬
‫شيْطَا ُ‬
‫عملناه لماذا سلطني على أولده حتى أني أنا وجنودي نراهم من حيث ل يروننا؟ لماذا سلطني هذا التسليط؟ كان ممكن يقتلني حتى بني آدم يخلصون‬
‫ثم أيضا كونه أمهلني إلى يوم يبعثون لماذا فعل هذا؟؟ يعني كل هذه أسئلة في الحقيقة يعني تجعل كأنه في الظاهر تجعل إبليس يقول وال هذا محق‪،‬‬
‫رب العالمين لماذا سلطه؟؟ الخ‪ .‬طبعا قالت الملئكة كلمة واحدة قالت له أنت مصيبتك في كلمة ِلمَ ليس لعبدٍ أن يقول لربه ال عز وجل لِمَ‪ ،‬إياك أن‬
‫تقول لِمَ؟ الجندي الصالح ل يقول لقائده لِمَ؟ والمواطن الصالح ل يقول لرئيسه لِمَ؟ وخاصة أنهم يعرفون أن رئيسهم أو ملكهم أو قائدهم في غاية‬
‫الخلص في غاية الوطنية في غاية القدرة في غاية حب الشعب في غاية النعام فل بد أن يكون له سر وأنت في كل حركة ستسأل لم؟ أين أنت؟‬
‫مفروض أنت تنفذ ثم تسأل عن الحكمة هذا من حقك أما تقول ل أنا ما أفعل أنت رددت المر على المر‪ .‬هناك فرق بين من يناقش وبين من يتمرد‪،‬‬
‫في كل جيوش العالم المتمرد يقتل يعدم لنه سيدمر المعركة سيدمر الخطة إذا نقاش إبليس على هذا الشكل هذا كله نعتبره خطوة لو تأملتم كل الفرق‬
‫الضالة لرأيتم أن كل فرقة تتبع خطوة من هذه الخطوات يعني هناك ناس يعتبرون كل المسلمين مشركين هو فقط الموحد وبالتالي هو يقول أنا فقط‬
‫جدُ ِلمَنْ خََلقْتَ طِينًا)‬ ‫سُ‬ ‫موحد أنا ل أعبد غيرك وما هي حكاية الخوارج؟ قالوا لسيدنا علي أنت كيف تحكم غير ال؟ الحكم فقط ل كما قال إبليس (أَأَ ْ‬
‫بالضبط نفس الخطوة‪ ،‬الخوارج اتبعوا خطوة من خطوات إبليس عندما ادعوا في الخارج أنهم ل يحتكمون إل إلى ال بينما ال عز وجل قال بين‬
‫صلِحُوا َب ْينَ ُهمَا (‪ )9‬الحجرات)‬ ‫ح َكمًا مّنْ أَهِْلهَا (‪ )35‬النساء) وقال بين المسلمين (وَإِن طَائِ َفتَا ِ‬
‫ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ا ْق َتتَلُوا فَأَ ْ‬ ‫ح َكمًا مّنْ أَهْلِهِ وَ َ‬ ‫الزوجين (فَا ْب َعثُواْ َ‬
‫ثم هذا المر الذي هو سيدنا علي هذا الذي أجمعت المة على صلحه قال لك يا أخي تعال نعمل كذا حينئذٍ أنت اتّبعت خطوة من خطوات الشيطان‬
‫كان عليك أن تسأل أن تستفسر أما أن تتمرد وتقتل عمر وتقتل عثمان وتقتل علي وآلف الصحابة كلهم مشركون تبقى تعيث في المة فسادا في كل‬
‫الجيال تقتل العلماء والصالحين والولياء وأصحاب الرأي وأصحاب العلم وال هؤلء كلهم مشركون وأنت فقط الصواب لماذا؟؟ أنا ل أحتكم إل ل‬
‫كلكم مشركون‪ .‬هذه خطوة من خطوات الشيطان وحينئذٍ كل فرقة ضالة تجدها في النهاية قد ارتكبت خطوة من خطوات الشيطان التي كل وحدة فيها‬
‫لما فعل؟ لما فعل؟ وأنتم كلكم تعرفون هذا النقاش الفلسفي بين مرتكب الكبيرة وبين خلق الفعال التي سالت دماء المسلمين وبين الذات وبين الصفات‬
‫كلم سخيف وتافه وغبي لكن هناك من تبناه وكل جماعة اتخذت لها شعارا وفلن وهؤلء جماعة الفلنيين بدون ذكر أسماء كلكم تعرفونها وكل واحد‬
‫في النهاية قد اتخذ خطوة من خطوات الشيطان اتخذها مرجعية يسير فيها بين الناس وهذا الذي حصل في المة من إفساد وقتل ودماء وهذا الذي نحن‬
‫فيه الن هذه المة هذا التمزق الرهيب الذي لم يحدث في التاريخ مثله أساسه من يعتقد بأنه من علماء المسلمين وكل واحد له مذهبه وطريقته‬
‫ل وضع سيفه في رقاب الخر وهذه بالضبط هي خطوات الشيطان‪ .‬كما أن الشيطان بث أعوانه لكي‬ ‫ومرجعيته وكل واحد يكفر الخر ويزندقه وك ٌ‬
‫حيْثُ لَا تَرَ ْو َنهُمْ ﴿‪ ﴾27‬العراف) هناك في كل مكان في التاريخ السلمي واحد شيخ لبس‬ ‫يقتل الناس بالذنوب والخطايا (ِإنّهُ يَرَا ُك ْم هُوَ َو َقبِيلُهُ مِنْ َ‬
‫عمامة قذرة أقذر من قلبه مختبئ في مكان ل يعرفه أحد وينفث في سمومه منها خلْق القرآن‪ ،‬قتلوا العلماء والقضاء الخ ومرتكب الكبيرة والفعال هل‬
‫الفعل مخلوق العبد أو ل وكلم سقط تافه ولكن هذا الكلم التافه يقوله واحد منزوٍ في مكان في جامع في قوم الخ وينفث في هذه السموم من غبائه أو‬
‫متعمدا في بعض الحيان حتى وصلت المة إلى ما هي عليه الن‪ .‬الصف في الصلة بعضهم يكفر البعض وبعضهم يتمنى أن يقتل البعض وتعرفون‬
‫ما جرى في العراق‪ .‬الذي جرى في العراق كله حرب طائفية دينية وكلها جميعا بل استثناء من خطوات الشيطان‪ .‬إذا خطر بقلبك أن هذا الذي يقول‬
‫شيْطَانِ ِإنّهُ َل ُك ْم عَدُوّ‬ ‫ل إله إل ال أن قتله هذا هو الجهاد فأنت واحدٌ من أتباع هذا الشيطان وقد اتبعت خطواته كما قال تعالى ( َولَ َتّت ِبعُواْ خُطُوَاتِ ال ّ‬
‫ج َمعِينَ) وهذه هي المة اليوم في غواية ما بعدها غواية رب العالمين قال الناجون الوحيدون قال (مِلّةَ َأبِيكُمْ ِإبْرَاهِي َم هُوَ‬ ‫ّمبِينٌ) وهو قال ( َولُغْ ِو َيّنهُمْ أَ ْ‬
‫شهِيدًا عََل ْيكُ ْم ﴿‪ ﴾78‬الحج) إذا وضعت لنفسك عنوانا آخر فئويا أو حزبيا أو طائفيا فأنت واح ٌد من‬ ‫ن مِنْ َقبْلُ َوفِي َهذَا ِل َيكُونَ الرّسُولُ َ‬ ‫سمّاكُمُ ا ْلمُسِْلمِي َ‬
‫َ‬
‫الذين ينفذون خطوات الشيطان في هذه المة وما أكثرهم اليوم‪ .‬فمن عوفي من ذلك فليحمد ال من عوفي وقال كل من يقول ل إله إل ال هو أخي‬
‫وكلنا خطاءون (ولو لم تذنبوا لذهب ال بكم ثم جاء بقو ٍم يذنبون فيستغفرون فيغفر ال لهم) ورحمة ال تسع كل شيء ما دمت توحد ال وتتبع الرسول‬
‫ماذا يعني كل هذا؟ إياك أن تفلسف النص على حساب هواك (ا ّتبَ َع هَوَاه) إياك أن تتّبع هواك لن النصوص حمّالة أوجه ورب العالمين جعل هذه‬
‫ن يَقُولُوا َآمَنّا وَهُ ْم ل يُ ْف َتنُونَ ﴿‪ ﴾2‬وََل َقدْ َف َتنّا اّلذِينَ مِنْ‬ ‫ن ُيتْ َركُوا أَ ْ‬‫حسِبَ النّاسُ أَ ْ‬
‫النصوص بهذا الثراء تحتمل الوجوب لكي يميز الخبيث من الطيب (أَ َ‬
‫َقبِْلهِ ْم ﴿‪ ﴾3‬العنكبوت)‪ .‬وحينئذٍ ما من فتنة أعظم من الفتنة التي تأخذ طابع الدين كما هو الن في العراق وباكستان وأفغانستان وفي لبنان وفي كل‬
‫العالم السلمي الن الفتنة دينية إما طائفية أو فئوية أو حزبية وأقولها بصراحة كلهم بل استثناء الذين نسمعهم في العلم كل واحد منهم على خطوة‬
‫شيْطَانِ ِإنّهُ َل ُك ْم عَدُ ّو ّمبِينٌ)‪ .‬إذا هذا الفرق بين تبِع وبين اتّبع ومن رحمة ال عز وجل ما قال ل‬ ‫من خطوات الشيطان وال قال ( َولَ َتّت ِبعُواْ خُطُوَاتِ ال ّ‬
‫تتْبعوا‪-‬بتسكين التاء‪ -‬خطوات الشيطان هذه ليست لنا لو قال ل تتبعوا معناها أشركنا أقول أنا تركت السلم وأنا وثني هذا تبِع خطوات الشيطان من‬
‫حسن الحظ قال ل تتبعوا‪-‬بتشديد التاء‪ -‬كأن ال عز وجل يقول ل أخاف على هذه المة أن تشرك ولكني أخاف عليها أن تتّبع الشيطان ل أن تتبعه‪-‬‬
‫بتسكين التاء‪ -‬لن تترك دينها لدين آخر وإنما سوف تترك أحكام دينها‪ .‬هذا الفرق بين تبِع واتّبع وعلينا أن نفهم جديا حيثما وجدت تبِع يعني إما تبعت‬
‫إبليس في الكفر أو تبعت محمدا أو أي النبياء الخرين في التوحيد فيما عدا هذا فأنت هالك فإياك أن تهلك ول تفرق بين تبِع وبين أتّبع وكل أفعالنا‬
‫اليومية ممكن أن تقول الشر طبعا فينا ربما نقول نكون من جماعة َتبِع أو من جماعة اتّبع فإن كنت من جماعة تبِع فأنت هالك وخالد في النار إذا كنت‬
‫من جماعة اتّبع ل فأنت مذنب وعليك أن تتوب‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫*ما هي الية التي أشكلت على الدكتور فاضل فترة طويلة حتى اكتشف لمساتها البيانية؟(د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫عَليْهِمْ َولَ‬
‫ي مدة طويلة أكثر من سنة ونصف وربما سنتين هو قوله تعالى (لَ خَ ْوفٌ َ‬ ‫هنالك أكثر من تعبير أشكل عليّ وكنت أحلّه‪ ،‬لكن الذي أشكل عل ّ‬
‫عَليْهِمْ) لماذا لم ل يخافون كما قال ل هم‬ ‫ُه ْم يَحْ َزنُونَ) من حيث التأليف والتركيبة البيانية‪ .‬عدة أسئلة دارت في الذهن في حينها هو قال (لَ خَ ْوفٌ َ‬
‫ل ل خوف عليهم ول حزن؟ ثم لماذا خصص الحزن‬ ‫يحزنون؟ (ل خوف عليهم) بالسم و (ول هم يحزنون) بالفعل؟ لماذا هذه المخالفة؟ ولم يقل مث ً‬
‫بتقديم (هم) (ول هم يحزنون)؟ لماذا لم يخصص الخوف قال ول عليهم خوف مثلً؟ قدّم (هم) في (ول هم يحزنون) لماذا لم يقل ل عليهم خوف ول‬
‫هم يحزنون؟ ثم (ل خوف عليهم) السم مرفوع وهنالك قراءة ل خوفَ بالفتح فلماذا فيها قراءتين؟ إذا كان مقصود نفي الجنس فلماذا فيها قراءتين؟‬
‫هذه كانت أسئلة شغلت ذهني كثيرا‪.‬‬
‫ب فِيهِ الْقُلُوبُ وَا ْلَأبْصَا ُر (‪)37‬‬
‫ن يَ ْومًا تَتَ َقلّ ُ‬
‫قال (ل خوف عليهم) ما قال ل يخافون كما قال ول هم يحزنون وذلك لنهم فعلً يخافون ذلك اليوم (يَخَافُو َ‬
‫ستَطِيرًا (‪ )7‬النسان) هؤلء مؤمنون يخافون‪ ،‬الخوف مدح‬ ‫طرِيرًا (‪ )10‬النسان) ( َويَخَافُو َ‬
‫ن يَ ْومًا كَانَ شَرّ ُه مُ ْ‬ ‫عبُوسًا َقمْ َ‬‫ف مِن ّرّبنَا يَ ْومًا َ‬
‫النور) (ِإنّا نَخَا ُ‬
‫هنا‪ .‬فلما كان الخوف حقيقة عبّر عنه بالسم وما قال ل يخافون لنه يخافون ذلك اليوم‪ .‬هو قال ل خوف عليهم‪ ،‬هذا أمر آخر‪ .‬إذن هم يخافون في‬
‫الواقع وخوفهم يوم الخرة مدح لهم‪ ،‬كل المكّلفين يخافون حتى يؤمّن ال من يؤمّن‪ .‬يبقى ما معنى (ل خوف عليهم)؟ ل خوف عليهم يعني ل يُخشى‬
‫عليهم خطر‪ ،‬ليس عليهم خطر‪ ،‬ل خوف عليه يعني ليس عليه خطر أما (هم) فقد يكونوا خائفين أو غير خائفين‪ ،‬قد يكون هناك إنسان غير خائف‬
‫وهنالك خوف عليه ول يقدّره‪ ،‬غير خائف لنه ل يقدر الخطر لكن هنالك خطر عليه‪ ،‬الطفل مثلً ل يخاف الحية ول العقرب ول النار لكننا نحن‬
‫نخاف عليه منها هو ل يعلم العواقب ول يقدرها ونحن نخاف عليه أو هو يخاف من شيء غير مخوف فالطفل أحيانا يرى اللعبة مخيفة يخاف منها‬
‫وليس عليه خوف منها‪ .‬إذن قد يكون الشخص يخاف من شيء غير مخيف ول خطر المهم أن ل يكون عليه خوف‪ ،‬هذا المهم أما إن كان خائفا أو‬
‫غير خائف ما دام ليس عليه خوف هذا موضوع آخر‪ .‬إذن لم يقل ل يخافون لن واقع المر أنهم يخافون فأمّنهم ال بقوله (ل خوف عليهم) وهذا هو‬
‫المهم لن قد يكون أحدهم ل يخاف الخرة لنه ل يعلمه‪.‬‬
‫هو قال (ول هم يحزنون) جعل الحزن بالفعل وأسند إليه (ول هم يحزنون)‪ .‬لو قال ل خوف عليهم ول حزن ل يصح المعنى‪ .‬ل خوف عليهم ول‬
‫حزن عليهم يعني ول حزن عليهم يعني ل يحزن عليهم أحد يعني نفى الحزن عن غيرهم ولم ينفه عنهم يعني هم قد يحزنون لكن ل يحزن عليهم أحد‪.‬‬
‫والمطلوب أن تنفي عنهم الحزن ل أن تنفيه عن غيرهم‪ .‬فقد يكونوا حزينين ول يحزن عليهم أحد فما الفائدة؟ المهم همول يحزنون لكن أن ل يحزن‬
‫ق ّممّا َي ْمكُرُونَ (‪ )127‬النحل) يعني ل‬ ‫ضيْ ٍ‬‫ل َتكُ فِي َ‬ ‫حزَنْ عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫عليهم أحد ما الفائدة؟ ثم قد يكون هذا ذم أن ل يحزن عليهم أحد كما قال ربنا ( َولَ تَ ْ‬
‫يستحقون أن تحزن عليهم‪ .‬إذن لو قال ل خوف عليهم ول حزن ل يستقيم المعنى قد يكون ذم وليس فيه فائدة ول ينفعهم‪.‬‬
‫ثم قال (ول هم يحزنون) بتقديم (هم) يعني أنهم ل يحزنون ولكن الذي يحزن هو غيرهم‪ ،‬ليس هم الذين يحزنون لكن الذي يحزن غيرهم من الكفرة‬
‫هؤلء أصحاب الحزن‪ .‬لو قال ل خوف عليهم ول يحزنون يعني هم ل يحزنون لكن لم يثبت الحزن لغيرهم من الكفرة لكن هنا هو أثبت الحزن لهم‬
‫ونفاه عن غيرهم التقديم أفاد الحصر‪ ،‬ما أنا فعلت هذا يعني فعله غيري أثبته لغيري‪ ،‬ما أنا قلته‪ .‬فأراد ربنا تبارك وتعالى أن ينفي عنهم الحزن ويثبته‬
‫لغيرهم (ول هم يحزنون)‪.‬‬
‫ما قال ل عليهم خوف بتقديم الجار والمجرور كما قال ول هم يحزنون وهذا أيضا ل يصح‪ .‬عندما يقول ل عليهم خوف يعني ليس عليهم الخوف‬
‫ولكن الخوف على غيرهم وهذا أيضا ل يصح‪ .‬أنت ل تخاف على الكفار‪ ،‬أنت نفيت الخوف عنه وأثبته على غيرهم يعني أنت تخاف على غيرهم‬
‫وغيرهم أي الكفار‪ ،‬من يخاف على الكفار؟ دعهم يذهبوا إلى الجحيم‪ ،‬إذن لماذا نخاف عليهم؟ هذا المعنى يفهم إذا قدّم لو قال ل عليهم خوف كان نفاه‬
‫عنهم وأثبته على غيرهم ونحن ل نخاف على الكفار من الذي يخاف على الكفار وهم مغضوب عليهم؟‪ .‬إذن ل يصح أن يقال ل عليهم خوف كما قال‬
‫ول هم يحزنون‪.‬‬
‫يبقى السؤال لماذا قال ل خوف عليهم برفع الخوف؟ ل خوفَ عليهم نص في نفي الجنس ول النافية للجنس تعمل عمل (إنّ)‪ .‬لماذا رفع (خوفٌ)؟ ما‬
‫الفرق في المعنى من حيث الرفع والبناء في النصب؟ لما تقول ل رجلَ أو ل رجلُ‪ ،‬لما تقول ل رجلَ بالبناء على الفتح هذا نفي نص الجنس يعني ل‬
‫ل يفيد نفي الجنس على الراجح لنه يحتمل نفي الواحد‪ ،‬عندما نقول ل رجلٌ إحتمال وجود رجلين أو ثلثة أو أربعة‬ ‫ي رجل مطلقا‪ ،‬ول رج ٌ‬ ‫يوجد أ ّ‬
‫هذا احتمال واحتمال نفي الجنس على الرجح‪ .‬ل خوفٌ عليهم يعني في غير القرآن يمكن أن تجعله ل خوفٌ عليهم بل أكثر من خوف بينما ل خوفَ‬
‫عليهم نص في نفي الجنس‪ .‬ل شك السياق نفي الجنس تخصيصا من أكثر من ناحية‪ :‬من ناحية مقام مدح‪ ،‬من ناحية قال (ول هم يحزنون) فإذا كانوا‬
‫ل يحزنون فإنه ل خوف عليهم لن الحزن إذا كان هنالك شيء مخوف فتحزن لذلك‪ .‬إذن دلت القرائن على نفي الخوف تنصيصا وجاء بـ (ل)‬
‫النافية للجنس أيضا في قراءة أخرى‪ .‬فإذن القراءتان دلت على نفي الخوف تنصيصا وبالقرينة‪ .‬لكن هنالك مسألة إذا كان هو أفاد نفي الجنس تنصيصا‬
‫أو بالقرينة إذن لماذا يأت بنفي الجنس ولم يقل ل خوفَ عليهم؟ هو عندما يقول (ل خوفٌ عليهم) بالرفع هذا يفيد معنيين‪ :‬الول كون حرف الجر‬
‫ت عََليْهِ َفأَلْقِي ِه فِي ا ْل َيمّ (‪ )7‬القصص) متعلق بـ(خاف)‪ ،‬إني أخاف عليك الذئاب (متعلق بخاف)‪ .‬لو كان الجار‬ ‫ل (فَِإذَا خِ ْف ِ‬
‫(عليهم) متعلق بالخوف مث ً‬
‫والمجرور (عليهم) متعلقا بالخوف يكون الخبر محذوفا لن ل خوفٌ عليهم الخبر يكون محذوفا‪ .‬يحتمل أن يكون الجار والمجرور (عليهم) ليس متعلقا‬
‫بالخوف وإنما متعلق بكان واستقر يعني ل خوف كائن عليك‪ .‬مثل الجلوس في الصف أو الوقوف في الساحة‪ ،‬الجلوس في الصف يعني عليكم أن‬
‫تجلسوا في الصف‪ ،‬الوقوف في الساحة (مبتدأ وخبر) يعني عليكم أن تقفوا في الساحة‪ ،‬الجلوس في الصف ل يوجد خبر إذا تعلق الصف بالجلوس ل‬
‫يكون هنالك خبر‪ ،‬الجلوس في الصف مطلوب نافع مفيد‪ ،‬الوقوف في الساحة مطلوب مأمور بها‪ ،‬الوقوف في الساحة عليكم أن تقفوا في الساحة‪ .‬ل‬
‫ف عليك موجود‪ ،‬ل خوف عليك إذن فيها معنيين واحتمالين وليست هنالك قرينة سياقية تحدد معنى معينا‪ ،‬إذن هذا توسع في المعنى جمع معنيين‪.‬‬ ‫خو ٌ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫إذا أخذناها على أن (عليهم) متعلقة بالخوف يكون الخبر محذوف يعني ل خوف عليهم من أي مكروه أو ل خوف واقع عليهم إذن الرفع فيها احتمالين‬
‫أن يكون (عليهم) متعلق بخوف فيكون الخبر محذوف تقديره كائن أو موجود أو (عليهم) هو الخبر‪ ،‬الخوفُ عليهم‪ .‬أما ل خوفَ عليهم ليس فيها‬
‫احتمال‪( ،‬عليهم) هو الخبر نصّا ل يجوز أن يتعلق بالخوف نحويا‪( .‬ل خوفٌ عليهم) فيها احتمالن (عليهم) متعلقة بالخوف والخبر محذوف مقدر‬
‫والخر أن (عليهم) هو الخبر وكل واحدة لها دللة‪ .‬لو قال ل خوفَ عليهم قطعا (عليهم) هو الخبر لنه لو كان تعلق به سيكون شبيها بالمضاف‬
‫فنقول ل خوفا عليهم بالنصب ول يصح البناء مطلقا لنه شبيه بالمضاف ول يمكن أن نبني‪ .‬مثال‪ :‬ل بائعَ في الدار يعني ليس هنالك أي بائع في الدار‬
‫مطلقا سواء كان هذا البائع يبيع في الدار أو في السوق أما ل بائعا في الدار يعني الذي يبيع في الدار غير موجود ربما يوجد واحد في الدار يبيع في‬
‫السوق (يفتح في بيته ما يبيعه) وكأن الدار كان فيها متجر أو هو يبيع في بيته‪ ،‬ل بائعا يعني الذي يبيع في الدار غير موجود‪.‬فإذن ل خوفَ ليس له‬
‫ف عليهم فيها دللتان‪ .‬لو اكتفى ل خوفَ عليهم سنفقد معنى‪( .‬ل خوفَ) خوفَ نعربها إسم ل النافية‬ ‫إل دللة واحدة (أن (عليهم) خبر ل) أما ل خو ٌ‬
‫للجنس‪ ،‬أما (ل خوفٌ) (ل) نعربها إما عاملة عمل ليس وقسم يجعلها مهملة فيكون خوف مبتدأ وعليهم خبر‪.‬‬
‫هو نفى الخوف والحزن الثابت والمتجدد‪ ،‬نفي الخوف الثابت والمتجدد ونفى الحزن الثابت والمتجدد‪ .‬قال (ل خوف عليهم) هذا ينفي الخوف الثابت‬
‫لنه استعمل الحزن و (ول هم يحزنون) نفي الحزن المتجدد‪ .‬نفي الحزن لمتجدد ينفي الخوف المتجدد لنك تخاف فتحزن‪ ،‬نفي الحوف الثابت ينفي‬
‫الحزن الثابت فلما جاء أحدهما بالفعل والخر بالسم وأحدهما مرتبط بالخر‪ ،‬نفى (ل خوف) نفى الخوف الثابت (ول هم يحزنون) نفى الحزن‬
‫المتجدد‪ ،‬لما نفى الحزن المتجدد يقتضي نفي الخوف المتجدد لن المر قبل أن يقع مخوف منه فإذا وقع حزنت عليه‪ .‬الخوف أولً ثم الحزن يعدما يقع‬
‫إذا وقع ما يخاف منه‪ .‬فهمنا الحزن المتجدد من الفعل المضارع (ل هم يحزنون) الذي فيه تجدد واستمرار وهذا يقتضي (ل خوف عليهم) لن الحزن‬
‫مرحلة تالية للخوف فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوف‪ .‬ونفى الخوف الثابت والحزن الثابت فإذن عندما جمع المرين نفى‬
‫الخوف عليهم الثابت والمتجدد والحزن الثابت والمتجدد‪.‬‬
‫ف عليهم ول حزن لهم؟ جملتان إسميتان تدلن على الثبوت؟ لو قال ل حزن لهم هو ينفي الحزن عنهم ول يثبته لغيرهم‪ ،‬هو قال‬ ‫لماذا لم يقل ل خو ٌ‬
‫(ول هم يحزنون) أثبت الحزن لغيرهم لو قال ل حزن لهم لم يثبته لغيرهم‪ .‬لو قال ول لهم حزن هذا تنصيص على الجنس بمعنى ليس هنالك نص في‬
‫نفي الجنس يعني ل لهم حزن لن ل النافية للجنس ل يتقدم خبرها على إسمها فإذا تقدّم ل تعود نصا في نفي الجنس ثم يجب رفع الحزن ل يجوز‬
‫نصبه ول بناءه (ول لهم حزنٌ) ما دام تقدم الخبر تصير (ل) مهملة‪ .‬ثم سنخسر الثابت والمتجدد لنها تصبح كلها إسما إذن تنفي الثابت فقط ول تنفي‬
‫الثابت والمتجدد‪ .‬ولذلك هذا التعبير أجمع تعبير للدللة على المعنى بحيث كل تغيير ل يمكن أن يكون فيه‪ ،‬هذا كله في (ل خوف عليهم ول هم‬
‫يحزنون)‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إلى أي كتب رجعت؟‬
‫هذه لم أجدها في الكتب‪ ،‬رجعت إلى كتب التفسير وقد يكون هناك كتبا أخرى لم أطلع عليها‪ ،‬راجعت كل الكتب التي بين يدي من كتب اللغة فلم‬
‫أجدها بهذا التفصيل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذن المدخل إلى فهم آي القرآن هو النحو والتركيب فما بال الدعاة ل يقيمون أود جملة صحيحة فصيحة؟ وكيف يفهمون القرآن وهم لم يفهموا‬
‫اللغة العربية الفصحى ويخطئون فيها؟‬
‫هذا نقص عجيب‪ .‬ول بد أن نفهم جيدا قواعد اللغة حتى نعمل على سبر أغوار القرآن الكريم وهذا أول شرط وضعه أهل علوم القرآن لتفسير القرآن‬
‫وهو التبحر في علوم اللغة "ول تغني المعرفة اليسيرة" هذا أول شرطا‪ ،‬ليس المعرفة فقط وإنما التبحر في علوم اللغة نحوها وصرفها ولغتها وبلغتها‬
‫هكذا نصا "ول تغني المعرفة اليسيرة"‪ .‬إذن ل نأخذ التفسير من أي أحد ول بد أن يكون مشهودا له بالتحصيل في علوم اللغة العربية هذا أولً وهنالك‬
‫أمور أخرى‪.‬‬
‫آية (‪:)39‬‬
‫*ما دللة اليات فى قوله تعالى(والَّذين كَفَروا ْ وكَذَّبوا ْ بآياتِنا أُولَيئ ِ َ َ‬
‫ن (‪)39‬‬
‫خالِدُو َ‬
‫م فِيهَا َ‬ ‫ب الن َّ ِ‬
‫ار هُ ْ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫َ ُ ِ َ َ‬ ‫َ ِ َ‬
‫البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫اليات جمع آية وهي الشيء الذي يدل على أمر من شأنه أن يخفى‪ .‬ولذلك قيل لعلم الطريق آيات لنها وضعت لرشاد الناس إلى الطرق الخفية في‬
‫ل في متاهة الحياة إلى طريق الخير والفلح‪.‬‬
‫جمَل القرآن آيات لنها ترشد الضا ّ‬
‫الرمال‪ .‬وسميت ُ‬
‫آية (‪:)40‬‬
‫* أغلب السييور يضرب المثييل بقصيية موسييى فمييا دللة هذا؟ ومييا اللمسيية البيانييية فييي تكرار قصيية‬
‫موسى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل لن تلك القوام‬ ‫ليست القصة الوحيدة التي تتكرر في القرآن‪ ،‬لكن قصة موسى فيها تفاصيل كثيرة وأطيل فيها وذُكرت أكثر من القصص الخرى أو ً‬
‫بادت وهل كت ولم يبق من ها أحدا أما بنو إ سرائيل فباقون في زمن الر سول وم ستمرون إلى الن وكان لهم مع الر سول حوادث ومواقف وعداء‬
‫وإلى الن ومستمرون إلى ما قبل يوم القيامة‪ .‬فإذن التكرار له دللته لنهم سيبقون معكم إلى ما شاء ال وهم يحاربونكم ويفعلون كذا ويمكرون‪ ،‬فذكر‬
‫أفعالهم مع موسى كيف فعلوا مع موسى؟ لقد أوذي أكثر من هذا فصبر وفي الحديث "رحم ال أخي موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر" فآذوا موسى‬
‫وذكر كثير من أحوالهم فل نعجب أن يفعلوا مثل هذه الشياء أو أكثر معنا حتى نتعظ ونعرف كيف كانوا يفعلون وهم نفسهم فإذن تكرارها أنهم كتابهم‬
‫ل يزال موجودا مع أنه محرّف والقوم ل يزالون وليس كبقية القوام الذين انقرضوا مثل قوم عاد وصالح ولوط أما اليهود فبقوا وبقي كتابهم وبقي لهم‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ج ْئنَا ِبكُ مْ َلفِيفًا (‪ )104‬السراء) ولذلك‬


‫عدُ الخِرَ ِة ِ‬
‫ض فَِإذَا جَاء وَ ْ‬
‫س ُكنُو ْا الَرْ َ‬
‫سرَائِيلَ ا ْ‬
‫مواقف وسيبقى لهم مواقف إلى الوقت الذي ( َوقُ ْلنَا مِن َب ْعدِ هِ ِل َبنِي ِإ ْ‬
‫كان ذكرهم واستمرارهم باستمرار بقائهم ووجودهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م وَإِي َّ َ‬
‫ايي فَاْرهَبُو ِي‬
‫ن (‪ )40‬البقرة) إختار تعالى لفيظ العهيد لليهود ولم يقيل‬ ‫*(وَأوْفُوا ْ بِعَهْدِي أو ِي‬
‫ف بِعَهْدِك ُي ْ‬
‫أوفوا وعدكم فهل لهذا من بُعدٍ آخر؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫هذا من لطائف القرآن خاطبهم ال تعالى بإسم التوراة المعروف عندهم‪ .‬أليست التوراة تسمى عندهم العهد؟ لذلك الكلمة مزدوجة الدللة لمرين‪ :‬لنها‬
‫تأمرهم بإلتزام أوامر ال وتأمرهم بالتزام وصايا ال تعالى المبثوثة في طيّات العهد القديم والتي فيها اليمان بمحمد ‪.‬‬
‫آية (‪:)41‬‬
‫اي فَاتَّقُو ِ‬
‫ن (‪ )41‬البقرة)ما دللة الباء؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫منا ً قَلِيل ً وَإِي َّ َ‬
‫شتَُروا ْ بِآيَاتِي ث َ َ‬
‫*(وَل َ ت َ ْ‬
‫عندما تشتري أمرا ما من السوق تقول اشتريت هذا بمائة درهم فانظر إلى الباء في (بمائة) دخلت على ثمن السعر وفي الية (تشتروا بآياتي) دخلت‬
‫الباء على آيا تي لتعلم نا أن اليهود جعلوا آيات ال تعالى كدرا هم واشتروا به عرضا من أعراض الدن يا ل قي مة له لذلك جاء و صفه ب ـ (قليلً) لن هم‬
‫بذلوا أنفس شيء واشتروا به حظا قليلً‪.‬‬
‫* لماذا جاءت ثمنا ً قليل ً مع أنها وردت في القرآن ثمنا ً وحدها ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الثمن كما قلنا هو العوض‪ .‬والبخس دون قدر الشيء أي ل يناسب قدره‪.‬‬
‫الثمن القليل جاء حيثما ورد في الكلم عن حق ال سبحانه وتعالى ومعنى ذلك أن العدوان على حق ال سبحانه وتعالى مهما بلغ فهو ثمن قليل‪ .‬لما‬
‫ن (‪ )41‬البقرة) أي ثمن يناسب آيات ال عز وجل؟ ل شيء‪ .‬فكل ثمن هو يقل في‬ ‫ي فَاتّقُو ِ‬ ‫شتَرُوا بَِآيَاتِي َث َمنًا قَلِيلًا وَِإيّا َ‬
‫يكون الكلم عن اليات (وَلَا تَ ْ‬
‫شأن آيات ال سبحانه وتعالى‪ .‬أيا كان الثمن فهو قليل‪ .‬فحيثما ورد الكلم عن آيات ال وعن عهد ال سبحانه وتعالى كله ثمن قليل ل يقابل‪ .‬وليس‬
‫معنى ذلك ثمن قليل أنه يمكن أن يشتروا به ثمنا كثيرا‪.‬كل‪ ،‬وإنما بيان إلى أن هذا الثمن الذي أخذتموه ل يقابل آيات ال فهو قليل في حق ال سبحانه‬
‫وتعالى وكل ثمن يؤخذ مقابل ذلك فهو قليل مهما عظُم لن القرآن يفسر بعضه بعضا‪.‬‬
‫ن فِي بُطُو ِنهِمْ إِلّا النّا َر وَلَا ُيكَّل ُمهُمُ اللّ ُه يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ وَلَا يُ َزكّيهِمْ وََل ُهمْ‬ ‫ك مَا يَ ْأكُلُو َ‬
‫ن بِ ِه َثمَنًا قَلِيلًا أُوَل ِئ َ‬
‫شتَرُو َ‬ ‫(إِنّ اّلذِينَ َي ْكُتمُونَ مَا َأنْ َزلَ اللّ ُه مِنَ ا ْل ِكتَابِ َويَ ْ‬
‫عذَابٌ أَلِيمٌ (‪ )174‬البقرة) هذا الذي اشتريتموه هو قليل وإن كان في نظركم كبيرا‪ .‬لما يبيع النسان دينه بدنياه‪ ،‬بدنيا عظيمة يريد أن يبيعه‪ ،‬فيقول‬ ‫َ‬
‫عذَابٌ أَلِيمٌ) لنهم أكلوا ثمن‬ ‫ن فِي بُطُو ِنهِمْ ِإلّا النّارَ وَلَا ُيكَّل ُمهُمُ اللّ ُه يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ وَلَا يُ َزكّيهِمْ وََلهُ ْم َ‬ ‫ك مَا يَ ْأكُلُو َ‬ ‫القرآن له‪ :‬هذا الذي بعت به هو قليل‪( .‬أُوَل ِئ َ‬
‫شرائهم مقابل آيات ال سبحانه وتعالى فسماه قليلً مهما كان نوعه‪.‬‬
‫في تسع آيات وصف الثمن بأنه قليل تحقيرا لشأنه وتهوينا من قدره‪ ،‬تسع آيات تتحدث عن الشراء بثمن قليل‪ :‬إما أن ينهاهم عن ذلك أو يثبته لهم بأنهم‬
‫ل (ثمنا) ليشمل كل الشياء المادية والمعنوية وحتى ل يكون‬ ‫فعلوا ذلك وما قبضوه قليل‪ .‬أما في قضية الوصية والشهادة فى سورة المائدة فتركه مجم ً‬
‫هناك نوع من التحايل‪.‬‬
‫أل يمكن أن يتعاور الوصف بالبخس والقليل مع بعضهم البعض؟ يمكن إذا أُريد بالبخس ما هو ليس من قدر الشيء الذي بيع ول يستقيم مع آيات ال‪.‬‬
‫ليس هناك شيء بقدر اليات لذلك ل يستقيم إل القلّة‪.‬‬
‫آية (‪:)45‬‬
‫ن (‪)45‬‬
‫شعِي َي‬ ‫صلَةِ وَإِنَّهَيا لَكَبِيَرةٌ إِل َّ عَلَى ال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫صبْرِ َوال َّي‬ ‫ستَعِينُوا ْ بِال َّي‬
‫*ميا الفرق بيين الفاصيلة فيى اليتيين (وَا ْي‬
‫ّ‬ ‫ستَعِينُوا ْ بِال َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )153‬البقرة)؟‬ ‫صابِرِي َ‬ ‫معَ ال َّ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫ن الل َ‬ ‫صلَةِ إ ِ ّ‬
‫صبْرِ وَال َّ‬ ‫منُوا ْ ا ْ‬
‫نآ َ‬‫البقرة) (يَا أيُّهَا ال ّذِي َ‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫صبْرِ وَالصّلَةِ وَِإّنهَا َل َكبِيرَةٌ‬ ‫في الولى تقدم ذكر الصلة والمطالبة بها قال ( َوَأقِيمُواْ الصّلَةَ وَآتُواْ ال ّزكَاةَ وَا ْر َكعُو ْا مَعَ الرّا ِكعِينَ (‪)43‬إذن (وَا ْ‬
‫س َتعِينُو ْا بِال ّ‬
‫شعِينَ (‪ )45‬البقرة‪ .‬في الية الثانية ختمها بالصبر لن السياق في الصبر ‪ ،‬بعد أن قال (إن ال مع الصابرين) قال ( َولَ تَقُولُواْ ِل َم ْ‬
‫ن يُ ْقتَلُ‬ ‫ل عَلَى الْخَا ِ‬
‫ِإ ّ‬
‫لمَوَالِ وَالنفُسِ وَال ّثمَرَاتِ َوبَشّرِ الصّابِرِينَ (‬ ‫ناَ‬‫ص مّ َ‬
‫شيْ ٍء مّنَ الْخَوفْ وَا ْلجُوعِ َونَقْ ٍ‬ ‫ن (‪ )154‬وََل َنبْلُ َونّكُ ْم بِ َ‬
‫شعُرُو َ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫حيَاء َوَلكِن ّ‬ ‫ت بَلْ َأ ْ‬ ‫فِي سَبيلِ اللّهِ َأمْوَا ٌ‬
‫ن (‪ )156‬البقرة) السياق مع الصبر إذن ختمها (إِنّ اللّ َه مَعَ الصّابِرِينَ) أما في الية‬ ‫‪ )155‬اّلذِينَ ِإذَا َأصَا َب ْتهُم مّصِيبَ ٌة قَالُواْ ِإنّا لِلّهِ َوِإنّـا إَِليْهِ رَاجِعو َ‬
‫الولى السياق في الصلة فقال (إل على الخاشعين)‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫صبْرِ وَالصّلَا ِة إِنّ اللّ َه مَعَ الصّابِرِينَ ﴿‬ ‫شعِينَ ﴿‪ ﴾45‬البقرة) ومرة قال (ا ْ‬
‫س َتعِينُوا بِال ّ‬ ‫صبْرِ وَالصّلَا ِة وَِإّنهَا َل َكبِيرَةٌ إِلّا عَلَى الْخَا ِ‬
‫س َتعِينُوا بِال ّ‬
‫قال تعالى (وَا ْ‬
‫‪ ﴾153‬البقرة) في الولى كان يخاطب بني إسرائيل ويقول الصلة عندكم كبيرة وشاقة عليكم وتتهاونون فيها وما تصلون وقلنا لكم قولوا حطة قلت‬
‫شعِينَ) الخاشعون من بني إسرائيل الرهبان أصحاب العلم‬ ‫زمحيقة يعني شغلتكم شغلة فعندما خاطب بني إسرائيل قال (وَِإّنهَا َل َكبِيرَةٌ ِإلّا عَلَى الْخَا ِ‬
‫الصالحون منهم يصلّون ولكن الكثرية الغالبة من اليهود ل يصلّون وإذا صلّوا صلة كلها غير صحيحة وفيها بدع كثيرة وأبعد ما تكون عن عبادة ال‬
‫س ﴿‪ ﴾142‬النساء) بينما لما خاطب المسلمين قال ل إن ال يحب‬ ‫ن النّا َ‬‫وهم يتثاقلون منها كما قال تعالى (وَِإذَا قَامُوا إِلَى الصّلَا ِة قَامُوا ُكسَالَى يُرَاءُو َ‬
‫الصابرين (إِنّ اللّ َه مَعَ الصّابِرِينَ) وفعلً هل هناك أمة في العالم تصلي في المساجد خمس مرات من الفجر إلى العشاء إل هذه المة والجوامع مليئة‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وبالبيوت الضحى والوابين والتهجد الصلة عند هذه المة عماد الدين وهم يتلذذون بها وال قال (إِنّ اللّهَ‬
‫مَعَ الصّابِرِينَ) يا أيها المسلمون بينما اليهود غير ذلك‪.‬‬
‫آية (‪:)47‬‬
‫*ما دللة تفضيل بني إسرائيل (وإني فضلتكم على العالمين)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫وأتباع كل نبي مفضّلون على العالمين في زمانهم قبل أن يأتي‬ ‫في زمانه قبل مجيء عيسى‬ ‫(وأني فضلتكم على العالمين) هؤلء أتباع موسى‬
‫النبي الخر وليس العالمين إلى قيام الساعة ‪.‬‬
‫آية (‪:)48‬‬
‫س‬
‫ن نَف ْ ٍ‬
‫س عَ ْ‬‫جزِي نَف ْ ٌ‬ ‫ما َل ت َ ْ‬
‫*ما دللة الختلف في الشفاعة والعدل بين آيتي سورة البقرة (وَاتَّقُوا يَو ْ ً‬
‫ن‬‫س عَ ْ‬ ‫ما َل ت َ ْ‬
‫جزِي نَف ْ ٌ‬ ‫ن (‪ ))48‬و (وَاتَّقُوا يَو ْ ً‬ ‫صُرو َ‬
‫م يُن ْ َ‬‫ل وََل ه ُ ْ‬ ‫منْه َا عَد ْ ٌ‬ ‫ة وََل يُؤْ َ‬
‫خذ ُ ِ‬ ‫شفَاعَ ٌ‬‫منْه َا َ‬ ‫ل ِ‬ ‫شيْئًا وََل يُقْب َ ُ‬
‫َ‬
‫ن (‪))123‬؟‬ ‫صُرو َ‬ ‫َ‬
‫ة وَل هُ ْ‬
‫م يُن ْ َ‬ ‫شفَاعَ ٌ‬ ‫َ‬
‫ل وَل تَنْفَعُهَا َ‬ ‫منْهَا عَد ْ ٌ‬
‫ل ِ‬ ‫َ‬
‫شيْئا وَل يُقْب َ ُ‬‫ً‬ ‫س َ‬ ‫نَفْ ٍ‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫العدل معناه ما يعادل الجُرم الذي هو الفدية‪ .‬إيصال هذا المال أو المبلغ لمستحقه في حال قيام النسان بجريمة أو ما شابه لهل المرتكب عليه‬
‫الجريمة أو الشخص نفسه اليصال له أسلوبان‪ :‬الول أن يرسل وفد صلح وشفاعة حتى يقبلوا ما يقدمه لهم فيبدأوا أولً بإرسال الوفد ثم يذهب بالفدية‬
‫أو المقابل‪ .‬والصورة الخرى أن يذهب إبتداء فيقدم ما عنده فإذا رفض يذهب ويأتي بوسطاء يسفعون له‪ .‬اليتان كل واحدة منهما نظرت إلى صورة‪.‬‬
‫فنُفي الصورتان عن القبول فيما يتعلق بالمم التي آمنت قبل اليهود بشكل خاص حتى يؤمنوا بال تعالى ورسوله محمد وبكتابه‪ .‬الية الولى (وَاتّقُوا‬
‫ن (‪ ))48‬هذه الصورة الولى تقدمون الشفاعة غير مقبولة‪.‬‬ ‫صرُو َ‬ ‫عدْلٌ وَلَا ُه ْم يُنْ َ‬‫خذُ ِم ْنهَا َ‬
‫شفَاعَةٌ وَلَا يُؤْ َ‬
‫ل ِم ْنهَا َ‬
‫شيْئًا وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫س َ‬
‫ن نَفْ ٍ‬
‫س عَ ْ‬
‫يَ ْومًا لَا تَجْزِي نَفْ ٌ‬
‫ن (‪ ))123‬هذه‬ ‫شفَاعَةٌ وَلَا هُ ْم ُينْصَرُو َ‬
‫عدْلٌ َولَا َتنْ َف ُعهَا َ‬
‫ل ِم ْنهَا َ‬
‫شيْئًا وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫س َ‬
‫ن نَفْ ٍ‬
‫س عَ ْ‬ ‫الشفاعة ى تقبل والفدية ل تؤخذ‪ .‬الية (وَاتّقُوا يَ ْومًا لَا تَجْزِي نَفْ ٌ‬
‫الصورة الثانية‪ .‬نجمع بين اليتين على بعد ما بينهما هذه نظرت في صورة وهذه نظرت في صورة فانتفت كلتا الصورتين يعني ل يمكن أن يقبل‬
‫منكم إل أن تتبعوا هذا النبي ل تقدموا ابتداء ول تأتون بالشفاعة هذا كله ل يُقبل والذي يقبل منكم هو اليمان بما أنزلت مصدقا لما معك‪.‬‬
‫(ل يقبل منها) استعمل المذكر (يقبل) مع الشفاعة‪ .‬الشفاعة مؤنثة حتى تكون الشفاعة مطلقة إذا فصلت بين المؤنث والمجازي‪.‬التأنيث‪ .‬مع المؤنث‬
‫الحقيقي يجوز التذكير والتأنيث يقول ذهب إلى الجامعة فاطوة وذهبت إلى الجامعة فاطمة هكذا إذا كان هناك فصل‪ .‬لكن ذهبت فاطمة ل يجوز غير‬
‫هذا‪ ،‬إل ذهبت فاطمة‪ .‬أما المؤنث المجازي تقول‪ :‬طلعت الشمس وطلع الشمس ابتداء فهنا مؤنث مجازي ومع ذلك فصل فذككّر حتى يكون الكلم‬
‫عاما عن الشفاعة أيا كانت ليس لتأنيثها وإنما جعلها عامة يعني ل يقبل منها أي شيء من أشياء الشفاعة‪.‬‬
‫كأنه نوع من التيئيس لن النسان إذا إرتكب جرما إما أن يذهب بالعدل أي المال المقابل للجرم إلى القبيلة فإذا ُرفِض يذهب ويأتي بالشفعاء أو العكس‬
‫يأتي بالشفعاء أولً حتى يقبلوا العدل منه‪ .‬فالقرآن الكريم يأّس بني إسرائيل من الحالتين ل يقبل منكم عدل إبتداء وبعده شفاعة ول شفاعة ابتداء ثم‬
‫يأتي العدل بعد ذلك ل ينفعكم إل أن تتبعوا محمدا ‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ش ْيئًا وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫ل‬ ‫سرَائِيلَ ا ْذكُرُوا ِن ْع َمتِيَ اّلتِي َأ ْن َعمْتُ عََل ْيكُمْ َوَأنّي فَضّ ْلُتكُ ْم عَلَى ا ْلعَاَلمِينَ ﴿‪ ﴾47‬وَاتّقُوا يَ ْومًا لَا َتجْزِي نَ ْف ٌ‬
‫س عَنْ َنفْسٍ َ‬ ‫الية الولى (يَا َبنِي إِ ْ‬
‫ل العدل الفداء يعني الفدية شخص يفتدي نفسه بمال الشفاعة ل بدون مال‬ ‫صرُونَ ﴿‪ ﴾48‬البقرة) الشفاعة أو ً‬ ‫عدْلٌ وَلَا ُه ْم يُنْ َ‬ ‫خذُ ِم ْنهَا َ‬‫شفَاعَةٌ وَلَا يُؤْ َ‬
‫ِم ْنهَا َ‬
‫عدْلٌ) شفاعة أولً وعدلٌ ثانيا في آية ‪ 123‬غيّر الترتيب‬ ‫خذُ ِم ْنهَا َ‬
‫شفَاعَةٌ وَلَا يُؤْ َ‬‫ل ِم ْنهَا َ‬ ‫مجانا لكنه بوجاهة أحد الناس يشفع لك ‪ .‬إذاًَ أول مرة قال (وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫ن ﴿‪ ﴾123‬البقرة) يقبل منها عدل أي فدية ول‬ ‫شفَاعَةٌ وَلَا هُ ْم ُينْصَرُو َ‬‫عدْلٌ َولَا َتنْ َف ُعهَا َ‬ ‫ل ِم ْنهَا َ‬ ‫شيْئًا وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫س َ‬‫ن نَفْ ٍ‬ ‫س عَ ْ‬ ‫قال (وَاتّقُوا يَ ْومًا لَا تَجْزِي نَفْ ٌ‬
‫تنفعها شفاعة‪ .‬لماذا في الولى قدم الشفاعة وأخّر الفدية وفي الثانية أخر الشفاعة وقدم الفدية؟ باختصار شديد الحديث لبني إسرائيل ورب العالمين‬
‫يخاطبهم في هاتين اليتين يحذرهم من أن هذه النعم التي أنعم ال بها عليهم أنهم لم يؤدوا شكرها فيحذرهم يقول اتقوا ذلك اليوم القادم وهو يوم القيامة‬
‫عدْلٌ) الثانية بالعكس‪.‬‬ ‫خ ُذ ِم ْنهَا َ‬
‫ل ِمنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْ َ‬ ‫في ذلك اليوم مرة قال (وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫الفرق أن بني إسرائيل ككل المم نوعان نوعٌ حريصٌ جدا على المال أكثر من حرصه على حياته هذا موجود في كل المم لكن في اليهود أكثر‪.‬‬
‫المعروف أن اليهود يحبون المال حبا أكثر من أنفسهم ألف مرة بحيث أن النسان يقدم نفسه فداء لحفظ ماله ول يقدم ماله فداء لحفظ نفسه وهذا‬
‫عدْلٌ) قدّم العدل وهو الفداء في الية التي قدم فيها الفداء يخاطب‬ ‫ل ِمنْهَا َ‬ ‫موجود في كل الدنيا لكن في بني إسرائيل ظاهرة‪ .‬إذا خاطبهم وقال (وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫أولئك اليهود الذين يفدون مالهم بأنفسهم‪ ،‬هذا واحد‪ .‬في الية الثانية أيضا هناك فريق ثاني ول ينكر كما في كل المم هناك من تكون نفسه عزيزة‬
‫عليه ولهذا يفديها بماله يعطي المال ول يعرّض نفسه للموت‪ .‬من أجل هذا رب العالمين في اليتين خاطب الفريقين والفريقان في بني إسرائيل‬
‫ظاهران معروفان متميزان قومٌ بلغ بهم البخل إلى حد أنه يفدي ماله بنفسه وقسم بلغ بهم حب الحياة كما رب العالمين سبحانه وتعالى وصفهم في آية‬
‫ب من هاتين اليتين رب العالمين يخاطب شريحة من شرائح بني إسرائيل‬ ‫أخرى أنهم يحبون الحياة هؤلء يفدي نفسه بالمال وبالتالي في كل ترتي ٍ‬
‫وهاتان الشريحتان ليستا في عصرٍ واحد يعني جاء عهد شاع في بني إسرائيل حب المال حبا عظيما وفي عهد شاع فيه حب الحياة وبالتالي هاتان‬
‫اليتان تخاطب جميع اليهود على اختلف أدوارهم في التاريخ عموما‪ .‬نلحظ أيضا أن كلمة شفاعة جاءت منكّرة الشفاعة في القرآن تأتي عادة معرّفة‬
‫حمَنُ َورَضِيَ لَ ُه قَ ْولًا ﴿‪ ﴾109‬طه) حينئذٍ الشغاعة هناك معروفة شفاعة محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لما نكرها‬ ‫(يَ ْو َمئِذٍ لَا َتنْفَعُ الشّفَاعَةُ إِلّا مَنْ َأذِنَ لَ ُه الرّ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫شفَاعَةٌ) الشفاعة المنكّرة يعني أن هناك شفاعات متعددة وأنواع متعددة من الشفاعات وهذه معروفة الشفاعات في‬ ‫عدْلٌ وَلَا َتنْ َف ُعهَا َ‬
‫ل ِم ْنهَا َ‬
‫قال (وَلَا يُ ْقبَ ُ‬
‫السلم كثيرة أهمها وأعظمها وأكرمها وأوفاها الشفاعة الكبرى شفاعة النبي صلى ال عليه وسلم (شفاعتي حق لهل الكبائر من أمتي) (قم يا محمد‬
‫فاشفع تشفع) هذه الشفاعة الكبرى ولكن هناك شفاعات إلى جانب هذه الشفاعة‪ .‬النبي صلى ال عليه وسلم يقول للشهيد شفاعة إذا مات شخص وهو‬
‫ن المؤمن إذا بلغ المؤمن تسعين عاما يعني مات بعد التسعين شفعه ال في عشرة من أهل بيته كلهم قد‬ ‫شهيد يشفع لسبعين من أهل بيته‪ ،‬هناك المُسِ ّ‬
‫وجبت له النار‪ ،‬العالم العامل يشفع في عشرة من أهل بيته‪ ،‬الزهراوان البقرة وآل عمران يشفعان‪ ،‬رمضان يشفع‪ ،‬قيام الليل القرآن الكريم يشفع وهكذا‬
‫ي شفاعة كانت من الشفاعات ل تنفع من ل يتقي ذلك اليوم ول يحسب له حسابا‬ ‫شفَاعَةٌ) أ ّ‬
‫شفاعات كثيرة فرب العالمين لما قال نكرة قال (وَلَا َتنْ َف ُعهَا َ‬
‫ول يعمل له وإنما يكون كل همه في الدنيا كما هم بنو إسرائيل عموما‪ .‬الخطاب لبني إسرائيل بنو إسرائيل أبصر الناس بالحياة ما من أحد بصير‬
‫بالحياة كبني إسرائيل وهذا شيء معروف والتطبيق العملي أمام أعيننا جميعا كما هم الن في العالم يحكمون العالم كله ما من بقعة ول دولة في العالم‬
‫ن عََل ْيهَا ﴿‪ ﴾24‬يونس) وأهل الدنيا هم‬
‫خ ُر َفهَا وَا ّزّينَتْ وَظَنّ أَ ْهُلهَا َأّنهُ ْم قَادِرُو َ‬
‫ت الْأَ ْرضُ زُ ْ‬‫خذَ ِ‬
‫حتّى ِإذَا أَ َ‬ ‫إل ولليهود عليها دالة‪ .‬حينئذٍ هؤلء ال قال ( َ‬
‫اليهود من حيث أن ال أخبرنا بأنهم سوف يعلون علوا كبيرا بحيث يكون سلطانهم على جميع سكان الرض كما هو الحال اليوم وهذا من علمات‬
‫القيامة كما هو في الية‪.‬‬
‫شوا يو ما َّل يجزي والِد عَين ولَد ه) وفيي البقرة قال (واتَقُوا ْ يوما ً لَّ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ِي ِ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫خ َ ْ َ ْي ً‬
‫*قال تعالى فيى سيورة لقمان (وَا ْ‬
‫شيْئا ً (‪ )48‬البقرة) فما الفرق بين الوالد والولد والنفس؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫س َ‬ ‫َ‬
‫س عَن ن ّفْ ٍ‬
‫جزِي نَفْ ٌ‬
‫تَ ْ‬
‫ح ْب ُهمَا فِي الدّ ْنيَا َمعْرُوفًا) والسورة تحمل إسم لقمان (والد) وهي مأخوذة من موقف‬ ‫ل ننسى أنه في سورة لقمان ذكر الوالدين والوصية بهما (وَصَا ِ‬
‫ل مع إسم السورة ومع ما ورد في السورة‬ ‫وموعظة لقمان لبنه وكيف أوصاه ووصية ربنا بالوالدين وهي داخل وصية لقمان لبنه‪ ،‬إذن هذه أنسب أو ً‬
‫من الحسان إلى الوالدين والبر بهما ومصاحبتهما في الدنيا معروفا‪ ،‬في البقرة لم يذكر هذا‪ .‬فإذن ذكر الوالد والولد في آية لقمان مناسب لما ورد في‬
‫ح ْب ُهمَا فِي الدّ ْنيَا َمعْرُوفًا) ذكّر أن هذا خاص بالدنيا‪ .‬في هذه الية (لّا يَجْزِي وَاِل ٌد عَن وََلدِهِ)‬
‫السورة من الحسان إلى الوالدين والبر ومع أنه قال (وَصَا ِ‬
‫خشَوْا يَ ْومًا لّا يَجْزِي وَاِلدٌ عَن وََلدِهِ) إذن‬
‫هذا في الخرة إذن المصاحبة بالمعروف والحسان إليهما وما وصى به في السورة ل يمتد إلى الخرة (وَا ْ‬
‫الحسان مرتبط بالدنيا فقط‪ ،‬إذن ل يتوقع الب أن ولده سيجزي عنه في الخرة‪ ،‬عليه أن ل يتوقع ذلك وأن هذه المصاحبة ستنقطع في الدنيا وهي‬
‫ليست في أمور الخرة فإذن هذه مناسبة لقطع أطماع الوالدين المشركين أنه إذا كان ولدهما مؤمنا فل ينفع عنهما ول يدفع ول يجزي عنهما شيئا في‬
‫الخرة فإذن هي مناسبة لما ورد في السورة من ذكر الوالدين والمر بالمصاحبة لهما ونحوه‪.‬‬
‫َ‬
‫جزِي َوالِد ٌ عَن َولَدِهِ) هذه جملة صفة والقياس كما‬ ‫ما ّل ي َ ْ‬
‫شوْا يَوْ ً‬‫خ َ‬‫لقمان(وا ْ‬
‫َ‬ ‫*في قوله تعالى فى سورة‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن فِيهِ إِلى اللهِ ث ُ َّ‬
‫م‬ ‫جعُو َ‬‫ما تُْر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫نعلم أنه في جملة الصفة ل يجزي فيه والد عن ولده كما قال (وَات ّقُوا يَو‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ً َّ‬ ‫تُوفَّى ك ُ ُّ‬
‫صاُر (‬ ‫ب وَالب ْ َ‬ ‫ب فِيهِ القُلو ُ‬‫ما تَتَقَل ُ‬ ‫ن يَوْ ً‬ ‫خافُو َ‬
‫ن (‪ )281‬البقرة) (ي َ َ‬ ‫مو َ‬‫م ل َ يُظْل َ ُ‬
‫ت وَهُ ْ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫سب َ ْ‬ ‫س َّ‬
‫ل نَفْ ٍ‬ ‫َ‬
‫‪ )37‬النور) فما الفرق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫جملة الصفة يكون فيها عائد يعود على الموصوف ضمير قد يكون مذكورا وقد يكون مقدّرا وهنا مقدر يعني النحاة يقدرون ل يجزي فيه هذا من حيث‬
‫جعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ) يبقى لماذا اختار عدم الذكر؟ المران جائزان‬ ‫التقدير‪ ،‬هو جائز الذكر وجائز التقدير لنه ذكرها في مواطن أخرى (وَاتّقُو ْا يَ ْومًا تُ ْر َ‬
‫وقد ذكرا في مواطن‪ .‬عادة الحذف يفيد الطلق عموما يعني فلن يسمعك أو فلن يسمع‪ ،‬يسمع أعم‪ ،‬يقول الحق أو يقول‪ ،‬يقول أعم‪ ،‬عدم ذكر‬
‫المتعلقات يفيد الطلق‪ ،‬يعطي المال أو يعطي‪ ،‬يعطي أعمّ‪ .‬إذن هو الن أظهر التعبير بمظهر الطلق لم يذكر (فيه) معناه أظهره بمظهر الطلق‪.‬‬
‫حق السؤال لماذا لم يذكر هنا وفي مواطن ذكر؟ لو جزى والد عن ولده لو دفع في يوم القيامة هل هذا الجزاء يختص بهذا اليوم أو بما بعده؟ بذلك‬
‫اليوم‪ ،‬لو جزى والد عن ولده (بدون فيه) لو جزى عنه يعني لو قضى عنه ما عليه‪ ،‬هذا الجزاء سيكون الجنة‪ ،‬لو جزى لى يكون في ذلك اليوم انتهى‬
‫وإنما الخلود وسيدخل الجنة‪ ،‬إذن الجزاء ليس في ذلك الوقت وإنما أثر الجزاء سيمتد‪ ،‬الجزاء سيكون في هذا اليوم ولكن الثر هو باق ولذلك حيث‬
‫ل هُ ْم يُنصَرُونَ‬
‫عدْلٌ َو َ‬
‫خذُ ِم ْنهَا َ‬
‫ل ِمنْهَا شَفَاعَةٌ َولَ يُ ْؤ َ‬‫ل يُ ْقبَ ُ‬
‫شيْئا َو َ‬
‫س عَن نّفْسٍ َ‬ ‫جزِي نَ ْف ٌ‬‫قال ل يجزي لم يقل (فيه) في كل القرآن مثال‪( :‬وَاتّقُو ْا يَوْما لّ تَ ْ‬
‫ل هُ ْم يُنصَرُونَ (‪ )123‬البقرة) بخلف‬ ‫شفَاعَةٌ َو َ‬
‫عدْلٌ َولَ تَن َف ُعهَا َ‬ ‫ل ِم ْنهَا َ‬ ‫شيْئا َولَ يُ ْقبَ ُ‬
‫س َ‬ ‫س عَن نّفْ ٍ‬ ‫ل تَجْزِي نَفْ ٌ‬ ‫(‪ )48‬البقرة) ما قال (فيه)‪( ،‬وَاتّقُو ْا يَوْما ّ‬
‫ن (‪ )281‬البقرة) توفى في ذلك اليوم وإما يذهب‬ ‫ل يُظَْلمُو َ‬ ‫سبَتْ وَهُ ْم َ‬ ‫ل نَ ْفسٍ مّا كَ َ‬ ‫جعُونَ فِيهِ إِلَى اللّ ِه ثُ ّم تُ َوفّى كُ ّ‬
‫اليات التي فيها (فيه) (وَاتّقُو ْا يَ ْومًا تُ ْر َ‬
‫ب فِيهِ الْقُلُوبُ وَا ْلَأبْصَارُ) في ذلك اليوم وبعدها ليس فيه تقلب لنه يذهب للجنة‪ ،‬ذِكر (فيه) خصصها باليوم فقط‬ ‫للجنة وإما إلى النار‪( .‬يَخَافُونَ يَ ْومًا َتتَقَلّ ُ‬
‫ل نَ ْفسٍ) هذا في يوم القيامة وليس مستمرا يوميا‪ ،‬الذي في الجنة توفي والذي في النار توفي عمله‪ ،‬التوفي في يوم القيامة توفية‬ ‫لما قال (ثُ ّم تُ َوفّى كُ ّ‬
‫الحساب في يوم هو يوم القيامة وأثر التوفية إما يذهب إلى الجنة وإما إلى النار‪ ،‬تقلّب القلوب والبصار في يوم القيامة ثم يذهب الناس إلى الجنة ول‬
‫يعود هناك تقلب قلوب ول أبصار‪ ،‬وأصحاب النار في النار‪ .‬لو جزى وال ٌد عن ولده لكان أثر الجزاء ليس خاصا في ذلك اليوم وإنما تمتد إلى الخلود‬
‫إلى البد ولذلك لم يذكر (فيه) وأخرجه مخرج الطلق‪ .‬لذلك حيث قال ل تجزي لم يقل (فيه) لنفي المتعلق وما يترتب عليها فيما بعد‪.‬‬
‫*ميا اللمسية البيانيية فيي تذكيير كلمية شفاعية مرة وتأنيثهيا مرة أخرى فيي سيورة البقرة؟(د‪.‬فاضيل‬
‫السامرائى)‬
‫ن {‪ )}48‬وقال في نفس‬‫ل هُ ْم يُنصَرُو َ‬
‫عدْلٌ َو َ‬
‫خ ُذ ِمنْهَا َ‬
‫ل يُؤْ َ‬
‫ل ِمنْهَا شَفَاعَةٌ َو َ‬
‫ل يُ ْقبَ ُ‬
‫شيْئا َو َ‬
‫س عَن نّفْسٍ َ‬ ‫جزِي نَ ْف ٌ‬‫قال تعالى في سورة البقرة (وَاتّقُو ْا يَوْما لّ تَ ْ‬
‫ن {‪.)}123‬جاءت الية الولى بتذكير فعل‬ ‫ل تَن َف ُعهَا شَفَاعَةٌ َولَ ُه ْم يُنصَرُو َ‬ ‫عدْلٌ َو َ‬
‫ل ِمنْهَا َ‬
‫ل يُ ْقبَ ُ‬
‫شيْئا َو َ‬
‫س عَن نّفْسٍ َ‬ ‫جزِي نَ ْف ٌ‬ ‫السورة (وَاتّقُو ْا يَوْما لّ تَ ْ‬
‫(يقبل) مع الشفاعة بينما جاء الفعل (تنفعها) مؤنثا مع كلمة الشفاعة نفسها‪ .‬الحقيقة أن الفعل (يقبل) لم يُذكّر مع الشفاعة إل في الية ‪ 123‬من سورة‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫البقرة وهنا المقصود أنها جاءت لمن سيشفع بمعنى أنه لن يُقبل ممن سيشفع أو من ذي الشفاعة‪ .‬أما في الية الثانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع‬
‫خذُ مِن دُونِهِ آِلهَةً إِن‬ ‫وليس الكلم عن الشفيع‪ .‬وقد وردت كلمة الشفاعة مع الفعل المؤنث في القرآن الكريم في آيات أخرى منها في سورة يس (َأَأتّ ِ‬
‫شيْئا إِلّا مِن َبعْدِ أَن يَ ْأذَنَ‬ ‫عُتهُمْ َ‬ ‫شفَا َ‬
‫ت لَا ُت ْغنِي َ‬
‫سمَاوَا ِ‬ ‫ك فِي ال ّ‬ ‫ل يُن ِقذُونِ {‪ )}23‬وسورة النجم ( َوكَم مّن مَّل ٍ‬ ‫شيْئا َو َ‬ ‫عتُهُمْ َ‬ ‫عنّي شَفَا َ‬ ‫ض ّر لّ ُتغْنِ َ‬ ‫حمَن بِ ُ‬ ‫يُ ِردْنِ الرّ ْ‬
‫اللّهُ ِلمَن يَشَاءُ َويَ ْرضَى {‪.)}26‬‬
‫وفي لغة العرب يجوز تذكير وتأنيث الفعل فإذا كان المعنى مؤنّث يستعمل الفعل مؤنثا وإذا كان المعنى مذكّرا يُستعمل الفعل مذكّرا‪ ،‬والمثلة في‬
‫ن عَا ِقبَةُ ا ْل ُمكَ ّذبِينَ {‪ )}11‬وسورة يونس ( َف َكذّبُو ُه َفنَ ّ‬
‫ج ْينَاهُ َومَن‬ ‫ف كَا َ‬ ‫ل سِيرُو ْا فِي الَ ْرضِ ُثمّ انظُرُو ْا َكيْ َ‬ ‫القرآن كثيرة منها قوله تعالى في سورة النعام (قُ ْ‬
‫ن عَا ِقبَةُ ا ْلمُنذَرِينَ {‪ )}73‬المقصود بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل‬ ‫ظ ْر َكيْفَ كَا َ‬‫ن َكذّبُو ْا بِآيَا ِتنَا فَان ُ‬‫لئِفَ وَأَغْ َر ْقنَا اّلذِي َ‬
‫جعَ ْلنَا ُهمْ خَ َ‬
‫ّمعَ ُه فِي ا ْلفُ ْلكِ وَ َ‬
‫ن{‬‫ح الظّاِلمُو َ‬ ‫ل يُفْلِ ُ‬
‫ن مَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَ ُة الدّارِ ِإنّهُ َ‬ ‫ل فَسَ ْوفَ َتعَْلمُو َ‬ ‫علَى َمكَا َنتِكُمْ ِإنّي عَامِ ٌ‬
‫عمَلُواْ َ‬
‫ل يَا قَوْمِ ا ْ‬ ‫مذكرا‪ ،‬أما في قوله تعالى في سورة النعام (قُ ْ‬
‫ن {‪ )}37‬فجاء الفعل مؤنثا لن‬ ‫ن عِندِهِ َومَن َتكُونُ لَ ُه عَا ِقبَةُ الدّارِ ِإنّهُ لَا ُيفْلِحُ الظّاِلمُو َ‬‫ل مُوسَى َربّي أَعَْل ُم ِبمَن جَاء بِا ْلهُدَى مِ ْ‬ ‫‪ )}135‬سوة القصص ( َوقَا َ‬
‫المقصود هو الجنّة نفسها‪.‬‬
‫آية (‪:)49‬‬
‫ن (‪ )49‬البقرة)ما دللة كلمة آل وليس أهل؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ل فِْرعَوْ َ‬
‫نآ ِ‬
‫م ْ‬ ‫*(وَإِذ ْ ن َ َّ‬
‫جيْنَاكُم ِّ‬
‫الل هم الهل والقراب والعشيرة‪ .‬وكلمة آل ل تضاف إل لشيء له شأن وشرف دنيوي ممن يعقل فل تستطيع أن مثلً أن تقول آل الجاني بل تقول‬
‫أهل الجاني‪.‬‬
‫* مييا الفرق بييين ( يذبّحون)فييى الييية (‪)49‬ميين سييورة البقرة و(ويذبّحون) فييى الييية (‪)6‬ميين سييورة‬
‫إبراهيم ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن نِسَاءكُمْ َوفِي ذَِلكُم بَلء مّن ّرّبكُ ْم عَظِي ٌم (‬ ‫حيُو َ‬ ‫ستَ ْ‬‫ب يُ َذبّحُونَ َأ ْبنَاءكُمْ َويَ ْ‬ ‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُ َوءَ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬‫ج ْينَاكُم مّنْ آ ِ‬ ‫في سورة البقرة قال تعالى (وَِإ ْذ نَ ّ‬
‫ب َوُي َذبّحُونَ َأ ْبنَاءكُ ْم‬
‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُوءَ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ل مُوسَى ِلقَ ْومِهِ ا ْذكُرُواْ ِن ْعمَةَ اللّ ِه عََل ْيكُمْ ِإذْ أَنجَاكُم مّنْ آ ِ‬ ‫‪ ))49‬وفي سورة إبراهيم قال تعالى (وَِإ ْذ قَا َ‬
‫ن نِسَاءكُمْ َوفِي ذَِلكُم بَلء مّن ّرّبكُ ْم عَظِي ٌم (‪ .))6‬في البقرة جعل سوء العذاب هو تذبيح البناء (بَدَل)‪( ،‬وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم‬ ‫حيُو َ‬
‫ستَ ْ‬
‫َويَ ْ‬
‫سوء العذاب)‪ ،‬ما هو سوء العذاب؟ (يذبحون أبناءكم)‪ ،‬هذه بدل من يسومونكم‪ ،‬هذه الجملة بدل لما قبلها فسّرتها ووضحتها‪ ،‬البدل يكون في السماء‬
‫جمَل‪ ،‬إذن (يذبّحون أبناءكم) تبيين لسوء العذاب فنسميها جملة بَدَل‪ .‬في سورة إبراهيم قال (يَسُومُونَكُ ْم سُو َء ا ْلعَذَابِ َوُي َذبّحُونَ َأ ْبنَاءكُمْ)‬ ‫والفعال وفي ال ُ‬
‫إذن هنا ذكر أمران سوء العذاب بالتذبيح وبغير التذبيح‪ ،‬سيدنا موسى يقول لبني إسرائيل أن ال سبحانه تعالى أنجاهم من آل فرعون من أمرين‪:‬‬
‫يسومونهم سوء العذاب هذا أمر والتذبيح هذا أمر آخر‪ .‬كان التعذيب لهم بالتذبيح وغير التذبيح باتخاذهم عبيدا وعمالً وخدما فيعذبونهم بأمرين وليس‬
‫فقط بالتذبيح وإنما بالهانات الخرى فذكر لهم أمرين‪ .‬إذن يسومونكم سوء العذاب هذا أمر‪ ،‬ويذبحونكم أبناءكم هذا أمر آخر‪ ،‬إذن بالتذبيح وفي غير‬
‫التذبيح‪ ،‬سوء العذاب هذا أمر ويعذبونهم عذابا آخر غير التذبيح‪ .‬موسى يذكّرهم بنعم ال عليهم ( اذكروا نعمة ال عليكم) فيذكر لهم أمورا‪ .‬ربنا‬
‫ل فِرْعَوْنَ) وفي إبراهيم قال على لسان سيدنا موسى (ِإذْ أَنجَاكُم مّنْ آلِ ِفرْعَوْنَ) أنجاكم ولم يقل هنا‬ ‫ج ْينَاكُم مّنْ آ ِ‬ ‫تعالى قال في سورة البقرة (وَِإ ْذ نَ ّ‬
‫نجّاكم‪ .‬هناك فرق بين فعّل وأفعل‪ ،‬نجّى يفيد التمهل والتلبّث والبقاء مثل علّم وأعلم‪ ،‬علّم تحتاج إلى وقت أما أعلم فهو إخبار‪ ،‬فعّل فيها تمهل وتلبّث‪.‬‬
‫ن (‪)50‬‬ ‫ل فِرْعَوْنَ وَأَنتُ ْم تَنظُرُو َ‬ ‫ج ْينَاكُ ْم وَأَغْ َر ْقنَا آ َ‬
‫موسى يعدد النعم عليهم فقال (أنجاكم) فأنهى الموضوع بسرعة‪.‬كما قال (وَِإ ْذ فَ َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَحْ َر َفأَن َ‬
‫ل فقال أنجيناكم‪.‬حتى في إبراهيم قال (فَأَنجَاهُ اللّ ُه مِنَ النّا ِر (‪ )24‬العنكبوت)لم يقل نجّاه لنه لم يلبث كثيرا في‬ ‫البقرة)لنهم لم يمكثوافي البحر طوي ً‬
‫النار‪.‬‬
‫سؤال‪:‬عندما عدّد ال تعالى النعم على بني إسرائيل (إذ نجيناكم) معنى هذا أنه أمهلهم في العذاب فترة؟ هم بقوا فترة وهذا واقع المر أما سيدنا موسى‬
‫حينما كان يعدد قال (أنجاكم) يعني خلّصكم منها‪.‬‬
‫حيُونَ نِسَاء ُكمْ َوفِي ذَِلكُم بَلء مّن‬ ‫ستَ ْ‬
‫ب يُ َذبّحُونَ َأ ْبنَاء ُكمْ َويَ ْ‬ ‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُ َوءَ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ج ْينَاكُم مّنْ آ ِ‬
‫سؤال ‪ :‬ربما يقول قائل حينما تأتي الية (وَِإ ْذ نَ ّ‬
‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُو َء ا ْلعَذَابِ‬ ‫ل ِفرْعَوْ َ‬
‫ل مُوسَى ِلقَ ْومِ ِه ا ْذكُرُو ْا ِنعْمَةَ اللّ ِه عََل ْيكُمْ ِإذْ أَنجَاكُم مّنْ آ ِ‬ ‫ّربّكُ ْم عَظِيمٌ (‪ ))49‬تقولون إنها َبدَل وعندما تأتي الية (وَِإذْ قَا َ‬
‫ن نِسَاءكُمْ َوفِي ذَِلكُم بَلء مّن ّرّبكُ ْم عَظِي ٌم (‪ ))6‬تقولون إن هذه غير تلك؟‬ ‫حيُو َ‬
‫ستَ ْ‬
‫َوُي َذبّحُونَ َأ ْبنَاءكُمْ َويَ ْ‬
‫الواو عاطفة‪ ،‬وأظن أن الذي في الدراسة البتدائية يعلم أن الواو عاطفة‪ .‬ربما يقول أن السياق واحد وإنما التعبير مختلف وهذا ل يوحي بملحظة أو‬
‫علمة استفهام أمام هذا التغير‪ .‬حتى في واقع الحياة أنت تذكر لشخص أمورا ول تذكر أمورا أخرى‪ ،‬يعني تذكر أمورا ل تحب أن تشرحها كثيرا‬
‫وفي موقف آخر تقولها‪ .‬اليات تتكامل مع بعضها وتضيف إطارا آخر حتى تكتمل ملمح الصورة ول تتعارض ولو تعارضت لقال ليذبحون أبناءكم‪.‬‬
‫جيناك ُم من آ َل فرعَون يسومونك ُم سوءَ الْعذ َاب يذ َبحو َ‬
‫ن أبْنَاءَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ِ ُ ِّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫*ما الفرق بين قوله تعالى (وَإِذ ْ ن َ َّ ْ َ ْ ِ ْ ِ ِ ْ ْ َ َ ُ ُ َ ْ ُ‬
‫م َ‬ ‫َ‬
‫ب يُقَتِّلُو َ‬
‫ن‬ ‫سوءَ الْعَذ َا ِ‬
‫م ُ‬ ‫مونَك ُ ْ‬
‫سو ُ‬
‫ن يَ ُ‬
‫ل فِْرعَوْ َ‬
‫نآ ِ‬ ‫جيْنَاك ُ ْ‬
‫م ِ ْ‬ ‫م ﴿‪ ﴾49‬البقرة) ‪( -‬وَإِذ ْ أن ْ َ‬ ‫ساءَك ُ ْ‬‫ن نِ َ‬‫حيُو َ‬ ‫ست َ ْ‬
‫وَي َ ْ‬
‫َ‬
‫م ﴿‪ ﴾141‬العراف)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫ساءَك ُ ْ‬
‫ن نِ َ‬‫حيُو َ‬ ‫أبْنَاءَك ُ ْ‬
‫م وَي َ ْ‬
‫ست َ ْ‬
‫ن نِسَا َءكُمْ ﴿‪ ﴾49‬البقرة) وفي (وَِإذْ‬
‫حيُو َ‬
‫ستَ ْ‬
‫ب ُيذَبّحُونَ َأبْنَا َءكُمْ َويَ ْ‬
‫ن يَسُومُو َنكُمْ سُوءَ ا ْل َعذَا ِ‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ج ْينَاكُ ْم مِنْ آَ ِ‬ ‫نتكلم عن قوله تعالى في بني إسرائيل (وَِإذْ نَ ّ‬
‫ن نِسَا َءكُمْ ﴿‪ ﴾141‬العراف) عندنا (نجيناكم) وفي (أنجيناكم) وفي مرة يقول‬ ‫حيُو َ‬
‫ستَ ْ‬
‫ب يُ َقتّلُونَ َأ ْبنَا َءكُمْ َويَ ْ‬
‫ل ِفرْعَوْنَ يَسُومُونَكُ ْم سُو َء ا ْلعَذَا ِ‬
‫ج ْينَاكُ ْم مِنْ آَ ِ‬
‫َأنْ َ‬
‫(يذبحون أبناءكم) ومرة يقول (يقتلون أبناءكم) وهي نفس الموضوع وليس هذا عبثا‪ .‬أنجيناكم تعني من الهلك يعني كان فرعون يهلككم فأنجيناكم‬
‫ل وتذبيح هذه أنجيناكم‪( .‬نجيناكم) تعني‬ ‫بالهمزة كان فيكم قتل وتذبيح أنجيناكم من هذا فأنجيناكم يعني أنجيناكم من ما كان يفعله بكم فرعون من قت ٍ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن ذي نجوى أي مرتفع و آمن وفعلً أخذهم رب‬ ‫ج ْينَاكُمْ) نجيناكم أي أخذنا بكم إلى مكا ٍ‬
‫شيء ثاني بعد أن أنجاهم ال من الذبح أين ذهبوا؟ قال (نَ ّ‬
‫العالمين بأم ٍر منه إلى موسى أخذهم ( َفأَسْ ِر ِب ِعبَادِي َليْلًا ِإّنكُ ْم ُمتّ َبعُونَ ﴿‪ ﴾23‬الدخان) وراحوا إلى سيناء ثم جاءهم المن والسلوى وفجر لهم الماء يعني‬
‫ن آمن‪ .‬فالتنجية هي المكان المرتفع المن في الرض كما يقول القاموس‪ .‬إذا بعد ما أنجيناكم من القتل أوصلناكم أي نجيناكم إلى مكان‬ ‫دخلوا في مكا ٍ‬
‫آمن‪ ،‬وكل خائف بعد أن تنجيه من الهلك تنجيه إلى مكان آمن وهذه قاعدة كما في القاموس‪ .‬إذن أنجى من الهلك نجا أوصله إلى نجوة من الرض‬
‫لكي يعيش فيها آمنا‪ .‬كما قال على سيدنا لوط (ِإنّا ُمنَجّوكَ وَأَ ْهَلكَ ﴿‪ ﴾33‬العنكبوت) يعني أخذه إلى مكان آمن لم يصبهم الهلك فنجى أخذهم سرى بهم‬
‫إلى قرية أخرى إلى قرى بعيدة هكذا‪ ،‬هذا الفرق بين أنجيناكم ونجيناكم‪.‬‬
‫* ما الفرق بين البناء والولد؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫البناء أي الذكور جمع إبن بالتذكير مثل قوله تعالى (يُ َذبّحُونَ َأ ْبنَاءكُ ْم (‪ )49‬البقرة) أما الولد فعامة للذكور والناث‪ .‬أبناء جمع إبن وهي للذكور أما‬
‫لدَهُنّ‬
‫ضعْنَ أَ ْو َ‬ ‫ظ الُن َث َييْنِ (‪ )11‬النساء) الذكر والنثى (وَا ْلوَاِلدَا ُ‬
‫ت يُرْ ِ‬ ‫ل حَ ّ‬
‫ل ِدكُمْ لِل ّذكَ ِر مِثْ ُ‬
‫أولد فهي جمع ولد وهي للذكر والنثى (يُوصِيكُمُ اللّ ُه فِي أَ ْو َ‬
‫حَوَْليْنِ كَامَِليْنِ (‪ )233‬البقرة) الرضاع للذكور والناث‪.‬‬
‫آية (‪:)50‬‬
‫*ميا اللمسية البيانيية فيي ورود لفظية الييم ‪ 8‬مرات فيي قصية موسيى ووردت لفظية البحير ‪ 8‬مرات فيي‬
‫القصة نفسها ووردت لفظة البحرين مرة واحدة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫القرآن الكريم يستعمل اليم والبحر في موقفين متشابهين كما في قصة موسى مرة يستعمل اليم ومرة يستعمل البحر في القصة نفسها اليمّ كما يقول‬
‫أهل اللغة المحدثون أنها عبرانية وسريانية وأكادية وهي في العبرانية (يمّا) وفي الكادية (يمو) الي ّم وردت كلها في قصة موسى ولم ترد في موطن‬
‫آخر ومن التناسب اللطيف أن ترد في قصة العبرانيين وهي كلمة عبرانية‪ .‬لكن من الملحظ أن القرآن لم يستعمل اليم إل في مقام الخوف والعقوبة أما‬
‫ت عََليْ ِه فَأَ ْلقِيهِ فِي ا ْليَ ّم (‪ )7‬القصص) هذا‬
‫خفْ ِ‬
‫البحر فعامة ولم يستعمل اليم في مقام النجاة‪ ،‬البحر قد يستعمله في مقام النجاة أو العقوبة‪ .‬قال تعالى (فَِإذَا ِ‬
‫ش َيهُ ْم (‪ )78‬طه) هذه عقوبة‪ ،‬أما البحر‬ ‫ش َيهُم مّنَ ا ْليَ ّم مَا غَ ِ‬
‫جنُودِهِ َفغَ ِ‬ ‫خوف‪( ،‬فَانتَ َق ْمنَا ِمنْهُ ْم َفأَغْ َر ْقنَاهُ ْم فِي ا ْليَ ّم (‪ )136‬العراف) ‪َ ( ،‬فَأتْ َب َعهُ ْم فِرْعَوْ ُ‬
‫ن بِ ُ‬
‫فعامة استعملها في النِعم لبني إسرائيل وغيرهم ‪،‬في نجاة بني إسرائيل استعمل البحر ولم يستعمل اليم‪ .‬واستعمل البحر في النجاة والغراق (وَِإذْ فَ َر ْقنَا‬
‫ن (‪ )50‬البقرة) استعملها في الغراق والنجاء (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر) أي أنجيناهم‪ .‬اليم يستعمل للماء‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫غ َر ْقنَا آ َ‬‫ج ْينَاكُمْ وَأَ ْ‬
‫ح َر فَأَن َ‬ ‫ِبكُمُ ا ْلبَ ْ‬
‫الكثير وإن كان نهرا كبيرا واسعا يستعمل اليم ويستعمل للبحر أيضا‪.‬‬
‫اللغة تفرق بين البحر والنهر واليم‪ :‬النهر أصغر من البحر والقرآن أطلق اليم على الماء الكثير ويشتق من اليم ما لم يشتقه من البحر (ميموم) أي‬
‫غريق لذلك تناسب الغرق‪ .‬العرب ل تجمع كلمة يم فهي مفردة وقالوا لم يسمع لها جمع ول يقاس لها جمع وإنما جمعت كلمة بحر (أبحر وبحار) وهذا‬
‫من خصوصية القرآن في الستعمال‪ .‬كونها خاصة بالخوف والعقوبة هذا من خصوصية الستعمال في القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)51‬‬
‫* ما الفرق بين قوله تعالى (وواعدنا موسى أربعين ليلة) وقوله (وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها‬
‫بعشر)؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫ع ْدنَا مُوسَى‬ ‫ن {‪ )}51‬وقال في سورة العراف (وَوَا َ‬ ‫ل مِن َب ْعدِهِ وَأَنتُمْ ظَاِلمُو َ‬ ‫خذْتُمُ ا ْل ِعجْ َ‬
‫ع ْدنَا مُوسَى َأ ْربَعِينَ َليْلَةً ثُ ّم اتّ َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (وَِإذْ وَا َ‬
‫ن {‪ )}142‬آية فيها‬ ‫سدِي َ‬‫سبِيلَ ا ْلمُ ْف ِ‬
‫ل َتّتبِعْ َ‬ ‫خلُ ْفنِي فِي قَ ْومِي وَأَصْلِحْ َو َ‬
‫ل مُوسَى لَخِي ِه هَارُونَ ا ْ‬ ‫لثِينَ َليْلَةً وََأ ْت َم ْمنَاهَا ِبعَشْ ٍر َفتَ ّم مِيقَاتُ َربّهِ أَ ْر َبعِينَ َليْلَةً َوقَا َ‬‫ثَ َ‬
‫إجمال وآية فيها تفصيل لكن لماذا الجمال في موضع والتفصيل في موضع آخر؟ لو عدنا إلى سياق سورة البقرة نجد أنه ورد فيها هذه الية فقط في‬
‫ت َربّهِ‬‫لثِينَ َليْلَةً وََأ ْت َممْنَاهَا ِبعَشْ ٍر َفتَ ّم مِيقَا ُ‬
‫عدْنَا مُوسَى ثَ َ‬ ‫هذا المجال بينما في المشهد نفسه في سورة العراف فيه تفصيل كبير من قوله تعالى (وَوَا َ‬
‫عظَةً‬‫يءٍ مّوْ ِ‬ ‫ل شَ ْ‬‫ح مِن كُ ّ‬ ‫سدِينَ {‪ )}142‬إلى قوله ( َوكَ َت ْبنَا لَ ُه فِي الَلْوَا ِ‬ ‫سبِيلَ ا ْلمُفْ ِ‬‫ل َتتّبِعْ َ‬ ‫ل مُوسَى لَخِي ِه هَارُونَ اخُْل ْفنِي فِي قَ ْومِي وََأصْلِحْ َو َ‬ ‫َأ ْر َبعِينَ َليْلَةً َوقَا َ‬
‫ن {‪ )}145‬الكلم طويل والقصة والحداث في المواعدة مفصلة أكثر في‬ ‫سنِهَا سَُأرِيكُ ْم دَا َر الْفَاسِقِي َ‬ ‫حَ‬ ‫خذُو ْا بِأَ ْ‬
‫خذْهَا بِقُوّ ٍة وَ ْأمُ ْر قَ ْو َمكَ يَ ْأ ُ‬
‫ي ٍء فَ ُ‬
‫َو َتفْصِيلً ّلكُلّ شَ ْ‬
‫العراف ولم تذكر في البقرة لن المسألة في البقرة فيها إيجاز فناسب التفصيل في سورة العراف واليجاز في سورة البقرة لذا جاء في العراف أن‬
‫موسى صام ثلثين يوما ثم أفطر فقال تعالى صم فصام عشرة أيام أخرى أما في سورة البقرة فجاءت على سبيل الجمال (أربعين يوما)‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫شرٍ ﴿‪ ﴾142‬العراف) وفي آية أخرى قال (وَِإذْ وَاعَ ْدنَا مُوسَى أَ ْر َبعِينَ َليْلَةً ﴿‪﴾51‬‬
‫ع ْدنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ َليْلَةً وََأ ْتمَ ْمنَاهَا بِعَ ْ‬
‫الن نفس الشيء ال قال (وَوَا َ‬
‫البقرة) لماذا مرة أربعين ومرة ثلثين زائد عشرة؟ نفس الشيء لكن ما الحكمة؟ فعلً بحثنا عنها في كل مكان ما وجدناها‪ .‬الذي حصل ما يلي‪ :‬رب‬
‫العالمين لماذا يقول له أربعين سنة روح ؟ كلهم قالوا أنه في الحقيقة قال له صم ل ينبغي ول يليق بال عز وجل أن تقابله وأن تكلمه وأنت مليء‬
‫بالطعام والغازات وطبعا رب العالمين سيدنا موسى فرّ يعني انهزم هرب وهو موسى لحظ قال ما يليق أنت بطنك مليئة أشياء قد يخرج منك‪ -‬بول‬
‫‪ -‬فهناك من عندما يخاف يبول على نفسه فرب العالمين سبحانه وتعالى أراد أن يهيأ سيدنا موسى تهيئة كاملة بحيث يستطيع أن يصمد أمام تلك الحالة‬
‫الوحيدة الفريدة له في التاريخ وهو أن ال كلّمه‪ .‬فرب العالمين قال له أربعين يوم تصوم صوما كامل وتأتي ناشف ما فيك أي احتمال لي خلل يسيء‬
‫ع ْدنَا مُوسَى‬
‫الدب أو يفسد وجودك معي‪ ،‬مقابلتك لي‪ ،‬أربعين يوم لكن أربعين يوم ال لم يأمره بها‪ .‬ففي الية التي تسبقها الية الساسية الولى (وَوَا َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ثَلَاثِينَ َليْلَةً) ال قال يا موسى صم ثلثين ليلة وفعلً شهر الصوم في كل الديان شهر وراح موسى شهر ولما صام ونشف تماما بعقله البشري طبعا‬
‫ثلثين يوم لم يكن في ذلك الوقت هنالك مطهر لم يكن هنالك شيء فجلس حوالي يوم كامل يفرك بأسنانه وينظفها وينظف رائحة فمه رب العالمين‬
‫سيكلمه وجها لوجه فهذا اختراع سيدنا موسى يعني هداه عقله والتفكير البشري منطقي‪ .‬كلنا لما تقابل أنت وجيه تقابل أمير تقابل شيخ تضع عطرا‬
‫وتتعطر وتنظف ملبسك تكون تليق بمقابلة الملوك فما بالك بملك الملوك؟! سيدنا موسى فعلً تعطر وتزين وغير من شكله مقابلة ملكية يا ال مقابلة‬
‫ظ بها إل موسى من جميع بني آدم إلى يوم القيامة ونظف أسنانه بالتراب حاول بأي شيء عنده فجاء سيدنا موسى إلى رب العالمين‬ ‫تاريخية لم يح َ‬
‫كأنه عريس‪ .‬ال قال له ما الذي فعلته؟ ‪ -‬بما معناه طبعا هذا كلمنا نحن نشرح‪ -‬قال له ما هذا الذي فعلته؟ قال أنا أتيت لكلمك فقال له أنا أمرتك‬
‫بالصيام لكي أشم رائحة فمك (لخلوف فم الصائم أطيب عند ال من رائحة المسك) كل عطور الدنيا ل تساوي عندي وأنا رب العالمين‪ ،‬نفحة من‬
‫نفحات فمك التي ترونها غير لئقة أنا أراها مسك‪ ،‬أطيب عندي من رائحة المسك لنه ما من عبادة أحب إلي من عبادة الصيام (كل عمل ابن آدم له‬
‫إل الصوم فإنه لي) ومن ضمن ذلك فإنه لي أنا أحب أن أشم رائحته – بما يليق به سبحانه وتعالى‪ -‬رائحة فم الصائم التي تضايقنا نحن هي عند ال‬
‫ع ْدنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ َليْلَةً وََأ ْت َممْنَاهَا ِبعَشْرٍ) ثم‬
‫خي ٌر من كل عطور الدنيا قال له إذهب عشرة أيام أخرى صم ول تنظف فمك وتعال‪ .‬واضح إذا الفرق (وَوَا َ‬
‫ت َربّهِ َأ ْر َبعِينَ َليْلَةً ﴿‪ ﴾142‬العراف)‪.‬‬
‫قال ال ( َفتَ ّم مِيقَا ُ‬
‫آية (‪: )52‬‬
‫*انظر آية (‪↑ ↑↑.)27‬‬
‫آية (‪:)53‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )53‬البقرة) ما الفرق بين الكتاب والفرقان؟ في‬ ‫ن لَعَل ّك ُ ْ‬
‫م تَهْتَدُو َ‬ ‫ب َوالْفُْرقَا َ‬‫سى الْكِتَا َ‬ ‫مو َ‬‫*(وَإِذ ْ آتَيْنَا ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫م ً‬
‫ح َ‬
‫س وَهُدًى وََر ْ‬ ‫ن اْلولَى ب َ َ‬
‫صائَِر لِلن ّا ِ‬ ‫ما أهْلَكْنَا الْقُُرو َ‬
‫من بَعْدِ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫سى الْكِتَا َ‬ ‫مو َ‬ ‫سورة القصص (وَلَقَد ْ آتَيْنَا ُ‬ ‫َ َ‬
‫َ‬
‫ن (‪ ))43‬لم يذكر الفرقان وذكره في آية البقرة فلماذا؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ل ّعَل ّهُ ْ‬
‫م يَتَذ َك ُّرو َ‬
‫الكتاب هو التوراة والفرقان هي المعجزات التي أوتيها موسى كالعصى والمعجزات الخرى وهي تسع آيات والفرقان بين الحق والباطل الذي يفرق‬
‫بين الحق والباطل‪.‬‬
‫لكن السؤال لماذا قال في الولى الكتاب والفرقان وفي الثانية قال الكتاب فقط؟ قلنا السياق هو الذي يحدد‪ .‬الولى جاءت في سياق الكلم عن بني‬
‫ت عََل ْيكُ ْم (‪ )40‬البقرة) أما الثانية فقال (وَلَ َق ْد آ َتيْنَا مُوسَى ا ْل ِكتَا َ‬
‫ب مِن َب ْعدِ مَا أَهَْل ْكنَا الْقُرُونَ الْأُولَى‬ ‫ل ا ْذكُرُو ْا ِنعْ َمتِيَ اّلتِي َأ ْن َعمْ ُ‬
‫إسرائيل (يَا بَنِي ِإسْرَائِي َ‬
‫بَصَائِرَ لِلنّاسِ) من الذي شاهد الفرقان؟ شاهده بنو إسرائيل وفرعون الذين كانوا حاضرين لكن الناس الخرين لم يشاهدوا هذا الشيء فلما قال بصائر‬
‫للناس لم يقول الفرقان لنهم لم يشاهدوا هذا الشيئ لكن لما خاطبهم قال (َلعَّلكُمْ َت ْه َتدُونَ) كان الخطاب لهم هم الذين شاهدوا فلما تكلم مع بني إسرائيل‬
‫خصوصا قال الكتاب والفرقان‪ ،‬لما قال بصائر للناس قال الكتاب‪ ،‬الفرقان ذهب وبقي الكتاب والكتاب بصائر للناس وكثير من الناس لم يشاهدوا هذه‬
‫المعجزات الذين شاهدها هم الحاضرون والباقون لم يشاهدوها‪ .‬هو يريد أن يركز لذلك يختار الكلمات بحيث المراد منها‪.‬‬
‫آية (‪:)57‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )57‬البقرة) تقدّم المفعول به وهو (أنفسهم) على الفعل وهو‬ ‫م يَظْل ِ ُ‬
‫مو َ‬ ‫*(وَلَيكِن كَانُوا ْ أن ُف َ‬
‫سهُ ْ‬
‫(يظلمون) أفكان التقديم لتناسب الفاصلة القرآنية وحسب أم كان لنكتة بلغية ولغوية؟ (ورتل القرآن‬
‫ترتيلً)‬
‫إن في تقديم المفعول به على فعله تأكيدا وتنويها‪ :‬فيه تأكيد على أن حالهم كحال الجاهل بنفسه فالجاهل يفعل بنفسه ما يفعله العدو بعدوّه‪ ،‬وفيه تنويه‬
‫لك أيها المسلم أن الخروج من طاعة ال سبحانه وتعالى أولً وآخرا فيه ظلم ولكنه ظل ٌم لنفسك قبل ظلمك لغيرك‪.‬‬
‫َ‬
‫ما‬
‫ن (‪)57‬وفي آل عمران (وَ َ‬ ‫م يَظْل ِ ُ‬
‫مو َ‬ ‫البقرة(ولَيكِن كَانُوا ْ أن ُف َ‬
‫سهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫* ما الفرق بين قوله تعالى فى سورة‬
‫ظَل َمهم الل ّه ولَيك َ‬
‫ن (‪ )117‬آل عمران) بدون (كانوا) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫م يَظْل ِ ُ‬
‫مو َ‬ ‫سهُ ْ‬
‫ن أن ُف َ‬
‫ُ َ ِ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫في عموم القرآن لما يتكلم عن الحال أي الوقت الحالي وليس الزمن الماضي وإنما مطلق يقول (أنفسهم يظلمون) ‪ ،‬ولما يتكلم عن القوام البائدة‬
‫القديمة الماضية يقول (كانوا أنفسهم يظلمون)‪.‬‬
‫آية (‪:)58‬‬
‫*انظر آية (‪.↑↑↑)35‬‬
‫ل لَهُي ُ‬
‫م‬ ‫م َرغَدا ً (‪ )58‬البقرة) وفيي آيية أخرى (وَإِذ ْ قِي َ‬
‫شئْت ُي ْ‬
‫ث ِ‬
‫حي ْي ُ‬
‫منْهَيا َ‬ ‫ة فَكُلُوا ْ ِ‬
‫خلُوا ْ هَييذِهِ الْقَْري َ َ‬‫*(وَإِذ ْ قُلْن َيا اد ْ ُ‬
‫م (‪ )161‬العراف) فما الفرق بينهما؟‬ ‫شئْت ُ ْ‬
‫ث ِ‬ ‫حي ْ ُ‬
‫منْهَا َ‬‫ة وَكُلُوا ْ ِ‬
‫سكُنُوا ْ هَيذِهِ الْقَْري َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى‪-:‬‬
‫هنالك أكثر من مسألة في اختلف التعبير بين هاتين اليتين ‪ .‬إحدى اليتين في البقرة والثانية في العراف‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سنِينَ (‪ ))58‬وفي‬
‫سنَزِيدُ ا ْل ُمحْ ِ‬
‫خطَايَا ُكمْ وَ َ‬‫حطّ ٌة ّنغْفِرْ َلكُمْ َ‬
‫سجّدا َوقُولُواْ ِ‬ ‫ش ْئتُمْ رَغَدا وَادْخُلُو ْا ا ْلبَابَ ُ‬
‫حيْثُ ِ‬‫خلُو ْا هَـذِهِ ا ْلقَ ْريَ َة َفكُلُو ْا ِمنْهَا َ‬
‫آية البقرة (وَِإذْ قُ ْلنَا ادْ ُ‬
‫ن (‪ ))161‬لو‬‫سنِي َ‬‫حِ‬‫سنَزِيدُ ا ْلمُ ْ‬‫خطِيئَاتِكُ ْم َ‬
‫جدًا ّنغْفِرْ َلكُمْ َ‬‫ب سُ ّ‬
‫ش ْئتُمْ َوقُولُو ْا حِطّةٌ وَادْخُلُواْ ا ْلبَا َ‬
‫حيْثُ ِ‬ ‫س ُكنُواْ هَـذِهِ الْ َق ْريَةَ َوكُلُو ْا مِ ْنهَا َ‬
‫العراف (وَِإذْ قِيلَ َلهُ ُم ا ْ‬
‫أردنا أن نُجمِل الختلف بين اليتين‪:‬‬
‫سورة العراف‬ ‫سورة البقرة‬
‫(وإذ قيل لهم) بالبناء للمجهول‬ ‫(وإذ قلنا)‬
‫(اسكنوا هذه القرية)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية)‬
‫(وكلوا)‬ ‫(فكلوا)‬
‫لم يذكر رغدا لنهم ل يستحقون رغد العيش مع ذكر‬ ‫(رغدا)‬
‫معاصيهم‪.‬‬
‫(وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا) قدم القول على‬ ‫(وادخلوا الباب سجّدا وقولوا حطة)‬
‫الدخول‬
‫(نغفر لكم خطيئاتكم)‬ ‫(نغفر لكم خطاياكم)‬
‫(سنزيد المحسنين)‬ ‫(وسنزيد المحسنين)‬

‫قلنا في أكثر من مناسبة أن الية يجب أن توضع في سياقها لتتضح المور والمعنى والمقصود‪ :‬آية البقرة في مقام التكريم تكريم بني إسرائيل‪ ،‬بدأ‬
‫سرَائِيلَ ا ْذكُرُو ْا ِن ْع َمتِيَ اّلتِي َأ ْن َعمْتُ عََل ْيكُمْ َوَأنّي فَضّ ْلُتكُ ْم عَلَى ا ْلعَاَلمِينَ (‪ )47‬البقرة) العالمين هنا أي قومهم في‬
‫الكلم معهم بقوله سبحانه (يَا َبنِي إِ ْ‬
‫ن (‪ )70‬الحجر) يعني فضلناكم على العالمين‬ ‫زمانهم وليس على كل العالمين الن واستعمل القرآن العالمين عدة استعمالت (قَالُوا أَوَلَ ْم َن ْن َهكَ عَنِ ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫في وقتهم وليس كل العالمين‪ .‬إذن السياق في البقرة في مقام التكريم يذكرهم بالنعم وفي العراف في مقام التقريع والتأنيب‪ .‬هم خرجوا من البحر‬
‫ورأوا أصناما فقالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وعبدوا العجل وهذا لم يذكره في البقرة وانتهكوا حرمة السبت ورد في سياق آخر غير سياق‬
‫التكريم وإنما في سياق التقريع والتأنيب وذكر جملة من معاصيهم فالسياق اختلف‪ .‬قال في البقرة (وإذ قلنا) بإسناد القول إلى نفسه سبحانه وتعالى وهذا‬
‫يكون في مقام التكريم وبناه للمجهول في العراف للتقريع (وإذ قيل لهم) مثل أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب‪ ،‬أوتوا الكتاب في مقام الذم‪ .‬قال (ادخلوا‬
‫القرية فكلوا) في البقرة فكلوا الفاء تفيد الترتيب والتعقيب يعني الكل مهيأ بمجرد الدخول الكل موجود ادخلوا فكلوا أما في العراف (اسكنوا وكلوا)‬
‫الدخول ليس سكنا فقد تكون مارا إذن الكل ليس بعد الدخول وإنما بعد السكن‪ ،‬ولم يأت بالفاء بعد السكن أما في البقرة فالفاء للتعقيب الكل بعد‬
‫الدخول وأتى بالفاء‪( .‬وكلوا) الواو تفيد مطلق الجمع تكون متقدم متأخر‪ ،‬ففي البقرة الكل مهيأ بعد الدخول أما في العراف فالكل بعد السكن ول‬
‫يدرى متى يكون؟ الكرم أن يقول ادخلوا فكلوا‪ .‬وقال (رغدا) في البقرة ولم يقلها في العراف لنها في مقام تقريع‪ ،‬رغدا تستعمل للعيش يعني لين‬
‫حطّ عنا ذنوبنا من حطّ يحط حطة أي إرفع عنا‪ ،‬قدّم السجود على‬ ‫العيش ورخاؤه‪ ،‬رغدا تتناسب مع التكريم‪( .‬وَادْخُلُواْ ا ْلبَابَ سُجّدا َوقُولُواْ حِطّةٌ) يعني ُ‬
‫جدًا)‪ ،‬أولً السجود أفضل الحالت‪ ،‬أقرب ما يكون العبد لربه فالسجود أفضل من القول لن‬ ‫سّ‬ ‫حطّةٌ وَادْخُلُو ْا ا ْلبَابَ ُ‬ ‫القول أما في العراف ( َوقُولُواْ ِ‬
‫أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فقدّم ما هو أفضل (وَادْخُلُواْ ا ْلبَابَ سُجّدا َوقُولُواْ حِطّةٌ) وفي العراف جاء بالسجود بعد القول‪ .‬إضافة إلى أن‬
‫السياق في البقرة في الصلة والسجود قبلها قال (وََأقِيمُواْ الصّلَةَ وَآتُو ْا ال ّزكَا َة وَا ْر َكعُو ْا مَعَ الرّا ِكعِينَ (‪ )43‬البقرة) والسجود من أركان الصلة وقال‬
‫شعِينَ (‪ )45‬البقرة) السياق في الصلة فتقديم السجود هو المناسب للسياق من نلحية‬ ‫ل عَلَى الْخَا ِ‬ ‫صبْرِ وَالصّلَةِ َوِإنّهَا َلكَبِيرَةٌ ِإ ّ‬ ‫س َتعِينُو ْا بِال ّ‬
‫بعدها أيضا (وَا ْ‬
‫أخرى في المقام‪ .‬في البقرة قال نغفر لكم خطاياكم وهو جمع كثرة وفي العراف خطيئاتكم جمع قلة‪ ،‬خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة‪ ،‬جمع‬
‫المذكر السالم يفيد القلة إذا كان معه جمع كثرة وإذا لم يكن معه جمع كثرة فإنه يستعمل للكثرة والقلة مثل سنبلت وسنابل‪ ،‬إذا كان معه في لغة العرب‬
‫وليس في الية‪ ،‬خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة‪ ،‬كافرات وكوافر كافرات جمع قلة وكوافر جمع كثرة‪ .‬طالما هناك جمع كثرة الصل في جمع‬
‫السالم مذكر أو مؤنث يكون للقلة هذا الصل فيه‪ .‬فإذن خطايا جمع كثرة وخطيئات جمع قلة‪ ،‬نغفر لكم خطاياكم وإن كثرت‪ ،‬خطيئاتكم قليلة‪ ،‬أيها‬
‫الكرم؟ خطاياكم أكرم‪ .‬إذن آية العراف لم تحدد أن خطاياهم قليلة لكن ما غُفر منها قليل إذا ما قورن بآية البقرة‪ .‬في آية البقرة يغفر كل الخطايا أما‬
‫في العراف فيغفر قسما منها‪ .‬وقال في البقرة (وسنزيد المحسنين) جاء بالواو الدالة على الهتمام والتنويه وقال في العراف (سنزيد المحسنين)‬
‫بدون الواو‪ .‬وهنالك أمور أخرى في السياق لكن نجيب على قدر السؤال‪ .‬الخطاب في اليتين من ال تعالى إلى بني إسرائيل والمر بالدخول للقرية‬
‫والكل واحد لكن التكريم والتقريع مختلف والسياق مختلف‪ .‬حتى نفهم آية واحدة في القرآن يجب أن نضعها في سياقها ل ينبغي أن نفصلها‪ .‬إذا أردنا‬
‫أن نفسرها تفسيرا بيانيا نضعها في سياقها وقال القدامى السياق من أهم القرائن‪ .‬ل يكفي أن نقول مرة قال وكلوا ومرة فكلوا لنه يبقى السؤال لماذا‬
‫قال؟ هي في الحالين حرف عطف لكن حرف العطف يختلف‪ ،‬أقبل محمد ل خالد‪ ،‬وأقبل محمد وخالد‪ ،‬ما أقبل محمد بل خالد كلها عاطفة لكن كل‬
‫واحدة لها معنى‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪-:‬‬
‫سورة العراف‬ ‫سورة البقرة‬
‫س ُكنُوا َهذِهِ‬‫نفس الية بالضبط جاءت في سورة العراف (وَِإ ْذ قِيلَ َلهُمُ ا ْ‬ ‫آيتان من آيات بني إسرائيل يقول تعالى في سورة البقرة (وَِإ ْذ قُ ْلنَا ادْخُلُوا‬
‫جدًا َنغْ ِفرْ َلكُمْ‬
‫سّ‬‫حطّةٌ وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ ُ‬
‫شئْتُمْ َوقُولُوا ِ‬
‫ث ِ‬
‫حيْ ُ‬
‫الْقَ ْريَةَ َوكُلُوا ِم ْنهَا َ‬ ‫حطّةٌ‬‫جدًا َوقُولُوا ِ‬ ‫سّ‬‫غدًا وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ ُ‬
‫ش ْئتُمْ رَ َ‬
‫حيْثُ ِ‬
‫َهذِهِ ا ْلقَ ْريَ َة َفكُلُوا ِمنْهَا َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سنِينَ ﴿‪ ﴾161‬العراف)‬ ‫حِ‬‫سنَزِيدُ ا ْلمُ ْ‬


‫خَطِيئَا ِتكُمْ َ‬ ‫سنِينَ ﴿‪ ﴾58‬البقرة)‬ ‫سنَزِيدُ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫َنغْفِ ْر َلكُمْ خَطَايَاكُمْ َو َ‬
‫(وإذ قيل لهم)‬ ‫(وإذ قلنا)‬
‫(اسكنوا هذه القرية)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية)‬
‫(وكلوا) بالواو‬ ‫(فكلوا)بالفاء‬
‫(نغفر لكم خطيئاتكم)‬ ‫(نغفر لكم خطاياكم)‬
‫(سنزيد المحسنين)‬ ‫(وسنزيد المحسنين) فيها واو‬
‫(قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا)‬ ‫(ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة)‬
‫هذه مجمل الختلفات بين اليتين وكلها تدور في حدثٍ واحد في مقطعٍ واحد في أرضٍ واحدة ولكن تركيب الية أو الصياغة اللفظية تختلف اختلفا‬
‫ف من هذه الختلفات يعطيك جانبا من الصورة إذا ألممت بها كثيرا فإنك‬ ‫شديدا بين اليتين هذا ليس عبثا‪.‬وكما نعلم أن هذا هو المتشابه وكل اختل ٍ‬
‫حينئذٍ تكون قد عرفت تفاصيل القصة‪.‬‬
‫خلُوا) وإذ قلنا‪ ،‬في العراف (وَِإ ْذ قِيلَ َلهُمُ) نفس القضية؟ ل‪ ،‬في البداية‬ ‫‪o‬لنبدأ هنا في آية البقرة ال تعالى يقول لبني إسرائيل (وَِإذْ قُ ْلنَا ادْ ُ‬
‫ح ٍد فَا ْدعُ َلنَا َرّبكَ ُيخْرِجْ َلنَا ِممّا ُت ْنبِتُ‬
‫طعَامٍ وَا ِ‬‫علَى َ‬ ‫صبِرَ َ‬‫رب العالمين لما تاهوا وقالوا يا موسى نحن جُعنا (وَِإ ْذ قُ ْلتُ ْم يَا مُوسَى لَنْ َن ْ‬
‫سهَا َوبَصَِلهَا ﴿‪ ﴾61‬البقرة) وشكوا له الخ‪ ..‬رب العالمين أمرهم قال (وَِإذْ قُ ْلنَا) لهم نحن ال عز‬ ‫عدَ ِ‬
‫ض مِنْ بَقِْلهَا َو ِقثّا ِئهَا َوفُو ِمهَا وَ َ‬‫الْأَ ْر ُ‬
‫وجل قلنا لهم (ادْخُلُوا َهذِهِ ا ْلقَ ْريَةَ) وهي بيت المقدس كما تقول أصح الروايات لن في آية أخرى تقول (ادْخُلُوا ا ْلأَ ْرضَ ا ْلمُ َقدّسَةَ ﴿‪﴾21‬‬
‫المائدة) فهي إذا بيت المقدس‪ .‬إذا رب العالمين في البداية أمرهم أن يدخلوا هذه القرية (وَِإ ْذ قُ ْلنَا) رب العالمين قالها مرة واحدة ولكن‬
‫تعرفون بني إسرائيل ليسوا طيّعين ول طائعين أهل نقاش فانظر فى قصة البقرة قالوا ما لونها وما هي الخ أهل لجاجة وكما هم اليوم‬
‫فاليوم كل العالم يعلم أن أي مفاوضات مع اليهود ل تخرج منها بنتيجة لشدة ولعهم بالدوران والفر والكر واللفاظ المموهة واللفاظ التي‬
‫تحتمل معنيين ليسوا صريحين‪ .‬فحينئذٍ أنبيائهم واحد تلو الخر بدأوا يحثونهم (وَِإذْ قِيلَ َلهُمُ) عن طرق أنبيائهم رب العالمين عندما قال‬
‫(قُ ْلنَا) لما كان سيدنا موسى موجودا‪ ،‬على لسان سيدنا موسى ثم على لسان النبياء يا جماعة ألم يقل رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا وكما‬
‫ن نَدْخَُلهَا ﴿‪ ﴾22‬المائدة) يعني القرآن وضّح هذا من كثرة تكرار النبياء لهم بعد سيدنا‬ ‫جبّارِينَ َوِإنّا لَ ْ‬ ‫ن فِيهَا قَ ْومًا َ‬ ‫تعرفون القصة (إِ ّ‬
‫موسى قال (وَِإ ْذ قِيلَ َلهُمُ) إذا في زمن سيدنا موسى رب العالمين هو الذي قال‪ ،‬بعد سيدنا موسى محاولت أخرى جادة من أنبيائهم ضد‬
‫لجاجات بني إسرائيل ادخلوا ادخلوا ادخلوا إذا هذا الفرق بين (وَِإ ْذ قُ ْلنَا) نحن ال و (وَِإذْ قِيلَ َلهُمُ) قال لهم أنبيائهم مثل يوشع وذا النون‬
‫الخ من بقية النبياء‪ .‬هذا الفرق بين اليتين لما رب العالمين قال (وَِإذْ قُ ْلنَا) أنت ستفهم أن هذا في زمن سيدنا موسى عندما قال ال ذلك‪،‬‬
‫بعد سيدنا موسى جاء أنبياء آخرون يقولون يا جماعة ألم يقل لكم رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا (وَِإذْ قِيلَ َلهُمُ) عن طريق أنبيائهم‪ .‬إذا هي‬
‫هذه الفعل من الماضي قال قلنا وقيل معلوم مجهول رسم لقطة ل يمكن فهمها إل بهذه الطريقة هذه (وَِإ ْذ قُ ْلنَا) و (وَِإذْ قِيلَ)‪.‬‬
‫س ُكنُوا َهذِهِ الْ َق ْريَةَ) واضح الفرق ادخلوا في البداية‪ ،‬رب العالمين أمركم أن‬ ‫‪o‬اللقطة الثانية‪ :‬في البقرة (ادْخُلُوا َهذِهِ الْ َق ْريَةَ) وفي العراف (ا ْ‬
‫تدخلوا هذه القرية‪ .‬يا ترى الدخول مؤقت؟ يوم يومين؟ قال ل تستقرون بها نهائيا اسكنوا فيها فحينئذٍ رب العالمين ماذا قال لسيدنا آدم‬
‫جنّةَ ﴿‪ ﴾35‬البقرة) هذه القرية إذا فيها سكنكم وطمأنينتكم ومستقبلكم فهذا هو وطنكم الخ في البداية أمر بالدخول‬ ‫جكَ ا ْل َ‬ ‫سكُنْ َأنْتَ َوزَوْ ُ‬ ‫(ا ْ‬
‫ماذا بعد الدخول؟ نخرج؟ أحيانا كما تعلمون رب العالمين يأمر النبياء بالهجرة ‪،‬هنا قال ل إذا دخلتم هذه القرية فإنها آخر قرية ‪ -‬نحن‬
‫قلنا القرية في القرآن يعني المجتمع كل مدينة كل قطر كل كتلة بشرية تسمى قرية ‪ -‬حينئذٍ رب العالمين لما قال (ادخلوا) في البداية لما‬
‫س ُكنُوا)‪.‬‬ ‫س ُكنُوا) يعني بعد أن تدخلوا ل تفكروا بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي هذا الفرق بين (ادْخُلُوا) وبين (ا ْ‬ ‫قال (ا ْ‬
‫‪o‬مرة قال ( َفكُلُوا مِ ْنهَا) ومرة قال ( َوكُلُوا ِمنْهَا) بالواو انظر إلى دقة القرآن الكريم لما شكوا له من الجوع وقالوا ابعث لنا شيئا نأكله ( ِمنْ‬
‫سهَا َوبَصَِلهَا) قال (ادْخُلُوا َهذِهِ الْ َق ْريَةَ َفكُلُوا) لنهم جائعون وحينئذٍ ادخلوا هذه القرية بسبب هذا الدخول سوف‬ ‫عدَ ِ‬‫بَ ْقِلهَا َو ِقثّا ِئهَا َوفُو ِمهَا وَ َ‬
‫تأكلون (ادْخُلُوا َهذِهِ ا ْلقَ ْريَ َة َفكُلُوا) هذا بعد أن دخلوا لول مرة‪ .‬لما سكنوا كلما جاعوا يأكلون قال ( َوكُلُوا) إذا مستمرة ولحظ أيضا في‬
‫غدًا) إن كان ذلك الدخول في موسم في غاية الثراء من حيث الموسم الزراعي لكن في العراف لم‬ ‫ش ْئتُمْ رَ َ‬
‫حيْثُ ِ‬‫البقرة قال ( َفكُلُوا مِ ْنهَا َ‬
‫يقل رغدا لنك طبعا أنت ساكن في المدينة مرة رغدا مرة ليس رغدا‪ ،‬مرة في مطر مرة ما في مطر‪ ،‬مرة في نبات مرة مافي نبات‬
‫بس قال ( َوكُلُوا ِمنْهَا) لم يقل رغدا لن فرق بعد الدخول أمروا بوقت محدد أن يدخلوا ذلك الوقت كان يهيئ لهم الكل رغدا لما سكنوا‬
‫بها مرة رغدا ومرة ما في رغدا فرب العالمين لم يستخدم كلمة رغدا في قصة العراف‪.‬‬
‫جدًا) الباب باب المسجد فلما قال‬ ‫سّ‬ ‫حطّةٌ وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ ُ‬ ‫جدًا َوقُولُوا حِطّةٌ) في العراف ( َوقُولُوا ِ‬ ‫‪o‬ثم قال رب العالمين (وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ سُ ّ‬
‫جدًا َوقُولُوا حِطّةٌ) يعني ادخلوا الباب وقولوا حطة اللهم حُطّ عنا خطايانا لن خطايا بني إسرائيل كثيرة جدا من زمن‬ ‫(وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ سُ ّ‬
‫سيدنا موسى إلى اليوم ما من أهل دين عصوا أنبياءهم وقتلوهم وشردوهم واتهموهم باللواطة وبالزنا كما فعل اليهود بأنبيائهم‪ .‬ال قال‬
‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا لَا َتكُونُوا كَاّلذِينَ َآذَوْا مُوسَى ﴿‪ ﴾69‬الحزاب) اتهموه ولوط قالوا هذا زنا ببناته الخ فلم يتركوا نبي ولهذا ال يقول‬
‫جدًا) هكذا كأنكم راكعون أو ساجدون زحفا وقولوا يا‬ ‫سّ‬ ‫جدًا) للخضوع والخشوع والتذلل حتى نغفر لكم (وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ ُ‬ ‫(وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ سُ ّ‬
‫ل فما من تائب يقول يا رب اغفر لي بل بتذلل يقول اللهم أنت ربي‬ ‫رب حط عنا يا رب حط عنا الخطايا حديث أن التوبة تقتضي تذل ً‬
‫جدًا) يعني خاشعين‬ ‫أنت رب العالمين خلقتني وأنا عبدك بالتذلل والتضرع‪ ،‬التذلل باللسان ( َوقُولُوا حِطّةٌ) ربي حط عنا خطايانا وقال ( سُ ّ‬
‫خشعا وهذه هي عناصر التوبة إذا أردت أن تتوب فإن عليك أن تتذلل وتتضرع إلى ال بلسانك ربي اغفر لي يا أرحم الراحمين إنك‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫جدًا‬
‫سّ‬ ‫الغفور الرحيم وقلبك في غاية الخشوع مع ال سبحانه وتعالى وهذه من علمات قبول التوبة‪ .‬إذا الية تقول (وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ ُ‬
‫جدًا) معنى ذلك أنت عليك أن تستغفر‬ ‫ب سُ ّ‬ ‫حطّةٌ) أنت ادخل وقل يا ربي اغفر لي ‪ .‬لكن في العراف ( َوقُولُوا حِطّةٌ وَادْخُلُوا ا ْلبَا َ‬ ‫َوقُولُوا ِ‬
‫ال عز وجل قبل الدخول وأثناءه وبعده وهذه حتى عند المسلمين من لزم الستغفار (من لزم الستغفار جعل ال له من كل ه ٍم فرجا‬
‫ق مخرجا ورزقه من حيث ل يحتسب) كل حاجاتك إذا أردتها أن يوفقك ال إليها من أقصر الطرق إليها كثرة الستغفار‬ ‫ومن كل ضي ٍ‬
‫جعَلْ َلكُمْ‬ ‫جنّاتٍ َويَ ْ‬ ‫ل َلكُمْ َ‬ ‫سمَا َء عََل ْيكُ ْم ِمدْرَارًا ﴿‪َ ﴾11‬و ُي ْمدِ ْدكُ ْم بَِأمْوَالٍ َو َبنِينَ َويَ ْ‬
‫جعَ ْ‬ ‫سلِ ال ّ‬ ‫ن غَفّارًا ﴿‪ ﴾10‬يُرْ ِ‬ ‫س َتغْ ِفرُوا َرّبكُمْ ِإنّ ُه كَا َ‬
‫(فَ ُقلْتُ ا ْ‬
‫َأ ْنهَارًا ﴿‪ ﴾12‬نوح) معنى هذا أن الستغفار يأتي بالرزق ويزيل الهم ويفرج الكروب ويأتي بالخصب ويأتي بالبهجة والرغد‪ .‬حينئذٍ لما‬
‫جدًا) يعني أنتم عندما تدخلون‬ ‫سّ‬‫حطّةٌ وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ ُ‬ ‫رب العالمين أراد أن يتوب عليهم وقد ساءت أعمالهم فرب العالمين قال ( َوقُولُوا ِ‬
‫المسجد ائتوه وأنتم تزحفون ساجدين وقولوا ربي اغفر ربي اغفر حطة حطة حط عنا حط عنا حط عنا يا رب العالمين فإذا دخلتم‬
‫جدًا) اختلف التقديم والتأخير يقوم برسم‬ ‫ب سُ ّ‬ ‫جدًا َوقُولُوا حِطّةٌ) ( َوقُولُوا حِطّةٌ وَادْخُلُوا ا ْلبَا َ‬ ‫المسجد استمروا بهذا‪ .‬إذا (وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ سُ ّ‬
‫مقطعين مختلفين في هذه القصة‪.‬‬
‫‪o‬في سورة البقرة ( َنغْفِرْ َلكُ ْم خَطَايَاكُمْ) في العراف ( َنغْفِ ْر َلكُمْ خَطِيئَا ِتكُمْ) ما الفرق؟ كل واحد منا ذنوبه ل تحصى من ساعة ما بلغ في‬
‫الخامسة العشرة إلى أن بلغ حتى المائة ل يمر يوم إل وعنده خطيئة ما يمكن يمر يوم إل وعندك خطيئة حتى لو أنك اغتبت أحدا‬
‫بمزحة ما معقول ليس هناك واحدا عنده جار جائع وما أنصفه ما معقول لم تتكلم مع أبويك بغلظة بسيطة ما معقول ما أسأت إلى‬
‫زوجتك أو أهلك ل بد أن يكون عندك ذنب فذنوبنا كالرمل لكن كل واحد منا في حياته ذنوب يئن منها ليل نهار وعندما يموت يتذكر‬
‫قتل فلن ويوم من اليام كفر ويوم من اليام أكل مال فلن ويوم من اليام لم يصلي ويوم عق والديه هذه الكبائر التي هي مفاصل‬
‫ومعالم على طريق العمر‪ .‬كل واحد منا نحن عندما نقرأ عن الخلفاء مثلً والملوك العرب وكل الملوك خاصة إذا كان هو يخاف ال‬
‫ويؤمن باليوم الخر عند الفراش يئن من ذنب فعله ‪.‬هكذا كل من له ذنوب كبيرة حينئذٍ يذكرها ساعة الحتضار إذا ما تاب عنها‪ .‬في‬
‫خطَايَاكُمْ) كلها بدون تعداد كل الخطايا ربما يكون واحد منهم شك قال لكن هذا خطاياكم شيء وأنا كوني‬ ‫الية الولى قال (نَغْ ِفرْ َلكُمْ َ‬
‫سكُ ْم بِاتّخَا ِذكُمُ‬
‫قتلت فلن شيء آخر لن بني إسرائيل عندهم جرائم رهيبة ورب العالمين أحيانا سلط بعضهم على بعض (ظََل ْمتُمْ َأنْفُ َ‬
‫ب عََل ْيكُمْ ِإنّهُ هُ َو التّوّابُ الرّحِي ُم ﴿‪ ﴾54‬البقرة) يعني عاقبهم عقابا‬ ‫ع ْندَ بَا ِر ِئكُ ْم َفتَا َ‬
‫خيْرٌ َلكُ ْم ِ‬
‫سكُ ْم ذَِلكُمْ َ‬
‫ل َفتُوبُوا إِلَى بَا ِر ِئكُمْ فَا ْقتُلُوا َأنْ ُف َ‬
‫ا ْلعِجْ َ‬
‫أرسل عليهم زوبعة هائلة بحيث ل يرى الواحد الخر وبالسيوف قتل بعضهم بعضا قتل حوالي سبعين ألف حينئ ٍذ هذه ذنوب خطيرة‬
‫ذنوب تتعلق يعني مثلً سدينا موسى ذهب لكي يقابل رب العالمين فعبدوا العجل! من ينسى هذه الجريمة؟ اتخذوا العجل (قَالُوا يَا مُوسَى‬
‫جعَلْ َلنَا إَِلهًا َكمَا َلهُمْ آَِلهَةٌ ﴿‪ ﴾138‬العراف) جرائم خطيرة عندهم حوالي سبع أو ثماني جرائم عددها القرآن الكريم من الموبقات‪ .‬هذه‬ ‫اْ‬
‫خطايا المعدودة خطيئات وجملة الذنوب سماها خطايا‪ .‬كلمة خطيئات وخطايا الخطايا كل ذنوبنا هي خطايا التي هي معالم خطيرة في‬
‫حياتك تئن منها عند الموت هذه خطيئات فهنا لما رب العالمين مرة قال ( َنغْفِرْ َلكُ ْم خَطَايَاكُمْ) كلها ثم قال حتى تلك الرهيبة وهي‬
‫الخطيئات لنها معدودة محددة معروفة ل ينساها العبد ويتذكرها جيدا وهو على فراش الموت وهي التي تهلكه وتوبقه يوم القيامة‪ .‬النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم قال (إياكم والسبع الموبقات) الموبقات لم يقل الموبقة وفعلً الموبقات حوالي خمسين ستين وحدها الكبائر حوالي‬
‫سبعين ثمانين لكن هذه الموبقات المهلكات قال سبعة وهي قتل النفس وعقوق الوالدين أكل الربا أكل مال اليتيم أما عندك الغيبة والحقد‬
‫والكراهية والسباب كثير جدا لكن هذه ل تقال عنها موبقات تقال موبقة هذه الموبقات لنها معروفة محددة ل تتغير ول تتبدل هذا الفرق‬
‫خطَايَاكُمْ)‪.‬‬‫بين ( َنغْفِرْ َل ُكمْ خَطِيئَا ِتكُمْ) و (نَغْ ِفرْ َلكُمْ َ‬
‫سنِينَ) أنت لحظ أن آية البقرة فيها يعني قوة لماذا؟‬ ‫حِ‬ ‫سنَزِيدُ ا ْلمُ ْ‬
‫سنِينَ) بينما في العراف قال ( َ‬ ‫سنَزِيدُ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫‪o‬أخيرا قال في سورة البقرة (وَ َ‬
‫رب العالمين يقول (وَِإ ْذ قُ ْلنَا) أنا رب العالمين الذي قلت أنا قلت لكم‪ ،‬لما كان المخاطِب رب العالمين يكون عطاؤه أكثر يعني فرق بين‬
‫الملك يخاطب زيد من الناس وبين الملك يبعث واحد قل لفلن وفلن شيء يعني عندما يخاطبك الملك مباشرة يكون عطاؤه أعظم بينما‬
‫سنِينَ) واو للتأكيد تدل على كمية العطاء الهائلة بينما‬ ‫سنَزِيدُ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫عندما يرسلك شخص يبلغك يكون العطاء أقل وال قال (وَِإ ْذ قُ ْلنَا) قال (وَ َ‬
‫سنِينَ) يعني لو أنك ذهبت إلى الملك‬ ‫حِ‬‫سنَزِيدُ ا ْلمُ ْ‬
‫في سورة العراف أنبياء كانوا يتكلمون معهم وليس رب العالمين بشكل مباشر قال ( َ‬
‫قلت له يا صاحب الجللة في واحد فلن الفلني محتاج قال له سنكرمه فلما تقابله أنت وجها لوجه ل سنكرمك بقوة لنه أنت عطاؤه‬
‫سنِينَ) ‪.‬‬ ‫سنَزِيدُ ا ْل ُمحْ ِ‬
‫سنِينَ) و (وَ َ‬ ‫حِ‬‫سنَزِيدُ ا ْلمُ ْ‬ ‫مباشر‪ .‬هذا الفرق بين ( َ‬
‫جدًا) وهذا حك ٌم عام جاء في الكتب الثلثة ونحن نعرف أن هناك أحكام مشتركة بين التوراة‬ ‫سّ‬ ‫إذا رب العالمين سبحانه وتعالى لما قال (وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ ُ‬
‫ع من قبلنا شرعٌ لنا وأحكام محددة وآيات محددة حينئذٍ المسجد الذي هو مكان الصلة سواء كان كنيسة أو بيعة أو جامع مسجدا‬ ‫والنجيل والقرآن شر ُ‬
‫في العبادة الصحيحة في زمن سيدنا موسى وزمن سيدنا عيسى وزمن سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم أجرها واحد وكلنا نعرف ما هو أجر المساجد‪،‬‬
‫ل معلقٌ قلبه بالمساجد) (من دخل المسجد فهو ضامنٌ على ال) (ثلث مجالس العبد فيها على ال ضامن ما كان في مسجد جماعة وما‬ ‫مجرد حبها (رج ٌ‬
‫كان في مجلس مريض وما كان في مجلس إمام تعزّره وتوقره) هذه المجالس العبد فيها على ال ضامن‪ .‬فرب العالمين لما يقول لبني إسرائيل‬
‫جدًا َوقُولُوا حِطّ ٌة َنغْفِرْ َل ُكمْ خَطَايَاكُمْ) قبل الدخول وبعد الدخول وأثناء الدخول كما يدخل المسلم المسجد كما قال صلى ال عليه وسلم‬ ‫(وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ سُ ّ‬
‫عمّارها زوّاري وحقٌ للمزور أن يُكرِم زائره) والحديث في هذا الباب تعرفونه جيدا ما هو‬ ‫(أحب البقاع إلى ال المساجد) وقال (المساجد بيوتي و ُ‬
‫فضل الصلة في المسجد على الصلة في البيت؟ ثم ما هو حكم من يعتاد المسجد عند ال؟ قال نشهد له باليمان‪ .‬وحينئ ٍذ فهذا الموضوع كله كان قد‬
‫جدًا َوقُولُوا حِطّةٌ)‪.‬‬ ‫حُكي لبني إسرائيل عندما قال لهم سبحانه وتعالى (وَادْخُلُوا ا ْلبَابَ سُ ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ب َهذَا ا ْل َبيْتِ ﴿‬
‫إذا رب العالمين كما تعلمون لما قال (ادْخُلُوا َهذِهِ الْ َق ْريَةَ) كما ال قال بالضبط نفس المعنى مع اختلف كبير في الحيثيات (فَ ْل َيعْ ُبدُوا رَ ّ‬
‫شئْتُمْ) يعني الشكر على تلك النعمة وقبلها قال (أََل ْم تَرَ‬ ‫ث ِ‬
‫حيْ ُ‬ ‫خوْفٍ ﴿‪ ﴾4‬قريش) (ا ْ‬
‫س ُكنُوا َهذِهِ ا ْلقَ ْريَةَ َوكُلُوا ِم ْنهَا َ‬ ‫‪ ﴾3‬اّلذِي أَ ْ‬
‫ط َع َمهُ ْم مِنْ جُوعٍ وََآ َم َنهُمْ مِنْ َ‬
‫ب الْفِيلِ ﴿‪ ﴾1‬الفيل) شكرا لهذه النعمة الذي آمنكم من خوف وهنا أطعمكم من جوع‪.‬‬ ‫ف َفعَلَ َرّبكَ ِبأَصْحَا ِ‬ ‫َكيْ َ‬

‫آية (‪:)60‬‬
‫*ميا الفرق مين الناحيية البيانيية بيين (انفجرت) فيي سيورة البقرة و(انبجسيت) فيي سيورة العراف فيي‬
‫قصة موسى؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫س مّشْ َر َبهُ ْم كُلُواْ وَاشْ َربُواْ‬‫عيْنا َق ْد عَلِ َم كُلّ ُأنَا ٍ‬
‫شرَ َة َ‬ ‫حجَ َر فَان َفجَرَتْ ِمنْهُ ا ْث َنتَا عَ ْ‬ ‫ستَسْقَى مُوسَى ِلقَ ْومِ ِه فَقُ ْلنَا اضْرِب ّبعَصَاكَ الْ َ‬ ‫جاء في سورة البقرة (وَِإذِ ا ْ‬
‫ستَسْقَاهُ‬‫حيْنَا إِلَى مُوسَى ِإذِ ا ْ‬ ‫سبَاطا ُأمَما وَأَ ْو َ‬ ‫ي عَشْرَةَ َأ ْ‬ ‫سدِينَ {‪ )}60‬وجاء في سورة العراف ( َوقَ ّ‬
‫ط ْعنَاهُ ُم ا ْث َنتَ ْ‬ ‫ض مُفْ ِ‬‫لرْ ِ‬ ‫ل َتعْثَوْ ْا فِي ا َ‬
‫مِن رّ ْزقِ اللّهِ َو َ‬
‫ش َر َبهُمْ وَظَلّ ْلنَا عََل ْيهِمُ ا ْل َغمَامَ وَأَنزَ ْلنَا عََل ْيهِمُ ا ْلمَنّ وَالسّلْوَى كُلُو ْا مِن‬‫س مّ ْ‬‫عيْنا َقدْ عَِل َم كُلّ ُأنَا ٍ‬ ‫ستْ ِمنْهُ ا ْث َنتَا عَشْرَ َة َ‬ ‫ج َر فَانبَجَ َ‬
‫قَ ْومُهُ أَنِ اضْرِب ّبعَصَاكَ الْحَ َ‬
‫سهُ ْم يَظِْلمُونَ {‪.)}160‬‬ ‫ت مَا رَ َز ْقنَاكُمْ َومَا ظََلمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَن ُف َ‬ ‫طّيبَا ِ‬
‫َ‬
‫والسؤال ماذا حدث فعلً هل انفجرت أو انبجست؟ والجواب كلهما وحسب ما يقوله المفسرون أن الماء انفجرت أولً بالماء الكثير ثم قلّ الماء‬
‫بمعاصيهم وفي سياق اليات في سورة البقرة الذي يذكر الثناء والمدح والتفضّل على بني إسرائيل جاء بالكلمة التي تدل على الكثير فجاءت كلمة‬
‫ل من النفجار وهذا أمرٌ مشاهد فالعيون والبار ل تبقى‬ ‫(انفجرت) أما في سورة العراف فالسياق في ذ ّم بني إسرائيل فذكر معها النبجاس وهو أق ّ‬
‫على حالة واحدة فقد تجفّ العيون والبار فذكر النفجار في موطن والنبجاس في موطن آخر وكل المشهدين حصل بالفعل‪.‬‬
‫خطَايَا ُكمْ‬ ‫حطّ ٌة ّنغْفِرْ َلكُمْ َ‬ ‫سجّدا َوقُولُواْ ِ‬ ‫ش ْئتُمْ رَغَدا وَادْخُلُو ْا ا ْلبَابَ ُ‬ ‫حيْثُ ِ‬ ‫خلُو ْا هَـذِهِ ا ْلقَ ْريَ َة َفكُلُو ْا ِمنْهَا َ‬ ‫إذا لحظنا سياق اليات في سورة البقرة (وَِإذْ قُ ْلنَا ادْ ُ‬
‫سقَى‬ ‫ن {‪ }59‬وَِإذِ ا ْ‬
‫ستَ ْ‬ ‫سمَاء ِبمَا كَانُو ْا يَ ْفسُقُو َ‬‫غيْرَ اّلذِي قِيلَ َلهُ ْم َفأَنزَ ْلنَا عَلَى اّلذِينَ ظََلمُواْ ِرجْزا مّنَ ال ّ‬ ‫ظَلمُو ْا قَ ْولً َ‬ ‫ن {‪َ }58‬فبَدّلَ اّلذِينَ َ‬ ‫سنِي َ‬
‫حِ‬ ‫سنَزِيدُ ا ْلمُ ْ‬
‫َو َ‬
‫لرْضِ‬ ‫ل َتعْثَوْ ْا فِي ا َ‬ ‫س مّشْ َر َبهُ ْم كُلُواْ وَاشْ َربُو ْا مِن رّ ْزقِ اللّهِ َو َ‬ ‫عيْنا َقدْ عَلِ َم كُلّ ُأنَا ٍ‬ ‫عشْرَ َة َ‬ ‫ت ِمنْ ُه ا ْثنَتَا َ‬‫ج َر فَان َفجَرَ ْ‬ ‫مُوسَى لِ َق ْومِهِ َفقُ ْلنَا اضْرِب ّبعَصَاكَ الْحَ َ‬
‫ن {‪)}60‬‬ ‫سدِي َ‬‫مُ ْف ِ‬
‫سجّدا ّنغْفِ ْر َلكُمْ خَطِيئَا ِتكُمْ‬ ‫ش ْئتُمْ َوقُولُواْ حِطّ ٌة وَادْخُلُواْ ا ْلبَابَ ُ‬ ‫حيْثُ ِ‬ ‫س ُكنُو ْا هَـذِهِ ا ْلقَ ْريَةَ َوكُلُو ْا ِم ْنهَا َ‬ ‫أما سياق اليات في سورة العراف (وَِإ ْذ قِيلَ َلهُمُ ا ْ‬
‫ن {‪ )}161‬يمكن ملحظة اختلفات كثيرة في اختيار ألفاظ معينة في كل من السورتين ونلخّص هذا فيما يأتي‪:‬‬ ‫سنِي َ‬
‫سنَزِيدُ ا ْلمُحْ ِ‬ ‫َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سورة العراف‬ ‫سورة البقرة‬


‫السياق في ذكر ذنوبهم ومعاصيهم والمقام مقام تقريع وتأنيب‬ ‫سياق اليات والكلم هو في التكريم لبني إسرائيل فذكر‬
‫حرَ َفَأتَوْ ْا عَلَى قَ ْومٍ‬
‫لبني إسرائيل (وَجَاوَ ْزنَا ِببَنِي ِإسْرَائِيلَ ا ْلبَ ْ‬ ‫أمورا كثيرة في مقام التفضيل والتكرّم والتفضّل (وَِإذْ‬
‫جعَل ّلنَا إِلَـها َكمَا‬ ‫صنَا ٍم ّلهُ ْم قَالُواْ يَا مُوسَى ا ْ‬ ‫ن عَلَى َأ ْ‬ ‫َي ْعكُفُو َ‬ ‫ب ُيذَبّحُونَ‬ ‫سوَءَ ا ْل َعذَا ِ‬‫ن يَسُومُو َنكُمْ ُ‬ ‫ل فِرْعَوْ َ‬ ‫ج ْينَاكُم مّنْ آ ِ‬ ‫نَ ّ‬
‫جهَلُونَ {‪ )}138‬والفاء هنا تفيد‬ ‫َل ُهمْ آِلهَةٌ قَالَ ِإّنكُ ْم قَوْ ٌم تَ ْ‬ ‫ن نِسَاءكُمْ َوفِي ذَِلكُم بَل ٌء مّن ّرّبكُ ْم عَظِيمٌ‬ ‫حيُو َ‬‫ستَ ْ‬ ‫َأ ْبنَاءكُمْ َويَ ْ‬
‫المباشرة أي بمجرد أن أنجاهم ال تعالى من الغرق أتوا على‬ ‫ل فِرْعَوْنَ‬ ‫ج ْينَاكُمْ وَأَغْ َر ْقنَا آ َ‬
‫حرَ َفأَن َ‬‫{‪ }49‬وَِإ ْذ فَ َر ْقنَا ِبكُمُ ا ْلبَ ْ‬
‫قوم يعبدون الصنام فسألوا موسى أن يجعل لهم إلها مثل‬ ‫ل ا ْذكُرُو ْا ِنعْ َمتِيَ‬ ‫ن {‪ )}50‬و (يَا بَنِي ِإسْرَائِي َ‬ ‫َوأَنتُ ْم تَنظُرُو َ‬
‫هؤلء القوم‪.‬‬ ‫ت عََل ْيكُمْ وََأنّي َفضّ ْلُتكُ ْم عَلَى ا ْلعَاَلمِينَ {‪)}47‬‬ ‫اّلتِي َأ ْنعَمْ ُ‬
‫ستَسْقَا ُه قَ ْومُهُ أَنِ اضْرِب‬
‫فموسى هو الذي استسقى لقومه (ِإذِ ا ْ‬ ‫قوم موسى استسقوه فأوحى إليه ربه بضرب الحجر (وَِإذِ‬
‫جرَ)‬
‫ّبعَصَاكَ الْحَ َ‬ ‫حجَرَ) وفيها‬ ‫ستَسْقَى مُوسَى ِلقَ ْومِ ِه فَقُ ْلنَا اضْرِب بّعَصَاكَ الْ َ‬ ‫اْ‬
‫تكريم لنبيّ ال موسى واستجابة ال لدعائه‪ .‬واليحاء‬
‫أن الضرب المباشر كان من ال تعالى‪.‬‬
‫(كلوا من طيبات ما رزقناكم) لم يذكر الشرب فجاء باللفظ‬ ‫(كلوا واشربوا) والشرب يحتاج إلى ماء أكثر لذا انفجرت‬
‫ل (انبجست)‬ ‫الذي يدل على الماء الق ّ‬ ‫الماء من الحجر في السياق الذي يتطلب الماء الكثير‬
‫لم يرد ذكر الكل بعد دخول القرية مباشرة وإنما أمرهم‬ ‫جعل الكل عقب الدخول وهذا من مقام النعمة والتكريم‬
‫بالسكن أولً ثم الكل (اسكنوا هذه القرية وكلوا)‬ ‫(ادخلوا هذه القرية فكلوا) الفاء تفيد الترتيب والتعقيب‪.‬‬
‫لم يذكر رغدا لنهم ل يستحقون رغد العيش مع ذكر‬ ‫(رغدا) تذكير بالنعم وهم يستحقون رغد العيش كما يدلّ‬
‫معاصيهم‪.‬‬ ‫سياق اليات‪.‬‬
‫(وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا) لم يبدأ بالسجود هنا لن‬ ‫(وادخلوا الباب سجّدا وقولوا حطة) بُديء به في مقام‬
‫السجود من أقرب ما يكون العبد لربه وهم في السياق هنا‬ ‫التكريم وتقديم السجود أمر مناسب للمر بالصلة الذي‬
‫مبعدين عن ربهم لمعاصيهم‪.‬‬ ‫جاء في سياق السورة (وََأقِيمُواْ الصّلَةَ وَآتُو ْا ال ّزكَاةَ‬
‫وَا ْر َكعُو ْا مَعَ الرّا ِكعِينَ {‪ )}43‬والسجود هو من أشرف‬
‫العبادات‪.‬‬
‫(نغفر لكم خطيئاتكم) وخطيئات جمع قلّة وجاء هنا في مقام‬ ‫(نغفر لكم خطاياكم) الخطايا هم جمع كثرة وإذا غفر‬
‫التأنيب وهو يتناسب مع مقام التأنيب والذّم في السورة‪.‬‬ ‫الخطايا فقد غفر الخطيئات قطعا وهذا يتناسب مع مقام‬
‫التكريم الذي جاء في السورة‪.‬‬
‫(سنزيد المحسنين) لم ترد الواو هنا لن المقام ليس فيه تكريم‬ ‫(وسنزيد المحسنين) إضافة الواو هنا تدل على الهتمام‬
‫ونعم وتفضّل‪.‬‬ ‫والتنويع ولذلك تأتي الواو في موطن التفضّل وذكر النعم‪.‬‬
‫(الذين ظلموا منهم) هم بعض ممن جاء ذكرهم في أول اليات‬ ‫(فبدّل الذين ظلموا قولً غير الذي قيل لهم)‬
‫(فأرسلنا ) أرسلنا في العقوبة أش ّد من أنزلنا‪ ،‬وقد تردد‬ ‫(فأنزلنا على الذين ظلموا)‬
‫الرسال في السورة ‪ 30‬مرة أما في البقرة فتكرر ‪ 17‬مرة‬
‫(بما كانوا يظلمون) والظلم أش ّد لنه يتعلّق بالضير‬ ‫(بما كانوا يفسقون)‬

