You are on page 1of 8

‫مصر أنقى من أن ينال منها جاحد‬

‫كتب عادل نايف المزعل ‪ -‬الوطن الكويتية‬

‫رحماك ربي رحماك ربي‪ ...‬اللهم ارفع عنا غضبك‪ ..‬المسلمون يذبحون ذبح النعاج‪ ...‬إبادة‬
‫كاملة لشعب أعزل ونحن لهم متفرجون‪ ...‬نمط الشفاه وقد نذرف الدموع أماتت النخوة العربية؟‬
‫للسف أصبحنا أشباه رجال‪ ،‬أين جيوشنا بل أين رجالنا؟ ماذا تنتظرون؟ كلنا مشاركون في هذه‬
‫المذبحة ولو بالصمت!! وهو صمت القبور لقد حاكوا المؤامرة وتكشفت أبعادها وأهدافها‪...‬‬
‫ضرب المسلمين في غزة بعد أن فشل الحصار والتجويع في النيل من صمود شعب غزة‬
‫المسكين‪...‬‬
‫فقرار البادة جاهز وبموافقة عربية ولو بالصمت كما أبانت الشواهد ومن قبلها (ليفني) وزيرة‬
‫الخارجية السرائيلية!! وها هم العرب يتداعون لمؤتمر قمة يضاف إلى المؤتمرات السابقة‬
‫ليستخدم نفس المصطلحات العقيمة من قاموس الخزي والعار العربي‪...‬‬

‫أولها دان وأدان وآخرها الشجب والستنكار فل تعولوا على مؤتمرات القمة إن جاء كسابقه‬
‫إنما عولوا على ضمير المة التي لن تموت فسوف يهييء ال لها رجال صدقوا ما عاهدوا ال‬
‫عليه عمية عن الشر أعينهم يحرصون على الموت حرص عدوهم على الحياة‪...‬‬

‫يقدمون أرواحهم فداء لتراب الوطان ومقدسات المسلمين‪ ...‬فل عبارات الشجب والستنكار‬
‫والدانة تنفع الن‪ ...‬فالمطلوب قرار عربي جريء لفتح كل الحدود من كل الدول المحيطة‬
‫بإسرائيل ومد المقاومة بالمال والسلح والماء والدواء ول تقصروا المر على مصر وحدها‬
‫فمصر ل يزايد أحد على مواقفها القومية وتبنيها لقضايا أمتها العربية مصر على امتداد‬
‫تاريخها صدت عن العرب والمسلمين كل الحملت ابتداء بالتتار وانتهاء بالحتلل السرائيلي‬
‫فل تحصروا القضية في معبر رفح فأكثر الجبهات المحيطة مغلقة وللسف فمصر أنقى من أن‬
‫ينال منها جاحد ناكر للجميل فشعب مصر خرج بالمليين يؤيد ويدعم ويبكي يريد أن يشارك في‬
‫الدفاع عن غزة فشعب مصر لن نجد له مثيل بأصالته وقدرته على الصمود فالقضية ليست‬
‫إغلق معبر رفح إنما القضية أعمق وأكبر من هذا بكثير فلنفتح كل الجبهات وساعتها لن يتأخر‬
‫أي عربي شريف عن الجهاد فاخلصوا النية انتصارا للسلم والمسلمين ورفعا لراية السلم‬
‫وصيانة لمقدسات المسلمين هذا إن كنا جادين في مواجهة العدو الصهيوني وغطرسته‪...‬‬

‫أما إذا كنتم غير جادين فقولوا لشهدائنا ونسائنا وأطفالنا في غزة‪« :‬سامحونا فنحن لم نخلق‬
‫للجهاد إنما شغلتنا أموالنا وأهلونا ونحن ل قبل لنا إل بالمهاترات والجدل العقيم وكنا وكانوا‬
‫وقلنا وقالوا» أما أنتم فلكم ال فنحن قوم ل يهمنا غير أن نمل بطوننا ونشبع غرائزنا ما لنا‬
‫نحن والجهاد إسرائيل ليست القوة التي ل تقهر فجنودها جبناء بشهادة الجنود البواسل في‬
‫حرب أكتوبر إنما السؤال هل نحن جادون في مواجهة العدو الصهيوني ونصرة اخواننا في‬
‫غزة؟‬

‫أم سنكتفي بذرف الدموع وصيحات الستنكار وحناجر المشيعين لجساد شهدائنا البرار فنحن‬
‫نريد قرارًا بفتح كل الجبهات على إسرائيل دون استثناء ول للمزايدات من البعض في فلسطين‬
‫وغير فلسطين ل لمقاتلي الكباريهات وأطفالنا يذبحون وشبابنا يقتلون‪.‬‬

