You are on page 1of 23

‫‪1‬‬

‫مناهج البحث في أقسام العلم بالمملكة العربية السعودية‬


‫( بين الواقع واحتياجات المستقبل )‬

‫إعداد الدكتور ‪ /‬سعيد بن علي بن ثابت‬


‫أستاذ العلم السلمي المشارك في جامعة المام‬
‫‪2‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫البحث الول ‪ :‬القدمة النهجية‬


‫أول ً‪ :‬الوضوع وأهيته‬
‫ال مد ل الذي سهل لعباده التق ي إل مرضاته سبيل ‪،‬و خص أهل طاع ته بالدا ية إل سبيل الرشاد‬
‫وأوضح لم طريق الداية ‪،‬وجعل اتباع الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ عليها دليل ‪ ,‬فهم أحسن‬
‫الناس هديا وأقومهم قيل ً ‪.‬‬
‫أما بعـــــــد ‪:‬‬
‫فإ نه ل ي فى تزا يد دور العلم ف تشك يل الو عي الجتما عي ‪ ،‬والعل قة الوثي قة بي نه وب ي ن ظم‬
‫الجتمع الخرى ‪ ،‬وف مقدمتها النظام السياسي وصلته الوثيقة بإطار المة وفلسفتها الشاملة ‪ ،‬يدرك‬
‫ذلك من يطالع أهداف برا مج الدرا سات العل يا ف أق سام العلم ال سعودية ‪ ،‬و من ين ظر أهداف‬
‫العلم و مواد ال سياسة العلم ية ال ت كا نت مادت ا الول ت نص على أ نه ينب غي أن يلتزم العلم‬
‫ال سعودي ف كل ما ي صدر ع نه بال سلم إل المار سة العلم ية تغ فل الهداف ال ستراتيجية‬
‫للعلم ال سعودي ك ما تغ فل ال سياسة العلم ية ف الطرح العل مي ‪ ،‬ف هل ن ن ف أق سام العلم‬
‫بالامعات السعودية نعن بأهداف الدراسات العليا وخاصة ما جاء فيها بصوص تطوير البحث‬
‫العلمي وتوجيهه لعالة قضايا الجتمع السعودي السلم ؟ هل نربط ف دراساتنا العلمية قيم‬
‫العلم ومقومات العمليـة العلميـة الذاتيـة والوضوعيـة بقيـم متمعنـا السـعودي السـلم وأهداف‬
‫الدراسات العليا ف جامعاتنا وأهداف كل قسم من أقسام العلم ف بلدنا ؟ ‪ ،‬ث ألسنا ف حاجة‬
‫ماسة إل مراجعة شاملة بعد ربع قرن لباثنا العلمية ‪ ،‬لتكون لنا مدرستنا البحثية الاصة ؟‬
‫هذه هي الفرضية الت تناقشها هذه الورقة العلمية الت يسعى الباحث من خللا إل الكشف عن‬
‫الشكلت ال ت تعترض م سية الب حث العل مي ف الدرا سات العلم ية ف أق سام العلم ال سعودية‬
‫بدف الوصول إل حلول مناسبة تكن أقسام العلم السعودية من توجيه البحث العلمي ف هذا‬
‫الجال ف إطارها الصحيح الذي يربطها بإطاره الجتماعي الاص ‪..‬‬

‫ثانيا ًـ مشكلة البحث ‪:‬‬


‫‪3‬‬

‫تتمحور مشكلة هذه الدرا سة حول التعرف على الو ضع الرا هن للب حث العل مي ف أق سام العلم‬
‫ال سعودية ‪ ،‬وتد يد أ هم الشكلت ال ت تعتر ضه وتع يق نوه وتقد مه على الو جه الف ضل‪ ،‬وتر فع‬
‫الزدواج ية ف منهج ية الب حث العل مي ب ي العلوم الجتماع ية والن سانية ومن ها الدرا سات العلم ية‬
‫وب ي العلوم الخرى ف جامعات نا ‪ ،‬فن حن ف العلوم الجتماع ية والن سانية ينب غي أن نعترف أن نا ل‬
‫ن صل بنهجيت نا إل منهج ية إ سلمية واض حة العال كمنهج ية توث يق الخبار ع ند علماء ال سنة ‪،‬أو‬
‫منهجية نقد التاريخ عند الؤرخي أو النهج الستدلل عند الصوليي أو النهج التجريب وتطبيقاته‬
‫ف العلوم الطبيعية عند السلمي مثل ‪ ،‬ولزلنا عالة على منهجية منبتة عن النهجية السلمية ‪.‬‬
‫وتتركز أهداف الدراسة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ استعراض مقرر مناهج البحث ف أقسام العلم بالامعات السعودية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ استعراض انعكاسات مقرر منهج البحث على مرجات برامج الدراسات العليا ‪ ،‬وخاصة ف‬
‫مرحلت الاجستي والدكتوراه ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تديد الشكلت والصعوبات الت تواجه البحث العلمي ف أقسام العلم بالملكة ‪.‬‬
‫‪4‬ــ اقتراح اللول الناسـبة للخروج مـن تلك الشكلت و لتعزيـز مسـية البحـث العلمـي فـ‬
‫الدراسـات العلميـة بأقسـام العلم فـ جامعات الملكـة بالشكـل الذي يمـع لاـ بيـ اللتزام‬
‫بالثوا بت وال سلمات وال خذ بأ ساليب وو سائل الع صر ‪ ،‬وعلج الظوا هر العلم ية ف إطار فل سفة‬
‫متمعنا السعودي السلم ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬تساؤلت الدراسة‬
‫ـ ما الناهج البحثية الت تدرس لطلب أقسام العلم وما النظريات الت تنتمي لا ؟‬
‫ـ ما انعكاس تلك الناهج على مرجات الدراسات العليا من رسائل الدكتوراه والاجستي ؟‬
‫ـ ما أهية الستقللية النهجية ف بناء العرفة العلمية ؟و هل يكن أن تكون لنا منهجيتنا الاصة‬
‫ف الدراسات العلمية ؟‬
‫ـ ما التصور القترح لتكون لنا مدرستنا الاصة ف الدراسات العلمية ؟‬

‫ثالثا ً ‪ :‬أسلوب جع العلومات والبيانات لذا البحث‬


‫‪4‬‬

‫ـ لقد اقتضت طبيعة هذا البحث الخذ بأكثر من منهج ‪ ،‬ففي مرحلة استعراض الناهج البحثية‬
‫الت تدرس ف أقسام العلم ف الملكة وإيضاح العلقة بينها وبي جذورها وما ترتبط به من الطر‬
‫والنظريات الغربية يأخذ الباحث ف هذه الرحلة بالنهج الوثائقي ‪ ،‬وف مرحلة التأصيل يأخذ الباحث‬
‫بالن هج ال ستنباطي التأملي ف ن صوص الو حي بشق ية ‪ ،‬والو قف على ف هم مفكري ال سلم لتلك‬
‫النصوص الت أخرجت العقل السلم من ركام مناهج الفكر الفلسفي التهافت إل الط السلمي ف‬
‫منا هج الب حث الذي تاط ف يه خطوات سي الع قل لتح صيل العر فة بن بل الغا ية والق صد وشرف‬
‫الوسـيلة ‪،‬وتربـط فيـه النتائج بآيات ال فـ الكون والياة ودور الفكـر النسـان الهتدي بالوحـي‬
‫فيهما‪،‬ليأت النتاج العلمي والفكري مهتديا بالوحي متسقا مع كينونة النسان السلم والجتمع السلم‬
‫ومع التصور السلمي للحقائق ‪ ،‬وهو بل شك يتلف عن تصور الفلسفة الادية وما ينبثق عنها من‬
‫أطر بثية ‪.‬‬
‫البحث الول ‪ :‬الفاهيم العامة لصطلحات البحث‬
‫أول ً ‪ :‬مفهوم العلم‬
‫العلم ف اللغة ‪ :‬ـ ( العي واللم واليم )أصل صحيح يدل على أثر بالشيء يتميز به عن غيه والعلم‬
‫نقيض الهل وهو إدراك الشي بقيقته(‪0 )2‬‬

‫والعلم ف الصطلح ‪ :‬ـ أورد ابن قيم الوزية ـ رحه ال تعال ـ تعريف صاحب النازل للعلم‬
‫بأنه ( العلم ما قام بدليل ورفع الهل) ث قال يريد أن للعلم علمة قبله وعلمة بعده ‪ ،‬فعلمة قبله‬
‫ما قام بدليل‪،‬وعلمته بعده ‪ :‬رفع الهالة (‪.)3‬‬
‫وهكذا حد ابن قيم الوزية العلم ‪ ،‬أما شيخ السلم ابن تيمية ـ رحه ال تعال ـ فقد قسمه إل‬
‫نوعي ‪:‬‬
‫أ ـ العلم العملي و هو ما كان شر طا ً ف ح صول العلوم ‪ ،‬كت صور أحد نا ل ا ير يد أن يفعله‬
‫فالعلوم هنا متوقف على العلم به متاج إليه ‪.‬‬
‫ب ـ العلم ال بي النظري ‪ ،‬و هو ما كان العلوم غ ي مفت قر ف وجوده إل العلم به ‪ ،‬كعلم نا‬
‫بوحدانية ال تعال وأسائه وصفاته وصدق رسوله وبلئكته وكتبه وغي ذلك فإن هذه العلوم ثابتة‬
‫سواء علمناها أو ل نعلمها فهي مستغنية عن علمنا با (‪.)4‬‬
‫‪5‬‬

