You are on page 1of 73

‫أثر تغيات أسعار البترول على القتصاد الزائري‬

‫‪ -‬دراسة حالة الوفرة الالية ف الزائر ‪-‬‬


‫خـطـة الـبـحـث‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫الفصل الول‪ :‬أهية البترول ف القتصاد العالي‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫البحث الول‪ :‬تقدي عام للنفط‬
‫الطلب الول‪ :‬أصل النفط‪ ،‬مكوناته‪ ،‬تواجده‬
‫الطلب الثان‪ :‬أنواع البترول‪ ،‬منتجاته وخصائصه‪.‬‬
‫الطلب الثالث‪ :‬منظمة الوبيك ‪.OPEC‬‬
‫الطلب الرابع‪ :‬أسباب ارتفاع أسعار النفط‪.‬‬
‫البحث الثان‪ :‬تنامي قطاع الحروقات بالزائر‪.‬‬
‫الطلب الول‪ :‬التطور التاريي لقطاع الحروقات‬
‫الفرع الول‪ :‬الزائر ما قبل النفط (‪.)62-71‬‬
‫الفرع الثان‪ :‬تطور قطاع الحروقات (‪.)1971-2007‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬أهية البترول ف القتصاد الزائري‪.‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬الباية البترولية‪.‬‬
‫الطلب الول‪ :‬عموميات حول النظام البائي الزائري‪.‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬إشكالية حساب الباية البترولية‪.‬‬
‫الطلب الثالث‪ :‬أهية ومكانة الباية البترولية ف القتصاد الوطن‪.‬‬
‫خلصة‬
‫الفصل الثان‪ :‬أثر قطاع الحروقات على انفتاح القتصاد الوطن‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫البحث الول‪ :‬أزمت (‪ )86-98‬وأثرها على القتصاد‪.‬‬
‫الطلب الول‪ :‬أثر أزمة ‪ 1986‬على القتصاد الزائري‪.‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬أثر أزمة ‪ 1998‬على القتصاد الزائري‪.‬‬
‫البحث الثان‪ :‬عوامل النطلق القتصادي ف الزائر‪.‬‬
‫الطلب الول‪ :‬تقييم الناخ الستثماري بالزائر‪.‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬واقع الستثمار الجنب بالزائر‪.‬‬
‫الطلب الثالث‪ :‬أسباب تبن الزائر الشراكة الجنبية ف قطاع‬
‫الطلب الرابع‪ :‬تويل مديونية الزائر إل استثمارات‪.‬‬ ‫الحروقات‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬تعريف سياسة تويل الديون‪.‬‬
‫الفرع الثان‪ :‬تويل الديونية إل استثمارات ف الزائر‪.‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬التوجهات الستراتيجية لزائر اليوم ف قطاع الحروقات‪.‬‬
‫الطلب الول‪ :‬ترقية الصادرات خارج قطاع الحروقات‪.‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬آفاق تسعي النفط خارج الدولر‪.‬‬
‫الطلب الثالث‪ :‬صندوق ضبط الوارد‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬ماهية صندوق ضبط الوارد ف الزائر‪.‬‬
‫الفرع الثان‪ :‬إنشاء صندوق ضبط الوارد‪.‬‬
‫الطلب الرابع‪ :‬مشروع يسجل ف صنف الولويات‪ :‬تويل مدينة حاسي‬
‫مسعود‪.‬‬
‫خلصة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬حالة الوفرة الالية ف الزائر‪.‬‬
‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫البحث الول‪ :‬الوفرة الالية‪:‬‬
‫الطلب الول‪ :‬مظاهر الرخاء الال‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬خلفيات ارتفاع الحتياطات الدولية للجزائر‪.‬‬
‫الطلب الثالث‪ :‬العتماد على الحروقات وهشاشة الرخاء الال أمام تغي‬
‫سعر الدولر‪.‬‬
‫الطلب الرابع‪ :‬أسباب تبن السعر الرجعي ‪ 19‬دولر ليزانية ‪.2008‬‬
‫البحث الثان‪ :‬الصلحات‪:‬‬
‫الطلب الول‪ :‬البنامج التكميلي لدعم النعاش القتصادي ‪-2009‬‬
‫‪.2004‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬قانون الحروقات الديد‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬الهداف الرامية من القانون التمهيدي للمحروقات‪.‬‬
‫الفرع الثان‪ :‬ردود الفعال نتيجة قانون الحروقات الديد‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المتيازات من القانون الديد‪.‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬الرخاء الال والستوى العيشي‪:‬‬
‫الطلب الول‪ :‬مفارقة الرخاء الال والستوى العيشي‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬أسباب الفارقة‬
‫الطلب الثان‪ :‬التدابي التخذة من طرف الكومة لواجهة هذه الفارقة‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬ازدياد رواتب الوظيف العمومي‪.‬‬
‫الفرع الثان‪ :‬إنشاء صندوق لضمان استقرار السعار‪.‬‬
‫خلصة الفصل‪.‬‬
‫خاتة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يلعب قطاع الحروقات دور مهم ف بناء وإرساء قواعد القتصاد الوطن‪،‬‬
‫خاصة وأن الزائر تتلك ثروات طبيعية هامة تتمثل ف موارد الطاقة‪ ،‬غي أن هذه الثروة‬
‫كانت متكرة من طرف الشركات ما دفع بالزائر إل استرجاعها عن طريق التأميم‬
‫واستغللا لفائدة القتصاد الوطن من أجل صناعة وطنية قوية‪.‬‬
‫فقد اته اهتمام الزائر إل التصنيع منذ استرجاع سيادتا حيث تساهم‬
‫صادرات الحروقات بأكثر من ‪ 90%‬من إيرادات الزائر من العملة الصعبة‪ ،‬بيث تعتب‬
‫الصدر الرئيسي لتمويل مشاريع التنمية الوطنية‪.‬‬
‫استنادا لا سبق يتسن لنا الديث ف الفصل الول باعتباره فصل تهيدي عن‬
‫تقدي عام للنفط وأيضا عن منظمة ‪ OPEC‬وأسباب ارتفاع البترول‪ ،‬أما ف البحث‬
‫الثان‪ ،‬فقد ارتأينا توضيح الراحل الت مر با قطاع الحروقات ف الزائر منذ الستقلل‬
‫وإل غاية سنة ‪.2007‬‬

‫‪4‬‬
‫أما ف البحث الثالث والخي فسندرس الباية البترولية ومكانتها ف القتصاد‬
‫الوطن‪.‬‬

‫البحث الول‪ :‬تقدي عام للنفط‪:‬‬


‫تيز القرن العشرين بكونه عصر البترول‪ ،‬حيث احتل النفط مكانة عالية عالية‪،‬‬
‫ليس فقط كعامل من عوامل الطاقة بل كمورد اقتصادي إستراتيجي‪ ،‬تعتمد عليه كل‬
‫الشعوب ف استعمالتا وحياتا اليومية‪ ،‬وف كل الجالت السياسي‪ ،‬القتصادي‪،‬‬
‫العسكري وغيها‪.‬‬
‫وأصبحت الصناعة البترولية من أبرز وأهم النشطة الصناعية الديثة للقتصاد‬
‫الصناعي العالي‪ ،‬وحقيقة ذلك تظهر ف توسع وتضاعف معدلت إنتاجه واستهلكه‪.‬‬

‫الطلب الول‪ :‬أصل النفط‪ ،‬مكوناته‪ ،‬تواجده‪:‬‬


‫النفط أو البترول كلمة مشتقة من الصل اللتين وهي تتكون من جزئي‪:‬‬
‫‪ :Petr‬زيت‪.‬‬
‫‪ :Olium‬الصخر‪.‬‬
‫أي تعن زيت الصخر‪ ،‬ويطلق عليها أيضا زيت الام‪ ،‬كما أن له اسم دارج‬
‫(الذهب السود)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فعلميا يعرف البترول بأنه ذلك السائل الكثيف الخف من الاء يتركب من‬
‫الفحم ويرر عند احتراقه طاقة‪ ،‬قابل للشتعال‪ ،‬بن غامق‪ ،‬أو بن مضر‪ ،‬يوجد على‬
‫‪1‬‬
‫أعماق متلفة ضمن صخور مسامية ويسمى‪:‬‬
‫نفط‪ :‬ف اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ :Petroleum‬ف اللغة النليزية‪.‬‬
‫‪ :Pétrole‬ف اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫‪ :Petroleo‬ف اللغتي السبانية والبتغالية‪.‬‬
‫ولقد تعرف النسان على البترول ف شكل خام منذ زمن طويل حوال ‪3000‬‬

‫سنة‪ ،‬حيث كانت تكفي الاجات الضرورية التمثلة أما ف شكل علج أو دواء أو‬
‫إنارة‪ ،‬ولكن مع ظهور الثورة الصناعية والتطور التقن استدعى القيام بعمليات البحث‬
‫والتنقيب عن البترول‪ ،‬فأول بئر حفر كان ف ‪ 27‬أوت ‪ 1859‬ببنسلفانيا من طرف العقيد‬
‫‪2‬‬
‫"أودين دركا"‪.‬‬

‫الدول رقم (‪ :)1‬تاريخ اكتشاف النفط ف عدد من أقطار‬


‫العال النفطية العربية منها والجنبية‪:‬‬

‫التواريخ‬ ‫البلدان‬
‫‪.1859‬‬ ‫الوليات التحدة الميكية‬
‫‪1857‬‬ ‫ملكة رومانيا‬
‫‪1858‬‬ ‫كندا‬
‫‪1873‬‬ ‫القوقاز (القيصرية)‬
‫‪1869‬‬ ‫البيو‬
‫‪1908‬‬
‫‪ - 1‬مذكرة ليسانس‪" ،‬تديات سونطراك ف السوق النفطية"‪ ،‬إعداد أممد نسرين‪ ،‬تت إشراف بن شعيب نصر الدين‪،2005-2004 ،‬‬
‫ص ‪.5‬‬
‫‪."collection Microsoft Encarta 2006 "pétrole - 2‬‬

‫‪6‬‬
‫‪1911‬‬ ‫إيران‬
‫‪1937‬‬ ‫مصر‬
‫‪1983‬‬ ‫العراق‬
‫‪1943‬‬ ‫الكويت‬
‫‪1956‬‬ ‫الغرب‬
‫‪1959‬‬ ‫الزائر‬
‫ليبيا‬

‫الفرع الثان‪ :‬مكوناته‪:‬‬


‫مع التقدم الستمر وتطور الليات تكن النسان من التأكد والتعرف على‬
‫‪1‬‬
‫التكوين الكيماوي الدقيق لذه الوارد ونسبه‪.‬‬
‫الكربون‪)84-87(% :‬‬
‫اليدروجي‪)11-14(% :‬‬
‫الكبيت‪)0,4-0,5(% :‬‬
‫النتروجي‪)0,1-0,2(% :‬‬
‫الكسجي‪)0,1-0,2(% :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تواجده‪:‬‬


‫يتواجد البترول ف حالة سائلة كالبترول الام أو حالة غازية‪ ،‬كغازات البترول‬
‫(الغاز الطبيعي)‪ ،‬كما قد تكون متلطة بنسب متلفة حسب مناطق تواجدها الغراف‬
‫فهناك مناطق يتواجد فيها البترول الام الختلط مع نسبة قليلة من الغاز الطبيعي‪ ،‬كما‬
‫هو الال ف الليج العرب وخليج السويس‪ ،‬كما قد تغلب نسبة الغاز الطبيعي ف مناطق‬
‫أخرى كالزائر وبر الشمال‪.‬‬

‫‪ - 1‬مذكرة ليسانس‪" :‬منظمة الدول الصدرة للنفط"‪ ،‬إعداد باكو أحد‪ ،‬قريش ممد‪ ،‬إشراف جلطي غال ‪ ،2001-2000‬ص ‪.5‬‬

‫‪7‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬أنواع البترول ومنتجاته وخصائصه‪:‬‬
‫البترول الام متواجد ف الطبيعة رغم كونه مادة متجانسة ف عناصره الكونة له‬
‫إل أنه ل يكون على نوع واحد ف العال‪ ،‬إذ يتلف كل نوع عن آخر باختلف‬
‫‪1‬‬
‫خصائصه‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬أنواع البترول‪:‬‬
‫يتباين ويتلف البترول ف نوعه من بلد إل آخر‪ ،‬وأحيانا ف نفس القل يتواجد‬
‫عدة أنواع‪ ،‬فالنطقة الوربية تتلف عن القارة الفريقية‪ ،‬كما تتلف عن بترول الشرق‬
‫الوسط‪.‬‬
‫وهذا الختلف ينجم عنه تأثيات متعددة على القتصاد من أهها‪:‬‬
‫‪ -‬التأثي على قيمة وسعر البترول‪.‬‬
‫‪ -‬التأثي على الكلفة النتاجية للبترول‪.‬‬
‫‪ -‬التأثي على العرض البترول‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬منتجات البترول‪:‬‬


‫البترول كمادة خام ل يكن استعماله واستهلكه إل بعد تصفيته أو تكرره‬
‫بتحويله إل منتجات سلعية بترولية متلفة‪ ،‬إذ يتضمن ويستخلص منه العديد من‬
‫النتجات البترولية الختلفة ف طبيعتها أو شكلها أو قيمتها أو استعمالا فمنها الفيفة‬
‫للتدليل على خفة وزنا وسرعة تطايرها‪ ،‬أو التوسطة أو الثقيلة‪.‬‬
‫وهذه النتجات البترولية هي كالت‪:‬‬

‫‪ - 1‬د‪.‬ممد أحد الدوري "ماضرات ف القتصاد البترول"‪ ،‬ديوان الطبوعات الامعية ‪ ،1983‬ص ‪.14‬‬

‫‪8‬‬
‫‪natural gaz‬‬‫‪ -‬الغاز الطبيعي‬
‫‪ -‬بنين الطائرات ‪owiation gasoline‬‬

‫‪ -‬بنين السيارات ‪motor gasoline‬‬ ‫النتجات الفيفة‬


‫‪Kérosene‬‬ ‫‪ -‬كيوسي‬

‫‪gaz oil‬‬ ‫‪ -‬زيت الغاز‬


‫‪diesel oil‬‬ ‫‪ -‬زيت الديزل‬ ‫النتجات التوسطة‬
‫‪lulricants‬‬ ‫‪ -‬زيت التشحيم‬

‫‪banker / fuel oil‬‬ ‫‪ -‬زيت الوقود‬


‫‪hitumen‬‬ ‫‪ -‬السفلت‬ ‫النتجات الثقيلة‬
‫‪ -‬الشمع ‪wax‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائصه‪:‬‬


‫إن خصائص السلعة البترولية يرتبط بطبيعتها أو بكيفية استغللا ما تكسبها‬
‫أهية كبية ف تزايد منفعتها إل جانب استمرارية تعاظم قدرتا التنافسية وبصورة فاعلة‬
‫‪1‬‬
‫ومؤثرة مع السلع البديلة ومن أبرز ميزاتا‪:‬‬

‫أ‪ -‬اليزة التكنولوجية الفنية‪:‬‬


‫ترتبط بدى تطور أساليب معدات استغلل الثروة البترولية‪.‬‬

‫ب‪ -‬اليز النتاجية (إنتاجية العمل العالية)‪:‬‬


‫حيث تتميز بارتفاع إنتاجيتها وتزايدها بصورة مستمرة وكبية مقارنة مع بقية‬
‫السلع الخرى وخاصة النافسة لا والبديلة‪.‬‬

‫ج‪ -‬ميزة مرونة الركة البترولية‪:‬‬


‫‪ - 1‬د‪.‬ممد أحد الدوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪9‬‬
‫حيث تتميز عن غيها من السلع برونة حركتها وتنقلها من مراكز إنتاجها إل‬
‫مراكز ومناطق استعمالا واستهلكها ف أي منطقة من العال‪.‬‬
‫د‪ -‬اليزة للستعمال الواسع وغي الحدود‪:‬‬
‫حيث أن لا منافع متنوعة واستعمالت متزايدة‪ ،‬رغم سعة وتعدد تلك‬
‫الستعمالت‪.‬‬

‫الطلب الثالث‪ :‬منظمة الدول الصدرة للبترول ‪ OPEC‬أو ‪:OPEP‬‬


‫تستمد النظمة اسها من الحرف الربعة الكونة للكلمات التالية‪:‬‬
‫‪OPEC: organization of petroleum exporting countries.‬‬
‫‪OPEP: Organisation des pays exportateurs de pétrole.‬‬
‫أنشأت هذه النظمة نتيجة لوجود بعض الشركات التعددة النسيات والدول‬
‫الصنعة على شكل تنظيم مشابه للكارتل الت تسيطر على أسعار البترول وتتحكم فيها‬
‫حيث كانت هي السبب الساسي ف انفاض السعار ف معظم الحيان ما أدى إل‬
‫إلاق أضرار كبية باقتصاديات البلدان الخرى‪ ،‬وبناء على مبادرة فنويل عقد اجتماع‬
‫ف بغداد بي ‪ 10‬و ‪ 14‬من شهر ديسمب ‪ 1960‬ضم مثلي إيران‪ ،‬العراق‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫الملكة العربية السعودية وفنويل‪ ،‬وتقرر من هذا الجتماع التاريي إنشاء منظمة (‬
‫‪ )OPEC‬فالدف الول لذه النظمة كان البقاء على أسعار النفط الذي يستغله الكارتل‬
‫الدول للنفط خارج حدودها ف مستوى مرتفع‪ ،‬وحاية مصال الدول النتجة وضمان‬
‫دخل ثابت لا وتأمي تصدير إل الدول الستهلكة بطريقة اقتصادية منتظمة‪ ،‬وفوائد‬
‫مناسبة لرؤوس أموال الشركات الستثمرة ف الصناعات البترولية وتنسيق الهود الت‬
‫‪1‬‬
‫تبدلا البلدان النتجة لنتزاع حصة أكب من الرباح الناتة عن استغلل ثرواتا الاصة‪.‬‬
‫حاليا منظمة ‪ OPEC‬تتألف من ‪ 12‬دولة‪ ،‬وهذا بغض النظر عن قومية أعضاءها‬
‫(دول عربية وأخرى غي عربية)‪ ،‬وأعضاءها هم‪ :‬الزائر‪ ،‬أنغول‪ ،‬أندونيسيا‪ ،‬إيران‬

‫‪ - 1‬عبد القادر سيد أحد‪ ،‬الوبك ماضيها‪ ،‬حاضرها وآفاق تطورها‪ ،‬ديوان الطبوعات الامعية ‪ ،1982‬ص ‪.75‬‬

‫‪10‬‬
‫العراق‪ ،‬الكويت‪ ،‬ليبيا‪ ،‬نيجييا‪ ،‬قطر‪ ،‬العربية السعودية‪ ،‬المارات العربية التحدة‬
‫‪1‬‬
‫وفنويل‪.‬‬
‫وقد ثبتت الهداف الرئيسية لذه النظمة ف‪:‬‬
‫‪ 1-‬توحيد السياسات النفطية بي الدول العضاء وعمل أفضل الطرق لماية مصالهم‬
‫الفردية والماعية مع تسي عائدات للبترول لدول العضاء عن طريق تنسيق سياساتا‬
‫البترولية العامة للستفادة من هذه الثروة‪.‬‬
‫‪ 2-‬العمل على استقرار أسعار النفط ف السواق العالية‪.‬‬
‫‪ 3-‬فرض رقابة على ثرواتا النفطية وعلى عمليات الستخراج والنقل والسعار‪.‬‬
‫‪ 4-‬تطوير البات الفنية ف مال الستغلل والتصنيع‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬سلة الامات‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫لدى ‪ OPEC‬سلة من الامات تعتب مرجعا لقياس متوسط سعر البميل‪.‬‬
‫وتضم سلة الامات ‪ OPEC 12‬نوعا هي‪:‬‬
‫‪ -‬خام صحاري الزائر‪ ،‬ميناس الندونيسي‪ ،‬اليران الثقيل‪ ،‬والبصرة العراقي‪ ،‬وخام‬
‫التصدير الكويت‪ ،‬وخام السدر الليب‪ ،‬وخام بون النيجيي‪ ،‬والام البحري القطري‪،‬‬
‫والام العرب الفيف السعودي‪ ،‬خام مربان المارات والام الفنويلي الفيف‪،‬‬
‫وجياسول النغول‪.‬‬

‫الطلب الول‪ :‬أسباب ارتفاع أسعار البترول‪:‬‬

‫‪www.opec.org - 1‬‬
‫‪www.aljazeera.net / ebusiness - 2‬‬

‫‪11‬‬
‫‪100‬‬ ‫ارتفعت أسعار النفط إل مستويات غي مسبوقة عام ‪ 2007‬لتقترب من‬
‫دولر‪ ،‬قبل أن تبط إل ما دون ‪ 90‬دولر من غي أن يلوح ف الفق استقرار ولو بشكل‬
‫نسب للسعار‪ ،‬ومن أسباب هذه التقلبات‪:‬‬

‫‪ 1-‬الستهلك العالي‪:‬‬
‫يرتفع استهلك العال من النفط بشكل مستمر‪ ،‬ومن التوقع أن يرتفع معدل‬
‫الزيادة ف ‪ 2008‬إل ‪ 1,5‬مليون برميل‪ ،‬حيث يصل معدل استهلك العال حاليا إل نو‬
‫‪ 85‬مليون برميل‪.‬‬
‫وتشي التوقعات إل أن الصي والوليات التحدة وروسيا ودول الشرق‬
‫الوسط تقود نو استهلك الطاقة ف العال‪.‬‬
‫وتتوقع وزارة الطاقة المريكية ارتفاع استهلك العال من النفط إل ‪ 97‬مليون‬
‫برميل يوميا عام ‪ 2015‬وإل ‪ 117‬مليون برميل يوميا عام ‪.2030‬‬