‫واليوم ل ينفع البكاء ول اللطم على الخدود وشق الجيوب اليوم لمن يرفع راية السلم بل إله‬
‫إل ال وأن محمدا رسول ال قال تعالى‪? :‬إن تنصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم?‪.‬‬
‫اللهم احفظ بلد المسلمين وارفع راية السلم خفاقة عالية على المسجد القصى وأن تحفظ‬
‫بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه‪ ..‬اللهم آمين‪.‬‬

‫أضعف اليمان ‪ -‬ال غالب يا مصر‬


‫كتب‪ :‬داود الشريان ‪ -‬جريدة الحياة‬

‫الختلف مع مصر جائز‪ ،‬وتخوينها مفزع‪ .‬وخلل اليام الماضية تجاوز بعض السياسيين‬
‫والحزبيين والعلميين على مصر‪ ،‬واتهمها بإرشاد الطائرات السرائيلية وإحكام الحصار على‬
‫غزة‪ .‬واعتقد بعضهم ان بإمكانه شطب التاريخ المشرّف لمصر والمصريين بتظاهرة ومسيرة‬
‫وخطاب منفعل‪ .‬وآخر حاول التطاول على مكانة مصر بطائرة أو قارب أو قافلة مساعدات‪،‬‬
‫ن والذى والدعاءات الجوفاء‪.‬‬ ‫هدفها الدعاية السياسية‪ ،‬ووقودها الم ّ‬
‫قبل أشهر التقيت بمسؤول في حركة «حماس»‪ .‬كان الحوار بين الحركة والحكومة المصرية‬
‫وصل الى حد التوقف وتبادل التصريحات غير الودية‪ .‬سألت الرجل‪ ،‬هل يمارس المصريون‬
‫ضغوط ًا عليكم؟ وما صحة اتهام الحكومة المصرية بالتواطؤ مع إسرائيل‪ ،‬ومحاولة تثبيت هدنة‬
‫على حسابكم؟ تبسّم المسؤول الفلسطيني‪ ،‬وأجاب‪« :‬سؤالك هذا ذكرني بحادثة جرت خلل أحد‬
‫الجتماعات مع الخوة المصريين‪ ،‬لكن قبل ان اروي لك الحادثة‪ ،‬دعني اقول لك شيئ ًا مهماً عن‬
‫رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان‪ .‬هذا الرجل يملك قدرة غير عادية على الصبر وحسن‬
‫الستماع‪ ،‬وحين يشتد الحوار أو يص ّر أحد الخوة على موقفه‪ ،‬يطوي سليمان صفحة الملف‪،‬‬
‫ويردد كلمة اشتهر بها بيننا نحن الفلسطينيين ‪ ...‬ال غالب‪ ،‬هذه الكلمة أقصى ما يفعل‪ ،‬هكذا‬
‫يتواطأ المصريون!»‪.‬‬

‫ويضيف المسؤول الفلسطيني‪« :‬في اجتماع لوفد «حماس» مع المخابرات المصرية‪ ،‬ارتفع‬
‫صوتي وبدأت اتحدث عن نضال شعبنا واخوتنا في المقاومة‪ ،‬في محاولة للتأثير على محاوري‬
‫المصري‪ .‬كان الرجل يرتدي لباساً مدنياً‪ .‬ولم أكن اعرفه من قبل‪ .‬انتهى الجتماع وذهبت الى‬
‫الفندق‪ ،‬وبعد ساعة اتصل المسؤول المصري‪ ،‬وطلب زيارتي‪ .‬دخل الرجل الى الغرفة وهو‬
‫يحمل صندوقاً‪ .‬اخرج مجموعة ألبومات تضم صوره منذ كان ضابط ًا صغيراً‪ ،‬وقصاصات‬
‫صحافية وأوسمة‪ .‬وجدت تجسيداً لتاريخ مشرف من النضال في سبيل قضيتي‪ .‬شعرت بحرج‬
‫شديد‪ .‬فالرجل قاتل وجرح وأسر‪ .‬فقلت له اعذرني يا سيدي‪ ،‬يبدو ان الحماسة أخذتني اثناء‬
‫الحوار‪ .‬تبسّم الرجل وقال‪ ،‬انا ل ألومك‪ .‬لكن ل بد ان تعرف اننا امام مهمة سياسية‪.‬‬

