You are on page 1of 5

‫‪5‬‬

‫الربعـاء ‪ 01‬ذو القعـدة ‪ 1424‬هـ ‪ 24‬ديسمبر ‪ 2003‬العدد ‪9157‬‬

‫عبد الرحمن الراشد‬


‫فهمي هويدي‬
‫صالح القلب‬
‫بوب هيربرت‬
‫يوسف أمين شاكير‬
‫يغال كرمون‬
‫عصام حسن‬
‫سمير عطا ال‬
‫عبد ال باجبير‬
‫خالد القشطيني‬ ‫تقنية المعلومات‬
‫أحمد الربعي‬
‫محيي الدين اللذقاني‬ ‫مزيد ‪..‬‬

‫بريد القراء‬

‫وثائق سرية بريطانية وأميركية‬


‫اطلعت عليها «الشرق الوسط»‬
‫تكشف‪ :‬غزل متبادل مبكر بين‬
‫صدام ولندن وواشنطن والرئيس‬
‫السابق طلب إبقاء العلقات‬
‫سرية حتى ل يستغلها «أعداء»‬
‫البعث‬

‫واشنطن‪ :‬عماد مكي‬


‫كشفت وثائق سرية اميركية وبريطانية رفع الحظر عنها مؤخرا واطلعت عليها‬
‫«الشرق الوسط» عن عمق العلقة بين الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين‬
‫منذ شبابه وبين بريطانيا واميركا‪ ،‬وحتى بعد استخدامه للسلحة الكيميائية في‬
‫الحرب اليرانية العراقية ثم ضد الكراد فيما بعد‪ .‬وتوضح الوثائق صلته بشركة‬
‫بكتل للمقاولت وهي اكبر الشركات الميركية التي ساهمت في بناء مصنع‬
‫بتروكيميائي ابان تلك الفترة‪.‬‬
‫وتوضح الوثائق الجديدة كيف ان الوليات المتحدة اتخذت سياسة حيادية في العلن‬
‫من الحرب العراقية اليرانية في حين تغاضت بل وشجعت استخدام السلحة‬
‫الكيميائية ضد ايران في السر‪ ،‬كما قدمت بعض السلحة لصدام حسين‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي كان فيه العراق يخوض حربا طويلة مع ايران‪ ،‬فان الوليات‬
‫المتحدة اعتبرت نظام صدام حليفا هاما ضد الثورة اليرانية عام ‪ .1979‬وكانت‬
‫واشنطن قلقة من ان النموذج اليراني السلمي ربما ينتشر الى بقية دول المنطقة‬
‫الغنية بالنفط الضروري للقتصاد الميركي‪ .‬وقد حافظت الوليات المتحدة‪ ،‬علنا‪،‬‬
‫على حيادتها خلل الحرب العراقية اليرانية التي بدأت العام ‪ 1980‬واستمرت لمدة‬
‫‪ 8‬سنوات غير انها وثقت علقتها بصدام بدون العلن عن ذلك‪.‬‬
‫* صدام يمكن العمل معه‬
‫* فوفق احدى الوثائق السرية التي تم رفع الحظر عنها والتي كشفت عنها هيئة‬
‫«ارشيف المن القومي» التابعة لجامعة جورج واشنطن وحصلت عليها «الشرق‬
‫الوسط» طبقا لقانون حرية المعلومات الميركي‪ ،‬تقول السفارة البريطانية في‬
‫بغداد ان صدام حسين احد الشخاص الذين يمكن التعامل معهم وتصفه بانه‬
‫«شخص ذو ابتسامة جذابة»‪ .‬وتضيف الوثيقة «اذا امكن رؤيته بشكل اكثر فانه‬
‫يمكن العمل معه»‪ .‬وتصفه بانه «رجل يحسن تقديم نفسه»‪.‬‬
‫ويعود تاريخ هذه الوثيقة الى ‪ 15‬نوفمبر ‪ 1969‬وترسم فيها السفارة البريطانية‬
