Professional Documents
Culture Documents
السلف يون
وقضـية فلسطين
ويَليه كتاب:
َ
حه و َ
شَر َ علَي ْ ِ
ه َ عل ّ َ
ق َ أعدَّه وقدّمه َ
و َ
همام فضيلة الشيخ ال ُ
(حفظه هور بن حسن آل سلمان
أبو عبيدة مش ُ
(ال تعالى
سلَفِ
َ
يَّة ال َق َّ
سام
الو جه الثا ني :أن ها تُثْب تُ شيئا مجهولً ع ند مترج مي (الق سام) ،لم أر من
سلَفي) ،ول سيما في منهجه واستدلله ،وكل
ركز عليه منهم؛ وهو :أنه ( َ
سطر فيها يدل على ذلك ،وهذه مقتطفات من هذه الرسالة؛ تدل على ذلك:
قال المؤلفان في الرد على خزيران وشيخه الجزار بعد كلم:
«وكُنّا نودّ أن نرشدَ السمتاذ الجزّار وتلميذَه إلى السمتفادة ممن هذا الكتاب
-يريدان «العتصام»( ) للشاطبي -الذي ل ندّ له في بابه ،ولكنا خشينا أن
1
يرميا مؤّلفَه بال ّنزْعة (الوهابيّة)( ) -التي هي حجة العاجز لترويج الباطل،
2
.)63-61
() «النقد والبيان» (ص .)62-61 3
() المراد :رميهمسا بسس (النزعسة الوهابيسة) كمسا فسي النسص السسابق ،وقسد 4
أفصسح عسن ذلك الشيسخ محمسد جميسل الشطسي فسي كلمتسه المنشورة
فسي آخسر الرسسالة (ص )201بقوله« :والمصسيبة كسل المصسيبة :أنسه
ة مسسن علمائنسسا يخالف مثسسل هؤلء ،داعيا ً إلى الدِّيسسنمتسسى قام نابغ ٌ
7
قال أبو عبيدة :الصل :أن ل نخرج عن ظاهر النصوص إل بقرائن قويّة،
إذ دللة الظاهمر قويّمة ،نقمل ابمن حجمر( ) فمي ترجممة أبمي حيان
3
() فسي «الدرر الكامنسة» ( ،)4/304وعنسه صسديق حسسن خان فسي 3
()1
المقتبسمة ممن القرآن والسمنة أثرت فيهمم تأثيرا بالغا ،قال أحممد الشقيري
واصمفا أصمحاب القسمام وتلميذه« :لم تجمر على ألسمنتهم تعابيمر (الكفاح
المسلح) و(الحركة الوطنية) و(الستعمار والصهيونية) ،فقد كانت تعابيرهم
-على بساطتها( ) -تنبع من ينبوع أروع وأرفع ،هو «اليمان والجهاد في
2
فلسطين
وقضي ّمةفت نفوسمهم، فيّون
اليمان ،فص سل َ
نعهم ِسمبيل اللّه» ،لقمد كانوا قوما مؤمنيمن ،صالم َّ
وتآلفت إراداتهم ،وتعاظمت عزائمهم ،وأحسوا أن حبلهم مع اللّه قد أصبح
موصولً ،وأن الباب بينهم وبينه قد بات مفتوحا»( ).
3
وذكرت الك تب ال تي ترج مت له :أن همّ الق سام الول :تخل يص الد ين من
الشوائب ،وإخلص العقيدة للّه وحده؛ ل نّ العقيدة الخال صة للّه هي م صدر
القوة ،ففمي سمبيل إخلص العقيدة للّه وحده ،وطلب العون منمه ،حارب
الق سام حج الن ساء إلى (مقام الخ ضر)( ) ،على سفوح جبال الكر مل ،لذ بح
4
الضاحمي شكرا على شفاء ممن مرض أو نجاح فمي مدرسمة ،وكنّم -بعمد
تقد يم الضح ية -يرق صن حول المقام الموهوم ،فد عا الق سامُ النا سَ إلى أن
يتوجّهوا بنذور هم وأضاحي هم إلى اللّه -تعالى -ف قط؛ ل نه -وحده -القادر
على النفمع والضرّ ،وأمما أصمحاب القبور فل يملكون لنفسمهم نفعا ول
ضرا ،فكيف ينفعون الخرين؟!
و في سبيل ال ستفادة من ال سيرة النبويّة ،أن كر الق سامُ قراءةَ المولد النبوي
بالغناء والتمطيط ،والمبالغة بتوقيعه على ألحان المو سيقا ،والكتفاء بسيرة
الولدة فقط ،مع ما أدخل فيها من المور التي لم تثبت ،ودعا إلى العناية
() هسو أحمسد أسسعد الشقيري ،مسن أعلم فلسسطين البارزيسن ،كاتسب، 1
.)26
() «أربعون عاماً» (ص .)145 3
() مقام الخضر :يقع عند أقصى حد ّ حيفا إلى الغرب من سفح جبل 4
آنذاك لما عد أعوانه ( )250جثة ،ولم يكملوا العدّ -بعد ،-فأغمي عليه!
() «عسز الديسن القسسام شيسخ المجاهديسن فسي فلسسطين» (-172 1
)173لمحمد حسن ُ
شَّراب.
() أعنسي :مسن المسسلمين وغيرهسم ،والمسسلمين على جميسع شاراتهسم 2
() يطلق الناس فسي الخليسل خاصسة وفسي فلسسطين بعامسة ،فضل ً عسن 1
فلسطين ،وسنة 1967م احتلوا فيها الضفة الغربية بما فيها القدس الشريف،
() هذه التسسسسمية منكرة ،وقسسسد شاع على ألسسسسنة الناس فسسسي بلد 3
م :فعلت إسرائيل كذا ،وستفعل كذا! المسلمين القول في سياق الذ ّ
و(إسسرائيل) هسو رسسول كريسم مسن رسسل اللّه؛ وهسو( :يعقوب) -عليسه
السلم ،-وهو بريء من دولة اليهود الخبيثة الماكرة ،إذ ل توارث بين
النبياء والرسل وبين أعدائهم من الكافرين ،فليس لليهود أية علقة
دينيسسة بنسسبي اللّه (إسسسرائيل) -عليسسه السسسلم ،-وهذه التسسسمية تسسسيء
لمفاهيسم ديننسا ،ول يرضسى اللّه عنهسا ول رسسوله ول أنسبياؤه ،ول سسيما
(إسسسرائيل) -عليسسه السسسلم ،-إذ هسسم قوم (كفرة) ،وقوم= =(بهسست)،
وإطلق هذه التسسمية عليهسم فيهسا إيذاء له -عليسه السسلم ،-والواجسب
الحيلولة دون ذلك.
وثبست فسي «صسحيح البخاري» ( )3533عسن أبسي هريرة ،قال :قال
رسسسول اللّه « :أل تعجبون كيسسف يصسسرف اللّه عنسسي شتسسم قريسسش
ولعنهم؛ يشتمون مذمما ً ويلعنون مذمماً ،وأنا محمد».
والواجسب -على القسل -إغاظت ُسهم بتسسميتهم (يهود)؛ لنهسم يشمئزون
مسسسن هذه التسسسسمية ،ويفرحون بانتسسسسابهم الكاذب ليعقوب -عليسسسه
السلم ،-فليس لهم شيء من فضائله ومناقبه -عليه السلم.-
وللشيسسخ عبداللّه بسسن زيسسد آل محمود رسسسالة مطبوعسسة بقطسسر عام
1398هسس ،بعنوان «الصسلح والتعديسل فيمسا طرأ على اسسم اليهود
-أيضاً« :-معجم المناهي والنصارى من التبديل» ،وانظر في هذا
اللفظيسة» ( )44للشيسخ بكسر أبسو زيسد ،ومجلتنسا «الصسالة» الغراء،
مقالة الشيخ ربيع بن هادي (حكم تسمية دولة يهود بإسرائيل) العدد
( :)32السنة السادسة 15/ربيع الول1422/هس (ص .)57-54
ثم وجدت هذا التحذير في كتاب «خرافات يهودية» لحمد الشقيري
(ص )30-13تحت عنوان (لستم أبناء إبراهيم ،أنتم أبناء إبليس).
() عمسسل أعداء اللّه -عسسز وجسسل -على إيجاد منظمات فدائيسسة فسسي 1
(حقمد) ،ففرّغوا مما فيهما ،فارتاحوا وانتعشوا ،وظنوا أنهمم نهوا وأمروا!
وفازوا وظفروا! حقا؛ إن ها -أي :المقالت -مكتو بة بل غة ،ل ير بأ صاحب
القلم الحمر العلممي إل السمكوت عنهما ،أو القول :ل حول ول قوة إل باللّه
العلي العظيم.
و مع ذلك؛ ف قد ت صدّى أخو نا الش يخ ح سين العواي شة ل ما شاع وذاع ،وأ خذ
في التنق يب والب حث ،وج مع ما ورد في م سألة (الهجرة) من آثار ،وكلم
للعلماء الربانييمن ،فخرجمت معمه دراسمته المنشورة المعنونمة بمم«الفصمل
ال مبين في م سألة الهجرة ومفار قة المشرك ين» ،وإن ما هو في الحقي قة في
سلسلة للعلماء -على اختلف مشاربهم ومذاهبهم وأعصارهم وأمصارهم-
قد ن صوا على ذلك ،ف ها هو شيخ نا حماد بن مح مد الن صاري ،له كتاب
مطبوع بعنوان «إعلم الزمرة بأحكام الهجرة» ،فممي فتاوى كثيرة ،تطلب
من مظانها( ) ،وأكتفي بنقل( ) فتوى توافق مشرب المشغّب الذي عامله اللّه2 1
بما استحق ،من إطفاء نجمه ،وأُفول ظله ،وطمس صوته ،وهي (فتوى ابن
فلسطين
فلسطين فلسطين
وقضيّة
وقضيّة
اللباني
اللبانية
وقضي ّ
اللباني نصه:
عربي( ) الصوفي الحاتمي الطائي) ،قال ما 3
«وعليمك بالهجرة ول تقمم بيمن أظهمر الكفار ،فإن فمي ذلك إهانمة ديمن
السملم ،وإعلء كلممة الكفمر على كلممة اللّه ،فإن اللّه مما أممر بالقتال إل
لتكون كلمة اللّه هي العليا ،وكلمة الذين كفروا هي السفلى ،وإياك والقامة
أو الدخول تحت ذمة كافر ما استطعت ،واعلم أن المقيم بين أظ ُهرِ الكفار
-مع تمن كه من الخروج من ب ين ظهراني هم -ل حظ له في ال سلم(!!)،
من مسلم ،وقد ثبت عنه فإن النبي s
قد تبرأ منه ،ول يتبرأ رسول اللّه
أنه sقال« :أنا بريء من مسلم يقيم بين أظهر المشركين» ،فما اعتبر له
كل مة ال سلم ،وقال اللّه -تعالى -في من مات و هو ب ين أظ هر المشرك ين:
م قَالُواْ كُنّام
م كُنتُم ْ
مهِمْ قَالُواْ فِيم َ
م ا ْلمَل ِئ َكةُ ظَالِمِمي أَ ْنفُس ِ
م تَ َوفّاهُم ُ
{إِنّم الّذِين َ
جرُواْ فِيهَا
س َعةً فَ ُتهَا ِ
لرْ ضِ قَالْواْ َأَل مْ َتكُ نْ َأرْ ضُ اللّ هِ وَا ِ
ض َعفِينَ فِي ا َ
مُ سْ َت ْ
() سيأتي تعداد ما وقفت عليه مفردا ً في هذا الباب ،واللّه الموفق، 1
() انظسر لزاما ً عنهسا« :تفسسير الكشاف» (« ،)1/557الدفاع عسن 1
ورقة) ،كما في «فهرس مكتبة شنقيط (17 أ ش] في [370 نسخة في شنقيط
وودان» ( ،)160وأخرى في مكت بة قاريو نس ،ت حت ر قم ( ،)845ك ما في
«فهارس مكتبة جامعتها» (.)2/31
الرابعممة« :بيان وجوب الهجرة وتحريممم موالة الكفرة ووجوب موالة
مؤمني المة» لعثمان بن محمد بن فودي ،منه ثلث نسخ في نيجيريا في
،].ورابعمة فمي وK 43/7 . و6/8P . [1/127P جامعمة أحممد وبلو ،بأرقام
ورقة) ،تحت رقم ( ،)1917كما في «فهرس مكتبة (77 قاريونس /ليبيا في
جامعة قاريونس» (.)2/27
الخامسمة« :سمفر المسملمين إلى بلد النصمارى» ،منمه نسمخة فمي مكتبمة
الجامع الكبير بصنعاء ،ضمن مجموع [ ]163في ( )7ورقات.
السمادسة« :الشممس المنيرة الزهرا فمي تحقيمق الكلم فيمما أدخله الكفار
دارهم قهرا» للحسين بن ناصر المهلّ ،منه نسخة في مكتبة الجامع الكبير
بصنعاء ،تحت رقم ( )1471في ( )21ورقة.
في رسائل لخرين ،وقد نوهنا -قريبا -أن غير واحد من المعاصرين ألّف
في هذا الباب.
تحرير فتوى الشيخ اللباني -رحمه اللّه تعالى-
نرتب فتوى الشيخ -رحمه اللّه -بأجزائها المتفرقة المؤتلفة في نقاط
واحدة محددة( ):
1
() هذه النقاط موجودة فسي كتاب «ماذا ينقمون مسن الشيسخ» 1
فلسطين
فلسطين
وقضيّة
وقضيّة
اللباني
اللباني
-والهجرةُ من قُطرٍ إلى قُطر ل تُشرَ عُ إلّ بدواعيها وأسبابها مِن مثل ما
كر نا في فقرة مَضَ تْ؛ و من أع ظم هذه ال سباب :أن تكون الهجرةُ للعداد
اللباني وقضيّة فلسطين
طعْتُمْ مّ ن قُ ّوةٍ وَمِن
عدّواْ َلهُ مْ مّ ا ا سْ َت َ
واتّخاذ الُه بة ال تي أ مر اللّه ب ها { َوأَ ِ
عدُ ّوكُ مْ}...؛ لجلء العداء عن أر ضٍ
عدُوّ اللّ هِ وَ َ
رّبَا طِ الْخَيْلِ ُترْ ِهبُو نَ بِ هِ َ
مِن أر ضِ الم سلمين ،وتَخلي صِها من أيدي هم؛ ليعودَ إليها حُك مُ السلم كما
كان مِنْ قَبلُ.
فالهجرةُ -إذن -من العداد الذي أمر اللّ هُ به وحَضّ عليه ،ومَ نْ أبطأ فيها
-وقد َتهَيّأت أسبابُها ودواعيها -فقد عصى الّلهَ ،ونأَى بجانبِه عن أمره.
علِ مَ الم سلمُ أو الم سلمون أنّ هم ببقائ هم في ديار هم يزدادون َوهْنا إلى
فإِ نْ َ
ْنم عنهمم ،وزال
ذهبم الوَه ُ
َ إنم هاجروا
وَه ْن وضَعفا إلى ضعمف ،وأنّهمم ْ
الضّعفُ منهم ،و َبقُوا -بعد علمهم هذا -ولم يُهاجروا -إن استطاعوا-؛ فهم
آثمون عا صون أَمرَ اللّه ،ورُبّ ما عُوقبوا بمع صيتهم هذه عقوبةً أعظ مَ وأشدّ
نُكرا ،تتلشى فيها شخصيتُهم ،وتغيبُ معها صورتُهم ،وتَضِلّ بها عقيدتُهم،
19
وهذا تحقي قٌ علميّ دقي قٌ يَنقُ ضُ زَع مَ مَ نْ شَوّ شَ وهَوّ شَ مُدّعيا أنّ في فُتيا
خطّطا تِ يهود!! {مَا
الش يخ إخلءً لرض فل سطين من أَهلِ ها ،أو تنفيذا ِل ُم َ
ح ُكمُونَ}».
َلكُم َك ْيفَ َت ْ
أُفّ ل كم أيّ ها الناقدون الحاقدون! هل علم تم هذا التّف صيلَ أم جهلتموه؟! إن
كنتم علمتوه َفلِمَ أَخفَيتُموه و َكتَمتُموه؟!
وإ نْ كنتُم جهلتموه! فلماذا رَضِيتُم لنف سكم الجهلَ ،وللش يخ الظّل مَ ،وللناس
التّضليلَ؟!
شوْنَ كسادَها؟! بِئسَتِ البضاعةُ ،وبئست التجارةُ!
أم أنّ هذه تجارتُكم تَخ َ
-وَليَعلَ مِ الم سلمُ أنّ الحِفا ظَ على الرض والنّ فس ،ل يس أولى من الحفاظ
على الد ين والعقيدة ،بل إنّ ا ستلبَ الر ضِ ِ -ممّ ن يظلّ مُقيما في ها رجاءَ
الحفاظ عليهما ،غيرَ واضعٍم فمي حسمابه الحفاظ َم على دينمه أولً -قمد يكون
سرَ ،وأشدّ إيذاءً ،وأعظمَ فتنةً.
أَي َ
الرضم
َ يملكم
ُ والعدوّ الكافمر الذي يحتلّ أرضا -وأهلُهما مُقيمون فوقَهما-
ومَن عليها وما عليها ،فالكفرُ ل يَحف ظُ للسلم عهدا ،ول يرعى للمسلمين
إلّ ول ذمّة ،ول يُقيم لهم في أرضهم وخارج أرضهم وَزنا.
قال أبو عبيدة :وتكلم الشيخ -رحمه اللّه تعالى -على هذه المسألة بإسهاب
فلسطين
فلسطينوقضيّة
نصه: وهذاة
وقضي ّ
اللباني
اللباني
،)2857 في كتابه «السلسلة الصحيحة» عند حديث رقم (
«إن كم إن شهد تم أن ل إله إل اللّه ،وأقم تم ال صلة ،وآتي تم الزكاة ،وفارق تم
()1
وال صفي ، المشرك ين ،وأعطي تم من الغنائم الخ مس و سهم ال نبي
-وربما قال :وصفيّة-؛ فأنتم آمنون بأمان اللّه وأمان رسوله»( ).
2
ي) :مسسا كان يصسسطفيه ويختاره مسسن عرض المغنسسم مسسن () (ال ّسسَ
صفِ ّ 1
فرس أو غلم أو سسسيف ،أو مسسا أحسسب مسسن شيسسء ،وذلك مسسن رأس
مس ،كان مخصسسسوصا ً بهذه الثلث (يعنسسسي المغنسسسم قبسسسل أن يخ َسسس
المذكورة في الحديث :الخمس والسهم والصفي) عقبة وعوضا ً عن
الصدقة التي حرمت عليه .قاله الخطابي( .منه).
() أخرجسه عبببد الرزاق ( ،)4/300/7857وأحمسد (،)78 ،5/77 2
وتعرض للفت نة ال تي أل مت به ،و صرح بموق فه من الم سألة ببيانٍ نا صع،
وحجة واضحة ،وشدّ فهمه للنصوص بكلم بعض العلماء المحققين ،وهذا
كلمه بحرفه ونصّه وفصّه:
مي تتعلق بدعوة الكفار إلى
مض الحكام التم
مث بعم
مي هذا الحديم
«قلت :فم
السلم ،من ذلك :أن لهم المان إذا قاموا بما فرض اللّه عليهم ،ومنها :أن
يفارقوا المشرك ين ويهاجروا إلى بلد الم سلمين ،و في هذا أحاد يث كثيرة،
« :أ نا بر يء من يلت قي كل ها على ح ضّ من أ سلم على المفار قة ،كقوله
كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ،ل تتراءى نارهما» ،وفي بعضها أن
اشترط على بعض هم في البي عة أن يفارق المشرك ،و في بعض ها ال نبي
: قوله
«ل يقبمل اللّه -عمز وجمل -ممن مشرك بعمد مما أسملم عملً ،أو يفارق
المشركين إلى المسلمين».
إلى غير ذلك من الحاديث ،وقد خرجت بعضها في «الرواء» (-5/9
،)33وفيما تقدم برقم (.)636
سفُ له أ شد ال سف ،أن الذ ين يُ سْلمون في الع صر الحا ضر
وإن م ما يُؤْ َ
-ممع كثرتهمم والحممد للّه -ل يتجاوبون ممع هذا الحكمم ممن المفارقمة،
وهجرتهمم إلى بلد السملم ،إل القليمل منهمم ،وأنما أعزو ذلك إلى أمريمن
اللباني وقضيّة فلسطين اثنين:
الول :تكالبهم على الدنيا ،وتيسّر وسائل العيش والرفاهية في بلدهم بحكم
كون هم يعيشون حياة ماد ية ممت عة ،ل روح في ها ،ك ما هو معلوم ،في صعب
علي هم عادة أن ينتقلوا إلى بلد إ سلمي قد ل تتو فر ل هم ف يه و سائل الحياة
الكريمة في وجهة نظرهم.
والخر -وهو الهم :-جهلهم بهذا الحكم ،وهم في ذلك معذورون ،لنهم
لم يسمعوا به من أحد من الدعاة الذين تذاع كلماتهم مترجمة ببعض اللغات
الجنبية ،أو من الذين يذهبون إليهم باسم الدعوة؛ لن أكثرهم ليسوا فقهاء،
وبخا صة من هم جما عة التبل يغ ،بل إن هم ليزدادون ل صوقا ببلد هم ،حين ما
يرون كثيرا من المسلمين قد عكسوا الحكم بتركهم لبلدهم إلى بلد الكفار!
ف من أ ين لولئك الذ ين هدا هم اللّه إلى ال سلم أن يعرفوا م ثل هذا الح كم
22
ولذلك ف من الج هل المم يت والحما قة المتناه ية -إن لم أ قل وقلّة الد ين -أن
مب على
مت الحتلل اليهودي ،ويوجم
مة تحم
مب أخرق القامم
يختار خطيم
الجزائرييمن المضطهديمن أن يهاجروا إلى (تمل أبيمب) ،دون بلده المسملم
(عمّان) مثلً ،بل دون مكة والمدينة ،متجاهلً ما نشره اليهود في فلسطين
بعامة ،و(تل أبيب) و(حيفا) و(يافا) بخاصة من الفسق والفجور والخلعة،
() قال أبو عبيدة :رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (- 1/182 1
ط .دار الفكسر)= =،وأبسو القاسسم البغوي -ومسن طريقسه ابسن عسساكر
فسسي «تاريسسخ دمشسسق» ( ،-)1/150وعبببد ال ابسسن أحمسسد فسسي «زوائد
الز هد» ( - 2/90ط .دار النهضة) ،وعنه وكيع في «أخبار القضاة»
( ،)3/200وأبسسو نعيسسم فسسي «الحليسسة» ( ،)1/205والدينوري فسسي
«المجالسسة» (رقسم - 1238بتحقيقسي) -ومسن طريقسه ابسن عسساكر
فسسي «تاريسسخ دمشسسق» ( - 1/150ط .دار الفكسسر) -عسسن يحيسسى بسسن
سسعيد النصساري :أن أبسا الدرداء كتسب إلى سسلمان الفارسسي :أن هلم
إلى الرض المقدسسسسة ،فكتسسسب إليسسسه سسسسلمان :إن الرض ل تقدس
أحداً ...ثم ذكر كلماً ،وبعضهم اختصره.
وهذا إسناد منقطع ،يحيى بن سعيد لم يدرك القصة.
قال أبسو نعيسم :رواه جريسر ،عسن يحيسى بسن سسعيد ،عسن عبداللّه بسن
هبيرة :أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء ،نحوه.
أقول :هذا سسند ظاهره ُس التصسال ،عبداللّه بسن هُسبيرة هذا مسن الثقات،
وظاهره أنسسه أدرك سسسلمان ،لكسسن سسسلمان مات فسسي حدود (-35
40هس) ،وهذا مات سنة ( ،)126وله خمس وثمانون سنة ،فهو لم
يدرك سلمان قطعاً.
ورواه أبسو نعيسم -أيضاً -مسن طريسق مالك بسن دينار :أن سسلمان كتسب
إلى أبي الدرداء ...وهذا إسناد منقطع -أيضاً.-
24
حتمى سمرى ذلك بيمن كثيمر ممن المسملمين والمسملمات بحكمم المجاورة
والعدوى ،مما ل يخفى على من ساكنهم ،ثم نجاه اللّه منهم ،أو يتردد على
أهله هناك لزيارتهم في بعض الحيان.
وليمس ِبخَاف على أحمد أوتمي شيئا ممن العلم مما فمي ذاك الختيار ممن
س ِهمْ
المخالفة لصريح قوله -تعالى{ :-إِنّ الّذِي نَ تَ َوفّاهُ مُ ا ْلمَل ِئ َكةُ ظَاِلمِي أَ ْنفُ ِ
لرْ ضِ قَالُواْ َألَ مْ َتكُ نْ َأرْ ضُ اللّ هِ
ض َعفِينَ فِي ا َ
قَالُواْ فِي مَ كُنتُ مْ قَالُواْ كُنّ ا مُ سْتَ ْ
م وَسمَاءَتْ مَصمِيرا .إِلّ
جهَنّم ُ
م َ
م َمأْوَاهُم ْ
جرُواْ فِيهَما َفأُ ْولَئِك َ
م َعةً َفُتهَا ِ
وَاس ِ
ض َعفِينَ مِ نَ ال ّرجَالِ وَالنّ سَاءِ وَال ِو ْلدَا نِ لَ َي سْ َتطِيعُونَ حِيَلةً َولَ َي ْهتَدُو نَ
ا ْلمُ سْتَ ْ
غفُورا َومَن َيخْرُجْ
عفُوّا َ
عسَى اللّهُ أَن َي ْعفُوَ عَ ْنهُمْ َوكَانَ اللّهُ َ
سبِيلً َ .فأُ ْولَئِكَ َ
َ
جرُ هُ عَلىَ اللّ هِ
مِن بَيْتِ هِ ُمهَاجِرا ِإلَى اللّ هِ َورَ سُوِلهِ ُثمّ ُي ْد ِركْ هُ ا ْلمَوْ تُ َفقَدْ َو َق عَ َأ ْ
غفُورا رّحِيما} [النساء.]100-97 :
َوكَانَ الّلهُ َ
قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (:)1/542
« نزلت هذه الية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين،
و هو قادر على الهجرة ،ول يس متمكنا من إقا مة الدّ ين ،ف هو ظالم لنف سه،
مرتكب حراما بالجماع ،وبنص هذه الية».
وإن م ما ل يشكّ ف يه العالم الفق يه ،أن ال ية بعموم ها تدل على أك ثر من
الهجرة ممن بلد الكفمر ،وقمد صمرّح بذلك المام القرطمبي ،فقال فمي
اللباني وقضيّة فلسطين
«تفسيره» (« :)5/346وفي هذه الية دليل على هجران الرض التي
يُعمل فيها بالمعاصي ،وقال سعيد بن جبير :إذا عُمل بالمعاصي في أرض
س َعةً فَ ُتهَاجِرُواْ فِيهَا}».
فاخرج منها ،وتلَ{ :ألَمْ َتكُنْ َأرْضُ الّلهِ وَا ِ
وهذا الثر رواه ابن أبي حاتم في «تفسيره» ( )2/174/1بسند صحيح عن
سعيد ،وأشار إل يه الحا فظ في «الف تح» ،فقال (« :)8/263وا ستنبط سعيد
ابمن جمبير ممن هذه اليمة وجوب الهجرة ممن الرض التمي يعممل فيهما
بالمعصية».
و قد ي ظن ب عض الجهلة من الخطباء والدكاترة وال ساتذة ،أن قوله « :ل
هجرة بعد الفتح»( ) ناسخ للهجرة مطلقا ،وهو جهل فاضح بالكتاب والسنة 1
مناق شة جرت بي ني وبي نه ،بمنا سبة الفت نة ال تي أثار ها عل يّ ذلك الخط يب
المشار إليمه آنفا ،فلمما ذكرتمه بالحديمث الصمريح فمي عدم انقطاع التسموية
المتقدم بلفظ« :ل تنقطع الهجرة »...إلخ ...لم يحر جوابا!
وبهذه المنا سبة أن قل إلى القراء الكرام ما قاله ش يخ ال سلم ا بن تيم ية في
الحديث ين المذكور ين ،وأ نه ل تعارض بينه ما ،فقال في «مجموع الفتاوى»
(:)281 /18
«وكله ما حق ،فالول أراد به الهجرة المعهودة في زما نه؛ و هي
الهجرة إلى المدينمة ممن مكمة وغيرهما ممن أرض العرب؛ فإن هذه الهجرة
كانمت مشروعمة لمما كانمت مكمة وغيرهما دار كفمر وحرب ،وكان اليمان
بالمدينمة ،فكانمت الهجرة ممن دار الكفمر إلى دار السملم واجبمة لممن قدر
عليها ،فلما فتحت مكة وصارت دار السلم ،ودخلت العرب في السلم،
صارت هذه الرض كلها دار السلم ،فقال« :ل هجرة بعد الفتح» ،وكون
الرض دار ك فر ودار إيمان ،أو دار فا سقين لي ست صفة لز مة ل ها :بل
هي صفة عار ضة بح سب سكانها ،ف كل أرض سكانها المؤمنون المتقون
همي دار أولياء اللّه فمي ذلك الوقمت ،وكمل أرض سمكانها الكفار فهمي دار
ك فر في ذلك الو قت ،و كل أرض سكانها الف ساق ف هي دار ف سوق في ذلك
الوقت ،فإن سكنها غير ما ذكرنا ،وتبدّلت بغيرهم فهي دارهم.
وكذلك الم سجد إذا تبدّل بخمارة أو صار دار ف سق أو دار ظلم أو كني سة،
يشرك في ها باللّه كان بح سب سكانه ،وكذلك دار الخ مر والف سوق ونحو ها
إذا جعلت مسمجدا يعبمد اللّه فيمه -جمل وعمز -كان بحسمب ذلك ،وكذلك
الر جل ال صالح ي صير فا سقا والكا فر ي صير مؤمنا أو المؤ من ي صير كافرا
أو نحمو ذلك ،كمل بحسمب انتقال الحوال ممن حال إلى حال ،وقمد قال
طمَئِ ّنةً} اليمة ،نزلت فمي
َتم آ ِم َنةً ّم ْ
ّهم َمثَلً َقرْ َيةً كَان ْ
َبم الل ُ
ضر َ-تعالى{ :-وَ َ
م كة ل ما كا نت دار ك فر ،و هي مازالت في نف سها خ ير أرض اللّه ،وأ حب
أرض اللّه إليمه ،وإنمما أراد سمكانها ،فقمد روى الترمذي مرفوعا أنمه قال
لمكة وهو واقف بالحزورة« :واللّه إنك لخير أرض اللّه ،وأحب أرض اللّه
إلى اللّه ،ولول أن قوممي أخرجونمي منمك لمما خرجمت»( ) ،وفمي روايمة:
1
«خ ير أرض اللّه وأ حب أرض اللّه إلَ يّ» ،فبيّن أن ها أ حب أرض اللّه إلى
26
اللّه ورسوله ،وكان مقامه بالمدينة ومقام من معه من المؤمنين أفضل من
مقامهم بمكة لجل أنها دار هجرتهم؛ ولهذا كان الرباط بالثغور أفضل من
مجاورة مكمة والمدينمة ،كمما ثبمت فمي «الصمحيح»« :رباط يوم وليلة فمي
سمبيل اللّه خيمر ممن صميام شهمر وقياممه ،وممن مات مرابطا مات مجاهدا
وجرى عليه عمله ،وأجرى رزقه من الجنة ،وأمن الفتان»( ).
1
أنه قال« :رباط يوم في سبيل اللّه وفي «السنن» عن عثمان عن النبي
خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل»( ).
2
وقال أ بو هريرة( ) :لن أرابمط ليلة فمي سبيل اللّه ،أ حب إلي ممن أن أقوم
3
ليلة القدر عند الحجر السود .ولهذا كان أفضل الرض في حق كل إنسان
أر ضٌ يكون في ها َأطْوَ عَ للّه ور سوله ،وهذا يختلف باختلف الحوال ،ول
تتعين أرض يكون مقام النسان فيها أفضل ،وإنما يكون الفضل في حق
اللباني وقضيّة فلسطين
كمل إنسمان بحسمب التقوى والطاعمة والخشوع والحضور ،وقمد كتمب أبمو
الدرداء إلى سملمان :هلم إلى الرض المقدسمة! فكتمب إليمه سملمان :إن
قد آ خى ب ين الرض ل تقدس أحدا ،إن ما يقدس العبدَ عملُه .وكان ال نبي s
سملمان وأبمي الدرداء ،وكان سملمان أفقمه ممن أبمي الدرداء فمي أشياء ممن
جملتها هذا.
َاسمقِينَ}
{سمُأرِيكُم دَارَ الف ِ
وقمد قال اللّه -تعالى -لموسمى -عليمه السملمُ :-
وهي الدار التي كان بها أولئك العمالقة ،ثم صارت بعد هذا دار المؤمنين،
وهي الدار التي دل عليها القرآن من الرض المقدسة ،وأرض مصر التي
أورثها اللّه ب ني إ سرائيل ،فأحوال البلد كأحوال العباد ،فيكون الرجل تارة
ممملما وتارة كافرا ،وتارة مؤمنا ،وتارة منافقا ،وتارة برّا تقيا ،وتارة
مسم
فاسقا ،وتارة فاجرا شقيّا.
وهكذا المساكن بحسب سكانها ،فهجرة النسان من مكان الكفر والمعاصي
إلى مكان اليمان والطاعمة؛ كتوبتمه وانتقاله ممن الكفمر والمعصمية إلى
() رواه مسلم وغيره ،وهو مخرج في «الرواء» (( .)1200منه). 1
() قلت :وحسسسنه الترمذي ،وصسسححه الحاكسسم والذهسسبي ،وهسسو مخرج 2
() وقسع فسي هذه اليسة خطسأ مطبعسي فسي الصسل ،كمسا سسقط منسه مسا 1
وأخيرا ...ماذا يقولون في البو سنيين الذ ين لجأوا في هذه اليام إلى ب عض
البلد السملمية ،ومنهما الردن ،همل يحرّمون عليهمم -أيضا -خروجهمم،
ويقول فيهم -أيضا -رأس الفتنة« :يأتون إلينا؟ شو بساووا هون؟!».
إنه يجهل -أيضا -قوله -تعالى{ :-وَالّذِي نَ تَ َبوّءُوا الدّارَ وَالِيمَا نَ مِن قَ ْبِلهِ مْ
جةً ِممّا أُوتُواْ وَُيؤْ ِثرُونَ
جرَ ِإلَ ْيهِمْ وَلَ َيجِدُونَ فِي صُدُو ِرهِمْ حَا َ
ُيحِبّونَ مَنْ هَا َ
صةٌ} ،أم هم كما قال -تعالى -في بعضهم:
سهِمْ َولَوْ كَانَ ِبهِمْ خَصَا َ
علَى أَنفُ ِ
َ
ح ّرمُو َنهُ عَاما}؟!
حلّو َنهُ عَاما وَ ُي َ
{ ُي ِ
ويأتيممك بالنباء مممن لم تزود» سمتبدي لك اليام مما كنمت جاهلً
انتهى.
اللباني وقضيّة فلسطين
قال أبو عبيدة:
متمى أفتمى العالم المشهود له بالعلم ممن قبمل المعتمبرين ،واسمتخدم قواعمد
العلماء فمي السمتنباط ،ولم يصمادم نصمّا صمريحا صمحيحا ،ولم يخرق
إجماعا مع تبرا ،فقوله يدور ب ين ال جر والجر ين ،ول يجوز أن يتّ هم في
نيّتمه ،وأن يسمفّه رأيمه ،وإنمما يناقمش مناقشمة علميمة ،بالحجّة والبرهان،
وتراعى حرمته ومنزلته ،ول تهدر حسناتُه وجهوده( ).
1
() المثلة على ذلك كثيرة؛ مسن أشهرهسا :مسا حازه أهسل الحرب مسن 1
فلسطين
فلسطين وقضيّةوقضيّة
اللبانياللباني
وبناءً عليمه؛ فإن منزلة الشيمخ المام المحدث العلممة محممد ناصمر الديمن
اللباني غير خاف ية على كل من له عناية وصلة بالكتاب الشرعي ،فضلً
عن طل بة العلم ،أو المتخ صصين في سائر العلوم ،ول سيما علم الحد يث
النبوي( ).
1
وم ما يخفى على كثير من محبّيه ،والمتتبع ين لخباره وأحواله :جهاده في
فلسطين.
بينما قال الشافعية :هو باق على ملك المسلم ،وله أخذه منه بغير
عوض.
انظسسسر« :مختصسسسر المزنسسسي» (« ،)273المهذب» ( ،)2/243
«المجموع» ( « ،)21/218حليسة العلماء» ( « ،)7/661روضسة
الطالبيسسن» (« ،)335 ،294 ،10/293مختصسسر الخلفيات» (
5/51رقم .)317
وهذا مذهب الحنابلة.
انظر« :مسائل أحمد» ( )243لبي داود« ،المغني» ( ،13/117
« ،)121النصسساف» ( « ،)4/159تنقيسسح التحقيسسق» ( ،)3/342
«منتهسسسى الرادات» ( « ،)640-638 /1تقريسسسر القواعسسسد» (
- 414-3/412بتحقيقسي)« ،ذيسل طبقات الحنابلة» ( .)1/120
=
ن للكفار شبهسة ملك على مسا = ووجهسة نظسر المالكيسة والحنفيسة أ ّس
حازوه مسسسن أموال المسسسسلمين ،يدل عليسسسه قوله -تعالى{ :-لِلْفُقََراءِ
َ
م} [الحشر ،]8 :فسماهم فقراء جوا ْ ِ
من دِيَارِه ِ ْ ن أُ ْ
خرِ ُ ن ال ّذِي َ
جرِي َ ال ْ ُ
مهَا ِ
بعسسد هجرتهسسم وتركهسسم ديارهسسم وأموالهسسم ،ولنسسه ل خلف أنهسسم لو
اسستهلكوه ،ثسم أسسلموا ،لم يضمنوه ،ولو أتلفسه مسسلم على صساحبه
للزمه غرمه ،فدل ذلك على ثبوت شبهة الملك المشترك.
فل يجوز لعاقسل -فضل ً عسن طالب علم -أن يت ّسهم الحنفيسة والمالكيسة
بسس(التفريسط فسي بلد المسسلمين) ،وأنهسم يقّرون (اسستيلء اليهود على
فلسسسسطين) ،ومسسسا شابسسسه مسسسن العبارات التسسسي ل تصسسسدر إل عسسسن
(الموتورين)!! (المتعالمين)!!
نعسسم ،بل شسسك أن الراجسسح مذهسسب الشافعيسسة والحنابلة؛ لمسسا أخرجسسه
مسسسلم فسسي «صسسحيحه» (رقسسم ،)1641وأحمسسد فسسي «مسسسنده» (
- )4/430والمذكور لفظسسه -وغيرهمسسا« :عسسن عمران بسسن حصسسين،
قال :كانت العضباء لرجل من بني عقيل ،وكانت من سوابق الحاج،
30
قال الشيمخ زهيمر الشاويمش -حفظمه اللّه -فمي مقالة( ) له بعنوان( :نقاط
1
ي سيرة من سيرة عطرة للش يخ اللبا ني مع الحد يث النبوي الشر يف) ب عد
كلم:
«وحتمى فمي العداد للجهاد فمي فلسمطين ،وقمد أعدّ الشيمخ ناصمر نفسمه
لمقاوممة السمتيطان الصمهيوني ،وكاد أن يصمل إلى فلسمطين ،لول المنمع
الحكومي للمجاهدين».
قلت :وصمل الشيمخ فلسمطين سمنة 1948م ،وصملّى فمي المسمجد القصمى،
فأسسر الرجسل وأخذت العضباء ،فحبسسها رسسول اللّه لرحله ،ثسم إن
المشركيسن أغاروا على سسرح المدينسة ،وكانست العضباء فيسه ،وأسسروا
امرأة من المسلمين ،فكانوا إذا نزلوا أراحوا إبلهم بأفنيتهم ،فقامت
المرأة ذات ليلة بعدما ناموا ،فجعلت كلمسا أتت على بعيسر رغسا ،حتسى
أتست على العضباء ،فأتست على ناقسة ذلول فركبتهسا ،ثسم وجهتهسا قبسل
المدينسة ،ونذرت إن نجاهسا اللّه عليهسا لتنحرنهسا ،فلمسا قدمست المدينسة
عرفست الناقسة ،وقيسل :ناقسة رسسول اللّه ،فأخسبر النسبي بنذرهسا ،أو
أتتسسه فأخسسبرته ،فقال رسسول اللّه « :بئس مسا جزتهسا إن اللّه أنجاهسا
عليها لتنحرنها» ،ثم قال رسول اللّه « :ل وفاء في معصية اللّه ،ول
فيما ل يملك ابن آدم».
فلو ملكهسا المشركون مسا أخذهسا رسسول اللّه وأبطسل نذرهسا ،وقسد
بحسسث هذه المسسسألة أسسستاذنا فتحسسي الدرينسسي فسسي كتابسسه «المناهسسج
الصسسسسولية فسسسي الجتهاد بالرأي» ( ،)291-1/289وردهسسسا على
أصسسسولها وبينهسسسا أحسسسسن بيان ،قال -حفظسسسه اللّه« :-ولخطورة هذه
المسسألة ،وأهميتهسا البالغسة فسي كسل مسن العلقات الدوليسة والقانون
الدولي العام ،ل بسد أن نقرر مسا هسو الحسق فيهسا ،مؤيدا ً بالدلة ،وبروح
التشريع السلمي.
إن منطسق القوة لم يعهسد فسي الشرع مزيل ً ليسد محق َّسة ،ومقررا ً ليسد
مبطلة ،لنسسه محسسض بغسسي وعدوان ،وذلك بالبداهسسة ل يصسسلح سسسنداً
للملكية؛ لكونه محرما ً في الشريعة تحريما ً قاطعاً.
ولو أقسسر مبدأ العدوان هذا ،لنخرم أصسسل الحسسق والعدل ،ولضطرب
حبسل المسن فسي العالم كله ،ومسا أنزلت الشرائع ،وأرسسل الرسسل ،إل
لجتثاث أصول العدوان ،ولقرار= =الحق والعدل بين البشر؛ لقوله
َ َ
ن ب وَال ْ ِ
ميَزا َ م الْكِتَا َ ت وَأنَزلْن َا َ
معَه ُ ُ سلَنَا بِالْبَي ِّنَا ِ
سلْنَا ُر ُ-تعالى{ :-لَقَد ْ أْر َ
ط} [الحديد.]25 : س ِ س بِالْقِ ْم النَّا ُ
لِيَقُو َ
وأيضاً؛ لو كان الستيلء القهري بقوة السلح من قبل العداء وسيلة
31
ورجع مرشدا دينيا للجيش السعودي بعد ما سموه بالنكسة ،وقد تاهوا في
الطريمق ،وله فمي تفصميل ذلك كتاب ماتمع محفوظ ،اسممه «رحلتمي إلى
نجد»( ). 1
أفل يشفع له عزمه وهمّه هذا عند هؤلء ،ولم يكن ذلك -فيما نحسب،
واللّه حسيبه -إل دفاعا عن المستضعفين في سبيل اللّه -تعالى ،-أم أن
منهج هؤلء تصيّد العيوب ،والفَتْش عن القوادح ،حتى تحول دون وصول
لمّة ،وعلى أيّ :فالحقيقةدعوة الكتاب والسنة بفهم السلف إلى شباب ا ُ
قويّة ،ول بد أن تظهر ولو بعد حين ،وحبل الكذب قصير.
المغامرة بالنّفس
نكرة فسسي سسسياق النفسسي ،فتعسسم كسسل سسسبيل؛ سسسواء أكان واقعا ً على
نفوسهم ،أو أموالهم ،أو ديارهم.
ول يقال -كذلك :-إن اللّه لم يجعسل للكافريسن على المسسلمين حجسة؛
لن الصيغة عامة فيجب إجراؤها على العموم -كما هو الصل ،-إذ ل
دليل على التأويل أو التخصيص= .
=انظسسر« :كشسسف السسسرار» ( 1/68ومسسا بعدهسسا)« ،التوضيسسح» (
1/131وما بعدها)« ،أصول السرخسي» (.)1/236
كذلك ل يقال :إنه لو كانت أموال المسلمين باقية على ملكهم ،رغم
إخراجهسسم مسسن ديارهسسم ،لطلق عليهسسم القرآن الكريسسم كلمسسة «أبناء
السبيل»؛ وهم :من انقطعت بهم صلتهم بأموالهم لبعدهم عنها ،ولم
يسسسسمهم «فقراء»؛ فدل ذلك على أنهسسسم فقراء حقيقسسسة ،قسسسد زالت
ملكيتهسسم عنهسسا؛ لنسسا نقول :إن ابسسن السسسبيل؛ هسسو« :المسسسافر» الذي
انقطعت به الطريق ،ونفد ماله ،وله طماعية في الرجوع إلى بلده،
لتمكنسه مسن ذلك ،وهذا مفهوم يختلف عمسن أُخرج مسن دياره وأمواله
عنوة ،وليسس فسي وسسعه أن يعود إليهسا ،لذا صسح اعتباره كأنسه فقيسر،
أضف إلى ذلك أنهم قد توطنوا بالمدينة.
انظر« :كشف السرار» (« ،)1/69حاشية الزميري على المرآة»
(.)2/76
ووصسفهم بكونهسم فقراء مجازاً ،ل يشعسر بزوال ملكيتهسم عسن ديارهسم
وأموالهم ،بل يفيد ثبوتها لهم ،بقرينة إضافتها إليهم ،ولن في إطلق
هذه الكلمسسة عليهسسم ،إثارة للتعطسسف الداعسسي إلى رعايتهسسم ،وتدبيسسر
مصالحهم ،والهتمام بشؤونهم ،تخفيفا ً لوطأة الظلم عنهم ،وتحقيقاً
لما تقتضيه الخوة نحوهم».
قلت :وانظر نصرة هذا الختيار في «أحكام أهل الذمة» لبن القيم
( ،)1/291وهسو اختيار ابسن حزم وابسن تيميسة ،انظسر« :الختيارات
الفقهية» (ص « ،)312المحلى» ( « ،)7/301الفيء والغنيمة» (
فيها ،ول يجُوزُ أن تُهدر مكان ُتهُ وإمام ُتهُ ومنزل ُتهُ مِن ُقلُوب المُسلمين»( ).
1
ويزداد ع جبي -بل ل ينت هي -عندمما ن جد المسموّغات بالجملة ،وتح سين
الظمن يكمبر ويكثمر حتمى يصمل إلى حمد السمذاجة ،والمروق عمن قواعمد
المنطمق والعلم فمي حمق المتسماهلين فمي الديمن ،والخارجيمن عمن السمبيل
والدليمل ،ولمما يصمل الممر إلى الشيمخ اللبانمي وتلميذه ،ينعكمس الحال،
وتتّهم النوايا ،وتحمّل القوال والفعال فوق ما تحتمل ،وما هذا -في حقيقة
ال مر -إل الح قد والح سد ،وإخراج ل ما في النفوس ،فالو يل ل صحابها إن
(الماجسستير) فيسه ،أخسذ يضرب خبسط عشواء -كعادتسه -فسي الرد على
السسلفيين والعلماء الربانييسن ،وينشسر ذلك فسي الجرائد ،ويطلع علينسا
بيسن الحيسن والحيسن بمسا يدهسش ويثيسر الغرابسة والتسساؤل ،ول أعلم أن
له مصلحة في ذلك سوى إرضاء من معه من الحزبيين الغارقين في
التعصسسب لمثال القرضاوي! حتسسى أنسسه ل يسسساويه ول يدانيسسه -عنده-
بأحد! وللتفصيل مقام آخر.
() منشورة في مجلة «الفرقان» العدد (( )115ص .)19 1
)(1أخسسبرني الخ نظام سسسكجها -حفظسسه اللّه -أن إحدى بناتسسه (حفيدة
الشيسخ) ،انشغلت بنسسخه عسن أصسول الشيسخ -رحمسه اللّه ،-ولعله يظهسر
قريباً ،يسر اللّه ذلك بمنه وكرمه.
-بتحقيقسي) ،وقارن بسس«الموافقات» () «إعلم الموقعيسن» (4/235 1
للشاطبي ( - 137-5/136بتحقيقي).
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
أبقوها على تدنيسها! ولم يعملوا على تزكيتها!
() المنع منها في غير بلدهم وديارهم من باب أولى وأحرى. 1
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
أولً :هذه مسمائل علميمة نظريمة ،يتكلم فيهما العلماء بعاممة ،على وفمق مما
ترج ّح لهمم ممن نصموص الشرع ومقاصمده ،ول يعنون حَدَثا مما ،أو فئة
معيّنة ،أو عمليات قائمة في بلد معين.
