You are on page 1of 34

‫دور الختصاصي الجتماعي مع المرضى‬

‫طويلي القامة في المستشفيات‬

‫دراسة تطبيقيه على بعض مستشفيات مدينة الرياض‬

‫د ‪ .‬جبرين علي الجبرين‬


‫قسم الدراسات الجتماعية ‪ /‬كلية الداب ‪ /‬جامعة الملك سعود‬
‫‪2002‬‬ ‫الموافق‬ ‫‪1422‬‬

‫مقدمه‬
‫تع تبر حا جة الن سان إلى الدواء والعلج والعنا ية ال صحية من الحاجات ال ساسية ال تي ل‬
‫غنى له عنها‪ ،‬ولذلك فإن الهتمام بالنواحي الصحية يعتبر من أولويات المجتمعات ومقياسا لرقيها‬
‫وتحضر ها‪ ،‬ول قد اهت مت حكو مة الممل كة العرب ية ال سعودية بالنوا حي ال صحية لكا فة أفراد الش عب‬
‫السعودي ولم تألو جهدا في تطوير هذه الخدمات كلما أمكن ذلك‪ .‬ويوجد حاليا في المملكة أكثر من‬

‫‪1‬‬
‫طبيب بما في ذلك المستشفيات‬ ‫‪30.000‬‬ ‫سرير تقريبا ويعمل فيها أكثر من‬ ‫‪45000‬‬ ‫مستشفى تضم‬ ‫‪300‬‬

‫الخاصة‪( .‬الكتاب الحصائي السنوي‪ ،‬وزارة الصحة‪)1417 ،‬‬


‫وتعد المهمة الساسية لهذه المستشفيات مهمة علجية فقط إل أن المتابع لوضع‬
‫المستشفيات الحكومية في مدينة الرياض يجد أن هذه المستشفيات تستقبل أعدادا من المرضى ويتم‬
‫تنويمهم بقصد العلج ولكنهم يبقون في المستشفى لفترات طويلة بعد انتهاء مستلزمات علجهم ‪.‬‬
‫مما أوجد مشكلة بدأت تترك آثارا سلبية على المستشفيات والمرضى (الدليم‪ ،‬أبوريان ‪1412‬هـ) ‪.‬‬
‫ونستطيع القول أن مثل هذه المشكلة لم تكن لتؤثر على المستشفيات في الماضي عندما‬
‫كانت ل تعاني من زحمة المراجعين والمرضى المنومين التي بدأت تزداد بمرور الوقت تبعا‬
‫للزيادة المطردة في أعداد السكان في المجتمع السعودي ‪ ,‬تلك الزيادة التي لم يصاحبها توسعا‬
‫نسمه مما‬ ‫‪1000‬‬ ‫لكل‬ ‫‪1.4‬‬ ‫متزامنا في أعداد المستشفيات والسّرة الطبية حيث أن معدل السّرة هو‬
‫شكل ضغطا ملحوظا على هذه المستشفيات وخصوصا في المدن الكبرى المر الذي جعل هذه‬
‫المستشفيات تواجه مشكلة حقيقية في تزايد أعداد المرضى مما يدعو إلى الحاجة إلى الستخدام‬
‫المثل لجميع الطاقات والموارد الطبية بما في ذلك السّرة الطبية‪ .‬وفي هذه الثناء بدأت تظهر‬
‫مشكلة بقاء المرضى لفترات طويلة دونما حاجة طبية إلى هذا البقاء‪ .‬وتعد هذه المشكلة من‬
‫المشاكل التي لها طابع خاص في المجتمع السعودي وترتبط ارتباطا وثيقا بمجانية العلج الذي‬
‫كتلك‬ ‫‪Nursing Homes‬‬ ‫تقدمه الدولة لكافة المواطنين إضافة إلى عدم وجود مراكز رعاية تمريضه‬
‫الموجودة في بعض المجتمعات ‪.‬‬
‫وبالنظر إلى مستشفيات مدينة الرياض نجد أنها تحتوي على مرضى أذن الطباء لهم‬
‫بالخروج ومع ذلك يمكثون في المستشفيات لفترات طويلة تصل إلى عدة شهور في بعض‬
‫الحيان‪ .‬ورغم إجماع الكوادر العاملة في المستشفيات على أن وجود مثل هؤلء المرضى‬
‫يستنزف طاقاتها ويضيع الفرصة على مرضى آخرين هم في أشد الحاجة إلى الرعاية الطبية‪ ،‬إل‬
‫أن أسباب تأخر خروجهم ليست محددة بشكل دقيق‪ .‬وسوف تحاول هذه الدراسة التطرق إلى‬
‫السباب التي تؤدي إلى تأخر خروج هؤلء المرضى‪ ،‬وما هو الدور الذي يقوم به الختصاصيون‬
‫الجتماعيون العاملون في هذه المستشفيات للمساعدة في إخراجهم من المستشفى بالضافة إلى‬
‫الصعوبات التي تمنعهم من النجاح في هذه المهمة ‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‬
‫تقدم حكومة المملكة العربية السعودية الرعاية الطبية مجانا لكافة أفراد الشعب السعودي‬
‫عن طريق المستشفيات الحكومية التي تنتشر في معظم المدن ‪ .‬وقد بلغ عدد المستشفيات الحكومية‬

‫‪2‬‬
‫سرير ويعمل‬ ‫‪27058‬‬ ‫مستشفى في عام ‪1417‬هـ تشتمل على‬ ‫‪180‬‬ ‫التابعة لوزارة الصحة أكثر من‬
‫طبيب (الكتاب الحصائي لوزارة الصحة ‪1418‬هـ) ‪ .‬وكان نصيب مدينة‬ ‫‪15000‬‬ ‫بها حوالي‬
‫طبيب‪ .‬كما أن هناك‬ ‫‪2000‬‬ ‫سريرا وأكثر من‬ ‫‪4929‬‬ ‫مستشفى وتشمل على‬ ‫‪30‬‬ ‫الرياض لوحدها‬
‫مستشفيات حكومية تتبع لجهات أخرى مثل مستشفى القوات المسلحة والمستشفيات الجامعية‬
‫ومستشفى الملك فيصل التخصصي‪ .‬ومن الملحظ أنه في السنوات الماضية بدأ الضغط واضحا‬
‫على هذه المستشفيات وذلك بسبب ازدياد عدد السكان مما جعل الحاجة ملحة إلى كل سرير في‬
‫هذه المستشفيات وبالذات السّرة المشغولة بمرضى ل تستدعي حالتهم الصحية البقاء في‬
‫المستشفى ‪ .‬فهناك مرضى أمر الطباء بخروجهم نظرا لن حالتهم الصحية ل تحتاج إلى البقاء‬
‫في المستشفى إل أنهم يبقون لفترات طويلة تتجاوز السابيع والشهور وتصل في بعض الحيان‬
‫مريضا في مستشفى الملك‬ ‫‪23‬‬ ‫إلى السنوات وقد بلغ عدد هؤلء المرضى وقت إجراء هذه الدراسة‬
‫خالد الجامعي و ‪ 3‬مرضى في مستشفى الملك عبد العزيز في حين بلغ عددهم في مستشفى مركز‬
‫‪.‬‬ ‫‪Long Stay Patients‬‬ ‫مريضا ويعرف هؤلء المرضى بالمرضى طويلي القامة‬ ‫‪41‬‬ ‫الرياض الطبي‬
‫ولقد أصبح وجود هؤلء المرضى في ظل الطلب المتواصل على هذه السّرة يشكل مشكلة تعاني‬
‫منها معظم المستشفيات في المدن الكبرى في المملكة‪ .‬وكان لبد من دراسة هذه المشكلة لمعرفة‬
‫أهم أسبابها كما أن هذه الدراسة سوف ترّكز على الدور الذي يقوم به الختصاصي الجتماعي‬
‫بصفته أحد الكوادر التي تتعامل مع هؤلء المرضى‪ .‬وما هو الدور الذي يؤديه الختصاصي‬
‫الجتماعي مع هؤلء المرضى من أجل إقناعهم بالخروج ؟ وما هي أسباب بقائهم ؟ ولماذا لم‬
‫ينجح الختصاصي في إقناعهم بمغادرة المستشفى؟ ‪ .‬وما هي أهم الصعوبات والمعوقات التي‬
‫تواجه الختصاصي في محاولته لحل هذه المشكلة ؟ ‪ .‬وسوف تقتصر هذه الدراسة على عينة من‬
‫المستشفيات الحكومية في مدينة الرياض ‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى أن الدراسات التي أجريت حول مدة بقاء المريض في مستشفيات‬
‫المملكة العربية السعودية محدودة جدا ويلحظ الغياب التام للدراسات الجادة المتخصصة التي‬
‫تشير إلى العوامل أو السباب التي تؤدي إلى طول أو قصر مدة بقاء المريض في المستشفى‬
‫(الحمدي‪)1998 ،‬‬

‫أهداف الدراسة ‪ :‬تهدف هذه الدراسة إلى ‪:‬‬


‫‪-1‬التعرف على مشكلة " المرضى طويلي القامة في المستشفيات الحكومية بمدينة الرياض وما‬
‫هي أسبابها ‪.‬‬
‫‪-2‬تقييم الدور الذي يقوم به الختصاصي الجتماعي مع هؤلء المرضى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-3‬ما أهم الصعوبات التي تواجه الختصاصي الجتماعي في هذا المجال‪.‬‬

‫أهمية الدراسة ‪:‬‬


‫تنطلق أهمية هذه الدراسة من العتبارات التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬محاولة الكشف عن أهم السباب التي تؤدي إلى تأخر خروج المرضى من المستشفيات مما‬
‫يقود إلى حل هذه المشكلة ‪.‬‬
‫‪-2‬معرفة الدور الذي يلعبه الختصاصيون الجتماعيين مع هؤلء المرضى وأهم الصعوبات‬
‫والمشاكل التي تواجههم تمهيدا للتغلب عليها ‪.‬‬
‫‪-3‬توفير قاعدة بيانات وإحصاءات تضاف إلى ما هو موجود حاليا حول هذه المشكلة ‪.‬‬
‫‪-4‬ارتفاع الطلب على الخدمات الطبية في المملكة وبروز الحاجة الماسة إلى جميع السّرة‬
‫الطبية وضمان تشغيلها والستفادة منها بالشكل الفعال وللمرضى الذين هم في حاجة حقيقية‬
‫لهذه السّرة ‪.‬‬

‫المفاهيم والمتغيرات ‪:‬‬


‫المرضى – المرضى المنومون الذين تم تنويمهم بالمستشفى وسمح لهم الطباء بالخروج‬
‫لعدم حاجتهم إلى العناية الطبية داخل المستشفى ‪.‬‬

‫المريض طويل القامة ‪ :‬المريض الذي سمح لهم الطباء بالخروج أو أمر الطباء بخروجه لعدم‬
‫يوما من التاريخ الذي حدده‬ ‫‪15‬‬ ‫حاجته إلى العناية الطبية إل أنه بقي في المستشفى أكثر من‬
‫الطباء لخروجه ‪.‬‬

‫المستشفيات ‪ :‬مؤسسات طبية حكومية تقدم خدمات مجانية بالكامل‬


‫الختصاصي الجتماعي ‪ :‬هو الشخص المتخصص الذي يمارس عمله في المستشفى ويعمل‬
‫مباشرة مع هؤلء المرضى سواء كان رجلً أو امرأة ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫مشكلة بقاء المرضى في المستشفيات فترة طويلة ليست مقصورة على المجتمع السعودي‪،‬‬
‫إل أن هناك عوامل تزيد من حدة هذه المشكلة تتمثل في الظروف الجتماعية والقتصادية‬
‫والتنظيمية في كل بلد ويلعب التأمين الصحي دورا كبيرا في الحد من هذه المشكلة في العديد من‬
‫البلدان (‪. )Allison, 1995‬‬
‫كما أن الظروف الصحية والقتصادية لها تأثير مباشر في الحد من هذه المشكلة حيث‬
‫يبدو أن الدول المتقدمة في المجالت العلمية والطبية ل تعاني من هذه المشكلة بشكل كبير‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وتنحصر معاناة الدول الصناعية في هذا المجال في فئتين من المرضى حيث أشارت الدراسات‬
‫في كندا أن كبار السن والمرضى النفسيين هم من يطول بقاءهم في المستشفيات دون حاجة طبية‬
‫لذلك (‪. )Gory & Hugh,1998‬‬
‫ورغم التقدم الطبي الذي أنجزته المملكة العربية السعودية فإنه ل يزال هناك غياب‬
‫ملحوظ للدبيات المتعلقة بمدة بقاء المريض في المستشفى‪ ،‬فحتى الدراسات المحدودة جدا التي‬
‫أجريت على هذا الصعيد يلحظ أن التركيز في أغلبها قد أنصب على قضايا مثل تقديم الخدمات‬
‫الطبية‪ ،‬وعدد المرضى الذين تأثروا بأمراض محدودة (الحمدي ‪)1998‬‬
‫وقد توصلت معظم الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع في الوليات المتحدة‬
‫المريكية أن بقاء المريض في المستشفيات يزداد بشكل واضح مع تقدم عمره‬
‫‪)Corrigan & Martin‬‬ ‫‪1992 1998‬‬ ‫‪ ،Deprez et.al‬الحمدي‬ ‫(‪1978‬‬

