Professional Documents
Culture Documents
رحماك ربي رحماك ربي ...اللهم ارفع عنا غضبك ..المسلمون يذبحون ذبح النعاج ...إبادة
كاملة لشعب أعزل ونحن لهم متفرجون ...نمط الشفاه وقد نذرف الدموع أماتت النخوة العربية؟
للسف أصبحنا أشباه رجال ،أين جيوشنا بل أين رجالنا؟ ماذا تنتظرون؟ كلنا مشاركون في هذه
المذبحة ولو بالصمت!! وهو صمت القبور لقد حاكوا المؤامرة وتكشفت أبعادها وأهدافها...
ضرب المسلمين في غزة بعد أن فشل الحصار والتجويع في النيل من صمود شعب غزة
المسكين...
فقرار البادة جاهز وبموافقة عربية ولو بالصمت كما أبانت الشواهد ومن قبلها (ليفني) وزيرة
الخارجية السرائيلية!! وها هم العرب يتداعون لمؤتمر قمة يضاف إلى المؤتمرات السابقة
ليستخدم نفس المصطلحات العقيمة من قاموس الخزي والعار العربي...
أولها دان وأدان وآخرها الشجب والستنكار فل تعولوا على مؤتمرات القمة إن جاء كسابقه
إنما عولوا على ضمير المة التي لن تموت فسوف يهييء ال لها رجال صدقوا ما عاهدوا ال
عليه عمية عن الشر أعينهم يحرصون على الموت حرص عدوهم على الحياة...
يقدمون أرواحهم فداء لتراب الوطان ومقدسات المسلمين ...فل عبارات الشجب والستنكار
والدانة تنفع الن ...فالمطلوب قرار عربي جريء لفتح كل الحدود من كل الدول المحيطة
بإسرائيل ومد المقاومة بالمال والسلح والماء والدواء ول تقصروا المر على مصر وحدها
فمصر ل يزايد أحد على مواقفها القومية وتبنيها لقضايا أمتها العربية مصر على امتداد
تاريخها صدت عن العرب والمسلمين كل الحملت ابتداء بالتتار وانتهاء بالحتلل السرائيلي
فل تحصروا القضية في معبر رفح فأكثر الجبهات المحيطة مغلقة وللسف فمصر أنقى من أن
ينال منها جاحد ناكر للجميل فشعب مصر خرج بالمليين يؤيد ويدعم ويبكي يريد أن يشارك في
الدفاع عن غزة فشعب مصر لن نجد له مثيل بأصالته وقدرته على الصمود فالقضية ليست
إغلق معبر رفح إنما القضية أعمق وأكبر من هذا بكثير فلنفتح كل الجبهات وساعتها لن يتأخر
أي عربي شريف عن الجهاد فاخلصوا النية انتصارا للسلم والمسلمين ورفعا لراية السلم
وصيانة لمقدسات المسلمين هذا إن كنا جادين في مواجهة العدو الصهيوني وغطرسته...
أما إذا كنتم غير جادين فقولوا لشهدائنا ونسائنا وأطفالنا في غزة« :سامحونا فنحن لم نخلق
للجهاد إنما شغلتنا أموالنا وأهلونا ونحن ل قبل لنا إل بالمهاترات والجدل العقيم وكنا وكانوا
وقلنا وقالوا» أما أنتم فلكم ال فنحن قوم ل يهمنا غير أن نمل بطوننا ونشبع غرائزنا ما لنا
نحن والجهاد إسرائيل ليست القوة التي ل تقهر فجنودها جبناء بشهادة الجنود البواسل في
حرب أكتوبر إنما السؤال هل نحن جادون في مواجهة العدو الصهيوني ونصرة اخواننا في
غزة؟
أم سنكتفي بذرف الدموع وصيحات الستنكار وحناجر المشيعين لجساد شهدائنا البرار فنحن
نريد قرارًا بفتح كل الجبهات على إسرائيل دون استثناء ول للمزايدات من البعض في فلسطين
وغير فلسطين ل لمقاتلي الكباريهات وأطفالنا يذبحون وشبابنا يقتلون.
واليوم ل ينفع البكاء ول اللطم على الخدود وشق الجيوب اليوم لمن يرفع راية السلم بل إله
إل ال وأن محمدا رسول ال قال تعالى? :إن تنصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم?.