‫ودورنا اليوم يتطلب الحوار والتفاهم ول شيء غير ذلك‪ .‬كان هذا الضابط نموذج ًا لعدد آخر من‬
‫الوطنيين المصريين الذين يديرون الحوار معنا‪ .‬يرتفع صوتنا‪ .‬نختلف ونتفق‪ .‬لكن كنا نشعر‬
‫على الدوام بأن مصر تقف الى جانبنا‪ .‬في المس كانت تدافع عنا بدماء أبنائها‪ .‬وهي اليوم‬
‫تمارس دوراً سياسياً لصلح أوضاعنا ودعم موقفنا‪ .‬ل نشك في هذا‪ .‬وخلفنا مع الخوة‬
‫المصريين ل يعني اننا نقلل من وطنيتهم‪ ،‬فضلً عن ان نجرؤ على تخوينهم»‪.‬‬
‫ل غنى للعرب عن مصر‬
‫كتب عبد المحسن الحسيني ‪ -‬الوطن الكويتية‬

‫أهالي غزة هم وحدهم الذين يدفعون ثمن مغامرات وعنتريات قادة حماس‪ ،‬هم وحدهم الذين‬
‫يعيشون جحيم الحصار والقصف الوحشي للقوات السرائيلية بحجة القضاء على مطلقي‬
‫الصواريخ على المستعمرات والبلدات السرائيلية‪ ،‬لقد ورط قادة حماس اهالي غزة في حرب‬
‫ليس لهم حول ول قوة لمواجهة هذه الحرب التي فُرضت عليهم‪ ..‬لقد الغى قادة حماس اتفاق‬
‫الهدنة ودفعوا لتخريب اي اتفاق لتوحيد صفوف الفصائل الفلسطينية‪ ..‬فلقد ارتكب قادة حماس‬
‫خطأ متعمداً نفس الخطأ الذي ارتكبه قائد النصر اللهي حسن نصر ال!! حينما ورط كل لبنان‬
‫في حرب مدمرة واعترف بعد ذلك بخطئه عندما قال بعد توقف الحرب انه لو كان يعلم ما‬
‫سيجري لما اقدم على تلك المغامرة‪ ،‬كان من المفروض ان يراجعوا حيثيات الحرب التي اعلنها‬
‫قائد «النصر اللهي» حسن نصر ال امين حزب ال الذي ادخل لبنان في حرب غير متكافئة‬
‫معلنا انها حرب التحرير لطرد اليهود من الراضي الفلسطينية ال ان الكل قد شهد نتائج تلك‬
‫الحرب التي كانت مدمرة للبنية التحتية للدولة اللبنانية‪.‬‬
‫واليوم حماس تعيد نفس الخطأ بدفع وتشجيع ايران وسورية‪ ..‬بينما لم تحرك الدولتان أي دبابة‬
‫لنقاذ أهالي غزة أو لمساندة حماس فقد اكتفت الدولتان ببيانات التنديد وتنظيم المظاهرات‬
‫تحمل يافطات تندد بمصر ورئيسها ولو تتبعنا المظاهرات التي خرجت من بعض العواصم‬
‫العربية بما فيها الكويت ومصر كلها مظاهرات نظمها جماعة الخوان المسلمين لمساندة‬
‫القيادة العليا للخوان في مصر التي تعيش صراعا حاميا مع الحكومة المصرية‪ .‬ولقد استغلت‬
‫ايران تلك المواقف في دعمها للخوان المسلمين الذين عرفوا بكرههم للشيعة ليقفوا في خندق‬
‫واحد لمحاربة الحكومة المصرية بغرض ابعاد مصر من القيادة وزعامة العالم العربي‪ ،‬هذا‬
‫رغم أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي حاربت خمسة حروب من أجل فلسطين ومنها‬
‫حربا ‪ 67‬و ‪ 1973‬تأتي ايران اليوم لتدفع بعملئها في حزب ال في لبنان وحركة حماس‬
‫والخوان المسلمين في بعض العواصم العربية لتنظيم مظاهرات تحمل يافطات كُتب عليها‬
‫شعارات تندد بالحكومة المصرية‪ ..‬اليرانيون يطمعون بدور قيادي في الشرق الوسط ومؤثر‬
‫في حل المشاكل والقضايا التي ما زالت قائمة في المنطقة وفي مقدمتها قضية الشعب‬
‫الفلسطيني‪ ..‬يبدو بأن العرب لم يتعلموا من الدروس السابقة انهم ما زالوا يرددون شعارات ل‬
‫يستطيعون انجازها‪ ..‬وسبق ان فشلوا عدة مرات ول بد ان يعطي العرب اهتماما اكبر للموقف‬
‫الدولي تجاه مختلف القضايا فان الموقف الدولي يعترف بدولة اسرائيل ول يتقبل المساس بها‪..‬‬
‫وليست الوليات المتحدة المريكية هي وحدها التي تدعم اسرائيل بل كل اوروبا ايضا تؤيد‬
‫اسرائيل ولن تسمح بالمساس بالكيان الصهيوني‪ ،‬اي الدولة السرائيلية‪ ،‬لقد فشل العرب في‬
‫السلوب العسكري كأسلوب لتحرير فلسطين لذلك فان امامهم السبل السياسية فهي انسب‬
‫لقدرات العرب ول بد ان نركز على تفهمنا للموقف الدولي والتحرك وفق هذا الفهم حتى نكسب‬
‫تأييد العالم لقضيتنا والبتعاد عن الغوغائية ومظاهرات الشغب والصراخ والتشنج‪ ..‬العالم تغير‬
‫ول بد للعرب ان يغيروا مواقفهم واسلوب التعامل مع المجتمع الدولي‪ ..‬واود هنا ان احذر‬
‫العرب من المؤامرة اليرانية التي تريد اقصاء مصر عن القيادة العربية ولذلك اذكرهم بمقاطعة‬
‫العرب لمصر بعد توقيع مبادرة السلم المصرية والسرائيلية فإن هذه المقاطعة لم تدم ولم‬
‫تستطع مواصلة المقاطعة لمصر‪ ،‬لما يشعر به العرب من حاجة ماسة وملحة للدور المصري‬
‫في المحافل الدولية‪ ..‬ان مصر تتميز بدور قيادي ومؤثر على المستوى القاري والدولي‪..‬‬
‫والكثر ثقة لدى المجتمع الدولي‪ ..‬لذلك يجب ان يعمل العرب لدحر المؤامرة اليرانية ومن يقف‬
‫معها من الجماعات السلمية المتطرفة «مع السف الشديد» وستظل مصر قلب العرب النابض‬
‫ولقد تحملت كثيرا من اجل العرب والقضية الفلسطنينية فهي الكثر حرصا على مصلحة‬
‫العرب‪ ..‬وتحية لمصر القيادة ورئيسها بطل حرب اكتوبر حسني مبارك‪.‬‬
‫لـمــاذا‪ ..‬مــصـــر؟!!‬
‫كتب المحامى راشد الردعان ‪ -‬الوطن الكويتية‬

