You are on page 1of 43

‫من موقع القحطاني على شبكة النترنت‬

‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫والصلة والسلم على حبيبنا ورسولنا محمد بن عبد ال خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين ‪,‬‬
‫الحمد ل ‪ ,‬نحمده ونستعينه ‪ ,‬ونعوذ بال من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده ال فل مضل‬
‫له ‪ ,‬ومن يضلل فل هادي له ‪ ,‬واشهد ان ل اله ال ال وحده ل شريك له‬
‫واشهد ان محمدا عبده ورسوله‬
‫اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ‪,‬‬
‫اللهم ل تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ول أقل من ذلك أنت مولنا ونعم الوكيل‬
‫اللهم اغفر لمن قرأ هذا ‪ ,‬اللهم اغفر لهم ولبائهم ولرحامهم‬
‫ربّ اشرحْ لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي‬
‫هنيئا لكم يا من هم من خير امة اخرجت للناس‬
‫‪-----------------------------------------------‬‬
‫تفسير حديث الولي والعلقة بالخلفة والمهدي ‪1-‬‬
‫المقدمة‬
‫نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة‬
‫تفسير حديث الولي والعلقة بالخلفة والمهدي‬
‫–‬
‫‪-‬‬
‫"‬ ‫"‬ ‫–‬
‫‪,‬‬ ‫–‬

‫"‬ ‫‪" -‬‬


‫"‬ ‫‪" -‬‬
‫"‬ ‫‪"-‬‬
‫"‬ ‫–"‬
‫"‬ ‫–"‬
‫"‬ ‫–"‬

‫‪------------------------------------------‬‬
‫المقدمة‬
‫كلمة عن الكتيب‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫‪1‬‬
‫والحمد ل والصلة والسلم على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك‬

‫اما بعد ‪ ,‬ايها الحبة في ال ‪ ,‬نقدم لكم تفسير حديث الولي وصلته بالمهدي‬
‫بامكان كل من قرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫والسلم عليكم‬
‫اخوكم في ال الفقير الى ال ابو حسن‬
‫‪--------------------------------------------------‬‬
‫نداء لمن يريد المشاركة والمساعدة‬
‫أما الخوة والخوات الكرام الذين يودون المساعدة والمساهمة معنا‬
‫فان شاء ال لن نحرمهم من الثواب‬
‫ونطلب منكم ما استطعتم من التالي ونكرر ما استطعتم ‪ ,‬فل يكلف ال نفسا ال وسعها‬
‫نطلب منكم التوجه الى ال بالدعاء كي يكف ايدي الظالمين عنا ويوفقنا فيما يرضيه‬
‫نطلب منكم ان تطبعوا ما استطعتم مما نورده وتوفيره لمن ل يملك جهاز كمبيوتر ولكم الثواب ان شاء ال‬
‫كما نطلب منكم ان ترسلوا هذا الكتيب الى كل الخوة والخوات عبر البريد اللكتروني‬
‫نطلب منكم ان تخبروا الخرين عن مهمتنا عبر المنتديات وكافة مجالت النقاش في الكمبيوتر وبرامج اخرى‬
‫‪ ,‬ولكم الثواب ان شاء ال‬
‫نطلب ممن يستطيع الترجمة الى اي لغة ان يساعدنا‬

‫نرجوا من المولى عز وجل‬


‫ان تكونوا من الفئة الناجية الذي تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله ‪ ,‬وان حبيبنا ونبينا عليه افضل الصلة والسلم‬
‫خاتم النبياء وان تحبوا من حبهم رسولنا وان تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ‪ ,‬وأن تتقربوا من الرحمن وان ل تهنوا ول‬
‫تحزنوا‬
‫مهما حصل لنكم امة الحبيب ولنكم العلون فوال كفانا تفرق وكفانا خلف ولقد آن الوان للصحوة وللوحدة‬
‫فلم يبقى من الزمن ال القليل وهذا القليل المظلم يجب ان نستعد له بالتمسك بالسنة والصبر ‪ ,‬فسوف يليه الفجر ان شاء ال‬
‫فنحن خير أمة ووجب علينا ان نتصرف ونتعامل مع الناس كخير أمة‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫الجزء الول‬
‫الحديث القدسي‬
‫حدثني محمد بن عثمان بن كرامة ‪ ،‬حدثنا خالد بن مخلد ‪ ،‬حدثنا سليمان بن بلل ‪ ،‬حدثني شريك بن عبد ال بن أبي نمر ‪ ،‬عن‬
‫عطاء ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال قال ‪:‬‬
‫من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ‪ ،‬وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي‬
‫بالنوافل حتى أحبه ‪،‬‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه ‪،‬‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬
‫صحيح البخاري‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ب اشرحْ لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي‬
‫ر ّ‬

‫وجب علينا ان نفقه الحديث كلمة كلمة ونتدبره وذلك من فضل ال‬
‫‪2‬‬
‫سنشرح ونبين لكم ان شاء ال ما هو اكثر من ذلك وما يستحقه هذا الحديث القدسي من تدبر وشرح لنه كلم الحي القيوم على‬
‫لسان‬
‫حبيبه المصطفى عليه افضل الصلة والسلم ‪ ,‬لكن عليكم بالصبر والتأني ورجاء ال ان يشرح صدوركم لما سنبين مما علمنا ال‬
‫سبحانه وتعالى‬
‫لذلك ايها الحبة اوردنا لكم بعض سبل التقرب من الرحمن ‪ ,‬فمن اجتهد في هذه الوسائل وطلب القرب من ملك الملوك آتاه ال من‬
‫فضله ما يشاء من علم الكتاب والحكمة‬
‫فقبل ان تقرأ ما سنورده لك قم للرحمن وصلي ركعتين واطلب من الكريم ان يشرح لك صدرك ثم إقرأ ما سنورده‬
‫وعندما تنتهي من القرائه ل تبخل على الخرين في علمك فانشره قدر استطاعتك واحمد ربك وزد تواضعا وتقربا من الرحمن يزيد‬
‫علمك‬

‫الحديث يتكون من اربعة اجزاء رئيسية‬


‫الجزء الول هو الوعد اللهي ‪,‬والجزء الثاني هو تعريف للولي ‪,‬والجزء الثالث هو مرحلة فاذا احببته ‪ ,‬والجزء الرابع وهو الجزء‬
‫الكبر وهو تعريف مميزات وقدرات الولي‬

‫الجزء الول ‪ -‬الوعد اللهي‬


‫هو وعد من ال سبحانه وتعالى وال ل يخلف وعده ‪ ,‬والوعد هو ‪ -‬من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب‬
‫الوعد لكل من فكر ان يكون عدوا لمن يحبهه ال ‪ ,‬ووصفه ال سبحانه وتعالى بالولي ‪ ,‬وعد المولى عز وجل من يعادي وليه‬
‫بحرب ‪,‬‬
‫وذلك يعني تدمير شامل لمن يعادي ولي ال ‪ ,‬لنه ليس باستطاعة احد ان يفوز في حرب مع ملك الملوك‬
‫ولقد ورد ايضا من اهان لي وليا فقد آذنته بالحرب‬

‫لكن ما هي الحرب‬
‫الحرب تدبير وترتيب وخدعة واستعمال كل ما وجد للقتال وكل هذا في الحياة الدنيا ول يحتوي على عقاب الخرة من نار جهنم‬
‫اذا الحرب في الدنيا وقبل الموت ‪ ,‬ولم تستعمل كلمة الحرب مع ال سبحانه وتعالى ال في هذا الحديث القدسي وفي القرآن الكريم‬
‫لوصف من يتعامل بالربا‬
‫اذا هناك امران هامان جدا عند العزيز الجبار بعد الشرك بال ‪ ,‬التعامل بالربا بكافة اشكاله لن كلمة الربا وردت بصيغة مطلقة‬
‫ومعاداة اولياء ال‬
‫فمن تعامل بالربا بأي شكل كان ‪ ,‬دافعا ام مستفيدا ام شاهدا فهو الن في حرب مع ملك الملوك العزيز الجبار‬
‫وكل من عادى ولي من اولياء ال فهو الن في حرب مع ذو العزة والجبروت الذي ل يهزم‬
‫ربما يتصور من كان في هذه الحرب مع ال انه بخير ‪ ,‬وربما يكسب من المال الكثير ‪ ,‬وربما عنده خلفة كثيرة في صحة جيدة‬
‫لكن تأكدوا انه ما يحدث له هو اسلوب من اساليب الحرب و ما نعني بذلك‬
‫يكسب من المال الكثير – اذا ملك النسان مئة درهم ثم خسرها يحزن ‪ ,‬ولكن اذا ملك النسان مليون درهم ثم خسرها يحزن اكثر‬
‫وربما يمرض ‪,‬‬
‫و اذا ملك الناس مئة مليون درهم ثم خسرها يحزن وربما يمرض وربما يفقد عقله ‪ ,‬فمن عادى ولي من اولياء ال او تعامل‬
‫بالربا ويظن انه بخير فل يفرح كثيرا‬
‫ول يكون عنيد احمق ‪ ,‬عليه ان يصحوا فورا قبل فوات الوان‬
‫سيخصر الحرب ويهزم ل محالة ‪ ,‬ولكن ال يمهل ول يهمل‬
‫الخسارة المالية هي اخف الهزيمة‬
‫عنده خلفة كثيرة في صحة جيدة – اذا كان للنسان خلفة وهم صغار وخسرهم او خسر احدهم للمرض او المخدرات او مس الجن‬
‫تدمرت حياته فيصبح ذليل‬
‫فما ادراك اذا لم يحبه ولده بل عاداه واصبح يكرهه ‪ ,‬فيصبح ممن يتمنى الموت ول يأتيه‬
‫هذه الخسارة اكبر من المال ولكنها اصغر مما ل نريد وصفه‬

‫هذا معنى كلمة الحرب الناتجة من معاداة اولياء ال او التعامل بالربا‬

‫‪3‬‬
‫حرْبٍ ِمنَ الِّ َو َرسُو ِلهِ “ فمن كان مقيمًا على الربا ل ينـزع عنه‬
‫وقال علي بن أبي طلحة‪ ،‬عن ابن عباس‪ “ :‬فَ ِإنْ لَمْ تَفْ َعلُوا فَ ْأذَنُوا ِب َ‬
‫فحق على إمام المسلمين أن يستتيبه‪ ،‬فإن نـزع وإل ضرب عنقه‪.‬‬
‫تفسير ابن كثير‬

‫قوله “ بالحرب “‬
‫في رواية الكشميهني " بحرب " ووقع في حديث عائشة " من عادى لي وليا " وفي رواية لحمد " من آذى لي وليا "‬
‫وفي أخرى له " من آذى " وفي حديث ميمونة مثله " فقد استحل محاربتي " وفي رواية وهب بن منبه موقوفا‬
‫" قال ال من أهان وليي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة "‬
‫وفي حديث معاذ " فقد بارز ال بالمحاربة " وفي حديث أبي أمامة وأنس " فقد بارزني "‬
‫وقد استشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق ‪ ,‬والجواب أنه من المخاطبة بما يفهم ‪,‬‬
‫فإن الحرب تنشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلك وال ل يغلبه غالب ‪ ,‬فكأن المعنى فقد تعرض‬
‫لهلكي إياه ‪.‬‬
‫فأطلق الحرب وأراد لزمه أي أعمل به ما يعمله العدو المحارب ‪.‬‬
‫قال الفاكهاني ‪ :‬في هذا تهديد شديد ‪ ,‬لن من حاربه ال أهلكه ‪ ,‬وهو من المجاز البليغ ‪,‬‬
‫لن من كره من أحب ال خالف ال ومن خالف ال عانده ومن عانده أهلكه‬
‫وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالة ‪ ,‬فمن والى أولياء ال أكرمه ال ‪.‬‬
‫وقال الطوفي ‪ :‬لما كان ولي ال من تولى ال بالطاعة والتقوى توله ال بالحفظ والنصرة ‪,‬‬
‫وقد أجرى ال العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو ‪,‬‬
‫فعدو ولي ال عدو ال فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب ال ‪.‬‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري‬

‫”إن الّ تعالى قال من عادى” من المعاداة ضد الموالة ”لي” متعلق بقوله ”ولياً” ‪-‬المراد بالولي العارف بالّ المواظب على‬
‫طاعته المخلص في عبادته‬
‫وهو من تولي الّ بالطاعة فتوله الّ بالحفظ والنصر‪ ،‬فالولي هنا القريب من الّ باتباع أمره وتجنب نهيه وإكثار النفل‬
‫مع كونه ل يفتر عن ذكره ول يرى بقلبه سواه‬
‫“فقد آذنته بالحرب”‬
‫أي أعلمته بأني سأحاربه {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الّ ورسوله} ومن حاربه الّ أي عامله معاملة المحارب من التجلي‬
‫عليه‬
‫بمظاهر القهر والجلل وهذا في الغاية القصوى من النهديد والمراد عادى ولياً لجل وليته ل مطلقاً فخرج نحو محاكمته لخلص‬
‫حق أو كشف غامض‬
‫فيض القدر – شرح الجامع الصغير‬

‫وعن أنس بن مالك عن النبي‪.‬صلى ال عليه وسلم عن جبريل‪ ،‬عن ربه عز وجل قال‪:‬‬
‫" من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة‪ ،‬وما ترددت عن شيء أنا فاعله‪ ،‬ما ترددت قبض نفس مؤمن أكره مساءته ول بد له‬
‫منه‪،‬‬
‫عجْب فيفسده ذلك‪ ،‬وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما‬ ‫و أن من عبادي المؤمنين من يريد باباً من العبادة فأكفه عنه لئل يدخله ُ‬
‫افترضت عليه‪،‬‬
‫وما يزال عبدي يتنفل حتى أحبه‪ ،‬ومن أحببته كنت له سمعاً و بصراً ويداً ومؤيداً‪ ،‬دعاني فأجبته‪ ،‬وسألني فأعطيته‪ ،‬ونصح لي‬
‫فنصحت له‪.‬‬
‫و إن من عبادي المؤمنين من ل يُصلح إيمانه إل الفقر‪ ،‬و إن بسطت حاله أفسده ذلك و إن عبادي من ل يُصلح إيمانه إل الغنى ولو‬
‫أفقرته لفسده ذلك‪،‬‬
‫و إن من عبادي المؤمنين من ل يُصلح إيمانه إل السقم ولو أصححته لفسده ذلك‪ ،‬و إن من عبادي المؤمنين من ل يُصلح إيمانه‬
‫إل الصحة ولو أسقمته لفسده ذلك‪ .‬إني أُدبّر عبادي بعلمي بقلوبهم إني عليم خبير "‪.‬‬
‫ورواه عبد الكريم الجزري عن أنس مختصراً وقال فيه‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫" إني لسرع شيء إلى نصرة أوليائي‪ ،‬إني لغضب لهم أشدّ من غضب الليث الحرب "‪.‬‬
‫صفوة الصفوة لبن الجوزي‬

‫من الكبائر عند الذهبي‬


‫قال ال تعالى‪" :‬والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا"‬
‫وقال ال تعالى‪" :‬واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين"‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال تعالى قال‪:‬‬
‫"من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"‪ .‬وفي رواية فقد بارزني بالمحاربة أي أعلمته أني محارب له‪.‬‬
‫وفي الحديث أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلل في نفر فقالوا‪ :‬ما أخذت سيوف ال من عدو ال مأخذها فقال أبو بكر‬
‫رضي ال عنه‬
‫أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي صلى ال عليه وسلم فأخبره فقال‪ :‬يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لقد أغضبت ربك فأتاهم‬
‫أبو بكر رضي ال عنه فقال‬
‫يا أخوتاه أغضبتكم قالوا ل يغفر ال لك يا أخي‪ .‬وقولهم مأخذها أي لم تستوف حقها منه‪.‬‬
‫الكبائر للذهبي‬

‫وقال ابن أبي حاتم‪ :‬حدثنا علي بن الحسين‪ ،‬حدثنا محمد بن بشار‪ ،‬حدثنا عبد العلى‪ ،‬حدثنا هشام بن حسان‪ ،‬عن الحسن وابن‬
‫سيرين‪ ،‬أنهما قال وال إن‬
‫هؤلء الصيارفة لكلة الربا‪ ،‬وإنهم قد أذنوا بحرب من ال ورسوله‪ ،‬ولو كان على الناس إمام عادل لستتابهم‪ ،‬فإن تابوا وإل‬
‫وضع فيهم السلح‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬أوعدهم ال بالقتل كما تسمعون‪ ،‬وجعلهم بهرجا أينما أتوا ‪ ،‬فإياكم وما خالط هذه البيوع من الربا؛‬
‫فإن ال قد أوسع الحلل وأطابه‪ ،‬فل تلجئنكم إلى معصيته فاقة‪ .‬رواه ابن أبي حاتم‪.‬‬
‫تفسير ابن كثير‬
‫تفسير السعدي‬
‫يخبر تعالى عن أكلة الربا وسوء مآلهم وشدة منقلبهم‪ ،‬أنهم ل يقومون من قبورهم ليوم نشورهم إل كما يقوم الذي يتخبطه‬
‫الشيطان من المس‬
‫أي‪ :‬يصرعه الشيطان بالجنون‪ ،‬فيقومون من قبورهم حيارى سكارى مضطربين‪ ،‬متوقعين لعظيم النكال وعسر الوبال‪ ،‬فكما تقلبت‬
‫عقولهم و‬
‫قالوا إنما البيع مثل الربا وهذا ل يكون إل من جاهل عظيم جهله‪ ،‬أو متجاهل عظيم عناده‪ ،‬جازاهم ال من جنس أحوالهم فصارت‬
‫أحوالهم أحوال المجانين‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون قوله‪ :‬ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس‬
‫أنه لما انسلبت عقولهم في طلب المكاسب الربوية خفت أحلمهم وضعفت آراؤهم‪ ،‬وصاروا في هيئتهم وحركاتهم يشبهون‬
‫المجانين‬
‫في عدم انتظامها وانسلخ العقل الدبي عنهم‪،‬‬

‫لكن هناك امر هام وجب النتباه اليه‬


‫معاداة واهانة اولياء ال لم تتقيد بالولياء الحاضرين‬

‫سب أحد من الصحابة رضوان ال عليهم‬


‫ثبت في الصحيحين أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يقول ال تعالى‬
‫"من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"ل تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه"‪ .‬مخرج في الصحيحين‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫"ال ال في أصحابي ل تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم‬
‫ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى ال ومن آذى ال أوشك أن يأخذه"‪.‬‬
‫أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫ففي هذا الحديث وأمثاله بيان حالة من جعلهم غرضاً بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم وسبهم وافترى عليهم وعابهم وكفرهم‬
‫واجترأ عليهم‪.‬‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم "ال ال" كلمة تحذير وإنذار كما يقول المحذر" النار النار" أي احذروا النار‬
‫وقوله "ل تتخذوهم غرضاً بعدي" أي ل تتخذوهم غرضاً للسب والطعن كما يقال‪ :‬اتخذ فلن غرضاً لسبه أي هدفاً للسب"‬
‫وقوله "فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم" فهذا من أجل الفضائل والمناقب‬
‫لن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونصروه وآمنوا به وعزروه وواسوه بالنفس والموال‬
‫فمن أحبهم فإنما أحب النبي صلى ال عليه وسلم‪ .‬فحب أصحاب النبي صلى ال عليه وسلم عنوان محبته وبغضهم عنوان بغضه‬
‫كما جاء في الحديث الصحيح‪:‬‬
‫"حب النصار من اليمان وبغضهم من النفاق"‪.‬‬
‫وما ذاك إل لسابقتهم ومجاهدتهم أعداء ال بين يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وكذلك حب علي رضي ال عنه من اليمان وبغضه من النفاق‬
‫وإنما يعرف فضائل الصحابة رضي ال عنهم من تدبر أحوالهم وسيرهم وآثارهم في حياة رسول ال صلى ال عليه وسلم وبعد‬
‫موته من‬
‫المسابقة إلى اليمان والمجاهدة للكفار ونشر الدين وإظهار شعائر السلم وإعلء كلمة ال ورسوله وتعليم فرائضه وسننه‬
‫ولولهم ما وصل إلينا من الدين أصل ول فرع ول علمنا من الفرائض والسنن سنة ول فرضاً ول علمنا من الحاديث والخبار‬
‫شيئاً‪.‬‬
‫الكبائر للذهبي‬

‫الختلف بين اولياء ال ان حدث ل يعتبر معاداه‬

‫‪" -‬عن أبي هريرة رضي ال عنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫"إن ال تعالى قال‪" :‬من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب‪ ،‬وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه‪،‬‬
‫ول يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي يبصر به‪،‬‬
‫ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪ ،‬ولئن سألني لعطينه‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه" رواه البخاري" ‪.‬‬
‫قال صاحب الفصاح في هذا الحديث من الفقه إن ال سبحانه وتعالى قدم العذار إلى كل من عادى ولياً إنه قد آذنه بأنه محاربه‬
‫بنفس المعاداة‪،‬‬
‫وولي ال تعالى هو الذي يتبع ما شرعه ال تعالى فليحذر النسان من إيذاء قلوب أولياء ال عز وجل ومعنى المعاداة أن يتخذه‬
‫عدواً‪.‬‬
‫ول أرى المعنى إل من عاداه لجل ولية ال‪ ،‬وأما إذا كانت الحوال تقتضي نزاعاً بين وليين ل محاكمة أو خصومة راجعة إلى‬
‫استخراج‬
‫حق غامض فإن ذلك ل يدخل في هذا الحديث فإنه قد جرى أبي بكر وعمر رضي ال عنهما خصومة وبين العباس وعلي رضي ال‬
‫عنهما‬
‫وبين كثير من الصحابة وكلهم كانوا أولياء ال عز وجل‪.‬‬
‫شرح الربعين النووية في الحاديث الصحيحة النبوية ‪ -‬النووي‬

‫ما هو الحل ان كان هناك من هو في حرب مع ال سبحانه وتعالى ومع رسوله عليه افضل الصلة والسلم‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫علَى الِّ ِلّلذِينَ َي ْعمَلُونَ السّوءَ بِجَهَا َلةٍ ُثمّ َيتُوبُونَ ِمنْ َقرِيبٍ فَأُ ْولَ ِئكَ يَتُوبُ الُّ عَلَيْ ِهمْ وَكَانَ الُّ عَلِيمًا حَكِيمًا}‬
‫{إِ ّنمَا التّوْ َبةُ َ‬
‫[النساء‪]17 :‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫‪6‬‬
‫ن رَوْحِ الِّ إِلّ الْقَ ْومُ الكَا ِفرُونَ}‬
‫ن رَوْحِ الِّ ِإ ّنهُ لَ يَيْ َئسُ ِم ْ‬
‫{وَلَ تَيْ َأسُوا ِم ْ‬
‫[يوسف‪،]87 :‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ح َم ِة رَ ّبهِ إِلّ الضّالّونَ}‬
‫{ َو َمنْ يَ ْقنَطُ ِمنْ رَ ْ‬
‫[الحجر‪.]56 :‬‬

‫عليهم بالتوبة فورا والستسلم لذو العزة والجبروت الذي ل يُهزم ول يموت‬
‫اللهم يا ذا الجللة والكرام ‪ ,‬اللهم اهدي من قرأ هذا وكان في جهل من امره الى نورك يا نور السماوات والرض‬
‫اللهم اغفر لكل من قرأ هذا واحفظهم و ذويهم من الفتن‬
‫آمين‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫=======================================‬
‫الجزء الثاني ‪ -‬تعريف الولياء‬
‫تعريف الولي – وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‬
‫فالولي هو المؤمن الصالح الذي يتقرب الى ال بالنوافل ‪ ,‬والنوافل هي وسائل التقرب الى ال وسنورد بعضها لكم ان شاء ال‬
‫وبداية التقرب القيام بالفرائض وهي المؤهلت كما ذكرنا لكم‬
‫اذا قام العبد بالفرائض ‪,‬قام بها خوفا من النار ورغبة في الجنة ‪ ,‬فاذا ادى الفرائض حرّمت النار عليه ودخل الجنة ونال ما يريد‬
‫اذا ما الداعي لعمل المزيد‬
‫ل بد ان نخاف من النار ونرغب الجنة ولكن تأتي مرحلة اخرى بعد ذلك‬
‫وهي مرحلة " وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل "‬
‫وعبارة ما يزال تشير الى اللحاح ‪ ,‬فهذا العبد يحب ال ‪ ,‬لذلك ما يزال يتقرب الى ال بالنوافل ‪ ,‬لماذا نقول ذلك‬
‫عندما قام العبد بالفرائض كان من المسلمين ودخل الجنة وابعد عن النار ‪ ,‬لكنه قام بنوافل اخرى لسبب آخر ‪ ,‬مخافة ومرضاة‬
‫المولى عز وجل‬
‫وهذه المرحلة هي مرحلة المعرفة ثم مخافة ال ومن ثم محبة ال سبحانه وتعالى‬
‫وهذه المراحل هي اليمان والحسان‬
‫وان بدأ المؤمن بالتعرف على الرحمن بدأ بمخافة ذو العزة والجبروت ومحبته‬