‫وقسـم ابـن حجـر العلم إل قسـمي ضروري ونظري ثـ قال ( والفرق بيـ العلم الضروري والعلم‬
‫النظري أن الضروري يفيد العلم بل استدلل ‪ ،‬والنظري يفيده لكن مع الستدلل على الفادة وأن‬
‫الضروري يصل لكل سامع ‪ ،‬والنظري ل يصل إل لن فيه أهلية النظر )(‪)5‬‬
‫وخلصة القول أن القيقة العلمية لا شروطها وهي ‪ :‬ـ‬
‫ـ أن تقوم على الدليل والبهان ‪.‬‬
‫ـ أن يستخدم منهج البحث العلمي ف كشفها ‪.‬‬
‫ـ أن يتحقق من صحتها بأن تكون مطابقة للواقع ( السي ‪ ،‬أو البي ‪ ،‬أو العقلي ‪ ) .‬ولذلك قال‬
‫ابن القيم ( العلم ‪ :‬نقل صورة العلوم من الارج وإثباتا ف النفس ‪.‬والعمل ‪:‬نقل صورة علمية من‬
‫النفس وإثباتا ف الارج ‪،‬فإن كان الثابت ف النفس مطابقا ً للحقيقة ف نفسها فهو علم صحيح‪)6(.‬‬
‫وتأ سيسا ً على ما تقدم فإن القائق لي ست واحدة و النا هج تتلف تب عا ً لختلف القائق العلم ية‬
‫فمناهج العلوم الشرعية تتلف عن مناهج العلوم الطبيعية ‪ ،‬ومناهج العلوم الطبيعية تتلف عن مناهج‬
‫العلوم الجتماعية والنسانية‪ ،‬وقد أثبت تارينا العلمي أنه كلما اقتربت العلوم الجتماعية والنسانية‬
‫من هداية الوحي كلما استقامت ونأت عن الزيغ واللتياث ‪ ،‬وكلما خلطت مناهجها بناهج العلوم‬
‫الطبيع ية ومرجع ية الع قل الجرد كل ما كا نت غري بة الضمون والوج هة والغا ية عن أ صول ال سلم‬
‫ومقاصده السنة ‪.‬‬
‫ثانيا ًمفهوم النهج ‪ :‬ــ‬
‫‪ 1‬ــ النهج ف اللغة‬
‫النهج ف لغة العرب مأخوذ من مادة [ نَـهَجَ](‪ )7‬والنهج ‪ :‬الطريق الواضح ونج سبيل فلن سلك‬
‫مسلكه ‪ ،‬والمع نُـهُج ومناهج ‪.‬‬
‫وعلى هذا فالنهج ف اللغة الطريق الواضح البي الذي ل لبس فيه‪)8(.‬‬
‫جاء ذكـر النهـج فـ القرآن الكريـ بلفظـه كمـا فـ قول ال تعال { لكـل جعلنـا منكـم شرعـة‬
‫ومنهاجا }(‪)9‬قال القرطب ‪( :‬الشرعة) ف اللغة الطريق الذي يتوصل به إل الاء والنهاج الطريق‬
‫الستمر البي‬
‫‪6‬‬

‫(‪ )10‬وف هذا العن تأكيد للمعن اللغوي السابق للفظ النهج كما جاء التعبي عن النهج ف القرآن‬
‫بألفاظ متقار بة كالطر يق ‪ ،‬وال سبيل وال صراط ال ستقيم ‪ ،‬و قد ج عت هذه اللفاظ التقار بة ف آ ية‬
‫واحدة يقول ال تعال{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} (‪)9‬‬
‫وهكذا جاء مع ن الن هج ف ال صطلح الشر عي الؤ يد بن صوص الو حي مطاب قا لع ن الن هج ف ل غة‬
‫العرب حيث تركز العن فيهما حول الطريقة الواضحة البينة الت تؤدي إل النتظام والستقامة وثبات‬
‫الوج هة واضطراد ها ف التفك ي والت عبي للو صول إل نتي جة معلو مة ومعر فة حقيق ية يؤ سس علي ها‬
‫العمل الصال ف الجتمع السلم ‪.‬‬
‫‪2‬ـ النهج ف أدبيات البحث العلمي‬
‫تعددت تعريفات النهج ف أدبيات البحث العلمي واختلفت وجهات نظر الباحثي نوها‪ ،‬ولعل أكثر‬
‫التعريفات شول وبساطة هو الذي يرى أن النهج ‪:‬هو الطريقة الت تعي الباحث على أن يلتزم باتباع‬
‫مموعة من القواعد العامة الت تيمن على سي العقل سيا ً مقصودا ً ف البحث العلمي ‪ ،‬ويسترشد‬
‫با الباحث ف سبيل الوصول إل اللول اللئمة لشكلة البحث (‪.)10‬‬
‫ويعر فه الدكتور م مد ال صباغ بأ نه ‪ ( :‬فن التنظ يم ال صحيح ل سلسلة من الفكار‪ ،‬إمّا من أ جل‬
‫الكشف عن القيقة حي نكون با جاهلي‪ ،‬وإما من أجل البهنة عليها للخرين وتعليمهم إيّاها‬
‫حي نكون با عارفي )(‪)11‬‬
‫ويعرف الدكتور علي عبد الليم ممود منهج البحث السلمي بأنه ‪:‬‬
‫( طريقة السلم ف بث الظواهر والشكلت والتعرف على السباب الت أدت إليها وتليلها بدقة‬
‫ووضع الل أو اللول لا ‪)12().‬‬
‫وقد تعددت تعريفات البحث العلمي إل أكثر من مائة تعريف من أبرزها‬
‫تعريف [ هيلوي ‪ .‬ت‪ )13(] .‬الذي يرى أن البحث وسيلة للدراسة يكن بواسطتها الوصول إل حل‬
‫لشكلة مددة ‪ ،‬وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لميع الشواهد والدلة الت يكن التحقق‬
‫منها والت تتصل بذه الشكلة الحددة ‪.‬‬
‫‪3‬ـ العلقة بي تعريفات النهج اللغوية والصطلحية ‪:‬‬
‫‪7‬‬

‫تؤكد تعريفات النهج أنه الطريق الذي يسي فيه العقل سيا ً مقصودا ً للكشف عن القيقة بواسطة‬
‫طائ فة من القوا عد العا مة ال ت تي من على سي الع قل وتدد عمليا ته الفكر ية ح ت ي صل إل نتي جة‬
‫معلومة تثري مالا العرف والفكري وتتسق مع أهداف المة وغاياتا وتطلعاتا‪،‬ومع ذلك‬
‫فمن هج الب حث نشاط فكري إن سان متأ ثر ف نشأ ته وتطوره و صورته الال ية ببيئة النشأة الفكر ية‬
‫والعقد ية ال ت تبلور في ها ح ت و صل إلي نا و هو مع ذلك موروث إن سان مشاع ي كن إعادة تشكيله‬
‫و فق نظرة أخرى للكون والياة والن سان والف كر‪ ،‬تتلف ف الغا ية والدف والدا خل والختيارات‬
‫والو سائل والنتائج ع ـمّا تو صل إل يه الن هج العل مي ال سابق وخا صة ع ند التعرض بالدرا سة للظوا هر‬
‫الجتماعية والنسانية ومنها العلمية ‪.‬‬
‫وقد تأثر منهج البحث قديا ً وحديثا ً بنظرة العقل الجرد الرتبط بالفلسفة الادية ف تتابع ظنونا من‬
‫أر سطو إل ع صر النه ضة الدي ثة ح ي صاغ (بيكون) قوا عد الن هج التجر يب ف كتا به (الورغانون‬
‫الديد) وكشف (ديكارت) عن قواعد النهج الستنباطي ف كتابه(مقالة عن النهج) وظن البعض أن‬
‫القرن ال سادس ع شر اليلدي هو القرن الذي ش هد ميلد الن هج العل مي و هو ف القي قة عودة إل‬
‫البناء النهجـي الرسـططاليسي الذي رفضـه مفكرو السـلم ‪ )14(،‬ومـع أن العلوم والعارف فـ‬
‫الضارة الغربية اليوم تأسس على الذهب العقلي والادي فإن الدراسة النقدية لذه الضارة توضح‬
‫أن أساسها ليس النعة العقلية ول مراعاة نواميس الطبيعة بل يقوم هيكلها كله على الس فكل مال‬
‫يكن أن يوزن أو يذرع وها ً ل حقيقة له ‪ ،‬وكل مال يترتب عليه نفع مادي مسوس أمر هي ل‬
‫يفل به (‪ ،)15‬هذا هو الطار الجتماعي العام لناهج البحث ونظرياته ومدارسه ف الضارة الغربية‬
‫العاصرة ‪ ،‬وكما رفض مفكرو السلم منطق أرسطو و الفكر الفلسفي التأثر به وما انبثق عنهما‬
‫من أطر بثية وأسسوا مناهجنا ف البحث العلمي على هدي الوحي ف إحكام حركة العقل وسيه‬
‫ف طريق البحث الرصي ما حقق له حرية الركة وخلصه من الظنون والوهام وعصمه من الزيغ‬
‫والضلل ووظفـه للرشـد والصـلح ‪ ،‬فجاءت نتائج البحـث متسـقة مـع آيات ال وسـننه فـ الكون‬
‫والياة والنسان ‪.‬‬
‫ومن هنا أصبح لزاما علينا إعادة النظر ف مناهج البحث ف العلوم النسانية بعامة والعلمية منها‬
‫على وجه الصوص حت تتفق مع منهجية البحث العلمي عن القيقة ف السلم سواء ما كان‬
‫مت صل ً من ها بالعلوم الطبيع ية أو الن سانية ‪ ،‬وبذا تزول الزدواج ية وتت سق النهج ية ف العلوم الجتماع ية مع‬
‫الطار السلمي للتفكي والعرفة ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬ـ مفهوم التأصيل‬