‫‪ 2-‬انفاض الدولر‪:‬‬
‫أدى انفاض الستمر لسعر الدولر المريكي إل تويل جزء من الستثمارات‬
‫القومة بأصول دولرية‪ ،‬با ف ذلك عوائد النفط ذاته إل أسواق السلع‪ .‬وأدى التوسع‬
‫ف إنشاء صناديق للستثمار ف النقط إل زيادة الضاربات وبالتال بلوغ أسعار قياسية ل‬
‫علقة لا بانفاض أو حت زيادة الستهلك‪.‬‬
‫حيث عمل الضاربون على رفع السعار با يتناسب ونسب انفاض الدولر‬
‫لتفادي السائر‪.‬‬

‫‪ 3-‬التوترات والتهديدات‪:‬‬
‫تؤثر الضطرابات السياسية ف مناطق إنتاج النفط بشكل مباشر على السعار‪،‬‬
‫ومن أبرز المثلة‪:‬‬
‫‪ -‬الناع بي الكومة الفنويلية وشركات النفط‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬الغزو السرائيلي للبنان عام ‪ ،2006‬الناع القائم ف حوض نر النيجر بنيجييا‪ ،‬الزمة‬
‫‪1‬‬
‫النووية اليرانية‪ ،‬حرب العراق‪.‬‬
‫أضف إل ذلك الحوال الوية الت تؤدي أحيانا إل وقف إنتاج النفط‪.‬‬

‫‪ 4-‬أزمة الئتمان‪:‬‬
‫أدت أزمات قروض الرهن العقاري بالوليات التحدة ف صيف ‪،2007‬‬
‫واضطراب سوق الساكن إل ضعف الثقة ف القتصاد المريكي الذي يشهد تباطؤا‬
‫مستمرا دون ظهور مؤشرات تؤكد انتعاشه‪.‬‬
‫وقد أصبح سوق النفط هدفا استثماريا لرؤوس الموال العالية الكبى بدل من‬
‫سوق العقار ف الوليات التحدة‪.‬‬
‫وف الوقت نفسه لوء الحتياطي التادي المريكي إل خفض سعر الفائدة‬
‫ف سعيه لنعاش القتصاد ما يؤدي إل انفاض الدولر المريكي الذي تسعر به معظم‬
‫صفقات النفط العالية‪.‬‬

‫‪ 5-‬إنتاج الصاف‪:‬‬
‫تؤدي زيادة الطلب على النتجات الكررة إل ارتفاع أسعار الام‪ ،‬خاصة ف‬
‫الوليات التحدة الت تعد أكب مستهلك عالي‪ ،‬وبالرغم من زيادة طاقة الصاف‬
‫بالوليات التحدة من ‪ 12‬مليون برميل يوميا سنة ‪ 1970‬إل ‪ 17,43‬مليون برميل ف‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،2006‬فإن الزيادة الوسية ف استهلك النتجات تدفع أسعار الام إل أعلى‪.‬‬
‫وتد من بناء مصاف جديدة ف الوليات التحدة ومناطق أخرى من العال‬
‫القيود الفروضة الحافظة على البيئة وخفض انبعاثات الغازات ف العال‪.‬‬

‫البحث الثان‪ :‬تنامي قطاع الحروقات ف الزائر‪:‬‬

‫‪http/: www.aljazeera.net / ebusiness - 1‬‬


‫‪http/: www.aljazeera.net / ebusiness - 2‬‬

‫‪13‬‬
‫يشكل قطاع الحروقات ركنا هاما ف القتصاد الزائري‪ ،‬بيث ينتج أكثر من‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1/3‬من الثروة الوطنية ويزود الزائر بـ ‪ 2/3‬من موارده اليزانية للدولة‪.‬‬
‫فقد كان هذا القطاع متكرا من طرف شركات بترولية أجنبية قبل وبعد‬
‫الستقلل‪ ،‬ما أدى بالزائر إل التفكي ف استعادة ثرواتا وذلك بإنشاء أداة وطنية‬
‫هادفة لستغلل مصادرها الطاقوية لفائدة القتصاد الوطن‪.‬‬

‫الطلب الول‪ :‬التطور التاريي لقطاع الحروقات‪:‬‬


‫يعود اكتشاف البترول بالزائر إل سنة ‪ 1956‬عندما بلغ مسامع الدارة‬
‫الستعمارية أن شخصا ف الصحراء حفر بئرا‪ ،‬وصعد منه مادة ورائحة كريهة متلف‬
‫اللون‪ ،‬فقامت السلطات الفرنسية بإحاطة مكان البئر بسياج‪ ،‬ما اضطر الشخص إل‬
‫الغادرة‪ ،‬وهذه الرواية أعطتها أصل لكب ثروة تزخر با الزائر بصفة عامة وحاسي‬
‫‪2‬‬
‫مسعود بصفة خاصة‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬الزائر ما قبل النفط (‪:)1962-1971‬‬


‫بالرغم من استقلل الزائر سنة ‪ ،1962‬إل أنا بقيت ف تبعية خارجية لفرنسا‪،‬‬
‫حيث كانت هذه الخية تسيطر على الصحراء الزائرية‪ ،‬نعن بذلك أن القول‬
‫البترولية كانت مشغلة من طرف الشركات الجنبية مثل "شركة ريبال وكريبسي"‪،‬‬
‫حيث كانت هذه الشركات العامة ف صناعة البترول الزائري تضع لحكام تعديل‬
‫قانون التعدين الفرنسي‪ ،‬والذي ل تكن أحكامه تتضمن تسهيلت كافية ف ميدان‬
‫الستكشاف البترول‪.‬‬
‫فأول ما قامت به الكومة الزائرية من أجل تقيق السيطرة هو إنشاء للشركة‬
‫وطنية لنقل وتسويق الحروقات "سونطراك" ف ‪ ،1963/12/31‬والت ساعدت على‬
‫تشجيع قطاع الحروقات‪ ،‬فقد ارتفع رأسالا من ‪ 40‬مليون دج إل ‪ 400‬مليون دج‪،‬‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف بن شنهو‪ ،‬الزائر اليوم بلد ناجح ‪ ،2004‬بدون طبعة‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 2‬مذكرة ليساس تديات سونطراك ف السوق النفطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪14‬‬
‫والتكون من دفعات نقدية وقيم وأسهم الكومة الزائرية ف الشركة (‪ )SN Repel‬و (‬
‫‪ )camel‬ومصفاة الزائر‪ 1.‬إل جانب ذلك ت إنشاء علنيا ورسيا أثر مرسومي بتاريخ‬
‫‪ 1967/09/01‬الشركة الختلطة الزائرية للغاز "‪."SONALGAZ‬‬
‫أما عام ‪ ،1968‬قامت الزائر بتأميم جيع الشركات البيتروكيماوية‪ ،‬إضافة إل‬
‫تأميم القطاعات الخرى‪ ،‬ما أعطى دفعا قويا لتأميم قطاع الحروقات خاصة بانضمامها‬
‫ف ‪ 1968/06/22‬إل منظمة القطار الصدرة للبترول ف الؤتر الثامن عشر‪ ،‬مع بداية عام‬
‫‪ ،1969‬طالبت الزائر بإعادة النظر ف السعر الرجعي الحدد ف ‪ ،1965‬والت ت فيها‬
‫اعتبار البترول الليب كمرجع لتحديد سعر البترول الزائري‪ ،‬إل أن الفاوضات باءت‬
‫بالفشل‪ ،‬ما استوجب على الزائر تديد السعر الضريب للبترول الزائري بـ ‪2,85‬‬

‫دولر للبميل‪.‬‬
‫إن هذا الجراء قوبل بالرفض من الانب الفرنسي‪ ،‬فتدخل الطرفان مرة أخرى‬
‫ف مفاوضات جديدة ف ‪ 28‬أوت ‪ ،1970‬لكن من جديد فشلت الفاوضات بسبب‬
‫التباين الكبي بي أهداف الطرفي‪ ،‬وأسفر هذا الفشل عن انسحاب فرنسا من‬
‫الفاوضات ف ‪.1971/02/04‬‬
‫وف ‪ 24‬فباير ‪ ،1971‬ت العلن عن تأميم الحروقات من طرف الرئيس‬
‫الزائري الراحل "هواري بومدين" الذي صرح قائل‪" :‬ابتداء من اليوم‪ ،‬يب أن نأخذ‬
‫‪ 51%‬من الشركات البترولية الفرنسية‪ ،‬وبالتال حولت متلكات الشركات الفرنسية‬
‫والجنبية لصال الشركة الوطنية "سونطراك"‪ ،‬وابتداء من هذا التاريخ وضمن إطار‬
‫الخطط الرباعي الول (‪ )1970-1974‬أصبح لسونطراك الق ف‪:‬‬
‫‪ %30 -‬من النتاج وأكثر من ‪ 50%‬من التكرير‪.‬‬
‫‪ %100 -‬من الصناعة البتروكيماوية‪ ،‬ومموع التوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬تأميم حقول الغاز‪.‬‬

‫‪ - 1‬مذكرة ليسانس‪" ،‬ميزانية الدولة بي الباية العادية والباية البترولية‪" :‬إعداد‪ :‬لوات‪ ،‬حجاج‪ ،‬تت إشراف بن شعيب نصر الدين‬
‫‪ ،2004/2005‬ص ‪.64‬‬

‫‪15‬‬
‫كما قدمت الزائر مقابل هذه القرارات الضمانات التالية‪:‬‬
‫* تويل السوق الفرنسي بالبترول الزائري مضمونا بسعر السوق‪.‬‬
‫* تقدي تعويضات الشركات الجنبية نقدا باستثناء شركة "جيت" فيدفع لا التعويض‬
‫‪1‬‬
‫بالنفط الام‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬تطور قطاع الحروقات ف الفترة (‪:)1971-2007‬‬


‫تنطلق هذه الفترة مع بداية تنفيذ الخطط الرباعي (‪ )1970-1973‬حيث تيزت‬
‫بثروة تنموية حاسة ف قطاع الغاز بالصوص‪.‬‬
‫أما سنة ‪ 1973‬فشهدت اندلع الرب العربية السرائيلية ما دفع بـ ‪OPEC‬‬

‫إل تفيض تدريي لنتاجها البترول والذي أدى إل زيادات كبية ف أسعار البترول‬
‫الام كما أن هذه الفترة تيزت بارتفاع العوائد لقطاع الحروقات نظرا لرتفاع‬
‫السعار‪ ،‬الشيء الذي أدى إل الصول على إيرادات وفوائد هامة كانت تعتب الل‬
‫المثل لتمويل مشاريع التنمية القتصادية العتمدة على الصناعات الثقيلة‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكسب هذا القطاع أهية كبى ف تديد إستراتيجية التنمية ف الزائر‪.‬‬
‫أما ف الثمانينات فقد فرضت السوق البترولية العالية على الزائر سياسة تتعلق‬
‫بالبترول الام والغاز الطبيعي وهذا راجع لضعف مططات الماسي الول ث تدعمت‬
‫خلل الخطط الماسي الثان‪.‬‬
‫لكن فترة ‪ 1986-1989‬فقد شهدت أحداث اقتصادية صعبة‪ ،‬التمثلة ف‬
‫الصدمة البترولية الول الت كان لا الثر السلب على القتصاد حيث قدر العجز الال‬
‫بالزينة ف ناية سنة ‪ 1993‬بـ ‪ 0,8%‬أما ف سنة ‪ 1991‬فقد ميز قطاع الحروقات‬
‫إدخال تعديلت على قانون الستغلل وإنتاج الحروقات ف ‪ 1991/12/04‬وهذه‬
‫التعديلت أهها‪:‬‬
‫‪ -‬تسهيلت فيما يص أقسام النتوج ‪.partage de production‬‬
‫‪ - 1‬عبد العزيز وطبان "القتصاد الزائري ماضيه وحاضره ‪ "1985-1830‬الديوان الوطن للمطبوعات الامعية الزائر ‪ ،1992‬ص‬
‫‪.151‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬تشجيع التنقيب‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع ميدان تدخل الستثمارات الجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيلت فيما يص منهجية إبرام العقود‪.‬‬
‫أما عن الفترة (‪ )2000-2007‬فقد كان نشاط قطاع الحروقات مكثف وذلك‬
‫ف متلف اليادين (البحث‪ ،‬التنقيب‪ ،‬انتقال الحروقات) إل جانب إبرام العديد من‬
‫التفاقيات وإناز الشاريع مثل "مصفاة تكرير أول للنفط الام والتكثيف بسكيكدة‪ ،‬ف‬
‫مارس ‪ ،2005‬إل جانب ارتفاع العوائد البترولية نتيجة الرتفاع التزايد للسعار الذي‬
‫‪1‬‬
‫يبلغ ف الوقت الال من ‪ ]90‬إل [‪ 100‬دولر‪ ،‬ما مكن من التسديد وتفيض الديونية‪.‬‬

‫الطلب الثان‪ :‬أهية البترول ف القتصاد الزائري‪:‬‬


‫تكمن أهية النفط القتصادي ف أنه يتمتع بزايا هامة وعديدة‪ ،‬بيث أنه سلعة‬
‫إستراتيجية لا خطورتا وقت السلم والرب على السواء فهو أهم عناصر التقدير‬
‫الستراتيجي للدول‪ ،‬وعليه تستند قوة الدول ومن خلل سيطرتا على موارد التحكم ف‬
‫الصراع العالي بأسره وذلك باعتباره مؤشر حقيقي لقياس تقدم الدول وازدهارها‪.‬‬
‫وتكمن أهيته أيضا ف حقيقتي‪:‬‬
‫أولا كونه مصدر الطاقة ويظى بكانة متميزة بي مموع هذه الصادر الناجة عن‬
‫أسباب فنية واقتصادية عديدة تتمثل ف درجة الحتراق العالي وارتفاع معامله الراري‬
‫ونظافة استخدامه‪ ،‬وسهولة نقله وتزينه وانفاض تكاليف إنتاجه إل ما يتيحه من مزايا‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وثانيهما لنه مادة خام أساسية ف العديد من فروع الصناعات الكيماوية‬
‫والبتروكيماوية‪ ،‬وتتمثل هذه الصناعات القائمة أساسا على النفط ف صناعات زيوت‬
‫التشحيم والورق والطاط والنظفات الصناعية ‪ ...‬إل جانب بعض الصناعات الغذائية‬
‫أيضا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- http/: www.ENTV.dz.‬‬

‫‪17‬‬
‫بالضافة إل ذلك فإن القتصاد الزائري له اعتماد مطلق على الحروقات إذ‬
‫أنه حوال ثلثي النتاج الحلي والدخل القومي مصدرها إنتاج الحروقات من نفط وغاز‬
‫طبيعي‪ ،‬والثلث الخي ف معظمه هو دخل غي مباشر للمحروقات إضافة لكون أكثر‬
‫من ‪ 60%‬من اليرادات الحلية للميزانية العامة‪ ،‬مصدرها الرباح الت تنيها الكومة‬
‫من صادرات البترول والغاز‪ ،‬كما أنه يلعب دور غي مباشر ف دعم أجور ورواتب‬
‫العمل‪ ،‬وتويل الستهلك العام والاص ودعم نشاطات النتاج من زراعة وصناعة‬
‫تويلية‪ ،‬ودعم الصناعة البترولية ومنتجاتا الكررة‪.‬‬
‫وتكن أهية قطاع الحروقات بالنسبة للقتصاد الزائري قيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الحروقات والباية البترولية والتجارة الدولية‪:‬‬


‫تتميز التجارة الارجية للجزائر بالعتماد على قطاع الحروقات الذي يثل‬
‫أكثر من ‪ 97,5%‬من الصادرات الزائرية والذي يعتب الورد الساسي للعملة الصعبة‪،‬‬
‫وما يكن استنتاجه من صادرات الزائر أنا اعتمدت التصدير الحادي ما يعل اليزان‬
‫التجاري جد متأثر بأسعار البترول‪ ،‬أما بالنسبة للجباية البترولية والت تعتب طرف مهم‬
‫ف عملية تطوير القتصاد الوطن‪ ،‬وتوجيه ودفع النشطة الجتماعية والقتصادية‪ ،‬إذ‬
‫تتضح أهيتها ف تويل نفقات التجهيز‪ ،‬ففي سنة ‪ 2001‬مثل ساهت بـ ‪ 66%‬من‬
‫مداخيل الدولة الضريبية‪ 1،‬فهذه الصة تعكس عدم استقرار النتاج الزراعي وهشاشة‬
‫الدمات والصناعة الديثة‪ ،‬كما تساهم الباية البترولية ف إنعاش القتصاد الوطن‬
‫خاصة من خلل الستثمارات الحققة ف مال الحروقات‪.‬‬

‫ب‪ -‬الحروقات والقطاع الصناعي‪:‬‬


‫تكمن أهية الحروقات ف الساهة ف خلق وحدات صناعية والتموين‬
‫بالتجهيزات اللزمة ف إطار الوظيفة الالية لقطاع الحروقات‪ ،‬وف التحويلت‬

‫‪ - 1‬عبد اللطيف بن اشنهو "الزائر اليوم بلد ناجح"‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪18‬‬
‫البتروكيماوية‪ ،‬كما تستعمل الحروقات كمادة أولية وسيطية ف الكيمياء العضوية‬
‫كتكرير البترول الذي يكن من الصول على قائمة طويلة من النتجات النهائية‬
‫_كالبنين‪ ،‬البوتان‪ ،‬الزيوت)‪ ،‬حيث استطاعت الزائر تقيق الكثي من النمو‪.‬‬

‫البحث الثالث‪ :‬الباية البترولية‪:‬‬


‫الطلب الول‪ :‬عموميات حول النظام البائي الزائري‪:‬‬
‫تدد أحكام القانون ‪ 86-14‬الؤرخ ف ‪ ،19-08-1986‬النظام البائي الذي‬
‫يطبق على أحكام التنقيب عن الحروقات والبحث عنها واستغللا ونقلها بالنابيب‪،‬‬
‫وعلى تصنيع الغاز الطبيعي ومعالة الغازات النفطية الميعة والستخرجة من القول‬
‫‪1‬‬
‫وفصلها عن بعضها البعض‪.‬‬
‫وينبع القانون البترول ف القانون النجمي العام إل أنه انفصل عنه تدرييا نظرا‬
‫للهية العطاة للنشاطات البترولية من طرف البلدان النتجة أين تكون هذه النشاطات‬
‫البترولية مصدر تويل للتنمية القتصادية وكذلك من طرف البلدان الستهلكة حيث‬
‫يكون البترول مصدر طاقة ومادة أولية لبعض الصناعات‪ ،‬فالقانون النجمي حدد بصفة‬
‫عامة ف تاريخ ‪ 21-04-1810‬وطبق ف الزائر ف عهد الحتلل وقد ت الشروع ف‬
‫إعداد نصوص قانونية خاصة متعلقة بالبحث واستغلل الحروقات ف ‪ 1963‬قامت‬
‫الزائر ببعض التصحيحات بوجب التفاقية الزائرية الفرنسية الؤرخة ف ‪-07-1965‬‬
‫‪ 29‬ول تأت هذه التصحيحات بلول مرضية وف نص المر رقم ‪ 71/22‬الؤرخ ف‬
‫‪ 1971/04/12‬طابقت الزائر القانون البائي البترول مع القواني السارية الفعول ف‬
‫الشرق الوسط‪ ،‬وقد حددت قانون جديد للب الشركات الجنبية للستثمار ف مال‬
‫النفط وقد تضمن هذا النص ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-‬غرضه السيادة الزائرية على استغلل النفط من جهة والغي قابلة للتجديد من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬سعيد بن عيش الباية‪ ،‬شبه الباية المارك‪ ،‬أملك الدولة‪ ،‬الطبعة الول‪ ،2003 ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ 2-‬إعطاء الفرصة للشركات الجنبية ف إطار شركات متلطة‪ 1.‬وقد ت العمل ف هذا‬
‫الطار لغاية صدور القانون رقم ‪ 14/86‬الؤرخ ف ‪ 19-08-1986‬التعلق بنشاطات‬
‫البحث ونقل الحروقات بواسطة النابيب وهو القانون الذي شجع الشركات الجنبية‬
‫على الستثمار ف هذا اليدان أما القانون ‪ 91/02‬الؤرخ ف ‪ 04-12-1991‬العدل‬
‫للقانون السابق‪ ،‬فقد وسع مال تدخل الشركات الجنبية ف القطاع البترول‪.‬‬

‫الطلب الثان‪ :‬إشكالية حساب الباية البترولية‪:‬‬


‫تلعب عائدات البترول دورا مهما ف تويل القتصاد الوطن وتبعا لذلك فإن‬
‫مكانة الباية البترولية ف مكونات اليرادات العامة للدولة تأت ف مكونات اليرادات‬
‫العامة للدولة تأت ف أول الراتب والقصود هنا هو معرفة مكونات الباية البترولية والت‬
‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬التاوة (مصدر الرجوع)‪ :‬تضع الحروقات الستخرجة من القول البية لدفع‬
‫التاوة وتقدر التاوة على أساس الكميات للمحرقات النتجة والحسوبة بعد عمليات‬
‫العالة ف اليدان‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تضع التاوة البترولية إل قواعد الوعاء والتحصيل التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬وعاء التاوات‪ :‬تعن القاعدة البلغ الذي يضع للضريبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تضع إتاوة الحروقات الستخرجة من الناجم الرضية والبحرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التاوة تفرض على الكميات الستخرجة من حقل الحروقات والحسوبة على‬
‫عمليات العالة وذلك بعد خروجها من مراكز التوزيع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضريبة على النتائج‪ :‬تضع الضريبة على النتائج للعمال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التنقيب على حقول الحروقات والبحث عنها واستغللا‪.‬‬
‫‪ -‬نقل الحروقات بالنابيب‪.‬‬