‫ل أدري ما هو سبب هذا الهجوم الكاسح على جمهورية مصر العربية وبهذا التوقيت بالذات؟‬
‫فمصر قبل كل شيء ترتبط بمعاهدة مع الكيان السرائيلي‪ ،‬ومصر لها علقات واسعة مع‬
‫محمود عباس وجماعته من فتح وغيرها‪ ،‬ومصر ل تريد ان تشعل المنطقة بالخلفات والقيل‬
‫والقال بسبب معبر رفح الذي منه هذه اليام تدخل المساعدات الكويتية والسعودية والماراتية‬
‫ومن كل دول العالمين العربي والسلمي‪ .‬ان الهجوم على مصر من قبل بعض الصحف العربية‬
‫والمنظمات وفي وقت تتصاعد فيه الخلفات العربية ‪ -‬العربية امر يجب ال يكون حتى ل يُفسر‬
‫على انه انتصار لطرف دون آخر وحتى ل يقال بأن فلناً محسوب على الجهة الفلنية او‬
‫العلنية لذلك اخذ يهاجم مصر بمناسبة ودون مناسبة وقد كان الحرى به ان يلوم ويعتب‬
‫بصورة اخوية ل بالشكل الذي شاهده الجميع على شاشات التلفاز‪.‬‬
‫لقد كانت لمين عام حزب ال اللبناني السيد حسن نصر ال شعبية واسعة وكبيرة في الوساط‬
‫المصرية وله قدره الكبير لدى العلم المصري الذي يقدره ويجله لكنه خسر كل ذلك بعد ان‬
‫شن هجوما على مصر بسبب اغلق معبر رفح واخذت الصحافة المصرية تبادله التهامات‬
‫والهجوم وتصفه بأوصاف متعددة ومختلفة‪ ،‬بعد أن كانت في يوم من اليام تمجده وتعتبره‬
‫القائد الوحد في ميدان القتال والمقاومة‪.‬‬