‫الصل ف اللغة ‪ :‬يأت بعدة معان ٍ ‪ ،‬منها الصل للشيء أسفل كل شيء‬
‫وج عه أ صول‪ ،‬و هو ما يب ن عل يه غيه ح سيا ً أو معنو يا ً ‪،‬وأ صل الش يء أ ساسه الذي يقوم عل يه‬
‫ومنشؤه الذي ين بت م نه ‪ )16( ،‬وتأ صيل الش يء إثبات أ صله يقال ر جل أ صيل ثا بت الرأي والع قل‪،‬‬
‫وأصل الشجرة جذورها ‪)17(.‬‬
‫التأصيل ف الصطلح ‪:‬‬
‫عرف ته الندوة الول للتأ صيل النعقدة ف رحاب جام عة المام م مد بن سعود ال سلمية ف جادى‬
‫الخرة عام ‪ 1407‬هــ بأنـه ‪ :‬العودة إل الصـول السـلمية الول باعتبارهـا النبـع الرئيـس الذي‬
‫تستمد منه هذه العلوم أسسها ومنطلقاتا بيث ينفى ـ من خلل عملية التأصيل هذه ـ ما علق‬
‫بتلك العلوم من شوائب نظرية ‪ ،‬وأفكار غربية ل تتفق وما جاء به السلم منهجا ًوغاية ً‪،‬ومسارا ً (‪)18‬‬
‫وتعرفه لنة منبثقة عن اللجنة الدائمة للتأصيل ف جامعة المام بأنه ‪ :‬مموعة من القواعد والطرق الت‬
‫يتو صل ب ا البا حث إل ا ستنباط الحكام والتعميمات ف مال القضا يا النظر ية واليدان ية من خلل‬
‫الصادر الشرعية وغيها‪ ..‬ما ل يتعارض مع الشريعة السلمية ‪)19(.‬‬
‫ويعرفـه السـتاذ الدكتور مقداد يالنـ فيقول التأصـيل السـلمي للعلوم الجتماعيـة هـو ‪ ( :‬إبراز‬
‫السس الت تقوم عليها هذه العلوم ‪ .‬من خلل جعها أو استنباطها من مصادر الشريعة وقواعدها‬
‫الكليـة وضوابطهـا العامـة ‪ ،‬ودراسـة موضوعات هذه العلوم دراسـة تقوم على السـس السـابقة ‪،‬‬
‫وتسـتفيد ماـ توصـل إليـه العلماء السـلمون وغيهـم مـن نتائج ونظريات وآراء ل تتعارض مـع تلك‬
‫السس )ث يقول والذي يدخل ف التعريف هو الزء الول إبراز السس السلمية الت تقوم عليها‬
‫هذه العلوم أما الباقي فهو شرح وبيان طريقة الجراء والتطبيق ‪ .‬ث يلص إل تعريف التأصيل بأنه ‪:‬‬
‫( بناء العلوم الجتماعية على نج السلم ) (‪)20‬‬
‫ويعرفه البعض بأنه ‪ :‬النهج الذي نجه علماء السلم ف صياغة أفكارهم وثقافاتم وتصرفاتم وفق‬
‫الصول الكلية حت تأخذ الصفة الدينية الت تستمد شرعيتها من عقيدة التوحيد ‪ ،‬وهو اليزان الذي‬
‫توزن به كل النطلقات والت صورات وتض بط به كل الراء والفل سفات والعتقدات مه ما تعددت‬
‫منابعها ومفاهيمها ‪ ،‬وهو مموع الوازين الت تفظ با قداسة الوحي وعصمة الرسالة من فقدان‬
‫معالها ‪ ،‬لتظل الرؤية الهيمنة على العقل السلم ‪ ،‬وصبغة الياة بالصبغة الشرعية ‪ ،‬وأخيا ً فالنهج‬
‫‪9‬‬

‫هو ال سياج الذي ا ستخدمه علماء ال سلمي للحفاظ على جو هر ال سلم من الذوبان والفاظ على‬
‫الذات السلمية وصقل الشخصية السلمية ونفض كل العلئق الجنبية عنها (‪)21‬‬

‫تعريفات منهجية التأصيل ‪:‬‬


‫أول ً ـ تفاوتت تعريفات منهجية التأصيل ‪ ،‬حيث انصب تعريف ندوة التأصيل ف جامعة المام‬
‫ممد بن سعود السلمية وتعريف الدكتور علي عبد الليم ممود وكذلك تعريف الستاذ الدكتور‬
‫مقداد يال ن الذي يرى أن التأ صيل هو بناء العلوم الجتماع ية على ن ج ال سلم على ر بط منهج ية‬
‫التأصيل بالطار العام والفلسفة الشاملة للمة ‪.‬‬
‫بينما تن صب ب عض التعريفات على آلية الب حث وإجراءاته التطبيق ية ومنها تعريف اللجنة النبثقة عن‬
‫اللجنة الدائمة للتأصيل ف جامعة المام ممد بن سعود السلمية ‪ ،‬والبعض جع بي التأكيد على‬
‫الناحيتي الصول والنطلقات الساسية لفلسفة منهجية التأصيل و طريقة تطبيق تلك النهجية‬
‫مثل تعريف الدكتور ‪ /‬ممد ممد امزيان حيث عرض الطريقة الجرائية لتطبيق منهجية التأصيل‬
‫ف العلوم الجتماعية ث خلص إل التأكيد على أصول فلسفة منهجية التأصيل ‪.‬‬
‫ون ن ف الدرا سات الجتماع ية عا مة و ف العلم ية من ها على و جه ال صوص ‪ ،‬نتاج إل هذ ين‬
‫النحيي ف تعريف منهجية التأصيل ‪ ،‬فالباحث السلم ينبغي أن ينطلق ف بثه عن القيقة العلمية من‬
‫خلل ثوابته اليانية ومسلماته اليقينية ف الوحي بشقيه ليستمد منه إطاره الرجعي حت يكون على‬
‫هدى وبصية مصداقا لقول ال تعال {قال اهبطا منها جيعا ً بعضكم لبعض عدو‪،‬فإما يأتينكم من‬
‫هدى فمن اتبع هداي فل يض ُل ول يشقى }(‪)22‬‬
‫ومع ذلك فإن الباحث السلم يب أن يستفيد من الوسائل والساليب الستحدثة ف وسائل البحث‬
‫العلمي الت هي ف القيقة موروث إنسان مشاع ‪ ،‬إن العي الجردة ومثلها بقية الواس قد زادت‬
‫قدرتاـ بالخترعات الديثـة على القراءة فـ ملكوت ال فـ الكون والياة ‪ ،‬فمثلمـا كانـت سـاعة‬
‫الطـبيب تعزيزا ً لاسـة السـمع و الترمومترات تعميقـا ً لاسـة اللمـس والاسـبات الليـة مسـاعدا ً‬
‫للعمليات السابية والتخطيطية فإن أساليب الحصاءات الديثة ونظم العلومات وبرامها كل تلك‬
‫التغيات على الباحث السلم أن يستخدمها بعد التأكد من مشروعيتها و يب عليه ألّا يكون ماكيا‬
‫أو متلقيا عن غيه فيمثل هذه الوسائل ‪ ،‬بل عليه أن يكون مبدعا ً ومبتكرا ً لشكال وبرامج وآليات‬
‫جديدة تعينه ف منهجه‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫ـ التأصيل السلمي لناهج البحث ف العلوم الجتماعية ضرورة لتجاوز فكر الخر والروج من‬
‫دائرة التقل يد والتبع ية ‪ ،‬فالتقدم القي قي ر هن بقدرت نا على البداع ليات نا ف إطار هويت نا الفكر ية‬
‫وقيمنا الدينية ومنهجيتنا الاصة ‪ ،‬والتأصيل السلمي الذي ندعو إليه ل يعن تاهل ماثبت صدقه‬
‫من حقائق العلم ‪،‬كما ليعن التفريط ف ما توصل إليه الفكر البشري من وسائل وأدوات وقواني‬
‫علمية بعيدا ً عن النطلقات الادية الت ظهرت ف مناهج البحث الرتبطة بنظريات الدرسة الدراكية‬
‫ع ند واط سن وبافلوف وفرو يد وا ستراتيجية القناع ع ند ليون ف ستنجر ال ت تف سر ال سلوك الن سان‬
‫على أنه نتاج التفاعل الديناميكي بي النسان بيوله وحوافزه واتاهاته مع البيئة وعواملها وتفترض‬
‫هذه الدرسة دراسة العوامل الوسيطة بي الؤثر والستجابة ‪ ،‬لن الؤثرات يتحكم فيها مموعة من‬
‫العوا مل الو سطية أو الطارئة و هي بناء مع قد من الكونات البيولوج ية والعاطف ية والدراك ية ‪ ،‬إذا‬
‫ل بد من ترك يز استراتيجية القناع ف العلن والدعاية والعلم التعبوي على العوامل العاطفية أو‬
‫الدراكية فقط ؛لنه من الصعب التدخل ف العوامل الوراثية بغية إيصال معلومة جديدة للفرد‬
‫التلقي حت تغي البناء النفسي له ويستجيب لدف القائم بالتصال بسلوك علن ‪ ،‬لكن مع أن هذه‬
‫ال ستراتيجية خي مت على منا هج الب حث العل مي رد حا ً من الز من ول تزال روا سبها الفكر ية ف‬
‫النماذج السـائدة فـ مناهـج البحـث العلمـي مثـل نوذج لزويـل الذي يشيـ إل أنواع بوث‬
‫التصال[ دراسات التحكم ‪ ،‬تليل الحتوى‪ ،‬تليل الوسيلة ‪ ،‬تليل المهور ‪ ،‬دراسات التأثي ](‪)23‬‬
‫يقول أحد الهتمي با إنه على الرغم من الشعبية الدائمة للستراتيجية الدراكية فإن الدلة ل تؤيدها‬
‫باعتبارها نجا ً موثوقا ً به لتحقيق تغيي سلوكي عن طريق القناع (‪)24‬‬

