Professional Documents
Culture Documents
مقدمه
تع تبر حا جة الن سان إلى الدواء والعلج والعنا ية ال صحية من الحاجات ال ساسية ال تي ل
غنى له عنها ،ولذلك فإن الهتمام بالنواحي الصحية يعتبر من أولويات المجتمعات ومقياسا لرقيها
وتحضر ها ،ول قد اهت مت حكو مة الممل كة العرب ية ال سعودية بالنوا حي ال صحية لكا فة أفراد الش عب
السعودي ولم تألو جهدا في تطوير هذه الخدمات كلما أمكن ذلك .ويوجد حاليا في المملكة أكثر من
1
طبيب بما في ذلك المستشفيات 30.000 سرير تقريبا ويعمل فيها أكثر من 45000 مستشفى تضم 300
مشكلة الدراسة
تقدم حكومة المملكة العربية السعودية الرعاية الطبية مجانا لكافة أفراد الشعب السعودي
عن طريق المستشفيات الحكومية التي تنتشر في معظم المدن .وقد بلغ عدد المستشفيات الحكومية
2
سرير ويعمل 27058 مستشفى في عام 1417هـ تشتمل على 180 التابعة لوزارة الصحة أكثر من
طبيب (الكتاب الحصائي لوزارة الصحة 1418هـ) .وكان نصيب مدينة 15000 بها حوالي
طبيب .كما أن هناك 2000 سريرا وأكثر من 4929 مستشفى وتشمل على 30 الرياض لوحدها
مستشفيات حكومية تتبع لجهات أخرى مثل مستشفى القوات المسلحة والمستشفيات الجامعية
ومستشفى الملك فيصل التخصصي .ومن الملحظ أنه في السنوات الماضية بدأ الضغط واضحا
على هذه المستشفيات وذلك بسبب ازدياد عدد السكان مما جعل الحاجة ملحة إلى كل سرير في
هذه المستشفيات وبالذات السّرة المشغولة بمرضى ل تستدعي حالتهم الصحية البقاء في
المستشفى .فهناك مرضى أمر الطباء بخروجهم نظرا لن حالتهم الصحية ل تحتاج إلى البقاء
في المستشفى إل أنهم يبقون لفترات طويلة تتجاوز السابيع والشهور وتصل في بعض الحيان
مريضا في مستشفى الملك 23 إلى السنوات وقد بلغ عدد هؤلء المرضى وقت إجراء هذه الدراسة
خالد الجامعي و 3مرضى في مستشفى الملك عبد العزيز في حين بلغ عددهم في مستشفى مركز
. Long Stay Patients مريضا ويعرف هؤلء المرضى بالمرضى طويلي القامة 41 الرياض الطبي
ولقد أصبح وجود هؤلء المرضى في ظل الطلب المتواصل على هذه السّرة يشكل مشكلة تعاني
منها معظم المستشفيات في المدن الكبرى في المملكة .وكان لبد من دراسة هذه المشكلة لمعرفة
أهم أسبابها كما أن هذه الدراسة سوف ترّكز على الدور الذي يقوم به الختصاصي الجتماعي
بصفته أحد الكوادر التي تتعامل مع هؤلء المرضى .وما هو الدور الذي يؤديه الختصاصي
الجتماعي مع هؤلء المرضى من أجل إقناعهم بالخروج ؟ وما هي أسباب بقائهم ؟ ولماذا لم
ينجح الختصاصي في إقناعهم بمغادرة المستشفى؟ .وما هي أهم الصعوبات والمعوقات التي
تواجه الختصاصي في محاولته لحل هذه المشكلة ؟ .وسوف تقتصر هذه الدراسة على عينة من
المستشفيات الحكومية في مدينة الرياض .
وتجدر الشارة إلى أن الدراسات التي أجريت حول مدة بقاء المريض في مستشفيات
المملكة العربية السعودية محدودة جدا ويلحظ الغياب التام للدراسات الجادة المتخصصة التي
تشير إلى العوامل أو السباب التي تؤدي إلى طول أو قصر مدة بقاء المريض في المستشفى
(الحمدي)1998 ،
المريض طويل القامة :المريض الذي سمح لهم الطباء بالخروج أو أمر الطباء بخروجه لعدم
يوما من التاريخ الذي حدده 15 حاجته إلى العناية الطبية إل أنه بقي في المستشفى أكثر من
الطباء لخروجه .
الدراسات السابقة:
مشكلة بقاء المرضى في المستشفيات فترة طويلة ليست مقصورة على المجتمع السعودي،
إل أن هناك عوامل تزيد من حدة هذه المشكلة تتمثل في الظروف الجتماعية والقتصادية
والتنظيمية في كل بلد ويلعب التأمين الصحي دورا كبيرا في الحد من هذه المشكلة في العديد من
البلدان (. )Allison, 1995
كما أن الظروف الصحية والقتصادية لها تأثير مباشر في الحد من هذه المشكلة حيث
يبدو أن الدول المتقدمة في المجالت العلمية والطبية ل تعاني من هذه المشكلة بشكل كبير.
4
وتنحصر معاناة الدول الصناعية في هذا المجال في فئتين من المرضى حيث أشارت الدراسات
في كندا أن كبار السن والمرضى النفسيين هم من يطول بقاءهم في المستشفيات دون حاجة طبية
لذلك (. )Gory & Hugh,1998
ورغم التقدم الطبي الذي أنجزته المملكة العربية السعودية فإنه ل يزال هناك غياب
ملحوظ للدبيات المتعلقة بمدة بقاء المريض في المستشفى ،فحتى الدراسات المحدودة جدا التي
أجريت على هذا الصعيد يلحظ أن التركيز في أغلبها قد أنصب على قضايا مثل تقديم الخدمات
الطبية ،وعدد المرضى الذين تأثروا بأمراض محدودة (الحمدي )1998
وقد توصلت معظم الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع في الوليات المتحدة
المريكية أن بقاء المريض في المستشفيات يزداد بشكل واضح مع تقدم عمره
)Corrigan & Martin 1992 1998 ،Deprez et.alالحمدي (1978
وتشير دراسات أخرى إلى أن المرضى النفسيين هم من أطول المرضى إقامة في
المستشفيات .أما في السعودية فإن القليل من الدراسات أشارت إلى أن متوسط مدة بقاء المريض
أيام للفترة من ( )1990-1986في حين وجد أبو عيشة 10 في مستشفى الملك خالد الجامعي هو
يوم أما دراسة 23 وآخرون أن مرضى الفشل الكلوي هم أكثر المرضى إقامة في المستشفيات
عثمان وآخرين ( )1992فقد توصلت إلى أن المرضى النفسيين يقضون فترات أطول في المستشفى
مقارنة بنظرائهم الذين يعالجون من أمراض أخرى .