‫وتشير دراسات أخرى إلى أن المرضى النفسيين هم من أطول المرضى إقامة في‬
‫المستشفيات ‪ .‬أما في السعودية فإن القليل من الدراسات أشارت إلى أن متوسط مدة بقاء المريض‬
‫أيام للفترة من (‪ )1990-1986‬في حين وجد أبو عيشة‬ ‫‪10‬‬ ‫في مستشفى الملك خالد الجامعي هو‬
‫يوم أما دراسة‬ ‫‪23‬‬ ‫وآخرون أن مرضى الفشل الكلوي هم أكثر المرضى إقامة في المستشفيات‬
‫عثمان وآخرين (‪ )1992‬فقد توصلت إلى أن المرضى النفسيين يقضون فترات أطول في المستشفى‬
‫مقارنة بنظرائهم الذين يعالجون من أمراض أخرى ‪.‬‬
‫إلى أن متوسط بقاء المريض في مستشفيات مدينة‬ ‫‪1998‬‬ ‫وتوصلت دراسة الحمدي‬
‫الرياض كان نسبيا أطول من المتعارف عليه عالميا وكان لعامل العمر أثر واضح في بقاء‬
‫المريض في المستشفى وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى وجود علقة معنوية بين مدة البقاء‬
‫بالمستشفى وكل من الحالة الجتماعية للمريض وجنسيته والجراءات الجراحية التي أجريت له‬
‫وحالته الصحية‪ ،‬وجنس الطبيب‪ ،‬وجنسيته ‪.‬‬
‫أما بخصوص المرضى طويلي القامة في المستشفيات فقد توصل عبد اللطيف ‪1410‬هـ‬
‫إلى أن هناك عدة عوامل تتسبب في تأخر خروج المرضى وفي مقدمتها العوامل الشخصية‬
‫الخاصة بالمريض كعدم قدرته على خدمة نفسه أو الخوف من العزلة وعدم التقبل‪ ،‬النظرة الغير‬
‫جيدة من القارب والمعارف‪ ،‬متبوعة بالعوامل الجتماعية والتي تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-1‬عدم وجود أحد من أفراد السرة لرعاية المريض ‪.‬‬
‫‪-2‬عدم القدرة على استقدام خادم لرعاية المريض ‪.‬‬
‫‪-3‬عدم وجود رعاية واهتمام من البناء ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-4‬عدم توفر مكان للقامة ‪.‬‬
‫وكذلك وجدت هذه الدراسة أن هناك العديد من العوامل الصحية التي تؤدي إلى تأخر‬
‫خروج المريض ومن أهمها ‪:‬‬
‫‪-1‬عدم مقدرة المريض على خدمة نفسه نهائيا ‪.‬‬
‫‪-2‬المراض النفسية ‪.‬‬
‫‪-3‬الحاجة إلى عناية طبية متقدمة ل تتوفر إل في المستشفيات ‪.‬‬

‫المرضى طويلي القامة ‪:‬‬


‫تقدم المملكة العربية السعودية الرعاية الطبية مجانا لكافة أفراد الشعب السعودي‪ .‬ومن‬
‫المعروف أن مجانية العلج رغم أهميتها للسكان إل أنه لبد وأن يصاحبها بعض المشاكل مثل‬
‫إساءة استخدام هذه المرافق الطبية ولقد بدأت المستشفيات الحكومية تعاني من تأخر بعض‬
‫المرضى في الخروج وبقائهم في المستشفيات الحكومية لفترات طويلة ومتفاوتة وبدأ مصطلح‬
‫يتردد في معظم المستشفيات الحكومية في المدن الكبرى‬ ‫‪long stay patients‬‬ ‫المرضى طويلي القامة‬
‫وهذا المصطلح ليس بجديد أو خاص بالمجتمع السعودي فمثل هؤلء المرضى موجودون في‬
‫الكثير من الدول والمجتمعات‪ .‬وتختلف هذه المشكلة من بلد إلى أخر بحسب الظروف الصحية‬
‫والقتصادية والجتماعية والتنظيمية لكل بلد مما يجعل تحديد وتعريف المرضى طويلي القامة‬
‫أمرا تتدخل فيه جميع هذه الظروف‪ .‬وبما أن الطباء هم الذين يحددون أمر بقاء المريض في‬
‫المستشفى من عدمه فإن أول خطوات تعريف هؤلء المرضى تبدأ بتقرير الطباء عن حالتهم‬
‫الصحية‪ .‬وتبدأ المشكلة عندما يأمر الطباء بضرورة مغادرة المريض للمستشفى وغالبا ما تكون‬
‫لسببين‪ :‬الول هو أن المريض تماثل للشفاء وليس في حاجة إلى البقاء في المستشفى كمريض‬
‫منوم ول يحتاج إلى الرعاية الطبية ‪ .‬والثاني هو استقرار الحالة الصحية للمريض وتوقفها عند‬
‫حد معين ل يمكن تجاوزه وبالتالي فإنه يحتاج إلى رعاية تمريضية فقط ليس من اختصاص‬
‫المستشفى القيام بها‪ .‬ورغم أن معظم المرضى يفرحون عندما يعلمون أن الطبيب أمر بإخراجهم‬
‫إل أن هناك فئة قليلة ل يوافقون على الخروج أما لسباب تخصهم شخصيا كعدم قناعتهم برأي‬
‫الطبيب أو لسباب خارجة عن إرادتهم كعدم وجود أهل أو أقارب يستضيفونهم بعد خروجهم من‬
‫المستشفى أو لسباب أخرى كثيرة مما يؤدي إلى بقائهم وعدم مغادرتهم السرير الطبي ومن هنا‬
‫تبدأ المشكلة‪ ،‬ومن البديهي أنه ليس كل مريض ل يغادر المستشفى يدخل ضمن المرضى طويلي‬
‫القامة فهناك بعض المرضى يحتاجون بعض الوقت من أجل الستعداد لمغادرة المستشفى‬
‫والبعض يحتاج إلى ترتيب مواصلت إلى مقر سكنه إذا كان خارج المدن الكبرى وتشير بعض‬

‫‪6‬‬
‫الحصاءات إلى أن الكثير من هؤلء المرضى يغادرون خلل السبوع الول وقليل منهم يحتاج‬
‫إلى أكثر من ذلك ‪.‬‬
‫أيام أو‬ ‫‪10‬‬ ‫فمن هم المرضى طويلي القامة؟ هل هم الذين يمكثون أكثر من أسبوع أو‬
‫أسبوعين أو شهر ؟ سبقت الشارة إلى أن الكثير من المرضى الذين ل يغادرون فورا يحتاجون‬
‫إلى بضع أيام ومعظمهم يغادر خلل السبوع الول ‪.‬‬
‫وقليل منهم يغادرون خلل السبوع الثاني بعد إقناعهم من قبل الطبيب والخصائي الجتماعي إل‬
‫أيام إلى أسبوعين دون مغادرة المستشفى وتكون‬ ‫‪10‬‬ ‫أن البعض من هؤلء المرضى يمر عليهم‬
‫الفرصة ضعيفة بعد هذا الوقت كما يشير إلى ذلك بعض الخصائيين الجتماعين العاملين في‬
‫يوما من تاريخ إذن الطبيب لهم‬ ‫‪15‬‬ ‫المستشفيات‪ .‬لذلك يرى الباحث أن المرضى الذين يتجاوزون‬
‫يوما‬ ‫‪15‬‬ ‫بالخروج يمكن أن يتم التعامل معهم تحت مسمى (المرضى طويلو القامة) حيث أن فترة‬
‫تعتبر فترة كافية جدا للعازمين على مغادرتها‪ ،‬كما أنها كافية أيضا للختصاصيين الجتماعين‬
‫لبذل محاولتهم لقناع هؤلء المرضى بالخروج‪ .‬وعليه فإن جميع المرضى الذين شملتهم هذه‬
‫يوما من تاريخ السماح لهم بالمغادرة ‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الدراسة تجاوزوا مدة‬

‫التكلفة الطبية والقتصادية لطويلي القامة ‪:‬‬


‫عندما يقرر الطباء أن المريض لم يعد في حاجة إلى البقاء في المستشفى فإن بقاءه يبدأ‬
‫ل على جميع كوادر المستشفى فمن الناحية الطبية يشغل المريض سريرا طبيا دونما‬
‫يشكل عبئا ثقي ً‬
‫حاجة إلى شغله ومن المعروف أن كل سرير طبي يكلف المستشفى الكثير من الناحية الصحية‬
‫والقتصادية‪ ،‬ورغم محدودية السرة الطبية وقلتها نجد أن جزءا منها مشغولً بمرضى ليسوا في‬
‫حاجة إلى البقاء فيها‪ .‬فكل سرير طبي يحتاج إلى جزء من وقت الطبيب وهيئة التمريض فإذا‬
‫أسرة طبية فإن كل سرير طبي يحتاج إلى ‪ %10‬من وقته فإننا‬ ‫‪10‬‬ ‫افترضنا أن الطبيب مسؤولً عن‬
‫ندرك الوقت والجهد الضائع في عمله في حال وجود مرضى طويلي القامة وما يتبع ذلك من‬
‫أعباء تمريضية ‪.‬‬
‫ومن ناحية اقتصادية نجد أن بقاء المريض في المستشفى يكلف المستشفى الكثير من الرعاية‬
‫الطبية العالية التكاليف علما أنه بالمكان رعاية المريض بتكلفة أقل بكثير من خلل بقائه في‬
‫المنزل أو في مستشفى النقاهة أو مراكز التمريض ‪ .‬ولقد وجدت إحدى الباحثات أن المستشفى‬
‫الجامعي الذي أجرت فيه دراستها يستطيع توفير ‪ 6‬مليين دولر سنويا إذا تعامل مع هؤلء‬
‫المرضى بشكل مختلف (‪ )Gerber &Huge 1998‬رغم وجود تأمين صحي فكيف يكون الحال في‬
‫مستشفيات المملكة التي ل يوجد فيها تأمين صحي وتذهب هذه المبالغ دون أي مردود للمستشفى ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ومن الطبيعي أن وجود مرضى طويلي القامة لبد وأن ينتج عنه تكلفة علجية ل داعي‬
‫لها في الوقت الذي تسعى فيه المستشفيات إلى خفض التكلفة العلجية للمستشفيات وللسرير الطبي‬
‫ولقد نهجت المستشفيات الحديثة عدة أساليب من أجل خفض هذه النفقات والتي يأتي في مقدمتها‬
‫اللجوء إلى التخصص في علم الدارة من أجل مساعدة المستشفيات في التغلب على هذه‬
‫المشكلت‪.‬‬
‫المستشفيات السعودية ‪:‬‬
‫المستشفيات السعودية ل تختلف عن غيرها من المستشفيات العالمية من الناحية الطبية إل‬
‫أنها قد تختلف من النواحي التنظيمية والخدمات المساندة للمستشفى ولبد من الشارة إلى بعض‬
‫عناصر المستشفيات الحكومية في المجتمع السعودي ‪.‬‬
‫‪-1‬إدارة المستشفى ‪ :‬إدارة المستشفيات تعتبر من أصعب المهام الدارية‪ ،‬فرغم خضوع جميع‬
‫المستشفيات الحكومية لساليب الدارة الحديثة سواء كانت هذه الدارة تشغيلً ذاتيا أو عن‬
‫طريق إدارة الشركات والمؤسسات الطبية‪ ،‬إل أن الممارسة الدارية ليست بالشكل الداري‬
‫البحت وذلك لرتباط المستشفى بالمجتمع والمحيط الذي توجد فيه وارتباطها بقرارات‬
‫بيروقراطية تشل حركتها في الكثير من الحيان وتؤثر على القرارات الدارية وتكبّلها في‬
‫بعض الحيان ونضرب مثالً لذلك في أن مدير المستشفى لبد وأن يخاطب العديد من‬
‫الجهات الحكومية بخصوص إخراج أحد المرضى طويلي القامة من المستشفى إجباريا أو‬
‫إلزام بعض أفراد أسرته باستلمه ولبد من الشارة هنا إلى أن هذه المخاطبات تتعرقل كثيرا‬
‫وتصل إلى عدة شهور مما يعرقل العمل الداري ‪.‬‬