‫ل الماء بمعاصيهم فناسب ذكر‬


‫(فانفجرت) جاءت هنا في مقام التكريم والتفضّل وهي دللة (فانبجست) في مقام التقريع ق ّ‬
‫على أن الماء بدأ بالنفجار بالماء الشديد فجاء بحالة الكثرة حالة قلّة الماء مع تقريعهم‪.‬‬
‫مع التنعيم‪.‬‬
‫*هل خروج الماء كان كثيرا ً أو قليلً؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل بسبب معاصيهم‪ .‬ليس هذا تعارض كما يظن البعض لكن ذكر الحالة بحسب الموقف الذي هم فيه لما كان‬ ‫خروج الماء كان كثيرا في البداية لكنه ق ّ‬
‫ستَسْقَى مُوسَى ِلقَ ْومِ ِه (‪ )60‬البقرة) موسى هو الذي استسقى‬ ‫فيهم صلح قال انفجرت ولما كثرت معاصيهم قال انبجست‪ .‬حتى نلحظ مرة قال (وَِإذِ ا ْ‬
‫ستَسْقَا ُه قَ ْومُ ُه (‪ )160‬العراف) طلبوا منه السقيا‪ ،‬أيها الجابة أكثر أن يستقي النبي أو القوم يستسقون؟ لما يستسقي النبي إذن لما قال‬ ‫ومرة قال (ِإذِ ا ْ‬
‫ش َربُو ْا مِن رّزْقِ اللّ ِه (‬
‫استسقى موسى قال انفجرت ولما قال استسقاه قومه قال انبجست‪ .‬هي كلها صحيحة وهي خروج اثنتا عشرة عينا‪ .‬قال (كُلُواْ وَا ْ‬
‫ت مَا رَ َز ْقنَا ُك ْم (‪ )160‬العراف)‪ .‬اشربوا يحتاج إلى ماء إذن الماء الكثير يأتي‬ ‫‪ )60‬البقرة) لم يقلها لما قال انبجست وإنما قال فقط كلوا (كُلُو ْا مِن َ‬
‫طّيبَا ِ‬
‫مع الكل والشرب فمع الكل والشرب قال انفجرت لنه يحتاج إلى ماء ولما لم يذكر الشرب قال انبجست‪.‬‬
‫*هذه قضية يستعصي على الكثير فهمها فما الموقف الذي حصل بالضبط؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫عيْنا) موسى ضرب الحجر لكنه‬ ‫ت ِمنْهُ ا ْث َنتَا عَشْرَ َة َ‬ ‫حجَ َر فَانفَجَ َر ْ‬ ‫ستَسْقَى مُوسَى ِلقَ ْومِ ِه فَقُ ْلنَا اضْرِب بّعَصَاكَ الْ َ‬ ‫انفجر بالماء الكثير‪ .‬من ناحية اللغة (وَِإذِ ا ْ‬
‫ت مِنْهُ‬
‫س ْ‬
‫ج َر فَانبَجَ َ‬
‫سقَا ُه قَ ْومُهُ أَنِ اضْرِب ّبعَصَاكَ الْحَ َ‬ ‫ستَ ْ‬
‫ح ْينَا إِلَى مُوسَى ِإذِ ا ْ‬ ‫لم يقل فضرب إذن الكلم محذوف وهو مفهوم ولكن لم يذكره‪ .‬كذلك (وََأوْ َ‬
‫ن كَ ّذبُوا بِآيَا ِتنَا َفدَمّ ْرنَا ُه ْم تَ ْدمِيرًا (‪)36‬‬
‫جمَل بحسب الحالة مثل (فَقُ ْلنَا اذْ َهبَا ِإلَى ا ْلقَوْ ِم اّلذِي َ‬ ‫ع ْينًا) لم يقل معها ضرب إذن معناه هنالك تُختزل ُ‬ ‫ا ْث َنتَا عَشْ َرةَ َ‬
‫ب كَرِي ٌم (‪ ))29‬إذن‬ ‫ي ِكتَا ٌ‬ ‫ي إِلَ ّ‬‫ت يَا َأيّهَا المَلَأُ ِإنّي ُألْقِ َ‬ ‫ن (‪ )28‬قَالَ ْ‬ ‫جعُو َ‬ ‫ع ْنهُ ْم فَانظُ ْر مَاذَا يَرْ ِ‬
‫ل َ‬
‫الفرقان) وكذلك في النمل (اذْهَب ّبكِتَابِي َهذَا فَأَ ْلقِهْ إَِل ْيهِ ْم ثُ ّم تَوَ ّ‬
‫هناك اختزال‪ ،‬هناك قال انفجرت ثم عصوا ربهم فانبجست وهذا المر في القرآن كثير‪.‬‬
‫م هِ) ولم يقل وإذ‬
‫سى لِقَوْ ِ‬
‫مو َ‬ ‫سقَى ُ‬
‫ست َ ْ‬ ‫م هِ (‪ )60‬البقرة) ل ِ َ‬
‫م قال تعالى (وَإِذِ ا ْ‬ ‫سى لِقَوْ ِ‬
‫مو َ‬
‫سقَى ُ‬
‫ست َ ْ‬
‫*(وَإِذِ ا ْ‬
‫استسقى موسى ربّه؟ أليس موسى أحد أفراد القوم؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫في هذا السؤال دللة على عناية ال تعالى بعباده الصالحين فهذا الدعاء والستسقاء يدلك على أن موسى لم يصبه العطش لن ال تعالى وقاه الجوع‬
‫والظمأ كما قال "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"‪ .‬وانظر كيف كان الستسقاء لموسى وحده دون قومه فلم يقل ربنا سبحانه وتعالى ‪ :‬وإذا‬
‫استسقى موسى وقومه ربهم وذلك ليظهر لنا ربنا كرامة موسىِ وحده ولئل يظن القوم أن ال تعالى أجاب دعاءهم‪.‬‬
‫ه اثْنَتَا عَ ْ‬
‫شَرةَ عَيْنًا (‪)160‬‬ ‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬
‫س ْ‬ ‫شَرةَ عَيْنا ً (‪ )60‬البقرة) وقال (فَانب َ َ‬
‫ج َ‬ ‫ه اثْنَتَا عَ ْ‬
‫من ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫*قال تعالى‪ (:‬فَانفَ َ‬
‫جَر ْ‬
‫العراف) ما الفرق بين انفجرت و انبجست؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫هذا في غاية الدقة‪ ،‬النفجار ليس كالنبجاس كما كان يقول الكثير قبل أن نعرض برنامجنا الكلمة وأخواتها‪ ،‬إنفجر غير إنبجس‪ ،‬إنفجر ساعة خروج‬
‫الماء من الرض الصلبة أو الحجر الصلبة عندما إنفجر الحجر أين ذهب الماء؟ سال الماء هذا السيل يسمى إنبجاسا فالنبجاس كانبجاس الجرح‪ ،‬إذا‬
‫ل ثم ينبجس بحيث يسيل الدم إلى مكان بعيد‪ ،‬رب العالمين يذكر لنا الحالتين حالة بني إسرائيل مع موسى ساعة النفجار‬
‫انبجس جرحك هو ينفجر أو ً‬
‫عندما انفجر هذا الحجر وخرج منه ماء زلل عذب وانفجر بقوة انفجاره بقوة أدى إلى أنه ينبجس أي سال في الرض التي هي بعد الحجر لكي‬
‫يشرب منه ‪ 12‬لواء من ألوية بني إسرائيل‪ ،‬كيف يشرب ‪ 12‬فرقة من حجر؟ فسال هذا الماء فانبجست‪ .‬إذن هاتان اليتان تتحدثان عن تسلسل الواقعة‬
‫وكل كلمة ترسم جزءا من صورة وهكذا هو كل القصص القرآني‪ .‬النبجاس ل يكون إل بعد النفجار‪.‬إذن هكذا هو الفرق بين انفجرت وانبجست‪.‬‬
‫آية (‪:)61‬‬
‫َ‬
‫سألْت ُ ْ‬
‫م (‪ )61‬البقرة) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ما َ‬ ‫صرا ً فَإ ِ َّ‬
‫ن لَكُم َّ‬ ‫*ما المقصود بمصر في الية (اهْبِطُوا ْ ِ‬
‫م ْ‬
‫لمْرََأتِ ِه (‪)21‬‬
‫ص َر ِ‬
‫شتَرَاهُ مِن مّ ْ‬
‫مصرا منونة يعني أي مدينة من المدن وليست مصر المعروفة لن هذه الثانية تكون ممنوعة من الصرف ( َوقَالَ اّلذِي ا ْ‬
‫يوسف)‪ ،‬إذا صرفت تكون أي مدينة‪ ،‬هذه مصر البلد‪ .‬أما (مصرا) اي أي بلدة لن ما طلبوه ليس هنا في الصحراء وإنما في أي مدينة‪.‬‬
‫ي بلد‪ .‬المِصر هو الممصّر أي الذي فيه أيّ بناء‪ ،‬أي ادخلوا أي قرية تجدون فيها‬ ‫د‪.‬حسام النعيمى‪ :‬لما قال (اهبطوا مصرا) هنا نوّنها فإذن أ ّ‬
‫عدس وبصل وثوم – ومن الملحظ أن كل الشياء التي طلبوها مما ينفخ المعدة – البقل من البقوليات‪ ،‬القثاء هو الخيار الذي يسمونه الن خيار جثّة‬
‫وفومها قسم قال الحنطة وقسم قال الثوم لن العرب تبدل الثاء والفاء بالنسبة للثوم وهي لهجة من لهجات العرب‪.‬‬
‫*كلميية ضرب تكررت فييي القرآن كثيرا ً بمعانييي مختلفيية فكييم معنييى لهييا فييي اللغيية؟( د‪.‬فاضييل‬
‫السامرائى)‬
‫الضرب كثير في اللغة وهو في اللغة إيقاع شيء على شيء الضرب باليد والعصى‪ .‬عندنا ضرب الدراهم أي صكّها‪ ،‬الضرب في الرض أي سار أو‬
‫س َكنَةُ (‪ )61‬البقرة) م ثل الخي مة‪ ،‬ضرب على يد‬ ‫ض (‪ )101‬الن ساء) تجارة أو ابتغاء الرزق‪َ ( ،‬وضُ ِربَ ْ‬
‫ت عََل ْيهِ ُم الذّلّةُ وَا ْلمَ ْ‬ ‫تا جر (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي الَرْ ِ‬
‫عدَدًا ( ‪ )11‬الك هف) منعنا هم من ال سمع‪،‬‬ ‫ن َ‬ ‫سنِي َ‬‫فلن إذا ح جر عل يه‪ ،‬وضرب على يده إذا تباي عا وتعاقدا على الب يع‪( ،‬فَضَ َربْنَا عَلَى آذَا ِنهِ ْم فِي ا ْل َكهْ فِ ِ‬
‫ن (‪ )5‬الزخرف) يعني نهملكم‪.‬‬ ‫صفْحًا أَن كُنتُ ْم قَ ْومًا مّ سْ ِرفِي َ‬ ‫ضرِ بُ عَنكُ ُم ال ّذكْرَ َ‬ ‫ي خَلْقَ ُه (‪ )78‬يس)‪َ( ،‬أ َفنَ ْ‬
‫ضرَ بَ َلنَا َمثَلًا َونَ سِ َ‬
‫ضرب المثل يعني بيّنه (وَ َ‬
‫الضرب مختلف في اللغة وهذا يسمى مشترِك لفظي كلمة تتعدد معانيها بتعدد سياقها‪ ،‬ضرب الوتد يعني دقّه‪ ،‬وضرب ابنه يعني ربّاه‪.‬‬
‫َ‬
‫م لم يقييل ربنييا سييبحانه وتعالى أصيابتهم الذلة‬ ‫سكَن َ ُ‬
‫ة ( ‪ )61‬البقرة) ل ِي َ‬ ‫ة وَال ْ َ‬
‫م ْي‬ ‫م الذِّل ّ ُ‬
‫ت عَلَيْهِي ُ‬
‫ضرِب َي ْ‬
‫*(وَ ُ‬
‫والمسكنة؟ أليس هذه الصيغة تؤدي معنى ضربت عليهم الذلة والمسكنة؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫تخيل قوما أقاموا في مكان ما فضربت عليهم ُقبّة كيف تشاهد هذه الصورة؟ إنك تتخيل أفرادا ماكثين تحت ُقبّة بحيث تحوطهم من كل جانب وتظلّهم‬
‫وكذلك هذه الية فقد شبّه ال تعالى الذلة والمسكنة بالقبة التي أحاطت أهلها فلزموها ولم يغادروها فكانت الذلة والمسكنة بيتهم الذي ليغادرونه ول‬
‫يحولون عنه‪ .‬والمسكنة هي الفقر وأُخِذ هذا المعنى من السكون لن الفقر يقلل حركة صاحبه ويجعله يؤثِر السكون‪.‬‬
‫* ميا الفرق مين الناحيية البيانيية بيين قوله (يقتلون النيبيين بغيير الحيق) سيورة البقرة وقوله (ويقتلون‬
‫النبياء بغير حق) سورة آل عمران؟ الختلف بين النبيين والنبياء وبغير حق وبغير الحق؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫سهَا‬‫عدَ ِ‬ ‫ض مِن بَقِْلهَا َو ِقثّآ ِئهَا َوفُو ِمهَا َو َ‬‫ت الَرْ ُ‬ ‫ح ٍد فَا ْدعُ َلنَا َرّبكَ ُيخْرِجْ َلنَا ِممّا تُنبِ ُ‬
‫طعَامٍ وَا ِ‬
‫علَىَ َ‬
‫صبِرَ َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (وَِإ ْذ قُ ْلتُ ْم يَا مُوسَى لَن نّ ْ‬
‫ك بَِأّنهُمْ‬ ‫ب مّنَ اللّ ِه ذَِل َ‬ ‫س َكنَةُ َوبَآؤُوْ ْا ِبغَضَ ٍ‬ ‫ت عََل ْيهِمُ الذّلّةُ وَا ْلمَ ْ‬
‫ض ِربَ ْ‬
‫خيْرٌ ا ْهبِطُو ْا ِمصْرا فَإِنّ َلكُم مّا سََأ ْلتُمْ وَ ُ‬ ‫ستَ ْبدِلُونَ اّلذِي هُوَ َأ ْدنَى بِاّلذِي هُوَ َ‬ ‫ل َأتَ ْ‬
‫صِلهَا قَا َ‬
‫َوبَ َ‬
‫ن بِآيَاتِ اللّهِ‬ ‫ن بِ َغيْرِ ا ْلحَقّ ذَِلكَ ِبمَا عَصَواْ ّوكَانُو ْا َيعْ َتدُونَ {‪ )}61‬وقال في سورة آل عمران (إِنّ اّلذِينَ َيكْفُرُو َ‬ ‫ن ال ّن ِبيّي َ‬
‫ت اللّهِ َويَ ْقتُلُو َ‬
‫ن بِآيَا ِ‬‫كَانُو ْا َيكْ ُفرُو َ‬
‫ل مّنْ اللّهِ‬ ‫حبْ ٍ‬
‫ت عََل ْيهِ ُم الذّلّةُ َأيْنَ مَا ثُقِفُواْ ِإلّ بِ َ‬‫ط مِنَ النّاسِ َفبَشّرْهُم ِبعَذَابٍ أَلِي ٍم {‪ )}21‬و(ضُ ِربَ ْ‬ ‫ن بِا ْلقِسْ ِ‬
‫َو َي ْقتُلُونَ النّ ِبيّينَ ِب َغيْرِ حَقٍّ َويَ ْقتُلُونَ اّلذِينَ َي ْأمُرُو َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫عصَوا ّوكَانُو ْا‬ ‫ن بِآيَاتِ اللّهِ َو َي ْقتُلُونَ الَن ِبيَاءَ ِب َغيْرِ حَقٍّ ذَِلكَ ِبمَا َ‬ ‫ك بَِأّنهُ ْم كَانُو ْا َيكْفُرُو َ‬ ‫س َكنَةُ ذَِل َ‬ ‫ت عََل ْيهِمُ ا ْلمَ ْ‬‫ب مّنَ اللّهِ َوضُ ِربَ ْ‬ ‫ل مّنَ النّاسِ َوبَآؤُوا ِبغَضَ ٍ‬ ‫حبْ ٍ‬
‫َو َ‬
‫ن {‪ .)}112‬جمع المذكر السالم إذا كان معه جمع كثرة فإنه يفيد القَلّة ولذا لم يكن معه جمع تكسير يستعمل للقلة والكثرة‪ .‬فعندما يكون معه جمع‬ ‫َي ْعتَدُو َ‬
‫تكسير يفيد القلة (النبيين) أما (النبياء) فتفيد جمع الكثرة‪.‬‬
‫وهناك أمر آخر هو عندما يذكر معاصي بني إسرائيل يذكر النبياء‪.‬‬
‫ثم أن الختلف بين ذكر كلمة (بغير حق) و(بغير الحق) تدل على أن استعمال كلمة (الحق) معرّفة تعني الحق الذي يدعو للقتل فهناك أمور يستحق‬
‫بها القتل‪ .‬أما استعمال (بغير حق) نكرة فهي تعني ل حق يدعو إلى القتل ول إلى غيره‪ .‬فإذا أراد تعالى أن يبيّن لنا العدوان يذكر (بغير حق)‪.‬‬
‫من حيث اللغة النبياء أكثر من النبيين من حيث العدد النبياء جمع تكسير من جموع الكثرة والنبيين جمع مذكر سالم وهو من جموع القلة‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬
‫ل بغير‬ ‫بغير حق وبغير الحق‪ ،‬الحق معرفة وحق نكرة‪ ،‬بغير الحق أي بغير الحق الذي يدعو إلى القتل وهو معلوم (النفس بالنفس) بغير حق يعني أص ً‬
‫حق ل يدعو إلى قتل ول غير قتل‪ ،‬فعندما يقول يقتلون النبياء بغير حق هذا أعظم وأكبر جرما من يقتلون النبيين بغير حق لن النبياء أعم وأشمل‬
‫وحق من دون أي داعي هذا أكبر جرما وأعظم من يقتلون النبيين بغير الحق والنبيين أقل والحق الحق الذي يدعو إلى القتل فذاك أعظم‪ ،‬هذا من حيث‬
‫اللغة وإن شاء ال ثم ننظر في السياق لحقا لما نلحظ مقام الذم والكلم على بني إسرائيل في قوله يقتلون النبياء بغير حق أكثر وأعظم من يقتلون‬
‫النبيين بغير الحق‪.‬‬
‫ق ذَِلكَ ِبمَا‬ ‫حّ‬ ‫ن بِآيَاتِ اللّهِ َو َي ْقتُلُونَ ال ّنبِيّينَ ِب َغيْرِ الْ َ‬ ‫ك بَِأّنهُ ْم كَانُو ْا َيكْفُرُو َ‬‫ضبٍ مّنَ اللّهِ ذَِل َ‬ ‫س َكنَةُ َوبَآؤُوْ ْا ِبغَ َ‬ ‫ت عََل ْيهِ ُم الذّلّةُ وَا ْلمَ ْ‬‫نقرأ سياق اليتين ( َوضُ ِربَ ْ‬
‫حبْلٍ مّنَ النّاسِ َوبَآؤُوا ِبغَضَبٍ‬ ‫ل مّنْ اللّهِ َو َ‬ ‫حبْ ٍ‬
‫ل بِ َ‬ ‫ت عََل ْيهِ ُم الذّلّةُ َأيْنَ مَا ُثقِفُواْ ِإ ّ‬‫ض ِربَ ْ‬ ‫ن (‪ )61‬البقرة) هذه آية البقرة‪.‬في آل عمران ( ُ‬ ‫عصَواْ ّوكَانُو ْا َي ْعتَدُو َ‬ ‫َ‬
‫ك ِبمَا عَصَوا ّوكَانُو ْا َيعْ َتدُونَ (‪ ))112‬هذه عامة‪ ،‬كرر‬ ‫حقّ ذَِل َ‬ ‫ن الَن ِبيَاء بِ َغيْرِ َ‬ ‫س َكنَ ُة ذَِلكَ بَِأّنهُ ْم كَانُو ْا َيكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ َويَ ْقتُلُو َ‬ ‫ت عََل ْيهِمُ ا ْلمَ ْ‬
‫مّنَ اللّهِ َوضُ ِربَ ْ‬
‫ت عََل ْيهِ ُم الذّلّةُ) ما‬ ‫ض ِربَ ْ‬
‫س َكنَةُ) جمعهما في كلم واحد بينما في آل عمران أكّد وكرر وعمم قال ( ُ‬ ‫ت عََل ْيهِ ُم الذّلّةُ وَا ْلمَ ْ‬ ‫(ضربت)‪ .‬في البقرة قال (وَضُ ِربَ ْ‬
‫س َكنَةُ) ضربت مرة أخرى‪ ،‬كرر أعاد فصار تكرار وتعميم وتأكيد لنهم فعلوا أسوأ فإذن استحقوا هذا الكلم‬ ‫ت عََل ْيهِمُ ا ْلمَ ْ‬
‫ض ِربَ ْ‬
‫قال المسكنة‪ ،‬ثم قال (وَ ُ‬
‫التأكيد في ضرب الذلة والمسكنة‪ .‬هل يجوز في البيان أن نضع واحدة مكان أخرى؟ ل يمكن‪ .‬في آل عمران قال ( َويَ ْقتُلُونَ ال ّنبِيّينَ ِب َغيْرِ حَقّ) هذه عامة‬
‫س َكنَةُ‬
‫عَليْهِ ُم ا ْلمَ ْ‬
‫ب مّنَ اللّهِ وَضُ ِر َبتْ َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ن النّاسِ َوبَآؤُوا ِبغَ َ‬ ‫ل مّ َ‬‫حبْ ٍ‬
‫ل مّنْ اللّهِ وَ َ‬ ‫حبْ ٍ‬
‫ل بِ َ‬ ‫ن مَا ثُ ِقفُواْ ِإ ّ‬ ‫ت عََل ْيهِمُ الذّلّةُ َأيْ َ‬ ‫ض ِربَ ْ‬ ‫هذه ليست في بني إسرائيل أما ( ُ‬
‫ن (‪ ))112‬هذه في بني إسرائيل تحديدا في بينما الية‬ ‫عصَوا ّوكَانُو ْا َي ْعتَدُو َ‬ ‫ق ذَِلكَ ِبمَا َ‬ ‫ن الَن ِبيَاء ِب َغيْرِ حَ ّ‬ ‫ن بِآيَاتِ اللّهِ َويَ ْقتُلُو َ‬ ‫ك بَِأّنهُ ْم كَانُو ْا َيكْفُرُو َ‬
‫ذَِل َ‬
‫س َفبَشّرْهُم ِبعَذَابٍ أَلِيمٍ (‪ ))21‬هذا‬ ‫ط مِنَ النّا ِ‬ ‫حقّ َويَ ْقتُلُونَ اّلذِينَ يَ ْأمُرُونَ بِالْ ِقسْ ِ‬ ‫ن بِ َغيْرِ َ‬ ‫ن ال ّن ِبيّي َ‬
‫الخرى هذا حكم عام (إِنّ اّلذِينَ َيكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ َويَ ْقتُلُو َ‬
‫ن (‪ ))22‬أولئك كانت عقوبة الدنيا بينما هنا الحكم‬ ‫عمَاُلهُ ْم فِي ال ّدنْيَا وَالخِرَةِ َومَا َلهُم مّن نّاصِرِي َ‬ ‫طتْ أَ ْ‬ ‫حبِ َ‬
‫حكم آخر ثم يتكلم عن الخرة (أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫عام في الدنيا والخرة‪ ،‬هذا فيمن قتل النبيين فما بالك بمن قتل النبياء؟! لو قال النبياء يعني لم يشمل النبيين فلما قال النبيين شمل النبياء فالذي قتل‬
‫القلة هذا أمره فما بالك بمن قتل أكثر‪ ،‬هو قتل قلة بدون داعي فما بالك بمن قتل أكثر؟! كل واحدة مناسبة في مكانها‪ .‬اللف واللم في اللغة ربما‬
‫تحول الدللة بغير حق وبغير الحق وجمع الكثرة وجمع القلة‪ ،‬جمع المذكر السالم وجمع التكسير‪ .‬جمع التكسير فيه جمع قلة وجمع كثرة‪ ،‬جمع‬
‫التكسير أفعُل أفعال أفعِلة فُعلة جموع قلة وما عداها جمع كثرة ‪ 23‬وزن جموع كثرة‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ن بَِآيَاتِ اللّ ِه َو َي ْقتُلُونَ ال ّنبِيّينَ‬
‫ك بَِأّنهُ ْم كَانُوا َيكْفُرُو َ‬‫ب مِنَ اللّ ِه ذَِل َ‬ ‫س َكنَةُ َوبَاءُوا ِبغَضَ ٍ‬ ‫عَليْهِ ُم الذّلّةُ وَا ْلمَ ْ‬
‫صرًا فَإِنّ َلكُ ْم مَا سََأ ْلتُمْ وَضُ ِر َبتْ َ‬ ‫قال تعالى(ا ْهبِطُوا مِ ْ‬
‫ن ال ّنبِيّينَ) فعل مضارع مرفوع بالواو والنبيين‬ ‫حقّ ذَِلكَ ِبمَا عَصَوْا َوكَانُوا َيعْ َتدُونَ ﴿‪ ﴾61‬البقرة) النبيين جمع مذكر سالم‪ ،‬نبي نبيّون ( َويَ ْقتُلُو َ‬ ‫ِب َغيْرِ الْ َ‬
‫ب مِنَ‬ ‫ض ٍ‬‫ل مِنَ النّاسِ َوبَاءُوا بِغَ َ‬ ‫حبْ ٍ‬
‫ل مِنَ اللّهِ وَ َ‬ ‫حبْ ٍ‬‫ن مَا ثُ ِقفُوا إِلّا بِ َ‬ ‫عَليْهِ ُم الذّلّةُ َأيْ َ‬
‫مفعول به منصوب بالياء‪ ،‬هذا في البقرة‪ ,‬في آل عمران يقول (ضُ ِر َبتْ َ‬
‫صوْا َوكَانُوا َي ْعتَدُونَ ﴿‪ ﴾112‬آل عمران) (ا ْلَأ ْنبِيَاءَ‬ ‫ق ذَِلكَ ِبمَا عَ َ‬ ‫ن بَِآيَاتِ اللّهِ َويَ ْقتُلُونَ ا ْلَأ ْنبِيَا َء ِبغَيْ ِر حَ ّ‬‫ك بَِأّنهُمْ كَانُوا َيكْفُرُو َ‬ ‫س َكنَةُ ذَِل َ‬ ‫ت عََل ْيهِمُ ا ْلمَ ْ‬
‫ض ِربَ ْ‬
‫اللّهِ وَ ُ‬
‫حقّ) اللف واللم‪ ،‬النبيين منصوب وجمع مذكر سالم ومع (بغير الحق) ألف لم حاء قاف هنا (ا ْلَأ ْنبِيَا َء ِبغَيْ ِر حَقّ)‬ ‫ِب َغيْرِ حَقّ) هناك (ال ّنبِيّينَ ِب َغيْرِ الْ َ‬
‫النبياء جمع تكسير وبغير حق نكرة‪ ،‬ما الفرق؟ انظر الفرق بين كل جمع تكسير وجمع مذكر سالم أن جمع المذكر السالم أشرف وأكرم وأعلى من‬
‫جمع التكسير‪ .‬يعني فرق بين طلب وطالبون طلب كلهم خلط زين على شين مثل خضرة آخر الليل لكن الطالبون النبهاء وال قال ( َو ُكنّا بِهِ‬
‫عبَادِهِ ا ْلعَُلمَا ُء ﴿‬ ‫ن ِ‬ ‫ن ﴿‪ ﴾43‬العنكبوت) جمع مذكر سالم (ِإّنمَا يَخْشَى اللّ َه مِ ْ‬ ‫ض ِربُهَا لِلنّاسِ َومَا يَعْ ِقُلهَا إِلّا ا ْلعَاِلمُو َ‬ ‫ل نَ ْ‬‫عَاِلمِينَ ﴿‪ ﴾51‬النبياء) ( َوتِ ْلكَ الَْأ ْمثَا ُ‬
‫سرَائِيلَ ﴿‪ ﴾197‬الشعراء) عندنا علماء وعالمون‪ ،‬العلماء صغارهم وكبارهم وطلب العلم كل من‬ ‫ن َيعَْلمَهُ عَُلمَا ُء َبنِي إِ ْ‬‫‪ ﴾28‬فاطر) (أَ َولَ ْم َيكُنْ َلهُ ْم َآيَةً أَ ْ‬
‫يشتغل بالعلم ‪ -‬كما تعرفون الن في واقعنا الحالي ‪ -‬ليس العلماء على نسقٍ واحد هناك الصغير والمبتدئ والجديد هناك عاقل هناك حفاظ هناك دراخ‬
‫هناك من ل يفكر وهناك من يفكر خليط فلما تقول عالمون ل‪ ،‬هؤلء قمم مجتهدون أصحاب نظريات ( َومَا َيعْقُِلهَا إِلّا ا ْلعَاِلمُونَ) وحينئذٍ كل ما جئت به‬
‫في لغتنا وفي القرآن الكريم جمع التكسير شامل يشمل الزين والشين وبعضه يفضل بعضه‪ ،‬لكن لما جمع مذكر سالم ل‪ ،‬القمم يعني عندما تجمع أبو‬
‫حنيفة والشافعي ومالك وأحمد وجعفر الصادق والباقر وابن حزم الخ وتسميهم علماء! ل‪ ،‬هؤلء عالمون‪ ،‬هناك عموم الشيء وهناك خصوصهم إذا‬
‫ناس من اليهود يقتلون النبياء الصغار حزقيل وغيره من مجموعة أنبياء موجودين ذكرت قسما من الذين ذبحوهم لكنهم ليسوا من كبار النبياء وال‬
‫صبَرَ أُولُو ا ْلعَزْ ِم مِنَ الرّسُلِ ﴿‪ ﴾35‬الحقاف) لكن أولي‬ ‫صبِ ْر َكمَا َ‬ ‫ن عَلَى َبعْضٍ ﴿‪ ﴾55‬السراء) يعني ال تعالى قال (فَا ْ‬ ‫قال (وَلَ َق ْد فَضّ ْلنَا َبعْضَ ال ّن ِبيّي َ‬
‫العزم خمسة فقط من مجموع حوالي خمس وعشرين وكذلك (فَضّ ْلنَا َبعْضَ ال ّنبِيّينَ عَلَى َبعْضٍ) حينئذٍ لما ال قال ( َويَ ْقتُلُونَ ا ْلَأ ْنبِيَاءَ) عامي شامي ‪ -‬كما‬
‫يقول المثل الدارج ‪ -‬قتلوا صغار النبياء قتلوا يحيى وزكريا وشعيا وحزقيل وفلن وفلن الخ بتفاهات وبغير حق وهناك ل يعني ادعوا أنهم قتلوا‬
‫ن مَ ْريَمَ َرسُولَ اللّ ِه (‪ )157‬النساء) لكنه‬ ‫ح عِيسَى ابْ َ‬ ‫شبّهَ َل ُهمْ ﴿‪ ﴾157‬النساء) (ِإنّا َقتَ ْلنَا ا ْلمَسِي َ‬ ‫عيسى وقال على سيدنا عيسى ( َومَا َقتَلُوهُ َومَا صََلبُو ُه وََلكِنْ ُ‬
‫محسوب عليهم‪ .‬هذا الخطاب لليهود الذين في زمن النبي صلى ال عليه وسلم هم ما قتلوه لكنهم يؤمنون بصواب وصحة ما فعله أجدادهم عندما قتلوا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫النبياء والنبيين‪ .‬هذا هو الفرق بين النبياء والنبيين فهم قتلوا الصنفين ادعوا أنهم قتلوا سيدنا عيسى بينما قتلوا أيضا أنبياء صغار يعني أقل من هذا‪.‬‬
‫ثانيا يقول (بِ َغيْرِ ا ْلحَقّ) و (بِ َغيْرِ حَقّ) بغير الحق أي بغير الحكم الثابت الحق المطلق‪ ،‬والفرق بين الحق وحق‪ ،‬الحق هو الثابت الحكم الشرعي الثابت‬
‫وهذا واحدٌ من أسماء الحق‪ .‬ما من كلمة واسعة وغامضة ومتشابك ٍة ككلمة الحق في القرآن و كلمة الحق هو الشيء الثابت الذي ل يتغير (يُ َثبّتُ اللّهُ‬
‫ت ﴿‪ ﴾27‬إبراهيم) يعني القول الحق فكل حقٌ هو ثابت الموت حق والجنة حق والنار حق والسلم حق الخ هذا تفسير‪ .‬إذا‬ ‫اّلذِينَ َآ َمنُوا بِالْقَ ْولِ الثّابِ ِ‬
‫كلمة الحق هنا بالحكم الشرعي الثابت الذي ل تأويل له إل كما (وََأقِيمُوا الصّلَا َة ﴿‪ ﴾43‬البقرة) ما فيها مشكلة ما فيها تأويل‪ .‬بغير حق أي بغير حقٍ‬
‫شرعي من حقوق الناس ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬لكن المهم أننا فرقنا بين النبياء والنبيين أن النبيين الخاصة والنبياء العامة ولهذا رب العالمين سبحانه وتعالى‬
‫ل نَضْ ِر ُبهَا لِلنّاسِ َومَا َيعْقُِلهَا ِإلّا ا ْلعَاِلمُونَ) أن يصل إلى فلسفة المثل القرآني عندك علم أن تكون من‬
‫يفرق بين هذا وذاك كما قال تعالى ( َوتِ ْلكَ الَْأ ْمثَا ُ‬
‫شدَ ُه مِنْ َقبْلُ َو ُكنّا بِ ِه عَاِلمِينَ ﴿‪ ﴾51‬النبياء) هكذا‪.‬‬ ‫أئمة العلماء (وَلَ َقدْ َآ َتيْنَا ِإبْرَاهِيمَ رُ ْ‬
‫آية (‪:)62‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫صالِحا ً فَلَهُي ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬
‫ل َي‬ ‫م نَي بِالل ّيهِ وَالْيَوْيم ِ ال ِ‬
‫خرِ وَعَ ِ‬ ‫م نْي آ َ‬
‫ن َ‬ ‫صاَرى وَال َّي‬
‫صابِئِي َ‬ ‫منُوا ْ وَال ّذِي نَي هَادُوا ْ َوالن َّي َ‬‫ن ال ّذِي نَي آ َ‬ ‫*(إ ِي ّ‬
‫َ‬
‫م عبّر تعالى هنيا بالذيين هادوا ولم‬ ‫ني (‪ )62‬البقرة)‪ :‬ل ِي َ‬ ‫حَزنُو َ‬ ‫م وَل َ هُي ْ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ف عَلَيْهِي ْ‬‫خوْي ٌ‬‫م وَل َ َ‬ ‫عند َ َربِّهِي ْ‬
‫م ِ‬ ‫جُرهُي ْ‬ ‫أ ْ‬
‫يقل اليهود؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫في هذا التعبير إشارة إلى أنهم ليسوا اليهود وإنما هم الذين انتسبوا إلى اليهود ولم يكونوا من سبط يهوذا‪ .‬والنصارى إسم جمع نصرى نسبة إلى‬
‫الناصرة وهي قرية نشأت فيها مريم عليها السلم أم المسيح وقد خرجت مريم من الناصرة قاصدة البيت المقدس فولدت المسيح في بيت لحم ولذا‬
‫سمي عيسى يسوع الناصري ومن ثَم أُطلق على أتباعه إسم النصارى‪.‬‬
‫*ما وجه الختلف من الناحية البيانية بين آية ‪ 62‬في سورة البقرة وآية ‪ 69‬في سورة المائدة؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ن (‪ ))69‬وفي‬ ‫ل ُهمْ َيحْ َزنُو َ‬ ‫عَليْهِمْ َو َ‬
‫عمِلَ صَالِحًا فَلَ خَ ْوفٌ َ‬ ‫ن آمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِرِ و َ‬ ‫ن هَادُواْ وَالصّابِؤُونَ وَالنّصَارَى مَ ْ‬ ‫في المائدة (إِنّ اّلذِينَ آ َمنُواْ وَاّلذِي َ‬
‫ل هُمْ‬‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫ل صَالِحا فََلهُمْ َأجْرُ ُهمْ عِندَ َرّبهِمْ َولَ خَوْ ٌ‬ ‫عمِ َ‬
‫ن آمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِرِ وَ َ‬ ‫ن هَادُواْ وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِينَ مَ ْ‬ ‫البقرة (إِنّ اّلذِينَ آ َمنُواْ وَاّلذِي َ‬
‫ح َزنُونَ (‪ .))62‬النصب ليس فيه إشكال وإنما الرفع هو الذي كثيرا ما يُسأل عنه‪ .‬النصب معطوف على منصوب‪ .‬الرفع في آية سورة المائدة من‬ ‫يَ ْ‬
‫حيث الناحية العرابية ليس فيه إشكال عند النحاة لنهم يقولون على غير إرادة (إنّ)‪ ،‬على محل إسم إنّ‪ .‬في الصل إسم إنّ قبل أن تدخل عليه‬
‫مرفوع فهذا مرفوع على المحل أو يجعلوه جملة‪ :‬والصابئون كذلك‪ .‬لكن لماذا فعل ذلك حتى لو خرّجناها نحويا؟ هي ليست مسألة إعراب فالعراب‬
‫يخرّج لنه يمكن أن نجعلها جملة معترضة وينتهي الشكال‪ .‬لكن لماذا رفع؟ (إنّ) تفيد التوكيد معناه أنه قسم مؤكّد وقسم غير مؤكد‪( .‬الصابئون) غير‬
‫مؤكد والباقي مؤكد لماذا؟ لنهم دونهم في المنزلة‪ ،‬أبعد المذكورين ضللً‪ ،‬يقول المفسرون أن هؤلء يعبدون النجوم‪ .‬صبأ في اللغة أي خرج عن‬
‫المِلّة‪ ،‬عن الدين‪ .‬فالصابئون خرجوا عن الديانات المشهورة‪ .‬وهم قسمان وقسم قالوا إنهم يعبدون النجوم وقسم متبعون ليحيى فهما قسمان‪ .‬هؤلء‬
‫أبعد المذكورين والباقون أصحاب كتاب‪ ،‬الذين هادوا أصحاب كتاب عندهم التوراة والنصارى عندهم كتاب النجيل والذين آمنوا عندهم القرآن‬
‫الصابئون ما عنجهم كتاب ولكن قسم من الصابئين يقولون عندهم كتاب لكن بالنسبة لنا هم أبعد المذكورين ضللً ولذلك هم دونهم في الديانة‬
‫والعتقاد ولذلك لم يجعلهم بمنزلة واحدة فرفع فكانوا أقل توكيدا‪( .‬إنّ) للتوكيد‪ .‬نقول محمد قائم ونقول إن محمد قائم هذه أقوى‪ .‬هي من دون توكيد‬
‫ليست مؤكدة لنهم دون هؤلء‪.‬‬
‫*لماذا لم يأت بها مرفوعة ووضعها في نهاية الترتيب؟ هنا ندخل في مسألة التقديم والتأخير وليست في مسألة المعنى‪ .‬وهي ليست الية الوحيدة التي‬
‫ل ْكبَرِ أَنّ اللّ َه بَرِي ٌء مّنَ ا ْلمُشْ ِركِينَ وَ َرسُولُ ُه (‪ )3‬التوبة) ما قال ورسولَه‬ ‫جاَ‬ ‫س يَوْمَ الْحَ ّ‬‫ن مّنَ اللّهِ وَ َرسُولِهِ إِلَى النّا ِ‬ ‫فيها تغيّر إعرابي‪ .‬في آية التوبة (وََأذَا ٌ‬
‫مع أنه يمكن العطف على لفظ الجللة ال‪ ،‬لم يعطف على إسم الجللة وإنما عطف على المحل أي (ورسوله بريء) لن براءة الرسول ليست ندّا‬
‫براءة ال تعالى ولكنها تبع لها وليست مثلها‪ ،‬براءة ال تعالى هي الولى ولو قال ورسولَه تكون مؤكدة كالولى فإشارة إلى أن براءته ليست بمنزلة‬
‫براءة ال سبحانه وتعالى وإنما هي دونها فرفع على غير إرادة (إنّ)‪ .‬حتى في الشعر العربي‪:‬‬
‫ت وسادةٌ أطهارُ‬ ‫إن النبوةَ والخلف َة فيهم والمكرما ُ‬
‫قال المكرماتُ ولم يقل المكرماتِ لن هؤلء السادة ل يرتقون ل إلى النبوة ول إلى الخليفة‪ .‬هذه الدللة موجودة في الشعر ففهمها العرب‪.‬‬
‫يبقى السؤال حول التقديم والتأخير في الترتيب‪ :‬آية المائدة قال (والصابئون والنصارى) وآية البقرة (والنصارى والصابئين)‪ .‬في المائدة قدّم ورفع‬
‫الصابئين أنه ذمّ النصارى في المائدة ذما فظيعا على معتقداتهم‪ ،‬تكلم على عقيدة التثليث جعلهم كأنهم لم يؤمنوا بال وكأنهم صنف من المشركين (لَ َقدْ‬
‫عمّا يَقُولُونَ‬ ‫حدٌ وَإِن لّ ْم يَن َتهُو ْا َ‬‫ث ثَلَثَةٍ َومَا مِنْ إِلَـهٍ ِإلّ ِإلَـهٌ وَا ِ‬
‫ن قَالُواْ إِنّ اللّ َه ثَاِل ُ‬‫ن مَ ْريَ َم (‪( ))72‬لّ َقدْ كَ َفرَ اّلذِي َ‬‫كَ َفرَ اّلذِينَ قَالُواْ إِنّ اللّ َه هُ َو ا ْلمَسِيحُ ابْ ُ‬
‫غفُورٌ رّحِي ٌم (‪ ))74‬لما كان الكلم على ذم العقائد عقيدة النصارى‬ ‫س َتغْفِرُونَهُ وَاللّ ُه َ‬ ‫عذَابٌ أَلِي ٌم (‪َ )73‬أفَلَ َيتُوبُونَ إِلَى اللّهِ َويَ ْ‬ ‫َل َيمَسّنّ اّلذِينَ َكفَرُو ْا ِم ْنهُ ْم َ‬
‫أخّر النصارى حتى تكون منزلتهم أقل وقدّم الصابئين مع أنهم ل يستحقون وأخّر النصارى لنه ذ ّم عقيدتهم‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في الترتيب؟‬
‫التقديم والتأخير بين الصابئين والنصارى إذا كان كما يقولون الصابئون هم التابعون للنبي يحيى فهو معاصر للمسيح والمسيح ليس بينه وبين‬
‫الرسول نبي‪ ،‬هم زمنيا بعد الذين هادوا وقبل المسيح مع أنهم في عصر واحد لن يحيى أسبق من المسيح‪ .‬النصارى معطوفة على المنصوب لنه‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫هو الصل (ل تظهر عليها علمة العراب لنه إسم مقصور) وهذا الرجح وليس فيه إشكال أن تكون الصابئون مرفوعة وليس بالضرورة أن يكون‬
‫العطف على القرب‪ .‬أخّر النصارى في المائدة لنه ذ ّم عقيدتهم وفي البقرة لم يذم العقيدة ووضع الصابئين في آخر المِلل‪.‬‬
‫عمِلَ صَالِحا فََلهُمْ َأجْرُهُ ْم عِندَ َربّهِمْ َولَ‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِرِ وَ َ‬ ‫ن مَنْ آمَ َ‬ ‫ن هَادُواْ وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِي َ‬ ‫قال تعالى في سورة البقرة (إِنّ اّلذِينَ آ َمنُواْ وَاّلذِي َ‬
‫عمِلَ‬ ‫ن آمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِرِ و َ‬ ‫ن هَادُواْ وَالصّابِؤُونَ وَالنّصَارَى مَ ْ‬ ‫ن {‪ )}62‬وقال في سورة المائدة (إِنّ اّلذِينَ آ َمنُواْ وَاّلذِي َ‬ ‫ل هُ ْم يَحْ َزنُو َ‬‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫خَوْ ٌ‬
‫ن {‪ )}69‬اليتان فيهما تشابه واختلف وزيادة في إحداها عن الخرى‪.‬‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َولَ ُه ْم يَحْ َزنُو َ‬‫صَالِحا فَلَ خَ ْو ٌ‬
‫أولً‪ :‬في سورة البقرة قدّم النصارى على الصابئين (النصب جاء مع العطف لتوكيد العطف)‪ ،‬وفي آية سورة المائدة قدّم الصابئون على النصارى‬
‫ورفعها بدل النصب‪ .‬فمن حيث التقديم والتأخير ننظر في سياق السورتين الذي يعين على فهم التشابه والختلف‪ ،‬ففي آية سوة المائدة جاءت اليات‬
‫بعدها تتناول عقيدة النصارى والتثليث وعقيدتهم بالمسيح وكأن النصارى لم يؤمنوا بالتوحيد فيما تذكر اليات في السورة (َل َقدْ كَ َفرَ اّلذِينَ قَالُواْ ِإنّ اللّهَ‬
‫جنّةَ َومَأْوَا ُه النّارُ َومَا لِلظّاِلمِينَ ِمنْ‬ ‫حرّمَ اللّ ُه عَلَيهِ الْ َ‬‫ك بِاللّ ِه َف َقدْ َ‬
‫عُبدُواْ اللّهَ َربّي َو َرّبكُمْ ِإنّهُ مَن يُشْ ِر ْ‬ ‫ح يَا َبنِي إِسْرَائِيلَ ا ْ‬ ‫ن مَ ْريَمَ َوقَالَ ا ْلمَسِي ُ‬ ‫هُ َو ا ْلمَسِيحُ ابْ ُ‬
‫عذَابٌ أَلِي ٌم {‪)}73‬‬ ‫ن كَفَرُواْ ِم ْنهُ ْم َ‬ ‫عمّا يَقُولُونَ َل َيمَسّنّ اّلذِي َ‬ ‫حدٌ َوإِن لّ ْم يَن َتهُو ْا َ‬ ‫لثَةٍ َومَا مِنْ إِلَـهٍ ِإلّ إِلَـهٌ وَا ِ‬ ‫ث ثَ َ‬‫أَنصَا ٍر {‪ }72‬لّ َقدْ كَ َفرَ اّلذِينَ قَالُواْ إِنّ اللّ َه ثَالِ ُ‬
‫ل َقدْ خََلتْ مِن َقبْلِهِ الرّسُلُ وَُأمّهُ‬ ‫ح ابْنُ مَ ْريَ َم ِإلّ رَسُو ٌ‬ ‫عذَابٌ َألِي ٌم {‪( )}73‬مّا ا ْلمَسِي ُ‬ ‫عمّا َيقُولُونَ َل َيمَسّنّ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا ِمنْهُ ْم َ‬ ‫ثم جاء التهديد (وَإِن لّ ْم يَن َتهُواْ َ‬
‫ن {‪ )}75‬هذا السياق لم يذكر هذا المر في سورة البقرة وهكذا اقتضى تقديم‬ ‫ت ثُمّ انظُرْ َأنّى يُ ْؤ َفكُو َ‬ ‫ظ ْر َكيْفَ ُن َبيّنُ َل ُهمُ اليَا ِ‬ ‫طعَامَ ان ُ‬ ‫صدّيقَ ٌة كَانَا يَ ْأكُلَنِ ال ّ‬‫ِ‬
‫الصابئين على النصارى في آية سورة المائدة‪ .‬فلما كان الكلم في ذم معتقدات النصارى اقتضى تأخيرهم عن الصابئين‪.‬‬
‫أما من حيث رفع الصابئون في آية سورة المائدة ونصبها في آية سورة البقرة فالنحاة يحددون أنه من حيث العراب العطف على محل إسم إن (محل‬
‫إسم إن في الصل رفع) أو يجعل منه جملة مبتدأ أو جملة إعتراضية ول يهم الوجه العرابي‪ .‬ونسأل لماذا رفع الصابئون؟ بغض النظر عن الناحية‬
‫ن يعني‬ ‫ن فالرفع إذن جاء في آية سورة المائدة على غير إرادة إ ّ‬ ‫العرابية (إنّ) تفيد التوكيد فإذا عطفنا عليها بالرفع يعني أننا عطفنا على غير إرادة إ ّ‬
‫لن المعطوف غير مؤكد (الصابئون جاءت مبتدأ وليس عطف على ما سبق وهي على غير إرادة إنّ) لكن لماذا؟ معنى ذلك أن الصابئون أقل توكيدا‬
‫لن الصابئين أبعد المذكورين عن الحق فهم ليسوا من أهل الكتاب ولذلك لم يلحقوا بهم في العطف‪ .‬مثال‪ :‬عندما نقول إن محمد حضر تكون أوكد من‬
‫حضر محمد‪ .‬ففي سورة المائدة جعل تعالى موازنة فقد قدّم الصابئين ولم يؤكدهم ولم يعطهم الولوية ليكون مقامهم كما جاء في آية سورة البقرة‬
‫مؤخرين على من ذُكر معهم في الية وأخّرالنصارى مأكدهم‪ ،‬أما في سورة البقرة فقد قدّم النصارى وأكدهم وأخّر الصابئين لكن جعلهم ملحوقين‬
‫بالنصارى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬هناك فرق بين اليتين (فلهم أجرهم عند ربهم ول خوف عليهم ول هم يحزنون) في آية سورة البقرة أما في سورة المائدة (فل خوف عليهم ول‬
‫هم يحزنون) المذكورين في اليتين هم نفسهم (الذين آمنوا‪ ،‬الذين هادوا‪ ،‬النصارى‪ ،‬الصابئين) فلماذا جاء في سورة البقرة (فلهم أجرهم عند ربهم ولم‬
‫تأتي في سورة المائدة؟ في سورة المائدة السايق كما قلنا في ذمّ عقائد اليهود والنصارى ذمّا كثيرا مسهب‪ .‬أما في البقرة فالكلم عن اليهود فقط وليس‬
‫النصارى ونستعرض آيات السورتين وننظر كيف تكلم عن اليهود في اليتين‪ :‬في سورة المائدة الكلم على اليهود أشدّ مما جاء في البقرة حتى لما‬
‫عبَدَ الطّاغُوتَ‬ ‫خنَازِيرَ وَ َ‬ ‫ل ِم ْنهُمُ الْ ِق َردَةَ وَالْ َ‬
‫جعَ َ‬
‫ب عََليْهِ وَ َ‬‫غضِ َ‬ ‫يذكر العقوبات يذكرها في المائدة(قُلْ َهلْ ُأنَ ّبُئكُم بِشَ ّر مّن ذَِلكَ َمثُوبَةً عِندَ اللّ ِه مَن ّل َعنَهُ اللّهُ وَ َ‬
‫ن {‪ )}65‬وسياق‬ ‫سئِي َ‬
‫ت فَقُ ْلنَا َلهُ ْم كُونُواْ ِق َردَةً خَا ِ‬ ‫سبْ ِ‬‫ع َتدَواْ مِنكُ ْم فِي ال ّ‬ ‫ل {‪ )}60‬أكثر من البقرة (وَلَ َق ْد عَِل ْمتُمُ اّلذِينَ ا ْ‬ ‫سبِي ِ‬
‫ل عَن سَوَاء ال ّ‬ ‫ُأوْلَـ ِئكَ شَ ّر ّمكَانا َوأَضَ ّ‬
‫الغضب في المائدة على معتقدات النصارى واليهود أشدّ وما ذكرهم في المائدة إل بمعاصيهم فاقتضى السياق أن يكون زيادة الخير والرحمة في‬
‫المكان الذي يكون الغضب فيه أقل (في سورة البقرة) وجو الرحمة ومفردات الرحمة وتوزيعها في سورة البقرة ‪:‬ثر مما جاء في سورة المائدة ولم‬
‫تُجمع القردة والخنازير إل في سورة المائدة‪.‬‬
‫مبدئيا بما أن سورة البقرة جاءت أقل غضبا وذكرا لمعاصي اليهود لذا جاءت الرحمة فقد وردت الرحمة ومشتقاتها في سورة البقرة ‪ 19‬مرة بينما‬
‫وردت في المائدة ‪ 5‬مرات لذا اقتضى التفضيل بزيادة الرحمة في البقرةوالجر يكون على قدر العمل فالنسبة للذين آمنوا من أهل الكتاب قبل تحريفه‬
‫وهم مؤمنون بال تعالى عليهم أن يؤمنوا إيمانا آخر باليوم الخر المقصود الذين آمنوا إيمانا حقيقيا‪.‬‬
‫أنواع العمل الصالح في السورتين‪ :‬في سورة المائدة ورد ذكر ‪ 10‬أنواع من العمل الصالح (الوفاء بالعقود‪ ،‬الوضوء‪ ،‬الزكاة‪ ،‬المر بإطاعة ال‬
‫ورسوله‪ ،‬والحسان‪ ،‬التعاون على البر والتقوى‪ ،‬إقام الصلة‪ ،‬الجهاد في سبيل ال والمر باستباق الخيرات) وفي سورة البقرة ورد ذكر ‪ 30‬أو ‪33‬‬
‫نوع من أعمال الخير وتشمل كل ما جاء في سورة المائدة ما عدا الوضوء وفيها بالضافة إلى ذلك الحج والعمرة والصيام والنفاق والعكوف في‬
‫المساجد وبر الوالدين والهجرة في سبيل ال وليفاء الدين والقتال في سبيل ال والصلح بين الناس وغيرها كثير‪ ،‬لذا اقتضى كل هذا العمل الصالح‬
‫في البقرة أن يكون الجر أكبر (فلهم أجرهم عند ربهم)‪.‬‬
‫من ناحية أخرى (فلهم أجرهم عند ربهم) تتردد مفرداتها في كل سورة كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الفاء وردت في البقرة ‪ 260‬مرة ووردت في المائدة ‪ 180‬مرة‬
‫‪ .2‬لهم وردت في البقرة ‪ 29‬مرة وفي المائدة ‪ 15‬مرة‬
‫‪ .3‬أجرهم وردت في البقرة ‪ 5‬مرات وفي المائدة مرة واحدة فقط‬
‫‪ .4‬عند وردت في البقرة ‪ 19‬مرة وفي المائدة مرة واحدة‬
‫‪ .5‬ربهم وردت في البقرة ‪ 10‬مرات ومرتين في المائدة‪.‬‬
‫وهذه العبارة (فلهم أجرهم عند ربهم ول خوف عليهم ول هم يحزنون) لم ترد إل في سورة البقرة بهذا الشكل وقد وردت في البقرة ‪ 5‬مرات‪.‬‬
‫وتردد الكلمت في القرآن تأتي حسب سياق اليات وفي اليات المتشابهة يجب أن نرى الكلمات المختلفة فيها وعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫(فمن آمن وأصلح فل خوف عليهم ول هم يحزنون) (النعام) اليمان ومشتقاته ورد ‪ 24‬مرة والتقوى وردت ‪ 7‬مرات‪ .‬بينما في سورة‬
‫العراف (فمن اتقى أصلح فل خوف عليهم ول هم يحزنون) ورد اليمان ومشتقاته ‪ 21‬مرة والتقوى ‪ 11‬مرة‪.‬‬
‫(فأصابهم سيئات ما عملوا) في سورة النحل تكرر العمل ‪ 10‬مرات والكسب لم يرد أبدا‪ .‬أما في سورة الزمر (فأصابهم سيئات ما كسبوا)‬
‫تكرر الكسب ‪ 5‬مرات والعمل ‪ 6‬مرات‪.‬‬
‫(فلما أتاها نودي يا موسى) (طه) تكرر لفظ التيان أكثر من ‪ 15‬مرة والمجيء ‪ 4‬مرات بينما في سورة النمل (فلما جاءها نودي يا موسى)‬
‫تكررت ألفاظ المجيء ‪ 8‬مرات وألفاظ التيان ‪ 13‬مرة‪.‬‬
‫(إن ال غفور رحيم) (البقرة) تكرر لفظ الجللة ال ‪ 282‬مرة والرب ‪ 47‬مرة ولم ترد إن ال غفور رحيم أبدا في سورة النعم‪ ،‬بينما في‬
‫سورة النعام (إن ربك غفور رحيم) تكررت كلمة الرب ‪ 53‬مرة ولفظ الجللة ال ‪ 87‬مرة ولم تردفي سورة البقرة أبدا إن ربك غفور رحيم‬
‫(فل خوف عليهم ول هم يحزنون) الفاء في موضعها وهي ليست حرف عطف ولكنها جواب للذين (هي جواب شرط) ول يُجاب عليه بغير الفاء أن‬
‫جواب الشرط أو جواب اسم الشرط الذين يؤتى بالفاء ول حرف غيرها ينوب مكانها‪.‬‬
‫(ل خوف عليهم ول هم يحزنون) تعبير في غاية العجب والدقة من الناحية التعبيرية والدقة ول تعبير آخر يؤدي مؤدّاه‪ .‬نفى الخوف بالصورة السمية‬
‫ونفى الحزن بالصورة الفعلية كما خصص الحزن (ول هم) ولم يقل ل عليهم خوف‪:‬‬
‫‪ .1‬ل خوف عليهم ولم يقل ل يخافون كما قال ل يحزنون لنهم يخافون ول يصح أن يقال ل يخافون لنهم يخافون قبل ذلك اليوم (يخافون‬
‫يوما تتقلب فيه القلوب والبصار) (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) وهذا مدح لهم قبل يوم القيامة أما يوم القيامة يخافون إل مَن‬
‫أمّنه ال تعالى‪ .‬كل الخلق خائفون (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمّا أرضعت) لذا ل يصح أن يقال ل يخافون فالخوف شيء طبيعي‬
‫موجود في النسان‪.‬‬
‫‪ .2‬ل خوف عليهم معناها ل يُخشى عليهم خطر‪ .‬ليس عليهم خطر فقد يكونوا خائفين أو غير خائفين كما يخاف الهل على الطفل مع أنه هو‬
‫ل يشعر بالخوف ول يُقدّر الخوف فالطفل ل يخاف من الحيّة ولكنا نخاف عليه منها لنه ل يُقدّر الخوف‪ .‬الخوف موجود ولكن المان من‬
‫ال تعالى أمّنهم بأنه ل خوف عليهم ليس المهم أن يكون النسان خائفا أو غير خائف المهم هل يكون عليه خطر أم ل (ل خوف عليهم) وقد‬
‫يخاف النسان من شيء ولكن ليس خوف كالطفل يخاف من لعبة ل تشكل عليه خطرا‪.‬‬
‫‪ .3‬ول هم يحزنون‪ :‬جعل الحزن بالفعل فأسنده إليهم لماذا لم يقل (ول حزن)؟ لنه ل يصح المعنى لنه لو قالها تعني ول حزن عليهم أي ل‬
‫يحزن عليهم أحد المهم أن ل يكون النسان حزينا لكن ل أن يُحزن عليه أحد (إما لنه ل يستحق الحزن عليه أو ل يشعر)‪.‬‬
‫‪ .4‬ول هم يحزنون‪ :‬بتقديم (هم) الذين يحزن غيرهم وليس هم‪ .‬نفي الفعل عن النفس ولكنه إثبات الفعل لشخص آخر كأن نقول (ما أنا ضربته)‬
‫ت وجود شخص آخر ضربه (يُسمّى التقديم للقصر) أما عندما نقول (ما ضربته) يعني ل أنا ول غيري‪ .‬نفى الحزن‬ ‫نفيته عن نفسي وأثب ّ‬
‫عنهم وأثبت أن غيهم يحزن (أهل الضلل في حزن دائم)‪ .‬ولم يقل ل خوف عليهم ولحزن لهم لنها ل تفيد التخصيص (نفى عنهم الحزن‬
‫ولم يثبته لغيرهم) ولو قال ول لهم حزن لنتفى التخصيص على الجنس أصلً ول ينفي التجدد وقوله تعالى (ل خوف ٌ عليهم ول هم‬
‫يحزنون) ل يمكن أن يؤدي إلى حزن فنفى الخوف المتجدد والثابت ونفى الحزن المتجدد (ل هم يحزنون بمعنى ل يخافون) والثابت (ل‬
‫خوف) ول يمكن لعبارة أخرى أن تؤدي هذا المعنى المطلوب‪.‬‬
‫‪ .5‬لماذا إذن لم يقل (ل عليهم خوف) ولماذا لم يقدم هنا؟ لنه ل يصح المعنى ولو قالها لكان معناها أنه نفى الخوف عنهم وأثبت أن الخوف‬
‫على غيرهم يعني يخاف على الكفار لكن من الذي يخاف على الكفار‪ .‬لذا ل يصح أن يقال ل عليهم خوف كما قال ول هم يحزنون‪.‬‬
‫‪ .6‬لماذا قال ل خوفٌ ولم يقل ل خوفَ عليهم (مبنية على الفتح)؟ ل خوفَ‪ :‬ل النافية للجنس تفيد التنصيص في نفي الجنس (ل رجلَ هنا‬
‫معناها نفينا الجنس كله) أما (ل خوفٌ) عندما تأتي بالرفع يحتمل نفي الجنس ونفي الواحد‪ .‬والسياق عيّن أنه ل خوفٌ عليهم ول هم يحزنون‬
‫من باب المدح على سبيل الستغراق وفي مقام المدح‪ .‬وفي قراءة أخرى خوفَ (قراءة يعقوب)‪ .‬الرفع أفاد معنيين ل يمكن أن يفيدها البناء‬
‫على الفتح‪ ،‬ل خوفٌ عليهم يفيد دللتين أولً إما أن يكون حرف الجر متعلق بالخوف خوفٌ عليهم والخبر محذوف بمعنى ل خوف عليهم‬
‫من أي خطر (ل خوف) من باب الحذف الشائع ويحتمل أن يكون الجار والمجرور هو الخبر (عليهم) قد يكون هو الخبر‪ .‬مثال قولنا‪:‬‬
‫الجلوس في الصف‪ :‬قد تحتاج إلى خبر فنقول الجلوس في الصف نافع وجيّد‪ ،‬وقد تحتمل معنى أن الجلوس (مبتدأ) في (الصف) خبر بمعنى‬
‫ف عليهم) تدل على معنيين ل خوف عليهم من أي شيء وتحتمل ل خوف عليهم وهذا متعلق‬ ‫الجلوس كائن في الصفّ‪ .‬في الرفع (ل خو ٌ‬
‫ف عليهم) ل يمكن أن يكون هذا المر ول بد أن يكون الجار‬ ‫بالخوف ومتعلق بالخبر المحذوف (من أي خطر)‪ .‬أما في النصب (ل خو َ‬
‫والمجرور هو الخبر (ل خوف عليهم) عليهم ل يحتمل أن يكون متعلقا وهذا يؤدي إلى معنى واحد وليس معنيين أي يأخذ شق من المعنيين‬
‫ويكون متعلقا بالخبر المحذوف وليس بالخبر‪ .‬فلماذا ل يصح؟ لنه إذا تعلق بالمضاف يجب القول ل خوفا عليهم (لنه يصبح شبيه‬
‫بالمضاف) ول يعد مبنيا على الفتح إنما منصوبا‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫عنْدَ َرّبهِمْ وَلَا‬
‫جرُهُ ْم ِ‬
‫عمِلَ صَالِحًا َفَلهُمْ أَ ْ‬ ‫خرِ وَ َ‬ ‫ن بِاللّ ِه وَا ْليَوْمِ ا ْلآَ ِ‬
‫الية الكريمة في سورة البقرة (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّابِئِينَ مَنْ َآمَ َ‬
‫ن (‪ ))62‬ذكر الذين هادوا ثم قال النصارى ثم قال الصابئين‪ .‬في الحج (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالصّابِئِينَ وَالنّصَارَى‬ ‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا هُ ْم يَحْ َزنُو َ‬
‫خَوْ ٌ‬
‫ن هَادُوا وَالصّابِئُونَ‬ ‫شهِي ٌد (‪ ))17‬وفي المائدة (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِي َ‬ ‫يءٍ َ‬ ‫ل َبيْ َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَةِ إِنّ اللّ َه عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫ش َركُوا إِنّ اللّ َه يَ ْفصِ ُ‬ ‫س وَاّلذِينَ أَ ْ‬
‫وَا ْلمَجُو َ‬
‫ن (‪ .))69‬في آية البقرة سنجد أن الكلم هنا على مصائب بني‬ ‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا هُ ْم يَحْ َزنُو َ‬
‫عمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْ ٌ‬ ‫وَالنّصَارَى مَنْ َآمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الَْآخِرِ وَ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫إسرائيل والجرائم التي ارتكبوها‪ :‬فعلتم كذا تقتلون النبيين بغير الحق بحيث أن القارئ أو الذي يسمع القرآن يدخل في روعه أن هؤلء ل يمكن أن‬
‫يرحمهم ال تعالى فدخلت هذه الية في خلل الكلم على مصائبهم ومشاكلهم لتبين أن باب التوبة وباب اللجوء إلى السلم مفتوح أمامهم ولذلك قال‬
‫(فلهم أجرهم) ها ذكر الجر ولم يكن قد ذكر النصارى ول الصابئين‪ .‬فلما كان الكلم على أجر المم ذكر المؤمنين أولً وذكر الذين هادوا ثم ذكر‬
‫النصارى الذين يلونهم ثم الصابئون الذين يلونهم‪ .‬لن الصابئون قولن‪ :‬فمنهم من يقول هم فريق من النصارى صأوا ومنهم من يقول هو قوم جاءوا‬
‫بعد المسيح‪ .‬فالمهم درّجها تدريجا تاريخيا‪ .‬أما في سورة الحج فكان المقصود إظهار التأكيد على أن الذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس‬
‫والذين أشركوا يفصل بينهم يوم القيامة‪ .‬كلمة الذين هادوا ل يظهر إعرابها لن (الذين) مبنية والنصارى ل يظهر عليها العراب والية تريد أن نبين‬
‫التوكيد فجعلت الصابئين بين الذين هادوا والنصارى لن العراب ظاهر فيها حتى يٌعلم أن التوكيد هنا مراد‪ .‬وظاهر التوكيد استعمال (إنّ) في ثلثة‬
‫شهِي ٌد (‬ ‫يءٍ َ‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫ل َبيْ َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة إِنّ اللّ َه عَلَى كُ ّ‬‫ش َركُوا إِنّ اللّ َه يَ ْفصِ ُ‬ ‫ن هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى وَا ْلمَجُوسَ وَاّلذِينَ أَ ْ‬ ‫مواضع (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِي َ‬
‫‪ ))17‬من أين عرفناها؟ عرفناها من قوله (الصابئين) لنها جاءت منصوبة‪ .‬والنصارى أيضا ((إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى‬
‫شهِيدٌ) حتى نفهم أن هذا الموضع موضع توكيد إنّ‪ .‬وضع الصابئين‬ ‫شيْءٍ َ‬ ‫ل َب ْي َنهُمْ يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ إِنّ اللّ َه عَلَى كُلّ َ‬
‫ش َركُوا) (إِنّ اللّ َه يَفْصِ ُ‬ ‫س وَاّلذِينَ أَ ْ‬‫وَا ْلمَجُو َ‬
‫بين إسمين ل يظهر العراب فيهما والعمل نفسه ُكرّر مع حالة الرفع (والصابئون) من يعلم أن الذين هادوا في موضع رفع والنصارى وسبق أن‬
‫تكلمنا عنها (الصابئون والصابئين)‪ :‬تقسم الناس إلى قسمين (الذين آمنوا ل خوف عليهم ول هم يحزنون) و (الذين هادوا والنصارى والصابئين ل‬
‫خوف عليهم ول هم يحزنون) بشرط اليمان بال واليوم الخر والعمل الصالح‪ .‬اليمان بال واليوم الخر وفق دين السلم بعد أن نزل السلم‪.‬‬
‫ف عََل ْيهِمْ‬ ‫عنْدَ َرّبهِمْ وَلَا خَوْ ٌ‬ ‫ل صَاِلحًا فََلهُ ْم أَجْرُ ُه ْم ِ‬ ‫عمِ َ‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ا ْلآَخِرِ وَ َ‬
‫في سورة البقرة‪( :‬إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّابِئِينَ مَنْ َآمَ َ‬
‫ح َزنُونَ (‪ ))62‬هنا (والصابئون)‪.‬‬ ‫َولَا هُ ْم يَ ْ‬
‫السم ورد في ثلث مواضع‪ :‬الصابئون والصابئين‪ :‬في موضعين جاء منصوبا وفي موضع جاء مرفوعا‪.‬‬
‫إعراب (إن الذين آمنوا)‪ :‬إن‪ :‬حرف مشبه بالفعل‪ ،‬الذي اسمها في موضع نصب‪ ،‬آمنوا‪ :‬صلة الموصول‪ .‬الواو هنا استئنافية أو عاطفة لجملة يعني‬
‫وخبر إن محذوف سيدل عليه ما سيأتي تقديره الكلم‪ :‬إن الذين آمنوا ل خوف عليهم ول هم يحزنون‪ .‬ابتدأ كلما آخر معطوف على الكلم السابق‬
‫(والذين هادوا والصابئون والنصارى) الذين‪ :‬مبتدأ في محل رفع خبره (من آمن بال واليوم الخر فلهم أجرهم عند ربهم ول خوف عليهم ول هم‬
‫يحزنون) جملتا الشرط والجواب يعني الذين هادوا هذا حكمهم (من آمن بال واليوم الخر) هذه جملة خبر المبتدأ (الجملة خبرية جملة خبر) فماذا‬
‫حذِف خبره لدللة ما بعده عليه (ل خوف عليهم ول هم يحزنون) جاءت الواو لتعطف الجملة الجديدة المكونة من مبتدأ ومعطوفات‬ ‫عندي؟ عندي مبتدأ ُ‬
‫على المبتدأ وجملة خبرية‪ .‬الذين وحدها مبتدأ وهذه (هادوا) في موضع رفه وهذه معطوفة على المرفوعات وهذا شبيه تماما قول بِشر (إننا وأنتم بغاة)‬
‫أخبر عن أنتم بقوله بغاة ولو كانت الواو عاطفة على مفرد كان ل يستطيع أن يقول أنتم‪ .‬عطف الجملة واستأنفت وعطفت الجملة‪.‬‬
‫الية في سورة المائدة‪:‬الكلم على اليهود والنصارى‪ ،‬مرة يذكر اليهود ومرة يذكر النصارى ثم يتكلم عن دعوتهم (‪ )67‬المر أمر دعوة لهؤلء أن‬
‫يدخلوا في السلم‪ ،‬ثم يقول (إن الذين آمنوا والذين هادوا)‪ .‬نأتي الى التطبيق‪( :‬إن الذين آمنوا) الذي‪ :‬اسم موصول مبني في محل نصب ولم تظهر‬
‫علمة النصب على كلميتن‪ ،‬آمنوا‪ :‬صلة الموصول ل محل لها من العلاب‪ ،‬الواو في كلمة(والذين هادوا) الواو عاطفة لجملة على جملة‪ .‬أوضح‬
‫عمِلَ صَاِلحًا) هذا القيد ليس لمن آمن بمحمد لن المر أمر‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ا ْلآَخِ ِر وَ َ‬‫المر أكثر‪ :‬الذين آمنوا ل يحتاجون إلى أن يقال لهم (مَنْ َآمَ َ‬
‫ن(‬ ‫ك مِنَ النّاسِ إِنّ اللّ َه لَا َيهْدِي الْقَ ْومَ ا ْلكَافِرِي َ‬ ‫ص ُم َ‬‫ل َفمَا بَّلغْتَ رِسَاَلتَهُ وَاللّ ُه َيعْ ِ‬ ‫ك مِنْ َرّبكَ وَإِنْ َل ْم تَ ْفعَ ْ‬‫ل بَلّغْ مَا ُأنْزِلَ إَِل ْي َ‬‫دعوة‪ .‬لما يقول (يَا َأّيهَا الرّسُو ُ‬
‫ن َكثِيرًا ِم ْنهُ ْم مَا ُأنْزِلَ ِإَل ْيكَ ِمنْ‬‫حتّى تُقِيمُوا التّوْرَاةَ وَالِْإنْجِيلَ َومَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكُ ْم مِنْ َرّبكُمْ وََليَزِيدَ ّ‬ ‫شيْ ٍء َ‬
‫ستُ ْم عَلَى َ‬ ‫‪ ))67‬تبليغ ثم يقول (قُ ْ‬
‫ل يَا أَ ْهلَ ا ْل ِكتَابِ َل ْ‬
‫س عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلكَا ِفرِينَ (‪ ))68‬المفسرون يقولون‪ :‬ما أنزل إليكم السلم الذي أنزل إليكم ينبغي أن تتبعوه‪ .‬الذين آمنوا يعني‬ ‫ط ْغيَانًا َو ُكفْرًا فَلَا تَأْ َ‬
‫َرّبكَ ُ‬
‫عمِلَ صَاِلحًا)‪.‬‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ا ْلآَخِ ِر وَ َ‬ ‫المسلمين والمسلمون ل يحتاج إلى أن يقيدهم ويقول (مَنْ َآمَ َ‬
‫تقدير الكلم في غير القرآن‪ :‬إن الذين آمنوا ل خوف عليهم ول هم يحزنون هذا فريق‪ ،‬والذين هادوا والصابئون والنصارى بقيد ل خوف عليهم ول‬
‫عمِلَ صَالِحًا)‪ .‬أن يكونوا مؤمنين حتى يكونوا ل خوف عليهم ول هم‬ ‫هم يحزنون‪ .‬ما هو القيد؟ أن يكونوا مؤمنين (مَنْ َآمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الَْآخِرِ وَ َ‬
‫يحزنون لذا نقول‪ :‬ينبغي أن يرتبط الكلم بكلم العربي‪ .‬إن هناك حذف يدل عليه المذكور‪ .‬الذين آمنوا شيء وهؤلء شيء آخر‪ .‬الذين آمنوا ل خوف‬
‫عمِلَ صَاِلحًا)‪.‬‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ا ْلآَخِ ِر وَ َ‬‫عليهم ول هم يحزنون وهؤلء ل خوف عليهم ول هم يحزنون إذا التزموا بهذا القيد الذي هو (مَنْ َآمَ َ‬
‫(والذين هادوا)‪ :‬الواو عاطفة للجملة‪ .‬الذين‪ :‬مبتدأ‪ ،‬هادوا‪ :‬صلة الموصول ل محل لها من العراب‪ ،‬الصابئون والنصارى من آمن بال واليوم الخر‬
‫ل خوف عليهم ول هم يحزنون‪ :‬جملتا الشرط والجواب خبر للذين هادوا والجملة كلها معطوفة على الجملة الولى‪ .‬فإذن نحن عندنا جملتان تماما‬
‫ب فإني (تقديره‪ :‬إني دنف)‬ ‫كقول الشاعر (إنا وأنتم بغاة) والتقدير‪ :‬إنا بغاة وأنتم بغاة لكن حذف من الول للدللة في الثانية كقول ‪ :‬خليلي هل ط ٌ‬
‫وأنتما دنفان‪ .‬وبهذا (الذين هادوا)‪ :‬الذين صارت في محل رفع ودليل كونها مرفوعة أن الصابئون جاءت مرفوعة وهنا عطف مفردات (الذين هادوا‬
‫والصابئون والنصارى) صار عندنا أن الذين هادوا مبتدأ بدليل رفع الصابئون‪.‬‬
‫حتى هذا الذي يتحدث ويقول القرآن فيه غلط في العراب هو يجهل العربية أو يتجاهلها وال تعالى يقول (أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)‬
‫لو لم يكن قلب مقفلً لتفهمها‪.‬‬
‫في العصر العباسي لما بدأت الدراسة والفلسفة‪ ،‬اعترض أحدهم في جزئية فقال له أحد العلماء‪ :‬يا هذا هب أن محمدا ليس نبيا أفتنكر أنه كان عربيا؟‬
‫يعنب افرض أنه لم يكن نبيا معناه هو الّفه إذن هوعربي فتعترض على لغة العربي؟ الن أحدث النظريات اللسانية (النظرية التوليدية التوحيدية) تقول‬
‫أن ابن اللغة لديه الكفاية اللغوية في أن يدرك ما يوافق لغته وما ل يوافقها‪ ،‬يستطيع أن يقول هذه جملة لحنة وهذه جملة صواب ومن غير دراسة‬
‫وإنما أعني بابن الغة التي لم يدرسه‪ .‬أنت الن إذا قلن لبائع مصري أعطني كيلوين خيار يوزن لك كيلو واحد أنه تعود أن يقول في لغته ‪ 2‬كيلو‪ .‬لم‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫يؤثر مع أن الرسول كل السئلة التي سُئلها وكل الحركات التي تحركها وكل القوال التي قالها في فراش نومه ألى ساحة المعركة وما بينهما‬
‫سجّل أن أحدا اعترض لم ُرفِعت هنا ولم نصبت هنا لنهم كانوا يدركون ذلك‪.‬‬ ‫سُجّلت وما ُ‬
‫في سورة الحج‪ :‬المجال في سورة المائدة مجال دعوة‪ .‬في مجال الدعوة‪ :‬الذين آمنوا صنف وهؤلء المدعوون صنف آخر‪ .‬في الحج الكلم على‬
‫الفصل يوم القيامة فإذا كان عندك مجموعات تريد أن تفصل بينهم ول المثل العلى ستجعلهم كتلةواحدة وتجمعهم جمعا واحدا ثم تفصل بينهم أما‬
‫ابتداء تفصل؟ إذن أنت فصلت من الول‪ .‬لحظ اليات في سورة الحج‪ :‬لم يتكلم عن اليهود والنصارى وبالمناسبة الحقيقة الصابئون فيها كلم هل هم‬
‫نوع من الموحدين خلطوا من اليهود والنصارى والعرب؟ هذا قول‪ ،‬وقول يقول هم من أتباع يحيى ابن زكريا ولذلك سننظر في التقديم والتأخير لنهم‬
‫متأخرين في اليهود والنصارى ‪.‬‬
‫في سورة الحج تحدث عن مطلق اليمان والكفر والحساب يوم القيامة لذلك لما ذكر ذكرهم أولً بالتأكيد ثم جمعهم جميعا حتى يأتي معنى كلمة يفصل‬
‫ن هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى وَا ْلمَجُوسَ وَاّلذِينَ‬ ‫ت َبيّنَاتٍ وَأَنّ اللّ َه َي ْهدِي مَنْ يُرِيدُ (‪ )16‬إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِي َ‬ ‫بينهم‪ .‬لحظ الية‪َ ( :‬وكَذَِلكَ َأنْزَ ْلنَاهُ َآيَا ٍ‬
‫شهِيدٌ (‪ ))17‬إذن هنا ل مجال ول معنى لفصل المؤمنين لن الفصل سيكون يوم القيامة‬ ‫شيْءٍ َ‬ ‫ل َب ْينَهُ ْم يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ إِنّ اللّ َه عَلَى كُلّ َ‬‫َأشْ َركُوا إِنّ اللّهَ َيفْصِ ُ‬
‫ما ذكر لهم شيئا أن هؤلء سيفصل ال بينهم‪ ،‬كيف يفصلهم؟ أنت كيف تفصل بين المتلزمات؟ ل بد أن تكون متلزمة تجمعها ثم تفصل هذا يكون‬
‫هكذا وهذا يكون هكذا‪ .‬فلما جاء الى ذكر الفصل جمعهم وجعل العطف عطفا طبيعيا (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالصّابِئِينَ وَالنّصَارَى وَا ْلمَجُوسَ‬
‫ش َركُوا) حتى يظهر أن الكلم في محل نصب‪ .‬هنا صار جمع بينهما وهناك‬ ‫وَاّلذِينَ أَ ْ‬
‫في المائدة‪ :‬إن الذين آمنوا لهم حكم وهؤلء لهم حكم مقيّد إذا فعلوا هذا معناه أنه سينحازون الى اليمان والسلم‪ .‬لكن هنا ليس هناك كلم على‬
‫ل ثم يفصل‪.‬‬ ‫اليمان أو غيره وإنما كلم على الفصل‪ ،‬كيف يفصل؟ ل بد أن يجمعهم أو ً‬
‫آية البقرة‪ :‬ممكن أن تُحمل على الوجهين‪ .‬أولً‪ :‬آية المائدة تكلمت عن اليهود والنصارى‪ ،‬وفي الحج لم يذكر يهود ول نصارى أو أي شيء‪ ،‬أما هنا‬
‫في البقرة فذكر اليهود فقط وتكلم فيهم كلما يوحي لمن يقرأه أن هؤلء ليس لهم شفاعة ول يمكن أن يكونوا على خير مطلقا‪ .‬لما نأتي الى اليات نجد‬
‫في هذه المواطن تجميع لمصائبهم وما صنعوا (وإذ فرقنا بكم البحر‪ ،‬وإذ واعدنا موسى‪ ،‬ثم اتخذتم العجل‪ ،‬لن نؤمن لك حتى نرى ال جهرة‪ ،‬لن نصبر‬
‫ن ِبغَيْرِ ا ْلحَقّ) تكاد تقول هل لهؤلء من‬ ‫ن ال ّن ِبيّي َ‬
‫ت اللّهِ َويَ ْقتُلُو َ‬
‫ن بَِآيَا ِ‬‫على طعام واحد‪ ،‬فبدل الذين ظلموا قولً غير الذي قيل لهم‪ ،‬ذَِلكَ بَِأّنهُ ْم كَانُوا َيكْ ُفرُو َ‬
‫منجاة؟ هل لهؤلء من مخلص؟ لما كان هذا ما لهم جاءت الية في وسط الكلم عليهم كأنها يريد أن تبين أن هناك باب مفتوح لهم ولغيرهمللولوج فيه‬
‫ن بَِآيَاتِ‬ ‫ك بَِأّنهُ ْم كَانُوا َيكْفُرُو َ‬ ‫ب مِنَ اللّ ِه ذَِل َ‬ ‫س َكنَةُ َوبَاءُوا ِبغَضَ ٍ‬ ‫ت عََل ْيهِ ُم الذّلّةُ وَا ْلمَ ْ‬
‫وهو الدخول في هذا الدين‪ .‬خلل الكلم في اليات التي قبلها (وَضُ ِربَ ْ‬
‫خرِ‬‫ن مَنْ َآمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الْآَ ِ‬ ‫ن هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِي َ‬ ‫ن (‪ )61‬إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِي َ‬ ‫صوْا َوكَانُوا َي ْعتَدُو َ‬ ‫ق ذَِلكَ ِبمَا عَ َ‬ ‫ن ِبغَيْرِ ا ْلحَ ّ‬‫اللّهِ َويَ ْقتُلُونَ ال ّن ِبيّي َ‬
‫خذُوا مَا‬ ‫خذْنَا مِيثَا َقكُمْ وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُ ُم الطّو َر ُ‬ ‫ح َزنُونَ (‪ ))62‬ثم يعود إليهم مباشرة (وَِإذْ َأ َ‬ ‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا هُ ْم يَ ْ‬
‫عنْدَ َرّبهِمْ وَلَا خَوْ ٌ‬ ‫ل صَاِلحًا فََلهُمْ َأجْرُ ُه ْم ِ‬ ‫عمِ َ‬‫وَ َ‬
‫ن مَنْ‬ ‫ن هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِي َ‬ ‫ن (‪ ))63‬الكلم هل هؤلء لهم مخرج؟ عند ذلك ذكر (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِي َ‬ ‫َآ َت ْينَاكُ ْم بِقُوّ ٍة وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬
‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا ُهمْ َيحْ َزنُونَ) هناك ما ذكر الجر وهنا تحدث عن الجر لن الكلم‬ ‫عنْدَ َرّبهِمْ وَلَا خَ ْو ٌ‬ ‫جرُهُ ْم ِ‬ ‫عمِلَ صَالِحًا َفَلهُمْ أَ ْ‬ ‫خرِ وَ َ‬ ‫ن بِاللّ ِه وَا ْليَوْمِ ا ْلآَ ِ‬
‫َآمَ َ‬
‫على اليهود لوحدهم حتى يعلم النسان أن هؤلء وغيرهم لهم منجاة وله منفذ والمنفذ هو اليمان بال واليوم الخر عند ذلك يكون له أجره ول خوف‬
‫عليهم ول هم يحزنون‪ .‬الفارق (إن الذين آمنوا) يحسن فيها أن نحملها على وجهين‪ :‬إما أن تقول كما قلنا في المرة الولى (إن الذين آمنوا ل خوف‬
‫ن يمكن أن يأتي مرفوعا ويمكن أن يأتي منصوبا‪ .‬المرفوع تكون جملة‬ ‫عليهم ول هم يحزنون) ثم جاء المعطوف منصوبا لن المعطوف على اسم إ ّ‬
‫ابتدائية عند ذلك مثل (أَنّ اللّ َه بَرِي ٌء مِنَ ا ْلمُشْ ِركِينَ َورَسُولُ ُه (التوبة)) أي ورسوله كذلك بريء تمّ الكلم هنا‪ .‬لكن الحديث هنا قبل تمام الخبر كأن‬
‫تقول‪ :‬إن زيدا وخالدا في المكتبة ولك أن تقول‪ :‬إن زيدا وخال ٌد في المكتبة وهذا رأي جمهور الكوفيين في الحقيقة‪ .‬أنت تستطيع أن تقول هناك جملة‬
‫ن عَلَى النّبِيّ) قُريء والقراءة‬ ‫اعتراضية ‪ :‬إن زيدا في المكتبة وخالد في المكتبة‪ .‬صار العطف قبلهم لكن أنا أميل الى قراءة (إِنّ اللّهَ َومَلَائِ َكتَ ُه يُصَلّو َ‬
‫منسوبة الى ابن عباس وألى ابي عمر (وملئكتُه) معناه أن ال يصلي على النبي وملئكته يصلون وعند ذلك نكون فصلنا صلة ال تعالى عن صلة‬
‫عباده من الملئكة وغيرهم‪ .‬هذا المعنى ممكن أن نفهمه حتى مع النصب وهو الذي نميل إليه حقيقة (إن ال وملئكتَه) إن ال يصلي وإن ملئكته‬
‫ن وتكون منصوبة مباشرة والخبر يكون الخبر للثاني‪.‬‬ ‫يصلون هنا التأكيد مراد‪ .‬الواو عاطفة وملئكته معطوفة على اسم إ ّ‬
‫هذا ليس تشتتا هذا كلم العرب هذا المعنى كيف تتحصل على هذا المعنى لو كان المضوع كله منصوبا لو الكلم في غير القرآن لو قال الصابئين‬
‫بالنصب سيختلط الذين آمنوا بالذين هادوا والصابئين بينما نحن نريد لهم أن يكونوا كيانا مستقلً له صفته‪ .‬تغيّر الوجه العرابي دللة على تغيّر‬
‫المعنى‪ .‬تقول إن الذين آمنوا ل خوف عليهم ول هم يحزنون وهؤلء ل خوف عليهم ول هم يحزنون بشرط كذا وكذا هذا الشرك لم تذكره مع الذين‬
‫آمنوا لنهم آمنوا فهي ليست مسألة تشتت‪.‬‬
‫حكمة التقديم والتأخير‪:‬‬
‫الصابئون وردت في ثلثة أمكنة‪ :‬في المائدة والحج الصابئين مقدمة لغرضين‪ :‬الول لبيان العراب حمل الكلمة التي قبلها في موضع نصب أو‬
‫موضع رفع لو وضعها بين النصارى والذين هادوا لن كلهما ل يظهر عليه علمة العراب فوضعها بالنصف فتبيّن الول‪ .‬والشيء الثاني يرتبط‬
‫بالمعنى حتى ل يُفهم أن اليهود والنصارى واحد‪ .‬أما في البقرة فحشرهم على الجانب التاريخي لنه لم يذكر النصارى إنما ذكر اليهود لوحدهم فذكر‬
‫اليهود ومن ورائهم بالترتيب التاريخي لن النصارى لم يرد لهم ذكر هنا‪ .‬الذين آمنوا (المؤمنون) مقدّمون على الجميع ‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫خوْفٌ‬‫ع ْندَ َرّبهِمْ َولَا َ‬
‫جرُهُ ْم ِ‬
‫عمِلَ صَالِحًا فََلهُمْ أَ ْ‬
‫ن مَنْ َآمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الَْآخِرِ وَ َ‬
‫ن هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِي َ‬
‫الفرق بين قوله تعالى (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِي َ‬
‫ح َزنُونَ ﴿‪ ﴾62‬البقرة) في آية أخرى (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالصّا ِبئُونَ ﴿‪ ﴾69‬المائدة) كلكم تعرفون أن (إن) تنصب الول‬ ‫عََل ْيهِمْ وَلَا هُ ْم يَ ْ‬
‫وترفع الثاني (إِنّ اّلذِينَ) الذين منصوبة (وَالصّا ِبئِينَ) الواو حرف عطف‪ ،‬الصابئين منصوبة بالياء لنه جمع مذكر سالم معطوف على إسم إنّ‪ ،‬هذا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫على النحو‪( .‬إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالصّا ِبئُونَ) كيف؟ كأن أقول إن الطلب والمعلمون! ل يصح! إن الطلب والمعلمين كيف يأتي القرآن‬
‫الكريم مرتين إن الطلب والمعلمين وهذا صح على القاعدة وإن الطلب والمعلمون قد حضروا كيف يعني؟ هكذا هي في القرآن الكريم‪ ،‬هي ثلث‬
‫آيات آية في الحج تلك آية البقرة (وَالصّا ِبئِينَ) وفي آية المائدة (وَالصّا ِبئُونَ) وفي آية الحج (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى‬
‫ش َركُوا ﴿‪ ﴾17‬الحج) أضاف المجوس ومعها والذين أشركوا ‪ ،‬طيب فهمنا اليهود والنصارى والمسلمين الذين آمنوا أصحاب كتاب‬ ‫س وَاّلذِينَ أَ ْ‬
‫وَا ْلمَجُو َ‬
‫ل ينكر أنهم أصحاب كتب سماوية ولم ينحرفوا إلى الوثنية بينما هناك فِرَق انحرفت في هذه اليات لماذا قال الصابئين والمجوس ومرة قال صابئون‬
‫ومرة قال مجوس؟ هذه اليات الثلث تتكلم عن حسن الخاتمة وحسن الخاتمة نظام رباني (ومنكم من يعمل بعمل أهل النار حتى ل يبقى بينه وبين‬
‫النار إل ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة) ولو قبل الموت بساعة بدقائق قبل أن يغرغر يقول ل إله إل ال محمدا رسول‬
‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا هُ ْم يَحْ َزنُونَ) هذه قاعدة ربانية ل تختلف‪ ،‬كل مسيء إذا أحسن قبل الموت فقد نجا كما قال‬ ‫ع ْندَ َرّبهِمْ وَلَا خَوْ ٌ‬
‫ال انتهى نجا (فََلهُمْ َأجْرُهُ ْم ِ‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم (العمال بخواتيمها) وكما قال (إنما يبعث المرء على ما ختم عليه) هذه قضية ثانية‪.‬‬
‫إذا رب العالمين في هذه الثلث آيات يعطينا عدة أنظمة‪ .‬هناك مسميات كالذين آمنوا والذين هادوا والنصارى ثلثة هؤلء من صنف هؤلء يتبعون‬
‫ل محددٍ معين ول‬ ‫ف بينهم في بعض القضايا ولكنهم يبعثون على أنهم من أتباع رسو ٍ‬ ‫ل آمن بنبيه على اختل ٍ‬ ‫أنبياء معروفين مشهورين وهؤلء ك ٌ‬
‫ف أو تخريفٍ آخر كاملً‪ ،‬هذا واحد إذا هناك ناس من أمم الرسل‪ ،‬هذا واحد‪ .‬هناك ناس كانوا من أمم‬ ‫يبعثون مع الذين هم تركوا نبيهم إلى تحري ٍ‬
‫الرسل ولكنهم تركوا جزءا أو كلً حتى انزلقوا إلى الوثنية لكنهم في البداية كانوا يتبعون رسولً صحيحا نبيا صحيحا حقيقيا كالصابئة وسنتكلم عنهم‬
‫بعد قليل‪ .‬هؤلء ناس من أتباع النبياء ولكن في الخير صار عندهم شيء من الخلل وأصبحوا بين اليهود والنصارى ل هم يهود ول هم نصارى‬
‫يعني صار تحريفهم كبيرا هؤلء صنف لكنه محسوب مع الذين يؤمنون بأنبياء حقيقيين ولو أنهم ابتعدوا عنهم‪ .‬وهناك ناس ل‪ ،‬مشركون ل يؤمنون‬
‫ي متنبئ يدعي النبوة وهو ليس نبيا وهم المجوس هذا صنف ثالث الصنف الرابع‬ ‫بنبيٍ‪ ،‬ل قبل هذا في ناس يؤمنون بنبي ولكن ليس نبيا حقيقيا هو نب ٌ‬
‫ج (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ‬
‫المشركون والوثنيون‪ .‬رب العالمين عز وجل من رحمته شمل هؤلء جميعا بأن كل واحد منهم يتوب قبل الموت فإنه نا ٍ‬
‫هَادُوا وَالصّا ِبئِينَ وَالنّصَارَى وَا ْلمَجُوسَ وَاّلذِينَ َأشْ َركُوا) إذا آمن وعمل صالحا انتهى‪ .‬طبعا هو جمع الذين آمنوا يعني المسلمون واليهود والنصارى‬
‫والصابئين والصابئون هؤلء من أتباع النبياء ولو أن الصابئين تغيروا قليلً إلى ح ٍد ما أكثر من الجميع لماذا رب العالمين رفعها؟ رفعها كما يقول‬
‫أحد المفسرين طاهر بن عاشور رضي ال تعالى عنه وهو مفسر عظيم يقول عن صابئون لنهم فعلً ربما لما نزل قوله تعالى (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ‬
‫ن بِاللّهِ) ناس قالوا صابئين؟ كيف تجعلون الصابئين مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى هؤلء ثلثة من‬ ‫هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّابِئِينَ مَنْ َآمَ َ‬
‫الديان الرئيسية وهؤلء رسل حقيقيون والخ؟ هؤلء الصابئة تغيروا راحوا اندثروا‪ ،‬ال قال والصابئون كذلك فالصابئون مبتدأ وخبرها محذوف‬
‫تقديره كذلك‪ .‬إذا معنى الصابئون لكي يلفت النظر إلى أن من أنكر على أن يكون الصابئون مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى رب العالمين قال‬
‫ب لمن عنده اعتراض على الصابئين‬ ‫لك ل هو معهم كذلك فل ينبغي أن تعجب (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِونَ) كذلك هذا جوا ٌ‬
‫قال لك هؤلء في يوم من اليام كانوا أبتاع نبي وهم موحدون وعندهم خرافات ووثنيات طبعا الصابئون ليسوا نوعا واحدا حقيقة هم عدة أنواع‬
‫وأفضلهم الصابئة المندائيون هؤلء يصلون ويصومون وعندهم نبي ولكن عندهم بعض الشياء انحرفوا إليها كالتعميد في الماء وما شابه يعني ابتعدوا‬
‫عن سمت الديانات السماوية‪ .‬أما الحرانيون اللي هم وثنيون تماما انقرضوا المندائيون صاروا في العراق مكانهم في الفرات ول يزالون حوالي مائة‬
‫ألف واحد ‪ -‬كما يقول بعض المحققين ‪ -‬توسعوا بعد هذه الحداث الخيرة في العراق والحروب وهذا الحتلل الخ منهم من ذهب إلى الكويت ومنهم‬
‫من ذهب إلى سوريا وقسم منهم إلى استراليا وفتحوا لهم مراكز وهم غامضون يوحدون ال سبحانه وتعالى يغتسلون من الجنابة يتوضأون يصومون‬
‫يصلون على طريقتهم الخاصة عندهم الصلوات سبع مرات يعني لكنهم محسوبون على نبيٍ حقيقي هؤلء جانب واحد‪ ،‬أصحاب الديان ثم ال قال‬
‫(وَا ْل َمجُوسَ) أيضا ولو أن نبيهم غير صحيح فهو متنبئ كذاب لكنهم يؤمنون بأن هناك أنبياء‪ .‬كونه يؤمن بأن هذا نبي إذا معناه أنه هو عنده فكرة عن‬
‫النبياء وعنده فكرة أن ال يرسل النبياء فهو يعلم أن ال سبحانه وتعالى يرسل أنبياء‪ .‬فواحد ادّعى النبوة كما ادّعى مسيلمة ولو شاء ال سبحانه‬
‫وتعالى أن ينجح مسيلمة لكان عندنا الن فرقة كبيرة اسمهم المسيلميون يدّعون أن مسيلمة هو النبي إذا هم يؤمنون بأن هناك نبوة ورب العالمين يقول‬
‫كما قال النبي صلى ال عليه وسلم يوم القيامة (أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان) واحد يعلم أن ال موجود‪ ،‬إله كما هم الصابئة‬
‫موحدون يعلمون بأن ال واح ٌد ل إله إل هو ولكن ناس قالوا هذا عنه وناس قالوا كذا فهؤلء المندائيون يعني أقرب الناس إلى أصحاب الديان فهم ل‬
‫يهود ول نصارى ولكنهم يصلون ويؤدون الزكاة يتصدقون يؤمنون بالطهر لزم تكون دائما طاهر بيتك طاهر ولهذا يستحمون في الماء إلى حد أن‬
‫بعضهم عبد الماء‪ .‬كلمة صابئة مأخوذ من لغتهم المندائية تعني النغماس بالماء أو التعميد أو الغتسال أو التطهير وكلها ممكن استعمالها ولهذا هم‬
‫كما أن النصارى يعمدون فهم يعمدون أيضا‪ ،‬لهذا قال سيدنا علي كرم ال وجه عن المجوس (سنوا بهم سنة أهل الكتاب)‪.‬‬
‫الشيخ الشعراوي رحمة ال عليه عنده التفاتة حلوة قال (العرب أصحاب أذن حساسة في اللغة) يعني كثيرا ما يقرأ من الصحابة واحد موجود من البدو‬
‫من العراب يقول لك ال ما يقول هذا الكلم؟ فالذن حساسة في اللغة كالشعراء يعرف الزحاف متى يكون؟ إذا واحد قرأ بيت أي زحاف يقول له هذا‬
‫غير موزون‪ .‬ولهذا رب العالمين سبحانه وتعالى كما يقول لك واحد كان جالسا عند المنصور لما ولي الحكم واحد إعرابي جالس والمنصور يخطب‬
‫وهو أمير المؤمنين وحكم العالم فأخطأ قال له أنت أخطأت رجع وعاد الكلم بعد ساعة أخطأ قال له ما هذا؟ أخطأ باللغة وبعد قليل أخطأ قام هذا‬
‫العرابي وقال (وال أعلم أنك وليت المة بالقضاء والقدر) يعني أنت ل تستحق الحكم لكن قضاء وقدر أتى بك ول واحد أمير عربي يغلط ثلث‬
‫مرات هكذا فرب العالمين نزل القرآن العرب وهو معجزتهم فرب العالمين لما قال (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّابِئِينَ) ساكتين ولكن‬
‫لما قال (وَالصّا ِبئُونَ) كلهم انتبهوا‪ .‬إذا الصابئون أداؤه سبب من أسباب شدة انتباه المسلمين أيها العرب المسلمون انتبهوا إلى هذه الكلمة الصابئون‬
‫مقصودة لنفسها ولذاتها عليكم أن تدرسوها دراسة مستقلة فالصابئون إذا مرفوعة على أساس لفت النتظار كما واحد يدق جرس أو يدق طاولة حتى‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الناس ينتبهون فالقرآن دق الحروف فلما قال (وَالصّا ِبئُونَ) كلٌ فز شو الصابئون؟ يعني انتبهوا وأعربوها كما تشاءون ولكن انتبهوا إلى أن الصابئين‬
‫لهم وضعٌ خاص‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لكن سيدي الفاضل إذا كانت القضية قضية حسٌ لغوي وهذا الحس اللغوي منذ القرون العباسية بدأ يخفت فلم ننتبه إلى سر هذا العلو سور هذا‬
‫ن متأخرة ولم نعاملهم معاملة أهل الكتاب في بعض الحيان؟‬ ‫الرفع في هذه الكلمة في قرو ٍ‬
‫نحن الن في عصر العجمة اللغة العربية لغة الن ل يعرفها إل القلة من الناس البارعون فيها‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬لذلك كثيرا مما ورد في هذه الية والتي تشير إلى أن يعاملوا معاملة أهل الكتاب فيخيرون بين السلم والجزية وفي حالة مقاتلتهم إيانا القتال‬
‫فقط؟‬
‫كما قال عن المجوس في الثر (سنوا بسنة أهل الكتاب) السلم يريد أن يدفع القتل وسواء كان حدود أو قطع يد أو رجم أو جلد أو قصاص بكل‬
‫الوسائل فمن ضمنها كما تفضلت "سنوا بهؤلء المجوس سنة أهل الكتاب" لماذا؟ هم يقولون عندنا نبي يعني معناه أنه يعرف أن هناك رب وأنبياء‬
‫ورسل لدنى شيء في الثر قال سواء كان حديثا أو قول سيدنا علي حينئذٍ نقول الفكرة العامة حسن الخاتمة حتى في الدنيا هذا مبدأ في تطور فما‬
‫الفرق بين أمة متخلفة وأمة متقدمة؟ الشيخ محمد بن راشد له كلمة جميلة في كتابه القيم "رؤيتي" أعتقد في الفصل الثالث في الجزء الثاني يقول (ليس‬
‫المطلوب أن نتمرد على الماضي يعني فقط ليس المفروض أن نخرج من الماضي إلى المستقبل إنما المطلوب أن ل نبقى نعيش في الماضي) يعني‬
‫أنت قد تعيش في عقلية الماضي في عقلية التفكير الماضي بأساليبه بحكمه بعمرانه صحيح أنك في القرن الواحد والعشرين لكن أنت تعيش القرن‬
‫عمِلَ‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ا ْلآَخِ ِر َو َ‬
‫الول أنت تحررت من الماضي لكن ما زلت أنت ساكن فيه وعايش فيه‪ .‬هذا معناه أنت لما تكون مسلم كهذه الية (مَنْ َآمَ َ‬
‫صَاِلحًا) أنت سواء كنت يهوديا مجوسيا صابئيا كل شيء حتى مشرك وثني تركت هذا وآمنت هذا صحيح أنت تركت الماضي وصرت في المستقبل‪،‬‬
‫إياك أن تبقى عايش في الماضي وأنت في المستقبل‪ .‬يعني على واقعنا الحالي هناك إنسان ترك الخمر ولكن كل ما يشوف الخمر يتذكر ويتمنى‬
‫وبشكل رومانسي وهذا النبي صلى ال عليه وسلم لما جاء وحرم السلم الخمر منع أحد أن يستعمل أواني الخمر لنه يحن لها كما قال الشيخ محمد‬
‫هو لسه عايش في الماضي ولو أنه تركه‪ ،‬لماذا السلم حرّم التماثيل لن الناس لسه يعرفون الصنام كان يعبدونها ل يكون يحن حينئذٍ هذه قاعدة‬
‫عامة في الحياة في القيادة في الشغل في العمل في التطور في البناء في الختراع في الفكار إياك أن تترك الماضي للمستقبل ولكنك لسه أنت عايش‬
‫فيه‪ ،‬حرّر نفسك من البقاء في الماضي وليس من الماضي وحده كل الناس تتحرر من الماضي وكل الناس تدعي التقدم تحررنا من الماضي ولكننا‬
‫لسه عايشين فيه حرر قلبك من أن تعيش في الماضي وليس التحرر من الماضي وحده‪.‬‬
‫على كل حال هذا موجز الفرق بين الصابئين والصابئون فالصابئون معنى ذلك لم ٍر مقصود متعمد لفت أنظار الناس ولقطع اليأس ل تيأس‬
‫والصابئون كذلك كلهم يغفر لهم إذا تابوا التوبة هذه باب ال الواسعة‪ ،‬هذه الحالة الولى‪.‬‬
‫حا)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫صال ِ ً‬ ‫م َ‬
‫ل َ‬ ‫حا) و (وَعَ ِ‬ ‫مًل َ‬
‫صال ِ ً‬ ‫م َ‬
‫ل عَ َ‬ ‫* ما الفرق بين(عَ ِ‬
‫عمَلًا صَاِلحًا (‪ ))110‬لنه‬ ‫ل َ‬ ‫في عموم القرآن إذا كان السياق في العمل يقول (عملً صالحا)‪ .‬كما في آخر سورة الكهف (مَن كَانَ يَ ْرجُو ِلقَاء َربّهِ َف ْليَ ْعمَ ْ‬
‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا‬ ‫عمَالًا (‪ )103‬اّلذِينَ ضَلّ َ‬
‫س ْع ُيهُ ْم فِي ا ْل َ‬ ‫ل نُ َنّبئُكُ ْم بِالَْأخْسَرِينَ أَ ْ‬
‫ل سيئة ويكون السياق في العمال (قُلْ َه ْ‬ ‫تكلم عن الشخاص الذين يعملون أعما ً‬
‫سنًا (‪.))2‬‬ ‫ل بدأت بالعمل ( َويُبَشّرَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ اّلذِينَ َي ْعمَلُونَ الصّالِحَاتِ أَنّ َلهُمْ َأجْرًا حَ َ‬ ‫ص ْنعًا (‪ ))104‬والسورة أص ً‬ ‫سنُونَ ُ‬ ‫سبُونَ َأّنهُ ْم يُحْ ِ‬‫وَ ُه ْم يَحْ َ‬
‫عمِلَ صَالِحا فََل ُهمْ أَجْرُ ُه ْم عِندَ َرّبهِمْ َولَ خَ ْوفٌ‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ الخِ ِر وَ َ‬ ‫ن آمَ َ‬
‫ن آ َمنُواْ وَاّلذِينَ هَادُواْ وَالنّصَارَى وَالصّابِئِينَ مَ ْ‬
‫مع العمل يقول عملً‪( .‬إِنّ اّلذِي َ‬
‫ح َزنُونَ (‪ )62‬البقرة) ليست في سياق العمال فقال (عمل صالحا)‪.‬‬ ‫ل هُ ْم يَ ْ‬
‫عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫آية (‪:)63‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في تقديم كلمة( الجبل) فى سورة العراف وتأخير (الطور) فى سورة البقرة؟(‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قاعدة نحوية‪ :‬يقول سيبويه في التقديم والتأخير‪ :‬يقدمون الذي هو أهمّ لهم وهم أعنى به‪.‬‬
‫والتقديم والتأخير في القرآن الكريم يقرره سياق اليات فقد يتقدم المفضول وقد يتقدم الفاضل‪ .‬والكلم في سورة العراف عن بني إسرائيل والطور‬
‫ن {‪ )}171‬قدّم الجبل على بني إسرائيل ‪ .‬أما في‬ ‫خذُو ْا مَا آ َتيْنَاكُم ِبقُوّةٍ وَا ْذكُرُو ْا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬
‫ظنّواْ َأنّهُ وَاقِ ٌع ِبهِمْ ُ‬ ‫ل فَ ْو َقهُ ْم كََأنّهُ ظُلّ ٌة وَ َ‬
‫جبَ َ‬
‫(وَإِذ َنتَ ْقنَا الْ َ‬
‫ن {‪ )}63‬أخّر الطور لن سياق‬ ‫خذُو ْا مَا آ َت ْينَاكُم بِقُوّةٍ وَا ْذكُرُو ْا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬‫خ ْذنَا مِيثَا َقكُ ْم وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُمُ الطّورَ ُ‬
‫آية أخرى في سورة البقرة (وَِإذْ أَ َ‬
‫اليات في السورة هو في الكلم عن بني إسرائيل وليس في الطور نفسه‪.‬‬
‫والجبل هو إسم لما طال وعظُم من أوتاد الرض والجبل أكبر وأهم من الطور من حيث التكوين‪ .‬أما النتق فهو أشد وأقوى من الرفع الذي هو ضد‬
‫الوضع‪ .‬ومن الرفع أيضا الجذب والقتلع وحمل الشيء والتهديد للرمي به وفيه إخافة وتهديد كبيرين ولذلك ذكر الجبل في آية سورة العراف لن‬
‫الجبل أعظم ويحتاج للزعزعة والقتلع وعادة ما تُذكر الجبال في القرآن في موتقع التهويل والتعظيم ولذا جاء في قوله تعالى ( َوَلمّا جَاء مُوسَى‬
‫جعَلَ ُه َدكّا وَخَرّ‬
‫جبَلِ َ‬
‫ف تَرَانِي فََلمّا َتجَلّى َربّهُ لِ ْل َ‬ ‫س َتقَ ّر َمكَانَهُ َفسَوْ َ‬ ‫جبَلِ فَإِنِ ا ْ‬ ‫ظرْ إِلَى الْ َ‬ ‫ِلمِيقَا ِتنَا َوكَّلمَهُ َربّهُ قَالَ َربّ أَ ِرنِي أَنظُرْ ِإَل ْيكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ ان ُ‬
‫ك ُتبْتُ إَِل ْيكَ َوَأنَاْ أَوّلُ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ {‪ )}143‬ولم يقل الطور‪ .‬إذن النتق والجبل أشد تهديدا وتهويلً‪.‬‬ ‫سبْحَا َن َ‬‫ق قَالَ ُ‬ ‫صعِقا فََلمّا َأفَا َ‬ ‫موسَى َ‬
‫ُ‬
‫م الط ّور ( ‪ )63‬البقرة) و(من فوقهم)فى قوله(لَه ُم‬
‫تعالى(وَرفَعْن َا فَوْقَك ُ ُ‬
‫َ‬ ‫*ما الفرق بين(فوقهم)فى قوله‬
‫ل (‪ )16‬الزمر) ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫م ظُل َ ٌ‬
‫حتِهِ ْ‬ ‫ن النَّارِ وَ ِ‬
‫من ت َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م ظُل َ ٌ‬
‫ل ِّ‬ ‫من فَوْقِهِ ْ‬
‫ِّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫(من) يسموها إبتداء الغاية‪ .‬لو حذف (من) يقول يسلك بين يديه‪ .‬ما الفرق بينهما؟ بين يديه يعني أمامه قد يكون الرصد قريبا أو بعيدا والخلف قد‬
‫ي مِن فَ ْو ِقهَا (‪)10‬‬
‫سَ‬‫ل فِيهَا رَوَا ِ‬
‫جعَ َ‬‫يكون بعيدا أو قريبا‪ ،‬خلفك يمتد إلى ما ل نهاية‪ .‬بينما (من) إبتداء الغاية ملصق ل يسمح لحد بأن يدخل مثلً ( َو َ‬
‫سمَاء َف ْو َقهُ ْم (‪ )6‬ق) (وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُمُ الطّور (‪ )63‬البقرة) ليس‬ ‫فصلت) من فوقها الرواسي ملصقة للرض لو قال فوقها تحتمل (َأفَلَ ْم يَنظُرُوا إِلَى ال ّ‬
‫ش (‪ )75‬الزمر) ليس هنالك‬ ‫ت (‪ )19‬الملك)‪َ ( ،‬وتَرَى ا ْلمَلَا ِئكَةَ حَافّينَ مِنْ حَوْ ِ‬
‫ل ا ْلعَرْ ِ‬ ‫طيْ ِر فَ ْو َقهُمْ صَافّا ٍ‬
‫ملصقا لهم وإنما فوق رؤسهم‪( ،‬أَوَلَ ْم يَرَوْا إِلَى ال ّ‬
‫ل (‪ )16‬الزمر) مباشرة عليهم لو قال فوقهم تحتمل بُعد المسافة‪( .‬يُصَ ّ‬
‫ب مِن‬ ‫ح ِتهِمْ ظُلَ ٌ‬‫ل مّنَ النّارِ َومِن تَ ْ‬ ‫ظلَ ٌ‬
‫فراغ بين العرش والملئكة‪َ( .‬لهُم مّن فَ ْو ِقهِمْ ُ‬
‫حمِي ُم (‪ )19‬الحج) مباشرة على رؤوسهم‪.‬‬ ‫س ِهمُ الْ َ‬
‫فَ ْوقِ رُؤُو ِ‬
‫سؤال‪ :‬هل هنالك معاني للحروف في اللغة العربية؟‬
‫هناك كتب كثيرة مؤلفة في معاني الحروف مثل المغني اللبيب وغيره‪.‬‬
‫ُ‬
‫معُوا) ‪-‬‬ ‫م بِقُوَّةٍ وَا ْ‬
‫س َ‬
‫َ‬
‫ما آتَيْنَاك ُ ْ‬ ‫م الط ّوَر ُ‬
‫خذ ُوا َ‬ ‫م َوَرفَعْن َا فَوْقَك ُ ُ‬‫ميثَاقَك ُ ْ‬ ‫*ما الفرق بين قوله تعالى‪(:‬وَإِذ ْ أ َ َ‬
‫خذ ْن َا ِ‬
‫ُ‬
‫ما فِيهِ )؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫َ‬
‫ما آتَيْنَاك ُ ْ‬
‫م بِقُوَّةٍ وَاذ ْكُُروا َ‬ ‫خذ ُوا َ‬‫م الط ّوَر ُ‬ ‫ميثَاقَك ُ ْ‬
‫م َوَرفَعْنَا فَوْقَك ُ ُ‬ ‫(وَإِذ ْ أ َ َ‬
‫خذ ْنَا ِ‬
‫س َمعُوا ﴿‪ ﴾93‬البقرة) في نفس البقرة (وَِإذْ َأ َ‬
‫خذْنَا مِيثَا َقكُمْ وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُ ُم الطّورَ‬ ‫خذُوا مَا َآ َت ْينَاكُ ْم بِقُوّةٍ وَا ْ‬
‫خ ْذنَا مِيثَا َق ُكمْ وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُمُ الطّورَ ُ‬
‫قال تعالى (وَِإذْ أَ َ‬
‫خذُوا مَا َآ َتيْنَاكُ ْم بِ ُقوّةٍ وَا ْذكُرُوا مَا فِيهِ ﴿‪ ﴾63‬البقرة) في الولى ساعة ما نتق ال الجبل ‪ -‬وهذه قضية معروفة شرحناها في قصص النبياء رفع ال‬ ‫ُ‬
‫الجبل جبل الطور على رؤوس بني إسرائيل لكي يأخذوا ما جاء به موسى بعد أن اشتطوا مع موسى اشتطاطا كبيرا كما هو واقع الحال ‪ -‬فرب‬
‫العالمين في البداية قال اسمعوا ما سوف أقول‪ ،‬واسمعوا هذا في الول ثم لما سمعوا ما قال ال عز وجل ولم يأخذوا بذلك أمرهم بأن يأخذوه قال‬
‫خذُوا مَا َآ َت ْينَاكُ ْم بِقُوّةٍ وَا ْذكُرُوا مَا فِيهِ) في الكتاب في التوراة وإياكم أن تنسوه‪.‬‬ ‫(ُ‬
‫آية (‪:)64‬‬
‫↑↑↑‪.‬‬ ‫*انظر آية (‪)27‬‬
‫آية (‪:)66‬‬
‫َ‬
‫جعَلْنَاه َا نَكَال ً ل ِّ َ‬
‫ما‬ ‫ن ( ‪ )65‬فَ َ‬
‫سئِي َ‬ ‫م كُونُوا ْ قَِردَةً َ‬
‫خا ِ‬ ‫ت فَقُلْن َا لَه ُ ْ‬ ‫م ف ِي ال َّ‬
‫سب ْ ِ‬ ‫منك ُ ْ‬ ‫ن اعْتَدَوا ْ ِ‬‫م ال ّذِي َ‬ ‫مت ُ ُ‬‫*(وَلَقَد ْ عَل ِ ْ‬
‫متَّقِي نَي (‪ )66‬البقرة) على مين يعود الضميير فيي (جعلناهيا)؟(د‪.‬فاضيل‬ ‫ة ل ِّل ْ ُ‬
‫عظ َ ً‬ ‫خل ْ َ‬
‫فهَيا وَ َ‬
‫موْ ِ‬ ‫ما َ‬‫ن يَدَيْهَيا وَي َ‬ ‫بَي ْي َ‬
‫السامرائى)‬
‫يعود على الحادثة‪.‬‬
‫آية (‪:)67‬‬
‫ه‬ ‫ني (‪ )71‬البقرة) و (إِذ َا أ َ ْ‬
‫خَر َجي يَد َي ُ‬ ‫فعَلُو َ‬
‫ما كَادُوا ي َ ْ‬ ‫حوهَيا وَي َ‬‫* ميا الفرق فيي إسيتعمالت الفعيل كاد فيي (فَذ َب َ ُ‬
‫َ‬ ‫ن كَفَُروا لَيُْزلِقُون َ َ‬ ‫َ‬
‫م (‪ )51‬القلم)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫صارِهِ ْ‬ ‫ك بِأب ْ َ‬ ‫ن يَكَادُ ال ّذِي َ‬ ‫لَ ْ‬
‫م يَكَد ْ يََراهَا (‪ )40‬النور) و (وَإ ِ ْ‬
‫(كاد) في دراسات النحو يقولون هي من أفعال المقاربة‪ .‬لما تقول‪" :‬كاد زيد يفعل كذا" يعني قارب الفعل‪ ،‬نقول "كاد المتسابق يفوز" يعني هو لم يفز‬
‫لكن قارب الفوز‪ .‬واستعمال (كاد) يأتي بعدها الفعل المضارع الغالب من غير (أن) إل النادر (ما كدت أن أصلي العصر) الصل أن تأتي من غير‬
‫(أن) كاد يفوز‪ ،‬كاد يعني قارب الفعل ولم يفعله‪.‬‬
‫(ما كاد) أو (لم يكد) معناه أصلً لم يقارب‪ ،‬يعني ل قاربه ول فعل من باب أولى‪" .‬كاد يفوز" يعني قارب الفوز لكن "ما كاد يفوز" أو "لم يكد يفوز"‬
‫هذا الصل‪ .‬نفي المقاربة‪ .‬لكن قلنا أكثر من مرة أن العربي يتصرف في اللفاظ و صار يستعملها بمعنى فعلت بعد جهدٍ وإبطاء‪ .‬في العامية نحن‬
‫نستعملها أحيانا فنقول‪ :‬بالكاد فعلت هذا المر‪ ،‬يعني ما كدت أفعله‪ ،‬هو فعله معناه فعله بعد إبطاء‪ .‬فإذن لما يقول أحيانا في بعض النصوص‪" :‬وصلتُ‬
‫إليك وما كدت أصِل"‪ ،‬قال ابتداء وصلت إليك‪ ،‬ما كدت أصل يعني وصلت إليك ولكن بعد جهد وبعد تعب‪.‬‬
‫ت بِا ْلحَقّ‬
‫جئْ َ‬ ‫شيَةَ فِيهَا قَالُو ْا النَ ِ‬ ‫ث مُسَّلمَ ٌة لّ ِ‬ ‫ل تَسْقِي الْحَ ْر َ‬‫لرْضَ َو َ‬ ‫ل ُتثِيرُ ا َ‬
‫ل ذَلُو ٌ‬
‫نرجع الى السياق فلما نأتي إلى النص (قَالَ ِإنّهُ يَقُولُ ِإّنهَا بَقَرَ ٌة ّ‬
‫خ ُذنَا ُهزُوا‬
‫ن َتذْبَحُو ْا بَقَرَةً قَالُواْ َأ َتتّ ِ‬
‫ل مُوسَى ِلقَ ْومِهِ إِنّ اللّ َه يَ ْأمُ ُركُمْ أَ ْ‬‫ن (‪ )71‬البقرة) هذا بعد قصة البقرة في البداية قال (وَِإ ْذ قَا َ‬ ‫َف َذبَحُوهَا َومَا كَادُو ْا يَ ْفعَلُو َ‬
‫ن مِنَ الْجَاهِلِينَ (‪ )67‬البقرة) وجاء (بقرة) بالتنكير المطلوب أن يمسكوا أي بقرة فيذبحوها فشددوا فشدد ال سبحانه وتعالى عليهم‬ ‫قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ َأكُو َ‬
‫لما انسد كل المنافذ قالوا الن جئت بالحق‪ ،‬فذبحوها إذن هي ُذبِحت‪ .‬لما قال (وما كادوا يفعلون) نفهم منها أنهم فعلوا بعد إبطاء وجهد من خلل‬
‫النص‪ .‬ويقوّيها لفظة (فذبحوها) كما تقول وصلت إليك وما كدت أصل‪ ،‬ل يعني بقوله وما كدي أصل ما قاربت الوصول أصلً لكن لما يأتي سياق‬
‫ل ما قارب الفوز من خلل السياق‪.‬‬ ‫آخر يقول (ما كاد فلن يفوز) يسأله أفاز فلن في السباق؟ فيقول له‪ :‬ما كاد يفوز أي أص ً‬
‫خلصة المر السياق هو الذي يعين المعنى الطبيعي الذي عليه أو المعنى الذي تحول إليه العربي بتحول الدللة يعني صار يعطيه دللة جديدة لكن‬
‫وفق السياق هو الذي يبين مراده منها‪.‬‬
‫آية (‪:)69‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬
‫سُّر النَّاظِرِي َ‬
‫ن (‪ )69‬البقرة)ما دللة (فاقع لونها)؟ (ورتل‬ ‫صفَْراء فَاق ِيعٌ ل ّوْنُه َا ت َ ُ‬ ‫ل إِن َّ ُ‬
‫ه يَقُو ُ‬
‫ل إِنّه َا بَقََرةٌ َ‬ ‫*(قَا َ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫لو قال تعالى بقرة صفراء لعلِم بنو إسرائيل أنه لون الصُفرة سيما أن هذا اللون نادر في البقر فلم قيّد الصفرة بصفة فاقع؟في هذا التعبير مزيد من‬
‫التعجيز والتقييد وتحديد لبقرة بعينها دون سواها وهنا تضييق على بني إسرائيل فعندما شدّدوا شدّد ال تعالى عليهم‪.‬‬
‫آية (‪:)70‬‬
‫ه عَلَيْن َيا ( ‪ )70‬البقرة) لم قالوا هذه الجملة فيي هذه اليية ميع أنهيم لم يقولوهيا فيي‬ ‫*(إ ِي َّ‬
‫ن البَقََر ت َ َ‬
‫شاب َي َ‬
‫المرات السابقة؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫طلب بنو إسرائيل صفات البقرة على ثلث مراحل طلبوا تحديد ماهيتها (قَالُو ْا ا ْدعُ َلنَا َرّبكَ ُي َبيّن ّلنَا مَا ِهيَ (‪ )68‬البقرة) ومرة طلبوا تحديد لونها (قَالُواْ‬
‫ن البَقَرَ‬ ‫ك يُ َبيّن ّلنَا مَا لَ ْوُنهَا (‪ )69‬البقرة) ولم يعللوا سبب طلبهم فلما لجأوا للتعليل في المرة الثالثة قالوا (قَالُو ْا ا ْدعُ َلنَا َرّب َ‬
‫ك يُ َبيّن ّلنَا مَا هِيَ إِ ّ‬ ‫ا ْدعُ َلنَا َرّب َ‬
‫تَشَابَهَ عََل ْينَا وَِإنّآ إِن شَاء اللّهُ َل ُم ْه َتدُونَ (‪ )70‬البقرة) لن فعل الشيء ثلث مرات يكون له وقع في النفس من الضجر فل بد من إضافة تعليل في المرة‬
‫الثالثة‪ .‬ولهذا إنتشر في حياتنا التوكيد في الرقم ‪.3‬‬
‫آية (‪:)71‬‬
‫*انظر آية (‪.↑↑↑)67‬‬
‫*ما الفرق بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ص من الفعل فكل عمل فعل ول ينعكس‪ .‬والعمل فيه إمتداد زمن (يعملون له ما يشاء من محاريب)‬ ‫يقولون العمل ما كان فيه إمتداد زمن‪ ،‬العمل أخ ّ‬
‫هذا للجانّ وهذا العمل يقتضي منهم وقتا لكن لما نحدث تعالى عن الملئكة قال (ويفعلون ما يؤمرون) لن فعل الملئكة برمش العين‪ .‬عندنا آيات‬
‫وكلم علماؤنا دقيق في هذا الباب‪( .‬مما عملت أيدينا) ما قال فعلت (وما عملته أيديهم) لن خلق النعام والثمار يحتاج لوقت‪ ،‬ال تعالى لما يخلق‬
‫التفاحة ل تخلق فجأة فقال عملت أيدينا يعني هذا النظام معمول بهذا الشكل لن فيه إمتداد زمن‪ .‬لكنه تعالى قال (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) باللحظة‬
‫أرسل عليهم حجارة‪( ،‬ألم تر كيف فعل ربك بعاد) خسف بهم وقال تعالى (وتبين لكم كيف فعلنا بهم) العقوبات‪ ،‬غضب ال سبحانه وتعالى لما ينزل‬
‫على الضالين والظالمين أنفسهم ينزل فورا ول يحتاج لمتداد زمن‪ .‬خواتيم اليات في سورة البقرة (قَالَ ِإنّ ُه يَقُولُ ِإّنهَا بَ َقرَةٌ لَا ذَلُولٌ ُتثِيرُ ا ْلأَرْضَ وَلَا‬
‫ن (‪ ))71‬كادوا ل يفعلون والذبح سريع فهو فعل لكنه قال (وََلتَ ِ‬
‫ج َدّنهُمْ‬ ‫حقّ َف َذبَحُوهَا َومَا كَادُوا يَ ْفعَلُو َ‬ ‫ت بِالْ َ‬
‫جئْ َ‬ ‫ن ِ‬‫شيَ َة فِيهَا قَالُوا الْآَ َ‬
‫سقِي ا ْلحَ ْرثَ ُمسَّلمَةٌ لَا ِ‬
‫تَ ْ‬
‫ن (‪ ))96‬أيّ‬ ‫ن ُي َعمّرَ وَاللّ ُه بَصِي ٌر ِبمَا َيعْمَلُو َ‬
‫سنَةٍ َومَا هُ َو ِبمُ َزحْزِحِ ِه مِنَ ا ْل َعذَابِ أَ ْ‬‫حدُهُمْ لَ ْو ُي َعمّرُ أَلْفَ َ‬
‫حيَاةٍ َومِنَ اّلذِينَ َأشْ َركُوا يَ َودّ أَ َ‬‫س عَلَى َ‬ ‫ص النّا ِ‬‫َأحْرَ َ‬
‫حياة‪ ،‬لن مدة العمل فيه فيه مدة‪ .‬في ضوء هذا نستطيع أن ننظر معاني اليات التي فيها زمن يقول يعلمون وما ليس فيه إمتداد زمن وهو مفاجئ‬
‫يقول يفعلون وال أعلم‪.‬‬
‫آية (‪:)76‬‬
‫*ما الفرق بين فتح الله لك وفتح الله عليك؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن (‪ )14‬الحجر)‬ ‫سمَاء َفظَلّو ْا فِيهِ َيعْ ُرجُو َ‬
‫حنَا عََل ْيهِم بَابًا مّنَ ال ّ‬
‫يقال فتح لك وفتح عليك لكن فتح عليك يكون من فوق قد يكون في الخير والشر (وَلَ ْو َفتَ ْ‬
‫ض (‪ )96‬العراف) (قَالُواْ‬ ‫سمَاء وَالَرْ ِ‬ ‫ت مّنَ ال ّ‬ ‫حنَا عََل ْيهِم بَ َركَا ٍ‬ ‫ن (‪ )77‬المؤمنون) (لَ َفتَ ْ‬ ‫شدِيدٍ ِإذَا ُه ْم فِيهِ ُمبْلِسُو َ‬
‫عذَابٍ َ‬‫حنَا عََل ْيهِم بَابًا ذَا َ‬ ‫حتّى ِإذَا َفتَ ْ‬ ‫(َ‬
‫ن (‪ )76‬البقرة) إذن فتح ال عليك تأتي في الخير والشر لكن تأتي من فوق‪.‬‬ ‫ل َتعْقِلُو َ‬
‫ح ّدثُو َنهُم بِمَا َفتَحَ اللّ ُه عََل ْيكُمْ ِليُحَآجّوكُم بِ ِه عِندَ َرّبكُمْ َأفَ َ‬
‫َأتُ َ‬
‫آية (‪:)77‬‬
‫ن ( ‪ )77‬البقرة)‪ :‬هيل هذا السيتفهام فيي اليية‬
‫ما يُعْلِنُو َي‬ ‫سُّرو َ‬
‫ن وَي َ‬ ‫ما ي ُي ِ‬ ‫ه يَعْل َي ُ‬
‫م َي‬ ‫ن أ َي َّ‬
‫ن الل ّي َ‬ ‫مو َي‬
‫َ‬
‫*(أوَل َ يَعْل َ ُ‬
‫حقيقي؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫هل ينتظر المتسفهِم جوابا لسؤاله؟ إنك قد تقول لولدك أو عاملك ألم تعلم أني أكره هذا المر؟ فسؤالك ل تنتظر له جوابا وإنما غايتك لوم الفاعل‪ .‬هذا‬
‫ل ينتظر منه جوابا وإنما الغاية لوم الفاعل وفي قوله تعالى (أول يعلمون) استفهام غايته التوبيخ ولوم القوم‪.‬‬
‫آية (‪:)78‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫م إِل ّ يَظُنُّو َ‬
‫ني (‪ )78‬البقرة)‪ :‬الميي هيو مين ل يعرف‬ ‫ن هُي ْ‬
‫ي وَإ ِي ْ‬ ‫ني الْكِتَا َي‬
‫ب إِل ّ أ َ‬
‫مان ِي َّ‬ ‫ني ل َ يَعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ميُّو َ‬
‫م أ ِّ‬
‫منْهُي ْ‬
‫*(وَ ِ‬
‫القراءة ول الكتابة لكن من أين أتى هذا اللفظ؟ ومن أين اكتسب معناه؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫ي إسم منسوب والنسبة هي كل اسم انتهى بياء مشددة فإذا أردنا أن ننسب رجلً إلى اليمن نقول هو يمنيّ فما الكلمة التي نُسِب إليها الميّ؟‬
‫إن كلمة أم ّ‬
‫إن هذا السم منسوب إلى الم أي الوالدة لنه بقي على الحال التي بقي عليها مدة حضانة أمه له فلم يكتسب علما جديدا لذلك قيل عنه أميّ‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫آية (‪:)79‬‬
‫َ ً َ ً َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫ما‬ ‫ل ل ّهُم ِّ‬
‫م َّ‬ ‫شتَُروا ْ بِهِ ث َ‬
‫منا قلِيل فوَي ْ‬ ‫عندِ الل ّ ِ‬
‫ه لِي َ ْ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬ ‫م يَقُولُو َ‬
‫ن هَيذ َا ِ‬ ‫م ث ُ َّ‬ ‫ن الْكِتَا َ‬
‫ب بِأيْدِيهِ ْ‬ ‫ن يَكْتُبُو َ‬ ‫َ‬ ‫ل ل ِّل ّذِي‬ ‫*(فوَي ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )79‬البقرة) لو قال تعالى فويل لهم مما كتبوا لعُرِف بداهة أنهم‬ ‫سبُو َ‬‫ما يَك ْ ِ‬
‫م َّ‬ ‫ل ل ّه ُ ْ‬
‫م ِّ‬ ‫م وَوَي ْ ٌ‬‫ت أيْدِيه ِ ْ‬ ‫كَتَب َ ْ‬
‫م ذكر كلمة (أيديهم) إذن؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫كتبوا بأيديهم فل ِ َ‬
‫ذكر كلمة (أيديهم) مع أن الكتابة تتم باليدّ لتأكيد وقوع الكتابة من ِقبَلهم وتبيان أنهم عامدون في ذلك كما تقول نظر بعينه مع أن النظر ل يكون ول يتم‬
‫إل بالعين وتقول تكلّم بفمك فالغاية من هذا كله تأكيد العمل‪.‬‬
‫آية (‪:)80‬‬
‫*ما الفرق بين دللة الجمع في معدودة ومعدودات؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫القاعدة‪ :‬جمع غير العاقل إن كان بالفراد يكون أكثر من حيث العدد من الجمع السالم كأنهار جارية وأنهار جاريات‪ ،‬فالجارية أكثر من حيث العدد من‬
‫الجاريات‪ ،‬وأشجار مثمرة أكثر من مثمرات وجبال شاهقة أكثر من حيث العدد من شاهقات فالعدد في الولى أكثر‪ ،‬وجمع السالم قلة‪ .‬فهذه من‬
‫المواضع التي يكون فيها المفرد أكثر من الجمع‪.‬‬
‫معدودات جمع قلّة وهي تفيد القلّة (وهي أقل من ‪ )11‬أما معدودة فهي تدل على أكثر من ‪ ،11‬وقد قال تعالى في سورة يوسف عليه السلم (وَشَرَوْهُ‬
‫ن (‪ ))20‬أي أكثر من ‪ 11‬درهما‪ ،‬ولو قال معدودات لكانت أقل‪.‬‬ ‫س دَرَاهِ َم َمعْدُودَةٍ َوكَانُوا فِيهِ مِنَ الزّا ِهدِي َ‬ ‫خ ٍ‬‫ِب َثمَنٍ بَ ْ‬
‫ن {‪ )}24‬اختيار كلمة‬ ‫غرّهُ ْم فِي دِي ِنهِم مّا كَانُو ْا َي ْفتَرُو َ‬
‫سنَا النّارُ ِإلّ َأيّاما ّم ْعدُودَاتٍ وَ َ‬
‫ك بَِأّنهُ ْم قَالُواْ لَن َتمَ ّ‬
‫مثال‪ :‬قال تعالى في سورة آل عمران (ذَِل َ‬
‫خ ْذتُ ْم عِندَ‬
‫سنَا النّارُ ِإلّ َأيّاما ّم ْعدُودَةً قُلْ َأتّ َ‬ ‫(معدودات) في هذه الية لن الذنوب التي ذُكرت في هذه الية أقلّ‪ .‬وقال تعالى في سورة البقرة ( َوقَالُواْ لَن َتمَ ّ‬
‫ن {‪ )}80‬اختيار كلمة (معدودة)في هذه الية لن الذنوب التي ذُكرت في هذه الية أكثر‪.‬‬ ‫ل َتعْلَمُو َ‬
‫ن عَلَى اللّ ِه مَا َ‬ ‫عهْدَهُ َأمْ َتقُولُو َ‬
‫ف اللّ ُه َ‬
‫عهْدا فَلَن يُخْلِ َ‬‫اللّ ِه َ‬
‫معدودة (‪ )80‬البقرة) وآية أخرى (ذَل َ َ‬
‫م قَالُوا ْ لَن‬
‫ك بِأنَّهُ ْ‬‫ِ‬ ‫سنَا النَّاُر إِل َّ أَيَّاما ً َّ ْ ُ َ ً‬
‫م َّ‬ ‫* اليهود قالوا (وَقَالُوا ْ لَن ت َ َ‬
‫َ َ‬
‫ت (‪ )24‬آل عمران) ما الفرق؟(من برنامج أخر متشابهات للدكتور أحمد‬ ‫معْدُودَا ٍ‬ ‫سنَا النَّاُر إِل ّ أيَّا ً‬
‫ما َّ‬ ‫م َّ‬
‫تَ َ‬
‫الكبيسى)‬
‫للسف المفسرون قالوا أنهما نفس المعنى وهذا غير صحيح‪ .‬المعدودات يعني أنا عندي أيام محددة تتكرر كل سنة ما تختلف مثل أيام العيد‪ ،‬مثل‬
‫ت (‪ )203‬البقرة) في كل سنة ما تتغير‪ ،‬هذه المعدودات‪ .‬حينئذ هذه لها معنى‪ .‬في أيام معدودة عندنا‬ ‫رمضان وفي الحج (وَا ْذكُرُواْ اللّ َه فِي َأيّامٍ ّم ْعدُودَا ٍ‬
‫‪ 360‬يوم أنا أربع خمس أيام ل على التعيين سنسافر أيام معدودة لمر ما‪ ،‬هذه معدودة لنها ليست محددة ‪.‬‬
‫إذن هما مذهبان كما قلنا اليهود والنصارى وغيرهم كما أن المسلمين مذاهب وآراء وأفكار ونحن في كل جزئية هناك أفكار للعلماء تختلف وهذا في‬
‫ل دُعَاء‬
‫سمَعُ ِإ ّ‬
‫ق ِبمَا لَ يَ ْ‬
‫غاية الصحة العلمية أن العلماء يختلفون وهذا العقل البشري الذي ل يختلف هو الحيوان ( َو َمثَلُ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا َك َمثَلِ اّلذِي يَ ْنعِ ُ‬
‫َو ِندَاء (‪ )171‬البقرة) مليون نعجة تقودها بصوت واحد‪ .‬قسم من بني إسرائيل ال سيعذبنا خمسة أيام من أيام شهر ما وآخرون قالوا خمسة أيام ليست‬
‫معلومة وال تعالى لما نقل آراءهم وأفكارهم بهاتين الكلمتين لخص لنا أن بني إسرائيل منقسمون في هذه اليام‪.‬‬
‫آية (‪:)81‬‬
‫خطييئَته فَأُولَيئ ِ َ َ‬ ‫*(بلَى من ك َسب سيئ َ ً َ‬
‫ن ( ‪ )81‬البقرة) كيف‬
‫خالِدُو َ‬ ‫ب النَّارِ ه ُ ْ‬
‫م فِيه َا َ‬ ‫حا ُ‬
‫ص َ‬
‫كأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫حاط َ ْ‬
‫ت بِهِ َ ِ ُ ُ‬ ‫ة َوأ َ‬ ‫َ َ َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تحيط الخطايا والثم بالنسان؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫الخطيئة إسم لما يقترفه النسان من آثام جرائم‪ ،‬تأمل السِوار الذي يحيط بالمعصم ل يبقي منفذا من اليد خاليا دون إحاطة وهذه صورة الخطايا والثام‬
‫عندما تكثر فهي تلتف حول الجسم والروح ول تدع للنسان مجالً لحرية من الهروب من الخطأ كذلك الفاسق لو أبصر أيمن منه وأيسر منه ولو‬
‫أبصر فوقه أو أسفل منه لما رأى إل المنكر الذي ألِفَه واعتاده‪.‬‬
‫* (بلَى من ك َيسب سيئ َ ً َ‬
‫خطِييييئَت ُ ُ‬
‫ه (‪ )81‬البقرة) مييا إعراب أحاطييت بييه ومييا شرحهييا؟(‬ ‫ه َ‬ ‫حاط َي ْ‬
‫ت ب ِي ِ‬ ‫ة وَأ َ‬ ‫َ َ َي ِّ‬ ‫َي‬ ‫َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أحاط فعل ماضي مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة‪.‬‬
‫آية (‪:)83‬‬
‫*ما الفرق بين (ذي القربى(‪)83‬البقرة) و(بذي القربى(‪)36‬النساء؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ق بَنِي ِإسْرَائِيلَ لَا َت ْعبُدُونَ إِلّا اللّهَ َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َوذِي الْ ُق ْربَى ﴿‪ ﴾83‬البقرة) (وذي) واو ذاء ياء ل يوجد باء‪ ،‬الية‬ ‫خ ْذنَا مِيثَا َ‬
‫يقول تعالى (وَِإذْ أَ َ‬
‫حسَانًا َو ِبذِي ا ْلقُ ْربَى﴿‪﴾36‬النساء) عندنا آيتين آية اليهود ( َوذِي ا ْلقُ ْربَى) آية المسلمين‬
‫ش ْيئًا َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫عُبدُوا اللّهَ وَلَا تُشْ ِركُوا بِهِ َ‬
‫الخرى للمسلمين (وَا ْ‬
‫( َو ِبذِي الْ ُق ْربَى) هل هذه الباء زائدة يعني ليس لها معنى؟في الحقيقة ل‪ ،‬فرب العالمين بهذه الباء يرسم ما هومستقبل القربى عند اليهود وما هو مستقبل‬
‫القربى عند المسلمين أي الترابط السري‪ ،‬التناسب الخَلقي مدى مسؤولية كل واحد في السرة فعندنا نحن ناس فروع ابنك وبنتك وأبناؤهم وعندنا‬
‫أصول أبوك جدك وآباؤهم وعندنا أطراف اللي هم الجناحين أخوة وأخوات وأولدهم وأعمام وعمات وهكذا هذا التناسق أين سيكون كاملً بالمائة‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫مائة؟ أين ستكون العناية به كاملة كما أمر ال؟ فرب العالمين يعلم مقدما أنه ما من أمة على وجه الرض سوف تصل إلى ما وصل إليه المسلمون‬
‫من هذا الرحم وهؤلء القربى والكل يشهد بذلك‪ .‬نحن ل يوجد لدينا من يترك أمه وأبوه في الملجأ ول يوجد من ل يعرف عمه أو خاله أو من ل‬
‫يعرف أبوه أو جده هذا مستحيل‪ .‬في حين المم كلها ل تُعنى بهذا اليوم فرب العالمين عز وجل عندما ترك الباء بهذه الية الموجهة للمسلمين إشارة‬
‫إلى أن هذه المة وحدها هي التي سوف تُعنى بالرحام والقارب والوالدين والتماسك السري أعمام وأخوال وأجداد وجدات كما ل يمكن أن تفعل أمة‬
‫أخرى هذا هو أثر الباء‪ ،‬وجودها في آية المسلمين وحذفها من آية أخرى لغير المسلمين‪.‬‬
‫فى إجابة أخرى للدكتور الكبيسى‪:‬‬
‫العرب يقولون القربى نوعين القربى قرابة الب يعني آباءك وأجدادك وأعمامك يعني أبوك وجدك وأمك وجدتك وأعمامك الذين هم قرابة الب‬
‫وأخوالك قرابة الم‪ ،‬هذا نوع هذا قسم‪ .‬القوى منه ‪ -‬طبعا هذا القسم الماضي بالنسبة لك أنت يعني أنا أبي وجدي وأبو جدي وأمي وجدتي وأم جدتي‬
‫هؤلء يعني راحوا وخالي وابن خالي يعني قطعا هؤلء ماضي هؤلء مغربون أنا مشرّق أنا آتي ‪ -‬من قرابتي الحقيقيون القوى هم أبنائي أبناء‬
‫أبنائي بنات أبنائي بناتي أولد بناتي أخواني أولد أخواني هذا النصف الخر فالقربى الصلية القوية الذين هم جايين معك النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫جرًا إِلّا ا ْلمَ َودّةَ فِي ا ْلقُ ْربَى ﴿‪ ﴾23‬الشورى) من القربى؟ أبوه وأمه؟ ل القربى علي وفاطمة ونسلهم‪ .‬إذا صار هذه‬ ‫سأَُلكُ ْم عََليْهِ أَ ْ‬
‫لما قال تعالى (قُلْ لَا أَ ْ‬
‫القربى العظيمة الساسية فلما ال تعالى قال ( َوبِا ْلوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َوذِي الْ ُق ْربَى) يعني بها أنت تهتم على قرابة أبوك وتراعيهم فإياك أن تنسى جدك‬
‫وجدتك وخالك وخالتك وعمك وعمتك وأولدهم هؤلء أرحام يقفون معك هذا ( َوذِي الْ ُق ْربَى) ل تتصور أن كلهم سواء ل ليس كلهم سواء الجاي أولد‬
‫جرًا إِلّا ا ْلمَ َودّةَ‬
‫سأَُلكُ ْم عََليْهِ أَ ْ‬
‫بناتك أقوى ( َو ِبذِي الْ ُق ْربَى) فاطمة عند النبي صلى ال عليه وسلم وأولدها يساوون الدنيا كلها هؤلء ملوك الجنة (قُلْ لَا أَ ْ‬
‫طهِيرًا ﴿‪ ﴾33‬الحزاب) وهم فاطمة وأولدها‪ .‬حينئذٍ الفرق بين ( َوذِي الْ ُق ْربَى)‬ ‫طهّ َركُ ْم تَ ْ‬
‫س أَهْلَ ا ْل َبيْتِ َويُ َ‬
‫ع ْنكُمُ الرّجْ َ‬
‫ب َ‬ ‫فِي الْ ُق ْربَى) (ِإّنمَا يُرِيدُ اللّهُ ِليُذْهِ َ‬
‫ن اللّهَ‬ ‫ن بِهِ وَا ْلأَرْحَامَ إِ ّ‬ ‫( َو ِبذِي الْ ُق ْربَى) هذه الباء قال لك هناك أرحام أقوى من أرحام وهذه في سورة النساء وهي بدأت بقوله (وَاتّقُوا اللّهَ اّلذِي تَسَاءَلُو َ‬
‫ن عََل ْيكُمْ َرقِيبًا ﴿‪ ﴾1‬النساء) والرحام ليسوا شكلً واحدا بل شكلين فالرحام مجموعة القربى ولكن القربى شكلين‪ .‬الرحم واحد تطلق على نوعي‬ ‫كَا َ‬
‫القرابة فالقرابة المحترمة المقدسة قال (لَا تَ ْعُبدُونَ إِلّا اللّهَ َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َوذِي ا ْلقُ ْربَى) ثم قال ( َوذِي ا ْلقُ ْربَى) إذا هؤلء قربة الب بر الوالدين هو بر‬
‫أهله وقرابته (لَا تَ ْعُبدُونَ إِلّا اللّهَ َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َوذِي ا ْلقُ ْربَى) الوالدين والقربى قرابته شيء واحد‪ .‬هناك ل ليس شيء واحد وبالوالدين شيء‬
‫وبالخرين هذه قرابة الولدة هذه قرابة البوة فانظر إلى الدقة العجيبة فأنت الن لست بحاجة إلى أن تقول من هم الرحام؟ هو يقول لك بالباء هذه‬
‫الباء شملت لك الموضوع كاملً هناك قرابة الب واضحة ومباشرة (لَا تَ ْعُبدُونَ إِلّا اللّهَ َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانًا َوذِي ا ْلقُ ْربَى) هؤلء مجموعة واحدة مع‬
‫الوالدين‪ ،‬الثانية ل ( َو ِبذِي) هؤلء نوع ثاني فالباء هذه أهميتها ومهمتها وكلنا نعرف ماذا يعني الرحم؟ الرحم جنتك ونارك وخاصة الكاشح منهم فإذا‬
‫أردت أن تنجو وأن ينسئ ال في عمرك وفي رزقك صِل رحمك هذا هو الموضوع والفرق بين ( َوذِي ا ْلقُ ْربَى) ( َوبِذِي ا ْلقُ ْربَى)‪.‬‬
‫*ما دللة الوالدين وليس البوين؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في القرآن عادة خط ل يتخلّف إذا ذكر الوصية بهما أو البر بهما أو الدعاء لهما يقول الوالدين ول يقول البوين هذا خط لم يتخلف في القرآن ( َوقَضَى‬
‫ل لَ َت ْعُبدُونَ ِإلّ اللّهَ َوبِالْوَاِل َديْنِ ِإحْسَانا (‪ )83‬البقرة) ( َربّ اغْ ِفرْ‬
‫ق بَنِي ِإسْرَائِي َ‬ ‫حسَانًا (‪ )23‬السراء) (وَِإذْ أَ َ‬
‫خ ْذنَا مِيثَا َ‬ ‫َرّبكَ أَلّا َتعْ ُبدُوا إِلّا ِإيّاهُ َوبِالْوَاِلدَيْنِ إِ ْ‬
‫سدُسُ (‪ )11‬النساء)‪ .‬ل شك‬ ‫لِي وَلِوَاِلدَيّ (‪ )28‬نوح) لم يتخلف في القرآن ول مرة واحدة‪ .‬أما البوين فقد تأتي في الميراث (وَِلَأبَ َويْهِ ِلكُلّ وَا ِ‬
‫ح ٍد ِمنْ ُهمَا ال ّ‬
‫أن البوين هو تغليب هو الب والم (مثنى الب والم) لكن تغليب الب والوالدين هو الوالد والوالدة وأيضا تغليب لفظ الوالد مع أنه لم يلد والولدة‬
‫للم‪ ،‬الولدة للم بالفعل وللب للنسب‪ .‬إذن لما يقول الوالدين تذكير بالولدة (يعني الم) يعني فيها إلماح إلى إحسان الصحبة إلى الم أكثر وهذا‬
‫يتطابق مع حديث النبي لن الولدة منها‪ .‬إذن كل القرآن فيه إلماح إلى أن الم أولى بحسن الصحبة والحسان إليها أكثر من الب الهتمام بالم‬
‫أكثر‪.‬‬
‫آية (‪:)84‬‬
‫َ‬ ‫خرجون أَنفُسكُم من ديارك ُم ث ُ َ َ‬ ‫*(وَإِذ ْ أ َ َ‬
‫ن(‬ ‫م تَ ْ‬
‫شهَدُو َ‬ ‫م أقَْرْرت ُ ْ‬
‫م وَأنت ُ ْ‬ ‫َِ ِ ْ ّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ماءك ُ ْ‬
‫م وَل َ ت ُ ْ ِ ُ َ‬ ‫سفِكُو َ‬
‫ن دِ َ‬ ‫ميثَاقَك ُ ْ‬
‫م ل َ تَ ْ‬ ‫خذ ْنَا ِ‬
‫‪ )84‬البقرة) هذه الية تخاطب بني إسرائيل الذين مضوا ومع ذلك جاءت بصيغة المخاطب ‪ ،‬فما‬
‫السبب في مخاطبة من مضى؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫إن المخاطبة جاءت للخَلَف من بني إسرائيل لتبين للمؤمنين أن الخلف من بني إسرائيل هم بمنزلة أسلفهم فأفعالهم واحدة وتصرفاتهم موروثة‪.‬‬
‫آية (‪:)86‬‬
‫*ميا الفرق بيين اسيتخدام كلمية (يُنصيرون) فيي سيورة البقرة وكلمية (يُنظرون) فيي سيورة البقرة وآل‬
‫عمران؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل هُ ْم يُنصَرُونَ {‪ )}86‬وقال في سورة البقرة أيضا‬ ‫ع ْنهُمُ ا ْل َعذَابُ َو َ‬
‫ف َ‬ ‫خفّ ُ‬ ‫خرَ ِة فَلَ يُ َ‬
‫حيَا َة الدّ ْنيَا بِالَ ِ‬
‫شتَرَوُ ْا الْ َ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ ا ْ‬
‫ل هُ ْم يُنظَرُونَ {‪)}88‬‬ ‫ع ْنهُمُ ا ْل َعذَابُ َو َ‬
‫ف َ‬
‫ل يُخَفّ ُ‬ ‫ل هُ ْم يُنظَرُونَ {‪ )}162‬وفي سورة آل عمران (خَاِلدِينَ فِيهَا َ‬ ‫ع ْنهُمُ ا ْل َعذَابُ َو َ‬‫ف َ‬ ‫(خَاِلدِينَ فِيهَا لَ ُيخَفّ ُ‬
‫سكُم مّن ِديَا ِركُ ْم ثُمّ‬ ‫ل تُخْ ِرجُونَ أَن ُف َ‬ ‫ن ِدمَاءكُمْ َو َ‬ ‫ل تَسْ ِفكُو َ‬ ‫لو نظرنا في سياق اليات في سورة البقرة التي سبقت آية ‪ 86‬لوجدنا الية (وَِإذْ َأ َ‬
‫خذْنَا مِيثَا َقكُ ْم َ‬
‫لثْمِ وَا ْلعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ ُأسَارَى‬ ‫سكُ ْم َوتُخْرِجُونَ َفرِيقا مّنكُم مّن ِديَارِ ِه ْم تَظَاهَرُونَ عََل ْيهِم بِا ِ‬ ‫ش َهدُونَ {‪ }84‬ثُمّ أَنتُ ْم هَـؤُلء تَ ْقتُلُونَ أَنفُ َ‬ ‫َأ ْقرَ ْرتُمْ وَأَنتُ ْم تَ ْ‬
‫حيَا ِة الدّ ْنيَا َويَوْ َم الْ ِقيَامَةِ‬
‫ي فِي الْ َ‬‫خزْ ٌ‬ ‫ك مِنكُمْ ِإلّ ِ‬ ‫ل ذَِل َ‬‫ن ِب َبعْضٍ َفمَا جَزَاء مَن يَ ْفعَ ُ‬ ‫ن ِببَعْضِ ا ْل ِكتَابِ َو َتكْفُرُو َ‬ ‫جهُ ْم َأ َفتُ ْؤمِنُو َ‬
‫خرَا ُ‬
‫حرّ ٌم عََل ْيكُمْ إِ ْ‬
‫تُفَادُوهُمْ وَهُ َو مُ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن {‪ )}85‬فاليات تتكلم عن القتال والحرب والمحارب يريد النصر لذا ناسب أن تختم الية ‪ 86‬بكلمة‬
‫عمّا َت ْعمَلُو َ‬
‫ل َ‬
‫ب َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍ‬
‫شدّ ا ْلعَذَا ِ‬
‫يُ َردّونَ إِلَى أَ َ‬
‫(ينصرون) أما في الية الثانية في سورة البقرة وآية سورة آل عمران ففي اليتين وردت نفس اللعنة واللعنة معناها الطرد من رحمة ال والبعاد‬
‫والمطرود كيف تنظر إليه؟ كلمة يُنظرون تحتمل معنيين ل يُمهلون في الوقت ول يُنظر إليهم نظر رحمة فإذا أُبعد النسان عن ربه وطُرد من رحمة‬
‫ال فكيف يُنظر إليه فهو خارج النظر فلما ذكر اليتين في سورة البقرة وسورة آل عمران استوجب ذكر (يُنظرون)‪.‬‬
‫آية (‪:)87‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫س (‪ )87‬البقرة)هييل لمعنييى أيدناه علقيية‬ ‫م الْبَيِّنَا ِيي‬
‫ت وَأيَّدْنَاهييُ بُِرو ِييح القُد ُيي ِ‬ ‫مْري َيي َ‬
‫ن َ‬
‫سى اب ْيي َ‬
‫عي َيي‬
‫*(وَآتَيْن َييا ِ‬
‫باليد؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫معنى أيّدناه أي قوّيناه وشددنا أزره وعضده والعفل أيدناه مأخوذ من اليد فما صلة اليد بقويّناه؟ اليد تطلق عادة على القدرة والمنعة لنها آلة القوة‬
‫والدفاع عن النفس ومنع الخرين من العتداء‪.‬‬
‫*لماذا اختلف صييغة الفعيل فيي قوله تعالى (ففريقا ً كذبتيم وفريقا ً تقتلون) البقرة آيية ‪87‬؟( د‪.‬فاضيل‬
‫السامرائى)‬
‫حتّى‬
‫جنّةِ ُزمَرا َ‬ ‫كذبتم فعل ماضي وتقتلون فعل مضارع‪ .‬زمن الفعال تعبّر أحيانا عن الحداث المستقبلية بأفعال ماضية ( َوسِيقَ اّلذِينَ اتّقَوْا َرّبهُمْ إِلَى الْ َ‬
‫ن {‪ }73‬الزمر) والحداث الماضية بأفعال مضارعة حكاية الحال تُعبّر‬ ‫ط ْبتُمْ فَادْخُلُوهَا خَاِلدِي َ‬
‫ِإذَا جَاؤُوهَا َو ُفتِحَتْ َأبْوَا ُبهَا َوقَالَ َلهُ ْم خَ َز َنتُهَا سَلَا ٌم عََل ْيكُمْ ِ‬
‫ن َيدَيْ‬
‫ح بُشْرا َبيْ َ‬
‫عن حدث ماضي بفعل مضارع كأنما نريد أن نستحضر الحدث أمامنا مثل قوله تعالى في سورة العراف (وَهُوَ اّلذِي يُرْسِلُ ال ّريَا َ‬
‫ن {‪.)}57‬‬ ‫ك نُخْ ِرجُ الْم ْوتَى َلعَّلكُ ْم َتذَكّرُو َ‬
‫ت كَذَِل َ‬
‫جنَا بِهِ مِن كُلّ ال ّثمَرَا ِ‬
‫ت فَأَن َز ْلنَا بِهِ ا ْلمَاء َفأَخْ َر ْ‬
‫س ْقنَاهُ ِلبََلدٍ ّميّ ٍ‬
‫سحَابا ِثقَالً ُ‬
‫حتّى ِإذَا َأقَلّتْ َ‬ ‫ح َمتِهِ َ‬
‫رَ ْ‬
‫آية (‪:)89‬‬
‫َ‬
‫ما وََراءَيهُ وَهُوَ ال ْ َ‬
‫حق ُّي‬ ‫م ( ‪ )89‬البقرة) (وَيَكْفُُرو َي‬
‫ن ب ِي َ‬ ‫ْ‬ ‫ُي‬ ‫معَه‬‫َ‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫صيدِّقٌ ل ِي‬‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫عنْدِ الل ّيهِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْي‬
‫ب ِ‬
‫م كِتَا ٌي‬ ‫جاءَهُي ْ‬‫ما َ‬ ‫*(وَل َي َّ‬
‫َّ‬ ‫م (‪ )91‬البقرة) (وَل َ َّ‬
‫م (‪ )101‬البقرة) متى‬ ‫معَه ُ ْ‬
‫ما َ‬
‫صدِّقٌ ل ِ َ‬
‫م َ‬
‫عنْدِ الل هِ ُ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬‫ل ِ‬ ‫سو ٌ‬‫م َر ُ‬ ‫جاءَه ُ ْ‬‫ما َ‬ ‫معَه ُ ْ‬
‫ما َ‬‫صدِّقًا ل ِ َ‬ ‫م َ‬‫ُ‬
‫يرفع كلمة مصدق ولماذا ومتى ينصب ولماذا؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫الجُمل ‪-‬بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال‪ .‬لما نقول رأيت رجلً يركض‪ ،‬جملة يركض صفة لرجل لن رجل نكرة لكن لو قال رأيت الرجل‬
‫عنْدِ‬
‫ن ِ‬
‫ب مِ ْ‬
‫يركض أو ستكون لبيان حاله‪ ،‬فالنكرة تحتاج إلى وصف حتى تتبين أما المعرفة يبيّن حالها‪ .‬هكذا لما قال ال عز وجل (وََلمّا جَاءَ ُه ْم ِكتَا ٌ‬
‫صدّقٌ ِلمَا َم َعهُ ْم (‪( )89‬كتاب) نكرة قال بعدها (مصدقٌ لما معهم) فجاء به وصفا لكتاب وكتاب مرفوع فتكون الصفة (مصدقٌ) مرفوعة‪،‬‬ ‫اللّ ِه مُ َ‬
‫ص ّدقًا ِلمَا َم َعهُ ْم (‪ )91‬البقرة)‪( ،‬وهو الحق) معرفة فقال‪ :‬مصدقا‪ ،‬لو قيل في غير‬ ‫ق مُ َ‬
‫ن ِبمَا وَرَاءَهُ وَهُ َو الْحَ ّ‬
‫الية الخرى في السورة نفسها ( َو َيكْفُرُو َ‬
‫ق لنه كما قلنا نكرة تحتاج إلى وصف لكن لما عرّفه (وهو الحق) يعني هو الحق ول شك في ذلك والكلم على القرآن‪ ،‬يعني‬ ‫القرآن‪ :‬وهو حقٌ مصد ٌ‬
‫ق لما معكم أن هذا القرآن يصدق لما معكم‪ ،‬الذي معهم هم‬ ‫هو الحق ل ريب فيه كأن الحق مجسما بهذا القرآن الكريم فجاء بالحال يعني في حال تصدي ٍ‬
‫كأنهم متلبسون به‪ ،‬الذي معهم هو التوراة وما حولها التوراة فيها أوصاف للرسول بالمكان الذي سيظهر فيه‪ ،‬ببعض صفاته‪ ،‬إذن هذا القرآن‬
‫يصدق الوصاف لهذا الرسول أو مصدق لما معكم من التشريعات التي لم تُنسخ أو التي لم تُحرّف فهو في بيان حال‪.‬‬
‫صدّقٌ ِلمَا َم َعهُ ْم (‪ )101‬البقرة) كأنما هم لم يعلموا أن هذا هو تصديقٌ لما عندهم‪ ،‬كأنهم ل‬ ‫عنْدِ اللّ ِه مُ َ‬
‫ن ِ‬ ‫ل مِ ْ‬
‫والية الخرى في البقرة (وََلمّا جَاءَهُمْ َرسُو ٌ‬
‫يعلمون‪ ،‬تكلفوا أن يظهروا بهذا المظهر فإذن (رسول) نكرة فقال (مصدق)‪.‬‬
‫آية (‪:)91‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)89‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ّي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ما أنْزِ َ‬
‫ل‬ ‫ن ب ِي َ‬‫م ُي‬ ‫ه قَالوا نُؤْ ِ‬
‫ل الل ُ‬ ‫ما أنَْز َ‬ ‫منُوا ب ِي َ‬
‫مآ ِ‬ ‫ل لهُي ْ‬ ‫* ميا المقصيود ب(بميا وراءه) فيي قوله تعالى(وَإِذ َا قِي َ‬
‫َ‬
‫ّي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ُ‬
‫ن كنْت ُي ْ‬ ‫ل إ ِي ْ‬‫ن قَب ْ ُ‬ ‫م ْي‬
‫ن أنْبِيَا َء الل هِ ِ‬‫م تَقْتُلو َي‬ ‫ل فَل ِي َ‬‫م قُ ْ‬‫معَهُي ْ‬
‫ما َ‬ ‫صيدِّقًا ل ِي َ‬
‫م َ‬ ‫ما وََراءَيهُ َوهُوَ ال ْ َ‬
‫حق ُّي ُ‬ ‫عَلَيْن َيا وَيَكْفُُرو َي‬
‫ن ب ِي َ‬
‫ن (‪ )91‬البقرة) ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤْ ِ‬ ‫ُ‬
‫الدين الذي كان سائدا قبل السلم في جزيرة العرب هو اليهودية وليس النصرانية‪ .‬اليهود كانوا قبائل في جزيرة العرب‪ .‬اليهودية الن أي يهودي لو‬
‫سألته ما قولك بعيسى ؟ ل يقول هو نبي وأُنزل عليه كتاب‪ ،‬هو ل يؤمن بعيسى ول بكتابه كما أنه ل يؤمن بمحمد ول بكتابه‪ .‬اليهودي هذه‬
‫عقيدته ولذلك بقي يهوديا وإل كان يصبح نصرانيا أو مسلما‪ .‬والذي يعرف دين موسى فقط إذا كان يهوديا ل يعترف بعيسى لنهم حاولوا قتله‪ .‬لو‬
‫ل عََل ْينَا َو َيكْفُرُونَ‬
‫ن بِمَا ُأنْزِ َ‬
‫إعترفوا به نبيّا ما صلبوا هذا المشبّه وقتلوه على أنه عيسى وقتلوا من وراءه (وَِإذَا قِيلَ َلهُمْ َآ ِمنُوا ِبمَا َأنْزَلَ اللّ ُه قَالُوا نُ ْؤمِ ُ‬
‫ن ُكنْتُ ْم مُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )91‬البقرة) حتى يكتمل إيمان المسلم ينبغي أن يؤمن بما ورد‬ ‫ن َقبْلُ إِ ْ‬
‫ص ّدقًا ِلمَا َم َعهُمْ ُقلْ َفلِ َم تَ ْقتُلُونَ َأ ْن ِبيَاءَ اللّ ِه مِ ْ‬
‫حقّ ُم َ‬
‫ِبمَا َورَاءَهُ وَ ُهوَ الْ َ‬
‫في كتاب ال عز وجل وفي كتاب ال إثبات نبوة عيسى ‪.‬‬
‫* ما دللة صيغة الفعل المضارع فى (تقتلون) ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا يُسمّى حكاية الحال بمعنى إذا كان الحدث ماضيا وكان مهما فإن العرب تأتي بصيغة المضارع حتى تجعل الحدث وكأنه شاخص ومُشاهد أمامك‪.‬‬
‫والمضارع يدل على الحال والستقبال والنسان يتفاعل عادة مع الحدث الذي يشاهده أكثر من الحدث الذي لم يره أو الذي وقع منذ زمن بعيد فالعرب‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل فَلِ َم تَ ْقتُلُونَ‬
‫تحول صيغة الحداث إلى صيغة مضارع وإن كانت ماضية‪ ،‬وهذا المر ورد في القرآن كثيرا كما في قوله تعالى في سورة البقرة (قُ ْ‬
‫ن ُك ْنتُمْ مُ ْؤ ِمنِينَ (‪ ))91‬قتل النبياء هي حالة مستغربة وفي القرآن يأتي بصيغة المضارع مع الشياء التي تدل على الحركة‬ ‫َأ ْن ِبيَا َء اللّ ِه مِنْ َقبْلُ إِ ْ‬
‫ض َبعْ َد مَ ْو ِتهَا‬‫حيَ ْينَا بِهِ الَْأرْ َ‬
‫ت فََأ ْ‬
‫س ْقنَاهُ إِلَى بََلدٍ َميّ ٍ‬
‫سحَابًا فَ ُ‬
‫ح َفُتثِيرُ َ‬
‫والحيوية والمهمة‪ .‬وقد جاء في قوله تعالى في سورة فاطر (وَاللّهُ اّلذِي َأرْسَلَ ال ّريَا َ‬
‫َكذَِلكَ النّشُو ُر (‪ ))9‬جاء فعل أرسل بصيغة الماضي ثم فعل (فتثير) بصيغة المضارع ثم فعل (فسقناه) بصيغة الماضي مع أن السّوق يأتي بعد الثارة‬
‫والحداث كلها ماضية لكن الثارة مشهد حركة فجعلها بصيغة المضارع ليدل على الحضور‪ .‬وهذا المر نجده أيضا في السيرة ففي ما روي عن‬
‫الصحابي الذي قتل أبا رافع اليهودي الذي آذى الرسول قال يصف ما حصل شعرا‪:‬‬
‫فأهويت عليه بالسيف فأضربه وأنا دهش‬ ‫فناديت أبا رافع فقال نعم‬
‫فجعل صيغة المضارع للمشهد البرز وهو الضرب فكأن السامع يرى الحادثة أمامه ويرى الصحابي وهو يضربه‪.‬‬
‫*من برنامج ورتل القرآن ترتيلً‪:‬‬
‫جاء الفعل (تقتلون) بصيغة المضارع مع أن هذا المر قد مضى في عهود سابقة ولكن ال تعالى عبّر عنه بالمضارع لتبقى مستحضرا لهذا الفعل‬
‫الشنيع الذي قد ارتكبه اليهود من قتلهم لنبياء ال‪.‬‬
‫آية (‪:)93‬‬
‫ل بِكُفْرِه ِ ْ‬
‫م (‪ )93‬البقرة)ما معنى الية؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫م الْعِ ْ‬
‫ج َ‬ ‫*قال تعالى‪(:‬وَأ ُ ْ‬
‫شرِبُوا ْ ِفي قُلُوبِهِ ُ‬
‫الشراب هو أن تسقي غيرك وتجعله يشرب‪ ،‬فكيف أُشربوا العجل؟‪ .‬إن الشرب هو جريان الماء في عروق النسان وقد عبّر ال تعالى عن شدة‬
‫شغف اليهود بالعجل بشرب الماء لن الماء أسرى الجسام في غيره ولذلك يقال الماء مطية الدوية ومركبها التي تسافر به في أقطار البدن فجعل‬
‫شدة حبهم للعجل وعدم قدرتهم على إخراج هذا الحب الذي خالطهم أشبه ما يكون بالماء الذي ل غنى لحد عنه وهو يسري في عروق النسان‬
‫فيصبح جزءا من جسم النسان وكذلك حُب بني إسرائيل للعجل خالط لحومهم ودماءهم حتى غدا جزءا منهم‪.‬‬
‫آية (‪:)95‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م (‪ )95‬البقرة)لم خص الله اليد؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ت أيْدِيهِ ْ‬
‫م ْ‬ ‫منَّوْهُ أبَدًا ب ِ َ‬
‫ما قَد َّ َ‬ ‫*(وَلَن يَت َ َ‬
‫ص اليد بالذنب دون غيرها مع أنهم أساءوا‬‫انظر كيف عبّر ال تعالى عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها بنو إسرائيل بقوله ( ِبمَا َقدّمَتْ َأ ْيدِيهِمْ) فِلمَ خ ّ‬
‫لعيسى بلسانهم وكذبهم عليه؟ إذا رجعت إلى فظائعهم وجدت أفظعها باليد فأكثر ما صنعوه هو تحريف التوراة ووسيلته اليد وأفظع ما اقترفوه قتل‬
‫النبياء وآلته اليد‪ .‬تُعدّ هذه الية بما فيها من تحدّ سافر لليهود إحدى معجزات القرآن وإحدى دلئل النبوة‪ ،‬أل ترى أنها نفت صدور تمني الموت مع‬
‫حرصهم على أن يظهروا تكذيب النبي فكان تمني الموت فيه تكذيب لهذه الية ومن ثم تكذيب للنبي ومع ذلك لم يُنقل عن أحد منهم أنه تمنى‬
‫الموت‪.‬‬
‫آية (‪:)96‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)71‬‬
‫*ما دللة استخدام كلمة (حياة) نكرة في قوله تعالى (ولتجدن هم أحرص الناس على حياة)؟( د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫حزِحِ ِه مِنَ ا ْل َعذَابِ أَن‬
‫سنَةٍ َومَا هُ َو ِبمُزَ ْ‬
‫حدُهُمْ لَ ْو ُي َعمّرُ أَلْفَ َ‬
‫حيَاةٍ َومِنَ اّلذِينَ َأشْ َركُو ْا يَ َودّ َأ َ‬
‫س عَلَى َ‬
‫حرَصَ النّا ِ‬
‫ج َدّنهُمْ أَ ْ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (وََلتَ ِ‬
‫ُي َعمّرَ وَاللّ ُه بَصِي ٌر ِبمَا َي ْعمَلُونَ {‪ )}96‬وجاءت كلمة حياة نكرة وهي تعني أي حياة سواء كانت حياة حيوانات أو حشرات وهذه إشارة إلى أنهم يريدون‬
‫أي كانت وإن كانت ذليلة أو مُهينة أو تافهة ودنيا وليست الحياة الكريمة وإنما أي حياة مهما كانت دنيئة‪ ،‬لذا هم حرصوا على حياة تافهة ول يتمنون‬
‫الموت كما تحدّاهم به القرآن‪.‬وهى فى سياق الحديث عن اليهود‪.‬‬
‫آية (‪:)99( - )97‬‬
‫ن‬‫ك بِإِذ ْي ِ‬‫ه عَلَى قَلْب ِي َ‬
‫ه نََّزل َي ُ‬
‫ل فَإِن َّي ُ‬
‫جبْرِي َ‬ ‫ن كَا َي‬
‫ن عَدُوًّا ل ِ ِ‬ ‫م ْي‬ ‫* ميا الفرق بيين (نزله على) فيى قوله تعالى‪( :‬قُ ْ‬
‫ل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫منِي نَي ) ‪ ))97‬وأنزلنيا الييك فيي سيورة البقرة (وَلَقَد ْ أنَْزلْن َيا‬ ‫شَرى لِل ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ن يَدَي ْيهِ وَهُدًى وَب ُ ْ‬‫َ‬ ‫ما بَي ْي‬‫َ‬ ‫دّقًا ل ِي‬
‫صي ِ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫الل ّيهِ‬
‫َ‬
‫ن (‪))99‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ما يَكْفُُر بِهَا إ ِ ّل الْفَا ِ‬
‫سقُو َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫ت بَيِّنَا ٍ‬ ‫ك آَيَا ٍ‬
‫إِلَي ْ َ‬
‫جبْرِيلَ) اليهود كأنهم صاروا يشتمون جبريل وأعلنوا عداءهم له فكأن‬ ‫عدُوّا لِ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ن كَا َ‬‫ل مَ ْ‬
‫اليات لو تأمل فيها النسان تتضح له الجابة‪ .‬آية البقرة (قُ ْ‬
‫الن يقول لهم‪ :‬جبريل لم يصنع شيئا من عند نفسه وإنما نزّل هذا القرآن على قلب محمد بإذن من ال سبحانه وتعالى أو أمر من ال تعالى (فَِإنّهُ‬
‫نَزّلَ ُه عَلَى قَ ْل ِبكَ بِِإذْنِ اللّهِ) وتكلمنا في المرة الماضية على فكرة على وإلى (على فيها معنى الستعلء وإلى فيها معنى اليصال)‪.‬‬
‫نزّله هنا على وزن فعّل تأتي للتكثير والتدريج‪ .‬عندما تقول علّمه معناه درّجه في العلم فتعلّم فيه نوع من التدريج‪ .‬فنزّله على قلبك هو هذا التدرج‬
‫الذي نزل به‪.‬‬
‫عدُوّ لِ ْلكَافِرِينَ (‪ )98‬وََل َقدْ َأنْزَ ْلنَا إَِل ْيكَ َآيَا ٍ‬
‫ت َبيّنَاتٍ َومَا َيكْفُ ُر ِبهَا إِلّا‬ ‫ن اللّ َه َ‬
‫ل فَإِ ّ‬
‫جبْرِيلَ َومِيكَا َ‬
‫سلِهِ وَ ِ‬
‫عدُوّا لِلّهِ َومَلَا ِئكَتِهِ وَرُ ُ‬
‫ن َ‬
‫في الية الخرى (مَنْ كَا َ‬
‫الْفَاسِقُونَ (‪ ))99‬ذكر جبريل نعم لكن في حال نزول القرآن لم تشر إلى جبريل وإنما أشارت إلى المصدر الول وهو ال سبحانه وتعالى (مَنْ كَانَ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫جبْرِيلَ) لما ذكر السياق ال سبحانه وتعالى (فإن ال عدو للكافرين) قال (ولقد أنزلنا إليك) الباري عز وجل يتحدث عن‬ ‫عدُوّا لِلّهِ َومَلَا ِئكَتِهِ وَ ُرسُلِهِ وَ ِ‬‫َ‬
‫ت بَ ّينَاتٍ) فهذا النزال بمعنى اليصال أنه أوصلنا إليك هذه اليات لتبلّغها للناس‪.‬‬‫نفسه (وَلَ َقدْ َأنْزَ ْلنَا إَِل ْيكَ َآيَا ٍ‬
‫جبْرِي َ‬
‫ل‬ ‫سلِهِ وَ ِ‬ ‫ن عَدُوًّا ل ِّل ّهِ وَ َ‬
‫ملئِكَت ِهِ وَُر ُ‬ ‫من كَا َ‬
‫* ما دللة ذكر الملئكة ثم ذكر جبريل وميكال في الية ( َ‬
‫ن (‪ )98‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬‫ه عَد ُ ٌّو ل ِّلْكَافِرِي َ‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ل فَإ ِ َّ‬
‫ميكَا َ‬
‫وَ ِ‬
‫عدُوّ لّ ْلكَا ِفرِينَ (‪)98‬‬ ‫ل فَإِنّ اللّ َه َ‬
‫جبْرِيلَ َومِيكَا َ‬ ‫عدُوّا لّلّهِ َومَلئِ َكتِهِ وَرُسُلِهِ َو ِ‬‫ن َ‬ ‫هذا يسمى من باب عطف الخاص على العام لهمية المذكور‪.‬الية (مَن كَا َ‬
‫جبريل وميكال من الملئكة وهما من رؤوساء الملئكة فذكرهم لهميتهم وهذا كثير في القرآن (حَا ِفظُو ْا عَلَى الصّلَوَاتِ والصّلَةِ الْ ُوسْطَى (‪)238‬‬
‫ن (‪ )68‬الرحمن) هذا لهمية وخصوص‬ ‫والصلة الوسطى من الصلوات فهذا من باب عطف الخاص على العام‪ .‬في الجنة (فِي ِهمَا فَا ِكهَةٌ َونَخْلٌ َو ُرمّا ٌ‬
‫هذا المر‪ .‬فجبريل وميكال ليسا كعموم الملئكة لكنهم منهم فيسمونه عطف الخاص على العام كما عندنا عطف العام على الخاص (قُولُواْ آ َمنّا بِاللّهِ‬
‫ح ٍد ّمنْهُمْ‬‫ق بَيْنَ أَ َ‬‫ل نُفَرّ ُ‬
‫ن مِن ّرّبهِ ْم َ‬ ‫ي النّ ِبيّو َ‬
‫ي مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُوتِ َ‬ ‫سبَاطِ َومَا أُوتِ َ‬
‫حقَ َو َيعْقُوبَ وَال ْ‬
‫سمَاعِيلَ َوإِسْ َ‬
‫َومَآ أُنزِلَ إَِل ْينَا َومَا أُن ِزلَ إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬
‫سِلمُونَ (‪ )136‬البقرة) وابراهيم واسماعيل من النبيين‪.‬هناك عطف الشيء على مرادفه‪ ،‬عطف الخاص على العام وعطف العام على‬ ‫َونَحْنُ لَ ُه مُ ْ‬
‫الخاص وهذا له قيمة بلغية دللية ليُظهر أهميته فلما يذكر الصلة الوسطى والمحافظة عليها معناله لهميتها الخاصة ولما يذكر جبريل وميكال فهما‬
‫ليسا كعموم الملئكة فجبريل مختص بالوحي وذكر هؤلء دللة على أن للمذكور مزية خاصة ليست كالعموم‪.‬‬
‫*ما معنى اسم جبريل؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫(جبريل) إسم عبراني للملك المر سَل من ال تعالى بالوحي لرسله وهو مركّب من كلمتين‪ :‬كلمة (جِبر) وكلمة (إيل) فأما كلمة جِبر فمعناها عبد أو‬
‫القوة وكلمة إيل تعني إسما من أسماء ال في العبرانية‪ .‬وقد ورد إسم جبريل في القرآن في عدة صور منها‪ :‬جِبريل وبها قرأ الجمهور ومنها جَبريل‬
‫وبها قرأ ابن كثير ومنها جبرائيل وبها قرأ حمزة والكسائي وجَبرائيل وبها قرأ أبو بكر عن عاصم‪.‬‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه عَدُوٌّ‬ ‫ل فَإ ِ َّ‬
‫ميكَا َ‬ ‫جبْرِي َ‬
‫ل وَ ِ‬ ‫سلِهِ وَ ِ‬ ‫ن عَدُوّا ً ل ِّل ّهِ وَ َ‬
‫ملئِكَت ِهِ وَُر ُ‬ ‫من كَا َ‬‫*ما دللة ختام الية في قوله تعالى ( َ‬
‫ن {‪)}98‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ل ِّلْكَافِرِي َ‬
‫عدُوّ لّ ْلكَا ِفرِي نَ {‪ )}98‬هي إجابة عامة وليست للشرط فقط والمقصود بها إرادة‬ ‫ل َفإِنّ اللّ َه َ‬
‫جبْرِيلَ َومِيكَا َ‬
‫عدُوّا لّلّ هِ َومَل ِئكَتِ هِ وَرُ سُلِهِ وَ ِ‬
‫ن َ‬
‫قال تعالى(مَن كَا َ‬
‫العموم ل يكون الجواب منح صرا بالش خص المذكور ول كن تأ تي للعموم لم ي قل عدو ل هم فأفاد أن هؤلء كافرون وال ية تش مل كل الكافر ين‪ ،‬هؤلء‬
‫دخلوا في زمرة الكافرين ول تختص عداوة ال تعالى لهؤلء وإنما لعموم الكافرين فأفاد أمرين أن هؤلء كافرين وأن عداوة ال ل تنحصر بهم ولكن‬
‫سكُونَ بِا ْل ِكتَا بِ وََأقَامُواْ ال صّلَةَ ِإنّ ا لَ ُنضِي عُ َأجْ َر ا ْلمُ صْلِحِينَ {‪)}170‬‬
‫ب كل كا فر‪ .‬و هي أش مل ك ما جاء في قوله تعالى في سورة العراف (وَاّلذِي نَ ُيمَ ّ‬
‫جاءت للعموم ولم يقل تعالى (ل نضيع أجرهم) للفراد وكلمة أجرهم تفيد أن المذكورين دخلوا في المصلحين‪..‬‬
‫آية (‪:)100‬‬
‫َ َ‬
‫م عبّر الله تعالى عين نقيض اليهود للعهيد والميثاق‬ ‫ما عَاهَدُوا ْ عَهْدا ً نَّبَذ َيهُ فَرِيق ٌي ِّ‬
‫منْهُيم) ل ِي َ‬ ‫*قال تعالى(أوَكُل ّي َ‬
‫بالنبذ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫أنت تعلم أن النبذ هو الطرح واللقاء فما علقة الطرح بنقض الميثاق؟ لقد جعل ال تعالى العهد والميثاق الذي أق ّر به اليهود بكتاب أحكموا قبضته‬
‫بيدهم حتى ل يقع ولكنهم سرعان ما تخلوا عن عهدهم وألقوا هذا الكتاب وطرحوه أرضا إشارة إلى نقضهم للميثاق‪.‬‬
‫آية (‪:)101‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)89‬‬
‫*ما الفرق بين (أوتوا الكتاب) و(آتيناهم الكتاب)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫صدّقٌ ّلمَا َم َعهُ ْم‬
‫ل مّنْ عِندِ اللّ ِه مُ َ‬ ‫القرآن الكريم يستعمل أوتوا الكتاب في مقام الذم ويستعمل آتيناهم الكتاب في مقام المدح‪ .‬قال تعالى (وََلمّا جَاء ُهمْ رَسُو ٌ‬
‫ل َيعَْلمُونَ (‪ )101‬البقرة) هذا ذم‪َ ( ،‬ومَا تَفَرّقَ اّلذِينَ أُوتُوا ا ْل ِكتَابَ إِلّا مِن َبعْ ِد مَا جَاء ْتهُمُ‬ ‫ظهُورِهِ ْم َكَأّنهُمْ َ‬‫ب ِكتَابَ اللّهِ وَرَاء ُ‬ ‫ق مّنَ اّلذِينَ أُوتُو ْا ا ْلكِتَا َ‬
‫َن َبذَ فَرِي ٌ‬
‫سبِيلَ (‪ )44‬النساء) ذم‪ .‬بينما آتيناهم الكتاب‬ ‫شتَرُونَ الضّلَلَ َة َويُرِيدُونَ أَن تَضِلّو ْا ال ّ‬ ‫ا ْلبَ ّينَةُ (‪ )4‬البينة) هذا ذم‪( ،‬أََلمْ تَ َر إِلَى اّلذِينَ أُوتُو ْا نَصِيبًا مّنَ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ب يَ ْ‬
‫ك (‪ )36‬الرعد) مدح‪ .‬هذا خط‬ ‫ن ِبمَا أُنزِلَ إَِل ْي َ‬
‫ب يَفْ َرحُو َ‬‫ق تِلَ َوتِ ِه (‪ )121‬البقرة) مدح‪( ،‬وَاّلذِينَ آ َت ْينَاهُ ُم ا ْلكِتَا َ‬ ‫ب َيتْلُونَهُ حَ ّ‬ ‫ن آ َتيْنَا ُهمُ ا ْل ِكتَا َ‬
‫تأتي مع المدح (اّلذِي َ‬
‫عام في القرآن على كثرة ما ورد من أوتوا الكتاب وآتيناهم الكتاب حيث قال أوتوا الكتاب فهي في مقام ذم وحيث قال آتيناهم الكتاب في مقام ثناء‬
‫ومدح‪ .‬القرآن الكريم له خصوصية خاصة في استخدام المفردات وإن لم تجري في سنن العربية‪ .‬أوتوا في العربية ل تأتي في مقام الذم وإنما هذا‬
‫خاص بالقرآن الكريم‪ .‬عموما رب العالمين يسند التفضل والخير لنفسه (آتيناهم الكتاب) لما كان فيه ثناء وخير نسب اليتاء إلى نفسه‪ ،‬أوتوا فيها ذم‬
‫ب (‪ )14‬الشورى)‪ ،‬أما‬ ‫ك ّمنْهُ ُمرِي ٍ‬ ‫شّ‬ ‫ب مِن َبعْدِهِمْ َلفِي َ‬ ‫حمِلُوهَا (‪ )5‬الجمعة) (وَإِنّ اّلذِينَ أُو ِرثُوا ا ْل ِكتَا َ‬ ‫حمّلُوا التّوْرَا َة ثُمّ َل ْم يَ ْ‬ ‫فنسبه للمجهول ( َمثَلُ اّلذِينَ ُ‬
‫عبَادِنَا (‪ )32‬فاطر) هذا مدح‪.‬‬ ‫ن ِ‬ ‫صطَ َف ْينَا مِ ْ‬‫قوله تعالى (ثُمّ أَوْ َر ْثنَا ا ْل ِكتَابَ اّلذِينَ ا ْ‬
‫آية (‪:)102‬‬
‫حَر (‪ )102‬البقرة)لم نسب الله تعالى تعليم السحر لليهود؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫س ْ‬ ‫ن النَّا َ‬
‫س ال ِّ‬ ‫*(يُعَل ِّ ُ‬
‫مو َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫عرِفوا به وعُرف بهم حتى غدا سمة من سماتهم وقد اعتقد المسلمون في المدينة أن‬ ‫نسب ال تعالى تعليم السحر لليهود لنهم اشتُهروا في هذا المجال و ُ‬
‫اليهود سحروا المسلمين فل يولد لهم فلذلك استبشروا لما وُلِد عبد ال بن الزبير وهو أول ولد للمهاجرين في المدينة‪.‬‬
‫* مييا دللة اسييتخدام صيييغة الفعييل المضارع فييي قوله تعالى (ومييا يعلمان ميين أحييد)؟( د‪.‬فاضييل‬
‫السامرائى)‬
‫علَى ا ْلمََل َكيْنِ ِببَابِ َ‬
‫ل‬ ‫ن كَفَرُوا ُيعَّلمُونَ النّاسَ السّحْرَ َومَا ُأنْ ِزلَ َ‬ ‫شيَاطِي َ‬ ‫ن عَلَى مُ ْلكِ سَُل ْيمَانَ َومَا َكفَرَ سَُل ْيمَانُ وََلكِنّ ال ّ‬ ‫شيَاطِي ُ‬ ‫قال تعالى (وَا ّت َبعُوا مَا َتتْلُو ال ّ‬
‫حدٍ‬
‫ن بِ ِه ِمنْ َأ َ‬ ‫ن بِ ِه َبيْنَ ا ْلمَ ْرءِ وَ َزوْجِهِ َومَا ُه ْم بِضَارّي َ‬ ‫ن ِفتْنَ ٌة فَلَا َتكْ ُفرْ َف َي َتعَّلمُونَ ِم ْن ُهمَا مَا يُفَ ّرقُو َ‬‫حتّى يَقُولَا ِإّنمَا نَحْ ُ‬ ‫حدٍ َ‬‫ن مِنْ أَ َ‬ ‫هَارُوتَ َومَارُوتَ َومَا ُيعَّلمَا ِ‬
‫سهُمْ لَ ْو كَانُوا َيعَْلمُونَ (‪)102‬‬ ‫س مَا شَرَوْا بِهِ َأنْ ُف َ‬ ‫خلَاقٍ َوَلبِئْ َ‬ ‫شتَرَا ُه مَا لَهُ فِي ا ْلآَخِرَ ِة مِنْ َ‬ ‫ضرّهُمْ وَلَا َينْ َف ُعهُمْ وَلَ َق ْد عَِلمُوا َلمَنِ ا ْ‬ ‫ِإلّا بِِإذْنِ اللّهِ َو َي َتعَّلمُونَ مَا يَ ُ‬
‫البقرة) وهما علّما الناس وانتهى المر‪ .‬الفعل المضارع قد يستخدم ليعبّر به عن الماضي في ما نسميه حكاية الحال كما يُعبّر عن الماضي للمستقبل‬
‫ح ْيثُ مَا ُكنْتُ ْم فَوَلّوا وُجُو َهكُ ْم شَطْرَ ُه وَإِنّ‬ ‫جدِ الْحَرَامِ وَ َ‬‫سِ‬ ‫ج َهكَ شَطْرَ ا ْلمَ ْ‬ ‫ك ِقبْلَ ًة تَرْضَاهَا فَوَلّ َو ْ‬ ‫سمَا ِء فََلنُوَّل َينّ َ‬
‫ج ِهكَ فِي ال ّ‬ ‫كما في قوله تعالى ( َقدْ نَرَى َتقَلّبَ َو ْ‬
‫عمّا َي ْعمَلُونَ (‪ )144‬البقرة) وقوله (وَِإذَا قِيلَ َل ُهمْ َآ ِمنُوا ِبمَا َأنْ َزلَ اللّ ُه قَالُوا نُ ْؤمِنُ ِبمَا ُأنْزِلَ‬ ‫ل َ‬ ‫ق مِنْ َرّبهِمْ َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍ‬ ‫حّ‬ ‫ب َليَعَْلمُونَ َأنّهُ الْ َ‬
‫اّلذِينَ أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ‬
‫ن ُك ْنتُمْ مُ ْؤ ِمنِينَ (‪ ))91‬تقتلون وقال معها من قبل‪ .‬وحكاية‬ ‫ل فَلِ َم تَ ْقتُلُونَ َأ ْن ِبيَا َء اللّ ِه مِنْ َقبْلُ إِ ْ‬‫ص ّدقًا ِلمَا َم َعهُ ْم قُ ْ‬
‫ق مُ َ‬‫عََل ْينَا َو َيكْفُرُونَ ِبمَا َورَا َءهُ وَهُوَ ا ْلحَ ّ‬
‫الحال هو أن يُعبّر عن الحال الماضية بالفعل المضارع للشيء المهم كأن يجعله حاضرا أمام السامع واستحضار الصورة في القرآن كثير وفي غير‬
‫القرآن‬
‫ن‬
‫مو َي‬ ‫ن كَفَُروا ْ يُعَل ِّ ُ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫ن َول َييك ِ َّ‬ ‫سلَي ْ َ‬‫ما كَفََر ُي‬ ‫سلَي ْ َ‬ ‫مل ْي ِ‬
‫ن عَلَى ُ‬ ‫ما تَتْلُوا ْ ال َّ‬ ‫* (وَاتَّبَعُوا ْ َي‬
‫شيْاطِي َي‬ ‫ما ُ‬ ‫ن وَي َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك ُي‬ ‫شيَاطِي ُي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن‬‫ح ُ‬ ‫ما ن َ ْ‬ ‫حت َّى يَقُول َ إِن َّ َ‬ ‫حدٍ َ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ما يُعَل ِّ َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫ماُرو َ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫ل هَاُرو َ‬ ‫ن بِبَاب ِ َ‬ ‫ل عَلَى ال ْ َ َ‬
‫ملكَي ْ ِ‬ ‫ما أنزِ َ‬
‫َ‬ ‫حَر و َ َ‬‫س ْ‬ ‫س ال ِّ‬ ‫النَّا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن اللّهِ‬ ‫حدٍ إِل ّ بِإِذ ْ ِ‬ ‫نأ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن بِهِ ِ‬ ‫ضآّرِي َ‬ ‫ما هُم ب ِ َ‬ ‫جهِ َو َ‬ ‫مْرءِ َو َ ْ‬
‫زو ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫ن بِهِ بَي ْ َ‬ ‫ما يُفَّرِقُو َ‬ ‫ما َ‬ ‫منْهُ َ‬
‫ن ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ة َفَل َ تَكْفُْر فَيَتَعَل ّ ُ‬ ‫فِتْن َ ٌ‬
‫شَروْاْ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ق وَلَبِئ ْ َ‬ ‫خل َ ٍ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫خَرةِ ِ‬ ‫ه ف ِي ال ِ‬ ‫ما ل َ ُ‬‫شتََرا هُ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫موا ْ ل َ َ‬‫م َولَقَد ْ عَل ِ ُ‬ ‫م وَل َ يَن َ‬ ‫ضُّره ُ ْ‬ ‫وَيَتَعَل ّ ُ‬
‫م ِ‬ ‫فعُه ُ ْ‬ ‫ما ي َ ُ‬‫ن َ‬ ‫مو َ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )102‬البقرة) ما هو إعراب ما؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫مو َ‬ ‫م لَوْ كَانُوا ْ يَعْل َ ُ‬ ‫سهُ ْ‬
‫بِهِ أنفُ َ‬
‫(واتبعوا ما تتلوا الشياطين) هذه مفعول به (إسم موصول)‪( .‬وما كفر سليمان) هذه نافية‪( ،‬يعلمون الناس السحر وما أنزل) معطوفة على السحر‪( ،‬وما‬
‫يعلمان من أحد حتى يقول) هذه نافية‪( ،‬فيتعلمون منهما ما يفرقون به) هذه مفعول به بمعنى الذي‪( ،‬وما هم بضارين به من أحد) هذه نافية‪( ،‬ولقد‬
‫علموا لمن اشتراه ما له في الخرة من خلق) هذه نافية بمعنى ليس‪ ،‬ما دام تقدم الجار والمجرور فل تعمل قد تكون حجازية لكن ل نعرفها لوجود‬
‫(من) الزائدة‪ ،‬المفروض أنها تكون حجازية ولكن ل يمكن أن نعرفها لن الخبر جار ومجرور‪( ،‬لبئس ما شروا به أنفسهم) يمكن أن تكون فاعلً أو‬
‫تمييز (ما بعد بئس وبعد نعم) كلهما يجوز إما نعم شيئا أو نعم الشيء‪ ،‬يحث لنا أن نعرب (ما) تمييز أو فاعل‪.‬‬
‫آية (‪:)104‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معُوا)ميا مناسيبة نزول هذه اليية عقيب آيات‬ ‫عن َيا وَقُولُوا ْ انظُْرن َيا َوا ْ‬
‫سي َ‬ ‫منُوا ْ ل َ تَقُولُوا ْ َرا ِ‬
‫*(ي َيا أيُّهَيا ال ّذِي نَي آ َ‬
‫السحر؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ي المؤمنون عن التلفظ بكلمة راعنا وهذه كلمة تشبه كلمة في العبرانية تعني المسبّة فقال المنافقون واليهود كنا نسبّ الرسول سرّا فأعلنوا بها‬
‫نُه َ‬
‫الن فأنزل ال تعالى النهي عن هذه الكلمة وكشف عمل اليهود والمنافقين لكن ما مناسبة نزول هذه الية عقب آيات السحر؟ لو رجعنا إلى أصل‬
‫السحر لرأيناه يرجع إلى التمويه وأن من ضروب السحر ما هو تمويه اللفاظ فأذى الشخص بقول أو فعل ل يُعلم مغزاهما كخطابه بلفظ يفيد معنى‬
‫ومقصود المتكلم به أذى كما فعل المنافقون بقولهم (راعنا) فهم يظهرون معنى ويبطنون غيره‪.‬‬
‫آية (‪:)105‬‬
‫*ما دللة وصف الفضل بالعظيم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ُوصِف الفوز في القرآن الكريم وكذلك الفضل بأنه عظيم وكبير ومبين‪.‬‬
‫الفضل وُصِف بالعظيم في ثماني آيات في القرآن كله ووصف بالكبير في ثلث آيات ووصف بالمبين في آية واحدة والخلصة التي نقدمها في هذا‬
‫الموضوع ابتداء قبل استعراض اليات هي أن الوصف إذا كان بلفظ العظيم فيكون متصل السناد مباشرة باسم الجللة (ال) ويكون الوصف متعددا‬
‫وعندما تكون الشارة الى فضل من ال تعالى بغير اسناد مباشر للفظ الجللة (ال) يوصف الفضل بالكبير وعندما يكون المر دنيويا ويكون شيئا‬
‫مباشرا ظاهرا ملموسا يستعمل كلمة مبين في وصف الفضل‪ .‬وسنقف عند التعريف والتنكير لكلمة الفضل قد جاءت كلمة الفضل في القرآن معرّفة‬
‫وجاءت نكرة ايضا فإذا كان ما قبلها معرّفا جاءت معرّفة وإذا كان ما قبلها نكرة جاءت نكرة‪ .‬ونستعرض اليات التي جاء فيها لفظ (الفضل العظيم)‪:‬‬
‫ن ُينَزّلَ‬
‫ل ا ْل ِكتَابِ وَلَا ا ْلمُشْ ِركِينَ َأ ْ‬ ‫عذَابٌ أَلِي ٌم (‪ )104‬مَا يَ َودّ اّلذِي َ‬
‫ن كَفَرُوا مِنْ أَهْ ِ‬ ‫س َمعُوا وَلِ ْلكَا ِفرِينَ َ‬
‫عنَا َوقُولُوا انْظُ ْرنَا وَا ْ‬
‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا لَا تَقُولُوا رَا ِ‬
‫حمَتِ ِه مَنْ يَشَا ُء وَاللّ ُه ذُو الْ َفضْلِ ا ْلعَظِي ِم (‪ )105‬البقرة (‪ )74‬آل عمران (‪ )29‬النفال (‪ )21‬الحديد (‪)29‬‬ ‫ص بِ َر ْ‬
‫ختَ ّ‬‫خيْ ٍر مِنْ َرّبكُمْ وَاللّ ُه يَ ْ‬
‫عََل ْيكُ ْم مِنْ َ‬
‫الحديد (‪ )4‬الجمعة (‪ )174‬آل عمران (‪ )113‬النساء‬
‫في آية سورة البقرة اسم الجللة (ال) مبتدأ و(ذو الفضل) انتسب الفضل الى ال تعالى فال هو صاحب الفضل (ذو هو خبر (ال) أضيف الى الفضل‬
‫وبما ان ذو الفضل مضاف ومضاف اليه وهما كالكلمة الواحدة قكأن الفضل أُخبِر به عن ال تعالى‪ ،‬ذو الفضل خبر للمبتدأ الذي هو اسم الجللة (ال)‬
‫وجاءت كلمة العظيم وصفا للفضل لنها مسندة بشكل مباشر ل تعالى فلما كان الفضل متصلً بخبر اسم الجللة كان استعمال كلمة العظيم للفضل‪ .‬هذا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫من حيث السناد أن الفضل اسند ل تعالى (ذو الفضل) خبر للفظ الجللة والعظيم صفة للفضل حصرا وهي تُقرأ الفضلِ العظيمِ في القراءات العشر‬
‫ح َمتِ ِه مَنْ يَشَاءُ) ذكر اختصاص الرحمة‬
‫ص بِرَ ْ‬
‫ختَ ّ‬
‫المتواترة هذا من حيث التركيب أما من حيث المعنى فلو نظرنا الى اليات في قوله تعالى (وَاللّ ُه يَ ْ‬
‫التي هي شيء واسع (ورحمتي وسعت كل شيء) فلما يكون الشيء واسعا تستعمل كلمة العظيم وعندما يكون الشيء منحصرا تستعمل كلمة الكبير‪.‬‬
‫ن أَن يُنََّز َ‬ ‫ما يود ُ الَّذين كَفَروا ْ م َ‬
‫م) ل ِ َ‬
‫م‬ ‫من َّرب ِّك ُ ْ‬
‫خيْرٍ ِّ‬
‫ن َ‬ ‫ل عَلَيْكُم ِّ‬
‫م ْ‬ ‫شرِكِي َ‬ ‫ب َول َ ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ل الْكِتَا ِ‬
‫ن أه ْ ِ‬
‫ِ ْ‬ ‫ُ‬ ‫*قال تعالى ( َّ َ َ ّ ِ َ‬
‫عطييف الله تعالى قوله (ول المشركييين) على (الذييين كفروا ميين أهييل الكتاب) مييع أن المشركييين‬
‫كافرون؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫لقد عطف ال تعالى قوله (ول المشركين) على (الذين كفروا من أهل الكتاب) لئل يقع في الظن أن الحسد يقع من أهل الكتاب وحدهم دون غيرهم‬
‫فالكفر سبب البُغض والحسد لينما كان وفي أي زمن كان‪.‬‬
‫آية (‪:)106‬‬
‫مثْلِهَيا ( ‪ )106‬البقرة) هناك قراءتان لكلمية (ننسيها) ميا‬ ‫َ‬ ‫ْي‬ ‫َ‬ ‫سي ْ‬
‫منْهَيا أ ْو ِ‬
‫خيْرٍ ِّ‬
‫ت بِ َ‬‫سي َها نَأ ِ‬
‫م نْي آيَةٍ أوْ نُن ِ‬
‫خ ِ‬ ‫ما نَن َ‬
‫*( َي‬
‫الفرق بينهما؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر وخَلَف (نُنسها) وقرأه ابن كثير وأبو عمرو (ننسأها) فأما قراءة نُنسها فهي من‬
‫النسيان أي نُنسي الناس إياها وذلك بأمر الرسول بترك قراءتها حتى ينساها المسلمون‪ ،‬وقراءة (ننسأها) بمعنى نؤخرها أي نؤخر تلوتها أو نؤخر‬
‫العمل بها مما يؤدي إلى إبطال العمل بقراءتها أو بحكمها‪.‬‬
‫م قال تعالى (نأت بخيييير منهيييا) ولم ييييبين بأي شييييء هيييي أفضيييل وخيييير مييين اليييية‬ ‫*ولكييين ل ِييي َ‬
‫المنسوخة؟؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫(نأتي بخير منها) أُجمِلت جهة الخيرية ولم يُذكر وجه الخير لتذهب نفسك كل مذهب ممكن فقد ترى أن الخيرية في الشتمال على ما يناسب مصلحة‬
‫الناس ويرى غيرك ما فيه رفق بالمكلفين ورحمة بهم في مواضع الشدة وهكذا‪.‬‬
‫آية (‪:)107‬‬
‫* ما الفرق بين الملك والملكوت؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫كلمة الملك والملكوت كلمتان من اشتقاق من ملك وزيادة المبنى تؤدي إلى زيادة المعنى‪ .‬فبصورة أولية كلمة الملكوت هي أوسع من كلمة الملك وبهذا‬
‫شيْ ٍء ‪ 185‬العراف)‬ ‫خلَقَ اللّ ُه مِنْ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ َومَا َ‬ ‫المعنى استعملت في القرآن الكريم فعندما نأتي إلى قوله تعالى (َأوَلَ ْم َينْظُرُوا فِي مََلكُوتِ ال ّ‬
‫يءٍ) كله داخل في ملكوته فالعطف هنا هو من عطف الخاص على العام فكل ما خلق هو داخل ضمن عموم‬ ‫عطف الخلق العام ( َومَا خََلقَ اللّ ُه مِنْ شَ ْ‬
‫ن دُونِ اللّ ِه مِنْ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضِ َومَا َلكُ ْم مِ ْ‬ ‫كلمة الملكوت‪ .‬والملك والملكوت كله ل سبحانه وتعالى ولذلك في الية الكريمة (أََل ْم َتعْلَمْ أَنّ اللّهَ لَ ُه مُ ْلكُ ال ّ‬
‫َولِيّ وَلَا نَصِيرٍ ﴿‪ ﴾107‬البقرة) وقدم له للحصر ملك السموات والرض ل سبحانه وتعالى‪ .‬الفارق أنه يمكن أن يعطي من ملكه جلت قدرته لعبيده‬
‫يتصرفون فيه من سلطان أو مال فكل ما في الكون هو ملك ل سبحانه وتعالى فيعطي لهؤلء العبيد وهو ل يخرج من ملكية ال سبحانه وتعالى بل هو‬
‫ق ويستعمله عبيده على سبيل العارية المردودة والمسترجعة فله ملك السموات والرض‪ .‬وعندما ننظر لستعمال الملك والملكوت في القرآن الكريم‬ ‫با ٍ‬
‫نجد أن الملك يمكن أن يوجه إلى عبيد ال سبحانه وتعالى أي إلى البشر لكن الملكوت لم يرد في القرآن الكريم أنه أعطي من الملكوت للبشر (قُلِ الّلهُمّ‬
‫ن تَشَاءُ )﴿‪ ﴾26‬آل عمران) فالملك ملك ال سبحانه وتعالى ممكن أن بعضه يُعار‪ ،‬يملك على سبيل كما قلنا العارة (وََآتُوهُمْ‬ ‫مَاِلكَ ا ْلمُ ْلكِ تُ ْؤتِي ا ْلمُ ْلكَ مَ ْ‬
‫ل اللّهِ اّلذِي َآتَاكُم ْ(‪ )33‬النور) هو مال ال‪.‬‬ ‫ن مَا ِ‬ ‫مِ ْ‬
‫أما الملكوت العز والسلطان‪ ،‬وملكوت ال سلطانه‪ ،‬والملكوت ملك ال خاصة" أي ل يعطي منه لحد‪ .‬والملك داخل في الملكوت والملكوت عام‪ .‬فال‬
‫عز وجل لم يقل يؤتي الملكوت من يشاء بل يؤتي الملك‪ ،‬وملك ال عز وجل ما في السموات وما في الرض‪ .‬فملكوت ال عز وجل واسع‪ ،‬والملكوت‬
‫ض (‪ )75‬النعام) أي هذا الشيء‬ ‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْر ِ‬ ‫ك نُرِي ِإبْرَاهِي َم مََلكُوتَ ال ّ‬ ‫هو هذا الملك الواسع بكل ما يمكن أن يتخيله النسان‪ .‬وفي قوله ( َوكَذَِل َ‬
‫الخاص بال سبحانه وتعالى ليس كل الملكوت ولكن بعضه فقد أراه ما في السموات الدنيا ولكن لن الموطن موطن تعجب وموطن عظمة فقال نريه‬
‫ملكوت السماوات والرض وموضعين آخرين في المؤمنون ويس فبذلك تكون وردت كلمة ملكوت أربع مرات وليس فيها إشارة إلى إعطائها لحد‪.‬‬
‫وملكوت كلمة عربية وهذه الزيادة فعلوت مثل رهبوت الرهبة عندنا والرهبوت وتعني الرهبة العظيمة‬
‫آية (‪:)109‬‬
‫* انظرآية (‪↑↑↑.)27‬‬
‫سهِم (‪ )109‬البقرة) لم‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫*(ود َ كَثِير م َ‬
‫عندِ أنفُ ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫سدًا ِّ‬
‫ح َ‬
‫م كفّارا َ‬‫مانِك ْ‬
‫من بَعْدِ إِي َ‬
‫ب لوْ يَُرد ّونَكم ِّ‬
‫ل الكِتَا ِ‬
‫ن أه ْ ِ‬
‫ٌ ِّ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫قال تعالى (من عند أنفسهم) ولم يقل منهم؟ (ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫في قوله تعالى‪(:‬من عند أنفسهم) تأكيد على تأصيل هذا الحسد فيهم وصدوره من أنفسهم أكثر من قوله منهم‪.‬‬
‫ي اللّ ُه بَِأمْرِهِ) العفو ترك عقوبة المذنب والصفح هو الجانب لصفحة الوجه والصفح هو ترك اللوم والتثريب وهو أبلغ من‬
‫حتّى يَ ْأتِ َ‬
‫صفَحُواْ َ‬
‫عفُواْ وَا ْ‬
‫(فَا ْ‬
‫العفو لنك قد تعفو عن ذنب امرئ لكنك تبقى له لئما وأما الصفح فهو ترك اللوم ولذلك هو أبلغ من العفو لذا قال تعالى (فاعفوا واصفحوا)‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫*ما سبب الختلف بين قوله تعالى (ود َ كَثِير م َ‬