‫لماذا مصر؟ سؤال يطرحه كل العرب‪ ،‬فكل الدول العربية متخاذلة وجميعهم يتابعون المجازر‬
‫التي تحدث في غزة دون أن يتحركوا أو يفعلوا شيئا سوى البيانات والشجب والستنكار ولم‬
‫نسمع من ينادي بلم الصف الفلسطيني ووقف العتداء الصهيوني على غزة‪ ..‬ولم نر أو نشاهد‬
‫من يحلل السباب التي أدت إلى الحرب على غزة سوى المحطات الجنبية التي تطرح المور‬
‫بوضوح وشفافية بعيدين عن خزعبلت أمة الحرب التي تشاهد الجثث تتساقط والقصف يستمر‬
‫ول شغل لها ال تبادل التهامات والهجوم على مصر وكأنها سبب كل الهزائم والنكبات العربية‬
‫وتقف وراء ما حدث للعرب في العراق ولبنان وغزة وجزر الواق واق!!‬
‫!!رويداً أيها الغاضبون من مصر‬

‫كتب نزار العبادي ‪ -‬جريدة الجمهورية اليمنية‬

‫ليس من أشكالية تواجه تجارب الديمقراطيات الناشئة في البلدان النامية أكبر من إشكالية‬
‫الوعي بحدود الممارسة‪ ،‬والقدرة على تبني خيار «الديمقراطية المسئولة»‪ ..‬فالبعض لم يدرك‬
‫بعد أن تجاوز حدود حريات التعبير يعني خروجاً من المسار الديمقراطي إلى المسار الجنائي‬
‫بوصف سلوكه تعدياً على حقوق وحريات الخرين‪ ،‬وإن تجربة الديمقراطية في إطارها‬
‫الخلقي ينزلق بها إلى الفوضى والعمل التخريبي‪!..‬‬
‫إذا كنا متحمسين للتظاهر تحت شعار «نصرة غزة» فإن رسالتنا تضامنية لنظهر من خلل‬
‫حشودنا الهائلة أن أبناء غزة ليسوا وحدهم في المواجهة‪ ،‬وإن ثمة أمة تفور غضباً من‬
‫العدوان السرائيلي عليها‪ ،‬وتتوعد بالويل والثبور إرهاب الدولة العبرية‪ ..‬فرسالة كهذه قد‬
‫تمنح أبناء غزة شيئاً من الصمود‪ ،‬وشيئاً من الضغط الدولي على مافيا الرهاب الصهيوني‪.‬‬

‫أما حين نتخذ من العدوان مظلة لنفث الحقاد‪ ،‬وشق الصفوف‪ ،‬وتأجيج الفتن داخل البيت‬
‫العربي فإن تظاهراتنا لن تحمل إلّ رسالة واحدة لغرفة عمليات الحرب الصهيونية بأن توغل‬
‫في تخريبها‪ ،‬وتمعن في قتلها‪ ،‬طالما هناك من ينوب أجهزتها في تشتيت الصف العربي‪ ،‬ونقل‬
‫جبهات المعركة إلى الساحة العربية الداخلية‪ ...‬فكم هو مؤلم أن نحتشد أمام السفارات‬
‫المصرية‪ ،‬ونخدش كبرياء قلعة العروبة بهتافات طفولية ل نفقه معانيها!!‬

‫يبدو أن علينا اليوم أن نشد لجام أولئك «الغاضبون» من مصر في كل عواصم العالم‪ ،‬ونقول‬
‫لهم‪ :‬رويداً ‪ ..‬رويداً يا هؤلء! أتدرون عمّن تتكلمون!؟ هذه مصر التي علّمت شوارعنا ألف باء‬
‫الثورة بوجه المستعمر‪ ..‬هذه مصر التي تفوح روائح شهدائها في كل شبر من أرض اليمن‪..‬‬
‫هذه مصر التي ما كان لشجار الزيتون أن تنبت في أرض فلسطين لول دماء أبنائها الطاهرة‬
‫التي فاضت في نهر الدم الفلسطيني في غزة‪ ،‬وحيفا‪ ،‬والقدس‪ ،‬ورام ال‪ ،‬والخليل‪ ،‬وكل مدن‬
‫فلسطين الجريحة‪!..‬‬

