You are on page 1of 19

‫الجماعات القليمية‬ ‫الموضوع‪:‬‬

‫و متناقضات التنمية المحلية‬

‫بن شعيب نصرالدين‪ :‬أستاذ مساعد بكلية العلوم القتصادية‪ ،‬التسيير و العلوم التجارية‬
‫جامعة أبي بكر بالقايد ‪ -‬تلمسان – ‪e-mail :n_benchaib@yahoo.com‬‬
‫مقدمة‬
‫تعتبر الجماعات القليميسة بمثابسة الهيئات الساسسية للتنظيسسم الداري للدولسسة كمسسا أن وجودهسا هسسو تجسسيد‬
‫لشباع الحاجات العامة التي في الغالب يعجز أو يمتنع القطاع الخاص عن تلبينها لقلة مردوديتها أو طول آجالها‪.‬‬
‫من هذا المنظور‪ ،‬إن الجماعات المحلية هي تعبير جغرافي محدد إقليميا‪ ،‬تجمع سكاني محدد عدديا و وحدة إداريسسة‬
‫مصغرة عن الدولة‪ ،‬و بغية التجسيد المثل للهداف المركزية‪ ،‬أوكلت لها جملة من الصلحيات تأخذ في الحسسسبان‬
‫امتداد و اتساع المهام المركزية على المستوى المحلي من جهة‪ ،‬و تزايد حجم الحاجات العامة المحليسسة للقليسسم مسسن‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫و على الغالب يعتبر عنصر التنمية المحلية أهم هذه الصسسلحيات مسسا دام أن ضسسبط مفهسسوم التنميسسة أخسسذ فسسي الونسسة‬
‫الخيرة يمتد إلى مجالت أوسع من تلك التعريفات الكلسيكية) التنمية و البيئة‪ ،‬التنمية و المحيط‪ ،‬التنمية المستدامة‬
‫‪.(. . .‬‬
‫و لجل تجسيد هذا الدور أرفقت هذه المهام بمصادر تمويل مختلفة و متنوعة من ضرائب مباشرة و غيسسر مباشسسرة‬
‫و رسسسوم مماثلسسة و حقسسوق و مسسداخل الملك و غيرهسسا‪ ،‬غيسسر أن حجسسم هسسذه المصسسادر أضسسحى ل يتوافسسق و حجسسم‬
‫الصلحيات المحلية المتنامية‪ ،‬كما أن اسستئثار الدارة المركزيسة بحصسة السسد مسن الجبايسة العاديسة زاد مسن تفساقم‬
‫الزمة إذا ما علمنا أن حصة الجماعات المحلية ل تتعدى نسبة ‪ ،% 25‬كما أن هذه النسبة محصورة في جملة من‬
‫المدن دون سواها خاصة تلك التي تستقطب النشطة القتصادية‪ ،‬بينما تبقى الغالبية عاجزة عسسن تمويسل مصساريف‬
‫التسيير فكيف بتمويل التنمية المحلية‪.‬‬
‫كما أن للبعد اليديولوجي الذي كان يغذي القرار السياسي أثر كبير في تقليص مصسسادر التمويسسل و خاصسسة التقسسسيم‬
‫الداري لسنة ‪ 1984‬و الذي بررته حجة تقريب الدارة من المواطن‪ ،‬فأفرز أكثر من ‪ 600‬بلدية عاجزة هيكليسسا‪ ،‬و‬
‫الذي تسبب من جهة أخرى في تشتيت المصادر الجبائية على جماعات إقليمية المتناثرة‪ ،‬بالرغم مسن إدخسال العديسد‬
‫من الصلحات و التعديلت على النظام الجبائي انطلقا من اصطلحات ‪ .1992‬و عليه كيسسف بالمكسسان الحسسديث‬
‫عن التنمية المحلية في ظل أوضاع متناقضة كهذه؟‬

‫‪ -1‬الدور التنموي للجماعات المحلية‪:‬‬


‫تحتل الجماعات المحلية المركز القاعدي و تعتبر الخليسسة السسساس و حجسسر الزاويسسة السستي تربسسط المسسواطن‬
‫بالدولة‪ ،‬كما أنها الدارة الكثر قربا من المواطن‪ ،‬من مشاكله و شكاويه‪.‬‬
‫لقد ذكر ميثاق طرابلس في حديثه عن البلدية أن أجهزتها ستختار بطريقة النتخاب وإنه ستكون لها‬
‫صلحيات خاصة تمارسها في ظل وصاية السلطة المركزية‪ ،1‬ثم جاء أول دستور للجزائر سنة ‪ 1963‬لينص في‬
‫مادته )‪ (09‬على‪ " :‬أن المجموعة القليمية و الدارية و القتصادية و الجتماعية القاعدية هي البلدية "‪ ،2‬و‬
‫تعززت هذه الهمية بصدور أول قانون بلدي سنة ‪ ،1967‬حيث تنص المادة الولى منه على أن "البلدية هي‬
‫الجماعة القليمية السياسية و الدارية و القتصادية و الجتماعية و الثقافية الساسية‪ .3"...‬ثم تعززت هذه الدارة‬
‫بالقانون الولئي سنة ‪.1969‬‬
‫كما أكد على أهمية هذا المرفق دستور ‪ 1989‬المعدل‪ ،‬رغم التوجه اليديولوجي الجديد‪ ،‬فنص في مادته )‪(15‬‬
‫على أن‪" :‬الجماعات القليمية للدولة هي البلدية والولية‪ ،‬البلدية هي الجماعة القاعدية "‪ .‬و اختتمت بتعريف‬
‫القانون البلدي لسنة ‪ 1990‬في مادته الولى‪ ،‬حيث يعتبر أن‪" :‬البلدية هي الجماعة القليمية الساسية‪ ،‬وتتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية والستقلل المالي وتوجد بموجب القانون"‪.4‬‬

‫‪ - 1‬أحمد محيو‪ ":‬محاضرات في المؤسسات الدارية "‪ ،‬ترجمة د‪ .‬محمد عرب صاصيل‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الطبعة الثانية ‪ 1979‬ص ‪.181‬‬
‫‪ - 2‬ينظر دستور ‪ 10‬سبتمبر ‪ ،1963‬المادة ‪.09‬‬
‫‪ - 3‬ينظر المر رقم ‪ 67/24‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬يناير ‪ 1967‬المتضمن القانون البلدي‪ ،‬المادة الولى‪.‬‬
‫‪ - 4‬القانون رقم ‪ 08 – 90‬المؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ 1990‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬المادة الولى‪.‬‬
‫إن العتراف بأهمية هذا المرفق من خلل النصوص التشريعية يسسدعونا لمعرفسسة مسسدى الصسسلحيات السستي‬
‫خص بها في مجالت التنمية‪.‬‬
‫‪ -1.1‬البلدية و مجالت التنمية‬
‫خصت البلدية بجملة من الصلحيات في مجالت التنمية و ذلك منذ اعتماد أول قانون لها سنة ‪ ، 1967‬ثم‬
‫جاء القانون البلدي الجديد على إثر التعديل الدستوري لسنة ‪ ،1989‬والذي نص على التسسوجه نحسسو اقتصسساد السسسوق‬
‫واعتماد التعددية الحزبية‪ .‬و خصص القانون المذكور لهذا المرفق جملة من الصلحيات المحسسددة أدرجسست ضسسمن‬
‫باب مستقل تحت عنوان‪" :‬صلحيات البلدية" والمتمثلة في‪:1‬‬
‫التهيئة والتنمية المحلية‪ ،‬التعمير والهياكل الساسية والتجهيسز‪ ،‬التعليسم الساسسي ومسا قبسل المدرسسي‪ ،‬الجهسزة‬
‫الجتماعية والجماعية؛ السكن‪ ،‬حفظ الصحة والنظافة والمحيط و الستثمارات القتصادية‪.‬‬
‫من خلل هذا السرد الوجيز لختصاصات البلدية في مجال التنمية‪ ،‬يمكن استخلص مدى أهمية هذه‬
‫المؤسسة‬
‫‪ -1.2‬الولية و مجالت التنمية‪:‬‬
‫اعتبرت الولية منذ نشأتها جماعة عمومية إقليمية و لها اختصاصات سياسية اقتصادية اجتماعية و ثقافية‬
‫و هي أيضا منطقة إدارية للدولة‪ ،2‬ثم عزز بقانون ‪ 1990‬الذي رسخ أهمية التنمية المحلية لهذه الجماعسسة العموميسسة‬
‫في بابه الثالث ‪-‬اختصاصات المجلس الشعبي الولئي‪" :-‬يتخذ المجلس الشعبي الولئي كل إجراء من شأنه ضسسمان‬
‫تنمية الولية حسب القدرات و المميسسزات الخاصسسة بكسسل وليسسة"‪ ،3‬و لسسسيما‪ :‬الفلحسسة و السسري‪ ،‬الهياكسسل الساسسسية‬
‫‪ ،‬التجهيزات التربوية و تجهيزات التكوين المهني‪ ،‬النشاط الجتماعي و السكن‪.‬‬ ‫القتصادية‬
‫و مختصر القول أن للجماعات المحلية الدور المركزي و المحوري في عملية تنمية القليم‪ ،‬بما يتناسب و‬
‫يكمل التنمية الشاملة للوطن ككل‪ .‬كما استفادت من السستقللية الماليسة و الشخصسية العتباريسة لجسل تجسسيد هسذه‬
‫المهام و الصلحيات برامج على أرض الميدان‪.‬‬
‫بالممارسة الميدانية اتضح لدى هذه الجماعات أن هنالك العديد من المفارقات لمزاولسسة كسسل هسسذه الختصاصسسات‪ ،‬و‬
‫عليه أضحى من الصعب على العديد منها مواكبة المطالب العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬مفارقات التنمية المحلية‪:‬‬
‫يمكن حصر جملة العراقيل من وجهسسة نظرنسسا فسسي ‪ 04‬عوامسسل‪ ،‬تتمثسسل التقسسسيم الداري‪ ،‬إشسسكالية النظسسام‬
‫الجبائي المحلي‪ ،‬عدم تطابق الموارد مع العباء و أخيرا ضعف الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ - 2.1‬التقسيمات القليمية وأثرها على الجماعات المحلية‪:‬‬
‫للتقسيمات القليمية التي مرت بها الجماعات المحلية في الجسزائر آثسار و انعكاسسسات متباينسسة علسسى تمويسسل‬
‫هذه الخيرة و بالتالي إمكانية إحداث تنمية محلية‪:‬‬
‫التقسيمات القليمية ما قبل لسنة ‪:1984‬‬
‫اصطنعت السسلطات الفرنسسية المحتلسسة ‪ 1535‬بلديسة فسي الجسزائر‪ ،‬لسم يكسن لهسا أي تجسانس سسسوى خدمسسة‬
‫المصالح الفرنسية‪ ،‬وفي ‪ 16‬ماي ‪ 1963‬صسدر مرسسوم بإعسادة تنظيسم الحسدود القليميسة للبلسديات بحيسث أدى إلسى‬
‫تخفيض عددها إلى ‪ 676‬بلدية‪ ،‬وتم تجميعها نحو متوسط عدد سكان يقدر ‪ 18‬ألف ساكن في البلدية الواحدة‪.‬‬
‫جدول رقم ‪:01‬التوزيع السكاني حسب عدد البلديات‬
‫عدد البلديات‬ ‫عدد السكان‬
‫‪ 38‬بلدية‬ ‫من ‪ 0‬إلى ‪ 5000‬ساكن‬
‫‪ 209‬بلدية‬ ‫من ‪ 5000‬إلى ‪ 10000‬ساكن‬
‫‪ 275‬بلدية‬ ‫من ‪ 10000‬إلى ‪ 20000‬ساكن‬
‫‪ 131‬بلدية‬ ‫من ‪ 20000‬إلى ‪ 40000‬ساكن‬
‫‪ 34‬بلدية‬ ‫من ‪ 40000‬إلى ‪ 100000‬ساكن‬
‫‪ 7‬بلديات‬ ‫‪ 100000 +‬ساكن‬
‫‪ 676‬بلدية‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مجلة الجماعات المحلية العدد الول سنة ‪ 1967‬صفحة ‪.38‬‬