ثانيا :أن ممن أسمباب التوسمعة فمي الخلف فمي المسمائل الفقهيمة( :ازدحام
المصالح والمفاسد) في (المحل الواحد) ،والمجتهد يرجّح بعد (تحقيق مناط)
المسمائل -أي :معرفمة واقعهما ممن حيثُم المصملحةُ
المغامرة بالنفس مة! ول
ما ألبتم
مدةُ ،-فل مجال لتّهام النوايم
والمفسم
لتطويل اللسنة في أولياء اللّه -تعالى.) (-
1
ثالثا :إن لمعر فة هذه الم صالح والمفا سد :ت صورا دقيقا ،وضبطا وتحريرا
وتقديرا ،ل بمد ممن السمتعانة بأهمل الخمبرة فمي هذا الباب ،والعلماء
المتخصصون في العلوم العسكرية يقررون :أن هذه العمليات بمثابة (وخز
الدبوس) ،فهي ل تهزم عدوا ،ول تعمل على فنائه أو غلبته ،بل هي تثوّر
أع صابه ،وتغيّر م سار تخطيطا ته ،وتج عل عنده ردود ف عل سريعة غ ير
مضبو طة ول مخ طط ل ها ،فضلً عن (الروح المعنو ية) ال تي تكون ع ند
الجنود ،ولذا؛ ل يج ني ثمار هذه العمليات -من وج هة ن ظر ع سكرية -إل
الجيمش والعسمكر الذي يحيمط بالعدو ،أمما إفراد هذه العمليات دون جيوش
ودسماكر وعسماكر ،فإن فائدتهما -أكثمر مما تظهمر -فمي التأديمب العاجمل،
حقّ قَ المقاصد الشرعية الصلية
وشفاء الصدور من أهل الباطل ،أما أن ُت َ
المعتبرة من الحروب والجهاد ،فل ،بل قد يترتب عليها أحيانا مضار أكثر
من ها ،ف هي من هذه الحيث ية في هذه الحالة ،تتنزل ب ين مرتبت ين ،وتشبه ها
حالتين من حالت المر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ هما:
الولى :بمثابمة المنكمر الذي إذا تغيّرم ،ترتّب عليمه منكمر أكمبر منمه ،فهذا
() من بديع كلم المام الشافعي -رحمه اللّه« :-إذا لم يكن العلماء 1
سادسا :من ال صور المشرو عة ،ال تي ل خلف فيها ،وتش هد لها ن صوص
كثيرة ،ووقائع عديدة ممن حياة الصمحابة والتابعيمن ،وممن بعدهمم ممن
الصمالحين( ) :أن ينغممس العدد القليمل ،أو الفرد الواحمد ،فمي صمفوف
2
الكثير ين من المقاتل ين ،ويغلب على ظ نه الموت ،فهذه صورة مشرو عة
م ستثناة من صور الخلف فضلً عن الم نع ،بل هي من أف ضل العمال
المقر بة إلى رضوان اللّه -عز و جل ،-وأ صحابها بائ عو أنف سهم للّه -عز
وجمل ،-كمما سمبق قريبا فمي كلم ابمن تيميمة
س
ابببلمغامرة ببببالبنبف -رحمه اللّه.-
وقال -أيضا:-
قصة أصحاب الخدود، عن النبي s ()3
« وقد روى مسلم في «صحيحه»
() وكذلك من دخل بلد الكفار باستئمان (التأشيرة اليوم) ،فل يجوز 1
والغلم ( ،)3005وأسسهب ُ
ت فسي تخريجهسا وذكسر الفوائد والعسبر منهسا
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وفيها« :أن الغلم أمر بقتل نفسه لجل مصلحة ظهور الدين»؛ ولهذا جوز
الئ مة الرب عة أن ينغ مس الم سلم في صمف الكفار ،وإن غلب على ظنمه
أنهم يقتلونه :إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين ،وقد بسطنا القول في هذه
المسألة في موضع آخر.
فإذا كان الر جل يف عل ما يعت قد أ نه يق تل به ل جل م صلحة الجهاد ،مع أن
قتله نفسمه أعظمم ممن قتله لغيره :كان مما يفضمي إلى قتمل غيره لجمل
م صلحة الد ين ال تي ل تح صل إل بذلك ،ود فع ضرر العدو المف سد للد ين
والدنيما ،الذي ل يندفمع إل بذلك أولى ،وإذا كانمت السمنة والجماع متفقيمن
على أن ال صائل الم سلم إذا لم يند فع صوله إل بالق تل ق تل ،وإن كان المال
في الحد يث ال صحيح« : الذي يأخذه قيراطا من دينار ،ك ما قال ال نبي
من قتل دون ماله فهو شهيد ،ومن قتل دون دمه فهو شهيد ،ومن قتل دون
حر مه ف هو شه يد»( ) ،فك يف بقتال هؤلء الخارج ين عن شرائع ال سلم،
1
المحاربيمن للّه ورسموله ،الذيمن صمولهم وبغيهمم أقمل مما فيهمم ،فإن قتال
المعتد ين ال صائلين ثا بت بال سنة والجماع ،وهؤلء معتدون صائلون على
المسلمين :في أنفسهم ،وأموالهم ،وحرمهم ،ودينهم ،وكل من هذه يبيح قتال
الصائل عليها ،ومن قتل دونها فهو شهيد ،فكيف بمن قاتل عليها كلها»( ).
2
عن المنكر):
«ل خلف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل ،وإن
علم أنه يقتل ،وكما أنه يجوز أن يقاتل الكفار حتى يقتل جاز -أيضا -ذلك
في المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ولكن لو علم أنه ل نكاية لهجومه
على الكفار ،كالعممى يطرح نفسمه على الصمف ،أو العاجمز ،فذلك حرام،
ودا خل ت حت عموم آ ية التهل كة ،وإن ما جاز له القدام إذا علم أ نه ل ُيقْ تل
حتى َيقْتل ،أو علم أنه يكسر قلوب الكفار بمشاهدتهم جرأته ،واعتقادهم في
سمائر المسملمين قلة المبالة ،وحبهمم للشهادة فمي سمبيل اللّه ،فتكسمر بذلك
شوكتهم».
وقال الراف عي والنووي وغيره ما :التغر ير بالن فس في الجهاد جائز ،ون قل
في «شرح مسلم»( ) التفاق عليه ،ذكره في (غزوة ذي قرد).
2
وقال في قصة عمير بن الحمام حين أخرج التمرات من قرنه ،فجعل يأكل
من هن ،ثم قال« :إن أ نا حي يت ح تى آ كل تمرا تي هذه ،إن ها لحياة طويلة»،
فرمى بما كان معه من التمر ،ثم قاتل حتى قتل.
قال النووي« :فيمه جواز النغماس فمي الكفار والتعرض للشهادة ،وهمو
جائز ل كراهة فيه عند جماهير العلماء»( ) انتهى.
3
.)10/250
() (( )13/46باب ثبوت الجنة للشهيد). 3
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وقال البيهقي في «سننه»( )( :باب من تبرع بالتعرض للقتل):
4
، « قال الشاف عي( ) -رح مه اللّه تعالى :-قد بورز ب ين يدي ر سول اللّه
2
وحممل رجمل ممن النصمار حاسمرا على جماعمة المشركيمن يوم بدر بعمد
إياه بمما فمي ذلك ممن الخيمر، إعلم النمبي
المغامرة بالّنفس فقتل».
قال البيهقي « :هو عوف بن عفراء ،ذكره ابن إسحاق» ،ثم ذكر في الباب
قصة عمير بن الحمام ،وأنس بن النضر ،وغير ذلك.
وقال أ بو عبداللّه القر طبي في « تف سيره »( )« :اختلف العلماء في اقتحام
3
الرجمل فمي الحرب وحمله على العدو وحده ،فقال القاسمم بمن مخيمرة
والقا سم بن مح مد وعبدالملك من علمائ نا :ل بأس أن يح مل الر جل وحده
على الج يش العظ يم ،إذا كان ف يه قوة ،وكان للّه بنيّة خال صة ،فإن لم ت كن
له قوة فذلك من التهل كة ،وق يل :إذا طلب الشهادة وخل صت الن ية فليح مل؛
لن مقصوده واحد منهم( ) ،وذلك بَيّ نٌ في قوله -تعالىَ { :-ومِ نَ النّا سِ مَن
4
يوم أحد في سبعة من النصار ،ورجلين من قريش ،فلما رهقوه ،قال :من
يرد هم عنا وله الج نة ،أو هو رفيقي في الجنة؟ فتقدم رجل من النصار،
فقاتل حتى قتل ،فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة ،فقال النبي « :ما أنصفنا
أصمحابنا» ،قال« :هكذا الروايمة « :أنصمفنا أصمحابنا» ،وروي بفتمح الفاء
ورفع الباء ،ويرجع إلى من فرّ عنه من أصحابه» ،قال « :وقال محمد بن
الح سن( ) :لو حمل رجل وا حد على ألف ر جل من المشرك ين ،و هو وحده 3
لم ي كن بذلك بأس ،إذا كان يط مع في نجاة أو نكا ية في العدو ،فإن لم ي كن
كذلك ف هو مكروه؛ ل نه عرض نف سه للتلف من غ ير منف عة للم سلمين ،فإن
كان قصمده تجرئة المسملمين عليهمم حتمى يصمنعوا مثمل صمنيعه فل يبعمد
جوازه؛ لن ف يه نفعا للم سلمين على ب عض الوجوه ،فإن كان ق صده إرهاب
العدو ليعلم العدو صلبة الم سلمين في الد ين ،فل يب عد جوازه إذا كان ف يه
نفمع للمسملمين ،فَ َتلَفُم النفمس لعزاز ديمن اللّه وتوهيمن الكفمر ،فهمو المقام
() أخرجسه البخاري :كتاب المغازي :باب غزوة أحسد (رقسم )4046 1
ومثله ما نقله ابن حجر في «الفتح»( ) عن المهلب قوله« :وقد أجمعوا على
2
وقال ابمن المناصمف « :واختلف أهمل العلم فمي حممل الرجمل وحده على
الجيش والعدد الكثير من العدو.
فأقول :أحوال الذي يحمل وحده ثلث:
-حال اضطرار وقلّة :ح يث يح يط به العدو ،و هو يخاف تغلّب هم عل يه،
وأسرَهم إياه ،فذلك جائز أن يحمل عليهم باتفاق.
-وحال يكون فيهما فمي صمفّ المسملمين ومعهمم ،فيحممل إرادة السمّمعة
والتصاف بالشجاعة ،فهذا حرام باتّفاق.
-وحال يكون كذلك مع الم سلمين ،فيح مل غضبا للّه ،محت سبا نف سه ع ند
اللّه ،ففي هذا اختلف أهل العلم ،فمنهم من كره حمله وحده ،ورآه مما نهى
والخل صة :إن هذه الصورة مقيدة بقيود ،اختلف العلماء في التعبير عنها،
والمعنى والفحوى والمضمون -في الجملة -واحد؛ وهو:
«أن يعلم أنمه ل ُيقْتمل حتمى َيقْتمل» ،أو « لو علم أن لهجوممه نكايمة على
الغزالي ،وكمسا سسيأتي فسي (عاشراً) فسي كلم للعّز والشاطسبي -رحسم
اللّه الجميع.-
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الكفار» ،أو «علم أنمه يكسمر قلوب الكفار( ) بمشاهدتهمم جرأتمه» ،أو أنمه
1
«سينكي نكاية أو يؤثر أثرا ينتفع به المسلمون» ،أو «ل يتر تب على ذلك
وهن في المسلمين».
وهذه القيود متوفّرة في (العمليات) المبحوثة السابقة ،إل أنه ينبغي الوقوف
بتأمل مع قول محمد بن الحسن« :إذا كان يطمع في نجاة»!
وممما ينبغمي التنبمه له :أن القتمل بالتغريمر بالنفمس الجائز فمي النصموص
والنقولت السمابقة همو مما يقمع على أيدي الكفار وسملحهم ،ولذا ل إشكال
في جواز هذه العمليات الفدائية( ) ،وأنها من قبيل العمليات الستشهادية.
2
() مسن بديسع تأصسيل وتفصسيل العسز بسن عببد السبلم فسي كتابسه «قواعسد 1
خيسسر معاش الناس ...كلمسسا سسسمع هيعسسة أو فزعسسة ،طار عليسسه يبتغسسي
القتل أو الموت مظانه ،»...قال معلقاً« :انظر تفسيره ودللته على
جواز العمليات الفدائية فيما تقدم».
() سسيظهر هذا التفريسق جليا ً فسي كلم الشيسخ اللبانسي -رحمسه اللّه- 1
() ولذا ينبغسي تعليسق هذه (المسسائل) على (المجامسع الفقهيسة) ،بعسد 1
() مسسسن سسسسمات المحققيسسسن مسسن الفقهاء :عدم التعدي على ألفاظ 3
فإذا كان العظم إثما ،وقتل الكثر عددا جائزا في هذه الصورة لمعنىً
واللّه الموفق.
ويلحق بهذا المعنى ما ذكره العلمة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه اللّه-
في « فتاويه»( ) ،قال « :الفرنساويون في هذه السنين تصلبوا في الحرب،
2
() مسع مراعاة الفرق بيسن المريسن ،وهسو فسي نظري غيسر جوهري ول 1
() هسي مسا تسسمى فسي بلد الشام بسس(الشرنجسة)؛ وهسي :الحقنسة التسي 3
يكون بهسا الدواء ،وكان الفرنسسيون على حقسن هذه (الشرنقات) فسي
ب
أسرى المسلمين من المجاهدين لنتزاع العترافات منهم ،بأسلو ٍ
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ليعلم هم بالذخائر والمكا من ،و من يأ سرونه قد يكون من الكابر ،في خبرهم
أن في المكان الفلني كذا وكذا.
وهذه البرة ت سكره إسمكارا مقيدا ،ثم هو مع هذا كل مه مما يختلط ،فهمو
يختص بما يبينه بما كان حقيقة وصدقا.
جاءنما جزائريون ينتسمبون إلى السملم يقولون :همل يجوز للنسمان أن
ينتحر مخافة أن يضربوه بالشرنقة ،ويقول :أموت أنا
المغامرة بالنفس وأنا شهيد -مع أنهم يعذبونهم بأنواع العذاب-؟
فقلنما لهمم :إذا كان كمما تذكرون فيجوز ،وممن دليله:
«آمَنّا ِبرَبّ الغُلم» ،وقول بعض أهل العلم :إن السفينة ...إلخ .إل أن فيه
التو قف من ج هة ق تل الن سان نف سه ،ومف سدة ذلك أع ظم من مف سدة هذا،
فالقاعدة محكمة ،وهو مقتول ول بد»( ) انتهى.
1
مؤذ ٍ خبيث.
() انظر في مسألة (قتل المسلم نفسه إذا تيقّن من الوقوع في 1
ُ
أسر العدو) أو من (أجل التخل ّص من التعذيب)« :الجهاد والفدائية
في السلم» (ص )167لحسن أيوب« ،الجهاد والقتال» لمحمد
خير هيكل (« ،)2/1403الموسوعة الطبية الفقهية» ()105
لحمد كنعان.
قال أبو عبيدة :الراجح بقوّة حرمة قتل النسان نفسه إذا وقع
ب سواه.أسيراً ،أو خشي من تعذيب العدو له ،واللّه الموفق ل ر ّ
() (.)2/25 2
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
أرأيتم السمفينةَ إذا أحرقهما العدوّ وفيهما أهلُ السملم ،أكان
َ المام مالك)-
«مالكٌ» يَكرَهُ لهم أن يطرحوا بأنفسهم؟ وهل يراهم قد أعانوا على أنفسهم؟
قال :بلغ ني أنّ «مالكا» سُئل ع نه ،فقال :ل أرى به بأ سا ،إنّ ما يفرّون من
الموت إلى الموت! قال اب نُ َوهْب :قال ربيعةُ :أيّما َرجُلٍ َيفِرّ من النار إلى
أمر يعرِف أنّ فيه قَ ْتلَه ،فل ينبغي له ،إذا كان إنما يفرّ من موت إلى موت
وإنم كان إنمما تحاملَ فمي ذلك رجاءَ
ْ أيسمرَ منمه ،فقمد جاء مما ل َيحِلّ له،
عطَ بَ
النجاة ...فكلّ مُتحامل لمر يرجو النجاة فيه فل جُنَا حَ عليه ،وإ نْ َ
فيه.
قال :وبلغني عن ربيعةَ أنه قال :إنْ صبر فهو أكرمُ -إن شاء اللّه.»-
وقال ابمن جزي« :وقمد اختُلف فمي المركمب يُلقمى عليمه النارُ ،همل يُلقمي
الرجلُ نف سَه ليغرق أم ل؟ وأمّ ا إ نْ قو تل فل يُغرق نف سَه ،بل ي قف للقتال
حتى يموت»( ).
1
وقال الدرديمر « :وجاز انتقالٌ ممن سمبب موت لخمر؛ كحرقهمم سمفينة إن
طرَ حَ نف سَه في البحر هلك ،ووجب النتقالُ إن رجا
استمرّ فيها هلك ،وإن َ
به حياةً ،أو طولَها ،ولو حصل له معها ما هو أشدّ من الموت! لنّ حفظ
النفوس واجبٌ ما أمكن!»( ).
2
عّلقَ الدّسُوقي على ما سبق ،فقال « :فَرضُ المسألة استواءُ المرين؛ أي:
وَ
.)10/389
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
جميعا؛ لِمَا فَوّتَ هُ على الناس من م صالح بقائه ،وَلمّ ا عمّ ت الم صلحةُ في
إنقاذ ولة العدل والقسماط والنصماف ممن المهالك ،جُع ِل أجرُ مُ ْنقِذِهما،
كأ جر من أن قذ الناس من أ سباب الهلك جميعا؛ لعموم ما سعى ف يه من
المصالح».
قطعم العالم أو الحاكمم أو المفتمي أو المام العظمم
ُ وكذلك قوله« :وليمس
لسان نفسه ،كقطع من ل يُن َتفَعُ بلسانه لسانَ نفسِه».
قال« :والمدارُ فمي هذا كله على رُتَب تفويمت المصمالح وتحقيمق المفاسمد،
أعظمم وزرا ،فليسمت
َ فكمل عضوٍ كانمت منفعتُه أَتَمّ ،كانمت الجنايةُ عليمه
الجنايةُ على العقل واللسان كالجناية على الخناصر والذان».
قال« :من قتل إماما عَ ْدلً ،أو حاكما مُق سِطا ،أو مفتيا مُبرّزا ،كان عليه إثم
جلْب المصالح
القتل ،وإثم ما فوّت على المسلمين مما كانوا يقومون به من َ
و َدرْء المفاسد».
قال« :وكذلك من ق تل أباهَ ،أثِ مَ إ ْث مَ الق تل وإثْ مَ العقوق؛ لتحقي قه المف سدتين
بفعل واحد»( ).
1
حديث فيه« :ومن قتل نفسه بحديدة ،فحديدته في يده ،يجأ بها في
بطنه في نار جهنم خالدا ً فيها أبداً».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الغلم ،وهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويُوغر صدره هذا العمل ،حتى يفتك
بالمسلمين أشدّ فتك.
ك ما يو جد من صنع اليهود مع أ هل فل سطين ،فإن أ هل فل سطين إذا مات
الواحمد منهمم بهذه المتفجرات ،وقتمل سمتة أو سمبعة ،أخذوا ممن جراء ذلك
ستين نفرا أو أك ثر ،فلم يح صل في ذلك ن فع للم سلمين ،ول انتفاع للذ ين
فُجرت المتفجرات في صفوفهم.
ولهذا نرى أنّ ما يفعله بعض الناس من هذا النتحار ،نرى أنه قتل للنفس
بغيمر حمق ،وأنّهم مُوجمب لدخول النار -والعياذ باللّه ،-وأن صماحبه ليمس
بشهيد ،لكن إذا فعل النسان هذا متأولً ظانا أنه جائز ،فإننا نرجو أن يَسلَم
ممن الثمم ،وأمّام أن تكتمب له الشهادة فل؛ لنمه لم
المغامرة بالنفس
يسلك طريق الشهادة ،ومن اجتهد وأخطأ فله أجر»
انتهى كلمه.
إذا؛ الشيمخ ابمن عثيميمن -رحممه اللّه -يرى أن النتائج المترتبمة على هذه
العمليات ،هي التي تقرر مشروعيتها من عدمها ،وأن في تقدير الشيخ أن
ما يقوم به أ هل فل سطين ممنوع؛ ل ما يتر تب عل يه من آثار سيئة في حق
سائر أفراد الشعب ،وقد صرح بذلك في «اللقاء الشهري» ( ،)20وهذا نص
السؤال والجواب بالحرف:
«السؤال :فضيلة الشيخ! علمت -حفظك اللّه -ما حصل في يوم الربعاء
من حادث قُتل فيه أكثر من عشرين يهوديا على يد أحد المجاهدين ،وجرح
فيه نحو خمسين ،وقد قام هذا المجاهد فل فّ على نفسه المتفجرات ،ودخل
في إحدى حافلتهم ففجّرها ،وهو إنما فعل ذلك:
لنم اليهود يقتلون الشباب
أولً :لنمه يعلم أنمه إن لم يقتمل اليوم قُتمل غدا؛ ّ
المسلم هناك بصورة منتظمة.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ثانيا :إن هؤلء المجاهديممن يفعلون ذلك انتقاما مممن اليهود الذيممن قتلوا
المصلين في المسجد البراهيمي( ).
1
ثالثا :إنهمم يعلمون أن اليهود يخططون همم والنصمارى للقضاء على روح
الجهاد الموجودة في فلسطين.
والسمؤال همو :همل هذا الفعمل منمه يعتمبر انتحارا أو يعتمبر جهادا؟ ومما
نصيحتك في مثل هذه الحال ،لننا إذا علمنا أن هذا أمر محرّم لعلنا نبلغه
إلى إخواننا هناك ،وفقك اللّه؟
الجواب :هذا الشاب الذي وضع على نفسه اللباس الذي يقتل ،أول من يقتل
نفسه ،فل شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه ،ول يجوز مثل هذه الحال
إل إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للسلم ،فلو كانت هناك مصلحة كبيرة
ونفع عظيم للسلم ،كان ذلك جائزا.
و قد نص ش يخ ال سلم ا بن تيم ية -رح مه اللّه -على ذلك ،وضرب لهذا
مثلً بق صة الغلم ،الغلم المؤ من الذي كان في أ مة يحكم ها ر جل مشرك
كافر ،فأراد هذا الحاكم المشرك الكافر أن يقتل هذا الغلم المؤمن ،فحاول
عدة مرات ،مرة ألقاه ممن أعلى جبمل ،ومرة ألقاه فمي البحمر ،ولكنمه كلمما
حاول ذلك ن جى اللّه ذلك الغلم ،فتعجمب هذا الملك الحاكمم ،فقال له الغلم
يوما من اليام :أتر يد أن تقتل ني؟ قال :ن عم ،و ما فعلت هذا إل لقتلك ،قال:
اجمع الناس في صعيد واحد ،ثم خذ سهما من كنانتي ،واجعله في القوس،
ثم ارمني به ،قل :بسم اللّه ر بّ الغلم .وكانوا إذا أرادوا أن يسموا ،قالوا:
باسم الملك ،لكن قال له :قل :بسم اللّه رب هذا الغلم.
() قام يهودي ٌّس حاقسد ،اسسمه (جولدشتايسن) بقتسل أكثسر مسن خمسسة 1
و سئل الش يخ -رح مه اللّه تعالى -ب ما يلت قي مع الجواب ين ال سابقين ،وف يه
زيادة في حكم من فعل ذلك مجتهدا وقد أخطأ في تقدير المصالح والمفاسد،
وهذا نص السؤال والجواب:
السؤال :ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده ،ويفجر نفسه
بين جموع الكفار نكاية بهم؟ وهل يصح الستدلل بقصة الغلم الذي أمر
الملك بقتله؟
الجواب« :الذي يج عل المتفجرات في ج سمه من أ جل أن ي ضع نف سه في
صسفر/العدد (( )145ص -20 () جريدة «الفرقان» الكويتيسة28 ، 1
.)21
«النقد والبيان في دفع أوهام
المغامرة بالنفس خزيران»
مجتمع من مجتمعات العدو ،قاتل لنفسه ،وسيعذب بما قتل به نفسه في نار
في من ق تل نف سه في جه نم خالدا في ها مخلدا ،ك ما ث بت ذلك عن ال نبي
شيء يعذب به في نار جهنم.
وعجبا من هؤلء الذين يقومون بمثل هذه العمليات ،وهم يقرؤون قول اللّه
س ُكمْ إِنّ اللّ هَ كَا نَ ِب ُك مْ َرحِيما} ،ثم فعلوا ذلك ،هل
-تعالى{ :-وَلَ َتقْ ُتلُواْ أَ ْنفُ َ
يحصمدون شيئا؟ همل ينهزم العدو؟! أم يزداد العدو شدة على هؤلء الذيمن
يقومون بهذه التفجيرات ،كمما همو مشاهمد الن فمي دولة اليهود ،حيمث لم
يزدادوا بمثمل هذه الفعال إل تمسمكا بعنجهيتهمم ،بمل إنما نجمد أن الدولة
اليهود ية في ال ستفتاء الخ ير ن جح في ها (اليمينيون) الذ ين يريدون القضاء
على العرب.
ولكن من فعل هذا مجتهدا ظانا أنه قربة إلى اللّه -عز وجل -فنسأل اللّه
-تعالى -أل يؤاخذه؛ لنه متأول جاهل...
وأما الستدلل بقصة الغلم ،فقصة الغلم حصل فيها دخول في السلم،
ل نكايمة فمي العدو ،ولذلك لمما جممع الملك الناس ،وأخمذ سمهما ممن كنانمة
الغلم ،وقال :با سم اللّه رب الغلم ،صماح الناس كل هم ،الرب رب الغلم،
فح صل ف يه إ سلم أ مة عظي مة ،فلو ح صل م ثل هذه الق صة لقل نا إن هناك
قصها علينا لنعتبر بها ،لكن هؤلء الذين مجالً للستدلل ،وأن النبي
يرون تفجيمر أنفسمهم إذا قتلوا عشرة أو مئة ممن العدو ،فإن العدو ل يزداد
إل حنقا عليهم وتسمكا بما هم عليه»( ).
1
وأقاموا عل يه الدن يا و ما أقعدو ها ،كشأن هم في حرب الخل يج ،ول ما هدأت
الحوال ،تبيّن لهمم أن صنيعهم رماد ،وأنهمم علقوا الناس بسمراب ،وأنهمم
متعجّلون ،وهيهات ل هم -في و قت الحداث الج سام -أن يم سكوا أل سنتهم،
لنه ل وجود لهم إل بها ،ووجودهم صياح وعويل ،دون ثمرة أو تأصيل،
وزمن (العواطف) ولّى أو كاد ،ولن يبقى الوجود -إن شاء اللّه تعالى -إل
للصميل ،الذي أحكمم تصموراته وأفعاله وأقواله بالدليمل ،على قواعمد أهمل
العلم والتبجيل ،وهذا أول النصر ،ل سيما لهذا الجيل.
إن فتوى الشيخ -رحمه اللّه تعالى -تدور على الجواز بشروط ،من أهمّها:
أن يقع تقدير المصالح المترتبة عليها من أمير للجيش ،وإل دبّت الفوضى.
وأن تقد ير الش يخ -رح مه اللّه -في العمليات ال تي وق عت في (فل سطين)
-أعادهما اللّه إلى حضيرة السملم والمسملمين -لم تترتمب عليهما الثار
المتوخّاة في الشرع ،ولهذا ف هو يمنع ها( ) ،مع قوله -في ما سمعتُ م نه:-
2
() وفسي كلمسه -رحمسه اللّه -زيادة شرط (بأمسر قائد الجيسش) ،كمسا 1
سيأتي قريباً.
() القول بأن الشيسخ يمنسع هذه العمليات مسن أصسلها ليسس صسحيحاً، 2
ومن أراد أن يحرر مذهب عالم أو باحث أو شيخ أو مفت ،فعليه أن
يرجسع إلى كلم صساحبه دون واسسطة ،وأن يعمسل على جمسع مسا ورد
عنه ،فإن تعذر؛ فالرجوع إلى العارفين به ،ول سيما أن للشيخ تلميذ
معروفين ،وأما القتصار على كلم أو فتوى دون إحاطة ،والتلويح به
وتحميله ما ل يحتمل ،وسياقه في معرض التنفير منه ،ومن منهجه؛
فهذه من ألعيب الحزبيين ،وسرعان ما يظهر عواره ،و(حبل الكذب
قصسسير) ،وللكلم صسسلة تأتسسي فسسي تعليقسسي على كلم الشيسسخ ،واللّه
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
«إنّ مآل أصحابها إلى اللّه -عز وجل ،-أرجو اللّه
المغامرة بالنفس أن يتقبّلهم»( ).
1
المسدد.
() مآل القائميسن بهذه العمليات إلى اللّه -عسز وجسل ،-ول يجوز لحسد 1
-كائن مسن كان -إل أن يعلق المسر هكذا ،وتقدم هذا فسي كلم الشيسخ
ابسن عثيميسن -أيضاً ،-ويقول الشيسخ صسالح السسدلن -حفظسه اللّه -بعسد
تقريره المنسع« :ثسم نأتسي على بعسض الصسور مسن العمال النتحاريسة،
التي يقوم بها بعض المسلمين بقصد إغاظة العدو ،وإن كان فعله ل
يقدم ول يؤخسسر ،ولكسسن مسسع كثرة هذا الفعسسل ربمسسا يضعسسف العدو أو
يخيفسه ،كمسا قسد يحدث فسي العمال النتحاريسة التسي لم تحقسق مسن
الهداف ول خمسسسة فسسي المئة مسسن هدف المنتحريسسن ،فهذا العمسسل
الذي يقوم به بعض الشخاص يختلف من شخص لخر ،فربما يكون
هذا الذي= =يقوم بعمل فدائي انتحاري يكون قد أث ّر عليه من قبل
مسن يرى ذلك ،فيدخسل بنيسة أنسه مقاتسل ومجاهسد ومدافسع عسن مبدأ أو
شعار أو غير ذلك ،فإن كان هذا المبدأ حقاً ،وهذا المنتحر إنما اعتمد
على مسسن يقول بجواز ذلك فقسسد ل يسسسمى هذا قاتل ً لنفسسسه؛ لنسسه
معذور بسسسبب مسسا يقال ويسسسمع» .انظسسر جريدة «الفرقان» (العدد
( )145ص .)21
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
السائل :خسروا.
فقال الشيخ ناصر :من ثمارهم يعرفون( ).
1
ممن وجهمة نظرهمم ،ولكمن ...ينقصمه (العدل) ،وللّه سمنن ل تحابمي أحدا،
والسعيد والموفّق من انشغل بواجب الوقت ،وأحسن فيما يستطيع من القيام
() قياسسهم مسا يجري على أرض فلسسطين بالعمليات التسي حصسلت 1
وأمما على فرض أن هذه العمليات« :توفمر على المسملمين جهدا كمبيرا،
وتد فع عن هم ذلً ل يعل مه إل اللّه ،وذلك حين ما يض حي الب عض بنف سه من
أجل الكل ،بل إن الكفار يستعملونها -كما حصل مع اليابانيين في معاركهم
مع العالم الغر بي في خل يج الخناز ير ،-وهذه العمليات ال ستشهادية تح طم
معنويات قوات العدو ،وتلقمي فيهما الرعمب ممن المجاهديمن ،فتحيما النفوس
المسلمة ،وتثير فيها العزة بقوة السلم»( ) ،فل مجال للقول بمنعها ،ولكن
2
() راجسسع (ص ،)39مسسع مراعاة أن يكون هؤلء أهسسل ديانسسة ،وأمسسا 1
والخر :قال الشاطبي ...« :فإن كانت المفسدة اللحقة له دنيوية ل يمكن
أن يقوم بها غيره ،فهي مسألة الترس وما أشبهها ،فيجري فيه خلف كما
مر ،ولكن قاعدة (منع التكليف بما ل يطاق) شاهدة بأنه ل يكلف بمثل هذا،
وقاعدة (تقديمم المصملحة العاممة على الخاصمة) شاهدة بالتكليمف بمه،
فيتواردان على هذا المكلف من جهتين ،ول تناقض فيه ،فلجل ذلك احتمل
الموضمع الخلف ،وإن فرض فمي هذا النوع إسمقاط الحظوظ فقمد يترجمح
جانب المصلحة العامة ،ويدل عليه أمران:
أحدهما :قاعدة اليثار المتقدم ذكرها ،فمثل هذا داخل تحت حكمها.
والثاني :ما جاء في نصوص اليثار في قصة أبي طلحة في تتريسه على
بنف سه وقوله« :نحري دون نحرك» ،ووقاي ته له ح تى شلت ر سول اللّه
غيره على نف سه في ( ) ،وإيثار ال نبي
3
يده ،ولم ين كر ذلك ر سول اللّه
() انظسسر مسسا مضسسى (ص ،)46-41ول سسسيما كلم ابسسن المناصسسف 1
وتقسيماته.
() «قواعد الحكام» (.)1/111 2
() الذي شلّت يده هسو طلحسة بسن عبيبد ال ،وليسس أبسو طلحسة كمسا قال 3
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
مبادرته للقاء العدو دون الناس؛ حتى يكون متّقىً به( ) فهو إيثار راجع إلى
1
المشهورة»( ).
3
ثانيا :أن تكون هذه العمليات مخططا لها ،مدروسة بإحكام من قبل القائمين
عليها ،غالبا على ظن القائمين بها أنّ مصالحها مقدّمة على مفاسدها ،وأن
تكون الم صلحة مضبو طة بقوا عد العلماء وفتاوي هم ،مع عرض ذلك على
الخبراء الحاذقين العارفين ،ول بد هنا من التنبه لمور:
ن الشجاع منسا للذي يحاذي بسه؛ يعنسي: س نت َّسقي بسه ،وإ َّس
إذا احمَّر البأ ُس
النبي » .وانظر تعليقي على «الموافقات» (.)3/69
() القصسسة بطولهسسا فسسي «رسسسالة القشيري» (باب الجود والسسسخاء) 2
أهم ها :إرادة الت صميم على الق تل وال ستشهاد ،وإبقاء هذا ال صوت حيا في
الممة ممن غيمر إخماد ،والضرار الماديمة فمي الرواح والموال والعتاد،
ت في كتاب () أعني :العمليات التي وقعت في فلسطين ،وقد وجد ُ 1
-3التمرد فسي جيسش الصسهاينة الذي حصسل مسن قبسل الجنود ،جراء
رفضهسم للخدمسة فسي منطقسة المسستوطنات القريبسة مسن المناطسق
الفلسسسسطينية ،بسسسسبب الخوف الشديسسسد مسسسن الموت ،فآلف الجنود
يقبعون فسي السسجون بسسبب التمرد على الوامسر ،ويفضلون السسجن
على الخدمة في مناطق قريبة من الفلسطينيين.
-4توقسسف الهجرة الصسسهيونية مسسن شتسسى أنحاء العالم إلى بيسست
المقدس ،فلم يصسسسل خلل أشهسسسر النتفاضسسسة أي مهاجسسسر ،مسسسع أن
المسستوطنات فارغسة تنتظرهسم للسسكن فيهسا ،وذلك بسسبب الرعسب
الذي وصسسسل إلى قلوبهسسسم وهسسسم على بعسسسد آلف الكيلومترات مسسسن
فلسطين ،مما استدعى حضور مدير المخابرات المريكية يحمل في
جعبته أسماء المجاهدين لعتقالهم وتصفيتهم.
-5إلحاق قتلى العدو مسسن العمليات السسستشهادية بحوادث السسسير،
حتسسسسى ل تنهار معنويات الجنود ،وأكسسسسبر دليسسسسل على ذلك عمليسسسسة
الستشهادي الرابع من شهداء كتائب عز الدين القسام التي قتل فيها
22صسسهيوني ،فمسسا اعترف الصسسهاينة إل بس س 3قتلى ،وألحقوا باقسسي
القتلى بحوادث السسسسير ،ولكسسسن رغسسسم ذلك كله فقسسسد تمرد الجنود
الصهاينة على قادتهم ،وامتلت بهم السجون».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
السادس :مما يزيد من تعقيد الموازنة بين (المصالح) و(المفاسد) المترتبة
على هذه (العمليات) :أنهما تقمع بغتمة ،والقرار المترتمب على إثرهما بيمد
العداء ،وبإمكان هم أن يفعلوا ما يريدون ،ول هم أ ثر على كتمان هذه الثار
أو تضخيمهما ،أو تحجيمهما ،على حسمب خدممة مصمالحهم ،والرأي العام
-من خلل العلم وغيره -بأيديهم.
يقول ب عض الباحث ين« :إنّ ل كل حرب حدودا ت تم بالمواف قة الضمن ية ب ين
المتنازعين ،لقد تكلمت عنها كل النظريات العسكرية ،وقد عمل بهذا المبدأ
خلل الحروب الخيرة ،حتى التي كانت أشدها عنفا ،أن سبب هذه الحدود
وا ضح ،ف كل فر يق إذا ما ات خذ هذا القرار وهذا التدب ير ،أو ا ستعمل ذلك
السملوب ،يعرف أن العدو يمكنمه بدوره اسمتعمال طرق مماثلة ،واتخاذ
تداب ير مضادة تب طل مفعول العمال ق يد الدرس ،أو ح تى ت سيء بم صالح
الفر يق الول الذي يكون قد ا ستعملها ،ولذلك -مثلً -في الحرب العالم ية
الخيرة ،لم ي ستعمل أ حد الغازات ال سامة ،في ح ين أن ها كا نت لدى جم يع
الجيوش ،والمرة الخيرة التي استعملت فيها هذه الغازات حدثت في حرب
الحبشة من قبل اليطاليين ،والسبب الكيد في ذلك هو أنهم كانوا يعلمون
أن باسمتحالة الحباش الخوض فمي مثمل هذه الحرب ،أو حتمى اتخاذ أي
تدبير معاكس ،وكذلك خلل حرب كوريا لم يشن الميركيون هجوما على
الصمين بالرغمم أن فرقا صمينية ذات أهميمة دخلت الحرب إلى جانمب
الكورييمن الشمالييمن ،إن المثال فمي هذا المجال عديدة جدا ،وفمي بعمض
الحيان عجيبممة وغريبممة ،مثلً أداء -والحرب دائرة -ثمممن شهادات
الختراع ممن أحمد المتخاصممين إلى الخمر (بصمورة غيمر مباشرة) بغيمة
اسمتعمال اختراعات الطرف الثانمي ،إذا اسمتعرضنا قائممة الروابمط التمي
ا ستمرت ب كل سرية ب ين المتنازع ين خلل الحرب ين العالميت ين الخيرت ين
المغامرة بالنفس
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
نند هش لعدد ها ومدا ها ،وبال خص ل أ ظن خلل الحروب الخيرة حاول
المتنازعون إصمابة خطوط العدة الجويمة المدنيمة التمي كانمت مسمتمرة فمي
الع مل ،ولم يح صل ذلك مح بة بالعدو ،بل ب عد أ خذ ح سنات و سيئات هذه
العمليات بعيمن العتبار ،إننمي أرى أن القواعمد التمي كانمت تطبمق وقمت
حرب بهذا القدر من الشدة والعنف ،جديرة بأن تطبق -أيضا -على النزاع
السرائيلي -الفلسطيني ،والنزاع السرائيلي -العربي»( ).
1
ويكشِف لك -هذا الن قل -عن نظر ية مقررة ع ند الع سكريين؛ و هي :مدى
خطورة وقسماوة ردة الفعمل المترتبمة ممن العدو جراء هذه العمليات ،وهذا
يسوّغ ما ذكرناه من ضرورة الناة وتقدير أهل الخبرة ،والدراسة الشاملة
لها قبل التورط فيها!
السابع :ل أمير في العلم ،ول سلطان عليه ،ول أثر للعواطف في أحكامه،
فمتمى تمبرهن ممن خلل (التصموّرات) أو (المشاهدات) ،أنّم هذه الضرار
غال بة ،فالقول بالم نع أقوى ،و هو أحرى وأجدى وأولى ،وهذا ما و قع في
كلم مشايخنما السمابق ،وإل فالنزاع معهمم -كمما قررنما -فمي تحقيمق هذه
الجزئية فحسب ،واللّه الموعد.
الثاممن :فمي غياب البنيان العقدي الصمحيح ،والمنهجيّ السمليم ،يغدو ممن
الم ستحيل -من وج هة ن ظر شرع ية -الن صر ،و هو من أ هم و سائله ب عد
() مسسن مقالة لماكسسسيم رودنسسسون ،منشورة فسسي كتاب «العمليات 1
() أغفسل هذا المحسل جميسع مسن خسص هذه العمليات بالتأليسف ،وهسو 1
جهُولً} ،فل يرفسع (الظلم) إل نس ظَلُوما ً َ المانسة ،وصسفه اللّه بسس{إِن َّس ُ
ه كَا َ
(التزكيسسة) ،ول (الجهسسل) إل (العلم) ،وكان فسسي دعاء إبراهيسسم -عليسسه
السسسلم -السسسابق تقديسسم (العلم) على (يزكيهسسم) ،فاسسستجاب اللّه له
بتقديم (يزكيهم) على (يعلمهم)؛ ليوظ ِّف العلم الشرعي في مصلحة
المسسة وأفرادهسسا ،الذيسسن يقبلون عليسسه ل لسسس(ذاتسسه) ،وإنمسسا لسسس(ثماره)،
ولتعميق ما وجدوه في نفوسهم من صلح وتزكية من خلله.
سل َ ِ
فيِّين في فلسطين من كلمات ال َّ
صرِ
تحقق هذين المرين تسعد المة وتصعد{ ،وَيَ ْو َمئِذٍ َي ْفرَحُ ا ْلمُ ْؤمِنُونَ .بِ َن ْ
اللّ هِ} [الروم ،]5-4 :ول بد من هذا الشرط( )؛ ح تى نب قى ن سير في التجاه
2
ونذكر هذا الشرط؛ لننا بصدد التأصيل ،والدراسة الشرعية لهذه العمليات
(الخرافة) ،ول يعمل ذلك على نصرة الدين المنزل على قلب سيد
المرسلين .
() إذ هو واجب الوقت ،مع إحياء (الربانية) بين العاملين ،وعَقْد 2
وتعليقي عليه.
() انظر ما قدمناه (ص .)67 ،62 ،60 ،40-39 ،38-37 2
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
بعضها جرح -وهي جميعا لئمة من العلماء السلفيين العاملين المتأخّرين،
واللّه الموفّق للصالحات ،والهادي إلى الخيرات.
َ
سلفِي ِّين في فلسطينمن كلمات ال َّ
* قال محمد البشير البراهيمي -رحمه اللّه:-
عندنا ،وأمانة عمر في ذمتنا ،وعهد السلم « إن فلسطين وديعة محمد
في أعناقنا ،فلئن أخذها اليهود منا ونحن عصبة إنّا إذا لخاسرون»( ).
1
* وقال -أيضا:-
« أيها العرب! إن قضية فلسطين محنة ،امتحن اللّه بها ضمائركم وهممكم
وأموال كم ووحدت كم ،ولي ست فل سطين لعرب فل سطين وحد هم ،وإن ما هي
للعرب كلهم ،وليست حقوق العرب فيها تنال بأنها حق في نفسها ،وليست
تنال بالهوينما والضعمف ،وليسمت تنال بالشعريات والخطابيّات ،وإنمما تنال
بالتصميم والحزم والتحاد والقوة.
إن ال صهيونية وأن صارَها م صممون ،فقابلوا الت صميم بت صميم أقوى م نه،
وقابلوا التحاد باتحاد أمتن به.
()2
وصممفّا ل يُرقّعممُ بالكسممالى» وكونوا حائطا ل صممدع فيممه
* وقال -أيضا:-
« يا بخس فلسطين! ...أيبيعها من ل يملكها ،ويشتريها مَن ل يستحقها...؟
يا هوان فل سطين! ...يقولون :إن فل سطين من سك للديان ال سماوية الثلثة،
وإنهما قبلة لهمل تلك الديان جميعا ،فإن كان مما يقولون حقا -وهمو حمق
في ذاته -فإن أحق الناس بالئتمان عليها العرب؛ لنهم مسلمون ،والسلم
يوجمب احترام الكتمب والكتابييمن ،ويوجمب اليمان بجميمع النمبياء
* وقال -أيضا:-
« همل ممن الصمحيح أن التفجيمع والتوجّعَم والتظلّم والتألّم والقوال تتعالى،
والحتجاجات تتوالى ،همي كمل مما لفلسمطين علينما ممن حقمّ؟ وهمل ممن
المعقول أن التفجّع ومما ع طف عل يه -مجتمعات فمي زَ من ،مقترِنات فمي
قرن -تنفمع حيفا ،أو تفلّ لظلم سميفا ،أو ت ُردّ عاديمة عاد ،أو تسمفّه حلم
صمهيون فمي أرض الميعاد؟! ل ...والذي أسمرى بعبده ليلً ممن المسمجد
الحرام إلى المسجد القصى»( ).
3
* وقال -أيضا:-
« إن الواجمب على العرب لفلسمطين يتألّف ممن جزأيمن :المال والرجال،
وإن حظوظهمم ممن هذا الواجمب متفاوتمة بتفاوتهمم فمي القرب والبعمد،
ودرجات المكان وحدود السمتطاعة ووجود المقتضيات وانتفاء الموانمع،
() الجهاد الشرعي له شروط ،ليس هذا محل بسطها وشرحها. 2
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
إخوانه الذين جاهدوا معه في الصفوف الولى لهذه النهضة.
وما يكون لي أن أتحدث إليكم في السياسة وأنتم هداتها وأساطينها ،ولو بدا
لي هذا لقعدني الخجل والعجز ،ولكني أتحدث إليكم بكلمة موجزة في شأن
قضية المسلمين من الوجهة العلمية الدينية.
لقمد ألقمى النكليمز الحديمد والنار على فلسمطين ،حمايمة لقضيمة خاسمرة،
وانتصارا لمة ل تقوم لها قائمة ،ولن تكون لها دولة.
كلكمم مسملم أو عربمي ،والمسملم يؤممن باللّه وبرسموله وبالقرآن الذي نزل
على رسوله ،والمسيحي( ) العربي يصدق بنبوة محمد ،ويعرف أن البشائر 1
.)198
سلَفِيِّين في فلسطين
أوهامكلمات ال َّ
«النقد والبيان في دفع من
خزيران»
وح كم من ي ساعدهم على عمل هم هذا (امتلك الرض) بأي نوع من أنواع
الم ساعدة ،وأ ية صورة من صورها الر سمية (كالب يع) ،وغ ير الر سمية
(كالترغيمب)؛ حكمم الخائن لمتمه وملتمه ،العدو للّه ولرسموله وللمؤمنيمن،
الموالي لعدائهم وخصومهم في مِلكهم ومُلكهم ،ل فرق بينه وبين المجاهد
معهمم للمسملمين بماله ونفسمه ،فالذي يمبيع أرضمه لليهود الصمهيونيين فمي
فلسمطين ،والذي يسمعى فمي شراء أرض غيره لهمم ممن سممسار وغيره؛
كالذي يساعد أي قوم من الجانب على قومه فيما يحاولون من فتح بلدهم
بالسيف والنار ،وامتلك أوطانهم ،بل أقول -ول أخاف في اللّه لومة لئم،
ول إيذاء ظالم :-إن هذا النوع من ف تح الج نبي لدار ال سلم هو شر من
كل ما سبقه من أمثاله من الفتوح الحربية ال سياسية والدينية على اختلف
أسممائها فمي هذا العصمر؛ لنمه سملب لحمق أهمل الوطمن فمي ملك بلدهمم
وحكمهما ،ولحقهمم فمي ملك أرضهما لجمل طردهمم منهما ،وممن المعلوم
بالبداهمة أنمه إذا بقمي لنما ملك الرض تيسمر لنما إعادة ملك الحكمم ،وإل
فقدناهما معا.
هذا وإن فقد فلسطين خطر على بلد أمتنا المجاورة لهذا الوطن منها ،فقد
صمار ممن المعلوم بالضرورة لهمل فلسمطين والمجاوريمن لهمم ،ولكمل
العارفيمن بمما يجري فيهما ،ممن عزم اليهود على تأسميس الوطمن القوممي
السمرائيلي ،واسمتعادة ملك سمليمان بقوة المال الذي همم أقطاب دولتمه
القت صادية ،وبقوة الدولة البريطان ية الحرب ية ،إن هذا الخ طر سيسري إلى
شرق الردن و سورية والحجاز والعراق ،بل هو خ طر سينتقل من سيناء
إلى مصر.
وجملة القول :أن الصهيونية البريطانية خطر على المة العربية في جميع
أوطان ها ال سيوية و في دين ها ودنيا ها ،فل يع قل أن ي ساعدهم عل يه عر بي
غ ير خائن لقو مه ووط نه ،ول م سلم يؤ من باللّه -تعالى -وبكتا به العز يز
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وبرسوله محمد خاتم النبيين -صلوات اللّه عليه وعلى آله وأصحابه ،-بل
يجب على كل مسلم أن يبذل كل ما يستطيع من جهد في مقاومة هذا الفتح،
ووجوبمه آكمد على القرب فالقرب ،وأهون أسمباب المقاوممة وطرقهما:
المقاومة السلبية ،وأسهلها :المتناع من بيع أرض الوطن لليهود ،فإنه دون
كل ما ي جب من الجهاد بالمال والن فس الذي يبذلو نه هم في سلب بلد نا
وملكنا منا.