‫البحث الثالث ‪ :‬ــ الوضع الراهن لناهج البحث ف أقسام العلم السعودية‬
‫نشأة أقسام العلم السعودية وتطورها‬
‫لقد شهدت الدراسات العلمية عناية ملموسة ف جامعات الملكة منذ أكثر من ربع قرن ـ‬
‫المر الذي أسهم ف إعداد التخصصي ف كثي من جوانب العرفة العلمية ـ‬
‫وحرصا ً من السؤولي ف هذه البلد الباركة على تعزيز البحث العلمي والسهام ف خدمة متمعنا‬
‫ال سلم ‪ ،‬و حل الشكلت ال ت تعترض الت صال العل مي ‪ ،‬وتقد ي ال ستشارات العلم ية لؤ سسات‬
‫القطاع الكو مي والاص ‪ ،‬ولذلك سارع القائمون على أق سام العلم إل تلب ية تلك الحتياجات ‪،‬‬
‫‪11‬‬

‫واستطاعت إنتاج أباث مشهود لا بالدة والصالة ‪ ،‬وترج من أقسام العلم ف جامعات الملكة‬
‫كوادر بشريـة ذات طاقات فاعلة فرضـت وجودهـا بقوة على السـاحة العلميـة ‪ ،‬وهذا الناز‬
‫العلمي يستحق منا وقفة نقد بناء متأنية لتوثيق مسيته و للكشف عن ما تيز به من نقاط القوة وما‬
‫يعتريه من جوانب النقص ‪،‬والأمول ف هذا الهد العلمي التواضع أن يزود أقسام العلم ‪ ،‬والهتمي‬
‫بالبحـث العلمـي فـ الملكـة العربيـة السـعودية بؤشرات تسـهم فـ تطويـر منهجيـة البحـث‬
‫العلمي ‪ ،‬وتستشرف آفاق مستقبله ف بلدنا الباركة ‪.‬‬
‫أهداف البحث العلمي ف أقسام العلم السعودية‬
‫إن أهداف الب حث العل مي ل ترج عن أهداف الب حث العل مي ف الدرا سات العل يا بالامعات‬
‫السعودية الت تتسم بشيء من الصوصية الت تتناسب مع حاجة الجتمع السعودي السلم وطبيعته‬
‫يدرك ذلك من يطالع أهداف الدراسات العليا الت ترمي الدراسات العليا ف الملكة إل تقيقها‬
‫وهي ) ‪:‬‬
‫‪(25‬‬

‫‪1‬ـ العناية بالدراسات السلمية والعربية والتوسع ف بوثها والعمل على نشرها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ السهام ف إثراء العرفة النسانية بكافة فروعها عن طريق الدراسات التخصصة والبحث‬
‫الاد للوصول إل إضافات علمية وتطبيقية مبتكرة والكشف عن حقائق جديدة‬
‫‪ 3‬ـ تكي الطلب التميزين من حلة الشهادات الامعية من مواصلة دراساتم العليا مليا ً ‪.‬‬
‫‪4‬ــ إعداد الكفايات العلميـة والهنيـة التخصـصة وتأهيلهـم تأهيل ً عاليـا ً فـ مالت العرفـة‬
‫الختلفة ‪.‬‬
‫‪5‬ــ تشجيـع الكفايات العلميـة على مسـايرة التقدم السـريع للعلم والتقنيـة ودفعهـم إل البداع‬
‫والبتكار وتطوير البحث العلمي وتوجيهه لعالة قضايا الجتمع السعودي ‪.‬‬
‫‪6‬ـ السهام ف تسي مستوى برامج الرحلة الامعية لتتفاعل مع برامج الدراسات العليا ‪.‬‬
‫وخلصة القول ‪ :‬أن الهداف النفة الذكر كشفت عن الهية الت تضطلع با الدراسات العليا ف‬
‫الامعات السعودية ومنها الدراسات العلمية بل شك الت هي ف القيقة ترجة لتلك الهداف‬
‫إل برامج بثية ودرا سات علمية تل ب طموحات التنم ية الشاملة ف بلد نا ‪ ،‬لكن هل نحت هذه‬
‫الدرا سات العلم ية ف تلب ية احتياجات متمع نا الا صة ‪ ،‬و هل ساهت ف تطو ير إعلم متمع نا‬
‫السعودي السلم ؟ وهل تصدت لشكلته والستجابة لطالبه ؟ وهل انعكست هذه الهداف على‬
‫‪12‬‬

‫خ طط الدرا سات العل يا( الاج ستي والدكتوراه) ونتائج ها العلم ية ؟ و هل رب طت تل يل وتف سي تلك‬
‫النتائج ب سلمات متمع نا ال سلم ؟ ل عل طبي عة مقرر من هج الب حث العل مي الذي يدرس لطلب‬
‫أقسام العلم و التاهات النوعية لبحوث الدراسات العلمية تكشف عن ذلك ‪.‬‬
‫‪)(26‬‬
‫مقرر مناهج البحث العلمي ف أقسام العلم السعودية‬
‫طبيعة المقرر‬ ‫الجنسية‬ ‫المؤلف‬ ‫الكتاب المقرر في مناهج‬ ‫أقسام العلم بالجامعات‬
‫البحث‬ ‫السعودية‬
‫مترجم‬ ‫أردنيون‬ ‫ذوقان عبيدات وآخرون‬ ‫البحث العلمي‬ ‫قسم العلم في جامعة‬
‫مفهومه ‪ ،‬أدواته ‪ ،‬أساليبه‬ ‫الملك سعود‬
‫مترجم‬ ‫سعودي‬ ‫عبد ال الخليفة‬ ‫مناهج البحث ‪ )1( :‬أساسيات البحث‬ ‫قسم العلم في جامعة المام‬
‫( للبحوث الكيفية )‬ ‫الكيفيـة‬
‫بحث باللغة العربية مع‬ ‫ســــعودي‬ ‫محمد الحيزان‬ ‫(‪ )2‬بحوث العلم‬
‫مقتبس من الدراسات‬ ‫( للبحوث الكمية )‬
‫الغربية‬
‫كلهما بحث باللغة الع‬ ‫مصري‬ ‫أحمد بدر‬ ‫مناهج البحث العلمي‬ ‫قسم العلم في جامعة أم القرى‬
‫معظمه مقتبس من‬ ‫مصري‬ ‫سمير محمد حسين‬ ‫بحوث العلم‬
‫دراسات غربية‬

‫مترجم‬ ‫أردني‬ ‫ذوقان عبيدات‬ ‫البحث العلمي‬ ‫قسم ال‘علم في جامعة الملك‬
‫مفهومه ‪،‬أدواته ‪،‬أساليبه‬ ‫عبد العزيز‬

‫يظ هر الدول ال سابق طبي عة الرا جع القررة ف أق سام العلم ال سعودية فمعظم ها مترج ة عن‬
‫مناهج البحث الغربية والمريكية على وجه الصوص فقسمي العلم ف جامعة اللك سعود وجامعة‬
‫اللك عبد العزيز تدرس مقررا مترجا من قبل مموعة من الباحثي الردنيي عن مناهج البحث ف‬
‫الدراسات المريكية ‪ ،‬كما يدرس مقرر أساسيات البحث الكيفي ‪ ،‬ف قسم العلم بامعة المام‬
‫وهو مترجم يتناول البحوث الكيفية من خلل رؤية الدرسة الغربية للبحوث الكيفية الت تعد‬
‫عند هم ذات ية ؛ نظرا ً لن الن هج الغر ب يقوم على ظن وتم ي البا حث ف هو أقرب إل الذات ية م نه‬
‫الوضوعية بينما منهج البحث عند مفكري السلم ل يقف عند عملية التحليل والتركيب و مرحلة‬
‫العرض والتجم يع والتخم ي ف الن هج الور ب ‪ ،‬بل ي صل من خلل ذلك إل تعميمات ومددات‬
‫وقوان ي ت كم الظوا هر الجتماع ية وت كم علي ها ولذلك هدي كا مل ف الق صص القرآ ن الذي‬
‫يؤ كد أن حر كة التار يخ ت ضع للنوام يس وال سنن ال ت ل تتخلف تلت قي بر كة الياة الن سانية مع‬
‫حركة الكون كله الت ل تنفك عن سنن ال وآياته ‪.‬‬
‫كما أن قسم العلم ف جامعة أم القرى الذي أسسه أستاذنا الرحوم إبراهيم إمام وكان الدف من‬
‫إنشاء هذا القسـم هـو أن تكون الدراسـة العلميـة مـن منطلق إسـلمي ‪ ،‬مـع الخـذ بأحدث‬
‫‪13‬‬

‫السـاليب التطورة ‪ ،‬والسـتخدام المثـل للنازات العلمية ) ‪ ،‬ومـع ذلك ندـ طلب القسـم‬
‫‪(27‬‬

‫يدر سون ف مقرر من هج الب حث العل مي كتاب ي مع ظم مادت ما العلم ية مقتب سة من درا سات‬
‫أمريك ية وغرب ية ‪ ،‬وأي ضا يشارك هذا الق سم ق سم العلم ف جام عة المام ح يث يدرس طل به ف‬
‫مال البحوث الكم ية م ثل ذلك ‪ ،‬ول قد انع كس ذلك على مرجات الق سم من ر سائل الدكتوراه‬
‫والاجستي والبحوث الكملة‪.‬‬
‫التاهات البحثية لبحوث رسائل الدكتوراه والاجستي ف قسم العلم بامعة المام‬