‫فمن ادى الفريضة ثم زاد عليها بالنوافل وداوم على ذلك بين الرادة في التقرب من ال‬

‫وكل ما زاد بالنوافل زادت وكبرت ارادته بالتقرب من ال‬

‫فما زال يطرق باب الكريم حتي يفتح له الباب ‪ ,‬فاذا فتح الباب احب الرحمن من كان يطرق‬

‫كيف نبدأ بالمعرفة‬


‫الصرار في طلب العلم ‪ ,‬فبعد القيام بالفرائض ‪ ,‬وجب علينا ان نطلب العلم‬
‫‪7‬‬
‫ومن تعلم المور ايقن عظمة ال وايقن ايضا رحمة ال‬
‫من ايقن العظمة والرحمة اللهية ‪ ,‬احب الرحمن‬
‫وعندما تحبه تبذل الجهد كي تعبر عن محبتك‬
‫فتبدأ بالنوافل راغبا بالتقرب منه سبحانه وتعالى ‪ ,‬لنك قد حصلت على الجنة بالقيام بالفرائض الخمسة‬
‫فما الداعي لي عمل آخر سوى مخافة ال ومعرفته وحبه‬
‫لذلك يجيبك الرحمن ايضا بالمحبة ‪ ,‬فيقول وقوله الحق في هذا الحديث "حتى أحببته "‬

‫الستنتاج الول‬
‫نقوم بالفرائض فنتقرب اليه‬
‫ثم نتعرف على ال بالعلم والمعرفة و بالمزيد من التقرب اليه ‪ ,‬وذلك بالنوافل والمر بالمعرو ف والنهي عن المنكر حتى نصبح‬
‫من المؤمنين‬
‫فنخاف ال ول نفعل ما يغضبه ‪ ,‬فنصبح من المتقين‬
‫ونحب ال فنعبده كأننا نراه وان لم نراه نعبده كأنه يرانا في جميع اعمالنا ‪ ,‬فنصبح من المحسنين‬
‫فان احبنا كنا من اوليائه‬

‫أمر هام جدا‬


‫أشرنا الى ان الولي يتقرب من ال سبحانه وتعالى بالنوافل لنه يحب ال‬
‫كما بينا ان الحديث يشير الى مرحلة ما بعد التقرب الى ال بالنوافل وهي مرحلة "حتى أحببته" ‪ ,‬اي ان ال سبحانه وتعالى يحب‬
‫الولي‬
‫اذا هناك ولي يحب ال ‪ ,‬وال سبحانه وتعالى يحب الولي ‪ ,‬اذا المحبة بين الولي وال متبادلة‬
‫اذا من اهم صفات اولياء ال هي الحب المتبادل بينهم وبين المولى عز وجل‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫بين الولي وبين المولى عز وجل محبة متبادلة‬
‫اذا الولياء هم المشار اليهم في هذه اليات الكريمة من سورة المائدة التي تذكر الحب المتبادل‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫علَى الْكَا ِفرِينَ يُجَا ِهدُونَ‬ ‫عزّةٍ َ‬
‫يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ مَن َيرْ َتدّ مِنكُمْ عَن دِي ِنهِ َفسَ ْوفَ َيأْتِي الّ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ َويُحِبّو َنهُ َأذِّلةٍ عَلَى ا ْلمُ ْؤمِنِينَ َأ ِ‬
‫سبِيلِ الّ َولَ َيخَافُونَ َل ْو َمةَ لئِمٍ‬ ‫فِي َ‬
‫لةَ وَيُ ْؤتُونَ الزّكَاةَ َو ُهمْ‬
‫صَ‬‫سعٌ عَلِيمٌ ‪ 54‬إِ ّنمَا وَلِيّكُمُ الّ َو َرسُوُلهُ وَاّلذِينَ آمَنُواْ اّلذِينَ يُقِيمُونَ ال ّ‬ ‫ذَ ِلكَ َفضْلُ الّ يُؤْتِيهِ مَن َيشَاء وَالّ وَا ِ‬
‫رَاكِعُونَ‬
‫حزْبَ الّ هُمُ ا ْلغَاِلبُونَ‬ ‫‪َ 55‬ومَن يَ َتوَلّ الّ َو َرسُو َلهُ وَاّلذِينَ آمَنُواْ فَ ِإنّ ِ‬

‫سبحان القدوس ‪ ,‬سبحان الرحمن ‪ ,‬سبحان ال وبحمدة ملئ السماوات والرض وبقدر كل ذرة من كل شيء خلقه ‪ ,‬تسبيح وحمد‬
‫يتضاعف ول ينتهي‬
‫وكل ذلك ل يليق بمقام الحي القيوم ‪ ,‬ذو المقام الذي ل يعلى عليه ‪ ,‬ذو الجللة والكرام ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬

‫لنطلع على ما ورد في سورة يونس‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫حزَنُونَ ‪62‬‬ ‫علَيْهِمْ وَلَ هُمْ يَ ْ‬
‫أَل ِإنّ أَوْلِيَاء الّ لَ خَ ْوفٌ َ‬
‫خ َرةِ لَ تَ ْبدِيلَ لِكَ ِلمَاتِ الّ َذِلكَ هُوَ الْفَ ْوزُ ا ْلعَظِيمُ ‪64‬‬
‫شرَى فِي الْحَياةِ الدّنْيَا َوفِي ال ِ‬ ‫اّلذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ َيتّقُونَ ‪ 63‬لَهُمُ الْ ُب ْ‬

‫عرف معظم العلماء كلمة البشرى بالرؤيا الصالحة وهذا صحيح‬


‫ولكننا نقول ان هذا التفسير هو جزء من معنى الكلمة وال اعلم‬
‫والمعنى يتضمن قدرات هائله يهبها المولى عز وجل لهم من فضله وان شاء ال سنبين لكم ذلك بالتفصيل‬
‫ولكن الن نقول ان البشرى هي اثنتين ‪ ,‬بشرى في الدنيا وبشرى اخرى في الخرة ‪ ,‬والفوز بكلهما هو الفوز العظيم‬
‫البشرى في الدنيا هي الفوز العظيم على الرض ومن فيها‬
‫‪8‬‬
‫اما الفوز العظيم على الرض ‪ ,‬فهو النصر في الرض والسيطرة عليها كاملة وفتحها‬
‫واما الفوز العظيم على من في الرض فهو النصر في النفس وذلك نشر الدين‬
‫وكلهما يكمل معنى الفوز العظيم‬

‫كيف وصفهم الرسول عليه افضل الصلة والسلم يوم القيامة‬

‫أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الرحمن بن صالح الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن فضيل ‪ ،‬عن عمارة بن القعقاع ‪ ،‬عن‬
‫أبي زرعة ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ ، :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إن من عباد ال عبادا ليسوا بأنبياء ‪ ،‬يغبطهم النبياء والشهداء ‪ ،‬قيل ‪ :‬من هم لعلنا نحبهم ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬هم قوم تحابوا بنور ال من‬
‫غير‬
‫أرحام ول انتساب ‪ ،‬وجوههم نور على منابر من نور ‪ ،‬ل يخافون إذا خاف الناس ‪ ،‬ول يحزنون إذا حزن الناس "‬
‫ثم قرأ ‪ :‬أل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم يحزنون‬
‫صحيح ابن حبان‬

‫حدثنا زهير بن حرب ‪ ،‬وعثمان بن أبي شيبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا جرير ‪ ،‬عن عمارة بن القعقاع ‪ ،‬عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ‪،‬‬
‫أن عمر بن الخطاب ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إن من عباد ال لناسا ما هم بأنبياء ‪ ،‬ول شهداء يغبطهم النبياء والشهداء يوم القيامة ‪ ،‬بمكانهم من ال تعالى‬
‫" قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬تخبرنا من هم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" هم قوم تحابوا بروح ال على غير أرحام بينهم ‪ ،‬ول أموال يتعاطونها ‪ ،‬فوال إن وجوههم لنور ‪،‬‬
‫وإنهم على نور ل يخافون إذا خاف الناس ‪ ،‬ول يحزنون إذا حزن الناس "‬
‫وقرأ هذه الية أل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم يحزنون‬
‫سنن ابي داود‬

‫ثم إن رسول ال صلى ال عليه وسلم لما قضى صلته أقبل إلى الناس بوجهه فقال ‪:‬‬
‫" يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا ‪ ،‬واعلموا أن ل عبادا ليسوا بأنبياء ول شهداء يغبطهم ‪ ،‬النبيون والشهداء على مجالسهم‬
‫وقربهم من ال "‬
‫فجثى رجل من العراب من قاصية الناس ‪ ،‬وألوى بيده إلى نبي ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬يا نبي ال ناس من الناس ليسوا‬
‫بأنبياء‬
‫ول شهداء يغبطهم النبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من ال انعتهم لنا حلمهم لنا ‪ ،‬يعني صفهم لنا ‪ ،‬شكلهم لنا فسر وجه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬لسؤال العرابي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في ال وتصافوا ‪ ،‬يضع ال لهم يوم القيامة منابر‬
‫من نور فيجلسهم عليها‬
‫فيجعل وجوههم نورا ‪ ،‬وثيابهم نورا ‪ ،‬يفزع الناس يوم القيامة ول يفزعون ‪ ،‬وهم أولياء ال الذين ل خوف عليهم ول هم يحزنون‬
‫"‬
‫مسنج احمد بن حنبل‬

‫الستنتاج الثالث‬
‫الولياء ل يخافون ول يحزنون ولهم البشرى في الدنيا وذلك يعني الرؤيا الصالحة واكثر من ذلك كما سنبين ان شاء ال‬
‫لكن الحديث تخصص في وصف حالهم يوم القيامة وهذ جزء واحد من فضل ال كما سنبين‬
‫يوم القيامة ل يفزعون كما يفزع الناس وهذا من فضله ‪ ,‬ياتيهم ال سبحانه بفضل آخر يوم القيامة‬
‫حيث يضع لهم منابر من نور فيجلسهم عليها فتصبح وجوههم وثيابهم نور ‪ ,‬ويدخلهم الجنة ‪,‬‬
‫هنيئاً لهؤلء الولياء الذين آمنوا وكانوا يتقون‬
‫‪9‬‬
‫وذلك يعني بعد القيام بفرائض السلم كان لهم جهد كبير حتى اصبحوا من المؤمنين ثم من المتقين المحسنين‬
‫يحبون بعضهم البعض في ال وهم من شعوب مختلفة‬

‫لكن هل من الولياء من يحكم الناس‬

‫اما مسلم في صحيحه فبين ان بعضهم من الحكماء العادلين‬


‫حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ‪ ،‬وزهير بن حرب ‪ ،‬وابن نمير ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة ‪ ،‬عن عمرو يعني ابن دينار ‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن أوس ‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو‬
‫‪ ،‬قال ابن نمير ‪ :‬وأبو بكر ‪ :‬يبلغ به النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وفي حديث زهير ‪ :‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إن المقسطين عند ال على منابر من نور ‪ ،‬عن يمين الرحمن عز وجل ‪ ،‬وكلتا يديه يمين ‪ ،‬الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم‬
‫وما ولوا "‬
‫صحيح مسلم‬

‫اما ابن حبان في صحيحه فبين ان بعضهم المقسطون على اهليهم واولدهم وما ولوا‬
‫أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ابن أبي السري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا سفيان ‪ ،‬عن عمرو بن دينار ‪ ،‬أن عمرو بن أوس‬
‫أخبره ‪،‬‬
‫أن عبد ال بن عمرو بن العاص أخبره ‪ ،‬أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫" المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن ‪ ،‬وكلتا يديه يمين المقسطون على أهليهم ‪ ،‬وأولدهم ‪ ،‬وما ولوا "‬
‫قال أبو حاتم رضي ال عنه ‪ " :‬هذا الخبر من ألفاظ التعارف أطلق لفظه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم ‪ ،‬ل على الحقيقة‬
‫لعدم‬
‫وقوفهم على المراد منه إل بهذا الخطاب المذكور والمقسط ‪ :‬العدل ‪ ،‬والقاسط ‪ :‬العادل عن الطريق "‬
‫صحيح ابن حبان‬

‫الستنتاج الرابع‬
‫من الولياء الذي وصفنا من يحكم الناس بالعدل وسنبين المزيد في حينه‬

‫كيف وصفهم نبي ال عيسى عليه السلم في الدنيا‬

‫حدثنا عبد ال ‪ ،‬حدثنا أبي ‪ ،‬أخبرنا عوف بن جابر قال ‪ :‬سمعت محمد بن داود ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن وهب قال ‪:‬‬
‫" قال الحواريون ‪ :‬يا عيسى ‪ ،‬من أولياء ال عز وجل الذين ل خوف عليهم ول هم يحزنون ؟ قال عيسى ابن مريم ‪:‬‬
‫الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ‪ ،‬والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها‬
‫فأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم ‪ ،‬وتركوا ما علموا أن سيتركهم ؛ فصار استكثارهم منها استقلل ‪ ،‬وذكرهم إياها فواتا ‪،‬‬
‫وفرحهم بما أصابوا منها حزنا ؛ فما عارضهم من نائلها رفضوه ‪ ،‬وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه ‪ ،‬وخلقت الدنيا‬
‫عندهم ‪ ،‬فليسوا يجددونها‬
‫وخربت بينهم فليسوا يعمرونها ‪ ،‬وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها ‪ ،‬يهدمونها فيبنون بها آخرتهم‬
‫ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ‪ ،‬ورفضوها فكانوا فيها هم الفرحين ‪ ،‬ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلت‬
‫وأحيوا ذكر الموت ‪ ،‬وأماتوا ذكر الحياة‬
‫يحبون ال ‪ ،‬ويحبون ذكره‬
‫ويستضيئون بنوره ‪ ،‬ويضيئون به‬
‫لهم خبر عجيب ‪ ،‬وعندهم الخبر العجيب ‪ ،‬بهم قام الكتاب ‪ ،‬وبه قاموا ‪ ،‬وبهم نطق الكتاب ‪ ،‬وبه نطقوا ‪ ،‬وبهم علم الكتاب ‪ ،‬وبه‬
‫علموا‬
‫وليسوا يرون نائل مع ما نالوا ‪ ،‬ول أمانا دون ما يرجون ‪ ،‬ول خوفا دون ما يحذرون "‬
‫الزهد لحمد بن حنبل‬

‫يتسائل البعض ‪ ,‬ما علقة هذا بعلمات الساعة وبالمهدي‬


‫نقول نحن ل نقص قصصاً مخترعة كما يفعل من ندعوا لهم بالهداية‬
‫‪10‬‬
‫عليك بالصبر والتأني وقرائة ما نورده كله تكرارا ‪ ,‬وسترى العلقة ان شاء ال‬

‫انظروا الى وصف اصحاب المهدي كما أخرج نعيم بن حماد رحمه ال وأعطاه الجنة‬
‫لما جمع للمة من احاديث وآثار عن علمات الساعة‬

‫لكن وجب علينا اول ان نوضح لكم رأينا الشخصي بهذا الرجل الصالح‬

‫هذا الرجل الصالح رحمه ال الذي يذكره البعض من المة بغير الحق ‪ ,‬هداهم ال‬
‫هذا الرجل الصالح الذي جمع لنا الصحيح والضعيف من الحديث والثر وترك لنا القرار‬
‫على هؤلء ان يدعوا له بالرحمة وبجنة الفردوس لهتمامه بهذا الموضوع‬
‫هذا الرجل الصالح تخصص في الفتن و علمات الساعة‬
‫هناك قطعا العديد من الحسن والصحيح فيما اورد‬
‫وحتى الضعيف فيما اورد نرى بعضه يتحقق امام اعيننا‬
‫سنختصر القول لن هذا ليس موضوعنا ‪ ,‬لكن وجب علينا ان نبين ما نظن انه صحيح‬
‫تذكروا ان هذا الرجل الصالح كان شيخا واستاذا للمام البخاري رحمهم ال‬

‫حدثنا عبد ال بن مروان ‪ ،‬عن سعيد بن يزيد ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" يخرج المهدي من مكة بعد الخسف في ثلثمائة وأربعة عشر رجل ‪ ،‬عدة أهل بدر ‪ ،‬فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني ‪،‬‬
‫وأصحاب المهدي يومئذ جنتهم البراذع ‪ ،‬يعني تراسهم ‪ ،‬كان يسمى قبل ذلك ‪ :‬يوم البراذع ‪،‬‬
‫ويقال ‪ :‬إنه يسمع يومئذ صوت من السماء مناديا ينادي ‪ :‬أل إن أولياء ال أصحاب فلن ‪ ،‬يعني المهدي‬
‫فتكون الدبرة على أصحاب السفياني ‪ ،‬فيقتتلون ل يبقى منهم إل الشريد فيهربون إلى السفياني فيخبرونه‬
‫ويخرج المهدي إلى الشام ‪ ،‬فيتلقى السفياني المهدي ببيعته ‪ ،‬ويتسارع الناس إليه من كل وجه ‪ ،‬وتمل الرض عدل كما ملئت‬
‫جورا‬
‫كتاب 'الفتن' أخرجه الحافظ أبو عبد ال‪ -‬نعيم بن حماد شيخ المام البخاري وأستاذه والذي توفي في عام ‪ 229‬هجرية في كتاب‬
‫الفتن‬
‫اسناده حسن‬
‫أورده السيوطي المتوفي سنة‪ 911‬هجري في كتابه الحاوي للفتاوي ونسبه للمصنف‬

‫نا هارون بن عبد ال ‪ ،‬نا سيار بن حاتم ‪ ،‬نا جعفر بن سليمان ‪ ،‬نا لقمان الحنفي ‪ ،‬ويوسف بن يعقوب قال ‪:‬‬
‫" بلغنا أن ال ‪ ،‬عز وجل يقول لوليائه في القيامة ‪:‬‬
‫يا أوليائي ‪ ،‬طال ما لحظتكم في الدنيا وقد غارت أعينكم ‪ ،‬وقلصت شفاهكم عن الشربة ‪ ،‬وخفقت بطونكم ‪،‬‬
‫فتعاطوا الكأس فيما بينكم ‪ ،‬وكلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في اليام الخالية‬
‫الولياء لبن ابي الدنيا‬

‫الستنتاج الخير‬
‫اولياء ال ل يهزموا قطعا ‪ ,‬ومن اهم صفاتهم المحبة المتبادلة مع الرحمن ‪ ,‬هم على نور ويقينة ومعرفة‬
‫ل يخافون حين يخاف الناس ول يحزنون اذا حزن الناس ‪ ,‬اذلة على المؤمنين واعزة على الكافرين ‪ ,‬ل يخافون لومة لئم‬
‫المهديون الثلثة من الولياء ‪ ,‬لهم الفوز العظيم وهو البشرى في الدنيا والخرة‬
‫اما البشرى في الدنيا فهي السيطرة الكاملة بالنصر ‪ ,‬والفوز بنشر الدين والعدالة‬
‫واما البشرى في الخرة فهي منازلهم بالقرب من ال التي يتمناها النبياء والشهداء‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬


‫اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت بها كل شيء ‪ ،‬وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء‬
‫وبعظمتك التي غلبت بها كل شيء ‪ ،‬وبسلطانك الذي ملت به كل شيء ‪ ،‬وبقوتك التي ل يقوم لها شيء‬
‫وبنورك الذي أضاء له كل شيء ‪ ،‬وبعلمك الذي أحاط بكل شيء ‪ ،‬وباسمك الذي تبيد به كل شيء ‪ ،‬وبوجهك الباقي بعد فناء كل‬
‫شيء‬
‫‪11‬‬
‫اللهم اجعلنا و كل من قرأ هذا ممن يتقربون اليك بما تحبه وترضاه ‪ ,‬فيتعرّفون عليك حق المعرفة ويحبونك حق المحبة ‪ ,‬فتحبهم‬
‫هذا فضل منك تؤتيه من تشاء ‪ ,‬ياذا المنة ‪ ,‬اللهم منَ علينا و عليهم بفضلك‬
‫اللهم قربنا و قربهم اليك ‪ ,‬اللهم انا وهم نطرق على بابك اللهم ل تردنا و ل تردهم خائبين‬
‫الحمد لك كل الحمد لك يا ذا الجللة والكرام والصلة والسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫==================‬
‫الجزء الثالث‬

‫الجزء الثالث من الحديث ‪ ,‬مرحلة " فاذا أحببته"‬


‫الولي من ذكر او انثى الذي احب ال وتقرب اليه بالنوافل وابتلي وصبر وداوم بالنوافل حتى احبه ال‬
‫يقول المولى عز وجل " فاذا أحببته" وبهذ القول يصف مرحلة خاصة يصل اليها العبد الصالح‬
‫بهذه المرحلة يمن المولى عز وجل على العبد الصالح بفضل كبير‬

‫هذه العبارة ستبين لنا مدى رحمة الرحمن سبحانه وتعالى ‪ ,‬حين تتقرب منه بالعمال الصالحة وتتعرف عليه سبحانه وتبدأ بمحبته‬
‫تجد انه هو السابق بالمجبة لك دائما وهناك شاهد من القرآن الكريم ايضا الى ما اطلعنا ال عليه‬
‫قلنا لكم ايها الحبة حبوا الرحمن بالتقرب اليه يحبكم الرحمن‬
‫ولكن سنبين لكم مدى رحمة الرحمن حيث يسبقكم في المحبة‬

‫لنركز على عبارة " فإذا أحببته "‬

‫يجب علينا ان نتدبر كل كلمة من الحديث والثر وهذا حديث قدسي وذلك يعني انه كلم ال ذو الجللة والكرام‬
‫فكيف ل نتدبر كل كلمة منه‬

‫هذا الفضل العظيم الذي يمنّ به ذو الجللة والكرام على الولياء له نتيجة فورية ذات شأن‬
‫كما يبين لنا هذا الحديث‬

‫حدثنا محمد بن سلم ‪ ،‬أخبرنا مخلد ‪ ،‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني موسى بن عقبة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو هريرة رضي‬
‫ال عنه‬
‫عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬وتابعه أبو عاصم ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ ،‬قال‬
‫أخبرني موسى بن عقبة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‬
‫إذا أحب ال العبد نادى جبريل ‪ :‬إن ال يحب فلنا فأحببه ‪ ،‬فيحبه جبريل ‪،‬‬
‫فينادي جبريل في أهل السماء ‪ :‬إن ال يحب فلنا فأحبوه ‪ ،‬فيحبه أهل السماء ‪ ،‬ثم يوضع له القبول في الرض‬
‫صحيح بخاري‬
‫‪12‬‬
‫النتيجة الفورية لمحبتة ال سبحانه وتعالى‬

‫يأمر ال سبحانه وتعالى الملئكة ويبدأ بجبريل عليه السلم ‪ ,‬فيأمره ال ان يحب ذلك العبد الولي‬
‫فيحب جبريل الولي‬
‫فينادي جبريل عليه السلم بامر من ال سبحانه وتعالى ‪ ,‬ينادي في اهل السماء ان ال سبحانه وتعالى يحب هذ الولي ‪,‬‬
‫عليكم ان ترضوا عنه وتحبوه‬
‫فيرضى عنه ويحبه اهل السماء ‪ -‬ومن ضمنهم الملئكة‬
‫ثم يضع ال للولي الرضى والقبول في الرض‬

‫الستنتاج الول‬
‫النتيجة الفورية لمحبة ال سبحانه وتعالى لوليائه‬
‫هي محبة جبريل عليه السلم واهل السماء واهل الرض للولياء ايضا‬