و من المقرر في الشرع أن هم إن أخذو ها و جب على الم سلمين في جملت هم
بذل أموالهم وأنفسهم في سبيل استعادتها ،فهل يعقل أن يبيح لنا هذا الشرع
تمهيد السبيل لمتلكهم إياها بأخذ شيء من المال منهم وهو معلوم باليقين؛
لجل أن يوجب علينا بذل أضعاف هذا المال مع النفس لجل إعادتها لنا
وهمو مشكوك فيمه؛ لنمه يتوقمف على وحدة الممة العربيمة وتجديمد قوتهما
بالطرق العصمرية ،وأنمى يكون ذلك لهما وقلب بلدهما وشراييمن دم الحياة
سلَفِي ِّين في فلسطين
من كلمات ال َّ
فلسطين أو في شرق فيها في قبضة غيرها؟! فالذي يبيع أرضه لليهود في
الردن يُعدّ جانيا على المة العربية كلها ،ل على فلسطين وحدها.
ول عذر لحمد بالفقمر والحاجمة للمال للنفقمة على العيال ،فإذا كان الشرع
يب يح ال سؤال المحرم ع ند الحا جة الشديدة ،ويب يح أ كل المي تة والدم ول حم
الخنزير للضطرار ،وقد يبيح الغصب والسرقة للرغيف الذي يسدّ الرمق
ويقي الجائع من الموت بنية التعويض ،فإن هذا الشرع ل يبيح لمسلم ببيع
بلده ،وخيانة وطنه ومل ته لجل النفقة على العيال ،ولو و صل إلى درجة
الضطرار ،إ نْ فرض نا أن الضطرار إلى القوت الذي ي سدّ الر مق ي صل
إلى حيمث ل يمكمن إزالتمه إل بالبيمع لليهود وسمائر أنواع الخيانمة،
فالضطرار الذي يبيمح أمثال مما ذكرنما ممن المحظورات أممر يعرض
للشخمص الذي أشرَف َم على الموت ممن الجوع وهمو يزول برغيمف واحمد
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
مثلً ،وله طرق ووسائل كثيرة.
وإنني أعتقد أن الذ ين باعوا أرضهم لهم لم يكونوا يعلمون أن بيعها خيانة
للّه ولرسوله ولدينه وللمة كلها ،كخيانة أهل الحرب مع العداء لتمليكهم
دار السلم وإذلل أهلها ،وهذا أشد أنواعها.
{يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ لَ َتخُونُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ َو َتخُونُواْ َأمَانَا ِت ُكمْ َوأَنُْتمْ َت ْعَلمُونَ
عظِي مٌ} [النفال:
ل ُدكُ مْ فِتْ َنةٌ َوأَنّ اللّ هَ عِندَ هُ َأجْرٌ َ
عَلمُواْ أَنّمَا َأمْوَاُلكُ مْ َوأَوْ َ
.وَا ْ
.) (»]27
1
* وقال -أيضا:-
«إ نّ مَن يبيع شيئا من أرض فلسطين وما حول ها لليهود أو للنكليز؛ فهو
َكمَن يبيع المسجد القصى ،وكمن يبيع الوطنَ كلّه؛ لنّ ما يشترونه وسيلة
جعْل الحجاز على خطر ،فرقبة الرض في هذه البلد هي
إلى ذلك ،وإلى َ
كرقبمة النسمان ممن جسمده ،وهمي بهذا تُعدّ شرعا ممن المنافمع السملمية
العا مة ،ل من الملك الشخ صية الخا صة ،وتمل يك الحر بي لدار ال سلم
باطل ،وخيانة للّه ولرسوله ولمانة السلم ،ول أذكر هنا كل ما يستحقه
مرتكب هذه الخيانة ،وإنما أقترح على كل مَن يؤمن باللّه وبكتابه وبرسوله
خاتم النبيين أن يب ثّ هذا الحكم الشرعي في البلد ،مع الدعوة إلى مقاطعة
هؤلء الخو نة الذ ين ي صرّون على خيانت هم في كل ش يء ،من المعاشرة
والمعاملة والزواج والكلم حتى ردّ السلم»( ).
2
إمام هذا العصر في الحديث الشيخ محمد ناصر الدين اللباني -رحمه اللّه
تعالى.-
التعريف بالسماء الواردة في الكتاب
أ -ما أثبت على طرة الكتاب:
-1محمد كامل القصاب.
-2محمد عز الدين القسام.
() ل أعرف للكتاب -إلى كتابسسة هذه السسسطور -طبعسسة غيرهسسا ،ومسسا 1
ذكره علي= =حسسسين خلف فسسي كتابسسه «عسسز الديسسن القسسسام» (ص
)45أن الكتاب طبسع بعنوان «النقسد والبيان فسي رد أوامسر خزيران»
عسن طريسق مكتبسة محمود يوسسف عيسسى الصسفدي ،غيسر دقيسق ،إذ
اعتمد فيما دوّن على مقابلت شخصية ،وضبط العنوان والناشر -ول
سيما مع مضي الزمان -يعتريه الوهم والنسيان!
() انظسسر مصسسورة الغلف (ص ،)127وقسسد ذكره جماعسسة ممسسن 2
تعالى.-
خزَيران ،وسمّياه في الكتاب (محمد صبحي خزيران) ،وعرفا به ،بأنه
ُ -3
« رئيس كتّاب المحكمة الشرعية في َثغْر عكاء »( ).
2
خزَيران( ).
5
-3عبد ال الجزار ،قاضي عكا ومفتيها ،شيخ ُ
موضوع الكتاب والباعث على تأليفه
كتابنا هذا هو رد على كتاب الشيخ محمد صبحي خُزيران -قاضي عكا-
() «النقد والبيان» (ص ،)4ولم أفز بذكر له في كتب التراجم ،مع 2
(القصماب أو القسمام) لمما سمئل عمن حكمم الصمياح فمي التهليمل والتكمبير
وغيرهمما أمام الجنائز ،بأنمه مكروه تحريما ،وبدعمة قبيحمة ،يجمب على
العلماء إنكارها ،وعلى كل قادر إزالتها ،وسأل المستفتي عن السؤال نفسه
() لم يفصسسحا عسسن اسسسمه ،وكان المجيسسب أحدهمسسا ،والموجود فسسي 1
«النقسسد والبيان» (ص )4لم ينسسص على واحد ٍ منهمسسا ،والظاهسسر أن
المراد القسسسسام؛ لنسسسه منسسسذ تولّى أمَر تعليسسسم الناس فسسسي المدارس
ج من أمر المسلمين ،وأن والمساجد ،أخذ على نفسه تقويم ما اعو َّ
نصفَّى الخالي مسسن الزيادات والبدع؛ ل ّسس م َسس
يُرجعهسسم إلى السسسلم ال ُ
انكباب الناس على هذه البدع أدّى إلى انشغالهسسسسم عسسسسن الصسسسسول
السسسسلمية ،وأدّى إلى فسسسساد حال المسسسسلمين وضعفهسسسم ،وكان عُّز
سام ،منذ هاجر إلى فلسطين ،قد نوى إعداد المة لمرحلة الدين الق َّ
جهاد ٍ قادمسة ،منطلقا ً مسن السسلم ،ورأى أن يبدأ أول ً بمرحلة الدعوة
سنَّة النسبي ،فأخسذ والتعليسم ،لتربيسة جيسل مؤمسن برب ّسه ،متمسسك ب ُس
ُ
س إلى يحارب البدع والخرافات ،ويستل ّها واحدة ً واحدةً ...ويدعو النا َ
نبسذ البدعسة ،إذا عرف وجودهسا،ويجيسب عسن أسسئلة الناس بمسا يوافسق
م العلماء السابقون ،ومن هنا بدأ ة ،وما اتفق عليه أعل ُ سن َّ َ
ن وال ُّ القرآ َ
الصسراع بيسن أنصسار البدع والتقاليسد الدينيسة ،وبيسن المذهسب السسلفي
سام.الذي اتّبعه الق َّ
ت الخلف يعلو في قضية تشييع الجنائز ،فقد جرت العادة وأخذ صو ُ
س أصسسواتهم بالتهليسسل والتكسسبير أثناء السسسير بالجنازة، أن يرفعسسَ النا ُسس
جرون يقومون بهذه الوظيفسة ،إذا كان المي ّست سس مسستأ َ جد َ أنا ٌ وربمسا وُ ِ
من وجهاء الناس وأغنيائهم.
ن رفع الصوت بالتكبير أثناء السير في الجنازة سام يُفتي بأ َّ وكان الق َّ
ة ،وصسسسار له تلميسسسذ كثيرون ،يأخذون برأيسسسه، ة تحريمي ً مكروهسس ٌ كراه ً
«النقد والبيان في دفع أوهام
التّعريف بهذا الكتاب خزيران»
الجزار ،فأفتاه بالجواز ،فاض طر ال سائل إلى إر سال الجواب ين إلى عالم ين
ممن كبار علماء الزهمر ،وهمما (محمود خطاب السمبكي ،وعلي سمرور
الزنكلو ني( )) ،فأفت يا بأ نه بد عة منكرة ،مؤيّد ين فتوى أ حد المؤلف ين ،فألّف
1
البدع ،أم ليؤث ّروا على البسسسطاء(أ) بسسسفسطاتهم ليتبوؤوا مقعدا ً مسسن
الزعامة الفارغة ،أم أن علمهم وإدراكهم أوصلهم إلى هذا الحد؟ إن
كان هذا مبلغهم من العلم والدراك ،فليتركوا الحكمة إلى أهلها؛ لئل
يهينوهسسا ،وإن كانوا يقصسسدون محاربسسة البدع ،ففسسي الهيئة الجتماعيسسة
مسن الكبائر مسا يأثسم العالم عسن التغاضسي عنهسا ،بسل هناك مسن أركان
السلم الخمسة؛ كالزكاة ،التي ل تعرف واحدا ً في اللف يؤديها حق
أداءها ،وكفريضة الصلة والصوم ،التي يهملها كثير من المسلمين،
فلماذا ل تقوم جماعسة تحريسم التهليسل والتكسبير وزيارة القبور بوعسظ
الناس ،وحضهسم على أداء الفرائض ،بدل نهيهسم عسن أمسر ليسس فيسه
غير التوحيد والعمل لسنة رسول اللّه ،فهل غفلوا عن قوله -تعالى:-
{اذكروا اللّه} إلى آخر الية ،وتصاموا عن الحديث« :كنت نهيتكم»؟
رحماك اللهسسم بهذه المسسة ،التسسي يتمسسسك بعسسض المتعمميسسن فيهسسا
بالقشور ويتركون اللباب ،تنزه الدين عما به يلصقون.
حسسسبنا أيهسسا القوم هذا الذهول والتخاذل ،فإننسسا فسسي وقسست ل يسسسع
الجدل الفارغ والختلف على ما ل يفيد ول يضر شيئاً.
تتنافسسسس الشعوب الغربيسسسة بالعلم والختراع وبالصسسسناعة ،وتنهمسسسك
حكوماتهسا بإعداد القوة لسستعباد الشعوب الضعيفسة ،واكتسساح بلدهسا،
والسستيلء على مرافقهسا ،ونتلهسى بالقشور دون اللباب ،فنعرض عسن
العلم ونهمسل اسستثمار الرض التسي أمرنسا النسبي العظسم باسستثمارها
بقوله« :التمسسسسوا الرزق مسسسن خبايسسسا الرض»(ب) ،ونسسسستخف بشأن
الصناعة ،ولكن ل تفوتنا المجادلت الفارغة ،التي هي مضيعة للوقت
= مضعفة للمم.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
المولد النبوي ،صلة الظهر بعد صلة الجمعة.
قال الزركلي في ترج مة (الق صاب) في تعر يف هذا الكتاب « :في البدع
التّعريف بهذا الكتاب المنهي عنها ،والرد على أحد القائلين بها»( ).
1
-------------------------
(أ) انظر حوله ما سيأتي في التعليق على (ص .)26
(ب) الحديسث ضعيسف .انظسر« :السسلسلة الضعيفسة» ( « ،)2489ضعيسف
الجامع» (« ،)1150كنز العمال» ( 4/21رقم .)9303 ،9302
=اتركوكسم أيهسا القوم مسن الخسذ والرد فسي مسسألة زيارة القبور ،فإن
الحياء أولى بالعنايسسة والهتمام ،واتركوا الموحديسسن والمكسسبرين فسسي
التشييسع يوحدون ويكسبرون ،فإن ذلك ل يفيسد المسة شيئاً ،والتفتوا إلى
جمع شملها وإعداد القوة لرد غارات الطامعين ،فذلك خير وأبقى».
سام مقال ً بعنوان( :بيان حقيقسسة) ،وأرسسسله إلىفكتسسب الشيسسخ الق ّسسَ
الجريدة فلم تنشره ،فأرسسسسله إلى جريدة (الكرمسسسل)(أ) فسسسي حيفسسسا
فنشرت ْسه فسي (ص )2بتاريسخ 6/6/1925م ،وهذه صسورة مسا فسي
المقال:
« بعثست بهذه الرسسالة إلى جريدة «اليرموك» ،فلم تشسأ أن تنشرهسا،
ولذا أرجسو مسن وطنيسة صساحب «الكرمسل» الغيور أن يتفضسل بنشرهسا
في جريدته.
بعسسد التحيسسة ،فإنسسي أريسسد كشسسف القناع عسسن حقيقسسة المسسسألة التسسي
جعلتموها موضوع افتتاحية العدد « »64من جريدتكم الصادرة في
/21شوال1343/هسسسس ،فالرجاء نشسسسر مقالي هذا على صسسسفحات
«اليرموك» فسي أول عدد ينشسر ،عمل ً بحق ال صحافة ،وحفظا ً لحياتنا
الدينيسسسة والجتماعيسسسة وتلعسسسب الهواء والعراض ،مسسسا كان ينبغسسسي
لحضرتكسسسسم أن تعتمدوا فيمسسسسا ذكرتموه فسسسسي مقالكسسسسم على أهواء
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
على إزالتها ،ول يسعنا السكوتُ عليها ،ول نجد من يساعدنا ممن يعدّون
أنفسهم من أهل العلم ،على منع مرتكبيها»( ).
1
ثمم ذكرا رسمالة خزيران ،ووصمفا صمنيع مؤلفهما بأنمه «جممع مزيجا ممن
المسائل العلمية ،كان فيها حاطبَ ليل ،وحشرها إلى ذهنه ،ثم نشرها قلمُه،
كما شاء عقلُه وهواه ،ليدهشَ بها العامة ،ويساعد بها من اتّخذ دينه متجرا،
ابسن عمسر وابسن مسسعود -رضسي اللّه عنهمسا -لمسن قال فسي الجنازة:
واسسستغفروا لخيكسسم -يعنسسي :الميسست« :-ل غفسسر اللّه لك»! ول يقول
بإباحة ذلك إل مبتدع في الدين ،أما بوادر الفتنة التي ذكرتموها في
الصسحيفة الثانيسة مسن العدد نفسسه ،فالحسق فيهسا أن النتفاعييسن مسن
كسسالى المسة ،الذيسن اتخذوا ذكسر اللّه -تعالى -وقراءة القرآن الكريسم
على القبور تجارة لهسم ،هسم الذيسن كانوا مسن حيسن إلى آخسر يرجفون
فسي المدينسة ،ويشيعون بيسن الطبقات الكاذيسب الملفقسة ضسد رجال
الصسسلح ،وسسساعدهم على ذلك بعسسض أرباب الهواء ،معتمديسسن فسسي
أقوالهسم على مسن ل يتقسي اللّه فسي دينسه وسسنة نسبيه ،فحصسل بسسبب
ذلك تأثسر فسي نفوس بعسض المتهوسسين ،أدى بهسم إلى الشغسب الذي
آسسسف الجميسسع ،وكنسست -كمسسا يعلم اللّه -أشسسد الناس أسسسفا ً على مسسا
حصسسل ،وبهذا يعلم مسسن هسسو الذي يسسسعى ليقاظ الفتنسسة النائمسسة ،فل
حول ول قوة إل باللّه العلي العظيسم ،وأي مناسسبة بيسن حادث فجائي
-إن لم يكسن أمسر قسد دبر بليسل -وبيسن منعسي مسن الخطبسة والتدريسس،
اللهم إل حاجة في= =نفس يعقوب قضاها ،ولئن كان الذين هرعوا
إلى دار فضيلة مفتي الثغر هم الذين حملوه على منعي من الخطبة
والتدريسسسس ،فمسسسا بال الذيسسسن هرولوا وذهبوا إلى داره وطلبوا إليسسسه
بإلحاح منسسع مسسن أجسسر داره مقرا ً للتبشيسسر وتنصسسير المسسسلمين عسسن
الخطابسة والتدريسس ،لئل يكون وصسمة عار على المسسلمين لم يؤبسه
لكلمهسسم ،على أنسسه ل يبعسسد أن يكون هذا المسسر مسسن القشور ل مسسن
َ
ن ه وَال ْ ُ
مؤ ْ ِ
منُو َسس سول ُ ُ ملَك ُسس ْ
م وََر ُسس سيََرى الل ّسس ُ
ه عَ َ ملُوا ْ فَسس َ اللباب{ ،وَقُ ِ
ل اع ْ َ
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الخصم العنيد؛ ليظهر الحقّ ،ويزهق الباطل .وأهمّ شيء يجب انتباه علماء
العصمر إليمه :أشباه تلك الواقعات ،وتوضيمح أحكام الشّريعمة فيهما ،ليعود
للدّ ين مجدُه ،ولل سلم زهرتُه ،ولي قف المجازفون في الملّة ال سّمحة ع ند
حدّهم ،ول يطمعوا في إغواء غيرهم ،ويكون في ذلك المن من استشراء
داء المبشّر ين؛ لنّ الم سلمين م تى وقفوا على معالم الشرع ال صّحيحة ،ل
يم كن أن يلتفتوا إلى ال سّفاسف ،ول أن يعتنوا بالزّعا نف ،واللّه يعلم أن نا ما
ملُو َ ب وال َّ
ن}. ما كُنت ُ ْ
م تَعْ َ شهَادَةِ فَيُنَب ِّئُك ُ ْ
م بِ َ ن إِلَى ع َالِم ِ الْغَي ْ ِ َ
ستَُردُّو َ
وَ َ
ن البدع صغيرها وكبيرها ،من أعظم الضرار على هذه المة ،وأنى إ ّ
ل بالسسسسنن ولم يتجنسسسب الرذائل أن يتصسسسف بالفضائل، َ من لَم يتح ّ ل ِسسس َ
وكنت أرجو أن تكونوا أول مقاوم ٍ لمن يخالف السنة ويباين الشرع؛
إذ كنتم من الشبان المتنورين ومن رجال الصحافة ،وعليهم وحدهم
تثقيف المة وتهذيبها ،وتسيير خطاها إلى المثل العلى الذي نبتغيه،
هدانا اللّه جميعا ً إلى سواء السبيل».
وقد اتّضح لمن قرأ المقالة يومئذ ٍ أن الذين أثاروا المشكلة هم بعض
فّعيسن الذيسن اتّخذوا ذِكَْر اللّه -تعالى -وقراءة القرآن على القبورالمتن ِ
تجارة ً لهسسم ...وهسسم الذيسسن أثاروا الضجسسة بسسسبب فتوى يحّرِم فيهسسا
سام أخذ َ الجرة على قراءة القرآن عنسد المقابر ،وسساعدهم على الق َّس
منْع َه منن أرادوا الحد َّ من نفوذه ومكانته عند الناس ،و َ
م ْ
التحريضَ :
الخطابة والتدريس في جامع الستقلل.
ن قصسسة الخلف فسسي (الصسسياح فسسي التهليسسل والتكسسبير ...أمامويبدو أ ّسَ
س حولهسا إلى م النا ُسل الرأي فسي المدينسة ،وانقسس َ الجنائز) شغلت أه َ
ن يعرف، م ْس
ت أن تؤدي إلى فتنسة ،وخاض فيهسا َ مؤي ّ ِسد ومعارض ،وكاد َس ْ
مون فسسي المسسسألة، ن ل يعرف ،وليسسس فسسي المدينسسة ع ُلَماءُ يَحك ُ ُ م ْسو َ
فأراد الحاج عبدالواحسسد الحسسسن -نائب رئيسسس (الجمعيسسة الخيريسسة)
بِحيفسا -أن يضسع حدّا ً للخلف ،وأن يرفعسَ المسسر إلى علماء محايديسسن،
مسسن خارج القليسسم ،ليدلوا بدلوهسسم فسسي المسسسألة ،فكتسسب السسسؤال
ل أهسل العلم الحق ّس فسي الصسياح فسي التهليسل والتكسبير التالي « :مسا قو ُ
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ق صّرنا في مقاو مة الّتيّار ين ،دون أن تأخذ نا في اللّه لو مة لئم ،وإنّ ذلك
هو الذي هيّج علينا خزيران وأضرابَه مِن جنود المتمسكين بالمحافظة على
إرضاء العا مة ،ومناوأة الخا صة ،وإنّا ل هم لبالمر صاد ،واللّه مِن ورائ هم
ل وآخرا ،والصمّلة والسمّلم على سميدنا محممد
محيمط ،والحممد للّه أو ً
المعصوم مِن الخطأ والزلل ،وعلى آله وأصحابه والتّابعين لهم بإحسان إلى
فبا عث الم صنّفين على التأل يف ن صرة ال حق بالعدل ،ورد أكاذ يب را جت
الكتاب
ّة، عريفما،بهذا
إحقاقا للسّمن حواليهمما ،ومحاربمة بدع انتشرت فمي عصمرهماالت ّوبلدهم
وردا للبدعة( ).
2
ومع هذا ،فقد وجدا بعد التأليف هجمةً من المبتدعة ،ومن الطرقيين وأهل
عن «النقد والبيان»« :فن ّد البدع ،ور ّد كتابه «القسام» (ص )147
على أصسسسحابها ،وعاد كثيسسسر مسسسن الصسسسوفية إلى العقيدة الصسسسحيحة،
والتزموا المنهسج الذي يدعسو إليسه الشيسخ ،أمسا الدجالون والمشعوذون
ف العداء دائماً» .وانظر في التعريف به« :الوعي والثورة» ففي ص ّ
( ،)69-68وذكره معزوا ً للمؤلفيسسسن -أيضاً :-كحالة فسسسي «معجسسسم
المؤلفيسن» ( ،)10/290وعبدالقادر عياش فسي «معجسم المؤلفيسن
السوريين» (ص .)418
() «النقد والبيان» (ص .)89 1
() يريسد القسسام والقصساب -رحمهمسا اللّه تعالى -أنسه إذا مات واحسد 1
مسسن المفسسسدين المتعاونيسسن -آنذاك -مسسع النكليسسز ،أو مات أحسسد مسسن
أتباعهسسم وذراريهسسم ،أقاموا له الجنازة ،واسسستأجروا فَِرق سَ المنشديسسن
والمهلّليسسن ،الذيسسن يرافقوهسسا ،وتعلو أصسسواتهم على المآذن ،يكبّرون
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الخرا فة ،ح تى ذ كر علي خلف أن الحاج خل يل طه وأعوا نه قاموا بشراء
هذا الكتاب من السواق وحرقه( ).
1
() قال العلمة محمد بهجة الثري في تقريظ وتأييد ما جاء في هذا 2
ح فسسي هذا ن الجدال فسسي مثسسل هذه المسسسائل أصسسب َ الكتاب« :على أ ّ س
العصسر -عصسر المسسابقة والمباراة ،عصسر الصسناعات والمخترعات-
ل أن يتفوّه بها عاقل ،وإنني لعتقدُ ضربا ً من المضحكات ،التي يخج ُ
سام -وهما هما -ما كانا ليبحثا ن الستاذين الهُمامين :القصاب والق َّ أ ّ
حرب نصرة الحق ،ود َ ْ ة ،لول وجو ُفي هذه المسألة ،ويؤل ِّفا لها رسال ً
مضلّين في الدين.»... ُ
شبَه ال ُ
() « عسز الديسن القسسام» (ص )45قاله نقل ً عسن السستاذ إبراهيسم 1
وقمد جاءت كلمات هؤلء العلماء العلم( ) مؤيّدة للقصماب والقسمام ،وفمي
2
() هو تونسي الصل ،تنقل في بلدان عديدة ،وله في جوابه المثبت 1
ت فسي البحسث ،ولعلي أتمكسن مسن ذلك فسي طبعسة منهسم ،وقسد جهد ُس
لحقسة ،ول سسيما مسن خلل النظسر فسي الدوريات العلميسة التسي كانست
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
بعضها إسهاب ومتانة ورزانة ،وحجة قوية ،وبيان ناصع ،وأسلوب ماتع.
عملي في التحقيق
يتلخص عملي في هذه الطبعة بالمور التية:
فعملتم على إثبات (جدول تصمحيح
ُ اعتنيتم بضبمط متمن الكتاب،
ُ أولً:
الخ طأ) المث بت بآخره (ص )140-139في صلبه ،وعرض تُ نقول ته على
الم صادر ،ونبّه تُ على الن قص والتحر يف والخ طأ ،وأث بت الهوا مش ال تي
في أصله ووضعت أمامها (منهما).
ثانيا :وثقتُ النقولت العلمية ،وزدتُ عليها.
التّعريف بهذا الكتاب ثالثا :خرجمت اليات والحاديمث والثار على وفمق
الصنعة الحديثية.
رابعا :أ سهبتُ في المقد مة بالتدل يل على أن الق سام كان سلفيا ،ثم عرج تُ
على جهود السملفيين فمي قضيمة فلسمطين ،وعالجتُم فتوى شيخنما اللبانمي
بشأن خروج أهل فلسطين منها ،ثم فتوى العلماء في العمليات التي تسمى
(النتحارية) أو (الستشهادية)( ) ،ثم ذكرت نقولت متفرقات لعلماء سلفيين
1
وكتب
أبو عبيدة مشهور بن حسن آل
سلمان
/4شعبان1422/هس
الردن -عمان
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
إدارتها ما يقرب من ربع قرن ،وتخرج بها رجال بارزون ،وغدت مفخرة
البلد ،وقدّرت ها الدولة العثمان ية كل التقد ير؛ فقبلت من يح مل شهادت ها في
كلي تي ال طب والحقوق وغيره ما دون ف حص ول اختبار ،وكان يختار ل ها
() المدرسسة الكامليسة :هسي دار القرآن والحديسث التنكزيسة ،أنشأهسا 1
المير تنكز ،نائب الشام ،سنة 728هس ،ثم جددها الشيخ القصاب،
وقسسسد نحسسست على واجهتهسسسا العبارة التاليسسسة« :جدد عمارة وبناء هذه
المدرسسسة مسسن ماله الخاص الفقيسسر إلى اللّه -تعالى -محمسسد كامسسل
القصاب سنة 1329هس».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
أسماتذة ممن الختصماصيين فمي شتمى العلوم ،واشتهمر بحزممه وجدّه فمي
إدارته.
انتدبمه الوطنيون للسمفر إلى مصمر والجتماع بأقطاب اللمركزيمة
كالش يخ رش يد ر ضا ،ورف يق الع ظم ،وغيره ما ،ف سافر إلي هم ،و سألهم عن
الخطمط التمي وضعوهما للسمير عليهما فيمما انهار التحاديون فمي الدولة
العثمانية ،ولما رأى أنهم لم يضعوا تشكيلت لدولة عربية ،عاد إلى دمشق
ممن السمكندرية على باخرة إيطاليمة مارة بسمواحل فلسمطين وبيروت
وطرابلس ،فمنع من النزول إلى البر السوري بأمر من جمال باشا السفّاح،
فتوجه إلى مرسين ،ومنها وصل إلى دمشق متنكرا عن طريق الناضول،
معرضا نفسه للخطار؛ ليبلّغ رفاقه في الجهاد حقيقة الموقف في مصر.
وب عد و صوله إلى دم شق بشهر وا حد ق بض عل يه التراك ،وأر سلوه
إلى عال يه ح يث سجن أربع ين يوما ،وم نع من مخال طة الناس ،ثم حاك مه
جمال با شا بنف سه ب عد منت صف إحدى الليالي ،وا ستطاع بجرأ ته وبلغ ته
إقنا عه ببراءته من ته مة الشتغال بال سياسة ،وبأ نّ سفره إلى م صر كان
لسباب ثقافية تتعلق بالمدرسة ،فأطلق سراحه ،وعاد إلى دمشق.
وعندمما بطمش التراك بالزعماء الوطنييمن سمافر إلى بلد الحجاز،
ونزل ضيفا على الشر يف ح سين الذي أق بل عل يه واه تم به ،ووله رئا سة
مجلس المعارف ممع إدارة مدرسمة ثانويمة ،كانمت مثال التعليمم الصمحيح
والترب ية العال ية ،وب قي هناك سنة ون صف ال سنة ،ينت قل ب ين م كة المكر مة
والوجمه ووادي العيمس مركمز الجيوش العربيمة ،وقمد حكمم عليمه التراك
بالعدام غيابيا.
وب عد قيام الثورة العرب ية انت قل إلى م صر؛ ل نّ الع مل ال سياسي في ها
كان أرحمب مجالً ممن الحجاز ،وأسمس هناك (حزب التحاد السموري)،
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وبقي حتى وضعت الحرب أوزارها يكافح من أجل القضية الوطنية.
وبعمد الحرب عاد إلى دمشمق ،وأسمس فيهما (اللجنمة الوطنيمة العليما)
للدفاع عن حقوق البلد ،وكان من المؤيدين للعهد الفيصلي.
ولما دخل الفرنسيون سورية حكموا عليه بالعدام غيابيا -كما حكم
عليه التراك من قبل ،-وكانوا همّوا باعتقاله ،وشعر هو بحنقهم لما له من
نشاط وخ طب ثور ية أزعجت هم ،وب سبب تحري ضه الناس وجمع هم للتو جه
إلى مي سلون ،فهرب إلى حي فا ،ور حب به أهل ها ،فأقام بين هم ،وأن شأ ل هم
مدرسة تشبه مدرسته بدمشق ،وكان عمله فيها كعمله بمدرسة دمشق التي
تركها وعليها ولداه يرعيان شؤونها .وخلل هذه الفترة ،تنقّل بين فلسطين
ومصر يعمل للقضية الوطنية ،وسافر إلى اليمن ،وقابل المام يحيى حميد
الديمن سمنة 1922م لجممع كيان العرب ،وفمي سمنة 1925م اسمتدعاه الملك
عبدالعزيمز آل سمعود إلى مكمة المكرممة ،وعهمد إليمه بمديريمة معارف
الحجاز ،فأ سس خلل سنة ونصف ما يقرب من ثلث ين مدرسة في أنحاء
مختلفمة ممن الحجاز ،وهناك أصميب بالزحار وأشرف على الهلك ،فسمافر
إلى فلسمطين للتداوي ،وشفمي ممن مرضمه بعمد علج طويمل دام عشمر
سنوات.
و في سنة 1356ه م 1937 -م عاد إلى دم شق ب عد صدور الع فو العام،
ورأى مدرسمته قمد تضاءل شأنهما ،وقلّ طلبهما؛ إذ مالوا إلى مدارس
الحكومة التي قررت وزارة المعارف وقتئذ أل تقبل سوى شهادتها لدخول
الجامعمة ،فأحمب أن يخدم البلد عمن طريمق نهضمة العلماء بعمد أن فشلت
م ساعيه مع ساسة العرب ،فأ سس بطلب من أ هل العلم (جمع ية العلماء)
8 التي نالت تصريحا رسميا من وزارة الداخلية في 5رمضان 1356هم -
تشرين الثاني 1937م ،ومهمتها دفع ما تعرض له السلم من إلحاد وإفساد
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ومقاومة ،وكانت تحت رئاسته.
بلغ عدد مؤسسي الجمعية واحدا وعشرين عضوا عهدوا لسبعة عشر
منهمم القيام بأعباء المجلس الداري ،وهمو منهمم ،وعيمن رئيسما لمجلس
الدارة.
ووُضمع للجمعيمة دسمتور بيّنم غايتهما ،وأموالهما ،ونظامهما الداخلي
المف صّل ،ون صّ الدستور على أن غاية الجمعية الهتمام بشؤون المسلمين
ومؤسمساتهم الدينيمة ،ورفمع مسمتوى العلماء والمتعلميمن ،وجممع كلمتهمم،
-تعالى -بالحك مة والموع ظة الح سنة ،وأن ل د خل والدعوة إلى اللّه
للجمع ية بال سياسة ،ووضّح الد ستور كذلك ع مل العضاء ،وأعمال مجلس
الدارة ،وسوى ذلك.
كان من أبرز أعمال الجمع ية إنشاء المع هد العل مي الدي ني بدم شق،
واخت ير له ال ساتذة الكفاء ،وو ضع له برنا مج يج مع ب ين الثقافت ين الدين ية
والعصرية.
ول قي المع هد تشجيعا عظيما ،ف تبرع أ ساتذة مخت صون للتدر يس ف يه،
وتمبرع كذلك خمسمة عشمر طمبيبا ممن ألممع أطباء دمشمق لمداواة مرضمى
المعهمد ،وتمبرع كثيرون بالمال لتأميمن نفقات الطلب المحتاجيمن؛ ممن
السكن ،والطعام ،والملبس ،والدوات المدرسية.
وكان له مشاركة ودور في مؤتمر العلماء الول الذي عقد في دمشق
بتاريخ 13-11رجب سنة 1357هم.
قال محمد أديب الحصني في «منتخبات التواريخ لدمشق» (ص )913
ل سر المعرو فة ال تي اشت هر من ها أ حد جهابذة العلم
في ترجم ته« :و من ا ُ
والف ضل في ع صرنا اليوم الش يخ كا مل الق صاب مؤ سس مدر سة الكامل ية
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الهاشم ية بدم شق ،أ تى والده تاجرا من ح مص وا ستوطن في حي العقي بة
بدم شق ،ون بغ ولده بها ،ودرس بجامع ها ،ور حل إلى مصر ،وإلى الحجاز
و صار ناظرا للمعارف ب ها في ز من الملك ح سين والملك ع بد العز يز آل
ال سعود ،ثم ترك الحجاز واختار القا مة في مدي نة حي فا ،يشت غل في ن شر
العلم ،ويجاهد في استقلل البلد العربية ،وحفظ قوميتها من أيدي العابثين
بها ،وفقه اللّه».
قال عنمه الشيمخ علي الطنطاوي -رحممه اللّه -فمي «رجال ممن
التاريخ» (ص « :)410أنشأ المدرسة الكاملية ،وكانت تسمى حينا المدرسة
العثمانية ،كما تسمى المدرسة التجارية بمدرسة التحاد والترقي ،على اسم
الجمعية التي كانت تحكم البلد ،وبلغت الكاملية مرتبة عالية بين المدارس،
علّم فيهما أعلم ممن أهمل الشام؛ كالدكتور عبدالرحممن شهبندر ،والسمتاذ
خيمر الديمن الزركلي ،والدكتور أسمعد الحكيمم ،وتخرّج منهما جماعمة ممن
العلم؛ منهم :شيخنا الشيخ محمد بهجة البيطار ،ومنهم أستاذ كل من قال
في دم شق :أ نا طبيب ،الدكتور أح مد حمدي الخياط ،الذي درّس في كل ية
الطمب فمي الشام ممن سمنة ،1920وكان أحمد الذيمن عربوا المصمطلحات
الطبية ،وقاموا بذلك العمل العظيم ،وأخرج مع زميله الدكتور مرشد خاطر
«المعجم» ،الذي ينتقده ويعلق عليه من سنين في مجلة مجمع اللغة العربية
في دمشق الستاذ العالم الدكتور حسني سبح ،وهو زميل الدكتور الخياط،
و سأتحدث ع نه بالتف صيل -إن شاء اللّه ،-ول كن أقول الن :إ ني ك نت مرة
ممع بعمض الخوان فمي إدارة «المقتطمف» فمي مصمر ،وقمد صمدر العدد
الجديد من «المقت طف» ،وفيه خبر شيء ا ستحدث في عالم ال طب ،نسيت
الن ما هو ،وكانوا يفخرون بالسبق إلى نشره ،فقلت لهم :إن عندنا أستاذا
فمي المعهمد الطمبي (وكان ذلك اسمم كليمة الطمب فمي دمشمق) اطلع عليمه
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ووصفه في الكتاب الذي يدرسه لطلبه من آخر السنة الماضية ،فعجبوا.
وكان هذا الستاذ هو الدكتور حسني سبح شيخ أطباء الشام ،بل من
كبار أطباء العرب ،وهو الن رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق.
َأقْدم ذكرياتي عن الشيخ كامل ،أنه كان قبل موقعة ميسلون يخطب
فمي دمشمق ،فمي الطرق والسماحات ومجتمعات الناس ،يثيرهمم ويحمّسمهم،
فلما كانت الهزيمة المتوقعة ،التي كنا نستحقها؛ لننا خالفنا عن أمر ربنا
طعْتُم مِمن قُ ّوةٍ} ،وقال{ :وَلَ َت ِهنُوا}،
مَت َ
عدّوا لَهُمم مَما اس ْ
الذي قال لنماَ { :وأَ ِ
ف سرّحنا الج يش ،ب عد أن قبلت الحكو مة إنذار غورو ،ال تي قالوا :إن ح سن
بك الحك يم الذي كان مد ير البرق والبر يد لم ير سلها ،و سيأتي الكلم عن
الوطني المجاهد النزيه حسن الحكيم.
لما كان ذلك وقضى اللّه علينا بأن يحتل الفرنسيون بلدنا ،أصدروا
قائمة بأسماء جماعة حكموا عليهم بالقتل ،كان أول اسم في هذه القائمة اسم
الشيمخ كاممل القصماب ،فجاء المملكمة ،فجعله الملك عبمد العزيمز -رحممه
اللّه -مديرا للمعارف ،ثم استقال وذهب إلى حيفا.
على ما أذكر ،ولكن حبلي لم 1928 قابلته عند خالي محب الدين سنة
يت صل بحبله إل سنة ،1937ل ما عاد إلى الشام ،وعدت في إجازة ال صيف
ممن بغداد ،ولزمتمه وصمرت ممن المتردديمن عليمه ،العاكفيمن على حضور
مجالسه ،والمشاركين في أحاديث هذه المجالس ،ولما أعاد افتتاح مدرسته،
وجعلها مدرسة شرعية ،فكانت نواة الكلية الشرعية ،كلفني تدريس التاريخ
والدب ،وكان من الطلب جماعة صاروا اليوم من كبار الساتذة ،وصار
من هم من هو أعلم م ني ،من هؤلء الدكتور عبدالحم يد الهاش مي ،ثم كان
من هم ل ما صارت كل ية ر سمية ،ال ستاذ مح مد القا سمي ،والدكتور أد يب
صالح ،والستاذ أحمد الحمد ،والستاذان الجنادي والخطيب ،وكان منهم
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
حينا الدكتور وهبي الزحيلي ،وعبدالرحمن رأفت الباشا ،وكان بين الطلب
طالب بلح ية طويلة ،عل مت ب عد أ نه ل يس من أ هل ال سنة والجما عة ،رأي ته
مرة يغش في المتحان ،فقلت له :إن عاقبتك العقوبة التي تستحقها منعتني
لحيتك ،وإن سكت عنك وكرمتك حجزتني سرقتك ،فماذا أصنع لك؟
وممما وقمع لي يوم المتحان ،أنمي كنمت أراقمب الطلب ،ومما كانوا
يحتاجون إلى مراقبمة دقيقمة ،إذ كان عددهمم قليلً ،وكان وقمت المتحان
طويلً ،ووجدت أما مي «الكا مل» لل مبرد ،فجعلت أقرأ ف يه ،وطال الو قت،
وقرأت منه نحوا من ثلثين صفحة.
فل ما خر جت وانت هى المتحان ،دعا ني الش يخ كا مل لحضور امتحان
الدب ،وكان في كتاب «الكامل» ،وكان الطلب قد قرؤوا منه ما ل يزيد
ع ما قرأ ته آنفا ،وكا نت اللج نة مؤل فة من أ ستاذنا سليم الجندي ،وال ستاذ
الش يخ ع بد الحم يد القنوا تي ،وأ ظن أن الثالث ال ستاذ عز الد ين التنو خي
-رحمهم اللّه جميعا ،-فكان الطالب يقرأ ،في مر بالبيات فأسأله أو يسأله
غيري عن تف سير كلمة في ها ،أو شرح جملة ،فإذا و قف ،قلت له :أذكر أن
هذا التف سير مر ق بل صفحة أو صفحتين ،أو سيمر الشرح ب عد صفحة أو
صمفحتين ،فلمما طال ذلك منمي ،قالوا :عجبا ،أتحفمظ «الكاممل»؟ فلو قلت:
نعمم ،أو سمكت ،لشهمد لي هؤلء السماتذة الثلثمة الكبار بأنمي أحفمظ
«الكامل».
ف هل يم كن أن يكون ب عض ما يروى عن ح فظ الول ين -بع ضه ل
كله -من هذا القبيل» ا.هم كلم الطنطاوي.
وكان إلى جا نب أعماله هذه تاجرا ،أ سس شر كة تجار ية في م صر
تمارس تجارة مال القبّان (المواد الغذائيمة) ،جريئا فمي المضاربمة بأمواله،
وله عقارات في حَيْفا استولى عليها الحتلل.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ترك من المؤلفات كتابين:
« -ذكرى موقعة حطين»( ) (بالشتراك).
1
() نشره محسب الديسن الخطيسب عسن المطبعسة السسلفية فسي ()114 1
صسفحة مسن القطسع الصسغير ،سسنة 1351هسس ،وهسو كلمات قيلت فسي
(مؤتمسر جمعيات الشبان المسسلمين الرابسع) ،الذي انعقسد فسي مدينسة
عكسسا يوم (ذكرى المولد النبوي العظسسم) ،فسسي /25ربيسسع الثانسسي/
،1351وأقيمسست حفلت فسسي أنحاء فلسسسطين لحياء هذه الذكرى،
وكان أعظمهسا مسا أقيسم فسي مدينسة حيفسا برئاسسة الشيسخ القصساب،
واشترك فيهسا أقطاب المسة وفحول الخطباء والدباء -على حسد تعسبير
محسب الديسن ،-وهؤلء هسم -غيسر المصسنف :-شكيسب أرسسلن ،محسب
الديسسن الخطيسسب ،محمسسد رشيسسد رضسسا ،عبببد الوهاب النجار ،خيسسر الديسسن
الزركلي ،عببد الرحمبن عزام ،محمسد عزة دروزة ،إسسعاف النشاشيسبي،
عبد المحسن الكاظمي ،أكرم زعيتر ،حمدي الحسيني.
() أديسب الشيشكلي اسستولى على الحكسم فسي سسورية أواخسر سسنة 2
1949م ،وبرز عنفسسه فسسي عدة مجالت ،وبدأ النقلب عليسسه فسسي
حلب ،فشعسسسسسسر أن الزمام أفلت مسسسسسسن يده ،فغادر البلد 2شباط
1954م ،وقتله مجهول فسسي البرازيسسل سسسنة « .1964العلم» (
.)286-1/285
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
بض عة أفراد في بي ته ،وت سللوا بنع شه ب ين الز قة ،ودفنوه في قبر والده
بمقبرة الباب الصغير بجوار مقام الصحابي الجليل بلل الحبشي.
* مصادر ترجمته:
« -1منتخبات التواريخ لدمشق» (.)913
« -2أعلم الدب والفن» (.)78-2/77
« -3ما رأيت وما سمعت» (.)14
-4مجلة «التمدن السلمي» ( )357-20/355مقالة محمد جميل الشطي.
« -5إتحاف ذوي العناية» (.)49
« -6العلم» (.)7/13
« -7معجم المؤلفين» (.)11/157
-8بيان «مؤتمر العلماء الول» بدمشق ،سنة 1357هم.
-9دستور «جمعية العلماء» ،سنة 1357هم.
-10بيان «جمعية العلماء» بدمشق رقم ( ،)7سنة 1357هم (المعهد العلمي
الديني).
-11نص الحتجاج المرسل من «جمعية العلماء» رقم ( ،)8سنة 1357هم.
و 258 ،5/109 و 280 ،263 ، 230 ،1/67 « -12ذكريات علي الطنطاوي» (
و.)8/238 121 ،6/120و175 ،174 ،155 ،91 ،89 ،76 ،75 ،7/72
ولد سنة 1300هم الموافق 1882م ،وذكر بعض مترجميه أنه ولد سنة 1871م،
وهذا خ طأ ،وأث بت ذلك علي ح سين خلف في كتا به « عز الد ين الق سام»
حيث قال (ص « :)5وضعف التاريخ المكتوب والشفوي لتلك المرحلة ،ل
يبرر للدار سين ا ستسهال ن قل المعلومات من م صدر وا حد ،دون تدق يق،
وبإشكال ية حولت الق سام من شخ صية حقيق ية إلى شخ صية احتمال ية ،ف كل
الذين نسبوا تاريخ ميلده إلى عام ،1871استنادا إلى كتابات صبحي ياسين،
خ سروا ،دون أن يدروا تتلمذه على يد الش يخ مح مد عبده ،إذ يكون الق سام
قد درس في الزهر ،قبل وجود الشيخ محمد عبده بعشر سنوات ،وتخرج
قبل مجيئه بسنتين! ولم يتطوع واحد من الباحثين بذكره ماهية هذا التتلمذ،
دينيا وسياسيا».
وكان مسقط رأسه في جبلة الدهمية من أعمال اللذقية في شمالي سوريا،
ن شأ في بلده في بيئة إ سلمية ،و هو من أ سرة كري مة ،ما أن بلغ الراب عة
عشرة من عمره ،ح تى ا ستطاع والده تأم ين رحلة درا سية له إلى الز هر
الشريف ،وتتلمذ فيه على يد الشيخ محمد عبده ،فقد كان رئيس رواق الشام
في الزهر الشريف في عصره ،وعندما عاد عز الدين القسام إلى قريته
«جبلة» حاملً شهادته الهلية من الزهر عام ،1903حاول أبوه الشيخ عبد
القادر أن يقنعمه بضرورة أن يذهبما معا إلى قصمر الفندي ديمب ،ليسملما
عل يه ،فر فض ال بن ن صيحة أب يه قائلً :أي سلم الوا فد على المق يم؟! وكا نت
أول بادرة تكسممر العُرف المقلوب ،إرضاء لسممياد الرض ،وتسممترد
للمواطن حقه في عدم النحناء.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ثم ع ين الش يخ عز الد ين الق سام مدر سا للجا مع ال كبير في جبلة «جا مع
إبراه يم بن أد هم» ،ح يث ل ي ستطيع التحاد والتر قي الذي كان م سيطرا
على الدولة العثمان ية في أوا خر عهد ها أن ي مس الش يخ ب سوء؛ ل نّ من
صمالحه المحافظمة على الشكليات الدينيمة ،إل إذا هددت سملطته تهديدا
مباشرا وفي الصميم.
وعند احتلل الفرنسيين لسوريا ،قامت ثورات ضدها ،وانضم الشيخ
عزالديمن القسمام إلى ثورة عممر البيطار ،ولكمن هذه الثورة لم تطمل؛ لفقمر
المصمادر التموينيمة والسملح والذخيرة وضعمف التنظيمم ،وقضمى القسمام
حوالي ال سنة متنقلً ب ين غابات الفرلق و صلنفة وجرود جبال العلوي ين في
سموريا ،بعمد أن حطمت الثورة أثقالهما ،واسمتمرت مطاردة الفرنسميين له
ولرفا قه ،و صدر عل يه ح كم العدام من الديوان العر في في اللذق ية ،ثم
فاوضوه أثناء مطاردته على إلغاء الحكم ،وتحقيق كل ما تصبو إليه نفسه
من مال ومر كز ،فر فض ذلك ،ثم لم ي جد بدا من الرح يل إلى فل سطين،
وكان قد أجرى اتصالت مسبقة مع صديقه القديم -الذي شاركه في تأليف
هذا الكتاب -وهو الشيخ كامل القصاب( ) ،وهو من علماء فلسطين ،ولعب
1
() كانت الصلة بين (القصاب) و(القسام) وثيقة جداً ،ولكت اللسنة 1
() انظسسر تفصسسيل ذلك فسسي« :القضيسسة الفلسسسطينية فسسي مختلف 1
والمشاهسسد فيمسسا رأيسست ورأى جميعسسُ الناس ،أن الذي يقسسع فسسي ديار
المسسلمين فيسه أذيسه لهسم ،مسن تكسسير المحلت ،وزجاج السسيارات،
وغيسسر ذلك مسسن أعمال التخريسسب ،وأن القائميسسن بذلك يظنون أنهسسم
يخدمون السسلم!! وهسم فسي الحقيقسة يعطّلون مسسيرة (الدعوة إلى
اللّه) ،ويضرون بأموال المسسسسسلمين ،ويشيعون الفوضسسسسى بينهسسسسم،
ويسسلّطون الحكام عليهسم ،وعلى هذا فتوى المشايسخ :ابسن باز ،وابسن
عثيميسن ،واللبانسي -رحسم اللّه الجميسع -وجم ِسع آخريسن ،وانظسر لتأصسيل
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
العربي المسلم ،وأخذ كل فرد يفكر بالثورة المسلحة على الظلم والطغيان،
وأ خذ إخوان الق سام من العلماء يحرضون الش عب على القتال ،وكان للعالم
الشيمخ كاممل القصماب وزملئه دور بارز فمي اسمتلم زمام المبادرة بعمد
القسام.