اللهم احفظ بلد المسلمين وارفع راية السلم خفاقة عالية على المسجد القصى وأن تحفظ
بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه ..اللهم آمين.
الختلف مع مصر جائز ،وتخوينها مفزع .وخلل اليام الماضية تجاوز بعض السياسيين
والحزبيين والعلميين على مصر ،واتهمها بإرشاد الطائرات السرائيلية وإحكام الحصار على
غزة .واعتقد بعضهم ان بإمكانه شطب التاريخ المشرّف لمصر والمصريين بتظاهرة ومسيرة
وخطاب منفعل .وآخر حاول التطاول على مكانة مصر بطائرة أو قارب أو قافلة مساعدات،
ن والذى والدعاءات الجوفاء. هدفها الدعاية السياسية ،ووقودها الم ّ
قبل أشهر التقيت بمسؤول في حركة «حماس» .كان الحوار بين الحركة والحكومة المصرية
وصل الى حد التوقف وتبادل التصريحات غير الودية .سألت الرجل ،هل يمارس المصريون
ضغوط ًا عليكم؟ وما صحة اتهام الحكومة المصرية بالتواطؤ مع إسرائيل ،ومحاولة تثبيت هدنة
على حسابكم؟ تبسّم المسؤول الفلسطيني ،وأجاب« :سؤالك هذا ذكرني بحادثة جرت خلل أحد
الجتماعات مع الخوة المصريين ،لكن قبل ان اروي لك الحادثة ،دعني اقول لك شيئ ًا مهماً عن
رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان .هذا الرجل يملك قدرة غير عادية على الصبر وحسن
الستماع ،وحين يشتد الحوار أو يص ّر أحد الخوة على موقفه ،يطوي سليمان صفحة الملف،
ويردد كلمة اشتهر بها بيننا نحن الفلسطينيين ...ال غالب ،هذه الكلمة أقصى ما يفعل ،هكذا
يتواطأ المصريون!».
ويضيف المسؤول الفلسطيني« :في اجتماع لوفد «حماس» مع المخابرات المصرية ،ارتفع
صوتي وبدأت اتحدث عن نضال شعبنا واخوتنا في المقاومة ،في محاولة للتأثير على محاوري
المصري .كان الرجل يرتدي لباساً مدنياً .ولم أكن اعرفه من قبل .انتهى الجتماع وذهبت الى
الفندق ،وبعد ساعة اتصل المسؤول المصري ،وطلب زيارتي .دخل الرجل الى الغرفة وهو
يحمل صندوقاً .اخرج مجموعة ألبومات تضم صوره منذ كان ضابط ًا صغيراً ،وقصاصات
صحافية وأوسمة .وجدت تجسيداً لتاريخ مشرف من النضال في سبيل قضيتي .شعرت بحرج
شديد .فالرجل قاتل وجرح وأسر .فقلت له اعذرني يا سيدي ،يبدو ان الحماسة أخذتني اثناء
الحوار .تبسّم الرجل وقال ،انا ل ألومك .لكن ل بد ان تعرف اننا امام مهمة سياسية.
ودورنا اليوم يتطلب الحوار والتفاهم ول شيء غير ذلك .كان هذا الضابط نموذج ًا لعدد آخر من
الوطنيين المصريين الذين يديرون الحوار معنا .يرتفع صوتنا .نختلف ونتفق .لكن كنا نشعر
على الدوام بأن مصر تقف الى جانبنا .في المس كانت تدافع عنا بدماء أبنائها .وهي اليوم
تمارس دوراً سياسياً لصلح أوضاعنا ودعم موقفنا .ل نشك في هذا .وخلفنا مع الخوة
المصريين ل يعني اننا نقلل من وطنيتهم ،فضلً عن ان نجرؤ على تخوينهم».