‫‪ - 1‬لضر غري‪ ،‬الباية البترولية ف الزائر‪ ،‬جريدة صوت الحرار‪ 27 ،‬أفريل ‪ ،2004‬العدد ‪ ،1972‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 2‬لضر عزي‪ ،‬نفس الرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 3‬سعيد بن عيسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -‬تييع الغاز الطبيعي ومعالة الغازات النفطية الميعة الستخرجة من القول وفصلها عن‬
‫بعضها البعض‪.‬‬
‫‪ -‬خصم التاوة البترولية وأعباء الستغلل واستهلك الصاريف الت أنفقت من أجل‬
‫الستثمار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬كيفية تديد الربح الضريب والباية البترولية‪:‬‬
‫‪)B = QX PR –(C+R‬‬
‫حيث أن‪ :B :‬تثل الربح الضريب‪.‬‬
‫‪ :QX PR‬تشمل رقم العمال‪.‬‬
‫‪ :C‬العباء اليكلية لتكاليف النتاج (ثابتة)‪.‬‬
‫‪ :R‬تثل مبلغ التاوة‪.‬‬
‫الضريبة الكلية على البترول = الضريبة الباشرة البترولية ‪ +‬التاوات ‪ +‬الضريبة‬
‫على أرباح نشاطات النقل والتمييع‪.‬‬
‫وتتحدد الباية البترولية بالصيغة التالية‪:‬‬
‫‪)FP + 0,85 (QX PR – CS – R) + RXIDF (TL‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :FP‬الباية البترولية‪.‬‬
‫‪ :QXPR‬رقم العمال‪.‬‬
‫‪ :CS‬العباء اليكلية‪.‬‬
‫‪ :R‬التاوة‪.‬‬
‫‪ :IDF‬الضريبة الباشرة البترولية‪.‬‬

‫الطلب الثالث‪ :‬أهية ومكانة الباية البترولية ف القتصاد الوطن‪:‬‬

‫‪ - 1‬مداخلت اللتقى الوطن حول السياسة البائية ف اللفية الثالثة‪ ،‬كمال رزيق‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،2003‬ص ‪.296‬‬

‫‪21‬‬
‫بلغت الداخيل البائية النفطية الفعلية ‪ 2711,4‬مليار دج سنة ‪ ،2007‬حسب ما‬
‫أعده مدرس الباية للمؤسسات الكبى‪ ،‬للسيد جيلل قويدر بن حامد‪ ،‬ويدر التذكي‬
‫أن توقعات قانون الالية لسنة ‪ 2007‬الاصة بالداخيل النفطية كانت قد راهنت على‬
‫‪ 973‬مليار دج ويعود الرتفاع الكبي للفائض البائي الحصل عليه سنة ‪ 2007‬بصفة‬
‫خاصة إل ارتفاع السعار العالية للنفط بينما قدر السعر الرجعي بالنسبة لساب هذه‬
‫الداخيل ‪ 19‬دولر للبميل ويدفع هذا الفائض الذي يقدر بوال ‪ 1739‬مليار دج (فارق‬
‫بي الداخيل البائية النفطية والداخيل القررة ف قانون الالية) إل صندوق ضبط الوارد‬
‫الذي ارتفعت موارده إل ‪ 3215‬مليار دج ف ناية ديسمب ‪ 2007‬بعد أن كانت ‪2931‬‬

‫مليار دج ف ناية سنة ‪ ،2006‬وبلغت مداخيل الضريبة الباشرة النفطية ‪ 1102,4‬مليار‬


‫دج سنة ‪ 2007‬بالنسبة لسونطراك و ‪ 296,6‬مليار دج لشركاتا وبلغت الضريبة على‬
‫الجر ‪ 211‬مليار دج‪.‬‬
‫والدول التال يثل أهية الباية البترولية ف القتصاد الوطن‪:‬‬
‫الوحدة‪ :‬مليار دج‪.‬‬
‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫مداخيل اليزانية‬
‫‪576,2‬‬ ‫‪520,9‬‬ ‫‪478,2‬‬ ‫‪404,2‬‬ ‫‪362,4‬‬ ‫‪ -‬إيرادات جبائية‪.‬‬
‫‪862,2‬‬ ‫‪836,1‬‬ ‫‪916,4‬‬ ‫‪840,6‬‬ ‫‪720,0‬‬ ‫‪ -‬جباية بترولية‪.‬‬
‫‪28,9‬‬ ‫‪28,1‬‬ ‫‪72,8‬‬ ‫‪21,2‬‬ ‫‪16,5‬‬ ‫‪ -‬مداخيل‬
‫‪132,0‬‬ ‫‪135,4‬‬ ‫‪102,9‬‬ ‫‪223,0‬‬ ‫‪80,0‬‬ ‫‪ -‬مداخيل أخرى‪.‬‬

‫خاتة الفصل‪:‬‬
‫لقد دار تليلنا ف الفصل الول حول قطاع الحروقات باعتباره الركيزة‬
‫الساسية للقتصاد الوطن‪ ،‬من خلل إعطاء تعريف موجز للنفط وأهيته القتصادية ف‬
‫الزائر معرجي على أسباب ارتفاعه‪ ،‬وف الشطر الثان لصنا أهم الراحل الت مر با‬

‫‪22‬‬
‫قطاع الحروقات ف الزائر من ‪ 1962‬إل ‪ ،2007‬وأخيا نوهنا إل الباية البترولية من‬
‫ناحية كيفية حسابا وطريقة تصيلها وأهيتها ف تويل اليزانية ومكانتها ف القتصاد‬
‫الوطن‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫منذ زمن قريب كانت الزائر تعان أزمة الديون وذلك نتيجة التغيات الت‬
‫حدثت ف أسعار البترول وبفعل اعتمادها الباشر والكبي على العوائد البترولية ف تقيق‬
‫تنمية البلد ما جعلها تتحمل خسائر ضخمة‪.‬‬
‫فمن خلل هذا الفصل الذي قسمناه إل ثلث مباحث بيث سنتناول ف البحث‬
‫الول أزمت ‪ 86‬و ‪ 98‬وتأثيها على القتصاد الزائري‪.‬‬
‫أما ف البحث الثان سنقوم بدراسة عوامل النطلق القتصادي ف الزائر‪.‬‬
‫أما ف البحث الثالث والخي فسنوضح التوجهات الستراتيجية لزائر اليوم ف‬
‫قطاع الحروقات‪.‬‬

‫البحث الول‪ :‬أزمت (‪ )86-98‬وأثرها على القتصاد‪:‬‬


‫إن النيار الكبي ف السعر الذي عرفه السوق الدول للبترول خلل سنت ‪)86-‬‬
‫‪) 98‬كان له تأثي كبي على القتصاد الزائري الذي سجل انفاضا رهيبا ف أسعار النفط‬
‫وشل اقتصادها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الطلب الول‪ :‬أثر أزمة ‪ 1986‬على القتصاد الزائري‪:‬‬
‫إثر الزمة العالية الت ضربت السواق النفطية عام ‪ 1986‬وانيار سعر البميل‬
‫الواحد ووصوله أقل من ‪ 13‬دولر للبميل‪ ،‬انفضت العوائد النفطية للجزائر بصورة‬
‫كبية‪ ،‬حيث أن انفاض بقدار ‪ 1‬دولر للبميل يعن خسارة الزائر مبلغ قدره ‪500‬‬

‫مليون‪.‬‬
‫هذا التقلص الشديد ف العوائد أثر سلبا على التغيات القتصادية الوطنية بالشكل‬
‫التال‪:‬‬

‫‪ 1-‬اليزانية العامة‪:‬‬
‫وضعت ميزانية عام ‪ 1986‬على أساس سعر متوسطي يقدر بـ ‪ 24‬دولر‬
‫للبميل‪ ،‬كان من التوقع تقيق ‪ 48‬مليار دج من الباية البترولية‪.‬‬
‫تت مراجعة اليزانية بسبب انيار السعار‪ ،‬حيث ت إقرار عجز قدره ‪ 14‬مليار‬
‫دج بإرادات جبائية تقدر بـ ‪ 29‬مليار دج‪ ،‬إل أنه ف القيقة كانت أقل من ذلك‪ ،‬لن‬
‫السعر وصل إل ‪ 15‬دولر للبميل وبالتال تقيق عجز قدره ‪ 20‬مليار دج‪.‬‬

‫‪ 2-‬اليزان التجاري وميزان الدفوعات‪:‬‬


‫حقق اليزان التجاري عجزا كبيا عام ‪ ،1986‬بلغ ‪ 6589,45‬مليون دج‪ ،‬إذ أن‬
‫نسبة ‪ 97,47%‬من صادرات الزائر مروقات أما وارداتا فبلغت ‪ 1 20,06%‬موارد‬
‫غذائية‪.‬‬
‫حقق ميزان الدفوعات هو الخر عجزا قدره ‪ 15‬مليار دج عام ‪ 1986‬وهذا ما‬
‫يوضحه الدول التال‪:‬‬

‫الدول‪ :‬ميزان الدفوعات الزائري ف الفترة ‪:1985-1990‬‬


‫الوحدة‪ :‬مليار دج‪.‬‬

‫‪ - 1‬رسالة ماجستي‪" ،‬انعكاسات السوق البترولية على القتصاد الزائري"‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫السنوات‬
‫(‪)0,76‬‬ ‫(‪)11,8‬‬ ‫(‪)10,9‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫(‪)15‬‬ ‫‪5,17‬‬ ‫رصيد ميزان الدفوعات‬
‫( )‪ :‬تعن الرقام سالية‪.‬‬
‫الصدر‪ :‬الزائر بي الزمة القتصادية والزمة السياسية‪ ،‬حسن بلول‪.‬‬

‫قدر رصيد ميزان الدفوعات عام ‪ 1985‬بـ ‪ 5,17‬مليار دج‪ ،‬أنه عام ‪ 1986‬حقق‬
‫رصيده عجزا كبيا قدر بـ ‪ 15‬مليار دج بسبب انيار أسعار النفط ف السواق العالية‪.‬‬
‫استمر العجز ف ميزان الدفوعات إل غاية عام ‪ 1990‬الذي حقق فيه هو الخر‬
‫عجزا قدره ‪ 0,76‬مليار دج‪ ،‬بنسبة عجز بلغت ‪ 11,4%‬مقارنة بسنة ‪.1985‬‬

‫‪ 3-‬الستثمار‪:‬‬
‫اضطرت الزائر إل تقليص الستياد عم ‪ 1986‬من ‪ 12‬إل ‪ 9,5‬مليار دج‪،‬‬
‫انعكس تقلص الستياد سلبا على الستثمارات‪ ،‬وذلك بشأن أغلب الشاريع الخططة‬
‫صاعدا‪ ،‬الشاريع الت يصعب تأجيلها‪ ،‬أما الشاريع الديدة فكان يتم اختيارها حسب‬
‫أهيتها ف تقليص الواردات والشاريع الوجهة للموارد الستهلكة‪ ،‬إضافة إل الشاريع‬
‫الت تول دون معاناة القطاعات الخرى من أي تأخي‪.‬‬
‫منذ عام ‪ 1986‬وإل غاية ناية الثمانينات تراجع معدل الستثمار عما كان عليه‬
‫‪1‬‬
‫ف السبعينات‪.‬‬
‫‪ 4-‬معدل النمو القتصادية‪:‬‬
‫انفضت وتية النمو القتصادي بسبب تراجع معدل الستثمار لن هذا الخي‬
‫ف حد ذاته نشاط إنتاجي‪ ،‬والدول التال يوضح تطور معدل النمو والستثمار خلل‬
‫الفترة ‪ 1985‬إل غاية ‪.1990‬‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪1-‬‬ ‫‪3,4‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪0,8-‬‬ ‫‪1,3‬‬ ‫‪5,4‬‬ ‫النمو القتصادي‬
‫‪ - 1‬ضياء ميد الوسوي‪ ،‬الزمة القتصادية العالية ‪ 86-89‬دار الدى للطباعة والنشر‪ ،‬عي مليلة‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪26‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪18,2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪24,6‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪26,7‬‬ ‫معدل الستثمار‬
‫الصدر‪ :‬الزائر بي الزمة القتصادية والزمة السياسية‪ ،‬ممد بلقاسم بلول‪.‬‬

‫من خلل الدول يتبي لنا انفاض معدل الستثمار بعد أزمة ‪ ،1986‬حيث‬
‫وصل إل ‪ 18,2%‬من الناتج الحلي الجال عام ‪ ،1989‬وهذا أدن مستوى له بعدما‬
‫كان يقدر بـ ‪ 47,4%‬عام ‪ ،1979‬صاحب انفاض معدل الستثمار انفاضا ف معدل‬
‫النمو القتصادي حيث أنه سجلت قيم سالبة عام ‪ 1987‬و ‪ 1988‬و ‪.1990‬‬

‫‪ 5-‬الديونية‪:‬‬
‫قفزت ديون الزائر الارجية من ‪ 17,5‬مليار دولر عام ‪ 1985‬إل ‪ 21‬مليار‬
‫دولر عام ‪ 1986‬لتصل عام ‪ 1990‬قيمة ‪ 25‬مليار دولر كما أن قيمة (وزن) خدمة‬
‫الدين بالنسبة إل قيمة الصادرات‪ ،‬أصبحت تقدر بـ‪ 66,6% :‬والشكل التال يوضح‬
‫تطور ديون الزائر وخدمتها‪.‬‬

‫مليار دولر‬ ‫تطور مديونية الزائر وخدمتها‬


‫‪30‬‬
‫‪25‬‬ ‫الديون الارجية‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬ ‫خدمة الدين‬
‫‪5‬‬
‫السنوات ‪0‬‬
‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1985‬‬

‫‪27‬‬
‫ارتفع حجم الديون بشكل ملحوظ خلل الفترة ‪ 85-87‬حيث أنه خلل سنة‬
‫واحدة ارتفعت بـ ‪ 4‬مليار لتصل إل ‪ 21‬مليار دولر‪ ،‬وارتفعت بنفس الجم ف السنة‬
‫الوالية‪ ،‬لتصل ‪ 24‬مليار دولر عام ‪ ،1987‬يرجع هذا إل تقلص العوائد النفطية‪ ،‬ولوء‬
‫الزائر الستدانة من الارج‪ ،‬بقيت مديونية الزائر مستقرة خلل الفترة ‪1987-1991‬‬
‫‪1‬‬
‫ما بي ‪ 25‬و ‪ 26‬مليار دولر‪.‬‬
‫ف نفس الفترة أي ‪ 87-91‬ارتفعت قيمة خدمة الدين بصورة كبية‪ ،‬حيث قدر‬
‫خدمة الدين لعامي ‪ 90-91‬بـ ‪ 6 ,66%‬و ‪ 7 ,72%‬من قيمة الصادرات على التوال‪.‬‬
‫من خلل الشكل يظهر أن خدمة الدين تزايدت بنسب أكب ما كانت عليه قبل‬
‫‪ 1987‬إل درجة أصبحت فيه خدمة الدين أكب من حجم الدين ف حد ذاته يرجع هذا‬
‫إل ارتفاع أسعار الفائدة مع ناية الثمانينات‪.‬‬

‫الطلب الثان‪ :‬آثار أزمة ‪ 1998‬على القتصاد الزائري‪:‬‬


‫رغم النازات والتحويلت ف السياسات القتصادية الت اتبعتها الزائر منذ‬
‫منتصف العقد الاضي‪ ،‬فإن أداء القتصاد بشكل عام ظل ضعيفا‪ ،‬وف إطار هذا الوضع‬
‫شهدت السوق البترولية أزمة انفاض السعار سنة ‪ ،1998‬حيث وصل متوسط السعر‬
‫ما دون ‪ 13‬دولر للبميل‪.‬‬
‫انعكس هذا النفاض على حصة إنتاج الزائر ضمن منظمة ‪ ،OPEC‬أثر سياسة‬
‫خفض النتاج (المدادات) لعادة توازن السعار‪ ،‬ومن ت انفضت عوائد الصادرات‬
‫من النفط‪ ،‬حيث أن إنتاج الزائر من النفط ضمن منظمة ‪ ،OPEC‬قد انفض بنسبة ‪%‬‬
‫‪ 3,3‬سنة ‪ 1998‬لتصل إل ‪ 818‬ألف برميل ‪ /‬يوميا‪ ،‬وبنسبة ‪ 11,4%‬أي ‪ 749,6‬ألف‬
‫برميل ‪ /‬يوميا سنة ‪ ،1999‬مقارنة مع سنة ‪ ،1997‬وهذا بسبب منظمة ‪ OPEC‬بشأن‬
‫‪ - 1‬ضياء ميد الوسوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43 ،42‬‬

‫‪28‬‬
‫خفض سقف إنتاجها بـ ‪ 2600‬برميل ‪ /‬يوميا باستثناء العراق‪ ،‬وذلك لمتصاص‬
‫الفائض الوجود ف السوق‪ ،‬وإعادة توازن قوى العرض والطلب‪.‬‬
‫إن انفاض النتاج والسعار خلل سنة ‪ ،1998‬انعكس سلبا على العوائد‬
‫البترولية‪ ،‬حيث انفضت بـ ‪ ،32%‬وذلك يتضح جليا ف أنا تقلصت إل ‪5,970‬‬

‫مليون دولر عما كانت عليه سنة ‪ 1997‬بـ ‪ 8,8‬مليون دولر ضمن انفاض عوائد‬
‫‪ OPEC‬من ‪ 109,186‬إل ‪ 76,302‬خلل عامي ‪.97-98‬‬
‫إن أزمة ‪ 1998‬كان لا آثار على وضع القتصاد الكلي للجزائر‪:‬‬
‫فبالنسبة‪:‬‬

‫‪ 1-‬ميزانية الدولة‪:‬‬
‫‪46‬‬ ‫أدى التراجع الكبي لسعار البترول إل انفاض اليرادات النفطية لتصل إل‬
‫مليون دولر بدل من ‪ 50‬مليون دولر لسنة ‪( 1997‬الباية البترولية)‪ ،‬ومن ت إل‬
‫حدوث انفاض كبي ف اليرادات العامة يقدر بـ ‪ 2,871‬مليون دولر لتصل إل ‪13,1‬‬

‫‪ 86‬مليون دولر مقابل ‪ 16,057‬مليون دولر سنة ‪.1997‬‬


‫ف القابل بلغت النفقات ‪ 15,027‬مليون دولر ما سبب عجزا ف اليزانية العامة‬
‫قدر بـ ‪ 1,849‬مليون دولر‪ ،‬بلغت نسبة هذا العجز إل الناتج الحلي الجال بـ ‪%‬‬
‫‪.3,89‬‬
‫أما بالنسبة‪:‬‬

‫‪ 2-‬اليزان التجاري‪:‬‬
‫شهدت الصادرات انفاضا بوال ‪ 34%‬عما كانت عليه العام الاضي‪ ،‬ويعود‬
‫هذا النفاض خاصة إل هبوط قيمة الصادرات النفطية نتيجة انفاض السعار العالية‬
‫للنفط‪ ،‬أما الواردات فقد واصلت اتاهها التصاعدي منذ عام ‪ 1995‬رغم الهود‬
‫لتقليصها‪ ،‬فارتفعت بنسبة ‪ 10,9%‬خلل عام ‪.1998‬‬

‫‪29‬‬
‫إن انفاض الصادرات وارتفاع الواردات أثر على اليزان التجاري‪ ،‬وهذا ما‬
‫يظهره الدول التال‪:‬‬

‫الدول‪ :‬اليزان التجاري لعامي ‪:97-98‬‬


‫الوحدة‪ :‬مليون برميل‪.‬‬
‫اليزان التجاري نسبة إل الناتج‬ ‫الواردات‬ ‫الصادرات‬
‫‪%11,9‬‬ ‫‪5,690‬‬ ‫‪8,130‬‬ ‫‪13,820‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪%2,2‬‬ ‫‪1,020‬‬ ‫‪9,190‬‬ ‫‪10,150‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪-%82‬‬ ‫‪+%10,9‬‬ ‫‪-%34‬‬ ‫نسبة التغي‬

‫الدول يبي لنا أن فائض اليزان التجاري قد تقلص بنسبة ‪ 82%‬سنة ‪،1998‬‬
‫مقارنة بعام ‪ ،1997‬وهذا ما أثر نسبة إل الناتج الحلي الجال‪ ،‬حيث انفضت إل ‪%‬‬
‫‪ 2,2‬خلل هذا العام‪ ،‬وهذا بسبب انفاض أسعار النفط وارتفاع أسعار الواد الصنعة‬
‫(الستوردة) بدرجات متفاوتة والعتماد الكبي على العائدات من الصادرات النفطية ف‬
‫تغطية الواردات‪.‬‬
‫إن هذا التكوين ليكل التجارة الارجية ناجم عن القاعدة الضيقة ف الزائر الت‬
‫ترتكز إل درجة كبية على النشاط الستخراجي للخامات‪ ،‬وتفتقر للمقدرة على إنتاج‬
‫السلع الخرى بصورة تكن من سد احتياجات السواق الحلية ما يؤدي إل تأثر‬
‫القتصاد الوطن بصفة مباشرة بالصدمات الارجية التمثلة ف تقلبات أسعار النفط‪ ،‬وإل‬
‫استمرار العتماد على الواردات لقابلة الحتياجات الحلية‪ ،‬وبالتال فإن الفائض ف‬
‫الوضع العام للميزان التجاري ل يعكس حقيقة الوضاع ف الزائر‪.‬‬
‫أما فيما يص‪:‬‬

‫‪ 5-‬ميزان الدفوعات‪:‬‬
‫فقد سجل عجزا بقيمة ‪ 1,640‬مليون دولر‪ ،‬بعد أن شهد فائضا ف عام ‪1997‬‬