‫المحيط الجتماعي للمستشفى ‪:‬‬


‫إن موقع المستشفى والحياء القريبة منه وقربه أو بعده عن الحياء السكنية وإجراءات‬
‫القبول فيه ونوعية المرضى الذين يرتادونه وغيرها من العوامل تسهم إسهاما مباشرا في كفاءة‬
‫وسير العمل داخل المستشفى ومن الطبيعي أن تشهد معظم المستشفيات السعودية الكثير من‬
‫الضغوط المجتمعية ويتمثل ذلك في انعدام الوعي والحس المجتمعي بضرورة التعاون مع العاملين‬
‫في المستشفى فهناك من المرضى من ل يقدر الخدمات المجانية المقدمة له وهناك من ينظر إليها‬
‫وكأنها حق مكتسب له دون سواه ول يتردد في الشارة إلى أن هذا مستشفى حكومي وبالتالي فلن‬
‫يسمع إلى كلم أي شخص من العاملين داخل المستشفى ‪.‬‬
‫الكوادر العاملة في المستشفى ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫تتميز المستشفيات السعودية بكثرة وتنوع الكوادر العاملة في المستشفى مما يجعل‬
‫النسجام بين هذه العناصر المختلفة أمرا يحتاج إلى بعض الوقت‪ .‬وتنتمي الكثير من هذه العناصر‬
‫إلى جنسيات مختلفة والبعض منها جنسيات غير عربية مما يعّقد عملية التفاعل بين هذه العناصر‬
‫وبين المرضى‪ .‬ولعل مما يزيد المور تعقيدا أن اللغة المعمول بها داخل المستشفيات هي اللغة‬
‫النجليزية وحتى عندما يكون الطبيب عربيا فإنه يستخدم اللغة النجليزية في معظم عمله بالضافة‬
‫إلى هيئة التمريض والكوادر الطبية الخرى مما يجعل المريض يواجه صعوبة في التفاهم‬
‫والستفسار عن حالته الصحية‪ .‬ومهما كانت المبررات فإن حاجز اللغة بين المريض وبين‬
‫العاملين في المستشفى يشكل حاجزا نفسيا والكثير من حالت سوء الفهم وعدم الرتياح المتبادل‬
‫سببها الوحيد عدم فهم الطرف الخر بسبب اختلف اللغة وحتى في وجود المترجمين يبقى التفاهم‬
‫الشخصي باستخدام لغة واحدة أكثر مصداقية وفعالية ‪.‬‬

‫أنواع المستشفيات الحكومية السعودية ‪:‬‬


‫المستشفى هو مكان تم إعداده لستقبال المرضى وتنويمهم بقصد علجهم بشكل مجاني‬
‫ودون أي مقابل وتنقسم المستشفيات إلى عدة أقسام ‪.‬‬
‫‪-1‬المستشفى العام ‪ :‬وهو المستشفى الذي يحتوي على عدة تخصصات ويكون مفتوحا لكافة‬
‫السكان وبغض النظر عن مكان إقامتهم أو جهة العمل ‪.‬‬
‫‪-2‬المستشفى المركزي وهو الذي يكون من أكبر المستشفيات ويشمل على جميع التخصصات‬
‫ويتم التحويل إليه من المستشفيات الصغيرة والمراكز الصحية في المدن والقرى ‪.‬‬
‫‪-3‬المستشفى المتخصص وهو الذي يكون متخصصا في ناحية معينة ويقصر خدماته على‬
‫نوعية محددة من المرضى‪ .‬وفي بعض الحيان يكون متخصصا في خدمة فئة معينة من‬
‫الناس كالعسكريين وغيرهم ‪.‬‬
‫‪-4‬المستشفى الجامعي أو التعليمي ‪ .‬ويتبع هذا النوع من المستشفيات إلى جامعة يوجد بها كلية‬
‫للطب ويكون هدف المستشفى مزدوجا حيث يعالج فيه المرضى بكافة أشكالهم ويتم فيه‬
‫تدريب الطلب وأطباء المتياز وغيرهم من الكوادر الطبية ‪.‬‬

‫التأمين الصحي ومشكلة المرضى طويلي القامة ‪:‬‬


‫ترتبط مشكلة طول القامة في المستشفيات بمجانية العلج حيث أن المستشفيات الحكومية‬
‫سواء كانت تابعة لوزارة الصحة أم لجهات أخرى هي التي تعاني من هذه المشكلة دون غيرها‬
‫من مستشفيات القطاع الخاص التي يرتبط بقاء المريض فيها بمقدرته على دفع مصاريف علجه‬
‫وإقامته في المستشفى‪ .‬ولشك أن مثل هذه الملحظة تقودنا إلى الحديث عن التأمين الصحي‬
‫‪9‬‬
‫ودوره في القضاء على هذه المشكلة‪ ،‬وبالنظر إلى المجتمع السعودي نجد أن أفراده ل يحملون‬
‫تأمينا صحيا نظرا لمجانية العلج التي وفرتها الدولة لكافة أفراده‪ .‬إل أن المتأمل للوضاع‬
‫الصحية يجد أنها قد بدأت تشهد تدهورا ملحوظا في الخدمات التي تقدمها وذلك نظرا للزيادة‬
‫الكبيرة في عدد السكان وازدياد الطلب على المستشفيات الحكومية ولئن الناس ليزالون يؤمنون‬
‫بمفهوم مجانية العلج والرعاية الطبية فإنهم يرفضون رفضا باتا التوجه إلى المستشفيات الخاصة‬
‫أو شراء تأمين صحي يغطي مصاريف علجهم فيها وقليل من أفراد المجتمع السعودي مؤمن‬
‫عليهم صحيا ‪.‬‬
‫وبالنظر إلى بعض البلدان التي تلزم أفرادها بضرورة شراء تأمين صحي وعدم وجود‬
‫مجانية العلج نجد أن مشكلة بقاء المرضى في المستشفيات تأخذ أشكالً أخرى وتوجد بنسب‬
‫متفاوتة ‪.‬‬
‫فمن الطبيعي أن التأمين الصحي الذي يقوم بتغطية تكاليف العلج والقامة في المستشفى‬
‫لبد أن يحد من ظاهرة طول القامة في المستشفى المر الذي يقودنا إلى القول أن العامل‬
‫القتصادي من أهم العوامل المؤثرة في التعامل مع هذه المشكلة‪ .‬ورغم أن التأمين الصحي يحد‬
‫من حدوث هذه المشكلة إل أنه يخلق مشاكل للمرضى طويلي القامة‪ ،‬فمن المعروف أن معظم‬
‫هؤلء المرضى هم من كبار السن والمرضى النفسين الذين يحتاجون إلى البقاء في المستشفيات‬
‫لفترات طويلة مما يحدو بشركات التأمين إلى رفع الغطاء لمثل هؤلء المرضى وأحيانا يصل‬
‫المر إلى مقاضاة بعض شركات التأمين وبعض المستشفيات لعدم التزامها بالشروط واللوائح‬
‫المتفق عليها مما يشكل من التأمين شبحا يطارد أفراد المجتمع بتكلفته العالية وتغيراته المستمرة ‪.‬‬
‫ولقد لجأت بعض البلدان إلى أحداث مراكز طبية متخصصة في التعامل مع حالت‬
‫المرضى طويلي القامة حيث يوجد في الوليات المتحدة ما يسمى بيوت أو مراكز التمريض (‬
‫‪ )Nursing homes‬وهي متخصصة في رعاية كبار السن الذين ل يستطيعون رعاية أنفسهم ولكنهم‬
‫ليسوا في حاجة إلى البقاء في المستشفيات‪ ،‬حيث توفر لهم مراكز التمريض القدر المطلوب من‬
‫الرعاية الصحية وبتكلفه معقولة سواء عن طريق الدفع مباشرة أو عن طريق التأمين الصحي‪.‬‬
‫ولشك فإن مثل هذه المراكز توفر مكانا مناسبا لفئة كبيرة من المرضى طويلي القامة دون‬
‫مزاحمه من المرضى الخرين في المستشفيات الكبيرة التي قد ل يكونون في حاجة إلى اللجوء‬
‫إليها ‪.‬‬
‫وقد أصبح اللجوء إلى التأمين الصحي في وقتنا الحاضر ضرورة ملحه وذلك لتخفيف‬
‫الضغط على المستشفيات الحكومية‪ ،‬كما أن هناك من ينادي بضرورة التجاه إلى تخصيص‬

‫‪10‬‬
‫المستشفيات الحكومية وتخفيف العبء على وزارة الصحة‪ ،‬ويبدو أن للتأمين الطبي منافع كثيرة‬
‫في هذا المجال إل أن البعض ل يزال يتّحفظ عليه لسباب شرعية ‪.‬‬

‫دور الخدمة الجتماعية الطبية مع المرضى طويلي القامة ‪:‬‬


‫برزت الخدمة الجتماعية الطبية كأحد مجالت الممارسة في الخدمة الجتماعية في‬
‫المجتمع السعودي‪ ،‬فرغم حداثة مهنة الخدمة الجتماعية بشكل عام إل أن الخدمة الجتماعية‬
‫الطبية وممارستها في المستشفيات تجد حضورا جيدا حيث ل تخلو معظم المستشفيات الحكومية‬
‫الكبرى من وجود قسم للخدمة الجتماعية فيها ‪.‬‬
‫وبفضل التقدم الذي حدث في مهنة الخدمة الجتماعية فإنها لم تعد مقصورة على‬
‫المساعدات المادية‪ ،‬حيث تدخلت الخدمة الجتماعية في تعديل الثار الجتماعية والنفسية‪،‬‬
‫وتدخلت في مستوى الخدمات العلجية والجتماعية المقدمة للمريض (المليجي وآخرون‪. )2000 ،‬‬
‫ونظرا لعدم وضوح صورة الختصاصي الجتماعي الطبي داخل المستشفى فلبد من الشارة إلى‬
‫هذا الدور الذي يميزه عن غيره من الفريق العلجي‪ .‬فلقد ذكر (المليجي وآخرون ‪ )2000‬العديد من‬
‫العناصر الرئيسية للخدمة الجتماعية الطبية وأهمها ‪:‬‬
‫‪-1‬الخدمة الجتماعية الطبية هي أحد مجالت الخدمة الجتماعية وبالتالي فهي تعتمد في‬
‫ممارستها على فلسفة ومعارف ومهارات ومبادئ الخدمة الجتماعية‪ ،‬وتمارس في مؤسسات‬
‫طبية من قبل اختصاصيين اجتماعيين أعدوا خصيصا لهذا العمل ‪.‬‬
‫‪-2‬ل تتعامل مع المريض فحسب بل تتعامل مع المؤسسة الطبية بأكملها ‪.‬‬
‫‪-3‬تتعامل مع المريض كوحدة كاملة‪ ،‬له جوانبه الجتماعية والنفسية والجسمية والصحية‬
‫والقتصادية ‪.‬‬
‫‪-4‬تستهدف إفادة المريض إفادة قصوى من جهود الفريق الطبي كي يتماثل للشفاء من جانب‪،‬‬
‫وكي يحقق أقصى أداء اجتماعي له في أسرع وقت ممكن‪( .‬المليجي وآخرون‪ ،2000 ،‬ص‬
‫‪. )48‬‬
‫يعتبر الختصاصي الجتماعي أحد أعضاء الفريق العلجي داخل المستشفى ويقوم بدور‬
‫واضح وفعال في التعامل مع الجوانب غير الطبية في حياة المريض إل أن المتأمل لهذا الدور قد‬
‫ل يجده بالشكل المفترض أن يكون عليه في المجتمع السعودي وذلك لعدة أسباب يأتي في مقدمتها‬
‫حداثة مهنة الخدمة الجتماعية وانعدام العتراف المجتمعي بها‪ .‬كما يشتكي الكثير من‬
‫الختصاصيين الجتماعين من الطباء لعدم إيمانهم بالدور الذي يقوم به هذا الختصاصي وعدم‬
‫تجاوبهم وتعاونهم في هذا المجال‪ .‬وكثيرا ما يقوم الطباء بتحويل بعض المرضى للختصاصي‬

‫‪11‬‬
‫الجتماعي في أمور فلعلقة لها بدوره في المستشفى ويقوم بعض الطباء بدور الختصاصي‬
‫الجتماعي في بعض الحيان ومع بعض المرضى مما يشير بشكل واضح إلى عدم اللمام بهذا‬
‫الدور المر الذي يشكل صعوبة تواجه الختصاصي الجتماعي العامل في المجال الطبي ‪.‬‬
‫ومهما يكن المر فإن على الختصاصي الجتماعي الذي يمارس عمله في المستشفى أن‬
‫يكون على درجة عالية من المهارة واللمام بكافة جوانب عمله‪ .‬ومن الطبيعي إذا شعر المريض‬
‫أن الختصاصي الجتماعي ذو كفاءة وقدرة علمية أطمأن له ولعمله في التدخل المهني والنتائج‬
‫التي ستؤدي إليها (الباز ‪.)2000‬‬