‫جدول رقم ‪ :02‬مراحل تزايد الجماعات القليمية في الجزائر‬

‫‪ - 1‬ينظر القانون رقم ‪ 90/08‬الصادر في ‪ 07‬أبريل ‪ 1990‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الباب الثالث‪" :‬صلحيات البلدية" من المادة ‪ 84‬إلى المادة ‪.111‬‬
‫‪ - 2‬المر رقم ‪ 69/38‬المؤرخ في ‪ 23‬مايو ‪ 1969‬المتضمن قانون الولية‬
‫‪ - 3‬القانون رقم ‪ 90/09‬المؤرخ في ‪ 07‬أبريل ‪ 1990‬المتعلق بالولية‪ ،‬المادة ‪.63‬‬
‫‪-2-‬‬
‫عدد السكان‬ ‫عدد البلديات‬ ‫عدد الوليات‬ ‫المرحلة‬
‫‪ 13.5 – 11‬م‪/‬ن‬ ‫‪676‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1964-1971‬‬
‫‪ 15 – 13.5‬م‪/‬ن‬ ‫‪691‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1971-1974‬‬
‫‪ 21 – 15‬م‪/‬ن‬ ‫‪704‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪1974-1984‬‬
‫أكثر من ‪ 22‬م‪/‬ن‬ ‫‪1541‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪ 1984‬إلى الن‬

‫كرس دستور ‪ 10‬سبتمبر ‪ 1963‬رسميا وعلنيا المكان الهام للبلدية في تنظيم الدولة‪ ،‬بحيسسث نصسست المسسادة‬
‫التاسعة )‪ (09‬على أن‪" :‬المجموعة القليمية والدارية والقتصادية والجتماعية القاعدة هي البلدية"‪.‬‬
‫كان للتقسيم القليمي لسنة ‪ 1963‬أكبر نتيجة إيجابية تحققها السلطات المركزيسسة علسسى المسسستوى الداري‪،‬‬
‫الشيء الذي جعلها تفكر جدية في تجسسيد تلسك الفكسار المذهبيسة الستي خصست مؤسسسسة البلديسة منسسذ صسسدور ميثساق‬
‫طرابلس ثم نصوص جبهة التحرير الوطني التي جعلت من أن إصلح البلدية هي قضية ذات أولوية وأعلنسست أنهسسا‬
‫مؤسسة تحتل المكان الول من الهمية‪.1‬‬
‫لقد كان لجراء تخفيض عدد البلديات وتجمعهسا فسي حسدود ‪ 676‬بلديسة أثسر جسد إيجسابي‪ ،‬بحيسث أدى إلسى‬
‫تخفيف وبصورة محسوسة من أعباء تسيير البلديات وأقامت لها أساسا ماليا وبشريا أكثر نفعا‪.‬‬
‫كما كان هذا الجراء بمثابة الحدث الفعال الذي استطاعت بسه الدولسة رد العتبسار إلسى أجهزتهسا القاعديسة‬
‫بتحسين سيرها‪ ،‬وتمكينها من استرجاع تلك الصلحيات التي فقسسدتها فسسي مرحلتهسسا الولسسى مسسن السسستقلل‪ ،‬بضسسبط‬
‫الموارد البشرية وحسن تسخيرها للمهام والوظائف‪ ،‬وضبط الموارد المالية التي أصبحت تسترجعها تسسدريجيا وفسسق‬
‫نسبة نمو النشطة التجارية والصناعية المحلية‪ ،‬ومن ثم بدأت تتكفل بالوظسائف الجتماعيسة والثقافيسة والقتصسادية‬
‫المنوطة بها‪.‬‬
‫التقسيم الداري لسنة ‪:1984‬‬
‫حصل التقسيم الداري الجديد بموجب المرسسسوم رقسسم ‪ 84/09‬المسسؤرخ فسسي ‪ 04‬فسسبراير ‪ ،1984‬جسساء هسسذا‬
‫التقسيم بإضافة جملة الوليات إلى تلك الموجودة وعدد هام من البلديات إلى البلديات الموجودة أيضا‪ ،‬فسسارتفع عسسدد‬
‫الوليات من ‪ 31‬إلى ‪ 48‬ولية‪ ،‬وعدد البلديات من ‪ 704‬إلى ‪ 1541‬أي بإضافة ‪ 837‬بلدية جديدة‪.‬‬
‫لقد اتخذ هذا الجراء في الوقت الذي قارب فيه برميل النفط ‪ 40‬دولرا )سنة ‪ (1985‬بحيث ساد العتقسساد‬
‫أن أي نقص في الجباية العادية تعوض عن طريق الجباية البترولية‪ 2‬غير أن التقسيم الداري الجديد أفرز عدد مسسن‬
‫السلبيات‪.‬‬
‫بدعوى تقريب الدارة من المواطن قسمت البلديات القديمة وأحدث أخرى جديدة فنتج عن هذا الجراء‪:‬‬
‫ازدياد في عدد البلديات القروية عديمة الدخل ل ترتكز على أية حياد اقتصادية أو مالية‪.‬‬ ‫‪0-‬‬
‫‪3‬‬
‫ظهور أكثر من ‪ 600‬بلدية اصطناعية تحتاج إلى توظيف جديد ‪.‬‬ ‫‪1-‬‬
‫لم يصاحب هذا الجراء وسائل لترقية الستثمار في هذه البلديات وبالتالي خلق العمالة‪.‬‬ ‫‪2-‬‬
‫زيادة عدد الموظفين الذي استلزم مضاعفة ميزانيات التسيير دون أي مورد مالي لتغطية ذلك‪.‬‬ ‫‪3-‬‬
‫النخفاض الحاد لسعار البترول الذي شهدته سنة ‪ 1986‬والذي أدى إلى انخفاض عائدات الجباية‬ ‫‪4-‬‬
‫البترولية إلى ‪ %54.18‬انعكس سلبا على المساعدات المخصصة من طرف الدولة للجماعات المحلية‪.‬‬
‫تشسستيت الحصسسيلة الجبائيسسة‪ ،‬حيسسث أن الحصسسيلة السستي كسسانت تسسوزع علسسى ‪ 704‬بلديسسة و ‪ 31‬وليسسة‬ ‫‪5-‬‬
‫أصبحت تتشارك فيها ‪ 1541‬بلدية و ‪ 48‬ولية‪.‬‬
‫فهذه الجراءات الجديدة التي أدت إلى خلق جملة من البلسسديات والسستي لسسم تصسساحبها مسسوارد ماليسسة مسسستقرة‬
‫للقيام بمهامها على أحسن وجه أدت إلى ظهور عدد مسن البلسديات العساجزة ابتسسدءا مسن سسنة ‪ 1986‬حسسب الجسدول‬
‫أدناه‪.‬‬
‫جدول رقم ‪:02‬تزايد البلديات العاجزة بعد التقسيم الداري‬
‫مبلغ المساعدات )بالدج(‬ ‫الميزانيات العاجزة‬ ‫السنة‬
‫‪ 31.227.563‬دج‬ ‫‪51‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪ 76.634.387‬دج‬ ‫‪63‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪:‬المصدر ‪YANAT Abdlmadjid : « Les finances des collectivités locales : Essai de présentation‬‬

‫‪ - 1‬أحمد محيو‪ ":‬محاضرات في المؤسسات الدارية "‪ ،‬ترجمة د‪ .‬محمد عرب صاصيل‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1979‬ص ‪.179‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- GRABA Hachemi : « Les ressources fiscales des collectivités locales » Ed : ENAG Alger 2000, p:53.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- CeNEAP « Etude statistiques financière des communes »document interne. Non publié, p15.‬‬
‫‪-3-‬‬
‫وهكذا بدأ العجز يتراكم عاما بعد عام وأعباء الصندوق المشترك للجماعات المحلية تتزايد للتخفيف من هذا العجسسز‬
‫أو تقليصه ولكن دون جدوى بحيث بدأ يتضاعف ابتداء من سنة ‪ 1990‬حسب الجدول أدناه‬
‫جدول رقم ‪ :03‬تطور عدد البلديات العاجزة‬
‫المبلغ )بآلف الدينارات(‬ ‫عدد البلديات العاجزة‬ ‫السنة‬
‫‪650 250‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪510 1963‬‬ ‫‪620‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪343 1904‬‬ ‫‪660‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪773 804 3‬‬ ‫‪792‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪2.908.495‬‬ ‫‪796‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪4.931.373‬‬ ‫‪939‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪6.711.002‬‬ ‫‪1.090‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪7.945.100‬‬ ‫‪1.160‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪8,968,526‬‬ ‫‪1,249‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪8,824,475‬‬ ‫‪1,207‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪8,912,003‬‬ ‫‪1,184‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪10,988,335‬‬ ‫‪1,150‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪11,119,270‬‬ ‫‪1,162‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪10,610,226‬‬ ‫‪1,126‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪10.836.700‬‬ ‫‪1.129‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪11.227.264‬‬ ‫‪1.127‬‬ ‫‪2005‬‬
‫المصدر‪.CeNEAP : « Refonte du système fiscal » Alger 199 P : 55. Document interne :‬‬
‫و تجميع لحواصل التدخلت المالية لصندوق الجماعات المحلية المشترك لسنوات ‪ 1994‬إلى ‪ 2005‬وثائق داخلية‪.‬‬
‫من خلل هذا الجدول يظهر جليا أن عدد البلديات العاجزة تضاعفت بحسسوالي ‪ 07‬مسسرات مسسن سسسنة ‪1990‬‬
‫إلى ‪ 2005‬بينما في نفس الفترة تضاعف مبلغ العجسز إلسسى قرابسسة ‪ 45‬مسرة‪ .‬وفسي ختسام الملتقسسى الجهسوي التكسويني‬
‫بمدينة سطيف بيوم ‪ 04‬أفريل ‪ 2001‬والذي نظم لفائدة الطارات المسيرة المحلية‪ ،‬صرح الوزير المنتدب المكلسسف‬
‫بالجماعات المحلية أنه من أصل ‪ 1541‬بلدية توجد ‪ 1280‬بلدية عاجزة ماليا‪ .1‬و الوليات أيضا لسسم تسسسلم مسسن هسسذا‬
‫العجز و إن كان بنسب أقل حسب الجدول أدناه‪.‬‬
‫جدول رقم ‪ :04‬تطور عدد الوليات العاجزة‬
‫)المبالغ بآلف الدينارات(‬
‫المجمو‬ ‫عين‬ ‫بومردا‬ ‫الوليات‬
‫تندوف النعامة غليزان سعيدة‬ ‫بشار البيض‬ ‫السنوات بسكرة‬
‫ع‬ ‫الدفلة‬ ‫س‬
‫‪64.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫*‬ ‫‪/‬‬ ‫*‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪0‬‬
‫‪124.0 25.00 20.00‬‬ ‫‪10.00 10.00 25.00 14.00 20.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪103.0‬‬ ‫‪10.00 20.00‬‬ ‫‪25.00 10.00 20.00 13.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪5.000‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪30.00‬‬ ‫‪10.00‬‬ ‫‪15.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪5.000‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪24.00‬‬ ‫‪17.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪7.000‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪30.00‬‬ ‫‪10.00 20.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪20.00‬‬ ‫‪20.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪10.00‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪10.00‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ن ‪ .‬رياض‪" :‬الفقر يزحف على الجزائر العميقة" ‪ 1280‬بلدية تعاني الفلس"‪ ،‬في الخبر )‪ 04‬أفريل ‪.(2001‬‬
‫‪-4-‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪15.00‬‬ ‫‪15.00‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫المصدر‪ :‬تجميع لحواصل التدخلت المالية لصندوق الجماعات المحلية المشترك لسنوات ‪ 1996‬إلى ‪ .2005‬وثيقة داخلية‪.‬‬
‫يعتبر العجز المالي لميزانيات الوليسات حسادث اسستثنائي قليل مسسا يحسدث فسأكبر عسسدد مسسسجل كسسان سسنتي‬
‫‪ 1997‬و ‪ 1998‬بسبعة )‪ (07‬حالت ليتقلص إلى حالة واحدة لسنوات ‪ 2003 ،2002‬و ‪.2005‬‬
‫إن تزايد عدد البلديات العاجزة ما كان ليحدث بهذه الكثافة لول التقسيم الداري الجديد الذي أحدث بلسسديات‬
‫جديدة عاجزة بالنشأة‪ ،‬بلديات ل تستند إلى مورد مالي أو نشاط اقتصادي‪ ،‬بحيسسث كسسان الهسسدف سياسسسي بحسست وهسسو‬
‫توسيع أجهزة تواجد الدولة على مستوى كل الستراب السوطني بتقريسب الدارة و الخدمسة العموميسة مسن المسواطن و‬
‫تحسيسه بقرب السلطات من انشغالته‪ ،‬حتى و إن وجد في مناطق معزولة من الوطن‪.‬‬
‫هذه النشغالت بقدر ما كانت ذات أهداف نبيلة تغلب فكسرة خدمسة المسواطن بقسدر مسا كسانت مثاليسة تخسدم‬
‫أهداف إيديولوجية فحسب‪ .‬وإل كيف يمكننا التسليم بإنشاء أو تجسيد مؤسسة في محيط يفتقد إلى أي حياة اقتصسسادية‬
‫كما جاء في الدراسة الحصائية والمالية للبلديات للمركز الوطني للدراسات والتحاليل مسسن أجسسل التخطيسسط )‪1997‬‬
‫‪ (CeNEAP‬أن ما يناهز ‪ 600‬بلديسسة أنشسسأت اصسسطناعيا ل تسستند إلسسى أي مسسورد مسسالي تجعلهسسا تسسستمر فسسي تقسديم‬
‫الخدمات العمومية طسسول حيسساة وجودهسسا‪ .‬فالتقسسسيم الداري الجديسسد قسسد سسساهم بقسسدر كسسبير فسسي تفسساقم أزمسسة البلسسديات‬
‫العاجزة‪ ،‬عدديا وماليا‪.‬‬
‫إن أعباء البلديات عديدة ومتنوعة‪ ،‬فزيادة على اختصاصاتها التقليدية من إنشاء وتسيير وتنظيسسم المصسسالح‬
‫العمومية الجبارية كإصلح الطرق والرصفة وجمع النفايات المنزلية‪ ،‬اقتناء وتسيير والتصرف فسسي الممتلكسسات‪،‬‬
‫واستنادا إلى وجهتها اللمركزية أسندت للبلديات عسسدة صسسلحيات فسسي مختلسسف المجسسالت‪ ،‬كالقتصسساد‪ ،‬والتعميسسر‪،‬‬
‫السكن‪ ،‬التعليم والثقافة والبيئة‪.‬‬
‫أصبحت الجماعات المحليسة العساجزة شسبه مشسلولة عسن أداء هسذه المهسام و خاصسة تلسك المتعلقسة بالتنميسة‬
‫المحلية و التي ألزمتها بها التشريعات‪ ،‬بحيث جعلتها تخضسع لتنظيسم موحسد رغسم خصوصسيات كسسل منهسسا‪ ،‬فهنالسسك‬
‫بلديات صغيرة و أخرى كبيرة‪ ،‬فقيرة و أخرى غنية‪ ،‬ساحلية و أخرى صحراوية‪ .‬كسسل هسسذا التنسسوع أجسسبر مسسن قبسسل‬
‫المشرع على القيام بنفس المهام دون أدنسسى اعتبسسار لهسسذه الخصوصسسيات‪ ،‬فكسسانت النتيجسسة هسسذا التبسساين و التفسساوت و‬
‫بالتالي هذه المفارقة بين ما بالمكان و المستحيل إنجازه‪.‬‬
‫‪ - 2.2‬إشكالية النظام الجبائي‪:‬‬
‫ترتكز مالية البلديات بشكل أساسي على المداخيل الجبائية‪ ،‬حيث أن هذه الخيرة تشكل أكثر من ‪% 90‬‬
‫من ميزانية البلديات‪ ،‬بينما ل تتعدى إيرادات أملكها نسبة ‪ .1% 10‬فأهمية إشكالية النظام الجبائي تتحدد بحجم‬
‫نسبة هذه الموارد إلى ميزانية البلدية‪.‬‬
‫إن لهيمنة المصادر الجبائية على مجموع الموارد المالية للبلديات يشكل عنصرا بالغ الهمية من حيث‬
‫هيكلة النظام المالي‪ ،‬فالرتكاز المطلق على مصادر من صنف معين‪ ،‬يجعل من الصعب على البلدية تفادي أي‬
‫خلل مالي يكون سببه نقص في تحصيل جبائي‪.‬‬
‫‪ -‬حدود النظام الجبائي‬
‫حسب الدراسات التي قام بها المركز الوطني للدراسات والتحاليل من أجل التخطيط )‪(CeNEAP‬‬
‫خلص إلى أن المصادر الجبائية تشكل في الغالب ‪ % 80‬من ميزانية التسيير حسب ما يبرزه الجدول أدناه‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :05‬تطور المصادر المالية لقسم التسيير من سنة ‪ 1994‬إلى ‪1996‬‬
‫)الوحدة بالدينار الجزائري(‬
‫‪%‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫طبيعة اليرادات‬
‫‪2 269.301.562 2‬‬ ‫‪205.883.964‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪209.277.029‬‬ ‫منتوج الستغلل‬
‫‪6 605.500.028 4‬‬ ‫‪455.237.785‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪461.090.807‬‬ ‫منتوج الملك‬
‫‪7 718.769.819 7‬‬ ‫‪752.539.491‬‬ ‫‪9‬‬ ‫مساهمة لصندوق المشترك ‪591.016.414‬‬
‫‪16 1.790.493.8 21 2.192.395.59 17 1104.707.46‬‬ ‫الضرائب غير المباشرة‬
‫‪86‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪7.553.858.1‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪7.094.254.97‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪4154.355.08‬‬ ‫الضرائب المباشرة‬
‫‪49‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Houcine AKLI : « Cours des finances locales » Ecole Nationale d’administration, Algrie 1998 p : 15 non publié.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫‪100 10.937.923. 100 10.700.311.8‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪6.520.396.8‬‬ ‫مجموع اليرادات‬
‫‪444‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬
‫المصدر‪.Source :CeNEAP : « Refonte du system fiscal », p 18 :‬‬