‫رويدًا أيها «الغاضبون» فبأي حق تغضبون وبصمات المصريين مازالت مطبوعة على واجهات‬
‫عواصمكم‪ ،‬والدماء الزكية تفوح من أعظم صفحات نضالتكم الثورية‪ ،‬وما من بلد عربي إلّ‬
‫وكان المصريون أول من علم أبناءه حروف البجدية وترتيل اليات القرآنية‪!..‬‬
‫مصر تواجه اليوم حرب ًا نفسية شرسة بدأت مع انطلق الصاروخ الول على غزة‪ ،‬وكان الكيان‬
‫الصهيوني خبيثاً بما يكفي للترويج للفتنة عبر وكالت النباء الغربية‪ ،‬والمنتديات العربية‪،‬‬
‫وأبواق العلم العربي البليد التي رددت كل ما يدس لها دون التفكير بالغاية منه‪ ،‬أو السؤال‬
‫عن المصلحة المرجوة‪.‬‬
‫لبد لشوارعنا العربية أن تدرك أن إسرائيل أرادت عزل الشارع المصري‪ ،‬ومحاصرة غضبه‪،‬‬
‫واحتواء ردود فعله من خلل ما روجت له‪ ..‬كما أنها قصدت بخبث جر أقدام مسيراتنا إلى‬
‫أبواب السفارات المصرية بعيدًا عن أبواب العدو الحقيقي المتربص بالجميع شراً مستطيراً‪...‬‬
‫ولكن هيهات أن نترك نيران الفتنة تشتعل‪ ،‬فها هو شعبنا المصري يتحرك كالمارد الجبار‬
‫بمظاهرات عارمة ويسقط الرهان الصهيوني‪ ..‬وهاهي مصر تمضي رافعة هامة المة بغير‬
‫اكتراث لكل ما يقال‪ ..‬وها نحن العرب ‪ -‬كعادتنا ‪ -‬تشرئب عيوننا نحو مصر بانتظار موقفها‬
‫الشجاع الذي تناصر به أبناء غزة‪ ،‬وتطيح بكل المقامرين في أروقة السياسة‪ ،‬والمزايدين‬
‫بالمواقف‪ ..‬فليسامح شعب مصر بعض جهالنا ممن لم تعلمهم تجارب الحياة بعد أن مصر قبلة‬
‫إشعاع نور المة‪.‬‬
‫لماذا المملكة ومصر ‪ ..‬في غوغاء اللمعقول‪..‬؟‬
‫كتب تركي بن عبدال السديري ‪ -‬جريدة الرياض السعودية‬

‫ل دموعنا ول عواطفنا نعطيها فقط تضامن ًا للمظلوم الفلسطيني ‪ ..‬المقتول عمداً وعدواناً في‬
‫شوارع غزة‪ ،‬ولكن نشعر أن دماءنا وقدراتنا يجب أن تكون نصيباً وافياً للفلسطيني دعماً‬
‫ومساندة‪ .‬والبطش السرائيلي هو أكثر رعونة ووحشية من صفة العدوان‪ ..‬هو استباحة‬
‫تصفيات دموية تمارَس علنية حيث ل روادع دولية‪ ..‬لكن ما المسببات أمام بوادر مفاوضات‪..‬؟‬
‫من حقنا أن نتساءل حتى ولو تماثل المر مع أطفال لنا اختلفوا في ألعاب الشارع وأتى من‬
‫تعامل معهم بقسوة‪ ..‬نتساءل ماذا يعني تعريف الفصائل ‪ ..‬هل يحدث هذا التقسيم في الفئات‬
‫التي تعيش في وطن محتل وليس الحتلل وحده ما يقلق حيث تتوفر الحضانة الدولية وبالذات‬
‫المريكية لسرائيل‪ ،‬ليس في عدوانها فقط ولكن في استمرارية انتشار مستوطناتها وجدران‬
‫فصلها والهيمنة على مقدساتها وبين كل ظاهرة اعتراض تكون هناك حفلت دموية‪ ..‬أليس هذا‬
‫الوضع الخاص يحتم أن تكون الفصائل قد توحدت في فصيل واحد‪ ..‬كيف يصل التناقض إلى‬
‫أبعد مداه عندما تتزامن الدعوة للمفاوضات مع تدخلت بعيدة عن مساعي مفاوضات السلم‪..‬‬
‫من يحكم إذاً‪ ..‬الرئيس المنتخب ‪ ..‬أم المستقيل‪ ..‬أم الفصائل‪..‬؟ كيف يستطيع شعب أن يواجه‬
‫عدوه المتوحش والتغطية الدولية لتوحشه بانقسامات زعامات‪..‬؟ هل يمكن في بلد مستقر أن‬
‫يتحقق التقدم في أي مجال وهو يواجه فقدان المشروعية بين مختلف فصائله بما في ذلك‬
‫الحكومة المنتخبة فما بالك في بلد محتل‪..‬؟‬