‫أهمية دور الختصاصي الجتماعي الطبي ‪:‬‬


‫يجب أن يتم التعامل مع النسان ككل متكامل تتفاعل عناصر شخصيته العقلية والبيولوجية‬
‫والنفسية والجتماعية مع بعضها البعض (المليجي وآخرون ‪ )2000‬ولقد ازدادت الحاجة إلى‬
‫ضرورة شمولية عناصر شخصية النسان لن العوامل الجتماعية والنفسية ترتبط ارتباطا قويا‬
‫بصحة النسان ومرضه وفي بعض الحيان تتسبب هذه العوامل في المرض العضوي الذي‬
‫يتعامل معه الطباء ويحتارون في تشخيصه‪ .‬ولقد أقتنع الكثير من الطباء بأن العلج العضوي‬
‫لبد وأن يسير جنبا إلى جنب مع العلج الجتماعي والنفسي وبالذات في الوليات المتحدة‬
‫المريكية إل أن هذه القناعة ل تزال تحتاج إلى الكثير من الثباتات في الوطن العربي وفي‬
‫المجتمع السعودي مما يضيف عبئا إضافيا على الختصاصين الجتماعين ‪.‬‬
‫ويحتاج الختصاصي الجتماعي إلى المقدرة الشخصية والفاعلية المؤثرة في الخرين‬
‫داخل المستشفى وإلى مقدرته في التصال السليم المثمر مع الخرين من أعضاء الفريق وكذلك‬
‫الى مقدرته في إبراز دوره كأحد أعضاء الفريق المعالج ‪.‬‬
‫ولقد أورد (المليجي وآخرون‪ )2000 ،‬العديد من العتبارات التي تعطي أهمية خاصة للخدمة‬
‫الجتماعية الطبية ومنها ‪.‬‬
‫‪-1‬لما كان النسان السليم الصحة ‪ ،‬صحيح البنية ‪ ،‬أكثر عطاءا وأوفر إنتاجا‪ ،‬تبرز لذا أهمية‬
‫الخدمة الجتماعية الطبية في مساعدة المرضى على سرعة التماثل للشفاء ليستمر عطاؤهم‬
‫وإنتاجهم وبذلك تتحقق أهداف المجتمع‪.‬‬
‫‪-2‬إن هناك بعض المراض ل تستجيب للعلج الطبي وحده لكونها أمراض ذات صبغة‬
‫اجتماعية‪ ،‬وتلك المراض وأسباب حدوثها واستفحالها‪ ،‬تكمن في الجوانب الجتماعية‬
‫والنماط الثقافية البيئية ومن هنا تبرز أهمية تدخل الخدمة الجتماعية الطبية‪ ،‬للتعامل مع هذه‬
‫السباب لزالتها أو في التخفيف منها‪ ،‬حتى يأتي العلج الطبي بثماره المرجوة ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-3‬إن الخدمة الجتماعية الطبية‪ ،‬ترتكز على حقيقة هامة مؤداها‪ ،‬أنه قد تكون الظروف‬
‫المصاحبة للمرض‪ ،‬أشد خطرا على المريض من مرضه العضوي‪ -‬ولذا تبدو أهمية تدخل‬
‫الخدمة الجتماعية الطبية لتصفية تلك الظروف ‪.‬‬
‫‪-4‬أن المرض ليس مشكلة المريض وحده بل تمتد أثاره ومشاكله إلى السرة بل وإلى المجتمع‪،‬‬
‫ولذلك فإن جهود الخدمة الجتماعية الطبية تمتد إلى أسرة المريض‪.‬‬
‫دور الختصاصي الجتماعي مع المرضى المتأخر خروجهم ‪:‬‬
‫تعتبر مشكلة تأخر خروج المرضى المنومين من المشاكل المستعصية في المستشفيات‬
‫الحكومية التي توفر الرعاية الصحية مجانيا‪ ،‬ورغم اعتراف معظم العاملين في المستشفيات بهذه‬
‫المشكلة إل أنه ل يمكن إرجاعها إلى سبب واحد ‪ .‬فهناك العديد من السباب المختلفة المسببة لهذه‬
‫المشكلة والتي قد تعود للمريض وظروفه السرية والجتماعية‪ .‬وقد تكون بسبب عدم وجود‬
‫مراكز تمريضه ورعاية منزلية‪ .‬ويعتقد البعض أن الختصاصين الجتماعين العاملين في‬
‫المستشفيات يفترض أن يقوموا بدور فعال من أجل حل هذه المشكلة‪ .‬ويعتبر مثل هذا العمل من‬
‫صميم عمل الخصائيين والخصائيات الجتماعيين العاملين في المستشفيات رغم الصعوبات التي‬
‫تواجههم في سبيل إنجاز مثل هذه المهمة‪ .‬ويتلخص دور الخصائيين الجتماعين العاملين مع هذه‬
‫الحالت في المور التالية‪:‬‬
‫‪-1‬دراسة حالة المريض دراسة كاملة لمعرفة أسباب تأخر الخروج ‪.‬‬
‫‪-2‬إقناع المريض بضرورة مغادرة المستشفى ومساعدته ماديا ونفسيا واجتماعيا‪.‬‬
‫‪-3‬إيضاح جوانب اللبس والغموض لدى المريض مما قد يقود إلى إقناعه بمغادرة المستشفى أو‬
‫نقله إلى منزله أو مركز طبي آخر ‪.‬‬
‫‪-4‬التصال بأسرة المريض وأقاربه وإقناعهم بإخراجه من المستشفى ‪.‬‬
‫‪-5‬إرشاد السرة ومساعدتهم في كيفية استقبال المريض بعد الخروج ‪.‬‬
‫‪-6‬إجراء التصالت المجتمعية مع الجهات والمؤسسات المجتمعية التي تقدم مساعدات لمثل‬
‫هؤلء المرضى مما قد يسهل خروجهم ‪.‬‬
‫‪-7‬نقل المريض إلى المؤسسات الجتماعية ومستشفيات النقاهه التي تستقبل بعض هذه الحالت‬
‫‪.‬‬
‫‪-8‬العمل مع الكادر الطبي من أجل تبصيرهم بالجوانب غير الطبية في حياة المريض مما يقود‬
‫إلى إقناع الطباء بإبقاء المريض بعض الوقت حتى يتم حل مشاكله وخروجه من المستشفى‬
‫‪.‬‬

‫مشكلت المرضى ‪:‬‬


‫‪13‬‬
‫من المعروف أن المرضى يدخلون المستشفيات لسباب صحية أو عضوية بحته ويتم‬
‫علجهم من هذا المنطلق إل أن هناك أبعاد وجوانبا أخرى في حياة معظم المرضى تتمثل في‬
‫وجود العديد من المشاكل النفسية والجتماعية والقتصادية التي تؤثر في حياتهم ‪ .‬وبعض هذه‬
‫المشكلت قد تكون موجودة لدى المريض قبل دخوله المستشفى بينما البعض الخر منها قد يكون‬
‫متزامنا مع المرض والقامة في المستشفى أو فرضه الواقع الجديد للمريض في حالة إصابته‬
‫بأمراض مزمنة أو إعاقات مستديمة ‪.‬‬
‫وتتلخص مشاكل المرضى في ما يلي ‪:‬‬
‫المشكلت الجتماعية ‪:‬‬
‫المشكلت الجتماعية عبارة عن شبكة مترابطة من المواقف والفعال وردود الفعال التي‬
‫تؤثر في حياة الفراد وتزداد حدة هذه المشاكل وتعقدها مع مرور الوقت كما يلحظ تعقد شبكة‬
‫العلقات الجتماعية وميلها نحو الفردية‪ .‬وبالخص في المدن الكبرى حيث بدأت المدنية تفرض‬
‫نمطا جديدا في العلقات الجتماعية داخل السرة وبين القارب يتمثل في الميل نحو الحياة‬
‫الفردية والعزلة وعدم التعاون بين الفراد مما يشكل بعض الضغوط على أفراد المجتمع ويجعلهم‬
‫يواجهون مشاكلهم منفردين ‪ .‬ومن الطبيعي أن مثل هذه الظروف لبد وأن تخلق صعوبات‬
‫ومشاكل إضافية تواجه المرضى أثناء إقامتهم في المستشفى وبعد خروجهم منه‪ .‬كما أن التجاه‬
‫الحديث نحو السرة النوويه يجعل المسئولية مضاعفة على الزوجة أو الزوج في حال مرض‬
‫الطرف الثاني أو إصابته بمرض مزمن مما يجعل المور أكثر تعقيدا‪ .‬المريض هو في أمس‬
‫الحاجة إلى الخرين وزيارتهم وتفاعلهم وتعتبر هذه الناحية مهمة جدا إل أن الملحظ أنها بدأت‬
‫تضعف نظرا للضعف الذي أصاب شبكة العلقات الجتماعية‪ .‬ومن ناحية أخرى نجد أن معظم‬
‫المرضى من كبار السن الذين هم في حاجة ماسة إلى عناية واهتمام من البناء والحفاد قد ل‬
‫يتوفر لهم ذلك بالشكل المطلوب في ظل الظروف الجتماعية القائمة وخروج المرأة للعمل والتي‬
‫تعتبر خير من يقدم هذه الخدمة‪ ،‬وانطلقا من جميع هذه الظروف نستطيع القول أن هناك مشاكل‬
‫ل على كاهله بالضافة إلى‬
‫اجتماعية كثيرة لبد وأن تؤثر في حياة المريض وتضيف عبئا ثقي ً‬
‫مرضه العضوي‪.‬‬
‫ومن أهم هذه المشاكل‪ ،‬المشكلت السرية التي تنشأ بين أفراد السرة‪ ،‬المشكلت‬
‫المرتبطة بالصدقاء‪ ،‬عدم وجود من يقدم الرعاية والهتمام بالمريض‪ ،‬عدم وجود أقارب‬
‫للمريض‪ ،‬عدم استعداد الهل والقارب لستقبال المريض‪ ،‬الطلق‪ ،‬الترمل‪ ،‬وغيرها الكثير من‬
‫المشاكل التي لها طابع اجتماعي ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المشكلت النفسية ‪:‬‬
‫يرتبط المرض دائما بشيء من التعب النفسي وكثرة التفكير والقلق من المستشفى والخوف‬
‫من المجهول أو المستقبل وغيرها الكثير من النواحي النفسية التي ل تقل خطورة عن المرض‬
‫العضوي ‪ .‬وكثيرا ما نسمع عن رفض بعض المرضى للمستشفى أو للطبيب أو للممرضة أو‬
‫لدواء بعينه أو لجراء عملية جراحية وغيرها من المور التي تؤكد الوضع النفسي للمريض‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن نتوقع مثل هذه المشاكل ونتعامل معها من هذا المنطلق‪ ،‬إل أن الملحظ أن‬
‫الهتمام بهذه المشاكل ل يكون على القدر المطلوب نظرا لعدم العتراف المجتمعي بهذه المور ‪.‬‬
‫فكثيرا ما تتعطل العملية العلجية بسبب عدم الهتمام بالنواحي النفسية للمريض وكثيرا ما طالت‬
‫إقامة بعض المرضى في المستشفيات بسبب بعض المشاكل النفسية‪ ،‬وتشير الدراسات إلى أن‬
‫المرضى النفسين هم من أكثر من تطول إقامته في المستشفيات بعد كبار السن (‪Conning, et al,‬‬
‫‪. )1996‬‬
‫ومن أهم المشاكل النفسية‪ ،‬القلق‪ ،‬الخوف من المستقبل‪ ،‬الخوف من المستشفى ‪ ،‬الخوف‬
‫من مغادرة المستشفى‪ ،‬عدم التقبل للوضع الصحي والطبي‪ ،‬عدم التأقلم مع الحالة المرضية‬
‫الجديدة‪ ،‬الشعور بالنقص‪ ،‬الحباط وعدم التزان النفعالي ‪.‬‬