‫تحليل وصفيا لشخصية صدام حسين لترى ما اذا كان يمكن الدفع به للترقي في‬
‫سلك القيادات في العراق وتقييم مدى استعداده للتعامل مع بريطانيا‪ .‬وتعدد الوثيقة‬
‫صلته بالقيادة العراقية وقتذاك ومدى نفوذه في الحزب البعثي‪.‬‬
‫وفي وثيقة اخرى بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر (كانون الول) ‪ 1969‬يكتب السفير البريطاني‬
‫بلفور بول في برقية سرية الى وزارة الخارجية وشؤون الكومنويلث في لندن‬
‫واصفا صدام حسين بالقول «يبدو انه الخليفة المرشح لتولي العرش» وله «صعود‬
‫في دائرة الضوء»‪ .‬ويضيف السفير في وثيقته بأن صدام «يتحدث بحرارة تبدو‬
‫مخلصة» حول الكثير من الموضوعات‪ .‬وفي الوثيقة يصف السفير قول صدام ان‬
‫العلقة بين العراق والتحاد السوفيتي فرضت على حزب البعث نتيجة مناصرة‬
‫التحاد السوفيتي العلنية للقضية الفلسطينية ول تمثل توجها اصيل من قبل‬
‫الحزب‪ .‬وينقل السفير البريطاني قول صدام انه ل يريد علقات حميمة في العلن‬
‫«خشية ان يمسكها منتقدو العراق وحزب البعث ضدهم»‪ .‬وفي الحديث يعبر صدام‬
‫عن رغبة «حقيقية» في التعامل مع بريطانيا بل ومع الوليات المتحدة الميركية‪،‬‬
‫ويصف السفير صدام بانه «رجل له رأيه الخاص وشخص ل يستهان به وعضو‬
‫متصلب الرأي في سلك قيادة حزب البعث»‪ .‬وقال صدام مدافعا عن مدى علقته‬
‫بالتحاد السوفيتي قائل‪« :‬ليس المر بهذا السوء»‪ .‬وقال السفير انه قابل صدام‬
‫حسين «الصغير السن» في «مكتب صدام المتواضع» وكانت المحادثة باللغة‬
‫العربية التي كان يجيدها السفير‪.‬‬
‫* تحسن المور مع واشنطن‬
‫* وفي وثيقة اخرى من وزارة الخارجية الميركية يعود تاريخها الى ‪ 28‬ابريل‬
‫(نيسان) ‪ 1975‬تبرز حوارا بين وزير الخارجية آنذاك هنري كيسنجر ومستشاريه‬
‫في وزارة الخارجية حول ما وصف بانه «النشاط الدبلوماسي» التي من بغداد‪.‬‬
‫وفي نص الحوار يذكر نائب وزير الخارجية الميركي لشؤون الشرق الدنى الفريد‬
‫إيثرتون أن هناك محاولت وليدة من قبل بغداد «لتحسين المور» مع جيرانها‪.‬‬
‫ويقول كيسنجر ان هذا النشاط شيء متوقع وخصوصا بعد أن تم توقيع إتفاق‬
‫مبدئي في مارس ‪ 1975‬بين العراق وإيران والتي كانت حليفة كبيرة لميركا‬
‫وقتها تحت حكم الشاه رضا بهلوي لحل الخلف الحدودي بينهما على حساب‬
‫الكراد والذي قامت إيران واميركا بعده بإيقاف دعمهما لهم‪ .‬ويصف إيثرتون‬
‫صدام حسين بأنه «شخص جدير بالهتمام‪ ...‬إنه يدير المور هناك غير أنه قاسى‬
‫جدا‪ ...‬وعملي وذكي»‪ .‬وفي وثيقة أخرى بها نص حوار بين هنري كيسنجر‬
‫ووزير الخارجية العراقي سعدون حمادي في ‪ 17‬ديسمبر ‪ 1975‬تسرد المذكرة أول‬
