Professional Documents
Culture Documents
مشكاة السلمية
1
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف ذكر الطاب بالقرآن
الطاب ف القرآن على خسة عشر وجها -1 :خطاب عام "خلقكم".
-2وخطاب خاص "أكفرت".
-3وخطاب النس "يا أيها الناس".
-4وخطاب النوع "يا بن آدم".
-5وخطاب العي "يا آدم".
-6وخطاب الدح "يا أيها الذين آمنوا".
-7وخطاب الذم "يا أيها الذين كفروا".
-8وخطاب الكرامة "يا أيها النب".
-9وخطاب التودد "يا بن أم إنّ القوم".
-10وخطاب المع بلفظ الواحد "يا أيها النسان ما غرك".
-11وخطاب الواحد بلفظ المع "وإن عاقبتم".
-12وخطاب الواحد بلفظ الثني "ألقيا ف جهنم" -13وخطاب الثني بلفظ الواحد "فمن
ربكما يا موسى".
-14وخطاب العي والراد به الغي "فإن كنت ف شك".
-15وخطاب التلو وهو ثلثة أوجه :أحدها أن ياطب ث يب "حت إذا كنتم ف الفلك و َجرَيْ َن
بم"" .وما أوتيتم من زكاةٍ تريدون وجه ال فأولئك هم الضعفون"" .وكرّه إليكم الكفر والفسو
ق والعصيان أولئك هم الراشدون".
والثان :أن يب ث ياطب "فأما الذين اسودّت وجوههم أكفرت" "وسقاهم ربم شرابا طهورا إن
هذا كان لكم جزاءا وكان سعيكم مشكورا".
والثالث :أن ياطب عينا ث يصرف الطاب إل الغي "إنّا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ليؤمنوا
بال ورسوله" .وهذا على قراءة ابن كثي وأب عمرو فإنما قرءا بالياء
فصل
في ذكر أمثال القرآن
ف القرآن ثلثة وأربعون مثلً :ف البقرة" :كمثل الذي استوقد نارا"" ،أو كصيب"" ،أن يضرب
ل ما بعوضة"" ،ومثل الذين كفروا"" ،مثل الذين ينفقون أموالم ف سبيل ال"" ،فمثله كمثل
مث ً
صفوان"" ،ومثل الذين ينفقون أموالم ابتغاء مرضاة ال"" ،أيود أحدكم"" ،كما يقوم الذي يتخبط
ه الشيطان" .وف آل عمران" :وكنتم على شفا حفرة من النار"" ،مثل ما ينفقون" .وف النعام" :
2
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كالذي استهوته الشياطي" .وف العراف" :فمثله كمثل الكلب" .وف يونس" :إنا مثل الياة الد
نيا" .وف هود" :مثل الفريقي" .وف الرعد" :إل كباسط كفيه إل الاء"" ،أنزل من السماء ماءً فس
الت أودية بقدرها"" ،مثل النة" .وف إبراهيم" :مثل الذين كفروا بربم"" ،كيف ضرب ال مثلً"
ل عبدا ملوكا"" ،وضرب ال مثلً رجلي"" ،و
" ،ومثل كلمة خبيثة" .وف النحل" :ضرب ال مث ً
ضرب ال مثلً قرية" .وف الكهف" :واضرب لم مثلً رجلي"" ،واضرب لم مثل الياة الدنيا".
وف الج" :فكأنا خرّ من السماء"" ،ضرب مثل" .وف النور" :مثل نوره"" ،أعمالم كسراب بقيع
ة" .وف العنكبوت" :مثل الذين اتذوا من دون ال أولياء كمثل العنكبوت" .وف الروم" :ضرب
ل من أنفسكم" .وف يس" :وضرب لنا مثلً" .وف الزمر" :ضرب ال مثلً رجلً" .وف س
لكم مث ً
ورة ممد -صلى ال عليه وسلم " :-نظر الغشي عليه من الوت"" ،مثل النة" .وف الفتح" :ذل
ك مثلهم ف التوراة ومثلهم ف النيل" .وف الشر" :كمثل الذي من قبلهم"" ،كمثل الشيطان".
وف المعة" :مثل الذين حلوا التوراة" .وف التحري" :ضرب ال مثلً للذين كفروا"" ،وضرب ا
ل مثلً للذين آمنوا".
وكم من كلمة تدور على اللسن مثلً .جاء القرآن بألص منها وأحسن ،فمن ذلك قولم :القتل
أنفى للقتل ،مذكور ف قوله" :ولكم ف القصاص حياة".
وقولم :ليس الخب كالعاين ،مذكور ف قوله تعال" :ولكن ليطمئن قلب".
جزَ به".
وقولم :ما تزرع تصد ،مذكور ف قوله تعال" :من يعمل سوءا يُ ْ
وقولم :للحيطان آذان ،مذكور ف قوله تعال" :وفيكم سّاعون لم".
وقولم :المية رأس الدواء ،مذكور ف قوله تعال" :وكلوا واشربوا ول تسرفوا".
وقولم :احذر شر من أحسنت إليه ،مذكور ف قوله تعال" :وما نقموا إل أن أغناهم ال ورسولُه
من فضله".
وقولم :من جهل شيئا عاداه ،مذكور ف قوله تعال" :بل كذّبوا با ل ييطوا بعلمه وإذ ل يهتدوا ب
ه فسيقولون هذا إفك قدي".
وقولم :خي المور أوساطها ،مذكور ف قوله تعال" :ول تعل يدك مغلولةً إل عنقك ول تبسطه
ا كل البسط".
وقولم :من أعان ظالا سلطه ال عليه ،مذكور ف قوله تعال" :كتب عليه أنه من توله فأنّه يضله"
.
3
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وقولم :لا أنضج رمّد ،مذكور ف قوله تعال" :وأعطى قليلً وأكدى".
وقولم :ل تلد الية إل حية ،مذكور ف قوله تعال" :ول يلدوا إل فاجرا َكفّارا".
فصل
ف عيون التشابه
فصل
ف الروف البدلت
ف البقرة" :فسواهن سبع سوات" .وف حم السجدة" :فقضاهن".
ف البقرة" :وقلنا يا آدم اسكن" .وف العراف" :يا آدم اسكن".
وف البقرة" :وظللنا عليكم الغمام" .وف العراف" :وظللنا عليهم الغمام".
ف البقرة" :فانفجرت منه" .وف العراف" :فانبجست".
ف البقرة" :بعد الذي جاءك من العلم" .وف الرعد" :بعدما جاءك من العلم".
ف البقرة" :للطائفي والعاكفي" .وف الجر" :والقائمي".
ف البقرة" :وما أنزل إلينا" .وف آل عمران" :علينا".
ف البقرة" :أو لو كان آباؤكم ل يعقلون شيئا" .وف الائدة" :ل يعلمون".
ف آل عمران" :لكيل تزنوا" .وف الديد" :لكيل تأسوا".
ف سورة النساء" :وخلق منها زوجها" .وف العراف" :وجعل".
ف سورة النساء" :إن تبدوا خيا" .وف الحزاب" :شيئا".
ف النعام" :من إملق" ،وف بن إسرائيل" :خشية إملق".
ف العراف" :فأرسل معي بن إسرائيل" ،وف طه" :معنا".
ف العراف" :وأرسل ف الدائن حاشرين" ،وف الشعراء" :وابعث".
ف العراف" :ث لصلبنكم" ،وف طه" :ولصلبنكم".
ف التوبة" :يريدون أن يطفئوا" ،وف الصف" :ليطفئوا".
ف يونس" :فأتبعهم فرعون وجنوده" ،وف طه" :بنوده".
ف هود" :وأمطرنا عليهم" ،وف الجر" :عليهم".
ف الجر" :وما يأتيهم من رسول" ،وف الزخرف" :من نب".
ف الجر" :كذلك نسلكه" ،وف الشعراء" :سلكناه".
ف الكهف" :ولئن رددت" ،وف حم السجدة" :ولئن رجعت".
4
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف الكهف" :فأعرض عنها" ،وف السجدة" :ث أعرض عنها".
ف طه" :وسلك لكم فيها سبلً" ،وف الزخرف" :وجعل لكم".
ف النبياء" :وأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين" ،وف الصافات" :فأرادوا به كيدا فجعلناهم
السفلي".
ف النبياء" :وتقطعوا أمرهم بينهم" ،وف الؤمنون" :فتقطعوا".
ف النمل" :ففزع من ف السموات" ،وف الزمر" :فصعق".
ف القصص" :وما أوتيتم" ،وف عسق" :فما أوتيتم".
ف العنكبوت" :ولقد تركنا منها آية" ،وف القمر" :وقد تركناها آية".
ف حم السجدة" :ث كفرت به" ،وف الحقاف" :وكفرت به".
ف الدثر" :كل إنه تذكرة" ،وف عبس" :كل إنا تذكرة".
فصل
ف الروف الزوائد والنواقص
ف البقرة" :فأتوا بسورة من مثله" ،وف يونس" :بسورة مثله".
ف البقرة" :إل إبليس أب واستكب" ،وف ص" :إل إبليس استكب".
ف البقرة" :فمن تبع هداي" ،وف طه" :فمن اتبع".
ف البقرة" :وإذ نيناكم" ،وف العراف" :وإذ أنيناكم".
ف البقرة" :يذبون أبناءكم" ،وف إبراهيم" :ويذبون".
ف البقرة" :حيث شئتم رغدا" ،وف العراف" :حيث شئتم".
ف البقرة" :وسنيد الحسني" ،وف العراف" :سنيد".
ف البقرة" :فبدل الذي ظلموا قولً" ،وف العراف" :منهم قولً".
ف البقرة" :وذي القرب" ،وف النساء" :وبذي القرب".
ف البقرة" :وما أوت موسى وعيسى وما أوت النبيون" ،وف آل عمران" :والنبيون".
ف البقرة" :ويكون الدين ل" ،وف النفال" :كله ل".
ف آل عمران" :من آمن تبغونا عوجا" ،وف العراف" :من آمن به وتبغونا".
ف آل عمران" :إل بشرى لكم ولتطمئن" ،وف النفال" :إل بشرى ولتطمئن به".
ف سورة النساء" :فاحشةً ومقتا وساء سبيلً" ،وف بن إسرائيل" :فاحشةً وساء سبيلً".
ف النعام" :ما ل ينل به عليكم سلطانا" ،وف باقي القرآن" :ما ل ينل به سلطانا".
5
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف النعام" :ول أقول لكم إن ملك" .وف هود" :ول أقول إن ملك".
ف الحزاب" :يريد أن يرجكم من أرضكم" ،وف الشعراء" :بسحره".
ف العراف" :وإنكم لن القربي" ،وف الشعراء" :وإنكم إذا".
ف العراف" :قال ابن أمّ" ،وف طه" :قال يا ابن أمّ".
ف التوبة" :ول تضروه" ،وف هود" :ول تضرونه".
ف هود" :ولا جاءت رسلنا" ،وف العنكبوت" :ولا أن جاءت رسلنا".
ف يوسف" :ولا بلغ أشده آتيناه حكما" ،وف القصص" :واستوى".
ف النحل" :لكيل يعلم بعد علم شيئا" ،وف الج" :من بعد علم".
ف النحل" :وبنعمة ال هم يكفرون" ،وف العنكبوت" :وبنعمة ال يكفرون".
ف النحل" :ول تك ف ضيق ما يكرون" ،وف النمل" :ول تكن".
ف الج" :كلما أرادوا أن يرجوا منها من غم أعيدوا فيها" ،وف أل السجدة" :أن يرجوا منها
أعيدوا فيها".
ف الج" :وإنا يدعون من دونه هو الباطل" .وف لقمان" :من دونه الباطل".
ف الشعراء" :ما تعبدون" ،وف الصافات" :ماذا تعبدون".
ف النمل" :ومن شكر" ،وف لقمان" :ومن يشكر".
ف القصص" :ويقدر" ،وف العنكبوت" :ويقدر له".
ف النازعات" :يوم يتذكر النسان" ،وف الفجر" :يومئذٍ يتذكر".
فصل
ف القدم والؤخر
ف البقرة" :وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة" ،وف العراف" :وقولوا حطة وادخلوا الباب
سجدا".
ف البقرة" :والنصارى والصابئي" ،وف الج" :والصابئي والنصارى".
ف البقرة والنعام" :قل إن هدى ال هو الدى" ،وف آل عمران" :قل إن الدى هدي ال".
ف البقرة" :ويكون الرسول عليكم شهيدا" ،وف الج" :شهيدا عليكم".
ف البقرة" :وما أهلّ به لغي ال" ،وف باقي القرآن" :لغي ال به".
ف البقرة" :ل يقدرون على شيء ما كسبوا" ،وف إبراهيم" :ما كسبوا على شيء".
ف آل عمران" :ولتطمئن قلوبكم به" ،وف النفال" :به قلوبكم".
6
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف سورة النساء" :كونوا قوامي بالقسط شهداء ل" ،وف الائدة" :كونوا قوامي ل شهداء بالقس
ط".
ف النعام" :ل إله إل هو خالق كل شيء" ،وف حم الؤمن" :خالق كل شيء ل إله إل هو".
ف النعام" :نن نرزقكم وإياهم" ،وف بن إسرائيل" :نن نرزقهم وإياكم".
ف النحل" :وترى الفلك مواخر فيه" ،وف فاطر" :فيه مواخر".
ف بن إسرائيل" :ولقد صرفنا للناس ف هذا القرآن" ،وف الكهف" :ف هذا القرآن للناس".
ف بن إسرائيل" :قل كفى بال شهيدا بين وبينكم" ،وف العنكبوت" :بين وبينكم شهيدا".
ف الؤمنون" :لقد وعدنا نن وآباؤنا هذا من قبل" ،وف النمل" :لقد وعدنا هذا نن وآباؤنا".
ف القصص" :وجاء رجل من أقصى الدينة" ،وف يس" :وجاء من أقصى الدينة رجل يسعى.
أبواب منتخبة من الوجوه والنظائر
باب أو
تكون بعن التخيية" :ففدية من صيام أو صدقة أو نسك"" ،أو كسوتم أو ترير رقبة".
وتكون بعن الواو" :أو الوايا أو ما اختلط بعظم"" ،ول تطع منهم آثا أو كفورا".
وتكون بعن بل" :لبثت يوما أو بعض يوم"" ،إل كلمح البصر أو هو أقرب"" ،فكان قاب قوسي
أو أدن".
وتكون للبام" :أو كصيب"" ،أو يزيدون".
باب أدن
تكون بعن أجدر" :وأدن ألّ ترتابوا"" ،ذلك أدن أل تعولوا"" ،ذلك أدن أن يأتوا بالشهادة".
وتكون بعن أقرب" :من العذاب الدن"" ،قاب قوسي أو أدن".
وتكون بعن أقل" :ول أدن من ذلك ول أكثر".
وتكون بعن دون" :أتستبدلون الذي هو أدن".
باب النزال
تكون بعن الط من علو" :ينل الغيث".
وبعن اللق" :أرأيتم ما أنزل ال لكم من رزق ،وأنزل لكم من النعام ثانية أزواج"" ،وأنزلنا
الديد".
وتكون بعن القول" :سأنزل مثل ما أنزل ال".
وبعن البسط" :ولكن ينل بقدر ما يشاء".
7
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
باب الرض
الرض تذكر ويراد با أرض الردن" :ول تعثوا ف الرض مفسدين".
ويراد با القب" :لو تسوى بم الرض".ويراد با أرض مكة" :كنا مستضعفي ف الرض".
ويراد با أرض الدينة" :أل تكن أرض ال واسعة".
ويراد با أرض السلم" :ويسعون ف الرض فسادا".
ويراد با أرض التيه" :يتيهون ف الرض".
ويراد با الرضون السبع" :وما من دابة ف الرض".
ويراد با أرض مصر" :اجعلن على خزائن الرض".
ويراد با أرض الجر" :فذروها تأكل ف أرض ال".
ويراد با القلب" :فيمكث ف الرض".
ويراد با أرض الغرب" :مفسدين ف الرض".
ويراد با النة" :أن الرض يرثها".
ويراد با أرض الروم" :ف أدن الرض".
ويراد با أرض بن قريظة" :وأورثكم أرضهم".
ويراد با أرض فارس" :وأرضا ل تطئوها".
ويراد با أرض القيامة" :وأشرقت الرض".
باب المر
المر يذكر ويراد به قتل بن قريظة وجلء النضي" :فاعفوا واصفحوا حت يأت ال بأمره".
ويراد به النصر" :هل لنا من المر من شيء".
ويراد به استدعاء الفعل" :ويأمركم أن تؤدوا المانات".
ويراد به الصب" :أو أمر من عنده".
ويراد به الذنب" :ليذوق وبال أمره".
ويراد به الشورة" :فماذا تأمرون".
ويراد به قتل كفار مكة" :ليقضي ال أمرا كان مفعولً".
ويراد به فتح مكة" :فتربصوا حت يأت ال بأمره".
ويراد به الذر" :قد أخذنا أمرنا من قبل".
ويراد به القضاء" :يدبر المر".
8
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويراد به القول" :فلما جاء أمرنا".
ويراد به الغرق" :ل عاصم اليوم من أمر ال".
ويراد به العذاب" :وقضي المر".
ويراد به الشان" :وما أمر فرعون برشيد".
ويراد به القيامة" :أتى أمر ال".
باب النسان
النسان يذكر ويراد به أبو حذيفة بن عبد ال" :وإذا مس النسان الضر".
ويراد به عتبة بن ربيعة" :ولئن أذقنا النسان منا رحة".
ويراد به النضر بن الارث" :ويدعو النسان بالشر".
ويراد به أب بن خلف" :أوَل يذكر النسان".
ويراد به آدم" :ولقد خلقنا النسان من سللة".
ويراد به سعد بن أب وقاص" :ووصينا النسان بوالديه حلته أمه وهنا".
ويراد به عياش بن أب ربيعة" :ووصينا النسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك".
ويراد به أبو بكر الصديق رضي ال عنه" :ووصينا النسان بوالديه إحسانا حلته أمه كرها".
ويراد به عقبة بن أب معيط" :وكان الشيطان للنسان خذولً".
ويراد به بنو آدم" :ولقد خلقنا النسان ونعلم".
ويراد به برصيصا" :إذ قال للنسان اكفر".
ويراد به الخنس بن شريق" :إن النسان خلق هلوعا".
ويراد به عدي بن أب ربيعة" :أيسب النسان أن لن نمع عظامه".
ويراد به أمية بن خلف" :فأما النسان إذا ما ابتله".
ويراد به الارث بن عمرو" :لقد خلقنا النسان ف كبد".
ويراد به السود بن عبد السد" :يا أيها النسان إنك كادح".
ويراد به كلدة بن أسيد" :يا أيها النسان ما غرك".
ويراد به الوليد بن الغية" :لقد خلقنا النسان ف أحسن تقوي".
ويراد به أبو طالب بن عبد الطلب" :فلينظر النسان مم خلق".
ويراد به عتبة بن أب لب" :فلينظر النسان إل طعامه".
ويراد به قرط بن عبد ال" :إن النسان لربه لكنود".
9
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويراد به أبو جهل" :إن النسان لفي خسر".
ويراد به أبو لب" :إن النسان ليطغى" ويراد به الكافر" :وقال النسان ما لا".
باب الباء
الباء ،وتكون بعن" :وإذ فرقنا بكم البحر".
وبعن عند" :والستغفرين بالسحار".
وبعن ف" :بيدك الي".
وبعن بعد" :فأثابكم غما بغم".
وبعن على" :لو تسوى بم الرض".
وتكون صلة" :فامسحوا بوجوهكم".
وبعن الصاحبة" :وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به".
وبعن إل" :ما سبقكم با".
وبعن السبب" :الذي هم به مشركون" ،أي من أجله.
وبعن عن" :فاسأل به خبيا".
وبعن مع" :فتول بركنه" ،أي مع جنده.
وبعن من" :عينا يشرب با عباد ال".
باب الق
الق يأت بعن الرم" :ويقتلون النبيي بغي الق".
وبعن البيان" :الن جئت بالق".
وبعن الال" :وليملل الذي عليه الق".
وبعن القرآن" :بل كذبوا بالق".
وبعن الصدق" :قوله الق".
وبعن العدل" :وبي قومنا بالق".
وبعن السلم" :فيحق الق".
وبعن النجز" :وعدا علينا حقا".
وبعن الاجة" :ما لنا ف بناتك من حق".
وبعن ل إله إل ال" :له دعوة الق".
ويراد به ال عز وجل" :ولو اتبع الق أهوائهم".
10
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وبعن التوحيد" :وأكثرهم للحق كارهون".
وبعن الظ" :والذين ف أموالم حق معلوم".
باب الي
الي يذكر ويراد به القرآن" :أن ينل عليكم من خي من ربكم".
ويراد به النفع" :نأت بي منها".
ويراد به الال" :إن ترك خيا".
ويراد به ضد للشر" :بيدك الي".
ويراد به الصلح" :يدعون إل الي".
ويراد به الولد الصال" :ويعل ال فيه خيا كثيا".
ويراد به العافية" :وإن يسسك ال بي".
ويكون بعن النافع" :لستكثرت من الي".
وبعن اليان" :ولو علم ال فيهم خيا".
وبعن رخص السعار" :إن أراكم بي".
وبعن النوافل" :وأوحينا إليهم فعل اليات".
وبعن الجر" :لكم فيها خي".
وبعن الفضل" :وأنت خي الراحي".
وبعن العفة" :ظن الؤمنون والؤمنات بأنفسهم خيا".
وبعن الصلح" :إن علمتم فيهم خيا".
ي فقي".
ل من خ ٍ
وبعن الطعام" :إن لا أنزلت إ ّ
وبعن الظفر" :ل ينالوا خيا".
وبعن اليل" :أحببت حب الي".
وبعن القوة" :أهم خي".
وبعن حسن الدب" :لكان خيا لم".
وبعن حب الدنيا" :إنه لب الي لشديد".
باب الدين
الدين :يذكر ويراد به الزاء" :مالك يوم الدين".
ويراد به السلم" :بالدى ودين الق".
11
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويراد به العذاب" :ذلك الدين القيم".
ويراد به الطاعة" :ول يدينون دين الق".
ويراد به التوحيد" :ملصي له الدين".
ويراد به الكم" :ما كان ليأخذ أخاه ف دين اللك".
ويراد به الد" :ول تأخذكم بم رأفة ف دين ال".
ويراد به الساب" :يومئذٍ يوفيهم ال دينهم الق".
ويراد به العبادة" :قل أتعلمون ال بدينكم".
ويراد به اللة" :ذلك دين القيمة".
باب الذكر
الذكر :يذكر ويراد به ذكر اللسان" :فاذكروا ال كذكركم آباءكم".
ويراد به الفظ" :فاذكروا ما فيه".
ويراد به الطاعة" :فاذكرون".
ويراد به الصلوات المس" :فإذا أمنتم فاذكروا ال".
ويراد به ذكر القلب" :ذكروا ال فاستغفروا".
ويراد به البيان" :أوعجبتم أن جاءكم ذكر".
ويراد به الي" :قل سأتلو عليكم منه ذكرا".
ويراد به التوحيد" :ومن أعرض عن ذكري".
ويراد به القرآن" :ما يأتيهم من ذكر".
ويراد به الشرف" :فيه ذكركم"" ،وإنه لذكر لك".
ويراد به العيب" :أهذا الذي يذكر آلتكم".
ويراد به صلة العصر" :عن ذكر رب".
ويراد به صلة المعة" :فاسعوا إل ذكر ال".
باب الروح
الروح :يذكر ويراد به المر" :وروح منه".
ويراد به جبيل" :فأرسلنا إليها روحنا".
ويراد به الريح" :فنفخنا فيها من روحنا".
12
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويراد به روح اليوان" :ويسألونك عن الروح".
ويراد به الياة" :فروح وريان" :على قراءة من ضم.
باب الصلة
الصلة :تذكر ويراد با الصلوات المس" :يقيمون الصلة".
ويراد با صلة العصر" :تبسونما من بعد الصلة".
ويراد با صلة النازة" :ول تصل على أحد منهم".
ويراد با الدعاء" :وصل عليهم".
ويراد با الدين" :أصلتك تأمرك".
ويراد با القراءة" :ول تهر بصلتك".
ويراد با موضع الصلة" :وصلوات ومساجد".
ويراد با الغفرة والستغفار" :إن ال وملئكته يصلون على النب" ،فصلة ال تعال الغفرة،
وصلة اللئكة الستغفار.
ويراد با المعة" :إذا نودي للصلة".
باب عن
ترد صلة" :يسألونك عن النفال".
وتكون بعن الباء" :بتاركي آلتنا عن قولك".
وبعن من" :يقبل التوبة عن عباده".
وبعن على" :فإنا يبخل عن نفسه".
وبعن بعد" :لتركب طبقا عن طبق".
باب الفتنة
تذكر ،ويراد با الشرك" :حت ل تكون فتنة".
ويراد با القتل" :أن يفتنكم الذين كفروا".
ويراد با العذرة" :ث ل تكن فتنتهم".
ويراد با الضلل" :ومن يرد ال فتنته".
ويراد با القضاء" :إن هي إل فتنتك".
ويراد با الث" :أل ف الفتنة سقطوا".
ويراد با الرض" :يفتنون ف كل عام".
13
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويراد با العبة" :تعلنا فتنة".
ويراد با العقوبة" :أن تصيبهم فتنة".
ويراد با الختيار" :ولقد فتنا الذين من قبلهم".
ويراد با العذاب" :جعل فتنة الناس".
ويراد با الحراق" :يوم هم على النار يفتنون".
ويراد با النون" :بأيكم الفتون".
باب ف
تكون بعن الظرف" :ل ريب فيه".
وبعن نو" :قد نرى تقلب وجهك ف السماء".
وبعن الباء" :ف ظلل".
وبعن إل" :فتهاجروا فيها".
وبعن مع" :ادخلوا ف أمم".
وبعن عند" :وإنا لنراك فينا ضعيفا".
وبعن عن" :أتادلونن ف أساء".
وبعن على" :ف جذوع النخل".
وبعن اللم" :وجاهدوا ف ال".
وبعن من" :يرج البء ف السماوات".
باب القرية
تذكر ،ويراد با أرياء" :ادخلوا هذه القرية".
ويراد با دير هرقل" :مر على قرية".
ويراد با إيليا" :واسألم عن القرية".
ويراد با مصر" :واسأل القرية".
ويراد با مكة" :قرية كانت آمنة".
ويراد با مكة والطائف" :على رجل من القريتي عظيم".
ويراد با جع القرى" :وإن من قرية إل نن مهلوكها".
ويراد با قرية لوط" :ولقد أتوا على القرية".
ويراد با أنطاكية" :واضرب لم مثلً أصحاب القرية".
14
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
باب كان
ترد بعن وجد" :ومن كان ذا عسرة".
وبعن الاضي" :كان حل".
وبعن ينبغي" :ما كان لبشر".
وصلة" :وكان ال غفورا رحيما"ً.
وبعن هو" :من كان ف الهد صبيا".
وبعن صار" :فكانت هباءً منبثا".
باب كل
هي ف القرآن على وجهي :أحدها :بعن ل ومنه ف مري" :اتذ عند الرحن عهدا كل"،
"ليكونوا لم عزا كل" .وف الؤمني" :لعلي أعمل صالا فيما تركت كل" ،وف الشعراء:
"فأخاف أن يقتلون كل"" ،إنا لدركون قال كل" ،وف سبأ" :ألقتم به شركاء كل" .وف سأل س
ائل" :ث ننجيه كل"" ،أن يدخل جنة نعيم كل" .وف الدثر" :أن أزيد كل"" ،أن يؤتى صحفا من
شرة كل" .وف القيامة" :أين الفر كل" .وف الطففي" :قال أساطي الولي كل" .وف الفجر" :ف
يقول رب أهانن كل" .وف المزة" :أخلده كل".
فهذه أربعة عشر موضعا يسن الوقوف عليها.
والثان :بعن حقا ومنه :ف الدثر" :كل والقمر"" ،كل إنه تذكرة" .وف القيامة" :كل بل تبون ا
لعاجلة"" ،كل إذا بلغت التراقي" .وف النبأ" :كل سيعلمون ث كل سيعلمون" .وف عبس" :كل
إنا تذكرة"" ،كل لا يقض ما أمره" .وف النفطار" :كل بل تكذبون بالدين" .وف الطففي" :كل
إن كتاب الفجار"" ،كل إنم عن ربم"" ،كل إن كتاب البرار" .وف الفجر" :كل إذا دكت ال
رض دكا" .وف القلم" :كل إن النسان ليطغى"" ،كل لئن ل ينته"" ،كل ل تطعه" .وف التكاثر:
"كل سوف تعلمون ،ث كل سوف تعلمون ،كل لو تعلمون".
فهذه تسعة عشر موضعا ل يسن الوقف عليها .وجلة ما ف القرآن ثلثة وثلثون موضعا هي ه
ذه :وليس ف النصف الول منها شيء وقال ثعلب :ل يوقف على كل ف جيع القرآن.
باب اللم
اللم ف القرآن على ضربي :مكسورة ومفتوحة.
فالفتوحة ترد بعن التوكيد" :إن إبراهيم لليم".
وبعن القسم" :ليقولن ما يبسه".
15
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وزائدة" :ردف لكم".
والكسورة ترد بعن اللك" :ل ما ف السماوات".
وبعن أن" :ليطلعكم على الغيب".
وبعن إل" :هدانا لذا".
وبعن كي" :ليجزي الذين آمنوا".
وبعن على" :دعانا لنبه".
وصلة" :إن كنتم للرؤيا تعبون".
وبعن عند" :وخشعت الصوات للرحن".
وبعن المر" :ليستأذنكم".
وبعن العاقبة" :ليكون لم عدوا".
وبعن ف" :لول الشر".
وبعن السبب والعلة" :إنا نطعمكم لوجه ال".
باب لول
وهي ف القرآن على وجهي:
إحداها :امتناع الشيء لوجود غيه ،وهو ثلثون موضعا :ف البقرة" :فلول فضل ال عليكم
ورحته"" ،ولول دفع ال الناس" .وف سورة النساء" :ولول فضل ال عليكم"" ،ولول فضل ال
عليك" .وف النفال" :لول كتاب من ال سبق" .وف يونس ،وهود ،وطه ،وحم السجدة ،وعسق
" :ولول كلمة سبقت" .وف يوسف" :ولول دفع ال" .وف النور" :ولول فضل ال عليكم ورحته
وأن ال تواب حكيم"" ،ولول فضل ال عليكم ورحته وأن ال رؤوف رحيم"" ،ولول فضل ال
عليكم ورحته ما زكى" .وف الفرقان" :لول أن صبنا عليها"" ،لول دعاؤكم" .وف القصص" :لو
ل أن ربطنا"" ،ولول أن تصيبهم مصيبة"" ،لول أن من ال علينا" .وف العنكبوت" :لول أجل مس
مى" .وف سبأ" :لول أنتم" .وف الصافات" :ولول نعمة رب"" ،فلول أنه كان من السبحي" .وف
عسق" :ولول كلمة الفصل" .وف الزخرف" :ولول أن يكون الناس" .وف الفتح" :ولول رجال م
ؤمنون" .وف الشر" :ولول أن كتب عليهم اللء" .وف ن" :لول أن تداركه".
والوجه الثان :بعن هل ،وهو أربعون موضعا :ف البقرة" :لول أن يكلمنا ال" .وف النساء" :لول
أخرتنا" .وف الائدة" :لول ينهاهم الربانيون" .وف النعام" :لول أنزل عليه ملك"" ،لول أنزل علي
ه آية"" ،فلول جاءهم بأسنا" .وف العراف" :لول اجتبيتها" .وف يونس" :ويقولون لول أنزل عل
16
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يه آية من ربه" .وف الكهف" :لول يأتون عليهم"" ،ولول أرسلت إلينا رسولً" .وف النور" :لول
إذ سعتموه قلتم" .وف الفرقان" :لول أنزل عليه ملك"" ،لول أنزل علينا اللئكة"" ،لول أنزل عل
يه القرآن جلة" .وف النمل" :لول تستغفرون ال" .وف القصص" :لول أرسلت"" ،لول أوت" .و
ف العنكبوت" :لول أنزل عليه آيات من ربه" .وف سجدة الؤمن" :لول فصلت آياته" .وف الزخ
رف" :لول نزل هذا القرآن"" ،فلول ألقي عليه أسورة" .وف الحقاف" :فلول نصرهم الذين ات
ذوا" .وف سورة ممد" :لول نزلت سورة" .وف الواقعة" :فلول تصدقون"" ،فلول تذكرون"" ،فل
ول تشكرون"" ،فلول إذا بلغت اللقوم"" ،فلول إن كنتم" .وف الجادلة" :لول يعذبنا ال" .وف
النافقي" :لول أخرتن" .وف ن" :لول تسبحون".
باب من
تكون صلة" :من قبل أن تسوهن".
وبعن التبعيض" :من طيبات ما كسبتم".
وبعن عن" :فتحسسوا من يوسف".
وبعن الباء" :يفظونه من أمر ال".
ولبيان النس" :من أساور".
وبعن على" :ونصرناه من القوم".
وبعن ف" :ماذا خلقوا من الرض".
باب الواو
قال ابن فارس :ل تكون الواو زائدة أول ،وقد تزاد ثانية ،نو :كوثر .وثالثة ،نو جدول.
ورابعة :نو قرنوة .وهو نبت يدبغ به الدي .وخامسة :نو قمحدوة.
والواو ف القرآن ،تكون بعن إذ" :وطائفة قد أهتهم أنفسهم" .وبعن المع" :وأيديكم" .وبعن
القسم" :وال ربنا" .وتكون مضمرة" :لتحملهم قلت" :العن آتوك وقلت ،وصلة "إل ولا كتاب
معلوم" .وبعن العطف" .أو آباؤنا".
باب الدى
يكون بعن الثبات" :اهدنا الصراط الستقيم".
وبعن البيان" :على هدى من ربم".
وبعن الرسول" :فإما يأتينكم من هدى".
وبعن السنة" :فبهداهم اقتده".
17
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وبعن الصلح" :ل يهدي كيد الائني".
وبعن الدعاء" :ولكل قوم هاد".
وبعن القرآن" :إذ جاءهم الدى".
وبعن اليان" :وزدناهم هدى".
وبعن اللام" :ث هدى".
وبعن التوحيد" :أن نتبع الدى".
وبعن التوراة" :ولقد آتينا موسى الدى".
الباب الثان:
ف اللغة
فصل
ف تصريف اللغة وموافقة القرآن لا
لا كانت اللغة تنقسم قسمي :أحدها :الظاهر الذي ل يفى على سامعيه ول يتمل غي ظاهره.
والثان :الشتمل على الكنايات والشارات والتجوزات ،وكان هذا القسم هو الستحلى عند
العرب.
نزل القرآن بالقسمي ليتحقق عجزهم عن التيان بثله ،فكأنه قال :عارضوه بأي القسمي شئتم،
ولو نزل كله واضحا لقالوا :هل نزل بالقسم الستحلى عندنا ،ومت وقع ف الكلم إشارة أو كنا
ية أو استعارة أو تعريض أو تشبيه كان أحلى واحسن.
قال امرؤ القيس:
بسهميك ف أعشار قلبٍ مقتل وما ذرفت عيناكِ إل لتقدحـي
فشبه النظر بالسهم فحلي هذا عند السامع.
وقال أيضا:
وأردف أعجازا وناء بكلكل فقلت له لا تطى يوزه
فجعل الليل صلبا وصدرا على جهة التشبيه ،وقال الخر:
ل تت كل موتا ف القدور من كميت أجادها طاباهـا
أراد بالطابي الليل والنهار.
فنل القرآن على عادة العرب ف كلمهم.
فمن عادتم التجوز ،وف القرآن" :فما ربت تارتم"" ،يريد أن ينقض".
18
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ومن عاداتم الكناية" ،ولكن ل تواعدوهن سرا"" ،أو جاء أحد منكم من الغائط".
وقد يكون عن شيء ول ير له ذكر" :حت توارت بالجاب".
وقد يصلون الكناية بالشيء وهي لغيه" :ولقد خلقنا النسان من سللة من طي ث جعلناه نطفة
ف قرار مكي".
ومن عاداتم الستعارة" :ف كل واد يهيمون"" ،فما بكت عليهم السماء والرض".
ومن عاداتم الذف" :الج أشهر معلومات"" ،واضرب بعصاك الجر فانفلق"" ،واسأل القرية".
ومن عاداتم زيادة الكلمة" :فاضربوا فوق العناق" .ويزيدون الرف" :تنبت بالدهن" .ويقدمو
ن ويؤخرون" :ول يعل له عوجا قيما" .ويذكرون عاما ويريدون به الاص" :الذين قال لم النا
س" ،يريد نعيم بن مسعود .وخاصا يريدون به العام" :يا أيها النب اتق ال" .وواحدا يريدون به ا
ف عن طائفة منكم ن
لمع" :هؤلء ضيفي"" ،ث يرجكم طفلً" .وجعا يريدون به الواحد" :إن نع ُ
عذب طائفة" .وينسبون الفعل إل اثني وهو لحدها" :نسيا حوتما"" ،يرج منهما اللؤلؤ" ،وين
سبون الفعل إل أحد اثني وهو لما" :وال ورسوله أحق أن يرضوه"" ،انفضوا إليها" .وينسبون ا
لفعل إل جاعة وهو لواحد" :وإذ قتلتم نفسا" .ويأتون بالفعل بلفظ الاضي وهو مستقبل" :أتى أم
ر ال" .ويأتون بلفظ الستقبل وهو ماض" :فلم تقتلون أنبياء ال" .ويأتون بلفظ فاعل ف معن مف
عول" :ل عاصم اليوم"" ،من ماء دافق"" ،ف عيشة راضية" .ويأتون بلفظ مفعول بعن فاعل" :و
كان وعده مأتيا"" ،حجابا مستورا"" ،يا موسى مسحورا" .ويضمرون الشياء" :وما منا إل له مقا
م معلوم" :أي من له .ويضمرون الفعال فقلنا اضربوه ببعضها فضربوه ويضمرون الروف" :سن
عيدها سيتا".
ومن عاداتم :تكرير الكلم ،وف القرآن" :فبأي آلء ربكما تكذبان" .وقد يريدون تكرير الكلمة
ويكرهون إعادة اللفظ فيغيون بعض الروف ،وذلك يسمى التباع ،فيقولون :أسوان أتوان :أ
ي حزين ،وشيء تافه نافه ،وإنه لثقف لقف ،وجايع نايع ،وج ّل وبلّ ،وحياك ال وبياك ،وحقي نق
ي ،وعي جدرة بدرة :أي عظيمة ،ونضر مضر ،وسج لج ،وسيغ ليغ ،وشكس لكس ،وشيطان ل
يطان ،وترقوا شذر مذر ،وشغر بغر ،ويوم عك لك :إذا كان حارا ،وعطشان نطشان ،وعفريت ن
فريت ،وكثي بثي ،وكز ولز وكن أن ،وحار جار يار ،وقبيح لقيح شقيح ،وثقة تقة نقة ،وهو أش
ق أمق حبق :للطويل ،وحسن بسن قسن ،وفعلت ذلك على رغمه ودغمه وشغمه ،ومررت بم أ
جعي أكتعي أبصعي.
فصل
19
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وقد تأت بكلمة إل جانب كلمة كأنا معها وهي غي متصلة با ،ف القرآن" :يريد أن يُخرجكم
من أرضكم" ،هذا قول الل فقال فرعون" :فماذا تأمرون" ،ومثله" :أنا راودته عن نفسه وإنه لن
الصادقي" ،فقال يوسف" :ذلك ليعلم أن ل أخنه بالغيب" .ومثله" :إن اللوك إذا دخلوا قري ًة أفس
دوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة" ،انتهى قول بلقيس ،فقال ال عز وجل" :وكذلك يفعلون" .ومثله
" :من بعثنا من مرقدنا" .انتهى قول الكفار ،فقالت اللئكة" :هذا ما وعد الرحن وصدق الرسلو
ن".
فصل
وقد تمع العرب شيئي ف كلم فيد كل واحد منهما إل ما يليق به ،وف القرآن" :حت يقول
الرسول والذين آمنوا معه مت نصر ال أل إن نصر ال قريب" .والعن يقول الؤمنون "مت نصر
ال" ،فيقول الرسول" :أل إن نصر ال قريب" .ومثله" :ومن رحته جعل لكم الليل والنهار لتسكن
وا فيه ولتبتغوا من فضله" .فالسكون بالليل وابتغاء الفضل بالنهار .ومثله" :وتعزروه وتوقروه وت
سبحوه" ،فالتعزير والتوقي للرسول والتسبيح ل عز وجل.
فصل
وقد يتاج بعض الكلم إل بيان ،فيبينونه متصلً بكلم تارة ،ومنفصلً أخرى .وجاء القرآن على
ذلك.
فمن التصل بيانه" :يسألونك ماذا أحل لم قل أحل لكم الطيبات" .وأما النفصل :فتارة يكون ف
السورة ،كقوله ف براءة" :قد نبأنا ال من أخباركم" بيانه فيها عند قوله" :لو خرجوا فيكم ما زاد
وكم إل خبالً".
وتارة يكون ف غي السورة كقوله ف البقرة" :وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم" ،بيانه ف الائدة" :لئ
ن أقمتم الصلة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتوهم وأقرضتم ال قرضا حسنا لكفرن عنك
م سيئاتكم" .وف سورة النساء" :يادعون ال وهو خادعهم" ،بيانه ف الديد" :قيل ارجعوا ورائ
كم فالتمسوا نورا" .وف العراف" :وشهدوا على أنفسهم أنم كانوا كاذبي" ،بيانه ف تبارك" :ق
د جاءنا نذير فكذبنا" .وف العراف" :أولئك ينالم نصيبهم من الكتاب" .بيان النصيب ف الزمر
" :ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على ال وجوههم مسودة" .وف العراف" :وتت كلمة ربك ا
لسن على بن إسرائيل با صبوا" .بيانا ف القصص" :ونريد أن نن" .وف براءة" :إل عن موعد
ة وعدها إياه" ،بيانا ف مري" :سأستغفر لك رب" .وف يونس" :وتذكيي بآيات ال" ،بيانا ف نو
ح" :أل تروا كيف خلق ال سبع ساوات طباقا" .وف يونس" :لم البشرى ف الياة الدنيا وف ال
20
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
خرة" ،بيانه ف حم السجدة" :تنل عليهم اللئكة أل تافوا ول تزنوا" .وف إبراهيم" :أول تكون
وا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال" ،بيانه ف النحل" :وأقسموا بال جهد أيانم ل يبعث ال م
ن يوت بلى" .وف إبراهيم" :وتبيّن لكم كيف فعلنا بم" ،بيانه ف العنكبوت" :فمنهم من أرسلنا
عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة" .وف النحل" :وعلى الذين هادوا حرّمنا ما قصصنا عليك
من قبل" ،بيانه ف النعام" :حرمنا كلّ ذي ظفر" .وف بن إسرائيل" :ويدعو النسان بالشر" ،بيانه
ف النفال" :فأمطر علينا حجارة من السماء" .وف بن إسرائيل" :لحتنكنّ ذريته إل قليلً" ،بيانه
ف الجر" :إل عبادك منهم الخلصي" .وف مري" :أل تر أنا أرسلنا الشياطي على الكافرين" ،بيان
ه ف بن إسرائيل" :واستفزز من استطعت منهم" .وف طه" :فقول له قولً ليّنا" ،بيانه ف النازعات
" :هل لك إل أن تزكّى" .وف طه" :ول ترقُبْ قول" ،بيانه ف العراف" :اخ ُلفْن ف قومي" .وف ا
لنمل" :فإذا هم فريقان يتصمون" ،بيان خصومتهم ف العراف" :إن صالا مرسلٌ من ربه" .وف
الحزاب" :هذا ما وعدنا ال ورسوله" ،بيان الوعد ف آل عمران" :أم حسبتم أن تدخلوا النة و
لّا يعلم ال الذين جاهدوا منكم .وف الصافات" :ولقد نادانا نوح" ،بيانه ف القمر" :إن مغلوب ف
انتصر" .وف الصافات" :فحقّ علينا قول ربنا" ،بيانه ف ص" :لملئنّ جهنم" .وف الصافات" :ولق
د سبقت كلمتنا" ،بيانه ف الجادلة" :لغلب أنا ورسلي" .وف الؤمن" :أمَتّنا اثنتي وأحييتنا اثنتي"
،بيانه ف البقرة" :وكنتم أمواتا فأحياكم ث ييتكم ث يييكم" .وف الؤمن" :يوم التنادي" ،بيانه ف
العراف" :ونادى أصحاب النة"" ،ونادى أصحاب النار" .وف الجادلة" :فيحلفون له كما يلف
ل ربنا ما كنا مشركي" .وف ن" :إذ نادى وهو مكظوم" ،بيانه ف
ون لكم" ،بيانه ف النعام" :وا ِ
النبياء" :أن ل إله إل أنت".
فصل
وقد تذكر العرب جواب الكلم مقارنا له ،وقد تذكره بعيدا عنه وعلى هذا ورد القرآن.
فأما القارن من الواب فقوله" :يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس"" ،يسألونك ماذا
ينفقون قل العفو".
وأما البعيد فتارة يكون ف السورة ،كقوله ف الفرقان" :ما لذا الرسول يأكل الطعام ويشي ف ال
سواق" ،جوابه فيها" :وما أرسلنا قبلك من الرسلي إ ّل أنم ليأكلون الطعام ويشون ف السواق"
.
وتارة يكون ف غي السورة ،كقوله تعال ف النفال" :لو نشاء لقلنا مثل هذا" ،جوابه ف بن
إسرائيل" :قل لئن اجتمعت النس والن على أن يأتوا بثل هذا القرآن ل يأتون بثله" .وف
21
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الرعد" :ويقول الذين كفروا لست مرسلً" ،جوابه ف يس" :إنك لن الرسلي" .ف الجر" :إنك
لجنون" ،جوابه ف ن" :ما أنت بنعمة ربك بجنون" .ف بن إسرائيل" :أو تسقط السماء كما زع
مت علينا كسفا" ،جوابه ف سبأ" :إن نشأ نسف بم الرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء
" .ف الفرقان" :قالوا وما الرحن" ،جوابه" :الرحن علم القرآن" .ف ص" :واصبوا على آلتكم"
،جوابه ف حم السجدة" :فإن يصبوا فالنار مثوى لم" .ف الؤمن" :وما أهديكم إل سبيل الرشا
د" ،جوابه ف هود" :وما أمر فرعون برشيد" .ف الزخرف" :لول ُنزّل هذا القرآن على رجل من ا
لقريتي عظيم" .جوابه ف القصص" :وربك يلق ما يشاء ويتار ما كان لم الية" .ف الدخان" :
ربنا اكشف عنا العذاب" ،جوابه ف الؤمني" :ولو رحناهم وكشفنا ما بم من ضر" .ف القمر" :أ
م يقولون نن جيع منتصر" .جوابه ف الصافات" :ما لكم ل تناصرون" .ف الطور" :أم يقولون تق
وّلَه" ،جوابه ف الاقة" :ولو َت َقوّل علينا بعض القاويل".
فصل
واعلم أن لغة العرب واسعة ولم التصرف الكثي فتراهم يتصرفون ف اللفظة الواحدة بالركات،
فيجعلون لكل حركة معن كالمل والمل والروح والروح.
وتارة بإعجام كالنضح والنضخ ،والقبضة والقبصة ،والضمضة والصمصة.
وتارة يقلبون حرفا من كلمة ول يتغي عندهم معناها ،كقولم :صاعقة وصاقعة ،وجبذ وجذب،
وما أطيبه وأيطبه ،وربض ورضب ،وانبض ف القوس وانضب ،ولعمري ورعملي ،واضمحل وام
ضحل ،وعميق ومعيق ،وسبسب وبسبس ،ولبكت الشيء وبلكته ،وأسي مكلب ومكبل ،وسحا
ب مكفهر ومكرهف ،وناقة ضمرز وضرزم :إذا كانت مسنة ،وطريق طامس وطاسم ،قفا الثر و
قاف الثر ،وقاع البعي الناقة وقعاها ،وقوس عطل وعلط :ل وتر عليها ،وجارية قتي وقنيت :قلي
لة الدر ،وشرخ الشباب وشخره :أوله ،ولم خن وخزن ،وعاث يعيث وعثى يعثى :إذا أفسد ،و
تنح عن لقم الطريق ولق الطريق ،وبطيخ وطبيخ ،وماء سلسال ولسلس ،ومسلسل وملسلس إذ
ا كان صافيا .ودقم فاه بالجر دمقه :إذا ضربه ،وفثأت القدر وثفأتا :إذا سكنت غليانا ،وكبكب
ت الشيء وبكبكته :إذا طرحت بعضه على بعض.
فصل
ومن سعة اللغة وحسن تصرفها ،أن العرب تضع للشيء الواحد أساءً من غي تغي يعتريه.
فيقولون السيف والهند والصارم.
ويغيون السم بتغيي يعتري فيقولون لن نزل بالركي يل الدلو مايح ،وللمستقي من أعلها
22
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ماتح ،فالتاء العجمة من فوق لن فوق ،والياء العجمة من تت لن تت.
وتضع العرب للشيء الواحد أساء تتلف باختلف ماله فيقولون لن انسر الشعر من جانب جبه
ته أنزع ،فإذا زاد قليلً قالوا :أجلح ،فإذا بلغ النسار نصف رأسه قالوا :أجلى وأجله ،فإذا زاد
قالوا :أصلع ،فإذا ذهب الشعر كله قالوا :أحص ،والصلع عندهم ذهاب الشعر ،والقرع ذهاب ا
لبشرة .ويقولون شفة النسان ،ويسمونا من ذوات الف :الشفر ويسمونا من ذوات الظلف :ا
لقمة ،ومن ذوات الافر :الحفلة ،ومن السباع :الطم ،ومن ذوات الناح غي الصايد :النقار،
ومن الصايد :النسر ،ومن النير :الفنطسة.
ويقولون صدر النسان ،ويسمونه من البعي الكركرة ،ومن السد الزور ،ومن الشاة القص ،وم
ن الطائر :الؤجؤ ،ومن الرادة :الوشن.
والثدي للمرأة وللرجل :ثندؤة ،وهو من ذوات الف :اللف ،ومن ذوات الظلف :الضرع ،وم
ن ذوات الافر والسباع :الطب.
والظفر للنسان وهو من ذوات الف :النسم ،ومن ذوات الظلف :الظلف ،ومن ذوات الافر:
الافر ،ومن السباع والصائد من الطي :الخلب ،ومن الطي غي الصائد والكلب ونوها :البثن
،ويوز البثن ف السباع كلها.
والعدة للنسان بنلة الكرش للنعام ،والوصلة للطائر.
?فصل
وتفرق العرب ف الشهوات.
فيقولون جائع ف البز ،قرم إل اللحم ،عطشان إل الاء ،عيمان إل اللب ،قرد إل التمر ،جعم
إل الفاكهة ،شبق إل النكاح.
ويقولون البيض للطائر ،والكن للضباب ،والازن للنمل ،والسرو للجراد ،والصؤاب للقمل.
ويفرقون ف النازل فإن كان من مدر ،قالوا :بيت ،وإن كان من وبر ،قالوا :باد .وإن كان من
صوف ،قالوا :خباء .وإن كان من الشعر ،قالوا :فسطاط .وإن كان من غزل ،قالوا :خيمة .وإن
كان من جلود ،قالوا :قشع.
ويفرقون ف الوطان فيقولون :وطن النسان ،وعطن البعي ،وعرين السد ،ووجار الذئب والضب
ع ،وكناس الظب ،وعش الطائر ،وقرية النمل ،وكور الزنابي ،ونافقاء اليبوع.
ويقولون لا يضعه الطائر على الشجر :وكر ،فإن كان على جبل أو جدار فهو :وكن ،وإذا كان
ف كن فهو :عش ،وإذا كان على وجه الرض فهو :أفحوص ،والدحى للنعام خاصة.
23
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويقولون عدا النسان ،وأحضر الفرس ،وأرقل البعي ،وعسل الذئب ،ومزع الظب وزف النعام.
ويقولون طفر النسان ،وضب الفرس ،ووثب البعي ،وقفز العصفور ،وطمر البغوث.
ويفرقون ف أساء الولد فيقولون لولد كل سبع :جرو ،ولولد كل ذي ريش :فرخ ،ولولد كل
وحشية :طفل ،ولولد الفرس :مهر وفلو ،ولولد المار :جحش وعفو ،ولولد البقرة :عجل ،ولول
د السد :شبل ،ولولد الظبية :خشف ،ولولد الفيل :دغفل ،ولولد الناقة :حوار ،ولولد الثعلب:
هجرس ،ولولد الضب :حسل ،ولولد الرنب :خرنق ،ولولد النعام :رأل ،ولولد الدب :ديسم،
ولولد النير :خنوص .ولولد اليبوع والفأرة :درص ،ولولد الية :حريش.
ويفرقون ف الضرب فيقولون :للضرب بالراح على مقدم الرأس :صقع ،وعلى القفا :صفع ،وعل
ى الوجه :صك ،وعلى الد ببسط الكف :لطم ،وبقبضها :لكم ،وبكلتا اليدين :لدم ،وعلى الذق
ن والنك :وهز ،وعلى النب :وخز ،وعلى الصدر والبطن بالكف :وكز ،وبالركبة :زبن ،وبالر
جل :ركل ،وكل ضارب بؤخره من الشرات كلها كالعقارب :تلسع ،وكل ضارب منها بفيه :ي
لدغ .ويفرقون ف الكشف عن الشيء من البدن ،فيقولون :حسر عن رأسه ،وسفر عن وجهه ،و
أفتر عن نابه ،وكشر عن أسنانه ،وأبدى عن ذراعيه ،وكشف عن ساقيه ،وهتك عن عورته.
ويفرقون ف الماعات فيقولون :موكب من الفرسان ،وكبكبة من الرجال ،وجوقة من الغلمان،
ولة من النساء ،ورعيل من اليل ،وصرمة من البل ،وقطيع من الغنم ،وسرب من الظباء ،وعرج
لة من السباع ،وعصابة من الطي ،ورجل من الراد ،وخشرم من النحل.
ويفرقون ف المتلء فيقولون :بر طام ،ونر طافح ،وعي ثرة ،وإناء مفعم ،وملس غاص بأهله.
ويفرقون ف اسم الشيء اللي فيقولون :ثوب لي ،ورمح لدن ،ولم رخص ،وريح رخاء ،وفراش
وثي ،وأرض دمثة.
ويفرقون ف تغي الطعام وغيه فيقولون :أروح اللحم ،وأسن الاء ،وخن الطعام ،وسنخ السمن،
وزنخ الدهن ،وقنم الوز ،ودخن الشراب ،وصدئ الديد ،ونغل الدي.
ويقولون يدي من اللحم غمرة ،ومن الشحم زهة ،ومن البيض زهكة ،ومن الديد سهكة ،ومن
السمك صمرة ،ومن اللب والزبد شترة ،ومن الثريد مرة ،ومن الزيت قنمة ،ومن الدهن زنة ،و
من الل خطة ،ومن العمل لزقة ،ومن الفاكهة لزجة ،ومن الزعفران ردغة ،ومن الطي ودغة ،وم
ن العجي ودخة ،ومن الطيب عبقة ،ومن الدم ضرجة وسطلة وسلطة ،ومن الوحل لثقة ،ومن الا
ء بللة ،ومن المأة ثئطة ،ومن البد صردة ،ومن السنان قضضة ،ومن الداد وجدة ،ومن البزر
والنفط نشة ونثمة ،ومن البول قتمة ،ومن العذرة طفسة ،ومن الوسخ درنة ،ومن العمل ملة.
24
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويفرقون ف الوسخ فإذا كان ف العي قالوا :رمص ،فإذا جف قالوا :غمص ،فإذا كان ف السنان
قالوا :حفر ،فإذا كان ف الذن فهو :أف ،وإذا كان ف الظفار فهو :تف ،وإذا كان ف الرأس قال
وا :حزاز ،وهو ف باقي البدن :درن.
ويقولون ف الرياح فإذا وقعت الريح بي ريي فهي :نكباء ،فإذا وقعت بي النوب والصبا فهي:
الريباء ،فإذا هبت من جهات متلفة فهي :التناوحة ،فإذا جاءت بنفس ضعيف فهي :النسيم ،فإذ
ا كانت شديدة فهي :العاصف ،فإذا قويت حت قلعت اليام فهي :الجوم ،فإذا حركت الشجار
تريكا شديدا وقلعتها فهي :الزعزع ،فإذا جاءت بالصباء فهي :الاصب ،فإذا هبت من الرض
كالعمود نو السماء فهي :العصار ،فإذا جاءت بالغبة فهي :البوة ،فإذا كانت باردة فهي :الر
جف والصرصر ،فإذا كان مع بردها ندى فهي :البليل ،فإذا كانت حارة فهي السموم ،فإذا ل تلق
ح ول تمل مطرا فهي :العقيم.
ويفرقون ف الطر :فأوله رش ،ث طش ،ث طل ،ورذاذ ،ث نضخ ،ث هضل ،وتتان ،ث وابل
وجود ،فإذا أحي الرض بعد موتا فهي :الياء ،فإذا جاء عقيب الحل أو عند الاجة فهو:
الغيث ،وإن كان صغار القطر فهو :القطقط ،فإذا دام مع سكون فهو :الدية ،فإذا كان عاما فهو
:الداء ،وإذا روى كل شيء فهو :الود ،فإذا كان كثي القطر فهو :الطل والتهتان ،فإذا كان
ضخم القطر شديد الوقع فهو :الوبل.
ويقولون هجهجت بالسبع ،وشايعت بالبل ،ونعقت بالغنم ،وسأسأت بالمار ،وهأهأت بالبل :إ
ذا دعوتا للعلف ،وجأجأت با :إذا دعوتا للشرب ،وأشليت الكلب :دعوته ،وأسدته أرسلته.
ويفرقون ف الصوات :فيقولون :رغا البعي ،وجرجر ،وهدر وقبقب ،وأطت الناقة ،وصهل الفر
س ،وححم ،ونم الفيل ،ونق المار ،وسحل .وشحج البغل ،وخارت البقرة وجأرت ،وثاجت ا
لنعجة ،وثغت الشاة ويعرت ،وبغم الظب ونزب ،ووعوع الذئب ،وضبح الثعلب ،وضغت الرن
ب ،وعوى الكلب ونبح ،وصأت السنونو ،وضأت الفأرة ،وفحت الفعى ،ونعق الغراب ونعب،
وزقا الديك وسقع ،وصفر النسر ،وهدر المام وهدل ،وغرد الكاء ،وقبع النير ،ونقت العقر
ب ،وأنقضت الضفادع ونقّت أيضا ،وعزفت الن.
فصل
وتقول العرب ف المر :وهن ،وف الثوب :وهى ،وف الساب :غلت ،وف غيه :غلط ،ومن
الطعام :بشم ،ومن الاء :بغر ،وحل الشيء ف فمي ،وحلى ف عين.
فصل
25
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الراهق من الغلمان بنلة العصر من الواري ،والزور من الصبيان بنلة الكاعب ،والكهل من
الرجال بنلة النصف من النساء ،والقارح من اليل بنلة البازل من البل ،والعجل من البقر،
والشادن من الظباء كالناهض من الفراخ ،والبكر من البل بنلة الفت ،والقلوص بنلة الارية،
والمل بنلة الرجل ،والناقة بنلة الرأة ،والبعي بنلة النسان ،والغرز للجمل ،كالركاب للفر
س ،والغدة للبعي كالطاعون للنسان ،والالة من القمر كالدارة من الشمس ،والبصية ف القلب
كالبصر ف العي ،والسباط ف بن إسحق ،كالقبائل ف بن إساعيل ،وأرداف اللوك ف الاهلية،
كالوزراء ف السلم ،والقيال لمي كالبطارق للروم والقواد للعرب.
فصل
وللعرب خاص وعام.
فالبغض عام ،والفرك بي الزوجي خاص ،والنظر إل الشياء عام ،والشيم إل البق خاص،
الصراخ عام ،والواعية على اليت خاص ،الذنب للحيوان والبهائم عام ،والذناب للفرس خاص.
السي عام ،والسري بالليل خاص .الرب عام ،والباق للعبيد خاص .الرائحة عام ،والقتار للشوا
ء خاص.
فصل
ومن جلة السلم للعرب :أنم ل يقولون مائدة إل إذا كان عليها طعام وإل فهي :خوان .ول
للعظم عرق إل ما دام عليه لم ،ول كأس إل إذا كان فيه شراب ،وإل فهي :زجاجة ،ول كوز
إل إذا كانت له عروة ،وإل فهو كوب ،ول رضاب إل إذا كان ف الفم ،وإل فهو :بصاق ،ول أ
ريكة إل للسرير إذا كان عليه قبة .فإن ل يكن عليه قبة فهو :سرير .ول ربطة إل إذا كانت لفقت
ي ،وإل فهي :ملءة ،ول خدر إل إذا كان فيه امرأة ،وإل فهو :ستر .ول للمرأة ظعينة إل إذا ك
انت ف الودج ،ول قلم إل إذا كان مبيا ،وإل فهو :أنبوب .ول عهن إل إذا كان مصبوغا ،وإ
ل فهو :صوف .ول وقود إل إذا اتقدت فيه النار ،وإل فهو :حطب .ول ركية إل إذا كان فيه ما
ء ،وإل فهي :بئر .ول للبل رأوية إل ما دام عليها الاء ،ول للدلو سجل إل ما دام فيها الاء ،ول
ذنوب إل ما دامت ملى ،ول نفق إل إذا كان له منفذ وإل فهو :سرب .ول سرير نعش إل ما د
ام عليه اليت .ول للخات خات إل إذا كان عليه فص .ول رمح إل إذا كان له زوج وسنان ،وإل
فهو :أنبوب وقناة .ول لطيعة إل للبل الت تمل الطيب والبز خاصة .ول حولة إل للت تمل ا
لمتعة خاصة .ول بدنة إل للت تعل للنحر .ول ركب إل لركبان البل .ول هضبة ،إل إذا كان
26
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت حراء .ول يقال غيث ،إل إذا جاء ف إبانه ،وإل فهو :مطر .ول يقال عش ،حت يكون عيدانا
مموعة ،فإذا كان نقبا ف جبل أو حائط فهو :وكر ووكن.
?الباب الثالث:
ف علوم الديث
فصل
ف ذكر نبينا صلى ال عليه وسلم
ذكر نسبه
هو ممد بن عبد ال بن عبد الطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن إلياس بن مضر بن
نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن زيد بن يقدر بن يقدم بن الميسع بن النبت بن قيذار بن
إساعيل بن إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن سارغ بن أرغوة بن فالغ بن عابر بن شال بن أرفخشد
بن سام بن نوح بن لك بن متوشلخ بن أخنوخ بن يزد بن مهليل بن قينان بن أنوش بن شيت بن
آدم.
وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلب.
ذكر أسائه
هو ممد ،وأحد ،والاحي ،والاشر ،والعاقب ،والقفي ،ونب الرحة ،ونب التوبة ،ونب اللحم،
والشاهد ،والبشي ،والنذير ،والضحوك ،والقتال ،والتوكل ،والفاتح ،والات ،والصطفى،
والرسول ،والنب ،والمي ،والقثم.
فالعاقب آخر النبياء ،والقفي تبع النبياء ،والضحوك صفته ف التوراة -لنه كان طيب النفس
فكها ،-والقثم من القثم :وهو العطاء.
ذكر عمومته
الارث والزبي ،وأبو طالب ،وحزة ،وأبو لب ،والغيداق ،والقوم ،وضرار ،والعباس ،وقثم،
وحجل واسه الغية.
ذكر عماته
أم حكيم ،وهي البيضاء ،وبرة ،وعاتكة ،وصفية ،وأروى ،وأميمة ،وأسلمت صفية ،واختلف ف
عاتكة وأروى وأميمة.
ذكر أزواجه
27
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تزوج خدية ،ث سودة ،ث عائشة ،ث حفصة ،ث أم سلمة ،ث جويرية ،ث زينب بنت جحش ،ث
زينب بنت خزية ،ث أم حبيبة ،ث صفية ،ث ميمونة ،فماتت خدية وزينب بنت خزية ف حياته،
وتوف عن التسع البواق.
ذكر أولده
القاسم ،وعبد ال ،وهو الطيب والطاهر ،وإبراهيم ،وفاطمة ،وزينب ،ورقية ،وأم كلثوم.
ذكر مواليه
أسلم :ويكن أبا رافع ،أبو رافع :آخر والد البهي ،أحر ،آنسة ،أسامة ،أفلح ،ثوبان ،ذكوان،
رافع ،رباح ،زيد بن حارثة ،سلمان ،سال ،سليم ،سابق ،سعيد ،شقران ،واسه صال ،ضمية،
عبيد ال عبيد ،فضالة ،كيسان ،مهران -وهو سفينة ،وقيل اسه سفينة ،وقيل رومان -وقيل عب
س ،مدعم ،نافع ،نفيع -وهو أبو بكر -بنيه ،واقد ،وردان ،هشام ،يسار ،أبو أثيلة ،أبو المرا
ء ،أبو ضمية ،أبو عبيد ،أبو مويهبة ،أبو واقد ،أبو لبابة ،أبو لقيط ،أبو هند ،سابور.
ذكر مؤذنيه
بلل ،وسعد ،وابن أم كلثوم ،وأبو مذورة.
ذكر كتّابه
أبو بكر ،عمر ،عثمان ،علي ،أبّ ،زيد ،معاوية ،حنظلة ،خالد بن سعد ،إبان بن سعيد ،العل بن
الضرمي ،وكان الداوم على الكتابة زيد ومعاوية.
ذكر نقباء النصار
أسعد بن زرارة ،أسيد بن خضي ،الباء بن معرور ،رافع بن مالك ،سعد ابن خيثمة ،سعد بن
الربيع ،عبد ال بن رواحة ،عبد ال بن عمرو بن حزام ،عبادة بن الصامت ،سعد بن عبادة ،النذر
بن عمرو ،أبو اليثم بن التيهان ،ونقب النب صلى ال عليه وسلم على النقباء أسعدا.
تسمية من جع القرآن حفظا
على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم عثمان بن عفان ،أب ،معاذ بن جبل ،أبو الدرداء ،زيد
بن ثابت ،أبو زيد النصاري ،قال ابن سيين :وتيم الداري ،وقال القرطب :وعبادة بن الصامت،
وأبو أيوب.
تسمية من كان يفت
28
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم أبو بكر ،وعمر ،وعثمان ،وعلي ،وعبد الرحن بن
عوف ،وابن مسعود ،وأب ،ومعاذ ،وعمار ،وحذيفة ،وزيد بن ثابت ،وأبو الدرداء ،وأبو موسى،
وسلمان.
تسمية من تأخر موته من الصحابة
آخر من مات من أهل العقبة :جابر بن عبد ال بن عمرو ،ومن أهل بدر :أبو اليسر ،ومن
الهاجرين :سعد بن أب وقاص ،وهو آخر العشرة موتا ،وآخر من مات بكة من الصحابة :ابن
عمر ،وبالدينة :سهل بن سعد بن معاذ ،وبالكوفة :عبد ال بن أب أوف ،وبالبصرة :أنس بن مالك
،وبصر :عبد ال بن الارث بن جزء ،وبالشام :عبد ال بن يسر ،وبراسان :بريدة ،وآخر الناظ
رين إل رسول ال صلى ال عليه وسلم موتا :أبو الطفيل عامر بن واثلة.
تسمية فقهاء الدينة السبعة
سعيد بن السيب ،والقسم ،وأبو بكر بن عبد الرحن ،وخارجة ،وعبيد ال بن عبد ال ،وعروة،
وسليمان بن يسار.
منتخب من ذكر الوائل
أول من خلق ال القلم ،أول جبل وضع ف الرض :أبو قبيس ،أول مسجد وضع ف الرض:
السجد الرام ،أول ولد آدم :قابيل ،أول من خط وخاط :إدريس ،أول من اخت وضاف :إبراهي
م ،أول من ركب اليل وتكلم بالعربية :إساعيل ،أول من عمل القراطيس :يوسف ،أول من سر
د الدروع وقال أما بعد :داود ،أول من صبغ بالسواد :فرعون ،أول من دخل المام وعمل الصا
بون :سليمان ،أول من طبخ بالجر :هامان.
فصل
أول من سيب السوايب :عمرو بن لي ،أول من سن الدية مائة من البل :عبد الطلب ،أول من
قطع ف السرقة ف الاهلية :وقضى بالقسامة وخلع نعليه عند دخول الكعبة :الوليد بن الغية،
أول من قضى ف النثى من حيث يبول :عامر بن الظرب ،أول عرب قسم الذكر مثل حظ النثي
ي :عامر بن جشم.
فصل
أول ما نزل من القرآن" :اقرأ باسم ربك" ،أول آية نزلت ف القتال" :أذن للذين يقاتلون" ،أول
من أسلم من الرجال :أبو بكر ،ومن الصبيان :علي ،ومن الوال :زيد ،ومن النساء :خدية ،ومن
النصار :جابر بن عبد ال بن رباب ،أول من هاجر إل البشة :حاطب بن عمرو ،وإل الدينة :م
29
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
صعب بن عمية ،ومن النساء :أم كلثوم بنت عتبة ،أول من بايع ليلة العقبة :أسعد بن زرارة ،أو
ل من بايع بيعة الرضوان :أبو سنان السدي ،أول من أذّن :بلل ،أول من بن مسجدا ف السل
م :عمار ،أول من سل سيفا ف السلم :الزبي ،أول من عدا به فرسه ف سبيل ال :عبد ال بن ج
حش ،وهو أول من دعا يا أمي الؤمني ،أول شهيد ف السلم :سية.
فصل
أول ظهار كان ف السلم :ظهار أوس بن الصامت من الجادلة ،أول خلع كان ف السلم :خلع
حبيبة بنت سهل بن ثابت بن قيس ،أول لعان كان ف السلم :لعان هلل بن أمية مع زوجته،
أول مرجوم كان ف السلم :ماعز ،أول من سن الصلة عند القتل :خبيب ،أول من أوصى بثل
ث ماله :الباء ابن معرور ،أول من دفن بالبقيع :عثمان ابن مظعون.
فصل
أول من جع القرآن :أبو بكر ،أول من قص :تيم ،أول من وضع النحو :أبو السود ،أول من
نقط الصحف :يي بن يعمر.
فصل
أول ما يرفع من الناس :الشوع ،أول ما تفقدون من دينكم :المانة ،أول اليات :طلوع
الشمس من مغربا ،أول من تنشق عنه الرض :نبينا وهو أول من يقرع باب النة ،وأول شافع،
وأول مشفع ،أول من يكسى إبراهيم ،أول ما ياسب العبد به :الصلة ،أول أمة تدخل النة :أم
ة نبينا ممد صلى ال عليه وسلم.
منتخب ف ذكر النسوبي إل غي آبائهم
فمن النسوبي إل أمهاتم :بلل بن حامة ،واسم أبيه :رباح ،ابن أم مكتوم واسم أبيه عمرو،
بشي ابن الصاصية واسم أبيه معبد ،الارث ابن البصاء واسم أبيه مالك ،حفاف ابن ندبة
واسم أبيه عمي ،سعد ابن جنبة واسم أبيه بي ،شرحبيل ابن حسنة واسم أبيه عبد ال ،عبد ال ا
بن بينة واسم أبيه مالك ،مالك ابن نيلة واسم أبيه ثابت ،معاذ ومعوذ ابنا عفراء واسم أبيهما ال
ارث ،يعلى ابن سبابة واسم أبيه مرة ،يعلى ابن منية واسم أبيه أمية ،وهؤلء كلهم صحابة.
ومن العلماء بعدهم :إساعيل ابن علية واسم أبيه إبراهيم ،منصور ابن صفية واسم أبيه عبد الرح
ن ،ممد بن عائشة واسم أبيه :حفص ،إبراهيم ابن أهراسة واسم أبيه سلمة ،ممد ابن عثمة واس
م أبيه خالد.
فصل
30
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف ذكر أساء تساوى فيها الرجال والنساء
فمن ذلك ما تساوى فيه السم والنسب أمية بن أب الصلت قال فيه النب صلى ال عليه وسلم:
"كاد أمية يسلم" ،أمية بنت أب الصلت روى حديثها ابن إسحاق ،أمية بن عبد ال :حدث عن
ابن عمر ،أمية بنت عبد ال :تروي عن عائشة ،عمارة بن حزة :من ولد عكرمة ،عمارة بنت حز
ة :وهي الت اختصم فيها علي وجعفر وزيد.
فضالة بن الفضل :حدث عن أب بكر بن عياش ،فضالة بنت الفضل :روى عنها عبد الرحن بن ج
بلة.
طلحة بن أب سعيد الصري :روى عن القاسم بن ممد ،طلحة بنت أب سعيد :روى عنها ابن أب
جبلة أيضا.
هند بن الهلب :روى عنه ممد بن الزبرقان ،هند بنت الهلب :حدثت عن أبيها.
هبة بن أحد شيخنا ،هبة بنت أحد :حدثت عن أحد بن ممود.
فصل
ومن ذلك ما يتشابه ف الط ويتباين ف اللفظ مع تساوي اسم الب :بسرة بنت صفوان:
صحابية ،يسرة بن صفوان :حدث عن إبراهيم بن سعد ،حزة بن عبد ال جاعة ،جرة بنت عبد
ال :صحابية ،خيثمة بن عبد الرحن :روى عن ابن عمر ،حنتمة بنت عبد الرحن :أخت أب بكر
بن عبد الرحن الفقيه.
فصل
ومن الساء الت تساوى فيها الرجال والنساء دون أنسابم :أسا ابن حارثة وأسا بن رباب:
صحابيان ،أساء بنت أب بكر وأسا بنت عميس :صحابيتان.
بركة أم ين :مولة رسول ال ،بركة أم عطا ابن أب رباح ،ومن الرجال :بركة بن الوليد :روى ع
ن ابن عباس ،وبركة بن نشيط روى عن عثمان ابن أب شيبة.
بريدة بن الصيب :صحاب ،بريدة بنت بشر :صحابية.
جويرية بن مسهر :يروي عن علي ،جويرية بن بشي :يروي عن السن ،جويرية بن أساء :عن ناف
ع ،جويرية بن الجاج :شاعر.
ومن النساء :جويرية أم الؤمني ،جويرية بنت زياد ،جويرية بنت علقمة.
حيضة بن رقيم :صحاب ،حيضة ابن الشمردل :تابعي ،حيضة بن قيس :شاعر .ومن النساء :حي
ضة بنت ياسر ،حيضة بنت أب كثي.
31
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الرباب بنت الباء بن معرور ،الرباب بنت كعب :أم حذيفة ،الرباب بنت النعمان :عمة سعد بن
معاذ ،الرباب زوجة السي بن علي .وف الرجال :تابعي يقال له رباب :سع من ابن عباس.
زيد :ف الرجال كثي ،وزيد بنت مالك بن عميت.
عصيمة :حليف للنصار من بن أسد ،عصيمة :حليف لم من أشجع :كلها شهدا بدرا .ومن ال
نساء :عصيمة بنت حبار ،عصيمة بنت أب الفلح :مبايعتان.
علية بن زيد :صحاب ،ومن النساء :علية بنت شريح أم السايب ابن أخت نر ،وعلية بنت الهد
ي.
عمية بن يثرب :قاضي البصرة لعمر بن الطاب ،عمية بن سعد :يروي عن علي رضي ال عنه،
عمية بن زياد :عن ابن مسعود ،ومن النساء :عمية بنت سهل ،عمية بنت ظهي ،عمية بنت ثا
بت :صحابيات.
فصل
وما يقع الشكال فيه :إسحاق الزرق ،وإسحاق ابن الزرق فالول مصري :روى عنه الليث بن
سعد ،والثان يروي عن الثوري.
عياش ابن الزرق ،وعباس الزرق فالول بالشي العجمة :روى عنه جعفر الفريان ،والثان
بالسي الهملة :روى عنه حاد .هاشم ابن البيد ،وهاشم البيد :فالول كوف :حدث عن أب إس
حاق السبيعي ،والثان بصري :روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث.
منتخب من الساء الفردة
أحد بن عجيان ،أثال ،أثان ،أرطيان ،أسفع ،أيقع ،أفلت ،أكبل ،أخيل ،ببح ،بسمي ،بلهط،
بلج ،بيحرة ،ثهلن ،جاحل ،جيب ،جحدل ،خنفر ،خرباق ،ديسم ،رعيان ،زنيح ،ركيح ،زبيد،
سرق ،سياك ،شبيب ،شتي ،شنيف ،شويس ،شبيم ،صحار ،صمصم ،ضريك ،طيسلة ،عتريس،
عذافر ،عزرب ،عرعره ،عسعس ،عباق ،فصافص ،فنج ،قحذم ،قريع ،كركره ،كهدل ،لب ،لبط
ه ،لازه ،مراجم ،مشرح ،معقس ،مقلص ،مليل ،هلقام ،النقع ،منجل ،ياسم ،نبتل ،نسطاس ،نو
سجان ،وقدان ،هبيب ،هجنع ،هداج ،هرماس ،هصان ،ينحس ،يعفر ،هيطان.
منتخب من مشتبه الساء
أحد :كثي :أحد بن عجيان :شهد فتح مصر.
أنس :كثي ،واتش جد ممد بن السن بن أتش الصنعان.
بسر :كثي ،وبسر ابن أب أرطاة :صحاب ،ونشر هو ممد بن نشر الكوف :روى عن ابن النفية،
32
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويسر أبو اليسر :صحاب ،ويسر ابن أنس :متأخر ،ونسر جد يي ابن أب بكي :قاضي كرمان.
بيان :كثي ،وبنان بن ممد الزاهد ،وبنّان بن يعقوب ،وبتان هو سعيد بن بتان اليلي.
يزيد :كثي ،وبريد بن أصرم :يروي عن علي ،وتزيد بن جشم :ف نسب المصار ،وبرند هو
عرعرة بن البند.
حاد :كثي ،وحاد بن أيوب :روى عن حاد بن أب سليمان.
جرير :كثي ،وجرير :هو عبد ال بن جرير ،وحريز بن عثمان ،وحرير أم الرير :تروي عن طلح
ة بن مالك ،وجريز بن صدقة الريز :يروي عن شعبة.
جاز هو :اليثم بن جاز ،وحبيب بن جاز ،ونعيم بن خار ،وعياض بن حار ،وحاز :يروي عن ابن
مسعود.
خباب :صحاب ،وجباب بن النذر :صحاب ،وجناب بن الشخاش :يروي عن أب كلدة ،وجباب
بن صال ،وحتات بن يي.
خبيب :كثي ،حبيب :صحاب ،وخبيب :صحاب ،وجبيب بن النعمان بن يي ،وجبيب أخو حزة
الزيات.
خنيس بن حذافة :صحاب ،وهب بن حنبش :صحاب ،حبيش بن خلد :صحاب ،حبيس بن عايد:
مصري.
نعيم :كثي ،يغنم بن سال يروي عن أنس.
فصل
من مشتبه النسبة
السن البصري ،طلحة بن عمرو النصري ،السي بن السن النضري.
سفيان الثوري ،ممد بن الصلت التوزي ،ممد بن عمرو البوري ،أبو السي النوري.
أبو بكر الياط ،فطر بن خليفة التاط ،مسلم الباط :وقد جع مسلم هذه الصفات الثلثة:
الزاز -جاعة ،-وعبد ال ابن عون الراز ،وعيسى بن يونس الزاز ،ويي ابن الزاز.
أبو عمر الشيبان ،أيوب بن سويد السيبان ،الفضل بن موسى السينان.
فرقد السبخي ،سليمان بن معبد السنجي ،أبو بكر السبحي ،بدر الشيحي.
عامر الشعب ،معاوية بن حفص الشعب ،زكريا بن عيسى الشغب.
حذيفة بن اليمان العبسي ،عمار بن ياسر العنسي ،صعق بن حزن العيسي ،وتقع النسبة ف الحدث
ي إل هذه اللفاظ الثلثة ،قال السن ابن سفيان النسوي :كلما ورد ف الديث عبسي فهو كو
33
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف ،وعنسي فهو بصري ،وعيسى فهو مصري.
إبراهيم بن يزيد الوزي ،ممد بن يزيد الوزي ،ممد بن يزداد الوري ،عبد الرحن بن علي ال
وزي.
بيان أحاديث أهل فيها تبيي الساء الشتبهة
حديث
روى أبو قلبة عن أنس عن النب صلى ال عليه وسلم :إن ال تعال وضع عن السافر شطر
الصلة وعن الامل والرضع يعن الصيام ،أنس هذا هو ابن مالك القشيي.
أحاديث
روى عطاء عن أب هريرة قال :ف كل صلة قراءة ،فما أسعنا رسول ال صلى ال عليه وسلم
أسعناكم وما أخفى علينا أخفينا عليكم.
وروى عطاء عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ل يتمع حبّ هؤلء الربع
ة إل ف قلب مؤمن :أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
وروى عطاء عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أقيمت الصلة فل صلة
إل الكتوبة.
وروى عطاء عن أب هريرة :أن النب صلى ال عليه وسلم سجد ف إقرأ باسم ربك.
وروى عطاء عن أب هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :إذا مضى ثلث الليل يقول
ال أل داعٍ ياب.
عطاء الول هو ابن أب رباح ،والثان الراسان ،والثالث ابن يسار ،والرابع ابن ميناء ،والامس
مول أم صبية.
أحاديث
روت عمرة عن عائشة قالت :لو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى ما أحدث النساء بعده
لنعهن السجد كما منع نساء بن إسرائيل.
وروت عمرة أنا دخلت مع أمها على عائشة فسألتها :ما سعت من رسول ال صلى ال عليه وس
لم يقول ف الفرار من الطاعون? قالت :سعته يقول :كالفرار من الزحف.
وروت عمرة قالت :خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إل مكة فمررنا بالدينة ورأينا الصحف ال
ذي قتل وهو ف حجره فكانت أول قطرة قطرت على هذه الية :فسيكفيكهم ال .قالت عمرة:
فما مات منهم رجل سويا.
34
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وروت عمرة عن عائشة قالت :سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم ينهى عن الوِصال.
عمرة الول هي بنت عبد الرحن النصارية ،والثانية بنت قيس العدوية ،والثالثة بنت أرطاة ،والر
ابعة يقال لا الطاخية.
أحاديث
روى حاد عن ثابت عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم سع ف النخل صوتا فقال ما هذا?
فقال يوبرون النخل ،فذكر الديث.
صفْرة
وروى حاد :عن ثابت عن أنس قال رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم على عبد الرحن ُ
فقال :ما هذا? قال :تزوجت ،قالَ :أوْلِم.
روى حاد عن ثابت عن أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :مثل أمت مثل الطر.
حاد الول ابن سلمة ،والثان ابن زيد ،والثالث البح.
واعلم أن مثل هذه الساء الشتبهة إذا ل يصرح ف الديث ببيانا ل يفرق بينها إل الناقد الجود.
وف الفرق بينها فائدة عظيمة ،وهي أن بعض الرواة ثقة ،ومشبهه ف السم يكون ضعيفا ،فيطلب
الفرق لذلك ،مثاله :أن يروي قتادة عن عكرمة ،وهو يروي عن عكرمة مول ابن عباس ،وذاك ثق
ة وعن عكرمة بن خالد وهو ضعيف ،وكذا قول وكيع :حدثنا النضر عن عكرمة :وهو يروي ع
ن النضر بن النضر بن عرب وهو ثقة ،وعن النضر بن عبد الرحن -وهو ضعيف -ومثله قول
حفص بن غياث بن أشعث عن السن ،وهو يروي عن أشعث بن عبد اللك -وهو ثقة ،وعن أ
شعث بن سوار -وهو ضعيف.
منتخب من التفق والفترق
أنس بن مالك خسة :اثنان من الصحابة أبو حزة النصاري ،وأبو أمية الكعب ،والثالث أبو مالك
الفقيه ،والرابع كوف ،والامس حصي.
أسامة بن زيد ستة :أحدهم مول النب صلى ال عليه وسلم ،والثان تنوخي ،والثالث ليثي،
والرابع كلب ،والامس شيازي ،والسادس مول لعمر.
أحد بن جعفر بن حدان أربعة ف طبقة واحدة :أحدهم دينوري ،والثان طرسوسي ،والثالث قطيع
ي ،والرابع سقطي.
جابر بن عبد ال سبعة :أحدهم ابن عمرو ،والثان ابن رئاب صحابيان ،والثالث سلمى ،والرابع
مارب ،والامس غطفان ،والسادس مصري ،والسابع بصري.
الليل بن أحد خسة :ثلثة بصريون ،والرابع أصبهان ،والامس سجزي.
35
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سعيد بن السيب ثلثة :أحدهم مدن ،والثان بلوي ،والثالث شيازي.
عبد ال بن البارك ستة :أحدهم مروزي ،والثان خراسان ،والثالث باري ،والرابع جوهري ،والب
اقيان من أهل بغداد.
عمر بن الطاب سبعة :أحدهم أمي الؤمني ،والثان كوف ،والثالث بصري ،والرابع اسكندران،
والامس سجستان ،والسادس راسب ،والسابع عنبي.
عثمان بن عفان اثنان :أحدها أمي الؤمني ،والثان سجزي.
علي بن أب طالب ثانية :أحدهم أمي الؤمني ،والثان بصري ،والثالث جرجان ،والرابع أستراباذ
ي ،والامس تنوخي ،والسادس بكراباذي ،والسابع بغدادي ،والثامن يقال له الدهان.
عمر بن حصي أربعة :أحدهم صحاب ،والثان ضب ،والثالث بصري ،والرابع أصبهان.
فضيل بن عياض اثنان :أحدها مصري ،والثان مكي.
يي بن معاذ ثلثة :أحدهم نيسابوري ،والثان رازي ،والثالث تستري.
يوسف بن إسباط ثلثة :أحدهم كوف ،والثان حصي ،والثالث سلمي.
الباب الرابع:
ف ذكر عيون التواريخ
روى أبو هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال :خلق ال تعال التربةَ يوم السبت وخلق
البال فيها :يوم الحد ،وخلق الشجر فيها :يوم الثني ،وخلق الكروه :يوم الثلثاء ،وخلق
النور :يوم الربعاء ،وبث فيها الدواب :يوم الميس ،وخلق آدم :يوم المعة بعد العصر.
قال علماء التاريخ :الرض كلها على صخرة ،والصخرة على منكب ملك ،واللك على حوت،
والوت على الاء ،والاء على مت الريح.
فصل
أقاليم الرض سبعة :فالقليم الول الند ،والثان إقليم الجاز ،والثالث إقليم مصر ،والرابع
إقليم بابل ،والامس إقليم الروم والشام ،والسادس بلد الترك ،والسابع بلد الصي.
وأوسط القاليم :إقليم بابل وهو أعمرها وفيه جزيرة العرب وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا،
وبغداد ف أوسط هذا القليم ،فلعتداله اعتدلت ألوان أهله ،فسلموا من شقرة الروم ،وسواد ال
بش ،وغلظ الترك ،وجفاء أهل البال ،ودمامة أهل الصي ،وكما اعتدلوا ف اللقة ،لطفوا ف الف
طنة.
فصل
36
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قال علماء التواريخ :جيع ما عرف ف الرض من البال مائة وثانية وتسعون :من أعجبها جبل
ل وفيه أثر قدم آدم حي هبط ،وعليه سنا البق ،ل
سرنديب ،وطوله مائتان ونيف وستون مي ً
يذهب صيفا ،وحوله ياقوت ،وف واديه الاس الذي يقطع الصخور ،ويثقب اللؤلؤ ،وفيه العود وا
لفلفل ،ودأبه السك ،ودابة الزباد.
وجبل الرد الذي فيه السد ،طوله سبعمائة فرسخ وينتهي إل البحر الظلم
فصل
قالوا :ف الرض سبعمائة معدن ،ول ينعقد اللح إل ف السبخ ،ول الص إل ف الرمل والصى،
والبحر العظم ميط بالدنيا ،والبحار تستمد منه.
فصل
قالوا :وعاش آدم ألف سنة ،وولدت له حواء أربعي ولدا ،ف كل بطن ذكر وأنثى ،فأولم قابيل،
وتوأمته قليما ،ول يت آدم حت رأى من ولده وولد ولده أربعي ألفا ،وانقرض نسلهم ،غي
نسل شيت ،ث انقرض النسل ،وبقي أولد نوح وهم :سام ،وحام ،ويافث ،فسام أبو العرب ،وح
ام أبو الزنج ،ويافث أبو الروم والترك ،ويأجوج ومأجوج نوع من الترك.
فصل
ف تسمية الواريي
شعون الصفا ،وشعون القنان ،ويعقوب بن زندي ،ويعقوب بن حلقي ،وقولوس ،ومارقوس،
وأندراوس ،وبرثل ،ويوحنا ،ولوقا ،وتوما ،ومت.
فصل
كان أول ملوك الفرس :دارا :ملك نوا من مائت سنة ،ث ملك بعده خسة وعشرون :منهم
امرأتان ،وكان آخر القوم يزدجرد ،هلك ف زمان عثمان ،وكان ملكهم خسمائة سنة وكسرا.
وكان أظرفهم ولية ذو الكتاف ،فإنه ل يعرف من ملك وهو ف بطن أمه غيه ،لن أباه كان قد
مات ول ولد له ،وإنا كان هذا حلً ،فقال النجمون هذا المل يلك الرض ،فوضع التاج على
بطن الم ،وكتب منه إل الفاق ،وهو جني ،وسي سابورا وإنا لقب بذي الكتاف لنه حي
ملك كان ينع أكتاف مالفيه ،وهو الذي بن اليوان ،وبن نيسابور وسجستان والسوس ،وما ز
ال اللك ينتقل بعده فيهم حت ملك أنشروان ،وكان أحزمهم ،وكان له اثنا عشر ألف امرأة وجا
رية ،وخسون ألف دابة ،وألف فيل إل واحدا ،وف زمانه ولد نبينا صلى ال عليه وسلم ،ومات ل
37
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ثمان سني مضت من مولد نبينا صلى ال عليه وسلم ،ولا دخل السلمون الدائن ،أحرقوا ستر با
ب اليوان ،فأخرجوا منه ألف ألف مثقال ذهبا.
فصل
أربعة تناسلوا ،رأوا رسول ال صلى ال عليه وسلم :أبو قحافة ،وابنه أبو بكر ،وابنه عبد الرحن،
وابنه ممد ،ويكن أبا عتيق.
أربعة أخوة كان بي كل واحد منهم وواحد عشر سني :أولد أب طالب :طالب وعقيل ،وجعفر،
وعلي ،فكان طالب أسن من عقيل عشر سني ،وعقيل أسن من جعفر بعشر سني ،وجعفر أسن
من علي بعشر.
ول يعرف أخوان تباعدا ف السن مثل موسى بن عبيدة الربذي وأخيه عبد ال بن عبيدة ،فإن عبد
ال أسن من موسى بثماني سنة.
ومن العجائب :ثلث أخوة ولدوا ف سنة واحدة ،وقتلوا ف سنة واحدة وكانت أعمارهم ثان وأ
ربعي سنة :يزيد ،وزياد ،ومدرك ،بنو الهلب ابن أب صفرة.
ومن العجائب :أربعة أنفس رزق كل واحد منهم مائة ولد ،أنس بن مالك ،وعبد ال بن عمر اللي
ثي ،وخليفة السعدي ،وجعفر بن سليمان الاشي.
ومن العجائب :ثلثة بنو أعمام كلهم كانوا ف زمان واحد ،كل واحد منهم اسه علي ،ولم ثلثة
أولد كل واحد منهم اسه ممد ،والباء والبناء علماء أشراف ،وهم :علي بن السي بن علي ب
ن أب طالب ،وعلي بن عبد ال بن العباس ،وعلي بن عبد ال بن جعفر.
ومن العجائب :أنه ف ليلة السبت لربع بقي من ربيع الول سنة تسعي ومائة ،مات الادي ،وا
ستخلف الرشيد ،وولد الأمون.
ومن العجائب :أنه سلم على الرشيد باللفة عمه سليمان بن النصور وعم أبيه الهدي ،وهو العب
اس بن ممد ،وعم جده النصور ،وهو عبد الصمد بن علي ،وقال له عبد الصمد يوما :يا أمي ال
ؤمني هذا ملس فيه أمي الؤمني وعم أمي الؤمني وعم عم أمي الؤمني وعم عم عمه ،وذلك أ
ن سليمان بن أب جعفر عم الرشيد ،والعباس عم سليمان ،وعبد الصمد عم العباس.
ومن العجائب :أن عبد الصمد حج بالناس سنة خسي ومائة ،وقد حج قبله يزيد بن معاوية سنة
خسي :وها ف النسب إل عبد مناف سواء ،لن يزيد هو ابن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية
بن عبد شس بن عبد مناف .وعبد الصمد بن علي بن عبد ال بن العباس بن عبد الطلب بن هاش
م بن عبد مناف.
38
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فصل
وقد سلم على التوكل باللفة ثانية ،كلهم ابن خليفة :النتصر ابنه ،وممد ابن الواثق ،وأحد بن
العتصم ،وموسى بن الأمون ،وعبد ال بن المي ،وأبو أحد بن الرشيد ،وأبو العباس بن الادي،
والنصور بن الهدي.
فصل
وقد ول اللفة :أخوان ،وثلثة ،وأربعة ،فأما الخوان :فالسفاح والنصور ،والادي والرشيد،
والواثق والتوكل ابنا العتصم ،والسترشد والقتفي ،وأما الثلثة :فالمي والأمون والعتصم بنو ال
رشيد ،والكتفي والقتدر والقاهر بنو العتضد ،والراضي والتقي والطيع بنو القتدر ،وأما الربعة ف
لم يكونوا إل بن عبد اللك.
فصل
من العجائب التعلقة بالنساء
من ذلك أن امرأة شهد لا بدرا سبعة بني مسلمي وهي :عفراء بنت عبيد ،تزوجها الارث بن
رفاعة ،فولدت له معاذا ومعوذا ،ث تزوجها بكي فولدت له إياسا وخالدا ،وعاقلً ،وعامرا ،ث
رجعت إل الارث فولدت له عوفا ،فشهدوا كلهم بدرا ،ويرج من هذا جواب السائل هل تعر
فون أربعة أخوة لب وأم شهدوا بدرا مسلمي?.
ومن هذا النس ،امرأة كان لا أربعة أخوة وعمّان شهدوا بدرا ،فأخوان وعم مع رسول ال صل
ى ال عليه وسلم ،وأخوان وعم مع الشركي ،وهي هند بنت عتبة بن ربيعة ،فالخوان السلمان:
أبو حذيفة بن عتبة ومصعب بن عمي ،والعم السلم :معمر بن الارث ،والخوان الشركان :الول
يد بن عتبة وأبو عزيز ،والعم الشرك :شيبة بن ربيعة.
ومن العجائب :أن عبد ال بن عمرو بن عثمان بن عفان كان له أربع بنات :عبدة ،وعائشة ،وأم
سعيد ،ورقية ،تزوجهن أربعة من اللفاء :تزوج عبدة الوليد بن عبد اللك ،وعائشة سليمان ،وأم
سعيد يزيد بن عبد اللك ،ورقية هشام.
وكان لذا الرجل -أعن عبد ال بن عمرو -ولد اسه ممد -كان يقال له الديباج لسنه -و
كان لحمد بنت اسها حفصة ل يعرف امرأة ولدها رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبو بكر وع
مر وعثمان وعلي وطلحة والزبي والسي وابن عمر سواها ،أما ولدة رسول ال صلى ال عليه
وسلم لا ،فإن أم أبيها فاطمة بنت السي بن علي ،وأم السي فاطمة بنت رسول ال صلى ال
عليه وسلم ،ومن طريق السي بن علي ولدته لا وولدة علي لا ،وأما ولدة أب بكر لا ،فإن أ
39
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
مها خدية بنت عثمان بن عروة بن الزبي ،وأم عروة أساء بنت أب بكر الصديق ،ومن طريق عر
وة ولدها الزبي ،وأما ولدة عمر لا ،فإن أم جدها عبد ال زينب بنت عبد ال بن عمر بن الطا
ب ،فمن هذه الطريق ولدة عمر لا ،وأما ولدة عثمان لا ،فمن طريق أبيها ،وأما ولدة طلحة،
فإن جدتا من قبل أبيها هي أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد ال.
ومن العجائب :امرأة ولدت خليفتي ،وهن ثلث :الول :ولدة بنت العباس العبسية ،تزوجها ع
بد اللك بن مروان ،فولدت له :الوليد وسليمان فوليا اللفة ،والثانية :شاهفرند بنت فيوز بن ي
زدجرد ،تزوجها الوليد بن عبد اللك ،فولدت له :يزيد وإبراهيم فوليا اللفة ،والثالثة :اليزران
:ولدت للمهدي الادي والرشيد.
فصل
ف الدوب وعموم الوت
أجدبت الرض ف سنة ثان عشرة فكانت الريح تسفي ترابا كالرماد ،فسمي عام الرمادة،
وجعلت الوحوش تأوي إل النس ،فآل عمر أل يذوق سنا ول لبنا ول لما حت يي الناس
واستسقى بالعباس فسقوا ،وفيها كان طاعون عمواس ،مات فيه أبو عبيدة ،ومعاذ ،وأنس.
وف سنة أربع وستي وقع طاعون بالبصرة وماتت أم أميهم فما وجدوا من يملها.
وف سنة إحدى وثلثي ومائة مات أول يوم ف الطاعون سبعون ألفا ،وف الثان نيف وسبعون ألفا
،وف اليوم الثالث خد الناس.
وف سنة تسع عشرة وثلث مائة كثر الوت ،وكان يدفن ف القب الواحد جاعة.
وف سنة أربع وثلثي وثلث مائة ذبح الطفال ،وأكلت اليف ،وبيع العقار برغيفان ،واشتري ل
عز الدولة كر دقيق بعشرين ألف درهم.
وف سنة أربع وأربعي وثلثائة عمت المراض البلد ،فكان يوت أهل الدار كلهم.
وف سنة ثان وسبعي وثلثائة أصاب أهل البصرة حر ،فكانوا يتساقطون موتى ف الطرقات.
وف سنة ثان وأربعي وأربعمائة عم القحط ،فأكلت اليتة ،وبلغ الكوك من بزر البقلة سبع دناني،
والسفرجلة والرمانة دينارا ،واليارة واللينوفرة دينارا ،وورد الب من مصر بأن ثلثة من اللصو
ص نقبوا دارا فوجدوا عند الصباح موتى ،أحدهم على باب النقب ،والثان على رأس الدرجة ،و
الثالث على الثياب الكورة.
وف السنة الت تليها وقع وباء ،فكان تفر زبية لعشرين وثلثي فيلقون فيها ،وتاب الناس كلهم
وأراقوا المور ،ولزموا الساجد.
40
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وف سنة ست وخسي وأربعمائة وقع الوباء ،وبلغ الرطل من التمر الندي أربعة دناني.
وف سنة اثنتي وستي وأربعمائة اشتد الوع والوباء بصر ،حت أكل الناس بعضهم بعضا ،وبيع ا
للوز والسكر بوزن الدراهم ،والبيضة بعشرة قراريط ،وخرج وزير صاحب مصر إليه فنل عن ب
غلته ،فأخذها ثلثة فأكلوها ،فصلبوا ،فأصبح الناس ل يرون إل عظامهم تت خشبهم وقد أكلوا
.
وف سنة أربع وستي وأربعمائة وقع الوت ف الدواب حت إن راعيا قام إل الغنم وقت الصباح لي
سوقها فوجدها كلها موتى.
فصل
ف الزلزل واليات
زلزلت الرض على عهد عمر ف سنة عشرين ،ودامت الزلزل ف سنة أربع وتسعي :أربعي
يوما ،وقعت البنية الشاهقة ،وتدمت أنطاكية.
وف سنة أربع وعشرين ومائتي زلزلت فرغانة فمات فيها خسة عشر ألفا.
وف السنة الت تليها رجفت الهواز ،وتصدعت البال ،وهرب أهل البلد إل البحر والسفن
ودامت ستة عشر يوما.
وف السنة الت تليها مطر أهل تيما مطرا وبردا كالبيض ،فقتل با ثلثائة وسبعي إنسانا ،وسع ف
ذلك صوت يقول :ارحم عبادك ،اعف عن عبادك ،ونظروا إل أثر قدم طولا ذراع بل أصابع ،و
عرضها شب ،ومن الطوة إل الطوة خسة أذرع أو ست ،فاتبعوا الصوت فجعلوا يسمعون صوت
ا ول يرون شخصا.
وف سنة ثلث وثلثي ومائتي رجفت دمشق رجفة حت انقضت منها البيوت وسقطت على من
فيها ،فمات خلق كثي ،وانكفأت قرية ف الغوطة على أهلها ،فلم ينج منهم إل رجل واحد ،وزلز
لت أنطاكية فمات منها عشرون ألفا.
وف السنة الت تليها هبت ريح شديدة ل يعهد مثلها فاتصلت نيفا وخسي يوما ،وشلت بغداد وا
لبصرة والكوفة وواسط وعبادان والهواز ،ث ذهبت إل هدان ،فأحرقت الزرع ،ث ذهبت إل ال
وصل ،فمنعت الناس من السعي ،فتعطلت السواق ،وزلزلت هراة فوقعت الدور.
وف سنة ثان وثلثي وجه طاهر بن عبد ال إل التوكل حجرا سقط بناحية طبستان ،وزنه ثانائة
وأربعون درها ،أبيض ،فيه صدع ،وذكروا أنه سع لسقوطه هدة أربع فراسخ ف مثلها ،وأنه سا
خ ف الرض خسة أذرع.
41
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وف سنة أربعي ومائتي خرجت ريح من بلد الترك ،فمرت برو فقتلت خلقا كثيا بالزكام ،ث
صارت إل نيسابور ،وإل الري ،ث إل هذان وحلوان ،ث إل العراق ،فأصاب أهل بغداد وسر م
ن رأى حى وسعال وزكام ،وجاءت كتب من الغرب أن ثلث عشرة قرية من قرى القيوان خ
سف با ،فلم ينج من أهلها إل اثنان وأربعون رجلً سود الوجوه فأتوا القيوان فأخرجهم أهلها،
وقالوا أنتم مسخوط عليكم فبن لم العامل حظية خارج الدينة فنلوها.
وف سنة إحدى وأربعي ماجت النجوم ف السماء ،وجعلت تتطاير شرقا وغربا كالراد ،من قبل
غروب الشمس إل الفجر ،ول يكن مثل هذا إل عند ظهور رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وف السنة الت تليها رجت قرية يقال لا السويدا ناحية مصر بمسة أحجار ،فوقع حجر منها عل
ى خيمة أعراب فاحترقت ،ووزن منها حجر فكان فيه عشرة أرطال ،وزلزلت الري وجرجان وط
بستان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان كلها ف وقت واحد ،وزلزلت الدامغان فهلك من أهلها
خسة وعشرون ألفا ،وتقطعت جبال ،ودنا بعضها من بعض ،وسع للسماء والرض أصوات عالي
ة ،فهلك من أهلها ،وسار جبل باليمن ،عليه مزارع ،حت أتى مزارع قوم آخرين ،ووقع طائر أبي
ض دون الرخة وفوق الغراب على دلبة بلب ،لسبع مضي من رمضان فصاح :يا معشر الناس،
اتقوا ال ،ال ،ال ،حت صاح أربعي صوتا ث طار ،وجاء من الغد فصاح أربعي صوتا ث طار ،ف
كتب صاحب البيد بذلك ،وأشهد خسمائة إنسان سعوه ،ومات رجل ف بعض كور الهواز فس
قط طائر أبيض على جنازته ،فصاح بالفارسية والورية :إن ال قد غفر لذا اليت ولن شهده.
وف سنة خس وأربعي ومائتي زلزلت أنطاكية ،فسقط منها ألف وخسمائة دار ،ووقع من سورها
نيف وتسعون برجا ،وسع أهلها أصواتا هائلة ،من كوى النازل ،وسع أهل تنيس صيحة هائلة،
دامت فمات منها خلق كثي ،وذهبت جيلة بأهلها.
وف سنة خسي وثلثي ومائتي مطرت قرية حجارة بيضاء وسوداء.
وف سنة ثان وثاني زلزلت دنبل ف الليل ،فأصبحوا ،ول يبق من الدينة إل اليسي ،فأخرج من ت
ت الدم خسون ومائة ألف ميت.
وف سنة تسع عشرة وثلثائة عدل الاج عن الادة خوفا من العرب ،فرأوا ف البية ،صور النا
س من حجارة ،ورأوا امرأة قائمة على تنور وهي من حجارة ،والبز الذي ف التنور من حجارة.
وف سنة ثان وسبعي وثلثائة هبت ريح بفم الصلح ،شبت بالتني ،خرقت دجلة ،حت ذكر أنا
باتت أرضها ،وهلكت خلقا كثيا ،واحتملت زورقا منحدرا ،وفيه دواب ،فطرحته ف أرض جو
خى.
42
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وف سنة عشرين وأربعمائة جاء برد هائل ،ووقعت بردة ،حزرت بائة وخسي رطلً ،فكانت كالث
ور النائم.
وف سنة أربع وثلثي زلزلت تبيز ،فهدم سورها وقلعتها ،وهلك تت الدم خسون ألفا.
وف سنة أربع وأربعي وأربعمائة كانت بأذربيجان زلزل ،انقطعت منها اليطان ،فحكى من
يعتمد على قوله ،إنه كان قاعدا ف إيوان ،فانفرج حت رأى السماء من وسطه ث عاد.
وف سنة ستي وأربعمائة كانت زلزلة بفلسطي هلك فيها خسة عشر ألفا ،وانشقت صخرة بيت
القدس ،ث عادت فالتأمت ،وغاب الر مسية يوم ،فساخ ف الرض ،فدخل الناس يلتقطون ،فر
جع عليهم فأهلك خلقا كثيا منهم.
وف سنة اثنتي وستي خسف بأيلة.
وف سنة ست وخسمائة سع ببغداد صوت هدة عظيمة ف أقطار بغداد ف الانبي ،قال شيخنا أبو
بكر ابن عبد الباقي أنا سعتها ،فظننت حائطا قد وقع ،ول يعلم ما ذاك ،ول يكن ف السماء غيم ف
يقال رعد.
وف سنة سبع وقعت زلزلة بناحية الشام ،فوقع من سور الرها ثلثة عشر برجا ،وخسف بسميسا
ط وقلب بنصف القلعة.
وف سنة إحدى عشرة زلزلت الرض ببغداد يوم عرفة ،فكانت اليطان تر وتيء.
وف سنة خس عشرة وقع الثلج ببغداد ،فامتلت منه الشوارع والدروب ،ول يسمع قبله بثله.
وف سنة ثلث وثلثي وخسمائة كانت زلزلة بنة أتت على مائت ألف وثلثي ألفا فأهلكتهم،
وكانت ف مقدار عشرة فراسخ ف مثلها.
وف السنة الت تليها خسف بنة وصار مكان البلد ماء أسود ،وقدم التجار من أهلها فلزموا القا
بر يبكون على أهليهم ،وزلزلت حلوان فتقطع البل ،وهلك خلق كثي.
وف سنة اثني وخسي وخسمائة كانت زلزل بالشام ف ثلثة عشر بلدا من بلد السلم ،فمنها
ما هلك كله ،ومنها ما هلك بعضه.
الباب الامس
ف ذكر الواعظ
وهذا الباب ينقسم إل قسمي :القسم الول يتص بذكر القصص ،والقسم الثان فيه الواعظ
والشارات مطلقا.
القسم الول ف القصص
43
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وهو الختص بذكر القصص ،وفيه ست وعشرون قصة
الفصل الول
في قصة آدم عليه السلم
اعلموا أن ال تعال خلق آدم عليه السلم آخر اللق ،لنه مهد الدار قبل الساكن ،وأقام عذره
قبل الزلل ،بقوله ف "الرض" فظنت اللئكة أن تفضيله بنفسه ،فضنت بالفضل عليه ،فقالوا
"أتعل فيها" فقوبلوا بلفظ "إن أعلم" فلما صوره ،ألفاه كاللقا ،فلما عاين إبليس تلك الصورة ،ب
ات من الم ف سورة ،فلما نفخ فيه الروح ،بات الاسد ينوح ،ث نودي ف نادي اللئكة "اسجد
وا لدم" فتطهروا من غدير "ل علم لنا" وغودر الغادر بسا بكبياء "أنا خي" ث حام العدو حول
حى الحمي ،فلول سابق القدر ،ما قدر عليه ،فلما نزل إل الرض ،خدخد الفرح ،بدمع الترح،
حت أقلق الوجود فجاء جبيل ،فقال :ما هذا الهد? فصاح لسان الوجد :للخفاجي:
فرأت عيناي شيئا حسـنـا ما رحلت العيش عن أرضكم
ومن التعليل قول هل لنـا هل لنا نوكم مـن عـودة
يا آدم ل تزع من كأس خطإ كان سبب كيسك ،فلقد استخرج منك داء العجب ،وألبسك
رداء النسك ،لو ل تذنبوا :للمتنب:
فربا صحت الجسام بالعلل لعل عتبك ممود عواقـبـه
ل تزن لقول لك "اهبط منها" فلك خاتتها ،ولكن اخرج منها إل مزرعة الجاهدة ،وسق من
دمعك ،ساقية لشجرة ندمك ،فإذا عاد العود أخضر ،فعد :للبحتري:
أو تنأت منا ومنك الـديارُ إن جرى بيننا وبينك عتـب
والدموعُ الت شهدت غزا ُر فالغليل الذي عهدت مقـيم
ما زالت زلة الكلة تعاده ،حت استول داؤه على أولده ،فنمت هينمة اللئكة ،بعبارة نظر
العاقبة ،فنشروا مطوى "أتعل" قرعوا بعصي الدعاوي ،ظهور العصاة ،فقيل لم :لو كنتم بي
أفاعي الوى وعقارب اللذات لبات سليمكم سليما ،فأبوا للجرآة إل جرجرير الدعاوي ،وحدثو
ا أنفسهم بالتقى بالتقاوي ،فقيل :نقبوا عن خيار نقبائكم ،وانتقوا ملك اللكوت ،فما رأوا فيما رأ
وه لثلها مثل هاروت وماروت ،فأب لسفر البلء بالبلية ،فما نزل حت نزل من مقام العصمة ،فن
ل منل الدعوى ،فركبا مركب البشرية ،فمرت على الرئيي امرأة يقال لا الزهرة ،بيدها مزهر
زهرة الشهوة ،فغنت الغانية بغنة اغن ،فرأت قيان الوى ،فهوى الصوت ف صوت قلب قلبيهما،
فقلبهما عن تقوى التقوي ،فانار بناء عزم هاروت ،وما رهم حزم ماروت ،فأراداها على الردى ف
44
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
راوداها ،وما قتل الوى نفسا فوداها ،فبسطت نطع التنطع على تت التخيي ،إما أن تشركا وإما
أن تقتل ،وإما أن تشربا ،فظنا سهولة المر ف المر ،وما فطنا ،فلما امتد ساعد اللف فسقى ف
سقا ،فدخل سكك السكر ،فزل ف مزالق الزنا ،فرآها مع الشخصية شخص ،فشخصا إليه فقت
ل ،فكشت فتنتهما ف فئة اللئكة ،فاتذوا لتلك الواردة ،وردا من تضرع "ويستغفرون لن ف ا
لرض".