‫المشكلت القتصادية‬
‫يعتبر العامل القتصادي من أهم العوامل الفاعلة في الحياة والتي تساهم سلبيا أو ايجابيا‬
‫في حياة المريض‪ ،‬ويتطلب وجود المريض في المستشفى المزيد من التكاليف لمقابلة احتياجاته‬
‫الطبية والتمريضيه ويزداد المر تعقيدا إذا كان المريض هو رب السرة حيث أن إصابته‬
‫بالمرض ربما تؤثر على دخله القتصادي أو عدم استطاعته القيام بعمله كالمعتاد مما يؤثر بشكل‬
‫بالغ في دخل المريض وأسرته المر الذي يقود إلى ضعف الحالة القتصادية للمريض وأسرته في‬
‫وقت يكون في أمس الحاجة إلى المزيد من الدخل لمقابلة احتياجاته واحتياجات أسرته ‪.‬‬

‫مشكلت علقة الطبيب بالمريض ‪:‬‬


‫تعتبر العلقة بين المريض والطبيب أهم القنوات التي يمر من خللها العلج ولبد أن‬
‫تكون هذه العلقة مبنية على الثقة والحترام المتبادل إل أن المتأمل لهذه العلقة في مستشفيات‬
‫المملكة العربية السعودية يجد أنها ليست على الوجه المطلوب ‪ .‬ولقد وصف (الباز‪ )2000 ،‬العلقة‬
‫بين الطاقم الطبي ومرضى السرطان كأحد المراض المزمنة والتي تستلزم بقاء المريض في‬
‫المستشفى بأنها علقة من طرف واحد يقوم المريض فيها باستقبال التعليمات الطبية وتنفيذها دون‬

‫‪15‬‬
‫مناقشتها (الباز‪ )2000 ،‬ول شك أن مثل هذه العلقة تمثل مشكلة للمريض تزيد من شعوره بعدم‬
‫الرتياح مما يقود إلى الرفض أو عدم الستجابة لتعليمات الطبيب وقد يصل المر إلى أن يرفض‬
‫المريض الخروج من المستشفى عندما يطلب منه الطبيب ذلك انطلقا من عدم قناعته برأي‬
‫الطبيب ‪.‬‬
‫ولقد أورد الباز ثلثة محاور أساسية تنفي النظر إلى المريض كمستقبل فقط حيث أن هذه‬
‫النظره ل تتناسب مع التغيرات التي تشهدها المجتمعات المعاصرة‪ ،‬فمن المفترض أن يكون‬
‫المريض شريكا في العملية العلجية وذلك لن ‪:‬‬
‫‪-1‬مريض اليوم يختلف عن مريض المس‪ ،‬فمريض اليوم أكثر تعلما وإدراكا للمراض من‬
‫مريض المس‪ ،‬كما أن بعضهم متابع دقيق لما يتصل بالطب‪.‬‬
‫‪-2‬النظرة السابقة للطبيب من قبل المريض والتي كانت ترى فيه مثالً للتفاني والخلص وأنه‬
‫الشخص الذي تهمه مصلحة المريض أولً وأخيرا‪ ،‬تلك النظرة قد إهتزت كثيرا‪ ،‬وتشير‬
‫دراسة أجريت في الوليات المتحدة المريكية إلى أن ثلثي السكان يعتقدون أن الطباء تهمهم‬
‫المادة أكثر من المريض (‪. )Mechanic,1986‬‬
‫‪-3‬إن سماع المريض عن الخطاء الطبية التي تحصل من الطباء في بعض الحالت العلجية‪،‬‬
‫وكذلك كثرة استخدام التحاليل الطبية والشعة أو سوء استخدامها يؤثر سلبا على ثقة المريض‬
‫في الطبيب والمستشفى المعالج‪ ،‬بل أن بعض المرضى قد يرفض إجراء بعض التحاليل‬
‫الطبية بحجة أنه تم إجراء مثل هذا التحليل أكثر من مرة ‪( .‬الباز‪ ،2000 ،‬ص ‪.)149‬‬

‫الجراءات المنهجية للدراسة‬

‫نوع الدراسة ومنهجها‬


‫تهدف هذه الدراسة إلى الحصول على معلومات وصفية محددة ودقيقة حول مشكلة‬
‫المرضى طويلي القامة في المستشفيات الحكومية بمدينة الرياض وعن الدور الذي يقوم به‬
‫الختصاصيون الجتماعيون مع هؤلء المرضى‪ ،‬ولذلك تستطيع القول أن هذه الدراسة دراسة‬
‫وصفية ‪ .‬وسوف تستخدم هذه الدراسة منهج المسح الجتماعي الشامل وذلك عن طريق شمول‬
‫جميع المرضى طويلي القامة في المستشفيات التي يقع عليها الختيار وذلك نظرا لقلة العدد‬
‫مبحوثا في خمسة‬ ‫‪93‬‬ ‫وأهمية شمولية الدراسة للجميع ويبلغ عدد المبحوثين في هذه الدراسة‬
‫مستشفيات من مدينة الرياض ‪.‬‬

‫مجتمع وعينة الدراسة ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫تتكون عينة هذه الدراسة من جميع المرضى المنومين في المستشفيات الحكومية التي وقع‬
‫مبحوثا‪ .‬جميعهم من‬ ‫‪93‬‬ ‫عليها الختيار بمدينة الرياض ويبلغ العدد الجمالي لعينة هذه الدراسة‬
‫يوما منذ تاريخ إذن الخروج من الطبيب المشرف على كل‬ ‫‪15‬‬ ‫المرضى الذين أمضوا أكثر من‬
‫حاله ‪.‬‬

‫أدوات جمع البيانات ‪:‬‬


‫جميع البيانات المتعلقة بهذه الدراسة تم الحصول عليها عن طريق تصميم استبانة‬
‫مخصصة لهذا الغرض وتكونت الستبانة من جزئيين أساسيين الجزء الول يستكمل من قبل‬
‫المريض والجزء الثاني من قبل االختصاصي الجتماعي ‪ .‬واشتمل هذا الستبيان على البيانات‬
‫الولية للمرضى والختصاصيين الجتماعين‪ .‬استخدم الباحث مقياسا من أجل قياس مدى فعالية‬
‫عبارة ‪ .‬كل عباره‬ ‫‪17‬‬ ‫الدور الذي يقوم به الختصاصي الجتماعي مع المرضى ويتكون من‬
‫متبوعة بأربعة خيارات تتدرج من الموافقة بشدة إلى عدم الموافقة بشدة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مناقشة نتائج الدراسة وتفسيرها‬
‫مبحوثا من الرجال والنساء وتراوحت مدة بقائهم في المستشفى من‬ ‫‪93‬‬ ‫شملت هذه الدراسة‬
‫يوما إلى سنتين ‪ .‬ولقد قام معظم المبحوثين بملء استمارات البحث بأنفسهم في حين حصل‬ ‫‪16‬‬

‫مبحوثا تم الحصول‬ ‫‪14‬‬ ‫الذين ل يستطيعون القراءة والكتابة على مساعدة من الباحث إضافة إلى‬
‫‪33‬‬ ‫على المعلومات من مرافقيهم نظرا لكونهم غير قادرين على الحديث‪ .‬كما شملت هذه الدراسة‬
‫اختصاصيا اجتماعيا لمعرفة الدور الذي يقوم به هؤلء الختصاصيون مع المرضى المتأخر‬
‫خروجهم من المستشفيات ‪ .‬ويوضح الجدول رقم ‪ 1‬البيانات الديموغرافيه للمرضى‬

‫‪1‬‬ ‫جدول رقم‬


‫يوضح البيانات الديموغرافيه للمرضى‬

‫رجل‬ ‫نوع‬
‫‪44%‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪56%‬‬ ‫‪52‬‬
‫امرأة‬ ‫المبحوث‬
‫سنة‬ ‫‪16‬‬ ‫أصغرمريض‬
‫عاما‬ ‫‪49‬‬ ‫معدل العمر‬ ‫العمر‬
‫سنة‬ ‫‪92‬‬ ‫أكبر مريض‬
‫يوما‬ ‫‪16‬‬ ‫مدة البقاء في أقل مريض‬
‫يوما‬ ‫‪47‬‬ ‫معدل بقاء المريض‬
‫سنة‬ ‫‪2‬‬ ‫أكثر مريض‬ ‫المستشفى‬

‫‪18‬‬
‫أعزب‬
‫‪29%‬‬ ‫‪27‬‬

‫متزوج‬
‫‪26%‬‬ ‫‪24‬‬
‫الحاله‬
‫مطلق‬
‫‪%15‬‬ ‫‪14‬‬
‫الجتماعيه‬
‫أرمل (أرمله)‬
‫‪%14‬‬ ‫‪13‬‬

‫أخرى‬
‫‪16%‬‬ ‫‪15‬‬

‫أمي‬
‫‪18%‬‬ ‫‪17‬‬

‫يقرأ ويكتب‬
‫‪22.5%‬‬ ‫‪21‬‬

‫إبتدائي‬
‫‪14%‬‬ ‫‪13‬‬
‫الحاله‬
‫متوسط‬
‫‪24%‬‬ ‫‪22‬‬
‫التعليميه‬
‫ثانوي‬
‫‪12%‬‬ ‫‪11‬‬

‫جامعي‬
‫‪1%‬‬ ‫‪1‬‬

‫إخرى‬
‫‪8.5%‬‬ ‫‪8‬‬

‫سعودي‬
‫‪87%‬‬ ‫‪81‬‬
‫الجنسيه‬
‫غير سعودي‬
‫‪13%‬‬ ‫‪12‬‬

‫يتضح من خلل الجدول أن معدل بقاء المريض طويل القامة في المستشفيات يصل‬
‫يوما وهو معدل مرتفع إذا وضعنا في العتبار أن جميع هذه المستشفيات‬ ‫‪47‬‬ ‫إلى‬
‫ليست للنقاهة وقد يكون سبب ارتفاع هذا المعدل هو وجود حالت تصل إلى سنوات‬
‫حيث أن أكثر الحالت بقاءً التي شملتها هذه الدراسة بلغت سنتين‪ .‬ويذكر‬
‫الختصاصيون الجتماعيون أن هناك بعض الحالت مكثت في المستشفى أكثر من‬
‫ذلك‪ .‬أما بخصوص العمار فقد تدرجت من ‪ 92-16‬سنة في حين كان المعدل حوالي‬
‫عاما وهذا يدل على أن غالبية هؤلء المرضى هم من كبار السن ومن الممكن‬ ‫‪49‬‬

‫اعتبار هذا الشيء طبيعيا حيث أن كبار السن هم أكثر الناس اعتللً وحاجة إلى‬
‫المستشفيات كما تشير إلى ذلك العديد من الدراسات‪.‬‬
‫ويتضح من الجدول أن حوالي ‪ %29‬من المبحوثين يقعون تحت فئة أعزب ورغم أن غالبية‬
‫سنة مما يعني أنه من المفترض أن تكون‬ ‫‪49‬‬ ‫المبحوثين من كبار السن حيث أن معدل العمر لديهم‬
‫فئة العازبين قليلة‪ ،‬ولكن قد يكون عدم فهم المبحوثين لما تعنيه كلمه أعزب هو السبب في ارتفاع‬
‫‪19‬‬
‫هذه النسبة حيث أن البعض يعتقد أن وجوده في مدينة الرياض من غير زوجته وأولده يعني أنه‬
‫أعزب إضافة إلى أن البعض يعتقد أن كونه غير متزوج في هذه اللحظة فهو أعزب حتى لو سبق‬
‫له الزواج أو كان منفصلً عن زوجته‪.‬‬
‫وقد يكونوا بالفعل عازبين ولم يسبق لهم الزواج أبدا ول يوجد لديهم أولد وهذا هو سبب‬
‫عدم خروجهم من المستشفى وإذا جمعنا فئة العازبين مع الرامل والمطلقين نجد أنها نسبة مرتفعة‬
‫حيث تصل إلى ‪ %58‬من المبحوثين مما يدل على أن معظم هؤلء الشخاص الذين يطول بقائهم‬
‫في المستشفى هم من ضحايا التفكك السري وعدم وجود أولد لديهم‪ .‬ويلحظ أن ‪ %25‬من‬
‫المبحوثين متزوجين مما يعني أن كل منهم هو عضو في أسرة ومع ذلك يطول بقاؤهم في‬
‫المستشفى وقد يكون السبب في ذلك عوامل أخرى سوف تتم مناقشتها من خلل هذه الدراسة ‪.‬‬
‫ويلفت النتباه هنا ارتفاع نسبة من كانت إجابتهم تحت أخرى حيث بلغت حوالي ‪ %16‬وقد‬
‫يكون السبب في ذلك عدم التفريق الدقيق بين هذه الفئات فإذا نظرنا إلى بعض هذه الجابات نجد‬
‫أن البعض منهم متزوج إل أنه يصف نفسه عازب وذلك لبقائه فترة طويلة في مدينة الرياض‬
‫بدون زوج وهناك من أشارت إلى أن زوجها مسجون كما أشار أحد المرضى إلى أنه في فترة‬
‫عاما ‪ .‬و يتضح من الجدول انخفاض المستويات التعليمية للمبحوثين وقد‬ ‫‪34‬‬ ‫خطوبه وكان عمره‬
‫يكون هذا النخفاض بسبب تقدمهم في السن حيث أن معظمهم من كبار السن الذين لم يحصلوا‬
‫على قدر كاف من التعليم ‪ .‬وبالنظر إلى جنسية المرضى نجد أن الغالبية العظمى من السعوديين‬
‫وذلك لن هذه المستشفيات جميعها حكومية وترفض استقبال غير السعوديين إل في حالت نادرة‬
‫إضافة إلى أن غير السعوديين المقيمين في المملكة هم من فئة الشباب وهي أقل الفئات حاجة إلى‬
‫المستشفيات ‪.‬‬