‫ولكن أي فئة ممن يسكن الرض يحب اولياء ال‬


‫هذا الحديث يبين ذلك‬

‫حدثنا محمد بن محمد الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬ح محمد بن يوسف قال ‪ :‬ح سهل بن حماد أبو عتاب‬
‫قال ‪ :‬ح المختار بن نافع قال ‪ :‬ح أبو حبان التيمي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" رحم ال عثمان تستحيه الملئكة " قال الشيخ المام العارف رحمه ال ‪ :‬كان عثمان رضي ال عنه مقامه مقام الحياء ‪ ،‬والحياء‬
‫نزع يتولد من إجلل من يشاهده ‪ ،‬وتعظيم قدره ‪ ،‬ونقص يشاهده من نفسه ‪ ،‬فكأنه رضي ال عنه غلب عليه إجلل الحق عز وجل‬
‫‪ ،‬وتعظيمه ‪ ،‬وازدراء بنفسه ‪ ،‬ونظر إليها بعين النقص ‪ ،‬والتقصير ‪ ،‬وهما جليل خصال العباد الذين هم خصصاه ‪ ،‬ومن قربه الحق‬
‫عز وجل إلى نفسه ‪ ،‬وأدنى منزلته منه ‪ ،‬فجل قدر عثمان ‪ ،‬وعلت رتبته ‪ ،‬فاستحيا منه خاصة ال تعالى من خلقه ‪ ،‬وخصائصه من‬
‫عباده ‪ ،‬كما أن من أحب ال تعالى أحبه أولياؤه ‪ ،‬ومن خاف ال تعالى خافه كل شيء ‪ ،‬فقد جاء في الحديث ‪ " :‬إن ال تعالى إذا‬
‫أحب عبدا أمر مناديا ينادي في أهل السموات ‪ :‬أل إن ال تعالى أحب فلنا ‪ ،‬فأحبوه " ‪ ،‬فمن أحبه ال ‪ ،‬أحب ال عز وجل ‪،‬‬
‫ومن أحب ال عز وجل ‪ ،‬أحبه خاصته ‪ ،‬وأولياؤه ‪،‬‬
‫فكذلك قيل ‪ :‬من خاف ال تعالى خافته المخاوف ‪ ،‬وفي الحديث ‪ " :‬إن النار تقول ‪ :‬جز يا مؤمن ‪ ،‬فقد أطفأ نورك لهبي " فكذلك‬
‫من استحيا من ال عز وجل استحيا منه خاصة ال عز وجل ‪ ،‬وخالصته من خلقه ‪ ،‬أل يرى أن النبي صلى ال عليه وسلم لما دخل‬
‫عليه عثمان رضي ال عنه ‪ ،‬وفخذه مكشوفة ‪ ،‬غطاها حياء من عثمان ‪ ،‬وقال ‪ " :‬أل استحي ممن تستحي منه الملئكة " ‪.‬‬
‫والحياء حياءان ‪ :‬حياء من ال تعالى ‪ ،‬وحياء من الناس ‪ ،‬فالحياء من ال تعالى ما قاله النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ووصفه فيما‬
‫بحر الفوائد المسمى بمعاني الخيار للكلباذي‬

‫الستنتاج الثاني‬
‫اذا ل يحب اولياء ال ال امثالهم من اولياء ال‬

‫عبارة " فاذا أحببته" وصلتها بالحديثين المذكورين تبين لنا اربع فئات من الناس وموقفهم من اولياء ال‬

‫الفئة الولى‬
‫يجعل ال سبحانه وتعالى للولي نورا ينير به في الناس فيعرفه الولياء والمؤمنون والمحسنون ومن اراد ال لهم المعرفة‬
‫هؤلء ينظرون الى اولياء ال ويعرفونهم بمشيئة المولى عز وجل ويرون نورهم ويحبونهم‬

‫الستنتاج الثالث‬
‫من فضل محبة ال للولي تأثير فوري ‪ ,‬وهو معرفة الصالحين من الناس ومعرفة المنافقين والعداء‬

‫الفئة الثانية‬
‫‪13‬‬
‫هم المسلمون الذين لم يصلوا الى درجات اليمان والحسان فؤلئك ل يعرفون اولياء ال سبحانه وتعالى‬
‫وان رأوهم ل يرون نورهم فل يحبونهم حق المحبة ول يبغضون عليهم‬
‫ندعوا لهم بالتقرب من الحي القيوم والترقي الى مراحل اليمان والحسان‬

‫الفئة الثالثة‬
‫نوع آخر من المسلمين بالسم ‪ ,‬ل يفقهون ال القليل في السلم فيتخبطون في الرض وبمن فيها من انس وجن وزينة ول‬
‫يعرفون الولياء‬
‫ولكن ان رأوهم يكونون ممن يفضلون الحسد والبغضاء على طلب العلم من ال على يد هؤلء الولياء‬
‫ول يعرفون معزة هؤلء الولياء عند ال‬
‫هؤلء ل يتفقون ال مع من كان من صنفهم ول يحبهم اهل السماء ول اهل الرض من الولياء بل يبغضونهم‬

‫حدثنا محمد بن عبيد ‪ ,‬عن سفيان بن دينار التمار ‪ ,‬عن عدي بن ثابت قال ‪:‬‬
‫إن ال عز وجل إذا أحب عبدا نادى مناد من السماء ‪:‬‬
‫أل إن ال قد أحب فلنا فأحبوه ‪ .‬قال ‪ :‬فيحببه ال إلى أهل السماء وإلى أوليائه من أهل الرض‬
‫‪ ,‬وإذا أبغض عبدا نادى مناد من السماء ‪:‬‬
‫أل إن ال قد أبغض فلنا فأبغضوه فيبغضه ال إلى أهل السماء وإلى أوليائه من أهل الرض "‬
‫الزهد لهناد بن السري ومثله عند مسند احمد بن حنبل‬

‫الفئة الرابعة‬
‫نوع آخر ممن يدعون السلم وهم منافقين يضلهم الشيطان فيدبرون السوء ويتعاونون مع اعداء ال‬
‫وهؤلئك الذين يمكرون ‪ ,‬لكن ال خير الماكرين‬
‫وهؤلئك حزب الشيطان‬
‫يعلن ال سبحانه وتعالى عليهم الحرب‬
‫ومن وسائل تلك الحرب ان يسلط بعضهم على بعض‬

‫حدثنا جعفر بن محمد بن ماجد قال ‪ :‬نا أحمد بن بكر البالسي قال ‪ :‬نا عروة بن مروان العرقي قال ‪ :‬نا معتمر بن سليمان ‪،‬‬
‫عن الحجاج بن أرطاة ‪ ،‬عن محمد بن المنكدر ‪ ،‬عن جابر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" إن ال عز وجل يقول ‪ :‬أنتقم ممن أبغض بمن أبغض ‪ ،‬ثم أصير كل إلى النار "‬
‫لم يرو هذا الحديث عن ابن المنكدر إل الحجاج ‪ ،‬ول عن الحجاج إل معتمر ‪ ،‬تفرد به عروة بن مروان‬
‫المعجم الوسط للطبراني‬

‫الستنتاج الرابع‬
‫خلل فترة " فاذا أحببته"‬
‫يكشف على الولياء فيميزون بين الصالح والفاسد‬

‫وهذ هو معنى ما قاله صاحب الفتوحات حينما وصف المهدي والممهدون ‪ ,‬قال يطلعهم ال كشفا وشهودا على الحقائق‬
‫أن ال يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه أطلعهم كشفاً وشهوداً على الحقائق‬
‫وما هو أمر ال عليه في عباده فمبشاورتهم يفصل ما يفصل وهم العارفون‬
‫الفتوحات المكية‬

‫نتيجة محبة ال سبحانه وتعالى للولياء وفضله عليهم‬


‫يكشف ال جل وعلى لهم ‪ ,‬فيعرفون الفاسدين والمفسدين في الرض‬
‫وذلك ما سنشرحه لحقا باذن ال الذي يعلمنا ما ل نعلم ‪ ,‬سبحانه العزيز الحكيم‬
‫وهذا ما نرى وال اعلم‬

‫‪14‬‬
‫لكن لنركز على العبارة " فإذا أحببته " اكثر‬

‫وجب علينا التدبر في الحديث والثر‬

‫لم يأتي في الحديث قبل هذه العبارة اي ذكر لمحبة الولي للمولى عز وجل ‪ ,‬بل اتت هذه العبارة نتيجة جهد يقوم به الولي‬
‫اذن اتت محبة الرحمن للولي اول ‪ ,‬اشارة الى وسع رحمته ‪ ,‬فلقد سبق الولي بالمحبة‬

‫لذلك عليكم بالجهد في التقرب الى ال حتى اذا لم تفقهوا شيئا ‪,‬‬
‫يرى الرحمن سبحانه وتعالى جهدكم فيحبكم لجهدكم في التقرب اليه‬
‫فان احببكم ‪ ,‬يامر اهل السماء واهل الرض بمحبتكم‬
‫نتيجة هذا الفضل من ال تتبين لكم امور عديدة تجعلكم تفقهوا المور‬
‫ذلك الفقه يعرفكم في الرحمن اكثر ‪ ,‬فتدركون عظمة ال ورحمة ال اكثر‬
‫اما ادراك العظمة فهذا ما يجعلكم تخشوه اكثر‬
‫لذلك قال سبحانه وتعالى في سورة فاطر‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫خشَى الَّ ِمنْ عِبَا ِدهِ الْعُ َلمَاءُ‬
‫إِ ّنمَا َي ْ‬
‫الذين يعلمون أن ال على كل شيء قدير‬

‫سبحان العظيم‬
‫ال أكبر ذو الملكوت ‪ ،‬والجبروت ‪ ،‬والكبرياء ‪ ،‬والعظمة‬

‫وأما إدراك الرحمة ‪ -‬فهذا ما يجعل الولي يحب الرحمن سبحانه وتعالى الذي سبق الولي بالمحبة‬
‫فل تهنوا ول تحزنوا وانتم العلون ان كنتم مؤمنين‬

‫كذلك اتت في اليات الكريمة في سورة المائدة وصف لللولياء ومحبة ال سبحانه وتعالى لهم‬
‫حبّو َنهُ‬
‫عنْ دِي ِنهِ َفسَ ْوفَ يَأْتِي الُّ بِقَ ْومٍ ُيحِبّهُمْ وَيُ ِ‬
‫يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُوا َمنْ َيرْ َتدّ مِنْ ُكمْ َ‬

‫فذكر سبحانه وتعالى محبته لهم قبل محبتهم له لنه السابق بالمحبة‬

‫الستنتاج الخير‬
‫عليك بالتقرب الى ال سبحانه وتعالى واللحاح في ذلك بكل الوسائل المستطاع عليها حتى يحبك جل وعلى‬
‫وبعد ذلك سترى فضل ذلك المحبة‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬


‫اللهم إني عبدك ‪ ،‬ابن عبدك ‪ ،‬ابن أمتك ‪ ،‬ناصيتي بيدك ‪ ،‬ماض في حكمك ‪ ،‬عدل في قضاؤك ‪،‬‬
‫أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك ‪ ،‬أو أنزلته في كتابك ‪،‬‬
‫أو استأثرت به في علم الغيب عندك‬
‫أن تجعل القرآن ربيع قلبي وقلب كل من قرأ هذا‬
‫ونور صدري وصدر كل من قرأ هذا‬
‫وجلء حزني وحزن كل من قرأ هذا‬
‫وذهاب همي وهم كل من قرأ هذا‬
‫سبحان الملك القدوس ‪ ،‬رب الملئكة والروح ‪ ،‬بالعزة جللت السموات والرض‬
‫شدًا‬
‫ح َمةً َوهَيّئْ لَنَا ِمنْ َأ ْمرِنَا َر َ‬
‫ك رَ ْ‬
‫رَبّنَا آ ِتنَا مِن ّلدُن َ‬
‫خرِجْنَا ِمنْ هَـ ِذهِ الْ َقرْ َيةِ الظّالِمِ َأهْلُهَا وَاجْعَل لّنَا مِن ّلدُنكَ وَلِيّا وَاجْعَل لّنَا مِن ّلدُنكَ َنصِيرًا‬
‫رَبّنَا أَ ْ‬
‫الحمد ل الواحد الحد والصلة والسلم على حبيبنا ونبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين‬

‫‪15‬‬
‫=======================================‬

‫الجزء الرابع‬
‫فضل ال ‪ -‬القدرات الذي يمنحا العزيز الجبار سبحانه وتعالى لوليائه‬
‫حيث تحتوي في هذا الحديث على ست مميزات‬

‫هذا الجزء من الحديث صعب الستيعاب ‪ ,‬عليكم بالصبر والتأني ‪ ,‬فندعوا ال سبحانه وتعالى ان يجعله سهل‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ب اشرحْ لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عُقدةً من لساني يَفقهوا قولي‬
‫ر ّ‬

‫الجزء الثالث من الحديث ‪ ,‬صفات ومميزات القدرات الذي يمن ال سبحانه وتعالى بها على الولي‬
‫فإذا أحببته ‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني‬
‫لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه ‪،‬‬
‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬
‫يبين لنا المولى عز وجل الكرمات والقدرات الخاصة الذي يمنَ بها المولى عز وجل بفضله على الولي ‪ ,‬كمكافئة لذلك الولي‬
‫الذي احب ال وتقرب اليه بالنوافل وابتلي وصبر وداوم بالنوافل حتى احبه ال‬

‫الميزة الولى‬
‫" كنت سمعه الذي يسمع به "‬
‫في التفسير الذي اورده البهيقي ‪ ,‬قال و قال أبو سليمان رحمه ال ‪ :‬قوله ‪ " :‬وكنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به‬
‫‪،‬‬
‫ويده التي يبطش بها " وهذه أمثال ضربها ‪ ،‬والمعنى وال أعلم ؛ توفيقه في العمال التي يباشرها بهذه العضاء وتيسير المحبة‬
‫له فيها فيحفظ جوارحه عليه ‪،‬‬
‫ويعصمه عن مواقعة ما يكره ال من إصغاء إلى اللهو بسمعه‬

‫نقول جزاهم ال خيرا ‪ ,‬فقد تعلمنا منهم الكثير وندعوا لهم بالرحمة وجنة الفردوس لما قدموه لهذه المة‬
‫ونود ان نبين من المر المزيد ان شاء ال‬
‫وهذا من فضل ال الذي يعلمنا ما ل نعلم‬
‫نحن ل شيئ سوى ما منَ ال به علينا ‪ ,‬نحمدك على كرمك ‪ ,‬نحمدك على نعمة السلم‬
‫اللهم الحمد كل الحمد لك ‪ ,‬سبحانك وبحمدك ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫اللهم ان النفس امارة بالسوء ‪ ,‬اللهم اغفر لنا كل ما نظن اننا نعلم ‪ ,‬فل علم لنا ال ما علمتنا ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬

‫الكلم واضح حيث يقول ال سبحانه وتعالى " كنت سمعه الذي يسمع به "‬
‫وذلك يعني ان ال سبحانه وتعالى يهب الولي مميزات في السمع لم يملكها من قبل و ل يملكها الخرين‬
‫اي يعطيه القدرة على سمع ما لم يكن يسمع من قبل و ل يسمعه غيره‬
‫اي يفقه القول حين ل يفقهه غيره ‪ ,‬اي يميز بين الحق والباطل في القول‬
‫اي يهبه ال سبحانه وتعالى قدرات ل تتوفر عند العامة ‪ ,‬وبذلك يمكّنه من التمييز بين الحق والباطل بمجرد ان يسمع لما يقال‬
‫فيدرك كلم النفاق من كلم الصدق بمجرد سمعه‬
‫ويسمع قلبه عندما يطلع على المور ويكون ذلك من المولى عز وجل ول يكون من وسوسة الشيطان‬
‫‪16‬‬
‫وغير ذلك من صفات اخرى عديدة مميزة و خاصة بالسمع ‪.‬‬
‫هذه الميزة تتتطور حسب تتطور التقرب من ال وزيادة المحبة ‪ ,‬وارادة ال سبحانه وتعالى في ان يكرم الولي بقدرات اخرى‬
‫حتى تصل الى مستويات اخرى مذهله للعقل‬
‫حيث تصل الى مراحل الكشف ومعرفة الخطاب اللهي عند اللقاء‬
‫صبرا ايها الحبة سنبين لكم ان شاء ال‬

‫خلل مرحلة اليمان وذلك بعد جهد في النوافل والتقرب وبعد الكشف في معرفة الناس كما بينا خلل مرحلة "فاذا احببته"‬
‫يترقى الولي الى مرحلة اعلى حيث يتمتع فيها بفضل من المولى عز وجل ومنه السمع فوق القدرة العادية عند العامة‬
‫مثال ‪ -‬ينظر العبد الى امر من امور الناس كخطاب يلقيه رجل‬
‫فيفهم ما يستطيع ويسمع الى تفسير المعلقين ويقول المعلقين هذا خطاب رجل فاسد يكذب مثل‬
‫وهذا ما يدركه ‪ ,‬ولكن خلل مرحلة الولي وذلك بعد مرحلة " فان احببته" يستمع هذا الولي الى نفس الخطاب‬
‫ويكلمه قلبه ويسمعه فيدرك مما سمع ان هذا الرجل رجل صالح ويقول الحق‬
‫ويتبين له ذلك لحقا عندما يظهر الحق‬
‫وهذه قدرة هائلة حيث يعرف الحق من البيان الباطن قبل البرهان الظاهر‬

‫مثال آخر ‪ -‬قبل مرحلة الولي ‪ ,‬ولمدة ل يعلمها ال ال ‪ ,‬يمر بمرحلة بداية طلب العلم‬
‫وخللها ربما يقرأ هذا العبد حديث او أثر أو ايات من القرآن الكريم عدة مرات ويصعب عليه فهمها‬
‫ول يفقه منها شيأ ال ما يقرأه مما توفر اليه من تفسير‬
‫وبعد تلك المرحلة عندما يدخل في مرحلة " فاذا احببته" وهي مرحلة الولي ‪ ,‬يقرأ نفس الحديث أو‬
‫الثر او اليات الكريمة و يفقهها ويرى المور واضح‬
‫وكل ذلك ل يزيده ال تواضعا وذل امام من يعلمه سبحانه وتعالى‬
‫وبعد مرحلة "فاذا أحببته"‬
‫وخلل مرحلة " وكنت سمعه الذي يسمع به "‬
‫تتطور مقدرة الفهم وبدل ان تكون المور اوضح ‪ ,‬تصبح المور واضحة كالشمس‬
‫عندما يقرأ كلم ال يكلمه قلبه ويسمعه‬
‫وذلك جزء من ما سمي بمعرفة الخطاب اللهي عند أللقاء وذلك فضل من ال يؤتيه من يشاء‬

‫تتطور هذه الميزة الذي من َ ال بها عليه حتى تصل الى درجة سمع المخلوقات الخرى‬
‫ولن نعلق الكثير عن هذه الميزة الن‬
‫ولكن مع نهاية تفسيرنا ان شاء ال ستدركون ما نقول‬
‫حيث سنبين لكم ان شاء ال تفسير بعض اليات الكريمة الذي توضح اكثر من ذلك‬
‫سنبين لكم الدليل ان شاء ال من القرآن الكريم ومن الحديث والثر‬
‫حفظنا ال وحفظكم وكل من قرأ هذا مما هو آت من الفتن‬

‫الستنتاج‬
‫من القدرات الذي يهبها ال سبحانه وتعالى الى الولي قدرة‬
‫" كنت سمعه الذي يسمع به "‬
‫وذلك يعني انه يسمع ويفقه ما ل يسمعه ويفقههه الخرون‬
‫و ل يستعملها الولي ال لمرضاة ال سبحانه وتعالى ‪ ,‬وهذه قدرة واحدة من عدة قدرات من فضل ال سبحانه وتعالى‬
‫تتطور هذه القدرة كما سنبين ان شاء ال الى مراحل يكون معناها ما ل يفهمه العقل العادي‬
‫وسنبين لكم ذلك بالتدريج ان شاء ال‬

‫الحمد ل الواحد الحد ناصر المظلومين ومُعزّ المقرّبين والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬
‫اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد ‪ ،‬يا فعال لما تريد ‪ ،‬أسألك بعزك الذي ل يرام ‪ ،‬وملكك الذي ل يضام ‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫وبنورك الذي مل أركان عرشك‬
‫ان تغفر لنا ولكل من قرأ هذا ‪ ,‬اللهم اغفر لنا و لهم ولبائا ولبائهم ولرحامنا ولرحامهم‬
‫اللهم إجعلنا وإجعلهم وذوينا وذويهم ممن يقيمون الليل ابتغاء وجهك الكريم‬
‫اللهم إجعلنا وإجعلهم وذوينا ممن يحب كتابك الكريم وكلمك الذي ل يعلى عليه‬
‫اللهم اجعله ربيع قلوبنا و قلوبهم وقلوب ذوينا وذويهم في الدنيا‬
‫وأنيسنا وأنيسهم وانيس ذوينا وذويهم عند الوحشة‬
‫اللهم ل ترد كل من طرق على بابك خائبا‬
‫اللهم نحن عبادك نود رضاك والتقرب منك اللهم ل تردنا خائبين‬
‫الحمد ل مجيب المضطر اذا دعاه والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫=======================================‬
‫الميزة الثانية‬
‫"وبصره الذي يبصر به "‬

‫ورد في تفسير فتح الباري بشرح صحيح البخاري‬


‫قوله “ وبصره الذي يبصر به “ ‪ -‬في حديث عائشة في رواية عبد الواحد " عينه التي يبصر بها " وفي رواية يعقوب بن مجاهد‬
‫" عينيه التي يبصر بهما " بالتثنية وكذا قال في الذن واليد والرجل ‪ ,‬وزاد عبد الواحد في روايته " وفؤاده الذي يعقل به ‪,‬‬
‫ولسانه الذي يتكلم به " ونحوه في حديث أبي أمامة وفي حديث ميمونة " وقلبه الذي يعقل به " وفي حديث أنس " ومن أحببته‬
‫كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا " وقد استشكل كيف يكون الباري جل وعل سمع العبد وبصره إلخ ؟ والجواب من أوجه ‪ :‬أحدها‬
‫أنه ورد على سبيل التمثيل ‪ ,‬والمعنى كنت سمعه وبصره في إيثاره أمري فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي كما يحب هذه الجوارح ‪:‬‬
‫ثانيها أن المعنى كليته مشغولة بي فل يصغي بسمعه إل إلى ما يرضيني ‪ ,‬ول يرى ببصره إل ما أمرته به ‪ .‬ثالثها المعنى أحصل له‬
‫مقاصده كأنه ينالها بسمعه وبصره إلخ ‪ .‬رابعها كنت له في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله في المعاونة على عدوه خامسها‬
‫قال الفاكهاني وسبقه إلى معناه ابن هبيرة ‪ :‬هو فيما يظهر لي أنه على حذف مضاف ‪ ,‬والتقدير كنت حافظ سمعه الذي يسمع به فل‬
‫يسمع إل ما يحل استماعه ‪ ,‬وحافظ بصره كذلك إلخ ‪ .‬سادسها قال الفاكهاني ‪ :‬يحتمل معنى آخر أدق من الذي قبله ‪ ,‬وهو أن يكون‬
‫معنى سمعه مسموعه ‪ ,‬لن المصدر قد جاء بمعنى المفعول مثل فلن أملى بمعنى مأمولي ‪ ,‬والمعنى أنه ل يسمع إل ذكري ول يلتذ‬
‫إل بتلوة كتابي ول يأنس إل بمناجاتي ول ينظر إل في عجائب ملكوتي ول يمد يده إل فيما فيه رضاي ورجله كذلك ‪ ,‬وبمعناه قال‬
‫ابن هبيرة أيضا ‪ .‬وقال الطوفي ‪ :‬اتفق العلماء ممن يعتد بقوله أن هذا مجاز وكناية عن نصرة العبد وتأييده وإعانته ‪ ,‬حتى كأنه‬
‫سبحانه ينزل نفسه من عبده منزلة اللت التي يستعين بها ولهذا وقع في رواية " فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي‬
‫" قال ‪ :‬والتحادية زعموا أنه على حقيقته وأن الحق عين العبد ‪ ,‬واحتجوا بمجيء جبريل في صورة دحية ‪ ,‬قالوا فهو روحاني‬
‫خلع صورته وظهر بمظهر البشر ‪ ,‬قالوا فال أقدر على أن يظهر في صورة الوجود الكلي أو بعضه ‪ ,‬تعالى ال عما يقول الظالمون‬
‫علوا كبيرا ‪ .‬وقال الخطابي ‪ :‬هذه أمثال والمعنى توفيق ال لعبده في العمال التي يباشرها بهذه العضاء ‪ ,‬وتيسير المحبة له فيها‬
‫بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره ال من الصغاء إلى اللهو بسمعه ‪ ,‬ومن النظر إلى ما نهى ال عنه ببصره ‪,‬‬
‫ومن البطش فيما ل يحل له بيده ‪ ,‬ومن السعي إلى الباطل برجله ‪ .‬وإلى هذا نحا الداودي ‪ ,‬ومثله الكلباذي ‪ ,‬وعبر بقوله أحفظه‬
‫فل يتصرف إل في محابي ‪ ,‬لنه إذا أحبه كره له أن يتصرف فيما يكرهه منه ‪ .‬سابعها قال الخطابي أيضا ‪ :‬وقد يكون عبر بذلك عن‬
‫سرعة إجابة الدعاء والنجح في الطلب ‪ ,‬وذلك أن مساعي النسان كلها إنما تكون بهذه الجوارح المذكورة ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬وهو‬
‫منتزع مما تقدم ل يتحرك له جارحة إل في ال ول ‪ ,‬فهي كلها تعمل بالحق للحق ‪ .‬وأسند البيهقي في " الزهد " عن أبي عثمان‬
‫الجيزي أحد أئمة الطريق قال ‪ :‬معناه كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في السماع وعينه في النظر ويده في اللمس‬
‫ورجله في المشي ‪ .‬وحمله بعض متأخري الصوفية على ما يذكرونه من مقام الفناء والمحو ‪ ,‬وأنه الغاية التي ل شيء وراءها ‪,‬‬
‫وهو أن يكون قائما بإقامة ال له محبا بمحبته له ناظرا بنظره له من غير أن تبقى معه بقية تناط باسم أو تقف على رسم أو تتعلق‬
‫بأمر أو توصف بوصف ‪ ,‬ومعنى هذا الكلم أنه يشهد إقامة ال له حتى ‪ ,‬قام ومحبته له حتى أحبه ونظره إلى عبده حتى أقبل ناظرا‬
‫إليه بقلبه ‪ .‬وحمله بعض أهل الزيغ على ما يدعونه من أن العبد إذا لزم العبادة الظاهرة والباطنة حتى يصفى من الكدورات أنه‬
‫يصير في معنى الحق ‪ ,‬تعالى ال عن ذلك ‪ ,‬وأنه يفنى عن نفسه جملة حتى يشهد أن ال هو الذاكر لنفسه الموحد لنفسه المحب‬
‫لنفسه وأن هذه السباب والرسوم تصير عدما صرفا في شهوده وإن لم تعدم في الخارج ‪ ,‬وعلى الوجه كلها فل متمسك فيه‬
‫للتحادية ول القائلين بالوحدة المطلقة لقوله في بقية الحديث " ولئن سألني ‪ ,‬ولئن استعاذني " فإنه كالصريح في الرد عليهم ‪.‬‬

