Professional Documents
Culture Documents
شمْسُ ُك ّورَتْ) :ذهب ضوؤها وأظلمت وقيل :جمعت إلى بعضها .
(ِإذَا ال ّ
ب ان َت َثرَتْ))
(وَِإذَا ال ّنجُومُ ان َك َدرَتْ) :انتثرت كمال قال تعالى (( :وَِإذَا ا ْلكَوَاكِ ُ
( سورة النفطار. )2 :
سيّرت في الهواء .
سّيرَتْ) :قُلعت من أماكنها ،و ُ
جبَالُ ُ
(وَِإذَا ا ْل ِ
عطّلت :تُركت فل ينتفع
عطّلَتْ) :العشار :هي النوق الحوامل ،و ُ
(وَِإذَا ا ْل ِعشَارُ ُ
بها .
سمّيت عشراء لنها وصلت في
وعشار البل :خيارها وأنفسُها عند العرب ،و ُ
عشَراء .
حملها للشهر العاشر وأحدها ُ
شرَتْ) :أي جُمعت وقيل :حشرها :موتها .
حِ(وَِإذَا الْ ُوحُوشُ ُ
جرَتْ))
سجّرَتْ) :أي ُفجّرت كما في قوله تعالى (( :وَِإذَا ا ْل ِبحَارُ ُف ّ
(وَِإذَا ا ْل ِبحَا ُر ُ
(سورة النفطار .)3
سجُورِ)) (سورة الطور. )6 :
حرِ ا ْل َم ْ
أي فاضت .وقيل :أوقدت مثل قوله (( :وَا ْل َب ْ
حشُرُوا
س زُ ّوجَتْ) :أي جُمع ك ّل شيء إلى نظيره ،كقوله تعالى (( :ا ْ
(وَِإذَا النّفُو ُ
ج ُهمْ )) (سورة الصافات.)22 :
اّلذِينَ ظََلمُوا وََأزْوَا َ
سئِلَتْ) :المؤودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب
(وَِإذَا ا ْلمَ ْوؤُودَ ُة ُ
كراهية البنات ،فيوم القيامة تسأل المؤودة بأي ذنب قُتلت ،فيكون ذلك تهديدا
لقاتلها !
في هذه السورة الكريمة يذكر ال تعالى جملة من الحوادث العظام التي تطرأ على
النظام الكوني ،فيضطرب نظامه ويختلّ شأنُه فإذا بالشمس المشرقة المضيئة تعود
مظلمة باهتة مُكوّرة ،وإذا بالنجوم اللمعة المتللئة تتساقط وينفرط عقدها ،وإذا
بالجبال الرواسي تنخلع من أماكنها وتسير سير السحاب في الهواء وإذا بالنوق
الحوامل مهملة ل يلتفت إليها أحد لهول الموقف وشدته ،وإذا بالوحوش قد جمعت
عن بكرة أبيها في موقف واحد وإذا بالبحار الهائجة المائجة نيرانا تضطرم
وسعيرا يلتهب!
وإذا بكل نفس تمتزج بنظيرها ومثيلها وإذا بالطفلة الصغيرة ،والريحانة البريئة
تُساءل لم قُتلت وبأي ذنب حرمت حقها في الحياة ؟!
وما هذا السؤال إل توبيخا وتقريعا لقاتلها اللئيم ،فاقد الرحمة ،والعطف ،والحنان
؟! .
وتتوالى الحداث كما تعرضها اليات العظيمات ،والعبارات المؤثرات البليغات ..
وقد أزف موعد نشر الصحف وتسلم نتائج العمال فآخذ باليمين ،وآخذ
بالشمال !!
أقسم ال تعالى – وهو أصدق القائلين – بالنجوم حال اختفائها وحال مغيبها وبالليل
ن القرآن كلم أبلغه سبحانه
حال إقباله وإدباره وبالصبح حال جلئه ووضوحه بأ ّ
لرسوله الملكي جبريل ذي القوة والمنزلة عند رب العرش الكريم ليبلغه إلى
الصادق المصدوق أعقل العقلء ،وأنجب النجباء ،الذي طالما اتهمه الغبياء
والسفهاء بالخفة والجنون كذبا وظلما وزورا ،وماهو بسفيه ول مجنون ول مختلق
ول مفتر ولكنّه تلقاه وحيا نقيا ،صافيا عذبا فأبلغه بل زيادة أو نقصان وكيف
يكون افترا ًء وقد قابل محمد جيريل ورآه عيانا قد سدّ الفق ؟
فليس في المر أحاديث نفس أو تخيلت ولكنها آيات بينات جليات واضحات ! .
ثم سجّل القرآن الكريم تزكية ربّ العالمين لنبيه الكريم عليه الصلة والسلم ،
وأمانته في تبليغ الوحي وعدم الضن به أو التقدم بين يديه زيادة ونقصا !! .
كما أنّه وحيٌ مصونٌ عن عبث الشياطين ،وافتراءات الكهنة والمشعوذين !!
ن َنزّ ْلنَا ال ّذ ْكرَ وَِإنّا لَ ُه َلحَافِظُونَ )) .
كما قال تعالى ِ(( :إنّا َنحْ ُ
فأين تذهب بأولئك السفهاء عقولهم والمر كما ذكر وضوحا وجلءً ؟! وِل َم يكذّبون
محمدا صلى ال عليه وسلم وينسجون حول التهم الباطلة ،والكاذيب المختلفة ،
وقد خبروه صادقا أمينا ،عفيفا كريما ذا ماض ناصع البيان بالشرف والمروءة ،
والدب والرجولة ؟! ثم أخيرا يعلن القرآن حقيقة الوحي الكريم ،وأنّه ذكرٌ
للعالمين ،وهداية للمتقين لمن شاء منهم أن يستقيم ،فل َقسْر ول إجبار ،ول
* التصريح البليغ ،والعلن الواضح بشدة أهوال وأحداث يوم القيامة ممّا تتفطر
له القلوب الحية !
* عظم ُة قدرة ال -تعالى – وسعة جبروته ،وشدة بطشه ،وتمام إرادته وملكه
حيث أمر الشمس فكورت والنجوم فانكدرت ..إلخ .
* الوعيد الشديد لكل ظالم باغ معتد وعلى رأسهم وأدة البنات ،وقتلة الطفلت
الصغيرات ! .
* التذكير بدقة الحساب ،ونشر الصحف ،وكتابة العمال .
* التخويف الشديد من الجحيم المستعرة ،والنار الملتهبة لمن كان له قلب أو ألقى
السمع وهو شهيد!
* التبشير المبهج ،والوعد ال ُمشّوق ،بجنة ال الخالدة ،ونعيمه الباقي لمن أحسن
العمل !
ن ال أن يقسم بما شاء ال من مخلوقاته .
*أّ
* تزكية ال تعالى لجبريل ،ومحمد عليهما الصلة والسلم .وأمانتها في تبليغ
الرسالة .