‫وعند سؤال المبحوثين عن مكان إقامتهم حسب وجودهم في مدينة الرياض أم خارجها أفاد معظم‬
‫المبحوثين أنهم ليسوا من سكان مدينة الرياض فلقد ذكر ‪ %69‬من المبحوثين أنهم من القرى‬
‫والهجر والمدن الصغيرة مما يقودنا إلى استنتاج عدم وجود سكن لغالبيتهم في مدينة الرياض‬
‫المر الذي يضيف صعوبة إلى عملية مغادرتهم للمستشفى‪ .‬وبالنظر إلى الموقع الجغرافي لمدينة‬
‫الرياض نجد أن هناك عددا كبيرا من المدن التابعة لها والتي تقع على مسافات بعيدة جدا من‬
‫مدينة الرياض مثل مدن الجوف وتبوك وجيزان التي تبعد أكثر من ‪1000‬كم عن مدينة الرياض مما‬
‫يشكل صعوبة للمرضى من هذه المدن ويجعلهم يفضلون البقاء في المستشفى‪ .‬ويوضح الجدول‬
‫التالي تقسيم المبحوثين حسب مكان إقامتهم ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪2‬‬ ‫جدول رقم‬

‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫مكان القامة‬

‫الرياض‬
‫‪31%‬‬ ‫‪29‬‬

‫جيزان‬
‫‪15%‬‬ ‫‪14‬‬

‫منطقة الجوف‬
‫‪11.5%‬‬ ‫‪11‬‬

‫تبوك‬
‫‪11%‬‬ ‫‪10‬‬

‫عسير‬
‫‪11%‬‬ ‫‪10‬‬

‫القصيم‬
‫‪7.5%‬‬ ‫‪7‬‬

‫منطقة الرياض‬
‫‪6.5%‬‬ ‫‪6‬‬

‫أخرى‬
‫‪6.5%‬‬ ‫‪6‬‬

‫المجموع‬
‫‪100%‬‬ ‫‪93‬‬

‫وعندما سئل المبحوثون عن أوضاعهم السرية وهل يوجد لديهم أولد وكم عدد أفراد أسرهم في‬
‫مبحوثا أن لديهم أولدا وبنسبة ‪ %66‬في حين‬ ‫‪61‬‬ ‫حالة وجودهم وهل يعيشون مع هذه السر‪ ،‬آفاد‬
‫مبحوثا ل يوجد لديهم أولد ‪ . %34‬ويتضح من الجدول التالي البناء السري للمبحوثين‬ ‫‪32‬‬ ‫أن‬
‫الذين ذكروا أن لديهم أولد وأسر ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)3‬‬

‫النسبة‬ ‫الوضع السري‬ ‫العدد‬

‫يعيشون مع أولدهم وأسرهم في منزل واحد‬


‫‪33%‬‬ ‫‪22‬‬

‫يعيشون لوحدهم‬
‫‪24%‬‬ ‫‪16‬‬

‫يعيشون مع الزوج أو الزوجة فقط‬


‫‪20%‬‬ ‫‪13‬‬

‫رجل يسكن مع أولده بدون زوجة‬


‫‪8%‬‬ ‫‪5‬‬

‫امرأة تسكن مع أولدها بدون زوج‬


‫‪9%‬‬ ‫‪4‬‬

‫أخرى (لظروف متنوعة)‬


‫‪6%‬‬ ‫‪4‬‬

‫مبحوثا فقط يسكنون مع أزواجهم وأولدهم في أسر‬ ‫‪22‬‬ ‫ونلحظ من خلل الجدول أن‬
‫متكاملة في حين أن الغالبية العظمى يعانون من التفكك السري بمختلف أشكاله فهناك من يسكن‬
‫‪21‬‬
‫بمفرده رغم وجود أولده في نفس المدينة وهناك من تسكن مع أطفالها فقط بدون وجود زوج‬
‫وهناك من يعيش مع الطرف الخر في الزواج (الزوج أو الزوجة) ومهما كانت هذه الظروف‬
‫فإنها لبد وأن تؤثر على قرار هؤلء الشخاص وبقائهم في المستشفيات لفترات طويلة ‪.‬‬

‫وعند السؤال عن الحالة القتصادية للمبحوثين اتضح أن معظمهم ليس لديه دخلً شخصيا حسب‬
‫إفادتهم ‪ %81‬وقليل من هم المرتبطون بوظائف سواء كانت حكومية أم للقطاع الخاص ولكن يبقى‬
‫التأكد من الحالة القتصادية للمبحوثين أمرا في غاية الصعوبة نظرا لتهرب الكثير من المرضى‬
‫من إعطاء معلومات حقيقية حول أحوالهم القتصادية ويذكر الختصاصيون الجتماعيون أن‬
‫الكثير من المرضى ل يدلون بمعلومات صحيحة حول هذا الموضوع ‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪)4‬‬


‫يوضح نوع المرض الذي يعاني منه المبحوثون‬

‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫نوع المرضى‬

‫شلل (نصفي – رباعي‪ -‬كامل‬


‫‪30.5%‬‬ ‫‪28‬‬

‫مرضى نفسي‬
‫‪15%‬‬ ‫‪14‬‬

‫سرطان‬
‫‪14%‬‬ ‫‪13‬‬

‫فشل كلوي‬
‫‪9.5%‬‬ ‫‪9‬‬

‫كسور‬
‫‪9.5%‬‬ ‫‪9‬‬

‫شيخوخة‬
‫‪7.5%‬‬ ‫‪7‬‬

‫أخرى‬
‫‪14%‬‬ ‫‪13‬‬

‫تؤكد هذه الدراسة أن جميع المرضى طويلي القامة وطلب منهم مغادرة المستشفى‬
‫ولكنهم رفضوا‪ ،‬وبالنظر إلى الفئات الواردة في الجدول أعله يتضح أن هناك مرضى يعانون من‬
‫أمراض معقدة وخطيرة وتوحي للقارئ بأنه يجب أن يبقوا في المستشفى‪ .‬إل أن هذه الدراسة تؤكد‬
‫أن جميع هؤلء المرضى طلب منهم الطباء مغادرة المستشفى أما لكونهم ل يحتاجون إلى التنويم‬
‫وبالمكان الحصول على العناية الطبية التي يحتاجونها في أماكن أخرى أو لنه تم تقديم العلج‬
‫المطلوب ول داعي لستمرارهم كمنومين‪ ،‬وفي بعض الحالت تكون حالت مستقرة أو ل يمكن‬
‫تحقيق أي تقدم في علج الحالة وتصبح الحالة ميئوؤس من علجها ‪ Hopeless case‬ولبد من‬
‫إخلء السرير الطبي من أجل تقديم العلج لمرضى آخرين على أن يتم تحويل هؤلء المرضى‬
‫إلى مستشفيات النقاهه أو مراكز طبية أو تجهيز غرفة في المنزل للمريض من أجل تقديم العناية‬
‫‪22‬‬
‫الصحية المطلوبة‪ .‬ومن خلل الجدول يتضح أن المرضى طويلي القامة هم في الغالب من‬
‫المشلولين غير القادرين على الحركة ‪ %30.5‬والبعض منهم غير قادر على الحديث ورغم هذا‬
‫فإن المستشفيات بعد أن تقدم لهم العلج والرعاية الطبية المطلوبة وتستقر حالتهم يطلب منهم أو‬
‫من أقاربهم إخراجهم من المستشفى وتشكل مثل هذه الفئة مشكلة كبيرة للمستشفى وللمريض‬
‫وأقاربه ‪.‬‬
‫فالمريض أو أقاربه يرون أنه ليس بمقدورهم خدمة المريض ورعايته طبيا في حين أن‬
‫المستشفى يرى أن السّرة الطبية والطباء والكوادر الطبية يجب أن ل تنشغل بالحالت المستقرة‬
‫أو الميوؤس منها ولبد من مغادرة المستشفى‪ .‬والفئة الخرى التي تعاني نفس المشكلة هم‬
‫المرضى النفسيون ‪ %15‬حيث يشكلون مشكلة مزدوجة لهاليهم أولً وللمستشفيات ثانيا‪ ،‬وكثيرا‬
‫ما تعاني المستشفيات من إقامة بعض المرضى النفسيين فترات طويلة إل أن هذه المعاناه ل تقاس‬
‫بمعاناه الهل والقارب الذين ل يعرفون ماذا يفعلون مع المرضى النفسيين الذين يشكلون خطرا‬
‫على أنفسهم وأسرهم وأقاربهم خصوصا إذا كان من الصعب السيطرة على سلوكهم‪ .‬ويذكر أحد‬
‫الختصاصين الجتماعين قصة محزنه في هذا المجال عندما أصر أحد المستشفيات على عائلة‬
‫أحد المرضى النفسيين بإخراجه من المستشفى وأخذه إلى منزل السرة التي بدورها أحضرت له‬
‫معالجا شعبيا يدعي أن بمقدوره علج هذا المريض وأمر بضربه بقسوة على أعلى العنق من‬
‫الخلف مما أودى بحياته وكان يعتقد أنه بهذا العمل سوف يطرد ما به من مس من الجن فكانت‬
‫النتيجة وفاه المريض‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تساؤلت الدراسة‬
‫يوضح الجدول رقم (‪ )5‬أسباب تأخر خروج المرضى من المستشفيات وتحولهم إلى‬
‫مرضى طويلي القامة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)5‬‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫الســبب‬


‫‪75%‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ل أستطيع العناية بنفسي‬
‫‪59%‬‬ ‫‪55‬‬ ‫عدم وجود أولد أو أسرة أو أقارب‬
‫‪50%‬‬ ‫‪46‬‬ ‫أعتقد أنني في حاجة إلى المستشفى والمزيد من العناية‬
‫الطبية‬
‫‪44%‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ل أستطيع توفير متطلبات العناية بنفسي خارج المستشفى‬
‫‪41%‬‬ ‫‪38‬‬ ‫عدم وجود مكان مناسب للقامة‬
‫‪38%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫عدم اتفاقي مع الطبيب في وجوب مغادرتي المستشفى‬
‫‪38%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫انتظر تحويلي إلى مستشفى النقاهة‬
‫‪30%‬‬ ‫‪28‬‬ ‫سكني بعيد‘ عن مدينة الرياض‬
‫‪35%‬‬ ‫‪33‬‬ ‫الشعور بالخوف بعد مغادرة المستشفى‬
‫‪30%‬‬ ‫‪26‬‬ ‫الشعور بالوحدة والعزلة‬
‫‪32%‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أسباب اقتصادية‬
‫‪18%‬‬ ‫‪17‬‬ ‫عدم مساعدة الختصاصي الجتماعي‬
‫‪16%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عدم وجود مواصلت بين مكان إقامتي والمستشفى‬
‫‪47%‬‬ ‫‪44‬‬ ‫طبيعة المرض وظروفي الصحية ل تسمح إطلقا بمغادرة‬
‫المستشفى‬
‫‪41%‬‬ ‫‪38‬‬ ‫أخرى‬