‫من خلل هذه الرقام يتضح أن جملة الضرائب المباشرة وغير المباشرة تشكل حصة السد‪ ،‬حسب ما‬
‫يمثله الجدول أدانه‪:‬‬
‫النسبة سنة ‪1996‬‬ ‫النسبة سنة ‪1995‬‬ ‫النسبة سنة ‪1994‬‬ ‫طبيعة الضرائب‬
‫‪16%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫‪17%‬‬ ‫ضرائب غير مباشرة‬
‫‪69%‬‬ ‫‪66%‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫ضرائب مباشرة‬
‫‪85%‬‬ ‫‪87%‬‬ ‫‪81%‬‬ ‫المجموع‬

‫من خلل هذا الجدول يتضح أن كلا من الضرائب المباشرة وغير المباشرة تحتلان أهم نسبة في هيكن‬
‫الموارد المالية للبلديات بحيث أن نسبتها تتراوح بين ‪ 81‬إلى ‪ % 87‬من مجموع الموارد‪.‬‬
‫وهذا الستناد شبه المطلق للبلديات على الموارد الجبائية يمثل أشكال كبيرا في تكوين المصادر المالية‬
‫لمواجهة العباء الموكلة للبلديات‪ ،‬من حيث أن القانون قد أجبر البلديات على أن تكون ميزانياتها متوازنة‪ ،‬ففي‬
‫حالة حدوث خلل أو نقص في تحصيل الموارد الجبائية التقديرية‪ ،‬تصعب عملية إعادة توازن الميزانية لول بتدخل‬
‫الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪.‬‬
‫انعكاسات نقص التحصيل الجبائي‬
‫‪ -‬العجز على مستوى الجماعييات المحلييية‪ :‬إن لهيمنة المصسسادر الجبائيسسة علسسى مجمسسوع المسسوارد الماليسسة‬
‫للبلديات يشكل عنصرا بالغ الهمية من حيث هيكلسة النظسام المسالي‪ ،‬فالرتكساز المطلسق علسى مصسادر مسن صسنف‬
‫معين‪ ،‬يجعل من الصعب على البلدية تفادي أي خلل مالي يكون سببه ضسسعف فسسي تحصسسيل جبسسائي‪ .‬وهسسذا السسستناد‬
‫شبه المطلق على الموارد الجبائية يمثل أشكال كبيرا في تكوين المصسسادر الماليسسة لمواجهسسة العبسساء‪ ،‬مسسن حيسسث أن‬
‫القانون قد أجبر الجماعات المحلية على احترام مبدأ توازن الميزانية ففي حالة حدوث خلل أو نقص في التحصسسيل‪،‬‬
‫تحدث هنالك عواقب وخيمة على إعادة توازن الميزانية لول تدخل الصسندوق المشسترك للجماعسسات المحليسة‪ .‬فمبسدأ‬
‫الستقللية يفرض على الجماعات المحلية احترام قاعدة التوازن على اعتبار العجز المحقق ل يمكن مواجهته عسسن‬
‫طريق الزيادة في معدلت الضرائب أو الرسوم أو اللجوء إلى عملية القتراض على غرار ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬العجز على مستوى الصندوق المشترك للجماعات المحلييية‪ :‬أوكلسست مهمسسة إعسسادة التسسوازن لميزانيسسات‬
‫الجماعات المحلية للصندوق المشترك للجماعات المحليسسة‪ 1‬الممسسول أصسسل مسسن بعسسض القتطاعسسات الجباريسسة مسسن‬
‫الميزانيات المحلية و نسب بعض الضرائب و الرسوم‪ .‬إل أن هذا الصندوق بدأ يعرف هو أيضا بعسسض العجسسز فسسي‬
‫الونة الخيرة لثلثة أسباب‪:‬‬
‫‪ 6-‬العدد المتزايد و الكبير للبلديات العاجزة‪.‬‬
‫‪ 7-‬تكليف الصندوق بدفع إعانات تسيير الحرس البلدي و التي تتعدى على الغالب ‪ % 40‬من ميزانيته‪.‬‬
‫‪ 8-‬إلغاء ضريبة الدفع الجزافي حيث كان يستأثر بحصة السد ) ‪.( % 70‬‬

‫جدول رقم ‪ :06‬عجز البلديات و مساعدات التغطية )‪ 1990‬إلى ‪(1997‬‬


‫)الوحدة بآلف الدينارات(‬
‫نسبة التغطية‬ ‫مبلغ المساعدات‬ ‫مبلغ العجز‬ ‫عدد البلديات‬ ‫السنة‬
‫العاجزة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪250.650‬‬ ‫‪250.650‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪1.963.510‬‬ ‫‪1.963.510‬‬ ‫‪620‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪1.904.343‬‬ ‫‪1.904.343‬‬ ‫‪660‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪3.804.773‬‬ ‫‪3.804.773‬‬ ‫‪792‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪%82.04‬‬ ‫‪2.871.645‬‬ ‫‪3.500.000‬‬ ‫‪779‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪%75.40‬‬ ‫‪4.900.573‬‬ ‫‪6.500.000‬‬ ‫‪929‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪%76.87‬‬ ‫‪6.711.002‬‬ ‫‪8.730.000‬‬ ‫‪1090‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪%68.96‬‬ ‫‪8.000.000‬‬ ‫‪11.600.000‬‬ ‫‪1159‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحدث بموجب المرسوم رقم ‪ 134-73‬المؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪1973‬‬
‫‪-6-‬‬
‫المصدر ‪: .CeNEAP : « Refonte du system fiscal », document interne. Non publié, p 38‬‬