‫لقاء وجها لوجه بين وزيري خارجية البلدين منذ سنوات والتي كان قد دعا إليها‬
‫كيسنجر لستبيان وسائل تطبيع العلقات مع العراق كجزء من حملة أكبر لتحسين‬
‫العلقات مع العالم العربي وخصوصا بعد أزمة النفط المصاحبة لحرب ‪ 1973‬بين‬
‫العرب وإسرائيل‪ .‬وفيها يقول كيسنجر لسعدون حمادي «ل أظن أن هناك أي‬
‫إصطدام أساسي في المصالح القومية بين العراق والوليات المتحدة الميركية»‪.‬‬
‫وعندما يرد حمادي ان الخلف يبقى اسرائيل‪ ،‬يقول كيسنجر أنه ل مساومة على‬
‫وجود إسرائيل ويقول «أما إذا كانت القضية (بين العرب وإسرائيل) هي مسألة‬
‫حدود فإننا يمكن أن نتعاون في ذلك»‪ .‬وفي اللقاء يتفق الوزيران أنه ل عوائق‬
‫أمام العلقات «القتصادية والثقافية»‪.‬‬
‫* الملك حسين كان يقرب بين واشنطن وبغداد‬
‫* وفي وثيقة أخرى تم الكشف عنها من السفارة الميركية في عمان بالردن في‬
‫‪ 19‬مارس ‪ 1985‬يتضح أن الملك حسين عاهل الردن السابق كان من أهم‬
‫الوسطاء بين بغداد والعراق وذلك قبل اعلن العلقات رسميا بين واشنطن وبغداد‬
‫في نوفمبر ‪ 1984.‬وفي هذه البرقية تظهر محاولت الملك حسين لجمع الزعماء‬
‫العرب ضد إيران ودعوته للرئيس حسني مبارك للنضمام الى صدام حسين في‬
‫لقاء‪ .‬ويقول الملك للسفير الميركي في عمان ان العراقيين «مسرورون للغاية»‬
‫من الدعم الدبلوماسي الميركي وكذلك «من التعاون الجمالي مع الوليات المتحدة‬
‫الميركية» اثناء الحرب مع ايران‪.‬‬
‫وفي برقية أخرى‪ ،‬توضح رضا اميركا غير المعلن عن استخدام العراق للسلحة‬
‫الكيماوية‪ ،‬من قسم رعاية المصالح الميركية في العراق في ‪ 7‬مارس ‪ 1984‬يقول‬
‫عصمت كتاني نائب وزير الخارجية العراقي وقتها معلقا على النتقادات الميركية‬
‫العلنية لستخدام العراق للسلحة الكيماوية ضد إيران انها لم تكن مناسبة من حيث‬
‫«التوقيت‪ ...‬والسلوب»‪ .‬ويقول ان الهم من كل ذلك هو أل تعيق هذه الحادثة‬
‫بين إقامة علقات ثنائية بين البلدين وهو ما تحقق فعليا فيما بعد حينما أعلنت‬
‫الوليات المتحدة الميركية إقامة علقات رسمية مع نظام صدام حسين في نوفمبر‬
‫‪.1984‬‬
‫* بكتل تعمل في العراق رغم استخدام السلحة الكيميائية ضد الكراد‬
‫* وفي وثيقة مؤرخة في سبتمبر ‪ 1988‬تذكر السفيرة الميركية في بغداد ابريل‬
‫غلسبي والتي يظن في كثير من الدوائر انها اعطت الشارة الخضراء للعراق‬
‫بغزو الكويت في اغسطس ‪ 1990‬تقول ان شركة بكتل للمقاولت قالت انها لن‬
‫تحترم حظرا كان الكونغرس قد فرضه علنا على قيام شركات اميركية بالعمل في‬