‫المجموع‬ ‫الدراسات‬ ‫الدراسات‬ ‫اتجاهات البحثية للرسائل‬


‫الميدانية‬ ‫التأصيلية‬
‫‪24‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬ ‫التكرار‬

‫‪100%‬‬ ‫‪75%‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫النسبة‬ ‫رســـــائل الدكتوراه‬


‫‪63‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪42‬‬ ‫التكرار‬ ‫رسائل الماجستير‬
‫‪100%‬‬ ‫‪33.3%‬‬ ‫‪66.7%‬‬ ‫النسبة‬

‫‪72‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪38‬‬ ‫التكرار‬ ‫البحوث المكملة للماجستير‬


‫‪100%‬‬ ‫‪47.22%‬‬ ‫‪52.78%‬‬ ‫النسبة‬

‫يشي الدول السابق إل التاه البحثي لرسائل الدكتوراه والاجستي ف قسم العلم بامعة المام‬
‫وهو القسم الوحيد الذي يطبق برنامج الدراسات العليا منذ قرابة ربع قرن وقد بدأ قسم العلم‬
‫ف جامعة اللك سعود يشاركه أخيا ً لكن مرجاته ل تزال مدودة العدد ومعظمها تندرج تت‬
‫اتاه واحد هو الدراسات التطبيقية اليدانية ‪.‬‬
‫أ ما ق سم العلم ف جام عة المام م مد بن سعود ال سلمية ف قد بل غت مرجات هذا الق سم من‬
‫رسائل الدكتوراه والاجستي والبحوث الكملة للماجستي ( ‪ )159‬دراسة تباينت اتاهاتا فكانت‬
‫ر سائل الاج ستي أك ثر عنا ية بر بط ق يم العلم ف متمع نا ب سلماته الدين ية والجتماع ية ‪ ،‬أ ما‬
‫البحوث الكملة للماجسـتي فقـد تقاربـت تكرارات الرسـائل التـ اتهـت نوـ تأصـيل الدراسـات‬
‫العلمية مع الدراسات التطبيقية ‪.‬‬
‫أمـا رسـائل الدكتوراه فلم يتجـه نوـ الدراسـات التأصـيلية إل سـت رسـائل أي ‪ %25‬مـن ممـل‬
‫مرجات هذا البنامج خلل قرابة أربع وعشرين سنة أما الدراسات التطبيقية فقد بلغت ‪18‬رسالة‬
‫ن سبتها ‪ ، %75‬وكان الأمول أن يكون التو سع ف الدرا سات التأ صيلية ف مرحلة الدكتوراه أك ثر‬
‫من الاجستي الت بلغ عدد الدراسات الت عنيت بذا الانب (‪ )80‬دراسة ما بي رسالة ماجستي‬
‫وب ث مك مل للماج ستي ‪ ،‬ول عل ذلك ب سبب التو سع ف درا سة الاج ستي بالع هد العال للدعوة‬
‫‪14‬‬

‫السلمية منذ عام ‪1396‬هـ الذي كان قسم العلم مرتبطا به إل أنه تول فيما بعد إل كلية الدعوة‬
‫والعلم عام ‪1400‬ه ـ هذا بالضا فة إل ت طبيق خ طة الق سم الال ية ال ت و صفت في ها منا هج‬
‫البحث الت ل تزال تدرس إل اليوم وقد ظهرت انعكاسات هذا القرر على مرجات الدراسات العليا‬
‫من ر سائل الدكتوراه والاج ستي ح يث إ نه بالن ظر إل قائ مة الر سائل الناق شة ف كل ية الدعوة‬
‫والعلم ل ند ضمن الرسائل الناقشة منذ عام ‪1411‬هـ رسالة ذات اتاه تأصيلي عدا رسالة واحدة‬
‫‪ ،‬ولعل ذلك من السباب الت دفعت القسم إل تكوين لنة ف ‪26/8/1422‬هـ بدف إعداد تصور‬
‫لولويات التوجهات البحثية ف ضوء حاجات القسم وتطلعاته الستقبلية وانتهت اللجنة إل تقدي‬
‫تصور اشتمل على ما يلي ‪:‬‬
‫ـ التركيز على الدراسات العلمية النظرية والتقليل من الدراسات ذات البعد التطبيقي ‪.‬‬
‫ـ العنا ية بالدرا سات التأ صيلية والنقد ية ف فنون العلم الختل فة كالعلن والعلقات العا مة‬
‫والتحرير العلمي والخراج وغيها ‪.‬‬
‫ـ العناية بتقنيات التصال الديثة كالصحافة الليكترونية ‪.‬‬
‫البحث الرابع ‪ :‬سبل النهوض بالبحث العلمي ف أقسام العلم بالملكة‬
‫أول ًـ النهج الذي ندعو إليه ‪:‬‬
‫ينبغي أن نسأل أنفسنا هل نن أمة لا منهجية واحدة ؟ أم أمة بناهج متعددة ؟ لقد جاء القرآن الكري‬
‫بنقلة منهجية للعقل البشري حررته من الناهج الاطئة وربطت الظواهر باليات والسنن‬
‫{ سنة ال ف الذ ين خلوا من ق بل ولن ت د ل سنة ال تبديل ولن ت د ل سنة ال تويل ) ) وك ما‬
‫‪(28‬‬

‫هدا نا القرآن إل منهج ية التعا مل مع الظوا هر الن سانية هدا نا أي ضا ً إل كيف ية التعا مل مع الظوا هر‬
‫الطبيعية والتنقيب عن سنن ال فيها للتأمل ف عظمة الالق عن طريق تبصر الناس بالنظر السي ف‬
‫آفاق النفس والكون والنسان با حباه ال من نعمة السمع والبصر والعقل الدرك مسؤول لن العلم‬
‫النافـع الذي سـيصل إليـه مـن خلل السـ الهتدي بالوحـي هـو الذي سـيبوئه مركزه الذي أراد له‬
‫الالق قال ال تعال {ول ت قف ما ل يس لك به علم إن ال سمع والب صر والفؤاد كل أولئك كان ع نه‬
‫مسؤول ً} ) فإن قيل أين النهجية السلمية الت يكن القياس عليها وتعليمها للطلب ف الامعات‬ ‫‪(29‬‬

‫بدل عن ال طر والنا هج الرتب طة بالفل سفة الوضع ية ؟ وللجا بة على هذا ال سؤال نقول ‪ :‬إن ش يخ‬
‫السلم ابن تيمية رحه ال تعال يرى (أن القرآن الكري ـ هو كتاب الوجود عند السلمي ـ فهو‬
‫‪15‬‬

‫الذي يدهم بصور الستدلل والقيسة العقلية الت تمع بي التماثلت وتفـرق بي الختلفات الت‬
‫فطرت عليها العقول السليمة ‪ ) ،‬وقد تبلور هذا النهج فيما يعرف بالنهج الصول وهو ذلك النهج‬
‫‪(30‬‬

‫الذي ن جه علماء السلم ف صياغة أفكارهم وثقافتهم وتصرفاتم وفق الصول الشرعية الكلية‬
‫حت تأخذ الصفة الت تعلها تتسق مع عقيدة التوحيد الالص وتضع لوازين الوحي الذي توزن به‬
‫كل النطلقات والتصورات وتضبط به كل الراء والنشطة مهما تعددت منابعها ومفاهيمها ‪ ،‬لتظل‬
‫شريعة السلم هي الهيمنة عل العقل ال سلم ف التفكي والتعبي ‪ ،‬ونن عندما ندعو إل مزيد من‬
‫الدراسات التأصيلية ل نعن بال من الحوال التنازل عن وسائل البحث العلمي وأدوات البحث عن‬
‫القيقة أو العلومة الت ل تتغي ف ذاتا وإنا تطورت الجهزة الت تعزز أداءها فالجاهي البصرية‬
‫واللكترونية تعزيزا لاسة البصار مثلما كانت ساعة الطبيب تعزيزا لاسة السمع ‪ ،‬والاسبات‬
‫اللية مساعدا ً للعقل ف إجراء السابات والتخطيط وإجراء العمليات الحصائية بأنواعها الختلفة ‪،‬‬
‫كل هذا التيسي على الباحث أن يستفيد منه وأل يكون ماكيا ً للغي ف مثل هذه الوسائل التقنية‬
‫وإن ا مترع ل ا ومبت كر ومبدع في ها ‪ ،‬ث يعرض ما تو صل إل يه من نتائج على إطاره الرج عي ‪،‬‬
‫فالعلم نشاط من أنشطة الياة ف الجتمع السلم تكمه الشريعة السلمية مثل بقية أنشطة الياة‬
‫الختل فة ‪ ،‬ك ما أن العلم سلوك إن سان مرتبط بقيم الن سان اللق ية ‪،‬ف من يدد هذه الق يم ؟ وما‬
‫الذي يبـ أن يكون عليـه السـلوك لكـي يكون خيا ً أو يكون فاضلً ؟‪ :‬هـل هـو النفعـة الاديـة‬
‫ومصلحة أكب عدد من الناس ؟!! ‪ ،‬أم تقيق السعادة واللذة العاجلة !! وهل رأي أغلب الناس دائما ً‬
‫على القـ ؟! وهـل حاجات الناس ورغباتمـ غيـ التناهيـة معيار للفضيلة ‪ ،‬كمـا أن الخلق ل‬
‫توجهها ظنون النسان وفلسفته بل يوجهها الدين الق ولذلك كان‬
‫لزا ما ً علينا أن نر بط النشاط العل مي ف الجت مع ال سلم بالد ين الذي يش كل إطاره العام وفل سفته‬
‫الشاملة ‪ ،‬وذلك مـا يعـل الدراسـات العلميـة تتسـق مـع أهداف الدراسـات العليـا فـ الامعات‬
‫السعودية ‪ ،‬ومع أهدافها ف أقسامها ‪ ،‬ويؤهلها للتطبيق ف واقع المارسة العلمية ‪. .‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬ـ الروج من وهم اليدة وإشكالية الزدواجية‬
‫ينبغي أولً ترير العقل العرب من التبعية للمنهجية الغربية جريا ً وراء وهم الياد الت بسببها‬
‫نقلت لنـا مناهـج البحـث مـع نظرياتـه ومقاييسـه ومعاييه الجنبيـة وعـد ذلك مـن حقائق العلم‬
‫الوضو عي وبالتال ف هي من القائق الحايدة وغ ي التحيزة حضار يا ً و هي صالة ل كل مت مع ولذا‬
‫‪16‬‬