‫أن الملحظ في الجدول أعله‪ ،‬من سنة ‪ 1990‬إلسسى ‪ 1993‬كسسانت نسسبة التغطيسسة مطلقسسة أي أن الصسسندوق‬
‫كسسان يغطسسي العجسسز بنسسسبة ‪ %100‬و ابتسسداءا مسسن ‪ 1994‬بسسدأت نسسسبة التغطيسسة تسستراجع إلسسى حسسدود ‪ %68‬ويعسسزى‬
‫الصندوق هذا التراجع من سنة ‪ 1994‬إلى تحمله لعباء الحرس البلدي التي أوكلت إليه بموجب التعليمة الوزاريسسة‬
‫المشتركة رقم ‪ 52‬المؤرخة في ‪ 21‬جانفي ‪ 1995‬التي تحدد إجراءات التكفل بنفقات الحرس البلدي‪.‬‬
‫تبعية النظام الجبائي للدولة‬
‫تتمثل تبعية النظام الجبائي للعديد من الدول في عدم وجود أو العتراف بوجسود سسلطة جبائيسة للجماعسات‬
‫المحلية‪ ،1‬فل ضريبة إل بموجب قانون‪.‬‬
‫ولقد تبنت الجزائر هذا النظام‪ ،‬بحيث تنفرد الدولة بقرار إنشاء أو إلغاء الضرائب والرسوم‪ ،‬تحديد الوعاء‬
‫والمعدلت‪ ،‬كما تقرر أيضا عملية تحصيل هذه الضرائب بمصالحها الخاصة‪ ،‬وتنفرد مسسن ذلسك بحصسسة السسد مسن‬
‫مبالغ الجباية‪.‬‬
‫كما أن عمليسسة تحصسسيل مختلسف الضسرائب والرسسسوم هسسي صسسلحية خاصسسة مسسن صسسلحيات الدولسسة ليسسس‬
‫للبلديات أي دخل في هذه العملية سسسوى اسسستلم حصصسسها سسنويا مسن مسسديريات الضسرائب‪ ،‬كمسسا أن عمليسسة توزيسع‬
‫الموارد الجبائية على مختلف البلديات يتم عن طريسق هسذه المصسالح التابعسة مباشسر للدولسة )وزارة الماليسة(‪ ،‬ليسس‬
‫للبلديات أية سلطة على الطعن أو الرفض‪ ،‬سسوى المتثسال والسستلم حصصسها دون أدنسى مراجعسة للحسسابات أو‬
‫إعادة تقييم‬
‫هيمنة الدولة على المصادر الجبائية‬
‫حسب التقرير النهائي للجنة الوطنية للصلح الجبائي المقدم سنة ‪ ،1989‬خلصت إلى أن نسبة العائد‬
‫الجبائي للدولة يشكل ‪ %75‬بينما النسبة المخصصة للجماعات المحلية ل تمثل سوى ‪ %25‬من مجموع اليرادات‬
‫الجبائية قبل الصلح الجبائي سنة ‪.1992‬‬
‫حسب قانون المالية لسنة ‪ 1995‬أي بعد ‪ 03‬سنوات من تطبيق الصلحات الجبائية كانت الجباية العاديسسة‬
‫تشكل حوالي ‪ %15‬من الناتج الداخلي الخام بمبلغ يفوق ‪ 160‬مليار دينار‪ ،‬في حين كانت الجباية المحلية ل تشسسكل‬
‫سوى ‪ %03‬من هذا الناتج بمبلغ يقدر بحوالي ‪ 45‬مليار دينار‪ ،%2‬النسبة التي تعود للجماعات المحليسسة مسسن تقسسسيم‬
‫‪ ،%21.95‬والباقي إذن يعود إلى ميزانية الدولة بنسبة )‪.(%78.05‬‬
‫جدول رقم ‪:07‬توزيع اليرادات الجبائية‬
‫المبالغ بمليين الدينارات‬
‫السنوات‬
‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬
‫البيان‬
‫‪415.84‬‬
‫‪438.850‬‬ ‫‪380.750 380.100 350.000‬‬ ‫ضرائب الدولة‬
‫‪0‬‬
‫‪94.641‬‬ ‫‪95.722 90.737 85.157 78.562‬‬ ‫ضرائب الجماعات المحلية‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫نسبة الضرائب المحلية إلى‬
‫‪21.56 %‬‬ ‫‪23.83 %‬‬ ‫‪22.44 %‬‬
‫‪23.01‬‬ ‫‪22.40‬‬ ‫ضرائب الدولة‬
‫المصدر‪ :‬قوانين المالية لسنوات ‪ 1998‬إلى ‪ 2002‬و تصريح المدير العام للضرائب‪ ،‬في مجلة الفكر البرلماني‪ ،‬العدد ‪ ،03‬جوان ‪2003‬‬
‫‪ - 2.3‬عدم تطابق الموارد مع العباء‪:‬‬
‫لقد قمنا سابقا بسرد كل صلحيات البلدية فيما يخص التنمية‪ ،‬هذا النشاط الذي يتجاوز حدود المجال‬
‫الواحد‪ .‬فزيادة على اختصاصاتها التقليدية من إنشاء وتسيير وتنظيم المصالح العمومية الجبارية كإصلح الطرق‬
‫والرصفة وجمع النفايات المنزلية‪ ،‬اقتناء وتسيير والتصرف في الممتلكات‪ ،‬واستنادا إلى وجهتها اللمركزية‪،‬‬
‫أسندت للبلديات عدة صلحيات في مختلف المجالت‪ ،‬كالقتصاد‪ ،‬والتعمير‪ ،‬السكن‪ ،‬التعليم والثقافة والبيئة‪.3‬‬
‫إن كل هذه المجالت تحتاج إلى مصادر مالية ضخمة للقيام بها أحسن قيام ولجل تقدير العتمادات‬
‫الواجب توفيرها لتجسيد كل هذه الصلحيات عمدت‬
‫اللجنة الوزارية المشتركة لجل إصلح الجباية المالية المحلية سنة ‪ 1989‬إلى إعداد بطاقة استفسارية‬
‫تخص البلديات‪ ،‬تبرز فيها المبالغ المخصصة بكل نشاط من مواردها المالية الذاتية والحتياجات الحقيقية لكل‬

‫‪1‬‬
‫‪- J. CATHELINEAU : « La fiscalité des collectivités locales », Armand colin, Paris 1970, P : 26.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Houcine AKLI « Cours des finances locales » op. cit P : 16.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Raymond Muzellec : « Finances publiques », 5eme édition, SIREY, Paris 1985, p : 111‬‬
‫‪-7-‬‬
‫نشاط منها‪ ،‬ثم الفرق بين العتمادات المخصصة و الحتياجات الحقيقية بكل نشاط‪ .‬ولقد تم إعداد جدول ابتداء من‬
‫هذه البطاقات الستفسارية و كانت النتيجة كالتالي‪:‬‬

‫الجدول رقم ‪ :08‬احتياجات تمويل البلديات سنة ‪1985‬‬


‫)الوحدات بالدينار الجزائري(‬
‫النحراف‬ ‫الحتياجات الحقيقية‬ ‫اعتمادات ‪1985‬‬ ‫القطاعات‬
‫‪343.045.141‬‬ ‫‪444.952.160‬‬ ‫‪107.907.019‬‬ ‫الهياكل الساسية‬
‫‪190.390.304‬‬ ‫‪298.500.811‬‬ ‫‪108.110.507‬‬ ‫النقل‬
‫‪150.450.935‬‬ ‫‪169.901.083‬‬ ‫‪19.404.148‬‬ ‫السياحة‬
‫‪205.025.380‬‬ ‫‪347.028.171‬‬ ‫‪142.002.791‬‬ ‫الشؤون الدينية‬
‫‪262.881.320‬‬ ‫‪483.858.905‬‬ ‫‪220.977.185‬‬ ‫النشاط الجتماعي‬
‫‪833.823.873‬‬ ‫‪2.036.431.058‬‬ ‫‪1.152.607.185‬‬ ‫الطرق‪ ،‬الماء‪ ،‬التطهير و النارة‬
‫‪423.910.481‬‬ ‫‪513.044.222‬‬ ‫‪89.133.731‬‬ ‫الشباب‪ ،‬الرياضة و الثقافة‬
‫‪271.424.087‬‬ ‫‪1.061.153.142‬‬ ‫‪790.329.055‬‬ ‫التغليم‬
‫‪536.056.154‬‬ ‫‪4.100.496.286‬‬ ‫‪3.564.440.132‬‬ ‫المستخدمين‬
‫‪00‬‬ ‫‪421.738.666‬‬ ‫‪421.738.666‬‬ ‫أعباء أخرى‬
‫‪3.267.045.696‬‬ ‫‪9.877.696.504‬‬ ‫‪6.610.650.808‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪Abdelmadjid YANAT : « Les finances des collectivités locales, Essai de présentation », in « l’administration :‬‬
‫‪.territoriale au Maghreb », ouvrage collectif. Publication CMERA ed guessous, RABAT, 1989 P : 167‬‬

‫فالجدول يبرز جليا أن جل القطاعات المسندة مسؤوليتها إلى البلديات تحتاج إلى أكثر من ضعف‬
‫العتمادات المتوفرة لديها‪ ،‬ولتأمين السير الحسن لي قطاع ومواجهة أعبائه يحتاج إلى مساعدات كبيرة من‬
‫الدولة‪ ،‬فعلى سبيل المثال تحتاج البلديات لنجاز الهياكل الساسية أربعة )‪ (04‬أضعاف العتمادات المتوفرة‬
‫لديها ‪ ،‬إنجاز الطرق وجلب المياه الصالحة للشرب‪ ،‬التطهير والنارة العمومية تحتاج إلى قرابة الضعفين‪ ،‬النشاط‬
‫الجتماعي يحتاج إلى أكثر من الضعفين‪ ،‬الشباب والرياضة يحتاج اعتمادات تفوق )‪ (05‬أضعاف المتوفرة لديها‪.‬‬
‫هذا على سبيل المثال ل الحصر‪ ،‬بحيث أنه من مجموع ‪ 6.610‬مليار دج والتي تمثل جملة العتمادات المتوفرة‬
‫لمواجهة أعباء كل القطاعات يجب على الدولة توفير ما يفوق ‪ 3.267‬مليار دينار جزائري‪.‬‬
‫لقد لوحظ هذا التعارض بين أعباء البلدية وبين مواردها المتاحة منذ زمن بعيد‪ ،‬بحيث أنه قد اعتمد‬
‫قانونها قبل الوليات وأسندت لها مثل هذه الصلحيات وهي ل تزال حديثة العهد بالستقلل‪ ،‬واعتبارا لهذه‬
‫الوضعية‪ ،‬كانت ندرة الموارد المالية سيدة الموقف‪ ،‬واضطرت الدولة والظروف هذه العتراف بوجود فروق بين‬
‫ندرة الموارد وحجم العباء الملقاة على عاتقها‪.1‬‬
‫و بالرغم من إصلحات القانون البلدي لسنة ‪ ،1990‬إل إن الوضاع زادت تدهورا‪ ،‬فحتى البلديات غير العاجزة‬
‫لم تسلم من هذه الظاهرة‪ ،‬و هذه بلدية تلمسان على سبيل المثال‪ ،‬قد حققت فروقا سالبة بين العتمادات و‬
‫الحتياجات حسب ما يبرزه الجدول أدناه‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪:09‬الحتياجات المالية لبلدية تلمسان لسنوات ‪1999-1998-1997‬‬
‫)الوحدة بالدينار الجزائري(‬
‫نسبة التغطية‬ ‫الفرق‬ ‫المبالغ المعتمدة‬ ‫الحتياجات‬ ‫السنة‬
‫‪59.23%‬‬ ‫‪59,349,135.00‬‬ ‫‪86,238,171.00‬‬ ‫‪145,587,306.00‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪74.12%‬‬ ‫‪23,723,206.00‬‬ ‫‪67,941,257.00‬‬ ‫‪91,664,463.00‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪64.85%‬‬ ‫‪36,363,687.00‬‬ ‫‪67,075,237.00‬‬ ‫‪103,438,924.00‬‬ ‫‪1999‬‬
‫المصدر‪ :‬وثيقة داخلية لبلدية تلمسان‬