‫نقول والعلم عند ال‬


‫‪18‬‬
‫يرى ولي ال ما ل يراه غيره ‪ ,‬حيث يبصر بما منَ ال عليه من بصر ذو العزة والجبروت‬
‫وبذلك يميز بين الحق والباطل و يدرك ما وراء الحداث‬
‫ويرى ما يذهل عقل العاقل ‪ ,‬لكن ال سبحانه وتعالى يسهل له المور و يعينه على ذلك‬
‫مثال ‪ -‬هناك من ينظر الى برنامج على التلفاز فيعتبره برنامج نافع يفيد الناس‬
‫حتى القائمون على ذلك البرنامج هم صالحون ويظنون انهم يفعلون خيرا ‪,‬‬
‫لكن الولي يرى ما خلف ذلك فيدرك ان القصد من البرنامج ما هو ال فتنة وان كانت تلبس ثياب خارجية تشير الى الفادة بالمعرفة‬
‫بل ربما يرى ان المحطة التلفزيونية بكاملها ما هي ال فتنة ولو انها تقدم برامج مفيدة من حين الى آخر لتغطية القصد الشيطاني‬
‫الصلي‬
‫كما هو الحال الن في معظم المحطات الفضائية ولو ان ل يدرك ذلك ال اصحاب البصيرة وهم بعينهم من الولياء‬
‫اما العامة المتأثرة بالباس الخارجي لهذه المحطات الفضائية فل يرون ال الظاهر ‪ ,‬وبذلك ل يملكون من بصر اللهمن شيء‬
‫مثال آخر ‪ -‬يرى الولي ما ل يراه غيره واحيانا يكون الخير في حدث ما حين ل يرى الخرون الالشر في ذلك الحدث‬
‫فيرى الولي الخير في الحدث وان كان الحدث للخرين ل خير فيه ‪ ,‬والعكس صحيح كذلك‬
‫بمعنى آخر ‪ -‬اذا حدثت مصيبة يرى الولي منافعها وكذلك العكس‬
‫بصر الولي يكون في المنام وذلك الرؤيا الصالحة ويكون في اليقذة وهذا ما سنبينه لكم ان شاء ال‬
‫تتطور هذه الميزة الى مستويات اعلى بكثير تدريجيا‬
‫فان كان بصره شيء بسيط من بصر ال سبحانه وتعالى ‪ ,‬يرى ما ل يستطيع العقل استوعابه‬
‫لكن ال سبحانه وتعالى يمنَ عليه بالمقدرة على ذلك ومن تلك المراحل رؤية المخلوفات الخرى‬
‫من الملئكة والجن بإرادتها و دون إرادتها‬
‫وذلك يسمى نفوذ البصر وسنبين شواهد لذلك‬
‫نحن نعرف ان كلمنا فيه قليل بل كثير من صعوبة الستوعاب ‪ ,‬لكن صبرا‬
‫ان شاء ال تدريجيا سنبين لكم المور بوضوح اكثر‬

‫ورد في الفتوحات المكية نوعين من المعلومات عن الخليفة المهدي ووزرائه والممهدون‬


‫النوع الول عن علم وذلك نتيجة ما قرأه العلمة من كتب وبذلك اورد ما اورده ونحن نختلف معه الرأي في بعض المور‬
‫النوع الثاني كان عن كشف ونحن نوافقه في الرأي بتلك المور او معظمها‬
‫اورد العلمة ابن العربي رحمه ال معلومات هامة في امر المهدي والممهدون والوزراء‬
‫وكان ذلك عن كشف وسنورد لكم كل ذلك ان شاء ال‬
‫تكلم عن نفوذ البصر الذي يمنحه ال الى الولياء وهم المهديون ووزرائهم والممهدون لهم‬
‫هم اولياء يحبون ال وال يحبهم‬
‫وورد ذكر القوم الذين يحبون ال ويحبهم في القرآن الكريم كما بينا لكم آنفا وكيف سيأتي ال بهم‬
‫رجال ل يبغون ال مرضاة ال يلبسون الخشن كما لبسه عمر رضي ال عنه‬
‫لكنهم يواجهون صعوبات هائله لذلك يمن عليهم المولى عز وجل بقدرات هائلة يسخرها المولى عز وجل لهم‬
‫سبحان ال ‪ ,‬سبحان ذو العزة والجبروت‬

‫يقول العلمة محي الدين ابن عربي في نفوذ البصر‬


‫فذلك ليكون دعاؤه إلى ال على بصيرة في المدعو إليه ل في المدعو فينظر في عين كل مدعو وممن يدعو فيرى ما يمكن له‬
‫الجابة إلى دعوته فيدعوه من ذلك ولو بطرق اللحاح وما يرى منه أنه ل يجيب دعوته يدعوه من غير إلحاح لقامة الحجة عليه‬
‫خاصة فإن المهدي حجة ال على أهل زمانه وهي درجة النبياء التي تقع فيها المشاركة‬
‫قال ال تعالى إدعوا إلى ال على بصيرة أنا ومن اتبعني‬
‫أخبر بذلك عن نبيه صلى ال عليه وسلم فالمهدي ممن اتبعه وهو صلى ال عليه وسلم ل يخطىء في دعائه إلى ال فمتبعه ل‬
‫يخطىء فإنه يقفو أثره وكذا ود في الخبر صفة المهدي إنه قال صلى ال عليه وسلم يقفو أثري ل يخطىء وهذه هي العصمة في‬
‫الدعاء إلى ال وينالها كثير من الولياء بل كلهم‬
‫ومن حكم نفوذ البصر إن يدرك صاحبه الرواح النورية والنارية عن غير إرادة من الرواح و ظهور و تصور‬
‫كابن عباس وعائشة رضي ال عنهما حين أدركا جبريل عليه السلم وهو يكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم على غير علم من‬
‫جبريل‬
‫‪19‬‬
‫بذلك ول إرادة منه للظهور لهم فأخبر بذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ولم يعلما أنه جبريل عليه السلم‬
‫فقال لها صلى ال عليه وسلم أو قد رأيتيه ‪ ,‬وقال لبن عباس أرأيته ‪ -‬قال نعم ‪ -‬قال ذلك جبريل‬
‫وكذلك يدركون رجال الغيب في حال إرادتهم الحتجاب وإن ل يظهروا للبصار فيراهم صاحب هذا الحال‬

‫الستنتاج‬
‫من مميزات الولي الذي يحب ال وال يحبه ان يبصر بشيء من بصر ال فيرى النس و الجن دون ارادتهم‬
‫ويرى المنافق والعادل ايضا دون ارادته‬
‫لذلك ان قرأت من احاديث الساعة ما يصعب فهمه فل تتسارع بالحكم وإفقه القول‬
‫مثل ‪ -‬ياتي المهدي الثاني فيمل الرض قسطا وعدل ‪ ,‬وهنا الرض تعني المناطق العربية وبلد فارس والقسطنطينية‬
‫حسنا ‪ ,‬كيف يفعل ذلك ‪ ,‬كيف يرى الحق فيمن يعينه من وزراء وكيف يرى الوزراء الحق فيمن يعينونهم‬
‫والجواب هو ما يمن ال عليهم به من نفوذ البصر وقدرات أخرى‬
‫هذا خطاب ثقيل لكنه ما نراه صحيح وسنبين لكم ما يوضحه ويدعمه من شواهد من القرآن الكريم‬
‫هذا رأينا وال اعلم‬

‫الحمد ل الواحد الحد ناصر المظلومين ومُعزّ المقرّبين والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬
‫اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت بها كل شيء ‪ ،‬وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء ‪ ،‬وبعظمتك التي غلبت بها كل شيء‬
‫وبسلطانك الذي ملت به كل شيء ‪ ،‬وبقوتك التي ل يقوم لها شيء ‪ ،‬وبنورك الذي أضاء له كل شيء‬
‫وبعلمك الذي أحاط بكل شيء ‪ ،‬وباسمك الذي تبيد به كل شيء ‪ ،‬وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا‬
‫هادين مهتدين ‪ ،‬غير ضالين ول مضلين ‪ ،‬سلما لوليائك ‪ ،‬وعدوا لعدائك‬
‫نحب بحبك من أحبك ‪ ،‬ونعادي بعداوتك من خالفك‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا محبين لصحاب حبيبك‬
‫ابو بكر وعمر وعثمان وعلي‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا محبين لحفاد حبيبك الحسن والحسين وكافة اهل بيته‬
‫اللهم اجمعنا معهم ومع حبيبك في الفردوس العلى‬
‫اللهم هذه امة حبيبك ‪ ,‬اللهم مس هذه المة الشيطان بضر وانت ارحم الراحمين‬
‫اللهم رب جبرائيل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬وإسرافيل ‪ ،‬يا فاطر السماوات والرض ‪ ،‬يا عالم الغيب والشهادة‬
‫أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون‬
‫اهدنا واهد امة حبيبك لما اختلف فيه من الحق بإذنك‬
‫اللهم اجعل لهذه المة نورا من نورك وهدى من هدايتك‬
‫اللهم اجعل لهذه المة نورا في بصرها ونورا في قلبها ونورا في قرارها‬
‫اللهم الف بين قلوب كافة المسلمين ‪ ,‬اللهم وحد صفوفهم وانزع البغضاء من قلوبهم‬
‫لقد طال الزمان وآن الوان‬
‫شدًا‬‫ح َمةً َوهَيّئْ لَنَا ِمنْ َأ ْمرِنَا َر َ‬
‫ك رَ ْ‬
‫رَبّنَا آ ِتنَا مِن ّلدُن َ‬
‫ف رّحِيمٌ‬
‫غلّ لّّلذِينَ آمَنُوا رَبّنَا إِ ّنكَ رَؤُو ٌ‬ ‫رَبّنَا اغْ ِفرْ لَنَا وَلِخْوَانِنَا اّلذِينَ سَبَقُونَا بِالِْيمَانِ َولَ َتجْعَلْ فِي ُقلُوبِنَا ِ‬
‫يءٍ َقدِيرٌ‬
‫رَبّنَا أَ ْتمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْ ِفرْ لَنَا إِ ّنكَ عَلَى كُلّ شَ ْ‬
‫صرْنَا عَلَى ا ْلقَوْمِ ا ْلكَا ِفرِينَ‬‫ربّنَا اغْ ِفرْ َلنَا ذُنُوبَنَا َوِإسْرَافَنَا فِي َأ ْمرِنَا وَثَبّتْ َأ ْقدَامَنَا وان ُ‬
‫إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم الحمد ل الواحد الحد ناصر المظلومين ومُعزّ المقرّبين‬

‫‪20‬‬
‫والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫الميزة الثالثة‬
‫" كنت يده الذي يبطش بها "‬

‫هذه الميزة تتضمن قدرات هائلة بكل ما اراد فعله بيده وذلك يتضمن امور عدة منها‬
‫نصرة ال سبحانه وتعالى بالملئكة ‪ ,‬الم نقرأ في كتاب ال‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫سمِيعٌ عَلِيمٌ ‪ 17‬ذَِلكُمْ َوَأ ّ‬
‫ن‬ ‫حسَناً ِإنّ الّ َ‬ ‫ل َرمَى وَِليُبْلِيَ ا ْلمُ ْؤمِنِينَ مِ ْنهُ بَلء َ‬ ‫فََلمْ َتقْتُلُوهُمْ وَلَـ ِكنّ الّ قَتََلهُمْ َومَا َرمَيْتَ ِإ ْذ َرمَيْتَ وَلَـ ِكنّ ا ّ‬
‫الّ مُو ِهنُ كَ ْيدِ الْكَا ِفرِينَ‬
‫خ ْيرٌ لّكُمْ َوإِن تَعُودُواْ نَ ُعدْ َولَن ُتغْنِيَ عَنكُمْ ِفئَتُ ُكمْ شَيْئًا وَلَوْ كَ ُثرَتْ َوَأنّ الّ َمعَ‬
‫‪ 18‬إِن َتسْ َتفْتِحُواْ َف َقدْ جَاء ُكمُ الْ َف ْتحُ َوإِن تَن َتهُواْ فَهُوَ َ‬
‫ا ْلمُ ْؤمِنِينَ ‪19‬‬
‫سورة النفال‬

‫نعلم ان الصحابة رضي ال عنهم قتلوا بعض الكفار بايديهم ولكن ال يقول ولكن ال قتلهم وذلك معنى يده الذي يبطش بها‬
‫اي كانوا يضربون بايديهم وكانت ايديهم يد ال وكانت يد ال ايضا الملئكة التي كانت تحارب‬
‫عندما سؤل الحبيب عليه افضل الصلة والسلم من الصحابة ‪ ,‬كيف نميز بين ضربات سيوفهم وبين ضربات سيوف الملئكة‬
‫وضح لهم ان الملئكة عندما تضرب بالسيف تقطع وتحرق في نفس الضربة ‪ ,‬فقتيلهم ل ينزف جرحه ول ترى له دما‬

‫لذلك عندما تقرأ عبارة‬


‫" ذاك الذي وجهه كالدينار ‪ ،‬وأسنانه كالمنشار‪ ،‬وسيفه كحريق النار‪ ،‬يدخل الجيل ذليل ويخرج منه عزيزا‪ ،‬يكتنفه جبرئيل‬
‫وميكائيل"‬
‫ل تتسرع وإفقه القول ‪,‬فهذا المنصور وذلك يعني ان الملئكة تنصره‬

‫قال القرطبي في التذكرة‬


‫قال يكون على مقدمة عسكر المهدي صاحب الخرطوم وهو صاحب الناقة المعراء وصاحب المهدي‬
‫وناصر دين السلم وولي ال حقا‬
‫النّاقة الُنثى من الخيل ‪ ,‬وقيل ‪ :‬إنما تسمى بذلك إذا أَجذعت ‪ -‬اي استكملت سنتين ودخل في الثالثة ‪ ,‬مَعْراءُ أي ذهب شعرها كلّه‬

‫قال شهاب الدين الحلواني المتوفي عام ‪ 1308‬هجري‬


‫وظلم على السما واحمرار ‪ -‬مستطير وكوكب مستطيل‬
‫واضطرام يبدو من الشرق نار ‪ -‬تتلظى لياليا وتزول‬
‫وخسوف بالشام يمحو حرستا ‪ -‬وتوالى زلزل قد تغول‬
‫وانحسار الفرات عن جبل من ‪ -‬ذهب وكم وكم عليه قتيل‬
‫وطلوع القرن العجيب المرائى ‪ -‬ذى السنين التي دهاها المحول‬
‫ونداء من السماء بان الحق ‪ -‬في آل أحمد ما يحول‬
‫‪21‬‬
‫ونداء الشيطان في الرض أن في ‪ -‬آل عيسى أو غيره ل يزول‬
‫ولنصف من شهر صوم ترى الشمس ‪ -‬بوصف الكسوف حقا تحول‬
‫ولوله يخسف الطوس أو يخسف ‪ -‬فيه اثنتين فيما نقول‬
‫وبشوال اتحاد وفي تلوي ‪ -‬كرب يليه حرب طويل‬
‫ثم نهب الحاج والقتل يهم ‪ -‬بمنى فالدماء ثم تسيل‬
‫ثم يقضى خلفة ‪ -‬فيطول الخلف فيمن له المور تؤل‬
‫فيقوم المهدي من جهة الغرب ‪ -‬أو الشرق ردؤه جبريل‬
‫فهو سور على المقدمه الغرا‪ -‬وسور الوراء ميكائيل‬
‫والمير النسي مع جبريل ‪ -‬صاحب الخرطوم الولي الجليل‬
‫فهو عز المهدي ناصره المنصور ‪ -‬محبوبه فنعم الخليل‬
‫وله بيعتان الولى بمبداه ‪ -‬والخرى بمكة فتعول‬
‫للستئناس ‪ -‬فقط‬
‫من كتاب ‪ -‬العطر الوردي بشرح القطرالشهدي ‪ -‬لمحمد البلبيسي وهو شرح وتفسير لقصيدة او منظومة تسمى منظومة القطر‬
‫الشهدي في اوصاف المهدي‬
‫من كتاب ‪ -‬خمس رسائل ‪ -‬تاليف شهاب الدين الحلواني المتوفي عام ‪ 1308‬هجري‬
‫المستطير = المنتشر ‪ ,‬المستطيل = الممتد ‪ ,‬حرستا = قرية من قرى دمشق ‪ ,‬توالى = تتابع ‪ ,‬تغول = تفاجئ‬
‫القرن= نجم كهيئة القرن ‪ ،‬المرائى= متعدد الرؤيا ‪ ,‬الطوس = القمر ‪ ,‬بمبداه= اول امره غرب مكة ‪ ،‬تعول= تشتد‬

‫و في حديث حذيفة الطويل مرفوع ًا‬


‫فلو لم يبق من الدنيا إل يوم واحد لطول ال ذلك اليوم حتى تأتيهم رجل من أهل بيتي‬
‫تكون الملئكة بين يديه و يظهر السلم‬
‫اورده القرطبي في التذكره‬

‫ايها الحبه " كنت يده الذي يبطش بها " عبارة تاخذ ايام لتفسيرها ‪ ,‬فنكتفي بقول ان الولي‬
‫يبطش بيد ال ‪ ,‬كل ما فعل يكون على بصيرة و هؤلء القوم انصارهم ملئكة ويبطشون بيد ال‬
‫فاذا حاربوا نصروا دائما‬
‫اذا رفعوا اليدي للدعاء و استجيبوا‬
‫اذا لمسوا مريضا اشفاه ال‬
‫هم قوم اذلة على المؤمنين واعزة على الكافرين‬
‫هم من هذه المة ‪ ,‬خير امة اخرجت للناس‬
‫يرجعون الى الدين وينصرون ال فينصرهم‬
‫فكيف تهنوا وتحزنوا وانتم العلون ايها المؤمنين‬
‫عليكم بالعودة الى الدين وعليكم بتجديد الدين‬
‫وعليكم بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعليكم بالتقرب من العزيز الحكيم‬

‫حدثنا قتيبة قال ‪ :‬حدثنا رشدين بن سعد ‪ ،‬عن يونس ‪ ،‬عن ابن شهاب الزهري ‪ ،‬عن قبيصة بن ذؤيب ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫تخرج من خراسان رايات سود ل يردها شيء حتى تنصب بإيلياء‬
‫سنن الترمذي ‪ -‬الجامع الصحيح‬
‫ومسند احمد بن حنبل وغيرهم‬

‫كيف ل يردها شيء‬

‫الجابة‬
‫" ويده التي يبطش بها"‬
‫‪22‬‬
‫الستنتاج الرابع‬
‫من مميزات الولي الذي يحب ال وال يحبه ان يبطش بيد ال فكل ما فعله بيده ينصره ال ذو العزة والجبروت‬
‫لذلك ان قرأت من احاديث الساعة ما يصعب فهمه فل تتسارع بالحكم وإفقه القول‬

‫هذا هو رأينا ونظن انه الصحيح وال اعلم‬

‫الحمد ل الواحد الحد ناصر المظلومين ومُعزّ المقرّبين‬


‫والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫سبحان الملك القدوس ‪ ،‬رب الملئكة والروح ‪ ،‬بالعزة جللت السموات والرض‬
‫شدًا‬
‫ح َمةً َوهَيّئْ لَنَا ِمنْ َأ ْمرِنَا َر َ‬
‫ك رَ ْ‬
‫رَبّنَا آ ِتنَا مِن ّلدُن َ‬
‫خرِجْنَا ِمنْ هَـ ِذهِ الْ َقرْ َيةِ الظّالِمِ َأهْلُهَا وَاجْعَل لّنَا مِن ّلدُنكَ وَلِيّا وَاجْعَل لّنَا مِن ّلدُنكَ َنصِيرًا‬
‫رَبّنَا أَ ْ‬
‫الحمد ل مجيب المضطر اذا دعاه والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫=======================================‬
‫الميزة الرابعة‬
‫" ورجله الذي يمشي بها "‬

‫استغفر ال ‪ ,‬استغفر ال ‪ ,‬استغفر ال‬


‫المعنى هنا وال اعلم توجيهه حيث يذهب ويمشي ‪ ,‬فل يقع في اي تدبير سوء ول مؤامرة من انصار الشياطين ‪ ,‬فيكون ال‬
‫سبحانه وتعالى الحافظ ‪ ,‬يتوجه‬
‫الى الخير ويبعد عن الشر ‪.‬‬
‫تتطور هذه الميزة الى القدرة على المشي والسفر مسافات طويلة‬
‫ثم الى المشي على ما ل يمشي عليه البشر مثل الماء‬
‫ثم الى المشي بطرق ل يعرفها البشر‬
‫ثم تتطور هذه المرحلة الى درجات ل يستوعبها العقل‬
‫كما بينا في البرهان من القرآن الكريم في تفسير ما يخص ملكة سبأ وسليمان عليه السلم‬
‫سنبين في المستقبل ان شاء ال المزيد عن تطبيق هذه القدرة من قبل الخلفاء الثلثة الصالحين القادمين‬
‫والن نكتفي بالقول ان ال قادر على كل شيء‬
‫هذا ما نراه وال اعلم‬

‫لكم مثال‬
‫حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ‪ ،‬حدثنا عبد ال بن أحمد بن حنبل ‪ ،‬حدثنا محمد بن يزيد الكوفي ‪ ،‬حدثنا محمد بن فضيل ‪،‬‬
‫حدثنا الصلت بن مطر ‪ ،‬عن قدامة‬
‫بن حماظة ابن أخت سهم بن منجاب ‪ ,‬قال ‪ :‬سمعت سهم بن منجاب ‪ ،‬قال ‪ " :‬غزونا مع العلء بن الحضرمي ‪ ,‬فسرنا حتى أتينا‬
‫دارين ‪ ,‬والبحر بيننا وبينهم ‪ ,‬فقال ‪:‬‬
‫" يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم إنا عبيدك ‪ ,‬وفي سبيلك نقاتل عدوك ‪ ,‬اللهم فاجعل لنا إليهم سبيل "‬
‫فتقحم بنا البحر فخضنا ما يبلغ لبودنا الماء ‪ ,‬فخرجنا إليهم "‬
‫حلية الولياء‬