‫نأتي إلى ناحية ثانية‪ ..‬من يحكم لبنان هل هو رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارة الموجودة‬
‫بمشروعية دستورية أم فريق معارض تجاوز مرونة الختلف في الرأي إلى مرحلة سلب‬
‫المشروعية من الدولة؟ وإل كيف يجوز لحسن نصرال أن يجعل ما يسمى المقاومة في موقع‬
‫السلطة‪ ..‬هل ما قاله في خطابه قبل يومين يعبّر عن رأي الدولة‪ ..‬يعبّر عن رأي الكثرية‬
‫السكانية بمشروعية دستورية‪..‬؟ بالطبع ل ‪ ..‬لكن ذلك يحدث بحيازة قدرة تسليح انتزعت صفة‬
‫السلطة ‪ ..‬هل تجوز رعونة الهجوم على مصر ومسخرة محاولة تثوير الضابط المصري كي‬
‫ينقلب على الدولة‪ ..‬باسم من يحدث ذلك وما هي أكثر دولة قدمت من الشهداء دفاعاً عن‬
‫الفلسطيني مثل مصر‪..‬؟ ألم تخسر القاهرة أرواح ثلثين ألف شهيد في حرب ‪.1967‬؟ وأرقاماً‬
‫ليست بالقليلة في حرب الستنزاف وكذا في حرب عام ‪ ،1973‬حيث استردت أرضها المسلوبة‬
‫في سيناء‪ ،‬ول ندري كم شبراً وليس متراً استردت ما يسمى بالمقاومة في لبنان شيئاً من أرض‬
‫شبعا؟ ذلك لم يحدث وحدث من الدمار والخسائر مايقدر بمئات المليين وهو ما تحملت المملكة‬
‫معظم مصروفات تجديده‪ ..‬هل المطلوب من مصر أن تتحول إلى دولة شرعية وأخرى دولة‬
‫مقاومة مثلما هي الحال في لبنان؟ ومصر تكاد تكون البلد الوحيد الذي تأثر اقتصاده بفعل‬
‫القضية الفلسطينية‪ ،‬وفي نفس الوقت فتحت أرضها للقمم من أجل فلسطين‪.‬‬

‫ما يقال إعلمياً من انتهاك لكرامة المملكة التي قدمت أكبر دعم مادي للفلسطينيين واللبنانيين‬
‫ودخلت في صراعات دولية من أجل الحق الفلسطيني حتى كادت تنهار علقتها بأمريكا وبالذات‬
‫قبل أربعة أعوام تقريباً‪ ..‬كيف تفاوض الرياض وتناقش وتفترض مادام أن الخلل في إفشال‬
‫المشروع العربي لحل المشكلة الفلسطينية آت من أوساط عربية وفلسطينية‪..‬؟ هل المطلوب أن‬
‫تتحول السعودية الكثر استقراراً في العالم العربي إلى حكومة ومقاومة‪ ،‬ونحن نعرف أن‬
‫المملكة بعد كل حروب لبنان هي المتبني لعادة التعمير‪..‬؟‬
‫نتساءل من جمع اللبنانيين في الطائف على اتفاق وفرقهم في لبنان على خلف‪..‬؟ ومن جمع‬
‫الفلسطينيين في مكة على وفاق وفرقهم داخل فلسطين على خلف‪..‬؟ نتساءل من أدخل الرعب‬
‫القتصادي في لبنان فهاجرت عنه الستثمارات الخليجية‪..‬؟‬

‫مخجل جداً ومؤسف جداً ما هو بشع من تجاوزات غير عقلنية أو أخلقية تجاه المملكة ومصر‬
‫وهما أهم دولتين عربيتين في مضمار دعم القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫العرب «اللي اختشوا‪ ..‬ماتوا»! كتب‬


‫عبد الرحمن الراشد – جريدة الشرق الوسط‬

‫المثل مصري من قصة تروى انه عندما شب حريق في احد الحمامات‪ ،‬خجل البعض من‬
‫الخروج من المكان وهم عرايا‪ ،‬في حين لم يبال البعض الخر وخرج بعورته‪ ،‬الذين «اختشوا‬
‫‪ ..‬ماتوا» طبعا في الحريق‪.‬‬
‫وهنا اسمحوا لي أن اصور الحدث كما هو‪ ،‬حريق وحمام دم غزة‪ .‬فيه تموت الناس العرايا‪،‬‬
‫يموت أضعف الناس‪ ،‬الطفال والنساء والعزل في بيوتهم‪ ،‬لنهم الهدف السهل لعدو غاشم ل‬
‫يرحم‪ .‬أما مسلحو حماس فلم نر لهم بعد حضورا‪ ،‬رغم بطولتهم الكلمية قبل الغزو‪.‬‬