ل غنى للعرب عن مصر
كتب عبد المحسن الحسيني -الوطن الكويتية
أهالي غزة هم وحدهم الذين يدفعون ثمن مغامرات وعنتريات قادة حماس ،هم وحدهم الذين
يعيشون جحيم الحصار والقصف الوحشي للقوات السرائيلية بحجة القضاء على مطلقي
الصواريخ على المستعمرات والبلدات السرائيلية ،لقد ورط قادة حماس اهالي غزة في حرب
ليس لهم حول ول قوة لمواجهة هذه الحرب التي فُرضت عليهم ..لقد الغى قادة حماس اتفاق
الهدنة ودفعوا لتخريب اي اتفاق لتوحيد صفوف الفصائل الفلسطينية ..فلقد ارتكب قادة حماس
خطأ متعمداً نفس الخطأ الذي ارتكبه قائد النصر اللهي حسن نصر ال!! حينما ورط كل لبنان
في حرب مدمرة واعترف بعد ذلك بخطئه عندما قال بعد توقف الحرب انه لو كان يعلم ما
سيجري لما اقدم على تلك المغامرة ،كان من المفروض ان يراجعوا حيثيات الحرب التي اعلنها
قائد «النصر اللهي» حسن نصر ال امين حزب ال الذي ادخل لبنان في حرب غير متكافئة
معلنا انها حرب التحرير لطرد اليهود من الراضي الفلسطينية ال ان الكل قد شهد نتائج تلك
الحرب التي كانت مدمرة للبنية التحتية للدولة اللبنانية.
واليوم حماس تعيد نفس الخطأ بدفع وتشجيع ايران وسورية ..بينما لم تحرك الدولتان أي دبابة
لنقاذ أهالي غزة أو لمساندة حماس فقد اكتفت الدولتان ببيانات التنديد وتنظيم المظاهرات
تحمل يافطات تندد بمصر ورئيسها ولو تتبعنا المظاهرات التي خرجت من بعض العواصم
العربية بما فيها الكويت ومصر كلها مظاهرات نظمها جماعة الخوان المسلمين لمساندة
القيادة العليا للخوان في مصر التي تعيش صراعا حاميا مع الحكومة المصرية .ولقد استغلت
ايران تلك المواقف في دعمها للخوان المسلمين الذين عرفوا بكرههم للشيعة ليقفوا في خندق
واحد لمحاربة الحكومة المصرية بغرض ابعاد مصر من القيادة وزعامة العالم العربي ،هذا
رغم أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي حاربت خمسة حروب من أجل فلسطين ومنها
حربا 67و 1973تأتي ايران اليوم لتدفع بعملئها في حزب ال في لبنان وحركة حماس
والخوان المسلمين في بعض العواصم العربية لتنظيم مظاهرات تحمل يافطات كُتب عليها
شعارات تندد بالحكومة المصرية ..اليرانيون يطمعون بدور قيادي في الشرق الوسط ومؤثر
في حل المشاكل والقضايا التي ما زالت قائمة في المنطقة وفي مقدمتها قضية الشعب
الفلسطيني ..يبدو بأن العرب لم يتعلموا من الدروس السابقة انهم ما زالوا يرددون شعارات ل
يستطيعون انجازها ..وسبق ان فشلوا عدة مرات ول بد ان يعطي العرب اهتماما اكبر للموقف
الدولي تجاه مختلف القضايا فان الموقف الدولي يعترف بدولة اسرائيل ول يتقبل المساس بها..
وليست الوليات المتحدة المريكية هي وحدها التي تدعم اسرائيل بل كل اوروبا ايضا تؤيد
اسرائيل ولن تسمح بالمساس بالكيان الصهيوني ،اي الدولة السرائيلية ،لقد فشل العرب في
السلوب العسكري كأسلوب لتحرير فلسطين لذلك فان امامهم السبل السياسية فهي انسب
لقدرات العرب ول بد ان نركز على تفهمنا للموقف الدولي والتحرك وفق هذا الفهم حتى نكسب
تأييد العالم لقضيتنا والبتعاد عن الغوغائية ومظاهرات الشغب والصراخ والتشنج ..العالم تغير
ول بد للعرب ان يغيروا مواقفهم واسلوب التعامل مع المجتمع الدولي ..واود هنا ان احذر
العرب من المؤامرة اليرانية التي تريد اقصاء مصر عن القيادة العربية ولذلك اذكرهم بمقاطعة
العرب لمصر بعد توقيع مبادرة السلم المصرية والسرائيلية فإن هذه المقاطعة لم تدم ولم
تستطع مواصلة المقاطعة لمصر ،لما يشعر به العرب من حاجة ماسة وملحة للدور المصري
في المحافل الدولية ..ان مصر تتميز بدور قيادي ومؤثر على المستوى القاري والدولي..