‫من ما ورد بهؤلء القوم‬


‫حدثنا خلف بن إبراهيم المقرئ ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا عبد الواحد بن أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الحسن بن عبد العلى ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪،‬‬
‫عن الثوري ‪ ،‬عن العمش ‪،‬‬
‫عن إبراهيم التيمي ‪ ،‬عن الحارث بن سويد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال علي رضي ال عنه ‪:‬‬
‫" لتملن الرض ظلما وجورا حتى ل يقول أحد ال ال حتى يضرب الدين بجرانه فإذا فعل ذلك‬
‫بعث ال قوما من أطراف الرض قزعا كقزع الخريف إني لعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم "‬
‫السنن الواردة في الفتن للداني‬
‫‪23‬‬
‫حدثنا يحيى بن آدم ‪ ،‬قال حدثنا أبو شهاب ‪ ،‬عن الحسن بن عمرو الفقيمي ‪ ،‬عن منذر الثوري ‪ ،‬عن سعد بن حذيفة ‪ ،‬قال‬
‫لما تحسر الناس سعيد بن العاص كتبوا بينهم كتابا أن ل ‪ ،‬يستعمل عليهم إل رجل يرضونه لنفسهم ودينهم‬
‫فبينما هم كذلك إذ قدم حذيفة من المدائن فأتوه بكتابهم فقالوا ‪ :‬يا أبا عبد ال ‪ ,‬صنعنا بهذا الرجل ما قد بلغك ‪ ,‬ثم كتبنا هذا‬
‫الكتاب وأحببنا أن ل نقطع أمرا دونك‬
‫فنظر في كتابهم وضحك وقال ‪ " :‬وال ما أدري أي المرين أردتم ؟ أردتم أن تتولوا سلطان قوم ليس لكم ؟‬
‫أردتم أن تردوا هذه الفتنة حيث أطلقت خطامها واستوت ‪ ,‬إنها لمرسلة من ال في الرض ترتعي حتى تطأ على خطامها‬
‫لن يستطيع أحد من الناس لها ردا وليس أحد من الناس يقاتل فيها إل قتل‬
‫حتى يبعث ال قزعا كقزع الخريف يكون بهم بينهم "‬
‫مصنف ابن ابي شيبة‬

‫حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ‪ ،‬ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ‪ ،‬ثنا عمرو بن محمد العنقزي ‪ ،‬ثنا يونس بن أبي‬
‫إسحاق ‪،‬‬
‫أخبرني عمار الدهني ‪ ،‬عن أبي الطفيل ‪ ،‬عن محمد بن الحنفية ‪ ،‬قال ‪ :‬كنا عند علي رضي ال عنه ‪ ،‬فسأله رجل عن المهدي‬
‫فقال علي رضي ال عنه ‪ :‬هيهات ‪ ،‬ثم عقد بيده سبعا ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫" ذاك يخرج في آخر الزمان إذا قال الرجل ‪ :‬ال ال قتل ‪،‬‬
‫فيجمع ال تعالى له قوما قزعا كقزع السحاب ‪ ،‬يؤلف ال بين قلوبهم ل يستوحشون إلى أحد ‪ ،‬ول يفرحون بأحد ‪،‬‬
‫يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر‬
‫لم يسبقهم الولون ول يدركهم الخرون‬
‫وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر‬
‫قال أبو الطفيل ‪ :‬قال ابن الحنفية ‪ :‬أتريده ؟ قلت ‪ " :‬نعم " ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه يخرج من بين هذين الخشبتين ‪ ،‬قلت ‪:‬‬
‫" ل جرم وال ل أريهما حتى أموت " ‪ ،‬فمات بها يعني مكة حرسها ال تعالى‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم‬
‫هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ‪ ،‬ولم يخرجاه‬

‫أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه إملء ببغداد ‪ ،‬قال ‪ :‬قرئ على يحيى بن حفص بن الزبرقان ‪ ،‬وأنا أسمع ‪ ،‬ثنا خلف بن تميم‬
‫أبو عبد الرحمن الكوفي‬
‫ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن مجاهد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال لي عبد ال بن عباس ‪ :‬لو لم أسمع أنك مثل أهل البيت ما‬
‫حدثتك بهذا الحديث ‪ ،‬قال‬
‫" فقال مجاهد ‪ :‬فإنه في ستر ل أذكره لمن تكره ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال ابن عباس‬
‫" منا أهل البيت أربعة ‪ :‬منا السفاح ‪ ،‬ومنا المنذر ‪ ،‬ومنا المنصور ‪ ،‬ومنا المهدي "‬
‫قال ‪ :‬فقال له مجاهد ‪ :‬فبين لي هؤلء الربعة ‪ ،‬فقال‬
‫" أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه ‪ ،‬وأما المنذر قال ‪ :‬فإنه يعطي المال الكثير ل يتعاظم في نفسه ويمسك القليل من‬
‫حقه‬
‫وأما المنصور ‪ :‬فإنه يعطى النصر على عدوه الشطر مما كان يعطى رسول ال صلى ال عليه وسلم يرعب منه عدوه على مسيرة‬
‫شهرين ‪ ،‬والمنصور يرعب عدوه منه على مسيرة شهر ‪ ،‬وأما المهدي الذي يمل الرض عدل كما ملئت جورا ‪ ،‬وتأمن البهائم‬
‫والسباع وتلقي الرض أفلذ كبدها "‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬وما أفلذ كبدها ؟ قال ‪ " :‬أمثال السطوانة من الذهب والفضة " " هذا حديث صحيح السناد ‪ ،‬ولم يخرجاه‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم‬

‫لماذا يرعب منه عدوه على مسيرة شهر‬

‫الجابة‬
‫" ورجله الذي يمشي بها "‬

‫الستنتاج‬
‫‪24‬‬
‫من مميزات الولي الذي يحب ال وال يحبه ان يمشي ويتنقل في الرض من مكان الى آخر باسلوب يصعب عقل العاقل ان يدركه‬
‫ونكتفي بذلك‬
‫هذا رأينا وال اعلم‬
‫عليكم بالعودة الى الدين وعليكم بتجديد الدين‬
‫وعليكم بالمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعليكم بالتقرب من العزيز الحكيم‬
‫لم يبق من الزمن ال القليل القليل‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫سمَاء أَن ُي ْرسِلَ عََليْكُمْ حَاصِبًا َفسَتَ ْعَلمُونَ َك ْيفَ‬ ‫سفَ بِ ُكمُ ا َل ْرضَ فَ ِإذَا هِيَ َتمُورُ ‪ 16‬أَمْ َأمِنتُم مّن فِي ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫سمَاء أَن َي ْ‬
‫َأَأمِنتُم مّن فِي ال ّ‬
‫ح َمنُ إِ ّنهُ ِبكُلّ‬‫ضنَ مَا ُي ْمسِكُ ُهنّ إِلّ الرّ ْ‬ ‫َنذِيرِ ‪17‬وَلَ َقدْ َكذّبَ اّلذِينَ مِن قَبْلِ ِهمْ فَكَ ْيفَ كَانَ نَكِيرِ ‪ 18‬أَ َولَمْ َيرَوْا إِلَى الطّ ْيرِ فَ ْوقَهُمْ صَافّاتٍ وَيَ ْق ِب ْ‬
‫سكَ‬ ‫غرُورٍ ‪َ 20‬أ ّمنْ َهذَا اّلذِي َي ْر ُزقُكُمْ ِإنْ َأ ْم َ‬ ‫ح َمنِ ِإنِ الْكَا ِفرُونَ إِلّ فِي ُ‬
‫صرُكُم مّن دُونِ الرّ ْ‬ ‫يءٍ َبصِيرٌ ‪َ19‬أ ّمنْ َهذَا اّلذِي هُوَ جُندٌ لّكُمْ يَن ُ‬ ‫شَ ْ‬
‫شأَكُمْ‬
‫صرَاطٍ ّمسْتَقِيمٍ ‪ 22‬قُلْ هُوَ اّلذِي أَن َ‬ ‫ِر ْز َقهُ بَل لّجّوا فِي عُتُوّ وَنُفُورٍ ‪َ21‬أ َفمَن َي ْمشِي مُكِبّا عَلَى وَجْ ِههِ َأ ْهدَى َأمّن َي ْمشِي سَ ِويّا عَلَى ِ‬
‫شرُونَ ‪ 24‬وَيَقُولُونَ مَتَى َهذَا‬ ‫ح َ‬ ‫س ْمعَ وَالَْ ْبصَارَ وَا َلْفْ ِئ َدةَ قَلِيلً مّا َتشْ ُكرُونَ ‪23‬قُلْ هُوَ اّلذِي ذَ َرأَكُمْ فِي ا َلْرْضِ َوإَِل ْيهِ ُت ْ‬
‫وَجَ َعلَ لَ ُكمُ ال ّ‬
‫عدُ إِن كُنتُمْ صَا ِدقِينَ ‪ 25‬قُلْ إِ ّنمَا الْ ِعلْمُ عِندَ الِّ َوإِ ّنمَا أَنَا َنذِيرٌ مّبِينٌ ‪26‬‬ ‫الْ َو ْ‬
‫الملك‬

‫=======================================‬

‫الميزة الخامسة‬
‫" وان سألني لعطينه "‬

‫ورد في تفسير هذه العبارة في فتح الباري بشرح صحيح البخاري‬


‫ضبطناه بوجهين الشهر بالنون بعد الذال المعجمة والثاني بالموحدة والمعنى أعذته مما يخاف ‪ ,‬وفي حديث أبي أمامة " وإذا‬
‫استنصر بي نصرته " وفي حديث أنس " نصحني فنصحت له " ويستفاد منه أن المراد بالنوافل جميع ما يندب من القوال‬
‫والفعال ‪ .‬وقد وقع في حديث أبي أمامة المذكور " وأحب عبادة عبدي إلى النصيحة " وقد استشكل بأن جماعة من العباد‬
‫والصلحاء دعوا وبالغوا ولم يجابوا ‪ ,‬والجواب أن الجابة تتنوع ‪ :‬فتارة يقع المطلوب بعينه على الفور ‪ ,‬وتارة يقع ولكن يتأخر‬
‫لحكمة فيه ‪ ,‬وتارة قد تقع الجابة ولكن بغير عين المطلوب حيث ل يكون في المطلوب مصلحة ناجزة وفي الواقع مصلحة ناجزة‬
‫أو أصلح منها ‪ .‬وفي الحديث عظم قدر الصلة فإنه ينشأ عنها محبة ال للعبد الذي يتقرب بها ‪ ,‬وذلك لنها محل المناجاة والقربة ‪,‬‬
‫ول واسطة فيها بين العبد وربه ‪ ,‬ول شيء أقر لعين العبد منها ولهذا جاء في حديث أنس المرفوع " وجعلت قرة عيني في الصلة‬
‫" أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح ‪ ,‬ومن كانت قرة عينه في شيء فإنه يود أن ل يفارقه ول يخرج منه لن فيه نعيمه وبه‬
‫تطيب حياته ‪ ,‬وإنما يحصل ذلك للعابد بالمصابرة على النصب ‪ ,‬فإن السالك غرض الفات والفتور ‪.‬‬

‫قال الطوفي‬
‫هذا الحديث أصل في السلوك إلى ال والوصول إلى معرفته ومحبته وطريقه‬
‫إذ المفترضات الباطنة وهي اليمان والظاهرة وهي السلم والمركب منهما وهو الحسان فيهما كما تضمنه حديث جبريل ‪,‬‬
‫والحسان يتضمن مقامات السالكين من الزهد والخلص والمراقبة وغيرها ‪ ,‬وفي الحديث أيضا أن من أتى بما وجب عليه وتقرب‬
‫بالنوافل لم يرد دعاؤه لوجود هذا الوعد الصادق المؤكد بالقسم ‪ ,‬وقد تقدم الجواب عما يتخلف من ذلك ‪ ,‬وفيه أن العبد ولو بلغ‬
‫أعلى الدرجات حتى يكون محبوبا ل ل ينقطع عن الطلب من ال لما فيه من الخضوع له وإظهار العبودية ‪ ,‬وقد تقدم تقرير هذا‬
‫واضحا في أوائل كتاب الدعوات ‪.‬‬

‫نقول‬
‫الكلم واضح ان دعاءه يستجاب ‪ ,‬ولكن الغير واضح انه يسأل ال ما فيه خير له في دينه وحياته ومماته‬
‫وما فيه خير للمة وما ل يغضب ال لنه حبيبه‬
‫ول حدود لذلك الدعاء ان كان خير له‬

‫لكم مثال‬
‫‪25‬‬
‫وقال الحارث ‪ :‬ثنا معاوية بن عمرو ‪ ،‬ثنا زائدة ‪ ،‬عن العمش ‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫" إن من أمتي من لو قام على باب أحدكم فسأله دينارا ما أعطاه ‪ ،‬أو درهما ما أعطاه ‪ ،‬أو فلسا ما أعطاه‬
‫ولو سأل ال تعالى الدنيا ما أعطاه ‪ ،‬وما يمنعه إل من كرامته عليه‬
‫ولو سأل ال الجنة لعطاه ولو أقسم على ال لبره "‬
‫المطالب العالية لبن حجر‬

‫دعائهم مستجاب حتى لو دعوا ال ان يسخر لهم الرض كلها لنشر العدل والدين‬

‫وفي الحديث ‪ -‬يخرج في آخر الزّمان رجلٌ يسمى َأمِيرَ ال ُعصَبِ‬


‫وقال بعضهم سمى أَمير ال َغضَبِ‪،‬‬
‫سرُونَ مُحَ ّقرُونَ مُ ْقصَ ْونَ عن أَبواب السلطان ومجالس الملوك‬ ‫حّ‬‫أَصحابه مُ َ‬
‫يأْتونه من كل أَوْبٍ كأَنهم َق َزعُ الخريف يُ َورّثُهُم ال مشارقَ الَرض ومغاربَها‬
‫حسّرُونَ " أي محقرون‬ ‫وفي الحديث " َأصْحَا ُبهُ ُم َ‬
‫لسان العرب لبن المنظور الفريقي‬

‫حدثنا عبد ال ‪ ،‬ذكر محمد بن إدريس ‪ ،‬نا أحمد بن أبي الحواري ‪ ،‬نا زيد بن عبيد ‪ ،‬عن خليد ‪ ،‬عن الحسن ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أحرقت خصاص بالبصرة وبقي خص في وسطها لم يحترق ‪ ،‬وأمير البصرة يومئذ أبو موسى الشعري ‪ ،‬فخبر بذلك ‪ ،‬فبعث إلى‬
‫صاحب الخص ‪،‬فأتي به فإذا شيخ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ،‬ما بال خصك لم يحترق ؟ فقال ‪ :‬إني أقسمت على ربي أل يحرقه ‪ ،‬فقال أبو‬
‫موسى ‪:‬أما إني سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫" يكون في أمتي رجال طلس رءوسهم ‪ ،‬دنس ثيابهم ‪ ،‬لو أقسموا على ال لبرهم "‬
‫الولياء لبن ابي الدنيا‬

‫حدثنا سليمان بن أحمد ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا بشر بن موسى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ‪ ،‬قال ‪ :‬ثنا مسلمة بن جعفر الحمسي‬
‫العور ‪،‬عن عبد الحميد الزيادي ‪ ،‬وهو عبد الحميد بن كرديد عن الحسن البصري ‪ ،‬رحمه ال تعالى قال ‪:‬‬
‫" إن ل عز وجل عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار مخلدين قلوبهم محزونة وشرورهم‬
‫مأمونة حوائجهم خفيفة وأنفسهم عفيفة صبروا أياما قصارا تعقب راحة طويلة ‪ ،‬أما الليل فمصافة أقدامهم تسيل دموعهم على‬
‫خدودهم يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا ‪،‬وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح ‪ ،‬ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما‬
‫بالقوم من مرض ‪ ،‬أو خولطوا ولقد خالط القوم من ذكر الخرة أمر عظيم‬
‫حلية الولياء‬

‫حدثنا علي بن ميمون الرقي قال ‪ :‬حدثنا يعقوب الحنيني عن كثير بن كثير بن عبد ال بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه و سلم‬
‫ل تقوم الساعة حتى يكون أدنى مسالح المسلمين ببولء ‪ ،‬ثم قال يا علي يا علي يا علي ثم قال يا بني قال ‪:‬‬
‫إنكم ستقاتلون بني الصفر و يقاتلهم الذين من بعدكم حتى يخرج إليهم روقة السلم أهل الحجاز الذين ل يخافون في ال لومة لئم‬
‫ثم يفتحون قسطنطينية بالتسبيح و التكبير‬
‫فيصيبون غنائم لم يصيبوا مثلها حتى يقتسموا بالترسة ‪ ،‬فيأتي آت فيقول إن المسيح قد خرج إلى بلدكم أل و هي كذبة فالخذ‬
‫نادم و التارك نادم ‪.‬‬
‫اخرجه ابن ماجة‬

‫كيف يعقل ان تفتح القسطنطينية بالتسبيح والتكبير‬

‫الجابة ‪-‬‬
‫" وان سألني لعطينه "‬

‫حدثنا قتيبة بن سعيد ‪ ،‬حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد ‪ ،‬عن ثور وهو ابن زيد الديلي ‪ ،‬عن أبي الغيث ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال‬
‫‪26‬‬
‫" سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر ؟ " قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬يا رسول ال قال‬
‫" ل تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق ‪ ،‬فإذا جاءوها نزلوا‬
‫فلم يقاتلوا بسلح ولم يرموا بسهم ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬ل إله إل ال وال أكبر ‪ ،‬فيسقط أحد جانبيها‬
‫‪ -‬قال ثور ‪ :‬ل أعلمه إل قال ‪ -‬الذي في البحر ‪،‬‬
‫ثم يقولوا الثانية‬
‫ل إله إل ال وال أكبر ‪ ،‬فيسقط جانبها الخر ‪،‬‬
‫ثم يقولوا الثالثة‬
‫ل إله إل ال وال أكبر ‪ ،‬فيفرج لهم ‪،‬‬
‫فيدخلوها فيغنموا ‪ ،‬فبينما هم يقتسمون المغانم ‪ ،‬إذ جاءهم الصريخ ‪ ،‬فقال‬
‫إن الدجال قد خرج ‪ ،‬فيتركون كل شيء ويرجعون "‬
‫حدثني محمد بن مرزوق ‪ ،‬حدثنا بشر بن عمر الزهراني ‪ ،‬حدثني سليمان بن بلل ‪ ،‬حدثنا ثور بن زيد الديلي في هذا السناد بمثله‬
‫صحيح مسلم‬

‫كيف يعقل ان يسقط جانب مدينة بالتهليل والتكبير‬

‫الجابة ‪-‬‬
‫" وان سألني لعطينه "‬

‫الستنتاج‬
‫ل يدعوا الولي بما يغضب حبيبه سبحانه وتعالى ‪ ,‬ودعائه مستجاب‬
‫فان لم يستجاب فذلك كرما من ال عليه لن ال يعلم الخير للولي‬
‫فان كان دعائه فيه خير له في دينه وحياته ومماته وعاجل امره وآجله ‪ ,‬يستجاب دعائه فورا‬
‫وان كان الدعاء للمة ربما كانت الستجابة بعد حين حيث يكون تدبير من ال لما فيه الخير للولي وللمة‬
‫هذا ما نظن وال اعلم‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫جعَُلكُمْ خَُلفَاء الَْ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫شفُ السّو َء وَيَ ْ‬
‫َأمّن ُيجِيبُ ا ْل ُمضْطَرّ ِإذَا دَعَاهُ وَ َيكْ ِ‬
‫أَإَِلهٌ مّعَ الِّ قَلِيلً مّا تَ َذكّرُونَ ‪62‬‬
‫النمل‬

‫نتقول لكم ادعوا معنا ببعض ما كان يدعوا به الحبيب عليه افضل الصلة والسلم‬
‫اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ‪ ،‬وتجمع بها أمري ‪ ،‬وتلم بها شعثي ‪ ،‬وتصلح بها غائبي ‪ ،‬وترفع بها شاهدي‬
‫وتزكي بها عملي ‪ ،‬وتلهمني بها رشدي ‪ ،‬وترد بها ألفتي ‪ ،‬وتعصمني بها من كل سوء ‪،‬‬
‫اللهم أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والخرة‬
‫اللهم إني أسألك الفوز في القضاء ‪ ،‬ونزل الشهداء ‪ ،‬وعيش السعداء ‪ ،‬والنصر على العداء‬
‫اللهم إني أنزل بك حاجتي ‪ ،‬وإن قصر رأيي وضعف عملي ‪ ،‬افتقرت إلى رحمتك ‪ ،‬فأسألك يا قاضي المور ‪ ،‬ويا شافي الصدور‬
‫كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ‪ ،‬ومن دعوة الثبور ‪ ،‬ومن فتنة القبور‬
‫اللهم ما قصر عنه رأيي ‪ ،‬ولم تبلغه نيتي ‪ ،‬ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك‬
‫أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك ‪ ،‬فإني أرغب إليك فيه وأسألكه برحمتك رب العالمين‬
‫اللهم ذا الحبل الشديد ‪ ،‬والمر الرشيد ‪ ،‬أسألك المن يوم الوعيد ‪ ،‬والجنة يوم الخلود‬
‫مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود ‪ ،‬إنك رحيم ودود ‪ ،‬وإنك تفعل ما تريد‬
‫اللهم اجعلنا هادين مهتدين ‪ ،‬غير ضالين ول مضلين ‪ ،‬سلما لوليائك ‪ ،‬وعدوا لعدائك‬
‫نحب بحبك من أحبك ‪ ،‬ونعادي بعداوتك من خالفك‬
‫اللهم هذا الدعاء وعليك الجابة ‪ ،‬وهذا الجهد وعليك التكلن‬

‫‪27‬‬
‫اللهم اجعل لي نورا في قلبي ‪ ،‬ونورا في قبري ‪ ،‬ونورا من بين يدي ‪ ،‬ونورا من خلفي ‪ ،‬ونورا عن يميني ‪،‬‬
‫ونورا عن شمالي ‪ ،‬ونورا من فوقي ونورا من تحتي ‪ ،‬ونورا في سمعي ‪ ،‬ونورا في بصري ‪ ،‬ونورا في شعري‬
‫ونورا في بشري ‪ ،‬ونورا في لحمي ‪ ،‬ونورا في دمي ‪ ،‬ونورا في عظامي‬
‫اللهم أعظم لي نورا ‪ ،‬وأعطني نورا ‪ ،‬واجعل لي نورا‬
‫سبحان الذي تعطف العز وقال به ‪ ،‬سبحان الذي لبس المجد وتكرم به‬
‫سبحان الذي ل ينبغي التسبيح إل له‬
‫سبحان ذي الفضل والنعم ‪ ,‬سبحان ذي المجد والكرم ‪ ,‬سبحان ذي الجلل والكرام‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫=======================================‬
‫الميزة السادسة‬
‫" ولئن استعاذني لعيذنه"‬

‫يسنعيذ الولي من شر النس والجن والمخلوقات الخري ‪ ,‬فيعيذه سبحانه وتعالى وهذا واضح ل داعي للتفسير‬

‫سبحان ذو العزة والجبروت ‪ ,‬سبحان الحي الذي ل يموت ‪ ,‬سبحان الذي يعيذنا من شر كل ما خلق من النس والجن والمخلوقات‬
‫الخرى‬
‫اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ‪ ،‬ومن عذاب النار ‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات ‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال‬
‫اللهم إني أعيذ بك كل من قرأ هذا وأبائهم واولدهم وارحامهم وكافة ذويهم‬
‫من عذاب القبر ‪ ،‬ومن عذاب النار ‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات ‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال‬

‫اللهم إني أعيذ بك نفسي و كل من قرأ هذا وأبائهم واولدهم وارحامهم وكافة ذويهم ‪ ,‬من المأثم والمغرم‬
‫اللهم إني أعيذ بك نفسي و كل من قرأ هذا وأبائهم واولدهم وارحامهم وكافة ذويهم ‪ ,‬من العجز والكسل والجبن والهرم‬
‫اللهم إني أعيذ بك نفسي و كل من قرأ هذا وأبائهم واولدهم وارحامهم وكافة ذويهم ‪ ,‬من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل‬
‫والجبن وضلع الين وغلبة الرجال‬
‫اللهم أنت ربي ل إله إل أنت ‪ ،‬خلقتني وأنا عبدك ‪ ،‬وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ بك من شر ما صنعت ‪ ،‬أبوء لك‬
‫بنعمتك علي‬
‫وأبوء لك بذنبي فاغفر لي ‪ ،‬فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت‬
‫سبحانك وبحمدك ‪ ,‬استغفرك واتوب اليك‬
‫الحمد كل الحمد لك والصلة والسلم على نبيك محمد ابن عبد ال‬