الفصل الثاني
في بناء الكعبة
لا عل كعب الكعبة على سائر البقاع بقاع العلم ،أبرزتا كف الياد كالكاعب ،قبل وجود
الرض ،وكان آدم أول من ساس الساس ،ث بيّت للبيت البيات ،طواف الطوفان ،فحل ما حل
أزرار حلل اللل ،فلما هاجر الليل باجر وابنها ،أوضع بما فوضعهما هنالك ،وتول راضيا بن
توله ،يوم حرقوه ،فقالت هاجر :ال أمرك بذا? قال :نعم ،فرجعت متوكئة على منسأة التوكل
على من ل ينسى ،فجعلت تشرب ما معها من ماء ،وترضع لبنها ابنها ،فلما نفدا جعل إساعيل يت
لوى على رمض رمضان الصوم ،فانطلقت لتبذل الهود ف مأمور "فامشوا ف مناكبها" فصعدت
بأقدام الصفا على الصفا ،فلما أطلت الطلة على الطلل ،توكفت طل روح ينقع الغلة ،ث جدت ف
جدت الدد بالد هابطة ،فلما طرف طرف سيها طرف طرف الوادي ،رفعت طرف ذراعها،
ث وسعت خطاها وسعت للجهد بهد ذراعها ،ث أتت الرأة الروة ،وعادت إل الصفا سبعا ،فلذل
ك أمر الكلف أن يسعى ،لنه أثر قدم مقدام ،لتصيب القدام ،نصيبا من مواطي "فبهداهم اقتده
" فسمعت صوتا من صوب ،فنل اللك ليزيل النازلة ،فهيا نزل النيه ،فزمزم ماء زمزم ،ونزا نز
وا لنز نزا ،فحصحص الاء ف صحصح الصى ،فامتدت كف الرص ،فلفقت كالوض ،فقيل
لا ليس هذا الاء من كيس كسبك فما هذا الذاق من حرص فعلك ،ولو تركت زمزم لكانت عين
ا معينا ،فمرت رفقة من جُرهم ،جرّهم سؤال "فاجعل أفئدة من الناس" فأقاموا.
واشتاق الليل إل ابنه ،فاستاق راحلة الرحيل ،فاشترط لسان غية سارة ،أن ل تزال عن مكانة
"وإبراهيم الذي وفّى" فقدمت زوجة إساعيل إليه القام فقدت فيه قدمه وغابت رجل الرجل فحو
لته إل يساره ،فسرت إليه اليسرى ،فهيت دليل الرشاد بالقاصدين "واتِذوا من مقام إبراهيم مُ
صلّى" فلما أمرا ببناء البيت حار من ل يعلم مراد المر ،فإذا سحابة تسحب ذيل الدليل ،قد قدّه
ا الهندس القدري على قدر البيت ،فوقفت فنادت يا إبراهيم :علّم على ظلي ،فلما علّم كما علِم
سرّ با فُسّر له من مشكل الشكل ،فذلك سرّ "وإذا بوّأْنا" فجعل مكان استراحة
،هبت فذهبت ف ُ
البناء العن "ربنا تقبّل منا" فلما فرغا ،فغرا فم السؤال ،يرتشفان ضرع الضراعة "وأرنا مناسكنا"
45
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فلما شرفت الكعبة بإضافة "وطهّرا بيت" قصدها فوج الفيل ،فقيل مرادهم ،لا باتوا على ما بيتوا،
أقبل الطي الذي رمى كالغمام ،فكانت قطراته للحصاد ،ل للبذر ،فأصبح لزرع الجساد كالنج
ل الاشم ،ليكون معجزا لظهور نب بن هاشم ،فأمسوا ف بيدر الدّيّاس "كعصفٍ مأكول".
الفصل الثالث
في قصة نوح عليه السلم
لا عم أهل الرض العمى عما خلقوا له ،بعث نوح بلء أبصار البصائر ،فمكث يداويهم "ألف
سنة إل خسي عاما" فكلهم أبصر ولكن عن الحجة تعال ،فلح لللحي عدم فلحهم ،فولهم
الصل يأسا من صلحهم .وبعث شكاية الذى ،ف مسطور "إنم عصون" فأذن مؤذن الطرد ،عل
ى باب دار إهدار دمائهم "إنه لن يؤمن من قومك إ ّل من قد آمن" فقام نوح ف مراب "ل تذر" ف
أتته رسالة "أن اصنع" ونادى بريد العلم بالغضب "ول تاطبن" فلما أن هال كئيب المهال ،و
انقطع سلك التأخي .غربت شس النتظار ،فادلمت عقاب العقاب فلما انسدلت الظلمة ،وفات
النور "فار التنور" فقيل يا نوح :قد حان حي الي ،فاحل "فيها من كل زوجي اثني" ،فتخلف
خلف نوح خلف من ولده ،فمد يد النو ليأخذ بيده "يا بن اركب معنا" فأجاب عن ضمي خاي
ض ف مساء الساوي "سآوي" فرد عليه لسان الوعيد "ل عاصم" فلما انتقم من العصاة با يكفي
،كفت كف النجاة كفة الرض بقسر "ابلعي" وقلع جذع جزع السماء ف وكف دمعها بظفر "أ
قلعي" ونوديت ناة الودي جودي ،بإناء غرقى السي ،وزود الالكون ف سفر الطرد زاد "وقيل
بُعدا".
الفصل الرابع
في قصة عاد
لا تب قوم عاد ف ظل ظلل ضللم حي أملى المل ،وطول البقاء وزوى ذكر زوالم ،ومروا ف
مشارع عذاب اللهي ،ناسي من عذابا ،رافلي ف حلل الغفلة بالمنية عن النية وآدابا ،أقبل
هود يهديهم ،ويناديهم ف ناديهم "اعبدوا ال" فبزوا ف عتو "من أشدّ منّا قوة" فسحب سحاب ا
لعذاب ،ذيل الدبار ،بإقباله إل قبالتهم ،فظنوه لا اعترض عارض مطر ،فتهادوا تباشي البشارة ،ب
تهادي بشارة "هذا عارض مطرنا" فصاح بلبل البلبال فبلبل "بل هو ما استعجلتم به" فكان كلما
دنا وترامى ،ترى ما كان "كأن ل يكن" فحنظلت شجرات مشاجرتم هودا ،فجن من جن ،من
جنا ما جن ف مغن "فما أغن عنهم سعهم" فراحت ريح الدبور ،لكي تسم الدبار بكي الدبار،
فعجوا منها عجيج الدبر ،فلم تزل تكوي تكوينهم ،بيسم العدم ،وتلوي تلوينهم إل حياض دم
الندم ،وتكفأ عليهم الرمال ،فتكفي تكفينهم ،وتبزهم إل الباز ،عن صون حصون ،كن يقينا يق
46
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ينهم فإذا أصبحت أخذت تنع ف قوس "تنع الناس" وإذا أمست ،أوقعت عريضهم ف عرض "
كأنم أعجاز نل" فما برحت بارحهم عن براحهم ،حت برّحت بم ،ول أقلعت حت قلعت قلوع
قلعهم ،فدامت عليهم أفة وداء ،ل تقبل فداء "سبع ليال وثانية أيام حسوما" فحسوا ما آذاقهم
من سوء ما حسوا ما ،ونسفوا ف قفر "أل بعدا" إل ي "واتبعوا" فلو عبتَ ف معب العتبار ،لتر
ى ما آل إليه مآلم ،لرأيت التوى ،كيف التوى عليهم ،وكف النوى كيف نوى الدنو إليهم ،فان
ظر إل عواقب اللف فإنه شاف كاف.
الفصل الخامس
في قصة ثمود
لا أعرضت ثود عن كل فعل صال ،بعث إليهم للصلح ،صال ،فتعنت عليه ناقة أهوائهم
بطلب ناقة ،فخرجت من صخرة صماء تقبقب ث فصل عنها فصيلٌ يرغو ،فأرتعت حول ني نيه
م عنها ف حى حاية "ول تسوها" فاحتاجت إل الاء ،وهو قليل عندهم ،فقال حاكم الوحي "لا
ِشرْب" فكانت يوم وردها ،تقضي دين الاء ،باء درها ،فاجتمعوا ف حلة اليلة ،على شاطئ غدي
ر الغدر ،فدار قدار حول عطن "فتعاطى" فصاب عليهم صيّب صاب صاع صاعقة العذاب الون
،فحي دنا وديدن ،دمغهم دمار فدمدم ،فأصبحت النازل ،لول ذلك النازل "كأن ل تغن بالم
س".
الفصل السادس
في قصة الخليل عليه السلم
كان الكهنة قد حذرت نرود وجود مارب غالب ،ففرق بي الرجال والنساء ،فحمل به على
رغم أنف اجتهاده ،فلما خاض الخاض ف خضم أم إبراهيم وجعلت بي خيف الوف وحيز التح
يز تيم ،فوضعته ف نر قد يبس ،وسترته باللفاء ليلتبس ،وكانت تتلف لرضاعه ،وقد سبقها ر
ضاع "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل" فلما بلغ سبع سني ،رأى قومه ف هزل "وجدنا آباءنا"
فجادلم فجدّلم فجدلم وأبرز نور الدى ف حجة "رب الذي ييي وييت" فقابله نرود ،بسهى
السهو ف ظلم "أنا أحيي" فألقاه كاللقا ،على عجز العجز ،بآفات "فأت با ،فبهت" ث دخل دار
الفراغ "فراغ عليهم" فجردوه من بُرد بَرد العدل ،إل حر "حرّقوه" فبنوا لسفح دمه بنيانا إل سف
ح جبل ،فاحتطبوا له على عجل العجل ،فوضعوه ف كفة النجنيق ،فاعترضه جبيل ،ف عرض ال
طريق فناداه وهو يهوي ف ذلك الفل :ألك حاجة? قال :أما إليك فل ،فسبق بريد الوحي إل النا
ر ،بلسان التفهيم "كون بردا وسلما على إبراهيم".
الفصل السابع
في قصة الذبيح عليه السلم
47
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لا ابتلي الليل بالنمرود فسلم ،وبالنار فسلم ،امتد ساعد البلء إل الولد الساعد ،فظهرت عند
الشاورة نابة "افعل ما تؤمر" وآب يوصي الب :اشدد باطي ليمتنع ظاهري من التزلزل ،كما
سكن قلب مسكن السكون ،واكفف ثيابك عن دمي لئل يصبغها عندمي فتحزن لرؤيته أمي ،واق
رأ السلم عليها من ،فقال :نعم العون أنت يا بن ث أمر السكي على مريئي الرء فما مرت ،غي
أن حسرات الفراق للعيش أمرت ،فطعن با ف اللق مرات ،فنبت ،لكن حب حب الرضا ف حب
ة القلب نبت ،يا إبراهيم من عادة السكي أن تقطع ،ومن عادة الصب أن يزع ،فلما نسخ الذبي
ح نسخة الصب ،وما سطور الزع ،قلبنا عادة الديد ،فما مر ول قطع ،وليس الراد من البتلء
أن نعذب ،ولكن نبتلي لنهذب.
أين العتبون بقصتهما ف غصتهما ،لقد حصحص الجر ف حصتهما ،لا جعل الطاعة إل الرضا
ُسلّما ،سل ما يؤذي فسلما ،وكلما كلما حاجب كلم كل ما به تذبان ،فصد ما به صدما ،بينا
ها على تل "وتلّه" جاء بشي "قد صدّقتَ الرؤيا" فارتد أعمى الزن بصيا بقميص "وفديناه" .لي
س العجيب أمر الليل بذبح ولده ،وإنا العجب مباشرة الذبح بيده ،ولول استغراق حب المر ل
ا هان مثل هذا الأمور.
الفصل الثامن
في قصة ذي القرنين
قطع ذي القرني الرض وأقطعها فمر سالكا مسلكا ما فت سبسبه فت "فأتْبع سببا" فشمر
مشمرا ما تلفت ،حت لفت شلة جع شله بالشمس ف عي حئه ،فلما أفرغ غرب الغرب على
غارب الغربة مشى نو الشارق ،ول يزل يوز الكنوز ،ويوز إل قتل من يوز ،إل أن طلعت طل
يعه الطلعة على مطلع الشمس ،فأبرز ني عدله الشرق ف الَشرِق ،ث رأى باقي عرضه ف دمه مق
دار مقدرته كالدين ،فسلك بي السدين ،فلما حشى حشا البلي بالزبر ،ول الفسدون قسر قص
راهم ،على مضض "فما استطاعوا" عجبا له كم اقتن من أصقع وأقنف ،وكم أسعف بأغشى وأ
سعف وكم لطى له من لطيم وأخيف ،وكم سعى به من أكسع ،وقفز به من أقفز ،ومشى به ف م
جة الشرق مجل ،وطرق به طريق الغرب مغرب ،كم صحبه من سايف ونابل وسال ،كم تبعه
من ف السلح كافر ،غي شاك ف الصلح ول كافر ،فما درأ عنه الد الودى له مود ،ول دارى
عن داره الدوائر دارع ،ول رد عنه ورد ول كميت ،إذ ورد عليه ما تركه كميّت ،ول فرّ به من
منيته سابق ،ول سكيت ،فكأنه إذ مات ما ترك على حارك فرس ،ول شاك شاكلته بشولة عق
ب ،بل مر كأنه ل يكن ،وذل للموت وقبلها ل يهن ،فتلمح آخر الدنيا إن كنت تدري ،وانظر ف
أي بر إل اللك تري ،وأصخ لطاب الطوب ،وافهم ما يري ،وكن على أهبة فهذي الركا
48
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ب تسري.
للشريف الرضي:
أفل تسيء الظن بالعمـرِ أو ما رأيت وقائع الـدهـر
هضباته والعصْب ذي الْث ِر بينا الفت كالطودِ تنـعـه
وياذبُ اليدي على الفخرِ يأب الدنيةَ ف عشـيتـه
حشدتْ عليه بأوجـهٍ غُـرّ وإذا أشار إلـى قـبـائلـه
ومواطئ القدام للعـثْـرِ زل الزمان بوطء أخصـه
وأق ّر إقرارا على صُغـرِ نزع الباءَ وكان شلـتـه
مَن ألم الصدفي بالقِـطـرِ صدْعُ الردى أعي تلحـمـه
أما يدق السهل بـالـوعـرِ جرّ الياد على الوجى ومضى
ف قعر منقطعٍ من البحـرِ حت التقى بالشمس مغـمـده
كالضغث بي الناب والظُفـرِ ف الـنـون بـه
ث انثنت ك ُ
رد القضاءَ بالـه الـدثـرِ ل تشتجر عنه الـرمـاح ول
لقته وهو مُضيّعُ الظـهـرِ جع النود وراءه فكأنـمـا
أمسى بـضـيعة ول يدري وبن الصون متعا فكأنـا
لمامه كـان الـذي يبـري ويرى العابل للعدى فكأنـا
ومن الرجال مُع ّمرُ الـذكـرِ أودى وما أودت مـنـاقـبـه
ع القضاء يقُـدّ أو يفـري
فد ِ إن التوقي فضل مـعـجـزة
الجال ملؤ فروجها تـزي تمي الطاعم للبـقـاء وذي
كان الطبيب أحق بالعـمـرِ لو كان حُفظ النفس ينفعـهـا
سيان ما يوب ومـا يُمـري الــداء داء ل دواء لـــه
الفصل التاسع
في قصة قوم لوط
لا تاوى قوم لوط ف هوة أهوائهم وتنادوا ف جهات جهلهم" ،أخرِجوا آلَ لوط" بعثت الملك
لنتزاع ملك الياة من أيديهم ،فنلوا من منل لوط منل النيل ،وهم ف أفسح بيت نب من
الكرم ،غي أن حارس ِح ْذرِه ينادي "وضاق بم ذرعا" فخاف من قومه أذاهم "فإذا هم يهرعون"
49
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فأخذ يدافع ،تارة بشورة "هؤلء بنات" وتارة بتقاة "فاتقوا ال" وتارة بسؤال "ول تُخْزون" وتارة
بتوبيخ "أليسَ منكم" فلما كلّ كلّ سلحه ،وأعيته جهات جهاده ،أن برمز "لو أن ل بكم قوة" ف
حجبهم جبيل بجاب "فطمسنا" وانتاشه من أسر الغنم بلفظ "فأسرِ" فلما علم أن الل ملئكة ،ت
شوق إل تعجيل التعذيب ،فنادت عواطف اللم "أليس الصبح بقريب" فسار بأهله على أعجاز
نائب النجاة ،إل عجوز العجز عن عرفان العجز فإنا لقت بالعجزة ،فلما لح مصباح الصباح،
احتمل جبيل قرى من جن على قرى جناحه ،فلم ينكسر ف وقت رفعهم إناء ،ول يرق ف صعو
د صعودهم ماء ،فلما سع أهل السماء نباح كلبم أسرعت كف القلى بم ف انقلبم ،فتفكروا
بالقلب ،كيف جوزوا على قلب الكمة بالقلب ،ث بعث إليهم سحاب فشصا بالشصائص واحزا
ل ث ال إليهم ،فاكفهرت بالغضب أرجاؤه ،وأحومت بالسخط أرجاؤه ،وابذعرت فعرت بوارقه
،وارتتقت ف جو الوى جوبه ،واستقلت على قلل قلقل الردى أردافه ،فارتز بأرجوزة الرجز
قبل أن يهمي فهمهم ،ف دوى بأدواء ف دو دورانه فأظلم ،وركد كيده فلم تكد قلوعه تقلع حت
قلعهم حينه حي أثجم ،فما أرك ول دث ول بغض .بل قطقط فأفرط ،وعم عميمه حي أغمط ،ف
تقاطر على قطرهم من قطرة قطر الجارة ،وبغتهم ف غرة غرتم بالغرور حي شن الغارة ،تال لق
د ضكضك العذاب ،فضعضعهم فتضعضعوا ،وانقض بقضه وقضيضه ،فقضقض عظام عظامهم،
وقطعها فتقطعوا ،وسار بم على طرفسان عقاب العقاب ،إل عوطب العطب فاهرمعوا ،وكانوا
ف كن صاف الصفاة ،فمروا إل مر اللق فانفرنقعوا ،وهس هيسعهم وهل لثلهم إل الوهل والوه
ى ،ولت حي مناص فادرنقعوا ،وبرقط الخرنشم بعد أن بنس ،وبلطط فبلطح وحزن البنشق ب
عد أن زهزق ،فبلسم وكلح ،فأجيل على ذلك اليل ،سجل السجيل ،فما برح حت برح ،ودار
هاتف العبة ،على دارس دارهم ينادي "ولقد تركنا منها آيةً".
فليحذر العازمون على طروق طريقهم من وعيد "وما هي مِنَ الظالي ببعيد" قبل غصص الرض،
وأل الرض ،عند حلول الرض ،حي يعتقل اللسان ،ويتحي النسان ،وتسيل الجفان ،ويزول ال
عرفان ،وتنشر الكفان ،فيا عجبا .كيف ألفى لذة العيش الفان الفان ،وقد مر فأمر كل ما كان "
ك ّل من عليها فان".
الفصل العاشر
في قصة يوسف عليه السلم
تكن السد من قلوب أخوة يوسف ،أرى الظلوم مال الظال ف مرآة "إن رأيت أحد عشر
كوكبا" فتلطفوا بداع "ما لك ل تأمنّا" وشوقوا يوسف إل رياض "نرتع ونلعب" فلما أصحروا
أظهروا القت له ،ورموا بسهم العدوان مقتله ،ففسخ نار رفقهم به ليلَ انتهارهم له ،فصاح يهود
50
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ا ،ف بقايا شفق الشفقة وأغباش غيابة الب "ل تقتلوا يوسف وألقوه ف غيابةِ الُب" فلما ألقوه،
وقالوا هلك ،جاء ملك من عند ملك ،يقول :ستبلغ أملك "لتنبئّنهُم" فعادوا عمن عادوا كالعش
ى "عِشاءً يبكون" ولطخوا قميصه الصحيح "بدمٍ َكذِب" فلحت علمة سلمة القميص كي يظه
ر كيدهم ،فقال حاكم الفراسة "بل سوّلتْ".
فلما ورد وارد السيارة ،باعوا الصدفة ول يتلمحوا الدرة ،واعجبا لقمر قومر به ،فلما وصل إل م
صر تفرس فيه العزيز ،فأجلسه على أعزاز "أكرمي" فشغف قلب سيدته وفرى "فراودته" فسار بأ
قدام الطبع ف فلة غفلت "هّت به وهمّ با" رد "لول أن رأى" فأنقذ قوى الفرار وما استبقى "ف
استبقا" فانبسطت يد العدوان وامتدت "وقدّت" فلما بانت حجته ف إبان "وشهد شاهد" أخذت
تزكي مصراة الصرار ،بيمي يي "ولئن ل يفعل" فاختارت درة فهمه ،صدفة البس لهل الناقد
"ربّ السجن أحبّ إلّ" فلما ضاق قفص الصر ،على بلبل الطبع ترن بصوت "اذكرن" فعوقب
بإيثاق باب "فلبث ف السجن" فلما آن أوان الفرج ،خرج إل اللك.
هذا ويعقوب مفترض فراش السى على حزن الزن ،ل يستلذ نوما ول سِنة ،ثاني سنة ،حت ن
ل البدن ،وذهب البصر:
إل وللشوق ف حافاته عملُ ل يبق بعدكم رسم ول طلـلُ
فقدت عقلي كأن شاربٌ ث ُل إذا شمت نسيما من بلدكـم
فلما ع ّم عامُ القحط أرض كنعان ،خرج أخوته لطلب الية ،فدخلوا عليه ف ظلم ظلمهم،
فرآهم الظلوم بعي "لتنبئنّهم" وخفي عليهم نعمة "اقتلوا يوسف" فأقبل عليهم سائلً ،وأقبل
ل وتقلقل تقلقُلَ الواجد ،ليسمع أخبار الوالد:
الدمع ساي ً
إن الديث عن الحباب أسا ُر إيه أحاديث نعمان وسـاكـنـه
من نو أرضكم نكباء معطارُ أفتش الريح عنكم كلما نفحـت
فقالوا :جئنا من أرض كنعان ،ولنا شيخ يقال له يعقوب ،وهو يقرأ عليه السلم ،فلما سع رسالة
أبيه ،انتفض طائر الوجد لذكر البيب:
فهيج أحزان الفؤاد ومـا يدري وداع دعا إذ نن باليف من من
فرد السلم قلبه قبل لسانه ،وشغله وكف شانه عن شانه ،وقال مقول إبدائه بعبارة صعدائه:
فلقى به ليلً نسيم ربـى نـجـدِ خذي نفسي يا ريح من جانب المى
وبالرغم من أن يطول به عهـدي فإن بذاك الو حـبـا عـهـدتـه
51
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ث إنه طلب آخاه ،فاحتالوا بجة "مُنع منّا الكيل" فلما حلوا حال بينهم وبينه ،بيلة "جعل
السقاية" فلما دخل وقت التهمة "أذّن مؤذّن" فعادوا إل أبيهم بشجى على شجن ،وقرحٍ على
جرح ،وعقر على عقر ف عقر ،فقام وقد تقوس ،وعسى على باب "عسى" ث بعثه لطف "ل تقنط
وا" على أن بعثهم برسالة "فتحسّسوا" فلما رجعوا دخلوا من قفر الفقر ،فاستقلوا ف ساحة الضر
،ينادون على غليل عليل الذل "وتصدق علينا" تال لقد جوزيت أيد ،مدها تغشرم "و َش َروْهُ" أن
مدت ف طريق ذل "وتصدّق علينا" فلما عرفوه اعترفوا ،فمحى ما اقترفوا بكف "ل تثريب" فرف
ع من موائد تلك الفوائد نصيب الوالد "اذهبوا بقميصي" فهبت نساي الفرح ،فتوغلت ف خياشي
م مريض كالفرخ ،من ُفرَج الفرج ،فخر ركام الزكام ،عن منخر الضر ،فنادى مدنف الوجد "إن
لجد":
ما فعلت بعدنا الرسومُ نشدتك اللـه يا نـسـيم
ونقت روضها الغيومُ هل استهلت با الغوادي
بعد على حاله مـقـيمُ وهل با من عهدت فيها
أنفاسه للجري سـومُ علل بروح الوصال صبا
ما أنا من بعدهم سلـيمُ وعد فسلم علـى أنـاس
أنت بأشواقـه عـلـيمُ واشرح لم حال مستهام
ف غيها قلبه يهـيمُ وقل غريب ثوى بأرض
وتعتري قلبه المـومُ يكابدُ الشوق حي يسي
وما انقضت تلكم الكلومُ أحبابنا تنقضي الليالـي
بعد على حاله سقـيمُ ذاك اللديغ الذي عهدت
فل خليل ول حـيمُ أصبح من فقركم وحيدا
حن كما حنت الرزومُ ل تر ذكر الفراق إل
فلما كشف يعقوب فدام الوجد ،بكف "إن لجد" أحدقت به عواذل "تال تفتؤ" ،تال لو وجدوا
ما وجد ما أنكروا ما عرف.
للمهيار:
بالطارق الـمـلـمِ هل لكما من عـلـمِ
سُرى أخيه النجـمِ سرى على الدياجـي
52
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
من شخصه بسهـمِ يشقّ ندا عـرضـا
من ليالـي الـتّـمّ فنوّر الليلَ وليسـت
تيت ولـثـمـي خذ يا نسيم عـنـي
من الكرى و ُعدْمي وهنهم بـوجـدهـم
أهجرُها برغمـي قالوا هجرتَ أرضَهم
رسل ُكمُ بالـسـقـمِ قد وصلت إل الشا
بي دمي ولمـي فلـم تـدع واسـطةً
ثلثة فـي رســمِ عج كي ترى رسوما
تعرفنا بـالـوهـمِ سوّى النحول بينـنـا
ودارهم وجسمـي خط هـلل لــيلة
الفصل الحادي عشر
في قصة أيوب عليه السلم
جُمع ليوب بي كثرة الال وحسن العمال ،فمل مدحُه بالوفاق الفاق ،فأثارت تلك الثار
حسدا من إبليس قد تقادم منذ آدم ،فقال :يا رب أن سلطن عليه ،ألقيته ف الفتنة ،فألفيته ف
الفئة الفتوني ،فقيل :قد سلطناك على ماله من مال ،فمال إل جيع عفاريته ،ففرقهم ف تزيق
ماله ،وتول هو َرمْيَ بيته على بنيه ،ث أتى ف صورة معلمهم يعلمه ،فرأى ذلك ل يؤله ،أنصت ال
عدو ليسمع عربدة السكر ،فإذا أيوب يتلو آيات الشكر ،فصاح بلسان حسده ،سلطن على جس
ده ،فسلطه وقد سبقه الصب ،فتقطع السم وداد :وما تقطع رسم الوداد ،فأخرجه أهل قريته ،لق
رح قرحه إل قرواح كناسة ،فرموه كسيا كالكسرة وكساء كساده عندهم أعلى عندنا من أغل
ى كسوة كسرى ،فلم يزل ما نزل به حت بدا حجابُ بطنه ،وكان يبصر عظامه ومعاه معا.
للمهيار:
كل جهات أغراض منتبـل ما اختص من السقام جارحة
من الضنا قال قلب احتمـل إذا لاظي لسمي امتعضت
فدام هذا البلء عليه سني ،وفِدام الصمت عن الشكوى على فيه تبي ،ول يبق غي اللسان
للذكر ،والقلب للفكر ،فلو أصغى إل نطق حاله سع فهم ،أو سأله عن وجده رب قلب لسمع
من الذماء الذما يناجي به الق.
للشريف الرضي:
53
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وغالَ بكم تلك الضالع غولُها ما بعدكم تلك العيون بكاؤهـا
ومن مهجةٍ ل يبق إل غليلهـا فمن ناظ ٍر ل تبقَ إل دموعـهُ
عليكم وعينا ف الطلول أجيلها دعوا ل قلبا بالغـرام أذيبـه
فلما كع إبليس ،لقي زوجته ف صورة متطبب ،فقال :عندي دواؤه ،بشرط أن يقول بشفتيه
شفيتن .فجاءت تدب ،وقد أنساها طول البلء تدبر العن ،فأخبت من قد خب عدو العدو،
فغضب الؤدب على تلميذ ما يقوم بطول الصحبة ،فحلف لئن شفي ،ليجلدنا مئة ،فبينا الرء يكا
بد الر ،مر به صديقان له ،فقال :لو علم ال من هذا خيا ،ما بلغ به هذا المر ،فما شد على سع
ه أشد من ذلك ،فخر على عتبة "ول تُشْمِت" واستغاث بلفظ "مَسّنَ" وصاح بإدلل "لو أقسم"
فجاء ببيل برسالة "اركض" وليس العجب لو ركض جبيل إنا العجب أن يركض العليل ،فرك
ضت خيل النعم عند ركضته فردت ،وما غار الاء ما أغي عليه من نعمته ،فنسي بنسيم العافية ،م
ا ألّ من أل ،وردت يد النة ،كل ما مر منه وذهب ،وكان نثار الرضا على واديه ،بعد أن جرى وا
دي جرادى من ذهب ،وأقبلت زوجته ،وعليه يي ضربا ،وما كان يسن ف مقابلة صبها ،فأقب
ل لسان الوحي يتلو فتوى الرحة ،ويراعي ما سبق من مراعاة رحة "وخذ بيدك ضِغثا" تال ما ض
ره ما أكل من جسده الدود ،لا اختال ف ثوب مودود ،وأصبح مصطحبا شراب السرور ،من
جود الود ،فرنت قيان الفرح ،إذ غنت السنة الدح ل يعود ،وفاح عبي الثناء فزاد نشره على
كل عود "إنّا وجدناه صابرا نعم العبد".
الفصل الثاني عشر
في قصة شعيب عليه السلم
لا رأى شعيب شعب شعاب قومه قد امتلت بالور ،صعد منب التذكي بالنعام ،ولكن بي
النعام ،فخوّفهم من قحم قحل القحط ف إشارة "إن أراكم بي" فتلقوه باستهزاء "أصلواتك"
ومدوا نوه باع النخوة "لنخرجنك" وتعللوا بجة "ما نفقه" وانتهوا إل عتو "فأسقِط علينا" فلما
اسهر ظلم ظلمهم ،اسحنكك ليل إدبارهم ،واسلنطح نار هلكهم ،فحقحق إليهم ما حق عليهم
من مقهم ،فأضل على ظلل ضللم "عذاب الظلّة" فارتت أرجاء بيوتم ،برج الرجفة ،وشدت
عليهم شدة الر ،فهربوا إل الب ،فإذا سحابة تسحب ذيل برد البد ،فتنادوا هلموا إل راحة الر
وح ،فلما ت اجتماعهم ف قصر الصر ،وظنوا أنا من حر وقتهم َوقَتْهم ،نزلت بم نار فأحرقتهم
،فساروا إل جهنم ف أسر أدبارهم ،وسار بعد بعدهم ف إدبارهم ،نذير التحذير من تبديرهم ،و
عابم ف عقاب عقابم "أل بُعدا لدين" فليحذر العصاة مثل أفعى أفعالم ،وليتق أعمى البصية شب
54
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ه أعمالم ،وليخف الطففون من أخذ التطفيف ف مكيالم ،وليسمعوا نذير العبة ،فقد أوحى إليه
م بشرح أعمالم.
الفصل الثالث عشر
في ذكر بداية موسى عليه السلم
كانت الكهنة أخبت فرعون بوجود موسى ،فأطلق الوسى ف ذبح الطفال ،فلما اتمت أم
موسى بالوضع ،أوضع الرس إل بيتها بالطلب ،فأدركها عند العلم الدهش ،فألقته ف التنور
إلقاء الطب ،فلما عادت فرأته قد سلم شاهدت ف ضمن ما صنعت أثر "واصطنعتك" فكانت س
لمته من النار نقدا لجل احتمل لجله وعدا لنجاة يوم أليم ،لا سعت بتابوته إل البحر ،ارتعش
ت يد التسليم فأمسكها ،فصاح شجاع الشجاعة بلء فيه :أن اقذفيه فيه ،فصدرت بعد إلقائه ب
صدر قد لوى به لواعج الشتياق ،ل يعلم قدر ما به ،إل من قد رمي به ،فتلقاها بالبشر بشي "إنّا
رادّوه" فلم تزل أمواج اليم ،تيمم به مسالك القدر ،إل أن خبت به خيل النيل ،فشرعت ف تناول
ه مشرعة دار فرعون ،فألقته ف برية "فالتقطه" فلما فتحوا التابوت أسفر عن مسافر على نيب ال
نجابة ،قد جعل زاده ف مزود "ولتُصنع" ووشح قلدة الب قد رصعت بدر "وألقيتُ" فقام فرعو
ن على أقدام القدام على قتله ،فخرجت آسية من كمي أتباعه ،تنطق عن لسان "سبقت لم" وتن
ادي ف مدع خديعة الرب "قرة عي ل ولك" وتمع ف كلمها ما هو فرد ف لغة الغدر "عسى
أن ينفعنا" فلم يزل فرعون ف أغباش غرور يذبح ،حت طلع غرر صبح "ونريد أن ننّ" فلما قص
صرَت به" ف حري "وحرّمنا" فدنت فدندنت حول
شوق أمه جناح صبها ،قالت لخته "قصيه فَب ُ
حلة اليلة ،بول "هل أدلكم" فلما حفظت باب الكر ،بارس "يكفلونه لكم" دخل طفيلي الوج
د من باب "وهم له ناصحون" فجاءت بأمها يؤمها دليل الطرب ،فكادت إذ حضرت تضر ف مي
دان "لتبدي به" فكبحها لام "لول أن ربطنا" فخافت لسان جهرها لا خافت ،فسل من أيديهم إ
ل سلم تسليمها ،فقر ف حجر "كي تقر عينها" وترنت بلبل الوصال فأخرست بلبل الفراق.
فرب موسى ف رب فرعون ،ونى بي نارقه ،إل أن آن أوان مشاجرته ،فجرى القدر بقتل القبطي
،ليكون سببا ف سر سي "ولا توجّه" فسعى على أرجاء رجاء "عسى رب" فتزود مزود "ولا ورد
" فتجمع شل الصهر بواسطة "إنّ أب" فبقي ضمان الوفاء إل أمانة "فلما قضى موسى الجل" فتل
مح معن "قال لهله امكثوا" فيبدو ف بادية الية أنيس "إن آنست" فترامى كف الطمع إل مرا
مي "لعلّي آتيكم" فأطل على طلل الطلب أقدام "فلما أتاها" فتلقط ثار التكلم من غي كلفة "وه
زي" تساقط من جن جنات التجلي "إن أنا ال".
الفصل الرابع عشر
55
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
في تكليم الله عز وجل موسى
عليه السلم
لا خرج موسى بأهله من مدينة مدين ،انطلق طلق الطلق بزوجته فما زال يكادح القادح فلم
تور ،لن عروس نار الطور لا هت بالتجلي ،نوديت النيان بلسان الغية من الشاركة "غضى"
فقام على أقدام التحية ،فهتف به أنيس "آنس" فأنس:
فاذهب تسس لن النـارُ يا حار إن الركب قد حاروا
وإن أضاءت لم سـاروا تبدو وتبو إن خبت وقفوا
فشمر موسى عن ساق القصد وساق ،فلما أتى النادي "نودي" فحي ذاق لذة التكليم ،جرح
قلبه نصل الشوق ،فلم يداوه إل طبيب "وواعدنا".
ليورق ف رب الثلث عودي ليالينا بـذي الثـلث عـودي
لديّ من انتشاقي نشـر عـودِ فإن نسيم ذاك الـشـيح أذكـى
وأغيب نغمة من صوت عـودِ وإن حديثكم ف القلب أحـلـى
فبعث ف حرب فرعون ،فلم يزل مشغولً بالهاد ،إل أن قب القتيل ف لد اليم ،فطلب قومه
كتابا يضبط شاردهم ويرد نادهم ،فأمره ال أن يصوم ثلثي ليلة ،ناره وليله فأمسك على مسك
المساك بكف الكف ف الوصال ،فدام فِدامُ فيه عن مطمع الطعم ،فقيد فقيد قوت الوقت ،فصا
ر ف قيء ذكر الوعد ،فما انقضت الليال حت انقضت ظهر البصر ،فقام لتراى جلل الوفاء بالم
ر ،فلح ف مطلع فلح القصد ،فبادر يسعى على أقدام الب ،إل زيادة ربع الب ،فكاد يقله قل
قلة الوجد ،فوجد الواء متغي الريح ،ف عرضة الفم ،فصاح به فصيح لسان الزم من وراء رأي
العزم :يا موسى غي أثرا لزم ،فتناول مضغة من النبات فمضغها ،فقيل له :أيها الصائم عن أمرنا،
ل أفطرت برأيك? فقال :وجدت لفمي خَلوفا ،وما أردت بفعلي خلفا ،فقيل :ما علمت أن فور
فورة اللوف من قدر المساك ،أطيب عندنا من فارة فارة السك ،إنا لننظر إل قصد الفاعل ل إ
ل صورة الفعل ،الدم نس متنب ،لكنه ف حق الشهيد شهي "زملوهم بكلومهم ودمائهم" فرجع
موسى عاكفا على معتكف كف كفه "فتم ميقات ربه" وأحضر حظية القدس ،فنسي النس ،ما
آنس من النس:
وكل شخص رآه ظنه الساقي فكل شيء رآه ظنه قـدحـا
56
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فلما دارت ف دائرة دار الب كؤوس للقرب ،وسع النداء وسط النادي بل واسطة ،وسيط له
من وسيط أقداح الن ف الناجاة بل وسيط ،طاب له شراب الوصال من أوطاب الطاب ،ف
أوان ساع الكلم ،فناداه توق شوقه:
عن الراح الروق ف الوان أوان أنـت فـي هـذا الوان
رأى على الغور وميضا فاشتاق ،ما أجلب البق لدمع الماق فصاح لسان الوجد "أرن" فرد
شارد شحذان الشوق على الطوى بطوق "لن تران" إل أن جزع الفطام سكن شعله بتعلة
"ولكن" فلما تلى جل جلله للجبل مر ،فخر موسى ف بر الصعق فرقا ،فرقي فرقه ذروة "سبحا
نك تبت إليك" ما انبسط موسى يقول أرن إل ببسط ،سلن ولو ملح عجينك ،ولو تركه مع رعي
ه الغنم ف شعب شعيب لا جال ف ظنه ذلك الطمع ،ولكنه استدعاه بالنداء ،وآنسه بالتقريب ،و
باسطه بالتكليم.
حادى جلي حارا فلما عاين الـية
كان موسى يطوف ف بن إسرائيل ،ويقول من يمّلن رسالة إل رب? ما كان مراده إل أن يطول
الديث مع البيب:
وذكراك من ذاك الـديث أريدُ فقلت له رد الديث الذي انقضى
فذكرك عندي والـديث جـديدُ يدد تذكار الـديث مـودتـي
كأن بطيء الفهم حـي يعـيدُ أنـاشـده أل أعـاد حـديثــه
مات موسى قتيل شوق "أرن" فلما جاز عليه نبينا صلى ال عليه وسلم ليلة العراج ،ردده ف
الصلوات ،ليسعد برؤية من قد رأى:
لعلي أراكم أو أرى من وإني لتي أرضكم ل
يراكم لحـاجة
عين رسولي وفاز إن تشق عيني
بالنـظـر فطالما سعـدت
رددت شوقا ً في طرفه وكلما جاءني
نظري الرسـول لـهـم
قد أثرت فيه أحـسـن تظهر في طرفه
ر
الثـ ِ محاسنـهـم
فانظر بها واحتكم على خذ مقلتي يا رسـول
بصري عـارية
?الفصل الخامس عشر
57
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
في قصة الخضر عليه السلم
لا عل شرف الكليم بالتكليم كل شرف ،قال له قومه أي الناس أعلم? فقال :أنا .ول يقل فيما
أعلم ،فابتلي فيما أخب به واعلم ،فقام بي يدي الضر ،كما يقوم بي يدي السليم العلم ،فابتدأ
بسؤال "هل أتبعك" فتلقاه برد "لن" وكم أ ّن موسى من لن .أمر قومه باليان فقالوا "لن نؤمن" و
قعوا ف التيه فقالوا "لن نصب" ندبوا إل الهاد فصاحوا "لن ندخلها" طرق باب أرن فرده حاج
ب "لن" ،دنا إل الضر للتعلم فلفظه بلفظ "لن" ث زاده من زاد الرد بكف "وكيف تصب" فلما
سامه على نوبة السفينة ،وواجهه بالعتاب ف كرة الغلم ،أراق ماء الصحبة ف جدال الدار "هذ
ل فصلً ،بقول قائل يقول
ا فراق بين وبينك" ث فسر له سر الشكل ،فجعل يشرح القصص فص ً
ل أصلى ،ل يبق لوسى عي تراه أصلً ،وكلما سل من حر للعتاب نصلً،
فصلً ،وكلما ذكره أص ً
صاح لسان حال موسى :كم نصلى? فألقى تفسي المور على الكليم وأملى ،والقدر يقول :أهو
أعلم أم ل? فعلم موسى ويوشع أي عبد أمّا منذ ابتدأ بالشرح بأمّا ،ث أخذ لسان العتاب ،يذكر
منسى موسى ،أتنكر خرق سفينة? لظاهر إفساد تضمن ضمنه صلح "ولكم ف القصاص حياة" أ
و تنكر? إتلف شخص دن لبقاء دين شخصي? أو كرهت إقامة الدار ،لشح أهل القرية بالقرا
أفاردت من الصفياء? معاملة البخلء بالبخل ،أما تلمحت سر? صل من قطعك ،لقد أنكرت ما
جرى لك مثله ،حذرت يوم السفينة من الغرق ،فصحت بإنكار "أخرقتها" أنسيت يوم? "فألقيه
ف اليم" أنكرت قتل نفس بغي نفس ،أنسيت يوم? "لو كره" نيت عن عمل بل أجر ،أنسيت يوم
"فسقى لما" فلما بان البيان ،خرج الضر من باب الدعوى ،وأخرج يده من ملك التصرف وأح
ال الال على الغي "وما فعلته عن أمري".
وهذه القصة قد حرضت على جع رحل الرحيل ف طلب العلم ،وعلمت كيفية الدب ف كف ك
ف العتراض على العال ،وصاح فصيح نصيحها بذي اللب :دع دعواك فعلى دعوى الكليم ليم
،وفوق كل ذي علم عليم.
الفصل السادس عشر
ف قصة بلعام وموسى
أيها التعبد :خف من الفت ول تأمن ،كم قد أخذ أم ٌن من مأمن ،إنه ل ينج من غطامط بر الفت
العظم حافظ السم العظم ،بل عام بلعام ،رفل ف حلل النعم كالنعم ،غافلً يتعامى عن النعم،
وكانت بنية نية تعب تعبده على رمل الريا ،فجرت تتها أنار التجربة ،فانار بنيانا فتخرب ،كان
على دينار دينه ورقة رقة ،فأعجب نضره نواظر الناظرين ،فلما حكه النتقد على حجر الجر افت
58
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ضح بي أهل الجى ،وكان ظاهره لثقا بالتقى ،وباطنه باطية لمر الوى ،فلقد خبأ البايث ف ط
ي الطويات ،فلما أراد القدر تنبيه جاره على جوره ،تقدم إل القدر بتك ستره ،فآتاه وهو ف عق
ر عقار الوى ،يعاقر عقار الريا وقد رفعت عقيتا عاقر الفهم إل أن عقر بعقر قلبه فعاد عقيا ،ف
دعه القدر إل صف صفصف الدعوى ،وأرسل عليه لصراره صرصر العجب ،فمزقت جلبات ال
تعبد ،فصيه عصفها عصفا فانكشف عوار عورته فعوى ،فإذا به كلب غفور ،وقصة إقصائه أن ا
لقدر ساق الكليم إل ماربة فساق بلدته ،فقالوا له :اشحذ موسى الدعاء على موسى ،فمج فوه
ممجة التمنع ،فخوفوه بنحت خشبة ،فخشته خشية اللق ،فخرج حت أتى على أتان فلما قفا وق
فت ليقف سي عزمه ،فضرى بضربا حت أض ّر با ،فقامت ف الحجة تتكلم بالجة عليه ،ل تضر
بن? وهذه نار تنع الاشية الشي ،فرجع إل ملكهم فأخبه خبه ،وما نقل العتب القصود ول خ
به ،فألأ اللك إل صلب عزمه إل أمر صلب ،إما الدعاء عليهم وإما الصلب ،فخرج فأتبعه الش
يطان ،فما كان إل أن بلغ الكان "فكان من الغاوين" تال ما عدا عليه العدو ،إل بعد أن تول عنه
الول ،فل تظنن أن الشيطان غلب ،وإنا العاصم أعرض ،وإن شككت فاسع هاتف القدر ،مبا
عن عزة القادر "ولو شئنا لرفعناه با".
الفصل السابع عشر
في قصة قارون
كان قارون غاية ف فقهه وفهمه ،وكان ف النسب إل موسى ابن عمه ،فلما فاضت الدنيا عليه،
فاضت نفس علمه ،وكانت مقاليد خزاين خزاياه وقر ستي بغلً ،غي أن الذي فاته با ناله أعلى
وأغلى ،سحب ذيل "فبغى" فقام قومه قومة بزجر "ل تفرح" وألقوا إليه نصائح "وابتغ ،ول تنس،
وأحسن ،ول تبغ".
فركب يوما ف وقت اقتداره ف أربعة آلف مقاتل ،وسم الوى يعمل ف القاتل ،وركب معه ف
معمعته ثلثائة جارية ،وقد أنساه سفه المل أن سفينة الجل جارية ،فلما غل وعل ،حط إل
حضيض "فخسفنا به" فقال الاهلون :إنا بادر موسى بادرته ،لخذ بدرة بيداره فقال حاكم الغي
ب لزالة الريب "وبداره" فقال موسى :يا أرض خذيه .فاستخذت لمره .فسرت بسريره ،فناشد
ه قارون بالرحم فما رحم ،فأخذته لتقدمه حت غيبت قدمه ،فما زال يردد القول حت غاب الغب
الغن ،وإنه ليخسف به كل يوم قدر قامة ،فل تظنن أن ذم الزاء قد رقي منه ،إن الدنيا إذا طلع
ت على الطغام تطغى ،وإذا بغى نكاحها على العفاف تبغى ،ث إنا تقصد هلك مبها وتبغى ،وكم
عذلت ف فتكها بالفت الفت وتلغي ،أما دردرها فغرت? فلما فرغت فغرت فاها فرغت للظعن ،أ
ما سحبت قرون قارون? مع أقرانه .إل القران ف قرن ،أما كفكفت كف مكفوف مبها فارتك ف
59
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ن ما يكون فيك ف كفن ،تال لقد لقي الغب الغن غب غبواته ،فلما انلى غيهب غيمه ،رأى الغ
ي والغب نعوذ بال من الذلن.
الفصل الثامن عشر
في قصة داود عليه السلم
لا حلي داود حلية النبوة ،ولُقن فصل فصل الطاب ،أطرب شدو شكره سع القبول ،فمتعه
إقطاع "يا جبال أوّب معه والطي" فأعجبته سلمة العصمة ،فتجهز للجهاز على جرحي الزلل،
فرماهم بسهم ،ل نغفر للخطائي ،والقدر قد أترع له ما سيعض له النامل ملء الناء ،فابتلى بال
ذنب حت نكس رأس الرياسة على عتبة الذل ،ودب إل داود العاصي دبيب الدبا من حيث ما د
بر ،رماه سهم ليال القضاء ف درع ليال الفت .فقضى عليه فما قدر على رده "وقدّر ف السرد":
فدروع الرء أعوان النصال وإذا رامي القـادير رمـى
ظن لقوة لقوة عصمته لقاء قرن الوى ،فلحت له ف حم دعواه حامة من ذهب ،فذهب
يصيدها ،فوقع ف عي شرك عينه.
للمهيار:
لا رمى سهما وما أجرى دما ظ ّن غداة اليف أن قد سلبهـا
فؤاده من بينها قـد عُـدمـا فعاد يستقـري حـشـاه فـإذا
وإنا الرامي درى كيف رمى ل يدر من أين أصيب قلـبـه
طاف على بابه طبيب اللطاف ،فأراد استخراج النصل من باطن الشغاف ،فجئنا على عتبة عتابه،
بأعتوبة "خصمان" فقضى على نفسه ف صريح "لقد ظلمك" فبينا هو يلحظ لفظ القضية ،العا
معا معان العاصي ففطن ،ففت بالفت الفاتن فت فتياه "وظن داود أنا فتناه" فنل عن مركب العز
إل مس مسجد الذل ،وافترش فراش من قد أسا ف دار السا ،وخلع خلع الفرح للباب الزن،
وزرّ زرزر مانقة الوف على شعار القلق ،فأسكت الماي بنوحه ،وشغلها عن صدحها بصوته ،فب
الغ حريق الندم ف سويدا قلبه ،وأقلق الفئدة بشجى شجنه ،ومات خلق كثي من اللق بترن ش
جوه وصوته ،وشرب عرق العشب من عي عينه ،وحشى سبعة فرش رمادا ،ث رمى داء الشا ،ب
عد أن فرشها فرشها ،وكان يقول ف مناجاته :إلي خرجت أسأل أطباء عبادك .أن يداووا ل جر
ح خطيئت فكلهم عليك يدلن ،إلي أمدد عين بالدموع ،وضعفي بالقوة ،حت أبلغ رضاك عن.
:....
هب ل من الدمع ما أبكي عليك به يا من تنب صبي من تـنـبـه
60
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إل المات ودمعي ف تصـوبـه حت مت زفرات ف تصاعـدهـا
هام اشتياقا إل مقـيا مـعـذبـه ول فـؤاد إذا لـج الـغـرام بـه
ما زال يغسل العي من عي العي ،ولسان العتاب يقول :يا بعد اللقا ،وكلما رفع قصة غصة جاء
الواب بزيادة الوى ،وهو يستغيث وينادي ،حت أقلق الاضر والبادي:
دموع عين وحسن ظن إن شفيعي إليك مـنـي
إليك إل عفوت عـنـي فبالذي قـادنـي ذلـي ً
ل
الفصل التاسع عشر
في قصة سليمان عليه السلم مع بلقيس
ركب سليمان يوما مركب الريح ،فراحت بوادره على وادي النمل ،فندت نلة فنادت أخواتا
بنداء "ل يطمنكم" فحملته أريية سكر الشكر على طرب "فتبسم ضاحكا" وذلك أنا بلفظ
"يا" نادت "أيها" نبهت "النمل" عينت "أدخلوا" أمرت "مساكنكم" نصت "ل يطمنكم" حذرت
"سليمان" خصت "وجنوده" عمت "وهم ل يشعرون" ،عذرت ،فلما فصل طالوت ملكه بالنود
عن وادي النمل ،وقع ف مفازة ل يرى فيها على ماء علما ،فجاش جاش اليش لفقرهم ف القفر
إل الاء الا ،وكان الدهد يدلم على الاء فغاب ،فتواعده بلفظ "لعذبنّه" فجاء ببهت ذكي "أحط
ت با ل تط به" فحمله كتابا ،فألقاه من قاره ،بنقاره ،فرأت اليقظى بيقظان فهمها كتابا متوما،
كلما عجيبا ،وحاملً غريبا ،فصادها العقل والفهم فصاداها ،فاستشارت قومها فأوموا إل الر
ب بلفظ "نن أولو قوة" فعلمت أن من جنده الطي ل يقاوم ،وبعثت ما يفرق به بي الدعوة والد
عوى "وإن مرسلة إليهم بدية" واعجبا للذهب إذا ذهب سهمه ل يطي ،وللرشا إذا رشت مزال
ق أقدام العقول ل تبطي.
:....
رء إزا ٌر رقعـهْ ل يغرنك من الـم
الساق منه رفعـهْ وقميص فوق كعب
أثر قد خـلـعـه وجبـيٌ لح فـيه
غيه أم ورعــه أره الدرهم تعرف
فلما بدت هوادي هديتها ،صاح سليمان بعز "أتدونن با" فلما صح عندها ما يدعو إليه وثبت،
وثبت على أقدام الطلب ،وهيأت مراكب القصد ،ورحلت ف هجي شس الدى على نائب
الجرة ،فلما سع سليمان برحيلها ،أراد تقوية دليلها ،فنادى ف نادي عفاريته ،مستعرضا جند بط
61
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
شها "أيّكم يأتين بعرشها" فلما جيء به ستره بقرام "نكّروا" ث ابتلها ،ليى ذكاها "أهكذا عرش
ك" ث صرح بلفظ "ادخلي الصرح" فشبه لا لضعفها عن لطافة كاس ساقيها ،فكشفت عن
ساقيها ،فلما وصلت وسلمت ،أسلمت فسلمت ،وحلت قبل أن حلت نطاق النطق ،فنثرت خرز
ت مع سليمان ل رب العالي".ات نظامه على نظم العذر "إن ظلمت نفسي وأسلم ُ
الفصل العشرون
في قصة مريم وعيسى عليهما السلم
كانت أم مري جنة قد حنت إل ولد ،فكب عليها امتناعه واستول الكب ،فرأت يوما طائرا يغذو
فرخا فرحا ،فرجى أملها اليؤوس فرحا فرجا ،فسألت عند هذه القضية ولديها ولدا ،فلما علمت
بالمل أكسبها السرور ولا ،فوهبته بلسان النذر لن وهبه لا ،فقال القدر :يا ملك التصوير ،صو
ر المل أنثى ،ليبي أثر الكرم ف قبول الناقص.
فلما وضعتها وضعتها بأنامل النكسار عن سرير السرور ،فإن لسان التلهف لا ألقى على الفايت
"إن وضعتُها أنثى" فجي كسرها جابر "فتقب ّللَها" وساق عنان اللطف إل ساق زرعها ،فربا ف رب
"وأنبتها" فانطلقت با الم تأم بيت القدس ،فلبس القوم لمهم ف حرب "يُلقون أقلمهم" فثبت ق
لم زكريا إذا وثبت القلم فكفتها وكفلها ،فأراه السبب غناها عن السبب .بآية "وجد عندها ر
زقا" فرباها من ربا فنشأت ل ترى إل ربا.
فانتبذت يوما من أهلها ،فأقبل نو ذلك البي البي بريد "فأرسلنا" فتحصنت الصان بصن
"إن أعوذ" فانزوى إل زاوية "إنا أنا رسول ربك" وأخبها بالتحفة ف لفظ "ليهب" فأقيمت
فأقيمت ف مهب ريح الروح ،فتنفست الكلمة من كمي المر ،فنفخ جبيل ف جنب الدرع جي
ب ،فمرت الرأة حاملً ف الوقت ،فلما علمت ألت با حل عليها المل ،فأخرجها الياء الي ع
ن الي ،فلما فاجأها وقت الوضع ،فاجأها الخاض إل الذع ،تيت من وجود ولد ،وما فجر
ت ،فجرت عي الدمع ،فصاح لسان الفر ،بلفظ الندب "يا ليتن مت قبل هذا" فأجابا اللك ،ع
ن أمر من ملك "أن ل تزن" وأجرى لا ف أوان الوان سرى ،كما وهب لا من الغلمان سرى
فسرى عن سرها وجود الظهور ،وأنس الظاهر ،فسرا ،وأريت آية تدل على من قدر القدرة ف م
قام "و ُهزّي" فهزت جذم جذع مايل مثل الطب ،فتساقط عليها ف الال رطب الرطب ،فأخذها
الوى ،ف إعداد الواب ،فقيل لا "كلي" كل الكل ،إل من له الكل ،كنت بعزل من وجود الو
لد ،فكون بعزل من إقامة العذر ،فالذي تول إياده يقيم عذر العذرا ،ل تعجب من وجود حل س
افر عن أرض القدرة ،فلم يصلح أن ينل إل بنل ،أركانه على عمد "إن ال اصطفاك وطهر ِك و
اصطفاكِ" فلما سكتت وسكنت ،بعد أن قعدت وقامت ،أقامت أيام النفاس فانقضت وفاتت "فأت
62
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت با قومه تمله" فنادوا من أندية التوبيخ ،إذ ما شاهدوا قط أختها "يا أخت هارون" فأضجروا
مريضا قد ضن من أني "إن" على فراش "يا ليتن مت" فلما شارت أرى الرأي .أشارت إليه ،فأ
خذت السنة تعجبهم تعج بم "كيف نكلّم" فكأنا قالت لم :أنا طريق وهذا مر ب ،والسافر يسأ
ل عن الطريق ل الطريق عن السافر ،فقام عيسى يخض أوطاب الطاب على منب الطابة ،فأبرز
بالخض مض إبريز القرار "إن عبد ال" وأومى إل وجوده من غي أب ،ف إشارة "وبرا بوالدت"
وكانت واسطة عقده "ومبشرا برسول".
فلما ت له سن الشباب ،جلس على باب العجزة ،يعطي العافية العافية ،ويبئ الكمه والبرص،
فربا ألفى ببابه خسي ألفا يؤمونه ف كل يوم ،ولقد فرك الدنيا فطلقها أي تطليق ،وأبغضها ول
كبغض الرافضي الصديق ،فغزاها بند الزهد بي مسرح وملجم ،وفتك با كما فتك بالتقى ابن م
لجم ،ما التفت إليها قط وجه عزمه ،ول صافحا يوما كف قلبه ،ول غازلا يوما لسان فكره فلم
يعرف حقيقة ما حوى سوى الواريي ،فشمروا عن ساق العزائم ،ف سوق بدن البدان إل من ا
لن ،تن بلفظ "نن أنصار ال" وكتبوا ف عقد العقايد "آمنا بال" فعدلوا با إل عدل "واشهد بأنّ
ا مسلمون".
ث إن اليهود اجتمعوا ف بيت "ومكروا" فزلزل عليهم بيد "ومكر ال" فدخل عيسى خوخة ،فدخ
ل خلفه ذو دخل فألقى عليه شبهه ،فحاق بالرء مرّ مراده ،وصاح فيه حاكم القدر جود مراقيها.
الفصل الحادي والعشرون
في قصة يحيى بن زكريا عليه السلم
لا قام زكريا عليه السلم بإقامة القامة لري ،رأى وكيل الغيب يسبقه بالنفاذ على يد القدرة ف
كنّ كن ،وكان إذا خرج ث جاء فاجأ ث الثمار قد نت ،فكم قد ألفى الفاف الفاكهة الفايقة ل
ف حينها ،فتلمح بعي زرقاء الفهم ،فرأى نفقة الارية جارية ،وكيس السباب على ختمه ،فصاح
ك هذا" فأحالت الال على السبب "هو من عند ال" فنبهت هذه الية راقد
لسان الدهش "أنّى ل ِ
طمعه ،بعد أن طال وسنه سبعي سنة ،فسن على سنة وجهه ماء رجاء ماء آسن ما ل يتسنه وقام ا
لدردح بعد أن تقعوس وتسعسع وعسى على باب عسى ف مراب "دعا زكريا ربه" فسرى بسره
سرا ،لئل ينسب إل فن من أفن ،وكتب قصة "ل تذرن فردا" وشكا ما شيك به ما حل من حل ا
لتركيب وشيكا ،ف كلمات هن "وهن العظم من" فلما أورد ف قصته ،ما يريد حلها بريد الرجاء
،إل من عود العود العود فكشف الوى ف الواب ،ل دره خدم حت شاب ،ث طلب نابيا على
الباب ،فأصبح ميت أمله بوجود يي ،فمشى لشاهدة وجه القدرة ،وقد حال بينهما سفر العادا
ت ،إل أن لفظ بلفظ "إن" وهتف به هاتف "هو عليّ هيّن" فسأل علما على ما يعلم به وجود ا
63
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لمل ،لمل نفسه على الشكر ،فوعد بسجن اللسان ،مع سلمة اللسان ،إل عن ذكر الرحن ،لي
كون حج نطقه مفردا.
فلما ولد له يي ،ل يبلغ مبلغ يافع ،إل وهو ولد نافع ،كان صبا الصبا تيل بالصبيان ول تزه،
فإذا قالوا له هلم بنا فلنلعب ،قال :إنا خلقنا للتعب ل للعب ،فقط له القدر قطا من عصام
العصمة ما قط لحد ،فما خطا إل خطأ ول هم ،ولقد رمى الدنيا عن يد التمسك ،وعل عن فض
ولا على قلل التقلل ،فكان عيش عيشه العشب ،واقتنع بسوك اليوان عن السب والشف والش
بق ،وشغله عن رقش نقش القشيب والدمقس ما لف ما لفق ،ولقد دوى ف دو فؤاده غيم الغي
م فغدا الغدق يدق إل أن فاض قليب قلبه ،فانقلبت عيناه بقلب كالعيون حت فرت ،فحفرت ف
أخدود الدود مرى ،ول يزل معول دمه يفر ركية خده ،حت بدت فيه أضراس فيه ،يا عجبا م
ن بكاء من ما عصى ول هم ،وضحك من كتابه بالذنوب قد ادلم ،فلما قارب الوفاة وفات العد
و ،علم من آفات النقل ف الواطن الخصوصة ،بوحش الوحشة ،فتخلص فيها من أسد البلء ،ك
ما حى من ذنب الذنب "يوم وُلد ويوم يوت ويوم يُبعث حيا".
الفصل الثاني والعشرون
في قصة أهل الكهف
كان رقم "كتب ف قلوبم اليان" قد عل على كهف قلوب أهل الكهف ،فلما نصب ملكهم
شرك الشرك ،بان لم خيط الفخ ففروا ،وخرجوا من ضيق حصر البس إل الفضاء فضاء لم،
فما راعهم ف الطريق إل راع وافقهم ،فرافقهم كلبه ،فأخذوا ف ضربه لكونه ليسوا من ضربه ،ف
صاح لسلط حاله ل تطردون لباينت جنسكم ،فإن معبودكم ليس من جنسكم ،أنا ف قبضة إيثار
كم أسي ،أسي إن سرت ،وأحرس إن نتم ،فلما دخلوا دار ضيافة العزلة ،اضطجعوا على راحة ال
راحة من أرباب الكفر ،فغلب النوم القوم "ثلثائة سني وازدادوا تسعا" وكانت الشمس تول
عن حلتهم لراسة حلتهم من بلء بلي ،وأعينهم مفتوحة لئل تذوب بأطباق الطباق ،ويد اللطف
تقلب أجسادهم لتسلم من أفن عفن ،وجرت الال ف كلبهم ،على ما جرت بم ،فكأنه ف شرك
نومهم قد صيد "بالوصيد".
فخرج اللك بم جعه ف طلبم فإذا بم ،فسد الباب وما وعى على وعاء مسك ،فأضاع حت
ضاع بيد اللك ف بيد اللك ،فانساب راع إل سبسبهم ،ففتح باب الكهف ليحوز الغنم ،فهب ا
لواء فهب الراقد ،فترن أحدهم بلفظ "كم لبثتم" فأجابه الخر "يوما" ث رأى بقية الشمس نقية ف
اتقى بالورع ورطات الكذب ،فعاد يتبع أوب "أو بعض يوم" فلما قفلوا من سفر النوم إل ديار ال
عادة ،زاد تقاضي الطبع بالزاد ،فخرج رئيسهم ف ثوب متنكر ،فضلت معرفته العاهد ،فأقبل يته
64
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
م اليقظة ،فمد إل بايع الطعام باعه ،فما باعه ،وظن أنه قد وجد كنا ،ولقد وجد كن "وزدناهم
هدى" فحمله القوم إل الوال ،فقال إنه لال ،فما لكم ومال? كنا فتية أكرهنا على فتنة فخرجنا
عشية أمس ،فنمنا ف باطن كهف ،فلما انتبهنا خرجت لبتاع للتباع قوت القوت ،فسار القوم م
عه ف عسكر التعجب ،فسمع إخوانه جلبة اليل ،ف جلبة الطلب ،فتجاوبوا بأصوات التوديع ،و
قاموا إل صلة مودع ،فدخل تليخا فقص عليهم نبأهم ،فعادوا إل مواضع الضاجع ،فوافتهم الو
فاة ،وفات لقاؤهم وسدلت عليهم حجاب الرعب ،كف "لو اطّلعت".
إخوان ليس العجب من نائم ل يعرف قدر ما مر من يومه ،وإنا العجب من نائم ف يقظة عمره.
:....
لا خُلقوا لا غفلوا وناموا أما وال لو عـرف النـام
عيون قلوبم ساحوا وهاموا لقد خُلقوا لِما لو أبصـرتـه
وتوبيخ وأهـوال عِـظـامُ مات ث قب ثـم حـشـر
فصلوا من مافته وصاموا يوم الشر قد خُلقت رجالٌ
كأهل الكهف أيقـاظ نـيامُ ونن إذا أمرنا أو نـينـا
الفصل الثالث والعشرون
في بداية أمر نبينا ورضاعه صلى الله عليه وسلم
خلق نبينا صلى ال عليه وسلم من أرضى الرض أرضا ،وأصفى الوصاف وصفا ،وصي آباؤه
من زلل الزنا ،إل أن صدفت بتلك الدرة صدفة آمنة ،فوثبت لرضاعه ثويبة ،ث قضت باقي الدين
حليمة ،فقام نباته مستعجلً على سوقه ،مستعجلً قيام سوقه ،فنشأ ف حجر الكمال كما نشأ ،ف
شأى من شأى منشأ.
قدمت حليمة والدب عام ف العام ،فعرض على الرضعات فأبي لليتم ،فراحت به حليمة إل
حلتها ،فثاب لبنها ولب راحلتها ،فباتوا البكة روائه رواء ،وهب على مباركهم نسيم نسمة
مباركة ،فلما ظعنت الظعاين أتت أتانا تؤم أمام الركب ،فلما حلوا حللهم .كانت الرعاء تسرح
فيعفرها سرحان الدب ،وراعي حليمة يعيد الغنم بالغنم.
فبينا الصب مع الصبيان ،هبت صبا الب ببيل ،فجاءه فجأة فشق عن القلب ،ث شقه وما شق ع
ليه ،فعلق بيده من باطية باطنه علقة ،فقال هذا حظ الشيطان ،وقد قطعنا علقه ث أعاد قلبه بعد أ
ن َقلَبَه ،وما به قلبة ،فبقي أثر الخيط ف صدره ،باقي عمره لظهار سورة "أل نشرح".
فلما بلغ ست سني ،ألوى الوت بالوالدة ،فجد ف كفالته الد ،ث طلب الوت عبد الطلب ،فما
65
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أب الطالب ،ول اشتغل بأوصابه حت أوصى به أبا طالب ،فخرج به وقد زانه كالتاج تاجرا ،فتيم
م باليتيم منل تيماء ،فرآه بياء ببحرته فقرأ سات النبوة من شايل "يعرفونه" فشام برق فضله ف
لح من شيمة شامته ،فقال لعمه :احفظ هذه الشامة من شامت.
وما زال نشره يضوع ول يضيع ،إل أن تخضت حامل النبوة ف إبان التمام ،وآثر الطلق طلق ا
للق ،فتحرى غار حراء للفراغ فراغ إليه اللك ،فأغار حبل الوصال ف ذلك الغار ،فأفاض عليه
حلة "اقرأ" فأفاض إل حلة "زمّلون" فسكّنت خدية غلته ،بعلة إنك لتصل الرحم ث انطلقت به إ
ل ورقة فقرأ من ورقة سيماه نقش فضله ،فتيقظ لفهم أمره إذ ناموا ،فقال :هذا الناموس الذي نز
ل على موسى ،ولقد عرفه الحبار ف الكنايس ،والرهبان ف الصوامع ،وأنذر به الرئي وأخب به ا
لتابع.
فكانت تسلم عليه قبل النبوة الحجار ،وتبشره با أوله موله الشجار ،وكان خات النبوة بي ك
تفيه ،وسرايا الرعب تترك كسرى كالكسرة بي يديه ،ألبس أهاب اليبة وتوج تاج السيادة ،وض
مخ بأذكى خلوق أزكى الخلق ،وأحل دار الداراة ،واجلس على صفحة الصفح ولقم لقم لقم
ان الكيم ،ووضعت له أكواب التواضع ،وأديرت عليه كؤوس الكيس متضمنة حلوة اللم ،خ
تامها مسك النسك ،وأعطى لقطع مفازة الدنيا جواد الود ،ونوول قلم العز فوقع على صحائف
الكد" ،كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" ،كان يعود الريض ،وييب دعوة الملوك ،ويلس عل
ى الرض ،ويلبس الشن ،ويأكل البشع ،ويبيت الليال طاويا ،يتقلب ف قعر الفقر ،ولسان الا
ل يناديه :يا ممد نن نضن بك عن الدنيا ل با عنك.
ولقد شارك النبياء ف فضائلهم وزاد ،أين سطوة "ل تذر" من حلم "اهد قومي" أين انشقاق البح
ر :من انشقاق القمر ،أين انفجار الجر من نبع الاء من بي الصابع ،أين التكليم عند الطور من
قاب قوسي ،أين تسبيح البال ف أماكنها من تقديس الصى ف الكف ،أين علو سليمان بالريح
من ليلة العراج ،أين إحياء عيسى الموات من تكليم الذراع ،كل النبياء ذهبت معجزاتم بوتم
،ومعجزة نبينا الكب ،قائمة على منار "لنذركم به ومن بلغ" تنادي "فأتوا بسورة من مثله" ولق
د أعرب عن تقدمه من تقدمه" ،آدم ومن دونه تت لوائي" لو كان موسى وعيسى حيي ما وسع
هما إل اتّباعي ،فإذا نزل عيسى صلى مأموما ،لئل يدنس بغبار الشبهة وجه "ل نب بعدي".
فهو أول الناس خروجا إذا بعثوا ،وخطيب اللئق إذا وفدوا ،ومبشر القوم إذا يأسوا ،النبياء ق
د سكتوا لنطقه ،والملك قد اعترفوا بقه ،والنة والنار تت أمره ،والزان داخلون ف دائرة ح
كمه ،وكلم غيه قبل قوله ل ينفع وجواب البيب له "قُل تُسمَع" فسبحان من فض له من الفض
66
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ائل ما فضله ،وكسب من حلل الفخر الم ما جله ،جع ال بيننا وبينه ف جنته ،وأحيانا على كتاب
ه وسنته.
الفصل الرابع والعشرون
قصة الغار والصديق
لا أغارت قريش خيل اليل على الرسول ،خرج إل غار لو دخله غيه كان غررا ،فغريت قريش
بالطلب ،فنبتت شجرة ل تكن قبل .قبل الباب ،فأظلت الطلوب ،وأضلت الطالب ،وجاءت
عنكبوت فسدت فسدّت باب الطلب ،حاكت وجه الغار فحاكت ثوب نسجها فحاكت سترا،
ث حى اللطف المن ،بمامتي فما كان إل أن سكنتا من الغار فما ،فما بان الستتر فاتذتا عشا،
فغشى ما غشى من غشاء العشا ،على أبصار القتفي فصاروا كالعشى ،فراغ العداء نو تلك ال
ناحية ،فرأوا دليل فراغ الغار الغار ،فعادوا عن من عادوا ،عودا بتا بل بت ،فقال الصديق عن
حر الوجد ،لو أن أحدهم نظر إل قدميه لبصرنا ،فقال" :ما ظنك باثني ال ثالثهما".
فلما رحل لقهما سُراقة ،فسرقت الرض قواي فرسه ،فلما رأى أرضا صلدا قد فرست الفرس،
فرست إل بطنها ببطنها ،أشربت نفسه علم اليقي بظنها ،فأخذ يعرض الال على من قد رد مفاتي
ح الكنوز ،ويقدم الزاد إل شبعان "أبيت عند رب" فجازا على خيمة أم معبد ،فأصحت شاتا ،وأ
صبحت تشهد ،فوصل إل يثرب على نائب السلمة ،وفات الي مكة ،وفاءت الدينة بالكرامة.
الفصل الخامس والعشرون
في قصة أهل بدر
لا بادر بدر الشريعة بالروج إل بدر ،رأى ف أصحابه قلة فارتقى قلة "وشاورهم" فقام القداد
عن قوله قومة ،لق متابعة البايعة ،فقال :لو سرت إل برك الغماد لتابعناك فما لبث الرسول أن
صار يطلب بالطاب النصار ،ففطن لسعادته سعد بن معاذ ،فقال :لو خضت البحر لضنا ،فرأ
ى الصطفى ف العداء العدد والعدة ،والتفت إل السلمي فوجد إذ ما وجد ،فاستقبل قبلة الطل
ب ،واقتضى كريا ما ماطل ،فانتدب مدد العون بل عون ،فأقبلت سحابة تسحب ذيل النصر ،ف
سمع الشركون منها ححمة اليل فحموا ،وانقلبت قلوبم من يمومها حا ،فنلت اللئكة مع ا
للفي ،جبيل ف ألفي ،وميكائيل ف ألفي ،وأسرى إسرافيل ف ألف مرد مردفي ،فعدلوا كالغما
ي ،قد سدلوا العماي ،وأرسلت قريش رايدا ،فعاد بتأثي سالقي ،فحذر القوم العزل سهام العزاي،
فأثر عتبه ف عتبة ،وكان يشيب خوفا شيبة ،وأحكم حزام الزم حكيم بن حزام ،وأب للجهل أبو
جهل:
أحد سلحهم فيه الـفـرارُ فلزهم الطراد إل قـتـالٍ
67
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لرجلهم بأرؤسهم عِـثـارُ مضوا متسابقي العضاء فيه
فلما قلبوا إل القليب ،قام الرسول على رأس الرس ينادي الرؤساء حي رسوا بلسان "فانتقمنا"
عن جواب "إن تستفتحوا" لتصديق "وينصرك ال" ف مضمون "هل ُثوّب" يا فلن ويا فلن" :هل
وجدت ما وعد ربكم حقا".
ذكر من شهد بدرا على الروف حرف اللف أب بن كعب ،أب بن ثابت ،أوس بن ثابت ،أوس
بن خول ،أوس بن الصامت ،أسعد بن يزيد ،أنس بن معاذ ،الرقم ،أربد ،أسية ،إياس.
حرف الباء بشي بن الباء ،بشي بن سعيد ،بلل ،باث ،بسبس.
حرف التاء تيم بن يعار ،تيم مول خراش ،تيم مول بن غنم.
حرف الثاء ثابت بن أرقم ،ثابت بن ثعلبة ،ثابت بن خلد ،ثابت بن عمرو ،ثابت بن هزال ،ثعلبة
بن حاطب ،ثعلبة بن عمرو ،ثعلبة بن غنمة ،ثقيف.
حرف اليم جابر بن خالد ،جابر بن عبد ال بن رئاب ،جبار ،جبي ،جب.
حرف الاء الارث بن أنس ،الارث بن أوس ،الارث بن خزمة ،الارث بن ظال ،الارث قيس
،الارث بن النعمان ،حارثة بن المي ،حارثة بن سراقة ،حارثة بن النعمان بن رافع ،حارثة بن ال
نعمان بن نفيع ،حاطب بن أب بلتعة ،حاطب بن عمرو الباب ،حبيب الرام ،حريث ،حصي،
حزة.
حرف الاء خالد بن البكي ،خالد بن زيد ،خالد بن قيس ،خلد بن رافع ،خلد بن سويد ،خلد
بن عمرو ،خليد ،خباب بن الرت ،خباب مول عتبة ،خبيب بن يساف ،خارجة ،خليفة ،خنيس،
خول.
حرف الدال ليس فيه أحد.
حرف الذال ذكوان ،ذو الشمالي.
حرف الراء رافع بن الارث ،رافع بن عنجدة ،رافع بن العلى ،رفاعة بن رافع ،رفاعة بن عبد الن
ذر ،رفاعة بن عمرو ،الربيع ،ربيعة ،ربعي ،رجيلة.
حرف الزاي زيد بن أسلم ،زيد بن حارثة ،زيد بن الطاب ،زيد بن سهل ،زيد بن وديعة ،زياد ب
ن كعب ،زياد بن لبيد ،الزبي.
حرف السي
سعد بن خولة ،سعد بن الربيع ،سعد بن سهل ،سعد بن عثمان ،سعد بن مالك ،سعد بن معاذ،
سعد القاري ،سعيد بن قيس ،سهل بن حنيف ،سهيل بن رافع ،سهيل بن عتيك ،سهل بن عدي،
68
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سهل بن قيس ،سهيل بن بيضاء ،سليم بن الارث ،سليم بن عمرو ،سليم بن قيس ،سليم بن مل
حان ،سليم أبو كبشة ،سلمة بن أسلم ،سلمة بن ثابت ،سلمة بن سلمة ،سال بن عمي ،سال مو
ل أب حذيفة ،سراقة بن عمرو ،سراقة بن كعب ،ساك بن خرشة ،ساك بن سعد ،سنان بن صيفي
،سنان بن أب سنان ،سويبط ،سواد بن رزين ،سواد بن غرية ،السايب ،سبيع ،سفي ،سليط.
حرف الشي شجاع ،شاس.
حرف الصاد صال ،صفوان.
حرف الضاد ضمرة ،الضحاك.
حرف الطاء الطفيل بن الارث ،الطفيل بن مالك ،الطفيل بن النعمان.
حرف الظاء ليس فيها أحد.
حرف العي عبد ال أبو بكر الصديق ،عمر بن الطاب ،علي بن أب طالب ،عبد ال بن مسعود،
عبد ال أبو سلمة ،عبد ال أنيس ،عبد ال بن ثعلبة ،عبد ال بن جبي ،عبد ال بن جحش ،عبد ا
ل بن الد ،عبد ال بن الربيع ،عبد ال بن رواحة ،عبد ال بن زيد ،عبد ال بن سراقة ،عبد ال ب
ن سلمة ،عبد ال بن سهل ،عبد ال بن سهيل ،عبد ال بن طارق ،عبد ال بن عبيد ال بن أب عب
د ال بن عبد مناف ،عبد ال بن عبس ،عبد ال بن عرفطة ،عبد ال بن عمرو ،عبد ال بن عمي،
عبد ال بن قيس بن خلدة ،عبد ال بن قيس بن صخر ،عبد ال بن مرمة ،عبد ال بن مظعون ،ع
بد ال بن النعمان ،عبد الرحن بن جب ،عبد الرحن بن عبد ال ،عبد الرحن بن عوف ،عبيد بن أ
وس ،عبيد بن زيد ،عبيد بن أب عبيد ،عبيدة بن الارث ،عباد بن بشر ،عباد بن قيس ،عباد بن ا
لشخاش ،عبد ربه ،عتبة بن أب ربيعة ،عتبة بن زيد ،عتبة بن غزوان ،عتبة بن عبد ال ،عقبة بن
عامر ،عقبة بن وهب بن ربيعة ،عقبة بن وهب بن كلدة ،عمر بن إياس ،عمرو بن ثعلبة ،عمرو ب
ن سراقة ،عمرو بن طلق ،عمر بن معاذ ،عمر بن أب سرح ،عمي بن الارث ،عمي بن المام ،ع
مي بن عامر ،عمي بن عوف ،عمي بن مالك ،عمي بن معبد ،عمار ،عمارة ،عامر بن أمية ،عامر
بن البكي ،عامر بن الراح ،عامر بن ربيعة ،عامر بن سلمة ،عامر بن فهية ،عامر بن ملد ،عاص
م بن ثابت ،عاصم بن العكي ،عامر بن قيس ،عصيمة الشجعي ،عصيمة النصاري ،عوف بن أث
اثة ،عوف بن عفرا ،عاقل ،عايذ ،عبس ،عدي ،عنترة ،عوي ،عياض ،عثمان بن مظعون.
حرف الغي غنام.
حرف الفاء الفاكه ،وفروة.
حرف القاف قيس بن أب صعصعة ،قيس بن عمرو ،قيس بن مصن ،قيس بن ملد ،قتادة ،قدامة،
69
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قطبة.
حرف الكاف كعب بن حاز ،كعب بن زيد ،كعب بن عمرو ،كناز.
حرف اللم ليس فيه أحد.
حرف اليم مالك بن التيهان ،مالك بن ثابت ،مالك بن الدخشم ،مالك بن ربيعة ،مالك بن عمرو
أبو حبة ،مالك بن عمرو أخو ثقيف ،مالك بن عمرو بن خيثمة ،ملك بن قدامة ،ملك بن مسعود
،مسعود بن خلدة ،مسعود بن الربيع ،مسعود بن سعد الارثي ،مسعود بن سعد الزرقي ،معاذ ب
ن جبل ،معاذ بن عفراء ،معاذ بن ماعص ،النذر بن عمرو ،النذر بن قدامة ،النذر بن ممد ،معت
ب بن حراء ،معتب بن عبدة ،معتب بن قشي ،معبد بن عبادة ،معبد بن قيس ،مرز بن عامر ،مر
ز بن نضلة ،معوذ بن عفراء ،معوذ بن عمرو ،مبشر ،الحذر ،ممد بن سلمة ،مدلج ،مرثد ،مص
عب ،معقل ،معمر ،معن ،القداد ،مليل ،مهجع.
حرف النون النعمان بن ثابت ،النعمان بن سنان ،النعمان بن عمرو ،النعمان بن عبد عمرو ،النعم
ان بن عصر ،النعمان بن مالك ،النعمان بن أب خزمة ،نصر ،نوفل.
حرف الواو وهب بن سعد ،وهب بن مصن ،وافد ،وديعة ،وذقة.
حرف الاء هان ،هشام ،هلل.
حرف الياء يزيد بن الارث ،يزيد بن رقيش ،يزيد بن عامر ،يزيد بن الزين ،يزيد بن النذر.
ومن يعرف بكنيته ول يعرف باسه أبو المراء ،أبو خزية ،أبو سبة ،أبو مليل.
وامتنع من شهود بدر ثانية لعذار ،فضرب لم رسول ال صلى ال عليه وسلم سهامهم وأجوره
م فكانوا كمن شهدها :عثمان ،وطلحة ،وسعيد ،والارث بن حاطب ،والارث بن الصمة ،وخو
ات ،وعاصم بن عدي ،وأبو لبابة.
فهؤلء البدريون بملتهم ،حشرنا ال ف زمرتم.
الفصل السادس والعشرون
في تزويج علي بفاطمة عليهما السلم
كان للنب صلى ال عليه وسلم بنات فضلتهن فاطمة ،وزوجات سبقنهن عائشة ،وذلك أن اختيار
القدر ل ياب ف التساوي ،تُسقى باء واحد "ونفضّل بعضها على بعض ف الكُل" لا نض عليّ
لطبتها ،طرق بأنامل رجائه أرجاء باب الطبة ،فمشى إليه الذن بالذن على عجل العجل ،فقد
صدق الرغبة قبل نقد الصداق ،فعقد العقد على درع لينبّه على جهاد الوى ،وجهزت بالجهاز
على عدو الزهد ،ول يرض لا جهاز الدنيا ،لوافقة البضعة الت هي منه ،فحلها الرسول بلية "فا
طمة بضعة من" وعقد لا عقدا خرزات نظامه "إن ال ليغضب لغضبك ،ويرضى لرضاك" ،وبعث
70
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
بي يديها وصايف " ُغضّوا أبصاركم" ونصب لا سدة "أل ترضي أن تكون سيدة نساء هذه المة
" ،وأدخلها على الزوج ف حلل الالية عليها قناع القناعة ،تسعى ف فضاء الفضائل إل خلوة ال
لة ،حت أجلست على منصة النص ،فأمر ال تعال ليلة عرسها ،شجر النان ،فحملت حللً وحلي
ا فنثرته على اللئكة ،وليس الراد بذلك اللك ،ولكن ليعلم رضى اللك.
يا عجبا ،نثرت اللل لجل من فراشه جلد كبش ،هل حلت له منه حلة ،كل مركب اللك أحل
ى من أن يلى ،فدخل عليها الرسول ،فاستدعى بإناء من ماء ،فدعا فيه بالبكة ،ث رش على حبيب
ي بل غش ،فلما طاب لعلي ذلك الوقت ،سأل الرسول سؤال سكران من شراب الوصل :يا ر
سول ال أنا أحب إليك أم هي? ففصل الاكم بي خصوم الب ،فقال :هي أحب إل منك ،وأن
ت أعز علي منها ،فلما حازت با حازت قناطر الفضل ،صي وجه الكمال بال اللل ف العيش،
فأقوى على القوى ففر الفقر ،فصيح بفصيح خطاب الشرع :يا علي قم لكسب قوت الوقت ،ف
ل إل الفجر بشيء من الشعي عل
خرج يسعى على أرض الرضا ،بي أعلم الصب ،فبات يسقي ن ً
ى وجه الجر ،فلما جاء به وأصلح للكل قام سايل على باب البذل ،فنادى :يا أهل نادي الندى
والفضل ،أطعمونا أطعمكم ال من الفضل ،فثارت رياح الرتياح لليثار ،فأثارت سحابا يقطر م
ن قطرته قطر جور الود ،فسأل سيله بقدر وادي الود ،فلما تروت بالاء أشجار النس ،صدح
ت على ورقها ورق القدس وأغن عن غرايب صدح الد "ويُطعِمون الطعام على ُحبّه" ث أخب ال
ق ،عن مضمون القصد "إنا نطعمكم لوجه ال" فلو رأيت القوم يوم القيامة ،ف ظل "فوقاهم ال"
وقد اكتست أجساد وكست بكسا الضنك غضارة العيش على حلل الفض ،واستراحت أيد تف
رق أيدها من طحن الرجاء ونزع الدلو" ،متكئي فيها" هذا من حصاد بذر النذر.
ولقد عجب العلماء من شرح هذا الجر واستظرفوا عدم ذكر الور ف هذا الذكر ،فبقوا متحيي
ن ف جي الفكر ،فنودوا من بطنان وادي الفضل ،بأن ذلك لفضل فضل زهراء النس ،غي عليها
من ذكر الغي ،وإنا أثرا على الطفلي ،لنما غصنان من شجرة "أبيت يطعمن رب" وبعض من ج
لة "هي بضعة من" وفرخ البط سابح ،وذكاة الني كذكرة أمه.
القسم الثان ف الواعظ
وهو الشتمل على الواعظ والرشادات مطلقا وهو مائة فصل
الفصل الول
ف قوله تعال "هو الول والخر" يذكر فيه التوحيد
71
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أول ليس له مبدأ ،آخر جل عن منتهى ،ظاهر بالدليل ،باطن بالجاب ،يثبته العقل ول يدركه
الس ،كل ملوق مصور ،بد مأسور ف سور قطر ،والالق بائن مباين يعرف بعدم مألوف
التعريف ،ارتفعت لعدم للشبه الشبه ،إنا يقع الشكال ف وصف من له أشكال ،وإنا تضرب
المثال لن له أمثال ،فأما من ل يزل ول يزال فما للحس معه مال ،عظمته عظمت عن نيل كف
اليال.
كيف يقال له كيف ،والكيف ف حقه مال ،أن تتخايله الوهام وهي صنعه ،كيف تده العقول و
هي فعله ،كيف تويه الماكن وهي وضعه ،انقطع سي الفكر ،وقف سلوك الذهن ،بطلت إشارة
الوهم ،عجز لطف الوصف ،عشيت عي العقل ،خرس لسان الس ،ل طور للقدم ف طور القدم
فدون مداه بـيد ل تـبـيد مرام شط مرمى العقل فيه
جادة التسليم سليمة ،وادي النقل بل نقع ،انزل عن علو غلو التشبيه ،ول تعل قلل أباطيل
التعطيل ،فالوادي بي جبلي ،الشبه متلوث بفرث التجسيم ،والعطل نس بدم الحود ،ونصيب
الحق لب خالص هو التنيه ،تمّر ف نفوس الكفار حب الصنام ،فجاء ممد فمحا ذلك بالتوحي
د ،وتمر ف قلوب الشبهة حب صورة وشكل ،حييت فمحوتا بالتنيه "والعلماء ورثة النبياء"
ما عرفه من كيفه ،ول وحده من مثله ،ول عبده من شبهه ،الشبه أعشى ،والعطل أعمى.
فما ينه عنه فم ،فيما يب نفيه بثم جل وجوب وجوده عن رجم لعل ،سبق الزمان فل يقال كان
إذ ،تجد ف وحدانيته عن زحام مع ،تفرد بالنشاء فل يستفهم عن الصانع بن ،أبرز عرايس الخ
لوقات من كنّ كن ،بث اللم فلم يعارض بلم ،تعال عن بعضية من ،وتقدس عن ظرفية ف ،وتن
ه عن شبه كان ،وتعظم عن نقص لو أن ،وعز عن عيب إل أن ،وسا كماله عن تدارك لكن.
إن وقف ذهن بوصفه صاح العز جز ،إن سار فكر نوه قالت اليبة عد ،إن قعد اللسان عن ذكر
ه قال القلب قم ،إن تب متكب قال القهر شم ،إن سأل متاج قال النعام رش ،إن تعرض فقي قا
ل الوفر فر ،إن سكت مذنب حيا قال اللم قل ،إن بعد ذو خطاء نادى اللطف إبْ ،نثر عجايب
النعم وقال للكل خذ.
من بيان عظمته "رفيع الدرجات" من أثر قسره "تُسبّح له السماوات" توقيع أمره "يأمر بالعدل" و
اقع زجره "ينهى عن الفحشاء" ينادي على باب عزته "ل يُسأل" يصاح على مجة حجته "لن ال
رض ومن فيها" ينذر جاسوس علمه "ما يكون من نوى ثلثة" يقول جهبذ طوله "وإن تعدّوا نعم
ة ال" يترن منشد فضله "ل تقنطوا".
سبحان من أقام من كل موجود دليلً على عزته ،ونصب علم الدى على باب حجته ،الكوان ك
72
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لها تنطق بالدليل على وحدانيته ،وكل موافق ومالف يشي تت مشيئته ،إن رفعت بصر الفكر ت
رى دائرة الفلك ف قبضته ،وتبصر شس النهار وبدر الدجى يريان ف بر قدرته ،والكواكب قد
اصطفت كالواكب على مناكب تسخي سطوته ،فمنها رجوم للشياطي ترميهم فترميهم عن حى
حايته ،ومنها سطور ف الهامه يقرؤها السافر ف سفر سفرته ،وإن خفضت البصر رأيت الرض م
سكة بكمة حكمته ،كل قطر منها مروس بأطواده عن حركته ،فإذا ضجت عطائها ثار السحا
ب من بركة بركته ،ونفخ ف صور الرعد لحياء صور النبات من حفرته ،فيبدو نور النور يهتز ط
ربا بزامى رحته ،فإذا استوى على سوقه .زادت ف سوقه نعامى نعمته ،ويفتق يد الياد بأنامل ا
لقدرة أكمام النبات عن صنعة صبغته ،فيفل ف حلى حلل الال الالية إل معب عبته ،وتصدح
الورق على الورق كل بتبليغ لغته ،والشجار معتنقة ومفترقة على مقدار إرادته ،صنوان وغي ص
نوان ،هذا بعض صنعته "ويُسبّح الرعد بمد واللئكة من خيفته".
نظر بعي الختيار إل آدم فحظي بسجود ملئكته ،وإل ابنه شيث فأقامه ف منلته ،وإل إدريس
فاحتال بإلامه على جنته ،وإل نوح فنجا من الغرق بسفينته ،وإل هود فعاد على عاد شؤم مالفته
،وإل صال فتمخضت صخرة بناقته ،وإل إبراهيم فتبختر ف حلة خلته ،وإل إساعيل فأعان الل
يل ف بناء كعبته ،وإل إسحق فافتكه بالفداء من ضجعته ،وإل لوط فنجاه وأهله من عشيته ،وإ
ل شعيب فأعطاه الفصاحة ف خطبته ،وإل يعقوب فرد حبيبه مع حبيبته ،وإل يوسف فأراه البها
ن ف هته ،وإل موسى فخطر ف ثوب مكالته ،وإل إلياس فاليأس للناس من حالته ،وإل داود فأ
لن الديد له على حدته ،وإل سليمان فراحت الريح من ف ملكته ،وإل أيوب فيا طوب لركضت
ه ،وإل يونس فسمع نداه ف ظلمته ،وإل زكريا فقرن سؤاله ببشارته ،وإل يي فتلمح حصي ال
صور على سدة سيادته ،وإل عيسى فكم أقام ميتا من حفرته ،وإل ممد ،فخصه ليلة العراج رؤي
ته.
وأعرض عن إبليس فخزي ببعده ولعنته ،وعن قابيل فقلب قلبه إل معصيته ،وعن نرود فقال أنا أ
حيي الوتى ببلهته ،وعن فرعون فادعى الربوبية على جرأته ،وعن هامان فأين رأيه? يوم اليم ف
وزارته ،وعن قارون فخرج على قومه ف زينته ،وعن بلعام فهلك بل عام ف بر شقوته ،وعن بر
صيصا فلم تنفعه سابق عبادته ،وعن أب جهل فشقي مع سعادة أمه وابنه وابنته ،هكذا جرى تقدي
ره من يوم "ل أبال" ف قسمته "ويسبح الرعد بمده واللئكة من خيفته".
الفصل الثان
ودين الق" نذكر فيه فضل نبينا صلى ال عليه وسلم
73
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل يزل ذكر نبينا صلى ال عليه وسلم منشورا وهو ف طي العدم ،توسل به آدم ،وأخذ له ميثاق
النبياء على تصديقه ،ف بعض درسه علم إدريس ،ف ضمن وجده حزن يعقوب ،ف سر جده
صب أيوب ،ف طي خوفه بكاء داود ،بعض غن نفسه يزيد على ملك سليمان ،غي بعيد خل خل
له خلة الليل ،ونال تكليم موسى ،واسترجع له النظر عند قاب قوسي ،فهو جلة المال ،وكل
الكمال ،وواسطة العقد ،وزينة الدهر ،يزيد على النبياء زيادة الشمس على البدر ،والبحر على ا
لقطر ،فهو أصدرهم وبدرهم ،وعليه يدور أمرهم ،قطب فلكهم ،عي كتيبتهم ،واسطة قلدتم،
نقش فصهم ،بيت قصيدتم ،حاتهم ،خاتهم:
در تقاصيها زبرجدها شس ضحاها هلل ليلتها
لا رأى تليط قريش ف دعوى الشرك فر ف بادية الرب فتحرى غار حراء ف الفرار للفراغ،
فراغ إليه فجاء مزاحم "اقرأ" يا راهب الصمت تكلم ،قال لسان العجز البشري :لست بقارئ،
فحم لا حم فزمزم بلفظ "زمّلون" فصاح اللك "يا أيها الزّمّل" يا أطيب ثار كن ،يا ممولً عليه.
ثقل قل "قم".
لا بعث اللك اللك إل نبينا برسالة "اقرأ" فتر الوحي بعدها مدة ،مات قوس الشوق فرمت الكبد
اء الكبد ،بكبد أعجز الكابدة ،فكان يهم لا يلقي بإلقاء نفسه من ذروة البل ،فإذا بدا له جبيل
بدله ،ث رميت الشياطي عند مبعثه بأسهم الشهب ،عن قوس "ويُقذفون من كل جانب" فمروا إ
ل الغارب ،ومشوا إل الشارق ،ليقطعوا سبسب السبب ،فجرت ريح التوفيق ،براكب بعضهم إ
ل تامة ،فصادفوه ف الصلة ،فصادفوه قلوب القوم ،فصاحت ألسنة الوجد "إنّا سعنا قرآنا عجبا
".
تركت لتعظيمه السواكن ،فحن إليه الذع ،وسبح الصى ،وتزلزل البل وتكلم الذيب ،كل ك
ن عن شوقه بلغاته .فمرضت قريش بداء السد فقالوا منون ،يا ممد ،هذا نقش يرقانم ل لون
وجهك.
لا أخذ ف سفر "أسرى" فنقل إل السجد القصى ،برز إليه عباد النبياء من صوامعهم ،فاقتدوا ب
صلة راهب الوجود ،ث خرج فعرج فعرضت عليه النة والنار ،حت عرف الطبيب عقاقي الدو
ية ،قبل تركيب الدوية ،يل لا من ليلة ،قل غرب حد سيف "أتعل فيها" ظنت اللئكة أن اليا
ت تتص بالسماء ،فإذا آية الرض قد علت.
أقبلت رؤساء الملك ،تيي الرئيس الكب ،فرأى ف القوم ملكا نصفه من ثلج ونصفه من نار ،ف
عجب لجتماع الضدين ،فقيل ل تعجب فعندك أعجب منه ،لو وزن خوف الؤمن ورجاؤه لعتد
74
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل ،كان جبيل دليل البادية فلما وصل إل مفازة ليس فيها علم يعرفه ،علم ابن أجود أن الصدق
أجود ،فقال :ما أنت وربك ،فإذا قامت القيامة ،فموسى صاحبه ،وعيسى حاجبه ،والليل ف عس
كره ،وآدم ينادي بلسان حاله يا ولد صورت ،ويا والد معناي ،ما صعد من بور الكوان أشرف
من درة نبينا صلى ال عليه وسلم ،طرة غرته أحسن من جال يوسف ،لعاب فيه أشفى من البء،
شس شرعه ل يدركها كسوف ناسخ ،قمر دينه ل يدخل ف ماق.
كل النبياء ف القيامة تقول نفسي نفسي ،وهو يقول أمت أمت ،فإذا سجد ،قيل ارفع رأسك ،وق
ل تُسمَع ،كم بي ذل مب ،وإدلل مبوب ،اليوانات تذل ف طلب القوت ،والفيلة تتملق حت
تأكل ،يا من هو ف جلة جنود هذا الشجاع ،أيسن بك? كل يوم هزية.
لول جد أصحابه ف جهادهم وشجاعتهم ف صفوف قتالم ،لفتضح التأخرون ،فالمد ل على
اليزل ،كانوا بالليل رهبانا وبالنهار فرسانا ،قطع الرسول طمع من طمع ف لاقهم بسام "ما بلغ
ُمدّ أحدهم ول نصيفه" وكيف تنال مرتبة السابق بشيء وقر ف صدره? أو منقبة الهيب والعدو ي
فرق من ظله? أو مقام الوقور فاللئكة تستحي منه? أو فضيلة مزاحم النفس ف منلة كهارون م
ن موسى :يأس وال الكهول من مقارنة سيدَيْ كهول أهل النة ،كما ل تطمع الشباب ف مزاحة
سيدَيْ شباب أهل النة ،مت التهبت ف صحابة النبياء? عزية كحمرة جرة حزة ،أو عل على ال
علء علي ،كعلء علي ،لقد فاز بلقب الصدق طلحة الود ،كما سعد بالفضل وحوارى الزبي،
وسا بصلة النب صلى ال عليه وسلم خلفه ابن عوف ،كما قرت بلفظ فداك أب وأمي عي سعد
،ونا بالشهادة له بالنة سعيد ،كما عز ابن الراح بلقب المي ،ول يذكر باسه بالقرآن غي زي
د ،وأين ف الوال مثل سال وسلمان? ومن ف الزهاد كمصعب وابن مظعون ،وإنه لسعود عبد ا
ل ابن مسعود ،وطوب ث طوب لباب وصهيب ،ويا شرف الؤمني بصوت بلل ،ويكفي فخرا:
"كون فخرا لعمار" وأي بيت يشبه بيت أب أيوب? ومن زين القراء إل أب بن كعب? ومن ف الن
قباء كابن زرارة وابن الربيع? وأن ف الفقهاء مثل معاذ? ومن له زهد كزهد أب ذر? والفخر لبن
هاشم بالعباس ،وكفى للبصراء قائدا ابن أم مكتوم ،وإنه لقدوة الؤثرين أبو الدحداح ،ومن ف قو
ام الليل مثل تيم? ومن صب على القتل صب خبيب? كلهم أخيار ،وجيعهم أبرار ،ول مثل صاح
ب الغار ،وأين نظي فُتّاح المصار? ومن يشبه قتيل الدار? ولقد افتقروا إل الجاهد بذي الفقار،
بب هؤلء ترجى النة وتتقى النار.
إن ال تعال لا حلى ممدا حلية التنه ،خلع عليه خلعةً هي السلم ،وأعطاه منشورا هو القرآن،
ولواءً هو النصر ،فأبو بكر صدّق النبوة ،وعمر أظهر الرسالة وعثمان جع النشور ،وعلي حل ال
75
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سيف لا جل الرسول عروس السلم ،ل يكن بد من نثار ،نثر عمر نصف ماله ،فرمى أبو بكر بال
كل ،فقام عثمان يهز جيش العسرة ،بوليمة العرس ،فعلم على حال الغية ،فبت طلق الضرة،
ث رأى بعض جهاز الدنيا الطلقة عنده .وهو الات .فسلم وما سلم:
فهم على اليل أميون كتـاب خطوا وأقلمهم خطية سـلـب
واخشوشنوا شيما فالقوم أعراب إن أحسنوا كلما واخلو لقوا ذما
الفصل الثالث
ف قوله تعال "وأذّن ف الناس بالج"
لا تكامل بناء البيت ،أرسل ال تعال إل خليله ،أدّ رسالة "وأذّن" َفعَل على أب قبيس ،ونادى ف
جيع الوجوه :إن ربكم قد بن لكم بيتا فحجوه ،فأجاب من جرى القدر بجه :لبيك اللهم
لبيك .فكان ذلك اليوم .أخا ليوم "ألست بربكم":
شددت ميزر إحرامي ولـبـيتُ لا رأيت منـاديهـم ألـم بـنـا
وساعدين كهذا مـا تـمـنـيتُ وقلتُ للنفس جدي الن واجتهـدي
ل أقض حقا وأي الـحـق أديتُ لو جئتكم زائرا أسعى على بصري
قطع القوم بيد السفر "بش ّق النفس" فوافقهم الركاب "وعلى ك ّل ضامرٍ":
إن لا لنبـأ عـجـيبـا دعِ الطايا تنسم النوبـا
يشهدان قد فارقت حبيبا حنينها وما اشتكت لوبـا
يسر ما أعلنت نصيبـا ما حلت إل فت كئيبـا
أذن لثرنا بن النـيبـا لو غادر الشوق لنا قلوبـا
إن الغريب يسعد الغريبا
واعجبا من حني النوق ،كأنا قد علمت وجد الركاب ،تارة تد ف السي ،وتارة تتوقف ،وتارة
تذل وتطأطئ العناق ،وتارة ترح ،كأنا قد استعارت أحوال العارفي:
فغدت تنفخ شوقا ف براهـا اذكراها ف سراها ما عراهـا
ي أم ٌر قد براهـا
سيُها والس ُ تقطع الب وتنسى ما جـنـى
وتدانت دارها طار كـراهـا كلما ظنت من قـد قـربـت
ما دعاها ف الوى أو فدعاها أسعداها يا خلـيلـي عـلـى
خلياها والصبا فهو رضاهـا ذكرا ما زال من عهد الصبـى
76
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
بالمى أو بالنقا وانظر سراهـا غنها يا أيهـا الـحـادي لـهـا
قد رأت ف نفسها ما قد كفاهـا نح عنها السوط يكفي شـوقـهـا
عجبا إذ باعها كيف اشتـراهـا باعها الوجد بكثـبـان الـنـقـي
ليتها قد عرفت من ف ذراهـا أتراها علمـتْ مـن حـمـلـتْ
فهي القصود ل شيء سواهـا أنتَ إن لحت لك العـلم قـف
كبدي واكبـدي مـاذا دهـاهـا قف على الوادي وسل عن كبدي
ودعان ودعـانـي وثـراهـا يا رفـيقـي اهـديانـي دارهـم
قوسه خيف من أو ما زماهـا أنا مقـتـول بـسـهـم غـرب
فانظرا إل مهجت من قد رماها ُحرّم الصيد علـى مـن حـجـه
مهجة ماتت وما هالت منـاهـا اكتبا ف لوح قبي عشـتـمـا
أمر الحرمون بالتعري .ليدخلوا بزي الفقراء ،فيبي أثر "وما أموالكُم":
بأن روحي تساق مع أبله من أعلم السايق العنيف بم
لول دم ف انسكاب منهمله وأن دمعي يروي ركايبهـم
تال لقد جعوا الي ،ليلة جع ،ونالوا الن إذ دخلوا من:
وبكا الحبة ليلة الـنـفـرِ ل در من وما جـمـعـت
يتلحظون بأعي الـذكـرِ ث اغتدوا فرقا هنا وهـنـا
وكأن قلب ليس ف صدري ما للمضاجع ل تليـنـي
حج جعفر الصادق فأراد أن يلب فتغي وجهه ،فقيل :مالك يا ابن رسول ال? فقال :أريد أن ألب
فأخاف أن أسع غي الواب.
وقف مطرف وبكر ،فقال مطرف :اللهم ل تردهم من أجلي ،وقال بكر :ما أشرفه من مقام لول
أن فيهم.
وقام الفضيل بعرفة ،فشغله البكاء عن الدعاء ،فلما كادت الشمس تغرب ،قال :واسؤتاه منك وإ
ن عفوت.
وقف بعض الائفي على قدم الطراق والياء فقيل له :ل ل تدعو? فقال :ث وحشة .قيل :فهذا
يوم العفو عن الذنوب? فبسط يده فوقع ميتا.
:....
77
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إنـه بـالـدمـع مـلن وانزل الوادي بـأيـنـه
ث أوطـار وأوطـــان وارم بالطرف العقيق فلي
يرجع الفقود نـشـدان وانشد القلب الشوق عسى
ما بدا للطرف نعـمـان وابك عن ما استطعت إذا
قلـبـي فـيه سـكـان واقره عن السلم فكـأن
أنا بالشـواق سـكـران ل تزدن يا عذول جـوى
حج الشبلي .فلما رأى مكة قال:
أراه عيانا وهذا أنـا أبطحاء مكة هذا الذي
ث غشي عليه فلما أفاق قال:
ما بقاء الدموع ف الماق هذه دارهم وأنت مـب
حج قوم من العباد فيهم عابدة فجعلت تقول :أين بيت رب? أين بيت رب? فيقولون أل ترينه:
ول سيما إذا دنت الـيام إذا دنت النازل زاد شوقي
فلما لح البيت ،قالوا هذا بيت ربك ،فخرجت تشتد وتقول :بيت رب .بيت رب .حت وضعت
جبهتها على البيت ،فما رفعت إل ميتة:
فاحبس ورد وشرقت إن ل تسقن هاتيك دارهـم وهـذا مـاؤهـم
أودعت إقرارك يوم السبت الجر السود ،وأمرتُك بالج لتستحي بالتذكي من نقض العهد،
الجر صندوق أسرار الواثيق ،مستمل لا أملى العاهد ،مشتمل على حفظ العهد ،فاستلم
الستملي الشتمل ،ليعلم أن إقرارك ل عن إكراه ،ل تنس عهدي فإن ل أنساك:
فل تسبوا أنـي نـسـيت ودادكـمُ فإن وإن طال الدى لست أنساكـمُ
حفظنا وضـيعـتـم ودادا وحـرمةً فل كان من ف هجرنا اليوم أغراكمُ
كم شخص أشخصه الوجد ف الج ،فكاد نشابة الواثيق قبل تقبيله تقتله ،فلما قضى الناسك
الناسك ،ورجع باقي سهم الشوق إليه ف قلب من الن:
ركن الطيم إذا ما جاء يستلم يكاد يسكه عرفان راحـتـه
أخوان :ذكر تلك الماكن يعمل ف القلب قبل السمع ،كأنا قد خلقت من طي الطبع ،لسلع
سلع لسع ،ليس لعسل لعس :للمهيار:
ري بمع يرد أيام جعِ ب يدعو مبدّد أوطا
هل ما ٌ
78
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل يـطّـه دون سـلـعِ
ثقـي ً أو أمي القوى أحّلـه هـمـا
طال مدى لا الصليف ورفعي فافرُجا ل عن نفحةٍ من صبـاه
ثراها ف الريح رقيةُ لَـسْـعِ إن ذاك النسيم يري على أرضٍ
الدوح ما كان من حني وسجعِ كم زفي علمت منـه حـمـام
وآخجل التخلف ،وآسف السوف ،أين حسرات البعد? أين لذعات الوجد?.