والكثر ثقة لدى المجتمع الدولي ..لذلك يجب ان يعمل العرب لدحر المؤامرة اليرانية ومن يقف
معها من الجماعات السلمية المتطرفة «مع السف الشديد» وستظل مصر قلب العرب النابض
ولقد تحملت كثيرا من اجل العرب والقضية الفلسطنينية فهي الكثر حرصا على مصلحة
العرب ..وتحية لمصر القيادة ورئيسها بطل حرب اكتوبر حسني مبارك.
لـمــاذا ..مــصـــر؟!!
كتب المحامى راشد الردعان -الوطن الكويتية
ل أدري ما هو سبب هذا الهجوم الكاسح على جمهورية مصر العربية وبهذا التوقيت بالذات؟
فمصر قبل كل شيء ترتبط بمعاهدة مع الكيان السرائيلي ،ومصر لها علقات واسعة مع
محمود عباس وجماعته من فتح وغيرها ،ومصر ل تريد ان تشعل المنطقة بالخلفات والقيل
والقال بسبب معبر رفح الذي منه هذه اليام تدخل المساعدات الكويتية والسعودية والماراتية
ومن كل دول العالمين العربي والسلمي .ان الهجوم على مصر من قبل بعض الصحف العربية
والمنظمات وفي وقت تتصاعد فيه الخلفات العربية -العربية امر يجب ال يكون حتى ل يُفسر
على انه انتصار لطرف دون آخر وحتى ل يقال بأن فلناً محسوب على الجهة الفلنية او
العلنية لذلك اخذ يهاجم مصر بمناسبة ودون مناسبة وقد كان الحرى به ان يلوم ويعتب
بصورة اخوية ل بالشكل الذي شاهده الجميع على شاشات التلفاز.
لقد كانت لمين عام حزب ال اللبناني السيد حسن نصر ال شعبية واسعة وكبيرة في الوساط
المصرية وله قدره الكبير لدى العلم المصري الذي يقدره ويجله لكنه خسر كل ذلك بعد ان
شن هجوما على مصر بسبب اغلق معبر رفح واخذت الصحافة المصرية تبادله التهامات
والهجوم وتصفه بأوصاف متعددة ومختلفة ،بعد أن كانت في يوم من اليام تمجده وتعتبره
القائد الوحد في ميدان القتال والمقاومة.
لماذا مصر؟ سؤال يطرحه كل العرب ،فكل الدول العربية متخاذلة وجميعهم يتابعون المجازر
التي تحدث في غزة دون أن يتحركوا أو يفعلوا شيئا سوى البيانات والشجب والستنكار ولم
نسمع من ينادي بلم الصف الفلسطيني ووقف العتداء الصهيوني على غزة ..ولم نر أو نشاهد
من يحلل السباب التي أدت إلى الحرب على غزة سوى المحطات الجنبية التي تطرح المور
بوضوح وشفافية بعيدين عن خزعبلت أمة الحرب التي تشاهد الجثث تتساقط والقصف يستمر
ول شغل لها ال تبادل التهامات والهجوم على مصر وكأنها سبب كل الهزائم والنكبات العربية
وتقف وراء ما حدث للعرب في العراق ولبنان وغزة وجزر الواق واق!!
!!رويداً أيها الغاضبون من مصر
ليس من أشكالية تواجه تجارب الديمقراطيات الناشئة في البلدان النامية أكبر من إشكالية
الوعي بحدود الممارسة ،والقدرة على تبني خيار «الديمقراطية المسئولة» ..فالبعض لم يدرك
بعد أن تجاوز حدود حريات التعبير يعني خروجاً من المسار الديمقراطي إلى المسار الجنائي
بوصف سلوكه تعدياً على حقوق وحريات الخرين ،وإن تجربة الديمقراطية في إطارها
الخلقي ينزلق بها إلى الفوضى والعمل التخريبي!..
إذا كنا متحمسين للتظاهر تحت شعار «نصرة غزة» فإن رسالتنا تضامنية لنظهر من خلل
حشودنا الهائلة أن أبناء غزة ليسوا وحدهم في المواجهة ،وإن ثمة أمة تفور غضباً من
العدوان السرائيلي عليها ،وتتوعد بالويل والثبور إرهاب الدولة العبرية ..فرسالة كهذه قد
تمنح أبناء غزة شيئاً من الصمود ،وشيئاً من الضغط الدولي على مافيا الرهاب الصهيوني.
