You are on page 1of 4

‫الحتلل السعودى للحرمين الشريفين‬

‫هذه مقتطفات من التقرير‪:‬‬


‫(ابلغنا من مصادر موثوقة أن الوهابيين بدأوا بالهجوم على المدينة المنورة وقد ألحقت إضراراً بالغة بقبة‬
‫الرسول‪ ،‬كما إن مسجد سيدنا حمزة دمر بشكل نهائي‪ ،‬ص ‪( 30‬دمرت في مكة قبب جنة المعل ـ مقبرة المعل‬
‫ـ والبيت الذي ولد فيه الرسول سوي بالرض وتؤكد الحكومة النجدية لنا أنه لن يحدث ذات الشيء في المدينة)‬
‫ص ‪.33‬‬
‫وقد أرسلت هذه الخبار أثناء وجود اللجنة في مكة أثناء تأديتها فريضة الحج عام ‪ ،1925‬وفي عام‬
‫‪ 1926‬دعا الملك إلى مؤتمر إسلمي لبحث مستقبل الماكن المقدسة دعا إليها أعضاء لجنة حركة الخلفة‬
‫حيث جاء في التقرير ص ‪.85‬‬
‫في ‪ 22‬مايو ‪ 1926‬وصلت إلى جدة السفينة‪ ،‬أكبرى حيث سمعنا أول أنباء سيئة للغاية عن التدمير المحزن‬
‫لقبب البقيع والماكن الخرى‪ ..‬ولقد ترددنا في تصديق ذلك لن الملك ابن سعود أكد لنا خطياً في لقاء سابق بأن‬
‫قبب المدينة وغيرها من الثار سوف تبقى على حالها‪.‬‬
‫وحال دخولنا مدينة جدة كان أول عمل لنا هو مقابلة الشيخ الحكومي عبد العزيز العتيقي والستفهام منه حول‬
‫المر‪ ،‬فأكد الخبار التي سمعناها‪ ،‬وقال بأن النجديين اعتبروا القبب وغيرها بدعة وكفراً وأضاف‪ :‬نحن في هذا‬
‫المر ل نهتم بالرأي العالم السلمي‪ ،‬أو أن المسلمين يعجبهم ذلك أم ل؟‪)!( .‬‬
‫أننا نشعر بالحزن لبلغكم ـ خطاب موجه للمسلمين الهنود ـ بأن مثل مكة العظيمة ومساجد المدينة المنورة لم‬
‫تحفظ حرمتها‪ ،‬وأن مثل قبب المساجد قد دمرت نهائياً ـ وهذه قائمة المساجد قد دمرت نهائياً وهذه قائمة‬
‫المساجد المدمرة‪ :‬مسجد فاطمة‪ ،‬مسجد الثنايا‪ ،‬مسجد المنارتين مسجد المائدة‪ ،‬مسجد الجابة ص ‪.88‬‬
‫ويذكر الرحالة رتر(‪ )6‬الذي زار الماكن المقدسة في نفس العالم الذي استولى فيه الجيش السعودي على‬
‫الحجاز‪ ،‬وشاهد التدمير الذي لحق بالمدينتين المقدستين فيقول (حينما توغلنا في داخل المقبرة "البقيع"‬
‫لمشاهدة الكوام التي تدل في يومنا هذا على قبور المسلمين الوائل الذين صنعوا التاريخ الحافل سمعت دليلي‬
‫عامداً ومستنكراً يكرر بهمس‪ :‬استغفر ال استغفر ال ل حول ول قوة إل بال ويذكر بأن سدنة القبور كانوا‬
‫يقفون أو يجلسون بجنبها بأوجه غير معبرة سوى بعض الكلمات الخافتة‪).‬‬
‫ثم يضيق رتر (وقد سرنا في ممر ضيق نظف من بين الزبل المبعثر‪ ،‬نحو قبر عثمان الواقع في الجهة الشرقية‬
‫من الهنود راجعين من المقبرة‪ .‬وفيما كنا نخطوا هذه المسافة خطواً مستأنياً‪ ،‬التقينا بجماعة من الهنود راجعين‬