للخفاجي:
إنا تضمر حزنا مثل حـزنـي أتظن الورق ف اليك تغـنّـي
أيها الادي بنا إن ل تـبـنـي ل أراك ال نـجـدا بـعـدهـا
ف ديار الي نشوي ذات غصن هل تبارين إل بـث الـجـوى
أننا نبكي علـيهـا وتـغـنـي هب لا السبق ولـكـن زادنـا
يسمح الدهر با من بعد ضـنّ يا زمان اليف هل مـن عـودة
عن زرود يا لا صفقة غـبـنِ أرضينـا بـثـنـيات الـلـوى
مزنة روت ثراه غي جفـنـي سل أراك الزع هل مرت بـه
أنا تلك قلبـي قـبـل أذنـي وأحاديث الغضا هل عـلـمـت
يا عجبا لن يقطع الفاوز ليى البيت فيشاهد آثار النبياء ،كيف ل يقطع نفسه عن هواه? ليصل
إل قلبه فيى آثار "ويسعن" .لحمد بن أحد الشيازي:
إليك قصـدي ل لـلـبـيت والثـر ول طواف بـأركـان ول حـجـرِ
وزمزمي دمعة تري من البصـرِ صفاء دمعي الصفال حي أعـبـره
وموقفي وقفة ف الوف والـذرِ عرفانكم عرفات إذ مـنـي مـنـن
والدى جسمي الذي يغن عن الز ِر وفيك سعيي وتعميي ومـزدلـفـي
ومسجد اليف خوف من تباعـدكـم ومشعري ومقامي دونكم خـطـري
زادي رجائي لكم والشوق راحلـتـي والاء من عبات والوى سفـري
الفصل الرابع
إخوان :قد نى إليكم أمر من نا ،وسامي وصال الوسام وسا ،وافتخر بالنسب والنشب وانتمى،
كيف بارزه من أبرزه ،عن المى ،فبات بعد الري يشكو الظما ،وقد رأيتم ما جرى ،فانتظروا
مثل ما .لبن العتز:
79
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أبصرت موعظة وما يا نفس ويك طال ما
وعليك بالتقوى كمـا نفعتك فاخشي وانتهى
وبادري فلـربـمـا فعل الناس الصالون
يا نفس من سوف فما سلم البادر واحـذري
إياك منهـا كـلـمـا خدع الشقي بثلـهـا
ك إنا هـي إنـمـا ناجت مكايدها ضمـي
وأهلكت النفوس وقلما خطرت وكم قتـلـت
حضر الردى فكأنـا تغنـي أمـانـيهـا إذا
منيته فيا عجبـا أمـا ل ييي مـن لقـى
شاف يبصر من عمى ف ذاك معتـبـر ول
عش ما بدا لك ث مـا يا ذا الن يا ذا الن
يا سكران الوى .أما آن الصحو? يا ساطرا قبح اللف .أما حان الحو? أين الراحلون? كانوا
بالمس ،صحت حجة الوت فبطلت حجة النفس ،واعتقلهم حاكم البلى على دين الرمس،
وكف أكف الس ،بعد تصرف آلة المس ،واستوعر عليهم الصر .واستطال البس وأصبحت
منازلم "كأ ْن ل تغنَ بالمس".
يا قليل اللبث ،خل العبث ،كم حدث جدث ف حدث? يا موقنا بالرحيل وما اكترث ،اقبل نص
حي .ورم الشعث.
فإن لمع الدهر من صرفه شتا إذا نلت من دنياك خيا ففز بـه
وآخر ل يدركه صيف إذا شت فكم من مشت ل يصيف بأهلـه
انتهب نثار الي .ف مكان المكان ،قبل أن تدخل ف خب كان ،قبل معاينة الول الخوف
الفظيع ،وتلهف الجدب على زمان الربيع ،إنا أهل هذه الدار سفر ،ل يلون عقد الركاب إل ف
غيها ،فاعجبوا لدار قد أدبرت والنفوس عليها والة ،ولخرى قد أقبلت والقلوب عنها غافلة.
تبقى علينا ويأت رزقها رغدا وال لو كانت الدنيا بأجعـهـا
فكيف وهي متاع يضمحل غدا ما كان من حق حر أن يذل لا
يا مكرما بلية اليان .بعد حلة الياد ،وهو يلقها ف مالفة الالق ،كم من نعمة نعمة? ف ترف
ترف ،وما يف عليك ذكر شكر .يا عبد السوء ما تساوي قدر قدرتك ،ل كانت دابة ل تعمل
80
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
بعلفها ،إل مت يدعك الن? ويغرك المل? ويك .افتح عينيك مت رأيت العقل يؤثر الفان على
الباقي ،فاعلم أنه قد مسخ.
ما زالت الدنيا مرة ف العبة ،ولكن قد مرض ذوقك ،لسان قلبك ف عقلة غفلة ،وسَمْ ُع فهمك م
سدود عن الفطنة بقطنة .وبصر بصيتك مجوب بعشا عمى ،ومزاج تقواك منحرف عن الصحة
،وأما نبض الوى فشديد الفقان ،سارت أخلط المل ف أعضاء الكسل فتثبطت عن البدار ،و
قد صارت الفاصل ف منافذ الفهوم .سددا ،وما يسهل شرب مسهل ،ويك اجتنب حلواء الشره
فإنا سبب حى الروح ،خل خل البخل فإنه يؤذي عصب الرؤة ،إن عولت أمراضك فعولت،
وإل ملكت فأهلكت ،لو احتميت عن أخلط الطايا ل تتج إل طبيب ،من ركب ظهر التفريط ن
زل به دار الندامة أل تسمع أن داود كان قد أعطي نعمة نغمة .كان يقف لا الاء فل يسي والطي
وقوف السي ،فامتدت يد الغفلة ،فقدت قميص العصمة ،فأثر زل حت ف التلوة ،أعرض العما
ر عن الراعاة ،فتشعب منل الصفا ،وانقطعت جامكية العسكر ،فتفرقت جنود "أوّب" كان يؤتى
بالناء ناقصا ،فيتمه بالدموع.
للمهيار:
هل كدّر ال ُورّا ُد من قبلي? ما ل شرقتُ باء ذي الثل
ما كنت قبل البي أستحلي? أما بان سكان فاملـح لـي
يومٌ وهل دارٌ بـل أهـلِ? ما ابيض ل ف الدار بعدهمُ
آثارهم وبعيشي السـهـلِ رحلوا بأيامي الرقاق علـى
كان عيش عيشه خضرا ،فأحالت الال سنة الجر ،فكأن أيام الوصال كانت سنة ،وكاد يقطع
باليأس ،لول التقاء الضر باليأس.
ورثى ل قلقي من قلقي أرقي قد رق ل من أرقي
وتشكت حرقي من حرقي وبكائي من بكائي قد بكـا
كان داود إذا أراد النياحة ،نادى مناديه ف أندية الحزوني فيجتمعون ف مآت الندوب ،فتزداد
الرق بالتعاون.
للعباس بن الحنف:
مفردا يبكي على شجنهْ يا بعيد الدار عن وطنه
زادت السقام ف بدنهْ كلما جدّ النحـيب بـه
هاتفٌ يبكي على فننهْ ولقد زاد الفؤاد شجـىً
81
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كلنا يبكي على سكنـهْ شاقه ما شاقن فبكـى
يا مذنبي مصيبتنا ف التفريط واحدة وكل غريب للغريب نسيب يا مترافقي :ف سفر الطرد.
انزلوا للنياحة ف ساحة ،اندبوا طيب أوطان الوصل ،واستغيثوا من هجي الجر ،لعل الغم ينقلب
غمامة ،تظل من لفخ الكرب.
للمصنف:
أين فـؤادي إذا بـه الـبـعــد وأين قلب أمـا صـحـا بـعـد
حدا بذكـر الـعـقـيق سـايقـه فطار شوقـا بـلـبـه الـوجـد
جسم ببغداد لـيس تـصـحـبـه روح وروح يضمـهـا نـجـد
ب لـه كـل لـحـظة وقــد يا لفؤاد ما يستريح مـن الـكـر
آه لعيش قد كـنـت أصـحـبـه لو كـان يومـا لـفـــايت رد
وهكـذا أشـتـكـي إذا أغـدوا أروح ف حبكـم ووا قـلـقـي
ه فـهـل تـنـاوب الـمـــد كل زمان جزر عن الوصل أشكو
يا سعد قل ل فـديت يا سـعـد يا سعد زدن جوى بـذكـرهـم
وقل وحدث بـبـعـض مـا يدو بلغهـم مـا أجـن مـن حـرق
وقال ل حـرمة ولـي عـهـد وقل رأيت السـي فـي قـلـق
يقول مول ويصمـت الـعـبـد ث فسلـهـم والمـر أمـرهـم
الفصل الامس
أيتها النفس تدبري أمرك وتأملي ،ومثلي بي ما يفن ول تعجلي ،لقد ضللت طريق الدى فقفي
واسأل ،وآثرت وهنا ،ما يؤرث وهنا ل تفعلي ،يا غمرة من الشقا ،ما أراها تنجلي ،اتبع الوى
والوى علي وليس ل ،أريد حياة نفسي ونفسي تريد مقتلي ،يا جسدا قد بلى .با قد بلى.
وننقضي وكأن العمر ل يطل نطو وما خطونا إل إل الجل
ونن نرغب ف اليام والدول والعيش يوذِننا بالـوت أولـه
82
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وكلنا علق الحشاء بـالـغـزل لنا با ينقضي من عمرنا شـغـل
كشارب السم مزوجا مع العسل ونستلذ المـانـي وهـي مـردية
أخوان :أوقدوا أدهان الذهان ف ليل الفكر ،صابروا سن الدب لعام الصب تعصروا ،فمن
أدل ف غياهب ليل العلى .على نايب الصب ،صبح منل السرور ف السر ،ومن نام على فراش
الكسل ،سال به سيل التمادي إل وادي السف ،الرجولية قوة معجونة ف طي الطبع ،والنوثية
رخاوة ،ولد السبع عزيز المة ،وابن الذئب غدار ،وكل إل طبعه عايد ،الد كله حركة ،والكس
ل كله سكون ،إذا أردت أن تعرف الديك من الدجاجة حي يرج من البيضة ،فعلقه بنقاره ،فإن
ترك فديك ،وإل فدجاجة ،فُتورك عن السعي ف طلب الفضائل دليل على تأنيث العزم ،يا من ق
د بلغ أربعي سنة ،وكل عمره نوم وسنة ،يا متعبا ف جع الال بدنه ،ث ل يدري لن قد أخزنه? ا
علم هذه النفس المتحنة ،إنا بكسبها مرتنة أل يعتب الغرور بن قد دفنه? كم رأى جبارا فارق
مسكنه? ث سكن مسكن مسكنة.
أيا راحلي بالقامة ،يا هالكي بالسلمة ،أين من أخذ صفو ما أنتم ف كدره? أما وعظكم ف سيه
بسيه? بلى .قد حل بريد النذار أخبارهم ،وأراكم تصفح الثار آثارهم.
تفريق ما جعته فاسع البا وحدثتك الليال أن شيمـتـهـا
وانظر إليها تر اليات والعبا وكن على حذر منها فقد نصحت
وهل سعت بصفو ل يعد كدرا فهل رأيت جديدا ل يعد خلـقـا
حبال الدنيا خيال تغر الغر ،التمسك با .يلعب بلعاب الشمس ،الدنيا كالرآة الفاجرة ل تثبت
مع زوج .فلذلك عنت طلبا..
فإذا اللحة بالقباحة ل تفي ميزت بي جالا وفعالـهـا
فكأنا حلفت لنا أن ل تفـي حلفت لنا أن ل تون عهودها
مبة الدنيا منة ،عيونا بابلية ،كم تفتح باب بلية? ول حيلة كحيلة ،من عي كحيلة ،كم أفردت
من أرفدت? كم أخدت من أخدمت? كم فللت من ألفت? كم أفقرت من أرفقت? كم فارقت
من رافقت? كم قطعت من أقطعت? فعلها ف التكدير كله هكذا ،فإن آثرت الصفا فما ف الزهد
أذى ،وإن أردت القذى ،فالق ذا .للمهيار:
ف وصلها طورا وف هجرانا تعجب من صبي على ألوانـا
كلّفها ما لـيس مـن أديانـهـا ورهاء من كـلـفـهـا وثـيقة
تسلّط الِنثِ على أيـانـهـا تسلط البلوى على عشـاقـهـا
83
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل يتعدى طرفَيْ لـسـانـهـا الود ف القلب ودعـوى ودّهـا
زياد ًة فاقطع على نقصانـهـا فكما أعطـتـك فـي مـحـبة
قلبا شجاعا طاح ف أظعانـا وقفتُ أسترجـع يومَ بـينـهـا
نِشدانُ شيءٍ وهو ف ضمانـا ولـم يكـن مـنـي إل ضـلّة
يا من إذا أصبح ،طلب العاش بالشهوات ،وإذا أمسى انقلب إل فراش الغفلت ،أين أنت من
أقوام نصبوا الخرة نصب أعينهم فنصبوا ،فوفر النصب نصيبهم "إنّا أخلصناهم بالصةٍ ذكرى
الدار".
قال بعض السلف :لقيت رجلً ف برية ،فقلت من أين? فقال :من عند قوم "ل تلهيهم تارة ول
بيع عن ذكر ال" قلت :وإل أين? قال :إل قوم "تتجاف جنوبم عن الضاجع".
تركت القلب عندهم رهينا بنفسي من غداة نايت عنهم
با فعل الوى بالعاشقينا أما لك أيها القلب اعتبـار
ملوا مراكب القلوب متاعا ل ينفق إل على اللك ،فلما هبت رياح الدجى دفعت الراكب.
لب إسحاق الغزي:
إذا الصبا سحبت أذيالـا سـحـرا على العقيق وقرت ف رب أضم
وشيحه وجرت ف الضال والسلـم وحرشت بي بان الزع ظـالـمة
ش الروح بالروح بعد الخذ بالكظم تنفس الوجد وارتاح الشوق وعـا
يا سوق الكل أين أرباب الصيام? يا فرش النوم أين حراس الظلم? درست وال العال ووقعت
اليام ،قف بنا على الطلل.
للمهيار:
أحجازا سلوكها أم شئاما أين سكانك? ل أين هـمُ
فنبهناه استلما والتزاما قد وقفنا بعدهم ف ربعهم
أترى أي طريق سلكوا? أترى أي شعب أخذوا?.
أعرسوا بالفرات أم عبوا حامة الواديي ما البـر
ما وصل القوم إل النل .إل بعد طول السرى ،ما نالوا حلوة الراحة إل بعد مرارة التعب.
لصردر:
ما لّج الايص ف طِلبه لو َق ُربَ الدر على جلبـه
84
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل تكن التيجان ف حسابـه ولو أقام لزما أصـدافَـه
إل وراء الول من عُبابـه ما لؤلؤ البحر ول مرجانـه
ما لقي الحب من أحبابـه من يعشق العلياء يلق عندها
ما حظي الدينار بنقش اسم اللك ،حت صبت سبيكته على التردد على النار ،فنفت عنها كل
كدر ،ث صبت على تقطيعها دناني ث صبت على ضربا على السكة ،فحينئ ٍذ ظهر عليها رقم
النقش "كتب ف قلوبم اليان".
كم أصب فيك تت سقم وضنا كم أحل ف هواك ذ ًل وعنـا
هذا نفسي إذا أردت الثمـنـا ل تطردن فليس ل عنك غنا
من طلب النفس ،هجر اللذ ،من اهتم بالوهر نسي العرض ،يا صفراء يا بيضاء غرى غيي.
قلب كلف ودمعت ما ترقـا من أجل هواكم عشقت العشقا
ما يصل بالنعيم من ل يشقى ف حبكم يهون ما قد ألـقـى
يا معشر التائبي "اصبوا وصابروا ورابطوا" مكابدة البادية تون عند ذكر من الضحى ف بوادي
الوع والعشى بوادي السهر إل أن تلوح بوادي القبول ،إن ونت ف السي ركائبكم .فأقيموا
حداة العزم تدل.
ل تتشكى شوطك البـطـينـا البي يا أيدي الطايا الـبـينـا
خذا با عن حاجـر يـينـا يا حادييها من نـي عـامـر
وارخيا بـرامة الـوضـينـا حل على وادي الغضى نسوعها
يشفى ويطفي داءها الدفـينـا رُدا با ماء الـعـذيب عـلـه
أين استقل الية الغـادونـا واستخبا بالزع أنفاس الصبا
يا مطرودا عن صحبة الصالي ،امش ف أعراض الركب ،وناشد حادي القوم ،لعله يتوقف لك.
ج بـه الـغــرامُ
متـيم لـ ّ يا حادي العيس اصخ لدنـف
ول الـديار والــخـــيامُ إذا وقفتَ ف ثنيات الـلـوى
عقيب ما قد رحل الغـمـامُ وافترت الرياض عن أزهارها
وانتبه الـوذان والـثـمـامُ وهبت الريح فهب شيحـهـا
تي با الرواح والسـلمُ ل نـتـزود نـظـرة
فقف قلي ً
الفصل السادس
85
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أخوان :انتبهوا من رقدات الغمار ،وانتبهوا لظات العمار ،وقاطعوا الكسل فقد قطع
العذار ،واسعوا زواجر الزمن فما داجي الدجى ولقد بر النهار ،وخذوا بالزم فقد شقي تلف
من رضي بشفا جرف هار.
للشريف الرضي:
ويأخذنا الـزمـان ول َيرُد تفوز بنا النون وتسـتـبـد
لقد أيقنتُ أن المـر جـد وانظر ماضيا ف أثر ماضٍ
جدّ
فليس يفوتا الساري الُ ِ رويدا بالفرار من الـنـايا
أعدوا للنوائب واستـعـدوا فأين ملوكنا الاضون قِدمـا
فيا سرعان ما استلبوا وردوا أعارهم الزمانُ نعيم عـيش
ندهمُ وإن ل يسـتـمـدوا هم فرطٌ لنا فـي كـل يوم
العمر يسي وهو يسي ،فاقصروا عن التقصي ف القصي ،أما دراك دراك قبل امتناع الفكاك،
حذار حذار قبل قدوم القرار ،أما يرك سوق الرهب سوق الرب? أما يث التعليم على الدأب
الدب? أليس الزمان يعي ث يغي? وهب إنه وهب ،أما ضرب الدهر? فاستحال الضرب ،مر الع
مر والغمر مشغول عما ذهب بالذهب ،كم فارق من رافق فسل من سل بالسلب ،أين الفهم? ف
قد العنّى العن وعج العجب ،أين الثمرة? أيتها ..ف الغرب ،حالت غماي الوى ،بينكم وبي ش
س الدى ،وغدا ما ف يومكم ينسيكم غدا حت كأن الرحيل حديث خرافة ،أو كان الزاد يفضل
عن السافة.
أيها الشيوخ :آن الصاد ،أيها الكهول :قرب الداد ،أيها الشباب :كم جرد الزرع جراد.
عليك شاملة فالعمر مـعـدود يا ابن آدم ل تغررك عـافـية
بكل شيء من الوقات مقصود ما أنت إل كزرع عند خضرته
فأنت عند كمال المر مصود فإن سلمت من الفات أجعهـا
واعجبا! ..يتأمل اليوان البهيم العواقب ،وأنت ل ترى إل الاضر ،ما تكاد تتم بؤنة الشتاء
حت يقوى البد ،ول بؤنة الصيف حت يشتد الر ،ومن هذه صفته ف أمور الدنيا "فهو ف
الخرة أعمى وأضل سبيل" هذا الطائر إذا علم أن النثى قد حلت ،أخذ ينقل العيدان لبناء الع
ش قبل الوضع ،أفتراك ما علمت قرب رحيلك إل القب? فهل بعثت لك فراش تقوى "فلنفسه
م يهدون" هذا اليبوع ل يتخذ بيتا إل ف موضع طيب مرتفع ،ليسلم من سيل أو حافر ،ث ل ي
عله إل عند أكمة أو صخرة ،فإذا أتى من باب دفع برأسه مارق وخرج.
86
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
اسع يا من قد ضيق على نفسه الناق ف فعل العاصي ،فما أبقى لعذر موضعا ،يا مقهورا بغلبة الن
فس صل عليها بسوط العزم ،فإنا إن علمت جدك استأسرت لك ،امنعها ملذوذ مباحها ليقع ال
صلح على ترك الرام ،فإذا ضجت لطلب الباح "فإمّا منّا بع ُد وإمّا فداء" الدنيا والشيطان خارجي
ان ،خارجان عليك خارجان عنك ،فالنفس عدو مباطن ،ومن آداب الهاد "قاتِلوا الذي يَلونكم
" ليس من بارز الحاربة كمن كمن ،ما دامت النفس حية تسعى ،فهي حية تسعى ،أقل فعل لا ت
زيق العمر بكف التبذير ،كالرقاء وجدت صوفا ،أخل با ف بيت الفكر ساعة ،وانظر ،هل هي
معك أو عليك? نادها بلسان التذكرة ،يا نفس ذهب عرش بلقيس ،وبلي جال شيين ،وتزق فر
ش بوران ،وبقي نسك رابعة ،يا نفس صابري عطش الجي يصل الصوم ،وتزمي تزم الجي فإ
نا هو يوم:
كم ذا التفريط قد تدان الـر جد ف الد قد تول العـمـر
كم تبن وكم تنقض كم ذا الغدر أقبل فعسى يُقبل منك الـعـذر
يا هذا ذرات الوجود تستدعيك إل الوجد ،ورسايل العتاب على انقطاعك متصلة ،فما هذا
التوقف?
هل بعد البعد للذي غـاب إياب كم كم ذا الجر وافتراق الحباب
خلوا العتب ث ما جاء جـواب كم قد خطت إليكم الكف كتـاب
يا هذا! دبر دينك كما دبرت دنياك ،لو علق بثوبك مسمار رجعت إل وراء لتخلصه ،هذا
مسمار الضرار قد تشبث بقلبك ،فلو عدت إل الندم خطوتي تلصت ،هيهات صب الغفلة
كلما حرك نام ،يا منون الوى أما مارستان العزلة ،وقيد المية ،ومعالة سلسل التقوى ،ومرافق
ة بشر ومعروف ،وإل فمارستان جهنم ،ف أنكال العقوبة ،وصحبة إبليس ،ل بد من جرم عزم ،ي
ؤخذ بالزم لينتصر من عايث الشره ،سلطان الزم ،من رق لبكاء الطفل ل يقدر على فطامه ،ك
ل يوم تضر الجلس يقف لك الشيطان على الباب ،فإذا خرجت كما دخلت قال فديت من ل
يفلح ،وأسفي كم تطلب الضر وما ترى إل اليأس ،ويك اعرف ما ضاع منك ،وابك بكاء من
يدري قيمة الفايت ،وصح ف السحر
فالروح إل سواكم ما أنسـت إن كان عهود وصلكم قد درست
منوا بلقـائكـم وإل يبـسـت أغصان هواكم بقلب غرسـت
واستنشقت ريح السحار لفاق قلبك الخمور وتايلت قرب الحباب أقمت الآت على بعدك.
يشفي سقمي إذا أتى من نـد ما أشوقن إل نسـيم الـرنـد
87
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
شوقي شوقي له ووجدي وجدي والشيح فإنه مـثـي الـوجـد
كان بعض السلف يقول ف مناجاته :إلي! إنا أبكي لا قسمت القسام .جعلت التفريط حظي
فأنا أبكي على بت.
ما ألقي جـزعـا قد كنت من قبل النوى
أشرب دمعي جرعا تركتمون بـعـدكـم
أخوان .تعالوا نرق دمع تأسفنا على قبح تلفنا ،ونبعث مع قاصدي البيب رسالة مصر لعلنا
باجر الصاب .إن ل يرجع الفقود ،يا أرباب القلوب الضايعة "اذهبوا فتحسّسوا من يوسف".
ل منذ بان القوم عهد هذي معالهـم ومـا
لو كان ل يوما يرد واها لعيش بالمـى
من حبكم هجر وصد ويلي أحظّـي كـلـه
الفصل السابع
أخوان :ذهبت اليام ،وكتبت الثام ،وإنا ينفع اللم متيقظا والسلم.
وعـظـتـنـا بـمـرهــا اليام وارتـنـا مـصـينـا الرجـامُ
هبـوا واسـتـيقـظـوا يا نـيام ودعتنا النون ف سنة الـغـفـلة
له الوت والـطـوب سـهـامُ ليت شعري ما يتقي الرء والرامي
علـيه لـلـواردين ازدحـــامُ منهل واحـد شـرايعـه شـتـى
نتحاماه ما استطـعـنـا وتـحـدو نا إلـيه الـشـهـور والعـوامُ
وإذا راعـنـا فـقـيد نـسـينـاه تناسي مـا راعـهـن الـسـوامُ
بـن كـان قـبـلـنـا القـدامُ أوقوفا على غـرور وقـد زلـت
ث دار يكون فـيهـا الـمـقـامُ ووراء الصي ف هـذه الجـدا
يا من صحيفته بالذنوب قد خفت ،وموازينه لكثرة العيوب قد حفت ،يا مستوطنا والزعجات قد
ذفت ،ل تغتر بأغصان الن وإن أورقت ورفت ،فكأنك با قد صوحت وجفت ،أما رأيت أكفا
عن مطالبها قد كفت? أما شاهدت عرايس الجساد إل اللاد زفت? أما عاينت سطور الجسا
م ف كتب الرجام قد أدرجت ولفت ،أما أبصرت قبور القوم? ف رقاع بقاع القاع قد صفت ،م
ن عرف تصرف اليام ل يغفل الستعداد ،إن قرب النية ،ليضحك من بعد المنية ،ما جرى عبد
ف عنان أمله إل عثر ف الطريق بأجله.
88
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أخوان خلفنا نتقلب ف ستة أسفار ،إل أن يستقر بنا النل ،السفر الول ،سفر السللة من الطي
،والثان سفر النطفة من الصلب ،والثالث من البطون إل الدنيا ،والرابع ،من الدنيا إل القبور ،و
الامس من القبور إل العرض ،والسادس إل منل القامة ،فقد قطعنا نصف الطريق ،وما بعد أص
عب.
أخوان .السنون مراحل ،والشهور فراسخ ،واليام أميال ،والنفاس خطوات ،والطاعات رؤس أم
وال ،والعاصي قطاع الطريق ،والريح النة ،والسران النار ،لذا الطب شر التقون عن سوق ا
لد ف سوق العاملة ،كلما رأوا مراكب الياة تطف ف بر العمر شغلهم هول ما هم فيه عن الت
نه ف عجائب البحر ،فما كان إل قليل حت قدموا من السفر فاعتنقتهم الراحة ف طريق التلقي،
فدخلوا بلد الوصل وقد حازوا ربح الدهر.
الهيار:
والقلب عان وراء الوف مأسورُ زمّوا الطايا فدمع العي منطلـق
حت تشابك مهتوك ومسـتـورُ فلم يهبهب بأول الزجر سائقهـم
وحطّهم لظلل البان تـهـجـيُ فغلّسوا من زرود وجه يومـهـم
غنت على فتن سلع العصافـي وضمنوا الليل سلعا إذ رأوه وقـد
أملهم أقصر من فتر ،منازلم أفقر من قب ،نومهم أعز من الوفاء ،السهر عندهم أحلى من رقدة
الفجر ،أخبارهم أرق من نسيم السحر ،آماقهم بالدموع دامية ،والموم على الوانح جوانح،
لنفسهم أنفاس ،من مثلها يهيج البهيج ،روض رياضتهم مطلول المايل ،يدث ريّا عنهم ،فالرا
ية رائجة بالي.
للمهيار:
خبا لو أنك للصبا تتوقـفُ يا سايق الظعان إن مع الصّبا
أرجا بريّا أهلـه يتـعـ ّرفُ هبّت بعارفة تسوق من المى
خذ حديث القوم جلة واقنع بالعنوان ،كواكب همهم ف بروج عزائمهم ،سيارة .ليس فيها
زحل ،ناموا ف الدجى على مهاد القلق ،فلما جن الليل .جن الذر ،فاستيقظت عي .ما تنأت
بطعم الرقاد.
ليب اشتياق ث فيض مدامع كفى سائقا بالشوق بي الضالع
فركبوا عيس القصد ،وركبوا الادة ،فلما غنت الداة ،رنت الفلة ،فأعربت أبيات الشعر ،عن
أبيات الشعر ،فعصفت رياح الزفرات من قلب الشوق ،فانقلع شكر الدمع ،فلو رأيت وَ ْكفَ
89
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
شؤونم قلت قد انقطع شريان الغمام ،هذا .يعاتب نفسه على التقصي ،وهذا يتفكر ف هول الص
ي ،وهذا ياف من ناقد بصي ،منازل تعبدهم متناوحة ،وف كل بيت منهم ناية ،تائبهم أبكى من
متمم ،ومبهم أتيم من مرقش ،ومشتاقهم أقلق من قيس ،وكلهم قد بات بليل النابغة التائب يقو
ل أنا القر على نفسي باليانة ،أنا الشاهد عليها بالناية.
يا عتادي للمات الـزمـن اعف عن واقلن عن عثرت
ندم أقلق روحي ف البـدن ل تعاقبن فقد عـاقـبـنـي
أنت أهديت لا حلو الوسـن ل تطي وسنا عن مقـلـتـي
ولسان الفارسي يا دوست من يا حبيب بلسان الـعـربـي
والتعبد يبكي على الفتور بكاء الثكلى بي القبور ،ويندب زمان الوصال ويتأسف على تغي
الال.
قد كان ل مشرب يصفو برؤيتكم فكدرته يد اليام حي صفا.
والائف ينادي ليت شعري ما الذي أسقطن من عينك? قلت" :هذا فراق بين وبينك"?.
صرمت حبال وصلك عن حبال لية عـــلة ولي حــــال
ومر الجر من حلو الوصـال وعوضت البعاد من الـتـدانـي
ول أشعر بـقـول أو فـعـال فإن أك قد جنيت علـيك ذنـبـا
أردت سوى الصدود فما أبالـي فعاقبنـي عـلـيه بـأي شـيء
وصريع الحبة يستغيث وينادي ،حت أقلق الاضر والبادي.
وللناس أشجان ول شجن وحدي تمل أصحاب ول يدوا وجدي
فواكبدي من ذا يبكم بـعـدي أحبكم ما دمت حـيا وإن أمـت
وقتيل الشوق يتعلق با يرى ،ويتشبث با يسمع ،يرتاح إل السهر ومقصوده غيه ،وإل الشجر
ومغني طيه.
للمهيار:
وإن كنتُ أكن وأعن سواكِ أيا بانة الغور عطفا شُـفـيت
لو أن أراه كمـا قـد أراكِ أحبكِ من أجل من تعلـمـي
ل أسـرُهـا فـي ذراكِ
ليا َ ذكرت ويا لفي هل نـسـيتُ
إل اسك عمّيتُـه بـالراكِ كفى الوجد أن إذا ما استرحت
90
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فإن فعلت فـأهـلً بـذاكِ إذا الصد أرضا ِك فهو الوصال
الفصل الثامن
الشهوات تغر وتعر ،وتر عيش العواقب وتر ،وتبكي عي الندم أضعاف ما تسر ،أل يقظ? أل
حذر? أل حر?
فجايعه تبقى ولـذاتـه تـفـنـى هل الدهر إل ما عرفنا وأدركـنـا
إذا أمكنـت فـيه مـسـرة سـاعة تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا
نود لديه أننـا لـم نـكـن كـنـا إل تبعات ف العـاد ومـوقـف
حصلنا على هـم وإثـم وحـسـرة وفات الذي كنا نـلـذ بـه عـنـا
كأن الذي كنـا نـسـر بـكـونـه إذا حققته النفس لفظ بل معـنـى
أن الواعظ قد أفصحت وأعربت ،غي أن الزخارف للواحظ قد أدهشت وأعجبت ،وإنا تقطع
مراحل الد بالعزم والصب ،ونظر اللبيب الجد إل آخر المر ،أو ليس الصحيح بعرض عارض
السقام والوصاب? أوما السرور بالعرض كالغرض لسهام الصاب? أو ما يكفي من الزواجر?
كف كف الحداث مبسوط المل ،أما يشفى من البيان? عيان العيان .ف الجداث خالي بالعم
ل أين من فاق قمم الشرف? فعزل وول ،أما ذاق أل النصرف? فنل وول أين من نشا ،ف علي
ونى وندى? سلب ول يشأ ،حلى ولى وجدى ،أين السرور بشهوات أمسه ،حزن ،أين الغرور
بلذات نفسه غب:
سل الدهر عن عاد وعن أختها إرم فيا آملً أن يلد الـدهـر كـلـه
ويفنيه أن يبقى ففـي دائه عـقـم إذا ما رأت الشيء يبليه عـمـره
وموت فناء بي فكي من جـلـم يروح ويغدو وهو من موت غبطة
ونرتع ف أكلئه رتعة الـنـعـم تد لنا أيدي الـزمـان شـفـاره
وإن ل يصح يوما براتعنا خضـم نراع إذا ما الوت صاح فنرعوي
أل إن بالساع عن عظة صمـم أل إن بالبصار عن عبة عـمـى
إذا حتفه يوما على صدره جثم سيكشف عن قلب الغب غطاؤه
يا معتقدا دار القلعة قلعة ،أما تراها تيد بسكانا ،والشاهد ما يشاهد عواصف الوادث تنسف
جال القتن ،ومعاول الزمان تدم مشيد البتن ،وكلما ارتفع كثيب أمل وهال انال ،يا مهلكا
نفسه الت ل قيمة لا لجل دينا ل وقع لا ،إل كم هذا الرص? وما تنال غي القدور ،أما رأيت
91
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
مرزوقا ل يتعب? ومتعبا ل يرزق .هذا موسى ف تقلقل "أرن" وما أري ،وممد يزعج عن منامه.
وما طلب "قضاها لغيي وابتلن ببها" واعجبا يطلب موسى التجلي ،فيمنع ويرزق البل.
توسلت حت قبلتك ثغورهـا أراك المى قل ل بأي وسيلة
لقد أنضى الرص مطية عمرك ،وما وصلت بلد المل ،لو قنعت الذبابة بطرف ظرف العسل ما
تلفت ،لو عرفت قيمة نفسها رخصت أو غلت ما أوغلت ،شقايق اللذة .تروق بصر الس ،وس
ن العواقب تضحك من الغرور ،يا دن المة أعجبتك خضرة على مزبلة ،فكيف لو رأيت فردو
س اللك? قنعت بسايس الشايش والرياض معشبة بي يديك ،تقدم بالرياضة خطوات وقد
وصلت.
أن صدق الرايد ف هذا الب الغور يا ركابنا الـغـور إذن
فبالغضا ماء وروضات أخـر وإن حننت للحمـى وروضـه
المم تتفاوت ف جيع اليوانات ،العنكبوت من حي يولد ينسج لنفسه بيتا ول يقبل منة الم،
والية تطلب ما حفره غيها .إذ طبعها الظلم ،الغراب يتبع اليف ،والسد ل يأكل البايت،
الكلب ينضنض لترمى له لقمة ،والفيل يتملق حت يأكل ،للصيد كلب ،وللمدبغة كلب ،أين ا
لنفة? النحل يغضب فيترضى من لاج ،والنفساء تطرد فتعود ،الختبار يظهر جواهر الرجال ،ب
عثت بلقيس إل سليمان هدية لتسب با قدر هته ،فإن رأتا قاصرة ،علمت أنا ل تصلح للمعاشر
ة ،وإن رأتا عالية تطلب ما هو أعلى ،تيقنت أنه يصلح.
يا هذا الدنيا هدية بلقيس فهل تقبلها? أو تطلب ما هو أنفس .ويك أحسن ما ف الدنيا قبيح ،لن
ه يشغل عما هو أحسن منه ،أترى? لو ابتليناك بترك عظيم كيف كنت تفعل? إنا رددناك عن دن
س ،ومنعناك من كدر ،ث ما علمت أن الثواب على قدر الشقة ،ويك إن الرباح الكثية ف ال
سفار البعيدة ،الصب والوى ضرتان فاختر إحدى الضرتي ،فما يكن المع من دام به المار .ف
ديار الوى ،ل يفتح عينيه إل ف منازل البلى ،من غرق بنهر العلى طفا تت البلد ،واعجبا ،اعدم
نظر العقل برة? أو بعينه رمد ،لو قيل لك ارم ثوبك على هدف مرمى ل تفعل إشفاقا عليه ،وهذا
دينك ف عرض عرضك ،قد تزق من نبل الوى ،لو قيل :زد ف النفقه خفت على الال وقد حف
ت ف إنفاق العمر على معشوق البطالة ،رميت يوسف قلبك ف جب الوى ،وجئت على قميص
المانة بدم كذب ،ويك! كلما أوغلت ف الوى زاد التعرقل .ويك! ما يساوي النصاب السرو
ق قطع اليد .ملسنا بر ،والفكر غواص يستخرج الدر ،ومراكب القلوب تسي إل بلد الوصل،
92
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وأنت تقف على الساحل "وترى الفلك مواخر فيه" إن قعر جهنم لبعيد ،ولكن هتك أسفل منه،
خنقنا دخان التخويف ،افتحوا للرواح:
سلم عليكم مضى ما مضى إل كم عتاب يسد الفـضـا
الفصل التاسع
الزمان أنصح الؤدبي ،وأفصح الؤذني ،فانتبهوا بإيقاظه ،واعتبوا بألفاظه.
وكم هذا التغافل والتـوانـي فكم هذا التصامم والتعـامـي
الديار مقالا لـم يبـن بـان لو أنا قد فهمنا عـن خـراب
فيا للعيش يعشق وهو جـان وين العيش كل أذى ويهوى
وزادهم النجاء من الـهـوان فلله الول درجوا جـيعـا
سوى بلغ بأطراف البـنـان وما علقوا من الدنيا بـشـيء
تقي وهبوا التصنع للغوانـي ولا أن رضوا شعث النواصي
ل در العارفي بزمانم إذ باعوا ما شانم بإصلح شأنم ،ما أقل ما تعبوا وما أيسر ما نصبوا ،وما
زالوا حت نالوا ما طلبوه شروا عن سوق الد ف سوق العزائم ،ورأوا مطلوبم دون غيه ضربة
لزم ،وجادوا ملصي فربوا إذ خسر حات ،وأصبحوا منل النجاة وأنت ف اللهو ناي ،مت تسل
ك طريقهم ،يا ذا الآث? مت تندب الذنوب? ندب الآت ،يا رجالً ما بانت رجوليتهم إل بالعماي.
يا أخوان المل قد بقي القليل وتفن الواسم ،أين أنت من القوم? ما قاعد كقائم.
للمهيار:
طريقا من الـخـافة وعـرا صحب ال راكبي إل الـعـز
خوف أن يشربوا من الضيم ُمرّا شربوا الوت ف الكريهة حلوا
أنف القوم من مزاحة اللق ف سوق الدى ،وقوي كرب شوقهم فلم يتملوا حصر الدنيا،
فخرجوا إل فضاء العز ف صحراء التقوى ،وضربوا ميم الد ف ساحة الدى ،وتيوا شواطي
أنار الصدق فشرعوا فيها مشارع البكا ،وانفردوا بقلقهم فساعدهم ري الفل ،وترنت بلبل بلبا
لم ف ظلم الدجا ،فلو رأيت حزينهم لطلب الرضا ،على جر الغضا ،فيا مبوسا عنهم ف سجن ا
لرص والن ،إن خرجت يوما من سجنك لترويح شجنك .من غم البلوى عرج بذاك الوادي.
للشريف الرضي:
مت عـهـده بـأيام سـلـعِ عارضا ب ركب الجاز أسائله
93
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ول تكتـبـاه إل بـدمـعـي ل حديث من سكن اليف
واستم ّ
فلعلي أعي الديار بسمـعـي فاتن أن أرى الديار بطرفـي
عاد سهم لم مضيض ال َوقْـعِ كلما سُ ّل من فـؤادي سـهـمٌ
كان منهـا وأين أيام جـمـع من معبد أيام جع علـى مـا
زمانا أضـلـه بـالـجـزع طالب بالعراق ينشد هـيهـات
يا معوقا عنهم بكثرة الوادث ،خلص الاء من ضيق النابيب ،وانظر كيف يسرع? إل مت تألف
عش ،الصبا سافر مع الرجال .لو عبت بطن النجف لستنشقت ريح الجاز ،حدث نفسك
بأرض ند يهن علينا عبور العقبة ،ذكرها قرب من .وقد درجت الدرج.
للمهيار:
كانت ثلثا ل تكون أربـعـا ن وأين جيان منـىً
من ب ً
أمس فردّوها عل ّي قِطَـعـا سلبتمون كبـدا صـحـيحةً
ث ذهلت فعدمت الـزعـا عدمت صبي فجزعت بعدكم
إن ت ف الفايت أن يُرتعـا ارتعوا إل ليلة بـحـاجـرٍ
بلعلع سقى الغمام لعـلـعـا وغفلة سرقتها من زمـنـي
يا صبيان التوبة ،هللكم خفى ،فدوموا على العاملة يصر بدرا ل بد من ضيف "ولنبلونكم"
الطبع ين إل الألوف ،والولد يطلب ما يشتهي ،والزوجة تروم سعة النفقة ،والورع يتم كيس
التصرف "هنالك ابتُلي الؤمنون وزُلزلوا زلزالً شديدا" أيدي صبيان التوبة ف أفواههم بعد طعم ا
لرضاء ،بينا ليل زللهم قد عسعس ،إذ صبح يوم توبتهم قد تنفس ،فكلما احترقت قلوبم بالوف
،تعرضوا بنسمات الرجاء للعفو.
سا إذا استروحت تنيت ندا ل عدا الروح من تامة أنفا
يا صبيان التوبة ،طبيبكم متلطف ،تارة بالتشويق ،وتارة بالتخويف .هذه الطي إذا انشق بيضها
عن الفراخ علم الب والم إن حوصلة الفرخ ل تتمل الغذاء ،فينفخان الريح ف حلقه لتتسع ا
لوصلة ،ث يعلمان أن الوصلة تفتقر إل دبغ وتقوية ،فيأكلن من صاروج اليطان وهو شيء
فيه ملوحة كالسبخ ،ث يزقانه إياه ،فإذا اشتدت الوصلة زقياه الب ،فإذا علما أنه قد أطاق اللق
ط منعاه بعض النع فإذا جاع لقط ،فإذا رأياه قد استقل باللقط ضرباه بالجنحة إذا سألما الزق.
فتأملوا تدبيي لكم ف الواعظ ،الطفل ل يصب عن الرضاع ساعة ،فإذا صار رجلً صب عن الط
94
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عام يومي ،إنا تقع الكلفة بقدر الطاقة ،لا كان الطاير يتاج أن يزق فرخه ،ل يمل عليه إل تدبي
بيضتي ،ولا كانت الدجاجة تضن ول تزق كان بيضها أكثر ،ولا كانت الضبة ل تضن ول تز
ق صارت تبيض ستي بيضة ،وتفر لن وتترك التراب عليهن ،وبعد أيام تنبشهن فيخرجن ،كلما
قوي الامل زيد ف المل ف أول مقام يقول "يب التوّابي" وف أوسطه بعين ما يتحمل التحملو
ن ،وف القام العلى كذب من ادعى مبت فإذا جنه الليل نام عن .كان أبو سليمان الداران يبك
ي حت ينبت الريع من عينيه ،وكان عطاء السلمي يبكي حت ل يقدر أن يبكي.
وكنت أنفقه علـيه يا منفذا ماء الفـون
أعز من نظرت إليه إن ل تكن عين فأنت
كانوا إذا ضيق الوف عليهم الناق نفسوه بالرجاء ،فكان أبو سليمان يقول :إلي إن طالبتن
بذنوب طالبتك بكرمك ،وإن أسكنتن النار بي أعدائك لخبنم أن كنت أحبك ،وكان يي بن
معاذ يقول :إن قال ل يوم القيامة عبدي ما غرك ب ،قلت :إلي برك ب.
لا غلب الصـبـر تاسرت فكاشفتـك
ففي وجهك ل عذر فإن عنفن الـنـاس
إل وجهك يا بـدر لن البدر مـتـاج
الفصل العاشر
أخوان :الدنيا غرارة غدارة ،خداعة مكارة ،تظن مقيمة وهي سيارة ،ومصالة وقد شنت الغارة.
وتوق الدنيا ول تأمننـهـا نح نفسا عن القبيح وصنهـا
لى وديعة ل تـنـهـا ل تثق بالدن فما أبقت الدنيا
وأسكنتها لتخرج عـنـهـا إنا جئتها لتستقبل الـوت
ما تبلغت أو تزودت منهـا ستخلى الدنيا ومـا لـك إل
خي أحدوثة تكون فكنهـا وسيبقى الديث بعدك فانظر
كأنك الوت وقد خطف ،ث عاد إل الباقي وعطف ،تنبه لنفسك يا ابن النطف ،فقد حاذى
الرامي الدف ،إل كم تسي ف سرف? ليت هذا العزم وقف ،تؤخر الصلة ث تسيئها كالبق إذا
خطف ،أتمع سوء كيلة مع حشف? السد أتى والقلب انصرف ،يا من باع الدر واشترى الز
ف ،أبسط بساط الزن على رماد السف عليك حافظ وصابط ،ليس بناس ول غالط ،يكتب ال
لفاظ السواقط وأنت ف ليل الظلم خابط.
يا من شاب إل كم تغالط? ابك ما مضى ويكفي الفارط ،ما للعيون قد أخلفت أنواؤها? وكثر ن
95
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ظرها إل الرام فقل بكاؤها ،ما للقلوب الريضة? قد عز شفاؤها ،سأكتب ضمان المال وأين و
فاؤها? آه لمراض نفوس قد يئس طبيبها ،ولصوات مواعظ قد خرس ميبها ،هبت وال دبور ال
ذنوب فتركت الجسام بل قلوب ،أين الفهم والتأمل? إن ل يكن جيل فليكن تمل ،أخوان قد
دنا الترحل ،ل بد وشيكا من التحول.
رقيبكم يا غافلي ل يغفل ،أتذكرون الذنوب بل تلمل ،يا من يعد بالتوبة كم تطل? يا ملزما لل
هوى كم تعدل? العاصي سم والقليل منه يقتل.
يا هذا الدنيا وراءك والخرى أمامك ،والطلب لا وراءك هزية .إنا يعجب بالدنيا من ل فهم له،
كما أن أضغاث الحلم تسر النائم لعب اليال يسبها الطفل حقيقة ،فأما العقل فيعلم ما وراء ال
ستر.
لن هو ف علم القيقة راق رأيت خيال الظل أكب عبـرة
جيعا وتفن والحرك باقي شخوص وأشباح تر وتنقضي
كم أتلفت الدنيا بيد حبها ف بيد طلبها ،كم ساع إليها سعي الرخ ردته معكوسا رد الفرازين،
الدنيا نر طالوت ،والفضائل تنادي" :فمن شرب منه فليس من" فإذا قامت الفاقة مقام ابن أم
مكتوم أبيحت لا رخصة "إل من اغترف" فأما أهل الغفلة فارتووا ،فلما قامت حرب الوى ،ثبطت
هم البطنة ،فنادوا بألسنة العجز "ل طاقة لنا" وأقبل مضمن الد فحاز قصب السبق ،كل الشر ف
الشره ،واللذة خناق من عسل ،من تبصر تصب ،الزم مطية النجح ،الطمع مركب التلف ،التوا
ن أبو الفقر ،البطالة أم السران ،التفريط أخو الندم ،الكسل ابن عم السرة ،ما يصل برد العي
ش إل بر التعب ،ما العز إل تت ثوب الكد ،على قدر الجتهاد تعلو الرتب ،لا صابر النضو م
شقة السي معرضا عن أعرض الطاعم ،زين باللل يوم العبد ،ولا تكاسلت البخات ميلً إل كثر
ة العلف وقع ببختها الذبح ،سابق الطي مكرم ،والديك الاذق بالصباح مطلق ،إذا صب ف القن
ديل ماء ث صب عليه زيت صعد الزيت فوق الاء ،فيقول الاء :أنا ربيت شجرتك فأين الدب?
ل ترتفع علي? فيقول الزيت :أنت ف رضراض النار تري على طريق السلمة ،وأنا صبت عل
ى العصر وطحن الرحا وبالصب يرتفع القدر ،فيقول الاء :أل أن أنا الصل ،فيقول الزيت :استر
عيبك فإنك لو قارنت الصباح انطفأ.
يا بعيدا عن الجاهدة قد اقتسم الرعيل الول النفل ،أما ترى أسلب الوى كيف يبيعها أربابا ف
سوق الفتخار بالنض "ذلك ليعلم أن ل أخنه بالغيب".
يا من قد انرف عن جادتم ،كم أحركك بسوط الشوق ف شوط السوق ،سهم عزمك بل ريش
96
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
،إنا يقع الرمي بي يديك .يا منث العزية أقل ما أبقى ف الرقعة البيذق ،فلما نض تفرزن ،رأى
بعض الكماء برذونا سيتقي عليه ،فقال لو هلج هذا لركب ،مت هت أقدام العز بالسلوك اندف
ع من بي يديها ما يسد القواطع ،ومت هاب الغايص موج البحر ل يطمح له ف نيل الدر ،يا من
عقد عزمه بأنشوطة ،والوى يدها للحل ،إن عزفت من عزيتك الثبوت ف صف الجاهدة ،وإل
فاحذر هتكة الزية.
كان ذو البجادين يتيما ،فلما عمه الفقر كفله عمه ،فنازعته النفس إل السلم ،فهم بالنهوض ،ف
إذا بقية الرض مانعة ،فقعد على انتظار العم ،فانتهى الرض ،فصارت المة عزية ،فنفذ الصب فنا
داه صدق الوجد.
للمهيار:
إثرها ربا وجـدت طـريقـا إل كم حبسها تشكو الضـيقـا
ى يرمي الغروبُ با الشروقا
سُد ً أجلْها تطلب القصوى ودعْـهـا
تكون إذن بذلّتـهـا خـلـيقـا أتعقلها وتقـنـع بـالـهـوينـا
يكون على ركائبـه شـفـيقـا ول يشفق على حـسـبٍ غـلم
فقال :يا عم كيف انتظر سلمتك بإسلمك وما أرى زمن زمنك ينشط ،فقال :وال لئن أسلمت
لنتزعن كل ما أعطيتك ،فصاح لسان الشوق نظرة من ممد أحب إل من الدنيا وما فيها ،هذا
مذهب الحبي ،إجاعا من غي خلف:
تريد أم الدنيا وما ف خباياها ولو قيل للمجنون ليلى ووصلها
ألذ إل نفسي وأشفى لبلواها لقال تراب من غبار نعالـهـا
فلما ترد لطلب الثواب ،جرده العم من الثياب ،فناولته الم بادا فقطعه لسفر الوصل ،فائتزر
وارتدى ،وغدا ف هيئة "ربّ أشعثَ أغب":
فإذا أحببت فاستنن سنة الحباب واحدة
فنادى صائح الهاد ف جيش العسرة ،فتبع ساقة الحباب على ساق ،والحب ل يرى طول
الطريق إنا يتلمح القصد:
وبلغ أكتاف المى من يريدها أل أبلغ ال المى مـن يريده
فحمل جلدة فوق جلدة ،إل أن نزل منل التلف ،فنل الرسول ف حفرته يهد له اللحد لأمور
"إذا رأيت ل طالبا ،فكن له خادما" وجعل يقول :اللهم ،إن أمسيت راضيا عنه فارض عنه،
فصاح ابن مسعود :ليتن كنت صاحب الفرة:
97
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تعالَيْ فانظري كيف التعال كذاك الفخر يا هم الرجال
الفصل الادي عشر
أيتها النفس ،أقلعي عن الناح وتوب ،وراجعي إل الصلح وأوب ،أيتها النفس قد شان شان
عيوب ،أيتها الاهلة تكفين ذنوب:
لو قد دعان للحساب حسـيبـي يا ويح نفسي من تتابع حوبـتـي
حذرا يهيج عبت ونـحـيبـي فاستيقظي يا نفس ويك واحذري
سطوات موت للنفوس طلـوب واستدركي ما فات منك وسأبقى
إعوال عان ف الوثاق غـريب وابكي بكاء الستغيث واعولـي
أفليس ذا يا نفس حي مشـيبـي هذا الشباب قد اعتللت بلـهـوه
ب
يري بصرف حوادث وخطو ِ هذا النهار يكـر ويـك دائبـا
يصي علي ولو غفلت ذنوبـي هذا رقيب ليس عنـي غـافـلً
نوم السفيه وما ينـام رقـيبـي أوليس من جهـل بـأنـي نـائم
آه لنفسي تركت يقينها وتبعت آمالا ،ما لا? جهلت ما عليها وما لا ،أما ضربت العب? بأخذ
أمثالا أمثالا ،من لا? إذا نازلا الوت فغالا ،وأخذ منها ما نالا وقد أن لا ،ليتها تفقدت أمورها،
أو شهدت أحوالا ،تضر الجالس بنية ،فإذا قامت بدا لا ،ويها لو ترى أجزآءا من مالا لالا.
لبن العتز:
فل تؤكلـن بـأنـيابـهـا وكم دهى الرء من نفسـه
فل تبدو فعلـك إل بـهـا وإن مكنت فرصة ف العدو
قال أبو زيد :رأيت الق ف النام ،فقلت :يا رب كيف أجدك? قال :فارق نفسك وتعال.
جاء رجل إل أب علي الدقاق ،فقال :قد قطعت إليك مسافة ،فقال :ليس هذا الر بقطع
السافات ،فارق نفسك بطوة وقد حصل لك مقصود ،لو عرفت منك نفسك التحقيق لسارت م
عك ف أصعب مضيق ،لكنها ألفت التفاتك ،فلما طلبت قهرها ،فاتك ،هل شددت اليازم ،وقم
ت قيام حازم ،وفعلت فعل عازم ،وقطعت على أمر جازم ،تقصد الي ولكن ما تلزم:
فيجهده كـرا ويرهـبـه ذعـرا ويعرف أخلق الـبـان جـوادُه
بد حلو ما يعطاه من غي هامرا ومن كل تطلب العال بصـدره
98
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
حري العزم الصادق حرام على التردد ،مت تزم العزم هزم ،لو رأيت صاحب العزم وقد سرى
حي رقدت السراحي ،بمة تل فوق الفرقد فلنفسه نفاسة ولنفه إنفة ،سهم الشهم مفوق
عرضة الغرض.
كان الفضيل ميتا بالذنوب ،وابن أدهم مقتولً بالكب ،والسبت هالكا باللك ،والنيد من جيد ال
ند ،فنفخ ف صور الواعظ ،فدبت أرواح الدى ف موتى الوى ،فانشقت عنهم قبور الغفلة،
وصاح إسرافيل العتبار "كذلك ييي ال الوتى" إنا سع الفضيل آية ،فذلت نفسه لا واستكانت
،وهي "كانت" إنا زجر ابن أدهم بكلمة كلمت قلبه فانقلب ،هايف عاتبه ولم أخرجه من بلخ
إل الشام كانت عقدة قلوبم بأنشوطة ،ومسد قلبك كله عقد ،لحت للقوم ،جادة السلوك "قال
وا ربنا ال ث استقاموا".
هيهات منك غبار ذلك الوكب ،ركبوا سفي العزم فهبت لم رياح العون ،فقطعوا بالعلم لج ا
لهل ،فوصلوا إل إقليم أرض الفهم فأرسلوا على ساحل بلد الوصل ،إذا استصلح القدر أرض ق
لب قلبها بحراث الوف وبذر فيها حب الحبة ،وأدار لا دولب العي ،وأقام ناطور الراقبة ،فت
رب زرع التقى على سوقه ،أصفهم عند من? انثر الدر على دمن:
قلب وإن حالوا إليهم تائق بلغ سلمي بالغوير جية
للروح من دونم مفارق فارقتهم كرها وليت أنن
بالبعد فيما بيننـا عـليق ولست أنساهم وإن تقطعت
يا نفس ،عند ذكر الصالي تبكي ،وعند شرح جدهم تأني ،وإذا تصورت طيب عيشهم تني،
فإذا عرفت قيامهم بالدمة تنكبي.
للمهيار:
حِنّي فما أمنعك النـينـا أمن خفوق البق ترزمينـا
فضلة ما تتـلـفّـتـينـا سيي يينا وسراك شـأمةً
ونعلن الوجد وتكتـمـينـا نعم تُشاقي وأشـتـاق لـه
وأين ند والـغـوّرينـا فأين منا اليوم أو منك الوى
لا اشتغل القوم بإصلح قلوبم أعرضوا عن إصلح أبدانم ،عري أويس حت جلس ف قوصرة،
وقدم بشر من عبادان وهو متشح بصي.
للسموءل:
فكـل رداء يرتـديه جـمـــيل إذا الرء ل يدنس من اللؤم عرضه
99
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فليس إل حسن الثـنـاء سـبـيل وإن هو ل يمل على النفس ضيمها
كان أويس يلتقط النوى فيبيعه با يفطر عليه ،فإذا أصاب حشفة ادخرها لفطاره ،ويمع الرق
من الزابل فيغسلها ف الفرات ويرقعها ليستر عورته ،ويفر من الناس فل يالسهم ،فقالوا منون،
ل تصح الحبة ،حت يحي السم العروف ،باسم متجدد ،فإن اسم قيس نسي ،وعرف بالجنون:
قعد العواذل ل وقاموا لول جنون فـيك مـا
وليس ل قـلـي يلم أول يلوم العـاذلـون
بن أهل أويس له بيتا على باب دارهم ،فكانت تأت عليه السنون ل يرون له وجها ،وكان إذا
خرج يشي ضرب الصبيان عقيبه بالجارة حت تدمي ،وهو ساكت ولسان حاله يقول:
ف حب ليلى قيسها الجنون ولقيت ف حبيك ما ل يلقـه
كفعال قيس والنون فنـون لكنن ل أتبع وحش الـفـل
لقي بعض الند إبراهيم بن أدهم ف البية ،فقال له :أين العمران? فأومى بيده إل القابر ،فضربه
فشج رأسه ،فقيل له :هذا ابن أدهم فرجع يعتذر إليه فقال له إبراهيم :الرأس الذي يتاج إل
اعتذارك تركته ببلخ:
يا قوم رضيت بالوى سفك دمي عزى ذل وصحت ف سقمـي
من بات على وعد اللقا لـم ينـم عذال كفوا فمن ملمي ألـمـي
مر رجل بابن أدهم وهو ينظر كرما فقال :ناولن من هذا العنب فقال ما أذن ل صاحبه ،فقلب
السوط وضرب رأسه ،فجعل يطأطئ رأسه ،ويقول :اضرب رأسا طالا عصى ال:
للشامت والسود حت ترضى من أجلك قد جعلت خدي أرضا
عمري يفن وحاجت ما تقضى مولي إل مت بذا أحـظـى
ما ازددت على اللم إل حبـا لو قطعن الغـرام إربـا إربـا
حت أقضي على هواكم نبـا ل زلت بكم أسي وجد صـبـا
كان ابن أدهم يستغيث من كرب وجده ،ويبول الدم من كثرة خوفه ،فطلب يوما سكونا من
قلقه ،فقال :يا رب إن كنت وهبت لحد من الحبي لك ما يستريح به ،فهب ل ،فقيل له ف
نومه :وهل يسكن مب بغي حبيبه?
والقلب ينوبه الوى والكمد السم يذيبه السى والسـهـد
ما جن بم مثل جنون أحـد هم قد وجدوا وهكذا ما وجدوا
100
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
مال جلد ضعفت ما ل جلد شوق وجوى ونار وجد تقـد
الفصل الثان عشر
عجبا لذكر الوت كيف يلهو? ولائف الفوت وهو يسهو ،ولتيقن حلول الليل ث يزهو ،وإذا
ذكرت له الخر مر يلغو.
لب العتاهية:
فقلتُ للدمع :أسعدن فأسعدن إن أرقت وذكر الوت أرّقن
قبل المات ول آسف لا فمن إن ل أبك لنفسي مشعرا حزنـا
ومن يوت فما أوله بالـزن يا من يوت ول تزنه موتتـه
لن أروح لن أغدو لن لن لن أثْ ّمرُ أموال وأجّـعـهـا
ف حفرت ترب الدين والذقن لن سيفع ب نعشي ويتركن
يا غافلً عن الوت وقد لدغه ،أخذ قرينه فقتله ودمغه ،تأمل صنع الدهر بالرأس إذ صبغه ،بأي
حديث ترعوي أو بأي لغة? كم رأيت مغرورا قبلك? كم شاهدت منقولً مثلك? من أباد
أقرانك? ومن أهلك أهلك? لقد نادى الوت وقال :أخذت أمان يا أهل المان والمال ،أين من
كان ف روح وسعة? نقلته إل مكان ما وسعه ،أين من كان يسري آمنا ف سربه ،أما قيل للتلف?
خذه وسر به ،أما عاقبة اللفة فرقة? أما آخر جرعة اللذة شرقة? أما ختما الفرح قلق وحرقة? أما
زاد ذي الال إل القب خرقة? أ ِعرْ سعك الصوات ،فهل تسمع إل فلنا مات? أجل بصرك ف ال
فلوات فهل ترى إل القبور الدارسات?
مخ قسرا والدهر ذو حدثـان قوض الوت طود عزهم الشا
يام ظهرا خـشـونة ولـيان واستـرد الـذي أعـار ولـل
م غدوا كل واحد ف مـكـان وإذا صاح صايح الوت ف قو
يا ساكنا مسكن من قد أزعج ،يا شاربا فضلة من شرق ،تصحو ف الجلس ساعة من خار الوى،
ث تسليك حيا الكأس ،هيهات ليس ف البق اللمع مستمتع لن يوض الظلمة ،كم أعطف
ن ع ْطفِه" وتأب الطباع ع
عطفك بلجام العظة إل عطفة اليقظة ،فإذا انقضى الجلس عاد الطبع "ثا َ
لى الناقل يا من قد لج ف لة الوى ،قارب الساحل ف قارب ،دنا رحيل الرفقة وما اشتريت لل
مي قوت ليلة ،كلما جد اللعب فتر النشاط ف الد ،صحح نقدة عملك فقد انقرضت أيام السب
وع ،جوّد غزل عزمك ،فلربا ل تسامح وقت الوزن ،صابر غبش العيش فقد دنا فجر الجر.
انتبه الغتنام عمرك ،فكم يعيش اليوان? مد بر القدرة ،فجرى براكب الصور ،فرست على س
101
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
احل إقليم الدنيا فعاملت ف موسم الياة مدة الزر ،ث عاد الد فرد إل برزخ الترب ،فقذف ما
سن البنية ف حفر اللحود ،وسيأت طوفان البعث عن قرب ،فاحذر أن تدفع دونك سفينة النجاة
،فتستغيث وقت الفوت ول عاصم كأنك بك ف قبك ،على فراش الندم وأنه وال لخشن من ا
لندل.
فازرع ف ربيع حياتك قبل جدوبة أرض شخصك ،وادخر من وقت قدرتك لزمان عجزك ،واعت
ب رحلك قبل رحيلك ،مالفة الفقر ف القب إل لزم الخذ "أن تقول نفسٌ يا حسرتا".
يا هذا .مثل لنفسك صرعة الوت ،وما قد عزمت أن تفعل حينئذ وقت السر ،فافعله وقت الط
لق.
لقيس بن ذريح:
فكنت كآت حتفه وهو طـائع أتبكي على لبن وأنت تركتهـا
بلبن وبانت عنك ما أنت صانع فيا قلب خبن إذا شطت النوى
كأنك برب التلف قد قامت على ساق ،وانزمت جيوش المل وإذا بلك الوت قد بارز الروح،
يتذبا بطاطيف الشدائد من تيار أوتار العروق ،وقد أوثق كتاف الذبيح ،وحار البصر لشدة
الول وملئكة الرحة عن اليمي ،قد فتحوا أبواب النة ،وملئكة العذاب عن الشمال قد فتحوا
أبواب النار وجيع الخلوقات تستوكف الب ،والكون كله قد قام على صيحة ،إما أن يقال :سع
د فلن ،أو شقي فلن ،فحينئذ تتجلى أبصار "الذين كانت أعينهم ف غطاء عن ذكري" ويك تي
أ لتلك الساعة ،حصل زادا قبل العوز.
للصمة القشيي:
فما بعد العشية من عرار تتع من شيم عرار ند
وا أسفاه من حياة على غرور ،وموت على غفلة ،ومنقلب إل حسرة ،ووقوف يوم الساب بل
حجة.
يا هذا ،مثل نفسك ف زاوية من زوايا جهنم وأنت تبكي أبدا ،وأبوابا مغلقة وسقوفها مطبقة
وهي سوداء مظلمة ،ل رفيق تأنس به ،ول صديق تشكو إليه ،ول نوم بريح ول نفس ،قال كعب
إن أهل النار ليأكلون أيديهم إل الناكب ،من الندامة على تفريطهم ،وما يشعرون بذلك .يا مطر
ودا عن الباب ،يا مضروبا بسوط الجاب ،لو وفيت بعهودنا ،ما رميناك بصدودنا ،لو كاتبتنا بد
مع السف ،لعفونا عن كل ما سلف.
وحل العقود ونقض العهودِ ولو أنم عند كشف القنـاع
102
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ولبسهم لبـرود الـصـدودِ وخلعهم لـعـذار الـحـياء
وأجروا مدامعهم ف الدو ِد أناخوا بأبـوابـنـا سـاعة
وقلنا قلوب الحبي عودي لعدنا سراعا إل وصلـهـم
الفصل الثالث عشر
كم أخرج الوت نفسا من دارها ل يدارها ،وكم أنزل أجسادا بارها ل يارها ،وكم نقل ذاتا
ذات أخطاء بأوزارها ،وكم أجرى عيونا كالعيون بعد بعد مزارها.
ستصد عنه طائعا أو كارهـا يا مغرما بوصال عيشٍ ناعـم
أوطانم والطي عن أوكارها إن النية تزعج الحرار عن
أخوان :قد حام المام حول حاكم ،وصاح بكم إذ خل النادي وناداكم ،وأولكم من النصح
حقكم ،فما أحقكم بالتدبر وأولكم ،وهو عازم على اقتناصكم ،وما القصود سواكم .كم أخلى
الوت دارا فدارا? أما استلب كسرى بن دارا? أدارى لا أخذ دارا? أما ترك العامر قفارا? أما أذا
ق الغصص الر مرارا? لقد جال يينا ويسارا? فما حاب فقرا ول يسارا.
يا هذا ،مطايا العمر قد أعنقت وأنت ف مسامرة المل ،معاول الساعات تدم حايط الجل ،فراي
س الهج ف مضابث أسد النايا ،أسنة القنا مشرعة ول درع ،عقارب الدع دائمة للسع ،غي أن
خدران الغفلة ينع الحساس بسريان السم ،آه من مثاقف ما ينتهي عن القتل ،الناس ف الدنيا ك
كيزان الدولب ،فالشاب مثل المتلي ،والكهل قد فرغ بعضه ،والشيخ ل يبق فيه شيء .الشاب
التقي ف مقام "يبهم" والكهل النحط ف مرتبة " َخلَطوا عملً صالا" والشيخ ف حيز "تدن عند
النكسرة قلوبم".
يا من قد انطوى برد شبابه ،وخبيت خلع تلفه ،وبلغت سفينته ساحل سفره ،قف على ثنية الودا
ع ،فلم تبق إل ساعة تتغنم ،لو فتحت عي اليقظة لرأيت حيطان العمر قد تدمت ،فبكيت على
خراب دار الجل .صاح ديك اليقاظ ف سحر ليل العب ،فما تيقظت فستنتبه ،إذا نعق الغراب ا
لبي بي البي.
حيان ل ظفر ول أخفـاق ومشتت العزمات ينفق عمره
ل ف الشباب وافقت ،ول ف الكهولة رافقت ،ول ف الشيب أفقت ،ول من العتاب أشفقت،
فكأنك ما آمنت بالعاد ول صدقت.
يا مقيما على الوى وليس بستقيم ،يا مبذرا ف بضاعة العمر مت يؤنس منك رشد? يا أكمة الب
صر ،ل حيلة فيها لعيسى ،يا طويل الرقاد ول نوم أهل الكهف ،كيف يفلح من هو والكسل
103
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كندمائي جذية?.
الدنيا مضمار سباق ،والليل سرى ،وطلب الراحة تنث:
ول أن إدراك العلى هي سهـل فل تسبوا أن العال رخـيصة
ول كل من يهوى العل نفسه تعلو فما كل من يسعى إل الجد نالـه
من تذكر حلوة العاقبة نسي مرارة الصب ،الرجولية بالمة ل بالصورة ،نزول هة الكساح حطه
ف بئر الناس ،قنديل الفكر ف مراب قلبك مظلم ،فاطلب له زيت خلوة ،وفتيلة عزم بينك
وبي التقي حبل الوى ،نزلوا بي يديه ونزلت خلفه ،فاطو فضل منل تلحق ،لو علوت نشز ال
د ،بانت بانة الوادي.
للمهيار:
بي البيوت عن فوادي ما فعلْ إن كنت من يطلع الوادي فسلْ
للْـد وذلّ
والب ما رقّ له ا َ عز هـوا ِك فـأذلّ جَـلَــدي
يرد عيشا فائتا قـولـك هـل أين ليالينا على الـيف وهـل
يا مقيدا بقيود الطرد ،الق نفسك ف الدجى على باب الذل ،وقل إلي ،كم لك سواي ومال
سواك ،فبفقري إليك وعناك عن ،أل عفوت عن.
برى جسدي سخطك الدائمُ أيا منعما ل يزل مسـنـا
يداي كما يفعـل الـنـادمُ إل النحر من مضمـومة
وينبو عن الضربة الصارمُ يزل الليم ويكبو الـواد
يا هذا ،ليس ف الياه ما يقلع آثار الذنب من ثوب القلب إل الدموع ،فإن نضبت ول يزل الثر
فعليك بالغتراف من بر العتراف.
وقلت يا قلب عليك السـلمُ ودعت قلب حي ودعتـهـم
فإن عين بعدهـم ل تـنـامُ وصحتُ بالنوم انصرف راشدا
أحضر نادي التهجدين ونادهم طوب لكم وجدت قلوبكم فارحوا من ل يد:
عن حال منقطع أودى به السهر إذا وصلتم إل وادي العقيق سلوا
قد ضاع من فل عي ول أثـر وفتشوا عن فؤاد هـائم قـلـق
أنع الوسائل الذل ،وأبلغ السباب ف العفو البكاء ،والعي عن ترتيب العذر بلغة النكسر.
والدمع يذيع كلمـا أكـتـمـه يا من أشكو إليه ما يعـلـمـه
104
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قد هان عليه كلـمـا يؤلـمـه هذا السكي من ترى يرحـه
والقلب يذوب من جوى يرضه بالسم من السقام ما يرضـه
قد أعوزن الصب فمن يقرضه ما قد حكم الله من ينـقـضـه
الفصل الرابع عشر
لقد خوفنا الوت بن أخذ منا ،ونعلم هجومه علينا وقد آمنا ،ما أذكرتنا الواعظ فما لنا ما لنا:
ب
وانظر إل ما تصنع الع ُ ل ترقدن لعينك السـهـر
ما دام يكن طرفك النظرُ انظر إل عب مـصـرفة
فسل الزمان فعنده البـرُ فإذا جهلت ول تد أحـدا
فانظر إليك ففيك معتبـرُ فإذا نظرت تريد معتـبـرا
ينعاه منه الشعر والبشـرُ أنت الذي تنعاه خلـقـتـه
ل يطول ولست تنتظـرُ
أم ً يا من يؤمل أنت منتـظـر
ماذا تقول وذوقك الـمـدرُ ماذا تقول وأنت ف غصصٍ
يري عليه الريح والطرُ ماذا تقول وقد لقت بـمـا
درستْ ويُدرس بعدها الثرُ ت عي لـا أثـر
كم قد عف ْ
يا من يشيع ببدنه اليت ،فأما قلبه ففي البيت ،أتلى بي الودود والدود? وتعود إل العاصي حي
تعود ،هل أجلت بالبال ذكر البال? وقلت للنفس الاهلة :هذا ل ،من زار القبور والقلب غافل
وسعى بي الجداث والفكر ذاهل وشغله عن العتبار لو شاغل فهو قتيل قد أسكره القاتل:
عليه ول قضى حق النـازل وما أعطى الصبابة ما استحقت
وزايرها بسم غي نـاحـل ملحظها بعي غي عـبـرى
شيّع السن جنازة فجلس على شفي القب فقال :إن أمرا هذا آخره لقيق أن يزهد ف أوله ،وإن
أمرا هذا أوله ،لقيق أن ياف آخره.
أخوان ،كيف المن? وهذا الفاروق يقول :لو أن ل طلع الرض ذهبا وفضة لفتديت با ،كي
ف المن? من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الب? لا طعن عمر قال لبنه ضع خدي على الترا
ب فوضعه فبكا حت لصق الطي بعينيه وجعل يقول :ويلي وويل أمي إن ل يرحن رب ،ودخل عل
يه كعب ،وكان قد قال له إنك ميت إل ثلثة أيام ،فلما رآه أنشد
وواعدن كعب ثلثـا بـعـدهـا ول شك أن القول ما قاله كعـب
105
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ولكن حذار الذنب الذي يتبعه الذنب وما ب حذار الوت إن لـمـيت
واعجبا من خوف عمر مع كماله وأمنك مع نقصانك ،قيل لبن عباس :أي رجل كان عمر?
فقال :كان الطائر الذر الذي كان له بكل طريق شركا.
يا مسدود الفهم بكثرة الشواغل أحضر قلبك لظة للعظة ،يا جامدا على وضع طبعه ،ترك إل ق
طر التذكرة ،يا عبد الطمع طالع ديار الحرار ،ما أطول غشية غفلتك فلمن تدث? قلبك ف غ
لف غفلة وفطنتك ف غشاوة غباوة ،وحبل عزمك الديد حديد ،لو خرج عقلك من سلطان
هواك ،عادت الدولة عادة ،لو صح مزاجك فطرتك طعم النصح ف فمك ،الفروض عنك مرفو
ض ،وكلم النصيح صوت الريح.
يا تلميذ الوى اخرج من وصف التبعية ،يا مقيد الوجود ف فناء الفناء قامت قيام اللمة وما تسم
ع ،لقد ضحل صوت النصيح ،ولكن صلخ صماخ السمع مانع.
يا هذا ،لو وقف مرضك رجونا لك البء ،ولكن الرض يزيد وقوة العزم تضعف:
تصعد من واد هبطن إل واد مت يلتقي اللف والعيس كلما
يا مقبلً على العاصي أدبرت ،ويك إذا أخرجت من يديك فمن يصل? كم تعد بالتوبة ول
تفي? ويك إن اللذة بالعقوبة ل تفي ،ضمانك عقيم ،ووعدك عاقر ،إذا أقمت بناء توبة اكتريت
ألف نقاض ،ويك ل تفعل ،فإنه ما سحب أحد ذيل الوى إل وتعثر ،اكتب قصة الندم بداد الد
مع ،وف الال تصل:
ودعت وداعي البي شاغل سألت ودمع العي سـايل
صفق السى سحبان وائل فأجاب دمعي وهـو فـي
وبنت منك فمن تواصـل أعرضت عنك فما تـروم
إل الوقوف على النازل ل يبق من سنن الـهـوى
يا مشردا عن الوطان إل مت ترضى بالتمردك? للقطاة أفحوص ،ولبن آوى مأوى ،منذ خسي
سنة تدف ف العبور إل ساحل التوبة وما تلحق الشط ،قوة المل عقدة ف وجه منشار الد،
الرياء عيب ف رئة اليان ،يسل الرض إل السل ،شدة الرص على الفان سدة ف كبد اليقي ،و
من صب على مرارة الدواء عوف:
والصب يقل والوى يزداد السقم على السم له تـرداد
ما أكثر برجي ومال نفاد ما أبعد شقت وما لـي زاد
106
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا أرباب الدنس يا أوساخ الذنوب "هذا ُمغْتَسَلٌ بارد وشراب" ل تقنعوا بصب ماء التوبة على
الظاهر ،بلوا الشعر وانقوا البشرة ،ما ل تسبح بدمع عينيك ل تأت بسنة الغسل:
بغي كلم ليلى ما شفاكا فلو داواك كل طبيب داء
أبلغ الراهم لراح الذنوب الندم ،وأوطأ فراش العتذر القلق ،وأسرع الوقات إجابة السحر،
فاطرد عن عينيك لذة النوم ،وناد ف نادي السى مع القوم:
صل مشتاقا بغيكم ما فرحا يا من بسهامه لقلب جرحـا
إل شرب الدمع وعاف القدحا ما ناح له مطوق أو صدحـا
يا نائما طول الليل ما تس برد السحر? لقد ن النسيم على الزهر ،ودلت أغاريد المام ،على
دنو الفجر ،صاح الديك فلم تنتبه ،وأعاد فلم تفق ،فقوى ضرب الناحي لطما على غفلتك.
وأما على الـدجـا أسـفـا صفق أما ارتياحه لسنا الفجر
مسـتـلـذا بـالـمـنـام يا مـطـولً بـالـقـــيام
مغبـون أربـاح الـكـرام قم فـقـد فــاتـــك يا
ل وفـازوا بـالـمــرام وخلـوا دونـك بـالـمـو
م إلـى دار الـســـلم وكذا تـسـبـقـك الـقـو
الفصل الامس عشر
أخوان ،الدنيا دار الفات ،الث بقي واللتذاذ فات ،بينا نرى فيها الغصن خضرا متمايلً ذابلً
ذابلي.
ودون ما يأمل التنغيص والجـل يا أيهذا الذي قـد غـره المـل
كمنل الركب حلوا ثت ارتلوا أل ترى أنا الدنـيا وزينـتـهـا
وصفوها كدر وملـكـهـا دول حتوفها رصد وعيشـهـا نـكـد
فما يسوغ له عـيش ول جـذل تظل تفزع بالروعات ساكـنـهـا
تظل فيه سهام الدهر تنتـضـل كأنه للمنـايا والـردى غـرض
وكل عثرة رجل عندها جـلـل والنفس هاربة والوت يتبعـهـا
والقب وارث ما يسعى له الرجل والرء يسعى با يسعى لوارثـه
أخوان ،ألبسوا الدنيا جنة الجر ،واسعوا فيها من مواعظ لزجر ،واحبسوها يوما صممتموه
للجر ،وصابروا ليل البلى فما أسرع إتيان الفجر ،فل تبيعوا اليقي بالظن فحرام بيع الجر.
107
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لقد أبصرت عيون الفطن ف نار الشيب سبل الرحيل ،وسعت آذان الفجر بقعقعة الصلب الصل
ب أذان التخويل ،ل در أقوام بادروا أيامهم وحاذروا آثامهم ،جعلوا الصوم طعامهم والصمت
كلمهم ،فالبدان بي أهل الدنيا تسعى والقلوب ف رياض اللكوت ترعى ،قاموا لوف القيامة با
لوامر ،ووقفوا أنفسهم على الي ،ما توقفوا كالوامر ،هجروا بالصيام لذيذ الوى ف الواجر و
صمت اللسان كأنه مقطوع ف الناجر بالناجر ،وجرى الدمع واصبا ،حت قد ما الحاجر ،مت
تطرق طريقهم? قبل طروق الطوارق ،هذا ذئب السقام قد عوى للعوائق ،يا من أعماله فيما خل
للخلئق ،كم داواك الطبيب? وكم رقا بالرقايق? أين من ربا ف الرب ،ونا بي النمارق ،أبرزهم
حادي الوت لا حدا من الدايق ،وأمال مستقيمهم فالتوى فهل من هذا التوى أنت واثق? ويك
إن الدنيا سراب ملف فإن وجد شراب أعطش ،أزدهت فدهت على أنا تذم وتضم ،كم عقدت
لحبها عقد عهدها? فلما حلت عنده حلت ،إنا لعجوز وهي ف عينك كالقمر ،وقد قمر هواها ق
لبك فما أبقى منه إل قلب قمر .للشريف الرضي:
ومضى َيعَضّ بنانه الغبو ُن َش َرتِ الفؤا َد رخيصةً أعلقُهُ
أفنيت عمرك ف طلبها وما حصل بيدك منها إل ما حصل بيد قيس من ليلى.
وأنت على حكم الصبـابة نـازلُ صحا كل عذري الغرام عن الوى
ول الدنيا ظهرك تنص الخرة لك نقابا ،تعر عن الدنيا تعز ،وخذ قدر البلغة وجز تفز ،إل مت
زنبيل حرصك على كاهل هتك وأنت تسعى ف مزابل طمعك ،تش وقود الطام لنار هواك وقد
أقمت موقدا من الشره ل يفتر ،أما علمت أنه كلما ترقى دخان أتون الوى ف برابخ الس سود
وجه القلب ،أنت ف جع الطام نظي الزبال ،وف فعل الي غلم البال عال المم متلف الجنا
س هذا الشفني ل يقرب غي زوجته أبدا ،فإن ماتت ل يتزوج أبدا وكذلك النثى والدجاجة مع
أي ديك كان.
كلمي يدور حول ستور سعك ،وموانع الوى تجبه أن ل يصل فلو قد وصل إل القلب أثّر،
ل حية فلم يعلم أنا حية فلم يتغي ،فلما أخب أنا حية مات ،لنه حي أخب انفتحت
عضت رج ً
مسامه .فوصل السم إل القلب .يا أطروش الوى صاحب من يسمع ،يا عمي البصية امش مع م
ن يبصر ،تشبه بالصالي تعد ف الملة ،هذا الطاووس يب البساتي فهو يوافق الشجار ،إذا ألق
ت ورقها ألقى ريشه ،فإذا اكتست اكتسى ،لو سرت ف حزب التقي خطوات لعرفوا لك حق ال
صحبة ،يا من كان لم رفيقا فأصبح ل يعرف لم طريقا ،اطلب اليوم أخبارهم واتبع ف السلوك
108
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
آثارهم فإن وقعت ببعضهم حلك إل أرضهم.
للمصنف:
من هاجه البق بسفح عاقـل ف شغل عن الرقاد شـاغـل
قد أخبت شائل الشـمـائل يا صاحب هذي رياح ربعهـم
تشـبـهـه روايح الصـائل نسيمهم سحيي الريح فـمـا
أو الصبا فوق الغرام القاتـل ما للصبا مولعة بذي الصـبـا
أين العذيب من قصور بابـل ما للهوى العذري ف ديارنـا
دماؤنا ف أذرع الـرواحـل ل تطلبوا ثأرا بنا يا قـومـنـا
ول وكم أسار ف الفاصـل ل در العيش ف ظـللـهـم
هذا وفيها دميت مقـاتـلـي واطرب إذا رأيت أرضـهـم
ول ابتليت ف الوى با بلى يا طرة الشيح سقيت أدمعـي
ما طرب الخمور مثل الثاكل ميلك عن زهو وميلي عن أسا
يا من قد كثر تردده إل الجلس ول تزل قسوة قلبه ل تضجر ،فللدوام أثر ،جالس البكائي يتعد
إليك حزنم ،فتأثي الصحبة ل يفى ،أما ترى دون البقل أخضر? يا من يشاهد ما يري على الائ
في ول ينعج ،أقل القسام أن يبكي رحة لم ،إذا رأيت الثكلى تتقلقل فل بد من رحة النس.
للمهيار:
جسومٌ براهنّ البِلى وطلول ولا وقفنا ف الديار تشابت
وبا ٍك با جر الفراقُ جهول فباكٍ بداءٍ بي جنبيه عارفٌ
كان العاصي قتيل عشق الدنيا ،فكشف له بالخوفات نقاب الحبوبة فسل ،ث جليت عليه
بالشوقات ماسن الخرة فمال اليد إل اليد.
برامة إن ذكرت زرود ألفيتها وللحـدا تـغـريد
تشيمه للعي الرعـود ولح برق بثنيات المى
كما ييل الناشد النشود فمالت العناق منها طربا
دموعه بوجده شـهـود هيهات يفي ما به متيم
أتدرون ما أوجب اصفرار هذا التائب? ومن أي شراب سكر هذا الشارب? وأي كتاب أقدم
هذا الغائب?
109
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف هوى من يبهُ كلمـا زاد كـربـه
شدة الشوق قلـبـه طار نو البيب من
بيد البي نـحـبـه دنف كاد ينقـضـي
مت سار ركـبـه خبونا عن العقـيق
الفصل السادس عشر
يا من نسبه معرق ف الوتى ،وقد وعظوه وإن ل يسمع صوتا ،أدرك أمرك فما تأمن فوتا.
لب نواس:
وذو نسب ف الالكي عريق أل كلّ حي هالك وابن هالـك
إل منل نأى الحل سحـيق فقل لغريب الدار إنك راحـلُ
شواظ حريق أو دخان حريق وما تعدم الدنيا الدنية أهلـهـا
وتشجى فريقا منهم بـفـريق ترع فيها هالكا فقد هـالـك
قرارا فما دنياك غي طـريق فل تسب الدنيا إذا ما سكنتها
عن عدو ف ثـياب صـديق إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له
ول يتأذى أهلها بـمـضـيق عليك بدار ل يزال ظللـهـا
ول ينفع الصادي صداه بريق فما يبلغ الراضي رضاه ببلغة
يا راقدا وق أوذن بالرحيل ،يا مشيد البنيان ف مدارج السيول ،بادر العمل قبل انقضاء العمر ،ل
تنس من يعد النفاس للقائك
ويوم إل يوم وشهر إل شهر وما هي إل ليلة ثـم يومـهـا
مطايا يقربن الديد إلـى الـبـلـى ويدني أشلء الصحيح إل القـبـر
ويتركن أزواج الـغـيور لـغـيه ويقسمن ما يوي الشحيح من الوفر
يا عجبا ،أما تعلم ما أمامك? فتهيأ للرحيل وأصلح خيامك ،وتأهب للردى واقطع قطع الدى
مدامك ،واجتهد أن ينشر الخلص ف الحل العلى أعلمك ،وأحضر قلبك وسعك وإن مل
من لمك ،وإياك والفتور فإن أرى الدواء دوامك ،اطلب ما شئت بالعزم وأنا زعيم لك بالظفر،
من عزم على أمر هيأ آلته ،لا كان شغل الغراب الندب على الحباب لبس السواد قبل النوح.
طع إل بالشد والتـرحـال أنفت شقة الهامة أن تـق
جد فلتنتبه عقول الرجـال وأب الجد أن ينال بغي ال
110
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إذا وقعت عزية النابة ف قلب من "سبقت لم منا السن" قلعت قواعد الوى من مسناة المل،
ركب ابن أدهم يوما للصيد وقد نصب له فخ "يهديهم ربم" حوله حب "يبهم" فصيد قبل أن
يصيد ،سع هاتفا يقول ما لذا خلقت ول بذا أمرت ،فكانت تلك العظة شربة نقضت قولنج ال
وى يا له من سهم ألقاه عن قربوسه وبوسه ،كان راقد الفهم ف ليل الغفلة ،مشغولً بأحلم الن،
فصيح به قم فقام ،فقيل له سر فاستقام.
للشريف الرضي:
ما أجلب البق لاء المـاق رأى على الغور وميضا فاشتاق
وعظه خطيب اليقظة فوصلت ملمته إل سع النفة ،فنهضت حية الرجولية ،يا ابن أدهم مبارزة
الصيد أول مراتب الشجاعة ،أفترضى أن تستأسر لثعلب الوى? يا ابن أدهم قتلك حب الدنيا
فثر لخذ الثأر ،إن كانت لك عزية يا ابن أدهم فهذا الكميت وهذا الدهم فصادف التحريض
حريضا فنهض.
للشريف الرضي:
أيقظتما من غـي غـافـل ذكرتان طلب الـفـضـائل
والبيض أول ب من العاقل قوما فقد مللت من إقامـتـي
وعودان طرف العـوامـل شنا ب الغـارات كـل لـيلة
تت ظلل السل الذوابـل إن كان ل بد من الوت فمت
هتف به متقاضي الشوق :يا ابن أدهم دخلت شهور الج فما قعودك ببلخ? فرحل الراحلة
وراح ،لحت له نار الدى فصاح ف جنود الوى" :إنّي آنست" فتجلى له أنيس "تدن" فغاب
عن وجوده ،فلما أفاق من صعقة وجده وقد دك ظور نفسه ،صاح لسان النابة "تُبتُ إليك".
سقيت الرايح الغادي رويدا أيها الـادي
وهذا الربع والوادي فتلك الدار قد لحت
فلما خرج عن ديار الغفلة ،أومأت اليقظة إل البطالة.
لبن العتز:
سلم وداع ل سـلم قـــدوم سلم على اللذات واللهو والصب
يا ابن أدهم لو عدت إل قصرك فعبدت فيه ،قال العزم كل ليس للمبتوتة نفقة ول سكن.
وهذا لعمري لو رضـيتُ كـئيب أحن إل الرمل اليمانـي صـبـابة
وبالريح ل يسمع لـن هـبـوب ولو أن ما ب بالصى فلق الصى
111
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أمرضه التخم فاستلذ طعم الوع ،وحل جلده على ضعف جلده خشونة الصوف
لعجز عن حل القميص واضعف حلتم جبال الب فوقـي وإنـنـي
لح له جال الخرة فتثبتت ف النظر عي اليقي ،فتمكن الب من حبة القلب فقام يسعى ف جع
الهر من كسب الفقر ،طال عليه انتظار اللقا فصار ناطور البساتي ،تقاضته الحبة باقي دينها
فسلم الروح ف الغربة ،هذا ثن الوصل فتأخر يا مفلس.
فطر إل ذروتـه أوقـع دون العال مرتقى شاهق
قواعد الجد ولـم يرفـع من ل يض غمرتا ل يشد
كان إبراهيم إسكندري المة فاحتقر قصي بلخ ف جنب ما أمل ،فانتخب سوابق العزم وسار ف
جند الد حت قطع ظلمات الطبع ،وبلغ إل مطلع شس ل تغرب ،شكا إليه صفاء القلب من
يأجوج وساوس النفس ،فاستغاث بامي السكن فقيل له :شد سد العزم ،فاستظهر بعد الزبر بالق
طر ،ث انفرد من جند جوارحه فوقع بعي الياة ف السر فعاش بالتوفيق أبد الدهر.
ما كل من رام السماء يصعدُ أما تقومون كذا أو فاقعـدوا
جفن العزيز ل بات يسهـدُ نام على الون الذليل ودرى
أحقهـم بـان يقـال سـيدُ أخفهم سعـيا إلـى سـودده
112
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فجارته حـتـى ذهـبـا أفأين الار أما قـد جـار
خداه أما سكن الـتـربـا أم أين التراب أما تربـت
وقدت قدا منـتـصـبـا كم خدت خدا ف الخـدود
قد كان لراشفه ضـربـا كم ثغر ملتثـم ثـلـمـت
وكذاك الدهر إذا ضربـا فسقته الر لـدى جـدث
فغدا وقصـاراه خـربـا وأتت قصرا يوي نصرا
أضحى ف الفرة مغتربا ومليكا ف صولة دولـتـه
وسل طللً أمسى شجبـا عرج بأمدار على الثـار
وثوى من بعدهم الغربـا ينبيك بـأنـهـم رحـلـوا
فهوى رأسا فغدا ذنـبـا بينا النسـان يرى رأسـا
فلعلك تصبح متـنـبـا فتأمـل عـاقـبة الـدنـيا
أبدت بصنايعها عـجـبـا وتدبر ما صنعت فـلـقـد
عن قبك ل تسمع كذبـا ينساك الهل إذا رجعـوا
بتراب ضريك متجبـا تركوك أسيا إذ ذهـبـوا
وغدوت باتك متقـبـا وغدوا فرحي با أخـذوا
فتنكس رأسك مكـتـئبـا وترى أعمالك قد حضرت
كفاك عليك وما اكتسـبـا فكر ف الذنب وما احتقبت
وغدوت على ذنب طربـا كم بت على ذنب فـرحـا
فأسأت ول تسـن أدبـا وعلمت بـأن الـلـه يرى
كالوت ترى فيه نصبـا فأعد الزاد فمـا سـفـر
فكأن قد فات وقد ذهـبـا وأفق والعمر بـه رمـق
يا كثي الدرن والدنس ،يا من كلما قيل أقبل انتكس ،يا من أمر بترك ما يفن لا يبقى فعكس،
جاء الجل وحديث المل هوس ،يا مؤثرا على الصواب عي الغلط ،يا جاريا ف أمره على أقبح
نط ،يا مضيعا وقته الغتم اللتقط ،أي شيء بقي بعد الشمط? أتنسى ما سلف لك وفرط? وأبوك
بزلة واحدة هبط ،ما عندك من التوبة خي ول لا فيك أثر ،تنوب من الذنب ،فإذا بدا لك بدا ل
ك.
113
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
من علم أن عندنا حسن الآب آب ،من خاف الزاء با ف الكتاب تاب ،من حذر اليم العذاب ذ
اب ،من سار ف طريق الياب اناب ،من ذكر فعل الوت بالب والد جد ،من تفكر ف مرارة
الكأس كاس ،ويك دع مبة الدنيا ،فعابر السبيل ل يتوطن واعجبا تضيع منك حبة فتبكي وقد
ضاع عمرك وأنت تضحك ،تستوف مكيال هواك وتطفف ف كيل صلتك "أل بُعدا لدين" تقف
ببدنك ف الحراب ،ووجهك ملتفت للجراب ،ما يصلح مثلك ف الرب ،أنت تفضح صف اله
اد ،ما تسن الزردية على منث خسي سنة ف مكتب التعليم وما حذقت ،أبا جاد غدا توبخ وق
ت عرض اللواح "أل نعمركم" بضاعتك أيام عمرك وقد انتهبها قطاع الطريق ،ورجعت إل بيت
السف بأعدال فارغة ،فانظر لعله تلف فيها شيء تعامل به ،فبقية عمر الؤمن ل قيمة له.
وافقرى أبعد ذا الفقر غن سقيا لزماننا الذي كان لـنـا
واقرب منيت وما نلت من مر أسرع ما توقع البي بنا
كان فضالة بن صيفي كثي البكاء ،فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه? قالت:
زعم أنه يريد سفرا بعيدا وماله زاد.
يا هذا الخرة دار سكانا الخلق الميلة ،فصادقوا اليوم سكانا لتنلوا عليهم يوم القدوم ،فإ
ن من قدم إل بلد ل صديق له به نزل بالعراء ،يا هذا فت العمر ف خدمة البدن وحوائج القلب ك
لها واقفة ،انض إل التلف قبل التلف ،الكلف يداوى قبل أن يصي بقا ،والبهق يلطف قبل أن
يعود برصا ،أما سعت ف بداية الزلل "إذا مسّهم طائف" وف وسطه "كل بل ران على قلوبم" و
ف آخره "أم على قلوب أقفالا" أتبكي على معاصيك? والصرار يضحك ،أتادع التوبة? وإنا ت
كر بدينك.
إل جانب خـداع رأيتُ الناس خداعـا
ويبكون مع الراعي يعيشون مع الـذئب
ويك حصل كبيت عزية قبل أن تقدح نار توبة وقبل نزول الرب تل الكمائن ويك ،ل
تطمع أن ترج إل فضاء قلبك حت تتخلص من ربقات نفسك ،كيف ل يفتقر إل الرياضة لزالة
الكدر? من أول غذائه دم الطمث ،ابك على ظلم قلبك يضيء ،إذا بكت السحاب إل الرب تن
سمت.
يا هذا ،تسمع بالكيمياء وما رأيته صح قط ،اجع عقاقي التوبة ف بوتقة العزم ،وأوقد تتها نار ال
سى على ما سلف ،فإن تصعد منها نفس أسف ،صار ناس نوسك ذهب سعادة ،أترى ف بستانن
ا اليوم أثر? قد توجه صلحه ،كأن أشم ريح كبد مترقة ،أي قلب قد لفحته نار الوجد? ففاح ن
114
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سيمه ،أحسن مظلوم ف سلك العتذار خرز الذل ،أحلى نطق يلج سع القبول الستغفار ،أطرب
كلم يرك قلب الرحة التملق.
وازداد ب الغرام لا نـزحـوا يا من بصدودهم لقلب جرحـوا
هذا الطروح كم ترى يطـرحُ ما جدت بم وهم بجري سحوا
قال عبد ال بن مرزوق لغلمه عند الوت :احلن فاطرحن على تلك الزبلة ،لعلي أموت عليها
فيى ذل فيحن.
لو جيب لبان فيه حزن ووجيب عودوا وتعطفوا على قلب كئيب
من أمل مثل فضلكم كيف ييب يدعى للموت ف هواكم فيجـيب
الذنب يأوي إل الذل والبكا كما يأوي الطفل إل البوين ،بكى أبوكم آدم على تفريطه حت
جرت الودية من دموعه ،كان كلما ذكر النة قلق ،وكلما رأى اللئكة تصعد ،يترق تذكر
العاهد فحن.
ما جرى ذكر المى إل شجان والذي بالبي والبـعـدُ بـلنـي
شفن الشوق إليهم وبـرانـي حبذا أهل المى مـن سـاكـن
جذب الشوق إليهم بعـنـانـي كلما رمت سـلـوا عـنـهـم
أرضهم أو أقلعت للـطـيان أحسد الطي إذا طـارت إلـى
نوهم لو أنن أعطى المانـي أتن أنـنـي أصـحـبـهـا
خل ب من بعدكم ما قد كفان ل تزيدون غرامـا بـعـدكـم
وتقضي ف تنيكـم زمـانـي ذهب العمر ول أحـظ بـكـم
كنتما قبل النوى عاهدتـانـي يا خليلي احفظا عهـدي الـذي
فمن النصاف أن ل تنسيانـي واذكران مثل ذكري لـكـمـا
أي جرم صد عن وجفـانـي وسل من أنـا أهـواه عـلـى
الفصل الثامن عشر
أيها الشغول باللذات الفانيات ،مت تسعد للمات المات? مت تستدرك هفوات الفوات? أتطمع
مع حب الوسادات ف لاق السادات? وأن تعل مثلهم? أن ،وهيهات.
اذكر تجم هـادمِ الـلـذاتِ يا مدمن اللذات ناس غـدرهـا
ف كرك النفاس واللحظـات احذر مكايده فهـن كـوامـنٌ
115
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تبقى عليك مرارة التبـعـات تضي حلوة ما احتبقت وبعده
ولو أنم سيقوا إل الـنـات يا حسرة العاصي يوم معادهم
ستر الذنوب لكثروا السرات لو ل يكن إل الياء من الـذي
يا عظيم الرأة يا كثي النبساط ،ما تاف عواقب هذا الفراط? يا مؤثر الفان على الباقي غلطة
ل كالغلط ،ألك صب يقاوم أل السياط? ألك قدم يصلح للمشي على الصراط? أيعجبك لباس
الصحة? كل ،وثوب البل ياط بداء التون ،داء أعي على بقراط .كم رحل الوت? على غارب
اغتراب ،كم ألق تربا بالتراب ف سفر التراب ،إنا الوت مرنبق ليقول ،ومرمز ليغول.
وقد نسجت أكفانه وهو ل يدري وكم من فت يسي ويصبح آمنا
يا شدة الوجل عند حضور الجل ،يا حسرة الفوت عند حضور الوت ،يا خجلة العاصي يا
أسف القصرين.
للحجاج:
أرى قدمي أراق دمي إل حتفي سعى قدمي
وهان دمي فها ندمي فما انفـك مـن نـدم
استلب زمانك يا مسلوب! وغالب الوى يا مغلوب! وحاسب نفسك فالعمر مسوب ،وامسح
قبيحك فالقبيح مكتوب ،واعجبا لنائم وهو مطلوب ،ولضاحك وعليه ذنوب.
وبين لثمان بدار البلـى بـيتُ أل ذكّران قبل أن يأت الـمـوتُ
وبصّرن لكنن قـد تـعـامـيتُ وعرفن رب طريق سـلمـتـي
فقلت أران قد قربـت فـأدنـيت وقالوا مشيب الرأس يدو إل البلى
أين الدموع السواجم? قبل النايا الواجم ،أين القلق الدائم? للذنوب القداي ،أترى آثرت
اللوم? ف هذه القاوم ،أيها القاعد والوت قائم أنائم أنت عن حديثنا أم متناوم? ل بد وال من
ضربة لزم ،تقرع لا سن نادم ،ل بد من موج هول متلطم ،ينادي فيه نوح السى ل عاصم ،ل
بد من سقم السال ينسى فيه يا أم سال.
كما نأى عنه أبـوه يا من سينأى عن بنيه
جاء اليقي فوجهوه مثل لنفسك قولـم
قبل المات وحللوه وتللوا من ظلمـه
116
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا مؤخرا توبته بطل التسويف "لي يومٍ أُجّلتْ" كنت تقول إذا شئت تبت فهذي شهور الصيف
عناقد انقضت ،قدر أن الوت ل يأت إل بغتة! أليس مرض الوت يبغت? ويك قد نفذ السليط،
فاستدرك ذبالة الصباح ،ف كل يوم تضع قاعدة إنابة ،ولكن على شفا جرف هار ،كم تعزم على
طاعة وتوبة ،يا ليلى الوى ما تبصر توبة ،تبيت من العزم ف شعار أويس ،فإذا أصبحت أخذت ط
ريق قيس تنقض عرى العزاي عروة عروة ،كل صريع ف الوى رفيق عروة ،كم تدفن كثيا من ا
لعزة? وما يرجع كثي عن حب عزة.
طبيبا يداوي من جنون جنون جنونك منون ولست بواجد
خلق قلبك صافيا ف الصل ،وإنا كدرته الطايا ،وف اللوة يركد الكدر ،تلمح سبب هذا
التكدير ،فما يفى الال على متلمح ،كنت مقيما ف دار النابة نظيفا ،فسافرت ف الوى فعلك
وسخ ،أفل تن إل النظافة? أل يرك البدوي ذكر ند? طال مرضك واليوم بران ،أتدري ما الب
حران? تتمع القوة والرض فيختصمان ،فإن تلبته جاءت العافية ،وإن تلبها فاللك ،هذه ساعة
برانك ،والعقل يقاوم الوى ،فانظر من يغلب? واعجبا كيف يستأسر أسد لثعلب? يا مستهانا ف
خدمة النفس ،اخرج إل ديار القلب تعز ،الفيلة ف الند عوامل تنقل رجال القوم وتدمهم ،فإذا
خرجت إل من يعرف قدرها .أكرمت ،العود ف بلده خشب ،فإذا سوفر به إل طالب الطيب أع
ز ،تفاح أصبهان ف بلده فاكهة ،فإذا جيء به إل العراق ،دل على الطباع اللطيفة بريه .الفهد
ف الصحراء بيمة ،فإذا وقع بيد من يعرفه ،غضب فيترضى ،البازي ف البية طائر ،فإذا صيد فس
ريره كف اللك.
يا متار الكون وما يعرف قدر نفسه ،أما أسجدت اللئكة بالمس لك? وجعلتهم اليوم ف خدمت
ك ،لا تكب عليك إبليس ،وقد عبدن سني طردته ،أفتصافيه على خلف? "أفتتخذونه وذريته أول
ياء من دون" أنا القائل قبل وجود أبيك للملئكة "إن جاعلٌ ف الرض خليفة" اطلعوا من خوخا
ت تعبدكم ،فانظروا ما أصنع? أخذت قبضة من تراب ،فصببت عليها قطرات من ماء "مرج الب
حرين يلتقيان" قال التراب والاء :وأي قدر لنا? فنل دار تواضعهما عزيز "ونفخت فيه من روح
ي" فانضم صدف بر البدن على در القلب ،فانعقد فصار عرشا لصفة "ويسعن".
خل الثقف بالطفل داخل البيت ،فسطر ف لوح سره العلم "كتب ف قلوبم اليان" وأخرجه يوم
التخيي وقد حذق الكتوب "فقال أنبئهم بأسائهم" ث قيل له ،ل يتمل موضع اللع ،وجوده ذر ا
لبذر ،فاخرج إل عال الطبع ،أكلت يا دودة القز ،فاذهب إل الغزل ،وتشاغلي بالنسج ،فنل إل
دار الجاهدة ،فظهر من ثرة شجرته ،صب الليل ،وثبوت الذبيح ،وجهاد يوسف ،وكمال ممد
117
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
صلى ال عليه وسلم ،ث جاء أولياء ف هذه الدولة ،فخجلت عند زهدهم الرهبة ،ل بل سبقوا تعب
د اللئكة ،قال سري :ما فاتن ورد قط فقدرت على إعادته ،وذاك أن الزمان الذي مضى فيه و
ظيفة أخرى.
ما يصرف عن هواه قلب عذل ما ل شغل سواه ما ل شغـل
من بدل ومنه مـا لـي بـدل ما أصنع إن جفا وخاب المـل
كانت رابعة العابدة ،تقوم من أول الليل ،وتقول:
كاد الفؤاد من السرور يطي قام الحب إل الؤمل قومه
فإذا انقضى الليل ،صاحت :واحرباه ،واسلباه.
ليت الظلم بأنسه يتجدد ذهب الظلم بأنسه وبألفه
دخلوا على زجلة العابدة ،فكلموها ف الرفق بنفسها ،فقالت :وال لصلي ل ما أقلتن جوارحي،
ولصومن له أيام حيات .ولبكي ما حلت الاء عيناي.
ما أعذب ف الغرام طعم القتل ل أقبل نصحكم فخلوا عـذلـي
قد ضرج باللحاظ ل بالنـبـل إن طل دمي فكم مب مثلـي
أين أنت والحباب? كم بي القشور واللباب? لصردر:
وكيف يعلم حال الرائح الغادي هل مدل عنده من مبكر خب
يا معجبا بتعبده ،تأمل فضائل السابقي ،وقد هدرت شقاشق كبك النظر ف سيهم قرظ يفف
عفن الرعونة ،مضى وال هل العان ،وتلف أرباب الدعاوي.
بانوا عنها فليتهم ما بانوا هاتيك ربوعهم وفيها كانوا
يا قوم مت تول السكان ناديت وف حشاشت نيان
الفصل التاسع عشر
عجبا لراحل مات وما تزود للرحلة ،ولسافر ماج وما جع للسفر رحلة ،ولنتقل إل قبه ل
يتأهب للنقلة ،ولفرط ف أمره ل يستشر عقله.
لصردر:
العمر دين قضـاؤه الجـلُ ل مرية ف الردى ول جـدلُ
فما تريد السـيوف والسـلُ للمرء ف حتف أنفه شـغـل
سيان فيها الدروع والـلـلُ يفرى الدجى والضحى بأسلحة
118
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ُعدّل فيها الزعاف والعسـلُ كأس أديرت على لـذاذتـهـا
تييز إل السراع والَـهَـلُ كل إلـى غـاية يصـي ول
ول يُسـرّون أنـهـم نـزلُ والناس ركب يهوون حثـهـم
بقاطعـيهـا ركـائب ذلـلُ وسوف تطوى مسافة ذملـت
من هو عنها ينأى وينتـقـلُ كيف يعد الدنيا لـه وطـنـا
لال فتبّ السخاء والبـخـلُ نسخو بأعمارنا ونبـخـل بـا
ضيع ف سع عاشق عـدَلُ أضاع راقي الداء العضال كما
الوت نا ف أقدامه البطلُ ولو نا الائب البـان مـن
الجداث إل إذا ضاقت اليلُ ما أسلموا هذه النفـوس إلـى
وقد تقود الصاعب الـدلُ ضرورة ذلت القـروم لـهـا
وأوف الشواهـق الـوعـل ومن حذار تبوأ الكدية الضب
لعَـلُ
ري ويدهي ف ذله ا ُ يقاد ف عزه البعثنة الضـا
على مب أن يندب الطلـلُ وهل ير ّد الحباب أن ظعنـوا
أخوان ،مر القران على مدرجة ،وخيول الرحيل للباقي مسرجة سار القوم إل القبور هلجة
وباتت أرواح من الشباح مستخرجة ،إل كم هذا التسويف والجمجة? بضائعكم كلها برجة،
وطريقكم صعبة عوسجة ،وستعرفون الب وقت الشرجة.
يا من قد ساخ ف أوساخ ،إل كم تلى? تعبت النساخ ،يا من ضيع الشباب ،وما يسمع العتاب و
قد شاخ ،بادر صبابة القوى ،فاستدرك باقي الطباخ ،وتأهب للرحيل فما هذه الدنيا بناخ ،كم با
ت مزمار ف بيت فأصبح فيه الصراخ ،أين من حصن الصون واحترس وعمر الدائق واحترس،
ونصب سرير الكب وجلس ،وظن بقاء للنفس فخاب الظن ف نفس ،نازله الوت ،وتركه ف ظلم
ظلمة بي العيب والدنس ،فالعاقل من بادر الندامة ،فإن السلمة خلس.
لبن العتز:
وف الغي مطواع وف الرشد مكره أل من لقلب ف الوى غي منـتـه
أشـاوره فـي تـوبة فـيقــول ل فإن قلت تأت فتنة قال :أين هـي?
سابقة القدر قضت لقوم بدليل "سبقت لم" وعلى قوم بدليل "غلبتْ علينا" تلقيح "سبقت" نور
قلوب الن "فقالوا سعنا قرآنا عجبا" وخذلن "غلبت" أعمى بصائر قريش "فقالوا أساطي
119
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الولي" إذا هزت صوارم القدر ،تقلقلت رقاب القربي غضب على قوم فلم تنفعهم السنات ،و
رضي عن قوم فلم تضرهم السيئات ،ما نفعت عبادة إبليس ،ول ضر عناد السحرة.
هبت عواصف القدار ف بيداء الكوان ،فنقلت الوجود وعم الب ،فلما ركدت الريح ،إذا أبو
طالب غريق ف لة اللك وسلمان على ساحل السلمة ،والوليد بن الغية يقدم قومه ف التيه ،و
صهيب قد قدم بقافلة الروم ،وأبو جهل ف رقدة الخالفة ،وبلل ينادي الصلة خي من النوم ،لا
قضيت ف القدم سلمة سلمان ،أقبل يناظر أباه ف دين قد أباه ،فلم يعرف أبوه جوابا إل القيد ،و
هذا الواب الرذول قدي من يوم "حرقوه" فنل به ضيف "ولنبلونكم" فنال بإكرامه مرتبة "سلما
ن منا" سع أن ركبا على نية السفر ،فسرق نفسه من حرز أبيه ،ول قطع ،فوقف نفسه على خدم
ة الدلء وقرف الذلء ،فلما أحس الرهبان بانقطاع دولتهم ،سلموا إليه أعلم العلم على
علمات نبينا ،وقالوا أن زمنه قد أظل فاحذر أن تضل ،وأنه يرج بأرض العرب ،ث يهاجر إل أر
ض بي حرتي ،فلو رأيتموه قد فلى الفل والدليل شوقه ،وخلى الوطن خلء يزعجه توقه.
لب العلء العري:
وأعجبن من حبك الطلح والضال وأبغضت فيك النخل والنخل يانـع
ولو أن ضيفـيه وشـاة وعـذال وأهوى لراك السماوة والغضـا
رحل مع رفقة ل يرفقوا "فشروه بثمن بس" فابتاعه يهودي بالدينة ،فلما رأى الرتي توقد
َخرُ َشوْقه ،وما علم النل بوجد النازل.
للمتنب:
ي قلوب هذا الركب شاقى
وأ ّ أيدري الرّبع أيّ دم أراقـا?