‫بالنظر إلى الجدول أعله نستطيع الجابة على أحد تساؤلت هذه الدراسة حول أهم‬
‫السباب التي تؤدي إلى تأخر خروج المرضى من المستشفيات‪ .‬فلقد أكد ‪ %75‬من المبحوثين أن‬
‫السبب الرئيسي في بقائهم في المستشفى فترة طويلة هو عدم استطاعتهم العناية بأنفسهم‪ .‬وبالتالي‬
‫فإن هدفهم من البقاء في المستشفى وجود من يعتني بهم سواء من ناحية طبية أو تمريضيه وقد‬
‫يكون هذا الشيء مبررا إذا ما علمنا أن حوالي نصف عينة هذه الدراسة ‪ %46‬من المسنين إضافة‬
‫إلى بعض المرضى الذين ل يستطيعون العناية بأنفسهم بسبب المرض‪ .‬ويختلط المر كثيرا بين‬
‫‪24‬‬
‫العناية الطبية والعناية التمريضية فمن وجهة نظر المستشفيات فإن جميع هؤلء المرضى‬
‫يحتاجون إلى عناية تمريضية فقط وليسوا في حاجة إلى عناية طبية وبالتالي فلبد من مغادرة‬
‫المستشفى وبإمكانهم الحصول على الرعاية التمريضية بأي شكل وهي ليست من اختصاص‬
‫المستشفيات‪ .‬وتجدر الشارة هنا إلى أن المجتمع السعودي ل يوجد به دور أو مراكز للعجزة من‬
‫كبار السن أو حتى مراكز تمريض ‪ Nursing home‬كما هو الحال في بعض المجتمعات العربية‬
‫والعالمية مما يجعل المستشفى هو المكان الوحيد لقامة مثل هذه الحالت حيث تبدأ رحلة المعاناة‬
‫المزدوجة من المستشفيات ومن المرضى وأسرهم التي تنتهي بتبادل التهامات بين المستشفيات‬
‫وأفراد المجتمع الذين يعتقدون أن المستشفيات الحكومية المجانية يجب أن تقوم بهذه المهمة وبغض‬
‫النظر عن أية اعتبارات تراها المستشفيات في هذا المجال ‪.‬‬
‫وفي اعتقادي أن المجتمع السعودي لبد وأن بعيد النظر في موقفه المعارض لفتتاح دور‬
‫لرعاية المسنين بحجة أن السرة السعودية تقوم بهذا الدور الذي تمليه عليها الشريعة السلمية إل‬
‫أن واقع هذه الدراسة يكشف عدم صحة هذه المقولة فل السر قامت بدورها وليس كل مريض‬
‫لديه أسرة وبالتالي فإن وجود دور رعاية المسنين أو مراكز التمريض ‪ Nursing home‬أصبح‬
‫ضرورة ملحة لبد من الخذ بها ‪ .‬ويتضح من الجدول أن نسبة كبيرة من المبحوثين ليس لهم‬
‫أولد ول ينتمون إلى أسر ‪ %59‬وقد سبقت الشارة إلى أن نسبة كبيرة من عينة هذه الدراسة‬
‫تعاني من التفكك السري بكل أشكاله وبل شك فإن عدم النتماء إلى أسرة وعدم وجود الولد‬
‫لبد وأن يؤثر سلبا في عدم مساعدة المريض على مغادرة المستشفى‪ .‬ويعتقد الكثير من المرضى‬
‫أنهم في حاجة إلى المزيد من الرعاية الطبية ولهذا فإنهم ل يقتنعون بوجهة نظر الطبيب في‬
‫الخروج من المستشفى وقد يكون نقص الوعي وانخفاض المستوى التعليمي عندهم هو السبب‬
‫المباشر في مثل هذا المفهوم ولكن لبد من الشارة هنا إلى الدور الذي يقوم به الطبيب وطريقة‬
‫تعامل الطباء مع المرضى حيث أن الكثير من الطباء مع السف ل يناقشون المرضى ول‬
‫يعطونهم الفرصة الكافية لسماع وجهات نظرهم حول حالتهم الصحية المر الذي يقود إلى عدم‬
‫قناعة الكثير من المرضى بوجهه نظرهم وتشير الدراسات إلى أن العلقة بين المريض وبين‬
‫الكوادر الطبية ليست كما يجب أن تكون ‪ ,‬فالكثير من أفراد الطاقم الطبي العامل مع المصابين‬
‫بأمراض خطيرة ل يمنحون الفرصة للمريض أو لسرته للمشاركة في القرارات التي تخصه‬
‫وطريقة العلج ‪ ،‬وربما يعّدون المريض وأسرته أشخاصا غير قادرين على تحمل المسئولية أو‬
‫غير مؤهلين لدراك حالة المريض وفهمها فعادة ما تتم التصالت بين الطاقم الطبي من جهة‬
‫والمريض وأسرته من جهة ثانية عبر قناة واحدة‪ ،‬فالمريض وأسرته مستقبلون فقط للخطة‬

‫‪25‬‬
‫العلجية والتعليمات الطبية وليسوا شركاء في العملية العلجية (الباز ‪ .)2000‬ويشير الجدول إلى‬
‫أن ‪ %44‬من المبحوثين يرغبون في مغادرة المستشفى ولكن منعتهم ظروفهم القتصادية حيث‬
‫أنهم غير قادرين على تأمين مستلزمات الرعاية الطبية المنزلية‪ .‬ويشير ‪ %41‬أنه ل يوجد لهم‬
‫مكان مناسب يذهبون إليه إذا خرجوا من المستشفى ‪.‬‬
‫وقد أفاد ‪ %38‬من أفراد العينة أنهم ل يتفقون مع الطبيب الذي كتب لهم الخروج وقد‬
‫يكون سبب عدم هذا التفاق هو ما تم ذكره سابقا إل أنه لبد من الشارة إلى الدور الذي يفترض‬
‫أن يقوم به الختصاصيون الجتماعيون مع مثل هؤلء المرضى وسوف يتم مناقشة هذا الدور في‬
‫الجابة على بقية تساؤلت هذه الدراسة‪ .‬وتشكل قائمة النتظار للتحويل إلى مستشفى النقاهة‬
‫مشكلة لـ ‪ %38‬والجدير بالذكر أنه يوجد مستشفى واحد فقط للنقاهة في مدينة الرياض ويتطلب‬
‫التحويل إليه فترة طويلة من النتظار والمخاطبات الروتينية التي تمتد إلى عدة أشهر‪ .‬ويشكل‬
‫الشعور بالخوف بعد مغادرة المستشفى هاجسا يطارد ‪ %35‬من عينة هذه الدراسة وقد يكون هذا‬
‫الخوف من اعتلل الحالة الصحية بشكل أكبر بعد مغادرة المستشفى فغالبا ما يكون هذا الخوف‬
‫مرتبط بطول القامة في المستشفى حيث يعتاد المريض على بيئة المستشفى ويشعر أنه أصبح‬
‫معتمدا كليا على الكوادر العاملة في المستشفى‪ .‬ويخشى بعض المرضى من العزلة ‪%30‬‬
‫خصوصا وأن عدد كبيرا من عينة هذه الدراسة يعانون من التفكك السري مما يعكس معاناتهم‬
‫الشديدة من العزلة الجتماعية والوحدة خصوصا كبار السن الذين في أمس الحاجة إلى من‬
‫يؤانسهم ويخفف عليهم من آثار هذه العزلة‪ .‬وعند سؤال المبحوثين عن مدى مساعدة‬
‫الختصاصي الجتماعي أفاد ‪ %18‬أن الختصاصيين الجتماعيين لم يساعدوهم في مواجهة‬
‫مشكلة بقائهم في المستشفى مما يعني أن ‪ %82‬حصلوا على مساعدة ويبقى نوع المساعدة من‬
‫عدمه في حاجة إلى المزيد من اليضاح والتفصيل وسوف يتم مناقشة ذلك عند الحديث عن دور‬
‫الختصاصيين الجتماعيين ‪.‬‬

‫من أجل الجابة على تساؤل الدراسة حول الدور الذي يقوم به‬
‫الختصاصي الجتماعي مع المرضى المتأخر خروجهم تم إستخدام مقياس مخصص لهذه الدراسه‬
‫مكون من ‪ 17‬عباره ‪ .‬ولقد تباينت إستجابات المبحوثين لهذا المقياس إل أنها بشكل عام أوضحت‬
‫أيجابية الدور الذي يقوم به الختصاصي الجتماعي مع المرضى وبالنظر إلى عبارات المقياس‬
‫في الجدول التالي نستطيع الطلع عليها وأكثرها ايجابية ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫جدول رقم ‪ 6‬يوضح مقياس الدور الذي يقوم به‬
‫الختصاصي الجتماعي مع المرضى المتأخر خروجهم‬
‫موقف البحوثي‬
‫العبـــــارة‬
‫غي متوفر‬ ‫غي موافق بشدة‬ ‫غي موافق‬ ‫أوافق‬ ‫موافق بشدة‬

‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪61‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي يعرفن بشكل جيد‬ ‫‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪57‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي يعرف مشكلت بشكل كامل‬ ‫‪2‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪41‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي مهتم بشكلت‬ ‫‪3‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي يربطن به علقة جيدة‬ ‫‪4‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪46‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي ساعدن كثيا‬ ‫‪5‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪44‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي يزورن باستمرار‬ ‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪54‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي حاول كثيا إياد حل لشكلت‬ ‫‪7‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي قام باتصالت كثية من أجل حل مشكلت‬ ‫‪8‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي درس حالت بشكل مكتمل‬ ‫‪9‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي أكثر الكوادر العاملة ف الستشفى فهما لشكلت‬ ‫‪10‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪56‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪47‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي ينقل وجهة نظري للكوادر الطبية‬ ‫‪11‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪23‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي اوضح ل الكثي من المور الغامضة‬ ‫‪12‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي يقوم بدور ملموس‬ ‫‪13‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي له تأثي اياب على أفراد أسرت وأقارب‬ ‫‪14‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪49‬‬ ‫أثق كثيا ف الختصاصي الجتماعي‬ ‫‪15‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫غي متوفر‬ ‫موافق بشدة‬ ‫موافق‬ ‫غي موافق‬ ‫غي موافق بشدة‬ ‫العبـــارة‬

‫‪19 18‬‬ ‫‪13 12‬‬ ‫‪14 13 23 21 31 29‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي ليس بإمكانه حل مشكلت‬ ‫‪1‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬
‫‪11 10‬‬ ‫‪14 13‬‬ ‫‪15 14 27 25 33 31‬‬ ‫الختصاصي الجتماعي ل يقم بدور يذكر‬ ‫‪2‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬

‫‪27‬‬
‫وبالنظر إلى المقياس بشكل عام نجد أن المرضى يرون أن الختصاصي الجتماعي يقوم بدور‬
‫إيجابي ومحسوس من قبل المرضى كما يتضح من الجدول التالي ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪)7‬‬
‫‪41.1‬‬ ‫موافق بشدة‬
‫‪28.4‬‬ ‫موافق‬
‫‪12.6‬‬ ‫غير موافق‬
‫‪71.4‬‬ ‫غير موافق بشدة‬
‫‪10.5‬‬ ‫غير موجود‬

‫أذ نجد أن ‪ %41.1‬من المبحوثين يوافقون بشدة على معظم العبارات التي وردت في المقياس‬
‫أضف إلى ذلك أن ‪ 28.4‬يوافقون على ايجابية هذا الدور‪ .‬وإذا ما أضفنا الموافقين بشدة إلى‬
‫الموافقين نجد أن ‪ %69.5‬من المبحوثين يعتقدون أن الختصاصي الجتماعي يؤدي دورا إيجابيا‬
‫بشكل عام مقابل ‪ %20‬يرون عكس ذلك تماما‪ ،‬ول يجدون أي دور يذكر للختصاصين‬
‫الجتماعين في حل مشكلتهم‪ ،‬ونستطيع القول أن غالبية المرضى يوافقون على أن الختصاصي‬
‫الجتماعي يقوم بدور جيد ويساعدهم في الكثير من المواقف وهي نسبة جيدة إذا ما وضعنا في‬
‫العتبار حداثة مهنة الخدمة الجتماعية في المستشفيات والمجتمع السعودي بشكل عام ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫جدول رقم (‪)8‬‬
‫يوضح البيانات الديموغرافيه للختصاصيين الجتماعيين‬
‫الذين شملتهم هذه الدراسة‬

‫النسبة‬ ‫العدد‬
‫‪42%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫رجل‬
‫الجنس‬
‫‪58%‬‬ ‫‪19‬‬ ‫امرأة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪33‬‬ ‫المجموع‬
‫‪52%‬‬ ‫‪17‬‬ ‫خدمة اجتماعية‬
‫‪24%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اجتماع‬
‫‪12%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫علم نفس‬ ‫التخصص‬
‫‪12%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أخرى‬
‫‪100%‬‬ ‫‪33‬‬ ‫المجموع‬
‫‪33%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أقل من ‪ 5‬سنوات‬
‫‪24%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫من ‪ 10-5‬سنوات‬ ‫سنوات‬
‫‪27%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫من ‪ 15-10‬سنة‬ ‫الخبرة‬
‫‪15%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اكثر من ‪15‬سنة‬