إلى أن متوسط بقاء المريض في مستشفيات مدينة 1998 وتوصلت دراسة الحمدي
الرياض كان نسبيا أطول من المتعارف عليه عالميا وكان لعامل العمر أثر واضح في بقاء
المريض في المستشفى وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى وجود علقة معنوية بين مدة البقاء
بالمستشفى وكل من الحالة الجتماعية للمريض وجنسيته والجراءات الجراحية التي أجريت له
وحالته الصحية ،وجنس الطبيب ،وجنسيته .
أما بخصوص المرضى طويلي القامة في المستشفيات فقد توصل عبد اللطيف 1410هـ
إلى أن هناك عدة عوامل تتسبب في تأخر خروج المرضى وفي مقدمتها العوامل الشخصية
الخاصة بالمريض كعدم قدرته على خدمة نفسه أو الخوف من العزلة وعدم التقبل ،النظرة الغير
جيدة من القارب والمعارف ،متبوعة بالعوامل الجتماعية والتي تتمثل في :
-1عدم وجود أحد من أفراد السرة لرعاية المريض .
-2عدم القدرة على استقدام خادم لرعاية المريض .
-3عدم وجود رعاية واهتمام من البناء .
5
-4عدم توفر مكان للقامة .
وكذلك وجدت هذه الدراسة أن هناك العديد من العوامل الصحية التي تؤدي إلى تأخر
خروج المريض ومن أهمها :
-1عدم مقدرة المريض على خدمة نفسه نهائيا .
-2المراض النفسية .
-3الحاجة إلى عناية طبية متقدمة ل تتوفر إل في المستشفيات .
6
الحصاءات إلى أن الكثير من هؤلء المرضى يغادرون خلل السبوع الول وقليل منهم يحتاج
إلى أكثر من ذلك .
أيام أو 10 فمن هم المرضى طويلي القامة؟ هل هم الذين يمكثون أكثر من أسبوع أو
أسبوعين أو شهر ؟ سبقت الشارة إلى أن الكثير من المرضى الذين ل يغادرون فورا يحتاجون
إلى بضع أيام ومعظمهم يغادر خلل السبوع الول .
وقليل منهم يغادرون خلل السبوع الثاني بعد إقناعهم من قبل الطبيب والخصائي الجتماعي إل
أيام إلى أسبوعين دون مغادرة المستشفى وتكون 10 أن البعض من هؤلء المرضى يمر عليهم
الفرصة ضعيفة بعد هذا الوقت كما يشير إلى ذلك بعض الخصائيين الجتماعين العاملين في
يوما من تاريخ إذن الطبيب لهم 15 المستشفيات .لذلك يرى الباحث أن المرضى الذين يتجاوزون
يوما 15 بالخروج يمكن أن يتم التعامل معهم تحت مسمى (المرضى طويلو القامة) حيث أن فترة
تعتبر فترة كافية جدا للعازمين على مغادرتها ،كما أنها كافية أيضا للختصاصيين الجتماعين
لبذل محاولتهم لقناع هؤلء المرضى بالخروج .وعليه فإن جميع المرضى الذين شملتهم هذه
يوما من تاريخ السماح لهم بالمغادرة . 15 الدراسة تجاوزوا مدة
8
تتميز المستشفيات السعودية بكثرة وتنوع الكوادر العاملة في المستشفى مما يجعل
النسجام بين هذه العناصر المختلفة أمرا يحتاج إلى بعض الوقت .وتنتمي الكثير من هذه العناصر
إلى جنسيات مختلفة والبعض منها جنسيات غير عربية مما يعّقد عملية التفاعل بين هذه العناصر
وبين المرضى .ولعل مما يزيد المور تعقيدا أن اللغة المعمول بها داخل المستشفيات هي اللغة
النجليزية وحتى عندما يكون الطبيب عربيا فإنه يستخدم اللغة النجليزية في معظم عمله بالضافة
إلى هيئة التمريض والكوادر الطبية الخرى مما يجعل المريض يواجه صعوبة في التفاهم
والستفسار عن حالته الصحية .ومهما كانت المبررات فإن حاجز اللغة بين المريض وبين
العاملين في المستشفى يشكل حاجزا نفسيا والكثير من حالت سوء الفهم وعدم الرتياح المتبادل
سببها الوحيد عدم فهم الطرف الخر بسبب اختلف اللغة وحتى في وجود المترجمين يبقى التفاهم
الشخصي باستخدام لغة واحدة أكثر مصداقية وفعالية .
10
المستشفيات الحكومية وتخفيف العبء على وزارة الصحة ،ويبدو أن للتأمين الطبي منافع كثيرة
في هذا المجال إل أن البعض ل يزال يتّحفظ عليه لسباب شرعية .
11
الجتماعي في أمور فلعلقة لها بدوره في المستشفى ويقوم بعض الطباء بدور الختصاصي
الجتماعي في بعض الحيان ومع بعض المرضى مما يشير بشكل واضح إلى عدم اللمام بهذا
الدور المر الذي يشكل صعوبة تواجه الختصاصي الجتماعي العامل في المجال الطبي .
ومهما يكن المر فإن على الختصاصي الجتماعي الذي يمارس عمله في المستشفى أن
يكون على درجة عالية من المهارة واللمام بكافة جوانب عمله .ومن الطبيعي إذا شعر المريض
أن الختصاصي الجتماعي ذو كفاءة وقدرة علمية أطمأن له ولعمله في التدخل المهني والنتائج
التي ستؤدي إليها (الباز .)2000
12
-3إن الخدمة الجتماعية الطبية ،ترتكز على حقيقة هامة مؤداها ،أنه قد تكون الظروف
المصاحبة للمرض ،أشد خطرا على المريض من مرضه العضوي -ولذا تبدو أهمية تدخل
الخدمة الجتماعية الطبية لتصفية تلك الظروف .
-4أن المرض ليس مشكلة المريض وحده بل تمتد أثاره ومشاكله إلى السرة بل وإلى المجتمع،
ولذلك فإن جهود الخدمة الجتماعية الطبية تمتد إلى أسرة المريض.
دور الختصاصي الجتماعي مع المرضى المتأخر خروجهم :
تعتبر مشكلة تأخر خروج المرضى المنومين من المشاكل المستعصية في المستشفيات
الحكومية التي توفر الرعاية الصحية مجانيا ،ورغم اعتراف معظم العاملين في المستشفيات بهذه
المشكلة إل أنه ل يمكن إرجاعها إلى سبب واحد .فهناك العديد من السباب المختلفة المسببة لهذه
المشكلة والتي قد تعود للمريض وظروفه السرية والجتماعية .وقد تكون بسبب عدم وجود
مراكز تمريضه ورعاية منزلية .ويعتقد البعض أن الختصاصين الجتماعين العاملين في
المستشفيات يفترض أن يقوموا بدور فعال من أجل حل هذه المشكلة .ويعتبر مثل هذا العمل من
صميم عمل الخصائيين والخصائيات الجتماعيين العاملين في المستشفيات رغم الصعوبات التي
تواجههم في سبيل إنجاز مثل هذه المهمة .ويتلخص دور الخصائيين الجتماعين العاملين مع هذه
الحالت في المور التالية:
-1دراسة حالة المريض دراسة كاملة لمعرفة أسباب تأخر الخروج .