‫من زيارة هذا القبر‪ ،‬وكان الذي يتقدمهم رجلً مسناً ذا لحية طويلة‪ ،‬كان يمشي منتصب الرأس ول يحرك عينه‬
‫يمنة ويسرة‪ ،‬بل كان ينظر إلى المام على الدوام والدموع تنحدر بتيار مستمر) أمّا سنت فلبي فيذكر في كتابه‬
‫"اليوبيل العربي" عن وفود العتراض التي كانت قادمة من الهند فيقول "أن أهم ما اذكره عن المدينة وصول‬
‫وفد جمعية الخلفة السلمية من الهند إلى البلد المقدسة بعد احتلل السعوديين لها بقصد التأكد من مصيرها‬
‫والطمئنان على مستقبلها والتحقيق في قضية المذابح والنتهاكات التي نسبت لهم فترددت أخبارها في أرجاء‬
‫العالم السلمي كلها" ويقول فيلبي أن وفد هذه الجمعية غادر البلد المقدسة‪ .‬في النصف الثاني من كانون‬
‫الول ‪ ،1926‬وما ترك وفد هذه الجمعية الحجاز حتى وصل وفد إسلمي آخر من الهند يمثل‪ ،‬جميعة خدام‬
‫الحرمين فيها‪ ،‬ومعه ستون ألف روبية لمساعدة ضحايا الجور الذي حصل في المدينة وكان موقف هذا الوفد‬
‫أكثر تصلباً وصراحة في عدائه للعهد الجديد منذ البداية‪ ،‬وأشد انتقاداً للعمال التي جرت المر الذي دفع أبن‬
‫سعود إلى أخراجهم من البلد في أول سفينة أبحرت من الساحل الحجازي إلى السويس في اليوم الول من‬
‫شهر مارس‪ .‬وكانت انتقاداتهم تتركز في الغالب حول رضوخ أين سعود للنفوذ البريطاني كما يستنتج من‬
‫اتفاقيتي الحدة وبحرة اللتين طلبوا الطلع على نصهما الصلي الموقع‪ .‬لنهم كانوا يشكون بوجود فقرات‬
‫سرية فيهما‪ .‬يضاف إلى هذا أنهم ابدوا استياءاً عظيماً من الفضائع التي حصلت في الطائف والمدينة وسائر‬
‫الماكن وطلبوا تقديم تفسير لذلك‪ ،‬وانتقدوا بشدة أقدام ابن سعود على مراوغة الرأي العام‪.‬‬
‫السلمي وعدم أخذه بنظر العتبار حينما أعلن تسنمه العرش من جانبه هو فقط"‪.‬‬
‫وجاء في كتاب تاريخ آل سعود أن عدداً من شباب الحجاز خرجوا إلى القاهرة والردن وسوريا وبدأوا بالتصال‬
‫بالهيئات الدينية العالمية‪ ،‬وبدأت هذه الهيئات بممارسة ضغوطها على أبن سعود معتبرين (الحجاز لكل‬
‫المسلمين ول يحق لدولة مستبدة ملكية الحجاز منفردة‪ .‬حتى أن الحتلل السعودي والخبراء النكليز اخذوا‬
‫يظهرون مخاوفهم وقالوا ـ كما ورد في الصفحة من ‪ 559‬من كتاب صقر الجزيرة" أننا نخشى إلى حد بعيد‬
‫أن يقرر المسلمون أجمع على أن تحكمهم جماعة تنتخب منهم وفي هذا ضياع للسلطة السعودية"‪.‬‬
‫احتجاجات إسلمية‬
‫ولن الضجة كانت قوية فقد خاف عبد العزيز على حكمه وأراد إن يخدر العالم السلمي بالقول أنه لم يحتل‬
‫الحجاز ليحكمها‪ .‬ولكن ليكون تحت سيطرة إسلمية فدعي المسلمين إلى مؤتمر إسلمي بالحجاز‪ ..‬وبعد كلمات‬
