Professional Documents
Culture Documents
تتمحور مشكلة هذه الدرا سة حول التعرف على الو ضع الرا هن للب حث العل مي ف أق سام العلم
ال سعودية ،وتد يد أ هم الشكلت ال ت تعتر ضه وتع يق نوه وتقد مه على الو جه الف ضل ،وتر فع
الزدواج ية ف منهج ية الب حث العل مي ب ي العلوم الجتماع ية والن سانية ومن ها الدرا سات العلم ية
وب ي العلوم الخرى ف جامعات نا ،فن حن ف العلوم الجتماع ية والن سانية ينب غي أن نعترف أن نا ل
ن صل بنهجيت نا إل منهج ية إ سلمية واض حة العال كمنهج ية توث يق الخبار ع ند علماء ال سنة ،أو
منهجية نقد التاريخ عند الؤرخي أو النهج الستدلل عند الصوليي أو النهج التجريب وتطبيقاته
ف العلوم الطبيعية عند السلمي مثل ،ولزلنا عالة على منهجية منبتة عن النهجية السلمية .
وتتركز أهداف الدراسة فيما يلي :
1ـ استعراض مقرر مناهج البحث ف أقسام العلم بالامعات السعودية .
2ـ استعراض انعكاسات مقرر منهج البحث على مرجات برامج الدراسات العليا ،وخاصة ف
مرحلت الاجستي والدكتوراه .
3ـ تديد الشكلت والصعوبات الت تواجه البحث العلمي ف أقسام العلم بالملكة .
4ــ اقتراح اللول الناسـبة للخروج مـن تلك الشكلت و لتعزيـز مسـية البحـث العلمـي فـ
الدراسـات العلميـة بأقسـام العلم فـ جامعات الملكـة بالشكـل الذي يمـع لاـ بيـ اللتزام
بالثوا بت وال سلمات وال خذ بأ ساليب وو سائل الع صر ،وعلج الظوا هر العلم ية ف إطار فل سفة
متمعنا السعودي السلم .
ثالثا ً :تساؤلت الدراسة
ـ ما الناهج البحثية الت تدرس لطلب أقسام العلم وما النظريات الت تنتمي لا ؟
ـ ما انعكاس تلك الناهج على مرجات الدراسات العليا من رسائل الدكتوراه والاجستي ؟
ـ ما أهية الستقللية النهجية ف بناء العرفة العلمية ؟و هل يكن أن تكون لنا منهجيتنا الاصة
ف الدراسات العلمية ؟
ـ ما التصور القترح لتكون لنا مدرستنا الاصة ف الدراسات العلمية ؟
ـ لقد اقتضت طبيعة هذا البحث الخذ بأكثر من منهج ،ففي مرحلة استعراض الناهج البحثية
الت تدرس ف أقسام العلم ف الملكة وإيضاح العلقة بينها وبي جذورها وما ترتبط به من الطر
والنظريات الغربية يأخذ الباحث ف هذه الرحلة بالنهج الوثائقي ،وف مرحلة التأصيل يأخذ الباحث
بالن هج ال ستنباطي التأملي ف ن صوص الو حي بشق ية ،والو قف على ف هم مفكري ال سلم لتلك
النصوص الت أخرجت العقل السلم من ركام مناهج الفكر الفلسفي التهافت إل الط السلمي ف
منا هج الب حث الذي تاط ف يه خطوات سي الع قل لتح صيل العر فة بن بل الغا ية والق صد وشرف
الوسـيلة ،وتربـط فيـه النتائج بآيات ال فـ الكون والياة ودور الفكـر النسـان الهتدي بالوحـي
فيهما،ليأت النتاج العلمي والفكري مهتديا بالوحي متسقا مع كينونة النسان السلم والجتمع السلم
ومع التصور السلمي للحقائق ،وهو بل شك يتلف عن تصور الفلسفة الادية وما ينبثق عنها من
أطر بثية .
البحث الول :الفاهيم العامة لصطلحات البحث
أول ً :مفهوم العلم
العلم ف اللغة :ـ ( العي واللم واليم )أصل صحيح يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيه والعلم
نقيض الهل وهو إدراك الشي بقيقته(0 )2
والعلم ف الصطلح :ـ أورد ابن قيم الوزية ـ رحه ال تعال ـ تعريف صاحب النازل للعلم
بأنه ( العلم ما قام بدليل ورفع الهل) ث قال يريد أن للعلم علمة قبله وعلمة بعده ،فعلمة قبله
ما قام بدليل،وعلمته بعده :رفع الهالة (.)3
وهكذا حد ابن قيم الوزية العلم ،أما شيخ السلم ابن تيمية ـ رحه ال تعال ـ فقد قسمه إل
نوعي :
أ ـ العلم العملي و هو ما كان شر طا ً ف ح صول العلوم ،كت صور أحد نا ل ا ير يد أن يفعله
فالعلوم هنا متوقف على العلم به متاج إليه .
ب ـ العلم ال بي النظري ،و هو ما كان العلوم غ ي مفت قر ف وجوده إل العلم به ،كعلم نا
بوحدانية ال تعال وأسائه وصفاته وصدق رسوله وبلئكته وكتبه وغي ذلك فإن هذه العلوم ثابتة
سواء علمناها أو ل نعلمها فهي مستغنية عن علمنا با (.)4
5
وقسـم ابـن حجـر العلم إل قسـمي ضروري ونظري ثـ قال ( والفرق بيـ العلم الضروري والعلم
النظري أن الضروري يفيد العلم بل استدلل ،والنظري يفيده لكن مع الستدلل على الفادة وأن
الضروري يصل لكل سامع ،والنظري ل يصل إل لن فيه أهلية النظر )()5
وخلصة القول أن القيقة العلمية لا شروطها وهي :ـ
ـ أن تقوم على الدليل والبهان .
ـ أن يستخدم منهج البحث العلمي ف كشفها .
ـ أن يتحقق من صحتها بأن تكون مطابقة للواقع ( السي ،أو البي ،أو العقلي ) .ولذلك قال
ابن القيم ( العلم :نقل صورة العلوم من الارج وإثباتا ف النفس .والعمل :نقل صورة علمية من
النفس وإثباتا ف الارج ،فإن كان الثابت ف النفس مطابقا ً للحقيقة ف نفسها فهو علم صحيح)6(.