-2إقناع المريض بضرورة مغادرة المستشفى ومساعدته ماديا ونفسيا واجتماعيا.
-3إيضاح جوانب اللبس والغموض لدى المريض مما قد يقود إلى إقناعه بمغادرة المستشفى أو
نقله إلى منزله أو مركز طبي آخر .
-4التصال بأسرة المريض وأقاربه وإقناعهم بإخراجه من المستشفى .
-5إرشاد السرة ومساعدتهم في كيفية استقبال المريض بعد الخروج .
-6إجراء التصالت المجتمعية مع الجهات والمؤسسات المجتمعية التي تقدم مساعدات لمثل
هؤلء المرضى مما قد يسهل خروجهم .
-7نقل المريض إلى المؤسسات الجتماعية ومستشفيات النقاهه التي تستقبل بعض هذه الحالت
.
-8العمل مع الكادر الطبي من أجل تبصيرهم بالجوانب غير الطبية في حياة المريض مما يقود
إلى إقناع الطباء بإبقاء المريض بعض الوقت حتى يتم حل مشاكله وخروجه من المستشفى
.
14
المشكلت النفسية :
يرتبط المرض دائما بشيء من التعب النفسي وكثرة التفكير والقلق من المستشفى والخوف
من المجهول أو المستقبل وغيرها الكثير من النواحي النفسية التي ل تقل خطورة عن المرض
العضوي .وكثيرا ما نسمع عن رفض بعض المرضى للمستشفى أو للطبيب أو للممرضة أو
لدواء بعينه أو لجراء عملية جراحية وغيرها من المور التي تؤكد الوضع النفسي للمريض.
ومن الطبيعي أن نتوقع مثل هذه المشاكل ونتعامل معها من هذا المنطلق ،إل أن الملحظ أن
الهتمام بهذه المشاكل ل يكون على القدر المطلوب نظرا لعدم العتراف المجتمعي بهذه المور .
فكثيرا ما تتعطل العملية العلجية بسبب عدم الهتمام بالنواحي النفسية للمريض وكثيرا ما طالت
إقامة بعض المرضى في المستشفيات بسبب بعض المشاكل النفسية ،وتشير الدراسات إلى أن
المرضى النفسين هم من أكثر من تطول إقامته في المستشفيات بعد كبار السن (Conning, et al,
. )1996
ومن أهم المشاكل النفسية ،القلق ،الخوف من المستقبل ،الخوف من المستشفى ،الخوف
من مغادرة المستشفى ،عدم التقبل للوضع الصحي والطبي ،عدم التأقلم مع الحالة المرضية
الجديدة ،الشعور بالنقص ،الحباط وعدم التزان النفعالي .
المشكلت القتصادية
يعتبر العامل القتصادي من أهم العوامل الفاعلة في الحياة والتي تساهم سلبيا أو ايجابيا
في حياة المريض ،ويتطلب وجود المريض في المستشفى المزيد من التكاليف لمقابلة احتياجاته
الطبية والتمريضيه ويزداد المر تعقيدا إذا كان المريض هو رب السرة حيث أن إصابته
بالمرض ربما تؤثر على دخله القتصادي أو عدم استطاعته القيام بعمله كالمعتاد مما يؤثر بشكل
بالغ في دخل المريض وأسرته المر الذي يقود إلى ضعف الحالة القتصادية للمريض وأسرته في
وقت يكون في أمس الحاجة إلى المزيد من الدخل لمقابلة احتياجاته واحتياجات أسرته .
15
مناقشتها (الباز )2000 ،ول شك أن مثل هذه العلقة تمثل مشكلة للمريض تزيد من شعوره بعدم
الرتياح مما يقود إلى الرفض أو عدم الستجابة لتعليمات الطبيب وقد يصل المر إلى أن يرفض
المريض الخروج من المستشفى عندما يطلب منه الطبيب ذلك انطلقا من عدم قناعته برأي
الطبيب .
ولقد أورد الباز ثلثة محاور أساسية تنفي النظر إلى المريض كمستقبل فقط حيث أن هذه
النظره ل تتناسب مع التغيرات التي تشهدها المجتمعات المعاصرة ،فمن المفترض أن يكون
المريض شريكا في العملية العلجية وذلك لن :
-1مريض اليوم يختلف عن مريض المس ،فمريض اليوم أكثر تعلما وإدراكا للمراض من
مريض المس ،كما أن بعضهم متابع دقيق لما يتصل بالطب.
-2النظرة السابقة للطبيب من قبل المريض والتي كانت ترى فيه مثالً للتفاني والخلص وأنه
الشخص الذي تهمه مصلحة المريض أولً وأخيرا ،تلك النظرة قد إهتزت كثيرا ،وتشير
دراسة أجريت في الوليات المتحدة المريكية إلى أن ثلثي السكان يعتقدون أن الطباء تهمهم
المادة أكثر من المريض (. )Mechanic,1986
-3إن سماع المريض عن الخطاء الطبية التي تحصل من الطباء في بعض الحالت العلجية،
وكذلك كثرة استخدام التحاليل الطبية والشعة أو سوء استخدامها يؤثر سلبا على ثقة المريض
في الطبيب والمستشفى المعالج ،بل أن بعض المرضى قد يرفض إجراء بعض التحاليل
الطبية بحجة أنه تم إجراء مثل هذا التحليل أكثر من مرة ( .الباز ،2000 ،ص .)149
16
تتكون عينة هذه الدراسة من جميع المرضى المنومين في المستشفيات الحكومية التي وقع
مبحوثا .جميعهم من 93 عليها الختيار بمدينة الرياض ويبلغ العدد الجمالي لعينة هذه الدراسة
يوما منذ تاريخ إذن الخروج من الطبيب المشرف على كل 15 المرضى الذين أمضوا أكثر من
حاله .