‫م ﴿‪ ﴾109‬البقرة) و(وََل يََزالُو َ‬
‫ن‬ ‫ب لَوْ يَُردُّونَك ُ ْ‬
‫ل الْكِتَا ِ‬
‫ن أه ْ ِ‬
‫ٌ ِ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫م ﴿‪ ﴾217‬البقرة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫حتَّى يَُردُّوك ُ ْ‬ ‫يُقَاتِلُونَك ُ ْ‬
‫م َ‬
‫ب لَ ْو يَ ُردّو َنكُ ْم ﴿‪ ﴾109‬البقرة) يردونكم فعل مضارع مرفوع بثبوت النون هذه قضية نحوية‪ ،‬في آية أخرى في البقرة (وَلَا‬
‫( َو ّد كَثِي ٌر مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫حتّى يَ ُردّوكُ ْم ﴿‪ ﴾217‬البقرة) لماذا هناك يردونكم بالنون وهنا يردوكم؟ وهذه (حتى) تنصب بأن مضمرة بعدها (حتى يرجع إلينا‬ ‫ن يُقَاتِلُو َنكُمْ َ‬
‫يَزَالُو َ‬
‫موسى)‪ .‬إذا حتى يردوكم هي حتى أن يردوكم فيردوكم فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى وعلمة نصبه حرف النون فهذه ما فيها تشابه‬
‫وإنما قضية نحوية ل أكثر ول أقل‪.‬‬
‫آية (‪:)110‬‬
‫*يقول تعالى (بما تعملون بصير) وفي آية أخرى يقول (بصير بما تعملون) فهل للتقديم والتأخير لمسة‬
‫بيانية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫التقديم والتأخير يأتي لسبب والسياق قد يكون الحاكم والموضح للمور‪ .‬إذا كان سياق الكلم أو الية في العمل يقدّم العمل وإذا لم يكن السياق في‬
‫العمل أو إذا كان الكلم على ال سبحانه وتعالى وصفاته يقدّم صفته‪ .‬من باب تقديم العمل على البصر‪( :‬وََأقِيمُواْ الصّلَةَ وَآتُواْ ال ّزكَاةَ َومَا تُ َق ّدمُواْ‬
‫جدُوهُ عِندَ اللّ ِه إِنّ اللّ َه ِبمَا َت ْعمَلُونَ بَصِيرٌ (‪ )110‬البقرة) بهذا العمل بصير‪ ،‬إذا كان السياق عن العمل يقدم العمل على البصر وإذا‬ ‫خيْرٍ َت ِ‬
‫سكُم مّنْ َ‬ ‫لَنفُ ِ‬
‫س ِهمْ‬‫ن يُن ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ُم ا ْب ِتغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ َو َت ْثبِيتًا مّنْ أَنفُ ِ‬ ‫كان الكلم ليس في السياق عن العمل أو الكلم على ال تعالى وصفاته يقدم صفته‪َ ( .‬و َمثَلُ اّلذِي َ‬
‫ضعْنَ‬ ‫ل وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُونَ َبصِيرٌ (‪ )265‬البقرة) هذا إنفاق‪( ،‬وَالْوَاِلدَاتُ يُ ْر ِ‬ ‫طّ‬‫ل فَ َ‬ ‫ص ْبهَا وَابِ ٌ‬‫ضعْ َفيْنِ َفإِن لّ ْم يُ ِ‬‫ل فَآتَتْ ُأكَُلهَا ِ‬ ‫جنّ ٍة بِ َربْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِ ٌ‬
‫َك َمثَلِ َ‬
‫س َعهَا لَ ُتضَآرّ وَاِلدَةٌ بِوََلدِهَا َولَ‬ ‫ف نَ ْفسٌ ِإلّ وُ ْ‬ ‫ف لَ ُتكَلّ ُ‬ ‫ن كَامَِليْنِ ِلمَنْ َأرَادَ أَن ُيتِمّ الرّضَاعَةَ وَعلَى ا ْلمَوْلُودِ لَهُ ِر ْز ُقهُنّ َو ِكسْ َوُتهُنّ بِا ْل َمعْرُو ِ‬ ‫َأ ْولَدَهُنّ حَوَْليْ ِ‬
‫ح عََل ْيكُمْ‬ ‫جنَا َ‬
‫ل َدكُ ْم فَلَ ُ‬ ‫ضعُواْ أَ ْو َ‬ ‫ستَ ْر ِ‬‫ح عََل ْيهِمَا َوإِنْ أَرَدتّمْ أَن تَ ْ‬ ‫جنَا َ‬
‫ض مّ ْن ُهمَا َوتَشَاوُ ٍر فَلَ ُ‬ ‫ل ذَِلكَ َفإِنْ أَرَادَا فِصَالً عَن تَرَا ٍ‬ ‫مَوْلُودٌ لّ ُه بِوََلدِهِ وَعَلَى ا ْلوَا ِرثِ ِمثْ ُ‬
‫ضتُمْ َلهُنّ‬‫ن مِن َقبْلِ أَن َتمَسّوهُنّ َو َق ْد فَرَ ْ‬ ‫ن بَصِيرٌ (‪ )233‬البقرة) (وَإِن طَلّ ْقتُمُوهُ ّ‬ ‫ن اللّ َه ِبمَا َت ْعمَلُو َ‬‫ِإذَا سَّل ْمتُم مّآ آ َت ْيتُم بِا ْل َمعْرُوفِ وَاتّقُو ْا اللّهَ وَاعَْلمُواْ أَ ّ‬
‫ضلَ َب ْي َنكُ ْم إِنّ اللّ َه ِبمَا َت ْعمَلُونَ بَصِيرٌ (‬ ‫ل تَنسَوُاْ ا ْلفَ ْ‬‫ضتُمْ َإلّ أَن َيعْفُونَ َأ ْو يَعْ ُفوَ اّلذِي ِبيَدِ ِه عُ ْقدَةُ ال ّنكَاحِ َوأَن َتعْفُواْ َأقْرَبُ لِلتّقْوَى َو َ‬ ‫ف مَا فَ َر ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫فَرِيضَةً َفنِ ْ‬
‫طغَوْاْ ِإنّ ُه ِبمَا تَ ْعمَلُونَ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫ب َم َعكَ َو َ‬ ‫ستَقِ ْم َكمَا ُأمِ ْرتَ َومَن تَا َ‬ ‫خبِي ٌر (‪ )111‬هود) (فَا ْ‬ ‫عمَاَلهُمْ ِإنّهُ ِبمَا َي ْعمَلُونَ َ‬ ‫ن كُـلّ ّلمّا َليُ َو ّف َينّهُ ْم َرّبكَ أَ ْ‬ ‫‪ )237‬البقرة) (وَإِ ّ‬
‫عمَلُوا صَالِحًا ِإنّي ِبمَا َت ْعمَلُونَ بَصِي ٌر (‪ )11‬سبأ) قدم العمل‪،‬‬ ‫عمَلْ سَا ِبغَاتٍ َو َقدّ ْر فِي السّ ْردِ وَا ْ‬ ‫بَصِي ٌر (‪ )112‬هود) الكلم على العمل فقدم العمل (أَنِ ا ْ‬
‫ص النّاسِ‬ ‫حرَ َ‬ ‫ش ْئتُمْ ِإنّهُ ِبمَا َت ْعمَلُونَ بَصِي ٌر (‪ )40‬فصلت) هذا في القرآن كله إذا كان الكلم ليس على العمل أو على ال تعالى (وََلتَ ِ‬
‫ج َدّنهُمْ أَ ْ‬ ‫عمَلُوا مَا ِ‬ ‫(ا ْ‬
‫ن (‪ )96‬البقرة) ليس فيها‬ ‫سنَةٍ َومَا ُهوَ ِبمُ َزحْزِحِ ِه مِنَ ا ْل َعذَابِ أَن ُي َعمّرَ وَاللّ ُه بَصِي ٌر ِبمَا َيعْمَلُو َ‬ ‫حدُهُمْ لَ ْو ُي َعمّرُ أَلْفَ َ‬ ‫حيَاةٍ َومِنَ اّلذِينَ أَشْ َركُو ْا يَ َودّ أَ َ‬ ‫عَلَى َ‬
‫ن (‪ )71‬المائدة) ل يوجد عمل‪( ،‬إِنّ‬ ‫صمّو ْا َكثِي ٌر ّمنْهُمْ وَاللّ ُه بَصِي ٌر ِبمَا يَ ْعمَلُو َ‬ ‫عمُواْ وَ َ‬ ‫صمّو ْا ثُ ّم تَابَ اللّ ُه عََل ْيهِ ْم ثُ ّم َ‬
‫ن ِفتْنَ ٌة َف َعمُواْ وَ َ‬ ‫سبُو ْا َألّ َتكُو َ‬ ‫عمل‪( ،‬وَحَ ِ‬
‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ وَاللّ ُه بَصِي ٌر ِبمَا َت ْعمَلُونَ (‪ )18‬الحجرات) يتكلم عن ال تعالى فيقدم صفة من صفات ال تعالى‪.‬‬ ‫غيْبَ ال ّ‬ ‫اللّ َه َيعْلَ ُم َ‬
‫آية (‪:)112‬‬
‫*في سورة البقرة قال تعالى (بلَى م َ‬
‫ن) ورد الفعل أسلم بالماضي وفي‬
‫س ٌ‬
‫ح ِ‬ ‫ه لِلّهِ وَهُوَ ُ‬
‫م ْ‬ ‫سل َ َ‬
‫م َو ْ‬
‫جهَ ُ‬ ‫نأ ْ‬‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫لقمان بالمضارع فما الفرق بينهما؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫جهَهُ لِلّهِ وَ ُهوَ ُمحْسِنٌ‬‫ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْقَى وَإِلَى اللّ ِه عَا ِقبَةُ ا ْلُأمُورِ) وآية البقرة (بَلَى مَنْ أَسَْلمَ وَ ْ‬ ‫سَ‬ ‫س َتمْ َ‬
‫ن َف َقدِ ا ْ‬
‫جهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُ َو مُحْسِ ٌ‬‫في لقمان ( َومَن يُسْلِمْ َو ْ‬
‫ن (‪ ))112‬هناك أكثر من اختلف بين اليتين‪ :‬الماضي والمضارع‪ ،‬واللم وإلى‪ ،‬ثم تأتي أمور‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َولَ ُه ْم يَحْ َزنُو َ‬‫خوْ ٌ‬‫فَلَهُ َأجْرُ ُه عِندَ َربّهِ َولَ َ‬
‫أخرى (فقد استمسك بالعروة الوثقى) في لقمان ولم يقلها في البقرة واختلف الجواب (فله أجره عند ربه) في البقرة ولم يقلها في لقمان‪ .‬المضارع‬
‫والماضي سياق اليتين يوضح الستعمال‪ .‬أسلم إلى قلنا بمعنى التباع وتفويض المر إذا كان بمعنى التباع فأمور التباع كثيرة وإذا كان بمعنى‬
‫التفويض وما يقع للنسان من حوادث ونوازل كثيرة وهذا يقتضي إذن التعدد وقلنا سابقا أنه إذا وقع فعل الشرط مضارعا بعد أداة الشرط فهذا يفيد‬
‫ج ْدنَا عََليْهِ آبَاءنَا) وأمور التباع كثيرة‬ ‫التكرار غالبا وإذا وقع بالماضي يفيد وقوع الحدث مرة في الغالب‪ .‬آية لقمان يتعلق بالتباع (قَالُوا بَلْ َنّتبِعُ مَا وَ َ‬
‫في الحياة ما يتعلق بالحلل والحرام وإذا كان بمعنى التفويض إلى ال في حال النوازل والشدائد هذه كثيرة إذن يقتضي تكرر المسألة‪ .‬في آية البقرة‬
‫ن هُودا أَ ْو نَصَارَى (‪ ))111‬قال ربنا تعالى (تِ ْلكَ َأمَا ِنّيهُ ْم قُ ْ‬
‫ل هَاتُو ْا بُرْهَا َنكُمْ إِن‬ ‫جنّةَ ِإلّ مَن كَا َ‬ ‫ل الْ َ‬ ‫جاءت في الرد على اليهود والنصارى ( َوقَالُواْ لَن َيدْخُ َ‬
‫ح َزنُونَ (‪ ))112‬يدخلها المسلم في مقابل اليهود‬ ‫ل هُ ْم يَ ْ‬
‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫جرُ ُه عِندَ َربّهِ َولَ خَوْ ٌ‬ ‫ن فَلَهُ أَ ْ‬‫جهَهُ لِلّهِ وَهُ َو ُمحْسِ ٌ‬ ‫كُنتُمْ صَادِقِينَ (‪ )111‬بَلَى مَنْ أَسَْلمَ وَ ْ‬
‫والنصارى الذين قالوا (لن يدخل الجنة إل من كان هودا أو نصارى) القرآن رد عليهم (تِ ْلكَ َأمَا ِنّيهُمْ ُقلْ هَاتُو ْا بُرْهَا َنكُمْ إِن كُنتُمْ صَا ِدقِينَ (‪ )111‬بَلَى مَنْ‬
‫ن (‪ ))112‬يعني بلى يدخلها كل مسلم والسلم كم مرة يدخل النسان به؟‬ ‫ل هُ ْم يَحْ َزنُو َ‬
‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬‫خوْ ٌ‬ ‫ن فَلَهُ َأجْرُ ُه عِندَ َربّهِ َولَ َ‬ ‫جهَهُ لِلّهِ وَهُ َو مُحْسِ ٌ‬
‫َأسْلَمَ َو ْ‬
‫مرة واحدة من قال أشهد أن ل إله ال مرة واحدة فهو مسلم أما تفويض المر والتباع كثير فلما يتعلق المر بالتفويض والتباع يقول (يسلم)‬
‫بالمضارع لنها تتكرر ولما يذكر الدخول في السلم فهو مرة واحدة فيستعمل الماضي (أسلم)‪ .‬الحاكم في السياق هو المسرح الذي تتم فيه الحداث‪.‬‬
‫في آية البقرة لم يقل (فقد استمسك بالعروة الوثقى) كما ذكر في آية لقمان وإنما ذكر الجر لنه ليس في الية تفويض أمر‪ ،‬ذكر الجر‪ .‬قال (من يسلم‬
‫وجهه ل فقد استمسك بالعروة الوثقى) وقال (ومن أسلم وجهه ل فله أجره عند ربه) أيها أعلى العاقبتين؟ العاقبة في البقرة أعلى‪ ،‬جعل الجر مع‬
‫السلم ل والخلص ل أن يكون سالما خالصا ل جعل عاقبته الجر (فله أجره عند ربه) ناسب بين علو الجر وبين معنى دللة السلم لما جعل‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫نفسه خالصا له لننا قلنا أسلم ل أي جعل نفسه خالصا ل ليس لحد آخر فيه نصيب هذا عاقبته (فله أجره عند ربه) ذاك بمعنى التفويض قال (فقد‬
‫استمسك بالعروة الوثقى)‪ ،‬لما جعل نفسه خالصا ل قال (فله أجره عند ربه) جعل هذه عاقبته‪ .‬بالمناسبة أذكر مسألة عرضا في السابق أذكر حادثة‬
‫كثيرا ما كنت أدعو ال إني أسألك الفردوس العلى فجاءني زمن كنت دائما أقول هذا الدعاء رأيت في المنام كأني في يدي كتاب من كتاب ال ليس‬
‫هو القرآن ول التوراة ول النجيل (وقد قرأتها جميعا عندما ألّفت كتاب نبوءة محمد من الشك إلى اليقين) كأني أقرأ كتاب من كتاب ال مكتوب فيها "‬
‫إن الذي يسأل الفردوس العلى عليه أن ل يدع حظا لنفسه" بمعنى أن تجعل كل شيء ل خالصا أن يجعل نفسه خالصة ل وأن ل يدع حظا لنفسه‪،‬‬
‫هذا ما قرأت‪.‬‬
‫في كل اليتين من أسلم ل وأسلم إلى ال كلهما محسن لذلك قال القدامى أسلم ل أعلى من أسلمت إلى ال كما قال الرازي واختلف الجر وكل أجر‬
‫مناسب لكل واحد ذاك فوض أمره إلى ال فقد استمسك بالعروة الوثقى وذاك جعل نفسه خالصا ل فله أجره عند ربه وكونه مسلم دخل في السلم‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫س َ‬
‫ك‬ ‫ستَمْ َ‬
‫ن َف َقدِ ا ْ‬
‫جهَ ُه إِلَى اللّهِ وَهُ َو مُحْسِ ٌ‬‫ن يُسْلِ ْم وَ ْ‬ ‫جهَ ُه لِلّهِ وَهُ َو ُمحْسِنٌ ﴿‪ ﴾112‬البقرة) ل لم حرف جر ل‪ ،‬أخرى ( َومَ ْ‬ ‫قال تعالى (بَلَى مَنْ أَسَْلمَ وَ ْ‬
‫بِا ْلعُرْوَةِ الْ ُو ْثقَى وَإِلَى اللّ ِه عَا ِقبَةُ ا ْلُأمُو ِر ﴿‪ ﴾22‬لقمان) مرة لم ومرة إلى‪ ،‬هناك واحد أسلم وجهه إلى ال والخر أسلم وجهه ل طبعا ربما لم تخطر‬
‫على بال أحد لماذا؟ مرة واحد أسلم وجهه إلى ال وواحد أسلم وجهه ل‪ .‬مثلً أنا أقول أعطيت ألف درهمٍ إلى فلن أو أقول أعطيت ألف دره ٍم لفلن‬
‫ما الفرق؟ حروف الجر هذه معجزة اللغة العربية هذه هي العكوس للحنفيّات يعني هذا البوري الذي تشرب أنت منه الماء هذا يخرج يمين ويسار‬
‫ويصعد هذا يربط بعكس هذا العِكس هو الذي يوجه الماء بدونه الماء ل يصل ينفرط الماء في كل مكان الذي يمسك الماء ويوجهه توجيها صحيحا هذه‬
‫العكوس التي تربط المواسير ببعضها هذا العكس الصغير كحرف الجر هو الذي يوجه معنى اللغة العربية وخاصة لغة الكتاب العزيز‪ .‬فرق كبير بين‬
‫كما علمتم (أُنزِل علينا) على حرف جر و(أُنزِل إلينا) إلى حرف جر هنا أيضا فرق كبير بين أسلمت وجهي ل للذي فطرني وبين أسلمت وجهي إلى‬
‫ال‪ .‬كما قلنا أعطيت إلى فلن ألف درهم أنت لم تعطيه بيدك ولكن بعثته مع شخص يا فلن خذ هذا المال وأعطه إلى فلن فالعطاء تم لكن طريقته‬
‫أني أرسلته إليه من بعدي بواسطة من بعيد وقد يكون لم يصل بعد‪ .‬لكن لما أقول أعطيته لفلن وصل ووضعه في جيبه‪ .‬هذا الفرق بين كما يقول‬
‫الدكتور نجيب الفرق بين أسلمت وجهي إلى ال واحد أسلم حديثا هو مسلم لكن إلى الن لم يصل فل يزال في بداياته تعلم كيف يصلي وتعلم كيف‬
‫يتوضأ وكيف يتقرب من رب العالمين وكيف يتقدم درجات درجات ويتدرج من مسلم عام إلى مسلم كذا إلى مؤمن عام إلى مؤمن خاص إلى تقي إلى‬
‫ك (‪ )206‬العراف) وصلوا من هذا الطريق إلى أن صار عند ربك‪ .‬هذا طبعا من البداية‬ ‫ع ْندَ َرّب َ‬
‫أن ينتقل من البعد إلى العند إلى أن يصير (اّلذِينَ ِ‬
‫جهَهُ ِللّهِ وَهُ َو مُحْسِنٌ) هذا وصل‪ .‬حينئذٍ هذا وصل للقمة بدليل الحسان حينئذٍ‬ ‫اسلم وجهه إلى ال ولكن بعد ما وصل ولكن عندما يقول (بَلَى مَنْ َأسْلَمَ َو ْ‬
‫ك بِا ْلعُرْوَ ِة الْ ُوثْقَى) ما زال متمسكا وانظر‬ ‫سَ‬ ‫س َتمْ َ‬
‫ن فَ َقدِ ا ْ‬‫جهَهُ ِإلَى اللّهِ وَهُ َو ُمحْسِ ٌ‬ ‫ن يُسْلِمْ َو ْ‬
‫جهَهُ لِلّهِ وَ ُهوَ ُمحْسِنٌ)‪ .‬الخرى ( َومَ ْ‬ ‫عندما تقرأ (بَلَى مَنْ أَسَْلمَ وَ ْ‬
‫ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْقَى) ما زال هو بتسلق يعني أنت ما زلت تصعد لكن‬ ‫سَ‬ ‫س َتمْ َ‬
‫القرآن هذا نهايات اليات أعجوبة (إِلَى اللّهِ) يعني هو ما زال بادئا يقول (ا ْ‬
‫هذا بأسلوب عروة وثقى وأنت ماسك ويسحبونك أو أنت تندفع بمصعد كهربائي إلى الجبال كما رأينا هذا في بعض دول العالم تطلع هكذا بشكل‬
‫جهَهُ لِلّهِ) سيدنا إبراهيم بعد‬ ‫عامودي حينئذٍ هذا إلى ال متجه إلى ال متوجه حينئذٍ كما قلنا عن إلينا وعلينا‪ .‬فحينئذٍ إذا قرأت في القرآن الكريم (أَسَْلمَ وَ ْ‬
‫ش ِركِينَ ﴿‪ ﴾79‬النعام) للذي وليس إلى الذي هذا في البداية عندما‬ ‫حنِيفًا َومَا َأنَا مِنَ ا ْلمُ ْ‬‫ض َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْ َ‬ ‫ي لِّلذِي فَطَرَ ال ّ‬
‫جهِ َ‬
‫جهْتُ َو ْ‬ ‫ما عرف قال (ِإنّي وَ ّ‬
‫جهَهُ ِللّهِ) كما قال سيدنا‬ ‫جهَهُ إِلَى اللّهِ) وبين (مَنْ َأسْلَمَ َو ْ‬ ‫ن يُسْلِمْ َو ْ‬ ‫كان يبحث عن ربه كان إلى ال إلى ربه الن وصل‪ .‬لحظ هذا الفرق بين ( َومَ ْ‬
‫جهِيَ لِّلذِي) مش إلى الذي هكذا وعلى‬ ‫جهْتُ َو ْ‬ ‫سيَ ْهدِينِ ﴿‪ ﴾99‬الصافات) إلى لسه في الطريق في الخير وصل (وَ ّ‬ ‫إبراهيم ( َوقَالَ ِإنّي ذَاهِبٌ ِإلَى َربّي َ‬
‫هذا النسق نفس اليتين واحدة تقول (وَِللّ ِه عَا ِقبَةُ الُْأمُورِ (‪ )41‬الحج) وتقول الخرى (وَإِلَى اللّ ِه عَا ِقبَةُ ا ْلُأمُورِ) الذي قال (ل) وصل أمري الن بيد ال‬
‫ع ْندَ َرّبكَ) وصل هذا (وَِللّهِ عَا ِقبَةُ الُْأمُو ِر (‪ )41‬الحج)‪ .‬الخر (وَإِلَى اللّ ِه عَا ِقبَةُ الُْأمُورِ) لسه عاد لما نوصل المور تعود‬ ‫وأنا معه أنا مع عبدي (اّلذِينَ ِ‬
‫إلى ال في النهاية‪ .‬هذا الفرق بين التعبير القرآني المعجز‪.‬‬
‫آية (‪:)113‬‬
‫ة‬ ‫م الْقِيَا َ‬
‫م ِ‬ ‫م يَوْي َ‬‫م بَيْنَهُي ْ‬‫حك ُي ُ‬
‫ه يَ ْ‬‫* كلمية يختلفون وتختلفون وردت فيي القرآن فيي مواضيع كثيرة منهيا(فَالل ّي ُ‬
‫من‬ ‫ت ِي‬ ‫سبَقَ ْ‬
‫ة َي‬ ‫م ٌ‬‫ختَلَفُوا ْ وَلَوْل َ كَل ِ َ‬ ‫حدَةً فَا ْ‬
‫ة وَا ِ‬ ‫سي إِل َّ أ ُ َّ‬
‫م ً‬ ‫ني النَّا ُ‬
‫ما كَا َ‬
‫ني (‪ )113‬البقرة) (وَي َ‬ ‫ما كَانُوا ْ فِيه ِي ي َ ْ‬
‫ختَلِفُو َ‬ ‫فِي َي‬
‫ن (‪ )19‬يونس) ما كنه الختلف؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ُ‬ ‫ختَلِفُو َ‬
‫ما فِيهِ ي َ ْ‬
‫م فِي َ‬ ‫ي بَيْنَهُ ْ‬‫ض َ‬ ‫َ‬
‫ك لقُ ِ‬ ‫َّرب ِّ َ‬
‫ن (‪ )113‬البقرة) الختلف‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫حكُ ُم َبيْ َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُو ْا فِيهِ يَ ْ‬ ‫لما يقول (كانوا)أو(كنتم) الكلم عن يوم القيامة والختلف كان في الدنيا (فَاللّ ُه يَ ْ‬
‫ختَِلفُونَ) لنها تقصد‬ ‫ن (‪ )19‬يونس) هذه الن وليس في يوم القيامة (فِيمَا فِيهِ يَ ْ‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫ي َبيْ َنهُ ْم فِيمَا فِيهِ يَ ْ‬
‫ت مِن ّرّبكَ لَ ُقضِ َ‬‫سبَقَ ْ‬
‫ل كَِلمَةٌ َ‬ ‫في الدنيا‪( .‬وَلَ ْو َ‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫هل (كان) هنا فعل ناقص؟ نعم فعل ناقص وأحيانا يأتي تام وله استخدامات كثيرة‪.‬‬
‫شيْءٍ َوقَالَتِ‬ ‫علَىَ َ‬ ‫ت النّصَارَى َ‬ ‫كنه الختلف هنا هو الختلف في أمر العقيدة بين الملل المختلفة أو بين أهل الملّة الواحدة‪َ (.‬وقَالَتِ ا ْل َيهُودُ َليْسَ ِ‬
‫ختَلِفُونَ (‪)113‬‬‫حكُ ُم بَ ْي َنهُ ْم يَوْمَ ا ْل ِقيَامَ ِة فِيمَا كَانُواْ فِي ِه يَ ْ‬
‫ن ِمثْلَ َقوِْلهِ ْم فَاللّهُ َي ْ‬‫ل يَعَْلمُو َ‬‫ن َ‬‫ب َكذَِلكَ قَالَ اّلذِي َ‬‫شيْءٍ وَ ُه ْم َيتْلُونَ ا ْلكِتَا َ‬
‫ت ا ْل َيهُو ُد عَلَى َ‬
‫النّصَارَى َليْسَ ِ‬
‫البقرة) المسألة هنا فى العقيدة والختلف في العقيدة بين ملل مختلفة‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬الختلف بمعنى التضاد في الراء والمخالفة فهل يمكن أن نفهم معنى الختلف بمعنى التعقل بأن تأتي إلي وآتي إليك؟ يمكن وهذا مردود‬
‫للسياق‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫آية (‪:)114‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خَرابِهَيا ( ‪ )114‬البقرة)ميا دللة‬
‫سعَى فِيي َ‬
‫ه وَي َ‬
‫م ُ‬ ‫جد َ الل ّيهِ أن يُذ ْكََر فِيهَيا ا ْي‬
‫س ُ‬ ‫سا ِ‬
‫م َي‬ ‫من َّ‬
‫من َيعَ َ‬ ‫م َّي‬ ‫ن أظْل َي ُ‬
‫م ِ‬ ‫م ْي‬
‫*(وَ َ‬
‫الستفهام فى الية؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫هاهنا في هذه الية استفهام بـ (من) وليس الغرض منه الستفهام وإنتظار جواب وإنما هو استفهام إنكاري خرج إلى النفي أي ل أحد أظل ُم ممن منع‬
‫مساجد ال أن يُذكر فيها اسمه‪.‬‬
‫َ‬ ‫*ما هي المساجد المقصودة بقوله تعالى (وم َ‬
‫ه) حتى‬
‫م ُ‬ ‫جد َ اللّهِ أن يُذ ْكََر فِيهَا ا ْ‬
‫س ُ‬ ‫سا ِ‬
‫م َ‬ ‫من َّ‬
‫منَعَ َ‬ ‫م َّ‬ ‫ن أظْل َ ُ‬
‫م ِ‬ ‫َ َ ْ‬
‫معت؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ج ِ‬
‫ُ‬
‫جمِع فيها المسجد (مساجد) للتعظيم من شأن المسجد‬
‫نزلت الية في أهل مكة لنهم منعوا المسلمين دخول المسجد الحرام ومع ذلك نرى أن الية قد ُ‬
‫وهذا واضح كما يقول الفرد في معرض الفخر والتعظيم لنفسه (نحن نقول) وكذلك كلمة المساجد أتت جمعا ليكون الوعيد شاملً لكل مخرّب لمسجد أو‬
‫مانع العبادة فيه‪.‬‬
‫* ما الفرق بين استعمال كلمتي عقاب وعذاب كما وردتا في القرآن الكريم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هذه الكلمات هي من لهجات مختلفة فليس بينها فروق ويستدلون بكلمة السكين والمُدية‪ .‬نجمع كل اليات التي فيها كلمة عقب ومشتقاتها عقاب وعاقبة‬
‫وعوقب ومعاقبة بكل إشتقاقاتها وكذلك كلمة عذّب عذاب يعذب معذب تعذيبا يعذبون‪ .‬الذي وجدناه في هذا أن العقاب وما إشتق منه ورد في ‪64‬‬
‫موضعا في القرآن الكريم والعذاب وما إشتق منه ورد في ‪ 370‬موضعا‪ .‬فلما نظرنا في اليات وجدنا أن هناك تناسبا بين الصوت والمعنى‪ :‬هو‬
‫العذاب عقاب والعقاب عذاب أنت عندما تعاقب إنسانا تعذّبه بمعاقبته والعذاب نوع من العقوبة أنك تعذّب إنسانا كأنك تعاقبه‪ .‬لكن لحظ لما نأخذ الفعل‬
‫عقب كيف ننطق القاف؟ القاف يسمونه شديدا يعني يُولد بإنطباق يعقبه إنفصال مفاجيء مثل الباء‪ ،‬بينما الذال المشددة فيها رخاوة وفيها طول‪ .‬من هنا‬
‫وجدنا أن كلمة العقاب تكون للشيء السريع والسريع يكون في الدنيا لن القاف أسرع‪ .‬والذال فيها إمتداد‪ ،‬هذا المتداد يكون في الدنيا والخرة‪،‬‬
‫العذاب يأتي في الدنيا ويأتي في الخرة‪ .‬عندما نأتي إلى اليات نجدها تتحدث عن عقوبة للمشركين في الدنيا يسميه عذابا وفي الخرة يسميه عذابا‬
‫ول يسميه عقابا في الخرة ل يسميه عقابا (فعذبهم بدخول النار)‪ .‬أما العقاب ففي الدنيا‪ .‬هذا من خلل النظر في جميع اليات لكن هناك نظرية تحتاج‬
‫لتنبيه أنه لما يأتي الوصف ل عز وجل ل يكون مؤقتا ل بدنيا ول بآخرة فلما يقول‪( :‬وال شديد العقاب) هذه صفة ثابتة عامة يعني هذه صفته سبحانه‬
‫لكن لما يستعمل كلمة العقاب مع البشر يستعملها في الدنيا لم تستعمل في الخرة‪ .‬كذلك العذاب إستعملها للعذاب في الدنيا وفي الخرة وإستعملها (وأن‬
‫ال شديد العذاب) لن العقاب فيه سرعة وردت في القرآن (إن ربك سريع العقاب) وليس في القرآن سريع العذاب‪ .‬لذلك بعض اليات التي تؤكد هذا‬
‫الذي بيّناه‪:‬‬
‫العقاب‪( :‬إن ربك سريع العقاب َوِإنّهُ َل َغفُورٌ َرحِي ٌم (‪ )165‬النعام) وصف ل سبحانه وتعالى لكن لم يصف نفسه جلّت قدرته بأنه سريع العذاب‪.‬‬
‫العذاب‪ :‬الفعل عذّب والعذاب في الدنيا (َل ُهمْ فِي ال ّدنْيَا خِزْيٌ)‪ ،‬وفي الخرة (ولهم في الخرة عذاب عظيم (‪ )114‬البقرة)‪ ،‬وجاء بها بمعنى العقاب‬
‫(وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)هذه عقوبة سمّاه عذابا ما يدل على أن العذاب أوسع من العقاب لنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب‪.‬‬
‫آية (‪:)115‬‬
‫ص الله تعالى ملكه بالمشرق والمغرب؟(ورتل القرآن‬
‫مخ ّ‬
‫ب (‪ )115‬البقرة) ل ِ َ‬ ‫ق وَال ْ َ‬
‫مغْر ِ ُ‬ ‫شر ِ ُ‬ ‫*(وَلِل ّهِ ال ْ َ‬
‫م ْ‬
‫ترتيلً)‬
‫لم تذكر الية جهة الشمال والجنوب وإنما ذكرت فقط المشرق والمغرب لن الرض تنقسم بالنسبة لمسير الشمس إلى قسمين قسم يبتدئ من حيث‬
‫تطلع الشمس وقسم ينتهي من حيث تغرب الشمس‪.‬‬
‫آية (‪:)116‬‬
‫ُ ٌّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل لّ ُ‬
‫ه قَانِتُو َ‬
‫ن‬ ‫ضك‬
‫ت وَالْر ِ‬
‫ماوَا ِ‬ ‫ما فِي ال َّ‬
‫س َ‬ ‫*ما دللة ختام الية بالوصف بالقنوت فى قوله تعالى (بَل ل ّ ُ‬
‫ه َ‬
‫(‪))116‬؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫القنوت هو الخضوع والنقياد مع الخوف وهذا المر ل يقوم به إل كل عاقل مبصر فلذلك جمع ال تعالى في هذه الية كلمة قانت جمع مذكر سالم‬
‫(قانتون) وهو مختص بجمع الذكور العقلء ليبيّن لنا سمة أهل الخشوع والقنوت إنهم أصحاب العقول الراجحة التي تخشى ال عن إرادة وبصيرة‪.‬‬
‫ُ ٌّ َ‬
‫ن (‪ )116‬البقرة) لماذا لم يقل قانت؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ل لّ ُ‬
‫ه قَانِتُو َ‬ ‫*(ك‬
‫(كل) لها قواعد في التعبير‪( .‬كل) إذا أضيفت إلى نكرة هذا يراعى معناها مثل (كل رجل حضر) (كل امرأة حضرت) (كل رجلين حضرا) إذا أضيف‬
‫إلى نكرة روعي المعنى وإذا أضيفت إلى معرفة يصح مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى‪ ،‬مثال‪( :‬كل اخوتك) اخوتك جمع يجوز أن يقال كل إخوتك ذاهب‬
‫ويقال كل إخوتك ذاهبون‪ ،‬يجوز مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى‪ .‬إذن إذا أضيفت إلى نكرة روعي المعنى كل رجل حضر‪ ،‬كل رجلين حضرا‪ ،‬كل‬
‫امرأة حضرت‪( .‬كل) لفظها مفرد مذكر ومعناها تكتسبه بحسب المضاف إليه‪ .‬إذا أضيفت لنكرة يراعى المضاف إليه وإذا أضيفت لمعرفة يجوز‬
‫مراعاة اللفظ والمعنى‪ .‬نوضح القاعدة‪ :‬كل الرجال حضر وكلهم حضر‪ ،‬إذا قطعت عن الضافة لفظا جاز مراعاة اللفظ والمعنى (كلٌ حضر) (كلٌ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ق وَعِي ِد (‪ )14‬ق) مجموعة قوم‬ ‫ل فَحَ ّ‬ ‫ل َكذّبَ الرّسُ َ‬‫ن (‪ )33‬النبياء) (كُ ّ‬ ‫ن بِاللّ ِه (‪ )285‬البقرة) (كُلّ فِي فََلكٍ يَ ْ‬
‫س َبحُو َ‬ ‫ل آمَ َ‬‫حضروا) يجوز‪( ،‬وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ كُ ّ‬
‫ل فِي‬‫ل كذب الرسل‪( ،‬كُلّ لّهُ قَا ِنتُونَ (‪ )116‬البقرة)‪ .‬إذن من حيث القاعدة النحوية أنه إذا قطعت عن الضافة هذا سؤال (كُ ّ‬ ‫نوح وعاد وفرعون قال ك ٌ‬
‫سبَحُونَ) لفظا جاز مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى يمكن أن يقال كلٌ في فلك يسبح وكلٌ في فلك يسبحون لكن هل هنالك اختلف في المعنى في‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫فََل ٍ‬
‫سبَحُونَ) (قُلْ‬
‫ك يَ ْ‬ ‫ن (‪ )93‬النبياء) (كُ ّ‬
‫ل فِي فََل ٍ‬ ‫جعُو َ‬‫القرآن ليختار هذا أو ذاك؟ هذا هو السؤال‪ .‬من حيث اللغة جائز‪ .‬القرآن استخدم الثنين (كُلّ إَِل ْينَا رَا ِ‬
‫ل فَحَقّ وَعِيدِ (‪ )14‬ق)‪ .‬مما قيل في هذا الخلف قال‪ :‬الخبار بالجمع يعني عندما يقول قانتوت‬ ‫علَى شَاكَِلتِهِ (‪ )84‬السراء) (كُ ّ‬
‫ل َكذّبَ الرّسُ َ‬ ‫ل َي ْعمَلُ َ‬‫كُ ّ‬
‫حاضرون يسبحون يعني كلهم مجتمعون في هذا الحدث ولما يفرد يكون كل واحد على حدة ليسوا مجتمعين‪ .‬لما يقال كلٌ حضروا يعني مجتمعون‬
‫جعُونَ) يوم القيامة كلهم مع‬ ‫سبَحُونَ) كلهم يسبحون في آن واحد‪( ،‬كُلّ إَِل ْينَا رَا ِ‬ ‫ك يَ ْ‬‫ل فِي فََل ٍ‬
‫ولما يقال كلٌ حضر يعني كل واحد على حدة‪ .‬قال تعالى (كُ ّ‬
‫ل على حدة‪( ،‬كُلّ َكذّبَ الرّسُلَ) كلٌ على حدة كل واحد في أزمان مختلفة‪.‬‬ ‫ل عَلَى شَاكَِلتِهِ) ك ٌ‬ ‫ل َيعْمَ ُ‬
‫ل كُ ّ‬
‫بعضهم‪( ،‬قُ ْ‬
‫آية (‪:)120‬‬
‫*انظر آية ‪↑↑↑ .27‬‬
‫*ميا دللة كلمية (ملتهيم) فيي آيية سيورة البقرة (ولن ترضيى عنيك اليهود ول النصيارى حتيى تتبيع ملتهيم)‬
‫ولماذا لم ترد كلمة ملتيهما؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءهُم َبعْدَ اّلذِي جَاءكَ‬
‫ن ُهدَى اللّ ِه هُوَ ا ْل ُهدَى وََلئِ ِ‬
‫حتّى َتّتبِعَ مِّل َتهُمْ قُلْ إِ ّ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (وَلَن تَ ْرضَى عَنكَ ا ْليَهُودُ َولَ النّصَارَى َ‬
‫ل نَصِي ٍر {‪ )}120‬ولو قال تعالى ملتيهم لكان المعنى لن ترضى عنك اليهود حتى تتبع ملتيهما ولن ترضى عنك‬ ‫مِنَ ا ْلعِلْ ِم مَا َلكَ مِنَ اللّهِ مِن وَِليّ َو َ‬
‫النصارى حتى تتبع ملتيهما وهذا ل يصح لن اليهود يريدون أن يتّبع ملتهم فقط وليس ملتيهما وكذلك النصارى‪.‬‬
‫وهناك سؤال آخر أنه لماذا جاء بـ (ل) في قوله (اليهود ول النصارى)؟ لنه لو لم يأت بها لدلّ المعنى على أنه لن يرضى عنك الجميع حتى تتّبع‬
‫ملّتيهما وهذا ل يصح‪.‬‬
‫و الْهُدَى) وفيى سيورة آل عمران (إ ِي َّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ن هُدَى الل ّيهِ هُ َ‬
‫*ميا الفرق بيين قوله تعالى فيى سيورة البقرة(إ ِي َّ‬
‫َ‬
‫الْهُدَى هُدَى الل ّهِ)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ن ُهدَى اللّ ِه هُ َو ا ْلهُدَى ﴿‪ ﴾120‬البقرة) في آل عمران (قُلْ إِنّ ا ْل ُهدَى ُهدَى‬ ‫حتّى َتّتبِعَ مِّل َتهُ ْم قُلْ إِ ّ‬ ‫ع ْنكَ ا ْليَهُودُ وَلَا النّصَارَى َ‬ ‫ن تَ ْرضَى َ‬ ‫في البقرة (وَلَ ْ‬
‫ع ْنكَ ا ْل َيهُودُ وَلَا‬
‫ن تَرْضَى َ‬ ‫ن ُهدَى اللّ ِه هُ َو ا ْلهُدَى) اليهود ماذا قالوا؟ رب العالمين يقول (وَلَ ْ‬ ‫اللّهِ ﴿‪ ﴾73‬آل عمران) ما الفرق بينهما؟ طبعا الولى (إِ ّ‬
‫حتّى َتّتبِعَ مِّل َتهُمْ) عندهم يقين أنك أنت لست نبيا والقرآن ليس كتاب ال عز وجل وإنما عليك أن تكون إما يهوديا أو نصرانيا حتى يرضون‬ ‫النّصَارَى َ‬
‫عنك ولن يرضى عنك اليهود ول النصارى إلى يوم القيامة وهذا قدر أثبته التاريخ إلى هذا اليوم أنك مهما فعلت من خير أو أمن أو سلم أنت متهم‬
‫ن ُهدَى اللّ ِه هُوَ ا ْل ُهدَى) وهو القرآن هو‬ ‫عندهم بكل شرّ‪ .‬قضية ليس لها علج حتى يرث ال الرض ومن عليها فرب العالمين يقول قل لهم يا محمد (إِ ّ‬
‫الهدى‪ ،‬نهاية الوحي في هذا الكون الذي ل يحوّر ول يزيّف ول يبدّل ول يزوّر ول يختلف وليس فيه عوج ل يتناقض ويقبل القسمة على جميع البشر‬
‫ن ُهدَى اللّهِ) القرآن (هُوَ ا ْل ُهدَى) وليس ما أنتم عليه من توراة وإنجيل توراتكم وإنجيلكم حرفتموها ولم تعد‬ ‫وعلى جميع الديان هو هذا القرآن (قل إِ ّ‬
‫ضعِهِ ﴿‪ ﴾46‬النساء) ساعة وحيه ما أن يخبرهم‬ ‫ولن يعد منها شيء مما جاء به سيدنا موسى وسيدنا عيسى كما قال تعالى (يُحَ ّرفُونَ ا ْلكَِل َم عَنْ مَوَا ِ‬
‫ضعِهِ ﴿‪ ﴾41‬المائدة) بعد ما مات سيدنا موسى ورفع‬ ‫ن َبعْدِ مَوَا ِ‬ ‫ح ّرفُونَ ا ْلكَلِ َم مِ ْ‬‫سيدنا عيسى وسيدنا موسى بالوحي حتى يغيروه وآية أخرى تقول (يُ َ‬
‫ل كثير من الناجيل وكثير من صيغ التوراة وُضِعت وضعها الرهبان والقساوسة بعد هذا بمئات‬ ‫سيدنا عيسى بعد قرون بعد مئات السنين غيروا فع ً‬
‫السنين‪ .‬إذا الية تقول إن هدى ال وهو القرآن هو الهدى ول شيء غيره ليس هناك هدى غيره ثابت أناجيلكم كثيرة وتوراتكم مزورة وأنتم قلتم إن‬
‫عيسى ابن ال وعزير ابن ال وزوّرتم واختلفتم ولم يعد الهدى الذي أنزله ال عليكم وهو هدى التوراة ال قال (ِإنّا َأنْزَ ْلنَا التّوْرَا َة فِيهَا ُهدًى َونُو ٌر (‪)44‬‬
‫ل فِي ِه ُهدًى َونُورٌ﴿‪ ﴾46‬المائدة) لكن هذا الهدى زُوّر وهذا ثابت بالدليل الواقعي حينئذٍ الهدى الوحيد الباقي على حاله غير قابل‬ ‫المائدة) (وََآ َتيْنَاهُ الِْإنْجِي َ‬
‫للتزوير مهما حاولت البشرية من غير المسلمين وقد حاولوا مرارا وتكرارا ول يمكن تزويره فالهدى الباقي على وجه الرض بكماله وتمامه بالشكل‬
‫الذي أنزله ال وأوحى به إلى محمد صلى ال عليه وسلم هو القرآن وحده قل إن هدى ال وحده هو الهدى هذه (إِنّ ُهدَى اللّ ِه هُوَ ا ْل ُهدَى) هذا واحد‪.‬‬
‫في حالة ثانية اليهود تآمروا كالعادة اليهود تآمروا على المسلمين وعلى النصارى اليهود تآمروا بالجماع على سيدنا عيسى أولً حتى قالوا صلبناه‬
‫ل عَلَى اّلذِينَ َآ َمنُوا َوجْهَ ال ّنهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِ َرهُ‬ ‫ب َآمِنُوا بِاّلذِي ُأنْزِ َ‬ ‫وقتلناه وتآمروا على النبي صلى ال عليه وسلم وقالوا ( َوقَالَتْ طَائِفَ ٌة مِنْ أَهْلِ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫جعُونَ ﴿‪ ﴾72‬آل عمران) يعني أنتم قولوا أنك أسلمتم بالليل قولوا كلم كفار وقولوا ما هذا؟ هذا ليس بقرآن والخ لعلكم تعملون فيهم فتنة‬ ‫َلعَّلهُ ْم يَ ْر ِ‬
‫وعدم ثقة بأنفسهم لعلهم يرجعون عن هذا الدين ويؤمنون بالتوراة فقط فرب العالمين قال لهم التوراة والنجيل والقرآن كلها من ال (قُلْ إِنّ ا ْل ُهدَى)‬
‫الهدى كله سواء كان جاء الهدى من التوراة أو من النجيل أو من القرآن من أين أتى كله؟ من ال عز وجل إذا لماذا هذا الحرب على بعضكم بعض‬
‫جنّةَ إِلّا مَنْ كَانَ هُودًا َأوْ َنصَارَى﴿‪ ﴾111‬البقرة) لماذا؟ قارنوا بينكم وبين ما‬ ‫ن َيدْخُلَ الْ َ‬ ‫وكله من ال نازل فحينئذٍ لماذا هذا التحاسد؟ لماذا هذا ( َوقَالُوا لَ ْ‬
‫سمَاعِيلَ وَِإسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ‬ ‫جاء في القرآن (إِنّ ُهدَى اللّ ِه هُوَ ا ْل ُهدَى) وهو القرآن‪ ،‬لماذا؟ قالوا (َآ َمنّا بِاللّهِ َومَا ُأنْ ِزلَ إَِل ْينَا َومَا ُأنْزِلَ ِإلَى ِإبْرَاهِيمَ َوإِ ْ‬
‫سِلمُونَ ﴿‪ ﴾136‬البقرة) عندكم نصٌ في هذا؟ عندكم‬ ‫ح ٍد ِمنْهُمْ َونَحْنُ لَ ُه مُ ْ‬ ‫ن مِنْ َرّبهِمْ لَا نُفَرّقُ َبيْنَ أَ َ‬ ‫ي النّ ِبيّو َ‬‫ي مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُوتِ َ‬ ‫سبَاطِ َومَا أُوتِ َ‬ ‫وَالَْأ ْ‬
‫كلم رباني إلهي يقول إله الناس ورب الناس جميعا ل فرق بينهم؟ القرآن يقول هذا فالقرآن إذا لكل الناس ل يفرق بينهم (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَادُوا‬
‫ن ﴿‪ ﴾62‬البقرة) جمعكم كلكم‬ ‫ف عََل ْيهِمْ وَلَا هُ ْم يَحْ َزنُو َ‬ ‫ع ْندَ َرّبهِمْ وَلَا خَوْ ٌ‬ ‫ل صَاِلحًا فََلهُمْ َأجْرُ ُهمْ ِ‬ ‫عمِ َ‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الَْآخِرِ وَ َ‬‫وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِينَ مَنْ َآمَ َ‬
‫سمُهُ‬
‫ل َي ْأتِي مِنْ َب ْعدِي ا ْ‬
‫ن التّوْرَا ِة َومُبَشّرًا بِرَسُو ٍ‬ ‫ي مِ َ‬
‫ن يَدَ ّ‬ ‫ص ّدقًا ِلمَا َبيْ َ‬
‫سرَائِيلَ ِإنّي رَسُولُ اللّهِ إَِل ْيكُ ْم مُ َ‬ ‫ن مَ ْريَ َم يَا َبنِي إِ ْ‬‫ل عِيسَى ابْ ُ‬ ‫بدين واحد (وَِإ ْذ قَا َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ح َمدُ ﴿‪ ﴾6‬الصف) إذا دين واحد جاء على فترات هل عندكم الن في هذه التوراة التي بين أيديكم وهي ليست توراة منزلة وهذا النجيل الذي بين‬ ‫َأ ْ‬
‫أيديكم وهو ليس منزل المنزل انتهى هل عندكم هذه النصوص أم عندكم تفرقة وعنصرية واستعلء وطرد للخر ورفض للخر؟ هذا الفرق بين (ِإنّ‬
‫ُهدَى اللّهِ ُهوَ ا ْل ُهدَى) وهو القرآن وبين (إِنّ ا ْل ُهدَى) الذي أُنزل على موسى وعيسى ومحمد هذا من ال عز وجل فلما كان المصدر واحدا لماذا هذا‬
‫التنافس إذا؟ فكل الحالين هي إقامة الحجة بينهم وعليهم من أجل هذا هذا الفرق الواضح بين (إِنّ ُهدَى اللّ ِه هُوَ ا ْل ُهدَى) وبين (إِنّ ا ْل ُهدَى ُهدَى اللّهِ)‪.‬‬
‫َ‬
‫ن الل ّيهِ ِي‬
‫من‬ ‫ما لَك ُيم ّ ِي‬
‫من دُو ِي‬ ‫ي وَل َ ن َي ِ‬
‫صيرٍ (‪ )120‬البقرة) ومتيى (وَي َ‬ ‫م نَي الل ّيهِ ِي‬
‫من وَل ِي ٍ ّ‬ ‫ما ل َي َ‬
‫ك ِ‬ ‫* متيى تسيتعمل ( َي‬
‫صيرٍ (‪ )31‬الشورى)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ي وََل ن َ ِ‬
‫وَل ِ ٍ ّ‬
‫من دون ال يعني من غير ال‪ ،‬أما من ال أي ليس لكم ولي من ال ينصركم‪ ،‬لم يهيء أحدا ينصركم ليس هنالك نصير من ال ينصركم‪ ،‬نصير من‬
‫ال لم يهيء لكم نصيرا أوليا ينصركم من الملئكة أو من غير الملئكة لكن يهيئه ال تعالى من جهته‪ .‬أما من دون ال فتعني من غير ال‪ ،‬إذن المعنى‬
‫ي يعني ليس لكم من جهته وليّ‪ ،‬لم يهيء لكم وليّ‪.‬‬
‫مختلف تماما‪ .‬ليس لكم من ال ول ّ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫جاء َ‬
‫ما َ‬ ‫من بَعْدِ َ‬
‫َ‬
‫ت أهْوَاءهُم ِّ‬ ‫ن اتَّبَعْ َ‬ ‫َ‬
‫*ما الفرق بين من َبعد ما َجاءك ومن بعد ما جاءك في اليتين (وَلئ ِ ِ‬
‫َ‬
‫م نَي‬
‫ك ِ‬‫جاء َي‬‫ت أهْوَاءهُيم بَعْد َ ال ّذِي َ‬ ‫ن اتَّبَعْي َ‬ ‫َ‬
‫مي نَي (‪ )145‬البقرة) وفيي اليية (وَلئ ِي ِ‬‫م نَي الظ ّال ِ ِ‬
‫ك إِذ َا ً ل ّ ِ‬
‫م نَي الْعِل ْيم ِ إِن َّي َ‬‫ِ‬
‫صيرٍ (‪))120‬؟‬ ‫َ‬
‫ي وَل ن َ ِ‬‫من وَل ِ ٍ ّ‬ ‫ّ‬
‫ن اللهِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫ما لك ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫العِلم ِ َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫هنالك أمران‪ :‬أولً مجيء من في إحداهما وعدم مجيء (من) في الخرى‪ .‬إحداهما فيها (من) قبل (بعد) والخرى (بعد الذي جاءك) والخر اختيار‬
‫الذي وما‪ .‬سبق أن ذكرنا أكثر من مرة (الذي) إسم موصول مختص و(ما) مشترك‪ .‬المختص أعرف من المشترك هذا عموما‪ .‬فمعناها أن (الذي)‬
‫أعرف من (ما) لن (ما) تكون للمفرد والمذكر والمؤنث والمثنى والجمع أما الذي فهي خاصة بالمفرد المذكر‪ .‬إذن (الذي) أعرف باعتباره مختص و‬
‫حتّى َتتّبِعَ‬ ‫(ما) عام‪ .‬هذا حكم نحوي لكن كيف استعمل بعد الذي وكيف استعمل ما في اليتين؟ نقرأ اليتين (وَلَن تَرْضَى عَنكَ ا ْل َيهُودُ َولَ النّصَارَى َ‬
‫ب َيتْلُونَهُ‬ ‫ك مِنَ ا ْلعِلْ ِم مَا َلكَ مِنَ اللّ ِه مِن وَِليّ َولَ َنصِيرٍ (‪ )120‬اّلذِينَ آ َت ْينَاهُ ُم ا ْلكِتَا َ‬ ‫ن ُهدَى اللّ ِه هُ َو ا ْلهُدَى َوَلئِنِ ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءهُم َبعْدَ اّلذِي جَاء َ‬ ‫مِّل َتهُ ْم قُلْ إِ ّ‬
‫ن (‪ )121‬يتلون الكتاب إذن صار محدداً‪ ،‬يتلونه أي العلم الذي جاء به إذن تحدد‬ ‫سرُو َ‬ ‫ن بِهِ وَمن َيكْفُ ْر بِ ِه فَأُ ْولَـ ِئكَ ُهمُ الْخَا ِ‬
‫ق تِلَ َوتِهِ أُ ْولَـ ِئكَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬‫حَ ّ‬
‫ضهُم ِبتَابِ ٍع ِقبْلَ َة بَعْضٍ‬ ‫ت ِبتَابِ ٍع ِقبَْلتَهُمْ َومَا بَعْ ُ‬
‫ب ِبكُلّ آيَ ٍة مّا َت ِبعُو ْا ِقبَْلتَكَ َومَا أَن َ‬
‫الذي بالسياق في القرآن‪ .‬في الية الخرى (وََلئِنْ َأ َتيْتَ اّلذِينَ أُ ْوتُو ْا ا ْلكِتَا َ‬
‫َوَلئِنِ ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءهُم مّن َب ْعدِ مَا جَاءكَ مِنَ ا ْلعِ ْلمِ ِإّنكَ ِإذَا ّلمِنَ الظّاِلمِينَ (‪)145‬هذا مطلق لم يحدد بشيء إذن الذي أخص لن الكلم كان على القرآن‪،‬‬
‫مطلق فاستعمل (ما) في المطلق واستعمل (الذي) في المقيّد‪.‬‬
‫ل فِيهَا‬ ‫جعَ َ‬ ‫(من بعد) (من) هي لبتداء الغاية‪ ،‬ابتداء المكان‪ ،‬بداية الشيء من كذا إلى كذا‪ ،‬وهي حرف جر ولذلك هناك فرق بين فوقهم ومن فوقهم‪َ ( ،‬و َ‬
‫سمَاء فَ ْو َقهُ ْم (‪ )6‬ق) ( َو َر َفعْنَا فَ ْو َقهُمُ‬ ‫ي مِن فَ ْو ِقهَا (‪ )10‬فصلت) مباشرة ليس هنالك فاصل‪( ،‬فوقها) تحتمل القريب والبعيد (َأفَلَ ْم يَنظُرُوا إِلَى ال ّ‬ ‫سَ‬‫رَوَا ِ‬
‫الطّو َر ِبمِيثَا ِق ِهمْ (‪ )154‬النساء)‪ ،‬حرف الجر في اللغة يؤدي إلى تغيير الدللة‪.‬‬
‫* هل هذه الدللة لـ (مِنْ) ينطبق على المور الحسية الملموسة أو المور المعنوية أيضا؟‬
‫(من) ليس لها دللة واحدة وإنما فيها معاني كثيرة فهي تأتي لمعاني ولكن أبرزها ابتداء الغاية‪.‬‬
‫(من بعد ما جاءك) السياق في الكلم في تحويل القبلة‪ ،‬تحويل القبلة متى يؤمر به المسلم؟ عندما تنزل الية مباشرة ينبغي أن يتحول إلى القبلة‪ ،‬من‬
‫سمع بها نفّذها‪ ،‬الذي كان في الصلة وسمع هذه الية إتجه مباشرة والذي سمع فينا بعد ل ينتظر وإنما ينفّذ الية مباشرة إذن هذه ابتداء الغاية ل‬
‫تحتمل أي تغيير‪ ،‬تحويل القبلة متى سمعتها نفّذتها‪ .‬الية الولى ليس فيها هذا الشيء‪ .‬إذن (من) إبتداء الغاية‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ك مِنَ ا ْلعِلْ ِم ﴿‬‫ن ُهدَى اللّ ِه هُ َو ا ْلهُدَى َوَلئِنِ ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَهُ ْم َبعْدَ اّلذِي جَا َء َ‬ ‫حتّى َتّتبِعَ مِّل َتهُ ْم قُلْ إِ ّ‬‫ع ْنكَ ا ْليَهُودُ وَلَا النّصَارَى َ‬
‫ن تَ ْرضَى َ‬‫في سورة البقرة (وَلَ ْ‬
‫ك مِنَ ا ْلعِلْ ِم ﴿‪ ﴾145‬البقرة) مرة (بعد الذي جاءك من العلم) ومرة‬ ‫ن َبعْ ِد مَا جَا َء َ‬ ‫‪ ﴾120‬البقرة) وفي البقرة في موضع آخر (وََلئِنِ ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَهُ ْم مِ ْ‬
‫(بعد ما جاءك من العلم)‪ .‬باختصار شديد (الذي) أقوى أدوات الوصل لن الذي تختلف عن (ما) أن (الذي) تستعمل للقضية المهمة أولً لن فيها ألف‬
‫ولم الذي وهذه اللف واللم تعطي معنى قويا بخلف ما فل تدخل اللف واللم على ما‪ .‬الذي تثنى وتجمع اللذان والذين وما ل تجمع وهكذا عدة‬
‫ميزات لهذا السم الموصول من حيث أنه يستعمل للقوة للشيء المهم‪ .‬أقول أنا صدّقتك بعد الذي قلته لي أو صدّقتك بعد ما قلته لي أو صدّقتك من بعد‬
‫ن بَ ْعدِ مَا)‪( .‬بعد الذي) قضية مهمة جدا (وََلئِنِ‬ ‫ما قلته لي‪ ،‬كل واحدة لها معنى هذه الثلث صيغ جاءت في الكتاب العزيز ( َبعْدَ اّلذِي) (بَ ْعدِ مَا) (مِ ْ‬
‫ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَهُ ْم َب ْعدَ اّلذِي جَا َءكَ مِنَ ا ْلعِ ْلمِ) هذا العلم الذي جاءك لننا قلنا (الذي) فهو عل ٌم ل يمكن أن يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه ول يتغير‬
‫وهو التوحيد ل إله إل ال الذي جاء به الكتاب العزيز‪ ،‬هذه الرسالة التوحيدية العظيمة هذا التوحيد هو فصل الخطاب ل يتغير ول يتبدل ول فيه‬
‫ن ا ّتبَعْتَ أَهْوَاءَ ُهمْ) من أن ال ثلثة أو أن‬ ‫حتّى َتتّبِ َع مِّل َتهُمْ ُقلْ إِنّ ُهدَى اللّ ِه هُوَ ا ْل ُهدَى وََلئِ ِ‬ ‫ع ْنكَ ا ْل َيهُودُ وَلَا النّصَارَى َ‬
‫ن تَرْضَى َ‬
‫تساهل‪ ،‬والية تقول (وَلَ ْ‬
‫ك مِنَ ا ْلعِلْمِ) من أن ال واحد ل شريك له وأن‬ ‫ن ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَ ُه ْم َبعْدَ اّلذِي جَا َء َ‬
‫العُزير ابن ال أو أن المسيح ابن ال هذه الشراكات إياك أن تتبعهم (وََلئِ ِ‬
‫الشرك ل يُغفَر وأنه ل يضر مع التوحيد ذنب هذه القضية الرئيسية المركزية في هذا الدين ( َبعْدَ اّلذِي) (وََلئِنِ ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَهُ ْم َب ْعدَ اّلذِي جَا َءكَ مِنَ ا ْلعِ ْلمِ‬
‫مَا َلكَ مِنَ اللّ ِه مِنْ وَِليّ وَلَا نَصِي ٍر ﴿‪ ﴾120‬البقرة) هذا الذي فبالتالي التباع مطلق والرضى عنك إن لم تتّبعهم مطلق والعذاب إن اتبعتهم مطلق أو إن‬
‫ك مِنَ اللّ ِه مِنْ وَلِيّ َولَا نَصِيرٍ) أصبحت مشركا مثلهم‪ .‬هكذا يعبّر عن الشياء المهمة بـ (الذي) فحيثما وجدت (الذي) في جملة‬ ‫اتبعت أهوائهم (مَا َل َ‬
‫اعلم أن المر خطير‪ .‬إذا جاءت ما قضية محدودة جدا‪ ،‬رب العالمين حول القبلة وتكلم رب العالمين سبحانه وتعالى عن تحويل القبلة وقال (وََل ِئنْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ضهُ ْم ِبتَابِعٍ ِقبْلَ َة َبعْضٍ ﴿‪ ﴾145‬البقرة) اليهود لهم قِبلة والنصارى لهم قِبلة‬ ‫ت ِبتَابِعٍ ِقبَْل َتهُمْ َومَا َبعْ ُ‬
‫ب ِبكُلّ َآيَ ٍة مَا َتبِعُوا ِقبَْل َتكَ َومَا َأنْ َ‬
‫َأ َتيْتَ اّلذِينَ أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ‬
‫ن بَ ْعدِ) يعني أنت قبل أن‬ ‫وأنت لك قِبلة وكل واحد مستقل بقِبلتهم فإياك أن تتبع قِبلتهم كما أنهم ل يتبعون قِبلتك ولئن اتبعت قبلتهم يعني أهواءهم (مِ ْ‬
‫جاءتك آية القبلة أنت ممكن توافقهم تحكي معهم ما في مشكلة بينك وبينهم في هذه الجزئية أنت كنت تصلي إلى بيت المقدس فكانت قِبلتك هي قِبلتهم‬
‫فليس لديك مشكلة ولن نحاسبك على ما مضى‪ ،‬لو قلنا (الذي) كنا حاسبناك حتى على ما مضى لكن هنا أنت من هذه (من) ابتدائية من يوم ما جاءتك‬
‫ب ِبكُلّ َآيَ ٍة مَا َتبِعُوا ِقبَْل َتكَ‬‫العلم الجديد بأن القبلة إلى الكعبة وليس إلى بيت المقدس عليك أن تتبع هذا وإياك أن تتبع قبلتهم (وََلئِنْ َأ َتيْتَ اّلذِينَ أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ‬
‫ك مِنَ ا ْلعِلْمِ) (ما) وليس (الذي)‪ ،‬قضية نسبية وصغيرة وليست‬ ‫ن َبعْ ِد مَا جَا َء َ‬
‫ضهُ ْم ِبتَابِعٍ ِقبْلَ َة َبعْضٍ وََلئِنِ ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَهُ ْم مِ ْ‬‫ت ِبتَابِعٍ ِقبَْل َتهُمْ َومَا َبعْ ُ‬
‫َومَا َأنْ َ‬
‫مشكلة من بعد من ساعة ما جاءك هذا العلم بتغيير هذه المسألة النسبية الجزئية فالقضية ليست خطيرة‪ .‬هناك قضية توحيد ل إله إل ال أو أنك تعبد‬
‫أصنام أو مشرك أو أن ال ثالث ثلثة وعنده ابن وعنده أب وعنده أم قضية أخطر ما في هذا الكون‪ .‬كل الديان تدور حول أنه ل إله إل ال ل أصنام‬
‫ن َقبِْلكَ مِنْ رَسُولٍ إِلّا نُوحِي إَِليْهِ َأنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا َأنَا‬ ‫ول أبناء ول مخلوقات ول بشر مع ال‪ ،‬ال وحد هذه القضية الرئيسية من رب العالمين ( َومَا َأرْسَ ْلنَا مِ ْ‬
‫عبُدُونِ ﴿‪ ﴾25‬النبياء) هذه القضية المشتركة بين كل النبياء (بَ ْعدَ اّلذِي) هنا ( َبعْ ِد مَا) و (مِنْ َبعْ ِد مَا) بعد ما لن هذه قضية نسبية فقط تحويل قبلة‬ ‫فَا ْ‬
‫كانت إلى بيت المقدس صارت إلى بيت الكعبة وبقي المسيحيون واليهود إلى بيت المقدس كل واحد عنده قبلته فقضية جزئية‪ .‬لحظ إذن هذا الفرق‬
‫بين بعد الذي وبعد ما فإذا دخلت (من) معناها الحساب من ساعة نزول العلم هكذا بهذه البساطة‪.‬‬
‫إذن هذا الفرق في كل القرآن الكريم بين ما والذي‪ .‬يعني هما آيتان تقريبا الواحدة وراء الخرى بينهم آية واحدة فرق لماذا (وََلئِنِ ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَهُ ْم مِنْ‬
‫جدِ ا ْلحَرَامِ) هذا (ما جاءك من العلم) بالقبلة‪ ،‬الثانية (وََلئِنِ ا ّت َبعْتَ‬ ‫طرَ ا ْلمَسْ ِ‬‫ج َهكَ شَ ْ‬ ‫َب ْعدِ مَا جَا َءكَ مِنَ ا ْلعِ ْلمِ) يعني جئت لك بجزئية عن القبلة (فَوَلّ وَ ْ‬
‫ك مِنَ ا ْلعِلْمِ) هذا القرآن كله‪ ،‬كله جاءك ولهذا هذا الخطاب للنبي صلى ال عليه‬ ‫أَ ْهوَاءَ ُهمْ) بكل السلم بكل ما يريدون بكل التشريعات (بَ ْعدَ اّلذِي جَا َء َ‬
‫وسلم ولكن لمته أيضا وما أكثر الذين في تاريخنا القديم والمعاصر من ترك كل هذا وذهب يقلّد ما عند اليهود والنصارى وهذا موجود إلى اليوم وإلى‬
‫ك مِنَ ا ْلعِلْمِ)‪.‬‬ ‫ن ا ّت َبعْتَ أَهْوَاءَ ُه ْم َبعْدَ اّلذِي جَا َء َ‬
‫يوم القيامة‪ .‬فالخطاب لهؤلء الذين تركوا كل دينهم واتّبعوا ما يأمر به اليهود والنصارى حينئ ٍذ هذا (وََلئِ ِ‬
‫آية (‪:)121‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)101‬‬
‫آية (‪:)123 – 122‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)48‬‬
‫آية (‪:)123‬‬
‫*ما خصوصية استعمال القرآن لكلمتي العدل والقسط؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ط ( ‪ )9‬الرحمن)‪ .‬العدل معناه‬ ‫ن بِا ْلقِسْ ِ‬‫أصل القسط الحظ والنصيب‪ ،‬القسط نصيب ولذلك في القرآن الكريم لم يستعمل مع الوزن إل القسط (وََأقِيمُوا الْ َوزْ َ‬
‫ستَقِي ِم (‪ )35‬ال سراء) الق سطاس هو ميزان العدل أ صل كل مة ق سطاس عدل ف سموا‬ ‫الم ساواة في الحكام‪َ ( .‬وأَ ْوفُوا ا ْل َكيْلَ إِذا كِ ْلتُ مْ وَ ِزنُو ْا بِالقِ سْطَاسِ ا ْل ُم ْ‬
‫الميزان قسطاس لنه عدل‪ .‬عندنا عَدل وعِدل العِدل فيما يُبصر من الشياء هذا عِدل هذا مثل حملين متساويين يقال هذا عِدل هذا أما العَدل فهو أحكام‬
‫عدْلٍ مّنكُ ْم ( ‪)95‬‬‫حكُ ُم بِ ِه ذَوَا َ‬
‫ن ال ّنعَ ِم يَ ْ‬
‫ل مَا َقتَلَ مِ َ‬ ‫ص ْيدَ َوأَنتُ ْم حُرُ مٌ َومَن َقتَلَ ُه مِنكُم ّم َت َعمّدًا فَجَزَاء ّمثْ ُ‬
‫ل تَ ْقتُلُو ْا ال ّ‬
‫ن آ َمنُواْ َ‬ ‫ومساواة في الحكم (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫خذْ ِمنْهَا (‪ )70‬النعام) لم ي قل كل ق سط‪َ ( ،‬و َ‬
‫ل يُ ْقبَلُ‬ ‫ل يُؤْ َ‬
‫ل ّ‬‫عدْ ٍ‬
‫ل َ‬ ‫صيَامًا (‪ )95‬المائدة) ال صيام ل يُب صر (وَإِن َت ْعدِلْ كُ ّ‬ ‫ل ذَلِ كَ ِ‬ ‫عدْ ُ‬ ‫المائدة) ذوا ق سط (أَو َ‬
‫عدْلٌ (‪ )123‬البقرة)‪ .‬إذن القسط هو الحظ والنصيب والقرآن لم يستعمله إل مع الموازين وهذا من خصوصية الستعمال القرآني والقسط يستعمل‬ ‫ِم ْنهَا َ‬
‫مع غير الميزان لكن القرآن يستعمله مع الميزان ول يستعمل العدل مع الميزان‪ .‬القسط قد يكون في القسمة وفيه ارتباط باللة (قسطاس)‪.‬‬
‫*ما دللة اختلف ترتيب العدل والشفاعة بين آية (‪)123‬و(‪)48‬؟(ورتل القرآن ترتيلً)؟‬
‫عدْلٌ َولَ تَن َف ُعهَا شَفَاعَةٌ (‪ )123‬البقرة) إذا استحضرنا الية المماثلة لهذه الية وجدنا اختلفا‬ ‫ل ِمنْهَا َ‬
‫ل يُ ْقبَ ُ‬
‫شيْئا َو َ‬
‫س عَن نّفْسٍ َ‬ ‫جزِي نَ ْف ٌ‬
‫(وَاتّقُو ْا يَوْما لّ تَ ْ‬
‫ل ِمنْهَا شَفَاعَ ٌة (‪ ))48‬واخّر ( َولَ يُ ْؤ َ‬
‫خذُ ِم ْنهَا عَدْلٌ) وهنا قدّم ( َولَ يُ ْقبَلُ‬ ‫ل يُ ْقبَ ُ‬
‫شيْئا َو َ‬
‫س عَن نّفْسٍ َ‬
‫جزِي نَ ْف ٌ‬ ‫في العدل والشفاعة فهناك قدّم (وَاتّقُو ْا يَوْما لّ تَ ْ‬
‫عدْلٌ) لنُكتة أدبية وبلغية وذاك أن أحوال القوام في طلب الفِكاك عن الجُناة تختلف فمرة تراهم يٌقدّمون الفِداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدّمون الشفعاء‬ ‫ِم ْنهَا َ‬
‫وتارة يُقدّمون أولً الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء فعرضت اليتان أحوال نفوس الناس في فِكاك الجُناة‪.‬‬
‫آية (‪:)124‬‬
‫ت ( ‪ )124‬البقرة)؟(ورتيل‬ ‫ه بِكَل ِ َ‬
‫ما ٍي‬ ‫*ميا دللة تأخيير لفيظ الجللة فيى قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبَْراهِي َي‬
‫م َرب ُّي ُ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫البتلء هو الختبار فإن كلّ فت شخ صا بش يء ما يكون تكلي فك له متضمنا إنتظار فعله أو تر كه وابتلء ال لبراه يم تكل يف له لن ال كل فه بأوا مر‬
‫ونوا هٍ‪ .‬وفي هذه الية تقديم ما حقه التأخير فـ (إبراهيم) مفعول به وقد تقدّم على الفاعل (ربه) فما الهدف من هذا التقديم؟ المقصود من هذا تشريف‬
‫سيدنا إبراهيم بإضافة إسم ربه إلى اسمه وهو الهاء في قوله (ربه) أي رب إبراهيم‪.‬‬
‫*لم سمى الله عز وجل إبراهيم إماما ً فى الية؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سمّى ال تعالى إبراهيم في هذه الية إماما وقصد بإمامته أنه رسول فلِ َم عدل عن تسميته رسولً إلى تسميته إماما؟ ليكون ذلك دالً على أن رسالته‬
‫تنفع المة المرسَل إليها بالتبليغ وتنفع غيرهم من المم بطريق المتداد سيما وأن إبراهيم قد طوّف بالفاق‪.‬‬
‫بالدعاء بعض ذريته ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ص إبراهيم‬ ‫من ذُّرِيَّتِي (‪ )124‬البقرة) ل ِ َ‬
‫مخ ّ‬ ‫*(قَا َ‬
‫ل وَ ِ‬
‫قال (ومن ذريتي)ولم يقل ذريتي لنه يعلم أن حكمة ال تعالى تقتضي أل يكون جميع أبناء الرجل ممن يصلحون لن يُقتدى بهم ولذلك لم يسأل ال‬
‫تعالى ما هو مستحيل عادة لن ذلك ليس من آداب الدعاء ولم يجعل الدعاء عاما شاملً لكل الذرية بحيث يقول وذريتي‪.‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )124‬البقرة)؟( د‪.‬فاضييل‬ ‫ل عَهْدِي الظ ّال ِ ِ‬
‫مي َيي‬ ‫ل ل َ يَنَا ُ‬
‫*لماذا نصييبت كلميية الظالمييين فييي الييية (قَا َ‬
‫السامرائى)‬
‫الظالمين مفعول به والعهد الفاعل‪،‬الظالمين مفعول به منصوب بالياء لنه جمع مذكر سالم‪.‬‬
‫*وردت كلمة (ابراهيم) في القرآن كله بالياء إل في سورة البقرة جاءت بدون الياء (ابراهم) فما دللة‬
‫ذلك؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ابراهيم في القرآن الكريم وردت منقوطة بالياء في كل القرآن إل في سورة البقرة‬
‫قاعدة‪ :‬خط المصحف ل يقاس عليه‪ .‬وعلينا أن نعلم أنه حصل تطور في تاريخ الكتابة منذ زمن الرسول فبدأت الكتابة العربية تستقر وتأخذ أشكا ً‬
‫ل‬
‫أخرى ولذلك نرى أكثر من رسم للكلمة مثال كلمة لكيل ‪-‬لكي ل‪ ،‬كذلك كلمة إذن ‪( -‬إذا) وكلمة مئة ومائة وغيرها وكل الكتابات جائز عند العرب‪.‬‬
‫والمصحف كتبه عدد كبير من الكتبة والرسم الذي كتبوا به هو كتابتهم في أزمانهم فمرّة يرسم حرف العلة ومرة ل يرسم وأحيانا يكون الرسم‬
‫لختلف القراءات فيوضع الرسم الذي يجمع القرآءات المتواترة وشروط القرآءة الصحيحة أن تكون موافقة لرسم المصحف‪.‬‬
‫وكلمة ابراهم في سورة البقرة ورد فيها قراءتين متواترين أحداهما ابراهم بدون ياء والثانية ابراهيم بالياء فكتبت بالشكل الذي يحتمل القرآءتين‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪ :‬كلمة إبراهيم كلمة أعجمية وليست عربية وكل كلمة غير عربية في لسان العربي يتصرف بها يعني يلفظونها بطرائق‬
‫مختلفة‪ .‬إبراهيم يُنطَق إبراهام‪ ،‬إبراهيم بعض العرب كان ينطقها إبراهيم وبعضهم ينطقها إبراهام و كلمة إبراهيم وردت في ‪ 69‬موضعا في القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫آية (‪:)125‬‬
‫* لماذا ل يُذكر سيدنا اسماعيل مع ابراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً هذا السؤال ليس دقيقا لنه توجد في القرآن مواطن ذُكر فيها ابراهيم واسماعيل ولم يُذكر اسحق وهناك ‪ 6‬مواطن ذُكر فيها ابراهيم واسماعيل‬
‫واسحق وهي‪:‬‬
‫حدًا‬‫ق إَِلهًا وَا ِ‬‫سحَا َ‬ ‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬ ‫ن َبعْدِي قَالُوا َن ْعبُدُ إَِل َهكَ وَإِلَهَ َآبَا ِئكَ ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬ ‫ضرَ َيعْقُوبَ ا ْلمَ ْوتُ ِإذْ قَالَ ِل َبنِي ِه مَا َتعْ ُبدُونَ مِ ْ‬ ‫ش َهدَاءَ ِإذْ حَ َ‬ ‫‪ ‬أَ ْم ُك ْنتُمْ ُ‬
‫سِلمُونَ (‪ )133‬البقرة‬ ‫َونَحْنُ لَ ُه مُ ْ‬
‫ي مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُوتِيَ ال ّن ِبيّونَ ِمنْ‬ ‫سبَاطِ َومَا أُوتِ َ‬ ‫سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالْأَ ْ‬ ‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬ ‫‪ ‬قُولُوا َآ َمنّا بِاللّهِ َومَا ُأنْزِلَ ِإَليْنَا َومَا ُأنْزِلَ إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬
‫سِلمُونَ (‪ )136‬البقرة‬ ‫ح ٍد ِمنْهُمْ َونَحْنُ لَ ُه مُ ْ‬ ‫ق بَيْنَ أَ َ‬ ‫َربّهِمْ لَا نُفَرّ ُ‬
‫عنْدَ ُه مِنَ‬ ‫شهَادَ ًة ِ‬ ‫ن َكتَمَ َ‬ ‫ط كَانُوا هُودًا أَ ْو نَصَارَى قُلْ َأَأنْتُمْ أَعَْلمُ أَ ِم اللّهُ َومَنْ أَظْلَ ُم ِممّ ْ‬ ‫سبَا َ‬‫سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالْأَ ْ‬ ‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬ ‫‪ ‬أَ ْم تَقُولُونَ إِنّ ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬
‫ن (‪ )140‬البقرة‪.‬‬ ‫عمّا َت ْعمَلُو َ‬ ‫ل َ‬ ‫اللّهِ َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍ‬
‫ن مِنْ َرّبهِمْ لَا‬ ‫سبَاطِ َومَا أُو ِتيَ مُوسَى وَعِيسَى وَال ّنبِيّو َ‬ ‫سحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالْأَ ْ‬ ‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬ ‫ل عَلَى ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬ ‫ل عََل ْينَا َومَا ُأنْزِ َ‬ ‫‪ ‬قُلْ َآ َمنّا بِاللّهِ َومَا ُأنْزِ َ‬
‫ن (‪ )84‬آل عمران‬ ‫حدٍ ِم ْنهُمْ َونَحْنُ لَ ُه مُسِْلمُو َ‬ ‫ق َبيْنَ َأ َ‬ ‫نُ َفرّ ُ‬
‫سمِي ُع الدّعَا ِء (‪ )39‬ابراهيم‬ ‫سمَاعِيلَ وَِإسْحَاقَ إِنّ َربّي َل َ‬ ‫ح ْمدُ لِلّهِ اّلذِي وَ َهبَ لِي عَلَى ا ْل ِكبَرِ إِ ْ‬ ‫‪ ‬الْ َ‬
‫ط وَعِيسَى وََأيّوبَ َويُونُسَ‬ ‫سبَا ِ‬‫سمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَا ْلأَ ْ‬ ‫ح ْينَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَإِ ْ‬ ‫ن َبعْدِهِ وََأوْ َ‬
‫ح ْينَا إِلَى نُوحٍ وَال ّنبِيّينَ مِ ْ‬ ‫ح ْينَا إَِل ْيكَ َكمَا أَ ْو َ‬
‫‪ِ ‬إنّا أَ ْو َ‬
‫وَهَارُونَ َوسَُل ْيمَانَ وََآ َتيْنَا دَاوُودَ َزبُورًا (‪ )163‬النساء‬
‫سحَاقَ َو َيعْقُوبَ َوكُلّا‬ ‫ن دُونِ اللّهِ وَ َه ْبنَا لَهُ إِ ْ‬ ‫عتَزََلهُمْ َومَا يَ ْعُبدُونَ مِ ْ‬ ‫وكل موطن ذُكر فيه اسحق ذُكر فيه اسماعيل بعده بقليل أو معه مثل قوله تعالى (فََلمّا ا ْ‬
‫عدِ َوكَانَ َرسُولًا َن ِبيّا (‪ ))54‬مريم) إل في موطن واحد في سورة العنكبوت (وَوَ َه ْبنَا‬ ‫ن صَادِقَ الْوَ ْ‬ ‫سمَاعِيلَ ِإنّهُ كَا َ‬ ‫جعَ ْلنَا نَ ِبيّا (‪ )49‬و(وَاذْكُ ْر فِي ا ْل ِكتَابِ إِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن (‪.))27‬‬ ‫خرَةِ َلمِنَ الصّالِحِي َ‬ ‫جعَ ْلنَا فِي ذُ ّرّيتِهِ الّنبُوّةَ وَا ْل ِكتَابَ وََآ َت ْينَاهُ َأجْرَ ُه فِي الدّ ْنيَا وَِإنّ ُه فِي ا ْلآَ ِ‬ ‫لَهُ ِإسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَ َ‬
‫وفي قصة يوسف ل يصح أن يُذكر فيها اسماعيل لن يوسف من ذرية اسحق وليس من ذرية اسماعيل‬
‫ع ِهدْنَا‬ ‫صلّى وَ َ‬ ‫ن مَقَامِ ِإبْرَاهِي َم مُ َ‬ ‫خذُوا مِ ْ‬ ‫ت َمثَابَةً لِلنّاسِ وََأ ْمنًا وَاتّ ِ‬ ‫جعَ ْلنَا ا ْل َبيْ َ‬
‫وقد ذُكر اسماعيل مرتين في القرآن بدون أن يُذكر اسحق في سورة البقرة (وَِإذْ َ‬
‫ل ِمنّا ِإّنكَ َأ ْنتَ‬ ‫سمَاعِيلُ َرّبنَا تَ َقبّ ْ‬ ‫ع َد مِنَ ا ْل َبيْتِ وَِإ ْ‬ ‫طهّرَا َب ْيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَا ْلعَاكِفِينَ وَال ّركّعِ السّجُودِ (‪( )125‬وَِإ ْذ يَ ْرفَعُ ِإبْرَاهِيمُ ا ْلقَوَا ِ‬ ‫سمَاعِيلَ أَنْ َ‬ ‫ِإلَى ِإبْرَاهِيمَ َوإِ ْ‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِيمُ (‪ )))127‬لن اسحق ليس له علقة بهذه القصة وهي رفع القواعد من البيت أصلً‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫*بعييض العلماء يقول أن إسييماعيل هييو الذبيييح والبعييض يعترض ويقول (إسييحق) فمييا المختار بييين‬
‫الرأيين؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ب (‪)71‬‬ ‫ق َيعْقُو َ‬ ‫سحَ َ‬ ‫سحَقَ َومِن وَرَاء إِ ْ‬ ‫ت َفبَشّ ْرنَاهَا بِإِ ْ‬


‫حكَ ْ‬‫ليس هناك أثر صريح صحيح‪ .‬لما ننظر في اليات‪ :‬الية في سورة هود (وَامْرََأتُهُ قَآ ِئمَةٌ َفضَ ِ‬
‫هود) هذه المرأة التي كانت عاقرا وكانت كبيرة في السن‪ ،‬هي امرأته الولى بُشّرت بإسحق‪ .‬المرأة الثانية زوجة إبراهيم هي التي ولدت له هذا الذي‬
‫أخذها وإياه وأسكنهما بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم‪ .‬لما ننظر في الوقائع في اليات نجد نوعا من الترجيح أنه إسماعيل الذي ذهب إلى ديار‬
‫العرب وتزوج منهم وعاش هناك‪ .‬لن الكلم الول كان عن إسحق‪ .‬لما نأتي إلى اليات في سورة الصافات ( َفبَشّ ْرنَاهُ ِبغُلَامٍ حَلِيمٍ (‪ )101‬فََلمّا بَلَ َغ َمعَهُ‬
‫جدُنِي إِن شَاء اللّ ُه مِنَ الصّابِرِينَ (‪ ))102‬لما يمضي في‬ ‫ستَ ِ‬
‫ل مَا تُ ْؤمَرُ َ‬ ‫ل يَا َأبَتِ ا ْفعَ ْ‬
‫ك فَانظُ ْر مَاذَا تَرَى قَا َ‬ ‫حَ‬‫ل يَا بُنَيّ ِإنّي أَرَى فِي ا ْل َمنَامِ َأنّي َأ ْذبَ ُ‬‫ي قَا َ‬
‫سعْ َ‬
‫ال ّ‬
‫ن (‪ ))112‬إذن جاءت البشارة بإسحق بعد البشارة بالذبيح وإسحق‬ ‫ق نَ ِبيّا مّنَ الصّالِحِي َ‬ ‫حَ‬‫القصة بعد أن ينتهي من قصة الذبيح يقول تعالى ( َوبَشّ ْرنَا ُه بِإِسْ َ‬
‫ذكر إسمه في القرآن وإسماعيل ذكر إسمه في القرآن فالمرجح أن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحق‪ .‬ولكن نقول الذبيح من الصابرين ولما ننقل إلى‬
‫ن (‪ )85‬النبياء) (ستجدني إن شاء ال من الصابرين) من الذي وُصِف بوصف الصبر؟‬ ‫ل مّنَ الصّابِرِي َ‬ ‫ل كُ ّ‬
‫سمَاعِيلَ وَِإدْرِيسَ َوذَا ا ْلكِ ْف ِ‬
‫اليات ( َوإِ ْ‬
‫إسماعيل‪ .‬إسحق ما وصف بهذا وإنما قال (فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب) لكن نقول‪ :‬والمسألة ل يترتب عليها أمر من أمور الدين‬
‫فالخوض فيها غير مثمر‪.‬‬
‫سمَاعِيلَ أَن‬ ‫ع ِهدْنَا إِلَى ِإبْرَاهِي َم وَإِ ْ‬
‫صلّى وَ َ‬
‫خذُواْ مِن مّقَامِ ِإبْرَاهِي َم مُ َ‬ ‫ت َمثَابَةً لّلنّاسِ وََأمْنا وَاتّ ِ‬
‫جعَ ْلنَا ا ْل َبيْ َ‬
‫العبرة أنه أحد إبني إبراهيم‪ ،‬عندنا قوله تعالى (وَِإذْ َ‬
‫طهّرَا بَ ْيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَا ْلعَا ِكفِينَ وَال ّركّعِ السّجُودِ (‪ )125‬البقرة) إبراهيم كان موجودا هنا وأقام هنا واتخذنا من مقامه مصلى وغبنه الذي كان معه ملحق‬ ‫َ‬
‫وإسماعيل نبي‪.‬إبراهيم عنده ولدان إسماعيل وإسحق‪،‬من ذريةاسحق أنبياء ورسل إسرائيل كثيرون ومن إسماعيل نبيٌ واحد هوخاتم النبياء والمرسلين‬
‫‪ .‬إسماعيل ومن أولد إسماعيل محمد وهؤلء أبناء عمومتهم" سأبعث من أبناء عمومتهم في فاران" (فاران هو المكان الذي ترك فيه إبراهيم ولده‬
‫إسماعيل وهم يزعمون أن فاران في مكان آخرفي فلسطين)‪.‬لوصح الحديث "أنا ابن الذبيحين" لنتهى الحوارلكنه لم يصح عن الرسول ‪.‬‬
‫آية (‪:)126‬‬
‫*ميا الفرق بيين قوله تعالى (رب اجعيل هذا بلدا ً آمناً) سيورة البقرة وقوله تعالى (رب اجعيل هذا البلد‬
‫آمناً) ؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫الية الولى هي دعاء سيدنا ابراهيم قبل أن تكون مكة بلدا فجاء بصيغة التنكير (بلدا) أما الية الثانية فهي دعاء سيدنا ابراهيم بعد أن أصبحت مكة‬
‫بلدا معروفا فجاء بصيغة التعريف في قوله (البلد)‪.‬‬
‫د‪.‬حسام النعيمى‪:‬‬
‫ل َهذَا بَلَدًا َآ ِمنًا) لو نظرنا في العراب‪ :‬الشارة (هذا) هو يشير إلى شيء‪ .‬كلمة (هذا) صارت المفعول‬ ‫جعَ ْ‬
‫في الية الولى ) َوِإذْ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ َربّ ا ْ‬
‫الول لفعل (إجعل) و(بلدا) المفعول الثاني و (آمنا) صفته‪ ،‬أي صيّره بلدا إذن لم يكن بلدا إذن هو أشار إلى موضع المكان أو الوادي الذي وصفه في‬
‫حرّمِ ) فاجعل هذا بلدا‪ ،‬ثم وصف البلد بأنه آمن فكلمة (آمنا) ستكون صفة‬ ‫ع ْندَ َبيْ ِتكَ ا ْلمُ َ‬
‫ع ِ‬ ‫غيْ ِر ذِي زَ ْر ٍ‬
‫ن ذُ ّرّيتِي بِوَادٍ َ‬ ‫س َكنْتُ مِ ْ‬
‫آية أخرى ( َرّبنَا ِإنّي َأ ْ‬
‫للبلد‪ .‬هذا كان في أول السُكنى في بداياته‪ :‬إسماعيل كان قد شبّ حديثا عن الطوق وبدأ الناس يجتمعون حوله وأمه والماء الذي ظهر فما كان بلدا‬
‫فكأنه قال‪ :‬إجعل هذا الموضع بلدا‪.‬‬
‫في الية الثانية المكان صار بلدا وصار فيه ناس بل أكثر من ذلك جاء إليه من يعبد الصنام وسكن مع هاجر ولذلك انظر إلى الية الثانية ( َوِإذْ قَالَ‬
‫ل َهذَا ا ْلبَلَدَ َآ ِمنًا) صار بلدا‪ .‬البلد صارت بدلً من (هذا) المفعول الول و(آمنا) صارت المفعول الثاني يعني جعلتُ البلد آمنا صار‬ ‫جعَ ْ‬
‫باْ‬ ‫ِإبْرَاهِيمُ رَ ّ‬
‫صنَامَ) معناه أن هناك في البلد من القبائل أو من العراب الذين سكنوا‬ ‫ن َنعْ ُبدَ ا ْلأَ ْ‬ ‫جُن ْبنِي َو َبنِيّ أَ ْ‬ ‫المفعول الثاني بعد أن كان صفة في الية الولى‪( .‬وَا ْ‬
‫مع هاجر كانوا يعبدون الصنام فل يريد أن ذريته يتأثرون بهؤلء فإنصب الطلب على المن ودفع عبادة الصنام‪ .‬ليس هذا فقط ولكن انظر إلى‬
‫رحمة ال سبحانه وتعالى في الية الولى أنه رب العالمين مؤمنهم وكافرهم ي ُربّهم ويرعاهم لكن يُثيب المحسن يوم القيامة ويعاقب المسيء‪ .‬إبراهيم‬
‫عذَابِ‬ ‫ن كَفَرَ َفُأمَ ّتعُ ُه قَلِيلًا ثُمّ َأضْطَرّهُ ِإلَى َ‬
‫ن ِم ْنهُ ْم بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الَْآخِرِ) فبِمَ أُجيب؟ (قَالَ وَمَ ْ‬
‫ت مَنْ َآمَ َ‬
‫ق أَهْلَ ُه مِنَ الثّمَرَا ِ‬
‫أراد الرزق للمؤمنين (وَارْزُ ْ‬
‫النّارِ َو ِبئْسَ ا ْلمَصِير) حتى الكافر‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ل هَـذَا بَلَدًا آ ِمنًا) قبل أن يُبنى لما قال له تعالى إبن هذا‬ ‫جعَ ْ‬
‫باْ‬
‫هو ماذا قال؟ هو قال جملة ما هي؟ هو قال هذا بلدا مرة وقال هذا البلد مرة‪ ،‬قال (رَ ّ‬
‫ل هَـذَا بَلَدًا آ ِمنًا) أي هذا الذي سوف نبنيه اجعله‬ ‫جعَ ْ‬
‫باْ‬‫ل (‪ )127‬البقرة) لم يبنوه بعد هنا قال (رَ ّ‬‫سمَاعِي ُ‬
‫عدَ مِنَ ا ْل َبيْتِ وَِإ ْ‬
‫البيت (وَِإ ْذ يَ ْرفَعُ ِإبْرَاهِيمُ ا ْلقَوَا ِ‬
‫ل هَـذَا ا ْلبََلدَ آ ِمنًا) أي الذي بنيناه اجعله آمنا‪ .‬إذن معنى هذا أن سيدنا إبراهيم دعا‬ ‫جعَ ْ‬
‫باْ‬‫بلدا آمنا فلما بُني البلد واكتمل وطافا به وأصبح بلدا قال (رَ ّ‬
‫ل هَـذَا ا ْلبََلدَ آ ِمنًا)‪.‬‬
‫جعَ ْ‬
‫باْ‬
‫لهذا البلد مرتين مرة قبل بنائه عندما كان مجرد بلد نكرة ل نعرف كيف سيكون وعندما انتهى منه أيضا دعا له وقال (رَ ّ‬
‫*في البقرة قال (ث ُ َ َ‬
‫صيُر (‪ ))126‬بضمير المفرد وفي لقمان بالجمع‬ ‫س ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ب الن َّ ِ‬
‫ار وَبِئ ْ َ‬ ‫ضطَُّرهُ إِلَى عَذ َا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ّ‬
‫ظ) فما الفرق بينهما؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ب غَلِي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َا‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ع‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫م نَ ْ ّ ْ ِ‬
‫إ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ضط‬ ‫م قَلِيًل ث ُ َّ‬
‫متِّعُهُ ْ‬
‫(ن ُ َ‬
‫ن ِمنْهُم‬ ‫ن آ َم َ‬
‫ت مَ ْ‬ ‫ل هَـذَا بََلدًا آ ِمنًا وَا ْرزُقْ أَهْلَ ُه مِنَ ال ّثمَرَا ِ‬
‫جعَ ْ‬
‫حتى نفهم المسألة نقرأ سياق آية البقرة لن السياق هو الذي يوضح (وَِإذْ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ َربّ ا ْ‬
‫ل هَـذَا بَلَدًا آ ِمنًا)‬ ‫جعَ ْ‬ ‫باْ‬ ‫س ا ْلمَصِي ُر (‪ ))126‬إذن آية البقرة في مكة (رَ ّ‬ ‫عذَابِ النّا ِر َوبِئْ َ‬
‫ضطَرّهُ إِلَى َ‬
‫ل ثُمّ أَ ْ‬
‫بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِ ِر قَالَ َومَن كَ َف َر فَُأ َمّتعُهُ قَلِي ً‬
‫ل هَـذَا ا ْلبََلدَ آ ِمنًا (‪ )35‬إبراهيم) هذا بعد البناء بعد أن صارت بلدا‪ .‬فإذن آية البقرة في مكة‬ ‫جعَ ْ‬‫باْ‬ ‫وقبل أن توجد مكة‪ ،‬ولما قال (وَِإ ْذ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ رَ ّ‬
‫وآية لقمان عامة (نمتعهم قليلً) كلما عاما وليس في بلد معين ول أناس معينين‪ .‬أيها الكثر؟ الية في لقمان‪ ،‬فجاء بضمير الكثرة وتسمى الكثرة‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫النسبية (نمتعهم قليلً) يعني يُعبّر عن الكثر بالضمير الذي يدل على الكثرة والجمع ويعبر عن القل بالمفرد‪ .‬و (من) تحتمل ذلك إذن فمن كفر فأمتعه‬
‫س َت ِمعُونَ‬
‫قليلً وهؤلء أقل من الذين قال فيهم أمتعه قليلً هذا أقل من الذين نمتعهم فجاء بضمير الجمع‪ .‬في القرآن يراعي هذا الشيء ( َو ِم ْنهُم مّن يَ ْ‬
‫ن (‪ )43‬يونس) الذين يستمعون أكثر‬ ‫ل ُيبْصِرُو َ‬ ‫ن (‪َ )42‬ومِنهُم مّن يَنظُرُ إَِل ْيكَ َأفَأَن َ‬
‫ت َت ْهدِي ا ْل ُعمْيَ وَلَ ْو كَانُو ْا َ‬ ‫ل يَعْ ِقلُو َ‬
‫سمِعُ الصّمّ َولَ ْو كَانُو ْا َ‬
‫ت تُ ْ‬
‫ِإَل ْيكَ َأ َفأَن َ‬
‫من الذين ينظرون فقال يستمعون هذه تسمى مناسبة وهذا ما جعل المفعول في لقمان بالجمع وفي البقرة بالمفرد‪.‬‬
‫ُ‬
‫ه قَلِيلً) في آية البقرة ونمتعهم بالجمع في آية لقمان؟( د‪.‬فاضل‬ ‫من كَفََر فَأ َ‬
‫متِّعُ ُ‬ ‫*لم قال (وَ َ‬
‫السامرائى)‬
‫طهّرَا‬
‫سمَاعِيلَ أَن َ‬ ‫عهِ ْدنَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬
‫هذا يدخل فيه أكثر من مسألة‪ .‬مسألة التعظيم في البقرة ذكر الفراد أولً ثم الجمع‪ .‬هذه فيها أكثر من مناسبة (وَ َ‬
‫عهِ ْدنَا إِلَى ِإبْرَاهِيمَ)‪.‬‬ ‫َب ْيتِيَ لِلطّائِفِينَ وَا ْلعَاكِفِينَ وَال ّركّعِ السّجُودِ (‪ )125‬البقرة) هذه جمع سيأتي بعدها مفرد‪ ،‬بعد الجمع يأتي المفرد‪ ،‬ضمير التعظيم (وَ َ‬
‫طهّرَا َب ْيتِيَ) البيت نسبه تعالى إلى نفسه وصاحب البيت يتولى المر وربنا صاحب البيت يتولى هذا فقال ( َومَن كَ َف َر فَُأ َمّتعُهُ‬ ‫والمر الخر قال (أَن َ‬
‫قَلِيلً) وهو قال طهرا بيتي للطائفين هو صاحب البيت ويتولى من يسيء فهي أنسب من كل ناحية وقال بيتي فمناسبة أكثر للفراد‪.‬‬
‫ملُوا) ولم‬ ‫م فَنُنَبِّئُهُم ب ِ َ‬
‫ما عَ ِ‬ ‫جعُهُ ْ‬‫مْر ِ‬‫ك كُفُْرهُ إِلَيْنَا َ‬
‫حُزن َ‬‫من كَفََر فََل ي َ ْ‬ ‫(و َ‬
‫مرجعهم) َ‬ ‫* في لقمان قال (إلينا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صيُر (‪ ))126‬ما الفرق؟(‬ ‫م ِ‬ ‫س ال ْ َ‬‫ب النَّارِ وَبِئ ْ َ‬ ‫ضطَُّرهُ إِلَى عَذ َا ِ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه قَلِيل ً ث ُ َّ‬ ‫من كَفََر فَأ َ‬
‫متِّعُ ُ‬ ‫يقلها في البقرة (وَ َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل كان من دعاء إبراهيم لما قال (وَارْ ُزقْ أَهْلَ ُه مِنَ ال ّثمَرَاتِ) والرزق فيه تمتيع إذن‬ ‫إبراهيم سأل ربه (وَارْزُقْ أَهْلَ ُه مِنَ ال ّثمَرَاتِ) إذن لما قال فأمتعه قلي ً‬
‫ن ال ّثمَرَاتِ) الجواب (فأمتعه قليلً)‬
‫ل هَـذَا بََلدًا آ ِمنًا وَا ْرزُقْ أَهْلَ ُه مِ َ‬
‫جعَ ْ‬
‫هذه المسألة ليست متعلقة بالتبليغ وإنما هو طلب الرزق (وَِإذْ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ َربّ ا ْ‬
‫ل وهذه ليست في التبليغ أما آية لقمان ففي التبليغ (ومن كفر) والسياق مختلف تماما‪ .‬فإذن لما كانت آية‬ ‫لنه طلب الرزق فالجواب يكون فأمتعه قلي ً‬
‫عمِلُوا) أما في آية البقرة ليست في التبليغ فقال (فأمتعه قليلً)‪ .‬في لقمان قال‬ ‫ج ُعهُ ْم َفنُ َنّبئُهُم ِبمَا َ‬
‫ك كُفْرُهُ ِإَليْنَا مَ ْر ِ‬
‫لقمان في التبليغ قال ( َومَن كَفَ َر فَلَا يَحْزُن َ‬
‫صدُورِ) ولم يقلها في البقرة أيضا‪ ،‬هؤلء في آية لقمان الكفار موجودين‬ ‫ت ال ّ‬‫ن اللّ َه عَلِي ٌم بِذَا ِ‬
‫عمِلُوا إِ ّ‬ ‫ج ُعهُ ْم َفنُ َنّبئُهُم ِبمَا َ‬
‫ك كُفْرُهُ ِإَليْنَا مَ ْر ِ‬
‫( َومَن كَفَ َر فَلَا يَحْزُن َ‬
‫ل قال (اجعل هذا بلدا آمنا) فكيف يقول فل‬ ‫أما هؤلء الذين قال فيهم الية في سورة البقرة لم يخلقوا بعد هذا باعتبار ما سيكون هم ليسوا مخلوقين أص ً‬
‫يحزنك كفره هم غير موجودين ويأتون بعده بقرون‪ ،‬أما في آية لقمان فهو معاصر لهم يبلغهم‪.‬‬
‫ظ (‪ ))24‬وفي‬ ‫م إِلَى عَذ َا ٍ‬
‫ب غَلِي ٍ‬ ‫ضطَُّرهُ ْ‬
‫م نَ ْ‬‫م قَلِيًل ث ُ َّ‬‫مت ِّ ُعهُ ْ‬
‫*ما الفرق بين العاقبة في لقمان قال تعالى (ن ُ َ‬
‫البقرة قال (فَأ ُمتِعه قَلِيل ً ث ُ َ َ‬
‫صيُر (‪))126‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫م ِ‬‫س ال ْ َ‬ ‫ب الن َّ ِ‬
‫ار وَبِئ ْ َ‬ ‫ضطَُّرهُ إِلَى عَذ َا ِ‬
‫مأ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُّ ُ‬
‫أيها الشد أن تقول إلى عذاب غليظ أو إلى عذاب النار وبئس المصير؟ عذاب النار‪ .‬عندما يقول عذاب غليظ هل معناه أنك ستحرقه؟ كل لنك لم‬
‫تصرح أنه بالنار‪ ،‬عندما تقول سأعذبه عذابا غليظا هل معناه أنك ستحرقه؟ لم تصرح أنه بالنار‪ ،‬أما عذاب النار فيها حرق فأيها الشد؟ عذاب النار‪.‬‬
‫لم يذكر نار في لقمان وفي البقرة ذكر نارا وبئس المصير إذن هذا العذاب أشد‪ ،‬ذكر النار وقال أنه بئس المصير‪ .‬عذاب غليظ ل يشترط أن يكون‬
‫بالنار قد يكون بعضا غليظة‪ .‬قال (عذاب النار) في أهل مكة وإبراهيم يطلب البلد المن والرزق‪ ،‬السيئة في مكة تتضاعف أكثر بكثير من مكان آخر‬
‫وكذلك الحسنة تتضاعف في مكة والسيئة في مكة تتضاعف فمن أساء في مكة في بلد ال الحرام ليس كمن أساء في غيرها‪ ،‬نفس السيئة إذا فعلها‬
‫شخص في مكة ليست عقوبتها كمن أساء في غير مكة السيئة فيها تتضاعف والحسنة فيها تتضاعف فإذن عندما تكون السيئة تتضاعف فالعذاب‬
‫يتضاعف ويشتد لذا قال عذاب النار وبئس المصير لن ذكر السيئة والكفر في مكة ليس كالكفر في غير مكة والمعصية في مكة ليست كالمعصية في‬
‫غير مكة الحسنة أكثر والسيئة أكثر ولذلك شدّد العذاب فقال (عذاب النار وبئس المصير)‪.‬‬
‫آية (‪:)127‬‬
‫من َّا إِن َّ َ‬
‫ك‬ ‫ل َربَّن َا تَقَب َّ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫عي ُ‬
‫ما ِ‬
‫س َ‬ ‫ن الْبَي ْ ِ‬
‫ت وَإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫م الْقَوَا ِ‬
‫عد َ ِ‬ ‫*ما فائدة الضمير فى قوله تعالى(وَإِذ ْ يَْرف َعُ إِبَْراهِي ُ‬
‫َ‬
‫م (‪ )127‬البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ميعُ الْعَلِي ُ‬ ‫ت ال َّ‬
‫س ِ‬ ‫أن َ‬
‫جاء الخبر (السميع العليم) معرفة ووقع بين (إن) والخبر (السميع) ضمير الفصل (أنت) بقصد المبالغة في كمال الوصفين السميع والعليم له سبحانه‬
‫وتعالى ولينزَل سمع وعلم غيره منزلة العدم‪ .‬أل ترى أنك لو قلت لرجل أنت سامع إذا أردت أنه أحد السامعين أما إذا عرّفت فقلت أنت السامع فهذا‬
‫يعني أنه السامع ل غيره‪.‬‬
‫*هل يُضمر القول في القرآن الكريم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أحوال القول والمقول يمكن أن نجمل أهم أحكامها في عبارات صغيرة‪.‬‬
‫ط ْعنَاغُ ْفرَا َنكَ َربّنَا َوإَِل ْيكَ ا ْلمَصِي ُر (‪ )285‬البقرة) القول هو الفعل و(سمعنا وأطعنا) هو المقول‪.‬‬ ‫س ِمعْنَا وَأَ َ‬
‫الكثير أن يذكرالقول والمقول هوالصل ( َوقَالُواْ َ‬
‫سمَاعِيلُ َرّبنَا‬
‫عدَ مِنَ ا ْل َبيْتِ وَِإ ْ‬
‫يمكن أن يحذف فعل القول ويذكر المقول ل يقول قال أو يقول لكنه مفهوم وهذا كثير أيضا مثال‪(:‬وَِإ ْذ يَ ْرفَعُ ِإبْرَاهِيمُ ا ْلقَوَا ِ‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم (‪ )127‬البقرة) هذا مقول القول ما قال يقولون ‪ ،‬حذف الفعل وأبقى المقول‪.‬‬ ‫ل ِمنّا ِإّنكَ أَنتَ ال ّ‬
‫تَ َقبّ ْ‬
‫ل يُفْلِحُ‬
‫ل مُوسَى أَتقُولُونَ ِللْحَقّ َلمّا جَاءكُمْ َأسِحْ ٌر هَـذَا َو َ‬ ‫أحيانا يذكر فعل القول لكن يحذف المقول ولكنه ظاهر في السياق عكس الحالة السابقة مثل (قَا َ‬
‫ن (‪ )77‬يونس) ما هو القول؟ هم لم يقولوا أسحر هذا ول يفلح الساحرون وإنما هم قالوا هذا سحر‪ ،‬قول (أسحر هذا) هذا قول موسى وأضمر‬ ‫السّاحِرُو َ‬
‫مقولهم هم وهو مفهوم من السياق‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وهنالك حالة أخرى أن يذكر مقولن لقائلين مختلفين ويحذف فعل القول منهما الثنين ويتصلن كأنهما مقولن لقول واحد لكن المعنى واضح يجري‬
‫ل مِن سُو ٍء بَلَى إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبمَا كُنتُ ْم َت ْعمَلُونَ (‪ )28‬النحل) هم قالوا (ما‬ ‫سهِ ْم فَأَ ْلقَوُ ْا السّلَ َم مَا كُنّا َن ْعمَ ُ‬
‫ن تَتَ َوفّا ُهمُ ا ْلمَل ِئكَةُ ظَاِلمِي أَن ُف ِ‬‫عليه السياق مثل (اّلذِي َ‬
‫كنا نعمل من سوء) والرد (بلى إن ال عليم بما كنتم تعلمون) هذا ليس قائلً واحدا وإنما هذا قائل آخر وحذف فعل القول لم يقل قالوا ما كنا نعمل من‬
‫سوء ولم يقل قال بلى مفهوم من السياق فحذف فعل القول من الثنين وأدمج المقولين لكنه مفهوم من السياق‪.‬‬
‫ت امْرََأةُ‬ ‫وهنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول ومقوله ويدرج معه قول لقائل آخر فيبدو كأنهما مقولن لشخص واحد لكن في الحقيقة ل‪ ،‬مثل (قَالَ ِ‬
‫ن اللّ َه لَ َي ْهدِي َكيْدَ‬ ‫ن (‪ )51‬يوسف)‪ ،‬ويوسف قال (ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي لَمْ أَ ُ‬
‫خنْ ُه بِا ْل َغيْبِ وَأَ ّ‬ ‫حقّ َأنَاْ رَاوَدتّ ُه عَن نّفْسِهِ وَِإنّهُ َلمِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫صحَصَ الْ َ‬ ‫ا ْلعَزِي ِز النَ حَ ْ‬
‫خنْهُ‬ ‫عذَابٌ أَلِيمٌ (‪( ،))25‬ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي لَمْ َأ ُ‬ ‫ت مَا جَزَاء مَنْ أَرَا َد بِأَهِْلكَ سُ َوءًا ِإلّ أَن يُسْجَنَ أَ ْو َ‬ ‫الْخَا ِئنِينَ (‪ ))52‬هذا كلم يوسف‪ ،‬هي رمته بالخيانة (قَاَل ْ‬
‫لمّارَ ٌة بِالسّوءِ‬ ‫س َ‬ ‫ن (‪ ))52‬سيدنا يوسف يتحدث عن العزيز أنه لم يخن العزيز بالغيب‪َ ( ،‬ومَا ُأبَرّى ُء نَفْسِي إِنّ النّفْ َ‬ ‫ل يَ ْهدِي َكيْدَ الْخَا ِئنِي َ‬ ‫بِا ْلغَيْبِ َوأَنّ اللّ َه َ‬
‫ت امْرَأَةُ ا ْلعَزِي ِز النَ‬ ‫ل مَا رَحِ َم َربّيَ إِنّ َربّي غَفُورٌ رّحِي ٌم (‪ ))53‬هذا كلم يوسف أيضا (ذلك) أي الكلم الذي قالته امرأة العزيز‪ ،‬كلمها هي (قَاَل ِ‬ ‫ِإ ّ‬
‫ل َيهْدِي‬ ‫خنْهُ بِا ْل َغيْبِ وَأَنّ اللّ َه َ‬‫ن (‪ )51‬يوسف) وانتهى كلمها‪ ،‬ويوسف قال (ذَِلكَ ِل َيعْلَمَ َأنّي لَمْ َأ ُ‬ ‫حقّ َأنَاْ رَاوَدتّ ُه عَن نّ ْفسِهِ وَِإنّهُ َلمِنَ الصّا ِدقِي َ‬ ‫حصَ الْ َ‬ ‫حَصْ َ‬
‫َك ْيدَ ا ْلخَا ِئنِينَ (‪ .))52‬في قوله تعالى (يوسف أعرض عن هذا ()) يكلم شخصين لكن القائل واحد‪.‬‬
‫ن آ َمنُو ْا يُقِيمُواْ الصّلَ َة (‪ )31‬إبراهيم) قل هذا فعل القول‬ ‫هنالك حالة أخرى أن يذكر فعل القول لكن ل يذكر المقول وإنما يذكر فحواه (قُل ّل ِعبَادِيَ اّلذِي َ‬
‫ن(‬ ‫سُ‬ ‫والمقول لم يذكره وإنما ذكر الفحوى يقيموا الصلة هذا فحوى قوله تعالى وليس هو القول لم يقل أقيموا الصلة‪َ ( ،‬وقُل ّل ِعبَادِي يَقُولُواْ اّلتِي هِيَ َأحْ َ‬
‫‪ )53‬السراء) هذا ليس هو نص القول وإنما فحواه‪ .‬فهذه أبرز أحوال القول في القرآن الكريم‪ .‬ولكل حالة من هذه الحالت دللتها وسياقها الذي تروى‬
‫فيه‪.‬‬
‫آية (‪:)129‬‬
‫م آَيَات ِي َ‬
‫ك‬ ‫م يَتْلُو عَلَي ْ َهِي ْ‬
‫منْهُي ْ‬‫سوًل ِ‬ ‫م َر ُي‬ ‫*ميا دللة الفرق فيي الترتييب بيين آيية سيورة البقرة (َربَّن َيا وَابْعَي ْ‬
‫ث فِيهِي ْ‬
‫م (‪ ))129‬وآية سورة الجمعة (هُوَ ال ّذِي بَع َ َ‬ ‫ة ويزكّيه م إن َ َ َ‬
‫ث‬ ‫حكِي ُ‬ ‫ت الْعَزِيُز ال ْ َ‬ ‫ك أن ْ َ‬ ‫م َ ََُ ِ ِ ْ ِّ‬ ‫حك ْ َ‬‫ب وَال ْ ِ‬‫م الْكِتَا َ‬‫مه ُ ُ‬‫وَيُعَل ِّ ُ‬
‫ل لَفِيي‬ ‫ب َوال ْ ِ‬‫م الْكِتَا َي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫م نْي قَب ْ ُ‬ ‫ن كَانُوا ِ‬ ‫ة وَإ ِي ْ‬ ‫حك ْ َ‬
‫م َ‬ ‫م وَيُعَل ِّ ُ‬
‫مهُي ُ‬ ‫م آيَات ِيهِ وَيَُزكِّيهِي ْ‬ ‫م يَتْلُو عَلَيْهِي ْ‬
‫منْهُي ْ‬‫سوًل ِ‬ ‫فِيي اْل ِّ‬
‫ميِّي نَي َر ُي‬
‫ن (‪))2‬؟(د‪ .‬عمر عبد الكافى من برنامج هذا ديننا)‬ ‫مبِي ٍ‬ ‫ل ُ‬ ‫ضَل ٍ‬ ‫َ‬
‫وردت في القرآن الكريم مثل هذه اليات أربع مرات ثلث منها عن ال تعالى ومرة على لسان ابراهيم وهي اليات التالية‪:‬‬
‫ح ْكمَةَ َو ُيعَّل ُمكُ ْم مَا َلمْ َتكُونُوا َتعَْلمُونَ (‬ ‫‪.1‬سورة البقرة ( َكمَا أَ ْرسَ ْلنَا فِيكُمْ رَسُولًا ِم ْنكُ ْم يَتْلُو عََل ْيكُمْ َآيَا ِتنَا َويُ َزكّيكُمْ َو ُيعَّلمُكُ ُم ا ْل ِكتَابَ وَا ْل ِ‬
‫‪))151‬‬
‫ح ْكمَةَ َوإِنْ‬
‫سهِ ْم َيتْلُو عََل ْيهِمْ َآيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّلمُهُ ُم ا ْل ِكتَابَ وَا ْل ِ‬‫ث فِيهِمْ َرسُولًا مِنْ َأنْ ُف ِ‬ ‫‪.2‬آل عمران (لَ َقدْ مَنّ اللّ ُه عَلَى ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ِإ ْذ بَعَ َ‬
‫ن (‪))164‬‬ ‫ل ُمبِي ٍ‬
‫ن َقبْلُ لَفِي ضَلَا ٍ‬ ‫كَانُوا مِ ْ‬
‫ح ْكمَةَ َوإِنْ كَانُوا مِنْ َقبْلُ‬ ‫ث فِي ا ْلُأ ّميّينَ رَسُولًا ِم ْنهُ ْم َيتْلُو عََل ْيهِمْ َآيَاتِهِ َويُ َزكّيهِمْ َو ُيعَّلمُهُ ُم ا ْل ِكتَابَ وَا ْل ِ‬ ‫‪.3‬سورة الجمعة ((هُوَ اّلذِي َبعَ َ‬
‫َلفِي ضَلَالٍ ُمبِينٍ (‪)))2‬‬
‫وعلى لسان ابراهيم ‪:‬‬
‫حكِيمُ (‬‫ح ْكمَةَ َويُ َزكّيهِمْ ِإّنكَ َأنْتَ ا ْلعَزِيزُ ا ْل َ‬ ‫ث فِيهِمْ رَسُولًا ِم ْنهُمْ َيتْلُو عََل ْيهِمْ َآيَا ِتكَ َو ُيعَّلمُهُ ُم ا ْلكِتَابَ وَا ْل ِ‬ ‫‪.1‬سورة البقرة (( َرّبنَا وَا ْبعَ ْ‬
‫‪)))129‬‬
‫ل أخّر جانب تزكية الخلق إلى آخر مرحلة بعد‬ ‫وهذا يعود إلى ترتيب الولويات والهمية في الخطابين‪ ،‬فعندما دعا ابراهيم ربه أن يرسل رسو ً‬
‫تلوة اليات وتعليمهم الكتاب والحكمة‪.‬‬
‫ل يتلو عليهم آياته ويزكيهم قبل‬ ‫أما في آية سورة الجمعة وسورة البقرة (‪ )151‬وسورة آل عمران فالخطاب من ال تعالى بأنه بعث في الميين رسو ً‬
‫مرحلة يعلمهم الكتاب والحكمة لن الجانب الخُلُقي يأتي قبل الجانب التعليمي ولن النسان إذا كان غير مزكّى في خلقه لن يتلقى الكتاب والحكمة على‬
‫ق عَظِي ٍم (‪ )4‬القلم)‪.‬‬ ‫مُراد ال تعالى والرسول من أهم صفاته أنه على خلق عظيم كما شهد له رب العزة بذلك في قوله (وَِإّنكَ َلعَلى خُُل ٍ‬
‫والتزكية هي ربع المهمّة المحمدية (تلوة اليات‪ ،‬تعليم الكتاب‪ ،‬تعليم الحكمة‪ ،‬التزكية)‪.‬‬
‫(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي على قناة الشارقة)‪.‬‬
‫*من برنامج ورتل القرآن ترتيلً‪:‬‬
‫هذا الترتيب في الية لن آيات القرآن تعلمنا التفكير والمنطق ودقة اللفظ وترتيب الفكار وال سبحانه وتعالى رتب هذه الصفات على حسب ترتيب‬
‫وجودها لن أول تبليغ الرسالة القرآن ثم يكون تعليم معانيه كما في قوله في موضع آخر (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه) فإذا ما حصلت‬
‫على علم القرآن انتقلت إلى المرحلة الخيرة وهي التزكية‪.‬‬
‫آية (‪:)131‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬ ‫َي‬
‫ن (‪ )44‬النميل) (قَا َ‬
‫ل‬ ‫ب الْعَال َ ِ‬
‫مي َي‬ ‫ن لِل ّيهِ َر ّ ِي‬ ‫ما َ‬‫سلَي ْ َ‬
‫مع َي ُي‬ ‫ت َ‬‫م ُ‬‫سل َ ْ‬
‫*ميا الفرق بيين أسيلم إلى وأسيلم ليي؟ (وَأ ْ‬
‫أ َسل َمت ل ِرب الْعال َمين (‪ )131‬البقرة) (وأ ُمرت أ َ ُ‬
‫ن (‪ )66‬غافر) ما الفرق بينهما في‬ ‫مي َ‬ ‫ب الْعَال َ ِ‬ ‫سل ِ َ‬
‫م لَِر ِّ‬ ‫نأ ْ‬ ‫َ ِ ْ ُ ْ‬ ‫َ ِ َ‬ ‫ْ ْ ُ َ ِّ‬
‫الدللة؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أسلم إليه معناه دفعه إليه‪ ،‬تسليم دفعه إليه أو فوّض أمره إليه هذ المشهور‪ ،‬من التوكل‪ .‬أسلم بمعنى انقاد وخضع ومنها السلم النقياد‪ .‬أسلم الشيء‬
‫إليه أي دفعه إليه‪ ،‬أعطاه إليه بانقياد هذه أسلمه إليه أو فوض أمره إليه وهذا أشهر معنى لسلم إليه‪ .‬أسلم ل معناه انقاد له وجعل نفسه سالما له أي‬
‫ت مَعَ سَُل ْيمَانَ لِلّ ِه رَبّ ا ْلعَاَلمِينَ (‪ )44‬النمل) انقدت له وخضعت وجعلت نفسي‬
‫خالصا له‪ ،‬جعل نفسه ل خالصا أخلص إليه‪ .‬لما قالت ملكة سبأ ( َوأَسَْلمْ ُ‬
‫سالمة له خالصة ليس لحد فيه شيء‪ .‬وإبراهيم قال (قَالَ َأسَْلمْتُ لِ َربّ ا ْلعَاَلمِينَ) أسلم له أي انقاد له وجعل نفسه خالصة له أما أسلم إليه معناها دفعه‬
‫إليه لذا يقولون أسلم ل أعلى من أسلم إليه لنه لم يجعل معه لحد شيء‪ ،‬ومن يسلم وجهه إلى ال اختلفت الدللة أسلم إليه أي فوّض أمره إليه يعني‬
‫في الشدائد (وَُأفَوّضُ َأمْرِي إِلَى اللّ ِه (‪ )44‬غافر) أو في النقياد أما أسلم ل فجعل نفسه خالصا ليس لحد شيء‪ .‬لذلك قال القدامى أسلم له أعلى من‬
‫أسلم إليه لنه إذا دفعه إليه قد يكون لم يصل لكن سلّم له اختصاص واللم للملك (أسلم ل) ملّك نفسه ل ولذلك قالوا هي أعلى‪ .‬الدللة فيها انقياد ‪.‬‬
‫آية (‪:)132‬‬
‫*ما الفرق بين وصى وأوصى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال تعالى يقول (وصّى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديدا ومهما‪ ،‬لذلك يستعمل وصى في أمور الدين‪ ،‬وفي المور المعنوية‪( :‬وَوَصّى بِهَا ِإبْرَاهِيمُ‬
‫ن اتّقُوا‬‫ن َقبِْلكُمْ وَِإيّاكُمْ أَ ِ‬
‫ب مِ ْ‬ ‫ن ‪ "132‬البقرة) (وَلَ َقدْ وَ ّ‬
‫ص ْينَا اّلذِينَ أُوتُوا ا ْل ِكتَا َ‬ ‫صطَفَى َلكُ ُم الدّينَ فَل َتمُوتُنّ إِلّا وََأ ْنتُ ْم مُسِْلمُو َ‬
‫ب يَا َبنِيّ إِنّ اللّهَ ا ْ‬
‫َبنِيهِ َو َيعْقُو ُ‬
‫ل حَظّ ا ْلُأنْ َث َييْنِ) النساء‪.‬‬ ‫اللّهَ(‪ )131‬النساء)أما (أوصى) فيستعملها ال تعالى في المور المادية ‪(:‬يُوصِيكُمُ اللّ ُه فِي أَوْل ِدكُمْ لِل ّذكَ ِر مِثْ ُ‬
‫جعََلنِي ُمبَارَكا َأيْنَ مَا ُكنْتُ وََأوْصَانِي‬ ‫لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إل في مكان واحد اقترنت بالمور المادية وهو قول السيد المسيح ‪" :‬وَ َ‬
‫حيّا ‪ "31‬مريم‪.‬في غير هذه الية لم ترد أوصى في أمور الدين‪ ،‬أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصلة بالمور‬ ‫بِالصّلةِ وَال ّزكَا ِة مَا ُدمْتُ َ‬
‫المادية وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصل‪.‬وجاء بعدها ذكر الزكاة‪.‬‬
‫آية (‪:)133‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)125‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين فعل حضر وجاء في القرآن الكريم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫فعل حضر والحضور في اللغة أولً يعني الوجود وليس معناه بالضرورة المجيء إلى الشيء (يقال كنت حاضرا إذ كلّمه فلن بمهنى شاهد وموجود‬
‫وهو نقيض الغياب) ويقال كنت حاضرا مجلسهم‪ ،‬وكنت حاضرا في السوق أي كنت موجودا فيها‪.‬‬
‫أما المجيء فهو النتقال من مكان إلى مكان‪ ،‬فالحضور إذن غير المجيء ولهذا نقول ال حاضر في كل مكان دليل وجوده في كل مكان‪ .‬وفي القرآن‬
‫يقول تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكّاء) سورة الكهف بمعنى لم يكن موجودا وإنما جاء المر‪ .‬وكذلك قوله تعالى (فإذا جاء أمرنا وفار التنور)‬
‫سورة هود‪ .‬إذن الحضورة معناه الشهود والحضور والمجيء معناه النتقال من مكان إلى مكان‪.‬‬
‫شهَدَاء ِإذْ حَضَرَ َيعْقُوبَ ا ْلمَوْتُ ِإ ْذ قَالَ ِل َبنِيهِ مَا تَ ْعُبدُونَ مِن َبعْدِي قَالُو ْا َنعْ ُبدُ ِإلَـ َهكَ‬‫أما من الناحية البيانية فى قوله تعالى في سورة البقرة (أَ ْم كُنتُمْ ُ‬
‫ن {‪)}99‬‬ ‫جعُو ِ‬ ‫ل رَبّ ا ْر ِ‬ ‫ت قَا َ‬
‫حدَهُمُ ا ْلمَ ْو ُ‬
‫حتّى ِإذَاجَاء أَ َ‬ ‫ن {‪ )}133‬وفي المؤمنون( َ‬ ‫سحَاقَ إِلَـهاوَاحِدا َونَحْنُ لَ ُه مُسِْلمُو َ‬
‫سمَاعِيلَ وَإِ ْ‬
‫َوإِلَـ َه آبَا ِئكَ ِإبْرَاهِيمَ وَِإ ْ‬
‫القرآن الكريم له خصوصيات في التعبير وفي كلمة حضر وجاء لكل منها خصوصية أيضا‪ .‬حضور الموت يُستعمل في القرآن الكريم في الحكام‬
‫والوصايا كما في سورة آية سورة البقرة وكأن الموت هو من جملة الشهود فالقرآن هنا ل يتحدث عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت فالكلم‬
‫هو في الحكام والوصايا (إن ترك خيرا الوصية) (ووصية يعقوب لبنائه بعبادة ال الواحد)‪.‬‬
‫أما مجيء الموت في القرآن فيستعمل في الكلم عن الموت نفسه أو أحوال الناس في الموت كما في آية سورة المؤمنون يريد هذا الذي جاءه الموت‬
‫أن يرجع ليعمل صالحا في الدنيا فالكلم إذن يتعلق بالموت نفسه وأحوال الشخص الذي يموت‪ ..‬ويستعمل فعل جاء مع غير كلمة الموت أيضا كالجل‬
‫(فإذا جاء أجلهم) وسكرة الموت (وجاءت سكرة الموت) ول يستعمل هنا حضر الموت لن كما أسلفنا حضر الموت تستعمل للكلم عن أحكام ووصايا‬
‫بوجود الموت حاضرا مع الشهود أما جاء فيستعمل مع فعل الموت إذا كان المراد الكلم عن الموت وأحوال الشخص في الموت‪.‬‬
‫ت)؟ وميا الفرق بيين حضير‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫موْي ُ‬ ‫ضَر يَعْقُو َي‬ ‫حت َّيى إِذ َا َ‬
‫ح َ‬ ‫*ميا دللة تقدييم المفعول بيه ميع ذكير الموت ( َ‬
‫وجاء وأدرك وأصاب؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫جاء لفظ الموت فاعلً في أحد عشر موضعا في القرآن كله‪ ،‬جاء المفعول به يكون متقدما دائما ً كأنه إبعاد للفظ الموت وتقديم للمفعول به وذلك‬
‫التقديم للعناية والهتمام والتلهف لمعرفة الفاعل‪.‬‬
‫هذه الفعال التي هي‪ :‬جاء وحضر وأتى ويدرك ويتوفى كلها تجتمع في معنى واحد وهو القتراب‪ ،‬القرب يعني هناك إشارة إلى القرب لكن ألفاظها‬
‫إختلفت ولما اختلفت ألفاظها إذن ل بد من إختلف في الصورة‪ .‬عندما تقول "حضر فلن" تقول حضر فلن وهو معك‪ ،‬الصورة في حضوره‪ ،‬لما‬
‫تقول جاء فلن كأنما تتصور فكرة المجيء تصير مرسومة صورة المجيء‪ ،‬أتى مثل جاء لكن تكون أقل لن الصوت يختلف (جاء وأتى) كأنه بشكل‬
‫أهون ليس بشدة المجيء‪ ،‬التيان أخف من المجيء‪ .‬أدرك كأنه كان يلحق شيئا وأدركه لما يقول (َأ ْينَمَا َتكُونُو ْا يُدْرِككّمُ ا ْلمَ ْوتُ) كأنه يركض وراءهم‪،‬‬
‫ى َيتَ َوفّاهُنّ ا ْلمَ ْوتُ) كأنه أخذهم وافيات غير منقوصات وكان سببا لن الموت ل يتوفى لكن الملئكة وبأمر ال سبحانه وتعالى‬ ‫حتّ َ‬
‫(َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن مِن َب ْعدِي (‪ )133‬البقرة) كأن الموت حاضر مع من هو جالس‬


‫ض َر َيعْقُوبَ ا ْلمَ ْوتُ ِإذْ قَالَ ِل َبنِيهِ مَا َت ْعبُدُو َ‬
‫ش َهدَاء ِإذْ حَ َ‬
‫لما ننظر في الية (َأمْ كُنتُمْ ُ‬
‫بجوار يعقوب لكن هذا الحضور ليس فيه موت كامل‪ ،‬حضر الموت لكن لم تُقبض روحه‪ ،‬يعني إقترب منه الموت‪ .‬ما الدليل أنه كان في الحضرة‬
‫ولم تقبض الروح؟ أن يعقوب كان يوصي أبناءه (ِإذْ قَالَ ِل َبنِي ِه مَا َتعْ ُبدُونَ مِن َبعْدِي) إذن هو لم يكن قد مات لكن الموت جالس عنده وشاهد على‬
‫الوصية فكأنه إقترب منه الموت لكن لم ينفذ‪.‬‬
‫من بَعْدِي قَالُواْ‬ ‫َي‬
‫ن ِي‬
‫ما تَعْبُدُو َي‬ ‫ل لِبَنِيه ِي َي‬ ‫ت إِذ ْ قَا َ‬ ‫ب ال ْ َ‬
‫موْي ُ‬ ‫ضَر يَعْقُو َي‬ ‫ح َ‬ ‫شهَدَاء إِذ ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫م كُنت ُي ْ‬
‫*فيي سيورة البقرة (أ ْ‬
‫ن (‪ ))133‬إسيحق هيو‬ ‫مو َ‬ ‫سيل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ح نُي ل َي ُ‬ ‫حقَ إِل َييهًا وَا ِ‬
‫حدًا وَن َ ْ‬ ‫س َ‬‫ل َوإ ِي ْ‬‫عي َ‬‫ما ِ‬ ‫س َ‬
‫ك إِبَْراهِي َمي وَإ ِي ْ‬ ‫ك وَإِل َيي َ‬
‫ه آبَائ ِي َ‬ ‫نَعْبُد ُ إِل َييهَ َ‬
‫عمهم فكيف يكون من الباء؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫جنّ ِة (‪ )27‬العراف) الجداد من الباء لكن ليس من الوالدين‪.‬‬
‫يمكن لن ربنا سمى آدم ( َكمَا َأخْرَجَ َأبَ َو ْيكُم مّنَ الْ َ‬
‫آية (‪:)134‬‬
‫س ْبتُ ْم (‪ )134‬البقرة) جعلها كالموال وككسب النسان‪.‬‬
‫سبَتْ َوَلكُم مّا كَ َ‬
‫يقول تعالى (تِ ْلكَ ُأمّةٌ َقدْ خََلتْ َلهَا مَا كَ َ‬
‫آية (‪:)135‬‬
‫ُ ْ ْ َ‬
‫حنِيفًا (‪ )135‬البقرة)ما معنى حنيفا ً وما دللتها؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫م َ‬ ‫مل ّ َ‬
‫ة إِبَْراهِي َ‬ ‫*(قل ب َل ِ‬
‫الحنف هو الميل عن الضلل إلى الستقامة‪ .‬والحنف الميل في المشي عن الطريق المعتاد‪ .‬وسمي دين إبراهيم حنيفا على سبيل المدح للمِلّة لن الناس‬
‫يوم ظهور ملّة إبراهيم كانوا في ضللة عمياء فجاء دين إبراهيم مائلً عنهم فُلقّب بالحنيف لقب مدح‪.‬‬
‫آية (‪:)136‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑ .)125‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ّي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حاقَ‬ ‫س َ‬‫عيل وَإ ِي ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬‫ما أنْزِل إِلى إِبَْراهِي َمي وَإ ِي ْ‬ ‫ما أنْزِل إِليْن َيا وَي َ‬ ‫من ّيا بِالل هِ وَي َ‬
‫*ميا الفرق بيين أنزلنيا إلييك (قولوا آ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ما أُوت ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ح ُ‬‫م وَن َ ْ‬ ‫منْه ُ ْ‬‫حدٍ ِ‬‫نأ َ‬ ‫م ل نُفَّر ِقُ بَي ْ َ‬ ‫ن َربِّه ِ ْ‬ ‫م ْ‬
‫ن ِ‬ ‫ُ‬
‫ي الن ّبِي ّو َ‬ ‫َ‬ ‫ما أوت ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سى و‬ ‫عي َ‬‫سى وَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫طو‬ ‫سبَا ِ‬ ‫ب وَاْل ْ‬ ‫وَيَعْقُو َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّيي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ل عَلى إِبَْراهِي َيي‬ ‫ما أنْزِ َ‬ ‫ل عَليْن َييا وَيي َ‬ ‫ما أنْزِ َ‬ ‫من ّييا بِالل هِ وَيي َ‬ ‫لآ َ‬ ‫ن (‪ )136‬البقرة) وأنزلنييا عليييك (قُ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْيي‬ ‫ه ُ‬ ‫ل َيي ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حدٍ‬‫نأ َ‬ ‫م َل نُفَّر ِقُ بَي ْ َ‬ ‫ن َربِّه ِ ْ‬‫م ْ‬‫ن ِ‬ ‫سى َوالنَّبِيُّو َ‬ ‫عي َ‬ ‫سى وَ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ي ُ‬ ‫ما أوت ِ َ‬ ‫ط وَ َ‬‫سبَا ِ‬ ‫ب وَاْل ْ‬ ‫حاقَ وَيَعْقُو َ‬ ‫س َ‬‫ل وَإ ِ ْ‬ ‫عي َ‬ ‫ما ِ‬
‫س َ‬ ‫وَإ ِ ْ‬
‫ن )‪ )84‬آل عمران)؟‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫نل ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫م وَن َ ْ‬‫منْهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫أحيانا حروف الج ّر يستعمل بعضها مكان بعض لكن يلفت النظر لِ َم استعملت هذا هنا وهذا هنا؟‬
‫لما تأتي (إلى) معناها الغاية‪ ،‬الوصول‪ .‬ولما تأتي (على) فيها معنى نوع من الستعلء‪ .‬لحظ عندما تقول‪ :‬دخل زيد إلى القوم‪ .‬يعني مشى ودخل‬
‫إليهم كأنه في مستوى واحد‪ .‬لكن لما تقول دخل عليهم كأنه مرتفع عنهم فيه نوع من التعالي‪ .‬كذلك (خرج على قومه في زينته) فيها نوع من العلو‪.‬‬
‫هو نفس الفعل خرج ودخل‪.‬‬
‫لما تأتي‪ :‬أُرسل إليه أو أُرسل إلينا كأنه قريب منا وباشرنا نحن‪ ،‬مسّنا‪ .‬وعلينا‪ :‬فيه نوع من التلقّي من علوّ‪ .‬لكن لِ َم استعمل هذا هنا واستعمل هذا هنا؟‬
‫لمَ قال مرة إلينا ومرة علينا؟‬
‫ننظر في آية البقرة (وما أنزل إلينا) وفي آل عمران (وما أنزل علينا) نلحظ آية البقرة كان في بدايتها نوع من الدعوة أو مباشرة الدعوة لغير‬
‫المسلمين من المسلمين أن يكونوا معهم يأتوا إلى دينهم فهو حديث بشري بين البشر عندئذ قالوا نحن وصل إلينا أو ورد إلينا ما هو خير مما عنكم‪.‬‬
‫فيها معنى الوصول لحظ اليات (آمنا بما أنزل إلينا) هذا شيء وصل إلينا يعني تسلّمناه ل نحتاج إلى ما عندكم‪ .‬فلما قال (أنزل إلينا) العطف عادة‬
‫ي مُوسَى وَعِيسَى َومَا‬ ‫سبَاطِ َومَا أُوتِ َ‬
‫سمَاعِيلَ وَِإسْحَاقَ َو َيعْقُوبَ وَالَْأ ْ‬
‫يكون مثل المعطوف عليه (قُولُوا َآ َمنّا بِاللّهِ َومَا ُأنْ ِزلَ إَِل ْينَا َومَا ُأنْزِلَ ِإلَى ِإبْرَاهِيمَ َوإِ ْ‬
‫ن (‪))136‬‬ ‫حدٍ ِم ْنهُمْ َونَحْنُ لَ ُه مُسِْلمُو َ‬ ‫ق َبيْنَ َأ َ‬
‫ن مِنْ َرّبهِمْ لَا نُ َفرّ ُ‬‫أُوتِيَ ال ّنبِيّو َ‬
‫بينما في آية آل عمران الكلم عن ميثاق أُخِذ على النبياء أن يوصوا أتباعهم باتّباع النبي الجديد الذي سيأتي‪ .‬ميثاق من ال عز وجل ففيه علو وفيه‬
‫ذكر للسماء أو للسموات ففيها علو فناسب أن يقول (أُنزل علينا)‪.‬‬
‫ي ال ّن ِبيّونَ مِنْ َرّبهِمْ) أعاد كلمة (أُوتي) ‪ .‬وفي آل‬ ‫ي مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُوتِ َ‬ ‫هناك شيء آخر يلفت النظر في اليات‪ :‬أنه في آية البقرة قال ( َومَا أُوتِ َ‬
‫ن مِنْ َرّبهِمْ) حذف أوتي‪ .‬لماذا؟ لن إيتاء النبيين ورد في آل عمران قبل قليل (َلمَا َآ َتيْ ُتكُمْ) فلم يكررها‬ ‫ي مُوسَى وَعِيسَى وَال ّنبِيّو َ‬ ‫عمران قال ( َومَا أُوتِ َ‬
‫بينما هناك لم يذكرها فكررها‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫•أولً فى آل عمران (قُل) وفى البقرة (قولوا) يا مسلمون قولوا ‪.‬‬
‫ل ِإلَى ِإبْرَاهِيمَ) إذا عندنا قُل وقولوا‪ ،‬علينا وإلينا‪،‬‬
‫ل إَِل ْينَا َومَا ُأنْزِ َ‬
‫ل عَلَى ِإبْرَاهِيمَ) هنا ( َومَا ُأنْ ِز َ‬ ‫•في آل عمران ( َومَا ُأنْزِ َ‬
‫ل عََل ْينَا َومَا ُأنْزِ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ي مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُوتِيَ ال ّن ِبيّونَ مِنْ َرّبهِمْ) ما أوتي مكررة إذا موسى وعيسى أوتوا شيئا والنبيون أوتوا شيئا‬ ‫•وفي البقرة ( َومَا أُوتِ َ‬
‫ن مِنْ َرّبهِمْ)‪ .‬فروق‬ ‫ي مُوسَى وَعِيسَى وَال ّنبِيّو َ‬ ‫آخر ‪ .‬في آل عمران لم يذكر (وما أوتي) مكررة وإنما وردت فقط مرة واحدة ( َومَا أُوتِ َ‬
‫دقيقة جدا ما من شيء في هذا الكتاب اختلف ولو حركة إل وهو رس ٌم جديد‪.‬‬
‫أولً لماذا قال في البقرة قال قولوا وفي آل عمران قال قل؟ في البقرة وجدت هذه الية بعد قولٍ لهل الكتاب ( َوقَالُوا كُونُوا هُودًا أَ ْو نَصَارَى تَ ْه َتدُوا ُقلْ‬
‫ش ِركِينَ ﴿‪ ﴾135‬البقرة) مِلَة إبراهيم حنيفا تجمعنا جميعا (مَا كَانَ ِإبْرَاهِي ُم َيهُودِيّا َولَا نَصْرَانِيّا ﴿‪ ﴾67‬آل عمران)‬ ‫ن مِنَ ا ْلمُ ْ‬ ‫حنِيفًا َومَا كَا َ‬ ‫ل مِلّةَ ِإبْرَاهِي َم َ‬‫بَ ْ‬
‫كان أبو النبياء جميعا فنحن جميعا على ملته‪ ،‬هذا المفروض نحن موحّدون (قُولُوا َآ َمنّا بِاللّهِ َومَا ُأنْ ِزلَ إَِل ْينَا)‪.‬‬
‫ل عََل ْينَا) الوحي لما يأتي من أين يأتي؟‬ ‫ل عََليْنَا) إذا الفرق بين قولوا يا مسلمون قُل يا محمد هذا واحد‪َ ( .‬ومَا ُأنْزِلَ إَِل ْينَا) ( َومَا ُأنْ ِز َ‬ ‫ثانيا هناك ( َومَا ُأنْ ِز َ‬
‫من ال عز وجل الذي هو أعلى فلما يأتي من ال نقول أُنزِل علينا من ال لما يصل إلى محمد صلى ال عليه وسلم نقول نزل إلى محمد معنى هذا‬
‫ماذا؟ آمنا بال وما أُنزِل علينا من ال فإيمان بال بتصديق الربوبية أن هذا الكلم كلم ال لما نقول أُنزِل علينا نحن سنؤمن بأن هذا الكلم أنزل علينا‬
‫من ال فنحن إذا تصديق الربوبية‪ .‬أُنزِل إلينا هذا الذي نزل نزل لمن؟ نزل لمحمد إذا صار هناك تصديق النبوة والرسالة فاليتان إحداهما تتحدث عن‬
‫تصديق الربوبية والثانية تتحدث عن تصديق الرسالة والرسول والنبوة‪ .‬إذا كلمة علينا وإلينا ليست هي من باب الصدفة ما أُنزِل علينا من ال عز وجل‬
‫هذا كتاب كلم ال التوراة والنجيل والزبور وما أوتي موسى وعيسى كل هذا نؤمن بأنه قادم من ال هذا أُنزِل علينا وهذا الذي نزل نزل على إبراهيم‬
‫وموسى وعيسى وإسحاق ويعقوب والسباط إلى أخرهم محمد أنزل إليهم وأنزل إليهم أي يعني نحن نصدق بأن هؤلء مرسلون من رب العالمين وهم‬
‫صادقون في الرسالة‪ .‬فكلمة إلينا بحرف الجر هذا بشبه الجملة (علينا وإلينا) رب العالمين أوجز تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة هذا واحد‪.‬‬
‫أخيرا قال ( َومَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُوتِيَ ال ّن ِبيّونَ مِنْ َرّبهِمْ) هذا في البقرة وما أوتي موسى وعيسى في جانب وما أوتي النبيون من ربهم في‬
‫ن مِنْ َرّبهِمْ)؟ أقول لك يا‬ ‫ي ال ّنبِيّو َ‬
‫جانب آخر‪ ،‬في آل عمران قال ( َومَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَال ّن ِبيّونَ مِنْ َرّبهِمْ) كله شيء واحد لماذا حدث ( َومَا أُوتِ َ‬
‫أخي جدا واضح نحن نتكلم الن عن موجز الرسالت وعلقتها بال عز وجل تصديق الربوبية وتصديق النبوة والرسالة‪ ،‬حينئ ٍذ هذا الذي نزل من‬
‫السماء عليهم وإليهم منه ما هو خاص بهم أبدا (إن للرسول سرا لو اطّلع عليه المسلمون لفسد أمرهم) كل الرسل من آدم إلى محمد صلى ال عليه‬
‫حدًا ﴿‪ ﴾26‬إِلّا مَنِ ا ْر َتضَى مِنْ رَسُولٍ ﴿‪﴾27‬‬ ‫غ ْيبِهِ أَ َ‬
‫ظهِ ُر عَلَى َ‬ ‫وسلم كل واحد إن بينه وبين ال سرّا ل يعلمه غيره إل ماذا قال (عَالِ ُم ا ْل َغيْبِ فَلَا يُ ْ‬
‫الجن) حينئذٍ رب العالمين يُعلّم رسله علما ل ينبغي لهم أن يعلّموه لتباعهم (لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيرا) إذا معنى ذلك علينا إلينا هناك ربوبية‬
‫ورسالة ونبوة وهناك ( َومَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى َومَا أُوتِيَ ال ّن ِبيّونَ مِنْ َرّبهِمْ) سيدنا موسى وعيسى لهم قطعا خصوصية لماذا؟ أولً أول مرة يبدأ‬
‫ث أَنْ جَا َء ِبعِجْلٍ‬
‫سلَامًا قَالَ سَلَا ٌم َفمَا َلبِ َ‬ ‫الوحي المجرّد بموسى حيث أن الوحي كان يأتي كهيئة رجل (وََل َقدْ جَاءَتْ ُرسُُلنَا ِإبْرَاهِي َم بِا ْلبُشْرَى قَالُوا َ‬
‫ن ﴿‪ ﴾63‬الحجر) يأتي رجل ويقول لك أنا ملك وكلم مباشر‬ ‫ج ْئنَاكَ ِبمَا كَانُوا فِي ِه َيمْتَرُو َ‬ ‫ل ِ‬‫حنِيذٍ ﴿‪ ﴾69‬هود) (قَالَ ِإّنكُ ْم قَوْ ٌم ُم ْنكَرُونَ ﴿‪ ﴾62‬قَالُوا بَ ْ‬ ‫َ‬
‫وبسيط‪ ،‬الوحي المجرّد لكي ينزل كتاب من ال عز وجل كما قال الكتاب التوراة والنجيل والزبور والفرقان هذا أول بدايته كان بموسى ‪ .‬إذا ما‬
‫أوتي النبيون كلهم شيء وما أوتي موسى وعيسى ومحمد شيء ثاني قطعا‪ .‬ثالثا هؤلء من أولي العزم ليس كل النبياء من أولي العزم‪ ،‬رابعا أن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم وموسى وعيسى التقوا قبل أن يخلق النبي بشرا في عالم الخلق (وَلَ َقدْ َآ َتيْنَا مُوسَى ا ْل ِكتَابَ َفلَا َتكُنْ فِي ِم ْريَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ﴿‪﴾23‬‬
‫ل وهكذا إذا قطعا بكل مقاييس الديانات الثلثة أن لسيدنا موسى وعيسى ومحمد عليهم السلم جميعا‬ ‫السجدة) هذا الذي التقيت به إنما هو موسى فع ً‬
‫خصوصية ل يملكها بقية النبياء والرسل فعندما أفردهم باليتاء بإيتاء معين الرسل كلهم أوتوا شيئا وموسى وعيسى ومحمد أوتوا كتبا منزّلة إلى يوم‬
‫عُبدُونِ ﴿‪ ﴾25‬النبياء)‬ ‫ن َقبِْلكَ مِنْ َرسُولٍ إِلّا نُوحِي ِإَليْهِ َأنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا َأنَا فَا ْ‬ ‫القيامة هذا واحد‪ .‬ثانيا هناك قاسم مشترك بين كل النبياء ( َومَا َأرْسَ ْلنَا مِ ْ‬
‫ي مُوسَى وَعِيسَى) يشير إلى خصوصية هؤلء‬ ‫التوحيد والفقه المطلوب وما هو مطلوب للبشرية هذا مشترك بين جميع الرسل فإذا قال ( َومَا أُوتِ َ‬
‫النبياء الثلثة إذا جمعهم طبعا جمعهم مع قواسم مشتركة كثيرة بين كل النبياء والرسل هناك شروط وهناك أسباب وهناك علم وهناك فقه رب‬
‫العالمين أوحى به لكل النبياء‪ .‬وهناك خصوصيات لم يوحي بها إل إلى موسى وعيسى ومحمد عليهم السلم جميعا‪ .‬الية التي بعدها (فَإِنْ َآ َمنُوا ِب ِمثْلِ‬
‫مَا َآمَ ْنتُ ْم بِ ِه فَ َقدِ ا ْهتَدَوْا ﴿‪ ﴾137‬البقرة) إذا آمن أهل الكتاب بما آمنتم به من أن جميع الديان الثلثة كما هو هنا كلها أديان من ال عز وجل أنزلت‬
‫علينا أو إلينا تصديق الربوبية أو تصديق الرسالة والنبوة أو ما هو خاصٌ بالنبياء فقط ل ينبغي أن يطّلع عليه الناس وما هو عام في كل الحالت إذا‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِي ُم (‪ )137‬البقرة) سيبقون معكم‬ ‫سيَكْفِي َكهُمُ اللّ ُه وَهُوَ ال ّ‬ ‫ق َف َ‬ ‫شقَا ٍ‬
‫ن تَوَلّوْا فَِإّنمَا ُه ْم فِي ِ‬ ‫ل مَا َآ َم ْنتُ ْم بِهِ َف َقدِ ا ْه َتدَوْا وَإِ ْ‬
‫آمن أهل الكتاب (فَإِنْ َآ َمنُوا بِ ِمثْ ِ‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِيمُ) من حيث لن‬ ‫س َيكْفِي َكهُمُ اللّهُ وَهُ َو ال ّ‬ ‫إلى يوم القيامة في عداء وفي حرب وفي منازلت وفي مساجلت ينغّصون عليكم كل شيء ولكن ال (فَ َ‬
‫يفلح كل من يشاد هذا الدين بأن يلغيه كما يمكن أن يدور في خلد بعض الناس‪ .‬والتاريخ السلمي طموحات وآمال كثيرة في أن كثيرا من الناس‬
‫يلغون هذا الدين‪ ،‬الشيوعية حاولت وقبلها الدهرية حاولت وقبلها كثير من المم حاولوا إلغاء هذا الدين والن كما تعرفون الحرب على السلم في كل‬
‫س َيكْفِي َكهُمُ اللّهُ) ولهذا سقطت الشيوعية وبقي السلم زاهرا‪ .‬على كثرة ما حاولوا وبذلوا في أفريقيا جمهوريات سبع ثمان‬ ‫مكان ولكن ال تعالى قال (فَ َ‬
‫جمهوريات إسلمية سبعين عاما بقيت تحت الحكم الشيوعي ذبح وإبادة وقتل وتعذيب وما أن زال التحاد السوفييتي حتى عادوا أقوى مما كانوا سابقا‬
‫سمِيعُ ا ْلعَلِيمُ)‪ .‬إذا هذا الفرق بين قولوا وقُل وبين وما أُنزِل علينا أو أُنزِل إلينا وبين تكرار وما أوتي عيسى وموسى والنبيون‬ ‫س َيكْفِي َكهُمُ اللّهُ وَهُ َو ال ّ‬
‫(فَ َ‬
‫هذه الولى هكذا هو الفرق بين اليتين في آل عمران ‪ 84‬والبقرة ‪.136‬‬
‫ل‬‫عي َ‬ ‫ما ِ‬‫س َ‬‫م وَإ ِ ْ‬ ‫ل إِلَى إِبَْراهِي َ‬ ‫ما أُنزِ َ‬ ‫مآ أُنزِ َ‬
‫ل إِلَيْن َا و َ َ‬ ‫من َّا بِالل ّهِ و َ َ‬
‫* ما الفرق بين أنزل وأوتي في الية (قُولُوا ْ آ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حدٍ‬‫نأ َ‬ ‫م ل َ نُفَّرِيقُ بَي ْي َ‬‫من َّربِّهِي ْ‬‫ني ِي‬‫ي النَّبِيُّو َ‬ ‫ما أوت ِي َ‬
‫سى وَي َ‬ ‫عي َي‬ ‫سى وَ ِ‬ ‫مو َي‬‫ي ُ‬‫ما أوت ِي َ‬
‫ط وَي َ‬
‫سبَا ِ‬
‫ب وَال ْي‬ ‫حقَ وَيَعْقُو َي‬ ‫س َ‬‫وَإ ِي ْ‬
‫ن (‪ )136‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫مو َ‬‫سل ِ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ُ‬ ‫ح ُ‬‫م وَن َ ْ‬‫منْهُ ْ‬‫ِّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫هذه الية فيها إنزال وإيتاء‪.‬النزال يأتي من السماء ويستعمل للكتب‪ .‬أما اليتاء فهو يستعمل للكتب وغير الكتب مثل المعجزات نسأل سؤالً‪َ :‬منْ من‬
‫النبياء المذكورين ذُكرت له معجزة تحدّى بها المدعوين؟ موسى وعيسى عليهما السلم ولم يذكرمعجزات للمذكورين الباقين‪ .‬هل هذه المعجزة‬
‫العصى وغيرها إنزال أو إيتاء؟ هي إيتاء وليست إنزالً ولذلك فرّق بين من أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة نبوّته باليتاء وبين‬
‫النزال‪ ،‬هذا أمر‪ .‬كلمة (أوتي) عامة تشمل النزال واليتاء‪ .‬الكُتب إيتاء‪ .‬أنزل يعني أنزل من السماء وآتى أعطاه قد يكون العطاء من فوق أو من‬
‫أمامه بيده‪ .‬لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فاليتاء أعمّ من النزال لن النزال كما قلنا يشمل الكتب فقط‪ .‬لذلك لما ذكر‬
‫ن مِن ّرّبهِمْ) دخل فيها كل النبييبن لنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء‪.‬‬
‫ي ال ّنبِيّو َ‬
‫عيسى وموسى عليهما السلم ذكر اليتاء لم يذكر النزال ثم قال ( َومَا أُوتِ َ‬
‫ل لنه يتحدث عن‬ ‫( َومَا أُن ِزلَ إِلَى ِإبْرَاهِيمَ) قد يكون إنزالً ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما السلم في هذه الية هذا إيتاء وليس إنزا ً‬
‫معجزة ولنهما الوحيدان بين المذكورين اللذين أوتيا معجزة ونجد أن حجج موسى لم تكن في الكتاب وإنما جاءه الكتاب بعدما أوتي المعجزات‪.‬‬
‫الخرون إنزال وعندما يتعلق المر بالمعجزة قال إيتاء‪ .‬وللعلم فإنه لم يرد في القرآن كلمة (أنزل) مطلقا لموسى في القرآن كله وإنما استعملت كلمة‬
‫(أوتي) لموسى‪ .‬أما بالنسبة للرسول فقد جاء في القرآن (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) وجاء أيضا (وما أُنزل إليك)‪.‬‬
‫آية (‪:)137‬‬
‫منت ُييم ب ِييهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ْ (‪ )137‬البقرة)لم اختييص تعالى أداة الشرط إن وليييس‬
‫ما آ َ‬ ‫منُوا ْ ب ِ ِ‬
‫مث ْ ِ‬
‫ل َيي‬ ‫*(فَإ ِيي ْ‬
‫نآ َ‬
‫إذا؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫(إن) حرف شرط جازم ولكنه يفيد الشك خلفا لـ (إذا) وقد جاء الشرط هنا في الية بـ (إن) إيذانا بأن إيمانهم غير مرجو وميؤوس منه‪.‬‬
‫*ما هو إعراب الضمائر في (فسيكفيكهم الله)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫فسيكفيكهم ال‪ :‬الكاف مفعول أول لن كفى تأخذ مفعولين‪( ،‬هم) مفعول ثاني‪( ،‬ال) لفظ الجللة فاعل‪ .‬فسيكفيك ال إياهم‪( .،‬سلنيه) وصِل أو افصِل‬
‫هاء سلنيه‪ ،‬سلنيه‪ :‬إسأل فعل أمر‪ ،‬الياء مفعول أول والهاء مفعول ثاني والنون للوقاية إن شئت قلت سلنيه وإن شئت قلت سلني إياه‪.‬‬
‫آية (‪:)139‬‬
‫*(قُ ْ َ‬
‫جونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ َربُّنَا وََربُّك ُ ْ‬
‫م (‪ )139‬البقرة)ما دللة الستفهام؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫حآ ُّ‬
‫ل أت ُ َ‬
‫في قوله تعالى (أتحاجوننا) إستفهام ولكنه خرج عن دللة الصلية وهو الستفهام عن شيء مجهول إلى التعجب والتوبيخ‪.‬‬
‫*(ولَنا أَعْمالُنا ولَك ُ َ‬
‫م قال تعالى لنا أعمالنا ولم يقل أعمالنا لنا ل سيما أن‬ ‫مالُك ُ ْ‬
‫م (‪ )139‬البقرة)‪ :‬ل ِ َ‬ ‫م أع ْ َ‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫(لنا) متعلق بخبر محذوف للمبتدأ (أعمالنا)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫قدّم تعالى الجار والمجرور (لنا) على قوله (أعمالنا) للختصاص أي لنا أعمالنا الخاصة بنا ول ِقبَل للخرين بها فل تحاجونا في أنكم أفضل منا‪.‬‬
‫آية (‪:)140‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑ .)125‬‬
‫آية (‪:)142‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م ع َن قِبْلَتِه ِ ُ‬
‫م ال ّت ِي كَانُوا ْ عَلَيْه َا ( ‪ )142‬البقرة) ما فائدة وصفهم‬ ‫ما وَل ّه ُ ْ‬
‫س َ‬ ‫م َ َ‬
‫ن الن ّا ِ‬ ‫فهَاء ِ‬ ‫ل ال ُّ‬
‫س َ‬ ‫سيَقُو ُ‬
‫*( َ‬
‫بأنهم من الناس طالما أن ذلك معلوم؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫السفهاء جمع سفيه وهو صفة مشبّهة تدل على أن السفه غدا سجيّة من سجايا الموصوف وهذه الصفة ل تُطلق إل على النسان فِلمَ قال تعالى (سيقول‬
‫السفهاء من الناس) ولم يكتف بـ سيقول السفهاء؟ وما فائدة وصفهم بأنهم من الناس طالما أن ذلك معلوم؟ إن فائدة وصفهم بالسفهاء أنهم من الناس مع‬
‫كون ذلك معلوما هو التنبيه على بلوغهم الحد القصى من السفاهة بحيث ل يوجد في الناس سفهاء غير هؤلء وإذا قُسّم الناس أقساما يكون هؤلء‬
‫قسم السفهاء وفي هذا إيماء إلى أنه ل سفيه غيرهم للمبالغة في وسمهم بهذه السمة‪.‬‬
‫آية (‪:)143‬‬
‫شهَدَاء عَلَى‬
‫سطًا ل ِّتَكُونُوا ْ ُ‬
‫ة وَ َ‬ ‫م أ ُ َّ‬
‫م ً‬ ‫جعَلْنَاك ُ ْ‬ ‫*لم جاء اسم الشارة فى صدر الية فى قوله تعالى (وَكَذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬
‫س)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫َ‬
‫الن ّا ِ‬
‫صدّرت الية بإسم الشارة‬
‫لو قال ربنا "وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا" لما حدث خلل في سياق الية ظاهرا فلِ َم صدّر الية إذن بإسم الشارة (وكذلك)؟ ُ‬
‫كذلك الذي يدل على البُعد للتنويه إلى تعظيم المقصودين وهم المسلمون ومن هذا الباب قول إبي تمام‪:‬‬
‫فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذر‪.‬‬ ‫كذا فليجل الخطب وليفدح المر‬
‫سطًا (‪ )143‬ما المقصود بالمة الوسط؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ة وَ َ‬ ‫م أ ُ َّ‬
‫م ً‬ ‫جعَلْنَاك ُ ْ‬ ‫* (وَكَذَل ِ َ‬
‫ك َ‬
‫وسطا معناها خيارا أو عدولً‪ ،‬الوسط بين الفراط والتفريط يكون خيار وعدول‪ .‬لما تقول هو من أوسطهم أي من خيارهم‪ ،‬هذا ما ذكره أبو سفيان‬
‫جعَ ْلنَاكُ ْم ُأمّةً َوسَطًا) أي خيارا وعدولً وبين الفراط والتفريط‪ ،‬هذا‬
‫عندما سُئل عن الرسول قال هو من أوسطنا أي من خيارنا وأحسننا‪َ ( .‬وكَذَِلكَ َ‬
‫المقصود من معنى الوسطية‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سطًا ( ‪ )143‬البقرة) من حيث أن ها صفة ولم تتبع‬