وتأ سيسا ً على ما تقدم فإن القائق لي ست واحدة و النا هج تتلف تب عا ً لختلف القائق العلم ية
فمناهج العلوم الشرعية تتلف عن مناهج العلوم الطبيعية ،ومناهج العلوم الطبيعية تتلف عن مناهج
العلوم الجتماعية والنسانية ،وقد أثبت تارينا العلمي أنه كلما اقتربت العلوم الجتماعية والنسانية
من هداية الوحي كلما استقامت ونأت عن الزيغ واللتياث ،وكلما خلطت مناهجها بناهج العلوم
الطبيع ية ومرجع ية الع قل الجرد كل ما كا نت غري بة الضمون والوج هة والغا ية عن أ صول ال سلم
ومقاصده السنة .
ثانيا ًمفهوم النهج :ــ
1ــ النهج ف اللغة
النهج ف لغة العرب مأخوذ من مادة [ نَـهَجَ]( )7والنهج :الطريق الواضح ونج سبيل فلن سلك
مسلكه ،والمع نُـهُج ومناهج .
وعلى هذا فالنهج ف اللغة الطريق الواضح البي الذي ل لبس فيه)8(.
جاء ذكـر النهـج فـ القرآن الكريـ بلفظـه كمـا فـ قول ال تعال { لكـل جعلنـا منكـم شرعـة
ومنهاجا }()9قال القرطب ( :الشرعة) ف اللغة الطريق الذي يتوصل به إل الاء والنهاج الطريق
الستمر البي
6
( )10وف هذا العن تأكيد للمعن اللغوي السابق للفظ النهج كما جاء التعبي عن النهج ف القرآن
بألفاظ متقار بة كالطر يق ،وال سبيل وال صراط ال ستقيم ،و قد ج عت هذه اللفاظ التقار بة ف آ ية
واحدة يقول ال تعال{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} ()9
وهكذا جاء مع ن الن هج ف ال صطلح الشر عي الؤ يد بن صوص الو حي مطاب قا لع ن الن هج ف ل غة
العرب حيث تركز العن فيهما حول الطريقة الواضحة البينة الت تؤدي إل النتظام والستقامة وثبات
الوج هة واضطراد ها ف التفك ي والت عبي للو صول إل نتي جة معلو مة ومعر فة حقيق ية يؤ سس علي ها
العمل الصال ف الجتمع السلم .
2ـ النهج ف أدبيات البحث العلمي
تعددت تعريفات النهج ف أدبيات البحث العلمي واختلفت وجهات نظر الباحثي نوها ،ولعل أكثر
التعريفات شول وبساطة هو الذي يرى أن النهج :هو الطريقة الت تعي الباحث على أن يلتزم باتباع
مموعة من القواعد العامة الت تيمن على سي العقل سيا ً مقصودا ً ف البحث العلمي ،ويسترشد
با الباحث ف سبيل الوصول إل اللول اللئمة لشكلة البحث (.)10
ويعر فه الدكتور م مد ال صباغ بأ نه ( :فن التنظ يم ال صحيح ل سلسلة من الفكار ،إمّا من أ جل
الكشف عن القيقة حي نكون با جاهلي ،وإما من أجل البهنة عليها للخرين وتعليمهم إيّاها
حي نكون با عارفي )()11
ويعرف الدكتور علي عبد الليم ممود منهج البحث السلمي بأنه :
( طريقة السلم ف بث الظواهر والشكلت والتعرف على السباب الت أدت إليها وتليلها بدقة
ووضع الل أو اللول لا )12().
وقد تعددت تعريفات البحث العلمي إل أكثر من مائة تعريف من أبرزها
تعريف [ هيلوي .ت )13(] .الذي يرى أن البحث وسيلة للدراسة يكن بواسطتها الوصول إل حل
لشكلة مددة ،وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لميع الشواهد والدلة الت يكن التحقق
منها والت تتصل بذه الشكلة الحددة .
3ـ العلقة بي تعريفات النهج اللغوية والصطلحية :
7
تؤكد تعريفات النهج أنه الطريق الذي يسي فيه العقل سيا ً مقصودا ً للكشف عن القيقة بواسطة
طائ فة من القوا عد العا مة ال ت تي من على سي الع قل وتدد عمليا ته الفكر ية ح ت ي صل إل نتي جة
معلومة تثري مالا العرف والفكري وتتسق مع أهداف المة وغاياتا وتطلعاتا،ومع ذلك
فمن هج الب حث نشاط فكري إن سان متأ ثر ف نشأ ته وتطوره و صورته الال ية ببيئة النشأة الفكر ية
والعقد ية ال ت تبلور في ها ح ت و صل إلي نا و هو مع ذلك موروث إن سان مشاع ي كن إعادة تشكيله
و فق نظرة أخرى للكون والياة والن سان والف كر ،تتلف ف الغا ية والدف والدا خل والختيارات
والو سائل والنتائج ع ـمّا تو صل إل يه الن هج العل مي ال سابق وخا صة ع ند التعرض بالدرا سة للظوا هر
الجتماعية والنسانية ومنها العلمية .
وقد تأثر منهج البحث قديا ً وحديثا ً بنظرة العقل الجرد الرتبط بالفلسفة الادية ف تتابع ظنونا من
أر سطو إل ع صر النه ضة الدي ثة ح ي صاغ (بيكون) قوا عد الن هج التجر يب ف كتا به (الورغانون
الديد) وكشف (ديكارت) عن قواعد النهج الستنباطي ف كتابه(مقالة عن النهج) وظن البعض أن
القرن ال سادس ع شر اليلدي هو القرن الذي ش هد ميلد الن هج العل مي و هو ف القي قة عودة إل
البناء النهجـي الرسـططاليسي الذي رفضـه مفكرو السـلم )14(،ومـع أن العلوم والعارف فـ
الضارة الغربية اليوم تأسس على الذهب العقلي والادي فإن الدراسة النقدية لذه الضارة توضح
أن أساسها ليس النعة العقلية ول مراعاة نواميس الطبيعة بل يقوم هيكلها كله على الس فكل مال
يكن أن يوزن أو يذرع وها ً ل حقيقة له ،وكل مال يترتب عليه نفع مادي مسوس أمر هي ل
يفل به ( ،)15هذا هو الطار الجتماعي العام لناهج البحث ونظرياته ومدارسه ف الضارة الغربية
العاصرة ،وكما رفض مفكرو السلم منطق أرسطو و الفكر الفلسفي التأثر به وما انبثق عنهما
من أطر بثية وأسسوا مناهجنا ف البحث العلمي على هدي الوحي ف إحكام حركة العقل وسيه
ف طريق البحث الرصي ما حقق له حرية الركة وخلصه من الظنون والوهام وعصمه من الزيغ
والضلل ووظفـه للرشـد والصـلح ،فجاءت نتائج البحـث متسـقة مـع آيات ال وسـننه فـ الكون
والياة والنسان .