أما حين نتخذ من العدوان مظلة لنفث الحقاد ،وشق الصفوف ،وتأجيج الفتن داخل البيت
العربي فإن تظاهراتنا لن تحمل إلّ رسالة واحدة لغرفة عمليات الحرب الصهيونية بأن توغل
في تخريبها ،وتمعن في قتلها ،طالما هناك من ينوب أجهزتها في تشتيت الصف العربي ،ونقل
جبهات المعركة إلى الساحة العربية الداخلية ...فكم هو مؤلم أن نحتشد أمام السفارات
المصرية ،ونخدش كبرياء قلعة العروبة بهتافات طفولية ل نفقه معانيها!!
يبدو أن علينا اليوم أن نشد لجام أولئك «الغاضبون» من مصر في كل عواصم العالم ،ونقول
لهم :رويداً ..رويداً يا هؤلء! أتدرون عمّن تتكلمون!؟ هذه مصر التي علّمت شوارعنا ألف باء
الثورة بوجه المستعمر ..هذه مصر التي تفوح روائح شهدائها في كل شبر من أرض اليمن..
هذه مصر التي ما كان لشجار الزيتون أن تنبت في أرض فلسطين لول دماء أبنائها الطاهرة
التي فاضت في نهر الدم الفلسطيني في غزة ،وحيفا ،والقدس ،ورام ال ،والخليل ،وكل مدن
فلسطين الجريحة!..
رويدًا أيها «الغاضبون» فبأي حق تغضبون وبصمات المصريين مازالت مطبوعة على واجهات
عواصمكم ،والدماء الزكية تفوح من أعظم صفحات نضالتكم الثورية ،وما من بلد عربي إلّ
وكان المصريون أول من علم أبناءه حروف البجدية وترتيل اليات القرآنية!..
مصر تواجه اليوم حرب ًا نفسية شرسة بدأت مع انطلق الصاروخ الول على غزة ،وكان الكيان
الصهيوني خبيثاً بما يكفي للترويج للفتنة عبر وكالت النباء الغربية ،والمنتديات العربية،
وأبواق العلم العربي البليد التي رددت كل ما يدس لها دون التفكير بالغاية منه ،أو السؤال
عن المصلحة المرجوة.
لبد لشوارعنا العربية أن تدرك أن إسرائيل أرادت عزل الشارع المصري ،ومحاصرة غضبه،
واحتواء ردود فعله من خلل ما روجت له ..كما أنها قصدت بخبث جر أقدام مسيراتنا إلى
أبواب السفارات المصرية بعيدًا عن أبواب العدو الحقيقي المتربص بالجميع شراً مستطيراً...
ولكن هيهات أن نترك نيران الفتنة تشتعل ،فها هو شعبنا المصري يتحرك كالمارد الجبار
بمظاهرات عارمة ويسقط الرهان الصهيوني ..وهاهي مصر تمضي رافعة هامة المة بغير
اكتراث لكل ما يقال ..وها نحن العرب -كعادتنا -تشرئب عيوننا نحو مصر بانتظار موقفها
الشجاع الذي تناصر به أبناء غزة ،وتطيح بكل المقامرين في أروقة السياسة ،والمزايدين
بالمواقف ..فليسامح شعب مصر بعض جهالنا ممن لم تعلمهم تجارب الحياة بعد أن مصر قبلة
إشعاع نور المة.
لماذا المملكة ومصر ..في غوغاء اللمعقول..؟
كتب تركي بن عبدال السديري -جريدة الرياض السعودية
ل دموعنا ول عواطفنا نعطيها فقط تضامن ًا للمظلوم الفلسطيني ..المقتول عمداً وعدواناً في
شوارع غزة ،ولكن نشعر أن دماءنا وقدراتنا يجب أن تكون نصيباً وافياً للفلسطيني دعماً
ومساندة .والبطش السرائيلي هو أكثر رعونة ووحشية من صفة العدوان ..هو استباحة
تصفيات دموية تمارَس علنية حيث ل روادع دولية ..لكن ما المسببات أمام بوادر مفاوضات..؟
من حقنا أن نتساءل حتى ولو تماثل المر مع أطفال لنا اختلفوا في ألعاب الشارع وأتى من
تعامل معهم بقسوة ..نتساءل ماذا يعني تعريف الفصائل ..هل يحدث هذا التقسيم في الفئات
التي تعيش في وطن محتل وليس الحتلل وحده ما يقلق حيث تتوفر الحضانة الدولية وبالذات
المريكية لسرائيل ،ليس في عدوانها فقط ولكن في استمرارية انتشار مستوطناتها وجدران
فصلها والهيمنة على مقدساتها وبين كل ظاهرة اعتراض تكون هناك حفلت دموية ..أليس هذا
الوضع الخاص يحتم أن تكون الفصائل قد توحدت في فصيل واحد ..كيف يصل التناقض إلى
أبعد مداه عندما تتزامن الدعوة للمفاوضات مع تدخلت بعيدة عن مساعي مفاوضات السلم..