‫من خلل هذه الحصائيات يتضح أنه مهما كانت البلدية تتمتع بصحة مالية جيدة إل أن أعباء ومطالب‬
‫القطاعات تزداد بتزايد أهمية المدينة تجاريا وصناعيا واجتماعيا وثقافيا وغيرها‪ .‬بحيث يمكن إظهار فرق‬
‫الحتياجات والذي يمثل خلل سنة واحدة مبلغا يناهز ‪ 145‬مليون دينار سنة ‪ 1997‬مقابل احتياطي معتمد يقدر ب‬
‫‪ 86‬مليون دينار لنفس السنة‪ ،‬بحيث أن البلدية ولكي تقوم بمواجهة جميع احتياجاتها بشكل سليم تحتاج إلى‬
‫‪1‬‬
‫‪- Said BENAISSA : « L’aide de l’état aux collectivités locales ».Office des Publications Universitaire, Alger 1983, P : 38.‬‬
‫‪-8-‬‬
‫اعتمادات مالية إضافية تزيد عن ‪ 59‬مليون دج الشيء الذي يجعلها دائما في عجز عن مواجهة كل العباء‬
‫والصلحيات بشكل سليم‪ ،‬وتأخر واضح في تجسيد كل الهداف المبرمجة‪ ،‬زيادة على المطالب الطارئة‬
‫للمواطنين‪.‬‬
‫و لقد تحقق أيضا هذا الفرق في السنتين المواليتين ‪ 1998‬و ‪ ،1999‬بحيث لم تتعدى نسبة التغطية ‪% 74‬‬
‫و ‪ % 64‬على التوالي‪.‬‬
‫‪ - 2.4‬ضعف الموارد البشرية‪:‬‬
‫تتميسز البلسديات عسن سسائر المؤسسسات الخسرى فسي كونهسا تتكسون مسن جهساز إداري يتسم تعيينسه بطسرف‬
‫التوظيسسف العسسادي – العلن والمسسسابقة والتعييسسن‪ – ...‬وجهسساز تسسسييري يتسسم بطسسرق القسستراع أو النتخسساب العسسام‪،‬‬
‫وسوف نتطرق إلى تكوين هذين العنصرين تباعا‪.‬‬
‫‪ – 2.4.1‬تركيبة وأعباء المستخدمين‪:‬‬
‫تشسسكل مصسساريف المسسستخدمين عسسبئا ثقيل علسسى ميزانيسسة البلسديات مسسن حيسسث أنهسسا تشسسكل أكسسبر نسسسبة مسسن‬
‫اعتماداتها‪ ،‬كما أن تركيبة هذه الشريحة من حيث سوء التكوين و قلة الكفاءات غالبا ما يحول دون تقسسديم الخسسدمات‬
‫بالشكل الجيد و الفعال‪ ،‬و سوف نتطرق إلى هذين العنصرين بشيء من التفصيل‪.‬‬
‫أ( ثقل أعباء المستخدمين‪:‬‬
‫لقد أشسسرنا آنفسسا إلسسى ثقسسل مصسساريف المسسستخدمين‪ ،‬ومسسا تمثلسسه العتمسسادات المخصصسسة لجسسور ومرتبسسات‬
‫الموظفين الدائمين‪ ،‬بحيث أن هذه المخصصات تمثل ‪ %75‬من ميزانية التسيير‪.‬‬
‫فهذه النسبة إذن وحجم المبالغ التي تمثلها‪ ،‬تشكل عبئا كبيرا على البلسسديات الضسسعيفة والمتوسسسطة المسسوارد‬
‫التي غالبا ما تعجز عن تسديدها إل بعد اللجوء إلى الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪ ،‬هذا الخير الذي قدم مسسا‬
‫يعادل ‪ 8.824.475.844‬دج ل ‪ 1207‬بلدية عاجزة عن التكفل بالمصاريف الضرورية )سنة ‪.i(1999‬‬
‫إن ثقل هذه المصاريف على الموارد المالية للبلديات غالبا ما يمثل المؤشسسر الحقيقسسي عسسن الصسسحة الماليسسة‬
‫للمؤسسة العمومية وكذا مؤشرا عن طبيعسسة تسسسيير البلسسديات‪ ،‬كمسسا أنسسه يعتسسبر أيضسسا مؤشسسر علسسى محدوديسسة القسسدرة‬
‫الدخارية لهذه الخيرة‪ ،‬أي أن حجم هذه المصاريف تشكل عائقا للدخار‪ ،‬فنسبة مسسا يقسسل عسسن ‪ %30‬مسسن المسسوارد‬
‫المالية المتاحة المتبقية عليها أن تكفي لمواجهة مصاريف التسيير الأخرى والبقسساء علسسى النسسسبة القانونيسسة )‪(%10‬‬
‫المقتطعة لقسم التجهيز والستثمار العمومي‪ ،‬الشيء الذي غالبا ما يكون مستحيل‪.‬‬
‫فهذه النسبة العالية المخصصة لجور الموظفين تحد وتضعف من قدرة البلديات علسسى الدخسسار‪ ،‬وبالتسسالي‬
‫قدرتها على التمويل الذاتي‪ ،‬وعجز ‪ 1207‬من أصل ‪ 1541‬بلدية برهان قطعي على ما سبق ذكره‪.‬‬
‫فعلى مستوى ولية تلمسان هنالك ‪ 46‬بلدية من أصل ‪ 53‬عجسسزت عسسن مواجهسسة المصسساريف الضسسرورية‬
‫سنة ‪ 1999‬الشيء الذي اضطرها إلى اللجوء إلسسى الصسسندوق المشسسترك للجماعسسات المحليسسة لطلسسب مسسساعدة إعسسادة‬
‫التوازن لميزانياتها بقيمة ‪ 313.400.000‬دج‪ ،‬فل مجال للحديث عسن احتيساطي الدخسار أو قسدرتها علسى التمويسسل‬
‫الذاتي‪.‬‬
‫صفوة القول أن مستخدمي البلديات يستهلكون أكثر من ‪ %70‬من ميزانية التسسيير‪ ،‬إن أهميسة هسذه النسسبة‬
‫تستوجب منا التوقف لمعرفة تركيبة العنصر البشري للبلديات‪ ،‬أو معرفة هيكل هذه الموارد السستي تسسستنزف القسسسط‬
‫العظم من الموارد المالية للبلدية‪.‬‬
‫ب( تركيبة مستخدمي البلديات‪:‬‬
‫تتكون تركيبة مستخدمي البلديات من ثلثة أصناف‪:‬‬
‫أعوان التنفيذ‪ :‬وهم العوان الذين يمارسون نشاطات جزئية ل تتطلب أية كفسساءة وهسسي فسسي بعسسض‬ ‫‪9-‬‬
‫الحيان مجرد تمهين على المدى القصير‪.‬‬
‫‪ 10-‬أعوان التحكم‪ :‬وهم الموظفين المسسؤهلين الحسساملين لسسدرجات المعسساونين الدارييسسن )كتسساب إدارييسسن‬
‫وملحقين إداريين( وتقنيين سامين‪.‬‬
‫الطسارات‪ :‬وهسم جملسة المسوظفين الحساملين لشسهادات جامعيسة عاليسة أو مسا يعادلهسا مسن شسهادات‬ ‫‪11-‬‬
‫الكفاءة‪ ،‬و الذين لهم القدرة على التطور‪ ،‬فهم النصوص وتفسيرها‪.‬‬
‫حسب دراسة الحصائيات المالية للبلديات "التي قام بها المركسسز السسوطني للدراسسسات والتحاليسسل مسسن أجسسل‬
‫التخطيط )سنة ‪ ،(1997‬إن العدد الجمالي لموظفي البلديات الدائمين يقدر بس ‪ 146.665‬موزعة بالشكل التالي‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ :10‬توزيع المستخدمين على البلديات‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫المستخدمين‬
‫‪05.22%‬‬ ‫‪7.654‬‬ ‫الطارات‬ ‫‪1‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪12.36%‬‬ ‫‪18124‬‬ ‫أعوان التحكم‬ ‫‪2‬‬
‫‪82.42%‬‬ ‫‪120.887‬‬ ‫أعوان التنفيذ‬ ‫‪3‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪146.665‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪CeNEAP : « Etude : Statistiques financières des Communes », p 19 :‬‬

‫تركيبة موظفي البلديات ‪ -‬سنة ‪- 1997‬‬


‫‪5%‬‬
‫‪12%‬‬

‫‪83%‬‬

‫اليطرات‬ ‫أعوان التحكم‬ ‫أعوان التنفيذ‬

‫فمن خلل النظرة الولية للجدول يتضح ضعف التأطير الذي يمثل ‪ %05‬مقابسل تضسخم فسي عسدد أعسوان‬
‫التنفيذ و الذي يمثل ‪.%82‬‬
‫إن ضعف التأطير هذا ل يمكنه أن يستجيب للمتطلبات العمومية‪ .‬وهذا يمثل الشكال الول للبلديات‪ ،‬فهذه‬
‫الخيرة التي عليها أن تواجه الطلبات العمومية العاجلة والجلة للمواطنين تعاني من نقص فادح في التأطير‪ ،‬فعلسسى‬
‫مستوى ‪ 1541‬بلدية هنالك ‪ 7.654‬إطار يحمل شهادات التعليم العالي أي أقل من إطار في البلدية الواحدة‪ ،‬وهنالك‬
‫‪ii‬‬
‫‪ 800‬بلدية ل تتوفر على إطار جامعي لسبب نقص الموارد المالية أو لسبب بعدها‪.‬‬
‫إن هذا العدد حول نسبة التأطير يسستوجب منسا التوقسف والتأمسل فسي نسسبة هسذا العسسدد إلسى إجمسسالي سسكان‬
‫البلديات وبالتالي ماذا يمثل لجملة سكان القليم الوطني و المقسسدر بسس ‪ 31.471.000‬نسسسمة‪ .‬فبحسسساب بسسسيط يمكننسسا‬
‫استنتاج أن ‪ 7.654‬إطار تقوم بتسيير الشسؤون العامسسة لسس ‪ 31.471.000‬مسواطن‪ ،‬أي أن كسسل إطسار يسسير شسسؤون‬
‫‪ 4.112‬فرد )‪.(4.112 = 31.471.000/7654‬‬
‫وعلى هذا الساس يبقى التأطير بعيدا كل البعد عن مقاييس النجاعسسة‪ .‬بالضسسافة إلسسى أن أعسسوان التحكسسم ل‬
‫يمثلون سوى ‪ 12‬من مجموع الموظفين‪ ،‬فالنسبة الكبيرة من موظفي البلديات هم أعوان التنفيذ بحيث أنهسسم يشسسكلون‬
‫‪ % 82‬لا يتمتعون بأي كفاءات مهنية‪.‬‬
‫فهذه الشرائح الثلث بتركيبتها المتباينة تستنزف أكثر من ‪ %70‬من ميزانية التسسسيير‪ .‬هسسذه التركيبسسة السستي‬
‫يشكل فيها الطار حصة ‪ %05‬وعون التنفيذ ‪ % 82‬هي عبارة عسسن نسسسبة اسسستهلكية بعيسسدة كسسل البعسسد عسسن إدراك‬
‫وظائف التصور والعقلنة‪ .‬كما أن المستوى الدراسي لمستخدمي البلديات يبرز بوضوح هذا التدني الكبير في الداء‬
‫للخدمات العمومية حسب الجدول أدناه‪:‬‬
‫الجدول رقم ‪ :11‬توزيع المستخدمين حسب مستوى التكوين‬
‫القطاع‬ ‫القطاع‬
‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫آخر‬ ‫المستوى الدراسي‬
‫التقني‬ ‫الداري‬
‫‪38.99%‬‬ ‫‪47,859‬‬ ‫‪2,353‬‬ ‫‪38,146‬‬ ‫‪7,360‬‬ ‫يجهل القراءة و الكتابة‬
‫‪26.86%‬‬ ‫‪32,969‬‬ ‫‪1,241‬‬ ‫‪22,581‬‬ ‫‪9,147‬‬ ‫المستوى البتدائي‬
‫‪17.17%‬‬ ‫‪21,076‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪5,066‬‬ ‫‪15,702‬‬ ‫المستوى المتوسط‬
‫‪12.55%‬‬ ‫‪15,406‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪1,604‬‬ ‫‪13,761‬‬ ‫المستوى الثانوي‬
‫‪1.82%‬‬ ‫‪2,232‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1,551‬‬ ‫‪655‬‬ ‫تقني‪ /‬مهندس تطبيقي‬
‫‪1.58%‬‬ ‫‪1,937‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪1,871‬‬ ‫شهادة ليسانس‬
‫‪0.54%‬‬ ‫‪657‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪459‬‬ ‫‪194‬‬ ‫مهندس دولة‬
‫‪0.22%‬‬ ‫‪271‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪32‬‬ ‫مهندس معماري‬

‫‪-10-‬‬
‫‪0.06%‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪35‬‬ ‫بيطري‬
‫‪0.22%‬‬ ‫‪273‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪243‬‬ ‫شهادات أخرى‬
‫‪100.00%‬‬ ‫‪122,754‬‬ ‫‪3,983‬‬ ‫‪69,771‬‬ ‫‪49,000‬‬ ‫المجموع‬
‫‪:‬المصدر ‪CeNEAP: Etude sur l'encadrement de la Wilaya de la Daira et de la Commune - juillet 2000‬‬