‫مدح وهرطقة ألقاها حافظ وهبة المستشار السعودي من أجل طمئنة الحاضرين على مستقبل الحرمين‬
‫الشريفين انبرى رئيس البعثة السلمية الهندية للمؤتمر شوكت علي ليلقي كلمته الهامة نيابة عن المسلمين‬
‫في الهند والتي جاء فيها ليس بوسعي الموافقة على الضرائب التي يفرضها السعوديون على الحجاج الذين‬
‫يحضرون لداء فريضة الحج ل للسياحة والقول الهزل‪ ،‬وليس بوسعي أن أبيح أن تكون الحجاز تحت سيطرة‬
‫ملكية مهما كان نوعها‪ ،‬وإذا كان ما تقولونه صادقاً في إعطاء الحجاز استقلله في ظل النتخابات فليكن هذه‬
‫برعاية مؤتمرنا هذا واني لست مستعداً لمنح هذه الحكومية السعودية غير المشروعة شهادة حسن سيرة‬
‫وسلوك لما رأيناه بأعيننا‪ ،‬واستنتج قائلً (قد ل يأتي إلى الحجاز حجاج فالحجاج يتضررون من الحالة‬
‫الحاضرة‪ .‬والحجاز يتضرر أيضاً‪ .‬ويجب أن ل ننسى إن الحاج ل يأتي إلى هنا إل لغرض ديني) وأضاف شوكت‬
‫(أن هذه الحكومة السعودية لم تحصل على استحقاق الشكر)‪.‬‬
‫أما الشيخ الظواهري رئيس البعثة المصرية فألقى كلمة ارتجالية قال فيها (سأقول بصراحة وأرجوا أن ل يتألم‬
‫أحدكم قال القائلون إن السعوديين يكفرونكم وكنا نشك في بعض ما يقال ولقد رأيت بعيني هنا أمراً الّم نفسي‪،‬‬
‫فقد كنت بالحرم أمرّ خلف المقام بعد الطواف فشاهدت جماعة يلتفون حول شخص مصري ويقولون له بعنف‬
‫شديد وقسوة "أأنت قلت يا رسول ال؟!‪ .‬هنا خاف الشخص في نفسه وأنكر أنه قال يا رسول ال ـ وانكمش‬
‫وذعر إلى درجة أفاضت عيني من الدمع‪ .‬وقد جائني بعد ذلك ومعه كثيرون من المصريين يقولون لي ـ (أرأيت‬
‫كيف ينكرون علينا قولنا يا رسول ال ويدعوننا إلى الكفر؟! فهدأت روع من جاءني وقلت ل تفزعوا حتى يتبين‬
‫الحق‪.‬‬
‫وأضــــــــــــــــاف‪ :‬أن "الحجاز" مركز عام لهل القبلة جميعاً يفد عليه المسلمون من كل فج على اختلف‬
‫مذاهبهم الفقهية والكلمية‪ .‬ليقضوا مناسكهم‪ .‬ولهذا يقرر المؤتمر أن يؤدي الحجاج عبادتهم ومناسكهم ول‬
‫يمنعوا منها أبداً ول تمس كرامتهم‪.‬‬
‫أما بالنسبة للبرقيات التي اعترضت على الحتلل السعودي للحرمين الشريفين فحدث عنها ول حرج‪ ..‬فمن‬
‫المعروف أن علماء الدين الحجازيين وغيرهم من الذين سكنوا مكة المكرمة هاجروا منها خوفاً من البطش‬
‫السعودي‪ .‬هؤلء بدورهم اتصلوا بأغلبية المراكز السلمية والتجمعات الدينية ليعلنوا استنكارهم للجرائم‬
‫الشيعة التي ارتكبها آل سعود بحق الحرمين الشريفين فلم تبق مؤسسة تهتم بشؤون المسلمين إل أبدت‬
‫اعتراضها على ما قامت به الحكومة السعودية‪ .‬بعضها كان يصل إلى الحاكم السعودي وبعضها يصل إلى‬