‫لول مرة منذ ‪ 1993‬يقدر بوال ‪ 1,160‬مليون دولر‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫حيث سجلت مكونات ميزان الدفوعات تراجع سنة ‪ 1998‬مقارنة مع سنة‬
‫‪ ،1997‬فمثل تول الفائض الوجود ف ميزان السابات الارية ف عام ‪ 1997‬والبالغ‬
‫‪ 3450‬مليون دولر‪ ،‬إل عجز ف عام ‪ 1998‬بلغ ‪ 1220‬مليون دولر‪ ،‬ونفس الشيء‬
‫بالنسبة ليزان السلع والدمات وميزان الدمات والدخل الصاف‪.‬‬
‫عموما فإن الوضع الكلي ليزان الدفوعات الذي تيز بالعجز انعكس على مستوى‬
‫الحتياطات الرسية‪ ،‬حيث انفضت خلل عام ‪ 1998‬بوال ‪ 15%‬ومن ت تراجعت‬
‫تغطية هذه الخية للواردات لتصل إل ‪ 2,9%‬مقابل ‪ 11,9‬سنة ‪.1997‬‬
‫بعدما أن بلغت الحتياطات ذروتا سنة ‪ 1997‬بأكثر من ‪ 8,0406‬مليار دولر‪،‬‬
‫وذلك بسبب تراجع أسعار البترول من جهة وارتفاع خدمة الدين‪ ،‬حيث أن هذا الخي‬
‫سجل ارتفاع سنة ‪ 1998‬حيث بلغ معدل خدمة الدين ‪ 47%‬وهذا بدوره يرجع إل‬
‫‪1‬‬
‫عاملي أساسيي‪:‬‬

‫‪ 1-‬انفاض أسعار البترول‪.‬‬


‫‪ 2-‬ارتفاع أقساط الدين الستحقة الدفع إل أكثر من ‪ 3‬مليار دولر بعدما كانت ف‬
‫حدود ‪ 2‬و ‪ 2,5‬مليار دولر‪ ،‬وذلك رغم تراجع أقساط الفائدة سنة ‪.1998‬‬

‫البحث الثان‪ :‬عوامل النطلق القتصادي ف الزائر‪:‬‬


‫تشهد الزائر ف الونة الخية رخاء ماليا واضحا تشي إليه التحسنات الكبية ف‬
‫الؤشرات الكلية القتصادية الت أشرنا إليها فيما سبق‪ ،‬ولعل أبرز مظاهره تراجع‬
‫الديونية الارجية‪ ،‬وارتفاع الحتياطات الدولية من العملة الصعبة‪ ،‬وف إطار الديث‬
‫عن النطلق القتصادي وفحص عوامله ف واقع القتصاد الزائري يدفع هذا الرخاء‬
‫إل التساؤل فيما إذا كان مؤشرا للنطلق أم المر الذي يستدعي دراسة أسس الناخ‬
‫‪2‬‬
‫الستثماري بالزائر‪.‬‬

‫‪ - 1‬القتصاد الزائري خلل اللفية الثانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ - 2‬رسالة ماجستي "النطلق القتصادي ف الدول النامية حال الزائر"‪ ،‬ص ‪.242‬‬

‫‪31‬‬
‫الطلب الول‪ :‬تقييم الناخ الستثماري بالزائر‪:‬‬
‫إن التشخيص لصائص بيئة الستثمارات بالزائر يسمح باستخلص نقاط القوة‬
‫والضعف ف جوانب الناخ الستثماري وذلك كالتال‪:‬‬

‫‪ 1-‬الوانب اليابية‪:‬‬
‫‪ -‬تتمتع الزائر بؤهلت طبيعية خاصة من حيث الوقع الغراف اللئم‪ ،‬والثروات‬
‫الباطنية العتبة‪ ،‬واتساع حجم السوق‪.‬‬
‫‪ -‬الرادة السياسية القوية للنهوض بناخ الستثمارات وتأهيله وفق متطلبات جذب‬
‫الستثمار الاص الوطن والجنب‪ ،‬ويكن أن نلمس ذلك من عدة نواحي (الناحية‬
‫التشريعية‪ ،‬ماربة الفساد‪ ،‬توفي البنية التحتية اللئمة‪ ،‬إبرام العديد من التفاقيات الدولية‬
‫‪...‬ال)‪.‬‬
‫‪ -‬النظومة القانونية الحفزة جدا‪ ،‬والتضمنة أهم الضمانات والتسهيلت والتحفيزات‬
‫الت يرغب فيها الستثمرون‪.‬‬
‫‪ -‬البنية التحتية الت عرفت إعادة تأهيل كبية‪ ،‬وتوسعت مع برنامج النعاش القتصادي‬
‫وبرنامج دعم النمو‪.‬‬
‫‪ -‬الستقرار الكبي ف الانب السياسي والؤشرات الكلية للقتصاد وتسن الوضعية‬
‫المنية بشكل واضح‪.‬‬

‫‪ 2-‬معوقات الستثمار ف الزائر‪:‬‬


‫رغم الوانب اليابية السالفة الذكر والت تشي إل التحسن الكبي الذي عرفته‬
‫بيئة الستثمار ف الزائر‪ ،‬كما يشهد بذلك الكثي من الستثمرين الجانب‪ ،‬إل أن بعض‬
‫العوقات لزالت تطيع هذه البيئة وظلة تقف وراء أحجام هؤلء الستثمرين‪ ،‬ومن بي‬
‫هذه العوقات‪:‬‬
‫‪ -‬ثقل وتعقيد النظام الداري‪ ،‬لسيما من حيث انتشار البيوقراطية وتداخل‬
‫الصلحيات‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬انتشار مظاهر الفساد متمثلة ف الرشوة والوساطة والحسوبية والتعصب‪ ،‬رغم الهود‬
‫البذولة لحاربتها‪.‬‬
‫‪ -‬من أهم العوقات أيضا الشكال القائم ف الانب البشري على مستوى مراكز القرار‬
‫ومواقع التنفيذ‪ ،‬حيث ل تتطور الذهنيات با يتماشى والتطورات العالية الاصلة‪ ،‬ول‬
‫تزال السلوكات أبعد ما تكون عن استقطاب الستثمارات الجنبية الباشرة‪ ،‬ونفس‬
‫النتيجة أكدها تقرير النكتاد لسنة ‪ ،2000‬إذ ومن خلل بثه ميدانيا للعوامل الحفزة‬
‫والنفردة للستثمارات الجنبية ف إفريقيا‪ ،‬سجلت النتائج أن أهم عوامل التنفيذ العائق‬
‫البشري الذي يتجلى عادة ف العاملت الشبوهة واللأخلقية للداريي والسيين‬
‫الشرفي على تنفيذ واتاذ القرارات‪ ،‬وعلى رأس هذه العاملت الرشوة والبتزاز‬
‫‪1‬‬
‫والغموض ف إدارة الصفقات‪.‬‬
‫‪ -‬معوقات التمويل كارتفاع معدلت الفائدة‪ ،‬وعدم كفاية السوق‪ ،‬وعدم وجود برامج‬
‫تويل متخصصة‪ ،‬هذا بالضافة إل معوقات التكلفة متجسدة ف ارتفاع تكاليف النتاج‪،‬‬
‫ومعوقات التسويق والعوقات العيارية‪.‬‬
‫‪ -‬التأخر الكبي ف بعض ميادين التحول القتصادي مقارنة بدول النطقة‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫التباطؤ ف إناز بعض الصلحات‪ ،‬ويسمى المر بالساس عمليات الوصصة‪.‬‬
‫‪ -‬القطاع الاص ل يفعل بشكل كبي حيث ظل مصورا ف شكل مؤسسات صغية‬
‫ومتوسطة ومؤسسات مصغرة‪ ،‬بالرغم من مساهته التزايدة ف القيمة الضافة الوطنية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ممل القطاعات تعان من عوائق كبى تول دون تدفق استثمارات الجانب وهي‪:‬‬
‫* النظام العقاري القدي الذي يعيق الولوج إل الراضي اللئمة للستثمارات‪.‬‬
‫* النظام التعليمي الذين يرج مترشحي ل تتلءم كفاءتم مع احتياجات الستثمرين‪.‬‬
‫* النظام البنكي والداري البيوقراطي والضعيف الشفافية الذي يدد الجال ويبطئ‬
‫القرارات‪.‬‬

‫‪ - 1‬النطلق القتصادي ف الدول النامية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.252 ،251‬‬


‫‪ - 2‬رسالة ماجستي "النطلق القتصادي ف الدول النامية "‪ ،‬ص ‪.252‬‬

‫‪33‬‬
‫الطلب الثان‪ :‬واقع الستثمارات الجنبية ف الزائر‪:‬‬
‫مع بداية ‪ 1994‬بدأت الشركات الجنبية والستثمرين الجانب يتوافدون على‬
‫الزائر خارج قطاع الحروقات بعدما كانت ذات طابع تاري عوضه الستثمار الباشر‬
‫والدول الوال يوضح تطور الشاريع الستثمارية الصرح با منذ تلك السنة‪:‬‬

‫‪%‬‬ ‫الستثمار‬ ‫‪%‬‬ ‫السنوات عدد الشاريع النسبة ‪ %‬مناصب العمل‬


‫‪5‬‬ ‫‪9036‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪8747‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪19870‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪2550‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪16810‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6070‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪21317‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6378‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪18902‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪5902‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪26699‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪5957‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪51826‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪11696‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪164460‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪47300‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪397‬‬ ‫الجموع‬
‫‪Source: agence de promotion et de suivi des investissement division du‬‬
‫‪guichet unique, bilan des projet d'investissements du 13-12-1993 au 31-12-‬‬
‫‪.2000‬‬

‫من خلل الدول يلحظ أن الستثمار الجنب الباشر ف تطور ملحوظ ويرجع‬
‫هذا إل النفتاح للقتصاد الزائري والتحسن الذي طرأ على بعض الؤشرات القتصادية‬
‫حيث ارتفع عدد الشاريع من ‪ 60‬مشروع عام ‪ 1999‬إل ‪ 100‬مشروع عام ‪ ،2000‬وهو‬
‫ما يثل زيادة قدرتا ‪ 50%‬أي ما يعادل ‪ 25127‬مليون دينار جزائري كما أن مناصب‬
‫العمل حققت زيادة قدرتا ‪ 5739‬منصب عمل‪ ،‬أما الدول الوال يوضح تدفقات‬
‫الستثمار الجنب الداخلة إل الزائر خلل فترة (‪.)1989-1999‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫السنوات‬
‫‪998‬‬ ‫‪997‬‬ ‫‪996‬‬ ‫‪995‬‬ ‫‪994‬‬ ‫‪993‬‬ ‫‪992‬‬ ‫‪991‬‬ ‫‪990‬‬ ‫‪989‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫تدفقات الستثمار‬
‫الجنب الباشر‬

‫‪34‬‬
‫الصدر‪ :‬تقرير منظمة المم التحدة حول الستثمار الجنب الباشر لعام ‪.2000‬‬

‫كما أن الستثمارات الت دخلت إل الزائر فقد ارتفعت من ‪ 438‬مليون دولر‬


‫سنة ‪ 2000‬إل ‪ 1126‬مليون دولر سنة ‪ ،2001‬رغم هذه النسبة إل أن الزائر ل تنتمي‬
‫إل الدول العربية التوسطية الت عرفت ارتفاعا ف الستثمارات الجنبية الباشرة ‪ IDE‬بل‬
‫بالعكس فهي على أساس رأس الدول الت عرفت انفاضا خلل سنة ‪ 2003‬حيث بلغ‬
‫‪ 1,065‬مليار دولر ف ‪ 2002‬ليصل إل ‪ 634‬مليون دولر ف سنة ‪ ،2003‬بيث تعتب‬
‫سنة ‪ 2002‬سنة قيمة وخاصة بالنسبة لـ ‪ IDE‬احتلت فيها الزائر الرتبة الثالثة ف إفريقيا‬
‫والول ف الغرب العرب لتحقق انفاضا بنسبة ‪ 40%‬ف سنة ‪ 1 2003‬والدول التال‬
‫يوضح أهم الستثمارات الجمعة للفترة (‪ )1993-2003‬مباشرة ومشاريع شراكة حسب‬
‫البلد الصدر‪.‬‬

‫القيمة (مليون دينار) عدد العمال‬ ‫عدد الشاريع‬ ‫البلد‬


‫‪7146‬‬ ‫‪34581‬‬ ‫‪103‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪4839‬‬ ‫‪14540‬‬ ‫‪49‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪2533‬‬ ‫‪5033‬‬ ‫‪40‬‬ ‫سوريا‬
‫‪1801‬‬ ‫‪2520‬‬ ‫‪33‬‬ ‫تونس‬
‫‪3088‬‬ ‫‪6727‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إسبانيا‬
‫‪2549‬‬ ‫‪5805‬‬ ‫‪22‬‬ ‫بريطانيا‬
‫‪5339‬‬ ‫‪7092‬‬ ‫‪22‬‬ ‫تركيا‬
‫‪1276‬‬ ‫‪10699‬‬ ‫‪21‬‬ ‫الردن‬
‫‪4849‬‬ ‫‪15403‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ألانيا‬
‫‪2017‬‬ ‫‪21596‬‬ ‫‪18‬‬ ‫مصر‬
‫‪931‬‬ ‫‪1921‬‬ ‫‪10‬‬ ‫سويسرا‬

‫‪.Artenaire n:48 novembre 2004, p35 - 1‬‬

‫‪35‬‬
‫‪855‬‬ ‫‪10693‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪1376‬‬ ‫‪1842‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪157‬‬ ‫‪523‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فلسطي‬
‫‪106‬‬ ‫‪502‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الغرب‬
‫ملة القتصاد والعمال ‪ /‬عدد خاص (الزائر أرض الفرص) ‪ /‬ديسمب ‪ ،2003‬ص ‪.63‬‬
‫الطلب الثالث‪ :‬أسباب تبن الزائر الشراكة الجنبية ف قطاع الحروقات‪:‬‬
‫تبنت الزائر سياسة الشراكة ف قطاع الحروقات لعدة أسباب نذكر منها ما‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫أول‪ :‬اعتماد القتصاد الوطن على قطاع الحروقات‪:‬‬


‫يتل قطاع الحروقات مكانة جد هامة ف القتصاد الوطن‪ ،‬فمجمل صادراته‬
‫تكمن ف الحروقات الت تسمح له بلب العملة الصعبة والت بدورها تساهم ف التطور‬
‫القتصادي‪ ،‬إذ تثل منتجات النفط والغاز (‪ )97,5%‬من صادرات الزائر‪ ،‬و (‪)60%‬‬
‫من إيرادات الدولة‪ ،‬ومن (‪ )25%‬إل (‪ )30%‬من إجال الناتج الحلي ما من شك أن‬
‫هذه النسب الكبية عكست اختلل مقلقا ف القتصاد الوطن لدى صانع القرار‪ ،‬بيد أن‬
‫البلد ل تزال تتزن احتياطات هيدروكربونية هائلة ل تستغل بعد‪ ،‬وحدوث أي خلل‬
‫أو أزمة ف هذا القطاع على الستوى العالي‪ ،‬سيؤثر حتما على القتصاد الوطن وخي‬
‫مثال أزمة ‪ ،1986‬والت كان لا الثر السلب على القتصاد وسعيا من الزائر لتدارك‬
‫الوضع عملت على تطوير القتصاد بزيادة إسهامات متلف القطاعات‪ ،‬رغم أن الزائر‬
‫كانت ل تول أهية كبى للقطاع الزراعي والصناعي والدمات ف تلك الفترة وإل‬
‫عهد قريب‪ ،‬فلجأت الزائر إل إقامة علقات الشراكة الجنبية ف العديد من اليادين‬
‫وخاصة قطاع الحروقات للمحافظة على توازن القتصاد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوضاع والراحل الت مرت با السوق البترولية‪:‬‬

‫‪ - 1‬بن مسعود ممد‪ ،‬الشراكة الجنبية ونقل التكنولوجيا‪ ،‬رسالة ماجستي‪ ،‬ص ‪.113-112‬‬

‫‪36‬‬
‫لقد عرفت فترة الستينات والسبعينات إنشاء منظمة الوبيب (‪ ،)OPEP‬وزوال‬
‫الكارتل البترول الذي كان يتكر الصناعة البترولية‪ ،‬ومن السباب أيضا إغلق قناة‬
‫السويس‪ ،‬وانفاض إنتاج الو‪.‬م‪.‬أ للمحروقات سنة ‪ ،1980‬وارتفاع الطلب العالي على‬
‫البترول‪ ،‬أما فترة الثمانينات فتميزت بالزمة البترولية الادة‪ ،‬حي تراجع سعر البميل‬
‫إل أقل من ‪ 09‬دولرات إل حوال ‪ 06‬دولر‪ ،‬إضافة إل الوضاع الت مرت با السوق‬
‫البترولية سنة ‪ ،1998‬ليبقى الطاب السياسي ف الزائر مطمئنا بجة أن احتياطي‬
‫الصرف والذي قارب آنذاك حوال ‪ 09‬مليار دولر‪ ،‬كفيل بضمان مواجهة التحديات‬
‫القتصادية‪ ،‬إل جانب رفع الصادرات وتفيض الواردات‪ ،‬غي أن مثل هذه الواجهة‬
‫مرتبطة بالفترة المتدة لذه الزمة فكلما امتدت الزمة كلما كان تأثيها سلبيا على‬
‫القتصاد الوطن‪ ،‬وهو ما جعل إعادة النظر ف السياسة القتصادية والالية ضرورة لبد‬
‫منها مع النظر إل الزمة النفطية الت يعان منها القتصاد والذي نتج عنه‪:‬‬
‫‪ -‬تدهور شروط التبادل ف غي صال الدول النتجة واتساع فجوة العجز ف السابات‬
‫الارية ليزان مدفوعا ته‪.‬‬
‫‪ -‬استناف الثروات الوطنية مقابل بيعها بأسعار منخفضة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التوازن بي التقليص ف التكاليف وبي السعر النخفض للبترول‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار السوق النفطية العالية‪.‬‬
‫‪ -‬تبعية قطاع الحروقات للمؤسسات البترولية الجنبية نظرا لعجز الؤسسة الوطنية‬
‫سوناطراك ف تغطية كل نشاطات البحث والستغلل للموارد البترولية من جهة ثانية‬
‫التقدم التقن والتكنولوجي الذي تتمتع به الشركات البترولية الجنبية ف هذا القطاع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحتياجات الطاقوية للبلد‪:‬‬


‫تستهلك الزائر كميات معتبة من الطاقة ف الصناعات كغيها من الدول كونا‬
‫الحرك الساسي الذي تعتمد عليه ف تشغيل اللت أو توليد الطاقة الكهربائية (‪)95%‬‬

‫‪37‬‬
‫من الطاقة الكهربائية أصبحت تنتج بواسطة الغاز فعلى سبيل الثال يوفر البترول سلسلة‬
‫‪1‬‬
‫من النتجات النهائية كالوقود‪ ،‬والبنين‪ ،‬الغاز‪ ،‬الزيوت‪.‬‬
‫كما ل تزال الزائر تعان من مشكل عدم توفر تقنيات تكنولوجية عالية‪،‬‬
‫بالضافة إل الموال الضخمة الت تطلبها عملية البحث والتنقيب‪ ،‬وهذا ما دفع با إل‬
‫اللجوء إل الشركات الجنبية لقامة مشروعات مشتركة‪ ،‬وذلك لغرض تعزيز عمليات‬
‫البحث واكتشاف حقول جديدة تلب حاجيات البلد التزايدة من الطاقة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الصعوبات الت تواجهها شركة سوناطراك‪:‬‬


‫وتتمثل ف تويل الصناعة البترولية‪ ،‬والبحث عن آبار جديدة وما تتطلبه من‬
‫تكاليف باهظة‪ ،‬ارتفاع تكاليف مد قنوات نقل البترول والغاز ‪ ...‬ومن أجل إزالة هاته‬
‫الصعوبات وتقيق أهداف مستقبلية للقتصاد‪ ،‬لأت الزائر إل الشراكة الجنبية‪،‬‬
‫وذلك لتطوير القدرات التصديرية للمخزون الوطن‪ ،‬وتطوير الصناعة البتر وكيماوية‪،‬‬
‫وتوجيه منتجاتا إل السوق الارجي‪ ،‬وتغطية احتياجاتا الوطنية من الحروقات‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬دور الشراكة ف نقل التكنولوجيا‪:‬‬


‫تعتب الشراكة من أحسن الوسائل للحصول على العارف الفنية ونقل‬
‫التكنولوجيات‪ ،‬وذلك عن طريق الحتكاك الباشر وغي الباشر‪ ،‬إل جانب التعلم تعتب‬
‫التكنولوجيا عامل أساسيا لتطور الؤسسة القتصادية‪ ،‬نظرا للتطورات التسارعة الت‬
‫تدث ف حقل التكنولوجيا يوميا بعد يوم فإنه من الصعب أن تواكب الؤسسات دوما‬
‫تلك التطورات‪ ،‬ما يعل إستراتيجية الشراكة تدف إل تقليص تلك التكاليف الاصة‬
‫بالباث ف هذا اليدان وتكون بديل مكنا للنتقال التكنولوجي بطريقة أكثر سهولة‪.‬‬