‫من خلل القراءة الولية لهذا الجدول يبرز ذلسسك الحجسسم الضسسئيل السسذي يمثلسسه أصسسحاب الشسسهادات مقارنسسة‬
‫بحجم المستويات الدنيا من التعليم حيث تشكل هذه الخيرة نسبة ‪(83.02=17.17+26.86+38.99) % 83.02‬و‬
‫الذي يغلب في القطاع التقني على القطاع الداري‪ ،‬و على اعتبار أن أصحاب المستويات الدنيا هم أعسسوان التنفيسسذ‪،‬‬
‫فذلك يفسر عامل تدني الداء و خاصة ما يتطلب نوع من التأهيل‪.‬‬
‫و بالرغم من وجود هذه العلة لم تكن هذه الشريحة من الموظفين تستفيد من الدورات التكوينيسسة للرفسسع مسسن‬
‫مستواها التأهيلي حيث لحظ المركز الوطني للدراسات التطبيقية من أجل التخطيط )‪ (CeNEAP‬أن العدد الكبر‬
‫من أعوان التحكم و أعوان التنفيذ لم يستفيدون من أدنى تكوين‪ ،‬حيث أن‪:iii‬‬
‫‪ % 90‬منهم لم يستفيدوا من دورات تكوينية‪.‬‬ ‫‪12-‬‬
‫‪ 10%‬منهم فقط من استفاد من دورات تكوين في مجالت التقنيسسات الداريسسة‪ ،‬كسسالعمران‪ ،‬الماليسسة‪،‬‬ ‫‪13-‬‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬العلم اللي‪ ،‬المنازعات‪ ،‬الرشيف‪ ،‬الحالة المدنية‪...‬‬
‫و علسى غسرار أعسوان التنفيسذ‪ ،‬أشسسار نفسسس التقريسر إلسى الدرجسسة المتدنيسة للتحكسسم فسي الوظسسائف مسسن قبسل‬
‫الطارات أيضا حسب ما يبرزه الجدول أدناه‪:‬‬
‫جدول رقم ‪ :12‬نسبة التكوين في الجماعات المحلية‬
‫غير كفؤ‬ ‫أشغال‬ ‫انعدام‬ ‫ل يتحكمون‬ ‫الجماعات‬
‫روتينية‬ ‫التكوين‬ ‫في النصوص‬ ‫المحلية‬
‫القانونية‬
‫‪38%‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪67%‬‬ ‫‪51%‬‬ ‫إطارات‬
‫الوليات‬
‫‪37%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪58%‬‬ ‫‪46%‬‬ ‫إطارات‬
‫البلديات‬
‫المصدر‪CeNEAP : « Evaluation des besoins en formation des collectivités locales », Rapport d’étape N° 2, document :‬‬
‫‪.intérieur, Novembre 1999. P : 26. Non publié‬‬

‫بالنظر إلى هذا الجدول يمكن الربط بين عنصري انعدام التكوين وعسسدم التحكسسم فسسي النصسسوص القانونيسسة‪،‬‬
‫فهذا العامل الخير يمكن تداركه عن طريق التكوين في تفسير وشسسرح جسسل النصسسوص المنظمسسة لكسسل الصسسلحيات‬
‫المخولة للبلديات كل حسب تخصصه‪.‬‬
‫زيادة على اعتبار أن الشغال الروتينية تضعف من كفاءة الموظف من حيث أنها تقتسسل لسسديه حسسافز الخلسسق‬
‫والبداع‪ ،‬والنفس بطبعها تمل العمل العتيادي‪ ،‬والذي في حد ذاتسسه مجلبسسة للكسسسل والخمسسول‪ ،‬فمسسن أجسسل ذلسسك أقسسر‬
‫المشرع بضرورة الدورات التربصية‪ ،‬وإدخال عنصر التجديد والعصرنة في إدارة المصالح العمومية‪.‬‬
‫كما أشار نفس التقرير‪ iv‬أن على مستوى البلديات هنالك عدد محدود من الكتاب العامين الذين استفادوا من‬
‫الدورات التكوينية‪:‬‬
‫‪ 82%‬من المسئولين لم يتابعوا دورات تكوينية‪.‬‬ ‫‪14-‬‬
‫‪ 18%‬من المسئولين فقط من كان لهم الحظ في متابعة دورات تكوينية‪ ،‬في التسيير المالي‪ ،‬الحالسسة‬ ‫‪15-‬‬
‫المدنية‪ ،‬الموارد البشرية‪ ،‬الرشيف والعمران‪.‬‬
‫‪ - 3‬الحلول المقترحة‬
‫أن النصوص التنظيمية الغير مرنة كبلت البلديات ولم تترك لها فجوة المناورة بحسب إمكانياتها المتاحة‪،‬‬
‫الشيء الذي انعكس عليها سلبا وأدى إلى جمود التسيير الداخلي كما أن قلة خبرة المنتخبين وضعف عنصر‬
‫التأطير أوغل هذه المؤسسات في بوثقة من النحرافات يصعب تجاوزها‪ .‬بحيث أصبحت مكبلة بأكثر من ‪26‬‬
‫مليار دينار حسب آخر تقرير أعده المجلس القتصادي والجتماعي‪.1‬‬
‫وكمسعى للتخفيف من حدة هذه المديونية لجأت الدولة إلى تطهير جزء منها عبر قوانين المالية‪ ،‬حيث‬
‫خصصت ‪ 06‬مليير دينار جزائري في قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،22000‬و ‪ 08‬مليير دينار جزائري لنفس‬
‫‪ - 1‬ع‪ .‬سعاد‪" :‬الكناس في تقريره حول تسيير الجماعات المحلية – ارتفاع عدد البلديات العاجزة إلى ‪ ،"1249‬في الخبر العدد ‪.(22/07/2001) ،3223‬‬
‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ 00/02‬المؤرخ في ‪ 06/2000/ 27‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ .2000‬الجريدة الرسمية رقم ‪ .37/2000‬ص‪11 :‬‬
‫‪-11-‬‬
‫الغرض في الميزانية الولية لسنة ‪ ،12001‬و ‪ 6‬مليير دينار جزائري في الميزانية الولية لسنة ‪ 22002‬و أخيرا‬
‫‪ 02‬مليار دينار بموجب قانون الملية ‪.32003‬‬
‫غير أن هذه الحلول تبقى ظرفية و غير فعالة لسبب أن حالة العجز هذه تمس النظام نفسه‪ .‬وهذا الجراء‬
‫ليس سوى سد ثغرة تتوسع باستمرار‪ ،‬دون معالجة حقيقية للظاهرة‪ ،‬بحيث ل تتسنى هذه المعالجة إل بدرء‬
‫المسببات التي أوقعت هذه المصالح في هذه الشكالية‪ ،‬وأوصلها إلى هذه النتائج السلبية ولزالت‪ .‬وعلى هذا‬
‫الساس يجب مراجعة الصلحيات المنوطة بالبلديات‪ ،‬و من ثم إعادة النظر في المنظومة الجبائية‪.‬‬
‫‪ .1‬إعادة النظر في الدور التنموي للبلديات‪:‬‬
‫ولقد نصت المادة ‪ 184‬من القانون البلدي لسنة ‪ 1990‬على أنه‪" :‬ترفق كل مهمة جديدة تمنح للبلدية‪،‬‬
‫بجميع الوسائل الضرورية لنجازها"‪.‬‬
‫فهذا النص الصريح الذي يلح على ضرورة توفير الوسائل الكفيلة بإنجاح أي مهمة‪ ،‬بعيد كل البعد عن‬
‫المنطق الواقع‪ .‬فحسب المثلة التي أوردناها في الفصل السابق عن العباء والموارد‪ ،‬يلحظ جليا ذلك الفرق‬
‫الواسع والكبير بين المكانيات المتوفرة لتسيير المصالح وبين الحتياجات الحقيقية لتأمين سيرها بصفة صحيحة و‬
‫سليمة‪ ،‬إن هذه الحقائق تجبر المشرع الجزائري على إعادة النظر في الصلحيات والختصاصات وفق المصادر‬
‫المحلية المتوفرة‪ ،‬والمكانيات المتاحة‪ ،‬وبالنتيجة إمكانية السيطرة على القدرات المالية المحلية وتوجيهها بطرق‬
‫سليمة نحو الهداف النمائية المحلية المسطرة‪.‬‬
‫الأنشطة ذات النفع المحلي‬
‫تعتبر هذه المهام بمثابة الصلحيات التقليدية التي من أجلها وجدت البلدية خدمة لمواطنيها وتسهيل لكل‬
‫أنشطتهم الجتماعية والقتصادية اليومية‪ .‬إن توفير مثل هذه الحتياجات ل يتم إل بوجود المرفق العام أو‬
‫المصالح العمومية والتي هي أجزاء من المصالح المركزية للدولة وعليه فهي المسؤولة على تزويد المواطن بالماء‬
‫الصالح للشرب ومراقبته وصيانة قنواته حتى ل تكون هنالك إضرار تمس بصحة المواطن‪ .‬وهي المسؤولة عن‬
‫صرف المياه القذرة تجنبا لنتشار الوبئة والمراض‪ .‬فهذه مجال واسع لحفظ وصيانة صحة المواطن‪ .‬كما أنها‬
‫المسؤولة عن سلمة الشخاص وممتلكاتهم وحراستها من كل أعمال النهب والسطو‪.‬‬
‫كما أنها في إطار تسهيل النشطة المختلفة للمواطنين تسهر على إنجاز الطرق وتعبيدها وإنارتها‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يؤدي إلى تسهيل وتحفيز النشطة القتصادية التي من شأنها الرفع من المستوى مداخيل الجبائية نتيجة كثرة‬
‫هذه النشطة‪ .‬وعلى هذا الساس يمكن إبقاء هذه الخدمات ذات الطابع المحلي من صلحيات البلدية وإسرار‬
‫السلطات المركزية على أدائها من طرف البلديات بأحسن وجه‪.‬‬
‫غير أن البلديات تشرف أيضا على تقديم منافع ذات بعد وطني‪ ،‬يتطلب إمكانيات كبيرة قد ينذر توفرها‬
‫لدى البلديات‪.‬‬
‫الأنشطة ذات النفع الوطني‬
‫كما أسلفنا يمكن إجمال هذه المهام أو الصلحيات في خمسة محاور‪:‬‬
‫إنجاز وصيانة المؤسسات التعليمية‪ :‬لقد أوكل المشرع الجزائري إنجاز المؤسسات التعليمية للبلديات طبقا للمقاييس‬
‫الوطنية والخريطة المدرسية‪ ،4‬كما تقوم بتوفير الرضية الصالحة لبناء مثل هذه المؤسسات‪ ،‬والسهر على‬
‫صيانتها بعد النجاز‪ ،‬كما أوكلت لها مهام النقل المدرسي لتشجيع الوليات على الستمرار في تحفيز أبنائهم على‬
‫هذه المهمة النبيلة‪ .‬إضافة إلى تشجيع التعليم ما قبل المدرسي والعمل على ترقيته‪ .‬غير أن هذا القطاع يكلف‬
‫البلديات أعباء كبيرة تتعدى بكثير منتوج عشر ‪ 10/1‬الدفع الجزافي المخصص لها‪ ،‬بحيث نسبة التغطية ل تتعدى‬
‫في أحسن الحوال ‪) % 30‬لسنة ‪ 5(1996‬بينما النسبة الكبيرة تسعى البلديات لتغطيتها من أموالها الخاصة‪.‬‬
‫إنجاز وصيانة المراكز الصحية‪ :6‬بالرغم من أن هذه المهام هي من صلحيات وزارة الصحة إل أن‬
‫البلدية مطالبة بإنجاز دور العلج والمراكز الصحية‪ ،‬والتي تتطلب إمكانيات تفوق بكثير تلك التي تتوفر عليها‬
‫البلديات‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 00/06‬المؤرخ في ‪ 12/2000/ 23‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2001‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،80‬ص‪.38 :‬‬
‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ 01/21‬المؤرخ في ‪ 12/2001/ 22‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2002‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،79‬ص‪.79:‬‬
‫‪ - 3‬القانون رقم ‪ 02/11‬المؤرخ في ‪ 12/2002/ 24‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ 2003‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،86‬ص‪.53:‬‬
‫‪ - 4‬القانون البلدي رقم ‪ 90/08‬في ‪ 7‬أفريل ‪ ،1990‬المواد‪.99 ،98 ،97 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- « CeNEAP : « Refonte du système fiscal ». op cit, P : 11.‬‬
‫‪ - 6‬القانون البلدي رقم ‪ 08/ 90‬المادة‪.100 :‬‬
‫‪-12-‬‬
‫إنجاز وصيانة المراكز الثقافية‪ :1‬كسابقه تعتبر هذه المؤسسات من صلحيات وزارة الثقافة‪ ،‬غير أن‬
‫البلدية مطالبة بإنجازها وصيانتها‪ ،‬الشيء الذي يجعل من المستحيل أن تقوم البلديات بهذه المهام على أكمل وجه‪،‬‬
‫حتى ولو قامت به يعتبر من باب المحافظة على هذه الصلحية فقط‪.‬‬
‫الشبيبة والرياضة‪ :2‬أوكلت أيضا هذه المهمة‪ ،‬مهمة صيانة الهياكل والجهزة الرياضية وإنجازها إلى‬
‫البلدية‪ ،‬غير أن هذه المهمة تحمل في طياتها تناقضا كبيرا‪ ،‬من حيث أن المشرع الجزائري قد أجبر البلديات على‬
‫المساهمة بس ‪ 3% 07‬من ميزانية تسييرها لترقية الرياضة والشباب‪ .‬وتمثل هذه النسبة اقتطاعا إجباريا لصالح‬
‫حساب ترقية الشبيبة والرياضة‪ ،‬زيادة على تكليفها بإنجاز وصيانة الهياكل الرياضية من ساحات اللعب والملعب‬
‫وقاعات متعددة الرياضات وغيرها‪.‬‬
‫إن اقتطاع هذه العتمادات من ميزانية البلدية لصالح ترقية الرياضة والشباب‪ ،‬مع إبقاء إنجاز تجهيزاتها وهياكلها‬
‫على عاتق هذه الخيرة تعتبر أمر فيه كثير من الجحاف على أساس أن هنالك وزارة وصية على هذا القطاع ولها‬
‫ميزانية بإنجاز مثل هذه الهياكل‪.‬‬
‫المحيط‪ ،‬الري‪ ،‬الزراعة والغابات‪ :‬إن المحافظة على البيئة والمحيط وخلق المساحات الخضراء‪،‬‬
‫وتطوير القتصاد الفلحي أضحى هو الخر اختصاص من اختصاصات البلدية والمسؤولة عن تطويره وحمايته‬
‫والمحافظة عليه‪ ،‬بتخصيص إعتمادات هامة لهذا القطاع‪.‬‬
‫إن حجم هذه المهام إذن‪ ،‬يمثل عبئا ثقيل جدا على البلديات وبالخصوص على منتخبين ليست لهم خبرة‬
‫تسيير الشؤون العمومية والتنمية وعلى هذا الساس هنالك بعض القتراحات المطروحة على هذه النشغالت‬
‫المجسدة‪:‬‬
‫‪ -‬بإمكان البلديات الحتفاظ بكل المهام‪ ،‬غير أنه على الدولة أن تؤمن تمويل العباء ذات النفع العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬أو اسناد هذه المهام ذات النفع الوطني إلى الدولة والبقاء على المهام المتعلقة بالسلطة العمومية‪ ،‬بحيث‬
‫تتكفل كل وزارة بقطاعها المحلي وتسعى إلى تطويره بوسائلها المادية والمالية الخاصة بها‪.‬‬
‫‪ -‬كما يمكن إشراك القطاعات المعنية والمتعلقة بالمصالح ذات النفع الوطني مع البلدية في شكل إتفاقات برامج‬
‫تتقاسم فيها العباء بالتساوي‪ .‬غير أن الغالب عند المتخصصين يرجحون الحل أو القتراح الثاني والذي مفاده أن‬
‫تتكفل الدولة بتلك المصالح التي من صميم اختصاصاتها‪ .‬فلقد كتب الستاذ بوعشيبة أحمد‪ 4‬في مستهل أسباب تزايد‬
‫نفقات الجماعات المحلية يقول‪ " :‬تتحمل الجماعات المحلية بعض النفقات التي هي في الواقع من صلحيات الدولة‬
‫وتمويلها من اختصاص الوزارة المعنية مثل نفقات التعليم الخاصة بالبناء والتجهيز‪ ...‬وهي في الحقيقية من‬
‫اختصاص وزارة التعليم البتدائي والثانوي‪ ...‬ونفقات الصحة التي هي من اختصاص وزارة الصحة‪ ...‬الخ"‪.‬‬
‫وأثناء الملتقى الجهوي حول تسيير الجماعات المحلية المنعقد بنادي الصنوبر في الجزائر العاصمة‬
‫بتاريخ ‪ 23‬و ‪ 24‬مارس ‪ ،1998‬خرجت ورشة المالية المحلية بعده توصيات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬أن تتكفل الدولة بالنفقات التي تنفقها البلديات لصالح قطاعاتها أي التابعة لمختلف الوزارات المعنية خاصة‬
‫المدارس‪ ،‬الصحة‪ ،‬المساجد‪ ،‬البريد والمواصلت‪...‬‬
‫‪ -‬تخصيص مساهمة ‪ % 07‬التي تساهم بها الجماعات المحلية في الصندوق الولئي المتعلق بمبادرات الشباب‬
‫وتطوير الممارسات الرياضية تخصص تاما في ميزانية الجماعات المحلية وإعطاء السلطة بهذه الخيرة لتوزيعها‬
‫على الجمعيات الرياضية والثقافية التابعة لها‪.‬‬
‫إضافة إلى تلك التجاوزات التي قد تفرضها السلطات الوصية حول إجبار البلديات‪ ،‬على تدعيم فرق‬
‫النخبة مثل ما يحدث غالبا لبلدية تلمسان‪.‬‬
‫وخلصة القول أن الصلحيات الضخمة الموكلة للبلديات يجب أن يعاد النظر فيها بعين الحكمة والتبصر‬
‫و إل أصبحت ظاهرة عجز البلديات ظاهرة مرضية مزمنة يصعب الخروج منها دون آثار سلبية تعم كل‬
‫القطاعات‪.‬‬
‫ولقد لحظنا في الونة الخيرة مبادرة من المشرع الجزائري للتخفيف من عبء تخصيص نسبة ‪% 07‬‬
‫المتعلقة بمبادرة الشباب وتطوير الممارسات الرياضية‪ ،‬بحيث نص قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2001‬على‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه ‪ ،‬المادة‪.102 :‬‬