‫ة وَي َ‬ ‫م أ ُ َّ‬
‫م ً‬ ‫جعَلْنَاك ُي ْ‬ ‫*ما طبي عة كل مة وسطا ً في (وَكَذ َل ِ َ‬
‫ك َ‬
‫الموصوف من حيث التذكير والتأنيث؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة وسط في الصل هي إسم جامد وصِف بها (السماء إما جامدة أو مشتقة‪ ،‬جامد يعني ليس مشتقا) فهنا وصف بإسم جامد فهذا ل يطابق إنما‬
‫الوصف هو الذي يطابق التأنيث والتذكير‪ ،‬كلمة (وسط) بحد ذاتها هي إسم جامد وليست وصفا فإذن هو وصِف بإسم جامد ول يطابق كما لو وصفنا‬
‫بالمصدر نقول رجل صوم وامرأة صوم‬
‫فالتزموا الفراد والتذكيرا‬ ‫ووصفوا بمصدرٍ كثيرا‬
‫إذا وصف بالمصدر يلزم الفراد والتذكير حتى لو كان جمعا‪ .‬ل يقال أمة وسطة‪ ،‬وسط إسم جامد وليس في الصل وصف مشتق حتى ُيذَكّر مثل‬
‫طويل وطويلة‪ ،‬هو في الصل إسم جامد وصِف به فيبقى على حاله‪.‬‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬نقول رجل صوم وامرأة صوم ورجال صوم؟‬
‫مذكر مؤنث مفرد جمع‪ ،‬التزموا الفراد والتذكير هذه قاعدة‪.‬‬
‫م ( ‪)143‬‬ ‫ه بِالنَّا سِي لََرؤُو ٌي‬
‫ف َّر ِ‬
‫حي ٌي‬ ‫ن الل ّي َ‬
‫م إ ِي َّ‬
‫مانَك ُي ْ‬
‫ضيع َي إِي َ‬ ‫ن الل ّي ُ‬
‫ه لِي ُ ِ‬ ‫ما كَا َي‬
‫*ميا المقصيود باليمان فيى اليية (وَي َ‬
‫البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫عن ابن عباس رضي ال قال‪ :‬لما ُوجّه النبي إلى الكعبة قالوا يا رسول ال كيف لخواننا الذين ماتوا وهم يصلّون لبيت المقدس؟ فأنزل ال تعالى‬
‫هذه الية ( َومَا كَانَ اللّهُ ِليُضِيعَ إِيمَا َنكُمْ)‪ .‬فاليمان في الية أُريد به الصلة فلم عدل ربنا عن ذكر الصلة ولم يقل الصلة وآثر أن يطلق اليمان على‬
‫الصلة للتنويه بعظم الصلة وعظم قيمتها فهي من أعظم أركان اليمان‪.‬‬
‫َ َّ‬
‫م) فى سورة البقرة وعدم‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َّر ِ‬ ‫س لََرؤُو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ه بِالنَّا‬ ‫َ‬ ‫ن) واللم في هذه الية (وَإ ِ ّ‬
‫ن الل‬ ‫*ما دللة التوكيد بي (إ ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ح َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫م ف ِي الد ّنْي َا‬
‫ب ألِي ٌ‬‫م عَذ َا ٌ‬
‫منُوا له ُ َ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ة ف ِي الذِي َ‬ ‫ش ُ‬ ‫شي عَ الفَا ِ‬ ‫ن أن ت َ ِ‬ ‫حب ّو َ‬
‫ن يُ ِ‬‫ن الذِي َ‬ ‫التوكيد فى سورة النور(إ ِ ّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م (‪ )20‬؟(‬ ‫حي ٌ‬
‫ف َر ِ‬‫ن الله َرؤُو ٌ‬ ‫َ‬ ‫ه وَأ ّ‬ ‫مت ُ ُ‬
‫ح َ‬
‫م َوَر ْ‬ ‫ُ‬
‫ضل اللهِ عَليْك ْ‬ ‫ن (‪ )19‬وَلوْل فَ ْ‬ ‫مو َ‬‫م َل تَعْل ُ‬
‫َ‬ ‫ه يَعْل َ ُ‬
‫م وَأنت ُ ْ‬ ‫خَرةِ وَالل ّ ُ‬
‫وَاْل ِ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل لما يذكر ال تعالى النعم التي أنزلها علينا يؤكد وإذا لم يحتج إلى توكيد ل يؤكد ولو‬ ‫التوكيد بحسب ما يحتاجه المقام‪ ،‬إذا احتاج إلى توكيدين مث ً‬
‫حبّونَ أَن تَشِيعَ ا ْلفَاحِشَ ُة فِي‬ ‫احتاج لتوكيد واحد يؤكد بواحد‪َ ( .‬ومَا كَانَ اللّهُ ِلُيضِيعَ إِيمَا َنكُ ْم إِنّ اللّ َه بِالنّاسِ لَ َرؤُوفٌ رّحِيمٌ (‪ )143‬البقرة) أكّد‪( .‬إِنّ اّلذِي َ‬
‫ن يُ ِ‬
‫ح َمتُهُ َوأَنّ اللّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ (‪ )20‬النور) ما‬ ‫ن (‪ )19‬وَلَوْلَا َفضْلُ اللّ ِه عََل ْيكُمْ َورَ ْ‬
‫عذَابٌ أَلِي ٌم فِي ال ّد ْنيَا وَالْآخِ َرةِ وَاللّ ُه َيعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا َتعْلَمُو َ‬
‫ن آ َمنُوا َلهُ ْم َ‬
‫اّلذِي َ‬
‫أكّد‪ .‬في الية الولى كانوا في طاعة ( َومَا كَانَ اللّهُ ِلُيضِيعَ إِيمَا َنكُمْ) ويقولون هذه الية نزلت لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة تساءل‬
‫الصحابة عن الذين ماتوا هل ضاعت صلتهم؟ وهل ضاعت صلتنا السابقة؟ سألوا عن طاعة كانوا يعملون بها فأكدّ ال تعالى (إِنّ اللّ َه بِالنّاسِ‬
‫ف رّحِيمٌ) أما في الية الثانية فهم في معصية (يحبون أن تشيع الفاحشة) فل يحتاج إلى توكيد‪ .‬في تعداد النعم ( ألم تر أن ال سخر إِنّ اللّهَ‬ ‫َلرَؤُو ٌ‬
‫بِالنّاسِ َلرَؤُوفٌ رّحِيمٌ) لما هم في طاعة يؤكد ولما يكون في معصية ل يؤكد‪ .‬ولم يقل في القرآن (وال رؤوف رحيم) أبدا إما مؤكدة باللم و(إنّ) أو‬
‫(رؤوف بالعباد)‪.‬‬
‫آية ( ‪:)144‬‬
‫ُ‬
‫ضاهَيا (‬ ‫ك قِبْل َ ً‬
‫ة تَْر َ‬ ‫ماء فَلَنُوَل ِّيَن َّي َ‬ ‫ك فِيي ال َ‬
‫سّي َ‬ ‫جهِي َ‬ ‫* ميا دللة إسيتخدام (قيد) فيي قوله تعالى (قَد ْ نََرى تَقَل ّي َ‬
‫ب وَ ْ‬
‫‪ )144‬البقرة) علما ً أنها تفيد التقليل؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيق وإذا دخلت على المضارع لها أكثر من معنى‪ ،‬منها التقليل (قد يصدق الكذوب) تقليل‪ ،‬لكن قد تأتي للتكثير‬
‫والتحقيق مع دخولها على المضارع‪ .‬لكن المشهور عند الطلبة أنها إذا دخلت على المضارع تكون للتقليل وهذا جانب من جوانب معانيها‪( .‬قد) تكون‬
‫للتقليل وقد تكون للتحقيق (قد يعلم ما أنتم عليه) تحقيقا أو للتكثير ويضربون مثلً قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) أي كثيرا ما تنظر إلى‬
‫السماء‪( .‬قد) إذا دخلت على المضارع ليست مقتصرة على التقليل لكن التقليل من معانيها‪ .‬إذن (قد) إذا دخلت على الماضي تفيد التحقيق وإذا دخلت‬
‫على المضارع يكون من معانيها التقليل‪.‬‬
‫ضاه َا (‪ ))144‬عبّر تعالى عن رغبة النبي ومحبته للكعبة بكلمة (ترضاها) دون كلمة‬ ‫ك قِبْل َ ً‬
‫ة تَْر َ‬ ‫*(فَلَنُوَل ِّيَن َّ َ‬
‫تحبها أو تهواها لماذا؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫للدللة على أن ميله إلى الكعبة ميل لقصد الخير بناء على أن الكعبة أجدر بيوت ال بأن يدل على التوحيد ولما كان الرضا مشعرا بالمحبة الناتجة‬
‫عن التعقل اختار كلمة (ترضاها) دون تهواها أو تحبها فالنبي يربو أن يتعلق ميله بما ليس فيه مصلحة راجحة للدين والمة‪.‬‬
‫آية (‪:)145‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)120‬‬
‫آية (‪:)146‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م (‪ )146‬البقرة) عيبر الله تعالى بلفيظ المعرفية‬ ‫ن أبْنَاءهُي ْ‬ ‫ه ك َي َ‬
‫ما يَعْرِفُو َي‬ ‫م الْكِتَا َي‬
‫ب يَعْرِفُون َي ُ‬ ‫*(ال ّذِي َي‬
‫ن آتَيْنَاهُي ُ‬
‫وقال (يعرفونه) ولم يقل يعلمونه لماذا؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ذلك أن المعرفة غالبا ما تتعلق بالذوات والمور المحسوسة فأنت تقول عن شيء ما أنك تعرفه حينما يكون علمك به أصبح كالمشاهد له وكذلك كانت‬
‫معرفة أهل الكتاب بصفات النبي فهي لم تكن مجرد علم مستند إلى غيب بل إنهم يعرفونه ويعرفون صفاته كأنهم يشاهدونه أمامهم قبل بعثته لذلك‬
‫عبّر بالمعرفة ولم يعبّر بالعلم‪.‬‬
‫آية (‪:)147‬‬
‫*ما الفرق بين (فل تكونن من الممترين)و(فل تكن من الممترين)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ن مِنَ ا ْل ُممْتَرِينَ ﴿‪ ﴾147‬البقرة) تكونن بنون التوكيد‬ ‫ق مِنْ َرّبكَ فَلَا َتكُونَ ّ‬ ‫ق وَهُ ْم َيعَْلمُونَ ﴿‪ ﴾146‬ا ْلحَ ّ‬ ‫ن فَرِيقًا ِم ْنهُمْ َل َيكْ ُتمُونَ الْحَ ّ‬
‫فى قوله تعالى (وَإِ ّ‬
‫ق مِنْ َرّبكَ فَلَا َتكُنْ مِنَ ا ْل ُم ْمتَرِينَ ﴿‪ ﴾60‬آل‬ ‫ن َف َيكُونُ ﴿‪ ﴾59‬ا ْلحَ ّ‬ ‫ن تُرَابٍ ُثمّ قَالَ لَ ُه كُ ْ‬ ‫عنْدَ اللّ ِه َك َمثَلِ َآدَمَ خَلَقَ ُه مِ ْ‬
‫ن َمثَلَ عِيسَى ِ‬ ‫المشددة‪ ،‬في آل عمران (إِ ّ‬
‫عمران) لماذا هناك (فَلَا َتكُونَنّ مِنَ ا ْل ُم ْمتَرِينَ) وهنا (فَلَا َتكُنْ مِنَ ا ْل ُم ْمتَرِينَ)؟ يعني هي نفس القضية لماذا أكد هناك بالنون وما أكدها هنا؟ الولى عقيدة‬
‫ك فَلَا‬‫حقّ مِنْ َرّب َ‬
‫ن َقبِْلكَ َل َقدْ جَا َءكَ الْ َ‬
‫ب مِ ْ‬
‫ن يَقْ َرءُونَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ل اّلذِي َ‬
‫ك فَاسْأَ ِ‬‫ك ِممّا َأنْزَ ْلنَا إَِل ْي َ‬‫شّ‬‫ن ُكنْتَ فِي َ‬ ‫إما مسلم وإما كافر فإياك أن تكون كما قال تعالى (فَإِ ْ‬
‫َتكُونَنّ مِنَ ا ْل ُم ْمتَرِينَ ﴿‪ ﴾94‬يونس) لماذا؟ هذه قضية قرآن هو صح أو ل‪( ،‬فَلَا َتكُونَنّ) لكن خلق عادي كيف خلق آدم ما عليك كيف خلق آدم؟ يمكن‬
‫عقلك ما يدرك ال خلقه من دين وقال نفخت فيه ما يفهمها إل أولي العلم خلق سيدنا عيسى كما خلق آدم يعني أنت ثق ‪ %99‬من المسلمين الن ل‬
‫ل ول يعفون كيف خلق سيدنا عيسى عليه السلم نفس الشيء لكن هناك من يتوصل إلى هذا‬ ‫يعرفون كيف خلق آدم بالتفصيلة الدقيقة يعرفونها إجما ً‬
‫بعلمه فإذا امتريت فأقل خوفا أو ضررا مما لو امتريت في العقيدة لن ال سبحانه وتعالى أنزل هذا الكتاب‪ .‬إذا الفرق بين (ل تكونن) إذا كان المر‬
‫في العقيدة وال هذا القرآن هذا كلم ال (فَلَا َتكُونَنّ) إياك أن يكون في قلبك شك ول واحد بالمليار إياك هذا الشك ينهي كل شيء‪ .‬محمد رسول ال‬
‫ن مِنَ ا ْل ُم ْمتَرِينَ) لكن كيف أحيا سيدنا إبراهيم الطيور وكيف عزير أحيا‬ ‫عيسى رسول ال يقينا موسى رسول ال‪ ،‬إياك أن تشك بلحظة بشعرة (فَلَا َتكُونَ ّ‬
‫ذلك الحمار وكيف رب العالمين خلق عيسى؟ هذه أمور إن عرفتها فبها ونعمت‪ ،‬ما عرفتها ما عليك شيء لكن ل ترتاب ما دام جاء بها نص صحيح‬
‫أنت كن على يقين هكذا هو الفرق‪.‬‬
‫آية (‪:)149‬‬
‫* ما دللة تكرار لفظة في سورة البقرة (فو ّ‬
‫ل وجهك) في اليات‪ 150144-149 -‬؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫إبتداء كان توجّه المسلمين إلى غير الكعبة إمتحانا ليمانهم إبتدا ًء لنهم كانوا قد ألِفوا التوجه إلى الكعبة قبل السلم وألِفوا إحترامها وإجللها وأنها هي‬
‫ل عليه أيضا فكان‬ ‫متوجههم وإذا بالرسول يقول لهم توجهوا نحو بيت المقدس هذا لم يكن سهلً عليهم فتوجهوا حتى الرسول لم يكن المر سه ً‬
‫هذا إمتحانا للمسلمين فنجحوا في الختبار لكن بقيت نفوسهم حائرة‪.‬‬
‫ث مَا ُك ْنتُ ْم فَوَلّوا ُوجُو َهكُمْ‬ ‫حيْ ُ‬
‫جدِ ا ْلحَرَامِ وَ َ‬ ‫سِ‬ ‫شطْرَ ا ْلمَ ْ‬‫ج َهكَ َ‬ ‫ك ِقبْلَةً تَ ْرضَاهَا فَوَلّ وَ ْ‬ ‫سمَاءِ َفَلنُوَّليَ ّن َ‬
‫ك فِي ال ّ‬‫ج ِه َ‬‫وردت في ثلث آيات‪ :‬الولى (قَ ْد نَرَى تَقَلّبَ وَ ْ‬
‫جدِ‬
‫ج َهكَ شَطْ َر ا ْلمَسْ ِ‬ ‫ل وَ ْ‬‫ت فَوَ ّ‬
‫حيْثُ خَ َرجْ َ‬ ‫ن (‪ ))144‬والثانية ( َومِنْ َ‬ ‫عمّا َي ْعمَلُو َ‬
‫ل َ‬ ‫ق مِنْ َرّبهِمْ َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍ‬ ‫شَطْرَهُ َوإِنّ اّلذِينَ أُوتُوا ا ْل ِكتَابَ َل َيعَْلمُونَ َأنّهُ ا ْلحَ ّ‬
‫ث مَا ُكنْتُ ْم فَ َولّوا‬
‫حيْ ُ‬‫حرَامِ َو َ‬‫جدِ الْ َ‬
‫ج َهكَ شَطْ َر ا ْلمَسْ ِ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫ت فَوَ ّ‬ ‫حيْثُ خَ َرجْ َ‬ ‫ن (‪ ))149‬والثالثة ( َومِنْ َ‬ ‫عمّا َتعْمَلُو َ‬
‫ل َ‬ ‫ق مِنْ َرّبكَ َومَا اللّ ُه ِبغَافِ ٍ‬ ‫حّ‬ ‫الْحَرَامِ وَِإنّهُ لَلْ َ‬
‫ن (‪ .))150‬هذا التكرار هي‬ ‫خشَ ْونِي وَِلُأتِ ّم ِنعْ َمتِي عََل ْيكُمْ وََلعَّلكُ ْم َت ْهتَدُو َ‬‫س عََل ْيكُمْ حُجّةٌ ِإلّا اّلذِينَ ظََلمُوا ِمنْهُ ْم فَلَا تَخْشَوْ ُهمْ وَا ْ‬ ‫شطْرَهُ ِلئَلّا َيكُونَ لِلنّا ِ‬ ‫ُوجُو َهكُمْ َ‬
‫في كل مرة جاءت لغاية‪ :‬في المرة الولى جاءت إستجابة لتقليب الرسول وجهه في السماء كأنه يدعو ال تعالى بلسان الحال ل بلسان المقال كأنه‬
‫يدعو ربه عز وجل (قد نرى) قد قلنا أنها للتحقيق وإن دخلت على الفعل المضارع والفاعل قادر على إنجاز الفعل‪ .‬هذا كان في بيان الستجابة لدعاء‬
‫الرسول بلسان الحال ل بلسان المقال‪.‬‬
‫ق فلبيان كونه حقا حتى ل يبقى شك في نفوس المسلمين من هذا التولي قال (وإنه‬ ‫الية الثانية بيّنت أن تولي الوجه هذا هو الحق من ال تعالى‪ .‬هو ح ٌ‬
‫للحق من ربك) ولحظ التأكيدات (إن واللم) حتى يطمئن المسلمون إلى هذا الحقّ‪.‬‬
‫في الية الثالثة جاءت للتهوين من شأن ثرثرة الخرين من غير المسلمين أنه سيثرثر الخرون ويقولون (ما ولهم عن قبلتهم) (لئل يكون للناس عليكم‬
‫حجة) الذين سيثرثرون في الحتجاج عليكم هؤلء ظالمون فل تلقوا لهم بالً ومن هنا تأكيد التوجه إلى البيت الحرام بهذه اليات الثلث وكل واحدة‬
‫لها معنى‬
‫حَرامي ِ (‪ )149‬البقرة) عطيف هذه اليية حكما ً على‬
‫جدِ ال ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫شطَْر ال ْ َ‬
‫م ْي‬ ‫ك َ‬ ‫جهَي َ‬ ‫ت فَوَ ِّ‬
‫ل َو ْ‬ ‫ج َي‬
‫خَر ْ‬ ‫حي ْي ُ‬
‫ث َ‬ ‫ن َ‬
‫م ْي‬
‫*(وَ ِ‬
‫حكيم قبله حييث بدأت اليتان بقوله تعالى (ومين حييث خرجيت فول وجهيك) أوليسيت اليية الثانيية تغنيي‬
‫عن الية الولى؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫في هذا تنبيه إلى كل مؤمن أن استقبال الكعبة في الصلة ل تهاون فيه ولو في حالة العذر كالسفر لن السفر مظنّة المشقة للهتداء لجهة الطعبة فربما‬
‫توهّم شخص ما أن الستقبال يسقط عنه‪.‬‬
‫آية (‪:)150‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫شطَْرهُ لِئَل َّ يَكُو َ َ‬ ‫ُ‬


‫ة (‪ )150‬البقرة) ل ِ َ‬
‫م قال (لئل يكون‬ ‫ح َّ‬
‫ج ٌ‬ ‫س عَلَيْك ُ ْ‬
‫م ُ‬ ‫ن لِلن ّا ِ‬ ‫م فَوَل ّوا ْ وُ ُ‬
‫جوهَك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ما كُنت ُ ْ‬
‫ث َ‬
‫حي ْ ُ‬
‫*(وَ َ‬
‫للناس) ولم يقل لئل يكون للمشركين؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫ذكر تعالى الناس معرّفة بـ (أل) وذلك حتى تستغرق هذه الكلمة الناس جميعا مهما اختلفت مللهم ولم يقتصر على ذكر المشركين الذين اعترضوا في‬
‫ذلك الوقت على تحوّل القِبلة وشككوا في النبي بسبب ذلك وكأن هذه الكلمة (للناس) قد دلّت على أن استقبال القبلة سيدحضها أي دعوة يزعمها‬
‫إنسان في عصر من العصور أن هذا الدين مقتبس من اي دين قد سبقه فالتوجه إلى الكعبة المشرفة مبطلٌ لمزاعم الناس المشككين كلهم في كل زمان‬
‫وكل مكان‪.‬‬
‫* متى تثبت الياء ومتى تحذف كما في قوله (واخشوني‪ ،‬واخشون)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا التعبير له نظائر في القرآن (اتّبعني‪ ،‬إتبعنِ‪ ،‬كيدوني‪ ،‬كيدونِ‪ ،‬أخّرتني‪ ،‬أخرتنِ)‪ .‬أما إخشوني واخشونِ فوردت الولى في سورة البقرة والثانية‬
‫وردت في المائدة‪ .‬عندما تحذّر أحدهم التحذير يكون بحسب الفِعلة قد تكون فِعلة شديدة‪ .‬مثلً لو أحدهم اغتاب آخر تقول له إتقِ ربك وقد يريد أن يقتل‬
‫شخصا فتقول له إتقي ال‪ ،‬فالتحذير يختلف بحسب الفعل إذا كان الفعل كبيرا يكون التحذير أشد‪ .‬فعندما يُطهِر الياء يكون التحذير أشد في جميع القرآن‬
‫عندما يُظهِر الياء يكون المر أكبر‪.‬‬
‫ث مَا‬‫حيْ ُ‬‫جدِ ا ْلحَرَامِ وَ َ‬ ‫سِ‬ ‫شطْرَ ا ْلمَ ْ‬ ‫ج َهكَ َ‬‫ت فَوَلّ وَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ث خَرَ ْ‬ ‫حيْ ُ‬‫عندنا (إخشوني) إذن التحذير أكبر‪ .‬ننظر السياق في الية التي فيها الياء (واخشوني) ( َومِنْ َ‬
‫لتِ ّم نِ ْع َمتِي عََل ْيكُمْ وََلعَّلكُ ْم َتهْ َتدُونَ (‪ )150‬البقرة)‬ ‫خشَوْهُ ْم وَاخْشَ ْونِي َو ُ‬ ‫حجّةٌ ِإلّ اّلذِينَ ظََلمُو ْا ِم ْنهُ ْم فَلَ تَ ْ‬ ‫س عََل ْيكُمْ ُ‬ ‫ل َيكُونَ لِلنّا ِ‬ ‫شطْرَهُ ِلئَ ّ‬‫كُنتُ ْم فَوَلّواْ ُوجُو َهكُمْ َ‬
‫هذه في تبديل القِبلة فجاءت إخشوني بالياء لنه صار كلم كثير ولغط وإرجاف بين اليهود والمنافقين حتى ارتد بعض المسلمين‪ ،‬هذا تبديل للقِبلة ( َومَا‬
‫ل عَلَى اّلذِينَ َهدَى اللّهُ َومَا كَانَ اللّهُ ِليُضِيعَ إِيمَا َنكُمْ إِنّ‬ ‫ب عَلَى عَ ِق َبيْهِ وَإِن كَانَتْ َل َكبِيرَةً ِإ ّ‬ ‫ل ِممّن يَنقَِل ُ‬ ‫ت عََل ْيهَا ِإلّ ِل َنعْلَ َم مَن َيتّبِعُ الرّسُو َ‬ ‫جعَ ْلنَا الْ ِقبْلَ َة اّلتِي كُن َ‬
‫َ‬
‫اللّ َه بِالنّاسِ لَرَؤُوفٌ رّحِي ٌم (‪ )143‬البقرة) هي أمر كبير لذا قال (واخشوني)‪.‬‬
‫سبُعُ‬ ‫خ ِنقَةُ وَا ْلمَ ْوقُوذَةُ وَا ْل ُمتَ َردّيَةُ وَالنّطِيحَةُ َومَا َأكَلَ ال ّ‬
‫خنْزِيرِ َومَا أُهِلّ ِل َغيْرِ اللّهِ بِهِ وَا ْلمُنْ َ‬ ‫ت عََل ْيكُمُ ا ْل َم ْيتَةُ وَا ْلدّمُ وََلحْمُ ا ْل ِ‬ ‫الية الخرى في سورة المائدة (حُ ّرمَ ْ‬
‫خشَوْهُ ْم وَاخْشَوْنِ‪ ))3(.‬هذا يأس وذاك‬ ‫ل ْزلَ ِم ذَِلكُمْ ِفسْقٌ ا ْليَوْ َم َيئِسَ اّلذِينَ َكفَرُو ْا مِن دِي ِنكُ ْم فَلَ تَ ْ‬ ‫سمُو ْا بِا َ‬ ‫ستَقْ ِ‬ ‫صبِ وَأَن تَ ْ‬‫علَى النّ ُ‬ ‫ل مَا َذ ّكيْتُمْ َومَا ُذبِحَ َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫حكُ ُم ِبهَا ال ّن ِبيّونَ اّلذِينَ‬
‫إرجاف‪ .‬هذا الموقف ليس مثل ذاك‪ ،‬هؤلء يائسين فصار التحذير أقل‪ .‬وفي الية الثانية (ِإنّا أَنزَ ْلنَا التّوْرَا َة فِيهَا ُهدًى َونُو ٌر يَ ْ‬
‫شتَرُو ْا بِآيَاتِي َث َمنًا قَلِيلً َومَن‬ ‫خشَوْنِ َولَ تَ ْ‬ ‫س وَا ْ‬ ‫خشَوُ ْا النّا َ‬ ‫شهَدَاء فَلَ تَ ْ‬ ‫حفِظُو ْا مِن ِكتَابِ اللّ ِه َوكَانُو ْا عََليْهِ ُ‬ ‫ستُ ْ‬ ‫حبَا ُر ِبمَا ا ْ‬ ‫َأسَْلمُواْ لِّلذِينَ هَادُواْ وَال ّربّا ِنيّونَ وَالَ ْ‬
‫ن (‪ ))44‬ليس فيها محاربة ول مقابلة فقال (واخشونِ) بدون ياء‪ .‬إذن المواطن التي فيها شدة وتحذير شديد‬ ‫حكُم ِبمَا أَنزَلَ اللّهُ َفأُوْلَـ ِئكَ هُ ُم ا ْلكَافِرُو َ‬ ‫لّ ْم يَ ْ‬
‫أظهر الياء‪ .‬والحذف في قواعد النحو يجوز والعرب تتخفف من الياء لكن ال سبحانه وتعالى قرنها بأشياء فنية‪.‬‬
‫آية (‪:)151‬‬
‫ت الْعَزِيُز‬ ‫ة ويزكّيهم إن َ َ َ‬ ‫ب وَال ْ ِ‬ ‫م آَيَات ِ َ‬
‫ك أن ْ َ‬ ‫م َ َ َُ ِ ِ ْ ِّ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫م الْكِتَا َ‬ ‫ك وَيُعَل ِّ ُ‬
‫مهُ ُ‬ ‫م يَتْلُو عَلَيْهِ ْ‬ ‫سوًل ِ‬
‫منْهُ ْ‬ ‫*(َربَّنَا وَابْعَ ْ‬
‫ث فِيهِ ْ‬
‫م َر ُ‬
‫منْك ُم يَتْلُو عَلَيْك ُ َ‬ ‫َ‬
‫م ﴿ ‪ ﴾151‬البقرة) لماذا‬ ‫م آيَاتِنَا وَيَُزكِّيك ُ ْ‬‫ْ‬ ‫سوًل ِ ْ‬ ‫م َر ُ‬ ‫سلْنَا فِيك ُ ْ‬
‫ما أْر َ‬ ‫م ﴿‪ ﴾129‬البقرة) ‪( -‬ك َ َ‬ ‫حكِي ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫مرة رأسا ً بعد الكتاب تزكية وثانيا ً بعد الكتاب والتعليم والعلم تأتي التزكية وهذه في غاية الوجاهة ما‬
‫الفرق؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫جميع المم يأتيها النبي هذا جاء بالكتاب وهو العقيدة ثم علمهم من هذا الكتاب الصلة والصوم والحج يحجون إلى بيت المقدس الخ يعني علمهم أمور‬
‫دينهم وطبقوها وتعلموا عليها وبعد ذلك تزكو نفوسهم وتزكو أعمالهم وحركاتهم في المجتمع‪ .‬إذا أنت بعد أن تكون لك عقيدة سليمة توحيديه وعمل‬
‫ل يتلوا عليكم آياتنا ويعلمكم الكتاب) أول آياتنا يعلمكم الكتاب‬
‫صالح إيماني تصل إلى التزكية هذا في كل المم التي أرسل ال لهم نبيًا (بعثنا فيكم رسو ً‬
‫والحكمة ثم تتزكون وفعلً الصالحون من اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الديانات جاءت عقيدة التوحيد وحدوا ال‪ ،‬جاءهم العمل عملوا ثم مع‬
‫مرور اليام صاروا زاكين‪ .‬التزكية غير‪ ،‬فالتزكية من الوساخة والطهارة من النجاسة أقول أنا طهرت ثوبي من النجاسة وزكيت ثوبي من الوساخة‬
‫يعني وضعت فيه رائحة وعطرته جميل الخ‪ .‬فرب العالمين يقول كل المم ل تزكو إل بعد مرحلتين العقيدة التوحيدية والعمل اليماني إل أمة محمد‬
‫صلى ال عليه وسلم بمجرد أن يقول العبد من عباد ال ل إله إل ال محمد رسول ال فقط بهذه العبارة إذا كان مصدقا بها قلبه يزكو‪ ،‬تخيل الن واحد‬
‫أو واحدة من الغرب ليس مسلما وهو يعيش حياة الغرب اليوم كما تعرفون ‪ ،‬ما أن يقول ل إله إل ال محمدا رسول ال بهذه الشهادة انقلب بالمائة‬
‫مائة صار زاكيا‪ ،‬التي لم تكن محجبة تحجبت والذي كان يعيش مع واحدة من دون عقد راح وتزوج والذي تزوج صار عنده أولد وصار عنده أعمام‬
‫وأخوال وعم وعمة وجد وجدة وانتسب إلى هذه المة أصبحت النجاسة في ثوبه خمر ما خمر مستحيل ل يصلي إل على طاهر ول يصوم إل على‬
‫طاهر إذا كان له علقة محرمة انتهت إذا كان يأكل الربا انتهت وعدد من هذه الفضائل التي في هذه المة كل فضائلها وهي التزكية أن المة زاكية‬
‫عن الخمر عن الغيبة عن النميمة تحب الجار تحب الضيف تصل الرحم كل هذا عبارة عن تزكية بمجرد ل إله إل ال هكذا‪.‬‬
‫آية (‪:)153‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)45‬‬
‫*لماذا يأتي الخطاب في الحديث عن الصلة والزكاة في القرآن للمؤمنين أما في الحج فيكون‬
‫الخطاب للناس؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ع ِد‬
‫ن صَادِقَ الْوَ ْ‬ ‫سمَاعِيلَ ِإنّهُ كَا َ‬
‫الصلة والزكاة كان مأمور بهما من تقدّم من أهل الديانات كما جاء في قوله تعالى عن اسماعيل (وَاذْكُ ْر فِي ا ْل ِكتَا بِ ِإ ْ‬
‫جعََلنِي ُمبَا َركًا َأيْ نَ مَا‬‫ضيّا (‪ )55‬مريم) وفي قوله تعالى عن عيسى (وَ َ‬ ‫ع ْندَ َربّ ِه مَرْ ِ‬ ‫َوكَا نَ َر سُولًا َنبِيّا (‪َ )54‬وكَا َ‬
‫ن يَ ْأمُرُ أَهْلَ ُه بِال صّلَاةِ وَال ّزكَاةِ َوكَا نَ ِ‬
‫ن (‪)43‬‬ ‫حيّ ا (‪ )31‬مر يم) و في الحد يث عن ب ني إ سرائيل (وََأقِيمُوا ال صّلَا َة وََآتُوا ال ّزكَاةَ وَا ْر َكعُوا مَ عَ الرّا ِكعِي َ‬ ‫ت وَأَ ْو صَانِي بِال صّلَاةِ وَال ّزكَا ِة مَا ُدمْ تُ َ‬ ‫ُكنْ ُ‬
‫البقرة)‪ .‬أما الحج فهو عبادة خاصة للم سلمين وعندما يكون الخطاب دعوة للناس إلى ال حج فكأنها هي دعوة لدخول الناس في السلم‪ .‬أما إذا كا نت‬
‫دعوة الناس للصلة والزكاة فهم أصلً يفعلونها في عباداتهم‪.‬‬
‫آية (‪:)155‬‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ل وَالنْفُي ِ‬ ‫ن اْل ْ‬
‫موَا ِ‬ ‫م َي‬
‫ص ِ‬
‫ع وَنَقْي ٍ‬ ‫ف وَال ْ ُ‬
‫جو ِي‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خوْي ِ‬ ‫م َي‬
‫ي ٍء ِ‬
‫ش ْ‬ ‫* قال تعالى فيي سيورة البقرة (وَلَنَبْلُوَنَّك ُي ْ‬
‫م بِ َ‬
‫شرِ ال َّ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ ))155‬هل لهذا الترتيب وجه بلغي؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫صابِرِي َ‬ ‫ت وَب َ ّ ِ‬ ‫وَالث ّ َ‬
‫مَرا ِ‬
‫ن (‪ ))155‬السبب في هذا أن الية‬‫ص مِنَ ا ْلَأمْوَالِ وَالَْأنْ ُفسِ وَال ّثمَرَاتِ َوبَشّرِ الصّابِرِي َ‬
‫ي ٍء مِنَ ا ْلخَوْفِ وَالْجُوعِ َونَ ْق ٍ‬
‫في سورة البقرة قدّم (وََل َنبْلُ َوّنكُ ْم بِشَ ْ‬
‫تتكلم عن قتل وقتال فالخوف وقدم على الجوع‪ ،‬هناك معركة وكلما كان الكلم على قتال وقتل ل يفكر النسان بالجوع وإنما يفكر في ذهاب النفس‬
‫فقدّم الخوف‪.‬‬
‫لما تكلم عن القتال قدّم الخوف ولما تكلم عن الرزق وعلى التجارة والتجارة رزق أيضا قدّم الجوع‪ .‬والباقي مناسب (ونقص من الموال والثمرات)‬
‫أيضا قدّم الموال‪.‬قال‪( :‬نقص من الموال) بمعنى قلّصها ولو يقل( نقص في الموال)لن نقص فيها تعني في داخلها أصابها شيء أما نقص من‬
‫الموال يعني ذهب منها شيء‪ .‬ولحظ أيضا تقديم الموال في الية لنه دائما تتقدم الموال إل عندما تتعامل مع ال تعالى فقدّم السمى (النفس)‪.‬‬
‫ف وَال ْ ُ‬
‫جوِع (‪ )155‬البقرة)ما دللة كلمة شىء؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫خو ْ‬ ‫م َ‬
‫ي ٍء ِّ‬ ‫*(وَلَنَبْلُوَنَّك ُ ْ‬
‫م بِ َ‬
‫ش ْ‬
‫لحظ كيف جاء ال تعالى بكلمة (بشيء) فقال (بشيء من الخوف والجوع) ولم يقل لنبلونكم بالخوف والجوع وفي ذلك لفتتان جميلتان‪ :‬الولى أنه ذكر‬
‫كلمة شيء قبل الخوف فيه تخفيف من وقع هذا الخبر المؤلم للنفس فل أحد يرغب أن يكون خائفا أو جائعا فخفف ال تبارك وتعالى عنا هذا الخبر أن‬
‫البتلء يكون بشيء من الخوف والجوع وليس بالخوف كله أو بالجوع كله‪ .‬والثانية إشارة إلى الفرق بين البتلء الواقع على هذه المة المرحومة‬
‫وبين ما وقع من ابتلء على المم السابقة فقد سلّط ال تعالى الخوف والجوع على أمم قبلنا كما أخبرنا في قوله تعالى (وَضَ َربَ اللّ ُه َمثَلً َق ْريَةً كَا َنتْ‬
‫ص َنعُونَ (‪ )112‬النحل) ولذا جاء هنا بكلمة‬ ‫ف ِبمَا كَانُو ْا يَ ْ‬
‫ت بَِأ ْنعُمِ اللّهِ َفَأذَا َقهَا اللّهُ ِلبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَ ْو ِ‬
‫ن َفكَ َفرَ ْ‬
‫غدًا مّن كُلّ َمكَا ٍ‬‫ط َمئِنّ ًة يَ ْأتِيهَا رِ ْز ُقهَا رَ َ‬
‫آ ِمنَ ًة مّ ْ‬
‫(بشيء) وجاء هنالك بما يدل على الملبسة والتمكن وهو أنه استعار لها اللباس اللزم مما يدل على تمكن هذا البتلء فيها وعِظَم وقعه عليها وقد‬
‫خُفّف عنا والحمد ل‪.‬‬
‫ن (‪ )155‬البقرة) انظر في لطائف القرآن كيف أسند البلوى‬ ‫لمَوَالِ وَالنفُسِ وَال ّثمَرَاتِ َوبَشّرِ الصّابِرِي َ‬ ‫ص مّنَ ا َ‬ ‫ي ٍء مّنَ ا ْلخَوفْ وَالْجُوعِ َونَ ْق ٍ‬ ‫(وََل َنبْلُ َوّنكُ ْم بِشَ ْ‬
‫ل سبحانه وتعالى دون واسطة الرسول فقال (وََل َنبْلُ َونّكُمْ) وأسند البشارة بالخير التي من ِقبَل ال تعالى إلى الرسول فقال ( َوبَشّرِ الصّابِرِينَ)‬
‫تكريما لشأنه وزيادة في تعلّق المؤمنين به بحيث تحصل خيراتهم بواسطته دون أن يصيبهم أي مكروه بسببه ‪.‬‬
‫آية (‪:)156‬‬
‫َي‬ ‫* ميا أصيل كلمية مصييبة؟وكييف تكون المصييبة خيرا ً ( َ َي‬
‫من‬ ‫صاب َ َ‬
‫ك ِي‬ ‫م نَي الل ّيهِ وَي َ‬
‫ما أ َ‬ ‫سنَةٍ فَ ِ‬
‫ح َي‬
‫م نْي َ‬ ‫صاب َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫ما أ َ‬
‫ّي‬
‫ك (‪ )79‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫من نَّفْ ِ‬
‫س َ‬ ‫سي ِّئَةٍ فَ ِ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )156‬البقرة المصيبة مشتقة من جذر (ص و ب) ومنه صارت أصاب (أفعل)‬ ‫قال تعالى(اّلذِينَ ِإذَا َأصَا َب ْتهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ ِإنّا لِلّ ِه وَِإنّـا ِإَليْهِ رَاجِعو َ‬
‫يصيب وهذه النازلة مصيبة‪ .‬و لها معاني متعددة كلها تدور حول معنى النزال ومنه الصيّب الذي هو المطر وفيه معنى النزول‪ .‬الشيء الذي ينزل‬
‫على النسان قد يكون خيرا أو شرا‪ ،‬مثل المطر قد يكون نافعا أوضارا‪ .‬لكن كلمة مصيبة صار لها خصوصية والعربي صار ل يستعملها إل في‬
‫السوء‪ .‬مصيبة (مُفعِلة) من أصاب مثل كلمة نازلة يعني القضية التي نزلت عليها‪ .‬والمصيبة صارت مخصصة لما يسيء النسان‪ .‬ما يصيبه من‬
‫مصيبة في ظاهر المر يراه سوءا له وفي الحديث " عجبا لمر المؤمن إن أمره كله له خير" وفي حديث البخاري "من يُرد ال به خيرا يُصِب منه"‬
‫أي يمتحنه فيصبّره فيصبر فترتفع درجته‪ .‬ففي كل الحوال له خيرا فإذا أصابته مصيبة قال‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ .‬نحن ل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫المصيبة هنا بمعنى ما تراه ضررا‪ .‬القرآن الكريم جاء على أساليب العرب أو إذا عكسنا المر إن أساليب العرب إرتقت شيئا فشيئا إلى أن جاءت إلى‬
‫لغة القرآن الكريم‪.‬‬
‫*هل هناك لمسة بيانية في طريقة إستعمال القرآن نفس الفعل مع الحسنة والسيئة (تصبك) لكن في‬
‫كلمة مصيبة حدد الدللة الخاصة بها مع الشيء السيء ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫القرآن على لغة العرب والعرب كانوا يستعملون المصيبة وأصل الستعمال في المصيبة هي الرمية الصائبة للسهم‪ ،‬الرجل إذا إجتهد فأصاب فهو‬
‫مصيب والمرأة يقال أصابت حتى نتجنب القول أنها مصيبة ولو كان هذا يجوز من حيث اللغة‪،‬إذن الصابة يمكن أن تستعمل للحسنة ما أصابك أي ما‬
‫نالك ونزل بك‪ ،‬هذا في لغة العرب والمصيبة مخصصة‪.‬‬
‫*كيف نسب الحسنة إلى الله والمصيبة إلى نفسك؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫مردّ المور جميعا هي إلى ال سبحانه وتعالى‪ .‬وأنت تقدم أسباب الوصول إلى الحسنة ويقدم النسان أسباب الوصول إلى السيئة ول يكون وصوله‬
‫إلى الحسنةأو السيئة إل بأمر ال سبحانه وتعالى‪ .‬قال تعالى (وهديناه النجدين) ال ل يُسأل عما يفعل في ملكه‪ ،‬والكون كله ملك ال سبحانه وتعالى‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ولذلك (ل يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) فهو قادر على أن يهدي الجميع وقادر على أن يضل الجميع‪ .‬حينما يجعلك تختار طريقك هو شاء لك أن‬
‫تختار أو أنت صارت لك مشيئة من ذاتك؟ ال يشاء (وما تشاءون إل أن يشاء ال) ل تكون لك مشيئة وإل يكون كالملئكة أو الشياطين‪ ،‬الشياطين ل‬
‫مجال للهداية فيهم والملئكة ل مجال للضللة لهم وشاء ال عز وجل لهذا النسان أن ينظر في الطريقين وفق ما يبيّنه ال سبحانه وتعالى من لطفه‬
‫وكرمه وإل المفروض أن العقل يوصله‪ ،‬مع ذلك أرسل الرسل ومعهم الكتب وبيّن طريق الهداية وطريق الضلل‪ .‬فإذن النسان فيما يسلك طريقا هو‬
‫في الصل في خانة مشيئة ال سبحانه وتعالى التي جعلت لك المشيئة أن تختار‪.‬‬
‫(ما أصابك من حسنة فمن ال) لنك أنت سعيت وقدّمت لكن أنت ما كنت تستطيع أن تصل للحسنة حتى يرضاها ال تعالى فذكر تعالى الصل لنه‬
‫مرتبط بالحسنة‪ .‬أنت سعيت نحو الحسنة وشاء ال سبحانه وتعالى أن تفعلها قدّمت وشاء لك ففعلت‪ ،‬الحسنة تُنسب إلى ال تعالى‪ .‬والسيئة أيضا سعيت‬
‫وشاء ال تعالى لك أن تصل ولو أراد ال ما وصلت لكن يبقى منحصرا بك لنك سعيت وكما قال الجن (وََأنّا لَا نَدْرِي أَشَرّ ُأرِي َد ِبمَن فِي الْأَ ْرضِ أَمْ‬
‫شدًا) الخير معقود ل تعالى دائما على أننا نؤمن بالقدر خيره وشره من ال سبحانه وتعالى فنسبت الحسنة إلى ال تعالى وحصرت‬ ‫َأرَادَ ِبهِمْ َرّبهُمْ َر َ‬
‫السيئة بنفسك مع أن نفسك سعت في الحسنة وسعت في السيئة وفي الحالين كانت بالمشيئة وهو تعليم للمسلم كيف يتأدب مع ال سبحانه وتعالى وأن‬
‫ينسب الخير ل وأن ينسب السوء لنفسه ولذلك نجد علماءنا يقولون عندما يكتبون‪ :‬هذا ما وصل إليه إجتهادي فإن كان خيرا فمن ال تعالى وإن كان‬
‫شرا فمن نفسي ومن الشيطان وهذا من الدب مع ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫م جاء النفيى ب(ل)فيى قوله تعالى(ل َ إِكَْراه َي فِيي الدِّي ِي‬
‫ن ( ‪)256‬‬ ‫*ميا الفرق بيين النفيى ب(ل) و(ميا)ول َي‬
‫البقرة) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ل) النافية للجنس إجابة على سؤال وما من رجل رد على قول إن في الدار رجلً‪ .‬ل رجلَ إعلم لسائل وإخبار عن شيء ل يعلمه أو جواب عن‬
‫س مَن‬ ‫ح ٌد (‪ )73‬المائدة) ( َومِنَ النّا ِ‬ ‫لثَةٍ َومَا مِنْ إِلَـهٍ ِإلّ إِلَـهٌ وَا ِ‬ ‫ث ثَ َ‬ ‫ن اللّ َه ثَالِ ُ‬‫سؤال‪ ،‬أما ما من رجل فهو رد على قول‪ .‬مثال (لّ َق ْد كَفَرَ اّلذِينَ قَالُواْ إِ ّ‬
‫ي بِعَوْ َر ٍة (‪ )13‬الحزاب) هذه رد‪،‬‬ ‫ن ُبيُوتَنَا عَ ْورَةٌ َومَا ِه َ‬
‫ي يَقُولُونَ إِ ّ‬ ‫ق ّم ْنهُمُ ال ّنبِ ّ‬ ‫ن (‪ )8‬البقرة) ( َويَ ْ‬
‫ستَ ْأذِنُ فَرِي ٌ‬ ‫ل آ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْمِ الخِ ِر َومَا هُم ِبمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫يَقُو ُ‬
‫ن بِاللّهِ ِإّنهُمْ َلمِنكُمْ َومَا هُم مّنكُ ْم (‪ )56‬التوبة) هذا رد‪ .‬بينما (لَ ِإكْرَا َه فِي‬ ‫ن عِندِ اللّ ِه (‪ )78‬آل عمران) ( َويَ ْ‬
‫حلِفُو َ‬ ‫ن هُ َو مِنْ عِندِ اللّهِ َومَا هُ َو مِ ْ‬ ‫( َويَقُولُو َ‬
‫ن (‪ )2‬البقرة) هذا أمر‪ ،‬فى قوله تعالى (فَاعَْلمْ َأنّهُ لَا إِلَهَ إِلّا‬ ‫ن (‪ )256‬البقرة) هذا تعليم وليس ردا على قول‪( ،‬ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَ َر ْيبَ فِي ِه ُهدًى لّ ْل ُمتّقِي َ‬ ‫الدّي ِ‬
‫اللّ ُه (‪ )19‬محمد) هذا إخبار‪ .‬الفرق الثاني أنه بـ (ما) هذه و(من) نستطيع نفي الجنس بـ(ما متصلة ومنفصلة)‪ ،‬بمعنى أني ل أستطيع أن أنفي بـ (ل‬
‫ل ل يمكن أن ننفي الجنس هنا وتكون (ل) هنا مهملة‬ ‫النافية) إذا كان منفصلً‪ ،‬ل أستطيع أن أقول ل في الدار رجل‪ ،‬يمكن أن أقول ل في الدار رج ٌ‬
‫غيْرُ ُه (‪)59‬‬ ‫ل (‪ )47‬الصافات)‪ .‬أما (ما) فيمكن أن تكون متصلة أو منفصلة ( َفمَا َلنَا مِن شَا ِفعِينَ (‪ )100‬الشعراء) (مَا َلكُم مّنْ ِإلَـ ٍه َ‬ ‫(لَا فِيهَا غَ ْو ٌ‬
‫العراف) ل يمكن أن نقول ل لكم من إله غيره‪ .‬فإذن (ما) تكون أوسع في نفي الجنس‪ .‬إذن هنالك أمران أن (ل) جواب عن سؤال وإخبار وإعلم‬
‫ل لنفي الجنس من (ل)‪ .‬إذن هنالك ل النافية للجنس و (ما من) ما تُعرب نافية لن الجنس يأتي من (من)‬ ‫و(ما) رد على قول و (ما) هي أوسع استعما ً‬
‫ول يأتي من (ما) والتركيب (ما من) نافية للجنس‪( ،‬من) تسمى من الستغراقية ونعربها زائدة لكن معناها استغراق نفي الجنس‪.‬‬
‫آية (‪:)158‬‬
‫َ‬
‫ت أ َ ِو‬
‫جّي الْبَي ْي َ‬
‫ح َ‬ ‫ش َعائِرِ الل ّيهِ فَ َ‬
‫م نْي َ‬ ‫م نْي َ‬‫مْروَةَ ِ‬ ‫َ‬ ‫صّيفَا وَال ْ‬
‫ن ال َ‬ ‫* ميا هيو تفسيير قوله تعالى فيي سيورة البقرة (إ ِي َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َي‬
‫م (‪ ))158‬؟(د‪.‬حسييام‬ ‫شاكٌِر عَلِي ٌ ي‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ي َ‬
‫خيًْرا فَإ ِ ي َّ‬‫ن تَطَوّ يَعَ َ‬ ‫م ْي‬ ‫ن يَط ّوّ يَ َ‬
‫ف بِهِ ي َ‬
‫ما وَ َ‬ ‫ح عَلَي ْ يهِ أ ْ‬ ‫مَر فََل ُ‬
‫جنَا َ ي‬ ‫اعْت َ َ‬
‫النعيمى)‬
‫خيْرًا َفإِنّ اللّهَ شَاكِ ٌر‬
‫ن تَطَ ّوعَ َ‬
‫ف بِ ِهمَا َومَ ْ‬
‫ن يَطّوّ َ‬
‫ح عََليْهِ أَ ْ‬
‫جنَا َ‬
‫عتَمَرَ فَلَا ُ‬
‫ج ا ْلبَيْتَ َأوِ ا ْ‬
‫شعَائِرِ اللّهِ َفمَنْ حَ ّ‬
‫هنا ننظر في قوله تعالى (إِنّ الصّفَا وَا ْلمَرْوَ َة مِنْ َ‬
‫عَلِي ٌم (‪ )158‬البقرة) الصفا والمروة من شعائر ال فهل معنى الية أنه يمكن أن يفعلوها ويمكن أن ل يفعلوها؟ كل‪ ،‬بل كانوا يريدون أن يتركوها لنهم‬
‫كانوا يحسون أنها من أعمال الجاهلية‪.‬‬
‫*ما الفرق بين ل جناح عليكم وليس علكم جناح؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ل جناح عليكم) جملة إسمية‪( ،‬ل) النافية للجنس وجناح إسمها‪ ،‬وإسمها وخبرها جار ومجرور (عليكم)‪ .‬ليس عليكم جناح جملة فعلية (ليس فعل‬
‫ماضي ناقص من أخوات كان) وقاعدة عامة الجملة السمية أقوى من الفعلية لنها دالة على الثبوت السم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث‬
‫والتجدد والوصف بالسم أقوى وأدوم من الوصف بالفعل‪ .‬إذن ل جناح عليك أقوى بالضافة إلى أن ل جناح عليكم مؤكدة‪( .‬ل رجل) فيها توكيد‬
‫وجملة إسمية فستكون أقوى‪( .‬ل) أقوى في النفي من (ليس) والنفي درجات‪ .‬اللغة العربية سهلة ولكنها واسعة تعبر عن أمور كثيرة ل يمكن للغات‬
‫أخرى أن تعبر عنها (كيف تعبر بالنجليزية بين لن يذهب ولم يذهب ولما يذهب وليس يذهب‪ ،‬ل رجل حاضرا‪ ،‬ليس رجل حاضرا‪ ،‬ما رجل‬
‫حاضرا) أدوات النفي لها دللتها‪.‬‬
‫ل جناح عليه‪:‬‬
‫تستعمل فيما يتعلق بالعبادات وتنظيم السرة وشؤونها والحقوق والواجبات الزوجية والمور المهمة‪:‬‬
‫ت بِ ِه (‬ ‫ح عََل ْي ِهمَا فِيمَا ا ْفتَدَ ْ‬ ‫ف بِ ِهمَا (‪ )158‬هذه عبادة‪ ( ،‬فَلَا ُ‬
‫جنَا َ‬ ‫ن يَطّوّ َ‬
‫ح عََليْهِ أَ ْ‬
‫جنَا َ‬
‫ع َتمَرَ فَلَا ُ‬ ‫شعَائِ ِر اللّ ِه َفمَنْ حَجّ ا ْل َبيْتَ أَوِ ا ْ‬ ‫(إِنّ الصّفَا وَا ْلمَرْوَ َة مِنْ َ‬
‫ح عََل ْي ِهمَا وَِإنْ‬ ‫جنَا َ‬‫ض ِم ْن ُهمَا َوتَشَاوُ ٍر فَلَا ُ‬ ‫ن تَرَا ٍ‬‫حدُودَ اللّ ِه (‪( ،)230‬فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَ ْ‬ ‫ن يُقِيمَا ُ‬ ‫ظنّا أَ ْ‬
‫جعَا إِنْ َ‬ ‫ن َيتَرَا َ‬ ‫ح عََل ْيهِمَا أَ ْ‬
‫جنَا َ‬ ‫‪( ،)229‬فَإِنْ َ‬
‫طلّ َقهَا فَلَا ُ‬
‫ن بِا ْل َمعْرُوفِ‬ ‫سهِ ّ‬
‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا َفعَلْنَ فِي َأنْفُ ِ‬
‫جنَا َ‬ ‫ف (‪( ، )233‬فَِإذَا بََلغْنَ َأجََلهُ ّ‬
‫ن فَلَا ُ‬ ‫ح عََل ْيكُمْ ِإذَا سَّل ْمتُمْ مَا َآ َتيْتُ ْم بِا ْل َمعْرُو ِ‬
‫جنَا َ‬‫ضعُوا أَوْلَادَكُ ْم فَلَا ُ‬
‫ستَ ْر ِ‬‫ن تَ ْ‬
‫َأ َردْتُمْ أَ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ح عََل ْيكُمْ إِنْ طَلّ ْقتُ ُم النّسَا َء مَا َل ْم َتمَسّوهُنّ أَ ْو تَفْ ِرضُوا‬ ‫س ُكمْ (‪( ، )235‬لَا ُ‬
‫جنَا َ‬ ‫طبَةِ النّسَاءِ أَوْ َأ ْك َن ْنتُمْ فِي َأنْفُ ِ‬
‫ضتُ ْم بِ ِه مِنْ خِ ْ‬
‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا عَرّ ْ‬ ‫(‪َ ( ، )234‬ولَا ُ‬
‫جنَا َ‬
‫ف (‪ ))240‬هذه اليات كلها في الحقوق وفي شؤون السرة‪.‬‬ ‫ن َمعْرُو ٍ‬ ‫ن مِ ْ‬‫سهِ ّ‬
‫ح عََل ْيكُمْ فِي مَا َفعَلْنَ فِي َأنْفُ ِ‬ ‫ن فَرِيضَ ًة (‪( )236‬فَلَا ُ‬
‫جنَا َ‬ ‫َلهُ ّ‬
‫ليس عليكم جناح‪:‬‬
‫ح أَن َت ْب َتغُوا‬
‫جنَا ٌ‬
‫س عََل ْيكُمْ ُ‬
‫تستعمل فيما دون ذلك من أمور المعيشة اليومية كالبيع والشراء والتجارة وغيرها مما هو دون العبادات في الهمية‪ .‬بينما (ّليْ َ‬
‫َفضْلًا مِن َرّبكُ ْم ) هذه في التجارة ليست فى العبادة‪ .‬حتى لو الدللة واحدة وهي النفي ل بد أن يغاير بين الدوات الموجودة العربي كان يفهم هذا‬
‫الكلم وأكثر من هذا وكانوا يتكلمون بها لكنهم ل يضعوها في مكانها في كلمهم يأتوا بجمل لكن ل يمكن أن يرتبوا كلما بمستوى القرآن لذلك هم‬
‫قالوا أي كلم بمقدار أقصر سورة في القرآن (الكوثر) هو مُعجِز لنه كيف يجمع كل هذه المور وهذا الحشد البياني الهائل في هذا؟! ذكرنا سابقا أنني‬
‫أذكر أستاذا في الدب العربي في جامعة بغداد سأل لماذا القرآن كلم معجز مع أن العرب فهموه وهو كلمهم؟ أستاذ آخر يُدرّس اللغة قال أل يفهم‬
‫أستاذ الدب كلم المتنبي ويشرح مفرداته للطلب؟ فلماذا لم يفعل مثله؟‬
‫* لم عبّر السياق بكلمة (يطوّف) بالتشديد ولم يقل يطوف؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ل بقدر‬
‫ث على الزدياد من السعي بين الصفا والمروة والزدياد من هذا الخير ك ٌ‬
‫في ذلك دليل على مزيد اعتناء بهذه الشعيرة من شعائر الحج وح ٌ‬
‫طاقته واستطاعته‪.‬‬
‫* ميا الفرق بيين الفاء والواو فيي بعيض آيات القرآن العاطفية (البقرة‪)152،184 ،274 ،262 :‬؟( د‪.‬فاضيل‬
‫السامرائى)‬
‫الفاء كما هو معلوم للتعقيب مع السبب‪ ،‬التعقيب أي يأتي بعدها مباشرة‪ ،‬في عقب الشيء‪ .‬أما الواو فهي لمطلق الجمع ول يدل على ترتيب أو تعقيب ‪.‬‬
‫الفاء تفيد التعقيب وتأتي للسبب‪ ،‬سببية درس فنجح‪ ،‬الواو ليس فيها سبب‪ .‬هذه أحد السباب درس فنجح‪.‬‬
‫خيْرًا فَإِنّ اللّ َه شَاكِ ٌر عَلِي ٌم (‪)158‬‬ ‫ط ّوعَ َ‬ ‫ف ِب ِهمَا َومَن تَ َ‬ ‫ح عََليْهِ أَن يَطّوّ َ‬ ‫جنَا َ‬
‫ع َتمَ َر فَلَ ُ‬‫شعَآئِرِ اللّ ِه َفمَنْ حَجّ ا ْل َبيْتَ أَوِ ا ْ‬
‫قال تعالى‪( :‬إِنّ الصّفَا وَا ْلمَرْ َوةَ مِن َ‬
‫خيْرٌ لّهُ‬
‫خيْرًا َفهُوَ َ‬‫سكِينٍ َفمَن تَطَ ّوعَ َ‬ ‫طعَا ُم مِ ْ‬ ‫ن مِنكُم مّرِيضًا أَ ْو عَلَى سَ َف ٍر َفعِدّ ٌة مّنْ َأيّامٍ ُأخَرَ وَعَلَى اّلذِينَ يُطِيقُونَ ُه ِفدْيَةٌ َ‬ ‫ت َفمَن كَا َ‬ ‫البقرة) (َأيّامًا ّم ْعدُودَا ٍ‬
‫ن (‪ )184‬البقرة) لماذا قال في الولى ومن تطوع خيرا وفي الثانية فمن تطوع؟‪ .‬الولى في الحج والعمرة ومن‬ ‫خيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُ ْم َتعْلَمُو َ‬‫َوأَن تَصُومُواْ َ‬
‫تطوع خيرا أي من جاء بعبادة أخرى بطواف‪ ،‬بحج ‪ ،‬بعمرة‪ ،‬بعبادة أخرى وليس نفس العبادة‪ .‬في الية الثانية في الصيام قال (فمن تطوع) كيف‬
‫يتطوع؟ يزيد في الفدية في نفس المسألة وفي نفس الطاعة ليست طاعة مستحدثة لن هذه فدية‪ .‬كيف يتطوع أكثر؟ مكان مسكين مسكينان‪ .‬تلك عبادة‬
‫أخرى مستحدثة أما هذه فنفس العبادة لذا جاءت واحدة بالواو والثانية بالفاء‪.‬‬
‫ن (‪)262‬‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َولَ ُه ْم يَحْ َزنُو َ‬
‫جرُهُ ْم عِندَ َرّبهِمْ َولَ خَ ْو ٌ‬ ‫ن مَا أَن َفقُوُا َمنّا َولَ َأذًى ّلهُمْ أَ ْ‬
‫ل ُيتْ ِبعُو َ‬‫سبِيلِ اللّ ِه ثُ ّم َ‬
‫ن يُنفِقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬‫الية الخرى (اّلذِي َ‬
‫ن (‪ )274‬البقرة) لماذا جاء بالفاء في‬ ‫ل هُ ْم يَحْ َزنُو َ‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬ ‫ل خَوْ ٌ‬ ‫لنِيَ ًة فََلهُمْ َأجْرُهُ ْم عِندَ َربّهِمْ َو َ‬‫البقرة) (اّلذِينَ يُنفِقُونَ َأمْوَاَلهُم بِالّليْلِ وَال ّنهَارِ سِرّا وَعَ َ‬
‫الثانية دون الولى؟ الفاء واقعة في جواب إسم الموصول وهنا السم الموصول مشبّه بالشرط وإسم الموصول أحيانا يشبّه بالشرط بضوابط فتقترن‬
‫الفاء في جوابه كما تقترن بجواب الشرط وكل واحدة لها معنى‪ .‬مثال‪ :‬الذي يدخل الدار له مكافأة والذي يدخل الدار فله مكافأة‪ .‬الولى فيها احتمالن‬
‫إما أنه له مكافأة بسبب دخوله الدار كأن الدار مقفلة وهو يفتحها أي أن المكافأة مترتبة على دخول الدار وإما أن يكون للشخص الذي يدخل الدار له‬
‫مكافأة بسبب آخر‪ .‬إذن فيها احتمالن عندما ل تذكر الفاء‪ .‬إذا ذكرت الفاء فل بد أن المكافأة مترتبة على الدخول قطعا وليس لي سبب آخر وهذا‬
‫تشبيه بالشرط أي أن المكافأة شرط الدخول في الدار‪ .‬أيضا هناك ملحظة أنه في تشبيه الموصول بالشرط أحيانا يكون الغرض من ذكر الفاء هو‬
‫سبِيلِ اللّ ِه ثُ ّم لَ ُي ْت ِبعُونَ مَا أَنفَقُوُا َمنّا َولَ َأذًى ّلهُمْ َأجْرُ ُهمْ عِندَ‬ ‫التوكيد أي أن ما يُذكر فيه الفاء آكد مما لم يذكر كقوله تعالى (اّلذِينَ يُن ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫ف عََل ْيهِمْ‬
‫خوْ ٌ‬
‫جرُهُ ْم عِندَ َرّبهِمْ َولَ َ‬ ‫لنِيَ ًة فََلهُمْ أَ ْ‬
‫ن يُنفِقُونَ َأمْوَاَلهُم بِالّليْلِ وَال ّنهَارِ سِرّا وَعَ َ‬ ‫ل هُ ْم يَحْ َزنُونَ) بدون فاء والثانية (اّلذِي َ‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫ل خَوْ ٌ‬ ‫َربّهِمْ َو َ‬
‫ح َزنُونَ) زاد بالليل والنهار وسرا وعلنية أيها آكد؟ التي فيها الفاء‪ ،‬الية الولى قال فقط (ينفقون أموالهم في سبيل ال) أما الثانية فقال (بالليل‬ ‫ل هُ ْم يَ ْ‬
‫َو َ‬
‫والنهار سرا وعلنية) حدد أكثر‪ .‬في جواب اسم الموصول احتمالين تشبيه جواب الموصول بالشرط إما أن يكون السبب بمعنى أداة الشرط وإما‬
‫لزيادة التوكيد‪.‬‬
‫آية (‪:)159‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (أولئك يلعنهم الله) و (أولئك عليهم لعنة الله)؟( د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫يلعن فعل والفعل يدل على الحدوث والتجدد أما اللعنة فهي إسم والسم يدل على الثبوت‪ .‬في الية الولى (إِنّ اّلذِينَ َي ْكُتمُونَ مَا أَن َز ْلنَا مِنَ ا ْلبَ ّينَاتِ‬
‫عنُونَ {‪ )}159‬اللعنة تستمر ما داموا يكتمون ما أنزل ال وهو ما زالوا أحياء‪،‬‬ ‫س فِي ا ْل ِكتَابِ أُولَـ ِئكَ يَل َعُنهُمُ اللّ ُه َويَ ْل َعُنهُمُ اللّا ِ‬
‫وَا ْلهُدَى مِن َبعْ ِد مَا َبيّنّاهُ لِلنّا ِ‬
‫وهؤلء المذكورين في الية تكونوا ملعونين ما داموا لم يتوبوا وكتموا ما أنزل ال أما إذا تابوا عما فعلوا يغفر ال لهم ولهذا جاء بالصيغة الفعلية‬
‫ج َمعِينَ {‪ )}161‬فالمذكورين في الية هم الذين‬ ‫ن كَفَرُوا َومَاتُوا وَ ُهمْ ُكفّارٌ أُوَل ِئكَ عََل ْيهِ ْم َل ْعنَةُ اللّهِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَالنّاسِ أَ ْ‬ ‫(يلعنهم ال)‪ .‬أما الية الثانية (إِنّ اّلذِي َ‬
‫كفروا وماتوا أي هم أموات واقد حلّت عليهم اللعنة فعلً وانتهى المر ول مجال لن يتوبوا بعدما ماتوا ولهذا جاء بالصيغة السمية في (عليهم اللعنة)‬
‫لنها ثابتة ولن تتغير لنهم ماتوا على الكفر‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ه (‪ )52‬النسياء) ‪( -‬أ َي َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م الل َّي‬ ‫*ميا الفرق بيين (أُولَئ ِي َ‬
‫ن‬ ‫ني ﴿ ‪ ﴾159‬البقرة) – (لَعَنَهُي ُ‬
‫م الل ّي ُ‬ ‫عنُو َ‬
‫َ‬
‫م ال ّل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُي‬ ‫ه وَيَلْعَنُه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُي‬ ‫ك يَلْعَنُه‬
‫ك لَعْنَت ِي‬
‫ن عَلَي ْ َ‬
‫‪(-‬وإ ِ َّ‬
‫َ‬ ‫سوءُ الدَّارِ ﴿‪ ﴾25‬الرعد)‬ ‫م ُ‬ ‫ة وَلَه ُ ْ‬
‫م الل ّعْن َ ُ‬ ‫ة الل َّهِ ﴿‪ ﴾87‬آل عمران) ‪( -‬أُولَئ ِ َ‬
‫ك لَه ُ ُ‬ ‫م لَعْن َ َ‬
‫عَلَيْه ِ ْ‬
‫ن ﴿‪ ﴾78‬ص) ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫َ‬
‫إِلى يَوْم ِ الدِّي ِ‬
‫عنُونَ ﴿‪﴾159‬البقرة) اللعنة هذه‬ ‫ك يَ ْل َعنُهُمُ اللّهُ َويَ ْلعَ ُنهُمُ اللّا ِ‬
‫س فِي ا ْل ِكتَابِ أُوَل ِئ َ‬ ‫ن َبعْدِ مَا بَ ّينّاهُ لِلنّا ِ‬ ‫ن مَا َأنْزَ ْلنَا مِنَ ا ْل َبّينَاتِ وَا ْل ُهدَى مِ ْ‬
‫ن َيكْ ُتمُو َ‬ ‫في الية (إِنّ اّلذِي َ‬
‫كما تعرفون اللعنة هي الطرد فلن ملعون لعناه الخ كل كلمة لعن ويلعن يعني طردته من حضرتك أنت ملك فصلت وزيرا يقال لعنه طردته من‬
‫عنُونَ) فعل مضارع ومرة قال (َلعَ َنهُمُ اللّ ُه (‬ ‫رحمتك من عطفك من ثقتك طرد‪ ،‬هكذا معنى اللعن‪ .‬في القرآن مرة قال (أُوَل ِئكَ يَ ْل َعُنهُمُ اللّهُ َويَ ْل َعُنهُمُ اللّا ِ‬
‫‪ )52‬النساء) فعل ماضي ومرة قال (أَنّ عََل ْيهِمْ َل ْعنَةَ اللّ ِه ﴿‪﴾87‬آل عمران) تعبير آخر ومرة قال (أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّل ْعنَةُ وََلهُ ْم سُو ُء الدّا ِر ﴿‪ ﴾25‬الرعد) تعبير‬
‫ن عََل ْيكَ َل ْع َنتِي‬ ‫ن عََل ْيكَ َل ْعنَتِي ِإلَى يَوْ ِم الدّينِ ﴿‪ ﴾78‬ص) مرة واحدة مرة واحدة قالها لبليس لما رفض أن يسجد طرده ولعنه (وَإِ ّ‬ ‫رابع ومرة قال (وَإِ ّ‬
‫ِإلَى يَوْ ِم الدّينِ) هكذا‪ ،‬من أجل هذا عليك أن تعرف أن كل تعبير من هذه التعابير تعني أسلوبا في اللعن واللعن هذا أخطر ما يمكن أن يصادفه‬
‫المخلوق سواء كان إنسا أو جنا أو ملكا أو بشرا حتى الحيوان إذا لعنت نعجة ل تؤكل كما قال النبي صلى ال عليه وسلم إذا لعنت بعيرا ل يُركب إذا‬
‫لعنت سيارة ل تُركب وإذا لعنت إنسانا فإذا كان يستحق اللعن لنه ارتكب شيئا يستحق عليه اللعن مما جاء في الكتاب والسنة خلص هو ملعون وإذا‬
‫كان لم يكن يستحق اللعنة تدور اللعنة في السموات والرض فل تجد أحد تصيبه فتعود إلى من لعن ولهذا (ليس المؤمن لعّانا) المؤمن ل يلعن لنها‬
‫مصيبة إذا لعنت أحدا أو شيئا أي شيء وكان ل يستحق اللعن عادت اللعنة إليك إذا لعنت حيوانا لم يؤذيك وسيارة ماشية لماذا لعنتها؟ ترجع عليك‬
‫اللعنة وعندما تقع عليك اللعنة ل بركة ول توفيق ونحن نقول هذه أرض ملعونة سيدنا علي وصل إلى بابل وكان وقت العصر سأل نحن أين الن‬
‫ض ملعونة فانطلقوا ولم يصلوا العصر حتى يهربوا من هذا المكان الملعون ونفس الشيء أيضا في ديار قوم لوط‬ ‫قالوا في بابل قال أعوذ بال إنها أر ٌ‬
‫أرض ملعونة إذا مر بها شخص بسرعة يهرب لنها أرض ملعونة إذا مر بها واحد بسرعة يهرب لنها أرض ملعونة وطبعا الذي يدخل عليها يكون‬
‫مطأطأ ومغطي رأسه لكي ل تصيبه اللعنة‪ .‬فاللعن هذا قضية من اللمعقول ترى الشيء بيت ملعون ما فيه توفيق وغير مريح‪ ،‬سيارة كل يوم متعطلة‬
‫رغم أنها جديدة‪ ،‬زوجة نعوذ بال مشاكسة أي شيء إذا أصابته اللعنة أي طرد من رحمة ال لمر ما رب العالمين يعلمه ولهذا إياك أن تتدخل في‬
‫شغل ال عز وجل فقط رب العالمين يلعن‪ .‬قد يأمرك أنت أن تلعن أما أنت أن تلعن متبرعا ل‪ ،‬تعود اللعنة إليك وهذه اللعنة هي سر ما قد نعانيه‬
‫جميعا من بعض المظاهر والظواهر مما يضايقنا دون معرفة السبب أنا أصلي سنة ورزقي واقف ل يوجد رزق صار لي سنة سيارتي خربانة ل‬
‫تعمر صار لي سنة عندي ابن مريض ل يشفى الحق ل أدري ما مشكلته بالوظيفة أنا غير موفق الخ عدم التوفيق والشعور بالنكد شعور بالحزن‬
‫شعور بالهمّ شعور بعدم البهجة هذا نوع من اللعنة فيك شيء فإياك أن تلعن أحدا ل يستحق اللعن‪ .‬ل ينبغي أن تلعن إل من لعنه ال ورسوله فإذا‬
‫اجتهدت في لعن أحد ل يستحق اللعن تلف هذه اللعنة كل السموات والرض فل تجد أحدا تصيبه فتعود إليك وإذا عادت اللعنة إليك ابتليت بعدم‬
‫التوفيق في كل شيء‪.‬‬
‫ب أُوَل ِئكَ يَ ْل َعُنهُمُ اللّهُ َويَ ْل َعُنهُمُ‬‫س فِي ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫نعود إلى هذه الصيغ عندما قال تعالى (إِنّ اّلذِينَ َي ْكُتمُونَ مَا َأنْ َز ْلنَا مِنَ ا ْلبَ ّينَاتِ وَا ْل ُهدَى مِنْ َب ْعدِ مَا َبّينّاهُ لِلنّا ِ‬
‫عنُونَ) قال يلعنهم فالقضية مستمرة إذا‪ ،‬لماذا؟ في كل عصر هناك من يكتم اليات البينات ويكتم الحق (إِنّ اّلذِينَ َي ْكُتمُونَ مَا َأنْ َز ْلنَا مِنَ ا ْلبَ ّينَاتِ‬ ‫اللّا ِ‬
‫عنُونَ) في كل أدوار التاريخ ما من نبي جاء من آدم إلى محمد عليهم الصلة‬ ‫س فِي ا ْل ِكتَابِ أُوَل ِئكَ يَ ْل َعُنهُمُ اللّهُ َويَ ْل َعنُهُ ُم اللّا ِ‬
‫ن َبعْ ِد مَا َبيّنّاهُ لِلنّا ِ‬
‫وَا ْلهُدَى مِ ْ‬
‫والسلم جميعا إل وابتلي ذلك الدين بواحد مفتي كاهن أو قس أو شيخ أو عالم أو مُل أو مطوّع يعرف الحق تماما هذه الية واضحة وهذا الحديث‬
‫واضح يلويه يغطيه لكي يصل إلى نتيجة دنيوية سيئة فينحرف بمجموعة‪ .‬هذه المجموعة تبقى طيلة حياتها وطيلة عمر الدنيا تكيد لذلك الدين ولهله‬
‫تمزقه تنخر فيه وهذا في كل الديان‪ .‬وما عانت الديان أكثر مما عانت من هؤلء الذين ينحرفون عن الرسالة السماوية وما انحرفوا من اختيارهم‬
‫سبِيلِ‬ ‫صدّونَ عَنْ َ‬ ‫طلِ َويَ ُ‬ ‫س بِا ْلبَا ِ‬
‫ل النّا ِ‬ ‫حبَا ِر وَالرّ ْهبَانِ َل َي ْأكُلُونَ َأمْوَا َ‬ ‫ن َكثِيرًا مِنَ ا ْلأَ ْ‬ ‫هناك من أفتاهم‪ ،‬هؤلء الذين يسمون رجال الدين العلماء الحبار (إِ ّ‬
‫اللّهِ﴿‪ ﴾34‬التوبة) وهكذا علماء المسلمين وهكذا كل رجال الدين حتى رجال الدين الوثنيين هناك تحريفيون ولو أن ذاك التحريف فاضل‪ .‬إذا هذا‬
‫عنُونَ) حينئذٍ هذا الفعل‬ ‫الكتمان وهذا النحراف موجود في التاريخ قال يلعنهم فعل مضارع والمضارع في الحال والمستقبل (يَ ْلعَ ُنهُمُ اللّهُ َويَ ْل َعُنهُمُ اللّا ِ‬
‫المضارع كلما وجدته على ملعونين إعلم أن هذه القضية مستمرة ما انقطعت‪ .‬إذا قال (َل َع َنهُمُ) شيء راح وانتهى ناس ارتدوا كفروا (َل َع َنهُمُ اللّهُ) حينئذٍ‬
‫عنُونَ) إذا كان‬ ‫شيء يتكرر هكذا لعنهم‪ .‬وحينئذٍ كلمة يلعنهم مضارع مستمرة كل من وما يستحق اللعن إذا هو مستمر يقول (يَ ْل َعنُهُ ُم اللّهُ َويَ ْل َعنُهُ ُم اللّا ِ‬
‫شيء انتهى أو كان في الماضي يقول (َل َع َنهُمُ) إذا كان قضية خطيرة واحد عمل مبدأ انحراف ونشأت عليه جماعة أو طائفة وكل الديان الموجودة‬
‫نحن عندنا ناس انسلخوا من السلم يعبدون الشيطان وناس تعبد قبرا وناس تعبد نعل النبي وأشكال اقرأ التاريخ سبعين فرقة عند المسيحيين سبعين‬
‫فرقة وعند اليهود سبعين فرقة وعند المسلمين سبعين فرقة واحد أضلهم واحد! وهذا الواحد يقتل كل من انحرف بفتوى‪ ،‬هو سيدنا عمر سيدنا عثمان‬
‫سيدنا علي سيدنا الحسين ُقتِلوا بفتوى واحد قال هؤلء مشركين اقتلوهم‪ ،‬تصور! وهؤلء أنشأوا طائفة وإلى اليوم القتل مستحر في أيامنا نحن في هذا‬
‫الزمان كما قال النبي صلى ال عليه وسلم (ل تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل القتل) نشأنا أمة واحدة فعلً عرب مسلمون طيبون توجد‬
‫مذاهب إسلمية متعايشة عيشا سلميا رائعة وهذا من عظمة السلم المسألة الواحدة في السلم لها أربع خمس حلول حدّان حد أعلى وحد أدنى وأنت‬
‫حدُودُ اللّ ِه فَلَا تَ ْع َتدُوهَا﴿‪ ﴾229‬البقرة) هذه بالمائة مائة وأنت ح ٌر فيما‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَلَا تَقْ َربُوهَا﴿‪ ﴾187‬البقرة) هذه خمسين في المائة (تِ ْلكَ ُ‬ ‫ح ٌر بينهما (تِ ْلكَ ُ‬
‫بينها تأخذ ستين سبعين مقبول جيد جيد جدا أنت حر‪ .‬إلى أن جاء واحد باعتقاده أن الذي ل يصل إلى المائة مائة فهو كافر واقتلوا اقتلوا وهكذا في‬
‫زماننا كانت المة متجانسة يعني في الربعينات الثلثينات التي نحن وعيناها أمة واحدة حيثما ذهبت في العالم مهما كان مذهبك أو اختلفك اختلفات‬
‫فقهية صحيحة كلها واردة عن رسول ال‪ .‬النبي صلى ال عليه وسلم طبّق تطبيقات عديدة وكل واحد أخذ له رأي وهذا شيء جميل واتفق عليه‬
‫المسلمون بأن هذا يجوز وهذا يجوز وهذا يجوز‪ .‬وعينا على ناس قالوا نحن فقط صح وكلكم أنتم رجعيين يعني يُطلِق على من عداه رجعيون ويقتلهم‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وقد قتلوا وسحلوا وعلقوا ثلثين عاما‪ .‬نعود إذا إلى ما كنا نقول إن التعبير بـ (يلعنون) بالفعل المضارع لمر أو جريمة أو دمٍ سيستمر مدى الدهر‬
‫عنُونَ) طيلة التاريخ كان هناك‬ ‫ب أُوَل ِئكَ يَ ْل َعُنهُمُ اللّهُ َويَ ْل َعُنهُمُ اللّا ِ‬
‫س فِي ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫كما قلنا (إِنّ اّلذِينَ َي ْكُتمُونَ مَا َأنْ َز ْلنَا مِنَ ا ْلبَ ّينَاتِ وَا ْل ُهدَى مِنْ َب ْعدِ مَا َبّينّاهُ لِلنّا ِ‬
‫من يكتم الحق مع وضوحه هنا النقطة (مِنْ َبعْ ِد مَا َبّينّاهُ لِلنّاسِ فِي ا ْل ِكتَابِ) بيان ظاهر قضية ل تقبل الخطأ‪ .‬وحينئ ٍذ هذا الذي يخالف هذا ثم يُضل‬
‫عنُونَ) كما قلنا في زماننا كثير عناوين سياسية تقتل الخر‬ ‫الناس ويكتم الحق عليهم هذا سوف يستمر وجوده إلى يوم القيامة (يَ ْل َعنُهُ ُم اللّهُ َويَ ْل َعنُهُ ُم اللّا ِ‬
‫بحجة أنك رجعي جاءت ثلثين عاما بعدهم ثلثين عاما جاء من يقتل الخر بحجة أنك أنت خائن وعميل إلى سنة اللفين ألفين وثلثة أربعة من الن‬
‫فصاعدا هناك من يقتل الخر لن الخر مشرك وكافر وهذا مستمرٍ إلى يوم القيامة‪ .‬ما أن مات النبي صلى ال عليه وسلم حتى جاءت هذه الفرقة‬
‫الخوارج كفّروا كل من عداهم واستحلوا دمائهم بأبشع صورة يعني ل يقتلون قتلً عاديا ل‪ ،‬قتل مع التمثيل هذا مستمر ولم ينقطع من زمن موت النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم إلى اليوم وإلى يوم القيامة (ل تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل القتل حتى يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه حتى‬
‫عنُونَ) لماذا؟‬ ‫ل يدري القاتل لما قتل ول المقتول فيما قتل) نسمع الن أن فلن قتل أخوه فلن قتل أبوه باعتباره مشرك هذا (يَ ْلعَ ُنهُمُ اللّهُ َويَ ْل َعُنهُمُ اللّا ِ‬
‫لن هذا خالف قضية واضحة (أمرت أن أمر الناس حتى يقول ل إله إل ال فإذا قالوه عصموا مني دماءهم) وهذا الذي يقتل الن يصلي خمس أوقات‬
‫وفي المسجد ويصوم رمضان وهو مسلم ابن مسلم يُذبَح لنه مشرك حينئ ٍذ هذا مستمر ال قال (يَ ْلعَ ُنهُمُ) فعل مضارع‪ .‬الشيء الخر ( َكيْفَ َي ْهدِي اللّهُ‬
‫عَليْهِمْ َل ْعنَةَ اللّهِ وَا ْلمَلَا ِئكَةِ‬‫جزَاؤُ ُهمْ أَنّ َ‬ ‫ل حَقّ وَجَاءَ ُهمُ ا ْل َبّينَاتُ وَاللّهُ لَا َي ْهدِي الْقَ ْومَ الظّاِلمِينَ ﴿‪ ﴾86‬أُوَل ِئكَ َ‬ ‫ش ِهدُوا أَنّ الرّسُو َ‬ ‫قَ ْومًا َكفَرُوا َب ْعدَ إِيمَا ِنهِمْ وَ َ‬
‫ج َمعِينَ ﴿‪ ﴾87‬آل عمران) هذا قضية أصبحت يعني حُكم بها هؤلء الذين ارتدوا بعد السلم بعد أن آمنوا بال وقالوا محمد رسول ال ثم‬ ‫وَالنّاسِ َأ ْ‬
‫ج َمعِينَ) وهذه من باب التهديد‬ ‫ن عََل ْيهِمْ َل ْعنَةَ اللّهِ وَا ْلمَلَا ِئكَةِ وَالنّاسِ أَ ْ‬ ‫ارتد وهكذا فعلوا مع سيدنا موسى وهكذا فعلوا مع سيدنا عيسى على هؤلء جميعا (أَ ّ‬
‫ل كيف يمكن أن تتعامل مع مرتد والرتداد مستمر منذ أن جاءت الرسل وإلى‬ ‫يعني هذا التعبير بالسمين (إن واسمها وخبرها) فيه رائحة تهديد وفع ً‬
‫ن مَا َأمَرَ‬ ‫طعُو َ‬ ‫ع ْهدَ اللّ ِه مِنْ َب ْعدِ مِيثَاقِهِ َويَقْ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ن َينْقُضُو َ‬ ‫يوم القيامة‪ .‬عندنا تعبير آخر (أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّل ْعنَةُ وََلهُمْ سُو ُء الدّارِ) هذا أيضا تعبير جديد يقول (وَاّلذِي َ‬
‫ض أُوَل ِئكَ َل ُهمُ الّل ْعنَةُ وََلهُمْ سُو ُء الدّارِ ﴿‪ ﴾25‬الرعد) مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض فاجتمعت فقال‬ ‫ن فِي ا ْلأَرْ ِ‬ ‫سدُو َ‬‫صلَ َويُفْ ِ‬ ‫ن يُو َ‬ ‫اللّ ُه بِهِ أَ ْ‬
‫(لهم) هذه اللم للختصاص وكأنه ل يلعن أحدٌ كما يلعن هؤلء فرق بين أن أقول هذه لك وهذه عليك‪ .‬هذه لك اختصاص (أُوَل ِئكَ َلهُ ُم الّل ْعنَةُ) كأن‬
‫ت بِ َرّبكُ ْم قَالُوا بَلَى﴿‪﴾172‬‬ ‫اللعن ما خُلِق إل لهؤلء ينقضون عهد ال بالتوحيد ويقطعون ما أمر ال به طبعا بعد ميثاقه فرب العالمين قال (أََلسْ ُ‬
‫ن تَقُولُوا يَ ْومَ الْ ِقيَامَةِ ِإنّا‬ ‫ش ِه ْدنَا أَ ْ‬
‫ت بِ َرّبكُ ْم قَالُوا بَلَى َ‬ ‫سهِمْ َألَسْ ُ‬ ‫ش َهدَهُ ْم عَلَى َأنْفُ ِ‬ ‫ظهُورِ ِه ْم ذُ ّريّ َتهُمْ وَأَ ْ‬
‫ك مِنْ َبنِي َآدَ َم مِنْ ُ‬ ‫خذَ َرّب َ‬
‫العراف) أخذ علينا العهد (وَِإذْ َأ َ‬
‫ن يُوصَلَ) يقطع الرحم وقد أمره بها أن توصل‬ ‫ن مَا َأمَرَ اللّ ُه بِهِ أَ ْ‬ ‫طعُو َ‬ ‫ن َهذَا غَافِلِينَ ﴿‪ ﴾172‬العراف) هذا نقض عهد ال هذا واحد‪َ ( ،‬ويَقْ َ‬ ‫ُكنّا عَ ْ‬
‫ن فِي ا ْلأَرْضِ) قتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك هؤلء‬ ‫سدُو َ‬ ‫ويقطع النعمة ويقطع الخ يعني ما ترك شيئا رب العالمين يريد أن يصله إل قطعه ( َويُفْ ِ‬
‫ن عََل ْيهِمْ َل ْعنَةَ اللّهِ) وبين (أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّل ْعنَ ُة (‪ )25‬الرعد) يعني كأنها ما من أحد يُلعَن‬ ‫(أُوَل ِئكَ َلهُمُ الّل ْعنَةُ وََلهُ ْم سُو ُء الدّارِ)‪ .‬فرق بين (يَ ْلعَ ُنهُمُ اللّهُ) وبين (أَ ّ‬
‫كما يلعن هؤلء‪ .‬أقوى هذه التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن كل هذا جاء مرات مرة واحدة في القرآن الكريم رب العالمين لعن بها‬
‫ن عََل ْيكَ َل ْع َنتِي إِلَى يَوْ ِم الدّينِ ﴿‪ ﴾78‬ص) أنا رب العالمين وتعرف رب العالمين إذا اختص‬ ‫ج ِم ْنهَا فَِإّنكَ رَجِي ٌم ﴿‪ ﴾77‬وَإِ ّ‬ ‫خرُ ْ‬
‫ل فَا ْ‬‫إبليس لما قال له (قَا َ‬
‫وحده باللعنة هناك لعنة ال والملئكة والناس يعني لكن أنت إبليس عليك لعنتي وأنت تعرف وقد ل تعرف ماذا يعني أن أختص أنا وحدي بلعنك (وَإِنّ‬
‫عََل ْيكَ َل ْعنَتِي ِإلَى يَوْ ِم الدّينِ) هذا الفرق بين عدة التعبيرات لكلمة اللعن‪.‬‬
‫آية (‪:)160‬‬
‫*ما دللة استخدام الفعل الماضي والمضارع في الية ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪}159‬‬‫عنُو َ‬
‫ك يَلعَ ُنهُمُ اللّهُ َويَ ْلعَ ُنهُمُ اللّا ِ‬
‫ب أُولَـ ِئ َ‬
‫س فِي ا ْل ِكتَا ِ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة(إِنّ اّلذِينَ َي ْكُتمُونَ مَا أَن َز ْلنَا مِنَ ا ْلبَ ّينَاتِ وَا ْل ُهدَى مِن َب ْعدِ مَا َبّينّاهُ لِلنّا ِ‬
‫ب الرّحِي ُم {‪ }160‬والفعل المضارع يدل على الحال والتجدد والستقبال والماضي مضى‬ ‫ب عََل ْيهِمْ َوَأنَا التّوّا ُ‬ ‫ِإلّ اّلذِينَ تَابُواْ وَأَصَْلحُواْ َو َبّينُواْ َفأُوْلَـ ِئكَ َأتُو ُ‬
‫هذا هو الصل وقد يحتمل معنى المضي والستقبال فى الفعال الماضية في الية (تابوا وأصلحوا وبيّنوا)و تدل على احتمال الستقبال لنها جاءت‬
‫بعد الكتمان (إن الذين يكتمون)‪ .‬أصلً زمن الفعل الماضي بعد السم الموصول يحتمل المضي ويحتمل الستقبال‪ .‬وهنالك أمور قطعية وهنالك أمور‬
‫تبقى مشتركة‪ .‬أما (كان) فلها أزمنة خاصة بها فهي تفيد الستمرارية (كان ول يزال) وتأتي أصلً للستقبال كما في وصف اليات للخرة (وفتحت‬
‫السماء فكانت أبوابا) وفي الحديث عن ال تعالى (وكان ال غفورا رحيما) فهي تدل على كونه غفور رحيم وهذا كونه سبحانه‪.‬‬
‫َ‬ ‫*(إل َّ الَّذين تابوا ْ وأ َصل َحوا ْ وبيَنوا ْ فَأُولَيئ ِ َ َ‬
‫م (‪ )160‬البقرة) قال تعالى (وأنا‬ ‫م وَأنَا التَّوَّا ُ‬
‫ب الَّر ِ‬
‫حي ُ‬ ‫ب عَلَيْهِ ْ‬
‫ك أتُو ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََُّ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫ِ‬
‫التواب الرحيم) ولم يقل والله تواب رحيم فما الدللة التي تضفيها لفظة (وأنا)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫(أنا) من معطيات المل والرجاء لمن يلفتهم ال تبارك وتعالى إليه ويتجلى عليهم بذاته ففي هذه الكلمة ما ل نجده في تعبير آخر في هذا المقام‪ .‬وكم‬
‫نجد في الواو العاطفة في قوله (وأنا) من قوى الجذب لهؤلء الضالين الظالمين وكذلك وصف ال سبحانه وتعالى نفسه التواب ولم يقل الغفور في هذه‬
‫الية لما في كلمة التواب من المبالغة في الرحمة والتوبة مما يُرغِم الناس بالمبادرة والعودة إلى ال سبحانه وتعالى مهما عظمت ذنوبهم وكثرت‬
‫خطاياهم وفي هذه الكلمة ما يجذب الناس جذبا إلى التوبة والنابة طمعا في توبة ال تبارك وتعالى عليهم ورحمته بضعفهم وزللهم‪.‬‬
‫آية (‪:)161‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)159‬‬
‫آية (‪:)162‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫*انظر آية (‪↑↑↑.)86‬‬


‫ً‬
‫* خالديين فيهيا وخالديين فيهيا أبدا‪ ،‬هيل (خالديين فيهيا) فيهيا أميل الغفران أو النتقال مين مرحلة إلى‬
‫أخرى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هناك قاعدة في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار‪ ،‬إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام الحسان في الثواب أو الشدة في‬
‫العقاب يذكر (أبدا) وإذا كان في مقام اليجاز ل يذكرها‪ .‬آيات كثيرة فيها خالدين وحدها وليس في العقيدة أنهم يغفر لهم (إِنّ اّلذِينَ َكفَرُوا َومَاتُوا وَهُمْ‬
‫ن (‪ )162‬البقرة) مسألة وجود وعدم‬ ‫ظرُو َ‬
‫ع ْنهُمُ ا ْلعَذَابُ َولَ ُه ْم يُن َ‬
‫ف َ‬ ‫ج َمعِينَ (‪ )161‬خَاِلدِينَ فِيهَا َ‬
‫ل يُخَفّ ُ‬ ‫س أَ ْ‬
‫كُفّارٌ أُوَل ِئكَ عََل ْيهِمْ َل ْعنَةُ اللّهِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَالنّا ِ‬
‫وجود (أبدا) ليس لها علقة بالخلود الدائم‪( .‬أبدا) ظرف زمان خاص بالمستقبل فقط وليس له دللة زمنية معينة‪ .‬نستعمل (قطّ) للماضي و(أبدا)‬
‫للمستقبل وخطأ أن نقول ما رأيته أبدا وهذا خطأ لغوي شائع‪ .‬نقول ل أكلمه أبدا وما رأيته قطّ‪( .‬أبدا) للمستقبل الذي ليس له نهاية‪.‬‬
‫يذكر (أبدا) إذا كان هناك تفصيل‪ .‬هناك أمران‪ :‬إذا كان هناك تفصيل في الجزاء يقول (أبدا) تكون مناسبة‪ ،‬تفصيل الجزاء سواء في العقاب أو‬
‫الثواب‪( .‬خالدين فيها أبدا) أطول من (خالدين فيها) فيذكرها مع التفصيل‪ .‬أو كون العمل المذكور يستوجب الشدة فيستخدم (أبدا)‪( .‬أبدا) ل تحمل معنى‬
‫التأبيد الدائم أو عدم الخروج لن الخلود وحده يحمل هذا المعنى‪ .‬القرآن يستعمل خالدين لهل الجنة وأهل النار‪ .‬والخلود لغويا يعني البقاء وهم‬
‫يقولون الزمن الطويل أحيانا‪ .‬وقد وردت خالدين فيها أبدا في أهل الجنة ‪ 8‬مرات في القرآن الكريم ووردت في أهل النار ‪ 3‬مرات وهذا من رحمته‬
‫سبحانه وتعالى لن رحمته سبقت غضبه‪ .‬والخلود عند العرب تعني المكث الطويل وليس بالضرورة المكث البدي‪.‬‬
‫آية (‪:)164‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫حرِ ب ِ َ‬ ‫جرِي ف ِي الْب َ ْ‬ ‫ك ال ّت ِي ت َ ْ‬ ‫ار َوالْفُل ْ ِ‬
‫ل وَالنَّهَ ِ‬‫ف الل ّي ْ ِ‬
‫ختِل َ ِ‬
‫ض وَا ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت وَالَْر‬ ‫ماوَا ِ‬‫س َ‬‫ق ال َّ‬ ‫ن ف ِي َ ْ‬
‫خل ِ‬ ‫*قال تعالى (إ ِ َّ‬
‫موْتِهَيا وَب َي َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل دَآبَّةٍ‬‫من ك ُ ِّ‬ ‫ث فِيهَيا ِي‬ ‫ض بَعْد َ َ‬‫حي َيا ب ِيهِ الْر َي‬ ‫ماء فَأ ْ‬‫من َّ‬ ‫ماء ِي‬ ‫س َ‬ ‫ن ال َّي‬ ‫م َي‬ ‫ه ِ‬ ‫ل الل ّي ُ‬‫ما أنَز َ‬
‫س وَي َ‬ ‫يَنفَيعُ النَّا َي‬
‫ت ل ِّقَوْيم ٍ يَعْقِلُو َ‬ ‫َ‬
‫ني (‪)164‬ميا دللة (تصيريف‬ ‫ماء وَالْر ضِي ليَا ٍي‬ ‫ن ال َ‬
‫سّي َ‬ ‫خرِ بَي ْي َ‬ ‫سي ِّ‬
‫م َ‬‫ب ال ْ ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ح وَال َ‬
‫سّي َ‬ ‫ف الّرِيَا ِي‬
‫صرِي ِ‬ ‫وَت َي ْ‬
‫الرياح)؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫تأمل كيف قال ربنا سبحانه وتعالى (وتصريف الرياح) فاستخدم كلمة تصريف للدللة على أحوال الرياح ولم يستخدم كلمة أخرى كالهبوب مثلً‪ .‬ذلك‬
‫لن هذه الكلمة ل يمكن أن يؤدي معناها أي كلمة أخرى فقد جمعت أحوال الرياح التي يحتاج إليها النسان وفي كل حالة من أحوالها آية من آيات‬
‫وجود الخالق وعظيم قدرته سبحانه‪ .‬فهبوب الريح مثلً يحتاج إليه أهل موضع لتخفيف الحرّ عنهم وقد يحتاج أهل موضع آخر إلى إختلف هبوبها‬
‫لتجيء رياح رطبة بعد رياح يابسة أو تهب من جهة الساحل مسيّرةً السفن إلى البحر أو تهب إلى جهة الساحل ليرجع أهل السفن من أسفارهم أو‬
‫صيدهم‪ .‬فكل تلك الحوال التي أنعم ال تعالى بها على الناس وغيرها كثير اجتمعت في قوله تعالى (وتصريف الرياح)‪.‬‬
‫* ما الفرق بين كلمة ريح ورياح في القرآن الكريم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ب الْخِ ْزيِ‬ ‫عذَا َ‬
‫كلمة ريح في القرآن الكريم تستعمل للشّر كما في قوله تعالى في سورة فصّلت ( َفأَرْسَ ْلنَا عََل ْيهِمْ رِيحا صَرْصَرا فِي َأيّا ٍم نّحِسَاتٍ ّلُنذِي َق ُهمْ َ‬
‫س َتمِ ّر {‪19‬‬ ‫س مّ ْ‬ ‫ن {‪ )}16‬وفي سورة القمر (ِإنّا أَ ْرسَ ْلنَا عََل ْيهِ ْم رِيحا صَ ْرصَرا فِي يَ ْو ِم نَحْ ٍ‬ ‫خزَى وَ ُهمْ لَا يُنصَرُو َ‬ ‫خرَةِ أَ ْ‬
‫حيَاةِ الدّ ْنيَا وََل َعذَابُ الْآ ِ‬
‫فِي الْ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَرْضِ‬ ‫ن فِي خَلْقِ ال ّ‬‫أما كلمة الرياح فهي تستعمل في القرآن الكريم للخير كالرياح المبشّرات كما في قوله تعالى في سورة البقرة (إِ ّ‬
‫ث فِيهَا مِن كُلّ‬ ‫ض َب ْعدَ مَ ْو ِتهَا َوبَ ّ‬
‫حيَا بِهِ الرْ َ‬ ‫سمَا ِء مِن مّاء َفأَ ْ‬ ‫ح ِر ِبمَا يَنفَ ُع النّاسَ َومَا أَنزَلَ اللّ ُه مِنَ ال ّ‬ ‫ختِلَفِ الّليْلِ وَال ّنهَارِ وَا ْلفُ ْلكِ اّلتِي تَجْرِي فِي ا ْلبَ ْ‬ ‫وَا ْ‬
‫ل ال ّريَاحَ بُشْرا بَيْنَ‬ ‫ن {‪ )}164‬وفي سورة العراف (وَهُوَ اّلذِي يُرْسِ ُ‬ ‫ض ليَاتٍ لّقَوْ ٍم َيعْقِلُو َ‬ ‫سمَاء وَالَرْ ِ‬ ‫سخّ ِر َبيْنَ ال ّ‬ ‫ف ال ّريَاحِ وَالسّحَابِ ا ْلمُ َ‬ ‫دَآبّةٍ َوتَصْرِي ِ‬
‫سمَاءِ مَا ًء َفأَسْ َق ْينَا ُكمُوهُ َومَا أَنتُمْ لَ ُه بِخَا ِزنِينَ {‪)}22‬‬ ‫ح فَأَنزَ ْلنَا مِنَ ال ّ‬
‫س ْلنَا ال ّريَاحَ لَوَاقِ َ‬
‫ح َمتِهِ…( وسورة الحجر (وَأَرْ َ‬ ‫َيدَيْ رَ ْ‬
‫غ ِم ْنهُمْ عَنْ َأمْ ِرنَا‬‫ن مَن َي ْعمَلُ َبيْنَ َي َديْهِ بِِإذْنِ َربّهِ َومَن يَ ِز ْ‬
‫عيْنَ الْ ِقطْرِ َومِنَ الْجِ ّ‬ ‫شهْرٌ َوأَسَ ْلنَا لَ ُه َ‬‫حهَا َ‬ ‫ش ْهرٌ وَرَوَا ُ‬ ‫غدُوّهَا َ‬ ‫ن الرّيحَ ُ‬ ‫سَليْمَا َ‬
‫وفي سورة سبأ (وَلِ ُ‬
‫سعِي ِر {‪ )}12‬استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر لن ال سخّرها لسليمان‬ ‫عذَابِ ال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫ُن ِذقْهُ مِ ْ‬
‫يتصرف بها كيف يشاء‪.‬‬
‫*ماتفسير الية الكريمة وما دللة وصف السحاب في الية ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫سمَاوَاتِ‬ ‫ن فِي خَلْقِ ال ّ‬ ‫في سورة البقرة في سياق تعداد نِعم ال سبحانه وتعالى‪ ،‬مجرد تعداد وذكر لهذه النعم وهناك نوع من التناسق في هذه اليات (إِ ّ‬
‫ث فِيهَا‬‫حيَا بِهِ ا ْلأَ ْرضَ َب ْعدَ مَ ْو ِتهَا َوبَ ّ‬
‫ن مَا ٍء فَأَ ْ‬
‫سمَا ِء مِ ْ‬
‫س َومَا َأنْزَلَ اللّهُ مِنَ ال ّ‬ ‫جرِي فِي ا ْلبَحْ ِر ِبمَا َينْفَعُ النّا َ‬ ‫ختِلَافِ الّليْلِ وَال ّنهَارِ وَالْفُ ْلكِ اّلتِي تَ ْ‬
‫وَالَْأرْضِ وَا ْ‬
‫ن (‪ ))164‬آية تذكر جملة أمور مؤكدة بـ (إنّ) ثم بعد ذلك‬ ‫سمَاءِ وَالَْأرْضِ لََآيَاتٍ ِلقَوْ ٍم َيعْقِلُو َ‬ ‫سخّ ِر َبيْنَ ال ّ‬ ‫صرِيفِ ال ّريَاحِ وَالسّحَابِ ا ْلمُ َ‬ ‫ل دَابّةٍ َوتَ ْ‬
‫ن كُ ّ‬
‫مِ ْ‬
‫تذكر الخبر (ليات)‪.‬عندنا إيمان أن ال تعالى خلق السموات والرض لجل النسان‪( .‬إختلف الليل والنهار) ليل ونهار يختلف ليس نهارا سرمدا‬
‫ول ليلً سرمدا‪ ،‬تعاقب الليل والنهار وتنويع لن الماء إذا سكن في مكانه يفسد‪ .‬والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس من رحمة ال سبحانه‬
‫وتعالى أن جعل النسان يجعل أجساما يسكن فيها وتطفو على الماء ليس أمرا سهلً لكن ألِفناه والوصول إليه هداية من ال تعالى فهي إذن من نعم ال‬
‫تعالى على النسان‪ .‬وما أنزل ال من السماء من ماء‪ :‬كل ما يتناوله النسان والنبات والحيوان مما مصدره السحاب فهذا الماء في الرض ماء ملح‬
‫يرتفع إلى السماء فيطهر فينزل طاهرا‪ .‬حتى الجبال التي فيها ثلج هي في أصلها من هذا السحاب المرتفع ليس ثلجا إبتدا ًء لكنه من هذا الذي يتبخر‪.‬‬
‫وقلنا أن السماء هو العلوّ وكل ما علك فهو سماء‪ .‬فأحيا به الرض بعد موتها‪ :‬الرض من غير ماء ميتة‪ .‬وبث فيها من كل دابة‪ :‬هذه الدواب التي‬
‫على الرض بسبب الماء أيضا‪ .‬وتصريف الرياح‪ :‬السفن تتحرك بالرياح‪ .‬والسحاب يتحرك بالرياح ولذلك أكّده (والسحاب المسخر) يعني هو مهيأ‬
‫ومُعدّ لكم‪ .‬السحاب مجرد مسخّر في وصفه بأنه متراكم ثقيل وإنما ال تعالى سخّره بين السماء والرض‪ .‬كل هذا (ليات لقوم يعقلون) ‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫كلمة سحاب هي إسم جنس جمعي‪ .‬لفظ مفرد ولكن معناه معنى جمع وليس له واحد من لفظه‪ .‬يمكن واحدها قطرة‪ .‬لكن موجود سحابة‪ .‬والسحابة هي‬
‫القطعة من السحاب لكن ليست واحدة من السحاب هي قطعة والقطعة مجزّأة تماما مثل كلمة ماء‪ .‬الماء إسم جنس جمعي ليس له واحد من لفظه لكن‬
‫له قطعة من الماء‪ .‬إسم جنس يعني لحالة معينة خاصة به السحاب للسحاب والماء للماء لهذا الجنس مثل كلمة رجل جنس لهذا المخلوق‪ .‬كلمة ماء في‬
‫العربية هناك ماءة يفرّق بينها وبين واحدة بالتاء‪ ،‬مثل شجر واحده شجرة تزيد على هذا اللفظ تاء يصبح مفردا‪ ،‬هذا إسم جنس إفرادي يعني له‬
‫مفردات‪ .‬الشجر مفرده الشجرة الواحدة فيختلف‪ .‬كلمة ماءة يعني الواحد من الماء عادة يطلقونها على الماء المتبقي مثل الغدران ول سيما إذا خصت‬
‫إحدى القبائل نفسها بها أن هذه لنا أو البئر الركيّة مثلً فيقولون هذه ماءة لبني فلن‪.‬‬
‫هذه مناسبة للكلم على أن كلمة ماءة تكتب منفردة الهمزة وتاء مربوطة وليس في العداد لفظ مئة وإنما مائة لن ماءة تعني ماء لبني فلن‪ .‬أما كتبت‬
‫اللف من غير أن تُقرأ مثل واو عمرو‪ .‬مائة وتكسر الميم‪ ،‬ضع في ذهنك دائما أن ميم هذا الرقم ‪ 100‬ميمه مكسورة فانظر كيف تقرأه؟ ل يستطيع‬
‫أن يقرأها ماءة الميم مكسورة فإذن الماءة واحدة الماء الذي هو غدير أو ركيّة أو عين ماء أو بئر أو ما أشبه ذلك‪ .‬فالسحابة واحد السحاب والسحاب‬
‫لفظه لفظ مفرد وهذا سنستفيد منه لحقا في الكلم على ورود كلمة السحاب‪.‬‬
‫السحاب يُذكّر ويؤنّث فالعرب تقول هذا السحاب وتقول هذه السحاب‪ ،‬ظهر السحاب وظهرت السحاب‪ .‬لكن الحالة عليه بالضمير بالمفرد المذكّر يعني‬
‫تقول السحاب رأيته ول تقول السحاب رأيتها‪ .‬فإذا جمعته على سُحُب تؤنّث تقول السحب رأيتها ول تقول رأيته للجمع كما تقول الشجر سقيته هذا‬
‫أيضا إسم جمع إفرادي‪ ،‬الشجار سقيتها‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (من بعدها( و(بعدها)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن{‬‫ح ْمدُ لِلّ ِه بَلْ َأ ْكثَرُهُمْ لَا َيعْ ِقلُو َ‬
‫ض مِن َب ْعدِ مَ ْو ِتهَا َليَقُولُنّ اللّ ُه قُلِ الْ َ‬
‫حيَا بِهِ الْأَ ْر َ‬ ‫سمَا ِء مَا ًء فََأ ْ‬
‫ل مِنَ ال ّ‬‫قال تعالى في سورة العنكبوت (وََلئِن سََأ ْل َتهُم مّن نّزّ َ‬
‫ف الّليْلِ وَال ّنهَارِ وَالْفُ ْلكِ اّلتِي َتجْرِي فِي‬ ‫ختِلَ ِ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَ ْرضِ وَا ْ‬ ‫‪ )}63‬وفي القرآن كله وردت (بعدها) بدون (من) كما في سورة البقرة (إِنّ فِي خَ ْلقِ ال ّ‬
‫ف ال ّريَاحِ وَالسّحَابِ ا ْلمُسَخّ ِر بَ ْينَ‬ ‫ل دَآبّةٍ َوتَصْرِي ِ‬ ‫ث فِيهَا مِن كُ ّ‬ ‫حيَا بِهِ ال ْرضَ َبعْدَ مَ ْو ِتهَا َوبَ ّ‬ ‫سمَا ِء مِن مّاء فَأَ ْ‬
‫ا ْلبَحْ ِر ِبمَا يَنفَعُ النّاسَ َومَا أَنزَلَ اللّ ُه مِنَ ال ّ‬
‫ن {‪ ،)} 164‬واستعمال (بعدها) فقط يحتمل البعدية القريبة والبعيدة‪ ،‬وآية سورة العنكبوت هي الموطن الوحيد الذي‬ ‫ت لّقَ ْو ٍم يَعْ ِقلُو َ‬
‫ض ليَا ٍ‬
‫سمَاء وَالَرْ ِ‬‫ال ّ‬
‫وردت فيه (من بعدها) فهي تدلّ على أنها بعد الموت مباشرة أي تحتمل البعدية القريبة فقط دون البعيدة‪ .‬وإذا استعرضنا اليات في سورة العنكبوت‬
‫قبل الية نجد أن الحياء كلن مباشرة بعد موتها وبدون مهلة ومجرّد العقل كان سيهديهم إلى أن ال تعالى هو القادر على إحياء الرض من بعد‬
‫موتها‪.‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماءٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ما ِء ِ‬ ‫ن ال َّ‬
‫س َ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫موْتِه َا﴿ ‪ ﴾63‬العنكبوت) ‪( -‬أنَْز‬
‫ن بَعْدِ َ‬
‫م ْ‬ ‫حي َا ب ِهِ اْلْر َ‬
‫ض ِ‬ ‫*ما دللة الختلف بين(فَأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫موْتِهَا (‪ )164‬البقرة)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫حيَا بِهِ اْلْر َ‬
‫ض بَعْد َ َ‬ ‫فَأ ْ‬
‫ض َب ْعدَ‬
‫حيَا بِهِ ا ْلأَرْ َ‬ ‫ن مَا ٍء َفأَ ْ‬
‫سمَا ِء مِ ْ‬‫ن َبعْ ِد مَ ْو ِتهَا﴿‪ ﴾63‬العنكبوت) ومرة يقول (َأنْزَلَ اللّ ُه مِنَ ال ّ‬ ‫حيَا بِهِ ا ْلأَ ْرضَ مِ ْ‬
‫سمَا ِء مَا ًء فَأَ ْ‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫يقول تعالى (نَزّ َ‬
‫مَ ْو ِتهَا (‪ )164‬البقرة) ما الفرق بين (مِنْ َب ْعدِ مَ ْو ِتهَا) وبين (بَ ْعدَ مَ ْو ِتهَا)؟ من بعد موتها هذا الموت السنوي صيف شتاء ربيع خريف‪ ،‬ثلثي الكرة‬
‫ض مِنْ َب ْعدِ مَ ْو ِتهَا) ابتداءا من بعد موتها السنوي‪.‬‬ ‫حيَا بِهِ الَْأرْ َ‬ ‫سمَا ِء مَا ًء فََأ ْ‬
‫ل مِنَ ال ّ‬‫الرضية في الصيف والشتاء تموت ثم يأتي الربيع فتُحيا هذا (نَزّ َ‬
‫ض َبعْ َد مَ ْوتِهَا) هذا من البداية أول ما خلق ال الرض خلقها ميتة ثم أحياها قطعة قطعة وهذا الحياء يعني يدور في الفلك العالمي مرة‬ ‫حيَا بِهِ الَْأرْ َ‬
‫(فََأ ْ‬
‫شرق ومرة آسيا المارات والخليج عموما والمملكة السعودية لول مرة في التاريخ تصبح خصبة جدا جدا وهذا من علمات الساعة كما قال النبي‬
‫ن َبعْ ِد مَ ْو ِتهَا) هذا‬ ‫ض مِ ْ‬ ‫حيَا بِهِ ا ْلأَرْ َ‬‫صلى ال عليه وسلم من علماتها اليجابية أن الجزيرة تعود خضراء هذه (بَ ْعدَ مَ ْو ِتهَا)‪ .‬فحينئذٍ كل ما رأيت (فَأَ ْ‬
‫خبُثَ لَا يَخْرُجُ ِإلّا‬ ‫ج َنبَاتُ ُه بِِإذْنِ َربّهِ وَاّلذِي َ‬ ‫ب يَخْرُ ُ‬ ‫طيّ ُ‬‫الموت السنوي ورب العالمين سبحانه وتعالى يحييه على ما في تلك الرض من طيب (وَا ْلبََلدُ ال ّ‬
‫خبُثَ لَا يَخْ ُرجُ إِلّا َن ِكدًا) كل بلد حتى لو كان فيه‬ ‫شكُرُونَ ﴿‪ ﴾58‬العراف) البلد الطيب الذي فيه ماء وفيه عدل (وَاّلذِي َ‬ ‫ت لِقَ ْو ٍم يَ ْ‬
‫صرّفُ ا ْلَآيَا ِ‬ ‫َن ِكدًا َكذَِلكَ نُ َ‬
‫خمسين نهر وكله أمطار ل ينبت إذا كان فيه ظلم والعكس صحيح إذا كان فيه عدل ينمو في الزرع المارات كانت تربة رملية أصبحت بالكامل تربة‬
‫طيّبُ َيخْرُجُ‬ ‫ل لما فيه من ظلم‪ .‬هكذا هو الفرق بين (وَا ْلبَلَدُ ال ّ‬ ‫زراعية تصدر إلى جميع أنحاء العالم وادي الرافدين أخصب وادي في العالم أصبح قاح ً‬
‫ض َب ْعدَ مَ ْو ِتهَا) و (مِنْ َبعْ ِد مَ ْو ِتهَا)‪.‬‬ ‫حيَا بِهِ ا ْلأَرْ َ‬
‫خرُجُ إِلّا َنكِدًا) هذا الفرق بين (فَأَ ْ‬ ‫خبُثَ لَا يَ ْ‬ ‫َنبَاتُ ُه بِِإذْنِ َربّهِ وَاّلذِي َ‬

‫آية (‪:)165‬‬
‫ب أ َ ي َّ‬ ‫َ‬
‫ميعا ً (‪ )165‬البقرة)أييين جواب الشرط فييى‬ ‫ن الْقُوَّةَ لِل ّ يهِ َ‬
‫ج ِ‬ ‫ن الْعَذ َا َ ي‬
‫موا ْ إِذ ْ يََروْ ي َ‬
‫ن ظَل َ ُ‬
‫و يََرى ال ّذِي َ ي‬
‫(وَل َ ْ‬
‫الية؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫تأمل في قوله تعالى (ولو يرى) فإنك ل تجد جواب (لو) فالصل في هذه الداة (لو) أن تأخذ فعل شرط وجوابه فتقول مثلً‪ :‬لو رزقني ال ما ً‬
‫ل‬
‫لتصدقت بنصفه‪ .‬فِلمَ حذف جواب (لو) في الية؟ حذف جواب (لو) في الية لن حذفه يوقع أثرا في نفس من وُجّه إليهم الكلم أكثر مما لو ذكر‬
‫جواب (لو) كأنه يقال "لرأوا أمرا عظيما" أو غيره‪ ،‬فقد ترك القرآن الكريم للخيال أن يذهب كل مذهب في تصور شدة الموقف وفظاعته وأنت عندما‬
‫تهدد إنسانا بقولك‪" :‬لئن لم تفعل" ثم تسكت فكلمك يُحدِث أثرا في نفس السامع أكثر مما يُحدِث قولك‪" :‬لئن لم تفعل لضربنّك"‪.‬‬
‫آية (‪:)167‬‬
‫* ما الفرق بين الحسرة والندامة ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الحسرة هي أشد الندم حتى ينقطع النسان من أن يفعل شيئا‪ .‬والحسير هو المنقطع في القرآن الكريم‪ .‬ويقولون يكون تبلغ به درجة ل ينتفع به حتى‬
‫ينقطع‪ .‬الندم قد يندم على أمر وإن كان فواته ليس بذلك لكن الحسرة هي أشد الندم والتلهف على ما فات وحتى قالوا ينقطع تماما‪ .‬يقولون هو كالحسير‬
‫من الدواب الذي ل منفعة فيه (أدرك إعياء عن تدارك ما فرط منه)‪ .‬الندم له درجات أيضا ولكن الحسرة أشد الندم‪ ،‬هي من الندم لكن أقوى من الندم‬
‫ت عََل ْيهِ ْم (‪ )167‬البقرة) منقطعة ول فائدة من الرجوع مرة ثانية‪.‬‬
‫عمَاَلهُ ْم حَسَرَا ٍ‬
‫ك يُرِيهِمُ اللّهُ أَ ْ‬
‫يبلغ الندم مبلغا‪( .‬كَذَِل َ‬
‫*ليتنيا نأتيي على كيل اليات نقوم بعميل دراسية فيي القرآن الكرييم على مين يذهيب والعياذ بالله أعاذنيا‬
‫منها إلى النار ونبحث مدة البقاء فيها‪ ،‬هنالك من يجلس في النار وهنالك من (خالدين فيها أبداً) (خالداً‬
‫م نَي النَّارِ (‪ )167‬البقرة) وهناك البعيض يقول يقضيي ميا علييه مين السييئات ثيم‬ ‫جي نَي ِ‬‫خارِ ِ‬
‫ما هُيم ب ِ َ‬
‫فيهيا) (وَي َ‬
‫يخرج منها‪.‬‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى‪ :‬إذا كان مسلما يقضي من السيئات ما يقضي ثم يخرج بعدها ( َومَن َيبْتَ ِغ َ‬
‫غيْ َر الِسْلَ ِم دِينًا َفلَن ُي ْقبَلَ ِمنْهُ وَهُ َو فِي‬
‫ط (‪ )40‬العراف) معاصي مختلفة‪ ،‬هذا الباب الدخول فيه‬ ‫خيَا ِ‬
‫سمّ ا ْل ِ‬
‫ل فِي َ‬
‫جمَ ُ‬
‫حتّى يَلِجَ الْ َ‬
‫جنّةَ َ‬ ‫ن (‪ )85‬آل عمران) ( َو َ‬
‫ل َيدْخُلُونَ ا ْل َ‬ ‫الخِرَ ِة مِنَ الْخَاسِرِي َ‬
‫والكلم فيه يحتاج لحذر شديد وربنا تعالى ذكر أن من يقتل نفسا بغير نفس خالدا فيها لكن كثير من الناس قال هذه تغليظ عقوبة القتل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل هناك دليل في القرآن على هذا؟‬
‫هم يقولون بالنسبة للمسلم يستندون للحاديث " من قال ل إله إل"‪.‬‬
‫آية (‪:)170‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫جدْن َا عَلَي ْهِ آبَاءن َا أوَلَوْ‬ ‫ل نَتَّب ِعُ َ‬
‫ما وَ َ‬ ‫ه قَالُوا ب َ ْ‬
‫ل الل ّ ُ‬ ‫ما أنَز‬‫م اتَّبِعُوا َ‬
‫ل لَه ُ ُ‬
‫*ما الفرق بين وجدنا وألفينا (وَإِذ َا قِي َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن ال َّ‬
‫ل نَت ّبِعُ‬‫ه قَالوا ب َ ْ‬ ‫ل الل ُ‬ ‫ما أنَز َ‬‫م ات ّبِعُوا َ‬ ‫(وإِذ َا قِي َ‬
‫ل لهُ ُ‬ ‫سعِيرِ (‪ )21‬لقمان) َ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫م إِلَى عَذ َا ِ‬ ‫ن يَدْعُوهُ ْ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫كَا َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )170‬البقرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫شيْئا ً وَل َ يَهْتَدُو َ‬ ‫م ل َ يَعْقِلُو َ‬
‫ن َ‬ ‫ن آبَاؤُهُ ْ‬‫ما ألْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أ َولَوْ كَا َ‬ ‫َ‬
‫شيْئا َولَ‬‫ن آبَاؤُ ُه ْم لَ َيعْقِلُونَ َ‬ ‫ل َنتّبِ ُع مَا َألْ َف ْينَا عََليْهِ آبَاءنَا َأوَلَ ْو كَا َ‬‫نقرأ الية التي فيها ألفينا والتي فيها وجدنا (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ُم ا ّت ِبعُوا مَا أَنزَلَ اللّ ُه قَالُو ْا بَ ْ‬
‫سعِيرِ‬ ‫عذَابِ ال ّ‬ ‫ن يَدْعُوهُ ْم إِلَى َ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ج ْدنَا عََليْهِ آبَاءنَا َأوَلَ ْو كَانَ ال ّ‬ ‫ل اللّ ُه قَالُوا بَلْ َنّتبِعُ مَا وَ َ‬ ‫ن (‪ )170‬البقرة) وفي الخرى (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ُم ا ّت ِبعُوا مَا أَنزَ َ‬ ‫َي ْهتَدُو َ‬
‫ن (‪)104‬‬ ‫ش ْيئًا َولَ َي ْهتَدُو َ‬‫ل َيعَْلمُونَ َ‬ ‫ن آبَاؤُهُ ْم َ‬ ‫جدْنَا عََليْ ِه آبَاءنَا أَوََلوْ كَا َ‬ ‫س ُبنَا مَا َو َ‬ ‫ل قَالُواْ حَ ْ‬‫(‪ )21‬لقمان) (وَِإذَا قِيلَ َل ُه ْم تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرّسُو ِ‬
‫المائدة)‪ .‬آية ألفينا وآيتين وجدنا‪ .‬في القرآن الكريم لم يرد الفعل ألفى إل فيما هو مشاهد محسوس ولذلك قال بعض النحاة أنه ليس من أفعال القلوب‪،‬‬
‫قسم يدخلوه في أفعال القلوب وقسم يقولون ل ليس من أفعال القلوب وإنما في الفعال المحسوسة المشاهدة‪ .‬أفعال القلوب قلبية يستشعر بها‪ .‬وهي فعلً‬
‫ب (‪ )25‬يوسف) (بَلْ َنّتبِعُ مَا‬ ‫سيّدَهَا َلدَى ا ْلبَا ِ‬ ‫في القرآن لم ترد إل مشاهدة‪ .‬في هذه اليات في القرآن (ِإّنهُمْ أَلْ َفوْا آبَاءهُمْ ضَالّينَ (‪ )69‬الصافات) (وَأَلْ َفيَا َ‬
‫ل عََل ْيهَا َزكَ ِريّا‬‫خَ‬ ‫ل (كُّلمَا دَ َ‬ ‫َألْ َف ْينَا عََليْهِ آبَاءنَا (‪ )170‬البقرة)‪( .‬وجدنا) في القرآن وفي غير القرآن وردت قلبية وغير قلبية ومشاهدة وغير مشاهدة مث ً‬
‫عهْ ٍد (‪)102‬‬ ‫ن َ‬ ‫ل ْكثَرِهِم مّ ْ‬ ‫جدْنَا َ‬ ‫جدَ اللّ َه عِندَ ُه (‪ )39‬النور) ( َومَا َو َ‬ ‫جدَ عِندَهَا قَ ْومًا (‪ )86‬الكهف) (وَ َو َ‬ ‫ج َد عِندَهَا ِرزْقا (‪ )37‬آل عمران) ( َووَ َ‬ ‫ا ْلمِحْرَابَ وَ َ‬
‫غفُورًا‬ ‫جدِ اللّ َه َ‬ ‫سنّةِ اللّ ِه َت ْبدِيلًا (‪ )62‬الحزاب) ( َومَن َي ْعمَلْ سُوءًا أَ ْو يَظْلِ ْم َنفْسَ ُه ثُ ّم يَ ْ‬
‫س َتغْفِرِ اللّ َه يَ ِ‬ ‫جدَ لِ ُ‬‫العراف) يعني وجدهم يخلفون الميعاد‪( ،‬وَلَن تَ ِ‬
‫رّحِيمًا (‪ )110‬النساء) وجد هي أشمل وتستعمل للمور القلبية وألفينا للمور المحسوسة هذا في القرآن أما في غير القرآن ففيها كلم‪ .‬من حيث اللغة‬
‫قسم من النحاة يقول هي ليست من أفعال القلوب أصلً‪ ،‬هذا حكم عند قسم من النحاة‪ .‬والنحاة في (وجد) هذه ل يختلفون فيها ويقولون هي من أفعال‬
‫القلوب الفعال المحسوسة أما (ألفى) فهم مختلفون فيها قسم يقول هي قد تأتي من أفعال القلوب وقسم يقول هي ليست من أفعال القلوب‪ .‬في القرآن لم‬
‫ترد في أفعال القلوب وإنما هي محسوسة‪ .‬ماذا ينبني على هذا؟ التعبير كيف اختلف بالنسبة لهذا المر؟ الذي ل يؤمن إل بما هو مشاهد وحسوس‬
‫معناه هو أقل علما ومعرفة وإطلعا بمن هو أوسع إدراكا‪ ،‬أقل‪ ،‬ولذلك عندما يستعمل (ما ألفينا عليها آباءنا) يستعملها في الذم أكثر من (وجدنا)‪ ،‬يعني‬
‫يستعمل (ألفى) إذا أراد أن يذم آباءهم أشد من الحالة‪ ،‬الذم مختلف وقد تكون حالة أشد من حالة في الحالة الشديدة يستعمل ألفينا‪ ،‬يستعملها أشد في‬
‫ن (‪ )170‬البقرة) نفى عنهم العقل‪،‬‬ ‫شيْئا َولَ َي ْهتَدُو َ‬ ‫ن آبَاؤُ ُه ْم لَ َيعْقِلُونَ َ‬ ‫ل َنتّبِ ُع مَا َألْ َف ْينَا عََليْهِ آبَاءنَا َأوَلَ ْو كَا َ‬
‫الذم‪( .‬وَِإذَا قِيلَ َلهُ ُم ا ّت ِبعُوا مَا أَنزَلَ اللّ ُه قَالُو ْا بَ ْ‬
‫ل َيهْ َتدُونَ (‪ )104‬المائدة) نفى‬ ‫ش ْيئًا َو َ‬‫ن آبَاؤُ ُه ْم لَ َيعَْلمُونَ َ‬ ‫ج ْدنَا عََليْهِ آبَاءنَا َأوَلَ ْو كَا َ‬ ‫سبُنَا مَا وَ َ‬
‫حْ‬ ‫ل قَالُواْ َ‬ ‫ل اللّهُ وَإِلَى الرّسُو ِ‬ ‫(وَِإذَا قِيلَ َلهُ ْم َتعَالَوْاْ ِإلَى مَا أَنزَ َ‬
‫عنهم العلم‪ .‬أيّ الشد تنفي العقل أو تنفي العلم؟ نفي العقل أشد‪ .‬فاستعمل ألفى في نفي العقل ونفي العقل يعني نفي العلم‪ .‬نفى العقل وفي الثانية نفى‬
‫ج ْدنَا عََليْ ِه آبَاءنَا أَوَلَوْ‬
‫ل َنتّبِ ُع مَا وَ َ‬ ‫العلم‪ ،‬العاقل يمكن أن يعلم لكن غير العاقل ل يعلم‪ .‬وحتى في الية الخرى (وَِإذَا قِيلَ َلهُ ُم ا ّتبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّ ُه قَالُوا بَ ْ‬
‫سعِي ِر (‪ )21‬لقمان) الشيطان يدعو العاقل أو غير العاقل" يدعو العاقل لن غير العاقل غير مكلف‪ ،‬يدعوهم معناه هم‬ ‫ب ال ّ‬‫عذَا ِ‬‫ن َيدْعُوهُمْ إِلَى َ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ن ال ّ‬
‫كَا َ‬
‫أصحاب عقل إذن هو يستعمل ألفى إذا أراد أن يذم أشد بنفي العقل ويستعمل وجد لما هو أقل‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬الجاهليون كانوا يعلمون هذا الكلم ألفى ووجد والفروق الدللية؟‬
‫هم قطعا يستعملون ألفى في المور المادية المحسوسة أكثر ولذلك قال قسم من النحاة أنه ليس من أفعال القلوب‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬إذن كل كلمة في القرآن تحتاج إلى دراسة وإلى علم غزير وليس إلى وجهة نظر أو انطباع القارئ أو الباحث في القرآن الكريم وهناك علقات‬
‫ترابطية ودللية ل بد أن تحتاج إلى علم وأي علم‪.‬‬
‫الجتهاد مبني على علم وأصحاب علوم القرآن يذكرون شروط للذي يتصدى لهذا العلم‪ ،‬ل يأتي أحد ويقول أنا أفسر القرآن الكريم‪.‬‬
‫آية (‪:)171‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫*(ورتل القرآن ترتيلً)‪:‬‬