من يحكم إذاً ..الرئيس المنتخب ..أم المستقيل ..أم الفصائل..؟ كيف يستطيع شعب أن يواجه
عدوه المتوحش والتغطية الدولية لتوحشه بانقسامات زعامات..؟ هل يمكن في بلد مستقر أن
يتحقق التقدم في أي مجال وهو يواجه فقدان المشروعية بين مختلف فصائله بما في ذلك
الحكومة المنتخبة فما بالك في بلد محتل..؟
نأتي إلى ناحية ثانية ..من يحكم لبنان هل هو رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارة الموجودة
بمشروعية دستورية أم فريق معارض تجاوز مرونة الختلف في الرأي إلى مرحلة سلب
المشروعية من الدولة؟ وإل كيف يجوز لحسن نصرال أن يجعل ما يسمى المقاومة في موقع
السلطة ..هل ما قاله في خطابه قبل يومين يعبّر عن رأي الدولة ..يعبّر عن رأي الكثرية
السكانية بمشروعية دستورية..؟ بالطبع ل ..لكن ذلك يحدث بحيازة قدرة تسليح انتزعت صفة
السلطة ..هل تجوز رعونة الهجوم على مصر ومسخرة محاولة تثوير الضابط المصري كي
ينقلب على الدولة ..باسم من يحدث ذلك وما هي أكثر دولة قدمت من الشهداء دفاعاً عن
الفلسطيني مثل مصر..؟ ألم تخسر القاهرة أرواح ثلثين ألف شهيد في حرب .1967؟ وأرقاماً
ليست بالقليلة في حرب الستنزاف وكذا في حرب عام ،1973حيث استردت أرضها المسلوبة
في سيناء ،ول ندري كم شبراً وليس متراً استردت ما يسمى بالمقاومة في لبنان شيئاً من أرض
شبعا؟ ذلك لم يحدث وحدث من الدمار والخسائر مايقدر بمئات المليين وهو ما تحملت المملكة
معظم مصروفات تجديده ..هل المطلوب من مصر أن تتحول إلى دولة شرعية وأخرى دولة
مقاومة مثلما هي الحال في لبنان؟ ومصر تكاد تكون البلد الوحيد الذي تأثر اقتصاده بفعل
القضية الفلسطينية ،وفي نفس الوقت فتحت أرضها للقمم من أجل فلسطين.
ما يقال إعلمياً من انتهاك لكرامة المملكة التي قدمت أكبر دعم مادي للفلسطينيين واللبنانيين
ودخلت في صراعات دولية من أجل الحق الفلسطيني حتى كادت تنهار علقتها بأمريكا وبالذات
قبل أربعة أعوام تقريباً ..كيف تفاوض الرياض وتناقش وتفترض مادام أن الخلل في إفشال
المشروع العربي لحل المشكلة الفلسطينية آت من أوساط عربية وفلسطينية..؟ هل المطلوب أن
تتحول السعودية الكثر استقراراً في العالم العربي إلى حكومة ومقاومة ،ونحن نعرف أن
المملكة بعد كل حروب لبنان هي المتبني لعادة التعمير..؟
نتساءل من جمع اللبنانيين في الطائف على اتفاق وفرقهم في لبنان على خلف..؟ ومن جمع
الفلسطينيين في مكة على وفاق وفرقهم داخل فلسطين على خلف..؟ نتساءل من أدخل الرعب
القتصادي في لبنان فهاجرت عنه الستثمارات الخليجية..؟
مخجل جداً ومؤسف جداً ما هو بشع من تجاوزات غير عقلنية أو أخلقية تجاه المملكة ومصر
وهما أهم دولتين عربيتين في مضمار دعم القضية الفلسطينية.
المثل مصري من قصة تروى انه عندما شب حريق في احد الحمامات ،خجل البعض من
الخروج من المكان وهم عرايا ،في حين لم يبال البعض الخر وخرج بعورته ،الذين «اختشوا
..ماتوا» طبعا في الحريق.
