جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /رياض بن محمد المسيميري
http://www.islamlight.net/almosimiry تفسير سورة النفطار 2 بسم الله الرحمن الرحيم ب ان َت َثرَتْ* وَِإذَا ا ْل ِبحَارُ ُفجّرَتْ* وَِإذَا الْ ُقبُورُ طرَتْ* وَِإذَا ا ْلكَوَاكِ ُ سمَاء ان َف َ ((إذَا ال ّ غ ّركَ ِب َر ّبكَ ا ْل َكرِيمِ* خرَتْ* يَا َأ ّيهَا ا ْلإِنسَانُ مَا َ س مّا َقدّمَتْ وََأ ّ ت نَفْ ٌ ُب ْعثِرَتْ* عَِلمَ ْ ن بِالدّينِ* اّلذِي خَلَ َقكَ َفسَوّاكَ َف َعدََلكَ* فِي َأيّ صُورَ ٍة مّا شَاء َر ّك َبكَ* كَلّا بَلْ ُت َك ّذبُو َ ن مَا تَ ْفعَلُونَ)). وَِإنّ عََل ْيكُ ْم َلحَا ِفظِينَ* كِرَاما كَا ِتبِينَ* َيعَْلمُو َ ح الغَريب : شَرْ ُ سمَاء ان َفطَرَتْ) :أي انشقت . (إذَا ال ّ ب ان َتثَرَتْ) :أي تساقطت ،وانفرط نظامها . (وَِإذَا ا ْلكَوَاكِ ُ جرَتْ ) :أي :انفتح بعضُها على بعض فصارت بحرا واحدا ،أو (وَِإذَا ا ْل ِبحَا ُر فُ ّ استعرت نارا . (وَِإذَا الْ ُقبُو ُر ُب ْعثِرَتْ ) :أي ،أي أخرج من فيها من الموات . خرَتْ) :أي :علم كل إنسان صالح عمله وفاسده ،وطيبه س مّا َق ّدمَتْ وََأ ّ ت نَفْ ٌ (عَِلمَ ْ وخبيثه . غ ّركَ ِب َر ّبكَ ا ْل َكرِيمِ ) :هذا تهديد ،أي ما الذي جرأك أيها ن مَا َ (يَا َأ ّيهَا ا ْلإِنسَا ُ النسان على ربك حين أقدمت على معصيته وقابلته بما ل يليق؟! . ( َفسَوّاكَ َف َعدََلكَ ) :أي جعلك سويا معتدل القامة ،في أحسن الهيئات ،والشكال . (فِي َأيّ صُورَ ٍة مّا شَاء َر ّك َبكَ) :أي في أي شبه شاء جعلك؛ سواء شبه أب أو أم ، أو عم ،أو خال ،أو خلف ذلك . ن بِالدّينِ) :أي :بل إنّما يحملُكم على مواجهة الكريم ،ومقابلته ل ُت َك ّذبُو َ (كَلّا بَ ْ ب في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب . بالمعاصي تكذي ٌ (وَإِنّ عََل ْي ُكمْ َلحَافِظِينَ) :أي الملئكة الحفظة . ( ِكرَاما كَا ِتبِينَ ) :أي موصوفون بالكرم وموكلون بالكتابة لكل صغيرة وكبيرة من أعمال ابن آدم .