‫درج الباحث العلمي على سبيل الثال على إعادة الدراسات الغربية من خلل نفس النهج ونفس‬
‫الدوات و عندما يصل إل نفس النتائج يعد ذلك فتحا عظيما ً ودليل ً ل يدخله الشك ‪ ،‬ولكن هل‬
‫ن ن بذا الن حى ي كن أن ن قق الريادة العلم ية ال صيلة لعلم نا ؟ و هل ي كن أن ننتزع تلك ال طر‬
‫والنماذج البحث ية من بيئت ها الفكر ية والعقد ية ب كل حيدة وموضوع ية ؟ ث هل نتائج هذه الباث‬
‫والدراسات ستحقق لنا السعادة ؟ هل حقا ما يسعد الخرين سوف يسعدنا بالضرورة ؟‬
‫ـ منشأ هذه الشكالية أن النهج العلمي الذي نح ناحا باهرا ً ف العلوم الطبيعية والذي يقوم على‬
‫استقراء الظواهر الزئية وصول ً إل قواني وتعميمات تصدق ف كل زمان ومكان ‪ ،‬وحرصا على‬
‫إظهار العلوم الجتماع ية والن سانية بعا مة والعلم ية على و جه ال صوص بظ هر العلوم النضب طة‬
‫بالدليل السي السائد ف الفلسفات الادية والوضعية ف الفكر الغرب العاصر ‪ ،‬بالضافة إل معاملة‬
‫الظاهرة الجتماع ية والن سانية كالظاهرة الطبيع ية مع أن بينه ما تبا ين كبي فالظوا هر الطبيع ية ترت بط‬
‫بسنن إلية حتمية ل تتخلف ‪ ،‬أما الظاهرة الجتماعية والنسانية فهي وأن ارتبطت باليات والسنن‬
‫اللية فإنا متغية من حال إل حال ولذلك تعهد ال تعال البشرية بداية الوحي حت يستطيع الرسل‬
‫والصلحي إعادة الظواهر الجتماعية والسلوك النسان إل السار الصحيح الوافق لليات والسنن ‪،‬‬
‫ولذلك كان من الطأ التعامل مع هذه الظواهر كالظواهر الطبيعية الرتبطة بالسنن الثابتة ‪.‬‬
‫كما ينبغي أن ندرك بوضوح أن الفاهيم والصطلحات ف العلوم الجتماعية والنسانية ليست حدية‬
‫قطع ية الدللة وإن ا هي مر نة وم صطلحاتا مطا طة ومتغيات ا لي ست أ سبابا حتم ية ويقين ية كالظاهرة‬
‫الطبيعيـة وإناـ السـبب فيهـا مؤشـر ولعـل السـبب فـ ذلك صـعوبة التحكـم فـ متغيات الظاهرة‬
‫الجتماعية لكثرة العوامل الت تتدخل ف الوقف النسان ‪.‬‬
‫وتأسيسا ً على ذلك سارت البحوث ف العلوم السلوكية والجتماعية ومنها الدراسات العلمية ف‬
‫طر يق م سدود ل ت ستطع تاوزه ف ماولت ا للتو صل إل ف هم واق عي للن فس الن سانية وال سلوك‬
‫النسان على الستوى الفردي كما ظهر ذلك بلء ف الدرسة السلوكية وما تلها من النماذج‬
‫التصـالية التـ تفسـر البعاد الختلفـة للعمليـة العلميـة ول أدل على ذلك مـن كثرة النظريات التـ‬
‫تاول تقوي الهد العلمي سواء ً ما كان منها يقول بتمية التأثي الباشر ‪ ،‬أو باحتمالية التأثي‬
‫فكلها تنطلق من النظرة الادية الضيقة للنسان والنظرة السية للحقيقة العلمية ليس إل ‪ ،‬كما يرجع‬
‫الخفاق ف الدراسات النسانية والجتماعية ومنها العلمية إل إغفال حقائق الو حي تلك الداية‬
‫‪17‬‬

‫اللية الت تعهد ال با البشرية من لدن آدم إل نبينا ممد صلى ال عليه وسلم ولن يكن التوصل إل‬
‫معرفة حقيقة متكاملة للنسان بدونا ‪.‬‬
‫ثالثا ً ـ تأصيل بوث العلم وربطها بقيم الجتمع السعودي السلم‬
‫لقد أورث وهم الياد الفتقار إل الصالة ف كثي من البحوث العلمية العربية فقد اعتمدت على‬
‫نظريات تأثيـ ومناهـج نشأت أصـل فـ الوليات التحدة المريكيـة تتلف فـ مسـبباتا وأغراضهـا‬
‫وخلفياتا التاريية والجتماعية مع طبيعة الشكلت العلمية ف متمعنا السلم ‪ ،‬يغلب عليها الطابع‬
‫الجرائي وتتمحور ملمها حول استخدام الساليب الكمية لدراسة الوسيلة العلمية وآثار التصال‬
‫بدف النهوض بكفاءة العلن وتنظيم عملياته ومسح السوق وهندسة مواقف الرأي العام بالتعاون‬
‫بي وسائل العلم و معاهد الرأي العام وخباء العلقات العامة ) ‪ ،‬ول تتم هذه الدرسة بالسياق‬
‫‪(31‬‬

‫الذي تتم ف إطاره عملية التصال العلمي والبيئة العقدية والفكرية والثقافية والجتماعية الت تدد‬
‫خصوصية كل متمع وعلى عكس ذلك جاءت الدرسة النقدية ف الدراسات العلمية الغربية الت‬
‫تستمد جذورها من مدرسة فرانكفورت ) ‪ ،‬وقد أضافت الدرسة الفرنسية ف هذا الصدد مموعة‬
‫‪(32‬‬

‫جديدة من أساليب التحليل الكيفي مثل أساليب التحليل الدلل ومسار البهان وتليل القوى الفاعلة‬
‫والطر الرجعية ‪ ،‬وعلى كل حال فإن النتمي إل هذه النظرية يسعون إل تأكيد القيقة الت تشي‬
‫إل أنه ليس هناك نظرية للتصال مايدة يكن تطبيقها بعزل عن البيئة الجتماعية الت أفرزتا ‪.‬‬
‫وهذه النهجية ل تت فق مع منهجيتنا ف العلوم الطبيع ية وعلوم الشريعة ول مع الر صيد العر ف للعلوم‬
‫الجتماع ية والن سانية ف حضارت نا ال سلمية وبالتال تكون النتي جة الزدواج ية ف درا سة الظوا هر‬
‫الجتماعيـة حيـث تدرس فـ الضارة السـلمية بنهـج مهتدٍ بالوحـي بشقيـه ‪،‬و وتدرس الظواهـر‬
‫العلميـة بالنهجيـة المريكيـة التـ ل تعترف بالوحـي ول تقيـم وزنـا ً إل للحـس والنتيجـة عدم‬
‫السـتفادة مـن تلك البحوث بالضافـة إل تكريـس التبعيـة النهجيـة بوعـي أو بل وعـي لهتمامات‬
‫وأولويات ومصـال واحتياجات النظـم الغربيـة الرأسـالية وخصـوصا المريكيـة التمثلة فـ الدرسـة‬
‫المبيقية الت تركز على الساليب الكمية ف التحليل وتدرس جهور وسائل العلم واتاهاته وتلل‬
‫الحتوى العل مي كجزئ ية منف صلة عن الطار الجتما عي العام الذي ينب غي أن تر بط به مرجات‬
‫وسائل العلم ‪،‬وتفسر نتائج البحث ف إطار النبه والستجابة ) وتستمد جذورها من فلسفة الفكر‬
‫‪(33‬‬

‫الوضعي ومع ما بي النظم الغربية وأمريكا من قواسم مشتركة فالعقيدة واحدة و القيم الجتماعية‬
‫‪18‬‬

‫والفكرية متقاربة ومع ذلك فالنظم الغربية قد شعرت بطغيان نوذج بوث التأثي المريكي الت يغلب‬
‫عليها الطابع الجرائي وتتمحور ملمها حول استخدام الساليب الكمية لدراسة الوسيلة العلمية‬
‫وآثار التصال بدف النهوض بكفاءة العلن وتنظيم عملياته ومسح السوق وهندسة مواقف الرأي‬
‫العام بالتعاون ب ي وسائل العلم و معا هد الرأي العام و خباء العلقات العامة بالتعاون ب ي و سائل‬
‫‪3‬‬