17
مناقشة نتائج الدراسة وتفسيرها
مبحوثا من الرجال والنساء وتراوحت مدة بقائهم في المستشفى من 93 شملت هذه الدراسة
يوما إلى سنتين .ولقد قام معظم المبحوثين بملء استمارات البحث بأنفسهم في حين حصل 16
مبحوثا تم الحصول 14 الذين ل يستطيعون القراءة والكتابة على مساعدة من الباحث إضافة إلى
33 على المعلومات من مرافقيهم نظرا لكونهم غير قادرين على الحديث .كما شملت هذه الدراسة
اختصاصيا اجتماعيا لمعرفة الدور الذي يقوم به هؤلء الختصاصيون مع المرضى المتأخر
خروجهم من المستشفيات .ويوضح الجدول رقم 1البيانات الديموغرافيه للمرضى
رجل نوع
44% 41
56% 52
امرأة المبحوث
سنة 16 أصغرمريض
عاما 49 معدل العمر العمر
سنة 92 أكبر مريض
يوما 16 مدة البقاء في أقل مريض
يوما 47 معدل بقاء المريض
سنة 2 أكثر مريض المستشفى
18
أعزب
29% 27
متزوج
26% 24
الحاله
مطلق
%15 14
الجتماعيه
أرمل (أرمله)
%14 13
أخرى
16% 15
أمي
18% 17
يقرأ ويكتب
22.5% 21
إبتدائي
14% 13
الحاله
متوسط
24% 22
التعليميه
ثانوي
12% 11
جامعي
1% 1
إخرى
8.5% 8
سعودي
87% 81
الجنسيه
غير سعودي
13% 12
يتضح من خلل الجدول أن معدل بقاء المريض طويل القامة في المستشفيات يصل
يوما وهو معدل مرتفع إذا وضعنا في العتبار أن جميع هذه المستشفيات 47 إلى
ليست للنقاهة وقد يكون سبب ارتفاع هذا المعدل هو وجود حالت تصل إلى سنوات
حيث أن أكثر الحالت بقاءً التي شملتها هذه الدراسة بلغت سنتين .ويذكر
الختصاصيون الجتماعيون أن هناك بعض الحالت مكثت في المستشفى أكثر من
ذلك .أما بخصوص العمار فقد تدرجت من 92-16سنة في حين كان المعدل حوالي
عاما وهذا يدل على أن غالبية هؤلء المرضى هم من كبار السن ومن الممكن 49
اعتبار هذا الشيء طبيعيا حيث أن كبار السن هم أكثر الناس اعتللً وحاجة إلى
المستشفيات كما تشير إلى ذلك العديد من الدراسات.
ويتضح من الجدول أن حوالي %29من المبحوثين يقعون تحت فئة أعزب ورغم أن غالبية
سنة مما يعني أنه من المفترض أن تكون 49 المبحوثين من كبار السن حيث أن معدل العمر لديهم
فئة العازبين قليلة ،ولكن قد يكون عدم فهم المبحوثين لما تعنيه كلمه أعزب هو السبب في ارتفاع
19
هذه النسبة حيث أن البعض يعتقد أن وجوده في مدينة الرياض من غير زوجته وأولده يعني أنه
أعزب إضافة إلى أن البعض يعتقد أن كونه غير متزوج في هذه اللحظة فهو أعزب حتى لو سبق
له الزواج أو كان منفصلً عن زوجته.
وقد يكونوا بالفعل عازبين ولم يسبق لهم الزواج أبدا ول يوجد لديهم أولد وهذا هو سبب
عدم خروجهم من المستشفى وإذا جمعنا فئة العازبين مع الرامل والمطلقين نجد أنها نسبة مرتفعة
حيث تصل إلى %58من المبحوثين مما يدل على أن معظم هؤلء الشخاص الذين يطول بقائهم
في المستشفى هم من ضحايا التفكك السري وعدم وجود أولد لديهم .ويلحظ أن %25من
المبحوثين متزوجين مما يعني أن كل منهم هو عضو في أسرة ومع ذلك يطول بقاؤهم في
المستشفى وقد يكون السبب في ذلك عوامل أخرى سوف تتم مناقشتها من خلل هذه الدراسة .
ويلفت النتباه هنا ارتفاع نسبة من كانت إجابتهم تحت أخرى حيث بلغت حوالي %16وقد
يكون السبب في ذلك عدم التفريق الدقيق بين هذه الفئات فإذا نظرنا إلى بعض هذه الجابات نجد
أن البعض منهم متزوج إل أنه يصف نفسه عازب وذلك لبقائه فترة طويلة في مدينة الرياض
بدون زوج وهناك من أشارت إلى أن زوجها مسجون كما أشار أحد المرضى إلى أنه في فترة
عاما .و يتضح من الجدول انخفاض المستويات التعليمية للمبحوثين وقد 34 خطوبه وكان عمره
يكون هذا النخفاض بسبب تقدمهم في السن حيث أن معظمهم من كبار السن الذين لم يحصلوا
على قدر كاف من التعليم .وبالنظر إلى جنسية المرضى نجد أن الغالبية العظمى من السعوديين
وذلك لن هذه المستشفيات جميعها حكومية وترفض استقبال غير السعوديين إل في حالت نادرة
إضافة إلى أن غير السعوديين المقيمين في المملكة هم من فئة الشباب وهي أقل الفئات حاجة إلى
المستشفيات .
وعند سؤال المبحوثين عن مكان إقامتهم حسب وجودهم في مدينة الرياض أم خارجها أفاد معظم
المبحوثين أنهم ليسوا من سكان مدينة الرياض فلقد ذكر %69من المبحوثين أنهم من القرى
والهجر والمدن الصغيرة مما يقودنا إلى استنتاج عدم وجود سكن لغالبيتهم في مدينة الرياض
المر الذي يضيف صعوبة إلى عملية مغادرتهم للمستشفى .وبالنظر إلى الموقع الجغرافي لمدينة
الرياض نجد أن هناك عددا كبيرا من المدن التابعة لها والتي تقع على مسافات بعيدة جدا من
مدينة الرياض مثل مدن الجوف وتبوك وجيزان التي تبعد أكثر من 1000كم عن مدينة الرياض مما
يشكل صعوبة للمرضى من هذه المدن ويجعلهم يفضلون البقاء في المستشفى .ويوضح الجدول
التالي تقسيم المبحوثين حسب مكان إقامتهم .
20
2 جدول رقم
الرياض
31% 29
جيزان
15% 14
منطقة الجوف
11.5% 11
تبوك
11% 10
عسير
11% 10
القصيم
7.5% 7
منطقة الرياض
6.5% 6
أخرى
6.5% 6
المجموع
100% 93
وعندما سئل المبحوثون عن أوضاعهم السرية وهل يوجد لديهم أولد وكم عدد أفراد أسرهم في
مبحوثا أن لديهم أولدا وبنسبة %66في حين 61 حالة وجودهم وهل يعيشون مع هذه السر ،آفاد
مبحوثا ل يوجد لديهم أولد . %34ويتضح من الجدول التالي البناء السري للمبحوثين 32 أن
الذين ذكروا أن لديهم أولد وأسر .
يعيشون لوحدهم
24% 16
مبحوثا فقط يسكنون مع أزواجهم وأولدهم في أسر 22 ونلحظ من خلل الجدول أن
متكاملة في حين أن الغالبية العظمى يعانون من التفكك السري بمختلف أشكاله فهناك من يسكن
21
بمفرده رغم وجود أولده في نفس المدينة وهناك من تسكن مع أطفالها فقط بدون وجود زوج
وهناك من يعيش مع الطرف الخر في الزواج (الزوج أو الزوجة) ومهما كانت هذه الظروف
فإنها لبد وأن تؤثر على قرار هؤلء الشخاص وبقائهم في المستشفيات لفترات طويلة .