تلقي ف جسومٍ ما تلقـى لنا ولهلـه أبـدا قـلـوب
فبينا هو يكابد ساعات النتظار ،قدم البشي بقدوم البشي وسلمان ف رأس نلة ،فكاد القلق
يلقيه ،لول أن الزم أمسكه ،كما جرى يوم "أن كادت لتبدي به" ث عجل النول ،ليلقى ركب
السيارة.
فقد هب من تلك الرسوم نسـيم خليلي من ند قفا ب على الرب
فصاح به الالك :مالك ولذا? انصرف إل شغلك ،فأجاب لسان وجده ،كيف انصراف ول ف
داركم شغل فاخذ يضربه ،فأخذ لسان حاله يترن ،لو سع الطروش.
إذا علم من آل ليلى بداليا خليلي ل وال ما أنا منكما
120
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فلما لقي الرسول عرض نسخة الرهبان بكتاب الصل ،فوافق ووافق ،يا ممد أنت تريد أبا
طالب ونن نريد سلمان ،أبو طالب إذا سئل عن اسه ،قال عبد مناف ،وإذا انتسب افتخر بالباء
،إذا ذكرت الموال عد البل ،وسلمان ،إذا سئل عن اسه قال عبد ال وعن نسبه ،قال ابن ال
سلم ،وعن لباسه قال التواضع ،وعن طعامه قال الوع ،وعن شرابه قال الدموع ،وعن وساده ق
ال السهر ،وعن فخره قال "سلمان منا" وعن قصده ،قال" :يريدون وجهه".
للشبلي:
غي متاج إل السرج إن بيتا أنت سـاكـنـه
قد آتاه ال بـالـفـرج وعـلـيلً أنـت زائره
يوم يأت الناس بالجج وجهك الأمول حجتنـا
الفصل العشرون
يا من يشي على ظهور الفر ،ويرى السابقي إل بيوت الدر ،لو أصغى سع التدبي ،سع العب،
كفى بالوت واعظا يا عمر.
لب العتاهية:
ونعتك أزمنة خـفـت وعظ ْتكَ أجداثٌ ضمت
تبلى وعن صور شتت وتكلمتْ عن أعـظـم
وأنت ح ّي ل تـمـتْ وارتك قبك ف القبور
يا سادرا ف سكر سروره ،يا ساد ًل ثوب غروره ،كأنك بك قد اقتعدت غارب الغربة،
واستبدلت بالثواب التربة ،سيقسم مالك من ل يمدك ،وستقدم على من ل يعذرك ،غدا يرجع
البيبان عنك ،حبيبك من أهلك يقسم حبيبك من مالك ،وأنت ف قفر الفقر إل ما أسلفت ،تبك
ي على ما خلفت ،بي أناس كلهم أسي الفرق ،وجيعهم على مهاد القلق.
إليه متاع من حنوط ومن خرق ملة سفر كـان آخـر زادهـم
فلم تستب فيه اللوك من السوق إل منل سوى البلى بي أهلـه
إل مت تبقى بدائك? أهذا الذي تفعله برائك? لقد حل فناؤك بفنائك ،وأخب انتقاض بنائك
بنمائك ،وأن وراءك طالبا ل تفوته ،وقد نصب لك علم ل توز ،فما أسرع ما يدركك الطالب،
وما أعجل ما تبلغ العلم ،أخوان ،هذا الوت غدا ،يقول للرحيل غد ،كيف بكم إذا صاح إسرافي
ل? ف الصور بالصور ،فأسع العظام البالية تت الدر ،فاجتمعت من بطون السباع ،وحواصل ال
121
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
طي ،فقامت تبكي على فوات الي ،وسار اللئق كلهم حفاة عراة ،كل منهم مشغول با عراه،
وقد رجت الرض وبست البال ،وذهلت العقول وشاب الطفال.
ويا عي إياك أن تجعـي أيا نفس حقك أن تزعـي
فإياك إياك أن تسمـعـي ويا أذن إن دعاك الـهـوى
ضرج بفيض الدما أدمعي وبال يا جفن عين القـريح
حفيظ فابكي ونوحي معيد ويا كل جارحة ل علـيك
ترحل عنه إل مـوضـع يسي بنا الدهر من موضع
ول الذن إن خاطبوها تعي إل حيث ل العي فيه ترى
طويل بعيد الدى مسبـع فيا ويلنا من طريق هنـاك
يا أهل الذنوب والطايا ألكم صب على العقوبة? "كل إنا لظى" إذا شاهدت من اشترى لذة
ساعة بعذاب سني "تكاد تيّز من الغيظ" من أراد أن ينجو منها فليتب "من قبل أن يتماسا" كيف
أمن العصاة? "وإن منكم إل واردها" كيف نسوا غب الزلل? "ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".
ف
أخوان ،مثلوا أهل النة "يوم نشر التقي" "ونورهم يسعى بي أيديهم" ومعهم توقيع "ل خو ٌ
عليهم" فلما وصلوا إل النان "وفُتحت أبوابا" وبدأهم الزنة "سلم عليكم طبتم" وبشروهم بال
بقاء الدائم "فادخلوها خالدين" وقرأت الملك من سجل الملك مبلغ الثمن "با صبت" وجيع
الرادات داخلة ف إقطاع "ما تشتهي أنفسكم" وقد استرجح ف اليزان "ولدينا مزيد" وأت التمام
"وما هم منها بخرجي".
وهذا النعيم بذاك التعـب وهذا السرور بتلك الكرب
ويك ميز بعقلك وحسك بي الدارين ،وأحضر الذنب والعقاب والح العاقبتي ،هذا اليوان
البهيمي ينظر ف العواقب ،البل يأكل اليات فيشتد عطشه فيحوم حول الاء ول يشرب لعلمه
أن الاء ينفد السموم إل أماكن ل يبلغها الطعام ،ومن عادته أن يسقط قرنه كل سنة وهو سلحه
فيختفي إل أن ينبت ،هذه الية ،تتفي طول الشتاء بالرض ،فتخرج وقد عشى بصرها ،فتحكه
بأصول الرازايانج لنه يزيل العشا ،هذا الفهد إذا سن علم أنه مطلوب وشحمه ينعه من الرب ف
هو يستر نفسه إل أن ينحل الشحم ،هذه النملة تدخر ف الصيف للشتاء ،فإذا خافت عفن الب
أخرجته إل الواء فإذا حذرت أن ينبت نقرت موضع القطمي.
أسعت يا مقطوع اليلة? مت تدخر من صيف قوتك إل شتاء عجزك? هذه السمكة إذا حبستها
الشبكة جزت بكل قوتا لتقطع الابس ،لو نضت بقوة العزم لنرقت شبكة الوى ،إذا مد النه
122
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ر اغتنمت ذلك الد الزنابي ،فبنت منه بيوتا لنه ل يصلح لا غيه ،مد بر الشباب وما بنيت بي
ت جد ،فحدثن ما الذي تصنع ف القحل? إن فاتك زمن الد ،فمد اليد للسؤال حيلة الفلس.
يا مصرا عن الوصول ل يزيه الدى ،يا منقطعا ف الطريق عن جلة الوفد ،تامل إل بعض خيم أ
هل الوصل ،واشهد على وصيتك ذوي عدل ،وناد ف النادي بصوت الذل.
تيةً من قد ظن أن ل يرى ندا إذا ما وصلتم سالي فبـلّـغـوا
وابسط ف الدجى يد الطلب ،فأطيب ما أكل الرجل ،من كسب يده ،وقل بلسان التملق:
راعيتموه نـاشـئا وولـيدا أحبابنا أنا ذاكم العبـد الـذي
فرمى بأسرته وجاء فـريدا حالت به الحوال بعد فراقكم
إذا جلست ف ظلم الليل بيد يدي سيدك فاستعمل أخلق الطفال ،فإن الطفل إذا طلب من أبيه
شيئا فلم يعطه يكن عليه.
غيي فإن ما بلغت مـرادي بلغ الن من حل ف وادي من
فبكى الجيج بأسره والـوادي وبكيت من أل الفراق وشقوتـي
يا من قد نزلت به بلية الطرد ،تروح إل حديث الناجاة وإن ل تسمع منك ،وابعث رسائل
الحزان مع رياح السحار ولو ل تصل.
واشف من الوى بمل الواب يا نسيم الشمال بلـغ خـطـابـي
ذرة من تراب ذاك الـنـاب طفت بساحات ذلك الربع واحل
ومن فيه ذلت وانـتـحـابـي قل لولي يا من الروح والقلب
جفوة الب ل تكن ف حساب كنت أخشى الوشاة فيك ولـكـن
الفصل الادي والعشرون
يا ساعيا لنفسه ف الهالك ،دنا الرحيل ونضو النقلة بارك ،مت تذكر وحشتك بعد إيناسك? مت
تقتدي من ناسك بناسك? كأنك بك قد خرجت عن أهلك وولدك ،وانفردت عن عددك
وعددك ،وقتلك بسيف الندم ول يدك ،ورحلت ول يصل بيدك إل عض يدك.
ول تر ف الباقي ما يصنع الدهر كأنك ل تسمع بأخبار من مـضـى
فإن كنت ل تدري فتلـك ديارهـم ماها مال الريح بعدك والقطر
يرون حت يستردهم الـحـشـر على ذاك مروا أجعون وهـكـذا
وحتام ل ينجاب عن قلبك السكـر فحتام ل تصحو وقد قرب الـدى
123
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وتذكر قول حي ل ينفع الذكـر بل سوف تصحو حي ينكشف الغطا
يا من يذنب ول يتوب ،كم قد كتبت عليك ذنوب? خل المل الكذوب ،فرب شروق بل
غروب ،وا آسفي أين القلوب? تفرقت بالوى ف شعوب ،ندعوك إل صلحك ول تؤوب ،واع
جبا الناس ضروب ،مت تنته للصك أيها الناعس? مت تطلب الخرى يا من على الدنيا ينافس
? مت تذكر وحدتك إذ انفردت عن موانس? يا من قلبه قد قسا وجفنه ناعس ،يا من تدثه الما
ن دع هذه الوساوس.
أين البابرة الكاسرة الشجعان الفوارس ،أين السد الضواري والظباء الكوانس ،أين من اعتاد
سعة القصور حبس من القبور ف أضيق الحابس ،أين الرافل ف أثوابه عري ف ترابه عن اللبس،
أين الغافل ف أمله عن أجله سلبه كف الخالس ،أين حارس الال ،أخذ الحروس وقتل الارس.
يا مضمرا حب الدنيا إضمار المل القود ،نبعث منقاش اللوم وما يصل إل شظايا الحبة ،الدنيا
جيفة قد أراحت ومزكوم الغفلة ما يدري ،سوق فيها ضجيج الوى ،فمن يسمع الواعظ.
فهي مشكورة على التقبيح علمتن بجرها الصب عنها
إذا أردت دواء حبها فما قل ف الشربة صب ،انفرد ف صومعة الزهد ،واحفر خندق الذر ،وأقم
حارس الورع ،ول تطلع من خوخة مسامة فإن البغي ف الفت صناع.
لصردر:
قبل أن يعلق الفؤاد بوجـد النجاء النجاء من أرض ند
وهو يهوي بعلوة وبـنـد كم خلى غدا إليه وأمسـى
حصّن حصن التقى بسور القناعة ،فإن لص الرص يطلب ثة ،غري الطبع متقاض ملح ،والشره
شرك ،وخار الن داء قاتل ،بينا الرص يد وتر المل انقطع ،هل العيش إل كأس مشوبة بالكدر
ث رسوتا الوت "فابتغوا عند ال الرزق".
ل ف النة يبكي ،أما كنتم تعجبون? قالوا بلى ،قال :فأعجب منه
قال ممد بن واسع لو رأيتم رج ً
ف الدنيا رجل يضحك ول يدري إل ما يصي? ضحك بعض الصالي يوما ث انتبه لنفسه فقال:
تضحكي? وما جزت العقبة ،وال ل ضحكت بعدها ،حت أعلم باذا تقع الواقعة?
ما يقول التيم الستهام يا نسيم الشمال بال بلغ
ليس يسلو ومقلة ل تنام قل لحبابنا فداكم مب
قبل لقياكم علي حرام كل عيش ولذة وسرور
124
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فرغ القوم قلوبم من الشواغل ،فضربت فيها سرادقات الحبوب ،فأقاموا العيون ترس تارة،
وترش الرض تارة ،هيهات هان سهر الراس لا علموا أن أصواتم بسمع اللك.
لبن العتز:
كطعم الرقاد بل هو أحـلـى أيها اللك الذي سهـري فـيه
ل لا قلت مهل
لو سقان مه ً غرضي ما يريده ب حبـيبـي
كيف يدري بذاك من يتقـلـى لست أدري أطال لـيلـي أم ل
وف طوله عن النوم شـغـل إن العاشقي ف قصر الـلـيل
أو لرعي النجوم كنت مـل لو تفرغت لستطـالة لـيلـي
ل يل عن هواك حاشى وكل وغرام الفؤاد مذ غبت عـنـه
قلوب العارفي ،ملوءة بذكر البيب ،ليس فيها سعة لغيه.
فما لب سواهم فيه متسـع قد صيغ قلب على مقدار حبهم
إن نطقوا فبذكره ،وإن تركوا فبأمره ،وإن فرحوا فلقربه ،وإن ترحوا فلعتبه.
إل وأنت من قلب ووسـواسـي وال ما طلعت شس ول غربـت
إل وأنت حديثي بـي جـلسـي ول جلست إل قـوم أحـدثـهـم
إل رأيت خيا ًل منك ف الكـاس ول همت بشرب الاء من عطش
أقواتم ذكرى البيب ،وأوقاتم بالناجاة تطيب ،ل يصبون عنه لظة ،ول يتكلمون ف غي
رضاه بلفظة.
وصبي عنك من سلب الحال حيات منك ف روح الوصـال
لعطشان عن الـاء الـزلل وكيف الصب عنك وأي صبـر
رأيت الب يلعب بالـرجـال إذا لعب الرجال بكـل شـيء
كم تدرس أخبارهم وما تدرس ،لئن طواهم الفناء لقد نشرهم الثناء ،لو سعتهم ف الدجا يعجون،
لو رأيتهم ف السحار يضجون ،لول نساي الرجاء كانوا ينضجون.
إليك من هجرك الفـرارُ ما ل عن وصلك اصطبار
مياه أخلفـهـا غـزارُ ت ظمآن ذا جفـون
أصبح ُ
وبالماقي له اشـتـهـارُ أرومُ كتمـان مـا ألقـي
هبت على أرضكم أغـار ومن نسيم الصبـا إذا مـا
125
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل أجدبت تلـكـم الـديار آه لذكرى ديار سـلـمـى
نظي أيامه الـنـضـارُ لفي لعيش بـا تـولـي
وف غضون الوى ثارُ إذ أعي الدهـر راقـدات
الفصل الثان والعشرون
أيها الاطب على أزره ،وزرا وآثاما ،تنبه ترى الدنيا أحلى ما كانت أحلما ،كم نكس الوت
فيها أعلما أعلى ما ،كم أذل بقهره أقواما أقوى ما ،ل كان مفتاح أمسى له الوت ختاما.
أو صفا ملبس علـيه فـدامـا مَن على هذه الـديار أقـامـا
باقتياد النون عاما فـعـامـا عج بنا ننـدب الـذين تـولـوا
يسر الطرف ث حلوا الرغاما تركوا كـل ذروة مـن أشـم
نؤوم الفون عنـه فـنـامـا يا لا ال مهملً حسب الدهـر
غي ما يل الضلوع طعامـا هل لنا بالـغـي كـل مـراد
كفا جرت إلـيهـا حـرامـا وإذا أعوز اللل فشل الـلـه
التبعات تبقى واللذات تر ،وغب الرى وإن حل فهو مر ،وكأن قد عوى ف دار العواف ذئب
الضر ،وما يلهي شيء من الدنيا ويسر إل يؤذي ويضر ،وقد بانت عيوبا ،فليس فيها ما يغر وإنا
يعشقها الهول ويأنف منها الر.
كذل العبيد لربابـا تذل الرجال لطماعها
فتجن الوان بأعقابا ول تني ثار الن
أخوان ،ربا أورد الطمع ول يصدر ،كم شارب شرق قبل الري? من أخطأته سهام النية قيده
عقال الرم ،أل يتيقظ العاقل بأضرابه ،أل يتنبه الغافل بأوصابه ،أيسلم والرامي تت ثيابه? يا
مريضا أتعب الطباء ما به ،كأنك بالدنيا الت تقول مرحبا قد حلت الب وتفرقت أيدي سبا.
ويك أخوك من عذلك ل من عذرك ،صديقك من صدقك ل من صدّقك ،ويك من يطربك يط
غيك ،ومال يعنبك يعنيك ،تتوب صباحا فإذا أمسيت تول وتعول وتقول غي أنك تنقض ما تقو
ل ،وتتلون دائما كما تتلون الغول.
يا عبد الوى ،إن دعا أمّنت وإن ادعى آمنت ،كم قال لك الوى وما سعت ،أنا مكار وتبعت ،و
ال لقد أفتك أضعاف ما أفدتك ،ولقد أعذر من أنذر ،وما قصر من بصر ،لا رأى التيقظون سطو
ة الدنيا بأهلها ،وخداع المل لربابا لأوا إل حصن الزهد ،كما يأوي الصيد الذعور إل الرم،
126
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لح لم حب الشتهي ،فلما مدوا إليه أيدي التناول بان لبصار البصائر ،خيط الفخ فطاروا بأجن
ت قومي يعلمون" جعوا الرحل قبل الرحيل ،وشروا ف
حة الذر ،وصوتوا إل الرعيل الثان "يا لي َ
سواء السبيل ،فالناس ف الغفلت وهم ف قطع الفلة "تلك أمة قد خلتْ" لو رأيت مطايا أجسام
هم ،وقد أذا با السرى فهي تن ما تن فتبكي الداد.
للمصنف:
ت فأذكتْ لوعـتـي حـنـينـا أشكو من البي وتشكـو الـبـينـا
حن ْ
بقدر ما عـاث الـفـراق فـينـا قد عاث ف أشخاصها طولُ السرى
أضحت تباري الريح ف البينـا فخلها تشي الـوينـا طـال مـا
با قطعنا السهـل والـحـزونـا وكيف ل نأوي لا وهـي الـتـي
فهن بالرزام يشـتـكـينـا إن كن ل يفصحن بالشكوى لنا
إن الزين يسعد الـزينـا قد أقرحت با تن كـبـدي
عن المى فاعدل با يينـا وقد تياسرت بـهـن جـائرا
نعم ولكن ل أرى القطـينـا يقول صاحب أترى آثارهـم
للبي ل تبل كمـا بـلـينـا لو ل تد ربوعهم كوجـدنـا
بكت فأبدت سرى الصونـا أكلما لح لـعـينـي بـارق
وعذبوا الـائن ل المـينـا ل تأخذوا قلب بذنب مقلتـي
دارت قلوب القوم ف دائرة الوف ،دوران الكرة تت الصولان فهاموا ف فلوات القلق ،فمن
خايف مستجي ،ومن واحد يقول ،ومن سكران يبث.
رأيت الب يلعب بالرجال إذا لعب الرجال بكل شيء
طالت عليهم بادية الرياضة ،ث بدت بعدها الرياض ،استوطنوا فردوس النس ف قلة طور
الطلب.
تلقينا كأنا مـا شـقـينـا شقينا ف الوى زمنا فلمـا
فما زالت بنا حت رضينـا سخطنا عندما جنت الليالـي
فإنا بعد ما متـنـا حـيينـا فمن ل يي بعد الوت يوما
127
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وقفت على قب بعض الصالي فقلت :يا فلن ،باذا نلت تردد القدام إليك? فقال :أقدمت على
رد الوى بل تردد ،فترددت إل القدام ،كان عطر إخلصي خالصا فعبق نشره بالرواح.
للمهيار:
ت منها ما قاله الرسـمُ
فهم ُ ت مع الرسم ل ماورةٌ
جر ْ
يا ع َلمَ الشوقِ بعدنا عِـلـمُ هل لك بالنازلي أرض من
أدل القوم طول الليل ف السرى ،وخافوا عوز الاء فتمموا الزاد بالبكاء.
فما لفون العـاشـقـي مـنـام سلو غي طرف إن سألتم عن الكرى
سكن الوف قلوبم فإذا با ،فإذا با ف ملة المن ،نلوا العرفة فتحلوا فعمر قصر القلب
للملك ،وقنعت الواشي ف القاع باليم.
تسبه بعض أطنابـا وكم ناحل بي تلك اليام
يا هذا ،سرادق الحبة ل يضرب إل ف قاع فارغ نزه "فرّغ قلبك من غيي ،أسكنه".
للشريف الرضي:
نزلوا القلب أقامـوا تركوا الدار فـلـمـا
زمن الوجـد مـدامُ يا خليلي اسـقـيانـي
ولـلـيلِ مُـقــامُ وصِفا ل قلعة الركب
مِنّي لقد شط الَـرامُ ومِـنـىً أين مـنـىً
وعلى اليف خـيام هل على جع نزول
بق ل بد أن الحبي تذوب ،ولسماء أعينهم تمي وتصوب ،لو حلوا جبال الرض مع كر
الكروب ،كان ذلك قليلً ف حب الحبوب.
لبن العتز:
فازددت ذ ًل فزادتـيهـا رأى خضوعي فصدّ عن
قد أحرق الدمع ما يليهـا قلت له خالـيا وعـينـي
قال :وأبصرت ل شبيها هل ل ف الب من شبيه
الفصل الثالث والعشرون
أخوان ،شروا عن سوق الدأب ف سوق الدب ،واعتبوا بالراحلي وسلوا السلب قبل أن
يفوت الغرض بالرض إن عرض ،فكأنكم ببسوط المل قد انقبض ،وبشيد الن قد انتقض.
128
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وانتظر يوم الفـراق يا ساكن الدنيا تأهّـب
فسوف يدى بالرفاق وأعد زادا للـرحـيل
تنهل من سحب الآق وابك الذنوب يا دمـع
أرضيت ما يفن بباق يا من أضاع زمانـه
أين عزائم الرجال? أين صرائم البطال? تدعي وتتوان ،هذا مال.
فأدعي بعدكم عنـي وأعـتـذر أشتاقكم ويول العزم دونـكـم
وآية الشوق أن يستصغر الطر وأشتكي خطرا بين وبـينـكـم
إن همت فبادر ،وإن عزمت فثابر ،واعلم أنه ل يدرك الفاخر من رضي بالصف الخر .قال عمر
بن عبد العزيز :خلقت ل نفس تواقة ،ل تزل تتوق إل المارة ،فلما نلتها تاقت إل اللفة ،فلما
نلتها تاقت إل النة.
لب فراس:
أرى أن دارا لست من أهلها قفر بدوت وأهلي حاضرون لنـنـي
إذا ل يفر عرضي فل وفر الوفر وما حاجت ف الال أبغي وفوره
فقلت ها أمران أحلهـا مـر وقال أصيحاب الفرار أو الـردى
وف الليلة الظلماء يفتقد الـبـدر سيذكرن قومي إذ جـد جـدهـم
وما كان يغلو التب لو نفق الصب ولو سد غيي ما سددت اكتفوا به
لنا الصدر دون العالي أو القبـر ونن أناس ل توسـط عـنـدنـا
ومن خطب السناء ل يغله الهر تون علينا ف العال نفوسـنـا
ابتليت المم العالية بعشق الفضائل ،شجر الكاره يثمر الكارم ،مت لحت الفريسة قذفت الغابة
السبع ،إذا استقام للجواد الشوط ل يوج راكبه إل سوط ،من ضرب يوم الوغى وجه الوى
بسهم ،ضرب مع الشجعان يوم القسمة بسهم ،من اشتغل بالعمارة استغل الراج ،إذا طلع نم ا
لمة ف ظلم ليل البطالة ث ردفه قمر العزية "أشرقت الرض بنور ربا" يا طالبا للبدعة أخطأت ا
لطريق ،علة الراحة التعب ،إن ل تكن أسدا ف العزم ول غزالً ف السبق فل تتثعلب ،يا هذا الد
جناح النجاة وكسلك مزمن ،من كد كد العبيد تنعم تنعم الحرار ،من امتطى راحلة الشوق ل ي
شق عليه بعد السفر.
وتأت على قدر الكرام الكارم على قدر أهل العزم تأت العزائم
129
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا هذا ركائب الرحيل قد أنيخت بالناب ول تتحرج ،وناقد البايع قائم على الباب ونقدك برج،
كيف يلحق السابقي كسلن أعرج? لو تنقلت على عيطموس العزم وهوجاء الطلب وبيسجور
القصد ،وجعلباة السي ،ومشمعلة الد ،ووصلت الديور بالضحى لنقطعت الديومة القذف ،ول
كنك استوطأت مهاد الكسل وإبر النحل دون العسل.
قيل لبعض أهل الرياضة :كيف غلبت نفسك? فقال :قمت ف صف حربا بسلح الد ،فخرج م
رحب الوى بدافع ،فعله على العزم بصارم الزم ،فلم تض ساعة حت ملكت خيب ،وقيل لخر
:كيف قدرت على هواك? فقال :خدعته حت أسرته واستلبت عوده فكسرته وقيدته بقيد العزلة
،وحفرت له مطمور المول ف بيت التواضع ،وضربته بسياط الوع ،فلن يا فلن ،ألك? ف م
اهدة النفس نية أم النية نية? أتعبتن وأنت أنت ،يا خنشليل ف كل دردبيس ،إل مت تول ف طل
ب هجول? ما نفشت غنم العيون النواظر ف زروع الوجوه النواضر إل وأغي على السرح ،من ت
عرض للعنقفي لقي المرين ،التعرض للنبلة أبله ،ما ع ّز يوسف إل بترك ما ذل به ماعز ،لو ركد
كدر دهن الذهن ست ذبالة الصباح.
أخوان إل مت سكر عن القصود? أل صحو ساعة? أريقوا قرقف الوى قبل هجوم صاحب الشر
طة ،اكسروا الظروف ظرفا ليعلم حسن قصدكم للتوبة ،وليشغلكم ذكر صوت الناي عن صو
ت الناي ،والفكر ف خراب الغان عن لغات الغان ،فكم من شاب ما شاب ،وكم من راج راج
له أن خاب ،ما أسرع افتراق الصاحبي إذا صاح بي" ،فمفترق جاران داراها عمر".
مثل أهل الدنيا ف غفلتهم وطول آمالم كمثل الاج ،نزلوا من ًل فقام أقوام يقطعون الصخور ويب
نون البيوت ،فقال التيقظون :ويكم ما هذا البله? الرحيل بعد ساعة ،لو علم الورد قصر عمره م
ا تبسم ،بينما هو ينشر بز ريه ،ف شال البكور بزه الناطور فإذا به ف زجاجة الزور ،فانتبه أنت
ول تغتر بزور نسيم الدجى يفتح مستغلق البند ،وخوف سوم النهار يعيد اللينوفر إل الاء ،اسع
يا من ل يركه تشويق ،ول يزعجه تويف.
ففي كل شيء له عبة إذا الرء كانت له فكرة
تزوج صلة بن أشيم فأدخله ابن أخيه المام ،ث أدخل إل الرأة وقد طيب فقام يصلي فمد
الصلة إل الفجر ،فعاتبه ابن أخيه فقال :إنك أدخلتن أمس بيتا ذكرتن به النار ،ث أدخلتن بيتا
ذكرتن به النة ،فما زال فكري فيهما حت أصبحت.
كفى حزنـا أن ل أعـاين بـقـعة من الرض إل ازددت شوقا إليكم
تذكرت أياما مضت لـي لـديكـم وإن مت ما طاب ل خفض عيشة
130
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
مر بعض الفقراء بامرأة فأعجبته فتزوجها ،فلما دخل البيت نزعوا خلقانه وألبسوه ثيابا جددا،
فلما جن عليه الليل طلب قلبه فلم يده فصاح :خلقان خلقان ،فأخذها ورجع.
للشريف الرضي:
إل ذكرت ليالينـا بـذي سـلـم ما ساعفتن الليال بعد بعـدهـم
إل ذكرت هوى أيامنـا الـقـدم ول استجد فؤادي ف الزمان هوى
فإن قلب ل يرضى بغيهم ل تطلب ل البدال بعدهـم
الفصل الرابع والعشرون
يا طويل المل ف قصي الجل ،أما رأيت مستلبا وما كمل? أتؤخر النابة وتعجل الزلل.
أعلى يقي من بلوغ غد يا من يعد غدا لتوبـتـه
ومنية النسان بالرصـد الرء ف زلل على أمل
ولعل يومك آخر العدد أيام عمرك كلهـا عـدد
يا أخي التوبة التوبة قبل أن تصل إليك النوبة ،النابة النابة قبل أن يغلق باب الجابة ،الفاقة
الفاقة فيا قرب وقت الفاقة ،إنا الدنيا سوق للتجر ،وملس وعظ للزجر ،وليل صيف قريب
الفجر ،الكنة مزنة صيف ،الفرصة زورة طيف ،الصحة رقدة ضيف ،الغرة نقدة زيف ،الدنيا معش
وقة وكيف ،البدار البدار فالوقت سيف.
يا غافلً عن مصيه ،يا واقفا ف تقصيه سبقك أهل العزائم وأنت ف اليقظة نائم ،قف على الباب
وقوف نادم ،ونكس رأس الذل وقل أنا ظال ،وناد ف السحار مذنب وواجم ،وتشبه بالقوم وإن
ل تكن منهم وزاحم ،وابعث بريح الزفرات سحاب دمع ساجم ،قم ف الدجا نادبا ،وقف على الب
اب تائبا ،واستدرك من الغمر ذاهبا ،ودع اللهو والوى جانبا ،وإذ لح الغرور رأى راهبا ،وطل
ق الدنيا إن كنت للخرى طالبا ولكن بل قلب إل أين أذهب.
يا من قد ضاع قلبه اطلبه ف مظان إنشاد الضلل ،الضايع إنا ينشد ف الجامع ،فاطلب قلبك ف
مالس الذكر ،أو بي أهل القابر ،وربا دخلت بيت الفكر فرأيته فأي موضع غلب على ظنك و
جوده فل تقصر ف البحث عنه ،هذه النسور والرخم على كثافة طبعها إذا رأت جيشا تبعته لا تر
جو من قتال يوجب قتلى وأخداج حامل ،أفما ترجو أنت ف الجلس إجابة دعوة أو حضور قلب
? يا نائما طول الليل ،سارت الرفقة ،رحل القوم كلهم وما انتبهت من الرقدة ،ويك أتدري ما
صنعت بنفسك? دخلت دار الوى فقامرت بعمرك ،كنت أمس قلب أمس فتراك ف تصحيف تر
ى ،لحت لك العاجلة ،فهمت كأنك ما فهمت فلما تبدلت تبلدت أخبن عن تليطك فالطبيب
131
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل يكذب ،سجيتك تعلمن فاسع أحدثك ،استكثرت من برودات الغفلة فقعد نشاط العزم ،فلو ق
اومتها برارات الذر لقام القعد ،أما تعلم أن مطاعم الطامع تولد سددا ف كبد الد ،الحنة الع
ظمى موافقة الوى من غي تدبر ،أنت ترى ما تشتهي فتضرب الد.
يا أسيا ف قبضة الغفلة ،يا صريعا ف سكرة الهلة ،أما يطر بقلبك خطر أمرك ،ويك قد وهن ال
عظم العظيم وما شابت هة المل ،اخلق برد الياة وما انكفت كف البطالة ،قربت نوق الرحيل
وما ف الزاد زاد قدمت معابر العبور وأنت تلهو على الساحل ،أكثر العمر قد مر ،وأنت تتغلغل
ف تضييع الغابر ،أترجح الفان على الباقي? تثبت ،ففي اليزان عي ،إن حركك حظ من حظ فال
ظ الظ الحظ ،وال لو شغلك نيل النة عن الق لظة كان ف تدبيك وكس ،ويك أنا بدك ال
لزم فالزم بدك ،خاصمت عنك قبل وجودك "إن أعلم" واعتذرت عنك ف زلل "فدلها" ولقنت
ك العذر "ما غرك بربك" وواصلتك برسائل "هل من سائل".
فريح الصبا من إليك رسول إذا ل يكن بين وبينك مرسل
كان بعض الغنياء كثي الشكر ،فطال عليه المد فبطر وعصى فما زالت نعمته ول تغيت
حالته ،فقال :يا رب تبدلت طاعت ،وما تغيت نعمت ،فهتف به هاتف :يا هذا ليام الوصال
عندنا حرمة حفظناها وضيعتها.
للمهيار:
ليت شعري ما الذي ألاك عنّا َسلْ بـسـلـعٍ كـان وكـنـا
دبّ أم ذنبٌ سرى أم تتجنّـى أهوىً أحدّثْـتَـه أم كـاشـحٌ
تاب رجل من كان قبلكم ث نقض ،فهتف به هاتف ف الليل:
فإن عدت عدنا والوداد سليم سأترك ما بين وبينك واقفا
وتترك مثلي والفاظ قدي تواصل قوما ل وفاء لعهدهم
يا ناقضي العهود انظروا لن عاهدت ،تلفوا خرق الطاء قبل أن يتسع.
فالجر صعب شـديد عودوا إل العهد عودوا
نا لـديكـم بـعــيد تذكرونا فمـا عـهـد
وهل تـعـود زرود هل يرجع البان يومـا
يا هذا أقبل علينا ،تر من إقبالنا عليك العجب ،احفظ ال يفظك ،اطلب ال تده أمامك ،من
كان لنا عينا على قلبه ،أجرينا له جامكية أمي.
غبت أشجان على القرب أنت على البعد هومي إذا
132
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عين لكم عي وعلى قلب ل أتبع القلب إل غيكـم
يا هذا حفر النهر إليك وإجراء الاء ليس عليك ،احفر ساقية "فاذكرون" إل جنب بر "أذكركم"
فإذا بالغ فيها معول الكد ،فاضت عليك مياه البحر" ،فب يسمع وب يبصر" الق بذر الفكر ف
أرض اللوة وسق إل ساقية من ماء الفكر ،لعلها تنبت لك شجرة "أنا جليس من ذكرن".
للشريف الرضي:
أميل من اليمي إل الشما ِل ُيرَنّحُن إليكَ الشوق حتـى
حُمَيّا الكأس حالً بعد حالِ كما مال الُعاقِر عـاودَتْـه
كما نشط السي من العِقالِ ويأخذن لذكـراك ارتـياحٌ
ُي َغصّصُن بذا الاءِ الزللِ وأيس ُر ما ألقي أن هـمّـا
هبت رياح الوف فقلقلت قلوب الائفي فلم تترك ثرة دمع ف فنن جفن ،إذا نزل آب ف
القلب ،سكن أذار ف العي.
يكفيك أن النار بي ضلـوعـي تبلن بفـا يزيد خـضـوعـي
قسم الوى ووحق فيض دموعي وحياة سقمي ف هـواك فـإنـه
ولعشقن عليك طول هلوعـي لوكلن عليك عين بـالـبـكـاء
كانت مع هشام بن حسان جارية ف الدار فكانت تقول :أي ذنب عمل هذا? من قتل هذا? فتراه
الليل كله يبكي.
وشردت نومي فما ل رقاد ل يعـاد
تركت الفؤاد علـي ً
كان فتح الوصلي يبكي الدموع ث يبكي الدم ،فقيل له :على ماذا بكيت الدم? فقال :خوفا على
الدموع أن تكون ما صحت ل.
قد طال لعظم ما عناه الشرح يا من لفؤاد وامق ما يصحـو
ذا يكتب شجوه وهذا يحـو والعي لا دم ودمع سـمـح
الفصل الامس والعشرون
يا من يعظه الدهر ول يقبل ،وينذره القهر بن يرحل ،ويضم العيب إل الشيب وبئس ما يفعل،
كن كيف شئت فإنا تازى با تعمل:
وذا زمانك فامرح فيه لزمنـي دعن فإن غري العقل لزمـنـي
والشيب جاء با أبغضت من من ولّى الشباب با أحببت من مـنـح
133
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وما حرصت عليه حي عن فنـي فما كرهت ثوى عندي وعنفـنـي
يا جايرا ،كلما قيل أقسط قسط ،يا نازلً ،فسطاط الوى ،على شاطئ الشطط ،يا مهلً ل مهملً
ما عند الوت غلط ،كم سلب وضيعا وشريفا سلبا عنيفا وخبط ،أما مضغ الرواح? فلما طال
الضغ استرط ،أما يكفي نذيرهم? بلى قد خوف الفرط ،تال ما يبال حام المام أي حب لقط? أ
ما خط الشيب خط النهي عن الطآء لا وخط ،أما آذن الشباب بالذهاب فماذا بعد الشمط?
يام ل لـعـب ول لـهـو ما أن يطيب لذي الرعاية لل
فيموت من أجزائه جـزو إذ كان يطرب ف مسرتـه
يا مدعوا إل ناته وهو يتوان ،ما هذا الفتور? والرحيل قد تدان ،يا مقبلً على هفواته ل يألو
بتانا ،كأنك بالدمع يري عند الوت تتانا ،وشغل التلف قد أوقد من شعل السف نيانا ،وأنت
تبكي تفريطك حت لقد أقرحت أجفانا ،والعمل الصال ينادي من كان أجفانا ،احذر زلل قدمك،
وخف حلول ندمك ،واغتنم وجودك قبل عدمك ،واقبل نصحي ول تاطر بدمك.
عن الفاحشات انزجر وانتهِ إذا ما ناك امرؤٌ نـاصـحٌ
فكن حذرا بعدها أن تـي وإما علـوت إلـى رتـبة
فل تغترر بالن أنت هي وإما ترى مهجة ف الثرى
خاصم نفسك عند حاكم عقلك ل عند قاضي هواك ،فحاكم العقل يدين وقاضي الوى يور،
كان أحد السلف إذا قهر نفسه بترك شهوة أقبل يهتز اهتزاز الرامي إذا قرطس ،لا عرف القوم
قدر الياة ،أماتوا فيها الوى فعاشوا ،انتبهوا بأكف الد من الزمن ما نثره زمن البطالة.
على كل مغب الطوالـع قـاتـم وركب سروا والليل ملق رواقـه
فصار سراهم ف ظهور العزائم حدوا عزمات ضاقت الرض بينها
على عاتق الشعري وهام النعـائم تريهم نوم الليل ما يبتـغـونـه
رماح العطايا ف صدور الكارم إذا طردوا ف معرك الد قصفوا
هان عليهم طول الطريق لعلمهم أين القصد ،وحلت لم مرارات البل حبا لعواقب السلمة ،فيا
بشراهم يوم "هذا يومكم".
نبكي الحبة حسرة وشـوقـا قف بالديار فـهـذه آثـارهـم
عن أهلها أو صادقا أو مشفقـا كم قد وقفت با أسائل مبـرا
فارقت من توى فعز اللتقى فأجابن داعي الوى ف رسها
134
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا ربوع الحباب أين سكانك? يا مواطن اللباب أين قطانك? يا جواهر الداب أين خزانك?
للمهيار:
أسأر عندي أيامُهـا الـقُـ ُدمُ يطربن للمنازل الـيوم مـا
إليها ربوعُـهـا الـعُـجُـمُ وتطيبن على فصاحة شكواي
عل ّي عارٌ أن تبخـل الـدَّيمُ علي يا دار جه ُد عين ومـا
أو دمها إن سقى ثـراك دمُ لك الرضا من جِمام أدمعهـا
ك بعـدهُـمُ
جانٍ بواقٍ ل في ِ أما وعهد الغادين عنـكِ وأش
عيشٍ كأن اختلسه حُـلْـمُ وما أطال الن وأعرض من
نعم! على كل حـالة نَـعَـمُ هل هو إل أن قيل :جُن بـم
ورسل أشواقنـا فـم وفـم بتـنـا وأطـواقـنـا يد ويد
يا هذا تنه ف أخبار الحبي إن ل تكن منهم ،إن أهل الكوفة يرجون للتفرج على الاج ،اقعد
على جانب وادي السحر لعل إبل القوم تر بك.
فعسى أريك به القطينا خذي على قطن يينـا
النوح والبل النينـا من تعلمت الـمـام
وآسف التقاعد عنهم ،واحسرة البعيد منهم
سلو عن فؤادي ساكن ذلك الـوادي فقد مر متازا على يـنة الـوادي
مضى يطلب الحباب والقوم قد سروا فضل ومروا مسرعي مع الـادي
فها أنا أبكيهم وأبـكـيه بـعـدهـم وتطلبهم عين مع الرائح الـغـادي
وا حاجتنا إل رؤية القوم ،ويا شدة إيثارهم البعد عنا ،إن رأينا شخصا فأعلمتنا الفراسة أنه منهم
كانت هته الرب منا ،وما ذاك إل للتباين بي أفعالنا وأعمالم فلنبك على هذه الال.
أندب الربع الحـيل عجبت لـا رأتـنـي
ل أرى إل الطـلـول واقفا ف الدار أبكـي
ل يلـون الـذمـيل كيف نبـكـي لنـاس
دارهم صاحوا الرحيل كلما قلت اطمـأنـت
كان بعض الصالي يتستر بإظهار النون فتبعه مريد فقال له :وال ما أبرح حت تكلمن بشيء
ينفعن ،فإن قد عرفت تسترك ،فسجد وجعل يقول ف سجوده :اللهم سترك ،فمات.
135
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وآونة اسـا وآونة لـبـنـى أسيك سعدى ف نسيب تـارة
وإل فمن سعدى لديك ومن لبنا حذارا من الواشي أن يسمعوا بنا
?الفصل السادس والعشرون
يا مدوعا قد فت ،يا مغرورا قد غب ،من لك إذا سوى عليك اللب? ف بيت قط ما سكن ،سلب
الرفيق نذير والعاقل فطن.
فتأهب لشتـاتـك أنت ف دار شتات
صمته عن شهواتك واجعل الدنيا كـيومٍ
ال ف يوم وفاتك وليكن فطرك عنـد
إياك والدنيا فإن حب الدنيا مبتوت ،واقنع منها باليسي فما يعز القوت ،يا قوت الندم يغن عن
الياقوت ،احذر منها فإنا أسحر من هاروت وماروت ،ليس للماء ف قبضة مسك ثبوت "وإن
أوهن البيوت لبيت العنكبوت" أين من جع الال ومل التخوت ،تساوى تت اللحود السادات و
التحوت ،ما نفعه إن جال ف البأس جالوت ول رد عنه إن طال القوم طالوت ،ول منع أصحابه
حلول التابوت ،لقد أخرج الوت من قعر اليم الوت ،قل للذين تديروا تدبروا ،أين البيوت? جو
زوا على الذين جوزوا ،فقد وعظ الفوت ،كم مسئول عن عذره ف قبه مبهوت ،لقد أنطق الو
عظ الصخور الصموت ،أما يكفي زجرا أنك توت ،بادر عمرا ف كل يوم يفوت ،قل أنا تائب إ
ل كم سكوت? قد تعودت منك النفس ف الجلس ،النطق بالتوبة فهي تسخو بالكلم لعلمها أنه
على غي أصل ،ولو تيقنت صدق عزمك لتوقفت عن القول ،هذا العصفور إذا كان على حائط ف
صحت به ل يبح فإذا أهويت إل الرض كأنك تناول حجرا يلمح يدك فارغة فلم ينفر ،فإذا و
ضعت يدك على حجر رأى الد ففر ،يا هذا ،قولك أنا تائب من غي عزم ،نفخ ف غي ضرم ،بي
ض التراب ل يرج منه فرخ.
أخوان ،العمر أنفاس تسي بل تطي ،المل منام ل ترى فيه إل الحلم ،هذا سيف الوت قد دنا،
فإن ضرب قدنا ،هذا الرحيل ول زاد عندنا ،انتبهوا من رقاد الغفلة ،تيقظوا من نوم العطلة ،عرج
وا عن طريق البطالة ،ابعدوا عن ديار الوحشة ،الفترة حيض الطباع ،ووقوع العزية ،رؤية النقا ف
حينئ ٍذ يتوجه الطاب بالتوجه إل مراب الد ،أول منازل الخرة القب ،فمن مات فقد حط رحل
السفر ،وسائر الورى سائر ،من كان ف سجن التقى فالوت يطلقه ،ومن كان هائما ف بوادي ال
وى فالوت له حبس يوثقه ،موت التعبدين عتق لم من استرقاق الكد ورفق بم من تعب الجاهد
ة ،وموت العصاة سباء يرقون به لطول العذاب ،من كان واثقا بالسلمة من جناية فرح يفك باب
136
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
السجن ،لا توعد فرعون السحرة بالصلب أنساهم أمل لقاء البيب مرارة الوعيد "إنّا إل ربنا منق
لبون" يا فرعون غاية ما تفعل أن ترق السم ،والركب قد سرى "ل ضي" من لحت له من ،ن
سي تعب الدرج.
للمهيار:
وقرّ بذي الراك لا قرارُ مت رُفعت لا بالغور نار
بكم الشوق مطلولٌ جُبارُ فك ّل دمٍ أراق السي منهـا
ل بد للمحبوب من اختبار الحب "ولنبلونكم" أسلم أبو جندل بن سهيل فقيده أبوه ،فلما نزل
رسول ال صلى ال عليه وسلم الديبية خرج أبو جندل يرسف ف قيده ،فدخل ف الصحابة،
فقال سهيل :هذا أول من أقاضيك عليه ،فاستغاث أبو جندل :يا معشر السلمي ،أأرد إل الشرك
ي ،فيفتنون عن دين ،فقال الرسول :ل بد من الوفاء فرد إليهم ،فقدمه يسعى نوهم وقلبه يهز
جيوش اليل ف اللص.
للمهيار:
دونا ينهد ل بالشر َنهْـدا أنذرتن أم سع ٍد أن سـعـدا
ما أرى ل منك يا ظبية ُبدّا وعلى ما صفحوا أو نقمـوا
لا أسلم مصعب بن عمي حبسه أهله ،فأفلت إل البشة ،ث قدم مكة ،فدخل على رسول ال
صلى ال عليه وسلم ،فأرسلت إليه أمه ،يا عاق أتدخل بلدا أنا فيه ول تبدأ ب? فقال :ما كنت ل
بدأ بأحد قبل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،فأرادت حبسه ،فقال :وال لئن حبستن لحرصن
على قتل من يتعرض ل ،فتركته.
وعاذلي لوبـي فـي مـودتـكـم يا ليتهم وجدوا مـثـل الـذي أجـد
ل تفرطوا بعض هذا اللوم واقتصدوا لا أطالوا عتاب فيك قلـت لـهـم
جع حبس التعذيب بي بلل وعمار ،مصادرين على بذل الدين فزوروا نطق عمار على خط
قلبه ،فلم يغرفوا التزوير ،وأصر بلل على دعوى الفلس فسلموه إل صبيانم ف حديدة
يصهرونه ف حر مكة ،ويضعون على صدره وقت الرمضاء صخرة ولسان مبته يقول:
وللشوق ما ل يبق من وما بقى بعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقـي
وا عجبا ،إيلم ذو حس على عشق يوسف? قدم الطفيل بن عمر والدوسي مكة فقالت له
قريش :ل تدن من ممد فإنا ناف أن يفتنك ،فسد أذنيه بقطنتي ث تفكر ،فقال :وال ما يفى
137
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عليّ السن من القبيح ،فانطلق فسمع من رسول ال صلى ال عليه وسلم فأسلم.
138
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فالعظيم القـدر لـو شـاهـدتـه ل تد ف قبه إل الـعـظـامـا
تال لقد ركض الوت فأسرع ف الركض ،بث النود وطبق الرض ،ما حل على كتيبة إل
وفض ،ول صاح بيش إل جاش وارفض ،ول لوح إل طائر ف البج إل انقض ،إذا تكلمت
قوسه بالنبض أسكنت النبض ،بينا الياة تعرب بالرفع جعل الشكل الفض ،أين مصون الصون
? أزعج عنها ،أين مقصور القصور? أخرج منها ،نقله هادم اللذات نقلً سريعا ،ومقله ف بار ال
ل فظيعا ،وفرق بينه وبي بنيه ،وطرقه بطارق النقض فأنقض ما كان يبنيه ،لقد ول ولء
فات مق ً
ذي ود ينفعه ،وبان فبان لبان الدنيا مصرعه ،هجره وال من هاجر إليه ،ونسيه نسيبه وقد كان ي
نو عليه ،فل صديقه صدقه ف مودته ،ول رفيقه أرفقه ف شدته ،حلوا وال بالبلء ف البلى ،وودع
هم من أودعهم ث قلى ،وانفردوا ف الخدود بي وحش الفل ،وسألوا القالة فقيل :أما هذا فل،
لو نطق الوتى بعد دفنهم لندموا على غيهم وافتهم ،ولقالوا :رحلنا عن ظلم شرورنا إل ظلم قبور
نا ،وخلونا عن الخلء بترابنا ف آفات ل ترى بنا ،أفترى مبنا إذ ظعنا ،بن اعتاض عنا? وهذا م
صيك بعد قليل ،فتأهب يا مقيم للتحويل ،يا سليما يظن أنه سليم ،جوارحك جوارحك ،سور تق
واك كثي الثلم ،وأعداؤك قد أحاطوا بالبلد ،ويك ،قبل الرمي تراش السهام ،وبي العجز والتوا
ن ينتج التوى ،يا قال القائل للنصايح إداؤك داؤك ،كيف تتمع هتك مع غوغاء الن وضوضاء
الشهوات ،كيف تتصرف ف مصالك والشواغل للشوي غل ،كم صادفت الوى فصدفت? لقد
خدع قلبك الوى فاسترق فاسترق ،أض ّر ما عليك سوء تدبيك ،آه للبس شعار الطرد وما يشع
ر به وأسفا ،لضروب ما يس صوت الشوط ،عجبا لن أصيب بعقله وعقله معه ،يا معثر القدام
مع إشراق الشمس ،يا فارغ البيت من القوت ف أيام الصاد.
وغرامي من غرامي قاتلـي أملي من أملي ما ينقـضـي
جاء عامٌ مثله مـن قـابـل ت عـامـا فـاسـدا
كلما أفني ُ
عرض القدور ل ف أملي كلما أملت يوما صـالـحـا
أرتي منك وتدن أجـلـي وأرى اليام ل تُدنـي الـذي
يا جرحى الذنوب قد عرفتم الراهم ،اخرجوا من قصر مصر الوى وقد لحت مدينة مدين،
اطلبوا بئر الشرب وإن صد الرعاء فلعل حضور موسى يتفق ،مت استقامت لكم جادة البكاء فل
تعرجوا عنها ،كان عمر بن عبد العزيز وفتح الوصلي يبكيان الدم.
تبدل الدمـع دمـا قولوا لسكان الـي
قد صار مرا علقما وكل شهد بعـدكـم
139
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إذا تكاثفت كثبان الذنوب ف بوادي القلوب ،نسفها نسف أسف ف نفس ،يا أهل الزلل قوموا
نفس أنفسكم فقد جع قسر القهر ،بي الناقص والتام ،لقد تاب ال على الؤمني "وعلى الثلثة
الذي ُخلّفوا".
أيأس من أن تعطفوا لست وإن أعرضتـم
ول أفاق الشغـف فل برى وجدي بكم
حتـى يرد يوسـف وصب يعقوب معي
ك على ما فقدت ف بيت السف.
يا من كان له وقت طيب وقلب حسن ،فاستحال خله خرا ،اب ِ
من الوجدان يطفي نى البلبل لعل اندار الدمع يعقـب راحة
ت فتغيت ،ما أجود جادتك فكيف تعثرت.
ما أحسن ما كن َ
بأنعم حال غبـطة وسـرور وكنا جيعا قبل أن يظهر الورى
بطون الوى مقلوبة لظهـور فما برح الواشون حت بدت لنا
البكاء على الفايت معول الزين.
لب تام:
فيا دمع اندن على ساكن ند واندت من بعد اتـهـام داركـم
عل ّي وجددت به خلق الـوجـد لعمري قد أخلفتم جدة الـبـكـا
يا معاشر الطرودين عن صحبة أهل الدين.
ونندب إخواننا الظاعنينا تعالوا نقم مأتا للفراق
هلموا نرق دمع تأسفنا على قبح تلفنا ،ونبعث مع الواصي رسالة مضر لعلنا نظى بأجر
الصيبة ،أنع الراهم لراحات الذنوب البكاء ،هتكة الدمع ستر على الذنب.
قد كنت أصون دمعت فـي المـاق سترا للحب وهو مـا لـيس يطـاق
حت صاح الوجد عن صحيح الشواق ما حيلة من بلى بهـجـر وفـراق
كان ممد ابن النكدر كثي البكاء فسئل عن ذلك فقال :آية من القرآن أبكتن "وبدا لم من ال
ما ل يكونوا يتسبون" كيف ل تذهب العيون من البكاء? وما تدري ما قد أعد لا.
سبقت السعادة لحمد صلى ال عليه وسلم قبل كونه ،ومضت الشقاوة لب جهل قبل وجوده،
وخوف العارفي من سوابق القدار قلقل الرواح هيبة "ل يُسئل" مع تكم "ولو شئنا لتينا كلّ ن
فسٍ هداها" قوي قلق العلماء.
140
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ماذا فعلوا أم من قتـلـوا أترى سألوا لا رحـلـوا
فعندي اليوم بم شـغـل أحليف النوم أقل الـلـوم
قلب فيعي منذ احتمـلـوا أدن جزعي ل يبق معـي
كمدي وهبوا كبدي تبلـوا جلدي سلبوا جسدي نبـوا
أترى عرفت ما ب البل لا ذرفت عين وقـفـت
وهو راحي وأنا الثـمـل ولا اللحي وهو الصاحي
الفصل الثامن والعشرون
تيقظ لنفسك يا هذا وانتبه ،وأحضر عقلك وميز ما تشتبه ،أما هذا منلك اليوم? وغدا لست به.
ول تكمن با يشـتـبـه إذا ما انلى الرأي فاحكم به
فإن الوفق من ينـتـبـه ونبّه فـؤادك مـن رقـدة
وعظت به فانتبه أنت بـه وإن كنتُ ل أنتبه بـالـذي
لقد أمكنت الفرصة أيها العاجز ،ولقد زال القاطع وارتفع الاجز ،أين المم العالية وأين
النجايز? أما تاف هادم اللذات والن الناجز? أما اعوجاج القناة دليل على الغامز? أما الطريق
طويلة وفيها الفاوز ،أما القبور قنطرة العبور فمن الجاوز ،أما يكفي ف التنغيص حل النايز? أما
العدو مارب فهل من مبارز? أما المن بعيد واللك ناشز ،والقنا مشرع والطعن واخز ،تال تطل
ب الشجاعة من بي العجايز ،وتروم إصلح فارك وتقوي ناشز ،إن ل يكن سبق التصديق فلتكن
توبة ماعز ،ما هذه الغفلة والبلى مصيك! وكم هذا التوان فلقد أودى تقصيك ،أما صاح بك ف
سلب نذيرك ،أفل تتأهب لقدساء تدبيك.
إبْ يا شارد الطبع من سفر الوى ،وأذب جامد الدمع بنيان السى ،لعل شفيع العتراف يسئل
ف أسي القتراف ،نق عينيك من عيوبك ،وخلص ذنوبك من بر ذنوبك ،وصن صندوق فمك
بقفل صمتك ،واطو طيلسان لسانك عن بذلة نطقك ،وأغمض عينك عن عيبك حفظا لدينك ،و
اكفف كفك مكتفيا با كفك ،وابن منب التذكي لواعظ القلب ف ساحة الصدر ،وناد ف شجعان
العزائم ورهبان الفكر ،هلموا إل عقد ملس الذكر ،واحذر عي العدو أن يوقع تشتيت الم ف
جع العزم ،فإن رماك القدر بسهم الفتور عن قوس الكمة من يد لكل عامل فترة فاتق بنة العت
ذار ،فإن ألقى كرة قلبك إل صولان التقليب ف بيداء الؤمن مفت فجل ف ميدان الدل فإن دب
ذئب الوى فعاث ف مزرعة التقى فأقم ناطور القلق ،فإن أفلت دجال الطبع فأقام صليب الزلل و
أطلق خنير الشره فألأ إل حرم التوبة واستغث بعيسى العون لعله ينل من ساء اللطاف فيهل
141
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ك الدجال ويقتل النير ويكسر الصليب ،اجلس ليلة على مائدة السحر وذق طعام الناجاة تنس
يك كل لذة ،أرواح السحار ل يستنشقها من كوم غفلة ،إنا لتأت بألطاف البيب ث تعود فيحا
ء تطلب رسالة ،فمن ل يكتب كتابا فماذا يبعث? لو وقفت على جادة التهجد ليلة لرأيت ركب
الحباب لو سرت ف أعراض القوم لرك قلبك صوت الداة ،أقبلت رياح السحار فاحتشمت
تقبيل أقدامهم ،وذكت أذيال أثوابم.
للشريف الرضي:
على الكئيب فضول الرّيط واللّمم وأمستِ الريحُ كالغيى تاذبنـا
يُضيئنا البقُ متازا على َأضَم يشي بنا الطـيبُ أحـيانـا وآونةً
روية الفجر بي الضال والسلم يُولّع الطلّ ُب ْردَيْنا وقد نسـمـت
حديث القوم مع الدجى يطول ،يسيحون ف فلوات خلواته ،يندبون أطلل الب ويرتاحون إل
تنسمه لشدة الطرب.
وإن لستنشي الـشـمـال إذا جـرت حنينا إل آلف قلـبـي وأحـبـابـي
وأهدي مع الريح الـنـوب إلـيهـم سلمي وشكوى طول حزن وأوصاب
واعجبا الرسايل تمل ف السحار ،ل يدري با الفلك ،والجوبة ترد إل السرار ل يعلمها
اللك.
سقى العقيق وأهله وزمانـه يا حبذا رند العقـيق وبـأنـه
وصفت على عصبائه غدرانه راقت خايله ورق نسـيمـه
وتايلت بيد الصبا أفـنـانـه وشكت تباريح الصبابة ورقـه
ف حزنه لعبت به أشجانـه يا مفردا ف حسنه صل مفردا
صابت مدامعه وجن جنانـه صبا إذا ذكر العقيق وأهـلـه
اجتمع الحبون ف مساجد التعبد أول الليل ،فرماهم الوجد ف آخره على قوارع الطرق.
والراح تشي بم مشي الـفـرازين مشوا إل الراح مشى الرخ فانصرفوا
أرواح أزعجها الب ،وأقلقها الوف ،سبحان من أمسكها باللطف.
ماتوا وإن عاد من يهوونه بعثـوا قوم إذا هجروا من بعد ما وصلوا
كفتية الكهف يدرون ل كم لبثـوا ترعى الحبي صرعن ف ديارهم
موتى من الب أو قتلى لا حنثوا وال لو حلف العـشـاق أنـهـم
142
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ملسنا بر ،يرده الفيل والعصفور كل أناس مشربم أطيار صناعتها ف الو بالقلب.
فأين الطروب ،سحائب التفهيم قد هطلت بودق البيان ،أفتراها أخضرت رياض الذهان? نن ف
روضة طعامنا فيها الشوع وشرابنا فيها الدموع ونقلنا هذا الكلم الطبوع ،نداوي أمراضا
أعجزت بتيشوع ،ونرقى الاوي ونرقى اللسوع ،فليته كان كل يوم ل كل أسبوع.
لصردر:
فتنتهم عـيون ذاك الـسـربِ يا صحاب وأين منّي صحـبـي
وما هن غي طعـن وضـربِ كلمات أساؤهن اسـتـعـارات
وقـتـل يلـذّ غـي الـحـبّ أرن ميتة تطيب با الـنـفـس
وطري إن قضيته أو نـبـي ل تزل ب عن العقـيق فـفـيه
خفّي عن وللعـيس :هـبّـي ل رعيتُ السوا َم إن قلتُ للصحبة
وحدي أتكلم ،وجدي يتأل ،أل مريد يتعلم? أل دموع تتسلم? لبن العلم:
فاحبس وعان بليلى ما تعانيه هو المى ومغانيه معانـيه
143
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وذو التجارب فيها خـائف فـرق دار تغر با المـال مـهـلـكة
بعد البيان ومغرور بـهـا يثـق يا للرجال لخدوع بزخـرفـهـا
أين اللوك ملوك الناس والسـوق أقول والنفس تدعون لباطـلـهـا
قد كان فيها لم عيش ومرتـفـق أين الذين إل لذاتـهـا ركـنـوا
كأنم ل يكونوا قبلهـا خـلـقـوا أمست مساكنهم قفرا مـعـطـلة
يا أهل لذات دار ل بـقـاء لـهـا إن اغترارا بظـل زايل حـمـق
أين من كان ف سرور وغبطة? أين من بسط اليد ف بسيط البسطة? لقد أوقعهم الوت ف أصعب
خطة ،جسروا على العاصي فانقلبت على اليم النقطة ،بيناهم ف الطأ خطا إليهم صاحب
الشرطة ،هذا دأب الزمان فإن صفا فغلطة ،كم تون الوت منا أخوانا ،وكم قرن ف الجداث أق
رانا ،كم مترف أبدله الوت ديدانا ،وهذا أمر إلينا قد تدان ،كم معد عودا لعيده? صارت ثيابه أ
كفانا ،وما شاهدنا مصرعها وما كفانا ،كم مسرور بقصره عوض من قبه أعطانا ،افترانا ،هذا ا
لمن ،من أعطانا?
خزمنا له قسرا بغي خزائم لنمنا وصرف الدهر ليس بنائم
من سعى إل شهواته مستعجلً تعثر بسك السف ،تلمح العواقب قبل الفعل أمان من الندم ،قد
عرفتم عقابيل قابيل وعلمتم حسن سرابيل هابيل:
خي من الرى ف أعقابه لسع الشرى يوجد ف أعقابه ضرب
الوى مطمورة ضيقة ف حبس وعر ومذ خلق الوى خلق الوان ،ل يتصرف الوى إل بربع قلب
فارغ من العلم ،الهل خندق يول بي الطالب والطلوب والعلم يدل على القنطرة ،كتابة العلم
ف ليل الهل تفتقر إل مصباح فطنة ودهن الذهن غال ،ما قدر لص قط على فطن ،ومت نام حار
س الفكر انتبه لص الوى ،من ثبت قلبه ف حرب الشهوات ل يتزلزل قدمه ،أول ما ينهزم من ال
هزوم عقله ،ما دمتَ ف حرب العدو فل تبال بالراح ،فإنه قد يصاب الشجاع ،إنا الهادنة دليل
الذل ،تأثيات الذنوب على مقاديرها ،وقعت غلطة من يوسف ف ُقدّ القميص وقويت زلة آدم ،فخ
رج عريانا من الثياب ،أين عزية توبة ماعز? ل عزية توبة ،أين هم أويس ل غم قيس ،ما ل يكن
لك مرّك من باطنك فاللق تضرب ف حديد بارد.
لصردر:
وتأب عريكته أن تلينا ظللت أكر عليه الرقي
144
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويك ،من زم جوارحه ولزم الباب كان على رجاء الوصول ،فكيف بن لزم ول لزم ،طوب
للزهاد لقد مروا ف الطلق ،من يرافقن إل ديار القوم? ما أجوز على البلدان إنا أمضى على
السماوة ،وهذه خيام ليلى فأين ابن اللوح:
بعد بعد القوم خبـر هذي منازلم ومال
من دونه صد وهجر ويلي أحظى كـلـه
كان سري يدافع أول الليل فإذا جن أخذ ف البكاء إل الفجر:
من عن شال وعن يين أقطع ليلى وجيش وجـدي
لعاد عن مدنـف حـزين تال لو عـادنـي رسـول
أسرق من زفرت أنينـي ما حيلت فيك غـي أنـي
ذلوا له ليضى ،فإذا رأيتهم قلت مرضى.
لصردر:
وقتيل حب ما يقـاد مرض بقلب ما يعاد
أبصرت أولـم يذاد يا آخر العشـاق مـا
نبا ولو ردوا لعادوا يقضي التيم منهـم
يأنسون ف الدجى بالظلم ،ويطربون بنوح المام ،مرضى البدان من طول الغرام ،أصحاء
القلوب مع السقام ،إذا ذكرت حبيبهم رأيت الستهام قد هام.
للمهيار:
ذكر المى أطيب ما غُنّـيا ت رفيقا فـأعِـد
وأنتَ إن كن َ
وذكرهم أن يذهب الشجونـا أ ِعدْ فمن آية سكان الـمـى
إن الزين يسعد الـزينـا شجوا كشجوى يا حام ساعدي
تلج البق علـى يبـرينـا كم من دموع ردها صوب دم
قال الشبلي :لقيت جارية حبشية ،فقلت :من أين? فقالت :من عند البيب ،قلت :وإل أين?
قالت :إل البيب ،قلت :ما الذي تريدين من البيب? قالت :البيب .قلت :فكم تذكرين
البيب? فقالت :ما يسكن لسان عن ذكراه حت ألقاه:
وليس ل ف سواكم بعدكم غرض وحرمة الورد ما ل عنكم عوض
فقلت ل زال عن ذلك الـرض ومن حديثي بكم قالوا بـه مـرض
145
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
رأى معروف ف النام كأنه تت العرش ،فقال ال عز وجل :ملئكت من هذا? فقالوا :أنت أعلم،
هذا معروف قد سكن من حبك ،فل يفيق إل بلقائك:
فداو سقما بسم أنـت مـتـلـفـه وابرد غراما بقلب أنت مضـرمـه
ول تكلن على بـعـد الـديار إلـى صبي الضعيف فصبي أنت تعلمه
تلق قلب فقـد أرسـلـتـه فـرقـا إل لقـائك والشـواق تـقـدمـه
الفصل الثلثون
أخوان البدار البدار ،والد الد ،فالصم معد ،والقصم مد:
ي مـظـنـون
فل تظنن أمرا غـ َ ي مـأمـون
مكرُ الزمان علينـا غـ ُ
ذات الن دون مكر البيض والون بل الخوف علينا مك َر أنـفـسـنـا
إن الليالـي واليام قـد كـشـفـت من مكرها كل مستور ومـكـنـون
وحدثتنـا بـأنـا مـن فـرائسـهـا نواطقا بفصـيح غـي مـلـحـون
واستشهدت من مضي منا فأنـبـأنـا عن ذاك كل لقي مـنـا ومـدفـون
أخلفها صد عنها صـد مـزبـون وأم سـوء إذا مـا رام مـرتـضـع
تبا لكل سفـيه الـرأي مـغـبـون ونن ف ذاك نصيفهـا مـودتـنـا
ل ولكن علم مـفـتـون
بل ليس جه ً ل قد أضـر بـنـا
نشكو إل ال جه ً
إل صحيحا له أفعـال مـجـنـون أغوى الوى كل ذي عقل فلست ترى
حت مت نشـتـري دنـيا بـآخـرة سفاهة ونبـيع الـفـوق بـالـدون
فيها بكل طرير الـد مـسـنـون نبن العـاقـل والعـداء كـامـنة
وقد أب قبلنـا تـخـلـيد قـارون ونمع الال نرجـو أن يـلـدنـا
عنها النفوس ول نسخر بـا عـون نظل نستنـفـق العـمـار طـيبة
أل تأخر نـقـد بـعـد عـربـون ومـا تـأخـر حـي بـعـد مـيتة
يا من دعى إل نفعه نبا ونشز ،يا جامعا لغيه ما جع وكن ،يا متثبطا ف الي فإذا لح الشر جز،
كأنك بالل وقد أل ،فنكى ونكز ،وكد التبار الروح بالتباريح ،واشتد العلز ،وأخذ النفس النفس
فاضطرها وحفز ،ودارت ف فلك الفوت فإذا ملك الوت قد برز ،فسماك بالقبور وبالثبور قد نب
ز ،فتأهب فالسعيد منا من تأهب للخي وانتهز ،لقد علت سنك وانتهيت .وما انتبهت ول انتهي
ت .أتعبت ألف رايض ول تؤد الفرايض.
146
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل حلت فيه وزرا ثقيلً .كم نصب لك الوت دليلً إذ ساق العزيز ذليلً ،ل
كم ضيعت عمرا طوي ً
قد حل إل القبور جيلً جيلً ،ونادى ف الباقي رحيلً رحيل ،لكن الوى أعاد الطرف كليل ،وم
ا كان الذي رأيت قليل ،يا مرضا عجيبا كم أتعبت طبيبا ،لقد تنوع ضروبا فأخذ كل عضو نصي
با ،إلم يبقى الغصن رطيبا? من يرد برد الصب قشيبا ،لقد أمسى الوت قريبا ،وستبصر يوما غري
با.
عجبا لك ،ل الدهر يعظك ،ول الوادث تنذرك ،والساعات تعد عليك ،والنفاس تعد منك ،وأ
حب أمريك إليك ،أعودها بالضرر عليك.
يا هذا ،من جل بصيته من قذى الوى جلّى على بصره عرائس الدى .الصور تزاحم العان فمن
حلها حلى بغن العن فتعلم حلها بالتدريج .كل ذرة من الكون تب بلغة بليغة عن حكمة
الفاطر ،غي أنه ل يفهم نطق الوامد إل العقل نظر البصار اليوم إل الصانع بواسطة الصنوع تد
ريج إل رفع الوسايط غدا ،يا مبوسا ف سجن غفلته أخرج من ديار أدبارك واعب ف معب اعتبار
ك ،قف على بعض بقاع قاع ترى كيف نت خضرة حضرته بأسرار الالق إذ تت .تلمح أصنا
ف النبات ف ثياب الثبات قد برزت ف عيد الربيع تيس طربا بالري ،تأمل متلف اللوان ف الغ
صن الواحد ،فإن صباغ القدرة صناع .اسع غناء الورق ،على عيدان العيدان .لعل مقاطع السج
وع توجب رجوع القاطع:
ولقد أشكو فما تفهمـنـي ولقد تشكو فما أفهـمـهـا
وهي أيضا بالوى تعرفن غي أن بالوى أعرفهـا
المائم نواح الشتاقي قد رضيت من خلعهم بريان الدموع:
قد جرعها الفراق كأس الزن ناحت سحرا حامة ف غصن
ما يبكي باك إل ويروي عنـي تبكي شجنا تلـقـتـه مـنـي
واعجبا ،مت يثمر لك وجود الثمر معرفة النعم .كم تنضج الثمار وتتناولا وثرة عرفانك بعد
فجة .ليس حظك من النبات إل الكل .أين التدبي لعجيب الصنعة والصنع .يا مؤثرا ضنك
الس ،على فضاء العقل .كيف تبيع صفاء للتأمل بكدر الهال? من العجب أن ندعوك إل تلم
ح العب ف الغي وأنت ما تبصر نفسك ،تدبر قطرة قطرة من ماء .صبت على إيقاد نار الشهوة.
كيف ظهرت فيها عن حركات اللذة? رقوم نقوش عقدتا يد القدرة .كما تظهر الصورة ف ثوب
السقلطون عن حركات الشد.
تأمل نطفة مغموسة ف دم اليض ،ونقاش القدرة يشق سعها وبصرها من غي مساس .كيف ترب
147
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف حرر مصون عن مشعب ،بينا هي ترفل ف ثوب نطفة اكتست رداء علقة .ث اكتست صفة م
ضغة ،ث انقسمت إل عظم ولم .فاستترت من يد الذى بوقاية جلد .ث خرجت ف سربال الكم
ال تسحب مطارف الطرائف .فبينا هي ف صورة طفل درجت درجة الصب .فتدرجت إل النطق
وتشبثت بذيل الفهم .فكم من صوت بي أرجل النقل من تريك جلجل العب .ف خلخل الفكر
،كلما رنت غنت ألسن الدى ف مغان العان .وكيف يسمع أطروش الغفلة? هذا بعض وصف ا
لظاهر ،فكيف لو فهمت معن الباطن? الدمي كتاب مسطور .وشخصه رق منشور .قلبه بيت مع
مور .هه سقف مرفوع .علمه بر مسجور .من ينتفع بأساعكم بعدي? وما تسن اليام تكتب م
ا أملى.
الفصل الادي والثلثون
يا جامعا الال لغيه ،تاركا للتزود ف سيه ،أتظى بشر كسبك ،ويصل سواك بيه:
ما الرء ف الدنيا بلبـاث سابق إل مـالـك وراثـه
قد صلح ف ميزان مياث كم صامت ينق أكـياسـه
أين جامع الدنيا? طرحها واطرح ،أين اللهي با? حزن بعد أن فرح ،جال ف وصف الرب عنها
ل فإذا الرجل قد ذبح ،بينا هو ف لذاته يغتبق ويصطبح برح به
فاغتيل وجرح ،وظن المر سه ً
أمر مرحل ،فما برح نزل وال لدا ضيقا فما ينفسح ،وصمت تت الثرى فكأنه ل ينطق ول يص
ح ،وكتب على قبه ما أخّر خسر ،وما قدم ربح ،وعدل إل قصره بعد الدفن فافتتح ،وأصبحت
سهام الوارث ف ماله تنتطح ،يا معرضا عن الدى والمى متضح ،أو ما حالك كهذا الال?
الذي شرح ،كأنك بك ف ضيق خناقك تبكي على قبيح أخلقك ،وحبل الدموع تري ف
حلبات آماقك ،وقد تيت عند التفاف ساقك بساقك ،وأسرت ل بقيد عن حركات إطلقك،
وناداك تفريطك :هذا بعض استحقاقك.
لك ناصح ل تكذبـنـه ل تكـذبـن فـإنـنـي
ت فإنا نـار وجـنة فاعمل لنفسك ما استطع
أخوان ،كم من حريص قد جع الال جع الثريا? فرقته القدار تفريق بنات نعش ،يا ذا اللب،
حدثن عنك ،أتنفق العمر الشريف ف طلب الفان الرذيل? ويك ،إن الوى مرعاد مباق بل
مطر ،الدنيا ل تساوي نقل أقدامك ف طلبها ،أرأيت غزالً يغدو خلف كلب ،الدنيا ماز والخر
ى وطن ،والوطار ف الوطان أطوار ،إيثار ما يفن على ما يبقى برسام حاد.
148
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ا أبناء الدنيا إنا مذمومة ف كل شريعة ،والولد عند الفقهاء يتبع الم ،يا من هو ف حديثها أنطق
من سبحان ،وف انتقاد الدناني أنسب من أغفل ،فإذا ذكرت الخرة فأبله من باقل ،حيلتك ف
تصيلها أدق من الشعر ،وأنت ف تدبيها أصنع من النحل ،وعي حرصك عليها أبصر من العقا
ب ،وبطن أملك أعطش من الرمل ،وفم شرهك أشرب من اليم ،تمع فيها الدر جع الذر ،يا رف
يقا ف البله لدود القز ،ما انتفعت بوهبة العقل:
ويهلك غما وسط ما هو ناسجه كدود كدود القز ينسـج دائمـا
ويك ،إن سرورها أقتل من السم ،وإن شرورها أكثر من النمل ،إنا ف قلبك أعز من النفس،
وسنصي عند الوت أهون من الرض ،حرصك بعد الشيب أحر من المر ،أبقي عمر? يا أبرد
من الثلج ،يا من هو عن ناته أنوم من فهد ،ضيعت عمرا أنفس من الدر ،أنت ف الشر أجرى
من جواد ،وف الي أبطأ من أعرج ،تسعى إل العاجل سعي رث ،ويشي ف الجل مشي فرزان،
الزكاة عليك أثقل من أحُد ،والصلة عندك كنقل صخر على ظهر ،وطريق السجد ف حسبان ك
سلك كفرسخي دير كعب ،صدرك عن حديث الدنيا أوسع من البحر ،ووقت العبادة أضيق من
تسعي ،معاصيك أشهر من الشمس ،وتوبتك أخفى من السهي ،إن عرضت خطيئة وثبت وثوب
النمر ،فإذا لحت طاعة رغت روغان الثعلب ،تقدم على الظلم أقدام السبع ،وتطف المانة اخت
طاف الدأة ،يا أظلم من اللندي ما تأمنك غزلن الرم ،يا كنعان المل ،يا نرود اليل ،يا نعم
ان الزلل ،أنت ف حب الال شبه الباحب ،وف تبذير العمر رفيق حات ،تشي ف المل على طري
ق أشعب ،وستندم ندامة الكسعي ،يا عذري الوى ف حب الدنيا ،يا كوف الفقه ف تصيلها ،يا ب
صري الزهد ف طلب الخرة ،إنا يتعب ف تعليم البازي ليصيد ماله قدر ،ولا تعلم بازي فكرك،
أرسلته على اليف.
ويك تفكر قبل سلوك طريق الوى ،ف كثرة العاثر والصدمات أوما الكروهات ف طي الحبوبا
ت كوامن? يا مطلقا نفسه ف مظور شهواتا ،اذكر الغمس ف الرمس ،يا ذا البال الناعم فوق ا
لرض ،اذكر الناعم البال تتها ،أتلفق? والزمان يفرق ،أتؤلف? والدثان يزق ،أتصفي? والدهر
يرنق ،أتؤمل? والوت معوق ،ويك إن القاصد قاصم ،وما للعاصي عاصم ،أنت ف أرباب الذنو
ب غريق ،وف روم الوى بطريق ،فاحذر عقاب الكابر ،يا قليل البة بالطريق اطلب رفقة ،إذا
ل تعرف القبلة بالعلمات ،ففي الساجد ماريب ،إذا رأيت قطار التائبي متصلً فعلق عليه.
فاليوم يوم عتابنـا أهل الغرام تمعوا
فغرابنا أغرى بنا نعق الغراب ببيننا
149
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قد وكلوا بعذابنـا إن الذين نبـهـم
نضي إل أحبابنا قوموا بنا بياتكـم
جادوا بعتق رقابنا قوم إذا ظفروا بنا
ل هرولتُ إليه ،دعوناك بالوسائط فلم تضر ،فأتى الرسل ينل إل السماء ،النظر
من مشى إ ّ
متشابه والذوق مكم.
ونودي بالعشاق قوموا بنا فاسروا ولا رأيت الب قد مد جـسـره
فصادفن الرمان وانقطع السر ت مع الحباب كيما أحـوزه
خرج ُ
ونادى مناد الب قد غرق الصب ومالت بنا المواج من كل جانـبٍ
الفصل الثان والثلثون
يا هذا .لو عاينت قصر أجلك لزهدت ف طول أملك ،وليقتلنك ندمك إن زلت بك قدمك.
للمتنبئ:
وكم هذا التمادي ف التمادي? إل كم ذا التوان ف التوان?
ول يو ٌم ير بـسـتـعـار وما ماضي الشباب بسـتـردّ
فقد وجدته منها ف الـسـواد مت لظتْ بياض الشيب عين
فقد وقع انتفاضي فـي ازدياد مت ما ازددت من بعد التناهي
إل مت ترص على الدنيا وتنسى القدر? من الذي طلب ما ل يقدر فقدر? لقد أذاك إذ ذاك
النصب ،وأوقعك الرص ف شرك الشرك إذ نصب ،أتمل على نفسك فوق السد? ولو قنعت
أراحك الزهد فلماذا تمل ما آذى ولن? ومن ينفعك إن قتلت نفسك يا هذا ،ومن? تمل على ا
لم الم ،لمر لو قضى ت ،أحرصا على الدنيا .ل كانت ،أم شكا ف عيوبا? فقد بانت.
فأيقنت أن سراب سراب رأيت ظنون با كالسراب
كم غرت الدنيا فرخها? فعرت ،ث ذبته بدية ما مرت ،إنا لتقتل صيادها ،وتقتل أولدها.
وسلم ل الوصل واستسلما عزيز على مهجت غرن
على مهجت سل ما سلما فلما تلكنـي واحـتـوى
وال لو كنت من رياشها أكسى من الكعبة ،ل ترج منها إل أعرى من الجر السود.
قيل لراهب :ما الذي حبب إليك اللوة وطرد عنك الفترة? قال :وثبة الكياس من فخ الدنيا.
وقيل لخر :ل تليت عن الدنيا? فقال :خوفا وال من الخرة أن تتخلى عن.
150
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
من غرس ف نفسه شرف المة فنبت ،نبت عن القذار ،ومن استقر ركن عزيته وثبت ،وثبت
نفسه عن الكدار.
فاجسر على الهوال إن كنت رجل قد انقضى العمر وأنت ف شـغـل
يا زمن المة ،يا مقعد العزية ،يا عليل الفهم ،يا بعيد الذهن.
ومنبت غصن الصب حي مـال أما اشتقت مغن الوى حي طاب
وللوصل مـن هـاجـر أن يدال أمـا آن مـن نـازح أن يــن
سار الجدون وتركوك ،ونا الخفون وخلفوك ،نادهم إن سعوك ،واستغث بم إن رحوك.
وركاب النوى بـم تـتـرامـى أيها الراحلون من بـطـن خـيف
لبيب تـحـيتـي والـسـلمـا إن أتيتـم وادي الراك فـاهـدوا
ان وارعوا بي الشى ل الزامى وردوا ماء ناظري عوض الغـدر
تدوا فيه من هواهم سـهـامـا واطلبوا إل قـلـبـي وآيتـه أن
يا من أبعدته الطايا عنهم ،أدرج مرحلة الوى وقد وصلت أنت تتعلل للكسل بالقدر فتقول :لو
وفقن ،ولكسب الشهوات بالندب إل الركة "فامشوا ف مناكبها" أنت ف طلب الدنيا قدري،
وف طلب الدين جبي ،أي مذهب وافق غرضك تذهبت به ،أوليس ف الجاع "من عمل صالا
فلنفسه ومن أساء فعليها" جسدك عندنا وقلبك ف البيت ،نن ف واد وأنت ف واد.
ورسيس الب قاتله بكرت صبحا عواذلـه
والوى عنهن شاغله هوى ف واد ولسن به
ومناه من يواصـلـه يتمني السـلـو لـه
ل بد وال من قلق وحرقة أما ف زاوية التعبد أو ف هاوية الطرد ،إما أن ترق قلبك بنار الندم
على التقصي والشوق إل لقاء البيب ،وإل فنار جهنم أشد حرا:
أتصب للبي أم تـزع شجاك الفراق فما تصنع
فما ذا تقول إذا ودعوا إذا كنت تبكي وهم جية
القلق القلق يا من سلب قلبه ،والبكاء البكاء يا من عظم ذنبه.
كان الشبلي يقول ف مناجاته :ليت شعري ما اسي عندك يا علم الغيوب ،وما أنت صانع ف
ذنوب يا غفار الذنوب ،وب تتم عملي يا مقلب القلوب? وكان يصيح ف جوف الليل :قرة عين،
وسرور قلب ما الذي أسقطن من عينك? أقلت هذا فراق بين وبينك?
151
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
والجر من البيب قاتـل هجرانك قاتلي سـريعـا
شغل بك ل يزال شاغـل إن كنت نسيتن فعـنـدي
ما أنت بذا الحب فاعـل قلب يهواك ليت شعـري
قام على قولـي الـدلئل حقا قد قلت يا حـبـيبـي
تذكي بعظائم الـبـلبـل شوق وجوى ونـار وجـد
ل يبح بالبكـاء سـائل سائل دمعي فجفن عـنـي
فجنة القلب ف الرسـائل إن جن ل الليل يا حبيبـي
والزن تيجه النـازل أبكي ما كان من وصـال
ل أبـرحــه ول أزايل هذا خدي علـى ثـراكـم
بعد العراض من أواصل إن أنت طردتن فـويلـي
والود مقدم الـوسـائل كل والود لـي شـفـيع
الفصل الثالث والثلثون
يا من بي يديه الهوال والعجائب ،وقدما نوى له الدهر النوائب ،أما سهم الصائب كل يوم
صائب ،أحاضر فتحمل من عتبنا? كل بل أنت غائب.
أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا وكيف قرّت لهل العلم أعينهـم
لو كان للقوم أساعٌ لقد سعوا والوت ينذرهم جهرا علنـية
وليس يدرون من ينجو ومن يقع والنار ضاحية ل بد مـوردهـم
والنون ف البحر لن يغتالا فـزع قد أمست الطي والنـعـام آمـنة
والدمي بذا الكسـب مـرتـهـن له رقيب على السـرار يطـلـع
وخصمه اللد والبصار والسمـع حت يوافيه يوم المع مـنـفـردا
إذ الـنـبـيون والشـهـاد قـائمة والن والنس والملك قد خشعوا
وطارت الـصـحـف فـي اليدي منشرة فيها السرائر والخبار تطلع
عما قليل ول تـدري مـمـا يقـع فكيف سهـوك والنـبـاء واقـعة
أم الحيم فل تـبـقـي ول تـدع أف النان وفوز ل انقـطـاع لـه
إذا رجوا مرجا من غمها قمعـوا توي بساكنها طورا وترفـعـهـم
طال البكاء فلم يرحم تضـرعـهـم هيهات ل رقة تغنـي ول جـزع
152
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قد سأل قوم با الرجعى فما رجعوا لينفع لعلم قبل الـوت عـالـمـه
يا من عمره يقد بالساعات ويعد بالنفاس ،يا خل المل خل أحاديث الوسواس ،يا طويل الرقاد
إل كم ذا النعاس? ،قد بقي القليل ل ريب وهذا الشيب يقلع الغراس ،إن ف القابر عبا ،وما
أدراك ما الدراس? ،تال لو سكن اليقي القلب ،لضربت أخاسا ف أسداس ،هل تد لاضي العم
ر لذة? والباقي على القياس ،ماذا التهول ف البوار ،وجر الذيال ف السار ،كأنك ل تسمع بنة
ول نار ،ليب حرصك ما يطفي ،وشر شرهك ما يفى ،أترى هذا ? على ماذا ،أليس لا إذا? قيل
آذى.
أنت ف طلب الدنيا أحي من صَب ،تبيت ف عشقها أسهر من صب ،أين ما حل ف الفم وحلى
ف العي ،ذهب الكل وأنت تدري إل أين ،ما أصعب السباحة ف غدير التمساح ،ما أشق السي
ف الرض السبعة ،إن الفروح به هو الحزون عليه ،غي أن عي الوى عميا ،طاير الطبع يرى ال
بة ل الشرك ،ضيعت سهادك بسعادك ،رمَ ْتكَ إل الند هند ،صَيتَ نارك ليل ليلى ،ويك ربات
الظلم ظلم ،كم أراق الوى دما ف دمن ،ويك دع سلمى وسل ما ينفعك ،دعة لثلك ترك دعد
للنوى ،وسعادة لك هجرة لسعاد ،قطع الطمع من خضر الدنيا بوسى الياس ،تمع للقلب عزم ا
لضر وموسى وإلياس.
يا معشر الفقراء الصادقي قد لبستم حلة الفقر ،فتجملوا بلية الكتمان ،اصبوا على عطش الز
هد ،ول تشربوا من مشربة من ،فالرة توع ول تأكل بثدييها ،ل تسألوا سوى مولكم فسؤال ا
لغي غي سيده تشنيع عليه ،إن الفقي ترك الدنيا إنفة رآها قاطعا فقاطع ،جاز على جيفة مستحيلة
فسد منخر الظرف وأسرع ،النف الشم ل يشم رذيلة بينا هو ف قطع فياف القناعة ،وقع بكن م
ا وجده السكندر ،فقلبه أغن من قارون ،وبيته أفرغ من فؤاد أم موسى .كان إبراهيم بن أدهم ي
عطي عطاء الغنياء وهو فقي ،ويستدين عليه ث يؤثر به.
للشريف الرضي :
ويستأنفون الصبَ ف آخر الصبـر وهم ينفذون الالَ ف أول الغـنـى
ك لـلـوِتْـر
مفاريج للغُمّي مـداري ُ مغاوير ف الُليّ مغاييُ ف المى
كما خايل الطرابُ عن نزوةِ الم ِر وتأخذهم ف ساعة الـجـود هِـزّةٌ
فتحسبهم فيها نشاوى من الـغـنـى وهم ف جلبيب الَصاصة بل وفر
عظي ٌم علـيهـم أن يـنّـوا بـل يدٍ وهَيْنٌ عليهم أن يبيتـوا بـل وفـر
عليه فلم يد ِر الُقل من الـثـري ب تـقـارعـوا
إذا نزل اليّ الغري ُ
153
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إذا كان مبوب البقاء مع الـغـدر ييلون ف شِق الوفاء مـع الـردى
أحكم القوم العلم فحكم عليهم بالعمل ،فقاطعوا التسويف الذي يقطع أعمار الغمار ،وانتبهوا
فانتبهوا الليل والنهار ،أخرجوا قوى العزائم إل الفعال ،فلما قضوا ديون الد قضت علومهم
بالذر من الرد ،أقدامهم على أرض التعبد قد ألفت الصفون تعتمد على سنابك الذر ،فإذا أثر
عندها النصب ،راوحت بي أرجل الرجاء قلوب كالذهب ذهب غشه ،أنفاسهم ل تفى ،نفوسه
م تكاد تطفى ،لون الحب غماز ،دمع الشوق نام.
ف الد على هواك شاهد أخفي كمدي ودمع عينـي
للعاذل واللسان جـاحـد فالفن بلوعتـي مـقـر
اشتد الوف يوما بإبراهيم بن أدهم ،فسأل الراحة فعوتب.
وف يديك من البلوى سلمته لو شئت داويت قلبا أنت سقمه
من كان مثلي فقد قامت قيامته علمة كتبت ف خد عارفكـم
ضجت الناقة لثقل المل ،رأت عظامها قد فرغت ففغرت فم الشكوى فرغت.
حل هوم لا عظـام يا حادي العيس قد براها
ملصقات على عظـام رفقا با إنـا جـلـود
خلف أشواقها أمامي أشواقها خلفها وشوقـي
تادى ف قلب العارف جبل الوف وجبل الزن ،فلما وصل اسكندر الفكر عب زبر الموم،
حت إذا ساوى بي الصدفي صاح بنود الفهم ،انفخوا ،فاستغاث الواجد لتراكم الكرب.
نسيم الصبا يلص إل نسيمـهـا أيا جبلي نعمان بـالـلـه خـلّـيا
على كبد ل يبق إل صمـيمـهـا أجد روحها أو تشف من حـرارة
على نفس مكروب تلت هومها لن الصبا ريح إذا ما تنـسـمـت
الفصل الرابع والثلثون
إخوان ،رحيل من رحل عنا نذير لنا عنا ،وما جرى على من تقدمنا وعظ لنا.
للشريف الرضي:
تضي علينا ث تضي بنا ما أسرعَ اليامَ ف طـيّنـا
مرامُهُ عن أجل قـد دنـا ف كل يوم أم ٌل قـد نـأى
كأنا الدهر سوانا عـنـا أنذرنا الدهرُ وما نرعـوي
154
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ما أوضح الم َر وما أبَيْنـا تعاشيا والوت فـي جـده
تنتظر اليّ لن يظعـنـا والناسُ كالجا ِل قد قُرّبتْ
مقامرٌ يطردها بالـقـنـا تدنو إل العشب ومن خلفها
تدّموا قبل اندامِ البـنـا أين الُول شادوا مبانيهـم
ول يقي نفسَ الغنّ الغِن ل مُعدِمٌ يميه إعـدامُـه
فردا وأقرا ُن الليال ثِنـى كيف دفاعُ الرء أحداثهـا
وعُقبةُ السي لن بعـدنـا حط رجالٌ وركبنا الـذّرى
مُستقلعا ينذرُ مستوطـنـا والازم الرأي الذي يَغتَذي
وعزّ ليث الغاب أن يؤمنا ل يأمنُ الدهرَ على غِـرّةٍ
فاعجل القدار أن يُجتن كم غارسٍ أمّل ف غرسه
ما هذا التقصي ف العمر القصي ،ما هذا الزهو يا من إل البلى يصي ،كم فرق الوت أمية
أمي? ،كم أزار اللاد من وزير? ،وسوى ف القبور بي من هجر وزير ،أين البطال الذين
خاطرهم خطي ،طال ما اقتتلوا ،حت كسروا القنا على القناطي ،تال لقد أمسوا حت أصبحت خ
يل الوت تعثي وتغي ،ونزلوا لدا كبيا غي كبي ،ورأوا كل منكر من منكر وكل نكي من نكي
،فهم مفترقون ف القبور ،فإذا اجتمعوا بنفخة الصور ،عاد شراب الفراق قد أدير "فريقٌ ف الّنةِ
وفريقٌ ف السّعي".
يا غافلً والوت يسعى ف طلبه ،يا مشغولً بلهوه مفتونا بلعبه ،يا مشتريا راحة تفن بطول تعبه ،أ
ما عللت مريضا ورأيت كرب كربه ،أما شيعت ملكا فرجعت إل سلبه ،أما تلى عن ماله وتلى
بكتسبه ،أنفعه غل ّو عزّه أو علوّ نسبه ،لقد ناجاك قبه وناداك أمره ،فانتبه ،ولقد ضرّه هواه ،فل
تلهج أنت به ،ل تغرنك السلمة فمع الواطي سهم صائب.
نظر شاب إل شيخ ضعيف الركة فقال :يا شيخ ،من قيدك? فقال :الذي خلفته يفتل قيدك.
طول السني فل لو ول غـزل من أخطأته سهام الـوت قـيده
حت الرجاء وحت العزم والمل وضاق من نفسه ما كان متسعـا
الشباب باكورة الياة ،والشيب رداء الردى ،إذا قرع الرء باب الكهولة فقد استأذن على البل،
يا رهي الث على العقوبة ،ليس لك من يستفكك إل التوبة ،النطع ف قيد يتلقى الاج منكس
الرأس ،رب خجلة تت الناقص ،كان بعض الشياخ يقول :إلي ،من عادة اللوك ،أنم إذا كب
155
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لم ملوك أعتقوه ،وقد كبت فأعتقن .وقف أعجمي عند الكعبة ،والناس يدعون وهو ساكت،
ث اخذ بلحيته فرفعها ،وقال :يا خداه شيخ كبي.
وقد توال عليهم الجـل لا أتونا والشيب شافعهـم
بيضا فإن الشيوخ قد عقلوا قلنا لتلك الصحائف انقلبـي
يا معاشر الشباب انتبهوا ،القوى ف التقوى ،فلو قد حل الشيب حل التركيب ،إذا هلك أمي
الشباب وقع الشتات ف العسكر ،الشباب رياض والشيب قاع قفر ،فاستصحبوا الزاد قبل
دخول الفلة.
يا قومنا ،الفوائد فوايت ،كف من تبذير يؤذي ،فكيف ببيذر من رعونة? ،إذا كانت القلوب عقم
ا عن الفكر ،واتفقت عنة الفهم فل وجه لنسل الفضائل ،الوف ذكر والرجاء أنثى ومنث البطال
ة إل الناث أميل .من زرع بذر العمل ف أرجاء الرجا ول تقع عليه شس الذر جاءت ثاره فجة
.الاهل ينام على فراش المن فيثقل نومه ،فتكثر أحلم أمانيه ،والعال يضطجع على مهاد الو
ف وحارس اليقظة يوقظه ،من فهم معن الوجود علم عزة النجاة .النفس طائر قد أرسل من عباد
ان التعبد مملً كتاب المانة إل دار اللك والعدو قد نصب له صنوف الشراك ،يلوح ف ضمنه
ا الب الحبوب ،فإن ت كيده فهو صيده ،وإن خب الب عب ،يا أطيار الفهوم احذري مراعي ال
موم فثم عقبان التلف ،ومن نا منها بعد الحاربة أفلت مكسور الناح ،واعجبا لبلبل الفطنة كي
ف اغتر بفخ الفتنة.
للشريف الرضي:
ولقد عهدتك تُف ِلتُ الشـراكـا يا قلب كيف علقت ف أشراكهم
هذا الذي ج ّرتْ علـيكَ يداكـا ل وَجدا بـعـدهـا
ل تشكونَ إ ّ
من حدق بصره إل طرف الدنيا طرفت عينه .من أصغى إل حديث الوى أورثه الصمم عن
النصائح .خست هة فرعون فاستعظم القي "أليسَ ل مُلكُ مِصر" يا دن النفس حارك ينهق من
كف شعي يراه ،الدنيا كلها كجناح بعوضة فما نسبة مصر إليها .صب الفهم يشغله لون الصدفة
والتيقظ يرى الدرة .يا هذا ،إذا لحت لك شهوة فقف متدبرا عواقبها وقد بردت حرارة الوى
فبي النجاة واللك فواق .واعجبا أنفقت الال السروق وبقي القطع:
ف سفك دمي تقدمت أقدامـي أبكي زللي وأشتكـي آثـامـي
ما أسرع ما أصاب قلب الرامي ما أبصرت إل والبلى قـدامـي
156
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ضر وال التخليط آدم ،ونفعت المية يوسف ،ملك هواه فملك زليخا ،أمرضها حبه فأرادت
تناول مقصودها ف زمان المية فصاح لسان طبه "معاذ ال" فخلطت ف بران الرض "ما جزاء
ص الَقّ" .لا نظر يوس
من أرا َد بأهلكَ سوءا إلّ أن يُسْجَنَ" فلما صح الذهن قالت" :النَ حصح َ
ف ف عواقب الذنب وناية الصب فكف الكف اطلع بتعليم التأويل على عواقب الرؤيا .دخل الي
وم موسى وعظى إل مدينة مدين قلبك فوجد فيها رجلي يقتتلن ،القلب والوى ،فاستغاثه الذي
من شيعته وهو القلب على الذي من عدوه وهو الوى ،فوكزه موسى فقضى عليه ،فكان قتل ال
وى سببا للخروج من قصر مصر الغفلة إل شعب شعيب اليقظة ،فالن يناديك لسان العاملة ،ه
ل لك ف بلوغ عرضك على أن تأجرن ،فإن وفيت انقلبت إل لذاتك مسرورا ،واسترجع لك الت
كليم على طور النة ،فإن صحبت فرعون الوى غرقت بعبورك يوم اليم.
الفصل الامس والثلثون
يا هذا ،إنا خلقت الدنيا لتجوزها ل لتحوزها ،ولتعبها ل لتعمرها ،فاقتل هواك الايل إليها،
واقبل نصحي ل تعول عليها.
لورقة بن نوفل:
يبقى الله ويؤدي الال والولد لشيء فيما ترى تبقى بشاشتـه
ت عاد فما خلدوا
واللد قد حاول ْ ل تغن عن هرمز يوما خزائنه
والنس والنّ فيما بينها تـردُ ول سليمان إذ تري الرياح له
من كل أوب إليها وافـدٌ يفـد أين اللوك الت كانت نوافلهـا
ل ب ّد من رده يوما كمـا وردوا ض هنالك مورو ٌد بل كـذبٍ
حو ٌ
الدنيا مزرعة النوائب ومشرعة الصائب ،ومفرقة الجامع ومرية الدامع .كم سلبت أقواما أقوى
ما كانوا ،وبانت أحلى ما كانت أحلما فبانوا ،ففكر ف أهل القصور والمالك ،كيف مزقوا
بكف الهالك ث عد بالنظر ف حالك ،لعله يتجلى القلب الالك .إن لذات الدنيا لفوارك ،وإن م
وج بلئها لتدارك ،كم حج كعبتها قاصد فقتلته قبل الناسك ،كم عل ذروتا مغرور فإذا به تت
السنابك ،كم غرت غرا فما استقر ،حت صيد باشك ،خلها واطلب خلة ذات سرور وسرر وأرا
ئك ،تال ما طيب العيش إل هنالك .أخوان ،ما قعودنا وقد سار الركب ،ما أرى النية النية ،يا
مسافرين من عزم تزود ،يا راحلي بل رواحل وطنوا على النقطاع ،ليت الحترز نا فكيف الهم
ل? ،يا أقدام الصب تملي فقد بقي القليل ،تذكري حلوة الدعة يهن عليك مر السرى ،قد علم
157
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت أين النل ،فاحدلا تسي .
للمهيار:
فإن ونت شيئا فزدها البـرقـا تغ ّن بالـرعـاء يا سـائقـهـا
باجرٍ ترَ السهـامَ الـمُـرقـا واغنَ عن السياطِ ف أرجـوزة
تدْ سُرى ما وجدتْ منتسـقـا واستقبال الريح الصبا بُطمهـا
تعلقا من حـبـهـا وعـلـقـا إن لا عند الـمـى وأهـلـهِ
رعى المى ربّ الغمام وسقى وكل ما تـزجـره حـداتُـهـا
وانفسا لـم تـبـق إل رمَـقـا حوامل منها هومـا ثـقُـلـتْ
وإن دمـي أذرعـا وأسـوقـا تملنـا وإن عـرين قـصَـبـا
ق شفقـا
تسب فج َر ذاتِ عر ٍ دام عليها الليلُ حت أصبـحـت
لرَقـا
ما شئت للبان الوى وا ُ عرّجْ على الوادي فقل عن كبدي
النة ترضى منك بالزهد ،والنار تندفع عنك بترك الذنب ،والحبة ل تقع إل بالروح.
قال ل أقبل الرشا إنّ سلطان حبـه
ما سلك الليل طريقا أطيب من الفلة الت دخلها ،لا خرج من كفه النجنيق ،زيارة تسعى ،فيها
أقدام الرضا على أرض الشوق ،شابت ليلة "فزجن ف النور ،وقال ها أنت وربك".
فرش للفل بيننا جرا لزرنـاك زرناك شوقا ولو أن النوى بسطت
رآه جبيل وقد ودع بلد العادة ،فظن ضعف أقدام التوكل فعرض عليه زاد "ألك حاجة" فرده
بأنفة "أما إليك فل" قال فسل مولك ،قال :علمه بال يغنين عن سؤال.
وصار قلب لـهـم تلكوا واحتكـمـوا
فل يقال ظلـمـوا تصرفوا ف ملكهـم
أو قطعوا لم هـم إن وصلوا مبـهـم
وحدثين عـنـهـم يا أرض سلع أخبي
وتشتكيهـم زمـزم تبكيهم أرضى منـى
أأندوا أم اتـمـوا يا ليت شعري إذ غوا
لو وقفوا فسلّـمـوا ما ضرهم حي سروا
158
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أبدان الحبي عندكم وقلوبم عند البيب ،طرق طارق باب أب يزيد فقال :ها هنا أبو يزيد?
فصاح من داخل الدار :أبو يزيد يطلب أبا يزيد فما يده.
للمهيار:
بالمى واقرأ على قلب السلما وبرعاءِ المى قلبـي فـعـج
أن قلبا سار عن جس ٍم أقـامـا وترجّـ ْل وتـحـ ّدثْ عـجَـبـا
طيب عيشٍ بالغضا لو كان داما قل ليان الغضـا آ ٍه عـلـى
قبلَ أن تم َل شيحا وتـمـامـا حلوا ريحَ الصبـا نـشـركُـمُ
إن أذنتم لعيونـي أن تـنـامـا وابعثوا ل بالكرى طـيفـكـم
بلغت بالقوم الحبة إل استحلء البلى ،فوجدوا ف التعذيب عذوبة لعلمهم أنه مراد البيب.
وكل ما يفعل الحبوب مبوب إرضاء أسخط أو أرضي تلونه
ضن سويد بن مثعبة ،على فراشه ،فكان يقول :وال ما أحب أن ال نقصن منه قلمة ظفر.
وما دروا أنه خل ٌو من اللـم تعجبوا من تن القلب مؤله
أمر الجاج بصلب ما هان العابد ،فرفع على خشبة وهو يسبح ويهلل ويعقد بيده حت بلغ تسعا
وعشرين فبقي شهرا بعد موته ،ويده على ذلك العقد مضمومة.
يوم الساب وفيها حبكم علق لتحشرن عظامي بعد ما بليت
مروا على مذوم قد مزقه الذام ،فقالوا له :لو تداويت ،فقال :لو قطعن إربا إربا ما ازددت له
إل حبا.
رضوا بقتلي فـرضـا إن كان جيانُ الغضـى
يهوى البيب مبغضـا وال ل كـنـت لـمـا
للعبـد أن يعـتـرضـا صرت لم عبـدا ومـا
الشوق على جر الغضا هم قلّبوا قـلـبـي مـن
يعود منها ما مـضـى يا لـيت أيام الـحـمـى
إل الطبيب المـرضـا من لـمـريض ل يرى
كان الشبلي يقول :أحبك الناس لنعمائك وأنا أحبك لبلئك.
ردّ عليه القـاتـلُ من لقتيل الب لـو
أن يعود النـابـل يرحه النّبلُ ويهوى
159
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قلبهم الزهد ف قفر الفقر على أكف الصب فقلع أوداج أغراضهم بسكي السكنة ،والبلء ينادي
أتصبون? والعزم ييب :ل ضي ،سقاهم رحيق القرب فأورثهم حريق الب فغابوا بالسكر عن
روية النفس فعربدوا على رسم السم وهاموا ف فلوات الوجد يستأنسون بالمام والوحش.
إل سواكم ول حبلي بـنـقـاد يا منية القلب ما جيدي بنعطـف
ول سألت حام الدوح إسـعـادي لول الحبة ما استعملـت بـارقة
بالدمع حت رثى ل ساكن الوادي ول وقفت على الـوادي أسـائلـه
الفصل السادس والثلثون
أيها الغتر كم خدعت ،ما واصل وصلها مب إل قطعت ،ول ناولت نوالً إل ارتفت ،اختبأت
مريرها فلما اعتقلت أسيها جرعت ،مت رأيتها قد توطنت فاعلم أنا قد أزمعت.
راكبا ف طلبـا الخـطـارا يا مب الدنيا الغرور اغـتـرارا
وترى أنسه فـتـبـدي نـفـارا يبتغي وصلها فـتـأبـى عـلـيه
جارةٌ ل تزل تسـيء الـجـوارا ب من يبتغي الوصال لـديهـا
خا َ
حاول الزور صـيتـه ازورارا كم مبّ أرته أنـسـا فـلـمـا
إن حلت مـرة أمـرت مـرارا شيب حلو اللذات منـهـا بـمـر
واكتساب الرام يصلي الـنـارا ف اكتساب اللل منها حسـاب
سوف يقضي وما قضى الوطارا ولباغي الوطار منـهـا عـنـاءٌ
وأرباحـهـا تـعـود خـسـارا كل لذاتا مـنـغـصة الـعـيش
وليال السرور تضي قصـارا وليال الـمـوم فـيهـا طـوال
بنر أفـنـت بـه العـمـارا وكفى أنـا تـظـن وإن جـادت
صيت بعدها النـايا خـمـارا وإذا ما سقت خـور المـانـي
كم ملـيك مـسـلـط ذلـلـتـه بعد عز فما أطاق انـتـصـارا
ومغان قد غادرتـهـا قـفـارا ونعيم قد أعـقـبـتـه بـبـوس
عن قليل تسترجع السـتـعـارا أيها الستعي منـهـا مـتـاعـا
يفن ويبقى إثا ويكسـب عـارا عد عن وصل مـن يعـيك مـا
هر وما قدراتك فيك اعتـبـارا قد أرتك المثال ف سالـف الـد
عذار فيمـا جـنـاه والنـذارا وجدير بـالـعـذر مـن قـدم ال
160
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
والتمس غـي هـذه الـدار دارا فتعوض منهـا بـخـلة صـدق
ل ما دمت تستطـيع الـبـدارا والبدار البدار بالعـمـل الـصـا
إل مت ف طلبها? ،إل كم الغترار با? ،تدور البلد منشدا ضالة الن ،وتلك ضالة ل توجد
أبدا ،فسيقتلك الرص غريبا ولكن ل ف فياف "فيا طوب للغرباء".
من الرض ل مال لدي ول أهل أظن هواها تاركي بـمـضـلة
ول وارث إل الطية والرحـل ول أحد أفضى إلـيه وصـيتـي
أيها التعب نفسه ف جع الال ،عقاب الوارث على مرقب النتظار ،أفهمت أم أشرح لك?،
العقاب ل تعان الصيد وإنا تكون على موضع عال ،فأي طائر صاد صيدا انقضت عليه فإذا رآها
هرب وترك الصيد ،ومالك تمع مالك? ومالك منه إل ما تلف ،والزمان يشتك للذهاب وأنت
للذهاب تؤلف ،الال إذا وصل إل الكرام عابر سبيل وإكرام عابر السبيل تهيزه للرحيل ،جسم
البخيل كله يعرق إل اليد كفه مكفوفة ما ينفق منها خرزة.
جادى وما ضمت عليه الحرم تلى بأساء الشهور فـكـفـه
يا فرعون الكب تفرح بال سيسلب منك ،فتستعي كلمة "أليس ل" يا نروذي الهل ،تشد
أطناب اليل على الدنيا ف أرجل نسور المل ث ترمي نشاب الغراض ،إن وقف لك غرض فتس
تغيث الكوان من يدك "وإن كان مكرهم" من فهم علم التوحيد ،ترد للواحد بقطع العلئق ،أما
ترى كلمت الشهادة مردة عن نقط .إذا أعرضت عن الدنيا أقبلت إليك الخرة ،من ترك شيئا
ل عوضه ال خيا منه ،عقر سليمان اليل " فسخّرنا ل ُه الريحَ" ،لا عقدت النصر على التوحيد
ميزت على باقي الصابع بالات.
يا أطفال التوبة ما أنكر حنينكم إل الرضاع ،ولكن ذوقوا مطاعم الرجال وقد نسيتم شرب الل
ب ،إذا تصن الوى بقلعة الطبع فانصبوا مانيق العزائم وقد اندم السور ،أنتم ترجون لقتل سبع
ما أذاكم .ليقال عن أحدكم ما أجلده ،فكيف تتركون سبع الوى وقد أغار على سرح القلوب?
إنا تتحف اللوك بالباكورة .فافهموا يا صبيان التوبة إذا أهديتم فالرطب ل الشف .يا أطيار الش
باب ،إما عبادان التعبد وإل استفراخ العلم وإل فالذبح ،تريدون نيل الشهوات وحصول الراتب
،والمع بي الضداد ل يكن.
وذا وذا يا مي ل يلتام. هواك ند وهواي الشام
ما زلت أعال مسمار الوى .ف قلب العاصي ،أميل به تارة إل جانب التخويف ،وتارة إل ناحية
التشويق ،فلما ضعف الاسك بإزعاجي له ،اتسع عليه الجال فجذبته ،أنفت لصب اللعب من بيع
161
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
جوهر العمر النفيس بصدف الوى ،فشددت عليه ف الجر ليعلم بعد البلوغ "أنّي لْ أَ ُخ ْنهُ
بالغيب".