‫هذا بالنسبة لهل غزة‪ ،‬أما خارجها فينقسم العرب العراة الى فريقين‪ .‬عراة يخجلون من‬
‫عجزهم يريدون وقف القتل لذا صاروا هدفا للشتم والتشهير‪ .‬يعترفون بحقيقة عجزهم‪ ،‬لذا‬
‫يستجدون حماس ان تقبل بالتهدئة لن القتل من جانب واحد‪ .‬اما العرب العراة الذين لم‬
‫«يختشوا» نراهم يطبلون للحرب عن بعد‪ ،‬يصبون المزيد من الزيت على نارها دون رحمة‬
‫للفلسطينيين‪ ،‬يرقصون لمعركة غير متكافئة‪ ،‬في الواقع تعد اقل معارك التاريخ الحديث تكافؤا‪.‬‬

‫طبالو الحرب‪ ،‬من أتباع ايران‪ ،‬مثل حزب ال‪ ،‬هم الذين يطالبون بترحيل الفلسطينيين او الحجر‬
‫عليهم في لبنان‪ .‬والفلسطينيون في لبنان مأساة مستمرة أعظم من غزة‪ ،‬حيث يحجر على نحو‬
‫ربع مليون منهم فتحظر عليهم الحياة العادية‪ ،‬يمنعون من العمل والتنقل‪ ،‬وتغلق عليهم‬
‫مخيماتهم كالبهائم‪ ،‬بل وال أسوأ منها حال‪ .‬هؤلء يبررون محاصرتهم للفلسطينيين بانهم‬
‫يخافون ان يتم توطينهم‪ ،‬فيمنعونهم من الخروج حتى ل يختل التوازن الديموغرافي بين السنة‬
‫والشيعة والمسيحيين!‬

‫وهناك طبالو الحرب من أتباع ايران في العراق‪ ،‬مثل التيار الصدري‪ ،‬الذي سيّر مظاهرات‬
‫عارمة في شوارع بغداد تضامنا مع المحاصرين في غزة‪ ،‬حاملين يافطات ضد المعتدين‬
‫السرائيليين‪ ،‬إحداها تقول «قتل كلب جريمة تغتفر‪ ،‬وقتل شعب مسألة فيها نظر»‪ .‬كلم صحيح‬
‫لكنه ينطبق عليهم أيضا‪ .‬فالذي قد ل يعرفه كثيرون أن غلة الصدريين هم الذين طردوا آلف‬
‫الفلسطينيين من بيوتهم في بغداد منذ أشهر فقط‪ ،‬وشردوهم في صحاري العراق حتى حوصروا‬
‫على الحدود مع سورية‪ ،‬وهم اليوم بأطفالهم ونسائهم يعيشون في خيام ل تقي من برد‪،‬‬
‫ينتطرون كل صباح معونات المحسنين‪.‬‬

‫هل يستأهل من يرتكب مثل هذه الجرائم بحق الفلسطينيين كل يوم أن نقبل منه ان يعظنا في‬
‫الوطنية والعروبة والسلم والخلق؟‬
‫هؤلء يريدون ان تسفك دماء الفلسطينيين في حروب عبثية لغراضهم السياسية‪ ،‬اليرانيون‬
‫يريدون معارك عرب حتى يساوموا بها على النفوذ في لبنان والعراق والخليج‪ .‬والخوة في‬
‫سورية‪ ،‬الذين يديرون حماس من دمشق‪ ،‬يريدون تقوية مركزهم التفاوضي بالتحكم في‬
‫خ ومواقفَ سياسية‪.‬‬
‫حماس‪ ،‬صواري َ‬

‫في دمشق يعيّرون المصريين بإغلق المعابر‪ ،‬ويريدون منهم المخاطرة بمواجهة عسكرية‬
‫اسرائيلية‪ ،‬في حين انهم يرفضون فتح معابر الجولن خشية من اسرائيل‪.‬‬

‫«اللي ما اختشوا»‪ ،‬هم الناس الذين يمارسون حبس الفلسطينيين في لبنان‪ ،‬وتشريد‬
‫الفلسطينيين في الصحراء العراقية‪ ،‬ومنع المرور من الجولن‪ .‬فريق «اللي ما اختشوا»‬
‫يتسيّدون اليوم الساحة رافعين رؤوسهم كالبطال‪ ،‬قارعين عن بعد طبول الحرب في غزة‪.‬‬

‫اما الفريق الخر‪ ،‬مثل مصر والسعودية والردن‪ ،‬وغيرهم من الذين «اختشوا» يعرفون انهم‬
‫عاجزون‪ ،‬ويعترفون به‪ ،‬هؤلء على القل يرفضون تزوير البطولت والمتاجرة بهم كما تفعل‬
‫ايران‪ .‬ويحاولون جهدهم تقديم ما تيسر من مساعدات سياسية وإنسانية‪.‬‬

You might also like