وسمار موكمب الجنازة مجللً بالعلم العربيمة ،حيمث صمُلي على الشهداء
-نحسبهم على اللّه عز وجل -في المسجد الكبير ،وشيع الق سّام إلى قبره
في قرية الياجور التي تبعد عن حيفا نحو عشرة كيلومترات ،سارتها على
القدام حاملة نعشه -رحمه اللّه.-
ل مركزا
وبذلك يكون المجا هد الش يخ عز الد ين الق سام أول من ع مل عم ً
للثورة ،وزرع بذور الحقمد على السمتعمار البريطانمي الغاشمم وربيبتمه
ال صهيونية ،وترك لل مة عشرات المخل صين قاموا بالدور الرئي سي البارز
بالثورة الكبرى التي اندلعت في ( )15نيسان سنة .1936
وقمد أزعمج القسمام السملطة المنتدبمة حتمى بعمد موتمه ،فقمد اسمتدعى مديمر
المطبوعات أصمحاب الصمحف ورؤسماء تحريرهما ،وحظمر عليهمم كتابمة
شيء عن القسام ،وهدد بمحاكمتهم وتعطيل صحفهم.
ولقمد ألقمت ثورة القسمام ظلً كمبيرا على المسمرح السمياسي الفلسمطيني،
وأ صبحت كل محاولة لقامة تقارب ب ين الفل سطينيين والسلطات الحكوم ية
محكوما عليها بالفشل.
() على الرغسسم مسسن حرص الشيسسخ القسسسام على الجهاد ،إل أنسسه لم 1
ينسسس تعليسسم الناس ومحاربسسة البدع المنتشرة بيسسن الناس ،وهذا يدل
على أنسه اعتسبر الشرع فوق أهواء عامسة الناس وميولهسم ،فلم يتنازل
عسن الحكام الشرعيسة التسي يعتقسد بهسا؛ على الرغسم مسن حرصسه على
الصلة بالناس ،وتهيئتهم للجهاد ومواجهة الستعمار.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
مق أمان
مة والطريم
مر الزعامم
غيم إن الزعاممة والطريمق مخوفمة
فممي بردتيممه يضمهمما إنسممان ما ك نت أح سب ق بل شخ صك أ نه
فممي الخلد ل عنممت ول أحزان يما رهمط عمز الديمن حسمبك نعممة
فرحا وهممممش مرحبا رضوان شهداء بدر والبقيمممممع تهللت
* مصادر ترجمته:
رقم .)454 (1/349 « -1العلم الشرقية»
« -2العلم» للزر كلي (.)268-6/267
« -3معجم المؤلفين» (.)291-10/290
« -4عز الدين القسام» لعلي حسين خلف.
« -5عز الدين القسام منهجا ورجالً» لعوني جدّوع العُبيدي.
« -6تاريخ فلسطين الحديث» لعبدالوهاب الكيالي (ص .)297-291
« -7القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها» لمحمد عزة دروزة ( -119 /1
.)121
« -8بلدنما فلسمطين» لمصمطفى الدباغ (ق /2ج )38-3/37و(ق /2ج
.)7/54
« -9الثورة العرب ية ال كبرى في فل سطين» ( )1939-1936ل صبحي يا سين
(ص .)19
« -10فلسطين والنتداب البريطاني» ( )1939-1922لكامل خلة (ص .)377
« -11السلم بين العلماء والحكام» لعبد العزيز البدري (ص .)235
« -12جهاد ش عب فل سطين خلل ن صف قرن» ل صالح م سعود أ بو ب صير
(ص .)177
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
« -13صوت الشعر في قضية فلسطين» لمحمد صادق عرنوس (ص .)27
حسن « -14عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين» لمحمد محمد
شرّاب.
ُ
« -15تجربة الشيخ عز الدين القسام» لعلي حسين خلف.
« -16جوانب مجهولة من حياة الشيخ عز الدين» لحسين عمر حمادة.
« -17الشيخ عز الدين القسام» لحسني أدهم جرار.
« -18الشيخ المجاهد عز الدين القسام» لعبد الستار قاسم.
« -19القسام» لعبداللّه الطنطاوي.
« -20ممن ثورة المجاهمد عمز الديمن القسمام إلى ثورة أبطال الحجارة»
لعبدالوهاب زيتون.
« -21الشهيمد عمز الديمن القسمام» لمجموعمة ممن الكتاب ،ندوة برعايمة
المستشارية الثقافية للجمهورية اليرانية ،بدمشق.
« -22بسمة النور وثورة القسام» لشوقي خير اللّه.
« -23عز الد ين الق سام أ بو الفدائي ين العرب» لمجمو عة (ض من :أبطال
العرب).
« -24عز الدين القسام» لعاصم جندي.
« -25ثورة عز الدين القسام» لعوني جديع.
« -26الو عي والثورة» (درا سة في حياة وجهاد الشه يد عز الد ين الق سام)
لسميح حمودة ،صادر عن جمعية الدراسات العربية -القدس.
« -27الموسوعة الفلسطينية» في مواطن متفرقة :ترجمة عز الدين القسام،
ثورة ،1935وثورة 1936م ،وتراجم أصحاب القسام( ).
1
() هسم :فرحان السسعدي ،نوح إبراهيسم ،يوسسف أبسو درة .وانظسر مسن 1
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
« -28القضيمة الفلسمطينية فمي مختلف مراحلهما» ( )132-1/119لمحممد عزة
دروزة.
« -29وثائق الحركمة الوطنيمة الفلسمطينية» (1939-1918م) ممن أوراق أكرم
زعيتر.
« -30المقاومة العربية في فلسطين» لناجي علوش.
« -31مقدمة من تاريخ فلسطين الحديث» لعبد العزيز محمد عوض.
« -32كفاح شعب فلسطين» لعبد القادر ياسين.
« -33تاريخ فلسطين الحديث» لعبد الوهاب الكيالي.
و.)8/86 (5/244 « -34ذكريات علي الطنطاوي»
« -35منهج الجهاد القرآني» لحسن الباش (ص .)133-129
-36مجلة «التراث العربي» (.)90-14/75-13
-37مجلة «الفتح» 2 ،رمضان1354/هم.
***
ورقة الجابة التي تقدم بها الشيخ عز الدين القسام لمتحان المحكمة
الشرعية في حيفا الخاص بالمتقدمين لوظيفة «مأذون
أنكحة»
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
النقد والبيان
في
دفع أوهام خزيران
حَّررة عن البدعة وبعض مفرداتها ،
م َميَّة ُ
عل ِ
فيه بُحوث ِ
مقَدِّمة ضافية
و ُ
ضيَّة فلسطين) ،و ( حكم عَ َ
مليَّات سلفِيَّين وقَ ِ
عن ( ال َّ
مغامرة بالنفَّس )ال ُ
تأليف
ح َّ
مد م َ
ُ صاب ح َّ
مد كامل الَق َّ م َ
ُ
عّز الدِّين الَق َّ
سام
َّ
ه ح
َ
َ ُ رشَ و
َ ه
ِ ْ يَ عل
َ ق
عل َ و َ
ه َ قدَّ َ
م لَ ُ
همام
فضيلة الشيخ ال ُ
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
() أخرجسه ابسن عدي فسي «الكامسل» ( ،)739 /2وابسن بشران 1
َّ
مه ،وأسند ط قل ُ متَنَاَزِع فيها فقط ،بل ش
في المسألةِ ال ُ
إلينسسا مسسا لم نقسسل بسسه ،ولم نعتقده ،ورمانسسا -عفسسا اللّه عنسسه-
،في بالَّزيغ والضلل ،لتّباعنا السنة الموروثة عن النبي
ت القرآنيسسسة القوال والفعال ،وتكل ّسسس َ
ف فسسسي تفسسسسير اليا ِسسس
والحاديسث النبويسة ،فأخرجهسا عسن معانيهسا؛ ليوهسم صسحة مسا
ة على ما هم عليه ،وخاض لذلك في ذهب إليه ،ويُقَّر العام َ
القواعسسد الصسسولية خوض مسسن لم يأخسسذ مسسن العلم بقسسسط،
وخّرج المسسسائل تخريجا ً ل ينطبسسق على القواعسسد العلميسسة،
ك بما
ة للتمس ِ
ة عليه ،وداعي ً
ج ً ه دليل ً لنا ،و ُ
ح ّ فكانت استدللت ُ ُ
س إليه. أرشدْنا النّا َ
فرأينا من الواجب انتصارا ً للدّين ،وحفظا ً لشريعة سيد
المرسسلين ،أن نرد َّ بهذه الرسسالة مسا أسسند وفن ّسد ،مصسدِّرين
رسسالَتَنا بأقوال علماء المذاهسب الربعسة فسي حكسم المسسألة
ع فيهسا ،ناقليسن عبارات ِسه التسي نريسد الرد َّ عليهسا بن ّ ِس
صها المتناَز ِس
صها ،إل مسسا تعذَّر نقلُه بالحرف؛ فإننسسا نشيسسر إلى معناه، وف ّ سِ
م الوكيل. وما التوفيق إل باللّه ،وهو حسبنا ،ونِع َ
.)1273
() سبقت تراجم هؤلء في المقدمة. 1
من المصنف.
وأمسا كلم قاضسي خان فهسو فسي «فتاويسه» ( - 1/190هامسش
الفتاوى الهندية).
-دار الكتاب السسسسلمي) أو ( () «البحسسسر الرائق» (2/207 3
= /5ب):
من روى :إذا «الكثسر يقولونَ :روَي ْسنا -بفتسح الراء مخففسةِ ،-س =
نقل عن غيره؛ مثل :رمى يرمي ،والجود بضم الراء وكسر الواو
مشددة؛ أي :روانا مشايخنا؛ أي :نقلوا لنا فسمعنا».
نس المشهور ،هسوَ :روَي ْسنا -بفتسح الراء
وقال ابسن المعسز الحجازي :إ ّ
والواو مخففة .-وفي الوجهين يقول الناظم:
وقسسسسسسسسسسسسسسسسل َروَي ْسسسسسسسسسسسسسسسسنا أو ُروِّينسسسسسسسسسسسسسسسسا ضمسسسسسسسسسسسسسسسسا
وجهان فيهمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا فكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن مهتمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
وهناك فسي ضبطهسا قول ثالث ذكسر ابسن علن عسن الكازرونسي؛ وهسو:
بضسم الراء مبنيا ً للمفعول مخففسة؛ أي :روى لنسا إسسماعا ً أو إقراء أو
إجازة أو غيرها .انظر« :الفتوحات الربانية» (.)1/29
وقسد أفرد عبدالغنسي النابلسسي (1143هسس) ضبسط هذه الكلمسة
فسسي رسسسالة مفردة ،اسسسمها« :إيضاح مسسا لدينسسا فسسي قول المحدثيسسن:
من محفوظات المكتبة الحمدية بحلب ،وهي تقع في روينا» ،وهي ِ
خمسس ورقات ،وهذا نصسها :بسسم اللّه الرحمسن الرحيسم ،الحمسد للّه
ي بعده وعلى آله وأصسحابه، ن ل نَب ِس َّ
م ْس
وحده ،والصسلة والسسلم على َ
(أ)
ما بَعْدُ :فيقول شيخنسسا جنده ،أ ّسسَ وأخسسص بالزيادة أتْبَاعسسه وأنصسساره و ُ
جنَاب الشيخ عبدالغني الشهير مام الفَ َّهامة َ
المام العلمة العمدة ال ُه َ
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
فلم ينكْره فسي كتابسي «آداب القراء»( ) ا.هسس» ،ونحوه لشيسخ
1
تمك َّسن مسن منعسه ،ولم يمنعسه فسسق» ،وقال ابسن حجسر فسي
ن الصسسحابة
بالذكسسر أو القراءة فسسي المشسسي مسسع الجنازة؛ ل ّس
-رضسسسي اللّه عنهسسسم -كرهوه حينئذ ،رواه البيهقسسسي( ) ،وكره
2
-رضسي اللّه عنهمسا -لقائله« :ل غفسر اللّه لك»( ) :بسل يسسكت
4
متفكرا ً فسي الموت ومسا يتعلق بسه وفناءِ الدنيسا ،ذاكرا ً بلسسانه
معَظ ِّسم نفسسه بشرف الواو ،-والمفعول الول :نسا ،التسي هسي ضميسر ال ُ
الرواية ،أو هو ومعه غيره من أصحابه ،وهذه الحال متداخلة ،وتقدير
ذلكُ :روِّيناه حال كونسه فسي «مسسند الماميسن» ،وحال كونسه وهسو مسن
«مسسسسند الماميسسسن» حاصسسسل ً بإسسسسناد جيسسسد .ويصسسسح أن يكون الجار
والمجرور الثانسسي وهسسو قوله« :بإسسسناد جيسسد» متعلقا ً بقوله :حديسسث
ما بحديسث ،وإمسا بصسحيح ،وليسس هذا الجار والمجرور الول صسحيح ،إ َّس
نس إسناده هو لم يُرِد الخبار عنه بأنه جيد ،ولم يرد متعلقا ً برويناه؛ ل ّ
ذكره ،وإنمسا أراد بالسسناد الجيسد :إسسناد المام أحمسد والدارمسي ،يدل
حك ْمة قول المصنف أولً : ت :ما ِ
ن قل َ
عليه قول الشارح المذكور :فإ ْ
حديث صحيح ،وقوله هنا :بإسناد جيد؟ قلت :حكمته :أنه ل يلزم من
كون الحديسث فسي «المسسندين» المذكوريسن أن يكون صسحيحاً ،فسبين
ن سسبب صسحته أن إسسناد هذيسن الماميسن أول ً بأنسه صسحيح ،وثانياً :أ ّس
الذيسسن أخرجاه صسسحيح أيضاً ،وله حكمسسة أخرى حديثيسسة؛ وهسسي :مسسا
صسرحوا بسه أنسه ل تلزم بيسن السسناد والمتسن ،فقسد يصسح فيسه السسند أو
يحسسسن؛ لسسستجماع شروطسسه مسسن التصسسال والعدالة والضبسسط دون
المتسن؛ لشذوذ فيسه أو علة ،فنسص المصسنف أولً :على صسحة المتسن
بقوله« :هذا حديسسسث صسسسحيح» ،وثانياً :على صسسسحة السسسسند بقوله« :
بإسناد جيد» إلى آخر ما بسطه من الكلم في هذا المقام.
ن قول المام النووي -رحمه اللّه -هنا :روَيناه -بفتح والحاصل :أ ّ
الواو وتخفيفهسا -مبنيا ً للفاعسل؛ يعنسي :روينسا عسن مشايخنسا أو بإسسنادنا
هذا الحديث الكائن في «مسند المامين» المذكور ثمة بإسناد جيد،
أو معناهُ :روِّيناه -بتشديسسد الواو -مبنيا ً للمفعول؛ أيَ :روَّى -بتشديسسد
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
سعيد بن منصور في «سننه»( ).
1
ذكره ،وبعضهسم ل يقدر أن يأخسذ ال ِغذ َاء تلك الليلة لشدة مسا
أصسابه مسن الجزع( ) ،كمسا قال الحسسن البصسري -رضسي اللّه
3
جاء فيسسه (ص - 56ط .دار ابسسن كثيسسر) ،وسسسيأتي الكلم برمتسسه (ص
.)111-110
ونقله شيخنسسا اللبانسسي فسسي «أحكام الجنائز» (ص ،)92وقال
ن فيه تشبُّهاً
قبله مؤكدا ً بدعة رفع الصوت بالذكر أمام الجنازة« :ول َّ
بالنصارى ،فإنَّهم يَْرفَعُون أصواتهم بشيء من أناجيلهم وأذكارهم مع
التمطيط والتلحين والتحزين.
وأقبسح مسن ذلك تشييعُسها بالعزف على اللت الموسسيقية أمامهسا
عزفا ً حزيناً ،كما يُفعل في بعض البلد السلمية تقليدا ً للكفار ،واللّه
المستعان».
() نقسل الشيسخ زكريسا النصساري فسي «شرح روض الطالب» ( 2
() أي :وليسسس ذلك خاصسسا ً بكونسسه عنسسد الميسست ،بسسل هسسو حرام
2
مطلقاً؛ أي :عنسد غسسله وتكفينسه ووضعسه فسي النعسش ،وبعسد الوصسول
إلى المقسسبرة إلى دفنسسه ،ومنسسه مسسا جرت بسسه العادة الن مسسن قراءة
الرؤسسساء ونحوهسسم ،أفاده الشبراملسسسي فسسي «حاشيتسسه على نهايسسة
المحتاج» (= =،)3/23وعبدالحميسد الشروانسي وأحمسد بسن القاسسم
العبادي في «حاشيتيهما على تحفة المحتاج» (.)188 ،3/187
() ( - 3/187-188مع «حواشي الشرواني والعبادي»). 1
() يشيسسر إلى مسسا خرجناه بالتفصسسيل قريبا ً مسسن قول قيسسس بسسن
2
بالتباع» (ص .)254
وانظر «موسوعة فقه الحسن البصري» (.)859-2/858
وأسسند البيهقسي فسي «السسنن الكسبرى» ( )4/74و«الشعسب»
(رقم )9277إلى السود ابن شيبان ،قال :كان الحسن في جنازة
النضسر بسن أنسس ،فقال الشعسث بسن سسليم العجلي :يسا أبسا سسعيد! إنسه
ليعجبني أن ل أسمع في الجنازة صوتاً ،فقال :إن للخير أهلين.
وأخرج عبدالرزاق ( 3/439رقسسم )6242 ،6241وابسسن
أبسي شيبسة ( )3/274فسي «مصسنفيهما» ،وابسن سسعد فسي «الطبقات
الكسبرى» ( )5/141بسسند ٍ صسحيح عسن سسعيد بسن المسسيب ،أنسه قال
فسي مرضسه« :إياك وحاديهسم ،هذا الذي يحدو لهسم ،يقول :اسستغفروا
اللّه ،غفر لكم».
وذكره عنسسه :البيهقسسي فسسي «سسسننه» ( ،)4/74والذهسسبي فسسي
«السسسسير» ( ،)4/244وأبسسسو شامسسسة فسسسي «الباعسسسث» ( ،)275
والسيوطي في «المر بالتباع» (.)253
وقال ابسن المنذر فسي «الوسسط» (« :)390-5/389وكره
سسسعيد بسسن المسسسيب وسسسعيد بسسن جسسبير والحسسسن البصسسري والنخعسسي
وأحمسسد وإسسسحاق قول القائل خلف الجنازة :اسسستغفروا له= =،قال
عطاء :محدثة ،وقال الوزاعي :بدعة ،وقال النخعي :كانوا إذا شهدوا
جنازة ،عرف ذلك فيهم ثلثاً».
وقال (« :)5/390ونحن نكره من ذلك ما كرهوا».
ولذا اقتصسر فسي كتابسه القيسم «القناع» ( )1/175على قوله:
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الصسوت ،والصسيحة معهسا ،وعنسد رفعهسا [-يعنسي :الجنازة،) (]-
1
قتادة فسسي جنازة ،فلم يتكلم حتسسى انصسسرف ،وشهدت الجريري فسسي
جنازة ،فلم يزل يبكسي حتسى تفّرق القوم ،وشهدت محمسد ابسن واسسع
فسي جنازة ،فلم يزل واضعا ً أصسبعه السسبابة على نابسه ،مقن َّسع الرأس،
مطرقا ً مسا يلتفست يمينا ً ول شمال ً حتسسى انصسرف الناس ،ومسا يشعسر
بهم.
وأسسسسند برقسسسم (- )40أيضاً -إلى قتادة ،قال :شهد ُسسس
ت خليداً
العصسري فسي جنازة ،مقن َّسع رأسسه ،لم يتكلم حتسى دفسن الميست ،ورجسع
إلى أهله.
() ذكره أبو شامة في «الباعث» ( - 276بتحقيقي) عن ابن 4
عمسر ،وعلق عليسه بقوله« :وإنمسا كره ذلك :لمسا فيسه مسن التشويسش
على المشيّعين ،الموَفَّقين الم َفكِّرين في أحوالهم ومعادهم».
قال أبسو عسبيدة :فإبايسة ابسن عمسر وإنكاُره عليسه ليسس مسن جهسة
أصسل الدعاء ،ولكسن مسن جهسة أخرى؛ وهسي التشويسش والجهسر ،أو أن
يُعتقد أنه سنة تُلزم ،أو تجري في الناس في مجرى السنن اللزمة،
أو أن يُعتقد في الداعين أمر زائد ،أو أنه وسيلة إلى أن يُعتقد فيهم
ن
م ْس
أنهسم مجابوا الدعوة ،ولذا أنكسر جمسع مسن السسلف مسن الصسحابة و َ
بعدهسسسم على مسسسن طلب وألح فسسسي الدعاء لهسسسم ،كمسسسا تراه فسسسي
«العتصسسسام» للشاطسسسبي ( ،)319-2/315و«تالي التلخيسسسص»
للخطيسسب (رقسسم ،)115و«المجالسسسة» ( )72-4/71وتعليقسسي
عليها ،وانظر« :تفسير القرطبي» (( )9/287الرعد« ،)8 :الحكم
الجديرة بالذاعسة» (ص )55-54لبسن رجسب« ،قاعدة جليلة» (ص
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وروى سسعيد بسن عمسر( ) وسسعيد بسن جسبير ،قال لقائل ذلك :ل
1
.)11
وأثسسر الحسسسن البصسسري :قال« :وذكسسر الحسسسن البصسسري عسسن
أصسحاب رسسول اللّه Sأنهسم يسستحبون خفسض الصسوت عنسد الجنائز،
وعند قراءة القرآن ،وعند القتال».
قلت :أخرجسسسه عبدالرزاق ( 3/453رقسسسم - )6281ومسسسن
طريقسه ابسن المنذر فسي «الوسسط» ( 5/389رقسم -)3057عسن
معمر ،عن الحسن بنحوه .وفي رواية عند ابن أبي شيبة ()3/272
من طريق علي بن زيد -وهو ضعيف -عن الحسن مرسلً ،وإسناده
ضعيف.
وممسا يسساعد عليسه :مسا أخرجسه ابسن أبسي الدنيسا فسي «القبور»
(رقسسم - 31بتحقيقسسي) ،والبيهقسسي فسسي «الشعسسب» ( 7/11رقسسم
)2973عن ثابت البناني ،قال :إن كنا لنتبسع الجنازة ،فما نرى إل
متقنعا ً باكياً ،أو متقنعا ً مفكراً .وثابت أدرك أنسا ً وغيره.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
من منسع رفسع الصسوت مسع ِس الموضوع، هذا فسي بسه لمسا أتينسا
الجنائز ،لمؤل ِّفهمسسا العلمسسة المفضال الشيسسخ محمود محمسسد
سبكي( ) المدرس بالقسسم العالي بالجامسع الزهسر، خطاب ال ُّس
1
من كبار علماء الزهسر وفيهمسا تقاريسظ وفتاوى جمسع غفيسر ِس
()
2
سليم الب ِ ْ
شري وشيوخسسه؛ منهسسم :شيسسخ السسسلم الشيسسخ ُسس
لسس«سسنن سسعيد بسن منصسور» ،وهسو غيسر موجود فسي القسسم المطبوع
منه.
() قصسسيدة مشهورة جداً ،ألفهسسا محمسسد بسسن سسسعيد بسسن حماد 1
ن الحامسل لهمسا
ن أ ّس
السسادة الحنفيسة ،والذي يغلب على الظ ّس
على ذلك ،هسو بغيسة المحافظسة على مكانتهمسا الوهميسة بيسن
ن ينفر منهما رعا ع ُ الناس ،الذين اتخذوا العامة؛ حذرا ً ِ
من أ ْ
التي تخص العقيدة ،انظر أبياتا ً منتقدة منها في «القول المفيد على
كتاب التوحيسسسد» ( ،)476 ،185-184 ،82-1/81و«مظاهسسسر
النحرافات العقديسسسة» ( ،)430-1/428وممسسسن انتقدهسسسا بكتاب
مفرد :الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن المام محمد بن عبدالوهاب،
له «هذا بيان المحجسسة فسسي الرد= =على صسساحب اللجسسة» مطبوع
ضمسسن «مجموعسسة التوحيسسد» (الرسسسالة الثالثسسة عشرة ،ص -435
،)542والشيسخ عبدالبديسع صسقر ،وشيخنسا محمسد نسسيب الرفاعسي
-رحمسه اللّه ،-ولبسي الفضسل عبداللّه بسن محمسد بسن الصسديق الغماري
«نقسسد قصسسيدة البردة» مطبوع آخسسر «رفسسع الشكال عسسن مسسسألة
المحال» .وانظسر عسن هذه القصسيدة« :المدائح النبويسة» لزكسي مبارك
(ص « ،)198-197المدائح النبوية بين المعتدلين والغلة» لمحمد
بن سعد بن حسين (ص « ،)74-54كشف الظنون» (-2/1331
« ،)1349هدية العارفين» (.)2/138
وانظسر عسن نقدهسا -مجملً -مقالة أخينسا الشيسخ السسلفي محمسد
المغراوي المنشورة فسي مجلتنسا «الصسالة» (العدد الخامسس عشسر/
/15ذي القعدة/سسسنة 1415هسسس) (ص )88-75بعنوان (حول
قصيدة البردة) ،وكتابنا «شعر خالف الشرع» ،يسر اللّه إتمامه بخير
وعافية.
وانظسسر عنهسا «الدب فسي التراث الصسوفي» لمحمسد عبببد المنعببم
خفاجسسسي (ص .)258-253وانظسسسر عسسسن بدعيسسسة التزام (البردة)
و(الشقراطسسية) أمام الجنائز ،وفسي حلق الذكسر فسي« :عدة المريسد
الصادق» (ص )551للشيخ زروق ،وكتابنا «شعر خالف الشرع».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الديسسن متجراً ،لو أفتيسسا بالحسسق الذي يصسسادم منفعسسة أولئك
المبتدعيسن ،فليتقوا اللّه ،وليقولوا قول ً سسديداً ،وهنسا نبدأ برد
ما قال.
قال فسسي رده حكسسم العلمسسة الزنكلونسسي مسسا معناه :إنسسه
يجسب على المفتسي أن يكون جوابسه فسي المسسألة بعسد تأمله
() وممسن نسص على كراهيسة ذلك -أيضاً :-الشيسخ الدرديسر فسي 1
() مسا بيسن المعقوفتيسن سسقط مسن المطبوع ،وأثبتسه مسن «نيسل 2
المآرب».
() ما بين المعقوفتين زيادة من المصنِّفَيْن. 3
محلة (بشسسر) بمديريسسة البحيرة ،ونشسسأ بهسسا ،وتلقسسى العلم على كبار
علماء عصسسره ،كالشيسسخ ع ُل َ سيش ،والباجوري ،وغيرهمسسا ،وكان واسسسع
الطلع في علوم السنة ،توفي في شهر ذي الحجة سنة 1335هس
1917 -م ،له «تحفسة الطلب بشرح رسسالة الداب»« ،شرح نهسج
البردة لشوقسي»« ،حاشيسة على رسالة الشيسخ عليش في التوحيسد»،
«المقامات السنية في الرد على القادح في البعثة النبوية».
انظسسر ترجمتسسه فسسي «العلم الشرقيسسة» (،)314-1/313
«الكنز الثمين» (« ،)1/106مرآة العصر» ( « ،)2/465العلم»
(.)3/119
سونة بن عبداللّه النّواوي الحنفي ،شيخ الجامعح ُّ
() هو الشيخ َ 1
الزهسر (وهسو الشيسخ الثانسي والعشرون مسن شيوخ الزهسر) ،ولد فسي
(نواي) من قرى (أسيوط) مصر ،وتعلم في الزهر ،وفي عهده وضع
للجامسع الزهسر نظامات ولوائح ،ورتسب شؤون رواتبسه ،وأدخسل بعسض
العلوم؛ كالحسساب ،والهندسسة ،والجسبر ،وتقويسم البلدان ،توفسي سسنة
1343هسسسس 1924 -م ،وله كتاب «سسسسلم المسسسسترشدين لحكام
= الشريعة والدين» في ثلثة أجزاء.
1/301رقسم انظسر ترجمتسه فسي« :العلم الشرقيسة» ( =
« ،)402مرآة العصر» ( « ،)190تاريخ الزهر» ( « ،)156مجلة
الزهراء» (« ،)2/485العلم» (.)2/229
() ولد سسسنة 1264هسسس 1487 -م فسسي بلدة وراق الحضسسر 2
التابعة للجيزة ،ونشأ بها ،وتلقى العلم على كبار علماء عصره( ،وهو
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
في الصياح في التهليل والتكبير وغيره أمام الجنائز ،أفتونا
ن لفظسسة (وغيره) تشمسسل أثابكسسم اللّه؟» ،و ِسس
من المعلوم أ ّسس
الدعاء والسستغاثة وكسل مسا يرفسع بسه الصسوت مسع الجنازة،
فتكون اليسة الشريفسة على هذا دليل ً واضحا ً فسي الموضوع،
ن الدعاء ذكر أيضا ً «ل كما ادعاه حضرة المعترض»، على أ ّ
بدليسسل قوله -تعالى -حكايسسة عسسن سسسيدنا يونسسس فسسي دعائه:
الشيسسخ السسسابع والعشرون فسسي شيوخ جامسسع الزهسسر) ،وكان واسسسع
االطلع فسسسي العلوم العقليسسسة والنقليسسسة والفلسسسسفية ،توفسسسي سسسسنة
1346هسسسسس 1927 -م ،له «رسسسسسالة فسسسسي البسسسسسملة وحديثهسسسسا
المشهور»« ،تقريسر على كتاب ابسن الحاجسب فسي الصسول»« ،الطراز
الحديث في مصطلح الحديث».
انظسر ترجمتسه فسي« :العلم الشرقيسة» ( 356-1/355رقسم
،)206وجريدة ،)463مجلة «كسسل شيسسء والعالم» (رقسسم
«الهرام» ،سسسسسنة 1927م ،مجلة «الفتسسسسح» (/22محرم/سسسسسنة
« ،)1346الكنر الثمين» (« ،)112العلم» (.)6/330
() هو الشيخ محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي ،مفتي 1
الديار المصرية ،ومن كبار فقهائها ،ولد سنة 1271هس 1854 -م
فسي بلدة (المطيعسة) مسن أعمال أسسيوط ،وتعلم فسي الزهسر ،واشتغسل
بالتدريس فيه ،توفي بالقاهرة سنة 1354هس 1935 -م ،له كتب
كثيرة؛ منهسسسا« :أحسسسسن الكلم فيمسسسا يتعلق بالسسسسنة والبدعسسسة مسسسن
الحكام»« ،الكلمات الحسسان فسي الحرف السسبعة وجمسع القرآن»،
«الجوبة المصرية عن السئلة التونسية».
انظسر ترجمتسه فسي« :العلم الشرقيسة» ( 499-2/497رقسم
« ،)416مجلة الرسسسسالة» ( « ،)3/1757مرآة العصسسسر» (
« ،)2/467تاريسسخ الزهسسر» ( « ،)172قطرة مسسن مداد العلم
المعاصسرين والنداد» لمحمسد لطفسي جمعسة (« ،)280-275الفتسح
المسسبين فسسي طبقات الصسسوليين» (« ،)3/181الفكسسر السسامي» (
« ،)4/38الكنز الثمين» (« ،)118العلم» (.)6/50
«النقد والبيان في دفع أوهام
َ َ َ َ ُّ خزيران»
تْس ُ نُ ك ي ن إ َ
ك حان سب ت
َس ُس ْ َ َ ِ ّ ِس ن أ ّ ل إ هَس
ِ َ ِ ل إ ّ ل ن أ ت ما
َ ِس ُ ل الظ ي {فَنَادَى ِس
ف
َ
ن} [النسبياء .]87 :روى الحافسظ ابسن كثيسر فسي ن الظ ّال ِ ِ
مي َس م َس
ِ
«تفسسيره»( ) مسن حديسث مصسعب بسن سسعد[ ،عسن سسعد]( )،
2 1
من دعسا بدعاء يونسس اسستجيب قال :قال رسسول اللّه َ « :س
له»( ) ،وفي «فتح البيان»( )« :
4 3
الجلليسن»( )« :وهذا الدعاء (أي :قول يونسس :ل إله إل أنست 2
الموفق.
() أخرجسسسه مالك فسسسي «الموطسسسأ» (- )2/38ومسسسن طريقسسسه 2
غائباً ،إنكسم تدعون سسميعا ً بصسيرا ً وهسو معكسم ،والذي تدعونسه أقرب
إلى أحدكم من عنق راحلته» (منهما).
قال أبسو عسبيدة :أخرجسه البخاري (،6384 ،4205 ،2992
)7386 ،6610 ،6409ومسلم ( )2704في «صحيحيهما»،
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ه على ُ ّسسس الل أثنسسسى وقسسسد ، ()
]» 1
55 [العراف: ة}َ ً ْي ف خ
ُ ضُّرعا ً وَ
تَ َ
خفِيّاً} [مريسسم ،]2 :وبيسسن زكريسسا ،فقال{ :إِذ ْ نَادَى َرب ّسسَ ُ
ه نِدَا ًء َ
دعوة السسسر ودعوة العلنيسسة سسسبعون ضعفا ً ا.هسسس نقل ً عسسن
«تفسير ابن كثير»( ) و«الكشاف»( ) و«روح المعاني»( ).
4 3 2
طبسع فسي اثنسي عشسر مجلدا ً بالقاهرة ،سسنة 1326هسس ،وسسبق أن
طبسع -أيضاً -فيهسا سسنة 1300هسس ،وكذا سسنة= =1318هسس ،وانظسر
عنسسسه «إتحاف القاري بمعرفسسسة جهود وأعمال العلماء على صسسسحيح
البخاري» (ص .)127-125
() المسمى «مرقاة المفاتيح» ،والمنقول فيه (.)3/50 2
() ولذا أخرجسه البخاري فسي (مواطسن)؛ منهسا (برقسم )4205 1
تحست (كتاب المغازي) وبوّب عليسه بسس(باب غزوة خيسبر) ،ولفظسه هناك
ل اللّه Sخيسبر ،أو قال :لمسا تو َّس
جه عسن أبسي موسسى« :لمسا غزا رسسو ُ
رسسول اللّه أشرف الناس على وادٍ ،فرفعوا أصسواتهم بالتكسبير»...
إلخ.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الجهر ،وما ذهب إليه شيخ السلم( ) ومنل علي القاري من
1
() فسسي شرحسسه «المنهاج على صسسحيح مسسسلم بسسن الحجاج» ( 1
- 43-17/41ط .قرطبة).
() يريد :الشيخ زكريا النصاري -رحمه اللّه.- 1
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
إنه من شعائر( ) الحج»( ).
2 1
أعرابياً ...بسه .ونقله السسيوطي هكذا« :الصسلت بسن حكيسم ،عسن رجسل
من النصار ،عن أبيه ،عن جده».
قال الشيخ أحمد شاكر في «تعليقه على تفسير ابن جرير» (
« :)3/481أخطسأ فيسه» ،قال« :وقسد تكون زيادة عسن رجسل مسن
النصار ،خطأ من الناسخين ،ل من السيوطي»!!
قال أبسو عسبيدة :ليسس كذلك ،فهسو عنسد الدارقطنسي مسن طريسق
المحاملي ،والخطيب ( )1/463من طريق أبي بكر بن أبي داود،
كلهما قال :ثنا يوسف -وهو :ابن موسى= =القطان ،-حدثنا جرير،
حكيسم ،قال القاضسي :كذا صلب بسن ُ سجستاني ،عسن ال ّسُعسن ع َبدة ال ّسِ
قال« :عن رجل من النصار ،عن أبيه ،عن جده».
فهذا الخطأ من شاكر -رحمه اللّه -وتابعه عليه محقق «الفتح
السسسماوي» ( ،)225-1/244ونب ّسسه ابسسن ماكول فسسي «الكمال» (
)5/196على أن ذلك روايسسة فيسسه ،ولهذا السسسبب قال ابسسن ناصسسر
الديسسسن فسسسي «التوضيسسسح» ( )2/233عسسسن هذا السسسسناد« :فيسسسه
اضطراب»!
وخط ّسأ شاكسر -أيضاً -ابسن كثيسر ،قال« :وقسد وهسم الحافسظ ابسن
كثيسسر ،حيسسن ذكره ( )1/94وجعله مسسن حديسسث (معاويسسة بسسن حيدة
جحالقشيري) ،وكذا خطأ بقوة من جعل راويه (صلت بن حكيم)! ور ّ
أنسسه (صسسلب) ،وأنسسه وأبوه وجده مجاهيسسل ،ولذا قال« :وهذا الحديسسث
ضعيف جداً ،منهار السناد بكل حال»».
قلت :صسرح ابسن حجسر فسي «العجاب» ( )1/433أن صسسلب
-كذا ضبطسه -هسو ابسن حكيسم بسن معاويسة بسن حيدة القشيري ،قال:
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
قال بعسسض المحققيسسن« :وعلى كسسل حال ،تفيدنسسا اليسسة
حكما ً شرعياً ،وهسو أنسه ل ينبغسي رفسع الصسوت في عبادة مسن
العبادات إل بالمقدار الذي حدده الشرع فسسسسسسي الصسسسسسسلة
من بالقرب منه ،ومن بالغ في رفع الجهرية ،وهو أن يسمع َ
صسوته ربمسا بطلت صسلته ،ومسن تعمسد المبالغسة فسي الصسياح
فسسسي دعائه أو الصسسسلة على نسسسبيه كان إلى عبادة الشيطان
«وهسو أخسو بهسز بسن حكيسم»! وكذا صسنع ابسن كثيسر فسي «تفسسيره» كمسا
تقدم.
ولم أره فسي كتسب الروايسة منسسوبا ً (ابسن معاويسة بسن حيدة)! وإن
جعله منسسسوبا ً هكذا ابسسن حجسسر فسسي «لسسسان الميزان» ()3/195
-أيضاً ،-وبالتأمسل فسي كلمسه ،نجده يعتمسد فسي ذلك على ابسن أبسي
خيثمسسة! وأن لسسس(الصسسلت) -بالتاء المثناة ،هكذا -ترجمسسه الذهسسبي فسسي
«الميزان»! وهسي ليسست فسي مطبوعسه ،وفيسه« :أخرجسه العلئي فسي
كتاب «الوشسسي» عسسن إبراهيسسم بسسن محمسسد» ،وقال« :لم أر للصسسلت
-كذا -ذكرا ً في كتب الرجال» ،ثم عقب ابن حجر على ذلك بقوله:
«قلت :ذكره الدارقطني في «المؤتلف» وحكى الختلف :هل آخره
بالموحدة ،أو بالمثناة».
قال أبو عبيدة :لي هنا ملحظات:
الولى :ما نقله ابن حجر عن الدارقطني! ليس موجودا ً عنده،
صلب) .انظسسسر« :المؤتلف» له ( بسسسل فرق بيسسسن (الصسسسلت) و(ال ّسسسُ
.)1436-3/1435
صلْت)؛ منهسم :الخطيسب
صلْب) و(ال َّس الثانيسة :فرق جمسع بيسن (ال ُّس
في «تلخيص المتشابه» ( ،)462 ،1/94وقال عن (الصلب) هذا:
«وليس له غير حديث واحد» ،قال« :وقيل :إنه أخ لبهز بن حكيم بن
معاوية القُشيري ،ول يصح ذلك».
الثالثسة :ذكسر ابسن قطلوبغسا فسي كتابسه «مسن روى عسن أبيسه عسن
جده» (ص )289نَقْ َ
ل ابسسن حجسسر عسسن الدارقطنسسي السسسابق ،وقال:
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
أقرب منه إلى عبادة الرحمن»( ) ا.هس.
1
«قال العلئي :إن جده لم يسسم ،وتبعسه على ذلك العلمسة -يريسد :ابسن
حجسر ،»-وتعقبهمسا بقوله« :وهذا عجسب عظيسم منهمسا ،فإن جده هسو
معاويسة بسن= =حيدة ،كمسا وقسع ذلك فسي «تفسسير محمسد بسن جريسر
الطسبري» ،و«تفسسير عبدالرحمسن بسن أبسي حاتسم» ،وكتاب «المؤتلف
والمختلف» للحافسسظ أبسسي الحسسسن الدارقطنسسي ،فتجرد لنسسا بذلك أن
(الصلت) أخو (بهز) ،وحكيم أبوه ...فللّه الحمد والمنة».
قال أبسو عسبيدة :عجسبي ل ينتهسي مسن عجسب ابسن قطلوبغسا ،فإن
(الصلب) لم يقع منسوبا ً في الكتب التي أحال إليها ،وإنما قال ذلك
صلْب). تقليدا ً لغيره ،وإل فالدارقطني -مثلً -فرق بين (الصلت) و(ال ُّ
حك َسيم)
صلب) -وهسو بضسم وموحدة -ابسن ( ُ الرابعسة :فرق بيسن (ال ُّس
حكيسسم) صلْت) -وهسسو بفتسسح ومثناة فوق آخره -ابسسن ( َ-بالضسسم -و(ال ّسسَ
-بالفتح -أيضاً :ابن ماكول في «الكمال» ( ،)5/196وقال« :وقيل:
حكيسم ،ول يصسح ،ليسس له غيسر إن (الصسلب) بسن حكيسم أخسو بهسز بسن َ
حديسسسث واحسسسد» ،وكذلك فعسسسل عبدالغنسسسي بسسسن سسسسعيد الزدي فسسسي
«المؤتلف والمختلف» (ص ،)79والذهسسبي فسسي «المشتبسسه» (ص
،)316وابسسن ناصسسر الديسسن فسسي «توضيسسح المشتبسسه» ( 3/280و
،)5/436واعتنى بضبط اسميهما ،كما أومأنا إليه ،واللّه الموفق.
ت ابسن حجسر نفسسه فسي «تبصسير المنتبسه» (
الخامسسة :ثسم وجد ُس
)3/839يفرق بينهمسسا ،وينقسسل مقولة ابسسن ماكول السسسابقة« :ول
يصح» ،ويقره ،وهذا هو الصواب الذي ل مرية فيه.
فالحديسسث إسسسناده مظلم ،وصسسلب وأبوه وجده مجاهيسسل ،وألن
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
حديثا ً واحداً ،حتى نحمل حديث «خير الذكر الخفي»( ) على
1
عسن عبدالرزاق ،أخبرنسا جعفسر بسن سسليمان ،عسن عوف ،عسن الحسسن،
بسسه ،ولم أجده فسسي «تفسسسير عبدالرزاق» المنشور بطبعتَي ْسسه ،وقال
الشيسخ أحمسد شاكسر« :السسناد صسحيح إلى الحسسن ،ولكسن الحديسث
ضعيسف؛ لنسه مرسسل ،لم يسسنده الحسسن عسن أحسد مسن الصسحابة».
وقال السسسسيوطي فسسسي «اللباب» (ص « :)33مرسسسسل ،وله طرق
أخرى».
وانظر« :العجاب» (.)1/433
() حديسسث «أربعوا على أنفسسسكم »...متفسسق عليسسه ،ومضسسى 2
تخريجسه ،وأمسا سسبب النزول المذكور فغيسر محفوظ ،ولم يعرج عليسه
ابسن حجسر فسي كتابسه الذي له مسن اسسمه أكسبر نصسيب« :العجاب فسي
بيان السباب» (.)435-1/433
() ألّف غيسر واحسد مسن العلماء فسي الجهسر بالذكسر ،ووقفست قبسل
1
نحو عشرين سنة على مصنف فيه حافل بالردية ،أكثر فيه النقولت
ودفسع العتراضات ،ولم أدر أيسن هسو الن؟! وللكنوي «سسباحة الفكسر
فسي الجهسر بالذكسر» ،وللسسيوطي قبله «نتيجسة الفكسر بالجهسر بالذكسر»
مطبوع ضمسسسن «الحاوي» ( )2/31وفسسسي مكتبسسسة البلديسسسة فسسسي
السسكندرية ضمسن مجموع (/5227ج « :)13تحريسم الذكسر جهراً»
لمحمسد بسن مراد الرمنكسي (ت القرن العاشسر) ،وفسي مكتبسة إسسحاق
الحسسيني فسي القدس (م« :)39/23الجهسر بالذكسر ومسا يتعلّق بسه»،
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ن الوارد فيسه طلب الصسمت والتفكسر والعتبار( )،
1 نسص ،بسل إ ّسَ
نس
فالحاديسث الكثيرة التسي يدعسي ورودهسا بالرفسع ،ل نعتقسد أ ّ
شيئا ً منها قيل في الذكر مع الجنازة ،وإن كان؛ فلْيثْبتْه.
على المبالغسسسة ( )2
على أن حمسسسل حديسسسث «أربعوا»...
بالجهسر ،ل ينفسي مناسسبته للمسسألة المجاب بسه عنهسا؛ لنهسا
سؤال عن الصياح بالتهليل وغيره ،وهو يصدق بأصل الجهر
وفي خزانة القرويين بفاس [« :]1530جواز الذكر بالجهر» لحمد
بن يوسف الفاسي (ت 1028هس) ،و في الخزانة العامة بالرباط [
/1854( 3433د)]« :جواب فسسسسسي الحتجاج للجتماع للذكسسسسسر»
لعبدالسلم بناني.
() أخرجه وكيع في «الزهد» (رقم ،)339 ،118وأحمد في 2
ت
ن السسستدلل بحديسسث« :إذا ظهر ْسس قال مسسا معناه :إ ّسس
مه ،فمن لم يفعلم عل َ
البد ع ُ ،وشتم أصحابي ،فليظهر العال ِ ُ
ل عليسه، () قال أبسو عسبيدة :فسي سسبب إيراد سسعد للحديسث يد ُّ 2
فورد عند أبي عوانة والدورقي وابن السني وغيرهم :عن محمد بن
عبدالرحمن بن لبيبة ،قال :خرج عمُر بن سعد إلى سعد ،فقال -وهو
ت بدراً
بالعقيسق :-إنسك اليوم بقيسة أصسحاب رسسول اللّه ،وقسد شهد َس
ت للناس ولم يبسق فيهسم أحد ٌ غيرك ،وإن َّسما هسو معاويسة ،فلو أنسك أبدي َس
ك ،ودعوتهسم إلى الحسق لم يتخلف عنسك أحدٌ ،فقال سسعد :أقعسد، نفسس َ
مري إل ظمسسأ الدابسسة اضرب الناس بعضهسسم ن عُ ُ
م ْس
حتسسى إذا لم يبسسق ِ
خيُرق ما يكفي ،و ُ ببعض ،إني سمعت رسول اللّه يقولَ :
خيُْر الّرِز ِ
ي.
خفِ َ
الذِّكر ما َ
قال أبسسو إسسسحاق الحربسسي فسسي «غريسسب الحديسسث» (-2/845
نس الذكسر الدعاء ،وقالوا :خيره مسا أخفاه « :)456ذهسب قوم إلى أ ّ
الرجسل ،والذي عندي أنسه الشهرة ،وانتشار خيسر الرجسل ،فقال :خيره
مسا كان خفيا ً ليسس بظاهسر؛ ل َّس
ن سسعدا ً أجاب ابنسه على نحسو مسا أراده
عليه ،ودعاه إليه من الظهور وطلب الخلفة ،فحدَّثه بما سمع» ا.هس.
وانظر شرح الحديث -أيضاً -في «المقاصد الحسنة» للسخاوي (ص
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
النابلسسي( )« :والبدعسة فسي العبادة وإن كانست دون البدعسة 1
.)14-11
() مضسسى تخريجسسه ،وهسسو فسسي «الصسسحيحين» مسسن حديسسث أبسسي 2
موسى الشعري.
() أخرجه الجري في «الشريعة» ( 5/2562رقم )2075 1
مسن طريسق عبداللّه بسن الحسسن السساحلي ،وابسن عسساكر فسي «تاريسخ
دمشسسسق» ( - 54/80ط .دار الفكسسسر) مسسسن طريسسسق محمسسسد بسسسن
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
عبادة ،كالتهليسل والتكسبير مسع الجنازة برفسع الصسوت ،منكسر
وضللة.
وأمسسسا قوله :المراد مسسسن البدع فيسسسه ،هسسسي :المحَّرمسسسة
المحضة ،المناسبة لشتم الصحاب ،فل يصلح مخصصاً؛ ل َّ
ن
شتسم الصسحابة إنمسا يكون حيسن ظهور البدع التسي يرجسع إلى
الصحابة إنكارها فيسبّهم الناس لذلك ،كما هو حاصل اليوم
عبدالرحمن بن زمل ،وابن رزقويه في «جزء من حديثه» (ق/2ب)
مسن طريسق محمسد ابسن عبدالمجيسد المفلوج؛ ثلثتهسم عسن الوليسد بسن
مسسلم -وزاد السساحلي معسه :بقيسة بسن الوليسد ،-عسن ثور بسن يزيسد ،عسن
خالد بن معدان -وزاد محمد بن عبدالرحمن :عن جبير بن نفير ،-عن
معاذ رفعه ،بألفاظ:
لفسظ السساحلي« :إذا حدث فسي أمتسي البدع ،وشتسم أصسحابي،
فليظهر العالم علمه ،فمن لم يفعل منهم؛ فعليه لعنة اللّه والملئكة
والناس أجمعيسسن» ،قال السسساحلي« :فقلت للوليسسد بسسن مسسسلم :مسسا
إظهار العلم؟ قال :إظهار السنة ،إظهار السنة».