‫الحكومة البريطانية باعتبارها الدولة المستعمرة والحاكمة لغلبية العالم السلمي والمسيرة للحكم السعودي‬
‫وهنا نماذج من هذه الرسائل حصلنا عليها من مركز الوثائق البريطانية‪.‬‬
‫جاء في رسالة المحامي مصطفى رضي(‪ )7‬السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي بتاريخ أول‬
‫أبريل ـ نيسان ‪ ،1930‬إلى الحاكم العالم على الهند البارون ايروين يحتج فيها على المظالم العديية التي عانت‬
‫منها بلد المسلمون واحتلل آل سعود للماكن المقدسة‪ ..‬لللمقدسة كما احتج على إغلقهم أماكن العبادة‬
‫الخاصة والمساجد‪ ،‬وتدنيس قبور الولياء والقباب المقدسة وهدمها وإنزال العقاب بمن يؤدي الشعائر الدينية‪،‬‬
‫وتابع مصطفى رسالته قائلً بأن هذه العمال البربرية أثارت شعوراً بالغضب والستياء في جميع أنحاء العالم‬
‫السلمي‪ ،‬وبالخصوص مسلمي الهند خاصة الشيعة‪ ،‬تم تذكر الرسالة بأن هؤلء الشيعة دعوا إلى عقد مؤتمر‬
‫في لكنو عام ‪ 1926‬حضره ممثلون عن مختلف المذاهب السلمية‪ .‬واعدوا خطة لتنظيم فرقا من المتطوعين‬
‫لخدمة الماكن المقدسة المهدمة وأنهم جمعوا الموال لعادة القبور المقدسة لحالتها الطبيعية موضحاً أنه لول‬
‫حرص المسؤول‪ .‬لخرجت أعمال المسلمين في الهند عن حدود التحركات السلمية‪.‬‬
‫وتواصل الرسالة فتذكر ملخصاً للمظالم التي أوقعتها حكومة آل سعود وهي تشمل تدنيس وتدمير البنية‬
‫المقدسة‪ .‬مثل مولد النبي ـ مقبرة المعلى ـ قبور الئمة والخلفاء‪ ،‬ومنع الزيارات للماكن المقدسة لقراءة‬
‫الفاتحة‪ .‬وهدم أماكن العبادة كالمساجد والحسينيات‪ ،‬وإجبار المسلمين على أتباع طريقتهم في المذهب‪ ،‬تنتهي‬
‫الرسالة بالقول لذلك نرجو من سعادتكم تسعوا بالتأكيد على الحكومة المبراطورية التدخل بالنفوذ الدبلوماسي‬
‫لعادة الحرية الدينية‪.‬‬
‫رد نائب الملك البريطاني على مذكرة السكرتير العام الفخري لمؤتمر عموم الهند الشيعي في لكنو في رسالة‬
‫مؤرخة في ‪ 8/5/1930‬بما معناه‪ :‬أنه درس مذكرة الحتجاج بكل عناية واهتمام‪ .‬لكنه يتأسف لعدم إمكانية‬
‫اتخاذ أي إجراء بالطريقة التي تقترح وذلك بحجة إن السياسة الثابتة للحكومة البريطانية هي سياسة الحياد في‬
‫المسائل الدينية وعدم التدخل في قضايا الماكن المقدسة‪.‬‬
‫وهذا كلم غير صحيح ذلك أنها كانت تحكم العالم السلمي وفي جميع معاهدتها واتفاقياتها مع ابن سعود كان‬
‫يلحظ التدخل في الشؤون العبادية‪ ،‬ففي اتفاقها مع عبد العزيز آل سعود اشترطت عليه إبقاء طرق الحج‬
‫مفتوحة آمنة‪ ،‬لكن مصالحها هذه المرة اقتضت اعلن الحياد المزعوم‪ ،‬دعماً لحليفها الملك السعودي والذي‬