‫‪ - 1‬موقع الواحة‪ ،‬تولت كبى ف قطاعي الغاز والكهربائ ف الزائر‬


‫‪.http:// www.elwaha.dz.com / mal-amel.htm‬‬

‫‪38‬‬
‫الطلب الرابع‪ :‬تويل مديونية الزائر إل استثمارات‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع الول‪ :‬تعريف سياسة تويل الديون‪:‬‬
‫من ضمن اللول الطروحة للتخفيف من عبء الديونية الارجية تويل الدين إل‬
‫استثمارات "‪ "Débit city swaps‬وهو اقتراح أول من تقدم به القتصادي "ألن ملتزر"‬
‫والذي يرى أن معظم البلدان الدينة تلك فيها الكومات من خلل قطاعها العام‪ ،‬كثيا‬
‫من الشروعات والطاقة النتاجية العامة ‪...‬‬
‫ونظرا لن معظم ديون هذه البلد مضمونة من جانب الكومات‪ ،‬فإن هذه‬
‫البلد تستطيع أن تفف من عبء دينها الارجي بالسماح للدائني ف مشاركة الدول‬
‫بلكية هذه الشروعات وإدارتا على أسس تارية سليمة تدر عوائد اقتصادية معقولة‪،‬‬
‫وبذا الشكل يعتقد أنصار هذا القتراح أنه سيعمل على تقليل العجز الداخلي لذه البلد‬
‫وتفيف عبء ديونا‪ ،‬وتقليل حاجاتا للستدانة الارجية‪ ،‬وتصبح هناك مشاركة بي‬
‫الدائني والديني ف تمل الخاطر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع الثان‪ :‬تويل الديونية إل استثمارات ف الزائر‪:‬‬
‫فرنسا إسبانيا وإيطاليا قبلت إعادة جدولة الديون تاه الزائر بتحويل جزء منها‬
‫إل استثمارات‪ ،‬فصل الدول الدائنة الخرى ستنتهج هذا الل الذي يرضي كل الطرفي‬
‫الدين والدائن؟‬
‫وافقت فرنسا باعتبارها الشريك التقليدي للجزائر على سياسة تويل جزء ما‬
‫تدين به الزائر لا من ديون إل استثمارات‪ ،‬وبدأت العمل ف هذا الشروع ف وقت‬
‫قصي مقارنة مع بعض الدائني الذين لزالوا متخوفي‪ ،‬إل أنا تبقى ضعيفة بالقارنة مع‬
‫حجم الموال الت تدين با الزائر حيث قدرت فقط بـ ‪ 10%‬وف الزيادة الت قام با‬
‫الوزير الفرنسي للقتصاد والالية سابقا "نيكولس ساركوزي" للجزائر ف جويلية ‪،2004‬‬
‫‪ - 1‬رمزي زكي‪ ،‬أزمة القروض الدولية‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪www.Algerie.dz.com - 2‬‬

‫‪39‬‬
‫"‪la conversion de la‬‬ ‫ث التأكيد على ما صرحت به الدول الفرنسية سابقا فيما يص‬
‫‪ ،"dette algérienne‬ولقد وقع وزير القتصاد والالية الفرنسي عقودا تارية مهمة وقام‬
‫بنصب كذلك مؤسسات البعض منها يعان من ضائقة مالية واقتصادية‪.‬‬
‫إن سياسة تويل الديون الت جاء با العال والت ت الوافقة عليها ل تساهم ف‬
‫الرفع من حجم استثمارات التعاملي الفرنسية ف الزائر إل بأكثر من مليار أورو‪.‬‬
‫اليوم الؤسسات الفرنسية الهتمة بذه السياسة (تويل الديون) تستطيع التصال‬
‫بالسؤولي لجل إبرام عقود شراكة وذلك بعد العلن الذي أصدره الوزير الفرنسي‬
‫للقتصاد والالية ف جويلية الخي‪.‬‬
‫إن عدد العقود الت ت إمضاءها قد تستطيع تفيز الدول الدائنة الخرى على تغيي‬
‫رأيها‪ ،‬اليوم التحدث عن تويل الديون إل استثمار أو الدين بصفة عامة أمر حساس‬
‫جدا‪.‬‬
‫البعض يتحدث عن ألانيا‪ ،‬الدولة الت تربطها بالزائر علقات اقتصادية وتارية‬
‫متينة‪ ،‬إن مسألة تويل الديونية كانت يكن أن تكون مسطرة ف جدول أعمال الرئيس‬
‫اللان ف الزيارة الت سيقوم با للجزائر خلل شهر أكتوبر القادم‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى مسؤول السفارة اللانية ف الزائر صرحوا بأنه ليس لديهم‬
‫معلومات عن هذا الوضوع‪.‬‬
‫ومن جهة الزائر تعتقد أنه ف الوقت الال من الصعب إبرام حوار مع الدولة‬
‫اللانيا با يص تويل الديون الزائرية والتسيي السبق‪.‬‬
‫نعرف أن الزائر كان لديها حجم الديونية العامة تستقر عند ‪ 31,4‬مليار دولر‬
‫وذلك مع ناية عام ‪ ،2004‬ونعرف أن الزائر كانت تدفع أموال كبية لقاء مستحقات‬
‫لدمات الديونية‪ ،‬وهذا راجع لعدلت الفائدة الرتفعة الت كانت تفرض عليها لقاء‬
‫الصول على هذه الموال‪ ،‬حيث قدرت بـ ‪ 6%‬وف الاضر الوضع تغي والفوائد‬
‫تغيت بيث أصبحت العدلت تتراوح ما بي ‪ 1‬و ‪ ،4%‬ولكن هناك جزء من الديونية‬

‫‪40‬‬
‫الارجية للجزائر سابقا كانت مرتفعة وذلك راجع إل أنه هناك بعض الدول الدائنة‬
‫مازالت مافظة على معدلت فائدة القراض مرتفعة وتقدر بـ ‪.11%‬‬
‫لقد تطرقت الزائر إل التحدث ومناقشة معدلت الفائدة‪ ،‬وقامت كذلك‬
‫بفاوضات حول رفع معدل تويل الدين لكي تصل على ‪ 30%‬ولقد أقرت الدول‬
‫التقدمة بأنا حاضرة من أجل مساندة اقتراحات الزائر بقرب نادي باريس‪ ،‬ولقد أكد‬
‫وزير الالية الزائري "عبد اللطيف بن أشنهو" بأنه هنا ك دول وافقت على تاوز العدل‬
‫الذي تطمح له الزائر ‪ 30%‬من تويل الدين‪.‬‬
‫إن حجم خدمات الديونية الت تتحملها الزائر على عاتقها جعلتها تعرقل‬
‫مسارها نو التطور‪ ،‬مع أن الزائر عانت كثيا من العزلة خلل التسعينات‪ ،‬وذهب‬
‫البعض إل القول بأن الزائر ابتعدت قليل عن طريق التطور والتنمية وذلك لظروف‬
‫اقتصادية سياسية واجتماعية‪ ،‬مع أنا كانت تتحصل على إيرادات بترولية ل تتحصل من‬
‫قبل ف تاريخ الزائر الستقلة‪ ،‬قامت الزائر آنذاك بتمويل القتصاد الوطن بـ ‪ 50‬مليار‬
‫دولر وهذا ما ل يصل من قبل حسب ما صرح به بعض القتصاديي‪.‬‬
‫ولكن هناك بعض السئلة تطرح بشأن هذه السياسة الت انتهجتها الزائر أي‬
‫تويل القتصاد الوطن بـ ‪ 50‬مليار دولر‪.‬‬
‫كيف ستقوم الزائر بتوزيع كل هذه الموال؟ وما هي القطاعات الت‬
‫ستمولا؟‬
‫ما نعرفه هو أن الؤسسات العمومية تعان من صعوبات اقتصادية ومالية‪ ،‬فهل هي‬
‫معنية بسخاء الدولة؟‬
‫الجابة عن هذه السئلة وردت ف قانون الالية لسنة ‪ ،2005‬ويذكر بعض‬
‫الحللي والختصي بأن استثمار الزائر كل هذه الموال الضخمة كان هدفه هو إعطاء‬
‫الهية إل القطاع العمومي وتميش القطاع الاص إن صبح القول‪ ،‬أي تول كل‬

‫‪41‬‬
‫اهتمامها للمؤسسات العمومية وذلك بإعادة تويلها من جديد لكي ترج من هذه‬
‫الضائقة الالية‪ ،‬ولقد صرحوا كذلك بأن الزائر سخرت ‪ 50‬مليار دولر إل جانب‬
‫الموال الت حصلت عليها من عملية تويل الديون إل استثمارات ف الستثمار ف‬
‫مشاريع على إيراداتا لفترة طويلة‪.‬‬

‫البحث الثالث‪ :‬التوجيهات الستراتيجية لزائر اليوم ف قطاع الحروقات‪:‬‬

‫الطلب الول‪ :‬ترقية الصادرات خارج قطاع الحروقات‪:‬‬


‫‪1‬‬

‫إن مسألة ترقية الصادرات خارج الحروقات هي مط النصار‪ ،‬وهذا ليس فقط‬
‫ف الفترة الالية وإنا شرعت الزائر بذلك منذ ‪ ،1986‬لكن على الرغم من الوافز الت‬
‫منحت طوال هذه الفترة والمتدة إل يومنا هذا لذه السألة‪ ،‬فإنا تبقى مرد دراسة‪.‬‬
‫مع بداية أزمة النفط ‪ ،1986‬بدأت الزائر تتوجه نو تنويع الصادرات بغية تفادي‬
‫النفاض ف اليرادات من العملة الصعبة‪ ،‬وهذا ما ظهر ف ميثاق ‪ 1986‬الذي أكد على‬
‫أهية التصدير خارج الحروقات‪.‬‬
‫ومع حلول سنة ‪ ،1988‬وبداية الصلحات القتصادية‪ ،‬قامت الدولة بسن قواني‬
‫عديدة من أجل ترقية الصادرات خارج الحروقات‪ ،‬وذلك ف إطار برنامج خاض لعامي‬
‫‪ 1988-1989‬الذي سي "بالبنامج الجال للصادرات ‪."PGE‬‬
‫لكن رغم هذا التشجيع فإن النتائج الحصل عليها ل تكن ف الستوى وهذا ما‬
‫يكن لس ف البيانات التالية‪:‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليون دولر‪.‬‬

‫‪ - 1‬مذكرة ليسانس‪" ،‬ترقية الصادرات خارج الحروقات"‪ ،‬إعداد يوسفي سارة ومي عبد القادر غنية‪ ،‬إشراف شعيب بونوة‪-2002 ،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.13‬‬

‫‪42‬‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪10934‬‬ ‫‪8789‬‬ ‫‪7814‬‬ ‫‪8088‬‬ ‫‪7563‬‬ ‫الحروقات‬
‫‪369‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪166‬‬ ‫الوارد خارج الحروقات‬
‫‪12100‬‬ ‫‪8968‬‬ ‫‪8104‬‬ ‫‪8233‬‬ ‫‪7819‬‬ ‫الصادرات الكلية‬
‫‪1986-1990‬‬ ‫الدول يثل‪ :‬تطور الصادرات الزائرية خلل الفترة‬
‫‪Source: Donnée statistique de CNIS‬‬

‫‪1986‬‬ ‫عند ملحظة الدول ند أن معدل تغي الصادرات خارج الحروقات منذ‬
‫إل ‪ 1990‬متذبذب‪ ،‬إضافة إل ذلك فهي ل تسجل تطورا مزايدا فتناقصت من ‪ 166‬إل‬
‫‪ 145‬مليون دولر خلل ‪ 1986-1987‬ث ارتفعت ف ‪ 1988‬لتناقص من جديد ف ‪1989‬‬

‫وأخيا ارتفعت سنة ‪ ... 1990‬هذا يرجع إل فشل الصلحات الت بدأت ف ‪1988‬‬

‫وعودة العتماد على الحروقات بعد التحسن الذي شهدته بعد أزمة ‪ ،1986‬حيث‬
‫بلغت سنة ‪ 1990‬حوال ‪ 10934‬مليون دولر‪ ،‬بينما ل تثل الصادرات خارج‬
‫الحروقات سوى ‪ 3,05‬من إجال الصادرات رغم تزايدها خلل نفس السنة‪.‬‬
‫أثرت النتائج الضعيفة السجلة خلل الفترة ما بي ‪ 1986-1990‬ركزت الدولة‬
‫خلل برنامج إعادة هيكلة القتصاد الزائري منذ ‪ ،1995‬اهتمامها على تقوي الياكل‬
‫القاعدية‪ ،‬وماولة تكييفها وفقا للتطورات الدولية‪ ،‬وف هذا الصدد ت تشجيع‬
‫الستثمارات سواء الاصة أو الجنبية وأيضا ت القيام بسياسة الصلحات الزراعية من‬
‫أجل تنمية الصادرات الزراعية‪ ،‬إضافة إل الصلحات الضريبية من أجل تقليل تبعية‬
‫اليزانية إل النتوج الواحد التمثل ف البترول‪.‬‬
‫يكن تلخيص ماولة تطوير الصادرات خارج الحروقات خلل فترة الصلحات‬
‫اليكلية ف الدول التال‪:‬‬

‫‪1994-1997‬‬ ‫الدول يثل‪ :‬تطور هيكل الصادرات‬

‫‪43‬‬
‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫السنوات‬
‫الن‬ ‫البلغ‬ ‫النسبة‬ ‫البلغ‬ ‫النسبة‬ ‫البلغ‬ ‫النسبة‬ ‫البلغ‬
‫الصادرات‬
‫‪36‬‬ ‫‪785836‬‬ ‫‪93,41‬‬ ‫‪684244‬‬ ‫‪95,03‬‬ ‫‪464003‬‬ ‫‪96,56‬‬ ‫‪292477‬‬ ‫مروقات‬
‫‪7‬‬ ‫‪2203‬‬ ‫‪1,02‬‬ ‫‪7472‬‬ ‫‪1,07‬‬ ‫‪5224‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫‪1212‬‬ ‫مواد غذائية‬
‫‪9‬‬ ‫‪2366‬‬ ‫‪0,33‬‬ ‫‪2417‬‬ ‫‪0,4‬‬ ‫‪1953‬‬ ‫‪0,28‬‬ ‫‪848‬‬
‫منتجات خام‬
‫‪9‬‬ ‫‪22762‬‬ ‫‪3,71‬‬ ‫‪27176‬‬ ‫‪2,68‬‬ ‫‪13086‬‬ ‫‪2,37‬‬ ‫‪7179‬‬
‫م نصف مصنعة‬
‫‪7‬‬ ‫‪1387‬‬ ‫‪0,34‬‬ ‫‪2491‬‬ ‫‪0,18‬‬ ‫‪879‬‬ ‫‪0,11‬‬ ‫‪333‬‬
‫تهيزات صناعية‬
‫‪1‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪0,02‬‬ ‫‪147‬‬ ‫‪0,05‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪0,02‬‬ ‫‪61‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1224‬‬ ‫‪1,17‬‬ ‫‪8570‬‬ ‫‪0,59‬‬ ‫‪2881‬‬ ‫‪0,26‬‬ ‫‪787‬‬
‫تهيزات فلحية‬
‫‪815860‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪732517‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪488270‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪302897‬‬ ‫مواد استهلكية‬
‫الجموع‬
‫الصدر‪ :‬السياسة البائية الزائرية ف اللفية الثالثة اللتقى الوطن ‪ 2003‬البليدة‪ ،‬ص‬
‫‪.113‬‬

‫حسب الرقام الواردة ف الدول يتضح أن هيكل الصادرات ظل ثابتا خلل‬


‫الفترة المتدة بي ‪ ،1994-1997‬وحت بعد الصلحات البائية سنة ‪ ،1993‬حيث أن‬
‫نسبة الصادرات خارج الحروقات ظلت ضعيفة‪ ،‬كمتوسط قدر بـ ‪ 4,625‬خلل هذه‬
‫الفترة‪ ،‬فمثل بالنسبة للمنتجات الزراعية تتركز بالخص ف منتوج التمور‪ ،‬بينما بقية‬
‫الصدارة للمحروقات ف إجال الصادرات‪ ،‬فهي ظلت تفوق ‪ ،95%‬وهذا رغم‬
‫المتيازات المنوحة لصال الؤسسات الصدرة للسلع خارج الحروقات‪ ،‬ما يدل على‬
‫أن العفاءات الضريبية ل يكن لا دورا هاما ف ترقية هذه الصادرات‪.‬‬
‫إن هذه النتائج تدفع بنا إل التساؤل عن السباب والشاكل الت حالت دون‬
‫تطور الصادرات خارج الحروقات‪.‬‬
‫يكن أن نلخص كإجابة عن هذا التساؤل هذه السباب أو الشاكل ف‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة التطبيق العملي للجراءات التشريعية ضمن برنامج الصلح‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬النوعية الرديئة الت تعان منها النتجات الزائرية مقارنة مع النتجات الجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬الرتفاع الكبي لسعار النتجات الحلية‪ ،‬ما يد من القدرة على النافسة ف السواق‬
‫الجنبية‪ ،‬وهذا بسبب ضعف التكامل الصناعي بي الوحدة النتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم العناية بترقية صادرات الدمات خاصة السياحة‪.‬‬
‫‪ -‬توجه الستثمار الجنب الضعيف ف هذه الفترة (‪ )1994-1998‬إل مال البترول‪،‬‬
‫وانعدام الستثمارات ف القطاعات الخرى‪.‬‬
‫‪ -‬الجز الارجي التمثل ف الماية ونظام التفضيل الذي تستعمله الدول التقدمة بفضل‬
‫‪1‬‬
‫التكتلت والنظمات‪ ،‬الذي يعيق من كمية الصادرات إل البلدان التقدمة‪.‬‬
‫إن العديد من الدول الت يعتمد اقتصادها على الطاقة ل تزال تركز جهودها على‬
‫دفع عجلة التنمية إل المام والتحضي لعصر ما بعد النفط ول تزال تعمل على الترشيد‬
‫ف استهلك الطاقة وهذا ما قامت به الدول الستهلكة للطاقة‪ ،‬إن الكومة الزائرية على‬
‫غرار الكومات الخرى سارعت إل العمل على إناء العتماد الكلي على الطاقة‬
‫والروج من دائرة العتماد على الحروقات وإقامة اقتصاد متنوع وذلك بتسيي رشيد‬
‫من خلل تنمية القطاعات القتصادية الخرى وتديث النشآت الساسية وتطورها‬
‫كالسكك الديدية وتسي شبكة الطرق بالضافة إل توفي شروط التحفيز القتصادي‬
‫ف الناطق الداخلية وإقامة مناطق صناعية بالضافة إل تنمية النشاطات ف جيع‬
‫القطاعات الفلحية والصناعية ث إعادة الستثمار الفلحي وذلك بإنشاء مطط التنمية‬
‫‪2‬‬
‫الفلحية‪.‬‬
‫من سنة ‪ 2000‬إل ‪ ،2005‬ت دعم الصناعة البتروكيماوية وكذلك استكمال‬
‫جهود الصلح الذي سيمس القطاع الصرف والعقار الصناعي وخصخصة الؤسسات‬
‫العمومية وتشجيع الستثمارات الجنبية فيما تسدت ‪ 37‬عملية شراكة مع الؤسسات‬

‫‪ - 1‬مذكرة ليسانس‪" ،‬تديات سونطراك ف السوق النفطية"‪ ،‬إعداد أممد نسرين‪ ،‬تت إشراف بن شعيب نصر الدين‪.2005-2004 ،‬‬
‫‪ - 2‬أثر تغيات أسعار البترول على القتصاد الزائري‪ ،‬إعداد بوزيدي سعاد‪ ،‬شيخ فاطمة‪ ،‬إشراف بن بوزيان ممد‪ ،‬بلحرش عائشة‪،‬‬
‫‪ ،2005-2004‬ص ‪.89‬‬

‫‪45‬‬
‫الجنبية وقد كشف مدير الستثمارات الجنبية الباشرة بالوكالة الوطنية لتنمية‬
‫الستثمارات أن حجم الستثمارات خارج قطاع الحروقات ف سنة ‪ 2005‬قدر بـ‬
‫‪ 1,5‬مليار دولر وقال أن الزائر قد أصبحت تثي اهتمام الستثمرين الجانب نو‬
‫قطاعات خارج الحروقات ومن بي هذه القطاعات مواد البناء كالسنت والصناعة‬
‫الغذائية وتلية الياه وإنتاج الكهرباء‪ ،‬والسياحة بالضافة إل قطاعات أخرى كالنسيج‬
‫أما بالنسبة للستثمارات الاصة فقد سطرت الدولة برنامج لساعدة الؤسسات الصغية‬
‫والتوسطة وقامت بعملية خوصصة الؤسسات العمومية حيث ت بيع ‪ 114‬مؤسسة سنة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2004‬و ‪ 200‬مؤسسة سنة ‪.2005‬‬

‫الطلب الثان‪ :‬آفاق تسعي النفط خارج الدولر المريكي‪:‬‬


‫إن هبوط سعر صرف الدولر المريكي أمام العملة الوربية الديدة الوحدة‬
‫"أورو"‪ ،‬أثار فكرة تسعي النفط بالورو أو بسلة من العملت‪ ،‬هذه الفكرة كان لا‬
‫جذور فقد طرحت لول مرة عام ‪ 1971‬إثر إعلن الرئيس المريكي "نيكسون" توقيف‬
‫تويل الدولر إل ذهب‪ ،‬وقيام الوليات التحدة المريكية بتخفيض قيمة عملتها ف ‪18‬‬

‫ديسمب من نفس السنة بنسبة ‪ 7,85%‬بالقياس إل الذهب وبنسبة انفاضه ‪ 10%‬ف ‪12‬‬

‫فباير ‪ 1973‬ما ساهم ف تآكل القوة الشرائية لبميل النفط الواحد مقارنة بعملت أو‬
‫‪2‬‬
‫بالغربية واليابان‪.‬‬
‫على إثر هذه التغيات‪ ،‬قامت الوبك بعقد اتفاقيت جنيف لعام ‪ 1971-1973‬من‬
‫خللما ت اختيار تسع عملت رئيسية كمؤشر للمقارنة مع قيمة الدولر‪ ،‬بيث يزيد‬
‫السعر العلن للنفط بنسبة انفاض الدولر إزاء معدل تلك العملت‪.‬‬
‫ف عام ‪ 1977‬عرفت قيمة الدولر‪ ،‬انفاض آخر بنسبة ‪ 20%‬مقابل العملت‬
‫الخرى خاصة الي والارك اللان‪ ،‬ف القابل ت تميد أسعار النفط ف مؤتر‬

‫‪ - 1‬مذكرة ليسانس‪" ،‬تديات سوناطراك ف السوق النفطية‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.90-89‬‬
‫‪ - 2‬مذكرة ليسانس‪" ،‬أثر تغيات أسعار البترول على القتصاد الزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43 ،42‬‬