الفصل السابع والثلثون
أخوان! جدوا فقد سبقتكم ،واستعدوا فقد لقتم ،وانظروا باذا من الوى علقتم? ،ول تغفلوا
عما له خلقتم ،ذهبت اليام وما أطعتم ،وكتبت الثام وما أصغيتم ،وكأنكم بالصادقي قد
وصلوا وانقطعتم ،أهذا التوبيخ لغيكم أو ما قد سعتم? لصردر:
هيهات والزمان كيف تـقـوم ما ضاع من أيامنا هـل يُغـرمُ
وأخوه ليس يُسامُ فـيه درهـمُ يومٌ بأرواحٍ يبـاع ويشـتـرى
أهوى ول يأسي عليهـا يُقـدِمُ ل وقفة ف الدار ل رجعت با
صمّ أحجار الـديار أكـلـم
ول ُ وكفاك أن للنـوائب عـاتـبٌ
ب عنهن من ل يفـهـم
مستخ ٌ ومن البلدة ف الصبابة أننـي
عبثا فما بال الـطـايا تُـر ِزمُ وإذا البليغ شـكـا إلـيه بـثـه
ولربا أبكى الفصيحَ العجـمُ كل كن عن شوقه بلـغـاتـه
الغصان سكر ،والمام متـيمُ نرجو سلوكا ف رسو ٍم بينـهـا
والوُرق تذكر إلفَها فـتـرَنّـمُ هذي تيل إذا تنسمت الصـبـا
آهٍ على زما ٍن فاتن وعلى قلب حي مات ،كيف الطمع فيما مضى? هيهات ،ردا على ليال الت
سلفت أين الزمان الذي بان? أتراه بان ،أين القلب الصاف? كان وكان.
إذ ل أرى زمنا كأزمان با سقيا لنلة المى وكثيبهـا
هيهات قد خلفت أوقات با ما أعرف اللذات إل ذاكـرا
يا من كان له قلب فانقلب ،قيام السحر يستوحش لك ،صيام النهار يسأل عنك ،ليال الوصال
تعاتبك.
والنوى معزولة والقرب وال أين أيامك والـدهـر ربـيع
يا من كان قريبا فطرد ،يا من كان مشاهدا فحجب ،يا عزيزي ما ألفت الشقاء ،فكيف تصب?
أصعب الفقر ما كان بعد الغن .وأوحش الذل ما كان بعد العز وأشدها على الكب .يا هذا بت
بيت الحزان من قبل البيات ،وثب إل الثيب وثبة ثبات ،ول تاوز الناب ودر حول الدار ،وا
ستقبل قبلة التضرع وقل ف السحار:
162
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وأظلم الو وضاق الفـضـا قد قلق الب وطال الـكـرى
بصوت أنعامك قـد روّضـا ل يعطش الزرع الذي نبـتـه
فاستأنف العفو وهب ما مضى إن كان ل ذنب تـرمـتـه
حاشى لبان الجد أن ينقضـا ل تب عـودا أنـت ريشـتـه
أعرض عن الدهر إذ عرضا كيف ل أبكي لعـراض مـن
فاليوم ل أطلب إل الـرضـا قد كنت أرجوه لنيل الـنـى
يا من فقد قلبه وعدم التحيل ف طلبه ،تنفس من كرب الوجد فبيد اللطف يمل اللطفات ،ريح
السحار ركاب الرسائل ،ونسيم الفجر ترجان الواب.
للمهيار:
على الحشاء واحتكمي فيا ريح الصبا اقترحي
ما عهدي وما ذمـي أراك نسمتِ تتبـرين
وذا ف وجنت دمـي فهذي ف يدي كـبـدي
ليالينـا بـذي سـلَـم سل ٌم كلـمـا ذُكـرتْ
أخوان ،صعداء النفاس واصل ل ينع ،لسان الدمع أفصح من لسان الشكوى ،شجو التائب
يطرب سع الرضا ،حزن النادم يسر قلب التعبد ،قلق السكي مبوب الرحة ،آسى من أسا فرح
العفو ،بكاء الفرط يضحك سن القبول ،دمع الحزون مزون لزانة الاص ،ريح نفس آسف أطي
ب من ند ند ،قطرة من الدمع على الد أنفع من ألف مطرة على الرض:
فآتان التوقيع يشرح حالـه ضمنت حال للقصة ورفعتها
العشاق ل ينهي ل إيصاله فأتيت ديوان الوى فلكثـرة
شخص تبقى للعيون خيالـه حت إذا أوصلتها نظروا إل
من حي هجركم تزق حاله قلت ارحوا هذا الفقي فإنه
يا دائرة الشقاء أين أوّلك? يا أرض التيه مت آخرك? يا أيوب البلء إل كم على الكناسة? مت
ينسخ الزمن? زمن "اركض":
وقد حّنتْ إل ألف بعـيد سعت حامة هتفت بليل
فما زلنا نقول لا أعيدي فأزعجت القلوب وأقلقتها
ولكن ل سبيل إل الورود أرى ما ًء وب عطشٌ شديد
163
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تعلق بالليل فهو شفيع مشفع ،تسك بالبكاء فهو رفيق صال ،ادخل ف زمرة التهجدين على وجه
التطفل ف فلوات اللوات بلسان التذلل:
دمعي مبذول وحزن قلب مزون يا راحم عبة السيء الحـزون
من تجره أنت ترى كيف يكـون شوقي يسعى إليك والصب حرون
أبواب اللوك ل تطرق باليدي ول بالجارة بل بنفس متاج :للمهيار:
لليالٍ بالسفح لو ُعدْنَ أخـرى آه والشوق ما تأوهت مـنـه
فيه قلب إن ل تصيبوا المرا قلّبوا ذلك الرماد تُـصـيبـوا
يا هذا ،إذا رأيت نفسك متخيلة ل مع الحبي ول مع التائبي فابسط رماد السف واجلس مع
رفيق اللهف وابعث رسالة القلق مع بريد الصعداء لعله يأت بالواب بكشف الوى:
لشوق لييلت التـي قـد تـولـت ول زفرات لو ظهرنَ قتـلـتـنـي
فمن ل بأخرى مثل تيك أظلـمـت إذا قلت هذي زفرة اليوم قد مضـت
حلفت لـم بـالـلـه مـا أم واحـد إذا ذكـرتـه آخـر الـلـيل أنـت
صروف النوى من حيث ل تك ظنت وما وجدا عرابية قـد .فـت بـهـا
بنجد فلم يقدر لـا مـا تـمـنـت تنت أحـالـيب الـرعـاء وخـيمة
وبرد حصاه آخر الـلـيل حـنـت إذا ذكرت ماء الـعـذيب وطـيبـه
سحيا فلو ل انتـاهـا لـجـنـت لـا أنة وقـت الـعـشــاء وأنة
أججم أحشائي على مـا أجـنـت بأكثر منـي لـوعة غـي أنـنـي
نيان الوف ف قلوب التائبي ما تبو ،وقلق الذنبي ما جنوا ل يسكن ،وضجيج الحبي ف
جيوش الشوق ما يفتر:
أبكي مرضي وليس ل منه شفا واها لزماننا الذي كـان صـفـا
هذا رمقي تسلـمـوه بـوفـا ذابت روحي وما أرى غي جفا
الفصل الثامن والثلثون
أل يعتب القيم منكم بن رحل? أل يندم من يعلم عواقب الكسل? آه لغافل كلما جد الوت
هزل ،ولعاقل كلما صعد العمر نزل.
وقفْ على ما ف القبور من رمم أعد على فكرك أسـلف المـم
القاهر أم أين الضعيف الهتضم وناديهم أين الـقـوي مـنـكـم
164
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ث تساوت تـحـتـه كـ ّل قـدم تفاصلت أوصالم فوق الـثـرى
ما نفع البخل ول ضر الـكـرم ب البـخـيل والـكـري واحـدٌ
قُ
هجوم ما ل يتـقـي إذا هـجـم واعجـبـا لـغـافـل أمـامـه
أو الشباب ل يفته فـي الـهـرم إذا تطاه على عهد الـصـبـي
وهو الشيب الستطي ف اللمم أما كفى النسان موتُ بعـضـه
ما افترقا وأي حبل ما انـصـرم أي خـلـيلـي أقـامـا أبــدا
تضحك من مبتسم إذا ابـتـسـم إن الـنـجـوم الـدائرات أبـدا
أخوان ،بادروا آجالكم ،وحاذروا آمالكم ،آمالكم عبة فيمن مضى? آمالكم ،ما هذا الغرور
الذي قد أمالكم? ستتركون على رغم آمالكم مالكم.
أخوان ،صدقتم المل فكذبكم ،وأطعتم الوى فعذبكم ،أما أنذركم السقم بعد الصحة ،والترحة
بعد الفرحة ،ف كل يوم يوت من أشباحكم ما يكفي ف نعي أرواحكم ،ويل بعقوقكم وفنائكم
ما يبكم عن شتاتكم وفنائكم ،فخذوا حذركم قبل النوائب ،فقد أتيتم من كل جانب ،وتذكروا
سهر أهل النار ف النار ،واحذروا فوت دار البرار ،وتوفوا يوم الفصل بي الفريقي أن يصيبكم
من البي البي.
أخوان ،أبصاركم قوية وبصائركم ضعيفة ،ومن ترائى هواه توارى عنه عقله ،سحبان من ظهر لل
قه بلقه ،غي أن عال الس ل يرونه ،أما قلبك من نطفة إل علقة وأنت كالماد ،كلما نفخ فيك
الروح بعث الزاد بساق إليك من دم الم فتتناوله باجتذاب السرة ،إذ لو طرق اللقوم تلفت ،فل
ما خرجت إل فلة الدنيا رأيت أدوات الثديي معلقتي لشربك ،وكانت عمور السنان تكفي ف
اجتذاب الشروب ،فكلما اعتصرته خرج مغربلً لئل يقع شرق ،فلما قويت العا وافتقرت إل غ
ذاء فيه صلبة أنبت السنان لتقطع والضراس لتطحن ومن العجائب ،أنه أخرجت غبيا ل تعلم
شيئا ،فلو أخرجك عاقلً لرأيت من أطم الصائب تقلبك ف الرق والصائب ،ث جعل بكاءك حين
ئ ٍذ متقاضيا بالصال وبث القوى ف باطنك فقوة تطلب الغذاء وثانية تتذبه إل الكبد وثالثة تسك
ه لا حت تطبخه فيصي دما ،ورابعة تضمه ،وخامسة تفرق بي صفوه وكدره وسادسة تتول قس
مته ،فلو بعثت إل الد ،ما تبعث إل الكخذ صار بقداره ،وسابعة تدفع ثقله.
أفيحسن بعد تفرقة الامكية على العسكر ،أن يثبوا ف الخالفة للمنعم? ث انظر إل هذا الواء الذ
ي قد ملئ به الفضاء كيف تنتصب منه النفس إل النفس? ث هو للصوات من حيث العن كالقر
طاس ،يرقم فيه الوائج ث يتحي فيعود نقيا ،فأقوام يرقمون فيه الذكر والتسبيح ،وآخرون يرقم
165
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ون كل قبيح ،وكم بي من يرقم تلوة القرآن ،وبي من يرقم أصوات العيدان? ث تأمل آلت ال
صوات ،ترى الرئة كالرق ،والنجرة كالنبوب ،فإذا ظهر الصفر أخذ اللسان والشفتان ف صنا
عته ألانا ،فهو كالصابع الختلفة على فم الزمار.
ث تأمل الرض ،كيف مدها بساطا وأمسكها عن الضطراب لتصح للسكن ،ث يزلزلا ف وقت ل
يفطن الساكن بقدرة الزعج ،وجعل فيها نوع رخاوة ليقبل الفر والزرع ،ورفع جانب السماء لي
نحدر الاء ،وفرق الياه بي الزائر ليطب الواء ،وأودع العادن كما تودع الاجات ف الزائن،
ولا بث الطي صان عنها السنبل ،لنه قوتك بقشور صلبة قايات كالبر لئل تستفه فتموت بشما
ء ،فيفوت الظان ،ث تأمل الرماية كيف حشيت بالشحم بي الب ،ليكون غذاءا لا إل وقت ع
ود الثل ،ث جعل كل حشوتي لفافة لئل يتصاك فيجري الاء ،ث جاء بالشمس سراجا ومنضجا ل
لثمر تري لتعمر الماكن ث تغيب ليسكن اليوان ،ولا كانت الوائج قد تعرض بالليل جعل ف
القمر خلفا ول يعل طلوعه ف الليل دائما ،لئل تنبسط الناس ف أعمالم كانبساطهم بالنهار ،فيؤ
ذي الريص كلله ،ولا قدر غيبة القمر ف بعض الليل جعل أنوار الكواكب كشعل النار ف أيد
ي القتبسي ،ولا كانت حاجة اللق إل النار ضرورية أنشأها وجعلها كالخزون ،تستنهض وقت
الاجة فتمسك بالادة ،قدر مراد المسك ،ث انظر إل الطائر ،لا كان يتلس قوته خوف اصطياد
ه ،صلب منقاره لئل ينسحج من اللتقاط لن زامن النتهاب ل يتمل الضغ ،وجعل له حوصلة
يمع فيها الب ث ينقله إل القانصة ف زمان المن ،فإن كانت له أفراخ أسهمهم من الاصل ف
الوصلة قبل النقل ،فإن ل يكن له حنة على أفراخه أغنوا عنه باستقللم من حي انشقاق البيضة
كالفراريج.
واعجبا كيف يُعصى من هذه نعمه ،وكيف ل توت النفس حبا لن هذه حكمه ،إن دنت هتك ف
ل فارغب ف معاملته ،وإن تناهت فتعلق بحبته ،على قدر أهل الع
خف من عقوبته ،وإن علت قلي ً
زم تأت العزائم ،إن قصرت هتك فآثرت قطع الشوك صحبك حار ،وإن رضيت سياسة الدواب
رفقك بغل ،وإن سددت بعض الثغور أعطيت فرسا ،فإن كنت تسن السباق كان عربيا ،فإن عز
مت على الج ركبت جلً ،وإن شخت هتك إل اللك فالفيل مركب اللوك.
بستودعات ف بطون الساود رأيت عليات المور منـوطة
ليس كل اليل للسباق ول كل الطيور تمل الكتب ،من الناس من تشغله ف الدنيا سوداء،
ومنهم من ل يلهيه ف النة قصر ،ول يسليه عن حبيبه نر ،قوته ف الدنيا الذكر وف الخرة
النظر.
166
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وواصل أخرى غيها لسلها يقول أناس لو تناسى وصالـا
ول بقيت نفس تب سواهـا فل نظرت عي تلذ بغـيهـا
الفصل التاسع والثلثون
أيها الغافل ف إقامته عن نقلته ،الاهل وقد مل با يلي بطن صحيفته ،ألك زاد لسفرك على طول
مسافته?
حوت كلما قدمته من فعالـكـا خف ال وانظر ف صحيفتك الت
ول يبق إل أن يقول فـذالـكـا فقد خط فيها الكاتبان فأكـثـروا
أتوضع ف يناك أو ف شالكا وال ما تدري إذا ما لـقـيتـهـا
فما الناس إل هالك فابك هالكـا فل تسب الرء يبقى مـلـدا
يا من تصى عليه اللفظة والنظرة ،مزق بيد الد أثواب الفترة ،وتأهب فما تدري السي عشاء أو
بكرة ،واعتب بالقرباء فالعبة تبعث العبة ،وتزود لسفرة ما مثلها سفرة ،واقنع باليسي فالساب
عسي على الذرة ،وإياك والرام وانظر من أين الكسرة? قبل أن تلقى ساعة حسرة وتلقى بعدها
ف ظلمة حفرة.
وسرور ول يرعك بـعـسـره ل يغرنـك الـزمـان بـيسـر
ف لـظة ويذهـب بـسـره إن مر الزمان يحق عسر الرء
ف نعيم ويوم صاحب كـسـره وسواء إذا انقضى يوم كـسـرى
أترى ف عي العبة رمد? أما تبصر انسلخ المد? يا دائم العاصي ما غيه البد ،تصلي ولو
التعود ل تكد ،القلب غايب إنا جاء السد ،الفكر يول ف طلب الدنيا من بلد إل بلد ،يا
معرضا عن بر برناء ل تقنع بالثمد ،يا مقتول الوى ولكن بل قود .بي الوى والن ،ضاع
اللد ،أما يول ذكر الوت ف اللد? أرأيت أحدا من قبلك خلد? رب يوم معدود وليس ف الع
دد ،إنا الروح عارية ف هذا السد ،هذا بر الغرور يقذف بالزبد ،كم ركبه جاهل فغرق قبل الب
لد ،هذا سهم النون يفري حلق الزرد ،أخوان دنا الصباح فقولوا لن رقد :أين الوجوه الصباح?
مرت على جدد ،أين الظباء اللح? اغتالا السد ،هذا هو الصي .أما يرعوي أحد? قال عمر بن
عبد العزيز لب حازم :عظن ،فقال :اضطجع .ث اجعل الوت عند رأسك ،ث انظر ما تب أن يك
ون فيك تلك الساعة فجد فيه الن وما تكره أن يكون فيك فدعه الن.
أيها الطالب للدنيا وما يد ،كيف تد الخرة وما تطلب? ما مضى من الدنيا فحلم ،وما بقي فأما
ن ،سبعة يظلهم ال ف ظله ،منهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجال ،فقال :إن أخشى ال.
167
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
اسع يا من أجاب عجوزا على مزبلة ،ويك إنا سوداء ،ولكن قد غلبت عليك ،عرضت على نبي
ينا صلى ال عليه وسلم بطحاء مكة ذهبا فأب ،يا ممد من تعلمت هذه القناعة? قال لسان حاله:
من عجلة أب ،الريص دائم السرى وما يمد الصباح ،من ل هة له سوى جع الطام معدود ف
الشرات.
يا أطيار القلوب إل كم ف مزبلة البس? اكسري بالعزم قفص الصر ،واخرجي إل فضاء صحر
اء القدس ،روحي خاصا من الوى ،تعودي بطانا من الدى ،بي أب الركة وأم القصد ينتج ولد
الظفر ،ل ينال السيم بالوينا ،حل النفس على حل الشاق مدرجة إل الشرف ،واعجبا من توق
ف الكال والدر ينثر ،أشهود كغياب? أكانون ف آب? ،الرب خصام قائم وأنت غلم نائم ،اد
خل بسلمتك لبس لمتك ،ليس ف سلح الحارب أح ّد من نبلة عوم ،أجرأ الليوث أجرها للص
يود.
ليس ها ما عاق عنه الظلم ليس عزما ما مرض العزم فيه
طر بناح الد من وكر الكسل ،تابعا آثار الحباب تصل.
للشريف الرضي:
جناب ول من نـارهـن وقـود تلفّت حت ل يبِـن مـن ديارهـم
طَوال الليال نـوهـم لـيزيد وإن التفات القلب من بعد َطرْفـه
غداةَ جزعنا الرمل قلت :أعـود ولو قال ل الغادون :ما أنت مُشَْتهٍ
وأعلم خَبتٍ? إننـي لـجـلـيد أأصب والوَعساءُ بين وبـينـهـم
يا منث العزم أين أنت والطريق? سبيل نصب فيه آدم ،وناح لجله نوح ،ورمي ف النار إبراهيم
الليل ،وأضجع للذبح إساعيل ،وبيع يوسف بدراهم ،وذهبت من البكاء عي يعقوب ،ونشر
بالنشار زكريا ،وذبح الصور يي ،وضن بالبلء أيوب ،وزاد على القدار موسى ،وهام مع الو
حوش عيسى ،وعال الفقر ممد صلى ال عليه وسلم.
قريب ولكن دون ذلك أهوال فيا دارهم بالزن أن مزارها
أول قدم ف الطريق بذل الروح ،هذه الادة فأين السالك? هذا قميص يوسف فأين يعقوب? هذا
طور سينا فأين موسى? يا جنيد احضر ،يا شبلي اسع.
فمن الذي يبتاع بالسعر بدم الحب يباع وصلهم
??الفصل الربعون
168
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أخوان ،اعتبوا بالذين قطنوا وخزنوا ،كيف ظعنوا وحزنوا? وانظروا إل آثارهم تعلموا أنم قد
غبنوا ،لحت لم لذات الدنيا فاغتروا وفتنوا ،فما انقشعت سحاب الن حت ماتوا ودفنوا.
وبنوا مساكنهم فما سكنـوا جعوا فما أكلوا الذي جعوا
لا استراحوا ساعة ظعنوا فكأنم كانوا با ظـعـنـا
يا من قد امتطى بهله مطا الطامع ،لقد مل الوعظ ،ف الصباح والساء السامع ،أين الذين بلغوا
آمالم? فما لم ف الن منازع.
ما زال الوت يدور على بدور الدور حت طوى الطوالع ،صار الندل فراشهم بعد أن كان الرير
فيما مضى الضاجع ،ولقوا وال البل ف تلك البلقل ،قال شداد بن أوس :لو أن اليت نشر فأخ
ب أهل الدنيا بأل الوت ما انتفعوا بعيش ول التذوا بنوم.
وقال وهب ابن منبه :لو أن لم عرق من عروق اليت قسم على أهل الرض لوسعهم ألا.
وكان عمر بن عبد العزيز يمع الفقهاء كل ليلة فيتذاكرون الوت والقيامة ث يبكون ،حت كأن ب
ي أيديهم جنازة.
وقال يي بن معاذ :لو ضربت السماء والرض بالسياط الت ضرب با ابن آدم لنقادت خاشعة
للموت والساب والنار.
يا هذا الشيب أذان والوت إقامة ولست على طهارة ،العمر صلة والشيب تسليم ،يا من قد خي
م حب الوى ف صحراء قلبه أقلع الطناب فقد ضرب بوق الرحيل ،أما تسمع صوت السوط
ف ظهور البل? أما ترى عجلة السلب وقصر العمر? شارف الركب بلد القامة فاستحث الطى،
يا مشاهدة ما تت بغيتها حت وقع النهب فيها ،استلب منك لك قبل أن تستلب الملة ،اليام ت
سرع ف تبذير مموع صورتك وأنت تسرع ف تبذير معانيك.
يا شباب الهل ،يا كهول التفريط ،يا شيوخ الغفلة ،اجلسوا معنا ساعة ف مأت السف يا سحائ
ب الجفان ،امطري على رباع الذنوب ،يا ضيف الندم على السراف أسكن شغف القلوب ،يا
أيام الشيب إنا أنت بي داع ووادع ،فهل لاض من الزمان ارتاع.
وقل لنجد عندنـا أن تـودعـا قفا ودعا ندا ومن حل بالمى
عليك ولكن خل عينيك تدمعـا فليس عشيات المى برواجـع
وجعت من الصغاء ليتا واخدعا تلفت نو المى حت وجدتنـي
على كبدي من خشية أن تصدعا واذكر أيام المى ث انـثـنـي
169
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أخوان ،سكران الوى بعيد الفاقة ،فلو تذكر إقامة الد طار السكر ،من تسى مرق الوان
احترقت شفتاه ،من أكل من الظلم ترة أداها قوصرة .ويك ،اغسل العثرة بعبة ،وادفع الوبة
بتوبة ما دام ف الوقت مهلة وف زمن السلمة فسحة ،قبل أن توت وتفوت وتعلو بعد اليل على
تابوت ،قبل أن ترى السمع والبصر قد كل ،وتقول "رب ارجعون" فيقال كل ،قبل أن يصي دم
ع السى من جفن من أسى ،ويقال هل كان هذا قبل هذا ،هل.
وتطلبه إذا بعـد الـمـزار أتترك من تب وأنـت جـار
وتسأل ف النازل أين ساروا وتبكي من بعد نأيهم اشتـياقـا
وترجو أن تبـرك الـديار تركت سؤالم وهم حضـور
ومت كمدا فليس لك اعتـذار فنفسك ل ول تلم الـمـطـايا
يا من أجله يذوب ذوبان الثلج ف الر ،أينقشع غيم العمر? ل عن هلل الدى ،أتؤثر الفان
الرذول على النفيس الباقي?
عن زرود يا لا صفقة غب ارضيا بثـنـيات الـلـوى
ما يفى علمات الدبار عليك ،يفتش دارك فل يرى سواك للطهارة ،بلى ملعق الكل ،ليس ف
البيت مصحف بل تقوي ،أينفع وجود التقوي? يا مهتما بالنظر ف الطالع طالع ما قد خب لك
كأنك بالوت قد طلع ،وما طالع فكرك عاقبة ،اسع حساب حقا وما أرجم ،ودع لكلمات هذي ق
ول الاذي النجم ،إن ضم الندم على التفريط إل العزية على النابة فساعة سعد ،وإن اجتمع ف
القلب حب الدنيا على إيثار الكسل فقران نس.
??الفصل الادي والربعون
ما هذا الب للدنيا والصبابة? وإنا يكفي منها صبابة ،فقل للنفس الريصة ،لقد بعت الخرى
رخيصة.
ألست حدثتن أن أتـوب فـلـم يا نفس ما الدهر إل ما علمت فكم
وأهلكت أما من قبلهـا وأمـم إياك إياك من سوف فكم خدعـت
وقدمي من فعال الصالي قـدم توب يكن لك عند ال جاه تـقـى
أل فكن خائفا ل تقـعـدن وقـم يا راقد للبلى حث الشـيب بـه
يا من قد أخذ الوى بأزمته ،وأمسك الردى بلمته ،يا رهي ديون تعلقت ف ذمته ،هذا أوان جدك
إن كنت مدا ،هذا زمان استعدادك إن كنت مستعدا.
للشريف الرضي:
170
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إن كنت يوما تأخذين أو ذَري يا نفس قد عز الرا ُد فخـذي
ف ساقي مئزري
ص ُ
لثلها يَن ُ نُهزَ ُة مدٍ كنتُ ف طِلبـا
ب انقضاءُ العُمُـر
آونةُ الشي ِ عمر الفت شبابُـه وإنـمـا
رض مهر النفس يتأت ركوبه ،أمت زئبق الطبع يكن استعماله ،تلمح فجر الجر يهن ظلم
التكليف ،احذر حية الفم فإنا بتراء ،إذا خرجت من شفة غدرك لفظة سفه فل تلحقها بثلها
تلقحها ،ونسل الصام مذموم ،أوثق سبع غضبك بسلسلة حلمك ،فإنه إن أفلت أتلف ،مت قم
ت بدة الغضب انطفى مصباح اللم ،بر الوى إذا مد أغرق ،وأخوف النافذ من الغرق فتحة ال
بصر فل يشتغل زمان الزيادة إل بإحكام القورح.
والرء ما دام ذا عـي يقـلـبـهـا ف أعي العي موقوف على الطر
ل مرحبا بسرور عاد بـالـضـرر يسر مقلته ما ضـر مـهـجـتـه
لو حضرت مع الحباب الباب ،لسامح الناقد ببهرجك ،رحلت رفقة "تتجاف" ومطرود النوم ف
حبس الرقاد ،فما فك عنه السجان قيد الكرى حت استقر بالقوم النل ،فقام يتلمح الثار بباب
الكوفة والحباب قد وصلوا إل الكعبة.
لصردر:
هل روح الرُعيان بـالبـلِ? من يطّلع شرفا فيعـلـمَ لـي
ارتفعت قبابم على البُـزْلِ? أم قعقعت عَـمَـدُ الـخـيام أم
منها غراب البي يستلـمـي? أم غرّد الـحـادي بـقـافـيةٍ
فبكيتُ مَن قتل الوى قبـلـي ضلَت دموعي عن مدى َحزَن
َف َ
إل أقول :مـتـيّم مـثـلـي ما مر ذو شـجـن يكـتّـمـه
من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه ،الزهاد عي العارفي،
الرواح ف الشباح كالطيار ف البراج ،وليس ما أعد للستفراخ كما هي للسباق ،من حدق
بعي الفكر إل مطلع الدى لح له اللل ،كم أداوي بصر بصيتك وما يتجلى ،ما أظن الضعف
إل ف الوضع ،ضعف عي الفاش ف أصل الفطرة ليس برمد ،وحدة ناظر الدهد خلقة ،مصابيح
القلوب الطاهرة ف أصل الفطرة منية ،قبل الشرايع "يكاد زيتها يضيء" وح ّد قس وما رأى الرس
ول ،وكفر ابن أب وقد صلى معه ،مع الضب ري يكفيه ،ول ماء ،وكم من عطشان ف الوجة ،إ
ذا سبق النعام ف القدم فذلك غن البد ،لا تقدم اختيار الطي النهبط صعد على النار الرتفعة،
وكانت الغلبة لدم ف حرب إبليس ،فاكتفت نار جهنم با جرى فسلمت يوم "جزيا مؤمن" سبق
171
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
العلم بنبوة موسى وإيان آسية فسبق تابوته إل بيتها ،فجاء طفل منفرد عن أم ،إل امرأة خالية ع
ن ولد ،قرينان مرتعنا واحد.
دخل الرسول صلى ال عليه وسلم إل بيت يهودي يعوده فقال له أسلم ،فنظر الريض إل أبيه فق
ال له :أجب أبا القاسم ،فأسلم ،فكان ذلك قريبا من نسب "سلمان منا" فصاحت ألسنة الخالف
ي :ما لحمد ولنا? والقدر يقول :مريضنا عندكم "كيف انصراف ول ف داركم شغل".
لا عم نور النبوة آفاق الدى رآه سلمان دون العم ،قويت ظلمات الشرك بكة فتخبطت قريش
ف الضلل ،فلح مصباح الفلح من سجف دار اليزران ،فإذا عمر على الباب ولقد أنارت
لبليس شس البيان يوم "أنبِئهم بأسائهم" غي أن النهار ليل عند العشى ،رجع الفاش إل عشه،
فقال :أوقدوا الصباح فقد جن الليل ،فقالوا :الن طلعت الشمس ،فقال :ارحوا من طلوع الشم
س عنده ليل ،فسبحان من أعطى ومنع ول يقال ل صنع? سلم التوفيق قريب الراقي ،وبئر
الذلن بل قعر ،ربا أدرك الوقفة أهل مصر وفاتت أهل نلة ،ل بد وال من نفوذ القضاء فاجنح
للسلم.
هوى طريح ل يعلـل كم بالخصب من عليل
من وجع ليس يعقل وقتيل بي بي خـيف
كيف تتقي نبال القدر والقلب بي إصبعي.
فليس ينجيك من أحبابك الغضب ل تغضب على قوم تـبـهـم
إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا ول تاصمهم يوما إذا حكـمـوا
كان إبليس كالبلدة العامرة فوقعت فيها صاعقة الطرد فهلك أهلها " فتلكَ بيوُت ُهمْ خاوَِيةٌ "
فكل إحسانـه ذنـوب من ل يكن للوصال أهلً
أخذ كساء ترهبه فجعل جلً لكلب أصحاب الكهف ،فأخذ السكي ف عداوة آدم فكم بالغ
واجتهد? وأب ال أن يقع ف البئر إل من حفر ،ويك ما ذنب آدم? أنت الان على نفسك،
ولكنه غيظ السي على القد.
لقي إبليس عمر بن الطاب فصارعه فصرعه عمر ،فقال بلسان الال :أنا مقتولٌ بلسان الذلن
قبل لقائك فإياك عن ل يكن بك ما بيا ،يا عمر أنت الذي كنت ف زمان الطاب ل تعرف البا
ب وأنا الذي كنت ف سدة السيادة وأتباعي اللئكة موصل منشور " ل يسئل " فعزلن وولك ف
كن على حذر من تول الال.
قتلت به ف يد القاتـل فإن السام الصقيل الذي
172
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لا تكنت معرفة عمر بتقليب القلوب لعب القلق بقلبه ،خوفا من قلبه ،فبادر بطريق باب البيد
بالعزل والولية ،يا حذيفة الحبة العظمى ،ارتباط أمرك بن ل يبال بلكك ،فكم قد أهلك قبلك
مثلك ،كم مشارف بسفينة عمله? على شاطئ النجاة ،ضربا خرق الذلن فغرقت وما بقي
للسلمة إل باع أو ذراع ،أي تصرف بقي لك ف قلبك? وهو بي إصبعي.
بلقا الحباب وقد رحلـوا يا قلب إلم تطالـبـنـي
لتعود فضعت وما حصلوا أرسلتك ف طلب لـهـم
كم مثلك قبلك قد قتـلـوا سلم واصب واخضع لـم
أما لك منهم لو فعـلـوا ما أحسن ما أعقلـت بـه
الفصل الثان والربعون
يا من قد أسره الوى فما يستطيع فكاكا ،أفق قبل الومى ،وها هو قد أدركك إدراكا قبل أن ل
ينفع البكاء الباكي ول التباكي من تباكى.
لب العتاهية:
بَليتَ وما تَ ْبلَى ثـيابُ صِـبـاكـا كفاكَ نذير الشيبِ فيك كـفـاكـا
ض ث نـعـاكـا
مقامَ الشباب الغَ ّ أل ت َر أنّ الشيبَ قد قـامَ نـاعـيا
بإهلكه للهالـكـي عـنـاكـا ول تـر يومـا مـر إل كـأنـه
أتطمع أن تبقى فلست هـنـاكـا أل أيها الفان وقد حـان حـينـه
ع قد أتـى فـدعـاكـا
كأن بدا ٍ ع من أفسد الغي سعـه
تسمّع ود ْ
النية فيما بـينـهـن شـراكـا ورب أمان للفت نـصـبـت لـه
ويوشك أن تدي هديت كـذاكـا أراك وما تنفك تـدي جـنـازة
وينساك من خلفـتـه هـو ذاكـا ستمضي ويبقى ما تراه كما تـرى
أل ليت شعري كيف أنت إذا القُوى وهبْ وإذا الكرب الشديد علكـا
توت كما مات الذين نسـيتـهـم وتُنسى ويهوى الي بعد هواكـا
عليك إذا الطب الليل أتـاكـا كأن خطوب الدهر ل تر سـاعة
غلقن فلم يقبل لـن فـكـاكـا ترى الرض كم فيها رهون دفينة
كم سكن قلبك ف هذه الدار ،فحام الوت حوم حاهم ودار ،ث ناهضهم سريعا وثار ،كأنه ول
يطلب الثأر ،وقد خوفك بأخذ الصديق وسلب الار ،ومن أنذر قبل هجومه فما جار .يا هذا،
173
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
العمر عمر قليل وقد مضى أكثره بالتعليل ،وأنت تعرض البقية للتأويل ،وقد آن أوان الن أن ير
حل التنيل ،ما أرخص ما يباع عمرك وما أغفلك عن الشرا ،وال ما بيع أخوة يوسف يوسف بث
من بس ،يا عجب من بيعك نفسك بعصية ساعة ،مت ينتهي الفساد? مت يرعوي الفؤاد?.
يا مسافرا بل زاد ،ل راحلة ول جواد ،يا زارعا قد آن الصاد ،يا طائرا بالوت يصاد ،يا برج ال
بضاعة أين الياد? يا مصاب الذنوب أين الداد? لو عرفت الصاب فرشت الرماد ،لو رأيت سو
اد السر لبست السواد ،جسمك ف واد وأنت ف واد ،نثر الدر لديك وما تنتقي ،وقربت الراقي
إليك وما ترتقي ،لقد ضيعت ما مضى وشرعت ف ما بقي ،يا واقفا ف الاء الغمر وما ينقى.
أو قلت خذ قال كفى ما تواتينـي إن قلت قم قال رجلي ما تطاوعن
واعجبا لنفاسة نفس رفعت بسجود اللك لا ،كيف نزلت بالساسة حت زاحت كلب الشره،
على مزابل الذل ،هيهات لن تفلح السد إذا أنفقت عليها اليتات الفسد.
يا هذا ،جسدك كالناقة يمل راكب القلب ،فل تعل القلب مستخدما ف علف الراحلة ،تال إن
جوهر معناك يتظلم من سوء فعلك ،لنك قد ألقيته ف مزابل الذل ،ماء حياتك ف ساقية عمرك ق
د اغدودق ،فهو يسيل ضايعا إل مهاوي الوى ،وينسرب ف أسراب البطالة ،فقد امتلت به خرب
ات الهل ومزابل التفريط ،وشربته أدغال الغفلت ،ويك ،أردده إل مزارع التقوى لعله يدق
نور حديقة ،إل مت يتد ليل الغفلة? مت تأت تباشي الصباح?
وأيامُنا باللوى هل تـعـودُ هل الدهر يوما بوصل يود
بنفسي وال تلك العـهـود زمان تقضي وعيش مضى
هنيئا لكم ف النان اللود أل قل لكان وادي البـيب
فنحن عطاشى وأنتم ورود أفيضوا علينا من الاء فيضا
لا سبق الختيار لقوام ف القدم ،جذبوا بعد الزلق ف هوة الوى إل ناة النجاة ،يا عمر ،كيف
كانت حالك? قال :كنت مشغولً ببل فسمعت هتاف "ف ِفرّوا إل ال" فعرجت على النادي ،فإذا
أنا ف دار اليزران يا فضيل ،من أنت? قال :أخذت من قطع الطريق ،فأخذت ف قطع الطريق ،يا
عتبة الغلم ،من أنت? قال :كنت عبد الوى فحضرت ملس عبد الواحد ،فصرت عبدا للواحد
يا سبت من أنت? قال كنت ابن الرشيد فعرض ل رأي رشيد فإذا عزمي قد أخذ الر ومر ،يا ابن
أدهم ،من أنت? قال أخذن حبه من منظرت فصين ناطور البساتي .يا رابعة ،من أنت? قالت :ك
نت أضرب بالعود فما سع غيي.
مري على تلك الربا بال يا ريح الصـبـا
174
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يفضها أهل قـبـل وبـلـغـي رسـالة
فاتـيا واحـربــا واحربـا وهـل يرد
يا طفلً ف حجر العادة مصورا بقماط الوى ،مالك ومزاحة الرجال? تسكت بالدنيا تسك
الرضع بالظئر ،والقوم ما أعاروها الطرف ،ما لك والحبة وأنت أسي حبة? كم بينك وبينهم?
وهل تدري أين هم?.
سلم على تلك الـعـاهـد إنـهـا شريعة وردي أو مهب شـمـالـي
ليال ل نـحـذر حـزون قـطـيعة ول نش إل ف سـهـول وصـال
فقد صرت أرضى من سواكن أرضها بلـب بـرق أو بـطـيف خـيال
سار القوم ورجعت ،ووصلوا وانقطعت ،وذهبوا وبقيت ،فإن ل تلحقهم شقيت.
ولبست من حزن ثـياب حـداد لبس البياض بذات عرق معشـر
وبقيت منكسرا ببطـن الـوادي وصلوا إل عرفات يبغون الرضا
وضممت من كمد يدي بفـؤادي رفعوا أكفهم وضجوا بـالـدعـا
يا من كلما استقام عثر ،يا من كلما تقرب أبعد ،استسلم مع الرية واستروح إل دوام البكاء
وصح بصوت القلق على باب دار السف.
غي صبي على القضا ليس لـي فـيك حـيلة
الذي كان وانقـضـى وبكائي على الـوصـال
وقضى ال ما قضـى ليتـنـي تـبـت تـوبة
الفصل الثالث والربعون
يا هذا ،من اجتهد وجدّ وجد ،وليس من سهر كمن رقد والفضائل تتاج إل وثبة أسد.
للمهيار:
يُرغدُها الع ّز وإما الِمامْ خاط ْر فإما عيشةٌ حـرةٌ
175
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ب الـرامْ
ظهر الوينا رامَ صع َ من طلب الغايةَ خطـوا عـلـى
لقد رضيت الغب والغب ،وبعت عمرك بأقل ثن ،وأنفقت فيما يرد بك الزمن ،وفترت ف الصحة
ول فتور الزمن ،يا مغرورا بضراء الدمن ،يا جامعا مانعا قل ل لن? كيف ينال الفضائل مستريح
البدن ،سلع العال غاليات الثمن ،وإن ساومتها فبزهد أويس وفقه السن.
يا هذا أوقد مصباح الفكر ف بيت العلم ،تلح لك العلم ،من سد ثغور الوى بند الد مل عي
راحته من نوم الطمأنينة ،من دق صراط ورعه عن الشبهات عرض الصراط له يوم الواز ،ل در
أقوام تأملوا الوجوب ففهموا القصود ،فالناس ف رقادهم وهم ف جع زادهم ،واللئق ف
غرورهم ،وعيونم إل قبورهم.
قال المام أحد لقد رأيت أقواما صالي ،رأيت عبد ال بن إدريس وعليه جبة من لبود قد أتت
عليها سنون ،رأيت أبا داود الفري وعليه جبة مرقة قد خرج منها القطن وهو يصلي فيترجح م
ن الوع ،ورأيت أبواب النجار ،وقد خرج من كل ما يلكه.
وكان ف السجد شاب مصفر يقال له العوف ،يقوم من أول الليل إل الصباح يبكي.
فعرج فأنـا بـعـدهـا بـقـلـيل إذا ما اليام البيض لحت لدى منـى
نكفكف دمعـا لفـتـقـاد خـلـيل ترانا لدى الطناب صرعى من الوى
وكم أنـه أردفـتـهـا بـتـنـفـس وكم عبة أتبـعـتـهـا بـعـويل
تروا عجبا مـن قـاتـل وقـتـيل قفوا وانظروا ذل وعز مـعـذبـي
عملت ف قلوبم معاول الزن معا ،فانبعثت من كل ركية ،ركية ماء أسي ،فجرى من طرف
طرفي ماء فجرى وسخا فغسل وسخا.
قد كنت أطوي على الوجد الضلوع ول أبدي الوى وأسوم القلب كتـمـانـا
ل الشؤون فعاد الـسـر إعـلنـا فخانن الصبـر إذ نـاديتـه ووفـت
أكتم الوجد والـعـينـان تـظـهـره للحب أعظم مـا رمـتـه شـانـا
قال أبو عمران الوب :أرتن أمي موضعا من الدار قد انفر ،فقالت :هذا موضع دموع أبيك.
وكان حسان بن أب سنان :يضر ملس مالك بن دينار ،فيبكي حت يبل ما بي يديه ول سع له
صوت .للمتنب:
دعا فلبّاه قبل الـركـب والبـلِ أجاب دمعي وما الداعي سوى طللِ
فظل يسفح بي العُذر والـعَـذلِ ظللت بي أصيحاب أكـفـكـفـه
176
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
من اللقاء كمشـتـاق بـل أمـل وما صبابة مـشـتـاق لـه أمـل
دموع الحبي ،غدران ف صحاري الشوق ،من عادة القوم ألف الباري واللوس إل الشجر فإن
سعوا هتاف المام استغنوا عن نايح.
وظهور وجدي دون ما أخفي شوقي إليك ماوز وصفـي
إل طرفت بدمعي طرفـي ما دار ذكر منك ف خلـدي
إذا تكنت الحبة استحال السلو ،تعلقت يد الحبة بتلبيب القلب فل يكنه التخلص ،فيدور
معها ف دار الداراة.
ل ورفقا بنا رفقـا
فمهلً بنا مه ً ليكفكم ما فيكم من جوى نلقـى
ول رمت منه ل فكاكا ول عتقا وحرمة وجدي ل سلوت هواكم
وهل للمحب قلب ،هيهات مزقته الحبة ،براثن أسود ف شلو ضعيف ،على شدة جذب مع وام
التقليب.
فيض دمع يري ووجد مقيم إن ترحلت أو أقمت فعنـدي
وغرامي ذاك الغرام القـدي وفؤادي ذاك الفؤاد العنـى
انكشف اليوم الستر ،افتضح العاصي والعارف.
لتوبة:
فنون البلى عشاق ليلى ودورها خليلي قد عم السى وتقاسـت
فقد رابن منها الغداة سفورها وكنت إذا ما جئت ليلى تبقعت
وقع الريق ف زوايا الجلس رشوا عليه من مزاد الدمع ،يا كثيف الطبع بيض المام يفرق من
صوت الرعد ول حس له ،أفميت أنت وهذه الصواعق حولك?
وقد شققت جيوب الوصـال لو ترى العاشقي ف مأت الذل
ورحت الحب ف كل حال لعذرت الذي بلـى بـقـراق
هبت اليوم نسمة من أرض كنعان إل مصر ،غنت حامات اللوى ف أرض ند ،تنفس الشتاق
فانقشع غيم الجر ،سعى سسار الواعظ ف الصلح.
للغزي:
ريح لا من جيوب الوصل أذيال هبت لنا وبرود اللـيل أسـمـال
بلؤلؤ الطل والرباء معـطـال مرت بسفح اللوى والشح متشـحٍ
177
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يهدي لكل مريض منـه أبـلل مريضة ف حواشي مرطها بللٌ
يا لئمي ث قل ل كيف احتـال دع جرة لسويدا القلب مـرقة
كرر حديثك ل حالت بك الال حدثت عن منحن الوادي وساكنه
فإن أخبار ذاك الـحـي جـريال وامزج باء الن قلت :من خب
الفصل الرابع والربعون
أخوان ،شحم الن هزال ،وشراب المال سراب وآل ،ولذات الدنيا منام وخيال ،وحربا قتل
بل قتال.
حرص طويل وعمر فيه تقصـي والرء يبليه ف الدنيا ويـلـقـه
ولذم الوت دون الطوق مطرور يطوق النحـر بـالمـال كـاذبة
إن أفلت الناب أردته الظـافـي جذلن يبسم ف أشراك مـيتـتـه
تيقظ لنفسك واذكر زوالك ،ودع المل ولو طوى الدنيا وزوى لك ،فكأنك بالوت قد حيك
وأبدى كللك ،ونسيك البيب ،لنه أرادك له ل لك ،وخلوت تبكي خللك ف زمان خل لك،
وشاهدت أمرا أفظعك وهالك ،تود أن تفتديه بالدنيا لو أنا لك ،فتنبه من رقاد الوى لا هو أول
لك ،واحذر أن أعمالك أعمى لك ،وأفعالك كالفعى لك.
لو كان باعث من نفسك ،ما احتجت إل مرك من خارج ،هذا الديك يصيح ف أوقات معلومة م
ن الليل ل تتلف ،يؤدي وظائفها بباعث الطبع وإن ل يكن ف القرية ديك غيه ،وأنت تؤخر وظ
ائف صلواتك ،وتنقص من واجبات عباداتك ،فإن بكيت ف الجلس فلبكاء الماعة ،فإذا خلوت
خلوت من مرك ،هيهات من ل يكن له من نفسه واعظ ل تنفعه الواعظ ،إذا ل يكن للدجاجة هة
الضن ل تنفع تغطيتها بنخل الاضن ،تصابر الشقاء لا تأمل من العواقب والرعناء تكسر البيض
قصدا.
الصائص أوضاع والسوابق خواص" ،هؤلء ف النة ول أبال وهؤلء ف النار ول أبال" الغناطي
س يذب الديد باصية فيه ،الظليم يبتلع الصى والجارة فيذيبها ح ّر قانصته حت يعلها كالاء
الاري ،ولو طبخ ذلك بالنار ل ينخل ،ذنب الرادة يشق الصخرة وليس بالقوي ،إبرة العقرب تن
فذ ف الطشت ،خرطوم البعوضة يغوص ف جلد الاموس ،من تعلق عليه برادة الديد ل يغط ف
نومه ،إذا ترك الرصاص أو الزيبق ف تنور سقط البز كله ،فإن ترك الرصاص ف قدر ل ينضج الل
حم ،إذا كان الزعفران ف دار ل تدخلها وزغه ،إذا دفن الديد ف الدقيق زال عنه الصدأ ،إذا تر
ك سراج على شيء ف نر سكنت ضفادعه ،إذا دفنت ذئبة ف قرية ل تدخلها الذئاب ،إذا نظر
178
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
صاحب الثآليل إل كوكب ينقض فمسح بيده حينئذٍ على ثآليله ذهبت ،إذا عسرت الولدة فصا
حت بالرأة بكر يا فلنة أنا جارية عذراء وقد ولدت وأنت ل تلدي ولدت ف الال للنملة ،فضل
حسن ف الشم تدرك الراييح البعيدة ،لا شق ختام نافجة النبوة ملت ريها الرض ،فاستنشقها
أهل العافية ،فوصل إل خياشم سلمان ف فارس وصهيب ف الروم وبلل ف البشة ،وكان ابن أُ
ب مزكوما فما نفعه قرب الدار ،كم من نفر دخلت ملسي وهي حامل جني الصرار ،فلما استن
شقت ريح الواعظ أسقطت.
أيها التائب من حر?كك? وقد كان تريك البل دون إزعاجك "صُنْ َع ال الذي أتقن كلّ شيء"
أتدرون هذا التائب ل انزعج? أما تدون ف نفسه حرّ وهج.
وارقه لع بـرق لـمـح صبا لنسيم الصبا إذ نـفـح
وعهدا تقادم سرب سـنـح واذكره عيشه بالـحـمـى
فسح له دمعه وانسـفـح فحن إل السفح سفح العقيق
ولكن جرى دمعه فافتضح وكان كتوما لسر الـهـوى
ويسأل رامه عمـن نـزح فدعه ينادي طلول المـى
يا غائبا عنا ،وهو حاضر أما لك ناظر ناظر? أما دموع الوجد قد ملت الناجر? أف لبدوي ل
يطربه ذكر حاجر ،أقل أحوال الزمن أن يبكي إذا رأى الشاة ،انظر إل التائبي وحرقهم ،والتفت
إل العارفي وقلقهم.
إن استطعت له ساعا اسع أني العاشـقـي
مدامع تري سراعـا راح البيب فشيعتـه
فراق ألف ما استطاعا لو كلف البل الصـم
كلما بكى الائفون أزعجون ،وكلما استغاث الواجدون ألفون
وإن لجلوب ل الشوق كـلـمـا تنفـس بـاك أو تـألـم ذو وجـد
تعرض رسل الشوق والركب هاجد فيوقظن من بي نوامهم وحـدي
يا صبيان التوبة ،ارفقوا بطايا أبدانكم فقد ألفت الترف "ول تُضارّوهنّ لتضيّقوا عليهنّ"
فعادهـا مـن الـغـرام عـائد هب لـا مـن الـنـسـيم رائد
فهي كما شاء السرى سـواهـد نوق نفى عنها المى طيب الكرى
أنلها تـحـت الـدؤب أينـهـا فمـارت النـسـاع والـقـلئد
179
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فل تالفها إذا مـا الـتـفـتـت شوقا إل بان الـمـى يا قـائد
فهي لمل وجـدهـا تـكـابـد وقل لا لعـا إذا مـا عـثـرت
مذ حكم البي علـيهـا لـم تـزل تبكي عليها الـبـيد والـفـدافـد
يا صبيان التوبة ،للنفس حظ وعليها حق "فل تيلوا ك ّل الَيْل" خذوا مالا ،واستوفوا ما عليها
"وزِنوا بالقسطاس الستقيم" فإن رأيتم من النفوس فتورا فاضربوهن بسوط الجر "فإ ْن أطعْنَكُم
فل تبغوا عليهنّ سبيل" على أن أوصي صبيان التوبة بالرفق ،وبعيد أن يقر خائف أو يسمع العذل
مب
سعة تفسح كرب الـمـضـيق ليت شعري هل أرى ف طريقي
فخذوا يا قوم كـف الـغـريق قد رمان الب ف ل بـحـر
حل من كـل عـقـد وثـيق حل عندي حبكم ف شـغـافـي
عفت دنياي اشـتـياقـا إلـيكـم وتساوى خامهـا والـدبـيقـى
فانلى ل كل معـنـى دقـيق ورفضت الكل شغلً بـوجـدي
فاله عن واشتغل يا صـديقـي يا صديقي عندي الـيوم شـغـل
فأعـد ذكـرهـم يا رفـيقـي بيدان تذكر ل حـب قـلـبـي
واحريقي ف الوى واحريقـي غصن الشوق إليهـم بـريقـي
الفصل الامس والربعون
أخوان ،البدار البدار ،فما دار الدنيا بدار ،إنا هي جلية لريان العمار ،وكم تبقى الفريسة بي
النيوب الظفار.
وبا النفوس فـريسة القـدار ما دار دنيا لـلـمـقـيم بـدار
نفسان مرتشفان لـلعـمـار ما بي ليل عـاكـف ونـهـاره
واليسر للنسان كـالعـسـار طول الياة إذا مضى كقصيها
والصفو فيه ملـف الكـدار والعيش يعقب بالرارة حـلـوه
لفنائنا وطـرا مـن الوطـار وكأنا تقضي بـنـيات الـردى
هدم المان عادة الـمـقـدار ويروقنا زهر المان نـضـرة
كالنوم بي الفجر والسـحـار والرء كالطيف الطيف وعمره
أخطاره تعلو على الخـطـار خطب تضاءلت الطوب لوله
180
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ونلوذ من حرب إل استشعـار تلقى الصوارم والرماح لولـه
يسعون سعي الفاتك الـبـار إن الذين بنوا مشيدا وانـثـنـوا
متوسـدين وسـائد الحـجـار سلبوا النضارة والنعيم فأصبحـوا
وتوسدوا مـدرا بـغـي دثـار تركوا ديارهم علـى أعـدائهـم
وغنيهم ساوى بـذي القـتـار خلط المام قويهم بضعيفـهـم
ل بد من صبح الجد السـاري والدهر يعجلنا علـى آثـارهـم
بالكر ما نظما من العـمـار وتعاقب اللوين فـينـا نـاثـر
تال ما صح من يطلبه مرضه ،ول سر من سي وصل حل غرضه ول استقام غصن يلويه كاسره،
ول طاب عيش الوت آخره ،إن الطمع لعذاب ،وحديث المل كذاب ،وف طريق الوى عقاب،
وآخر العاصي عقاب ،فل يدعنك ضياء ضباب ،ول يطمعنك شراب سراب ،فمجيء الدنيا
على القيقة ذهاب ،وعمارة الفان إن فهمت خراب ،وفرح الغرور ثبور واكتئاب ،ودنو الشيب
ينسخ ضياء الشباب وكلما نادى المل "فأبلغه مأمنه" صاح الجل "فضرب الرقاب".
يا تايها ف ظلمة ظلمه.
ل ف مفازة تيهه ،يا باحثا عن مدية حتفه ،يا حافرا زبية هلكه ،يا معمقا مهواة مصرعه ،بئ
يا موغ ً
س ما اخترت ،لحب النفس إليك ،ويك ،تطلب الادة ولست على الطريق ،كم فغر الزمان ب
وعظه فما ،فما سعت "لينذر من كان حيا" كيف تطيب الدنيا? لن ل يأمن الوت ساعة ،ول يتم
له سرور يوم إذا كان عمرك ف إدبار ،والوت ف إقبال :فما أسرع اللتقى ،لقد نصبت لك أشرا
ك اللك ،والنفاس أدق البائل ،يا ماشيا ف ظلمة ليل الوى لو استضئت بصباح الفكر فما تأم
ن من بئر بوار ،الشهوات مبثوثة ف طريق التقي ،وما يسلم من شرها شره الولياء ف حرم التقو
ى "ويُتخطّف الناسُ من حولم" الدنيا مثل منام والعيش فيها كالحلم ،قيل لنوح عليه السلم يا
أطول النبيي عمرا كيف وجدت الدنيا? قال :كدار ذات بابي ،دخلت من باب وخرجت من با
ب.
لطول اجتماع ل نبت ليلة معا فلما تفرقنا كأن ومـالـكـا
يا ثقيل النوم ،أما تنبهك الزعجات? النة فوقك تزخرف ،والنار تتك توقد ،والقب إل جانبك
يفر وربا يكون الكفن قد غزل ،أيقظان أنت اليوم أم حال ،يا حاضرا يرى التائبي ،وهو ف
عداد الغائبي.
ولكن لـيس يسـقـي واقف ف الاء عطشان
181
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عاتب نفسك على هواها فقد وهاها ،قل لا ادرجي درج الدرج وقد لحت من ،ل يوقفنك ف
الطريق طاقة من أم غيلن ،فالبط ف النل مهيؤ لك ،تلمح عواقب الوى يهن عليك الترك،
تفكر ف حال يوسف لو كان زل من كان يكون? هل كانت إل لذة لظة وحسرة البد ،عبت
وال أجال الصب سليمة من مكس وبقيت مدية "إنه من عبادنا الخلصي".
يا هذا ،احسب صب يومك ساعة نومك تظ ف غداة برغدك ،البدار إل الشهوات والندامة فرسا
رهان ،والتوان عن التوبة واليبة رضيعا لبان ،واعجبا غرتك حبة فخ فحصلت وما حوصلت ،الي
وم واطربا للكأس ،وغدا واحربا للفلس ،آه من حلوة لقم أورثت مرارة نقم ،تأمل العاقبة ل
يصل إل لنا قد يصي ،من تلمح إذا تل "وإذا ابتلى إبراهيمَ ربّه بكلماتٍ" وعرف قدر مدح "فأت
هنّ" علم أنه ل يبق ف فيه شيئا من مرارة البلى مرارة "وإذا ابتلى" ضجت اللئكة حي هوا بإلقائ
ه ف النار ،فقالوا ائذن لنا حت نطفي عنه ،فقال تعال :إن استغاث بكم فأغيثوه وإل فدعوه .فلما
ألقي عرض له جبيل ،وهو يهوي ف الواء فأراد أن ينظر هل للهوى فيه أثر? فقال :ألك حاجة?
قال :أما إليك فل ،فأقبل بنشور "وإبراهيم الذي وفّى".
بال صفه ول تنقـص ول تـزد قالت لطيف خيال زارها ومضى
وقلت قف عن ورود الاء ل يرد فنال خلفته لو مات من ظـمـاء
يا برد ذلك الذي قالت على كبدي قالت صدقت الوفا ف الب عادته
الفصل السادس والربعون
يا متنبا من الدى طريقا واضحا ،افتح عي الفكر تر العلم لئحا ،احذر بئر الغفلة فكم غال
سائحا ،وتوق بر الهل فكم أغرق سابا.
إل مت تستحسن القبـائحـا يا غاديا ف غـفـلة ورائحـا
ل به الـوارحـا
يستنطق ا ُ وكم إل كم ل تاف موقفـا
كيف تنبت الطري َق الواضحا يا عجبا منك وأنت مبـصـر
صحيفة قد حوت الفضائحـا كيف تكون حي تقرأ ف غـد
يوم يفوز من يكون رابـحـا وكيف ترضى أن تكون خاسرا
يا معدوما ف المس ،فانيا ف الغد ،عاجزا ف الال ،من أنت حت تغتر بسلمتك? وتنسى
حتفك? وأملك بي يديك وأجلك خلفك ،وكتابك قد حوى تفريطك ،كم نُهيت عن أمر? فما
كفك النهي أن تبسط كفك ،يا من قد طال زل وتعثيه ،تفكر ف عمر قد مضى كثيه ،يا قلبا م
شتتا قل نظيه ،كم هذا الوى? ولكم هوى أسيه? أيها القاعد عن أعال العال ،سبق البطال وا
182
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لبطال ما يبال ،ستعرف خبك يوم عتاب وسؤال ،وستقول عند الساب مال ومال ،أعمالك إذا
تصفحت لواك لل ،لو أثر فيك وعظي ومقال لكنت لر السرات على حر القال.
وحت متـى فـي شـقـوة وإلـى كـم إل أي حـي أنـت فـي زي مـحـرم
تت وتقـاسـي الـذل غـي مـكـرم فال تت تـت الـسـيوف مـكـرمـا
فثـب واثـقـا بـالـلـه وثـبة مـاجـد يرى الوت ف اليجا جن النحل ف الفم
ويك ،إنا يكون الهاد بي المثال ،ولذلك منع من قتل النساء والصبيان ،فأي قدر للدنيا حت
يتاج قلبك إل ماربة لا? أما علمت شهواتا جيف ملقاة ،أفيحسن بباشق اللك أن يطي عن
كفه إل ميتة? مهلً "ل تدنّ عينيك" لو علمت أن لذة قهر الوى أطيب من نيله لا غلبك ،أما تر
ى الرة تتلعب بالفأرة ول تقتلها ليبي أثر اقتدارها وربا تغافلت عنها ،فتمعن الفأرة ف الرب ف
تثب فتدركها ول تقتلها إيثارا للذة القهر على لذة الكل ،من ذبح حنجرة الطمع بنجر اليأس أ
عتق القلب من أسر الرق ،من ردم خندق الرص بسكر القناعة ظفر بكيمياء السعادة ،من تدرع
بدرع الصدق على بدن الصب هزم عسكر الباطل ،من حصد عشب الذنوب بنجل الورع طالب
ت له روضة الستقامة ،من قطع فضول الكلم بشفرة الصمت وجد عذوبة الراحة ف القلب ،م
ن ركب مركب الذر مرت به رخاء الدى إل رجاء النجاة ،من أرسى على ساحل الوف لح
ت له بلد المن ،إل عزية عمرية ،إل هجرة سلمانية جاءت بركب عمر ،جنوب الجانبة للحق
إل دار اليزران ،فلما فتح له الباب انقلب شالً ،مد يده لتناول خر الفتك فاستحالت ف الال
خلً ،جاء وكله كدر ،فلما دنا من الصفا صفا ،كان ماء قلبه لا جن ملحا آجنا فلما تلقاه النذير
بالعذاب عذب.
إليكم تلقى طيبكم فيطـيب يكون أجاجا دونكم فإذ انتهى
سقم قلب سلمان من معاناة أمراض الجوس ،فخرج إل أودية الدوية فالتقطته يد ظال ،وما
عرفت ،فهان على يوسف البيع ليلقى العزيز فبينا هو ف نلة يترفها قدم مب بقدوم الرسول،
فنل ليصعد وصاح به :حدثن.
يهوى الفؤاد تامة وجبـالـهـا نزلوا جبال تامة فلجـلـهـم
ما أسقي بواكف عبت أطللا ب قفا عـلـي بـقـدر
يا صاح ّ
واعجبا ،أطلب الشجاعة من حسان ،وأسأل عن اللل ابن أم مكتوم ،أتلو سورة يوسف على
روبيل ،أستملي الفصاحة من باقل ،وأنتظر الوفاء من عرقوب ،لقد رجعت إذن بفي حني ،يا من
نقده مردود ،وعقله ملول ،نيتك ف الينية لو أنضجتها نيان خوف أو شوق لنتفعت با.
183
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لنضتن ولكن أفرخي زغب ول قوادم لو أن جذب بـهـا
غمض عينيك على الدواء يعمل ،وافتحها لرؤية الدى تبصر ،حجر العصية تطحطح إناء القلب،
وضبة التوبة شعاب ،يا من عزمه ف النابة جزر بل مد ،وقفت سفينة ناتك ،ليل كسلك قد
أطبق آفاق التردد ،وقد طلبت فيه أطيار المة أوكار الدعة ،فلو قد طلعت شس العزية ف نار ال
يقظة لنبث عال النشط ف صحراء الجاهدة .يا صبيان التوبة ،تزودوا للبادية تأهبوا لاجر ،انعلو
ا البل قبل زرود ،ول تنسوا وقت تناول الزاد جالكم.
بي العقيق والـكـثـيب الـفـرد علقة لـي مـن هـوى ووجـد
يوم النوى عن قلـقـي ووجـدي سل هضبات الرمل من جزع اللوى
واستخب النم عن صـبـابـتـي بساكنـي نـجـد وأرض نـجـد
وليس عند عاذلـي مـا عـنـدي فمن ميي أو من أسـتـعـدي
الفصل السابع والربعون
واعجبا لنفسٍ تدعى إل الدى فتأب ،ث ترى خطأها بعي الوى صوابا ،كم أذهبت زمنا وكم
أفنت شبابا ،وكم سودت ف تبييض أغراضها كتابا.
أبتْ إل هذه الدنيا فمـا أتـأبـت أستغفر ال من نفس طغـت وأبـت
جابت ل الشيب أوقات الشباب فمـا أجابت النصح لكن سيئا جـلـبـت
وكم أرابت ورابت ث مـا رأبـت خانت فخابت وما طابت ول سعدت
ولو توافق أمست للنـقـي دأبـت ي نـافـعةٍ
ودأبا فـي أمـور غـ ِ
خطب إذا هي ف غي التقى رتبت هت بي فلم تـعـزم وريثـهـا
لكل طرف سرى عنه الكرى لبت أما طريق العال فهـي واضـحة
على ركائب عن معروفها نكبـت والعالون جيعا عالـمـون بـهـا
أل يسائل أمـلك الـورى فـطـن علم جعت الجناد واحـتـربـت
إن الذي طلـبـتـه ل يدوم لـهـا ول مسرة إن فازت باء طلـبـت
كانوا بأحسن ما كانوا با ذهـبـت أل يروا دول الاضي قـبـلـهـم
ستسترد الليال كلـمـا وهـبـت ل تفرحوا ببات من زمـانـهـم
تت النام أو الضراء ما ثقبـت لو أعلمت علمنا الغباء ما ركـدت
وأم دفـرٍ إذا مـيزت حـالـتـهـا كأم ص ٍل إذا ما عضت انقـلـبـت
184
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وكيف ترجو صلحا من خلئقـهـا كلما الناس فيه من أذى جـلـبـت
ل درّ أقوام تأملوا غيبها وما زالوا حت رأوا عيبها ،نزلوا من الدنياء منلة الصياف ،أخذوا الزاد
وقالوا ما زاد إسراف ،وقفوا عند الموم والؤمن وقاف ،رموا فضول الدنيا من وراء قاف ،لو
رأيتهم ف الدجى ،يراعون النجوم ،وخيل الفكر قد قطعت حلبات الموم يشكون جرح الذنوب
ويبكون الكلوم ،أحرقت أحزانُهم أجسامَهم ،وبقيت الرسوم بلغتهم البلغ ورمتك التخم ف التخ
وم ،سكروا من مناجاة الكري ،ل من بنات الكروم ،أصبحت عليهم آثار البيب والطيب نوم،
هذه سلع السحار من يشتري? من يسوم? أين قلبك الغائب? قل ل لن تلوم? جسمك ف أرض
العراق وقلبك ف أرض الروم ،مهر الطبع ما ريض ،أهاب البشرية ما دبغ ،ف عي البصي عشا،
عرائس الوجودات ترفل ف حلل متلفة الصنعة والصبغة والصيغة ،تعب إل العتب ف معب العتبار
،فهل حظك حظها من النضارة أن تظى من النظر بظ.
واعجبا لك لو دخلت بيت ملك ل تزل تتعجب من رقوش نقوشه فارفع بصر التفكر واخفض
عي البصية ،فهل أحسن من هذا الكون? تلمح ميم السقف كيف مدّ بل أطناب? ،ث زخرف ن
قشه برقم النجوم ،واللل دملوج ف عضد السماء ،فإذا جن الليل كحلت العيون بأثد النوم ،و
اجتلها أهل " تَتَجاف " فإذا جلى ركب الدجى ،جل ضوء الشمس عن البصار رمد الظلم ،أنظ
ر إل الرض إذا تأيت من زوج القطر ،ووجدت لفقد إنفاقه مس الدب ،كيف تد ف ثياب "
وتَرى الَرضَ خاش َعةً " طالا لزمت حبس الصب وسكنت مسكن السكنة لول ضجيج أطفال
البذر ،فإذا قوي فقر القفر امتدت أكف الطلب تستعطي زكاة السحاب ،فهبت النوب من جنا
ب اللطف ،فسحبت ذيل النسيم على صحصح الصحارى ،فتحركت جوامد اللميد وانتبه وس
نان العيدان لقبول تلقيح اللواقيح ،فإذا لبس الو مطرفه الدكن ،أرسل خيالة الفطر شاهرة أسيا
ف البق وأنذر بالقدام صوت الرعد ،فقام فراش الواء يرش خيش النسيم ،فاستعار السحاب
جفون العشاق وأكف الجواد ،فامتلت الودية أنارا ،كلما لستها كف النسيم حكى سلسالا
سلسل الفضة ،فالشمس تسفر وتنتقب ،والغمام يرش وينسكب ،فانعقد بي الزوجي .عقد حب
الب ،فل يزال السحاب يسقي ذر البذر .بثدي الندى .وكلما احتاج إل فضل قوت كر الرك،
وشط الطش ،ودق الودق ،فطم إل أن فطم الطفل ،فإذا وقعت شس الشتاء ف الطفل ،نشأ أطفا
ل الزرع فارتبع الربيع أوسط بلد الزمان ،فأعار الرض أثواب الصبا وروح كربا بنسيم الصبا،
فانتبهت عيون النور من سنة الكرى ،فكم نضت من الغروس عروس بي يديها الوراق كالوصائ
ف فصافحت ريها الياشيم ،ومنظرها الدق ،فكان عي النرجس عي وورقة ورق ،فالشقايق ت
185
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كي لون الجل والبهار يصف حال الوجل ،والنيلوفر يغفى وينتبه ،والغصان تعتنق وتفترق ،وق
د ضرب الربيع جل ناره ف جلناره ،وبثت الراييح أسرارها إل النسيم فنم ،فاجتمع ف عرس الت
واصل فنون القيان ،فعل كل ذي فن على فنن ،فتطارحت الطيار مناظرات السجوع ،فأعرب ك
ل بلغته عن شوقه إل إلفه ،فالمام يهدر ،والبلبل يطب ،والقمري يرجع ،والكاء يغرد ،والغص
ان تتمايل ،كلها تشكر الذي بيده عقدة النكاح فحينئذ تد خياشم الشوق ضالة وجده.
حبذا من أجلهـا الـبـاب ل بذات البـان أشـجـان
من نسيم الفجـر ريعـان حبـذا رياه يوقـظـــه
رنتها منـه أغـصـان حبذا ورق الـحـمـام إذا
فيه أسـجـاعٌ وألـحـان داعيات بالـهـديل لـهـا
ليس إل الشـوق تـبـيان أعجمياتٌ إذا نـطـقـت
هاجن للذكـر أحـزان كلما غنيتـنـي هـزجـا
طرب فالكـل نـشـوان ما ل ب ميل الغصون با
وجدنا إذ نـن جـيان يا حام البان يمـعـنـا
بي أهل الب كتـمـان ين بالشكوى إل فـمـا
واحدا والـوجـد ألـوان يتشاكى الواجـدون جـوى
أزواج وأقـــــران أنا ملوس القرين وأنتـن
شاقه لـلـبـان أوطـان وبعيد الـدار عـن وطـن
والـوى سـرّ وإعـلن آه مـن داء أكـاتـمــه
أنا بالشـواق سـكـران ل تزدن يا عذول جـوى
الفصل الثامن والربعون
من علم أن هبات الدنيا هبا حل من غل ذل.
فاختم وطي الكتاب رطب الدهر مستعـجـل يـب
وسوف تنساه إذا تـهـب إن الذي أنت فـيه حـلـم
ول تثق فالزمـان خـب ق مكر الزمان واحـذرْ
تو ّ
وكل ما نن فيه لـعـب جيع أفعـالـه غـرور
يكرهه الـرء أو يـب وليس يبقى علـيه شـيءٌ
186
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا من له ناظر وقـلـب أسع أحاديث من تقضـي
الدنيا تعطي تفاريق وتسترجع جلً ،وترضع أفاويق وتقطع عجلً ،يوان خيها وإن واتى لعا ،ث
يأت شرها حي يأت دفعا ،فترى العبات عند فقدها تراق ول ترقا ،والزفرات عند سلبها تد ول
تدأ ،ويكم أن الفروح به من الدنيا هو الحزون عليه،
إخوان :ذودوا همكم عن مرعى الن فإنه يزيدها عجقا ،ول تولوا الوى على ميدان البدان "
إنّي أَخافُ أَنْ يَُبدّ َل دِينَ ُكمْ أوْ أَ ْن يُ ْظ ِهرَ ف الرضِ الفساد " .الوى وثن ينصب ف جاهلية الشبا
ب فإن صح إسلم العزم جعل أصنام الشهوات جذاذا.
يا معاشر الشباب زيدوا ف سلسل الوى فإن شيطان الوى مارد ،زنوا حلوى الشتهى بر العقا
ب يب لكم التفاوت ،إل مت يقودكم الوى? إل مت تستعبدكم الدنيا?.
للشريف الرّضيّ:
و َكمْ على الذلّ إقرا ٌر وإذعـانُ كم اصطبارٌ على ضي ٍم ومنقصةٍ
إ ّن الناقبَ للرواح أثـمـانُ ثُوروا لا وَْلَتهُنْ فيها نفوسُكُـمُ
إل مت جود الناث? أين الركة الرجولية?.
للمهيار:
ودَعْ لا أيديَهـا والرجـل قم فانتشطْها حسبُها أن تُعقَل
إل فتً ُينْضي الطايا الذّلُل ل يطرحُ الذلّ وراء ظهره
الد الد فالطريق طويلة ،دار الناقة بذكر الدار عللها بصوت الداة ،فإذا لح لا النل فشوقها
يسوقها.
للمهيار:
وارمِ با من العلى ما شسعـا خ لا زمامها والنـسـعـا
إر ِ
توطك من أرض العدى متسعا وارحل با مغتربا عن العـدى
بلغ سلمي إن وصلت لعلعـا يا رائد الظعن بأكناف اللـوى
لول انتظار طيفِهم ما هجعـا ماذا عليهم لو رثوا لسـاهـر
إخوان :انبعاث الوارح ف العمل دليل على قوة العلم بالجر ،فإذا حصل تسليم النفوس ف
الهاد إل القتل كان النهاية ف كمال اليقي ،فإذا وقع الفرح بأسباب التلف دل على كمال
الحبة ،كما قال عبد ال بن جحش اللهم سلّط علي غدا عدوا يبقر بطن ويدع أنفي ،فإذا لقيت
ك قلت هذا فيك ومن أجلك.
187
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وطعن حرام بن ملحان ،فنفذ فيه الرمح فقال :فزت وربّ الكعبة .لو رأيتهم والعترك قد اعتكر
وقد تقدموا ف القدموس فانبلج المر وجاش جأش اليش ف ُأ ُفرّة فلم يتميز اللقام السرعرع ،م
ن القلهزم النقرة ،وإذا الغضنفر الدمكمك والقخر العلندي والضباضب الدلمر كلهم ف مقام
أجفيل فلما انزعجت الطباع تذكروا قبيح الناية ،فمدوا أيدي التسليم للودايع ،فخضب الدماء
ماسن وجوه ،طال ما صبت على برد الاء وقت السباغ ،وحصدت مناجل السيوف زروع رو
س طال ما أطرقت ف السحار ،وعادت خيولم خلية عنهم فوطئتهم بعد السنا تت السنابك ،و
اقتسم لومهم عقبان السماء وسباع الرض ،فكم من رجل رجل ،طالا قامت فصلت فصلت ،و
كم من يد بالدعاء رفعت وقعت ،وكم من بطن حل بالصيام ما شق شق ،وكم من عي كانت تع
ي الزين بالفيض وقعت ف منقار طائر هذا حديث الجسام فأما الرواح ففي دار السلم ،وال
ما كانت إل غفوة حت أعطاهم العفو عفوا عفوه ،وكأنكم بأجسادهم الت تفرقت قد تلفقت ،وب
القبور الت جعتهم قد تشققت ،وقد قاموا بالسلح حول العرش ينادون بلسان الال ،عن صاحب
ه حاربنا ولجله قتلنا ،وكلومهم يومئذ قد انفجرت فجرت ،اللون لون الدم والريح ريح السك،
فليعلم الشهاد حينئذ أنم الشهداء ،اسع يا من ل يارب الوى ول ساعة فلو فاتتك الغنائم وح
دها قرب المر ،وإنا لقب جبان قبيح ،أين أرباب العزائم القوية? امتلت بالبرار البية ،رحلوا
عنها وفاتوا ،ونن متنا وهم ما ماتوا.
فالمى أقفر من جـار وأهـل َخلّي طرف والبكا إن كنتَ خِلي
أنا عن لومك ف أشغل شغـل وال من ل يدر ما طعم السـى
واعتراضات الوى بابا لعـذل ل يدع وقر الوى ف سـعـي
للتأسي أو تسلي للـتـسـلـي غي قلب أن تأسـى عـاشـق
أم قلوب بي حصبـاء ورمـل أثاف ما ترى تشكـو الـصـل
والتجاف عن بلى الطلب يبلي هذه من بـعـدهـم آثـارهـم
ف فؤادي أهلُه ل ف الحـل ما وقوف ف مـ ّل سـاكـنٍ
مستهام والن جهد الـمـقـل يتمنّى طيفُـكُـم صـب لـكـم
من لعين أن ترى النوم ومن ل والذي يستجلب الطيف الـكـرى
بسفاهي فاشتروا عـزي بـذُلـي بعت حلمي طـائعـا ل كـارهـا
جفوة منكـم فـرقـوا لـلقـل وانقضى أكثر عمري ف القـلـى
188
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وارحوا من ما له طـاقة ثـقـل حلون الف مـن هـجـركـم
عجـبـا لـي ولـقـلـب ضـائعٍ بان عنـي بـي بـانـات وأثـل
سل بقلب عـن خـيام بـالـلـوى تاه قلب ف حاها ض ّل عقـلـي
غي أن ما شكلها ف الزن شكلي ذات طوقٍ مثل شجوى شجـوهـا
وهي ف غي اضطرا ٍر فيه مثلي أنا ف النوح اضطرارا مثـلـهـا
وحاه الغيث مـن طـلّ ووبـل حرم ال على الـبـان الـصـبـا
ما على السائق لو حـلّ الـنـقـى وأراح العـيس مـن شـدّ وحـلّ
ولعلي أن أرى اليف لـعـلّـي فعسى تدن الن مـنـى مـنـي
الفصل التاسع والربعون
عجبا لراح ٍل عن قليل غافل عن زاد الرحيل ل يعتب بأخذ اليل وإنا هو تأخي وتعجيل ،أين
النيل? أزيل .أين القوي? أميل .أين الطمئن? اغتيل.
والناس ما بي آمالٍ وآجال إنّ الليال ل تبقى على حال
إذا تأملته مقلوب إقـبـال كيف السرور بإقبال وآخره
تيقظوا فاليام دائبة ،وتفظوا فالسهام صائبة ،واحذروا دنياكم فما هي مواتية ،واذكروا أخراكم
فها هي آتية ،أما رأيتم الدنيا فقد أبانت خدعها ومكرها ،إذا بانت من جعها مكرها ،أين الرتياد
للسلمة غدا ،أين الستعداد? قبل الندامة أبدا ،كأنكم بالسي عن الربع قد أزف ،وبالكثي من ال
دمع قد نزف ،وبالقيم قد أبي ما ألف ،وبالكري قد أهي لا تلف.
تزويها أسرع أم إطلقها يا طالب الدنيا دنا فراقهـا
ودين من يطها صداقها
عباد ال من تعلق قلبه بالنة ل يصلح لنا ،فكيف بن يهوى الدنيا?.
بعدت بقار التفاتكـم عـنـا أردناكم صرفا فلما مزجـتـم
فأسكنتم الغيا َر ما أنتم مـنـا وقلنا لكم ل تسكنوا القلب غينا
السلطان ل يزاحم ف داره " ،ل يسعن شي ٌء ويسعى قلب عبدي الؤمن ".
وسكنتم ف القلب دار مقام غبتم عن العي القرية فيكم
فالصب أول راح ٍل بسـلم وسلبتم جلدي التصب عنكـم
189
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
خرج الريد الصادق من ديار الوى إل بادية الطلب ،فجن عليه ليل التحي فجن ،فإذا نار القرى
تلوح إن حلت رجل الرجل.
للمهيار:
وظنّهـا بـحـاجـر يقـينـا قد أبصرتْ حقّا مناها ف المى
وخانن من ل يقـل :آمـينـا فَب َل َغتْ أدعو لـهـا وبـلّـغـتْ
كرب الحب بالنهار يشتده لزاحة رقباء الخالطة ،فبلبل بلباله يتبلل ف قفص الكتم ،فإذا هبّت
نسيمُ السحر وجد بروحه روحاه يصل من قصر مصر الن إل أرض كنعان المل ،فيقدم ركب
الشوق يتجسس النسيم ،من فرج الفرج وَلهَ وََلهٌ ،فنهض توق الشوق فتكلم قلم الشكوى ،ورق
م وصف القوم وحكى ما حاكى ،وكن عن ما كن.
وجفا الفن منـامـه ب غـرامَـهُ
عاودَ القل ُ
خبا زاد اضطرامـه كلما قلت جوى الشوق
قد يرعـى ذمـامـه أنا ف أسرك والأسور
إذا جـن ظـلمــه آه من عتبك ف اللـيل
قد زاد هـيامـــه سيدي هائمك الـيان
تبل ف الترب عظامه هو ميت غـيان لـم
ليلـى ل أنـامـــه كنهاري منذ فارقتـك
إذا اعتكر الليل اعترك الم ،طال الدجى على البدان وقصر على القلوب.
فقالوا لنا ما اقتصر الليل عندنا شكونا إل أحبابنا طول ليلـنـا
لو رأيت رواحل البدان قد أنضاها طول السهر وأضناها ،فلما هبت ندية السحر مدت أعناق
الشوق فزال كل الكلل.
لصردر:
نواشز ليس يُطعن البينا تزاوَرن عن أذرعاتٍ يينا
أخذنَ لنجد عليها يـينـا َك ِلفْنَ بنجد كان الـرياض
إليه ويُبْلغنَ إل حـزينـا وأقسمن يملن إل نـيل
ونوحَ المام تركنَ النـينـا ولا استمعن زفيَ الـشـوق
فأرخو النسوع وحلّوا الوضينـا إذا جـئتـمـا بـانة الـواديي
190
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
مُلءُ الدجى والضحى قد طوينا فثَـمّ عـلئق مـن أجـلـهـا
بأن بـقـلـبـك داء دفـينـا وقد أنبأتْهم مـيا ُه الـجـفـون
دموع الائفي يبسها النهار مراقبة اللق ،فإذا جن الليل انفتح سكر الدموع "فسالت أودية
بقدرها" أرواح السحار أقوات الرواح ،رقت فرقت حرجد الوجد ،وبلغت رسائل الب
ومكروب الشوق يرتاح للرياح.
تطغي الغلة أو تشفي الواما يا نسيم الريح هل مـن وقـفة
نو من أنقذن فيك السلمـا كن رسـولً بـسـلم عـائدا
بل غرامي علم الشجو الماما ل تثر شجوى حامات اللـوى
كانت بردة العابدة تنادي ف جوف الليل :غارت النجوم ونامت العيون وخل كل حبيب ببيبه
وقد خلوت بك يا خي مبوب ،أفتراك تعذبن? وحبك ف قلب ل تفعل يا حبيباه.
يبك بأنن أسي الـحـزن إن شئت سألت دمع عين عن
ظن حسن فيك فحقق ظنـي منك الغفران والطايا منـي
يا غافل القلب ،ما هذا الكلم لك? ليس على الراب خراج ،ل يعرف الب إل سائح ،ول البحر
إل سابح ،ول الزناد إل قادح.
موقف يعرفه من عشقا ضمنا يوم تنادوا للـقـا
لا عشقت اللبلبة الشجر ،تقلقلت طلبا لعتناق الرؤس ولثم الدود ،فقيل لا مع الكثافة ل
يكن ،فرضيت بالنحول ،فالتفت فالتقت.
هذا جسمي يعد عظما عظمـا حب والوجد أوريان سقـمـا
يا سهم البي قد أصبت الرمى دعن والشوق قد كفان خصما
الفصل المسون
أخوان :من تفكر ف ذنوبه بكى ،ومن تلمح سي السابقي وانقطاعه شكا ،ول أقلق القلب مثل
الزن ول نكا.
وجوى كلما ذوى عاد غضـا عند قلب علقة ما تقـضـى
أيدي النام بسطا وقـبـضـا وبكاء على النازل أبلتـهـن
قل منها دبنا علي وقـرضـا من معيد أيام ذي الثل أو مـا
ربا أقنع القلـيل وأرضـى ساما بالقليل من عهد نـجـد
191
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ما يداوي نكس العليل النضى مهديا ل من طيب أرواح ند
أخوان :تفكروا ف ذنب أبيكم ونزوله بالزلل ،ويكفيكم رمز إل آدم بأنك عبد ،ف قوله "إن لك
أن ل توع فيها ول تعرى" لن العبد ليس له إل ما سد الوعة وستر العورة ،فجاء إبليس يطمعه
ف اللك ،فلما خرج إل الطمع خرج ،نام ف النة فانتبه وقد خلقت له حوى ،فقال :ما هذا?
قيل :من يريد النوم يلق له ضجيج كفى بالشوق مسهرا ،فلما وقع ف الزلل طار النوم.
وهبت قبول فالسلم على الغمـض مت شق جيب النح بالبارق الومض
بالمس جبيل يسجد له ،واليوم ير بناصيته للخراج ،ولسان حاله يستغيث.
ليغنم نظرة قبـل الـمـسـي حداة العيس رفـقـا بـالسـي
فعند حشاي مزدحم الـزفـي ويا بان المى هل فـيك ظـل
وصدق هل مررت على الغدير ويا ريح الشمال بـق حـبـي
ذيولك يا مبلبـلة الـضـمـي وهل سحبت على شـيح ورنـد
بكى على زلته ثلثائة عام حت سالت الودية من دموعه ،اسع يا من يضحك عند العاصي.
دمي ودموعي ف هواكم أم القطر سلوا بعدكم وادي المى ما أسالـه
وهل هو شوق ف فؤادي أم المر وهل ما أراه الوت أم حادث النوى
كان يقول لولده :يا بن طال وال حزن على دار أخرجت منها ،فلو رأيتها زهقت نفسك.
وابكها يا رسول قف فتلك الطلول
من عليها نزول واقر عن سلمي
ف فؤادي حلول رب سكـان دار
واستمع ما تقول فاسأل الدار عنهم
شرح حال يطول ل وللبي فيهـم
ل تزد يا عـذول قد كفان غرامي
لتن ما أقـول لست أدري إذا ما
والعن حـول خلفون معـنـى
قيل له :رد إقطاعنا فحل القطاع بناية لقمة ،فلما غسل آدم جناية الناية رد القطاع عليه ،لول
لطف "فتلقى" لقتله السف.
لو بيع بهجت لكنت الـرابـح من ل من ل بوصل حب نازح
192
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سامح ف النقد يا حبيب سامـح صال من عاش بالمان صال
يا من جرى عليه ما جرى على أبيه ،اسلك طريقه من البكاء.
بأن من تواه فاحتملوا خل دمع العي ينهمـل
فهو يوم البي مبتـذل كل دمع صانه كلـف
اكتب قصة الندم بداد الدموع ،وابعثها مع ريح الزفرات ،لعل الواب يصل برفع الوى.
بعت عمري بقي الـثـمـن كيف ل أبكي على عيش مضى
وطبيب ف الوى أمرضنـي كيف أرجو البء من داء الوى
انتبه لنفسك يا من كلما ترك تعرقل ،فيك جوهرية السباق ولكن تتاج إل رائض ،قلبك
مبوس .ف سجن طبعك ،مقيد بقيود جهلك ،فإذا ترن حاد تنفس مشتاق إل الوطن ،فالبس لمة
عزمك وسر بند جدك ،لعلك تلص هذا السلم من أيدي الفراعنة.
رميت بقلبك مرمى بعـيدا أبالغوا يشتاق تلك النجـودا
وجفن قتيل البكا ليس بودي فؤاد أسي ول يفـنـد لـي
لك الديث يا معرض ،أنت الراد يا غافل ،يا مستلذا برد العيش تذكر حرقة الفرقة ،يا من
يسلمه موكلن إل موكلي ،ما لنبساطك وجه ،إنا تلي عليها رسالة إل ربك ،وما أراك نل،
قبح ما تل ،يا جامد العي اليوم ،غدا تدنو الشمس إل الرؤس ،فتفتح أفواه مسام العروق فتبكي
كل شعرة بعي عروقها ،يبز يوسف اليبة فيقد قميص الكون ،نفخ الريح اليوم يرك الشجر ،ون
فخ الصور غدا يعمل ف الصور ،ريح الدنيا بي مثي لقح تثي دفائن النبات وتلقح الشجار وتثي
دفائن العمار ،وريح الخرى تلقح الشباح للرواح لقراءة دفاتر العمار ،أين الذي نصبوا ال
خرة بي أعينهم فنصبوا ،وندبوا أنفسهم لحو السيئات وندبوا ،كان داود الطائي ينادي بالليل،
هك عطل على الموم ،وحالف بين وبي السهاد ،وشوقي إل النظر إليك حال بين وبي اللذات
،فأنا ف سجنك أيها الكري مطلوب.
كم ينشرن الوى وكم يطربن يا مالك مهجت ووالـي دينـي
هل تدركن بنظرة تـيينـي هجرانك مع مبت يضنـينـي
إذا جن الغاسق جن العاشق.
سهرت عين وناموا طال ليلي دون صحي
كانوا يتراسلون بالواعظ لتقع الساعدة على اليقظة ،كصياح الارس بالارس .يا نيام السحور:
للمصنف:
193
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وقفوا وقفة لنشـد قـلـبـي عرجوا بالرفاق نو الـركـب
أوردوا ب إل العذيب وحسب وخذوا ل من النقيب لـاظـا
قوت روحي وحبذا من مهـب فهبوب الرياح من أرض نـد
بصوت يشجي وإن طار لبـي يا نسيم الصبا ترن على الـدوح
وهيهات أين من صحـبـي من معيد أيامنا بلوى الـجـزع
الفصل الادي والمسون
أين اللهون بالزاح زاحوا? أين شاربوا الراح راحوا? وبك ويك يا صاح ،لقد ندبوا ف قبورهم
على الون وناحوا.
بي أناس غيب حـضـور يا أيها الواقف بالـقـبـور
بي الثرى وجندل الصخور قد سكنوا ف حديث معمور
إنك عن حظك ف غرور ينتظرون صيحة النـشـور
أين أرباب الناصب? أبادهم الوت الناصب ،أين التجب الغاصب? أذله عذاب واصب ،لفت
وال الكفان كالعصائب ،على تلك العصائب ،وحلت بم آفات الصائب إذ حل بلباتم سهم
صائب ،فيا من يأمن يتقلب على فراش عيوبه ،مزمار ومزهر ومسكر ومنكر ،فجاءه الوت فجاءة
فأنساه ولده ونساءه ،وجلب مساؤه ما ساءه ،فنقل إل اللحد ذميما ،ولقي من غب العاصي أمرا
عظيما.
ف نعـم غـادية رائحة بينا تـراه غـاديا رائحـا
من خبئه آماله الصالة إذا بيوم طال مـخـرج
وقائل عهدي به البارحة كم سال صحته مـوتـه
فأصبحت تندبـه نـائحة أمسى وأمست عنده قـينة
واينا ليست به صـائحة فكن من الدنيا على صيحة
فإنا يوما له ذابـحة من كانت الدنيا به برة
واعجبا ،لن رأى هلك جنسه ول يتأهب لنفسه قال البازي للديك :ليس على الرض أقل فاءا
منك ،أخذك أهلك بيضة فحضنوك فلما خرجت جعلوا مهدك حجورهم ومائدتك أكفهم ،حت إ
ذا كبت صرت ل يدنو منك أحد إل طرت ها هنا وها هنا وصحت ،وأنا أخذت مسنا من البا
ل فعلمون ث أرسلون ،فجئت بصيدي فقال له الديك :إنك ل تر بازيا مشويا ف سفود ،وكم رأي
194
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت ف سفود من ديك? أخوان الزهد ف الدنيا زبد ،مض مض الفكر ،حظ الريص على الدنيا
ف الضيض ،والقنوع ف أعلى الذرى ،سائق الرص يضرب ظهر الريص بعصا التحريض ،فلو
قد عصى الوى كفت العصا ،كلما زاد على القوت فهو مستخدم الكاسب يا موغلً ف طلب ال
دنيا الساب حبس ،فإن صح لك الواب تعوقت بقدار التصحيح ،وإن ل يصح فمطورة جهنم.
ويك ،طالع دستور عملك ترى كل فعلك عليك ،من وقف على صراط التقوى وبيده ميزان ال
حاسبة ومك الورع يستعرض أعمال النفس ،وبرد البهرج إل كي التوبة سلم من رد الناقد يوم
التقبيض.
ويك ،سلطان الشباب قد تول ،وأمي الضعف قد تول ،ومعول الكب يصد حيطان دار الجل،
وحسبك داء أن تصح وتسلما ،قف على ثنية الوداع نادبا قبل الرحيل على ديار اللفة.
حاشى لطللك أن تبلـى يا منلً ل تبل أطـللـه
ل بد للمحزون أن يسلـى والعشق أول ما بكاه الفت
بكيت عيشي فيك إذ ول ل أبك أطللك لكـنـنـي
كان ثابت البنان يستوحش لفقد التعبد بعد موته ،فيقول :يا رب إن كنت أذنت لحد أن يصلي
ف قبه فأذن ل.
وكان يزيد الرقاشي يقول ف بكائه :يا يزيد من يبكي بعدك عنك? من يترضى ربك لك?
فواكبدي من ذا يبكم من بعدي أحبكم ما دمت حـيا وإن أمـت
لا علم الحبون أن الوت يقطع التعبدات كرهوه لتدوم الدمة ،جاء ملك الوت إل موسى عليه
السلم ليقبضه فلطم عينه ،فإذا قامت القيامة باد إل العرش طالت غيبته فاستعجل استعجال
مشوق كانوا يبون أماكن الذكر ومواطن اللوة ،والؤمن ألوف للمعاهد عهد عند الحب ل ينس
اه ،اسكن حراء.
فبذاك النحن طل دمـي احبسا الركب بوادي سلـم
فمن السكان أشكو ألـي وانشدا قلب ف سكـانـه
فوجودي بعده كـالـعـدم أخذوا قلب وأبقوا جسـدي
وابلئي أن خصمي حكمي صل مبا جفنـه لـم ينـم
واعجبا للمحب يستر ذكر البيب ،بذكر النازل ،وما يفى مقصوده على السامع "أحد جبل
يبنا ونبه".
بذكر سليمى والرباب وتنعـم أل اسقن كاسات دمعي وغنن
195
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أغار عليها من فم التكـلـم وإياك واسم العامرية إنـنـي
رياح السحار تمل الرسائل وترد الواب.
للخفاجي:
أظن الريح تفهم ما نقـول أف ند تاورك القـبـول
تشابت الذوائب والـذيول تغنت ف رحال الركب حت
يناوبا التنفس والنـحـول صحبنا ف ديارهم صباهـا
حسبنا أنا مهـج تـسـيل وأمطرنا سحاب الدمع حت
أنن السائلون أم الطلـول وعجنا ذاهلي فما علمـنـا
ديار الحباب درياق هوم الحبي على أنن منها استفدت غرامي ،كان قيس إذا رحلت ليلى
تعلل بالثار واستشفى بالدمن واستنشق الصبا وشام برق بن عامر.
وق ندا فالـغـرام مـجـد أقتل أدواء الرجـال الـوجـد
ودنف ما يستـفـيق بـعـد حيث الرياض والنسـيم أنـف
نار الغرام ففـؤادي الـزنـد إن الصبا إذا جـرت قـادحة
لا على أهل الغرام حـقـد تعدى الحبي الصبا كأنـمـا
هزل فهزل النفحـات جـد ل تتـلـق نـفـحة نـجـدية
سيان منه قصـره والـمـد دع الصبا فعل الواء كالوى
لا بترجيع الـنـي وقـد ما كبدي بـعـدك إل جـذوة
ما كان قط ستر نار جـلـد يسترها اللد ولول أدمـعـي
يصد والداء العضال الـصـد كيف ببئي والطبيب مرضي
196
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
خلق القلب طاهرا ف الصل ،فلما خالطته شهوات السن تكدر ،وف العزلة يرسب الكدر،
اليوان الميز على ثلثة أقسام :فاللئكة خلقت من صفاء ل كدر فيه ،والشياطي من كدر ل
صفاء فيه ،والبشري مركب من الضدين ،فالعجب أن تقوى عنده التقوى ،تقديس اللئكة يدور
على ألسنة ل تشتاق بالطبع إل الفضول سبح تسبيحهم عقود ما نظمتها كلف التكليف ،ترات
زروعهم ،نشأت ل عن تعب ،سقاها سيح العصمة ،فكثر ف زكوات تعبدهم قدر الواجب "ويست
غفرون لن ف الرض".
كانت أقدم تعبدهم سليمة فاستبطئوا سي زمن الوى ،فقيل" :إذا رأيتم أهل البلء ،فسلوا ال الع
افية" واعجبا من منحدر ف سفن التعبد يستبطئ مصاعدا ف الشمال ،سعوا بيوسف الوى وما رأ
وه ،فأخذوا يلومون زليخا الطبع من حبس عتب "تُراوِد فتاها " فلما قالت الدنيا يوم هاروت وما
روت "اخرُج عليهنّ" قطعوا أكف الصب وصاح ف تلك الواقف مواقف "أتعل فيها" إن للحرب
رجالً خُلقوا ،ألم أني الذنبي? أو خلوف الصائمي ،أو حرقة الحبي ،أما عب بر المانة يوم "إ
نّا عرضنا المانة" توقفت اللئكة على الساحل ،ونضت عزية الدمي لسلوك سبيل الطر ،بلى
لقدام الحب أقدام.
ول يزل ذو الشوق مغلوبـا يغلبن شوقي فأطوي السرى
ل نتاج أن نناظر اللئكة بالنبياء ،بل نقول :هاتوا لنا مثل عمر ،كل الصحابة هاجروا سرا
وعمر هاجر جهرا ،وقال للمشركي قبل خروجه ها أنا .على عزم الجرة فمن أراد أن يلقان فليل
قن ف بطن هذا الوادي ،فليت رجا ًل فيك قد نذروا دمي ،مذ عزم عمر على طلق الوى أحد أ
هله عن زينة الدنيا.
من تتها بكان الترب من زحل وعزمة بعثتـهـا هـمة زحـل
لا ول عمر بن عبد العزيز خيّر النساء ،فقال :من شاءت فلتقم ومن شاءت فلتذهب ،فإنه قد
جاء أمر شغلن عنكن.
لهيار:
أقـسَـم بـالـعـفة :ل تـيّمــهُ ظبـيٌ رنـا أو غـصـنٌ تـأوّدا
جزتَ الدى قال :وهل نلتُ الدى وكلما قيل له :قـف تـسـتـرحْ
للعزائم رجال ليسوا ف ثيابنا ،وطنوا على الوت فحصلت الياة.
ملـح ول أم تـصـيح ورائي إذا ما جررت الرمح ل يثنن أب
أطاع بـعـزم ل يروغ ورائي وشيعن قلـب إذ مـا أمـرتـه
197
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا متار القدر اعرف قدرك ،فإنا خلقت الكوان كلها لجلك ،يا خزانة الودائع يا وعاء البدائع،
يا من غذي بلبان الب وقلب بأيدي اليادي ،يا زرعا تمى عليه سحب اللطاف ،كل الشياء
شجرة وأنت الثمرة ،وصور وأنت العن ،وصدف وأنت الدر ،ومضة وأنت الزبد ،مكتوب اختي
ارنا لك ،واضح للط ،غي أن استخراجك ضعيف ،مت رمت طلب فاطلبن عندك.
لسـت أنـسـاه فـاذكـره ساكن ف القلـب يعـمـره
فسويدا القلـب تـبـصـره غاب عن سعي وعن بصري
ويك لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالعاصي ،إنا أبعدنا إبليس لجلك لنه ل يسجد لك،
فالعجب منك كيف صالته وهجرتنا?
حفظنا له الود الـقـدي فـضـيعـا رعى ال من نوى وإن كان ما رعى
وواصلت قوما كنت أناك عـنـهـم وحقك ما أبقيت للصلح مـوضـعـا
يا جوهرة بضيعة ،يا لقطة تداس ،كم ف السماوات من ملك يسبح? ما لم مرتبة "تتجاف" ل
يعرفون طعم طعام ،وما لم مقام "وللوف" أني الذنبي عندنا ،أو ف من تسبيحهم ،سبحان من
اختارك ،على الكل وجادل عنك اللئكة قبل وجودك "إن أعلم" خلق سبعة أبر واستقرض من
ك دمعة ،له ملك السماوات والرض واستقرض منك حبة.
وليس يرويك إل مدمع الباكي الاء عندك مبـذول لـوارده
كانت المتعة الثمنة والللئ النفيسة تباع بصر فل ينظر إليها يوسف فإذا جاءت أجال صوف
من كنعان ل تل إل بي يديه "ل تسئل عن عبادي غيي".
للخفاجي:
برق بنار الشرق مشبوب لح وعقد الليل مسلـوب
سطر من الحباب مكتوب أسأله عنكـم وفـي طـيه
لو كان ف قلبك مبة ،لبان أثرها على جسدك ،عجب ربنا من رجل ثار عن وطائه ولافه إل
صلته ،تلمح معن ثار ،ول يقل قام ،لن القيام قد يقع بفتور ،فأما الثوران فل يكون إل
بالسراع حذرا من فائت.
على شعب الرحل اضطراد الراقم إذا هزنا الشوق اضطربنا لـهـزه
فمن صبوات تسـتـقـيم بـمـائل ومن أريـيات تـهـب بـنـائم
أخوان من ناقره الوجد ناقره النوم ،قال سفيان الثوري :بت عند الجاج ابن الفرافصة إحدى
عشرة ليلة ،فما أكل وما شرب ول نام.
198
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عللة وهو سـؤال مـحـال اسأل عين كيف طعم الكـرى
والنوم من شرط ليال الوصال وكيف بالنوم على الجر لـي
??الفصل الثالث والمسون
يا طويل المل ف قصي الجل ،يا كثي الزلل ف يسي العمل ،خل لك الزمان وما سددت اللل،
أفما عندك وجل من هجوم الجل?
جهازا من التقوى ل طول ما حبس تهز إل الجداث ويك والرمس
بأحسن ما ترجو لعلك ل تـسـى فإنك ما تدري إذا كنت مصبـحـا
فإن هوان النفس أكرم للـنـفـس سأتعب نفسـي أو أصـادف راحة
كظاعنها ما أشبه اليوم بـالمـس وازهد ف الدنيا فإن مـقـيمـهـا
يا معاشر الصحاء اغتنموا نعمت السلمة والمهال ،واحذروا خديعت الن المال ،قد جربتم
على النفس تبذيرها ف بضاعة العمر ،فانتبهوا لنتهاب الباقي "ول تؤتوا السفهاء أموالكم" الدنيا
حلم يقظة ،ويوم الساب تفسي الضغاث ،أيام معدودة وسيفن العدد وطريق صعبة على قلة الع
دد ،وقد سار الركب ولح الدد ،أترى تظن أن تبقى إل البد? أما يعتب بالوالد الولد ،أين الت
حرك ف الواء هد ،أين اضطرام تلك النار? خد ،أين ماء العراض الاري? جد ،تساوى ف الم
ات الثعلب والسد ،وشارك الوهى بي الديد والسد ،وجع التلف عنقاء مغرب والصرد ،واستق
ام قياس النقض للكل وأطرد ،أفل ينتبه من رقدته من قد رقد? يا شاربي من منهل أبوى شرب ا
ليم ،يا جاعلي نار الدى كالليل البهيم ،مقيمي على الدنس وليس فيهم مقيم ،سالي من أمرا
ض البدن وكلهم سليم ،أتعمرون ربوع النقم برتوع النعم? وتستبدلون بالقرآن ،مرمات النغم،
وقد توطنتم ناسي تروح النوح فلم تذكروا المات .تروح الروح ،تال ليعودن الستوطن ف أهل
ه غريبا ،والغتبط بفرحه مغيظا كئيبا "إنم يرونه بعيدا ونراه قريبا".
أين أرباب البيض والسمر? والراكب الصفر والمر ،والقباب والقب الضمر ،ما زالوا يفعلون فع
ل الغمر إل أن تفضي جيع العمر ،يا من عمره قد رحل وول ،كأنك بك تندم وتتقلى ،والسمع
والبصر للموت قد كل ،ويد التناول للتوبة شل ،والعي تري وابلً ل طل ،وعصافي الندم قد أن
ضجها القل ،وأنت تستغيث "ربّ ارجعونِ" فيقال "كل" أل كان هذا قبل هذا.
أل يا ثقيل النوم ،يا بطيء اليقظة ،يا عدي الفهم ،أما ينبهك الذان? أما تزعجك الداة? أترى ن
اطب عجما? أو نكلم صما ،كم نريك عيب الدنيا? ولكن عي الوى عوراء ،كم تكشف للبصر
قصر العمر? ولكن حدقة المل حولء.
199
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إنا الدنيا غـرور ليس ف الدنيا سرور
ت فيها وقـبـور ومآتـيم إذا فـكـر
يا من شاب وما تاب ول أصلح ،يا معرضا إل ما يؤذي عن الصلح ،ليت شعري بعد الشباب
باذا تفرح? ما أشنع الطايا ف الصبا وهي ف الشيب أقبح ،إذ نزل الشيب ول يزل العيب فبعيد
أن يبح.
للبحتري:
خسون وهو إل التقى ل ينح وإذا تكامل للفت من عـمـره
متأخر عنها ول مـتـزحـزح عكفت عليه الخزيات فمـالـه
حي وقال فدَْيتُ من ل يفـلـح وإذا رأى الشيطان غرة وجهـه
أخوان ،فتشوا أحال العمال ،قبل الرحيل "ولتنظُر نفسٌ ما قدّمتْ لغد" يا مطلقي النواظر ،ف
مرم النظور "لَت َروُنّ الحيم" ل يغرنكم إمهال العصاة "إنّ إلينا إيابَهم" يا من عاهدناه من يوم "أل
ستُ" ل تلن عقد العهد بأنامل الزلل فما يليق بشرف قدرك خيانة.
ل تفسد الول بالخر برمة الود الذي بيننا
اذكر ملزمة الطالبة بالوفاء ف أضيق خناق ،يا منكر ويا نكي انزل إل الارج من بساتي
الرواح فانظرا ،هل استصحب وردة من اليقي أو شوكة من الشك?
على ما عهدنا فيه أم حال حاله قفوا سائلوا بأن العقيق هل الوى
استنكها فمه ،الذي قال به "بلى" يوم "ألستُ" هل غي طيبه طول رقاد الغفلة? هل اناس زل?
ما يدخل قليلها تت العفو ،هل معرفته ف قليب قلبه يبلغ قلتي ،أنا مقيم له على الوفاء ف كل
حال ،فانظر إل حاله هل حال? لقيس الجنون:
وأرواحه إن كان ند على العهد أل حبذا نـد وطـيب تـرابـه
بطول الليال هل تغيتا بـعـدي أل ليت شعري عن عويرضت قبا
بريح الزامى هل تب على ند وعن علويات الـرياح إذا جـرت
العرفة غرس ف القلب والتذكار ماء ،ومت جفت الياه عن الغروس جفت شجرات "ألستُ"
تسقي من مياه "هل من سائل".
وتذنبون فنأتيكم فنعتـذر إذا مرضنا أتيناكم نزوركم
200
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
العقل ما ينسى إنا الس مغفل ،سبب النسيان أمراض من التخليط ف مطاعم الوى عقدت بارا
ف هام الفهم ،فإذا عالها طبيب الرياضة تللت فذكر ما نسي من عهد "ألست".
قيل لذي النون :أين أنت من يوم "ألست"? قال :كأنه الن ف أذن.
للمهيار:
أين ليالينا علـى البـرقِ? سل أبرق النان واحبس بـه
ما ل يُجدها الدمع ل تورقِ? وكيف باناتُ بسقط الـلـوى
عنك الصّبا َعرْفا لستنشقِ? هل حلتْ ل حلتْ بعـدنـا
ل يُغن قول للعسوفِ :ارفقِ يا سائق الظعان رفقـا وإن
وحر أنفاسي لـم تـنـشـقِ لول زفيي خلف أجالـهـم
يا وله الشئم بالـمـعـرقِ سيتَ ل ندا على بعدهـا
الفصل الرابع والمسون
أيها القائم على سوق الشهوات ،ف سوق الشبهات ،ناسيا سوق اللمات إل ساقي المات ،إل
كم مع الطأ بالطوات إل الطيئات ،كم عاينت حيا فارق حيا? وكفا كفت بالكفات.
للشريف الرضي:
وأشدّ اغترارنـا بـالمـانـي ما أقل اعتبارنـا بـالـزمـان
ٌم على مَزلقٍ من الـحِـدْثـانِ ت عـلـى غـرو ٍر وأقـدا
وقفا ٌ
اليومَ ف هدنة مـع الزمـانِ ب من الردى وكـأنـا
ف حرو ٍ
ِعلْمُنا أنـنـا مـن الـحـيوان وكفانا مُـذكّـرا بـالـمـنـايا
ع من الـردى بـفـلن
ووقو ٌ كل يوم رزي ٌة فـي فـــلن
للسي واستبدل عن الغطـان قل لذي الوام ِل استـوثـقـي
وغـنـى وراءكَ الـحـاديان ك اللقّم النهـجُ
واستقيمي قد ضم ِ
ب الـعـنـان
ج البُرى و َج ْذ ُ
َخلْ ُ كم ميدٍ عن الطريق وقد صرّح
ي بسـاعـدٍ أو بـنـان
أو مع ٌ هل ميٌ بـذابـ ٍل أو حـسـامٍ
ورأينا البِـنـا فـأين الـبـانِ قد مررنا على الديار خشـوعـا
أم أين صــاحـــب اليوان أين رب السدير والية البيضاء
ص ّم من بـنـي الـديانِ
والقنا ال ّ والسيوف الدا ُد مـن آل بـدرٍ
201
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف إباء وعاجـ ٌز فـي هـوان ليس يبقى على الزمان جـريء
يا عاصيا بالمس أين اللتذاذ? يا مطالبا بالرم أين العاذ? يا متمسكا بالدنيا حبلها جذاذ ،ما
راعت من الحبي ول الشذاذ ،بل ساوت ف اللك بي الفقي وكسرى بن قباذ ،تلص من أسرها
قبل أن يعز النقاذ ،وقبل أن تري دموع السى بي ويل ورذاذ ،إذا نبذوك ف القب انتبذوا أي نب
ذ وأي انتباذ ،فتذكر ضمة ،ما نا منها سعد بن معاذ ،أل يلي القلب? أصخر أم فولذ ،تدعي ال
عجز عن الطاعة وف العاصي أستاذ ،وتؤثر ما يفن على ما يبقى وأنت ابن بغداد ،يا مستلبا عن أ
هله وماله يا خاليا ف القب بأعماله ليته خلك ما منه تليت ،ليته ول عنك أث ما عنه توليت ،وأس
فا من حالة حيلتها ليت.