وعند السؤال عن الحالة القتصادية للمبحوثين اتضح أن معظمهم ليس لديه دخلً شخصيا حسب
إفادتهم %81وقليل من هم المرتبطون بوظائف سواء كانت حكومية أم للقطاع الخاص ولكن يبقى
التأكد من الحالة القتصادية للمبحوثين أمرا في غاية الصعوبة نظرا لتهرب الكثير من المرضى
من إعطاء معلومات حقيقية حول أحوالهم القتصادية ويذكر الختصاصيون الجتماعيون أن
الكثير من المرضى ل يدلون بمعلومات صحيحة حول هذا الموضوع .
مرضى نفسي
15% 14
سرطان
14% 13
فشل كلوي
9.5% 9
كسور
9.5% 9
شيخوخة
7.5% 7
أخرى
14% 13
تؤكد هذه الدراسة أن جميع المرضى طويلي القامة وطلب منهم مغادرة المستشفى
ولكنهم رفضوا ،وبالنظر إلى الفئات الواردة في الجدول أعله يتضح أن هناك مرضى يعانون من
أمراض معقدة وخطيرة وتوحي للقارئ بأنه يجب أن يبقوا في المستشفى .إل أن هذه الدراسة تؤكد
أن جميع هؤلء المرضى طلب منهم الطباء مغادرة المستشفى أما لكونهم ل يحتاجون إلى التنويم
وبالمكان الحصول على العناية الطبية التي يحتاجونها في أماكن أخرى أو لنه تم تقديم العلج
المطلوب ول داعي لستمرارهم كمنومين ،وفي بعض الحالت تكون حالت مستقرة أو ل يمكن
تحقيق أي تقدم في علج الحالة وتصبح الحالة ميئوؤس من علجها Hopeless caseولبد من
إخلء السرير الطبي من أجل تقديم العلج لمرضى آخرين على أن يتم تحويل هؤلء المرضى
إلى مستشفيات النقاهه أو مراكز طبية أو تجهيز غرفة في المنزل للمريض من أجل تقديم العناية
22
الصحية المطلوبة .ومن خلل الجدول يتضح أن المرضى طويلي القامة هم في الغالب من
المشلولين غير القادرين على الحركة %30.5والبعض منهم غير قادر على الحديث ورغم هذا
فإن المستشفيات بعد أن تقدم لهم العلج والرعاية الطبية المطلوبة وتستقر حالتهم يطلب منهم أو
من أقاربهم إخراجهم من المستشفى وتشكل مثل هذه الفئة مشكلة كبيرة للمستشفى وللمريض
وأقاربه .
فالمريض أو أقاربه يرون أنه ليس بمقدورهم خدمة المريض ورعايته طبيا في حين أن
المستشفى يرى أن السّرة الطبية والطباء والكوادر الطبية يجب أن ل تنشغل بالحالت المستقرة
أو الميوؤس منها ولبد من مغادرة المستشفى .والفئة الخرى التي تعاني نفس المشكلة هم
المرضى النفسيون %15حيث يشكلون مشكلة مزدوجة لهاليهم أولً وللمستشفيات ثانيا ،وكثيرا
ما تعاني المستشفيات من إقامة بعض المرضى النفسيين فترات طويلة إل أن هذه المعاناه ل تقاس
بمعاناه الهل والقارب الذين ل يعرفون ماذا يفعلون مع المرضى النفسيين الذين يشكلون خطرا
على أنفسهم وأسرهم وأقاربهم خصوصا إذا كان من الصعب السيطرة على سلوكهم .ويذكر أحد
الختصاصين الجتماعين قصة محزنه في هذا المجال عندما أصر أحد المستشفيات على عائلة
أحد المرضى النفسيين بإخراجه من المستشفى وأخذه إلى منزل السرة التي بدورها أحضرت له
معالجا شعبيا يدعي أن بمقدوره علج هذا المريض وأمر بضربه بقسوة على أعلى العنق من
الخلف مما أودى بحياته وكان يعتقد أنه بهذا العمل سوف يطرد ما به من مس من الجن فكانت
النتيجة وفاه المريض.
23
تساؤلت الدراسة
يوضح الجدول رقم ( )5أسباب تأخر خروج المرضى من المستشفيات وتحولهم إلى
مرضى طويلي القامة .
جدول رقم ()5
بالنظر إلى الجدول أعله نستطيع الجابة على أحد تساؤلت هذه الدراسة حول أهم
السباب التي تؤدي إلى تأخر خروج المرضى من المستشفيات .فلقد أكد %75من المبحوثين أن
السبب الرئيسي في بقائهم في المستشفى فترة طويلة هو عدم استطاعتهم العناية بأنفسهم .وبالتالي
فإن هدفهم من البقاء في المستشفى وجود من يعتني بهم سواء من ناحية طبية أو تمريضيه وقد
يكون هذا الشيء مبررا إذا ما علمنا أن حوالي نصف عينة هذه الدراسة %46من المسنين إضافة
إلى بعض المرضى الذين ل يستطيعون العناية بأنفسهم بسبب المرض .ويختلط المر كثيرا بين
24
العناية الطبية والعناية التمريضية فمن وجهة نظر المستشفيات فإن جميع هؤلء المرضى
يحتاجون إلى عناية تمريضية فقط وليسوا في حاجة إلى عناية طبية وبالتالي فلبد من مغادرة
المستشفى وبإمكانهم الحصول على الرعاية التمريضية بأي شكل وهي ليست من اختصاص
المستشفيات .وتجدر الشارة هنا إلى أن المجتمع السعودي ل يوجد به دور أو مراكز للعجزة من
كبار السن أو حتى مراكز تمريض Nursing homeكما هو الحال في بعض المجتمعات العربية
والعالمية مما يجعل المستشفى هو المكان الوحيد لقامة مثل هذه الحالت حيث تبدأ رحلة المعاناة
المزدوجة من المستشفيات ومن المرضى وأسرهم التي تنتهي بتبادل التهامات بين المستشفيات
وأفراد المجتمع الذين يعتقدون أن المستشفيات الحكومية المجانية يجب أن تقوم بهذه المهمة وبغض
النظر عن أية اعتبارات تراها المستشفيات في هذا المجال .