‫الستنتاج‬
‫اذا استعاذ الولي بالجبار سبحانه وتعالى من شر أي مما خلق من المخلوقات ‪ ,‬أعاذه‬

‫وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن‬


‫يكره الموت وأنا أكره مساءته‬

‫هذا ما ورد من تفسير في فتح الباري بشرح صحيح البخاري‬


‫قوله “ وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن “‬
‫‪28‬‬
‫وفي حديث عائشة " ترددي عن موته " ووقع في " الحلية " في ترجمة وهب بن منبه " إني لجد في كتب النبياء أن ال تعالى‬
‫يقول ‪ :‬ما ترددت عن شيء قط ترددي عن قبض روح المؤمن إلخ " قال الخطابي ‪ :‬التردد في حق ال غير جائز ‪ ,‬والبداء عليه‬
‫في المور غير سائغ ‪ .‬ولكن له تأويلن ‪ :‬أحدهما أن العبد قد يشرف على الهلك في أيام عمره من داء يصيبه وفاقة تنزل به‬
‫فيدعو ال فيشفيه منها ويدفع عنه مكروهها ‪ ,‬فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد أمرا ثم يبدو له فيه فيتركه ويعرض عنه ول بد‬
‫له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله ‪ ,‬لن ال قد كتب الفناء على خلقه واستأثر بالبقاء لنفسه ‪ .‬والثاني أن يكون معناه ما رددت رسلي‬
‫في شيء أنا فاعله كترديدي إياهم في نفس المؤمن ‪ ,‬كما روى في قصة موسى وما كان من لطمة عين ملك الموت وتردده إليه‬
‫مرة بعد أخرى ‪ ,‬قال ‪ :‬وحقيقة المعنى على الوجهين عطف ال على العبد ولطفه به وشفقته عليه ‪ .‬وقال الكلباذي ما حاصله ‪ :‬أنه‬
‫عبر عن صفة الفعل بصفة الذات ‪ ,‬أي عن الترديد بالتردد ‪ ,‬وجعل متعلق الترديد اختلف أحوال العبد من ضعف ونصب إلى أن‬
‫تنتقل محبته في الحياة إلى محبته للموت فيقبض على ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬وقد يحدث ال في قلب عبده من الرغبة فيما عنده والشوق إليه‬
‫والمحبة للقائه ما يشتاق معه إلى الموت فضل عن إزالة الكراهة عنه ‪ ,‬فأخبر أنه يكره الموت ويسوءه ‪ ,‬ويكره ال مساءته فيزيل‬
‫عنه كراهية الموت لما يورده عليه من الحوال فيأتيه الموت وهو له مؤثر وإليه مشتاق ‪ .‬قال ‪ :‬وقد ورد تفعل بمعنى فعل مثل‬
‫تفكر وفكر وتدبر ودبر وتهدد وهدد وال أعلم ‪ .‬وعن بعضهم ‪ :‬يحتمل أن يكون تركيب الولي يحتمل أن يعيش خمسين سنة وعمره‬
‫الذي كتب له سبعون فإذا بلغها فمرض دعا ال بالعافية فيحييه عشرين أخرى مثل ‪ ,‬فعبر عن قدر التركيب وعما انتهى إليه بحسب‬
‫الجل المكتوب بالتردد ‪ ,‬وعبر ابن الجوزي عن الثاني بأن التردد للملئكة الذين يقبضون الروح وأضاف الحق ذلك لنفسه لن‬
‫ترددهم عن أمره ‪ ,‬قال ‪ :‬وهذا التردد ينشأ عن إظهار الكراهة ‪ .‬فإن قيل إذا أمر الملك بالقبض كيف يقع منه التردد ؟ فالجواب أنه‬
‫يتردد فيما يحد له فيه الوقت ‪ .‬كأن يقال ل تقبض روحه إل إذا رضي ‪ .‬ثم ذكر جوابا ثالثا وهو احتمال أن يكون معنى التردد اللطف‬
‫به كأن الملك يؤخر القبض ‪ ,‬فإنه إذا نظر إلى قدر المؤمن وعظم المنفعة به لهل الدنيا احترمه فلم يبسط يده إليه ‪ ,‬فإذا ذكر أمر‬
‫ربه لم يجد بدا من امتثاله ‪ .‬وجوابا رابعا وهو أن يكون هذا خطابا لنا بما نعقل والرب منزه عن حقيقته ‪ ,‬بل هو من جنس قوله "‬
‫ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " فكما أن أحدنا يريد أن يضرب ولده تأديبا فتمنعه المحبة وتبعثه الشفقة فيتردد بينهما ولو كان‬
‫غير الوالد كالمعلم لم يتردد بل كان يبادر إلى ضربه لتأديبه فأريد تفهيمنا تحقيق المحبة للولي بذكر التردد ‪ .‬وجوز الكرماني‬
‫احتمال آخر وهو أن المراد أنه يقبض روح المؤمن بالتأني والتدريج ‪ ,‬بخلف سائر المور فإنها تحصل بمجرد قول كن سريعا‬
‫دفعة ‪.‬‬
‫قوله “ يكره الموت وأنا أكره مساءته “‬
‫في حديث عائشة " إنه يكره الموت وأنا أكره مساءته " زاد ابن مخلد عن ابن كرامة في آخره " ول بد له منه " ووقعت هذه‬
‫الزيادة أيضا في حديث وهب ‪ ,‬وأسند البيهقي في " الزهد " عن الجنيد سيد الطائفة قال ‪ :‬الكراهة هنا لما يلقى المؤمن من الموت‬
‫وصعوبته وكربه ‪ ,‬وليس المعنى أني أكره له الموت لن الموت يورده إلى رحمة ال ومغفرته انتهى ‪ .‬وعبر بعضهم عن هذا بأن‬
‫الموت حتم مقضي ‪ ,‬وهو مفارقة الروح للجسد ‪ ,‬ول تحصل غالبا إل بألم عظيم جدا كما جاء عن عمرو بن العاص أنه سئل وهو‬
‫يموت فقال ‪ " :‬كأني أتنفس من خرم إبرة ‪ ,‬وكأن غصن شوك يجر به من قامتي إلى هامتي " وعن كعب أن عمر سأله عن الموت‬
‫فوصفه بنحو هذا ‪ ,‬فلما كان الموت بهذا الوصف ‪ ,‬وال يكره أذى المؤمن ‪ ,‬أطلق على ذلك الكراهة ‪ .‬ويحتمل أن تكون المساءة‬
‫بالنسبة إلى طول الحياة لنها تؤدي إلى أرذل العمر ‪ ,‬وتنكس الخلق والرد إلى أسفل سافلين ‪ .‬وجوز الكرماني أن يكون المراد أكره‬
‫مكرهه الموت فل أسرع بقبض روحه فأكون كالمتردد ‪ .‬قال الشيخ أبو الفضل بن عطاء ‪ :‬في هذا الحديث عظم قدر الولي ‪ ,‬لكونه‬
‫خرج عن تدبيره إلى تدبير ربه ‪ ,‬وعن انتصاره لنفسه إلى انتصار ال له ‪ ,‬وعن حوله وقوته بصدق توكله ‪ .‬قال ‪ :‬ويؤخذ منه أن‬
‫ل يحكم لنسان آذى وليا ثم لم يعاجل بمصيبة في نفسه أو ماله أو ولده بأنه سلم من انتقام ال ‪ ,‬فقد تكون مصيبته في غير ذلك‬
‫مما هو أشد عليه كالمصيبة في الدين مثل ‪ .‬قال ‪ :‬ويدخل في قوله " افترضت عليه " الفرائض الظاهرة فعل كالصلة والزكاة‬
‫وغيرهما من العبادات ‪ ,‬وتركا كالزنا والقتل وغيرهما من المحرمات ‪ ,‬والباطنة كالعلم بال والحب له والتوكل عليه والخوف منه‬
‫وغير ذلك ‪ .‬وهي تنقسم أيضا إلى أفعال وتروك ‪ .‬قال ‪ :‬وفيه دللة على جواز اطلع الولي على المغيبات بإطلع ال تعالى له ‪ ,‬ول‬
‫يمنع من ذلك ظاهر قوله تعالى { عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحدا إل من ارتضى من رسول } فإنه ل يمنع دخول بعض أتباعه‬
‫معه بالتبعية لصدق قولنا ما دخل على الملك اليوم إل الوزير ‪ ,‬ومن المعلوم أنه دخل معه بعض خدمه ‪ .‬قلت الوصف المستثنى‬
‫للرسول هنا إن كان فيما يتعلق بخصوص كونه رسول فل مشاركة لحد من أتباعه فيه إل منه ‪ ,‬وإل فيحتمل ما قال ‪ ,‬والعلم عند‬
‫ال تعالى ‪.‬‬
‫” تنبيه “ ‪:‬‬
‫أشكل وجه دخول هذا الحديث في باب التواضع حتى قال الداودي ‪ :‬ليس هذا الحديث من التواضع في شيء ‪ ,‬وقال بعضهم ‪:‬‬
‫المناسب إدخاله في الباب الذي قبله وهو مجاهدة المرء نفسه في طاعة ال تعالى ‪ ,‬وبذلك ترجم البيهقي في " الزهد " فقال ‪:‬‬
‫فصل في الجتهاد في الطاعة وملزمة العبودية ‪ .‬والجواب عن البخاري من أوجه ‪ :‬أحدها أن التقرب إلى ال بالنوافل ل يكون إل‬
‫بغاية التواضع ل والتوكل عليه ‪ ,‬ذكره الكرماني ‪ ,‬ثانيها ذكره أيضا فقال ‪ :‬قيل الترجمة مستفادة مما قال " كنت سمعه " ومن‬
‫‪29‬‬
‫التردد ‪ .‬قلت ‪ :‬ويخرج منه جواب ثالث ‪ ,‬ويظهر لي رابع ‪ ,‬وهو أنها تستفاد من لزم قوله " من عادى لي وليا " لنه يقتضي‬
‫الزجر عن معاداة الولياء المستلزم لموالتهم ‪ ,‬وموالة جميع الولياء ل تتأتى إل بغاية التواضع ‪ ,‬إذ منهم الشعث الغبر الذي ل‬
‫يؤبه له وقد ورد في الحث على التواضع عدة أحاديث صحيحة لكن ليس شيء منها على شرطه فاستغنى عنها بحديثي الباب ‪,‬‬
‫منها حديث عياض بن حمار رفعه " إن ال تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى ل يفخر أحد على أحد " أخرجه مسلم وأبو داود‬
‫وغيرهما ‪ ,‬ومنها حديث أبي هريرة رفعه " وما تواضع أحد ل تعالى إل رفعه " أخرجه مسلم أيضا والترمذي ‪ ,‬ومنها حديث أبي‬
‫سعيد رفعه " من تواضع ل رفعه ال حتى يجعله في أعلى عليين " الحديث أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان‬

‫وهذا ما ورد لتفسير الحديث كامل بشكل عام عند البهيقي‬

‫السماء والصفات للبهيقي‬


‫عن محمد بن عثمان بن كرامة ‪ .‬أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما حكى عن أبي عثمان الحيري رحمه ال أنه سئل عن معنى‬
‫هذا الخبر فقال ‪ :‬معناه ‪ :‬كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في الستماع وبصره في النظر ويده في اللمس ورجله في‬
‫المشي ‪ .‬أخبرنا أبو عبد ال الحافظ ‪ ،‬أنا جعفر بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬قال الجنيد في معنى قوله ‪ " :‬يكره الموت وأكره مساءته " يريد‬
‫‪ :‬لما يلقى من عيان الموت وصعوبته وكربه ‪ ،‬ليس أني أكره له الموت ‪ ،‬لن الموت يورده إلى رحمته ومغفرته " ‪ .‬وقال أبو‬
‫سليمان رحمه ال ‪ :‬قوله ‪ " :‬وكنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها " وهذه أمثال ضربها ‪،‬‬
‫والمعنى وال أعلم ؛ توفيقه في العمال التي يباشرها بهذه العضاء وتيسير المحبة له فيها فيحفظ جوارحه عليه ‪ ،‬ويعصمه عن‬
‫مواقعة ما يكره ال من إصغاء إلى اللهو بسمعه ‪ ،‬ونظر إلى ما نهى عنه من اللهو ببصره ‪ ،‬وبطش إلى ما ل يحل له بيده ‪ ،‬وسعي‬
‫في الباطل برجله ‪ .‬وقد يكون معناه سرعة إجابة الدعاء ‪ ،‬والنجاح في الطلبة ‪ ،‬وذلك أن مساعي النسان إنما تكون بهذه الجوارح‬
‫الربع ‪ ،‬وقوله ‪ :‬ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬فإنه أيضا مثل ‪ ،‬والتردد في صفة ال عز وجل غير‬
‫جائز ‪ ،‬والبداء عليه في المور غير سائغ ‪ ،‬وتأويله على وجهين أحدهما ‪ :‬أن العبد قد يشرف في أيام عمره على المهالك مرات‬
‫ذات عدد من داء يصيبه ‪ ،‬وآفة تنزل به ‪ ،‬فيدعو ال عز وجل فيشفيه منها ‪ ،‬ويدفع مكروهها عنه ‪ ،‬فيكون ذلك من فعله كتردد من‬
‫يريد أمرا ثم يبدو له في ذلك فيتركه ويعرض عنه ‪ ،‬ول بد له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله ‪ ،‬فإنه قد كتب الفناء على خلقه ‪،‬‬
‫واستأثر البقاء لنفسه ‪ ،‬وهذا على معنى ما روي ‪ " :‬إن الدعاء يرد البلء " وال أعلم ‪ .‬وفيه وجه آخر ‪ :‬وهو أن يكون معناه ‪:‬‬
‫ما رددت رسلي في شيء أنا فاعله ترديدي إياهم في نفس المؤمن ‪ ،‬كما روي في قصة موسى وملك الموت صلوات ال عليهما ‪،‬‬
‫وما كان من لطمة عينه ‪ ،‬وتردده عليه مرة بعد أخرى ‪ ،‬وتحقيق المعنى في الوجهين معا ‪ :‬عطف ال عز وجل على العبد ‪ ،‬ولطفه‬
‫به وال أعلم‬

‫الربعون الصغرى للبهيقي‬


‫أخبرنا أبو عبد ال الحافظ ‪ ،‬حدثني عبد ال بن سعد الحافظ ‪ ،‬ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ‪ ،‬ثنا محمد بن عثمان بن كرامة ‪ ،‬ثنا‬
‫خالد بن مخلد ‪ ،‬عن سليمان بن بلل ‪ ،‬أخبرني شريك بن عبد ال بن أبي نمر ‪ ،‬عن عطاء ‪ ،‬عن أبي هريرة رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬إن ال عز وجل قال ‪ :‬من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب ‪ ،‬وما تقرب إلي عبدي بشيء‬
‫أحب إلي مما افترضت عليه ‪ ،‬وما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي‬
‫يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني عبدي لعطينه ‪ ،‬ولئن استعاذني لعيذنه ‪ ،‬وما ترددت عن‬
‫شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت ‪ ،‬وأكره مساءته " رواه البخاري عن محمد بن عثمان بن كرامة ورواه أيضا‬
‫عبد الواحد أبو حمزة ‪ ،‬مولى عروة ‪ ،‬عن عروة ‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم بمعناه ‪ ،‬يزيد فيه‬
‫وينقص وقوله ‪ " :‬كنت سمعه الذي يسمع به " معناه حفظ جوارحه عليه عن مواقعة ما يكره ‪ ،‬وقد يكون معناه ‪ ،‬وال أعلم ‪:‬‬
‫كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في الستماع ‪ ،‬وبصره في النظر ‪ ،‬ويده في اللمس ‪ ،‬ورجله في المشي ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬ما‬
‫ترددت عن شيء أنا فاعله " يريد به ‪ ،‬وال أعلم ‪ ،‬ترديد ملئكته إليه ‪ ،‬أو بإشرافه في عمره على المهالك ‪ ،‬فيدعو ال فينجيه‬
‫حتى يبلغ الكتاب أجله ويميته ‪ ،‬وقد أشار أبو سليمان الخطابي وغيره إلى معنى ما ذكرناه ‪ ،‬وقوله ‪ " :‬يكره الموت ‪ ،‬وأكره‬
‫مساءته " يريد لما يلقى من عيان الموت وصعوبته ‪ ،‬وكربه ليس أنه يكره له الموت ؛ لن الموت مورده إلى رحمته ومغفرته ‪،‬‬
‫وهذا فيما أخبرنا أبو عبد ال الحافظ ‪ ،‬ثنا جعفر بن محمد قال ‪ :‬قال الجنيد في معنى قوله ‪ " :‬يكره الموت ‪ ،‬وأكره مساءته "‬
‫فذكره‬

‫الستنتاج الخير‬
‫بعد ما بينا لكم صفات الولياء ومحبة ال لهم والقدرات التي يمنّ سبحانه وتعالى بها عليهم‬

‫‪30‬‬
‫نقول لكم قول الحق سبحانه وتعالى في هذه اليات الكريمة‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫سمَ ُعنّ ِمنَ اّلذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِ ُكمْ َو ِمنَ اّلذِينَ َأشْرَكُواْ َأذًى َكثِيرًا‬ ‫لَ ُتبْلَ ُونّ فِي َأمْوَالِكُمْ َوأَن ُفسِكُمْ وَلَ َت ْ‬
‫عزْمِ ا ُلمُورِ ‪186‬‬ ‫َوإِن َتصْ ِبرُواْ وَتَتّقُواْ فَ ِإنّ ذَ ِلكَ ِمنْ َ‬
‫سورة آل عمران‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫لدِ ‪َ 196‬متَاعٌ َقلِيلٌ ثُمّ مَ ْأوَاهُمْ جَهَنّمُ وَ ِب ْئسَ ا ْلمِهَادُ‬
‫لَ يَ ُغرّ ّنكَ َتقَلّبُ اّلذِينَ َك َفرُواْ فِي الْ ِب َ‬
‫سورة آل عمران‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫حزَنُونَ ‪62‬‬ ‫أَل ِإنّ أَوِْليَاء الّ لَ خَ ْوفٌ عََليْهِمْ َولَ هُمْ يَ ْ‬
‫خ َرةِ لَ تَ ْبدِيلَ لِكَ ِلمَاتِ الّ َذِلكَ هُوَ الْفَ ْوزُ ا ْلعَظِيمُ ‪64‬‬
‫شرَى فِي الْحَياةِ الدّنْيَا َوفِي ال ِ‬ ‫اّلذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ َيتّقُونَ ‪ 63‬لَهُمُ الْ ُب ْ‬
‫سورة يونس‬

‫==================================‬
‫برهان من القرآن الكريم‬
‫سنورد لكم برهان ما نقول من القرآن الكريم حيث سنبين لكم القدرات الهائلة التي يصعب ان يفقهها العقل‬
‫والتي يمنّ ال سبحانه وتعالى بها على بعض الولياء‬
‫‪ ,‬والفضل في هذا البرهان من القرآن الكريم تفاوت ما ذكرناه من قدرات ‪ ,‬فالولي هنا تفاوت نفوذ البصر‬
‫بل أتى بصورة الحدث وعرضها ليراها غيره ‪ ,‬أي انه رأى ما يريد وأتى بما رأى وعرضه في كفيه على غيره‬
‫كما انه كان مشيه اسرع من الجن حيث مشى كما وصف في الحديث ب " ورجله التي يمشي بها "‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫سِلمِينَ ‪38‬‬ ‫قَالَ يَا أَيّهَا ال َملَُ أَيّكُمْ يَ ْأتِينِي بِ َع ْرشِهَا قَبْلَ أَن يَ ْأتُونِي ُم ْ‬
‫علَ ْيهِ َلقَوِيّ َأمِينٌ ‪39‬‬ ‫جنّ أَنَا آتِيكَ ِبهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَا ِمكَ َوإِنّي َ‬ ‫قَالَ عِفْريتٌ ّمنَ ا ْل ِ‬
‫ط ْرفُكَ فَ َلمّا رَآهُ ُمسْتَ ِقرّا عِن َدهُ قَالَ‬ ‫قَالَ اّلذِي عِن َدهُ عِ ْلمٌ ّمنَ الْ ِكتَابِ أَنَا آتِيكَ ِبهِ قَبْلَ أَن َيرْ َتدّ ِإلَ ْيكَ َ‬
‫غنِيّ َكرِيمٌ‬‫ن رَبّي َ‬ ‫سهِ َومَن كَ َفرَ فَ ِإ ّ‬‫َهذَا مِن َفضْ ِل رَبّي لِيَ ْبلُوَنِي َأَأشْ ُكرُ أَمْ أَكْ ُفرُ َومَن شَ َكرَ فَإِ ّنمَا َيشْ ُكرُ ِلنَ ْف ِ‬
‫سورة النمل‬

‫هذا اليات الكريمة في ملكة سبأ كما تعلمون‬


‫اخبر الهدهد سليمان عليه السلم عن ملكة سبأ ‪ ,‬لها سلطان ولها عرش عظيم‬
‫فطلب سليمان عليه السلم ممن هم قعود معه في مجلسه ان ياتوه بصورة من عرشها قبل ان تسلم وقومها‬
‫فأجابه عفريت من الجن انه سيأتيه بعرشها قبل ان ينتهي سليمان عليه السلم من جلسته‬
‫وكانت جلسته تستغرق بضعا من الوقت ‪ ,‬فاراد ان يسرع في المر‬
‫فطلب ممن جلس معه ان كان باستطاعة احدهم ان يأتي بعرش ملكة سبأ بوقت اسرع‬
‫فقال رجل صالح لم يكن نبيا ولم يكن ملك من الملئكة ‪ ,‬كان ولي من أولياء ال آتاه ال علم من الكتاب‬
‫أنا آتيك بعرشها قبل ان يرتد اليك طرفك وذلك يعني لمحة بصر‬
‫وذلك اسرع بكثير من الجن الذي قال انه سيأتي بعرشها قبل ان ينتهي سليمان عليه السلم من جلسته‬
‫فعندما اتى ذلك الولي والرجل الصالح بعرش ملكة سبأ في لمحة بصر كما يبين لنا القرآن الكريم‬
‫يتبين لنا ايضا برهان من القرآن يبين قدرات الهية كانت لدى هذا الولي‬
‫ففعل ذلك الولي ما علّمه ال سبحانه وتعالى وأتى بصورة عرشها في كفّيه وعرضه على سليمان عليه السلم‬
‫وقال البعض ان القصر نبع من الرض‬
‫‪31‬‬
‫تبين لنا اليات الكريمة الكثير‬
‫هذا الولي كان عنده علم من الكتاب ‪ ,‬اي منّ ال سبحانه وتعالى عليه وآتاه بفضل‬
‫و مكّنه من ان يسبق سرعة الجن واستجاب لدعائه وجعله يبطش بيده وسنبين ذلك‬

‫في الحديث‬
‫‪ :‬كنت سمعه الذي يسمع به ‪ ،‬وبصره الذي يبصر به ‪ ،‬ويده التي يبطش بها ‪ ،‬ورجله التي يمشي بها ‪ ،‬وإن سألني لعطينه ‪،‬‬
‫ولئن استعاذني لعيذنه ‪ ،‬وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ‪ ،‬يكره الموت وأنا أكره مساءته‬

‫كيف نطبق هذه الميزات في الحديث للبرهان من القرآن الكريم‬

‫عندما دعا الولي كان ‪ " -‬وإن سألني لعطينه" ‪ -‬فأعطاه ذو العزة والجبروت ما يريد‬
‫وعندما رأى الولي عرشها كان ‪ " -‬وبصره الذي يبصر به" فجهله القادر على كل شيء يرى عرشها‬
‫وعندما سبق الجن واتى بعرش ملكة سبأ خلل لمحة بصر كان ‪ " -‬ورجله التي يمشي بها " فجعله ذو الجللة والكرام يكون‬
‫اسرع من الجن‬
‫وعندما عرض العرش على كفيه كان ‪ " -‬ويده التي يبطش بها" فأعطاه الحي القيوم القدرة لعرض العرش على كفيه‬

‫بعض ما اورده الطبري في هذه اليات‬

‫حدثني يحيى بن داود الواسطي‪ ,‬قال‪ :‬ثنا أبو أسامة‪ ,‬عن إسماعيل ‪ ,‬عن أبي صالح‪ ,‬في قوله‪“ :‬اّلذِي عِ ْن َدهُ عِلْمٌ ِمنَ الْ ِكتَابِ “ رجل‬
‫من النس‪.‬‬