فمرتـجـع بـمـوت أو زوال وكـل إن يتـيه غـــنـــاه
أليس الوت يطوي ما زوى ل وهب جدي زوى ل الرض طيا
إذا اخضر الربيع ناح الزار وندب القمري وأنت تعتقده غناء ،إنا هو بكاء على انتظار التكدير،
ل يغرنك صفو العيش فالرسوب ف أسفل الكاس ،من يسمع كلم الصامت ول يسمع عبارة
الامد فليس بفطن.
قال أحد ابن أب الواري :رأيت شابا قد اندر عن مقبة ،فقلت من أين? فقال :من هذه القافلة
النازلة ،قلت :وإل أين? قال :أتزود للقها .قلت :فأي شيء قالوا لك? وأي شيء قلت لم? قل
ت :مت ترحلون? فقالوا :حت تقدرون.
يلي لا الديد وأنت قاس وكم من عبة أصبحت فيها
تذكر بالعاد وأنت نـاس إل كم والعاد إل قريب
ويك تلمح عاقبتك بعي عقلك فإنا سليمة من رمد ،العقل متسب إذا وقع بيزان الوى كسر
العلقة يا صبيان التوبة ،قد عرفتم شرور أعطان الوى فرحلتم طالبي ريف التقى فحثوا مطايا
الد "ول يلتفتْ منكم أحدٌ وامضوا حيث تؤمرون" كلما شرف الطلوب طالت طريقه ،الرة تم
ل خسي يوما ،والنيرة أربعة أشهر ،والف والافر سنة ،فأما الفيل فسبع سني ،عموم الشجر
يمل ف عامه ،والصنوبر بعد ثلثي سنة ،شرف النمل يوجب القلة ،الشاة تلد واحدا أو اثني ،و
النيرة تلد عشرين ،وأم الصقر مقلت نزور ،يا هذا ينبغي أن تكون هتك على قدرك ولك قد
ر عظيم لو عرفته.
إنا خلقت الداران لجلك ،أما الدنيا فلتتزود ،وأما الخرى فلتتوطن ،أفتراك تعرف مكانة "أذكر
كم" أو قيمة "يبهم" أو مرتبة :وإنا إل لقائهم أشد شوقا ،تشاغلتم عنا بصحبة غينا ،إذا صعد
202
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت اللئكة عن ملس الذكر ،قال الق :أين كنتم ،فيقولون :عند عباد لك يسبحونك ويجدون
ك ،فيقول :ما الذي طلبوا وما استعاذوا:
ما كنت ب هكذا صبا فكيف أنا يا من يسائل عن القادمـي إذا
يا من كان ف رفقة "تتجاف" فصار اليوم ف حزب أهل النوم.
للشريف الرضي:
ويا عهدُ ما الـذي أبـلكـا يا ديار الحباب كيف تغـيتِ
على عهدهـم وأين أولكـا هل تول الذين عهدي بم فيك
ي أن ل تيب سُراكـا
لضم ٌ الذّميلَ الذمي َل يا ركـبُ إنـي
يا هذا ل تزع من ذنب جرى فرب زلة أورثت تقويا" ،لو ل تُذنبوا".
ل يدر ما حلوة التلقي من ل يلق مرارة الفراق
ما ل يقع سهم ف مقتل فالعلج سهل ،انناء القوس ركوع ل اعوجاج ،كانت صحبة آدم للحق
أصلية وتعبد إبليس تكلفا والعرق نزاع "كان من النّ" وإنا يعال الرمد ل الكمة ،تأملوا خسة
هة إبليس إذ رضي بعد القرب من السدة بالتقاط القمامة "إل من استرق السمع" إنه ليهجم على
ساحة الصدر فيأخذ ف حديث الوسوسة فيصيح به حراس اليان من شرفات قصر "ويسعن" في
جع بقلب الناس ،فضائل بن آدم خفيت على اللئكة يوم "أنبئهم" فكيف يعرفها إبليس? صعد
إل السماء منا ،إدريس وعيسى ،وجال ف مالم ممد ،ونزل منهم هاروت وماروت وتدير عندنا
إبليس ،لو علم التدير ما قد خب له من البليا? ما سأل النظار ،كلما غاب صاحب معصية وجل
س يقسم ف تقواه صدرت عن التائب نشابة ندم ،فوقعت ف صدر إبليس ،أطم ما على إبليس م
لسي ،ما من ملس أعقده إل ويقلق لا يرى من النفع ،واليوم يغشى عليه ويله ،ما علم أن النة إ
قطاعنا وإنا أخرجنا عنها مسافرين ،كتب ديارنا تصل إلينا ،ورسائلنا تصل إليهم ويا قرب اللقا،
كان فتح بن شخرف ،يقول :قد طال شوقي إليك فعجل قدومي عليك.
للمهيار:
لاجر أن لا بـحـاجـر? تُمدّ بـالذان والـمـنـاخـرِ
وشوقُها الكنونُ ف الضمائرِ أرضٌ با السائغ من ربيعهـا
يا ِس ْر با يا ابن الداة ياسِـرِ سارت يينا والغـرامُ شـامةٌ
الفصل الامس والمسون
يا من شاب وما تاب ،أموقن أنت أم مرتاب? من آمن بالسؤال أعد الواب.
203
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وجود جع رحلك للذهاب فخذ للسي إهبتـه وبـادر
يسي على مقدمة الركاب فقد جد الرحيل وأنت من
أما أنذرك بياض الشمط? أما يبكيك قبح ما منك فرط? إل مت تري ف الوى على نط? إل
مت تضيع وقتا مثله يلتقط? لقد أحاط بك النون وها أنت ف الوسط ،واستل التلف سيفه عليك
سريعا واخترط ،يا من يهفو وينسى واللك قد ضبط ،يا منفقا نعم الول على العصيان هذا الشط
ط ،امح باعترافك قبح اقترافك وقد انكشط ،وقم ف الدجى والليل قد سجى فرب عفو هبط ،ق
د نصحتك با أسعتك وقد أوقعتك على النقط.
يا مغمورا بالنعم معدوم الشكر ،كلما لطفنا بك قابلتنا بالخالفة ،إنه ل عجب من ترك الشكر إنف
اق النعم ف مالفة النعم ،هذا عود العنب يكون يابسا طول السنة فإذا جاء الربيع دب فيه الاء ف
اخضر وخرج الصرم ،فإذا اعتصر الناس منه ما يتاجون إليه طول السنة قلب ف ليلة خلً ،فبانق
لبه يوجب للعقل الدهش ،من صنع صانعه ،وقدرة خالقه فينبغي أن يفرغ العقل للتفكر فيأخذ ا
لاهل العنب فيجعله خرا ،فيغطي به العقل ،الذي ينبغي أن يسر عن رأسه قناع الغفلة "ومن يُض
ل فما له مِن هاد" ويك ،قد أطعمتك إياه حصرما وعنبا وزبيبا وخلً ،فدع الامس ل ،فقد
للِ ا ُ
سهُ".
سعت ف كلمي "فإنّ لِ خُمُ َ
أيها الضال ف بادية الوى ،احذر من بئر بوار ،وليس ف كل وقت ،تتفق سيارة ،ليل الصبا مرخى
السدفة ،وبار المان يعقد دواخن الكسل ،فانض عن حفش الكسل واستنطق ألسن الكم من
موضوعات الصنوعات يل عليك كلما ف دستوره يا مقتولً ماله طالب ثأر يريد الوت ،مطلق ا
لعنة ف طلبك وما يفيك حصن ،ثوب حياتك منسوج من طاقات أنفاسك ،والنفاس تسلب ،ذ
رات ذاتك وحركات الزمان ،قوية ف النسج الضعيف ،فيا سرعة التمزيق آن الرحيل وما ف مزا
دتك قطرة ماء ،ول ف مزود عملك قبضة زاد ،وقد أحلت ناقتك على ما تلقى من العشب وال
دب عام ف العام ،ويك عش ول تغتر .يا رابطا مناه بيط المل إنه ضيف القتل ،صياد التلف ق
د بث الصقور ،وأرسل العقبان ونصب الشراك ،وقطع الواد فكيف السلمة? تيأ لصرعة الو
ت وأشد منها فلت القلب ،فليت شعري إل ماذا يؤول المر? للحارثي:
إذا جد جد البي أم أنا غـالـبـه فوال ما أدري أيغلبنـي الـهـوى
فمثل الذي لقيت يغلب صاحبـه فإن أستطع أغلب وإن يغلب الوى
آه من تأوه حينئذٍ ل ينفع ،ومن عيون صارت كالعيون ما تدمع.
للمهيار:
204
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ول يبق إل نظر ٌة تُـتُـغـنّـمُ ولا خل التوديع ما حـذرتـه
وكيف يل الاء أكـثـره دم بكيتُ على الوادي فحُرمت ماءه
نقلة إل غي مسكن ،وسفر من غي تزود ،وقدوم إل بلد ربح بل بضاعة.
مسيل غروب الدمع جفنا ول خدا ولا تيقنا النـوع لـم يدع لـنـا
ول راحة إل وقد قلـبـت كـدا فل صفوة إل وقد بدلـت قـذي
أغورت الظعان أم طلبت نـدا فوال ما أدري وقد كـنـت داريا
يا لساعة الوت ما أشدها ،تتمن أن لو ل تكن عندها ،وأعظم الحن ما يكون بعدها،
وقد حان من أحب الرحيل ول أنس موقفنـا لـلـوداع
إل غدت فوق خدي تسـيل ول يبق ل دمعة ف الشؤون
وقد كاد يأت على الغـلـيل فقال نصيح من القـوم لـي
فبي يديك بـكـاء طـويل تأن بدمـعـك ل تـفـنـه
تقسم الصالون عند الوت ،فمنهم من صابر هجي الوف ،حت قضى نبه ،كعمر كان يقول
عند الرحيل :الويل لعمر إن ل يغفر له .ومنهم من أقلقه عطش الذر فيبده باء الرجاء كبلل.
كانت زوجته تقول :واحرباه ،وهو يصيح :واطرباه ،غدا نلقى الحبة ممدا وحزبه .علم بلل أن
المام ل ينسى الؤذن ،فمزج كرب الوت براحة الرجاء ف اللقاء.
غدا ترين الطلح والبال بشرها دليلـهـا وقـال
قال سليمان التيمي لبنه عند الوت :اقرأ علي أحاديث الرخص للقى ال وأنا حسن الظن به.
إل مت تتعب الرواحل? ل بد من مناخ.
قد لح سلع ودنا حاجـر رفقا با يا أيها الـزاجـر
على الرب لراعها ذاعر فخلها تلع أرسـانـهـا
ل عدم الذكور والذاكـر واذكر أحاديث ليال منـى
كان أبو عبيدة الواص يستغيث ف السواق وينادي :واشوقاه إل من يران ول أراه.
تن والنة للمـشـتـاق جاء با قالصة عـن سـاق
تذكري رمل النقى واشتاقي ما أولع الني بـالـنـياق
الفصل السادس والمسون
يا من أيام عمره ف حياته معدودة ،وجسمه بعد ماته مع دودة.
205
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تقربك الساعات من ساعة اللـحـد رأيتك ف النقصان مذ أنت ف الهد
عليك وإن قالت بكيت من الـوجـد ستضحك سن بعد عي تعـصـرت
أتطمح أن يشجى لفـقـدك فـاقـد لعل سرور الفاقدين مع الـفـقـد
يا من عمره يقضي بالساعة والساعة ،يا كثي التفريط .ف قليل البضاعة ،يا شديد السراف يا
قوي الضاعة ،كأن بك عن قلي ترمى ف جوف قاعة ،مسلوبا لباس القدرة وبأس الستطاعة،
وجاء منكر ونكي ف أفظع الفظاعة ،كأنما أخوان ف الفظاظة من لبان الرضاعة ،وأمسيت تن ث
ار هذي الزراعة ،وتنيت لو قدرت على لظة الطاعة وقلت "ربّ ارجعون" ومالك كلمة مطاعة
،يا متخلفا عن أقرانه قد آن أن تلحق الماعة.
آن الرحيل وما قدمت من زاد يا ساهيا لهيا عمـا يراد بـه
هيهات أنت غدا فيمن غدا غاد ترجو البقاء صحيحا سالا أبدا
مركب الياة تري ف بر البدن برخاء النفاس ،ول بد من عاصف قاصف تفككه وتغرق
الركاب.
ما هذه الدنيا بـدار قـرار حكم النية ف البية جـار
صفوا من القذار والكدار جبلت على كدر وأنت تريدها
أعماركم سفر من السفـار فاقضوا مآربكم عجا ًل إنـا
يا لقم الجال يا أشباه الدجال ،أما تسمعون صريف أنياب الصروف? كم غافل وأكفانه عند
القصار? ولب قدره قد ضرب ،يا سخنة عي قرت بالغرور ،يا خراب قلب عمر بالن ،العمر زاد
ف بادية ،يوخد منه ول يطرح فيه ،يا من عمره يذوب ذوبان الثلج توانيك أبرد ،كان بعض من ي
بيع الثلج ينادي عليه :ارحوا من يذوب رأس ماله يا مؤخرا توبته حت شاب وقت الختيار ،يا اب
ن السبعي لقد أمهل التقاضي ،البدار البدار فنقاض البدن قد عرقب الساس.
إل موقف التجمي غي أمان ول يبق من أيام جع إل من
بادر التوبة من هفواتك قبل فواتك ،فالنايا بالنفوس فواتك ،أعجب خلئقَ اللئق ،مسن ف
شبابه ،فلما لح الفجر فجر ،آه لوسم فاتك ،لقد مل الكياس الكياس ،رجلت الرباحة فألقهم
ف النل.
يبيت يقظانا ولان وهـلنـا وكم وقفت وأصحاب بنـزلة
سقناه يوم التقى بالزع أحيانـا فهاجنا حي حيانا النسيم بـمـا
206
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
نن الشوقون فيها أم مطايانا تبكي وتسعدنا كوم الطي فهل
كوجدنا العيس بل رقت لبلوانا فل ومن فطر الشياء ما وجدت
يا هذا عقلك يثك على التوبة وهواك ينع والرب بينهما ،فلو جهزت جيش عزم فر العدو،
تنوي قيام الليل فتنام ،وتضر الجلس فل تبكي ،ث تقول ما السبب? "قل هو مِن عند أنفسكم"
عصيت النهار فنمت بالليل ،أكلت الرام فأظلم قلبك ،فلما فتح باب الوصول للمقبولي طردت
،ويك فكر القلب ف الباحات يدث له ظلمة ،فكيف ف تدبي الرام? إذا غي السك الاء منع
التوضوء فكيف بالنجاسة ،مت تفيق من خار الوى? مت تنته من رقاد الغفلة? للشريف الرضي:
يوم نوى اليّ ويوم الُقام يا قلبِ ما أطولَ هذا الغرام
وأنت نشوانُ بغي الُـدام مت تُفيق اليو َم من لـوعةٍ
أين أنت من أقوام كشفت عن أبصار بصائرهم أغطية الهل? فلحت لم الادة فجدوا ف
السلوك ،كان مسروق يصلي حت تتورم قدماه ،فتقعد امرأته تبكي ما تراه يصنع بنفسه.
يرثي لا الشفقان الهل والولد أمسى وأصبح من تذكاركم قلقـا
واعتادن الضنيان الشوق والكمد قد خدد الدمع خدي من تذكركـم
وخانن السعدان الصب واللـد وغاب عن مقلت نومي فنافرهـا
وتته والافقان القلب والكـبـد ل غرو للدمع أن تري غواربـه
يعتاده الضاريان الـذئب والسـد كأنا مهجت نضو بـبـلـقـعة
فداؤك الباقيان الروح والـسـد ل يبق إل خفى الروح من جسدي
يا هذا ،أول الطريق سهل ث يأت الزن ،ف البداءة إنفاق البدن وف التوسط إنفاق النفس ،فإذا
نزل ضيف الحبة تناول القلب فأملق النفق قلق القوم بل سكون ،انزعاجهم بل ثبات ،خلقت
جفونم على جفاء النوم ،فلو سعت ضجيجهم ف دياجي الليل.
ولعي ل تـذوق كـرى من لقلب يألف الفـكـرا
ما قضى من حبكم وطرا ولصب بالغرام قـضـى
أحصر القوم ف سبيل الحبة ،فأقعدتم عن كل مطلوب "ل يستطيعون ضربا ف الرض".
قلوب العاشقي لا وقـود رأيت الب نيانا تلظـى
ولكن كلما نضجت تعـود فلو كانت إذا احترقت تفانت
ل فنهض الجنون ،فخبت فضل فضج.
لحت نار ليلى لي ً
207
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
والقلتي إل الكرى ث اهجـروا ردوا الفؤاد كما عهدت إل الشى
الفصل السابع والمسون
إخوان ،قد كفت الكفات ف العب ،ووعظ من عب من غب ،وقد فهم الفطن المر وخب ،وما
عند الغافل من هذا خب.
أما أتاكم للـذاهـبـي خـبـر يا أيهـا الـنـاس أين أولـكــم
وكلهم للـمـؤخـرين عـبـر اعتبوا فالـقـدمـون خـلـوا
سألت عمن تـود قـيل عـبـر تعب بالـصـر عـابـرا فـإذا
عسر ويسر أتاك ثـمـت مـر اصب على العسر ف الزمان فكم
العيش ومن جرب الزمان صب والصب أول بكل من صـحـب
والفعل إن خالف الميل حـذر يرفع شأن الكـرام فـعـلـهـم
تنطق حقا إذا الـقـال غـدر كادت شخوص ف الرض بالية
اليوم ف تربنا فـنـحـن مـدر بالمس كنا مـن النـام فـأمـا
ابك على نفسك قبل أن يبكى عليك ،وتفكر ف سهم قد صوب إليك ،وإذا رأيت جنازة
فاحسبها أنت .وإذا عاينت قبا فتوهه قبك وعد باقي الياة ربا.
لتمم بن نويرة:
رفيقي لتذراف الدموع السوافك لقد لمن عند القبور على البكا
لقب ثوى بي اللوى فالدكـادك فقال أتبكي كل قـبـرٍ رأيتـه
فدعن فهذا كله قب مـالـك فقلت له إن الشجا يبعث الشجـا
غريب ،يا راكبا عجز الوى وف يده جنيب ،يا مارا على وجهه قل ل مت تنيب? أل تأخذ قبل
الفوت بعض النصيب? أل تتزود ليوم شره شر عصيب?،
أل ترج عن وادي الدب إل الربع الصيب? أحاضر أنت قل ل ،ما أكثر ما تغيب ،أل مريض
لبيب يقبل رأي الطبيب ،إن الرحيل بل عدة فج،
فكيف به على بعد الفج? أحرم عن الرام وقدر أنه حج ،واسكب دموع السى واحسبه ثج،
واستغث من الزلل ومثله العج،
وبادر ،فقد تفوت الوقفة أهل وج ،اقبل نصحي فمثل نصحي ل يج .كم فهم وعظي ذو فطنة
فهج ،يا من يقول إذا شئت تبت.
208
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
209
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل بدموعهم وهم ينتظرون الواب.
210
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الفصل الثامن والمسون
ما زالت النون ترمي عن أقواس حت طاحت السوم والنفس ،وتبدلت النعم بكثرة البؤس،
واستوى ف القبور الذناب والرؤس ،وصار الرئيس كأنه قط ل يرؤس.
ما من ورود الوت بد قل للمفرط يسـتـعـد
وما مضى ل يستـرد قد أخلق الدهر الشباب
ف لوه والمر جـد فإل مَ يشتغل الفـتـى
ب وآمـالـي تـمـد والعمر يقصر كل يوم
لقد وعظت الدنيا فأبلغت وقالت ،ولقد أخبت برحيلها قبل أن يقال زالت ،وما سقطت جدرانا
حت أنذرت ومالت ،قرب الغتراب ف التراب ،ودنا سل السيف من القراب ،كم غنت رباب
برباب ،ث نادت على الباب بتباب يا من زمانه الذي يضي عليه :عليه ،يا طويل المل وهو يرى
الوتى بعينيه ،يا من ذنبه أوجب أن ل يلتفت إليه ،قد مزجت لك كأس كربة ول بد وال من تل
ك الشربة ،يا منقولً بعد النس إل دار غربة ،يا طي تربة ،وهو يطلب ف الدنيا رتبة ،هذا ملس
ابن زيد فأين عتبة? ،أتلهو برند الصبا وبأنه? ويروقك برق الوى بلمعانه ،وتغتر بعيش ف عنفوانه
،فتمد يد الغفلة إل جن أغصانه ،وتنسى أنك ف حري خطره وامتحانه ،أما لقمة أبيك أخرجته م
ن مكانه? أما نودي عليه بالفطر ف رمضانه? أما شأنه شانه لول وكف شانه? أما يستدل على نار
العقاب بدخانه? نزل آدم عن مقام الراقبة درجة فنل فكان يبكي بقية عمره ديار الوفا ،برد النف
س بالوى لظة أثر حرارة القلق ألف سنة ،فاعتبوا ،سالت من عينيه عيون ،استحالت من الدما
ء دموع شغلته عن لذات الدنيا هوم.
للمهيار:
أم أهل زمانٍ بم قد فات مرتعُ هل بعد مفترق الظعان متمـعُ
ويمل القلب منهم فوق ما يسـعُ تملوا تسعُ البـيداءُ ركـبَـهُـمُ
ما شاء والنومُ مثلُ الوصل منقط ُع اللي ُل بعدهمُ كالجـر مـتـصـلٌ
دارا وإن طاب مصطافٌ ومرتبَعُ اشتاق نعمان ل أرضى بروضتـه
كان آدم كلما عاين اللئكة تنل تذكر الرتبع ف الربع فتأخذ العي أعلى ف إعانة الزين.
فبات يسح الدمع وجدا على نـجـد رأى بارقا من نو نـدٍ فـراعـه
كما كن ل أم ل سبيل إلـى الـرد هل العصر اللت مضي يعدن ل
211
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ما أمر البعد بعد القرب ،ما أشد الجر بعد الوصل ،يا مطرودا بعد التقريب أبلغ الشافعي لك
البكاء.
للمتنبئ:
إذا ل بعد ذاك النسيمَ الذي هبّـا وكيف التذاذي بالصائل والضحى
وعيشا كأن كنت اقطعه وثبـا ل كأن ل أ ُفزْ بـه
ذكرت به وص ً
كان لقوم جارية ،فأخرجوها إل النخاس فأقامت أياما تبكي ،ث بعثت إل ساداتا تقول :برمة
الصحبة ردّون فقد ألفتكم .يا هذا قف ف الدياجي وامدد يد الذلّ ،وقل قد كانت ل خدمة ،فعر
ض تفريط أوجب البعد ،فبحرمة قدي الوصل ردون فقد ألفتكم.
إننا للبعد كالشيء اللـقـا علّلونا بـوصـالٍ نـافـعٍ
أو ذروا ف كل جس ٍم رمقا أو خذوا أرواحنا خالـصة
غمرات والليالـي أرقـا وارحوا من تنقضي أيامه
خفق البق اليمان خفقـا ويح قلب ما لقلب كلـمـا
يا هذا ل تبح من الباب ولو طردت ،ول تزل عن الناب ولو أبعدت ،وقل بلسان التملق إل
من اذهب?
فهم الول ملكوا الفؤاد هـمُ يا ربع إن وصلوا وإن صرموا
وعلى القلوب ببهم ختمـوا شغلوا بسنهـم نـواظـرنـا
ومن الشفاء لذي الوى سقـم أتبعتهم نظرا فـعـاد جـوى
وزفي أنفاسي لـهـا يسـم تحو دموعي وسم إبـلـهـم
كان السن شديد الزن ،طويل البكاء سئل عن حاله ،فقال :أخاف أن يطرحن ف النار ،ول
يبال.
وإن كان سهلً عليكم يسيا يعزّ عل ّي فراقـي لـكـمُ
يا من كان له قلب فمات ،يا من كان له وقت ففات ،استغث ف بوادي القلق ردّوا عل ّي ليالّ
الت سلفت أحضر ف السحر فإنه وقت الذن العام ،واستصحب رفيق البكاء فإنه مساعد صبور،
وابعث سائل الصعداء فقد أقيم لا من يتناول.
للمصنف:
فارتاح قلب الدنف الرض عبت بريكم الصبا سـحـرا
212
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا ريح عندي ل بك الـرض ما ل أراك سـقـيمة بـهـم
فإذا جروح القلب تنتـقـض أتبعتها نـفـسـا أشـيّعـهـا
عند الكثيب فثمّ لـي غـرض قف صاحب إن كنت تسعدنـي
ف كل ركب راح يعتـرض وانشد فؤادي عنـد كـاظـمة
عين رمت وفؤادي الغـرض أشكو ومن مبـتـدى ألـمـي
ل تلتقي فاصب لا فرضـوا فرضوا على الجفان إذ هجروا
يا جية ما عنـهـم عـوض كيف اصطباري بعد فرقتـهـم
الفصل التاسع والمسون
يا من سيب قلبه ف مراعي الوى ،وألقى حبله على الغارب ،سلم من يطول نشدانه للضلل?.
للمهيار:
واقفا أطلب قلبا ضـاع مـنـي دع ملمي بالمى أو رح ودعن
ربّ مسئول سواها ل يبـنـي ما سألت الدارَ أبغي رجـعـهـا
فيكِ من خان فعزمي ل ينـي أنا يا دار أخـو وحـشِ الـفـل
ص منك يُغنـي
عادة الدهر فشخ ُ ولئن غال مغـانـيك الـبـلـى
ث فهذا لك جفـنـي
أو جفا الغي ُ إن خََبتْ نارٌ فـهـذي كـبـدي
أكثر فساد القلب من تليط العي ،مادام باب العي موثقا بالغض فالقلب سليم من آفة ،فإذا فتح
الباب طار طائر وربا ل يعد ،يا متصرفي ف إطلق البصار جاء توقيع العزل " قُلْ للمؤمنيَ
َي ُغضّوا من أبصا ِرهِم " إطلق البصر ينقش ف القلب صورة النظور والقلب كعبة "ويسعن " وما
يرضي العبود بزاحة الصنام.
يا لذة لظة أطالت ألـمـي عيناي أعاننا على سفك دمـي
ويلي ثبت الوى وزلت قدمي كم أندم حي ليس يغن ندمـي
ل قتلك ،بادر
ل سبع فمه لقد أكلك ،يا مشغولً بالوى مه ً
يا مطلقا طرفه لقد عقلك ،يا مرس ً
رمقك فقد رمقك ،بالرحة من عذلك.
للمهيار:
ع يُحسّ بـالـزلـل
ما كلّ سا ٍ عثرتَ يو َم العذيب فاسـتـقـلِ
السن ول الراجو َن بالقـلِ ما سلمتْ قبلك القلوب عـلـى
213
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
حِ وآبَ الفـؤادُ بـالـخـبـلِ سفْ
سافر طرف يوم الظعائن بال ّ
يفتك فيها البان بـالـبـطـل نظرة غرّ جـنـت مـقـارعة
واستأثر الظاعنون بالـنـفـل حصلت منها على جراحتـهـا
إذا لحت للتائب نظرة ل تل ،فامتدت عي الوى ،فزلزلت أرض التقى ونض معمار اليان "
وأَْلقَى ف الرضِ رواسيَ أ ْن تيدَ ب ُكمْ " لحت نظرة لبعض التائبي ،فصاح:
وتلك يي لو علمت غمـوس حلفت بدين الب ل خنت عهدكم
إذا خيم سلطان العرفة بقاع القلب ،بث جنده ف بقاع البدن ،فصارت السباخ رياضا لرياضة
ساكن ف القلب يعمره إذا نزل البيب ديار القلب ل يبق فيه نزالة.
وكان فؤادي خاليا قبـل حـبـكـم وكان بذكر اللق يلهـو ويـرح
فلما دعا قلـبـي هـواك أجـابـه فلست أراه عـن فـنـائك يبـرح
رميت ببعد منك إن كنـت كـاذبـا وإن كنت ف الدنيا بغـيك أفـرح
فإن شئت واصلن وإن شئت ل تصل فلست أرى قلب لغيك يصـلـح
أول منازل القوم ،عزفت نفسي عن الدنيا ،وأوسطها لو كشف الغطاء ،ونايتها ما رأيت شيئا إل
ورأيت ال فيه.
إل وجدتك بي الفن والـدق وما تطابقت الجفان عـن سـنة
أجفانه وكلت بالسـهـد والرق وهل ينام حزي ٌن موجـ ٌع قـلـقٌ
فأنت والروح شيء غي مفترق شغلت نفسي عن الدنيا ولذتـهـا
ارحم بقية ما فيها من الرمـق فلم تعذبا بالـصـد يا أمـلـي
أرواح الحبي خرجت بالرياضة من أبدانا العادات ،وهي ف حواصل طي الشوق ترفرف على
أطلل الوجد ،وتسرح ف رياض النس عند الحبي شغل عن النة فكيف يلتفتون إل الدنيا? ،ما
ترى عي الحبي إل الحبوب ،فب يسمع وب يبصر.
ولسان الذكر إن ذكـرا أنت عي العي إن نظرت
أنت سر السر إن خطرا أنت سعي إن سعت به
كلها يا قاتـلـي أسـرا ما بقي ل فيك جـارحة
باتت قلوبم يقلقها الوجد ،فأصبحت دموعهم يسترها الفن ،فإذا سعوا ناطقا يهتف بذكر
البيب ،أخذ جزر الدمع ف الد ،من أقلقه الوف ،كيف يسكن? من أنطقه الب ،كيف
214
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يسكت? ،من آله البعد ،كيف يصب? سل عنهم الليل فعنده الب ،أتدري كيف مر عليهم?
أبلغك ما جرى لم? أيعلم سال كيف بات التيم? ،افترشوا بساط قيس ،وباتوا بليل النابغة ،إن نا
حوا فأشجى من متيم ،وإن ندبوا فأفصح من خنساء ،اجتمعت أحزاب الحزان ،على قلب الائ
ف ،فرمت كبداء الوف الكبد فوصل نصل القلق ففلق حبة القلب فانقلب فصاح الوجد من شا
ء اقتطع ،فلو رأيت فعل النهاية لرحت التمزق.
للمهيار:
ل تنب قد أصبتُ الغرضا أيها الرامي وما أجرى دما
حلُها أو غُمُـضـا
نظر ًة تك ِ اطلبوا للعي فـي أثـنـائه
طال حبس الحبي ف الدنيا عن البيب ،فضجت ألسن الشوق فلو تيقظت ف الدجى سعت
أصوات أهل البوس.
للمصنف:
ومنعت النـامـا طال ليلـي ودامـا
منذ بانوا مقـامـا وجد الوجد عنـدي
ودعوا مستهـامـا ليتهم حي راحـوا
ل يسر بل أقامـا سار قلب وجسمي
إذ غذوا أين هامـا لست أدري فؤادي
منذ كنت غلمـا حبهم قرت قلبـي
يذبل وشـامـا حلوا ضعف قلب
وأحدوا سهـامـا كم رمون برشـقٍ
إن سعت حانـا ما لعين تبـكـي
فظننت الغمـامـا كلما نـاح رشـت
أين ريح الزامى هل نسيم لكـربـي
كان موتا زؤامـا هجركم يا حبيبـي
ثُم أبلى العظامـا أكل اللحم مـنـي
وناري ظـلمـا صار ليلي نـارا
لوعت والغرامـا إنا بـتّ أشـكـو
215
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ما أبال اللمـا فاعذروا أو فلوموا
قد خلعت اللجامـا إفرجوا عن طريقي
وكشفت اللثـامـا ورميت سـلحـي
قد فنيت سقـامـا أسعدون فـإنـي
الفصل الستون
إخوان ،تفكروا ف الذين رحلوا ،أين نزلوا ،وتذكروا أن القوم نوقشوا وسئلوا ،واعلموا أنكم
كما تعذلون ،عذلوا ولقد ردوا بعد الفوات لو قبلوا.
لب العتاهية:
عن الحباب ما فعلوا سألت الدار تبنـي
أياما وقـد رحـلـوا فقالت ل أناخ القـوم
ي منازلٍ نـزلـوا
وأ ّ فقلت فأين أطلبهـم?
لقوا وال ما فعلـوا فقالت بالقبـور وقـد
فبادرهم بـه الجـل أناسٌ غـرّهـم أمـلٌ
ما قالوا وما عملـوا فنوا وبقي على اليام
قبيح الفعل والزلـل وأثبت ف صحائفهـم
لم ملجـأ ول حـيل فل يستعتـبـون ول
وما يغن وقد حصلوا ندامى ف قبـورهـم
أين من كانت اللسن تذي بم لتهذيبهم ،وأصبحت فلك الختبار تري بم لتجريبهم ،أقامت
قيامتهم منادي الرحيل لتغري بم لتغرييهم ،فباتوا ف القبور وحدانا ل أنيس لغريبهم ،أين أهل
الوداد الصاف ف التصاف ،أين الفصيح الذي إن شاء أنشأ ف القول الصاف ،أين قصورهم الت
تضمنتها مدايح الشعراء صار ذكر القوى ف القواف ،لقد نادى الوت أهل العوال والقصور العوا
ل الطواف ،تأهبوا لقدومي فكم غرثان طوى ف طواف ،رحل ذو الال وما أوصى ف تفريق كدر أ
و صاف ،ولقي ف مره أمرا مرا ل تبلغه أوصاف ،ذاقوا طعام المال فانتزع من أفواههم يوم الآل
،وعاد الوى ف الواف ،عوى ف ديارهم ذئب السقام ،بتكذيب العواف ،انقطعت آمالم ،وصا
ر كل الن ف دفع الناف ،تزلزل ود أحبابم والتوى وبت ألتوي ف التواف ،تال لقد نال الدود وا
لبلى ،ما أرادا منهم وألفيا ف الفياف.
216
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
آلت قبورهم إل الراب أول ،فل يدري أهذا قب الول أول ،وهم سواءٌ ف السواف ،كم أعرضو
ح وقد رفعوا ما تلف التلف ،كم ندموا على ضياع زمانم الذي خل ف خلف ،كم رأ
ا عن نصي ٍ
يت عاصيهم قد أعرض عن إل عدوي والتجا ف التجاف ،أما أخبتم بوصف النار إنا " نزّاعةٌ لل
شّوى " ف الشواف ،فاعتب بالم فإنه يكف كف الوى وهو الواعظ الكاف ،أين البصار الدائد
قبل إحضار الشدائد ،أما استلبت القلئد من ترائب الولئد ،ل بد من إزعاج هذا الراقد ،فيقع ال
فراق بي فريق الفراقد ،يا موثقا ف حبالة الصائد ،وال ما كذبك الرائد ،يا عمي البصية ول قائ
د ،كم أضرب ف حديد بارد.
ولبن وما فينا سوى ابن ذريح أليلى وك ّل أصبح ابن ملـوّح
ذهبت أعماركم ف طلب الشهوة والوت قد دنا ،فما هذه السهوة والقلوب غافلة فإلم
القسوة? والصلح معرض فختام الفوة ،أين رب الال ابن ذو الثروة? ،أما فرس الوت ذا
الفرس? وأخلى الصهوة.
طوب للمتيقظي إنم لقدوة ،علموا عيب الدنيا فما أمسكوا عروة ،وأنت ف حبها كقيس وعروة،
أيسن بعد الشيب لو وصبوة ،أأبقى نأي الزمان طيب ناي وقهوة? قربت نوق الرحيل ،مساء و
غدوة ،جذبت أيدي النون كرها وعنوة ،يا قليل التدبي ول عقول النسوة ،إل كم عيب وعتب،
أما فيكم نوة? واعجبا لتاجر يرضى بتعب شهر ليتمتع بربه سنة ،فكيف ل يصب أيام عمره القل
يلة ليلتذ بربها أبدا.
يا من يروح ويغدو ف طلب الرباح ،ويك اربح نفسك ،يا أطفال الوى طال مكثكم ف مكتب
التعليم ،فهل فيكم من أنب? أقروا أدلة التوحيد من ألواح أشباحكم ،وتلقفوها من أنفاس أرواح
كم ،قبل أن يستلب الوت من أيدي اللهي ألواح الصور ،ويحو سطور التركيب بكف البلى و
ما فهم الكتوب بعد ،كم يلبث مصباح الياة على نكباء النكبات ،من رأى بعي فكره معاول الن
قض ،ف هذا النل ناح على السكان.
يا هذا مشكاة بدنك ف مهاب قواصف اللك ،وزجاجة نفسك ف معرض النكسار ،فاغتنم زما
ن الصفو فأيام الوصل قصار ،كم يلبث قنديل الياة على عواصف الفات ،أنفاس الي خطاه إل
اجله ،درجات الفضائل كثية الراقي وف القدام ضعف وف الزمان قصر ،فمت تنال الغاية?.
وقف قوم على راهب ،فقالوا :إنا سائلوك أفمجيبنا أنت? قال :سلوا ول تكثروا ،فإن النهار لن ي
رجع ،والعمر لن يعود ،والطالب حثيث ف طلبه ذو اجتهاد ،قالوا :فأوصنا ،قال :تزودوا على قد
ر سفركم فإن خي الزاد ما أبلغ البغية.
217
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إخوان ،اليام صحائف العمار فخلدوها أحسن العمال ،الفرص تر مر السحاب والتوان من أ
خلق الوالف ،من استوطأ مركب العجز عثر به ،تزوج التوان بالكسل فولد بينهما السران.
كان عمر وعائشة يسردان الصوم ،وسرد أبو طلحة أربعي سنة ،وصام منصور بن العتمر أربعي
سنة وقام ليلها ،وكان عامر بن عبد ال يصلي كل يوم ألف ركعة ،وختم أبو بكر بن عياش ف زا
وية بيته ثان عشر ألف ختمة ،وكان لكهمش ف كل شهر تسعون ختمة ،وكان عمي بن هان ي
سبح كل يوم مائة ألف تسبيحة:
واستطابوا القيظ من برد الظلل صافحوا النجم على بعد النـال
إنا الخطار أثان العـالـي واستذلوا الوعر من أخطـارهـا
صحت الجسام يوما بالـزال كبوا الضـرر إلـيهـا ربـمـا
بالعوال السمر والقب العوال جروا يوما إلـى غـاياتـهـا
وكان السود بن يزيد يصوم حت يضر ويصفر ،وكان ابن أدهم كأنه سفود من العبادة ،وكانت
رابعة كأنا شن بال ،ومات حسان بن أب سنان فكان على الغتسل كاليط ،وكان ممد بن
النضر لو كشط جيع لمه ل يبلغ رطلً:
وإن ترك الطايا كالزاد جزى ال السي إليه خيا
أكب دليا على الب نول السم واصفرار اللون.
للحارثي:
مردة تضحي لديك وتـضـرّ سلبت عظامي كلها فتركـتـهـا
أنابيب ف أجوافها الريح تصفـر وأخليتها من مهـا فـكـأنـهـا
مفاصلها من خوف ما تنتـظـر إذا سعت باسم البيب تقعقعـت
ضن جسدي لكننـي أتـسـتـر خذي بيدي ث ارفعي الثوب تنظري
ولكنها روحٌ تذوب فتـقـطـر. وليس الذي يري من العي ماؤها
قال النيد :دخلت على سري السقطي فمد جلدة ذراعه وقد يبست على العظم ،فما امتدت،
فقال :وال لو شئت أن أقول هذا من مبته لقلت:
على فيك ول تـرك وهواك ما أبقى هواك
يزري علي ول يرك أيلومن فـيك الـذي
هذا عبيدك قد هلك. رفقا بعبـدك سـيدي
218
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الفصل الادي والستون
يا من أيامه تعظه ،حي تبنيه وتنقضه ،يا من صحته ترضه ،وسلمته ترضه ،يقرض عمره فيفن
ومن يقرضه:
بوعظ شفى البابـنـا بـلـبـابـه أرى الدهر أغن خطبه عن خطابه
إليها وتعمى عن وشيك انقـلبـه له قلب تدى القـلـوب صـواديا
سطا فأغاب الليث عن أنس غابـه هو اللـيث إل أنـه وهـو خـادر
لصاب إليه من مـرارة صـابـه وهيهات ل تسلم حـلوة شـهـده
عواقبه مـتـومة بـعـقـابـه مبـيد مـبـاديه تـغـر وإنـمـا
وسارت ملوك الرض تت ركابه أل تر من ساس المـالـك قـادرا
ودانت له الدنيا وكـادت تـحـلـه على شهبها لول خود شـهـابـه
غداة غدا عن كسبه باكتـسـابـه لقد أسلمته حصنـه وحـصـونـه
ول ذهب أغناه عـنـد ذهـابـه فل فضة أنته عند انفـضـاضـه
وأفـرده أتـرابـه بـتـرابــه سل شخصـه وراثـه بـتـراثـه
كم دارس عليك إن الرابع دارس ،كم واعظ ناطق وآخر هامس ،كم غمست حبيبا ف الثرى
كف رامس ،كم طمس وجها صبيحا من البلى طامس ،تال ما نا بطبه بقراط ول أرسطا طالس،
صاح الوت بالقوم فنكس الفارس ،أين الفطن اللبيب أين اليقظ القائس? أتشتري أخس
السائس يا نفس النفائس? أتؤثر لذة لظة تن حرب البسوس وداحس? يا مقترين من التقى ،ا
شتروا نفوسكم عن الذنوب تشتروا لا السنادس ،أخوان ،لو ذكرت أنكم تبادون ما كنتم بالعاص
ي تبادون ،لقد صوت فيكم الادون وما كأنكم للخي ترادون ،واعجبا تصادون الواعظ ول تص
ادون ،إل مت تراوحون الذنوب وتغادون? يا مقيمي وهم حقا غادون ،أتعادون من يقول إنكم ت
عادون? كأنكم بكم تقادون إل مقام فيه تقادون ،أما سعتم كيف نادى النادون? كل شيء دون
الن دون:
وانض فقد طال بك القعود يا نائم الليل تنبه لـلـتـقـى
يغسل عن أجفانه الـرقـود بي يديك حادث لـمـثـلـه
ومن ذوي النطق أتى الحود ما جحد الصامت من نـشـأه
219
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الدهر خطيب كاف ،والفكر طبيب شاف ،كم قطع زرع قبل التمام فما ظن الستحصد ،من
عرف الستي أنكر نفسه ،من بلغ السبعي اختلفت إليه رسل النية ،عواري الزمان ف ضمان الر
تاع ،يوسف العقل ينظر ف العواقب ،وزليخا الوى تتلمح العاجل ،يا مقدمي على الرام أنتم بع
ي من حرم ،ينبغي لن أُلبس ثوب العافية أن ل يدنسه بوسخ الزلل ،زرع النعم مفتقر إل دوران
دولب الشكر ،فإذا فتح القلب سكر العتراف بالعجز صار السقي سبحا.
هذا اليوم يقول :ارضن وعلى رضا أمس ،السكون بالبلدة أصعب من التحريك بالوى ،إذا
رآك عقلك ،وقد تول حسّك تدبيك تول ،ويك ل تأمن حسك على عقلك فإنه عكس الكمة
،العقل نور والس ظلمة ،الس أعشى والعقل عي الدهد ،الس طفل والعقل بالغ ،العقل يدخ
ل ف الضائق والس أبله ،الس ل يرى إل الاضر والعقل يتلمح الخر ،الصب عن الغراض
صب غي أن الازم يعل مراقبة العواقب تقوية ،ما خل قط وجه سرور من تعبس مكروه ،ول سل
مت كأس لذة ،من شائبة نغصة :للمتنب:
ع من كِفةِ الـابـل
وأخد ُ فذي الدار أخو ُن من مومس
وما يصلون على طـائل تفان الرجال على حبّـهـا
كل صاف من الدنيا ،مقرون بكدر ،حت أنه ف الغيث عيث ،أتريد أن ل ينعكس لك غرض? فما
هذا موضعه ،البات ذاهبات ،والليل مناهبات ،الدنيا قنطرة واستيطان القناطي بله.
ووطن ف غيه يقضي الوطر هل ند إل منـزل مـفـارق
الم فيها أكثر من الفرح ،والسرور أقل من الزن "وأ ّن الدار الخرة لي الَيَوان" يا متهدا ف
طلب الدنيا ،اجعل عشر اجتهادك للخرى ،جهزت البنات وتزوجت البني ،فأنت باذا تهزت
للرحيل? يا متقاعدا عن أوامر الرب ،احذر أن يقعدك عن نضاتك تزمن ،واعجبا إن حركت إل
الطاعة ،فزحل وإن لح لك الوى فعطارد عينك قد استرقها النظور ،ولسانك يتصرف فيه اللغو
،ويدك .يركها الزلل ،وخطا أقدامك إل الطأ ،ث قد أسكنت الوى قلبك ،فأين يكون اللك?
وهل ترك لنا عقيل من منل.
ويك إن النسان يشد ف إصبعه خيطا يتذكر به حاجته ،وهل ف جسدك عرق أو شعرة إل وهي
تذكر بالالق ،فما وجه هذا النسيان البارد ،يا من باعنا نفسه ث ماطل بالتسليم ،ل أنت من يفس
خ العقد ول من يضي البيع ،تدعي الرحلة إل دار البيب ،ودهليز سرادقك إل بلد الوى ،هيها
ت ل يدرك علم الربانية إل من رب فيه.
للمهيار:
220
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سكَ الذاهـبُ
وإنا هم أم ُ يا قلب ما أنت وأهلَ المى
س ُم والغاربُ
أن يُقرح الن ِ دون ن ٍد وظباءِ الـمـى
ل بد ف سلوك الطريق من مصابرة رفيق ،البلء له خلق صعب فاصب على مداراته ،البليا
ضيوف فأحسن قراها لترحل عنك إل بلد الزاء مادحة ل قادحة ،من حك بأظفار شكواه جلد
عيشه أدمى دينه ،البلء ظلمة غبش ويا سرعة طلوع الفجر ،اللهم أعن أطفال التوبة على ما ابتل
سبَ النا
وا به من جوع شديد ،فإذا أعد قرص الفطار نزل ضيف "ويُؤثرون" فزاحم ،فأراح "أحَ ِ
س أن يُتركوا".
صين سامعا مطيعـا إن هواك الذي بقلـبـي
سلبتن النوم والجوعـا أخذت قلب وغمض عين
فقال ل بل ها جيعـا فذر فؤادي وخذ رقـادي
فإذا تكنت قدم الريد وطاب له ارتضاع ثدي الوصال قطع عنه ف أهنأ ما كان يراد منه زيادة
القلق ،ف الديث يوحي ال تعال إل جبيل عليه السلم اسلب عبدي حلوة مناجات فإن تضرع
ل فردها ،فلو سعت استغاثة الحبي ،لورثتك القلق:
إّ
من عادته القـرب على بعدك ل يصب
من تيمـه الـحـب ول يقوى على حجبك
فقد يشهدك القلـب فمهلً أيها الساقـي
فقد يشهدك القلـب فإن ل تترك العـي
الفصل الثان والستون
يا من قد غلبته نفسه وبطش بعقله حسه ،استدرك صبابة اليقظة وصح ف سع قلبك بوعظة.
واعصى الوى فالوى ما زال فتانا يا نفس توب فإن الوت قد حـانـا
أما ترينا النايا كيف تـلـقـطـنـا لقطا وتلحـق أخـرانـا بـأولنـا
ف كل يوم لنـا مـيت نـشـيعـه نرى بصرعـه آثـار مـوتـانـا
خلفي وأخرج من دنياي عـريانـا يا نفس مال وللموال أتـركـهـا
أبعد خسي قد قضيتـهـا لـعـبـا قد آن أن تقصري قـد آن قـد آنـا
ننسى بغفلتنا من لـيس ينـسـانـا ما بالنا نتعامى عـن مـصـائرنـا
كان زاجرنا بالـرص أغـرانـا نزداد حرصا وهذا الدهر يزجـرنـا
221
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كانت تر لـه الذقـان إذعـانـا أين اللوك وأبناء الـلـوك ومـن
مستبدلي من الوطـان أوطـانـا صاحت بم حادثات الدهر فانقلبـوا
واستفرشوا حفرا غبا وقيعـانـا خلوا مدائن كان العز مفـرشـهـا
ورافلً ف ثياب الغي نـشـوانـا يا راكضا ف ميادين الوى مرحـا
يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا مضى الزمان وول العمر ف لعب
أين الزاد يا مسافر? أين درع التقوى يا سافر? لقد أنشب الوت فيك الظافر ول تشكن أنه
ظافر ،هذه النبل فأين الغافر ،كيف تصنع إن غضب الغافر? يا مبارزا بالقبيح أمؤمن أنت أم
كافر? إن قمت سدلت من ثياب كبك وإن أقمت سدرت من شراب خرك ،اصطفقت أبواب ال
واعظ .وما استفقت ،تقف ف الصلة بغي خضوع وتقرأ للتخويف وما ث خشوع ،يا نائما عن
صلحه كم هذا الجوع? يا دائم الضور عندنا هل عمرك إل أسبوع? إن لنجم الياة لفول ،و
لشمس المات لطلوع ،أين أبوك أين جدك? السيف قطوع ،كيف تبقى مع كسر الصول ضعا
ف الفروع? تعلق الدنيا بقلبك وتعتذر بلفظ مصنوع ،إصرارك كالصحيحي وإقلعك حديث مو
ضوع ،مزق أملك .فالعمر قصي ،حقق عملك فالناقد بصي ،زد زاد سفرك فالطريق بعيد ،ردد ن
ظر فكرك فالساب شديد ،صح بالقلب لعله يرعوي ،سلمه إل الرائض عساه يستوي ،يا مؤثر ا
لبطالة عال الوى دنس ،عاشق الوى جامد الفكر فلو ذاب ما ذاب.
وبكاؤهن لغي وصلك باطـل سهر العيون لغي وجهك ضائع
يا هذا وجه ناقتك إل بادية الزيارة ،فإن لا بنسيم ند معرفة ،قفها على الادة وقد هب لا نسيم
الشيح من الجاز ،إن أعوزك ف الطريق ماء فتمم مزادتك بالبكاء.
لعلي بن أفلح:
من الني ناشطا عقـالـهـا دعها لك الي وما بدا لـهـا
فهو أهاج بالوى بلبـالـهـا ول تعللـهـا بـجـو بـابـل
فإنا ذكراه قـد أمـالـهـا ول تعقها عن عـقـيق رامة
فرد أضاها واستظل ضالـا نشدتك ال إذا جئت الـربـى
أطفى لا ريب الردى أطفالا وناوح الورق بشجـو ثـاكـل
بدأ بآدم ف طريق ابتلئه ثلثائة سنة ،وعام نوح ف دمعه ثلثائة عام ،وضج داود من دائه حت
ذوى ،كان كلما هاج حر الزن هاج نبت الفرج ،فحالت الال دمعا فأجدب البصر وأعشب
222
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الوادي فلو وزنت دموعه بدموع اللئق لرجحت.
للشريف الرضي:
مطيّ قومك يوم الزع ما نزحا عندي من الدمع ما لو كان وارده
ينحو مع البارق العُلوي أين نا غا َدرْنَ أسوا َن مطورا بعبتـه
فيهم شعاعا أو القلب الذي َقرِحا هل تبلغنهم النفس الت تلـفـت
فواجبٌ أن يهون الدمع إن سُفحا ح دمي بالبي عندهُـمُ
إن هان سف ُ
كان يي بن زكريا يبكي حت رق جلدة خده وبدت أضراسه ،هذا وقد كان على الادة فكيف
بن ضل? واعجبا من بكائه وما ث مأت ،فكيف بن ما انقضى يوم إل ومأت ما ت? يا هذا إن كان
قد أصابك داء داود ،فنح نوح نوح تي حياة يي.
لك يا لديغ هـواهـم درياق ل تبسن ما العـيون فـإنـه
ل يرتى لسيها إطـلق شنوا الغارة ف القلوب بأسهم
السرار حت درت المـاق واستعذبوا ماء الفون فعذبـوا
كان عمر بن عبد العزيز وفتح الوصلي يبكيان الدم ،وقليل ف جنب ما نطق به لسان الوعيد إذا
خل الفكر باليقي ،ثارت عجاجة الدمع ،فإذا أقرح الزن القلب استحالت الدموع دما.
للمهيار:
أيعلم خالٍ كيف بات الـمـتـيمُ ب متـهـمُ
أجارتنا بالغور والرك ُ
قلوبا أبت أن تعرف الصب عنه ُم بنا أنتمُ من ظاعني وخـلّـفـوا
ول يبق إل نظـرةٌ تـتـغـنـمُ ولا انلى التوديع عما حذرتـه
وكيف ي ّل الرءُ أكـثـره دم? بكيتُ على الوادي فحرمتُ ماءه
واعجبا أطار حكم حديث العذيب وأنتم من وراء النهر ،يا منقطعي عن الحباب تعالوا نشي
رفقة ،فمجمعنا مأت السى ،موعدنا مقابر السف.
البي تعـالـينـا تعالي نعال زفرة
وتودع نظرة عينا نزود إذنا شكـوى
عسانا نعطف البينا ونبكي من يد البـي
لاجا ما تباكـينـا فما زاد النـوى إل
يا سائقـهـا الينـا إل أين أما تعـلـم
223
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وسطا بي ما بينـا إذا عرست بالرعاء
وعي الرمل حيينـا فحي اللـه يبـرين
الفصل الثالث والستون
يا هذا ،عاتب نفسك على تفريطها ث حاسبها على تليطها ،حدثها با بي يدها وأخبها ،أشر
عليها بصلحتها ودبرها.
لنجاة فالازم الـسـتـعـد استمدي للموت يا نفس واسعي
خلود ول مـن الـمـوت بـد قد تبينت أنه لـيس لـلـحـي
لمرئ حظه من الرض لد أي ملك ف الرض أو أي حظ
عليه النفاس فـيهـا تـعـد كيف يهوى امـرؤ لـذاذة أيام
آه لنفوس بغرور هذه الدنيا يدعن ،فإذا فاتن شيء من فان توجعن ،شربن من مياه الغفلة
وترعن ،فلما بانت حبة الفخ أسرعن ،فما انلت ساعة التفريط حت وقعن ،أما علمن أنن
يصدن ما يزرعن ،أما تيقن أنن ف هلكهن يشرعن ،يا قلة ما تنعمن ،ويا احتقار ما تتعن ،أما ه
ن عن قليل ف اللحد يضجعن ،أين تلك القدام الشيعة لن? تصدعن ،بئس حافظ الجساد ترا
ب يقول دعهن لا أودعهن ،طال ما كن يوترن الذنوب ويشفعن ،فلو رأيتهن بعد الوت يتضرعن
"رب ارجعون" ل وال ل يرجعن ،يا عجبا هذه الفات لن ويهجعن ،وهذا البس الشديد ويرتع
ن ،يا لا من مواعظ فهل أثرن أو نعن.
يا هذا ،اخل بنفسك ف بيت الفكر ،واعذلا ف الوى فإن ل تلن فاخرج با على عسكر القابر ،ف
إن ل ترعوي فاضربا بسوط الوع.
يا هذا ،العزلة .تمع المم ،والخالطة نابة ،الوى مرضع كثي التخليط ،فهذا طفل قلبك كثي ال
رض ،عجل فطامه وقد صح ،العزلة والقناعة والصب والعفة والتواضع عقاقي كيمياء النجاة يبلغ
ن بستعملهن مرتبة الغن ،والرص والشره والغضب والعجب والكب كلهم ماني ف مارستان ال
عقل وهو القيم عليهم ،فليتحذر الغفلة عنهم فإنه إن أفلت منون حل الباقي.
يا هذا حصن السلمة العزلة ،أقل ما ف الروج منه من الذى ،مصادمة الواء الختلف الهاب ف
بادية الشهوات ،وقد عقبته جنوب الجانبة للصواب ،فصار وباء ،وإياك أن تتعرض لواء الوب مغ
ترا بصحة مزاجك ،فإنك إن سلمت من فضول الفت من التلف ل تأمن زكمة ،ومت تكنت زكم
ة المة ل تشم الفضائل.
عمر ول وقد توال القبـح يا قلب الم ل يفيد النـصـح
224
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ما تشعر بالمار حت تصحو جرح دام وقد تبـدى جـرح
لا انقشع غيم الغفلة عن عيون أهل اليقي ،لح لم هلل الدى ف صحراء اليقظة ،فبيتوا نية
الصوم عن الوى على عزم :عزفت نفسي عن الدنيا ،دخل ممد بن كعب القرظي على عمر بن
عبد العزيز وقد غيه الزهد فأنكره ،فقال :يا ابن كعب فكيف لو رأيتن بعد ثلثة أيام ف قبي?
الحزان غي خيالت وأشـبـاح ل تبق فيهم حرارات الوى وجوى
لول تـردد أنـفــاس وأرواح تكاد تنكرهم عي البـي بـهـم
كان وهيب بن الورد قد نل من التعبد ،فكانت خضرة البقل تبي تت جلدة بطنه.
للمهيار:
بَلى وحسب بكم لقد بـلـى زعمتِ ل يُبلي هواك جسدي
ما طل دمع مقلت ف َطلَ ِل دارُك تدري أنه لول الوى
أخوان من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل.
لصردر:
ض أطنابـا
تسبه بع َ وكم ناحل بي تلك اليام
أنضى القوم رواحل البدان ف سفر الشوق حبا لتعجيل اللقاء ،فكم طووا منلً على الظماء حت
كل كل الطي بتلك العجعة ،ورفيق الرفق يصيح بم.
للمهيار:
وارخوا أزمتها والنـسـوعـا دعوها ت ِردْ بعد خسٍ شروعـا
ول امت ّد دهـرُك إل ربـيعـا وقولوا دعاءً لا :ل عُـقـرتِ
فكلّ غدا لخـيه رضـيعـا حلن نشاوى بكأس الـغـرام
وإن أخصبوا كان خِصبا جيعا إذا أجدبوا خصّهم جـد بـهـم
فطابوا أصولً وطابوا فروعا طِوال السواعد شـمّ النـوف
صيحة البي ماتوا جـيعـا أحبّوا فرادى ولكنهم عـلـى
ولفوا على الزفرات الضلوعا حوا راحة النوم أجفانَـهـم
فقد دفع الليل ضيفا قنـوعـا أسكّان رامة هل مـن قِـرىً
له نظرا أو حديثـا وسـيعـا كفاه من الزاد أن تـمـهـدوا
225
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل من الاء فقال :حت تغرب الشمس.
قيل لب بكر النهشلي وهو ف الوت اشرب قلي ً
للمهيار:
شوقٌ يعوق الدمع ف الحاجر نفّرها عن وِردها بـحـاجـر
ذلّ الغرام وحنـي الـذاكـر وردّها على الطوى سواغـبـا
واشوقاه إل تلك الشباح ،سلم ال على تلك الرواح.
من إذا شارفتها التسلـيمـا ها إنا مـنـازل تـعـودت
ورحت من وجد با سليمـا وقفت فيها سالا راد الضحى
ردي على ذلك النـسـيمـا يا نفحة الشمال من تلقـائهـا
يا هذا إن أردت لاق السادة فخل مالفة الوسادة ،واجعل جلدتك بردتك ،وحد عن اللق
والزم وحدتك ،اكحل عينيك بالسهر والدمع وضع على قروح الوع مرهم الصب ،وتزود للس
ي زاد العزم ،واقطع طريق الدنيا بقدم الزهد ،واخرج إل خصب الخرى عن ضنك الدنيا،
وسح ف بوادي التقى لتنل بوادي الفخر ،فإن وصلت إل دوائك تناولته من يد "يُحبّهم ويُحبونه
" وإن مت بدائك فمقابر الشهداء "ف َم ْقعَدِ صدق".
?الفصل الرابع والستون
يا مشغولً بتلفيق ماله عن تقيق أعماله ،من خطر ذكر الرحيل بباله قنع بالبلغ ول يباله.
أو للذي حازه وراثه مالك للحادثات نـب
فل تكن أعجز الثلثه أولك أن تتخذه ذخـرا
ل بد وال من العبور إل منل القبور ،يسفي عليك الصبا والدبور وأنت تت الرض تبور ،آه
من طول الثبور ،بعد طيب البور ،يا لكسر بعيد البور ،ل ينفع فيه صب الصبور ،يندم على عثر
ته العثور ،ويفترش الدثور حت يثور ،أين كسرى وبرام جور ،أين التقلبون حجور الفجور? أين
الليم أين الضجور? أين الهر العرب ،والناقة العيسجور ،أين الظباء الكنس والتراب الور ،كن
يزين در البحور بالنحور ،غرق الكل ف ي من التلف زخور ،واستوى الوضيع والفخور ،تت ال
صخور ،ل فرق بي ذات الياء وذوات الدور ف ذلك الهبط الدور ،لقد بان للكل أن الدنيا
غرور ،وعرفوا ف الصي .شرور السرور ،وتيقنوا أن تزوير المل للخلد زور وتفصلت أعضاؤهم
ول تفصيل لم الزور ،ودكت بم الرض ول كما دك الطور ،وبانت حسباناتم وفيها قصور و
تأسفوا على مساكنة القصور ف مساكن القصور ،وهذا الصي ولو عمرت عمر النسور ،والرامي
مصيب وما يدفع السور ،فإذا انقضت بعده تلك العصور ونفخ ف الصور ،وخرجت أطيار الروا
226
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ح من أعجب الوكور ،وباتت الرض توج والسماء تور ،ولقي الكفور نارا تلتهب وتفور ،انزع
ج الليل والكليم .فمن بشر وطيفور.
توسع منه تضـيق الـصـدور كم للـمـنـايا فـي بـنـي آدم
إل الردى الحض بوشك الرور فالوقت ل تـحـدث سـاعـاتـه
وكلنا فيهـا شـبـيه الـجـزور أيامـنـا الـسـبـعة أيسـارنـا
قلبك إل عـادم لـلـطـهـور طهرت ثـوبـا واهـيا ثـم مـا
ل اقتنعوا منها اقتناع الـطـيور لو فطـن الـنـاس لـدنـياهـم
ويك إن الدنيا تغر ول بد لك منها ،فخذ قدر الاجة على حذر ،أما ترى الطائر كيف يتلس
قوته? هذا العصفور يألف الناس فل يسكن دارا ل أهل با وهو مع هذا النس شديد الذر من
جاور ،هذا الطاف يقطع البحر لطلب النس بالنس ث يتخذ وكره ف أحصن مكان من البيت،
ول يمله النس بم على ترك الذر منهم ،بل يعطي النس حقه والزم حقه.
أما عرفت أدب الشرع ف تناول الطعم ،ثلث طعام وثلث شراب وثلث نفس ،شره الرص يغب
بل غم البلدة ،ول يسهل شرب السهل إل على من تأذى بركات الخلط ،ل يقدر على
المية إل من تلمح العافية ف العاقبة ،شغل العقل النظر ف العواقب ،فأما الوى فإيثار لذة قليلة ت
عقب ندامة طويلة ،فملبس ف قضاياه ،الؤمن بي حرب ومراب وكلها مفتقر إل جع الم ،وير
يد الحراب القيام بأشراط الوضوء والدنيا ف مقام امرأة واللمس ناقض طريق التيقن تفتقر إل رو
احل ،وابل عزائمكم كلها كال ،إنا يصلح للملك قلب فارغ من سواه.
يفارقه ركب وينله ركب وقلبك خان كل يوم ولـيلة
ف كل يوم ترهن قلبك على ثن شهوة فيستعمله الرتن فدق أخلق ،أنت توقد نار التوبة ف
الجلس ،ف اللفاء ،فإذا أردت منها قبسا بعد خروجك ل تد ،تبكي ساعة الضور على اليانة
والسروق ف جيبك ،يا مظهرا من الي ما ليس له ل تبع ما ليس عندك ،كم ناك عن نظرة وتعل
م أنه بالضرة ،أفل تراقب الناظر برد الناظر ،وكأنك ما تعرف أن الاضر حاضر ،واعجبا لك،
تعد التسبيحة بسبحة ،فهل جعلت لعد العاصي أخرى ،يا من يتار الظلم على الضوء ،الذباب أ
على هة منك ،مت أظلم البيت خرج الذباب إل الضوء ،أما ترى الطفل ف القماط? يناغي الصب
اح ،ويك ،خذ بتلبيب نفسك ،قبل أن يذبا ملك الوت ،وقل أيتها النفس المقاء ،إن كان م
مد صادقا فالسجد وإل فالدير.
هذا نقض العهد ،وهـذا واف الناس من الوى على أصنـاف
227
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل يصلح للحضرة قلب جـاف هيهات من الكدور تبغي الصاف
يا هذا ،أكب دليل عليك علينا ،إنك كنت مبددا ف ظهور الصول فنظمت بالقدرة نظما عجيبا
خاليا عن العبث ،فما تنقض إ ّل لمر هو أعجب منه ،مدت أطناب العروق ،وحفرت خنادق
العصاب ،وضربت أوتاد الفاصل ،وأقيم عمد الصلب ،ث مد السرادق ،فنصب سرير القلب ف
الباطن للملك ويسعن قلب عبدي الؤمن
عن الي بعد البي أين أقامـوا إذا ل يد صب على النأي مبا
به لسليمى بالـعـقـيق خـيام فعند النسيم الرطب أخبار منـزل
يا هذا ،إن كنت مباُ فحبيبك معك ف كل حال ،حت عند الوت ،وف بطن اللحد.
للغزي:
ودار قوم بأكناف المى بـانـوا يا حبذا العرعر النجدي والـبـان
سم الياط مع الحبـاب مـيدان وأطيب الرض ما للقلب فيه هوى
إذا أقفر قلبك من ساكن ويسعن فتحت النفس بابا لعناكب الغفلة ،فنسجت ف زواياه من لعاب
المل ،طاقات الن ،اللهم أجر القلوب من جور النفوس ،يا سلطان القلب ،نشكو إليك النالة.
الفصل الامس والستون
إخوان ،اعرفوا الدنيا وقد سلمتم ،ث اعملوا فيها با عملتم ،ل يغرنكم منها الوفر ،فإنكم فيها ف
سفر ،أما بعد توطئة الهاد الفر? ،أتتوطن من وتنسى النفر?.
مت أغنت فقيا أرهقـتـه أرى الدنيا وما وصفت ببـر
وإن رجيت لي عوقـتـه إذا خشيت لشر عـجـلـتـه
فهام بفارك ما عـلـقـتـه تعلقها ابن جهل ف صـبـاه
وكأس الوت آخر ما سقتـه سقته زمانه مقـرا وصـابـا
بإيوان ابن هرمز فارتقـتـه أبادت قصر قيصر ث جازت
فآوته النيل وأطـبـقـتـه أما افتتحت له ف الرض بيتا
ثنته بزخرف قد نـقـتـه إذا انفلت ابنها عنها بـزهـد
أترى ل تنفع التجارب? ،أما ترون الدنيا كيف تارب? ،أل تلقون حبلها على الغارب? ،أما
سيف اللك ف يد الضارب? ،تال لقد جل صبح اليقي ظلم الغياهب ،إل عزم زاهد ،يتوكأ
على عصا راهب.
228
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يسار الفت سلبت باليسار ودنياك إن وهبت باليمي
إخوان ،احذروا الدنيا ،فإنا أسحر من هاروت وماروت ،ذلك يفرقان بي الرء وزوجه ،وهذه
تفرق بي العبد وربه ،وكيف ل ،وهي الت سحرت سحرة بابل ،إن أقبلت شغلت ،وإن أدبرت
قتلت.
نظرت فأقصدت الفؤاد بسهـمـهـا ث انثـنـت عـنـه فـكـاد يهـيم
وقع السهـام ونـزعـهـن ألـيم ويله إن عرضت وإن هي أعرضت
كم ف جرع لذاتا من غصص ،طالبها معها ف نغص:
عليها خـوفـا مـن الـغـي بكى عليها حت إذا حصلت بكى
إنا إذا صفت حللً ،كدرت الدين ،فكيف إذا أخذت من حرام? ،إن لم الذبيحة ثقيل على
العاء ،فكيف إذا كان ميتة? ،الظلمة ف الظلمة يشون ف جع الطام ،يصبحون ويسون على
حتْ تارَُت ُهمْ " ،من نبت جسمه على الرام ،فمكاسبه كبيت به يوقد ،ال
فراش الثام " فما رِب َ
جر الغصوب ف البناء أساس الراب ،أتراهم نسوا? طي الليال سالف البارين ،وما بلغوا معشا
ت " فهم ينتظرون من لم إذا طلبوا ال
ر ما آتيناهم ،فما هذا الغترار " وقدْ َخ َلتْ م ْن قب ِل ِهمُ الَثُل ُ
عود " فحِي َل بيَن ُهمْ وبيَ ما يشتَهونَ " كم بكت ف تنعم الظال? عي أرملة ،وأحرقت كبد يتيم "
ولَتَعلَمُنّ نبَأ ُه بعدَ حي" ما ابيض لون الرغيف حت اسودّ وجه الضعيف ،ما تروّقت الشارب حت
ترنّقت الكاسب ،ما عبل جسم الظال حت ذوت ذواب ذات قوة ،ل تتقر دعاء الظلوم ،فشرر ق
لبه ممول بعجيج صوته ،إل سقف بيتك ،نباله مصيب ،ونبله غريب ،قوسه حرقه ،ووتره قلقه،
ومرماته هدف " لنصرَّنكَ " وسهم سهمه الصابة ،وقد رأيت وف اليام تريب.
كم من دار دارت بنعم النعم ،دارت عليها دوائر النقم " فجعلناها حصيدا" كم جار ف حلبة ال
ن? ،قد استول طرفه على المد ،صدمه قهر عقوبة ،فألقاه أسرع من طرف ،بينا القوم ينبسطون
على البسيطة ،كفت أكفهم بقامع القمع ،لسبتهم عقارب ظلمهم نفخ عليهم ثعبان جورهم ،عق
رتم أسود بطشهم ،نسفتهم عواصف كبهم ،وف الغي عب ،ويك ،إذا كانت راحة اللذة تعقب
تعب العقوبة ،فدع الدعة تضي ف غي الدعة ،وال ما تساوي لذة سنة غم ساعة ،فكيف والمر
بالعكس? ،كم ف ي الغرور ،من تساح فاحذر يا غائض ،يا من قد أمكنه الزمان من حركات الت
صرف ف العدل فما يؤمن من الزمن الزمن.
كرة العلى بصوال العروف ومت بلغت إل الرئاسة فاستلب
229
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كان عمر ياف مع العدل ،يا من يأمن مع العدول ،رؤى بعد موته باثنت عشرة سنة ،فقال الن
تلصت من حساب ،واعجبا ،أقيم أكثر من سن الولية ،أفينتبه بذا راقد الوى? أحسن شعائر ال
شرائع ،العدل ،الظلم ظلمة ف نار الولية ،وجدب يرعى لوم الرعية ،والعدل ،صوت ف صور
الياة ،يبعث به موتى الور ،أيها الظال ،تذكر عند جورك عدل الاكم ،تفكر حي تصرفك ف س
رفك ،عجبا لك ،تدعي الظرف وتأخذ الظروف والظرف ،كل ،أو ف الظرافة رأفة ،ستعلم أيها ا
لغري قدر غرامك إذا يلتقي كل ذي دين وماطله ،من ل يتبع بنقاش العدل ،شوك الظلم من أيد
ي التصرف ،أثر ما ل يؤمن تعديه إل القلب.
يا أرباب الدول ،ل تعربدوا ف سكر القدرة ،فصاحب الشرطة بالرصاد ،سليمان الكم قد حب
س آصف العقوبة ،ف حصن "فل تعجَل عليهم" وأجرى رخاء الرجاء "لئل يكون للناس على ال
حجةٌ" فلو قد هبت سوم الزاء من مهب "ولئن مستهم نفحة" قلعت سكر "إنا نُملي لم" فإذا ط
وفان التلف ،ينادي فيه نوح "ل عاصم" فالذر الذر "قبل أن تقول نفسٌ يا حسرتا" "ولت حي
مناص" وأنت أيها الظلوم فتذكر من أين أتيت? فإنك ل تلقى كدرا ،إل من طريق جناية "ل يُغيّر
ما يقومٍ حت يُغيّروا ما بأنفسهم".
كان لبّان يلط الاء باللب ،فجاء سيل فذهب بالغنم ،فجعل يبكي ويقول اجتمعت تلك القطرات
فصارت سيلً ،ولسان الزاء يناديه :يداك أوكتا وفوك نفخ .اذكر غفلتك عن المر والمر وقت
الكسب ،ول تنسى إطراح التقوى عند معاملة اللق ،فإذا انقض عاصف فسمعت صوت سوطه
يضرب عقد الكسب جزء اليانة العقود ،فل تستطرف ذلك ،فأنت الان أولً ،والبادي أظلم.
الفصل السادس والستون
يا مشغولً بأمله ،عن ذكر أجله ،راضيا ف صلح خلله بلله ،هل أتى الساكن لكسله إل من
قبله.
ترجو دركا والردى لعمرك مغتال أضحى لك ف قبضة الطامع آمال
يوما بد الفوز بالقـيمة عـمـال هل أنت معدٌ ليوم حـشـرك زادا
ك على غفلة بتفك مـعـجـال إن أغفلك الدهر برهة فـسـيأتـي
ت بسهم من الـمـنـية قـتـال بادر بتاب فربا طـرق الـمـو
إن أوطنت الرء عقبته بتـرحـال أين التحامون عن زخـارف دنـيا
خلبة عقل بـبـاطـل مـتـمـاد غرارة صاد رأي الطامع كـالل
إن شيم سحاب لا فـذاك جـهـام أو ظن با وابـل فـذلـك خـال
230
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
دع عنك حديث الركاب أين تولـت أو ذكر ديار با العفـاء وإطـلل
قد باع لا الفرصة الرخيصة بالغال يا حسرة من أنفق الـياة غـرورا
ما كنت تناسيت من قبائح أفـعـال ل تتقر الذنب فالصحائف تصـى
يا ضاحكا ملء فيه سرورا واغتباطا ،وقد ارتضيت له النون خيل التلف ارتباطا ،أما بسط
النذار على باب الدار بساطا? أما الادي مد .فما للمنادي يتباطى? أيسن بالكبي أن يتمرس
الوى ويتعاطى? عجبا لعال يقرب النايا ،كيف ل ينتهب التقى التقاطا ،ولسد بال ،جر بالعجب
والرياء رياطا ،إل كم هذا السراع ف الوى والوجيف? وباب البقاء ف الدنيا قد سد وجيف ،إ
ن المن ف طريق قد أخيف ،رأي رذيل .وعقل سخيف ،يا من يمع العيب إل الشيب ،ويضيف
،ل الاء بارد ،ول الكوز نظيف ،إن إيثار ما يفن على ما يبقى لزيف ل ظريف ،كم أتى خريف
وكم أناخ ريف ،ويكفي من الكل كل يوم رغيف ،أيوع بشر الاف? ويشبع وصيف ،ويذل هذ
ا ويدم هذا مائة وصيف ،وما أدرك هذا مد هذا .ول النصيف ،إل أريب إل لبيب إل حصيف?
ل يعجبنكم استقامة غصن الوى ،فالغصن قصيف ها نن قد شتونا ولعلنا ل نصيف.
وقيصر والقصور وساكنيها سل اليام ما فعلت بكسرى
فلم تدع الليم ول السفيهـا أما استدعتهم للموت طـرا
فأصمته وواجهت الوجيها دنت نو الدن بسهم خطب
أنفت لعاقل أن يشتـريهـا أما لو بيعت الدنيا بفـلـس
يا من عمره يذوب ،وما يتوب ،إذا خرقت ثوب دينك بالزلل فارقعه بالستغفار ،فإن رفاء الندم
صناع ف جع التمزق.
يا هذا ،إنا يضل السافر ف سفره يوما أو يومي ،ث يقع على الادة واعجبا من تيه خسي سنة ،ي
ا واقفا مع الصور خالط عال العن ،أما علمت أن تغريد المام نياحة ،أنت تظن البلبل يغن ،وإن
ا يبكي على أحبابه.
بعدنا بالجاز هل يذكرونا ليت شعري عن الذين تركنا
بعد العهد بيننا فنـسـونـا أما لعل الدى تطاول حت
لم ف الوى كما عهدونا أرجعوا حرمة الوصال فإنا
لو صفت لك فكرة ،كان لك ف كل شيء عبة ،كل الخلوقات بي موف ومشوق ،حر الصيف
يذكر حر جهنم ،وبرد الشتاء مذر من زمهريها ،والريف ينبه على اجتناء ثار العمار ،والربيع
يث على طلب العيش الصاف ،أوقات السحار ربيع البرار ،وقوة الوف صيفا ،وبرودة الرجاء
231
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
شتاءً ،وساعات الدعاء والطلب خريف ،إذا استحر الر تقحم القحل ،فطلق القسر الرض ،فلب
ست سربال الدب ،واحدت ف حفش الذل ،فلما طالت أيام الية ،أومأ إل الراجعة الرجع ،فب
كت من قطراته لطول الجر ،فضحك لكثرة بكائه روض الرض ،فبن البناء ريع الربيع ،فنهض
ت ماشطة القدرة ،لخراج بنات النبات من مدر الثرى ،ففرشت اللل بصبغات اللل ،فسمع
الورد هتاف العندليب ،وحني الدواليب ،ففتح فاه مشتاقا إل مشروب ،فإذا الطل صبوح ،فقال
أل منادم? فأبت الزهار مصاحبة من ل يقيم ،فأجابه بعد الياس الياسي ،فقال أنا نظيك ف قصر
العمر ،والوانسة ف الجانسة ،فأشر أنت إل الذنب ،باحرار الجل ،حت أشي أنا إل الائف ،با
صفرار الوجل ،فرأى البلبل طيب الجتماع فغن ،فرنت ديار اللهو ،فدخل الناطور والصياد ،فاق
تطف الناطور رأس الورد ،واختطف الصياد البلبل الوغد ،فذبح ف الال العصفور ،وحبس الور
د ف قوارير الزور ،وقيل للياسي .ل اغتررت بزور? "أفحسبتُم أنا خلقناكم عبثا" فلما بكى الور
د بكاء نادم على الغترار ،صلح للمتطيبي "أني الذنبي أحبّ إلينا من زجل السبحي" فانتبه يا
مدوع ،فالعمر الورد ،والزجاجة القب ،والنفس البلبل ،والقفص اللحد.
الفصل السابع والستون
أخوان ،الستقر يزول ،والقيم منقول ،والحوال تول ،والعتاب على الفان يطول ،وكم نعذل
وكم نقول?
لكل اجتماع فرقة من يد البـي سيقطع ريب البي بي الفريقـي
تاتله عن نفسه ساعة الـحـي وكل يقضي ساعة بعـد سـاعة
وما الوت إل رقدة بي يومـي وما العيش إل يوم موت له غـد
يقوم له اليقظان من رقدة العي وما الشر إل كالصباح إذا انلى
أومل أن أبقى وأنـى ومـن أين أيا عجبا من ومن طول غفلتـي
أين قطان الوطان? أين الطفال والشمطان? أين الائع والبطان? أين حطان وقحطان? أين
العبيد والسلطان? أين البان وماطان? أين السقوف واليطان? أين الروج والغيطان? أين الهاري
والشطان? أين الجال واليطان? أين الحب والبيب ف الثرى خطان ،تعرف وتصدف "هذا م
ن عمل الشيطان" الطريق الادية واسعة الفجاج ،والدليل ظاهر ل يتاج إل احتجاج ،وأما بر ال
وى فما يفارقه ارتاج ،ما فيه ماء للشرب ،بل كله أجاج ،والعجب من راكب فيه ،يتجر ف الز
جاج ،كم مزجور عنه غرفته ف لة لاج.
يا معاشر العصاة ،قد عم الدب أرض القلوب ،وأشرفت زروع التقوى على التوى ،فأخرجوا م
232
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ن حصر الذنوب ،إل صحراء الندم ،وحولوا أردية الغدر عن مناكب العهود ،ونكسوا رؤس الري
اسة على أذقان الذل ،لعل غيوم الغموم على ما تلف تأتلف ،أخوان ،قد بشر الرشاش فاثبتوا ،وق
د سال الوادي.
نندب الربع ونبكي الدمنا واحبس الركب علينا ساعة
ولذا اليوم الدموع تقتنـى فلذا الوقف أعددنا البكـا
يا أعاد ال ذاك الزمـنـا زمنا كان وكـنـا جـية
كان عن غي تراض بيننا بيننا يوم أثيلت النـقـى
إذا خرجت القلوب بالتوبة من حبس الوى إل بيداء النابة ،جرت خيول الدمع ف حلبات
الوجد ،كالرسلت عرفا ،إذا استقام زرع الفكر ،قامت العبات تسقي ،ونضت الزفرات تصد
،ودارت رحا التحي تطحن ،واضطرمت نار القلق تنضج ،فحصلت للقلب بلة ،يتقونا ف سفر ا
لب ،يا من ل يصب عن الوى ،صب يوسف ،تعي عليك ،حزن يعقوب ،فإن ل تطق ،فذل أخوته
،يوم "وتصدق علينا" خوف السابقة ،وحذر الاتة ،قلقل قلوب العارفي ،وزادهم إزعاجا "يول
بي الرء وقلبه" كلما دخلوا سكة من سكك السكون ،شرع بم الزع ف شارع من شوارع
القلق ،لا حرك نسيم السحر أغصان الشجر ،أخذت ألسن قلوبم ف بث القلق ،فكاد نفس النف
س يقطع اليازي ،لول حزم التمسك.
للشريف الرضي:
وتعجبن بـالبـرقَـيْن ربـوعُ وإن لغرى بالنسـيم إذا سـرى
وبَرقٌ بأطراف الجاز لَمـوعُ ي مُـزنةٍ
وين على الشوق ند ّ
حائم ورق ف الـديار وقـوع ول أعرف الشجان حت تشوقن
ف كل ليل تب الرياح ،ولكن نسيم السحر خاصية ،ما أظنه تعطر إل بأنفاس الستغفرين ،لنفس
الحب عطرية ،تنم على قدر طيبة:
كأن لن بالجـرعـي نـسـيب أحب الثرى النجدي من أجرع المى
إذا هب علـوي الـرياح رأيتـنـي أغض جفونـي أن يقـال مـريب
الحبون على شواطئ أنار الدمع تزول ،فلو سرت عن هواك خطوات ،لح لك اليام:
وتنعموا بوصاله وشـقـينـا وصلوا إل مولهم وبقـينـا
ودنت منيتنا فمن ينـجـينـا ذهبت شبيبتنا وضاع زمانـنـا
233
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
نبكي شهورا قد مضت وسنينا فتجمعوا أهل القطيعة والفا
كان بعض السلف يقول :اللهم إن منعتن ثواب الصالي ،فل ترمن أجر الصاب على مصيبته،
وكان آخر يقول إن ل ترضى عن فاعف عن ،كان القوم زينة الدنيا ،فمذ سلبوا تسلبت ،خلت
وال الديار ،وباد القوم ،وارتل أرباب السهر ،وبقي أهل النوم ،واستبدل الزمان آكلي الشهوا
ت بأهل الصوم:
منازل من يهوى معطلة قفـرا كفى حزنا بالواله الصب أن يرى
يا من كان له ف حديث القوم ذوق ،أين آثار الوجد والشوق? إذا طالت لبث الطي ف حافات
النار تكامل ريه ،فإذا نضب الاء عنه استلبت الشمس جيع ما فيه من رطوبة ،فيقوى شوقه إل
ما فارق فلو تركت قطعة منه على لسانك لمسكته شوقا إل ما فارقت من رطوبة ،أشد الناس ح
با لديث الجاز من سافر:
سرقناهن من ريب الزمان فكانت بالفرات لنـا لـيال
يا هذا كنت تدعي حبنا وتؤثر القرب منا فما هذا الصب الذي قد عن عنا? كنت تستطيب رياح
السحار وما تغي الحب ولكن دخل فصل برد الفتور ،ول ترزه ،فأصابك زكام الكسل ،كنت
ف الرعيل الول ،فما الذي ردك إل الساقة? قف الن على جادة التأسف والزم البكاء على التخ
لف فأحق الناس بالسى من خص بالتعويق دون الرفقاء:
وناشدان بـلنـي وعـشـاقـي يا صاحب أطيل فـي مـوانـسـي
وحدثان حـديث الـخـيف إن لـه روحا لقلب وتسهـيلً لخـلقـي
واستنقذت مهجت من أسر أشواقي ما ضر ريح الصبا لو ناست حرقي
داء تقادم عنـدي مـن يعـالـجـه ونفثة بلغت منـي مـن الـراقـي
من أحب على مـطـل وإمـلق يضي الزمان وآمال مـصـرمة
ول حصلت على علم من البـاقـي واضيعة العمر ل الاضي انتفعت به
بلى علمت وقد أيقـنـت يا أسـفـا أن لكـل الـذي قـدمـتـه لق
الفصل الثامن والستون
أخوان :من عامل الدنيا خسر ومن حل ف صف طلبها كسر وإن خلص مبها منها عسر وكل
عاشقيها قد قيد وأسر "فمنهم من قضى نبه ومنهم من ينتظر".
فما لبـن آدم ل يعـتـبـر أرى الشهد يرجع مثل الصب
234
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فإن شك ف ذاك فليختبـر وخبه صادق ف الـديث
فهل هي إل كجسر عـبـر ودنياك فالق بطول الـوان
يا طالبا ما ل يدرك تن البقاء وما تترك كأنك بالادي قد أبرك ،وهل غي الصاد لزرع قد
أفرك?
وأعلم أن ف غد عنه ارتال وكيف أشيد ف يومي بـنـاء
فإن القاطني على احتـمـال فل تنصب خيامك ف مـل
يا من أعماله رياء وسعة ،يا من أعمى الوى بصره وأصم سعه ،يا من إذا قام إل الصلة ل يلص
ركعة ،يا نائما ف انتباهه إل مت هذه الجعة? يا غافلً عن الوت كم قلع الوت قلعة? كم دخل
دارك فأخذ غيك وإن له لرجعة ،كم شرى شخصا بنقد مريض? وله الباقون بالشفعة ،كم طرق
جبارا فأشت شله وأخرب ربعه ،أفل يتعظ البيدق بسلب شاه الرقعة.
يا عامر الدنيا إنا الدنيا دار قلعة كم مزقت قلبا ببها ،فرجع ألف قطعة إن خصت بطيب الذاق
أغصت وسط الرعة يوم ترحها سنة وسنة فرحها جعة ،إنا لظلمة ولو أوقدت ألف شعة ،وهي
مع هذا خائنة ولو حلفت بربعة ،كم درست عليكم ملدات? تقول ما هذه النفس ملدات ،أين
القارب ،أين اللذات? أفل روائد ذهن للخبار منتسمات ،آه للقاعدات عن طلب الكرمات ،آه
للمستريات لقد رضوا بولات:
يا أسي الشـهـوات ذهب العمر وفـات
وسهـو وسـبـات ومضى وقتك ف لو
حتـى قـيل مـات بينما أنت على غـيك
أخوان :ما لقلب العزم قد غفل ولنجم الزم قد أفل ،مهلً فشمس العمر ف الطفل ومن ل يضر
الوغى ل يرز النفل:
أوائل من عزمت أو ثوان ثوان هـم فـلـم أقـره
من ل يساور بالند وانـي فيا هندوان عن الكرمـات
يا معاشر العلماء أتقنعون من الصفات بالساء? أتؤثرون الرض على السماء? أف السكر أنتم أم
ف الغماء أترضون بالثريا الثرى? أتغمضون العيون من غي كرى? أتنامون .فمن يمد السرى?
أتيدون وف النف البى? أتلون عقد "إن ال اشترى" إنكم لحق بالزن فيما أرى ،احضروا
ناحية ،ل تكلفكم الكرى:
فتخيوا قبل الندامة وانتـقـوا يا قومنا هذي الـفـوائد جـمة
235
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل ذنب ل قد قلت للقوم استقوا إن مسكم ظمأ يقول نـذيركـم
يا معاشر العلماء قد كتبتم ودرستم ث إن طلبكم العلم فلستم ف بيت العمل ،ث لو ناقشكم
الخلص ل فلستم ،شجرة الخلص أصلها ثابت ،ل يضرها زعزع "أين شركائي" وأما شجرة
الرياء فاجتثت عند نسمة "وقِفوهم" كم متشبه بالخلصي? ف تشعه ولباسه وأفواه القلوب تنفر
من طعم مذاقه واأسفي ما أكثر الزور? أما اليام فإنا خيامهم ،ليس كل مستدير يكون هلل ،ل
ل.
ودون العلى ضرب يدمي النواصيا وما كل من أومى إل العز نالـه
كم حول معروف من دفي ذهب اسه كما بلى رسه ومعروف معروف:
ول كل بيضاء الترائب زينـب فما كل دار أقفرت دارة المى
لريح الخلصي عطرية القبول وللمرائي سوم النسيم ،نفاق النافقي صي السجد مزبلة "ل تقم
فيه أبدا" وإخلص الخلصي رفع قدر الوسخ "رب أشعث أغب".
أيها الرأى قلب من ترائيه بيد من تعصيه ل تنقش على الدرهم الزائف اسم اللك ،فما يتبهرج ال
شحم بالورم ،الرائي يتبطل على باب السلطان ،يدعي أنه خاص وهو غريب ،أتردون ما ذنب ال
رائي? دعا باسم ليلى غيها .فيا أسفي ذهب أهل التحقيق وبقيت بنيات الطريق ،خلت البقاع م
ن الحباب وتبدلت العمارة بالراب ،يا ديار الحباب عندك خب الخلص يبهرج على اللق بست
ر الال ،وببهرجته يصح النقد ،كان ف ثوب أيوب السختيان ،بعض الطول لستر الال ،وكان إ
ذا وعظ فرق فرق من الرياء فيمسح وجهه ويقول ما أشد الزكام.
لصردر:
كأنن أضبط عبـدا آبـقـا أحبس دمعي فـينِـدّ شـاردا
يوم الرحيل ف الوى منافقا ومن ماشاة الرقيب خلتنـي
كان أيوب ييي الليل كله فإذا كان عند الصباح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة :لصردر:
صبا وذلك جعٌ بي أضـداد أكلف القلب أن يهوى وأُلزمـه
حاجات نفسي لقد أتعبتُ روادي وأكتم الركب أوطاري وأسألـه
وكيف يعلم حال الرائح الغادي هل مدلٌ عنده من مبكر خبـر
فعن نسيم الصبا والبق أسنادي إن رويتُ أحاديث الذين مضـوا
كان إبراهيم النخعي إذا قرأ ف الصحف فدخل داخل غطاه .وكان ابن أب ليلى إذا دخل داخل
وهو يصلي اضطجع على فراشه.
236
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
مضغ الكلم ول صيغ الواجيب أفدى ظباء فلة ما عرفن بـمـا
مرض ابن أدهم فجعل عند رأسه ما يأكله الصحاء ،لئل يتشبه بالشاكي ،هذه وال برجة اصح
من نقدك.
للعباس بن الحنف:
وفرّق الناس فينا قولم ِفرَقـا قد سحّب الناسُ أذيال الظنون بنا
وصادقٌ ليس يدري أنّه صدقا فكاذبٌ قد رمى بالظن غيكـمُ
اشتهر ابن أدهم ببلد فقيل هو ف البستان الفلن ،فدخل الناس يطوفون ويقولون أين إبراهيم بن
أدهم? فجعل يطوف معهم ،ويقول أين إبراهيم بن أدهم.
للمهيار:
ضنا بأن يعلم الناسُ الـوى ولـمـن وهبتُ للسـ ّر فـيه لـذة الـعـلـنِ
إن قيل من يك يُخفي الق ف الظنن عرّض بغيي ودعن ف ظنونـهـم
قرئ على أحد بن حنبل ف مرضه أن طاوسا كان يكره الني فما أ ّن حت مات.
لصردر:
وتكتم عوّادها ما بـهـا تفيض نفوسٌ بأوصابـا
هواها إل غي أحبابـا وما أنصفت مهجةٌ تشتكي
لا هم الطبع بالتأوه من البلء كشفت القائق سجف الحبوب فلم يبق لتقطيع اليدي أثر:
روض المى إن تشتكي كللا بدا لا من بعد مـا بـدا لـهـا
رحل وال أولئك السادة ،وبقي وال قرناء الرياء والوسادة.
والعيش بعد أولئك القوام ذم النازل بعد منلة اللوى
أسع أصواتا بل أنيس وأرى خشوعا أصله من إبليس.
للمهيار:
إذا سكنتْ فيك ول مثل سكنْ تشبهتْ حورُ الظبـاء بـهـم
ل بـذي شـجــنْ
وذو خـ ً أصامتٌ بناطقٍ وناف ٌر بـآنـسٍ
مغالطا قلت لصحب :دا ُر منْ مشتـبِـ ٌه أعـرفـه وإنـمـا
موانسا فبكّها عـنـك وعـن قف باكيا فيها وإن كنت أخـا
من دمعةٍ أبكي با على ال ّدمَنْ ل يُبق ل يوم الفراق فضـلةً
237
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الفصل التاسع والستون
يا من قد أرخى له ف الطول وأمهل له بد الجل ،إخل بنفسك وعاتبها وخذ على يدها وحاسبها
لعلها تأخذ عدتا قبل أن تستوف مدتا:
وآن ينحط عنـهـا الـراحـل وجـدت أيامـي لـي رواحـلً
وكل ركب ف التـراب نـازل وصيح ب عرس فقد طال الدى
وجاء بالنصح فأين القـابـل تدد الي فهل من سامـع
يفهم ما قال الصيف العاقل وكل شيء زاجر مـحـدث
أخوان ،بادروا قبل العوائق واستدركوا فما كل طالب لحق ،واشكروا نعمة من ستركم عن
الذنوب ،واعرفوا فضله فقد أعطاكم كل مطلوب ،ما أعم وجوده لميع خلقه وما أكثر تقصيه
م ف حقه ،عم إحسانه الدمي والبهائم والستيقظ والنائم والاهل ،والعال والتقي والظال من تأم
ل حسن لطفه لليقته حيه الدهش ،خلق الني ف بطن الم فجعل وجهه إل ظهرها لئل يري ا
لطعام عليه ،وجعل انفه بي ركبتيه ليتنفس ف فراغ وسيق قوته ف مصران السرة وليس العجب ت
غذيه لنه متصل بي ،إنا العجب ،خلق الفرخ ف البيضة النفصلة فإنه من البياض يلق ومن الح
يتغذى ،فقد هيأ له زاد الطريق قبل سي الياد ،إذا تفقأت بيضة الغراب خرج الفرخ أبيض فتنفر
عنه الم لباينته إياها ،فيبقى مفتوح الفم لطلب الرزق فيسوق القدر إل فيه الذباب ،فل يزال يغت
ذي به حت يسود ،فتعود أمه إليه ،خلق الطي ذا جؤجؤ مدد لتجري سفينة طيانه ف بر الوى،
وجعل ف جناحه وذنبه ريشات طوال لينهض للطيان ولا كان يتلس قوته خوفا من اصطياده،
جعل منقاره صلبا لئل ينسحج ول يلق له أسنان لن زمان النتهاب ل يتمل الضغ ،وجعلت له
حوصلة كالخلة ،فينقل إليها ما يستلب ث ينقله إل القانصة ف زمان المن ،فإن كانت له فراخ
أسهمهم قبل النقل كلما طالت ساق اليوان طال عنقه ليمكنه تناول طعمه من الرض ،هذا طائر
الاء ل يقف إل ف ضحضاح ،فيتأمل ما يدب ف الاء فإذا رأى ما يريد خطا خطوات على مهل في
تناول ولو كان قصي القوائم ،كان حي يطو يضرب الاء ببطنه فيهرب الصيد ،هذه العنكبوت ت
بن بيتها بصناعة يعجز عنها الهندس إنا تطلب زاوية فجعلت فيها خيطا ،ووصلت بي طرفيها ب
يط آخر وتلقي اللعاب على الانبي فإذا أحكمت العاقد ورتبت القسط كالسدى أخذت ف الل
حمة فيظن الظان أن نسجها عبث ،كل ،إنا تصنع شبكة لتصيد قوتا من الذباب والبق فإذا أت
ت النسج انزوت إل زاوية ترصد رصد الصائد ،فإذا وقع صيد قامت تن ثار كسبها فتغتذي به
فإذا أعجزها الصيد طلبت زاوية ووصلت بي طرفيها بيط ث علقت بنفسها بيط آخر ،وتنكس
238
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت ف الواء تنتظر ذبابة تر با فإذا دنت منها دبت إليها واستعانت على قتلها بلف اليط على ر
جلها ،أفتراها علمت هذه الصنعة بنفسها? أو قرأتا على بعض جنسها أفل ينظر إل حكمة من ع
لمها? وتثقيف من ألمها.
ل
ض ّلهُ ا ُ
فإن ل يكن لك نظر يعجبك منها فيعجب من عدم تعجبك ،فإن أعجب أفعال القدر " وأَ َ
على علمٍ " القلب جوهر ف معدن البدن ،فاكشف عنه بعول الجاهدة ول تطينه بتراب الغفلة ،ر
ميت صخرة الوى على ينبوع الفطنة ،فاحتبس الاء ،انقب تتها إن ل تطق رفعها لعل الرف ينه
ار.
فتنبهوا يا غافـلـينـا ف قربنا نيل الـنـى
عنا وقوم واصَلـونـا عجبا لقومٍ أعـرضـوا
بالصدود كاشـفـونـا نقضوا العهود وبارزونا
والفا حت نسـونـا واستعذبوا طعم القطيعة
ما فاتم لستعطفونـا يا ويهم لو قـد دروا
إلي ،ما أكثر العرض عنك والعترض عليك ،وما أقل التعرضي لك يا روح القلوب أين
طلبك? يا نور السموات أين أحبابك? يا رب الرباب أين عبادك? يا مسبب السباب أين
قصادك? من الذي عاملك بلبه فلم يربح? من الذي جاءك بكربه فلم يفرح? أي صدر صدر عن
بابك ول يشرح? من ذا الذي لذ ببلك فاشتهى أن يبح? يا معرضا عنه إل من أعرضت? يا م
شغول بغيه بن تعوضت?
لست عنه بصيب خلـفـا مت على من غبت عنه أسفا
أو ترى نوهم منصرفـا لن ترى قـرة عـي أبـدا
بعت قيام الليل بفضل لقمة ،شربت كأس النعاس ففاتك الرفقة ،ضرب على أذنك ل ف مرافقة
أهل الكهف ،تناولت خر الرقاد ،فوقع بك صاحب الشرطة فعمل ف حقك بقتضى قم وان،
فجعل حدك البس عن لاق التهجدين ،وال لو بعت لظة من خلوة بنا بعمر نوح ف ملك قارو
ن لغبنت ل بل با ف النان كلها ما ربت ومن ذاق عرف.
إخوان ،اسعوا برمة الوفاء فما كل وقت يطلع سهيل ،فإذا خرجتم من الجلس فاقصدوا
الساجد الراب ،وضعوا وجوهكم على التراب وابعثوا أنفاس السف وكفى با شفيعا ف الزلل،
فإن وجدت قلوبكم قد حضرت فاذكرون معكم.
للشريف الرضي:
239
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ترا ُك ْم مَن استبدلـتُـمُ بـجـواريا وقولوا ليانٍ على اليف من من
به ورَعى العشبَ الذي كنت راعيا ومَ ْن و َردَ الاءَ الذي كـنـت واردا
ب عليها قطـع ٌة مـن فـؤاديا
تذو ُ فوا لفت كم ل على اليفِ شهقةً
الفصل السبعون
يا تائها ف بوادي الوى انزل ساعة بوادي الفكر يبك بأن اللذة قصية والعقاب طويل واعجبا
لن يشتري شهوة ساعة بغم البد .كانت العصية ساعة ل كانت فكم ذلت بعدها النفس وكم
تصاعد لجلها النفس وكم جرى لتذكارها دمع.
للشريف الرضي:
أنّ الط ّي يطو ُل موقفُـهـا ضتِ النازلُ يو َم كـاظـمةٍ
َق َ
من قب ِل أن يومي مكفكفهـا ت مدامعُنا بـر شـتـهـا
سبق ْ
فالوجدُ بع َد اليومِ يُخلِـفُـهـا إن كنتُ أنفذتُ الدموعَ بـهـا
إن على القواء أعرفُـهـا ل تنشُـدَنّ الـدارَ بـعـدهـمُ
ي منكَ وأنتَ تَطرفُـهـا
الع ُ رفقا بقلـبـي ل تـعـذبـه
ما زلت أدملها وتقـرفـهـا ف القلب منكَ جراحةٌ عظمت
أو يُقِبلَنّ بكُم تـلـهُـفُـهـا هل يع ِطفَنّكُـمُ تـوجّـعُـهـا
يا من قد هبت على قلبه جنوب الجانبة فلفقت غيم الغفلة ،فأظلم أفق العرفة ل تيأس فالشمس
تت الغيم ،لو تصاعد نفس أسف دارت شالً فتقطع السحاب ،أنفع دواء أجده لك نقض
أخلط التخليط بالدموع ،بضاعة الذنب دمعه ،رأس مال القر حزنه ،راحة الوّاب قلقه ،عيشة ا
لتواب حرقه ،كان آدم يبكي بعد هبوطه حت يوض ف دمعه ،فكان جبيل يأتيه فيقول كم هذا ا
لبكاء? ولسان حاله ييب.
للشريف الرضي:
يطوي على الزفراتِ غيَ حشاكا يا عاذل الشتاق دعـهُ فـإنـهُ
حاشاك ما عنـد ُه حـاشـاكـا ك قلب ُه مـا لـمـتـهُ
لو كان قلب َ
يا جبيل :ما تغي عليك أمر وأنا نقلت من برد عيش إل حر ،ما سكنت قط مسكن ول توطنت
موطن ،فاقرأ على ربعي سلمي وقل له ل تنس أيامي.
للمصنف:
240
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فقد أخذ الشوق منا يـينـا إذا جزت بالغور عرّج يينا
فإن سعت أوشكت أن تبينه وسلم علـى بـانة الـواديي
وخل الضلوع على ما طوينا وروّ ثرى أرضهم بالدمـوع
وهيهات أموا طريقا شطونا وصح ف مغانيهم أين هـم
أالدار تبكي أم الساكنـينـا أراك يشوقـك وادي الراك
وإن كان أورث داءا دفينـا سقى ال مرتعنا بالـمـى
رويدا رويدا بناقد بـلـينـا وعاذلة فوق داء الـحـب
فلو قد نفقت دعت النـينـا فمن تعذلي أمـا تـعـذرين
تعبت وأتعبت لو تعلمـينـا إذا غلب الب صح العتـاب
ما زال آدم يشيم برق العفو فلما طال عليه الزمان حّل صعداء الوجد رسالة شكوى ما علمت
بضمونا الرياح.
وكدت من طرب أقضي لذكرهم إذا بدا البق من ند طربت لـه
من السلم إل أطلل ربعهـم وتمل الريح إن هبت شـامـية
على البعاد ويرعون بفضلـهـم فرض على أراعيهم وأحفظهـم
يا معاشر الذنبي ،تأسّوا بأبيكم ف البكاء ،تفكروا كيف باع دارا قد رب فيها وضاع الثمن ،ل
تبحوا من باب الذل فأقرب الطائي إل العفو العترف بالزلل ،ما انتفع آدم ف بلية "وعصى "
ت ببعض ق
بكمال " وعلم " ول رد عنه عز " اسجدوا " وإنا خلصه ذل "ظلمنا " .قال سريّ :ب ّ
رى الشام ،فسمعت طائرا على شجرة يقول طوال الليل ،أخطأت ل أعود فقلت لهل القرية :ما
اسم هذا الطائر? فقالوا :فاقد إلفه.
للمهيار:
ورقاءُ ذات ورَقٍ نضـيِ تأوهـت تـأوه الســي
كانا تنطق عن ضمـي تنطق عن قلب لا مكسورِ
إن استجرتِ ب فاستجيي لبيكِ يا حزينةَ الـصـفـي
وحيثما صار هواكِ صيي لك اليارُ اندي أو غـوري
قصي جناحي زمن فطيي
أخوان ،نفترق على هذه الال غفلة شاملة ودموع جامدة ل بال ل تفعلوا.
241
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
نري دموع هواهم ث ننصرف يا حادي العيس ل تعجل بنا وقف
يأت إلينا بـريا روضة أنـف فما يزال نسـيم مـن يـانـية
إذا رأيتم باكيا ف الجلس فارحوه ،وإذا شاهدت قلقا فاعذروه ،ل تعجبوا من واجد ما ل تدوه.
لبن العتز:
على كب ٍد حرّى دعوه دعوه دعوه ليطفي بالدموع حرارة
فبالعذل دون الشوق قد قتلوه سلوا عاذليه يعذروه هنـيهة
ل تلوموا صاحب الوجد فما يرى بضرته أحدا.
فما استطاع لا أخفاه كتمـانـا ظن الراك لدى واديه أظعـانـا
عن كل مستخب عن حب من بانا فبان للركب ما قد كان يسـتـره
كان أبو عبيدة الواص يشي ف الطريق ويصيح :وا شوقاه إل من يران ول أراه.
صونا لديث من هوى النفس لا ت الـوَلَـهـا
هذا ولَهي وكم كتم ُ
أيام عناي فيك مـا أطـولـهـا يا آخر مـنـتـي ويا أولـهـا
ليس للمحب قرار ول له من الب فرار ،تعرقل وفات وخنق فمات.
عليك إذا برق الغمـام تـألّـقـا ول عباتٌ تستـهـلّ صـبـابةً
ورب نعيم كان جالـبـه شـقـا ألفت الوى حت حلت ل صروفه
بعترك الذكرى وصا ًل وملتقـى وأذهل حت أحسب الصد والنـوى
فحي وأما سلوت فلـك الـبـقـا فها أنا ذو حالـي أمـا تـلـذذي
لو أشرفت على وادي الدجى لرأت خيم القوم على شواطئ أنار الدموع ،خلوا وال بالبيب
وطال الديث ،عي تبكي من الحبوب وأخرى تبكي عليه ،لفظة تشكو منه وأخرى تشكو إليه.
ري تام لحبته ،وعطش مرق إل رؤيته.
للمصنف:
وأنا الذي أشكو الظّما الاءُ عندي قد طـمـا
عند سكان الِـمـى جسمي معي لكن قلب
عادوا وجادوا ل فما واها لم لـو أنـهـم
هيهات هم حب ومـا أرجو نوا ًل مـنـهـمُ
سكنوا فؤادي إنـمـا ميلي إل غي الولـى
242
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كلما يزيد وكـلـمـا أشكو إليهم مـنـهـمُ
يا ليتهم داووا كـمـا هجروا تفاقم أمرهـم
هيهات لولهم لـمـا جرحوا فلو طبوا شفوا
عسى وأرجو ربـمـا ذهب الزمان بأن أقول
ل يبق منك سوى الذما يا أيها الضن بـهـم
فعاد مرّا علـقـمـا فالذما كان الـوصـال
متحيا تبـكـي دمـا تركوك بعد فراقـهـم
من ل يزال متـيّمـا يا بانة الوادي ارحـي
أل أبلغيهم بعض مـا يا نسمة الريح الشمـال
نفاس يكفي معلـمـا ألقى فحر سـمـائم ال
بكم فما فغرت فـمـا نفسي تكابد وجـدهـا
ليس تفـى أينـمـا لكن آثار الـمـحـبة
الفصل الادي والسبعون
إخوان :أل ناظر لنفسه قبل الوت ،أل مستدرك زاد رمسه? قبل الفوت ،أل مزدجر بواعظ
أمسه? فقد أسعه الصوت.
قبل خروج نفسه ما ضرّ عبدٌ نفسـه
إل نظي أمـسـه هل يومه أو غـده
قبل غروب شسه وعلّه يلقى الـرّدى
يسعى لبعل عرسه ل مهـجـرٍ
كم مد ٍ
ج ّد ليوم رمـسـه وأكيس الناس امرؤٌ
إخوان :حبال المال رثاث ،وساحر الوى نفاث ،والمان على القيقة أضغاث ،والال الدخر
رزق الوارث ،عجبا لجسام ذكور وعقول إناث ،إلم لرواح ف الوى والتغليس? وحتام السعي
ف صحبة إبليس? وكم برجة ف العمل وكم تدليس? أين القران هل لم من حسيس? أما تعلم أ
نم ندموا على إيثار السيس ،تال لقد ودوا طلق الدنيا قبل السيس ،لقد أسعك الوت وعيدك
،وكأنك به قد ضعضع مشيدك ،وأخلى منك دارك ،ومل بك بيدَك ،لقد أمرضك الوى وف عز
مه أن يزيدك ،هل لذت لذة الدنيا فصفت هل عافت? إل وعافت وعفت هل تبعت عرضا? وقف
243
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت فوقفت هل أرشفت شفة من رضابا? فشفت بينا مبها يناجيها بألفاظ الن ،خفت ما بلغ الرا
د منها إل من صد عنها والتفت.
وطرف مطلوبا مذ كان وسنان عي النية يفضي غي مطـرفة
فالرء صاح ولبّ الرء سكران ل تكن منه حـي مـولـده
جه ً
كم نرمي هدف سعك برشق كلم ،كم نلدغ أصل قلبك بمة ملم ،ل تنفع الرياضة إل ف
نيب ،لو سقي النظل باء السكر لن يرج حلوا ،شجر الثل وإن دام الاء تته ل يثمر ،سحاب
الدى قد طبق بيد الكوان ،وأظن أرض قلبك سبخا إنا يغلب هذا على ظن لبعد صلحك وقد
يستحيل المر خلّ ،كم تضر الجلس وترج وما علقت بشيء ويك ،هذا البنفسج يطرح ف ا
لشيح فيعبق به طول السنة وكذلك الورد ف الشنان.
عن غيّه وخطاب من ل يفهم ومن البليّة عذلُ من ل يرعوي
ويك ،إل كم تعدو خلف موكب الوى وما تربح إ ّل الغبار ،دع حبل الرعونة من يد التمسك
فإنه ل مرة له ،ما قتل أحد بأحد من سيف سيوف ،ومواهب العمار مسترجعة بالنفاس حت
تستوف ،ألست نقضت عهد " ألست " بعد عقد عقده فكيف حل لك الل?
برمة ما قد كان بينـي وبـينـكـم من الوصل إل ما رجعتم إل الوصل
نن لك على الوفاء ما زلنا ،وأنت ما ثبت يومي.