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /رياض بن محمد المسيميري
http://www.islamlight.net/almosimiry تفسير سورة النفطار 3 ن مَا تَ ْفعَلُونَ ) :من الحسنات والسيئات ،فيكتبونها لكم أو عليكم ،وقد منحهم ( َيعَْلمُو َ ال تعالى القدرة على متابعة المكلفين متابعة دقيقة بحيث يحصون عليه مثاقيل الذر. هداية اليات : في هذه السورة يذكر ال – تعالى -جملة من الحداث العظام التي يجريها – سبحانه– بقدرته يوم القيامة ،وهي أحداث سبق ذكر بعضها في سور أخرى سمَاء انشَقّتْ)) ونحو ذلك ، سمَاء ُكشِطَتْ)) ((ِإذَا ال ّ بعبارات متقاربة مثل ( :وَِإذَا ال ّ ومن خلل أسلوب التنويع والتكرير يحصل تشويق النفوس على الستجابة والذعان ،واليمان والتسليم لوحدانية ال وقدرته على البعث والنشور ،والحساب والجزاء . كما يُحذّر ال -تعالى -من خلل السورة هذا النسان المغرور ،المقتحم للمعاصي والذنوب ،والخطايا والسيئات من مغبة الستمرار على قبيح صنعه وسيء عمله مغترا بستر ال وإمهاله له . ومُذكرا له بعظيم منة ال عليه حيث أحسن خلقه ،وأتقن صنعه ,وجعله في أجمل صورة ،ولو شاء لجعله في صورة أقبح الخلئق من خنازير وقردة كما قال ذلك جمع من أهل التفسير ! ن بالقبيح فيتجرأ على موله وخالقه فل يُحسن أن يقابلَ الحسان بالساءة ،والحس َ ن! سعيا وراء حظوظ نفسه ،وشهواتها ,وطاعة لشياطين النس والج ّ فإنّ أقواله وأفعاله معلومة مكتوبة ,وسيُجازي على الصغير والكبير ،والنقير والقطمير ،فليتق ال ربه وليراقب الخبير البصير الذي ل تغيب عليه غائبة ول تخفى عليه خافية في الرض ول في السماء . وعلى العاقل أن يتجنب كل قول أو فعل يُكسبه ذنبا ويُحمله وزرا ،ويُعرّضه لمقت ال وغضبه؛ فإنّ ال عزيز ذو انتقام ،يُمهل ول يهمل ،ويَحلم ول يغفل . فليت شعري هل يستفيقُ أولئك السادرون في غيهم والتائهون في ضللهم ، والراكضون خلف شهواتهم ؟! جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /رياض بن محمد المسيميري http://www.islamlight.net/almosimiry تفسير سورة النفطار 4 وليت شعري هل ينتبه الغافلون المغترون بشبابهم وصحتهم ويعلمون أنّ الشباب زائل والصحة ذاهبة والعمر فانٍ ؟! . ع ْنهَا جحِيمٍ * َيصْلَ ْو َنهَا يَ ْومَ الدّينِ* َومَا ُهمْ َ ن الْ ُفجّارَ لَفِي َ ((ِإنّ ا ْلَأ ْبرَارَ لَفِي َنعِيمٍ * وَإِ ّ ن * ُثمّ مَا َأ ْدرَاكَ مَا يَ ْو ُم الدّينِ * يَ ْو َم لَا َتمِْلكُ نَفْسٌ ِبغَائِبِينَ * َومَا َأ ْدرَاكَ مَا َي ْومُ الدّي ِ شيْئا وَا ْلَأمْرُ َي ْو َم ِئذٍ لِلّهِ)) . ّلنَفْسٍ َ شرح الغريب : ن ا ْلَأ ْبرَارَ َلفِي َنعِيمٍ) :البرار جمع َ :برّ وهو المتصف بالب ّر أي الطاعة ، (إِ ّ فالبرار هو الطائعون ل . جحِيمٍ) :الفجار جمع :فاجر ،وهو المتصف بالمعصية ، ن الْ ُفجّارَ لَفِي َ (وَإِ ّ فالفجار هم العصاة ل ،المتمردون على أمره .والجحيم :هي جهنم ,وقانا ال شرها . ( َيصْلَ ْو َنهَا يَ ْو َم الدّينِ) :يقاسون عذابها ونيرانها يوم القيامة ويوم الحساب والجزاء ع ْنهَا ِبغَا ِئبِينَ) :أي وما الفجار بمخرجين من الجحيم ول بمُخفف عنهم ( َومَا ُهمْ َ من عذابها . ك مَا يَ ْومُ الدّينِ) :أي ما أعلمك ما حقيقة يوم الدين ،وما شأنه العظيم ( َومَا َأ ْدرَا َ وخطبه الجسيم ! شيْئا) :وهذه الجملة تفسير ليوم الدين ،وبأنّه يوم ل تملك س َ (يَ ْومَ لَا َتمِْلكُ َنفْسٌ ّلنَفْ ٍ أي نفس لي نفس شيئا من شفاعة ،أو جلب خير أو دفع ضر إل بإذن ال ورضاه. (وَا ْلَأمْرُ َي ْو َم ِئذٍ لِلّهِ) :أي تدبير ذلك اليوم وحكمه ل وحده ل ينازعه أحد مهما كان ! هداية اليات :