وهنا اسمحوا لي أن اصور الحدث كما هو ،حريق وحمام دم غزة .فيه تموت الناس العرايا،
يموت أضعف الناس ،الطفال والنساء والعزل في بيوتهم ،لنهم الهدف السهل لعدو غاشم ل
يرحم .أما مسلحو حماس فلم نر لهم بعد حضورا ،رغم بطولتهم الكلمية قبل الغزو.
هذا بالنسبة لهل غزة ،أما خارجها فينقسم العرب العراة الى فريقين .عراة يخجلون من
عجزهم يريدون وقف القتل لذا صاروا هدفا للشتم والتشهير .يعترفون بحقيقة عجزهم ،لذا
يستجدون حماس ان تقبل بالتهدئة لن القتل من جانب واحد .اما العرب العراة الذين لم
«يختشوا» نراهم يطبلون للحرب عن بعد ،يصبون المزيد من الزيت على نارها دون رحمة
للفلسطينيين ،يرقصون لمعركة غير متكافئة ،في الواقع تعد اقل معارك التاريخ الحديث تكافؤا.
طبالو الحرب ،من أتباع ايران ،مثل حزب ال ،هم الذين يطالبون بترحيل الفلسطينيين او الحجر
عليهم في لبنان .والفلسطينيون في لبنان مأساة مستمرة أعظم من غزة ،حيث يحجر على نحو
ربع مليون منهم فتحظر عليهم الحياة العادية ،يمنعون من العمل والتنقل ،وتغلق عليهم
مخيماتهم كالبهائم ،بل وال أسوأ منها حال .هؤلء يبررون محاصرتهم للفلسطينيين بانهم
يخافون ان يتم توطينهم ،فيمنعونهم من الخروج حتى ل يختل التوازن الديموغرافي بين السنة
والشيعة والمسيحيين!
وهناك طبالو الحرب من أتباع ايران في العراق ،مثل التيار الصدري ،الذي سيّر مظاهرات
عارمة في شوارع بغداد تضامنا مع المحاصرين في غزة ،حاملين يافطات ضد المعتدين
السرائيليين ،إحداها تقول «قتل كلب جريمة تغتفر ،وقتل شعب مسألة فيها نظر» .كلم صحيح
لكنه ينطبق عليهم أيضا .فالذي قد ل يعرفه كثيرون أن غلة الصدريين هم الذين طردوا آلف
الفلسطينيين من بيوتهم في بغداد منذ أشهر فقط ،وشردوهم في صحاري العراق حتى حوصروا
على الحدود مع سورية ،وهم اليوم بأطفالهم ونسائهم يعيشون في خيام ل تقي من برد،
ينتطرون كل صباح معونات المحسنين.
هل يستأهل من يرتكب مثل هذه الجرائم بحق الفلسطينيين كل يوم أن نقبل منه ان يعظنا في
الوطنية والعروبة والسلم والخلق؟
هؤلء يريدون ان تسفك دماء الفلسطينيين في حروب عبثية لغراضهم السياسية ،اليرانيون
يريدون معارك عرب حتى يساوموا بها على النفوذ في لبنان والعراق والخليج .والخوة في
سورية ،الذين يديرون حماس من دمشق ،يريدون تقوية مركزهم التفاوضي بالتحكم في
خ ومواقفَ سياسية.
حماس ،صواري َ
في دمشق يعيّرون المصريين بإغلق المعابر ،ويريدون منهم المخاطرة بمواجهة عسكرية
اسرائيلية ،في حين انهم يرفضون فتح معابر الجولن خشية من اسرائيل.
«اللي ما اختشوا» ،هم الناس الذين يمارسون حبس الفلسطينيين في لبنان ،وتشريد
الفلسطينيين في الصحراء العراقية ،ومنع المرور من الجولن .فريق «اللي ما اختشوا»
يتسيّدون اليوم الساحة رافعين رؤوسهم كالبطال ،قارعين عن بعد طبول الحرب في غزة.
اما الفريق الخر ،مثل مصر والسعودية والردن ،وغيرهم من الذين «اختشوا» يعرفون انهم
عاجزون ،ويعترفون به ،هؤلء على القل يرفضون تزوير البطولت والمتاجرة بهم كما تفعل
ايران .ويحاولون جهدهم تقديم ما تيسر من مساعدات سياسية وإنسانية.