لكثي:
فلما علـونـاه ثـبـت وزلـت وكنّا ارتقينا ف صعودٍ من الوى
فلما توافينـا شـددت وحـلّـت وكنا عقدنا عقدة الوصل بينـنـا
واعجبا ،تنبه اليوانات بالليل فتصوت وأنت غافل ويك إذا فتحت عينيك ف الدجى فصح
بقلبك.
واطرد النوم بالعزية عنـا قم بنا يا أخي لا نتـمـنّـى
ل تكون الديوك أطرب منا قم فقد صاحت الديوك ونادت
إخوان :مصيبتنا ف التفريط واحدة وأهل الحزان أهل.
نبكي على شج ٍن من الشجان إنّا ليجمعُنا البكـاء وكـلّـنـا
ملس الذكر مأت الحزان ،هذا يبكي لذنوبه ،وهذا يندب لعيوبه ،وهذا على فوات مطلوبه،
وهذا لعراض مبوبه.
واحدا والوجد ألـوانُ يتشاكى الواجدون جوىً
244
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا نائح الفكر نضد ،يا نادب الزن عدّد ،يا لئم النفس شدّد ،يا رامي القلب سدّد ،يا جامع
الدّمع بدّد ،يا مطرب السر ردّد.
للمهيار:
مت رفعَ ال ّي من لعلع نشدتُك يا بـانة الجـرع
أم حار ضعفا فلم يتبـع وهل مرّ قلب ف التابعي
إذا اشتبهت أنة الوجـع رأيت له بي تلك القلوب
فكأسي بعد ُه ُم مدمعـي أدر يا نديي كأس الديث
يا مقيّدا عن السي بقيود الشواغل أيطمع ف لاق الطي مقصوص القوادم? صوت ف السحار
بالسائرين لعل عطفا ينعطف إليك ف عطفة رحة ،فقد ترق الساعة لهل الفاقة.
للمهيار:
على الغضا من عيشنا الزائ ِل ردوا لنا يومـا ولـو سـاعةً
فل تفتكـم عـزة الـبـاذل ل ذلة السائ ِل ما بـينـكـم
سل الليل عن الحباب فعنده الب ،خل الفكر بالقلب ف بيت التلوة فجرت أوصاف البيب
فنهض قلق الشوق يضرب بطون الرواحل لينهر السهر فل وجه لنوم القوم.
للخفاجي:
أخذ النوم وأعطى السهرا أترى طيفكم لـا سـرى
إنا طوله من قـصـرا ل نلوم الليل بل نـعـذره
حرم ال عليكن الكـرى يا عيونا بالغضـا راقـدة
مثل ما كنا اشتركنا نظرا لو عدلت تساهنا جـوى
فطن الدمع به فانتشـرا حبذا فيك حديث بـاطـن
من ل يكن له مثل تقواهم ل يعلم ما الذي أبكاهم .من ل يشاهد جال يوسف ل يعلم ما الذي أل
قلب يعقوب.
245
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إذا ما بدت يوما لعين قللـهـا تقر لعين أن أرى رملة المـى
ج حـاجة ل ينـالـهـا ولست وإن أحببت من يسكن الغضا
بأول را ٍ
246
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تعــودنـي فأحـسـن فـــإنـــي قــــد أسـأت ول تــزل
عــنـد السـاءة غفــرانـا
إلي ،ل تعذب نفسا قد عذبا الوف منك ،ول ترس لسانا كل ما يروي عنك ،ول تقذ بصرا
طالا يبكي لك ،ول تيب رجاءا هو منوط بك ،إلي ،ضع ف ضعفي قوة من منك ،ودع ف كفي
كفى عن غيك ،ارحم عبة تترقرق على ما فاتا منك ،برد كبدا تترق على بعدها عنك.
للشريف الرضي:
أشكو إليك مدامعا تَـكِـفُ بعد النوى وجوانا تَجِـفُ
ت من ُودّنا نُـطَـفُ ما كان أسرع ما نبا زمـنٌ
وتكدر ْ
حبلٌ ،غدا بأكفـنـا طَـ َرفٌ ف
منه وف أيدي النوى طر ُ
لفي على ذاك الزمان وهلْ يثن زمانا ماضيا لَـهَـفُ
واأسفي لنقطع دون الركب متأخر عن لاق الصحب يعد الساعات ف مت ولعل ويلو يفكر ف
عسى وهل.
لقيس الجنون:
وقد عشت دهرا ل أعد الـلـيالـيا أعد اللـيالـي لـيلة بـعـد لـيلة
أحدث عنك النفس باللـيل خـالـيا وأخرج من بي البيوت لعـلـنـي
يينا إذا كانت يـينـا وإن تـكـن شالً ينازعن الوى عن شالـيا
أل يا حامي بطن نعمان هجتـمـا على الوى لا تغـنـيتـمـا لـيا
وأبكيتمان وسط صحب ولـم أكـن أبال بدمع العي لو كنت خـالـيا
ذكت نار شوقي ف فؤادي فأصبحت لا وهج مستضـرم فـي فـؤاديا
خليلي ما أرجو من العيش بعـدمـا أرى حاجت تشرى ول تشتري لـيا
وقد يمع ال الشتيتـي بـعـدمـا يظنان كـل الـظـن أن تـلقـيا
أيها التخلف ف أعقاب الواصلي استغث بم ،علّق على قطارهم فلعل جلك يصل.
أظن أن البي أبقى لـي يدا خذ بيدي من سطوة البي فما
247
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
واكبدا على المى واكبـدا أين ليالينا القصار بالمـى
يا من قد مضت له ليال مناجاة ث طبق الدستور ،وقطع العاملة ،اندب زمان الوصل لعل حالً
حال يعود.
للمهيار:
ض فارجعي
إن عاد ما ٍ يا ليلتـي بـحـاجـر
تنهال بكل مضـجـع بتنا علـى الحـقـاف
فقال ل الطيف اسع قالوا الصباح فانتـبـه
البازل ابـن الـربـع فقمت ملوطـا أظـن
أطلب ما ليس معـي حيان طـرفـي دائرٌ
والبـروق الـلّـمّـعِ أرضى بأخبار الـرياح
شائمة بـلـعـلــع وأين من برق المـى
إن أردت فـاهـجـع أفرشن المرَ وقـال:
ذكر الوصال ف زمان الجر تلف ،خصوصا إذا ل يكن للحبيب خلف .قال ابن مسروق :كنت
أمشي مع النيد ف بعض دروب بغداد ،فسمع منشدا يقول:
أيام أنت على اليام منصور منازل كنت تواها وتألفهـا
فبكى النيد بكاءا شديدا وقال ما أطيب منازلة اللفة والنس ،وأوحش مقامات الخالفة ل أزال
أحن إل أول بدء إرادت وجدة سعيي.
للمهيار:
يا ليلـتـي بـذات الـشـيح والـضـال ومنبت البان من نعـمـان عـودا لـي
لفي على ما مضى من عصرك الال ويا مـرابـع أطـللـي بـذي سـلـم
ويا مـآرب نـفـسـي والـذين هــم بالوصل والجر أعـللـي وأبـللـي
نا يتـم صـار مـأوى كـل بـلـبـال قد كان قلب بكم مأوى السـرور فـمـذ
من عيشت معكم ما كان بـالـغـالـي فلو شربت بعمـري سـاعة سـلـفـت
منازل أقـفـرت مـنـكـم وأطـلل مال أعلل نفسي بـالـوقـوف عـلـى
وظاهري معرب عن باطـن الـحـال من ل بكتمـان مـا ألـقـاه مـن ألـم
منا وذلك فعـل الـخـائن الـسـالـي قالوا تشاغل عنـا واصـطـفـى بـدلً
248
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وكيف أشغل قلب عـن مـحـبـتـكـم بغـي ذكـركـم يا كـل أشـغـالـي
الفصل الثالث والسبعون
واشوقاه إل أرباب الخلص واتوقاه إل رؤية تلك الشخاص ،إن لحضر ذكركم فأغيب وإن
وقت بتذكركم ليطيب.
للشريف الرضي:
على ُش َعبِ الرحل اضطراب الراقم إذا هزنا الشوق اضطربنـا لـهـزّهِ
فمن صبوات تـسـتـقـيم بـمـائل ومـن أريـياتٍ تـهـب بـنـائم
وأستشرف العلم حـتـى يدلـنـي على طيبها مر الرياح الـنـواسـم
تب على تلك الرب والـعـالـمِ ومـا أنـسـم الرواح إل لنـهـا
الخلص مسك مصون ف مسك القلب تنبه ريه على حامله ،العمل صورة والخلص روح،
الخلص يعد طاعته لحتقاره لا عرضا وقلم القبول قد أثبتها ف الوهر خالصا ،الخلص اليسي
كثي ووجود عمل الرياء عدم قراضة المان ل تقف ،وصحيح الشبه مردود ،خليج صاف أنفع
من بر كدر ،إذا ل تلص فل تتعب ل يكسر الوز بالعهن ،أتدو وما لك بعي? أتد القوس وما
لا وتر? أتتجشأ من غي شبع? واعجبا من وحشي بل جبل كم بذل نفسه مراء? لتمدحه اللق.
فذهبت والدح ولو بذلا للحق لبقيت والذكر ،عمل الرائي بصلة كلها قشور ،الرائي يشو جرا
ب العمل رملً فيثقله ول ينفعه ،ريح الرياء جيفة تتحاماها مسام القلوب ،وما يفى على الرائي
على مسانح الفطن ،لا أخذ دود القز ينسج أقبلت العنكبوت تتشبه وقالت :لك نسج ول نسج،
فقالت دودة القز :ولكن نسجي أردية اللوك ونسجك شبكة للذباب وعند مس النسيجي يبي ال
فرق.
تبي من بكى من تباكـا إذا اشتبكت دموع ف خدود
شجرة الصنوبر تثمر ف ثلثي سنة وشجرة الدبا تصعد ف أسبوعي فتقول لشجرة الصنوبر إن
الطريق الت قطعتها ف ثلثي سنة قد قطعتها ف أسبوعي ،فيقال ل شجرة ولك شجرة فتجيبها:
مهلً إل أن تب ريح الريف ،قال الدب للدمي :أنت تشي على رجلي وأنا أيضا ،فقال الدم
ي :ولكن صدمة تردك إل أربع وكم أصدم وأنا منتصف.
كان الشياخ ف قدي الزمان أصحاب قدم والريدون أصحاب أل فذهب القدم والل ،كان الريد
يسئل عن غصة والشيخ يعرف القصة فاليوم ل غصة ول قصة ،كان الزهد ف بواطن القلوب ،ف
صار ف ظواهر الثياب ،كان الزهد حرقة فصار اليوم خرقة ،ويك صوف قلبك ل جسمك ،وأ
249
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
صلح نيتك ل مرقعتك ،غي زيك أيها الرائي فهو يصيح خذون ،تملن السيف وما تسن القتال
سيف ودرع لزمن هتكة ،ولقعد فضيحة ،البهرج يتبي عند الك إذا كان العلوي ثابت النسب
ل يتج إل ضفيتي ول يصي الخنث تركيا بلبس القباء ،ول الرائي وليا بلبس العباء ،هذه من ال
نكت الفايا وف الزوايا خبايا .واعجبا ما للدواعي إل الدعاوي ،الباطن ينطق لا علم الصالون
خطر البيات ،أدلوا بأحال العمال ف ليل الكتم ،كان البكاء إذا غلب أيوب قال ما أشد الزكا
م.
أليس الدمع يفضحن هبين أستر البلـوى
ودمع العي يلكن لسان فيك أملـكـه
صام داود بن أب هند أربعي سنة ل يعلم به أحد ،كان يأخذ غداه ويرج إل الدكان فيتصدق به
ف الطريق فيظن أهل السوق أنه قد أكل ف البيت ويظن أهله أنه قد أكل ف السوق.
لابر الرمي:
فأصبح ف ليلى بغي يقـي ومستخب عن سر ليلى رددته
وما أنا إن أخبتم بـأمـي يقولون خبنا فأنت أمينـهـا
كان ابن سيين يتحدث بالنهار ويضحك ،فإذا جاء الليل أخذ ف البكاء والعويل.
ل الليل هزتن إليك الضاجع ناري نار الناس حت إذا بـدا
ويمعن والم بالليل جامـع أقضي ناري بالديث وبالن
كان خوفهم من الرياء يوجب مدافعة النهار ،فإذا خلوا بالبيب ل يصب الشوق.
وبالليل يدعون الوى فأجيب أحن بأطراف النهار صبـابة
لو قدروا على استدامة الكتمان ما أذاعوا وكم يقدر الشتاق أن يكتم الوجدا ،إذا جن الليل
وظلمه ،ثار سجن الحب وسقامه ،ورمى الوجد فأصابت سهامه ،واستطلق مزاد العي فأنل
سجامه ،وطال بالزين قعوده وقيامه.
يا جوى بي الضلـوع كم بذكراك ولـوعـي
من لعين بالجـوع هجع العـاذل لـكـن
برفـض الـدمـوع هي ف شغل عن النوم
كورقـاء سـجـوع أتغن بك ف الـحـي
250
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لو أبصرت طلئع الصديقي ف أوائل القوم أو شاهدت ساقة الستغفرين ف أواخر الركب ،أو
سعت استغاثة الحبي ف وسط الليل.
سلب النوم وأهدى البحـاءا من رأى البق بنجد إذ ترآى
والتظى وهنا كأنفاسي التظاءا فاض فيضا كجفونـي مـاؤه
اتذ الم سيا والبـكـاءا نام سار الدجى عن ساهـر
فإذا ما أحسن الدمـع أسـاءا أسعدته أدمع تـفـضـحـه
إذا رأيتم حزينا فارحوه ،وإذا شاهدت قلقا فاعذروه .وإذا رأيتم باكيا فوافقوه.
والب يـلـل الـعـزائم الدمع يـون كـل كـاتـم
ما أقلقنـي مـن الراقـم القلـب بـحـبـكـم لـديغ
والسال فيه مـن يسـالـم والوجد يغالب الـمـقـاوي
سلمت لكم فمـا أخـاصـم هذا ولعـي فـي هـواكـم
والدمع بقلـتـي يزاحـم سالت بكم دمـوع عـينـي
والزن تيجه الـعـالـم أبكي أثر البـيب كـرهـا
مر اللـيل ولـسـت نـائم يا مانع مقلـتـي كـراهـا
ف الب لكم بأجر صـائم قد صمت عن الوى لحظى
حيان على الورود حـائم هل يبـذل وردكـم لـظـام
ما ل تزعجن الـمـائم ناحت فزجرتـهـا حـمـام
أن تـمـلـك الـقـوائم يرقب إل ذرى غـضـون
شكواك إذا من العـظـائم تبكي وما شـجـاك شـوق
ل نسمع لـومة الـلـوائم إن كنت صدقت فاسعدينـي
ل أبرح والزعـيم غـارم طارت وبقيت ف ضمانـي
الفصل الرابع والسبعون
أخوان :سار التقون ورجعنا ووصلوا وانقطعنا ،وأجابوا الداعي وامتنعنا ،ونوا من الشراك
ووقعنا ،تعالوا ننظر ف آثارهم وندرس دارس أخبارهم ونبكي على التفريط ما نابنا ،ونندب ما ل
قنا ،وأصابنا.
للمصنف:
251
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ليت شعري بعدها أين حلـوا ودعوا يوم النوى واستقـلـوا
أن عقدي معـهـم ل يـل يا نسيم الريح بـلـغ إلـيهـم
فإذا هبت سـحـيا فـعـل ل من الريح الشمال انتهـال
باطن يظهر مـنـه القـل عرضوا قلب لسقـم طـويل
صار واديهم دمـا ل يـل لو بكت عين على قدر وجدي
سافر القوم على رواحل الصدق ،فقطعوا أرض الصب حت وقعوا برياض النس ،فعقبت قلوبم
بنشر القرب وتعطرت بنسيم الوصل ،فعادت سكرى من صرف سلف الوجد وعربدت على عا
ل السم ،فكلما ربا الب ذاب.
خذي بيدي ث ارفعي الثوب فانظري ضنا جسدي لكـنـنـي أتـكـتـم
حائم أرواحهم مسجونة ف أقفاص أشباحهم ،تصوت لشجو شوقها وتقلق لضيق حبسها.
للمهيار:
يا لف من غار بن أندا بالغور دا ٌر وبنجـد هـوى
بعدك والدمع وإن أو مـدا يا حبذا الذكرى وإن أسهرتْ
البكاء دأبم والدمع شرابم والوع طعامهم والصمت كلمهم فلو رأيتهم وعذالم وقد زادوا
بالعذل أثقالم.
سلمت ما عنان فاستـهـنـت بـه ل يعرف الشجو إل كل ذي شجـن
شتان بي خلـي مـطـلـق وشـج ف ربقة الب كالصفود ف قرن
أمسيت تشهب باد من ضن جسـدي بداخل من جوى ف القلب مكتمـن
بسوء حال وحل للضنـى بـدنـي إن كان يوجب ضري رحت فرضي
منحتك القلب ل أبغي بـه ثـمـنـا إل رضاك ووافقري إل الـثـمـن
أعندك من حديثهم خب? ألك ف طريقهم أثر? لالد الكاتب:
وليل الحب بل آخـر رقدت ول ترث للمساهر
ما فعل الدمع بالناظـر ول تدر بعد ذهاب الرقاد
نازلم الوف فصاروا ولي ،وفاجأهم الفكر فعادوا متحيين ،وجن عليهم الليل فرآهم ساهرين،
وهبت رياح السحار فمالوا مستغفرين ،فإذا رجعوا وقت الفجر بالجر نادى منادي الجر يا
خيبة النائمي.
252
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
دموع ناها الوجدان تتوقفا ولا وقفنا والرسائل بينـنـا
النيق فقطعن القلوب تأسفا ذكرنا الليال بالعتيق وظلها
جليت أوصاف البيب ف حلية الكمال فقاموا على أقدام الشوق يسبحون ف فلوات الوجد فلو
رأيتموهم لقلتم ماني ،هيهات من ل يعرف مناسك الج ،نسب الحرمي إل البل ،الناس
يضحكون وهم يبكون ،ويفرحون وهم يزنون ،وينامون وهم يسهرون.
واأسفي للفراق واأسفي تركت ليلى أمد من نفسي
لا تكنت العرفة من قلوبم أثرت شدة الوف ،فارتفع ضجيج الوجد.
رأى الصديق طائرا فقال :طوب لك يا طائر ،تقع على الشجر .وتأكل من الثمر ول حساب
عليك ،ليتن كنت مثلك ،وقال عمر :ليتن كنت تبنة ،ليت أمي ل تلدن .وقال ابن مسعود :ودد
ت أن إذا مت ل أبعث .وقال عمران ابن حصي :ليتن كنت رمادا .وقال أبو الدرداء :ليتن كن
ت شجرة تعضد ،وقالت عائشة :ليتن كنت نسيا منسيا.
ودخلوا على عطاء السلمي وحوله بلل ،فظنوه قد توضأ فقالت عجوز ف داره :هذه دموعه.
لصردر:
حاملةٌ للماء من أدمـعـي كلّ سحابٍ أمطرتْ أرضكم
فإنا الزفرة من أضلعـي ح زعزعت تُربكـم
وكل ري ٍ
أتاهم من ال وعيد وقذهم ،فباتوا على حرق ،وأكلوا على تنغيص فنومهم نوم الغرقى ،وأكلهم
أكل الرضى ،عجزت أبدانم عما حلت قلوبم "فمنهم من قضى نبه ومن من ينتظر".
قال فرقد :دخلت بيت القدس خسمائة عذراء لباسهن الصوف والسوح ،فتذاكرن ثواب ال وع
قابه فمت جيعا ف مقام واحد.
قال أبو طارق شهدت ثلثي رجلً دخلوا مالس الذكر يشون بأرجلهم صحاحا إل الجلس ،وأ
جوافهم وال قرحة ،فلما سعوا الذكر انصدعت قلوبم.
إن التآسي روح كـل حـزين قصوا على حديث من قتل الوى
قال عبد الواحد بن زيد لو رأيت السن ،لقلت قد بث عليه حزن اللئق ،ولو رأيت يزيد
الرقاشي لقلت مثكل ،أقبل ولد يزيد يوما يعاتبه على كثرة بكائه ،فجعل يصرخ ويبكي حت
غشي عليه .فقالت أمه يا بن ما أردت بذا? فقال :إنا أردت أن أهون عليه.
وبعد الزار زاد الـسـهـادا صحة الشوق أحدثت علة الصب
فكان الصلح منـه فـسـادا كم عذول عليكم رام إصلحـي
253
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فكلنا ف أمره قـد تـمـادى كلما زاد عـذلـه زاد وجـدي
وجنب أفرشتمـوه الـقـتـادا من لقلب أصليتموه لظى المر
الحب إن تذكر الربع حن وإن تفكر ف البعد أن ،وإن جن عليه الليل أظهر ما أجن ،قطع رضاع
الوصال فلم يتهن.
للمصنف:
فانقضى الليل سهادا وقـيامـا يا بريق الي حرمت النـامـا
كيف والشوق بروحي يترامـى أترى ما قد أرى يا صاحـبـي
حلبت أشطرها أيدي النعامـى يا سقى ال حـمـاهـم مـزنة
أن نفسي مع أنفاس الزامـى يا نسـيم الـريح بـلـغ وأعـد
عند جرعاء المى عودا لاما آه لـو عـاد زمـانـي بـهـم
أسفا لو أنه يشفـي الـنـدامـا يا ليالينا بذي الثـل ارجـعـي
بنقي الرمل عن السم السلما يا صاحب بلغـوا إن جـزتـم
ورحلنا عنه بالـوجـد أقـامـا إن قلب يوم طفنـا بـالـلـوى
علم الورق سوى وجدي الغراما يا غرامي إن شدت ورق وهـل
يرتقي بل ينتقي من العظامـا قلقي ف حرقـي مـن أرقـي
رجع الاء بواديهـم حـرامـا طرب ف كرب من حـربـي
رجع الاء بواديهـم حـرامـا لو جرت عين على قدر السى
الفصل الامس والسبعون
أخوان :اللوة مهر بكر الفكر وسلم معراج المة ،حري العزلة مصون من عيب غيث عبث ،إذا
خلت دار اللوة عن الصور تفرغ القلب للحظة العان.
بك من كـل أنـيس أوحشتن خلـواتـي
بالغيب جـلـيسـي وتفردت فعـاينـتـك
إل العن النفـيس ودعان الوجد والب
أنفاس الـنـفـوس فبدا ل أن مهر الب
على طرس الرسيس فكتبت العهد للحـب
254
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا هذا ،إذا رُزقت يقظة فصنها ف بيت عزلة ،فإن أيدي العاشرة نابة ،احذر معاشرة الهال فإن
الطبع لص ،ل تصادقن فاسقا ،فإن من خان أول منعم عليه ل يفي لك ،يا أفراخ التوبة لزموا
أوكار اللوة فإن هر الوى صيود ،إياك والتقرب من طرف الوكر والروج من بيت العزلة حت
يتكامل نبات الواف وإل كنت رزق الصائد ،النس بالنس ربق ،الخالطة توجب التخليط وأيس
ر تأثيها تشتيت الم.
إن ل يصب بعضها أن ينفز الغنم أقل ما ف سقوط الذئب ف غنـم
قطع العلئق أصل الصول ،فرغ ل بيتا أسكنه ،إن الطائر إذا كان زاقا ل يرسل ف كتاب ،تأملوا
إل الفرس إذا قدم إل الاء الصاف كيف يضرب بيديه فيه حت يتكدر ،أتدرون ل? لنه يرى
صورة نفسه ف الاء الصاف وصورة غيه فيكدره حت ل تتبي فيه الصور فيتهن بالشرب ،ل يظه
ر ف خلوة التيقظ إل الق ،كان أويس يهرب من الناس فيقولون منون ،وصف الرسول صلى ا
ل عليه وسلم لصحابه حلية حلته فقوي توق عمر وكان ف كل عام يسأل عنه أهل اليمن.
علينا فدق أمسى هوانا يانـيا أل أيها الركب اليمانون عرجوا
وحب إلينا بطن نعمـان واديا نسائلكم هل سال نعمان بعدنـا
لا كانت آخر حجة حجها عمر قام على أب قيس فنادى بأعلى صوته أفيكم أويس? للشريف
الرضي:
أراعي النوب رواحا ومغدى وإن للشوق مـن بـعـدهـم
بغيث يُجلجل بـرقـا ورعـدا وأفرح من نو أوطـانـهـم
أحيي الوجوه كهـو ًل ومُـرْدا إذا طلع الركب يـمـتـهـم
وعن أرض ندٍ ومن حل ندا وأسألم عن عقيق الـحـمـى
من كان أقرب بالرمل عهـدا نشدتكم الـلـه فـلـيُخـبـرنّ
255
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كان الصبيان يرمونه بالجارة ،والعقلء عند نفوسهم يقولون منون والحبة تنهاه أن يفسر ما
استعجم.
وأرجو شفائي منهم وهم هـم أبثهم وجدي وهم بـي أعـلـم
وينعن من ذاك خوف منهم وكم كدت من شوق أبي من هم
فقلت لم وال بالصدق أعلـم وكم عذلون فيهم غـي مـرة
وجسمي لديكم كيف أفهم عنكم إذا كان قلب موثقا ف حبالكـم
إل أن يعود القلب ث تكلمـوا فإن شئتم أن تعدلوا فتوصـلـوا
صاحب أهل الدين وصافهم ،واستفد من أخلقهم وأوصافهم ،واسكن معهم بالتأدب ف دارهم
وإن عاتبوك فاصب ودارهم ،إن ل يكن لك مكنة البذر ول تطق مراعاة الزرع فقف ف رفقة "وإذا
حضر القسمة أولوا القُرب" أنت ف وقت الغنائم نائم ،وقلبك ف شهوات البهائم هائم ،إن صدق
ت ف طلبم فانض وبادر ،ول تستصعب طريقهم .فالعي قادر .تعرض لن أعطاهم وسل فمول
ك مولهم ،رب كن وقع به فقي ،ورب فضل فاز به صغي ،علم الضر ما خفي على موسى ،وك
شف لسليمان ما غطي عن داود.
يا هذا ،ل تتقر نفسك فالتائب حبيب ،والنكسر مستقيم ،إقرارك بالفلس غن ،اعترافك بالط
أ إصابة ،تنكيس رأسك بالندم رفعة ،عرضت سلعة العبودية ف سوق البيع فبذلت اللئكة نقد "و
نن نُسبّح" فقيل ما تؤثر سكة دراهكم ،فإن عجب الضارب بسرعة الضرب أوجب طمسا ف ال
نقش فقال آدم :ما عندي إل فلوس إفلس ،نقشها "ربنا ظلمنا أنفسنا" فقيل هذا الذي ينفق على
خزانة الاص ،أني الذنبي أحب إلينا من زجل السبحي.
السرار حت درت الماق واستعذبوا ماء الفون فعذبوا
يا معاشر الذنبي إن كان يأجوج الطبع ،ومأجوج الوى ،قد عاثوا ف أرض قلوبكم "فأعينون
بقو ٍة أجعلْ بينكم وبينهم ردما" اجعوا ل عزائم قوية تشابه زبر الديد ،وتفكروا ف خطاياكم
لتثور صعداء السف فل أحتاج أن أقول "انفخوا" شيدوا بنيان العزائم بجر الألوف ،ليستحجر ا
لبناء فنستغن أن نفرغ عليه قطرا ،هكذا بناء الولياء قبلكم ،فجاء العداء "فما استطاعوا أن يظ
هروه".
ليس ها ما عاق عنه الظلم ليس عزما ما مرض الرء فيه
الد جد فما تتمل الطريق الفتور ،ضاقت أيام الوسم ،فجعجعوا بالبل كذا أسيد الضب إذا
عوتب ف كثرة بكائه يقول :كيف ل أبكي وأنا أموت غدا? وال ل أبكي فإن أدركت بالبكاء
256
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
خيا ،فمن ال علي وإن كانت الخرى فما بكائي ف جنب ما ألقاه? كانت عابدة ل تنام من اللي
ل إل يسيا فعوتبت ف ذلك فقالت :كفى بطول الرقدة ف القبور رقادا.
إنا العذل لن يقـبـل أيها العذال ل تعـذلـوا
طال ليلي والوى أطول وأرى ليلي ل ينقـضـي
تزوج رباح القيسي امرأة فرأته نائما طول الليل فقالت :ليت شعري من غرن بك يا رباح?
وروى ثراك من مزن دمـع يا عقيق المى حى ال مغناك
فيتاح قـلـبـه لـلـجـزع من لصب يشوقه لمح البـرق
ورفيق إن ل تقف بالـربـع يا خليلي ما أنت ل بـخـلـيل
هذه طريقهم فأين السالك? هذه صفاتم فأين الطالب?
فأين سلمى والـخـيام هذي النازل والعقـيق
ليتم فـيهـا مـقـام ل يبق مذ صاحوا النوى
الفصل السادس والسبعون
أيها القصر عن طلب الزاد ،كيف تدرك العال بغي اجتهاد? أين أهل السهر من أهل الرقاد? أين
الراغبون ف الوى من الزهاد? رحل التيقظون مستظهرين بكثرة الزاد كل جواد لم يعرف
الواد فساروا فزاروا والكسلن عاد.
للشريف الرضي:
ت ندا وراء الدل الساري
خلّف َ يا قلبِ ما أنت من ندٍ وساكنِـهِ
أهفو إل الركب تعلو ل ركائبـهـم من المى ف أُسَيحاق وإطـمـار
ح نـدٍ مـن ثـيابـهـم عند القدوم لقرب العـهـد بـالـدار
تفوحُ أروا ُ
يا راكبان قفا ل فاقـضـيا وطـري وحدثان عـن نـجـد بـأخـبـار
خيلةُ الطاح ذات البان والـغـاري ت قاعة الوعساء أم مطرت
ض ْ
هل ُروّ َ
أم هل أبيتُ ودا ٌر عـنـد كـاظـمةٍ داري وسّار ذاك الي سـمـاري
ب عن مدمعي الـار
فلم يزال إل أن َنمّ بـي نـفَـسـي وح ّدثَ الرك َ
لا صفت خلوات الدجى ،نودي آذن الوصول أقم فلنا وأن فلنا خرجت بالساء الرائد ،وفاز
الحباب بالفوائد ،قال أحد بن أب الواري :قلت لمرأت رابعة وقد قامت من أول الليل قد
257
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
رأينا أبا سليمان وتعبدنا معه ،ما رأينا من يقوم من أول الليل .فقالت :سبحان ال مثلك يقول
هذا? أما أقوم إذا نوديت .للمتنب:
جدي مثل من أحببته تدي مثلـي تقولي ما ف الناس مثلـك وامـق
فصعب العلى ف الصعب والسهل ذرين أنل ما ل ينال من العـلـى
ول بد دون الشهد من غب النحـل تريدين إدراك العالـي رخـيصة
لا دارت كؤوس النوم على أفواه العيون ،فسكرت بالشراب اللباب فطرحت الجساد على
فراش "يََت َوقّى" صاحت فصاحة الب بالحب :كل مسكر حرام ،فلما نفخ ف صور اليقاظ ف
أبان "وَُيرْسِ ُل الُخرى" قام أموات النوم وقد رحل سفر الوصال .فلم يروا إل آثار القرب ف منا
خ الحباب وأثا ف "تتجاف" ستر القوم قيامهم بالليل فستر جزاءهم أن يطلع عليه الغي "فل تعلمُ
نفسٌ" فلو عانيتهم وقد دارت كؤوس الناجاة بي مزاهر التلوة فأسكرت قلب الواجد ،ورقمت
ف صحائف الوجبات تعرفهم " بسيماهم ".
كتمشي البء ف السقم وتشت ف مفاصلهـم
اشتهر بقيام الليل كله ،وصلة الفجر بوضوء العشاء ،سعيد بن السيب وصفوان سليم وممد بن
النكدر الدنيون وفضيل ووهب الكيان طاوس ووهب اليمانيان والربيع بن خيثم والكم
الكوفيان وأبو سليمان الداران وأبو جابر الفارسيان وسليمان التيمي ومالك بن دينار ويزيد الرقا
شي وحبيب العجمي ويي البكائي وكهمس ورابعة البصريون.
قالت أم عمرو بن النكدر :يا بن أشتهي أراك نائما :فقال يا أماه إن الليل ليد علي فيهولن فينق
ل شهرين فما رآه نائما فقال مالك :ل تنام? ف
ضي عن وما قضيت منه مأرب .وصحب رجل رج ً
قال :إن عجائب القرآن أطرن نومي ما أخرج من أعجوبة إل وقعت ف أخرى.
عذل الحب يزيد ف إغرائه ل تلحه إن كنت من سجـرائه
ما شاء فهو مسلم لقـضـائه ودع الوى يقضي عليه بكمه
ونعيمه ف ذاك عي شقـائه فشقاؤه فيمـا يراه نـعـيمـه
وحنت أضالعه على برحـائه كحلت مآقيه بطول سـهـاده
باليف واعجبا لطول بقـائه دنف ببابل جسـمـه وفـؤاده
قال سفيان إن ل ريا تسمى الصبحية ،مزونة تت العرش تب عند السحار فتحمل الني
والستغفار.
للمهيار:
258
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
شد ما هِجت السا والبُرحا يا نسيم الريح من كـاظـمةٍ
إنا كانت لقلبـي أروحـا الصبا إن كان لبد الصّـبـا
ربّ ذكرى قرّبَت من نزحا أذكرونا ذكرنا عـهـدكُـمُ
شربَ الدّمع وعافَ القدَحا وارحوا صبّا إذا غنّى بكـم
يا طويل النوم فاتتك مدحة "تتجاف" وحرمت منحة "والستغفرين" ولست من أهل عتاب فإذا
جنة الليل نام عن ،ليس ف ليل الجر منام ومت رأيت مبا ينام? للمتنب:
على مقلة من فقدكم ف غياهب فإن نـاري لـيل ٌة مـدلـهـ ّمةٌ
ب باجـب
عقدت أهال ك ّل هد ٍ بعيد ِة ما بي الفون كـأنـمـا
ثورت ف الليل الداة وعكمت أحال العمال وسارت رفقة التهجدين وترن كل ذي صوت
بشجو ،وأنت ف الرقدة الول بعد.
شوق بل عبة ساق بـل قـدم ل يل مرجان دمع من عقيق دم
يا هذا ،كيف تطبق السهر مع الشبع? كيف تزاحم أهل العزائم بناكب الكسل:
قد مارسوا الب حت لن أصعبه دع الوى لناسٍ يعـرفـون بـه
بلوت نفسك فيما لست تـخـبـره والشيء صعبٌ على من ل يربه
فرب مدرك أمر عز مطـلـبـه فاقن اصطبارا وإن ل تستطع جلدا
ف كل يوم ويعيين تـقـلـبـه أحنو الضلوع على قلب يينـي
ول مع البق من نعمان يطربـه تناوح الريح من نـجـد يهـيجـه
الفصل السابع والسبعون
إذا هبت رياح الواعظ أثارت من قلوب التيقظي غيم الغم على ما سلف ،وساقته إل بلد الطبع
النحرف برعد الوعيد وبرق الشية ،فتترقى دموع الحزان من بر قعر القلب إل أوج الرأس
فتسيل ف ميازيب الشئون على سطوح الوجنات فإذا أعشب السر اهتز فرحا بالنابة.
فهل من عيون بعدها نستعيهـا مت بعدكم تلك العيو ُن دموعَهـا
إذا هب ندي الصبا يستثـيهـا رحلنا وف سر الفـؤاد ضـمـائرٌ
وقد أخذ اليثاق منك غـديرَهـا أتنسى رياض الغَو ِر بعد فراقـهـا
يغازله كر الصبـا ومـرورهـا يعده مـر الـشـمـال وتـارة
وشيح بوادي الثل أرض نسيها الهل إل شم الزامى وعرعـر
259
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
رسالة مزونٍ خواه سطـورهـا أل أيها الركب العراقي بـلّـغـوا
على صفحة الذكرى ماه زفيها إذا كتبت أنفاسه بعـض وجـدهـا
أم الوجد يذكي نـاره ويثـيهـا ترفق رفيقي هل بدت نار أرضهم
شفى النفس أمر ث عاد يضيهـا أعد ذكرهم فهو الشفـاء وربـمـا
خل ما حل منها وجاء مريرهـا أل أين أزمان الوصال الت خلـت
تضوع رياها وفاح عـبـيهـا سقى ال أيّاما مـضـت ولـيالـيا
من تفكّر ف تفريطه أنّ ،ومن تذكر أيام وصله حنّ ،من سع صوت المام ظنه لسن الصوت،
كل بل لذكر ما مر من العيش ،إذا نظر السي إل نفسه ف ضيق القد ول يقدر على ضك القيد
قطع حزنه حيازي القلب فنفسه بالسف ف آخر نفس.
وتبكي إذا الورقاء ف الغصن غنت تيم إذا ريح الصبا نسمـت لـهـا
إذا جذب الصبح اللثـام تـأوهـت وإن نشر الليل الـنـاح أرنـت
كان داود يؤتى بالناء ناقصا فل يشربه حت يتمه بالدموع.
تزج فإن بدمعي مازج كأسي يا ساقي القوم إن دارت علي فل
كان ف خد عمر بن الطاب خطان أسودان من البكاء وكان ف وجه ابن عباس كالشراكي
الباليي من الدمع.
للمهيار:
تف ضروع الزن وهي حلوب أل من لعي من بكاها على المى
عليه العطاش الائمات تـلـوب بكت وغدير الي طام وأصبحت
ول أن ماء الـاقـيي شـروب وما كنت أدري أن عينـا ركـية
كان السن يبكي حت يرحم ،وكان الفضيل بن عياض يبكي ف النوم حت ينتبه أهل الدار
ببكائه .وكان عطاء يبكي ف غرفة له حت تري دموعه ف اليزاب ،فقطرت يوما إل الطريق على
بعض الارين فصاح يا أهل الدار :أماؤكم طاهر? فصاح عطاء :اغسله فإنه دمع من عصا ال.
ومن سره ف جفنه كيف يكتم ومن لبه مع غيه كيف حاله
وقالوا لعطاء السلمي :ما تشتهي? فقال :أشتهي أن أبكي حت ل أقد أن أبكي.
فهل عند رسم دارس من معول وإن شفائي عبـرة مـهـراقة
260
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كان أشعث الدان وحبيب العجمي يتزاوران فيبكيان طول النهار وكان حزام وسهيل وعبد
الواحد كل واحد ف بيت يتجاوبون بالبكاء.
للخفاجي:
فاترعوا من الغرام أكؤسا ركب هوى تاذبوا حديثه
ظننتها ماءً وكانت أنفسـا واسبلوا من الفون أدمعا
أظنها نشطة وجد حبسـا لقد سعت ف الرحال أّنةً
البكاء موكل بعيون الائفي كلما هت بفتح طرف لتنظر إل طرف من طرف الدنيا طرفته دمعة،
قال عليه السلم" :عينان ل تسّهما النار ،عي بكت من خشية ال ،وعيٌ باتت ترس ف سبيل
ال" .قال السن :لو بكي عبد من خشية ال لرحم من حوله ولو كانوا عشرين ألفا .وقيل لثابت
البنان عال عينيك ول تبك .فقال :أي خي ف عي ل تبكي.
لصردر:
إليكم فما نفعي بسمعي وناظري إذا ل أفز منكم بوعـدٍ ونـظـرةٍ
دموعي وزفرات حني مزاهري مت غنت الورقاءُ كانت مدامتـي
البكاء لجل الذنوب مقام الريد ،والبكاء على الحبوب مقام العارف.
لو كان فيك هلكها ما أقلعت روحي إليك بكلها قد أجعت
حت يقال من البكاء تقطعت تبكي عليك بكلها عن كلـهـا
فلطالا متعتها فتمـتـعـت فانظر إليها نظرة بتعـطـفٍ
إخوان :حر الوف صيف الذوبان وبرودة الرجاء شتاء الغفلة .ومن لطف به كان زمانه كله
فصل:
تبكي لطول تباع ٍد وفـراق عي تسر إذا رأتك وأختهـا
وعِد الت أبكيتها بـتـلق فاحفظ لواحدة دوام سرورها
سبحان من روح أرواح الائفي بريح الرجاء الضعيف ،إذا ل يتلف تلف ل بد للمكروب من
نسيم بارد:
إذا عزمت على البوب بال يا ريح الـشـمـال
الستهام إل البـيب فتحملي شكوى الحـب
لا بعدت عن الطبـيب قرب الضن من مهجت
261
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وقفت عتبة الغلم ليلة على ساحل البحر إل الصباح يقول :إن تعذبن فإن لك مب ،وإن ترحن
فإن لك مب .يا قومنا الحب مع بذل روحه يرتاح إل الن وإل لعل لنه ل يرى ما بذل ،يصلح
ثنا لا طلب:
ودمعي فيهم عـلـق بقلب منهـم عـلـق
لا الحشاء تتـرق وب من حبهم حـرق
فليتهم لـه رمـقـوا وما تركوا سوى رمقي
كان عبد الواحد يقول لعتبة :أرفق بنفسك فيبكي ويقول :إنا أبكي على تقصيي.
فقلت يا قوم ليس القلب من قبلي قالوا تصب فما هذا النون بـم
واعجبا ،أو يقدر الحب على التصرف ف قلبه? كل دين الحب الب .لب الشيص الزاعي:
متـأخـر عـنـه ول مـتـقـدم وقف الوى ب حيث أنت فليس ل
حبا لذكرك فليلـمـنـي الـلـوم أجد الـلمة فـي هـواك لـذيذة
دخلوا على رابعة فقالت :لقد طالت عليّ اليام بالشوق إل لقاء ال تعال :ودخلوا عليها مرة
أخرى فقالوا :أتشتاقي إليه? فقالت :هو حاضر معي .قالوا :يا رابعة هذا ضد الول ،أجابت
بلسان الال :هكذا تي الحب.
وأسأل عنهم من أرى وهم معي ومن عجب أن أحـن إلـيهـم
ويشتاقهم قلب وهم بي أضلعي وتطلبهم عين وهم ف سوادهـا
إذا بدت رابعة ف القيمة متمرة وقعت ليبة خارها طيالسة العلماء ،كان سفيان يتأدب لرابعة
كان هو صاحب مزن العلم فتردد إل القهرمانة لن لا دخو ًل أكثر منه رحل اللك وبقي
الدعون ،أترى أي طريق سلكوا? نن ملكنا والقوم ملكوا.
للشريف الرضي ،وللمهيار:
فسائل ل الـ ّدمَـنـا يا صاحبَ ْي رَحْلي قِفـا
ذاك الكثيب اليـنـا وامطرا دمعـكـمـا
إذا عدمت السـكـنـا ما الدار عندي سكـن
فظعنوا فـظَـعِـنـا كان فـؤادي وهــمُ
تلك الثلث من منـى مُنً لعينـي أن تـرى
يومي بسلـع هـينـا ويوم سلـع لـم يكـن
262
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تبايعنا فحزتُ الغبنـا ويوم ذي الـبـــان
وكان قلب الثـمـنـا كان الغرام الشتـرى
كالطرف أغضى ورنا وبـارق أشـيمـــه
والذكرى تيج الزنا ذكـرنـي الحـبـاب
تؤام عسـفـان بـنـا من بطن مر والسـرى
بعـد مـا لح لـنـا وبالعـراق وطـرى يا
??الفصل الثامن والسبعون
الحب يتعلق بكل شيء ويهيم ف كل واد ،على القلق يشي وعلى الرق يسي:
أهيم بكمُ غربا وأطلبكـم شـرقـا بقيت على الطلل من بعدكم ملقى
يانية عنكم وأستنبـؤ الـبـرقـا وأسأل أنفاس الـرياح إذا جـرت
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج إل حراء ويبدو إل التلع .مقاساة اللق ظلمة،
والبيب ل يتجلى إل ف خلوة.
أحدث عنك النفس ف السر خاليا وأخرج من بي البيوت لعلـنـي
الحب مقتول بل سيف ملقى ف من الن ل عند اليف ،إذا سع صوت منشد قد غرد خلع لام
الصب وتشرد.
وسار القوم ف الوادي ولا غـرد الـحـادي
بل مـــاء ول زاد وراح القلب يتبعـهـم
صريعا ما لـه فـاد رأيت قتيل بـينـهـم
أول علمات الحبة دموع العي وأوسطها قلق القلب ونايتها احتراقه.
لقيس ذريح:
وحر على الجساد ليس له برد هل الب إل زفرة بعد زفـرة
لنا علم من أرضكم ل يكن يبدو وفيض دموع تستهـل إذا بـدا
قال ذو النون :لقيت امرأة متعبدة فوعظتن فبكيت فقالت :ل تبكي? قلت لا :أو العارف ل
يبكي? قالت :إذا بكى استراح ول راحة للمؤمن دون لقاء ربه.
بالدمـع مـدمـعـا ل وحبيك ل أصافـح
وإن كان مـوجـعـا من بكى شجوه استراح
263
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أهون من أن تقطعـا كبـدي فـي هـواك
فّ للسقم موضـعـا ل تدع سورة الضنـى
الحبة نزالة وقوتا الهج .كانت أضلع عمر بن عبد العزيز تعد ،وكان جسد سرى كالشن.
وقف أبو يزيد ف الحراب فكب فتقعقعت عظامه.
لا بي جلدي والعظام دبيب وإن لتعرون لذكراك روعة
فأبت حت ل أكاد أجـيب فما هو إل أن أراها فـجـأة
إذا رأيت مبا ول تدر لن? فضع يدك على نبضه .وسم كل من تظنه الحبوب ،فإن النبض ل
ينعج إل عند ذكره "إنا الؤمنون الذين إذا ذُكر ال وجلت قلوبم".
للمهيار:
ينو إذا برق المى بداله أل فت يسأل قلب مـالـه
يسنده عنه فمـا روى لـه فهب يرجو خبا من المى
إرادة هاجت له بلـبـالـه أراد ندا معه فانتقـضـت
بنفحة من الصبا طوب له وانتسم الريح الصبا ومن له
الحب ف قلق ل سكون ،والعجب أنه يتكلف الثبات.
والصب يسكته والب ينطقه الوجد يركه والليل يقلـقـه
وكيف يستره والدمع يسبقـه ويستر الال عمن ليس يعذره
الحب مبالغ ف كتمان وجده ،غي أن الدمع نام.
ن دوام دوامـــع آفة السر من جفـو
ع الوامى الوامع كيف يفى من الدمو
كان أكثر القوم ،إذا جائه البكاء دافعه ،اتقاء اللحي له ،فيغلبه فل حيلة له.
للمتنب:
وغيّض الدمع فأنلت بـوادره حاشى الرقيب فخانته ضمـائره
وصاحب الوجد ل تفى سرائره وكات الب يوم البي مفتـضـح
إذا أقلقه الب ضج ،وإذا أرقه الشوق عج ،وكلما حبس دمعه ثج ،وإذا استوحش من اللق
هج ،فالموم تنوبه من كل فج ،حشيت قلوب القوم بالغموم ،حشو الورد ف قوارير الزور ،وكل
ما التهبت نار الذر جرت عيون الدمع ف جداول العيون فرشت على الدود ماء ،ما ماء الورد
264
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عنده بطيب.
لب العتز:
فهو يشكوه ويشكو إلـيه أسر القلب فأمسى لـديه
فهم يبـكـون بـي يديه عذب الحباب بالجر حينا
واعجبا لضعف بدن العارف كم يمل? وآسفا لقلب الحب كم يصب.
ويشي الوى والناقلت قعود نعم تمل الشواق والعيس ظلع
ما أقوى جلد جلد القلب على نار الب ،كأنه قد ألبس ريش السمندل على أنه ل بد من لذع
يبي أثره ف صعود الصعداء دللة تدل على الريق ،اشتط اللهيب فشاطت القلوب لول أن
القوم على شواطي بر الدموع نزول.
للشريف الرضي:
خذي حديثك ف نفس من النـفـس وَ ْجدُ الَشوق ا ُلعَنّى غي ملتبـس
ت فاغترف أو شئت فاقتبسي
إن شئ ِ الاء ف ناظري والنار ف كبـدي
أشد ما على الحب من مقاساة الب ساع اللوم ،واعجبا من خلي يعذل ذا شجا ويك خل
شأنه وشانه.
ويا سلوة اليام موعدك الشر فيا حبهم زدن جوى كل لـيلة
لا أسلم سعد بن أب وقاص قالت له أمه :وال ل آكل ول أشرب ول يظللن سقف بيت حت
تكفر بحمد .فقال :اسعي يا أماه ،وال لو كان لك مائة نفس فخرجت واحدة بعد واحدة ل
أكفر بحمد .ويها ما خبت خب الحبة? مت وقع السلو ف حب صادق? للمتنب:
وهوى الحبة منه ف سـودائه عذل العواذل حول قلب التـائه
وأحق منك بفنـه وبـمـائه القلب أعلـم يا عـذول بـدائه
قسما به وبسـنـه وبـهـائه فومن أحب لعصينك ف الوى
إن اللمة فيه مـن أعـدائه أأحبـه وأحـب فـيه مـلمة
حت تكون حشاك ف أحشـائه ل تعذل الشتاق ف أشـواقـه
واعجبا لعاذل ف حب ما ذاقه ،وآمر بجر حبيب ما شاقه.
تذكر بالرمل عهدا فحنـا وماذا على مفرد بالعـراق
إذا ناح من طرب أو تغن وإن لكـل شـج عـاذر
265
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ل فيقول يا أماه قتلت
كانت أم الربيع بن خيثم إذا رأت قلقه بالليل .قالت :يا بن لعلك قتلت قتي ً
نفسي ،قيل لعابد كان ينتحب :إنك تفسد على الصلي صلتم بارتفاع صوتك .فقال :إن حزن
القيامة أورثن دموعا غزارا ،فأنا أستريح إل ذرفها أحيانا.
وغرقت ف تيار دمعي السيل مهلً عذول صليت نار جوانـي
قلبا فإن صادفت قلبا فـاعـذل هذي حشاي لديك فانظر هل ترى
غاية العاذلي إيصال اللوم إل الساع ،فأما القلوب فل سبيل إليها.
ما ل عن الحباب مصطب سيان إن لموا وإن عـذروا
إذ ليس ل ف غيهم وطر ل غرو إن أغرى ببـهـم
قلب بنار الجر يستـعـر ل بد ل منهم وإن تـركـوا
وأطيعهم ف كل ما أمـروا وعلي أن أرضى با صنعوا
لو رأيت الحب يهرب من العذل إل فلوات اللوات ،فإذا ناوله الوجد كأس الدموع اقترح
عليه غناء المائم.
والصبا واللف والسكـنـا ذكر الحباب والـوطـنـا
مدنف بالشوق حلف ضن فبكى شـجـوا وحـق لـه
من خراسان به الـيمـنـا أبعدت مرمى به رجـمـت
ذات سجع ميلت فـنـنـا من لشـتـاق تـمـيلـه
مسعـد إل وقـلـت أنـا ل تعرض ف الني بـن
ل تذيقي طرفه الوسـنـا لك يا ورقـاء أسـوة مـن
فتعال نبد مـا كـمـنـا بك أنسي مثل أنسـك بـي
بت شكوى صحت واحزنا نتشـاكـى مـا نـجـن إذا
أنا ل أنت الغريب هـنـا أنا ل أنت البـعـيد هـوى
أنت واللف القرين ثـنـا أنا فـرد يا حـمـام وهـا
واسكنا جنح الدجى غصنـا اسرحا رأد النهـار مـعـا
لعبت أيدي الفـراق بـنـا وابكيا يا جـارتـي لـمـا
ما أرى صدري له وطنـا أين قلب ما صنـعـت بـه
فأب أن يصحب الـبـدنـا كان يوم النفر وهو مـعـي
266
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أم له داعي الفراق عنـى أبه حادي الـرفـاق حـدا
??الفصل التاسع والسبعون
يا هذا :قد سعت أخبار التقي فسر ف سربم ،وقد عرفت جدهم فتناول من شربم ،ث سل من
أعانم يعنك ،فما كان بم.
لبن هندو:
فإن للمجد تدريا وترتيبـا ل يؤيسنك من مد تباعـدهُ
تنمي وتنبت أنبوبا فأنبـوبـا إن القناة الت شاهدت رفعتها
استغن القوم بطبيبهم عن مدح خطيبهم فاسلك طريقهم تكن رفيقهم.
لبن الرومي:
فقلت فضل به عن غيهم بانـوا وسائل عنهـم مـاذا يقـدمـهـم
منهن ف سبل العلياء ما صانـوا صانوا النفوس عن الفحشاء وابتذلوا
يوما بنعمي ولو منوا لا مـانـوا النعمون وما منوا عـلـى أحـد
حت إذا قدرت أيديهـم هـانـوا قوم يعزون إن كانت مـغـالـبة
أطار خوف النار نومهم وأطال ذكر العطش الكب صومهم يسبهم الناظر مرضى البدان وإنا
بم سقام الحزان.
تبكي عليه مقلة عبـرى مكتئب ذو كـبـد حـرى
يشكو وفوق الكبد اليسرى يرفع ينـاه إلـى ربـه
ونفسه ما به سـكـرى يبقى إذا حدثته بـاهـتـا
وقلبه فـي أمة أخـرى تسبه مستمعا نـاصـتـا
إذا ذكروا العفو طاب العيش ،وإذا تصوروا العذاب جاء الطيش.
إليها وبالخرى أراعي رقيبها أمد بإحدى مقلـتـي إذا بـدت
أخذت لعين من حبيب نصيبها وقد غفل الواشي ول يدر أنن
قال صال الري :كان عطاء السلمي قد اجتهد حت انقطع ،فصنعت له شربة سويق فلم يشرب.
فقال :إن وال كلما همت بشربا ذكرت قوله تعال "وطعاما ذا ُغصّة" فلم أقدر ،فقلت :أنا ف
واد وأنت ف واد.
بليت فدعن حـديثـي يطـول أطلت وعذبـتـنـي يا عـذول
267
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إل الصبح وجدي ودمعي يسيل أبيت أراقب نـجـم الـدجـى
انبعثت غيوم الغموم من أودية القلوب ،فاستتمت قبيل الصبح فهطلت ،فلها مع الشئون شئون
فجرت الرواح ف موتى العيدان ،فقدحت فحرقت ،فارتقت ورق الشوق منابر الشدو ،فأطربت
فصدحت بلبل الحبة بي منثور منثورها فبلبلت.
فبلبلي طرة أرض بابـل يا نفحات الريح مري سحرا
وبلغيهم ف الوى رسائلي صفي لهل بابل بل بلـى
وكم قتيل كلف بالقـاتـل كم من دم طاح بغي ثـائر
قلب الحب تت فحمة الليل جرة كلما هب النسيم التهبت.
ويصدع قلب أن يهب هبـوبـهـا ير الصبا صفحا بساكن ذي الغصنا
هوى كل نفس حيث حل حبيبهـا قريبة عهد بالـحـبـيب وإنـمـا
سهر القوم يقع ضرورة ،لن القلق مانع من النوم وليس لم ف تلك الشدائد راحة سوى جريان
الدموع.
للسري:
فشأن أن تفيض غروب شان بلن الب فيك با بـلنـي
بصدق الوجد كاذبة المانـي أبيت الليل مرتفقـا أنـاجـي
ويعلم ما أجـن الـفـرقـدان فتشهد ل على الرق الثـريا
ويا كف الغرام خذي عنانـي فيا ولع العواذل خـل عـنـي
من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار ،شيمة الحبة ل تفى وصحائف الوجوه يقرؤها من ل
يكتب ،خذي حديثك ف نفسي من النفس ،قطعت نياق جدهم بادية الليل ول تد مس تعب،
الطريق إل الحبوب ل تطول.
روض المى أن تشتكي كللا بدا لا من بعد مـا بـدا لـهـا
فإنا قد سّـت عـقـالـهـا فخلها ترح فـي زمـامـهـا
مراتعا تـفـيات ظـللـهـا اذكرها مر النـسـيم سـحـرا
فسحبت من وجدها جللـهـا رنها الشوق المض والسرى
وإنا شوق المى أمـالـهـا تسبها سكرى وما ذاك بـهـا
268
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا رب ،قرب أرض كنعان من مصر فقد نفذ صب يعقوب ،كان أبو زيد يقول :إلي إل مت تبس
أعضاء مبيك تت التراب? أحشرهم واجعلن جسرا ليعبوا إليك واويله أنا أشرب وأنا
أطرب ،يتركون أسي وجدي أسي وحدي هل سعت معي رجل رجل ،أو أعانن ساعد مساعد ،أ
ين شرطة الرفقة? أو ما العزاء للكل.
مثل ما كنا اشتركنا نظرا لو عدلت تساهنا جـوى
يا حاضرين عندنا بنية التنه لستم معنا ،عودوا إل أوكار الكسل فالرب طعن وضرب ،يا
مودعي ارجعوا فقد عبنا العذيب دعونا نل بالوجد ف صحراء ند ،ستأتيكم أخبارنا عن قريب
بعد فيد ،وأنت أيها الادي عرض الازمي واليف تعلمك الدموع كيف ترمي حصن الذف.
أحب زرودا ما أقام ثـراهـا الغنيان بالـديار فـإنـنـي
حبيب لقلب قاعها وربـاهـا وبي النقي والنعمي مـحـلة
عليه النعامى بعدنا وصباهـا ونعمان يا سقيا لنعمان ما جرت
ديون ومقضى خيفها ومناهـا وللقلب عند الازمي وجعهـا
??الفصل الثمانون
يا مقيما ف دائرة دار الغي كم حضرت فيها متضر ،كم عاينت عينك قبا يتفر .لقد ألنت
مواعظها كل صلد حجر ،عجبا لفرخها ما عيد حت نر.
تشغل العاقل عن نأي زنـام إن ف نأي زمانـي عـظة
مسكر يغنيك عن شرب مدام ومدام الفكر فيمن قد مضـى
إنا صاحت بتقويض اليام عرس القوم وغربان الدجـى
نوحها ينذرها صرف المام وحامات الضحى صـادحة
ودعوا يا قوم وامضوا بسلم ومطايا اليف قد زمت لكـم
ليست الدنيا لنا دار مـقـام ودعوا عنكم أباطيل الـنـى
ليدورن علـى كـل النـام أقسم الساقي بكاسات الـردى
يا من إذا عامل خان وظلم ،يا من أمر با ينفعه فلم ،هذا القتي ف الرأس كالعلم ،أبقي بعد نوره
يا ظال ظلم ،أل يقل لك أل الضعف انتبه ،أل ،أين رفيقك? ادل وقد عرفت النهج والرحيل قد أز
عج وهذا فرس مسرج والبضاعة كلها برج.
ويك تعاهد قلبك فإذا رأيته قد مال إل الوى ،فاجعل ف الانب الخر ذكر العقاب ليستقيم ،فإ
269
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ن غلبك الوى فاستغث بصاحب القلب ،وإن تأخرت الجابة فابعث رائد النكسار خلفها
"تدن عند النكسرة قلوبم".
يا هذا ،أما علمت أن اللطف مع الضعيف أكثر .لا كانت الدجاجة ل تنو على الولد أخرج كاس
يا ،ولا كانت النملة ضعيفة البصر أعينت بقوة الشم فبها تد ريح الطعوم من بعيد فتطلب ،لا ك
ان التمساح متلف السنان صار كلما أكل حصل بي أسنانه ما يؤذيه فيخرج إل شاطئ البحر فا
تا فاه ،طالبا للراحة فيأت طائر فينقر ما بي أسنانه فيكون ذلك رزقا للطائر وترويا عن التمسا
ح ،هذه اللد دويبة عمياء قد ألمت وقت الاجة إل القوت أن تفتح فاها فيسقط الذباب فيه فت
ناول منه ،هذه الطيار تترن طول النهار ،فيقال للضفدع ما لك ل تنطقي? فتقول :مع صوت ال
زار يستبشع صوت ،فيقال :هذا الليل بكمك "أنا عند النكسرة قلوبم" لا خلق الخرس ل يقد
ر على الكلم سلب السمع لئل يسمع ما يكره ،ول يكنه الواب فكل أخرس أطروش ،لا تولع
الذام بأظفار أصحابه ،صعب عليهم الك فمنع منهم القمل فليس ف ثياب الجذومي قملة ،سب
حان من هذا لطفه ،سبحان من ل يعطف عنا عطفه ،ثكلت خواطر أنست بغيك عدمت قلبا ي
ب سواك:
غيكم ياقوت روحي وسنا ل أذاق ال عينا أبصـرت
عند ذكراكم ول نالت من ل ول كانت قلوب سكنـت
إلي ،ادلنا من نفوسنا الت هي أقرب أعدائنا منا وأعظمهم نكاية فينا ،إلي تلعبت خوادع آمالنا
ببضائع أعمارنا فصرنا مفاليس ،أغارت علينا خيول الوى فاستأسرتنا بأسرنا وأوثقتنا من أسرنا
ورمتنا ف مطامي طردنا ،فيا مالك اللك أنقذ حبيسنا وخلص أسينا وسي أوبتنا من بلد غربتنا،
كم عدنا مريضا? وما عدنا ،كم رأينا اللاد تبن ،وما تبنا ،كم أبصرنا? وما أقصرنا وانتهينا وما
انتهينا يا ملذ العارفي يا معاذ الائفي ،خذ بيد من قد زلت قدم فطنته ف مزلق فتنته أقم من قعد
به سوء عمله:
قد قل تصبي وحل البلـوى كم كم أشكو وأين نفع الشكوى
أهوى قلقي إذا جفا من أهوى ما ل جلد على جفاهم يقـوى
يا من أصلح السحرة فجعلهم بررة ،جاؤا ياربون وخلع الصلح قد خبيت ،وتيجان الرضى قد
رصعت ،وشراب الوصال يروق ،فمدوا أيديهم إل ما اعتصروا من خر الوى فإذا به قد استحال
خل ،فأفطروا عليه.
واعجبا لسكارى من شراب الب عربدت عليهم الحبة ،فصلبوا ف جذوع النخل ارتقى سلطان
270
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عزمهم إل ساوات قلوبم "فأوحى ف كل ساء أمرها" واعجبا لعزم صلب ما هاله الصلب ،ل تتع
رض بنار الحبة إل أن يكون لقلبك جلد السمندل أو صب الفراش.
يا هذا ،الحتراق على قدر الشتياق لا اشتد شوق الفراش إل النار ،تعجل احتراقه وهجم يبتغي
الوصال فصال عليه الحبوب:
فلم يد ف الوى ملذا لذ بم يشتكـي جـواه
تطل أجفـانـه رذاذا ول يزل ضارعا إليهـم
وأتلفوه فـكـان مـاذا فقـربـوه فـحـادثـوه
لا علم الحبون أن الصب مبوب شروا لمل البلء ،ث حلى لم فعدوه نعمة.
ووجودي ف الوى عدمي سقمي ف الب عافيتـي
ف فمي أحلى من النعـم وعذاب تـرتـضـون بـه
كان الربيع بن خيثم يقول ف شدة مرضه ،ما أحب أن ال نقصن منه قلمة ظفر.
كلما أكربـنـي طـربـنـي مرض الب شفائي ف الوى
وسروري منكم ف حـزنـي فبقائي مـن فـنـائي فـيكـم
وأنا منـتـظـر لـلـثـمـن وشربتم بوصال مـهـجـتـي
وطبيب ف الوى أمرضنـي كيف أرجو البء من داء الوى
فمن النعمى دوام الـمـحـنِ وإذا البلوى أفـادت قـربـكـم
أخوان ،لسنا من رجال البلء فسلوا ال العافية ،يضيق الناق على الحب وينع من التنفس ،لئن
قلت آه لمونك.
والدمع يسيل هاتكا أستـاري الب يقول ل تشع أسـراري
وأناري إذن من الوى وأناري فالشوق يزيدن على القـدار
?الفصل الادي والثمانون
يا من أنفاسه عليه معدودة وأبواب التقى ف وجهه مسدودة ،وأعماله بالرياء والنفاق مردودة،
غي أن مبة التفريط معه مولودة:
حياتك أنفاس تـعـد فـكـلـمـا مضى نفس منها انتقصت به جزءا
أمالك معقول تـحـس بـه رزءا فتصبح ف نقص وتسي بثـلـه
ويدوك حاد ما يريد بك الـزءا يينك ما يييك فـي كـل سـاعة
271
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كم أسرعت فيما يؤذي دينك ودأبت? كم خرقت ثوب إيانك وما رأبت? كم فرقت شعب
قلبك وما شعبت? كم فاتك من خي وما اكتأبت? يا كاسب الطايا بئس ما كسبت ،جعت جلة
من حسناتك ث اغتبت ،وحصن دينك ثلمت لا ثلبت ،وأنت الذي بددت ما حلبت ،إن لح لك
أخوك عبته وإن لحى سببته.
يا عقرب الذى كم لدغت? كم لسبت? تعلم أن مولك يراك وما تأدبت? تؤثر ما يفن على ما ي
بقى ما أصبت ،تصبح تائبا فإذا أمسيت كذبت ،تشي مع اليقي فإذا قاربت انقلبت ،تعمر ما ل ي
بقى وما يبقى خربت ،تأنس بالدنيا وغرورها وقد جربت كأنك بك ف القب تبكي ما كسبت ،لق
د حسبت حسابا كثيا وهذا ما حسبت.
يا وادي الشيح كيف يقال لو أعشبت? يا هذا أكثر النعام عليك ،كف كف فضول الدنيا عنك
ل أن يتمز
إذا رأيت سربال الدنيا قد تقلص ،فاعلم أنه قد لطف بك لن النعم ل يقلصه عليك ب ً
ق لكن رفقا بالاشي أن يتعثر ،أحرم عن الرام بنع ميط الوى لعل جذب القدر يقارن ضعف
كسبك:
ألقت العاجز بالازم إن القادير إذا ساعدت
يا تائها ف فلت الغفلت ،اعل بأقدام الذهن نشز الفكر تلح لك البلد ،تركب البحار ف طلب
الدنيا فإذا أمرت بي ،قلت إن وفقن ،أصم ال سع الوى فما يسمع إل ما يريد.
ثقف بالعذل التوى يا ملو ًل كـلـمـا
فالوذج الوى نوى عنتا تطلـب فـي
ما أحسن قولك ،وما أقبح فعلك ،كم يشكو حزيران? نطقك من كانون عزمك ،ويك ،بادر در
الرباح ما دام ينثر ،فسينادي عن قليل "يا ساء أقلعي" أتسب تصيل العال سهلً? نيل سهيل
أسهل من أدل ف ليل الصب فات الكاس ،يا من يتعب ف التعبد ول يد له لذة ،أنت بعد ف سوا
د البلد اخرج إل البادية تد نسيم ند ،العتبار عندنا بالعمال القلبية ،غلبت حرارات الوف ق
لب داود فصار كفه كيا "وألنّا له الديد" وقويت روحانية ممد فنبع الاء من بي أصابعه:
لبان ف الناس عز الاء والنار لول مدامع عشاق ولوعتـهـم
وكل ماء فمن طرف لم جار فكل نار فمن أنفاسهم قدحـت
أيها الصلي طهر سرك قبل الطهور ،وفتش على قلبك الضائع قبل الشروع ،حضور القلب أول
منل فإذا نزلته انتقلت إل بادية العمل ،فإذا انتقلت عنها أنت بباب الناجى ،وأول قرى ضيف
اليقظة كشف الجاب لعي القلب ،وكيف يطمع ف دخول مكة منقطع قبل الكوفة ،هك ف ال
272
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
صلة متشبث ،وقلبك بساكنة الوى متلوث ،ومن كان متلطخا بالقذار ل يغلف ،ادخل دار ا
للوة لن تناجي واحضر قلبك لفهم ما تتلو ففي خلوات التلوة تزف أبكار العان ،إذا كانت م
شاهدة ملوق يوم "اُخرُج عليهِنّ" استغرقت إحساس الناظرات "فقطّعنَ أيدَيهُنّ" فكيف بالباب ع
لقت? فعقلت على الباب?
ومن نوالك ف أعقابا حـاد لا بوجهك نور تستـدل بـه
عن الشراب وتلهيها عن الزاد لا أحاديث من ذكراك تشغلها
لو أحببت الخدوم لضر قلبك ف الدمة ،ويك ،هذا الديد يعشق الغناطيس فكيف ما التفت
التفت ،إن كنت ما رأيت هذا الجر فانظر إل الراب تواجه الشمس ،فكيف مالت قابلتها.
للشريف الرضي:
ق عـجـول
وَثوّر حادٍ بالرفـا ِ وإن إذا اصطكت رقاب مطيكم
وأنظرُ أنّى مُـلـتـم فـأمـيل أخالف بي الراحتي على الشى
قيل لعامر بن عبد قيس أما تسهو ف صلتك? قال :أو حديث أحب إل من القرآن حت أشتغل
به ،هيهات! مناجاة البيب تستغرق الحساس .كان مسلم بن يسار ل يلتفت ف صلته ولقد
اندمت ناحية من السجد فزع لا أهل السوق فما التفت .وكان إذا دخل منله سكت أهل بيته
فإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا علما منهم أن قلبه مشغول ،وكان يقول ف مناجاته :إلي ،مت أ
لقاك وأنت عن راضي?
جعلت اشتغال فيك يا منتهى شغلي إذا اشتغل اللهون عنك بشغلـهـم
ومن ل بان ألقاك والكل ل من ل فمن ل بأن ألقاك ف ساعة الرضا
كان الفضيل يقول أفرح بالليل لناجاة رب وأكره النهار للقاء اللق.
هذي كبدي تذوب من ذكـراه الوت ول فراق مـن أهـواه
ما مقصودي من الن إل هو ما أشوقن له متـى ألـقـاه
كان أبو يزيد يقول :وددت أن ال تعال جعل حساب اللق علي ،قيل لاذا? قال :لعله يقول ف
خلل ذلك يا عبدي فأقول :لبيك ،ث ليصنع ب ما شاء.
أم القلب يلقى روحة من وجيبـه هل الطرف يعطي نظرة من حبيبه
تعود فيلهى ناظر عن غـروبـه وهل لليال عطفة بـعـد نـفـرة
وأظمأ إل ريا اللوى ف هبوبـه أحنّ إل نور اللوى ف بطـاحـه
273
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ويسي صحيحا ماؤه ف قلـيبـه وذاك المى يغدو عليلً نسـيمـه
إذا ل يعد قلبا بلـقـيا حـبـيبـه هو الشوق مدلول على مقتل الفت
يا واقفا ف صلته بسده والقلب غايب ،ما يصلح ما بذلته من التعبد مهرا للجنة فكيف ثنا
ل فأعجبها فجرت خطامه فتبعها فلما وصل إل باب بيتها وقف ونادى
للجنة ،رأت فأرة ج ً
بلسان الال :إما أن تتخذي دارا يليق بحبوبك أو مبوبا يليق بدارك ،خذ من هذه إشارة إما أن
تصلي صلة تليق بعبودك أو تتخذ معبودا يليق بصلتك.
الفصل الثان والثمانون
عجبا لن رأى فعل الوت بصحبه ث ينسى قرب نبه ،واستبداله ضيق الكان بعد رحبه من ل ينتبه
بوكزه فسينتبه بسحبه:
أهل ضلل وغـمـه ما لبن الدنـيا غـدوا
كأنه حلـف كـمـه بصيهم من جهـلـه
فل تقل لـم ولـمـه أنـت مـقـيم سـائر
ف غي بر كلـمـه ول تـكـلـم أحــدا
أوقاته منـصـرمـه فكل معطـى مـهـل
شؤونه النتـظـمـه ول تدوم لـلـفـتـى
وما عليها نـسـمـه يأت على الرض مدى
حاجاتنا الزدحـمـه ضاق رحب العمر عن
أين القران وأين سلكوا? تال لقد فنوا وهلكوا ،اجتمع الضداد ف اللاد واشتركوا ،وخانم
حبل المل بعدما امتسكوا ،ونوقشوا على ما خلفوا وتركوا وصار غاية المان أن لو تركوا ،تال
لقد سعد من تدبر وسلم من الذى من تصب ،وهلك مؤثر الرى وأدبر فكأنكم بالفراق يا ركا
ب العب ،يا نائما ف لوه وما نام الافظ لحظ نور الدى فل حظ إل للحظ ،ول تغتر ببد العي
ش فزمان الساب قائظ ،يا مدبرا أمر دنياه ينسى أخراه فخفف النداء اللفظ ،وعجائب الدهر ت
غن عن وعظ كل واعظ ،يا من رأينا يد التفريط قد ولعت به فأتينا للومه ولعتبه أما مصي السل
ف نذير اللف ،أما مهد الطفل عنونا اللحد .يا من لع له سارب المل فبدد ماء الحتياط أتراك
ما علمت أن المان قمار .مد نر الوى وقلبك على الشاطئ ،فمر به صم مسح اليقظة فصممت
على الزلل أكل الزمان "وهم با" أما تقع ف يوم "واستعصم" الورع عن الذنوب ،يوجب قوة قلبي
274
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ة .قال بعض السلف :ارتكبت صغية فغضب علي قلب فلم يرجع إل إل بعد سنة ،أخوان :إطل
ق البصر سيف يقع ف الضارب:
يا للرجال لنظرة سـفـكـت دمـا ولادث ل ألفه مسـتـسـلـمـا
فعلم سهم اللحظ يصمي من رمى وأرى السهام تؤم من يرمي بـهـا
الحرمات حرم ونظر الملوك إل حرم الالك ،من أقبح اليانة ،يا بن آدم تلمحوا تأثي "وعصى"
لقمة أثرت إن عثرت ،فعرى الكتسي ونزل العال وبكى الضاحك ،وقام الترفه يدم نفسه فاشتد
بكاؤه فنل جبيل يسليه فزاد برؤيته وجده .للشريف الرضي:
ما أجلب البق لـاء المـاقْ رأى على الغور وميضا فاشتاق
قد ذاق من بي الليط مـا ذاقْ ما للوميض والفؤاد الـخـفّـاقْ
قد كَ ّل آسي ِه وقـد مـلّ الـراقْ داء غارمٍ ما لـه مـن إفـراقْ
ف غرق ما ينقضي وإحـراقْ قلب وطرف من جوى وإملق
ماذا القام والفـؤاد قـد تـاقْ يا ناقَ أداك الـمـؤدي يا نـاقْ
هل حاجة الأسور إل الطلق
كان آدم كلما عاين اللئكة تصعد إل السماء وجناحه قد قص زاد قلقه.
يرى حسرات كلمـا طـار طـائرا وأصبحت كالبازي النتـف ريشـه
فيذكر ريشا من جنـاحـيه وافـرا يرى خارقات الو يرقن ف الوى
على كل ما يهوى من الصيد قـادرا وقد كان دهرا ف الرياض منعـمـا
فأصبح مقصوص الناحي حاسـرا إل أن أصابته من الدهـر نـكـبة
أعظم البليا تردد الركب إل بلد البيب يودعون عند فراقهم الزمن:
ول يبق عندي للهوى غـي أنـنـي إذا الركب مروا ب على الدار أشهق
كانت اللئكة إذا نزلت إليه ،استنشق ريح الوصال من ثياب الواصلي وتعرف أخبار الديار من
نسمات القاصدين:
أنتما بالعقيق أحدث عهدا خبان عن العقيق خبيا
يا ناقضي العهود دوموا على البكاء فمن أشبه أباه فما ظلم.
كانت عابدة من أحسن النساء عينا فأخذت ف البكاء فقيل لا :تذهب عيناك ،فقالت :إن يكن ل
275
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عند ال خي فسيبدلن خيا منهما وإن تكن الخرى فوال ل أحزن عليهما.
للمتنب:
تدمَى وألفَ ف ذا القلب أحزانا ي أجفـانـا
ي منا الب َ
قد ع ّلمَ الب ُ
فاليوم كل عزيز بعدكم هـانـا قد أشفق من دمعي على بصري
ب من التذكار نـيانـا
وللمح ّ تُهدي البوارق أخلفَ الياه لكم
من سعى إل جناب العز بأقدام السكنة ،ووقف بباب الكرم على أخص السألة ،ووصف ندمه
على الذنب بعبارة الذل ل يعد باليبة.
ل عنكم مصـرف ملكتم قلبـي فـمـا
ن كبدي أو الطـف فودكم منـه مـكـا
ول أفاق الشغـف فل برى وجدي بكم
أيأس من أن تعطفوا لست وإن اعرضتـم
حت يعود يوسـف وصب يعقوب معي
يا معاشر الذنبي اسعوا وصيت ،إذا قمتم من الجلس فادخلوا دار اللوة وشاوروا نصيح الذكر
وحاسبوا شريك اليانة وتلمحوا تفريط التوان ف بضاعة العمر ،ويكفي ما قد مضى فليحذر
العور الجر ،إذا نفى خاطر الذكر من ذل هوى ،وصفى معي معن كلمه من كدر طمع ،انكش
ف الغشاء عن عينه فرأى بالفطنة موضع قطنة مرهم العافية فرب حشائش الكم وركب فيها معا
جي الشفاء ففتحت سدد الكسل واستفرغت أخلط الشواغل ،فأما متلب الدنيا بنطقه فإنه كلم
ا حفر قليب قلبه فأمعن ،لستنباط معن ،طم الطمع إذا صدر العلم من عامل به كان كالعربية ين
طق با البدوي ،وأحلى أبيات الشعر ما خرج عن أبيات الشعر جعت بي الكتاب والسنة ففتحا
ل هذه الغان فهي تنادي السامعي :ولدت من نكاح ل من سفاح ،ومن جع بي الهل والبدعة
هذى الذيان فكلمه ف مرتبة ابن زانية ،إذا فتحت الوردة عينها رأت الشوك حولا فلتصب على
ل فوحدها تتن وتقبل ،واعجبا للفاظي وعملها بطل السحر عندها كل الذكرين رج
ماورته قلي ً
الة وأنا فارس أخرج إل العان ف كمي فأصيدها ل بأحبولة إذا حضرت ملكت العيون ،وإذا غب
ت استرهنت القلوب.
للمهيار
ي سـاق
أي كاس يديرهـا أ ّ طرفُ ندية وظرفُ عراقي
وثابت وكلهـا فـي وثـاق ب مطلقةٌ ترعى
سنحت والقلو ْ
276
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
َع َل َقتْ دمعةً على كل مآق ل تزل تدع العيونَ إلـى أن
الفصل الثالث والثمانون
إخوان :أعجب العجائب أن النقاد يافون دخول البهرج ف أموالم والبهرج آمن ،هذا الصديق
يسك لسانه ويقول :هذا الذي أوردن الوارد ،وهذا عمر ،يقول :يا حذيفة هل أنا منهم?
والخلط على بساط المن:
ن وما بـسـيّئةٍ ألـمّـوا الـنـاسـكـون يـاذرو
مطلقا خطـمـوا وزمـوا كانوا إذا رامـوا كـلمـا
ظهرت عموا عنها وصموا إن قيلت الـفـحـشـاء أو
بالنكرات طموا وطمـوا فمضوا وجاء مـعـاشـر
ويدٌ علـى مـا ٍل تـضـمّ ففـم لـطـعـم فـاغـر
وللخنـا عـمـدوا وأمـوا عدلوا عن السن المـيل
شنعاؤهم كـذبـوا وأمـوا وإذا هـم أعـيتـهـــم
جس مثل ما يغلي الحـم فالصدر يغلـي بـالـهـوا
ل درّ أقوام شغلهم حب مولهم عن لذات دنياهم ،اسع حديثهم إن كنت ما تراهم ،خوفهم قد
أزعج وأقلق ،وحذرهم قد أتلف وأحرق ،وحادي جدهم مد ل يترفق ،كلما رأى طول الطريق
نص وأعنق ،وكيف يسن الفتور? وأوقات السلمة تسرق دموعهم ف أنار الدود تري وتتدفق
،يشتاقون إل البيب إليهم أشوق ،يا حسنهم ف الدجى ونورهم قد أشرق ،والياء فائض والرأ
س قد أطرق ،والسي يتلظى ويترجى أن يعتق ،إذا جاء الليل تغالب النوم والسهر ،والوف وال
شوق ف مقدم عسكر اليقظة والكسل والتان ف كتيبة الغفلة ،فإذا حل الصب حل على القيام
فانزمت جنود الفتور ،فما يطلع الفجر إل وقد قسمت السهمان ،سفر الليل ،ل يطيقه إل مضمر
الجاعة ،النحائب ف الول وحاملت الزاد ف الخي ،قام التهجدون على أقدام الد تت ستر ا
لدجى يبكون على زمان ضاع ف غي الوصال:
هناك الضال والرندا سقوا بياه أعينـهـم
أني يشبه الرعـدا يا نفاس كبق فـي
إن ناموا توسدوا أذرع المم وإن قاموا فعلى أقدام القلق ،لا امتلت أساعهم بعاتبة كذب من
ادعى مبت فإذا جن الليل نام عن ،حلفت أجفانم على جفاء النوم.
277
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
فسلم ال على وسـنـي إن كان رضاكم ف سهري
ما زالت مطايا السهر تذرع بيد الدجى ،وعيون آمالا ل ترى إل النل ،وحادي العزم يقول ف
إنشاده :يا رجال الليل جدوا إل أن ن النسيم بالفجر .فقام الصارخ ينعي الظلم فلما هم الليل
بالرحيل ،تشبثوا بذيل السحر.
خلب فؤادي تشد أرحلـهـا فاستوقف العيس ل فإن علي
منازل ف القلوب تنلـهـا إن دثرت دارها فما دثـرت
قال علي بن بكار ،منذ أربعي سنة ما أحزنن إل طلوع الفجر ،لو قمت ف السحر لرأيت طريق
العباد قد غص بالزحام ،لو وردت ماء مدين وجدت عليه أمة من الناس يسقون:
قل للديار سقاك الرائح الغادي بانوا وخلفت أبكي ف ديارهم
وقل لواديهم حييت مـن واد وقل لظعانم حييت من ظعن
يا بعيدا عنهم يا من ليس منهم أليس لك نية ف لاقهم? أسرج كميتك ،واجرر زمامك ،يقف
بك على الرعى ،يا من يستهول أحال القوم تنقل ف الراقي تعل .قال أبو يزيد :ما زلت أسوق
نفسي إل ال وهي تبكي حت سقتها وهي تضحك.
ما زلـــتُ أُضـــحـــكُ إلـــى مـــن
اخـــتـــضـــبــت أخـــفـ إبـــلـــي كـــلـــمــا نـ
ــظــــرت ــافـــهـــا بــدمــي
من اقـــتـــضـــى أجـــاب كـــل ســـــؤال
عـــــن هـــــــل بـــــ بـــســـوي الــهــنــدي ح
ـــاجــتـــه لــم
للخفاجي:
قد ملت من بدنا جللـهـا ثورها ناشـطة عـقـالـهـا
حت رمت من الوجي رحالا فلم تزل أشواقه تسـوقـهـا
لو أنه أنصف أو رثى لـهـا ما ذا على الناقة من غـرامة
أريها تطلـب أم كـللـهـا أراد أن تشرب ماء حـاجـر
لنا قد عرفت بلـبـالـهـا إن لا على الـقـلـوب ذمة
278
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ول رُقـادي لـهـمُ وما عليهم سـهـري
إ ّل سهـرٌ وسـقـمُ ت الـبّ
وهل سا ُ
يا دمعي وخلي عنهم خذ أنت ف شـأنـكَ
كان بشر ل ينام الليل ويقول أخاف أن يأت أمر وأنا نائم:
همّ لـلـبـي يردده رقد الّـمّـارُ وأرّقـه
ما يرعاه ويرصـده ق لـه
فبكاه النجمُ ور ّ
هل من نظرٍ يتزوّده وغدا يقضي أو بعد غدٍ
وصروف الدهر تقيده يهوى الشتاق لقاءكم
بقي بشر خسي سنة يشتهي شهوة ،فما صفا له درهم ،وبضائع أعماركم كلها منفقة ف
الشهوات من الشبهات ،أبشروا بطول الرض يا ملطي:
قد مرّ جيعه بر الـهـجـر وا ويله من ضياع كل العـمـر
يا قوم عجزت من تلف أمري ضاعت حيلي وضلّ عن صبي
يا من فاتوه وتلف بل ثراهم من دمع السف.
وضع اليدين على الشا وتلمل دع شأنَ عينيكَ يا حزين وشأنَهـا
يُغن وقوفك ساعة ف النل هذا وإن فراقهـم ولـقـل مـا
جز بنادي الحبة وناد بالقوم تراهم كالفراش تت النيان.
للشريف الرضيّ:
وجدوا ول مثلَ الذي عندي يا دارُ من قتلَ الوى بعدي
لرأت بقايا المر والوَقـدِ لو حرّكتْ ذا َك الرّمـادّ يدٌ
تشتد عليهم نار الوف فيشرفون على التلف ،لول نسيم بذكراهم يروحن ،ينبسطون انبساط
الحب ،ث ينقبضون انقباض الائف ،هذا اللينوفر ينشر أجنحة الطرب ف الدجى ،فإذا أحس
بالفجر جع نفسه واستحى من فارط فإذا طلعت الشمس نكس رأسه ف الاء خجلً من انبساطه:
كشرب الطائر الفزع أباسطه علـى جـزع
وخاف عواقب الطمع رأى ما ًء فأطمـعـه
ول يلتذ بـالـجـرع فصادف فرصة فدنـا
279
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كلما جاء كلمي صعد ،كلما زادت الوقود فاحت ريح العود ،أفيكم مستنشق? أو كلّكم
مزكوم? إن لجد نفس الرحن من قبل اليمن ،باح منون عامر بواه.
وأذكرن عهد المى الـتـقـادم وما بت حت استنطق الشوق أدمعي
أتدون يا إخوان ما أجد من ريح النسيم?
تاوزت ميلً زاد نشرك طيبا أل يا نسيم الريح مالك كلـمـا
فأعطتك ريّاها فجئت طبيبـا أظن سليمى خبت بسقامـنـا
الفصل الامس والثمانون
يا من كل يوم يقدم إل القب فارط ،ل تغتر بالسلمة فربا قبض الباسط ،انض للنجاة بقلب
حاضر وجأش رابط ،قبل أن يلقيك على بساط العجز خابط ،ونفس النفس ترج من سم إبرة
خائط.
قل للمؤمل إن الـوت فـي أثـرك وليس يفى عليك المر من نظـرك
فيمن مضى لك إن فكرت معتـبـر ومن يت كل يوم فهو مـن نـذرك
دا ٌر تسافر عنها مـن غـ ٍد سـفـرا فل تؤب إذا سافرت مـن سـفـرك
تضحي غدا سرا للذاكـرين كـمـا صار الذين مضوا بالمس من سرك
إخل بنفسك ف دار العاتبة ،واحضرها دستور الحاسبة وارفع عليها سوط العاقبة وإن ل تفعل
خسرت ف العاقبة:
فصرت خطا وطالت مدة فمحى خلقت جسما ثريا ث زرت ثـرى
فما ترى ث من شخصٍ ول شبح قف بالنازل من عادٍ وغيهـم
وسيء فاهجر السوء آت وانتزح كلّ مُجازى با أسدا ُه من حسـن
لقد وعظك أمس واليوم وأنت من سنة إل نوم ،أين العشائر? أين القوم? اشتراهم البلى بل
سوم ،ل فطر عندهم ول صوم ،بلى بلبل العتاب واللوم هذا رشاش الوج ينذر بالعوم ويب
بالادثات أشامها والروم.
إنا العيش اختلس اغتنم صفو الليالـي
متعة ذاك اللبـاس تلبس الدهر ولكـن
ل من حرصك بنا ،بادر الفوت فإن
يا جامع الطام ول يدري ما جن ،كلما نقض الواعظ أص ً
الوت قد دنا ،هذا يشي القبول :إياك عن النثار كثي فما هذا الوقوف والون? أمدد يد الصدق
280
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وقد نلت الن ،هذه اليف وهاتيك من ،أما تزك هذه الواعظ? أيها الهزوز أما يوقظك الصريح
? ول الرموز أما كل وقت عود اللك? مغموز أما كل ساعة غصن? مقطوع ومزوز ،أما تراهم
بي مدفوع وموكوز كل أفعالك إذا تأملت ما ل يوز ،أين أرباب القصور? أين أصحاب الكنوز
? هلك القوم وضاع الكنوز وحيز ف حفرة البلى من كان للمال يوز ،بينا تغرهم الناءة وقعت
النواة ف الكوز أين كسرى أين قصي أين فيوز? عروا عن الكفان وما كانوا يرضون الزوز ،و
أبرز الوت أوجها عز عليها البوز ،وساوى بي العرب والعجم والنبط والوز ،ونسخ بسرات ا
لرحيل لذات النيوز ،وكشف لم نقاب الدنيا فإذا العشوقة عجوز ،ما رضيت إل قتلهم وكم تد
للت بالنشوز ،لقد أذاقتهم برد كانون الول فأذاهم ف توز ،وإنا قصدت غرورهم لتقتلهم ف ك
الوز.
واعجبا ،بر الوجود قد جع الفنون :العلماء جوهره ،والعباد عنبه ،والتجار حيتانه والشرار تا
سيحه والهال على رأسه كالزبد ،فيا من يري به على هواه وهو عليه كالقفيا قف يا قفيا ،كم
تضر ملسا وكم تتردد? وكم توف عقب الذنوب وكم تدد? يا من ل يلي لواعظ وإن شدد،
ل عن قريب ما عليها ملد ،تلمح قبك ل قصرك الشيد وتعلم أن الطلق إذا شاء قيد ،أتر
يا راح ً
ى تقع ف شركي? فإن جئت أتصيد ،يا من يسأل عن مراتب الصالي مالك ولا? تساوم ف راح
لة وما تلك ثن نعل تمع من جوانب الافات خبازى وتريد أن تطعم أخضر ،تطلب سهما من ا
لغنيمة وما رأيت الرب بعينك.
ويأمل إدراك العلى وهو نائم ياول نيل الجد والسيف مغمد
البليا تظهر جواهر الرجال ،وما أسرع ما يفتضح الدعي.
لو كنت صبا ل تكن نائما تنام عيناك وتشكو الوى
رأى فقي ف طريق مكة امرأة فتبعها فقالت :مالك? فقال :قد سلب حبك قلب .قالت :فلو رأيت
أخت? فالتفت فلم ير أحدا .فقالت :أيها الكاذب ف دعواه ،لو صدقت ما التفت:
قامت على رأسها فضلً عن القدم وال لو علمت روحي بن علقـت
إذا كنت تشتغل اليوم عنا بسوداء فكيف تذكرنا إذا أعطيناك الور? يا مؤثرا ما يفن على ما
يبقى هذا رأى طبعك هل استشرت عقلك لتسمع أصح النصائح ،من كان دليله البوم كان مأواه
الراب ،ويك ،اعزم على منون هواك بعزية فرب شيطان هاب الذكر ،تلمح غب الطايا لعله
يكف الكف ،ل تتقرن يسي الطاعات فالذود إل الذود إبل ،وربا احتبج إل عويد منبوذ ،ل تت
قرن يسي الذنب فإن العشب الضعيف يفتل منه البل القوي فيختنق به المل الغتلم أو ما نفذ
281
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت ف سدسبا? حيلة جرد من عرف شرف الياة اغتنمها ،من علم أرباح الطاعات لزمها ،العمر ث
وب ما كف ،والنفاس تستل الطاقات ،كم قد غرقت ف سيف سوف ،سفينة نفس.
يا هذا ،أنت أجي وعليك عمل فإذا انقضى الشغل فالبس ثياب الراحة ،قال رجل لعامر بن عبد
قيس :كلمن فقال :أمسك الشمس .دخلوا على النيد عند الوت وهو يصلي فقيل له ف هذا ال
وقت? فقال الن تطوى صحيفت:
بلغ الدى وتاوز الد حثوا الطى فهذه نـد
لو كان ينفع حبذا نـد يا حبذا ند وساكـنـه
يا ديار الحباب أين السكان? يا منازل العارفي أين القطان? يا أطلل الوجد أين? أين البنيان?
خب عن الظاعني ما فعلوا تعاهدتك العهاد يا طـلـل
إن نزلوا منلً وإن رحلوا فقال أل اتبعـتـهـم أبـدا
وجئتن عن حديثهم تسـل تركت أيدي النوى تقودهـم
رحل القوم يا متخلف وسبقوك بالعزائم يا مسوف ،فقف على الثار وقوف متلهف ،وصح
بالدمع سر يا متوقف.
للشريف الرضي:
فموعد البـي غـدا يا قلب جدد كـمـدا
بي الفراق والردى ل أر فرقا بعـدهـم
حاد من الغور حدا يا زفر ًة هـيجـهـا
أو أُلزم القلـبَ يدا أرعى الُمول ناظرا
آثارهم ما انطـردا وأطرد الطرف على
حر الوى ما بـردا مذ أوقدوا بأضلعـي
للسى ما جـمـدا ومذ إذا أبوا ماء عين
لو تركوا ل كبـدا كنتُ أداوي كـبـدي
الفصل السادس والثمانون
أخوان :الفروح به من الدنيا هو الحزون عليه ،وبقدر اللتذاذ يكون التأسف ،ومن فعل ما شاء
لقي ما ساء.
صار ما أوصلته قد صارما مال ما كان الن ما آلـا
282
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سال ماء العي إذا ما سالا بينما أضحك مسـرورا بـه
الدنيا فلة فل تأمن الفلة ،بل تيقن أنا مارستان بل ،ول تسكن إليها وإن أظهرت لك الول،
على أنا تفض من عل ،فلينظر النسان ينة فهل يرى إ ّل منة? ث ليعطف يسرة فهل يرى إل
حسرة? أما الربع العامر فقد درس وأما أسد المات ففرس وأما الراكب فكبت به الفرس وأما
الفصيح فاستبدل الرس وأما الكيم فما نفعه إن احترس ،ساروا ف ظلم ظلمهم ما عندهم قبس
ووقفت سفينة ناتم لن البحر يبس ،وانقلبت دول النفوس كلها ف نفس وجاء منكر بآخر نبأ،
ونكي بأول عبس أفل يقوم لنجاته? من طال ما جلس.
آه ،لنفس رفلت من الغفلة ف أثوابا فثوى با المر إل عدم ثوابا ،آه لعيون أغشاها المل فسر
ى با إل سرابا ،آه ،لقلوب قلبها الوى عن القرآن إل أربابا فربا با ،آه لرضى علم الطبيب ق
در ما با ،وقد رمى با ،لب العتاهية:
كأن مدتا أضغـاث أحـلمِ يا نفس ما هو إل صـبـر أيام
وخل با فإن العيش قدامـي يا نفس جوزي عن الدنيا مبادرة
يا مغرورين ببة الفخ ناسي خنق الشرك ،تذكروا فوات اللتقط مع حصول الذبح "فل تغرّنّكُم
الياة الدنيا" الذر الذر من صياد يسبق الطي إل مهابطه بفخاخ متلفة اليل ،قدروا أنكم ل
ترون خيط فخة ،أما تشاهدون ذبائحه? ف خيط "كما أخرج أَبوَيْكُم من النة".
للشريف الرضي:
ولقد عهدتك تفلت الشـراكـا يا قلب كيف علقت ف أشراكهم
هذا الذي ج ّرتْ علـيك يداكـا ل تشكون إل وجدا بـعـدهـا
أل يصب طائر الوى عن حبة مهولة العاقبة ،وإنا هي ساعة ويصل إل برج أمنه .وفيه حبات:
فبالغضا ماء وروضات أخر فإن حننت للحمى وطـيبـه
واعجبا أن يكون حامل الكتاب من الطي أقوى عزية منك ،لعل وضعك على غي العتدال،
اللق يدل على اللق ،ل تكون الروح الصافية إل ف بدن معتدل ول المة الوافية إل لنفس
نفيسة ،ل يصلح لمل الرسائل إل الطي الخضر أو النر ،لنه إذا كان أبيض ،كان كالغلم ال
صقلن ،والصقلن فطي خام ل ينضج ف مل المل ،وإذا كان الطائر أسود دل على ماوزة حد
النضج إل الحتراق ،فإن اعتدل اللون دل على نفاسة النفس وشرف المة ،فحينئ ٍذ يعرف الطائر
سر الناح فيقول بلسان الال :عرفون الطريق بتدريج ث حّلون ما شئتم ،فإذا أدرج فعرف حل
فحمل فصابر الغربة .ولزم بطون الودية وسار مع الفرات أو دجلة فإن خفيت الطريق تنسم الر
283
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ياح وتلمح قرص الشمس وتراه مع شدة جوعه يذر الب اللقى خوفا من دفينة فخ ،يوجب تع
رقل الناح وتضييع الحمول فإذا بلغ الرسالة ،أطلق نفسه ف أغراضها داخل البج.
فيا حاملي كتب المانة إل عبادان العبد أكثركم على غي الادة وما يستدل منكم من قد راقه ح
ب حب فنل ناسيا ما حل فارتن بفخ قد نفخ فذبح ،ومنكم من بان لتعرقل جناحه ،وما قصده
الذابح بعد فل البة حصّلت ول الرسالة وصلت.
تاذبه وقد علق الـجـنـاح قطاة غرها شرك فـبـاتـت
ول ف الصباح كان لا براح فل ف أغيل نالت ما تنـت
لو صابرت مشقة الطريق لنتهى السفر ،فتوطنتم مستريي ف جنات عدن ،فيا مهملي النظر ف
العواقب سلفوا وقت الرخص فما يؤمن تغي السعر ،سلسلوا سباع اللسن فإن انلت
افترستكم ،ل ترموا بأسهم العيون ففيكم تقع ،رب راعي مقلة أهلها فأغي على السرح ،من رأ
ى القائق رأى عي غض طرفه عن الدارين ،لو حضرت حضرة القدس لعقبتم بنشر النس.
مثل ما وجدت أنا اطلبوا لنفسـكـم
ليس ف هواه عنا قد وجدت ل سكنا
أو قربت منه دنا إن بعدت قربتـي
يا هذا اعرف قدر لطفنا بك وحفظنا لك ،إنا نيناك عن العاصي صيانة لك ل لاجتنا إل
امتناعك ،لا عرفتنا بالعقل حرمنا المر لنا تستره ،ومثل يوسف ل يبأ ،يا متناولً للمسكر ل
تفعل يكفيك سكر جهلك فل تمع بي خليطي ،اجعل مراقبتك لن ل تغيب عنه ،وشكرك لن
تعنيك نعمه ،وطاعتك لن ل ترجو خيا إل منه ،وبكائك على قدر ما فاتك منه ،وارفع إليه يد ال
ذل ف طلب حوائج القلب تأت وما تشعر.
يا هذا عندك بضائع نفيسة دموع ودماء ،وأنفاس وحركات وكلمات ونظرات فل تبذلا فيما ل
قدر له ،أيصلح أن تبكي لفقد ما ل يبقى? أو تتنفس أسفا على ما يفن ،أو تبذل مهجة لصورة ع
ن قليل تحى أو تتكلم ف حصول ما يشي ويتوى ،واعجبا .من منون بل ليلى ويك دمعة فيك
تطفي غضبنا ،وقطرة من دم ف الشهادة تحو زللك ،ونفس أسف ينسف ما سلف وخطوات ف
رضانا تغسل الطيّات ،وتسبيحة تغرس لك أشجار اللد ونظرة بعبة تثمر الزهد ف الفان ولكن
تصحيح النقد شرط ف العقد سلع "وإن لغفار" ل تباع إل بدينار "لن تاب" إذا كان خارجا من
سبيكة "وآمن" عن سكة "وعمل صالا" من دار ضرب "ث اهتدى".
يا هذا :لو استشعرت زرمانقة الزهد تت مطرف "رب أشعث أغب" وسحت ف بادية "يدفعون"
284
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
لفضنا عليك خلع "إذا رأوا ذكر ال" يا هذا إن ل تقدر على كثرة العمل فقف على باب الطلب
تعرض بذبة من جذبات الق ففي لظة أفلح السحرة.
ول ترى العداء ما تشمـت ل تزعن من كل خطب عرا
إذا لقيتم فـئة فـاثـبـتـوا يا قوم بالصب ينال الـنـى
طريق الوصول صعبة وف رجلك ضعف ،ويك دم على السلوك تصل ،أول النخلة السحوق
فسيلة ،بداية الدمي الشريف مضغة ،ثن العال جد الطلب والفتور داء مزمن ،بلد الرياضة سحي
ق "ل تكونوا بالغيه إل بش ّق النفس" سحابة الصيف أثبت من قولك والط على الاء أبقى من ع
هدك.
يك آيات وآثــار من السلوة ف عي
وف اللباب أبصار أراها منك بالذهـن
فما تسخنه الـنـار إذا ما برد القـلـب
يا هذا ،إذا حضر قلبك فنسيم الريح يذكرك ،وإن غاب فمائة ألف نب ل يوصلون التذكرة
إليك ،تال لقد ألعنا العن وما ألزمنا الزمن.
ولكن بل قلب إل أين أذهب ول بألف باب قد عرفت سبيله
الفصل السابع والثمانون
يا من يرحل ف كل لظة عن الدنيا مرحلة ،وكتابه قد حوى حت قدر خردلة ،كن كيف شئت?
فبي يديك الساب والزللة ،يا عجبا من غفلة مؤمن بالزاء والسئلة أيقي بالنجاة? أم غرور
وبله.
تبن وتـجـمـع والثـار تـنـدرس وتأمل اللبث والرواح تـخـتـلـسُ
ل بد ما ينتهـي أمـر وينـعـكـسُ ذا اللب فكر فما ف اللد من طمـع
كانوا إذا الناس قاموا هيبة جلـسـوا أين اللوك وأبناء الـمـلـوك ومـن
ومن سيوفهم فـي كـل مـعـتـرك تشى ودونم الجـاب والـحـرس
وماشى الورى من فوقـهـم يطـس أضحوا بهلكة ف وسط معركة موتى
وعمهم حـدث وضـمـهـم جـدث باتوا وهم جثث ف الرمس قد حبسوا
كأنم قط ما كـانـوا ول خـلـقـوا ومات ذكرهم بي الـورى ونـسـوا
يد البلـى بـهـم والـدود يفـتـرس وال لو نظرت عيناك ما صـنـعـتْ
285
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ف رونق السن منها كيف تنطمـس من أوجه ناظرات حار نـاظـرهـا
وأعظم بـالـيات مـا بـهـا رمـق وليس تبقى لذا وهي تـنـتـهـس
والسـن نـاطـقـات زانـهـا أدب ما شانا شانـا بـالفة الـخـرس
ثلتهم الـسـن لـلـدهـر فـاغـرة فاها فاها لم إذ بالـردى وكـسـوا
من الرغام على أجسادهم وكـسـوا عروا عن الوشي لا ألبسـوا حـلـلً
حتام يا ذا النهي ل ترعوي سـفـهـا ودمع عينك ل يهمـي وينـبـجـس
أيها الطمئن إل الدنيا وهي تطلبه بدخل ،قد مرضت عي بصيته فيها ،فما ينفع الكحل ،يتبختر
ف رياضها وما يصبح إل ف الوحل ،انتبه للرحيل .ث اشدد الرحل ،واستبدل خصب الراب .عن
قحل الحل ،وتأمر على نفسك .فللنخلل فحل.
وتواضع إنا أنت بـشـر اترك الشر ول تأمن بشـر
فمن الهل افتخار وأشـر هذه الجسام ترب هـامـد
من فوقها ف إثن عشـر جسد من أربع يلحظها سبعة
شغل الفكر وخلك ومـر ف حياة كخـيال طـارق
تال لقد كشفت الغي ما انسدل ،فلم يبق مراء ول جدل ،هذا حام المام قد هدل ،فكم صرخ
صوته وكم جدل ،يا جائرين احذروا من إذا قضى عدل ،واعلموا أن الخرة ليس منها بدل ،هذا
هو الصواب ،لو أن الزاج اعتدل ،يا من عمره كزمان الورد ،التقط واعتصر ل ف زور ،يا شس
العصر على القصر ،قد بلغ مركبك ساحل الجل ،ووقف بعيك .على ثنية الوداع ،وقاربت ش
س عمرك الطفل ،وبقي من ضوء الجل .شفق ،فاستدرك باقي الشعاع .قبل غروب الشمس.
والال يُنفق فيها بالـوازين أُيُنفَق العمرُ ف الدنيا مازفةً
البدار البدار .قبل الفوت ،الذار الذار .قبل الوت ،ما ف القابر من دفي .إل وهو متأل من
سوف.
يا هذا مت تبت بلسانك ،وما حللت عقد الصرار من قلبك ،ل تصح التوبة ،كما لو سكنت
المراض بغتة من غي استفراغ ،فإن الرض على حاله.
يا هذا :إذا ل يتحقق قصدُ القلب .ل يؤثر النطق باللفظ ،إن الكره على اليمي .ل تنعقد يينه" .إن
حتْ صلح البدن ،وإذا فس
ا العمال بالنيّات" وقلبه كله مع الوى" ،إن ف البدن لضغة .إذا صل َ
َدتْ فسد البدن ،أل وهي القلب" أكثر المراض .أمراض الوى ،وأكثر القتلى بسيفه ،أرباب ال
286
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وى ،أطفال ف حجور العادات وإن شابوا ،اندرت عزيتك .ف جريان نر الوى ،فاصب صب مد
اد .لعلك تردها.
ويك .انتبه لصلح عيوبك ،لعل الشتري يرضى ،تال .إن الشتري ما يب بطء زحل ،اكفف ث
وب الكلم بالصمت .وإل تنسل ،اطف حراق الوى .وإل عمل ،ارفق بزجاج العمر .فما ينشع
ب إذ انكسر.
واعجبا ،الظاهر غي طاهر ،والباطن باطل ،المل بار فاسد ،الرعونة علة صعبة ،منام الن أضغا
ث ،رائد المال كذوب ،مرعى الشتهي هشيم ،العجز شريك الرمان ،التفريط مضارب الكسل
،ديور الهل معتم ،سؤر الوى مغرق ،روض اللهو وب ،غدير اللذات غدر.
وتأب عريكته أن تلينا ظللتُ أكرّ عليه الرقى
كم قد لتك وما نفع ،كم قد نصبت لك شركا وما تقع ،قفل قلبك رومي .ما يقع عليه فش.
يا هذا :الجاهدة حرب .ل يصلح لا إل بطل ،مت تغي من جنود عزمك على النابة قلب واحد،
ل أمن قلب الزية عليك.
وقع الطيش ف رؤس الصعاد وإذا كان ف النابيب خـلـفٌ
أيها الريد .تلطّف بنفسك ف الرياضة تصل ،مشي القطا بدبي ،ومشي العصفور نقزان،
العنكبوت الفطن ينسج ف زاوية ،والغفل ينسج على وجه الرض ،كن قيما على جوارحك ،وفّه
ا الظوظ ،واستوف منها القوق ،أما ترى حاضن البيض يقلبه بنقاره ،لتأخذ كل بيضة حظها
من الضن ،ث أكثر ساعات الضن على النثى ،لشتغال الذكر بالكسب ،فإذا صار البيض فراخ
ا كان أكثر الزق على الب" ،فل يُخرجَنّكُما من النة فتشقى" ما لقيت حواء عشر ما لقي آدم،
لنا وإن شاركته ف العلم بفقد صورة النعيم ،فهو منفرد عنها بلحظة العن ،بعد عز "اسجدوا
لدم" يقبض جبيل على ناصيته للخراج ،والدنف يقول ارفق ب:
على الغوير فظهر الفكر معقور يا سابق البكرات استبق فضلتهـا
كان يتوقف ف خروجه لو ترك ،ويتشبث بذيل لو نفع ،ولسان السى ،يصيح بن أسا:
بوادي الغضا ماءا أنقاخا ول بردا تزود من الاء النقاخ فلن تـرى
فهيهات واد ينبت البان والرنـدا ونل من نسيم البان والرند نفـحة
مت تسر ل تنظر عقيقا ول ندا وكر إل ند بـطـرفـك إنـه
ما زال مذ نزل ،يرفع قصص الغصص ،على أيدي أنفاس السف ،فتصعد با صعداء اللهف:
تمل إل أهل الجاز سلمي أل يا نسيم الريح من أرض بابل
287
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
على أنن منها استفدت سقامي وإن لهوى أن أكون بأرضهم
واعجبا من فاق آدم ،بل معي على الزن ،هوام الرض ل تفهم ما يقول ،وملئكة السماء
عندها بقايا "أتعل" فهو ف كربة ،وحيد بدار غربة:
غرامي حت يكل لسـانـيا أل راحم من آل ليلى فأشتكي
الفصل الثامن والثمانون
أخوان :أيام العافية غنيمة باردة ،وأوقات السلمة ل تشبهها فائدة ،فتناول ما دامت لديك
الائدة ،فليست الساعات الذاهبات بعائدة.
واتبعـه يوم عـلـيك شـهـيد مضى أمسك الاضي شهيدا معدل
فبادر بإحسـان وأنـت حـمـيد فإن تك بالمس اقترفـت إسـاءة
لعل غدا يأتـي وأنـت فـقـيد ول تبق فعل الصالات إل غـد
حيمك فاعلم أنـا سـتـعـود إذا ما النايا أخطأتك وصـادفـت
كأنكم بالقيامة قد قامت ،وبالنفس المارة بالسوء ،قد لمت ،وانفتحت عيون .طال ما نامت،
وتيت قلوب العصاة وهامت.
ويصد الزارعون ما زرعوا غدا توف النفوس ما كسبـت
وإن أساءوا فبئس ما صنعوا إن أحسنوا أحسنوا لنفسـهـم
شبكة الساب ضيقة العي .ل يعبها شيء ،وكيل الطالبة خصم ألد ،أينطق بأقل عذرك بي
يدي سحبان الناقشة ،كل أيقن بالسجن ،يا هذا ،إنك ل تزل ف حبس ،فأول البوس صلب
الب ،والثان بطن الم ،والثالث القماط ،والرابع الكتب ،والامس الكد على العيال ،والسادس
الوت ،والسابع القب فإن وقعت ف الثامن .نسيت مرارة كل حبس.
