You are on page 1of 1

‫"عمق الحساس‪...

‬وقمّة الخلص"‬
‫بقلم‪ :‬بلل محمود الوادي‬
‫ثلثة قرون ونصف مرّت على بنائه‪ " ،‬تاج محل " قصة تجسّد عمق الحساس‪،‬‬
‫ومثال للرجل الوفي المخلص الذي استمرّ بحياته ناجحا بمساعدة زوجته التي‬
‫وقفت بجانبه وساندته طوال حياته‪...‬‬

‫إمرأه ضربت أروع المثلة على الوفاء والخلص‪ ،‬ففتحت لها أبواب الـتاريخ‬
‫الواسـعة‪ ،‬وصار ضريحـها إحـدى عجـائب الدنيا السبع‪ ،‬تاج محل‪ ..‬شهادة‬
‫ميلد للحب الخالد‪ ،‬من الرخام البيض الطاهر حيث يمتزج الفن المعماري مع‬
‫التضحيات النسانية والمشاعر الفيّاضة‪.‬‬

‫وتعود قصة بناءه إلى زواج "شاه جيهان" من "تاج محل" والتي أنجبت من شاه أربعة عشر ولدا‬
‫وماتت على فراش الولدة في العام ‪ ،1630‬واعتزم شاه أن يخلّد ذكرى زوجته‪ ،‬فأبدع تاج محل‪ ،‬ذلك القصر‬
‫الكبير الذي أقامه في "أجرا" عاصمة حكم المغول‪.‬‬

‫ولم يكن بناءه في مثل هذه المدينة الجميلة‪ ،‬حيث تنتشر فيها القلع الجميلة ذات الحجار الحمراء‬
‫التي بناها أباطرة المغول‪ ،‬وقد كان بناء هذه التحفة المعمارية مشروطا بتنفيذ أربعة أشياء طلبتها من زوجها‬
‫بعد موتها وتعكس جميعها مدى الحب‬
‫وعمق الشعور التي كانت تكنّه له وهي‪:‬‬
‫أن يبني تاج محل‪ ،‬وأن يتزوّج بعدها‪،‬‬
‫وأن يحسن معاملة أبنائه‪ ،‬وأن يقوم‬
‫بزيارة الضريح في الذكرى السنوية‬
‫لوفاتها‪.‬‬
‫ولكنه وللسف لم يستطع‬
‫الوفاء إل بالوعدين الول والثاني‪ ،‬لنه‬
‫اعتقل لمدة ثماني سنوات توفي في‬
‫آخرها في القلعة الحمراء الكبيرة التي‬
‫تقع أمام تاج محل‪ ،‬وكان ينظر يوميا‬
‫إلى هذا الصرح الخالد‪ ،‬وكان يبكي‬
‫على وفاة زوجته الغالية التي لم تستطع‬
‫إمرأه سواها أن تمنحه الحب الذي‬
‫منحته إياه‪ ،‬ولم يستطع أي شيئ في العالم أن يعوّضه الحنان الذي افتقده بعد وفاتها وهي تضع له ابنه الرابع‬
‫عشر‪ ،‬فقد عاش الزوجان طوال الـ ‪ 19‬عاما من المودة والمحبة حتى كان يضرب بهما المثل‪.‬‬

You might also like