ولفظ ابن زمل« :إذا ظهرت البدع ،ولعن آخُر هذه المة أوّلَها،
نس كاتسم العلم يومئذ ككاتسم مسا أنزلفمسن كان عنده علم فلينشره ،فإ ّ
اللّه على محمد ».
ب أصحابي، س َّ
ولفظ المفلوج« :إذا ظهرت الفتن والبدع ،و ُ =
فليظهسر العالم علمه ،فمن لم يفعل ذلك ،فعليسه لعنة اللّه والملئكة
والناس أجمعين ،ل يقبل اللّه له صرفا ً ول عدلً».
وهذا حديسث ضعيسف ،طرقسه كلهسا ل تسسلم مسن مقال وضعسف،
فابسن زمسل ترجمسه ابسن عسساكر ولم يذكسر فيسه جرحا ً ول تعديلً ،ولم
يذكر راويا ً عنه غير عبدالعظيم بن إبراهيم المصيصي ،وأما عبداللّه
بن الحسن الساحلي ،فلم أظفر له بترجمة ،وكذلك ما بين المصنف
(شيخه وشيخ شيخه) وبينه ،فإسناده مظلم.
وأمسا المفلوج ،فقسد ضعفسه تمتام ،قاله الذهسبي فسي «الميزان»
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
مسسن شتسسم المبتدعيسسن لكسسل مسسن ينهسسى عسسن بدعسسة ،ومسسن
المعلوم :أن اللّه -تعالى -أخسذ العهسد على العلماء أن يسبي ِّنوا
َ َ
ن أُوتُوا ميثَاقسسسَ ال ّذِي َسسس خذ َ الل ّسسس ُ
ه ِ الديسسسن للناس بقوله{ :وَإِذ أ َ َ
ه} [آل عمران ،]187 :وذلك مون َس ُ ب لَتُبَيِّنُن َّس ُ
ه لِلنَّا سِس وَل تَكْت ُ ُ الكِتَا َس
يشمسسل التنسسبيه على البدع المحَّرمسسة والمكروهسسة ،فل وجسسه
لتخصيص الحديث المذكور بالبدع المحرمة ،مع العهد العام
ة كثيرة؛ منهسا :مسا وقسع لبسي بكسر وعمسر وزيسد بسن ثابست أدل ٌ
-رضوان اللّه تعالى عليهسم -فسي جمسع القرآن ،لمسا أشار بسه
ل بالقَُّراء يوم اليمامسة،
ع مر على أبسي بكسر حيسن اسستحَّر القت ُ
وتوقَّف في ذلك لعدم فعل النبي Sله ،ثم لم يزل يراجعه،
حتسسسى شرح اللّه صسسسدره لفعله؛ لمسسسا رأى مسسسن المصسسسلحة
ورجوعسه إلى الدِّيسن ،ثسم دعسا زيدا ً وأمره بالجمسع ،فقال له:
كيسف نفعسل شيئا ً لم يفعله رسسول اللّه S؟ فقال :واللّه إنسه
حسق ،ولم يزل يراجعسه ،حتسى شرح اللّه صسدره للذي شرح
() أخرجسه مسسلم فسي «صسحيحه» :كتاب الجمعسة :باب تخفيسف 1
يشهسد لهسا شيسء مسن قواعسد الديسن وأدلتسه العامسة ،ومسا ذكره
حسسسسن صسسسديق خان فسسسي شرح( ) «فتسسسح العلم على بلوغ
2
ي أبسو بكسر ،مقتسل أهسل القرآن ،عسن زيسد بسن ثابست ،قال :أرسسل إل َّس
اليمامة ،فإذا عمر بن الخطاب عنده ،قال أبو بكر -رضي اللّه عنه:-
إن عمر أتاني ،فقال :إن القتل قد استحَّر يوم اليمامة ب ُقَّراء القرآن،
وإنسي أخشسى أن يسستحّر القتسل بالقراء بالمواطسن ،فيذهسب كثيسر مسن
القرآن ،وإنسسي أرى أن تأمسسر بجمسسع القرآن ،قلت لعمسسر :كيسسف تفعسسل
؟! قال عمسر :هذا واللّه خيسر= =،فلم شيئا ً لم يفعله رسسول اللّه
يزل عمسر يراجعنسي حتسى شرح اللّه صسدري لذلك ،ورأيست فسي ذلك
الذي رأى عمسسر ،قال زيسسد :قال أبسسو بكسسر :إنسسك رجسسل شاب عاقسسل ل
نتَّهمسسك ،وقسسد كنسست تكتسسب الوحسسي لرسسسول اللّه ،فتتبسسع القرآن
جمعسه ،فواللّه لو كلفونسي نقسل جبسل مسن الجبال مسا كان أثقسل علي فا ْ
ممسا أمرنسي بسه مسن جمسع القرآن ،قلت :كيسف تفعلون شيئا ً لم يفعله
رسول اللّه ؟! قال :هو واللّه خير ،فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى
شرح اللّه صسسدري للذي شرح له صسسدر أبسي بكسر وعمسر -رضسي اللّه
سب واللخاف وصدور الرجال، عنهما ،-فتتبعت القرآن أجمعه من العُ ُ
حتسى وجدت آخسر سسورة التوبسة مسع أبسي خزيمسة النصساري ،لم أجدهسا
لم َ
م} ما ع َنِت ُّ ْ
م ع َزِيٌز ع َلَيْهِ َ
سك ُ ْن أنْفُ ِسو ٌ ِ ْ مع أحد غيره{ :لَقَد ْ َ
جاءَك ُ ْ
م َر ُ
[التوبسة ]128 :حتسى خاتمسة براءة ،فكانست الصسحف عنسد أبسي بكسر
حتسسى توفاه اللّه ،ثسسم عنسسد عمسسر حياتسسه ،ثسسم عنسسد حفصسسة بنسست عمسسر
-رضي اللّه عنهما.-
ن وأخرج -أيضاً )4987( -بسسنده أن أنسس بسن مالك قال :إ ّس
حذيفة بن اليمان قدم على عثمان ،وكان يغازي أهل الشام في فتح
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
التراويح) من «صحيحه»( ) عن عبدالرحمن بن عبدالقاري،
1
() قال فيسه ( - 1/200ط .صسادر)« :البدعسة لغسة :مسا عمسل 3
على غيسر مثال سسابق ،والمراد بهسا هنسا :مسا عمسل مسن دون أن يسسبق
سم العلماءُ البدعسسة خمسسسة له شرعيسسة مسسن كتاب ول سسسنة ،وقسسد ق ّ سَ
أقسسام واجبسة؛ كحفسظ العلوم بالتدويسن ،والرد ّ على الملحدة بإقامسة
الدلة= =،ومندوبسسة؛ كبناء المدارس ،ومباحسسة؛ كالتوسسسع فسسي ألوان
الطعمسة وفاخسر الثياب ،ومحرمسة ،ومكروهسة ،وهمسا ظاهران ،فقوله:
ن لفظسة «كسل بدعسة ضللة» عام مخصسوص ،كذا والقيسل ،والحسق أ َّس
الكسل فسي هذا الحديسث ،وكسل حديسث ورد بمعناه على حقيقتهسا مسن
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلة قارئهم ،قال
عمر :نعم البدعة هذه ...الحديث.
َ
ل عسسن «الط ّريقسسة المحمديسسة»( ) بمسسا
1
نقول :قدمنسسا النَّق َ
ن البدعسة فسي العبادة منكسر وضللة ،يجسب تركهسا يصسّرِح أ ّسَ
والجتناب عنهسسا أكثسسر مسسن جميسسع المعاصسسي ،وبذلك أثبتنسسا
مبناه ،إلى ما دعت إليه أهواؤهم من غير دليل ،ل من قرآن ،ول من
سنة ،ول من إجماع ،ول من قياس جلي ،ل يعتريه ُ
شبهة.
ومحرمة):
ن قيسسل :كيسسف الت ّ سَطبيق بيسسن قوله -عليسسه الصسسلة
«فإ ْ س
ل بدعسسة ضللة»( ) وبيسسن قول الفقهاء :إ ّسسَ
ن 2
والسسسلم« :-ك ّ
خل ،والمواظبةِ من ْسس ُ
ة؛ كاسسستعمال ال ُ البدعسسة قسسد تكون مباح ً
ة؛مسستَحب َّ ً
شب َسع منسه ،وقسد تكون ُ ب الحنطسة ،وال َّ على أكسل ل ُس ِّ
كبناء المنارة(!!) والمدارس ،وتصسنيف الكتسب ،بل قد تكون
شبَهِ الملحدة ونحوِهم. ة؛ كنَظْم الدَّلئل لردِّ ُ واجب ً
حدَث ى لغوي ٌّس عا ٌّس
م؛ هسو :الم ْ قلنسا :للبدعسة معنيان :معن ً
م مسن البتداع؛ بمعنسى: مطلقاً ،عادةً كان أو عبادةً؛ لن َّسها اسس ٌ
رفْعَةِ مسسسن الرتفاع ،والخلفَسسسة مسسسن الختلف، الحداث؛ كال ّ ِ
وهذه هسسي المقْسسسم فسسي عبارة الفقهاء؛ يعنون( ) بهسسا :مسسا
3
() فسي الصسل« :ويعنون» بزيادة واو! والمثبست مسن «الطريقسة 3
المحمدية».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
دّيسسن أو
ِ ال سسي
س ف ُ ة زياد
ّ ال سسو:
س ه ٌ
ص؛ ّسسس خا ٌ
ي ّسسس شرع ى
ً ومعن
شارع ،ل ن منسه ،الحادثان بعسد الصسحابة بغيسر إذن ال َّ النُّقصسا ُ
قول ً ول فعلً ،ول صسريحاً ،ول إشارةً ،فل يتناول( ) العادات
1
صوَر
ُس ض أصسسلً ،بسسل يقتصسسر على بع ِ س
ض العتقادات ،وبع ِ س
العبادات ،فهذه( ) هسي مراده -عليسه الصسلة والسسلم ،-بدليسل
2
امتثال مسا قاله شرعا ً دون مسا ذكره مسن معايسش الدنيسا ،على سسبيل
الرأي (رقم )2363عن عائشة وأنس -رضي اللّه عنهما.-
ن النَّب ِسسس َّ
ي مَّر بقوم ،يُلقِّحون (أي: وسسسسبب هذا الحديسسسث :أ ّسسسَ
ً تمرا النخل) ،فقال :لو لم تفعلوا لصلح (فتركوه) ،فخرج شيصا ً (أي:
رديئاً) ،فمَّر بهسم ،فقال :مسا لنخلكسم؟ قالوا :قلت لنسا كذا وكذا ،قال:
أنتم أعلم بأمر دنياكم.
() أخرجسسه البخاري فسسي «الصسسحيح» (كتاب الصسسلح) :باب إذا 2
«الحديقة الندية»).
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
صدر الول( ) مطلقاً ،فمسسن أيسسن جاءه التفاق 1 حدث بعسسد ال ّسسَ
الذي ادعاه ،مسع أنسه ل عموم ول خصسوص فسي حديسث «كسل
ة،
شرع ضلل ٌل بدعةٍ فسي ال َّ بدعسة ضللة»( ) كمسا يقول ،بسل ك ُّ2
ح فسي معقول ول منقول اسستحسان -بتحقيقسي) مسا نصسه« :إذ ل يصس ُّ
ط هذا فسي أول الباب الثانسي .وأيضاً؛ شارع ،وقسد تقدَّم بسس ُ مشاق َّسة ال َّ
ضها عن فلو فرض أنه جاء في النَّق ْل استحسا ُ
ن البِد َِع أو استثناءُ بع ِ
ة تضاهي المشروعة ،من غير أن ن البدعة طريق ٌ مِ؛ لم يتصوَّر؛ ل َّ الذ َّ ّ
تكون كذلك.
ل على مشروعيتهسسسا ،إذ لو قال وكون الشارع يسسسستحسنُها؛ دلي ٌ
ة ،كما أشاروا إليه ة؛ لصارت مشروع ً ال َّ
شارع :المحدثة الفلنية حسن ٌ
في الستحسان حسبما يأتي -إن شاء اللّه تعالى ،-ولما».
-بتحقيقي). () «العتصام» (243-1/242 2
«النقد والبيان في دفع أوهام
ن ك َّ خزيران»
«وحاصسل مسا ذ ُك ر هنسا ،أ َس
ضس عاملًَ ر ُ ف ولو م،
ٌس آث مبتدع ل ّ ِس
بالبدعسة المكروهسسة إن ثبست فيهسا كراهسة التنزيسه؛ لنسسه إمسا
مسسستنبط لهسسا فاسسستنباطه على الترتيسسب المذكور غيُر جائزٍ،
ل عنسه فيهسا ،بمسا قدر عليسه، ب عسن صساحبها مناض ٌ
ما نائ ٌس
وإ ّس
وذلك يجري مجرى المسستنب ِ َ
ط الوَّ ِ
ل لهسا ،فهسو آثسم على ك ِّ
ل
تقدير»( ) .انتهى باختصار. 1
وابن كثير ،وغيرهم ،بل أدعو إلى اللّه وحده ل شريك له ،وأدعو إلى
سنة رسول اللّه التي أوصى بها أول أمته وآخرهم ،وأرجو أني ل
أرد الحسق إذا أتانسي ،بسل أشهسد اللّه وملئكتسه وجميسع خلقسه :إن أتانسا
ن الجدار منكم كلمة من الحق ،لقبلنها على الرأس والعين ،ولضرب ّ
بكسل مسا خالفهسا مسن أقوال أئمتسي ،حاشسا رسسول اللّه Sفإنسه ل يقول
إل الحق.»...
والخر :جاء في رسالته لعبدالرحمن بن عبداللّه السويدي أحد
علماء العراق يذكر المام -رحمه اللّه -حقيقة دعوته ،ومن ذلك قوله
-كما في «مؤلفات الشيخ المام» (الرسائل الشخصية) (:-)5/36
متَّبِعٌ ،ولست بمبتدع ،عقيدتي وديني «أخبرك أني -وللّه الحمدُ -
َ
ه بسه مذهسب أهسل السسنة والجماعسة ،الذي عليسه أئمسة ن الل ّس َ
الذي أدِي ُس
المسسلمين؛ مثسل :الئمسة الربعسة ،وأتباعهسم إلى يوم القيامسة ،لكنسي
بي َّسنت للناس إخلص الديسن للّه ،ونهيتهسم عسن دعوة الحياء والموات
من الصالحين وغيرهم ،وعن إشراكهم فيما يعبد اللّه به ،من الذبح
والنذر والتوكل والسجود ،وغير ذلك مما هو حق للّه الذي ل يشركه
فيسه ملك مقرب ،ول نسبي مرسسل ،وهسو الذي دعست إليسه الرسسل مسن
سنَّة والجماعة».
أولهم إلى آخرهم ،وهو الذي عليه أهل ال ُّ
وهنالك نقولت عديدة عسسسن المام المجدد ،وغيره مسسسن أئمسسسة
الدعوة المباركة في التباع ،والقتصار على الدليل ،ونبذ ما يخالفه.
تراهسا فسي رسسالة «القناع بمسا جاء عسن أئمسة الدعوة مسن القوال فسي
التباع».
شبه التي تثار في وجه هذه الدعوة ،فقد تصدى لها وأما عن ال ُّ
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
بصسلة التراويسح على قارئ واحسد« :نعسم البدعسة هذه»( ) هسو
1
.)3/421
() فسسسي كتابسسسه «قواعسسسد الحكام» ( ،)174-2/172وفسسسي 4
ببدعة( ).
2
() كلم السبكي هذا في كتابه الكبير في التراويح ،وهو بعنوان 2
«ضوء المصسابيح فسي صسلة التراويسح» ،وهسو أكسبر تصسانيفه فسي هذه
المسسألة ،وله فيهسا« :تقييسد التراجيسح فسي صسلة التراويسح» ،و«إشراق
المصسسابيح فسسي صسسلة التراويسسح» وهسسو مطبوع بمصسسر قديماً ،وضمسسن
«الفتاوى» ( 1/155ومسسا بعسسد) له ،وله فيهسسا« :نور المصسسابيح فسسي
صسسلة التراويسسح» ،و«ضياء المصسسابيح» ،ومصسسنَّفَان آخران فسسي ذلك
تكملة سسسبعة ،قاله ابنسسه التاج فسسي «طبقات الشافعيسسة الكسسبرى» (
.)10/309
قال الّزبيدي فسسسي «شرح الحياء» (« :)3/415وقسسسد ألف
قاضسي القضاة تقسي الديسن السسبكي -رحمسه اللّه -فيمسا يتعلق بتأكيسد
سنية صلة التراويح ثلث رسائل ،أولها« :ضوء المصابيح في صلة
التراويسح» ،وهسي فسي ثمان كراريسس ،والثانيسة« :تقييسد التراجيسح فسي
تأكيد التراويح» كراسة واحدة ،والثالثة« :إشراق المصابيح في صلة
التراويح» كراسة واحدة ،وقد اطلعت على الخيرين بخطه».
قال أبسو عسبيدة :ممسا قال فسي «الشراق» (ق )4 ،3بعسد كلم
-ومن خطّه أنقل ،وهذه الرسالة ضمن مجموع في المكتبة الحمدية
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وهكذا مراد العسسز بسسن عبدالسسسلم( ) ،فليسسس هذا مسسن
1
وقول خزيران :ويؤي ِّد مذهبهم أدلة كثيرة؛ منها :ما وقع
ن مسا
لبسي بكسر وعمسر وزيسد بسن ثابست ...إلخ ليسس بدليسل؛ ل ّس
طلبه عمر ،وتردَّد فيه أبو بكر ،ثم قَبِلَه ،وتردد فيه زيد ،ثم
وانظر لفتة رائعة عند البخاري في «الصحيح» في محل وضع
أثسسر عمسسر ،وماذا سسسبقه عنسسد ابسسن كثيسسر فسسي «مسسسند الفاروق» (
.)1/187
سع القرافي في مة التي ينبغي التنبُّه لها :تو ُّ
() من المور المه َّ 1
عنه.-
() وهذا قاله السبكي -رحمه اللّه -في «إشراق المصابيح» (ق 4
،)5وغيره.
وحكسى الجماع على مشروعيسة صسلة قيام رمضان فسي =
ة؛ منهسسم :ابسسن عبدالبر فسسي «الكافسسي» (،)1/255
جماعةٍ ،جماع ٌ
والكاساني في «بدائع الصسنائع» ( ،)2/748وابسن رشد في «بداية
المجتهسسد» ( ،)4/184والنووي فسسي «شرح صسسحيح مسسسلم» (
5/138و ،)6/39والقرافسي فسي «الذخيرة» ( ،)2/403وشيسخ
السلم ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (.)23/19
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
درايسة ذوي العلم مسا ذكره شراحسه (أي :شراح حديسث صسلة
التراويسح النف الذكر) ،مسن أن ت صرفات سيدنا ع مر ب صلة
كانسست مسسن جهسسة الجتماع التراويسسح المأثورة عسسن النسسبي
عليهسا ،وجعلهسا فسي أول الليسل ،وكونهسا فسي كسل ليلة ،وكونهسا
بالعدد الذي يصسليه الن المسسلمون فسي مسساجدهم ،ماعدا
مسن أزاغ اللّه قلوبهسم مسن القتصسار على أصسل المنقول عسن
النبي من الحدى عشرة ركعة مع الوتر ،حتى بلغنا عن
الفاضسل الق َّس
صاب أنسه يفعسل ذلك فسي بيتسه مسع جماعسة مسن
صسسلحاء عوام المسسسلمين ،الذيسسن تسسسلّط على أفكارهسسم
« :اقتدوا باللذيسن مسن السساذجة ،ألم يطرق سسمعه قوله
بعدي؛ أبسسي بكسسر وعمسسر»( ) ،ألم يصسسل إليسسه خسسبر« :عليكسسم
1
() بعدهسا فسي «الحياء»« :وقسد خرج رسسول اللّه فيهسا ليلتيسن 1
«رواه آدم بسن أبسي إياس فسي كتاب «الثواب» مسن حديسث ضمرة بسن
حسبيب مرسسلً .ورواه ابسن أبسي شيبسة فسي «المصسنف» ،فجعله عسن
ضمرة بن حبيب عن رجل من أصحاب النبي موقوفاً .وفي «سنن
أبسي داود» بإسسناد صسحيح مسن حديسث زيسد بسن ثابست« :صلة المرءفسي
بيته أفضل من صلته في مسجدي هذا؛ إل المكتوبة»».
قال أبسو عسبيدة :أخرج الطسبراني فسي «الكسبير» ( 8/53رقسم
،)7322وعنسه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» ( 3/1497رقم
)3809عسن صسهيب بسن النعمان رفعسه« :فضسل صسلة الرجسل فسي
بيته على صلته حيث يراه الناس ،كفضل المكتوبة على النافلة».
ورواه أبو الشيخ في «الثواب» ،بلفظ« :صلة التطوّع حيث ل
يراه مسسن الناس أحسسد= =،مثسسل خمسسسة وعشريسسن صسسلة حيسسث يراه
الناس».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
رآه عمر»( ).
1
()
5
بيتسه منفردا ً أم فسي جماعسة فسي المسسجد؟ فقال الشافعسي
- () فسي «شرح صسحيح مسسلم» المسسمى «المنهاج» (6/58 3
() قال الترمذي فسي «جام عه» (« :)3/170واختار الشافعسي 5
أن يصسلي الرجسل وحده إذا كان قارئاً» ،ونقسل البيهقسي فسي «معرفسة
السسسنن والثار» ( ،)4/5395وابسسن عبدالبر فسسي «السسستذكار» (
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
()
4
وجمهور أصسحابه( ) وأبسو حنيفسة( ) وأحمسد( ) وبعسض المالكيسة
3 2 1
)5/161عسسن عيسسسى بسسن أبان ،وبكار بسسن قتيبسسة وأحمسسد بسسن أبسسي
عمران ،والطحاوي من الحنفية .وانظر -لزاماً« -شرح معاني الثار»
(.)1/350
() قال الترمذي فسسسسي «الجامسسسسع» (« :)3/170اختار ابسسسسن 3
مالك قوله« :ل أشسك= =أن الصسلة فسي البيست أفضسل» ،وقيّده غيسر
واحسسد لمسسن قوي عليسسه ،كالقرطسسبي .وقال عبدالحسسق« :ويروى عنسسه
-أيضاً :-أفضله أكثره ،فسسسي البيسسست أو فسسسي المسسسسجد» .وانظسسسر:
«المدونسسسة» (« ،)1/189البيان والتحصسسسيل» (« ،)17/40عقسسسد
الجواهسسسر الثمينسسسة» (« ،)1/187تفسسسسير القرطسسسبي» (-8/372
« ،)373الشراف» للقاضسسي عبدالوهاب ( 1/359رقسسم - 275
بتحقيقسسسسسسسي)« ،الذخيرة» (« ،)2/403التمهيسسسسسسسد» (،)8/119
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وعشرون ركعة( ).
1
صيفة ،عسن
خ ِس
وفسي «الموطسأ»( ) مسن طريسق يزيسد بسن َ
2
ُ
أدركتهسم فسي رمضان يصسل ّون عشريسن ركعسة وثلث ركعات
الوتر.
«الستذكار» (.)164 ،5/158
() نقله القرطسسسبي فسسسي «تفسسسسيره» ( ،)8/372والقطسسسب 8
ابسن هرمسز يصسلي فسي بيتسه ،ويصسلي بأهله ،وكذلك ربيعسة وغيره مسن
علماء المدينسسة يختارون الصسسلة فسسي البيسست ،وكذلك مجاهسسد وابسسن
القاسم ،ويروى هذا عن عبداللّه بن عمر أنه اختار للرجل أن يصلي
فسسي بيتسسه إذا كان يحفسسظ» ،ونقله ابسسن عبدالبر فسسي «السسستذكار» (
)159-5/158عسسن ربيعسسة وعمسسر وابنسسه وعلي وسسسالم والقاسسسم
وإبراهيسم ونافسع ،وهذا اختيار المعلمسي اليمانسي فسي «قيام رمضان»
(ص .)37 ،34 ،30 ،27
قال أبو عبيدة :أما مذهب عمر ،فسبق ،وأما مذهب ابنه ،فقد
،)7743 ،7742 أخرجسسسسه أبسسسسو داود ( ،)485وعبدالرزاق (
والطحاوي فسي «شرح معانسي الثار» ( ،)352-1/351وابسن نصسر
في «قيام رمضان» (.)91
وينظسر لمذهسب علي« :مصسنف ابسن أبسي شيبسة» ( 1/287و
،)2/396و«السسنن الكسبرى» ( ،)2/494و«مصسنف عبدالرزاق»
(.)7722
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
قال الحافسسظ( )« :والجمسسع بيسسن هذه الروايات ممكسسن
1
سس فسي
ت النا َ
نصسر مسن طريسق داود بسن قيسس ،قال :أدرك ُس
() 4
ويؤثسسر هذا عسسن ابسسن عباس -أيضاً .-انظسسر «مصسسنف ابسسن أبسسي
شيبة» (.)2/396
() أخرجسسه البخاري فسسي «صسسحيحه» ( ،)731ومسسسلم فسسي 1
«صحيحه» (.)781
وهنا ثلثة أمور أنبّه عليها لهميّتها:
مته
الول :انتهى هنا نقل المصنِّفَيْن عن الشوكاني! والكلم بر ّ
للنووي ،وهسو -كمسا= =تقدم -فسي «شرح صسحيح مسسلم» ،فلو عزي
إليه ،لكان أعلى وأحسن.
الثانسسي :هنالك مذاهسسب أخرى فسسي المسسسألة المذكورة ،مسسن
أجودهسا مسا نقله عبدالحسق الشسبيلي فسي «التهجسد» (« :)176وقال
رجسسل للحسسسن البصسسري :أصسسلّي قيام رمضان فسسي البيسست أو فسسي
المسسسجد؟ فقال له الحسسسن :الموضسسع الذي ترى فيسسه عينَي ْ سك أدمسسع،
وقلبك أرق وأخشع ،فالزمه».
وقال الليسسث بسسن سسسعد -كمسسا فسسي «السسستذكار» (-5/159
نّس الناس كلهسم قاموا فسي رمضان لنفسسهم وأهليهسم « :-)160لو أ َ
حتسسسى يُترك المسسسسجدُ ،ل يقوم فيسسسه ،لكان ينبغسسسي أن يخرجوا إلى
ن قيام رمضان مسن المسر المسسجد حتسى يقوموا فيسه فسي رمضان؛ ل َّس
ن عمُر للمسلمين ،وجمعهم الذي ل ينبغي للناس تركه ،وهو مما س ّ
ة قسد قامست فسي المسسجد ،فل بأس أن عليسه ،وأمسا إذا كانست الجماع ُ
يقوم الرجل لنفسه في بيته ،وأهل بيته».
ولخسسص القرطسسبي فسسي «تفسسسيره» ( )373-8/372مذهبسسه
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ت وثلثيسن ركعسة ،ويوترون بثلث ،وقال مالك:
ٍّ بسس يقومون
المر [القديم عندنا( ) .وعن الزعفراني عن الشافعي :رأيت
1
بقوله« :لو قام الناس فسسي بيوتهسسم ،ولم يقسسم أحسسد فسسي المسسسجد ل
ل ،فتنبَّه!
ينبغي أن يخرجوا إليه»!! وهو مخ ّ
ونقله القطسسب فسسي «مدارك المرام» (ص )115عسسن بعسسض
الشافعيسسة ،وقال« :ومنهسم مسن قال :إن كان يحفسسظ القرآن ،ويأمسسن
مسسن التكاسسسل عسسن القيام بسسه ،فهسسو فسسي البيسست أفضسسل ،وإن كان
بالعكس ،ففي المسجد أفضل».
الثالث :الذي أراه راجحاً ،مسا قاله ابسن عبدالبر فسي «التمهيسد» (
- )120-8/119وذكسسر الخلف ،والمذاهسسب والقوال« :-كسسل مسسن
اختار التفرد فينبغسي أن يكون ذلك على أن ل يقطسع معسه القيام فسي
المسساجد ،فأمسا التفرد الذي يقطسع معسه القيام فسي المسساجد ،فل»،
وقال« :القيام في رمضان تطوع ،وكذلك قيام الليل كله ،وقد خشي
رسسسول اللّه أن يفرض على أمتسسه ،فمسسن أوجبسسه فرضاً ،أوقسسع مسسا
خشيسه رسسول اللّه وخافسه ،وكرهسه على أمتسه ،وإذا صسح أنسه تطوع،
فقد علمنا (بالسنة الثابتة) أن التطوع في البيوت أفضل ،إل أن قيام
رمضان (ل بد أن يقام) اتباعا ً لعمر ،واستدلل ً بسنة رسول اللّه في
ذلك ،فإذا قامست الصسلة فسي المسساجد فالفضسل عندي حينئذ حيسث
تصسلح للمصسلي نيتسه وخشوعسه وإخباتسه ،وتدبر مسا يتلوه فسي صسلته،
فحيث كان ذلك مع قيام سنة عمر ،فهو أفضل -إن شاء اللّه ،-وباللّه
التوفيق».
وانظسسر مذاهسسب الصسسحابة المؤيدة لقامتهسسا فسسي المسسسجد مسسع
تخريجها في «صلة التراويح» لشيخنا اللباني -رحمه اللّه( -ص -9
هذه الشعيرة في: .)15وانظر تأصيل ً قويا ً يؤيّد ضرورة إظهار
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
بركعسسسة الوتسسسر»( ) [كذا قال]( ) ،ونقسسسل ابسسسن
2 1
ركعسسسة
يزيسد :أربعيسن يوتسر بسسبع، عبدالبر( ) عسن السسود بسن
3
()5
عن ابن أيمن ()4
وقيل :ثمان وثلثين .ذكره محمد بن نصر
عن مالك.
قال الحافسسظ( )« :وهذا يمكسسن ردُّه إلى الول ،بانضمام
6
أوفسى :أنسه كان يصسل ِّي بهسم بالبصسرة أربعا ً وثلثيسن ويوتسر( ).
2
فسسي صسسلته فسسي رمضان، ذلك ،وأمسسا العدد الثابسست عنسسه S
،)4/253فوقعوا في هذا الخطأ ،وهذا نص كلم ابن حجر بعد أن
نقل عن مالك ما سبق:
«ورواه محمد بن نصر المروزي من طريق محمد بن إسحاق،
عسن محمسد بسن يوسسف ،فقال« :ثلث عشرة» ،ورواه عبدالرزاق مسن
وجه آخر عن محمد بن يوسف ،فقال« :إحدى وعشرين»».
فروايسسسسسة« :إحدى وعشريسسسسسن» ،أخرجهسسسسسا عبدالرزاق فسسسسسي
«المصسنف» ( 4/260رقسم )7730عسن داود بسن قيسس وغيره،
عن محمد بن يوسف ،به.
وأمسسا روايسسة ابسسن نصسسر ،فهسسي فسسي «قيام رمضان» (ص ،)91
وفي ها« :ثلث عشرة ركعة» -ومسن طريقه عنسد أبي بكر النيسسابوري
فسي «فوائده» (ق/135أ) ،-وزاد فسي «القيام»« :قال ابسن إسسحاق:
وما سمعت في ذلك -يعني :في عدد ركعات قيام رمضان -هو أثبت
عندي ،ول أحرى مسن حديسث السسائب ،وذلك أن رسسول اللّه كانست
له من الليل ثلث عشرة ركعة».
قلت :روايسة الجماعسة عسن محمسد بسن يوسسف« :إحدى عشرة»
هي المحفوظة ،وأما رواية ابن إسحاق فهي مرجوحة ،لمخالفته من
أهسم أوثسق منسه ،وأكثسر منسه عدداً ،ويمكسن أن يجمسع بينهسا وبيسن روايسة
المام مالك ومسسن تابعسسه ،كالجمسسع المذكور بيسسن حديسسث عائشسسة فسسي
«الصسحيحين» ،وفيسه صسلته قيام رمضان إحدى عشرة ركعسة ،ومسا
ثبت في «صحيح مسلم» عن ابن عباس ،قال :كان رسول اللّه
يصلي من الليل ثلث عشرة ركعة .فقد وقع تفصيل عند أبي داود (
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
فأخرج البخاري( ) وغيره( ) عسن عائشسة ،أنهسا قالت« :مسا كان
2 1
ي يزيسد فسي رمضان ول فسي غيره على إحدى عشرة النسب ُّ
ركعة.
وأمسا مقدار القراءة( ) فسي كسل ركعسة فلم يرد بسه دليسل.
3
وقد ذهب جماهير الفقهاء ،وغير واحد من المحدّثين إلى الجمع بين
مسا رواه محمسد بسن يوسسف ويزيسد بسن خصسيفة عسن يزيسد ،قال البيهقسي
فسي «الكسبرى» (- )2/496مثلً« :-ويمكسن الجمسع بيسن الروايتيسن،
فإنهسسسم كانوا يقومون بإحدى عشرة ،ثسسسم كانوا يقومون بعشريسسسن،
ويوترون بثلث».
قلت :نعم ،وقع التصريح -أيضاً -بثلث وعشرين.
قال ابسن عبدالبر فسي «التمهيسد» ( )8/114و«السستذكار» (
155-5/154رقم « :)6276وروى الحارث بن عبدالرحمن بن
أبسي ذ ُباب ،عسن السسائب بسن يزيسد ،قال :كنسا ننصسرف مسن القيام على
عهسد عمسر ،وقسد دنسا فُروع -أي :بزوغ -الفجسر ،وكان القيا ُمس على عهسد
عمسسر بثلث وعشريسسن ركعسسة» ،وهسسو فسسي «مصسسنف عبدالرزاق» (
262-4/261رقم )7733عن السلمي ،عن الحارث ،به.
وبهذا يجمسع بيسن روايتسي (إحدى وعشريسن) و(ثلث وعشريسن)
على حسب عدد ركعات الوتر.
قال ابن عبدالبر في «الستذكار» (« :)5/155وهذا محمول
على أن الثلث للوتسسر ،والحديسسث الول على الواحدة للوتسسر» ،قال:
«كل ذلك معروف معمول به في المدينة».
وقال البيهقسسي فسسي «المعرفسسة» (« :)4/42قال الشافعسسي:
وليسس فسي شيسء مسن هذا ضيسق ،ول حسد ينتهسي إليسه ،لنسه نافلة ،فإن
ن أكثروا أطالوا القيام وأقلّوا السسجود؛ فحسسن ،وهسو أحسب إل ّس
ي ،وإ ْس
الركوع والسجود ،فحسن».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
صا ً [أي ) (]:عن المام أحمد»( ).
2 1
بالّزِيادة ّ
ن
انتهى كلم القسطلني( ).
3
وهذا صسنيع ابسن حجسر فسي «الفتسح» ،كمسا سسيأتي فسي كتابنسا هذا،
واللّه الموفق.
قال أبو عبيدة :الواجب (العمال ل الهمال) ،ولكن بعد التأكد
صحة والثبوت ،و(الجمع) مقدَّم على (الترجيح) ،والثابت عن
من ال ِّ
عمر أنه صلى (إحدى عشرة) دون زيادة ،يتأكّد هذا بأمور:
الول :أن هذه روايسة محمسد بسن يوسسف عسن السسائب ،وابسن =
يوسسسف هسسو ابسسن أخسست السسسائب ،وهسسو أعرف بروايسسة خاله ،وأحفسسظ
لروايتسسه مسسن ابسسن خصسسيفة ،إذ هذا الخيسسر يروي عسسن السسسائب تارة
مباشرة ،وتارة بواسطة.
الثانسي :حمسل فعسل عمسر على موافقسة سسنته خيسر وأولى مسن
حمله على مخالفتهسا ،وهذا بي ّسن ل يخفسى -إن شاء اللّه تعالى .-أفاده
شيخنا اللباني -رحمه اللّه -في «صلة التراويح» (ص .)51
الثالث :روايسة ابن خصسيفة فيها :إن الناس فعلوا ذلك في زمسن
عمسر ،بخلف الروايسة الصسحيحة ،ففيهسا أنسه أمسر بإحدى عشرة ركعسة،
أفاده شيخنا اللباني -رحمه اللّه -أيضا ً في «قيام رمضان» (ص .)4
دّثيسن؛
الرابسع :وقسد ضعّسف روايسة يزيسد بالشذوذ جمسع مسن المح ِ
منهم :شيخنا اللباني في «صلة التراويح» (ص ،)51-49والشيخ
بديع الدين السندي في مقالة له في مجلة «الجامعة السلمية» (م
( )9العدد ( )1سسنة 1397هسس) ،والدكتور محمسد ضياء الرحمسن
العظمسسسسسسي ،كمسسسسسسا فسسسسسسي مجلة «الجامعسسسسسسة السسسسسسسلمية» (م
15/594/1403هس).
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
غيره على ثلث عشرة ركعسة( ) ،كان يطيسل الركعات ،فلمسا
1
نّس ذلك أخسف على المأموميسن مسن تطويسل مسن الركعات ،ول َ
الركعسسسة الواحدة ،ثسسسم كان طائفسسسة مسسسن السسسسلف يقومون
بأربعيسسسن ،ويوترون بثلث ،وآخرون قاموا بسسسست وثلثيسسسن،
() في الصل« :زيد» ،وهو خطأ ،والتصويب من كتب التخريج. 3
أصله «النيل»!
() فسسسي «السسسستذكار» ( 5/157رقسسسم ،)6291ولفظسسسه: 3
«وكان السود بن يزيد يصلّي أربعين ركعة ويوتر بسبع» ،ونقله في
«الفتح» ( )4/253عنه هكذا« :تصلى أربعين ويوتر بسبع»!
() فسسسي «قيام رمضان» (ص - 96مختصسسسره) ،وعنسسسه فسسسي 4
مختصره).
وذكره الباجي في «المنتقى» (.)209-1/208
- () أخرجسسه محمسسد بسسن نصسسر فسسي «قيام رمضان» (ص 96 2
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
()
1
سنن والمسستحبات ،وفرارا ً مسن كثرة البدع؛ (كالتوحيسش ال ُّس
()
2
-أي :الوداع وغيره ،)-التسي ل نَقْدر على إزالتهسا ،ول يسسعنا
سكوت عليهسا ،ول نجسد -أيضاً -مسن يسساعدنا ممسن يعدّون ال ُّس
أنفسهم من أهل العلم ،على منع مرتكبيها.
شهيسسر بمرتضسسى فسسي «شرحنقسسل العلمسسة الَّزبيدي ال َّ
مختصره).
وانظر «عون الباري» (.)2/863
- () أخرجسسه محمسسد بسسن نصسسر فسسي «قيام رمضان» (ص 96 3
مختصره).
)(4انظسر «المجموع» (« ،)4/32عمدة القاري» (،)11/127
«عون الباري» (.)2/863
() ( ،)4/253-254وعنسسسسسسه «نيسسسسسسل الوطار» (،)3/64 5
القرآن ،فليسس فيسه حسد ،إل مسا قسد روي عسن أُب يّس بسن كعسب ،أنسه كان
يقوم باليمسن ،ويصسلي بالبقرة فسي ثمان ركعات ،وهسي= =مئتسا آيسة،
ويصسليها فسي اثنتسي عشرة ركعسة» ،قال« :وذلك على المام بحسسب
ما يعلم من حال المصلي معه ،وصبرهم أو حجرهم».
قلت :كذا فسسسي مطبوع «العارضسسسة»« :باليمسسسن» ،وصسسسوابه:
«بالمئين».
ووقسسع ذلك فسسي خسسبر محمسسد بسسن يوسسسف عسسن السسسائب فسسي
«الموطأ» وغيره ،وقد سبق في التعليق على (ص .)76-75
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
أن يقومسسه بأصسسحابه؛ لئل ل اللّه
ولهذا امتنسسع رسسسو ُ
يفترض عليهسسم فل يطوقونسسه ،ولو فرض عليهسسم لم يثابروا
عليه هذه المثابرة ،ول استعدوا له هذا الستعداد ،ثم الذين
مون ركوع َسسسه ول ثابروا عليسسسه فسسسي العامسسسة أشأم أداءً ،ل يت ُّ
من سسنَّه ه فيسه إل قليلً ،ومسا سسن َّ ُ
ه َس سسجودَه ،ول يذكرون الل ّس َ
عن «الفتح» ،أثبتناه منه بين معقوفتين ،وسبقت الشارة إليه ،واللّه
الموفق ،وانظر «السيل الجرار» له -أيضاً.)1/330( -
() المسمى «إرشاد الساري» (.)3/427 1
أحصي».
« ،)2/18القناع» ( ،)1/147 انظسسر« :النصسساف» ( =
«مطالب أولي النهى» ( « ،)1/563منتهى الرادات» ( ،)1/100
«المبدع» ( « ،)2/17كشاف القناع» ( « ،)1/425المغنسسي» (
- 799-1/798مع «الشرح الكبير»).
() ونحوه فسسسي «عون الباري» ( .)2/863وانظسسسر «صسسسلة 3
المصنّف بذلك.
والكلم هذا لبن تيمية ،شيخ ابن القيم في «الفتاوى الكبرى»
( ،)1/163و«مجموع الفتاوى» ( ،)23/120والمنقول عسسن ابسسن
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
على مسسا هسسم عليسسه إل( ) المتميزون مسسن الخطباء والفقهاء،
1
() ورد ذلك فسي روايسة يزيسد بسن خصسيفة عسن السسائب بسن يزيسد!2
وعشرين ركعة.
قال ابسن عبدالبر فسي «السستذكار» ( 5/156رقسم )6283
ن الروايسة بعدهسا وبعسد روايسة يزيسد بسن خصسيفة« :وهذا كله يشهسد بأ ّس
م وغلط ،وأن الصسسسسحيح ثلث وعشرون، بإحدى عشرة ركعسسسسة وَهْسسسس ٌ
وإحدى وعشرون ركعة ،واللّه أعلم»!!
ثسم قال« :وقسد روى أبسو شيبسة -واسسمه :إبراهيسم ابسن ع ُلَي َّسة بسن
عثمان -عسن الحكسم ،عسن ابسن عباس :أن رسسول اللّه كان ي ُس َ
صل ِّي
فسي رمضان عشريسن ركعسة والوتسر» ،قال« :وليسس أبسو شيبسة بالقوي
عند هم ،وذكره ابسن أبسي شيبة ( 2/286رقم - 13ط .دار الفكر)
عن يزيد ابن رومان ،عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان».
قال أبسسو عسسبيدة :وأخرجسسه البيهقسسي فسسي «السسسنن الكسسبرى» (
،)2/496وأبو شيبة الكوفي ضعيف ،بل قال النسائي والدولبي:
متروك ،وقال الجوزجانسي :سساقط ،وقال أبسو حاتسم :ضعيسف الحديسث،
سسكتوا عنسه ،وتركوا حديثسه ،وقال الترمذي :منكسر الحديسث ،وضعّسفه
جماعة.
وانظسر -غيسر مأمور« :-التاريسخ الكسبير» (« ،)2/31تاريسخ ابسن
معيسسسن» (« ،)2/11الجرح والتعديسسسل» ( « ،)1/115ضعفاء
العقيلي» (« ،)1/59المجروحيسن» ( « ،)1/104تاريسخ بغداد» (
« ،)6/113تاريخ واسط» (.)105
والحكسسم هسسو ابسسن ع ُتيبسسة ،لم يسسسمع مسسن ابسسن عباس ،كمسسا فسسي
«إتحاف المهرة» ( )7/49وغيره ،وهو ثقة ثبت ،إل أنه ربما دلس،
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ونجيسب على قوله :ألم يطرق سسمعه قوله « :اقتدوا
باللذين من بعدي ...إلخ» بأننا -وللّه الحمد -طرق س ْ
معَنا، () 1
فسسسسسسسي رمضان خمسسسسسسسس ليال ،أو ثلث ليال ،يجتمسسسسسسسع المؤذ ّنون
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
فسسسي البيسسست يفوق عددهسسسم فسسسي بعسسسض الحيان عدد مسسسن
يجتمعون فسسي المسسسجد ،أمسسا عدد الركعات؛ فالختلف فيسسه
سنَّة ،وأكسسبر دليسسل على
كثيسسر كمسسا تقدَّم .ولم يرد بتحديده ُ س
شيخيسن مسن بعده :نهينسا الناس سكنا بسسنَّة نبي ّ ِسنا ،وسسنة ال َّ
تم ّس
عن مخالفة سنَّة الخلفاء الراشدين في تشييع الجنازة برفع
ثسسم قال فسسي الدفاع عسسن أسسستاذه الجَّزار :ولو أمع َسس
ن
العلمة الَّزنكلوني الفكر بجواب فضيلة أستاذنا المومأ إليه؛
ة واحدة ً مسن عنده ،بسل كسل مسا لظهسر له أنسه لم يختلق كلم ً
نقله فيسسه معزوٌ إلى محال ِّه ،ولو راجسسع الكت َس
ب المعزوَّ إليهسسا،
التاسعة).
() يريد :ابن عربي الحاتمي الصوفي ،انظر عنه كتابي «كتب 2
() هذا التعبير دخيل على العربية ،انظر -لزاماً -ما علقناه على 1
(ص .)26
() راجع فتوى الستاذ الجزار في آخر الرسالة (منهما). 2
() رضسسسي أم لم يرض ،فل أثسسسر ذلك على الحكسسسم الشرعسسسي، 3
سنَّة العمليسة التسي درج عليهسا الخلفاء الراشدون حينئذ ،وال ُّس
ن الفعسل فسي والصسحابة والتابعون ،أكسبر دليسل على ذلك؛ ل َّس
باب التأسسسي والمتثال ،أبلغ مسسن القول المجرد ،كمسسا ذكره
الصوليون( ) ،وكل ذلك منطوٍ في جواب العلمة الزنكلوني، 2
معَ وَهُوَ َ
شهِيدٌ } [ق: ب أَوْ أَلْقَسى ال َّ
س ْ ه قَل ْس ٌ
نس ل َس ُ
يفهمسه مسن {كَا َ
.]37
قال :وبعسد التأمسل الصسحيح؛ يتسبيَّن أنسه ل منافاة بيسن مسا
صدر الول ،وبيسن قول العارف المومسأ إليسه ،بسل كان عليسه ال ّس
هناك موافقسة كل ّسية بينهمسا ،وكلهمسا طريسق موصسل للغرض
الذي يرمسي إليسه الدِّيسن السسلمي عنسد تشييسع الجنازة مسن
العظسسة ،والتفّسسكر بالموت ،إذ أن ذكسسر كلمسسة التوحيسسد مسسع
ملحظسسة معناهسسا كمسسا هسسو المطلوب شرعاً ،أقوى باعسسث،
وأكسبر مسساعد ،لتناول تلك الحكمسة لمسا هسو محسسوس مسن
() تقدم بيان ذلك ،وللّه الحمد. 1
() انظسر لطائف وفوائد فسي هذا عنسد ابسن القيسم فسي «مدارج 2
() ما أجمل هذه الكلمة ،وإن من أحسن حسنات العلم -وكله 1
ضاح للدعياء ،وأن العسسبرة فيسسه الحجسسة والبرهان ،ل حسسسن -أنسسه ف َّ
ن ،ول السسسسسبق ،ول تشقيسسسسق العبارات ،واجترارالشهادة ،ول السسسسس ّ
الباطسسسل ،وتنميسسسق الكلم ،فالعلم -على قواعده المعمول بهسسسا -هسسسو
(السلطان) و(المير) و(الحاكم).
«النقد والبيان في دفع أوهام
حصسسول الخشوع وحضور القلب للذَّاكسسر بهسسا ،ول ش ّسَ خزيران»
ك على
ك ذلك عند التلوة ،ولكن من أين يجيء ل مسلم يدر ُ ن ك َّ
أ َّ
ح وال َّ َ
ج،ضجي ُس ملحظسة المعنسى ،والذ ّاكرون قسد شغلهسم ال ّ ِس
صيا ُ
واكتناف الناس أهسل الميست لتخفيسف آلمهسم ،والنسساء مسن
خلفهسسسسم يناديسسسسن بالويسسسسل والثُّبور ،والمؤذِّنون المأجورون
أمامهسسم يصسسيحون ،وإلى ذوي الجنازة ينظرون ،كسسي يجزلوا
شقاء! فلك ٍّ
ل مسسسن ب وال َّ
لهسسسم العطاءَ ،ويقدِّروا لهسسسم التَّعَسسس َ
ذّكر بالتفاقل يشغله ،عن ملحظة معنى ال ِ المشيعين شاغ ٌ
بيننا وبين المعترض ،اللهم إل إذا كان من أهل الختصاص،
ل عن ذكر اللّه ،وهم
الذي لهم حاسة ذوقيّة ل يشغلهم شاغ ٌ
مسن عناهسم بقوله فيمسا سسبق :بسل إنسه يوافسق معنسا على أ َّس
ن
أكثسسر الناس ل يخرجون لتشييسسع الجنائز ،إل مراعاة لخاطسسر
قربسى الميست ،ولذلك تجسد خروجهسم مسع جنازة الفقيسر قليلً،
ي كثيراً ،فمسن قصسد فسي وتزاحمهسم للخروج مسع جنازة الغن ِسّ
سر له ملحظسة خروجسه مسع الجنازة مرضاة العباد ،كيسف يتي َّس
معنسى الذكسر الذي يقوله تبعا ً ل قصسداً ،بسل إذا ذكسر فسي مثسل
َ
ة للناس فسسسي الل ّسسسفظ دون تلك الحال؛ فإنمسسسا يكون موافق ً
القصد.