‫)‬
‫‪(34‬‬
‫العلم و معاهد الرأي العام وخباء العلقات العامة‬
‫ول تتم هذه الدرسة بالسياق الذي تتم ف إطاره عملية التصال العلمي والبيئة العقدية والفكرية‬
‫والثقافية والجتماعية الت تدد خصوصية كل متمع وعلى عكس ذلك جاءت الدرسة النقدية ف‬
‫الدرا سات العلم ية الغرب ية ال ت ت ستمد جذور ها من مدر سة فرانكفورت و قد أضا فت الدر سة‬
‫‪4‬‬

‫الفرن سية ف هذا ال صدد ممو عة جديدة من أ ساليب التحل يل الكي في م ثل أ ساليب التحل يل الدلل‬
‫ومسار البهان وتليل القوى الفاعلة والطر الرجعية ) وعلى كل حال فإن النتمون إل هذه النظرية‬
‫‪(35‬‬

‫يسعون إل تأكيد القيقة الت تشي إل أنه ليس هناك نظرية للتصال مايدة يكن تطبيقها بعزل عن‬
‫البيئة الجتماعية الت أفرزتا ‪.‬‬
‫والقيقة أننا أول من الجتمعات الغربية بربط بوث العلم با لنا من خصوصية فكرية واجتماعية‬
‫ك يف ل ؟ ول نا تاري نا العل مي الذي أث بت‪ ،‬أ نه كل ما اقتر بت العلوم الجتماع ية والن سانية من‬
‫هداية الوحي بشقيه ف الكتاب والسنة اهتدت واستقامت ونأت عن الزيغ واللتياث يدرك ذلك من‬
‫يطالع اتصال الضارة السلمية بالثقافات الختلفة أبان العقد الول من القرن الثالث الجري حيث‬
‫ات سع نطاق الترج ة عن ثقا فة اليونان وفل سفتهم وتأ ثر ب عض فل سفة ال سلمي بنهج ية الفل سفة‬
‫اليونان ية وكان من آثار ذلك ظهور ضباب عقلي كث يف التا ثت‪ ،‬به عقول ب عض الناس ف الجت مع‬
‫السلمي وإذا أخذنا بناهج التبعية ف البحوث العلمية لي من الد والنسانية والعلمية على وجه‬
‫ال صوص بأ ثر رج عي وند خل ف موضوع تا فت الفل سفة وتا فت التها فت ‪ ،‬وال ل يك من ف أن‬
‫تكون ل نا منهجيت نا ال صيلة و هي لي ست تر فا فكريا ول كل مة تقال ل ب الظهور والتم يز وإن ا هي‬
‫سياق فكري خاص وخطوات منظومة من الفاهيم الواضحة والتماسكة ‪ ،‬لا رصيدها من التجارب‬
‫الفذة ف تاريخ منهجيتنا السلمية فعندما كان علماء السلم وباحثوهم متمسكي بوازينه ومعاييه‬
‫مستبصرين بنوره جاءت كتاباتم ف السياسة و الوادث والوقائع والجتماع مهتدية مستقيمة فلم‬
‫يفسروا التاريخ تف سيا ماديا ول تتخلل رؤاهم السياسية والجتماع ية نظرة فلسفية مادية ول نزعة‬
‫‪19‬‬

‫عنصرية عرقية بل ظهرت مؤلفاتم وهي مشربة بدي السلم قائمة على أصوله متوخية مقاصده‬
‫متسقة مع سنن ال وآياته ف الياة الجتماعية يدرك ذلك من ينظر ف مؤلفات السياسة عند الاوردي‬
‫‪ ،‬وأ بو يعلى ‪ ،‬وا بن تيم ية ‪ ،‬و من يطالع ما كت به ا بن خلدون ف مقدم ته عن الجتماع والعمران ‪،‬‬
‫وعلم العلم جزء من هذه العلوم وهي جيعها جزء من العلوم الجتماعية و النسانية الختلف فيها‬
‫والعقل الهتدي بداية الوحي يوفق بتوفيق ال له إل الق‬
‫كما قال تعال { فهدى ال الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الق بإذنه وال يهدي من يشاء إل صراط‬
‫)‬
‫مستقيم }‬
‫‪(36‬‬

‫رابعا ً ـ تنقية الكتبة العلمية من اللتياث الفكري وخاصة ف مال فلسفة العلم وإطره النهجية‬
‫والبحث ية ‪ ،‬فالكت بة العلم ية العرب ية تفت قر إل ال صالة الفكر ية فمع ظم الك تب والبحوث العلم ية‬
‫العربية ترجة لدراسات أمريكية ونظريات نشأت أصل ف بيئة تتلف تتلف طبيعة العلم ف‬
‫ـ العامـة أن يكون الطالب موصـول ً‬ ‫متمعنـا السـلم ‪ ،‬لسـيما وأن جامعتنـا قـد جعلت مـن أهدافه ا‬
‫بعقيد ته ف ج يع ما يدر سه ولذلك كان من أهداف كل ية العلوم الجتماع ية ف جام عة المام مثلً‬
‫تدريـس العلوم الجتماعيـة مـن منطلق إسـلمي ‪ )،‬وهذه التنقيـة تسـهل مهمـة تأصـيل وتوجيـه‬
‫‪(37‬‬

‫الدراسات العلمية وتلصها من النهجية المريكية‬


‫انطلقا من الهداف العلمية لامعة المام أنشئت اللجنة الدائمة للتأصيل السلمي للعلوم الجتماعية‬
‫فـ عمادة البحـث العلمي ) ‪ ،‬بالضافـة إل ذلك كان مـن أهداف قسـم العلم فـ كليـة الدعوة‬
‫‪(38‬‬

‫والعلم تأصيل وتوجيه الدراسات العلمية وتشيا ً مع أهداف الامعة والقسم الختص تأت هذه‬
‫الدراسة لرفع للبس ولتجلية أمر مناهج التأصيل وصياغة تصورا ً شامل ً لقاييسها ومعاييها وأثارها‬
‫الرجوة والتوقعة ‪.‬إنن أعلم أن هذا البحث يتاج إل فريق عمل إل أنن أمل من خلل هذا البحث‬
‫أن أفتح الباب للعصف الفكري والناقشة والوار ــ البحث العلمي نشاط فكري إنسان متأثر ف‬
‫نشأته وتطوره وصورته الالية ببيئة النشأة الفكرية والعقدية الت تبلور فيها حت وصل إلينا وهو مع‬
‫ذلك موروث إنسان مشاع يكن إعادة تشكيله وفق نظرة أخرى للكون والياة ودور الفكر النسان‬
‫فيه ما تتلف ف الغا ية والدف والدا خل والختيارات والو سائل والنتائج عن ما يتو صل إل يه الن هج‬
‫العل مي ال سابق وخا صة ع ند التعرض بالدرا سة للظوا هر الجتماع ية والن سانية ومن ها العلم ية ‪،‬‬
‫والبا حث ال سلم مؤ هل للقيام بذا الدور الطلي عي م ستندا إل ما حباه ال تعال من هدا ية الو حي‬
‫‪20‬‬

‫بشق يه لدرا سة الظوا هر الجتماع ية والن سانية ومن ها العلم ية ف إطار اليات وال سنن الله ية ال ت‬
‫ت كم حر كة الكون والن سان والياة ح ت ي كن تل يص من هج الب حث العل مي من ع قم النظرة‬
‫الاد ية ال سية ك ما خلص ال سلمون الن هج التجر يب ف العلوم الطبيع ية من النظرة الغل قة ف القياس‬
‫ال صورى الر سطي العق يم إل سعة ال ستقراء القائم على الشاهدة والتح قق بالواس ف الظوا هر‬
‫الطبيعية وليس بستبعد على الفكر والباحث السلم أن يعيد منهج البحث ف العلوم النسانية ومنها‬
‫الدراسات العلمية إل مسارها الصحيح ‪ ،‬بغية الوصول إل قواعد عامة و مددات أساسية تسهل‬
‫مه مة تأ صيل وتوج يه الدرا سات العلم ية ‪ ،‬وأ سأل ال العون والتوف يق وال سداد ف هو ح سب ون عم‬
‫الوكيل ‪ ،‬وهو الادي إل سواء السبيل ‪.‬‬

‫قائمة هوامش ومراجع الدراسة‬


‫‪ 1‬ـ د نيس مكويل ‪ ،‬العلم وتأثياته تعريب عثمان العرب( الرياض ‪ :‬دار الشبل ‪ 1412 ،‬هــ ) ص ‪38‬‬
‫‪2‬ــ أنظر ‪ :‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج ‪ ( 12‬بيوت‪ :‬دار الفكر العرب ‪ 1410،‬هــ) ص ‪416‬ـ ‪418‬‬
‫ــ وأن ظر ‪ :‬د‪ /‬إبراه يم أن يس و زملءه ‪ ،‬الع جم الو سيط ‪ ،‬ج ‪ ( 2‬الدو حة بق طر ‪ :‬دار إحياء التراث ال سلمي ‪،‬‬
‫‪1406‬هــ ) ص ‪624‬‬
‫(‪ )3‬ــ ابن قيم الوزية ‪ ،‬مدارج السالكي ‪،‬ج ‪ ( ، 2‬القاهرة ‪ :‬دار الديث ‪ ،‬د‪.‬ت) ص ‪.491‬‬
‫(‪)4‬ــ ابن تيمية ‪ ،‬درء تعارض العقل والنقل ‪ ،‬تقيق د ‪ /‬ممد رشاد سال ‪ ،‬ج ‪ ( 1‬الرياض ‪ :‬جامعة المام‪1399 ،‬هــ)‬
‫ص ‪89‬‬
‫(‪ )5‬ابن حجر العسقلن ‪ ،‬نزهة النظر شرح نبة الفكر ف مصطلح أهل الثر (بيوت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪1401 ،‬هــ)‬
‫ص ‪22‬‬
‫(‪)6‬ـ ابن قيم الوزية ‪ ،‬الفوائد ‪ ( ،‬بيوت ‪ :‬دار النفائس ‪1406،‬هـ) ص ‪ 110‬ـ ‪111‬‬
‫(‪ )7‬ـ ابن فارس ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬كتاب النون‬
‫( ‪)8‬ـ د‪ /‬انيس إبراهيم واخرون العجم الوسيط ‪ ،‬ج ‪( 2‬الدوحة ‪ :‬دار إحياء التراث السلمي ‪1985 ،‬م) ص ‪957‬‬
‫( ‪ )9‬ــ سورة النعام ‪ ،‬الية ‪153 :‬‬
‫(‪ )10‬ـ الدكتور ‪ /‬عبد الفتاح خضر ‪ ،‬أزمة البحث العلمي ف العال العرب ‪ [ ،‬الرياض ‪ :‬معهد الدارة العامة ‪،‬‬
‫‪1401‬هـ] ص ‪11‬‬
‫(‪ )11‬ــ ) ــ الدكتور ممد لطفي الصباغ ‪ ،‬الناهج والطر التأ ليفيـــة ف تراثنا [ بيوت ‪ :‬الكتب السلمي ‪،‬‬
‫‪1405‬هــ] ص ‪9‬‬
‫ــ وأنظر أيضا الدكتور ‪ /‬عبد الرحن بدوي ‪ ،‬مناهج البحث العلمي ‪،‬ط ‪ [ 3‬الكويت ‪ :‬وكالة الطبوعات ‪1977 ،‬م ] ص‬
‫‪6‬‬
‫‪21‬‬