‫‪46‬‬
‫‪73-77‬‬ ‫"كركاس"‪ ،‬ما نتج عنه تدهور القوة الشرائية للعائدات بوال ‪ 40%‬ف الفترة‬
‫قامت الدول النفطية بتحويل احتياطاتا من الدولر إل حقوق السحب الاصة‪،‬‬
‫للتخفيف من حدة هذا النفاض‪.‬‬
‫ف ‪ 1981‬ارتفع سعر الدولر إزاء العملت الرئيسية‪ ،‬حيث وصل الرتفاع ف‬
‫بعض الحيان إل أكثر من ‪ ،1 75%‬ما جعل الدول الستوردة (ماعدا الوليات التحدة‬
‫المريكية) تطلب بتسعي النفط بسلة من العملت وبوحدة النقد الورب "اليكو"‪.‬‬
‫بدأت الفكرة تطرح من جديد بعد النفاض الشديد الذي شهده الدولر ف‬
‫الفترة الالية‪ ،‬فقد وصل إل أدن مستوى له متجاوزا ‪ 1,2276‬أمام اليورو‪ ،‬كما أنه‬
‫واجه ضغوطا أمام الي خاصة بعد أن أصبحت الشركات اليابانية أكثر قوة مقارنة‬
‫بالستة سنوات الاضية‪.‬‬
‫إن ضعف الدولر ف الونة الخية‪ ،‬يؤثر سلبا على القوة الشرائية لبميل من‬
‫النفط ما أثار احتمالية تسعي النفط باليورو أو بسلة من العملت عن الدور‪ ،‬هذا ما‬
‫خلق ماوف بي أعضاء الوبك خاصة أن عملتها مرتبطة بالدولر من ناحية‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى اقتصاديات هذه الدول عبارة عن اقتصاد مستورد بطبيعته‪ :‬المر الذي أدى‬
‫بالوبك بتقدي مقترحات بتعديل النطاق السعري إل مستوى أعلى من النطاق الال‪.‬‬
‫إن فكرة تسعي النفط بعملية أخرى ل تطرح ف الجتماعات الخية من عام‬
‫‪ 2004‬للوبك رغم أن هذه الطورة تستبعد السوق النفطية عن الرتباط الباشر‪،‬‬
‫بالسياسة النقدية والالية للوليات التحدة المريكية فقط‪.‬‬
‫فمثل تسعي النفط بالسلة من العملت‪ ،‬وفقا لهية دول تلك العملت ف‬
‫استراده يعل السعر أكثر استقرارا‪.‬‬
‫وتبقي هذه الشكالية مطروحة‪ :‬لاذا ل يسعر بسلة من العملت؟ بعبارة أخرى‬
‫‪2‬‬
‫إل مت سيبقى النفط مرتبطا بالدولر؟‬

‫‪ - 1‬نشرة منظمة القطار العربية الصدرة للبترول العدد ‪ 11‬السنة ‪ 11 ،1985‬نوفمب‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ - 2‬مذكرة ليسانس‪" ،‬أثر تغيات أسعار البترول على القتصاد الزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪47‬‬
‫الطلب الثالث‪ :‬صندوق ضبط الوارد‪:‬‬
‫إن العتماد الشديد على إيرادات النفط وهي كما نعلم متقلبة ول يكن التكهن‬
‫با وسوف تنتهي عاجل أو آجل يعقد كثيا السياسة الالية للبلد ولعالة هذه‬
‫الشكلت قامت كثيا من الدول النتجة للنفط ومن بينها الزائر بإنشاء صناديق لا‬
‫أساء متلفة ولكن تشترك من حيث قواعد إنشائها وأهدافها سي هذا الصندوق ف‬
‫الزائر "صندوق ضبط الوارد" ‪FONDS DE REGULATION DES RECETTES‬‬

‫وتسمى ف بعض البلدان بصناديق التثبيت أو صناديق النفط‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬ماهية صندوق ضبط الوارد ف الزائر‪:‬‬


‫صندوق ضبط الوارد ينتمي إل السابات الاصة للخزينة ف الزائر وقد أنشأت‬
‫بوجب الادة ‪ 10‬من قانون اليزانية التكميلي لسنة ‪ 2006‬والذي ينص على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يفتح ف حسابات الزينة حساب تصيص رقم ‪ 103-302‬بعنوان "صندوق ضبط‬
‫الوارد" ويقيد ف هذا الساب‪:‬‬

‫أ‪ -‬ف باب اليرادات‪:‬‬


‫‪ -‬فوائض القيمة البائية الناتة عن مستوى أعلى لسعار الحروقات على تلك التوقعة‬
‫ضمن قانون الالية‪.‬‬
‫‪ -‬كل اليرادات الخرى التعلقة بسي الصندوق‪.‬‬

‫ب‪ -‬ف باب النفقات‪:‬‬


‫‪ -‬ضبط النفقات وتوازن اليزانية الحددة عن طريق قانون الالية السنوي والد من‬
‫الديونية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تفيض الدين العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬إن الوزير الكلف بالالية هو المر الرئيسي بصرف هذا الساب‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬تدد كيفيات تطبيق أحكام هذه الادة عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫منذ إنشاء صندوق ضبط الوارد صدرت عدة مراسيم وتعليمات حددت‬
‫مكونات الصندوق وكيفية تسييه وقد ت تعديل بعض القواعد والسس الت أنشأ من‬
‫خللا هذا الصندوق وذلك خلل قانون الالية لسنة ‪ 2004‬فبالنسبة لليرادات الت‬
‫تدخل الصندوق قد أضيف إليها تسبيقات بنك الزائر الوجهة لتسيي النشاط للمديونية‬
‫الارجية ويعود ذلك أساسا إل تسن الوضع الال لبنك الزائر نتيجة لرتفاع‬
‫احتياطاته من العملة الصعبة حيث بلغت مع ناية ديسمب ‪ 32,9‬مليار دولر‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬إنشاء صندوق ضبط الوارد‪:‬‬


‫كما نعلم فإن الزائر ل تكن سباقة ف إنشاء صندوق ضبط الوارد فقد سبقتها‬
‫عدة دول ف إنشاء مثل هذه الصناديق مع اختلف تسمياتا وقد أنشأت لصنفي‬
‫رئيسيي ها‪:‬‬
‫‪ 1-‬إما لعالة الشكلت الناشئة مثل تقلب إيرادات النفط وعدم القدرة على التمكن با‬
‫وبالتال فهي تثل صناديق تثبيت أو ضبط‪.‬‬
‫‪ 2-‬أو من أجل إدخار جزء من إيرادات النفط للجيال القبلة وبالتال فهي تثل صناديق‬
‫ادخار‪.‬‬
‫وكما نعلم فإن صندوق ضبط الوارد قد ت إنشاءه ف أواخر شهر جوان سنة‬
‫‪ 2000‬هذه السنة الت ميزها الرتفاع الكبي لسعار البترول ومن العروف أن إيرادات‬
‫اليزانية العامة ف الزائر تأت غالبها من الباية البترولية فهذا الرتفاع ف السعار أدى‬
‫إل الرتفاع ف اليرادات التأتية من الباية البترولية وعلى هذا الساس فإن الكومة قد‬
‫اتذت إجراءات ومعايي صارمة أثناء إعدادها لقانون اليزانية لسنة ‪ 2000‬من خلل‬
‫اعتمادها على سعر مرجعي متوقع لسعار الحروقات قدره ‪ 19‬دولر تقدر من خلله‬
‫إيرادات اليزانية العامة هذا السعر يتم تديده بناءا على العطيات التوفرة على تقلبات‬
‫السعار ف السواق الدولية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫فمنذ تأسيس صندوق ضبط الوارد أصبح ظهوره بارزا ضمن اليزانيات الت تبي‬
‫عمليات الزينة فهو أداة فعالة لمتصاص الفائض التأت من إيرادات الباية والت عرفت‬
‫‪1‬‬
‫منذ سنة ‪ 2000‬وإل السنة الالية تزايد مستمر نتيجة لواصلة أسعار النفط ف الرتفاع‬
‫والدول يبي اليرادات الحولة إل صندوق ضبط الوارد من ‪ 2000‬إل ‪.2002‬‬
‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪26,5‬‬ ‫‪115,8‬‬ ‫‪453,2‬‬ ‫اليرادات الفائضة عن‬
‫ميزانية الدولة والت حولت‬
‫إل صندوق ضبط الوارد‬
‫اليرادات الحولة إل صندوق ضبط الوارد‬
‫الصدر‪ :‬بوفليج نبيل‪ ،‬اقتصاديات شال إفريقيا‪ ،‬مال السنة ‪ ،1‬السداسي ‪.2004 ،2‬‬

‫وقد استعملت إيرادات الصندوق خاصة ف تسديد الديونية العمومية للدولة سواء‬
‫الارجية أو الداخلية ويكننا القول بأن اليزانية العمومية للدولة ل تتعرض منذ سنة‬
‫‪ 1999‬إل غاية يومنا الاجة إل صدمة خارجية سلبية‪ ،‬ولذا ل تستعمل أصول‬
‫الصندوق لتحقيق هدفه الرئيسي وهو تعويض النقص الاصل ف إيرادات الدولة نتيجة‬
‫لعدم انفاض أسعار البترول‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الطلب الرابع‪ :‬مشروع يسجل ف صنف الولويات‪ :‬تويل مدينة حاسي مسعود‪:‬‬
‫لقد أوكلت لنة ما بي الوزارات مكونة من وزارة الطاقة والناجم وزارة‬
‫الداخلية والماعات الحلية والالية لا مهمة متابعة عملية (تأمي حقول بترول حاسي‬
‫مسعود) الذي يعتب مشروعا ذا أولوية‪ ،‬وتويل مدينة حاسي مسعود‪ 60000 :‬نسمة‬
‫حيث يتواجدون ف خطر معتب‪ ،‬إذا يعيش الواطنون على مقربة من قنوات نقل البترول‬
‫والغاز‪.‬‬
‫‪ - 1‬بوفيلج نبيل‪ ،‬اقتصاديات شال إفريقيا‪ ،‬ملة السنة‪ ،‬العدد ‪ 01‬السداسي ‪ ،2004 ،2‬ص ‪.252‬‬
‫‪ - 2‬تديات سوناطراك ف السوق النفطية‪ ،‬بن شيعب نصر الدين أممد نسرين ص ‪.70-69‬‬

‫‪50‬‬
‫ولذا‪ ،‬فإن سلطات البلد قررت تويل مدينة حاسي مسعود ف إطار منظم حيث‬
‫تتجند كل الواردات العنية بيث يكون التحويل على ثلث مستويات‪:‬‬
‫‪ -‬الول‪ :‬يتعلق بتحويل ‪ 60000‬نسمة من السكان‪.‬‬
‫‪ -‬الثان‪ :‬يتعلق بالياكل القاعدية (مدارس‪ ،‬طرق‪ ،‬مطار)‪.‬‬
‫‪ -‬الثالث‪ :‬يتعلق بقرات الشركات والؤسسات القائمة ف هذه الدينة وحسب السلطات‬
‫فإن الطارئ اليوم هو تضي إعادة إسكان مواطن الدينة‪.‬‬
‫وف إطار التعاون فقد منح الصندوق العرب للتنمية القتصادية والجتماعية‬
‫قروض للتمويل‪ ،‬بناء سكنات جديدة باسي مسعود بدف إناح النقل‪.‬‬
‫وقد شرع ف هذا الشروع منذ شهر أفريل ‪ 2005‬وقد صرح كل من‪:‬‬

‫‪ -‬السيد أحد أو يي رئيس الكومة سابقا‪:‬‬


‫"أخطار كبية جاثة ليس فقط على النشأة البترولية‪ ،‬ولكن أيضا على كل مدينة‬
‫حاسي مسعود الت تعتب مور بترول‪ ،‬ولذا فإنه من الضروري الختيار ف إطار عملية‬
‫تويل الدينة إل موقع بعيد عن النشأة البترولية من أجل ضمان أمن الواطني"‪.‬‬

‫‪ -‬السيد شكيب خليل وزير الطاقة والنجم‪:‬‬


‫"يب أن تصبح حاسي مسعود مور بترول ولذا فإن من الضروري الختيار ف‬
‫إطار عملية تويل الدينة‪ ،‬موقع بعيد عن النشأة البترولية من أجل ضمان أمن الواطني"‪.‬‬

‫‪ -‬السيد يزيد زرهون وزير الداخلية والماعات الحلية‪:‬‬


‫"كل البيانات أو الياكل منجزة على خط أنابيب أو على مقربة من البار سيتم‬
‫تنحيتها وهي البناءات الت تشكل خطرا كبيا بالنسبة للسكان ويتعلق المر هنا بالرواح‬
‫البشرية الت يب حايتها"‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬السيد عبد اللطيف بن أشنهو وني الالية سابقا‪:‬‬
‫"الدولة تلك كل الوسائل لعالة هذه السألة‪ ،‬ووضع حد للفوضى الت سادت‬
‫للسنوات ف هذه الدينة"‪.‬‬

‫‪ -‬السيد بو كزازة وزير مكلف منتدب بالدينة‪:‬‬


‫"حاسي مسعود هي مفجرة‪ ،‬منطقة خطية على الواطني القاطني با ومن‬
‫واجب الدولة تفادي كل مفاجأة غي سارة"‪.‬‬

‫‪ -‬السيد ممد بوزيان الرئيس الدير العام لسوناطراك‪:‬‬


‫"نقل مدينة حاسي مسعود‪ ،‬سيتم بشاركة سونطراك الت كان لا من قبل ردود‬
‫‪1‬‬
‫فعل على مستوى هذه النشأة لتحسي المن‪ ،‬البيئة وحايتها"‪.‬‬
‫وقد كشفت مصادر مؤكدة من ميط ملس إدارة الؤسسة العمومية الكلفة‬
‫بعملية دراسة إناز الدينة الديدة حاسي مسعود أن تكلفة إناز هذه الخية تفوق ‪05‬‬

‫مليي دولر كغلف مال إجال‪ ،‬كما سيتم العلن قريبا عن الناقصة وسحي دفاتر‬
‫الشروط التعلقة بعمليات التشييد القرر انطلقها على النظور القريب فور النتهاء من‬
‫الجراءات الدارية العمول با ف هذا الانب‪ ،‬حيث من النتظر أن تشارك ف الناز‬
‫مؤسسات كبى ل يكشف عن سابق خبتا ف مثل هذه الورشات الضخمة وكانت‬
‫الكومة قد خصصت ف السابق ما قيمته ‪ 50‬مليار دينار جزائري ف الرحلة الول‬
‫عقب الكشف عن نيتها ف تويل السكان قبل الثلث سنوات بسبب ما وصفتها‬
‫بالخطار الحدقة بم والتمثلة ف زهاء ‪ 25‬منبعا نفطيا تعد نقاطا سوداء تيط بالدينة‬
‫القدية‪.‬‬
‫وكان وزير الطاقة والناجم‪ ،‬شكيب خليل‪ ،‬قد أوضح على هامش‪ 2‬تنصيب‬
‫ملس الؤسسة الذكورة شهر فيفري من السنة الارية‪ ،‬حيث وضع على رأسها الدير‬

‫‪ - 1‬تويل مدينة حاسي مسعود "الدث سوناطراك الجلة العدد رقم ‪ 46‬جويلية ‪ ،2005‬ص ‪.44‬‬
‫‪ - 2‬جريدة الشروق اليومي ‪ 26‬ديسمب ‪ ،2007‬العدد ‪ 2182‬ص ‪.7‬‬

‫‪52‬‬
‫العام‪ ،‬مراد زرياطي‪ ،‬أن الدينة ستنجز وفق معايي دولية على أن تكون ف البداية لفائدة‬
‫عائلت العمال العاملي بالشركات البترولية وتضم مرافق حيوية متعددة‪.‬‬
‫وتشي أطراف ثانية متابعة للشأن الحلي أن الخطط التوجيهي للتهيئة العلن عنه‬
‫مؤخرا يشبه إل حد كبي مدنا جديدة أنزت السنوات السابقة ف دول خليجية خاضت‬
‫تربة إبعاد سكانا من الخطار على غرار المارات والسعودية‪ ،‬وإن كانت بعض‬
‫الطراف أشارت إل احتمالية لوء السلطات الختصة لحقا إل تعويض بقية السكان‬
‫ف إطار نزع اللكية من أجل النفعة العامة حسب القواني السارية ف حالة تنفيذ العملية‬
‫والشروع ف الترحيل الماعي‪ ،‬فإن السرية الت يكتنفها اللف وطول تدارسه جعل‬
‫الهال يصنفونه ف خانة الشاريع اليتة كمشروع تويل العاصمة إل مدينة بوغزول‪،‬‬
‫وأخرى أخذت الوقت الكاف دون فائدة على اعتبار أن النازات ل تنطلق لد الساعة‬
‫‪1‬‬
‫بعد مرور سنوات عن فكرة التحويل الت ل تكن مدرجة ف الاضي‪.‬‬

‫خاتة الفصل‪:‬‬
‫من خلل هذا الفصل يكن أن نستخلص أن أزمت ‪ 86-98‬وتأثيها على‬
‫القتصاد الوطن جعلت الزائر تبحث عن عوامل النطلق القتصادي والتفتح على‬
‫الستثمارات وتبن الشراكة الجنبية‪.‬‬
‫فالتجربة الت عاشتها الزائر مهدت لياد طرف وتوجهات إستراتيجية تسعى‬
‫إليها ف الوقت الراهن تفاديا للوقوع ف نفس الطأ‪.‬‬

‫‪ - 1‬جريدة الشروق اليومي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.7‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الول‪:‬‬
‫يوجد ف خزينة الدولة ما يزيد عن ‪ 110‬مليار دولر كاحتياطات للصرفمع ناية‬
‫ديسمب ‪ ، 2007‬إل أن الوانب الفية وراء لغة الرقام الت تشيد بنمو مستوى هذه‬

‫‪54‬‬
‫الحتياطات‪ ،‬تفي وراءها العديد من الوانب السلبية والثار على الهة الجتماعية‬
‫بالصوص‪.‬‬
‫استنادا إل العطيات السابقة سوف نتطرق ف هذا الفصل إل دراسة الوفرة‬
‫الالية الالية الت تعرفها الزائر معرجي على الصلحات ف ظل هذه الوفرة وأخيا‬
‫سنتناول موضوع الساعة التمثل ف مفارقة الرخاء الال والستوى العيشي‪.‬‬

‫البحث الول‪ :‬الوفرة الالية‪:‬‬

‫الطلب الول‪ :‬مظاهر الرخاء الال‪:‬‬


‫يكن تلخيص مظاهر الرخاء الال ف العناصر التية‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬تراجع الديونية‪:‬‬


‫يبي الدول أدناه كيف أن الديونية الارجية للجزائر تراجعت بشكل واضح‬
‫منذ ‪ ،1990‬متزامنة مع انتهاء فترة تطبيق برنامج التصحيح اليكلي‪ ،‬حيث انتقلت من‬
‫‪ 28,3‬مليار دولر سنة ‪ 1999‬إل ‪ 22,3‬مليار دولر سنة ‪ ،2001‬ث إل ‪ 21,43‬مليار‬
‫دولر عام ‪ ،2004‬لتنخفض إل ‪ 16,4‬مليار دولر عام ‪ ،2005‬و ‪ 45?9‬مليار دولر ناية‬
‫السداسي الول من عام ‪ 2006‬وف ديسمب ‪ 2006‬قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة‬

‫‪55‬‬
‫خفضت الدين الارجي إل ‪ 4,7‬مليار دولر‪ ،‬مع العلم أن الزائر سددت كافة ديونا‬
‫‪1‬‬
‫مع ناية ديسمب ‪.2007‬‬

‫الوحدة‪ :‬مليار دولر‪.‬‬


‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫السداسي الول‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫السنوات‬
‫‪2006‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪4,7‬‬ ‫‪9,45‬‬ ‫‪16,4‬‬ ‫‪21,41‬‬ ‫‪22,3‬‬ ‫‪25,2‬‬ ‫‪28,3‬‬ ‫الديونية‬
‫الارجية‬
‫من إعداد الطالبي‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬ارتفاع احتياطات الصرف‪:‬‬


‫سجلت احتياطات الصرف تسن غي مسبوق ف السنوات الخية‪ ،‬حيث وبعد‬
‫أن كانت هذه الحتياطات تبلغ ‪ 11,9‬مليار دولر سنة ‪ 2000‬لتصل إل ‪ 110‬مليار‬
‫دولر ف سنة ‪.2007‬‬
‫حيث ارتفع احتياطي العملت الجنبية ف الزائر إل ‪ 90,96‬مليار دولر ف ناية‬
‫جوان الفائت بسبب ارتفاع صادرات النفط الت تزيد قيمتها عن إجال الواردات‪،‬‬
‫ونقلت وكالة النباء الزائرية الرسية عن مافظ البنك الركزي الزائري ممد لقصاص‬
‫قوله ف اجتماع مع كبار مسؤول البنوك‪ ،‬إن احتياطات تعادل قيمة واردات ثلث‬
‫سنوات‪.‬‬
‫واعتب الستوى القياسي للحتياطات ف النصف الول من عام ‪ 2007‬عنصر أمان‬
‫للقتصاد القومي من الصدمات الارجية‪ ،‬وأظهرت بيانات رسية وصول الحتياطات‬
‫ناية ديسمب ‪ 2006‬إل ‪ 77,87‬مليار دولر مقارنة مع ‪ 56,18‬مليار دولر ناية ‪.2005‬‬

‫‪ - 1‬رسالة ماجستي‪" ،‬النطلق القتصادي ف الدول النامية حالة الزائر" من إعداد عبد الرحن بن سانية تت إشراف الدكتور‪ :‬بن بوزيان‬
‫ممد جامعة تلمسان ‪.2005‬‬