ومن هنا أصبح لزاما علينا إعادة النظر ف مناهج البحث ف العلوم النسانية بعامة والعلمية منها
على وجه الصوص حت تتفق مع منهجية البحث العلمي عن القيقة ف السلم سواء ما كان
مت صل ً من ها بالعلوم الطبيع ية أو الن سانية ،وبذا تزول الزدواج ية وتت سق النهج ية ف العلوم الجتماع ية مع
الطار السلمي للتفكي والعرفة .
8
هو ال سياج الذي ا ستخدمه علماء ال سلمي للحفاظ على جو هر ال سلم من الذوبان والفاظ على
الذات السلمية وصقل الشخصية السلمية ونفض كل العلئق الجنبية عنها ()21
ـ التأصيل السلمي لناهج البحث ف العلوم الجتماعية ضرورة لتجاوز فكر الخر والروج من
دائرة التقل يد والتبع ية ،فالتقدم القي قي ر هن بقدرت نا على البداع ليات نا ف إطار هويت نا الفكر ية
وقيمنا الدينية ومنهجيتنا الاصة ،والتأصيل السلمي الذي ندعو إليه ل يعن تاهل ماثبت صدقه
من حقائق العلم ،كما ليعن التفريط ف ما توصل إليه الفكر البشري من وسائل وأدوات وقواني
علمية بعيدا ً عن النطلقات الادية الت ظهرت ف مناهج البحث الرتبطة بنظريات الدرسة الدراكية
ع ند واط سن وبافلوف وفرو يد وا ستراتيجية القناع ع ند ليون ف ستنجر ال ت تف سر ال سلوك الن سان
على أنه نتاج التفاعل الديناميكي بي النسان بيوله وحوافزه واتاهاته مع البيئة وعواملها وتفترض
هذه الدرسة دراسة العوامل الوسيطة بي الؤثر والستجابة ،لن الؤثرات يتحكم فيها مموعة من
العوا مل الو سطية أو الطارئة و هي بناء مع قد من الكونات البيولوج ية والعاطف ية والدراك ية ،إذا
ل بد من ترك يز استراتيجية القناع ف العلن والدعاية والعلم التعبوي على العوامل العاطفية أو
الدراكية فقط ؛لنه من الصعب التدخل ف العوامل الوراثية بغية إيصال معلومة جديدة للفرد
التلقي حت تغي البناء النفسي له ويستجيب لدف القائم بالتصال بسلوك علن ،لكن مع أن هذه
ال ستراتيجية خي مت على منا هج الب حث العل مي رد حا ً من الز من ول تزال روا سبها الفكر ية ف
النماذج السـائدة فـ مناهـج البحـث العلمـي مثـل نوذج لزويـل الذي يشيـ إل أنواع بوث
التصال[ دراسات التحكم ،تليل الحتوى ،تليل الوسيلة ،تليل المهور ،دراسات التأثي ]()23
يقول أحد الهتمي با إنه على الرغم من الشعبية الدائمة للستراتيجية الدراكية فإن الدلة ل تؤيدها
باعتبارها نجا ً موثوقا ً به لتحقيق تغيي سلوكي عن طريق القناع ()24
البحث الثالث :ــ الوضع الراهن لناهج البحث ف أقسام العلم السعودية
نشأة أقسام العلم السعودية وتطورها
لقد شهدت الدراسات العلمية عناية ملموسة ف جامعات الملكة منذ أكثر من ربع قرن ـ
المر الذي أسهم ف إعداد التخصصي ف كثي من جوانب العرفة العلمية ـ
وحرصا ً من السؤولي ف هذه البلد الباركة على تعزيز البحث العلمي والسهام ف خدمة متمعنا
ال سلم ،و حل الشكلت ال ت تعترض الت صال العل مي ،وتقد ي ال ستشارات العلم ية لؤ سسات
القطاع الكو مي والاص ،ولذلك سارع القائمون على أق سام العلم إل تلب ية تلك الحتياجات ،
11
واستطاعت إنتاج أباث مشهود لا بالدة والصالة ،وترج من أقسام العلم ف جامعات الملكة
كوادر بشريـة ذات طاقات فاعلة فرضـت وجودهـا بقوة على السـاحة العلميـة ،وهذا الناز
العلمي يستحق منا وقفة نقد بناء متأنية لتوثيق مسيته و للكشف عن ما تيز به من نقاط القوة وما
يعتريه من جوانب النقص ،والأمول ف هذا الهد العلمي التواضع أن يزود أقسام العلم ،والهتمي
بالبحـث العلمـي فـ الملكـة العربيـة السـعودية بؤشرات تسـهم فـ تطويـر منهجيـة البحـث
العلمي ،وتستشرف آفاق مستقبله ف بلدنا الباركة .
أهداف البحث العلمي ف أقسام العلم السعودية
إن أهداف الب حث العل مي ل ترج عن أهداف الب حث العل مي ف الدرا سات العل يا بالامعات
السعودية الت تتسم بشيء من الصوصية الت تتناسب مع حاجة الجتمع السعودي السلم وطبيعته
يدرك ذلك من يطالع أهداف الدراسات العليا الت ترمي الدراسات العليا ف الملكة إل تقيقها
وهي ) :
(25
1ـ العناية بالدراسات السلمية والعربية والتوسع ف بوثها والعمل على نشرها .
2ـ السهام ف إثراء العرفة النسانية بكافة فروعها عن طريق الدراسات التخصصة والبحث
الاد للوصول إل إضافات علمية وتطبيقية مبتكرة والكشف عن حقائق جديدة
3ـ تكي الطلب التميزين من حلة الشهادات الامعية من مواصلة دراساتم العليا مليا ً .
4ــ إعداد الكفايات العلميـة والهنيـة التخصـصة وتأهيلهـم تأهيل ً عاليـا ً فـ مالت العرفـة
الختلفة .
5ــ تشجيـع الكفايات العلميـة على مسـايرة التقدم السـريع للعلم والتقنيـة ودفعهـم إل البداع
والبتكار وتطوير البحث العلمي وتوجيهه لعالة قضايا الجتمع السعودي .
6ـ السهام ف تسي مستوى برامج الرحلة الامعية لتتفاعل مع برامج الدراسات العليا .