‫)‪ )12‬ــ ــ الدكتور ‪ /‬علي عبد الليم ممود ‪ ،‬نو منهج بوث إسلمي ‪ [ ،‬النصورة ‪ :‬دار الوفاء للطباعة والنشر ‪،‬‬
‫‪1410‬هــ ] ص ‪13‬‬
‫(‪ )13‬ــ نقل ً عن د‪ /‬السيد أحد مصطفى عمر‪،‬البحث العلمي مفهومه وإجراءاته ومناهجه { بنغازي ‪ :‬جامعة قاز يونس‬
‫‪1994‬م}ص ‪26‬‬
‫(‪ )14‬ـــ أنظر الدكتور علي سامي النشار مناهج البحث عند مفكري السلم [ بيوت ‪:‬دار النهضة للطباعة والنشر‬
‫‪ 1404‬هـ] ص ‪98‬‬
‫ــ وأنظر ‪ :‬ــ الدكتور حلمي عبد النعم صابر ‪ ،‬منهجية البحث العلمي وضوابطه ف السلم ‪[ ،‬مكة الكرمة ‪:‬‬
‫منشورات رابطة العال السلمي العدد ‪ 183‬عام ‪ 1418‬هــ ] ص ‪15‬‬
‫(‪ )15‬ــ أنظر أبو العلى الودودي ‪ ،‬نن والضارة الغربية ‪ [ ،‬الرياض ‪ :‬الدار السعودية للنشر ‪ 1404 ،‬هـ] ‪149‬‬
‫‌(‪ )16‬ـ الرازي ‪ ،‬متار الصحاح ‪ ،‬ط ‪ ( 1‬بيوت ‪ :‬دار الفكر العرب ‪1967‬م ) ص ‪18‬‬
‫(‪)17‬ـ ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج ‪ ( 1‬بيوت ‪ :‬دار لسان العرب ودار اليل ‪1408 ،‬هـ ) ص ‪68‬‬
‫(‪ )18‬ـ عمادة البحث العلمي كتاب التأصيل السلمي للعلوم الجتماعية ‪ ( ،‬الرياض ‪ :‬مطابع جامعة المام ممد بن سعود‬
‫السلمية ‪ ،‬د‪ .‬ت ) ص ‪23‬‬
‫(‪ )19‬ـ نقل ً عن الستاذ الدكتور سيد ممد السادات الشنقيطي ‪ ،‬نو منهجية إسلمية للعلوم الجتماعية ( الرياض ‪ :‬دار‬
‫السلم ‪ )1415‬ص ‪46‬‬
‫(‪ )20‬ـ أ‪.‬د ‪ /‬مقداد يالن ‪ ،‬أساسيات التأصيل والتوجيه السلمي للعلوم الجتماعية والعارف والفنون ‪ ( ،‬الياض ‪ :‬دار عال‬
‫الكتب للنشر والتوزيع ‪1416 ،‬هـت ) ص ‪ 35‬ـ ‪36‬‬
‫(‪ )21‬ـ د‪ /‬ممد ممد امزيان ‪ ،‬منهج البحث الجتماعي بي الوضعية والعيارية ‪ ( ،‬هي ندن ـ فيجينيا ـ الوليات التحدة‬
‫المريكية ‪ :‬العهد العالي للفكر السلمي ‪1412 ،‬هــ ) ص ‪400‬‬
‫(‪ )22‬ـ سورة طه ‪ ،‬الية ‪123 :‬‬
‫(‪)23‬ــ أنظر دينس ماكويل َو سفن ويند ناذج التصال ف الدراسات العلمية ترجة الدكتور حزة بيت الال [ الرياض‬
‫‪ :‬مطابع الفرزدق ‪ 1418 ،‬هـ ] ص ‪18‬‬
‫(‪ )24‬جيالد ميللر نقل ً عن الدكتور حسن عماد مكاوي والدكتورة ليلى حسي السيد التصال ونظرياته العاصرة [القاهرة‬
‫‪ :‬الدار الصرية اللبنانية ‪ ]1998 ،‬ص ‪203‬‬
‫(‪)25‬ــ المانة العامة لجلس التعليم العال ‪ ،‬اللئحة الوحدة للدراسات العليا ف الامعات ‪ ،‬الطبعة الول عام‬
‫‪ 1418‬هـ ‪ ،‬ص ‪5‬‬
‫(‪ )26‬انظر مفردات هذا القرر ف الطط العتمدة ف هذه القسام ‪.‬‬
‫(‪ )27‬انظر دليل قسم العلم بامعة أم القرى الصادر ف ‪1409 /10 /16‬هـ ‪ ،‬ص ‪15‬‬
‫(‪ )28‬ـ سورة الحزاب ‪ ،‬الية ‪62 :‬‬
‫(‪ )29‬ـ سورة السراء ‪ ،‬الية ‪36 :‬‬
‫(‪ )30‬ــ نقل ً عن الدكتور لبيب السعيد ‪ ،‬مناهج البحث الجتماعي ف القرآن الكري وعند علمائه ومفسريه ‪( ،‬جدة ‪ :‬دار‬
‫عكاظ للطباعة والنشر ‪1400 ،‬هـ ) ص ‪.34‬‬
‫‪22‬‬

‫(‪ )31‬ــ أنظر الباحثي ‪ :‬شيلدون آر جاوايزر وَ جي ‪ 0‬إيفانز ويت دليل الصحفي إل استطلع الرأي العام ترجة‬
‫هاشم عبدال{ عمان ‪ :‬الدار الهلية ‪1997‬م } ص ‪15‬‬
‫(‪ )32‬ــ وأنظر الدكتور‪ /‬أحد بدر ‪ ،‬التصال بالماهي والدعاية الدولية { الكويت ‪ :‬دار القلم ‪1394‬هـ} ص ‪132‬‬
‫(‪ )33‬ـــ أنظر‪ :‬تفصيل ذلك عند دنيس مكويل ‪ ،‬العلم وتأثياته تعريب الدكتور عثمان العرب { الياض ‪ :‬دار الشبل‬
‫‪1990‬م } ص ‪37‬‬
‫ــ وأنظر ‪ :‬الباحثي سيج برو وَ فيليب بروتون ‪ ،‬ثورة التصال ترجة خليل صابات { القاهرة ‪ :‬دار الستقبل‬
‫العرب ‪ 1993 ،‬م } ص ‪148‬‬
‫انظر كل من الراجع التالية ‪:‬‬
‫ــ د‪ /‬ممد عبد الميد نظريات العلم واتاهات التأثي ( القاهرة ‪ :‬عال الكتب ‪ 1997‬م) ص ‪158‬‬
‫(‪ )34‬ــ الباحثي ‪ :‬شيلدون آر جاوايزر وَ جي ‪ 0‬إيفانز ويت دليل الصحفي إل استطلع الرأي العام ترجة‬
‫هاشم عبدال{ عمان ‪ :‬الدار الهلية ‪ 1997‬م } ص ‪15‬‬
‫ــ الدكتور‪ /‬أحد بدر ‪ ،‬التصال بالماهي والدعاية الدولية { الكويت ‪ :‬دار القلم ‪1394‬هـ} ص ‪132‬‬
‫(‪ )35‬ــ انظر الرجع السابق ص ‪. 144‬‬
‫ــ الدكتورة عواطف عبد الرحن قضايا إعلمية معاصرة ف الوطن العرب { القاهرة ‪ :‬دار الفكر العرب ‪ }1997‬ص ‪97‬‬
‫(‪ )36‬ــ سورة البقرة ‪ ،‬آيــة ‪213 :‬‬
‫(‪ )37‬ــ أنظر دليل جامعة المام ممد بن سعود السلمية [ الرياض ‪ :‬مطابع جامعة المام ‪1411 ،‬هــ] ص ‪211‬‬
‫(‪ )38‬ــ انظر دليل جهود جامعة المام ف مال التأصيل الوسوم بـ التأصيل السلمي للعلوم الجتماعية { الرياض ‪:‬‬
‫عمادة البحث العلمي بامعة المام ‪ ،‬د ت } ص ‪13‬‬
(
(
(
(

(
(

(
(

(
3

(
4
(
(

(
(

You might also like