وفي اعتقادي أن المجتمع السعودي لبد وأن بعيد النظر في موقفه المعارض لفتتاح دور
لرعاية المسنين بحجة أن السرة السعودية تقوم بهذا الدور الذي تمليه عليها الشريعة السلمية إل
أن واقع هذه الدراسة يكشف عدم صحة هذه المقولة فل السر قامت بدورها وليس كل مريض
لديه أسرة وبالتالي فإن وجود دور رعاية المسنين أو مراكز التمريض Nursing homeأصبح
ضرورة ملحة لبد من الخذ بها .ويتضح من الجدول أن نسبة كبيرة من المبحوثين ليس لهم
أولد ول ينتمون إلى أسر %59وقد سبقت الشارة إلى أن نسبة كبيرة من عينة هذه الدراسة
تعاني من التفكك السري بكل أشكاله وبل شك فإن عدم النتماء إلى أسرة وعدم وجود الولد
لبد وأن يؤثر سلبا في عدم مساعدة المريض على مغادرة المستشفى .ويعتقد الكثير من المرضى
أنهم في حاجة إلى المزيد من الرعاية الطبية ولهذا فإنهم ل يقتنعون بوجهة نظر الطبيب في
الخروج من المستشفى وقد يكون نقص الوعي وانخفاض المستوى التعليمي عندهم هو السبب
المباشر في مثل هذا المفهوم ولكن لبد من الشارة هنا إلى الدور الذي يقوم به الطبيب وطريقة
تعامل الطباء مع المرضى حيث أن الكثير من الطباء مع السف ل يناقشون المرضى ول
يعطونهم الفرصة الكافية لسماع وجهات نظرهم حول حالتهم الصحية المر الذي يقود إلى عدم
قناعة الكثير من المرضى بوجهه نظرهم وتشير الدراسات إلى أن العلقة بين المريض وبين
الكوادر الطبية ليست كما يجب أن تكون ,فالكثير من أفراد الطاقم الطبي العامل مع المصابين
بأمراض خطيرة ل يمنحون الفرصة للمريض أو لسرته للمشاركة في القرارات التي تخصه
وطريقة العلج ،وربما يعّدون المريض وأسرته أشخاصا غير قادرين على تحمل المسئولية أو
غير مؤهلين لدراك حالة المريض وفهمها فعادة ما تتم التصالت بين الطاقم الطبي من جهة
والمريض وأسرته من جهة ثانية عبر قناة واحدة ،فالمريض وأسرته مستقبلون فقط للخطة
25
العلجية والتعليمات الطبية وليسوا شركاء في العملية العلجية (الباز .)2000ويشير الجدول إلى
أن %44من المبحوثين يرغبون في مغادرة المستشفى ولكن منعتهم ظروفهم القتصادية حيث
أنهم غير قادرين على تأمين مستلزمات الرعاية الطبية المنزلية .ويشير %41أنه ل يوجد لهم
مكان مناسب يذهبون إليه إذا خرجوا من المستشفى .
وقد أفاد %38من أفراد العينة أنهم ل يتفقون مع الطبيب الذي كتب لهم الخروج وقد
يكون سبب عدم هذا التفاق هو ما تم ذكره سابقا إل أنه لبد من الشارة إلى الدور الذي يفترض
أن يقوم به الختصاصيون الجتماعيون مع مثل هؤلء المرضى وسوف يتم مناقشة هذا الدور في
الجابة على بقية تساؤلت هذه الدراسة .وتشكل قائمة النتظار للتحويل إلى مستشفى النقاهة
مشكلة لـ %38والجدير بالذكر أنه يوجد مستشفى واحد فقط للنقاهة في مدينة الرياض ويتطلب
التحويل إليه فترة طويلة من النتظار والمخاطبات الروتينية التي تمتد إلى عدة أشهر .ويشكل
الشعور بالخوف بعد مغادرة المستشفى هاجسا يطارد %35من عينة هذه الدراسة وقد يكون هذا
الخوف من اعتلل الحالة الصحية بشكل أكبر بعد مغادرة المستشفى فغالبا ما يكون هذا الخوف
مرتبط بطول القامة في المستشفى حيث يعتاد المريض على بيئة المستشفى ويشعر أنه أصبح
معتمدا كليا على الكوادر العاملة في المستشفى .ويخشى بعض المرضى من العزلة %30
خصوصا وأن عدد كبيرا من عينة هذه الدراسة يعانون من التفكك السري مما يعكس معاناتهم
الشديدة من العزلة الجتماعية والوحدة خصوصا كبار السن الذين في أمس الحاجة إلى من
يؤانسهم ويخفف عليهم من آثار هذه العزلة .وعند سؤال المبحوثين عن مدى مساعدة
الختصاصي الجتماعي أفاد %18أن الختصاصيين الجتماعيين لم يساعدوهم في مواجهة
مشكلة بقائهم في المستشفى مما يعني أن %82حصلوا على مساعدة ويبقى نوع المساعدة من
عدمه في حاجة إلى المزيد من اليضاح والتفصيل وسوف يتم مناقشة ذلك عند الحديث عن دور
الختصاصيين الجتماعيين .
من أجل الجابة على تساؤل الدراسة حول الدور الذي يقوم به
الختصاصي الجتماعي مع المرضى المتأخر خروجهم تم إستخدام مقياس مخصص لهذه الدراسه
مكون من 17عباره .ولقد تباينت إستجابات المبحوثين لهذا المقياس إل أنها بشكل عام أوضحت
أيجابية الدور الذي يقوم به الختصاصي الجتماعي مع المرضى وبالنظر إلى عبارات المقياس
في الجدول التالي نستطيع الطلع عليها وأكثرها ايجابية .