‫حدثنا ابن عرفة‪ ,‬قال‪ :‬ثني حماد بن محمد‪ ,‬عن عثمان بن مطر‪ ,‬عن الزهري‪,‬‬
‫قال‪ :‬دعا الذي عنده علم من الكتاب‪ :‬يا إلهنا وإله كلّ شيء إلها واحدا‪ ,‬ل إله إل أنت‪ ,‬ائتني بعرشها‪ ,‬قال‪ :‬فمثل بين يديه‪.‬‬

‫حُدثت عن الحسين‪ ,‬قال‪ :‬سمعت أبا معاذ يقول‪ :‬أخبرنا عبيد‪ ,‬قال‪ :‬سمعت الضحاك يقول‪ :‬قال سليمان لمن حوله‪َ“ :‬أيّكُمْ يَ ْأتِينِي‬
‫بِ َع ْرشِهَا قَبْلَ َأنْ يَأْتُونِي ُمسْ ِلمِينَ “ فقال عفريت “َأنَا آتِيكَ ِبهِ قَبْلَ َأنْ تَقُومَ ِمنْ مَقَا ِمكَ “ قال سليمان‪ :‬أريد أعجل من ذلك‪ ,‬فقال رجل‬
‫من النس عنده علم من الكتاب‪ ,‬يعني اسم ال إذا دعي به أجاب‪.‬‬

‫ط ْر ُفكَ “ قال‪:‬‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ,‬قال‪ :‬ثني إبراهيم‪ ,‬قال‪ :‬ثنا إسماعيل بن أبي خالد‪ ,‬عن سعيد بن جُبَير‪َ “ :‬قبْلَ َأنْ َيرْ َتدّ إَِل ْيكَ َ‬
‫ط ْر ُفكَ “‪.‬‬
‫من قبل أن يرجع إليك أقصى من ترى‪ ,‬فذلك قوله “قَبْلَ َأنْ َيرْ َتدّ إِلَ ْيكَ َ‬

‫جرَيج‪ ,‬عن سعيد بن جبير‪ ,‬عن ابن عباس قال‪ :‬نبع عرشها من تحت‬
‫حدثنا القاسم‪ ,‬قال‪ :‬ثنا الحسين‪ ,‬قال‪ :‬ثني حجاج‪ ,‬عن ابن ُ‬
‫الرض‪.‬‬

‫الستنتاج‬
‫تبرهن اليات الكريمة من سورة النمل ان بامكان الولي ان يكون اسرع من لمح البصر وبذلك اسرع من الجن‬
‫وتبين ان الولي لديه قدرات اخرى حيث اتى بالحدث على يديه واراه الى سليمان عليه السلم‬
‫هذه القدرات تتفاوق قدرة نفوذ البصر ‪ ,‬بل تتفاوت ايضا قدرات الجن باذن ال ‪ ,‬وبذلك ل يستطيع استوعابها العقل العادي‬
‫وبعون ال وبهذه القدرات سيحكم اولياء ال الرض كاملة من مشارقها الى مغاربها‬
‫فكيف تهنوا وتحزنوا وانتم العلون ايها المؤمنون‬

‫الحمد ل الواحد الحد ناصر المظلومين ومُعزّ المقرّبين والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬
‫اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد ‪ ،‬يا فعال لما تريد ‪ ،‬أسألك بعزك الذي ل يرام ‪ ،‬وملكك الذي ل يضام ‪،‬‬
‫وبنورك الذي مل أركان عرشك أن تكفيني وكل من قرأ هذا شر الماكرين بالسوء‬
‫‪32‬‬
‫واهدني وكل من قرأ هذا الى سبلك‬
‫يا مغيث أغثننا‬
‫اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد ‪ ،‬يا فعال لما تريد ‪ ،‬أسألك بعزك الذي ل يرام ‪ ،‬وملكك الذي ل يضام ‪،‬‬
‫وبنورك الذي مل أركان عرشك أن تكفيني وكل من قرأ هذا شر الماكرين بالسوء‬
‫واهدني وكل من قرأ هذا الى سبلك‬
‫يا مغيث أغثننا‬
‫اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد ‪ ،‬يا فعال لما تريد ‪ ،‬أسألك بعزك الذي ل يرام ‪ ،‬وملكك الذي ل يضام ‪،‬‬
‫وبنورك الذي مل أركان عرشك أن تكفيني وكل من قرأ هذا شر الماكرين بالسوء‬
‫واهدني وكل من قرأ هذا الى سبلك‬
‫يا مغيث أغثننا‬
‫الحمد ل مجيب المضطر اذا دعاه والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫=======================================‬
‫سنبين ان شاء ال وباختصار براهين اخرى من القرآن الكريم ومن السنة‬
‫لبعض القدرات التي يمنحا ال سبحانه وتعالى الى الولياء‬

‫ورد في كتاب كتاب ابجد العلوم‬

‫وبالجملة فمن أراد أن يعرف أولياء هذه المة وصالحي المؤمنين المتفضل عليهم بالفضل الذي ل يعد له فضل والخير الذي ل‬
‫يساويه خير‪ ،‬فليطالع الحلية لبي نعيم‪ ،‬وصفوة الصفوة لبن الجوزي‪ ،‬فإنهما تحريا ما صح وأودعا كتأبيهما من مناقب الولياء‬
‫المروية بالسانيد الصحيحة ما يجذب بعضه بطبع من يقف عليه إلى طريقتهم والقتداء بهم‪.‬‬

‫وأقل الحوال أن يعرف مقادير أولياء ال وصالحي عباده ويعلم أنهم القوم الذين ل يشقى بهم جليسهم وقد صح عنه صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه قال‪” :‬أنت مع من أحببت” فمحبة الصالحين قربة ل تهمل‪ ،‬وطاعة ل تضيع‪ ،‬وإن لم يعمل كعملهم ول جهد نفسه‬
‫كجهدهم انتهى حاصله‪.‬‬

‫وأما ما يحدث من أولياء ال سبحانه وتعالى من الكرامات الظاهرة التي ل شك فيها ول شبهة فهو حق صحيح ل يمتري فيه من له‬
‫أدنى معرفة بأحوال صالحي عباد ال المخصوصين بالكرامات التي أكرمهم بها وتفضل بها عليهم‪.‬‬

‫ومن شك في شيء من ذلك نظر في كتب الثقات المدونة في هذا الشأن‬


‫كحلية الولياء للشرجي‪ ،‬وكتاب روض الرياحين لليافعي‪ ،‬وسائر الكتب المصنفة في تاريخ‪ ،‬العالم‪ ،‬فإن كلها مشتملة على تراجم‬
‫كثير منهم‬
‫ويغني عن ذلك كله ما قصه ال إلينا في كتابه العزيز عن صالحي عباده الذين لم‪ ،‬يكونوا أنبياء‬
‫كقصة ذي القرنين وما تهيأ له مما تعجز عنه الطباع البشرية‬
‫وقصة مريم كما حكاه ال تعالى‪.‬‬

‫ومن ذلك قصة أصحاب كهف‬


‫فقد قص ال علينا فيها أعظم كرامة‬

‫وقصة آصف من برخيا حيث حكى عنه قوله‪ :‬أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك‬
‫وهي القصة التي اوردناها في القسم السابق‬
‫وغير ذلك مما حكاه عن غير هؤلء والجميع ليسوا بأنبياء‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى‬
‫قد منّ علينا حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫‪33‬‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬

‫وثبت في الحاديث الثابتة في الصحيح مثل حديث الثلثة الذي انطبقت عليهم الصخرة وكان دعائهم مستجابا‬
‫حدثنا يعقوب بن إبراهيم ‪ ،‬حدثنا أبو عاصم ‪ ،‬أخبرنا ابن جريج ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني موسى بن عقبة ‪ ،‬عن نافع ‪ ،‬عن ابن عمر رضي‬
‫ال عنهما ‪،‬‬
‫عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" خرج ثلثة نفر يمشون فأصابهم المطر ‪ ،‬فدخلوا في غار في جبل ‪ ،‬فانحطت عليهم صخرة ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال بعضهم لبعض ‪ :‬ادعوا‬
‫ال بأفضل عمل عملتموه ‪ ،‬فقال أحدهم ‪ :‬اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران ‪ ،‬فكنت أخرج فأرعى ‪ ،‬ثم أجيء فأحلب فأجيء‬
‫بالحلب ‪ ،‬فآتي به أبوي فيشربان ‪ ،‬ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي ‪ ،‬فاحتبست ليلة ‪ ،‬فجئت فإذا هما نائمان ‪ ،‬قال ‪ :‬فكرهت أن‬
‫أوقظهما ‪ ،‬والصبية يتضاغون عند رجلي ‪ ،‬فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما ‪ ،‬حتى طلع الفجر ‪ ،‬اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء‬
‫وجهك ‪ ،‬فافرج عنا فرجة نرى منها السماء ‪ ،‬قال ‪ :‬ففرج عنهم ‪ ،‬وقال الخر ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أني كنت أحب امرأة من بنات‬
‫عمي كأشد ما يحب الرجل النساء ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ل تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار ‪ ،‬فسعيت فيها حتى جمعتها ‪ ،‬فلما قعدت بين‬
‫رجليها قالت ‪ :‬اتق ال ول تفض الخاتم إل بحقه ‪ ،‬فقمت وتركتها ‪ ،‬فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ‪ ،‬فافرج عنا فرجة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬ففرج عنهم الثلثين ‪ ،‬وقال الخر ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته ‪ ،‬وأبى ذاك أن يأخذ ‪،‬‬
‫فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته ‪ ،‬حتى اشتريت منه بقرا وراعيها ‪ ،‬ثم جاء فقال ‪ :‬يا عبد ال أعطني حقي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬انطلق إلى تلك‬
‫البقر وراعيها فإنها لك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أتستهزئ بي ؟ قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬ما أستهزئ بك ولكنها لك ‪ ،‬اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء‬
‫وجهك ‪ ،‬فافرج عنا فكشف عنهم "‬
‫صحيح البخاري‬

‫وحديث جريج الراهب الذي كلمه الطفل فهذا ولي وضع يده على بطن الحامل وكلم الجنين‬
‫حدثنا عفان ‪ ،‬حدثنا حماد ‪ ،‬أخبرنا ثابت ‪ ،‬عن أبي رافع ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬كان في بني‬
‫إسرائيل رجل يقال له ‪ :‬جريج ‪ ،‬كان يتعبد في صومعة ‪ ،‬فأتته أمه ذات يوم فنادته ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أي جريج ‪ ،‬أي بني ‪ ،‬أشرف علي‬
‫أكلمك ‪ ،‬أنا أمك ‪ ،‬أشرف علي ‪ ،‬قال ‪ :‬أي رب ‪ ،‬صلتي وأمي ‪ ،‬فأقبل على صلته ‪ ،‬ثم عادت فنادته مرارا ‪ ،‬فقالت ‪ :‬أي جريج ‪ ،‬أي‬
‫بني ‪ ،‬أشرف علي ‪ ،‬فقال ‪ :‬أي رب ‪ ،‬صلتي وأمي ‪ ،‬فأقبل على صلته ‪ ،‬فقالت ‪ :‬اللهم ل تمته حتى تريه المومسة ‪ ،‬وكانت راعية‬
‫ترعى غنما لهلها ‪ ،‬ثم تأوي إلى ظل صومعته فأصابت فاحشة ‪ ،‬فحملت فأخذت وكان من زنى منهم قتل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ممن ؟ قالت ‪:‬‬
‫من جريج صاحب الصومعة ‪ ،‬فجاءوا بالفؤوس والمرور ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أي جريج ‪ ،‬أي مراء ‪ : ،‬انزل ‪ ،‬فأبى وأقبل على صلته‬
‫يصلي ‪ ،‬فأخذوا في هدم صومعته ‪ ،‬فلما رأى ذلك نزل ‪ ،‬فجعلوا في عنقه وعنقها حبل ‪ ،‬فجعلوا يطوفون بهما في الناس ‪ ،‬فوضع‬
‫أصبعه على بطنها ‪ ،‬فقال ‪ :‬أي غلم ‪ ،‬من أبوك ؟ قال ‪ :‬أبي فلن راعي الضأن ‪ ،‬فقبلوه ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن شئت بنينا لك صومعتك من‬
‫ذهب وفضة ‪ ،‬قال ‪ :‬أعيدوها كما كانت "‬
‫مسند احمد ومثله في صحيح البخاري‬

‫وحديث المرأة التي قالت سائلة ال عز وجل أن يجعل الطفل الذي ترضعه مثل الفارس فأجاب الطفل بما أجاب‬
‫حدثنا أبو اليمان ‪ ،‬أخبرنا شعيب ‪ ،‬حدثنا أبو الزناد ‪ ،‬عن عبد الرحمن ‪ ،‬حدثه أنه ‪ ،‬سمع أبا هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬أنه سمع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬يقول ‪ " :‬بينا امرأة ترضع ابنها إذ مر بها راكب وهي ترضعه ‪ ،‬فقالت اللهم ل تمت ابني ‪ ،‬حتى‬
‫يكون مثل هذا ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم ل تجعلني مثله ‪ ،‬ثم رجع في الثدي ‪ ،‬ومر بامرأة تجرر ويلعب بها ‪ ،‬فقالت ‪ :‬اللهم ل تجعل ابني‬
‫مثلها ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم اجعلني مثلها ‪ ،‬فقال أما الراكب فإنه كافر ‪ ،‬وأما المرأة فإنهم يقولون لها تزني ‪ ،‬وتقول حسبي ال ‪ ،‬ويقولون‬
‫تسرق ‪ ،‬وتقول حسبي ال " *‬
‫صحيح البخاري‬

‫لم يتكلم في المهد إل ثلثة عيسى ابن مريم ‪ ،‬وصاحب جريج ‪ ,‬ورضيع‬
‫‪34‬‬
‫حدثنا زهير بن حرب ‪ ،‬حدثنا يزيد بن هارون ‪ ،‬أخبرنا جرير بن حازم ‪ ،‬حدثنا محمد بن سيرين ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ ،‬عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫" لم يتكلم في المهد إل ثلثة عيسى ابن مريم ‪،‬‬
‫وصاحب جريج ‪ ،‬وكان جريج رجل عابدا ‪ ،‬فاتخذ صومعة ‪ ،‬فكان فيها ‪ ،‬فأتته أمه وهو يصلي ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا جريج فقال ‪ :‬يا رب أمي‬
‫وصلتي ‪ ،‬فأقبل على صلته ‪ ،‬فانصرفت ‪ ،‬فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا جريج فقال ‪ :‬يا رب أمي وصلتي ‪ ،‬فأقبل‬
‫على صلته ‪ ،‬فانصرفت ‪ ،‬فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت ‪ :‬يا جريج فقال ‪ :‬أي رب أمي وصلتي ‪ ،‬فأقبل على صلته ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬اللهم ل تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ‪ ،‬فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬إن شئتم لفتننه لكم ‪ ،‬قال ‪ :‬فتعرضت له ‪ ،‬فلم يلتفت إليها ‪ ،‬فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ‪ ،‬فأمكنته من نفسها ‪،‬‬
‫فوقع عليها فحملت ‪ ،‬فلما ولدت قالت ‪ :‬هو من جريج ‪ ،‬فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال ‪ :‬ما شأنكم ؟‬
‫قالوا ‪ :‬زنيت بهذه البغي ‪ ،‬فولدت منك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين الصبي ؟ فجاءوا به ‪ ،‬فقال ‪ :‬دعوني حتى أصلي ‪ ،‬فصلى ‪ ،‬فلما انصرف أتى‬
‫الصبي فطعن في بطنه ‪ ،‬وقال ‪ :‬يا غلم من أبوك ؟ قال ‪ :‬فلن الراعي ‪ ،‬قال ‪ :‬فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به ‪ ،‬وقالوا ‪:‬‬
‫نبني لك صومعتك من ذهب ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬أعيدوها من طين كما كانت ‪ ،‬ففعلوا ‪.‬‬
‫وبينا صبي يرضع من أمه ‪ ،‬فمر رجل راكب على دابة فارهة ‪ ،‬وشارة حسنة ‪ ،‬فقالت أمه ‪ :‬اللهم اجعل ابني مثل هذا ‪ ،‬فترك الثدي‬
‫وأقبل إليه ‪ ،‬فنظر إليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم ل تجعلني مثله ‪ ،‬ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع " ‪ .‬قال ‪ :‬فكأني أنظر إلى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه ‪ ،‬فجعل يمصها ‪ ،‬قال ‪ " :‬ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون ‪:‬‬
‫زنيت ‪ ،‬سرقت ‪ ،‬وهي تقول ‪ :‬حسبي ال ونعم الوكيل ‪ ،‬فقالت أمه ‪ :‬اللهم ل تجعل ابني مثلها ‪ ،‬فترك الرضاع ونظر إليها ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫اللهم اجعلني مثلها ‪ ،‬فهناك تراجعا الحديث ‪ ،‬فقالت ‪ :‬حلقى مر رجل حسن الهيئة فقلت ‪ :‬اللهم اجعل ابني مثله ‪ ،‬فقلت ‪ :‬اللهم ل‬
‫تجعلني مثله ‪ ،‬ومروا بهذه المة وهم يضربونها ويقولون زنيت ‪ ،‬سرقت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬اللهم ل تجعل ابني مثلها فقلت ‪ :‬اللهم اجعلني‬
‫مثلها ‪ ،‬قال ‪ :‬إن ذاك الرجل كان جبارا ‪ ،‬فقلت ‪ :‬اللهم ل تجعلني مثله ‪ ،‬وإن هذه يقولون لها زنيت ولم تزن ‪ ،‬وسرقت ولم تسرق‬
‫فقلت ‪ :‬اللهم اجعلني مثلها " *‬
‫صحيح مسلم‬

‫ومن ذلك وجود القطف من العنب عند خبيب الذي أسرته الكفار في حين لم تتوفر فيه الفاكه لحد‬
‫حدثنا أبو اليمان ‪ ،‬أخبرنا شعيب ‪ ،‬عن الزهري ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي ‪ ،‬وهو حليف لبني‬
‫زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة ‪ ،‬أن أبا هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬قال ‪ " :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عشرة رهط‬
‫سرية عينا ‪ ،‬وأمر عليهم عاصم بن ثابت النصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب " ‪ ،‬فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة ‪ ،‬وهو بين‬
‫عسفان ومكة ‪ ،‬ذكروا لحي من هذيل ‪ ،‬يقال لهم بنو لحيان ‪ ،‬فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام ‪ ،‬فاقتصوا آثارهم حتى‬
‫وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم ‪ ،‬فلما رآهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد‬
‫وأحاط بهم القوم ‪ ،‬فقالوا لهم ‪ :‬انزلوا وأعطونا بأيديكم ‪ ،‬ولكم العهد والميثاق ‪ ،‬ول نقتل منكم أحدا ‪ ،‬قال عاصم بن ثابت أمير‬
‫السرية ‪ :‬أما أنا فوال ل أنزل اليوم في ذمة كافر ‪ ،‬اللهم أخبر عنا نبيك ‪ ،‬فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة ‪ ،‬فنزل إليهم ثلثة‬
‫رهط بالعهد والميثاق ‪ ،‬منهم خبيب النصاري ‪ ،‬وابن دثنة ‪ ،‬ورجل آخر ‪ ،‬فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم ‪ ،‬فقال‬
‫الرجل الثالث ‪ :‬هذا أول الغدر ‪ ،‬وال ل أصحبكم إن لي في هؤلء لسوة يريد القتلى ‪ ،‬فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى‬
‫فقتلوه ‪ ،‬فانطلقوا بخبيب ‪ ،‬وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر ‪ ،‬فابتاع خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد‬
‫مناف ‪ ،‬وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر ‪ ،‬فلبث خبيب عندهم أسيرا ‪ ،‬فأخبرني عبيد ال بن عياض ‪ ،‬أن بنت الحارث‬
‫أخبرته ‪ :‬أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها ‪ ،‬فأعارته ‪ ،‬فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت ‪ :‬فوجدته مجلسه‬
‫على فخذه والموسى بيده ‪ ،‬ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي ‪ ،‬فقال ‪ :‬تخشين أن أقتله ؟ ما كنت لفعل ذلك ‪ ،‬وال ما رأيت‬
‫أسيرا قط خيرا من خبيب ‪ ،‬وال لقد وجدته يوما يأكل من قطف عنب في يده ‪ ،‬وإنه لموثق في الحديد ‪ ،‬وما بمكة من ثمر ‪ ،‬وكانت‬
‫تقول ‪ :‬إنه لرزق من ال رزقه خبيبا ‪ ،‬فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل ‪ ،‬قال لهم خبيب ‪ :‬ذروني أركع ركعتين ‪ ،‬فتركوه ‪،‬‬
‫فركع ركعتين ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬لول أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها ‪ ،‬اللهم أحصهم عددا ‪ ،‬ما أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان‬
‫ل مصرعي ‪ ،‬وذلك في ذات الله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع فقتله ابن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل‬
‫امرئ مسلم قتل صبرا ‪ ،‬فاستجاب ال لعاصم بن ثابت يوم أصيب ‪ " ،‬فأخبر النبي صلى ال عليه وسلم أصحابه خبرهم ‪ ،‬وما‬
‫أصيبوا ‪ ،‬وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل ‪ ،‬ليؤتوا بشيء منه يعرف ‪ ،‬وكان قد قتل رجل من عظمائهم‬
‫يوم بدر ‪ ،‬فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر ‪ ،‬فحمته من رسولهم ‪ ،‬فلم يقدروا على أن يقطع من لحمه شيئا "‬
‫صحيح البخاري‬

‫‪35‬‬
‫وحديث أن أسيد بن حضير وعبادة بن بشر خرجا من عند النبي صلى ال عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصاحبين‬
‫أخبرنا عبد ال بن محمد الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا عبد الرزاق ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرنا معمر ‪ ،‬عن ثابت ‪ ،‬عن‬
‫أنس بن مالك ‪ " :‬أن أسيد بن حضير ‪ ،‬ورجل آخر من النصار ‪ ،‬تحدثا عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ليلة حتى ذهب من‬
‫الليل ساعة ‪ ،‬في ليلة شديدة الظلمة ‪ ،‬ثم خرجا من عند النبي صلى ال عليه وسلم ينقلبان ‪ ،‬وبيد كل واحد منهما عصاه ‪ ،‬فأضاءت‬
‫عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها ‪ ،‬حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت بالخر عصاه ‪ ،‬فمشى كل واحد منهما في ضوئها‬
‫حتى بلغ أهله " *‬
‫صحيح ابن حبان‬

‫وحديث أن أسيد بن حضير كان يقرأ القرآن وتأتيه الملئكة‬


‫وقال الليث ‪ :‬حدثني يزيد بن الهاد ‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم ‪ ،‬عن أسيد بن حضير ‪ ،‬قال ‪ :‬بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة ‪،‬‬
‫وفرسه مربوطة عنده ‪ ،‬إذ جالت الفرس فسكت فسكتت ‪ ،‬فقرأ فجالت الفرس ‪ ،‬فسكت وسكتت الفرس ‪ ،‬ثم قرأ فجالت الفرس‬
‫فانصرف ‪ ،‬وكان ابنه يحيى قريبا منها ‪ ،‬فأشفق أن تصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء ‪ ،‬حتى ما يراها ‪ ،‬فلما أصبح حدث‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬اقرأ يا ابن حضير ‪ ،‬اقرأ يا ابن حضير ‪ ،‬قال ‪ :‬فأشفقت يا رسول ال أن تطأ يحيى ‪ ،‬وكان منها‬
‫قريبا ‪ ،‬فرفعت رأسي فانصرفت إليه ‪ ،‬فرفعت رأسي إلى السماء ‪ ،‬فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ‪ ،‬فخرجت حتى ل أراها ‪،‬‬
‫قال ‪ " :‬وتدري ما ذاك ؟ " ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ " :‬تلك الملئكة دنت لصوتك ‪ ،‬ولو قرأت لصبحت ينظر الناس إليها ‪ ،‬ل تتوارى منهم‬
‫" ‪ ،‬قال ابن الهاد ‪ :‬وحدثني هذا الحديث عبد ال بن خباب ‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ ،‬عن أسيد بن حضير *‬
‫صحيح البخاري‬