‫ن (‪ )171‬البقرة) انظر في بديع التطبيق القرآني‬
‫ل َيعْقِلُو َ‬
‫ي َفهُ ْم َ‬
‫عمْ ٌ‬
‫ص ّم ُبكْمٌ ُ‬
‫ل دُعَاء َو ِندَاء ُ‬
‫سمَعُ ِإ ّ‬
‫ل يَ ْ‬
‫ق ِبمَا َ‬
‫قال تعالى‪َ (:‬و َمثَلُ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا َك َمثَلِ اّلذِي َي ْنعِ ُ‬
‫ن كثيرة فهذه الية تحمل صورتين في وصف حال المشركين‪ :‬صورة المشركين والنبي‬ ‫وعظيم بلغة القرآن وكيف أن آياته تصلح ألفاظها لمعا ٍ‬
‫ل من صوت من يناديها ول تدرك من كلمه معنى إل أنها تسمع أصواتا ل مدلول‬ ‫يدعوهم لليمان بال تعالى فحالتهم كحالة الغنام التي ل تفقه دلي ً‬
‫لها عندها‪ ،‬فالكلم عندها أصوات مجرّدة عن المعاني‪ .‬والصورة الثانية صورة المشركين وهم يعدون آلهتهم كمن يدعو أغناما ل تفقه شيئا ول تُجيب‬
‫داعيا‪.‬‬
‫آية (‪:)172‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ( ‪)172‬ل ِ َ‬
‫م‬ ‫شكُُروا ْ لِلّهِ إِن كُنت ُ ْ‬
‫م إِيَّاهُ تَعْبُدُو َ‬ ‫ما َرَزقْنَاك ُ ْ‬
‫م وَا ْ‬ ‫من طَيِّبَا ِ‬
‫ت َ‬ ‫منُوا ْ كُلُوا ْ ِ‬ ‫*قال تعالى (يَا أيُّهَا ال ّذِي َ‬
‫نآ َ‬
‫قال ربنا سبحانه وتعالى (واشكروا لله) ولم يقل واشكروني أو واشكروا لي باستخدام الضمير؟(ورتل‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫ذكر إسم ال تعالى ظاهرا ذلك أن في السم الظاهر إشعار باللوهية التي قد ل يؤديها الضمير فكأنما يوميء أن الله الحق هو المستحق للعبادة دون‬
‫غيره من أوثان ومعبودات باطلة لنه هو الذي يخلق ويُنعِم فهو وحده سبحانه الذي يستحق الشكر على نعمائه‪.‬‬
‫َ‬
‫م إِيَّاهيُ تَعْبُدُو َي‬
‫ن (‪)172‬‬ ‫شكُُروا لِل ّيهِ إ ِي ْ‬
‫ن كُنْت ُي ْ‬ ‫*ميا دللة تقدييم المفعول بيه على فعله فيى قوله تعالى (وَا ْ‬
‫البقرة) ؟(فاضل السامرائى)‬
‫هناك تقديم المفعول به على فعله وتقديم الحال على فعله وتقديم الظرف والجار والمجرور على فعلهما وتقديم الخبر على المبتدأ ونحو ذلك‪ .‬وهذا‬
‫التقديم في الغالب يفيد الختصاص فقولك (أنجدت خالدا) يفيد أنك أنجدت خالدا ول يفيد أنك خصصت خالدا بالنجاة بل يجوز أنك أنجدت غيره أو لم‬
‫تنجد أحدا معه‪ .‬فإذا قلت‪ :‬خالدا أنجدت أفاد ذلك أنك خصصت خالدا بالنجدة وأنك لم تنجد أحدا آخر‪.‬‬
‫ن ُكنْتُمْ ِإيّا ُه تَ ْعُبدُونَ (‪ )172‬البقرة) فقدم المفعول به على فعل العبادة في‬
‫شكُرُوا لِلّهِ إِ ْ‬
‫ومثل هذا التقديم في القرآن كثير‪ :‬فمن ذلك قوله تعالى (وَا ْ‬
‫الموضعين وذلك لن العبادة مختصة بال تعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)173‬‬
‫خنْزير و ما أُهِ َّ‬
‫ل لِغَيْرِ الل ّيهِ ب ِيهِ (‪ )3‬المائدة) وفيي آيية أخرى (إِن َّي َ‬
‫ما‬ ‫م ال ْ ِ ِ ِ َي َ‬ ‫م وَل َ ْ‬
‫ح ُي‬ ‫ة وَالْد َّي ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ميْت َ ُ‬ ‫ت عَلَيْك ُي ُ‬ ‫م ْي‬‫حّرِ َ‬‫*( ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل بِهِ لِغَيْرِ اللهِ (‪ )173‬البقرة) ما دللة التقديم والتأخير لي‬ ‫ما أهِ ّ‬
‫خنزِيرِ وَ َ‬‫م ال ِ‬ ‫ح َ‬‫م وَل ْ‬ ‫ة وَالد ّ َ‬ ‫ميْت َ َ‬
‫م ال َ‬ ‫م عَليْك ُ‬ ‫حَّر َ‬
‫َ‬
‫(به)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خنْزِيرِ َومَا‬ ‫ت عََل ْيكُمُ ا ْل َميْتَةُ وَا ْلدّمُ َولَحْ ُم الْ ِ‬ ‫ل بِهِ ِل َغيْرِ اللّ ِه (‪ )173‬البقرة) وفي المائدة ( ُ‬
‫ح ّرمَ ْ‬ ‫حمَ الْخِنزِيرِ َومَا أُهِ ّ‬ ‫حرّ َم عََل ْيكُمُ ا ْل َم ْيتَةَ وَالدّمَ وَلَ ْ‬‫في البقرة (ِإّنمَا َ‬
‫أُ ِهلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ (‪ )3‬المائدة)‪ .‬لو لحظنا السياق في المائدة الكلم على التحليل والتحريم ومن بيده ذلك‪ ،‬رفض أي جهة تحلل وتحرم غير ال قال‬
‫حكُ ُم مَا يُرِي ُد (‪ )1‬المائدة) ليس لكم أن تُحِلّوا والذي يُحِلّ هو ال‬ ‫صيْدِ وَأَنتُمْ حُ ُرمٌ إِنّ اللّ َه يَ ْ‬
‫غيْ َر مُحِلّي ال ّ‬ ‫عَليْكُ ْم َ‬ ‫ل ْنعَامِ ِإلّ مَا يُتْلَى َ‬ ‫تعالى (أُحِلّتْ َلكُم َبهِيمَةُ ا َ‬
‫سأَلُو َنكَ مَاذَا‬ ‫ل هو ربنا سبحانه وتعالى‪( ،‬يَ ْ‬ ‫شهْرَ ا ْلحَرَامَ َولَ ا ْلهَدْيَ َولَ ا ْلقَل ِئدَ (‪ )2‬المائدة) الذي يُحِ ّ‬ ‫شعَآئِرَ اللّهِ َولَ ال ّ‬ ‫ل تُحِلّواْ َ‬ ‫ن آ َمنُواْ َ‬ ‫تعالى‪( ،‬يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ح ُمكَلّبِينَ (‪ )4‬المائدة) إذن هو سبحانه يجعل التحليل والتحريم بيده حصرا السياق ليس هنالك أي‬ ‫طّيبَاتُ َومَا عَّل ْمتُم مّنَ ا ْلجَوَا ِر ِ‬ ‫ُأحِلّ َلهُ ْم قُلْ ُأحِلّ َلكُ ُم ال ّ‬
‫ل يعني ُرفِع الصوت بذبحه‪ ،‬أُهِ ّل يعني هذا باسم ال وال أكبر‪ ،‬هذا لفلن‪ ،‬هذا لفلن‪.‬‬ ‫جهة تقوم بذلك ولذلك قدم ( َومَا أُهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِ ِه (‪ )3‬المائدة) أُهِ ّ‬
‫إذن هنا قدم (لغير ال) لن ربنا هو الجهة الولى والخيرة التي بيدها التحليل والتحريم‪ .‬أما في البقرة المقام هو فيما رزق ال تعالى عباده من‬
‫شكُرُواْ‬ ‫ت مَا رَ َز ْقنَاكُمْ وَا ْ‬ ‫طّيبَا ِ‬‫طيّبا (‪( ))168‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا كُلُو ْا مِن َ‬ ‫للً َ‬ ‫ض حَ َ‬ ‫س كُلُو ْا ِممّا فِي الَرْ ِ‬ ‫الطيبات وليس فيها تحليل وتحريم (يَا َأّيهَا النّا ُ‬
‫غيْ َر بَاغٍ َولَ عَادٍ فَل ِإثْ َم عََليْهِ إِنّ اللّهَ‬ ‫ضطُ ّر َ‬‫ل بِهِ ِل َغيْرِ اللّ ِه َفمَنِ ا ْ‬ ‫ن (‪ِ )172‬إنّمَا حَرّمَ َ‬
‫عَليْكُ ُم ا ْل َميْتَةَ وَالدّمَ وََلحْمَ ا ْلخِنزِيرِ َومَا أُهِ ّ‬ ‫ِللّهِ إِن كُنتُمْ ِإيّا ُه َت ْعبُدُو َ‬
‫ل بِهِ ِل َغيْرِ اللّهِ) هذه الذبيحة‪َ ( ،‬ومَا‬ ‫طيّبا) هذا طعام‪َ ( ،‬ومَا أُ ِه ّ‬ ‫للً َ‬ ‫ض حَ َ‬ ‫ت مَا رَ َز ْقنَاكُمْ) هذا طعام‪( ،‬كُلُو ْا ِممّا فِي الَرْ ِ‬ ‫غفُورٌ رّحِي ٌم (‪( ))173‬كُلُو ْا مِن َ‬
‫طّيبَا ِ‬ ‫َ‬
‫ل بِهِ ِل َغيْرِ اللّهِ) يعني ما ُرفِع الصوت بذبحه فقدم (به) لن هذا طعام متناسب مع الطعام ومتناسب مع طيبات ما رزقهم‪ .‬إذن في التحريم قال ( َومَا‬ ‫أُ ِه ّ‬
‫أُ ِهلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ) قدّم (لغير ال) ولما كان السياق في الطعمة قدّم الطعام ما أُهل به (ما أهل به) يعني الذبيحة‪ ،‬التقديم ( َومَا أُ ِهلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ) في‬
‫سمَ اللّ ِه عََليْ ِه (‪ ))4‬قدّم ( َومَا أُهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ) لنه ل يسمح أن يكون غير ال‬ ‫سورة المائدة الجهة هي التي تُحلل وتُحرم‪ ،‬وفي المائدة قال (وَا ْذكُرُواْ ا ْ‬
‫هو الذي يحلل ويحرم‪ ،‬هذا في آية المائدة لن الكلم في التحليل والتحريم‪ ،‬هو سبحانه هو الذي يحلل ويحرم‪ .‬هذا الكلم في البقرة في الطعام فقال‬
‫ل بِهِ ِل َغيْرِ اللّهِ) (به) يعني البهيمة‪ ،‬بذبحه‪ .‬لكن مسألة الذبح هنا أو هنا متعلقة بال تعالى أو بغير ال سبحانه وتعالى لكن التقديم والتأخير هل‬ ‫( َومَا أُ ِه ّ‬
‫هي في سياق التحليل والتحريم أو في سياق الطعام‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (أُهِ ّ‬
‫ل لغير الله به)سورة المائدة و(أهل به لغير الله)سورة البقرة ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫خنْزِيرِ َومَا أُ ِهلّ بِهِ ِل َغيْرِ اللّهِ﴿‪ ﴾173‬البقرة) (به)‬
‫عندنا آيات شيء أعجوبة فما من آيتين إل وفيها سر انظر (ِإّنمَا حَرّ َم عََل ْيكُمُ ا ْل َميْتَةَ وَالدّمَ وََلحْمَ ا ْل ِ‬
‫مقدمة‪ ،‬الية الخرى ( َومَا أُهِلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ ﴿‪ ﴾3‬المائدة) ول في واحد يسأل عن الفرق‪ ،‬هناك حيوانات‪ ،‬ذبائح سواء كانت إبل أو غنم أو ما شاكل‬
‫ذلك وهناك قسم أهل بها لغير ال ومنها أهل لغير ال بها‪ ،‬ليس هذا عبثا‪ .‬فرق بين أني أنا رجل مسلم ولكن أنا ذبحت ذبائح وما أحسنت الذبح يعني‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ما سميت باسم ال ول ذبحت على القبلة ول أهديتها لمن ينبغي أن تُهدى لها بالطريقة الشرعية ول قلت هذا لوجه ال والثواب لفلن أخطأت‪ ،‬هذا‬
‫ل ل يؤمن هو أصلً هو ذبحها على قبر‪ ،‬ذبحها على إمام‪ ،‬هذا لوجه المام لوجه القبر الفلني‪ ،‬لوجه‬ ‫( َومَا أُ ِهلّ ِل َغيْرِ اللّ ِه بِهِ)‪ .‬وهناك من هو أص ً‬
‫الحسين‪ ،‬لوجه الكاظم‪ ،‬لوجه عبد القادر الجيلني‪ ،‬لوجه السيد البدوي هذا كل هذا غير مأكول ولكن الفرق أن الذبيحة كلها من أساسها دخلت في‬
‫جعَلَ اللّهُ‬
‫الشرك أو ل هي صحيحة لكن أنت عندما أردت أن تذبح لم تحسن وأخطأت خطأً‪ ،‬إذا فهما قضيتان وليست قضية واحدة ولهذا ال قال (مَا َ‬
‫ن بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ﴿‪ ﴾103‬المائدة) هذه أهل بها لغير ال‪ ،‬هي أصلً لغير ال يعني شرك‪.‬‬
‫مِ ْ‬
‫م‬‫ضطَُّر غَيَْر بَاٍغ وَل َ عَادٍ فَل إِث ْ َ‬
‫نا ْ‬ ‫*ورد في القرآن الكريم سبعين مرة غفور رحيم مثل قوله تعالى (فَ َ‬
‫م ِ‬
‫حي ٌمي (‪ )173‬البقرة) وورد مرة واحدة فيي سيورة سيبأ اليية ‪ 2‬الرحييم الغفور فميا‬ ‫ن الل ّي َ‬
‫ه غَفُوٌر َّر ِ‬ ‫عَلَي ْيهِ إ ِي َّ‬
‫دللة التقديم والتأخير؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫تكرارها سبعين مرة أو غيرها ل تعنينا وإنما هي في آية واحدة وردت تقديم الرحيم على الغفور وفي بقية اليات تقديم الغفور على الرحيم‪ .‬لو لحظنا‬
‫آية سبأ التي تقدم فيها الرحيم على الغفور‪ .‬أولً المغفرة تكون للمكلّفين والرحمة عامة حتى الحيوانات تشملها الرحمة لكن المغفرة للمكلفين‪ .‬سورة سبأ‬
‫حكِيمُ‬‫خرَةِ وَهُوَ ا ْل َ‬
‫ح ْمدُ فِي الْآ ِ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الَْأرْضِ وَلَهُ ا ْل َ‬ ‫ح ْمدُ لِلّهِ اّلذِي لَ ُه مَا فِي ال ّ‬ ‫لم يتقدم الية ما يتعلق بالمكلّفين وإنما تقدّمها أمر عام قال (الْ َ‬
‫ج فِيهَا وَهُ َو الرّحِيمُ ا ْلغَفُورُ (‪ ))2‬ليس فيها ذكر للمكلفين‪ .‬ذِكر‬ ‫سمَاء َومَا َيعْرُ ُ‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫ج ِم ْنهَا َومَا يَنزِ ُ‬
‫ج فِي ا ْلأَرْضِ َومَا يَخْرُ ُ‬ ‫خبِي ُر (‪َ )1‬يعْلَ ُم مَا يَلِ ُ‬‫الْ َ‬
‫ت وَلَا فِي الَْأرْضِ وَلَا‬ ‫سمَاوَا ِ‬ ‫ل ذَرّ ٍة فِي ال ّ‬ ‫عنْهُ ِمثْقَا ُ‬
‫ب َ‬
‫ل بَلَى وَ َربّي َلتَ ْأ ِتيَ ّنكُ ْم عَاِلمِ ا ْل َغيْبِ لَا َيعْ ُز ُ‬ ‫ن كَفَرُوا لَا تَ ْأتِينَا السّاعَ ُة قُ ْ‬‫ل اّلذِي َ‬
‫المكلفين جاء بعدها ( َوقَا َ‬
‫ج فِي الْأَ ْرضِ َومَا‬ ‫ن (‪ ))3‬إذن تأخر ذكر المكلفين فتأخر ما يتعلق بهم (الغفور)‪ .‬الولى عامة ( َيعْلَ ُم مَا يَلِ ُ‬ ‫ب ّمبِي ٍ‬
‫صغَ ُر مِن ذَِلكَ وَلَا َأ ْكبَرُ إِلّا فِي ِكتَا ٍ‬ ‫َأ ْ‬
‫ج ِم ْنهَا) تقدمت العامة ولهذا قدّم الرحمة لما كان ما تقدم أمرا عاما ليس خاصا بالمكلفين قدم الرحمة ولما ذكر المكلفين فيما بعد قدم الغفور فيما‬ ‫خرُ ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ل عَا ٍد فَل ِإثْ َم عََليْهِ إِنّ اللّ َه غَفُورٌ‬ ‫غيْرَ بَاغٍ َو َ‬‫ط ّر َ‬ ‫بعد‪ .‬ولذلك في جميع المواطن في القرآن بل استثناء إذا قال غفور رحيم يتقدم ذكر المكلفين ( َفمَنِ اضْ ُ‬
‫ل يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ‬ ‫س َتغْ ِفرُواْ اللّ َه إِنّ اللّ َه غَفُورٌ رّحِي ٌم (‪ )199‬البقرة) هؤلء مكلّفون‪َ( ،‬أفَ َ‬ ‫حيْثُ َأفَاضَ النّاسُ وَا ْ‬ ‫رّحِي ٌم (‪ )173‬البقرة) (ثُمّ َأفِيضُو ْا مِنْ َ‬
‫جمِيعًا ِإنّهُ ُهوَ‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه يَغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ‬‫سهِمْ لَا َت ْقنَطُوا مِن رّ ْ‬ ‫ي اّلذِينَ أَسْ َرفُوا عَلَى أَن ُف ِ‬ ‫عبَادِ َ‬
‫ل يَا ِ‬ ‫س َتغْ ِفرُونَهُ وَاللّ ُه غَفُورٌ رّحِي ٌم (‪ )74‬المائدة) (قُ ْ‬ ‫َويَ ْ‬
‫ا ْلغَفُو ُر الرّحِي ُم (‪ )53‬الزمر)‪.‬‬
‫آية (‪:)174‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)41‬‬
‫م ﴿ ‪ ﴾174‬البقرة) – (وَلَ‬ ‫* ما وجه الختلف بين(وَل يكَل ِّمه م الل َّه يو م الْقيامة وَل يزكّيه م ولَه م عَذ َا ب ألِيَ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ ْ َ ِ َ َ ِ َ َُ ِ ِ ْ َ ُ ْ‬ ‫َ ُ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫م ﴿ ‪﴾77‬آل عمران)؟(د‪.‬أحمييد‬ ‫ب ألِي ٌيي‬‫م عَذ َا ٌيي‬ ‫ّ‬
‫مةِ وَل يَُز ِكيهِيي ْ‬
‫م َولهُيي ْ‬ ‫ه َوَل يَنْظُُر إِلَيْهِيي ْ‬
‫م يَوْيي َ‬
‫م القِيَا َ‬ ‫م الل ّيي ُ‬ ‫يُكَل ِّ ُ‬
‫مهُيي ُ‬
‫الكبيسى)‬
‫ن فِي بُطُو ِنهِمْ إِلّا النّارَ وَلَا ُيكَّل ُمهُمُ اللّ ُه يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ‬ ‫ك مَا يَ ْأكُلُو َ‬ ‫شتَرُونَ بِ ِه َث َمنًا َقلِيلًا أُوَل ِئ َ‬‫في البقرة تقول الية (إِنّ اّلذِينَ َي ْكُتمُونَ مَا َأنْ َزلَ اللّ ُه مِنَ ا ْل ِكتَابِ َويَ ْ‬
‫عذَابٌ أَلِي ٌم ﴿‪ ﴾174‬البقرة) ل يكلمهم ول يزكيهم هذه عقوبتان أساسيتان لمن يكتم ما أنزل ال من الديان كل الديان فيها أناس‬ ‫َولَا يُ َزكّيهِمْ وََلهُ ْم َ‬
‫متخصصون بالتوجيه الديني تفسير التوراة تفسير النجيل تفسير القرآن الفقه المذاهب الفكار هناك ناس لهوتيون ودينيون وعلماء مسلمون هؤلء‬
‫من يكتم منهم شيئا مما أنزل ال فعقوبته يوم القيامة أولً طبعا هؤلء ل يفعلون السوء إل بالمال‪ .‬القرآن يقول أن كل من يحرّف أو يكتب أو يزور ل‬
‫ي من أتباعه لكي يحصل على هذا المطمع المالي فإنه يفعل ذلك‪ ،‬هؤلء ما يأكلون في بطونهم إل النار ول يكلمهم ال‬ ‫بد وأن يكون أسيرا لمطمعٍ مال ٍ‬
‫ن ِب َعهْدِ اللّهِ وََأ ْيمَا ِنهِ ْم َث َمنًا َقلِيلًا) هؤلء عقوبتهم قريبة من‬ ‫شتَرُو َ‬ ‫يوم القيامة ول يزكيهم‪ .‬عندنا شريحة ثانية أيضا يوم القيامة موقفها صعب (إِنّ اّلذِينَ يَ ْ‬
‫عذَابٌ أَلِيمٌ ﴿‪ ﴾77‬آل عمران)‬ ‫خرَةِ وَلَا ُيكَلّ ُمهُمُ اللّهُ وَلَا َينْظُرُ إَِل ْيهِ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ وَلَا يُ َزكّيهِمْ َوَلهُ ْم َ‬
‫عقوبة هؤلء الناس الولين ( أُوَل ِئكَ لَا خَلَاقَ َلهُ ْم فِي الْآَ ِ‬
‫ل ل يكلمهم‬ ‫ل ل يكلمهم ال ثم ل يزكيهم‪ ،‬الذين يشترون بعهد ال ثمنا قلي ً‬ ‫في هذه الية زيادة ول ينظر إليهم لماذا؟ عقوبة الذين يكتمون ما أنزل ال أو ً‬
‫ال ول يزكيهم أيضا لكن هناك عقوبة ثالثة في الوسط وهي أنه ل ينظر إليهم ‪.‬عندنا فئتين فئة كلهما هالكتان يوم القيامة الفئة الولى ل يكلمهم ال‬
‫ول يزكيهم الفئة الثانية نفس الشيء ل يكلمهم ال ول يزكيهم إضافة إلى هذا ول ينظر إليهم‪ ،‬ما الفرق بين الحالتين؟ كلنا نعرف أن يوم القيام هذا‬
‫يسمى يوم الفزع الكبر ذلك اليوم الذي يجثو النبياء أنفسهم النبياء يجثون على الركب من الفزع لماذا؟ موقف هائل ‪ ،‬إذا نظر ال إلى عبدٍ فقد أحبه‬
‫إذا أحب ال عبدا نظر إليه وإذا نظر إليه فل يعذبه أبدا‪ .‬نظر إليه ونظر له ونظر فيه هكذا ما هو الشكال؟ لماذا الذين يشترون بعهد ال وأيمانهم ثمنا‬
‫قليلً ال سبحانه وتعالى ذكر أنه ل ينظر إليهم ل يكلمهم ول ينظر إليهم ول يزكيهم ما معنى يزكيهم؟ يزكيهم أي يثني عليهم‪ .‬أنا أرى كل شيء لكن‬
‫ل أنظر‪ ،‬أنا رأيت كل هذا لكن ل يعنيني الذي يعنيني أنظر إليه بعين غير عين الرؤية هذا معنى رب العالمين فال يراهم كلهم لكن الملك عندما يكون‬
‫خمسين ستين واحد في مجلسه هو ل ينظر إليهم يراهم جميعا ولكن ينظر إلى واحد يتكلم معه هذا نظر فرب العالمين يرى الجميع ولكن بعض العباد‬
‫المتهمين وكلنا متهم يوم القيامة النبياء أنفسهم يشعرون بالخوف حينئذٍ لماذا الذين يشترون بعهد ال وأيمانهم ثمنا قليلً ال ل ينظر لهم ول يكلمهم ول‬
‫يزكيهم؟ لكن ما قال ول ينظر إليهم لماذا علماء السوء علماء الديان جميعا علماء السوء الذين حرفوا وأضلوا جمهورهم جعلوا من اليهود مشركين‬
‫العزير ابن ال وجعل قسم من النصارى مشركين قالوا المسيح ابن ال وجعل من المسلمين مشركين وطائفيين وحزبيين وناس تقتل ناس لماذا؟ لنهم‬
‫كتموا ما أنزل ال ناس بسطاء أميين بسطاء جدا يثقون بهذا العالِم بهذا المجتهد وإذا هذا الرجل لقاء المال القاسم المشترك بين كل الذين يحرفون‬
‫ن بِهِ َث َمنًا قَلِيلًا أُوَل ِئكَ مَا َي ْأكُلُونَ فِي بُطُو ِنهِمْ إِلّا النّارَ وَلَا‬ ‫شتَرُو َ‬ ‫ن مَا َأنْزَلَ اللّ ُه مِنَ ا ْل ِكتَابِ َويَ ْ‬ ‫ن َيكْ ُتمُو َ‬
‫وينحرفون بالديان بالمال الطمع بالمال (إِنّ اّلذِي َ‬
‫ن بِ َع ْهدِ اللّهِ) يعني يكذب‬ ‫شتَرُو َ‬‫ن يَ ْ‬‫ن اّلذِي َ‬‫ُيكَّل ُمهُمُ اللّ ُه يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ وَلَا يُ َزكّيهِمْ) ول ينظر إليهم لماذا؟ الذين يكتمون ما أنزل ال ما فيها هذه العقوبة بينما (إِ ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫إذا اتفق معك يخونك ما له كلمة مسموعة يحلف بال وباليمان ثم ينقض هذا كذبا وزورا وطمعا وكم نقض أيمان وكم نقض مواثيق! إلى أن تقوم‬
‫الساعة هناك واحد يشتري بعهد ال ويمينه ثمنا قليلً (أُوَل ِئكَ لَا خَلَاقَ َلهُ ْم فِي الَْآخِرَةِ وَلَا ُيكَّلمُهُمُ اللّهُ وَلَا َينْظُرُ إَِل ْيهِمْ) لهوانهم تافه ل يساوى شيء ‪.‬‬
‫السؤال الن فريقان في غاية السوء الذين يكتمون ما أنزل ال والذين يشترون بعهد ال ثمنا قليلً وأيمانهم ثمنا قليلً فئتين مجرمتين توعدها ال توعدا‬
‫عظيما وحده في سورة البقرة والخرى في آل عمران الفرق بين الفئتين إحداهما قال ل ينظر إليها وهم هؤلء أهل اليمان لتفاهتهم وهوانهم على ال‬
‫العلماء ل العلماء هؤلء أخطر جرما من هؤلء ل بد من أن ينظر ال فيهم حتى يرعبهم حتى يشعرهم بأنهم هالكون ول أمل لهم في النجاة ربما ذلك‬
‫الول ال لم ينظر إليه نظرة عقاب وقسوة فلعل له أمل لكن هذا الذي حرف الدين وأضل الناس وجعلهم طوائف وشيع وكفرهم بحيث كتم ما أنزل ال‬
‫آية واضحة فسرها لهم تفسيرا خسيسا ناس بسطاء فاقتنعوا به هذا الذي أضل هذا ال قال ل يكلمه ول يزكيه ل يوجه له كلما ول يثني عليه لكن ما‬
‫قال ل ينظر إليه لن نظر ال عز وجل على العبد يوم القيامة مختلف‪.‬‬
‫حينئذٍ نقول أن ال سبحانه وتعالى عندما حلف ول ينظر إليهم لكي يفرق بين جريمتين عظيمتين ولكن أحداهما أعظم جرما من الخرى رب العالمين‬
‫جعل هذا الذي يشتري بعهد ال ويمينه ثمنا قليلً أفضل من هذا الغبي الذي أضل الناس‪ .‬هذا هو الفرق بين آيتين إحداهما جاءت عقوبة ثالثة والخر‬
‫ما جاءت وهي (وَلَا َينْظُرُ إَِل ْيهِمْ) هذا هو المر‪.‬‬
‫آية (‪:)176‬‬
‫َ َ‬ ‫ك بِأ َي َّ‬
‫ختَلَفُوا ْ فِيي‬ ‫ن ال ّذِي َي‬
‫نا ْ‬ ‫قّي وَإ ِي ّ‬ ‫ب بِال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ل الْكِتَا َي‬ ‫ن الل ّي َ‬
‫ه نََّز َ‬ ‫*ميا دللة الوصيف بالبعييد فيى قوله تعالى (ذَل ِي َ‬
‫ق بَعِيدٍ (‪ )176‬البقرة)؟ ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫شقَا ٍ‬ ‫ب لَ ِ‬
‫في ِ‬ ‫الْكِتَا ِ‬
‫تأمل كيف وصف ال تعالى الشقاق بأنه بعيد ولم يصفه بكبير أو عظيم أو ما شابه ذلك من أوصاف وفي ذلك مجاز عقلي يعطينا عمقا آخر وتصورا‬
‫لبُعد صاخبه عن الوفاق وبيانا للهوّة الواسعة التي يسقط فيها أولئك المختلفون في الكتاب‪ .‬فالشقاق في القيم المنهجية السماوية هو هوّة كبيرة وإذا ما‬
‫وقع فيه البشر فلن يستطيعوا أن يُصلحوا فيما بينهم ومن هنا كانت شقة الخلف واسعة ل يقدر على حلها إل ال سبحانه وتعالى وهذا ما عبّرت عنه‬
‫الية بوصف الشقاق بأنه بعيد‪.‬‬
‫آية (‪:)177‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب (‪ )177‬البقرة) هييل هناك قراءة لكلميية البّر‬ ‫ِ‬ ‫ِيي‬ ‫ق وَال ْ َ‬
‫مغْر‬ ‫ِ‬ ‫ِيي‬ ‫شر‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫م ْ‬ ‫س الْبَِّر أن تُوَل ّوا ْ وُ ُ‬
‫جوهَك ُيي ْ‬
‫م قِب َ َ‬ ‫َ‬ ‫*(ل ّي ْيي‬
‫من ظُهُورِهَيا َول َييك ِ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َي‬
‫ن‬ ‫ن تَأتُوْا ْ الْبُيُو َي‬
‫ت ِي‬ ‫س الْبُِّر بِأ ْ‬
‫بالرفيع؟ وميا دللة الرفيع ودللة النصيب؟ وآيية أخرى (وَلَي ْي َ‬
‫ن اتَّقَى (‪ )189‬البقرة) فما الفرق؟‬ ‫الْبَِّر َ‬
‫م ِ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ب (‪:)177‬البر خبر ليس مقدّم لن خبر ليس يجوز تقديمه (وخبر كان كلها‬ ‫ق وَا ْل َمغْرِ ِ‬‫س ا ْلبِرّ أَن تُوَلّواْ وُجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَشْرِ ِ‬‫التعبير أصلً مختلف (ّليْ َ‬
‫أيضا يجوز تقديمه)وأن تولوا وجوهكم مصدر مؤول خبر ليس‪ ،‬خارج القرآن معناها ليس أن تولوا وجوهكم البر‪.‬‬
‫ن اتّقَى (‪ )189‬ل يصح في الية الثانية أن يقول ليس الب َر ل يصح لغة‪.‬هذه الباء تدخل‬ ‫ظهُورِهَا وَلَـكِنّ ا ْلبِرّ مَ ِ‬ ‫ت مِن ُ‬ ‫ن تَ ْأتُوْ ْا ا ْلبُيُو َ‬
‫س ا ْلبِرّ بِأَ ْ‬
‫الثانية (وََليْ َ‬
‫حكَمِ ا ْلحَا ِكمِينَ (‪ )8‬التين) ل تدخل الباء على السم‬
‫س بِظَلّمٍ لّ ْل َعبِي ِد (‪ )182‬آل عمران) (أََليْسَ اللّهُ ِبأَ ْ‬ ‫على الخبر ول تدخل على السم مثل‪( :‬وَأَنّ اللّهَ َليْ َ‬
‫أصلً‪ .‬الية الولى يمكن أن يقال فيها ليس البرُ أو ليس الب َر لنه يمكن أن يكون هناك تقديم وتأخير لكن الية الثانية ل يمكن لنه ما دام عندا (الباء)‬
‫الباء تدخل على الخبر حتما مزيدة على الخبر ول تزاد في السم هذا قياس يعني متى ما شئت إفعل في خبر (ليس)‪ ،‬فإذن ل يمكن أن ننصب البرّ‬
‫لنه دخلت الباء فاقتضى أن تكون الباء داخلة على خبر (ليس) ول يمكن غير ذلك‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ظهُورِهَا (‪))189‬‬ ‫ت مِن ُ‬ ‫ب (‪ ))177‬و (وََليْسَ ا ْلبِ ّر بِأَ ْ‬
‫ن تَ ْأتُوْاْ ا ْل ُبيُو َ‬ ‫الفرق بين آيتين في سورة البقرة (ّليْسَ ا ْلبِرّ أَن تُوَلّواْ ُوجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَشْ ِرقِ وَا ْل َمغْرِ ِ‬
‫ليس فعل ماضي ناقص من أخوات كان والمفروض أن يقال ليس الب ّر إسم ليس مرفوع وإنما قال (ليس البرّ) فلماذا قال مرة (ليس البرّ) ومرة قال‬
‫(ليس البرّ)؟ ونحن نعلم أن ليس ترفع الول وتنصب الثاني هذه قاعدة نحوية معروفة فلماذا رفع إسم ليس وقدّمه في آية وفي آية أخرى أخّر السم‬
‫وقدم الخبر المنصوب وقال (ليس الب ّر بأن تولوا)؟ ما هو السر في هذا التعبير البلغي الذي اختلف من آية إلى آية وكان يمكن أن تأتي اليتان (ليس‬
‫البرّ) أو (ليس البرّ) فلماذا جاءت مرة على طبيعتها (ليس البرّ) قدّم إسم ليس وهو مرفوع ومرة أخّر إسم ليس وقدّم خبرها وهو منصوب (وليس البرّ)‬
‫فل بد أن يكون لهذا حكمة‪ .‬عندما يقدم المولى سبحانه وتعالى فل بد أن يكون لهذا حكمة‪.‬‬
‫حبّهِ ذَوِي‬
‫ل عَلَى ُ‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ الخِ ِر وَا ْلمَلئِكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَال ّن ِبيّينَ وَآتَى ا ْلمَا َ‬ ‫ن آمَ َ‬‫ل ا ْلمَشْرِقِ وَا ْل َمغْرِبِ وَلَـكِنّ ا ْلبِ ّر مَ ْ‬‫(ّليْسَ ا ْلبِ ّر أَن تُوَلّواْ وُجُو َه ُكمْ ِقبَ َ‬
‫ن فِي ا ْلبَأْسَاء‬‫ن ِب َعهْدِهِمْ ِإذَا عَا َهدُواْ وَالصّابِرِي َ‬ ‫سبِيلِ وَالسّآئِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّلةَ وَآتَى ال ّزكَاةَ وَا ْلمُوفُو َ‬ ‫الْقُ ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينَ وَابْنَ ال ّ‬
‫ن (‪ )177‬البقرة) باختصار شديد كان ه ّم اليهود والنصارى وفرحهم الشديد واغتباطهم‬ ‫ص َدقُوا وَأُولَـ ِئكَ ُهمُ ا ْل ُمتّقُو َ‬
‫والضّرّاء َوحِينَ ا ْل َبأْسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫العظيم وقضيتهم الكبرى أن يتوجهوا بالصلة إلى بيت المقدس وكأن هذا هو كل دينهم وما هو إل شعيرة من الشعائر (الدين المعاملة) والمسلمون‬
‫سمَاء فََلنُوَّل َيّنكَ ِقبْلَ ًة تَرْضَاهَا (‪ )144‬البقرة) فلما رب العالمين قال‬ ‫ج ِهكَ فِي ال ّ‬ ‫كان كل همّهم أن يغيّر ال تعالى القِبلة إلى المسجد الحرام ( َقدْ نَرَى تَقَلّبَ َو ْ‬
‫ث مَا كُنتُ ْم فَوَلّواْ وُجُوِ َه ُكمْ شَطْ َرهُ) فرح المسلمون واغتبطوا وكأن هذه هي قضية السلم والدين‪ ،‬رب العالمين‬ ‫حيْ ُ‬‫جدِ الْحَرَامِ َو َ‬ ‫ج َهكَ شَطْرَ ا ْل َمسْ ِ‬
‫(فَوَلّ َو ْ‬
‫يخاطب الجميع المسلمين واليهود والنصارى أن ليس هذا هو البر‪ .‬البر طبعا يطلق على كل عمل فيه أجر وكل العمال التي تؤجر عليها تسمى بِرّا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫جحِي ٍم (‪ )14‬النفطار) مقابل البرار الفجار الذين كل عملهم سيء‪ .‬البر هو‬ ‫وهناك أبرار وهناك مجرمون (إِنّ ا ْلَأبْرَارَ َلفِي َنعِي ٍم (‪ )13‬وَإِنّ ا ْلفُجّارَ َلفِي َ‬
‫العمل الصالح‪ ،‬أما أن توجه نفسك أين تصلي فرب العالمين في كل مكان (فََأ ْينَمَا تُوَلّو ْا َفثَمّ وَجْهُ اللّهِ (‪ )115‬البقرة)‪ ،‬هذه شعيرة أنت تصلي لبيت‬
‫المقدس وأنت تصلي للكعبة‪ ،‬أنتم فرحون جدا كأن هذه هي قضية البر من توجه إلى بيت المقدس فكأن ال سيغفر له كل زلل لنها هذه العبادة‬
‫العظمى‪ ،‬أبدا وإنما هي شعيرة من الشعائر وأي عبادة من العبادات الخرى من أنواع البر الخرى أكثر أجرا وأنتم يا مسلمين تتوجهون إلى الكعبة‬
‫حبّهِ ذَوِي الْ ُق ْربَى‬
‫ل عَلَى ُ‬
‫ن آمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِرِ وَا ْلمَل ِئكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَال ّنبِيّينَ) هذه عقيدة ثم (وَآتَى ا ْلمَا َ‬ ‫ليس هذا هو البر وإنما البر (وَلَـكِنّ ا ْلبِ ّر مَ ْ‬
‫سكِينًا َو َيتِيمًا وَأَسِيرًا (‪ )8‬النسان)‬ ‫حبّ ِه مِ ْ‬‫طعَا َم عَلَى ُ‬ ‫ط ِعمُونَ ال ّ‬ ‫سبِيلِ وَالسّآئِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ) على حبّه مثل قوله تعالى ( َويُ ْ‬ ‫وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينَ وَابْنَ ال ّ‬
‫على حبه ل يعني أنك تعطي ما بقي من طعامك للفقراء أو المحتاجين فمن يطعم الناس بعد أن يشبع كمن يطعم الناس قبل الموت بدقائق وهو يحتضر‬
‫قال أنفقوا أموالي‪ ،‬ل قال (على حبه) أنت تعطي من المال ل تعطي الناس بعد أن تشبع أنت‪( .‬وََأقَامَ الصّلةَ) أقام الصلة ليس صلّى يعني من أتم‬
‫ركوعها وسجودها وخشوعها (وَآتَى ال ّزكَاةَ) تلك أتى المال ليس زكاة ولك أتى المال في المناسبات تبرعات وإنفاق وذكر الصناف التي ل ينبغي أن‬
‫تغفل عنهم لن كل إنسان في ظل صدقته يوم القيامة فالصدقة تطفئ غضب الرب وتشفي المريض وتأتي بالرزق والصدقات لها نتائج كبيرة يوم‬
‫ن ِبعَ ْهدِهِمْ ِإذَا عَا َهدُواْ) الوفاء بالعهد‪( ،‬وَالصّابِرِينَ فِي ا ْلبَأْسَاء والضّرّاء َوحِينَ ا ْلبَأْسِ) في الفقر في الجوع في الحرب فيك صبر لنك‬ ‫القيامة‪( ،‬وَا ْلمُوفُو َ‬
‫متوكل على ال‪ ،‬البر التعامل والدين المعاملة‪ .‬أنتم فرحون أنكم تصلون إلى بيت المقدس وغيركم يصلون إلى البيت الحرام ليس هنالك ضرورة لن‬
‫تصلي لبيت المقدس ولكن ل بد لك من جهة ولو شاء رب العالمين أن يغيّر لكنه ل يغيّر ويقول الزنا حلل أو البخل جيد‪ .‬البر هو العبادات التي‬
‫يكون لها القدح المعلّا يوم القيامة ولذلك يتكلم ال تعالى عن البرار الذين كان عملهم كله من البر‪ ،‬أعمالهه أخلقهه صفاتهه كظم غيظ هذا الذي هو‬
‫البر ل يتعلق بأن تولي وجهك نحو المشرق والمغرب (ّليْسَ ا ْلبِرّ أَن تُوَلّواْ ُوجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَشْ ِرقِ وَا ْل َمغْرِبِ) إعرابها‪ :‬البرّ إسم ليس مقدّم‪( ،‬أن) ناصبة‬
‫مصدرية وتولوا فعل مضارع منصوب بأن والمصدر (أن تولوا) إسم ليس‪ .‬في اللغة العربية المصدر المؤول أقوى معرفة من المعرّف باللم إذن‬
‫كلمة الب ّر معرفة لكن تعريفها أقل من تعريف المصدر (التولية) ليس الب ّر توليتُكم وجوهكم قبل المشرق والمغرب‪ ،‬فجعل التولية هي الساس المشكلة‬
‫في هذه الية العقدة المطروحة توليتكم وجوهكم قبل المشرق والمغرب فرحين بها كأنها هي الدين كله‪ ،‬ليس هذا البر‪ ،‬تولية وجوهكم إلى الكعبة أو‬
‫بيت المقدس ما هي إل شعيرة من الشعائر وأنت تتساوى عندك إذا قلنا لك صلّ يمينا أو شمالً أو إلى المام أو إلى الخلف يتساوى عندك هذا لكن‬
‫الذي ل يتساوى بين الناس هو اليمان بال واليوم الخر وملئكته ورسله وكتبه هذه عقيدة‪ ،‬تلفّت حولك الن في هذا اليوم بعد ‪ 15‬قرنا من السلم‬
‫وبعد سبعين قرنا من المسيحية واليهودية كم واحد يؤمن بال واحدا وباليوم الخر يقينا والكتاب والنبيين؟ قلة من امسلمين هم الوحيدون على وجه‬
‫حدٍ مّن رّسُلِ ِه (‪ )285‬البقرة) وليس هناك أحد غير هذه المة‬ ‫ق َبيْنَ َأ َ‬ ‫ل آمَنَ بِاللّهِ َومَل ِئكَتِهِ َو ُكتُبِهِ وَ ُرسُلِ ِه لَ ُنفَرّ ُ‬ ‫ن كُ ّ‬‫الرض الذين يؤمنون (وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫يؤمنون بالنبيين كل واحد يؤمن بنبيّه وهذا مقتل من مقاتل العقيدة في كل دين‪ .‬التولية جعلها إسم ليس لنها أهم من الخبر (ليس البر أن تولوا‬
‫وجوهكم) رب العالمين يعالج في هذه الية مسألة توليكم إلى المشرق والمغرب الذي اعتبرتوه كل شيء فإذن صار (أن تولوا) المصدر المؤول هو‬
‫إسم ليس والبرّ هو الخبر‪ .‬إذن البرّ خبر ليس منصوب و(أن تولوا) في محل رفع إسم ليس وصار إسم ليس لهميته يعني ليست التوليةُ البرّ‪ ،‬ليست‬
‫توليتُكم وجوهكم قِبل المشرق والمغرب البرّ إنما البر أن تؤمن بال واليوم الخر وملئكته والكتاب والنبيين‪.‬‬
‫ن (‪ )189‬البقرة) كان من‬ ‫ت مِنْ َأبْوَا ِبهَا وَاتّقُواْ اللّهَ َلعَّل ُكمْ ُتفْلِحُو َ‬
‫ظهُورِهَا َولَـكِنّ ا ْلبِ ّر مَنِ اتّقَى وَ ْأتُو ْا ا ْل ُبيُو َ‬ ‫ت مِن ُ‬ ‫ن تَ ْأتُوْاْ ا ْل ُبيُو َ‬
‫س ا ْلبِ ّر بِأَ ْ‬
‫الية الثانية (وََليْ َ‬
‫عادة العرب أنه إذا سافر يخرج من خلف البيت عندهم تقاليد بعض الخرافات فقال رب العالمين (ليس البرّ) هنا البرّ وليست التولية قبل المشرق‬
‫ل ل هذا ول هذا‪ ،‬أنتم هنا ليس عندكم بر نهائيا‪ ،‬هناك البر موجود ولكنهم كانوا يظنون أن هذا كون‬ ‫والمغرب أنت مشكلتكم أن البر ما عندكم أص ً‬
‫هذا‪ ،‬في الية الولى هناك نوعان من البر بر عظيم وبر أقل‪ ،‬البر العظيم هو التعامل مع الخر والبر القل هو التوجه نحو الكعبة أو بيت المقدس أما‬
‫في الية الثانية فليس عندهم بر أصلً‪ ،‬ما معنى أن تدخل من خلف الكعبة أو تطوف عريانا أو غيره من الخرافات والتطير أفكار كانوا يتصوروها‬
‫من الدين‪ .‬إذن (ليس البرّ) المشكلة في البر وليس في تولية الوجوه‪ ،‬البر نفسه فيه مشكلة وأدخل الباء على الخبر (بأن تأتوا) لما دخلت الباء على‬
‫الجواب تعين أن يكون هذا خبر ليس هذه قضية نحوية معروفة‪.‬‬
‫حب ّ ِيهِ ذ َوِي الْقُْرب َيى‬
‫ل عَلَى ُ‬ ‫*لم قال سيبحانه (على حبيه) ولم يقيل وهيو يحبيه فيى قوله تعالى (وَآت َيى ال ْ َ‬
‫ما َ‬
‫ل)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ن ال َّ‬
‫سبِي ِ‬ ‫ن َواب ْ َ‬
‫ساكِي َ‬ ‫مى َوال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫وَالْيَتَا َ‬
‫تأمل كيف قال سبحانه (على حبه) ولم يقل وهو يحبه لن (على) أفادت التمكن من حب المال وشدة التعلق به فنبّه بها على أبعد أحوال التعلق بالمال‪.‬‬
‫فإذا كنت في حالة شدة حبك للمال تنفقه في سبيل ال وأنت مرتاح النفس فكيف بك في أحوالك الخرى؟‬
‫*مييا دللة نصييب (الصييابرين) فييي قوله تعالى (والصييابرين فييى البأسيياء و الضراء و حييين البأس ) ؟‬
‫( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا يُسمّى القطع والقطع يكون في الصفات أو العطف إذا كان من باب الصفات‪ .‬القطع يكون للمر المهم‪ .‬فالقطع موجود في اللغة‪ ،‬في الصفات يكون‬
‫القطع مع المرفوع للمنصوب ومع المنصوب للمرفوع ومع المجرور للمرفوع‪ .‬والية موضع السؤال هي من القطع يقطع من الصفات لهمية‬
‫خصّ أو أمدح ويسمى مقطوع على المدح أو الذم‪ .‬وفي الية (الصابرين) مقطوعة وهي تعني أخص أو‬ ‫ل به بمعنى أ ُ‬ ‫المقطوع والمقطوع يكون مفعو ً‬
‫أمدح الصابرين‪ .‬وكأننا نسلّط الضوء على المقطوع فالكلمة التي نريد أن نركّز عليها أو نسلّط عليها الضوء نقطعها‪.‬‬
‫من باب الصفات ما دلّ على المدح أو الذم أو الترحّم ويكون الضمار وجوبا‪.‬‬
‫حبّهِ‬
‫ل عَلَى ُ‬ ‫ل ا ْلمَشْرِقِ وَا ْل َمغْرِبِ وََلكِنّ ا ْلبِ ّر مَنْ َآمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الَْآخِرِ وَا ْلمَلَا ِئكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَال ّن ِبيّينَ وََآتَى ا ْلمَا َ‬
‫قال تعالى (َليْسَ ا ْلبِ ّر أَنْ تُوَلّوا وُجُو َه ُكمْ ِقبَ َ‬
‫ن ِب َعهْدِهِمْ ِإذَا عَا َهدُوا وَالصّابِرِينَ فِي ا ْلبَ ْأسَاءِ‬ ‫سبِيلِ وَالسّائِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّلَاةَ َوَآتَى ال ّزكَاةَ وَا ْلمُوفُو َ‬ ‫ذَوِي الْقُ ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينَ وَابْنَ ال ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن (‪ )177‬البقرة) الصابرين منصوبة ركّز عليها وقطع ولم يقل الصابرون معطوفة على‬‫ص َدقُوا َوأُوَل ِئكَ ُهمُ ا ْل ُمتّقُو َ‬
‫وَالضّرّاءِ َوحِينَ ا ْل َبأْسِ أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫الموفون عطف على خبر لكنّ لن الصابرين يكونون في الحرب والسلم وفي البأساء وهي عموم الشدة والصابة في الموال والضرّاء في البدن‬
‫والدين كله صبر فقطع الصابرين لهميتها‪.‬‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫ك ال ّذِي َ‬
‫ن‬ ‫س أوليئ ِ‬
‫ن البَأ ِ‬
‫حي َ‬ ‫ن فِي الْبَأ َ‬
‫ساء وال َّ‬
‫ضَّراء وَ ِ‬ ‫* ما الفرق بين البأساء والضراء في الية (وَال َّ‬
‫صابِرِي َ‬
‫ن (‪ )177‬البقرة) ؟السامرائى‬ ‫متَّقُو َ‬
‫م ال ْ ُ‬ ‫صدَقُوا وَأُولَيئ ِ َ‬
‫ك هُ ُ‬ ‫َ‬
‫البأساء معناها البؤس والشدة والحرب والمشقة‪ .‬البؤس وما فيه من الفقر المشقة والشدة والبأساء بمعنى الحرب أيضا‪ .‬الضراء المرض والوجاع في‬
‫البدان وما يصيب الموال أيضا‪ ،‬الصابة في البدان من مض وأوجاع والصابة في الموال‪ .‬البأساء في الشدة والمشقة عموما في الحرب وغيرها‬
‫والضراء إما إصابة في البدن من مرض وغير ذلك وإما إصابة في الموال‪.‬‬
‫ن اتَّقَى ) و ل َ‬
‫م لم يقل‪ :‬لكن البر أن تؤمنوا باعتبار أن البر هو‬ ‫ن الْبَِّر َ‬
‫م ِ‬ ‫*ما تفسير قوله تعالى (وَلَك ِ َّ‬
‫اليمان ل المؤمن وليناسب الجزء الول من الية الذي أتى بالخبر مصدرا؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل عَلَى‬ ‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ الْآخِ ِر وَا ْلمَلئِكَةِ وَا ْل ِكتَابِ وَال ّن ِبيّينَ وَآتَى ا ْلمَا َ‬
‫ن آمَ َ‬
‫ن تُوَلّوا ُوجُو َهكُ ْم ِقبَلَ ا ْلمَشْ ِرقِ وَا ْل َمغْرِبِ َوَلكِنّ ا ْلبِرّ مَ ْ‬ ‫قال تعالى‪َ" :‬ليْسَ ا ْلبِرّ أَ ْ‬
‫ن فِي‬‫ن ِب َعهْدِهِمْ ِإذَا عَا َهدُوا وَالصّابِرِي َ‬ ‫سبِيلِ وَالسّائِلِينَ َوفِي ال ّرقَابِ وََأقَامَ الصّلةَ وَآتَى ال ّزكَاةَ وَا ْلمُوفُو َ‬ ‫حبّهِ ذَوِي الْقُ ْربَى وَا ْل َيتَامَى وَا ْلمَسَاكِينَ وَابْنَ ال ّ‬‫ُ‬
‫ص َدقُوا وَأُوَل ِئكَ ُهمُ ا ْل ُمتّقُونَ" (البقرة‪)177:‬‬ ‫ا ْلبَأْسَاءِ وَالضّرّاءِ وَحِينَ ا ْلبَ ْأسِ أُوَل ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫ت مِنْ َأبْوَا ِبهَا وَاتّقُوا اللّهَ‬ ‫ظهُورِهَا وََلكِنّ ا ْلبِ ّر مَنِ اتّقَى وَ ْأتُوا ا ْل ُبيُو َ‬ ‫ت مِنْ ُ‬ ‫ن تَ ْأتُوا ا ْل ُبيُو َ‬
‫ي مَوَاقِيتُ لِلنّاسِ وَا ْلحَجّ وََليْسَ ا ْلبِ ّر بِأَ ْ‬ ‫ك عَنِ الْأَهِلّ ِة ُقلْ ِه َ‬‫سأَلو َن َ‬
‫"يَ ْ‬
‫َلعَّلكُ ْم ُتفْلِحُونَ" (البقرة‪)189:‬‬
‫جاء في الية بالمصدر المؤول (أن تولوا = التولية )‪ ،‬فافترض بعضهم أن يستعمل المصدر في الجزء الثاني من الية أيضا ليتناسب مع المصدر‬
‫في بدايتها فيقول‪ :‬ولكن البر أن تؤمنوا‪ ،‬وكذلك في الية الثانية‬
‫الجواب‪ :‬في لغة العرب يمكن أن يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه كما في قوله تعالى‪" :‬واسأل القرية"‪ ،‬ففيها مضاف محذوف (واسأل أهل‬
‫القرية) فحذف كلمة (أهل) وجعل كلمة (قرية) مكانها‪ ،‬وأخذت موقعها العرابي‪.‬‬
‫فعندما يقول‪" :‬ولكنّ البِ ّر مَن اتّقى" كأن هذا المتقي صار هو البر بعينه‪ .‬فالبِر الحقيقي هو هذا الذي وصفناه بهذه الكلمة‪ ،‬البر هو هذا الذي اتقى أو‬
‫هذا الذي توفرت فيه هذه الصفات‪.‬‬
‫ولو عدنا إلى الية لتوقفنا فيها أكثر من وقفة‬
‫ـ هدف الية‬
‫ـ الفراد في الصفات ثم الجمع‬
‫ـ نصب الصابرين‬
‫ـ الرق والسلم‬
‫ـ توجيه رباني من الية الثانية‬
‫أصل الكلم في اليتين هو قضية أي قبلة أولى بالتجاه نحوها؟ في أي اتجاه يكون البر ؟‬
‫ن تولوا وُجوهَكم"‬ ‫والقرآن يريد أن يبين لمن يسمعه سواء أكان من المسلمين أو من غيرهم ما البر الحقيقي؟ فقال‪" :‬لَيسَ البرّ أ ْ‬
‫نلحظ أنه استعمل الفعل المضارع بمعنى التحول والتحرك أي تولية الوجه‪ ،‬ووصف البر بأنه من تتمثل فيه هذه الصفات‪ ،‬وهي من اليات الجامعة‬
‫تبين لنا أن البر يكون ممثل كامل في هذا النسان المتصف بهذه الصفات‪.‬‬
‫وتمضي الية تعدد صفاته‪:‬‬
‫ـ اليمان بال بكل ما يقتضيه من تطبيق ومن اعتقاد‬
‫ـ ثم انتقل إلى الغيبيات من اليمان باليوم الخر والملئكة‬
‫ـ والكتاب‪ :‬ونلحظ استعمال الجنس (الكتاب) أي جنس الكتاب‪.‬‬
‫ـ والنبيين‪ :‬استعمل النبيين دون المرسلين لن النبوة أوسع من الرسالة‪ ،‬فكل رسول نبي‪ ،‬وليس كل نبي رسول‪،‬‬
‫ـ ثم انتقل إلى المعاملت ‪" :‬وآتى المال على حبه"‬
‫ـ ثم بين نوع اليتاء‪ ،‬فهو ليس من الفرض‪.‬‬
‫ـ وبين الفئات التي يصلها العطاء وتستحقه‪ ،‬فبدأ بذوي القربى من باب حرصه على الرحام‪ ،‬وثنى باليتامى ثم بالمساكين الذ ين يحتاج المرء إلى‬
‫البحث عنهم ليعرفهم‪ ،‬وهذا من التوجيهات الجتماعية القرآنية في الرعاية المالية‪ ،‬ثم ذكر ابن السبيل ليطمئن المسلم على نفسه أنى كان فإذا انقطع به‬
‫المال فى سفر فإن له حقا في هذا المال‪ ،‬وذكر السائلين (من سأل بال فأعطوه) فل يبحث المرء أمحتاج هذا السائل أم ل؟ما دام يسأل فعلي أن أعطي‬
‫إن كنت قادرا‪ ،‬والسائلون ليسوا هم المساكين‪ .‬ثم ختم بالرقاب‪ ،‬وهذه الكلمة يثيرها بعض من لم يطلعوا على حقيقة السلم شبهةً ضده فيقولون‪ :‬إن‬
‫السلم يقر الرق ويدعو إلى العبودية‪ .‬والحقيقة هي أن السلموأبقى منفذا واحدا للرق وهو (رقيق الحرب) ثم فتح أبوابا لخراج العبد من حالة‬
‫عبوديته بالصدقات والكفارات والترغيب في العتق‪ ،‬وبابا آخر وهو(المكاتبة) فيحق لكل فرد من الرقيق أن يذهب إلى القاضي ويطلب مكاتبة سيده‪،‬‬
‫فيرغمه القاضي على المكاتبة إلى أن يتخلص العبد من الرق‪.‬وهو من مصارف النفاق الطوعي (وفي الرقاب)‪.‬‬
‫ـ "وأقام الصلة" فانقل بعد ذلك إلى تهذيب النفس وصلتها بال‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ـ "وآتى الزكاة" وهذا تأكيد على أن النفاق المالي المتقدم ليس من الفرض والزكاة‪ ،‬فالزكاة مال تجمعه الدولة وتتولى إنفاقه في مصارفه‪ ،‬أما المذكور‬
‫سابقا فإنفاق شخصي يختلف عن هذا‪ .‬وفي أيامنا تركت دول كثيرة جمع الزكاة إلى الناس أنفسهم وهذا امتحان لهم‪.‬‬
‫ثم نلحظ انتقال الحديث إلى الجمع‪ ،‬فالكلم المتقدم إلى الن فردي‪ ،‬وقد تقدمت (مَن) وهي تحتمل الجمع والفراد‪ ،‬فبدأ بالفراد (اليمان ـ النفاق‬
‫الفردي من رعاية ذوي القربى واليتامى والنفاق على المساكين‪ ،‬والصلة والزكاة )‬
‫ثم انتقل إلى العمل الجماعي لن (من) تجمع الثنين الفراد والجمع‬
‫ففي العمل الجماعي ذكر الوفاء بالعهد‪ ،‬ويجوز أن نقول (نحترم من يفي بعهده ـ ومن يفون بعهدهم) لنها تصدق على الواحد والكثرة‪.‬‬
‫وقد جعل الوفاء بالعهد عاما ليشمل وفاء المجتمع بالعهد‪ ،‬والفرد جزء من المجتمع ‪ ،‬فأي فرد من المسلمين يكن أن يعاهد عن بقية المسلمين‪ ،‬وهم‬
‫جميعا ملزمون بالوفاء بعهده (يسعى بذمتهم أدناهم)‪.‬‬
‫والوفاء بالعهد ليس سهل على المرء في مواطن كثيرة‪ ،‬إذ يصعب على النفس‪ ،‬وقد تشعر أن فيه هضما لحقها‪ ،‬ونتذكر جميعا كيف كان المسلمون‬
‫يأتون من مكة إلى الرسول عليه الصلة والسلم فيردهم وفاء لعهده مع المشركين في صلح الحديبية‪.‬‬
‫ـ والصابرين‪ :‬وهنا قد يقال إن العطف يقتضي الرفع‪ ،‬وهذا قد يجوز في غير القرآن‪ ،‬ولكن الصبر هنا له منزلة عالية في البأساء والضراء‪ ،‬فنصبها‬
‫إشارة إلى تخصص الصابرين وتمييزهم بين المذكورين‪ ،‬وتقديرا لفعل محذوف (أخص الصابرين)‪.‬‬
‫(أولئك الذين صدقوا) جاء باسم الشارة (أولئك)للبعيد ليقول إن على المسلم أن يسعى ليكون مثلهم ويصل إليهم وإلى هذه الصفات‪.‬‬
‫(وأولئك هم المتقون)والسؤال هنا لم جاء بالضمير (هم)؟‬
‫(هم) ضمير فصل يؤتى به ليميز بين الخبر والصفة‪ ،‬وفيه أيضا معنى التوكيد‪ ،‬ونفي الوصفية التي قد تفهم إن حذف الضمير‪ ،‬فأثبت لهم الخبرية‬
‫توكيدا وتخصيصا‪.‬‬
‫ي مَوَاقِيتُ لِلنّاسِ وَا ْلحَجّ وََليْسَ ا ْلبِرّ‬
‫ك عَنِ الْأَهِلّ ِة ُقلْ ِه َ‬
‫سأَلو َن َ‬
‫جاء بعد كل الصفات المتقدمة بوصف المتقين‪ ،‬وهذه الصفة هي نفسها في الية الثانية "يَ ْ‬
‫ت مِنْ َأبْوَابِهَا وَاتّقُوا اللّهَ" فبدأ بكلمة التقوى لليجاز‪.‬‬‫ن اتّقَى وَ ْأتُوا ا ْل ُبيُو َ‬
‫ظهُورِهَا وََلكِنّ ا ْلبِ ّر مَ ِ‬
‫ن تَ ْأتُوا ا ْلبُيُوتَ مِنْ ُ‬
‫بِأَ ْ‬
‫والقرآن الكريم قد يجاري السائل أحيانا على طريقته في السؤال‪ ،‬فهؤلء قد سألوا الرسول عليه الصلة والسلم عن الهلة‪ : ،‬ما هي؟ ما فوائدها؟‬
‫ي مَواقيتُ للنّاسِ وَالحَج"‬ ‫فجاء الجواب مختصرا "ه َ‬
‫وقد كان بعض النصار إذا رجع من الحج فل يدخل من باب الدار‪ ،‬وإنما يأتي من ظهرها ويدخل‪ .‬فتقول له الية إن البر ليس بهذا العمل‪ ،‬وقد يكون‬
‫المر من باب توجيه المجتمع المسلم بأل يعكس المور بأن يسأل عن المسائل الصغيرة ويترك القضايا الجوهرية‪ ،‬فبدل السؤال عن الهلة فليتبصروا‬
‫في خلق ال عز وجل في هذا الهلل كيف يكون وكيف يصير؟‬
‫آية (‪:)178‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حُّر‬‫ص ف ِي الْقَتْلَى ال ْ ُ‬ ‫صا ُ‬‫م الْق ِ َ‬‫ب عَلَيْك ُ ُ‬ ‫منُوا كُت ِ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫* ما هو تفسير الية ‪ 178‬في سورة البقرة (ي َا أيُّه َا ال ّذِي َ‬
‫َ‬ ‫م نْي أ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫سا ٍ‬‫ح َي‬ ‫ف وَأدَا ٌء إِلَي ْيهِ بِإ ِ ْ‬
‫معُْرو ِي‬ ‫يءٌ فَاتِّبَاع ٌي بِال ْ َ‬‫ش ْ‬ ‫خيه ِي َ‬ ‫ه ِ‬‫ي ل َي ُ‬ ‫حّرِ وَالْعَبْد ُ بِالْعَبْدِ وَاْلنْث َيى بِاْلنْث َيى فَ َ‬
‫م نْي عُفِي َ‬ ‫بِال ْ ُ‬
‫َ‬
‫م )؟ وميا الوجيه البلغيي فيي هذا‬ ‫ب ألِي ٌي‬ ‫ه عَذ َا ٌي‬ ‫ك فَل َي ُ‬ ‫ن اعْتَدَى بَعْد َ ذَل ِي َ‬ ‫ة فَ َ‬
‫م ِي‬ ‫م ٌ‬‫ح َ‬
‫م وََر ْ‬ ‫ن َربِّك ُي ْ‬
‫م ْي‬
‫ف ِ‬‫خفِي ٌي‬ ‫ك تَ ْ‬‫ذَل ِي َ‬
‫التقسيم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هل إذا قتل ح ٌر عبدا ل يؤخذ به؟ وإنما يقول أعطونا ثمنه؟ هنا نقول في كثير من اليات ينبغي الرجوع إلى سبب النزول‪ .‬نحن عندنا قاعدة عامة‬
‫(ولكم في القصاص حياة) هذه القاعدة العامة‪ .‬كان هناك ثأر بين حييّن من أحياء العرب أسلموا قبل أن تُفضّ المشكلة وأحدهما كان قويا متجبرا فقبل‬
‫أن يدخلوا في السلم كانوا يقولون العبد منّا بالح ّر منهم والمرأة منّا بالرجل منهم حتى نصطلح وإل الحرب مستمرة هكذا من التجبر والحرب مستمرة‬
‫فلما دخلوا في السلم بقوا على حالهم وعلى قولهم فنزلت الية‪ :‬نعم في القصاص حياة لكن الحر بالحر والعبد بالعبد والنثى بالنثى‪ .‬انظروا كم من‬
‫أحراركم ُقتِل وأحرارهم ُقتِل؟ هذه بهذا والفارق تدفع عنهم الديّة وكذلك للعبيد وللنساء حتى تحل المشكل وهو مشكل مؤقت لكن تبقى القاعدة عامة‬
‫(ولكم في القصاص حياة) القصاص عامة ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ف ِي الْقَتْلَى (‪ )178‬البقرة) ما الحكمةمن بناء الفعل (كُت ِ َ‬
‫ب)‬ ‫م الْق ِ َ‬
‫صا ُ‬ ‫ب عَلَيْك ُ ُ‬
‫منُوا ْ كُت ِ َ‬ ‫*(ي َا أيُّه َا ال ّذِي َ‬
‫نآ َ‬
‫هنا للمجهول؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ص فِي ا ْل َقتْلَى (‬ ‫صيَا ُم (‪ )183‬البقرة) (يَا َأّيهَا اّلذِي نَ آ َمنُو ْا ُكتِ َ‬
‫ب عََل ْيكُ مُ الْ ِق صَا ُ‬ ‫عَليْكُ مُ ال ّ‬
‫المور المستكرهة يبنيها ربنا للمجهول (يَا َأّيهَا اّلذِي نَ آ َمنُو ْا ُكتِ بَ َ‬
‫ب عََل ْيكُ مُ ا ْل ِقتَالُ وَهُ َو كُ ْر هٌ ّلكُ ْم (‪ )216‬البقرة) في الشياء الصعبة المستكرهة والمشقة يبني الفعل للمجهول مع أنه كله بقدر ال عز‬ ‫‪ )178‬البقرة) (كُتِ َ‬
‫وجل لكن ل ينسبه لنفسه وهذا خط عام في القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)179‬‬
‫* ما القيمة الفنية لقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫هذه فيها مقالت طويلة حتى كتب مصطفى صادق الرافعي "كلمة مؤمنة في الرد على كلمة كافرة" بعضهم قال العرب تقول‪ :‬القتل أفنى للقتل‪ ،‬فكتب‬
‫في الفرق العظيم بين قولهم القتل أفنى من القتل التي فيها دماء وبين قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة) التي فيها حياة وتلك فيها دماء‪ .‬والسيوطي‬
‫ذكر عشرين فرقا في كتابه المزهر في اللغة والرافعي زاد عليه‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن (‪ )179‬البقرة)‪ .‬كلمة القِصاص مأخوذة من فعل قصّ يقصّ‪ .‬في الصل القص هو‬ ‫حيَا ٌة يَا أُولِي ا ْلأَ ْلبَابِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬
‫الية بتمامها (وََلكُ ْم فِي الْ ِقصَاصِ َ‬
‫ص إل بعد أن يوضع عليها خط أين يقص‪.‬الذي‬ ‫القطع‪ ،‬أوالقص تتبّع الثر تحديدا‪ ،‬الثر الذي قد يكون خطا ومنه قصّ الثوب لن الثياب لم تكن تُق ّ‬
‫يقص بالمقص هو يتتبع أثرا‪ .‬القِصاص من قصّ يقص قِصاصا ومقاصّة‪.‬‬
‫سنّة العرب في كلمها‪( .‬لكم في القصاص حياة) السلم يريد‬ ‫القِصاص لكم فيه حياة‪ .‬أي حياة للمجتمع‪ .‬وكلمة (حياة) جاءت نكِرة فأخّرها على ُ‬
‫مجتمعا هانئا‪ ،‬آمنا فذكر القِصاص‪ .‬أما مقولة (القتل أنفى للقتل) هذه كلمة‪ ،‬مقولة عربية يوازنوها أحيانا بـ (ولكم في القصاص حياة) ويبينون معايب‬
‫هذه الكلمة التي تبدو لول وهلة جميلة (القتل أنفى للقتل) ولكن عندما ندقق في الية نجد سمو التعبير (ولكم في القصاص حياة)‪ .‬أما (القتل أنفى للقتل)‬
‫يقول بعضهم أنها كلمة جاهلية وحتى لو كانت جاهلية تحمل رائحة الدم وليس فيها رائحة بناء المجتمع‪ .‬أما كلمة (القصاص حياة) كلمة موجزة‪.‬‬
‫القصاص فيه حياة للمجتمع‪ .‬القصاص لم يحدد القتل وإنما هو عدالة‪ .‬لما تقول قصاص أي أنت تتتبّع الذي فعله المخالِف تقصّ فعله حتى تعاقبه بمثل‬
‫فعله‪ ،‬اختصرت بكلمة قصاص مهما كان الشخص الذي قتل حاكما أو سيدا في قومه فيقتل وحده ‪ .‬بعد ذلك ُرخّص للمسلمين بقبول المقابل أو العدل‪.‬‬
‫أما الدية فهي مقابل القتل‪ .‬بينما القتل أنفى للقتل هذه مقولة تتكلم فقط عن القتل وما ذكرت بقية الحوال التي يصار بها في المجتمع بينما القصاص‬
‫ل عن أن كلمة القتل أنفى للقتل كما يقول علماؤنا خطأ لنه ليس دائما القتل ينفي القتل ففي بعض الحيان القتل يجلب‬ ‫شامل ذكر كل هذه الشياء‪ ،‬فض ً‬
‫ل (قتل الظلم‪ ،‬قتل التعدّي) كما يقولون (ومن يظلم الناس يُظلَم) وليس هكذا مفهوم السلم‪.‬‬ ‫قت ً‬
‫ثم كلمة (حياة) نكرة والنكرة لها في كل موضع معنى‪ .‬في هذه الية (ولكم في القصاص حياة يا أولي اللباب) حياة نبيلة‪ ،‬عظيمة‪ ،‬قيمة لما نسمع‬
‫السياق تعطي معنى الحياة السعيدة الهانئة‪ ،‬حياة صِفوها بما شئتم من أوصاف الخير‪.‬‬
‫*لم جاءت كلمة (حياة) نكرة ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫لحظ كيف بيّنت هذه الية على وجازتها حكمة القصاص بأسلوب ل يُمارى وعبارة ل تُحاكى‪ .‬أل ترى كيف جعل ال تعالى القصاص وهو القتل‬
‫حيَاةٌ)؟ ولذلك ُنكّرت كلمة (حياة) قلم يقل الحياة إشعارا أن في هذا القصاص نوع من الحياة عظيما ل يبلغه وصف‪ .‬ولكن‬ ‫حياة (وََلكُ ْم فِي ا ْلقِصَاصِ َ‬
‫كيف يكون القصاص حياة وهو قتلٌ للقاتل؟ الجواب أنه إذا علِم القاتل أنه سيُقتل فل شك أنه سيمتنع عن القتل وهذا يصون النفس من القتل ويحمي‬
‫القاتل فكان القصاص حياة للنفسين وهذا يؤدي إلى إحياء البشرية بأسرها‪.‬‬
‫آية (‪:)180‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)133‬‬
‫َ‬
‫م ال ْ َ‬
‫موْي ُ‬
‫ت) وتقدييم (أحدكيم)؟(د‪.‬حسيام‬ ‫حدَك ُي ُ‬
‫ضَر أ َ‬
‫ح َ‬ ‫ب عَلَيْك ُي ْ‬
‫م إِذ َا َ‬ ‫*ميا دللة حضير فيى قوله تعالى (كُت ِي َ‬
‫النعيمى)‬
‫صيّةُ لِلْوَاِلدَيْنِ‬
‫خيْرًا الْوَ ِ‬
‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ إِن تَ َركَ َ‬
‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا حَضَ َر أَ َ‬
‫حضر يمكن أن تلمس فيها ما هو شديد القرب وشدة القرب ظاهرة في قوله تعالى‪ُ (:‬كتِ َ‬
‫ن (‪ )180‬البقرة) إهتمام بالمتقدم وإبعاد شبح الموت الحقيقي‪ .‬الية في الوصية والموصي يكون في وعيه ويتكلم‬ ‫ف حَقّا عَلَى ا ْل ُمتّقِي َ‬
‫ن بِا ْل َمعْرُو ِ‬
‫وَالقْ َربِي َ‬
‫لكن ليس أن الموت اقترب منه‪.‬‬
‫* ما دللة استعمال (إذا) فى الية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حقّا عَلَى ا ْل ُمتّقِينَ (‪ . )180‬نعرف الفرق بين (إذا)‬
‫صيّةُ لِلْوَاِلدَيْنِ وَالقْ َربِينَ بِا ْل َمعْرُوفِ َ‬
‫خيْرًا الْوَ ِ‬
‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ إِن تَ َركَ َ‬
‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا حَضَ َر أَ َ‬
‫قال تعالى‪ُ (:‬كتِ َ‬
‫ل عموم الشرط وقد يكون آكد وقد يكون مستحيل وقد يكون قليل‪.‬‬ ‫و(إن)‪ .‬إذا تستعمل فيما هو كثير وفيما هو واجب و(إن) لما هو أق ّ‬
‫َ‬
‫ة‬ ‫خيْرا ً الْوَ ِ‬
‫صي َّ ُ‬ ‫ت إِن تََر َ‬
‫ك َ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫موْ ُ‬ ‫حدَك ُ ُ‬
‫ضَر أ َ‬
‫ح َ‬ ‫ب عَلَيْك ُ ْ‬
‫م إِذ َا َ‬ ‫*ما إعراب كلمة (الوصية) في قوله تعالى (كُت ِ َ‬
‫ن {‪ )}180‬سورة البقرة؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫متَّقِي َ‬
‫حقّا ً عَلَى ال ْ ُ‬
‫ف َ‬ ‫ن بِال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫ن وَالقَْربِي َ‬ ‫ْ‬
‫لِلوَالِدَي ْ ِ‬
‫الوصيةُ نائب فاعل‬
‫*اللمسات البيانية في آيات الصيام‪:‬‬
‫ن مِنكُم مّرِيضًا أَ ْو عَلَى سَ َفرٍ‬ ‫ت َفمَن كَا َ‬ ‫ن (‪َ )183‬أيّامًا ّمعْدُودَا ٍ‬ ‫ب عَلَى اّلذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬ ‫صيَا ُم َكمَا ُكتِ َ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ال ّ‬ ‫قال تعالى‪(:‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ُكتِ َ‬
‫شهْرُ َرمَضَانَ‬ ‫خيْرٌ ّلكُ ْم إِن كُنتُ ْم َتعَْلمُونَ (‪َ )184‬‬ ‫خيْرٌ لّ ُه وَأَن تَصُومُواْ َ‬ ‫خيْرًا َفهُوَ َ‬ ‫سكِينٍ َفمَن تَطَ ّوعَ َ‬ ‫طعَا ُم مِ ْ‬
‫خرَ وَعَلَى اّلذِينَ يُطِيقُونَهُ ِف ْديَةٌ َ‬ ‫َف ِعدّةٌ مّنْ َأيّامٍ أُ َ‬
‫خ َر يُرِيدُ اللّهُ‬
‫ن مَرِيضًا أَ ْو عَلَى سَفَ ٍر َف ِعدّ ٌة مّنْ َأيّامٍ أُ َ‬ ‫صمْهُ َومَن كَا َ‬‫شهْ َر فَ ْليَ ُ‬ ‫ش ِهدَ مِنكُمُ ال ّ‬ ‫ن َفمَن َ‬
‫ت مّنَ ا ْل ُهدَى وَا ْلفُ ْرقَا ِ‬ ‫ل فِيهِ الْقُرْآنُ ُهدًى لّلنّاسِ َو َبّينَا ٍ‬ ‫اّلذِيَ أُنزِ َ‬
‫ن (‪.)185‬‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫سرَ َولَ يُرِيدُ ِبكُ ُم ا ْلعُسْرَ وَِلُت ْكمِلُواْ ا ْل ِعدّةَ وَِلُتكَبّرُواْ اللّ َه عَلَى مَا َهدَاكُمْ َوَلعَّلكُ ْم تَ ْ‬ ‫ِبكُمُ ا ْليُ ْ‬
‫*موقع آيات الصيام كما جاءت في سياقها في القرآن الكريم *( د‪.‬فاضل السامرائى )‬
‫ص َدقُوا‬
‫آيات الصوم وقعت بين آيات الشدة وذكر الصبر وما يقتضي الصبر‪.‬قبلها قال (وَالصّابِرِينَ فِي ا ْلبَأْسَاء والضّرّاء َوحِينَ ا ْلبَأْسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ َ‬
‫عَليْكُ ُم الْ ِقصَاصُ‬ ‫ن (‪ ))177‬والصوم نصف الصبر كما في الحديث والصبر نصف اليمان وتقدّمها أيضا (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫ن آ َمنُو ْا ُكتِبَ َ‬ ‫ك هُمُ ا ْل ُمتّقُو َ‬
‫َوأُولَـ ِئ َ‬
‫حقّا‬
‫صيّةُ لِلْوَاِلدَيْنِ وَالقْ َربِينَ بِا ْل َمعْرُوفِ َ‬
‫خيْرًا الْوَ ِ‬ ‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ إِن تَ َركَ َ‬ ‫فِي الْ َقتْلَى (‪ ))178‬هذه شدة وتحتاج إلى صبر وقبلها ( ُكتِ َ‬
‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا حَضَ َر أَ َ‬
‫عَلَى ا ْل ُمتّقِينَ (‪ ))180‬هذه شدة وتحتاج إلى الصبر‪.‬‬
‫ل َتكُونَ ِف ْتنَةٌ (‪ ))193‬الصوم من‬ ‫حتّى َ‬ ‫ث َثقِ ْفُتمُوهُ ْم (‪َ ( ))191‬وقَاتِلُو ُهمْ َ‬‫حيْ ُ‬‫سبِيلِ اللّهِ اّلذِينَ يُقَاتِلُو َنكُمْ (‪( ))190‬وَا ْقتُلُوهُمْ َ‬
‫وبعدها آيات القتال ( َوقَاتِلُو ْا فِي َ‬
‫المشاق والقتال من المشاق والقتال يقتضي الصبر والصوم نصف الصبر‪ .‬بعدها ذكر آيات الحج لن الحج يقع بعد الصيام بعد شهر رمضان تبدأ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫خيْ ٍر َيعَْلمْهُ اللّهُ َوتَزَ ّودُو ْا فَِإ ّ‬


‫ن‬ ‫جدَالَ فِي الْحَجّ َومَا تَ ْفعَلُو ْا مِنْ َ‬
‫ق َولَ ِ‬
‫ل فُسُو َ‬
‫ج فَلَ َرفَثَ َو َ‬
‫ض فِيهِنّ ا ْلحَ ّ‬ ‫ت َفمَن َفرَ َ‬ ‫شهُ ٌر ّمعْلُومَا ٌ‬ ‫أشهر الحج فذكر (الْحَجّ َأ ْ‬
‫ب (‪ ))197‬ثم ذكر المريض في الحج كما ذكر المريض في الصوم وذكر الفدية في الحج ومن الفدية الصيام‬ ‫ن يَا أُوْلِي الَ ْلبَا ِ‬
‫خيْرَ الزّادِ التّقْوَى وَاتّقُو ِ‬ ‫َ‬
‫ك عَشَرَ ٌة كَامِلَةٌ (‪ ))196‬إذن موقع آيات الصيام تقع بين آيات الصبر وما يقتضي الصبر‬ ‫ج ْعتُ ْم تِ ْل َ‬
‫س ْبعَةٍ ِإذَا رَ َ‬
‫صيَا ُم ثَلثَةِ َأيّا ٍم فِي الْحَجّ وَ َ‬
‫جدْ َف ِ‬
‫( َفمَن لّ ْم يَ ِ‬
‫وعموم المشقة‪.‬‬
‫آية (‪:)183‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ني (‪ ))183‬الفعيل‬ ‫م تَتَّقُو َ‬‫م لَعَل ّك ُي ْ‬
‫من قَبْلِك ُي ْ‬ ‫ب عَلَى ال ّذِي َ‬
‫ن ِ‬ ‫م كَ َ‬
‫ما كُت ِي َ‬ ‫صيَا ُ‬
‫م ال ّ ِي‬ ‫منُوا ْ كُت ِي َ‬
‫ب عَلَيْك ُي ُ‬ ‫*(ي َيا أيُّهَيا ال ّذِي َ‬
‫نآ َ‬
‫َ‬
‫ح(‬‫صال ِ ٌ‬
‫ل َي‬ ‫ب لَهُيم ب ِيهِ عَ َ‬
‫م ٌ‬ ‫ك ُيتب مبنيي للمجهول وجاء ميع (عليكيم) تحديدا ً ميع أنيه ورد فيي القرآن (إل ّ كُت ِي َ‬
‫‪ )120‬التوبة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫نلحظ ربنا تعالى قال يا ايها الذين آمنوا ناداهم بنفسه ولم يقل (قل يا أيها الذين آمنوا) لم يخاطب الرسول وإنما ناداهم مباشرة لهمية ما ناداهم إليه‬
‫لن الصيام عبادة عظيمة قديمة كتبها تعالى على من سبقنا فنادانا مباشرة ولم ينادينا بالواسطة‪ .‬استعمال كتب فيه شدة ومشقة وما يستكره من المور‬
‫ن آ َمنُو ْا ُكتِبَ‬
‫ل (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬ ‫عموما لما يقول كُتب عليكم يكون أمر فيه شدة وشقة وإلزام‪ ،‬في أمور مستثقلة ومن معاني كتب ألزم ووجب وفرض مث ً‬
‫ب عََل ْيكُمُ ا ْل ِقتَالُ وَ ُهوَ ُكرْهٌ ّلكُ ْم (‪ ،))216‬فيه شدة أما (كُتب له) فهو في الخير(وَا ْبتَغُو ْا مَا َكتَبَ اللّهُ َلكُ ْم (‪.))187‬‬ ‫ص فِي الْ َقتْلَى (‪( ،))178‬كُتِ َ‬ ‫عََل ْيكُمُ ا ْلقِصَا ُ‬
‫إذن ُكتِب عليكم فيه شدة ومشقة وإلزام والصوم مشقة يترك الطعام والشراب والمفطرات من الفجر إلى الليل فيه مشقة لذا لم يقل لكم‪.‬‬
‫بناء الفعل للمجهول (كُتِب) لن فيها مشقة وشدة لن ال تعالى يظهر نفسه في المور التي فيها خير أما في المور المستكرهة وفي مقام الذم أحيانا‬
‫يبني للمجهول مثل (حبب إليكم اليمان وزينه في لقوبكم) و(زّين للناس حب الشهوات) مبني للمجهول التي فيها شر ل ينسبها لنفسه ومثلها آتيناهم‬
‫الكتاب وأوتوا الكتاب‪ :‬في مقام الذم يقول أوتوا الكتاب مطلقا وفي مقام الخير يقول آتيناهم الكتاب‪ .‬لما كان هناك مشقة على عباده قال كُتب ولم يقل‬
‫سَأ ْكتُ ُبهَا لِّلذِينَ َيتّقُونَ َويُ ْؤتُونَ‬
‫ي ٍء فَ َ‬‫ت كُلّ شَ ْ‬ ‫سعَ ْ‬ ‫ح َمتِي َو ِ‬‫حمَةَ (‪ )12‬النعام) (وَرَ ْ‬ ‫ب عَلَى نَ ْفسِهِ الرّ ْ‬
‫كتبنا‪ .‬في المور التي فيها خير ظاهر يظهر نفسه ( َكتَ َ‬
‫ن (‪ )45‬المائدة) هذه فيها‬ ‫ن (‪ )156‬العراف) هذا خير‪ .‬قوله تعالى ( َو َكتَ ْبنَا عََل ْيهِ ْم فِيهَا أَ ّ‬
‫ن النّ ْفسَ بِالنّفْسِ وَا ْل َعيْنَ بِا ْل َعيْ ِ‬ ‫ال ّزكَـاةَ وَاّلذِينَ هُم بِآيَا ِتنَا يُ ْؤمِنُو َ‬
‫إلزام لهم‪ ،‬كتب على بني إسرائيل المور التي شددها عليهم شدد عليهم لنهم شددوا على أنفسهم‪ .‬حرف الجر يغير الدللة وأحيانا يصير نقيضها مثل‬
‫رغب فيه يعني أحبّه ورغب عنه يعني كرهه‪ ،‬وضعه عليه يعني حمّله ووضعه عنه أي أنزله‪.‬‬
‫*ما دللة استخدام الصيام ل الصوم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هذا من خصائص التعبير القرآني لم يستعمل الصوم في العبادة وإنما استعملها في الصمت فقط (إني نذرت للرحمن صوما)‪ .‬الصوم هو المساك‬
‫والفعل صام يصوم صوما وصياما كلهما مصدر وربنا استعمل الصوم للصمت وهما متقاربان في اللفظ والوزن (الصوم والصمت) واستعمل الصيام‬
‫حجّ) لم‬
‫صيَا ُم ثَلثَةِ َأيّا ٍم فِي الْ َ‬
‫جدْ َف ِ‬
‫للعبادة أولً المدة أطول (صيام) والمتعلقات أكثر من طعام وشراب ومفطرات فهو أطول فقال صيام‪َ ( .‬فمَن لّ ْم يَ ِ‬
‫يستعمل الصوم في العبادة وهذا من خواص الستعمال القرآني يفرد بعض الكلمات أحيانا بدللة معينة كما ذكرنا في الرياح والريح في الغيث والمطر‬
‫في وصى وأوصى ومن جملتها الصوم والصيام‪ .‬في الحديث الشريف يستعمل الصوم والصيام للعبادة "الصوم لي وأنا أجزي به"‪ " ،‬الصوم نصف‬
‫الصبر" لكن من خواص الستعمال القرآني أنه يستعمل الصيام للعبادة‪.‬‬
‫السامرائى)‬ ‫*ختمت الية (لعلكم تتقون) فما اللمسة البيانية فيها؟( د‪.‬فاضل‬
‫ن مِن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ) هذا يدل على علو هذه العبادة وعظمتها وربنا سبحانه وتعالى‬ ‫ب عَلَى اّلذِي َ‬ ‫صيَا ُم َكمَا ُكتِ َ‬‫عَليْكُ ُم ال ّ‬ ‫ن آ َمنُو ْا ُكتِبَ َ‬ ‫قال (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫كتب هذه العبادة على المم التي سبقتنا معناها هذه العبادة عظيمة ول نعلم كيفيتها لكن كان الصيام موجودا‪ .‬ثم يدل على الترغيب في هذه العبادة‬
‫لهميتها بدأ بها تعالى في المم السابقة ثم أن المور إذا عمّت هانت والصيام ليس بِدعا لكم وإنما هي موجودة في السابق فإذن هذا المر يدل على‬
‫أهميتها ويدل على تهوينها أنها ليس لكم وحدكم وإنما هي مسألة قديمة كما كتبت عليكم كتبت على الذين من قبلكم‪ .‬كلمة (تتقون) أطلقها ولم يقل تتقون‬
‫حدّها‬‫كذا كما جاء اتقوا النار أو اتقوا ربكم يحتمل أشياء مرادة تحتمل تتقون المحرمات وتحذرون من المعاصي لن الصوم يكسر الشهوة ويهذبها وي ُ‬
‫(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يتسطع فعليه بالصوم فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)‪ .‬تتقون المفطرات والخلل بأدائها‬
‫أي تحفظون الصيام وتتقون المفطرات الخلل بأشياء تؤدي إلى ذهاب الصوم‪ ،‬لعلكم تتقون تحتمل تصلون إلى منزلة التقوى وتكونوا من المتقين فإذن‬
‫فيها احتمالت عديدة وهي كلها مُرادة‪ .‬إذا كان تتقون المعاصي فهي تحتمل لن الصوم يكسر الشهوة وإذا كان تتقون المفطرات تحتمل وإذا كانت‬
‫تصل إلى منزلة التقوى أيضا تحتمل‪ .‬في هذا السياق تكرر ذكر التقوى والمتقين قال (وَالصّابِرِينَ فِي ا ْلبَأْسَاء والضّرّاء َوحِينَ ا ْلبَأْسِ أُولَـ ِئكَ اّلذِينَ‬
‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ إِن تَ َركَ‬ ‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا حَضَرَ َأ َ‬ ‫ن (‪ُ ( ))179‬كتِ َ‬ ‫ي الَ ْلبَابِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬‫حيَا ٌة يَاْ أُوِل ْ‬‫ك هُمُ ا ْل ُمتّقُونَ (‪( ))177‬وََلكُ ْم فِي ا ْلقِصَاصِ َ‬ ‫ص َدقُوا َوأُولَـ ِئ َ‬
‫َ‬
‫ن مِن َقبِْلكُمْ َلعَّل ُكمْ‬ ‫ب عَلَى اّلذِي َ‬ ‫صيَامُ َكمَا ُكتِ َ‬‫ن آ َمنُو ْا ُكتِبَ عََل ْيكُ ُم ال ّ‬ ‫ن (‪( ))180‬يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬ ‫علَى ا ْل ُمتّقِي َ‬
‫ف حَقّا َ‬ ‫ن بِا ْل َمعْرُو ِ‬ ‫صيّةُ ِللْوَاِل َديْنِ وَالقْ َربِي َ‬
‫خيْرًا الْ َو ِ‬ ‫َ‬
‫ب عََل ْيكُمْ وَعَفَا عَنكُ ْم فَالنَ‬ ‫سكُ ْم َفتَا َ‬
‫ن عَِلمَ اللّهُ َأّنكُ ْم كُنتُمْ َتخْتانُونَ أَنفُ َ‬ ‫س ّلكُمْ وَأَنتُمْ ِلبَاسٌ ّلهُ ّ‬ ‫صيَامِ ال ّرفَثُ إِلَى نِسَآ ِئكُ ْم هُنّ ِلبَا ٌ‬ ‫حلّ َلكُمْ َليْلَةَ ال ّ‬ ‫ن (‪( ))183‬أُ ِ‬ ‫َتتّقُو َ‬
‫ل ُتبَاشِرُوهُنّ‬ ‫صيَامَ إِلَى الّليْلِ َو َ‬‫ط الَسْ َو ِد مِنَ الْ َفجْ ِر ثُمّ َأ ِتمّواْ ال ّ‬ ‫خيْ ِ‬‫ض مِنَ الْ َ‬ ‫ل ْبيَ ُ‬‫طاَ‬ ‫خيْ ُ‬‫حتّى َيتَ َبيّنَ َلكُمُ الْ َ‬ ‫ش َربُواْ َ‬‫بَاشِرُوهُنّ وَا ْب َتغُو ْا مَا َكتَبَ اللّهُ َلكُمْ َوكُلُواْ وَا ْ‬
‫ح ُرمَاتُ‬ ‫شهْرِ ا ْلحَرَا ِم وَالْ ُ‬‫حرَا ُم بِال ّ‬ ‫ن (‪( ))187‬ال ّ‬
‫شهْرُ الْ َ‬ ‫ل تَ ْق َربُوهَا َكذَِلكَ ُي َبيّنُ اللّ ُه آيَاتِهِ لِلنّاسِ َلعَّلهُ ْم َيتّقُو َ‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬ ‫ج ِد تِ ْلكَ ُ‬‫ن فِي ا ْل َمسَا ِ‬ ‫َوأَنتُ ْم عَاكِفُو َ‬
‫ن (‪ ))194‬تكررت التقوى في السياق وهي مناسبة‬ ‫ع َتدَى عََل ْيكُمْ وَاتّقُواْ اللّهَ وَاعَْلمُواْ أَنّ اللّ َه مَعَ ا ْل ُمتّقِي َ‬ ‫ل مَا ا ْ‬‫عتَدُو ْا عََليْ ِه بِ ِمثْ ِ‬
‫عتَدَى عََل ْيكُ ْم فَا ْ‬ ‫ص َفمَنِ ا ْ‬ ‫ِقصَا ٌ‬
‫ن (‪ .))2‬في عموم السورة إطلق التقوى‪ .‬وسورة البقرة تردد فيها التقوى‬ ‫لنه في أول السورة قال تعالى (ذَِلكَ ا ْل ِكتَابُ لَ َر ْيبَ فِي ِه ُهدًى لّ ْل ُمتّقِي َ‬
‫ومشتقاتها ‪ 36‬مرة‪ .‬التقوى فِعلها وقى وقى نفسه أي حفظ نفسه وحذر‪ ،‬المتقون أي حفظوا نفسهم من الشياء التي ينبغي أن يبتعدوا عنها‪ .‬قسم يقول‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫أن التقوى هي أن ل يراك ال حيث نهاك ول يفتقدك حيث أمرك يعني البتعاد عن المحرمات والنهماك في الطاعات هذه هي التقوى‪ .‬جاءت التقوى‬
‫في سورة البقرة على الطلق ومنها قوله (لعلكم تتقون) يعني تتقون أي شيء عموما‪.‬‬
‫آية (‪:)184‬‬
‫َ‬
‫ت) لماذا معدودات وليس معدودة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫معْدُودَا ٍ‬ ‫*(أيَّا ً‬
‫ما َّ‬
‫فيها أمران من حيث اللغة قد يكون معدودات تقليلً لها لن معدودة أكثر‪ ،‬معدودات قليلة‪ .‬الجمع في غير العاقل معدودات تدل على القلة ومعدودة تدل‬
‫على الكثرة هذا قياس في اللغة‪ .‬في غير العاقل المفرد يدل على الكثرة والجمع يدل على القلة حتى يذكرون بقولهم‪ :‬الجذوع انكسرت (الجذوع كثرة‬
‫شهْرًا فِي ِكتَابِ‬
‫شرَ َ‬
‫شهُو ِر عِندَ اللّ ِه ا ْثنَا عَ َ‬
‫عدّةَ ال ّ‬
‫فاستعمل انكسرت بالمفرد) والجذاع إنكسرن (الجذاع قِلّة فاستعمل انكسرن بالجمع) وفي الية (إِنّ ِ‬
‫ل لهن تهوينا‬‫ض ِمنْهَا َأ ْر َبعَةٌ حُرُ ٌم (‪ )36‬التوبة)‪ .‬جمع القلة يكون من واحد إلى عشرة‪ ،‬قالوا (أياما معدودات) تقلي ً‬ ‫لرْ َ‬
‫سمَاوَات وَا َ‬
‫اللّ ِه يَوْمَ خََلقَ ال ّ‬
‫للصائم‪ .‬وقسم يقول أنها في أول فرض العبادة كانت ثلثة أيام في كل شهر ولم يبدأ بالشهر كاملً ثم نُسِخ وجاء شهر رمضان فصارت معدودات‪ ،‬ثم‬
‫قال شهر رمضان بعد هذه اليام‪ .‬المعدودات تدل على القلة (حتى العشرة) ومعدودة أكثر من عشرة وإذا رجعنا إلى طتب التاريخ العرب تؤرخ‬
‫بالليالي (لثلث خلون‪ ،‬لربع خلون يأتي بها بالجمع) (لحدى عشرة ليلة خلت يأتي بها بالمفرد تدل على الكثرة) حتى نلحظ في العدد نقول ثلثة‬
‫رجال‪ ،‬عشرة رجال‪ ،‬إحد عشر رجلً‪ ،‬مائة رجل‪ ،‬مليون رجل‪.‬‬
‫*أياما ً ما هو اليوم؟ المشهور اليام بمقابل الليالي (سَخّرَهَا عََل ْيهِمْ َ‬
‫سبْعَ َليَالٍ َو َثمَا ِنيَةَ َأيّا ٍم حُسُومًا (‪ )7‬الحاقة)‪.‬‬
‫ن أَيَّامي ٍ أ ُ َ‬
‫خَر) لماذا على سيفر؟( د‪.‬فاضيل‬ ‫َر فَعِدَّةٌ ِّ‬
‫م ْي‬ ‫سف ٍ‬
‫َ‬
‫ضا أوْ عَلَى َي‬ ‫منك ُيم َّ‬
‫مرِي ًي‬ ‫من كَا َي‬
‫ن ِ‬ ‫*قال تعالى‪(:‬فَي َ‬
‫السامرائى)‬
‫جدُواْ‬
‫سفَرٍ وََل ْم تَ ِ‬
‫يقال لنه أباح للمتهيء للسفر أن يفطر إذا اشتغل بالسفر قبل الفجر‪،‬على سفر أي لم يسافر وإنما هو متهيئ للسفر مثل (وَإِن كُنتُ ْم عَلَى َ‬
‫ن مّ ْقبُوضَ ٌة (‪ ))283‬أي تتهيأون‪( .‬على سفر) ل تعني أنه سافر بالفعل وكثير من الفقهاء قالوا على سفر أي أباح للمتهيء للسفر وإن لم يكن‬ ‫كَا ِتبًا فَرِهَا ٌ‬
‫مسافرا وقالوا لو كان يعني للمسافر فالمهتيئ للسفر ل يحق له الفطار‪ .‬لذا قال أو على سفر معناه أباح للمتهيء للسفر أن يفطر‪.‬‬
‫كلمة يطيقونه فيها كلم قسم‬ ‫خيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُ ْم َتعَْلمُونَ)‬
‫خيْرٌ لّهُ وَأَن تَصُومُو ْا َ‬
‫خيْرًا َفهُوَ َ‬
‫ع َ‬
‫ن َفمَن تَطَ ّو َ‬
‫سكِي ٍ‬
‫طعَا ُم مِ ْ‬
‫ن يُطِيقُونَ ُه ِفدْيَةٌ َ‬
‫(وَعَلَى اّلذِي َ‬
‫قال المقصود في بدء فرض السلم عند بداية الفريضة أنهم لم يكونوا متعودين على الصوم فمن شاء يصوم ومن شاء يفدي في زمن الرسول لما‬
‫نزلت هذه الية كأنهم فهموا أنهم مخيّرون بين الصوم والفطار‪ .‬ما المقصود بـ (يطيق)؟ قسم قالوا هذه الية نسخت لنه فعلً في أول السلم كانوا‬
‫مخيرين من شاء يفطر ويفدي ومن شاء يصوم‪ .‬وقسم قال أطاق أي تكلفه بمشقة وصعوبة وتكون الهمزة للسلب يعني سلبت طاقته وجهده‪ .‬الفعل‬
‫الثلثي طاق أي تحمل وأطاق فيها خلف ما هذه الهمزة؟ هل أطاقه بمعنى قدر عليه؟ أو همزة السلب أي سلب طاقته؟ يعني الذي ل يستطيع الصوم‬
‫خيْرٌ ّلكُمْ) الصيام أفضل‪ .‬الفدية مرهونة‬ ‫يسلب طاقته بحيث ل يتمكن أن يصوم فيفدي (طعام مسكين) وإذا كانت بمعنى التحمّل يصوم (وَأَن تَصُومُو ْا َ‬
‫بعدم الصيام وعدم الصيام هو أحد أمرين إذا كان كما يقولون أنه في أول السلم كان المسلمون مخيرين في الفطار ودفع الفدية أو الصوم والصوم‬
‫خير وإن كان غير ذلك أن الهمزة للسلب تبقى على دللتها وليست منسوخة فالذي ل يستطيع أن يصوم والصوم يسلب طاقته بحيث ل يتمكن من‬
‫الصوم فرب العالمين رخص ال تعالى بالفدية كالشيخ الكبير الهِرم والمريض الذي ل يرجى شفاؤه‪ .‬تبقى على دللتها مستمرة ليس فيها نسخ إذا‬
‫جعلت للسلب والحكم عام ساري إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خيٌْر ل ّك ُ ْ‬
‫م) ما اللمسات البيانية في هذه الية؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫موا ْ َ‬
‫صو ُ‬
‫* (وَأن ت َ ُ‬
‫ذكرنا ما المقصود بـ(على سفر) و(الذين يطيقونه) و(فمن تطوع خيرا فهو خير له) بأن زاد على القدر المذكور أو فعل أكثر من المطلوب يُطعم‬
‫مسكينين أو أكثر أو جمع بين الصيام والفدية وبين الطعام والصيام وقال (وأن تصوموا خير لكم) يعني أيها الصحاء أن تصوموا خير لكم ملتفتا من‬
‫ضمير الغائب (على الذين يطيقونه) إلى المخاطب (وأن تصوموا)‪ .‬كان يمكن أن يقال في غير القرآن وأن يصوموا لكنه تحوّل من الغيبة إلى الخطاب‬
‫ن مِنكُم مّرِيضًا أَ ْو عَلَى‬ ‫لئل يخص المرضى والمسافرين لنه لو قال لو يصوموا خير لهم هذا يخص المرضى والمسافرين وتتداخل مع قوله ( َفمَن كَا َ‬
‫سَفَرٍ) لكن هذه أعم كل من هو مرخص له بالفطار من صام خير له وليس فقط هؤلء وخاصة وإذا صح الكلم أنه في أول الصيام كان مخيرا بين‬
‫الفدية والطعام قبل أن يفرض شهر رمضان‪ ،‬كان مخيرا إما يصوم أو يخرج فدية لما قال أن تصوموا خير لكم دخل الجميع فيه لكن لو قال وأن‬
‫يصوموا لكان يخص المرضى والمسافرين فقط بينما لما قال وأن تصوموا شمل الجميع المرخّص لهم وغيرهم وليس خاصا بالمرضى والمسافرين‬
‫فهذا اللتفات كان للجمع وهذا اسمه إلتفات في الخطاب‪.‬‬
‫سفَ ٍر َف ِعدّةٌ مّنْ‬
‫ن مَرِيضًا أَ ْو عَلَى َ‬ ‫صمْهُ َومَن كَا َ‬
‫شهْ َر فَ ْليَ ُ‬‫ش ِهدَ مِنكُمُ ال ّ‬
‫ن َفمَن َ‬ ‫ت مّنَ ا ْل ُهدَى وَالْ ُف ْرقَا ِ‬ ‫ن ُهدًى لّلنّاسِ َو َبّينَا ٍ‬ ‫ل فِيهِ ا ْلقُرْآ ُ‬
‫شهْ ُر َرمَضَانَ اّلذِيَ أُن ِز َ‬ ‫(َ‬
‫ن (‪))185‬‬ ‫شكُرُو َ‬
‫سرَ َولَ يُرِيدُ ِبكُ ُم ا ْلعُسْرَ وَِلُت ْكمِلُواْ ا ْل ِعدّةَ وَِلُتكَبّرُواْ اللّ َه عَلَى مَا َهدَاكُمْ َوَلعَّلكُ ْم تَ ْ‬ ‫خ َر يُرِيدُ اللّ ُه ِبكُمُ ا ْليُ ْ‬
‫َأيّامٍ أُ َ‬
‫ب عَلَى اّلذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ) لم يحدد وقتا‬‫صيَا ُم َكمَا ُكتِ َ‬ ‫ب عََل ْيكُمُ ال ّ‬
‫فكرة عامة عن الية‪ :‬الملحظ أنه ذكر الفريضة أولً (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ُكتِ َ‬
‫ول مدة ول شيء وإنما ذكر الفريضة ثم بعدها ذكر اليام مبهمة قال (أياما معدودات) لم يُحّددها‪ ،‬ثم بيّن بقوله (شهر رمضان) فيما بعد‪ ،‬الن تعيّن‬
‫الوقت للصيام وحدّد إذن أصبح الفريضة هي صيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي الذي ابتدأ فيه نزول القرآن من اللوح المحفوظ جملة إلى‬
‫ل فِيهِ الْقُرْآنُ) فيها دللتان إما ما ذكرناه الن أي ابتداء إنزال‬ ‫السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل منجما فيما بعد على مدى ثلث وعشرون سنة‪( .‬أُنزِ َ‬
‫القرآن فيه أو أنزل في شأنه القرآن أي في تعظيمه‪ .‬إذن فيها دللتان أنه نزل فيه وأنه أُنزل في شأنه القرآن وهو من باب تعظيم هذا الشهر كما نقول‬
‫قال فيه كلما طيبا والحتمالن مرادان لما قال (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنزلناه في ليلة القدر وأنزل في تعظيمها قرآن‪( .‬الذي أنزل فيه) يعود‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الضمير على الشهر كله‪ .‬فقال (أُنزل فيه القرآن) ولم يقل أنزلنا فيه القرآن لنه يتكلم على شهر رمضان وليس على مُنزِل القرآن لو قال أنزلنا يكون‬
‫الكلم عن ال سبحانه وتعالى وليس على الشهر لو قال أنزلنا يعود إلى ضمير المتكلم لكنه يريد الكلم على الشهر تعظيما لهذا الشهر‪ .‬بينما قال أنزلنا‬
‫الحديد تعظيما ل تعالى وعظمته والنعمة التي أنعمها على خلقه‪( .‬تنزيل من حكيم حميد) أنزل إليك ثم قال من لدن حكيم حميد لن الكلم عن الكتاب‬
‫وتعظيم الكتاب وليس عن ال سبحانه وتعالى‪ .‬الفعل مبني للمجهول والفاعل مُضمر محذوف ليس له ذكر لن سياق الكلم على شهر رمضان‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن ( ‪ )184‬البقرة)؟(ورتل‬ ‫م تَعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫خيٌْر ل ّك ُ ْ‬
‫م إِن كُنت ُ ْ‬ ‫موا ْ َ‬
‫صو ُ‬
‫*ما دللة إستخدام أداة الشرط (إن) هنا (وَأن ت َ ُ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫تأمل كيف جاء أسلوب الشرط مستخدما (إن) التي تفيد التشكيك والتقليل ولم يستخدم (إذا) التي تفيد الجزم والتحقيق وفي ذلك إشارة إلى أن علمك أيها‬
‫المؤمن بفوائد الصيام في الدنيا والخرة عِل ٌم غير محقق لن فوائده خفية وأسراره قد ل تتوصل إلى معرفتها ولذلك يرغّبك في هذه العبادة حتى لو لم‬
‫تدرك فوائدها إدراكا كاملً‪.‬‬
‫* فيي اليية قبلهيا قال (أياما ً معدودات) جميع قلة والشهير ثلثون يوما ً وجميع القلة حتيى العشرة فكييف‬
‫نفهمها؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫يجوز من باب البلغة للتكثير يجوز وضع أحدهما مكان الخر كما يستعمل القريب للبعيد والبعيد للقريب لكن قلنا هنالك أمران المر الول أنه تهوين‬
‫المر على الصائمين أنه شهر‪ ،‬أياما معدودة وهو ل يقاس بالنسبة للجر أنت تدفع هذه اليام بالنسبة لما في الجر فهي قليلة جدا‪ ،‬ل يقاس بأجره‬
‫العظيم لما فيه من عظمة الجر جزاء هذا الذي تعمله شيء قليل وليس كثيرا هذا ثمن قليل لما سيعطيك ربك هذا ثمن قليلة فهي معدودات‪ .‬ومن ناحية‬
‫قالوا أن الصيام كان فعلً ثلثة أيام في الشهر (أياما معدودات) وكان مخيرا بين الفدية والصيام‪ ،‬فإذن كان فعلً اياما معدودات (ثلثة أيام)‪.‬‬
‫إذن تؤخذ من باب التهوين وأنها هي قليلة بالنسبة لما سيعطيك ال تعالى فهي قليلة وتهوينها على الصائم ‪.‬‬
‫ن الْهُدَى َوالْفُْرقَا ِي‬
‫ن) ميا إعراب كلمية‬ ‫م َي‬
‫ت ِّ‬
‫س وَبَي ِّنَا ٍي‬ ‫ّ َ‬
‫ن هُدًى لِلن ّا ِي‬ ‫ن الَّذِييَ أُنزِ َ‬
‫ل فِيه ِي الْقُْرآ ُي‬ ‫ضا َي‬
‫م َ‬ ‫*( َ‬
‫شهُْر َر َ‬
‫هدى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫فيها احتمالن أن تكون حال أي (هاديا للناس) أُنزل القرآن هاديا للناس أو مفعول لجله أي لجل هداية الناس‪ .‬المفعول لجله ل يشترط أن يسبق بلم‬
‫وإنما هذا معنى المفعول لجله وليس لزما (فعل ذلك ابتغاء مرضاة ال) لم يقل لبتغاء مرضاة ال‪ ،‬معنى اللم أو معنى من ولكن هي في المعنى‬
‫ت (‪ )19‬البقرة) من الحذر‪( ،‬حذر) مفعول لجله‪ .‬المفعول لجله بيان عِلّة الفعل وسبب‬ ‫حذَرَ ا ْلمَوْ ِ‬
‫ق َ‬
‫جعَلُونَ أَصْابِ َعهُ ْم فِي آذَا ِنهِم مّنَ الصّوَاعِ ِ‬
‫هكذا (يَ ْ‬
‫حدوث الفعل أي السبب الذي من أجله حدث الفعل سواء كان علّة مبتغاة كما تقول أدرس طلبا للنجاح هذه علة مبتغاة غير موجودة أو هي الدافع‬
‫للنجاح‪ .‬تقول قعد جبنا ليس لبتغاء الجبن لكن الجبن سبب قعوده‪ ،‬الجبن هو علة القعود‪ .‬إذن المفعول لجله نوعين إما أن يبتغي شيئا غير موجود‬
‫وإما يكون السبب الدافع لطلب الفعل علّة موجودة في نفسه دفعته إلى القيام بهذا الفعل وليست لبتغاء الفعل‪( .‬هدى للناس) في الية هداية للناس‬
‫الهداية غير موجودة لول القرآن‪ ،‬لول القرآن لم تكن هنالك هداية فإذن هي ابتغاء علة لم تكن حاصلة لكن بالقرآن يحصل هذا المر‪ .‬فإذن فيها‬
‫أمرين‪ :‬إما حال وإما مفعول لجله‪ ،‬بهذه الطريقة يجمع معنيين معنى الحالية ومعنى المفعول لجله ولو أراد الحالية لقال هاديا للناس وهناك فرق بين‬
‫الحال والمفعول لجله الحال يبين هيئة صاحبه‪.‬‬
‫*ما الفرق بين هاديا ً وهدى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هاديا إسم فاعل وهدى مصدر وهناك فرق كبير بينهما حتى لو كان التنصيص على الحاليّة في غير هذا فهناك فرق كبير المصدر وإسم الفاع‪ ،‬فرق‬
‫ن كَفَرُواْ زَحْفا (‪ )15‬النفال) ما قال زاحفين هذه حال‪( ،‬يأتينك سعيا)‬ ‫كبير بين أقبل راكضا وأقبل ركضا وكلتاهما حال (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ ِإذَا َلقِيتُ ُم اّلذِي َ‬
‫لم يقل ساعيات مع أنها حال لكن لماذا اختار؟ إسم الفاعل يدل على الحدث وذات الفاعل ‪،‬لما تقول قائم يدل على القيام مع الشخص الذي اتصف به‪،‬‬
‫إذن قائم فيها شيئين الحدث وهو القيام وذات الفاعل لكن القيام هوالمصدرالمجرد ليس فيه نفس الرتباط الذي مع اسم الفاعل‪ .‬لما تقول أقبل راكضا‪،‬‬
‫راكضا يدل على الحدث وصاحب الحدث‪ ،‬أقبل ركضا تحوّل الشخص إلى مصدر‪ ،‬هو صار ركضا‪ .‬ولذلك هذا ليس قياسا عند الجمهور مع أنه يقع‬
‫س ْعيًا (‪ )260‬البقرة)‬
‫ن يَ ْأتِي َنكَ َ‬
‫عهُ ّ‬
‫جزْءًا ثُ ّم ادْ ُ‬
‫ل ّم ْنهُنّ ُ‬
‫جبَ ٍ‬
‫علَى كُلّ َ‬ ‫جعَلْ َ‬
‫طيْ ِر فَصُرْهُنّ ِإَل ْيكَ ثُمّ ا ْ‬ ‫خذْ أَ ْر َبعَ ًة مّنَ ال ّ‬
‫ل فَ ُ‬
‫كثيرا وربنا تعالى لما ذكر إبراهيم (قَا َ‬
‫ما قال ساعيات اي ليس فيهن شيء يُثقلهن من المادة يتحولن من أقصى الهمود إلى حركة أي هنّ أصبحن سعيا ولو قال ساعيات يعني فيها صفة من‬
‫الصفات فيها الحدث وصاحب الحدث‪ ،‬هناك فرق أقبل ماشيا أقبل مشيا ليس فقط ماشيا وإنما تحوّل إلى مشي‪.‬‬
‫ي هذا ل يجوز‬ ‫سعْ ٌ‬‫ع هذا عادي ‪ ،‬لكن محمد َ‬ ‫(الذي أُنزل فيه القرآن هدىً) يذكرون في الخبار المصدرعن الذات أوالعكس أوالوصف‪ :‬محمد سا ٍ‬
‫ح (‪ )46‬هود) لم يقل‬ ‫غيْرُ صَالِ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫عمَ ٌ‬
‫س مِنْ أَهِْلكَ ِإنّهُ َ‬‫إلعلى ضرب من التجوز أي محمد تحوّل إلى سعي لذلك لما قال تعالى لنوح عليه السلم(ِإنّهُ َليْ َ‬
‫عامل أي إبنك تحول إلى كتلة عمل غير صالحة لم يبق فيه شيء من البشرية والنسانية ولذلك هذا ل يجوز إل على ضرب من التجوّز والمبالغة‪.‬‬
‫إذن هدىً لها إعرابان إما حال وإما مفعول لجله والثنان مطلوبان لنه لو أراد الحالية لقال هاديا‪.‬‬
‫المعنى الدللي للمفعول لجله هو بيان العلة‪( .‬بيّناتٍ) أي وأُنزِل آيات بينات واضحات الدللة‪( ،‬وبينات) الواو حرف عطف‪ ،‬بينات معطوفة على‬
‫هدى‪ ،‬العطف يصح من دون تقدير‪ ،‬مثل أقبل محمد وخالد أي أقبل محمد وأقبل خالد‪ ،‬ل يحتاج إلى تقدير فعل مغاير هنا افعل واحد إذن أُنزِل آيات‬
‫بينات واضحات الدللة أُنزل هدى للناس وأُنزل آيات بينات واضحات الدللة من الهدى والفرقان (بينات صفة منصوبة)‪ ،‬الصفة ل نقصد إعرابها نعتا‬
‫ولكن هي صفة يعني إما إسم فاعل أو إسم مفعول أو صفة مشبهة أو صيغ مبالغة أو إسم تفضيل هذه تسمى صفات وهذه صفة مشبهة (فيعل) مثل‬
‫ميّت‪ ،‬جيّد‪ ،‬طيّب‪ ،‬ليّن‪ ،‬هيّن‪ ،‬بيّن‪ ،‬هذه صفات مشبهة‪ .‬هنا أُنزل آيات بينات واضحات الدللة فتكون بيّنات حال لنها مصدر والمفعول لجله ل بد أن‬
‫يكون مصدرا هذا ليس مصدرا وإنما صفة مشبهة والحال إسم فضلة منصوب أما المفعول لجله فل بد أن يكون مصدرا مصدر فضلة مفيد عِلّة‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫(فضلة يعني ل مسند إليه ول مُسند‪ ،‬والركن هو المسند والمسند إليه)‪( ،‬بينات) حال‪( .‬الفرقان) أي الفارق بين الحق والباطل أي أُنزل بينات من‬
‫الهدى‪ ،‬هو هدى للناس هذا للعموم وفيه آيات بينات تبين الحجج الدامغة على أنه من عند ال هذه هدى وفيها أحطام عظيمة جدا تهدي الناس‪ .‬هدى‬
‫للناس هذه عامة‪ ،‬وبينات من الهدى والفرقان خاصة‪ .‬في أول سورة البقرة قال (هدى للمتقين) هنا قال (هدى للناس) واليتين في البقرة فإذن القرآن‬
‫فيه هداية عامة وفيه هداية خاصة (ويزيد ال الذين اهتدوا هدى)‪ ،‬هداية عامة (هدى للناس) (وبينات من الهدى) فيه آيات بينات تستدل منها على أن‬
‫هذا القرآن قطعا من فوق سبع سموات‪ ،‬فيه دلئل آيات واضحة تحتج بها على أن هذا القرآن هومن عند ال وهناك آيات أحكام هادية للناس في‬
‫معاملتهم تفرق بين الحق والباطل إذن هناك هداية عامة وهداية خاصة واستخدم الكلمتين بالمعنيين هنا‪( ،‬هدى للناس) هدى عام (وبينات من الهدى)‬
‫هدى خاص‪،‬والفرقان تأتي ليس خاصة فقط بالقرآن‪(،‬قرآنا فرقناه)نزل مفرّقا بين الحق والباطل‪.‬الفاروق صفة مبالغة(فاعول)والفرقان مصدروهي‬
‫أقوى‪.‬‬
‫*(فمن شهد منكم الشهر) كيف يشهد الشهر؟ هل يراه مثلً؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(فمن شهد) أي من كان حاضرا غير مسافر‪ ،‬من كان مقيما وليس مسافرا شهد الشهر ليس شاهد الهلل أو رأى الهلل‪ .‬تقول أشهِدت معنا؟ أي كنت‬
‫حاضرا معنا؟‪( .‬وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) وشرط الشهادة أن تكون حاضرا وليس مسافرا لنه ذكر المسافر فيما بعد‪ .‬ثم قال ( َومَن كَانَ‬
‫مَرِيضًا أَ ْو عَلَى سَ َف ٍر َفعِدّ ٌة مّنْ َأيّامٍ ُأخَرَ) لم يقل من كان منكم مريضا كما قال ومن شهد منكم الشهر‪.‬‬
‫السامرائى )‬ ‫*قال في الولى كُتب عليكم الصيام باستخدام عليكم فلماذا قال منكم؟ (د‪.‬فاضل‬
‫قال كُتب عليكم‪ ،‬الفرق في الية الولى تقدمها قوله (كما كتب على الذين من قبلكم) لو قال فمن كان مريضا ما قال منكم كات يُظن أن هذا حكم‬
‫الولين وليس لنا هذا الحكم (أي منكم وليس من الذين من قبلكم)‪ .‬هنا قيّد فل بد أن يذكر (منكم) لئل ينصرف المعنى للذين من قبلكم‪ ،‬إنما ليس لها‬
‫نفس المكان في الثانية (ومن كان مريضا) وليس في القرآن ول حرف زائد مطلقا‪ .‬لم يقل تعالى (وأن تصوموا خير لكم) كما قال في سابقتها لنه إذا‬
‫ل يُرِي ُد ِبكُمُ ا ْلعُسْرَ) قال يريد بكم اليسر فكيف يقول أن‬ ‫ن مَرِيضًا أَ ْو عَلَى سَ َف ٍر َفعِدّ ٌة مّنْ َأيّامٍ ُأخَ َر يُرِيدُ اللّهُ ِبكُ ُم ا ْليُسْرَ َو َ‬ ‫قرأنا الية نفسها ( َومَن كَا َ‬
‫تصوموا خير لكم؟ وهذا من تمام رأفته ورحمته بنا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫شكُرُونَ)هذه اللم فيها احتمالن‪ :‬احتمال أن تكون اللم زائدة في مفعول فعل الرادة يعني يريد‬ ‫(وَِلُت ْكمِلُواْ ا ْل ِعدّةَ وَِلُتكَبّرُواْ اللّ َه عَلَى مَا َهدَاكُمْ َوَلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫ل يُرِي ُد ِبكُمُ ا ْلعُسْرَ) وهنا جاء باللم وهو يقع كثيرا في مفعول‬ ‫لتكملوا العدة والقصد منها التوكيد لن فعل الرادة يتعدى بنفسه (يُرِيدُ اللّهُ ِبكُ ُم ا ْليُسْرَ َو َ‬
‫فعل الرادة للتوكيد فاحتمال أن تكون هذه اللم مزيدة في مفعول فعل الرادة بقصد التوكيد‪ .‬والخر يحتمل أن يكون للتعليل والعطف على علّة مقدرة‬
‫شهَا‬ ‫وذكرنا أمثلة وهناك أمور يريدها لكن الن هو ذكر مناط المر وذكرنا جملة أمثلة مثل قوله تعالى(أَ ْو كَاّلذِي مَ ّر عَلَى َق ْريَةٍ وَ ِهيَ خَا ِويَةٌ عَلَى عُرُو ِ‬
‫طعَا ِمكَ‬ ‫ل بَل ّل ِبثْتَ ِمئَ َة عَامٍ فَانظُرْ إِلَى َ‬ ‫ض يَوْ ٍم قَا َ‬
‫ت يَ ْومًا أَ ْو َبعْ َ‬‫ت قَالَ َل ِبثْ ُ‬
‫ل كَمْ َل ِبثْ َ‬
‫حيِـي هَـذِهِ اللّ ُه َبعْ َد مَ ْو ِتهَا َفَأمَاتَهُ اللّ ُه ِمئَةَ عَا ٍم ثُ ّم َب َعثَهُ قَا َ‬ ‫ى يُ ْ‬ ‫قَالَ َأنّ َ‬
‫ل شَيْءٍ‬ ‫حمًا فََلمّا َت َبيّنَ لَ ُه قَالَ أَعَْلمُ أَنّ اللّ َه عَلَى كُ ّ‬‫شزُهَا ثُ ّم َنكْسُوهَا لَ ْ‬
‫ف نُن ِ‬ ‫جعََلكَ آيَةً لّلنّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَا ِم َكيْ َ‬ ‫حمَا ِركَ َوِلنَ ْ‬ ‫سنّهْ وَانظُرْ إِلَى ِ‬ ‫َوشَرَا ِبكَ لَ ْم َيتَ َ‬
‫َقدِي ٌر (‪ )259‬البقرة) الن المقصود العلة ولكن هناك علل بدللة الواو أن هنالك علل أخرى محذوفة ل يتعلق الن غرض بذكرها لنها ليست فقط لهذه‬
‫العلة لن أصل السؤال أنى يحيي ال هذه بعد موتها‪ ،‬فأماته ال‪ ،‬ما ذكرها بينما هو صاحب الشأن فذكر ما هو أهم وهنالك أمور أخرى وعِلل لكن ما‬
‫ش ْيئًا َوبِالْوَاِل َديْنِ‬
‫ل تُشْ ِركُو ْا بِهِ َ‬
‫عُبدُواْ اللّهَ َو َ‬‫ذكرها وإنما ذكر ما يتعلق بإرادة المتكلم وهو أن يجعله آية للناس وذكرنا كيف يكون العطف على مقدّر (وَا ْ‬
‫ِإحْسَانًا (‪ )36‬النساء) في غير العلّة‪ ،‬قلنا وبالوالدين على أي شيء معطوف؟ ليس هناك شيء والمعنى أحسنوا بالوالدين إحسانا‪ ،‬وهذا كثير في القرآن‬
‫الكريم وفي لغة العرب‪.‬‬
‫(وَِلُت َكبّرُواْ اللّ َه عَلَى مَا َهدَاكُ مْ) (ما) تحتمل معنيين بمع نى ال تي والمصدرية بمعنى الهداية ونرجح المعنيين فهما مرادان‪ ،‬أي على الذي هداكم وعلى‬
‫عَليْ ِه (‪ )23‬الحزاب) بمجرد أن قال (عليه) تحدد‬ ‫ص َدقُوا مَا عَا َهدُوا اللّ هَ َ‬ ‫ل َ‬ ‫هدايته ل كم‪ .‬ال سياق أحيانا يع ين على فهم دللة واحدة‪( .‬مِ نَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي نَ رِجَا ٌ‬
‫معنى (الذي) ولو لم يقل عليه لحتملت ما الموصولة أو المصدرية فطالما لم يحدد يُطلق‪.‬‬
‫*هل البَدَل يفيد التوكيد؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫للبدل عدة أغراض منها‪:‬‬
‫طعَامُ‬
‫ن يُطِيقُونَ ُه ِفدْيَةٌ َ‬
‫ن ِمنْكُ ْم مَرِيضًا أَ ْو عَلَى سَ َف ٍر َفعِدّ ٌة مِنْ َأيّامٍ ُأخَرَ وَعَلَى اّلذِي َ‬
‫ن كَا َ‬
‫ت َفمَ ْ‬
‫أن يكون لليضاح والتبيين كما في قوله تعالى (َأيّامًا َمعْدُودَا ٍ‬
‫خيْرٌ َل ُكمْ إِنْ ُك ْنتُ ْم َتعَْلمُونَ (‪ )184‬البقرة) طعام مسكين إيضاح للفدية‪.‬‬ ‫ن تَصُومُوا َ‬ ‫خيْ ٌر لَهُ وَأَ ْ‬
‫خيْرًا َفهُوَ َ‬
‫ن َفمَنْ تَطَ ّوعَ َ‬
‫سكِي ٍ‬
‫مِ ْ‬
‫َ‬
‫ضا‬‫مرِي ً‬ ‫منْك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫ن ِ‬‫ن كَا َ‬
‫م ْ‬‫ت فَ َ‬‫معْدُودَا ٍ‬‫ما َ‬ ‫*ما دللة ذكر (منكم) وحذفها في آيتي سورة البقرة ‪( 185-184‬أيَّا ً‬
‫َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫ن أَيَّامي ٍ أ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َر‬
‫سف ٍ‬‫ضا أ ْو عَلَى َي‬ ‫مرِي ًي‬
‫ن َ‬ ‫ن كَا َي‬
‫م ْي‬
‫ه وَ َ‬‫م ُ‬
‫ص ْ‬‫شهَْر فَلْي َي ُ‬ ‫منْك ُي ُ‬ ‫ن َ‬
‫شهِد َ ِ‬ ‫خَر) (فَ َ‬
‫م ْي‬ ‫سفَرٍ فَعِدَّةٌ ِ‬
‫م ْي‬ ‫أوْ عَلَى َي‬
‫خَر)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ن أَيَّام ٍ أ ُ َ‬ ‫فَعِدَّةٌ ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِمنْكُ ْم‬
‫ت َفمَ نْ كَا َ‬‫ن (‪َ )183‬أيّامًا َم ْعدُودَا ٍ‬ ‫ن َقبِْلكُ مْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬
‫ب عَلَى اّلذِي نَ مِ ْ‬
‫صيَا ُم َكمَا ُكتِ َ‬
‫ب عََل ْيكُ مُ ال ّ‬
‫في الية الولى قال (منكم) (يَا َأّيهَا اّلذِي نَ َآمَنُوا ُكتِ َ‬
‫ن (‪َ )183‬أيّامًا‬ ‫مَرِيضًا َأ ْو عَلَى سَ َف ٍر َفعِدّ ٌة مِ نْ َأيّا مٍ ُأخَرَ)‪ .‬ه نا ذ كر قوما آخر ين (ك ما ك تب على الذ ين من قبل كم) ل ما ذ كر الخر ين قال (َلعَّلكُ ْم َتتّقُو َ‬
‫صمْهُ‬
‫شهْ َر فَ ْليَ ُ‬
‫ش ِهدَ ِم ْنكُ مُ ال ّ‬
‫علَى سَ َفرٍ َف ِعدّ ٌة مِ نْ َأيّا مٍ ُأخَرَ) الخطاب عن الم سلمين‪ .‬الية الخرى بدأ ها بقوله ( َفمَ نْ َ‬ ‫ن كَا نَ ِم ْنكُ مْ مَرِيضًا َأوْ َ‬ ‫ت َفمَ ْ‬
‫َم ْعدُودَا ٍ‬
‫ن مَرِيضًا أَ ْو عَلَى سَفَرٍ) واضح (منكم) لنهم مخاطبون‪ .‬فلو قال‬ ‫خرَ) الكلم معهم وذكر (منكم) ( َومَنْ كَا َ‬ ‫ن مَرِيضًا أَ ْو عَلَى سَفَ ٍر َف ِعدّ ٌة مِنْ َأيّامٍ أُ َ‬‫َومَنْ كَا َ‬
‫في غير القرآن ‪ :‬فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضا يكون تكرارا ل معنى أن يقال ومن كان منكم لنها مذكورة فل تحتاج العادة‬
‫بينما في المرة لم تذكر (منكم) وإنما ذكرت (من قبلكم) فقال (منكم) والخطاب والكلم مع المسلمين‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬
‫م وَلَعَل ّك ُي ْ‬
‫م‬ ‫ه عَلَى َي‬
‫ما هَدَاك ُي ْ‬ ‫ملُوا ْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبُِّروا ْ الل ّي َ‬ ‫م الْعُي ْ‬
‫سَر وَلِتُك ْ ِ‬ ‫م الْي ُي ْ‬
‫سَر وَل َ يُرِيد ُ بِك ُي ُ‬ ‫*(يُرِيد ُ الل ّي ُ‬
‫ه بِك ُي ُ‬
‫ن (‪ )185‬البقرة) لماذا كرر الشكير بعيد ذكير أحكام الصييام (ولعلكيم تشكرون) ولم يقيل‬ ‫شكُُرو َي‬ ‫تَ ْ‬
‫تفلحون؟)؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫ذلك أن الصيام قد يُظن لول وهلة أن هذه العبادة شاقة عليه فإذا ما انتهى منها أدرك لطف ال سبحانه وتعالى به وهذا ما نجده بعد النتهاء من صيام‬
‫يوم أو صيام شهر فنشعر بفضل ال تعالى علينا وكيف أعاننا على القيام بهذه الفريضة فندرك عظمتها ونستشعر آثارها في أرواحنا فنتوجه إلى ال‬
‫تعالى بالشكر على هذه العبادة العظيمة وعلى عونه لنا على أدائها‪.‬‬
‫آية (‪:)185‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)2‬‬
‫آية (‪:)186‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سأَل َ َ‬
‫منُوا ْ بِي لَعَل ّهُ ْ‬
‫م‬ ‫جيبُوا ْ لِي وَلْيُؤْ ِ‬ ‫ن فَلْي َ ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫ب دَعْوَةَ الدَّاِع إِذ َا دَعَا ِ‬
‫جي ُ‬
‫بأ ِ‬‫عبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِي ٌ‬
‫ك ِ‬ ‫* (وَإِذ َا َ‬
‫ن (‪ ))186‬هذه الية جاءت بين آيات الصيام فلماذا؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫شدُو َ‬ ‫يَْر ُ‬
‫ب عَلَى اّلذِينَ مِن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم تَتّقُونَ (‪ )183‬البقرة) وما يتعلق بالصوم‬ ‫صيَا ُم َكمَا ُكتِ َ‬ ‫عَليْكُ ُم ال ّ‬ ‫ن آ َمنُو ْا ُكتِبَ َ‬ ‫هذه الية وردت بين آيات الصوم (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫صيَامِ ال ّرفَثُ إِلَى نِسَآ ِئكُ ْم (‪ )187‬البقرة)‪ .‬ورود هذه الية في هذا الموضع يدل على أن الصوم من دواعي الجابة‪ .‬إذن يحسن أو‬ ‫(ُأحِلّ َلكُمْ َليْلَةَ ال ّ‬
‫ينبغي أن يُدعى ال سبحانه وتعالى في هذا الوقت‪ .‬وفي الحديث" للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" وحديث "ثلثة ل ترد دعوتهم المام العادل‬
‫والصائم حتى يُفطر" إذن وقوعها بين آيات الصوم ما يوضّح أن الصائم مستجاب الدعوة وإهابة بالصائم بأن يدعو‪ .‬أيضا الملحظ أن هنالك أمر وهو‬
‫ل هُوَ‬ ‫ض قُ ْ‬
‫ك عَنِ ا ْلمَحِي ِ‬ ‫أن ال سبحانه وتعالى هو الذي تكفل بالجابة عن السؤال ولم يقل (فقل لهم إني قريب) كما ورد في مواطن كثيرة ( َويَسْأَلُو َن َ‬
‫سأَلُو َنكَ‬ ‫ل فِي ِه َكبِير (‪ )217‬البقرة) ( َويَسَْألُو َنكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ُقلِ ا ْلعَفْ َو (‪ )219‬البقرة) ( َويَ ْ‬ ‫ل ِقتَا ٌ‬ ‫ل فِي ِه قُ ْ‬
‫حرَا ِم ِقتَا ٍ‬ ‫َأذًى (‪ )122‬البقرة) (يَسْأَلُو َنكَ عَنِ ال ّ‬
‫ش ْهرِ الْ َ‬
‫سفًا (‪ )15‬طه)‪ .‬ربنا من دون تبيلغ تكفل بالجابة مباشرة أما قوله (فقل إني قريب) هذا أمر بالتبليغ أما قوله (فَِإنّي‬ ‫س ُفهَا َربّي نَ ْ‬ ‫ل يَن ِ‬ ‫ل فَ ُق ْ‬
‫جبَا ِ‬
‫عَنِ ا ْل ِ‬
‫قَرِيبٌ) ربنا هو الذي أجاب وليس بالواسطة ليس بالنقل‪ ،‬هو الذي أجاب حتى عباده يجأرون إليه بالدعاء‪ ،‬هذا أمر‪ .‬ثم ربنا سبحانه وتعالى تكفل‬
‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا دَعَانِ) لم يقل إن شئت أو شاء ربك كما في موطن آخر قال (قُلْ‬ ‫بالجابة إذا دعا الداعي ولم يعلق ذلك بالمشيئة فيقل إن شئت (أُجِي ُ‬
‫ن شَاء َوتَنسَوْنَ مَا‬ ‫ف مَا َتدْعُونَ إَِليْهِ إِ ْ‬ ‫ن (‪ )40‬بَلْ ِإيّا ُه َتدْعُونَ َف َيكْشِ ُ‬ ‫غيْرَ اللّ ِه َتدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَا ِدقِي َ‬ ‫عذَابُ اللّهِ أَوْ َأ َت ْتكُمُ السّاعَةُ أَ َ‬ ‫َأرََأ ْيتُكُم إِنْ َأتَاكُ ْم َ‬
‫ش ِركُونَ (‪ )41‬النعام)‪ .‬وجود المشيئة يعني ربما يفعل سبحانه وتعالى وربما ل يفعل وعدم وجود المشيئة يعني قطعا تجاب دعوته‪ ،‬قطعا الصائم‬ ‫تُ ْ‬
‫تجاب دعوته إن لم تكن في الدنيا ُتدّخر له في الخرة أو يُدفع عنه سوء‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل نفهم من هذا بأن النسق العام في سورة البقرة صيام وأن هذه الية خاصة بالصائم فقط؟‬
‫غيْ َر اللّهِ‬‫عذَابُ اللّهِ أَوْ َأ َتتْكُ ُم السّاعَةُ أَ َ‬ ‫دعاء في طاعة ليس في قطيعة رحم بينما الية الخرى جاءت عندما وقعوا في الحرج (قُلْ أَرََأ ْيُتكُم إِنْ َأتَاكُ ْم َ‬
‫ن (‪ )41‬النعام) أما هؤلء طائعين في وقت طاعة‬ ‫ن شَاء َوتَنسَوْنَ مَا تُشْ ِركُو َ‬ ‫ف مَا َتدْعُونَ إَِليْهِ إِ ْ‬ ‫ن (‪ )40‬بَلْ ِإيّا ُه َتدْعُونَ َف َيكْشِ ُ‬ ‫َتدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَا ِدقِي َ‬
‫وهم صيام‪.‬‬
‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا دَعَانِ) لقل إذا دعاني أجيبه‪ ،‬الصل أن يأتي بأداة الشرط‬ ‫ونلحظ أمرا آخرا هو أنه قدم الجابة الدالة على جواب الشرط فقال (أُجِي ُ‬
‫ثم جواب الشرط‪ ،‬الن قدم الجواب للتأكيد على قوة الوعد فقدم الجابة على الشرط تنبيها على قوة الوعد وأن هذا حاصل‪.‬‬
‫ثم نلحظ أنه قال (ِإذَا دَعَانِ) ولم يقل إن دعان مع أن الثنين أدوات شرط وفي هذا إشارة أن العبد مطلوب منه أن يكثر الدعاء‪( .‬إذا) آكد من إن (إن)‬
‫حمَنِ َوَلدٌ‬ ‫تأتي في المور المحتملة الوقوع والمشكوك فيها والموهومة والنادرة والمستحيلة وسائر الفتراضات حتى إذا كانت مستحيلة (قُلْ إِن كَانَ لِلرّ ْ‬
‫ن مِنَ ا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ ا ْق َتتَلُوا (‪ )9‬الحجرات) هذه قليلة لن (إن) للمحتمل الوقوع القليل والوقوع المشكوك في‬ ‫ل ا ْلعَابِدِينَ (‪ )81‬الزخرف)‪( ،‬وَإِن طَائِ َفتَا ِ‬ ‫َفَأنَا أَوّ ُ‬
‫ستَ َقرّ َمكَانَهُ‬
‫ل َفإِنِ ا ْ‬ ‫جبَ ِ‬‫ك قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْ َ‬ ‫ل رَبّ َأ ِرنِي أَنظُرْ إَِل ْي َ‬ ‫حصوله والموهوم والنادر (وََلمّا جَاء مُوسَى ِلمِيقَا ِتنَا َوكَّلمَهُ َربّ ُه قَا َ‬
‫غيْرُ اللّهِ‬ ‫س ْرمَدًا إِلَى يَوْمِ ا ْل ِقيَامَةِ مَنْ إِلَ ٌه َ‬ ‫ل اللّ ُه عََل ْيكُمُ الّليْلَ َ‬ ‫ف تَرَانِي (‪ )143‬العراف) ولو قال (إذا) يعني يستقر في الغالب‪( .‬قُلْ أَرََأ ْيتُمْ إِن َ‬
‫جعَ َ‬ ‫سوْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫حضَرَ‬ ‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا َ‬ ‫ن (‪ )71‬القصص) هذا افتراض وليس حاصلً‪ .‬بينما (إذا) للمقطوع بحصوله أو الكثير الوقوع مثل (كُتِ َ‬ ‫س َمعُو َ‬ ‫ضيَاء َأفَلَا تَ ْ‬ ‫يَ ْأتِيكُم بِ ِ‬
‫شهُرُ ا ْلحُ ُر ُم (‪)5‬‬ ‫خ الَ ْ‬ ‫حقّا عَلَى ا ْل ُمتّقِينَ (‪ )180‬البقرة) الموت سيأتي‪( ،‬فَِإذَا انسَلَ َ‬ ‫صيّةُ لِلْوَاِلدَيْنِ وَالقْ َربِينَ بِا ْل َمعْرُوفِ َ‬ ‫خيْرًا الْوَ ِ‬ ‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ إِن تَ َركَ َ‬ ‫َأ َ‬
‫ض (‪ )10‬الجمعة) ل بد أن تقضى‪ ،‬ولذلك في يوم القيامة اليات تأتي بـ (إذا) ول يمكن‬ ‫ت الصّلَا ُة فَانتَشِرُوا فِي الَْأرْ ِ‬ ‫ضيَ ِ‬‫التوبة) ل بد أن تنسلخ (فَِإذَا قُ ِ‬
‫حيّةٍ‬‫حّييْتُم ِبتَ ِ‬ ‫ت (‪ )1‬النشقاق) (ِإذَا زُلْزَِلتِ الَْأرْضُ زِ ْلزَاَلهَا (‪ )1‬الزلزلة) لنها واقعة ل محالة‪ ،‬أو كثير الوقوع (وَِإذَا ُ‬ ‫سمَاء انشَقّ ْ‬ ‫أن يؤتى بـ (إن) (إِذَا ال ّ‬
‫ن ِم ْنهَا أَوْ ُردّوهَا (‪ )86‬النساء) حتى لو اجتمعت إذا وإن في موطنين يأتي مع كثير الوقوع بـ (إذا) ومع قليل الوقوع يأتي بـ (إن) مثال‬ ‫حيّواْ ِبأَحْسَ َ‬ ‫َف َ‬
‫طهّرُواْ وَإِن‬ ‫جُنبًا فَا ّ‬ ‫جَلكُمْ إِلَى ا ْل َكعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ ُ‬ ‫سكُ ْم وَأَرْ ُ‬‫غسِلُواْ ُوجُو َهكُمْ وََأ ْي ِديَكُمْ ِإلَى ا ْلمَرَا ِفقِ وَامْسَحُو ْا بِرُؤُو ِ‬ ‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُواْ ِإذَا ُق ْمتُمْ إِلَى الصّلةِ فا ْ‬
‫ب (‪ )25‬النساء) قليلة‪،‬‬ ‫ت مِنَ ا ْلعَذَا ِ‬ ‫صنَا ِ‬
‫ف مَا عَلَى ا ْلمُحْ َ‬ ‫ص ُ‬‫ن بِفَاحِشَ ٍة َفعََل ْيهِنّ نِ ْ‬ ‫سفَ ٍر (‪ )6‬المائدة) جنبا قليلة‪( ،‬فَِإذَا أُحْصِ ّ‬
‫ن َفإِنْ َأ َتيْ َ‬ ‫كُنتُم مّرْضَى أَ ْو عَلَى َ‬
‫ن آ َمنُواْ ِإذَا‬‫حقّا عَلَى ا ْل ُمتّقِينَ (‪ )180‬البقرة) (يَا َأيّهَا اّلذِي َ‬ ‫صيّةُ لِلْوَاِلدَيْنِ وَالقْ َربِينَ بِا ْل َمعْرُوفِ َ‬ ‫خيْرًا الْوَ ِ‬ ‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْتُ إِن تَ َركَ َ‬ ‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا حَضَ َر أَ َ‬ ‫( ُكتِ َ‬
‫ل (‪))282‬‬ ‫ل هُ َو فَ ْل ُيمْلِلْ وَِليّهُ بِا ْلعَدْ ِ‬
‫ستَطِيعُ أَن ُيمِ ّ‬ ‫ضعِيفًا أَ ْو لَ يَ ْ‬ ‫سفِيهًا أَوْ َ‬ ‫سمّى فَاكْ ُتبُو ُه (‪ )282‬البقرة) (فَإن كَانَ اّلذِي عََليْهِ ا ْلحَقّ َ‬ ‫ل مّ َ‬ ‫َتدَايَنتُم ِبدَيْنٍ إِلَى َأجَ ٍ‬
‫قليل‪ ،‬إذن هذا الخط العام في اللغة فلما يقول (إذا دعان) إذن المفروض أن يدعو وليس هكذا يدعو لما يقع في مصيبة ويدعو على حرف‪ .‬قوله (وَإِن‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا دَعَانِ) إذن الدعاء شرط‬ ‫سرَ ٍة (‪ )280‬البقرة) هذا أقل ممن يستحق الزكاة‪ .‬هذا نسق اللغة قال (ُأجِي ُ‬ ‫ن ذُو عُسْ َر ٍة َفنَظِرَةٌ إِلَى َميْ َ‬ ‫كَا َ‬
‫الجابة وهو مطلوب والدعاء مخ العبادة وربنا يغضب إذا لم يُدعى ربنا غضب على أقوام أخذهم بالباساء والضراء فلم يتضرعوا ( َولَ َقدْ أَرْسَلنَآ إِلَى‬
‫شيْطَانُ مَا كَانُواْ‬ ‫ت قُلُو ُبهُمْ َو َزيّنَ َل ُهمُ ال ّ‬‫سنَا تَضَرّعُواْ َولَـكِن قَسَ ْ‬ ‫ن (‪ )42‬فَلَوْل ِإذْ جَاءهُ ْم بَ ْأ ُ‬ ‫خ ْذنَاهُ ْم بِا ْلبَأْسَاء وَالضّرّاء َلعَّلهُ ْم َيتَضَرّعُو َ‬ ‫ك فَأَ َ‬ ‫ُأ َممٍ مّن َقبِْل َ‬
‫ضرّعُونَ (‪ )76‬المؤمنون) إذن الدعاء مطلوب ل تقول ربنا يعلم الحال وتسكت‪،‬‬ ‫س َتكَانُوا لِ َرّبهِمْ َومَا َيتَ َ‬
‫خ ْذنَاهُم بِا ْلعَذَابِ َفمَا ا ْ‬ ‫ن (‪ )43‬النعام) (وَلَ َقدْ أَ َ‬ ‫َي ْعمَلُو َ‬
‫الدعاء مخ العبادة‪ .‬ربنا يغضب إذا لم يُدعى والرسول كان يدعو في بدر حتى ظهر بياض إبطيه وسقطت عباءته فالدعاء مطلوب وهو مخ العبادة‪.‬‬
‫استطراد من المقدم‪ :‬البعض يقولون أن سيدنا إبراهيم لم يدع وإنما قال أن ال تعالى أعلم بحاله لكن هناك من محققي التاريخ من كذب هذه الرواية‬
‫وقال أنها مغلوطة وأن سيدنا إبراهيم دعا بالفعل‪.‬‬
‫شدُونَ) يعني يهتدون إلى مصالح‬ ‫ن (‪ )60‬غافر)‪َ( ،‬لعَّلهُ ْم يَرْ ُ‬ ‫ج َهنّ َم دَاخِرِي َ‬ ‫سيَدْخُلُونَ َ‬ ‫عبَا َدتِي َ‬‫ن ِ‬ ‫ن عَ ْ‬ ‫س َتكْبِرُو َ‬
‫ن يَ ْ‬
‫ن اّلذِي َ‬‫ستَجِبْ َلكُمْ إِ ّ‬ ‫ل َرّبكُمُ ادْعُونِي َأ ْ‬ ‫قال ( َوقَا َ‬
‫دينهم ودنياهم‪ .‬قال أجيب دعوة الداعي ولم يقل أجيب الداعي الدعوة ما يريده الداعي لم يقل أجيب الداعي لكن بماذا يجيبه؟ بدعوته‪ ،‬يجيب الداعي بما‬
‫يبتغيه‪.‬‬
‫عبَادِي) مرسومة بالياء ولم يقل "عبادِ" في القرآن الكلمتان موجودتان عبادي مرسومة بالياء وعبادِ بالكسرة وكلتاهما مضافة إلى ياء‬ ‫ك ِ‬ ‫قال (وَِإذَا سَأََل َ‬
‫المتكلم‪ .‬في القرآن عندما يقول (عبادي) بالياء مجموعة العباد أكثر فكأنه يحذف معناه أن العباد أقل‪ .‬عبادي أحرفها أكثر من عباد فهم أكثر هذا في‬
‫جمِيعًا (‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّ َه َيغْفِ ُر ال ّذنُوبَ َ‬ ‫سهِمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِن رّ ْ‬ ‫س َرفُوا عَلَى أَنفُ ِ‬ ‫عبَادِيَ اّلذِينَ أَ ْ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫القرآن كله إذا قال عبادي بالياء فالمجموعة أكثر مثال (قُ ْ‬
‫ب (‪ )186‬البقرة) كلهم بدون‬ ‫عنّي َفِإنّي قَرِي ٌ‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫صتَ ِبمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )103‬يوسف)‪( ،‬وَِإذَا َ‬
‫سأََل َ‬ ‫حرَ ْ‬ ‫‪ )53‬الزمر) هؤلء كثرة لنه ( َومَا َأ ْكثَرُ النّاسِ وَلَوْ َ‬
‫ن آ َمنُوا‬ ‫عبَادِ اّلذِي َ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫سنَ ُه (‪ )18‬الزمر) قلة‪( ،‬قُ ْ‬ ‫ل َفيَ ّت ِبعُونَ َأحْ َ‬‫س َت ِمعُونَ الْقَ ْو َ‬ ‫عبَادِ (‪ )17‬اّلذِينَ يَ ْ‬ ‫استثناء لم يستثني فجاء عبادي بالياء‪ ،‬يجبهم كلهم ‪َ (.‬فبَشّ ْر ِ‬
‫ن آ َمنُوا إِنّ‬ ‫ي اّلذِي َ‬ ‫عبَادِ َ‬‫ب (‪ )10‬الزمر)‪( ،‬يَا ِ‬ ‫جرَهُم ِب َغيْرِ حِسَا ٍ‬ ‫سعَةٌ ِإنّمَا يُ َوفّى الصّابِرُونَ أَ ْ‬ ‫سنَةٌ وَأَ ْرضُ اللّهِ وَا ِ‬ ‫سنُوا فِي َهذِ ِه ال ّد ْنيَا حَ َ‬ ‫اتّقُوا َرّبكُمْ لِّلذِينَ َأحْ َ‬
‫عُبدُونِ (‪ )56‬العنكبوت) هناك قال اتقوا ربكم صارت التقوى إضافة إلى اليمان وهنا لم يقل اتقوا ربكم‪ ،‬ثم هو قال (ِإّنمَا يُ َوفّى‬ ‫ي فَا ْ‬
‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬‫َأرْضِي وَا ِ‬
‫ت ثُمّ إَِل ْينَا‬ ‫س ذَائِقَةُ ا ْلمَ ْو ِ‬
‫ل نَفْ ٍ‬ ‫عُبدُونِ (‪ )56‬كُ ّ‬ ‫ي فَا ْ‬‫سعَ ٌة فَِإيّا َ‬
‫عبَادِيَ اّلذِينَ آ َمنُوا إِنّ َأرْضِي وَا ِ‬ ‫ب (‪ )10‬الزمر) هؤلء قلة‪( ،‬يَا ِ‬ ‫حسَا ٍ‬ ‫الصّابِرُونَ أَجْرَهُم ِبغَيْرِ ِ‬
‫جعُونَ (‪ )57‬العنكبوت) كثرة فجاء بـ(عبادي) مع الكثرة و(عبادِ) مع القلة‪ .‬من حيث العراب (عبادي وعبادِ) واحد‪( ،‬عبادي) عباد مضاف وياء‬ ‫تُ ْر َ‬
‫المتكلم مضاف إليه وفي (عبادِ) هذه تقديرا‪ ،‬مضاف ومضاف إليه مركب‪ .‬هذه من خصوصيات الستعمال القرآني فعندما قال تعالى (وَِإذَا سَأََلكَ‬
‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا دَعَان) يعني هو يجيبهم كلهم‪.‬‬ ‫عنّي فَِإنّي َقرِيبٌ أُجِي ُ‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ِ‬
‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا دَعَانِ) لم يقل أجيب دعوتهم‪ ،‬ما قال إذا سألك عبادي عني أجيب دعوتهم لنه يقصد لعموم والشمول ليس فقط السائلين ل‬ ‫قال (أُجِي ُ‬
‫عنّي) ليس كل العباد يسأل الرسول عن ال وإنما هو في زمن معين‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ك ِ‬‫يجيب فقط من سأل عنه وإنما يجيب كل داعي‪ .‬عندما قال (وَِإذَا سَأََل َ‬
‫ب دَعْوَةَ الدّاعِ ِإذَا دَعَانِ) هذه ليست خاصة بالسائلين وإنما بكل داعي فقال‬ ‫عنّي َفِإنّي قَرِيبٌ ُأجِي ُ‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫سأََل َ‬
‫في وقت معين في جماعة معينة‪( ،‬وَِإذَا َ‬
‫ب دَعْوَةَ‬ ‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ) لنه لو قال أجيبهم سيكون الكلم على من سأله فإني أجيبهم يعني الكلم عمن سأل وهو لم يخصص وإنما وسّع (ُأجِي ُ‬ ‫(ُأجِي ُ‬
‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا دَعَانِ)‪.‬‬ ‫الدّاعِ) يعني وسّع الدائرة مرتين عندما جاي بياء المتكلم في عبادي وعندما أطلق (أُجِي ُ‬
‫ن (‪ )185‬البقرة) هذا يدل على أن الدعاء يكون بعد الثناء‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫نلحظ هناك أمر أن الية سُبقت بقوله تعالى (وَِلُتكَبّرُواْ اللّ َه عَلَى مَا َهدَاكُمْ َوَلعَّلكُ ْم تَ ْ‬
‫على ال تُكبر وتثني على ال بما هو أهله ثم تدعو ولذلك قالوا هي جاءت بعد قوله تعالى (وَِلُتكَبّرُواْ اللّ َه عَلَى مَا َهدَاكُمْ) وما يوضح هذا قوله‬
‫ن (‪ِ )4‬إيّاكَ‬ ‫ك يَوْ ِم الدّي ِ‬ ‫حمَنِ الرّحِي ِم (‪ )3‬مَاِل ِ‬ ‫ب ا ْلعَاَلمِينَ (‪ )2‬الرّ ْ‬ ‫ح ْمدُ لِلّهِ رَ ّ‬ ‫(اه ِدنَــــا الصّرَاطَ المُستَقِي َم (‪ )6‬الفاتحة) جاءت بعد الثناء على ال (الْ َ‬
‫ل بأية صيغة مثل يا رب لك الحمد‪ ،‬سبحانك يا من تجيب دعوة المضطرين‪ ،‬يا رحمن‬ ‫ن (‪ ))5‬ل تدعوا هكذا‪ ،‬يجب أن نثني عليه أو ً‬ ‫س َتعِي ُ‬
‫ك نَ ْ‬ ‫َن ْعبُدُ وَِإيّا َ‬
‫يا رحيم‪.‬‬
‫ن تفيد التوكيد فأكّد قربه سبحانه وتعالى من عباده‬ ‫ثم قال (فَِإنّي قَرِيبٌ) ولم يقل "فأنا قريب" أكّد قربه بـ (إنّ) المشددة لم يقل (فأنا) لنها غير مؤكدة‪ .‬إ ّ‬
‫وهي آكد من (أنا)‪.‬‬
‫ن (‪ )186‬البقرة) دعوة الداعي التركيز على الدعوة ولو كان التركيز‬ ‫ب دَعْوَ َة الدّاعِ ِإذَا دَعَا ِ‬ ‫عنّي فَِإنّي َقرِيبٌ أُجِي ُ‬ ‫عبَادِي َ‬ ‫ك ِ‬ ‫*مداخلة في الية (وَِإذَا سَأََل َ‬
‫على الداعي والداعي إسم فاعل فكان يجب أن يحسن الدعاء ولكن ماذا عن الصم الذي يدعو بقلبه فلذلك يدخل في الدعوة‪.‬‬
‫*ما دللة استخدام (وإذا) بدل (وإن)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قبل هذه لم يقل فقل لهم إني قريب وإنما تكفل تعالى بالجابة مباشرة كما خاطبهم مباشرة (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) ما قال قل لهم كتب‬
‫ل (يسألونك عن‬ ‫عليهم الصيام كذلك في الدعاء لم يقل قل لهم وإنما قال (فإني قريب) مع أنه في آيات أخرى عندما يكون هناك سؤال يقول قل‪ ،‬مث ً‬
‫المحيض قل هو أذى) أما في هذه الية تكفل ال تعالى بالجابة مباشرة‪ .‬هو يُدعى سبحانه وتعالى بل واسطة وهو يجيب مباشرة حتى نلحظ معظم‬
‫سألك في القرآن يأتي بعدها (قل)‪ .‬ثم إنه قال (أجيب دعوة الداع) لم يقل إن شئت أو إن شاء ربك كأنه أجاب بينما نلحظ في آية أخرى ( بَلْ ِإيّاهُ‬
‫ن (‪ )41‬النعام) لم يقطع بينما في آية الصيام فالجابة ل بد أن تكون إما يعجل له أو يُدّخر‬ ‫ف مَا َتدْعُونَ إَِليْهِ إِنْ شَاء َوتَنسَوْنَ مَا تُشْ ِركُو َ‬‫َتدْعُونَ َف َيكْشِ ُ‬
‫له أو يرد عنه بمقدارها من الذى كما في الحديث‪ ،‬أجيب دعوة الداع لم يعلقها بشيء‪.‬‬
‫أما استخدام (إذا) لنه أراد سبحانه وتعالى أن يكثر الناس من الدعاء لن (إذا) تفيد الكثير والمقطوع ولم يقل (إن)‪،‬فالمطلوب أن يكثروا من الدعاء‬
‫ب عََل ْيكُمْ ِإذَا‬
‫ويلحوا في الدعاء‪( ،‬إن) وتستعمل للشك لمحتمل الوقوع والنادر والمستحيل الوقوع أما (إذا ) فهي لمقطوع الوقوع أو كثير الوقوع‪ُ ( .‬كتِ َ‬
‫ت (‪)180‬هذا مقطوع الوقوع ‪ ،‬وقال (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) هذه قليلة‪ .‬قال (إذا سألك) وقال (إذا دعان) هذه إشارة أن‬ ‫ح َدكُمُ ا ْلمَوْ ُ‬
‫حَضَرَ َأ َ‬
‫المطلوب من العبد الكثار من الدعاء وعليه أن يكثر من الدعاء وفيها الدعاء شرط الجابة (أجيب دعوة الداع إذا دعان) جعل ال تعالى الدعاء شرط‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الجابة ومن باب التوكيد قدّم الجابة على الدعاء‪ .‬مثلً إذا جئت إليّ أُكرمك‪ ،‬أنت بنيت كلمك على الجابة حتى النحاة يقولون لما تقول أكرمك إن‬
‫جئتني‪ ،‬هو قال له أُكرمك‪ .‬بنى على الخبار بالكرام وهنا ربنا بنى على الجابة‪ ،‬الجابة بفضل ال متحققة وال تعالى يريد من العباد أن يدعوا‬
‫والدعاء شرط الجابة‪ .‬وقال تعالى (أجيب دعوة الداع) وليس أجيب الداعي لن الدعوة هي المطلوبة بالذات‪ .‬يجيب ما تريد أنت أي يجيب الدعوة‪.‬‬
‫خذْنَا ُه ْم بِا ْلبَ ْأسَاء‬
‫ك فََأ َ‬
‫وربنا يغضب إذا لم يدعوه العبد ويحب الملحاح في الدعاء وغضب ربنا على أقوام لنهم لم يدعوه (وَلَ َقدْ أَ ْرسَلنَآ إِلَى ُأمَ ٍم مّن َقبِْل َ‬
‫ن (‪)76‬‬ ‫ستَكَانُوا لِ َرّبهِمْ َومَا َيتَضَرّعُو َ‬ ‫ب َفمَا ا ْ‬ ‫ضرّعُو ْا (‪ )43‬النعام) (وََل َقدْ َأ َ‬
‫خ ْذنَاهُم بِا ْل َعذَا ِ‬ ‫ن (‪ )42‬فََلوْل ِإذْ جَاء ُه ْم بَأْ ُ‬
‫سنَا تَ َ‬ ‫وَالضّرّاء َلعَّلهُ ْم َيتَضَرّعُو َ‬
‫المؤمنون) (قل أعوذ برب الفلق) أي ادعُ وقلها ل في نفسك فقط‪ ،‬عندما يقول أعوذ يعني أنه يحتاج لمن يعينه فينبغي أن يقولها‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سأَل َ َ‬
‫منُوا ْ ب ِيي لَعَل ّهُي ْ‬
‫م‬ ‫جيبُوا ْ لِي وَلْيُؤْ ِ‬ ‫ن فَلْي َي ْ‬
‫ست َ ِ‬ ‫ب دَعْوَةَ الدَّا ِي‬
‫ع إِذ َا دَعَا ِي‬ ‫جي ُي‬
‫بأ ِ‬‫عبَادِي عَن ّ ِيي فَإِن ّ ِيي قَرِي ٌي‬
‫ك ِ‬ ‫*(وَإِذ َا َي‬
‫م عبّر بقوله (إذا) في أول الية ولم يقل (إن سألك)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ن (‪ )186‬البقرة) ل ِ َ‬ ‫شدُو َ‬ ‫يَْر ُ‬
‫لن (إن) تفيد التشكيك والتقليل بخلف (إذا) التي تفيد الجزم لنه عندما تذوق حلوة ما أعطاك ال تعالى من إشراقات في الصيام فإنك تتجه إلى‬
‫شكره وسؤاله أن يزيدك من فضله العظيم‪ .‬وانظر كيف جاء جواب السؤال في قوله (فإني قريب) ولم يقل (قل) لن (قل) هنا يحتاج إلى مدة وإن‬
‫كانت قصيرة فهي ل تتناسب مع القرب في الجابة فأراد ربنا سبحانه وتعالى لن يجعل القرب في الجابة عن السؤال دون وساطة فجعل الجواب منه‬
‫لعباده مباشرة وجاءت الفاء في الجواب (فإني) لتفيد السرعة والمباشرة الفورية التي تتناسب مع هذا العطاء الرباني العظيم فقال تعالى (فإني قريب)‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في قوله تعالى في سورة البقرة (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة‬
‫الداع إذا دعان)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫في هذه الية تقدّم جواب الشرط على فعل الشرط ومعناه أن ال تعالى يجيب دعاء العبد حتى قبل أن يبدأ بالدعاء‪ .‬وفي الية لفتة أخرى أنه في سياق‬
‫القرآن كله عندما تأتي الية فيها وإذا سألك أو يسألونك يأتي الردّ من ال تعالى لرسوله (قل) إل في هذه الية فقد جاء الر ّد مباشرة من ال تعالى‬
‫لعباده في خطاب مباشر ليس بين ال تعالى وعباده أي وسيط حتى لو كان الرسول الكريم ‪ .‬فما على العبد إل الدعاء وال تعالى يجيب دعاء عباده‬
‫فسبحانه وتعالى‪.‬‬
‫عبَادِ)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عبَادِي) ( ِ‬
‫* ما الفرق بين ذكر الياء وعدم ذكرها في ( ِ‬
‫هذه ظاهرة في القرآن‪ .‬عبادي وعبا ِد أيها الكثر حروفا؟ عبادي‪ .‬كلما يقول عبادي يكون أكثر من عبادِ مناسبة لسعة الكلمة وطولها وسعة المجموعة‪.‬‬
‫ن(‬ ‫ب (‪ )186‬البقرة) كل العباد تسأل‪ ،‬هذا ل يخص عبدا دون عبد إذن هي كثيرة‪َ ( .‬وقُل ّل ِعبَادِي َيقُولُواْ اّلتِي ِهيَ أَ ْ‬
‫حسَ ُ‬ ‫عنّي َفِإنّي قَرِي ٌ‬
‫عبَادِي َ‬
‫ك ِ‬
‫سأََل َ‬
‫(وَِإذَا َ‬
‫‪ )53‬السراء) كل العباد مكلفين أن يقولوا التي هي أحسن‪.‬‬
‫(فبشر عبا ِد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) ما قال يستمعون الحسن وإنما أحسنه وهؤلء قليل‪.‬‬
‫آية (‪:)187‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫م لِبَا ٌ‬ ‫س ل ّك ُ ْ‬
‫م وَأنت ُ ْ‬ ‫م ه ُ َّ‬
‫ن لِبَا ٌ‬ ‫ث إِلَى ن ِ َ‬
‫سآئِك ُ ْ‬ ‫صيَام ِ الَّرف َ ُ‬ ‫م لَيْل َ َ‬
‫ة ال ِّ‬ ‫ل لَك ُ ْ‬ ‫*ما دللة كلمة اللباس فى الية (أ ُ ِ‬
‫ح َّ‬
‫ن (‪ )187‬البقرة)؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫لَّهُ َّ‬
‫تأمل هذا التشبيه القرآني وقد جاءت هذه الية لتعبر عما تحمله نلك العلقة المقدسة بين الرجل والمرأة وما يمثله كل واحد منهما لصاحبه وذلك بتشبيه‬
‫كل وا حد منه ما باللباس لل خر‪ .‬اللباس الذي ي ستر العورات ويدف يء صاحبه ويمنع عنه الذى والضرر إلى غير ذلك من المنا فع الكثيرة‪ .‬فلو أردت‬
‫أخي المؤمن وضع كلمة مكان (لباس) لما أدّت إلى المعنى المراد ولما وسعت ذلك الشمول الذي احتوى عليه التشبيه الرائع‪.‬‬
‫َ‬
‫حدُود ُ الل ّهِ فَل َ تَقَْربُوهَا)و( فل تعتدوها)؟‬ ‫*ما الفرق بين (تِل ْ َ‬
‫ك ُ‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ل َت ْعتَدُوهَا (‪ )229‬البقرة) في قضايا معينة‪ ،‬الولى قال ( َولَ‬ ‫حدُودُ اللّهِ فَ َ‬ ‫ل تَ ْق َربُوهَا (‪ )187‬البقرة) ومرة قال (تِ ْلكَ ُ‬ ‫حدُودُ اللّهِ فَ َ‬‫رب العالمين يقول (تِ ْلكَ ُ‬
‫ل تَقْ َربُوهَا (‪ )187‬البقرة) وآية أخرى يتكلم عن الخلع إذا كرهت المرأة زوجها من غير سببٍ‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬ ‫جدِ تِ ْلكَ ُ‬ ‫شرُوهُنّ وَأَنتُ ْم عَاكِفُونَ فِي ا ْلمَسَا ِ‬ ‫ُتبَا ِ‬
‫حدُودَ اللّ ِه فَأُوَل ِئكَ هُ ُم الظّاِلمُونَ (‪ )229‬البقرة) ما الفرق بين‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَلَ َت ْع َتدُوهَا َومَن َي َتعَدّ ُ‬‫ت بِهِ تِ ْلكَ ُ‬‫ح عََل ْيهِمَا فِيمَا ا ْف َتدَ ْ‬
‫جنَا َ‬
‫منه عليها أن تفتدي (فَلَ ُ‬
‫ل َت ْعتَدُوهَا)؟ الحدّ نوعان حدٌ بين الحلل والحرام‪ ،‬هذا حلل وهذا حرام‪ .‬يعني حدّ صلة الظهر‬ ‫حدُودُ اللّهِ فَ َ‬ ‫ل تَ ْق َربُوهَا) وبين (تِ ْلكَ ُ‬ ‫حدُودُ اللّهِ فَ َ‬‫(تِ ْلكَ ُ‬
‫الساعة ‪ 12‬وثلث مثلً إلى الساعة ثلثة ونصف ليس لك الحق قبل هذا أن تفعل وليس لك بعد هذا أن تفعل فهذا ح ٌد بين الحلل والحرام‪ ،‬الصلة بعد‬
‫الرابعة والنصف مثلً حرام والصلة قبل الثانية عشر والربع حرام‪ ،‬إذا هذا ح ٌد بين الحلل والحرام فهذا إذاٍ يقول ل تعتدوها ل تعتدي هذا الحد ل‬
‫ل تَقْ َربُوهَا) إذا إذا سمعت‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬
‫تتعدى هذا الحد الذي حدّه ال لك في مسألة أوقات الصلة‪ .‬مثلً إذا كان هناك ذنب خطير قال ل تقربوها (تِ ْلكَ ُ‬
‫سكَارَى (‪ )43‬النساء) ( َولَ َتقْ َربُو ْا مَا َ‬
‫ل ا ْليَتِيمِ ِإلّ‬ ‫ال سبحانه وتعالى يقول فل تقربوها فاعلم أنك أمام جريمة خطيرة لحظ (لَ تَ ْق َربُواْ الصّل َة وَأَنتُمْ ُ‬
‫حدُودُ اللّهِ فَلَ‬ ‫ن (‪ )151‬النعام) وهكذا كلها جرائم خطيرة‪ .‬كذلك (تِ ْلكَ ُ‬ ‫ظهَ َر ِم ْنهَا َومَا بَطَ َ‬
‫ش مَا َ‬‫ح َ‬ ‫ن (‪ )152‬النعام) ( َولَ َتقْ َربُواْ ا ْلفَوَا ِ‬ ‫حسَ ُ‬ ‫بِاّلتِي هِيَ أَ ْ‬
‫تَ ْق َربُوهَا) أنت زوجتك معتكفة في رمضان أو في غير رمضان‪ ،‬في المسجد يعني كيف تواقعها في هذه الحالة؟ كيف استطعت أن تفعل هذا وهي في‬
‫جدِ) فهناك كانوا أيام المسلمين‬ ‫ن فِي ا ْلمَسَا ِ‬
‫ل ُتبَاشِرُوهُنّ َوأَنتُ ْم عَاكِفُو َ‬ ‫المسجد معتكفة؟ والمعتكف في المسجد يعني ل يخرج منه‪ .‬إذا رب العالمين قال ( َو َ‬
‫الوائل وحتى الن في رمضان هناك أماكن لعتكاف النساء وهناك أماكن لعتكاف الرجال‪ ،‬فربما تتاح خلوة لزوجين إياك أن تفعل شيئا لنك في‬
‫ل تَقْ َربُوهَا)‪ .‬وحينئذٍ عليك أن تتأمل كلما جاءك في الكتاب‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬
‫بيت ال عز وجل ولنكما معتكفان‪ .‬فحينئذٍ خطير أنت تفعل هذا قال (تِ ْلكَ ُ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل َت ْعتَدُوهَا)‬
‫حدُودُ اللّهِ فَ َ‬
‫ل تَقْ َربُوهَا) وبين (تِ ْلكَ ُ‬
‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬
‫ل تَقْ َربُوهَا) أن تتوقف تماما بقوة وخشوع‪ .‬هكذا الفرق بين (تِ ْلكَ ُ‬
‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬
‫العزيز (تِ ْلكَ ُ‬
‫هذا ح ٌد بين الحلل والحرام وهذا ح ٌد دون جريمة عظيمة يعاقب ال عليها عقابا عظيما‪.‬‬
‫* ورتل القرآن ترتيل ً ‪:‬‬
‫شرُوهُنّ وَأَنتُ ْم عَاكِفُونَ فِي‬ ‫صيَا َم إِلَى الّليْلِ َولَ ُتبَا ِ‬
‫لسْ َودِ مِنَ ا ْلفَجْ ِر ثُمّ َأ ِتمّواْ ال ّ‬
‫خيْطِ ا َ‬ ‫ل ْبيَضُ مِنَ ا ْل َ‬ ‫طاَ‬ ‫خيْ ُ‬‫حتّى َي َت َبيّنَ َلكُ ُم الْ َ‬
‫قال تعالى‪َ (:‬وكُلُواْ وَاشْ َربُواْ َ‬
‫شبّهت الحكام بالحد‬ ‫ل تَ ْق َربُوهَا (‪ )187‬البقرة) الحدّ هو الحاجز ونهاية الشيء الذي إن تجاوزه المرء دخل في شيء آخر و ُ‬ ‫حدُودُ اللّهِ فَ َ‬ ‫جدِ تِ ْلكَ ُ‬
‫ا ْلمَسَا ِ‬
‫حدُودُ‬‫ل إلى منع‪ .‬فلِ َم نهى ال تعالى المؤمن عن قربان الحد مع أنه في غير آية نهى عن تجاوزه كما في قوله تعالى (تِ ْلكَ ُ‬ ‫لن تجاوزها يُخرج من حِ ٍ‬
‫اللّ ِه فَلَ َت ْعتَدُوهَا (‪ )229‬البقرة)؟ نهى ال تعالى عن المقاربة لن بين الصيام والفطار قيد خيط أو شعرة وإن استمر المرء على الكل أفطر وإن أكل‬
‫قبل هذا الخيط أفطر أيضا ولذلك نهى عن قربان هذا الحد لنه دقيق سرعان ما يخرج المرء منه وهو غير شاعر بما فعل‪ .‬روى البخاري ومسلم عن‬
‫صيَامَ إِلَى الّليْلِ َولَ ُتبَاشِرُو ُهنّ‬
‫جرِ ُثمّ َأ ِتمّواْ ال ّ‬
‫ط الَسْ َودِ مِنَ ا ْلفَ ْ‬ ‫خيْ ِ‬
‫ل ْبيَضُ مِنَ ا ْل َ‬ ‫طاَ‬ ‫خيْ ُ‬
‫حتّى يَ َت َبيّنَ َلكُ ُم الْ َ‬
‫عدي بن حاتم قال‪ :‬عندما نزلت ( َوكُلُواْ وَاشْ َربُو ْا َ‬
‫ل تَ ْق َربُوهَا) عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فل‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬ ‫ج ِد تِ ْلكَ ُ‬
‫ن فِي ا ْل َمسَا ِ‬
‫َوأَنتُ ْم عَاكِفُو َ‬
‫أستبين البيض من السود فغدوت إلى رسول ال فذكرت له ذلك فقال ‪ :‬إنك لعريض القفا (كناية عن ضعف إدراكه لهذه المسألة) إنما ذلك سواد‬
‫الليل وبياض النهار‪.‬‬
‫َ‬
‫م‬‫ه آيَات ِيهِ لِلنَّا سِي لَعَل ّ َهُي ْ‬‫ن الل ّي ُ‬ ‫* ميا الفرق بيين (ييبين الله لكيم آياتيه) و(ييبين الله لكيم اليات)؟ (كذَل ِي َ‬
‫ك يُبَي ّ ِي ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن آيَات ِيهِ لِلنَّا سِي لَعَل ّهُي ْ‬
‫م‬ ‫ني (‪( ))219‬وَيُبَي ّ ِي ُ‬ ‫ت لَعَل ّك ُي ْ‬
‫م تَتَفَك ُّرو َ‬ ‫ه لَك ُي ُ‬
‫م اليَا ِي‬ ‫ن الل ّي ُ‬ ‫يَتَّقُو َ‬
‫ني (‪ )187‬البقرة) (كَذَل ِي َ‬
‫ك ي ُيبي ِّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن (‪))221‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫يَتَذ َك ُّرو َ‬
‫آياته مضافة إلى لفظ الجللة لتشريفها وتعظيمها‪ .‬كلمة اليات عامة من حيث اللغة أما (آياته) فخاصة إذن الضافة إلى ضمير ال سبحانه وتعالى فيها‬
‫تشريف وتعظيم‪ .‬اليات عامة من هذا يبدو لنا أنه في المواطن التي تضاف فيها إلى ضميره معناها أنها أه ّم وآكد‪ ،‬يعني المواطن التي يقول فيها‬
‫(آياته) بالضافة إلى ضميره سبحانه معناها أهم وآكد مما لم يضاف‪ .‬إذن اليات أعم أولً والمر الخر أن آياته تكون في محل أهمّ وآكد لتشريفها‪.‬‬
‫س ّل ُهنّ‬
‫صيَامِ ال ّرفَثُ إِلَى نِسَآ ِئكُ ْم هُنّ ِلبَاسٌ ّلكُمْ وَأَنتُمْ ِلبَا ٌ‬ ‫الحكام المختصة بالحلل والحرام يقول آياته والتي القل منها يقول اليات‪ُ( .‬أحِلّ َلكُمْ َليْلَةَ ال ّ‬
‫ل ْبيَضُ مِنَ‬ ‫طاَ‬ ‫خيْ ُ‬
‫حتّى َيتَ َبيّنَ َل ُكمُ الْ َ‬
‫شرُوهُنّ وَا ْب َتغُواْ مَا َكتَبَ اللّهُ َلكُمْ َوكُلُو ْا وَاشْ َربُو ْا َ‬ ‫ن بَا ِ‬
‫عفَا عَنكُ ْم فَال َ‬ ‫عَليْكُمْ وَ َ‬ ‫سكُ ْم َفتَابَ َ‬ ‫عَِلمَ اللّهُ َأّنكُ ْم كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُ َ‬
‫ل تَ ْق َربُوهَا َكذَِلكَ ُيبَيّنُ اللّ ُه آيَاتِهِ لِلنّاسِ‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَ َ‬
‫ج ِد تِ ْلكَ ُ‬ ‫ن فِي ا ْلمَسَا ِ‬ ‫ل تُبَاشِرُوهُنّ وَأَنتُ ْم عَاكِفُو َ‬ ‫صيَامَ إِلَى الّليْلِ َو َ‬ ‫ج ِر ثُمّ َأ ِتمّواْ ال ّ‬ ‫ط الَسْ َو ِد مِنَ الْفَ ْ‬ ‫خيْ ِ‬‫الْ َ‬
‫ل فِيهِمَا ِإ ْثمٌ َكبِيرٌ َو َمنَافِعُ لِلنّاسِ وَِإ ْث ُمهُمَآ َأ ْكبَ ُر مِن نّ ْف ِع ِهمَا‬‫خمْرِ وَا ْل َميْسِ ِر قُ ْ‬
‫ك عَنِ الْ َ‬ ‫ن (‪ )187‬هذه أحكام‪ ،‬حلل وحرام قال آياته‪( .‬يَسْأَلُو َن َ‬ ‫َلعَّلهُ ْم َيتّقُو َ‬
‫ك مَاذَا‬ ‫ن (‪ )219‬البقرة) قال اليات لن هذه ليس فيها حلل وحرام ( َويَسْأَلُو َن َ‬ ‫ك يُبيّنُ اللّهُ َلكُ ُم اليَاتِ َلعَّلكُ ْم َتتَ َفكّرُو َ‬ ‫ن قُلِ ا ْلعَ ْف َو كَذَِل َ‬‫ك مَاذَا يُن ِفقُو َ‬
‫سأَلُو َن َ‬‫َويَ ْ‬
‫ل تَنكِحُواْ ا ْلمُشْ ِركَاتِ‬ ‫ن قُلِ ا ْلعَفْوَ) هذه في المندوبات وليست في الفروض‪ ،‬وحتى في (يسألونك عن الخمر والميسر) لم يكن فيها تحريم بعد‪َ ( .‬و َ‬ ‫يُن ِفقُو َ‬
‫ج َبكُمْ أُ ْولَـ ِئكَ َي ْدعُونَ‬ ‫ش ِركٍ وَلَوْ أَعْ َ‬ ‫خيْ ٌر مّن مّ ْ‬ ‫حتّى يُ ْؤ ِمنُواْ وََل َعبْ ٌد مّ ْؤمِنٌ َ‬ ‫ش ِركِينَ َ‬ ‫ل تُنكِحُواْ ا ْلمُ ِ‬ ‫ج َبتْكُمْ َو َ‬
‫عَ‬‫خيْ ٌر مّن مّشْ ِركَةٍ وَلَوْ أَ ْ‬ ‫لمَ ٌة مّ ْؤمِنَةٌ َ‬‫حتّى يُ ْؤمِنّ َو َ‬ ‫َ‬
‫ن آيَاتِهِ لِلنّاسِ َلعَّل ُهمْ َي َت َذكّرُونَ (‪ )221‬هذه أحكام ومحرمات فقال (آياته)‪ ،‬مع الحكام والحدود يقول‬ ‫جنّةِ وَا ْل َمغْفِرَ ِة بِِإ ْذنِهِ َو ُيبَيّ ُ‬
‫ِإلَى النّارِ وَاللّ ُه َيدْعُوَ إِلَى ا ْل َ‬
‫آياته بإضافتها للفظ الجللة وحسب الهمية‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن الل َّي‬
‫ن الل ّي ُ‬
‫ه‬ ‫ني (‪ ،))187‬تتفكرون (كَذَل ِي َ‬
‫ك يُبَي ّ ِي ُ‬ ‫م يَتَّقُو َ‬
‫ْ‬ ‫ُي‬ ‫ه لِلنَّا سِي لَعَل ّه‬‫ه آَيَات ِي ِ‬
‫ُ‬ ‫* ميا الفرق بيين يتقون (كَذَل ِي َ‬
‫ك يُبَي ّ ِي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ ،))221‬تعقلون‬ ‫س لَعَل ّهُي ْ‬
‫م يَتَذ َك ُّرو َي‬ ‫َ‬
‫ن آيَات ِيهِ لِلن ّا ِي‬ ‫ن َ(‪ ،))266‬يتذكرون (وَيُبَي ّيِ ُ‬ ‫م تَتَفَك ُّرو َي‬ ‫ت لَعَ َل ّك ُي ْ‬‫م اْلَيَا ِي‬ ‫لَك ُي ُ‬
‫قلُو َ‬ ‫َ‬
‫ني (‪ ))242‬فيي خواتييم اليات فيي سيورة البقرة؟ وكييف نمييز‬ ‫م آيَات ِيهِ لَعَل ّك ُي ْ‬
‫م ت َ ْع ِ‬ ‫ه لَك ُي ْ‬‫ن الل ّي ُ‬ ‫(كَذَل ِي َ‬
‫ك يُبَي ّ ِي ُ‬
‫بينهم في الحفظ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫حفظ كلم ال تعالى إنما يتأتّى بالتكرار لن اليات كما وُصفت كأنها البل الشوارد إذا لم تقيّدها بالمراجعة تشرد منك‪ .‬فاليات تحتاج إلى مراجعة‬
‫ولذلك كانوا يقومون الليل بآيات طويلة ويراجعون وهم في الطريق والمراجعة هي الصل‪ .‬لكن النسان يحاول أن يجد رابطة ما بين خاتمة الية‬
‫وبين الية حتى ل تلتبس عليه‪ .‬وهذه اليات ل نقول متشابهة وإنما هي متقاربة متماثلة وذكرنا سابقا أن المتشابه هو الذي معناه مفهوم ولكن فيه‬
‫مساحة للغيب‪.‬‬
‫لو نظرنا في سورة البقرة وردت‪ :‬لعلكم تتقون‪ ،‬لعلكم تعقلون‪ ،‬لعلكم تهتدون‪ ،‬لعلكم تفلحون‪ ،‬لعلكم تتفكرون‪ .‬لما ننظر إلى اليات نجد فيها إرتباطا‬
‫ل بمعنى (كي) يكون هذا لعلّكم كذا لن لعل في القرآن من ال إذا كانت في‬ ‫وثيقا‪ .‬عندما يقول (لعلكم تتقون) في أربع آيات في سورة البقرة‪ .‬طبعا لع ّ‬
‫وعد من ال سبحانه وتعالى فمعناها واقعة‪.‬ولما ننظر إلى اليات نجد أنها تأتي بعد فرض طلب يعني فعل أمر(إفعلوا) أو فعل مضارع بـ ل‬
‫الناهية(ل تفعلوا) أو بـ (كتب) بمعنى فرض‪ .‬هذه في سورة البقرة ويمكن أن ننظر في القرآن بجملته حتى نجد قاعدة عامة ‪.‬‬
‫ن َقبِْلكُمْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ‬
‫عُبدُوا َرّبكُمُ اّلذِي خََل َقكُمْ وَاّلذِينَ مِ ْ‬ ‫الذي وجدناه في سورة البقرة أن كلمة (تتقون) وردت أربع مرات في السورة كلها (يَا َأّيهَا النّاسُ ا ْ‬
‫خذُوا مَا َآ َت ْينَاكُ ْم بِقُوّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ (‪( ))63‬وََلكُ ْم فِي الْ ِقصَاصِ َ‬
‫حيَا ٌة يَا أُولِي ا ْلأَ ْلبَابِ َلعَّلكُمْ‬ ‫(‪( ))21‬وَِإذْ أَ َ‬
‫خ ْذنَا مِيثَا َق ُكمْ وَ َر َف ْعنَا فَ ْو َقكُمُ الطّورَ ُ‬
‫ع ْنكُ ْم فَا ْلَآنَ‬
‫عفَا َ‬
‫ب عََل ْيكُمْ وَ َ‬‫سكُ ْم َفتَا َ‬
‫ختَانُونَ َأ ْنفُ َ‬
‫س َلهُنّ عَِلمَ اللّهُ َأّنكُ ْم ُكنْتُ ْم تَ ْ‬ ‫صيَامِ ال ّرفَثُ إِلَى نِسَا ِئكُ ْم هُنّ ِلبَاسٌ َلكُمْ وََأ ْنتُمْ ِلبَا ٌ‬ ‫َتتّقُونَ (‪ُ( ))179‬أحِلّ َلكُمْ َليْلَةَ ال ّ‬
‫صيَامَ إِلَى الّليْلِ وَلَا ُتبَاشِرُوهُنّ‬ ‫ج ِر ثُمّ َأ ِتمّوا ال ّ‬ ‫خيْطِ ا ْلأَسْ َو ِد مِنَ ا ْلفَ ْ‬ ‫ض مِنَ الْ َ‬ ‫ط الَْأ ْبيَ ُ‬ ‫خيْ ُ‬
‫حتّى َيتَ َبيّنَ َلكُمُ الْ َ‬
‫ش َربُوا َ‬‫بَاشِرُوهُنّ وَا ْب َتغُوا مَا َكتَبَ اللّهُ َلكُمْ َوكُلُوا وَا ْ‬
‫ن (‪ .))187‬لما ننظر إلى هذه اليات‪ :‬التقوى هي تجنّب‬ ‫ك ُيبَيّنُ اللّهُ َآيَاتِهِ لِلنّاسِ َلعَّلهُ ْم َيتّقُو َ‬ ‫حدُودُ اللّ ِه فَلَا تَقْ َربُوهَا كَذَِل َ‬
‫ج ِد تِ ْلكَ ُ‬
‫ن فِي ا ْل َمسَا ِ‬ ‫َوَأنْتُ ْم عَاكِفُو َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الوقوع فيما ل يرضي ال سبحانه وتعالى حتى لما أحد الصحابة سُئل‪ :‬ما التقوى؟ قال‪ :‬أمررت بأرض مشوكة (فيها شوك)؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ماذا‬
‫تصنع؟ قال‪ :‬أشمّر يعني أرفع ثيابي حتى ل تتمزق بالشوك‪ ،‬قال‪ :‬هذه التقوى‪،‬‬
‫حدُودُ اللّ ِه فَلَا تَقْ َربُوهَا) هناك موضوع معيّن يتكلم فيه وهو الصيام ثم تأتى الية ويقول تعالى (فَلَا تَقْ َربُوهَا)‬ ‫اليات الكريمة تتحدث في هذا المثال (تِ ْلكَ ُ‬
‫هنا نهي ( َكذَِلكَ ُيبَيّنُ اللّهُ َآيَاتِهِ لِلنّاسِ َلعَّلهُ ْم َيتّقُونَ) هذا الكلم عام ‪ ،‬هذه حدود شرع ال سبحانه وتعالى فل تقربوها‪ ،‬يبيّن آياته حتى تتقوا مخالفتها‪.‬‬
‫هناك مناسبة بين صدر الية وخاتمتها‪.‬‬
‫والذي يتبيّن لنا طبعا اليات تكون أحيانا للخطاب (لعلكم تتقون) وأحيانا للغيبة (لعلهم يتقون) و أحيانا القرآن يخاطب وفجأة ينتقل للغيبة ذلك عندما‬
‫يكون الكلم عاما عندما يريد الحكم أن يكون عامّا مطلقا يتحول من المخاطب إلى الغائب ليكون لجميع الغائبين وليس لهؤلء الذين خوطبوا لجزئية‬
‫معينة‪.‬‬
‫ل فِيهِمَا ِإ ْثمٌ َكبِيرٌ َو َمنَافِعُ لِلنّاسِ وَِإ ْث ُمهُمَا َأ ْكبَ ُر مِنْ‬
‫خمْرِ وَا ْل َميْسِ ِر قُ ْ‬
‫ك عَنِ الْ َ‬ ‫لما نأتي إلى (لعلكم تتفكرون) نجد أنها وردت مرتين في سورة البقرة (يَسْأَلُو َن َ‬
‫ب تَجْرِي مِنْ‬ ‫عنَا ٍ‬ ‫جنّ ٌة مِنْ نَخِيلٍ وَأَ ْ‬‫ن َتكُونَ لَهُ َ‬ ‫ت َلعَّلكُ ْم تَتَ َفكّرُونَ (‪َ( ))219‬أيَوَدّ أَ َ‬
‫ح ُدكُمْ أَ ْ‬ ‫ك يُ َبيّنُ اللّهُ َلكُمُ ا ْلَآيَا ِ‬
‫ن قُلِ ا ْلعَفْ َو َكذَِل َ‬
‫سأَلُو َنكَ مَاذَا ُينْ ِفقُو َ‬‫نَ ْف ِع ِهمَا َويَ ْ‬
‫ك ُيبَيّنُ اللّهُ َلكُ ُم الَْآيَاتِ َلعَّلكُ ْم َتتَ َفكّرُونَ (‬‫ت كَذَِل َ‬
‫حتَ َر َق ْ‬
‫عصَا ٌر فِيهِ نَارٌ فَا ْ‬ ‫ضعَفَا ُء َفأَصَا َبهَا إِ ْ‬ ‫ن كُلّ ال ّثمَرَاتِ وََأصَابَهُ ا ْل ِكبَرُ وَلَ ُه ذُ ّريّةٌ ُ‬ ‫ح ِتهَا ا ْلَأ ْنهَارُ لَ ُه فِيهَا مِ ْ‬
‫تَ ْ‬
‫‪ ))266‬الكلم على قضية تستدعي التفكيرو طلبٌ للتفكر إما بضرب مَثَل حتى يتأمل النسان هذا المثل وإما يكون جوابا عن سؤال حتى يتفكر في‬
‫الجابة عن السؤال‪ .‬واليتان فيما يتعلق بالمال‪ .‬فى الية الثانية‪:‬اليات السابقة واليات اللحقة كلها على النفاق فلما كان الكلم على النفاق‪ ،‬على‬
‫المال والعطاء ضرب ال عز وجل للمخاطبين هذا المثل ‪ .‬أُنظر الصورة من يو ّد هذا؟ شيخ كبير عنده ذرية ضعفاء تزوّج على ِكبَر أو تزوج فتاة‬
‫صغيرة وهو كبير وصار عنده ذرية ضعفاء يفكر فيهم وفيها ثمر تأتي نار تحرقه ل أحد يو ّد ذلك‪َ ( .‬كذَِلكَ ُي َبيّنُ اللّهُ َلكُمُ ا ْلَآيَاتِ َلعَّلكُ ْم َتتَ َفكّرُونَ) تفكّر‪،‬‬
‫شغّل عقلك‪ ،‬هذا المال الذي عندك قد يحرقه ال تعالى في أية لحظة فأنفق منه‪.‬‬
‫(لعلهم يتذكرون)‪ :‬التذكّر للتّعاظ أنه تكون له عظة بذلك‪ .‬فوجدنا أنه في سياق بيان مخالف لعُر ِفهِم‪ .‬يعني العراف عندهم بشيء معيّن ثم يأتي الحكم‬
‫مخالفا للعُرف الجتماعي فعند ذلك يُطلب إليهم أن يكون لهم بهذا الكلم عظة وعبرة يتّعظون به فل يخالفوه‪.‬‬
‫خيْرٌ‬
‫حتّى يُ ْؤمِنُوا وََل َع ْبدٌ مُ ْؤمِنٌ َ‬ ‫ج َب ْتكُمْ وَلَا ُت ْنكِحُوا ا ْلمُشْ ِركِينَ َ‬
‫ش ِركَةٍ وَلَوْ أَعْ َ‬
‫خيْ ٌر مِنْ مُ ْ‬ ‫حتّى يُ ْؤمِنّ وَلََأمَ ٌة مُ ْؤ ِمنَةٌ َ‬ ‫في سورة البقرة (وَلَا َتنْكِحُوا ا ْلمُشْ ِركَاتِ َ‬
‫جنّةِ وَا ْل َمغْ ِفرَ ِة بِِإ ْذنِهِ َو ُي َبيّنُ َآيَاتِهِ لِلنّاسِ َلعَّلهُ ْم َيتَ َذكّرُونَ (‪. ))221‬‬
‫ك يَدْعُونَ إِلَى النّارِ وَاللّ ُه يَدْعُو إِلَى الْ َ‬ ‫ج َبكُمْ أُوَل ِئ َ‬
‫ن مُشْ ِركٍ وَلَ ْو أَعْ َ‬ ‫مِ ْ‬
‫الية تريد أن تعالج عُرفا إجتماعيا أن اليمان هو المقدّم وليس النسب وليس أي شيء آخر العُرف الجتماعي عند العرب أنه إذا أراد أن يتزوج ل‬
‫حرّة ول يزوّج إبنته لعبد وإنما يزوجها لحُرّ وإن كان أيا كان‪( .‬أولئك أي المشركين)‪ ،‬لعلهم يتذكرون أي لعلهم يتعظون‪ ،‬تكون‬ ‫يختار َأمَة ولكن يختار ُ‬
‫لهم بعذا الكلم عظة وعبرة‪ :‬خُذ العبد لبنتك وخُذ المَة لبنك إذا كانا مؤمنين أفضل فهذه موعظة لنها مخالفة لعُرفٍ إجتماعي‪ .‬والرجوع إلى سائر‬
‫اليات يُظهر هذا‪.‬‬
‫آية (‪:)189‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑. )177‬‬
‫* وردت في القرآن ( يسألونك) و (ويسألونك) فما دللة إضافة الواو وحذفها؟‬
‫*د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫حمَةَ اللّهِ وَاللّ ُه‬ ‫ن رَ ْ‬ ‫ك يَرْجُو َ‬ ‫سبِيلِ اللّهِ أُوَل ِئ َ‬ ‫الواو تكون عاطفة لكن نجد اليات (يسألونك) في قوله تعالى (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِينَ هَاجَرُوا وَجَا َهدُوا فِي َ‬
‫ك ُيبَيّنُ‬‫ن قُلِ ا ْل َعفْ َو كَذَِل َ‬
‫ك مَاذَا يُنْ ِفقُو َ‬ ‫ن نَ ْف ِعهِمَا َويَسْأَلُو َن َ‬
‫ل فِيهِمَا ِإثْ ٌم َكبِيرٌ َو َمنَافِعُ لِلنّاسِ وَِإ ْثمُ ُهمَا َأ ْكبَ ُر مِ ْ‬ ‫غفُورٌ َرحِيمٌ (‪ )218‬يَسْأَلُو َنكَ عَنِ الْ َ‬
‫خمْرِ وَا ْل َميْسِ ِر قُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ ))219‬هنا الكلم إنتهى عند (غفور رحيم) فلما يبدأ موضوعا جديدا ل يبدأ بالواو وإنما يبدأ بـ (يسألونك) لنه ل يريد‬ ‫اللّهُ َلكُمُ ا ْلَآيَاتِ َلعَّلكُ ْم َتتَ َفكّرُو َ‬
‫خمْ ِر وَا ْل َميْسِرِ) هذه الية نفسها فيها يسألونك وويسألونك‪ ،‬لما بدأ بها بعد كلمة (وال غفور رحيم) بدأ بها‬ ‫ك عَنِ الْ َ‬ ‫أن يستكمل كلما سابقا فقال (يَسْأَلُو َن َ‬
‫غير معطوفة على ما قبلها بدأ (يسألونك) ثم في الية نفسها قال (ويسألونك) معطوفة على يسألونك الولى التي هي غير معطوفة على شيء فل يقول‬
‫(ويسألونك)‪.‬‬
‫أحصيت المرات التي وردت فيها (يسألونك) من غير واو في تسعة مواضع هي في جميعها تكون في بداية كلم جديد‪( :‬يسألونك عن الخمر والميسر‬
‫(‪ )219‬البقرة)‪( ،‬يسألونك عن ال ِهلّة (‪ )189‬البقرة)‪( ،‬يسألونك ماذا ينفقون (‪ )215‬البقرة)‪( ،‬يسألونك عن الشهر الحرام (‪ )217‬البقرة)‪( ،‬يسألونك ماذا‬
‫أُحل لهم (‪ )4‬المائدة)‪( ،‬يسألونك عن الساعة (‪ )187‬العراف) (يسألونك كأنك حفي عنها (‪ )187‬العراف)‪( ،‬يسألونك عن النفال (‪ )1‬النفال)‪،‬‬
‫(يسألونك عن الساعة (‪ )42‬النازعات)‬
‫ووردت (ويسألونك) في ستة مواضع كلها فيها عطف منها (ويسألونك ماذا ينفقون (‪ )219‬البقرة)‪( ،‬ويسألونك عن اليتامى (‪ )220‬البقرة)‪( ،‬ويسألونك‬
‫عن المحيض (‪ )222‬البقرة)‪( ،‬ويسألونك عن الروح (‪ )85‬السراء)‪( ،‬ويسألونك عن ذي القرنين (‪ )83‬الكهف)‪ ،‬و(ويسألونك عن الجبال (‪ )105‬طه)‪.‬‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫يسألونك و(ويسألونك) له مواضع في القرآن‪ .‬أحيانا تقع السئلة في وقت واحد‪ ،‬عدة أسئلة في موضع واحد في وقت واحد فالسؤال الول (يسألونك)‬
‫خمْرِ وَا ْل َميْسِ ِر (‪ )219‬البقرة) هذا ابتداء هذا أول سؤال وبعدها يأتي (ويسألونك)‬ ‫ك عَنِ الْ َ‬
‫وفي السئلة الخرى يقول (ويسألونك)‪ ،‬مثال (يَسْأَلُو َن َ‬
‫ض(‬ ‫ك عَنِ ا ْل َيتَامَى (‪ )220‬البقرة) وبعدها ( َويَسْأَلُو َن َ‬
‫ك عَنِ ا ْلمَحِي ِ‬ ‫ن قُلِ ا ْلعَفْ َو (‪ )219‬البقرة) عطف على السؤال الول ( َويَسْأَلُو َن َ‬ ‫سأَلُو َنكَ مَاذَا يُن ِفقُو َ‬
‫( َويَ ْ‬
‫‪ )222‬البقرة) هذا سؤال آخر إذن السؤال الول بدون واو (يسألونك) هذا ابتداء والخر عطف على السؤال الول فتأتي بالواو‪ ،‬هذه قد تكون من‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ج ْد بِهِ (‪ )79‬السراء) ( َوقُل‬ ‫ل َفتَهَ ّ‬‫ل ( َومِنَ الّليْ ِ‬ ‫المواطن‪ .‬هذا أمر أو يقع ضمن متعاطفات يعني السياق فيه متعاطفات فيقع السؤال ضمن المتعاطفات‪ ،‬مث ً‬
‫شفَاء‬
‫ن مَا هُوَ ِ‬ ‫ل مِنَ الْ ُقرْآ ِ‬ ‫ل (‪ )81‬السراء) عطف كلها نفس السياق ( َوُننَزّ ُ‬ ‫ق ا ْلبَاطِ ُ‬ ‫حقّ وَزَهَ َ‬ ‫ل جَاء الْ َ‬‫ق (‪ )80‬السراء) ( َوقُ ْ‬ ‫صدْ ٍ‬ ‫رّبّ َأدْخِ ْلنِي ُمدْخَلَ ِ‬
‫ح (‪ )85‬السراء) وبعدها (وََلئِن‬ ‫ن الرّو ِ‬ ‫سأَلُو َنكَ عَ ِ‬ ‫حمَةٌ لّ ْلمُ ْؤ ِمنِينَ (‪ )82‬السراء) (وَِإذَآ َأ ْن َعمْنَا عَلَى الِنسَانِ أَعْ َرضَ َونَأَى بِجَا ِنبِهِ (‪ )83‬السراء) ( َويَ ْ‬ ‫َورَ ْ‬
‫ن (‪ )89‬السراء) لحظ كلها في سياق المتعاطفات ابتداء إذن‬ ‫س فِي هَـذَا ا ْلقُرْآ ِ‬ ‫ك (‪ )86‬السراء) وبعدها (وََل َقدْ صَ ّر ْفنَا لِلنّا ِ‬ ‫ح ْينَا إَِل ْي َ‬
‫شئْنَا َل َنذْ َهبَنّ بِاّلذِي َأوْ َ‬
‫ِ‬
‫جبَالِ‬ ‫ك عَنِ الْ ِ‬ ‫(ويسألونك) عطف على المتعاطفات الكثيرة وهذا هو السياق أصلً‪ .‬أو واقع ضمن مشهد يحسن السؤال أو يتناسب السؤال مثل ( َويَسْأَلُو َن َ‬
‫خ فِي الصّورِ َونَحْشُ ُر ا ْلمُجْ ِرمِينَ يَ ْو َم ِئذٍ ُز ْرقًا (‪َ )102‬يتَخَا َفتُونَ‬ ‫سفًا (‪ )105‬طه) هذه واقعة ضمن مشاهد القيامة قبلها قال (يَوْ َم ُينْفَ ُ‬ ‫ل يَنسِ ُفهَا َربّي نَ ْ‬ ‫َفقُ ْ‬
‫ل َينْسِ ُفهَا َربّي نَسْفًا (‪)105‬‬ ‫ل فَقُ ْ‬
‫جبَا ِ‬‫ك عَنِ الْ ِ‬ ‫طرِيقَةً إِنْ َل ِبثْتُمْ ِإلّا يَ ْومًا (‪َ )104‬ويَسْأَلُو َن َ‬ ‫َب ْينَهُمْ إِنْ َل ِب ْثتُمْ إِلّا عَشْرًا (‪ )103‬نَحْنُ أَ ْ‬
‫علَ ُم ِبمَا يَقُولُونَ ِإ ْذ يَقُولُ َأ ْمثَُلهُمْ َ‬
‫ن فَلَا‬
‫ح َم ِ‬
‫شعَتِ ا ْلأَصْوَاتُ لِلرّ ْ‬ ‫عوَجَ لَهُ َوخَ َ‬ ‫ن الدّاعِيَ لَا ِ‬ ‫صفًا (‪ )106‬لَا تَرَى فِيهَا عِ َوجًا وَلَا َأ ْمتًا (‪ 107‬طه) السياق هو هكذا (يَ ْو َمئِ ٍذ َيتّ ِبعُو َ‬ ‫صفْ َ‬
‫َف َيذَرُهَا قَاعًا َ‬
‫سمَعُ إِلّا َهمْسًا (‪ )108‬طه) هي وقعت في أمر يتناسب فيه السؤال‪ .‬إذن إما أن تكون ضمن أسئلة متعددة فيبدأ بالول بل واو والخرى عاطفة أو هو‬ ‫تَ ْ‬
‫ضمن متعاطفات كما ذكرنا أو الموقف يحسُن فيه السؤال‪.‬‬
‫ن اتَّقَيى (‪ )189‬البقرة) البِر مصيدر ومين اتقيى شخيص‪ ،‬كييف البر هيو الذي‬ ‫ن الْبَِّر َ‬
‫م ِي‬ ‫(ول َييك ِ َّ‬
‫*قال تعالى َ‬
‫اتقى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫البا ّر هو الذي يت قي ول يس البِرّ‪ ،‬البارّ من ات قى ول يس البر‪ ،‬البِ ّر ع مل و هو ف عل الخ ير‪ ،‬لو تحول البر إلى ش خص لكان شخ صا متقيا‪ .‬ف هم القرآن‬
‫وأسراره هذا اختصاص والخرين غير مكلفين بهذا وبوابة الدخول لفهم القرآن معرفة اللغة العربية والقدامى اشترطوا فيمن من ينظر في القرآن يريد‬
‫أن يفسّره قالوا التبحر في علم اللغة والبلغة والتصريف والشتقاق ولم يقولوا معرفة اللغة‪.‬‬
‫آية (‪:)191‬‬
‫*ما الفرق بين كلمة ثقفتموهم وكلمة وجدتموهم في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫حتّى‬
‫جدِ الْحَرَامِ َ‬
‫سِ‬‫ل تُقَاتِلُوهُ ْم عِندَ ا ْلمَ ْ‬
‫ش ّد مِنَ الْ َقتْلِ َو َ‬
‫حيْثُ َأخْرَجُوكُمْ وَا ْل ِف ْتنَةُ أَ َ‬
‫ث ثَقِ ْفُتمُوهُمْ وََأخْ ِرجُوهُم مّنْ َ‬
‫حيْ ُ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (وَا ْقتُلُو ُهمْ َ‬
‫ن {‪)}191‬‬ ‫جزَاء ا ْلكَافِرِي َ‬‫يُقَاتِلُوكُ ْم فِيهِ َفإِن قَاتَلُوكُ ْم فَا ْقتُلُوهُ ْم َكذَِلكَ َ‬
‫ثقف‪ :‬ظفر به وأخذه ‪ .‬ول تستعمل ثقفتموهم إل في القتال والخصومة ومعناها أشمل من اليجاد‪ .‬وعنما ل يمون السياق في مقام الحرب يستعمل‬
‫(وجدتموهم)‪.‬‬
‫شد ُ م ن الْقَتل ﴿ ‪ ﴾191‬البقرة)و(والْفتن ُ َ‬ ‫*ميا الفرق بيين(والْفتن ُ َ‬
‫ن الْقَت ْ ِ‬
‫ل﴿‪ ﴾217‬البقرة)؟(د‪.‬أحميد‬ ‫ة أكْبَُر ِ‬
‫م َي‬ ‫َ ِ َْ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ة أ َ ّ ِ َي‬ ‫َ ِ َْ‬
‫الكبيسى)‬
‫شدّ مِنَ ا ْل َقتْلِ ﴿‪ ﴾191‬البقرة) وفي آية أخرى (وَا ْل ِف ْتنَةُ َأ ْكبَ ُر مِنَ الْ َقتْلِ﴿‪ ﴾217‬البقرة)‪ .‬كلنا نعرف أن القتل من الجرائم العظيمة‬ ‫قال تعالى‪(:‬وَا ْل ِف ْتنَةُ َأ َ‬
‫والحاديث في ذلك مخيفة جدا (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة الدماء)‪ .‬إذا هذا القتل تصور لو أن رجلً كما وقع في التاريخ المعاصر لو أن‬
‫ل قتل مدينة كاملة فيها مليين كما هو في هيروشيما وناكازاكي والخ والبقية تأتي‪ .‬كيف يمكن أن تتخيل عقابه يوم القيامة؟ ل بد أن يكون عقابه‬ ‫رج ً‬
‫شدّ مِنَ ا ْل َقتْلِ ﴿‪ ﴾191‬البقرة)‬ ‫كبيرا من حيث الك ّم وشديدا من حيث الكيف‪ .‬هذا الفرق بين (وَا ْل ِف ْتنَةُ َأ ْكبَ ُر مِنَ الْ َقتْلِ﴿‪ ﴾217‬البقرة) هذا حجما (وَا ْل ِف ْتنَةُ َأ َ‬
‫يعني كيفا أنت قد تعذب واحد بالضرب مليون سنة هذا كبير ولكنه ليس شديدا وقد تعذبه مليون سنة بالخوازيق والنار والفاعي والعقارب وأنواع‬
‫جمِيعًا) بحيث لو‬ ‫س َ‬‫ض َفكََأّنمَا َقتَلَ النّا َ‬ ‫ل نَفْسًا ِبغَيْ ِر نَ ْفسٍ أَ ْو فَسَادٍ فِي الْأَ ْر ِ‬
‫الحريق الخ هذا شدة‪ .‬إذا بقدر ما أن القتل سواء كان لفر ٍد واحد (مَنْ َقتَ َ‬
‫اجتمعت مدينة كاملة على قتل رجلٌ واحد لكان ينبغي أن يقتل رجال هذه المدينة بالكامل من كل من اشترك في قتله‪ .‬تأمل هذا‪ ،‬تأمل هذه الحاديث‬
‫الواردة في هذا الباب أنه لو اجتمع عليه أهل السموات والرض لو اجتمع على قتل رجل بغير حق قتل إنسان اجتمعت السموات والرض كلهم ومن‬
‫فيهن لكبهم ال في النار من أجل قتل واحد هذا القتل يهون إلى جانب الفتنة‪ .‬والفتنة لكي نكون واضحين في المعنى عندنا بلء وعندنا فتنة هذان‬
‫ن يَقُولُوا َآ َمنّا وَهُ ْم ل‬
‫ن ُيتْ َركُوا أَ ْ‬‫ب النّاسُ أَ ْ‬ ‫ن ِمنْكُمْ وَالصّابِرِينَ ﴿‪ ﴾31‬محمد) (َأحَسِ َ‬ ‫حتّى َنعْلَمَ ا ْلمُجَا ِهدِي َ‬
‫السلوبان من أساليب تمحيص اليمان (وََل َنبْلُ َوّنكُمْ َ‬
‫يُ ْف َتنُونَ ﴿‪ ﴾2‬العنكبوت) إذا امتحان اليمان إما ببلء تكرهه نفسك وإما بفتنة تحبها نفسك‪ .‬قد يمحص إيمانك بما تكرهه مرض‪ ،‬سرطان‪ ،‬ظلم‪ ،‬عمى‪،‬‬
‫يعني أنواع الشياء المكروهة فقر شديد كل هذا ابتلء لكي ال رب العالمين يعلمك تشكر وتصبر أو تكفر‪ .‬وهذا دأبنا جميعا كلنا نصاب ببلء تكرهه‬
‫أنفسنا من فقر أو مرضٍ أو سجنٍ أو ما شاكل ذلك منا من يصبر صبرا مطلقا ومنا نسبيا ومنا من ل يصبر يجزع‪ .‬هذا عن البلء فيما تكرهه نفسك‬
‫أما الفتنة فيما تحبه نفسك في النِعم كنت فقيرا فصرت غنيا جدا هل ستستعمل هذه النعمة في شكر ال في الصالحات تعين الناس؟ أم سوف يدعوك هذا‬
‫إلى التكبر والطغيان والجبروت؟ الحُكم صرت ملكا أو أميرا أو شيخا أو رئيس جمهورية أو ما شاكل ذلك بعد أن كنت مغمورا هل هذه النعمة التي‬
‫أنعم ال بها عليك ستستعملها في طاعته بالعدل والرحمة والشفقة وإحقاق الحق أو ل بالقتل والظلم والتعذيب في السجون وما إلى ذلك؟ العلم‪ ،‬الولد‬
‫ن ذَا مَالٍ َو َبنِينَ ﴿‪ِ ﴾14‬إذَا ُتتْلَى عََليْهِ َآيَا ُتنَا قَالَ َأسَاطِي ُر الْأَوّلِينَ ﴿‪ ﴾15‬القلم) إذا هكذا الفرق بين الفتنة والبلء أن البلء فيما تكرهه نفسك‬ ‫ن كَا َ‬
‫(أَ ْ‬
‫والفتنة فيما تحبه نفسك وفي كل الحالتين أنت ممتحن‪ .‬بل أن النعم أحيانا أقسى من النقمة أحيانا تصبر على البلء سجنت وعذبت وضربت وافتقرت‬
‫صبرت ولكن عندما أصابتك النعمة لم تصبر طغيت صار عندك مال ونفوذ وحكم وهذا العصر هكذا نشهد كل هؤلء الناس هناك طبقات من الناس‬
‫تكافح حاكما ظالما‪ ،‬أحزاب وجماعات يسجنون تقطع أوصالهم بالتعذيب الذي فاحت روائحه يصبرون يخرجون من السجن أبطالً وقد صبروا على‬
‫أنواع التعذيب اللمحدود ثم قفزوا إلى الحكم وإذا بهم أسوأ من ذلك الظالم ألف مليون مرة‪ .‬يعني لما أصابهم البلء صبروا ولما أصابتهم النعمة لم‬
‫يصبروا أشبعوا الناس ظلما وقهرا وسرقات وفساد كما يحث في بعض دول العالم الن‪ .‬هذا الفرق إذا بين الفتنة وبين البلء‪ .‬كيف الفتنة أكبر من‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫القتل؟الفتنة أكبر من من القتل بكثير لنها تمتد قرونا من العداوة والبغضاء مثل الوس والخزرج دامت الحرب بينهما ‪ 120‬عاما فلما جاء السلم‬
‫حكِيمٌ ﴿‪ ﴾63‬النفال) إذا قد يصطلحان‬
‫عزِيزٌ َ‬
‫ف بَ ْي َنهُمْ ِإنّهُ َ‬
‫ن قُلُو ِبهِمْ وََلكِنّ اللّهَ أَلّ َ‬
‫جمِيعًا مَا َألّ ْفتَ َبيْ َ‬
‫ض َ‬
‫ت مَا فِي ا ْلأَرْ ِ‬
‫ف َبيْنَ قُلُو ِبهِمْ لَوْ َأ ْنفَقْ َ‬
‫وحّد بينهم (وََألّ َ‬
‫بعد حرب دامت قرنا‪ .‬حينئذٍ الفتنة أكثر من هذا تدوم قرونا طويلة لنك أنت عملت فتنة لم تعمل قتلً فالقتل يزول والفتنة ل تزول‪.‬‬
‫آية (‪:)192‬‬
‫ُ‬
‫صيٌر ( ‪)39‬‬ ‫ملُو َي‬
‫ن ب َي ِ‬ ‫ما يَعْ َ‬
‫ه ب ِي َ‬‫ن الل ّي َ‬
‫ن انتَهَوْا ْ فَإ ِي َّ‬ ‫ه لِلّه فَإ ِي ِ‬‫ن كُل ّي ُ‬ ‫ة وَيَكُو َي‬
‫ن الدِّي ُي‬ ‫حت َّيى ل َ تَكُو َي‬
‫ن فِتْن َ ٌ‬ ‫*(وَقَاتِلُوهُي ْ‬
‫م َ‬
‫م (‪))192‬؟(د‪.‬فاضييل‬ ‫حي ٌيي‬‫ه غَفُوٌر َّر ِ‬ ‫ن الل ّيي َ‬ ‫ن انتَهَوْا ْ فَإ ِيي َّ‬‫النفال) مييا دللة خاتميية الييية؟ وفييي البقرة (فَإ ِيي ِ‬
‫السامرائى)‬
‫شدّ مِنَ ا ْل َقتْلِ وَلَا‬ ‫حيْثُ أَخْ َرجُوكُمْ وَالْ ِف ْتنَةُ أَ َ‬ ‫خرِجُو ُه ْم مِنْ َ‬ ‫ث ثَ ِق ْفُتمُوهُمْ وَأَ ْ‬ ‫حيْ ُ‬
‫السياقان مختلفان‪ ،‬نقرأ اليتين حتى تتضح‪ :‬في البقرة قال تعالى (وَا ْقتُلُو ُهمْ َ‬
‫حتّى‬ ‫ن ا ْنتَهَوْا َفإِنّ اللّ َه غَفُورٌ رَحِي ٌم (‪َ )192‬وقَاتِلُو ُهمْ َ‬ ‫ن (‪َ )191‬فإِ ِ‬ ‫ن قَاتَلُو ُكمْ فَا ْقتُلُوهُ ْم َكذَِلكَ جَزَاءُ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫حتّى ُيقَاتِلُوكُ ْم فِي ِه فَإِ ْ‬ ‫حرَامِ َ‬ ‫جدِ الْ َ‬‫ع ْندَ ا ْلمَسْ ِ‬
‫تُقَاتِلُوهُ ْم ِ‬
‫ف وَإِنْ‬
‫ن َينْ َتهُوا ُيغْفَرْ َلهُ ْم مَا َقدْ سَلَ َ‬ ‫ن كَفَرُوا إِ ْ‬ ‫عدْوَانَ إِلّا عَلَى الظّاِلمِينَ (‪ ))193‬في النفال قال (قُلْ لِّلذِي َ‬ ‫ن ا ْن َتهَوْا فَلَا ُ‬ ‫ن الدّينُ ِللّ ِه فَإِ ِ‬ ‫لَا َتكُونَ ِف ْتنَةٌ َويَكُو َ‬
‫ن تَوَلّوْا فَاعَْلمُوا‬ ‫ن بَصِي ٌر (‪ )39‬وَإِ ْ‬ ‫ن ا ْنتَهَوْا َفإِنّ اللّ َه ِبمَا َيعْمَلُو َ‬
‫ن الدّينُ كُلّهُ لِلّ ِه َفإِ ِ‬
‫حتّى لَا َتكُونَ ِف ْتنَةٌ َويَكُو َ‬ ‫سنّةُ ا ْلأَوّلِينَ (‪َ )38‬وقَاتِلُو ُهمْ َ‬ ‫َيعُودُوا فَ َقدْ َمضَتْ ُ‬
‫شدّ مِنَ ا ْل َقتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ‬ ‫ح ْيثُ أَخْ َرجُوكُمْ وَالْ ِف ْتنَةُ َأ َ‬ ‫خرِجُو ُهمْ مِنْ َ‬ ‫ن اللّ َه مَوْلَاكُ ْم ِنعْمَ ا ْلمَوْلَى َو ِنعْمَ النّصِي ُر (‪ .))40‬الولى في قريش واضحة لنه قال (وَأَ ْ‬ ‫أَ ّ‬
‫ن الدّينُ لِلّهِ) لم يقل‬ ‫ن الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ) بينما في قريش قال ( َو َيكُو َ‬ ‫حرَامِ)‪ ،‬الخرى عامة ليست خاصة بقريش الكلم عموم ولذلك قال ( َويَكُو َ‬ ‫جدِ الْ َ‬ ‫ع ْندَ ا ْلمَسْ ِ‬
‫ِ‬
‫(كله)‪( ،‬كله) للتوكيد يفيد العموم والشمول إذن فيها آكد وإل ما كان يأتي بالتوكيد‪ ،‬إذن جاء بما يدل على الشمول لما كان الكلم على الشمول والعموم‬
‫ن ا ْنتَهَوْا َفإِنّ اللّ َه غَفُورٌ رَحِيمٌ (‪ ))192‬بالماضي وفي النفال قال (إِنْ َي ْن َتهُوا ُيغْ َفرْ َلهُ ْم مَا َقدْ‬ ‫عموم الكافرين‪ ،‬إذن هذه مسألة السياق‪ .‬وقال في البقرة (فَإِ ِ‬
‫ن تَوَلّوْا) في‬ ‫ن تَوَلّوْا) لم يضع احتمال التولي لنهم سيصبحوا مسلمين‪ ،‬لم يضع احتمال (وَإِ ْ‬ ‫سَلَفَ) هذه أقرب وقتالهم كان أسبق‪ ،‬ما قال في البقرة (وَإِ ْ‬
‫ضتْ‬ ‫ن َيعُودُوا َف َقدْ مَ َ‬ ‫ن تَوَلّوْا فَاعَْلمُوا أَنّ اللّ َه مَوْلَاكُ ْم ِنعْمَ ا ْلمَوْلَى َو ِنعْ َم النّصِيرُ (‪ )40‬النفال)‪ ،‬لم يقل (وَإِ ْ‬ ‫البقرة وإنما وضعها في الحتمال الثاني (وَإِ ْ‬
‫سنّةُ ا ْلأَوّلِينَ) في البقرة‪ ،‬هذا أوضحه في الحتمال الخر‪ ،‬إذن سياق البقرة في قريش لم يضع احتمال إن يتولوا أو إن يعودوا‪ ،‬هذا الحتمال وضعه‬ ‫ُ‬
‫ن ا ْن َتهَوْا َفإِنّ اللّ َه ِبمَا‬‫ن اللّ َه غَفُورٌ رَحِي ٌم (‪ ))192‬لنهم سيدخلون في السلم‪ ،‬لكن في الخرين قال (فَإِ ِ‬ ‫في الماكن الخرى‪ ،‬ولذلك قال في البقرة (فَإِ ّ‬
‫ن بَصِي ٌر (‪ ))39‬هو تحسّب لما سيفعلون في المستقبل لم يضع التحسب في قريش‪ ،‬فكل واحدة في سياقها‪ ،‬التحسب له احتمالت في هؤلء غير‬ ‫َي ْعمَلُو َ‬
‫الحتمالت في غيرهم كل واحدة لها احتمالتها فخالف الحتمالت وزاد كل واحدة بحسب احتمالتها كل واحدة في مكانها‪.‬‬
‫آية (‪:)194‬‬
‫ما اعْتَدَى عَلَيْك ُييي ْ‬
‫م (‪)194‬‬ ‫م فَاعْتَدُوا ْ عَلَي ْيييهِ ب ِ ِ‬
‫مث ْ ِ‬
‫ل َ يي‬ ‫ن اعْتَدَى عَلَيْك ُييي ْ‬ ‫* ميييا المقصيييود ببقوله تعالى (فَ َ‬
‫م ِييي‬
‫البقرة)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل يجهلن أحد علينا فنعاقبه بمثل ما فعله أو بما يزيد‪ ،‬وسمى العقاب جهلً على طريقة المشاكلة هذا يسمونه العرب وأهل البلغة المشاكلة أن يستعمل‬
‫اللفظة نفسها وإن كان المفهوم غير‪ .‬المفهوم عقاب لكن يأخذ اللفظة نفسها فيستعملها على سبيل المشاكلة وليس على سبيل المفهوم الثابت نفسه‪ ،‬نفس‬
‫عتَدَى‬
‫الدللة التي دل عليها ‪ .‬من ذلك قوله عز وجل هو ليس عدوانا وإنما عقاب على عدوانهم لن ردّ العدوان ليس عدوانا‪ .‬كما في قوله ( َفمَنِ ا ْ‬
‫عَليْكُمْ) صحيح أن اللفظة في دللتها الساسية عدوان لكنها في الحقيقة ردٌ لعدوان وإنما استعملت للمشاكلة‪ .‬وكذلك‬
‫ع َتدَى َ‬
‫ل مَا ا ْ‬
‫ع َتدُو ْا عََليْهِ ِب ِمثْ ِ‬
‫عََل ْيكُ ْم فَا ْ‬
‫هنا أيضا (ويمكرون ويمكر ال) هم يمكرون ويمكر ال‪ ،‬هم يدبرون السوء‪ ،‬المشاكلة المكر هو نوع من عقاب ال تعالى يعاقبهم على مكرهم فعقوبة‬
‫ال تعالى لهم سميت مكرا من قبيل المشاكلة‪( .‬ويمكر ال) هذا المكر من ال ليس تدبيرا سيئا في ذاته وإنما هو سوء لهم أوسوء عليهم والصل في‬
‫غير القرآن ‪ :‬ويدبر ال لهم العقاب‪.‬‬
‫ي جزاء العدوان عدوانا ً ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫سم ّ‬
‫*لم ُ‬
‫سّيئَ ٌة ّمثْلُهَا (‪ )40‬الشورى) وكأن في ذلك‬
‫سّيئَةٍ َ‬
‫هذا من قبيل المشاكلة اللفظية وهي التفاق في اللفظ مع الختلف في المعنى ومثله قوله تعالى ( َوجَزَاء َ‬
‫إشارة لك أخي المؤمن إلى أنه الَولى لك هو الصفح والعفو ل النتقام ومجازاة المعتدي إذا كان المعتدي عليك مسلما مثلك فسمى حقك في الرد على‬
‫عدوان غيرك لك عدوانا ترغيبا لك في العفو والصفح‪.‬‬
‫آية (‪:)196‬‬
‫م أظهر هنا لفظ الجللة ؟(ورتل القرآن‬ ‫شدِيد ُ الْعِقَا ِ‬
‫ب ( ‪ )196‬البقرة) ل ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫موا ْ أ َ َّ‬
‫ن الل ّ َ‬ ‫ه وَاعْل َ ُ‬
‫*(وَاتَّقُوا ْ الل ّ َ‬
‫ترتيلً)‬
‫شدِيدُ ا ْلعِقَابِ) أظهر لفظ الجللة لتربية الهيبة في النفوس من عظمة ال تبارك وتعالى حتى تكون أكثر خشية وهذا ما يفعله‬
‫في قوله (وَاعَْلمُواْ أَنّ اللّ َه َ‬
‫التعبير بالسم الظاهر أكثر مما يفعله الضمير في هذا الموضع‪.‬‬
‫آية (‪:)197‬‬
‫* ما الفرق بين الفسق والكفر والظلم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سئل هذا السؤال أكثر من مرة‪ .‬الفسق الخروج عن الطاعة من فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها ويمتد من أيسر الخروج إلى الكفر كله يسمى‬
‫عنْ َأمْرِ‬‫ق َ‬ ‫ن فَ َفسَ َ‬
‫ن مِنَ الْجِ ّ‬ ‫س كَا َ‬
‫فاسقا‪ .‬فالذي يخرج عن الطاعة وإن كان قليلً يسمى فاسق والكافر يسمى فاسقا أيضا وقال ربنا عن إبليس (إِلّا ِإبْلِي َ‬
‫ن فَاسِقًا لّا‬
‫ن مُ ْؤ ِمنًا َكمَن كَا َ‬‫ن (‪ )55‬النور) الكفر سماه فسوق والنفاق سماه فسوق (َأ َفمَن كَا َ‬ ‫َربّهِ (‪ )50‬الكهف) ( َومَن كَفَ َر َب ْعدَ ذَِلكَ َفأُوَْل ِئ َ‬
‫ك هُمُ ا ْلفَاسِقُو َ‬
‫ج (‪ )197‬البقرة) ليس‬ ‫ل فِي الْحَ ّ‬ ‫جدَا َ‬‫ل فُسُوقَ َولَ ِ‬ ‫ن (‪ )18‬السجدة) فإذن الفسق ممتد وهو الخروج عن الطاعة‪ .‬في غير هذا قال (فَلَ َرفَثَ َو َ‬ ‫ستَوُو َ‬
‫يَ ْ‬
‫ق بِكُ ْم (‪ )282‬البقرة) هذا ليس‬ ‫كفرا هنا كيف يكون كفرا في الحج؟ الفاسق ليس بالضرورة كافر فقد يصل إلى الكفر وقد ل يصل (وَإِن تَ ْفعَلُو ْا فَِإنّ ُه فُسُو ٌ‬
‫كفرا‪ ،‬الفسوق يمتد‪ .‬فسق التمرة أي خرجت من قشرها أي خرج عن أمر ربه وهذا يمتد من أيسر الخروج إلى الكفر ولهذا وصف إبليس بالفسق (إِلّا‬
‫ن (‪ )67‬التوبة)‪ .‬كذلك الظلم‪ ،‬الظلم‬ ‫ن هُمُ ا ْلفَاسِقُو َ‬ ‫ق عَنْ َأمْ ِر َربّهِ)‪ ،‬وليس كل فاسق كافرا لكن كل كافر فاسق قطعا (إِنّ ا ْل ُمنَافِقِي َ‬ ‫ن مِنَ ا ْلجِنّ َففَسَ َ‬
‫س كَا َ‬
‫ِإبْلِي َ‬
‫ن (‪ )254‬البقرة) وقد ل يصل‪ .‬أما الكفر فهو الخروج عن المِلّة‪ .‬الكفر أصله‬ ‫هو مجاوزة الحد عموما وقد يصل إلى الكفر (وَا ْلكَافِرُونَ ُهمُ الظّاِلمُو َ‬
‫اللغوي الستر وتستعار الدللة اللغوية للدللة الشرعية‪.‬‬
‫سوقَ وَل َ ِ‬
‫جدَا َ‬
‫ل) ولم يعبّر بالنهي فلم‬ ‫ث وَل َ فُ ُ‬
‫*لم عبّر ربنا سبحانه وتعالى بالنفي في قوله (فَل َ َرفَ َ‬
‫يقل ‪ :‬ول ترفثوا ول تفسقوا ول تجادلوا؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ذلك لن النفي أبلغ من النهي الصريح فالنهي قد يعني أنه يمكن أن يحصل هذا الفعل لكنكم منهيوّن عنه‪ .‬أما النفي فيعني أن هذا الفعل ينبغي أن ل يقع‬
‫ل عن أن يفعله أحدٌ منكم أيها المسلمون ومن ثمّ أدخل النفي على السم لينفي جنس الفعل وأصله‪.‬‬ ‫أصلً وأن ل يكون له وجود أبدا فض ً‬
‫ب (‪ )197‬البقرة) تأمل أخي المؤمن كيف ذكر المر بالتقوى عاما‬ ‫ن يَا أُوْلِي الَ ْلبَا ِ‬
‫خيْرَ الزّادِ التّقْوَى وَاتّقُو ِ‬
‫خيْ ٍر يَعَْلمْهُ اللّهُ َوتَ َز ّودُواْ َفإِنّ َ‬
‫( َومَا تَ ْفعَلُو ْا مِنْ َ‬
‫للناس كلهم ثم أمر أولي اللباب خاصة بالتقوى‪ ،‬هذا يسمى الطناب وفائدة الطناب هنا أن المر بالتقوى ليس خاصا بأولي اللباب وحدهم ول يتوجه‬
‫الكلم إليهم دون غيرهم لن كل إنسان مأمور بالتقوى لكن ذكر هنا الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص وهم أولوا اللباب وأرجحيته على‬
‫العام وهم عوام الناس لن الناس يتفاضلون باللباب وبها يتمايزون‪.‬‬
‫آية (‪:)199‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)173‬‬
‫آية (‪:)201‬‬
‫ة) ما هي حسنة الدنيا وحسنة الخرة؟لم‬
‫سن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫ة َوفِي اْل َ ِ‬
‫خَرةِ َ‬ ‫سن َ ً‬ ‫* قال تعالى (َربَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا َ‬
‫ح َ‬
‫كانت هذه الية من أحب الدعاء لقلب النبي ؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫ل شك هي من اليات الجامعة ونحن نقرأها قبل السلم في الصلة ثم ‪ .‬والواقع أن الجابة سريعة بالنسبة للخت السائلة أن نقول كلمة حسنة جاءت‬
‫نكرة في الموضعين‪ .‬وهي في الحقيقة وصف لموصوف محذوف‪ ،‬هذا الموصوف المحذوف على إطلقه‪ :‬بما يفكر به النسان ‪ ،‬هذه الحسنة لنقل مثلً‬
‫آتنا في الدنيا عطايا حسنة والعطايا بتفاصيلها وفي الخرة عطايا حسنة أيضا بتفاصيلها فحذف الموصوف وأبقى الصفة‪ .‬وكونها منكرة حتى تشير الى‬
‫العموم الغالب يعني شيء عام‪ ,‬وهناك شيء بالنسبة لهذه الية‪ :‬فاليات من سورة البقرة كلم على الحج ونحن في موسم الحج‪.‬وال سبحانه وتعالى‬
‫من رحمته بهذا النسان أن يرشده دائما إلى الخير‪ ..‬موسم الحج فرصة للتوجه إلى ال عز وجل بالدعاء ‪ ،‬فرصة للمسلم حقيقة‪ ،‬فرصة للحاج أن‬
‫غفُو ٌر رَحِي ٌم (‪ ))199‬توجيه (فَِإذَا قَ َ‬
‫ض ْيتُمْ‬ ‫س َتغْفِرُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ‬
‫حيْثُ َأفَاضَ النّاسُ وَا ْ‬
‫يدعو فاليات ماذا تقول لنا؟ بعد أن قال تعالى (ثُمّ َأفِيضُوا مِنْ َ‬
‫شدّ ِذكْرًا) لنه كانت العرب بعد موسم الحج يأتون الى السواق الدبية ويتفاخرون ويذكرون آباءهم حتى‬ ‫س َككُ ْم فَاذْكُرُوا اللّ َه َكذِكْ ِركُ ْم َآبَا َءكُمْ َأوْ أَ َ‬
‫َمنَا ِ‬
‫صاروا يتفاخرون بالقتلى يعني مفاخرة‪( .‬أو أشد ذكرا) دائما المسلم ينبغي أن يكون ذاكرا ل سبحانه وتعالى وذكر ال يستتبع ذكر الخرة وما فيها‬
‫من نعيم ومن شقاء حقيقة‪ .‬ولما بدأ يتحدث عن الذكر في موسم الحج ويدعو (ربنا آتنا في الدنيا) ما قال آتنا ماذا؟ إما لتهوين شأنه أو لنه عظيم‬
‫عندهم يريدون كل شيء يريدون في الدنيا وانظر حتى في دعائهم ما وصفوا هذا المأتي به بأنه حسن‪ ،‬يريد أي شيء في الدنيا وهذه سِمة ل يحبها‬
‫ال عز وجل لعباده فكيف أدّبهم؟ ماذا قال لهم؟ ( َومَا لَ ُه فِي الَْآخِرَ ِة مِنْ خَلَاقٍ) والخلق هو النصيب لكن لِ َم لم يقل نصيب؟ نحن إلى الن نستعمل‬
‫الخَلَق والخلقات أي الشيء البالي يعني حتى هذا النصيب البالي ليس لهم في الخرة‪ .‬هم ل يفكرون بالخرة فال عز وجل ل يريد لعباده الصالحين‬
‫أن يكونوا كهؤلء ويريد منهم أن يذكروه وأن يفكروا في الخرة لن هذه الحياة حقيقة مهما طالت هي كحلم رائي كما في الثر‪ :‬الناس نيام فإذا ماتوا‬
‫انتبهوا‪ .‬لحظ النسان في لحظة موته كأنه استيقظ من منام وكان يرى حلما كل هذه السنوات‪ .‬وهذا واقع بالنسبة لنا جميعا عندما ننظر في السنوات‬
‫عمرنا التي مرّت نراها كشريط نائم‪ .‬فال تعالى يريد لعباده أن يذكروه ويتذكروا الخرة دائما أنت مصيرك الى الخرة‪.‬‬
‫ومن الناس من يقول (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) يعني كونوا كهؤلء نفس العبارة هنا في هذا ذكرالوصف للموصوف المحذوف يعني هم يريدون في‬
‫الدنيا لكن بالوصف الحسن وليس كأولئك ولم يقفوا عند هذا وإنما قالوا (وفي الخرة حسنة) أيضا بكل ما يتصور من العطايا الموضوفة بأنها حسنة‬
‫في الخرة ثم زاد عليهم في دعائهم وهذا تدريب ودعاء أن ادعوا هكذا (وقنا عذاب النار) النسان ل ينبغي أن ينسى أن هناك نارا وعمر رضي ال‬
‫عنه يقول لجلسائه‪ :‬يا فلن عِظنا‪ ،‬قال‪ :‬يا أمير المؤمنين تزفر النار زفرة يوم القيامة (هذا الزفير النفخ) فل يبقى ملك ول شهيد ول نبي ول صالح إل‬
‫ت أنك ناج منها‪ .‬يعني هذه الزفرة مخيفة من بعد ذلك وحتى عندما ينجي ال الذين اتقوا‬ ‫ويجثو على ركبتيه ولو كان لك عمل سبعين نبيا ما ظنن َ‬
‫يحسّون بهذه اللذة لذة النجاة من هذه النار‪.‬‬
‫هل هناك علقة بين الحرف في الكلمتين الحُسن والحسنة؟‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫من غير شك الثلثي أو الحروف لما تكون هي هي ل بد أن يكون هناك ترابط فالحُسن والحَسَن والمحاسن وكل ما يُشتق منها ل بد أن يكون هناك‬
‫الجذر أو الصل ملموحا فيها‪ .‬أنت لما تقول‪ :‬هذا شيء حسن يعني فيه حسن‪ ،‬هذا إنسان محسِن يعني فيه من الحسن أيضا ‪ ،‬هذا شخص محسَن إليه‪.‬‬
‫دائما هذه مسألة من بديهيات اللغة في الحقيقة لكن أحيانا لما نأتي الى فعل أتى (أتي) والفعل عطى (عطو) نجد أن العين والطاء والواو أقوى من‬
‫الهمزة والتاء والياء فمعناه أن العطاء أو العطاء فيه نوع من القوة وليس فيه هذا اللين والرقة والتيان فيه لين ورقّة والمعنى واحد‪ .‬أتى وأعطى‬
‫معنى متقارب معجميا لكن ليس مترادفا ‪ .‬هذه السمة سِمة اللين والرقة في أتى وسِمة القوة في أعطى لذلك كثريون من أهل اللغة قالوا أن العطاء فيه‬
‫تمليك واليتاء ليس شرطا أن يكون فيه تمليك‪.‬‬
‫آية (‪:)203‬‬
‫ت (‪)203‬؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ه فِي أَيَّام ٍ َّ‬
‫معْدُودَا ٍ‬ ‫*لم خص الله تعالى الذكر فى هذه اليام(وَاذ ْكُُروا ْ الل ّ َ‬
‫لحظ أخي أمر ال عباده بالذِكر مع أنهم في الحج والموسم موسم عبادة وخَصّ بالذكر في اليام المعدودات وهي أيام رمي الجِمار وذلك لن أهل‬
‫الجاهلية كانوا يشغلون هذه اليام بالتغامز ومغازلة النساء فأراد ال تعالى صرفهم عن هذا الثم إلى الخير دون ذِكر ما يفعلون‪.‬‬
‫آية (‪:)204‬‬
‫خصام؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫*كيف اضيفت كلمة ألد ّ إلى كلمة بمعناها وهي ال ِ‬
‫ش ِهدُ اللّ َه عَلَى مَا فِي قَ ْلبِهِ وَ ُهوَ أََلدّ الْخِصَا ِم (‪ )204‬البقرة) إضافة كلمة (ألدّ) إلى الخصام مع أن معنى ألدّ شديد الخصومة هذا من باب‬
‫قال تعالى ( َويُ ْ‬
‫مبالغة القرآن الكريم ليصف لنا ربنا مدى الخصومة التي تسكن قلب المخاصِم فهو ليس مخاصِما وحسب ولكنه مخاصِم وخصامه غريب فظيع‪ .‬أل‬
‫ن فلن ولكنه إذا كان كثير الغضب تقول جُنّ جنونه ونقول خصامه شديد الخِصام‪.‬‬ ‫ترى كيف تقول لفلن وقد غضب" جُ ّ‬
‫آية (‪:)205‬‬
‫مهَاد ُ (‪ )205‬؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫م َولَبِئ ْ َ‬
‫س ال ْ ِ‬ ‫جهَن َّ ُ‬
‫ه َ‬
‫سب ُ ُ‬ ‫مهاد ونوم (فَ َ‬
‫ح ْ‬ ‫*كيف تكون جهنم دار ِ‬
‫وصف ال تبارك وتعالى الرض بأنها مِهاد لنا في حياتنا لنها مهيئة للسعي والنوم وفي قوله تعالى (وََل ِبئْسَ ا ْل ِمهَادُ) هذا أقصى أنواع التهكم بهؤلء‬
‫الكافرين فالنسان يتخذ المكان الوثير مهادا ليهنأ بنومه أما الكافر فلِسُخف عقله أخذ النار والعذاب مكان نومه فتأمل!‪.‬‬
‫آية (‪:)206‬‬
‫ل‬ ‫ض َّ‬ ‫شتَرِي لَهْوَ ال ْ َ‬
‫من ي َ ْ‬ ‫م َ َ‬
‫سبِي ِ‬ ‫ل ع َن َ‬ ‫ث لِي ُ ِ‬
‫حدِي ِي‬ ‫س َ‬ ‫ن الن ّا ِ‬ ‫*ما الفرق بين ختام اليتين فى سورة لقمان(وَ ِ‬
‫َ‬
‫ك‬‫جب ُي َ‬‫من يُعْ ِ‬ ‫م نَي النَّا سِي َي‬ ‫(و ِ‬
‫مهي نٌي (‪))6‬وفيى سيورة البقرة َ‬ ‫ِ‬ ‫ب ُّ‬
‫م عَذ َا ٌي‬‫ك لَهُي ْ‬ ‫خذَهَيا هُُزوًا أُولَئ ِي َ‬ ‫عل ْيم ٍ وَيَت َّ ِ‬
‫الل ّيهِ بِغَيْرِ ِ‬
‫ه‬
‫خذ َت ْ ُ‬‫ه أَ َ‬
‫ق الل ّ َ‬ ‫ل لَ ُ َ‬
‫ه ات ّ ِ‬ ‫صام ِ (‪ )204‬وَإِذ َا قِي َ‬ ‫خ َ‬ ‫ما ف ِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَد ُّ ال ْ ِ‬ ‫ه عَلَى َ‬ ‫شهِد ُ الل ّ َ‬‫حيَاةِ الدُّنْي َا وَي ُ ْ‬ ‫ه ف ِي ال ْ َ‬ ‫قَوْل ُ ُ‬
‫مهَاد ُ (‪)206‬؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫س ال ْ ِ‬ ‫م وَلَبِئ ْ َ‬ ‫جهَن َّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫سب ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫الْعَِّزةُ بِالِثْم ِ فَ َ‬
‫بدأت آية لقمان بالمفرد (من يشتري) وانتهى بالجمع (أولئك) فهل هنالك رابط؟ لما قال ليضل عن سبيل ال هذا سيكون تهديدا له ولمن يضلهم التهديد‬
‫ليس له فقط هو فجمعهم في زمرته هو ومن يتبعه المُضِل والضال إذن ليسا واحدا وإنما أصبحت جماعة‪ .‬إذن هذا تهديد له ولكل من يضله (أُوَل ِئكَ‬
‫ش ِهدُ اللّ َه عَلَى مَا فِي َق ْلبِهِ وَهُ َو أََلدّ ا ْلخِصَا ِم (‪ )204‬وَِإذَا قِيلَ‬
‫حيَا ِة الدّ ْنيَا َويُ ْ‬
‫ك قَوْلُ ُه فِي الْ َ‬
‫جبُ َ‬
‫س مَن ُيعْ ِ‬
‫ب ّمهِينٌ)‪ .‬في آية البقرة قال تعالى ( َومِنَ النّا ِ‬ ‫عذَا ٌ‬‫َل ُهمْ َ‬
‫س ا ْل ِمهَادُ (‪ )206‬البقرة) قال (فحسبه جهنم) لنه لم يذكر أحدا معه بدأ بالمفرد وانتهى بالمفرد لنه لم‬ ‫ج َهنّمُ َوَلبِئْ َ‬
‫سبُهُ َ‬
‫لثْ ِم فَحَ ْ‬
‫خ َذتْهُ ا ْلعِزّ ُة بِا ِ‬
‫ق اللّهَ أَ َ‬
‫لَ ُه اتّ ِ‬
‫يتعلق بالخر فقال فحسبه ولما هنا تعلق بالخرين فقال أولئك لهم عذاب مهين‪.‬‬
‫آية (‪:)207‬‬
‫*ما الفرق بين الرضوان والمرضاة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرضوان هو الرضى (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إل رضى من ال تعالى أما المرضاة فتأتي من ال ومن غيره‬
‫س مَن‬
‫والرضوان هو أعظم الرضى وأكبره فخصّه بال سبحانه وتعالى أما مرضاة فليست مختصة بال تعالى وإنما تأتي ل تعالى ولغيره ( َومِنَ النّا ِ‬
‫جكَ (‪ )1‬التحريم) أما الرضوان فهو ل تعالى فقط‪ ،‬خاص بال تعالى‪ .‬والرضوان‬ ‫شرِي نَفْسَ ُه ا ْب ِتغَاء َمرْضَاتِ اللّ ِه (‪ )207‬البقرة) ( َتبْ َتغِي مَ ْرضَا َ‬
‫ت أَزْوَا ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫طلّ ال تعالى على عباده‬ ‫أعلى من الجنة وفي الثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا‪ ،‬فقالوا كيف يا رسول ال؟ قال ي ُ‬
‫أصحاب الجنة فيقول سلوني‪ ،‬فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول‬
‫العلماء سلوه الرضى‪.‬‬
‫*هل أفردت الرأفة عن الرحمة في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫س مَن يَشْرِي نَفْسَ ُه ا ْب ِتغَاء مَ ْرضَاتِ اللّ ِه وَاللّهُ رَؤُوفٌ‬ ‫ن النّا ِ‬ ‫فقط في موطنين في القرآن كله قال (وال رؤوف بالعباد) في موطنين‪ :‬في سورة البقرة ( َومِ َ‬
‫ن َبيْ َنهَا َو َب ْينَهُ َأ َمدًا َبعِيدًا‬
‫ت مِن سُوَ ٍء تَ َودّ لَوْ أَ ّ‬
‫عمِلَ ْ‬‫خيْ ٍر مّحْضَرًا َومَا َ‬ ‫عمَِلتْ مِنْ َ‬ ‫س مّا َ‬ ‫ل نَفْ ٍ‬ ‫ج ُد كُ ّ‬‫بِا ْلعِبَادِ (‪ )207‬البقرة) وفي سورة آل عمران (يَوْ َم تَ ِ‬
‫ف بِا ْل ِعبَادِ (‪ ))30‬ما قال تعالى رؤوف رحيم‪ .‬لماذا ؟ لو لحظنا السياق الذي وردت فيه اليتان يتوضح المر‪ .‬في سورة‬ ‫حذّ ُركُ ُم اللّ ُه نَفْسَ ُه وَاللّهُ رَؤُو ُ‬
‫َويُ َ‬
‫سدَ‬
‫سعَى فِي الَرْضِ ِلُيفْ ِ‬ ‫خصَا ِم (‪ )204‬وَِإذَا تَوَلّى َ‬ ‫شهِدُ اللّ َه عَلَى مَا فِي قَ ْلبِهِ وَهُوَ أََلدّ الْ ِ‬
‫حيَا ِة ال ّدنْيَا َويُ ْ‬
‫ج ُبكَ قَ ْولُ ُه فِي ا ْل َ‬
‫س مَن ُيعْ ِ‬
‫البقرة قال تعالى ( َومِنَ النّا ِ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫حبّ الفَسَا َد (‪ )205‬وَِإذَا قِيلَ لَهُ‬‫ث وَالنّسْلَ وَاللّ ُه لَ يُ ِ‬