وخلصة القول :أن الهداف النفة الذكر كشفت عن الهية الت تضطلع با الدراسات العليا ف
الامعات السعودية ومنها الدراسات العلمية بل شك الت هي ف القيقة ترجة لتلك الهداف
إل برامج بثية ودرا سات علمية تل ب طموحات التنم ية الشاملة ف بلد نا ،لكن هل نحت هذه
الدرا سات العلم ية ف تلب ية احتياجات متمع نا الا صة ،و هل ساهت ف تطو ير إعلم متمع نا
السعودي السلم ؟ وهل تصدت لشكلته والستجابة لطالبه ؟ وهل انعكست هذه الهداف على
12
خ طط الدرا سات العل يا( الاج ستي والدكتوراه) ونتائج ها العلم ية ؟ و هل رب طت تل يل وتف سي تلك
النتائج ب سلمات متمع نا ال سلم ؟ ل عل طبي عة مقرر من هج الب حث العل مي الذي يدرس لطلب
أقسام العلم و التاهات النوعية لبحوث الدراسات العلمية تكشف عن ذلك .
)(26
مقرر مناهج البحث العلمي ف أقسام العلم السعودية
طبيعة المقرر الجنسية المؤلف الكتاب المقرر في مناهج أقسام العلم بالجامعات
البحث السعودية
مترجم أردنيون ذوقان عبيدات وآخرون البحث العلمي قسم العلم في جامعة
مفهومه ،أدواته ،أساليبه الملك سعود
مترجم سعودي عبد ال الخليفة مناهج البحث )1( :أساسيات البحث قسم العلم في جامعة المام
( للبحوث الكيفية ) الكيفيـة
بحث باللغة العربية مع ســــعودي محمد الحيزان ( )2بحوث العلم
مقتبس من الدراسات ( للبحوث الكمية )
الغربية
كلهما بحث باللغة الع مصري أحمد بدر مناهج البحث العلمي قسم العلم في جامعة أم القرى
معظمه مقتبس من مصري سمير محمد حسين بحوث العلم
دراسات غربية
مترجم أردني ذوقان عبيدات البحث العلمي قسم ال‘علم في جامعة الملك
مفهومه ،أدواته ،أساليبه عبد العزيز
يظ هر الدول ال سابق طبي عة الرا جع القررة ف أق سام العلم ال سعودية فمعظم ها مترج ة عن
مناهج البحث الغربية والمريكية على وجه الصوص فقسمي العلم ف جامعة اللك سعود وجامعة
اللك عبد العزيز تدرس مقررا مترجا من قبل مموعة من الباحثي الردنيي عن مناهج البحث ف
الدراسات المريكية ،كما يدرس مقرر أساسيات البحث الكيفي ،ف قسم العلم بامعة المام
وهو مترجم يتناول البحوث الكيفية من خلل رؤية الدرسة الغربية للبحوث الكيفية الت تعد
عند هم ذات ية ؛ نظرا ً لن الن هج الغر ب يقوم على ظن وتم ي البا حث ف هو أقرب إل الذات ية م نه
الوضوعية بينما منهج البحث عند مفكري السلم ل يقف عند عملية التحليل والتركيب و مرحلة
العرض والتجم يع والتخم ي ف الن هج الور ب ،بل ي صل من خلل ذلك إل تعميمات ومددات
وقوان ي ت كم الظوا هر الجتماع ية وت كم علي ها ولذلك هدي كا مل ف الق صص القرآ ن الذي
يؤ كد أن حر كة التار يخ ت ضع للنوام يس وال سنن ال ت ل تتخلف تلت قي بر كة الياة الن سانية مع
حركة الكون كله الت ل تنفك عن سنن ال وآياته .
كما أن قسم العلم ف جامعة أم القرى الذي أسسه أستاذنا الرحوم إبراهيم إمام وكان الدف من
إنشاء هذا القسـم هـو أن تكون الدراسـة العلميـة مـن منطلق إسـلمي ،مـع الخـذ بأحدث
13
السـاليب التطورة ،والسـتخدام المثـل للنازات العلمية ) ،ومـع ذلك ندـ طلب القسـم
(27
يدر سون ف مقرر من هج الب حث العل مي كتاب ي مع ظم مادت ما العلم ية مقتب سة من درا سات
أمريك ية وغرب ية ،وأي ضا يشارك هذا الق سم ق سم العلم ف جام عة المام ح يث يدرس طل به ف
مال البحوث الكم ية م ثل ذلك ،ول قد انع كس ذلك على مرجات الق سم من ر سائل الدكتوراه
والاجستي والبحوث الكملة.
التاهات البحثية لبحوث رسائل الدكتوراه والاجستي ف قسم العلم بامعة المام
يشي الدول السابق إل التاه البحثي لرسائل الدكتوراه والاجستي ف قسم العلم بامعة المام
وهو القسم الوحيد الذي يطبق برنامج الدراسات العليا منذ قرابة ربع قرن وقد بدأ قسم العلم
ف جامعة اللك سعود يشاركه أخيا ً لكن مرجاته ل تزال مدودة العدد ومعظمها تندرج تت
اتاه واحد هو الدراسات التطبيقية اليدانية .
أ ما ق سم العلم ف جام عة المام م مد بن سعود ال سلمية ف قد بل غت مرجات هذا الق سم من
رسائل الدكتوراه والاجستي والبحوث الكملة للماجستي ( )159دراسة تباينت اتاهاتا فكانت
ر سائل الاج ستي أك ثر عنا ية بر بط ق يم العلم ف متمع نا ب سلماته الدين ية والجتماع ية ،أ ما
البحوث الكملة للماجسـتي فقـد تقاربـت تكرارات الرسـائل التـ اتهـت نوـ تأصـيل الدراسـات
العلمية مع الدراسات التطبيقية .
أمـا رسـائل الدكتوراه فلم يتجـه نوـ الدراسـات التأصـيلية إل سـت رسـائل أي %25مـن ممـل
مرجات هذا البنامج خلل قرابة أربع وعشرين سنة أما الدراسات التطبيقية فقد بلغت 18رسالة
ن سبتها ، %75وكان الأمول أن يكون التو سع ف الدرا سات التأ صيلية ف مرحلة الدكتوراه أك ثر
من الاجستي الت بلغ عدد الدراسات الت عنيت بذا الانب ( )80دراسة ما بي رسالة ماجستي
وب ث مك مل للماج ستي ،ول عل ذلك ب سبب التو سع ف درا سة الاج ستي بالع هد العال للدعوة
14
السلمية منذ عام 1396هـ الذي كان قسم العلم مرتبطا به إل أنه تول فيما بعد إل كلية الدعوة
والعلم عام 1400ه ـ هذا بالضا فة إل ت طبيق خ طة الق سم الال ية ال ت و صفت في ها منا هج
البحث الت ل تزال تدرس إل اليوم وقد ظهرت انعكاسات هذا القرر على مرجات الدراسات العليا
من ر سائل الدكتوراه والاج ستي ح يث إ نه بالن ظر إل قائ مة الر سائل الناق شة ف كل ية الدعوة
والعلم ل ند ضمن الرسائل الناقشة منذ عام 1411هـ رسالة ذات اتاه تأصيلي عدا رسالة واحدة
،ولعل ذلك من السباب الت دفعت القسم إل تكوين لنة ف 26/8/1422هـ بدف إعداد تصور
لولويات التوجهات البحثية ف ضوء حاجات القسم وتطلعاته الستقبلية وانتهت اللجنة إل تقدي
تصور اشتمل على ما يلي :
ـ التركيز على الدراسات العلمية النظرية والتقليل من الدراسات ذات البعد التطبيقي .