‫‪56‬‬
‫إذ وصل ناية ‪ 2007‬احتياطي الصرف إل ‪ 110‬مليار دولر‪.‬‬
‫ومن خلل الدول التال نبي احتياطات الصرف للسنوات الخية (‪-2007‬‬
‫‪1‬‬
‫‪)2000‬‬

‫جدول تطور احتاطي الصرف للسنوات الخية (‪)2000-2007‬‬


‫‪007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنوات‬
‫‪10‬‬ ‫‪77,87‬‬ ‫‪56,18‬‬ ‫ناية سبتمب‬ ‫ناية سبتمب‬ ‫‪23,5‬‬ ‫‪17,96‬‬ ‫‪11,96‬‬ ‫احتياطي الصرف‬
‫‪41,00‬‬ ‫‪30,00‬‬ ‫(مليار دولر)‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الزائر تثي شهية الشركات العالية‪:‬‬


‫الزائر من الدول الت استفادت من ارتفاع أسعار البترول حيث تصدر يوميا‬
‫حوال مليون برميل‪ ،‬كما أنا تضع ميزانيتها على أساس ‪ 19‬دولر من سعر البميل‬
‫الواحد‪ ،‬بينما يذهب باقي البلغ لصال الزينة العمومية تفاديا لي تذبذب ف أسعار‬
‫البترول‪ ،‬ونحت ف توفي سيولة كبية ومضاعفة ميزانية كل أنواع الشاريع ما فتح‬
‫شهية كبى الشركات العالية‪ ،‬خاصة الشركات المريكية والكندية والفرنسية الت‬
‫تطمح إل الستفادة من هذه السوق الضخمة لسيما وأنا بوابة أوربا إل القارة‬
‫‪2‬‬
‫الفريقية‪.‬‬

‫الطلب الثان‪ :‬خلفيات ارتفاع الحتياطات الدولية للجزائر‪:‬‬


‫من الوانب الت تستدعي الجابة حول معرفة كيفية تكوين هذه الحتياطات‪،‬‬
‫وهل كانت نتيجة لتطور ف قدرة القتصاد الداخلية‪ ،‬أم أنا نتيجة لعوامل خارجية غي‬
‫مستقرة‪ ،‬حيث عرفت الزائر بعد تطبيق برنامج التعديل اليكلي وحت السنوات الخية‬

‫‪www.ELKHABAR.com - 1‬‬
‫‪www.arabian business.com - 2‬‬

‫‪57‬‬
‫ارتفاعا ملحوظا وغي مسبوق ف مستويات احتياطاتا الدولية∗ والت بلغت ف الونة‬
‫الخية حدود ‪ 110‬مليار دولر أمريكي‪ ،‬واعتب ذلك من طرف الهات الرسية للبلد‬
‫إناز لسياسات الصلح للقتصاد اعتبار أن هذه الحتياطات تدعم القتصاد الوطن‬
‫وتعتب وسيلة للمحافظة على سعر صرف العملة الوطنية‪.‬‬
‫إل أن السؤال الذي يطرح نفسه هو‪ :‬كيف تكنت الزائر ف فترة وجيزة من‬
‫تكوين هذا الستوى الرتفع من الحتياطات الدولية؟‬
‫إن القيقة الت تفرض نفسها هي أن هذا الرتفاع ف احتياطات الزائر من‬
‫العملة الصعبة‪:‬‬
‫‪ -‬واكب برنامج التعديل اليكلي‪.‬‬
‫‪ -‬كان ف فترة ارتفاع كبي جدا لسعار النفط‪.‬‬

‫أ‪ /‬فبالنسبة للمر الول‪:‬‬


‫فإن جدولة الديون الارجية قد مكنت الزائر من تفيف أعباء خدمة الدين‬
‫الارجي‪ ،‬ومن توفي مستوى مرتفع من الحتياطات الدولية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى فقد أدت السياسات النكماشية الرافقة لتطبيق برنامج التصحيح اليكلي إل‬
‫خفض الطلب على العملة الصعبة‪ ،‬حيث أدى ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬وارتفاع الستوى‬
‫العام للسعار وإلغاء الدعم وارتفاع الضرائب غي الباشرة وانفاض مستوى الجور‬
‫القيقية وخفض معدلت النفاق العمومي إل خفض معدل نو الطلب الكلي الذي‬
‫انعكس على خفض خطط التوسع ف الستثمار والستياد وبالتال وجود فائض ف‬
‫سوق الصرف الجنب قام البنك الركزي بتركيمه ف شكل احتياطات‪.‬‬

‫ب‪ /‬أما بالنسبة لرتفاع أسعار الحروقات‪:‬‬

‫‪ - ‬نقصد هنا العن الضيق للحتياطات الدولية‪ ،‬أي اليازة الرسية للعملت الصعبة ‪ +‬ما يكنه البنك الركزي من رصيد ذهب ‪ +‬وحدات‬
‫السحب الاصة ‪ +‬صاف مركز الحتياطي لدى صندوق النقد الدول‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫فإن من أهم الختللت الساسية ف القتصاد الزائري اعتماد بشكل كبي جدا‬
‫على عائدات النفط‪ ،‬ولقد كان من السباب الساسية الكامنة وراء ارتفاع احتياطات‬
‫الزائر من العملة الصعبة ف الونة الخية‪.‬‬
‫إذن فالنتيجة الت نرج با استنادا إل ما ذكر أن ارتفاع احتياطات الصرف ل‬
‫يرجع إل تطور ف قدرة القتصاد الذاتية‪ ،‬وإنا يرجع بالساس إل عوامل خارجية أهها‬
‫تطبيق برنامج التعديل اليكلي الذي تفرضه الؤسسات النقدية الدولية‪ ،‬والتحسن ف‬
‫‪1‬‬
‫أسعار النفط عاليا‪.‬‬

‫الطلب الثالث‪ :‬العتماد على الحروقات وهشاشة الرخاء الال أمام تغي سعر‬
‫الدولر‪:‬‬
‫إن السمة الرئيسية الت ظلت تطبع القتصاد الزائري منذ الستقلل وإل اليوم‬
‫‪2‬‬
‫اعتماد وبشكل شبه مطلق على الحروقات كمصدر تويل للقتصاد‪.‬‬
‫بيث أنه بي ‪ 1999‬و ‪ 2007‬حققت الدول الصدرة للنفط مداخيل بلغت ‪2500‬‬

‫مليار دولر ‪ ...‬مبلغ جيد! ولكن سرعان ما يتضح أنه وبالنظر إل الدولر الثابت فإن‬
‫صادرات الحروقات خلل الفترة ‪ 2001-2007‬كانت قيمتها أقل بكثي ما سجل خلل‬
‫الصدمتي لسنت ‪ 1973‬و ‪ 1979‬عندما نقارن الداخيل الحصلة خلل تلك الفترة‬
‫(مداخيل‪/‬سكان) بنفس معدل حصة الفرد لفترة ‪ ،1999-2005‬ند أن الدول الصدرة‬
‫للبترول حققت مداخيل تثل أقل من نصف تلك سجلت خلل الفترة ‪.1973-1980‬‬
‫بالنسبة للفترة ‪ 1973-1980‬بلغت مداخيل الدول الصدرة للنفط بالدولر الثابت‬
‫‪ 1250‬دولر للفرد‪ ،‬وبالنسبة للفترة ‪ 2002-2007‬ل تعد تثل سوى ‪ 650‬دولر للفرد‪،‬ف‬
‫كلمة واحدة النفراج النفطي الحقق بي ‪ 1999-2007‬ل يثري الدول الصدرة بالقدر‬

‫‪ - 1‬رسالة ماجستي‪" ،‬النطلق القتصادي ف الدول النامية حالة الزائر" مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.245 ،244‬‬
‫‪ - 2‬رسالة ماجستي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.245‬‬

‫‪59‬‬
‫الت كانت عليه المور سنوات ‪ 1973-1980‬بل كان الثراء بالنسبة للدول الصدر أقل‬
‫‪3‬‬
‫بكثي‪.‬‬

‫الطلب الرابع‪ :‬أسباب تبن السعر الرجعي ‪ 19‬دولر ليزانية ‪:2008‬‬


‫اختتمت السنة القتصادية ‪ 2007‬ف الزائر على موارد حققتها الدول من‬
‫الصادرات بلغت ‪ 59‬مليار دولر‪ ،‬وفائض تاري قدره ‪ 19,5‬مليار دولر‪ ،‬واستثمارات‬
‫أجنبية مططة بجم ‪ 41,5‬مليار دولر‪ ،‬وعلى مديونية داخلية معدومة وخارجية ل تكاد‬
‫تذكر‪ ،‬وفائض بنكي يتجاوز ‪ 1400‬مليار دينار‪ ،‬وافتتحت للسنة الديدة ‪ 2008‬على‬
‫قانون للمالية رصد للنفقات العمومية مبلغ ‪ 56‬مليار دولر‪ ،‬واعتمد ‪ 19‬دولر سعرا‬
‫مرجعيا للنفط‪.‬‬
‫وما أن أعلن عن الوازنة العامة للدولة لعام ‪ 2008‬حت تدد السؤال الذي مازلنا‬
‫نطرحه منذ ‪ 4‬سنوات ‪ ...‬ماذا يعن أن تعتمد الكومة هذا السعر لبميل النفط الذي‬
‫تاوز تسعيه ف البورصات العالية ‪ 125‬دولر؟‬
‫وماذا عن الفائض الناجم عن ذلك‪ ،‬والقدر با يقارب ‪ 105‬دولر للبميل‬
‫الواحد؟‬

‫تربة الاضي يب أن ل تثي الوف من الستقبل‪.‬‬


‫ف تقرير أخي لوكالة الطاقة الدولية ل تستبعد أن يظل سعر النفط على ما هو‬
‫عليه بسبب استقرار الطلب‪ ،‬وذهبت مصادر من داخل (‪ )OPEC‬إل أن بلوغ سعر‬
‫الذهب السود ‪ 200‬دولر للبميل يعد مشهدا غي مستبعدا‪ ،‬فلقد أفاد تقرير التنمية‬
‫البشرية للمم التحدة ‪ 2000-2008‬بأن النمو سيستمر ف دول شرهة الطاقة مثل الصي‬
‫وكوريا‪.‬‬
‫وهكذا تمع كل الدلئل الحصائية على حقيقة واحدة سيظل سعر النفط عاليا وبعدا‬
‫بشكل كبي عن مستوى ‪ 19‬دولر لسنوات أخرى‪.‬‬
‫‪www.arabiehouse.com - 3‬‬

‫‪60‬‬
‫والتساؤل هنا يطرح كيف يكون حال موازنة الزائر لو اقتربت تقديرات السعر‬
‫الرجعي للنفط من الد الدن ‪ 55‬دولر؟ بعملية بسيطة سترتفع النفقات بنحو ‪200%‬‬

‫وستتمكن الكومة من تغطية الكثي من الطالب ولسيما قطاع الشغل‪ ،‬وإن هي‬
‫خشيت من التضخم الناجم عن الكتلة النقدية الناتة عن التحويلت الجتماعية‪ ،‬فإنا‬
‫ستستفيد من خصم الضرائب وقد تستغن عن الرسوم الختلفة وكلها عوامل تدم‬
‫القدرة الشرائية ورفاهية السكان‪.‬‬
‫هنا يرى القتصاديون أن سياسة الكومة فيها الكثي من نقاط القوة ولعل أبرزها‬
‫مبدأ التحوط وتزين الدخار العمومي للمتقبل‪ ،‬وهذا جيد كما دلت على ذلك سورة‬
‫يوسف ف القرآن الكري عندما عمدت حكومة العزيز بإشارة من نب ال إل تزين‬
‫‪1‬‬
‫القمح ليوم الزمة‪ ،‬وبي قمح العزيز ونفط القول ف السياق التاريي تشابه‪.‬‬
‫كما يرى شكيب خليل ضيف منتدى التلفزيون ف رده حول اعتماد ‪ 19‬دولر‬
‫كسعر مرجعي‪ ،‬أن الفائض من ‪ 19‬دولر يصب ف صندوق ضبط اليرادات وهذا‬
‫الصندوق تستعمله الدولة كأداة لتمويل مشاريعها فهنا ف الواقع تقوم بوضع سعر‬
‫‪2‬‬
‫مرجعي من ‪ 55‬دولر إل ‪ 60‬دولر وليس ‪ 19‬دولر‪.‬‬

‫البحث الثان‪ :‬الصلحات‪:‬‬

‫الطلب الول‪ :‬البنامج التكميلي لدعم النعاش القتصادي ‪:2004-2009‬‬


‫كتكملة لساعي رئيس المهورية فيما يص تنمية القتصاد الوطن ولقد ت وضع‬
‫برنامج تكميلي لدعم النعاش القتصادي وف هذا الصدد قد ت رصد مبلغ مقداره ‪55‬‬

‫مليار دولر ف خطابه يوم ‪ 24‬فباير ‪ 2005‬ومن أهم البادئ الت يقوم عليها هذا‬
‫البنامج هي كالت‪:‬‬

‫‪ .I‬الصلح ف الجال القتصادي خلل السنوات المس القادمة‪:‬‬


‫‪ - 1‬جريدة الشروق اليومية‪ ،‬يوم الميس ‪ 03‬جانفي ‪ ،2008‬العدد ‪.2188‬‬
‫‪ - 2‬حصة منتدى التلفزيون الت استضافة وزير الطاقة والناجم شكيب خليل يوم ‪ 22‬مارس ‪.2008‬‬

‫‪61‬‬
‫وقد تلى ذلك ف بداية سريان اتفاق الشراكة‪ ،‬الت أبرمتها الزائر مع التاد‬
‫الورب‪ ،‬والنضمام إل ‪ OMC‬والت مازالت تتفاوض بشأنا‪.‬‬
‫كما تسعى الزائر إل عصرنة النظومة الالية ومضاعفة فعالية الدور القتصادي‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪ .II‬تثمي الطاقات القتصادية الوطنية وتطويرها‪:‬‬


‫وذلك من خلل ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1-‬إنعاش نسيج الؤسسات ومضاعفته والقيام بتطوير عملها التاهات التية‪:‬‬
‫* تشجيع النتاج والتحويل الحليي عن طريق التدابي التعريفية اللئمة‪.‬‬
‫* دعم خدمات السناد للمؤسسة وذلك ف مال تكوين السيين وتديد معارفهم‬
‫وتشجيع البحث‪.‬‬
‫* تأهيل الؤسسات الصغية والتوسطة ورفع عددها وذلك من خلل تطوير مشاتل‬
‫الؤسسات ومراكز التسهيل لساعدة الستثمار ومستحدثي الؤسسات من الشباب‬
‫والساعدة على إناز الدراسات الضرورية‪.‬‬
‫* وضع الشباب ذوي الكفاءات تت تصرف الؤسسات الصغية والتوسطة ف إطار‬
‫ترتيبات ما قبل التشغيل‪.‬‬
‫‪ 2-‬تثمي الثروات الوطنية بشكل أكب‪:‬‬
‫خاصة ف الحروقات والناجم وذلك من خلل الستثمارات الجنبية الباشرة أو‬
‫الستثمارات ف شكل شراكة ف قطاع الحروقات وكذلك الصلحات ف الجال‬
‫الفلحي بفضل الخطط الوطن للتنمية الفلحية‪.‬‬

‫الطلب الثان‪ :‬قانون الحروقات الديدة‪:‬‬


‫أقرت الكومة الزائرية مشروع جديدة لتحديد قطاع الطاقة‪ ،‬ما يهد السبيل‬
‫لصلح قطاع النفط والغاز ف البلد وذلك قبل يومي من ذكرى قرار التأميم الذي‬
‫أعلن يوم ‪ 24‬فباير ‪1971‬م وصادق ملس الوزراء خلل اجتماعه السبوعي ‪-2005‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ 22-02‬برئاسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على إحياء مشروع القانون بعد أن تعرض‬
‫للتجميد ف عام ‪2001‬م ف أعقاب حلة احتجاج واسعة قادها التاد العام للعمال‬
‫الزائريي (أكب نقابة عمالية) وهو ما اعتب وقتها فشل ذريعا لوزير النفط دفعا جديدا‬
‫يكن الكومة من الستفادة من الفرص التاحة ف السوق النفطية‪ ،‬وخاصة ف ظل‬
‫مؤشرات تؤكد استمرار ارتفاع الطلب على النفط والغاز الطبيعي ف العال‪ ،‬وينص‬
‫مشروع القانون على منح حقوق منجمية لتعاملي وطنيي وأجانب‪ ،‬وإنشاء (‪ )3‬ثلث‬
‫وكالت مستقلة تكلف بالعلم ومنح القول (استنادا على استدراج للعروض العامة)‬
‫وتنظيم القطاع كما يسعن لصلح احتكار الدولة لنتاج وتوزيع الكهرباء على أن يبقى‬
‫‪1‬‬
‫عليه ف مال نقله‪.‬‬
‫ويهدف الشروع إل توضيح دور الكومة وشركة الحروقات الزائرية‬
‫(سوناطراك) وسيعود للحكومة دور منح القول النجمية والترخيص باستغلل حقول‬
‫جديدة بينما ترتكز مهمة سوناطراك على الهن القاعدية‪ ،‬ودورها كشركة نفطية مدعوة‬
‫للتنافس ف السوق العالية بالوازاة مع ذلك وف تصريح لوزارة الطاقة والناجم أنما‬
‫تتوقع أن تبلغ قدرة إنتاج النفط الزائري ‪ 1.5‬مليون برميل للسنة الارية‪ ،‬وأن الزائر‬
‫ستعمل على زيادتا لتبلغ مليون برميل يوميا سنة ‪2010‬م إذا تنفذ الشاريع منذ عام‬
‫‪ 1999‬لزيادة طاقتها النتاجية النفطية الت تبلغ حاليا ‪ 1,350‬مليون برميل يوميا وعلى‬
‫الصعيد نفسه تشي الكومة إل أرقام إيابية تققت بفضل الصلح الذي حدث ف‬
‫القطاع منذ عام ‪1999‬م‪ ،‬وقال الرئيس بوتفليقة مع مطلع السبوع ف افتتاح مؤتر‬
‫منظمات العمل العربية (الدورة ‪ )32‬إذا ما تقق لد الن هو دليل على جدوى‬
‫الصلحات الت كنا بصدد إدخالا على القطاع الذي يوفر ‪ 96%‬من اليرادات موازنة‬
‫الدولة السنوية ‪ ...‬داعيا العمال إل نفهم قراراته‪ ،‬والتحلي بالصب من أجل قطف ثار‬
‫الصلحات هاته وجدير بالذكر أن "سنواطراك" والت ت تأسيسها عام ‪1963‬م حققت‬
‫اكتشافات خلل سنة ‪2000‬م وترتيبها من حيث الهية يأت كعاشر شركة عالية‪،‬‬
‫‪.www.arabiyz.net/article.exper - 1‬‬

‫‪63‬‬
‫والول إفريقيا‪ ،‬وبلغ حجم أعمالا سنة ‪2004‬م نو ‪ 40‬مليار دولر‪ ،‬وأبرمت ‪ 46‬عقدا‬
‫‪1‬‬
‫منذ ‪1986‬م وتسيد استثمارات مباشرة للشركات الجنبية تفوق ‪ 3‬مليار دولر‪.‬‬

‫الفرع الول‪ :‬الهداف الرامية من القانون التمهيدي للمحروقات‪:‬‬


‫عقد ملس الوزراء يوم الثلثاء ‪ 22-02-2005‬اجتماعا برئاسة رئيس‬
‫المهورية ‪ ,‬حيث تناول بالدراسة والوافقة على الشروع التمهيدي للقانون التعلق‬
‫بالحروقات‪ ،‬يرمي مشروع القانون التمهيدي القترح إل تسي أداء القطاع‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق مضاعفة استقطاب رؤوس الموال والتكنولوجيا لفائدة القطاع‪ ،‬ومن أجل منافسة‬
‫متزايدة الشدة ف سوق الحروقات‪ ،‬واستكمال مسار الصلح للقطاع الذي سبق وأن‬
‫انطلق مع تولت التشريع النفطي الت أدخلت ف سنت ‪1986‬م – ‪1991‬م‪ ،‬الجراءات‬
‫ترمي من خلل هذا النص على وجه الصوص إل الفصل بي اختصاصات السلطة‬
‫العمومية للدولة والهام التقنية والقتصادية والتجارية الت هي من صلحيات الشركات‬
‫با فيها شركة سوناطراك ومهامها وسيها‪.‬‬
‫‪ -‬وإنشاء وكالتي متكلفتي بضبط الحتكارات الطبيعية لنقل وتزين النتوجات النفطية‬
‫بالسهر على احترام التنظيم التعلق بالحروقات‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد نظام جبائي جديد أبسط وأكر تفيزا بالنسبة لستثمارات اكثر جدوى‬
‫بالنسبة للدولة ويقتضي هذا النظام على وجه الصوص بتدعيم النشطة لتحفيز العاملي‬
‫على الستثمار ف النشطة ف الصب (النقل عب قنوات التكرير والتوزيع النفطي ‪)...‬‬
‫كما يقتضي بتحديد اليدان النجمي ف أربعة مناطق وفق درجة الصعوبة ولقد صمم‬
‫‪2‬‬
‫النظام البائي تصميما يضمن للدولة على القل‪.‬‬
‫مداخيلها بستواها الال‪ ،‬وهي مدا خيل ما لا للرتفاع مع تسي النتاج‬
‫وناعة العاملي‪.‬‬