‫دفعته لحتلل الحجاز‪ ،‬ومن جهة أخرى سطر سكرتير مؤتمر عموم الهند رسالتين إلى الشاه رضا بهلوي(‪)8‬‬
‫ملك فارس‪ ،‬وأرسلهما عبر البريطانيين ليسلموها إليه‪ ،‬لكنهم رفضوا ذلك لذات التبرير مع أن الشاه كان تحت‬
‫القبضة النجليزية التي جاءت به إلى الحكم‪ ،‬وكانت قد تحركت من إيران لجنة حكومية توجهت إلى الحجاز‬
‫للتحقيق‪ .‬وذلك بعد فوران الوضع الداخلي في إيران وقد اجتمعت اللجنة مع المسؤولين السعوديين وشاهدت‬
‫عن كتب أفعال السعوديين المخزية في البقيع ومقبرة المعل بمكة‪.‬‬
‫ويشار أيضا أنه في عام ‪ )9(1930‬اجتمع عدد من كبار الشيعة في كل من شكر وحيدر أباد في الهند‪،‬‬
‫وأدانوا ابن سعود‪ ،‬كما طلبوا من النجليز الضغط عليه والسماح لهم ببناء الضرحة والمقامات المقدسة التي‬
‫هدمت‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ )10(6/6/1931‬أرسل السيد أزهار حسين ـ القاضي الهندي المقيم في دمشق رسالة إلى‬
‫القنصل البريطاني بجدة (السيد اندروريان) أشار فيها إلى أن حكومة ابن سعود تأخذ من كل شيعي سبع روبيات‬
‫إضافية غير التي تؤخذ على الحجاج لنهم ينتمون إلى المذهب الشيعي بالضافة إلى منع الحجاج من زيارة‬
‫الضرحة والمقامات فرد عليه السيد س‪ .‬ج‪ .‬هوب جل من المفوضية البريطانية في جدة بتاريخ ‪ 14‬يوليو ـ‬
‫تموز ‪ 1931‬ـ بأنه (لن يكون من الممكن التدخل في مثل هذه القضية لنه خروج عن السياسة البريطانية)‪.‬‬
‫وفي تاريخ ‪ / 16‬يوليو ـ تموز ‪ )11(1931‬بعث السكرتير الول ورئيس وزراء حكومة البنغال في كالكوتا‬
‫إلى وزير خارجية الهند‪ .‬مع مرشد آباد‪ .‬ذكر فيها‪ :‬انه بناء على اجتماع خاص للجنة التنفيذية بجمعية عائلة‬
‫نظامات‪ .‬يرجون حكومة ابن سعود ليصلح ما سببه من خسائر للعالم السلمي بتدنيسه المقدسات‪ ،‬وأن يعيد‬
‫الضرحة المقدسة إلى حالتها الصلية‪ ،‬هذا الصلح الذي لن تسكن مشاعر المسلمين ولن يرتاح ضميرهم إل‬
‫إذا تحقق‪ ،‬كما تقول الرسالة‪.‬‬
‫ورد ف‪.‬ف‪ .‬وايلي (نائب سكرتير حكومة الهند) (على الرسالة بتاريخ ‪ /4‬آب ـ أغسطس ‪ 1931‬بقوله (أمرت‬
‫بأن أرد عليها بأن سياسة حكومة صاحب الجللة (البريطانية) القائمة على عدم التدخل مطلقاً في المسائل‬
‫الدينية‪ ،‬ويمنع حكومة الهند من تقديم أي احتجاج إلى حكومة الحجاز‪.‬‬
‫وفي تاريخ ‪ 31‬آب ـ أغسطس ‪ )12(1931‬وجه الحنفي محمد عمر خان رسالة إلى الحكومة البريطانية‬
‫شكي فيها تدخل حكومة آل سعود ببعث أحد المدرسين واسمه عبد ال بن حسن للتدريس في المدرسة النظامية‬
‫الحنفية في المدينة‪ ،‬والتي يديرها حسب ما يذكر صاحب الرسالة مولنا عبد الباقي‪ .‬طالباً بأن يستمر المنهاج‬