نثسسسم قال :ول يبعسسسد أن يقال فسسسي هذا الموضوع :إ ّسسسَ
العرف العام وتعامسسسل المسسسسلمين فسسسي البلد المصسسسريَّةِ
وال َّ
شاميةِ وغيرِهمسسسسا مسسسسن بلد المسسسسسلمين قديما ً وحديثاً،
واتفاقهم على تشييع جنائزهم بالجهر بالتَّهليل والتكبير من
شرعسسي ،حتسسى صسسار ذلك شعاراً غيسسر خروج عسسن الحد ّ ال ّ
لمي ِّتهسم ،يتمي َّسز بسه عسن ميست غيرهسم ،يصسلح مخصسصا ً لسسنَّة
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ف العام يصسلح
َس العر َ
ن
ّس أ الصسول فسي تقرر لمسا صمت،
ال ّس
مخصصا ً للنص الشرعي ،ل ناسخاً ( ).
1
() إذا توارد العرف والنسسص معا ً على موضوع واحسسد ،وتصسسادما 1
َ
فسسي حكمهمسسا ،فَيُط ّرح العرف ،لفسسساده وبطلنسسه ،ويعمسسل بالنسسص
سرة ،وقسد ناقضهسا العرف رأسساً، ن إرادة المشّرِع فيسه مف َّس
الخاص؛ ل ّس
ة ،إذ القصسسد غيسسر الشرعسسي -كمسسا يقول الشاطسسبي- بسسل هدمهسسا كلي ً
هادم= =للقصد الشرعي ،ول يجوز ذلك عقل ً وشرعا ً بالبداهة.
وهذا فسسي الحقيقسسة مسسن باب تصسسادم العرف العام مسسع النسسص
الخاص المسر ،وليسس مسن باب تعارض العرف مسع النسص العام الذي
يكون موضوع العرف فيه بعض أفراده.
وانظسسر بسسسط المسسسألة فسسي« :العرف والعادة» (ص 94ومسسا
بعدهسسا) للسسستاذ أحمسسد فهمسسي أبسسي سسسنة ،و«إتحاف النام بتخصسسيص
العام» (ص 263ومسسا بعسسد) لمحمسسد إبراهيسسم الحفناوي ،و«العقسسد
المنظوم فسسسي الخصسسسوص والعموم» ( )457-2/454للقرافسسسي
(المسسألة الرابعسة) مسن (الباب الثالث والعشريسن :فيمسا ظسن أنسه مسن
مخصسسوصات العموم مسسع أنسسه ليسسس كذلك) (مهسسم جداً ،وقرر فيسسه
بتحقيسق وتأصسيل مسا أومأنسا إليسه ،وقال« :فتأمله ،فهسو مسن المواضسع
النفيسة ،عظيم النفع في الصول والفروع الفقهية ،فكثيرا ً ما يغالط
الفقهاء فسسي الفتيسسا بسسه ،وكذلك فسسي التدريسسس والتخريسسج ،بمسسا ليسسس
بمنصسسسوص على المنصسسسوص»)« ،المناهسسسج الصسسسولية فسسسي الجتهاد
بالرأي» (ص 579ومسا بعسد) لسستاذنا فتحسي الدّرينسي -عافاه اللّه
وشفاه.-
وانظسر -أيضاً« :-الفروق» (« ،)178-1/171شرح التنقيسح»
،)1/534 (« ،)211المسسسستصفى» ( « ،)2/111الحكام» (
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
والسسلف الصسالح المنقول ذلك عنهسم ،والجهسر بالذكسر حال
اسستيطان الغفلة فسي القلوب ،أو خوف الوقوع فسي محَّرم،
م
كمسا هسو حال أهسل هذا الّزمان ،كمسا خصسص العلماء عمو َس
حديسسث النهسسي عسسن بيسسع مسسا ليسسس عنسسد النسسسان( ) الشامسسل
1
« :ل تبع ما ليس عندك». () يشير إلى قوله 1
() فسسسي الصسسسل« :بالظهور» ،ولم يرد له ذكسسسر فسسسي «جدول 1
َ
ضى أمرا ً في الجملة مما يتعل ّق بالعبادات مثلً ،فأتى إذا اقْت َ َ
َ
بسسسسه المكل ّف فسسسسي الجملة -أيضاً-؛ كذكسسسسر اللّه ،والدُّعاءِ،
ت ،ومسا أشبَه ها ممسا يُعلَم مسن ال َّ
شارع َس والنَّواف ِ
ل ،والمسستحبَّا ِ
فيها( ) التوسعة ،كان الدّليل عاضدا ً لعمله( ) من جهتين :من
3 2
() كذا فسي الصسل ،وبعسض نسسخ «العتصسام» ،وفسي نشرتنسا: 4
«مخيَّلً».
() كذا فسي الصسل ،وبعسض نسسخ «العتصسام» ،وفسي نشرتنسا: 5
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وقت معلوم مخصوص عن سائر الوقات ،لم يكن في ندب
ل على هذا التخصيص الملتَزم ،بل فيه ما يد ُّ
ل شرع ما يد ُّ ال َّ
ُ
نس شرعا ً شأنهسا أ ْنّس التزام المور غيسر اللزمسة َ على خلفسه؛ ل َ
م التَّشريسع ،وخصسوصا ً مسع مسن يقتدى بسه فسي( ) مجامسع
1
تُفْهِس َ
ُ
ضعست الناس كالمسساجد ،فإن ّسها إذا أظْهَِرت هذا الظهاَر ،ووُ ِ
ل اللّه S شعائر التسي وضعهسا رسسو ُ فسي المسساجد كسسائر ال َّ
فسسي المسسساجد ومسسا أشبَهَسسسها -كالذان ،وصسسلة العيديسسن،
نس
نإ ْ منهسا بل شسك أن َّسها ُس
سن َ ٌ م ِوالسستسقاء ،والكسسوف -فُهِس َ
()
2
المستَد َ ُّ
حدثة. ل به ،فصارت من هذه الجهة بِدَعا ً ُ
م ْ ُ
ف الصسسالِح لتلك سل ِ ك التزامسس ِ ال ّسسَ ك( ) على ذلك تر ُسس
4 يَدُل ّسسُ َ
م العمسل بهسا ،وهسم كانوا أحق َّس بهسا وأهل َسها لو الشياء ،أو عَد َس ُ
نّس الذِّكسر قسد نَدَب ة على مقتضسى القواعسد؛ ل َ كانست مشروع ً
شرعس ُ ندبا ً فسي مواضعسَ كثيرةٍ ،حتسى إن ّسه يُطْلب فيسه إليسه ال َّ
ن تكثيٌر مسن عبادة( ) مسن العبادات مسا طُلِب مسن التكثيسر ِ
م َس 5
«وصوت».
() كذا فسي الصسل ،وبعسض نسسخ «العتصسام» ،وفسي نشرتنسا: 1
«وفي».
() في الصل« :إذ» ،والمثبت من «العتصام». 2
() جاءت فسسي الصسسل تبعا ً لمطبوعسسة رضسسا لسسس«العتصسسام» هكذا: 4
«محدثسسة بذلك وعلى»! وهسسو خطسسأ ،صسسوابه مسسا أثبتناه ،اعتمادا ً على
نسختين خطيتين جيدتين منه ،واللّه الموفق والهادي.
() فسسي الصسسل« :فسسي تكثيسسر عبادة» ،وكذا فسسي نسسسخة مسسن 5
() مسسسا بيسسسن المعقوفتيسسسن سسسسقط مسسسن الصسسسل ،وأثبتناه مسسسن 1
«العتصام».
() فسسسي الصسسسل« :حسسسث» ،وسسسسقط مسسسن طبعسسسة رضسسسا مسسسن 2
س
نس يعمسل بسه؛ [خشيسة] أن يع مل بسه النا ُ
() 2
بأ ْال سلم ]-يح ُّس
فيفرض عليهم»( ) انتهى كلم المام الشاطبي( ).
4 3
بدله ،وفي هامشها« :لعل هنا سقطاً ،وهو :خوف أن يعمل به» ،وما
أثبته من نسخة أجود وأقدم ،وهو كذلك في نشرتنا.
() يشير إلى قصة صلته بأصحابه قيام رمضان ،ثم امتناعه 3
() فسسسي الصسسسل« :فيسسسسهل» ،وكذا فسسسي طبعسسسة رضسسسا مسسسن 2
وبهذا يتأك َّسد صسدق مسا أشرنسا إليسه :مسن عدم مشروعيسة
تخصسيص قراءة سسورة الكهسف يوم الجمعسة فسي المسساجد،
وتخصسسيص قراءة الدُّعاء الخاص مسسساء ليلة النصسسف مسسن
شعبان ،وعدم مشروعيسسسسسة التَّعب ّسسسسسُد بذلك على الوجسسسسسه
ن
ن ما دخل به خزيرا ُ المخصوص المعروف عند الناس ،وأ ّ
مسسسن وجوه السسسستدلل بالن ّسسسُصوص الجماليسسسة؛ لثبات تلك
ش.
ط فاح ٌ العمال التَّفصيلية غل ٌ
-بعد أن ذكر أقوال ً متعددة -أن الذي ل يصح غيره ،وعليه أجمع أهل
التاريسسخ ،أن مولده -عليسسه الصسسلة والسسلم -لثمان مضست مسن ربيسسع
الول!! وفي هذا الجماع نظر! كيف ،وقد قال أبو شامة في «الذيل
على الروضتيسن» (ص ( )229أحداث سسنة 662هسس)« :وكان مولد
النسبي ليلة الثنيسن ثانسي عشسر ،ربيسع الول ،على قول الكثريسن».
وحقسسق العلمسة محمود باشسسا الفلكسسي فسسي كتابسسه «نتائج الفهام فسسي
تقويسسم العرب قبسسل السسسلم» (ص )35-28أن ميلده كان يوم
التاسسع مسن ربيسع الول ،الموافسق /20إبريسل/سسنة 571م ،قال (ص
« :)35فاحرص على هذا التحقيق ،ول تكن أسير التقليد».
وسسبب اختياره (التاسسع) ل (الثامسن) قوله« :وقسد اتفقوا جميعاً
على أن الولدة كانت في يوم الثنين ،وحيث إنه ل يوجد بين الثامن
والثاني عشر من هذا الشهر يوم إثنين ،سوى اليوم التاسع منه ،فل
يمكن قط أن نعتبر يوم الولدة خلف هذا اليوم» ،واعتمد فيما ذهب
إليه على الحسابات الفلكية.
وفيسسه أقوال كثيرة ،ليسسس هذا موطسسن ذكرهسسا وبسسسطها ،وفيمسسا
ذكرناه كفاية وغنية -إن شاء اللّه تعالى.-
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ومسسسسن ذلك -أيضاً« :-أننسسسسا أنكرنسسسسا -ع َلَناً -على منابر
المسسسساجد يوم الجمعسسسة إحياءَ ليلة الن ّسسسِصف مسسسن شعبان
بالعبادة ،وصوم يومها واجتماع المسلمين مساء ليلتها على
تلوة سورة (يس) ،وَوِْردِها المخصوص ،وإننا قلنا :إ َّ
ن جميع
ما ورد في ذلك ضعيف ،ل يجوز العم ُ
ل به».
ن نسسسبة هذه القوال إلينسسا ل ظسسل لهسسا مسسن نقول :إ ّسس
الحقيقسة ،ودعواه التَّواتسر فسي نقسل تلك القوال عن ّسا ل صسحة
دّق العقسسل تواطؤهسسم على لهسسا ،إل أن يكون إخبار قوم يص س ِ
ن العقسسل يكذب أن الكذب ،ولو جاوز عدد ُسسهم التَّواتسسر؛ ل ّسسَ
يقول مسلم -فضل ً عن طالب علم -بمنع قراءة القرآن في
ل:- المسسسساجد على الطلق ،بعسسسد أن يسسسسمع قوله -عَّز وج َّ
َ َ َ َ َ
م َّس
ما صلَة َ وَأنفَقُوا ْ ِ
موا ال َّسب الل ّسهِ وَأقَا ُ
ن كِتَا َس ن ال ّذِي َس
ن يَتْلُو َس {إ ِس ّ
جاَرة ً لَن تَبُوَر} [فاطر.]29 :
ن تِ َ
جو َ سّرا ً وَعَلَنِي َ ً
ة يَْر ُ َرَزقْنَاهُ ْ
م ِ
« :ل حسد إل في اثنتيسن :رجل وبعد أن يسمع قوله
آتاه اللّه القرآن ،فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ،ورجل
آتاه اللّه مالً ،فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار»( ).
1
خبيب بسنمعاذ بسن معاذ وعبدالرحمسن بسن مهدي ،عسن شعبسة ،عسن ُس
عبدالرحمسسن ،عسسن حفسسص بسسن عاصسسم ،قال :قال رسسسول اللّه ...:
(وذكره).
ووقسسسع فسسسي مطبوع «مسسسسلم» ( 1/10ط .محمسسسد فؤاد
عبدالباقي)« :عن حفص بن= =عاصم ،عن أبي هريرة» ،وكذا في
طبعسسة الحلبسسي ،وزيادة« :عسسن أبسسي هريرة» خطسسأ ،وهسسي مثبتسسة فسسي
«شرح النووي» ( )73-1/72فسسي المتسسن ،وأفاد النووي فسسي
«الشرح» ،أن «عن أبي هريرة» ساقطة ،ثم رأيته ينصص على ذلك
( ،)1/74ووقع في «المفهم» ( ،)54-1/53وأثبتت على الجادة
فسي «فتسح الملهسم» ( 1/125ط .الولى) ،و«إكمال المعلم» (
،)1/18و«المعلم» ( 1/184رقم .)5
وأفاد المازري وأبو العباس القرطبي في «المفهم» (،)1/54
و«تلخيسص صسحيح مسسلم» ( ،)1/40أن أبسا العباس الرازي أسسنده
فسي نسسخته مسن «الصسحيح» ،قال القرطسبي« :وهسو ثقسة» ،كذا فسي
«التلخيسص» ،وفسي «الشرح» :ولم يذكسر أبسا هريرة ،هكذا وقسع عنسد
كافة رواة مسلم ،وقال المازري في صنيع الرازي« :ول يثبت هذا».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ويحسسن بنسا هنسا أن نسبيِّن مسا نعتقده فسي المسسائل التسي
نسبها إلينا:
أما قراءة القرآن في المساجد ،فإنا لم نمنعها مطلقاً،
ب المسلمين فيها أشد َّ التَّرغيب ،ونذكر لهم أنه بل كن ّا نر ِ ّ
غ ُ
سكينة ،والتَّدبُّر،
يجسسب عليهسسم قراءة ُ القرآن ،وسسسماع ُه بال ّسسَ
ل معانيسه لعماق قلوبهسم ،وطالمسا نبَّهناهسم
والنصسات ،لتصس َ
قلت :وهسو الصسواب ،وكذا نقله عسن مسسلم الحفاظ؛ منهسم :ابسن
كثير في «تفسيره» ( ،)1/542وغيره.
وقسد رواه هكذا مرسسلً :غُنْدر ،عنسد القضاعسي فسي «الشهاب» (
2/305رقسم ،)1416وحفسسص بسسن عمسر ،عنسسد :أبسسي داود فسسي
«السنن» (رقم ،)4992والحاكم في «المستدرك» ( ،)1/112
و«المدخسل» ( ،)109-1/108وقال عقبسه« :ولم يذكسر حفسص أبسا
هريرة» ،وفي مطبوعه «ابن عمرو» ،وهو خطأ.
إل أن مسسسلما ً -رحمسسه اللّه -أردفسسه فسسي «مقدمسسة صسسحيحه» (
- )1/10ومسن طريقسه ابسن نقطسة فسي «التقييسد» ( -)2/256عسن
ابسن أبسي شيبسة فسي «المصسنف» ( )8/595بطريسق آخسر متصسل مسن
حديث علي بن حفص المدائني ،عن شعبة ،عن خبيب ،عن حفص،
عن أبي هريرة رفعه.
وأخرجسسه مسسن هذا الطريسسق :أبسسو داود فسسي «السسسنن» (رقسسم
،)4992والحاكسم فسي «المسستدرك» ( - )1/112وتصسحف فيسه
(ابن حفص) إلى (ابن جعفر)!! فليصحح ،-و«المدخل إلى الصحيح»
( ،)108-1/107وابسن حبان فسي «الصسحيح» ( - 30الحسسان)،
و«مقدمسسة المجروحيسسن» ( ،)9-1/8والخطيسسب فسسي «الجامسسع» (
1/108رقم ،)1319وقال أبو داود عقبه« :ولم يسنده إل هذا
الشيخ» ،وقد أخطأ المعلق على «الحسان» ،فعد ّ خمسة وصلوه!!
وصسحح الطريسق الموصسولة عسن شعبسة :ابسن عبدالبر فسي «الجامسع»
(رقم .)1928
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
-أيضاً -إلى أ ّسسَ
ن الصسسلة إنمسسا كانسست تنهسسى عسسن الفحشاء
والمنكر ،بسبب ما فرض فيها من قراءة القرآن ،التي تذكِّر
شد ُ سه ُ إلى مسسا خلق لجله،
المصسسلي بمسسا له ،ومسسا عليسسه ،وتر ِ
ولكسسن الذي منعناه ونمنعسسه -أيضاً :-تلوةُ القرآن المقرونسسة
بالتَّشويسش على المصسل ِّين( ) ،مسع إخراج القراءة عسن حدِّهسا
1
قلت :وهم :غندر بن معاذ العنبري؛ كما عند مسلم ،وحفص بن
عمسر؛ كمسا عنسد أبسي داود ،وآدم بسن إياس ،وسسليمان بسن حرب؛ كمسا
= عند الحاكم في «المستدرك» (.)1/112
قال رشيد الدين العطار في «غرر الفوائد المجموعة» (ص =
- 741آخسر كتابسي «المام مسسلم») بعسد هذه الطريسق« :فاتصسل
ذلك المرسل من هذا الوجه الثاني ،لكن رواية ابن مهدي ومن تابعه
على إرسساله أرجسح؛ لنهسم أحفسظ وأثبست مسن المدائنسي الذي وصسله،
وإن كان قد وثقه يحيى بن معين[ ،كما في «سؤالت ابن الجنيد» (
،)23و«تاريسسخ الدارمسسي» ( ،)642و«سسسؤالت ابسسن محرز» (
،])419والزيادة مسن الثقسة مقبولة عنسد أهسل العلم ،ولهذا أورده
مسلم من الطريقين ليبيّن الختلف الواقع في ات ّصاله ،وقدم رواية
من أرسله؛ لنهم أحفظ وأثبت كما بيناه.
وقسد سسئل أبسو حاتسم الرازي عسن علي بسن حفسص هذا ،فقال فسي
«الجرح والتعديسل» ( 6رقسم « :)998يكتسب حديثسه ول يحتسج بسه»،
ولهذا قال أبسسسو الحسسسسن الدارقطنسسسي [فسسسي «التتبسسسع» (رقسسسم :])8
«الصواب في هذا الحديث المرسل» ،واللّه -عز وجل -أعلم» انتهى
كلم العطار.
قال أبو عبيدة :وقطع النووي في «شرحه» ( )1/74بصحته،
قال بعسسد كلم الدارقطنسسي السسسابق« :وإذا ثبسست أنسسه روي متصسسلً
ومرسسسلً؛ فالعمسسل على أنسسه متصسسل ،هذا هسسو الصسسحيح الذي قاله
الفقهاء ،وأصحاب الصول ،وجماعة من أهل الحديث ،ول يضّر كون
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ن القارئ يقرأ وأكثسسسسر الناس لأحكام التجويسسسسد ،على أ ّسسسسَ
نّس منهسم مسن يكون حينئذ مشغولً يسستمعون ول ينصستون؛ ل َ
صلة ،ومنهسم مسن يكون متأهبا ً للوضوء ،ومنهسم مسن يتلو بال َّس
القرآن ،ومنهسسم مسسن يشتغسسل بإخراج الدَّراهسسم مسسن كيسسسه
للقارئ ،الذي ات ّسسَخذ تلوةَ القرآن للسسسترزاق ،ومنهسسم مسسن
يكون منهمكا ً بجمسسسع النقود له ،فمثسسسل هذه التِّلوة التسسسي
ت شرفالقرآن والدِّ ين ،وكانست سسببا ً فسي قسسوة قلو ِس
ب ضيَّع ْس
المسسسلمين ،هسسي التسسي نمنعهاكمسسا منعهسسا خزيران نفسسسه،
ويؤي ِّدنسسسا فسسسي ذلك :مسسسا ذكره المام النووي فسسسي «كتابسسسه
ن الوصل زيادة من ثقة ،وهي مقبولة». الكثرين رووه مرسلً ،فإ َّ
وللحديسث طريسق أخرى عسن أبسي هريرة مرفوعاً ،أخرجسه ابسن
المبارك في «الزهد» (رقم ،)686ومن طريقه البغوي في «شرح
السنة» ( ،)14/319وفي سنده يحيى بن عبيداللّه ،وهو متروك.
() لبعسض المالكيسة رسسالة خطيسة محفوظسة بموريتانيسا فسي (9 1
كثير).
() في هذا الصطلح نظر ،انظر في إنكاره« :معجم الدباء» ( 2
عليسه خطسأ ،لقسب (قاضسي القاضسي)! فسي الوقست الذي كان فيسه أبسو
عبداللّه الدامغانسي يتولى منصسب (قاضسي القضاة) آنذاك ،فذكسر ابسن
الجوزي فسسي «المنتظسسم» ( - 8/169ط .العراقيسسة) فسسي معرض
حديثسسه عسسن عقسسد الخليفسسة القائم بأمسسر اللّه على بنسست السسسلطان
طغرلبسسك ،فذكسسر أنسسه حضسسر قاضسسي القضاة أبسسو عبداللّه الدامغانسسي
= وأقضى القضاة الماوردي.
وانظر في الفرق بينهما وإزاحة لبس كان في أذهان كثير من =
الناس عند ابن السبكي في «طبقات الشافعية» ( ،)7/228وفي
كلمه لبس ذكره مصطفى جواد في تعليقه على كتاب ابن الساعي
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
إلى العوجاج ،واللّه -تعالى -يقول{ :قُْرآنا ً عََربِيّا ً غَيَْر ذِي
عوٍَج} [الزمر »]28 :انتهى كلم الماوردي. ِ
م النَّوويّسسسُ« :وهذا القسسسسم الول مسسسن ثسسسم قال الما ُ سس
ضس الجهلة
القراءة باللحان المحرمسة مصسيبة ،ابتلي بهسا بع ُ
() 1
أبي هريرة.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
إلى الحضيسسسض ،مسسسا يتألم منسسسه حضرة خزيران ،وأسسسستاذه
م إلى هذه الجَّزار ،ويشهسسد -أيضاً -على عدم وصسسول العوا ّسس
الدرجسة قول خزيران نفسسه فسي رسسالته «فصسل الخطاب»
(ص « :)10خصسسوصا ً فسسي هذا الَّزمان ،الذي قسسد اسسستحكم ْ
ت
مت البلوى فيه للَّرفيع والوضيع». ة للجميع ،وع َّ
فيه الغفل ُ
ن جميسسع الدلة التسسي أوردهسسا مسسن ومسسن هذا يعلم :أ ّسسَ
َ
الحاديسسسث ،وأقوال العلماء فيمسسسا يتعل ّق بتلوة القرآن هسسسي
ة لنسا ل علينسا ،إذ قسد يثبست بهسا التلوة المشروعسة التسي
ج ٌ
ح ّ
ُ
دعونسا الناس إليهسا ،أمسا تطسبيق الدلة على حالة المسسلمين
اليوم؛ فهو خلف الواقع ،وقلب للحقائق.
وأمسسا قراءة قصسسة المولد النبوي الشريسسف المشتملة
على بيان شمائل الرسسول وفضائله ،التسي ل يمكسن لل ُسمة
السسلمية أن تصسل إلى مسا كان عليسه أسسلفُها مسن المجسد
والسؤدد ،إل بالتَّحلي بها ،فنحن من أشدِّ الناس دعوةً إليها،
مت بسه البلوى وأمسا الذي أنكرناه -وننكره أيضاً -فهسو مسا ع َّس
مسسسن قراءة المولد بالغناء والتمطيسسسط البشسسسع ،والمبالغسسسة
بتوقيعسسسه على أنحاء الموسسسسيقى ،والكتفاء بسسسسيرة الولدة
فقسط ،مسع مسا أدخسل فيهسا مسن المور التسي لم تثبست ،وترك
المهسم المفيسد مسن أحواله وشمائله ،وكثيرا ً مسا سسمعناهم
يقولون :حبيسبي يسا ...يسا مسو .حسا .حسا .مسد ،وأمثال ذلك ،ممسا
ل ذي ذوق سسليم، ف بقبحسه ك ُّ
ل مسسلم ،ويعتر ُس يشمئُّز منسه ك ُّ
م مع ثبوت هذه فهل لرجل يؤمن باللّه واليوم الخر أن يزع َ
ن أكثر هذه المجتمعات في أيامنا خارجة عن حد الحقائق ،أ َّ
البدع المنكرة؟ وأمسسسا دعواه أ ّسسسَ
ن الجتماعسسسَ لتلوة المولد
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ل على ل مسسن كسسل شّرٍ ،مشتم ٌ
ٍ خا سو
س ه سا،
س بلدن سي
س ف سف
الشريس
الخير المحض ،من أوله إلى آخره ،فهي مكابرة محضة( ).
1
فتكون عنسد ذلك الغرفسة التسي يراد أن يقرأ فيهسا العشسر مسن
القرآن الكريم والمولد مملوءة دخاناً ،ذا رائحة كريهة ،وفي
أثناء القراءة ترى الجمعسسسس َس فسسسسسي الغُرف الخرى ،يشربون
الدخان -التوتون ،والتنباك -ويخوضون فسي الغيبسة والنَّميمسة،
() وهذا حال هذه الجتماعات غيسسر الشرعيسسة فسسي كسسل زمان 1
ومكان ،وصسور أبسو البقاء أحمسد بسن الضياء القرشسي العدوي الحنفسي
(ت 854هسس) فسي كتابسه «مختصسر تنزيسه المسسجد الحرام عسن بدع
الجهلة العوام» (ص )18-17كيفيسسسسسسسة الحتفال بالمولد -آنذاك،-
فقال:
شَر موْلِد ِ النسبي ،وهسي الثانيسة ع َ َ َ
حدَث ُوه ُس فسي ليلة َ
«ومنهسا :مسا أ ْ
موِع والفوانيس في ش ُ ة الفََراشون بال ُّ ك الليل َمن ربيع الول ،يجتمع تل َ
ّ
جد ِ إلى مولد ِ النسبي مسس ِ ن ال َ
م َسب ِ ن الخطي َس المسسجد ِ الحرامسِ ،ويزفّو َس
شموع والمغرعات والمنجنيقات ،وبين يَدَيْهِ جوقات -عليه السلم -بال ُّ
طن ،ويكثُُر اللّغ ُسس صبيا ُساءُ وال ّسسِ ل والن ّسسِ َ المعّربيسسن ،ويختلط حينئذ ٍ الّرِجا ُ
والزعيق والخصومات ،ورفع الصوات بالمسجد الحرام وفي مسجد
حصيه إل َّ اللّه ن المفاسد ِ ما ل= =ي ُ ْ م َمولِدِ ،ويحصل في تلك الليلة ِ ال َ
-تعالى.»-
() انظر عنه ،وتقرير حرمته ،وبيان المصنفات الواردة فيه ،مع 2
ن القسسم الول -أي :المشتمسل لكنسه قليسل نادر ،ول شسك أ َّس
على خيسر؛ كصسدقة ،وذكسر ،وصسلة وسسلم على رسسول اللّه
،وعلى شرور؛ كرؤيسسة النسسساء للرجال الجانسسب -ممنوع؛
للقاعدة المشهورة [المقررة]( ) :إن درء المفاسسسسسسسد مقدم
4
() مسا بيسن المعقوفتيسن سسقط مسن الصسل ،وأثبتسه مسن «الفتاوى 1
«الفتاوى الحديثية».
() في الصل« :فيه». 3
() مسا بيسن المعقوفتيسن سسقط مسن الصسل ،وأثبت ّسه مسن «الفتاوى 4
الحديثية».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ن الشارع( )ا
1 خيراً ،فربمسا خيره ل يسساوي شره]( ) ،أل ترى أ ّسَ
1
() هسل يجوز إطلق (الشارع) على رسسول اللّه ؟ فالنسبي 1
خبٌِر عسن اللّه ،ولذا قال ابسن مسسعود« :إن اللّه شرع لنسبيكم سسنن م ْ
ُ
صى ب ِ سهِما وَ س َّ
ن َس س ُ َ ّ
الهدى» ،وقال الله -تعالىَ { :-
ن الدِّي ِ س
م َس
شَرع س َ لك م ِ
نُوحاً} [الشورى ،]13 :وانظسر للتفصسيل« :الموافقات» (-5/255
- 257بتحقيقسي)« ،الفروق» (« ،)54-4/53نظرات فسي اللغسة»
( )106للغليينسي« ،المنهاج القرآنسي في التشريع» ()302-300
)، (فيسه تأصسيل وإفاضسة لمنسع إطلق المشرع على النسبي
التعليسسسق على «الفتوى فسسسي السسسسلم» ( )53للقاسسسسمي« ،تغي ّسسسر
الفتوى» ( )58-57لبازمول.
() أخرجسه البخاري فسي «صسحيحه» (رقسم ،)7288ومسسلم 2
ث على خير ،أو ن إنشاد الشعر وسماع َه ،إن كان فيه ح ٌّ «إ َّ
نهسي عسن شسر ،أو تشويسق إلى التأسسي بأحوال الصسالحين،
()
3
والخروج عسسن الن ّسسَفس ورعونتهسسا ،وحظوظهسسا[ ،والدأب]
ق ّ في كل نَف َس ،ثم النتقال ّ
والجد في التحلِي بمراقبة الح ِ
فسي شهوده فسي كسل ذرة مسن ذرات الوجود ،كمسا أشار إليسه
ن تعبد َ الل ّ َ
ه كأن ّك صادقُ المصدوقُ بقوله« :الحسا ُ
ن :أ ْ ال َّ
ن لم تكسسن تراه؛ فإنسسه يراك»( ) ،فكسسل مسسن النشاد
2
تراه ،فإ ْس
والسسسستماع سسسسنة ،...والمنشدون والسسسسامعون مأجورون
ت سسسرائُرهم ،وأمسسا إن
صفَ ْ
مثابون ،إن صسسلحت نياتهسسم ،و َ س
()3
بخير وعافية.
() أخرجسه البخاري فسي «صسحيحه» (رقسم ،)50ومسسلم فسي 2
() يشيسسسر إلى مسسسا أخرجسسسه البخاري فسسسي «صسسسحيحه» (كتاب 1
إبراهيسم حسسن وطسه أحمسد شرف فسي كتابيهمسا «المعّز لديسن اللّه»
(ص ،)284وأحمسسسد المختار العبادي فسسسي «تأليفسسسه فسسسي التاريسسسخ
العباسي والفاطمي» (ص ،)262-261وإسماعيل النصاري في
«القول الفصسسل فسسي حكسسم الحتفال بمولد خيسسر الرسسسل » (ص
،)64وعبداللّه بن منيع في «حوار مع المالكي» (ص .)57
من أحدثسه صساحب إربسل الملك المظفسر،
نس أول َس
وذكسر بعضهسم أ ّ
كما قال المصنِّفان.
انظسسسر« :وفيات العيان» ( ،)1/437و«الرد القوي على
الرفاعسي والمجهول وابسن علوي وبيان أحكامهسم فسي المولد النبوي»
(ص ،)95 ،89و«النصساف فيمسا قيسل فسي المولد مسن الغلو وبل
إجحاف» (ص .)35-34
ول يبعسد أن يكون عمسل المولد تسسرب إلى صساحب إريسل مسن
العسبيديين ،فإنهسم أخذوا الموصسل سسنة (347هسس) ،كمسا فسي «البدايسة
والنهاية» ( ،)11/232ومولد الملك المظفر سنة ( 549هس) ،كما
فسي «التكملة» ( ،)3/354وولي السسلطنة بعسد وفاة أبيسه سسنة (
563هس) ،كما في «سير أعلم النبلء» (.)22/335
قال محمد بخيت المطيعي في «أحسن الكلم» (ص :)52
« ...ومن ذلك تعلم أن مظفر الدِّين إنما أحدث المولد النبوي
في مدينة إربل على الوجه الذي وصف ،فل ينافي ما ذكرناه من أن
من أحدثه بالقاهرة الخلفاء الفاطميون من قبل ذلك ،فإن دولة أوّل َ
الفاطمييسسن انقرضسست بموت العاضسسد باللّه أبسسي محمسسد عبداللّه بسسن
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ولم يفعله رسول اللّه ،ول خلفاؤه الراشدون ،ول الئمة
المجتهدون -رضوان اللّه عليهم أجمعين.-
والحديث الذي استدل به في هذا الموضوع وهو« :إذا
كانسست ليلة النصسسف مسسن شعبان؛ فقوموا ليلهسسا ،وصسسوموا
ن اللّه -تعالى -ينزل فيهسسا لغروب الشمسسس إلى
نهاَرهسسا ،فإ ّ سَ
السماء الدن يا ،فيقول :أل مستغفر ،فأغفر له! أل مسترزق
المام أحمسد ،وذكسر عسن ابسن معيسن( ) أنسه قال فيسه :وليسس
6
ُ
الط ّْرطُوشسي( ) قال« :روى ابسن وضاح( ) عسن زيسد بسن أسسلم،
3 2
ليلة الن ّ ِسصف مسن شعبان ،ول يلتفتون إلى حديسث مكحول( )،
5
ول يرون لها فضل ً على سواها ،قال :وقيل لبن أبي مليكة:
جَر ليلةِ الن ّسسِصف مسسن شعبان ن زيادا ً النُميري يقول :إ َ َ
إ ّسسَ
نأ ْ ّسس ّ
«ردع الراغسب عسن الجمسع فسي صسلة الرغائب» ،منهسا ثلث نسسخ فسي
الزهريسسسة ،وأخرى فسسسي كوبرلي ،وخامسسسسة فسسسي الحرم المدنسسسي،
وسادسة في جامعة الملك سعود.
() انظر «أداء ما وجب» (.)54-53 4
فيهسسا اعتقاد ٌ متيسسن ،وزيسسن لهسسم الشيطان جعلهسسا مسسن أصسسل شعائر
ُ
المسسسسلمين» .وأصسسسلها حكاه الط ّرطُوشسسسي فسسسي كتابسسسه «الحوادث
والبدع» (ص ،)122-121قال :وأخسبرني أبسو محمسد المقدسسي،
قال :لم يكن عندنا ببيت المقدس قط صلة ال َّرغائب ،هذه هي التي
تصلى في رجب وشعبان.
وأول مسا حدثست عندنسا فسي سسنة ثمان وأربعيسن وأربسع مئة ،قدم
ل مسن نابلس يعرف بابسن أبسي الحمراء، علينسا فسي بيست المقدس رج ٌ
ن التلوة ،فقام يصسلي فسي المسسجد القصسى ،ليلة النصسف وكان حسس َ
مسن شعبان ،فأحرم خلفسه رجسل ،ثسم انضاف إليهمسا ثالث ورابسع ،فمسا
ختمها إل وهو في جماعة كبيرة ،ثم جاء في العام القابل فصلى معه
خلقسٌ كثيسر ،وشاعست فسي المسسجد وانتشرت الصسلة فسي المسسجد
ة إلى يومنساالقصسى وبيوت الناس ومنازلهسم ،ثسم اسستقرت كأنهسا سسن َّ ٌ
هذا ،قلت له :فأنا رأيتك تصليها في جماعة ،قال :نعم ،وأستغفُر اللّه
منها.
قلت :أبسو محمسد هذا ،أظنسه عبدالعزيسز بسن أحمسد بسن عمسر بسن
إبراهيسم المقدسسي ،روى عنسه مكسي بسن عبدالسسلم الرميلي الشهيسد،
ووصفه بالشيخ الثقة ،واللّه أعلم».
ونقله عنسسه أبسسو شامسسة فسسي «الباعسسث» ( - 124بتحقيقسسي)،
والشاطبي في «العتصام» ( - 1/283بتحقيقي) ،والسيوطي في
«المر بالتباع» (ص - 177-176بتحقيقي).
قال أبسو عسبيدة :فيسا عباد اللّه! فهسل بعسد هذا البيان مسن بيان؟
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ة الَّزبيديُّ في «شرح الحياء»( ).
1
العلّم ُ
وأمسسسا دعاؤهسسسا المشهور( ) الذي ذكره خزيران فلم يرد
2
مسن طريسق صسحيح ،وإنمسا هسو مسن جمسع بعسض المشايسخ ،قال
العلمة الَّزبيدي في «شرح الحياء»( )« :وقد توارث الخلف
3
وهسا هسو إمام عالم ينبئك بأصسل وضسع هذه الصسلة ،التسي أصسبحت مسن
سسمات أهسل البدع ،فإن ليلة النصسف مسن شعبان لم يكسن فسي ليلهسا
قيام ،ولم يثبست فسي نهارهسا صسيام ،وانظسر مسا سسيأتي عنسد المصسنف،
واللّه الموفق.
() زعم بعضهم أن ليلة النصف هذه هي ليلة القدر ،وقد أبطل 3
مراجعتي ،فوقعت فيه أخطاء طبعية كثيرة ،ولي زيادات كثيرة عليه،
وسسيخرج -إن شاء اللّه -قريبا ً مسع العنايسة اللئقسة بسه ،واللّه الموفسق
للخيرات ،والهادي للصالحات.
() في كتابه «الحوادث والبدع» (ص .)122-121 2
السابقة.
() وقسع عليسه فيسه اختلف كثيسر ،بي ّسنه الدارقطنسي فسي «النزول» 5
أبو شامة ،والمصنفان ينقلن عن أبي شامة ،والنقل غير موجود في
مطبوعسة «أداء مسا وجسب»! ولعله فسي كتاب ابسن دحيسة« :مسا جاء فسي
شهسر شعبان» ،وأشار إليسه فسي آخسر «أداء مسا وجسب» (ص ،)159
وفيسه (ص « :)24وحديسث ليلة النصسف مسن شعبان ،والتعريسف بمسن
وضع فيها الزور والبهتان».
() كذا فسي الصسل ،و«الباعسث»! ولعسل الصسواب« :وقسد روي 3
ت ابن دحيةبعض الغفال من= =الناس» ،ثم تأكد لي هذا لما وجد ُ
يقول فسسي «أداء مسسا وجسسب» (ص « :)66وقسسد روى بع ُسس
ض الغفال
مل.الذين ل يعرفون الصحيح من السقيم »...فتأ ّ
() سقط من الصل ،وأثبته من عند الطرطوشي وأبي شامة 4
-رحمهما اللّه.-
() إلى هنا انتهى نقل المصنِّفَيْن من «الباعث» (127-125 1
() ورد ذلك فسسي أحاديسسث كثيرة فسسي «الصسسحيحين» وغيرهمسسا، 4
والواقي.
() انظر ما قدمناه في التعليق على (ص .)89-87 1
رأيتموه ينشسسد ضالة فسسي المسسسجد فقولوا :ل وجدتهسسا ،ثلثاً» ،وهذا
القسم الخيسر بنحوه عنسد الترمذي ( ،)1321والنسسائي فسي «عمسل
اليوم والليلة» ( ،)176والدارمسسسي ( ،)1408ابسسسن خزيمسسسة (
،)1305وابسسن السسسني ( ،)155وابسسن حبان ( - 313موارد)،
وغيرهسم عسن أبسي هريرة رفعسه ،ولعسل هذا سسبب وهسم المصسنِّفَين فسي
عزو الحديث للترمذي والنسائي.
وهنالك أثسر فسي منسع قول الشعسر فسي المسسجد ،وفيسه عقوبسة
زائدة على ما في هذا الحديث.
أخرج مسسدد فسي «مسسسنده» -كمسا فسي «المطالب العاليسة» (
،-)1/176والخطيسب فسي «المتفسق والمفترق» ( 3/2003رقسم
)1647بسسند ٍ ضعيسف عسن عبداللّه بسن مسسعود ،قال« :إذا رأيتسم
الشيسسخ ينشسسد الشعسسر فسسي المسسسجد يوم الجمعسسة ،فاقرعوا رأسسسه
بالعصا».
والحاديث الصسحيحة فسي جواز قول الشعسر فسي المسسجد أصسح،
وانظسر فسي المسسألة« :الوسسط» لبسن المنذر (« ،)5/127شرح
معاني الثار» (« ،)4/358سنن البيهقي»= ( « ،)2/448تفسير
)323-322 القرطسسسسبي» (« ،)12/271إعلم السسسساجد» (
للزركشسي«= ،المجالسسة» ( - 2315بتحقيقسي)« ،فتسح الباري» (
« ،)1/549نتائج الفكار» ( « ،)1/306رد المحتار» ( ،)1/444
،)17/464 «عون المعبود» ( « ،)3/417بذل المجهود» (
«الفتوحات الربانية» (.)68-2/67
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
كثير من الخلق! اللهم أرنا الحق حقا ً وارزقنا اتباعه ،وأرنا
ل باطل ً وارزقنا اجتنابه» انتهى.
الباط َ
وممسا تقدّم :يفهسم أن وداع َس رمضان بدع ٌس مسن المسر ،ولو
جة ول برهان، ح ّس
حاول المحاولون إباحتسه واسستحسانه بدون ُ
()
1
لسسسيّما مسسع مسسا يقسسع بسسسبب التَّوديسسع مسسن المور الغيسسر
المشروعة؛ كالتَّغن ِّي والتَّطّرب في بيوت لم تشي َّد إل للذِّكر
والعبادة ،وكرفع الصوات في المساجد ،وهو مكروه كراهة
مع الولد الَّرعاع ،الذيسسن ل يحضرون إل بعسسد شديدة ،وتج ّسس
سماع خاصة ...،إلى غير ذلك. صلة ،للتفّرج وال َّ انقضاء ال َّ
وأما ما نسبه إلينا ،من أننا أدخلنا في أفكار العامة ،أنه
ن هذهل لزوم لصسلة الظهسر بعسد صسلة الجمعسة ،فنقول :إ َّس
سادة الشافعية( ) أنفسهم،
2 ف بين ال َّ
المسألة طال فيها الخل ُ
ب فليرجع إلى كُتُبهم ،وإلى وأُل ِّفت فيها الرسائل( ) ،فمن أح َّ
3
-أيضاً.-
-بهامش «الكشاف»). () (2/66 1
«النتصاف».
() (غير) إذا أضيفت ل تعرف. 1
العاملين في محاربة بدعة صلة الظهر بعد الجمعة ،وهذه جملة من
نقول أئمة العصر في ذلك:
* الشيخ العلمة محمد رشيد رضا -رحمه اللّه تعالى:-
ذكر بدعيّتها في «فتاويه» ( 3/942و 1551-4/1550و
497 ،23/259و ،)1966-5/1965ومجلة «المنار» (
،)34/120وله جهود مشكورة في محاربتها.
* الشيخ العلمة جمال الدين القاسمي -رحمه اللّه تعالى:-
ذكر بدعيّتها في كتابه «إصلح المساجد» (ص .)52-49 =
* الشيخ العلمة الشقيري:
ذكسسسر بدعيّتهسسسا فسسسي كتابسسسه «السسسسنن والمبتدعات» (ص ،10
.)123
* الشيخ العلمة محمود محمد خطاب السبكي:
أطال في بدعيّتها في كتابه «الدين الخالص» أو «إرشاد الخلق
إلى دين الحق» (.)178-4/175
* الشيخ حامد محيسن الشافعي:
أطال فسسي بيان بدعيّتهسسا فسسي مقالة له ،نشرت فسسي مجلة «نور
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
والشام ،وبرجال المجلس السلمي ،في القدس الشريف،
م له مسسا تمنَّاه ،وأجهسسد نفسسسه للوصسسول إليسسه، أمل ً بأن يت ّسسَ
ن العلماء علماء ل يميلون مسسسسسع الهوى ،ول وهيهات! فإ ّسسسسسَ
سوى ،وإن الحقّسسَ رائد ُسسهم ،ونصسسرة الحسسق ينظرون إلى ال ّسسِ
بغيتهسسم ،ولو أنسسه كلمسسا خطسسر لنسسسان خاطسسر يؤيدونسسه فيسسه
مت ويجارونسسه على مسسا يرتضيسسه ،لمسسا بقسسي للحسسق أثسسر ،ولع ّسَ
الفوضسى ،وزاد الخطسر ،كيسف والعلماء ورثسة النسبياء؟ يحيون
مسا أمات الجاهلون مسن سسنن الهدى ،ويكشسف اللّه بهسم عسن
المسسسسسسة غياهسسسسسسب الَّردى ،فل حول ول قوة إل باللّه العلي
العظيسسم .ويسسا حبذا لو يحكسسم العلماءُ فسسي مسسسألة الجنازة،
وبقية المسائل التي نازع فيها الخصم العنيد؛ ليظهر الحق ُّ،
ويزهق الباطل .وأه ُّ
م شيء يجب انتباه علماء العصر إليه:
بذكر أو قراءة».
قال ابسن عابديسن فسي «حاشيتسه»( ) عليسه« :قال صساحب
2
فيؤخسسذ مسسن هذا :أنسسه يتعي ّ سَن على كسسل قادر على إزالة
أن يزيلهسسسا ،وإل فهسسسو آثسسسم وشريسسسك هذه البدعسسسة،
ل عالم أن ينكرهسا ،وإل فهسو داخسل لصساحبها ،ويجسب على ك ِّ
تحت قوله « :إذا حدثت في أمتي البدع ،وشتم أصحابي،
مه ،فمسن لم يفعسل لعنسه اللّه والملئكسة فلْيظهسر العال ِس ُ
م عل َس
رواه الحافسسسظ الجري فسسسي كتاب والناس أجمعيسسسن»
()2
انتهى.
الطحطاوي».
() «حاشية الطحطاوي» (ص .)332 1
بسن الوليسد والوليسد بسن مسسلم ،قال :ثنسا ثور بسن يزيسد ،عسن خالد بسن
معدان ،عسسن معاذ» ،ل كمسسا فسسي الصسسل -وهسسو المثبسست ،-وروي على
ت ذلك في تخريجي للحديث ،واللّه الموفق. ضروب وألوان ،ذكر ُ
() في الصل« :في» ،والصواب ما أثبتناه. 4
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
() وهسو شيسخ خزيران المردود عليسه ،وقسد ولد فسي عكسا سسنة 1
1855م ،مسن أسسرة قدمست مسن المغرب ،ودرس فسي عكسا ،واتبسع
الطريقسة الشاذليسة ،ثسم درس فسي الزهسر ،وعي ّسن خطيبا ً وإماما ً فسي
جامسع أحمسد باشسا ،والتحسق فسي القضاء الشرعسي ،كاتبا ً فسي المحكمسة
الشرعيسة فسي العهسد العثمانسي ،وأصسبح قاضيا ً شرعيا ً لمحكمسة عكسا،
فمفتيا ً لهسسا ،وبقسسي مفتيا ً فيهسسا زمسسن النتداب البريطانسسي حتسسى آخسسر
حياته ،حقق رسالة الربيع بن ليث ،وطبعها في عكا سنة 1928م،
توفسي سسنة 1939م ،ترجمتسه فسي «مسن أعلم الفكسر والدب فسي
فلسطين» (ص .)90-89
() (.)2/233 2
() الفرق بينهما :أن التنزيهية فيها عتاب ،والخرى فيها عقاب، 3
والفرق بينهمسسا وبيسسن الحرام :أن الحرام ثبسست بدليسسل قطعسسي دونهسسا،
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
القهسسستاني فسسي «شرح الُّرموز» مسسا نصسسه :ل بأس لمشيسسع
الجنازة بالجهسر بالقرآن والذكسر ،وقيسل :إنسه مكروه كراهسة
التَّحريسم ،فإ َّس
ن ظاهره صسريح فسي أ َّس
ن المعتمسد فيسه الكراهسة
التنزيهيسة لذكره كراهسة التحريسم بمسا يشعسر بال َّ
ضعسف .وذكسر
مثسسل ذلك -أيضاً -فسسي «شرح ملتقسسى البحسسر على مجمسسع
النهسر»( ) ،على أنسه قسد ذكسر العلمسة الشيسخ عببد القادر أفندي
1
فسسسسي كتاب قرة عيون الخيار تكملة رد المحتار على الدر المختار»،
ومسسا أجدر الكتاب الول بالطباعسسة؛ لعنايتسسه بالنوازل وتخريجهسسا على
الصول ،فضل ً عن التحقيق والتذييل والتذنيب.
() هدي السسسلف المنقول خلف هذا ،وهسسو مقدم على تخريسسج 1
صوت ،ولو بقرآن ،أو ذكسر ،أو صسلة على النسبي ،وهذا ال َّس
صدر الول ،وإل فالن ل بأس بذلك؛ باعتبار مسسا كان فسسي ال ّ سَ
لنسه شعار الميست؛ ل َ
نّس تركسه مزرٍ بالميست ،ولو قيسل بوجوبسه
لم يبعد»( ) انتهى نقل ً عن بعض مشايخه.