‫س َد ِف ِيهَا َو ُيهِْلكَ ا ْلحَرْ َ‬
‫سعَى فِي الَ ْرضِ ِليُفْ ِ‬ ‫ب الفَسَادَ َوِإذَا تَوَلّى َ‬ ‫ل يُحِ ّ‬ ‫سلَ وَاللّ ُه َ‬ ‫حرْثَ وَالنّ ْ‬ ‫ِف ِيهَا َو ُيهِْلكَ الْ َ‬
‫ف بِا ْل ِعبَا ِد (‪ )207‬البقرة)‬
‫س مَن يَشْرِي نَ ْفسَ ُه ا ْبتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ َرؤُو ٌ‬ ‫ج َهنّمُ وََل ِبئْسَ ا ْل ِمهَا ُد (‪َ )206‬ومِنَ النّا ِ‬
‫سبُهُ َ‬
‫لثْ ِم فَحَ ْ‬
‫خ َذتْهُ ا ْلعِزّ ُة بِا ِ‬
‫ق اللّهَ أَ َ‬
‫اتّ ِ‬
‫السياق ل يحتمل رحمة لما يقول (فحسبه جهنم) كيف يناسب الرحمة؟ ل يناسب ذكر الرحمة‪.‬‬
‫آية (‪:)208‬‬
‫سلم ولم يقل سالموا بعضكم مثلً؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫*ل ِ َ‬
‫م قال تعالى ادخلوا في ال ِ‬
‫ن (‪ )208‬البقرة) الدخول يدل على العمق ومن دخل‬
‫عدُ ّو ّمبِي ٌ‬
‫شيْطَانِ ِإنّهُ َلكُ ْم َ‬
‫ت ال ّ‬
‫خطُوَا ِ‬
‫ل َتّتبِعُواْ ُ‬
‫قال تعالى (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا ادْخُلُو ْا فِي السّلْ ِم كَآفّةً َو َ‬
‫المنزل صار داخله وفي عمقه ومحاطا ببنائه ولذلك من دخل السِلم صار في أقصى غاية المسالمة وليس مسالما فقط‪.‬‬
‫آية (‪:)209‬‬
‫*ما الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البيّنات) و(جاءتهم البيّنات) في القرآن الكريم؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكرا والفاعل مؤنثا‪ .‬وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها‪ .‬والسؤال ليس عن‬
‫جواز تذكير وتأنيث البيّنات لن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء بالستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في‬
‫غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟‬
‫جاءتهم البيّنات بالتأنيث‪ :‬يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت اليات تدلّ على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثا كما في قوله تعالى في‬
‫ث اللّهُ ال ّنبِيّينَ ُمبَشّرِينَ‬ ‫حدَ ًة َفبَعَ َ‬ ‫س ُأمّةً وَا ِ‬
‫ن النّا ُ‬ ‫حكِي ٌم {‪ )}209‬والية (كَا َ‬ ‫سورة البقرة (فَإِن زَلَ ْلتُ ْم مّن َب ْعدِ مَا جَاء ْتكُمُ ا ْل َبيّنَاتُ فَاعَْلمُواْ أَنّ اللّ َه عَزِيزٌ َ‬
‫ختََلفَ فِيهِ ِإلّ اّلذِينَ أُوتُو ُه مِن َبعْ ِد مَا جَاء ْتهُمُ ا ْل َبّينَاتُ َبغْيا بَ ْي َنهُ ْم َفهَدَى اللّهُ‬ ‫ختََلفُو ْا فِيهِ َومَا ا ْ‬ ‫س فِيمَا ا ْ‬ ‫حكُ َم َبيْنَ النّا ِ‬
‫ب بِا ْلحَقّ ِليَ ْ‬ ‫ل َمعَهُ ُم ا ْلكِتَا َ‬‫َومُنذِرِينَ وَأَن َز َ‬
‫ض ّمنْهُم مّن كَلّمَ اللّهُ‬ ‫ضهُ ْم عَلَى َبعْ ٍ‬ ‫ل َفضّ ْلنَا َبعْ َ‬‫ستَقِيمٍ {‪ )}213‬و (تِ ْلكَ الرّسُ ُ‬ ‫ط مّ ْ‬ ‫ق بِِإ ْذنِهِ وَاللّ ُه َيهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَا ٍ‬ ‫ختََلفُو ْا فِيهِ مِنَ ا ْلحَ ّ‬ ‫ن آ َمنُواْ ِلمَا ا ْ‬
‫اّلذِي َ‬
‫ن مِن َب ْعدِهِم مّن َبعْ ِد مَا جَاء ْتهُمُ ا ْل َبّينَاتُ وَلَـكِنِ‬ ‫ض ُهمْ دَ َرجَاتٍ وَآ َتيْنَا عِيسَى ابْنَ مَ ْريَ َم ا ْلبَ ّينَاتِ وََأيّ ْدنَا ُه بِرُوحِ ا ْل ُقدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا ا ْق َتتَلَ اّلذِي َ‬ ‫َو َرفَ َع بَعْ َ‬
‫ل مَا يُرِيدُ {‪،)}253‬‬ ‫ختَلَفُو ْا َف ِم ْنهُم مّنْ آمَنَ َو ِم ْنهُم مّن َكفَرَ وَلَ ْو شَاء اللّ ُه مَا ا ْق َتتَلُواْ وَلَـكِنّ اللّ َه يَ ْفعَ ُ‬ ‫اْ‬
‫أما جاءهم البيّنات بالتذكير‪ :‬فالبيّنات هنا تأتي بمعنى المر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من المر والنهي يُذكّر الفعل كما في قوله‬
‫ل َيهْدِي ا ْلقَ ْومَ الظّاِلمِينَ {‪ )}86‬و‬ ‫ق وَجَاء ُهمُ ا ْل َبيّنَاتُ وَاللّ ُه َ‬ ‫ل حَ ّ‬ ‫ش ِهدُواْ أَنّ الرّسُو َ‬ ‫ف يَ ْهدِي اللّ ُه قَوْما َكفَرُو ْا َب ْعدَ إِيمَا ِنهِمْ وَ َ‬ ‫تعالى في سورة آل عمران ( َكيْ َ‬
‫ب عَظِي ٌم {‪ )}105‬وفي سورة غافر (قُلْ ِإنّي ُنهِيتُ أَنْ أَ ْ‬
‫عبُدَ اّلذِينَ‬ ‫عذَا ٌ‬‫ت َوأُوْلَـ ِئكَ َلهُ ْم َ‬ ‫ختَلَفُو ْا مِن َب ْعدِ مَا جَاءهُمُ ا ْل َبّينَا ُ‬ ‫ن تَفَ ّرقُو ْا وَا ْ‬
‫ل َتكُونُواْ كَاّلذِي َ‬‫( َو َ‬
‫ب ا ْلعَاَلمِينَ {‪.)}66‬‬ ‫ت أَنْ أُسْلِ َم لِرَ ّ‬‫ت مِن ّربّي وَُأمِرْ ُ‬ ‫َتدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ َلمّا جَاءنِيَ ا ْل َبيّنَا ُ‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫ن َبعْ ِد مَا‬ ‫ن َبعْ ِد مَا جَاءَ ُهمُ ا ْل َبّينَاتُ ﴿‪ ﴾105‬آل عمران) جاءهم بدون تاء الية الخرى (فَإِنْ زَلَ ْلتُ ْم مِ ْ‬ ‫ختَلَفُوا مِ ْ‬ ‫فى قوله تعالى (وَلَا تَكُونُوا كَاّلذِينَ َتفَ ّرقُوا وَا ْ‬
‫جَا َء ْتكُمُ ا ْل َبيّنَاتُ ﴿‪ ﴾209‬البقرة) مرة جاءهم البينات بدون تاء ومرة جاءتكم البينات‪ .‬نحن قلنا هذا العلم يكفي لخمسين ستين مائة تأويل وكلها صحيحة‬
‫وجه وجهين ثلثة أربعة خمسة والقرآن ل تنقضي عجائبه من ضمن ما أنقدح في ذهني وال أعلم فهذه أتعبتني كثيرا وأنا ليل نهار أفكر ما الفرق بين‬
‫ق وَجَاءَ ُهمُ ا ْل َبيّنَاتُ﴿‪ ﴾86‬آل عمران) (قَالُوا َلنْ‬ ‫ل حَ ّ‬ ‫شهِدُوا أَنّ الرّسُو َ‬ ‫جاءتكم البينات وجاءهم البينات؟ لما استعرضت اليات الواردة فيها كثير ( َو َ‬
‫ت ﴿‪ ﴾66‬غافر) حينئذٍ‬ ‫ن دُونِ اللّهِ َلمّا جَا َءنِيَ ا ْل َبّينَا ُ‬ ‫ت وَاّلذِي فَطَ َرنَا﴿‪ ﴾72‬طه) (قُلْ ِإنّي ُنهِيتُ أَنْ أَ ْ‬
‫عبُدَ اّلذِينَ َتدْعُونَ مِ ْ‬ ‫ك عَلَى مَا جَا َءنَا مِنَ ا ْلبَ ّينَا ِ‬
‫نُ ْؤثِ َر َ‬
‫نقول جاءت البينات بالتاء اليات القرآنية والتوراتية والنجيلية يعني طبعا البينات الحجج والبراهين والمعجزات‪ .‬هناك بينات لفظية من ال عز وجل‬
‫ط َعنّ َأ ْي ِديَكُمْ‬
‫وعقلية في القرآن الكريم يعني أدلة الوحدانية بالعقل وهناك بينات محسوسة وهي معجزات النبياء ماذا قال السحرة لما فرعون قال (فَلَُأ َق ّ‬
‫ت وَاّلذِي‬ ‫ك عَلَى مَا جَا َءنَا مِنَ ا ْلبَ ّينَا ِ‬ ‫عذَابًا وََأبْقَى ﴿‪ ﴾71‬طه) قالوا (قَالُوا لَ ْ‬
‫ن نُ ْؤثِ َر َ‬ ‫شدّ َ‬ ‫جذُوعِ النّخْلِ وََل َتعَْلمُنّ َأيّنَا َأ َ‬ ‫َوأَرْجَُل ُك ْم مِنْ خِلَافٍ وَلَُأصَّل َبنّكُ ْم فِي ُ‬
‫ط َرنَا) اليد والعصا الخ يعني ما فعل سيدنا عيسى وموسى من معجزات تعرفونها عجبا‪ .‬إذا قال (مَا جَا َءنَا مِنَ ا ْل َبّينَاتِ) فحينئذٍ هذه المعجزات‬ ‫فَ َ‬
‫والخوارق التي هي حجة على أن هذا رسول ل بد من أن تؤمنوا به وجاءت التي هي اليات القرآنية والتوراتية والنجيلية وما فيها من أحكام وما في‬
‫القرآن الكريم خاصة من دلئل الوحدانية ل سبحانه وتعالى ودلئل صدق النبوة‪ .‬هذا الفرق بين (مِنْ َبعْ ِد مَا جَاءَ ُهمُ ا ْل َبّينَاتُ) وهي المعجزات‬
‫ن بَ ْعدِ مَا جَا َء ْتكُمُ ا ْل َبّينَاتُ) وهي آيات القرآن الكريم والتوراة والنجيل وما فيها من دلئل التوحيد وصدق النبوة هكذا هو الفرق‪ .‬وقد‬ ‫والخوارق و (مِ ْ‬
‫يكون هناك وجه آخر وهذا اختلف تنوع ل اختلف تضاد فقطعا ليس هناك تضاد‪ .‬في تأويل المتشابه ل يوجد فهو يحتمل ألف معنىً وهذا إعجازه‬
‫فأنت عندما تقرأ اليات العلمية والكونية ترى عجبا‪.‬‬

‫آية (‪:)211‬‬
‫*ما الفرق بين فعل المر إسأل وسل؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل كَ ْم آ َتيْنَاهُم مّنْ آيَ ٍة َبّينَةٍ (‪ )211‬البقرة) وإذا تقدمها أي شيء يؤتى بالهمزة (وََل َقدْ آ َت ْينَا‬
‫سلْ َبنِي ِإسْرَائِي َ‬
‫سل إذا بدأنا بالفعل فالعرب تخفف وتحذف ( َ‬
‫ل (‪ )101‬السراء) هذه قاعدة عند أكثرية العرب‪ .‬إذا سبقها شيء يبدأ بالهمزة وإذا بدأنا بها يحذف (سل)‪.‬‬ ‫ل بَنِي ِإسْرَائِي َ‬
‫ت فَاسَْأ ْ‬
‫ت َبّينَا ٍ‬
‫مُوسَى تِسْ َع آيَا ٍ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫آية (‪:)212‬‬
‫َ‬
‫ن ك َ َفُروا ْ ال ْ َ‬
‫حيَاةُ الدُّنْي َيا (‪ )212‬البقرة) ميا دللة التذكيير (زيين) ولم يقيل زينيت ميع أن الدنييا‬ ‫ن لِل ّذِي َي‬
‫* (ُزي ّ ِي َ‬
‫مؤنث؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫من حيث الحكم النحوي يجوز وليس فيه إشكال لن الحياة مؤنث مجازي والمؤنث المجازي الذي ليس له مذكر من جنسه فمثلً البقرة مؤنث حقيقي‬
‫لن الثور ذكر من جنسها‪ ،‬النعجة لها كبش من جنسها‪ ،‬إذا كان هنالك مذكر من جنسه هذا مؤنث حقيقي‪ .‬كلمة سماء ليست مؤنث حقيقي وكذلك‬
‫الشمس مؤنث مجازي والقمر مذكر مجازي‪ ,‬إذن كون (الحياة) مؤنث مجازي يجوز تذكيره وتأنيثه‪ ،‬هذا لغويا؟ ثم هنالك فاصل بين الفعل والفاعل‬
‫حيَا ُة ال ّد ْنيَا) والفاصل حتى في المؤنث الحقيقي يمكن تذكيره هذه القاعدة (أقبل اليوم فاطمة) طالما فصلنا بين العامل والمعمول‬
‫( ُزيّنَ لِّلذِينَ كَ َفرُواْ ا ْل َ‬
‫يجوز تذكيره وتأنيثه‪ .‬إذن من حيث النحو ليس فيه إشكال من حيث أمران‪ :‬كونه مجازي وكون هنالك فاصل‪ .‬لكن لماذا اختار التذكير؟ هنالك قراءة‬
‫أخرى وهي ( َزيّن للذين كفروا الحياةَ) بالبناء للمعلوم والفاعل الشيطان (الحياة مفعول به)‪ ،‬وهذه القراءة ل يمكن أن يقول فيها َزيّنت لذا التذكير صار‬
‫واجبا‪ .‬إذن في الية قراءتان‪ :‬قراءة زَين بالبناء للمعلوم وهو يلزم التذكير صار فيها معنيين‪ ،‬ما دام هنالك قراءة أخرى أصبحت (زينت) ل تنسجم مع‬
‫القراءة الثانية‪.‬‬
‫*ل ِي َ‬
‫م اختار الله تعالى صييغة الماضيي للتزييين (ُزي ّين) وصييغة المضارع للسيخرية (ويسيخرون) ؟(ورتيل‬
‫القرآن ترتيل)ً‬
‫حيَا ُة ال ّد ْنيَا َويَسْخَرُونَ مِنَ اّلذِينَ آ َمنُو ْا (‪ )212‬البقرة) أتى فعل التزيين ماضيا ليدلنا على أن التزيين أمر مستقر في الكافرين فهم‬
‫( ُزيّنَ لِّلذِينَ كَ َفرُواْ ا ْل َ‬
‫أبد الدهر يعشقون الدنيا ويكرهون الموت‪ .‬وأتى بفعل السخرية مضارعا (يسخرون) ليبيّن لنا ربنا سبحانه وتعالى أن الكافرين يسخرون من اليمان‬
‫وأهله بشكل متجدد متكرر‪ .‬وفي ترتيب الفعلين دللة منطقية لن السخرية مبعثها حب الدنيا والشهوات والتزيين سابق للسخرية فعبّر عنه بالماضي‬
‫والسخرية ناشئة من تعلق القلب بالدنيا فعبّر عنها بالمضارع‪.‬‬
‫آية (‪:)213‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)209‬‬
‫ن (‪ )213‬البقرة) ما معنى (كان الناس أمة‬ ‫ن وَ ُ‬
‫منذِرِي َ‬ ‫مب َ ّ ِ‬
‫شرِي َ‬ ‫ه النَّبِيِّي َ‬
‫ن ُ‬ ‫ث الل ّ ُ‬
‫حدَةً فَبَع َ َ‬
‫ة وَا ِ‬ ‫س أ ُ َّ‬
‫م ً‬ ‫ن النَّا ُ‬
‫*(كَا َ‬
‫واحدة)؟ وبمييا أن الناس أميية واحدة فمييا الغرض ميين بعييث النييبيين مبشرييين ومنذرييين؟( د‪.‬فاضييل‬
‫السامرائى)‬
‫ث اللّهُ ال ّنبِيّينَ ُمبَشّرِينَ َومُنذِرِينَ) أمة واحدة أي متفقين على التوحيد مقرّين بالعبودية‬ ‫حدَ ًة َفبَعَ َ‬
‫س ُأمّةً وَا ِ‬
‫السائل الكريم يشير إلى قوله تعالى (كَانَ النّا ُ‬
‫ث اللّهُ ال ّنبِيّينَ ُمبَشّرِينَ‬
‫حدَ ًة َفبَعَ َ‬
‫س ُأمّةً وَا ِ‬
‫ن النّا ُ‬
‫ولكن السؤال إذا كانوا كذلك لم أرسل الرسل؟ أظن لو أكمل السائل الية لتضح المر‪ ،‬نقرأ الية (كَا َ‬
‫ن النّاسُ ِإلّ ُأمّةً‬‫ختََلفُو ْا فِيهِ (‪ )213‬إذن كانوا أمة واحدة فاختلفوا كما في آية أخرى ( َومَا كَا َ‬ ‫س فِيمَا ا ْ‬ ‫حكُ َم َبيْنَ النّا ِ‬
‫ب بِا ْلحَقّ ِليَ ْ‬
‫ل َمعَهُ ُم ا ْلكِتَا َ‬
‫َومُنذِرِينَ وَأَن َز َ‬
‫ختََلفُو ْا (‪ )19‬يونس) لما قال ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه إشارة إلى أنهم اختلفوا وهذا اقتضى إرسال النبيين والمرسلين‪.‬‬ ‫حدَ ًة فَا ْ‬
‫وَا ِ‬
‫مة في القرآن الكريم ؟(من برنامج فى ظلل آية للشيخ خالد الجندي)‬
‫*ما معنى كلمة أ ّ‬
‫كلمة أمة جاءت في القرآن الكريم بأربعة معاني هي‪:‬‬
‫ي َب ْي َنهُمْ فِيمَا فِيهِ‬ ‫ت مِنْ َرّبكَ َلقُضِ َ‬ ‫سبَ َق ْ‬
‫ختََلفُوا وََلوْلَا كَِلمَةٌ َ‬ ‫حدَ ًة فَا ْ‬ ‫المّة بمعنى المِلّة‪ :‬أي العقيدة كما في قوله تعالى ( َومَا كَانَ النّاسُ إِلّا ُأمّةً وَا ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫عُبدُونِ (‪ )92‬النبياء)‪.‬‬ ‫حدَةً وََأنَا َرّبكُ ْم فَا ْ‬ ‫ن َهذِهِ ُأ ّمُتكُمْ ُأمّةً وَا ِ‬‫ن (‪ )19‬يونس) (إِ ّ‬ ‫ختَِلفُو َ‬
‫يَ ْ‬
‫حقّ َوبِهِ َي ْعدِلُونَ (‪َ ( )159‬و ِممّنْ خَلَ ْقنَا ُأمّ ٌة َي ْهدُونَ بِا ْلحَقّ َوبِهِ‬ ‫ن بِالْ َ‬ ‫ن قَوْ ِم مُوسَى ُأمّ ٌة َيهْدُو َ‬ ‫المّة بمعنى الجماعة كما في قوله تعالى ( َومِ ْ‬ ‫‪.2‬‬
‫َي ْعدِلُونَ (‪ ))181‬العراف)‬
‫ع ْنهُمْ‬
‫س مَصْرُوفًا َ‬ ‫حبِسُهُ أَلَا يَوْ َم يَ ْأتِيهِمْ َليْ َ‬
‫ن مَا يَ ْ‬ ‫ع ْنهُمُ ا ْل َعذَابَ ِإلَى ُأمّ ٍة َمعْدُودَةٍ َليَقُولُ ّ‬ ‫المّة بمعنى الزمن كما في قوله تعالى (وََلئِنْ أَخّ ْرنَا َ‬ ‫‪.3‬‬
‫ن (‪ )45‬يوسف)‬ ‫ل اّلذِي نَجَا ِم ْنهُمَا وَادّكَ َر َبعْدَ ُأمّةٍ َأنَا ُأ َنّبئُكُ ْم ِبتَأْوِيلِ ِه فََأرْسِلُو ِ‬ ‫ن (‪ )8‬هود) ( َوقَا َ‬ ‫س َتهْ ِزئُو َ‬
‫َوحَاقَ ِبهِ ْم مَا كَانُوا بِهِ يَ ْ‬
‫ن (‪ )120‬النحل) أي القُدوة‪.‬‬ ‫حنِيفًا وََل ْم َيكُ مِنَ ا ْلمُشْ ِركِي َ‬ ‫المة بمعنى المام كما في قوله تعالى (إِنّ ِإبْرَاهِي َم كَانَ ُأمّ ًة قَا ِنتًا لِلّ ِه َ‬ ‫‪.4‬‬
‫ف فِيهِ إِلّا‬ ‫ختَلَ َ‬
‫ختََلفُوا فِيهِ َومَا ا ْ‬ ‫س فِيمَا ا ْ‬ ‫حكُ َم َبيْنَ النّا ِ‬ ‫حقّ ِليَ ْ‬ ‫ب بِالْ َ‬‫ث اللّهُ ال ّنبِيّينَ ُمبَشّرِينَ َو ُم ْنذِرِينَ وََأنْ َزلَ َم َعهُمُ ا ْل ِكتَا َ‬ ‫حدَ ًة َفبَعَ َ‬‫س ُأمّةً وَا ِ‬ ‫وقوله تعالى (كَانَ النّا ُ‬
‫ستَقِيمٍ (‪)213‬‬ ‫ط مُ ْ‬ ‫ن يَشَاءُ إِلَى صِرَا ٍ‬ ‫ق بِِإ ْذنِهِ وَاللّ ُه َيهْدِي مَ ْ‬ ‫ختََلفُوا فِيهِ مِنَ ا ْلحَ ّ‬ ‫ت َبغْيًا َب ْينَهُ ْم َف َهدَى اللّ ُه اّلذِينَ َآ َمنُوا ِلمَا ا ْ‬ ‫اّلذِينَ أُوتُو ُه مِنْ َب ْعدِ مَا جَا َء ْتهُمُ ا ْل َبيّنَا ُ‬
‫البقرة) في سورة البقرة المة هنا بمعنى العقيدة الواحدة والمِلّة الواحدة‪ .‬وهذه الية لخّصت تاريخ البشرية من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة‪.‬ومعناها أن‬
‫ع ْندَ اللّهِ‬‫ن الدّينَ ِ‬ ‫الناس كانوا على عقيدة واحدة من عهد آدم إلى زمن ما قبل نوح حيث بدّلوا عقيدتهم‪ .‬فالدين واحد والغقيدة هي اليمان بال تعالى (إِ ّ‬
‫غيْرَ الِْإسْلَامِ‬ ‫ب (‪َ ( ))19‬ومَ ْ‬
‫ن يَ ْبتَ ِغ َ‬ ‫حسَا ِ‬ ‫ت اللّ ِه فَإِنّ اللّهَ سَرِيعُ الْ ِ‬ ‫ن يَكْ ُف ْر بَِآيَا ِ‬ ‫ن َبعْ ِد مَا جَاءَ ُهمُ ا ْلعِلْ ُم َب ْغيًا َبيْ َنهُمْ َومَ ْ‬ ‫ف اّلذِينَ أُوتُوا ا ْل ِكتَابَ إِلّا مِ ْ‬ ‫ختَلَ َ‬‫سلَا ُم َومَا ا ْ‬
‫الْإِ ْ‬
‫ن (‪ ))85‬آل عمران)‪ .‬وكأن في الية جملة مقدّرة (كان الناس أمة واحدة فضلّوا وتفرقوا فبعث ال‬ ‫خرَ ِة مِنَ الْخَاسِرِي َ‬ ‫دِينًا َفلَنْ ُي ْقبَلَ ِمنْهُ وَهُ َو فِي الْآَ ِ‬
‫النبيين مبشرين ومنذرين)‪.‬‬
‫*لم أفرد الله عز وجل الكتاب وجمع النبيين؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ب بِا ْلحَقّ) ولم يقل الكتب مع أنهم جمع متتابع ولم يكن للكل‬
‫ل َم َعهُمُ ا ْل ِكتَا َ‬
‫بعث ال تعالى النبياء فعبّر عنهم بصيغة الجمع (النبيين) ولكنه قال (وَأَنزَ َ‬
‫كتاب واحد فلِمَ أفرده تعالى؟ أفرده ليعلّمنا أن الحق الذي نزل به النبياء واحد ولكنه نزل على فترات وكل واحد منهم متمم لما قبله‪.‬‬
‫آية (‪:)214‬‬
‫ْي‬ ‫َي َ ْ ُ ي َ َ ُ َ‬
‫م الْبَأ َ‬
‫ساء‬ ‫م ّيَ‬
‫ستْهُ ُ‬ ‫من قَبْلِك ُ يم َّ‬ ‫خلَوْا ْ ِي‬‫ن َ‬‫ل ال ّذِي َي‬ ‫مث‬
‫ما يَأتِك م ّ‬ ‫ة وَل ّ‬ ‫جن َّ َ‬‫خلُوا ْ ال ْ َ‬‫م أَن تَد ْ ُ‬
‫ْ‬ ‫سبْت ُ‬
‫ح ِي‬
‫م َ‬
‫َي‬
‫* قال تعالى‪(:‬أ ْ‬
‫صُر الل ّيهِ أَل إ ِي َّ‬ ‫َ‬
‫ب (‪)214‬‬ ‫صَر الل ّيهِ قَرِي ٌي‬‫ن ن َي ْ‬ ‫مت َيى ن َي ْ‬
‫ه َ‬ ‫منُوا ْ َ‬
‫معَي ُ‬ ‫ل وَال ّذِي نَي آ َ‬ ‫سو ُ‬ ‫ل الَّر ُي‬ ‫حت َّيى يَقُو َ‬
‫ضَّراء وَُزلْزِلُوا ْ َ‬
‫وَال َّ‬
‫ل) بالضم فما دللة الضم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫وفي رواية ورش (يقو ُ‬
‫أولً ما الفرق اللغوي في المعنى في النصب والرفع بعد (حتى)؟ (حتى) قد يأتي بعدها الفعل مرفوعا وقد يأتي منصوبا‪( .‬حتى) ل تنصب إل إذا كان‬
‫حتّى يَ ْرجِعَ إَِل ْينَا مُوسَى (‪ )91‬طه)‬
‫ح عََليْ ِه عَاكِفِينَ َ‬
‫الفعل بعدها مستقبل الوقوع هذه قاعدة مثل‪ :‬سأدرس حتى أنجحَ‪ ،‬النجاح مستقبلً‪( ،‬قَالُوا لَن ّنبْرَ َ‬
‫‪.‬وليس هذا فقط وإنما عندهم كل النواصب (الفعال وليس الحرف) أدوات استقبال وينصون عليها نصّا‪ .‬إذن النصب يفيد الستقبال ولذلك هم قالوا إذا‬
‫س َككِها‪ ،‬لو‬
‫ل المدينة ل تقولها بالرفع إل وأنت في ِ‬ ‫قلت‪ :‬جئت حتى أدخلَ المدينة يعني أنت لم تدخلها بعد‪ ،‬وإن كان دخلها يقول جئت حتى أدخ ُ‬
‫سمعناها بالنصب (حتى أدخلَ) نفهم أنه ما دخلها‪ .‬مثال‪ :‬أنت تقول ما الذي جاء بك؟ يقول جئت حتى أزو َر فلنا يعني لم يزره بعد أما إذا قال جئت‬
‫حتى أزو ُر فلن يعني زاره‪ .‬إذا كانت بالرفع تدل على فعل حدث وإذا كانت بالنصب يعني أن الفعل لم يحدث بعد‪ .‬هذه القاعدة في المعنى‪.‬‬
‫حتّى َيقُولَ الرّسُولُ) بالنصب إذن هذا بعد إصابة البأساء والضراء والزلزال يعني البأساء والضراء والزلزال ثم قال‬ ‫فى الية يتكلم عن جماعة مضوا ( َ‬
‫الرسول‪ ،‬إذن استقبال لما بعد الصابة‪ ،‬إذن هذا مستقبل بالنسبة لصابة البأساء والضراء نفهم أن الرسول ما قالها إل بعد البأساء والضراء‬
‫والزلزال إذن هذه منصوبة لن القول يكون بعد البأساء والضراء‪( .‬حتى يقولُ) هذا ماضي بالنسبة للخبار عنهم لن الخبار كله وقع فأنت الن تخبر‬
‫عن أمر ماضي وقع‪ ،‬البأساء حدثت والرسول قال هذا الكلم أنت تتكلم عن تاريخ فلما قال (حتى يقولُ) هذا إخبار عما وقع عن حادثة ماضية كلها‬
‫وقعت فيقوله بالرفع‪ .‬إذن هناك أمران إذا كان الستقبال لما بعد الصابة يقول (حتى يقولَ) بالنصب‪ ،‬وإذا كان إخبار عن كل الحوادث يقولها بالرفع‬
‫(حتى يقولُ)‪ .‬إذن (حتى يقولَ) هذه بالنسبة إلى بعد الصابة بالبأساء والزلزال ونفهم أن الرسول لم يقل بعد أما إذا جاءت بالرفع فتكون البأساء حدثت‬
‫والرسول قالها وتاريخ يُذكر‪.‬‬
‫أليس هذا يتعارض مع بعض؟ القرآن ماذا يريد أن يقول؟ هل قالها الرسول قبل البأساء أو بعد؟‬
‫هذه فيها جانبان جانب أنه ذكر حالة الرسول قبل القول فنصب وذكر حال الخبار عنها بعد القول فرفع ول يوجد تعارض بين القراءتين وإنما ذكر‬
‫حالتين حالة قبل القول وحالة إخبار بعد القول‪.‬‬
‫ْي‬ ‫َي َ ْ ُي َ َ ُ َ‬
‫م الْبَأ َ‬
‫ساء‬ ‫ستْهُ ُ‬ ‫خلَوْا ْ ِ ي‬
‫من قَبْلِك ُ يم َّ‬
‫م ّ يَ‬ ‫ل ال ّذِي َ ي‬
‫ن َ‬ ‫مث‬
‫ما يَأتِك م ّ‬
‫*مييا دللة الفعييل زلزلوا فييى قوله تعالى (وَل ّ‬
‫ضَّراء وَُزلْزِلُواْ ) ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫وَال َّ‬
‫انظر أخي المؤمن كيف عبّر ال عن شدة المصاب بقوله (وزلزلوا) وهذا الفعل يدلك على شدة اضطراب نظام معيشتهم لن الزلزلة تدل على تحرك‬
‫الجسم في مكانه بشدة والتضعيف في الفعل زلزلوا يدل على تكرر هذا الحدث‪.‬‬
‫آية (‪:)215‬‬
‫*ما الفرق بين عالم وعلم وعليم؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة عالِم في القرآن لم ترد إل في عالم الغيب مفردا أو الغيب والشهادة‪ ،‬إما الغيب وإما الغيب والشهادة في القرآن كله لم ترد كلمة عالِم في ‪14‬‬
‫حكِيمُ‬
‫شهَادَةِ وَهُ َو الْ َ‬‫حدًا (‪ )26‬الجن) أو بالغيب والشهادة (عَالِ ُم ا ْل َغيْبِ وَال ّ‬ ‫غ ْيبِهِ َأ َ‬
‫علَى َ‬ ‫ظهِرُ َ‬ ‫ب فَلَا يُ ْ‬
‫موضعا لم ترد بمعنى آخر‪ .‬مقترنة بالغيب (عَالِمُ ا ْل َغيْ ِ‬
‫خبِي ُر (‪ )73‬النعام) أو لم تقترن (عالِم) إسم فاعل ل يدل على الكثير عادة فاستعملها بالمفرد الذي ل يدل على التكثير‪( .‬علم) خصصها للغيوب‬ ‫الْ َ‬
‫ب (‪ )78‬التوبة) ل تجد كلمة علم في القرآن في غير علم الغيوب ولم ترد إل مع الغيوب جمع الغيب مجموعة‪ ،‬العلّم كثرة‬ ‫(وَأَنّ اللّ َه عَلّمُ ا ْل ُغيُو ِ‬
‫سمّاعُونَ َلهُ ْم (‪)47‬‬ ‫خرِينَ (‪ )41‬المائدة) ( َوفِيكُمْ َ‬ ‫سمّاعُونَ لِقَ ْومٍ آ َ‬‫سمّاعُونَ ِل ْلكَذِبِ َ‬ ‫والغيوب كثرة مثل سمّاع وسميع في القرآن‪ :‬سمّاع استعملها في الذمّ ( َ‬
‫سمِيعًا‬ ‫جعَ ْلنَاهُ َ‬
‫ج ّن ْبتَلِيهِ فَ َ‬
‫خلَ ْقنَا الْإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ َأ ْمشَا ٍ‬ ‫سمِي ٌع عَلِيمٌ) واستعملها في الثناء على النسان (ِإنّا َ‬ ‫التوبة) وسميع إستعملها تعالى لنفسه (وَاللّهُ َ‬
‫بَصِيرًا (‪ )2‬النسان) وسماع لم يستعملها إل في الذم‪ .‬إذن القرآن يخصص في الستعمال‪ .‬عليم مطلقة ويستعملها في كل المعلومات على سبيل‬
‫الطلق (بكل شيء عليم) يستعملها إما للطلق على الكثير أو يطلقها بدون تقييد (واسع عليم) أو يستعملها مع الجمع أو فعل الجمع‪ .‬مثلً لما يقول‬
‫ق عَلِي ٌم (‪ )79‬يونس) هذه مطلقة (كل) تدل على العموم‪( ،‬بكل شيء عليم) هذا إطلق‪ ،‬أو على العموم‪ .‬قلنا إذن يستعملها مطلقة (ِإنّ اللّهَ‬ ‫(وَهُ َو ِبكُلّ خَ ْل ٍ‬
‫حكِيمُ)‪ ،‬أو عامة (بكل شيء عليم) أو مع الجمع أو مع فعل الجمع‪ .‬مع الجمع (وَاللّ ُه عَلِي ٌم بِالظّالِمينَ)‬ ‫وَاسِ ٌع عَلِيمٌ) (وَاللّهُ وَاسِ ٌع عَلِيمٌ) (ِإّنكَ أَنتَ ا ْلعَلِي ُم الْ َ‬
‫صدُورِ) جمع‪ .‬إما أن تستعمل عامة مع لكل الخلق‪ ،‬كل شيء‬ ‫سدِينَ) جمع‪( ،‬وَاللّ ُه عَلِي ٌم بِا ْل ُمتّقِينَ) جمع‪( ،‬إِنّ اللّ َه عَلِي ٌم ِبذَاتِ ال ّ‬ ‫علِي ٌم بِا ْلمُفْ ِ‬
‫جمع‪( ،‬فَإِنّ اللّهَ َ‬
‫خيْرٍ‬‫أو مطلقة (واسع عليم) (سميع عليم) ليست مقيدة بشيء أو بالجمع (المتقين‪ ،‬المفسدين‪ ،‬الظالمين‪ ،‬بذات الصدور) أو بفعل الجمع ( َومَا تَ ْفعَلُو ْا مِنْ َ‬
‫ن عَلِي ٌم (‪ )28‬النور) للجمع أو فعل‬ ‫ن (‪ )19‬يوسف) (وَاللّ ُه ِبمَا َتعْمَلُو َ‬ ‫علِي ٌم (‪ )215‬البقرة) لم يقل وما تفعل من خير‪( ،‬وَاللّ ُه عَلِي ٌم ِبمَا َيعْمَلُو َ‬ ‫َفإِنّ اللّ َه بِهِ َ‬
‫الجمع‪ .‬إذن كلمة عليم لم تحدد بشيء معين إما للعموم أو كونها مطلقة من كل شيء أو مع الجمع أو مع فعل الجمع لم يأت مع متعلق مفرد مطلقا في‬
‫القرآن ل تجد عليم بفلن أو بفعل فلن‪ .‬علّم محددة‪ ،‬عالِم محددة‪ ،‬عليم هذه استعمالتها‪ .‬إذا أراد أحدهم أن يدرس هذه الستعمالت تدرس في باب‬
‫تخصيص اللفاظ القرآنية‪ ،‬هذه ظاهرة في القرآن وقد نأخذ عليها عدة حلقات لحقا‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫آية (‪:)216‬‬
‫*ما الفرق بين كلمة الكَره بفتح الكاف والكُره بضمها؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن فَقَالَ َلهَا َولِلَْأرْضِ ِا ْئتِيَا طَوْعًا أَ ْو كَرْهًا‬
‫ي دُخَا ٌ‬
‫سمَاءِ وَ ِه َ‬
‫ستَوَى إِلَى ال ّ‬ ‫الكَره بفتح الكاف هو ما يأتي من الخارج يقابله الطوع كما في قوله تعالى (ثُمّ ا ْ‬
‫قَاَلتَا َأ َت ْينَا طَا ِئعِينَ (‪))11‬‬
‫خيْرٌ َلكُمْ وَعَسَى أَنْ‬ ‫ش ْيئًا وَ ُهوَ َ‬
‫ن َتكْرَهُوا َ‬‫ب عََل ْيكُمُ ا ْل ِقتَالُ وَ ُهوَ كُرْهٌ َلكُ ْم وَعَسَى أَ ْ‬
‫أما الكُره بضم الكاف فهو ما ينبعث من الداخل ففي قوله تعالى (كُتِ َ‬
‫ن (‪ )216‬البقرة) جاءت كلمة الكُره لن النسان بطبيعته يكره القتال وكذلك في قوله تعالى (وَ َو ّ‬
‫ص ْينَا‬ ‫شيْئًا وَ ُهوَ شَرّ َلكُ ْم وَاللّ ُه َيعْلَمُ وََأ ْنتُمْ لَا َتعَْلمُو َ‬ ‫حبّوا َ‬‫تُ ِ‬
‫ض َعتْهُ كُرْهًا((‪ )15‬الحقاف) الحمل في نفس الم ثقيل ليس مفروضا عليها وإنما آلم الوضع والحمل وأي‬ ‫حمََلتْهُ ُأمّ ُه كُرْهًا وَ َو َ‬ ‫حسَانًا َ‬ ‫الِْإنْسَانَ بِوَاِلدَيْهِ إِ ْ‬
‫إنسان ل يريد المشقة لنفسه أصلً‪.‬‬
‫*ما معنى عسى في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫خيْ ٌر ّلكُمْ وَعَسَى أَن‬ ‫ل (‪ )22‬القصص ‪،‬وفى سورة البقرة (وَعَسَى أَن َتكْرَهُواْ َ‬
‫ش ْيئًا وَهُوَ َ‬ ‫سبِي ِ‬‫ل عَسَى َربّي أَن َيهْ ِد َينِي سَوَاء ال ّ‬ ‫عسى طمع وترجي (قَا َ‬
‫شيْئًا وَ ُهوَ شَرّ ّلكُ ْم (‪ )216‬ينبغي أن تتوقع فيما تحب قد يكون فيه شر‪ ،‬قد يتوقع أنه مما يكره وقد يون فيه خير‪ .‬عسى بمعنى طمع وترجي وقد‬ ‫حبّو ْا َ‬
‫تُ ِ‬
‫طعُوا أَ ْرحَا َمكُ ْم (‪ )22‬محمد)‪ .‬الفيصل في تحديد المعنى هو السياق والمعجم يعطي معنى‬ ‫ض َوتُقَ ّ‬‫سدُوا فِي ا ْلأَرْ ِ‬ ‫س ْيتُمْ إِن تَوَّل ْيتُمْ أَن تُفْ ِ‬
‫ل عَ َ‬
‫تأتي للتوقع ( َفهَ ْ‬
‫الكلمة مفردة‪ .‬ول يصح الستناد إلى المعجم وحده للفهم حتى في كل اللغات ل يمكن ترجمة النص من مجرد المعجم وإنما السياق‪.‬‬
‫آية (‪:)217‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)109‬‬
‫ستَطَاع ْ‬
‫ُوا (‪))217‬؟ (ورتيل‬ ‫ن ا ْي‬
‫م إ ِي ِ‬ ‫ى يَُردُّوك ُي ْ‬
‫م عَين دِينِك ُي ْ‬ ‫م َ َ‬
‫ن يُقَاتِلُونَك ُي ْ‬
‫(ول َ يََزالُو َي‬
‫حت ّ َ‬ ‫*ميا دللة قوله تعالى َ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫أثير انتباهك أخي المؤمن إلى هذه اللفتة اللهية فال تعالى أخبرنا بأن الكافرين مستمرون على زعزعة إيماننا وإخراجنا من دوحة السلم ما ُقدّر لهم‬
‫ذلك‪ .‬لحظ قوله تعالى (إن استطاعوا) فقد قيّد قدرتهم على إخراجك من الدين بقوله (إن استطاعوا) وهذا إحتراس لئل يظن السامع أن المؤمن سهلٌ‬
‫إخراجه عن إيمانه فاستعمل تعالى حرف الشرط (إن) وهو يدل على الشك ل اليقين ليطمئن أن استطاعتهم في ذلك ولو على آحاد المسلمين أمر بعيد‬
‫المنال لهم لقوة اليمان التي تتغلغل في القلب فل يفارقه‪.‬‬
‫ت وَهُوَ كَافٌِر (‪ )217‬البقرة) ل ِ ي َ‬
‫م اسييتعمل الفاء بدل (ثييم)؟ (ورتييل‬ ‫م ْي‬ ‫منك ُ ي ْ‬
‫م عَيين دِين ِ يهِ فَي َ ُ‬ ‫من يَْرتَدِد ْ ِ‬
‫*(وَي َ‬
‫القرآن ترتيل)ً‬
‫استعمل حرف العطف الفاء في قوله (فيمت) وهو حرف يفيد الترتيب والتعقيب ولم يستعمل (ثم) التي تفيد التراخي والمهلة في الزمن أي قال ( َومَن‬
‫يَ ْر َتدِ ْد مِنكُ ْم عَن دِينِ ِه َف َيمُتْ وَهُ َو كَافِرٌ) ولم يقل ثم يمت وهو كافر؟ نحن نعلم أن معظم المرتدين ل تحضر آجالهم عقب الرتداد بل قد يعمّر المرتد‬
‫طويلً والفاء تفيد الترتيب والتعقيب أن يقع المران متعاقبين متتاليين فما وجه إستعمال الفاء إذن؟ في هذا ارتباط بديع في أن المرتد يُعاقب بالموت‬
‫عقوبة شرعية فإن ارتدّ فيُقتل حدّا‪.‬‬
‫*لماذا جاءت (يرتدد) بفك الدغام؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫صحَابُ النّارِ‬
‫خرَةِ وَأُوَل ِئكَ أَ ْ‬
‫عمَاُلهُ ْم فِي الدّ ْنيَا وَا ْلآَ ِ‬
‫طتْ أَ ْ‬
‫حبِ َ‬
‫ن دِينِهِ َف َيمُتْ وَهُ َو كَا ِف ٌر فَأُوَل ِئكَ َ‬
‫ن يَ ْرتَ ِددْ ِم ْنكُ ْم عَ ْ‬
‫فكّ الدغام يكون مع الجزم و قوله تعالى ( َومَ ْ‬
‫ن (‪ )217‬وهذا يسري على جميع المضعّفات في حالة الجزم إذا أُسند إلى ضمير مستتر أو اسم ظاهر‪.‬‬ ‫ُه ْم فِيهَا خَاِلدُو َ‬
‫*هل البَدَل يفيد التوكيد؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫للبدل أنواع منها الشتمال والتخصيص والمدح أو الذ ّم و التوكيد و التفخيم و اليضاح و غيره ‪.‬‬
‫ل ِقتَالٌ فِي ِه َكبِيرٌ) قتال هي بدل اشتمال‪.‬‬
‫حرَا ِم ِقتَالٍ فِيهِ قُ ْ‬
‫شهْرِ الْ َ‬
‫و فى قوله تعالى (يَسَْألُو َنكَ عَنِ ال ّ‬
‫* هل كل ما جاء عطف بيان يُعرب بدلً؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫عطف البيان هو قريب من البدل نقول مثلً‪ :‬أقبل أخوك محمد‪ ،‬محمد يمكن أن تُعرب بدل أو عطف بيان‪ .‬لكن هنالك مواطن ينفرد فيها عطف البيان‬
‫عن البدل‪ .‬وقسم من النحاة يذكرون الفروق بين عطف البيان والبدل ثم يقول أشهر النحاة بعد ذكر هذه الفروق‪ ":‬لم يتبين لي فرق بين عطف البيان‬
‫والبدل"‪.‬‬
‫عطف البيان على أي حال قريب من البدل ويصح أن يُعرب بدل إل في مواطن‪:‬‬
‫•عطف البيان ل يمكن أن يكون فعل بينما البدل قد يكون فعلً‪.‬‬
‫•عطف البيان ل يمكن أن يكون مضمرا أو تابعا لمضمر (ضميرا أو تابع لضمير) بينما البدل يصح أن يكون ‪.‬‬
‫•عطف البيان ل يمكن أن يكون جملة ول تابع لجملة بينما البدل يمكن أن يكون كذلك‪.‬‬
‫وهناك مسألتين أساسيتين يركزون عليهما‪:‬‬
‫‪.1‬البدل على نيّة إحلله محل الول‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫‪.2‬البدل على نية تكرار العامل أو على نية من جملة ثانية‪.‬‬


‫على سبيل المثال وحتى ل ندخل في النحو كثيرا نقول‪ :‬يا غلم محمدا هذه جملة صحيحة الغلم اسمه محمد هذا ل يمكن أن يكون بدلً لنه ل يصح‬
‫أن يحل محل الول لننا قلنا سابقا أن البدل على نية إحلله محل الول ومحمد علم مفرد يكون مبني على الض ّم مثل (يا نوحُ) (يوسفُ أعرض عن‬
‫هذا) ول نقول يا محمدا‪.‬‬
‫وكذلك إذا قلنا‪ :‬يا أيها الرجل غلم زيد‪ .‬ل يمكن أن يكون بدل فلو حذفنا الرجل تصير الجملة يا أيها غلم زيد ل تصحّ‪.‬‬
‫مثال آخر‪ :‬زيد أفضل الناس الرجال والنساء ‪ .‬إذا حذفنا الناس ل تصح الجملة ول يمكن أن تكون الناس بدل لنه ل يصح قول‪ :‬زيد أفضل الرجال‬
‫والنساء‪ .‬وإنما تُعرب عطف بيان‪.‬‬
‫وهناك مواطن أخرى عند غير الفرّاء مثال‪ :‬أنا الضارب الرجل زيد‪ .‬ل يمكن أن يكون الرجل بدل فل يصح أن يقال أنا الضارب زيدٍ لنه إذا عرّف‬
‫الول فيجب أن يعرّف الثاني‪.‬‬
‫فليس دائما يمكن أن يُعرب عطف البيان والبدل أحدهما مكان الخر وإنما هناك مواطن يذكرها النحاة لكننا نقول أن عطف البيان موجود في اللغة‪.‬‬
‫حرَا ِم ِقتَالٍ فِيهِ) قتال تُعرب بدل اشتمال ول يجوزإعرابهاعطف بيان لنهما اختلفا تنكيرا وتعريفا و ُفقِد الشرط‪.‬‬
‫شهْرِ الْ َ‬
‫وفي قوله تعالى (يَسَْألُو َنكَ عَنِ ال ّ‬
‫ومع ذكر كل الفروق بين عطف البيان والبدل كما ذكرنا سابقا يأتي أشهر النحاة فيقول أنه لم يتبين له الفرق بينهماوأنافي الحقيقة من هذا الرأي أيضا‪.‬‬
‫آية (‪:)218‬‬
‫ل اللّهِ أُوْلَيئ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫م(‬ ‫ت اللّهِ وَالل ّ ُ‬
‫ه غَفُوٌر َّر ِ‬
‫حي ٌ‬ ‫م َ‬
‫ح َ‬
‫ن َر ْ‬
‫جو َ‬
‫ك يَْر ُ‬ ‫جاهَدُوا ْ فِي َ‬
‫سبِي ِ‬ ‫جُروا ْ َو َ‬ ‫منُوا ْ وَال ّذِي َ‬
‫ن هَا َ‬ ‫نآ َ‬‫ن ال ّذِي َ‬
‫*(إ ِ ّ‬
‫‪ )218‬البقرة) قال عين المهاجريين هاجروا ولم يقيل هجروا مثل ً فهيل مين فرق بيين اللفظيين؟(ورتيل‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫والمنتقَل عنهم وهم المشركون‬ ‫ل من المنتقِل وهم أصحاب النبي‬
‫استعمل القرآن كلمة هاجروا دون هجروا لن هاجر نشأ عن عداوة بين الجانبين فك ٌ‬
‫ل قد هجر الخر وقله وطلب بُعده‪.‬‬
‫في مكة‪ ،‬ك ٌ‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)189‬‬
‫*(ورتل القرآن ترتيلً)‪:‬‬
‫خمْرِ وَا ْل َميْسِ ِر (‪ )219‬البقرة) الخمر فعله َ‬
‫خمَر‪ .‬نقول‪ :‬خمره الشيء أي ستره ولذلك سمي الخمر خمرا لنه يستر العقل ويحجبه عن‬ ‫(يَسَْألُو َنكَ عَنِ ا ْل َ‬
‫التصرف ويحجبه عن عمله‪.‬‬
‫آية (‪:)219‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)189‬‬
‫آية (‪:)220‬‬
‫َ َ‬ ‫سأَلُون َ َ‬
‫خيٌْر ( ‪)220‬‬ ‫ح ل ّهُي ْ‬
‫م َ‬ ‫صل ٌ‬
‫ل إ ِي ْ‬ ‫ن الْيَتَا َي‬
‫مى قُ ْ‬ ‫ك عَي ِ‬ ‫*لم قال تعالى (إصيلح لهيم) ولم يقيل إصيلحهم (وَي َي ْ‬
‫البقرة)؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫انظر إلى عظيم عناية ال تعالى ولطفه بعباده الضعفاء‪ .‬يتجلّى هذا اللطف في قوله تعالى (إصلح لهم) حيث قال (لهم) ولم يقل إصلحهم لئل يظن‬
‫النسان أه ملزم بإصلح جسده ورعاية جسمه والعناية به وحسب ثم يهمل ما عداه‪ ،‬ل‪ .‬فأنت أيها الكافل اليتيم مأمور بإصلح ذاته وروحه وعقيدته‬
‫وخلقه وكل ما يتعلق به‪.‬‬
‫آية (‪:)221‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)187‬‬
‫آية (‪:)222‬‬
‫و أَذ ًى (‪ )222‬البقرة)؟ (ورتييل القرآن‬ ‫ض قُ ْ‬
‫ل هُ َ‬ ‫حي ِ ي‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫سأَلُون َ َ‬
‫ك عَي ِ‬ ‫*مييا الوجييه البلغييى لكلميية أذى(وَي َي ْ‬
‫ترتيلً)‬
‫انظر إلى هذه الدقة والعجاز العلمي فقد أطلق ال سبحانه وتعالى الذى ولم يقيّده فقال هو أذى ولم يقل هو أذى لكم أو لهنّ فهل لهذا التعبير من‬
‫سبب؟ نعم لن جماع المرأة أثناء حيضها أذى للرجل يسببه الدم الفاسد وفيه أذى للمرأة ومرض وفيه أذى للطفل فالطباء يقولون أن الجنين إذا تموّن‬
‫بجماع خلل الحيض يصاب بمرض الجذام‪.‬‬
‫* ميا دللة المتطهّريين فيي قوله تعالى (الله يحيب التوابيين ويحيب المتطهريين) فيي سيورة البقرة؟(‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الذي يبدو وال أعلم أن المطهّرون هم الملئكة لنه لم ترد في القرآن كلمة المطهرين لغير الملئكة‪ ،‬والمُطهّر اسم مفعول وهي تعني مُطهّر من ِقبَل‬
‫طهّرِينَ (‪ )222‬البقرة) و ومتطهرين هي‬
‫ب التّوّابِينَ َوُيحِبّ ا ْل ُمتَ َ‬
‫ح ّ‬
‫طهّرين كما في قوله تعالى (اللّ َه يُ ِ‬
‫ال تعالى‪ .‬بالنسبة للمسلمين يقال لهم متطهرين أو م ّ‬
‫بفعل أنفسهم أي هم يطهرون أنفسهم‪.‬‬
‫متَطَهِّرِي َ‬
‫ن (‪ )222‬البقرة)‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫ح ُّ‬ ‫ب التَّوَّابِي َ‬
‫ن وَي ُ ِ‬ ‫ح ُّ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه يُ ِ‬ ‫*بعض الكلمات مدغمة وبعضها غير مدغم مثل ً (إ َّ‬
‫ُ ْ َ‬
‫ن (‪ )108‬التوبة) بالشدة ‪،‬ما الفرق؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫مط ّهِّرِي َ‬
‫ب ال ُ‬
‫ح ّ‬ ‫بالتاء وآية أخرى (وَالل ّ ُ‬
‫ه يُ ِ‬
‫أحدهما عندما تكون متوضأ وهناك أناس من المسلمين وهذه سنة عظيمة من ساعة أن يستيقظ إلى ساعة ما ينام هو متوضأ وكلما انتقض وضوؤه‬
‫يتوضأ فهو دائم الطهور هذا المطهرين أما الذي يصلي وينقض وضوؤه ويجدد وضوءه قبل الصلة هذا متطهر‪ ،‬فرب العالمين يرسم بهذه التاء‬
‫طهّرْنَ‬
‫ن فَِإذَا تَ َ‬
‫طهُرْ َ‬
‫ى يَ ْ‬
‫حتّ َ‬
‫عتَزِلُواْ النّسَاء فِي ا ْلمَحِيضِ َولَ َتقْ َربُوهُنّ َ‬
‫المدغمة يرسم أيهما مطّهر وأيهما متطهر وكل الحالتين عظيمة كقوله تعالى (فَا ْ‬
‫حيْثُ َأ َم َركُمُ اللّ ُه (‪ )222‬البقرة) لم تكن طاهرة مجرد انقطع عنها الدم‪.‬‬
‫َف ْأتُوهُنّ مِنْ َ‬
‫آية (‪:)223‬‬
‫ث لَّك ُ يم فَأْتوا ْ حرثَك ُيي َ‬
‫م أن ّ يَى ِ‬
‫شئْت ُيي ْ‬
‫م ( ‪)223‬؟( د‪.‬فاضييل‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حْر ٌ ي‬ ‫سآؤُك ُ ْ‬
‫م َ‬ ‫* مييا اللمسيية البيانييية فييي الييية (ن ِ ي َ‬
‫السامرائى)‬
‫فيما يتعلق باللغة‪:‬الذي يظهر من التعبير اللغوي (نِسَآ ُؤكُمْ حَ ْرثٌ ّلكُمْ) الحرث هو وضع النبت والزرع والنسل هذا هو الحرث في اللغة ( َو ُيهِْلكَ ا ْلحَرْثَ‬
‫ل (‪ )295‬البقرة)‪ .‬فاتوا حرثكم أي مكان النبات والنسل‪.‬‬ ‫وَالنّسْ َ‬
‫آية (‪:)225‬‬
‫*كلمة حليم في القرآن‪( :‬د‪ .‬عمر عبد الكافى)‬
‫وردت كلمة حليم في القرآن ‪ 15‬مرة عشرة منها ‪ 11‬مرة كإسم من أسماء ال عز وجل الحسنى‪:‬‬

‫ت قُلُو ُبكُمْ وَاللّ ُه غَفُو ٌر حَلِيمٌ (‪ )225‬البقرة)‬ ‫سبَ ْ‬ ‫خذُكُ ْم ِبمَا كَ َ‬ ‫خ ُذكُمُ اللّ ُه بِالّلغْ ِو فِي َأ ْيمَا ِنكُمْ وََلكِنْ يُؤَا ِ‬ ‫‪(.1‬لَا يُؤَا ِ‬
‫عدُوهُنّ سِرّا إِلّا‬ ‫س َت ْذكُرُونَهُنّ وََلكِ نْ لَا تُوَا ِ‬ ‫سكُ ْم عَِل مَ اللّ هُ َأّنكُ ْم َ‬‫طبَةِ النّ سَاءِ أَوْ َأ ْك َن ْنتُ ْم فِي َأنْفُ ِ‬ ‫خ ْ‬‫ضتُ ْم بِ ِه مِ نْ ِ‬‫ح عََل ْيكُ مْ فِيمَا عَرّ ْ‬ ‫جنَا َ‬‫‪(.2‬وَلَا ُ‬
‫حذَرُو هُ وَاعَْلمُوا أَنّ‬ ‫سكُ ْم فَا ْ‬‫عَلمُوا أَنّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫حتّى َيبْلُ غَ ا ْل ِكتَا بُ أَجَلَ هُ وَا ْ‬ ‫ع ْقدَةَ ال ّنكَا حِ َ‬ ‫ن تَقُولُوا قَوْلًا َمعْرُوفًا وَلَا َتعْ ِزمُوا ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫اللّ َه غَفُورٌ حَلِي ٌم (‪ )235‬البقرة)‬
‫ي حَلِي ٌم (‪ )263‬البقرة)‬ ‫غنِ ّ‬ ‫ص َدقَ ٍة َيتْ َب ُعهَا َأذًى وَاللّ ُه َ‬ ‫خيْ ٌر مِنْ َ‬ ‫ل َمعْرُوفٌ َو َمغْفِرَةٌ َ‬ ‫‪(.3‬قَوْ ٌ‬
‫ع ْنهُمْ إِنّ اللّ َه غَفُو ٌر حَلِي ٌم (‪)155‬‬ ‫سبُوا وََل َقدْ عَفَا اللّ ُه َ‬ ‫ض مَا كَ َ‬ ‫ن ِببَعْ ِ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ستَزَّلهُ ُم ال ّ‬‫ج ْمعَانِ ِإّنمَا ا ْ‬ ‫‪(.4‬إِنّ اّلذِينَ تَوَلّوْا مِ ْنكُ ْم يَوْ َم ا ْلتَقَى الْ َ‬
‫آل عمران)‬
‫ن ِبهَا أَ ْو َديْ نٍ‬
‫صيّ ٍة يُو صِي َ‬ ‫ن َبعْدِ وَ ِ‬ ‫ن مِ ْ‬ ‫جكُ مْ إِ نْ َل ْم َيكُ نْ َلهُنّ وََل ٌد فَإِ نْ كَا نَ َلهُنّ َوَلدٌ فََلكُ مُ ال ّربُ عُ ِممّا تَ َركْ َ‬ ‫ف مَا تَرَ كَ أَزْوَا ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫‪(.5‬وََلكُ ْم نِ ْ‬
‫ن كَانَ‬ ‫ن ِبهَا أَ ْو َديْنٍ وَإِ ْ‬‫صيّ ٍة تُوصُو َ‬ ‫ن َبعْدِ وَ ِ‬ ‫ن كَانَ َلكُ ْم وََلدٌ فََلهُنّ الّثمُنُ ِممّا تَ َر ْكتُ ْم مِ ْ‬ ‫َوَلهُنّ ال ّربُعُ ِممّا تَ َر ْكتُمْ إِنْ َل ْم يَكُنْ َلكُمْ وََل ٌد فَإِ ْ‬
‫ث مِ نْ َب ْعدِ‬ ‫ش َركَا ُء فِي الثُّل ِ‬ ‫ك َفهُ مْ ُ‬ ‫ن ذَلِ َ‬ ‫ن كَانُوا َأ ْكثَ َر مِ ْ‬ ‫س فَإِ ْ‬‫سدُ ُ‬ ‫حدٍ ِم ْنهُمَا ال ّ‬ ‫ت فَِلكُلّ وَا ِ‬ ‫ث كَلَالَةً أَ ِو امْرَأَ ٌة وَلَ هُ َأ خٌ أَ ْو أُخْ ٌ‬ ‫ل يُو َر ُ‬ ‫رَجُ ٌ‬
‫صيّ ًة مِنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَلِي ٌم حَلِي ٌم (‪ )12‬النساء)‬ ‫غيْ َر مُضَارّ وَ ِ‬ ‫صيّةٍ يُوصَى ِبهَا أَ ْو َديْنٍ َ‬ ‫َو ِ‬
‫ع ْنهَا وَاللّ ُه غَفُورٌ‬ ‫عفَا اللّ ُه َ‬ ‫ل الْقُ ْرآَنُ ُت ْبدَ َل ُكمْ َ‬
‫ع ْنهَا حِينَ ُينَزّ ُ‬ ‫ن تَسَْألُوا َ‬ ‫س ْؤكُمْ وَإِ ْ‬ ‫‪ (.6‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَ ْ‬
‫شيَاءَ إِنْ ُت ْبدَ َل ُكمْ تَ ُ‬
‫حَلِي ٌم (‪ )101‬المائدة)‬
‫حهُمْ ِإنّ ُه كَا نَ حَلِيمًا غَفُورًا (‬ ‫سبِي َ‬‫حمْدِ هِ وََلكِ نْ لَا َتفْ َقهُو نَ تَ ْ‬ ‫سبّحُ ِب َ‬‫يءٍ إِلّا يُ َ‬ ‫سبْعُ وَا ْلأَرْ ضُ َومَ نْ فِيهِنّ وَإِ نْ مِ نْ شَ ْ‬ ‫سمَوَاتُ ال ّ‬ ‫سبّحُ لَ هُ ال ّ‬ ‫‪(.7‬تُ َ‬
‫‪ )44‬السراء)‬
‫ن اللّهَ َلعَلِي ٌم حَلِيمٌ (‪ )59‬الحج)‬ ‫‪َ(.8‬لُيدْخَِلّنهُ ْم مُدْخَلًا يَرْضَ ْونَهُ وَإِ ّ‬
‫عيُ ُنهُنّ وَلَا يَحْزَنّ‬ ‫ن تَ َقرّ أَ ْ‬
‫عَليْ كَ ذَلِ كَ َأدْنَى أَ ْ‬ ‫جنَا حَ َ‬ ‫ت فَلَا ُ‬ ‫عزَلْ َ‬ ‫ن ا ْبتَ َغيْ تَ ِممّ نْ َ‬ ‫ن تَشَاءُ َومَ ِ‬ ‫‪(.9‬تُرْجِي مَ نْ تَشَا ُء ِم ْنهُنّ َوتُؤْوِي ِإَليْ كَ مَ ْ‬
‫ن كُّلهُنّ وَاللّ ُه َيعْلَ ُم مَا فِي قُلُوبِكُمْ َوكَانَ اللّ ُه عَلِيمًا حَلِيمًا (‪ )51‬الحزاب)‬ ‫ضيْنَ ِبمَا َآ َت ْي َتهُ ّ‬‫َويَ ْر َ‬
‫ن حَلِيمًا غَفُورًا (‪ )41‬فاطر)‬ ‫ح ٍد مِنْ َب ْعدِهِ ِإنّهُ كَا َ‬ ‫س َكهُمَا مِنْ أَ َ‬ ‫ن تَزُولَا وََلئِنْ زَاَلتَا إِنْ َأ ْم َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضَ أَ ْ‬ ‫سكُ ال ّ‬ ‫‪(.10‬إِنّ اللّ َه ُيمْ ِ‬
‫شكُو ٌر حَلِيمٌ (‪ )17‬التغابن)‬ ‫سنًا ُيضَاعِفْ ُه َلكُمْ َو َيغْفِرْ َلكُمْ وَاللّهُ َ‬ ‫ن تُقْ ِرضُوا اللّ َه قَرْضًا حَ َ‬ ‫‪(.11‬إِ ْ‬
‫ووردت مرتين في ابراهيم ‪:‬‬
‫عدُوّ لِلّ ِه َتبَرَّأ ِمنْ هُ إِنّ ِإبْرَاهِي مَ َلأَوّا ٌه حَلِي ٌم (‪)114‬‬ ‫عدَهَا ِإيّا ُه فََلمّا َتبَيّ نَ لَ هُ َأنّ ُه َ‬ ‫عدَةٍ وَ َ‬ ‫س ِتغْفَارُ ِإبْرَاهِي مَ ِلَأبِي هِ ِإلّا عَ نْ مَوْ ِ‬ ‫‪َ (.1‬ومَا كَا نَ ا ْ‬
‫التوبة)‬
‫ب (‪ )75‬هود)‬ ‫‪(.2‬إِنّ ِإبْرَاهِي َم َلحَلِيمٌ أَوّا ٌه ُمنِي ٌ‬
‫ووردت مرة في اسماعيل عند البشارة به في قوله تعالى ( َفبَشّ ْرنَا ُه بِغُلَا ٍم حَلِيمٍ (‪ )101‬الصافات)‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل فِي‬
‫ن نَ ْفعَ َ‬
‫ك مَا َي ْعبُدُ َآبَا ُؤنَا أَوْ أَ ْ‬
‫ن نَتْرُ َ‬
‫ك تَ ْأمُرُ كَ أَ ْ‬
‫ش َعيْ بُ أَ صَلَا ُت َ‬
‫ووردت مرة على لسان قول شعيب الذين كانوا يستهزئون به في قوله تعالى (قَالُوا يَا ُ‬
‫ت الْحَلِي ُم الرّشِيدُ (‪.))87‬‬
‫َأمْوَاِلنَا مَا نَشَاءُ ِإّنكَ لََأنْ َ‬
‫والحليم ل يأتي إل بخير وهو السمت في الخُلُق العربي فالتزكية ربع المهمة المحمدية لن عليه يقوم المر كله‪ .‬والرسول يقول‪" :‬إنما بُعثت لتمم‬
‫مكارم الخلق" فكأن هذه المهمة هي المهمة الرئيسية للرسول ‪ .‬وكما أن الشياء توزن والطوال تُقاس فإن وحدة قياس الخلق هي خُلُق رسول‬
‫ال لنه هو المثال البشري المنفوق هيّأه تفوقه أن يعيش واحدا فوق الجميع فعاش واحدا بين الجميع‪.‬‬
‫ونل حظ في القرآن الكر يم أ نه ع ند البشارة با سماعيل جاءت بقوله تعالى (غلم حل يم) فا سماعيل جدّ العرب حل يم فكأن الحلم يت صف به جدّ لعرب‬
‫والحِلم كله خير ول يأتي إل بخير "كاد الحليم أن يكون نبيا"‪.‬‬
‫وفي البشارة باسحق ج ّد اليهود كانت البشارة (غلم عليم) فكأن العلم يتّصف به جدّ اليهود‪.‬‬
‫(من برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافي)‬
‫آية (‪:)226‬‬
‫َ‬
‫م (‪ )226‬البقرة) اليلء أرييد بيه الحلف فل ِي َ‬
‫م قال تعالى (يؤلون) ولم يقيل‬ ‫سآئِهِ ْ‬
‫من ن ّ ِي َ‬ ‫ن يُؤْلُو َي‬
‫ن ِي‬ ‫*(ل ِّل ّذِي َي‬
‫يحلفون أو يقسمون؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫لن اليلء هو حلف ويمين ولكنه يقتضي التقصير في حق المخلوف عليه وهو مشتق من اللو وهو التقصير‪ .‬واليلء فيه إجحاف وتقصير في حق‬
‫المرأة التي حلف زوجها أن ل يقربها‪.‬‬
‫م عدّى الفعل (يؤلون) بي (من) فقال (من نسائهم) مع أنه حقه أن يعدّى بي (على) لم يقل يؤلون‬
‫*ل ِ َ‬
‫على نسائهم؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫لن ال سبحانه وتعالى أراد أن يضعك في صورة مشهد هذا اليمين فالرجل حلف أن يبتعد عن زوجه ولذلك عدّى الفعل يؤلون بحرف جرّ يناسب‬
‫البُعد وهو (من) وتفهم معنى البتعاد فكأنه قال للذين يؤلون متباعدين عن نسائهم‪.‬‬
‫آية (‪:)229‬‬
‫شيْئًا (‪ )229‬البقرة) لم قال آتيتموهيييين شيئا ً ولم يقييييل‬ ‫موهُيييي َّ‬
‫ن َ‬ ‫خذ ُوا ْ ِ‬
‫م ّييييَ‬
‫ما آتَيْت ُ ُ‬ ‫م أَن تَأ ْ ُ‬ ‫ح ُّ‬
‫ل لَك ُيييي ْ‬ ‫*(وَل َ ي َ ِ‬
‫مالً؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫وردت كلمة شيء نكرة وهو لفظ عميق دللة على النكرة فدلّ استعمال كلمة (شيئا) على تحذير الزواج من أخذ أقل القليل بخلف لفظ المال فإنه‬
‫يحذره من أخذ المال ويسمح له بأخذ ما سواه‪.‬‬
‫ل َت ْعتَدُوهَا (‪ )229‬البقرة) انظر كيف شبه ال سبحانه وتعالى أوامره بالحدود لن الحد هو الفاصل بين أملك الناس وكذلك أحكام ال‬
‫حدُودُ اللّهِ فَ َ‬
‫(تِ ْلكَ ُ‬
‫تعالى هي الفاصلة بين الحلل والحرام والحق والباطل‪.‬‬
‫ك وإمساكا ً ؟(د‪,‬فاضل السامرائى)‬
‫*ما الفروق الدللية بين صبٌر وصبرا ً وإمسا ٌ‬
‫ل (‪ )18‬يوسف) أما‬ ‫جمِي ٌ‬‫صبْرٌ َ‬ ‫صبرٌ جميل وصبرا جميلً كل واحدة لها دللة في المعنى غير الخرى‪ .‬صب ٌر جميل هذا أمر بالصبر الثابت الدائم (فَ َ‬
‫ن كَفَرُوا فَضَ ْربَ‬ ‫جمِيلًا (‪ )5‬المعارج)‪ .‬نوضح أن هذه في القرآن مستعملة (فَإِذا َلقِيتُمُ اّلذِي َ‬ ‫صبْرًا َ‬
‫صبِ ْر َ‬
‫صبرا فهو أمر بالصبر في هذه المسألة فقط (فَا ْ‬
‫ب (‪ )4‬محمد) (ضربَ) بالنصب مثل صبرا جميلً يقول النحاة إنه منصوب لنه هذا الضرب موقوف في هذه المعركة فقط ( َفإِذا َلقِيتُمُ اّلذِينَ‬ ‫ال ّرقَا ِ‬
‫ن (‪ )229‬البقرة ) (فإمساكٌ) مثل صبر‬ ‫ح بِِإحْسَا ٍ‬
‫ك ِب َمعْرُوفٍ أَ ْو تَسْرِي ٌ‬
‫ن َفِإمْسَا ٌ‬
‫ق مَ ّرتَا ِ‬
‫كَ َفرُوا) وليس كالملقات العادية في الشارع والطرقات‪( .‬الطّلَ ُ‬
‫وصبرا‪ ،‬هذه الحالة الثابتة على وجه الدوام فجاءت بالرفع‪ ،‬كيف نعبر عن هذا الفرق باللغات المبنية؟!‪.‬‬
‫آية (‪:)230‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)27‬‬
‫آية (‪:)231‬‬
‫*ما هو الفرق بين استهزأ بي وسخر من؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هنالك أمران في اللغة يذكران في الستعمال القرآني‪ :‬أولً الستهزاء عام سواء تستهزئ بالشخاص وبغير الشخاص (وَِإذَا نَا َديْتُمْ ِإلَى الصّلَ ِة‬
‫خذُوَاْ آيَاتِ اللّ ِه ُهزُوًا (‪ )231‬البقرة) (قُلْ َأبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَ َرسُولِ ِه كُنتُمْ‬ ‫خذُوهَا هُزُوًا (‪ )58‬المائدة) الصلة ليست شخصا وإنما أقاويل وأفاعيل ( َو َ‬
‫ل َتتّ ِ‬ ‫اتّ َ‬
‫ن (‪ )65‬التوبة) إذن الستهزاء عام في الشخاص وفي غير الشخاص أما السخرية ففي الشخاص تحديدا لم ترد في القرآن إل في‬ ‫س َتهْزِؤُو َ‬
‫تَ ْ‬
‫ن (‪ )38‬هود)‪ .‬إذن الستهزاء عام‬ ‫سخَرُو َ‬
‫سخَ ُر مِنكُمْ َكمَا تَ ْ‬
‫خرُو ْا ِمنّا فَِإنّا نَ ْ‬‫خرُو ْا ِمنْهُ قَالَ إِن تَسْ َ‬
‫صنَعُ ا ْلفُ ْلكَ َوكُّلمَا مَ ّر عََليْ ِه مَلٌ مّن قَ ْومِهِ سَ ِ‬
‫الشخاص ( َويَ ْ‬
‫ومعنى الستهزاء هو السخرية هم يقولون المزح في خفية وهو جانب من السخرية‪ .‬الستهزاء أعم من السخرية والسخرية خاصة بالشخاص ولم ترد‬
‫في القرآن إل للشخاص أما الستهزاء فعا ّم ورد في الشخاص وغير الشخاص‪.‬‬
‫آية (‪:)232‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن (‪ )232‬البقرة) اسيتعمل العضيل بمعنيى المنيع والحبيس وهيو لفيظ‬ ‫جهُي َّ‬ ‫َ‬ ‫*(فَل َ تعضلُوهُي َ َ‬
‫ن أْزوَا َ‬
‫ح َي‬
‫ن أن يَنك ِ ْ‬‫ّ‬ ‫َْ ُ‬
‫أغرب بالدللة من المنع فما سبب اختيار هذه الكلمة؟(ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫ي عن منع المرأة في العودة إلى زوجها‬
‫إن المنع قد يحتمل أمرين‪ :‬منعٌ بحق ومنعٌ بغير حق أما العضل فهو منع ولكنه دون حق أو إصلح فنهى الول ّ‬
‫دون وجه إصلح لذا كان اختيار كلمة تعضلوهن دون تمنعوهن‪.‬‬
‫*ما الفرق بين (ذلكم أزكى لكم)و(ذلك يوعظ به)؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى‪:‬‬
‫الكاف في (ذلك) حرف خطاب وحرف الخطاب في ذلك وتلك وأولئك هذا قد يطابق المخاطب ذلك‪ ،‬ذلكما‪ ،‬ذلكنّ حسب المخاطبين المشار إليه‪ .‬ذل َ‬
‫ك‬
‫المشار إليه واحد والمخاطَب واحد مفرد مذكر وذلكِ المشار إليه واحد والمخاطبة امرأة وذلكما المشار إليه واحد والمخاطب اثنين وذلكم المشار إليه‬
‫واحد والمخاطب جماعة ذكور وذلكنّ المشار إليه واحد والمخاطب جماعة إناث ل يدل على جمع المشار إليه وإنما أولئك‪ ،‬ذانك‪ .‬تِ ْل ُكمَا هي شجرة‬
‫واحدة والمخاطب اثنان والكاف هو حرف خطاب ليس ضمير خطاب‪ .‬حرف الخطاب في اسم الشارة فيه لغتان لغة أنه تجعل مطابقا للمخاطب إذا‬
‫مفرد أو مفردة أو مثنى أو جمع ذكور أو إناث ولك أن تجعله بلفظ واحد وهو الفراد والتذكير أيا كان المخاطَب مثل ذلك إذا كانوا أربعة أو خمسة‪،‬‬
‫تلك شجرة ذلكم كتاب‪ ،‬لك أن تقول ذلكم كتاب هذا ممكن وذلك كتاب هذا من حيث اللغة‪ .‬إذن فيها لغتان إما أن نجعل حرف الخطاب بصيغة التذكير‬
‫أيا كان المخطابين مفرد مذكر مؤنث جمع أو يطابق‪ ،‬فيها لغتين لكن يبقى كيف استعملها القرآن؟ مرة يستعملها مفرد ومرة يستعملها جمع‪ .‬في اللغة ل‬
‫يسأل عنها لنه كله جائز من حيث الحكم النحوي لكن نسأل من الناحية البيانية أحيانا يطابق وأحيانا يُفرِد‪ ،‬لماذا؟ هذا سؤال آخر‪ .‬هناك فرق بين الحكم‬
‫النحوي اللغوي والستخدام البياني لماذا استخدم هذا بيانيا؟ هنالك أسباب عدّة لهذا المر من جملتها أن يكون في مقام التوسع والطالة في التعبير‬
‫والمقام مقام توسع وتفصيل وإطالة فيأتي بالحرف مناسبا لن (ذلكم) أكثر من (ذلك) من حيث الحروف إذا كان المقام كله مقام إطالة يأتي بكل ما يفيد‬
‫جنَا ِمنْهُ‬‫شيْ ٍء فََأخْ َر ْ‬‫ت كُلّ َ‬ ‫جنَا بِ ِه َنبَا َ‬ ‫خرَ ْ‬ ‫سمَاء مَاء فَأَ ْ‬ ‫ل مِنَ ال ّ‬ ‫الطالة لغة وإذا كان في مقام اليجاز يأتي بكل ما في اليجاز لغة‪ ،‬مثال (وَ ُهوَ اّلذِيَ أَنزَ َ‬
‫غيْ َر ُمتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى َثمَرِهِ ِإذَا َأثْمَرَ‬ ‫ش َت ِبهًا وَ َ‬
‫ن مُ ْ‬
‫عنَابٍ وَال ّز ْيتُونَ وَال ّرمّا َ‬ ‫ت مّنْ أَ ْ‬ ‫جنّا ٍ‬‫ن دَانِيَةٌ وَ َ‬ ‫ل مِن طَ ْل ِعهَا ِقنْوَا ٌ‬ ‫حبّا ّمتَرَا ِكبًا َومِنَ النّخْ ِ‬‫ج ِمنْهُ َ‬‫خَضِرًا نّخْرِ ُ‬
‫ش ْمسَ وَا ْل َقمَرَ‬‫َو َي ْنعِهِ إِنّ فِي ذَِلكُمْ ليَاتٍ لّقَ ْو ٍم يُ ْؤ ِمنُونَ (‪ )99‬النعام) فيها تفصيل فقال (إِنّ فِي ذَلِكُ ْم ليَاتٍ لّقَ ْو ٍم يُ ْؤمِنُونَ)‪َ ( ،‬وسَخّ َر َلكُمُ الّليْلَ وَا ْلّنهَارَ وَال ّ‬
‫ن (‪ )12‬النحل) لن المقام مقام إيجاز‪ .‬صار توسع في المعنى لما عدّد أشياء كثيرة إذن صار‬ ‫ن فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ لّ َقوْ ٍم َيعْقِلُو َ‬ ‫ت بَِأمْرِهِ إِ ّ‬
‫سخّرَا ٌ‬ ‫وَا ْلنّجُو ُم مُ َ‬
‫إطالة وتوسّع فجمع (ذلكم) حتى تتلءم مع ما قبلها‪ .‬وقد يكون في مقام التوكيد وما هو أقل توكيدا‪ :‬في مقام التوكيد يأتي بما هو أكثر توكيدا فيجمع‬
‫ظ بِهِ مَن‬ ‫ك يُوعَ ُ‬ ‫ف ذَِل َ‬
‫ضوْ ْا َبيْ َنهُم بِا ْل َمعْرُو ِ‬
‫جهُنّ ِإذَا تَرَا َ‬ ‫ل َتعْضُلُوهُنّ أَن يَنكِحْنَ َأزْوَا َ‬ ‫جَلهُنّ فَ َ‬ ‫وإذا كان أقل توكيدا يُفرِد‪ ،‬مثال‪( :‬وَِإذَا طَلّ ْقتُ ُم النّسَاء َفبََلغْنَ أَ َ‬
‫ن (‪ )232‬البقرة) هذا حُكم في الطلق قال (ذلكم)‪( ،‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ‬ ‫طهَرُ وَاللّ ُه َيعْلَمُ وَأَنتُ ْم لَ َتعَْلمُو َ‬ ‫ن مِنكُ ْم يُ ْؤمِنُ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِ ِر ذَِلكُمْ أَ ْزكَى َل ُكمْ وَأَ ْ‬
‫كَا َ‬
‫جدُوا َفإِنّ اللّ َه غَفُورٌ رّحِي ٌم (‪ )12‬المجادلة) قال (ذلك) الولى قال‬ ‫طهَ ُر فَإِن لّ ْم تَ ِ‬
‫خيْرٌ ّلكُمْ َوأَ ْ‬‫ص َدقَةً ذَِلكَ َ‬ ‫ي نَجْوَا ُكمْ َ‬ ‫ل َف َق ّدمُوا َبيْنَ َيدَ ْ‬
‫ج ْيتُمُ الرّسُو َ‬
‫آ َمنُوا ِإذَا نَا َ‬
‫ذلكم وهذه قال ذلك‪ ،‬أيّ الحُكمين آكد وأدوم؟ الطلق آكد وأدوم لنه حكم عام إلى قيام الساعة يشمل جميع المسلمين أما الية الثانية فهي للغنياء ثم‬
‫ما لبث أيام قليلة ونسخ الحكم (فإذ لم تفعلوا وتاب ال عليكم ())‪ ،‬فالية الولى آكد والحكم فيها عام مستمر أما الثانية فالحكم متعلق بجماعة من‬
‫المسلمين ثم ألغي فالية الولى آكد فقال (ذلكم) ومع القل قال (ذلك)‪ .‬إذا كان عندنا مجموعتان إحداهما أوسع من الخرى يستعمل للوسع ضمير‬
‫الجمع وللقل ضمير الفراد‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫جهُنّ ِإذَا تَرَاضَوْا َب ْي َنهُ ْم‬‫ن َينْكِحْنَ َأزْوَا َ‬ ‫جَلهُنّ فَلَا َتعْضُلُوهُنّ أَ ْ‬ ‫إسم الشارة ذلك مرة يأتي (ذلك) ومرة يأتي (ذلكم) بالميم مثلً (وَِإذَا طَلّ ْقتُ ُم النّسَا َء َفبََلغْنَ أَ َ‬
‫طهَرُ وَاللّ ُه َيعْلَمُ وََأ ْنتُمْ لَا َتعَْلمُونَ ﴿‪﴾232‬‬ ‫ن ِم ْنكُ ْم يُ ْؤمِنُ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الَْآخِ ِر (‪ )232‬البقرة) ومرة قال (ذَِلكُمْ أَ ْزكَى َل ُكمْ وَأَ ْ‬ ‫ظ بِ ِه مَنْ كَا َ‬ ‫ف ذَِلكَ يُوعَ ُ‬ ‫بِا ْل َمعْرُو ِ‬
‫البقرة) ما الفرق ؟ إذا كانت الشارة إلى موضوع واحد ال يقول ذلك‪ .‬فهنا يتكلم عن العضل شخص لديه بنت ل يريد أن يزوجها أو شخص عنده‬
‫أخت منعها من الزواج‪ ،‬العضل هو المنع‪ .‬حينئذٍ رب العالمين ينهى عن هذا يقول ذلك أفضل إياك أن تفعل هذا (ذَِلكَ) لن الموضوع نهي عن شيء‬
‫طهَرُ) في الطلق‬ ‫واحد‪ .‬إذا كان النهي عن مجموعة أشياء يقال ذلكم للتفخيم ولبيان الهمية وأنك أمام كتاب من كتب الفقه كاملة (ذَِلكُمْ َأ ْزكَى َلكُمْ وََأ ْ‬
‫طهَرُ) لما يقول (ذَِلكُمْ) إشارة إلى عدة مواضيع يعني هذه الية التي هي في البقرة (‪ )232‬لما‬ ‫عن العدة قال اتركوا العدة كاملة قال (ذَِلكُمْ َأ ْزكَى َلكُمْ وََأ ْ‬
‫طهَرُ) هذه ذلكم جاءت بعد ما فرغ القرآن الكريم من تعداد سبع مسائل من مسائل الطلق المسائل الخطيرة‪ :‬المسألة الولى‬ ‫قال (ذَِلكُمْ َأ ْزكَى َلكُمْ وََأ ْ‬
‫ن (‪)228‬‬ ‫ن (‪ )228‬البقرة) هذا الحكم الول‪ ،‬الحكم الثاني عن حقوق الزوجة (وََلهُنّ ِمثْلُ اّلذِي َ‬
‫عَليْهِ ّ‬ ‫سهِ ّ‬
‫ن بَِأنْفُ ِ‬
‫ت َيتَ َربّصْ َ‬
‫طلّقَا ُ‬
‫حكم وجوب العدة (وَا ْلمُ َ‬
‫ف (‪ )229‬البقرة)‪ ،‬رابعا حكم العوض في الخلع‪ ،‬خامسا الطلق البائن‬ ‫ك ِب َمعْرُو ٍ‬ ‫ق مَ ّرتَانِ َفِإمْسَا ٌ‬‫البقرة)‪ ،‬المسألة الثالثة الطلق الذي ثبت بالرجعة (الطّلَا ُ‬
‫طهَرُ) بعد ما أشار للعضل وحده‬ ‫بينونة كبرى‪ ،‬سادسا المساك للضرر والعتداء‪ ،‬سابعا حكم العضل أخيرا قال بعد العضل قال (ذَِلكُمْ أَ ْزكَى َل ُكمْ وَأَ ْ‬
‫طهَرُ) فحيثما وجدت‬ ‫إنتهى الموضوع بعد سبع مسائل سبع قضايا سبع أبواب من أبواب الفقه قال (ذَِلكُمْ) كله‪ ،‬ذلكم كله الذي مضى (ذَِلكُمْ َأ ْزكَى َلكُمْ وََأ ْ‬
‫كلمة (ذلك) معناها موضوع واحد‪ ،‬حيثما وجدت كلمة (ذلكم) إعلم أن الشارة إلى عدة مواضيع تأملها قبل هذه الية التي فيها هذه الكلمة فذلك إشارة‬
‫إلى موضوع واحد عليك أن تنتبه له وذلكم ل أنت في درس فقهي كبير في باب من أبواب الفقه سبع ثمان مسائل يعني الن هذه لكل مسألة يكون لها‬
‫في الفقه باب أو فصل حينئ ٍذ (ذلكم) إشارة للكثير و(ذلك) إشارة لواحد‪ ،‬هكذا هو الفرق بين ذلك وذلكم‪.‬‬
‫آية (‪:)233‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫* ميا اللمسية البيانيية فيي اسيتعمال (الوالدات) بالجميع و(المولود له) بالفراد فيي آيية سيورة البقرة؟(‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن بِا ْل َمعْرُوفِ لَا‬
‫ن ُيتِمّ الرّضَاعَةَ وَعَلَى ا ْلمَوْلُودِ لَهُ رِ ْز ُقهُنّ َوكِسْ َوُتهُ ّ‬ ‫ن كَامَِليْنِ ِلمَنْ أَرَادَ أَ ْ‬ ‫ضعْنَ أَوْلَادَهُنّ حَوَْليْ ِ‬ ‫ت يُرْ ِ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (وَا ْلوَاِلدَا ُ‬
‫ح عََل ْي ِهمَا‬
‫جنَا َ‬
‫ض ِم ْن ُهمَا َوتَشَا ُو ٍر فَلَا ُ‬
‫ن تَرَا ٍ‬ ‫ل ذَِلكَ َفإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَ ْ‬ ‫ث ِمثْ ُ‬
‫س َعهَا لَا تُضَارّ وَاِلدَةٌ بِوََلدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَ ُه بِوََلدِهِ وَعَلَى الْوَارِ ِ‬ ‫ف نَ ْفسٌ إِلّا ُو ْ‬ ‫ُتكَلّ ُ‬
‫ن بَصِي ٌر (‪))233‬‬ ‫ح عََل ْيكُمْ ِإذَا سَّل ْمتُ ْم مَا َآ َتيْتُ ْم بِا ْل َمعْرُوفِ وَاتّقُوا اللّهَ وَاعَْلمُوا أَنّ اللّ َه ِبمَا َتعْمَلُو َ‬
‫جنَا َ‬
‫ضعُوا أَوْلَا َدكُمْ فَلَا ُ‬
‫ستَ ْر ِ‬
‫َوإِنْ أَ َر ْدتُمْ أَنْ تَ ْ‬
‫هنالك أكثر من سؤال في هذه الية‪ :‬لماذا قال الوالدات ولم يقل على الوالد وإنما قال المولود له ولماذا فرّق وقال الوالدات والمولود له بدل الوالد أو‬
‫الوالدين؟‬
‫حُكما أن المولود للباء مولود له أن الولد يُنسب للب فهو له وليس للم فهو مولود له وليس للوالدة (هي وَلَدت) لكن المولود للب‪ .‬وحكما أن الولد‬
‫ينتسب إلى الب وهو المسؤول عنه والذي يتكفله ويرعاه فهو ليس مولودا للم وإنما مولود للب فالم والدة والب مولود له‪.‬‬
‫المر الخر محتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة فقال تعالى (والوالدات) بالجمع لتشمل كل الزوجات وقال (وعلى المولود له) خاصة بواحدة‬
‫من الزوجات‪.‬‬
‫ثم نلحظ أنه قال تعالى (والوالدات يُرضعن أولدهن) ولم يقل على الوالدات لنهن لسن مكلفات بإرضاع الولد فيمكن لهن أن ل يُرضعن أولدهن أو‬
‫أن يأتين بمرضعة فالوالدات لسن مكلفات شرعا بإرضاع الولد‪ .‬لكنه قال تعالى (وعلى المولود له رزقهن) لن هذا واجب الب فجمع سبحانه البيان‬
‫والشرع والحكم‪.‬‬
‫ن؟‬
‫م لم يقل على الوالد رزقه ّ‬
‫ف) ل ِ َ‬ ‫ن بِال ْ َ‬
‫معُْرو ِ‬ ‫سوَتُهُ َّ‬ ‫ه رِْزقُهُ َّ‬
‫ن وَك ِ ْ‬ ‫موْلُودِ ل َ ُ‬
‫*(وعلَى ال ْ َ‬
‫َ‬
‫ورتل القرآن ترتيل ً ‪:‬‬
‫في هذا إيحاء للب وتذكير له بأن هذا الولد لك وهذه المنافع التي تقدمها لزوجك المطلقة منجرّة إليه وهذا الطفل مآله إليك فأنت الجدر لعاشته‬
‫ولتهيء أسباب الحياة الكريمة له ولمه‪.‬‬
‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬
‫حسَانًا﴿‪ ﴾15‬الحقاف) الخ وكلنا نعرف ما هي قيمة الوالدين؟ يقول فقط مرة واحدة سمّى‬ ‫ن بِوَاِلدَيْهِ إِ ْ‬
‫صيْنَا الِْإنْسَا َ‬
‫يقول رب العالمين وصّى بالوالدين (وَ َو ّ‬
‫الوالد والوالدين والب سمّاهم‪ ،‬مرة واحدة قال (ا ْلمَوْلُودِ لَهُ ﴿‪ ﴾233‬البقرة) لم يقل الوالد بل المولود له عندما تكلم عن واجب المطلّق تجاه زوجته‬
‫المطلقة وابنه الرضيع قال (وَعَلَى ا ْلمَوْلُودِ لَهُ ِر ْز ُقهُنّ َو ِكسْ َوُتهُنّ ﴿‪ ﴾233‬البقرة) لم يقل وعلى الب يقول كأن ال سبحانه وتعالى يقول لهذا المطلّق‬
‫الذي طلق زوجته يقول له أنت آخر من يتكلم عن هذا الموضوع لقد طلقت زوجتك ولم تقم بدورك الصحيح في التقويم ولم تستطع أن تمسك عليه‬
‫زوجك وولدك فمن تراه الن سيربيه لك؟ ومن الذي سيغرس فيه الدين؟ وقد تتزوج أمه وهو ل يزال في حضنها فل يحسن الزوج معاملة ولدك أي‬
‫إن الحديث الموجه إليك يحمل عبارات اللوم الشديد والستخفاف والتوبيخ ذلك لنه في اغلب الحوال غلّب مصلحته على مصلحة ولده ولذلك جاء‬
‫الكلم عنه بالمولود له ما قال الوالد الب أبدا لوما واستخفافا لنه لم يقم بحق القوامة والتقويم ولكن ال تعالى أمره بالنفاق على ولده وسماه المولود‬
‫له‪ ،‬مداخلة في غاية الروعة ومقبولة ومعقولة جدا جدا‪.‬‬
‫َ‬
‫ه بِوَلَد ِهِ (‪ )233‬لم لم يقل ول والد بولده بدل ول مولود له بولده؟(‬
‫موْلُود ٌ ل ّ ُ‬
‫ضآَّر وَالِدَةٌ بِوَلَدِه َا وَل َ َ‬
‫* (ل َ ت ُ َ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الرجل المولود له يُنسب إليه الولد (مولود له) هو ابنه استحقاقا يُدعى باسم أبيه وينسب له ويلتحق به في النسب له أما الوالد مثل والدة لكن يختلف‬
‫الحكم الشرعى‪،‬هذا ولد له هذه لم الستحقاق‪ .‬لو قال ل تضار والدة بولدها ول والد بولده يكون الحكم واحد‪ ،‬هذا ولِد له (وَعلَى ا ْلمَوْلُودِ لَهُ ِر ْز ُقهُنّ )‬
‫هذا حكم آخر‪ ،‬ولِد له حكما وشرعا وعرفا ينتسب لبيه ويلتحق بأبيه (ولِد له) ولو قال ول والد بولده لصار الحكم واحدا فلما تغير الحكم تغيرت‬
‫ل مَوْلُودٌ لّ ُه بِوََلدِهِ) هذه لم الستحقاق‪.‬‬
‫الصيغة ( َو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س إ ِ ّل وُ ْ‬
‫سعَهَا) ؟‬ ‫سعَهَا) (َل تُكَل ّ ُ‬
‫ف نَفْ ٌ‬ ‫وُ ْ‬ ‫سا إ ِ ّل‬ ‫ف الل ّ ُ‬
‫ه نَفْ ً‬ ‫سعَهَا) (َل يُكَل ِّ ُ‬
‫وُ ْ‬ ‫سا إ ِ ّل‬ ‫*ما الفرق بين (َل نُكَل ِّ ُ‬
‫ف نَفْ ً‬
‫(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫س َعهَا﴿‪﴾233‬‬‫س إِلّا ُو ْ‬ ‫س َعهَا ﴿‪ ﴾286‬البقرة) وعندنا (لَا ُتكَلّ ُ‬
‫ف نَفْ ٌ‬ ‫س َعهَا﴿‪ ﴾152‬النعام) (لَا ُيكَلّفُ اللّ ُه نَ ْفسًا ِإلّا وُ ْ‬ ‫نأتي للية الخامسة (لَا ُنكَلّفُ َنفْسًا إِلّا ُو ْ‬
‫س َعهَا﴿‪ ﴾233‬البقرة) هنا رب العالمين‬ ‫البقرة) عدة صيغ والسياق واحد يعني مثلً (وَعَلَى ا ْلمَوْلُودِ لَهُ رِ ْز ُقهُنّ َوكِسْ َوُتهُنّ بِا ْل َمعْرُوفِ لَا ُتكَلّفُ َنفْسٌ إِلّا وُ ْ‬
‫يتحدث عن أن الب مكلّف شرعا بأن يُنفق على أولده فالتكليف هنا أثر من آثار عقد الزواج قضية فقهية صرفة ولهذا قال (لَا ُتكَلّفُ) ما قال أنا أكلفك‬
‫يُكلّف سواء كان من القانون من الشريعة من النظام من العُرف كل أب مكلّف طبعا (مبني للمجهول) من الذي كلفه؟ إما العُرف أو الرحم أو القانون أو‬
‫الفقه وكله في النهاية يرجع إلى مشيئة رب العالمين لكن التكليف المباشر ليس من ال عز وجل وإنما إما من النبي صلى ال عليه وسلم عندما حدد‬
‫س َعهَا) فيما يتعلق بإنفاق الب على أطفاله وهذا في حالة الطلق فما‬ ‫س إِلّا ُو ْ‬
‫ف نَفْ ٌ‬ ‫حجم النفاق‪ ،‬النفاق على الولد تكليف من عدة مصادر قال (لَا ُتكَلّ ُ‬
‫س َعهَا) هذا عندما يكون هناك حكمٌ شرعي منصوصٌ عليه بالقرآن الكريم بالتعيين يعني ال‬ ‫بالك في حالة الزواج؟! ولما يقول (لَا ُيكَلّفُ اللّ ُه نَ ْفسًا ِإلّا وُ ْ‬
‫س َعهَا) هذا التكليف إذا ليس مبنيا‬ ‫قال صل (وََأقِيمُوا الصّلَاةَ﴿‪ ﴾43‬البقرة) واحد مريض واحد مسافر واحد عنده عذر قال (لَا يُكَلّ ُ‬
‫ف اللّ ُه نَفْسًا إِلّا وُ ْ‬
‫س َعهَا) رب العالمين يتكلم بصيغة التعظيم‬ ‫ف َنفْسًا ِإلّا ُو ْ‬ ‫للمجهول هنا تكليف من رب العالمين سبحانه وتعالى‪ .‬ثم هنالك صيغة عجيبة قال نحن (لَا نُكَلّ ُ‬
‫س َعهَا) على سبيل المثال الملك عندما يقول نحن الملك أمرنا بما هو آتي هذه قضية دستورية قضية تتعلق بالمة قضية‬ ‫ف نَفْسًا إِلّا وُ ْ‬
‫بنون المتكلم (لَا ُنكَلّ ُ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫أساسية جدا أنت لحظ القرآن الكريم حيثما تكلم رب العالمين بصيغة الجمع معناه هو يفعل شيئا ل يستطيع أحد غيره أن يفعله‪ ،‬فقط هذا من‬
‫حيِي َوُنمِيتُ‬ ‫ب مَا َقدّمُوا وََآثَارَهُمْ﴿‪ ﴾12‬يس) رب العالمين فقط يفعل هذا واثبات مبدأ التيسير (وَِإنّا َلنَحْنُ ُن ْ‬ ‫حيِي ا ْلمَ ْوتَى َو َن ْكتُ ُ‬‫ن نُ ْ‬‫اختصاص ال (ِإنّا نَحْ ُ‬
‫عنْهُ السّوءَ﴿‪ ﴾24‬يوسف) من الذي يستطيع أن يصرف السوء عن رجل في غاية الجمال شباب عمره‬ ‫ف َ‬ ‫ن الْوَا ِرثُونَ ﴿‪ ﴾23‬الحجر) (كَذَِلكَ ِلنَصْ ِر َ‬ ‫َونَحْ ُ‬
‫عبَادِنَا‬
‫ن ِ‬‫عنْهُ السّوءَ وَا ْلفَحْشَاءَ ِإنّ ُه مِ ْ‬ ‫ف َ‬‫صرِ َ‬‫‪ 25‬سنة مع امرأة ملك في غاية الجمال تراوده شهورا وسنينا وهو صامد من يفعل هذا؟ قال نحن ( َكذَِلكَ ِلنَ ْ‬
‫حتَظِ ِر ﴿‪ ﴾31‬القمر) من الذي يفعل هذا صوت كالقنبلة الفراغية يقتل كل‬ ‫حدَةً َفكَانُوا َكهَشِيمِ ا ْلمُ ْ‬ ‫صيْحَةً وَا ِ‬‫ا ْلمُخْلَصِينَ ﴿‪ ﴾24‬يوسف) (ِإنّا أَ ْرسَ ْلنَا عََل ْيهِمْ َ‬
‫س َعهَا) يتكلم مع المؤمنين المتميزين المخصوصين‬ ‫شيْ ٍء خَلَ ْقنَا ُه بِ َقدَرٍ ﴿‪ ﴾49‬القمر) وهكذا فحينئذٍ لما يقول (لَا ُنكَلّفُ َنفْسًا إِلّا ُو ْ‬ ‫من يسمعه؟! (ِإنّا كُلّ َ‬
‫ن هُمْ لِل ّزكَا ِة فَاعِلُونَ ﴿‪ ﴾4‬المؤمنون)‬ ‫ن ﴿‪ ﴾3‬وَاّلذِي َ‬ ‫ن هُ ْم عَنِ الّلغْ ِو ُمعْرِضُو َ‬ ‫شعُونَ ﴿‪ ﴾2‬وَاّلذِي َ‬ ‫ح ا ْلمُ ْؤمِنُونَ ﴿‪ ﴾1‬اّلذِينَ هُ ْم فِي صَلَا ِتهِمْ خَا ِ‬ ‫القلة ( َقدْ َأفْلَ َ‬
‫س َعهَا) يتكلم مع‬ ‫ف َنفْسًا ِإلّا ُو ْ‬‫جعُونَ ﴿‪ ﴾60‬المؤمنون) ولهذا ال قال (لَا نُكَلّ ُ‬ ‫ن يُ ْؤتُونَ مَا َآتَوْا َوقُلُو ُبهُمْ وَجِلَ ٌة َأنّهُمْ ِإلَى َرّبهِمْ رَا ِ‬ ‫يعني كم صفة وصفة (وَاّلذِي َ‬
‫س َعهَا) بيانا‬‫ف نَفْسًا إِلّا وُ ْ‬ ‫ناس مؤمنين في غاية الرقيّ أخذوا أنفسهم يعني النبياء والصدّيقين ومن على شاكلتهم من أتباعهم ولهذا اختص هؤلء (لَا ُنكَلّ ُ‬
‫وإظهارا لقدرهم عند ال عز وجل حيث خاطبهم ال خطابا حاضرا مباشرة وجها لوجه‪ .‬إذا عرفنا الفرق بين يكلف وتكلف ونكلف الخ‪.‬‬
‫آية (‪:)234‬‬
‫شرا فَإذ َا بلَغْي َ‬ ‫ة أَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جلَهُي َّ‬
‫ن فَلَ‬ ‫نأ َ‬‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ر وَعَ ْ ً‬
‫شهُ ٍ‬ ‫ن أَْربَعَ َ‬
‫سهِ َّ‬
‫ن بِأنفُي ِ‬ ‫جا يَتََرب َّي ْ‬
‫ص َ‬
‫َ‬
‫ن أْزوَا ًي‬ ‫منك ُي ْ‬
‫م وَيَذَُرو َي‬ ‫ن ِ‬ ‫ن يُتَوَفَّوْي َ‬‫*(وَال ّذِي َي‬
‫َ‬
‫ف (‪ )234‬البقرة) ما دللة إضافة الجل إلى النساء؟(ورتل‬ ‫معُْرو ِ‬ ‫ن بِال ْ َ‬
‫سه َّ‬
‫ن فِي أنفُ ِ ِ‬ ‫ما فَعَل ْ َ‬
‫م فِي َ‬ ‫ح عَلَيْك ُ ْ‬ ‫جنَا َ‬
‫ُ‬
‫القرآن ترتيل)ً‬
‫انظر أخي المؤمن كيف أضاف ربنا تعالى (الجل) إلى النساء المعتدّات فقال (فإذا بلغن أجلهن) ولم يقل إذا بلغن الجل إيحاء إلى أن مشقة هذا الجل‬
‫واقعة على المعتدّات فهن الصابرات والمتعبدات بترك الزينة والتزام بيت الزوجية وفي هذا مشقة ولذلك أضاف الجل إليهن لزالة ما عسى أن يكون‬
‫قج بقي في نفوس الناس من إستفظاع تسرّع النساء إلى التزوج بعد عدّة الوفاة لن أهل الزوج المتوفى قد يتحرجون من ذاك فنفى ال تعالى هذا‬
‫الحرج‪.‬‬
‫ي فلن ول نقول توفّى فلن‪ .‬وقد‬ ‫ن مِنكُمْ (‪ )234‬البقرة) إن الفعل يتوفون من الفعال التي التزمت العرب فيها البناء للمجهول فنقول تُوف ّ‬
‫(وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْ َ‬
‫حدث ذات يوم أن عليا رضي ال عنه كان يشيع جنازة فقال له قائل‪ :‬من المتوفّي؟ بلفظ إسم الفاعل سائلً عن المتوفى فأجاب عليّ بقوله (ال) ولم‬
‫يجبه كما يقصد بأنه مات فلن لينبهه على خطئه‪.‬‬
‫جا )‬ ‫*افتتحت اليتان (‪)234‬و(‪ )240‬فى سورة البقرة بنفس العبارة (والَّذين يتوفَّون منك ُم ويذ َرو َ‬
‫ن أْزوَا ً‬
‫َ ِ َ َُ َ ْ َ ِ ْ ََ ُ َ‬
‫فما الفرق بين ختام اليتين مع أنهماتتحدثان عن المتوفى عنها زوجها؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن فَ َ‬
‫ل‬ ‫شهُ ٍر وَعَشْرًا َفِإذَا بََلغْنَ أَجََل ُه ّ‬‫سهِنّ َأ ْربَعَةَ أَ ْ‬
‫ن بِأَنفُ ِ‬‫منطوق اليتين يوضح‪ :‬الية الولى التي أشار إليها (وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْنَ مِنكُمْ َو َيذَرُونَ أَزْوَاجًا َيتَ َربّصْ َ‬
‫خبِيرٌ (‪ )234‬يعني خبير بما شرع ويعلم وجه الحكمة في اختيار التوقيت‪ ،‬يتبين الحمل‬ ‫ن بِا ْل َمعْرُوفِ وَاللّ ُه ِبمَا َتعْمَلُونَ َ‬
‫سهِ ّ‬
‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا َفعَلْنَ فِي أَنفُ ِ‬
‫جنَا َ‬
‫ُ‬
‫بعد أربعة أشهر كما في الحديث " يجمع أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه ملك فينفخ فيه‬
‫الروح" ربنا يعلم سبب اختيار التوقيت لماذا اختار هذا الخبير هذا التوقيت؟ أربعة أشهر وعشرا‪ ،‬هذا يحتاج إلى خبرة ومعرفة حتى يعطي الحكم لماذا‬
‫أربعة أشهر وعشرا؟ هذا خبرة‪ .‬ثم تترك المرأة هكذا أو تخرج من بيتها؟ هذا يحتاج إلى خبرة في المجتمع يعني هل يصح للمرأة أن تبقى هكذا؟ عند‬
‫ذلك إذا أرادت أن تخرج بعد ذلك فل بأس لن بقاءها قد يكون فيه فتنة أو فيه أمر نفسي أو فيه شيء‪.‬‬
‫س ِهنّ‬
‫ن فِيَ أَن ُف ِ‬‫ح عََل ْيكُ ْم فِي مَا َفعَلْ َ‬
‫جنَا َ‬
‫ن فَلَ ُ‬ ‫ن خَرَجْ َ‬ ‫ج فَإِ ْ‬
‫غيْرَ إِخْرَا ٍ‬
‫ل َ‬ ‫حوْ ِ‬
‫جهِم ّمتَاعًا إِلَى الْ َ‬‫صيّةً لّأَزْوَا ِ‬ ‫ن مِنكُمْ َويَذَرُونَ َأزْوَاجًا وَ ِ‬‫الية الثانية (وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْ َ‬
‫حكِيمٌ (‪ )240‬ربنا وصّى الزواج أنهم ل يخرجوهن من بيوتهم‪ ،‬وصية لمن يتولى المر لن الزواج ماتوا‪ ،‬تبقى في البيت‬ ‫ف وَاللّ ُه عَزِيزٌ َ‬ ‫مِن ّمعْرُو ٍ‬
‫المرأة وقد يقولون لها أُخرجي من البيت‪ ،‬زوجك خرج فينبغي أن تخرجي فالقرآن يقول ل إياكم أن ل تراعوا الوصية‪ ،‬هن يخرجن من أنفسهن لكن‬
‫أنتم ل تُخرجوهن‪ .‬أهل المتوفى يمكن أنهم يريدون أن ينتفعوا من البيت‪ .‬في الية الولى الوصية للمرأة تتربص بنفسها أربعة أشهر وعشرة أيام‪ ،‬هذه‬
‫عدة المتوفى عنها زوجها والية الثانية الوصية لهل المتوفى بأن ل تُخرج المرأة من مسكنها وإنما تخرج بنفسها (ل تخرجوهن) أي ل تجبر على‬
‫الخروج ول تُخرج من البيت قسرا ولها أن تبقى إلى الحول‪ .‬كلمة (وصية) في الية مفعول مطلق بمعنى يوصي وصية‪ .‬ربنا عزيز ينتقم بمن خالف‬
‫هذا المر‪.‬‬
‫المسألة في الية الولى متعلقة بالمرأة والثانية متعلقة بمن يُخرج المرأة‪ .‬فلما كان الحكم متعلقا بالمرأة يحتاج إلى خبرة قال خبير والية الثانية عزيز‬
‫حكيم كأنه تهديد لمن يخرج المرأة ينتقم ممن خالف الوصية وفي ذلك حكمة وليس فقط عزيز وإنما حكيم فيها حكمة وفيها حكم إياكم أن تحكموها لنه‬
‫ال هو حكيم‪ .‬حكيم تشمل الحُكم والحِكمة وهي بمثابة ردع وتحذير لمن يحاول أن يُخرج المرأة إذا كنت تحكم هذه المرأة فال عزيز حكيم‪ .‬وإن‬
‫تشابهت اليتين فإن السياق مختلف‪ ،‬الية الثانية تهديد لمن يخرج المرأة أما ما يتعلق بحمل المرأة واستبراء الرحم يحتاج إلى خبرة‪.‬‬
‫*ما الفرق بين قوله تعالى في سورة البقرة (فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف) و (من معروف)؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫أولً يجب أن نلحظ دللة التعريف والتنكير فالمعرفة في اللغة هي ما دلّ على شيء معين والنكرة ما دلّ على شيء غير معيّن‪ .‬وفي الية الولى‬
‫ن بِا ْل َمعْرُوفِ وَاللّ ُه‬ ‫سهِ ّ‬‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا َفعَلْنَ فِي أَنفُ ِ‬
‫جنَا َ‬
‫ل ُ‬
‫شهُرٍ وَعَشْرا فَِإذَا بََلغْنَ َأجََلهُنّ فَ َ‬
‫سهِنّ أَ ْر َبعَةَ أَ ْ‬
‫ن مِنكُمْ َويَذَرُونَ َأزْوَاجا َيتَ َربّصْنَ بِأَنفُ ِ‬
‫(وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْ َ‬
‫سكُمْ‬ ‫طبَةِ النّسَاء أَ ْو َأكْنَنتُ ْم فِي أَن ُف ِ‬
‫ن خِ ْ‬ ‫ضتُم بِ ِه مِ ْ‬ ‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا عَرّ ْ‬ ‫خبِيرٌ {‪ )}234‬المعروف يقصد به الزواج بالذات لن الية بعدها ( َولَ ُ‬
‫جنَا َ‬ ‫ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ب أَجَلَهُ وَاعَْلمُواْ أَنّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا‬


‫ى َيبْلُغَ ا ْل ِكتَا ُ‬
‫حتّ َ‬
‫ع ْقدَةَ ال ّنكَاحِ َ‬
‫ل َتعْ ِزمُواْ ُ‬ ‫عدُوهُنّ سِرّا ِإلّ أَن تَقُولُو ْا قَ ْولً ّمعْرُوفا َو َ‬ ‫ل تُوَا ِ‬
‫س َت ْذكُرُو َنهُنّ وَلَـكِن ّ‬‫عَِلمَ اللّهُ َأّنكُمْ َ‬
‫غيْرَ‬‫ل َ‬ ‫حوْ ِ‬ ‫جهِم ّمتَاعا إِلَى الْ َ‬ ‫صيّةً لّأَزْوَا ِ‬
‫ن مِنكُمْ َويَذَرُونَ َأزْوَاجا وَ ِ‬ ‫عَلمُواْ أَنّ اللّ َه غَفُورٌ حَلِي ٌم {‪ .)}235‬أما الية الثانية (وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْ َ‬ ‫حذَرُوهُ وَا ْ‬
‫سكُ ْم فَا ْ‬
‫فِي أَنفُ ِ‬
‫حكِي ٌم {‪ )}240‬فهي عامة ويقصد بـ (معروف) هنا كل ما يُباح‬ ‫سهِنّ مِن ّمعْرُوفٍ وَاللّ ُه عَزِيزٌ َ‬ ‫ح عََل ْيكُمْ فِي مَا َفعَلْنَ ِفيَ أَنفُ ِ‬
‫جنَا َ‬
‫ن فَلَ ُ‬ ‫خرَجْ َ‬
‫ج فَإِنْ َ‬ ‫ِإخْرَا ٍ‬
‫لها‪ .‬ولمّا جاء بالزواج جاء بالباء وهي الدالّة على المصاحبة واللصاق وهذا هو مفهوم الزواج بمعناه المصاحبة واللصاق‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫س ِهنّ‬
‫ن فِي َأنْفُ ِ‬ ‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا َفعَلْ َ‬
‫جنَا َ‬
‫شرًا فَِإذَا بََلغْنَ َأجََلهُنّ َفلَا ُ‬ ‫شهُرٍ وَعَ ْ‬ ‫سهِنّ أَ ْر َبعَةَ أَ ْ‬ ‫ن ِم ْنكُمْ َويَذَرُونَ َأزْوَاجًا َيتَ َربّصْنَ بَِأ ْنفُ ِ‬ ‫آيتان تقول هذا (وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْ َ‬
‫بِا ْل َمعْرُوفِ ﴿‪ ﴾234‬البقرة) معرّف بالمعروف على وصية الرامل إذا انتهت الربعة أشهر وعشرة أيام وراء هذه ل بأس تستطيع أن تفعل ما تريد‬
‫بنفسها من أن تتزين للخُطّاب تنظف نفسها‪ ،‬على شرط أن يكون هذا بالمعروف المتفق عليه ل أن تخرج سافرة أو تظهر شعرها فقط بما هو جائ ٌز في‬
‫مجتمع السلم ل يسبب عارا ول يسبب عيبا هذا بالمعروف‪ .‬نفس هؤلء الرامل طبعا هذا الحكم واجب كل امرأة يموت زوجها عليها أن تتربص‬
‫أربعة أشهر وعشرة أيام كعدة ل تتزوج ل تخرج من البيت إل لحاجة ولكن طبعا كما شرحنا هذا في برنامج خير الكلم على خلف ما في العالم‬
‫العربي إذ يعتبرون الرملة كأنها معتقلة ل تخرج من الغرفة ل ترى شمسا ول تلفزيونا ول مرآة هذا كله كلم فارغ ما تخرج من البيت‪ .‬إذا‬
‫ن بِا ْل َمعْرُوفِ)‬ ‫سهِ ّ‬‫ن فِي َأنْفُ ِ‬ ‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا َفعَلْ َ‬
‫جنَا َ‬
‫بالمعروف هذا فيما يتعلق بالرملة التي مات زوجها وباقي في هذه العدة أربعة أشهر وعشرة أيام (فَلَا ُ‬
‫سنّة أن يكون الرجل أو أهل الرجل أو هو أوصى أن تنفقوا عليها‬ ‫سنّة أن تبقى في بيت الرجل سنة ويجب أيضا ُ‬ ‫هذه الرملة وهذا فرض واجب من ال ُ‬
‫جهِ ْم َمتَاعًا إِلَى‬‫صيّةً ِلأَزْوَا ِ‬‫ن ِم ْنكُمْ َويَذَرُونَ َأزْوَاجًا وَ ِ‬ ‫تعطوها تكرمونها سنة كاملة إلى أن تخرج من البيت‪ .‬لكن في الية الخرى قال فإن (وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْ َ‬
‫حكِيمٌ ﴿‪ ﴾240‬البقرة) في الية الولى (فَِإذَا بََل ْغنَ)‬ ‫عزِيزٌ َ‬ ‫ن َمعْرُوفٍ وَاللّ ُه َ‬ ‫ن مِ ْ‬ ‫سهِ ّ‬
‫ح عََل ْيكُمْ فِي مَا َفعَلْنَ فِي َأنْفُ ِ‬ ‫جنَا َ‬ ‫خرَجْنَ فَلَا ُ‬ ‫ج فَإِنْ َ‬ ‫غيْرَ ِإخْرَا ٍ‬
‫ل َ‬ ‫الْحَوْ ِ‬
‫سهِنّ بِا ْل َمعْرُوفِ)‬ ‫ن فِي َأنْ ُف ِ‬‫ن مِنْ َمعْرُوفٍ) نفس السياق في الولى (فِيمَا َفعَلْ َ‬ ‫سهِ ّ‬ ‫ن فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫ح عََل ْيكُ ْم فِي مَا َفعَلْ َ‬ ‫جنَا َ‬
‫ن فَلَا ُ‬ ‫خرَجْنَ) (فَإِنْ خَ َرجْ َ‬ ‫وفي الثانية (إِنْ َ‬
‫ن مِنْ َمعْرُوفٍ) هي نفس الحكم ونفس الرملة ونفس الموضوع ونفس السورة الية الولى ‪ 234‬والثانية ‪ 240‬فرق‬ ‫سهِ ّ‬
‫ن فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫وفي الثانية (فِي مَا َفعَلْ َ‬
‫ن َمعْرُوفٍ)؟ يعني ما في شيء عبث أو شيء غير مقصود هذا كلم رب العالمين‪ .‬اللف واللم هناك‬ ‫بست آيات لماذا هناك (بِا ْل َمعْرُوفِ) وهنا (مِ ْ‬
‫سورة هذا خاص بالرملة بالعدة الواجبة عليها فرضا وهي أربعة أشهر وعشرة أيام تبقى في البيت ل تخرج نهائيا إل بحاجة ول تتزين الخ إلى أن‬
‫سهِنّ بِا ْل َمعْرُوفِ) لما تخلص تتطهر تتحسن تتمكيج حتى تتزوج‪ .‬هنا ليس عدة هنا إبقاء‬ ‫ن فِي َأنْ ُف ِ‬‫ح عََل ْيكُمْ فِيمَا َفعَلْ َ‬‫جنَا َ‬ ‫جَلهُنّ فَلَا ُ‬ ‫تنتهي العدة (فَِإذَا بََلغْنَ أَ َ‬
‫وإكرام إذا رجل قال يا جماعة أنا سأموت زوجتي خلوها عندكم في البيت ل تخرجوها من البيت وأنا أوصي لها بمبلغ مائة ألف درهم تبقى سنة كاملة‬
‫ن مِنْ َمعْرُوفٍ) الفرق واضح هناك البقاء واجب وانتهاء‬ ‫سهِ ّ‬
‫ن فِي َأ ْنفُ ِ‬
‫ح عََل ْيكُ ْم فِي مَا َفعَلْ َ‬ ‫جنَا َ‬ ‫ن فَلَا ُ‬
‫ن خَرَجْنَ) ما قال فإذا (فَإِنْ خَ َرجْ َ‬ ‫عندكم فال قال (فَإِ ْ‬
‫العدة بالمائة مائة سيحصل بعد أربعة أشهر وعشرة أيام بالمائة مائة‪ ،‬في هذه الربعة شهور هي بالضبط مقيمة على حدود قوية ومتفق عليها‪ ،‬كل‬
‫تصرفات المرأة في العدة هذه كلها متفق عليها هذه (فإذا) وحينئذٍ المعروف المعروف لكل الناس كل الناس تعرف ما هي واجبات المرأة الرملة‬
‫بالمعروف الذي تعرفونه أنتم هذه اللف واللم ‪.‬هناك ل انتهت العدة وستبقى في البيت لن الزوج وصى أن تبقى في بيت تخرج أو ل تخرج هي‬
‫حرة‪ ،‬تتزين أو ل تتزين هي حرة‪ ،‬يعني قضية كلها اختيارية وقضية عائلية تبقى أو ل تبقى‪ ،‬تعطوها أو ل تعطوها ليست قضية كبيرة‪ .‬فحينئذٍ الفرق‬
‫سهِنّ بِا ْل َمعْرُوفِ) الذي هو متفق عليه وهو ضروري وأكيد وسيحصل بالدقيقة والساعة واليوم تنتهي اليوم الخير‬ ‫ن فِي َأنْ ُف ِ‬ ‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا َفعَلْ َ‬
‫جنَا َ‬
‫بين (فَلَا ُ‬
‫اليوم العاشر من الشهر الخامس فهذا بالمعروف قضية متفق عليها اللف واللم هذا ذهني نعرف هذا جميعا بدليل الن ما في تقريبا واحد بالمليون‬
‫يتركون الرملة في بيت المرحوم زوجها على مدى سنة ل يوجد ولنه ليس أكيدا ول واجبا بل من باب اليصاء بإكرامها قد يكون هذه الرملة ما‬
‫عندها أحد أو أولدها صغار يريدهم أن يعيشون مع أهله يعني أنتم أهل الزوج عطوفون على أولد المرحوم يعني قضية نوع من أنواع الندب رب‬
‫العالمين سبحانه وتعالى يهيب بنا أن نكرم الرملة وأولد المرحوم في بيته‪ ،‬يبقى في بيته يتعلم على الهل يتعلم على عشيرته على قومه فهي‬
‫اختيارية كونها اختيارية حتى عمل معروف ما الذي تفعله المرأة بنفسها؟ ل نعرف بالضبط؟ فإذا أحبت أن تخرج فهو من معروف ل تخرج من‬
‫معروف تتزين من معروف ل تتزين من معروف يمكن تزعل مرات الخ يعني كل تصرفاتها غير منضبطة وغير معروفة سلفا وغير متفق عليها‬
‫ن َمعْرُوفٍ) ليست أكيدة ول منضبطة ول محددة وكلكم تعلمون بأن الحكام تناط بما‬ ‫وإنما تخضع للرادة والظروف الطارئة فهي من معروف (مِ ْ‬
‫ينضبط ل بما ل ينضبط‪ .‬فتحركات الرملة أربعة أشهر منضبطة هذا (بِا ْل َمعْرُوفِ) أما تحركاتها بعد الربعة أشهر لمدة سنة ليست منضبطة هي حرة‬
‫تروح وتأتي هذا (مِنْ َمعْرُوفٍ) فهذه اللف واللم تعطيك أن هذه الحكام التي على المرأة المعتدة من وفاة أحكام شرعية واجبة عليها أن تنضبط بها‬
‫هي تعرف هذا وأولده يعرفون وأهل الزوج يعرفون لكن هناك ل قضية عامة ضيافة فقال (مِنْ َمعْرُوفٍ) ما فيه شيء محدد‪.‬‬
‫َ‬
‫خبِيٌر) فما دللة تقديم العمل على الخبرة اللهية؟( د‪.‬فاضل‬ ‫ملُو َ‬
‫ن َ‬ ‫ما تَعْ َ‬ ‫*ختمت الية (وَ الل ّ َ‬
‫ه بِ َ‬
‫السامرائى)‬
‫هنالك قاعدة استنبطت مما ورد في القرآن الكريم‪ :‬إذا كان السياق في عمل النسان قدم عمله (وال بما تعملون خبير) لو كان السياق في غير العمل أو‬
‫خفُوهَا‬ ‫ت َف ِن ِعمّا هِيَ وَإِن تُ ْ‬ ‫ص َدقَا ِ‬‫كان في المور القلبية أو كان الكلم على ال سبحانه وتعالى قدّم صفة ال خبير (خبير بما تعملون)‪ .‬مثال‪( :‬إِن ُتبْدُواْ ال ّ‬
‫خبِيرٌ (‪ )271‬البقرة) هذا عمل‪ ،‬لما ذكر عمل النسان قدّم عمله (بما تعملون‬ ‫سّيئَا ِتكُمْ وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬
‫خيْرٌ ّلكُمْ َو ُيكَفّ ُر عَنكُم مّن َ‬ ‫َوتُ ْؤتُوهَا الْ ُفقَرَاء َفهُوَ َ‬
‫ظ ُم دَرَجَ ًة مّنَ اّلذِينَ‬ ‫ق مِن َقبْلِ الْ َفتْحِ َوقَاتَلَ أُ ْوَل ِئكَ أَعْ َ‬ ‫ستَوِي مِنكُم مّنْ أَنفَ َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ لَا يَ ْ‬ ‫سبِيلِ اللّهِ وَلِلّ ِه مِيرَاثُ ال ّ‬ ‫خبير)‪َ ( ،‬ومَا َلكُمْ أَلّا تُنفِقُوا فِي َ‬
‫خبِي ٌر (‪ )10‬الحديد) هذا عمل‪ ،‬قتال وإنفاق ختمها (وال بما تعملون خبير) لما ذكر عمل‬ ‫سنَى وَاللّهُ ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬ ‫عدَ اللّهُ ا ْلحُ ْ‬‫أَنفَقُوا مِن َبعْدُ َوقَاتَلُوا َوكُلّا وَ َ‬
‫سهِنّ‬‫ن فِي أَن ُف ِ‬ ‫ح عََل ْيكُمْ فِيمَا َفعَلْ َ‬‫جنَا َ‬
‫ن فَلَ ُ‬ ‫شهُ ٍر وَعَشْرًا َفِإذَا بََلغْنَ أَجََلهُ ّ‬‫سهِنّ َأ ْربَعَةَ أَ ْ‬
‫ن بِأَنفُ ِ‬
‫النسان قدّم عمله‪( .‬وَاّلذِينَ ُيتَ َوفّوْنَ مِنكُمْ َو َيذَرُونَ أَزْوَاجًا َيتَ َربّصْ َ‬
‫ل بَلَى وَ َربّي َلُت ْب َعثُنّ ثُمّ‬ ‫ن كَفَرُوا أَن لّن يُ ْب َعثُوا قُ ْ‬ ‫خبِي ٌر (‪ )234‬البقرة) هذا عمل فقدّم (وال بما تعملون خبير)‪( .‬زَعَ َم اّلذِي َ‬ ‫بِا ْل َمعْرُوفِ وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫خبِيرٌ (‪ )8‬التغابن) هذا عمل أيضا‪َ ( .‬وتَرَى الْ ِ‬