‫المقرر الذي وافق عليه صاحب السعادة‪ .‬نظام حكام حيدر أباد طبقاً للمذهب الحنفي)‪ .‬جدير بالذكر بأن هذه‬
‫المدرسة أغلقها آل سعود بعد أن رفض مديرها استقبال أي مدرس وهابي‪..‬‬
‫واعتبر محمد عمر خان أفعال السعوديين بأنها (تدخل مباشر ومكشوف في عقائد وتعاليم المذهب الحنفي‪.‬‬
‫وإكراه على إتباع (تعاليم المؤسسة الدينية السعودية‪ ،‬أن مكة المكرمة والمدينة المنورة هما مركزان لكل‬
‫المذاهب السلمية‪ ،‬وسكانهما من مختلف الطوائف والمذاهب والحجاج من مختلف المذاهب والطوائف‬
‫السلمية يزورون هذه الماكن (المقدسة) كل عام فإذا كان أمر كهذا سيفرض بالكراه‪ ،‬من قبل الحكومة‬
‫السعودية لجبار أتباع المذاهب الخرى على القبول بالتعاليم المؤسسة الدينية السعودية (الوهابية) وإتباعها‬
‫فإن النتيجة المحتمة ستكون إساءة للمشاعر عظيمة‪ .‬وهي نتيجة قد تؤدي إلى مغالت في النظم والطغيان‬
‫والمعانات منهما)‪.‬‬
‫ورداً على هذه الرسالة كتب ج‪.‬و فورلونع من المفوضية البريطانية بجدة بتاريخ ‪ /12‬سبتمبر أيلول ‪1931‬‬
‫بأن الرسالة وصلت وأن هذه المسألة دينية ل يمكن التدخل فيها‪.‬‬
‫وفي تاريخ ‪ /28‬مايو أيار ‪ 1931‬كتب السير اندرو ويان من جدة إلى السيد أ‪ .‬هندرسون في وزارة‬
‫الخارجية تقريراً عن الوضع في الحجاز بيّن فيه (إن تدنيس الضرحة والمقامات وانتهاك قدسيتها منذ الغزو‬
‫(السعودية) هو مصدر شعور عارم (بالغضب) يشارك فيه المسلمون الجانب الذين يحلون هذه الماكن منذ‬
‫القدم‪ .‬وكذلك أبناء البلد)(‪. )13‬‬
‫المصادر‬
‫‪ 1‬ـ جعفر الخياط ـ موسوعة العتبات المقدسة ج ‪.2‬‬
‫‪ 2‬ـ كشف الرتياب ـ السيد محسن المين العاملي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الريحاني ـ نجد وملحقاته ص ‪.256‬‬
‫‪ 4‬ـ المصدر نفسه ص ‪.333‬‬
‫‪ 5‬ـ (تدمير السعوديين لتراث السلم والمقامات السلمية) بحث مقدم للمعهد السلمي بلندن في مؤتمر متقبل الحرمين‬
‫الشريفين المنعقد بتاريخ ‪ 6‬ـ ‪ 9‬يناير ‪ 1988‬مل عباس طاهر علي ـ الثورة السلمية عدد فبراير ‪.1988‬‬
‫‪ 6‬ـ ‪Rutts, ELDON- The Holy Cities ARABIA London 1928 – 1930‬‬
‫‪ 7‬ـ وثيقة رقم ‪E4534 / 3838 / 91‬‬
‫‪ 8‬ـ وثيقة رقم ‪E4534 / 3838 / 91‬‬
‫‪ 9‬ـ وثيقة رقم ‪E5191 / 3838 / 91‬‬
‫‪ 10‬ـ وثيقة رقم ‪E4173 / 4173 / 25‬‬
‫‪ 11‬ـ رسالة رقم ‪ + P / 11720‬رسالة رقم ‪ )EN( 68‬عن السكرتير الول ورئيس حكومة البنغال‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ وثيقة رقم ‪E5035 / 4173 / 25‬‬
‫‪ 13‬ـ وثيقة رقم ‪E4597 / 1600 / 25‬‬

You might also like