26
جدول رقم 6يوضح مقياس الدور الذي يقوم به
الختصاصي الجتماعي مع المرضى المتأخر خروجهم
موقف البحوثي
العبـــــارة
غي متوفر غي موافق بشدة غي موافق أوافق موافق بشدة
4 10 25 61 الختصاصي الجتماعي يعرفن بشكل جيد 1
4 9 23 57
% % % %
9 5 9 33 44 الختصاصي الجتماعي يعرف مشكلت بشكل كامل 2
8 5 8 31 41
% % % % %
11 3 13 32 41 الختصاصي الجتماعي مهتم بشكلت 3
10 3 12 30 38
% % % % %
9 10 16 35 30 الختصاصي الجتماعي يربطن به علقة جيدة 4
8 9 15 33 28
% % % % %
11 8 11 25 46 الختصاصي الجتماعي ساعدن كثيا 5
10 7 10 23 43
% % % % %
8 3 14 31 44 الختصاصي الجتماعي يزورن باستمرار 6
7 3 13 29 41
% % % % %
1 6 16 23 54 الختصاصي الجتماعي حاول كثيا إياد حل لشكلت 7
1 6 15 21 50
% % % % %
17 9 16 26 32 الختصاصي الجتماعي قام باتصالت كثية من أجل حل مشكلت 8
16 8 15 24 30
% % % % %
13 4 11 30 42 الختصاصي الجتماعي درس حالت بشكل مكتمل 9
12 4 10 28 39
% % % % %
9 3 5 23 60 الختصاصي الجتماعي أكثر الكوادر العاملة ف الستشفى فهما لشكلت 10
8 3 5 21 56
% % % % %
15 9 10 19 47 الختصاصي الجتماعي ينقل وجهة نظري للكوادر الطبية 11
14 8 9 18 44
% % % % %
9 8 21 41 23 الختصاصي الجتماعي اوضح ل الكثي من المور الغامضة 12
8 7 19 38 21
% % % % %
14 12 14 28 32 الختصاصي الجتماعي يقوم بدور ملموس 13
13 11 13 26 30
% % % % %
11 16 15 28 30 الختصاصي الجتماعي له تأثي اياب على أفراد أسرت وأقارب 14
10 15 14 26 28
% % % % %
12 2 4 33 49 أثق كثيا ف الختصاصي الجتماعي 15
11 2 4 31 45
% % % % %
غي متوفر موافق بشدة موافق غي موافق غي موافق بشدة العبـــارة
19 18 13 12 14 13 23 21 31 29 الختصاصي الجتماعي ليس بإمكانه حل مشكلت 1
% % % % %
11 10 14 13 15 14 27 25 33 31 الختصاصي الجتماعي ل يقم بدور يذكر 2
% % % % %
27
وبالنظر إلى المقياس بشكل عام نجد أن المرضى يرون أن الختصاصي الجتماعي يقوم بدور
إيجابي ومحسوس من قبل المرضى كما يتضح من الجدول التالي :
جدول رقم ()7
41.1 موافق بشدة
28.4 موافق
12.6 غير موافق
71.4 غير موافق بشدة
10.5 غير موجود
أذ نجد أن %41.1من المبحوثين يوافقون بشدة على معظم العبارات التي وردت في المقياس
أضف إلى ذلك أن 28.4يوافقون على ايجابية هذا الدور .وإذا ما أضفنا الموافقين بشدة إلى
الموافقين نجد أن %69.5من المبحوثين يعتقدون أن الختصاصي الجتماعي يؤدي دورا إيجابيا
بشكل عام مقابل %20يرون عكس ذلك تماما ،ول يجدون أي دور يذكر للختصاصين
الجتماعين في حل مشكلتهم ،ونستطيع القول أن غالبية المرضى يوافقون على أن الختصاصي
الجتماعي يقوم بدور جيد ويساعدهم في الكثير من المواقف وهي نسبة جيدة إذا ما وضعنا في
العتبار حداثة مهنة الخدمة الجتماعية في المستشفيات والمجتمع السعودي بشكل عام .
28
جدول رقم ()8
يوضح البيانات الديموغرافيه للختصاصيين الجتماعيين
الذين شملتهم هذه الدراسة
النسبة العدد
42% 14 رجل
الجنس
58% 19 امرأة
100% 33 المجموع
52% 17 خدمة اجتماعية
24% 8 اجتماع
12% 4 علم نفس التخصص
12% 4 أخرى
100% 33 المجموع
33% 11 أقل من 5سنوات
24% 8 من 10-5سنوات سنوات
27% 9 من 15-10سنة الخبرة
15% 5 اكثر من 15سنة
يتضح من الجدول رقم ( )8أن %58من الختصاصين الجتماعين العاملين في المستشفيات من
النساء وهي نسبة تكاد تكون معقولة نظرا لن ممارسة مهنة الخدمة الجتماعية يسيطر عليها
العنصر النسوي في الكثير من البلدان .ويتضح من نفس الجدول أن حوالي %50من هؤلء
الختصاصين الجتماعين ليسو من المتخصصين في الخدمة الجتماعية رغم أن مسمى القسم
ومسمى الوظيفة خاص بالخدمة الجتماعية .ومن المؤسف أن نجد هذه النسبة المرتفعة من غير
المختصين الذين يمارسون دورا خاصا بالخدمة الجتماعية ،ولعل هذه النسبة المرتفعة تثبت ما تم
29
مناقشته سابقا من عدم العتراف المجتمعي بهذه المهنة المر الذي يخلق صعوبة لممارسة هذا
الدور وقد يكون هذا هو أحد السباب وراء عدم بروز مهنة الخدمة الجتماعية بالشكل المطلوب .
30
من أجل الجابة على تساؤل الدراسة حول الصعوبات التي تعرقل الختصاصي الجتماعي في
عمله مع المرضى طويلي القامة تم توجيه هذا السؤال إلى 33اختصاصي اجتماعي يعملون
في المستشفيات ويتعاملون مع مرض طويلي القامة ،ويوضح الجدول التالي أهم هذه الصعوبات
:
السبب
79% 26 عدم وجود أولد أو أهل أو أقارب 1
72% 24 عدم تعاون المريض وعدم قدرته على رعاية نفسه 2
64% 21 عدم تعاون الهل والقارب في حال وجودهم 3
64% 21 عدم وجود جهات تستقبل المرضى الغير قادرين 4
على خدمة أنفسهم (الحالت المستقرة والميئوس منها)
55% 18 عدم تفهم الطباء لدور الختصاصي الجتماعي 5
وعدم تعاونهم لفهم مشكلة المريض
52% 17 قصر الوقت المتاح للختصاصي الجتماعي للتصرف 6
إضافة إلى كثرة الحالت
45% 15 عدم وجود ميزانية مباشرة لمساعدة المرضى 7
45% 15 ارتباط قرار الختصاصي الجتماعي بجهات أخرى 8
42% 14 كثرة الجراءات الدارية والروتينية 9
33% 11 عدم تعاون المؤسسات والدوائر الحكومية 10
في حال طلب مساعدتهم
27% 9 عدم وجود مراكز وخدمات مساندة في المجتمع 11
تقدم مساعدة لهؤلء المرضى
31
يتضح من الجدول أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه الختصاصيين الجتماعيين في
مهمتهم الصعبة مع المرضى طويلي القامة في المستشفيات الحكومية .ويشتكي كثير من
الختصاصين من الكثير من المشكلت التي تعرقل عملهم في المستشفيات بشكل عام ومع
المرضى طويلي القامة بشكل خاص .ويعتقد الكثير من الختصاصين أن عدم وجود أولد أو
أسرة أو أقارب يشكل عقبة ل يستطيعون تجاوزها في محاولتهم لخراج المريض من المستشفى
إذ يرى %79من الختصاصيين الجتماعيين أن هذه المشكلة من أكبر المشكلت القائمة في
المستشفيات .وتزداد هذه المشكلة تعقيدا إذا ما علمنا أنه ل يوجد في مدينة الرياض سوى مستشفى
واحد للنقاهة ويعتبر صغيرا جدا وغير كاف لستقبال مثل هذه الفئات من المرضى .ويشتكي
الكثير من الختصاصين من المرضى أنفسهم ويصفونهم بعدم التعاون معهم من أجل حل
مشكلتهم بل أن البعض منهم يعطون معلومات خاطئه حول أوضاعهم الجتماعية والقتصادية
اعتقادا منهم أن هذا هو السبيل الوحيد لعدم خروجهم من المستشفى ويعتبر %72من المرضى
غير متعاونين إضافة إلى عدم مقدرتهم على العناية بأنفسهم ول يقتصر عدم التعاون على
المرضى بل ويشتكي الختصاصيون الجتماعيون من عدم تعاون الولد والهل في حال
وجودهم ويرى %64من الختصاصيين أن هذه المشكلة تعرقل عملهم وتخلق أمامهم صعوبة
يحتاجون إلى المزيد من الوقت لتجاوزها .ويشير بعض الختصاصيين الجتماعيين إلى أن هناك
مفهوم خاطيء لدى هؤلء الناس حيث يرددون دائما أن هذا مستشفى حكومي ومن حق المريض
المكوث فيه دون اعتبار للكثير من العوامل الصحية والمادية والتنظيمية لهذا المستشفى والتي
سبق الحديث عنها .ويرى بعض الختصاصيين الجتماعين أن عدم وجود جهات أو مراكز أو
مستشفيات نقاهة تستقبل هؤلء المرضى هي العقبة الحقيقية التي تعوق نجاحهم مع هذه الحالت
.%61ويوجد في مدينة الرياض مستشفى واحد للنقاهة وجميع أسّرته مشغوله طوال العام ويوجد
قائمة انتظار للمرضى المحولين إلى هذا المستشفى وخصوصا وأن الكثير من الحالت من غير
القادرين على خدمة أنفسهم ولبد من وجود مكان يقدم لهم الرعاية التمريضية .