‫يتضح من الجدول رقم (‪ )8‬أن ‪ %58‬من الختصاصين الجتماعين العاملين في المستشفيات من‬
‫النساء وهي نسبة تكاد تكون معقولة نظرا لن ممارسة مهنة الخدمة الجتماعية يسيطر عليها‬
‫العنصر النسوي في الكثير من البلدان‪ .‬ويتضح من نفس الجدول أن حوالي ‪ %50‬من هؤلء‬
‫الختصاصين الجتماعين ليسو من المتخصصين في الخدمة الجتماعية رغم أن مسمى القسم‬
‫ومسمى الوظيفة خاص بالخدمة الجتماعية‪ .‬ومن المؤسف أن نجد هذه النسبة المرتفعة من غير‬
‫المختصين الذين يمارسون دورا خاصا بالخدمة الجتماعية‪ ،‬ولعل هذه النسبة المرتفعة تثبت ما تم‬

‫‪29‬‬
‫مناقشته سابقا من عدم العتراف المجتمعي بهذه المهنة المر الذي يخلق صعوبة لممارسة هذا‬
‫الدور وقد يكون هذا هو أحد السباب وراء عدم بروز مهنة الخدمة الجتماعية بالشكل المطلوب ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫من أجل الجابة على تساؤل الدراسة حول الصعوبات التي تعرقل الختصاصي الجتماعي في‬
‫عمله مع المرضى طويلي القامة تم توجيه هذا السؤال إلى ‪ 33‬اختصاصي اجتماعي يعملون‬
‫في المستشفيات ويتعاملون مع مرض طويلي القامة ‪ ،‬ويوضح الجدول التالي أهم هذه الصعوبات‬
‫‪:‬‬

‫جدول رقم (‪)9‬‬


‫يوضح الصعوبات التي تواجه الختصاصي الجتماعي‬
‫في عمله مع المرضى طويلي القامة‬

‫السبب‬
‫‪79%‬‬ ‫‪26‬‬ ‫عدم وجود أولد أو أهل أو أقارب‬ ‫‪1‬‬
‫‪72%‬‬ ‫‪24‬‬ ‫عدم تعاون المريض وعدم قدرته على رعاية نفسه‬ ‫‪2‬‬
‫‪64%‬‬ ‫‪21‬‬ ‫عدم تعاون الهل والقارب في حال وجودهم‬ ‫‪3‬‬
‫‪64%‬‬ ‫‪21‬‬ ‫عدم وجود جهات تستقبل المرضى الغير قادرين‬ ‫‪4‬‬
‫على خدمة أنفسهم (الحالت المستقرة والميئوس منها)‬
‫‪55%‬‬ ‫‪18‬‬ ‫عدم تفهم الطباء لدور الختصاصي الجتماعي‬ ‫‪5‬‬
‫وعدم تعاونهم لفهم مشكلة المريض‬
‫‪52%‬‬ ‫‪17‬‬ ‫قصر الوقت المتاح للختصاصي الجتماعي للتصرف‬ ‫‪6‬‬
‫إضافة إلى كثرة الحالت‬
‫‪45%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫عدم وجود ميزانية مباشرة لمساعدة المرضى‬ ‫‪7‬‬
‫‪45%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ارتباط قرار الختصاصي الجتماعي بجهات أخرى‬ ‫‪8‬‬
‫‪42%‬‬ ‫‪14‬‬ ‫كثرة الجراءات الدارية والروتينية‬ ‫‪9‬‬
‫‪33%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫عدم تعاون المؤسسات والدوائر الحكومية‬ ‫‪10‬‬
‫في حال طلب مساعدتهم‬
‫‪27%‬‬ ‫‪9‬‬ ‫عدم وجود مراكز وخدمات مساندة في المجتمع‬ ‫‪11‬‬
‫تقدم مساعدة لهؤلء المرضى‬

‫‪21%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫أخرى‬ ‫‪12‬‬

‫‪31‬‬
‫يتضح من الجدول أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه الختصاصيين الجتماعيين في‬
‫مهمتهم الصعبة مع المرضى طويلي القامة في المستشفيات الحكومية‪ .‬ويشتكي كثير من‬
‫الختصاصين من الكثير من المشكلت التي تعرقل عملهم في المستشفيات بشكل عام ومع‬
‫المرضى طويلي القامة بشكل خاص‪ .‬ويعتقد الكثير من الختصاصين أن عدم وجود أولد أو‬
‫أسرة أو أقارب يشكل عقبة ل يستطيعون تجاوزها في محاولتهم لخراج المريض من المستشفى‬
‫إذ يرى ‪ %79‬من الختصاصيين الجتماعيين أن هذه المشكلة من أكبر المشكلت القائمة في‬
‫المستشفيات‪ .‬وتزداد هذه المشكلة تعقيدا إذا ما علمنا أنه ل يوجد في مدينة الرياض سوى مستشفى‬
‫واحد للنقاهة ويعتبر صغيرا جدا وغير كاف لستقبال مثل هذه الفئات من المرضى‪ .‬ويشتكي‬
‫الكثير من الختصاصين من المرضى أنفسهم ويصفونهم بعدم التعاون معهم من أجل حل‬
‫مشكلتهم بل أن البعض منهم يعطون معلومات خاطئه حول أوضاعهم الجتماعية والقتصادية‬
‫اعتقادا منهم أن هذا هو السبيل الوحيد لعدم خروجهم من المستشفى ويعتبر ‪ %72‬من المرضى‬
‫غير متعاونين إضافة إلى عدم مقدرتهم على العناية بأنفسهم ول يقتصر عدم التعاون على‬
‫المرضى بل ويشتكي الختصاصيون الجتماعيون من عدم تعاون الولد والهل في حال‬
‫وجودهم ويرى ‪ %64‬من الختصاصيين أن هذه المشكلة تعرقل عملهم وتخلق أمامهم صعوبة‬
‫يحتاجون إلى المزيد من الوقت لتجاوزها‪ .‬ويشير بعض الختصاصيين الجتماعيين إلى أن هناك‬
‫مفهوم خاطيء لدى هؤلء الناس حيث يرددون دائما أن هذا مستشفى حكومي ومن حق المريض‬
‫المكوث فيه دون اعتبار للكثير من العوامل الصحية والمادية والتنظيمية لهذا المستشفى والتي‬
‫سبق الحديث عنها‪ .‬ويرى بعض الختصاصيين الجتماعين أن عدم وجود جهات أو مراكز أو‬
‫مستشفيات نقاهة تستقبل هؤلء المرضى هي العقبة الحقيقية التي تعوق نجاحهم مع هذه الحالت‬
‫‪ .%61‬ويوجد في مدينة الرياض مستشفى واحد للنقاهة وجميع أسّرته مشغوله طوال العام ويوجد‬
‫قائمة انتظار للمرضى المحولين إلى هذا المستشفى وخصوصا وأن الكثير من الحالت من غير‬
‫القادرين على خدمة أنفسهم ولبد من وجود مكان يقدم لهم الرعاية التمريضية ‪.‬‬
‫ويشتكي الكثير من الختصاصيين الجتماعيين من الطباء ويعتقدون أنهم يشكلون صعوبة‬
‫أمامهم وذلك بسبب عدم التفهم لدورهم وعدم تعاونهم‪ .‬فيرى ‪ %55‬من الختصاصين أن الطباء‬
‫هم جزء من المشكلة بسبب عدم تفهمهم لمشكلة المريض وأحيانا ل يعطون الختصاصي‬
‫الجتماعي أية معلومات عن المريض والوقت المتوقع لخروجه ثم يفاجئون الختصاصي بطلب‬
‫خروج المريض فورا‪ .‬وتتمثل بعض هذه الصعوبات في تأخر الطباء في إعداد تقارير طبية‬
‫للمرضى في حال طلب منهم ذلك من أجل مخاطبة جهات أو مؤسسات قد تساعد المرضى‪ .‬كما‬

‫‪32‬‬
‫أن قصر الوقت المتاح للختصاصي الجتماعي وكثرة العباء الملقاة على عاتقه يشكل تحديا‬
‫صعبا ويشتكي ‪ %52‬من الختصاصيين الجتماعيين من هذه المشكلة رغم أن جميع الحالت التي‬
‫شملتها هذه الدراسة أمضت أكثر من ‪ 15‬يوما من تاريخ إذن الخروج من المستشفى إل أن بعض‬
‫الختصاصين يرى أن ذلك غير كاف من أجل حل مشكلة معقدة ومتعددة الجوانب‪ .‬ويبدو أن‬
‫الختصاصيين الجتماعيين يعانون من كثرة العمال وعدم وضوح الدور إضافة إلى قلة أعدادهم‬
‫فتجد مستشفى كبير بحجم مستشفى الملك خالد الجامعي ثاني أكبر مستشفى في مدينة الرياض‬
‫يضم ‪ 9‬اختصاصين اجتماعين فقط ‪.‬‬
‫يشتكي الكثير من الختصاصيين الجتماعيين من عدم وجود ميزانية خاصة بأقسامهم‬
‫ليتمكنوا من مساعدة المرضى مباشرة دونما حاجة إلى اللجوء إلى الجمعيات الخيرية ولجان‬
‫أصدقاء المرضى التي تقدم مساعدات محدودة وترتبط الكثير من قرارات الختصاصين‬
‫الجتماعين بجهات أخرى مما يضاعف من الصعوبات التي تواجههم ويضطرون إلى النتظار‬
‫طويلً من أجل الحصول على موافقة أو مساعدة من جهات أخرى سواء كانت هذه الجهات من‬
‫داخل المستشفى أو من خارجه ‪.‬‬
‫ويرى حوالي ‪ %42‬أنهم مكبلون بكثرة الجراءات الدارية والروتينية التي تقف سدا‬
‫منيعا أمامهم في إنجاز الكثير من المهام ويروي أحد الختصاصين أنه من أجل أن يلزم أبناء أحد‬
‫المرضى بإخراجه من المستشفى فإنه يحتاج إلى إعداد الكثير من الوراق والتقارير الطبية والرفع‬
‫بها إلى مدير المستشفى الذي يرسلها إلى وزارة الصحة التي تقوم بدورها بمخاطبة أمارة مدينة‬
‫الرياض التي تحيل هذا الموضوع إلى الشرطة الذين يتأخرون كثيرا في تنفيذ مثل هذا القرار‬
‫وأحيانا يقومون بمخاطبات عكسية إلى أن يصل الموضوع إلى الختصاصي الجتماعي مرة ثانية‬
‫وتستغرق مثل هذه العملية عدة شهور يتوفى خللها بعض المرضى ويدخل مرضى آخرون مما‬
‫يعكس المعاناة الحقيقية التي يعانيها الختصاصيون في هذه المهمة‬

‫التوصيات ‪:‬‬
‫من خلل مناقشة نتائج هذه الدراسة تبدو الحاجة ماسة إلى تنفيذ التوصيات التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬العمل على إنشاء مراكز متخصصة تكون مهمتها الرئيسية تقديم الرعاية التمريضية ومثل‬
‫هذه المراكز معروفة ومعمول بها في الكثير من دول العالم بمسميات مختلفة‪ .‬وتكون مهمتها‬
‫استضافة المرضى طويلي القامة في المستشفيات والغير قادرين على مغادرة المستشفى أو‬
‫خدمة أنفسهم وليس بالضرورة أن تكون هذه المراكز حكومية‪ ،‬فقد يسمح للقطاع الخاص‬
‫بالستثمار في مثل هذه المراكز‪ .‬وغالبا ما تكون التكلفة فيها أقل بكثير من المستشفيات ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪-2‬ضرورة الستعجال في التأمين الطبي لكل شخص ‪ .‬حيث أن مثل هذا التأمين يقضي على‬
‫هذه المشكلة نهائيا فبإمكان المريض الذي يحمل بطاقة تأمين التوجه إلى المستشفيات الخاصة‬
‫مباشرة دون أن يواجه أية مشاكل مالية‪.‬‬
‫‪-3‬ضرورة إعطاء صلحيات أكثر للختصاصيين الجتماعيين في المستشفيات وتخويلهم إتخاذ‬
‫الكثير من القرارات بالتنسيق مع إدارة المستشفى مباشرة ‪.‬‬
‫‪-4‬العمل على إنشاء صناديق وميزانيات خاصة بأقسام الخدمة الجتماعية في كل مستشفى‬
‫والسماح لهذه القسام باستقبال التبرعات من أفراد المجتمع مباشرة مما يسهل عملهم‬
‫ويساعدهم على تقديم المساعدات المادية مباشرة ومن المعروف أن المساعدات المادية هي‬
‫أهم أنواع المساعدات التي يبحث عنها الكثير من عملء أقسام الخدمات الجتماعية ‪.‬‬
‫‪-5‬ضرورة توعية الطباء وجميع الكوادر الطبية العاملة في المستشفى بالدور الذي يقوم به‬
‫الختصاصيون الجتماعيون كما أنهم مطالبون بتفعيل أدوارهم وإثبات أنفسهم والقيام بالكثير‬
‫من أعمال التوعية والتثقيف داخل المستشفى‪.‬‬

‫‪34‬‬

You might also like