4
() هذا مردود ،بما قرر المؤل ِّفان فيما سبق ،واللّه الموفّق. 1
سبكي( ) ،والشيخ
2 ال ُستاذين :الشيخ محمود محمد خطاب ال ُّ
من كبار علماء الزهر. علي سرور الَّزنكلوني ِ
فأجاب حضرة السسسستاذ العل ّسسسمة الشيسسسخ علي سسسسرور
الَّزنكلوني بما يأتي:
() انظسر عنهسا كتاب عبداللّه الحورانسي «الجمعيات الخيريسة فسي 1
خمسسسة؛ فإن زال أو نقسسص :فالنهسسي واجسسب ،وإن زال بعضسسه وظهسسر
منكر مثله :فمحل نظر ،وإن لم يزل :فهو سنّة مرغَّب= =فيه ،وإن
ترتب عليه منكر مثله أو أشد :فإنكاره منكر .وانظر -لزوماً« :-إعلم
الموقعين» ( - 340-3/339بتحقيقي).
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
القول ،فل يغي ّ ِسر مسسن حكسسم اللّه شيئاً ،إذ المسسسلمون جميعاً
مطالبون فسسي كسسل شأن مسسن شؤونهسسم ،بالمسسر بالمعروف
مه، ن ،وانطمسست معال ِس ُ دّي ُسوالنهسي عسن المنكسر ،وإل لضاع ال ِ
نبتحك ّسسسم الفوضسسسى والعادات ،واللّه -تعالى -يقول{ :فَإ ِسسس ْ
َ
ن كُنْت ُ س ْ
م ل إِس ْ
سو ِ يءٍ فَُردُّوه س ُ إِلَى الل ّ سهِ وَالَّر ُ س
ش ْم فِ سي َ تَنَاَزع ْت ُ س ْ
َ
ن تَأ ْ ِويلً }
س ُح َ سس
َ
خيٌْر وَأ ْك َ ن بِالل ّسسسهِ وَالْيَوْسسسم ِ ال ِ
خرِ ذل ِسسس َ منُو َ سس تُؤ ْ ِ
[النساء.]59 :
أما كون الذكسر مطلوبا ً فسي ذاته ،ومأذونا ً فيسه من جهسة
شارع ،إذنا ً عاماً ،فل يتنافسى مسع كراهتسه فسي وقست شرع ال َّ
اللّه فيه عبادة ً خاصة ،لحكمة يعلمها ،تعود على المسلمين
بالخير الكثير.
وفَّقنسسا اللّه جميعا ً لفهسسم دينسسه فهما ً صسسحيحاً ،ورزقنسسا
ل به ،وال َّ
سلم. العم َ
من علماء
الزهر
سو ُ
ل م الَّر ُس الحمسد للّه رب العالميسن القائل{ :وَس َ
ما آتَاك ُس ُ
صلةه فَانتَهُوا} [الحشسسر ،]27 :وال ّسسَ ما نَهَاك ُسس ْ
م ع َن ْسس ُ فَ ُ
خذ ُوهسسُ وَسس َ
والسسلم على سسيدنا محمسد القائل« :مسن عمسل بسسنتي فهسو
مني ،ومن رغب عن سنتي فليس مني»( ) ،وعلى من كان
2
الحسق الذي يطلب المصسير إليسه ،والعمسل بسه ،ول عسبرة بمسا
يخالفه من عادة الناس ،أو أقوال المجازفين والجاهلين ،أو
العلماء المتسساهلين ،فسي أعمالهسم ،أو أقوالهسم ،أو تأليفهسم،
أو إفتائهسسم .وهذا مسسن الوضوح بمكان فل يحتاج إلى دليسسل
غير ما ذكر.
ومرس ٌ
ل لحضرتكم بطريق البريد نسخة من «تعجيل
القضاء المبرم» ،وأخرى من «فتاوى أئمة المسلمين»،
وخمس نسخ من «تحفة البصار والبصائر» ،وباطلعكم
شريف في شرع ال َّ
على ما فيها تقفون على نصوص ال َّ
جميع المذاهب ،ونحمد اللّه رب العالمين ،ونصل ِّي ونسل ِّم
على خاتم النبيين القائل« :ل يؤمن أحدكم حتى يكون هواه
تبعا ً لما جئ ُ
ت به»( ) ،وعلى من كان بهديه من العاملين. 2
() أخرجسه ابسن أبسي عاصسم فسي «السسنة» ( 1/12رقسم ،)15 2
سلفي فسي والحسسن بسن سسفيان فسي «الربعيسن» (رقسم - )9وعنسه ال ّ ِس
«الربعيسسن البلدانيسسة» (رقسسم -)40والبغوي فسسي «شرح السسسنة» (
213-1/212رقسم ،)104وابسن بطسة العكسبري فسي «البانسة» (
388-1/387رقسم ،)7791وأبسو الطاهسر السسلفي فسي «معجسم
السسسفر» (ص ،)375وابسسن الجوزي فسسي «ذم الهوى» (ص ،)18
والحكيسسم الترمذي وأبسسو نصسسر السسسجزي فسسي «البانسسة» -كمسسا فسسي
«الجامع الكبير» ( ،-)1/918وأبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي
جة» -كمسا فسي «أربعسي ح ّس
م َ
فسي «الحجسة على تاركسي سسلوك طريسق ال َ
النووي» (رقم -)41من حديث عبداللّه بن عمرو رفعه.
وصسححه النووي فسي «أربعينسه» ،والذهسبي فسي «الكبائر» (ص
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
1343 رمضان عام 4 في
1
حمدا لوليّ ه ،و صلةً و سلما على نبيّه ،وعلى سائر إخوا نه ال نبياء
والمرسلين ،ومن تبعهم بإحسان.
شيْءٍ َفرُدّو هُ ِإلَى
أما بعد؛ فإ نّ اللّه -تعالى -يقولَ { :فإِ نْ َتنَازَعْتُ مْ فِي َ
ّهم وَالرّسمُولِ} [النسماء ،]59 :والردّ إلى اللّه ردّ إلى كتابمه الحكيمم ،والردّ
الل ِ
إلى الرسول ردّ إلى سنته القويمة؛ لنه -صلوات اللّه وسلمه عليه وعلى
آله -م َبيّن للناس ما نزّل إليهم من ربّهم.
معلوم أنّ ال مة ال سلمية لم ت نل ما نال ته من علم وحك مة ،ومح ّبةٍ
م كمبير ،وعدل عاممٍ ،ورحمةٍ
وألفمة ،وثروةٍ وقوةٍ ،وعزّة و َمنَعمة ،و ُملْك ٍ
واسمعة ،إل بالعممل بمما أرشدهما اللّه إليمه فمي كتابمه وعلى لسمان رسموله
-صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم.-
ثم تنكّر لها وج هُ الزّمن ،واشتعلت فيها أعاصيرُ الفتن ،فذاق بعضُها
بأس بعض ،فبدلت من بعد عزّ ها ُذلّ ،ومن بعد قوّتها ضعفا ،ثم ضاعت
مقوّماتُها ومشخصاتها الدينية والدّنيوية ،فعاد تراثُها بين المم العادية نهبا
مقسما.
لو عني علماء المة بتنقية الدّين من شوائب البدع والضاليل ،التي
أفسدت أمر أهله ،عملً بإرشاد الرسول العظم صلى اللّه عليه وعلى آله
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
و سلم « :-كل ع مل ل يس عل يه أمر نا ف هو ردّ»( )؛ أي :مردود « .كل بد عة
1
ضللة ،و كل ضللة في النار»( ) ،وأخذوا في أمور الدن يا بالن فع الر فع،
2
إذ مبنى الدّين على التّباع ،والدّنيا على القتباس والختراع ،كما ل يخفى
«الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها التقطها»( )« ،من سنّ سُ ّنةً حسنةً ،فله
3
جابر.
() أخرجسسه الترمذي ( ،)2687وابسسن ماجسسه ( ،)4169وابسسن 3
() الشرع قواعسسد ،جاء ليحقسسق مصسسلحة النسسسان فسسي المعاش 1
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
(فالصمّلة) الروحيّة البدنيّةم ،التمي همي فرض عام على كمل مكلّف،
تن هى عن الفحشاء والمن كر ،وأ شد الفوا حش والمنكرات فتكا وهتكا ،هي:
تلك الجيوش المعنويّةم التمي مهدت بهما أوروبما السمّبيلَ لفتمح بلد الشرق
-كالخمر ،والقمار ،والزنا ،والربا ،والنتحار ،-فكثير ممن أضاع الصّلة،
واتّبمع الشّهوات( ) وقمع فمي هذا التيار ،الذي أسملمه إلى الجنون أو المنون،
1
والمعاد ،والحال والمآل ،ولم يثبسست منسسه شيسسء على خلف القياس
حل إليه ،ويُكتب بماء-على ما حققه ابن القيم في «العلم» بما يُْر َ
العيون ،ل بماء الذهب ،-ومن ظن أن له مصلحة في الدنيا بالخروج
عن أمسر موله والسستجابة لداعسي هواه؛ فهسو وا هم ،والواجسب إعمال
(اللفاظ) و(المبانسسسي) ،دون إهمال (الحقائق) و(المعانسسسي) ،ومسسسن
(الشقاء) تجاوز (النسسص) ،ومسسن (الغباء) عدم النظسسر فسسي المعنسسى،
والواجب إلحاق الشبيه بالشبيه ،والنظير بالنّظير.
() سسسسسسسسبب هلك الفراد والمجتمعات الفراط فسسسسسسسي تناول 1
الشهوات.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ذكر ها الكتاب الحك يم بقوله{ :إِنّمَا ال صّ َدقَاتُ ِللْ ُف َقرَاءِ وَالمَ سَاكِينِ وَالعَا ِملِي نَ
سبِيلِ اللّ هِ وَابْ نِ ال سّبِيلِ
علَ ْيهَا وَالمُ َؤّلفَةِ ُقلُو ُبهُ مْ َوفِي ال ّرقَا بِ وَالغَا ِرمِي نَ َوفِي َ
َ
حكِي مٌ} [التوبة ]60 :صرف الزكاة في مصارفها
علِي مٌ َ
ضةً مِ نَ اللّ هِ وَاللّ هُ َ
َفرِي َ
شفِيّة( ) ،اللت ين أ صابتا ال مم والشعوب
الشّرعيّ ة يقي نا شرور الشيوع ية وال ُب ْل ُ
1
ثمم ل يخفمى أنّم كثيرا ممن هؤلء الصمائحين أمام الجنائز ،وعلى
القبور ،قادرون على العممل والكمل ممن كسمب يدهمم ،ومنهمم م َن يملك
الموالَ والملك ،وقد أكلوا حقوقَ الضّعفاء من الرّجال والنّساء والولدان،
الذين ل يجدون ما ينفقون ،ول يستطيعون حيلةً ،ول يهتدون سبيلً ،أولئك
المساكين ،هم الذين ذكرهم اللّه في كتابه ،وعلى لسان رسوله -صلى اللّه
عليه وآله وسلم ،-موصوفين بأوصاف خمسة ،ل يشاركهم فيها أحد ممن
لهمم قدرةٌ على العممل ،أو عندهمم مما يكفيهمم ويغنيهمم عمن السمؤال ،قال
-صلوات اللّه عليه وعلى آله« :-ليس المسكين الذي تردّه اللقمة واللقمتان
مم قوله
م ،واقرؤوا إن شئتم
مكين :المتعفّفم
ما المسم
والتمرة والتمرتان ،إنمم
ضرْبا فِي
س َتطِيعُونَ َ
سبِيلِ اللّ هِ لَ َي ْ
صرُواْ فِي َ
-تعالىِ{ :-ل ْلفُ َقرَاءِ الّذِي نَ أُح ِ
ن مسن المسستحيل على الهيئة الجتماعيسة أن () مذهسب يرى أ ّس 1
يهما» من حديث أبي هريرة -رضي اللّه عنه ،-وانظر «الدر المنثور»
(.)2/90
() يصسسلح أن يمثسسل على قيامهسسا بالمصسسالح المرسسسلة ،وتحتاج 2
«المنار» ( )6/131بحروفه.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ال مر بالتعاون على البرّ والتّقوى ،ف هو من أركان الهدا ية الجتماع ية في
القرآن؛ لنه يوجب على الناس إيجابا دينيّا أن يُع ين بعضُهم بعضا في كلّ
عمل من أعمال البر ،التي تنفع النا سَ :أفرادا وأقواما ،في دينهم ودنياهم،
وكلّ عملٍ ممن أعمال التقوى التمي يدفعون بهما المفاسمد والمضار عمن
أنفسهم» ،ثم قال:
«كان المسلمون في ال صّدر الول جماعة واحدة ،يتعاونون على البر
والتّقوى ،من غ ير ارتباط بع هد ونظام بشريّ( ) ،ك ما هو شأن الجمعيات
1
اليوم ،فإن ّ عهمد اللّه وميثاق َه كان مُغنيا لهمم عمن غيره ،وقمد شهمد اللّه
ُوفم
ُونم بِا ْل َم ْعر ِ
ّاسم َت ْأمُر َ
َتم لِلن ِ
خرِج ْ
ُمم خَ ْيرَ ُأ ّمةٍ ُأ ْ
-تعالى -لهمم بقوله{ :كُ ْنت ْ
() أخرج أبسسو نعيسسم فسسي «الحليسسة» (- )2/204ومسسن طريقسسه 1
() يتوسسسع بعسسض الحركييسسن ،فيطلقون على ذلك (البيعسسة) ،ثسسم 2
ينسون -أو يتناسون -مع مرور الزمن ،فتجري على ألسنتهم التحذير
من مخالفتها ،ول بد من ضبط (البدايات) حتى تسلم (النهايات) ،ول
بسسد مسسن تحقيسسق مناط الشياء (بالعدل) ،وإطلق مسسا ورد عليهسسا فسسي
ظ (بالحسسق) ،ولذا؛ اقترح إمام هذا العصسسر فضيلة الشرع مسسن ألفا ٍسس
الشيسسخ ابسسن باز -رحمسسه اللّه -أن يسسسمى نحسسو هذا التعاون (عقداً) ل
(بيعة) ،فقال في رسالة له بتأريخ 11/4/1408هس لفضيلة الشيخ
سعد الحصين -حفظه اللّه -عن جماعة (التبليغ) التي تأخذ -في شبه
القارة الهنديسة( -البيعسة) لمرائهسا« :فقسد اقترحست على قادتهسم لمسا
اجتمعست بهسم فسي موسسم الحسج الماضسي بمكسة -وحصسل بينسي وبينهسم
مسسن التفاهسسم مسسا نرجسسو فيسسه الفائدة -أن يكون (عهداً) بدل (بيعسسة)،
فقبلوا ذلك ،ولعلهم تعلقوا بما قرره شيخ السلم ابن تيمية -رحمه
اللّه -فسسي الجزء ( )28ص ( )21مسسن «الفتاوى» ،مسسن عدم إنكار
ذلك» انتهى.
وانظر استخدام «البيعة» و«العهد» و«العقد» عند الفقهاء، =
وما يترتب على عدم الوفاء به« :التاريخ الكبير» ( 5/12و )6/39
للبخاري« ،تفسسسير القرطسسبي» (« ،)6/33المسسستصفى فسسي علم
الصول» ( 2/242و ،)251و«شرح ثلثيات مسند المام أحمد»
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
عليه؟»( ).
1
قال« :فالذي يظهر أنّ تأليف الجمعيات في هذا العصر ،مما يتوقّف
عليه امتثال هذا المر ،وإقامة هذا الواجب ،وما ل يتم الواجب إل به فهو
واجب ،كما قال العلماء( ) ،فل بدّ لنا من تأليف الجمعيات الدينية والخيرية
2
والعلميّة ،إذا كنّا نريدُ أن نحيا حياةً عزيزة؛ فعلى أهل النجدة والحمية من
المسلمين( ) أن يعنوا بهذا كلّ العناية»( ) ا.هم.
4 3
() انظر في تقرير هذه القاعدة« :قواعد ابن اللحام» (،)92 2
والنجدة من المسلمين».
() تفسير المنار (.)6/131 4
2
() لصسساحب هذه السسسطور (العبسسد الضعيسسف) كتاب مفرد عسسن 1
المسمتطير ،وأن محدثاتهمم ل ضرّ على الديمن ممن طعنات ألدّ أعدائه،
وأجلب للشرور إليه من أشد مناوئيه.
أ جل! فإ نه لول محدثات هم المخز ية ال تي شوّهوا ب ها الدّ ين ،وتفهيم هم
الدّ ين للناس تفهيما مقلوبا ل ما تجرّأ أحدٌ على الطّ عن ف يه ،ول ما خ سر كل
يوم عددا من أبنائه غير قليل.
ول يس ما يرتك به هؤلء جهارا ،ليلً ونهارا ،من ضروب الموبقات،
ويجرأون عليمه ممن مقاوممة المصملحين جهلً وعداونا بضروب الوسمائل،
كنتم إخال أن للعراق النّصميبَ الوفمر ،والحظ ّ
ُ بخافم على أحمد ،وقمد
ٍ
ال كبر ،من هؤلء المبتد عة ،ح تى إذا كتب تْ الرّحلة لي في هذه اليام إلى
بلد الشام ،ووق فت عن ك ثب على أحوال قادت هم ،واطّلع تُ على ب عض ما
لهمم ممن المؤلفات فمي الدّعوة إلى حشوهمم ،والتّهويمل على المصملحين؛
َنم
وعجبتم لنقياد العامّةم لهمم وتألّبهمم على كمل م ْ
ُ دهشتم ممما رأيمت،
ُ
() الَّرخاء و َ
سعَة العيش. 1
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
يحضّون هم على مناهض ته من رجال ال صلح الدّي ني والعل مي ،إ نْ حقا،
وإنْ باطلً ،حتى كأنّ الشاعر( ) العربي قد قصدهم بقوله:
1
فمي النّائبات على مما قال برهانما! ل يسمألون أخاهمم حيمن يندبهمم
ومن جملة المور التي وقفتُ عليها:
أنّ عالما من رجال ال صلح سُئل عن (ح كم ال صّياح في التّهل يل
والتكمبير ،وغيرهمما أمام الجنائز) ،فأفتمى بأنمه «مكروه تحريما ،وبدعمة
قبيحة ،يجب على علماء المسلمين إنكارها ،وعلى كل قادر إزالتها ،مستدلً
بآ ية قرآن ية ،وحد يث صحيح ،وأقوال الفقهاء» ،و سأل هذا الم ستفتي عن
السؤال نفسه رجلً آخر ينتمي في الظّاهر إلى العلم ،فأجاب بال سّلب ،ونفى
مما قرره الولُ نفيا رجما بالغيمب ،وتهجّما على الحقّم بقول الزور ،ولم
م بذلك وحده ،بمل تجاوز حدودَ الدب والنصماف ،ورممى الرّجلَ
يكتف ِ
بالزّيغ والضّلل ،وأسند إليه ما لم يقل به ،ولم يجر به قلمه ،شأن أصحاب
الهوى والفك ،وأن في قصة الفك( ) لعبرة لقوم يعقلون.
2
إ نّ هذه الم سألة ،وكذا م سألة المولد النبوي ،ونظائر ها؛ ل من المور
البديهية ،التي ل يحسن بمنت مٍ إلى العلم ،وشادٍ شيئا من الفقه ،أن يُنازع أو
يختلف فيهما ،وممن نازع فقمد أعرب عمن جهلٍ عريقمٍ ،و َفهَاهَة باقليمة( )،
3
.)389-2/388
)26خطسسأ اسسسستخدام هذه () نبّهنسسسا فسسسي التعليسسسق على (ص 1
الكلمة.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
()2
نزيل دمشق :محمد بهجة الثري
() هسو محمسد بهجسة بسن محمود بسن عببد القادر المعروف بالثري، 2
ولد عام 1904م فسسسي بغداد ،وتعلم مبادئ القرآن والكتابسسسة على
امرأة كانست تعلم الصسبيان فسي حيسه ،ثسم قرأ القرآن فسي كتّاب آخسر،
فأتسم قراءتسه وهسو ابسن سست سسنوات ،لقبسه المام اللوسسي بالثري؛
لشدّة ولعسسه بالثار (الحديسسث الشريسسف) ،تنقّسسل فسسي عدة مناصسسب،
آخرهسسا :انتخابسسه عضوا ً فسسي المجلس العلى السسستشاري بالجامعسسة
السسلمية فسي المدينسة النبوي ّسة ،ونال عدة أوسسمة ،وله عدة مؤلفات؛
منهسا« :أعلم العراق»« ،تاريسخ مسساجد بغداد» (تهذيسب)« ،المجمسل
فسسي تاريسسخ الدب العربسسي»« ،المدخسسل فسسي تاريسسخ الدب العربسسي»،
وغيرها .ترجمته في« :موسوعة أعلم العراق في القرن العشرين»
( )183-1/182وفيسسه ترجمتسسه بخطسسه ،مجلة «المورد» (المجلد
الرابسسع والعشرون/العدد الثانسسي1417/هسسس 1996 -م/عدد خاص
عنسسه) -وفسسي أوله (ص ( :)16-4سسسيرة العلمسسة الثري بقلمسسه)،-
وللباحسث محمود المشهدانسي رسسالة ماجسستير بعنوان« :محمسد بهجسة
الثري :حياتسه وشعره» ،نالهسا مسن جامعسة القاهرة ،ولحميسد المطبعسي
«العلمة محمد بهجة الثري» ،طبع عن وزارة الثقافة بالعراق ،سنة
1988م ،وللمجمسع العلمسي العراقسي كتاب «محمسد بهجسة الثري»،
فيه:
-1الثري المتربسسي والمربسسي/لعببببد العزيبببز البسسسام (ص -23
.)115
-116 -2الثري ...النسسان والشاعسر/لحمسد مطلوب (ص
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
3
العادل عمر بن عبد العز يز« :تحدث للنّاس أقض ية ،بح سب ما يحدث لهم
من الفجور»( ).
2
هذا كتاب اللّه -تعالى ،-وهذه دواوين سنة خاتم رسله؛ من الوضوح
بمكان في م ثل مسألة الذّ كر والجنائز والتّراو يح وغير ها ،فليس في هذين
الوحييمن الثقليمن هذه الطرق الصموفية بالبداهمة ،سمواء منهما عهمد الشيمخ
لمريده أم الجتماع ،وكذا الصياح ،ولفظ الجللة وحده فضلً عن لفظ «آه»
والرقص ،وغير ذلك مما هو معروف مشهور .وقد كانت مشيخة الزهر
الشريف الجليلة سئلت عن لفظ« :آه» ،فأفتت بمنعه ،والجماع العلمي من
() كذا في الصل! 1
() نقله ابسن رشسد فسي «فتاويسه» ( ،)2/761وابسن حزم فسي 2
هو ن صّ القرآن الحك يم الذي ي ستفاد م نه جدا في قوله -تعالىَ { :-و َك َذلِ كَ
ج َعلْنَاكُمْ ُأ ّمةً وَسَطا} [البقرة.]143 :
َ
إنّ ال مة ال سلمية لي ست هي دنيو ية ماد ية ،ولي ست هي -أيضا-
زاهدة في الدن يا كلّ الز هد ،بل هي و سط ب ين الدن يا والخرة ،إذ الن سان
روح وج سد ،فم صالح الدّن يا للثا ني ،وم صالح الخرة للول ،لذا ل يم كن
فمي العالم النسماني لحدٍ أن يقوم بالحقوق النسمانيّة -شخصميّة كانمت أم
عموميّة -حقّ القيام سوى المسلم.
وأمّام التراويمح فالختلف فمي عدد ركعاتهما إنمما همو اختلف فمي
روايات أحاديثها بالبداهة( ) ،ول تنبغي المشادّة فيها ألبتة ،بل أرى أنها من
2
() الدلة والنقول كثيرة شهيرة فيمسسسا اسسسستنكره صسسساحب هذه 1
لن نا -ن حن الم سلمين -منهيّون عن تقل يد غير نا إل في المور الدّنيو ية
ال صّرفة ،بشرط أن ن تبيّن حقائقَ ها ،فلو كان المولد مطلوبا -ولو على ج هة
() لو قال :الخلفيسسسة ،لكان أجود ،والخلف الذي يمتسسسد بيسسسن 1
.)120-113
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
السمتحسان -لفعله أهلُ القرون الثّلثمة الُول ،الذي شهمد لهمم رسمولُ
العالمين بالخيرية( ) ،على أ نّ المولد صبغ بال صّبغة الشّرعية إذ داوم النّاس
1
على يومه التاريخي ،وإن اختلفت رسائله المؤلفة ،فضلً عما في كثير جدا
منها( ) من القصر على ذكر الجمال ،وأمور أكثرها ليس في كتب الحديث 2
الشر يف ال صحيحة ع ند رجال الجرح والتعد يل ،والقل يل من تلك الرّ سائل
فيه ال سّيرة النبوية الكريمة ،ولكن هذه يسيرة جدا ،على أنّ من وازن بين
يوم الولدة ،ويوم البعثة ،حدّثته نفسه أنّ الثاني أفضل من الول ،فتحدو به
إلى العنايمة بمه ،ولكنمه إذا أعار وجوده لفتمة طيبمة إلى كتمب الحديمث
الصحيحة ،رأى فيها أنّ الر سول -صلى اللّه عل يه وآله و سلم -وأصحابه
-رضوان اللّه عليهمم -لم يتخذوا يوم البعثمة عيدا ألبتمة .وممن المور
المعلوممة بالبداهمة فمي السملم أنّ ذكرى رسمول العالميمن -عليمه أفضلُ
ال صلةِ وأتمّ التّ سليم -هي من القربات المبار كة إلى اللّه -تعالى -وحده،
فهي مطلوبةٌ ،ولكن في أي وقت كان ،بدرس سيرته -صلى اللّه عليه وآله
() إشارة إلى حديث صحيح ،مضى ذكره وتخريجه في التعليق 1
على (ص .)117
() منهسسا «مولد العروس» المنسسسوب كذبا ً لبسسن الجوزي ،وكذا 2
ثم إنّ البد عة الدّينيّ ة :إمّ ا أن تكون اختراع عبادة ،أو شعار دي ني ل
أصل لهما ،وإمّا أن تكون تخصيصا لعبادة مشروعة بزمان معين أو مكان
معين أو هيئة معينة ،لم يخ صّصها بها الشّارع ،ومن هذا النّوع عدّ الفقهاء
من البدع ()3
صلة الرغائب في ر جب( ) ،و صلة ليلة الن صف من شعبان
2
قبيحتان مذمومتان ،وقد سمى الشّاطبيّ هذا النّوع بالبدع الضافيّة ،وسمّى
مه
مي كتابم
ميله هذا فم
مع إلى تفصم
مة ،ولْيرجم
النّوع مَ الولَ البدع الحقيقيم
«العتصام»( ).
5
ن
() الحسسن مسن هذا -عندي -القول بسسنيّة صسيام الثنيسن؛ ل ّس 1
النبي sثبت عنه قوله في سبب صيامه« :ذلك يوم ولدت فيه».
() انظر ما قدمناه عنها (ص .)128 ،123 2
مع نى (المو تى) الذي قاله ،وعل يه جرى أمثال العل مة القدوري( ) الحن في،
4
إذ التلقين ل يكون ما يفعله الناس عقب الدفن ،بل هو كلم من حيّ لحي؛
ليقوله الحيّم المخاطمب ،وممن الباطمل قياس قراءة القرآن للموتمى على
ال صّيام وال حج عن الم يت ،إذ هذان من الحقوق الثاب تة في ذ مة الم يت،
ثواب العبادة غير متيقّ ن لصاحبها ،بل هو مرجوّ عنده ،والهداء ل يصح
إل بالملْك المتيقّن ،والحقّ من وراء القصد.
1344 المحرم الحرام سنة 13 في
وكتبه الفقير
راغب القَبّاني الحسيني البيروتي
=
خريج الزهر الشريف
ضَرتْه المنيّة). ح َ ن َ
م ْ(ذكر المر بتلقين الشهادة َ
() هسسو أحمسسد بسسن محمسسد بسسن أحمسسد أبسسو الحسسسين القدوري 4
َ َ َ
سسعَى} [النجسم]39 : ما َن إِل ّ َس
سا ِ
س لِلِن َس )4/276لقوله -تعالى{ :-وَأن ل ّي ْس َ
قوله:
مني -رحمه اللّه -و َ من هذه الية الكريمة ،استنبط الشافع ُّ «و ِ
منن القراءة َ ل يصسل إهداءُ ثواب ِسها إلى الموتسى؛ لنسه ليسس ِس اتّبعسه :أ َّس
ل اللّه sأ ُ َّ
مت َ سه ،ول م يندب إليسسه رسسسو ُ عملهسسم ،ول كسسسبِهم ،ولِهذا ل َ س ْ
ص ،ول إيماء ،ولَم ينقل ذلك عن أحدٍ حث ّهم عليه ،ول أرشدهم إليه بن ٍّ
ن الصسحابة -رضسي اللّه عنهسم ،-ولو كان خيرا ً لسسبقونا إليسه ،وباب م َس
ِ
القُربات يقتصسر فيسه على النصسوص ،ول يتصسرف فيسه بأنواع القيسسة
صدقة؛ فذاك مجمسسسسع على وصسسسسولهما،ما الدُّعاء وال ّسسسسَ
والراء ،فأ ّسسسس
ن الشارع عليهما». م َومنصوص ِ
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
4
عل يه ع مل صحبه والتّاب عِ ،وتا بع التا بع ،هو الذي ينب غي الم سير عل يه،
والمصير إليه ،والتّمحلت في الدلة ،والمحاولت بالمقابلت بين المعلول
المع صوم؛ لنتفاء الخ طأ ع نه ،أو من ش هد له بالف ضل؛ لنّ مزكّ ي العدل
عدل ،وقد شهد -عليه السلم -بأ نّ «خير القرون قرنه ،ثم الذين يلونهم،
ثم الذين يلونهم»( ) ،فصحّ فضلُهم على التّرتيب ،والقتداء بهم كذلك».
2
() نسسبة للشيسخ أبسي العباس أحمسد بسن أحمسد بسن محمسد زُّروق، 1
أمده ،فهل شهد بما لم يعلم ،أو تحسن المر من بعده ،والذي ينبغي اعتقاده
في هذا المقام ،واعتماده ب ين علماء ال سلم؛ هو :التّخلّي مع الجنازة من
حلّة ال سّمت ،اقتداءً
صمْت ،و ُ
الج هر ب كل ش يء ،والتحلّي بحل ية الحزن وال ّ
تلميذه ابسن العطار) له ،ونقله عنسه ابسن همات فسي «التنكيست» (ص
،)96وغيره.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
بالمشرّع( ) الع ظم -عل يه وعلى آله ال صّلة وال سّلم ،-و قد ا ستوفى أدلّة 1
المذا هب الرب عة في ذلك أ صلً وفرعا ،ب ما في بع ضه كفا ية ،ل من و قف
ِينم
شرْ عِبَادِ .الّذ َ
عنمد حدود كلم رب ّ الرباب بقوله -عمز اسممه{ :-فَ َب ّ
َي سْ َت ِمعُونَ ا ْلقَوْلَ فَ َيتّ ِبعُو نَ َأحْ سَ َنهُ أُ ْوَلئِ كَ الّذِي نَ َهدَا ُه مُ اللّ هُ َوأُ ْوَلئِ كَ هُ مْ أُ ْولُوا
للْبَابِ} [الزمر.]18-17 :
اَ
بدمشق الشّام
1344 المحرم الحرام سنة في15
(2
نجم الدين التّونسي كتبه بقلمه :صالح
مبل ِّغ ل مشرع ،انظر التعليق على (ص .)115 () النبي 1
-رحمسه اللّه ،-ومسن قبله السستاذ الطيسب الذي بلغ أعلى السسلم فسي
الرتسب العسسكرية على علم وفضسل وسسعة اطلع ،أطال اللّه عمره،
وله إخوة ما عرفتهم ،وفهمت أن عم أمهم هو شيخنا وأسستاذنا فسي
المدرسة السلطانية الثانية في دمشق سنة 1337هس ،وهو الشيخ
زيسن العابديسن التونسسي ،الخ الصسغر لشيسخ مشايخنسا ،السسيد الخضسر
الحسين ،الذي ولي مشيخة الزهر ،وأسس جمعية الهداية السلمية
فسسي مصسر يوم أسسست جمعيسسة الشبان ،وكنسست ألقاه فسسي المطبعسة
السلفية عند صديقه خالي محب الدين وهو صديقه ،كما ألقى العالم
النبيسل المؤرخ المحقسق أحمسد تيمور باشسا ،وكانسا متشابهيسن فسي سسعة
العلم ،وشدة الحياء ،وكثرة التواضع ،ولين الجانب.
وعندي عن الشيخ صالح -رحمه اللّه -الكثير الكثير ،ولو جمعت
ذهني يوما ً لكتبت له ترجمة كاملة ،أسأل اللّه أن يوفقني إليها».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
5
ي :لم ي ُ سسبَقْ إليهسسا ،وانفرد بهسسا) ،ومسسنعنوان (ثلث كلمات للشافع ِ س ّ
َ
خطِئ». ن يُ ْ
تأ ْ ت أحداً ،فأ ْ
حبَب ْ ُ بينها :قوله« :ما ناظر ُ
قال أبسو عسبيدة :وقسد وقعست بينسه وبيسن المام أبسي عبيسد القاسسم
ن القرء هسو سلّم مسا يترجسم ذلك عملياً ،فكان الشافعسي يقول :إ ّس
بسن َس
الحيسض ،وكان أبسو عبيسد يقول :إنسه الطهسر ،فلم يزل كسل منهمسا يقرر
قوله ،حتسى تفّرقسا ،وقسد انتحسل كسل منهمسا مذهسب صساحبه ،وتأث ّسر بمسا
أورده مسن الحجسج والشواهسد ،انظسر« :طبقات الشافعيسة الكسبرى» (
،)1/273مقدمتي لس«الطهور» لبي عبيد (ص .)35-34
() انظر ما قدمناه في التعليق على (ص .)20 2
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ّوقم
ّاسم فمي هذا الزّمان ،ممما يمجّهم الذ ُ
سميّما على الوجمه الذي يفعله الن ُ
ال سّليمُ ،وي ستقبحه الطّب عُ الم ستقيم ،ولم ي كن ش يء م نه موجودا في ز من
،ول فمي زممن الصمّحابة ،والتّابعيمن ،وتابعيهمم ،وغيرهمم ممن النّبميّ
،مع قيام المقت ضى لفعله( )،
1
ال سّلف ال صّالح ،بل هو م ما تر كه النّ بيّ
فإنه كان يعلّمهم كلّ ما يتعلّق بالميت ،من غُسلٍ ،وصلةٍ عليه ،وتشييعِه،
و َد ْفنِهمِ ،فلو كان رفعُم الصمّوت ممن المشيّع ين مطلوبا شرعا لفعله ،أو أممر
في مقام التّعليم يكون ت ْركُه سُ ّنةً ،وفعلُه بدعةً مذمومةً بفعله ،وما َت َركَه
مع قيام المقتضى لفعله. شرعا ،كما هو الحكم في كلّ ما تركه
على أنّ رفمع الصمّوت ينافمي الحكممة المقصمودة ممن المشمي ممع
الجنازة ،من التّفكّر في الموت ،وما بعده ،مع أنّه قد ورد النّهي عن ذلك
أ نه قال« :ل تتبع الجنازة ب صوت بخ صوصه ،ف قد روى أ بو داود ع نه
ول نار»( ).
2
() هذا القيسد فسي الترك مهسم جداً ،كمسا نب ّسه عليسه ابسن تيميسة فسي 1
() سسسقط مسسن الصسسل ،وأثبتسسه مسسن «أحسسسن الكلم» ()28 1
.)28
() سقط من الصل ،وأثبته من «أحسن الكلم» (.)28 3
() هذا قيد مهم عليه يدور (تغير الحكام بتغير الزمان) ،وانظر 4
لم يقمل بجوازه أحدٌ ممن العلماء ،بمل همو منكمر قطعا ،وكذا مما يفعمل ممن
المشي بالمباخر ،ومشي العساكر رجالً وفرسانا ،وحمل الجنائز على غير
أعناق الرّجال( ) ،كل ذلك من البِدَع التي ل يقول أحدٌ من العلماء بجوازها،
2
وعلى كلّ حال؛ فالصمّواب الحتياط( ) ،والعممل بالسّمنّة ،ومما عليمه السمّلف
3
.)28
() مسسن البدع :التزام حمسسل الجنازة على السسسيارة ،وتشييعُسسها 2
الصسوت »...إلى قوله القريسب« :دليل ً على جوازه» ،وزاد« :وكذا مسا
تعارفوه مسن التغنسي ورفسع الصسوات بالترضسي عسن الصسحاب -رضسي
اللّه عنهم ،-وغير ذلك مما ترفع به الصوات وقت الخطبة ،فإن ذلك
ممنوع ،وبدعسة مذمومسة شرعا ً اتفاقا ً يثاب مسن منعسه أو أمسر بمنعسه،
وإذا كانسسست قراءة القرآن والذكسسسر ومسسسا شاكسسسل ذلك ممنوعا ً وقسسست
الخطبة ،فكيف بغير ذلك مما اعتاده الناس اليوم» انتهى.
قال أبسسو عسسبيدة :ويشمسسل النهسسي -أيضاً :-الجهسسر بقراءة «دلئل
الخيرات» ،أو السسسماء الحسسسنى ،أو القول خلفهسسا :اللّه أكسسبر ،اللّه
ي ل يموت ،سسبحان مسن أكسبر ،أشهسد أن اللّه يحيسي ويميست ،وهسو ح ٌّس
تعّزز بالقُدرة والبقاء ،وقهسر العباد بالموت والفناء ،أو الصسياح خلفهسا:
الفاتحة ،أو استغفروا لخيكم ،أو سامحوه ،أو الصلة على النبي ،
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
واللّه -تعالى -أعلم.
المحرم سنة 1344هم 23 في
أغسطوس سنة 1925م 13 الموافق
مفتي الديار المصرية سابقا
()1
محمد بخيت المطيعي الحسني
غفر اللّه له ولسائر المسلمين آمين
أو ترك النصسات ،وتحدث الناس بعضهسم مسع بعسض ،أو المناداة على
الميسست ،أو رثاءه بقصسسائد ،أو الضرب بالطبسسل والبواق والمزاميسسر،
وقولهسم :محمسد ،أو أبسو بكسر ،أو علي ،أو قراءة الدعيسة .انظسر تقريسر
ذلك فسسي« :المدخسسل» لبسسن الحاج (،)4/246 ،279 ،3/245
«الحوادث والبدع» (« ،)153 ،144الباعسسسسسسث» (-274 ،270
« ،)276المسر بالتباع» (« ،)254-253 ،251تلبيسس إبليسس»
(« ،)400اللمسسسسسسع» (« ،)1/232السسسسسسسنن والمبتدعات» (،67
« ،)108البداع» (« ،)242 ،225 ،59 ،53إصسلح المسساجد»
(« ،)162البدعسسسسسة» شلتوت (« ،)31السسسسسسلسلة الضعيفسسسسسة» (
« ،)1/418أحكام الجنائز» (ص .)314
ولمحسسن بسن محمسد بسن القاسسم (كان حيا ً 1125هسس)« :الرد
على رسالة الجهر بالذكر» ،منها نسخة ضمن مجاميع [ ،]83في (
)7ورقات فسسي الجامسسع الكسسبير بصسسنعاء ،كمسسا فسسي «فهارسسسها» (
.)3/1053
() مضت ترجمته في التعليق على (ص .)25 1
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
6
() أخرجسه مسسلم فسي «صسحيحه» (رقسم )49مسن حديسث أبسي 1
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
« :عليكمم بسمنّتي وسمنّة الخلفاء الراشديمن المهدييمن ،عَضّوا عليهما
بالنّواجذ ،وإياكم ومحدثات المور ،فإنّ كلّ بدعة ضللة»( ) ،وقال « :من
1
بسمنّتي عنمد فسماد أمتمي فله أجمر مئة شهيمد»( ) كمما رواه البيهقمي
2
تمسمّك ُ
مرفوعا ،وقال « :ممن عممل عملً ليمس عليمه أمرنما فهمو رد»( ) ،وقمد
3
ترتب على ارتكاب أمثال هذه البدع :وقوع الجهّال ،وكثير من طلبة العلم،
في ما ن هى اللّه -تعالى -ور سوله ع نه ،من ف عل المحرّم أو المكروه( )،
4
وإذا نها هم عار فٌ عن ارتكاب ها ،وأمر هم باتّباع ال سّنّة ،قالوا :قد وجد نا
علماءَ نا ل ها يفعلون ،وفعلنا ها بحضرت هم و هم ساكتون ،و هم قدوت نا فن حن
لهمم متّبعون ،فبدّلت السمّنن بالبدع ،وصمار المعروف منكرا ،والمنكمر
معروفا ،فلو أنّ علماء الزّمان عملوا بما علموا ،وأمروا بالمعروف ،ونهوا
عمن المنكمر ،كمما أمروا ،لمما أخلّوا بوظيفتهمم ،ول عباد اللّه أضلّوا ،وقمد
ت صفّحتُ الر سالةَ من أوّل ها إلى آخر ها؛ فوجدتُ ها م ستح ّقةً لن تر فع على
هامة القبول ،وكل ما سطّراه وحرّراه وبيّناه وقرّراه هو لب الحقيقة ،وعين
الشّريعمة ،ل يشوبمه شائب ،ول يخشمى عليمه ممن كلممة عاتمب ،أو عائب،
فجزاهمما اللّه بالحسمنى ،وزيادة ،على مما أورده كلّ منهمما بهذه الرسمالة
وأجاده ،آمين.
1344 صفر سنة 10 في
كتبه الفقير إليه -تعالى-
سعيد الخدري.
() مضى تخريجه. 1
() ينظسر هسل توصسف البدعسة بالكراهسة؟ راجسع تأصسيل ذلك فسي 4
() هسو صسالح بسن أسسعد بسن محمسد الحمصسي ،ولد فسي دمشسق 5
21ربيع الثاني سنة 1285هس 1868 -م ،قرأ على الشيخ بكري
العطار ،وتفقسه على الشيسخ أحمسد الحلبسي= =،وغيرهمسا ،كان حجسة
فسي الفرائض والفقسه الحنفسي ،توفسي بدمشسق 21ربيسع الثانسي سسنة
1362هس 1943 -م ،من مؤلفاته« :شذرات من رشحات القلم
على منظومة كفاية الغلم».
انظسسر ترجمتسسه فسسي« :تاريسسخ علماء دمشسسق فسسي القرن الرابسسع
عشسسسر» (« ،)2/571معجسسسم المؤلفيسسسن السسسسوريين» ( ،)150
«العلم الشرقيسة» ( 2/562رقسم « ،)685معجسم المؤلفيسن» (
« ،)5/4ذكريات علي الطنطاوي» ( ،)4/246مجلة «التمدن
السسلمي» السسنة /9الجزء ( )8و( /)9ص ،73مقدمسة «رشحات
القلم» (.)16
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
7
8
أمام الجنائز مع اعترا فه بأن ال سنة هي ال سكوت ،قال( ) :وإنّ الناس في
2
أحدثوه لذكسر الهيللة مسن الطبوع واللحان» ،فلعسل هذا النقسل فيهسا،
واللّه أعلم.
وهذا رأي أحمسسد بسسن الصسسديق فسسي «در الغمام الرقيسسق» (ص
.)139
وللمهدي بن محمد بن الخضر الوزاني الفاسي (ت 1342هس
1923 -م)« :تقييسسد فسسي جواز الذكسسر على الجنائز» رد ّ فيسسه على
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
رف عُ ال صّوت بالذ كر شاغلً للمشيع ين عن الحد يث والخوض في البا طل،
لكن السيّد الكتّاني -حفظه اللّه -ل يتردّد أصلً في أنّ الرّجوع إلى العمل
بال سّنّة هو الفضل ،وأنه إذا أمكن حمل الناس على ال سّكوت المطلق وراء
الجنائز ،كان ذلك أمثمل ،ول يكون ثممة حاجمة إلى رفمع الصمّوت بالذّكمر
وراء ها ،فالخلف إذن يش به أن يكون لفظيا ك ما يقولون ،أو أنّ الح كم ف يه
ملمية ،وحالة سمكّانها الروحيّة م
مار السم
ما يختلف باختلف المصم
ممم
والخلقية( ).
1
وأن ممن يقول بالسمّكوت وراء الجنائز عملً بالسّمنّة ،وممن يسمتحسن
في هذه اليام رفع الصوت وراءها ،كلهما يرمي إلى غرضٍ واحد ،وهو
الحيلولة بين المشيّعين ،وبين الخوض في الباطل من حيث يؤدّي ذلك إلى
التّفكّر والخشوع ،لذلك كنما نحبّ أن ل ترتفمع أصموات المتناظريمن فمي
مسمألة همي أهون ممن جميمع المسمائل التمي تهمّ المسملمين اليوم ،وأخفهما
ضررا ،وكان غيرُها لعمري! أحقّ بالهتمام بها ،وعقد مجالس المناظرات
من أجلها ،فتتمحص ويتحرّر وج ُه الحقّ منها.
و مع هذا؛ فإنّ الف ضل الع مل بال سنة ،وتعو يد الناس ال سكوت وراء
الجنائز ،كمما يقمع الن فمي كثيمر ممن بلد السملم ،التمي ارتقمت فيهما
الخلق ،وانتشمت العلوم والداب ،أمما البلد الخرى التمي مما زالت
مق صّرة في هذه الحل بة ،و قد تع سّر فيها العملُ بال سّنّة ،فينب غي لعلمائ ها أن
يجتهدوا في ت نبيه أهالي ها إلى وجوب ال سكوت وراء الجنائز ،وي سلكوا إلى
مختلفم الطّرق ،وربمما كانمت أقرب تلك الطرق :أن يوصمي
َ هذا الغرض
العلماءُ وأشرا فُ الناس بالع مل بال سّنّة في جنائز هم ،فيقتدي ب هم الخرون،
() هذا التفريق لم يقل به أحد! وخير الهدي هديه . 2
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ومن ثم ينتبه عامّة الناس ودهماؤهم إلى ما في السنة الشريفة من الحسن
والدب الصمحيح ،فيألفوهما ،ويسملكوا سمبيلها ،كمما همو الحال فمي بلدنما
السّوريّة ،أو معظم أمصارها.
ول أعلم الحال فمي مدينمة عكما بلد السمتاذ الجليمل الشيمخ عبمد ال
الجزار( ) ،ولم أطّلع على فتواه في هذه القضية ،لعلم إنْ كنت باعدت عنه
1
فيما قلتُه ،أو قاربته؛ لذلك أرجو أن تقع كلمتي هذه موقع القبول من نفسه.
()2
المغربي في20صفرسنة1344
() هسسو عببببد القادر المغربسسي ،ولد باللذقيسسة 24رمضان سسسنة 2
9
() ل يوجسسد فسسي الديسسن لباب وقشور ،وللعسسز بسسن عبدالسسسلم 1
صها (ص - 71ط .المعرفة)« :ل يجوز التعبير فتوى في ذلك ،هذا ن ُّ
على الشريعسة بأنهسا قشسر ،مسع كثرة مسا فيهسا مسن المنافسع والخيور،
وكيف يكون المر بالطاعة واليمان قشر؟! وأن العلم الملق ّب بعلم
الحقيقة جزء ،ومن أجزاء علم الشريعة ،ول يُطلق مثل هذه اللقاب
ن كلم شيخك قشور؛ ي قليل الدب ،ولو قيل لحدهم :إ ّ ي شق ٌّ
إل غب ٌّ
لنكسسسسسسسسسر ذلك غايسسسسسسسسسة النكار ،ويطلق لفسسسسسسسسسظ القشور على
الشريعسة!!وليسست الشريعسة إل كتاب اللّه وسسنة رسسوله ،فيُعَّزر
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
فكان ذلك بلء على الدّيمن ،ومنكرا فيمه يسمأل اللّه عنمه مَن يقدرون
ِنم العلماء ،الّذِيمن همم ورثمة النمبياء ،فمي الممر بالمعروف
على إزالتمه م َ
والنهي عن المنكر -ومن ذلك التّغنّي في المساجد-كجامعنا الموي-بأنواع
الش عر والق صائد من فنون النغام المطر بة ،م ما ل ي سمع لف ظه ،ول يف هم
معناه ،ومن ذلك حفلت المولد الشريف النّبوي ،التي كثيرا ما يجري فيها
المنكرات والبدع المذمو مة ،على ا سم المولد الذي هو ل يس من ال سّنّة في
ش يء -وإن كان في نف سه ح سنا ،-ثم إن هم حرّموا وأنكروا أمورا أخرى،
ل شأن لها؛ لنها معروفة الحكم ،مفروغ منها ،وجعلوها ديدَنهم وشعارَهم،
غافلين مع شدتهم هذه عن محرّمات ومكروهات ،يُجاهَر بها ،وبدع فاشية
شوهت الدّين في نظر غير المسلمين.
والمصيبة كل المصيبة ،أنه متى قام نابغة من علمائنا ،يخالف مثل
هؤلء ،داعيا إلى الدّيمن الصمحيح ،مثمل صماحبي هذه الرسمالة السمتاذين:
الشيمخ كاممل القصماب ،والشيمخ عمز الديمن القسمام -حفظهمما اللّه تعالى-
جافوه ،وناوؤوه ،ووصمموه باسمم الوهابيمة( ) ،وهذا ل شمك أنمه ممن علئم
1
الجهل والحسد.