‫العراق بعد ان قام صدام حسين باستخدام الغارات الكيميائية ضد الكراد في مارس‬
‫من العام ذاته في حلبجة‪.‬‬
‫وتبين الوثيقة موافقة الدبلوماسيين الميركيين على قيام بكتل بذلك على الرغم من‬
‫حظر الكونغرس المعلن وذلك عن طريق استخدام مقاولين غير اميركيين او‬
‫شركات تابعة لها مقيدة في السجلت في دول اخرى على انها غير اميركية على‬
‫الرغم من انها مملوكة لشركات اميركية‪.‬‬
‫وتقول غلسبي «لقد قال ممثلو بكتل (في العراق) انه اذا تحول الحظر الى قانون‬
‫فانهم سيلجأون الى استخدام موردين غير اميركيين» لكي يحتفظوا بعقد كبير في‬
‫العراق كانت بكتل مع شركات اميركية اخرى قد فازت به لقامة الجزء الثاني من‬
‫مصنع بتروكيمائي في العراق تبلغ كلفته ملياري دولر كان نصيب الشركات‬
‫الميركية منه ‪ 300‬مليون دولر‪.‬‬
‫وقال جيم فاليت من مركز الطاقة الدائمة في واشنطن لـ«الشرق الوسط» ان‬
‫الشركة الميركية «بدعم من الدبلوماسيين الميركيين ارادت العمل في العراق على‬
‫الرغم من علمها يقينا ان صدام حسين استخدم اسلحة كيميائية ضد الكراد وضد‬
‫ايران»‪ .‬واضاف «لقد ارادت الشركة كسب المال فقط‪ ،‬ولم يكن يعنيها ما يمكن ان‬
‫يحدث للكراد جراء بعض منتجات المصنع»‪ .‬ومن المعروف ان موظفي بكتل كانوا‬
‫من ضمن الرهائن الغربيين الذين احتجزهم صدام حسين بعد غزوه للكويت كورقة‬
‫ضد تهديدات الوليات المتحدة بضربه عسكريا اذا لم ينسحب من الكويت‪ .‬وقد‬
‫اطلق صدام حسين سراحهم لحقا بعد وساطة بريطانية‪.‬‬
‫وقال توم بلنتون‪ ،‬المدير التنفيذي لرشيف المن القومي‪ ،‬وهو مركز ابحاث مقره‬
‫واشنطن‪ ،‬لـ«الشرق الوسط» «ان هدفنا من الكشف عن هذه الوثائق هو اعطاء‬
‫البعد التاريخي للحرب على العراق وللقرارت القتصادية بما فيها اعطاء عقود‬
‫لشركات هناك»‪ .‬وقال بلنتون «ان الحتلل للعراق يوصف بانه حرب اخلقية‬
‫جلية ضد الشر‪ .‬وترسم المور لنا في لونين ابيض واسود‪ .‬غير ان حقيقة التاريخ‬
‫وحقيقة العلقة بين الوليات المتحدة والعراق ترينا ان العلقة كانت مظلمة وليست‬
‫كلها لونين فقط‪ .‬لقد كانت العلقة سياسية للغاية وان القلق الميركي من اسلحة‬
‫الدمار الشامل ما هو ال زهرة تفتحت قريبا جدا فقط»‪.‬‬

‫‪The Editor‬‬ ‫‪Mail‬‬ ‫‪Advertising‬‬ ‫‪Distribution‬‬


‫رئيس‬ ‫‪Editorial‬‬ ‫‪Subscriptions‬‬ ‫‪Corrections‬‬
‫التــوزيــــ العــــــل ‪Address‬‬
‫هيئة التحرير‬ ‫الشتراكات‬ ‫تصويبات‬
‫التحريــر‬ ‫العنوان البريدي‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫‪)Copyright: 1978 - 2008 © Saudi Research & Publishing Company (SRPC‬‬

You might also like