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /رياض بن محمد المسيميري
http://www.islamlight.net/almosimiry تفسير سورة النفطار 5 ل َبرّ تقي ،قانت في هذه اليات المباركات ،والجمل الجامعات ،يُبشر ال تعالى ك ّ مُطيع بأعظم بشارة ،وأحسن خاتمة حيث هئ له النعيم الخالد ،والمجد الدائم ،في جنات النعيم . إنها بشارة ال لمن وحّد ربه بصدق ,وتابع محمدا صلى ال عليه وسلم بإخلص, وأقام الصلة ،وأدّى الزكاة ،وصام الشهر ,وحج البيت ،وبرّ البوين ،ووصل الرحام ,وعفّ عن الحرام ،وأمر بمعروف وزجر عن منكر وجاهد في سبيل ال ! وفي اليات أيضا بشارة من نوع آخر لكل فاجر عنيد ,سكير عربيد ،جواظ غليظ, بأسوأ نهاية وأقبح مصير ،فقد هيئ ال له الجحيم الخالد ،والذّل الدائم ،والعذاب البدي ! إنّها بشارة ال لمن أشرك مع ال غيره ،ونابذ محمدا صلى ال عليه وسلم هديه وسنته ،وأضاع الصلة ,وبخل بالزكاة ,وامتهن حرمة الصيام ,وتوانى عن حج البيت الحرام ،وعقّ البوين ,وقطع وشيجة الرحام ،واقتحم كل ممنوع وحرام ، وأمر بمنكر ,ونهى عن معروف ،وجبُن عن جهاد كلّ عدو ومنافق !! إنّها البشارة بالجحيم المُحرقة المكفهرة ,التي سيصلونها ل محالة يوم الدين . ..يوم تعرض عليهم أعمالهم الذميمة ومخازيهم الفاضحة ،وسيئاتهم الجريئة .. ومن سوء حظهم أنهم متى دخلوا تلك النيران الملتهبة والجحيم الحارقة القاسية؛ فلن يغيبوا عنها ساعة أو بعض ساعة ,بل يا للحسرة! فكل ساعة تقدم تفوق كل ساعة تمضي وما ربك بظلم للعبيد ! إنّه جزاء الطغاة المستخفين بملك الملوك ،علّام الغيوب ،إنّه جزاء المعاندين المستكبرين ،المستخفين بوعد ال ووعيده ،وناره ،وجحيمه ،وعذابه ،ونكاله ! ويا له من جزاء ! ويا لها من خاتمة ! إنّه يوم الدين ,الذي تتمخض فيه حقائق الشياء ،وتتجلى حقائق المور ،ويظفر الفائزون بما كانوا يوعدون ,ويُفجع الخائبون بما كانوا يستخفون !! جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /رياض بن محمد المسيميري http://www.islamlight.net/almosimiry تفسير سورة النفطار 6 وفي ذلك اليوم القريب ل حكم ولقضاء ,ول أمر ول نهي إل ل ،فقد خاب كلّ جبار عنيد ،وظهر ضعف كل مارد صنديد ،وانكشف زيف كل مارق بليد ! ! الهبة فوائد السورة: -1ذكر بعض علمات الساعة وأهوال القيامة ؛ تنبيها للعباد بأخذ الهبة والستعداد. ن كل إنسان سيعلم عمله ونتيجة سعيه. -2أ ّ -3تحذير النسان من مغبة الغرور بحلم ال عليه ,وإمهاله له. -4إثبات اسم الكريم وصفة الكرم ل – تعالى.- -5عظم منة ال على النسان حيث خلقه بأحسن صورة. -6تكذيب الكفرة والملحدة بيوم الدين ظلما وعنادا. -7إحصاء الملئكة لعمال العباد كلها. -8حسن عاقبة البرار,وأنّهم في نعيم مقيم. -9سوء عاقبة الفجار ,وأنّهم في جحيم دائم. ن كل أحد مسؤول عن نفسه ول يملك لغيره شيئا. -10أ ّ ن المر يوم القيامة ل وحده. -11أ ّ
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /رياض بن محمد المسيميري