‫جبَالَ‬ ‫ك عَلَى اللّهِ يَسِي ٌر (‪ )7‬فَآ ِمنُوا بِاللّ ِه وَرَسُولِهِ وَالنّورِ اّلذِي أَن َز ْلنَا وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُونَ َ‬
‫عمِ ْلتُمْ َوذَِل َ‬
‫َلُت َنبّؤُنّ ِبمَا َ‬
‫ن (‪ )88‬النمل) هذا ليس عمل النسان فقدّم الخبرة على العمل‬ ‫خبِيرٌ ِبمَا تَ ْفعَلُو َ‬‫يءٍ ِإنّهُ َ‬
‫ن كُلّ شَ ْ‬ ‫صنْعَ اللّ ِه اّلذِي َأتْقَ َ‬
‫ي َتمُ ّر مَرّ السّحَابِ ُ‬ ‫س ُبهَا جَا ِمدَةً وَهِ َ‬
‫حَ‬ ‫تَ ْ‬
‫خبِيرٌ ِبمَا َت ْعمَلُونَ‬
‫س مّا َق ّدمَتْ ِلغَدٍ وَاتّقُوا اللّهَ إِنّ اللّهَ َ‬
‫وقال خبير بما تفعلون‪ .‬أو لما يكون المر قلبيا غير ظاهر (يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ َو ْلتَنظُ ْر َنفْ ٌ‬
‫(‪ )18‬الحشر) فهذا على العموم أنه إذا كان المر في عمل النسان قدم العمل وإذا كان في غير عمل النسان أو في المور القلبية أو عن الكلم عن‬
‫ال سبحانه وتعالى يقدم خبير‪ .‬العرب كان تعي هذه المعاني والقواعد من حيث البلغة‪ ،‬البليغ هو الذي يراعي‪ ،‬هذه أمور بلغية فوق قصد الفهام‬
‫يتفنن في صوغ العبارة ومراعاة البلغة‪ .‬على سبيل المثال عندما تضيف إلى ياء المتكلم (هذا كتابي‪ ،‬أستاذي‪ ،‬قلمي) بدون نون‪ ،‬بالنسبة للفعل تقول‬
‫أعطاني‪ ،‬أضاف نون الوقاية‪ ،‬عموم الكلمات نأتي بنون الوقاية مع الفعل مثل ضربني وظلمني أما مع السم فل تأتي هذه قاعدة وعموم الناس يتكلمون‬
‫بها دون أن يفطنوا إلى أن هذا إسم وهذا فعل‪ ،‬الناس يقولونها وهي قواعد أخذوها على السليقة‪ .‬الناس يتفاوتون في البلغة العرب كلهم كانوا يتكلمون‬
‫كلما فصيحا من حيث صحة الكلم ولذلك يؤخذ من كلم المجانين عندهم لن المجانين يتكلمون بلغة قومهم ويستشهدون بأشعار المجانين لن كلمهم‬
‫يجري على نسق اللغة أما البلغة فمتفاوتة ويقول ‪ :‬أنا أفصح من نطق بالضاد‪ .‬صحة الكلم كل واحد يتكلم على لغة قومه أما من ناحية البلغة‬
‫فهناك تفاوت‪ .‬ال تعالى تحداهم في البلغة وفي طريقة النظم والتعبير وتحداهم بأن يأتوا بسورة والسورة تشمل قصار السور مثل العصر والكوثر‬
‫سورة‪ ،‬الخلص سورة قبل التشريع وهناك إعجاز كثير في القرآن في الخبار عن المغيبات والمستقبل وعندما تحداهم ال تعالى تحداهم بسورة ليس‬
‫فيها تشريع وليس فيها إخبار عن الغائب أو عن الماضي‪ .‬هذا في العلم والبصر وليس في العِلم والخبرة والعمل فقط وهذا خط عام في القرآن‪.‬‬
‫آية (‪:)235‬‬
‫* لم قال ربنا سبحانه وتعالى (ول تعزموا عقدة النكاح) ولم يقل ول تعقدوا النكاح حتى يكون اللفظ‬
‫صريحا ً في النهي عن العقد؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ى َيبْلُغَ ا ْل ِكتَابُ َأجَلَ ُه (‪ )235‬البقرة) في هذه الية‬
‫حتّ َ‬
‫ع ْقدَةَ ال ّنكَاحِ َ‬
‫ل تَعْ ِزمُواْ ُ‬
‫آثر ربنا سبحانه وتعالى أن يبين حرمة نكاح المعتدة أثناء عدتها بقوله ( َو َ‬
‫نهي عن عقد دون و ل تعقدوا لن العزم يدل على التصميم وإذا ما نُهي المؤمن عن التصميم والرادة كان هذا النهي أبلغ من نهي العمل وهو (ول‬
‫تعقدوا) والمرء إذا صمم على أمر ما نفّذه ولذلك كان النهي عن العزم أبلغ في النهي عن المعزوم عليه‪ .‬ومن هذا الباب قوله تعالى (تلك حدود ال فل‬
‫تقربوها) فقد نُهي عن القرب لنه أبلغ من النهي في الوقوع في المحظور‪.‬‬
‫*ما دللة استعمال كلمة حليم بعد غفور في الية ؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫عدُو ُهنّ سِرّا‬ ‫ستَ ْذكُرُو َنهُنّ َوَلكِ نْ لَا تُوَا ِ‬ ‫س ُك ْم عَلِمَ اللّ ُه َأنّكُ ْم َ‬‫طبَةِ النّسَاءِ أَوْ َأ ْك َننْتُ ْم فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫ضتُ ْم بِهِ مِنْ خِ ْ‬ ‫ح عََل ْيكُ ْم فِيمَا عَرّ ْ‬ ‫جنَا َ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (وَلَا ُ‬
‫حذَرُو هُ وَاعَْلمُوا أَنّ اللّ َه غَفُو ٌر حَلِي ٌم (‬ ‫سكُ ْم فَا ْ‬‫حتّى َيبْلُ غَ ا ْل ِكتَا بُ َأجَلَ هُ وَاعَْلمُوا أَنّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا فِي َأنْ ُف ِ‬ ‫ع ْقدَةَ النّكَا حِ َ‬‫ن تَقُولُوا قَوْلًا َمعْرُوفًا وَلَا َتعْ ِزمُوا ُ‬ ‫ِإلّا أَ ْ‬
‫‪.))235‬‬
‫سهِمْ لَا تَ ْقنَطُوا مِ نْ‬ ‫عبَادِ يَ اّلذِي نَ َأ سْ َرفُوا عَلَى َأنْفُ ِ‬ ‫ل يَا ِ‬ ‫لم نع تد في القرآن الكر يم على أن يأ تي ل فظ غفور حل يم وإن ما الوارد في القرآن غفور رح يم (قُ ْ‬
‫جمِيعًا ِإنّهُ ُهوَ ا ْلغَفُورُ الرّحِي ُم (‪ )53‬الزمر)‪.‬‬ ‫حمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ َيغْ ِف ُر ال ّذنُوبَ َ‬‫رَ ْ‬
‫وردت صيغة غفورحليم في القرآن في ‪ 6‬مواضع بينماوردت صيغ غفوررحيم ‪ 64‬مرة في القرآن‪.‬أما اليات التي جاءت فيها صيغة غفور حليم‬
‫فهي‪:‬‬
‫ت قُلُو ُبكُمْ وَاللّ ُه غَفُو ٌر حَلِيمٌ (‪ )225‬البقرة)‬ ‫سبَ ْ‬‫خذُكُ ْم ِبمَا كَ َ‬ ‫‪(.1‬لَا يُؤَا ِ‬
‫خ ُذكُمُ اللّ ُه بِالّلغْ ِو فِي َأ ْيمَا ِنكُمْ وََلكِنْ يُؤَا ِ‬
‫عدُوهُنّ سِرّا إِلّا‬ ‫س َت ْذكُرُونَهُنّ وََلكِ نْ لَا تُوَا ِ‬ ‫سكُ ْم عَِل مَ اللّ هُ َأّنكُ ْم َ‬ ‫طبَةِ النّ سَاءِ أَوْ َأ ْك َن ْنتُ ْم فِي َأنْفُ ِ‬ ‫خ ْ‬‫ضتُ ْم بِ ِه مِ نْ ِ‬
‫ح عََل ْيكُ مْ فِيمَا عَرّ ْ‬ ‫جنَا َ‬‫‪(.2‬وَلَا ُ‬
‫حذَرُو هُ وَاعَْلمُوا أَنّ‬ ‫سكُ ْم فَا ْ‬
‫عَلمُوا أَنّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫حتّى َيبْلُ غَ ا ْل ِكتَا بُ أَجَلَ هُ وَا ْ‬ ‫ع ْقدَةَ ال ّنكَا حِ َ‬ ‫ن تَقُولُوا قَوْلًا َمعْرُوفًا وَلَا َتعْ ِزمُوا ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫اللّ َه غَفُورٌ حَلِي ٌم (‪ )235‬البقرة)‬
‫ع ْنهُ مْ إِنّ اللّ َه غَفُو ٌر حَلِي ٌم (‬ ‫سبُوا وََل َقدْ عَفَا اللّ ُه َ‬ ‫ض مَا كَ َ‬ ‫ن ِببَعْ ِ‬ ‫شيْطَا ُ‬ ‫ستَزَّلهُ ُم ال ّ‬
‫ج ْمعَا نِ ِإنّمَا ا ْ‬ ‫‪( .3‬إِنّ اّلذِي نَ تَوَلّوْا مِ ْنكُ ْم يَوْ َم ا ْلتَقَى الْ َ‬
‫‪ )155‬آل عمران)‬
‫غفُورٌ‬ ‫ع ْنهَا وَاللّ ُه َ‬
‫ن تُ ْبدَ َل ُك ْم عَفَا اللّ ُه َ‬
‫ل الْ ُقرْآَ ُ‬
‫ن يُنَزّ ُ‬‫ع ْنهَا حِي َ‬ ‫ن تَسَْألُوا َ‬ ‫ن تُ ْبدَ َل ُك ْم تَسُ ْؤكُمْ وَإِ ْ‬
‫شيَاءَ إِ ْ‬‫‪(.4‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَ ْ‬
‫حَلِي ٌم (‪ )101‬المائدة)‬
‫حهُمْ ِإنّ ُه كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (‬ ‫سبِي َ‬‫حمْدِهِ وََلكِ نْ لَا َتفْ َقهُونَ تَ ْ‬ ‫سبّحُ ِب َ‬
‫يءٍ إِلّا يُ َ‬ ‫سبْعُ وَا ْلأَرْضُ َومَنْ فِيهِنّ وَإِنْ مِنْ شَ ْ‬ ‫سمَوَاتُ ال ّ‬ ‫سبّحُ لَهُ ال ّ‬ ‫‪( .5‬تُ َ‬
‫‪ )44‬السراء)‬
‫ن حَلِيمًا غَفُورًا (‪ )41‬فاطر)‬ ‫ح ٍد مِنْ َب ْعدِهِ ِإنّهُ كَا َ‬ ‫س َكهُمَا مِنْ أَ َ‬ ‫ن تَزُولَا وََلئِنْ زَاَلتَا إِنْ َأ ْم َ‬ ‫سمَاوَاتِ وَالَْأرْضَ أَ ْ‬ ‫سكُ ال ّ‬ ‫‪( .6‬إِنّ اللّ َه ُيمْ ِ‬
‫الحليم ‪ :‬الحليم لغويا ‪ :‬الناة والتعقل ‪ ،‬والحليم هو الذى ل يسارع بالعقوبة ‪ ،‬بل يتجاوز الزلت ويعفو عن السيئات ‪ ،‬الحليم من أسماء ال الحسنى‬
‫بمع نى تأخيره العقوبة عن ب عض الم ستحقين ثم يعذبهم ‪ ،‬وقد يتجاوز عن هم ‪ ،‬و قد يع جل العقو بة لب عض من هم وقال تعالى ( ولو يؤا خذ ال الناس ب ما‬
‫ك سبوا ما ترك على ظهر ها من دا بة ) ‪ .‬وقال تعالى عن سيدنا إبراه يم ( إن ابراه يم لحل يم آواه من يب ) ‪ ،‬و عن إ سماعيل ( فبشرناه بغلم حل يم ) ‪.‬‬
‫وروى أن إبراهيم عليه السلم رأى رجل مشتغل بمعصية فقال ( اللهم أهلكه ) فهلك ‪ ،‬ثم رأى ثانيا وثالثا فدعا فهلكوا ‪ ،‬فرأى رابعا فهم بالدعاء عليه‬
‫فأوحى ال اليه ‪ :‬قف يا إبراهيم فلو أهلكنا كل عبد عصا ما بقى إل القليل ‪ ،‬ولكن إذا عصى أمهلناه ‪ ،‬فإن تاب قبلناه ‪ ،‬وإن أصر أخرنا العقاب عنه ‪،‬‬
‫لعلمنا أنه ل يخرج عن ملكنا‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫وإذا أخذنا الية ‪ 235‬من سورة البقرة ورجعنا إلى سياق اليات نجد أن ال تعالى يُحذّر من بعض التجاوزات التي تحصل في الحياة الزوجية وقد‬
‫ظهْرِهَا‬
‫ك عَلَى َ‬
‫سبُوا مَا تَرَ َ‬
‫س ِبمَا َك َ‬
‫خذُ اللّ ُه النّا َ‬ ‫ينتهي المر إلى الطلق وقد يكون هناك أولد‪ .‬ولو عجّل ال تعالى العقوبة لصحاب الذنوب (وَلَ ْو يُؤَا ِ‬
‫جُلهُ ْم َفإِنّ اللّ َه كَا نَ ِب ِعبَادِ ِه بَ صِيرًا (‪ )45‬فاطر) ما بقي من الناس أحد فال تعالى يؤخّر العقوبة من‬ ‫سمّى َفِإذَا جَاءَ أَ َ‬ ‫ل مُ َ‬ ‫ن يُؤَخّرُهُ ْم إِلَى َأجَ ٍ‬
‫مِ نْ دَابّةٍ وََلكِ ْ‬
‫باب الحِلم وهو صفة من صفاته سبحانه وتعالى ومن أسمائه تعالى الحليم لنه يُعطي الفرصة لصلح الوضاع‪ .‬وقد يكون قد حصل بعض التقصير‬
‫أو بعض الذنوب بين الناس فتسيء أخلقهم وتضعف ضمائرهم وال تعالى سبحانه يعطي الناس فرصة للعودة عما حصل منا‪.‬‬
‫ل وح سد ولو آخذ نا ال تعالى ب ما في قلوب نا لن يب قى أ حد على ق يد الحياة‪ .‬و من رح مة ال تعالى بالناس أن يُمهِل الناس ح تى‬ ‫وب عض القلوب في ها غِ ٌ‬
‫حذَرُو هُ) لن ال تعالى أعلم بما في النفوس وعلينا نحن أن نعلم حقيقة أسماء ال تعالى الحسنى‬ ‫سكُ ْم فَا ْ‬
‫يُصلحوا أنفسهم (وَاعَْلمُوا أَنّ اللّ َه َيعْلَ ُم مَا فِي َأنْ ُف ِ‬
‫وصفاته لنه ما نفع صفة إذا لم يعرف معناها الناس؟ وهذا هو المقصود بإحصاء أسماء ال الحسنى أي معرفة معاني الصفات حتى نطلبها من ال‬
‫تعالى ف صفة القوي هي أن نتحا شى غ ضب ال تعالى و صفة الرح يم أن نا ل نيأس من رحم ته تعالى و كل من تطاول على الناس يكون قد غا بت ع نه‬
‫صفة من صفات ال تعالى‪ .‬فالفائدة من معرفة السماء وال صفات هي معرفة كيفيت ها وكيفية التخلّق بها في الحياة "إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس‬
‫فتذكر قدرة ال عليك"‪ .‬فعلينا معرفة الصفات وترجمتها إلى سلوك فنأخذ الرحمة من الرحيم والصبر من الصبور والحِلم من الحليم وهكذا‪.‬‬
‫ونحن مطالبون بمعرفة الصفات ولقد لحظ العلماء أن المولى تبارك وتعالى يأتي بنهايات اليات بما يتناسب مع الية فل يستخدم مثلً صفة الرحمة‬
‫في آ ية العقاب وعلى سبيل المثال في ق صة العرا بي الذي كلن وا حد من التابع ين يعلّ مه القرىن وتل عل يه قوله تعالى في سورة النور وال سارق‬
‫والسارقة ثم ختم الية وال غفور رحيم فقال له العرابي أنت تكذب ثم جاء رجل تابعي آخر فسأل عن المر فأخبروه فقال للتابعي الول أعِد علي ما‬
‫قلت فأعاد فقال له صدق العرابي فالية تنتهي بقوله تعالى وال عزيز حكيم فسأل التابعي الول العرابي لكن كيف عرفت؟ فقال له عزّ فحكَم فقطع‬
‫ولو غفرو ورحم لِمَ قطع؟‬
‫نعود لية سورة البقرة فنقول أنه جاء فيها قوله غفور حليم بمعنى أنه ل يغرنّك أيها الزوج حِلم ال تعالى عليك فتتمادى في البطش بزوجتك وبما يحلم‬
‫ص فِيهِ ا ْلَأبْصَا ُر ( ‪ )42‬ابراهيم)‪.‬‬
‫خ ُ‬ ‫عمّا َي ْعمَلُ الظّاِلمُونَ ِإّنمَا يُؤَخّرُ ُهمْ ِليَوْ ٍم تَشْ َ‬
‫سبَنّ اللّ َه غَافِلًا َ‬
‫ال تعالى عليك لكنه ل ينسى عملك كما قال تعالى (وَلَا َتحْ َ‬
‫ولمّا قال تعالى (وَاعَْلمُوا أَنّ اللّ َه غَفُورٌ حَلِي مٌ) فكل مة حل يم ه نا جاءت كتهد يد بالعذاب فالذي ل يرتدع فال تعالى حل يم وعنده ب طش بالجبابرة الذ ين‬
‫يتجاوزون حدود ال تعالى ول يؤخذ من كلمة حليم هنا التبشير بالرحمة لنها لو كانت كذلك لجلءت بصيغة غفور رحيم‪.‬‬
‫ونلحظ أن المولى تعالى في الية ‪ 235‬من سورة البقرة التي ختمت بقوله تعالى غفور حليم جاءت الفعال فيها بالمضارع وهذا ليدل على أن هذه‬
‫المور متجددة الحصول ونحن نقع فيها والبعض عليها الن (تذكرونهن‪ ،‬تواعدوهن‪ ،‬تقولوا‪ ،‬تعزموا‪ ،‬يبلغ‪ ،‬يعلم‪ ،‬فاحذروه)‪.‬‬
‫ولو تأمل نا في كل اليات ال تي خُت مت بقوله تعالى غفور حل يم ن جد أن ال سياق في ها كان تحذيرا للذي ل يرتدع عن تجاوز حدود ال تعالى ول يخاف‬
‫بطشه سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)236‬‬
‫*ما الفرق بين (حقا ً على المحسنين) و(حقا ً على المتقين)؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ن عَلَى ا ْلمُوسِ ِع قَدَرُ ُه وَعَلَى ا ْل ُم ْقتِرِ َقدَرُ ُه َمتَاعًا‬
‫ن فَرِيضَةً َو َمّتعُوهُ ّ‬ ‫ن طَلّ ْقتُ ُم النّسَاءَ مَا لَ ْم َتمَسّوهُنّ أَ ْو تَ ْفرِضُوا َلهُ ّ‬
‫عَليْكُمْ إِ ْ‬
‫جنَاحَ َ‬
‫الفرق بين قوله تعالى (لَا ُ‬
‫ن (‪ ))241‬في سورة البقرة‬ ‫علَى ا ْل ُمتّقِي َ‬
‫ف حَقّا َ‬ ‫ع بِا ْل َمعْرُو ِ‬
‫ت َمتَا ٌ‬ ‫ن (‪ ))236‬وقوله تعالى (وَلِ ْلمُ َ‬
‫طلّقَا ِ‬ ‫سنِي َ‬
‫حقّا عَلَى ا ْلمُحْ ِ‬
‫بِا ْل َمعْرُوفِ َ‬
‫الية الولى هي في حالة المرأة المعقود عليها وطُلّقت قبل أن يتم الدخول بها لو لم تُفرض لهم فريضة أي لم يحدد مهرها أما الية الثانية فهي في‬
‫حالة المرأة التي عُقد عليه ثم طُلّقت وقد تم الدخول بها‪.‬‬
‫ففي الحالة الولى الرجل طلّق المرأة لكنه لم يدخل بها ولم يستفد منها أو يتمتّع بها ولم يحصل بينهما مسيس فلمّا يدفع النفقة يكون هذا من باب‬
‫ل حسب سعته لذا خُتمت الية بقوله تعالى (حقا على المحسنين) بينما لو دخل عليها واختلى‬ ‫الحسان والقرآن الكريم لم يحدد القدر بل تركه مفتوحا ك ُ‬
‫بهاوحدث المسيس وخدمته وأسعدته ثم طلّقها فيدفع لهاولولم يدفع لها سيدخل النارلذا ختمت الية بـ(حقا على المتقين) الذين يتّقون العذاب يوم القيامة‪.‬‬
‫وهذا يدل على ا‪ ،‬البناء القرآني متماسك في اللفظ‪.‬‬
‫كلمة حقاّ تعني حق حققه القرآن للمرأة وليس لحد أن يتجاوزه ول تقول المرأة ل أريده إنما تأخذه وتتصدق به إن شاءت‪.‬‬
‫آية (‪:)237‬‬
‫*مامعنى (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح)؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫ضتُ ْم ِإلّا أَنْ َيعْفُونَ أَوْ‬
‫صفُ مَا فَ َر ْ‬
‫ضتُمْ َلهُنّ َفرِيضَ ًة َفنِ ْ‬
‫ن َتمَسّوهُنّ َو َقدْ فَ َر ْ‬
‫ن َقبْلِ أَ ْ‬
‫طلّ ْقُتمُوهُنّ مِ ْ‬
‫معنى أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح في قوله تعالى (وَإِنْ َ‬
‫ل َبيْ َنكُمْ إِنّ اللّ َه ِبمَا َت ْعمَلُونَ َبصِيرٌ (‪))237‬؟‬ ‫ن َتعْفُوا َأقْ َربُ لِلتّقْوَى وَلَا َتنْسَوُا الْ َفضْ َ‬
‫ع ْقدَةُ ال ّنكَاحِ وَأَ ْ‬
‫َيعْفُ َو اّلذِي ِب َيدِهِ ُ‬
‫هذه الية في حالة طلق الرجل للمرأة المعقود عليها لكن لم يتم المسيس بها وحُدد مهرها فلها نصف المهر المسمّى وهناك استثناء وهو أن تعفو‬
‫ي المرأة‬ ‫المرأة (إل أن يعفون) أما قوله تعالى (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) فاختلف فيها المفسرون فقال بعضهم أن الذي بيده عقدة النكاح هو ول ّ‬
‫أما البعض الخر فقال أن الذي بيده عقدة النكاح هو الرجل المطلّق وهذا يوازن المعى في الية أكثر لن الزوج هو بيده عقدة النكاح (وبدون إيجاب‬
‫وقبول ل يكون هناك عقدة نكاح) ومعنى أن يعفو الذي بيده عقدة النكاح أو الزوج كما قلنا هو أن يعفو الزوج المطلّق عن النصف الثاني من المهمر‬
‫ن َتعْفُوا َأقْ َربُ‬ ‫المسمّى ويعطي المرأة المطلّقة كامل المهر فيكون شهما كريما معها وال تعالى سيكافئه على ذلك إن شاء ال‪ .‬وال تعالى يقول (وَأَ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫لِلتّقْوَى) فالقرآن انتصر لصالح الزوجة فلو عفى الزوج يكون أفضل فالخطاب في قوله (أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح) هو للمطلّقين وليس للمطلقات‪.‬‬
‫والنسب أن يعفو الزوج إذا أراد أن يكون من التقياء يوم القيامة لن الزوج يعمل وسيحصل على مال غيره أما الزوجة فهي التي تحتاج لمن‬
‫يعوّضها ويؤنسها ويجبر خاطرها‪.‬‬
‫ن قُلِ ا ْلعَفْوَ) أي أنفقوا من‬
‫سأَلُو َنكَ مَاذَا ُينْ ِفقُو َ‬
‫وكلمة العفو هي من الفاظ المستحبة في الشريعة وهي تعني ما زاد على الشيء كما في قوله تعالى ( َويَ ْ‬
‫المال الزائد عن حاجتكم‪.‬‬
‫ول تنسوا الفضل بينكم‪ :‬الفضل هو الزيادة أي ل تكونوا دقيقين في الحساب‪.‬‬
‫آية (‪:)238‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)98‬‬
‫*قال تعالى (حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى) الية تحث على الصلة وقد توسطت آيات‬
‫الطلق والوفاة فما دللة هذا؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أقول وال أعلم أن المشكلت بين الزوجين وأحداث الطلق أو الوفاة قد تؤدي إلى أن يحيف أحد الزوجين على الخر وقد يؤدي هذا إلى ظلم الخر‬
‫والصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر فأمر ال تعالى بالصلة حتى ل يحيف أحدهما أو يظلم الخر ويذكّره بالعبادة‪ .‬وقد ينتصر أحد الزوجين لنفسه‬
‫فأمره ال تعالى بالصلة حتى ل يقع في ذلك‪ .‬ونذكر أن ال تعالى أمر بالصلة في أحداث أكبر من ذلك عند فقد المن وفي حالة الخوف أمر تعالى‬
‫عدُوّا ُمبِينًا (‬
‫ن يَ ْف ِت َنكُمُ اّلذِينَ كَ َفرُوا إِنّ ا ْلكَافِرِينَ كَانُوا َلكُ ْم َ‬
‫ن تَ ْقصُرُوا مِنَ الصّلَا ِة إِنْ خِ ْفتُمْ أَ ْ‬
‫جنَاحٌ أَ ْ‬
‫س عََل ْيكُ ْم ُ‬
‫ض فََليْ َ‬
‫بالصلة أيضا (وَِإذَا ضَ َر ْبتُ ْم فِي ا ْلأَرْ ِ‬
‫ل حتى ل ينشغل الزوجين بالمشكلت العائلية عن الصلة فيتركوها والثاني لئل‬ ‫‪ )101‬النساء)‪ .‬وكذلك المر بالصلة بين آيات الطلق لها سببين أو ً‬
‫يحيف أحده ما على الخر‬
‫موا ْ لِلّهِ قَانِتِي َ‬
‫ن (‪ )238‬البقرة) اعترضت آيات أحكام‬ ‫سطَى وَقُو ُ‬
‫صلَةِ الْوُ ْ‬ ‫صلَوَا ِ‬
‫ت وال َّ‬ ‫حا ِفظُوا ْ عَلَى ال َّ‬
‫*( َ‬
‫الطلق فما غاية هذا العتراض؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ل َبيْ َنكُ ْم (‪ ))237‬وهذه دعوة من ال سبحانه وتعالى‬
‫لو نظرت إلى الية قبلها لرأيت أنها ختمت بقوله تعالى (وَأَن َتعْفُواْ َأقْ َربُ لِلتّقْوَى َولَ تَنسَوُ ْا الْ َفضْ َ‬
‫جبِلت على طبع الشُحّ دلّنا ال تعالى على خُلُق ناجع ووصف لنا‬ ‫جبِلت على ضرائب اللؤم و ُ‬ ‫إلى خُلُق حميد وهو العفو عن الحقوق وبما أن النفس ُ‬
‫دوائين‪ :‬الول دنيوي فقال (ول تنسوا الفضل بينكم) فأرشدنا إلى أن العفو يقرّب منك البعيد ويصيّر عدوك صديقا‪ ،‬والثاني دواء روحاني وهو الصلة‬
‫فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر‪.‬‬
‫*لماذا وردت آية الحفاظ على الصلة بين آيات الطلق؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (حَافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلَاةِ الْ ُوسْطَى َوقُومُوا لِلّ ِه قَا ِنتِينَ (‪))238‬‬
‫العلماء وقفوا متعجبين لماذا ذكرت الصلة والحفاظ عليها بين آيات الحوال الشخصية والقوال اختلفت بين‪:‬‬
‫ب يتقدم لبنته خاطب أن يتحرى أنه ل يضيع الصلة أو رب العالمين من قلبه لنه‬ ‫أن الذي ل يحافظ على صلته لن يحفظ زوجته وهذه اشارة لكل أ ٍ‬
‫بهذا يطمئن أن هذا الرجل لن يضيّع ابنته‪ .‬قال عمر بن الخطاب‪ :‬إذا كان المرء للصلة مضيّعا فلغيرها أضيع‪ .‬فمن ليس فيه خير لربّه فكيف يكون‬
‫فيه خير لغيره؟‬
‫وبعض العلماء يقولون إنها جملة اعتراضية‪.‬‬
‫ولقد وردت آية الحثّ على الصلة في سورة البقرة ثلث مرات‪:‬‬
‫ن (‪ ))45‬بين آيات خطاب بني اسرائيل‪.‬‬ ‫شعِي َ‬
‫صبْرِ وَالصّلَاةِ وَِإّنهَا َل َكبِيرَةٌ إِلّا عَلَى ا ْلخَا ِ‬
‫س َتعِينُوا بِال ّ‬ ‫‪(.1‬وَا ْ‬
‫ن (‪ ))153‬بين آيات‬ ‫صبْ ِر وَالصّلَاةِ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِي َ‬ ‫س َتعِينُوا بِال ّ‬ ‫‪(.2‬يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآمَنُوا ا ْ‬
‫‪(.3‬حَافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلَاةِ الْ ُوسْطَى َوقُومُوا لِلّ ِه قَا ِنتِينَ (‪ ))238‬بين آيات الحوال الشخصية ‪.‬‬
‫فلماذا يصرّ القرآن على وضع الصلة بين هذه اليات؟ هذا له معنى واحد وهو أنه لن تقوم للنسان علقة بال تعالى إل عن طريق الصلة لن‬
‫الصلة‪:‬‬
‫‪.1‬الصلة تعلّم النسان على النضباط وال تعالى يريد أن يتعلم الناس النضباط في حياتهم الزوجية قل قيام لهذا النضباط إل‬
‫بالنضباط في الصلة‪.‬‬
‫‪ُ.2‬أمِر النسان بالمحافظة عليها فالذي يحافظ عليها سيحافظ على زوجته‪.‬‬
‫‪.3‬الصلة بركة تمل المكان والعقل والجسد وال تعالى يريد للجسدين المتقاربين أي الزوج والوزجة أن تعمّهما بركة الصلة‪.‬‬
‫‪.4‬الصلة صِلة بين العبد وربّه وعقدة الزواج علقة بين ثلثة أطراف ‪ :‬ال تعالى والزوج والزوجة‪.‬‬
‫‪.5‬الصلة فيها خشوع وال تعالى يريد أن ل يتجبّر الزوج على زوجته‪.‬‬
‫‪.6‬الصلة فيها خضوع وال تعالى يريد من الزوجة أن تخضع لزوجها‪.‬‬
‫‪.7‬الصلة فيها استغفار وال تعالى يريد لكل من الزوجين أن يغفر للخر‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫فالصلة إذن فيها كل شيء وحياة زوجية بل صلة ل خير فيها ويجب أن تكون العلقة بين الزوجين مبنية على الدين والصلة هي أساس الدين‬
‫وعلقة بدون صلة يعني علقة بدون طهارة وعلقة فيها بُعد عن ال تعالى‪ .‬وفي الحديث الشريف‪ " :‬رحِم ال امرأة قامت إلى زوجها فأيقظته فتأبّى‬
‫عليها فنضحت وجهه بالماء فباتا الليلة وقد غفر ال لهما"‪.‬‬
‫فيجب العودة إلى ال تعالى حتى تعود البركة على حياة الناس‪ .‬وال تعالى في آية المحافظة على الصلة يلفت نظرنا ويرشد الُسر إلى أنه من أراد‬
‫أن يبارك ال تعالى في حياته فعليه بالمحافظة على الصلة وهل الذي يمشي مكبّا على وجهه أهدى أم الذي يمشي سويا على صراط مستقيم؟ (َأ َفمَنْ‬
‫ستَقِي ٍم (‪ )22‬الملك)‬ ‫جهِهِ أَ ْهدَى َأمّنْ َيمْشِي سَ ِويّا عَلَى صِرَاطٍ ُم ْ‬ ‫َيمْشِي ُم ِكبّا عَلَى َو ْ‬
‫شبّهت الصلة بعمود الخيمة " الصلة عماد الدين" وفي رواية أخرى " الصلة عمود الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين"‬ ‫ولقد ُ‬
‫"العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر" والعلماء انقسموا في حُكم تارك الصلة فمنهم من قال من تركها متعمّدا منكرا لها فقد كفر أما من‬
‫تركها متكاسلً فهو فاسق وسواء كان فاسقا أو كافرا فكلهما في خطر‪ .‬وعلى النسان أن ل يسوّف ويبادر إلى الصلة لننا بغيرها نكون بل قيمة‬
‫فهي التي تحفظنا‪.‬‬
‫جمع الصلوات (حافظوا على الصلوات) وإفرادها (والصلة الوسطى)‬
‫الصلة أهم ركن ولها ثلثة أحوال وعلى هذه الحوال يترتب العقاب‪:‬‬
‫ن مََآبًا (‪ )22‬لَابِثِينَ فِيهَا َأحْقَابًا (‪ )23‬لَا‬ ‫ت مِ ْرصَادًا (‪ )21‬لِلطّاغِي َ‬ ‫ج َهنّ َم كَانَ ْ‬
‫شخص غير معترف بالصلة حُكمه كافر خارج عن المِلّة عقابه جهنم (إِنّ َ‬
‫غسّاقًا (‪ )25‬جَزَاءً ِوفَاقًا (‪ِ )26‬إنّهُ ْم كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (‪َ )27‬و َكذّبُوا بَِآيَاتِنَا ِكذّابًا (‪ )28‬النبأ)‬ ‫حمِيمًا وَ َ‬ ‫َيذُوقُونَ فِيهَا بَ ْردًا وَلَا شَرَابًا (‪ )24‬إِلّا َ‬
‫سقَ َر (‪ )42‬قَالُوا لَ ْم َنكُ‬
‫شخص معترف بالصلة لكنه متكاسل عنها حُكمه فاسق أو عاصي وعقابه في الخرة سقر وهو واد في جهنم (مَا سََل َككُ ْم فِي َ‬
‫ن (‪ )43‬المدثر)‬ ‫مِنَ ا ْلمُصَلّي َ‬
‫شخص يصلي ويسهى ويصلي فرضا ويترك آخر أو يجمع كل الصلوات في وقت واحد أو يؤديها متقطعة عقابه في الخرة ويل وهو واد في جهنم‬
‫ن (‪ )5‬الماعون)‪.‬‬ ‫صلّينَ (‪ )4‬اّلذِينَ ُه ْم عَنْ صَلَا ِتهِمْ سَاهُو َ‬ ‫(فَ َويْلٌ لِ ْلمُ َ‬
‫فترك الصلة عاقبته وخيمة وأمره خطير جدا والرسول لن يشفع يوم القيامة لتارك الصلة وإنما سيشفع لمن استحق الشفاعة ولن تنفع تارك الصلة‬
‫شفَاعَةُ الشّا ِفعِينَ (‪ ))48‬فعلى كل تارك للصلة أن يبادر ويسارع بالتوبة ويبتعد عن التسويف لن‬ ‫شفاعة الشهداء والصديقين والصالحين ( َفمَا َتنْ َف ُعهُمْ َ‬
‫المر في منتهى الخطورة "اغتنموا خمسا قبل خمس‪ :‬صحتك قبل مرضك‪ ،‬حياتك قبل موتك‪ ،‬فلغك قبل شغلك‪ ،‬شبابك قبل هرمك‪ ،‬دنياك قبل آخرتك"‬
‫والناس يوم القيامة ستندم على ساعة مرت عليهم لم يذكروا ال تعالى أو يقوموا بعبادة ل أو يتنافسوا في طاعة ال وفي الحديث عن رسول ال " ما‬
‫من أحد مات إل ندم قالوا وما ندامته يا رسول ال؟ قال يندم المسيء على إساءته ويندم المحسن على أنه لم يستزد من إحسانه"‪ .‬ويقول تعالى في‬
‫الحديث القدسي ‪ " :‬يا ابن آدم خلقتك بيدي وربّيتك بنعمتي وأنت تهجرني وتعصيني فإن هجرتني وعصيتني حلمت عليك حتى تتوب لغن تبت إلي‬
‫قبلتك فإن قبلتك غفرت لك فإن غفرت لك أدخلتك الجنة وأنجيتك من النار فمن أين تجد لك ربا مثلي وأنا الغفور الرحيم"‪.‬‬
‫الذي ل يصلي ل يؤتمن على زوجته وعائلته وأولده‪.‬‬
‫*ما دللة قوله تعالى ( الصلة الوسطى)؟(الشيخ خالد الجندي)‬
‫(حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى) سورة البقرة آية ‪،238‬بلغ عدد تفسيرات العلماء لمعنى الصلة الوسطى حوالي ‪ 32‬تفسيرا منهم من قال‬
‫أنها صلة العصر ومنهم من قال الجمعة ومنهم من قال أنها صلة كانت مفروضة سابقا وهناك مدرستين في التفسير مدرسة أهل الفقهاء ومدرسة أهل‬
‫الحديث فالفقهاء قالوا أنه صلة الفجر مستندين إلى حديث عن السيدة عائشة رضي ال عنها وأهل الحديث يقولون إنها صلة العصر مستندين إلى‬
‫قول النبي في غزوة بني قريظة "شغلونا عن صلتنا الوسطى" إنما يوجد رأي آخر يقول إن الصحابة لم يسألوا عن هذه الية فاعتبروا أن كل صلة‬
‫هي صلة وسطى فهؤلء سمعوا وفهموا وطبّقوا بدون اعتراض ول جدل‪ .‬وبعض العلماء يقولون أنه بما أن عدد الصلوات في اليوم خمسة وال‬
‫تعالى يقلّب الليل والنهار أي أنه ل توجد نقطة ابتداء أو انتهاء كالدائرة فتكون صىة الفجر هي الوسطى بين العشاء والظهر (أي الليل والنهار)‬
‫والظهر وسطى بين طرفي النهار (الصبح والعصر) والعصر وسطى بين وقتي الليل والمغرب وسطى بين طرفي الليل والعشاء وسطى هذا من حيث‬
‫الترتيب وبعض الناس قالوا وسطى من حيث الوصف فهي تفيد الفضلية والخيرية والفضيلة هي وسط بيم رذيلتين فالشجاعة فضيلة بين التهور‬
‫والجُبن والكرم فضيلة بين السراف والبخل والتدين وسط بين الفراط والتفريط ولهذا قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) فالوسطية تركز للفضيلة‬
‫فالصلة الوسطى هي الصلة الفاضلة‪.‬‬
‫وفريق آخر من العلماء قال أها صلة أخفاها ال تعالى لفضيلة خاصة تتحرك بين الصلوات حرص ال تعالى على إخفائها حتى يتحرك الناس‬
‫ويحافظوا على الصلوات كلها كما أخفى تعالى إسمه العظم حتى ل يترك الناس باقي أسمائه الحسنى وكما أخفى ليلة القدر حتى يجتهد الناس في كل‬
‫ليالي رمضان وكما أخفى ساعة الستجابة في يوم الجمعة حتى يتحرك الناس بالعبادة والدعاء طوال اليوم‪ .‬فأخفى ال تعالى هذه الصلة لنها تنتقل‬
‫وتتعدد بين الوقات فقد تكون الصبح اليوم والعصر في الغد وهكذا حتى ينتظم النسان في صلته كلها فيكون من السعداء والعتقاء من النار يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫فريق آخر قال أن الية فيها جمع وإفراد فهي تدل على الفروض (الصلة) والنوافل (الصلوات) ‪.‬‬
‫آية (‪:)239‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫م فَاذ ْكُُروا ْ الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫جال ً أوْ ُركْبَانًا فَإِذ َا أ ِ‬
‫منت ُ ْ‬ ‫م فَرِ َ‬
‫خفْت ُ ْ‬ ‫*ما الفرق فين إستعمال إذا وإن فى قوله تعالى (فَإ ْ‬
‫ن ِ‬
‫َ‬
‫ن (‪ )239‬البقرة)؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫م تَكُونُوا ْ تَعْل َ ُ‬
‫مو َ‬ ‫ما ل َ ْ‬ ‫ما عَل ّ َ‬
‫مكُم َّ‬ ‫كَ َ‬
‫تأمل هذا اللفظ اللهي وانظر كيف يسوق لك المان والطمئنان‪ ،‬ألم تر كيف جاء ربنا بالمن بـ (إذا) فقال (فإذا أمنتم) وجاء بالخوف بـ (إن) (فإن‬
‫خفتم)؟ فهذا بشارة لنا نحن المسلمين بأن النصر والمن سيكون لنا مهما طال أمر الفزع والخوف ولكن من أين نفهم هذا المعنى؟ نفهمه من استعمال‬
‫(إن) و(إذا) في الية‪ .‬فـ (إن) تستعمل في الشك والتقليل فأدخلها ربنا تعالى على الخوف وتستعمل (إذا) لليقين والقطع فاستعملها ربنا مع المن‪.‬‬
‫آية (‪:)240‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)234‬‬
‫آية (‪:)242‬‬
‫* انظر آية (‪↑↑↑.)187‬‬
‫آية (‪:)243‬‬
‫*ما الفرق بين (ولكن أكثر الناس ل يشكرون)و(ولكن أكثرهم ل يشكرون)؟ (د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫ش ُكرُونَ ﴿‪﴾60‬‬ ‫ن (‪ )243‬البقرة) ومرة يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَرَهُمْ لَا يَ ْ‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫ل يَ ْ‬
‫ن َأ ْكثَرَ النّاسِ َ‬
‫رب العالمين دائما يتكلم عن نعمه أو أفضاله على الناس (وََلكِ ّ‬
‫ل عليك تقول هذا‬ ‫يونس) ‪ ،‬في حياتنا اليومية عندما يكون هنالك شخص تحترمه أو من أقاربك المحترمين أبوك عمك خالك تحترمه أو تحبه أو ذو فض ٍ‬
‫عمي فلن أو جاء عمي فلن وراح عمي فلن فأكثر من مرة تذكر اسمه وإذا شخص مهين أو تحتقره أو ل شأن له تقول هذا وال هذا راح وهذا‬
‫شكُرُونَ) صح أنهم ل يشكرون ولكنهم‬ ‫س لَ يَ ْ‬‫جاء فتشير له بعدم اكتراث‪ .‬فرب العالمين أحيانا حين يتكلم عن عباده الصالحين يقول (وََلكِنّ َأ ْكثَ َر النّا ِ‬
‫ل منا من‬‫عباده مؤمنين بال وموحدون طيبون كرماء لكن عندهم أخطاء وطبيعة شكرهم ل ليست واضحة‪ ،‬عبادة الشكر من أعظم العبادات وقلي ٌ‬
‫شكُو ُر ﴿‪ ﴾13‬سبأ) وقليلُ فأنت لست من القليل‪.‬‬ ‫عبَادِيَ ال ّ‬
‫ل مِنْ ِ‬ ‫يحسنها‪ ،‬الشكر هذا باب هائل ال قال ( َوقَلِي ٌ‬
‫ل عَلَى النّاسِ وََلكِنّ َأ ْكثَرَ‬ ‫حيَا ُهمْ إِنّ اللّهَ َلذُو فَضْ ٍ‬
‫ت فَقَالَ َلهُ ُم اللّ ُه مُوتُوا ُثمّ أَ ْ‬
‫حذَرَ ا ْلمَوْ ِ‬
‫ف َ‬
‫ن دِيَارِهِمْ وَهُ ْم أُلُو ٌ‬
‫رب العالمين يقول (أََل ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ خَ َرجُوا مِ ْ‬
‫شكُرُونَ ﴿‪ ﴾243‬البقرة) هؤلء ناس مسلمين مؤمنين موحدون‪ .‬حينئذٍ قال (وََلكِنّ َأ ْكثَ َر النّاسِ) وهؤلء ناس وكلمة ناس عند العرب أي‬ ‫النّاسِ لَا يَ ْ‬
‫وجهاء الناس ولهذا لما صارت معركة بدر والمسلمون قتلوا وجهاء قريش فواحد من المسلمين فرح بهذا النتصار العظيم قال لقد ذبحنا خرافا فالنبي‬
‫قال له يا بني إنهم الناس فهؤلء وجهاء القوم‪ .‬فرب العالمين لما تكلم عن عباده الضالين عندهم أخطاء لكنهم عباده فهو مؤمن موحد ل عز وجل‬
‫كحالنا جميعا لكن إذا تكلم عن ناس كفرة قال (وََلكِنّ َأ ْكثَرَهُمْ) منهم هؤلء المشركين فكلما رب العالمين استعمل وانظر إلى الذي قاله فرعون (أَمْ َأنَا‬
‫ن َهذَا اّلذِي هُ َو َمهِينٌ) وحتى إبليس‬ ‫خيْ ٌر مِنْ َهذَا اّلذِي هُ َو َمهِينٌ وَلَا َيكَادُ ُيبِينُ ﴿‪ ﴾52‬الزخرف) موسى من أولي العزم يقول فرعون عنه (َأنَا َ‬
‫خيْ ٌر مِ ْ‬ ‫َ‬
‫ت عََليّ ﴿‪ ﴾62‬السراء) على آدم فكلمة هذا وهم الضمائر تستخدم للشخص الذي ل يعجبك يعني تستهين به‪ .‬فحينئذٍ إذا كان‬ ‫قال (أَرََأ ْي َتكَ َهذَا اّلذِي كَ ّرمْ َ‬
‫الحديث عمن يحبهم ال قال (وََلكِنّ َأكْثَ َر النّاسِ) وهؤلء ولول ل يشكرون ولكن ال يحبهم لنهم موحدين أما إذا قال (وََلكِنّ َأ ْكثَرَ ُهمْ) من هؤلء الناس‬
‫الذي أنت ل تريد أن تذكرهم وهذا شأن العباد جميعا في مثل هذه القضية‪.‬‬
‫*في بعض اليات الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم بصيغة (ألم تر) والرسول لم يراها فما‬
‫دللة هذا الخطاب؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫(ألم تر) في اللغة العربية تأتي بمعنيين‪ .‬الول‪ :‬السؤال عن الرؤية البصرية والرؤية القلبية‪ ،‬ألم تر خالدا اليوم؟ ألم تر المر كما أراه؟‪ ،‬هذا معنى‪،‬‬
‫والمعنى الخر معناها ألم تعلم ألم ينتهي علمك؟ للتعجيب‪ .‬هذه الصيغة تأتي للتعجيب سواء رآه أو لم يسبق له رؤيته‪ .‬إذن هي للتعجيب مثل (أَ َولَمْ‬
‫ت (‪ )19‬الملك) ألم تعجب من هذا؟ ألم تعجب مما يفعله الرحمن؟ هم يرون‪( .‬أَوَلَ ْم يَرَوْا إِلَى ا ْلأَ ْرضِ َكمْ أَنبَ ْتنَا فِيهَا مِن كُلّ‬ ‫طيْ ِر فَ ْو َقهُمْ صَافّا ٍ‬
‫يَرَوْا إِلَى ال ّ‬
‫ت (‪ )243‬البقرة) ألم ينتهي‬ ‫حذَرَ ا ْلمَوْ ِ‬ ‫خرَجُواْ مِن ِديَارِهِ ْم وَهُمْ أُلُوفٌ َ‬ ‫ج كَرِي ٍم (‪ )7‬الشعراء) هذه رؤيا مشاهدة لكن فيها تعجيب‪( .‬أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ َ‬ ‫زَوْ ٍ‬
‫ن آتَاهُ اللّهُ ا ْلمُ ْلكَ (‪)258‬البقرة) إقرأ الحوار بينهم أل تعجب من‬ ‫علمك؟ ألم تسمع منهم؟ أل تتعجب من أولئك؟ (أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِي حَآجّ ِإبْرَاهِيمَ فِي ِربّهِ أَ ْ‬
‫هذا المتكبر وكيف كان يحاوره إبراهيم؟‪ .‬هذا التركيب في العربية له دللتان (ألم تر إلى) إما الرؤية البصرية أو القلبية وإما ألم ينتهي علمك؟ ألم‬
‫سرَائِيلَ مِن َبعْ ِد مُوسَى (‪ )246‬البقرة) هي للتعجيب والقصد منها التعجيب يلفت نظر‬ ‫ل مِن َبنِي إِ ْ‬
‫تعجب؟ يعجّبه من الحالة التي يذكرها (أَلَ ْم تَرَ إِلَى ا ْلمَ ِ‬
‫السامع الذي يحدثه والمخاطب إلى أمر يدعو إلى التأمل والعجب من الحالة أو من قدرة ال أو ما إلى ذلك‪.‬‬
‫* ما الفرق بين آلف وألوف (وهم ألوف) في القرآن؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫آلف من أوزان ال ِقلّة‪ ،‬جمع قلة‪( .‬أفعال) من أوزان القِلّة‪ :‬أفعُل‪ ،‬أفعال‪ ،‬أفعِلة‪ ،‬فِعلة‪ .‬من أوزان القِلّة وألوف من الكثرة‪ .‬لذلك قال ربنا سبحانه وتعالى‬
‫ف مّنَ ا ْلمَلئِكَ ِة مُنزَلِينَ (‪ )124‬آل عمران) لن القلة من الثلثة إلى العشرة فإن تجاوزها دخل في الكثرة (أَلَ ْم تَرَ‬
‫(أَلَن َيكْفِيكُمْ أَن ُيمِ ّدكُمْ َرّبكُم ِبثَلَثَ ِة آلَ ٍ‬
‫ت (‪ )243‬البقرة) قال بعضهم قطعا أكثر من عشرة آلف وقسم أوصلهم إلى أربعين ألفا‪ .‬آلف إلى‬ ‫حذَرَ ا ْلمَوْ ِ‬
‫ِإلَى اّلذِينَ خَرَجُو ْا مِن ِديَارِ ِهمْ وَهُ ْم ُألُوفٌ َ‬
‫حد العشرة جمع قلة‪ ،‬ألوف ما تجاوز العشرة وهي جمع كثرة‪.‬‬
‫آية (‪:)245‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫عفَه ل َ َ‬ ‫َ‬
‫ضعَافًا كَثِيَرةً وَالل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫هأ ْ‬‫ضا ِ ُ ُ‬ ‫سنًا فَي ُ َ‬
‫ح َ‬ ‫ض الل ّ َ‬
‫ه قَْر ً‬
‫ضا َ‬ ‫من ذ َا ال ّذِي يُقْرِ ُ‬
‫*في سورة البقرة قال تعالى ( َّ‬
‫ن (‪ ))245‬وفى الحديد قال (فيضاعفه له وله أجر كريم) واختلفت خاتمة‬ ‫ط وَإِلَيْهِ تُْر َ‬
‫جعُو َ‬ ‫س ُ‬
‫ض وَيَب ْ ُ‬
‫يَقْب ِ ُ‬
‫اليات فما الفرق بين اليتين؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً في سورة البقرة قال تعالى (فيضاعفة له أضعافا كثيرة) وفي الحديد ذكر المضاعفة مع الجر (فيضاعفه له وله أجر كريم) زاد هنا بالجر الكريم‬
‫وهو الحسن البالغ الجودة‪ .‬في البقرة ما قال هكذا وقال فقط (أضعافا كثيرة) هنا مكان الضعاف الكثيرة قال (فيضاعفه له وله أجر كريم) هذه زيادة‪.‬‬
‫الفرق في البقرة ذكر الكمّ ولم يذكر الكيف (اضعافا كثيرة) وفي الحديد ذكر الكمّ (فيضاعفه له) وذكر الكيف (وله أجر كريم) ذكر أمرين‪ .‬أما في‬
‫البقرة فذكر الك ّم فقط وفي الحديد ذكر الك ّم والكيف‪ :‬المضاعفة والجر الكريم‪ .‬وذكرنا بأن سورة الحديد مطبوعة بطابع اليمان والنفاق‪ ،‬هذا أمر‪.‬‬
‫والمر الخر أنه قال في سورة البقرة (وَاللّ ُه يَ ْقبِضُ َو َيبْسُطُ) يقبض معناه يضيّق الرزق ويمسك هذا في الدنيا‪ .‬محتمل إذن الشخص يناله قبض أو‬
‫بسط‪ ،‬صاحب المال محتمل أن يصيبه قبض فهذا الذي يصيبه القبض والتضييق في الرزق يحتاج إلى المال ولذلك لما قال تعالى يقبض ويبسط هذا‬
‫محتاج إلى المال فقال (فيضاعفه له أضعافا كثيرة) فأنت أنفِق حتى ل يصيبك القبض وحتى يأتيك البسط‪ .‬هذا من باب تبصيره في المر يقول له‪:‬‬
‫أنفِق حتى ل يصيبك القبض وحتى يُبسط لك فقال (فيضاعفه له أضعافا كثيرة) لنه يحتاج إلى المال‪ .‬أما في سورة الحديد فليس فيها تهديد بالقبض أما‬
‫في آية البقرة ففيها تهديد بالقبض فقال تعالى في الحديد (فيضاعفه له وله أجر كريم)‪ .‬وفي سورة البقرة قال تعالى في آية أخرى (مّثَلُ اّلذِينَ يُن ِفقُونَ‬
‫حبّةٍ وَاللّ ُه يُضَاعِفُ ِلمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِ ٌع عَلِي ٌم (‪ )261‬البقرة) في مقام التكثير‬
‫ل فِي كُلّ سُنبُلَةٍ ّمئَةُ َ‬
‫سنَابِ َ‬
‫سبْعَ َ‬
‫حبّةٍ أَنبَتَتْ َ‬
‫سبِيلِ اللّ ِه َك َمثَلِ َ‬
‫َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫فناسب التكثير التكثير في السورة‪.‬‬
‫عفَ يه ل َ ي َ‬ ‫َ‬
‫ضعَافً يا كَثِيَرةً) فهييل هناك قرض‬
‫هأ ْ‬‫ضا ِ ُ ُ‬ ‫سنًا فَي ُ َ‬
‫ح َي‬ ‫ض الل ّ ي َ‬
‫ه قَْر ً ي‬
‫ضا َ‬ ‫من ذ َا ال ّذِي يُقْرِ ي ُ‬
‫* قال تعالى ( ّ يَ‬
‫سيئ؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫انظر كيف وصف ال سبحانه وتعالى القرض بالحسن لن ال تعالى مطّلع على القلوب ول يقبل ال تعالى إل المال الحلل الصرف ول يرضى‬
‫بالمال إل إذا كان نقيا خالصا من شوائب الرياء والمنّ‪.‬‬
‫*ما فائدة حسنا ً بعد قرضاً؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ذكرنا سابقا القرض الحسن‪ .‬وللعِلم أنه لم يذكر القرض إل وصفه بالحسن في جميع القرآن‪ .‬ذكرنا في حينها ما المقصود بالقرض الحسن‪ :‬في‬
‫الشخص أن يكون من دون منّ‪ ،‬عن طيب نفس وبشاشة وجه‪ ،‬وفي المال ينبغي أن يكون في المال الحلل الطيب الكريم وأن ل يبتغي الخبيث ( َولَ‬
‫ث ِمنْهُ تُنفِقُونَ (‪ )267‬البقرة) ثم في الجهة أن يتحرى أفضل الجهات‪ ،‬هذا القرض الحسن‪ .‬القرض الحسن يكون له صفات في المقرِض‬ ‫خبِي َ‬
‫َت َي ّممُواْ الْ َ‬
‫وصفات في المال وصفات في الجهة‪ ،‬هذا هو القرض الحسن يكون من كريم المال وحلله ويكون من دون منّ ويكون في أفضل الجهات التي فيها‬
‫نفع للمسلمين ولذلك ل تجد في القرآن إل وصفه بالحسن‪ ،‬القرض بالذات‪ .‬أيضا ل تجد القرض إل ل‪ .‬الصدقة أطلقها لكن القرض لم يأت إل قرضا‬
‫حسنا ومع ال تعالى (أقرضوا ال قرضا حسنا) حتى يفرق بين القرض الذي هو في المعاملت والقرض الذي هو عبادة مع ال‪ .‬هنا القراض قد‬
‫يكون بين الناس في المعاملت وهنا المقصود العبادات ولذلك دائما يقول وأقرضوا ال‪ .‬لو قال أقرضوا لم تختص بالعبادة وإنما بالمعاملة بين الناس‬
‫ولذلك الصدقة دائما عبادة أما القراض فليس دائما عبادة فقد يكون في المعاملة والتعامل بين الناس ليس له علقة بالعبادة‪ .‬ولذلك في القرآن هنالك‬
‫أمران أنه وصف القرض بالحسن والخر أنه ل تعالى‪ .‬هذان المران في جميع القرآن لم يرد القراض إل بهذين أنه حسن وأنه ل تعالى فقط ولهذا‬
‫ثوابه من ال عز وجل يضاعف له‪.‬‬
‫* ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (قرضا ً حسناً) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫قسم ذهب إلى أن الصدقة غير القرض‪ .‬قسم قال القرض هو تطوع والصدقة في الواجب‪ .‬ربنا تعالى سمّى الزكاة صدقة لكن هي ليست مقصورة على‬
‫الزكاة وإنما هي عبادة عامة (المال) ومنها الزكاة لكن قسم من الصدقة هو فروض كصدقة الفطر وبعض الصدقات كالكفارات هذه فروض والزكاة‬
‫فرض‪ .‬فقسم قال القراض المذكور هو من باب التطوع ول يدخل في باب الفروض‪ .‬المصدّقين قد يدخل فيها الفرض‪ .‬وقسم قال القرض هو أع ّم من‬
‫الصدقة يدخل في الفروض وغير الفروض‪ .‬فإذا كان المر كذلك فهو من باب عطف العام على الخاص إذا كان القرض هو أعم من الصدقة (ما كان‬
‫تطوعا وغير تطوع) أي الصدقة في عمومها يصير أعم من الصدقة فعند ذلك إذا كان المر كذلك أي إذا كان القرض عموم الصدقة فتكون أعم من‬
‫الصدقة فيكون من باب عطف العام على الخاص‪ .‬وقسم يقول ل هي تطوع الصدقة هي في الفروض والقرض هو في التطوع والذي يبدو لي ‪ -‬وال‬
‫أعلم‪ -‬أن القرض في التطوع ويختلف عن الصدقة بدليل أنه فيما أظن أن القرض هو في صدقة التطوع نلحظ أن القرآن الكريم يذكر القرض الحسن‬
‫ضتُمُ اللّ َه قَ ْرضًا‬
‫بعد الزكاة في مواطن وقد يأمر به بعد المر بالزكاة كما في قوله (َلئِنْ َأ َق ْمتُمُ الصّلَةَ وَآ َت ْيتُمُ ال ّزكَاةَ وَآمَنتُم بِ ُرسُلِي وَعَزّ ْرُتمُوهُمْ وََأقْ َر ْ‬
‫سنًا (‪ )12‬المائدة) ذكر الزكاة ثم ذكر القرض الحسن‪ ،‬الزكاة فرض فقال بعدها (وأقرضتم ال)‪ .‬وفي آية أخرى قال تعالى (وََأقِيمُوا الصّلَاةَ وَآتُوا‬ ‫حَ َ‬
‫سنًا (‪ )20‬المزمل) هذا أمر‪ .‬يبدو لي أنه لما عطفها على الزكاة والزكاة فرض صار القرض من باب التطوع‪ ،‬من باب‬ ‫حَ‬
‫ال ّزكَاةَ َوَأقْرِضُوا اللّ َه قَ ْرضًا َ‬
‫المندوبات وليس كل المندوبات فروض لكن علمنا أن الزكاة فرض وعطفها على الزكاة فل يأخذ نفس الحكم لنه ليس بالضرورة أن يأخذ المعطوف‬
‫نفس الحكم خاصة في المندوبات فقد يكون عطف مندوب على فرض‪.‬‬
‫ثم تسميته (قرض) المُقرِض ليس ملزما بالقراض‪ .‬القرض في اللغة إعطاء مال تحديدا‪ .‬القرض إعطاء مال ويتوقع إسترداده أما الزكاة فل تُردّ‪ .‬لما‬
‫قال المصدقين والمصدقات الصدقة ل تُردّ‪ ،‬المقرِض عندما يُقرِض شخصا المفروض أن يرد عليه قرضه‪ .‬لذلك لما قال تعالى (من ذا الذي يقرض‬
‫ال) رب العالمين سيرده عليه بأضعاف كثيرة (فيضاعفه له)‪ .‬تسميته قرضا المقرِض ليس ملزما بالقراض إذا أردت القتراض من أحد فهو ليس‬
‫ملزما بإقراضك فلما قال ربنا (قرض) معناه أنه ليس ملزما‪ ،‬معناه أنه من باب التطوع‪ .‬وبخلف التصدق لن منه ما يلزم‪ .‬وقال تعالى في أكثر من‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫موضع (من ذا الذي يقرض ال قرضا حسنا) كأنه من باب الترغيب‪ .‬فتسميته قرض توحي وال أعلم بأنه ليس من باب الفروض وحتى طبيعة قوله‬
‫تعالى (من ذا الذي يقرض ال قرضا حسنا) من باب الترغيب وليس من باب اللزام‪.‬‬
‫ل مطلقا‪ .‬ما المقصود بالقرض في (قرضا)؟ هل هو‬ ‫ل به وإذا كان مصدرا فيكون مفعو ً‬ ‫(قرضا) أحد أمرين‪ :‬إذا كان المقصود مال تحديدا يكون مفعو ً‬
‫ل مطلقا ويصير حدثا‪ .‬المصدر‬ ‫ل يكون (قرضا) مفعولً به (أقرضتك مالً) وإذا كان مصدرا يعني أقرضتك إقراضا حسنا يكون مفعو ً‬ ‫مال؟ إذا كان ما ً‬
‫أقرض إقراضا وليس قرضا‪ .‬المسألة أن قرض مصدر قَرَض و َقرَض وأقرض كلهما بمعنى واحد ثلثي ورباعي وأحيانا نأتي بالمصدر‪ ،‬نأتي بالفعل‬
‫ض َنبَاتًا (‪ )17‬نوح) لم يقل إنباتا وقال في مريم عليها السلم (وَأَن َبتَهَا َنبَاتًا حَ َ‬
‫سنًا (‬ ‫وتأتي بمصدر فعل آخر كما في قوله تعالى (وَاللّهُ أَن َبتَكُم مّنَ ا ْلأَرْ ِ‬
‫‪ )37‬آل عمران) المفروض أن يقال إنباتا‪ ،‬لكن هذا يكون لغرض‪ .‬إذا كان الفعلن بمعنى واحد قرض وأقرض أو حتى لم يكونا بمعنى واحد يكون‬
‫لغرض آخر مثل قوله تعالى (وتبتل إليه تبتيل) المفروض تبتّلً‪ .‬تبتيل مصدر بتّل وبتل غير تبتّل تماما والمعنى مختلف‪ .‬ليجمع المعنيين يأتي بالفعل‬
‫ل وبتّل نفسك إليه تبتيلً يقول‬ ‫للدللة ويأتي بالمصدر من فعل آخر من دللة أخرى فيجمع بينهما حتى يجمع المعنيين‪ .‬فبدل أن يقول‪ :‬وتبتل إليه تبت ً‬
‫(وتبتل إليه تبتيلً) فيجمع المعنيين وهذا من أعجب اليجاز‪ .‬هذه الية (وَاذْكُ ِر اسْمَ َرّبكَ َو َتبَتّلْ إَِليْ ِه َتبْتِيلًا (‪ )8‬المزمل) فيها أمور في غاية الغرابة في‬
‫سنًا (‪ )37‬آل عمران) لم يقل إنباتا لنه لو قال إنباتا هو ال تعالى أنبتها فالمنبِت هو ال‬ ‫حَ‬‫حسَنٍ وَأَنبَ َتهَا َنبَاتًا َ‬ ‫اليجاز‪ .‬في مريم قال (فَتَ َقبَّلهَا َرّبهَا بِ َقبُولٍ َ‬
‫ل لكن أنبتها فنبتت نباتا حسنا جعل لها من معدنها الكريم قبول هذا النبات وأنبتها فنبتت نباتا حسنا أي طاوعت هذا النبات‬ ‫تعالى لم يجعل لها فض ً‬
‫فجعل لها قبول‪ ،‬فجعل لها فضل في معدنها الكريم‪ .‬بينما لو قال إنباتا لم يجعل لها فضلً رب العالمين أنبتها يفعل ما يشاء‪ ،‬لكن نباتا جعل لها فضلً‪،‬‬
‫ل فنبتت نباتا حسنا فجعل لها في معدنها قبول لهذا النبات فنبتت نباتا حسنا‪.‬‬ ‫هي نبتت وجهل لها فض ً‬
‫*ما الفرق بين خواتيم اليتين (وإليه ترجعون) (وله أجر كريم)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫جعُونَ (‪ ))245‬وهنا قال (وله‬ ‫سطُ َوإَِليْهِ تُ ْر َ‬
‫ضعَافًا َكثِيرَةً وَاللّهُ َي ْقبِضُ َويَبْ ُ‬ ‫سنًا َفيُضَاعِفَهُ لَهُ َأ ْ‬ ‫في سورة البقرة قال تعالى (مّن ذَا اّلذِي يُ ْقرِضُ اللّ َه َقرْضًا حَ َ‬
‫ت فَقَالَ َلهُ ُم اللّ ُه مُوتُواْ ُثمّ‬
‫حذَرَ ا ْلمَوْ ِ‬ ‫ف َ‬‫أجر كريم)‪ .‬أصلً سورة البقرة واقعة في سياق القتال والموت (أََل ْم تَرَ إِلَى اّلذِينَ خَ َرجُو ْا مِن دِيَارِهِمْ وَهُ ْم أُلُو ٌ‬
‫سمِي ٌع عَلِي ٌم (‪ )244‬مّن‬ ‫عَلمُواْ أَنّ اللّهَ َ‬ ‫سبِيلِ اللّهِ وَا ْ‬‫ن (‪ ))243‬بعدها قال ( َوقَاتِلُو ْا فِي َ‬ ‫شكُرُو َ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ل عَلَى النّاسِ َولَـكِنّ َأ ْكثَرَ النّا ِ‬ ‫ن اللّهَ َلذُو َفضْ ٍ‬‫حيَاهُمْ إِ ّ‬
‫َأ ْ‬
‫جعُونَ (‪ ))245‬القراض معلّق على نية تجهيز الجيوش (أََلمْ‬ ‫ط َوإَِليْهِ تُ ْر َ‬‫ضعَافًا َكثِيرَةً وَاللّ ُه يَ ْقبِضُ َو َيبْسُ ُ‬ ‫عفَهُ لَهُ أَ ْ‬
‫سنًا َفيُضَا ِ‬
‫ذَا اّلذِي يُقْ ِرضُ اللّ َه قَ ْرضًا حَ َ‬
‫سبِيلِ اللّ ِه (‪ ))246‬اليات في الموت والقتال والموت والقتل‬ ‫ل فِي َ‬ ‫سرَائِيلَ مِن َبعْ ِد مُوسَى ِإذْ قَالُواْ ِل َنبِيّ ّلهُ ُم ا ْبعَثْ َلنَا مَِلكًا نّقَاتِ ْ‬‫ل مِن َبنِي إِ ْ‬‫تَرَ إِلَى ا ْلمَ ِ‬
‫مظنّة الرجوع إلى ال تعالى فقال (وإليه ترجعون) مناسبة للموت والقتال‪ .‬أما في سورة الحديد فالكلم في النفاق وليس في الموت والقتال‪ .‬أما في‬
‫سورة البقرة فجاءت في سياق الموت والقتال (فَقَالَ َلهُمُ اللّ ُه مُوتُواْ) ماتوا أي رجعوا إلى ال والموت والقتل مظنة الرجوع إلى ال تعالى فقال (وإليه‬
‫ترجعون) ولما كان في مقام مظنة الرجوع إلى ال قال (وإليه ترجعون) ولما كان الكلم ليس في هذا السياق في سورة الحديد قال (وله أجر كريم)‪.‬‬
‫*ما الفرق بين إستعمال (وإليه ترجعون) و(إليه تحشرون) وما دللة كل كلمة في القرآن؟(د‪.‬حسام‬
‫النعيمى)‬
‫ن (‪)245‬‬ ‫جعُو َ‬
‫ضعَافًا َكثِيرَ ًة وَاللّ ُه يَ ْقبِضُ َو َيبْسُطُ وَإَِليْ ِه تُرْ َ‬
‫عفَهُ لَهُ أَ ْ‬
‫سنًا َفيُضَا ِ‬
‫حَ‬‫الية الولى تتكلم على الجانب المالي (مّن ذَا اّلذِي يُقْ ِرضُ اللّ َه قَ ْرضًا َ‬
‫ن (‪ )24‬الملك)‪ .‬لما كان الكلم على المال‪ ،‬على القرض‪ ،‬والمال يذهب ويجيء‪،‬‬ ‫حشَرُو َ‬‫البقرة) والية الخرى (قُلْ ُهوَ اّلذِي ذَرََأكُ ْم فِي ا ْلأَرْضِ َوإَِليْهِ تُ ْ‬
‫ال سبحانه وتعالى يقبضه ويبسطه فيناسب الكلم على البسط والقبض الذهاب والياب‪ ،‬ذهاب المال وإياب المال يناسب كلمة الرجوع‪ ،‬أنتم وأموالكم‬
‫ترجعون إلى ال لن فيها قبض وبسط ففيها رجوع‪.‬أماالحشر إستعمله مع ذرأ لن ذرأ بمعنى نشر‪ ،‬يذرؤكم في الرض أي يبثّكم وينشركم في‬
‫ث يحتاج إلى جمع أن يُجمع والحشر فيه معنى الجمع‪ .‬فإليه ترجعون كأنما هذا الرجوع لكن ليس فيه صورة ل ّم هذا المذروء‬ ‫الرض‪ .‬هذا الذرء والب ّ‬
‫المنثور فالذي يناسب الشيء المنثور الموزع في الرض كلمة الحشر وليس الرجوع صحيح الرجوع كله إلى ال سبحانه وتعالى‪ .‬واللفظة المناسبة لـ‬
‫(ذرأكم في الرض) أي بثّكم كلمة تحشرون ‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)247‬‬
‫آية (‪:)246‬‬
‫َ‬
‫م قال ربنيا المل عين بنيي إسيرائيل ولم يقيل إلى‬ ‫سَرائِي َ‬
‫ل (‪ )246‬البقرة) ل ِي َ‬ ‫من بَن ِيي إ ِي ْ‬ ‫م تََر إِلَى ال ْ َ‬
‫مل ِ ِي‬ ‫*(أل َي ْ‬
‫قوم بني إسرائيل أو الجمع من بني إسرائيل؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫هذا من بديع القرآن واستعمالته المعجزة ولو عدنا إلى معنى المل ومعنى القوم أو الجمع لعلمنا سبب اختيار هذا اللفظ دون غيره فنحن نعلم أن بني‬
‫إسرائيل كانوا خارجين على حدود ال ولم يشذ أحد منهم فناسب هذا الجتماع المطلق على الرأي استعمال كلمة المل التي تعني الجماعة الذين أمرهم‬
‫واحد‪ .‬ألسنا نقول تمال القوم عندما نقصد جماعة اتفقت على شيء؟ وهذا المعنى ل تفيده إل كلمة المل‪.‬‬
‫آية (‪:)247‬‬
‫*ما الفرق بين (بسطة) بالسين و (بصطة) بالصاد ؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ق بَصْطَةً‬ ‫س ِم (‪ )247‬البقرة) بالسين و( َوزَا َدكُمْ فِي الْ َ‬
‫خلْ ِ‬ ‫العجيب توسيع مساحة المعنى في اللغة العربية مثل بسطة وبصطة (وَزَادَهُ بَسْطَ ًة فِي ا ْلعِلْمِ وَالْجِ ْ‬
‫(‪ )69‬العراف) بالصاد‪ ،‬هذا واحد وهؤلء قوم‪ ،‬هي أصلها بالسين وأحيانا تبدل والصاد أظهر وأقوى كما يقول النحاة‪ ،‬هذا لقوم وهذا لواحد فقال‬
‫ط (‪ )245‬البقرة)‪.‬‬ ‫بسطة وبصطة‪( ،‬اللّ ُه َيبْسُطُ الرّزْقَ ِلمَنْ يَشَاء َويَ َقدِرُ (‪ )26‬الرعد) لما ذكر الرزق قال يبسط وقال (وَاللّ ُه يَ ْقبِضُ َو َيبْصُ ُ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫آية (‪:)248‬‬
‫سى وَآ َ ُ‬ ‫ك آَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َي‬
‫مل ُي ُ‬
‫ه‬ ‫ح ِ‬
‫ني ت َ ْ‬
‫هاُرو َ‬
‫ل َ‬ ‫مو َي‬
‫ل ُ‬ ‫ما تََر َي‬
‫م َّي‬ ‫قي َّ ٌ‬
‫ة ِ‬ ‫م نْي َربِّك ُي ْ‬
‫م وَب َ ِ‬ ‫ة ِ‬‫سيكِين َ ٌ‬‫ت فِيه ِي َ‬ ‫م التَّابُو ُي‬‫ن يَأتِيَك ُي ُ‬ ‫ملْك ِيهِ أ ْ‬ ‫ة ُ‬ ‫ن آَي َ َ‬
‫*(إ ِي َّ‬
‫ن ﴿‪ ﴾248‬البقرة) ما معنى الية؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤْ ِ‬
‫م ُ‬ ‫ن كُنْت ُ ْ‬ ‫ة لَك ُ ْ‬
‫م إِ ْ‬ ‫ك َلَي َ ً‬ ‫ن فِي ذَل ِ َ‬ ‫ة إ ِ َّ‬‫مَلئِك َ ُ‬ ‫ال ْ َ‬
‫رب العالمين سبحانه وتعالى جعل كل سعد وخير بني إسرائيل في تابوت‪ ،‬صندوق كبير مستطيل فيه آثار موسى وهارون عمامة هذا ونعال ذاك‬
‫والعصا والشعر والظافر وكثير من المور في تابوت أي في صندوق كبير وكان بنو إسرائيل يتبرّكون بهذا التابوت وكلما حاربوا أعداءهم من‬
‫الوثنيين والملحدين قدموا التابوت بين أيدي الجيش فينتصر الجيش‪ .‬ثم استطاعت العماليق وهم أعداؤهم أن يسرقوا هذا التابوت ‪ 500‬سنة وظل‬
‫العماليق يُشبِعون بين إسرائيل ضربا وانتصارا وخسارة ولهذا كان اليهود وكان بنو إسرائيل ما أن يقاتلهم العدو إل ويُهزَمون لن التابوت ذهب حتى‬
‫حمِلُ ُه ا ْلمَلَا ِئكَةُ إِنّ فِي ذَِلكَ َلَآيَةً َل ُكمْ‬
‫ل هَارُونَ تَ ْ‬ ‫سكِينَ ٌة مِنْ َرّبكُمْ َوبَ ِقيّةٌ ِممّا تَ َركَ َآلُ مُوسَى وََآ ُ‬
‫ت فِيهِ َ‬
‫ن يَ ْأ ِت َيكُمُ التّابُو ُ‬
‫أرسل ال لهم نبيا وقال (إِنّ َآيَةَ مُ ْلكِهِ أَ ْ‬
‫ت مَِلكًا‬ ‫ن ُك ْنتُ ْم مُ ْؤمِنِينَ ﴿‪ ﴾248‬البقرة) فبهذا جاء نبي لبد له من معجزة وبنو إسرائيل ل يصدقون بسهولة ( َوقَالَ َل ُهمْ َن ِبّيهُمْ إِنّ اللّ َه َقدْ َبعَثَ َلكُ ْم طَالُو َ‬ ‫إِ ْ‬
‫ق بِا ْلمُ ْلكِ ِمنْهُ ﴿‪ ﴾247‬البقرة) قالوا ما هذا؟ نحن ل نقبل فيه قال ل بأس معجزته أن ال سوف يأتي بالتابوت‬ ‫ك عََل ْينَا َونَحْنُ أَحَ ّ‬ ‫قَالُوا َأنّى َيكُونُ لَهُ ا ْلمُ ْل ُ‬
‫بين يديه قالوا مستحيل وفعلً جاءت الملئكة تحمله هم ما كانوا يرون الملئكة فقط سيدنا طالوت هو الذي كان يراهم فكانت الملئكة تحمل التابوت‬
‫وإذا به طائر وحده حتى وضعوه بين يدي طالوت فآمن به بنو إسرائيل وبقي بنو إسرائيل ينتصرون على العماليق وغيرهم ببركة هذه الثار آثار‬
‫موسى كما هو المر في سورة البقرة سورة تحمل معنى آخرا‪ .‬ولهمية الثار أقول لك شيء كل من ذهب إلى الحج ورأى آثار النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم أو آثار المواقع أو ذهب إلى بدر أو إلى أحد وال يتضاعف إيمانه أضعافا مضاعفة إلى حد أنه يبكي بينما الن عندما تذهب إلى أي مكان من‬
‫ض فَانْظُرُوا َكيْفَ) انظر خيرا وشرا‬ ‫هذه الثار ل ليس كلها مُسِخت على أساس وال حتى الناس ل يشركون ورب العالمين يقول (فَسِيرُوا فِي ا ْلأَرْ ِ‬
‫ن َبعْدِهِمْ إِلّا قَلِيلًا) وحينئ ٍذ هذه الثار للخير وللشر‪ ،‬للشر لكي تحمد ال على العافية وللخير لكي تحمد ال على اليمان‬ ‫سكَنْ مِ ْ‬ ‫يقول ( َفتِ ْلكَ مَسَاكِ ُنهُمْ َل ْم تُ ْ‬
‫من أجل هذا إن زيارة الثار عبادة عظيمة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م‬‫ملْك ِيهِ أن يَأتِيَك ُي ُ‬‫ة ُ‬ ‫م إ ِي َّ‬
‫ن آي َ َ‬ ‫م نِبِيُّهُي ْ‬ ‫ل لَهُي ْ‬
‫*لماذاوردت كلمية بقييت فيي سيورة البقرة مكتوبية بالتاء (وَقَا َ‬
‫ة‬
‫ك لي َ ً‬ ‫ة إ ِي َّ‬
‫ن ف ِي ذَل ِي َ‬ ‫ملئِك َ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫مل ُي ُ‬
‫ح ِ‬‫ني ت َ ْ‬
‫ل هَاُرو َ‬ ‫سى وَآ ُ‬
‫مو َي‬
‫ل ُ‬ ‫ما تََر َي‬
‫كآ ُ‬ ‫م َّي‬ ‫م وَبَقِي َّ ٌ‬
‫ة ِّ‬ ‫من َّربِّك ُي ْ‬
‫ة ّ ِي‬ ‫سيكِين َ ٌ‬
‫ت فِيه ِي َ‬‫َالتَّابُو ُي‬
‫ن (‪ )248‬فهل جاء لها رسم بالهاء؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫منِي َ‬ ‫مؤْ ِ‬‫م إِن كُنتُم ُّ‬‫ل ّك ُ ْ‬
‫سكِينَةٌ مّن ّرّبكُ ْم َو َب ِقيّةٌ ّممّا‬ ‫ت فِي ِه َ‬ ‫كلمة (بقية) وردت في ثلثة مواضع من القرآن الكريم‪ :‬في سورة البقرة ( َوقَالَ َل ُهمْ ِن ِبّيهُمْ إِنّ آيَةَ مُ ْلكِهِ أَن يَ ْأ ِت َيكُمُ التّابُو ُ‬
‫ك ليَةً ّلكُمْ إِن كُنتُم مّ ْؤمِنِينَ (‪ )248‬هذه رسمت بالهاء أو التاء المربوطة كما يقال‪ ،‬في سورة هود‬ ‫حمِلُهُ ا ْلمَل ِئكَةُ إِنّ فِي ذَلِ َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫ل هَارُو َ‬
‫ل مُوسَى وَآ ُ‬ ‫تَرَكَ آ ُ‬
‫ن(‬ ‫ج ِرمِي َ‬ ‫ج ْينَا ِم ْنهُ مْ وَا ّتبَ عَ اّلذِي نَ ظََلمُو ْا مَا ُأتْ ِرفُو ْا فِي هِ َوكَانُو ْا مُ ْ‬
‫ل ّممّ نْ أَن َ‬ ‫ل قَلِي ً‬
‫ن عَ نِ الْ َفسَا ِد فِي الَرْ ضِ ِإ ّ‬ ‫ن مِن َقبِْلكُ مْ أُ ْولُو ْا بَ ِقيّةٍ يَ ْنهَوْ َ‬
‫ن مِ نَ الْ ُقرُو ِ‬
‫ل كَا َ‬‫(فَلَ ْو َ‬
‫ظ (‪ ))86‬وردت بالتاء‪ .‬هذا راجع إلى مسألة رسم‬ ‫عَليْكُم بِحَفِي ٍ‬ ‫‪ ))116‬رسمت بالهاء وفي السورة نفسها (بَ ِقيّتُ اللّ هِ َ‬
‫خيْ ٌر ّلكُ مْ إِن كُنتُم مّ ْؤ ِمنِي نَ َومَا َأ َناْ َ‬
‫المصحف‪.‬‬
‫خط الم صحف توقي فى ن حن لو تأمل نا في هذا المر سوم و في إختلفا ته ل يس من ال سهل أن ن جد ضابطا لذلك ولهذا نقول الرا جح أ نه كان ب سبب عدم‬
‫إسـتقرار الخـط‪ .‬فيكتبونهـا مرة بالتاء ومرة يكتبونهـا بالهاء‪ ،‬غيـر مسـتقرة‪ .‬وهناك مـن يقول هناك أسـرار ونحـن ل نعرف هذه السـرار‪ .‬مثـل كلمـة‬
‫(رحمت) بالتاء الطويلة وكتبت (رحمة) بالتاء المربوطة‪.‬‬
‫آية (‪:)249‬‬
‫ن أَنَّهُم ُّ‬ ‫َ َ َ‬
‫ة كَثِيَرةً‬ ‫من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَب َ ْ‬
‫ت فِئ َ ً‬ ‫ملَقُو اللّهِ كَم ِّ‬ ‫ن يَظُنُّو َ‬
‫ل ال ّذِي َ‬ ‫ن في قوله تعالى (قا‬ ‫*ما دللة الظ ّ‬
‫ن )؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫َ‬
‫صابِرِي َ‬ ‫معَ ال ّ‬
‫ه َ‬‫ن اللّهِ وَالل ّ ُ‬
‫بِإِذ ْ ِ‬
‫ت ِفئَةً َكثِيرَ ًة بِِإذْنِ اللّهِ وَاللّ ُه مَعَ الصّابِرِينَ {‪ )}249‬الظن عند أهل اللغة درجات‬
‫غَلبَ ْ‬
‫لقُو اللّهِ كَم مّن ِفئَ ٍة قَلِيلَةٍ َ‬
‫ظنّونَ َأّنهُم مّ َ‬
‫ن يَ ُ‬
‫قال تعالى (قَالَ اّلذِي َ‬
‫ويترفع إلى درجة اليقين‪ .‬والظن هو علم ما لم يُعاين (أي علم ما ل تبصره) ل يمكن أن نقول مثلً‪ :‬ظننت أن الحائط‪ ...‬فهما كان متيقنا ل يضن مكر‬
‫ن أبلغ من اليقين هنا يوقن باليوم الخر لكن هل يمكن أن يوقن أنه يلقى ربه على ما هو عليه من إيمان‪ .‬بالطبع ل يمكن‪.‬‬ ‫ال فالظ ّ‬
‫َ َ‬
‫ه فَلَي ْي َ‬
‫س‬ ‫من ْي ُ‬
‫ب ِ‬
‫شرِي َ‬ ‫مبْتَلِيك ُي ْ‬
‫م بِنَهَرٍ فَ َ‬
‫م نْي َ‬ ‫ن الل ّي َ‬
‫ه ُ‬ ‫* ميا اللمسية البيانيية فيي قوله تعالى فيي سيورة البقرة (إ ِي ّ‬
‫َ‬
‫ة بِيَدِيهِ) ولماذا جاءت صييغة الطعام مع النهير الذي‬ ‫ف غُْرفَ ً‬
‫ن اغْتََر َي‬ ‫من ّ ِيي إ ِ ّل َ‬
‫م ِي‬ ‫م ُهي فَإِن َّي ُ‬
‫ه ِ‬ ‫م يَطْعَ ْ‬
‫م نْي ل َي ْ‬
‫من ّ ِيي وَ َ‬
‫ِ‬
‫فيه شراب؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫أولً ما معنى طعِم؟ لها في اللغة دللتان فتأتي بمعنى أكل أو ذاق نقول عديم الطعم أي المذاق‪.‬‬
‫ليس بالضرورة أن تكون طعِم بمعنى أكل لنها كما قلنا تأتي بمعنى ذاق‪ .‬وقوله تعالى (فمن لم يطعمه) ل تعني بالضرورة أنه أكل لكن لماذا اختار‬
‫ومن لم يطعمه ولم يقل ومن لم يشربه؟‬
‫قال تعالى (فمن شرب منه فإنه مني) لن الماء قد يُطعم إذا كان مع شيء يُمضغ‪ :‬شيء تمضغه تشرب ما ًء فأصبح يُطعم الن فهذا ممنوع لنه لو قال‬
‫لم يشربه جاز أن يطعمه مع شيء آخر يعني يأكلون شيئا ويمضغون فيشربون الماء بهذا يكون انتفى الشرب لكن حصل الطعم فأراد تعالى أن ينفي‬
‫هذه المسألة‪.‬‬
‫(فمن شرب منه فليس مني)‪ :‬شراب فقط بدون طعام كما نشرب الماء‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫(لم يطعمه)‪ :‬لو قال لم يشربه جاز له أن يطعمه فأراد أن ينفي القليل وبالتالي ينفي الكثير‪.‬‬
‫إل من اغترف غرفة بيده‪ :‬هذه استثناها (غرفة بيده) ولو قال يطعمه لم تستثنى هذه يكون له ما يشاء‪ .‬لكن أل تدخل هذه في نطاق الطعام؟ إنه يطعم‬
‫الماء ليتذوقه الن تذوقه بهذا القدر ليس له الزيادة التي أباحها ال فيه ولو قال لم يطعمه اتّسع القدر يأكل مع الطعام‪.‬‬
‫مبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ (‪)249‬‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه ُ‬ ‫ل إ ِ َّ‬ ‫ت بِال ْ ُ‬
‫جنُودِ قَا َ‬ ‫ل طَالُو ُ‬ ‫* ما دللة استخدام (نَهَر) في الية (فَل َ َّ‬
‫ما فَ َ‬
‫ص َ‬
‫البقرة) ولم يقل نهْر؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫هما لغتان نهَر ونهْر والقرآن استعمل َنهَر ولم يستعمل َنهْر أبدا‪ ،‬ما استعمل كلمة نهْر‪ .‬وال َنهَر جمع أنهار ويستعمل أحيانا الجنس الواحد على الكثير‪.‬‬
‫النَهَر واحد النهار والنهْر واحد النهار أيضا‪.‬‬
‫ْ‬
‫جنودِهِ (‪ )249‬البقرة) و (فَلَنَأتِيَنَّهُ ْ‬
‫م‬ ‫جالُو َ‬
‫ت َو ُ‬ ‫ة لَنَا الْيَوْ َ‬
‫م بِ َ‬ ‫قبَل (قَالُوا ْ ل َ طَاقَ َ‬
‫* ما الفرق بين الطاقة وال ِ‬
‫ل لَهُم بِهَا (‪ )37‬النمل)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫جنُودٍ َّل قِب َ َ‬
‫بِ ُ‬
‫الطاقة القدرة وال ِقبَل القدرة على المقابلة والمجازاة على شيء تقول أنا ل ِقبَل لي بكذا ولذلك (لّا ِقبَلَ َلهُم ِبهَا) أي ل قدرة لهم عليها‪ ،‬ل قدرة لهم على‬
‫شدِيدٍ‬
‫المقابلة‪ ،‬ل قدرة لهم على مقابلتها بينما هم أصحاب قوة‪( .‬ل قبل لهم بها) هذا كلم سليمان‪ ،‬جماعة بلقيس قالوا (قَالُوا َنحْنُ أُوْلُوا قُوّةٍ َوأُولُوا بَ ْأسٍ َ‬
‫جنُودٍ لّا ِقبَلَ َلهُم ِبهَا) أي ل يستطيعون أن يقابلونا من البداية‪.‬أما في‬ ‫(‪ ))33‬أي عندهم قوة وعندهم بأس في الحرب يستطيعون المقابلة‪( .‬فََلنَ ْأ ِتيَ ّنهُ ْم بِ ُ‬
‫ل طَاقَةَ َلنَا ا ْليَوْ َم بِجَالُوتَ َوجُنودِهِ) أي ليس عندنا قوة ول قدرة أصلً‪ .‬الولون قالوا ل طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده هم اصلً ليس‬ ‫الثانية (قَالُو ْا َ‬
‫عندهم قوة‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الظن واليقين؟وما دللة (يظنون) فى الية؟ (د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ق حِسَا ِبيَ ْه (‬ ‫ل هَا ُؤمُ اقْ َرءُوا ِكتَا ِبيَهْ (‪ِ )19‬إنّي َ‬
‫ظ َننْتُ َأنّي مُلَا ٍ‬ ‫ي ِكتَابَ ُه ِبيَمِينِهِ َفيَقُو ُ‬
‫اليقين ترتقي إلى درجة العلم‪ ،‬نذكر مثلً في القرآن الكريم (فََأمّا مَنْ أُوتِ َ‬
‫ت ِفئَ ًة كَثِيرَ ًة بِِإذْنِ اللّ ِه (‪ )249‬البقرة) يظنون يعني موقنون بلقاء‬ ‫لقُو اللّ ِه كَم مّن ِفئَةٍ قَلِيلَ ٍة غََلبَ ْ‬ ‫‪ )20‬الحاقة) هل كان شاكّا؟ ل‪( .‬قَالَ اّلذِينَ يَ ُ‬
‫ظنّونَ َأّنهُم مّ َ‬
‫ن درجات هو هكذا يعتري من دون أي دليل يظن ثم يقوى بحسب الدلة إلى أن يصل إلى اليقين لكن أهل اللغة يقولون أن الظن هو‬ ‫ال تعالى‪ .‬الظ ّ‬
‫علم ما لم يُبصر ما يقول ظننت الحائط مبنيا الشياء التي تُرى وتُبصر ل يقال ظنّ‪ ،‬الظن علم ما لم يُبصر أنت توقن لكن ليست الشياء المبصَرة ل‬
‫تقول أظن أن الحائط مبنيا وهو أمامك ل يصح هذا التركيب لكن تقول أظن أن وراء الحائط فلن‪ ،‬هذا أمر آخر يجوز فيه الظن لكن شيء تبصره‬
‫وتقول أظنه هذا ل يصح ولذلك هم قالوا الظن درجات حتى يصل إلى اليقين‪.‬‬
‫آية (‪:)250‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬
‫صْرنَا عَلى القَوْ ِ‬ ‫ت أقْدَا َ‬
‫منَا وَان ُ‬ ‫صبًْرا وَثَب ِّ ْ‬‫جنُودِهِ قَالُوا ْ َربَّنَا أفْرِغْ عَلَيْنَا َ‬ ‫جالُو َ‬
‫ت وَ ُ‬ ‫ما بََرُزوا ْ ل ِ َ‬
‫(ول َ َّ‬
‫*قال تعالى َ‬
‫م عبّر ربنا سبحانه وتعالى عن‬ ‫ن (‪ )250‬البقرة) تقول أفرغت الماء في الناء إذا صببته فل ِ َ‬ ‫الْكَافِرِي َ‬
‫الصبر بالفراغ فقال (أفرغ علينا صبراً) ولم يقل صبِّرنا أو اجعلنا صابرين؟(ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫إن التعبير عن طلب الصبر بقوله (أفرغ علينا صبرا) فيه إبداع وجمال ساحر لن إفراغ الصبر يدل على المبالغة في صبر الداعي لصفة الصبر‬
‫وذلك أن الفراغ معناه الصبّ وإذا صببت الشيء أو أفرغته فقد ملت المفرَغ فيه وإذا أُفرِغ الصبر في قلوب المؤمنين الداعين فهذا يعني أن القلوب‬
‫قد ملئت صبرا حتى غدت وعا ًء له‪.‬‬
‫آية (‪:)252‬‬
‫ستَقِيم ٍ (‪ ))4‬وربنا قال في‬‫م ْ‬ ‫ط ُّ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫ن (‪ )3‬عَلَى ِ‬ ‫سلِي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫م َ‬‫ك لَ ِ‬‫حكِيم ِ (‪ )2‬إِن َّ َ‬‫ن ال ْ َ‬
‫*(يس (‪ )1‬وَالْقُْرآ ِ‬
‫ن (‪ )252‬البقرة) لم يقل على‬ ‫سلِي َ‬
‫مْر َ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ك لَ ِ‬ ‫قّ وَإِن َّ َ‬ ‫ك بِال ْ َ‬
‫حُ ِ‬ ‫َ‬
‫ت اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَي ْ َ‬ ‫ك آيَا ُ‬‫موطن آخر اكتفى (تِل ْ َ‬
‫ستَقِيم ٍ (‬
‫م ْ‬
‫ط ُ‬ ‫ك عَلَى ِ‬
‫صَرا ٍ‬ ‫ك إِن َّ َ‬‫ي إِلَي ْ َ‬ ‫ح َ‬‫ك بِال ّذِي أو ِ‬ ‫س ْ‬‫م ِ‬ ‫صراط مستقيم‪ ،‬وفى الزخرف(فَا ْ‬
‫ست َ ْ‬
‫‪))43‬ماالفرق؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل لم نر فيها ذكرا للدعوة‪ ،‬السياق ليس فيه ذكر للدعوة والدعوة هي‬ ‫ضع كل واحدة في سياقها‪ :‬في البقرة التي لم يذكر على صراط مستقيم هذه أص ً‬
‫صراط مستقيم‪ ،‬وردت في سياق القصص القرآني ذكرها في سياق قصة طالوت وجالوت وقسم من النبياء أيضا‪ ،‬عندما ذكر قصة طالوت وجالوت‬
‫سلِينَ (‪ )252‬البقرة) يعني أراد أن يُخبر أن هذا دليل على إثبات نبوته‬ ‫ت اللّ ِه نَتْلُوهَا عََل ْيكَ بِالْحَقّ وَِإّنكَ َلمِنَ ا ْلمُرْ َ‬ ‫ك آيَا ُ‬‫وذكر قسما من النبياء قال (تِ ْل َ‬
‫بإخباره عما لم يعلم من أخبار الماضي‪ ،‬قصة لم يعلمها ل هو ول قومه فأجراها على لسانه أخبر بها أعلمه بها ال سبحانه وتعالى‪ ،‬فإذن لما ذكر هذه‬
‫ك مِنْ أَنبَاء ا ْل َغيْبِ‬
‫القصة التي ل يعلمها قومه ول يعلمها هو فأجراها على لسانه هذا يدل على رسالته‪ .‬كما ذكر تعقيبا في قصة نوح لما قال له (تِ ْل َ‬
‫ل من ِقبَل‬ ‫ن (‪ )49‬هود) ال تعالى أعلمه‪ ،‬فيها دللة على كونه مرسَ ً‬ ‫صبِرْ إِنّ ا ْلعَا ِقبَةَ ِل ْلمُتّقِي َ‬
‫ت َتعَْل ُمهَا أَنتَ َولَ َق ْو ُمكَ مِن َقبْلِ هَـذَا فَا ْ‬ ‫نُوحِيهَا ِإَل ْيكَ مَا كُن َ‬
‫ب نُوحِيهِ إَِل ْيكَ (‪ ))102‬وهذه مثل تلك‪ ،‬يعني هذه هي‬ ‫ك مِنْ أَنبَاء ا ْل َغيْ ِ‬‫ال سبحانه وتعالى يعني هذه دليل على إثبات نبوته ورسالته‪ ،‬في قصة يوسف (ذَِل َ‬
‫البرهان والدليل على أنه مرسَل من المرسلين لم يقل على صراط مستقيم هي ليست في سياق الدعوة وإنما في سياق إثبات نبوته‪ .‬آية الزخرف هي‬
‫ن (‪ )40‬الزخرف) هو مكلّف إذن بالهداية (فَِإمّا‬ ‫ل ّمبِي ٍ‬‫ن فِي ضَلَا ٍ‬ ‫سمِعُ الصّمّ أَ ْو َتهْدِي ا ْل ُعمْيَ َومَن كَا َ‬ ‫ت تُ ْ‬
‫في سياق الدعوة إلى ال وفي هداية الخلق (َأفَأَن َ‬
‫ستَقِيمٍ (‪ )43‬وَِإنّهُ‬ ‫ط مُ ْ‬
‫ك عَلَى صِرَا ٍ‬ ‫ي إَِل ْيكَ ِإّن َ‬
‫سكْ بِاّلذِي أُوحِ َ‬ ‫ن (‪ )42‬فَا ْ‬
‫س َتمْ ِ‬ ‫ن (‪ )41‬أَ ْو نُ ِر َيّنكَ اّلذِي وَعَ ْدنَا ُهمْ َفِإنّا عََل ْيهِ ْم مُ ْق َتدِرُو َ‬ ‫ن ِبكَ َفِإنّا ِمنْهُ ْم ُم ْنتَ ِقمُو َ‬
‫َنذْ َهبَ ّ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ن (‪ )45‬الزخرف) إذن الكلم في‬ ‫حمَنِ َآِلهَةً ُي ْعبَدُو َ‬


‫جعَ ْلنَا مِنْ دُونِ الرّ ْ‬
‫ن َقبِْلكَ مِنْ ُرسُِلنَا َأ َ‬
‫ل مَنْ َأرْسَ ْلنَا مِ ْ‬ ‫ن (‪ )44‬وَا ْ‬
‫سأَ ْ‬ ‫سأَلُو َ‬
‫ف تُ ْ‬‫َل ِذكْرٌ َلكَ وَِلقَ ْو ِمكَ َوسَوْ َ‬
‫ك بِاّلذِي أُوحِيَ‬ ‫س ْ‬‫س َتمْ ِ‬
‫ك بِاّلذِي أُوحِيَ إَِل ْيكَ) يعني إنك لمن المرسلين إذن هو جمع الثنين جمع الرسالة (فَا ْ‬ ‫س ْ‬ ‫س َتمْ ِ‬
‫سياق الدعوة‪ .‬ثم لحظ عندما قال (فَا ْ‬
‫ن َقبِْلكَ مِنْ ُرسُِلنَا) من قبلك يعني أنت بعدهم فأنت واحد منهم‪ .‬إذن هو جمع المرين هنا ولكن بشكل آخر وذكر‬ ‫ل مَنْ َأرْسَ ْلنَا مِ ْ‬
‫ِإَل ْيكَ) وقال (وَاسَْأ ْ‬
‫ستَقِيمٍ) ثم وصف الصراط أنه مستقيم وليس الصراط يعني مستقيم الصراط هو الطريق‬ ‫ط مّ ْ‬ ‫الدعوة إلى ال لنه في سياق الدعوة فذكر (إنك عَلَى صِرَا ٍ‬
‫الواسع (أصلها سراط (بالسين) من سرط بمعنى بلع لنه يبلع السابلة لنه ضخم ولذلك قسم يسموه َلقْم لنه يلتقمهم) مستقيم وصف آخر للصراط‬
‫(فاهدوهم إلى صراط الجحيم)‬
‫سؤال‪ :‬نفهم مستقيم ل اعوجاج فيه؟‬
‫صراط الجحيم يعني طريق الجحيم‪ ،‬هذا المستقيم الصراط هو الطريق الواسع والمستقيم وصف آخر للصراط‪ ،‬المستقيم هو أقرب الطرق الموصِلة إلى‬
‫المراد أيّا كان هذا المراد فهو أقرب الطرق إليه فليس هنالك أقرب منه طريق قويم ومستقيم وأقصر الطرق الموصلة إلى المراد ول يحمل إيجابا أو‬
‫سلبا أو وصفاً طيبا أو غير طيب‪ .‬المستقيم الستقامة أنه طريق مستقيم قويم التي توصلك إلى المطلوب بأقصر طريق وأقرب وأيسر طريق‪.‬‬
‫(فاستقم) استقم معناها كن معتدل المر ل تميل إلى الباطل أو كذا ما أراد ربنا من المور القويمة‪.‬‬
‫س َتقِيمٍ) كل واحدة وردت في موطن بينما وردت في يس معا كل واحدة في سياقها (ِإّنكَ َلمِنَ‬ ‫ط مّ ْ‬ ‫طبعا ل يمكن‪ِ( .‬إّنكَ َلمِنَ ا ْلمُ ْرسَلِينَ) و (عَلَى صِرَا ٍ‬
‫ك بِاّلذِي‬‫س ْ‬
‫س َتمْ ِ‬
‫ا ْلمُرْسَلِينَ) في سورة البقرة في سياق إثبات الرسالة وليست في سياق الدعوة بينما في الزخرف في سياق الدعوة ثم ذكر أنه رسول (فَا ْ‬
‫أُوحِيَ ِإَل ْيكَ)‪.‬‬
‫آية (‪:)253‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)209‬‬
‫آية (‪:)254‬‬
‫َ‬
‫ن (‪ )254‬البقرة)؟ (ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫م الظ ّال ِ ُ‬
‫مو َ‬ ‫*ما دللة الضمير فى قوله تعالى (وَالْكَافُِرو َ‬
‫ن هُ ُ‬
‫انظر إلى هذا السلوب القرآني فقد قصر ربنا تعالى صفة الظلم على الكافر فالكفر والظلم متلزمان‪ .‬ألم تر كيف فصل بين المبتدأ والخبر بالضمير‬
‫(هم) مع أن حذف هذا الضمير ل يخل بالمعنى فلو قال والكافرون ظالمون لكان المعنى تاما لكن ذكر الضمير (هم) أفاد حصر الظلم على الكافرين‬
‫أي الكافرون هم الظالمون حصرا‪.‬‬
‫* لمسات بيانية في آية الكرسي ‪(:‬د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ذ َا ال ّذِي‬‫ض َ‬
‫َ‬
‫ما فِي الْر َ ِ‬ ‫ت وَ َ‬ ‫ماوَا ِ‬‫س َ‬‫ما فِي ال َّ‬ ‫ه َ‬ ‫م لّ ُ‬‫ة وَل َ نَوْ ٌ‬ ‫خذُهُ ِ‬
‫سن َ ٌ‬ ‫م ل َ تَأ ْ ُ‬ ‫ي الْقَيُّو ُ‬ ‫ح ُّ‬ ‫َ‬
‫ه إِل ّ هُوَ ال ْ َ‬ ‫ه ل َ إِلَي َ‬ ‫"الل ّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع‬
‫س َ‬
‫شاء وَي ِ‬ ‫ما َ‬ ‫عل ْ ِ‬
‫مه ِي إِل ّ ب ِي َ‬ ‫م نْي ِ‬‫يءٍ ِّ‬‫ش ْ‬‫ني ب ِ َ‬‫حيطُو َ‬‫م وَل َ ي ُ ِ‬ ‫خلْفَهُي ْ‬ ‫ما َ‬‫م وَي َ‬‫ن أيْدِيهِي ْ‬ ‫ما بَي ْي َ‬
‫م َي‬ ‫عنْد َيهُ إِل ّ بِإِذ ْن ِيهِ يَعْل َي ُ‬‫ع ِ‬ ‫شفَي ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫َ‬
‫ي الْعَظِي ُ‬
‫م"‬ ‫ما وَهُوَ الْعَل ِ ُّ‬ ‫حفْظُهُ َ‬ ‫ض وَل َ يَؤُودُهُ ِ‬ ‫ت وَالْر َ‬ ‫ماوَا ِ‬ ‫س َ‬ ‫ه ال َّ‬ ‫سي ُّ ُ‬‫كُْر ِ‬
‫آية الكرسي هي سيّدة آي القرآن الكريم‪ .‬بدأت الية بالتوحيد ونفي الشرك وهو المطلب الول للعقيدة عن طريق الخبار عن ال‪ .‬بدأ الخبار عن‬
‫الذات اللهية ونلحظ أن كل جملة في هذه الية تصح أن تكون خبرا للمبتدأ (ال) لن كل جملة فيها ضمير يعود إلى ال سبحانه وتعالى‪ :‬ال ل تأخذه‬
‫سنة ول نوم‪ ،‬ال له ما في السموات وما في الرض‪ ،‬ال من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه‪ ،‬ال يعلم مابين أيديهم وما خلفهم‪ ،‬ال ل يحيطون بعلمه إل‬
‫بما شاء‪ ،‬ال وسع كرسيّه السموات والرض‪ ،‬ال ل يؤده حفظهما وهو العلي العظيم‪.‬‬
‫َ‬
‫ي لنها تفيد أنه‬ ‫ي الْقَيُّو ُ‬
‫م"الح ّ‬
‫ي معرّفة والقيّوم معرّفة‪ .‬والحيّ هو الكامل التصاف بالحياة ولم لم يقل ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬
‫ح ُّ‬ ‫ه إِل ّ هُ َ‬ ‫"الل ّ ُ‬
‫ه ل َ إِلَي َ‬
‫من جملة الحياء‪ .‬فالتعريف بـ(ال) هي دللة على الكمال والقصر لن ما سواه يصيبه الموت‪ .‬والتعريف قد يأتي بالكمال والقصر‪ ،‬فال له الكمال‬
‫في الحياة وقصرا كل من عداه يجوز عليه الموت وكل ما عداه يجوز عليه الموت وهو الذي يفيض على الخلق بالحياة‪ .‬فال هو الحيّ ل حيّ سواه‬
‫على الحقيقة لن من سواه يجوز عليه الموت‪.‬‬
‫القيّوم‪ :‬من صيغ المبالغة (على وزن فيعال وفيعول من صيغ المبالغة وهي ليست من الوزان المشهورة) هي صيغة المبالغة من القيام ومن معانيها‬
‫القائم في تدبير أمر خلقه في إنشائهم وتدبيرهم‪ ،‬ومن معانيها القائم على كل شيء ‪ ،‬ومن معانيها الذي ل ينعس ول ينام لنه إذا نعس أو نام ل يكون‬
‫قيّوماز ومن معانيها القائم بذاته وهو القيّوم جاء بصيغة المتعريف لنه ل قيّوم سواه على الرض حصرا‪.‬‬
‫ْ‬
‫م"سنة هي النعاس الذي يتقدم النوم ولهذا جاءت في ترتيب الية قبل النوم وهذا ما يعرف بتقديم السبق‪ ،‬فهو‬ ‫ة وَلَ نَوْ ٌ‬ ‫خذُه ُ ِ‬
‫سن َ ٌ‬ ‫"ل َ تَأ ُ‬
‫سبحانه ل يأخذه نعاس أو ما يتقدم النوم من الفتور او النوم‪ .‬المتعارف عبيه يأتي النعاس ثم ينام النسان‪ .‬ولم يقل سبحانه ل (تأخذه سنة ونوم) أو‬
‫(سنة أو نوم) ففي قوله سنة ول نوم ينفيهما سوا ًء اجتمعا أو افترقا لكن لو قال سبحانه سنة ونوم فإنه ينفي الجمع ول ينفي الفراد فقد تأخذه سنة دون‬
‫النوم أو يأخذه النوم دون السنة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض"دللة (ما)‪ :‬ما تفيد ذوات غير العاقل وصفات العقلء‪ ،‬إذن لمّا قال (له ما) جمع‬
‫ما فِي الْر ِ‬ ‫ت وَ َ‬
‫ماوَا ِ‬ ‫ما فِي ال َّ‬
‫س َ‬ ‫ه َ‬ ‫"ل ّ ُ‬
‫ص العقلء‪( .‬ما) أشمل وعلى سبيل الحاطة‪ .‬قال (ما في السموات وما في الرض) أولً بقصد الحاطة والشمول‪،‬‬ ‫العقلء وغيرهم ولو قال (من) لخ ّ‬
‫وثانيا قدّم الجار والمجرور على المبتدأ (له ما في السموات) إفادة القصر أن ذلك له حصرا ل شريك له في الملك (ما في السموات والرض ملكه‬
‫حصراُ قصرا فنفى الشرك)‪ .‬وجاء ترتيب (له ما في السموات وما في الرض) بعد (الحيّ القيّوم) له دللة خاصة‪ :‬يدلّ على أنه قيوم على ملكه الذي‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل يشاركه فيه أحد غيره وهناك فرق بين من يقوم على ملكه ومن يقوم على ملك غيره فهذا الخير قد يغفل عن ملك غيره أما الذي يقوم على ملكه ل‬
‫يقغل ول ينام ول تأخذه سنة ول نوم سبحانه‪ .‬فله كمال القيومية‪ .‬وفي قوله (له ما في السموات وما في الرض) تفيد التخصيص فهو ل يترك شيئا‬
‫في السموات والرض إل هو قائم عليه سبحانه‪.‬‬
‫*انظر آية (‪.)27‬‬
‫* ما دللة استعمال صيغة المثنى للسموات والرض في آية الكرسي؟‬
‫السموات والرض الكلم عليهما بالمثنى لنه جعل السموات كتلة واحدة والرض كتلة واحدة فيتحدث عنهما بالمثنى‪ .‬هما مجموعتان‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫من ذ َا ال ّذِي ي َ ْ‬
‫عنْدَه ُ إِل ّ بِإِذ ْنِهِ"دللة واضحة على تبيان ملكوت ال وكبريائه وأن أحدا ل يملك أن يتكلم إل بإذنه ول يتقدم‬ ‫ع ِ‬‫شفَ ُ‬ ‫" َ‬
‫إل بإذنه مصداقا لقوله تعالى‪( :‬ل يتكلمون إل من أذن له الرحمن وقال صوابا) هذا الجزء من الية والجزء الذي قبلها (له ما في السموات وما في‬
‫الرض) يدل على ملكه وحكمه في الدنيا والخرة لنه لمّا قال (له ما في السموات وما في الرض) يشمل ما في الدنيا وفي قوله (لمن ذا الذي يشفع‬
‫عنده إل بإذنه) هذا في الخرة فدلّ هذا على ملكوته في الدنيا والخرة وأخرجه مخرج الستفهام النكاري لنه أقوى من النفي‪ .‬فدلّ هذا على أنه حيّ‬
‫ي والذي ل يستطيع أحد أن يتقدم إل بإذنه يجعله قائم بأمر خلقه وكلها تؤكد معنى أنه الحيّ القيّوم‪.‬‬‫قيّوم كيف؟ لن الذي يَستشفع عنده ح ّ‬
‫من ذا‪ :‬فيها احتمالين كما يذكر أهل النحو‪ :‬فقد تكون كلمة واحدة بمعنى (من) استفهامية لكن (من ذا) أقوى من (من) لزيادة مبناها (يقال في النحو‪:‬‬
‫زيادة المبنى زيادة في المعنى)ز فقد نقول من حضر ‪ ،‬ومن ذا حضر؟‬
‫(من ذا) قد تكون كلمتان (من) مع اسم الشارة ذا (من هذا) يقال ‪ :‬من ذا الواقف؟ من الواقف؟ ومن هذا الواقف؟ فـ (من ذا الذي) تأتي بالمعنيين‬
‫(من الذي) و(من هذا الذي) باعتبار ذا اسم إشارة فجمع المعنيين معا‪.‬‬
‫في سورة الملك قوله‪( :‬أمّن هذا الذي هو جند لكم) هذا مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و(ذا) اسم الشارة وكذلك (هؤلء) هي عبارة عن (هـ)‬
‫و(أولء) ‪ .‬فالهاء تفيد التنبيه والتوكيد فإذا كان المر ل يدعو إليها ل يأتي بها فلنستعرض سياق اليات في سورة الملك مقابل آية الكرسي‪ :‬آيات‬
‫سورة الملك في مقام تحدّي فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي لن آية سورة الملك هي في خطاب الكافرين أما آية الكرسي فهي في سياق‬
‫المؤمنين ومقامها في الشفاعة والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن المر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه‪ .‬أما آية سورة الملك فهي‬
‫في مقام الندّ وليس مقام شفاعة ولذلك جاء بـ(هـ) التنبيه للستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن (من هو الذي ينصر من دون الرحمن)‬
‫وهذا ليس مقام آية الكرسي‪ .‬والمر الخر أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين‪ :‬قوة الستفهام والشارة بينما آية الملك دلت على الشارة فقط‬
‫ولو قال من الذي لفاتت قوة الشارة‪ .‬ول يوجد تعبير آخر أقوى من (من ذا) لكسب المعنيين قوة الستفهام والشارة معا بمعنى (من الذي يشفع ومن‬
‫هذا الذي يشفع)‪.‬‬
‫َ‬
‫م"يعلم ما أمامهم مستقبلً وما وراءهم والقصود إحاطة علمه بأمورهم الماضية والمستقبلية ويعلم‬ ‫خلْفَهُ ْ‬‫ما َ‬‫م َو َ‬‫ن أيْدِيهِ ْ‬
‫ما بَي ْ َ‬ ‫"يَعْل َ ُ‬
‫م َ‬
‫أحوال الشافع الذي يشفع ودافعه ولماذا طلب الشفاعة ويعلم المشفوع له وهل يستحق استجابة الطلب هذا عام فهذ الدللة الولية‪.‬‬
‫في سورة مريم قال تعالى‪( :‬له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك) فما الحمكة أنها لم ترد على هذا السلوب في آية الكرسي؟ في سورة مريم سياق‬
‫اليات عن الملك (ولهم رزقهم فيها‪ ،‬تلك الجنة التي نورث من عبادنا‪ ،‬رب السموات والرض‪ )..‬الذي يرزق هو الذي يورّث فهو مالك وقوله رب‬
‫السموات فهو مالكهم) أما في سورة آية الكرسي فالسياق عن العلم (يعلم ما بين أيدينا) وبعد هذه الجملة يأتي قوله (ول يحيطون بلمه إل بما شاء) أي‬
‫ان السياق في العلم لذا كان أنسب أن تأتي (يعلم ما بين أيدينا وما خلفنا) وهذه الجملة هي كما سبق توطئة لما سيأتي بعدها‪.‬‬
‫َ‬
‫شاء"ما هي فائدة (ما)؟ هي تحتمل معنيين في اللغة هنا تحتمل أن تكون مصدرية‬ ‫ما َ‬ ‫عل ْ ِ‬
‫مهِ إِل ّ ب ِ َ‬ ‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫يءٍ ِّ‬
‫ش ْ‬ ‫ن بِ َ‬‫حيطُو َ‬ ‫"وَل َ ي ُ ِ‬
‫بمعنى (ل يحيطون بشيء من علمه إل بمشيئته) وتحتمل أن تكون اسمًا موصولً بمعنى (إل بالذي شاء) وهنا جمع المعنيين أي ل يحيطون بعلمه إل‬
‫بمشيئته وبالذي يشاؤه أي بالعلم الذي يريد وبالمقدار الذي يريد‪ .‬المقدار الذي يشاؤه نوعا وقدرا‪ .‬فمن سواه ل يعلم شيئا إل إذا ما أراده ال بمشيئته‬
‫وبما أراده وبالقدر الذي يشاؤه والبشر ل يعلمون البديهيات ول أنفسهم ول علّموا أنفسهم‪ ،‬فهو الذي شاء أن يعلّم الناس أنفسهم ووجودهم والبديهيات‬
‫التي هي أساس كل علم‪ .‬من سواه ما كان ليعلم شيئا لول أن أراد ال تماما كما في قوله في سورة طه‪( :‬يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول يحيطون به‬
‫علما) أي بذاته في المعنى‪ .‬إذن لماذا ذكر نفي الحاطة بالذات في سورة طه ونفى الحاطة بالعلم في آية الكرسي؟ في سورة طه جاءت الية تعقيبا‬
‫على عبادة بني اسرائيل للعجل وقد صنعوه بأيديهم وأحاطوا به علما وال ل يحاط به‪ ،‬لقد عبدوا إلها وأحاطوا به علما فناسب أن ل يقول العلم وإنما‬
‫قال (ول يحيطون به علما) أما في آية الكرسي فالسياق جاء في العلم لذا قال تعالى (ل يحيطون بشيء من علمه)‬
‫َ‬
‫ل على أنه من ملكه (السموات والرض من ملكه) وقبل هذه الجملة قال تعالى (له ما‬ ‫ض"دلّ أو ً‬
‫ت وَالْر َ‬ ‫ماوَا ِ‬‫س َ‬ ‫سي ُّ ُ‬
‫ه ال َّ‬ ‫سعَ كُْر ِ‬
‫"وَ ِ‬
‫ل ( له‬
‫في السموات وما في الرض) فدلّ على أن الذي فيهما هو ملكه أيضا لن المالك قد يملك الشيء لكن ل يملك ما فيه وقد يكون العكس‪ .‬فبدأ أو ً‬
‫ما في السموات وما في الرض) أي أن ما فيهما ملكه لم يذكر أن السموات والرض ملكه وهنا ذكر أن السموات والرض وما فيهما هو ملكه‪ .‬وإن‬
‫الكرسي وسع السموات والرض كما ورد في الحديث القدسي (السموات والرض كحلقة في فلة في العرش‪ ،‬والكرسي كحلقة في فلة في العرش)‬
‫فما الحكمة من استخدام صيغة الماضي في فعل (وسع)؟ الحكمة أن صيغة الماضي تدلّ على أنه وسعهما فعلً فلو قال يسع لكان فقط إخبار عن مقدار‬
‫السعة فعندما نقول تسع داري ألف شخص فليس بالضرورة أن يكون فيها ألف شخص ولكن عندما نقول وسعت داري ألف شخص فهذا حصل فعلً‬
‫‪.‬تسع ‪ :‬تعني إخبار ليس بالضرورة حصل‪ ،‬لكن وسع بمعنى حصل فعلً وهذا أمر حاصل فعلً‪.‬‬
‫* ما معنى كرسيه في الية ولماذا جاء السموات مع أن السماء أعم؟‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫الكرسي محل جلوس الملك ولو في القرآن يتحدثون عن الكرسي والعرش كلما كثيرا‪ .‬السموات هي محل الملئكة منازلهم‪ ،‬والرض محل الثقلين‬
‫الجن والنس‪ .‬الملك ينبغي أن يكون على رعية والرعية تكون في السموات والرض وليس السماء‪ .‬السماء عامة والسموات يقصد بها السموات‬
‫السبع‪ .‬السموات يعني السبع والسماء عامة‪ .‬وكما قالوا السموات السبع والرض بالنسبة للكرسي كحلقة في فلة كما في الحديث والكرسي في العرش‬
‫كحلقة في فلة‪ .‬العرش أكبر وقالوا الكرسي محل القدمين‪ .‬هم قالوا الكرسي محل القدمين والعرش ل يُقادر َقدْرُه هكذا في الثار والكرسي بالنسبة‬
‫للعرش كحلقة في فلة‪ .‬العرش عندنا مكان الجلوس والكرسي أقل‪ .‬مع الملك تستخدم عرش وفي البيت نقول كرسي‪ .‬إذا وسع كرسيه السموات‬
‫والرض فما بالك بالعرش؟! ذكر ملك فقال السموات ولم يقل السماء وقالوا في اللغة من معاني الكرسي المُلْك والتدبير والقُدرة ولذلك المفسرين قالوا‬
‫سيّهُ) أي قدرته وملكه ولذلك ذهب من ذهب إلى هذا المذهب قال وسع ملكه السموات‬ ‫هذا من المتشابه لن اللغة تحتمل معاني عديدة‪( .‬وَسِ َع كُ ْر ِ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي‬ ‫والرض‪ .‬وحتى استعمال الكرسي هنا هو الكرسي نقول للملك يجلس عليه فالملك مُلك وذكر هنا السياق في المُلك أيضا (لّ ُه مَا فِي ال ّ‬
‫ن عِ ْلمِهِ ِإلّ ِبمَا شَاء) يشفع يتقدم بالشفاعة إلى من يكون‬ ‫شيْ ٍء مّ ْ‬
‫ن بِ َ‬
‫ع ْندَهُ ِإلّ ِبِإذْنِ ِه َيعْلَ ُم مَا َبيْنَ َأ ْيدِيهِمْ َومَا خَلْ َف ُهمْ َولَ يُحِيطُو َ‬
‫ض مَن ذَا اّلذِي يَشْفَ ُع ِ‬
‫الَ ْر ِ‬
‫سيّهُ‬
‫هو صاحب المر‪ ،‬ناسب هؤلء يحتاج إلى ساكن والساكن هو في السموات والرض الملئكة والثقلين فإذن كلمة كرسي هي النسب‪( .‬وَسِ َع كُ ْر ِ‬
‫سمَاوَاتِ وَالَرْضَ) وسع كرسيه السموات والرض فما بالك بعرشه؟‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ض (‪ )255‬البقرة)؟‬
‫ت وَالْر َ‬
‫ماوَا ِ‬
‫س َ‬ ‫سي ُّ ُ‬
‫ه ال َّ‬ ‫ع كُْر ِ‬
‫س َ‬
‫*ما هي اللمسات البيانية في الية (وَ ِ‬
‫مسألة الكرسي لها عدة تفسيرات وفي الحديث أنها جسم بين العرض محيط بالسماء والرض‪ ،‬الكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في فلة وما في‬
‫السموات والرض كحلقة في فلة بالنسبة للكرسي‪.‬‬
‫ما مسألة العرش والكرسي؟ الكلم عن العرش والكرسي نحن نتكلم في اللغة أما في الية فال أعلم‪ .‬العرش هو عرش الملك‪ ،‬العرض ما يجلس عليه‬
‫ن عَ ْرشُ ُه عَلَى ا ْلمَاء (‪ )7‬هود) وقال ( َوسِ َع كُرْ ِ‬
‫سيّهُ)‬ ‫ي كرسي‪ .‬القرآن استخدم العرش ( َوكَا َ‬
‫الملك له عظمة وهيبة يعظّم بهيبة الجالس عليه والكرسي أ ّ‬
‫قالوا الكرسي محيط بالسموات والرض والسموات والرض وما فيها كحلقة في فلة بالنسبة للكرسي والكرسي وما فيه كحلقة في فلة بالنسبة‬
‫للعرش‪ .‬وقسم من المفسرين حاولوا أن يعطوا معاني أخرى وقالوا الكرسي هو القدرة والتدبير والملك وقسم قالوا هو العلم فذهبوا حتى يخرجوا من‬
‫التجسيم والتشبيه وأعطوه معاني أخرى‪ .‬في اللغة يستعملون الكرسي مجازا يقصدون به الملك والتدبير‪.‬‬
‫م"أي ل يثقله ول يجهده وجاء بــ (ل) للدللة على الطلق ل تدل على الزمـن‬ ‫ي الْعَظِي ُي‬ ‫ما وَهُوَ الْعَل ِي ُّ‬ ‫حفْظُهُي َ‬ ‫"وَل َ يَؤ ُود ُيه ُ ِ‬
‫ي من العلو والقهر والتسلط والغلبة‬ ‫المطلق وإن كان كثير من النحاة يجعلونها للمستقبل لكن الرجح أنها تفيد الطلق (ل يمكن أن يحصل) ‪ .‬والعل ّ‬
‫والملك والسلطان والعلو عن النظير والمثيل‪ .‬والعظيم من العظمة وقد عرّفهما ـ (أل التعريف) لنه ل علل يّ ول عظيم على الحقيقة سواه فهو العل يّ‬
‫العظيم حصرا‪.‬‬
‫وهذين الوصفين وردا مرتين في ملك السموات والرض في آية الكرسي في سورة البقرة‪ ،‬وفي سورة الشورى (له ما في السموات وما في الرض‬
‫وهو العلي العظيم) والمرين في ملك السموات والرض بما يدلّ على العلو والعظمة حصرا له سبحانه‪.‬‬
‫ي العظيم) وكل حملة في الية تدل‬ ‫الملحظ في آية الكرسي أنها ذكرت في بدايتها صفتين من صفات ال تعالى (الحيّ القيّوم) وانتهت بصفتين (العل ّ‬
‫ي العظيم سبحانه تقدست صفاته‪ .‬فالذي ل إله إل هو هو الحي القيوم والذي ل تأخذه سنة ول نوم هو حيّ وقيّوم والذي له‬ ‫على أنه الحيّ القيّوم والعل ّ‬
‫ما في السموات وما في الرض أي المالك والذي يدبر أمر ملكه هو هو الحيّ القيوم والذي ل يشفع عنده هو الحي القيوم ول يشفع إل باذنه والذي‬
‫يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ول يحاط بشيء من علمه هو الحيّ القيّوم القيّم على الخرين والذي وسع كرسيه السموات والرض هو الحيّ القيّوم‬
‫والذي ل يؤده حفظهما هو الحيّ القيّوم لن الذي يحفظ هو الحي القيوم وهو العلي العظيم‪.‬‬
‫والحي القيوم هو العلي العظيم والذي ل تأخذه سنة ول نوم والذي له ما في السموات والرض والذي ل يشفع عنده إل باذنه والذي يعلم ما بين أيديهم‬
‫ي العظيم فكل جملة في آية الكرسي المباركة تدلّ على أنه الحيّ القيّوم والعلي العظيم‪.‬‬ ‫وما خلفهم والذي ل يحاط بعلمه إل بما شاء هو العل ّ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي‬ ‫سنَةٌ َولَا نَوْمٌ لَ ُه مَا فِي ال ّ‬
‫خذُهُ ِ‬
‫حيّ الْ َقيّومُ لَا تَ ْأ ُ‬
‫‪...‬ومن المثلة على العطف في القرآن قوله تعالى في آية الكرسي (اللّهُ لَا إِلَهَ إِلّا ُهوَ الْ َ‬
‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضَ وَلَا‬
‫سيّهُ ال ّ‬
‫ع ْلمِهِ ِإلّا ِبمَا شَاءَ َوسِعَ ُكرْ ِ‬ ‫ي ٍء مِنْ ِ‬ ‫ن بِشَ ْ‬‫ع ْندَهُ إِلّا بِِإ ْذنِهِ َيعْلَ ُم مَا بَيْنَ َأ ْيدِيهِمْ َومَا خَلْ َفهُمْ َولَا يُحِيطُو َ‬
‫ض مَنْ ذَا اّلذِي يَشْفَ ُع ِ‬‫الْأَ ْر ِ‬
‫ظ ُهمَا وَهُوَ ا ْلعَِليّ ا ْلعَظِي ُم (‪ ))255‬ول نوم معطوفة على سِنة‪ ،‬وما في الرض معطوفة على السموات‪ ،‬خلفهم معطوفة على ما بين أيديهم‪،‬‬ ‫حفْ ُ‬
‫يَؤودُهُ ِ‬
‫الرض معطوفة على السموات‪ ،‬بينما ول يؤوده حفظهما فمعطوفة على ل تأخذه سِنة ول نوم في أول السورة‪ .‬فبرغم وجود انواع متعاطفات كثيرة‬
‫ومختلفة نعطف ل يؤوده حفظهما على ل تأخذه سِنة ول نوم‪.‬‬
‫الخطوط التعبيرية في الية‪ :‬الملحظ في الية أنها تذكر من كل الشياء اثنين اثنين‪ ،‬بدأها بصفتين من صفات ال تعالى (الحي القيوم) وذكر اثنين من‬
‫النوم(سنة ونوم) وكرّر (ل) مرتين (ل تأخذه سنة ول نوم) وذكر اثنين في الملكية(السموات والرض) وكرر (ما) مرتين وذكر اثنين من علمه في‬
‫(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) وذكر اثنين مما وسعه الكرسي (وسع كرسيه السموات والرض) وختم الية باثنين من صفاته (العليّ العظيم)‪.‬‬
‫وقد ورد اسمين من أسماء ال الحسنى مرتين في القرآن‪ :‬في سورة البقرة (ال ل إله إل هو الحي القيوم) ومرة في سورة (آل عمران) في الية الثانية‬
‫(ال ل إله إل هو الحي القيوم) (لحظ الرقم ‪ .)2‬والعلي العظيم وردت في القرآن مرتين في القرآن أيضا مرة في سورة البقرة ومرة (له ما في‬
‫السموات وما في الرض وهو العلي العظيم) في سورة الشورى في الية الرابعة (أربع أسماء في الية الرابعة)‪.‬‬
‫*من برنامج ورتل القرآن ترتيلً‪:‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ل بِِإ ْذنِهِ (‪ )255‬البقرة) تأمل هذا السلوب في الستفهام (من ذا) إنه استفهام لكنه خرج إلى معنى النكار والنفي وكأن ال‬
‫عنْدَهُ ِإ ّ‬
‫شفَ ُع ِ‬
‫(مَن ذَا اّلذِي يَ ْ‬
‫تعالى يريد أن يخبرنا عن شرف ومكانة الشافع عند ال تعالى وهو محمد فقال (إل بإذنه) فل أحد يشفع عند ال بحق ال ولكن يشفع من خصّه ال‬
‫تعالى بهذا الذن‪ ،‬كرامة ما بعدها كرامة‪.‬‬
‫ل ِبمَا شَاء (‪ )255‬البقرة) قال تعالى (ول يحيطون بشيء من علمه) ولم يقل ول يعلمون شيئا من علمه لن الحاطة‬ ‫ي ٍء مّنْ عِ ْلمِهِ ِإ ّ‬‫ن بِشَ ْ‬ ‫ل يُحِيطُو َ‬‫( َو َ‬
‫تقتضي الحتواء على جميع أطراف الشيء بحيث ل يش ّذ منه جزء من أوله ول آخره فأراد ربنا أن يصور لنا قصر علمنا وضعف مداركنا فنحن قد‬
‫ل بالمس ولكننا ل نستطيع أن نحيط بكل ما يلزم عنه ول نقدر على إدراك كل ما له به صلة ولذلك فإن علومنا قابلة للتبديل‬ ‫نعلم شيئا كان مجهو ً‬
‫والتعديل‪ .‬وانظر أيضا إلى قوله تعالى (بشيء من علمه) ولم يقل ول يحيطون بعلمه وهذا مزيد من الدقة في تصغير معارفنا وعلومنا‪.‬‬
‫آية (‪:)256‬‬
‫*في آية البقرة يقول تعالى (فقد استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لها) ولم يقل في لقمان ل‬
‫انفصام لها ‪ ،‬ما الفرق؟‬
‫*د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫سكَ بِا ْلعُرْوَةِ‬
‫س َتمْ َ‬
‫ن َيكْفُ ْر بِالطّاغُوتِ َويُ ْؤمِن بِاللّهِ َف َقدِ ا ْ‬
‫ي َفمَ ْ‬
‫شدُ مِنَ ا ْلغَ ّ‬
‫ن قَد ّت َبيّنَ الرّ ْ‬
‫السياق هو الذي يحدد‪ ،‬قال تعالى في سورة البقرة (لَ ِإكْرَا َه فِي الدّي ِ‬
‫سمِيعٌ عَلِي ٌم (‪ ))256‬قال (فمن يكفر بالطاغوت) والطاغوت رأس كل طغيان من ظالم أو غيره‪ ،‬هذا معنى الطاغوت من‬ ‫ى لَ ان ِفصَامَ َلهَا وَاللّ ُه َ‬
‫الْ ُوثْقَ َ‬
‫كان رأسا في الطغيان مثل فرعون والشيطان وجمعها طواغيت‪ .‬فمن يكفر بالطاغوت أحيانا الكفر بالطاغوت يؤدي إلى أذى شديد وهلكة إذن تحتاج‬
‫إلى (ل انفصام لها) يعني ل يحصل فيها أي خدش أو انفصال أو شيء‪ .‬لما ذكر الكفر بالطاغوت الذي قد يؤدي إلى مظلمة كبيرة أو إلى عذاب أو‬
‫إلى هلكة أكّد ربنا تعالى فقال (ل انفصام لها) أما في لقمان فهي اتباع (ومن يسلم وجهه إلى ال فقد استمسك بالعروة الوثقى) ل تحتاج‪ .‬لذلك لما ذكر‬
‫الكفر بالطاغوت الذي قد يؤدي إلى هلكة (فرعون صلّبهم في جذوع النخل) قال (ل انفصام لها) تستمسك ول تنفصم ول تنفصل وكأنها تحفيز‬
‫للستعصام والستمساك بال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫سمِي ٌع عَلِيمٌ ﴿‬
‫سكَ بِا ْلعُرْوَةِ الْ ُو ْثقَى لَا ا ْنفِصَامَ َلهَا وَاللّهُ َ‬
‫س َتمْ َ‬
‫ت َويُ ْؤمِنْ بِاللّ ِه َف َقدِ ا ْ‬‫ن َيكْفُ ْر بِالطّاغُو ِ‬ ‫ي َفمَ ْ‬
‫شدُ مِنَ ا ْلغَ ّ‬
‫ن َقدْ َتبَيّنَ الرّ ْ‬
‫قال تعالى (لَا ِإكْرَا َه فِي الدّي ِ‬
‫سكَ بِا ْلعُرْوَةِ ا ْل ُوثْقَى وَِإلَى اللّ ِه عَا ِقبَةُ الُْأمُو ِر ﴿‪ ﴾22‬لقمان)‬ ‫س َتمْ َ‬‫ن فَ َقدِ ا ْ‬‫حسِ ٌ‬ ‫‪ ﴾256‬البقرة) وفي لقمان يقول عز وجل ( َومَنْ يُسِْلمْ وَ ْ‬
‫جهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُ َو مُ ْ‬
‫ليس فيها ل انفصام لها‪ .‬مرة (بِا ْلعُرْوَةِ ا ْل ُوثْقَى لَا انْفِصَامَ َلهَا) ومرة (بِا ْلعُرْوَةِ الْ ُو ْثقَى) فقط بدون ل انفصام لها كيف؟ مع أن العروة عادة الوثقى هو لكل‬
‫شيء مكان تحمله منه ولكل شيء آلة تتمسك بها من الوقوع أو الهلك يعني مثلً ركاب في سفينة وجاءتها عاصفة في يو ٍم عاصف ولكي ل يتطاير‬
‫الناس في البحر كل واحد تمسك في مكان إما في حبل أو في زردة أو في حلقة من الحلقات الحديدية يتمسك بها حتى ل يطيره الهواء هذه هي العروة‬
‫الوثقى عروة وثيقة جدا‪ .‬فرب العالمين عز وجل يشبه هذا الدين ببناء كبير ول بد أن تتمسك فيه بعروة لماذا؟ لن العواصف حولك ل حدود لها‪،‬‬
‫إبليس هذا شغله هذا الشيطان كل همه أنه يراكم هو وقبيله يحاول أن يرخي يديك من التمسك بهذه العروة بفسقٍ أو فجو ٍر أو بدعة أو طائفية أو كفر‬
‫أو زندقة والتاريخ مليء كل الديان السماوية تاريخ الذين تمسكوا بعروة ثم أفلتوها وانحرفوا وصاروا بفكر آخر وطائفية أخرى وأضلوا الناس‬
‫والقرآن يحدثنا عن هذا في بني إسرائيل في التوراة والنجيل والقرآن وإلى هذا اليوم نحن نعاني من هؤلء معاناة على امتداد التاريخ ما خل جيل من‬
‫طيْرُ أَ ْو َتهْوِي بِهِ‬
‫طائفة تحاول أن ترخي يديك عن هذه العروة الوثقى التي أنت متمسك بها ومتى ما ارتخت يداك هلكت تخطفتك الطير ( َفتَخْطَفُ ُه ال ّ‬
‫ق ﴿‪ ﴾31‬الحج) حينئذٍ هذه العروة الوثقى مرة قال (ل انفصام لها) ومرة قال فقط (العروة الوثقى) بدون ل انفصام لها معناها‬ ‫الرّيحُ فِي َمكَانٍ سَحِي ٍ‬
‫تنفصم‪ .‬عندنا تنفصم وتنقسم وتنفصل معروفة ‪،‬تنفصم يعني أنت يدك هي التي انفصمت عن العروة التيار قوي السحب قوي سحبوك فيدك لم تتحمل‬
‫هذا الضغط فانفتحت يدك فانفصمت عنها‪ .‬هناك انقسمت من شدة تمسكك أنت بهذه الحلقة بهذه العروة انكسرت هي انكسرت هذا انقسم‪ .‬وانفصل‬
‫بدون عنف أنت رأسا تركته والتاريخ ملئ بهذا و بهذا و بهذا كل دعاة الشر هؤلء شياطين يحاولون أن يجعلوك تنفصم عن هذه العروة الوثقى وهي‬
‫السلم كما قال الرسول صلى ال عليه و سلم‪ .‬إذن هذه العروة الوثقى نوعين نوع هو العقيدة ل اله إل ال كما قال صلى ال عليه وسلم في الحديث‬
‫الذي رواه احمد و غيره شخص رأى رؤيا متمسك فقال له النبي هذه العروة هي السلم فتمسك بها ماحييت إل أن يدركك الموت وأنت عليها وهي ل‬
‫اله إل ال‪ .‬هذه ل انفصام لها رب العالمين يشهد أن من تمسك بالعروة الوثقى ‪ -‬وهو يقول قبلها ل إكراه في الدين ‪ -‬فهي قضية إيمان وكفر إذا‬
‫شخص يعبد الوثان أنت لماذا تكرهه؟ فقط قل له اترك الصنام واعبد ال واحد إذا جاء وقال ل اله إل ال بهذه القولة سوف يبقى عليها إلى يوم‬
‫القيامة ولن ينفصم عنها هذا من تمسك بالعروة الوثقى التي هي ل اله إل ال السلم نفسه عندما نزل رب العالمين قال إن المشرك إذا صار مسلما‬
‫لن يرجع عنه أبدا ولهذا قال صلى ال عليه وسلم (ل أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها فتهلككم) ‪.‬‬
‫الية الثانية في سورة لقمان وهذا الخطاب للمسلمين في الولى خطاب لغير المسلمين قال (لَا ِإكْرَا َه فِي الدّينِ) ل تكره هؤلء المشركين الذي يريد أن‬
‫ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْقَى وَإِلَى اللّ ِه عَا ِقبَةُ ا ْلُأمُورِ) وهو محسن أي‬ ‫سَ‬ ‫ستَمْ َ‬
‫ن َف َقدِ ا ْ‬ ‫جهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُ َو مُحْسِ ٌ‬ ‫ن يُسْلِمْ َو ْ‬‫يسلم حياه ال‪ ،‬في الثانية يخاطب المسلمين ( َومَ ْ‬
‫رجل تقي صالح مصلي الخ محسن في صلته في صيامه في زكاته فهو ليس عابد بل عابد بإحسان بشكل جيد هذا استمسك بالعروة الوثقى فقط ما‬
‫قال ل انفصام لها قد تنفصم كلنا ما في أحد في هذه الدنيا إل وفي يوم من اليام ارتكب ذنبا مع كونه من المحسنين‪ .‬إذا ل نزال في العروة الوثقى في‬
‫الولى يتحدث عن العروة الوثقى التي هي اليمان بال الواحد الحد ل إله إل ال هذه الية تقول هذه العروة ل انفصام لها هذا واحد وهذا واقع‬
‫الحال‪ .‬الثانية العمل العروة الوثقى الثانية العمل وليس التوحيد العبادات والحلل والحرام الحلل كله هذا ما قال ل انفصام لها قد تنفصم كل ابن آدم‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫خطاء ما فينا واحد تقي وصالح في يوم ما صلى سنة سنتين ترك الصلة سنة من السنين ترك الصيام مرة مرتين شرب خمر يعني كل ابن آدم خطاء‬
‫(المؤمن كالسنبلة يميل تارة ويستقيم أخرى) (لو لم تذنبوا لذهب ال بكم ثم جاء بقو ٍم يذنبون) والحاديث (المسلم كالفرس في أخيّته) هذه الحلقة التي‬
‫يربطون فيها الفرس (يجول ويدور ويعود إلى أخيته) يروح ويبتعد قليلً عن السلم لكن يرجع إذا تنفصم عروة العمل تنفصم وعروة اليمان‬
‫والتوحيد ل تنفصم أبدا ببركة النبي عليه الصلة والسلم الذي هو كما قال ( َيتْلُو عََل ْيهِمْ َآيَاتِهِ َويُ َزكّيهِ ْم ﴿‪ ﴾2‬الجمعة) إذا هذه التزكية التي زكى ال بها‬
‫هذه المة أنها ل تشرك بال أبدا ولكن نعم هكذا مرة ومرة ولكن كما قال صلى ال عليه وسلم (ولكن ساعة وساعة لسنا على ساعة واحدة) هكذا كما‬
‫جاء في الحاديث الكثيرة لن نطيل عليكم في سردها وإل لحظ لكل إنسان عروته هذه عروة متحدة كل واحد منا له عروة عروة الحاكم العدل إذا‬
‫تمسك بها ولم تنفصم جاء يوم القيامة متجليا غفر ال كل ذنوبه عروة العالم الصدق إذا كان صادقا ول يخاف في ال لومة لئم جاء يوم القيامة وكل‬
‫ذنوبه مغفورة عروة التاجر الخلص والنصيحة وهكذا‪ .‬حديث عجيب عن النبي صلى ال عليه وسلم يقول كما في الحديث عن البراء بن عازم قال‬
‫كنا جلوسا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فسألهم النبي (أي عرى السلم أوثق؟) ال قال العروة الوثقى ما هي أوثق عروة؟ قالوا (الصلة يا‬
‫رسول ال قال‪ :‬حسنة وما هي بها‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬الزكاة يا رسول ال قال‪ :‬حسنة وما هي بها) ليست هذه هي الوثق هذه عروة وثقى ولكن ليست الوثق‬
‫(قالوا‪ :‬الصوم صوم رمضان قال‪ :‬حسنٌ وما هو به قالوا‪ :‬الجهاد قال‪ :‬حسنٌ وما هو به) تصور الصلة الصوم الزكاة الحج الجهاد كله قال رسول ال‬
‫ما هو إذا ما هي أوثق عروة؟ قال (أوثق عرى اليمان أن تحب في ال وتبغض في ال)‪ .‬تأمل فيها أنت قد تصلي ولكن قد تنافق قد تصلي وأنت‬
‫ل يعني بك بخل على أمك وأبوك ووالديك وأهلك الخ أنت إذا بلغ إيمانك أن جعلك تحب في ال‬ ‫غضوب وتحقد على الناس وحاسد قد تصلي وأنت مث ً‬
‫وتبغض في ال ل تحب لصداقة ول لمن أعطاك معروفا إنما لن هذا إنسان طيب ابن حلل فتحبه‪ ،‬معنى هذا أن قلبك ل فيه حسد ول غيرة ول غل‬
‫قلب كهذا ل يمكن إل أن يكون صالحا فهو قلب سليم (إِلّا مَنْ َأتَى اللّ َه بِقَ ْلبٍ سَلِي ٍم ﴿‪ ﴾89‬الشعراء) بالضبط هو هذا القلب السليم قطعا صلته عظيمة‬
‫وحجه عظيم وصومه عظيم والخ وحينئذٍ ليس كل مصلٍ صالح ولكن كل من يحب في ال ويبغض في ال صالح إذا علمة القلب السليم أن يحب في‬
‫ال ويبغض في ال‪ .‬إذا هذه أوثق عروة الكلم في العروة الوثقى كلم طويل ولهذا كل نوع من أنواع العبادة هو عروة ونحن قلنا مرة (يَا َأّيهَا اّلذِينَ‬
‫َآ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَا ْب َتغُوا إَِليْهِ الْوَسِيلَ َة ﴿‪ ﴾35‬المائدة) كل واحد من هذه المة سيأتي يوم القيامة مشهورا بعمل (إن لكل عبدٍ في السماء صيتا كصيته في‬
‫الدنيا) هذا العالم هذا المنفق هذا الصابر هذا المجاهد هذا الكريم هذا البار بوالديه كل واحد له صيت هذه العروة كل واحد له عروته العروة الساسية‬
‫ل إله إل ال وهذه اطمئن ما دمت دخلت بها مصدقا بها قلبك أو أنك ولدت عليها فلن ترتد أبدا ارتاح يبقى العمل ل الولى ل انفصام لها (فَ َقدِ‬
‫ن يُسْلِمْ‬ ‫سكَ بِا ْلعُرْوَةِ الْ ُو ْثقَى لَا ا ْنفِصَامَ َلهَا) وهذه شهادة من رب العالمين الثانية قال من يعمل صالحا ويسلم وجهه استمسك بالعروة الوثقى ( َو َم ْ‬ ‫س َتمْ َ‬
‫اْ‬
‫ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْقَى) لكنه ما قال ل انفصام لها لنك قد تنفصم يا ما ناس راحوا ورجعوا وراحوا ورجعوا وراحوا‬ ‫سَ‬‫س َتمْ َ‬
‫ن َف َقدِ ا ْ‬
‫جهَهُ إِلَى اللّهِ وَهُ َو مُحْسِ ٌ‬ ‫َو ْ‬
‫سكَ بِا ْلعُرْوَةِ الْ ُو ْثقَى لَا انْفِصَامَ َلهَا) وآية قال فقط‬
‫س َتمْ َ‬
‫ورجعوا ويختم له إن شاء ال على خير وبخير‪ .‬هكذا هي مسألة الفرق بين آيتين آية قال (فَ َقدِ ا ْ‬
‫ك بِا ْلعُرْ َوةِ الْ ُوثْقَى) ما وصفها بأنها ل انفصام لها لنها قد تفصم وعليك أن تعود لها مرة أخرى‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫س َتمْ َ‬
‫(فَ َقدِ ا ْ‬
‫* ما دللة (فقد) في قوله تعالى (فقد استمسك بالعروة الوثقى)؟( د‪.‬فاضل السامرائى )‬
‫(قد) حرف تحقيق على الماضي وإن كان على المضارع حصل أكثر من سؤال هل هي تفيد التقليل؟ هي من معانيها التقليل‪( ،‬قد) إذا دخلت على‬
‫سمَاء (‪ )144‬البقرة) (قَ ْد َيعْلَمُ اللّهُ ا ْل ُمعَ ّوقِينَ مِنكُمْ‬ ‫ك فِي ال ّ‬ ‫ج ِه َ‬
‫المضارع تفيد التحقيق والتكثير ومن معانيها الشك‪ .‬تفيد التوكيد والتكثير (قَ ْد نَرَى تَقَلّبَ وَ ْ‬
‫وَالْقَائِلِينَ ِلإِخْوَا ِنهِ ْم هَُلمّ إَِل ْينَا (‪ )18‬الحزاب)‪ .‬أحيانا يسألون أليست (قد) للتقليل إذا دخلت على المضارع؟ هذا من أحد معانيها وليس معناها الكامل كما‬
‫يذكر النحاة‪( .‬قد نرى تقلب وجهك) هذا يقين‪ ،‬للتحقيق إذا عرفنا أن الفعل متحقق إذن (قد) تفيد التحقيق‪ .‬ال تعالى يرى ويعلم سبحانه وتعالى‪ .‬إذا‬
‫دخلت (قد) على الماضي فهي للتحقيق أن المر تحقق وأحيانا قد تغير معنى الفعل من دعاء إلى خبر مثلً تقول رزقك ال محتمل أنك تدعو له‬
‫بالرزق وتحتمل أنك تخبر أن ال رزقه وأعطاه لكن لو قلت (قد رزقك ال) ل يمكن أن تكون دعاء وإنما إخبار لذا ل يصح أن تقول قد غفر ال لك‬
‫وإنما تقول غفر ال لك أنت مخبر ولست داعيا‪ .‬إذن (قد) تفيد التحقيق إذن (فقد استمسك بالعروة الوثقى) تعني تحقق استمساكه‪.‬‬
‫أقري من بعضي السلم لبعضي‬ ‫أيها الراكب الميمم أرضي‬
‫وفؤادي وساكنيه بأرضِ‬ ‫إن جسمي كما علمت بأرضٍ‬
‫فعسى باجتماعنا سوف يقضي‬ ‫قد قضى ال بالفراق علينا‬
‫غير محتاج إلى السُرُج‬ ‫إن بيتا أنت ساكنه‬
‫قد أتاه ال بالفرج‬ ‫ومريضا أنت عائده‬
‫إذن (فقد استمسك) تحقق استمساكه‪ ،‬هذا تحقق لنه في الغالب الفعل الماضي بعد جواب الشرط في الغالب استقبال (درست نجحت) إذا قلت فقد‬
‫ن (‪ )1‬المؤمنون) هذا إخبار وتحقق‪ .‬إذن‬ ‫نجحت أي تحقق المر مثل الدعاء تقول‪ :‬غفر ال له يعني تدعو له‪ ،‬قد غفر ال له تحقق‪( .‬قَدْ َأفْلَحَ ا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫(فقد استمسك بالعروة الوثقى) تحقق استمساكه‪.‬‬
‫* ما معنى كلمة والطاغوت؟ وهل هي موجودة في لغة العرب؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الطاغوت‪ :‬الطاغوت يذكرون له معاني‪ ،‬هو من الطغيان‪ ،‬اشتقاقه العربي من الطغيان‪ ،‬فِعلها طغى (وعندنا فعلوت‪ ،‬أصلها طغووت ثم صار بها‬
‫إبدال‪ ،‬هذه مسائل صرفية ل نريد أن ندخل فيها)‪ ،‬عندنا مصادر على فعلوت مثل الملكوت والجبروت ورهبوت وهي عندنا في العربية وهي مصادر‬
‫تدل على المبالغة كما في الحديث " جللت الرض والسماء بالعزّة والملكوت"‪ .‬طاغوت من هذه الوزان لكن صار فيها تداخل صرفي وإبدال كلمة‬
‫عبِد من دون ال) حتى الساحر‬
‫(أصلها طغووت على وزن فعلوت)‪ .‬هي من الطغيان‪ ،‬من الفعل طغى‪ .‬كل رأس في الضلل يسمى طاغوت (ما ُ‬
‫يسمى طاغوت والكاهن والصنم وفي العربية المارد من الجن يسمى طاغوت وهي عامة وكلمة طاغوت تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والجمع‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫للمفرد طاغوت وللجمع طاغوت وللمذكر طاغوت وللمؤنث طاغوت‪ .‬عندنا جمع (طواغيت) وعندنا طاغوت مثل الطفل يُجمع على طفل وأطفال‬
‫وضيف يجمع على ضيف وضيوف وخصم قد يكون مفرد وقد يكون جمعا عندنا كلمات قد تكون جمع وقد تكون مفرد حتى كلمة عدو وأعداء‪ ،‬عدو‬
‫مفرد وجمع عندنا كلمات تكون الكلمة تعبر عن المفرد والجمع بحسب السياق الذي وردت فيه ومنها طاغوت‪ .‬يوجد طواغيت في اللغة مثل طفل‬
‫وأطفال‪ .‬الطاغوت موجودة والطواغيت موجودة‪.‬‬
‫الطاغوت تستعمل للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث فنقول هذا طاغوت وهذه طاغوت‪ .‬حتى في القرآن الكريم استعملها عدة استعمالت‪ ،‬إستعملها‬
‫جهُم‬ ‫ى (‪ )256‬البقرة) هذا جنس عام‪( ،‬اللّ ُه وَلِيّ اّلذِينَ آ َمنُو ْا يُ ْ‬
‫خرِ ُ‬ ‫ك بِا ْلعُ ْروَةِ الْ ُوثْ َق َ‬
‫سَ‬‫س َتمْ َ‬
‫مفرد واستعملها جمع‪َ ( :‬فمَنْ َيكْ ُف ْر بِالطّاغُوتِ َويُ ْؤمِن بِاللّ ِه َف َقدِ ا ْ‬
‫ي واحد‬ ‫ت (‪ )257‬البقرة) هنا الطاغوت جمع لن للمؤمنين ول ّ‬ ‫خرِجُو َنهُم مّنَ النّورِ إِلَى الظُّلمَا ِ‬ ‫ت يُ ْ‬ ‫ن كَفَرُواْ أَوِْليَآؤُ ُهمُ الطّاغُو ُ‬‫مّنَ الظُّلمَاتِ إِلَى النّوُرِ وَاّلذِي َ‬
‫ن آ َمنُواْ) أما الكافرون أولياؤهم متعددون الشياطين وغيرهم لذا قال تعالى (وَاّلذِينَ كَ َفرُواْ أَوِْليَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ)‬ ‫وهو ال سبحانه وتعالى (اللّهُ وَِليّ اّلذِي َ‬
‫للمؤمنين ولي واحد وهو ال تعالى صحيح المؤمنين بعضهم أولياء بعض لكن الولي الواحد هو ال تعالى والكفرة أولياؤهم متعددون لذا لم يقل وليهم‬
‫الطاغوت‪.‬‬
‫*ما الفرق بين الُرشد والَر َ‬
‫شد والرشاد؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫شدًا (‪ )6‬النساء) في الدنيا‪،‬‬
‫ستُم ّم ْنهُمْ ُر ْ‬
‫ن آنَ ْ‬ ‫الرُشد يقال في المور الدنيوية والُخروية أما ال َرشَد ففي المور الخروية فقط‪ ،‬هكذا قرر علماء اللغة‪( .‬فَإِ ْ‬
‫شدًا (‪ )24‬الكهف) الرُشد في المور الدنيوية‬ ‫ن َهذَا َر َ‬
‫ب مِ ْ‬
‫عسَى أَن َيهْ ِديَنِ َربّي لَِأ ْقرَ َ‬ ‫ي (‪ )256‬البقرة)‪َ ( ،‬وقُ ْ‬
‫ل َ‬ ‫شدُ مِنَ ا ْلغَ ّ‬
‫ن قَد ّت َبيّنَ الرّ ْ‬
‫(لَ ِإكْرَا َه فِي الدّي ِ‬
‫سبِيلَ الرّشَا ِد (‪ )29‬غافر) أي سبيل‬ ‫والخروية أما الرَشد ففي المور الخروية ل غير فالرُشد أعمّ‪ .‬الرشاد هو سبيل القصد والصلح ( َومَا أَ ْهدِيكُمْ إِلّا َ‬
‫الصلح عموما‪ ،‬طريق الصواب‪ .‬الرشاد مصدر‪ .‬المادة اللغوية واحدة لهذه الكلمات وهي كلها الرُشد والرَشد والرشاد كلها مصادر‪ .‬رشِد و َرشَد‪.‬‬
‫آية (‪:)257‬‬
‫*ما معنى كلمة الولي؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن آ َمنُو ْا (‪)257‬‬
‫تستعمل للتابع والمتبوع والناصر‪ ،‬الوليّ التابع المحب الذي يتولى أمره والولي الناصر‪ ،‬يعني ال ولينا ونحن أولياء ال (اللّهُ وَِليّ اّلذِي َ‬
‫ن (‪ )62‬يونس) فالولي تستعمل للفاعل والمفعول وتسمى من الضاد‪ .‬يقال مولى‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َولَ ُه ْم يَحْ َزنُو َ‬
‫خوْ ٌ‬
‫البقرة) يتولى أمرهم (أَل إِنّ أَوِْليَاء اللّ ِه لَ َ‬
‫رسول ال وال مولنا‪ ،‬كلمات كثيرة في اللغة العربية تستعمل في هذا وهي واضحة في اللغة وفي الستعمال القرآني‪.‬‬
‫آية (‪:)258‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)124‬‬
‫متم) بضم الميم؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫متم) بكسر الميم و( ُ‬
‫*ما الفرق بين ( ِ‬
‫حيِـي وَُأمِيتُ (‪ )258‬البقرة) إستعمل المضارع فلم يرد ل في القرآن ول في الشعر العربي غير هذا الموضع إستعمال المضارع‪ .‬جاءت‬ ‫(قَالَ َأنَا أُ ْ‬
‫على لسان من يحاجج ابراهيم فى ربه وليس ال عز وجل‬
‫أمات من الرباعي ويميت من الرباعي لما يقول (مِتّ) أصلها (ُأمِتّ) والتاء نائب فاعل أي أماته ال ثم بناه لصيغة المفعول‪ .‬ولما يقول (مُتّ) ينسب‬
‫الموت لنفسه فتُعرب التاء في مُتّ ضمير مبني في محل رفع فاعل‪ ،‬وفي (مِتّ) التاء ضمير مبني في محل رفع نائب فاعل مثل أكرمت وأُكرمت‪.‬‬
‫وفي الحالين المر مردّه إلى ال سبحانه وتعالى‪ .‬إذا قال (مِتّ) على سبيل المجاز لن ال سبحانه وتعالى هو المميت سبحانه والنسان ل يميت نفسه‪.‬‬
‫فإذن هذه القراءات (مِت) قراءة سبعية و(مُتّ) قراءة سبعية لكن الفهم إذا كسر يفهم كأنه بُني للمجهول (مُت) وإذا ضم الميم تكون نسب الفعل إلى‬
‫نفسه‪ ،‬وفي الحالين الفاعل الحقيقي هو ال سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫آية (‪:)259‬‬
‫* ميا دللة ( فأماتيه) فيى قوله تعالى‪( :‬فأماتيه الله مئة عام ثيم بعثيه (‪ )259‬سيورة البقرة)و إسيتخدام‬
‫م فِيي الْكَهْي ِ‬ ‫َ‬
‫ن عَدَدًا (‪)11‬‬
‫سنِي َ‬
‫ف ِي‬ ‫ضَربْن َيا عَلَى آذ َانِهِي ْ‬
‫الضرب على السيمع للتعيبير عين الموت فيي اليية (فَ َ‬
‫الكهف)وما دللة استخدام ( بعثه )وليس أحياه؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫عيْ ِه بِالْ َوصِيدِ لَوِ‬
‫ط ذِرَا َ‬ ‫شمَالِ َوكَ ْل ُبهُم بَاسِ ٌ‬ ‫ت ا ْليَمِينِ َوذَاتَ ال ّ‬ ‫س ُبهُمْ َأيْقَاظًا وَهُمْ ُرقُودٌ َونُقَّل ُبهُ ْم ذَا َ‬
‫أولً أهل الكهف لم يموتوا وإنما ناموا لنه تعالى قال‪َ ( :‬وتَحْ َ‬
‫عبًا (‪ )18‬الكهف) الراقد ليس ميتا ولذلك ل يصلح أن يقول‪ :‬أماتهم‪.‬‬ ‫ت ِمنْهُ ْم رُ ْ‬
‫ت ِم ْنهُ ْم فِرَارًا وََلمُِلئْ َ‬‫ت عََل ْيهِمْ لَوَّليْ َ‬‫اطَّلعْ َ‬
‫ت قَالَ‬
‫ل كَمْ َل ِبثْ َ‬
‫حيِـي هَـذِهِ اللّ ُه َبعْ َد مَ ْو ِتهَا َفَأمَاتَهُ اللّ ُه ِمئَةَ عَا ٍم ثُ ّم َب َعثَهُ قَا َ‬ ‫ى يُ ْ‬ ‫شهَا قَالَ َأنّ َ‬
‫عرُو ِ‬ ‫ي خَا ِويَ ٌة عَلَى ُ‬‫علَى قَ ْريَةٍ وَهِ َ‬ ‫أما قوله تعالى (أَ ْو كَاّلذِي َمرّ َ‬
‫س وَانظُرْ إِلَى العِظَا ِم َكيْفَ‬ ‫ك آيَةً لّلنّا ِ‬ ‫جعََل َ‬
‫حمَا ِركَ وَِلنَ ْ‬ ‫سنّهْ وَانظُرْ ِإلَى ِ‬ ‫طعَا ِمكَ وَشَرَا ِبكَ َل ْم يَتَ َ‬‫ت ِمئَ َة عَا ٍم فَانظُرْ إِلَى َ‬‫ل بَل ّلبِثْ َ‬ ‫ض يَوْ ٍم قَا َ‬ ‫ت يَ ْومًا أَ ْو َبعْ َ‬ ‫َل ِبثْ ُ‬
‫شيْ ٍء َقدِيرٌ (‪ )259‬البقرة)‬ ‫علَى كُلّ َ‬ ‫حمًا فََلمّا َتبَيّنَ لَ ُه قَالَ أَعْلَمُ أَنّ اللّهَ َ‬‫نُنشِزُهَا ثُ ّم َنكْسُوهَا َل ْ‬
‫الصل في تعاملنا مع القرآن أن ما سكت عنه ربنا سبحانه وتعالى نسكت عنه لنه ل ثمرة فيه إل إذا ورد فيه خبر صحيح من رسول ال يكون‬
‫موضحا لجزئية معينة‪(.‬وهو المار بالقرية)‬
‫حيِـي هَـذِهِ اللّ ُه َبعْ َد مَ ْو ِتهَا) نلحظ أنه إستعمل كلمة يحيي وكلمة الموت فلما إستعمل الحياء والموت ناسب ذلك أن يقول (فأماته ال) لنه تكلم‬ ‫ى يُ ْ‬
‫(َأنّ َ‬
‫عن موت وحياة‪ .‬لكن قد يقول قائل هو لما تكلم عن موت وحياة قال (أماته) فلم لم يقل (وأحياه)؟ قال (فََأمَاتَهُ اللّ ُه ِمئَةَ عَا ٍم ثُ ّم َبعَثَهُ) فأماته مناسب‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫للموت‪ .‬يُفترض في غير القرآن أن يقال فأماته ال مائة عام ثم أحياه‪ .‬لو قال ثم أحياه أي جعل فيه الروح‪ ،‬جعله حيا‪ .‬أما بعثه فالبعث فيه معنى‬
‫النهاض‪ ،‬بعثه يعني الحياة جزء منه‪ ،‬لما يقول بعثه أي جعله ينهض‪ .‬الفعل بعث له معنيان متقاربان‪ :‬المعنى الول‪ :‬أرسله والرسال كأنه بعد تقييده‬
‫كأنه كان عنده ثابت ثم أرسله لذلك يقولون أرسل السهم‪ .‬ثم فيه معنى النهوض‪ :‬يقول بعث الناقة لما تكون باركة بعثها أي أقامها وأنهضها بأن حلّ‬
‫ل لنه بعث بمعنى إستوى قائما كما تستوي الناقة واقفة إذا بعثتها‪ ..‬فلما ينهض‬ ‫رباطها‪ .‬هذان المعنيان متقاربان‪ :‬بعثه أي أنهضه كاملً مبصرا عاق ً‬
‫هذا النائم الميت أي نهض بوعيه بعقله حتى يحاور حتى يقال له كم لبثت؟ ويجيب‪ .‬ثم ختامها (قَالَ َل ِبثْتُ يَ ْومًا أَ ْو َبعْضَ يَوْمٍ) لما عُرّف قدرة ال‬
‫حمًا) بدأ‬
‫ف نُنشِزُهَا ثُ ّم َنكْسُوهَا لَ ْ‬
‫ظرْ إِلَى العِظَا ِم َكيْ َ‬
‫جعََلكَ آيَةً لّلنّاسِ وَان ُ‬
‫حمَا ِركَ َوِلنَ ْ‬
‫سنّهْ وَانظُرْ إِلَى ِ‬ ‫طعَا ِمكَ َوشَرَا ِبكَ لَ ْم َيتَ َ‬
‫ظرْ إِلَى َ‬
‫سبحانه وتعالى (فَان ُ‬
‫شيْ ٍء َقدِيرٌ) مسألة كان يعلمها لكنها الن أصبحت يقينا كأنه متعجب أنها‬ ‫علَى كُلّ َ‬ ‫الحمار شيئا فشيئا يتكوّن فعند ذلك قال (فََلمّا َتبَيّنَ لَ ُه قَالَ أَعْلَمُ أَنّ اللّهَ َ‬
‫قرية ميتة كيف يبعثها ال تعالى؟ فجعلها ال تعالى آية لمن بعده ونحن من هؤلء الذين يرون فيها آية من آيات ال أنه يحيي الموتى ويكسو العظام‬
‫لحما‪.‬‬
‫س ًعا (‪)25‬‬
‫ن وَاْزدَادُوا ت ِ ْ‬ ‫مائَةٍ ِ‬
‫سنِي َ‬ ‫م ثََل َ‬
‫ث ِ‬ ‫اليتين(ولَبِثُوا فِي كَهْ ِفهِ ْ‬
‫َ‬ ‫*ما الفرق بين ذكر التنوين وحذفه فى‬
‫َ‬
‫ة عَام ٍ (‪ )259‬البقرة) ؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫مئ َ َ‬ ‫الكهف)و(بَل ل ّبِث ْ َ‬
‫ت ِ‬
‫يقولون سنين شمسية وقمرية‪ .‬سنين بدل‪ ،‬لو أضفنا نقول مائة سنة لكن فى الكهف ليست مضافة‪ ،‬ثلث مائة لم تضفها حتى تقول ثلث مائة سنة‪ ،‬هذا‬
‫خمْسِينَ عَامًا (‪)14‬‬
‫سنَةٍ إِلّا َ‬
‫ث فِيهِمْ أَ ْلفَ َ‬
‫بدل وليس تمييز عدد‪( .‬سنين) بدل لن تمييز العدد له أحكام بعد المائة واللف يكون مفرد مضاف إليه (فََلبِ َ‬
‫ث مِائَةٍ) نوّن لن هذا أمر عجيب فنوّن‪ ،‬هذا تنوين التمكين لكن الغرض منه‪ ،‬لماذا لم يضف؟ لن‬ ‫ت ِمئَةَ عَا ٍم (‪ )259‬البقرة) (ثَلَا َ‬
‫العنكبوت) (بَل ّل ِبثْ َ‬
‫ث مِائَةٍ) السامع ل يتوقع أو ل ينتظر منك شيئا آخر‬ ‫ث مِائَةٍ) أبهمت ويسمى اليضاح بعد البهام‪ .‬إذا قلنا (ثَلَا َ‬
‫المر يدعو إلى العجب والتعجيب (ثَلَا َ‬
‫لنه لو أردت أن تضيف لضفت بعد المائة‪ ،‬إذن انتهى السائل فإذا جئت بالبدل تكون أتيت بشيء جديد ما كان يتوقعه قالوا اليضاح بعد البهام‪.‬‬
‫س) ما دللة استخدام الواو ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ك آي َ ً ّ َ‬
‫جعَل َ َ‬
‫ة لِلن ّا ِ‬ ‫*قال تعالى ‪(:‬وَلِن َ ْ‬
‫عندنا العطف على مقدر موجود في القرآن كثيرا‪.‬‬
‫ت قَالَ‬
‫ل كَ ْم َلبِثْ َ‬
‫حيِـي هَـذِهِ اللّ ُه َب ْعدَ مَ ْو ِتهَا فََأمَاتَهُ اللّ ُه ِمئَةَ عَا ٍم ثُ ّم َبعَثَ ُه قَا َ‬
‫شهَا قَالَ َأنّىَ ُي ْ‬ ‫مثال قوله تعالى‪(:‬أَ ْو كَاّلذِي مَ ّر عَلَى َق ْريَةٍ وَ ِهيَ خَا ِويَةٌ عَلَى عُرُو ِ‬
‫س (‪ )259‬البقرة) (ولنجعلك)‬ ‫ك آيَةً لّلنّا ِ‬ ‫جعََل َ‬‫حمَا ِركَ وَِلنَ ْ‬ ‫سنّهْ وَانظُرْ ِإلَى ِ‬
‫طعَا ِمكَ وَشَرَا ِبكَ َل ْم يَتَ َ‬
‫ت ِمئَ َة عَا ٍم فَانظُرْ إِلَى َ‬
‫ل بَل ّلبِثْ َ‬
‫ض يَوْ ٍم قَا َ‬
‫ت يَ ْومًا أَ ْو َبعْ َ‬
‫َل ِبثْ ُ‬
‫على ماذا مععطوفة؟ عندما أحيا ال تعالى العزير هل أحياه فقط ليجعله آية للناس؟ هنالك أمور أخرى ذكر الن منها (ولنجعلك آية للناس)‪ ،‬لما نجد‬
‫العطف مقدر على محذوف نفهم أن هناك أمورا أخرى لم يذكرها الشرع‪.‬‬
‫*هناك قراءتان لكلمة ننشزها فما الفرق بينهما؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫حمًا (‪ )259‬البقرة) في كلمة (ننشزها) قراءتان‪ :‬قِرئت (ننشرها) من أنشر إذا بعث فـ‬‫ف نُنشِزُهَا ثُ ّم َنكْسُوهَا لَ ْ‬
‫قال تعالى‪(:‬وَانظُرْ ِإلَى العِظَا ِم َكيْ َ‬
‫(ننشرها) هنا أي نحييها‪ .‬وقرئت (ننشزها) من أنشز إذا رُفع الشيء والية تعني رفعها حين تغلظ بإحاطة العصب واللحم والدم بها‪ ،‬فالقراءتان تدلن‬
‫على معنى واحد‪.‬‬
‫آية (‪:)260‬‬
‫ن قَلْبِي قَا َ‬ ‫ف تحييي ال ْموتى قَا َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل بَلَى َولَيكِن ل ِّيَط ْ َ‬
‫مئ ِ َّ‬ ‫من قَا َ‬ ‫ل أوَل َ ْ‬
‫م تُؤْ ِ‬ ‫َ َْ‬ ‫ب أرِنِي كَي ْ َ ُ ْ ِ‬ ‫مَ َر ِّ‬‫ل إِبَْراهِي ُ‬‫* (وَإِذ ْ قَا َ‬
‫ْ‬
‫سعْيًا َواعْل َ ْ‬
‫م‬ ‫ك َ‬ ‫ن يَأتِين َ َ‬ ‫جْزءًا ث ُ َّ‬
‫م ادْعُهُ َّ‬ ‫ن ُ‬‫منْهُ َّ‬
‫ل ِّ‬ ‫ل َ‬
‫جب َ ٍ‬ ‫ل عَلَى ك ُ ِّ‬ ‫جعَ ْ‬
‫ما ْ‬ ‫ن إِلَي ْ َ‬
‫ك ث ُ َّ‬ ‫صْرهُ َّ‬ ‫ن الط ّيْرِ فَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِّ‬‫خذ ْ أَْربَعَ ً‬
‫فَ ُ‬
‫م (‪ )260‬البقرة) ما دللة ختام الية (عزيز حكيم) بدل الله على كل شيء قدير؟(د‪.‬‬ ‫حكِي ٌ‬‫ه عَزِيٌز َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫أ َ َّ‬
‫فاضل السامرائى)‬
‫أولً سياق الية قد يحسم المر لدى المتكلم حسب ما يريد المتكلم عن أي شيء يريد أن يتكلم؟ لما يذكر ربنا إحياء الرض بعد موتها التعقيب في‬
‫ن (‪ )33‬يس) إحياء الرض الميتة ذكر أمرا آخر‬ ‫حبّا َف ِمنْ ُه يَ ْأكُلُو َ‬
‫جنَا ِم ْنهَا َ‬ ‫خرَ ْ‬‫ح َييْنَاهَا وَأَ ْ‬‫ختام الية ليست واحدة وإنما ماذا يريد (وَآيَةٌ ّل ُهمُ الَْأرْضُ ا ْل َم ْيتَةُ َأ ْ‬
‫ن (‪ )19‬الروم) يستدل بها على أمر آخر غير الكل‪،‬المر الواحد ماذا يريد أن يعقب‬ ‫ض بَ ْعدَ مَ ْو ِتهَا َو َكذَِلكَ ُتخْرَجُو َ‬ ‫حيِي الْأَ ْر َ‬ ‫وفي آية أخرى قال ( َويُ ْ‬
‫المتكلم عن أي أمر؟ في حياتنا اليومية تقول سافرت إلى مدينة من المدن فتقول سافرت إلى مدينة من أجمل المدن أو تعقب على أهلها فتقول وجدت‬
‫ي خَا ِويَ ٌة عَلَى‬ ‫علَى قَ ْريَةٍ وَهِ َ‬ ‫ل الية التي قبلها مباشرة (أَ ْو كَاّلذِي َمرّ َ‬ ‫فيها أناس طيبين أو تعقب على المدة التي قضيتها فيها‪ .‬فبالنسبة لهذه الية أو ً‬
‫ت ِمئَ َة عَا ٍم فَانظُرْ إِلَى‬ ‫ل بَل ّلبِثْ َ‬‫ض يَوْ ٍم قَا َ‬‫ت يَ ْومًا أَ ْو َبعْ َ‬ ‫ت قَالَ َل ِبثْ ُ‬ ‫ل كَمْ َل ِبثْ َ‬‫حيِـي هَـذِهِ اللّ ُه َبعْ َد مَ ْوتِهَا َفَأمَاتَهُ اللّ ُه ِمئَةَ عَا ٍم ثُ ّم َب َعثَهُ قَا َ‬ ‫ى يُ ْ‬ ‫شهَا قَالَ َأنّ َ‬
‫عُرُو ِ‬
‫حمًا َفَلمّا َتبَيّنَ لَ ُه قَالَ أَعَْلمُ أَنّ اللّ َه عَلَى‬ ‫ف نُنشِزُهَا ثُ ّم َنكْسُوهَا لَ ْ‬ ‫ظرْ إِلَى العِظَا ِم َكيْ َ‬ ‫جعََلكَ آيَةً لّلنّاسِ وَان ُ‬ ‫حمَا ِركَ َوِلنَ ْ‬ ‫سنّهْ وَانظُرْ إِلَى ِ‬ ‫طعَا ِمكَ َوشَرَا ِبكَ لَ ْم َيتَ َ‬
‫َ‬
‫شيْ ٍء َقدِي ٌر (‪ ))259‬والمر الخر قبلها كان الكلم أيضا عن إبراهيم والنمرود (أَلَ ْم تَرَ إِلَى اّلذِي حَآجّ ِإبْرَاهِيمَ فِي ِربّهِ أَ ْ‬
‫ن آتَاهُ اللّهُ ا ْلمُ ْلكَ ِإذْ قَالَ‬ ‫كُلّ َ‬
‫ب َف ُبهِتَ اّلذِي كَفَرَ وَاللّ ُه لَ‬ ‫ت ِبهَا مِنَ ا ْل َمغْرِ ِ‬ ‫ق فَ ْأ ِ‬‫س مِنَ ا ْل َمشْرِ ِ‬ ‫ش ْم ِ‬
‫ن اللّ َه يَ ْأتِي بِال ّ‬ ‫ت قَالَ ِإبْرَاهِي ُم فَإِ ّ‬ ‫حيِـي وَُأمِي ُ‬ ‫ت قَالَ َأنَا ُأ ْ‬ ‫حيِـي َو ُيمِي ُ‬ ‫ِإبْرَاهِيمُ َربّيَ اّلذِي يُ ْ‬
‫َي ْهدِي الْقَ ْومَ الظّاِلمِينَ (‪ ))258‬لما قال ربي الذي يحيي ويميت أل يعلم أن ال على كل شيء قدير؟ يعلم‪ .‬واعلم أن ال على كل شيء قدير هو يعلم أن‬
‫ت ِبهَا مِنَ ا ْل َمغْ ِربِ) إذن هو قبل قليل‬ ‫ق فَ ْأ ِ‬‫شرِ ِ‬‫ش ْمسِ مِنَ ا ْلمَ ْ‬ ‫ال على كل شيء قدير واستدل بذلك على ما سبق من اليات (قَالَ ِإبْرَاهِي ُم فَإِنّ اللّ َه يَ ْأتِي بِال ّ‬
‫ن قَ ْلبِي) إذن هو يؤمن وإنما الن يريد شيئا‬ ‫طمَئِ ّ‬‫ل بَلَى وَلَـكِن ّليَ ْ‬ ‫يعلم‪ ،‬فهو الن يريد أمرا آخر غير المر الذي ذكره واستدل عليه (قَالَ أَ َولَ ْم تُ ْؤمِن قَا َ‬
‫حيِـي َوُأمِيتُ) جاء بشخصين قتل واحد‬ ‫آخر غي هذا المر‪ .‬نلحظ أولً أن اليات جاءت في سياق النمرود وهو معتد معتز بحكمه‪ ،‬لما قال (قَالَ َأنَا ُأ ْ‬
‫حكِيمٌ) ربنا هو العزيز الحكيم والخطاب في الية موجه إلى إبراهيم ‪ .‬قبل‬ ‫وأطلق الخر‪ ،‬هو معتز بحكمه عزيز وحاكم لذا قال (وَاعَْلمْ أَنّ اللّ َه عَزِي ٌز َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫خرِجُو َنهُم مّنَ النّورِ إِلَى الظُّلمَاتِ أُوْلَـ ِئكَ َأصْحَا ُ‬