يا هذا ،ادخل حبس التقوى باختيارك أياما .ليحصل لك الطلق ف الغراض على الدوام ،ول ت
ؤثرن إطلق نفسك فيما تب ،فإنه يؤثر حبس البد ف النار ،إل مت تسجن عقلك ف مطمورة
هواك? أو يبس طاوس ف ناووس? ويك .تفكر فيما بي يديك ،وقد هان الصب عليك ،لا خفي
ت العواقب على التقي ،فزعوا إل القلق ،وأكثروا من البكاء ،فعذلم من يشفق عليهم ،وما يدر
ي العاذل ،إن العذل على حل الزن علوة.
قيل لبعض العباد :ل تبكي? قال :إذا ل أبك فما أصنع?
لو أن دمعي ل ينط ْق بـتـبـيانِ ما كان يقرأ واش سطر كتمانـي
ماء تـولّـده مـن حـر نـيانِ ماء ولكنه ذوب النـفـوس وهـلْ
288
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
سدت سبيل امرئ ف الب يلحان ليت النوى إذ سقتن ُسمّ أسودهـا
ما أبعد الصب من شـوقـه دانِ قد قلتُ بالزع لا أنكر واجزعي
وفاض دمعي فأرواه وأظمانـي عجنا على الربع نستسقي له مطرا
قوي حصر الوف فاشتد كرب القوم ،فكل ما هب نسيم من الرجاء ولوا وجوههم شطره:
اعدل حرّ القلب باستبادها يا طربا لنـفـحةٍ نـجـديةٍ
ت م ّرتْ على بدلها
إذا جر ْ وما الصبا ريي لول أنـا
عبارة النسيم ل يفهمها إل الحباب .وحديث البوق .ل يروق إل للمشتاق:
غروى له خب العذيب معرضا ومرنح فَطَنَ النسـيمُ بـوجـده
العارف غائب عند ذكر الدنيا ،وحاضر عند ذكر الخرى وطائش عند ذكر البيب ،يضر
الجلس موثقا بقيود الم ،فإذا ذكر البيب قطع الوجد السلسل ،إن مداراة قيس تكن ،ولكن
ل عند ذكر ليلى .للخفاجي:
ت ندٌ وهبت جنوبـا
فلما بد ْ رمتْ بالمى أبصارها مطمئنةً
وقل لنجد لو تفرت قلوبـهـا بلنا عليها بالبى فتقطـعـتْ
لو برزت ليلى ليلً ،لصار الظلم عند قيس ،أوضح من ضحى:
تد ومن نادى به الشوق أسرعـا إذا ما ونت نادى با الشوق فانبت
من سع ذكر البيب .ول يثر قلبه عن مستقره فهو مدع.
للمهيار:
ترنّح نشوا ٌن وجن طـروبُ إذا ذُكر الحبوب عند مُحبـه
خباء ول يبس بكاي رقيبُ إذا قيل مي لا يسعى لذكرها
كلمي صحيح الزاج ،خفيف الروح ،أنا صايغ صانع ،بابلي لفظي يبلبل ،أنا ماشطة القوم ،أنا
لسان الوقت:
وكأ ّن ليلى الخيلية تـنـدب فكأ ّن قِسا ف عكاظ يطـب
وابن القفع ف اليتيمة يُس ِهبُ وكثي عزة يوم بي يطـنـب
أنا طبيب لبيب .أمزج التحذير بالتشويق للعاملي ،وأجعل كأس التخويف .صرفا للغافلي،
وأجتهد ف التلطف .جهدي بالعارفي ،الام يعجب البدوي ،وأما الضري فدق مصر ،الدوية
الادة .تؤذي البدان النحيفة ،الزاهد ملح الشط ،والعارف ناتان الركب .الزاهد مقتب ،والعا
289
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
رف ف ممل ،نفس الزاهد تسي به ،وقلب العارف يطي به ،العارف حال ف الرحة ،غريب ف ال
وطن ،خلوته بعروفه طوره ،مت تقاضاه الشوق .حضر ل عن ميعاد ،إذا وطى بساط النبساط.
قال "أرن" فإذا سع صاعقة اليبة .قال "تبت إليك"
إذا امتل القلب فاض اللسان ويأب الور أن أسر الوى
إذا رأيتم ناطقا بالكمة قد طرب ،فاعذروه ،وإنه قد صدر ول تردوا بعد ،العال الحقق .قد
اعتصر من كروم العارف ،خندر يس العان ،فشرب منها حت غلب ،فإذا عربد بالطرب .فلم
يعذره الصاحي .أمر ساقي النطق .أن يدور بكأس اللفظ .على أرباب اللباب فإذا القوم .نشاوى
من الثمل ،فيصبح حينئ ٍذ مواقف "تراود فتاها" "فذلكُنّ الذي لُمُْتنّن فيه" عبناكم يا منقطعي ،و
علينا أن نرد ،ل بد للمي أن يقف للساقة ،عودوا إل أوكار الكسل ،فنحن على نية دخول الفل
ة ،اسعوا وصايانا .يا مودعي ،إذا جن الليل ،فسيوا ف بوادي الدجى ،وأنيخوا بوادي الذل ،وا
جلسوا ف كسر النكسار ،فإذا فتح الباب للواصلي ،دونكم فاهجموا هجوم الكذابي وابسطوا
كف :وتصدق علينا" لعل هاتف القبول يقول "ل تثريب عليكم اليوم".
فلجوا ربع المى ف خطري وإذا جئتـم ثـنـيات الـلـوى
واذكروا ما عندكم من خبي وصفوا شوقي إل سـكـانـه
بالمى ل أقض منكم وطري واحنين نـو أيام مـضـت
ضاع عمري بالن واعمري كلما اشتقـت تـمـنـيتـكـم
الفصل التاسع والثمانون
آه لنفس أقبلت على العدو وقبلت ،وبادرت إل ما يؤذيها من الطايا وعجلت ،من لا إذا سئلت
عن قبيحها? فخجلت ،وسل عليها سيف العتاب .فقتلت.
أتراها نسيت ما فـعـلـتْ ما لنفسي عن معادي غفلـت
كل نفس سترى ما علمـتْ أيها الغرور ف لو الوى
كم عزيز ف هواها خذلتْ ف للدنيا فكم تـخـدعـنـا
أ ٍ
ث ما إن لبثت أن سكـنـتْ ُربّ ريح لناس عصـفـت
قدمٌ زلت وأخرى ثـبـتـت فكذاك الدهر ف تصريفـه
ف سرور ومرادات خلـتْ أين من أصبح ف غفلـتـه
وديار لوه قـد خـربـتْ أصبحت آماله قـد خـيبـت
290
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ث قل يا دار ماذا فعـلـت جُز على الدار بقلبٍ حاضرٍ
وشوسا طال ما قد أشرقت أوجه كانت بدورا طـلـعـا
وكذا كل مقـيم إن ثـبـت قالت الدار تفانوا ومـضـوا
فسل الجداث عما استودعت عاينوا أفعالم ف تربـهـم
أو كأحلم منـام ذهـبـت إنا الـدنـيا كـظـل زائل
يا من هو ف هوة الوى قد هوى ،كم مسلوب بكف النوى عما نوى ،أين الستقر عيشه? أدركه
التوى فالتوى ،أين البار الذي إذا علق بالشوى شوى ،أين شبعان اللذات أدركه الطوى لا
طوى ليته لا ذهب بالصل ،تيقظ للفرع ،فارعوى ،إل مت خلف ووعد الدنيا كله خلف.
يا متعبا نفسه بالرص ،والقدر ما يتغي ،الراضي صرفه ،كم غرقت سفينة مهجة ف لة حرص ،ال
طمع ينق العصفور قبل الفخ ،لا قنعت العنكبوت بزاوية البيت ،سيق لا الريص وهو الذباب ،ف
صار قوتا لا ،وصوت به لسان العبة .رب ساع لقاعد ،ترسل قلبك مع كل مطلوب من الوى،
ث تبعث وراه وقت الصلة ول يلقاه الرسول ،فتصلي بل قلب.
ك ف الظعـان إذ نـزلـت باللزمي زمان النفـر بـالـنـفـرِ
خلفتَ قلب َ
ما ضاع عند من فاعجب لذا البـر ورحتَ تطلب ف أرض العراق ضحى
فضل عن بي الضـال والـسـمـرِ لا طرقنا النقي كان الفـؤاد مـعـي
يا أرجل العيس تُهنيكِ الرمـال فـمـا أغدو بوجدي غـدا إل عـلـى الثـرِ
فويح أجفان من أدمـعـي إذا تذكرت زمانـا مـضـى
يا نفس إن ل يصلوا ودعي أراجع ل وصلهم بعـدهـا
ضاع زمان بالن فاقطعي يا نفس كم أتلو حديث النـى
وأنت يا عي فل تجـعـي يا قلب ل تسكن على بعدهـم
الفصل التسعون
أخوان أل ذو سع وبصر يعلم أن العمار فيها قصر ،إل متلمح ما ف الغي من العب إل ذاكر
بيت التراب والدر.
وشل جيعٍ صائر لـشـتـاتِ تنبه فإن الدهـر ذو فـجـعـات
نسي إليها ل إل الـغَـمَـراتِ تلف مأمـولتـنـا وكـأنـنـا
سوى فقد حب أو لقاء مـمـاتِ هل الرء ف الدنيا الدنية ناظـرٌ
291
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
بلهيةٍ عن هذه الـحـركـاتِ وما حركات الدهر ف كل طرفةٍ
إل أن يناموا ل منـام سـبـاتِ سيُسقى بنو الدنيا كؤوس حتوفهـم
عظاتٍ من اليامِ بعد عـظـاتِ وما فرحتْ نفسٌ ببلوى وقد رأت
قديا فل تعتـدهـا بَـغَـتـاتِ إذا بغتتْ أشياء قد كان مثـلـهـا
فل بد للنـوّام مـن يقـظـاتِ واعقب من النوم التيقـظ راشـدا
يا من يول ف العاصي ،قلبه وهه ،يا معتقدا صحته ،فيما هو سقمه ،يا من كلما طال عمره ،زاد
إثه ،أين لذة الوى? رحل الطعوم وطعمه.
يا من سيجمعه اللحد عن قليل ،ويضمه ،كيف يوعظ من ل يعظه عقله ول فهمه? كيف يوقظ
من قد نام قلبه ل عينه ول جسمه? ويك تدارك أمرك قبل الفوت ،أتنفع الستغاثة? والسم قد و
صل إل القلب .إن الدرياق يصلح قبل اللسع ،ومذهب ابن سريح يستعمل قبل الطلق.
لن أُحدّث والقلب غائب ،لن أُعاتِب والفكر ذاهل ،وآسفا من ضرب الراج ،على بلد الراب
،ويك ،أجادٌ أنت أم حيوان? هذا الفهد على خساسة خلقه يصاد بالصوت السن ،ومت وثب
على الصيد ثلث مرات ول يدركه ،غضب على نفسه ،كم قد وثبت على هواك مرة فلم تقدر ع
ليه ،فأين غضبك على التقصي ،هيهات ليس عند الطاوس إل حسن الصورة ،تفيق ف الجلس ل
ظة ث تذكر الشهوات فيغمى عليك ،إن الغراب إذا سكر بشراب الرص تنفل باليف ،فإذا ص
حا من خاره ندب على الطلل ،لا عزت نفس الببغاء زاحت الدمي ف النطق ،وهي تتناول بكفه
ا من جنس مطاعمهم.
واعجبا لبهيم يتشبه بالناس ،ولنسان يتشبه بالبهيم ،كل هذا سببه المة ،ل يطمعن البطال ف منا
زل البطال ،إن لذة الراحة ل تتناول بالراحة ،من زرع حصد ومن جد وجد.
وكيف يُحاز المد والوفر واف ُر وكيف يُنال الجد والسم وادعٌ
أي مطلوب ينال من غي مشقة? وأي مرغوب ل تبعد على مؤثره الشقة? الال ل يصل إل
بالتعب ،والعلم ل يدرك إل بالنصب ،واسم الواد ل يناله بيل ،ولقب الشجاع بعد تعب
طويل .للمتنب:
لا يشق على السادات فَعّال ل يدرك الجد إل سيدٌا فطن
الود يُفقرُ والقدام قَتّـال لول الشقة سادَ الناسَ كلهم
يا أعجمي الفهم ،مت تفهم? يا فرحا بلذة عقباها جهنم ،ستدري مت تبكي ومت تندم ،إذا جثا
الليل ،وتزلزل ابن مري ،يا عاشق الدنيا كم قتلت متيم? ما للفلح فيك علمة ،وال أعلم ،إن
292
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كان ث عذر ،فقل وتكلم ،غاب الدهد من سليمان ساعة فتواعده ،فيا غائبا عنا طول عمره ،أما
تذر غضبنا? خالف موسى الضر ،ف طريق الصحبة ثلث مرات ،فحل عقدة الوصل بكف "هذ
ا فراق بين وبينك" أما تاف يا من ل يف لنا قط ،أن نقول ف بعض زلتك "هذا فراق بين وبين
ك".
أعظم عذاب أهل النار جهلهم بالعذب ،لو صحت معرفتهم بالالك ،لا استغاثوا يا مالك ،وقع بين
هم شخص ،ليس من النس ،كانت ف باطنه ذرة من العرفة ،فكلما حلت عليه النار ،اتقاها بدر
ع يا حنان يا منان ،كان موته ف العاصي سكتة ،فقب ف جهنم ،فلما ترك الروح ف الباطن أخر
ج ،رأى السباب بيد السبب ،فتعلق بالصل ،أخوان ،اليوم رجاؤنا للرحة قوي ،فكيف نصنع غ
دا? إن ضعف.
ما أصنع بعد بعدكم حاشاكم هذا جزعي وما خل مغناكم
ل أذكر غيكم ول أنساكم أقسمت بكم لكم وحسب ذاكم
على تفصيل المور والمل ،ما يرضى للقب ،بذا العمل ،يا من قد حل الطايا ،وبئس ما حل،
أف سكر أنت أم ف نل? لو علمت أن مكاوي الديد ،قد أحيت للسمل ،ل تفرق من اللباس بي
الديد والسمل ،يا ثقيل الطبع كالرمل ،فما يطربه الثقيل ول الرمل ،تعصي ث تصر ،فتضيف إل
صفي المل ،يا من قد فقد قلبه ل تيأس من عوده.
يظنان كل الظن أل تلقيا فقد يمع ال الشتيتي بعدما
الوى قاطن ،والصواب خاطر ،وقلع القاطن صعب ،وإمساك الاطر أصعب ،الوى متدير،
والواعظ نزالة ،ومع مداراة المل تصل ،لا تزينت زخارف الدنيا ،تواثبت جهال الطبع لتّباع
الوى فبعث العقل كافا لم ،فأقام عندهم ،موكلً بم ،وكلما زاد ف قيودهم فكوا السلسل ،و
كلما تل عليهم النصائح ،أسعوه القبائح.
فواعجبا لعرف ،بلى بقاساة أنذال ،ما يزال العقل يضرب المثال ،ويشرح العواقب ،ولكن من
يسمع? أحضر معه ف خلوة ،واستحضر صديق الفكر فإنه ثقة ،فإن خرجتم إل القابر قوي دليل
النصح ،مروا بقصور الذنبي ،تدوا أخبارهم مرا ،وجوزوا على قبور الصالي ،فقد جوزوا ف ال
عاجل ذكرا ،إذا مات الؤمن بكى عليه مصله من الرض ،ومصعد عمله من السماء ،أربعي صبا
حا ،واعجبا للبقاع ،تبكي عليهم ،وتبكي منهم.
وسألتُها لو أ ّن دارا تفـهـمُ أما الوقوف فقد وقفتُ بدارهم
طرسا يط به البلى وينمنـمُ ت طلولم أبصرتُهـا
وإذا رأي ُ
293
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أن الديار بم تصح وتسقـمُ نلت لبينهم ول أ ُك عـارفـا
يا له من عذل ،لو كان للمعاتب فهم ،لم منه وال لو كان فحم.
للشريف الرضي:
يُزايل المر السيما والر من حَذر الوان
أقعدُ ما يكون إذا أقيما والعاجز الـمـأفـون
العبارات حظ النفوس ،والشارات قوت القلوب ،نزل بعض أرباب العرفة ،إل الشط فصاح :يا
ملح تملن ،فقال :إل أين? قال إل دار اللك ،فقال :معي ركاب إل القطيعة ،فصاح الفقي :ل
بال ل بال ،أنا منذ سبعي سنة .أفر منها ،دخل ذو فطنة إل دار قوم ،فرأى حبا .وإل جانبه مرك
ن .قد زرع فيه صب ،فتواجد فقال حب إل جانبه صب.
إن صاح بالبي داع باح مضمره يا نازلي المى رفقا بقلب فتـى
أخو الغرام ولكن من يـبـره وقد ييل إل الغنـى يسـائلـه
وآفة البتلي فـيكـم تـذكـره وما ذكرتكم إل وهـت جـوى
إل ويذلن قلبـي وينـصـره ول عزمت على سلوان حبـكـم
أين الذين كانوا نوم الدنيا وأقمار الخرة ،قياما كالعلم .على جواد الوى ،تقوى بأنفاسهم:
نفوس أنفاس أهل التقوى ،يصوتون بالنقطع ،ويرشدون التحي ،ما بقي ف الديار ديار.
فخصهم عـنـي بـكـل سـلم نسيم الصبا إن زرت أرض أحبت
وأن غرامي فـوق كـل غـرام وبلغهـم أنـي رهـي صـبـابة
لو أن جفون متعـت بـمـنـام وإن ليكفين طروق خـيالـهـم
إذا كان ف تلك الديار مقـامـي ولست أبال بالنان وبالـلـظـى
ويوم لقاكم ذاك فطر صـيامـي وقد صممت عن لذات دهري كلها
رحل القوم وتلفنا ،وبادروا أيامهم وسوفنا ،وعرفنا طريقهم لكنا انقطعنا ،فسيوا بنا ،فإن لقنا
وإل تأسفنا.
فعد إل روض المى نرتعِ يا صاحب إن كنت ل أو معي
وقف وسلم ل على لعـلـعِ حي كثيب الرمل رمل المى
وانشد فؤادي ف رب الجمعِ وسل عن الـوادي وأربـابـه
ونب فدتك النفس عن مدمعي وابك فما ف العي من فضله
294
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تسنـده عـن بـانة الجـرع واسع حديثا قد روته الصبـا
واشم عشيب البلد البلـقـع وانزل على الشيح بـواديهـم
وقل ديار الظاعني اسعـي بلغ تيات إلـى ربـعـهـم
يا عاذل لو كان قلب معـي رفقا بنضو قد بـراه السـى
عودي تعودي مدنفا قد نعـي لفي على طيب ليال خـلـت
أزعجتمون بتقلقلكم ،يا تائبي ،أخرجتمون عن الد ،يا خائفي.
ارفقا ب ف التثن والبوب يا صبا ند ويا بان المـى
يتقومون بقال ،ويقومون على حر القال ،ويرج عاطل البطالة وهو خال ،وأنا أدري ما حال
"إنا أشكو بثي وحزن إل ال".
بلغ رسوم الدار ما عندي يا غاديا نو هضاب المى
أشكو من الجران والصد كم ل بتلك الدار من وقفة
يا ركب التوبة إن تزودت فالتقوى وسرت إل ال فاحلوا معكم رسالة متلهف يتوي على حسرة
مصر.
من وبلغ إن وصلت عنـي يا حادي العيس ترفق واستمع
قلب فقد ضاع الغداة منـي وقف بأكناف الجاز ناشـدا
ذاك السي موثق بالـزن وقل إذا وصلت نو أرضهم
إن سعوك سائلوك عـنـي عرض بذكرى عندهم عساهم
معذب القلـب بـكـل فـن قل ذلك للمحبوس عن قصدكم
ف جلة الوفد فخاب ظن يقول أملـت بـأن أزوركـم
يا معاشر التائبي برمة الصحبة ،ل تنسون غدا بعتكم أغلى اللك فل تنسوا كرامة الدلل ،أعوذ
بك يا إلي أن تعل حظي لفظي وآأسفي أصف واصفي ويشرب غيي.
وعندي دموع ما بلغن الـآقـيا فعندي زفي ما ترقى إل الشى
واحسرتا ،أأكون كالقوس رفعت السهم فمر ول تبح? أأصب كالبرة تكسو غيها وهي عريانة?
أأشبه حال الشمعة أضاءت غيها باحتراق نفسها?.
أترى ينفعن قول تـرى أترى يرجع ل دهر مضى
إن توانيت فل ذقت الكرى ويك يا عي أعين قلـقـي
295
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إلي أيقظتن ف الصبا? وأقمتن أدل اللق عليك ومزجت كأس نطقي بعذوبة وجعلتن ف
أخباري معروفا بالمانة فركن إل أهل العاملة ولو عرفوا إفلسي ما عوملت ،إلي طال ما
اجتذبت العصاة بعد أن تافتوا ف النار أفيصدرون وارد? سيدي إن ل أصلح للرضا فالعفو العفو.
??الفصل الادي والتسعون
أخوان :أما ينبه على استعداد الزاد? سلب الباء وأخذ الجداد أما يرك إل التيقظ? ونفي
الرقاد عكس الشتهى ورد الراد.
للشريف الرضي:
ومستَهلكٍ بي النوى والـنـوائبِ لنا كل يوم رنةٌ خـلـف ذاهـبِ
ونأمن من وعد الردى غي كاذب ونأمل من وعد الُن غيَ صادق
وأقدامُنا ما بي شوكِ العقـاربِ نُراع إذا ما شيك أخص بعضنـا
وخوفٌ لطلوبٍ وه ّم لطـالـبِ نعمْ إنا الدنيا سـومٌ لـطـاعـمٍ
وندحها مع علمنا بالـعـائبِ وإنا لنهواها مع الغدر والقِـلـى
أي مطمئن ل يزعج? أي قاطن ل يرج? فرس الرحيل لنا سرج وما جرى على القران أنوذج ،يا
متالً ف ثوب الصبا معجبا برطه ،شرط القام الرحيل وقد تقاضى بشرطه أما لك نبة ف رفع
الزمان وحطه ،أما ترى رقوم النايا مكتوبة بطه ،أما أعرب السطور بشكل الرض ونقطه ،هل ت
صور العاصي ساعة إنزاله القب وحطه ،أفل يتذكر الغن أخذ ماله على رغمه ومن أصل قرطه.
يا من قد قاده الوى بل خزامة ،لو قبلت مشورة العقل ل تتجرع مر لو وليت قدر .إن الزلل يف
ى على اللق "أل يعلم من خلق" صور إنه قد عفا عنك فأين الياء ما جنيته?.
وجاحة النار ل تضـرم هب البعث ل تأتنا رسلـه
حياء العباد من النـعـم أليس من الواجب الستحق
أقل نعمه أن أوسع عرصة الوجود لئل يضيق نفس النفس بالصر وأجرى مرى الواء ف جو
الفضا يقتسم بكاييل الياشيم فيصل بالعدل إل ذوات الذوات .واعجبا للغافلي عن هذا النعم
ل بوجوده? فهو أوضح من ضحى أم ميلً إل الدنيا? فهي أغدر من تاء بتمتام
باذا اشتغلوا? أجه ً
إن سلمت فتنت وإن تلفت قتلت ،وقع نل على لينوفر منتشر الورق فاحب ريه فلما تقبض الو
رق وغاص ،هلك العاشق.
أخوان :إياكم والذنوب فإنا أذلت عزيز "اسجدوا" وأخرجت مقطع "اسكن" لول لطف "فتلقى"
كان العجب ،استراح آدم إل بعض العناقيد ،فإذا به ف العناقيد ،جاءه جبيل فسلم عليه فبكى
296
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وبكى جبيل ث قال يا آدم ما يبكيك? قال :كيف ل أبكي وقد حولن من دار النعيم إل دار البؤ
س ،واعجبا بجيء جبيل زاد الريض ألا.
ماذا بقلب صنعـا آه لبق لـمـعـا
مستهاما موجعـا أيقظ من للغـرام
أسكب دمعي دفعا فبت من إياضـه
للصنيع موضعـا يا برق أما ترينـي
أكرم بن أربعـا فحي عن أربعـا
بعد النوى ل هجعا يا ناظرا أقسم مـن
على الرقاد أربعا كب مذ فارقـهـم
بي البيب قطعا كم كبد قطعـهـا
أكثر ما وسعـا حل وجدي جلدي
خرج آدم يوم الكعبة فلما وصل طاف أسبوعا فما أته حت خاض ف دموعه.
مثل الدوال وهي الدوال دموع عين مذجـد بـي
فشمت به إبليس حي نزل وما علم أن نزوله إل دار التعبد صعود كنول الغائص خلف الدر
صعود .رأى ف بدايته طينا قد صلصل وبذرا قد عفن ونسي أنه ستهتز طاقاته ف ربيع "فتلقى"
ويلك يا إبليس ما جرى على آدم وهو الراد من وجوده" ،لو ل تذنبوا" قدح أريد كسره فسلم إ
ل مرتعش.
لا خلقت ل أعـي وجـفـون فلول غليل الشوق أو لوعة السى
ل يهولنك قوله "اهبطوا منها" فلك خلقتها وإنا أخرجت إل مزرعة الجاهدة فإذا حصدت فعد
إن قيل لك مرة "اهبط" ففي كل يوم تنادي ألف ألف مرة "وال يدعو إل دار السلم" إن
تعذرت عن الضرة مرة فزيارة البيب ما تنقطع "هل من سائل" الكرة تلقى من صاحب الصولا
ن بالطرد ث هو يطلبها.
إن كان كذا الب فما أعـدلـه ترجو ف الحب عتق من أنت له
من حكمه قضى عـلـيه ولـه هيهات الـب يعـتـريه ولـه
يا آدم ،قد ذقت حلوة الذنب وتطعمت مرارة الندم ،فهل وفت بتلك? أين لذاتك? إذا نزل
الوت كيف حسراتك? إذا وقع الفوت:
297
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
هل يرجع ما مضى برد الشمل ما أسرع ما انقضى زمان الوصل
يكفي ما ب فل تزد ف عذلـي من ل بم وهل مفيد مـن لـي
يا صبيان التوبة اشكروا من ناكم بالنابة "وكنتم على شفا حفرة من النار" تذكروا عظمة من
عاهدت "ول تنقضوا اليان بعد توكيدها" ل تزدروا أثواب الفقر فعليها أنوار الهابة "ولكم فيها
جال حي تُريون وحي تسرحون" ل يصعب على اليل تضميها فستفرح به يوم السباق إن قال
لك رفقاؤك :امش معنا ساعة ،فقل :أقعدن الوف.
فاطردا عن الصبا والرحا يا نديي صحا القلب صحـا
تعجبا من فاسد إن صلحـا شرا بردى للـنـسـك ول
ولا الدهر امرءا فيمن لا زجر اللم فؤادا فارعـوى
أيها التائب قل لقلبك الراعي ف رياض الدى ،احذر من الفتنة إل خضراء دمن الوى ،فمرعاك
أطيب ،وشرابك أعذب "ولئن ل يفعل ما أمره ليُسْجَنَنّ" نسيم الريح يقوي الروح ما ل يتلط به
بار ردى كذلك كلم الذكرين إذا سلم من بدعة كان قوتا للنفس وإن مازجه هوى هوى بصاح
به إل العلل.
كلمي نر يأخذ من بر الكتاب والسنة ،صاف ما تغي قط ،يسقي قلوبكم سيحا بل كلف وقد
قنع من الراج بالدعا هل ف ملسي نقص? فيقال لو أنه أو عيب ،فيقال إل أنه أو رأيتم مثله? في
قال كأنه ،آه لو كان من أعجمي ولكنه أبلغ بلفظي منل العن وما طال سفر العبارة ،العان واس
عة الفياف واللفاظ ضيقة العراص وما يقدر على حشو العرصة فوق ما تسع إل مهندس للئ هذ
ه العان لطاف .فأي سلك فهم دق انتظمت فيه وغنما ينظم اللؤلؤ ف خيط ل ف حبل ،كلمي ث
وب فصل على قدر أساعكم فهو ل يصلح إل لكم ،ل تنكروا مدحي لهل بغداد فهم فهم ،ألذ
ا البلد بدل? إذا مرضت الفهام السليمة من وباء طعام العبارات الركيكة عمل لفظي ف شفائها
ول رقي الند كلم تداوى كل كلم ظلم ،قياسها بعذوبة الظلم.
توجد مفقودة الثال جواهر كلهـا يتـيم
عجزا وجاشت بارها ل تنب الغائصون عنـهـا
الفصل الثان والتسعون
يا ديار الحباب أقوى جديدها ،أين أسودها? أم أين غيدها? أين ظباء الوى? مرت ومن
يصيدها ،تساوى ف القبور مواليها وعبيدها ،قف يا حبيب بالرسوم وانظر نسخ النسيم بالسموم
298
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وتبديل الفراح بالغموم ،هيهات إن الدنيا ل تدوم إنا على قتلك توم .إيثار مثل هذه لوم.
للخفاجي:
قل لنعمان أين أين السـدير سل بعمدان أين ساكـنـه أو
رواح علـيكـم وبـكـور أيها الظاعنون ل زال للغـيث
أثر من عفائكم مـهـجـور قد رأينا دياركـم وعـلـيهـا
ومن الصمت واعظ ونـذير وسألنا أطللكم فـأجـابـت
أسى ما القلوب إل صخـور عجبا كيف ل نت ف مغانيها
وكانت بعد المـور أمـور يا ديار الحباب غيك الدهر
أيها الباكي على أقاربه الموات ،ابك على نفسك فالاضي قد فات وتأهب لنول البليا وحلول
الفات وتذكر قول من إذا ذكرك قال مات ،كأنك با أتى الاضي قد أتاك ،ولقد صاح بك
نذيرهم ،أنت غدا كذاك ،وليخرسن الوت بسطوته فاك ،إذا وافاك إنا اليوم لذا وغدا لذاك ،قر
ئ على قب
قد تبا الهل منـي أنا ف القبـر وحـيد
خبت أن ل تعف عن أسلمون بـذنـوبـي
يا هذا :لحت الغاية لعي الشيب فصح بيل البدار مرحلة الشيب تط على شفي القب ،وقد
أند من رأى حضنا ،أتمل مشاق السفر من وراء النهر وتاطر بالوقفة من نلة.
يا هذا إذا ركبت مركب الوى فاجعل باتان الركب لحاسبة النفس فإنه يشم كل يوم ريح ثرى
الرض فيعلم هل هو على خطأ أو صواب? ومت ل يعلم الطريق صدمه حجر فغرق.
يا من يدث وكأنه ما يسمع ،مت ل ينصت سع القلب ضاع الديث ،أترى ينطبع ف شع سعك
من هذا حرف ،تضرون الجلس فرجة? وتعلون رجاء النفع حجة ول تسلكون إل العمل مجة
"وما أُبرّئ نفسي" واعجبا ،تتمع العزائم ف الجلس اجتماع الثريا فإذا خرجنا صارت كبنات نع
ش لو تأملتم عيب الدنيا لان طلقها:
فكن منه على حذر شـديد سرور الدهر مقرون بزن
وف يسراه قيد من حـديد ففي يناه تاج من نضـار
آه للدنيا ملكت القلب حي ملكت وأبقت الغم ث أبقت.
وزودننا للوجد عض الباهم تزودن منا كل قلب ومهجة
299
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كم تألفت بلو مذاقها ث أتلفت بر فراقها.
ل يبق عندي عقابيلً من السقم فليت عهدك إذ ل يبق ل أبـدا
لا كان الصانع غائبا عن الحساس سطرت قدرته ف ألواح التكوين عجائب الكائنات ث وضعت
اللواح ف حجور العقول ليقرأها أذهان أطفال الطباع فإذا أحذق الصبيان وحفظ الكتوب ما
السطور "إذا الشمس ُكوّرتْ وإذا النجوم انكدرتْ".
أخوان :عيون يقينكم رمدة والفكر تبيد ،من أيقن بالوت كيف يفرح? من علم قرب الساب
كيف يلهو? من عرف تقليب القلوب كيف يأمن?.
كان سفيان الثوري من شدة خوفه يبول الدم فحمل ماؤه إل الطبيب فقال هذا ماء رهبان هذا ما
ء رجل قد فتت الزن كبده ،وحل ماء سري إل الطبيب فلما نظر إليه قال هذا بول عاشق قال
حامله فسقطت ث غشي علي ث رجعت إل سرى فأخبته فقال قاتله ال ما أبصره:
ومن حر أنفاسي عليه لـيب إذا أنا واجهت الصبا عاد بردها
ومال إل أن أراك طـبـيب وقد أكثرت ف الطباء قولم
قيل لبعض عقلء الجاني ل سيت منونا? قال لا طال حبسي عنه ف الدنيا سيت منونا لوف
فراقه:
وجفن عين مـا ينـام قلب ببك مـا يفـيق
ما يقال له انـصـرام قد طال فيك الليل حت
والفجر ينعه الظـلم والنـجـم فـيه راكـد
ولكل مفتـاح خـتـام ليل بـغـي نـهــاية
وهجرك الوت الزؤام ف وصلك العيش الن
إن ل تكن مع القوم ف السفر تلمح آثار البيب عليهم وقت الضحى ،ترى ف صحائف الوجوه
سطور القبول بداد النوار وجوه زهاها السن أن تتبقعا.
قال بعض السلف :لقيت غلما ف طريق مكة فقلت له :أما تستوحش? فقال إن النس بال قطع
عن كل وحشة ،قلت :فأين ألقاك? قال :أما الدنيا فل تدث نفسك بلقائي وأما الخرة فإنا مم
ع التقي .قلت :فأين أطلبك ف الخرة? قال :اطلبن ف جلة الناظرين إل ال تعال .قلت :وكي
ف علمت? قال :بغض طرف عن كل مرم واجتناب فيه كل منكر ومأث وقد سألته أن يعل جنت
النظر إليه ث صاح وأقبل يسعى حت غاب عن بصري.
للشريف الرضي:
300
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إل وقلب إليكم شيقٌ عَـجِـلُ وما َت َلوّم جسمي عن لقـائكـمُ
إليكم الافزان :الشوق والملُ ق يـركـهُ
وكيف يقعد مشتا ٌ
وإن قعدت فمال غيكم ُشغُلُ فإن نضت فمال غيكم وطرٌ
يستأذنون على قلب فما وصلوا وكم تعرض ل القوام بعدكـم
الفصل الثالث والتسعون
سبحان من فاوت بي القلوب فمنها ما ل يصلح إل لدمة الدنيا ومنها ما ل يصلح إل للتعبد
ومنها روحان مشغول بحبة الالق .للمتنب:
ببـكَ أن يـل بـه سـواكـا ت علـى فـؤادي
أروح وقد خن ُ
فلم أبصـر بـه حـتـى أراكـا فلو أن استطعت غضضت طرف
ك ل ببعضـي بـل بـكـلـي وإن ل يبق حبك لـي حـراكـا
أحب َ
فتفعله فيحـسـن مـنـك ذاكـا ويقبح من سواك الفعـل عـنـدي
وآخر يدعي معـه اشـتـراكـا وف الحباب مـتـص بـوجـد
إذا اشتبكـت دمـوع فـي خـدود تبي من بكى مـن تـبـاكـى
وينطق بالوى من قد تـبـاكـى فأما من بكـى فـيذوب شـوقـا
النهار يزيد ف كرب الحب والليل يروحه السحر روضة ندية يد فيها الحب ضالة وجده،
شراب الناجاة يروي ظمأ العشاق ،لو رأيت الحب ف الليل يتقلقل ويناجي حبيبه ث يتململ
وكلما أزعجه الشوق تي وتبلبل ،وما ألذ ما يصف حاله ويتعمل.
وأما فؤادي فهو بالشوق مـجـروح أحباي أما جفن عينـي فـمـقـروح
يذكرن مر الـنـسـيم عـهـودكـم فأزداد شوقا كـلـمـا هـب الـريح
بقلب من نار الغـرام مـصـابـيح أران إذا ما الليل أظـلـم أشـرقـت
أصلي بذكراكـم إذا كـنـت خـالـيا إل أن تـذكـار الحـبة تـسـبـيح
سواكم وبعض الشح ف الرء مدوح يشـح فـؤادي أن يـامـر ســره
لو لبس أحد الحبي حلة علم أنه من الزهاد ،كيف يفي الليل بدرا طالعا ،كم بالغوا ف كتم
الال? وستر الحب مال:
أريدكم من بينهـم بـسـؤالـي أسائل عـمـن ل أريد وإنـمـا
لسان بكم حت ينم بـحـالـي فيعثر ما بي الكلم ورجـعـه
301
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وأظهر للـعـذال أنـي سـال وأطوي على ما تعلمون جواني
كلما قوي حامل الحبة ،زيد ف حله" ،نن معاشر النبياء أشد الناس بلءا ث المثل فالمثل"
فوران قدر القلب من قدر شدة اليقاد ،كان يسمع لصدر الليل أزيز من بعيد خوفا من ال
تعال وكذلك نبينا صلى ال عليه وسلم يصلي ولوفه أزيز كأزيز الرجل من البكاء ،كان الوحي
إذا نزل عليه وهو على ناقته أثر فيها فربا وتدت بيديها ف الرض وربا بركت لثقل الوحي.
للشريف الرضي:
يب با حر الـغـرام ويوضـع أحست بناري ف ضلوعي فأصبحت
ول ل لك اللف الليط الـودع تني إل أن بـي لبـك الـهـوى
كلنا إذن يا ناق نضو مـفـجـع وباتت تشكي رحـلـي ضـامـرا
أماعت قلوبم بالوف فهاتبهم الوامد فالجر يسلم على الرسول صلى ال عليه وسلم
والسكي ل تعمل ف الذبيح ،مالك أيتها الدية وعادتك القطع? قالت بلسان الال :أخوات تز
رقاب الكفار ،وأنا قد ابتليت بقطع عنق إساعيل فقد وقفت مدهوشة بالبلوى فعندي شغل ،قطع
يد زليخا يوز فأما يد يوسف فمشكل أتراك تلو لك عبارات? أو تفهم إشارات ،كم أجلو عليك
عرائس الحبة? ولست كفؤا ،وإنا يل النظر لن يعقد ،أقل أحوال القوم رفض الوى وهذا
كالستحيل عندك ،كانوا إذا ابتلوا صبوا ث صاروا إذا ابتلوا شكروا ،ث رأوا ف البلى البتلى ،ف
سكروا أين الذين أصفهم? مروا وعبوا.
لسـانـا ويودع الـدمـع خـــدا ليس بالصب من يرك بالشـكـوى
بي الـوشـاة والـحـب ســـدا أيها الوامق الذي جعل الكـتـمـان
دموعا توف على الـبـحـر مـدا صاح لول صون الغرام لجـريت
جاد الـيا الـكـثـيب الـفـردا قل لي على اللوى والكثيب الفـرد
قد وقفنا من بعدكم نـسـأل الـبـان ضل ًل عنكم ونـشـكـو الـرنـدا
ل ووخـدا
أين تبغي يا حادي الركـب أفـنـيت الـطـايا سـيا ذمـي ً
منـهـا إل عـظـامـا وجـلـدا قف قليلً ف الربع وارفق فما أبقيت
إن تـركـنـا أداءهـا كــان ادا فلدار الـوى عـلـينـا حـقـوق
إل قـــولً وفـــــاءا وودا يا بن الورد والوفاء ومـا أسـمـع
ما نقضنا منها على الرمل عـهـدا ل نقضتم من غي جـرم عـهـودا
302
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
كم أنشر بز الحبة ول أرى إل مفلسا ،تنهوا ف السلع فسهل على طي النشور ،ما أحلى ذكر
الحباب ما أطيب حديث أول اللباب.
لصردر:
إن الديث عن الحباب أسا ُر إيه أحاديث نعمان وسـاكـنـه
من نو أرضكم نكباء معطارُ أفتش الريح عنكم كلما نفحـتْ
تكن الب من حبات قلوبم فأخرجهم إل الوله فلو رأيتموهم لقلتم ماني.
قد جن بم وهكذا البـلـبـال قد ل ب الغرام حت قـالـوا
ف مثل هواك ترخص الجال الوت إذا رضيتم سـلـسـال
كانت رابعة تقول :لقد طالت علي اليام والليال بالشوق إل ال تعال.
وليس ل عنك صب أمرت عنك بصـبـر
ما ل مع الشوق أمر يا آمري بالتـسـلـي
قال الشبلي :رأيت جارية حبشية فقلت من أين? قالت من عند البيب ،قلت :وإل أين? قالت:
إل البيب ،قلت :ما تريدين من البيب? قالت :البيب.
والقلب فمذ نأيتـم عـنـدكـم وجدي بكم وصفو ودي لـكـم
لو شقوا قلب لا رأوا غيكما عين عي لبعدكـم بـعـدكـم
?الفصل الرابع والتسعون
يا هذا اشتغلت بفنون تعليلك عن ذكر تويلك وستسلب من أخيك وخليلك وعلى تبيطك
وتييلك.
وقد جد الجهز ف رحيلـك كأنك بالضي إل سـبـيلـك
بقولم له أفرغ من غسيلـك وجيء بغاسل فاستعـجـلـوه
إليهم من كثيك أو قلـيلـك ول تمل سوى كفن وقطـن
فأنت عليه مدود بطـولـك وقد مد الرجال إليك نـعـشـا
لملك ف بكورك أو أصيلك َوصَلوا ثـم إنـهـم تـداعـوا
ومن لك بالسلمة ف نزولك ولا أسلموك نزلت قـبـرك
رؤف بالعباد على دخـولـك أعانك يوم تـدخـلـه رحـيم
فدعن من قصيك أو طويلك فسوف تاور الوتى طـويلً
303
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وبال استعنت على قبـولـك أخي إن نصحتك فاستمع لـي
تصيبك ف أخيك وف خليلك ألست ترى الـنـايا كـل يوم
إخوان ما من الوت بدّ ،باب البقاء ف الدنيا قد سد كم قد ف القب قد قد? كم خد ف الخدود
خد? يا من ذنوبه ل تصى إن شككت عد ،يا من أتى باب النابة كاذبا فرد لقد حلت على نفس
ك ما يثقلها ،فحسبك ما قد مضى أتقتلها? يا طول سفرة الوت أولا أين جزع النفس? أين تلمل
ها? كأنا بالرض قد نزل يزلزلا ويعث إليها رائد السف يستعجلها ،الذر الذر فقد فوق السها
م مرسلها ،الدروع الدروع فقد جلى السيوف صيقلها ما هذه الصال الذمومة? أتؤثر العقول ل
ذة مسمومة? ما هذا الرص? والرزاق مقسومة ،أنسيت يوم تنشر الصحف الختومة? أما تعلم
أنا ستظهر قبائح مكتومة? يا لا لوعظة بي الواعظ كاليام العلومة أحسن من الللئ النثورة وأع
جب من العقود النظومة العلم والعمل توأمان أمهما علو المة.
س ْردِ" فللعال رسوخ وللمتعلم قلق ،ويا أيها الطالب تواض
أيها لعلم تثبت على البتدى "وقدّر ف ال ّ
ع ف الطلب فإن التراب بينا هو تت الخص صار طهور للوجه ،السهر مرقي إل أطيب مرقد:
وجللة الخطار ف الخطار الون ف طلب الوينا كامـن
قلب العال بر ما للجنة قرار ،إذا نزل غواص الفكر ترقى إل ساحل اللسان قدر المكان ،مياه
العان مزونة ف صدر العال تفتح لزرع قلبه .سيحا بعد سيح ،ويدخر أصفاها قوتا للروح ،فإذا
تكاثرت عليه صاح السيل العال ينفخ ف صور فيه بعبارة التخويف فيموت هوى العاصي ث ينفخ
ف صور التشويق فيحيي روح العرفة فيخرج التائب من قب غفلته ف كفن يقظته وقد بدلت الر
ض غي الرض فيفتح له رضوان الرضا باب جنة الوصل.
ل تظنوا العال شخصا واحدا ،العال عال تصانيف العال أولده الخلدون دون أولده ،من خلق للع
لم شف جوهره من الصغر فتراه ينفق ف الد بضاعة الشبيبة ويسابق سائق العجز ،يصل الكدود
ليله بنهاره ،كدود القز ف زمان الشدة فإذا امتل وعاء قلبه با وعى نسج الفهم ف زوايا الذهن م
ن العان الستنبطة نسج القز فإذا رأى عريانا من العلم فأراد كسوته بعث الفكر فسل من لطائف
اللطف طاقات ث أرسلها إل صانع القوة فبالغ ف تسينها وتأنق ف تلوينها ث ينسجها اللسان عل
ى منوال البلغة فتظهر رقوم نقوشها عن شدود عقدتا الفطن الباطنة فإذا الثوب نسيج وحده وم
ثل تلك الطارف الطرائف ل تبتذل إل ف عيد ملس الذكر ،ليس كل من رب دود القز سل ًل و
ل كل قزاز سقل طونيا.
آه ،من اشتراك الساء وتلقيب القصدير بالبيع ،ليس كل معدن عرق الذهب ،ول ف بطن كل غ
304
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
زال مسك ،ليس من عام ف قرار البحر حت وقع بالدر اليتيم كمن قعد على الساحل يمع الصد
ف ،أمراء العبارات رعية لفصاحت ،ويك إنه كيل بل ثن سقى فصاحت سيح فقد تضاعفت علي
زكاة الشكر ،سافر لفظي ببضائع فكري من أرض قلب إل بادية فمي فسلم سلع النطق إل مناد
ي لسان هيهات فواكه اللفاظ اللذيذة ف مذاق الفهام السليمة ليس لا ثن .فهو يعرضها ف مو
سم النصح على تار الرادة ،فمن منكم يشتري حكمة بقبول? قد يرى علو مكان وينسى الدر
ج كم قد خضت برا ملحا? حت وقعت بعذب ،كم قطعت مهمها وحدي? حت سيت بالدليل
أنضيت مركب السم ورفضت شهوات الس وواصلت الليل بالنهار ف الد وأوقدت ف دجى
الوى نار الصب فإن وثقتم بأمانت فهذا تيي الشراء:
شربت لغلل ،رحيقا بسـلـسـال من الشاهق العال على غي تصريد
فأصبحت نشوانا من الشرب سكرانـا وأطرب أحيانا بل نغـمة الـعـود
وكم جبت من وا ٍد وسرت بـل حـاد وبتّ بل زادٍ سوى ذكر معـبـودي
الفصل الامس والتسعون
كم تنذر الدنيا وما تسمع! وكم تؤنس مبها من وصلها ويطمع! فالعجب من فطن غره سراب
يلمع.
وكلنا لصروف الدهر نـسّـاء ح وأمساء
يأت على الناس أصبا ٌ
يرضى السيسة أوباشٌ أخساء خسست يا دار دنيانا وربـتـمـا
وإن نظرت بعي فهي شوسـاء إذا تعطّفت يوما كنت قـاسـيةً
وأنت فيما يراك الناس خرساء وقد نطقت بأصناف العظات لنا
كانت لم عزة ف اللك قعساء أين اللوك وأبناء اللوك ومـن
برغمهم فإذا النعمـاء بـأسـاء نالوا يسيا من اللذات وارتلوا
الدنيا دار كدر بذلك جرى القدر فإن صفا عيش لظة ندر ،ث عاد التخليط فيذر الورود فيها
كالصدر ودم قتيلها هدر.
ومآله فيها إل التلـف الرء من دنياه ف كلف
وحياتنا فوت بل خلف ولكل شيء فائت خلف
يا لحقا بآبائه وأمهاته ل بد أن يصي الطل إل مهاته ،يا من جل هته شغل خياطة وطهاته يغلبه
الوى وهو غالب دهاته ،إن كان لك عذر ف تفريطك فهاته.
305
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
إخوان :مر الزمان وعظ اللباب ويكفي ف النذار موت الصحاب ،كم ترى ف التراب من أترا
ب? أغمدت تلك السيوف ف شر قراب تناولتهم يد البلى من كف استلب ،ويك ضياء الدنيا
ضباب ،وشراب الوى سراب ،أترضى أن يقال قد خاب? أما لذا عندك جواب? كلما دخلنا م
ن باب خرجت من باب.
للشريف الرضي:
وغي الغوان للمشيب صحاب أذكر تصاب والشيب نـقـاب
كان الذي بعد الشيب شبـاب أومل ما ل يبلغ العمر بعضـه
أسف على رأسي فطاف غـراب وطعم لبازي الوت ل شك مهجت
إذا بـان أحـبـاب وعـز إياب وأثقل ممول على العي ماؤهـا
ل درّ أقوامٍ علموا قرب الرحيل فهيئوا آلة السفر وهونوا بالدنيا فقنعوا منها ما حضر واستوثقوا
بقفل التقوى من أذى النطق والنظر? مالك خب بالم ول عندك منهم خب ،قاموا ف الد
وقعدت وسهروا ف الدجى ورقدت ،طالا نصبوا ف خدمة الالك ،وناقشوا أنفسهم مناقشة ماح
ك ،وآثروا بالزاد فزادوا على البامك ،واختبوا بالبلى كالتب عن السابك ،هذه طريقهم فأين ال
سالك? أترضى بالتأخر عنهم? هذا برائك كأنك بم وقد دخلت على الل اللئك ،كل يا من ل
يأكل هذا بذلك لا أريدوا أفيدوا لا شكروا النعم زيدوا ،ولو فتروا عن التعبد قيدوا ،نام العلء ب
ن زياد ليلة عن ورده فجذب ف نومه بناصيته وقيل له قم إل صلتك فما زالت الخبار قائمة ف
حياته "ن ُن جعلناها تَذ ِكرَةً".
قال أبو سليمان :غلبتن عين ،فإذا أنا بالوراء قد ركضت برجلها وهي تقول :أترقد عيناك? والل
ك يقظان? قال :ونت ليلة أخرى ،وإذا با توقظن وتقول :أتنام? وأنا أرت لك ف الدور منذ خ
سمائة عام.
للنابغة الذبيان:
ي نظـرةً حـارِ
إل الغيب تب ُ أقول والنجم قد مالـت أواخِـرُهُ
آم وجهُ نُعمٍ بَدا ل أم سنا نـار ألح ًة من سنا برق رأى بصري
سَقيا ورعيا لذاك العاتب الزاري أُنبئت نُعما على الجران عاتـبةً
قلوب القوم ف الدجى قلقة وأفئدتم من الوف مترقة والنفوس من هجر البيب فرقة ،وجفونم
من البكاء غرقة ،وعروق الحبة ف سويدائهم علقة ،وشفاههم بكأس الناجاة مصطحبة مغتبقة،
والمال إليه كل وقت منطلقة ،وما عادت قط إلّ وهي بالرجاء عبقة.
306
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قل للمقيمي على وادي الـحـمـى عن إذا أتـيتـهـم مـسـلـمـا
على من بـعـدكـم مـحـرمـا قد صار طيب العيش مذ فارقتكـم
وكل شهد ذقتـه فـي وصـلـكـم قد عاد من بعد الفراق علـقـمـا
وإن حضرتـم ربـمـا وربـمـا ل عيش ل إن غبتم عن نـاظـري
ل فيه أهل الرض مع أهل السما إن سألوك عن سـقـام قـد رثـى
لنه يذكر فـيه الـمـسـقـمـا فقل لم ما يشتكـي مـن سـقـم
واحسرة من مضوا وخلفوه ،لقد استبدل بالعسل الل فوه ،آه على عيش ولّى ول عودة ،وعلى
حادٍ سرى ول وقفة ،تال لو ضارت العي عينا ما وفت.
للمهيار:
ردت به عهد الصّبا ريح الصبا يا لنسيم سَـحَـرٍ بـحـاجـز
على الطريق ويردّ السـلـبـا سل من يدل الناشدين بالغضـا
وطال ٌع نـمُ زمـانٍ غَـرَبـا أراجعُ ل والن هـلـهـلةٌ
نواك فاهتزت جوىً ل طربـا إذا اطمأنت أضلعي تـذكـرتْ
تال ما تعشق الماكن لذاتا ،بل لسابق لذاتا ،لك يا منازل ف القلوب منازل ،للمعاهد عهد عند
العاهدة كلما تذكره الصبّ صبّ الدموع.
للمتنب:
لاءٍ به أهل البـيب نـزولُ وما شرَقي بالاء إلّ تـذكّـرا
ولكنن للنـائبـات حَـمـول ت من بعد الحبةِ سلوةً
وما عش ُ
لعين على ضوء الصباح دليل أما ف النجوم السائرات وغيها
أعرف الناس بالطريق من قد سلك ،إذا ذكرت منازل مكة حن الاج.
للمهيار:
حلتْ تُربَ الغضى بانا ورندا وإذا هبّ صَـبَـا أرضـكـم
إن قضى ال لمر فـات ردّا ُر ّد ل يوما على وادي منـى
غي أن قد خلق النسان جَلدا عجبا ل كيف أبقى بعـدهـم
الفصل السادس والتسعون
307
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا من قد ملكته نفسه وغلبه حسه وقد دنا حبسه وستكف خسه ولقد أنذره جنسه ،عاتب
نفسك لعلها ترعوي وسلمها إل رائض العلم عساها تستوي ،أحضر دستور الحاسبة وحاسبها
واندبا إل الي فإن أبت فاندبا.
للمصنف:
وفرطتْ ف عمر منصر ِم يا ويح نفسٍ رضيت بالسقم
وتؤثر البعدَ على التـقـ ّدمِ تستر باللهو وتنس حتفهـا
أضحت عنادا ل ف تبـسـمِ وكلّما أصبحت أبكي فعـلـهـا
يبقى لا فمن يكون حكـمـي تفرح بالفان فما تطـلـب مـا
ق وكـف الـدي
معرو ُفهُ يفـو ُ أقول يا نفس اتقي من لـم يزل
وعاد بالفضل وبـالـتـكـرم كم من ذنوب لك قد ستـرهـا
وكم وكم أولك طيب أنـعـم وكم له من نعـمة جـاد بـهـا
وكـم نـذير زائر مـسـلـم كم واعظ ف كـل يوم زاجـر
وأنت عن قول الدى ف صمم وكم ينـاديك لـسـان عـبـرةٍ
وأين من كان كثي الـنـعـم أين الذين شيّدوا واحـتـرسـوا
لم وصاروا ف بيوت الظلـم مضى الميع هل ترى من أثرٍ
ف قعر لدٍ ضيّقٍ مـنـهـدم تبدلوا بالترب تربـا كـلـهـم
أعمالُهم وأصبحوا كـالـعـدم تفصلت عظامهم وحـصـلـت
وشـرف وحـجـب وخــدم وباشروا التراب بـعـد تـرفٍ
وتـحـف وصـولة وكــرم وســرر ودرى وطـــرف
وعزة فـي عـزمة وهـمـم ولـذة فـي شـهـوة لــذيذة
حياة يوم ليتـوبـوا فـاعـلـم لو قيل قولوا ما مناكم طلـبـوا
ينفع قبـل أن تـز ّل قـدمـي ويـك يا نـفـسُ أل تـيقـظ
فاستدركي ما قد بقي واغتنمي مضى الزمان ف توان وهـوى
وأنـت بـي أسـفٍ ونــدمِ انتظري الوت سيأت بـغـتة
وفيض دمع العي ف تسجـم حرق وفـرق وحـســـرة
فانتبهي من رقـدات الـنـ ّومِ وتـرحـلـي عـن ديار إلـفةٍ
308
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
هذا وكم من نازلٍ لـم يسـلـم من ل إذا نزلت لدا مظلـمـا
أقبح مسطور جرى بالـقـلـم من ل إذا قرأت ما أمـلـيتـه
وهل ترى يشفي بفوزي ألي من ل إذا أزعج قلب حسـرة
كلّ فعال وجيع كـلـمـي كيف اللص والكتاب قد حوى
فأبصروا الرشد وقلب قد عمي يا نفس فاز الصالون بالتقـى
ونورُهم يفوق نـورَ النـجـم يا حسنهم والليل قـد جـنّـهـم
فعيشهم قد طاب بـالـتـرنّـم ترنّموا ف الذكر ف لـيلـهـم
دموعهم كلؤلـؤ مـنـتـظـم قلوبم للذكر قـد تـفـرّغـتْ
وخلع الغفران خي الـقـسـم أسحارهم بم لم قد أشـرقـت
دلّ على الرّشد دليل الـعـلـم سار وأوعدت عن طريق واضحٍ
فحق ل أبكي فـل ل تـلـم دعن أبكـي مـا حـييت أبـدا
يا عجبا لك تتسمى باسم تاجر ،وتاصم على الدرهم وتشاجر ،وتصابر لربح القياط الواجر،
وتغضب لجل البة وتاجر ،وترضى بأفعالك باسم فاجر ،أما لك من عقلك ناه ول زاجر? يا
من نومه كثي وانتباهه نادر ،إن دعيتَ إل التوبة سوّفتَها ،وإن قمتَ إل الصلة سففتها ،وإن لح
وجهُ الدنيا ترشفتها ،أما هي دار بلغة لضيفها ،تضيفتها أو ليس قد شبت وما عرفتها ،كم بادية
ف أرباح غي بادية تعسفتها? لقد استشعرت مبتها أي وال والتحفتها ،تال لو علمت جناياتا لعف
تها ،أنسيت تلك الذنوب الت أسلفتها? آه ،لبضائع عمر بذرت فيها وأتلفتها ،كم تعد بالنابة?
وكل الوعود أخلفتها ،فما تلي قناتك لغامز ،ول ترى ما تشتهي فتجاوز ،ويك ،بي يديك أهوا
ل وهزاهز ،كم تقوم ول تستوي? من يغي الغرائز? إبك لا بك ،واندب ف شيبك على شبابك،
وتأهب لسيف النون فقد علق الشبابك.
فأصبح اليل شبا قد كان عمرك ميل
فاحفر لنفسك قبا وأصبح الشب عقدا
عجبا للطرف كيف اغتمض? ولكلف ما أدى الفترض ،يا من كلما بن على أن يلوذ بنا نقض،
يا من إذا أدى حقا ،فعلى مضض ،يا من إذا لح له صيد الفان جد وركض ،يا من إذا قدر على
جيفة الوى جثم وربض ،يا مشغولً عن الوهر بفان العرض إيثار ما يفن على ما يبقى أشد الر
ض:
309
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
من العمل الصغية والكبية أل يا غافلً تصى عـلـيه
وقد أنسته غفلته مـصـيه يُصاح بـه ويُنـ َذرُ كـل يوم
وأنذرك الرحيل أخ وجـيه تأهب للرحيل فقـد تـدانـى
وعينك بالذي تأتـي قـريره وكم ذنب أتيت على بصـيه
وإن عليك للعي البصـيه تاذر أن تراك هناك عـي
لكنت به نكالً ف العشـيه وكم من مدخل لومـت فـيه
ورحت بنعمة فيه سـتـيه وقيت السوء والكروه منـه
هذا حادي المات قد أسرع ،هذه سيوف اللمات تلمع ،هذه قصور القران بلقع ،إن وصلت
الدنيا فعلى نية أن تقطع ،وإن بذلت فعلى عزم أن تنع ،أفيها حيلة أم ف وصلها مطمع? يا معرقا
ف البلى قل ل لن تمع? إذا خلوت وتليت فكيف تصنع? أترى أنت عندنا? أو ما تسمع? يا مب
وسا ف سجن هواه مت تتخلص? لو عرفتنا ألفتنا لنا أحباب لم ألباب هم اللباب شغلهم على ال
دوام الحراب حاضرون معكم بالبدان وبالقلوب غياب:
ما كان منك فإنه شـغـلـي وشغلت عن فهم الديث سوى
إن قد فهمت وعندكم عقلي وأدي نو مدثي نـظـري
ما نال الصالون ما نالوا إل بترك ما نطلبه وما نالوا ،كانت همهم ف طلب الفضائل تغلي ف
القلوب غليان ما ف القدور ،تايل القوم لذة الثواب فسهلت عليهم مرارات الصب وتصوروا
خلود البدان فهان عليهم بذل النفوس ،جدوا ف الد فما سكنوا حت سكنوا النة ،وراحة الؤم
ن ف الدنيا صفر من راحة ،فلو رأيتهم ف النان يسرحون منطلقي ف أغراضهم يرحون ل يدرو
ن بأي مطلوب يفرحون ،أبالنجاة من النيان? أم باللود ف النان? أم باليات السان? أم برض
ى الليك الديان? لقد نالوا بالراد ،ما ل يكن ف السبان ،من تلمح جولن مضمر الصب ف لذيذ
العافية ،وفرحة الفطر بعد إنصاب الصوم وتناول العذب بعد عذاب الظما ،وسلمة الغريق بعد ا
لغراق ف أذى الذى ،وخلص التجر من مصر ماصر الكس وتلقي الحباب على باب الطول
بعد طول الفراق رأى من قوة قرة العي ما ل يدخل تت قياس بعد أن حدق ياس ،وقد وصفنا ما
حصل للقوم وجلة البذول من الثمن "با صََب ْرُتمْ".
تلك الرسوم عن الحباب ما فعلوا قف بالحصب واسأل أيها الرجل
إل أجاب غراب البي قد رحلـوا فما أسائل عـن آثـارهـم أحـدا
310
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
الفصل السابع والتسعون
من ركب الوى هوى به والنفس إذا استعملت التقوى تقوى به،
فكن لسباب الوى مُراغما إن كنت يا صاح لبيبا حازما
رأس الطايا تكسب الآتا ل تو دنياك فإن حـبّـهـا
ل بدّ أن تذيقه العلقـمـا غرارة فكل من حلـت لـه
كما تي من أتاها خادمـا وإنا تدم من آهـاتـهـا
أزواده على الرحيل عازما فكن با مثل غريب مصلح
ماصما للنفس أو مسالـا وبادر اليام قبل فـوتـهـا
يروح عنها خاسرأ أو غانا فإنا عمر الفت سوق لـه
يا من يطي على نفسه ويقترف مت تندم وتعترف? يا من بب العاجل قد كلف ،ستعلم غدا
جفن من يكف ،يا مبوسا ف سجن الوى لو ارعوى أنف ،يا مترددا ف التوبة سارع ول تقف
إل مت أعمالك كلها قباح? إل كم فساد? مت يكون الصلح? ستفارق هذه الجساد الرواح،
إما ف غدو وإما ف رواح ،سيفن هذا الساء والصباح ،وسيخلو البلى بالوجوه الصباح ،أف هذا
شك? والمر صراح ،أين شارب الراح? راح إل قب تسفي عليه الرياح ،خلى للبلى والدود مبا
ح ،لما اغتباق به ث اصطباح ،عليه نطاق من التراب ووشاح ،عنوانه ل يزال مفهومه ل براح ،م
شغول عمن بكى عليه وناح ،أما هذا لنا عن قليل? إنا لوقاح ،كأنك بلك الوت قد صوت بالرو
ح وراح ،فتأهب للنقلة على غفلة:
كل المال قبيل الصبح مزموم ل أدر بالبي حت أزمعوا ظعنا
هذا حادي الرحيل قد استعجلكم فالبدار البدار خلوا كسلكم ودعوا التوان فالتوان قد قتلكم،
وا أسفي قد سبق الصالون فماذا شغلكم "فستذكرونَ ما أَقولُ ل ُكمْ":
ريثما أسكب دمعي ث أعنـق ما على حادي الطايا لو ترفق
ناره ألبه الوجد فـأحـرق يا فؤادا كلما قـلـت خـبـت
سائق الدهر فولّى أين يلحـق ذلك العيش الـذي فـات بـه
كاد إنسان لا بالدمع يشرق زال إل خطـرة مـن ذكـره
فنن أو ناح قمري مـطـوق يلذع القلب إذا غنـى عـلـى
311
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا معدودا مع الشيب ف الصبيان ،يا مبوسا مع البصراء ف العميان ،يا واقفا ف الاء وهو ظمآن،
يا عارفا بالطريق وهو حيان ،أما وعظت بآي القرآن? أما زُجرت بناي القران? أما تعتب
بصروف الزمان? أتعمر النل وعلى الرحيل السكان? أما يكفي وعظ? "ك ّل مَنْ عليها فان"،
تسافر ببضائع المانة وما تنل إل ف خان من خان ،أفعالك كلها مكتوبة فيا ليت ما كان ما كان
،تدفن اليت ول وعظ كالعيان ،ث تعود غافلً يا قرب ذا النسيان ،ويك أما تدري أن الوى هو
ان "أَل ْم أَ ْع َهدْ إليكمْ يا بن آدمَ أنْ ل تعبدوا الشيطان".
ونسكن حي تفى ذاهبات نراع إذا النائز قابلتـنـا
فلما غاب عادت راتعات كروعة ثلة لظهـور ذئب
يا مستأنسا بظل متقلص ،يا حريصا على الوى والوت عليه يرص ،يا من إذا كال فمطفف وإن
وزن فمتلصص ،ما تتخلص من معامل وهو عند ال متخلص ،تفكر فيمن أصبح مسرورا فأمسى
وهو متنغص ،ومت ازددت لذة فاذكر قبلها النغص ،حاسب نفسك وخذ على يديها ،ل ترخص
حائط الباطن خراب فلماذا تصص?.
يا ابن آدم أنت بي ذنب ل تدري أغفر? وحسنة ل تدري أقبلت? فأين النزعاج? لا سترت عن
الصالي العواقب استراحوا إل الحزان وفزعوا إل البكاء ،كانوا يتزاورون فل تري ف خلوة ال
زيارة إل دموع الذر .كان أشعث الران يزور حبيب العجمي فيبكيان طول النهار.
ودلّت الواشي على موضعـي باحت بسرّي ف الوى أدمعي
ف الوجد والزنِ فنوحوا معي يا قوم إن كنتم على مذهـبـي
فل تلومون علـى أدمـعـي يق ل أبكي علـى زلـتـي
أخوان :أتدرون ما أقلق هذا التائب? أعلمتم ما أقدم هذا الغائب?.
فبات يشكو إل أنفاسه الوصبـا سرى نسيم الصبا من حاجر فصبا
ندا ويلهبه وجدا إذا التـهـبـا ما يبح البارق والنجديّ يذكـره
يق لن رأى الراحلي إل البيب وهو قاعد أن يبكي ولن سع بأخبار الواصلي وهو متباعد أن
يقلق.
فتوال دمعـه مـنـسـفـحـا أبصر الركب على الزع ضحى
سائلً من حل ذاك البـطـحـا يا خليلي برعـاء الـحـمـى
بل الراوي با أو سـمـحـا وخذا عن أحـاديث الـغـضـا
312
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
عن أخي الشوق إذا ما شرحـا واستملها بدمعـي واكـتـبـا
عد فقد هيّجت قلبا ما صـحـا وإذا هب الـصـبـا قـول لـه
عاد مستور الوى مفتضـحـا يا أهل الـ ّي مـن كـاظـمةٍ
إذا رأيتم قلقا فارحوه ،وإذا شاهدت باكيا فوافقوه ،وإذا عاينتم واجدا فاتركوه.
ما الفؤاد من قبلي خلن من العـذل
شعلة من الشعل ل تسل ففي كبدي
يا أطفال الوى أين أنتم والرجال?.
لو حركت العزم نونا فضل خطى كم من حث وما أرى غـي بـطـا
تصمي عمدا وتزعم القتل خـطـا تعصي قصدا وتدّعـيه غـلـطـا
يا هذا إذا همت بي فبادر لئل تغلب ،وإذا همت بشر فسوف هواك لعلك تغلب ،ثقف نفسك
بالداب قبل صحبة اللوك فإن سياسة الخلق مراقي العال.
قال بزرجهر :أخذت من كل شيء أحسن ما فيه حت من الكلب والر والغراب ،قيل ما أخذت
من الكلب? قال :ذبه عن حريه وإلفه لهله ،قيل فما أخذت من الر? قال :رفقها عند السألة ول
ي صياحها ،قيل :ومن الغراب? قال :شدة حذره.
لول سخط نفس أب بكر عليه لفارقة هواها ما نال مرتبة :أنا عنك راض ،لول عري أويس ما
لبس حلة ،يشفع مثل ربيعة ومضر ،يا كثي الذنوب مت تقضي? يا مقيما وهو ف العن يضي،
أترك الوى ممودا قبل أن يتركك مذموما ،إن فاتتك قصبات السبق ف الزهد فل تفوتنك ساعا
ت الندم ف التوبة ،يا من كلما حرك إل الد الد سوف ،يا من شدد عليه الوعيد وما توّف ،يا
مريض الوى بل يا مدنف إن كنت ل تعرف الدواء فالطبيب قد عرف ،هذا مكن النصائح ث أن
ت بنفسك أعرف.
الفصل الثامن والتسعون
إخوان :من عرف ما بي يديه ل يؤثر الوى ول يلتفت إليه ،ومن تفكر ف رحيل من كان لديه
صار النهوض للتزود متعينا عليه.
أهون با أخذوا وما تركـوا رحل الحبة عـن ديارهـم
أنا بالبالـي أية سـلـكـوا وعلمت أين مضى الليط فما
للصائدين ودونا الـشـبـك ونفوسنا كحـمـائم وقـفـت
313
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وهي جناح ضمه الشـرك متضربات ف حـبـائلـهـا
ودوا هنالك أنم نـسـكـوا أن اللوك إذا هم احتضـروا
كم فرح بشهر وإهلله متهلل لرؤية هلله اختطفه الوت ف خلله ،كم مائل إل جع ماله تركه
تركة ومرّ بأثقاله ،هل رحم الوت مريضا لضعف أوصاله? هل ترك كاسبا لجل أطفاله? هل
أمهل ذا عيال من جرا عياله? كم راع قصرا? وما راعى عن أبطاله ،كم أشرف على شريف فلم
ينظر ف خلله? كم خرق درعا نبيلً بوقع نباله? كم أيتم طفلً صغيا ول يباله? كم شد نفسا ف
سعة نعاماه وشاله? كم بعث عليلً إل البلى? بعد التراقي إل إبلله فرقى روحه إل التراقي ول ين
ظر ف حاله.
من الوت حادٍ ل يغب عجول أليس إل الجال نوي وخلفنـا
فهمك ل العمر القصي يطول دع الفكر ف حب البقاء وطوله
تيقن أن العيش سـوف يزول ومن نظر الدنيا بعي حـقـيقة
تطاردنا والنـائبـات خـيول ومـا هـذه اليام إل فـوارس
بينا مب الدنيا ف اختيال ومرح ،وكلما جاء بابا من أبوابا فتح ،وكلما عان أمرا من أرها
صلح ،فبينا هو ف لذاته يدير القدح ،قدح زناد العمر ف حراق القدح فمن يستدرك ما فات? وم
ن يداوي ما جرح?.
من يد الوت سالب ل يصد بينما الرء غافـل إذا أتـاه
عرضة السر إنا المر جد فتأهب لالـه كـل نـفـس
إل كم تعصي وتتمرد? وأقبح من قبحك أنك تتعمد ،يا رديّ العزم يا سيّء القصد يا نقي الثوب
والقلب أسود ،ما هذا المل ولست بخلد? يا مستورا على القبيح أم تحد أما الطريق طويلة?
فمت تتزود? تلص من أسر الوى فإنك مقيد ،أتشتري لذة ساعة بعذاب سرمد?
ول بد من زاد لكل مسـافـر سبيلك ف الدنيا سبيل مسافـر
ول سيما إن خيف صولة قاهر ول بد للنسان من حل عـدة
يا مدمن الذنوب منذ كان غلما ،علم عوّلت قل ل علما? أتأمن مأتى من أتى حراما? قد ترى
ما ح ّل بم ،إليك قد ترامى أين الجتمعون على خورهم والندامى? كل القوم ف قبورهم ندامى،
أما ما جرى على العصاة يكفي إماما? لقد ضيّعنا حديثا طويلً وكلما ما أرى إ ّل دا ًء عقاما:
ليوم بؤسك وافتـقـارك يا ليت شعري ما ادخـرتَ
314
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
تتاج فيه إل ادّخـارك فلتـنـزلـن بـمـنـزل
ومناك فيه بانـتـظـارك أفنيتَ عمرك باغتـرارك
وكان أولـى بـادّكـارك ونسيتَ مـا لبـدّ مـنـه
لكفاك علما باعتـبـارك ولو اعتبت بـمـا تـرى
ساعات ليلك أو نـارك لك سـاعة تـأتـيك مـن
فتهي من قبل احتضارك فتصي متضـرا بـهـا
ث تـخـرج مـن ديارك من قبل أن تقلي وتقصـي
الزوّار عنك وعن مزارك من قـبـل أن يتـثـاقـل
مت تفيق من هذا الرض الراض? مت تستدرك هذه الوقات الطوال العراض? يا عرض النون
كيف تبقي العراض? أما العمار ف كل يوم ف انقراض? لقد نبت قبل شكة السهم صكة العرا
ض ،أما ترى الراحلي ماضيا خلف ماض? كم بنيان ما ت حت ت مأت? وهذا قد استفاض ،إن ال
وت إليك كما كان لبويك ف ارتكاض ،إن ل تقدر على مشارع الصالي فرد باقي الياض ،إن
ل يكن لك ابن لبون فلتكن بنت ماض ،إل مت? وحت مت? أتعبت الرواض ،كلما بنينا نقضت
ول بناء مع نقاض ،يا من قد باع نفسه بلذة ساعة بيعا عن تراض ،لبئس ما لبست أتدري ما تعتا
ض? يا علة ل كالعلل و يا مرضا ل كالمراض.
ونادتك إل أن سعك ذو وقـر لقد أخبتك الادثات نزولـهـا
ونفسك ل تبكي وأنت على الثر تنوح وتبكي للحبة إن مضـوا
يا مالفا من ناه وأمره ،يا مضيّعا ف البطالة عمره ،الزمان صولان والعمر كرة الدنيا بر،
والساحل القبة احذر نوائبها فإن مشاربا كدرة ،على أنا مزرعة يصد كل ما بذره فل تتقر
جرَة" ،لو اقتنع اكتفى ولكن الحنة
معصية فربا أحرقت شررة ،أما عرفت سر "ول ت ْقرَبا هذ ِه الشّ َ
الشرة.
أخوان :كل مقاتل ليس معه سلح عزم مغلوب ،إذا برز شجاع اليقظة بسلح الد هشم وجه ا
لمل وهزم جيوش الزلل ،إذا استشعرت النفس زرمانقة الزهد ودخلت مترهبنة دير العزوف وج
دت أنيس ،أنا جليس من ذكرن ،اللوة شرك لصيد الوانسة فأخفى الصيادين شخصا ،وأقلهم
حركة أكثرهم التقاطا للصيد ما صاد هر صاح ،وحل الخالطة يلزم التهذب التمذهب رفع أذيال
قميص الدين.
315
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
قيل للحسن ما بال التهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها? قال لنم :خلوا بالرحن فألبسهم
من نوره:
إل طلولكم تـحـن أبدا نفوس الطالبـي
بعد الخافة تطمـئن وكذا القلوب بذكركـم
يهوى ينّ ول ين جنت ببكـم ومـن
جودوا بوصلكم ومنوا بياتكـم يا سـادتـي
رحم ال أعظما طالا نصبت وانتصبت ،جنّ عليها الليل فلما تكن وثبت ،وثبت إن ذكرت عدله
رهبت وهربت ،وإن تصورت فضله فرحت وطربت ،عرفت أذنبت عن خدمته إنا قد أذنبت،
هبت على قلوبم عقيم الذر فاقشعرّت وندبت ،فبكت عليها سحاب الرجاء فاهتزت وربت ،ح
سبك إن قوما موتى تي بذكرهم النفوس وإن قوما أحياء تقسو برؤيتهم القلوب ،سلم ال على
تلك القبور ورضوان ال حشو تلك اللحود:
طلول إذا دمعي شكا لبـي بـينـهـا شكى غي ذي نطق إل غي ذي فهم
أماكن تعبدهم باكية ومواطن خلواتم لفقدهم شاكية ،زال التعب وبقي الجر وذهب ليل
النصب وطلع الفجر ،جاء ف الديث :تت شجرة طوب مستراح العابدين ،إنا يطيب مكان ال
ستراحة بإجراء حديث التعب وإنا يلذ الظل البارد لن تأذّى برّ الجي.
إخوان :مثلوا الستراحة تت شجرة طوب يهون عليكم السفر ،ادأبوا ف السي ،فقد لح العلم:
حيث متمـع الـرفـاق لـا وردنـا الـقـادسـية
نسي َم أنـفـاس الـعـراق وشمت من أرض الجاز
بمع شـمـلٍ واتـفـاقِ أيقنت ل ولـمـن أحـب
كما بكيت مـن الـفـراق وضحكت من طيب الوصال
هذه السبـع الـبـواقـي ما بـينـنـا إ ّل تـصـرّم
بصنوف ما كنا نـلقـي حتـى يطـول حـديثـنـا
الفصل التاسع والتسعون
يا هذا هون بأمر الدنيا تن ،وقدّر أنا قط ل تكن ،واحفظ دينك من مكرها وصن ،فمت وفت
ومت ل تن? للمتنب:
ب فيه روحكَ البـدنُ
ما دام يصح ُ ي مكـتـرث
ل تلق دهر َك إلّ غ َ
316
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ول ُي َردّ عليك الفـائتُ الـحـزنُ فما يدي سرورا ما سـررت بـه
هووا وما عرفوا الدنيا ول فطنوا فما أضرّ بأهل العـشـق أنـهـمُ
ح وجهه حَـسَـنُ
ف أثرِ كلّ قبي ٍ تفن عيونم دمعا وأنـفـسـهـم
فكل بي على الـيوم مـؤتـمـن تملوا حلتـكـم كـل نـاحـية
ت شوقا ول فيها لا ثـمـنُ
إن م ّ ما ف هوادجكم من مهجت عوضٌ
ث استم ّر مريري وارعوى الوَسَ ُن سهرتُ بعدَ رحيلي وحشةً لـكـمُ
إنا الدنيا حلم نائم ،وقائلة راقد ،ومعبَر مُعتِبرْ وضحكة مستعِبرْ ،تال ما أعجب بالا من نظر ف
مالا ،ول بن قصورها من عرف غرورها ،ول مد باع المل فباع وشرى با من تذكر مر شرابا،
إنا إذا طغت على الطعام تطغى ،وإذا بغى نكاحها على العفاف تبغى ،وكأنا تقصد هلك مبها و
تبغى ،وكم عذلت ف فتكها بالفت الفت? وتلغى ،أما دردرها فغرت? فلما فرغت فغرت فاها فرغ
ت للظعن ،أما سحبت قرون قارون مع أقرانه إل القرار ف قرن ،أما كفكفت بكفها كف مكفو
ف حبها فأرتك فن ما يكون فيك ف كفن ،تال لقد لقي الغب غب غباوته فلما انلى غيهب عيبت
ه رأى الغب والغب.
يا أرباب اللمم الشماط ،الوت بكم قد أحاط ،هذا العدو منازل فالزموا الرباط ،ما هذه الفتور?
ومهر الور الد والنشاط ،إياكم والزلل فكم من دم أشاط? أما سعتم منادي "وتلكَ القُرى أَهل
كْنا ُهمْ" ،أما ينذركم أعلم "وكذلكَ أَ ْخ ُذ رَّبكَ" ،أما يفصم عرى عزائمكم "وكم قَصَمْنا منْ قريةٍ
ل أخذنا ب
" ،أما يقصر من قصوركم "وبئ ٍر معطّلةٍ وقصرٍ مَشيد" ،أما سعتم هاتف العب ينادي "فكُ ّ
ذنِبهِ" ،إذا رأيتم البارزين بالطأ قد اتسع لم مال المهال فل تستعجل لم "إنا نُملي ُلمْ" ،بينا ا
لقوم على غرور سرورهم "أَخذْنا ُهمْ َبغَْتةً" ،يا سالكي سبيلهم انرفوا عن هذه الادة.
يا هذا :ظلمك لنفسك غاية ف القبيح ،إل أن ظلمك لغيك أقبح ،ويك إن ل تنفع أخاك فل تؤذ
ه ،وإن ل تعطه فل تأخذ منه ،ل تشابن الية فإنا تأت إل الوضع الذي قد حفره غيها فتسكنه،
ول تتمثل ّن بالعقاب فإنه يتكاسل عن طلب الرزق ويصعد على مرقب عال ،فأيّ طيٍ صاد صيدا
اتبعه ،فل تكون له هة إل القاء صيده والنجاة بنفسه ،ف اليوانات أخيار وأشرار كبن آدم فالتق
ط خي اللل .وخلّ خسيسها ،ول تكن العصافي أحسن منك مروة ،إذا أوذي أحدها صاح فا
جتمعن لنصرته ،وإذا وقع فرخها طرن حوله يعلمنه الطيان.
يا هذا :تلّق بإعانة الخوان بلق النملة فإنا قد تد جرادة ل تطيق حلها فتعود مستغيثة بأخواتا
فترى خلفها كاليط السود قد جئن لعانتها ،فإذا وصلن بالحمول إل بيتها رفهنه عليها ،هيها
317
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ت إن الطبع الردي ل يليق به الي ،هذه النفساء إذا دفنت ف الورد ل تتحرك فإذا أعيدت إل
الروث رتعت ،وما يكفي الية أن تشرب اللب حت تج سها فيه وك ّل إل طبعه عائد ،إلّ أن الري
اضة قد تزيل الشر جلة وقد تفف ،كما أن غسل الثر إن ل يزله خفف ،إن دمتَ على سلوك ا
لادة رجونا لك الوصول وإن طال السرى.
يا هذا :الفيل والمل يسْبحان ولكن الفيل مليح السباحة ،والمل يسبح على جنب فيفتضح عن
د سباحة الفيل ،ث كلها يعب ،إذا ل تطق منازلة الرب فكن من حراس اليم إذا رأيت الباب م
سدودا ف وجهك فارض بالوقوف خارج الدار مع السؤال ،إذا ل تظفرك الروب فسال ،أترى ي
صلح هذا القلب بعد الفساد? أترى يتبدل بالبياض هذا السواد? كم أقول عسى أصلح? ولعل و
كلما استوى قدمي زل ،كم تتغي الحوال? وما أتغي ،كم تصح ل الطريق وأتوّل:
هيهات أطلب شيئا غي مطلوب ل أمـر مـن اليام أطـلـبـه
كأنا حاجة ف نفس يعقـوب وحاجة أتقاضاها وتطـلـنـي
إل كم تقول سأتوب? أل يجل اللسان الكذوب:
عرض القدور ل ف أملي كلما أملت يوما صـالـحـا
واجلي غمرة ما تنـجـلـي اقطع الدهر بظـنٍ حـسـن
أرتي منك وتدن اجـلـي وأرى اليام ل تدنـي الـذي
إذا كانت كرة القلب بكم صولان التقليب بطلت اليل .لا قرب جبيل وميكائيل اهتزت
اللئكة فخرا بقرب جنسها من جناب العزة ،فقطع من بي أغصانا شجرة هاروت وكسر فنن
ماروت ،وأخذ من لبها كرة "وإ ّن عليكَ لعنت" فتزودت اللئكة ف سفر العبودية بزاد الذر ،وقا
دت ف سبل معروفها بت التطوع للمنقطعي "ويستغفرون لن ف الرض" نودي من نادى الفض
ال "من جاء بالسنة فله عشر أمثالا" فسارت العمال إل باب الزاء فصيح بالدليل "ولول أن ث
بّتناك" فقال "ما منكم من ينجيه عمله".
فيا لسان القلق تكلم بعبارة الدمع لعله يقع ف سع القبول ،فمراد المرض أني البتلي .النظر ف
هذه المور قلقل قلوب العارفي ،فكانوا يبكون الدماء ،اجتمعت أخوان القوم على القلوب
فأوقدت نار الذر ،فكان الدمع صاحب الب فتم ،أقلقهم الوف والفرق أطافت بقلوبم الرق
،لباسهم ملفقات الرق طعامهم ما حضر واتفق ،يا نورهم إذا جن الغسق يا حسن دمعهم مدقا
بالدق انقطع السلك .فسالت على نسق ،فكتبت عذرها ف الد ل ف الورق ،ذابت أجسامهم
فلم يبق إل رمق ،فلحظهم العفو لطفا بم ورفق ،لو رأيتهم يتشبثون بذيل الظلم ويأنسون بنوح
318
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
المام ويهربون إل الفلوات وغاية لذاتم اللوات.
نواح المام مسخر للمشتاق ل يريد منه أجرة بينهما أنس مزوج بنافرة:
للبي فأين شاهد الحزان إن كنت تنوح يا حام البان
ل يقبل مدع بل برهـان أجفانك للدموع أم أجفانـي
??الفصل الائة
يا من أنفاسه مفوظة وأعماله ملحوظة ،أينفق العمر النفيس ف نيل الوى السيس?
والعمر ل ف شيء يذهب ج ّد الزمان وأنت تلـعـب
غدا غدا والوت أقـرب كم كم تقول غـدا أتـوب
أما عمرك كل يوم ينتهب? أما العظم منه قد ذهب? ف أي شيء ،ف جع الذهب? تبخل بالال
والعمر تب ،يا من إذا خل تفكر وحسب ،فأما نزول الوت فما حسب ،لك نوبة ل تشبه
النوب ،بي يديك كربة ل كالكرب ،تطلب النجاة ولكن ل من باب الطلب ،تقف ف الصلة إن
صلتك عجب ،السم حاضر والقلب ف شعب ،السد بالعراق والقلب ف حلب ،الفهم أعجم
ي واللفظ لفظ العرب ،أنا أعلم بك منك حب الوى قد غلب ،ومت أسر الوى قلبا ل يفلح وك
تب.
أم دون ذهنك سترٌ ليس ينجابُ يا آدمي أتدري ما مـنـيتَ بـه
عام جديب وعام فيه إخصـابُ يوم ويوم ويفن العمر منطـويا
فأريها أن بلها عاقل صـاب فل تغرنك الدنيا بزخـرفـهـا
والرق ين أمورا كلها عاب والزم ين أمورا كلها شرف
كأنكم بالدنيا الت تولت قد تولت ،وبالنفوس الكرية قد هانت وذلت ،وبكؤوس السى قد
انلت وعلت ،وبمول الظاعني على السف قد استقلت ،مت يقال لذه الغمرة الت جلت قد
تلت? واعجبا لنفس ما تتنبه وقد زلت ،كلما عقدنا عقدة تنفعها حلت ،كم مستيقظ وقد فات
الوقت ينظر إل نفسه بعي القت ،ويصيح بنصيحة لقد صدقت ،وينادي الكسل أنت الذي عوق
ت فيجيبه أنت من سكرك ما أفقت ،كم قدم إل القبور قادم? كلهم على فراش الندم نادم.
وكم نصح النصيح فكذبـوه أطاعوا ذا الداع وصدقـوه
إل أن فضضوه وأذهبـوه ول يرضوا با سكنوا مشيدا
ولو أمروا به لتجـنـبـوه ألظوا بالقبـيح وتـابـعـوه
319
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ونادى الرص ويلكم اطلبوه ناهم عن طلب الال زهد
إذا عرفوا الطريق تنكبـوه فألقاها إل أساع غـشـر
ونعم الرأي أن ل تـذبـوه وحبل العيش منتكث ضعيف
فجائكم الذي ل تـسـبـوه حسبتم يا بنـي حـواء شـيئا
ومات الي فيكم فانـدبـوه أديل الشر منكم فـاحـذروه
إل كم بالوى تغري وتلهج? أنسيت أنك عن مبوبك تزعج? تفكر ف حلة من البلى لك تُنسج،
يا من بضاعته كلها برج ،ضيقت على نفسك .فل مرج ،انتبه سريعا فاليول تسرج:
إل موقف التجمي غي أمان ول يبق من أيام جع إل من
يا عبيد فلسه يا عدو نفسه تعانق الدنيا بيد الرص عناق اللم لللف ،وتنل الدرهم من القلب
منلة البء من الدنف ،ترش ماء العيش حول الانوت وتنظر إل الدرهم ل فيه ،وتنصب ميزان
البخس ومكيال التطفيف "والغدر ثالثة الثاف" ويك أتبحث عن حتفك بظلفك? وتدع بسيفك
مارن أنفك ،ما أكرم نفسه قط من ل يهنها ،فاحذرها فكل ما يري عليك منها ،حاسبها قبل يوم
الساب و ِزنْها ،وخف شي شينها إن شئت عزها وزنا ،واحفر لا زبية العزلة وإن أبت فادفنها،
واحضرها على الرغم ف رغام مسكها ومسكنها ،دنا با التذت آلتا ل تادنا.
هذه قصص النجاة ،قد أمليتُها فعنونا ،هذه جوار شنات الواعظ قد جعتها فاعجنها ،يا موثق
القدام بقيد العوائق ،أجود ما للعصفور قطع السباق ،لو تفكر الطائر ف الذبح ما حام حول
الفخ ،من طلب العال سهر الليال ،لول صب الضمر على قلة العلف ما قيل سباق:
إن العلى مقيدات بـالـسـرى هوّن ف الليل عليها الـغـررا
حت تيلنا الجول الـغـررا فركبتْ بسوقـهـا رؤوسـهـا
ذليلة أن تستطيب الـسـهـرا علمها النوم علـى ربـاطـهـا
تقول كل الصيد ف جوف الفرا قد تركت مطعمها لشـوقـهـا
سينقشع غيم التعب عن فجر الجر ،كم صب بشر عن شهوة حلوة ،حت سع كلمة خلوة ،كل
يا من ل يأكل ما مد سجاف نعم العبد على قبة "ووهبنا له" حت جرب ف أمانة "إنا وجدناه
صابرا" من ل تبك الدنيا عليه ل تضحك الخرة إليه.
كان بعض النجارين يبيع الشب وكان عنده قطعة آبنوس ملقاة تت الشب فاشتريت منه فدخ
ل دار اللك بعد مدة فإذا با قد جعلت سريرا للملك فوقف متعجبا وقال :لقد كنت ل أعبأ بذ
320
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ه فكيف وصلت إل هذا القام? فهتف به لسان الفهم نائبا عنها :كم صبت على ضرب الفوس
ونشر الناشي? حت بلغت هذا القام:
كلمتن من قبل أن كلمتنـي جئت أشكو فاستوقفتن إل أن
أنفدتن ها إل أن فدتنـي وفدتن من السقـام ولـكـن
لن أصفى واصف? أف عزمك اتباعي فأقف? الليل يضج من طول نومك والنهار يستغيث من
قبح فعلك:
قم يا حبيب قد دنا الوعد يا أيها الراقد كـم تـرقـد
حظا إذا ما هجع الرقـد وخذ من الليل وساعـاتـه
ل يبلغ النل أو يهـد من نام حت ينقضي ليلـه
قنطرة الرض لكم موعد قل لذوي اللباب أهل التقى
آخر الفصول الائة قال النشئ :ولا أتمت الائة الت ضمنتها رأيت الثلثة الول كالارج عن
الوعظيات لشابتها القصص ،فغرمت ها هنا ثلثة عوضها لتخلص مائة وعظية وال الوفق.
الفصل الول
أخوان :الوت مقاتل يقصد القاتل ،فما ينفعك أن تقاتل.
للمتنب:
وتقتلنا النون بل قـتـال نعد الشرفية والعـوالـي
وما ينجي من خبب الليال ونرتبط السوابق مقـربـات
ولكن ل سبيل إل الوصال ومن ل يعشق الدنيا قديـا
نصيبك ف منامك من خيال نصيبك ف حياتك من حبيب
أواخرنا على هام الوالـي يدفن بعضنا بعضا وتشـي
كحيل بالنادل والـرمـال وكم عي مقبلة النـواحـي
لقد وعظ الزمان وما قصّر وتكلم الصامت وما أقصر ،ولح الدى فإنا الشأن فيمن أبصر،
ونطقت الواعظ بزجرٍ ل يُحصر ،هلكت ثودا بصيحة وعاد بريح صرصر ،وكسر كسرى وقصر
قيصر ،تال ما يبال ميزان الزاء َأرْبَح أم َأخْسَر? ول حاكم العدل من أفلس وأعسر هذا أمر مم
ل ،وف غد يفسر.
أيها التحرك ف الدنيا ،ل بد من سكون ،ل يغرنك سهلها فبعد السهل حزون ،كم سلبتك من ح
321
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
بيب? وبعض القبح يهون ،ما فرحها مستقيم ول َترَحُها مأمون ،إنا لدار الغرور ودائر الون كم
تلون? ولكن أين العقل من منون ،فهل أضعنا الديث قلب هذا مفتون:
قد حان الـرحـيل أيها السكران بالمال
دين للمـوت دلـيل ومشيب الرأس والفو
لة والعمر قـلـيل فانتبه من رقدة الغف
فمهـا داء دخـيل واطرح سوف وحت
كأنك با يزعج ويروع وقد قلع الصول وقطع الفروع ،يا نائما ف انتباهه كم هذا الجوع?
أينفعك حي الوت جري الدموع? إذا رشق سهم التلف فطاحت الدروع وأتى حاصد الزرع
وأين الزروع? وخلت النازل وفرغت الربوع ،وناب غراب البي عن الورقا السجوع.
كأنه ف كـل عـام نـبـات قرن مضى ث نـمـى غـيه
وإنا أكثرهم فـي سـبـات أقل من ف الرض مستيقـظ
فاذخر من الخصب للمجدبات حول خصيب أثـره مـجـدب
أما علمت أن الدنيا غدا إمارة? أما برد لذاتا ينقلب حرارة? أما ربها على التحقيق خسارة? أما
ينقص الدين كلما زادت عمارة? أما قتلت أحبابا وإليك الشارة? إذا قال مبها هي ل ومعي
أهلكته وقالت :اسعي يا جارة.
ليس لدينا ثبـوتُ إنا الدنـيا بـلء
نسجته العنكبوتُ إنا الدنيا كـبـيتٍ
ت
أيها الراغب قو ُ إنا يكفيك منهـا
يا من عاهدنا على الطاعة ف العلن والسرار ،كيف استحل حل عقد التوبة وعقد الصرار?
مت يرج العاصي من هذه الدار? شيب وعيب وناية الدبار ،ضدان بعيدان ثلج ونار ،كم بينكم
وبي التقي البرار? ملكتم الدنيا وملكوها فالقوم أحرار ،كانت لم إنفة فاحتموا من العار ،وعرف
وا قدر الزمان فانتهبوا العمار ،فلو مددت أبواعكم ما كنت منهم كأشبار ،لو اطلعتم عليهم ف أ
وقات السحار لرأيتم نوم الدى ل بل هي أقمار ،قاموا جيع الدجى على قدم العتذار ث تساند
وا إل رواحل البكاء والستغفار ،وقوي كربم فهبت لم نكباء لطف معطار ،رفعوا رسائل الو
ى فعاد جواب البرار:
كفى سقامي لفؤادي غـري ل توقدوا ف القلب نار الحيم
322
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
وحقكم إن عـلـيه مـقـيم ما زلت عن حبكـم لـحـظة
من نوكم عشت بذاك النسيم وكلما هبت نسـيم الـصّـبـا
واأسفي ،مت رحلوا? ليت شعري ،أين نزلوا?
واتم الوجد معي أندت الدار بـم
مالت بالقوم ريح السحر ميل الشجرة بالغصان ،فهز منهم الوف أفنان القلوب ،فانتثرت
الفنان .فاللسان يتضرع ،والعي تدمع ،والوقت بستان ،خلوتم بالبيب تشغلهم عن نعم
ونعمان ،سورهم أساورهم ،والشوع تيجان ،خضوعهم حلهم فما در ومرجان? أخذوا قدر الب
لغ وقالوا نن ضيفان ،باعوا الرص بالقناعة فما ملك أنو شروان? رفضوا حت زمام البيع وما
باعوا بثنيان ،طالت عليهم أيام الياة والحب ظمآن ،اطلع من خوخة التيقظ بعي التأمل تر البها
ن ،أين أنت منهم? ما نائم كيقظان ،كم بينك وبينهم? أين الشجاع من جبان? ما للمواعظ فيك
موضع القلب بالوى ملن.
يا هذا :قف على باب النجاح ولكن وقوف لفان ،واركب سفي الصلح فهذا الوت طوفان ،أي
كون بعد هذا إيضاح? أو مثل هذا تبيان? يا لا من موعظة سحبت ذيل الفصاحة فحار سحبان ،ب
غدادية أمامية مستفتية ل تعرف ضرب خراسان.
الفصل الثان
أخوان :أين الذين سلبوا? سلبوا طال ما غلبوا فغُلبوا ،عمّروا ديارهم فلما تت خربوا ،وديفت
لم كؤوس النايا فأكرهوا وشربوا:
فما تبي ول يعتاقـهـا تـعـبُ سي الليال إل أعمارنا خَـبَـب
سفر لم كل يوم رحلة عجـب وهل يؤملُ ني ُل الشمل ملتـئمـا
فيه بنا قد سكنا ربعه الـنـوب وما إقامتنا ف من ٍل هـتـفـتْ
بأنه عن قـلـيل داثـرٌ خَـرِبُ وآذنتنا وقد تـت عـمـارتـه
وهل تطيش سهام كلها صـيب ليست سهام قسى الوت طـائشة
قبل المات فمرميّ ومرَتقِـبُ ونن أغراض أنواع البلء بـا
صاحت بم نائبات الدهر فانقلبوا أين الذين تناهوا ف ابتـنـائهـم
أين أرباب المان والمل? أخذوا بي سكر الوى والثمل.
والذي عل على علي العل نزل ،وكأنه ف الدنيا ل يكن وف القب ل يزل.
323
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ليس للخلق بذا الوت قـبـل كل حي فقـصـاراه الجـل
إن من ذات العماد الرتـل نوب أبدت لـعـا ٍد قـبـلـنـا
صار عل لسواهـم ونـهـل فانثنوا عن ذلك الشرب الـذي
ث بزته فعادوا بـالـعـطـل ت قوما سواهم حـلـيَهـم
ألبس ْ
كيف جدت بم تلك الـرحـل فاسئل اليوان عـن أربـابـه
يرح الطرف به حت يـل نقلتهم عـن فـضـاء واسـع
عادتْ الدرع لينا كالـلـل نن أغراض خطوب إن رمتْ
فأصابت بطل القـوم بـطـل وإذا ما أخلفت أسـهـمـهـا
جز على القبور بقلب حاضر ،وسلها ما فعل الوجه الناضر? ث افتح ناظر ناظر ،وخاصم نفسك
على التوان وناظر.
ودعا بسيهم المام فأسـرعـوا ومسندون تعاقروا كـأس الـردى
وعظوا با يرضي اللبيب فأسعوا خرسٌ إذا نـاديت إل أنـهـــم
فلمن تعد كـرية أو تـجـمـع والدهر يفتك بالنفوس حـمـامـه
ويظل يفظهن وهـو مـضـيع عجبا لن تبقـى ذخـائر مـالـه
يلقى له بطن الصفائح مضـجـع ولعـاقـل ويرى بـكـل ثـنـية
من كأسهم أضعاف ما يتـجـرع أتُراه يسب أنـهـم مـا اسـأروا
كم صاح بك واعظ? وما تسمع وكم حصلت ما يكفي? وما تقنع ،لقد استقرضك مولك مالك
فمالك تمع? وضمن أن نبت البة سبع مائة وما تزرع? تشتغل عن القرآن النل وتستمع من
مغن يتغزل? تشي إل ناتك مشي أقزل وترج إل الرب وأنت أعزل? ويك إن وال الياة عن
قلي ٍل يعزل كأنك بالسماء تور وبالرض تزلزل ،تنصب ول تدري أي الكفتي أنزل.
أخوان :غرقت السفينة ونن نيام ،أبوكم ل يسامح ف لقمته وداود عوتب على نظره.
به الكتـاب وارد يا مظهرين ضد ما
ن والبصي ناقـد إل مت تبهرجـو
وهو عليكم شاهد كيف يكون حالكـم
والقلب منه راقد عجبت من مستيقظ
وللـذنـوب رائد مضـيع لـدينـه
324
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
ه مهمل وخـالـد كأنه علـى مـدا
فهي لكـم قـلئد فحسنوا أعمالكـم
واجتهدوا وجاهدوا ول تضيعوا واجبا
إخوان :أفيكم عازم على الصلح? أمنكم مب يضج من الجر? أفيكم ذو وجد قلق من البي?
الوقت يقتضيك يا عاص ،منادي القبول على منازل الوصول يقول "وسارعوا".
يا غافلي الصـبـوح الغـيم رطـب ينـادي
ما دام ف السم روح ل وسـهـلً
فقلت أه ً
قد قيّد الطرد قدميك وغل البعاد يديك ،أفما لك عي تبكي عليك?
إذا كان منوعا سبيل الـمـوارد وف نظر الصادي إل الاء حسرة
حتُ السفينة ،وأن يصيح اركبوا ،فما ذنبه إن تلف كنعان? إذا وقعت عزية العاصي
ح نَ ْ
على نو ٍ
على فراق دار العاصي ،هيأ مركب القصد وزّود سفر العزم وقام على أقدام الد ،وسعى على
طريق الرجاء خائفا من عارض رد ،فيصيح به حينئذٍ هاتف القبول:
تلقيتُها بالوصل من كل جـانـب لئن قدمت من سفرة الجر عيسكم
إخوان :ما قعودكم وقد سار الركب? القوهم ف النل ،النجاء النجاء من شر اللف ،ألوحا
ألوحا قبل لاق السلف ،الذر الذر من خطوات الطايا ،الرب الرب قبل بث المان
بالنايا ،قبل أن تنلوا الكفات وتلحقوا الرفات ،وبي ماذا حل من آفات افات إل أن تعاينوا الوفا
ة وفات.
?الفصل الثالث
عباد ال إنا اليام طرق الد ،والساعات ركائب الجد ،وأيام العافية أوقات تستدرك ،وأحيان
السلمة تنادي :من جد أدرك.
بي الوادث والطـوب كم للمنـية مـن ضـروب
والحـب بـل حـبـيب تدع البيب بـل مـحـب
بالق عـلم الـغـيوب ل والـذي هـو قــاذف
يلي القبيح على الرقـيب وبكمـه يـلـي لـمـن
ف السلمة من نـصـيب ما للنفوس مع الـمـنـية
ل بد من سهم مـصـيب هيهـات أين يفـوتـهــا
325
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
دارجـا بـعـد الـدبـيب من دب فوق الرض أصبح
فكفاه بعدا بـالـمـغـيب فإذا تـغـيب تـحـتـهـا
لعيشه بالـسـتـطـيب ولكم طويل العمـر لـيس
العمر من سـعة وطـيب ولربا انتزع الـقـصـي
وخف مباعـدة الـقـريب ل تيأسـن مـن الـبـعـيد
إل الثرى نعش الطبـيب فلكم حلت مع الـريض
إخوان :احذروا دنياكم فإنا خادعة ،وانتظروا حتوفها فهي ل ريب واقعة ،أيها العبد إل مت
تشتغل با عن مولك وهو غيور? وكيف تغتر بغرير هوى يغري ويغور? وكم عدلتَ عن العدل
وحاظرت الحظور? أتظن البقاء وقلئد الفراق كالطواق ف النحور? أما تعتب بأقران قرنوا بقرائ
ن أعمالم ف القبور? أما مواضعهم تضعك على وضع الوضائع والفتور? أما حلوا اللحود? فحال
ت حلى تلك البدور أما منازلم إذ نازلم مُنازلم زال عنهم السرور? أبال بفخرهم الوت? ل بل
بلبل تلك القصور أين هم الن قل ل? خل خاليهم بالثبور ،مال بم عن الال ما ل يرد وصرفهم
صرف الدهور ،جرى بم وما جار كما جارى الار ،جارى القدور ،أصبحت وجوههم الصبيحة
مصطحبة شراب الدثور ،مبانيهم أبينت فلو أُبينت ل تب الناث من الذكور ،انفصمت عرى الو
صال وحلوا بالصال فذو الوصال منهم مهجور ،سكنوا بعد الودود مع الدود ف اللحود كمأس
ور تكدر صافيهم فمصافيهم يافيهم وما فيهم معذور ،عل أعلهم ،علء تراب كثي موقور ،وس
كن الكي ف كمي إمكانه فاستكان ف مكان مفور ،بينا مترفهم قد اطمأن "وظ ّن أن لنْ يور" إذ
ا الذى كالذا ،وكذا كل متذ الغرور ،وكم قال واعتذر فلما ل يذر قيل هذا الذر زور صب ال
صاب ف من صبا ،فالصبا تسفي على منصبه والدبور ،وسيأتيك يا فت ما أتى من عتا حت ف الر
واح أو ف البكور ،فانتبه فإن الوت يدور على ساكن الدور ،ويلتقط أرباب القصور بل فتور و
ل قصور ،وكأنك بالمر قد فصل "و ُحصّل ما ف الصدور" فمن جار قنطرة الوى آب بتجارة لن
تبور "ومن ل يعل ال له نورا فما له من نور".
ث عاد من بعدهـم وثـمـود أين أهل الديار من قوم نـوح
أفضتْ إل التراب الـخـدود بينما القوم ف النمارق والديباج
ضل عنهم سعوطهم واللـذوذ وأطباء بعدهم لـحـقـوهـم
وهو أدن للموت من يعـود ح أضحى يعود مريضا
وصحي ٌ
326
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
يا قليل البضاعة بل يا مفلس ترجو النجاة بالعاصي? لقد وسوس ،أتلبس ثوب الشيب? ث تلبس،
جاء الصباح فنسخ حكم الندس ،وأطرق النيلوفر لا حدق النرجس ،يا من يقوم من الجلس
كما يلس ،كن كيف شئت فإنا تن ما تغرس ،ألك عذر قل ل? الباطل يرس:
ما ينفع الرء فيه غي تقـواه كيف الرحيل بل زاب إل وطن
يوم القيامة عذر عنـد مـوله من ل يكن زاده التقوى فليس له
يا رب إليك منا نتظلم أحوالنا تنطق عنا وما نتكلم وقلوبنا من ذنوبنا تبكي وتتأل ،وأنت العال
الذي تعلم ،أتتركنا للجهل? وأبونا منك تعلم يا من أخّر ما شاء كما شاء وقدم ،ل تعلنا من إذا
رحل تندّم ،يا من نبه الفضيل وابن أدهم ،قد تركتنا الذنوب ل نشترى بدرهم:
عند فقري وكوكب ف العامي يا عمادي ف شدتـي ورجـائي
مثل شهر والشهر مثل الـعـام ساعتـي إن نـأيت يوم ويومـي
يا صاحب الطايا لست معنا ،يا مقبلً على الوى ما أنت عندنا ،ضاعت حيلي ف تصيل قلبك،
اشتدت حيت ف تلف أمرك ،واعجبا ،أخ ّوفُك عواقب المور وما تتوب ،وأشرح لك أحوال
الصالي وما تؤب ،ومت سقطت شهوة العليل دنا الوت ،قد أوقدتُ نار الواعظ إل جانب كسلِ
س عزيتك شديد البودة ،وقد اتفق الطباء على أن النفس البارد ف الرض الاد دليل ال
ك ونف ُ
لك:
ونن ف غفلة عما يراد بنـا الوت ف كل حي ينشر الكفنا
من الرحيل ونادى الدار ليس لنا كان ما قد رأينا ف أحبـتـنـا
وال ما فاز سوى الزاهدين ،ول نال الربح غي العابدين ،وناية الكمال للمحبي كان همّ القوم
طلب النجاة ،وكانت لذتم ف الناجاة ،فارتفع لم القدر وعل الاه ،لو رأيتهم ف السحار وقد
حار الائف بي اعتذار واستغفار ولطائف ،يتخلل ذلك دمع غزير ذارف ،يرمز إل شوق شديد م
تكاثف ،كانت عابدة تقوم من أول الليل وتقول تشاغل الناس بلذاتم وقد جئت ،إليك يا مبوب
:
ودار سلمي مغنـاكـم سروري من الدهر لقياكم
وما طاب عيشي لولكم وأنتم مدى أملي ما حييت
فل صوح الدهر مرعـاكـم جنابكم الرحب مرعى الكرام
بنار المـوم وحـاشـاكـم حشا البي يوم رحلتم حشـايَ
327
مكتبة كتاب المدهش لبن الجوزي
مشكاة السلمية
أعيشَ إلـى يوم ألـقـاكـم فيا ليت شعري ومن ل بـأنْ
أعلل قلـبـي بـذكـراكـم إذا ازدحت ف فؤادي المومُ
لعلـي أحـظـى بـرياكـم وأستنشق الريح من أرضكـم
فلسنا مدى الدهر ننسـاكـم فل تنسوا العهد فيما مضـى
تال لقد حصل للقوم فوز الدارين ،ورضيتم أنتم بالبي من البي ،تنبهوا يا نيام كم ضيعتم من
عام? الدنيا كلها منام ،وأحلى ما فيها أحلم ،غي أن عقل الشيخ بالوى غلم ،علم قتل النفوس
علم? هل هو إل ثوب وطعام? ث يتساوى خز وخام ،ولذات طيبات ووخام ،إنا يعرف الفطناء
ل الطغام ،آه للغافل إل كم يلم? أما توقظك الليال واليام? أين سكان القصور واليام? دارت
على الكل كأس المام "ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام" إل مت مزاحة النعام? ردوا هذه
النفس بزمام ازجروا هذه القلوب عن الثام اقرؤا صحائف العب بألسنة الفهام ،موت اليان
شكل وأخذ القران إعجام ،يا من أ َجلَه خلفه وأمله قدام ،رب يوم له مفتاح ،ما له ختام ،يا مقت
حما على الرام أي اقتحام ،ستعلم من يبكي ف العقب? عقب الجرام ،ويشارك الندامى على الن
دامى والدام ،يا طويل الرض مت يبى السقام ،يا من إن قعد فللدنيا وكذا إن قام أول الدنيا هم
وآخرها موت زؤام ،حل لا الفراق وحرم عليها الدوام ،سحابا ل يطر وساؤها قنام ،كلها عيب
ف عيب وذام ف ذام ،أتعيبها عند مبها? مت يسمع العذل مستهام? خلّها واخرج عنها بسلم إل
دار السلم فالنة رخيصة ث ما تغلو على مستهام ،خذها إليك نصيحة من طب يداوي السقام،
يضع الناء موضع النقب ويعرف أصل اللم ويركب الرهم عن خب ويدبر كيف شاء الكلم ،ما
بعدها نصيحة تكفي والسلم.
آخر كتاب المدهش.
قد بلغ التمام والنهاية.
وفرغ منه منشيه عبد الرحمن بن علي بن الجوزي يوم
الثلثاء رابع عشر جمادى الخرة سنة إحدى وتسعين و
خمسمائة حامدا ً لله سبحانه ومصليا ً على محمد وآله و
صحبه ومسلماً ،آمين.
مكتبة مشكاة السلمية
328