ـ العنا ية بالدرا سات التأ صيلية والنقد ية ف فنون العلم الختل فة كالعلن والعلقات العا مة
والتحرير العلمي والخراج وغيها .
ـ العناية بتقنيات التصال الديثة كالصحافة الليكترونية .
البحث الرابع :سبل النهوض بالبحث العلمي ف أقسام العلم بالملكة
أول ًـ النهج الذي ندعو إليه :
ينبغي أن نسأل أنفسنا هل نن أمة لا منهجية واحدة ؟ أم أمة بناهج متعددة ؟ لقد جاء القرآن الكري
بنقلة منهجية للعقل البشري حررته من الناهج الاطئة وربطت الظواهر باليات والسنن
{ سنة ال ف الذ ين خلوا من ق بل ولن ت د ل سنة ال تبديل ولن ت د ل سنة ال تويل ) ) وك ما
(28
هدا نا القرآن إل منهج ية التعا مل مع الظوا هر الن سانية هدا نا أي ضا ً إل كيف ية التعا مل مع الظوا هر
الطبيعية والتنقيب عن سنن ال فيها للتأمل ف عظمة الالق عن طريق تبصر الناس بالنظر السي ف
آفاق النفس والكون والنسان با حباه ال من نعمة السمع والبصر والعقل الدرك مسؤول لن العلم
النافـع الذي سـيصل إليـه مـن خلل السـ الهتدي بالوحـي هـو الذي سـيبوئه مركزه الذي أراد له
الالق قال ال تعال {ول ت قف ما ل يس لك به علم إن ال سمع والب صر والفؤاد كل أولئك كان ع نه
مسؤول ً} ) فإن قيل أين النهجية السلمية الت يكن القياس عليها وتعليمها للطلب ف الامعات (29
بدل عن ال طر والنا هج الرتب طة بالفل سفة الوضع ية ؟ وللجا بة على هذا ال سؤال نقول :إن ش يخ
السلم ابن تيمية رحه ال تعال يرى (أن القرآن الكري ـ هو كتاب الوجود عند السلمي ـ فهو
15
الذي يدهم بصور الستدلل والقيسة العقلية الت تمع بي التماثلت وتفـرق بي الختلفات الت
فطرت عليها العقول السليمة ) ،وقد تبلور هذا النهج فيما يعرف بالنهج الصول وهو ذلك النهج
(30
الذي ن جه علماء السلم ف صياغة أفكارهم وثقافتهم وتصرفاتم وفق الصول الشرعية الكلية
حت تأخذ الصفة الت تعلها تتسق مع عقيدة التوحيد الالص وتضع لوازين الوحي الذي توزن به
كل النطلقات والتصورات وتضبط به كل الراء والنشطة مهما تعددت منابعها ومفاهيمها ،لتظل
شريعة السلم هي الهيمنة عل العقل ال سلم ف التفكي والتعبي ،ونن عندما ندعو إل مزيد من
الدراسات التأصيلية ل نعن بال من الحوال التنازل عن وسائل البحث العلمي وأدوات البحث عن
القيقة أو العلومة الت ل تتغي ف ذاتا وإنا تطورت الجهزة الت تعزز أداءها فالجاهي البصرية
واللكترونية تعزيزا لاسة البصار مثلما كانت ساعة الطبيب تعزيزا لاسة السمع ،والاسبات
اللية مساعدا ً للعقل ف إجراء السابات والتخطيط وإجراء العمليات الحصائية بأنواعها الختلفة ،
كل هذا التيسي على الباحث أن يستفيد منه وأل يكون ماكيا ً للغي ف مثل هذه الوسائل التقنية
وإن ا مترع ل ا ومبت كر ومبدع في ها ،ث يعرض ما تو صل إل يه من نتائج على إطاره الرج عي ،
فالعلم نشاط من أنشطة الياة ف الجتمع السلم تكمه الشريعة السلمية مثل بقية أنشطة الياة
الختل فة ،ك ما أن العلم سلوك إن سان مرتبط بقيم الن سان اللق ية ،ف من يدد هذه الق يم ؟ وما
الذي يبـ أن يكون عليـه السـلوك لكـي يكون خيا ً أو يكون فاضلً ؟ :هـل هـو النفعـة الاديـة
ومصلحة أكب عدد من الناس ؟!! ،أم تقيق السعادة واللذة العاجلة !! وهل رأي أغلب الناس دائما ً
على القـ ؟! وهـل حاجات الناس ورغباتمـ غيـ التناهيـة معيار للفضيلة ،كمـا أن الخلق ل
توجهها ظنون النسان وفلسفته بل يوجهها الدين الق ولذلك كان
لزا ما ً علينا أن نر بط النشاط العل مي ف الجت مع ال سلم بالد ين الذي يش كل إطاره العام وفل سفته
الشاملة ،وذلك مـا يعـل الدراسـات العلميـة تتسـق مـع أهداف الدراسـات العليـا فـ الامعات
السعودية ،ومع أهدافها ف أقسامها ،ويؤهلها للتطبيق ف واقع المارسة العلمية . .