‫ب‬ ‫ت يُ ْ‬
‫ن كَفَرُواْ أَوِْليَآؤُ ُهمُ الطّاغُو ُ‬
‫جهُم مّنَ الظُّلمَاتِ إِلَى النّوُرِ وَاّلذِي َ‬
‫خرِ ُ‬
‫هذه الية (اللّ ُه وَلِيّ اّلذِينَ آ َمنُو ْا يُ ْ‬
‫س ظالم يعتز بحكمه ويخرج الناس بالبطش والنكال والتنكيل من النور إلى الظلمات‪ ،‬طاغوت‪ ،‬كل‬ ‫ن (‪ ))257‬والطاغوت كل رأ ٍ‬ ‫النّا ِر هُ ْم فِيهَا خَاِلدُو َ‬
‫رأس في الطغيان والظلم هو طاغوت يُخرج الناس بقوته وتحكمه وعزته فالسياق يقتضي إن ال عزيز حكيم‪ ،‬ل الطاغوت المتجبر ول الظالم إنما ال‪.‬‬
‫ثم هنالك أمر يقوله المفسرون أن ال تعالى إذا خرق الناموس والسباب فلعزته وحكمة يريدها هو‪ ،‬الذي يفعل هكذا بالنواميس هو الحاكم والقادر‬
‫والعزيز فال تعالى ل يفعل ذلك إل لحكمة يريدها ولعزّته هو سبحانه وتعالى فأراد ربنا ل أن يبين قدرته لن إبراهيم يعلم قدرته لكنه أراد أن يبين‬
‫عزته وحكمته تبعا للسياق التي وردت فيه الية‪ .‬الية تحتمل عدة أمور فماذا تريد أنت أن تركزّ؟ ختام الية تناسب الية وتناسب ماذا يريد المتكلم من‬
‫هذه المناسبة؟ هذا ل يتضارب مع السياق وإنما هو على ماذا يريد أن يركز؟ سياق الية هنا واعلم أن ال عزيز حكيم وقبلها قال إن ال على كل‬
‫شيء قدير إذن هي متماشية مع السياق‪.‬‬
‫ن قَلْبِي قَا َ‬ ‫ف تحييي ال ْموتى قَا َ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ل بَلَى وَلَيكِن ل ِّيَط ْ َ‬
‫مئ ِ َّ‬ ‫من قَا َ‬ ‫ل أوَل َ ْ‬
‫م تُؤْ ِ‬ ‫َ َْ‬ ‫ب أرِنِي كَي ْ َ ُ ْ ِ‬ ‫م َر ِّ‬
‫َ‬ ‫ل إِبَْراهِي ُ‬‫*(وَإِذ ْ قَا َ‬
‫ْ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫سعْيًا َواعْل ْ‬
‫ك َ‬ ‫ن يَأتِين َ َ‬ ‫جْزءًا ث ُ َّ‬
‫م ادْعُهُ َّ‬ ‫ن ُ‬‫منْهُ َّ‬‫ل ِّ‬
‫جب َ ٍ‬‫ل َ‬ ‫َ‬
‫ل عَلى ك ُ ِّ‬‫جعَ ْ‬
‫ما ْ‬ ‫َ‬
‫ن إِلي ْ َ‬
‫ك ث ُ َّ‬ ‫صْرهُ َّ‬ ‫ّ‬
‫ن الطيْرِ فَ ُ‬ ‫م َ‬‫ة ِّ‬ ‫خذ ْ أَْربَعَ ً‬
‫فَ ُ‬
‫م (‪ )260‬البقرة) تكررت (ثم) مرتين فهل هي تفيد التراخي في هذه الية؟( د‪.‬فاضل‬ ‫حكِي ٌ‬ ‫ه عَزِيٌز َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل َ‬ ‫أ َ َّ‬
‫السامرائى)‬
‫(فصرهن إليك) أي أملهُنّ إليك‪ .‬السؤال لم لم يقل فاجعل أو فادعهن؟ (ثم) تفيد الترتيب والتراخي والفاء تدل على التعقيب‪( .‬ثم) تفيد معنيين (ثم اجعل‬
‫عل كل جبل) معناه هناك أكثر من جبل هناك صعود جبال أربعة أولً حتى يجعل لبراهيم سعة في أن يلتقط الطير لو جاء بالفاء لم يجعل له سعة‬
‫وإنما (ثم) يجعل له متسعا في الحركة هذا أمر والمر الخر هذا يدل على قدرة ال لنه بمرور الزمن اللحم قد يفسد وكلما كان أقرب للذبح سيكون‬
‫أسرع في الحياة والعجينة واحدة لكن حتى يبين أنه حتى لو تأخر الوقت وفسد اللحم سيحصل المر لو قال (ثم) لم يفد هذا المعنى‪ ،‬ليجعل لبراهيم‬
‫سعة في الحركة وينتقل من جبل إلى جبل هذا يحتاج وقتا فجاء بالفاء سيجعل له متسع في الحركة لو جاء بالفاء ل يجعل له متسعا في الحركة ثم يدل‬
‫على قدرة ال لنه حتى لو تأخر الوقت سيحصل المر الطيور ستأتيك مسرعة حتى لو تأخر الوقت وهذا أدل على قدرة ال بينما لو جاء بالفاء لم يفد‬
‫هذين المعنيين‪.‬‬
‫*ما اللمسة البيانية في كلمة (لكن ليطمئن قلبي) على لسان إبراهيم في آية ‪ 260‬من سورة‬
‫البقرة؟و قصة عزير؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫طيْرِ‬
‫خذْ َأ ْربَعَ ًة مِنَ ال ّ‬ ‫ل َف ُ‬
‫ن قَ ْلبِي قَا َ‬ ‫ط َمئِ ّ‬
‫ل بَلَى وََلكِنْ ِليَ ْ‬
‫ن قَا َ‬‫ل أَوَلَ ْم تُ ْؤمِ ْ‬
‫حيِي ا ْلمَ ْوتَى قَا َ‬ ‫الكلم على لسان إبراهيم (وَِإ ْذ قَالَ ِإبْرَاهِيمُ رَبّ َأ ِرنِي َكيْفَ ُت ْ‬
‫حكِي ٌم (‪ )260‬البقرة) ينبغي أن نتذكر أولً أن إبراهيم‬ ‫عزِيزٌ َ‬ ‫علَمْ أَنّ اللّ َه َ‬ ‫س ْعيًا وَا ْ‬‫عهُنّ يَ ْأتِي َنكَ َ‬‫ل مِ ْنهُنّ جُ ْزءًا ثُ ّم ادْ ُ‬ ‫جبَ ٍ‬‫ل َ‬ ‫ل عَلَى كُ ّ‬‫جعَ ْ‬‫َفصُرْهُنّ إَِل ْيكَ ُثمّ ا ْ‬
‫في هذا الطلب كان يخاطب ال سبحانه وتعالى وكان ال تعالى يخاطبه وليس وراء مخاطبة ال عز وجل إيمان‪ .‬يعني لما يكلّم ال عز وجل ويسمعه‬
‫ويسمع كلم ال تعالى هل يحتاج إلى إيمان فوق هذا؟ هل يحتاج إلى دليل؟ هو يناجي ربه وربه يخاطبه إذن المسألة ليست مسألة إيمان أو ضعف‬
‫إيمان أو محاولة تثبيت إيمان لن مخاطبة ال عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون من أسباب اليمان‪ .‬وهو أي إبراهيم الوّاه الحليم‪ ،‬كليم ال عز‬
‫وجل ‪ .‬فالقضية ليست قضية إيمان بمعنى أنه كان يمكن في غير القرآن أن يقال (أرني كيف تحيي الموتى ليطمئن قلبي) لماذا دخلت (أولم تؤمن قال‬
‫بلى)؟ ال سبحانه وتعالى يعلم أنه مؤمن لنه يكلّمه فكيف ل يؤمن‪ .‬والتساؤل هو لتقرير أمر كما قال ال عز وجل في سورة المنافقون (ِإذَا جَا َءكَ‬
‫ن (‪ ))1‬كان يمكن في غير القرآن أن يقول (قالوا نشهد إنك‬ ‫شهَدُ إِنّ ا ْل ُمنَا ِفقِينَ َلكَا ِذبُو َ‬‫شهَدُ ِإّنكَ لَرَسُولُ اللّ ِه وَاللّ ُه َيعْلَمُ ِإّنكَ َلرَسُولُهُ وَاللّ ُه يَ ْ‬‫ن قَالُوا نَ ْ‬ ‫ا ْلمُنَا ِفقُو َ‬
‫لرسول ال وال يشهد أن المنافقون لكاذبون) وإنما وضع بين هذه وهذه (وال يعلم إنك لرسوله) لدفع ما قد يتوهمه إنسان أن تكذيب ال عز وجل لهم‬
‫في الرسالة فجاءت في مكانها وهي جملة إيضاح وتثبيت معنى‪.‬‬
‫هنا قال (أولم تؤمن قال بلى) هذا للسامعين لن السامع لما يسمع إبراهيم يقول‪ :‬أرني كيف تحيي الموتى سيسأل ‪ :‬ألم يكن إبراهيم كامل اليمان؟‬
‫فحكى لنا قال (أولم تؤمن قال بلى) إذن أثبت اليمان لبراهيم حتى ل يخطر في قلوبنا أن إبراهيم طلب هذا المر ليثبت إيمانه وهو مؤمن‪ .‬إذن‬
‫ما موضع الطمئنان هنا؟ علماؤنا يقولون أن إبراهيم كليم ال عز وجل الوّاه الحليم كان في قلبه شيء يريد أن يراه‪ ،‬أن يلمسه‪ ،‬أن يرى سر‬
‫الصنعة اللهية‪ ،‬أن يرى هذه الصناعة كيف تكون؟‪ .‬القلب نقول أنه غير مطمئن إذا كان يشغله شيء‪( .‬أرني) تعني أريد أن أرى رؤية العين لن‬
‫إحياء الموتى ل يُرى فهو كان يتطلع إلى أن يرى هذا الشيء ‪ .‬وال تعالى لم يجبه لِماذا تريد أن ترى؟‪ .‬هؤلء النبياء مقرّبون إلى ال سبحانه وتعالى‬
‫هو يختارهم فل يفجأهم بردٍ يضربهم على أفواههم‪ ،‬ل‪ .‬كما قلنا (أولم تؤمن) إعلم للخرين حتى يثبت إيمان إبراهيم وأنه كان يريد أن يرى كيف‬
‫تعمل يد ال تعالى في إحياء الموتى ولذلك قيل له‪ :‬خذ أربعة من الطير‪ .‬الربعة يبدو أن الجبال التي حوله كانت أربعة والجبل هو كل مرتفع صخري‬
‫عن الرض وإن كان قليلً‪( .‬فصرهن إليك) أي إحملهن إليك حتى تتعرف إليهن وترى أشكالهن وهي أيضا تشم رائحتك وتتعرف من أنت‪ .‬ما قال‬
‫القرآن قطّعهن لن هذا معلوم من كلمة (واجعل على كل جبل منهن جزءا)‪ .‬إذن أربعة طيور قسمهن أربعة أقسام ومن كل طير وضع قسما على جبل‬
‫فاجتمعت‪ .‬جميعا بمجرد أن ناداها وجاءت إليه مسرعات (يأتينك سعيا)‪ .‬هذا ليس مجرد إخراج ميت إلى الحياة وإنما بهذا التقسيم إبراهيم كان يريد‬
‫أن يرى هذا الشيء ليس شكّا فرأى يد ال عز وجل كيف تعمل شيء أحبّ أن يراه ول علقة له بقوة اليمان لن إيمانه ل شك فيه وأثبته لنا القرآن‬
‫الكريم بعبارة (أولم تؤمن قال بلى) كان يمكن في غير القرآن أن تحذف هذه العبارة‪.‬‬
‫ل كَمْ‬‫حيِي َهذِهِ اللّ ُه َبعْدَ مَ ْو ِتهَا َفَأمَاتَهُ اللّ ُه ِمئَةَ عَا ٍم ثُ ّم َب َعثَهُ قَا َ‬
‫ل َأنّى يُ ْ‬ ‫شهَا قَا َ‬ ‫علَى عُرُو ِ‬ ‫في موقف شبيه قصة العزير (أَ ْو كَاّلذِي مَ ّر عَلَى َق ْريَةٍ وَ ِهيَ خَا ِويَةٌ َ‬
‫جعََلكَ َآيَةً لِلنّاسِ وَانْظُرْ ِإلَى ا ْلعِظَامِ‬ ‫حمَا ِركَ وَِل َن ْ‬ ‫سنّهْ وَانْظُرْ إِلَى ِ‬ ‫طعَا ِمكَ َوشَرَا ِبكَ لَ ْم َيتَ َ‬ ‫ت ِمئَةَ عَا ٍم فَانْظُ ْر إِلَى َ‬ ‫ل بَلْ َل ِبثْ َ‬
‫ت قَالَ َل ِبثْتُ يَ ْومًا أَ ْو َبعْضَ يَ ْومٍ قَا َ‬‫َل ِبثْ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ي ٍء َقدِي ٌر (‪ )259‬البقرة) أراه مثالً في نفسه هو‪ .‬مسألة إحياء الموتى كانت‬
‫حمًا فََلمّا تَ َبيّنَ لَ ُه قَالَ أَعَْلمُ أَنّ اللّ َه عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫ف ُننْشِزُهَا ثُ ّم َنكْسُوهَا لَ ْ‬
‫َكيْ َ‬
‫تداعب أذهان وفكر الكثيرين من باب الطلع على الشيء ولمعرفته وليس للشك لنه كان هناك يقين بأن ال تعالى يحيي الموتى وهذا هو اليمان‪.‬‬
‫َ‬
‫ن الط ّيْرِ (‪ )260‬البقرة) ما دللة (من) في قوله (من الطير)؟ ( ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫م َ‬ ‫خذ ْ أَْربَعَ ً‬
‫ة ِّ‬ ‫ل فَ ُ‬
‫*(قَا َ‬
‫وهل تفيد معنى زائدا فيما لو قال‪ :‬فخذ أربعة طيور؟ جيء بـ (من) في الية لتدل على التبعيض وهذا ما يضيف معنى آخر وهو التعدد والختلف‬
‫خلفا لقولنا أربعة طيور فهذه العبارة ل تدل على تعدد أنواعها فقد تكون الطيور من صنف واحد وقد دخلت (من) على هذه الية لتدلنا على التعدد‬
‫والختلف حتى ل يتوهم مشكك بأن بعض النواع أهون بالحياء والبعث من بعض‪.‬‬
‫سعْيًا (‪ )260‬البقرة) السيعي هيو نوع مين أنواع المشيي ل مين أنواع الطيران فل ِي َ‬
‫م‬ ‫ن يَأْتِين َي َ‬
‫ك َي‬ ‫م ادْعُهُي َّ‬‫*(ث ُي َّ‬
‫صي ربنيا تعالى إجابية الطيور بالسيعي ل بالطيران ميع أن هذا مخالف لطبيعية الطيير؟( ورتيل القرآن‬ ‫خ ّ‬
‫ترتيل)ً‬
‫جعل ال سبحانه وتعالى هذا السعي دليلً وآية على عودة الحياة بعد موت والحياة التي ُردّت إليهن مخالفة لحياتهن السابقة ولذلك عجزن عن الطيران‬
‫لنه غير معهود بهذه الحياة الجديدة‪.‬‬
‫*ما اللمسة البلغية فى قوله تعالى (سعياً)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫س ْعيًا (‪ )260‬البقرة) أبلغ من ساعيات لن أخبرت عن الذات بالحدث المجرد كأنه ليس شيء يثقله من الذات أصبح حدثا‬ ‫عهُنّ يَ ْأتِينَ كَ َ‬
‫قال تعالى (ثُمّ ادْ ُ‬
‫مجردا‪ .‬مثل قوله تعالى (ول تمش فى الرض مرحا) حال جاء بها على وزن المصدر (مرح) هذا يفيد المبالغة إذا أتيت بالحال مصدرا فهو المبالغة‬
‫قطعا عندما تقول جاء ركضا أبلغ من جاءك راكضا في الرض مبالغة في المشي‪ ،‬ومرحا مبالغة‪.‬‬
‫آية (‪:)261‬‬
‫َ‬ ‫ل الَّذين ينفقُو َ‬
‫سنَاب ِ َ‬
‫ل (‪ )261‬البقرة) ما وجه‬ ‫سبْعَ َ‬ ‫حبَّةٍ أنبَت َ ْ‬
‫ت َ‬ ‫ل َ‬ ‫ل اللّهِ ك َ َ‬
‫مث َ ِ‬ ‫سبِي ِ‬ ‫موَالَهُ ْ‬
‫م فِي َ‬ ‫نأ ْ‬‫َ‬ ‫ِ َ ُ ِ‬ ‫* ( َّ‬
‫مث َ ُ‬
‫الخصوصية في الحبّة التي اختارها الله تعالى للدللة على مضاعفة الجر والثواب؟( ورتل القرآن‬
‫ترتيلً)‬
‫جعل ال سبحانه وتعالى الحبة مثلً لمضاعفة الجر والثواب لن تضعيفها ذاتيّ فهي تزداد وتنمو وتخلف بنفسها ل شيء يزاد عليها وكذلك الحسنة‬
‫يضاعفها ال تعالى بذاتها ل بعمل آخر يضاف إليها‪.‬‬
‫*متى يستعمل جمع القلة وجمع الكثرة في القرآن الكريم مثل كلمتي (سنبلت) و(سنابل) ؟‬
‫(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫القاعدة النحوية أن يكون جمع القلة للقلة وجمع الكثرة للكثرة‪ .‬مثل (دراهم معدودة) جمع قلة و(دراهم معدودات) جمع كثرة‪ ،‬و(أربعة أشهر) جمع قلة‬
‫سجّرت) جمع كثرة‪( ،‬ثل ثة آلف) جمع قلة و(ألم تر إلى الذ ين خرجوا من ديارهم‬ ‫و(عدة الشهور) جمع كثرة‪( ،‬سبعة أب حر( جمع قلة و(وإذا البحار ُ‬
‫وهم ألوف حذر الموت) أكثر من عشرة جمع كثرة‪.‬‬
‫جمع المذكر السالم والمؤنث السالم من جموع القِلّة خاصة إذا كان معه جمع آخر يدل على الكثرة فإذا لم يكن معه جمع آخر يستخدم للقليل والكثير‪.‬‬
‫سجّد وسجود ‪ .‬عندنا أكثر من جمع فتكون ساجدون للقلة لنه يوجد مجموع للكثرة والجموع في العربية ‪ 47‬منها ‪ 4‬للقلّة‬ ‫مثلً جمع ساجد ساجدون و ُ‬
‫(أفعُل‪ ،‬أفعال‪ ،‬فِعلة‪ ،‬أفعِل) والباقي للكثرة‪.‬‬
‫ويجوز أن يستعمل القلة للكثرة والكثرة للقلة حسب المقام أما في القرآن قد يُعطى وزن القلة للكثرة والعكس لمر بليغ‪.‬‬
‫سنبلت قِلّة و سنابل للكثرة‪ .‬العدد وا حد سبع و سبع في اليت ين فلماذا ا ستعمل القِلة مرة والكثرة مرة؟ و قد جاء في سورة البقرة ( ّمثَلُ اّلذِي نَ يُن ِفقُو نَ‬
‫حبّةٍ وَاللّهُ ُيضَاعِفُ ِلمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِ ٌع عَلِي ٌم {‪ )}261‬سبع جمع قلة استعملت مع‬ ‫ل سُنبُلَ ٍة ّمئَةُ َ‬ ‫سنَابِلَ فِي كُ ّ‬‫سبْعَ َ‬
‫ت َ‬
‫حبّةٍ أَنبَتَ ْ‬‫سبِيلِ اللّ ِه َك َمثَلِ َ‬‫َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫سبْعَ سُنبُلَتٍ‬ ‫سبْ ٌع عِجَا فٌ و َ َ‬‫ن يَ ْأكُُلهُنّ َ‬
‫سمَا ٍ‬
‫ت ِ‬
‫سبْ َع بَقَرَا ٍ‬
‫ل ا ْلمَلِ كُ ِإنّي أَرَى َ‬
‫جمع كثرة لنها في مقام مضاعفة الجور والتكثير‪ .‬وفي سورة يوسف ( َوقَا َ‬
‫ن { ‪ )}43‬سبع استعملت مع جمع القلة (سنبلت) لن الية تتحدث عن رؤيا‬ ‫ت يَا َأيّهَا ا ْلمَلُ َأ ْفتُونِي فِي رُ ْؤيَا يَ إِن كُنتُ مْ لِلرّ ْؤيَا َتعْبُرُو َ‬
‫خُضْرٍ َوأُخَ َر يَابِ سَا ٍ‬
‫ول مجال للتكثير فيه إنما هو مجرد حلم لذا استعملت بمعنى القلة ونقلها كما هي (سنبلت) فالسياق في مقام ذكر حادثة كما هي‪.‬‬
‫وتستعمل للمقارنة بين معنيين مثل‪ :‬قيام جمع كثرة وقائمون جمع قلة وكذلك أعين للبصر وعيون للماء‪ ،‬والبرار جمع قلة وهي تستعمل للمؤمنين فقط‬
‫(إن البرار لفي عليين) والبررة جمع كثرة وهي تستعمل للملئكة فقط لنهم أكثر (كرام بررة)‪.‬‬
‫وقوله تعالى (دراهم معدودة) مناسبة مع كلمة (بخس في قوله (وشروه بثمن بخس) في سورة يوسف (أكثر من عشرة فهي كثرة) لكن حتى لو دفعوا‬
‫أكثر من عشرة دراهم يبقى ثمنا بخسا‪ .‬وقوله (أياما معدودات) في آية الصيام في سورة البقرة‪ ،‬قللّها فهي أيام معدودات ليس كثيرة وهنا تنزيل الكثير‬
‫على القليل‪ ،‬وقد قلل أيام الصيام لكن أجرها كبير‪.‬‬
‫*ما الفرق بين سنابل وسنبلت ؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬
‫سمَا ٍ‬
‫ن‬ ‫ل (‪ )261‬البقرة) و( َوقَالَ ا ْلمَِلكُ ِإنّي أَرَى َ‬
‫سبْ َع بَقَرَاتٍ ِ‬ ‫سنَابِ َ‬
‫سبْعَ َ‬
‫حبّةٍ أَن َبتَتْ َ‬
‫سبِيلِ اللّ ِه َكمَثَلِ َ‬
‫كما في قوله تعالى (مّثَلُ اّلذِينَ يُن ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫ت (‪ )43‬يوسف) رأى الملك رؤيا سبع سنبلت وحدها في الصحراء في حديقة وحدها يعني هي‬ ‫خضْرٍ وَُأخَ َر يَابِسَا ٍ‬ ‫سبْعَ سُنبُلَتٍ ُ‬ ‫سبْ ٌع عِجَافٌ وَ َ‬
‫يَ ْأكُُلهُنّ َ‬
‫واحدة اثنتان ثلثة أربعة خمسة ستة سبعة في حديقة في صحراء رآها وحدها‪ ،‬أما في قوله تعالى (سنابل) سبع سنابل في حقل من السنبل‪ ،‬سبع سنابل‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫محددة معينة لها ميزة في حقل كبير من السنبل وهي ليست منفردة أو منقطعة وهذا الفرق بين واحد ل يعمل عملً صالحا إطلقا في حياته كلها عمل‬
‫سبع عملت هذا سبع سنبلت وواحد من الصالحين يصوم ويصلي وهو ملتزم لذلك حسناته ل حصر لها لكن فيها سبعة في غاية الروعة والرسول‬
‫يقول ‪ " :‬سبعة يظلهم ال في ظله يوم ل ظل إل ظله" معناها هؤلء جزء من كل‪ .‬حينئذ هذا الكتاب العزيز فيه عجائب وفيه إعجاز ل يمكن لك أن‬
‫تتصورها إل أن نبدأ بها واحدة واحدة كما انتيهنا من الكلمة وأخواتها وبدأنا في هذا البرنامج " وأُخر متشابهات" وال سبحانه وتعالى إذا مدّ في‬
‫أعمارنا يكون لنا شأنا آخر‪.‬‬
‫آية(‪:)262‬‬
‫م) في آيتي سورة‬ ‫*ما الفرق من الناحية البيانية في ذكر الفاء (فلَّهم أ َجرهُم) وحذفها (لَّه َ‬
‫جُرهُ ْ‬
‫مأ ْ‬‫ُ ْ‬ ‫ُ ْ ْ ُ ْ‬
‫البقرة؟‬
‫* د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ح َزنُونَ {‪ )}262‬و(اّلذِينَ يُنفِقُونَ‬ ‫ل هُ ْم يَ ْ‬‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫سبِيلِ اللّ ِه ثُ ّم لَ ُي ْت ِبعُونَ مَا أَنفَقُوُا َمنّا َولَ َأذًى ّلهُمْ َأجْرُ ُهمْ عِندَ َرّبهِمْ َولَ خَوْ ٌ‬ ‫(اّلذِينَ يُن ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫ن {‪.)}274‬‬ ‫ل هُ ْم يَحْ َزنُو َ‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬
‫خوْ ٌ‬
‫جرُهُ ْم عِندَ َرّبهِمْ َولَ َ‬‫لنِيَ ًة فََلهُمْ أَ ْ‬
‫َأمْوَاَلهُم بِالّليْلِ وَالنّهَارِ سِرّا وَعَ َ‬
‫ذكر الفاء في الية الثانية جاء حسب ما يقتضيه السياق‪ .‬والذكر هنا يسمّى تشبيه من أغراضه التوكيد وقوله تعالى (بالليل والنهار سرا وعلنية) فيها‬
‫توكيد وتفصيل في النفاق ودللة على الخلص فاقتضى السياق زيادة التوكيد لذا جاء الفاء في مقام التوكيد والتفصيل‪ .‬أما الية الولى فذكر فيها‬
‫النفاق في سبيل ال ولم يفصل (بالليل والنهار أو سرا وعلنية) فاقتضى الحذف‪.‬‬
‫الفاء كما هو معلوم للتعقيب مع السبب‪ ،‬التعقيب أي يأتي بعدها مباشرة‪ ،‬في عقب الشيء‪ .‬أما الواو فهي لمطلق الجمع ول يدل على ترتيب أو تعقيب ‪.‬‬
‫الفاء تفيد التعقيب وتأتي للسبب‪ ،‬سببية درس فنجح‪ ،‬الواو ليس فيها سبب‪ .‬هذه أحد السباب درس فنجح‪.‬‬
‫لماذا جاء بالفاء في الثانية دون الولى؟ الفاء واقعة في جواب إسم الموصول وهنا السم الموصول مشبّه بالشرط وإسم الموصول أحيانا يشبّه بالشرط‬
‫بضوابط فتقترن الفاء في جوابه كما تقترن بجواب الشرط وكل واحدة لها معنى‪ .‬مثال‪ :‬الذي يدخل الدار له مكافأة والذي يدخل الدار فله مكافأة‪.‬‬
‫الولى فيها احتمالن إما أنه له مكافأة بسبب دخوله الدار كأن الدار مقفلة وهو يفتحها أي أن المكافأة مترتبة على دخول الدار وإما أن يكون للشخص‬
‫الذي يدخل الدار له مكافأة بسبب آخر‪ .‬إذن فيها احتمالن عندما ل تذكر الفاء‪ .‬إذا ذكرت الفاء فل بد أن المكافأة مترتبة على الدخول قطعا وليس لي‬
‫سبب آخر وهذا تشبيه بالشرط أي أن المكافأة شرط الدخول في الدار‪ .‬أيضا هناك ملحظة أنه في تشبيه الموصول بالشرط أحيانا يكون الغرض من‬
‫سبِيلِ اللّ ِه ثُ ّم لَ ُي ْت ِبعُونَ مَا أَنفَقُوُا َمنّا َولَ َأذًى ّلهُمْ‬‫ذكر الفاء هو التوكيد أي أن ما يُذكر فيه الفاء آكد مما لم يذكر كقوله تعالى (اّلذِينَ يُن ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫ل ِنيَةً فََلهُمْ َأجْرُ ُه ْم عِندَ َرّبهِمْ َولَ‬
‫سرّا وَعَ َ‬ ‫ح َزنُونَ) بدون فاء والثانية (اّلذِينَ يُن ِفقُونَ َأمْوَاَلهُم بِالّليْلِ وَال ّنهَارِ ِ‬ ‫ل هُ ْم يَ ْ‬‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬‫َأجْرُ ُهمْ عِندَ َرّبهِمْ َولَ خَوْ ٌ‬
‫ل هُ ْم يَحْ َزنُونَ) زاد بالليل والنهار وسرا وعلنية أيها آكد؟ التي فيها الفاء‪ ،‬الية الولى قال فقط (ينفقون أموالهم في سبيل ال) أما‬ ‫ف عََل ْيهِمْ َو َ‬‫خَوْ ٌ‬
‫الثانية فقال (بالليل والنهار سرا وعلنية) حدد أكثر‪ .‬في جواب اسم الموصول احتمالين تشبيه جواب الموصول بالشرط إما أن يكون السبب بمعنى أداة‬
‫الشرط وإما لزيادة التوكيد‪.‬‬
‫*د‪.‬أحمد الكبيسى‪:‬‬
‫ع ْندَ َرّبهِمْ ﴿‪ ﴾262‬البقرة) (لهم أجرهم) ‪ ،‬نفس الية في سورة البقرة‬
‫ن مَا َأنْ َفقُوا َمنّا وَلَا َأذًى َلهُمْ َأجْرُهُ ْم ِ‬
‫سبِيلِ اللّ ِه ثُمّ لَا ُي ْتبِعُو َ‬
‫(اّلذِينَ ُينْ ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫ع ْندَ َرّبهِمْ ﴿‪ ﴾274‬البقرة) (فلهم أجرهم) بالفاء‪ ،‬أنت لحظ هذا الكتاب العزيز الحرف‬ ‫سرّا وَعَلَانِيَ ًة فََلهُمْ َأجْرُهُ ْم ِ‬‫(اّلذِينَ ُينْ ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم بِالّليْلِ وَال ّنهَارِ ِ‬
‫يغير المعنى تماما كما شاهدنا في كل حلقة ولهذا الحرف في كتاب ال آية (من قرأ حرفا في القرآن فله عشر حسنات ل أقول آلم حرف ولكن ألفٌ‬
‫ف معنى يغير النسق الية وسياقها‬ ‫حرف ولمٌ حرف ومي ٌم حرف) فمن قرأ آلم له ثلثين درجة فهي ليست كلمة واحدة حينئذٍ لماذا؟ لن لكل حر ٍ‬
‫واتجاهها ‪.‬‬
‫لما قال لهم أجرهم كشخص دخل على ملك وسلم على الملك وقال له استرح كيف حالك ترى أنت إنسان طيب أنت كريم وانتهى المر‪ .‬أما الثاني‬
‫الذي جاء ليسلم على الملك قام الملك في وجهه نهض استقبالً وقال أشهدكم أن هذا الرجل من الكرام هذا من الجاود هذا من الطيبين يعني بدأ يمدح‬
‫فيه علنا هو أراد أن يقول عن كل الرجلين أنهم كرام لكن هنا قالها بشكل آخر بشكل فيه عناية وفيه قوة وفيه إصرار مما يدل على أن هديته وهبته‬
‫وهبة الملك ستكون بل حساب‪ .‬الخر الملك يحبه على قدر حاله قال له أنت كريم لكن هذا يبدو كرمه عجيب ولهذا الحروف عجيبة رب العالمين كان‬
‫ق عظيم واضحة لكنه‬ ‫يقول لمحمد صلى ال عليه وسلم أنت على خلقٍ عظيم عبارة جميلة عربية فصيحة جملة مفيدة مبتدأ وخبر أنت يا محمد على خل ٌ‬
‫عظِيمٍ ﴿‪ ﴾4‬القلم) زاد الحرف واو والحرف إن والحرف لم كل واحدة فيها معنى الواو قسم قال له وعزتي وجللي إنك لعلى‬ ‫قال (وَِإّنكَ َلعَلى خُُلقٍ َ‬
‫خلق عظيم هذه الواو إن للتأكيد كما تعرفون هذه إن وأخواتها للتأكيد أن هذه قضية مؤكدة ما تقبل النقاش ول أغير رأيي فيك إطلقا (وَِإّنكَ) لعلى لم‬
‫التأكيد حينئذٍ الولى واو للقسم إن لمن ينكر أنا أقول أنت ناجح شك فأقوله وأنك لناجح أي أقسم بال أنك ناجح لما أقول أنك فيأتي شخص ينفي هذا‬
‫فأقول وإنك لناجح إن للتأكيد واللم للتصديق‪ .‬إذا كل حرف يعطيك معنى جديدا ينتقل بالجملة بالية بالكلمة إلى معانٍ وآفاق أخرى ل يمكن أن تأتيك‬
‫إل بهذا الحرف من هنا هذا المتشابه في القرآن الكريم على غرار ما تكلمنا في الكلمة وأخواتها كيف أن المترادفات كل واحدة عالم هذا لب أو من‬
‫المهمات في كتاب ال عز وجل التي تفتح لك آفاقا يعني كثر خيرك إذا استطعت أن تقرأ في اليوم صفحة لنك تقرأ بعلم والعلم بالقرآن شيء والقراءة‬
‫بالقرآن شيء آخر كل الناس تقرأ القرآن وعمل عظيم وفي غاية الجمال لكن‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫جرُهُمْ) لهم أجرهم أجر عام كمن لو أعطى تمرة النبي‬ ‫سبِيلِ اللّ ِه ثُمّ لَا ُيتْ ِبعُونَ مَا َأنْفَقُوا َمنّا وَلَا َأذًى َل ُهمْ أَجْرُ ُهمْ) أو (فََلهُمْ أَ ْ‬
‫ن ُينْفِقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬
‫لذا (اّلذِي َ‬
‫قال (اتقوا النار ولو بشق تمرة) والية نزلت على الذي أحضر تمرتين ليس لديه غيرهما والمنافقين يضحكون عليه هي تمرتين لكنها عند ال عظيمة‬
‫ن فِي السّرّاءِ‬ ‫عدّتْ لِ ْل ُمتّقِينَ ﴿‪ ﴾133‬اّلذِينَ ُينْ ِفقُو َ‬ ‫سمَوَاتُ وَالْأَ ْرضُ أُ ِ‬ ‫ضهَا ال ّ‬ ‫جنّةٍ عَ ْر ُ‬‫هؤلء لهم أجرهم لكن واحد (وَسَارِعُوا ِإلَى َمغْفِرَ ٍة مِنْ َرّبكُمْ َو َ‬
‫عنْدَ‬
‫ن ُينْفِقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم بِالّليْلِ وَال ّنهَارِ سِرّا وَعَلَا ِنيَةً فََل ُهمْ أَجْرُ ُه ْم ِ‬ ‫وَالضّرّا ِء ﴿‪ ﴾134‬آل عمران) سواء كان لديه أو لم يكن لديه شيء وهذه الية تقول (اّلذِي َ‬
‫َربّهِمْ) لم يقل ينفقون من أموالهم بل ينفقون أموالهم كل الذي عنده يشارك جيرانه وأهله والفقراء بكل الذي عنده ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم‬
‫جرُهُمْ) مثل الوعد الهائل من ملكٍ قادر فلهم أجرهم أي سأعطيهم عطاء ولهذا مقدمة هذه فلهم أن هؤلء أصحاب إنفاق‬ ‫خصاصة قال هؤلء (فََلهُمْ أَ ْ‬
‫متميز كل الذي عنده في سرائه وضرائه إذا جائع أو عطشان أو مريض يعطي فقير أو غني يعطي ل يمن ففيه صفات وقيود تجعل هذا النفاق من‬
‫النوع الراقي جدا‪ .‬ولهذا أنت لحظ الثلثيات والرباعيات في القرآن ما من مجموعة عبادة إل وفيها في النهاية ( َو ِممّا َر َز ْقنَاهُ ْم ُينْفِقُونَ ﴿‪ ﴾3‬البقرة)‬
‫الشورى الجهاد الكفاح العلم يأتي وراءها ( َو ِممّا رَ َز ْقنَا ُه ْم يُنْ ِفقُونَ) معناها أن هذا النفاق لب العبادات هكذا‪.‬‬
‫جرُهُمْ) إذا طريقة إنفاقك من كل ما تملك ل يعني هذا أن تعطيهم كل ما تملك لكن أنت ممتلكاتك قليلة فتؤثر على غيرك ولو‬ ‫جرُهُمْ) و (فََلهُمْ أَ ْ‬ ‫إذا (َلهُمْ أَ ْ‬
‫ئ يوم القيامة في ظل صدقته) يعني أعظم‬ ‫كان بك خصاصة وبحرية وبطيبة نفس ول تمن ول تؤذي هذا يوم القيامة أجره عجيب لن النفاق (كل امر ٍ‬
‫جرُهُمْ) والثانية قال (َلهُمْ َأجْرُ ُهمْ)‪.‬‬ ‫أنواع الشفاعات والوسائل المنجية الصدقات ولهذا قال (فََلهُمْ أَ ْ‬
‫آية (‪:)264‬‬
‫م الْكَافِرِي َ‬
‫ن (‪ )264‬لماذا لم يقل الظالمين؟( د‪.‬فاضل‬ ‫ه ل َ يَهْدِي الْقَوْ َ‬
‫* لم ختمت الية بقوله تعالى‪ (:‬وَالل ّ ُ‬
‫السامرائى)‬
‫ب فََأصَابَهُ‬
‫ن عََليْ ِه تُرَا ٌ‬
‫صفْوَا ٍ‬
‫ل يُ ْؤمِنُ بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الخِ ِر َف َمثَلُهُ َك َمثَلِ َ‬
‫ق مَالَ ُه ِرئَاء النّاسِ َو َ‬
‫ص َدقَا ِتكُم بِا ْلمَنّ وَالذَى كَاّلذِي يُنفِ ُ‬
‫ل ُتبْطِلُواْ َ‬ ‫(يَا َأّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا َ‬
‫ل يُ ْؤمِنُ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الخِرِ) هذا كافر ولو قال ظالم‬ ‫ل يَ ْهدِي ا ْلقَوْمَ ا ْلكَافِرِينَ (‪ )264‬قال ( َو َ‬ ‫سبُواْ وَاللّ ُه َ‬
‫ن عَلَى شَيْ ٍء ّممّا كَ َ‬ ‫ل يَ ْقدِرُو َ‬
‫ص ْلدًا ّ‬ ‫وَابِلٌ َفتَ َركَهُ َ‬
‫فالظالم ليس بالضرورة كافر فقد يكون ظالما غير كافر إنما هذا هو كافر ل يؤمن بال ول باليوم الخر لو قال ظالمين ل تعني أنه كافر‪ .‬حتى لما قال‬
‫سبُواْ) وصف الذين كفروا أعمالهم (كسراب بقيعة) (كرماد اشتدت به الريح)‪.‬‬ ‫شيْ ٍء ّممّا كَ َ‬‫ن عَلَى َ‬ ‫ل يَ ْقدِرُو َ‬ ‫(ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن بِالل ّهِ وََل بِالْيَوْم ِ اْل َ ِ‬
‫خرِ)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫منُو َ‬ ‫ن بِالل ّهِ وَالْيَوْم ِ اْل َ ِ‬
‫خرِ) – (وََل يُؤْ ِ‬ ‫*ما الفرق بين(وََل يُؤْ ِ‬
‫م ُ‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ا ْلآَخِرِ) في سورة النساء (وَاّلذِينَ‬ ‫ق مَالَهُ ِرئَاءَ النّاسِ َولَا يُ ْؤمِنُ بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الَْآخِ ِر ﴿‪ ﴾264‬البقرة) (وَلَا يُ ْؤمِ ُ‬ ‫في سورة البقرة (كَاّلذِي ُينْفِ ُ‬
‫ق مَالَهُ ِرئَاءَ النّاسِ وَلَا يُ ْؤمِنُ بِاللّ ِه وَا ْليَوْمِ‬ ‫ن بِاللّهِ َولَا بِا ْليَ ْومِ الَْآخِرِ ﴿‪ ﴾38‬النساء) فيها (ول) زيادة هناك (كَاّلذِي ُينْفِ ُ‬ ‫ُينْ ِفقُونَ َأمْوَاَلهُمْ ِرئَاءَ النّاسِ وَلَا يُ ْؤمِنُو َ‬
‫خرِ ﴿‪﴾29‬‬ ‫ن بِاللّهِ وَلَا بِا ْليَوْ ِم الْآَ ِ‬
‫خرِ) (ول) ما الفرق بينهما؟ وفي سورة التوبة أيضا (قَاتِلُوا اّلذِينَ لَا يُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫خرِ) هنا (وَلَا يُ ْؤ ِمنُونَ بِاللّهِ وَلَا بِا ْليَوْمِ ا ْلآَ ِ‬ ‫الْآَ ِ‬
‫التوبة) إذا في سورة النساء والتوبة (ل يؤمن بال ول باليوم الخر) وفي البقرة (يؤمن بال واليوم الخر)‪ ،‬الذي ل يؤمن بال واليوم الخر كافر‬
‫شخص يقول أنا ل أؤمن بال ول في الخرة أنا أعبد الصنام وإذا مت صرت ترابا ل يوجد ل قيامة ول الخ هذا ل يؤمن بال واليوم الخر هذا‬
‫إعلن الكافر هو قال أنا رجل شيوعي أنا أمام الناس شيوعي وحزبي الشيوعي أنا ستالين أنا لينين أنا غورباتشوف ل يوجد ل ال ول الخ هذا (لَا‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَوْمِ ا ْلآَخِرِ) هو معلن عن كفره وشركه بال ل يوجد ال أصلً بالنسبة له فهو ملحد هذا ل يؤمن بال واليوم الخر وهذا أصدق من‬ ‫يُ ْؤمِ ُ‬
‫الول‪ .‬الول يدعي أنه مؤمن فهو يقول أنه مؤمن وأنه مؤمن بوجود ال لكنه كذاب دجال يعني فقط بالظاهر فهو منافق يقول أنا أؤمن بال واليوم‬
‫خرِ) هذا منطق الكفار جميعا ولما‬ ‫الخر فال قال له ل أنت ل تؤمن ل بال ول باليوم الخر‪ .‬فحينئذٍ هذا الفرق فقوله تعالى (لَا يُ ْؤمِنُ بِاللّ ِه وَا ْليَوْمِ ا ْلآَ ِ‬
‫س مَنْ يَقُولُ‬ ‫خرِ) هؤلء المنافقون فالمنافق كافر لكن يدعي أنه هو مؤمن ول يتبع اليمان ومتناقض ( َومِنَ النّا ِ‬ ‫يقول لك (وَلَا يُ ْؤ ِمنُونَ بِاللّهِ وَلَا بِا ْليَوْمِ ا ْلآَ ِ‬
‫ن ﴿‪ ﴾9‬البقرة) هذا الذي ال يقول عليه‬ ‫شعُرُو َ‬ ‫سهُمْ َومَا يَ ْ‬ ‫َآ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْ ِم الَْآخِرِ َومَا ُهمْ ِبمُ ْؤ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾8‬يُخَادِعُونَ اللّهَ وَاّلذِينَ َآ َمنُوا َومَا يَ ْ‬
‫خدَعُونَ ِإلّا َأنْ ُف َ‬
‫ن بِاللّ ِه وَلَا بِا ْليَ ْومِ الَْآخِرِ) لحظ‪ ،‬مثلً كشخص جاء وقال لك أنا راسب خلص هذا فلن راسب بالدروس لكن لو قال ل أنا ناجح في‬ ‫(وَلَا يُ ْؤمِنُو َ‬
‫الرياضيات والنجليزي المدير قال له ل أنت لست ناجح ل بالرياضيات ول بالنجليزي أنت كاذب‪ .‬جدا واضح هذا الفرق بين (لَا يُ ْؤمِنُ بِاللّ ِه وَا ْليَوْمِ‬
‫خرِ) فهو مشرك عادي ومعلن هذا ول يغيره فهو يقول ل يوجد ال ول آخرة ول حساب ول كتاب وآخر وهو غير مؤمن أيضا لكن يخفي هذا‬ ‫الْآَ ِ‬
‫س مَنْ يَقُولُ َآ َمنّا بِاللّهِ َوبِا ْليَوْمِ ا ْلآَخِرِ َومَا هُ ْم ِبمُ ْؤمِنِينَ) هذا ال يقول عليه (وَلَا‬ ‫المر إما لطمع أو خوف أو نفاق أو لخره قال هذا الذي قال ( َومِنَ النّا ِ‬
‫خرِ) هذا الفرق بين التعبيرين‪.‬‬ ‫يُ ْؤ ِمنُونَ بِاللّهِ وَلَا بِا ْليَوْمِ ا ْلآَ ِ‬
‫سبُوا ﴿‪ ﴾264‬البقرة) ‪َ( -‬ل يَقْدُِرو َ‬
‫ن‬ ‫ما ك َ َ‬
‫م َّ‬
‫يءٍ ِ‬ ‫ن عَلَى َ‬
‫ش ْ‬ ‫*ما دللة التقديم والتأخيرفى قوله تعالى(َل يَقْدُِرو َ‬
‫يءٍ ﴿‪ ﴾18‬إبراهيم)؟(د‪.‬أحمد الكبيسى)‬ ‫سبُوا عَلَى َ‬
‫ش ْ‬ ‫ما ك َ َ‬
‫م َّ‬
‫ِ‬
‫سبُوا ﴿‪ ﴾264‬البقرة) ومرة ثانية يقول عليه (لَا يَ ْقدِرُونَ‬ ‫شيْ ٍء ِممّا كَ َ‬ ‫ن عَلَى َ‬ ‫نفس الثنين ال يقول عن الذين ل يؤمنون بال واليوم الخر يقول (لَا يَ ْقدِرُو َ‬
‫يءٍ ﴿‪ ﴾18‬إبراهيم) يعني آيتين عجيبتين ما الفرق بينهما؟ وحينئذٍ رب العالمين يقول (يَا َأّيهَا اّلذِينَ َآ َمنُوا لَا ُتبْطِلُوا َ‬
‫ص َدقَا ِتكُمْ بِا ْل َمنّ‬ ‫سبُوا عَلَى شَ ْ‬ ‫ِممّا كَ َ‬
‫ي ٍء ِممّا‬ ‫ن عَلَى شَ ْ‬ ‫ل َفتَ َركَهُ صَ ْلدًا لَا يَ ْقدِرُو َ‬
‫ب َفأَصَابَهُ وَابِ ٌ‬
‫ن عََليْ ِه تُرَا ٌ‬
‫صفْوَا ٍ‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْومِ الَْآخِ ِر َف َمثَلُ ُه َكمَثَلِ َ‬
‫س وَلَا يُ ْؤمِ ُ‬
‫ق مَالَهُ ِرئَاءَ النّا ِ‬‫وَالَْأذَى كَاّلذِي ُينْفِ ُ‬
‫يءٍ) ما الفرق‬ ‫سبُوا عَلَى شَ ْ‬ ‫سبُوا وَاللّهُ لَا َي ْهدِي الْ َقوْمَ ا ْلكَا ِفرِينَ ﴿‪ ﴾264‬البقرة) على شيءِ مما كسبوا‪ ،‬في مكان آخر في آية أخرى (لَا َي ْقدِرُونَ ِممّا كَ َ‬ ‫كَ َ‬
‫بينهما؟ أنا أقول لك أنت ل تملك شيئا من مالك أو أقول أنت ل تملك من مالك شيئا لغة أعجوبة‪ .‬رب العالمين عندما اختار هذه اللغة العربية حسّنها‬
‫ورقّاها حتى وصلت إلى قمة رقيها فنزل القرآن على تلك القمة وما كان للغة أخرى غير العربية أن تحمل هذا المطلق اللهي والفهم النسبي‪ .‬هذا‬
‫ى جديدا إلى يوم القيامة معبأة بمعانٍ ل تنضب وكل واحد على قدر ثقافته وفهمه وعقله وحضارته وعصره وحاجاته‬ ‫الكلمة القرآنية تعطيك معن ً‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫يستطيع من الجملة الواحدة من الية الواحدة أن يستنبط فيها حكما جديدا مدللً عليه لم يخطر على بال الجيال الذين سبقوه‪ .‬لما نقول نحن لدينا كافر‬
‫ومنافق كما قلنا قبل قليل أن هناك فرق بين الثنين بين كافر وبين مؤمن لكن مؤمن منافق‪ ،‬الكافر ل يقدر على شيء مما كسب ليس لديه كسب يعني‬
‫واحد يقول ل يوجد إله وفرضنا تصدق هل له أجر؟ الجواب ل‪ .‬عمل مشروع عظيم ولكنه ل يؤمن بال مثلً هؤلء الشيوعيين في روسيا الذين كانوا‬
‫ينكرون وجود الله عمل خدمات للبشرية اخترع شيئا اخترع سيارة أو طيارة أو دواء ليس له فيها أجر وال تعالى يقول ( َومَا َيعْلَ ُم تَأْوِيلَهُ إِلّا اللّهُ‬
‫ن فِي ا ْلعِلْ ِم يَقُولُونَ َآ َمنّا بِهِ ﴿‪ ﴾7‬آل عمران) لكي يكون لك أج ٌر على البداعات اختراع البنسلين واختراع السبرين واختراع الطيران يعني‬ ‫وَالرّاسِخُو َ‬
‫خدمات ناس قدمت خدمات للبشرية وال كلما ركبت طيارة أو سيارة أو قطار أو ما شاكل ذلك تقول ما هذا؟ العالم أصبح جميلً أصبح مريحا ناس‬
‫بعقولها اخترعت هذا هؤلء من كان منهم يؤمن بال قال ل أنا أؤمن بأن ال وهو رب العالمين إله الناس وهناك يوم القيامة وحساب وكتاب هذا له‬
‫ن مَنْ َآمَنَ بِاللّهِ وَا ْليَوْ ِم الَْآخِرِ) وشخص آخر قال لك ل يوجد إله أنا شيوعي‬ ‫ن هَادُوا وَالنّصَارَى وَالصّا ِبئِي َ‬
‫أجره عند ال عز وجل (إِنّ اّلذِينَ َآ َمنُوا وَاّلذِي َ‬
‫هذا عمل أعمال صالحة لكن ليس له شيء فالذي هو يعتقد بأن ال موجود هذا انتهينا هذا يقدر على شيء مما كسب‪ .‬المنافق والمشرك‪ ،‬المنافق تكتب‬
‫حسناته نقول عنه مؤمن أنا مسيحي أنا يهودي أنا مسلم لكنه كاذب هو منافق‪ ،‬في العماق هو ملحد فهناك من الناس من ارتدوا بعد وفاة النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم أعلن الكفر وأعلن السلم وأخفى الكفر وارتدوا بعد ذلك فهذا كونه مسلم تكتب له وتسجل له أعمال حسنة لكن ليس له منها شيء‪.‬‬
‫شيْءٍ)‪ .‬ذاك الذي هو يقول ل يوجد ال هذا (لَا‬ ‫سبُوا عَلَى َ‬ ‫ن ِممّا كَ َ‬
‫عنده فلوس وأموال لكن ل يستطيع أن يسحب ول درهم محجور عليه هذا (لَا يَ ْقدِرُو َ‬
‫ي ٍء ِممّا‬‫ن عَلَى شَ ْ‬ ‫ل ليس لديه كسب ل يستطيع أن يأتي بما فعل لكي يضعه في حسابه (لَا يَ ْقدِرُو َ‬ ‫سبُوا) ليس لديه كسب أص ً‬ ‫ي ٍء ِممّا كَ َ‬
‫ن عَلَى شَ ْ‬ ‫يَ ْقدِرُو َ‬
‫سبُوا) يعني ل يمكن أن تأتي بهذه الحسنات يضعها في حسابه في بنك الرحمن عز وجل إذا هو أصلً كافر والكافر ل يحاسب على الفروع وليس له‬ ‫كَ َ‬
‫أي عمل‪ ،‬اليمان شرط العمل‪ .‬الثاني المنافق ل هو في الظاهر مؤمن هو مواطن‪ .‬يعني نفترض جدلً أن لدينا شخص مندس هنا وهو جاسوس للعدو‬
‫لكن لديه جواز سفر وهو جالس هنا في الظاهر هو منتمي هذا في الظاهر يدخل ويخرج ل بأس لكن ليس له قدرة على أن يكون في أي مكان لن‬
‫سبُوا) والمنافق الذي يعلن اليمان‬ ‫ي ٍء ِممّا كَ َ‬
‫ن عَلَى شَ ْ‬
‫الدولة تعرف أن هذا مندس‪ .‬هذا الفرق بين الملحد وبين الكافر المشرك العلني فالمشرك (لَا يَ ْقدِرُو َ‬
‫يءٍ) هذا هو الفرق بين هاتين اليتين‪.‬‬ ‫سبُوا عَلَى شَ ْ‬ ‫ن ِممّا كَ َ‬ ‫والسلم (لَا يَ ْقدِرُو َ‬
‫آية (‪:)265‬‬
‫ل فَط َ ٌّ‬ ‫َ‬
‫ل)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫صبْهَا وَاب ِ ٌ‬
‫يُ ِ‬ ‫ل في الية (فَإِن ل ّ ْ‬
‫م‬ ‫*ما معنى ط ّ‬
‫الطلّ هو الندى‬
‫ما‬ ‫خبِيًرا (‪ )94‬النساء) (وَالل ّ ُ‬
‫ه بِ َ‬ ‫ملُو َ‬
‫ن َ‬ ‫ما تَعْ َ‬
‫ن بِ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه كَا َ‬ ‫* ما الفرق بين خبير وبصير في اليتين (إ ِ َّ‬
‫صيٌر (‪ )265‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ملُو َ‬
‫ن بَ ِ‬ ‫تَعْ َ‬
‫البصير‪ ،‬البصر يؤخذ من أمرين‪ ،‬البصر يأتي بمعنيين في اللغة إما البصر هي الحاسة التي ينظر بها الباصرة ويأتي لما في القلب البصار بالقلب‬
‫ربنا يسميه بصيرة ‪،‬البصيرة في القلب والبصر ليست العين وإنما الرؤية وهذا الفرق بين النظر والبصر‪ .‬إذن كلمة بصير فيها أمران بصير ضد‬
‫عمَى وَا ْلبَصِي ُر (‪ )16‬الرعد) من ناحية الرؤية‪ ،‬وبصير لمن كان قلبه بصيرا عنده معرفة في قلبه‪ .‬الخبير العليم ببواطن‬ ‫ستَوِي الَ ْ‬
‫ل يَ ْ‬
‫ل هَ ْ‬
‫العمى (قُ ْ‬
‫خبِي ٌر بَصِي ٌر (‪ )31‬فاطر) يعني محيط ببواطن المور وظواهرها‪ .‬بواطن المور من خبير وظواهرها من بصير‬ ‫المور فربنا لما يقول (إِنّ اللّ َه ِب ِعبَادِهِ لَ َ‬
‫الصل الول هو البصار‪ .‬البصير من البصار ومن قوة القلب‪ ،‬إذن خبير العلم ببواطن المور خبير بصير يعني عليم ببواطن المور وظواهرها‬
‫ولعلمه ببواطن المور فمن باب أولى أنه عليم بظواهر المور‪.‬‬
‫آية (‪:)266‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)187‬‬
‫َ‬ ‫من ن َّ ِ‬ ‫جن َّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جرِي‬ ‫ب تَ ْ‬ ‫ل وَأعْنَا ٍ‬ ‫خي ٍ‬ ‫ة ِّ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫م أن تَكُو َ‬ ‫حدُك ُ ْ‬‫* ما معنى الضعف في القرآن في قوله تعالى (أيَوَد ُّ أ َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َي‬ ‫ل الث َّ‬ ‫حتِهَيا الَنْهَاُر ل َي‬
‫صاٌر فِيهيِ نَاٌر‬ ‫صابَهَا إِعْي َ‬ ‫ضعَفَاء فَأ َ‬ ‫ة ُ‬ ‫ه الْكِبَُر وَل َي ُ‬
‫ه ذُّرِي َّ ٌ‬ ‫صاب َ ُ‬
‫ت وَأ َ‬ ‫مَرا ِي‬ ‫َ‬
‫َ َّ‬
‫من ك ُ ِّ‬‫ه فِيهَيا ِي‬
‫ُ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ِي‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫خف ِّ َ‬‫ه أن ي ُ َ‬ ‫ن (‪ )266‬البقرة) وقوله تعالى (يُرِيد ُ الل ُ‬ ‫م تَتَفَكُرو َ‬ ‫ت لعَلك ْ‬ ‫م اليَا ِ‬ ‫ه لك ُ‬‫ن الل ُ‬ ‫ت كذ َل ِك يُبَي ِّ ُ‬ ‫حتََرق َ ْ‬ ‫فَا ْ‬
‫ضعِيفًا (‪ )28‬النساء)؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬ ‫ن َ‬ ‫سا ُ‬ ‫ق الِن َ‬ ‫خل ِ َ‬‫م وَ ُ‬ ‫ُ‬
‫عَنك ْ‬
‫كلمة الضعف ضد القوة إما القوة المادية أو القوة المعنوية‪ .‬في الية الولى (‪ )266‬البقرة) هي مثال لمن يحوّل عمله الصالح إلى سيء‪ .‬سؤال بصورة‬
‫لنْهَارُ لَ ُه فِيهَا مِن كُلّ ال ّثمَرَاتِ) هذه جنة الدنيا حديقة واسعة فيها من كل الثمرات‬
‫ح ِتهَا ا َ‬
‫جرِي مِن تَ ْ‬
‫ب تَ ْ‬
‫عنَا ٍ‬
‫جنّ ٌة مّن نّخِيلٍ وَأَ ْ‬
‫ح ُدكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ َ‬
‫(َأيَ َودّ أَ َ‬
‫ضعَفَاء) هذا الرجل‬
‫والنهار تجري من تحتها ‪ ،‬ماذا يريد النسان بعد هذا من حيث الجانب المادي؟ وأصابه الكبر ل يستطيع أن يزرع (وَلَ ُه ذُ ّريّةٌ ُ‬
‫الكبير عنده أطفال صغار السن (فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت) مصيبة عظمى وهذه الصورة التي يرسمها القرآن صورة جنة أثمار وأعناب‬
‫ونخيل والعربي يحب النخلة ول يترك شيئا منها بدون إستفادة منه‪ ،‬الثمرة يستفيد منها والنواة والسعف والجذع بعد أن يموت يجعله سقفا لبيته‪ ،‬هناك‬
‫علقة بالنخلة لذا يذكر القرآن بها‪ .‬الذرية ضعفاء ما عندهم قوة لعادة الزراعة واحترقت الجنة وهذه مصيبة عظمى‪ ،‬هكذا شأن الذي يتحول من‬
‫اليمان إلى الضلل والمعصية والكفر‪.‬‬
‫الضعف فيه لغتان‪ :‬بفتح الضاد (الضَعف) وبالضم (الضُعف)‪ .‬هما لهجتان عربيتان فصيحتان نزل بهما جبريل على صدر رسول ال حتى ل‬
‫يعترض أحدٌ على أحد‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫أما الضِعف بالكسر فيعني المكرر‪ ،‬ضِعف كذا يعني مرة بقدر شيء آخر ضِعفه وليس مرتين كما هو الشائع‪ .‬تقول هذا ضِعف هذا أي بقدره فإذا‬
‫أردت بقدر مرتين تقول ضِعفين‪.‬‬
‫* هل يحتمل معنى قوله تعالى (جنات تجري من تحتها النهار) أن الجنات تجري؟( د‪.‬فاضل‬
‫السامرائى)‬
‫ح ُدكُ مْ أَ ْ‬
‫ن‬ ‫ل أعلم إذا كانت الجنات تجري لكن بل شك أن النهار تجري فالجريان يكون للنهار في الدنيا كما في قوله تعالى في سورة البقرة (َأيَ َودّ أَ َ‬
‫حتَ َر َق تْ‬
‫ضعَفَا ُء َفأَ صَابَهَا إِعْ صَا ٌر فِي هِ نَا ٌر فَا ْ‬
‫ن كُلّ ال ّثمَرَا تِ وََأ صَابَهُ ا ْل ِكبَرُ وَلَ ُه ذُ ّريّةٌ ُ‬ ‫ح ِتهَا الَْأ ْنهَارُ لَ ُه فِيهَا مِ ْ‬
‫ب تَجْرِي مِ نْ تَ ْ‬ ‫عنَا ٍ‬ ‫جنّ ٌة مِ نْ نَخِيلٍ َوأَ ْ‬ ‫َتكُو نَ لَ هُ َ‬
‫ن تَ َزكّى (‬ ‫ن فِيهَا َوذَلِكَ جَزَا ُء مَ ْ‬ ‫ح ِتهَا الَْأ ْنهَا ُر خَاِلدِي َ‬
‫ن تَ ْ‬
‫عدْنٍ تَجْرِي مِ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫جنّا ُ‬‫ن (‪ ))266‬وقال تعالى في سورة طه ( َ‬ ‫ك ُيبَيّنُ اللّهُ َلكُمُ ا ْلَآيَاتِ َلعَّلكُ ْم َتتَ َفكّرُو َ‬
‫َكذَلِ َ‬
‫ت ال ّنعِي ِم ( ‪ ))9‬لكن هل هناك أمر‬ ‫جنّا ِ‬‫ح ِتهِ مُ الَْأ ْنهَا ُر فِي َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫جرِي مِ ْ‬ ‫ت َيهْدِيهِ ْم َرّبهُ مْ ِبإِيمَا ِنهِ ْم تَ ْ‬
‫عمِلُوا ال صّاِلحَا ِ‬ ‫‪ ))76‬وفي سورة يونس (إِنّ اّلذِي نَ َآ َمنُوا وَ َ‬
‫آخر أن الجنات تجري؟ ال أعلم لكن المر فيها أن قطعا النهار تجري ويمكن من قدرة ال تعالى أن تجري الجنات في الخرة ولكن هذا ليس ظاهرا‬
‫مما نعرفه‪.‬‬
‫آية (‪:)267‬‬
‫َ‬
‫جن َيا‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫خَر ْ‬ ‫م َّي‬ ‫م وَ ِ‬ ‫سبْت ُ ْ‬‫ما ك َي َ‬ ‫ت َي‬ ‫من طَيِّبَا ِي‬ ‫فقُوا ْ ِي‬
‫َ‬
‫منُوا ْ أن ِ‬
‫َ‬
‫* ميا دللة الختلف فيي نهايات اليات (ي َيا أيُّهَيا ال ّذِي نَي آ َ‬
‫ه غَن ِ ٌّ‬
‫ي‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫موا ْ أ َ َّ‬ ‫ه َواعْل َ ُ‬ ‫ضوا ْ فِي ِ‬ ‫م ُ‬
‫َ َ‬
‫خذِي هِ إِل ّ أن تُغْ ِ‬ ‫ستُم بِآ ِ‬ ‫ن َول َ ْ‬ ‫فقُو َ‬ ‫ه تُن ِ‬‫من ْ ُ‬‫ث ِ‬‫خبِي َ‬‫موا ْ ال ْ َ‬ ‫ض وَل َ تَي َ َّ‬
‫م ُ‬ ‫ن الَْر‬
‫م َ‬‫لَك ُم ِّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫م (‪ ، )263‬وفيي اليية‬ ‫حلِي ٌي‬‫ي َ‬ ‫ه غَن ِي ٌّ‬ ‫صيدَقَةٍ يَتْبَعُهَيآ أذ ًى َوالل ّي ُ‬ ‫من َ‬ ‫خيٌْر ّ ِي‬‫فَرةٌ َ‬ ‫مغْ ِ‬‫ف وَ َ‬ ‫معُْرو ٌي‬ ‫ل َّ‬ ‫ميد ٌ (‪(، )267‬قَوْ ٌ‬ ‫ح ِ‬
‫َ‬
‫م (‪)268‬‬ ‫ّي‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُي‬ ‫ّي‬ ‫ح َ‬ ‫ْ‬ ‫ُي‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫(ال ّ‬
‫سعٌ عَلِي ٌي‬ ‫ه وَا ِي‬ ‫ضل وَالل ُ‬ ‫ه وَف ْ‬ ‫من ْي ُ‬
‫مغْفَِرةً ِّ‬ ‫ه يَعِدُك م ّ‬ ‫شاء وَالل ُ‬ ‫مُرك م بِالفَ ْ‬ ‫م ال َفقَْر وَيَأ ُ‬ ‫ن يَعِدُك ُ‬
‫شيْطا ُي‬
‫البقرة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ف عََل ْيهِمْ َولَ ُه ْم يَحْ َزنُونَ‬ ‫جرُهُ ْم عِندَ َرّبهِمْ َولَ خَ ْو ٌ‬ ‫ن مَا أَن َفقُوُا َمنّا َولَ َأذًى ّلهُمْ أَ ْ‬
‫ل ُيتْ ِبعُو َ‬
‫سبِيلِ اللّ ِه ثُ ّم َ‬
‫ن يُنفِقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم فِي َ‬ ‫نأخذ كل آية في سياقها (اّلذِي َ‬
‫غنِيّ حَلِي ٌم (‪ )263‬لما ذكر الذى ناسب ذكر الحلم لن الحليم ل يعجل بالعقوبة ول‬ ‫ص َدقَةٍ َي ْتبَ ُعهَآ َأذًى وَاللّ ُه َ‬
‫خيْ ٌر مّن َ‬ ‫ل ّمعْرُوفٌ َو َمغْفِ َرةٌ َ‬‫(‪ )262‬قَ ْو ٌ‬
‫س ْبتُمْ َو ِممّا‬
‫ت مَا كَ َ‬‫طيّبَا ِ‬
‫ن آ َمنُواْ أَن ِفقُو ْا مِن َ‬ ‫يغضب سريعا إذا أُوذي فلما ذكر الذى ناسب ذكر الحِلم‪ .‬الية الخرى ليس فيها ذكر أذى (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫حمِيدٌ (‪ )267‬هذه ليس فيها أذى وإنما‬ ‫ي َ‬ ‫غنِ ّ‬ ‫خذِيهِ ِإلّ أَن ُت ْغمِضُو ْا فِيهِ وَاعَْلمُواْ أَنّ اللّ َه َ‬ ‫ستُم بِآ ِ‬
‫ث ِمنْ ُه تُن ِفقُونَ وََل ْ‬ ‫خبِي َ‬
‫ل َتيَ ّممُواْ ا ْل َ‬
‫لرْضِ َو َ‬ ‫جنَا َلكُم مّنَ ا َ‬
‫َأخْ َر ْ‬
‫ث ِمنْ ُه تُن ِفقُونَ) والناس يجب أن تنفق الطيب‬ ‫خبِي َ‬ ‫ل َتيَ ّممُواْ ا ْل َ‬
‫إنفاق ما هو خِلف الَوْلى‪ ،‬أنت أنفقت من الخبيث وال غني عن هذا‪ .‬ال تعالى قال ( َو َ‬
‫وليس الخبيث الرديء‪ ،‬أنت تنفق الخبيث في سبيل ال وال غني عن هذا‪ .‬الية الولى فيها أذى فناسب ذكر الحليم وهذه فيها خلف الولى في‬
‫حشَاء وَاللّ ُه َيعِ ُدكُم ّمغْفِ َرةً ّمنْهُ‬ ‫ن َيعِ ُدكُمُ ا ْلفَ ْقرَ َويَ ْأمُ ُركُم بِا ْلفَ ْ‬
‫شيْطَا ُ‬ ‫النفاق فال غني وحميد فذكر فيها (حميد) لنه يجب أن تفعل حتى تُحمد على ما تُنفق‪( .‬ال ّ‬
‫َو َفضْلً وَاللّهُ وَاسِ ٌع عَلِي ٌم (‪ )268‬واسع بالرحمة والفضل‪ ،‬هو واسع المغفرة والفضل عليم بما تنفقون فيجازيكم على ما تنفقون فهو واسع العطاء واسع‬
‫الخير واسع الرحمة وعليم بما تفعل فيجازيك فلماذا تخشى الفقر؟ الشيطان يعدكم الفقر وال تعالى واسع العطاء وواسع المغفرة وواسع الرحمة فلماذا‬
‫تخشى الفقر‪ ،‬فواصل الية نفهمها من السياق‪.‬‬
‫آية (‪:)268‬‬
‫ْ‬ ‫*(ال َّ‬
‫م قدّم ربنا سبحانه وتعالى الفاعل على‬ ‫ح َ‬
‫شاء (‪ )268‬البقرة) فل ِ َ‬ ‫م الْفَقَْر وَيَأ ُ‬
‫مُركُم بِالْفَ ْ‬ ‫شيْطَا ُ‬
‫ن يَعِدُك ُ ُ‬
‫فعله؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫الفاعل هو الشيطان والفعل يعدكم قال تعالى (الشيطان يعدكم) ولم يقل يعدكم الشيطان بل قدم الفاعل على فعله؟ إن في تقديم إسم الشيطان وابتداء الية‬
‫به إيذانا لك أيها المؤمن بذمّ الحُكم الذي سيأتي بعده لتحذر الوقوع به‪ .‬أل ترى أنك تحذر السامع فتقول له‪ :‬السفاح في دار صديقك وذلك بخلف‬
‫قولك‪ :‬في دار صديقك السفّاح‪.‬‬
‫آية (‪:)269‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ما يَذَّك ُّر إِل ّ أوْلُوا ْ اللْبَا ِ‬
‫ب‬ ‫خيًْرا كَثِيًرا وَ َ‬ ‫ة فَقَد ْ أوت ِ َ‬
‫ي َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬ ‫من يُؤْ َ‬ ‫من ي َ َ‬
‫شاء وَ َ‬ ‫ة َ‬
‫م َ‬ ‫*قال تعالى‪( :‬يُؤتِي ال ْ ِ‬
‫حك ْ َ‬
‫(‪ )269‬اليات السابقة واللحقة للية تتحدث عن النفاق فهل من أوتي الحكمة فهو ينفق أو من ينفق‬
‫يؤتى الحكمة؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ح ْكمَةَ‬ ‫شيْطَانُ َي ِع ُدكُمُ الْ َفقْرَ َويَ ْأمُ ُركُم بِالْ َفحْشَاء وَاللّ ُه يَ ِع ُدكُم ّمغْفِرَ ًة ّمنْهُ َو َفضْلً وَاللّهُ وَاسِ ٌع عَلِي ٌم (‪ )268‬يُؤتِي الْ ِ‬
‫ح ْكمَةَ مَن يَشَاء َومَن يُؤْتَ ا ْل ِ‬ ‫الية الكريمة (ال ّ‬
‫ب (‪ )269‬طلب المغفرة والفضل من ال هو إنما من الحكمة يعني لقد أوتي صاحبها من الحكمة ومن‬ ‫ل ْلبَا ِ‬‫خيْرًا َكثِيرًا َومَا يَ ّذكّرُ ِإلّ أُوْلُواْ ا َ‬ ‫ي َ‬‫َف َقدْ أُوتِ َ‬
‫ح ْكمَةَ مَن‬ ‫الخير أكبر وأوسع مما في المال من أوتي خير كثير أكثر من هذا المال الذي يظنه السائل‪( .‬وَاللّ ُه يَ ِع ُدكُم ّمغْفِرَ ًة ّمنْهُ َو َفضْلً) ثم قال (يُؤتِي الْ ِ‬
‫يَشَاء) الذي يطلب المغفرة والفضل هو ل شك هذا خيره أكبر من مجرد المال مهما كان هذا المال‪ ،‬أوسع من المال إذن داخل في الخير وداخل في‬
‫الفضل وداخل في المال وداخل في كل شيء ففيها ارتباط والكلم عام‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫*ما المقصود بالحكمة فى قوله تعالى ("ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة ‪)269‬؟ولم ِ لم‬
‫تنسب لله عز وجل؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫الحكمة هي وضع الشيء في محله قول وعمل‪ ،‬أو هي توفيق العلم بالعمل‪ ،‬فل بد من المرين معا‪ :‬القول والعمل‪ ،‬فمن أحسن القول ولم يحسن العمل‬
‫فليس بحكيم‪ ،‬ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم‪.‬فالحكمة لها جانبان‪ :‬جانب يتعلق بالقول‪ ،‬وجانب يتعلق بالعمل‪ .‬والحكمة خير كثير كما‬
‫قال ال تعالى(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا(‪ )269‬البقرة فال تعالى مؤتي الحكمة ولذلك نلحظ أنه تعالى قال‪َ " :‬ولَ َقدْ آ َت ْينَا ُل ْقمَانَ ا ْل ِ‬
‫ح ْكمَةَ"‬
‫قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه‪ ،‬ولم يقل‪ :‬لقد أوتي لقمان الحكمة‪ ،‬بل نسب التيان لنفسه‪ .‬وال تعالى في القرآن الكريم يسند المور إلى ذاته العلية‬
‫في المور المهمة وأمور الخير‪ ،‬ول ينسب الشر والسوء إلى نفسه البتة‪ .‬قال تعالى‪" :‬وََأنّا ل نَدْرِي أَشَرّ ُأرِي َد ِبمَنْ فِي الْأَ ْرضِ أَمْ َأرَادَ ِبهِمْ َرّبهُمْ َرشَدا‬
‫‪ "10‬الجـن‪.‬‬
‫خيْرا‬
‫ي َ‬ ‫ح ْكمَةَ فَ َقدْ أُوتِ َ‬ ‫ن يُؤْتَ ا ْل ِ‬‫ن يَشَاءُ َومَ ْ‬ ‫أما فى قوله تعالى‪(:‬ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا(‪ )269‬فقد قال عز وجل قبلها‪( :‬يؤْتِي الْ ِ‬
‫ح ْكمَةَ مَ ْ‬
‫َكثِيرا َومَا َيذّكّرُ ِإلّا أُولُو الَْأ ْلبَابِ) فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه‪ ،‬ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول‪.‬‬
‫آية (‪:)273‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ضْرب ًيا فِيي الَْر ضِي (‪ )273‬البقرة) ماذا أراد ربنيا‬
‫ن َ‬ ‫ل الل ّيهِ ل َ ي َي ْ‬
‫ستَطِيعُو َ‬ ‫سبِي ِ‬‫صيُروا ْ فِيي َي‬
‫*(لِلْفُقََراء ال ّذِي نَي أح ِ‬
‫ض) وهل ضرب الرض فِعل الغنياء ؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫َ‬
‫ضْربًا فِي الْر ِ‬ ‫ن َ‬ ‫بقوله (ل َ ي َ ْ‬
‫ستَطِيعُو َ‬
‫هذا وجه بديع من أوجه اللغة العربية وهو باب الكناية والكناية أن تقول كلما وتريد ما يلزم عنه‪ .‬فتقول هذا رجل سيفه طويل يريد ما يلزم عنه وهو‬
‫ض ْربًا فِي الَ ْرضِ) كناية عن عجزهم وفقرهم فهم عاجزون عن التجارة لقلة‬
‫ستَطِيعُونَ َ‬
‫ل يَ ْ‬
‫طول الرجل فل يحمل السيف الطويل إل الرجل الطويل‪َ ( .‬‬
‫ذات اليد والضرب في الرض كناية عن المتاجرة لن شأن التاجر أن يسافر ليبتاع ويبيع فهو يضرب الرض برجليه أو بدابته‪.‬‬
‫آية (‪:)274‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)262‬‬
‫آية (‪:)275‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫م قال (يأكلون الربيا) ولم يقل يأخذون الر با مع أن الكل يختيص‬ ‫*(ال ّذِي نَي يَأكُلُو َ‬
‫ن الّرِب َيا (‪ )275‬البقرة) ل ِي َ‬
‫بالطعام ل بالمال؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫نعم الكل في حقيقته هو ابتلع الطعام ولكن ربنا عبّر عن أخذ الربا بالكل ليبين لنا حرص المرابي على أخذ المال بشَرَه‪.‬‬
‫آية (‪:)276‬‬
‫َ‬ ‫ب ك ُ َّ‬
‫صي ربنيا الكافير‬ ‫ل ك َ َّفارٍ أثِيمي ٍ (‪ )276‬البقرة) فل ِي َ‬
‫مخ ّ‬ ‫ح ُّي‬ ‫ت وَالل ّي ُ‬
‫ه ل َ يُ ِ‬ ‫ه الّْرِب َيا وَيُْرب ِيي ال َ‬
‫صّيدَقَا ِ‬ ‫حق ُي الل ّي ُ‬
‫م َ‬
‫* (ي َ ْ‬
‫بعدم المحبة دون المرابي؟( ورتل القرآن ترتيل)ً‬
‫ل كَفّارٍ َأثِيمٍ) مع أن بداية الية توحي أن ختامها ‪ :‬وال ل يحب كل مرابي أثيم‪،‬‬
‫ب كُ ّ‬
‫ح ّ‬
‫تأمل هذا السر البديع في خاتمة الية فقد ختمها بقوله (وَاللّ ُه لَ يُ ِ‬
‫فِلمَ خصّ ربنا الكافر بعدم المحبة دون المرابي؟ إن الخبار بأن ال تعالى ل يحب جميع الكافرين يؤذن ويشعر بأن الربا شعار أهل الكفر وهو سمة‬
‫من سماتهم فهم الذين استباحوه‪ .‬وفي هذا تعريض بأن المرابي متّسمٌ بخلل أهل الكفر والشرك وإن كان مؤمنا‪.‬‬
‫آية (‪:)277‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)262‬‬
‫آية (‪:)278‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م قدّم ربنيا‬‫ن (‪ )278‬البقرة) ل ِي َ‬
‫منِي َي‬ ‫ن الّرِب َيا إِن كُنت ُيم ُّ‬
‫مؤْ ِ‬ ‫م َي‬
‫ي ِ‬
‫ما بَقِي َ‬ ‫منُوا ْ اتَّقُوا ْ الل ّي َ‬
‫ه وَذَُروا ْ َي‬ ‫*(ي َيا أيُّهَيا ال ّذِي َي‬
‫نآ َ‬
‫تعالى المر بالتقوى على المر بترك الربا مع أن اليات تعالج قضية الربا؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫ُأمِر الناس بتقوى ال تعالى قبل المر بترك الربا لن تقوى ال هي أصل المتثال والجتناب وترك الربا من جملتها وخصلة من خصال التقوى‪.‬‬
‫آية (‪:)280‬‬
‫*ما دللة كلمة ميسرة ؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ن {‪.)}280‬‬ ‫خيْرٌ ّلكُمْ إِن كُنتُمْ َتعَْلمُو َ‬
‫ص ّدقُواْ َ‬
‫ظرَةٌ إِلَى َميْسَ َرةٍ وَأَن تَ َ‬
‫ن ذُو عُسْ َرةٍ َفنَ ِ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (وَإِن كَا َ‬
‫اليسار هو الغنى المؤقت كالفقير إذا جاءه مال فعليه أن يؤدي دينه وهذا يفسّر أن يُنظر المعسر حتى يزول عذره‪ .‬وقد يكون الفقير موسرا بين ساعة‬
‫وساعة ول يصبح غنيا بين ساعة وساعة وقولنا ذو سعة بمعنى موسّع عليه‪(.‬وإن كان ذو عسرة) بمعنى إن وُجِد‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫آية (‪:)281‬‬
‫*ما الفرق بين (ماعملت) و (ماكسبت)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ل يُظَْلمُونَ (‪)111‬النحل) و قال (وَاتّقُو ْا يَ ْومًا تُ ْر َ‬
‫جعُونَ فِيهِ إِلَى اللّ ِه ثُ ّم‬ ‫عمَِلتْ وَهُ ْم َ‬ ‫س مّا َ‬ ‫ل نَفْ ٍ‬
‫سهَا َوتُ َوفّى كُ ّ‬
‫ل عَن نّفْ ِ‬
‫س تُجَادِ ُ‬
‫ل نَ ْف ٍ‬
‫قال تعالى(يَوْ َم تَ ْأتِي كُ ّ‬
‫سبَتْ (‪ )281‬البقرة)‪ .‬في آية النحل قال ماعملت‪ .‬في سياق الموال يقول (ما كسبت) وفي سياق العمل يقول (ما عملت)‪ .‬في البقرة‬ ‫س مّا كَ َ‬ ‫ل نَ ْف ٍ‬
‫تُ َوفّى كُ ّ‬
‫في سياق الموال وقبلها أمور مادية من ترك الربا (‪ )278‬الربا كسب حرام‪ ،‬آية المعسِر (‪ ،)280‬آية الدين (‪ )282‬البقرة‪ ،‬في سياق الموال فناسب‬
‫صبَرُواْ إِنّ َرّبكَ مِن َبعْدِهَا َل َغفُورٌ‬ ‫جرُو ْا مِن َبعْدِ مَا ُفتِنُو ْا ثُ ّم جَا َهدُواْ وَ َ‬
‫ن هَا َ‬ ‫ذكر الكسب أما آية النحل ليس لها علقة بالكسب وقال قبلها (ثُمّ إِنّ َرّبكَ ِلّلذِي َ‬
‫رّحِي ٌم (‪ )110‬النحل) ليس فيها كسب فالجهاد والفتنة والصبر ليست كسبا‪ .‬ففي سياق الموال قال كسب وفي سياق العمال قال عمل‪.‬‬
‫س ْبتُ ْم (‪ )134‬البقرة) جعلها كالموال‬ ‫سبَتْ َوَلكُم مّا كَ َ‬ ‫في الية قبلها قلنا أن الكسب منوط بالمال في الغالب ولهذا يقول تعالى (تِ ْلكَ ُأمّةٌ َقدْ خََلتْ َلهَا مَا كَ َ‬
‫وككسب النسان‪.‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫موْلُود ٌ هُوَ َ ٍ‬
‫جاز عَ ْ‬ ‫ن وَلَدِهِ وََل َ‬‫جزِي وَالِد ٌ َعَ ْ‬ ‫ما َل ي َ ْ‬
‫شوْا يَوْ ً‬ ‫خ َ‬‫م وَا ْ‬‫س اتَّقُوا َربَّك ُ ْ‬ ‫*قال تعالى ‪( :‬يَا أيُّهَا َالنَّا ُ‬
‫م بِالل ّهِ الْغَُروُر (‪ )33‬لقمان) وقال تعالى‬ ‫حيَاةُ الدُّنْيَا وََل يَغَُّرنَّك ُ ْ‬ ‫حقٌّ فََل تَغُ ََّرنَّك ُ ُ‬
‫م ال ْ َ‬ ‫ن وَعْد َ الل ّهِ َ‬ ‫شيْئًا إ ِ َّ‬
‫وَالِدِهِ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ن (‪ )281‬البقرة)‬ ‫مو َ‬‫م ل يُظل ُ‬ ‫ت وَهُ ْ‬ ‫سب َ ْ‬ ‫َ‬
‫ما ك َ‬ ‫س َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫م تُوَفى كل نَفْ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن فِيهِ إِلى اللهِ ث ّ‬ ‫جعُو َ‬ ‫ما تُْر َ‬ ‫‪( :‬وَاتَّقُوا يَوْ ً‬
‫اليتين جملتان وصفيتان فلماذا الحذف (فيه) في إحداها والذكر في الخرى؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫السبب أن التقدير حاصل (يجزي فيه) لكن لماذا الحذف؟ الحذف يفيد الطلق ول يختص بذلك اليوم‪ .‬فالجزاء ليس منحصرا في ذلك اليوم وإنما‬
‫سيمتد أثره إلى ما بعد ذلك اليوم وكلما يذكر الجزاء يحذف (فيه) (ل تجزي) و(ل يجزي)‬
‫أما في الية الثانية فذكر (فيه) لنه منحصر فقط في يوم الحساب وليس عموما‪ .‬وكذلك في قوله تعالى (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والبصار)‬
‫اليوم منحصر في يوم القيامة والحساب لذا ذكر (فيه)‪ .‬وحذف (فيه) عندما كان اليوم ليس محصورا بيوم معين‪.‬‬
‫آية (‪:)282‬‬
‫ق الل ّ َ‬
‫ه َرب َّ ُ‬
‫ه (‪ )282‬البقرة) ؟ ولماذ ذكر الله ورب في نفس الية؟(‬ ‫ْ َ‬
‫* ما اللمسة البيانية في الية (وَليَت ّ ِ‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫ال غير الرب فالرب هو المربي والموجه والمرشد والمعلم والقيّم ولذلك يصح أن تقول عن إنسان هو رب الدار‪ ،‬رب الشيء‪ .،‬لفظ الجللة ال هو‬
‫إسم العلم من العبادة هو الله المعبود‪( .‬وَ ْل َيتّقِ اللّهَ َربّهُ) سبب الختيار؟ هذه الية جزء من آية الدين (وَ ْل ُيمْلِلِ اّلذِي عََليْهِ ا ْلحَقّ وَ ْل َيتّقِ اللّهَ َربّهُ َولَ‬
‫ش ْيئًا (‪ )282‬يتكلم عن الدائن والمدين‪ .‬الدائن أحسن إلى المدين وأجره أعلى من أجر المتصدق لن المتصدق أجره عشرة أضعاف والدائن‬ ‫س ِمنْهُ َ‬
‫َيبْخَ ْ‬
‫ثمانية عشر كما في الحديث لنه أخرج المحتاج من حاجته إذن الدائن أحسن إلى المدين فعلى المدين أن ل يبخس حق من أحسن إليه‪ ،‬الرب أحسن‬
‫يءٍ‬
‫إلى العبد في تعليمه وتوجيهه إذن الدائن هو الذي أحسن إلى المدين وال هو الذي أحسن إلى الدائن فمكنّ له‪ .‬وقال في ختام الية (وَاللّ ُه ِبكُلّ شَ ْ‬
‫عَلِيمٌ) والمعلم مربي رب فناسب رب من ناحية الحسان ومن ناحية التعليم‪ .‬لو قال (وليتق ال) فقط ليس فيها معنى الحسان والفادة وأ هذا أحسن‬
‫إليك فكما أحسن ال إليك وآتاك المال وجعل يدك أعلى‪ ،‬لو قال ليتق ربه كلمة رب ل تعني ال بالضرورة لن الرب قد تكون رب ال َديْن‪ .‬أراد أن‬
‫يجرّدها ل سبحانه وتعالى ولهذا قال (وَ ْل َيتّقِ اللّهَ َربّهُ)‪.‬‬
‫َ‬
‫شيْئًا (‪ )282‬البقرة) البخيس هيو‬
‫ه َ‬
‫من ْي ُ‬
‫س ِ‬
‫خ ْي‬ ‫ق الل ّي َ‬
‫ه َرب َّي ُ‬
‫ه وَل َ يَب ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ل ال ّذِي عَلَي ْيهِ ال ْ َ‬
‫حق ُّي وَليَت ّي ِ‬ ‫ب وَلْي ُ ْ‬
‫مل ِ ِ‬ ‫*(فَلْيَكْت ُي ْ‬
‫النقص فهل اختيار البخس في قوله تعالى (ول يبخس منه شيئاً) لغاية وسبب؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫نعم فالبخس وإن كان بمعنى النقص إل أنه يدل على النقاص بخفاء وغفلة عن صاحب الحق لذلك كان اختيار هذا اللفظ دون غيره‪.‬‬
‫جالِك ُ ْ‬
‫م (‪ )282‬البقرة) ما الفرق بين قولنا (واشهدوا شهيدين) وقوله تعالى‬ ‫ن من ّ ِر َ‬ ‫شهِدُوا ْ َ‬
‫شهِيدَي ْ ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫*(وَا ْ‬
‫(واستشهدوا شهيدين)؟ ( ورتل القرآن ترتيلً)‬
‫انظر إلى هذا التصوير البديع الذي ترسمه زيادة السين والتاء في قوله تعالى (واستشهدوا) هذه الكلمة تدل على طلب شهادة الشاهدين وتكليف بالسعي‬
‫للشهاد وهذا ما ل يفيده لفظ (وأشهدوا) الذي يدل على مجرد الشهادة‪.‬‬
‫ض َّ‬ ‫َ‬ ‫م ن ال ُّ‬ ‫ل وا َ‬ ‫م يَكُون َيا َر ُ َ‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫شهَدَاء أن ت َ ِ‬ ‫ن ِ َي‬
‫ضوْي َ‬
‫من تَْر َ‬‫م َّي‬
‫ن ِ‬
‫مَرأتَا ِي‬ ‫ن فََر ُ‬
‫ج ٌ َ ْ‬ ‫جلي ْي ِ‬ ‫*ميا دللة (أن) فيى اليية (فَإِن ل ّي ْ‬
‫خَرى ( ‪ )282‬البقرة)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ما ال ُ ْ‬ ‫ما فَتُذ َ ِكَّر إ ِ ْ‬
‫حدَاهُ َ‬ ‫إْ ْ‬
‫حدَاهُ َ‬
‫ن مِنَ الْجَاهِلِينَ (‪ )46‬هود) يعني‬
‫ظكَ أَن َتكُو َ‬
‫عُ‬‫كراهة أن تضل إحداهما أو لئل تضل‪ .‬أن تميد بكم يقولون كراهة أن تميد بكم أو لئل تميد بكم (ِإنّي أَ ِ‬
‫لئل تكون من الجاهلين‪.‬‬
‫ما ال ُ ْ‬ ‫ض َّ‬ ‫َ‬
‫خَرى ( ‪ )282‬البقرة) فييي قوله تعالى (فتذكيير إحداهمييا الخرى)‬ ‫ما فَتُذَكَِّر إ ِ ْ‬
‫حدَاهُ ي َ‬ ‫ل إْ ْ‬
‫حدَاهُ ي َ‬ ‫*(أن ت َ ِ‬
‫أظهير ربنيا سيبحانه وتعالى إحداهميا ميع أن حقهيا الضمار فمقتضيى الظاهير أن تكون اليية‪ :‬أن تضيل‬
‫ض َّ‬ ‫َ‬
‫ما فَتُذَكَِّر‬ ‫ل إْ ْ‬
‫حدَاهُيي َ‬ ‫إحداهمييا فتذكرهييا الخرى‪ ،‬فمييا فائدة تكرار إحداهمييا أي كمييا قال تعالى (أن ت َ ِ‬
‫خَرى)؟ ( ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫ما ال ُ ْ‬‫حدَاهُ َ‬‫إِ ْ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫تكررت كلمة إحداهما لن كل واحدة من المرأتين يحوز عليها ما يجوز على صاحبتها من الضلل والتذكير وتكرار كلمة (إحداهما) مع الضلل ومع‬
‫التذكير لئل يُتوهم أن إحدى المرأتين ل تكون إل مذكّرة للخرى‪.‬‬
‫جالِك ُ ْ‬
‫م (‪ )282‬وفي‬ ‫ن من ّرِ َ‬ ‫شهِدُوا ْ َ‬
‫شهِيدَي ْ ِ‬ ‫ست َ ْ‬
‫* ما الفرق بين استشهدوا وأشهدوا في آية البقرة (وَا ْ‬
‫م (‪ )282‬؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫نفس الية (وَأ َ ْ‬
‫شهِدُوْا ْ إِذ َا تَبَايَعْت ُ ْ‬
‫استشهد (إستفعل) يعني احتمال الول أن يكون للطلب أي اطلبوا شهيدين أو قد يكون للمبالغة أي اطلبوا ممن تكررت منه الشهادة وممن تعلمون قدرته‬
‫وعلمه على أدائها‪ .‬الهمزة والسين والتاء للطلب يعني اطلبوا شهيدين ومنها للمبالغة فالهمزة والسين والتاء تأتي لمور منها هذه‪ ،‬أما أشهدوا فليس فيها‬
‫ن آ َمنُواْ ِإذَا َتدَايَنتُم ِبدَيْنٍ إِلَى‬‫هذا المر معنى ذلك أن استشهدوا معناها أقوى ولو لحظنا كيف قال استشهدوا والموضع الذي قال أشهدوا (يَا َأّيهَا اّلذِي َ‬
‫س ِمنْهُ‬
‫ل َيبْخَ ْ‬ ‫ب َكمَا عَّلمَهُ اللّ ُه فَ ْل َيكْتُبْ َو ْل ُيمْلِلِ اّلذِي عََليْهِ الْحَقّ وَ ْل َيتّقِ اللّ َه َربّهُ َو َ‬ ‫ن َي ْكتُ َ‬‫ب كَاتِبٌ أَ ْ‬ ‫ل يَأْ َ‬ ‫ب بِا ْل َعدْلِ َو َ‬
‫سمّى فَاكْ ُتبُوهُ وَ ْل َي ْكتُب بّ ْي َنكُ ْم كَاتِ ٌ‬
‫ل مّ َ‬‫َأجَ ٍ‬
‫ل هُ َو فَ ْل ُيمْلِلْ وَِليّ ُه بِا ْل َعدْلِ) الذي ل يستطيع أن‬ ‫ستَطِيعُ أَن ُيمِ ّ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ضعِيفًا أَ ْو َ‬‫سفِيهًا أَوْ َ‬ ‫عَليْهِ ا ْلحَقّ َ‬ ‫ن اّلذِي َ‬ ‫شيْئًا (‪ )282‬تقييدات في حفظ الحقوق (فَإن كَا َ‬ ‫َ‬
‫ن من رّجَاِلكُمْ) في هذا الموقف نطلب من يستطيع أن يتحمل الشهادة أمين قادر على أن يتحمل أداءها قال‬ ‫شهِي َديْ ِ‬ ‫شهِدُواْ َ‬ ‫ستَ ْ‬ ‫يحفظ حقه قال (وَا ْ‬
‫لخْرَى) أما في‬ ‫حدَا ُهمَا ا ُ‬ ‫حدَا ُهمَا َفتُ َذكّرَ إِ ْ‬
‫ش َهدَاء أَن تَضِلّ ْإ ْ‬ ‫ن مِنَ ال ّ‬ ‫ن ِممّن تَرْضَوْ َ‬ ‫جلٌ وَامْرََأتَا ِ‬‫ن فَرَ ُ‬ ‫ن من رّجَاِلكُ ْم فَإِن لّ ْم َيكُونَا رَجَُليْ ِ‬ ‫شهِي َديْ ِ‬
‫شهِدُواْ َ‬
‫ستَ ْ‬
‫(وَا ْ‬
‫شهِدُوْاْ ِإذَا َتبَا َيعْتُمْ) في البيع ليس فيه أحد قاصر ل يستطيع أن‬ ‫ل تَ ْكُتبُوهَا وََأ ْ‬
‫جنَاحٌ َأ ّ‬
‫س عََل ْيكُمْ ُ‬‫ن تِجَارَةً حَاضِ َرةً ُتدِيرُو َنهَا بَ ْي َنكُ ْم فََليْ َ‬ ‫الثانية قال (ِإلّ أَن َتكُو َ‬
‫يمل ماعليه الحق وما إلى ذلك وإنما حالة أكبر فقال (أشهدوا) لن البيع ل يحتاج‪ .‬إذن الحالة التي تستدعي دعوة المين والقوي والمقتدر والعالم‬
‫ل َتكْ ُتبُوهَا) فيما هو أهم جاء‬ ‫جنَاحٌ َأ ّ‬ ‫س عََل ْيكُ ْم ُ‬‫بالشهادة ذكرها في موطنها والتي ل تحتاج ما قال اكتبوها (ِإلّ أَن َتكُونَ تِجَارَ ًة حَاضِرَ ًة ُتدِيرُو َنهَا َب ْينَكُ ْم فََليْ َ‬
‫بالفعل الذي يدل على الهمية الطلب ولمبالغة والمر العتيادي الذي يحصل في السواق قال أشهدوا فوضع كل فعل في الموضع الذي ينبغي أن‬
‫يوضع فيه‪.‬‬
‫شهِيد ٌ (‪ )282‬البقرة)؟( د‪.‬فاضل السامرائى)‬ ‫ضآَّر كَات ِ ٌ‬
‫ب َول َ َ‬ ‫*هل اللم هنا نافية أم ناهية(وَل َ ي ُ َ‬
‫ل تُضَآرّ وَاِلدَ ٌة بِوََلدِهَا َولَ مَوْلُودٌ لّ ُه بِوََلدِ ِه (‪ )233‬البقرة) هذا حكم شرعي‪َ ( .‬و َ‬
‫ل يُضَآرّ‬ ‫شهِي ٌد (‪ )282‬البقرة) و( َ‬
‫ل يُضَآ ّر كَاتِبٌ َولَ َ‬
‫فى قوله تعالى ( َو َ‬
‫شهِيدٌ) (ل) ناهية وليست نافية بدليل الراء في (يضارّ) مفتوحة‪ .‬هل هي ل يضارَر؟ أي ل يضره أحد أو ل يضارِر‪ ،‬هو ل يضر أحدا؟‬ ‫كَا ِتبٌ َولَ َ‬
‫محتمل أن الكاتب والشهيد يضغط عليه ويضر عليه ويهدد فيغير من شهادته يحتمل هذا المعنى أو أن الشهيد ل يريد أن يشهد لسباب في نفسه‪ ،‬يغير‬
‫في الشهادة‪ .‬ل يضارَر أو ل يضارِر؟ لو أراد أن يقيّد كان يقول ول يضارَر فيكون قطعا هو المقصود (نائب فاعل) لو أراد أن الكاتب هو الذي يُضرِ‬
‫يقول ل يضارِر‪ .‬مع أن ال سبحانه وتعالى قال في القرآن (ومن يرتدد) في مكان وقال (ومن يرتد) في مكان آخر (من يشاقق) و (من يشاق) بدل أن‬
‫يقول ول يضارِر أو ول يضارَر جاء بتعبير يجمعهما معا يريد كلهما‪ .‬إذن لو فك يجعل هناك عطف لكنه أوجز تعبيرا ويجمع المعاني ويسمى‬
‫التوسع في المعنى‪.‬‬
‫ل تُضَآرّ وَاِلدَ ٌة بِوََلدِهَا َولَ مَوْلُودٌ لّ ُه بِوََلدِ ِه (‪ )233‬البقرة) ل يوقع عليها ضرر بحيث الب يضرها إذا كانت مطلقة؟ أو هي ل تضر زوجها بحيث‬ ‫(َ‬
‫تمنع إبنها؟ ما المقصود؟ المعنيان مرادان وكلهما منهي‪ .‬عندنا باب إسمه التوسع في المعنى في علم المعنى‪ ،‬عندنا دللة قطعية وعندنا دللة احتمالية‬
‫وهذه الحتمالية تحتمل معاني قد تراد كلها أو بعضها فإذا أريد بعضها أو كلها يسموه التوسع في المعنى‪.‬‬
‫آية (‪:)283‬‬
‫ة فَإن أ َمن بعضكُم بعضا فَلْيؤَد الَّذي اؤْتم َ‬
‫ه‬
‫مانَت َ ُ‬
‫نأ َ‬‫ُ ِ َ‬ ‫ُ ِّ ِ‬ ‫َْ ً‬ ‫ض ٌ ِ ْ ِ َ َْ ُ‬
‫مقْبُو َ‬ ‫جدُوا ْ كَاتِبًا فَرِهَا ٌ‬
‫ن َّ‬ ‫سفَرٍ َول َ ْ‬
‫م تَ ِ‬ ‫م عَلَى َ‬ ‫*(وَإِن كُنت ُ ْ‬
‫م أطلق على الرهان إسم المانة؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫(‪ )283‬البقرة) فل ِ َ‬
‫ن مّ ْقبُوضَةٌ) سمّى ربنا سبحانه‬
‫كل من يقرأ هذه الية يعلم أن المانة في قوله تعالى (فَ ْليُؤَدّ اّلذِي ا ْؤُتمِنَ َأمَا َنتَهُ) يُراد بها البرهان الذي سبق ذكره (فَرِهَا ٌ‬
‫وتعالى ال َديْن في الذمة أو الرهن أمانة لتعظيم الحق عند المدين فاسم المانة له مهابة في نفس النسان ل تضفيه كلمة الرهان وفيها تهويل من عدم‬
‫الوفاء بالتفاق لئل يُسمى ناكث العهد خائنا‪.‬‬
‫ه (‪ )283‬البقرة) ألييس مين الممكين حذف لفيظ الجللة (الله) مين الجملة (وليتيق الله‬ ‫ق الل ّي َ‬
‫ه َرب َّي ُ‬ ‫ْ َ‬
‫*(وَليَت ّي ِ‬
‫مى واحد؟( ورتل القرآن ترتيلً)‬ ‫م ذكر رنا تعالى كلمة (الله) وكلمة (ربه) وهما إسمان لمس ّ‬ ‫ربه)؟ فل ِ َ‬
‫ذكر إسم الجللة (ال) في الية مع أنه يمكن الكتفاء بقولنا وليتق ربه لدخال الروع في ضمير السامع ولغرس المهابة في قلبه ليكون حذرا من‬
‫الخلف فاسم الجللة (ال) له وقع في نفس السامع يشعرك بالمهابة والتعظيم‪.‬‬
‫آية (‪:)284‬‬
‫*ما دللة تقديم وتأخير كلمة تخفوا في آية سورة البقرة وسورة آل عمران؟‬
‫د‪.‬فاضل السامرائى ‪:‬‬
‫ب مَن يَشَا ُء‬
‫س ْبكُم بِهِ اللّ ُه َف َيغْ ِفرُ ِلمَن يَشَاءُ َو ُي َعذّ ُ‬
‫سكُمْ أَ ْو تُخْفُو ُه يُحَا ِ‬
‫سمَاواتِ َومَا فِي الَرْضِ َوإِن ُت ْبدُواْ مَا فِي أَن ُف ِ‬
‫قال تعالى في سورة البقرة (لّلّهِ ما فِي ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي الرْضِ وَاللّهُ‬ ‫صدُو ِركُمْ أَ ْو ُت ْبدُوهُ َيعَْلمْهُ اللّهُ َو َيعْلَ ُم مَا فِي ال ّ‬ ‫خفُو ْا مَا فِي ُ‬ ‫شيْ ٍء َقدِي ٌر {‪ )}284‬وقال في آل عمران (قُلْ إِن تُ ْ‬ ‫وَاللّ ُه عَلَى كُلّ َ‬
‫ي ٍء َقدِي ٌر {‪ .)}29‬المحاسبة في سورة البقرة هي على ما يُبدي النسان وليس ما يُخفي ففي سياق المحاسبة قدّم البداء أما في سورة آل‬ ‫عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫عمران فالية في سياق العلم لذا قدّم الخفاء لنه سبحانه يعلم السر وأخفى‪.‬‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬


‫ن يَشَاءُ وَاللّ ُه‬‫سبْكُ ْم بِهِ اللّ ُه َف َيغْفِ ُر ِلمَنْ يَشَاءُ َو ُي َعذّبُ مَ ْ‬‫س ُكمْ أَ ْو تُخْفُو ُه يُحَا ِ‬ ‫ن ُت ْبدُوا مَا فِي َأنْفُ ِ‬ ‫سمَاوَاتِ َومَا فِي ا ْلأَرْضِ وَإِ ْ‬ ‫نهايات سورة البقرة (لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬
‫صدُو ِركُمْ أَ ْو ُتبْدُو ُه َيعَْلمْهُ اللّهُ ﴿‬‫ن تُخْفُوا مَا فِي ُ‬ ‫ي ٍء َقدِي ٌر ﴿‪ ﴾284‬البقرة) تبدوا أولً وتخفوا ثانيا هذه في البقرة‪ ،‬وفي آية أخرى يقول (قُلْ إِ ْ‬ ‫عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫‪ ﴾29‬آل عمران) إذا مرة بدأ بما تخفيه أنت في صدرك أو تبديه في الثانية بدأ بما تبديه أولً ثم تخفيه فلماذا قدّم؟ لماذا مرة قال أهم شيء عندك الذي‬
‫تخفيه ومرة أهم شيء عندك الذي تبديه؟ فمرة بدأ بتخفيه وهو مهم مرة بدأ بتبديه فهو مهم إذا لماذا هناك الخفاء أخطر وهنا البداء أخطر؟‪ .‬الذي‬
‫س ْبكُ ْم بِهِ اللّهُ) يعني بالشر الشر عادة يُخفى ول‬ ‫ل رب العالمين تكلم مرة عن المحاسبة ومرة عن العلم لما يقول (يُحَا ِ‬ ‫حصل ما يلي كما تعرفون أو ً‬
‫يُظهر فرب العالمين يخاطب الذين يخفون الشر ويفعلونه كثيرا قال رب العالمين أعلم وأكرم وأشد إحاطة بالعلم منكم بما تخفونه في صدوركم‪ .‬فأنت‬
‫ن ُتبْدُوا مَا فِي‬ ‫عندما تفعل منكرا تبديه ومنكرا تُخفيه فرب العالمين عز وجل يعرف ما تبديه ويعرف ما تُخفيه‪ .‬من أجل هذا لماذا قدم ما تبديه (وَإِ ْ‬
‫سكُمْ)؟ هذا عن الشر ترتكبون الذنوب قدّم إن تبدوا من حيث أن إبداء الذنب أخطر بكثير جدا من إخفائه‪ .‬يقول النبي صلى ال عليه وسلم (من‬ ‫َأ ْنفُ ِ‬
‫ارتكب من هذه القاذورات) يعني الذنوب الحدود (شيئا فاستتر) ل أحد يعرف وأخفاها (فهو بستر ال إن شاء عاقبه وإن شاء عفى عنه ومن أبدأ‬
‫صفحته أقمنا عليه الحد) لماذا؟ لنه يفسد الجماعة هذا الذي يجاهر بشرب الخمر بالزنا بالقمار علنا وأمام الناس وتخرج في الشارع هذا تحدي للنظام‬
‫للمجتمع ولستره ولكرامته ولواجهة الجماعة السلمية والمجتمع السلمي الذي ينبغي أن يكون مجتمعهم نظيفا فكونك أنت تتحداهم بهذا الشكل‪ ،‬ماذا‬
‫لو مشى أحد الناس عاريا في الشارع؟ أو مشت امرأة عارية؟ يا أخي ل بد أن تستتر الستر في هذه الحالة هذا ضرورة فرب العالمين بالمسيئين قال‬
‫يحاسبكم فكلمة يحاسبكم يعني الن أنتم ترتكبون ذنوبا‪ ،‬أيهم أخطر الذنب الخفي أو الذنب الظاهر؟ الذنب الظاهر في تحدي للجماعة وللمجتمع وللشعب‬
‫وللحكومة وللقوانين والنظام والداب يعني كلم طريف يعني خدش الداب العامة‪ ،‬هذا بالضافة إلى الذنب فيه وقاحة وفيه مجاهرة (ومن أبدى‬
‫صفحته أقمنا) (لعن ال المجاهرين الذي يرتكب ذنبا في الليل وقد ستره ال يصبح فيحدّث به) يقول فعلت بالمس كذا وكذا وال شربت خمرا وفعلنا‬
‫س ْبكُ ْم بِهِ اللّهُ) بدأ بأنه كيف أنت تبدي الذنوب؟! أنت‬ ‫سكُ ْم أَ ْو تُخْفُوهُ ُيحَا ِ‬ ‫ن ُتبْدُوا مَا فِي َأنْفُ ِ‬ ‫كذا وفلن شيء هذا ملعون‪ .‬فرب العالمين لما بدأ قال (وَإِ ْ‬
‫صدُو ِركُمْ َأ ْو تُ ْبدُو ُه ) من حيث أن المفروض أن العمال الحسنة مفروض‬ ‫ن تُخْفُوا مَا فِي ُ‬ ‫استتر لعل ال يغفر لك هذا بالذنوب‪ .‬أما بالعمال ل قال (إِ ْ‬
‫خيْرٌ َل ُكمْ ﴿‬
‫ن تُخْفُوهَا َوتُ ْؤتُوهَا ا ْلفُ َقرَا َء َفهُوَ َ‬ ‫ي وَإِ ْ‬‫ت َفنِ ِعمّا هِ َ‬ ‫ص َدقَا ِ‬
‫يعني يقول (تصدّق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم يمينه ما أنفقت شماله) (إِنْ ُت ْبدُوا ال ّ‬
‫‪ ﴾271‬البقرة) الخفاء أبعد عن الرياء والسمعة وفيها إخلص ل عز وجل‪ .‬من أجل هذا رب العالمين يبدأ بالهم من حيث أنه بالذنوب البداء مصيبة‬
‫سرّا‬
‫وهو الخطأ والخطورة في الذنب‪ .‬أما في النفاق الصرار بالعطاء أفضل والبداء غير مرغوب فيه (اّلذِينَ ُينْ ِفقُونَ َأمْوَاَلهُ ْم بِالّليْلِ وَال ّنهَارِ ِ‬
‫ن تُ ْبدُوا مَا فِي‬‫وَعَلَا ِنيَةً ﴿‪ ﴾274‬البقرة) قدّم السر‪ .‬إذا المطلوب في الذنوب أن ل تبدي فالبداء جريمة ثانية يعني جريمة مغلّظة ولهذا قدمها (وَإِ ْ‬
‫صدُو ِركُمْ) أولً عرفنا الفرق بين تبدوا وتخفوا‪ .‬لكن لماذا مرة قال قلوبكم مرة قال صدوركم؟ هناك (وَإِنْ‬ ‫خفُوا مَا فِي ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫سكُمْ) في النفاق قال (إِ ْ‬ ‫َأ ْنفُ ِ‬
‫صدُو ِركُمْ) مكان آخر إن تخفوا ما في قلوبكم‪ .‬هذه مقصودة النفس مكمن الشهوات ( ُزيّنَ لِلنّاسِ حُبّ‬ ‫خفُوا مَا فِي ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫س ُكمْ) هنا (إِ ْ‬‫ُت ْبدُوا مَا فِي َأنْفُ ِ‬
‫ت ﴿‪ ﴾14‬آل عمران) الشهوة والهوى هذا من النفس وخالِف النفس والشيطان واعصهما فلما يقول في أنفسكم يعني من باب الشهوة‪ .‬لما قال‬ ‫شهَوَا ِ‬‫ال ّ‬
‫ب وحقد وبغضاء وانكسار وحزن وألم الخ حينئذٍ لما يقول‬ ‫صدُو ِركُمْ) الهواجس والعواطف والحاسيس من وساوس وعواطف مختلفة من كر ٍه وح ٌ‬ ‫(فِي ُ‬
‫صدُو ُر ﴿‪ ﴾19‬غافر) هكذا كل هذه‬ ‫عيُنِ َومَا ُتخْفِي ال ّ‬ ‫صدُورِ اّلذِينَ أُوتُوا ا ْلعِلْمَ ﴿‪ ﴾49‬العنكبوت) ( َيعْلَمُ خَائِنَةَ ا ْلأَ ْ‬ ‫ت فِي ُ‬ ‫ت َبّينَا ٌ‬ ‫كما في الية (بَلْ ُهوَ َآيَا ٌ‬
‫السيئات الخطيرة التي نحاسب عليها يوم القيامة والتي مكمنها الصدور من فخرٍ ورياء وطمع وجشع وحبٍ وكرهٍ وما شاكل ذلك ما فيها من سوء هذا‬
‫يرجع إلى الصدور لن الصدر هو مكان القلب وفي القرآن الكريم هذا موجود‪ .‬إن تخفوا ما نفوسكم من الشهوات أو ما في صدوركم من الوساوس‬
‫صدُو ِركُمْ ﴿‪﴾51‬‬ ‫حدِيدًا ﴿‪ ﴾50‬أَ ْو خَلْقًا ِممّا َيكْبُ ُر فِي ُ‬ ‫وعلى هذا النحو وليبتلي ال ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَ ْو َ‬
‫صدُورِ النّاسِ ﴿‪ ﴾5‬الناس)‬ ‫س فِي ُ‬ ‫صدُو ِر ُكمْ ﴿‪ ﴾80‬غافر) وهكذا كما قال عن الشيطان (اّلذِي يُوَسْوِ ُ‬ ‫السراء) (وََلكُ ْم فِيهَا َمنَافِعُ وَِل َتبُْلغُوا عََل ْيهَا حَاجَ ًة فِي ُ‬
‫س بِهِ َنفْسُهُ ﴿‪ ﴾16‬ق) إذا كل نوع من أنواع الجرائم القلبية هذه لها قسم من الصدور وقسم من النفوس وقسم من القلوب‪ .‬هكذا هو‬ ‫سوِ ُ‬ ‫( َو َنعْلَ ُم مَا تُوَ ْ‬
‫صدُو ِركُمْ أَ ْو ُت ْبدُوهُ) في الخير أن عليك أن تُخفي ول تُبدي في الخير‬ ‫خفُوا مَا فِي ُ‬ ‫ن تُ ْ‬
‫سكُ ْم أَ ْو تُخْفُوهُ) وبين (إِ ْ‬ ‫ن ُتبْدُوا مَا فِي َأنْفُ ِ‬ ‫الفرق بين قوله تعالى (وَإِ ْ‬
‫س ْبكُ ْم بِهِ اللّهُ) إذا قضية إجرام أما هنا قضية إنفاق عمل‬ ‫خفُو ُه يُحَا ِ‬ ‫سكُمْ أَ ْو تُ ْ‬‫ن تُ ْبدُوا مَا فِي َأنْ ُف ِ‬‫عليك أن تكون قدوة ولحظ الفرق في الية الولى قال (وَإِ ْ‬
‫صدُو ِركُمْ أَ ْو ُت ْبدُوهُ َيعَْلمْهُ اللّهُ) وهكذا اليات بعضها يكمل بعض من حيث كل كلمة في الية هي التي توجّه هذا‬ ‫خفُوا مَا فِي ُ‬ ‫صالح فقال يعلمه ال (إِنْ تُ ْ‬
‫التغيير في التقديم والتأخير أو زيادة حرف أو نقصانه أو زيادة حركة أو نقصانها عليك أن تقرأ ما حول الية لكي تعرف ماذا أراد ال بهذا وفي قوله‬
‫ت قُلُو ُبكُمْ﴿‪ ﴾5‬الحزاب) هذه النية فالنية في القلب معنى هنا على النيات لحظ هنا أن للنفس وظيفة‬ ‫ن مَا َتعَ ّمدَ ْ‬ ‫خطَ ْأتُ ْم بِهِ وََلكِ ْ‬ ‫ح فِيمَا أَ ْ‬
‫جنَا ٌ‬
‫س عََل ْيكُ ْم ُ‬
‫(وََليْ َ‬
‫وللصدر وظيفة وللقلب وظيفة‪ .‬والن ثبت علميا وهذا من إعجاز القرآن ثبت علميا أن الدماغ له ارتباط بالقلب فالقلب ليس فقط مجرد آلة تضخ الدم‬
‫بل ثبت علميا الن أن القلب ليس فقط مجرد آلة تضخ الدم وإنما هناك ربط في العمل بين الدماغ وبين القلب من حيث أن عمل الدماغ مرتبط بعمل‬
‫ت قُلُو ُبكُمْ) ما قال تعمدت أدمغتكم‪ .‬هذا لول مرة في التاريخ يثبت‬ ‫القلب من حيث أن كلٌ منهما يرسل للخر إشارات ولهذا رب العالمين قال (تَ َع ّمدَ ْ‬
‫ت قُلُو ُبكُمْ)‪.‬‬
‫الن أن القلب ليس مجرد عضلة تضخ الدم وإنما فيها من عمل الدماغ شيء فلهذا ال قال ( َت َعمّدَ ْ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫ما فِي‬‫ن تُبْدُوا َ‬ ‫ض وَإ ِ ْ‬ ‫ما َفِي الْر ِ‬ ‫ت وَ َ‬
‫ماوَا ِ‬ ‫ما فِي ال َّ‬
‫س َ‬ ‫في قوله تعالى (لِل ّهِ َ‬ ‫َ‬
‫*ما دللة تقديم وتأخير (يغفر)‬
‫يءٍ قَدِيٌر (‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫َ‬
‫ه عَلى ك ُ ِّ‬ ‫ّ‬
‫شاءُ َوالل ُ‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ب َ‬ ‫شاءُ وَيُعَذِّ ُ‬‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ه فَيَغْفُِر َ ل ِ َ‬ ‫ّ‬
‫م بِهِ الل ُ‬ ‫سبْك ُ ْ‬‫حا ِ‬ ‫م أ َ ْو ت ُ ْ‬
‫خفُوهُ ي ُ َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫َ‬
‫أن ْ ُف ِ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫فُر ل ِ َ‬
‫شاءُ وَيَغْ ِ‬ ‫ن يَ َ‬‫م ْ‬ ‫ب َ‬‫ذّ ُ‬‫ض يُعَ ِ‬ ‫َْ‬ ‫ك ال َّ‬‫مل ْ ُ‬ ‫ه لَ ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫م أ َ َّ‬
‫م تَعْل َ ْ‬
‫َ‬
‫البقرة)وقوله تعالى (أل َ ْ‬
‫ت وَالْر ِ‬ ‫ماوا ِ‬
‫س َ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫َ‬
‫‪)284‬‬
‫ي ٍء قَدِيٌر (‪ )40‬المائدة) ؟‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه عَلَى ك ُ ِّ‬ ‫شاءُ وَالل ّ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫د‪.‬أحمد الكبيسى ‪:‬‬


‫رب العالمين قال (سبقت رحمتي غضبي) هذا شيء معروف‪ ،‬وفي كل القرآن عندما تأتي على المغفرة والعذاب يقول يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء‬
‫سمَاوَاتِ َومَا فِي‬ ‫يقدّم المغفرة على العذاب ما من موضوع في القرآن الكريم رب العالمين تكلم عن عباده الصالحين والطالحين ثم قال (لِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬
‫سمَاوَاتِ‬ ‫ب مَنْ يَشَا ُء ﴿‪ ﴾284‬البقرة)‪ ،‬في آل عمران (وَلِلّ ِه مَا فِي ال ّ‬ ‫ن يَشَاءُ َو ُيعَذّ ُ‬
‫س ْبكُ ْم بِهِ اللّ ُه َف َيغْفِرُ ِلمَ ْ‬
‫خفُو ُه يُحَا ِ‬
‫سكُمْ أَ ْو تُ ْ‬ ‫ن ُتبْدُوا مَا فِي َأ ْنفُ ِ‬ ‫الْأَ ْرضِ وَإِ ْ‬
‫حبّاؤُهُ‬‫غفُو ٌر رَحِي ٌم ﴿‪ ﴾129‬آل عمران)‪ ،‬وفي المائدة ( َوقَالَتِ ا ْل َيهُودُ وَالنّصَارَى نَحْنُ َأ ْبنَاءُ اللّهِ وََأ ِ‬ ‫ن يَشَاءُ وَاللّهُ َ‬ ‫ن يَشَاءُ َو ُي َعذّبُ مَ ْ‬ ‫ض َيغْفِرُ ِلمَ ْ‬ ‫َومَا فِي ا ْلأَرْ ِ‬
‫ن يَشَاءُ ﴿‪ ﴾18‬المائدة) هكذا موضع واحد فقط خالف هذا النسق العظيم من‬ ‫ن يَشَاءُ َو ُي َعذّبُ مَ ْ‬ ‫ق َيغْفِرُ ِلمَ ْ‬ ‫ل فَِل َم ُيعَ ّذ ُبكُمْ ِب ُذنُوبِكُ ْم بَلْ َأ ْنتُ ْم بَشَ ٌر ِممّنْ خَلَ َ‬
‫قُ ْ‬
‫تقديم المغفرة أملً واستبشارا ورحمة تطبيقا لقوله تعالى (سبقت رحمتي غضبي) ورحمة ال واسعة (ليرحمنّ ال الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها‬
‫إبليس)‪ ،‬موقع واحد قال وهو في المائدة في سورة المائدة فقط تكلم عن هذا‪ .‬الفرق أنه فى آية المائدة فقط التعذيب فيها مقدّم؟ ما هو نسق اليات التي‬
‫قبلها؟ رب العالمين أرحم لعباده من آبائهم وأمهاتهم تكلّم رب العالمين عن جرائم خطيرة بشعة إذا استشرت في أي مجتمع تُنهيه‪ ،‬تُلقي الخوف‬
‫والرعب وعدم الستقرار كما هو في بعض بلدان العالم العربي الن كالعراق والصومال وما لف لفهما‪ .‬تكلم رب العالمين عن جريمتين عظيمتين‬
‫الولى قطع الطريق الحرابة ﴿‪ ﴾33‬المائدة) وهو قطع الطريق سواء كان بالداخل أو بالخارج ما دام صار قتل‪ .‬الثاني وراءها مباشرة السارق‬
‫حكِيمٌ ﴿‪ ﴾38‬المائدة)‪.‬‬
‫سبَا َنكَالًا مِنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَزِي ٌز َ‬ ‫جزَا ًء ِبمَا كَ َ‬ ‫طعُوا َأ ْيدِ َي ُهمَا َ‬ ‫(وَالسّارِقُ وَالسّا ِرقَ ُة فَاقْ َ‬
‫د‪.‬حسام النعيمى ‪:‬‬
‫لو نظرنا في اليات سنجد أن المغفرة تقدمت في ثلث آيات في البقرة قدّم المغفرة وفي آل عمران والمائدة وتقديم المغفرة على العذاب هو الصل‬
‫لنه (كتب ربكم على نفسه الرحمة) وفي الحديث في صحيح البخاري "رحمتي سبقت غضبي" لكن يرد السؤال أنه لماذا تقدمت يعذّب على يغفر في‬
‫حكِيمٌ‬
‫سبَا َنكَالًا مِنَ اللّهِ وَاللّ ُه عَزِي ٌز َ‬ ‫الية ‪ 40‬في سورة المائدة؟ هذا المر يتعلق بقطع اليد لحظ الية (وَالسّارِقُ وَالسّا ِرقَ ُة فَاقْ َ‬
‫طعُوا َأ ْيدِ َي ُهمَا جَزَا ًء ِبمَا كَ َ‬
‫(‪ ))38‬فل بد أن يقدّم العذاب لن الكلم في البداية كان على عذاب ثم على مغفرة ولو عسكت لما إستقام الكلم ‪.‬‬
‫ه الل ّ ُ‬
‫ه (‪ )284‬البقرة) ما دللة (يحاسبكم)؟( ورتل‬ ‫سبْكُم ب ِ ِ‬
‫حا ِ‬ ‫م أَوْ ت ُ ْ‬
‫خفُوهُ ي ُ َ‬ ‫سك ُ ْ‬
‫َ‬
‫*(وَإِن تُبْدُوا ْ َ‬
‫ما فِي أنفُ ِ‬
‫القرآن ترتيلً)‬
‫المحاسبة مشتقة من الحسبان وهو العدّ ويحاسبكم أي يعدّه عليكم ثم أطلق هذا اللفظ على ما ينجم عن العدّ والحصاء وهو المؤاخذة والمجازاة فحساب‬
‫ال تعالى هو إحصاء لعمالك وأفعالك ثم مجازاتك على ذلك‪.‬‬
‫آية (‪:)285‬‬
‫ق بين أحد من رسله)(ل) هي النافية ل تجزم ول تؤثر على الفعل إنما نفي فقط للفعل الذي يليها‪.‬‬
‫*في قوله تعالى (ل نفّر ُ‬
‫صيُر (‪ )285‬البقرة) فما الفرق بين المغفرة والغفران فى القرآن‬ ‫ك ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ك َربَّنَا وَإِلَي ْ َ‬
‫*قال تعالى (غُفَْران َ َ‬
‫الكريم؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫كلمة غفران لم ترد إل في موطن واحد في قوله تعالى (غُفْرَا َنكَ َرّبنَا وَإَِل ْيكَ ا ْلمَصِي ُر (‪ )285‬البقرة) في طلب المغفرة من ال تعالى‪ .‬إذن كلمة غفران‬
‫مخصصة بطلب المغفرة من ال تعالى‪ ،‬هذه دعاء أي نسألك المغفرة (غفرانك ربنا)‪ .‬إذن غفران تستعمل في طلب المغفرة ومن ال تعالى تحديدا‪.‬‬
‫ل (‪ )268‬البقرة) (وَإِنّ َرّبكَ َلذُو َمغْفِ َرةٍ‬
‫المغفرة لم تأت في طلب المغفرة أبدا وإنما جاءت في الخبار وفي غير الطلب (وَاللّ ُه يَ ِع ُدكُم ّمغْفِرَ ًة ّمنْهُ َو َفضْ ً‬
‫س عَلَى ظُ ْل ِمهِ ْم (‪ )6‬الرعد)‪ .‬في طلب المغفرة فقط يستعمل كلمة غفران ومن جهة واحدة وهي المغفرة من ال عز وجل‪ .‬لم تأت المغفرة في الطلب‬ ‫لّلنّا ِ‬
‫غنِيّ حَلِي ٌم (‪ )263‬البقرة) قد تأتي من العباد‪.‬‬ ‫ص َدقَةٍ َي ْتبَ ُعهَآ َأذًى وَاللّ ُه َ‬
‫خيْ ٌر مّن َ‬‫ل ّمعْرُوفٌ َو َمغْفِ َرةٌ َ‬
‫وقد تأتي من غير ال سبحانه وتعالى كما في قوله (قَوْ ٌ‬
‫إذن المغفرة ليست خاصة بال سبحانه وتعالى ولها أكثر من جهة ولم يستعملها القرآن في طلب المغفرة‪ .‬الغفران مختصة بطلب المغفرة ومن ال‬
‫تعالى تحديدا‪.‬‬
‫*ما الفرق بين البناء للمعلوم والبناء للمجهول فى (أنزلناه) و (أنزل إليه)؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫المعروف في النحو واللغة أن المُسنَد إليه هو المتحدّث عنه والمُسنَد هو المتحدث به عنه‪ .‬من المسنَد إليه الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ والخبر وما‬
‫أصله مبتدأ وخبر‪ ،‬من المسنَد إليه بالذات الفاعل ونائب الفاعل والمبتدأ‪ .‬إذا أراد الحديث عن نائب الفاعل بنى الفعل للمجهول وإذا أراد الحديث عن‬
‫الفاعل ذكره‪ .‬عموم الكلم ماذا يريد المتكلم؟ هل الكلم عن الفاعل أو عن نائب الفاعل؟‪ .‬في سورة هود‪ ،‬الحديث عن الكتاب وتعظيمه ل على من‬
‫ح ِكمَتْ آيَاتُهُ ثُ ّم ُفصّلَتْ) وليس الكلم عن الحكيم الخبير وإنما هذا فقط ذكره لتعظيم الكتاب‪ ،‬مثلها ما ورد في‬ ‫أحكم وفصّل أي ال سبحانه وتعالى (ُأ ْ‬
‫ن (‪( ))3‬مَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكُمْ) إذن الكلم عن الكتاب والكلم عن الكتاب‬ ‫ن دُونِهِ أَوِْليَا َء قَلِيلًا مَا َت َذكّرُو َ‬
‫العراف (ا ّتبِعُوا مَا ُأنْ ِزلَ إَِل ْيكُ ْم مِنْ َربّكُمْ َولَا َتّتبِعُوا مِ ْ‬
‫ن (‪ ))2‬فإذا كان الكلم على الفاعل ذكر الفاعل وإذا‬ ‫ج ِمنْهُ ِلُتنْذِ َر بِهِ َوذِكْرَى لِ ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬ ‫صدْ ِركَ حَرَ ٌ‬ ‫يبدأ بالسورة (المص (‪ِ )1‬كتَابٌ ُأنْ ِزلَ إَِل ْيكَ فَلَا َيكُنْ فِي َ‬
‫ن غَفُورًا رّحِيمًا (‪ )6‬الفرقان) يتكلم عن ال‪ ،‬ذكر‬ ‫ت وَالَْأرْضِ ِإنّ ُه كَا َ‬ ‫سمَاوَا ِ‬ ‫كان الكلم عن نائب الفاعل ذكره‪ .‬مثال (قُلْ أَن َزلَهُ اّلذِي َيعْلَمُ السّ ّر فِي ال ّ‬
‫ن غَفُورًا رّحِيمًا (‪)6‬‬ ‫سمَاوَاتِ وَا ْلأَرْضِ ِإنّ ُه كَا َ‬ ‫الكتاب في (أَنزَلَهُ) لكن الكلم عن الفاعل عن المنزِل ل عن المنزَل (قُلْ أَنزَلَهُ اّلذِي َيعْلَمُ السّ ّر فِي ال ّ‬
‫عُبدِ اللّ َه مُخْلِصًا لّ ُه الدّينَ (‪)2‬‬
‫ق فَا ْ‬ ‫ل ِبمَا أُنزِلَ ِإَليْهِ مِن ّربّ ِه (‪ )285‬البقرة) بماذا يؤمن؟ بالكتاب‪ِ( .‬إنّا أَن َز ْلنَا إَِل ْيكَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫ب بِا ْلحَ ّ‬ ‫الفرقان)‪( .‬آمَنَ الرّسُو ُ‬
‫ب ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ)‬
‫الزمر) (ِإنّا أَنزَ ْلنَا) الكلم عن ال وليس عن الكتاب‪ .‬فإذن هناك إذا كان الكلم عن نائب الفاعل يبنيه للمجهول‪ .‬أليس هناك فرق بين ( ِكتَا ٌ‬
‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫سمَاوَاتِ وَالْأَ ْرضِ)؟ (كِتَابٌ ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ) الكلم عن الكتاب لكن يذكر من المنزِل فيما بعد لتعظيم الكتاب ليس للكلم عن‬
‫(قُلْ أَنزَلَ ُه اّلذِي َيعْلَ ُم السّ ّر فِي ال ّ‬
‫الفاعل وإنما لتعظيم الكتاب‪ِ ( ،‬كتَابٌ ُأنْزِلَ ِإَل ْيكَ) من أنزله؟ ال‪ ،‬إذن (أنزل إليك من ربك) هذا استكمال لتعظيم الكتاب‪.‬‬
‫إذن البناء للمجهول له أغراض؟‪.‬‬
‫طبعا له أغراض‪ ،‬عن ماذا تريد أن تتحدث؟ هذا من البلغة والبيان يركز على ما يريد التحدث عنه‪ .‬حتى إذا ورد الفاعل فهو لغرض ما يتعلق‬
‫بالكتاب يعني بنائب الفاعل أيضا وليس بالفاعل لكن بما يأتي بالغرض في هذا السياق حسب الحاجة وحسب ما يريد المتحدث أن يتحدث عنه‪.‬‬
‫آية (‪:)286‬‬
‫*انظر آية (‪↑↑↑.)233‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫سا إ ِ ّل وُ ْ‬
‫سعَ َها)‬ ‫نَفْ ً‬ ‫ه‬ ‫ما آَتَاهَا) الطلق‪ ،‬وبين (َل يُكَل ِّ ُ‬
‫ف الل ّ ُ‬ ‫سا إ ِ ّل َ‬
‫نَفْ ً‬ ‫ه‬
‫ف الل ُ‬‫*ما الفرق بين (َل يُكَل ِ ُ‬
‫ّ‬
‫البقرة؟(د‪.‬حسام النعيمى)‬
‫سبَتْ‬
‫س َبتْ وَعََل ْيهَا مَا ا ْكتَ َ‬
‫س َعهَا َلهَا مَا كَ َ‬‫ف اللّ ُه نَفْسًا إِلّا وُ ْ‬
‫لو نظرنا في اليتين سنجد السبب واضحا‪ .‬الية الولى كانت تتكلم على التكاليف عموما (لَا يُكَلّ ُ‬
‫عنّا وَاغْ ِفرْ َلنَا‬‫ف َ‬‫ع ُ‬ ‫حمّ ْلنَا مَا لَا طَاقَةَ َلنَا بِهِ وَا ْ‬
‫ن مِنْ َقبِْلنَا َرّبنَا وَلَا تُ َ‬
‫حمَ ْلتَ ُه عَلَى اّلذِي َ‬
‫ل عََل ْينَا ِإصْرًا َكمَا َ‬ ‫حمِ ْ‬
‫خطَ ْأنَا َربّنَا وَلَا تَ ْ‬‫ن نَسِينَا أَوْ أَ ْ‬ ‫خ ْذنَا إِ ْ‬
‫َربّنَا لَا تُؤَا ِ‬
‫ن (‪ ))286‬في التكاليف وفي أمور الحياة وفي العمل‪ .‬إذا عمل خيرا يكون له وإذا عمل سوءا يكون‬ ‫ص ْرنَا عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلكَافِرِي َ‬
‫ت مَوْلَانَا فَانْ ُ‬ ‫ح ْمنَا َأنْ َ‬
‫وَارْ َ‬
‫عليه وهذا في عموم التكاليف فقال ال عز وجل (لها ما اكتسبت وعليها ما اكتسبت) فهو كسبٌ وإكتساب‪.‬‬
‫عسْ ٍر يُسْرًا (‪))7‬‬ ‫جعَلُ اللّهُ َب ْعدَ ُ‬‫سيَ ْ‬
‫ق ِممّا َآتَاهُ اللّ ُه لَا ُيكَلّفُ اللّ ُه نَ ْفسًا ِإلّا مَا َآتَاهَا َ‬‫ن ُقدِرَ عََليْهِ ِر ْزقُ ُه فَ ْليُنْ ِف ْ‬
‫س َعتِهِ َومَ ْ‬ ‫سعَ ٍة مِنْ َ‬ ‫ق ذُو َ‬ ‫لكن الية الثانية (ِل ُينْفِ ْ‬
‫اليتاء هو العطاء‪ .‬لما ننظر في سياق الية الكلم على المال أي ما آتاها من مال فالكلم على النفاق ولما يكون الكلم على النفاق النسان ينفق‪.‬‬
‫والكلم هو على المطلقات أي ما أعطاها من الرزق‪ ،‬فل يكلف الفقير أن ينفق ما ليس في وسعه بل ل يكلف ال نفسا إل ما آتاها من حيث المال‬
‫عندما يكون هناك إنفاق فبقدر ما عندك تُنفِق أي بمقدار ما آتاه ال (ل يكلف ال نفسا إل ما آتاها)‪.‬‬
‫والتي في التكاليف للعلماء وقفة فيها‪( :‬ل يكلف ال نفسا إل وسعها) جمهور العلماء قالوا كما قال الرسول "إذا أمرتكم بأمر فاتوا به ما استطعتم" أي‬
‫بقدر طاقتكم‬
‫وقول آخر أن معناها إن جميع التكاليف هي في وسع البشر لنه سبحانه و تعالى لم يكلّف البشر شيئا ل يطيقونه هذا يحتاج إلى إستنباط أنه لم يكلفهم‬
‫ما ل يطيقونه فإذا كانوا ل يطيقون يخفف عنهم‪ .‬بهذا الشكل حنى نجمع بين المرين‪.‬‬
‫(ل يكلف ال نفسا إل وسعها) دللة التنكير للنفس هي للعموم والشمول أي جنس النفس أيّ نفس ل يكلفها ال تعالى إل وسعها‪ ،‬إل ما تطيقه‪ .‬الرسول‬
‫لما يقول "إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمرفانتهوا" في مسألة النهي نقطع فلما نُهينا عن الربا إنتهى المر ل نقول هذا ربا‬
‫وهذا رُبيّ ربا خفيف هذا ل يجوز‪ .‬وإذا أمرنا بأمر نأتي منه بقدر طاقتاتنا‪ .‬أمرنا بالصيام فإذا كان النسان مريضا يخفف عنه‪.‬‬
‫الدللة‪ :‬القرآن هو تعبير فني مقصود كل لفظة وكل عبارة وردت فيه لعظة على حروفها وهو مقصود قصدا‪.‬‬
‫*ما الفرق بين كسبت واكتسبت؟(د‪.‬فاضل السامرائى)‬
‫اكتسب على وزن (إفتعل) وفيها تمهّل مثل اصبر واصطبر وجهد واجتهد‪ .‬اصطبر هو صبر طويل شديد‪ ،‬صيغة افتعل فيها تمهّل ومدّة واجتهاد‬
‫ت (‪ )286‬البقرة) الكتساب فيها تعمّل واجتهاد وليست اكتسب عامة‬‫سبَ ْ‬
‫سبَتْ وَعََل ْيهَا مَا ا ْكتَ َ‬
‫س َعهَا َلهَا مَا كَ َ‬
‫ل ُيكَلّفُ اللّ ُه نَفْسًا ِإلّ وُ ْ‬
‫وإبطاء‪ .‬قال تعالى ( َ‬
‫أنها في الشر‪ .‬الكسب يكون في الخير والشر لن الكسب أسرع والكتساب فيه تعمّل واجتهاد وكسب حتى يكتسب والسيئات تحتاج إلى مشقة أما‬
‫الخير فقد يأتيك وأنت ل تعلم‪ ،‬يغتابك أحد وتكسب أنت خيرا وهو يكتسب شرا‪.‬‬

‫****تناسب افتتاح سورة البقرة مع خاتمتها****‬


‫ن (‪)3‬‬ ‫ب فِي ِه ُهدًى لِ ْل ُمتّقِينَ (‪ )2‬اّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُونَ بِا ْل َغيْبِ َويُقِيمُونَ الصّلَاةَ َو ِممّا َر َز ْقنَاهُ ْم ُينْفِقُو َ‬ ‫ب لَا َريْ َ‬ ‫في سورة البقرة تبدأ بقوله تعالى (الم (‪ )1‬ذَِلكَ ا ْل ِكتَا ُ‬
‫ن كَفَرُوا سَوَاءٌ‬ ‫ن (‪ )5‬إِنّ اّلذِي َ‬ ‫ل مِنْ َقبِْلكَ َوبِا ْلآَخِ َرةِ ُه ْم يُو ِقنُونَ (‪ )4‬أُوَل ِئكَ عَلَى ُهدًى مِنْ َرّبهِمْ َوأُوَل ِئكَ ُهمُ ا ْلمُفِْلحُو َ‬ ‫ن ِبمَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ َومَا ُأنْ ِز َ‬ ‫ن يُ ْؤمِنُو َ‬ ‫وَاّلذِي َ‬
‫ن (‪ ))6‬إذن هو ذكر المؤمنين يؤمنون بما أنزل إليهم وما أنزل من قبل ثم ذكر الذين كفروا وقال في آخر السورة‬ ‫عََل ْيهِمْ أََأ ْنذَ ْر َتهُمْ أَمْ َل ْم تُ ْنذِرْهُمْ لَا يُ ْؤمِنُو َ‬
‫ط ْعنَا غُفْرَا َنكَ َرّبنَا‬ ‫س ِمعْنَا َوأَ َ‬
‫حدٍ مّن رّسُلِهِ َوقَالُو ْا َ‬ ‫ق َبيْنَ َأ َ‬
‫ل نُ َفرّ ُ‬
‫سلِهِ َ‬‫ن بِاللّهِ َومَلئِ َكتِهِ َوكُ ُتبِهِ وَرُ ُ‬‫ل آمَ َ‬ ‫ل ِبمَا أُنزِلَ ِإَليْهِ مِن ّربّهِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ كُ ّ‬ ‫(آمَنَ الرّسُو ُ‬
‫ل ِبمَا أُنزِلَ ِإَليْهِ مِن ّربّهِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ كُلّ‬ ‫َوإَِل ْيكَ ا ْل َمصِي ُر (‪ ))285‬هذا إيمان بالغيب‪ ،‬في مفتتح السورة قال ( َوبِالَْآخِرَ ِة ُه ْم يُو ِقنُونَ) وهنا قال (آمَنَ الرّسُو ُ‬
‫ح ٍد مّن رّسُلِهِ)‪ .‬ذكر اليمان ومن يؤمن وكيفية اليمان وأصنافه في مفتتح السورة ثم الذين كفروا وفي‬ ‫ق بَيْنَ أَ َ‬
‫ل نُفَرّ ُ‬ ‫ن بِاللّ ِه َومَل ِئ َكتِهِ َو ُكُتبِهِ وَرُسُلِ ِه َ‬ ‫آمَ َ‬
‫حدٍ مّن رّسُلِهِ) مقابل‬ ‫ق َبيْنَ َأ َ‬‫ل آمَنَ بِاللّهِ َومَل ِئكَتِهِ َو ُكتُبِهِ وَ ُرسُلِ ِه لَ ُنفَرّ ُ‬‫ن كُ ّ‬
‫ل بِمَا أُنزِلَ إَِليْ ِه مِن ّربّهِ) هذا غيب (وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫آخر السورة قال (آمَنَ الرّسُو ُ‬
‫ل ِبمَا أُنزِلَ ِإَليْهِ مِن ّربّهِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ) إذن بما أنزل إليه وما‬ ‫ن َقبِْلكَ) في مفتتح السورة‪ ،‬وهنا (آمَنَ الرّسُو ُ‬ ‫ل مِ ْ‬‫ن ِبمَا ُأنْزِلَ إَِل ْيكَ َومَا ُأنْزِ َ‬ ‫(وَاّلذِينَ يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫ن (‪ ))286‬وذكر في المفتتح الذين كفروا (إِنّ اّلذِينَ َكفَرُوا َ‬
‫سوَا ٌء عََل ْيهِمْ أََأ ْنذَ ْر َتهُمْ أَمْ َلمْ‬ ‫ص ْرنَا عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلكَافِرِي َ‬‫لنَا فَان ُ‬ ‫ت مَ ْو َ‬‫أنزل من قبله‪ .‬ثم قال (أَن َ‬
‫ص ْرنَا عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلكَافِرِينَ)‪ ،‬هذا تناسب‪.‬‬ ‫ُت ْنذِرْهُمْ لَا يُ ْؤ ِمنُونَ) ثم ذكر في الخاتمة الدعاء (فَان ُ‬

‫*****تناسب خواتيم البقرة مع أوائل آل عمران*****‬


‫]خـــــــــــــــيرالدين نـــــــــــــــــيل[‬ ‫‪nilkheireddine@yahoo.fr‬‬

‫ب مَن‬ ‫س ْبكُم بِ هِ اللّ ُه َف َيغْفِرُ ِلمَن يَشَاء َو ُيعَذّ ُ‬ ‫خفُو ُه يُحَا ِ‬ ‫سكُمْ أَ ْو تُ ْ‬‫لرْ ضِ وَإِن ُتبْدُو ْا مَا فِي أَنفُ ِ‬ ‫سمَاواتِ َومَا فِي ا َ‬ ‫البقرة من خواتيمها قوله تعالى (لّلّ ِه ما فِي ال ّ‬
‫سمَاء (‪ )5‬آل عمران) ل ما في‬ ‫ي ٌء فِي الَ ْر ضِ َولَ فِي ال ّ‬ ‫ى عََليْ هِ شَ ْ‬ ‫خفَ َ‬‫ل يَ ْ‬‫شيْ ٍء َقدِي ٌر (‪ ))284‬و في بدا ية آل عمران (إِنّ اللّ هَ َ‬ ‫يَشَاء وَاللّ ُه عَلَى كُلّ َ‬
‫ال سموات و ما في الرض وإن تبدوا ما في ال سموات و ما في الرض إن ال ل يخ فى عل يه ش يء في الرض ول في ال سماء كأن ها جزء من ها‪ ،‬إذن‬
‫شيْ ٍء َقدِي ٌر (‬ ‫ب مَن يَشَاء وَاللّ ُه عَلَى كُلّ َ‬ ‫ف يَشَاء (‪ ))6‬في آل عمران وقال في البقرة ( َفيَغْ ِفرُ ِلمَن يَشَاء َو ُي َعذّ ُ‬ ‫لرْحَا ِم َكيْ َ‬‫مرتبطة‪( .‬هُوَ اّلذِي يُصَوّ ُركُ ْم فِي ا َ‬
‫‪ ))284‬ذكر ما يشاء في التصوير وذ كر ما يشاء في الخاتمة‪ ،‬ي صوركم في الرحام ك يف يشاء هذا في بداية ال مر والخِلقة يت صرف ك يف يشاء ثم‬
‫ي ٍء َقدِي ٌر (‪ ))284‬يتصرف كيف يشاء في الخاتمة إذن تصرف في التصوير كيف يشاء وتصرّف‬ ‫ب مَن يَشَاء وَاللّ ُه عَلَى كُلّ شَ ْ‬ ‫( َف َيغْفِرُ ِلمَن يَشَاء َو ُيعَذّ ُ‬
‫ب مَن‬ ‫ب مَن يَشَاء) المفهوم من ال ية أن ال يت صرف ك ما يشاء ( َف َيغْفِرُ لِمَن يَشَاء َو ُي َعذّ ُ‬ ‫في الخات مة ك ما يشاء‪ .‬آ ية البقرة تقول ( َفيَغْ ِفرُ لِمَن يَشَاء َو ُيعَذّ ُ‬
‫ف يَشَاء) صارت المبتدأ والخات مة بمشيئ ته سبحانه‪ .‬في نها ية البقرة ذ كر من آ من بال والملئ كة والك تب‬ ‫يَشَاء) (هُوَ اّلذِي يُ صَوّ ُركُ ْم فِي الَرْحَا ِم كَيْ َ‬
‫حدٍ مّن رّ سُلِ ِه ( ‪ ))285‬وذكر في أول آل‬ ‫ق َبيْ نَ َأ َ‬ ‫ل نُ َفرّ ُ‬‫سلِهِ َ‬ ‫ن بِاللّ هِ َومَل ِئكَتِ هِ َوكُ ُتبِ هِ َورُ ُ‬
‫ل آمَ َ‬
‫ن كُ ّ‬ ‫ل ِبمَا أُنزِلَ إَِليْ هِ مِن ّربّ هِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬ ‫والرسل (آمَ نَ الرّ سُو ُ‬
‫ل (‪ ))3‬هذه كتب‪ ،‬والمنزَل عليهم هم الرسل إذن من آمن بهذه آمن‬ ‫ن يَ َديْهِ وَأَنزَلَ التّوْرَاةَ وَالِنجِي َ‬ ‫صدّقا ّلمَا بَيْ َ‬ ‫ب بِالْحَقّ مُ َ‬ ‫ل عََليْكَ ا ْل ِكتَا َ‬‫عمران الكتب (نَزّ َ‬
‫ن (‪ ))286‬وفي‬ ‫ص ْرنَا عَلَى الْقَ ْومِ ا ْلكَافِرِي َ‬‫لنَا فَان ُ‬ ‫ت مَ ْو َ‬‫بتلك فإذن ذكر الكتب وما في آخر البقرة وذكرها في أول آل عمران‪ .‬ثم قال في خاتمة البقرة (أَن َ‬
‫ج َهنّمَ َوبِئْسَ ا ْل ِمهَا ُد (‬‫شرُو نَ إِلَى َ‬ ‫سُتغَْلبُونَ َوتُحْ َ‬ ‫ن كَفَرُو ْا َ‬ ‫شدِيدٌ وَاللّ ُه عَزِي ٌز ذُو انتِقَا ٍم (‪( ))4‬قُل لّّلذِي َ‬ ‫عذَا بٌ َ‬ ‫بداية آل عمران (إِنّ اّلذِينَ كَ َفرُو ْا بِآيَا تِ اللّ هِ َلهُ ْم َ‬
‫‪ ))12‬قال فانصرنا على القوم الكافرين ثم قال قل للذين كفروا ستغلوبن وكأنها استجابة لهم‪ ،‬استجاب لهم دعاءهم‪ ،‬كأنها استجابة‪ .‬ثم ذكر (فَان صُ ْرنَا‬
‫عَلَى الْ َقوْ مِ ا ْلكَافِرِي نَ (‪ ))286‬ثم ذكر في أوائل آل عمران نصر المسلمين في معركة بدر ( َقدْ كَا نَ َلكُ ْم آيَ ٌة فِي ِف َئتَيْ نِ ا ْلتَ َقتَا (‪ ))13‬فكأنها استجابة للدعاء‬
‫الذي دعوا به (فَان صُ ْرنَا عَلَى ا ْلقَوْ مِ ا ْلكَافِرِي نَ)‪ ،‬قل ل هم وف عل‪ ،‬قل ل هم موج هة للكفار‪ ،‬قال للر سول قل ل هم ستغلبون‪ ،‬هم قالوا فان صرنا على القوم‬
‫ب مِنْ هُ‬
‫عَليْ كَ ا ْل ِكتَا َ‬
‫الكافرين فقال تعالى قل لهم ستغلوبن وفعل إذن استجابة بالقول وبالفعل‪ ،‬إذن هي مترابطة‪ .‬وقد يكون من الترابط (هُوَ اّلذِ يَ أَن َزلَ َ‬
‫ل مّ نْ عِندِ َربّنَا َومَا‬ ‫ن آ َمنّا بِ هِ كُ ّ‬‫ن فِي ا ْلعِلْ ِم يَقُولُو َ‬ ‫سخُو َ‬ ‫ت (‪ ))7‬إلى أن يقول ( َومَا َيعْلَ ُم تَ ْأوِيلَ هُ ِإلّ اللّ هُ وَالرّا ِ‬ ‫ت هُنّ أُمّ ا ْل ِكتَا بِ وَُأخَ ُر ُمتَشَا ِبهَا ٌ‬‫ح َكمَا ٌ‬ ‫ت مّ ْ‬‫آيَا ٌ‬
‫س َعهَا (‪ ))286‬أنتم ل تعرفون المتشابه والرا سخون في العلم يقولون آم نا به ول‬ ‫ب (‪ ))7‬وقال في البقرة (لَ ُيكَلّ فُ اللّ ُه َنفْ سًا ِإلّ وُ ْ‬ ‫َي ّذكّرُ ِإلّ ُأوْلُواْ ال ْلبَا ِ‬
‫ل مّنْ عِندِ‬ ‫ن فِي ا ْلعِلْ ِم يَقُولُونَ آ َمنّا بِ ِه كُ ّ‬‫يعلم تأويله إل ال ول يكلف ال نفسا إل وسعها‪ ،‬هذا ليس من شأنكم ليس في طاقتكم معرفة المتشابه (وَالرّاسِخُو َ‬
‫س َعهَا (‪ ))286‬في التفكير والقصد والفعل‪.‬‬ ‫ل ُيكَلّفُ اللّ ُه نَفْسًا ِإلّ وُ ْ‬ ‫َربّنَا) إذن ليس في طاقتكم أن تبحثوا هذا المر وال ل يكلفكم هذا المر ( َ‬
‫سبَتْ) هذه في الع مل وتلك في آل عمران في العتقاد والتف سير‪ .‬ح تى في التكل يف أو عدم التكل يف‬ ‫سبَتْ وَعََليْهَا مَا ا ْكتَ َ‬ ‫رب ما تت مة ال ية (لَهَا مَا َك َ‬
‫بالعتقاد‪ ،‬وسعها أي شيء ليس في وسعك ل تفكر فيه‪ ،‬إذن صار ترابط من حيث العمل ومن حيث العتقاد والتفسير والتأويل الذي ليس في وسعك‬
‫ل يكلفك ربك به‪ ،‬إذن صار هناك ترابط في أكثر من نقطة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫تم بحمد ال وفضله ترتيب هذه اللمسات البيانية في سورة البقرة كما تفضل بها الدكتور فاضل صالح السامرائي والدكتور حسام النعيمى فى برنامج‬
‫لمسات بيانية وفى محاضرات وكتب الدكتور فاضل السامرائى زادهما ال علما ونفع بهما السلم والمسلمين وجزاهما عنا خير الجزاء وإضافة بعض‬
‫اللمسات للدكتور أحمد الكبيسى من برنامج الكلمة وأخواتها وأخر متشابهات ومن برنامج هذا ديننا للدكتور عمر عبد الكافى ومن برنامج فى ظلل آية‬
‫ومن برنامج ورتل القرآن ترتيلً وقامت بنشرها أختنا الفاضلة سمر الرناؤوط على موقعها إسلميات جزاهم ال عنى وعن المسلمين خير الجزاء ‪..‬‬
‫فما كان من فضلٍ فمن ال وما كان من خطٍأ أوسه ٍو فمن نفسى ومن الشيطان‪.‬‬
‫أسأل ال تعالى ان يتقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعنا بهذا العلم فى الدنيا والخرة ويلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز على النحو الذى‬
‫يرضيه وأن يغفر لنا وللمسلمين جميعا يوم تقوم الشهاد ول الحمد والمنة‪ .‬وأسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب عسى ال أن يرزقنا حسن الخاتمة‪.‬‬
‫الرجاء توزيع هذه الصفحات لتعم الفائدة إن شاء ال وجزى ال كل من يساهم في نشر هذه اللمسات خير الجزاء في الدنيا والخرة‪.‬‬

You might also like