ويشتكي الكثير من الختصاصيين الجتماعيين من الطباء ويعتقدون أنهم يشكلون صعوبة
أمامهم وذلك بسبب عدم التفهم لدورهم وعدم تعاونهم .فيرى %55من الختصاصين أن الطباء
هم جزء من المشكلة بسبب عدم تفهمهم لمشكلة المريض وأحيانا ل يعطون الختصاصي
الجتماعي أية معلومات عن المريض والوقت المتوقع لخروجه ثم يفاجئون الختصاصي بطلب
خروج المريض فورا .وتتمثل بعض هذه الصعوبات في تأخر الطباء في إعداد تقارير طبية
للمرضى في حال طلب منهم ذلك من أجل مخاطبة جهات أو مؤسسات قد تساعد المرضى .كما
32
أن قصر الوقت المتاح للختصاصي الجتماعي وكثرة العباء الملقاة على عاتقه يشكل تحديا
صعبا ويشتكي %52من الختصاصيين الجتماعيين من هذه المشكلة رغم أن جميع الحالت التي
شملتها هذه الدراسة أمضت أكثر من 15يوما من تاريخ إذن الخروج من المستشفى إل أن بعض
الختصاصين يرى أن ذلك غير كاف من أجل حل مشكلة معقدة ومتعددة الجوانب .ويبدو أن
الختصاصيين الجتماعيين يعانون من كثرة العمال وعدم وضوح الدور إضافة إلى قلة أعدادهم
فتجد مستشفى كبير بحجم مستشفى الملك خالد الجامعي ثاني أكبر مستشفى في مدينة الرياض
يضم 9اختصاصين اجتماعين فقط .
يشتكي الكثير من الختصاصيين الجتماعيين من عدم وجود ميزانية خاصة بأقسامهم
ليتمكنوا من مساعدة المرضى مباشرة دونما حاجة إلى اللجوء إلى الجمعيات الخيرية ولجان
أصدقاء المرضى التي تقدم مساعدات محدودة وترتبط الكثير من قرارات الختصاصين
الجتماعين بجهات أخرى مما يضاعف من الصعوبات التي تواجههم ويضطرون إلى النتظار
طويلً من أجل الحصول على موافقة أو مساعدة من جهات أخرى سواء كانت هذه الجهات من
داخل المستشفى أو من خارجه .
ويرى حوالي %42أنهم مكبلون بكثرة الجراءات الدارية والروتينية التي تقف سدا
منيعا أمامهم في إنجاز الكثير من المهام ويروي أحد الختصاصين أنه من أجل أن يلزم أبناء أحد
المرضى بإخراجه من المستشفى فإنه يحتاج إلى إعداد الكثير من الوراق والتقارير الطبية والرفع
بها إلى مدير المستشفى الذي يرسلها إلى وزارة الصحة التي تقوم بدورها بمخاطبة أمارة مدينة
الرياض التي تحيل هذا الموضوع إلى الشرطة الذين يتأخرون كثيرا في تنفيذ مثل هذا القرار
وأحيانا يقومون بمخاطبات عكسية إلى أن يصل الموضوع إلى الختصاصي الجتماعي مرة ثانية
وتستغرق مثل هذه العملية عدة شهور يتوفى خللها بعض المرضى ويدخل مرضى آخرون مما
يعكس المعاناة الحقيقية التي يعانيها الختصاصيون في هذه المهمة
التوصيات :
من خلل مناقشة نتائج هذه الدراسة تبدو الحاجة ماسة إلى تنفيذ التوصيات التالية :
-1العمل على إنشاء مراكز متخصصة تكون مهمتها الرئيسية تقديم الرعاية التمريضية ومثل
هذه المراكز معروفة ومعمول بها في الكثير من دول العالم بمسميات مختلفة .وتكون مهمتها
استضافة المرضى طويلي القامة في المستشفيات والغير قادرين على مغادرة المستشفى أو
خدمة أنفسهم وليس بالضرورة أن تكون هذه المراكز حكومية ،فقد يسمح للقطاع الخاص
بالستثمار في مثل هذه المراكز .وغالبا ما تكون التكلفة فيها أقل بكثير من المستشفيات .
33
-2ضرورة الستعجال في التأمين الطبي لكل شخص .حيث أن مثل هذا التأمين يقضي على
هذه المشكلة نهائيا فبإمكان المريض الذي يحمل بطاقة تأمين التوجه إلى المستشفيات الخاصة
مباشرة دون أن يواجه أية مشاكل مالية.
-3ضرورة إعطاء صلحيات أكثر للختصاصيين الجتماعيين في المستشفيات وتخويلهم إتخاذ
الكثير من القرارات بالتنسيق مع إدارة المستشفى مباشرة .
-4العمل على إنشاء صناديق وميزانيات خاصة بأقسام الخدمة الجتماعية في كل مستشفى
والسماح لهذه القسام باستقبال التبرعات من أفراد المجتمع مباشرة مما يسهل عملهم
ويساعدهم على تقديم المساعدات المادية مباشرة ومن المعروف أن المساعدات المادية هي
أهم أنواع المساعدات التي يبحث عنها الكثير من عملء أقسام الخدمات الجتماعية .
-5ضرورة توعية الطباء وجميع الكوادر الطبية العاملة في المستشفى بالدور الذي يقوم به
الختصاصيون الجتماعيون كما أنهم مطالبون بتفعيل أدوارهم وإثبات أنفسهم والقيام بالكثير
من أعمال التوعية والتثقيف داخل المستشفى.
34