ثانيا ً :ـ الروج من وهم اليدة وإشكالية الزدواجية
ينبغي أولً ترير العقل العرب من التبعية للمنهجية الغربية جريا ً وراء وهم الياد الت بسببها
نقلت لنـا مناهـج البحـث مـع نظرياتـه ومقاييسـه ومعاييه الجنبيـة وعـد ذلك مـن حقائق العلم
الوضو عي وبالتال ف هي من القائق الحايدة وغ ي التحيزة حضار يا ً و هي صالة ل كل مت مع ولذا
16
درج الباحث العلمي على سبيل الثال على إعادة الدراسات الغربية من خلل نفس النهج ونفس
الدوات و عندما يصل إل نفس النتائج يعد ذلك فتحا عظيما ً ودليل ً ل يدخله الشك ،ولكن هل
ن ن بذا الن حى ي كن أن ن قق الريادة العلم ية ال صيلة لعلم نا ؟ و هل ي كن أن ننتزع تلك ال طر
والنماذج البحث ية من بيئت ها الفكر ية والعقد ية ب كل حيدة وموضوع ية ؟ ث هل نتائج هذه الباث
والدراسات ستحقق لنا السعادة ؟ هل حقا ما يسعد الخرين سوف يسعدنا بالضرورة ؟
ـ منشأ هذه الشكالية أن النهج العلمي الذي نح ناحا باهرا ً ف العلوم الطبيعية والذي يقوم على
استقراء الظواهر الزئية وصول ً إل قواني وتعميمات تصدق ف كل زمان ومكان ،وحرصا على
إظهار العلوم الجتماع ية والن سانية بعا مة والعلم ية على و جه ال صوص بظ هر العلوم النضب طة
بالدليل السي السائد ف الفلسفات الادية والوضعية ف الفكر الغرب العاصر ،بالضافة إل معاملة
الظاهرة الجتماع ية والن سانية كالظاهرة الطبيع ية مع أن بينه ما تبا ين كبي فالظوا هر الطبيع ية ترت بط
بسنن إلية حتمية ل تتخلف ،أما الظاهرة الجتماعية والنسانية فهي وأن ارتبطت باليات والسنن
اللية فإنا متغية من حال إل حال ولذلك تعهد ال تعال البشرية بداية الوحي حت يستطيع الرسل
والصلحي إعادة الظواهر الجتماعية والسلوك النسان إل السار الصحيح الوافق لليات والسنن ،
ولذلك كان من الطأ التعامل مع هذه الظواهر كالظواهر الطبيعية الرتبطة بالسنن الثابتة .
كما ينبغي أن ندرك بوضوح أن الفاهيم والصطلحات ف العلوم الجتماعية والنسانية ليست حدية
قطع ية الدللة وإن ا هي مر نة وم صطلحاتا مطا طة ومتغيات ا لي ست أ سبابا حتم ية ويقين ية كالظاهرة
الطبيعيـة وإناـ السـبب فيهـا مؤشـر ولعـل السـبب فـ ذلك صـعوبة التحكـم فـ متغيات الظاهرة
الجتماعية لكثرة العوامل الت تتدخل ف الوقف النسان .
وتأسيسا ً على ذلك سارت البحوث ف العلوم السلوكية والجتماعية ومنها الدراسات العلمية ف
طر يق م سدود ل ت ستطع تاوزه ف ماولت ا للتو صل إل ف هم واق عي للن فس الن سانية وال سلوك
النسان على الستوى الفردي كما ظهر ذلك بلء ف الدرسة السلوكية وما تلها من النماذج
التصـالية التـ تفسـر البعاد الختلفـة للعمليـة العلميـة ول أدل على ذلك مـن كثرة النظريات التـ
تاول تقوي الهد العلمي سواء ً ما كان منها يقول بتمية التأثي الباشر ،أو باحتمالية التأثي
فكلها تنطلق من النظرة الادية الضيقة للنسان والنظرة السية للحقيقة العلمية ليس إل ،كما يرجع
الخفاق ف الدراسات النسانية والجتماعية ومنها العلمية إل إغفال حقائق الو حي تلك الداية
17
اللية الت تعهد ال با البشرية من لدن آدم إل نبينا ممد صلى ال عليه وسلم ولن يكن التوصل إل
معرفة حقيقة متكاملة للنسان بدونا .
ثالثا ً ـ تأصيل بوث العلم وربطها بقيم الجتمع السعودي السلم
لقد أورث وهم الياد الفتقار إل الصالة ف كثي من البحوث العلمية العربية فقد اعتمدت على
نظريات تأثيـ ومناهـج نشأت أصـل فـ الوليات التحدة المريكيـة تتلف فـ مسـبباتا وأغراضهـا
وخلفياتا التاريية والجتماعية مع طبيعة الشكلت العلمية ف متمعنا السلم ،يغلب عليها الطابع
الجرائي وتتمحور ملمها حول استخدام الساليب الكمية لدراسة الوسيلة العلمية وآثار التصال
بدف النهوض بكفاءة العلن وتنظيم عملياته ومسح السوق وهندسة مواقف الرأي العام بالتعاون
بي وسائل العلم و معاهد الرأي العام وخباء العلقات العامة ) ،ول تتم هذه الدرسة بالسياق
(31
الذي تتم ف إطاره عملية التصال العلمي والبيئة العقدية والفكرية والثقافية والجتماعية الت تدد
خصوصية كل متمع وعلى عكس ذلك جاءت الدرسة النقدية ف الدراسات العلمية الغربية الت
تستمد جذورها من مدرسة فرانكفورت ) ،وقد أضافت الدرسة الفرنسية ف هذا الصدد مموعة
(32
جديدة من أساليب التحليل الكيفي مثل أساليب التحليل الدلل ومسار البهان وتليل القوى الفاعلة
والطر الرجعية ،وعلى كل حال فإن النتمي إل هذه النظرية يسعون إل تأكيد القيقة الت تشي
إل أنه ليس هناك نظرية للتصال مايدة يكن تطبيقها بعزل عن البيئة الجتماعية الت أفرزتا .