‫وحديث رب أشعث أغبر مدفوع بالبواب لو أقسم على ال لبره‪.‬‬


‫‪ 3949‬حدثنا عبد ال بن أبي زياد قال ‪ :‬حدثنا سيار قال ‪ :‬حدثنا جعفر بن سليمان قال ‪ :‬حدثنا ثابت ‪ ،‬وعلي بن زيد ‪ ،‬عن أنس بن‬
‫مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " " :‬كم من أشعث أغبر ذي طمرين ل يؤبه له لو أقسم على ال لبره منهم‬
‫البراء بن مالك " "‬
‫" " هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه " "‬
‫سنن الترمذي الجامع الصحيح‬

‫‪ 5278‬أخبرني عبد ال بن محمد بن زياد ‪ ،‬العدل ‪ ،‬ثنا محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن عزيز اليلي ‪ ،‬إملء علي ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫حدثني سلمة بن روح ‪ ،‬عن عقيل بن خالد ‪ ،‬عن ابن شهاب ‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫كم من ضعيف متضعف ذي طمرين ‪ ،‬لو أقسم على ال لبر قسمه منهم البراء بن مالك ‪ ،‬فإن البراء لقي زحفا من المشركين وقد‬
‫أوجع المشركون في المسلمين " ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا براء ‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬إنك لو أقسمت على ال لبرك ‪،‬‬
‫فأقسم على ربك " ‪ ،‬فقال ‪ :‬أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ‪ ،‬ثم التقوا على قنطرة السوس ‪ ،‬فأوجعوا في المسلمين ‪ ،‬فقالوا‬
‫له ‪ :‬يا براء ‪ ،‬أقسم على ربك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ‪ ،‬وألحقتني بنبيك صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬فمنحوا‬
‫أكتافهم ‪ ،‬وقتل البراء شهيدا‬
‫" هذا حديث صحيح السناد ‪ ،‬ولم يخرجاه "‬
‫المستدرك على الصحيحين للحاكم‬

‫وحديث إن في هذه المة محدثين وإن منهم عمر‪.‬‬


‫حدثنا جعفر قثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قثنا محمد بن أبي فديك ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ‪ ،‬عن ابن أبي‬
‫عتيق ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عائشة ‪ ،‬أن النبي صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ما من نبي إل وفي أمته من بعده معلم ‪ ،‬أو معلم ‪ ،‬فإن يكن‬
‫في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب ‪ ،‬إن الحق على لسان عمر وقلبه " ‪* .‬صحيح مسلم‬

‫ومن ذلك كون سعد بن أبى وقاص مجاب الدعوة‬


‫وهذه الحاديث كلها ثابتة في الصحيح وورد لكثير من الصحابة رضي ال عنهم كرامات قد اشتملت عليها كتب الحديث والسير‪.‬‬

‫ومن ذلك الحاديث الواردة في فضلهم والثناء عليهم‪ ،‬كما ثبت في الصحيح‬
‫”أنه قال رجل‪ :‬أي الناس أفضل يا رسول ال؟ قال‪ :‬مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل ال‪ ،‬قال‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬ثم رجل معتزل في‬
‫‪36‬‬
‫شعب من شعاب يعبد ربه”‪.‬‬

‫وحديث كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل‬


‫وهذه الحاديث كلها في الصحيح‬

‫قال شيخنا المام العلمة القاضي محمد بن علي الشوكاني رضي ال عنه وأرضاه في الفتح الرباني ولفظه‪ :‬اعلم أن معنى‬
‫التصوف المحمود يعني‪ :‬علم الباطن هو الزهد في الدنيا حتى يستوي عنده ذهبها وترابها‪.‬‬
‫ثم الزهد فيما يصدر عن الناس من المدح والذم حتى يستوي عنده مدحهم وذمهم‪.‬‬
‫ثم الشتغال بذكر ال وبالعبادة المقربة إليه‪ ،‬فمن كان هكذا فهو الصوفي حقا وعند ذاك يكون من أطباء القلوب فيداويها بما يمحو‬
‫عنها الطواغيت الباطنية من الكبر والحسد‪ ،‬والعجب والرياء‪ ،‬وأمثال هذه الغرائز الشيطانية التي هي أخطر المعاصي أقبح الذنوب‪.‬‬
‫ثم يفتح ال له أبوابا كان عنها محجوبا كغيره لكنه لما أماط عن ظاهره وباطنه في غشاوة صار حينئذ صافيا عن شوب الكدر‬
‫مطهرا عن ”‪ ”372 /2‬دنس الذنوب فيبصر ويسمع ويفهم بحواس ل يحجبها عن حقائق الحق حاجب‪ ،‬ول يحول بينها وبين درك‬
‫الصواب حائل‪ ،‬ويدل على ذلك أتم دللة‪ ،‬وأعظم برهان ما ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم قال‪” :‬يقول ال تعالى‪ :‬من عادى لي وليا فقد بارزته بالمحاربة‪ ،‬وفي رواية‪ :‬فقد آذنته بالحرب‪ ،‬وما تقرب إلي‬
‫عبدي بمثل ما افترضت عليه‪ ،‬ول زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به‪ ،‬وبصره الذي‬
‫يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها‪ ،‬ورجله التي يمشي بها‪ ،‬فبي يسمع‪ ،‬وبي يبصر‪ ،‬وبي يبطش‪ ،‬وبي يمشي‪ ،‬ولئن سألني لعطينه‪،‬‬
‫ولئن استعاذني لعيذنه‪ ،‬وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ول بد له‬
‫منه”‪.‬‬
‫ومعلوم أن من كان يبصر بال سبحانه ويسمع به ويبطش به ويمشي به له حال يخالف حال من لم يكن كذلك‪ ،‬لنها تنكشف له‬
‫المور كما هي‪ ،‬وهذا هو سبب ما يحكى عنهم من المكاشفة‪ ،‬لنه قد ارتفع عنهم حجب الذنوب‪ ،‬وذهب عنهم أدران المعاصي‪.‬‬

‫وغيرهم من ل يبصر ول‪ ،‬يسمعه به ول يبطش به ول يمشي به ل يدرك من ذلك شيئا‪ ،‬بل هو محجوب عن الحقائق غير مهتد إلى‬
‫مستقيم الطريق كما قال الشاعر‪:‬‬
‫وكيف ترى ليلى بعين ترى بها ** سواها وما طهرتها بالمدامع‬
‫وتلتذ منها بالحديث وقد جرى ** حديث سواها في خروق المسامع‬
‫أجلك يا ليلى عن العين إنما ** أراك بقلب خاشع لك خاضع‬

‫ومما يدل على هذا المعنى الذي أفاده حديث أبي هريرة حديث‬
‫””اتقوا فراسة المؤمن‪ ،‬فإنه يرى بنور ال”” وهو حديث صححه الترمذي‪،‬‬
‫فإنه أفاد أن المؤمنين من عباد ال يبصرون بنور ال سبحانه‪ ،‬وهو معنى ما في الحديث الول من قوله صلى ال عليه وسلم‪ :‬فبي‬
‫يبصر‪.‬‬

‫فما وقع من هؤلء القوم الصالحين من المكاشفات هو من هذه الحيثية الواردة في الشريعة المطهرة‪،‬‬
‫وقد ثبت أيضاً في الصحيح عنه صلى ال عليه وسلم أنه في هذه المة محدثين وإن منهم عمر بن الخطاب‪.‬‬

‫ففي هذا الحديث‬


‫فتح باب المكاشفة لصالحي عباد ال وأن ذلك من ال سبحانه فيحدثون بالوقائع بنور اليمان الذي هو من نور ال سبحانه‬
‫فيعرفونها كما هي حتى كان محدثا يحدثهم بها ويخبرهم بمضمونها‪.‬‬

‫وقد كان عمر بن الخطاب رضي ال عنه يقع له من ذلك الكثير الطيب في وقائع معروفة منقولة في دواوين السلم‪،‬‬
‫ونزل بتصديق ما تكلم به القرآن الكريم‪ ،‬فمن كان من صالحي العباد متصفا بهذه الصفات متسما بهذه السمات‬
‫فهو رجل العالم‪ ،‬فرد الدهر‪ ،‬وزين العصر‪ ،‬والتصال به مما تلين به القلوب وتخشع له الفئدة وتنجذب بالتصال به العقول‬
‫الصحيحة إلى مراضي الرب سبحانه‬
‫وكلماته هي الترياق المجرب وإشاراته هي طب القلوب القاسية وتعليماته كيمياء السعادة‬
‫وإرشاداته هي الموصلة إلى الخير الكبر والكرمات الدائمة التي ل نفاذ لها ول انقطاع‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ولم تصف البصائر ول صلحت السرائر بمثل التصال بهؤلء القوم الذين هم خيرة الخيرة وأشرف الذخيرة‬
‫فيا ل قوم لهم السلطان الكبر على قلوب هذا العالم يجذبونها إلى طاعات ال سبحانه‪ ،‬والخلص له‪،‬‬
‫والتكال عليه‪ ،‬والقرب منه‪ ،‬والبعد عما يشغل عنه‪ ،‬ويقطع عن الوصول إليه‪،‬‬
‫وقل أن يتصل بهم ويختلط بخيارهم إل من سبقت له السعادة وجذبته العناية الربانية إليهم‬
‫لنهم يخفون أنفسهم ويطهرون في مظاهر الخمول‪ ،‬ومن عرفهم لم يدل عليهم إل من أذن ال له‬
‫ولسان حاله يقول كما قال الشاعر‪:‬‬
‫وكم سائل عن سر ليلى كتمته ** بعمياي عن ليلى بعين يقين‬
‫يقولون خبرنا فأنت أمينها ** وما أنا إن خبرتهم بأمين‬

‫فيا طالب الخير إذا ظفرت يدك بواحد من هؤلء الذين هم صفوة الصفوة وخيرة الخيرة فاشددها عليه واجعله مؤثرا على الهل‬
‫والمال‬
‫والقريب والحبيب والوطن والسكن‪ ،‬فإنا إن وزنا هؤلء بميزان الشرع واعتبرناهم بمعيار الدين وجدناهم أولياء ال الذين ل خوف‬
‫عليهم ول هم يحزنون‬
‫وقلنا لمعاديهم أو للقادح في علي مقامهم أنت ممن قال فيه الرب سبحانه كما حكاه عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫”من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وقد آذنته بالحرب”‬
‫لنه ل عيب لهم إل انهم أطاعوا ال كما يحب وآمنوا به كما يحب ورفضوا الدنيا الدنية وأقبلوا على ال عز وجل في سرهم‬
‫وجهرهم وظاهرهم وباطنهم‪.‬‬

‫وعن عبد ال بن مسعود قال‬


‫إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إل له ظهر وبطن‬
‫وإن علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن‪.‬‬
‫وعن عبد ال بن مسعود قال‬
‫ولو أعلم أحداً أعلم بكتاب ال مني تبلغه المطايا‪ ،‬قال‪ :‬فقال له رجل‪ :‬فأين أنت عن علي؟ قال‪ :‬به بدأت‪ ،‬إني قرأت عليه‪.‬‬
‫مختصر تاريخ دمشق لبن منظور‬

‫حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح القاضي‪ ،‬حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا عباس بن عبيد ال‪ ،‬حدثنا غالب بن‬
‫عثمان الهمداني‪،‬‬
‫أبو مالك‪ ،‬عن عبيدة‪ ،‬عن شقيق‪ ،‬عن عبد ال بن مسعود‪ ،‬قال‪:‬‬
‫"أن القرأن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إل له ظهر وبطن‪ ،‬وأن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن"‪.‬‬
‫حلية الولياء‬

‫فروي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة‪ :‬مؤمنان وكافران؛ فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر‪ ,‬والكافران نمرود وبختنصر‬
‫وسيملكها من هذه المة خامس لقوله تعالى‪" :‬ليظهره على الدين كله" [التوبة‪ ]33 :‬وهو المهدي‬
‫وقد قيل‪ :‬إنما سمي ذا القرنين لنه كان كريم الطرفين من أهل بيت شريف من قبل أبيه وأمه‬
‫وقيل‪ :‬لنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي وقيل‪ :‬لنه كان إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا‪.‬‬
‫وقيل لنه أعطي علم الظاهر والباطن‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬لنه دخل الظلمة والنور‪ .‬وقيل‪ :‬لنه ملك فارس والروم‪.‬‬
‫تفسير القرطبي‬

‫الحمد ل الواحد الحد ناصر المظلومين ومُعزّ المقرّبين‬


‫والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬
‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬
‫اللهم إني عبدك ‪ ،‬ابن عبدك ‪ ،‬ابن أمتك ‪ ،‬ناصيتي بيدك ‪ ،‬ماض في حكمك ‪ ،‬عدل في قضاؤك ‪،‬‬
‫أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ‪ ،‬أو علمته أحدا من خلقك ‪ ،‬أو أنزلته في كتابك ‪،‬‬
‫أو استأثرت به في علم الغيب عندك‬

‫‪38‬‬
‫أن تجعل القرآن ربيع قلبي وقلب كل من قرأ هذا‬
‫ونور صدري وصدر كل من قرأ هذا‬
‫وجلء حزني وحزن كل من قرأ هذا‬
‫وذهاب همي وهم كل من قرأ هذا الحمد ل مجيب المضطر اذا دعاه‬
‫والصلة والسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين‬

‫=========================================================‬

‫لقد تم بفضل ال هذا الكتاب‬


‫هنيئا لخير امة اخرجت للناس – هنيئا لهل العلم والمعرفة ‪ -‬هنيئا لحفاد الحبيب‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك‬
‫وافضل الصلة والسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫حمَنِ الرّحِيمِ‬
‫ح ْمدُ لِّ رَبّ ا ْلعَالَمِينَ * الرّ ْ‬
‫الْ َ‬
‫ك َيوْ ِم الدّينِ‬
‫مَالِ ِ‬

‫ت وَالنّورَ‬
‫ظلُمَا ِ‬
‫ج َعلَ ال ّ‬
‫ض وَ َ‬
‫ت وَالَرْ َ‬
‫خلَقَ السّمَاوَا ِ‬
‫الْحَ ْمدُ لِّ اّلذِي َ‬

‫ي َلوْل أَنْ َهدَانَا الُّ‬


‫ح ْمدُ لِّ اّلذِي َهدَانَا ِل َهذَا وَمَا كُنّا ِلنَ ْه َتدِ َ‬
‫الْ َ‬

‫خ ْذ َو َلدًا‬
‫الْحَ ْمدُ لِّ اّلذِي َلمْ َيتّ ِ‬
‫ن الذّلّ‬
‫َولَم َيكُن لّهُ شَرِيكٌ فِي ا ْل ُملْكِ َو َلمْ َيكُن لّ ُه َولِيّ مّ َ‬

‫ع َوجًا‬
‫جعَل لّهُ ِ‬
‫ب َولَ ْم يَ ْ‬
‫ع ْب ِدهِ الْ ِكتَا َ‬
‫علَى َ‬
‫ح ْمدُ لِّ اّلذِي أَن َزلَ َ‬
‫الْ َ‬

‫ت وَمَا فِي الَرْضِ‬ ‫ح ْمدُ لِّ اّلذِي لَهُ مَا فِي السّمَاوَا ِ‬ ‫الْ َ‬
‫خبِيرُ‬
‫حكِيمُ الْ َ‬
‫ح ْمدُ فِي الخِ َر ِة وَ ُهوَ الْ َ‬
‫َولَهُ الْ َ‬

‫علِ الْمَل ِئكَةِ رُسُل‬


‫ت وَالَرْضِ جَا ِ‬
‫ح ْمدُ لِّ فَاطِرِ السّمَاوَا ِ‬
‫الْ َ‬

‫‪39‬‬
‫ث وَ ُربَاعَ‬
‫جنِحَةٍ ّم ْثنَى َوثُل َ‬
‫أُولِي َأ ْ‬
‫خلْقِ مَا يَشَاء‬
‫يَزِيدُ فِي الْ َ‬

‫إِنّ الَّ عَلَى ُكلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫ل نُرِيدُ مِنكُ ْم جَزَاء وَل شُكُورًا * إِنّا َنخَافُ مِن رّبّنَا َي ْومًا عَبُوسًا َق ْمطَرِيرًا‬

‫ن هَذِهِ َتذْكِرَةٌ َفمَن شَاء ا ّتخَذَ ِإلَى رَبّهِ سَبِيل‬ ‫ِإ ّ‬


‫علِيمًا حَكِيمًا‬ ‫ن َ‬ ‫وَمَا َتشَاؤُونَ إِلّ أَن يَشَاء الُّ ِإنّ الَّ كَا َ‬
‫خلُ مَن يَشَاء فِي َرحْمَ ِت ِه وَالظّالِمِينَ َأعَ ّد َلهُمْ عَذَابًا َألِيمًا‬
‫يُ ْد ِ‬
‫‪-------------------------------------------------------------------‬‬

‫اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك السيد الكامل الفاتح الخاتِمُ نورَك المبين ورسولك‬
‫الصادق المين وآته الوسيلة والفضلية وابعثه المقام المحمود الشفيع المرتضى الرسول المجتبى ‪،‬‬
‫اللهم صل وسلم عليه وعلى آله كما صليت على ابراهيم وبارك عليه وعلى آله كما باركت على‬
‫ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد‬
‫عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك‬

‫ل اله ال انت سبحانك اني كنت من الظالمين‬

‫يارب يا رب محمد عليه الصلة والسلم‬


‫ارحم من ضاقت عليه الكوان ‪ ،‬ولم تؤنسه الثقلن وقد أصبح وأمسى مولها حيران‬
‫وأضحى غريباً ولو كان في الهل والوطان‬

‫ربّ ل تحجب دعوتي ‪ ،‬ول ترد مسألتي ‪ ،‬ول تدعني بحسرتي ‪ ،‬ول تكلني إلى حولي وقوتي‬
‫وارحم عجزي وفاقتي ‪ ،‬فقد ضاق صدري وتاه فكري وتحيرت في أمري‬
‫وأنت العالم بسري وجهري ‪ ،‬المالك لنفعي وضري القادر على تفريج كربي وتيسير عسري‬

‫‪40‬‬
‫اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه سيدنا محمد نبيك ورسولك صلى ال عليه وسلم ونعوذ بك من‬
‫شر ما استعاذ منه سيدنا محمد نبيك ورسولك صلى ال عليه وسلم وأنت المستعان وعليك التكلن‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‬
‫اللهم أنت ربي ل إله ال أنت ‪ ،‬خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪،‬‬
‫ي وأبوء بذنبي‪ ،‬فاغفر لي‬
‫أعوذ بك من شر ما صنعت ‪ ،‬أبوء لك بنعمتك عل ّ‬
‫فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت‬
‫فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ‪.‬‬
‫اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت بها كل شيء ‪ ،‬وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء ‪،‬‬
‫وبعظمتك التي غلبت بها كل شيء وبسلطانك الذي ملت به كل شيء ‪ ،‬وبقوتك التي ل يقوم لها‬
‫شيء ‪ ،‬وبنورك الذي أضاء له كل شيء وبعلمك الذي أحاط بكل شيء ‪ ،‬وباسمك الذي تبيد به كل‬
‫شيء ‪ ،‬وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا‬
‫هادين مهتدين ‪ ،‬غير ضالين ول مضلين ‪ ،‬سلما لوليائك ‪ ،‬وعدوا لعدائك‬
‫نحب بحبك من أحبك ‪ ،‬ونعادي بعداوتك من خالفك‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا محبين لصحاب حبيبك‬
‫ابو بكر وعمر وعثمان وعلي‬
‫اللهم اجعلنا وكل من قرأ هذا محبين لحفاد حبيبك الحسن والحسين وكافة اهل بيته‬
‫اللهم اجمعنا معهم ومع حبيبك في الفردوس العلى‬
‫اللهم هذه امة حبيبك ‪ ,‬اللهم مس هذه المة الشيطان بضر وانت ارحم الراحمين‬
‫اللهم رب جبرائيل ‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬وإسرافيل ‪ ،‬يا فاطر السماوات والرض ‪ ،‬يا عالم الغيب والشهادة‬
‫أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون‬
‫اهدنا واهد امة حبيبك لما اختلف فيه من الحق بإذنك‬
‫اللهم اجعل لهذه المة نورا من نورك وهدى من هدايتك‬
‫اللهم اجعل لهذه المة نورا في بصرها ونورا في قلبها ونورا في قرارها‬
‫اللهم الف بين قلوب كافة المسلمين ‪ ,‬اللهم وحد صفوفهم وانزع البغضاء من قلوبهم‬
‫لقد طال الزمان وآن الوان‬
‫علَى الّذِينَ مِن قَ ْبلِنَا‬
‫علَيْنَا ِإصْرًا كَمَا حَ َملْتَهُ َ‬
‫طأْنَا رَبّنَا وَلَ َتحْ ِملْ َ‬
‫رَبّنَا لَ تُؤَاخِذْنَا إِن نّسِينَا أَ ْو َأخْ َ‬
‫غفِ ْر لَنَا وَا ْرحَمْنَا أَنتَ مَوْلنَا‬
‫رَبّنَا وَلَ ُتحَ ّملْنَا مَا لَ طَاقَ َة لَنَا ِبهِ وَاعْفُ عَنّا وَا ْ‬

‫‪41‬‬
‫علَى ا ْلقَوْ ِم الْكَافِرِينَ‬
‫فَانصُرْنَا َ‬
‫ت الْوَهّابُ‬
‫ك أَن َ‬
‫غ ُقلُوبَنَا بَعْ َد إِذْ َهدَيْتَنَا وَ َهبْ لَنَا مِن لّدُنكَ َرحْمَ ًة إِ ّن َ‬
‫رَبّنَا لَ تُزِ ْ‬
‫علَى الْقَوْ ِم الْكَافِرِينَ‬
‫ت َأقْدَامَنَا وَانصُرْنَا َ‬
‫غفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا َوإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَ ّب ْ‬
‫رَبّنَا ا ْ‬
‫رَبّنَا أَخْ ِرجْنَا ِمنْ هَذِ ِه ا ْلقَرْيَ ِة الظّالِمِ أَ ْهلُهَا وَاجْعَل لّنَا مِن لّدُنكَ َولِيّا وَاجْعَل لّنَا مِن لّدُنكَ َنصِيرًا‬

‫علَى الِّ َتوَ ّكلْنَا‬


‫علْمًا َ‬
‫يءٍ ِ‬
‫وَسِعَ َربّنَا ُكلّ شَ ْ‬
‫ت خَيْ ُر الْفَا ِتحِينَ‬
‫ن قَوْمِنَا بِالْحَقّ َوأَن َ‬
‫رَبّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَ ْي َ‬
‫حم ل ينصرون‬
‫اللهم احفظنا ‪ -‬بنون والقلم وما يسطرون‬
‫بسم ال كهيعص كفيت‬
‫““ فَسَيَ ْكفِيكَ ُه ُم الّ وَهُوَ السّمِي ُع الْ َعلِيمُ”“‬
‫بسم ال حم عسق حميت‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم ‪.‬‬
‫تحصنت بذي الملك والملكوت ‪ ,‬واعتصمت بذي العزة والجبروت ‪ ,‬وامتنعت بذي القدرة والملكوت‬
‫من كل ما اخاف واحذر‬
‫سبحانك وبحمدك ‪ ,‬اشهد ان ل اله ال انت ال واشهد ان محمدا عبدك ورسولك‬
‫وصلى ال على سيدنا محمد صلة ل تعد ول ترد ول يعلم بفضلها ال انت يا ال‬
‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته‬
‫الفقير الى ال ابو حسن – مصطفى سالم‬

‫ايها الحبة في ال ان احببتم واستفدتم مما اوردنا لكم فاعلموا ان ال سبحانه وتعالى قد منّ علينا‬
‫حيث علمنا تدبر كتابه وبيناه لكم ولقد منّ ال عليكم حيث مكنكم من قرائة ما اوردنا لكم‬
‫فل تبخلوا على الخرين‬
‫شاركونا بالثواب وانشروا ما تقرأوا في كل مكان على النترنت اثابكم ال‬
‫وان استطعتم ‪ ,‬اطبعوا ووزعوا ما يقدركم ال عليه‬
‫اثابكم ال واصلح حالكم وآتاكم في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة‬
‫نشجع كل من يقرأ هذا ان ينقله وينشره على ان يعاهد ال ان لن يغير به شيأ وان يذكر مكان نشره‬
‫‪42‬‬
‫وهو موقع القحطاني‬
‫‪www.alkahtane.com‬‬
‫اللهم انك عفو تحب العفو ‪ ,‬فاعف عني وعن كل من يقرأ هذا‬
‫للمراسلة الرجاء التصال بنا على‬
‫‪alkahtane@gmail.com‬‬

‫‪43‬‬

You might also like