‫‪.www.arabiyz.net/article.exper - 1‬‬
‫‪.www.arabiyz.net/article.exper - 2‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -‬توضيح الحكام التعلقة بالغاز الطبيعي بغية ضمان توين للسوق الوطنية‪ ،‬وتطوير‬
‫الصادرات وصون البيئة والستعمال العقلن للطاقات‪.‬‬
‫‪ -‬ترير النقل عب قنوات النتوجات البترولية بدف السماح للعاملي غي شركة‬
‫سوناطراك بالستثمار ف هذه الفروع‪ ،‬ومن ت رفع قدرات النقل على أقصى حد‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ سياسة السعار للمنتوجات البترولية على مستوى السوق الوطنية بشكل يشجع‬
‫الستثمار وف نفس الوقت يوجه الستهلكي نو النتوجات القل تلوثا‪.‬‬
‫ولدى تدخله إثر الناقشات سجل رئيس المهورية ما ساد جو الدوء والتشاور‬
‫البناء وروح السؤولية العالية بي سائر الشركاء الذين أسهموا ف إعداد هذا النص‪ ،‬ث‬
‫أكد أهيته وأثرة على القتصاد الدول‪ ،‬وعرفوا كيف يضعون الصال العليا للبلد فوق‬
‫جيع العتبارات الخرى‪ ،‬مع تسجيل ارتياحه للوثبة النوعية الت يزمع تقيقها اليوم ف‬
‫مال استغلل وتثمي وإدارة رصيدنا الطاقوي‪ ،‬وأكد رئيس المهورية أن هذه الطوة‬
‫تأت عشية الحتفال بذكرى تأسيس التاد العام للعمال الزائريي وتأميم الحروقات‬
‫‪1‬‬
‫الذين كانا لم الشوار الطويل ف بناء البلد اقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬ردود الفعال نتيجة قانون الحروقات الديد‪:‬‬


‫فاجأت الزائر أغلب الحللي بالصادقة على تعديل القانون الديد الحروقات‬
‫الذي كان سيهن ثروة تثل ‪ 98%‬من صادرات البلد‪ ،‬ول يبز على الساحة السياسية‬
‫إل حزبان عارضا القانون‪ ،‬وها حزب العمال وجبهة القوى الشتراكية‪ ،‬غي أن هذه‬
‫العارضة ل يكن لا أثر كبي لنا صدرت عن أحزاب معارضة‪ ،‬ول يتحرك الميع بن‬
‫فيهم الرئيس "بوتفليقة" قبل أن تبلغ أرباح شركات النفط الغربية العاملة ف الزائر قرابة‬
‫ال ‪ 5‬مليي دولر سنة ‪.2005‬‬
‫ويكن القول أن البميل الواحد يوفر للجزائر حاليا ‪ 50‬دولر ف البار الت‬
‫تلكها "سوناطراك" و ‪ 25‬دولر ف البار التيس تستغلها حسب مبدأ تقاسم النتاج‪،‬‬

‫‪.www.arabiyz.net/article.exper - 1‬‬

‫‪65‬‬
‫لكن البميل الواحد لن يوفر سوى ‪ 5‬أو ‪ 6‬دولرات حسب العقود الت تتم وفقا للقانون‬
‫الديد‪.‬‬
‫وأكد السيد "حسي مالطي"∗ ف تليله أن قانون الحروقات الديدة يوافق‬
‫الطلبات المريكية‪ ،‬بل يقدم خدمة كبى لـ و‪.‬م‪.‬أ‪ .‬حيث يفتح بابا لضرب القواعد‬
‫الت تتعامل با منظمة الدول الصدرة للنفط‪ ،‬وبي السيد "مالطي" كيف أن أغلب الدول‬
‫الصدرة‪ ،‬با فيها تلك الت لا علقات متميزة مع الوليات التحدة‪ ،‬تتعامل إما بواسطة‬
‫شركاتا الوطنية‪ ،‬أما بطريقة تقاسم النتاج‪ ،‬بينما يفتح القانون الديد الجال أمام صيغة‬
‫جديدة تسمح للمتعامل الجنب أن يسيطر على ‪ 80%‬من النتاج‪ ،‬ف وقت كانت‬
‫حصة سونطراك ل تنل عن ‪ ،51%‬ول تطالب أية شركة بتعديل ذلك‪.‬‬
‫ولحظت دراسة صدرت ف الزائر أن الشركات الت تقوم بالتنقيب يكنها‬
‫التصرف ف حقول النفط مثلما شاءت لن القانون يسمح بذلك‪ ،‬والشركة الجنبية‬
‫ستعمل لنتاج أكب كمية مكنة ف أقصر ظرف لن العقود عادة ما تكون مددة زمنيا‪،‬‬
‫وهي الطريقة الت تؤدي ف الكثي من الحيان إل ظواهر جيولوجية تؤدي إل ضياع‬
‫‪1‬‬
‫جزء من النفط الوجود ف البار باختلطه بالاء والغاز‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المتيازات من القانون الديد‪:‬‬


‫أكد وزير الطاقة والناجم أن الزائر قد تصل ف ناية سنة ‪ ،2007‬على مليار‬
‫دولر ف شكل رسوم على الفوائد الستثنائية الت حققتها الشركات البترولية الجنبية‬
‫العاملة ف الزائر‪ ،‬وكشف الوزير ف تصريح له أن قطاع الناجم بالزائر سجل العام‬
‫الاضي لول مرة منذ ‪ 10‬سنوات فائضا تاريا يقدر بـ ‪ 50‬مليون دولر‪ ،‬وقد بدأت‬
‫عملية تطبيق الضريبة على الفوائد الضافية منذ شهر أوت ‪ ،2006‬لكن الكومة‬
‫الزائرية ل تشرع ف تصيلها إل ف شهر مارس ‪ ،2007‬وقال أن التحصيل يتم بطريقة‬
‫طبيعية على الرغم من تردد بعض الشركات الجنبية ضعيفا أن الفوائد الت يققها‬
‫‪ - ‬نائب الدير العام السابق لشركة سوناطراك‪.‬‬
‫‪www.ELKHABAR.com - 1‬‬

‫‪66‬‬
‫شركاء الشركة الزائرية للمحروقات "سوناطراك" تصبح استثنائية عندما يتجاوز سعر‬
‫‪1‬‬
‫البميل ‪ 30‬دولر أمريكيا‪.‬‬

‫البحث الثالث‪ :‬الرخاء الال والستوى العيشي‪:‬‬


‫الطلب الول‪ :‬مفارقة الرخاء الال والستوى العيشي‪:‬‬
‫القيقة أن ارتفاع الحتياطات الدولية للجزائر ولغيها من البلدان النامية الت‬
‫طبقت وصفات صندوق النقد الدول والبنك العالي‪ ،‬وتفي وراءها العديد من الوانب‬
‫السلبية والثار على البهة الجتماعية بالصوص‪ ،‬ول يعب أبدا عن الوجه القيقي‬
‫للقتصاد‪.‬‬
‫فبالنظر إل الظرف العام الذي طبع الياة الجتماعية خلل الفترة الت عرفت‬
‫فيها هذه الحتياطات أعلى مستويات لا‪ ،‬نلحظ أنا تققت ف ظل ارتفاع متواصل‬
‫لستويات البطالة وخفض مستمر ف مستوى معيشة الوطن‪.‬‬
‫وإذا كانت ظاهرة "ترف الرفاه" تقضي بأنه عندما يزيد غن الدولة (ارتفاع‬
‫حجم الثروات والدخل القومي) يرتفع طلبها على الحتياطات الدولية (كما حدث ذلك‬
‫ف الدول العربية النفطية ف أعقاب الزيادات الائلة ف عوائدها النفطية خلل فترة‬
‫‪ ،)1973-1982‬فإن الفارقة ف الزائر أن الزيادة ف احتياطاتا من العملة الصعبة ل‬
‫ترجع إل تسن الناتج الحلي الجال‪ ،‬أو تسن غي عادي ف الصادرات‪ ،‬بل وبالعكس‬
‫كانت ف ظروف تدهور ف الدخول القيقية للمواطني وزيادة لعدلت البطالة‪ ،‬وهذا‬
‫ما أشار إليه رئيس الكومة السبق "أحد بن بتور"‪" ،‬الزائر تصدر الثروة وتستورد‬
‫‪2‬‬
‫الفقر"‪.‬‬

‫‪www.NADAA.net - 1‬‬
‫‪ - 2‬رسالة ماجستي‪" ،‬النطلق القتصادي ف الدول النامية حالة الزائر" مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.249‬‬

‫‪67‬‬
‫ففي التقرير الخي الذي قدمته الركزية النقابية للحكومة حول القدرة الشرائية‪،‬‬
‫أشار إل وجود هوة كبية بي معدل‪ 1‬الدخل القيقي للسر الزائرية القدر بوال‬
‫‪ 20000‬دج مع الزيادات الخية الت أدرجتها الكومة‪ ،‬والوقائع على الرض‪ ،‬حيث‬
‫يقدر الفارق با يعادل أجرة شهر كامل للعائدات متوسطة الدخل‪ ،‬أي ‪ 16000‬دج‪ ،‬ما‬
‫يفسر لوء كثي من السر إل الستدانة لتغطية العجز على الوفاء بالحتياجات‬
‫الساسية‪ ،‬بسبب امتصاص الكومة لجور الوظيف العمومي حت قبل وصولا إل‬
‫جيوب أصحابا‪.‬‬
‫كما خلصت الدراسة إل أن السرة الزائرية التكونة من ‪ 6‬أفراد تتاج إل دخل‬
‫ف حدود ‪ 35000‬دج شهريا لضمان الد الدن من احتياجاتا الساسية‪ ،‬مقابل ‪24700‬‬

‫دج قبل سنتي وحوال ‪ 30000‬دج منتصف السنة الفارطة (جوان ‪.)2007‬‬

‫الفرع الول‪ :‬أسباب الفارقة‪:‬‬

‫‪ 1-‬ارتفاع أسعار الواد الساسية‪:‬‬


‫سجلت أسعار الواد الساسية ف الزائر منذ بداية سنة ‪ 2008‬نسب ارتفاع‬
‫قياسية‪ ،‬مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة‪ ،‬ما ضرب القدرة الشرائية للجزائريي‪،‬‬
‫ونسبة الزيادات الطفيفة الت تدثت عنها الكومة قبل أن تصل تلك الزيادات إل‬
‫جيوب الوظفي والعمال‪.‬‬
‫وسجلت ظاهرة الزيادات ف أسعار الواد الساسية وتية تسارع قوية جدا‬
‫خلل السابيع الخية‪ ،‬بسبب الرتفاع الاد لقيمة العملة الوربية "الورو" أمام‬
‫الدولر المريكي‪ ،‬وحت أمام العملة الوطنية الدينار‪ ،‬حيث بلغ سعر الورو على‬
‫مستوى بنك الزائر ‪ 104‬دج‪ ،‬مرتفعا من ‪ 90‬دج بداية ‪ ،2007‬ف حي بلغت نسبة‬
‫بعض الزيادات ف أسعار الواد الساسية منذ بداية السنة الارية ‪ 99%‬بالنسبة لزيت‬
‫الائدة‪ ،‬و ‪ 70%‬بالنسبة لادة السميد‪ ،‬و ‪ 60%‬بالنسبة لادة الفرينة‪ ،‬وهي الواد الت ل‬
‫‪ - 1‬جريد الشروق‪ ،‬يوم ‪ 26‬مارس ‪ ،2008‬العدد ‪.2259‬‬

‫‪68‬‬
‫يكاد أي بيت بالنسبة السر مدودة الدخل أن يلو منها‪ ،‬ويبي الدول التال تطور‬
‫‪1‬‬
‫السعار عند الستهلك بي ‪ 2007‬والثلثي الول من ‪.2008‬‬

‫أسعار الالية للمستهلك نسبة الرتفاع‪.‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫معدل سنة‬ ‫الواد الغذائية الساسية‬
‫‪%70‬‬ ‫‪ 60‬دج‬ ‫‪ 35‬دج‬ ‫السميد‬
‫‪%60‬‬ ‫‪ 40‬دج‬ ‫‪ 25‬دج‬ ‫الفارينة‬
‫‪%99‬‬ ‫‪ 950‬دج‬ ‫‪ 450‬دج‬ ‫زيت الائدة‬
‫‪%40‬‬ ‫‪ 77‬دج‬ ‫‪ 50‬دج‬ ‫السكر‬
‫‪%35‬‬ ‫‪ 138‬دج‬ ‫‪ 100‬دج‬ ‫الب‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 25‬دج‬ ‫‪ 25‬دج‬ ‫حليب الكياس الدعم‬
‫‪%60‬‬ ‫‪ 65‬دج‬ ‫‪ 50‬دج‬ ‫مواد التنظيف‬
‫‪%60‬‬ ‫‪ 4000‬دج‬ ‫‪2500‬دج‬ ‫وصفة طبية واحد كل ثلثي‬

‫وبالعودة إل الشهر الثلثة الخية للسنة الارية‪ ،‬فإن أسعار الواد الساسية‬
‫تضاعفت بقارنتها بتوسط أسعار الثلثي الول من السنة الاضي‪ ،‬وهذا على مستوى‬
‫الساحات الكبى وتار التجزئة‪ ،‬على الرغم من الرقام القياسية للتضخم التعلقة بسنة‬
‫‪ 2007‬ل تتعد ‪ 4,4%‬حسب الديوان الوطن للحصاء‪.‬‬

‫‪ 2-‬الزائر ل توظف ‪ 66%‬من ناتها الام‪:‬‬


‫كشف رئيس الوزراء الزائري السبق أحد بن بيتور‪ ،‬أن ‪ 53‬مليار دولر من‬
‫الفائض التجاري للجزائر‪ ،‬غي موظفة‪ ،‬معتبا أن السألة حساسة طالا أن المر يتعلق‬
‫بجم مال مغيب‪ ،‬يثل ‪ 66%‬من الناتج الداخلي الام للجزائر‪ ،‬ف وقت قال خباء‬

‫‪ - 1‬جريدة الشروق اليومية نفس الرجع‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الشأن القتصادي ف الزائر‪ ،‬أن مطط دعم النمو الذي دخل عامه الثالث "يفتقد إل‬
‫النسجام‪ ،‬على الرغم من الخصصات الضخمة الت رصدتا السلطات الزائرية‬
‫لناحه‪ ،‬وزادت قيمتها عن ‪ 140‬مليار دولر‪.‬‬
‫وقال أحد بن بيتور‪ ،‬أن الزائر حققت فائضا تاريا مهما خلل الست سنوات‬
‫النقضية‪ ،‬بلغ بسبه ‪ 92,6‬مليار دولر‪ ،‬بيد أن معضلة الموال غي الوظفة‪ ،‬ألفت‬
‫بظللا‪ ،‬ول تكن الليات القتصادية التاحة من استعمال هذا الرافد الال الام‪ ،‬مشيا‬
‫إل أن الفائض السجل أعان فقط على مضاعفة تراكم احتياطي النقد الجنب الذي قد‬
‫يبلغ بسبه ‪ 110‬مليار دولر بلول سنة ‪ ،2010‬واستغرب السؤول الذكور كيف‬
‫للجزائر أن تنادي باستقطاب استثمارات أجنبية وضمان مرونة أكب لركة الموال‪،‬‬
‫بينما ما تلكه مكدس بل طائل‪.‬‬
‫كما أشار بن بيتور وهو خبي اقتصادي معروف‪ ،‬تراجع الصة الخصصة للفرد‬
‫الزائري من الناتج الحلي الجال‪ ،‬مبزا أنا صارت ‪ ،31,6%‬بعدما كانت تفوق ‪%‬‬
‫‪ 54‬قبل ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫هذا الطرح أيده البي القتصادي الزائري "عبد الق تعميي حيث لحظ أن‬
‫الستوى العيشي ف الزائر انفض بنسبة ‪ 10%‬منذ سنة ‪ ،1998‬ما جعل الرواتب تغطي‬
‫سوى ‪ 30%‬من القدرة الشرائية‪ ،‬كما أشار لوء الكومة إل رفع الجور‪ ،‬لكنها تعمد‬
‫بالتزامن ال رفع اسعار الواد الستهلكية مقابل النفاض الستمر للنتاجية بنسبة ‪%‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1,5‬سنويا‪ ،‬ما يعكس بسبه "هشاشة اقتصادية" بسبب غياب إستراتيجية واضحة‪.‬‬

‫الطلب الثان‪ :‬التدابي التخذة من طرف الكومة لوجهة هذه الفارقة‪:‬‬

‫الفرع الول‪ :‬زيادة رواتب الوظيف العمومية‪:‬‬


‫مر رئيس الكومة "عبد العزيز بلخادم" الزينة العمومية بإعداد رواتب الوظيف‬
‫العمومي‪ ،‬بناء على الشبكة الديدة للجور الت رفعت من النقطة الستدللية إل ‪45‬‬

‫‪www.ELNAHAR.com - 1‬‬

‫‪70‬‬
‫دج‪ ،‬وأخذت بعي العتبار معيار الؤهلت‪ ،‬فأفرزت زيادات متفاوتة ف أجور عمال‬
‫‪1‬‬
‫الوظيف العمومي حسب سلم الرواتب والشهادات‪.‬‬
‫وعلى الرغم أن الشبكة الديدة للجور تثل أول عمل جدي للحكومة إل أنه‬
‫توجد نداءات للضراب تريد النقابات الستقلة شنها ف قطاع الوظيف العمومي‪،‬‬
‫احتجاجا على تدن الجور وعدم اقتنائها بالشبكة الوطنية للجور‪.‬‬
‫يدث هذا ف وقت قالت فيه أكب نقابة ف الزائر ‪ ،‬على لسان أمينها العام‪ ،‬إن‬
‫الزيادة ف الجور تترواح بي ‪ 900‬دج ف الالت الدنيا وقرابة ‪ 24‬ألف دج لدى فئات‬
‫أخرى من الوظفي‪ ،‬وهي زيادة معقولة‪ ،‬حسب "علي مرابط"∗ حت وإن كانت غي‬
‫كافية بالنظر إل تطور مستويات أسعار الواد الغذائية‪ ،‬وتبقى الزيادة مهما كانت أو‬
‫وصلت نسبتها غي كافية‪ ،‬بالنظر إل أن الكومة ل تتحكم ف حلقات السوق وينقصها‬
‫عمل كبي ل تنجزه ف هذا اليدان‪ ،‬ولعله اللقة الفقودة الت جعلت الواطن ل يستفيد‬
‫من مزايا اقتصاد السوق‪ ،‬لكون السوق الزائرية بنتوجها الحلي والستورد تت رحة‬
‫الحتكرين الدد الذين يضعون السعار إل رغباتم ويارسون كل القواعد استثناء‬
‫‪2‬‬
‫ضوابط اقتصاد السوق‪.‬‬

‫الفرع الثان‪ :‬إنشاء صندوق لضمان استقرار السعار‪:‬‬


‫كشف مصدر مسؤول من وزارة التجارة ف تصريح لـ "الب"‪ ،‬بأن وزارة‬
‫التجارة كانت قد طالبت خلل الجتماع الوزاري الخي بضرورة إنشاء صندوق‬
‫لضبط وضمان استقرار أسعار الواد الساسية الواسعة الستهلك‪.‬‬
‫وجاء التفكي ف خلق هذا الصندوق نتيجة للتهاب بعض أسعار الواد مثل‬
‫السميد والبقول والزيت‪ ،‬جراء تسجيل أسعار قياسية لذه الواد ف السواق الدولية‪،‬‬
‫ويتزامن طلب إنشاء هذا الصندوق مع إعلن عن نية الكومة إنشاء دواوين تضمن‬

‫‪www.djelfa.info - 1‬‬
‫‪ - ‬الكلف بالوظيف العمومي بالركزية النقابية سابقا‪.‬‬
‫‪ - 2‬جريد الب اليومية‪ ،‬يوم السبت ‪ 12‬أفريل ‪ ،2008‬العدد ‪.5293‬‬

‫‪71‬‬
‫ضبط السوق مثلما ت القيام به بالنسبة للحليب‪ ،‬حيث باشر الديوان الوطن للحليب‬
‫نشاطه ف شهر جانفي الاضي‪ ،‬وكانت الكومة قد قامت بأخذ التدابي الرامية إل‬
‫الحافظة على السعر الال الدعم لكياس الليب والقدر بـ ‪ 25‬دج للكيس‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للمواد الساسية الخرى وغي الدعمة‪ ،‬ل تتمكن الكومة من مابة ارتفاع السعار‬
‫‪1‬‬
‫بعد أن أصبح سوق الطلب والعرض يتحكم ف تديد أسعارها‪.‬‬
‫ول يتم الكشف لد الن عن الليات الت سيتم اعتمادها لضمان ضبط وتنظيم‬
‫السوق ف ظل انفتاحه‪ ،‬وإن كان المر يص مواد ذات الستهلك الواسع مثل السميد‪،‬‬
‫الليب والواد الت عرفت ارتفاعا كبيا خلل السنة الالية بالصوص‪ ،‬وتعكف‬
‫السلطات على إنشاء دواوين تناط إليها مهمة الستياد‪ ،‬ث توزيع الادة العنية بالدعم‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وهي عادة تدابي يتم اعتمادها ف زمن الزمات الكبى‪.‬‬

‫خاتة الفصل‪:‬‬
‫من خلل هذا الفصل نستخلص أن الزائر ف تاريها الستقل ل تعرف رخاءا‬
‫ماليا مثلما تعرفه حاليا وقد تلى هذا من خلل مظاهره‪.‬‬

‫‪ - 1‬يومية الب‪ ،‬يوم الربعاء ‪ 26‬ديسمب ‪ ،2007‬العدد‬


‫‪ - 2‬يومية الب‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫لكن هذا الرخاء الال ل يأت بديد خصوصا على الصعيد الجتماعي‪ ،‬فالقدرة‬
‫الشرائية للمواطن هي ف تراجع مقارنة بالعشر سنوات الخية‪ ،‬وهذا ما عجل بالكومة‬
‫لتاذ إجراءات مثل زيادة الجور‪ ،‬لكن هذه الزيادة سرعان ما تفرغ ف وعاء ارتفاع‬
‫أسعار الواد الستهلكية‪.‬‬

‫‪73‬‬

You might also like