وهذه النهجية ل تت فق مع منهجيتنا ف العلوم الطبيع ية وعلوم الشريعة ول مع الر صيد العر ف للعلوم
الجتماع ية والن سانية ف حضارت نا ال سلمية وبالتال تكون النتي جة الزدواج ية ف درا سة الظوا هر
الجتماعيـة حيـث تدرس فـ الضارة السـلمية بنهـج مهتدٍ بالوحـي بشقيـه ،و وتدرس الظواهـر
العلميـة بالنهجيـة المريكيـة التـ ل تعترف بالوحـي ول تقيـم وزنـا ً إل للحـس والنتيجـة عدم
السـتفادة مـن تلك البحوث بالضافـة إل تكريـس التبعيـة النهجيـة بوعـي أو بل وعـي لهتمامات
وأولويات ومصـال واحتياجات النظـم الغربيـة الرأسـالية وخصـوصا المريكيـة التمثلة فـ الدرسـة
المبيقية الت تركز على الساليب الكمية ف التحليل وتدرس جهور وسائل العلم واتاهاته وتلل
الحتوى العل مي كجزئ ية منف صلة عن الطار الجتما عي العام الذي ينب غي أن تر بط به مرجات
وسائل العلم ،وتفسر نتائج البحث ف إطار النبه والستجابة ) وتستمد جذورها من فلسفة الفكر
(33
الوضعي ومع ما بي النظم الغربية وأمريكا من قواسم مشتركة فالعقيدة واحدة و القيم الجتماعية
18
والفكرية متقاربة ومع ذلك فالنظم الغربية قد شعرت بطغيان نوذج بوث التأثي المريكي الت يغلب
عليها الطابع الجرائي وتتمحور ملمها حول استخدام الساليب الكمية لدراسة الوسيلة العلمية
وآثار التصال بدف النهوض بكفاءة العلن وتنظيم عملياته ومسح السوق وهندسة مواقف الرأي
العام بالتعاون ب ي وسائل العلم و معا هد الرأي العام و خباء العلقات العامة بالتعاون ب ي و سائل
3
)
(34
العلم و معاهد الرأي العام وخباء العلقات العامة
ول تتم هذه الدرسة بالسياق الذي تتم ف إطاره عملية التصال العلمي والبيئة العقدية والفكرية
والثقافية والجتماعية الت تدد خصوصية كل متمع وعلى عكس ذلك جاءت الدرسة النقدية ف
الدرا سات العلم ية الغرب ية ال ت ت ستمد جذور ها من مدر سة فرانكفورت و قد أضا فت الدر سة
4
الفرن سية ف هذا ال صدد ممو عة جديدة من أ ساليب التحل يل الكي في م ثل أ ساليب التحل يل الدلل
ومسار البهان وتليل القوى الفاعلة والطر الرجعية ) وعلى كل حال فإن النتمون إل هذه النظرية
(35
يسعون إل تأكيد القيقة الت تشي إل أنه ليس هناك نظرية للتصال مايدة يكن تطبيقها بعزل عن
البيئة الجتماعية الت أفرزتا .
والقيقة أننا أول من الجتمعات الغربية بربط بوث العلم با لنا من خصوصية فكرية واجتماعية
ك يف ل ؟ ول نا تاري نا العل مي الذي أث بت ،أ نه كل ما اقتر بت العلوم الجتماع ية والن سانية من
هداية الوحي بشقيه ف الكتاب والسنة اهتدت واستقامت ونأت عن الزيغ واللتياث يدرك ذلك من
يطالع اتصال الضارة السلمية بالثقافات الختلفة أبان العقد الول من القرن الثالث الجري حيث
ات سع نطاق الترج ة عن ثقا فة اليونان وفل سفتهم وتأ ثر ب عض فل سفة ال سلمي بنهج ية الفل سفة
اليونان ية وكان من آثار ذلك ظهور ضباب عقلي كث يف التا ثت ،به عقول ب عض الناس ف الجت مع
السلمي وإذا أخذنا بناهج التبعية ف البحوث العلمية لي من الد والنسانية والعلمية على وجه
ال صوص بأ ثر رج عي وند خل ف موضوع تا فت الفل سفة وتا فت التها فت ،وال ل يك من ف أن
تكون ل نا منهجيت نا ال صيلة و هي لي ست تر فا فكريا ول كل مة تقال ل ب الظهور والتم يز وإن ا هي
سياق فكري خاص وخطوات منظومة من الفاهيم الواضحة والتماسكة ،لا رصيدها من التجارب
الفذة ف تاريخ منهجيتنا السلمية فعندما كان علماء السلم وباحثوهم متمسكي بوازينه ومعاييه
مستبصرين بنوره جاءت كتاباتم ف السياسة و الوادث والوقائع والجتماع مهتدية مستقيمة فلم
يفسروا التاريخ تف سيا ماديا ول تتخلل رؤاهم السياسية والجتماع ية نظرة فلسفية مادية ول نزعة
19
عنصرية عرقية بل ظهرت مؤلفاتم وهي مشربة بدي السلم قائمة على أصوله متوخية مقاصده
متسقة مع سنن ال وآياته ف الياة الجتماعية يدرك ذلك من ينظر ف مؤلفات السياسة عند الاوردي
،وأ بو يعلى ،وا بن تيم ية ،و من يطالع ما كت به ا بن خلدون ف مقدم ته عن الجتماع والعمران ،
وعلم العلم جزء من هذه العلوم وهي جيعها جزء من العلوم الجتماعية و النسانية الختلف فيها
والعقل الهتدي بداية الوحي يوفق بتوفيق ال له إل الق
كما قال تعال { فهدى ال الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الق بإذنه وال يهدي من يشاء إل صراط
)
مستقيم }
(36
رابعا ً ـ تنقية الكتبة العلمية من اللتياث الفكري وخاصة ف مال فلسفة العلم وإطره النهجية
والبحث ية ،فالكت بة العلم ية العرب ية تفت قر إل ال صالة الفكر ية فمع ظم الك تب والبحوث العلم ية
العربية ترجة لدراسات أمريكية ونظريات نشأت أصل ف بيئة تتلف تتلف طبيعة العلم ف
ـ العامـة أن يكون الطالب موصـول ً متمعنـا السـلم ،لسـيما وأن جامعتنـا قـد جعلت مـن أهدافه ا
بعقيد ته ف ج يع ما يدر سه ولذلك كان من أهداف كل ية العلوم الجتماع ية ف جام عة المام مثلً
تدريـس العلوم الجتماعيـة مـن منطلق إسـلمي )،وهذه التنقيـة تسـهل مهمـة تأصـيل وتوجيـه
(37
والعلم تأصيل وتوجيه الدراسات العلمية وتشيا ً مع أهداف الامعة والقسم الختص تأت هذه
الدراسة لرفع للبس ولتجلية أمر مناهج التأصيل وصياغة تصورا ً شامل ً لقاييسها ومعاييها وأثارها
الرجوة والتوقعة .إنن أعلم أن هذا البحث يتاج إل فريق عمل إل أنن أمل من خلل هذا البحث
أن أفتح الباب للعصف الفكري والناقشة والوار ــ البحث العلمي نشاط فكري إنسان متأثر ف
نشأته وتطوره وصورته الالية ببيئة النشأة الفكرية والعقدية الت تبلور فيها حت وصل إلينا وهو مع
ذلك موروث إنسان مشاع يكن إعادة تشكيله وفق نظرة أخرى للكون والياة ودور الفكر النسان
فيه ما تتلف ف الغا ية والدف والدا خل والختيارات والو سائل والنتائج عن ما يتو صل إل يه الن هج
العل مي ال سابق وخا صة ع ند التعرض بالدرا سة للظوا هر الجتماع ية والن سانية ومن ها العلم ية ،
والبا حث ال سلم مؤ هل للقيام بذا الدور الطلي عي م ستندا إل ما حباه ال تعال من هدا ية الو حي
20
بشق يه لدرا سة الظوا هر الجتماع ية والن سانية ومن ها العلم ية ف إطار اليات وال سنن الله ية ال ت
ت كم حر كة الكون والن سان والياة ح ت ي كن تل يص من هج الب حث العل مي من ع قم النظرة
الاد ية ال سية ك ما خلص ال سلمون الن هج التجر يب ف العلوم الطبيع ية من النظرة الغل قة ف القياس
ال صورى الر سطي العق يم إل سعة ال ستقراء القائم على الشاهدة والتح قق بالواس ف الظوا هر
الطبيعية وليس بستبعد على الفكر والباحث السلم أن يعيد منهج البحث ف العلوم النسانية ومنها
الدراسات العلمية إل مسارها الصحيح ،بغية الوصول إل قواعد عامة و مددات أساسية تسهل
مه مة تأ صيل وتوج يه الدرا سات العلم ية ،وأ سأل ال العون والتوف يق وال سداد ف هو ح سب ون عم
الوكيل ،وهو الادي إل سواء السبيل .