‫‪ - 2‬المصدر نفسه ‪ ،‬المواد‪ 101 :‬و ‪.104‬‬
‫‪ - 3‬ينظر القرار الوزاري المشترك المتعلق بمساهمة البلديات والوليات في ترقية مبادرات الشباب وتطوير الممارسات الرياضية‪ ،‬والتعليمة الوزارية المشتركة‬
‫رقم ‪ 47‬المؤرخة في ‪ 18‬سبتمبر ‪ 1989‬والمتعلقة بتفسير كيفية اقتطاع ‪ % 07‬من ميزانية البلديات والوليات لفائدة مبادرات الشباب وتطوير الرياضة‪.‬‬
‫‪ - 4‬أحمد بوعشيبة‪" :‬المالية المحلية في الجزائر ومساهمتها في التنمية القتصادية الجتماعية"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تحت إشراف د‪ .‬عبد القادر بن‬
‫معروف‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬معهد العلوم القتصادية‪ ،‬سنة ‪ ،1991‬ص‪ .54 :‬غير منشورة‪.‬‬
‫‪-13-‬‬
‫تخفيض النسبة الخاصة بالبلديات من ‪ % 07‬إلى ‪ % 04‬من اليرادات الجبائية‪ ،‬غير أن النسبة المتبقية وهي ‪03‬‬
‫‪ %‬تبقى مخصصة في ميزانية البلدية لنفس الهداف‪.1‬‬
‫‪ .2‬حتمية إصلح المنظومة الجبائية‬
‫يعتبر موضوع إصلح المنظومة الجبائية أو النظام الجبائي من المواضيع الكثر دراسة من قبل الخبراء‬
‫والباحثين‪ ،‬من حيث أنه يمثل اللبنة الساس للمصادر المالية لي بلد من البلدان‪ ،‬وكذا من حيث أنه العنصر الهام‬
‫في اقتصاديات المالية العامة‪ .‬و على الساس تستوجب الظروف و الحال هذه استحداث منظومة جبائية محلية‪ ،‬و‬
‫إعطاء سلطة أكبر للمنتخبين المحليين‪.‬‬
‫إحداث منظومة جبائية محلية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لقد خلصنا إلى أن النظام الجبائي يتصف بالمحدودية وهيمنة الدولة على حصة السد‪ ،‬على أساس أنه‬
‫تابع لهذه‪ .‬بينما ليس للبلديات نظام "جباية محلي"‪ ،‬على غرار استقللها المالي‪ .‬ولقد نادت عدة جهات‪ ،2‬بضرورة‬
‫مراجعة منظومة المالية المحلية وخاصة بعد النتائج السلبية التي طبعت الجماعات المحلية من جراء تطبيق‬
‫الصلحات الجبائية لسنة ‪.1992‬‬
‫المقصود بهذا النظام هو أن تكون للجماعات المحلية )الوليات والبلديات( نظام جباية مخصص ومنفصل‬
‫و الصندوق المشترك‬ ‫عن النظام الجبائي للدولة‪ ،‬تخصص إيراداته وتوزع بحصص معينة بين الولية والبلدية‬
‫للجماعات المحلية‪.‬‬
‫في النظام الحالي‪ ،‬السلطة الجبائية للبلدية محدودة بحصتها من إيرادات النظام الوطني العام للضرائب‪.‬‬
‫حيث إن حصتها هذه ل تشكل في المتوسط سوى ‪ % 26‬من مجموع اليرادات الجبائية العادية الوطنية وتنخفض‬
‫هذه النسبة إلى حدود ‪ ،3% 10‬بعد إضافة الجباية البترولية إلى الجباية العادية‪ ،‬من هذه النسبة المنخفضة‬
‫المخصصة لتمويل ‪ 48‬ولية و ‪ 1541‬بلدية‪ ،‬جزء منها مخصص للصندوق المشترك للجماعات المحلية‪ ،‬والباقي‬
‫لحسابات الجماعات المحلية لتغطية نفقات التسيير المعتبرة‪.‬‬
‫إن المجموع البلديات التي أسندت إليها مهام واختصاصات في بعث التنمية المحلية ومواجهة كل المطالب‬
‫الجتماعية الثقافية الرياضية ‪ ...‬للمواطن‪ ،‬ل تستفيد من الجباية بقدر ما هو مطلوب منها فعله‪ ،‬وبالخصوص ما‬
‫هو مفروض عليها من بعث النتعاش القتصادي والجتماعي بحيث أصبح الول يتطلب مشاريع ضخمة ذات‬
‫تكنولوجية عالية‪ ،‬والثاني يمثل وعي المجتمع الذي أصبح يطالب بالمزيد من المرافق العامة‪ ،‬وتحسين خدماتها‪،‬‬
‫خاصة والجزائر مقبلة على اقتصاد السوق و عولمته و الذي يطالب المرافق والمصالح العمومية بالسرعة‬
‫وحسن الداء‪ .‬في إطار التراجع التدريجيي للدولة في مجالت النشطة القتصادية‪ .‬انطلقا من هذه المعطيات‬
‫أصبح إذن من الضروري إعادة النظر في منظومة المالية المحلية‪.‬‬
‫تفويض بعض الصلحيات على المستوى المحلي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حتى يكون الجراء أكثر مرونة‪ ،‬فاعلية ومردودية‪ ،‬يجب على السلطات المركزية تفويض بعض‬
‫الصلحيات للسلطات المحلية‪ ،‬حتى يكون هؤلء أكثر مسؤولية وتفهما لمعنى الستقلل المالي واللمركزية‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا التفويض عن طريق‪:‬‬
‫إقحام البلديات ومسئوليها في تحديد الوعاء الضريبي وتوسيعه حسب النشطة القتصادية المتوفرة‬ ‫‪‬‬
‫لديها‪ ،‬وكذا في عملية جمع الضرائب المحلية‪.‬‬
‫يمكن تقوية مسؤولية السلطات المحلية عن طريق ترك بعض الحرية في تحديد معدلت أو النسب‬ ‫‪‬‬
‫القتطاع بين مجال مضبوط ومحدد قانونا‪.‬‬
‫تحديد قائمة ميزانيات البلديات حسب مستوى النمو وحسب قدرتها القتصادية المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وعلى السلطات المحلية أن تأخذ في حسبانها خصوصية البلدية )حضرية‪ ،‬ريفية‪ ،‬الحجم‪ ،(...،‬وكذا العبء‬
‫الضريبي الذي سوف يفرض بالنظر إلى علقته مع القدرة الشرائية للمواطن‪ ،‬وإل سوف يكون هنالك تجاوزات‬
‫في استعمال السلطة لخضاع المكلفين‪.‬‬
‫و من هنا يتضح جليا أنه لجل أن تقوم البلدية بأدوار جدية في التنمية في ظل تراجع الدولة‪ ،‬يجب أن تكون‬
‫مصادرها المالية أكثر استقللية و مرونة‪ ،‬لغرض التوفيق بين متاح و المطلوب‪.‬‬
‫اليخياتميييييييية‬