لم يوصم الستاذ القصاب قبل الن بهذه الوصمة ،ولكن سيلقّب بهذا
الل قب م نذ الن ،ح يث تكلّم في بدع الم ساجد ،والموالد ،والجنائز ،و سوف
ل يضره ذلك في دينه شيئا ،بل يزيد الثقة بعلمه وغيرته -إن شاء اللّه.-
و في الختام ،نقول :إن ما جاء في هذه الر سالة كلّ ها هو الح قّ بل
رياء( ) ،والصواب بشهادة العلم والعلماء.
2
10
ضعيسف جداً ،فيسه محمسد بسن عببد الرحمبن القشيري ،قال الردي :كذاب
متروك الحديسسث ،وقال الدار قطنبببي :متروك ،وقال ابسسن عدي :منكسسر
الحديث .وانظر «اللسان» (.)5/250
وروي بلفظ آخر« :إن اللّه حجز التوبة عن كل صاحب بدعة».
أخرجه الطبراني في «الوسط» ( 5/113رقم ،)214وأبو
محمسسد الضراب فسسي «زياداتسسه على المجالسسسة» (399-6/398
رقسم /2816م -بتحقيقسي) ،وابسن أبسي عاصسم فسي «السسنة» (رقسم
،)37وابسسن عدي فسسي «الكامسسل» ( ،)6/2261وابسسن فيسسل فسسي
«جزئه» -كما في «الكنز» (رقم ،)1105ومن طريقه الضياء في
«المختارة» ( 6/72رقسسم ،-)2054وأبسسو الشيسسخ فسسي «طبقات
أصسسسبهان» ( ،)610-3/609وابسسسن وضاح فسسسي «البدع» (رقسسسم
،)157والبيهقي في «الشعب» ( ،)60-59 ،7/59والضياء في
«المختارة» ( 6/73رقسسسسم ،)2055والهروي فسسسسي «ذم الكلم»
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ليس منه ف هو رد»( ) ،و في روا ية« :من عمل عملً ل يس عل يه أمرنا ف هو
1
رد»( )؛ يعني :لكونه من المبتدعة ،القائل في حقّهم« :أصحاب البدع كلب 2
النار»( ) ،ويما لهما ممن عار ومذمّةم! وعلى آله وأصمحابه الذيمن قال لهمم:
3
«اتبعوا ول تبتدعوا ،فإنمما هلك ممن كان قبلكمم بمما ابتدعوا ،وتركوا سمنن
حزوَّر:- () يريسسد حديسسث أبسسي أمامسسة ،قال أبسسو غالب -واسسسمهَ :3
َ
صبوا«كنسست بالشام ،فبعسسث المهل ّب سسسبعين رأسسا ً مسن الخوارج ،فن ُس ِ
على درج دمشق ،وكنت على ظهر بيت لي ،فمَّر أبو أمامة ،فنزلت
فاتَّبعتسسه ،فلمسسا وقسسف عليهسسم ،دمعسست عيناه ،وقال :سسسبحان اللّه! مسسا
يصسنع الشيطان ببنسي آدم -قالهسا ثلثاً ،-كلب جهنسم ،كلب جهنسم ،شسر
من قتلوه، -ثلث مرات ،-خيسسر قتلى َسس قتلى تحسست ظسسل السسسماء
طوبى لمن قتلهم أو قتلوه.
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
أنبيائهم ،وقالوا بآرائهم ،فضلّوا وأضلّوا»( ) ،والقائل لهم« :ل يؤمن أحدكم
1
ح تى يكون هواه تبعا ل ما جئ تُ به»( )؛ يع ني :فالذ ين اتّبعوا أهواء هم ،قد
2
ضلّوا وأضلوا ،وعلى من تبعهم بإحسان ،وعن سنن السلف لم يعدلوا ،بل
ساروا متمسكين بأذيالهم ،لم يغيّروا ولم يبدّلوا.
أما بعد؛ فيقول أسيرُ ذنبه عبد ربه الكافي محمد بن يوسف بن محمد
المشرّفمة بأناس يسمتحسنون أشياء بآرائهمم ،أو يسمتندون فيهما إلى آثار
منسوخة ،كاستنادهم في رفع الصوات في المساجد إلى ما كان يناضلُ به
( ) ،وإنشاد 2
سيّدُنا ح سان بن ثا بت -ر ضي اللّه ع نه -عن ر سول اللّه
رفمع الصموات خلف الجنائز المخالف لمما كان عليمه -عليمه الصملة
والسلم -والسلف الصالح ،إلى أنّ رفع الصوات يشغل الناس عن الغيبة
والوقوع في أعراض الناس ،وبعضهم يقول :إنه صار عادة وتركها يزري
الشهيسر بالكافسي ،يتصسل نسسبه بعلي -رضسي اللّه عنسه ،-ولد بمدينسة
الكاف فسي تونسس سسنة 1278هسس ،طلب العلم صسغيراً ،وتنقسل بيسن
البلدان ،فسسافر إلى بلد الوردانيسن على السساحل التونسسي ،ثسم غادر
مسن صسفاقس إلى طرابلس ،ثسم إلى بنسي غازي ،ثسم إلى بيروت ،ثسم
دمشسق ،ثسم النبسك ،فحمسص ،ثسم طرابلس الشام ،ثسم بيروت ،فيافسا،
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
بالميمت ،وغيمر ذلك ممن العبارات التمي أصملها وحمي الشياطيمن؛ لنّ بمه
،وال سلفُ تموت ال سّنّة ،ال تي يحبّ ها اللّه -تعالى ،-و َدرَج علي ها النّبِيّ
الصمالح :أهمل القرون المشهود لهمم بالخيريمة ،وكاسمتنادهم فمي القيام فمي
،وكل ما كان تعظيما له فهو واجب، المولد الشر يف إلى أ نه تعظيم له
ورتّبوا على هات ين المقدّمت ين :أن من لم يَقُم ع ند ذ كر الولدة يعدّ م ستخفا
فالرملة ،ثسم بيست المقدس ،ثسم رجسع إلى يافسا ،ومنهسا إلى بور سسعيد،
فالسسسسماعيلية ،فالقاهرة ووافسسسى الزهسسسر فسسسي 24شوال سسسسنة
1307هسس ،وبقسي فسي الزهسر عشسر سسنين ،ثسم سسافر إلى صسفاقس
وتجول فسي بلد المغرب ،ثسم اشتغسل بالتدريسس فسي الجامسع الموي
للفقه الحنبلي ،توفي سنة 1380هس.
مسن مؤلفاتسه« :الحصسن والجنسة على عقيدة أهسل السسنة» لبسي
حامسسسسد الغَّزالي« ،نصسسسسرة= =الفقيسسسسه السسسسسالك»« ،التوضيحات
الوافيسة» ...وغيرهسا .انظسر« :تاريسخ علماء دمشسق فسي القرن الرابسع
الهجري» (« ،)2/743رجال مسسسسسن التاريسسسسسخ» (ص )421لعلي
الطنطاوي« ،معجسسسسسسم المؤلفيسسسسسسن» (« ،)12/136إتحاف ذوي
العناية» (.)12/136
لحسان« :اهجهم وجبريل معك». () يشير إلى قوله 2
شاء اللّه تعالى ،-وكاستنادهم في القيام لبعضهم للتّعظيم لثار وردت لغير
َصملَ بيمن العلماء
السمنّة عدم القيام ،كمما يأتمي ،وبعضهمم ف َ
التّعظيمم ،بمل ّ
وغيرهمم ،والذي يقول :تعتريمه الحكام الخمسمة ،قول متأخّرم ،ل يعارض
السنة فهو من توليد الكلم المنهي عنه ،بل العارض له حكم وقته ،ويزول
م الصمليّ كالضّرورة ،لباحمة أكمل الميتمة
بزوال وقتمه ،ويبقمى الحكم ُ
المحر مة ،وبزوال الضّرورة ير جع الح كم ال صلي ،وهذا أ مر مقرّر ع ند
شفاً،
الشافعي ،أحد أركان المذهب ،كان إماما ً زاهدا ً ورعاً ،تقياً ،متق ّ
توفسسي سسسنة عشريسسن وثلث مئة ،ترجمتسسه فسسي« :طبقات الشافعيسسة
الكسسسسبرى» (« ،)274-3/271تاريسسسسخ بغداد» (« ،)8/53وفيات
العيان» (« ،)1/400شذرات الذهب» (.)2/287
() هسو يحيسى بسن يوسسف بسن يحيسى النصساري ،أبسو زكريسا ،جمال 1
() قال صسسديق حسسسن خان -رحمسسه اللّه تعالى -فسسي «الديسسن 3
للعلم يز ين حال هم ال خبيث ،وي ستند في تزيي نه إلى أفراد صدر من هم ذلك،
ول ندري أ هم من المجاذ يب الذ ين ل يؤ خذ من هم ح كم أم الممكور ب هم؟!
() انظسسسر بدعيسسسة زيادة تنويسسسر المسسسساجد فسسسي العياد ،كتاب 1
والفتوى والع مل في خا صة النّ فس بالقول الضع يف ،ون صوا على أنّ من
يتّبمع القوال الضعيفمة يكون فمي دينمه ضعمف( ) ،وحملوا عليمه :ل تعلّموا
2
() صسسنّف أبسسو عبداللّه محمسسد بسسن قاسسسم القادري الحسسسني 2
: -تعالى{ :-فِي بُيُو تٍ َأذِ نَ اللّ هُ أَ نْ ُت ْرفَ عَ} [النور]36 :؛ ورفعها بما قاله
«جنّبوا مسماجدَكم صمبيانَكم ،ومجانينَكمم ،وسملّ سميوفِكم ،وإقامةَ حدودكمم،
() اسسمه «الوسسيلة إلى كشسف العقيلة» لعلم الديسن علي بسن 2
وكون مالك يوجمد له قول بجواز رفمع الصموات فمي المسماجد فمي حيمز
المنع؛ لنه -رضي اللّه عنه -من أشدّ الناس اتباعا للسّنّة المصطفوية.
إذا تقرر لديك ما تقدم ،فلم يب قَ لمجوّز رفع الصوات في المساجد،
إل قول بعض المتأخّرين ،العاري عن المستند؛ لكونه خلفَ السّنّة.
وأ ما ا ستنادهم في ر فع ال صوات خلف الجنائز ،فأ مر ُمحْدَث ينا في
،و في زممن السّمنّة ال تي يحب ها اللّه ،وا ستمرّ عليهما الع مل فمي زم نه
السلف الصالح ،وهو الصمت مع الجنازة( ) ،أما محبّة اللّه -تعالى-؛ فلما
3
روي كما في «الجامع الصغير»( )« :إنّ اللّه يحب الصمت عند ثلث :عند
4
قال المناوي( )« :أي :في المشي معها والصلة عليها ،وقال الحنفي:
6
أي :ممن تغسميل الميمت ،والصمّلة عليمه ،والمشمي أماممه إلى أن يأتمي بمه
للسمنّة» ا.همم
القمبر ،فقراءة القصمائد ،والقرآن أمام الجنازة بدعمة مخالفمة ّ
محل الحاجة.
وأمما اسمتمرار السمّلف عليهما ،فلنكار سميدنا عبداللّه بمن مسمعود
-رضي اللّه عنه -على من رفع صوته ،بقوله« :استغفروا لخيكم» ،فقال
() مضى تخريجه في التعليق على (ص .)135 1
،وعليه فنقول :رفع الصوات خلف حدثا في الدّين ،لم يكن في زمنه
،وكلّ ما الجنائز ل يحبّه اللّه ،ول هو من العمل الذي كان عليه النبي
ْعم الصموات خلف الجنائز رَدّ على
كان كذلك فهمو ردّ على صماحبهَ ،ف َرف ُ
لنصم الحديمث المحكمم ،قال مالك -رحممه اللّه تعالى« :-وممن
ّ صماحبه؛
أحدث في هذه المة شيئا ،لم يكن عليه سلفها ،فقد زعم أنّ رسول اللّه
خان الدّ ين؛ لنّ اللّه يقول{ :الْ َيوْ مَ َأ ْك َملْ تُ َل ُك مْ دِي َن ُك مْ} [المائدة ،]3 :ف ما لم
يكن يومئذ دينا ل يكون اليوم دينا»( ).
2
وقال سميدنا حذيفمة بمن اليمان( ) -رضمي اللّه عنمه« :-كلّ عبادة لم
3
والشمر كله فمي ابتداع ممن خلف والخيمر كله فمي اتباع ممن سملف
إلى أ نه تعظ يم له وأ ما ا ستنادهم في القيام ع ند ذ كر ولد ته
،وينت ظم من كلم هم قياس من الشّ كل تار كه يك فر ل ستخفافه بمقا مه
تعظ يم له ،و كل ما كان الول ،و صورته هكذا :القيام ع ند ذ كر ولد ته
() ورد عنسسسسه بألفاظ عديدة ،انظرهسسسسا مسسسسع تخريجهسسسسا فسسسسي 5
إلى جابر ،قال« :اشتكسى رسسول اللّه ،فصسلينا وراءَه ،وهسو قاعسد،
س تكبيَره ،فالتفت إلينا ،فرآنا قياماً ،فأشار إلينامعُ النا َ
وأبو بكر ي ُس ِ
َ
ن كدتسم لتفعلون فقعدنسا ،فصسل ّينا بصسلته قُعوداً ،فلمسا سسلّم ،قال :إ ْس
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
ب هم( )؛ كحلق اللّ حا ،وإعفاء الشّوارب( ) ،و في «الشفاء»( ) وغيره عن أ بي
3 2 1
متوكّئا على أماممة -رضمي اللّه عنمه ،-قال :خرج علينما رسمولُ اللّه
عصما ،فقُمنما له ،فقال« :ل تقوموا كمما تقوم العاجمم ،يعظّمم بعضُهمم
بعضا»( ) ا.هم.
4
ل فارس والُّروم ،يقومون على ملوكهسسم ،وهسسم قعود ،فل تفعلوا، فِعْ َ
َ
متكسسسم ،إن صسسسل ّى قائماً ،فصسسسلوا قياماً ،وإن صسسسلى قاعداً،
موا بأئ َّائت ُّ
فصلوا قعوداً».
وفي رواية عند ابن خزيمة ( ،)1615وابن حبان (« :)2112ل
تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائهم» .وانظر في توجيه الحديث
على منسسع القيام فسسي« :مجموع فتاوى ابسسن تيميسسة» (،)95-27/93
«الداب الشرعية» (.)433-1/432
() قال ابسن القيسم فسي كتابسه القيسم «الفروسسية» (ص - 122 1
()2
نتيجت هم :-تكف ير جم يع ال صّحابة ،الذ ين في مقدمت هم أ بو ب كر ال صّدّيق
-رضمي اللّه عنهمم ،-لنهمم كانوا ل يقومون له ،فيعدّون مسمتخفّين بحقّهم
،ول مسملم يقول بذلك ،بمل إذا حقّقنما النّظرَ ،واسمتعملنا الفكرَ ،وأمعنما
بعين البصيرة والبصر ،وجدنا معارضة قياسهم بقياس نتيجته تنطبق عليهم
ل يس تعظيما له؛ لكو نه يكر هه، تمام النطباق ،و صورته :القيا مُ لل نبي
() خسص أبسا بكسر -رضسي اللّه عنسه ،-لمسا فسي «المدخسل» لبسن 2
العلم ،وتنبيه العوام ،بكراهة القيام لذكر مولد خير النام» لسيدي محمد
العابد( ) مفتي فاس ،وخطيب الحرم( ) الدريسي ،فإنّهما سفّها في كتابيهما،
3 2
أحلم مدّعي طلب القيام عند ذِكر مولد إمام كل إمام ،عليه أفضل ال صّلة
والسّلم.
وأ ما ا ستنادهم في القيام لبعض هم بعضا إلى آثار ،لم ترد في القيام،
حكم ،من المالكية السلفية في المغرب ،له كتب مطبوعة ،أجل ّها وال ُ
«الفكر السامي في تاريخ الفقه السلمي» ،توفي سنة (1376هس
1956 -م) ،له ترجمسسسة بقلمسسسه فسسسي آخسسسر «الفكسسسر السسسسامي» (
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
للتعظيم ،وإنما ورد لمعان أخر غير التّعظيم ،بيّنها العلماءُ العلم( ) ،راجع
1
في حق سيّدنا سعد بن معاذ -رضي -حتى العامة -بذكره هو :قوله
اللّه ع نه -ح يث قدم راكبا ،وكان مجروحا في أكحله« :قوموا ل سيّدكم»( )،
3
مؤرخ ،فقيسسه ،مسسن علماء فاس ،له كتسسب مطبوعسسة ،منهسسا المذكور،
ومنهسسسا« :إزالة اللبسسسس والشبهات على ثبوت الشرف مسسسن قبسسسل
المهات» ،و«الرد على وديسسسع كرم» ،توفسسسي فسسسي شبابسسسه سسسسنة (
1359هسس 1940 -م)= =،ترجمتسه فسي «دليسل مؤرخ المغرب» (
)72-71 ،1/35لحفيده« ،العلم» (« ،)6/180إتحاف
المطالع» ( ،)1/350وفيه« :العالم المشارك ،النجيب النابغة».
() إنمسسا الحرم بمكسسة والمدينسسة خاصسسة ،وفسسي وادي وج الذي 3
()2
بالمرة بالحديث الحسن المصرّح فيه بالنزال ،هو :ما في «فتح الباري»
أن ما رواه أح مد من حد يث عائ شة« :قوموا إلى سيّدكم ،فأنزلوه»( ) ب سند
3
()4
ح سن .قالوا :وعل يه لم ي بق وج هٌ على الحتجاج به على القيام المتعارف
ا.هم.
كان ينهاهمم عمن قيام بعضهمم لبعمض بقوله« :ل تقوموا كمما يقوم
ص
عببببد اللطيبببف .وقسسد جمسسع مسسا ورد فسسي الباب على وجسسه فيسسه تق ّسسٍ
واستيعاب :أخونا الشيخ تلميذ المس وصديق اليوم أبو طلحة عمر
بن إبراهيم في رسالته «إحكام الكلم عن مسألةالقيام» ،يسر اللّه
نشرها والنفع بها ،إنه جواد كريم.
() ( ،)1/158-197وانظر الهامش السابق. 2
بعضهم .ول عبرة باستحسان المتأخّر إذا خالف صريحَ الحديث الذي عمل
بمقتضاه الئمة المجتهدون ،الذين هم عمدتُنا في الدّين ،قال مالك -رحمه
الناسم جلوسما
ُ اللّه تعالى -فمي «العتبيمة»( )« :وبعمض هؤلء الولة يكون
2
ينتظرونمه ،فإذا طلع عليهمم قاموا له ،حتمى يجلس ،فل خيرَ فمي هذا ،ول
أحبّه ،وليس هذا من أمر السلم» ا.هم.
إل الحسق ،والفسة فسي التقصسير فسي معرفسة المنقول ،والتمييسز بيسن
صسحيحه ومعلوله ،أو مسن القصسور فسي فهسم مراده ،وحمسل كلمسه
«إعلم الموقعين»( على غير ما عناه به» .وانظر في تقرير هذا
.)2/221
وقرر الشافعسي بكلم رزيسن ،أنسه لم يصسح عسن النسبي حديثان
متضادان ،ينفسي أحدهمسا مسا يثبتسه الخسر ،مسن غيسر جهسة الخصسوص
والعموم والجمال والتفسير ،إل على وجه النسخ .انظر «الرسسالة»
(.)217-213
فمحل مثل هذه القاعدة :التضاد بين المتعارضين مما ل يمكن
الجمسع بينهمسسا ،ومسن بديسع كلم صسساحب «المسسستصفى» (-2/139
)140فسي مثله« :ويقدر تدافسع النصسين» ،وإل فالقرائن وإعمال
الصل .انظر تفريقا ً بديعا ً في «قواعد الحكام» ( 2/47وما بعد).
وانظر للقاعدة -أيضاً« :-الشباه والنظائر» ( )1/38للسبكي،
و( )79للسسيوطي« ،شرح تنقيسح الفصسول» ( « ،)453أحكام أهسل
الذمة» (« ،)1/252القواعد الفقهية المستخرجة من كتاب إعلم
الموقعين» (.)302-301
و.)11/51 () (7/412 2
السميوطي -رحممه اللّه تعالى« :-روي أنّ المنصمور أقبمل يوما ،والفرج
فسي المسر بسه وفسي فعله ،وإذا كان ذلك كذلك ،فيحمسل أمره -عليسه
الصسسلة والسسسلم -بالقيام على غيسسر ذلك مسسن الضرورات المحوجات
ن فسي قصسة الحديسث وبسساطه ،وذلك أن بنسي قريظسة لذلك ،وذلك بي ّ ِس ٌ
كانوا نزلوا على حكم سعد بن معاذ -رضي اللّه عنه ،-وكان سعد بن
معاذ إذ ذاك خلفسه النسبي بالمدينسة فسي المسسجد مثقل ً بالجراح ،لم
يملك نفسسه أن يخرج ،وترك له النسبي عجوزا ً تخدمسه ،فلمسا= =أن
نزلت بنسو قريظسة على حكمسه ،أرسسل النسبي خلفسه ،فأتسي بسه على
دابسة وهسم يمسسكونه يمينا ً وشمال ً لئل يقسع عسن دابتسه ،فلمسا أن أقبسل
عليهسسسم ،قال النسسسبي للنصسسار إذ ذاك« :قوموا إلى خيركسسم أو إلى
سسيدكم»؛ أي« :قوموا فأنزلوه عسن الدابسة» ،وقسد ورد معنسى مسا ذكسر
فسي روايسة أخرى ،وهسو أن النسبي أمرهسم بالقيام إليسه لينزلوه على
دابة لمرض به .انتهى.
لن عادة العرب جرت أن القسبيلة تخدم سسيدها ،فخصسهم النسبي
بتنزيله وخدمتسه على عادتهسم المسستمرة بذلك ،فإن قال قائل :لو
كان المراد به ما ذكرتم ،وهو النزال عن الدابة ،لمر -عليه الصلة
والسلم -بذلك من يقوم بتلك الوظيفة وهم ناس من ناس ،فلما أن
عمهسسم ،دل على المراد بسسه الجميسسع ،إذ أن ببعضهسسم تزول الضرورة
الداعيسة إلى تنزيله ،فالجواب :أنسه -عليسه الصسلة والسسلم -فعسل ذلك
على عادته الكريمة ،وشمائله اللطيفة المستقيمة؛ لنه -عليه الصلة
والسسلم -لو خسص أحدا ً منهسم بالقول والمسر ،لكان فسي ذلك إظهاراً
لخصوصيته على غيره من قبيلته ،فيحصل بسبب ذلك لمن لم يأمره
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
والح مد للّه على كل حال ،و صلى اللّه -تعالى -على سيدنا مح مد،
صادق المقال ،وأصحابه ومن تبعهم بإحسان والل.
1344 ربيع الول سنة 13 حرر في
أمره أصسسحابه بالقيام كان لعانتسسه على النزول عسسن ظهسسر مركوبسسه،
لضعفه عن النزول بسبب جراحه» ا.هس.
وانظر كلم علي القاري التي ،واللّه الهادي.
() في «المرقاة» (.)4/583 1
() للعلماء كلم كثيسر عسن «العتبيسة» وعيوبهسا ،ولم يأخذوا بكثيسر 2
ت على ذلك فسي (الجزء السسابع) مسن كتابسي مسن مسسائلها ،وقسد أتي ُس
ت بسه فسي «العلم «قصسص ل تثبست» ،وفاتنسي هناك نسص مهسم ،ظفر ُس
بفوائد عمدة الحكام» ( )1/496عسن ابسن بزيزة ،قال فسي «شرح
الحكام»« :وقعست فسي «العتبيسة» روايسة منكرة مسستهجنة ...،وهذه
روايسة ل يحسل سسماعها ،فكيسف العمسل عليهسا ،وقسد كان الواجسب أن
تطرح «العتبيسسة» كلهسا لجسسل هذه الروايسسة وأمثالهسا ،ممسا حوتسه مسن
شواذ القوال ،التسسسي لم تكسسسن فسسسي غيرهسسسا ،ولذلك أعرض عنهسسسا
المحققون مسن علماء المذهسب ،حتسى قال أبسو بكسر بسن العربسي -حيسث
حكسسسى أن مسسسن العلماء مسسسن كره كتسسسب الفقسسسه -فإن كان؛ ففسسسي
«العتبية»».
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
11
كتبه الفقير:
محمد توفيق الغزي العامري
()2
إضافاتي.
() هذا التوسل بدعي ،وغير مشروع. 1
() هسسو محمسسد توفيسسق بسسن عبببد الرحمببن بسسن أبسسي السسسعود ،ولد 2
بدمشسسق ،وأخسسذ على علماء زمانسسه ،ثسسم درس بالزهسسر ،تولى القضاء
فسسي بلدان متعددة ،وخاصسسة فسسي بلدة المعلقسسة بالبقاع ،تولى فتوى
الشافعيسة بعسد الشيخ صالح الغزي ،ومن مؤلفاتسه« :فتوى فسي تكفيسر
القاديانيسسة» وهسسو مطبوع ،توفسسي بدمشسسق 16شوال 1363هسسس -
1943م ،ودفسسن بمقسسبرة الدحداح بالروضسسة .انظسسر «تاريسسخ علماء
دمشق في القرن الرابع عشر الهجري» (.)3/180
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
12
() هسو عببد الكريبم بسن سسليم بسن نسسيب بسن حسسن بسن يحيسى بسن 1
حسن بن عبد الكريم ابن محمد بن كمال الدين بن محمد ،فقيه ،زاهد،
انظسر ترجمسة ابنسه فسي«تاريسخ علماء دمشسق فسي القرن الرابسع عشسر
الهجري» (.)3/378
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
13
عليها عملُ السلف الصالح( ) ،ل نعلم خلفا لحد في ذلك ،وغاية ما عرف
2
للفقهاء -ر ضي اللّه عن هم -في هذه الم سألة طريقتان :طري قة القائل ين بأنّ
الجهرَ بالذكمر ونحوه وراء الجنازة مكروهمة كراهمة التحريمم ،وطريقمة
القائلين بأنه مكروه كراهة التنزيه.
والظا هر أنّ ما نقله العارف الشعرا ني في «عهود المشا يخ» ،و ما
-أيضا -في «العهود المحمدية» عن شيخه العارف الكبير سيدي نقله
علي الخوّاص مبني على الطريقة الثانية للفقهاء( ) ،وهو الذي مال إليه في
3
«شرح الرموز» و«شرح الملتقى» ،وهو ظاهر كلم أكثر أرباب المذاهب،
ول عل عذر هم في ذلك :عدم ورود ن هي صحيح صريح في الم سألة ،مع
ملحظة العارف الشعراني فيما نقله قاعدة( :ارتكاب أخف الضّررين).
سمّنةَ
وتوضيمح مختار هذا العارف :أن ّ ُمشَيّع ِي الجنازة إذا خالفوا ُ
(.)19-15
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
14
الحمد للّه الذي هدانا بالسلم ،وجعله لنا نورا ،نمشي به في غياهب
جةَ الدّامغة ،وال صّلةُ
جةَ البالغة ،والمح ّ
الظّلم ،فعلّمنا أنّ للخالق القادر الحُ ّ
علَى الْبَاطِلِ
ِفم بِالْحَقّ َ
والسمّلم على سميّدنا محممد ،المنزّل عليمه{ ،بَلْ َنقْذ ُ
ُهم َفإِذَا هُوَ زَاهِقمٌ} [النمبياء ،]18 :فهمو -صملى اللّه -تعالى -عليمه
فَيَ ْد َمغ ُ
و سلم -الحجّ ة ال كبرى على العالم ،أو ضح عل يه ال صلة وال سلم ل نا سُبلَ
الهُدى ،فممن اهتدى فمي التّمسمك بشرعمه ربمح وظفمر بالفوز والعتصمام،
َنم حاد عمن طريمق الصمحابة والسملف وإجماع الئممة خسمر ومما نال
وم ْ
المرام ،ورضي اللّه عن صحابته الذي أسّسوا لنا قواعدَ الحكام ،متم سّكين
بكلّ ما به -عليه السلم -عمل أو أمر ،والتّابعين والئمة الربعة المقتفين
أثرهم أبد البد ،أما بعد:
علَ تْ كلمتُه ،قد أقام بالعلم لحراسة
فإنّ اللّه -تعالى -جلّت عظمتُه ،و َ
الشّريعة الغرّاء ،من أرباب البصائر والستبصار ،علماء يدافعون عنها في
كل أوان وع صر ،ويذبون عن ها بل سان الشّارع ذي الف خر ،هذا؛ وإ ني قد
سرّحتُ طرفي في مباحث هذه الرّسالة ،فوجدتُ بهجتَها بارزة للعيان ،فيها
خزَيران ،فالفاضلن :الشّيمخ الكاممل،
بحمر عرفان ،وشهابا ثاقبا لرد أوهام ُ
والشّيخ عزّ الدين ،لقد أفتيا فتواهما ،وقطعا هي طبق ما جاء عن الرسول
،وعمن الصمحابة ،والئممة الربعمة ،والتّابعيمن لهمم ممن الفقهاء أمناء
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
الدّين ،وإنّي على مذهبهم في اعتقاد النّصوص الشرعية الواصلة إلينا عن
حجَج والبراهين الواردة
أئمتنا العلم ،وأمّا ما جاء في هذه الرّسالة من ال ُ
سلَف والئمة الربعة المجتهدين؛
عن الفاضل خزيران ،فل تدحض حُجّة ال ّ
لنه -حفظه اللّه تعالى -قد أفتى ببحث من أبحاث الشّعراني -رحمه اللّه-
وكان اللزم عل يه أن يف تي بمذه به ،أو بمذ هب من المذا هب الربعة؛ ل نه
ل يكون قولُ الشّعرانمي ناسمخا للمذاهمب الربعمة ،أو لمذهمب السملف ،أو
لفعل ،أو عمل ،أو أمر من أوامر رسول اللّه .
فالفاضل الشيخ محمد كامل عزّ الدين -قسما ) (-تم سّك -وهو نعمان
1
هذا الزّمان ،وناصر مذهب الحق بسيف الحجة القاط عة البرهان ،-فنحمد
اللّه -تعالى -على وجود م ثل هذا المام ،ك يف ل؟! و قد شارك عزّ الد ين
القسام فيهما وض حَ الحق واستبان ،فنشكر صنيعهما بما قاما به من فرض
الكفاية في نصرة الحق ،وردّ شبه الخلق ،فجزاهما اللّه -تعالى -عن المة
عمِلَ صَالِحا}
المحمدية أعظم الجزاء { َومَ نْ َأحْ سَنُ قَوْلً ّممّن دَعَا ِإلَى اللّهِ وَ َ
[فصلت.]33 :
خزَيران أن ل يح كم بب حث كان قد
وإ نا لنر جو من حضرة الفا ضل ُ
أورده الشّعرا ني -رح مه اللّه -ح كم النّ سخ به للمذا هب الرب عة ،ف هل لك
-أيها الفاضل النّب يل -أن تقنع نا بأ نه يم كن نسخ مذاهب ال صّحابة والئمة
الرب عة بهذا التّأو يل ،فاترك المخالفةَ للجماع ،فذلك لك أولى ،وكأنّ ي بك
وأنتَ لمذهب التّصوّف ميّال ،فاعدل يا هذا! وأفتِ إذا سُئلتَ بمذهب عُّينْ تَ
به للفتوى ،ودع غيرَه واتّقيه ،واللّه ولي التّوفيق.
َنم نهمض بأعباء الرّسمالة،
وصملى اللّه على سميّدنا محممد أشرف م ْ
صحْبه المتمسّكين بأوامره ،والمهتدين بهديه على مدى اليام.
وعلى آله و َ
15
ن خالفها( )،
2
أنّه ل تزال طائفة من ُأمّتي قوامةً على أمر اللّه ،ل يضرّها مَ ْ
() يشيسسر إلى حديسسث العرباض ،وفسسي بعسسض ألفاظسسه« :تركتسسم 1
عسن ثوبان رفعسه ،بلفسظ« :ل تزال طائفسة مسن أمتسي ظاهريسن على
الحسسق ،ل يضُّرهسسم مسسن خذلهسسم ،حتسسى يأتسسي أمسسر اللّه ،وهسسم كذلك»،
والحديسث فسي «الصسحيحين» عسن المغيرة بسن شعبسة ،ومعاويسة ،وعنسد
مسسلم عسن جابر بسن عبداللّه ،وجابر بسن سسمرة ،وعقبسة بسن عامسر،
وسسعد بسن أبسي وقاص ،وعدّه غيسر واحسد مسن العلماء مسن الحاديسث
المتواترة ،وانظسسسسر -غيسسسسر مأمور -تعليقسسسسي على «العتصسسسسام» (
.)3/279
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
وأنّ اللّه ل يزال يغرس في هذا الدّين غرسا ،يستعملُهم في طاعته( ) ،وقال
1
صرَاطِي مُ سْ َتقِيما فَاتّ ِبعُو هُ َولَ تَتّ ِبعُواْ ال سّبُلَ فَ َت َفرّ قَ
-تعالىَ { :-وأَنّ هَ مذَا ِ
سبِيِلهِ} [النعام ،]153 :فكلما نشأت بدعة قيض اللّه لها مَ نْ ُيزَلزِل
ِبكُ مْ عَن َ
علَى ا ْلبَاطِلِ
أركانها ،ويهدمُ بنيانَها ،ويشرّدها عن أوطانها ،ويجيء {بِا ْلحَقّ َ
فَيَ ْد َمغُ هُ َفإِذَا هُوَ زَاهِ قٌ} [ال نبياء ،]18 :إل أن حزب البدع ،وزخر فة أهل ها
ظمْآنُم مَاءً حَتّ ى إِذَا جَاءَ هُ لَم ْم َيجِدْ هُ شَيْئا} [النور:
{كَسَمرَابٍ ِبقِي َعةٍ َيحْ سَ ُبهُ ال ّ
،]39يلجمأ إلى مما لفّقمه الملفقون ممن القول ،وزخرفمة الذيمن اتّبعوا الهوى،
لَلةَ بِا ْلهُدَى فَمَا
ش َترُواْ الضّ َ
إرضاءً للعواممّ ،وتضليلً لهمم {أُ ْولَممِئكَ الّذِينَم ا ْ
رَ ِبحَتْ ّتجَارَ ُتهُمْ َومَا كَانُواْ ُمهْ َتدِينَ} [البقرة ،]16 :وأنصار الحق ينادونهم في
سحِ َتكُم} [طه ]61 :في الرض،
علَى اللّ هِ كَذِبا فَيُ ْ
كل زمان { َو ْيَلكُ مْ لَ َتفْ َترُواْ َ
ارجعوا إلى ما كان عليه أصحاب نبيكم الصادق والخلفاء الراشدون.
إنّ ال نبياء جاؤوا بالبيان الكا في ،وقابلوا المرا ضَ بالدّواء الشّا في،
وتوافقوا على منهاج واحد ،لم يختلف ،فجاء الشّيطا نُ ُيحَ سّنُ للناس ما كان
عليه أهل الجاهلية ،وما كان طريقا للوصول إليه « ،ومن حام حول الحمى
يوشك أن يواقعه »( ) ،كما قال سيد المرسلين.
2
ال سّنّة خيرٌ من الجتهاد في البد عة»( ) ،فهنيئا ل صاحبي الرسالة ،ل قد اقتف يا
2
() هسو عببد القادر بسن أحمسد بسن مصسطفى بسن عببد الرحيبم بسن محمسد 1
16
الحمد للّه الذي علّم بالقلم ،علم النسان ما لم يعلم ،وال صّلة والسلم
على سيدنا مح مد ،الهادي إلى أقوم سُنّة ،والدّا عي إلى سبيل ربّ ه بالحك مة
والموعظة الحسنة ،وعلى آله الذادة عن الحقيقة ،والقادة إلى الحب طريقة،
ما لمع بارق ،وذرّ شارق ،وبعد:
ف قد اطّلع تُ على هذه الر سالة المفيدة ،وأعج بت ب ما أ تى به ال ستاذ
الكاممل ورفيقاه الفضلء ،ممن النّصموص البيّنمة ،والدلّة الجمّةم ،لتأييمد مما
ذهبوا إليمه ممن إنكار رفمع الصموت ،ومط ّه ،خلف الجنائز على الوجمه
المألوف ،والنّمط المعروف ،مما برح به الخفاء ،وحصحص الحق.
ومَ نْ وقف على هذه النّصوص ،وكان على شيء من النصفة ،وعلم
ما ي جب أن يكون عل يه الذّا كر من الدب والخضوع ،ورأى ما جرت به
العادة ،في الزمنة المتأخّرة مِن َرفْع الصوات ومطّها ،بصورة منكرة ل
يرضى أن يذكر بمثلها الرّعاع والغوغاء ،ل شك في أنّ هذه المسألة بدعة
،ول في ع هد الخلفاء الراشد ين و من منكرة ،لم ت كن في ع هد النّ بيّ
بعدهم ،من رجالت الدّين ،الذين يعتدّ بأقوالهم فيه ،ويحتجّ بأفعالهم ،ولول
سنّة بيّنة.
انقطاع الوحي لنزل في تحريمها قرآن محكم ،أو جاءت ُ
وإنّ العاقلَ ليأ سف -جد ال سف -م ما آل إل يه أ مر الم سلمين ،من
التّضارب والختلف فمي كثيمر ممن الحكام ،والتماس كمل فريمق وسميلة
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
لتأي يد قوله ،ون صرة نف سه ،ب عد أن كان ال صحابة -ر ضي اللّه عن هم -ل
سمنّة مأثورة ،ول يقيمون
يعولون فمي أمور الدّيمن إل على آيمة منزّلة ،أو ُ
وزنا لغ ير ذلك ،واحتذى على مثال هم من بعد هم حذو القُذّة بالقُذّة ،ولم ي كن
أحدُهم إذا رأى الحقّ في غير ما ذهب إليه ليكبر أن يرجع إلى الحق ،وإن
حجّ ة ما ل يعجزه عن التماس و جه يؤيّ د به
لد يه من الل سن والل حن في ال ُ
قوله ،ذلك لنهمم كانوا يتوخّون الحقّم الصمّراح ،ويربأون بأنفسمهم عمن
خلَ فٌ اعتقد
خلَ فَ من بعدهم َ
التّشبّث بالدلة الموهونة ،والشّبَ هِ الواهية ،ثم َ
كلّ من هم أ نه ي صيب سوا َء المف صل ،في كل ما يقول ،وز عم لنف سه من
الرّسموخ فمي العلم ،والسمّداد فمي الرّأي مما شاء ،وشاء له الهوى ،فأصمبح
الدين في ذلك ميدانا للجدل ،وحلية للخصام والتّماحك ،وبات من العُسر أن
يرى الن سانُ م سألةً يأ من في ها من خلف ،أو حكما يخلو مما يناقضه ،ثم
تفاقم المر ،فأفردت كل مسألة في كتاب مستقل ،أو بكتب ،كما يتمثّل ذلك
جليا فمي شرب الدخان( ) ،والتّقليمد ،والتلفيمق ،وسمماع اللت ،وصملة
1
ركعت ين ق بل المغرب ،ور فع ال صّوت خلف الجنازة ،والتّهال يل ،إلى غ ير
هذا ممما يتعذّر الحاطمة به .ولو أنعمنما النّظرَ في ال سباب ،وبحثنما عن
العلل؛ لتّضمح لنما -بأجلى وجمه -أنّ عّلةَ العلل فمي ذلك :حبّ الظّهور،
والسّعيُ وراء السّمعة.
تمحيصم الحمق ،وإظهارُ الحقيقمة فحسمب ،مما حُفِظ
ُ ولو أنّ الغايةَ
خلف في غلف ،ول اتّ سعت رقعةُ الف قه إلى در جة يتعذّر على الن سان
ت فسي الطبعسة الثانيسة مسن «التعليقات الحسسان» على () ذكر ُس 1
وبعد هذا:
فإنّ فيما أتى به الستاذ الكامل ورفيقاه الفضلء ،من الحجج البالغة،
والبرهانات الدّامغمة ،مقنعا للمرتاب ،وبلغا لولي اللباب ،فجزاهمم اللّه
خيمر مما جزى ذابّا عمن الحمق ،وقامعا للبدع المنكرة ،وأكثمر فمي الممة
أمثالهم من الغير على إماطة كل أذىً عن الدّين ،وإماتة كلّ بدعةٍ أُل صِقت
سكِ بالعروة
به ،وأر شد الم سلمين إلى العت صام بح بل الدّ ين المت ين ،وال ّت َم ّ
الوثقى ،فما ذلك عليه بعزيز.
1344 جمادى الولى سنة 3
كتبه
()2
محمد سليم الجندي
() هذا كلم فيه دقة ،ويدل على نور البصيرة عند كاتبه ،فأفقه 1
الصحابة -على الطلق -أبو بكر وعمر ،على الرغم من قلة ما ينقل
عنهما -رضي اللّه عنهما -من آراء في بطون الكتب :المسندة وغير
المسسسندة ،ومسن أقوى الدلة على اتسسساع فقههمسسا ،ودقتسسه ،وصسسدقه،
وكونسه حقاً :إبقاء نظسم الحياة -فسي الجملة -فسي عصسريهما على هدي
النبوة ،وكان هذا شعارا ً لبي بكر في إنفاذ بعث أسامة ،فتدبّر!
() هسو محمسد سسليم بسن محمسد تقسي الديسن بسن محمسد سسليم 2
17
مفتي دوما
()1
مصطفى الشّطي
() هسسو مصسسطفى بسسن أحمسسد بسسن حسسسن بسسن عمسسر بسسن معروف 1
الشطسي ،ولد سسنة 1272هسس ،ونشسأ فسي رعايسة والده وعمسه ،ولزم
دروسهما ،أخذ علم التصوف عن الشيخ محمد الدندزاوي لما اجتمع
بسسه سسسنة 1305هسسس ،تولى الخطابسسة والتدريسسس فسسي المدرسسسة
الباذرائية =،وفي = سنة 1300هس صار كاتبا ً في محكمة البزورية،
وفسي سسنة 1327هسس تولى التدريسس فسي قضاء دومسا ،ثسم فسي سسنة
1331هس س وجهسست عليسسه الفتوى فيهسسا ،فاسسستقر هناك حتسسى أواخسسر
حياته ،توفي سنة 1348هس.
انظسر « :تاريسخ علماء دمشسق فسي القرن الرابسع عشسر الهجري»
(« ،)1/445مختصسسر طبقات الحنابلة» ( « ،)177-176معجسسم
المؤلفين» (.)12/237
«النقد والبيان في دفع أوهام
خزيران»
18
() هسسسو حفيسسسد الشيسسسخ خالد النقشبندي الصسسسوفي ،الذي جلب 1
19
النوآن ،وتناوب الجديدان ،وعلى آله وصمحبه الخيار ،والمقتفيمن أثرهمم إلى يوم الديمن،
وبعد:
أجلتم إنسمان الطرف فمي هذه الرسمالة «النّقمد والبيان فمي الرد على أوهام ُ فقمد
الفاضل خزيران» ،فوجدتها قد حو تْ نصوصَ مذاهب المسلمين ،ووافقت عمل ال سّلف
ال صالح والتابع ين ،لذلك حُقّ ل ها أن تكون كلمتها العليا ،ك ما يكون لمستقبلها من المآ ثر
الح سنى ،فجزى اللّه المؤّلفَ ين الفاضل ين المرشد ين ،على ما أود عا في نقده ما من روح
هذا الدّين الحنيف ،وتوخّيا في بيانهما راجح القوال من كل صحيح ،فكان من كل النّقد
والبيان ،أعلم واض حة ،و سبل نيرة ،يظ هر من ها ل كل ذي ب صيرة ذاك النّورُ المقت بس،
س َنةِ} [الن حل،]125 :
ظةِ ا ْلحَ َ
عَح ْكمَةِ وَا ْلمَوْ ِ
سبِيلِ رَبّ كَ بِا ْل ِ
من آي اللّه في قرآ نه{ :ادْ عُ ِإلِى َ
ف ما أجدر نا أن نهتدي بهدي القرآن الكر يم ،وع مل سيّد المر سلين ،أفل يس من هدي اللّه
شيْءٍ َفرُدّو هُ ِإلَى اللّ هِ وَالرّ سُولِ} [الن ساء ،]59 :فكان ال صّحابة قولهَ { :فإِ نْ تَنَازَعْتُ مْ فِي َ
والتابعون( ) مع علوّ مكانتهم ،وعظيم فضائلهم ،ل يعظّمون جنائزهم بالضّجيج والعَجيج، 2
ول بذاك المفرد المصمطلح عليمه اليوم ،ممما أدّى الممر إلى إحياء بدع ،وإماتمة سمنن،
وحا شا للّه أن ين سب من يحذو حذو ال سّنّة المطهرة إلى الزراء أو المتهان! إنّ والدي
المرحوم( ) قد خلت جنازته( ) من مثل هذه البدع؛ فلم تزل سيرتُها الحسنة تتناقلها اللسن4 3
جي ،ول حرج حينئذ في استخدامها. () تذكر على التّر ّ 3
مع مل التّضرّعات والبتهالت ،مم مد على ترتيم مي درء تلك المفاسم مار فمفالقتصم
العتراض( ) عن كل مخرّف أو مُحدَث في الد ين ما ل يس م نه ،ل ير فع وجوب ال مر 2
بالعرف( ) والنهي عن المنكر ،كفانا ما أسند أهل الزّيغ من الوصمات إلى أصل الدّين، 3
بسبب هكذا أعمال خالفت أصله المؤصل ،وركنه الموطّد ،هذا ما أدمى القلوب ،إننا بين
ظهراني طوائف متنوّعة ،تعلم معالمنا القويمة ،وتستخفّ من انتباذها ،وبين أمم زائغة،
ديدنها النّقد والهزء ،مع ما هي عليه من الجهل المركّب ،فما أوجب أن نتحصّن بأصول
حكِي مٍخ ْلفِ هِ تَنزِيلٌ مِ نْ َ هذا المل جأ المم نع ،الذي {لَ َيأْتِي هِ ا ْلبَاطِلُ مِن بَيْ نِ يَ َديْ هِ َولَ مِ نْ َ
حمِيدٍ} [ف صلت ،]42 :و ما أل يق أن نتك مل بقول عز من قائل{ :الْيَ ْو مَ َأ ْك َملْ تُ َلكُ مْ دِي َنكُ مْ َ
علَ ْي ُك مْ ِن ْعمَتِي} [المائدة ،]3 :فضلً ع ما وراء ذلك من نتائج ح سنة ،تعزّز روح َوأَ ْت َممْ تُ َ
حياتنا الجتماعية من كل وجه ،هذا رفع ال صّوت بالذّكر أمام الجنائز -فضلً عن غيره
من التّمطيط والتّشدّق -لهو جزئية من جزئيات بدع شوهت أصل الدين ،بنظر كل جاهل
ف يه ،ول كن كم من بد عة صغيرة لم تل بث ح تى اّت سع خرق ها ،وع ظم وزرُ ها ،و كم من
محرمات ومستنكرات هكذا كان بدؤها؟
فاربأوا أهل السلم بدينكم عن طعن الطّاعنين ،واستثمروا نتائجه التي ترقى بنا
إلى أوج ال سّعادة والفلح {يَا أَيّهَا الّذِي نَ آ َمنُواْ ا ّتقُواْ اللّ هَ وَآمِنُواْ ِبرَ سُوِلهِ ُيؤْ ِتكُ مْ ِك ْفلَيْ نِ مِن
غفُورٌ رّحِيمٌ} [الحديد.]28 :
جعَل ّلكُمْ نُورا َت ْمشُونَ ِبهِ َو َي ْغفِرْ َلكُمْ وَالّلهُ َ
حمَ ِتهِ وَ َي ْ
رّ ْ
() أخرجسسه الترمذي ( ،)2169وأحمسسد ( ،)391 ،390 ،5/388وفسسي 1
كتبه
()1
سعيد الحمزاوي
() هسسو محمسسد بسسن سسسعيد بسسن درويسسش آل حمزة ،الشهيسسر بالحمزاوي ،ولد 1
بدمشسسق سسسنة 1313هسسس ،وتعلم فيهسسا متلقيا ً عسسن كبار علمائهسسا ،كالمحدث بدر
الديسن الحسسني ،وحصسل على إجازات كثيرة منهسم ،كمسا حصسل مسن دمشسق على
الشهادة الثانوية ،تولى نقابة الشراف في شعبان سنة 1361هس ،وظل يشغلها
حتسى وفاتسه ،توفسي بحسي المهاجريسن فسي دمشسق صسباح الثلثاء 27ربيسع الول
،1398وجاء فسي ورقسة نعيسه« :اعتذار عسن عدم قبول أكاليسل= =الزهور ،بناء
على وصسيته ،التسي أوصسى فيهسا -أيضاً -أن يمشسي المشيعون بهدوء وسسكينة ،مسع
عدم رفع الصوات» ،وهكذا أوصى أبوه ،كما تقدم في كلمته.
ترجمتسسه فسسي« :تاريسسخ علماء دمشسسق فسسي القرن الرابسسع عشسسر الهجري» (
« ،)2/940إتحاف ذوي العنايسسة» ( « ،)65ذكريات علي الطنطاوي» (
1/204و 5/109و 3/280و.)4/149