) )12ــ ــ الدكتور /علي عبد الليم ممود ،نو منهج بوث إسلمي [ ،النصورة :دار الوفاء للطباعة والنشر ،
1410هــ ] ص 13
( )13ــ نقل ً عن د /السيد أحد مصطفى عمر،البحث العلمي مفهومه وإجراءاته ومناهجه { بنغازي :جامعة قاز يونس
1994م}ص 26
( )14ـــ أنظر الدكتور علي سامي النشار مناهج البحث عند مفكري السلم [ بيوت :دار النهضة للطباعة والنشر
1404هـ] ص 98
ــ وأنظر :ــ الدكتور حلمي عبد النعم صابر ،منهجية البحث العلمي وضوابطه ف السلم [ ،مكة الكرمة :
منشورات رابطة العال السلمي العدد 183عام 1418هــ ] ص 15
( )15ــ أنظر أبو العلى الودودي ،نن والضارة الغربية [ ،الرياض :الدار السعودية للنشر 1404 ،هـ] 149
( )16ـ الرازي ،متار الصحاح ،ط ( 1بيوت :دار الفكر العرب 1967م ) ص 18
()17ـ ابن منظور ،لسان العرب ،ج ( 1بيوت :دار لسان العرب ودار اليل 1408 ،هـ ) ص 68
( )18ـ عمادة البحث العلمي كتاب التأصيل السلمي للعلوم الجتماعية ( ،الرياض :مطابع جامعة المام ممد بن سعود
السلمية ،د .ت ) ص 23
( )19ـ نقل ً عن الستاذ الدكتور سيد ممد السادات الشنقيطي ،نو منهجية إسلمية للعلوم الجتماعية ( الرياض :دار
السلم )1415ص 46
( )20ـ أ.د /مقداد يالن ،أساسيات التأصيل والتوجيه السلمي للعلوم الجتماعية والعارف والفنون ( ،الياض :دار عال
الكتب للنشر والتوزيع 1416 ،هـت ) ص 35ـ 36
( )21ـ د /ممد ممد امزيان ،منهج البحث الجتماعي بي الوضعية والعيارية ( ،هي ندن ـ فيجينيا ـ الوليات التحدة
المريكية :العهد العالي للفكر السلمي 1412 ،هــ ) ص 400
( )22ـ سورة طه ،الية 123 :
()23ــ أنظر دينس ماكويل َو سفن ويند ناذج التصال ف الدراسات العلمية ترجة الدكتور حزة بيت الال [ الرياض
:مطابع الفرزدق 1418 ،هـ ] ص 18
( )24جيالد ميللر نقل ً عن الدكتور حسن عماد مكاوي والدكتورة ليلى حسي السيد التصال ونظرياته العاصرة [القاهرة
:الدار الصرية اللبنانية ]1998 ،ص 203
()25ــ المانة العامة لجلس التعليم العال ،اللئحة الوحدة للدراسات العليا ف الامعات ،الطبعة الول عام
1418هـ ،ص 5
( )26انظر مفردات هذا القرر ف الطط العتمدة ف هذه القسام .
( )27انظر دليل قسم العلم بامعة أم القرى الصادر ف 1409 /10 /16هـ ،ص 15
( )28ـ سورة الحزاب ،الية 62 :
( )29ـ سورة السراء ،الية 36 :
( )30ــ نقل ً عن الدكتور لبيب السعيد ،مناهج البحث الجتماعي ف القرآن الكري وعند علمائه ومفسريه ( ،جدة :دار
عكاظ للطباعة والنشر 1400 ،هـ ) ص .34
22
( )31ــ أنظر الباحثي :شيلدون آر جاوايزر وَ جي 0إيفانز ويت دليل الصحفي إل استطلع الرأي العام ترجة
هاشم عبدال{ عمان :الدار الهلية 1997م } ص 15
( )32ــ وأنظر الدكتور /أحد بدر ،التصال بالماهي والدعاية الدولية { الكويت :دار القلم 1394هـ} ص 132
( )33ـــ أنظر :تفصيل ذلك عند دنيس مكويل ،العلم وتأثياته تعريب الدكتور عثمان العرب { الياض :دار الشبل
1990م } ص 37
ــ وأنظر :الباحثي سيج برو وَ فيليب بروتون ،ثورة التصال ترجة خليل صابات { القاهرة :دار الستقبل
العرب 1993 ،م } ص 148
انظر كل من الراجع التالية :
ــ د /ممد عبد الميد نظريات العلم واتاهات التأثي ( القاهرة :عال الكتب 1997م) ص 158
( )34ــ الباحثي :شيلدون آر جاوايزر وَ جي 0إيفانز ويت دليل الصحفي إل استطلع الرأي العام ترجة
هاشم عبدال{ عمان :الدار الهلية 1997م } ص 15
ــ الدكتور /أحد بدر ،التصال بالماهي والدعاية الدولية { الكويت :دار القلم 1394هـ} ص 132
( )35ــ انظر الرجع السابق ص . 144
ــ الدكتورة عواطف عبد الرحن قضايا إعلمية معاصرة ف الوطن العرب { القاهرة :دار الفكر العرب }1997ص 97
( )36ــ سورة البقرة ،آيــة 213 :
( )37ــ أنظر دليل جامعة المام ممد بن سعود السلمية [ الرياض :مطابع جامعة المام 1411 ،هــ] ص 211
( )38ــ انظر دليل جهود جامعة المام ف مال التأصيل الوسوم بـ التأصيل السلمي للعلوم الجتماعية { الرياض :
عمادة البحث العلمي بامعة المام ،د ت } ص 13
(
(
(
(
(
(
(
(
(
3
(
4
(
(
(
(