‫‪ -1‬ينظر قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2001‬رقم ‪ 01/12‬المؤرخ في ‪ ،19/07/2001‬المادة ‪ ،17‬في الجريد الرسمية رقم ‪ 08‬لسنة ‪. 2001‬‬
‫‪ - 2‬توصيات الملتقى الجهوي حول تسيير الجماعات المحلية‪ ،‬المنعقد بالجزائر العاصمة أيام ‪ 23‬و ‪ 24‬مارس ‪ 1998‬والذي أجمع فيه المشاركين على ضرورة‬
‫إصلح الجباية المحلية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- BOUZID. A : « L’essor des collectivités locales dépend de la réformes publiques ». in, La TRIBUNE de l’économie,‬‬
‫‪lundi 17 – 01 – 2000. P : 11.‬‬
‫‪-14-‬‬
‫خلصة القول‪ ،‬لضرورة قيام البلديات بأداء سليم لصلحياتها‪ ،‬أضحت الظروف تملي على السلطات‬
‫المركزية إعادة النظر في النصوص التي كبلتها بها وإعادة صياغتها بالشكل الذي يضمن لها حرية التصرف في‬
‫أموالها من خلل تمكينها من منظومة جبائية محلية‪ ،‬وبنفس الوقت التخفيف من تلك الصلحيات التي تعود‬
‫بالساس إلى الجهات الوصية المركزية المعنية‪،‬‬
‫كما يجب العمل على إعادة تجميع هذا الشتات الهائل من ‪ 1541‬بلدية‪ ،‬لتقليص الهوة بين الصغيرة منها والكبيرة‪،‬‬
‫والبحث في صيغ أخرى لتقريب الدارة من المواطن‪ ،‬كإنشاء الملحقات و الفروع‪ ،‬و التي ل تكلف ما يكلفه إنشاء‬
‫بلدية بأكملها‪.‬‬
‫و من ناحية أخرى‪ ،‬على البلدية‪ ،‬أن تعيد تثمين مواردها الذاتية سواء منها المالية غير الجبائية أو‬
‫البشرية‪ ،‬وهنا تبرز ضرورة التكوين وتحسين أداء الموظفين‪ ،‬و عصرنة التسيير بإدخال الوسائل التكنولوجية‬
‫المتاحة‪ ،‬و من ثم ترشيد عملية النفاق باعتماد الطرق الكمية العلمية في اختيار المشاريع‪.‬‬
‫من خلل هذا المنظور يمكن الحديث عن أداء البلديات في مجالت التنمية‪ ،‬عند توفر الوسائل المالية‬
‫بشكل دائم و مستمر‪ ،‬الشيء الذي يتيح لها فرص خوض ميادين عديدة من الصلحيات‪ ،‬دون ارتجال نشاط ليس‬
‫فيه مصلحة للمواطن‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫المراجع باللغة العربية‬
‫أ ‪ -‬الكتب و المؤلفات‬
‫بوسماح أحمد أمين "المرفق العام في الجزائر" ترجمة‪ :‬رحال بن عمر ورحال مولي إدريس‪ ،‬ديوان‬
‫‪01‬‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.1995‬‬
‫حماد محمد شطا "تطور وظيفة الدولة – الكتاب الول – نظرية المرافق العامة" ديوان المطبوعات‬
‫‪02‬‬
‫الجامعية الجزائر ‪.1984‬‬
‫‪ 03‬سليمان محمد الطماوي‪" :‬مبادئ القانون الداري – دراسة مقارنة"‪ ،‬دار المعارف السكندرية ‪.1991‬‬
‫‪ 04‬صغير حسين‪ :‬دروس في المالية والمحاسبة العمومية"‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪.1999 -‬‬
‫‪ 05‬عوايدي عمار "دروس في القانون الداري"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،1990‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫محيو أحمد "محاضرات في المؤسسات الدارية" ترجمة محمد عرب صاصيل ديوان المطبوعات‬
‫‪06‬‬
‫الجامعية – الجزائر ‪ ،1979‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫المديرية العامة للضرائب‪" :‬قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة"‬
‫‪07‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.1992‬‬
‫ب – دراسات‪ ،‬بحوث و دوريات‬
‫‪ 01‬بن مالك محمد‪" :‬ميزانية البلدية"‪ ،‬معهد الحقوق الدارية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪) 1995‬رسالة ماجستير(‪.‬‬
‫أحمد بوعشية‪" :‬المالية المحلية في الجزائر ومساهمتها في التنمية القتصادية والجتماعية"‪ ،‬معهد العلوم‬
‫‪02‬‬
‫القتصادية جامعة الجزائر الجزائر ‪) 1991‬رسالة ماجستير(‪.‬‬
‫بن شعيب نصرالدين‪":‬اشكالية تمويل البلديات و سبل ترقيتها" كلية العلوم القتصادية‪ ،‬جامعة تلمسان‪،‬‬
‫‪ 03‬الجزائر ‪) 2002‬رسالة ماجستير(‪.‬‬

‫"الدارة الجزائرية من القتصاد الموجه إلى القتصاد الحر"‪ ،‬المدرسة الوطنية للدارة – الجزائر ‪2000‬‬
‫‪04‬‬
‫)مذكر الحلقة(‪.‬‬
‫الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪" :‬حصيلة النشاطات المالية لسنوات ‪2000 1999 1998 1997‬‬
‫‪05‬‬
‫‪.2003 2002 2001‬‬
‫توصيات الملتقى الجهوي حول تسيير الجماعات المحلية المنعقد بالجزائر العاصمة أيام ‪ 24 – 23‬مارس‬
‫‪06‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ 07‬مجلة تلمسان‪" :‬عدد خاص – نوفمبر ‪1999‬‬
‫ج – النصوص القانونية‬
‫‪ 01‬دستور ‪ 23‬فبراير ‪.1989‬‬
‫‪ 0‬دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪.1996‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 0‬المر رقم ‪ 67/24‬المؤرخ في ‪ 18‬يناير ‪ 1967‬المتضمن القانون البلدي‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪-15-‬‬
‫‪ 0‬القانون رقم ‪ 90/08‬المؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ 1990‬المتضمن القانون البلدي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 0‬القانون رقم ‪ 90/09‬المؤرخ في ‪ 07‬أفريل المتضمن القانون الولئي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ 0‬القانون رقم ‪ 97/02‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1986‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.1998‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ 0‬القانون رقم ‪ 99/11‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1999‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2000‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ 0‬القانون رقم ‪ 00/02‬المؤرخ في ‪ 27‬جوان ‪ 2000‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪.2000‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ 0‬القانون رقم ‪ 00/06‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 2000‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2001‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 01/12‬المؤرخ في ‪ 19‬جويلية ‪ 2001‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪.2001‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 01/21‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ 2001‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2002‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 02/11‬المؤرخ في ‪ 24‬ديسمبر ‪ 2002‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2003‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 73/136‬المؤرخ في ‪ 09‬أوت ‪ 1973‬المتعلق بشروط تسيير وتنفيذ المخططات‬
‫‪ 3‬البلدية للتنمية‪.‬‬
‫‪ 1‬المرسوم رقم ‪ 86/266‬المؤرخ في ‪ 04‬نوفمبر ‪ 1986‬المتضمن تنظيم صندوق الجماعات المحلية المشترك‬
‫‪ 4‬وعمله‪.‬‬
‫‪ 1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 96/92‬المؤرخ في ‪ 03‬مارس ‪ 1996‬المتعلق بالتكوين وتحسين المستوى الموظفين‬
‫‪5‬‬
‫‪ 1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 98/370‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1998‬المتعلق بتصنيف البلديات أو التجمعات البلدية‬
‫‪ 6‬في محطات مصنفة‪.‬‬
‫‪ 1‬التعليمة الوزارية المشستركة رقسم ‪ 14801‬الصسادرة بتاريسخ ‪ 08‬ديسسمبر ‪ 1975‬المتعلقسة بشسروط وكيفيسات‬
‫‪ 7‬إنجاز المخططات البلدية للتنمية ومخططات التحديث العمراني‪.‬‬
‫‪ 1‬القرار الوزاري المشترك رقم ‪ 47‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪ 1989‬المتعلقة بكيفية اقتطاع ‪ %07‬مسسن ميزانيسسة‬
‫‪ 8‬البلديات والوليات لفائدة مبادرات الشباب وتطوير الممارسات الرياضية‪.‬‬
‫‪ 1‬تعليمة وزارية مشتركة رقم ‪ 0331/95‬المؤرخة في ‪ 24‬جوان ‪ 1995‬حول الكيفيات الجديدة لضما‬
‫‪ 9‬ن نقص قيمة اليرادات الجبائية للجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قرار وزاري مشترك رقم ‪ 0051/94‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ 1995‬النحدد لكيفيات توزيع الدفع الجزافي‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2‬‬
‫تعليمة وزارية رقم ‪ 01‬بتاريخ ‪ 08‬جانفي ‪ 1997‬المتعلقة بتنفيذ النجازات‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2‬تعليمة وزارية مشتركة رقم ‪ /0055‬سنة ‪ 1998‬المتعلقسسة بإعسسداد الميزانيسسات الوليسسة لسسسنة ‪ 1998‬للوليسسات‬
‫‪ 2‬والبلديات‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫تعليمة وزارية رقم ‪ 455/99‬المؤرخة في ‪ 15‬سبتمبر ‪ 1999‬المتعلقة بتحسين موارد الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫تعليمة وزارية رقم ‪ 39/99‬المؤرخة في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1999‬المتعلقة بترشيد استعمال الموال العامة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 2‬منشور وزاري مشترك رقم ‪ 16/00‬المؤرخ في ‪ 01‬أوت ‪ 2000‬المحدد لشسسروط وكيفيسسات تطهيسسر مديونيسسة‬
‫‪ 5‬البلديات‪.‬‬
‫‪ 2‬تعليمة وزارية رقم ‪ 17/2000‬المؤرخة فسسي ‪ 13‬أوت ‪ 2000‬المتعلقسسة بتنفيسسذ البرنامسسج السستعجالي المعتمسسد‬
‫‪ 6‬بعنوان المخططات البلدية للتنمية في إطار قانون المالية التكميلي لسنة ‪.2000‬‬

‫‪-16-‬‬
2 - ‫المراجع باللغة الجنبية‬
a – Ouvrages
1 Benaissa Said : « L’aide de l’état aux collectivité locales » OPU – Alger 1983.
.

2 Cathelineau . J : La fiscalité des collectivités locales » Armand colin – Paris


. 1970.

3 GRABA Hachemi : « Les ressources fiscales des collectivités locales »ENAG –


. Alger 2000.

4 Khelil Abdelkader: "La communes face au défi du management et de


. l’ingeneirie territoriale », Casbat – Alger – 1998.

5 Ministère de l’intérieur : « Finances et comptabilité des communes »


. Algre 1972.

6 Missoum Sbih : « Les Institutions Administratives au Maghreb » Hachette –


. Paris 1977.

7 Muzellec Raymond : « Finances publiques »,SIREY – Paris 1986. 5eme édition


.

8 Rey Jean Pierre : « Le contrôle de gestion des services publics communaux »,


. DUNOD – Paris 1991.

9 Seriak Lahcen : « Missions traditionnelles des collectivités locales »


. ENAG – Alger 1997.

1 USPIC, CREP : « La Performances des services publiques communaux », Litec


0 – Paris 1990.
.

1 Yaker. A : « La Redistribution des ressources fiscales au niveau des collectivités


1 locales », Etude réalisé pour la commission de la reforme fiscale en 1988,
. Ministère des finances.

b – Documents, Mémoires, Thèses, Périodiques . . .

1. TAIB Essaid : « Note sur les problèmes de gestion de la commune »


Bulletin de CDRA, ENA. Alger N° 1 – 1990.
2. Yelles Chaouche. B. « Pour une revalorisation des ressources financières
locales »,IDARA volume N°01 – 1995 Alger
3. Houcine Akli : « Cours des finances locales », Pour les étudiants en PGS-
management public local, ENA Algérie 1998.
4. Intégration – Revue CMERA numéro spécial 04 – 1975.

-17-
5. Rahal Benamar : La concession des services publics en droit Algérien, Revue
IDARA 1 – 1994.
6. « La concession des services publics en ALGERIE », Mémoire de séminaire,
ENA. 1997
7. Secrétaire de mairie : « concessions et Affermages des services publics
locaux », LITEC – Paris – 2 – 1997.
8. CeNEAP : « Etude statistiques et financières des communes, Alger 1997.

9. CeNEAP : « Refonte du système fiscal », Alger 1997

1 CeNEAP : »Etude sur l’élaboration des budgets normatifs des communes »,


0. Alger 1997.

1 La vie des collectivités locales, Revue N° 01 – 1978.


1.

1 « La revue de Tlemcen » Numéro 01, Mars 2001


2.

-18-
i

ii

iii
iv

You might also like