Professional Documents
Culture Documents
بن شعيب نصرالدين :أستاذ مساعد بكلية العلوم القتصادية ،التسيير و العلوم التجارية
جامعة أبي بكر بالقايد -تلمسان – e-mail :n_benchaib@yahoo.com
مقدمة
تعتبر الجماعات القليميسة بمثابسة الهيئات الساسسية للتنظيسسم الداري للدولسسة كمسسا أن وجودهسا هسسو تجسسيد
لشباع الحاجات العامة التي في الغالب يعجز أو يمتنع القطاع الخاص عن تلبينها لقلة مردوديتها أو طول آجالها.
من هذا المنظور ،إن الجماعات المحلية هي تعبير جغرافي محدد إقليميا ،تجمع سكاني محدد عدديا و وحدة إداريسسة
مصغرة عن الدولة ،و بغية التجسيد المثل للهداف المركزية ،أوكلت لها جملة من الصلحيات تأخذ في الحسسسبان
امتداد و اتساع المهام المركزية على المستوى المحلي من جهة ،و تزايد حجم الحاجات العامة المحليسسة للقليسسم مسسن
جهة أخرى.
و على الغالب يعتبر عنصر التنمية المحلية أهم هذه الصسسلحيات مسسا دام أن ضسسبط مفهسسوم التنميسسة أخسسذ فسسي الونسسة
الخيرة يمتد إلى مجالت أوسع من تلك التعريفات الكلسيكية) التنمية و البيئة ،التنمية و المحيط ،التنمية المستدامة
.(. . .
و لجل تجسيد هذا الدور أرفقت هذه المهام بمصادر تمويل مختلفة و متنوعة من ضرائب مباشرة و غيسسر مباشسسرة
و رسسسوم مماثلسسة و حقسسوق و مسسداخل الملك و غيرهسسا ،غيسسر أن حجسسم هسسذه المصسسادر أضسسحى ل يتوافسسق و حجسسم
الصلحيات المحلية المتنامية ،كما أن اسستئثار الدارة المركزيسة بحصسة السسد مسن الجبايسة العاديسة زاد مسن تفساقم
الزمة إذا ما علمنا أن حصة الجماعات المحلية ل تتعدى نسبة ،% 25كما أن هذه النسبة محصورة في جملة من
المدن دون سواها خاصة تلك التي تستقطب النشطة القتصادية ،بينما تبقى الغالبية عاجزة عسسن تمويسل مصساريف
التسيير فكيف بتمويل التنمية المحلية.
كما أن للبعد اليديولوجي الذي كان يغذي القرار السياسي أثر كبير في تقليص مصسسادر التمويسسل و خاصسسة التقسسسيم
الداري لسنة 1984و الذي بررته حجة تقريب الدارة من المواطن ،فأفرز أكثر من 600بلدية عاجزة هيكليسسا ،و
الذي تسبب من جهة أخرى في تشتيت المصادر الجبائية على جماعات إقليمية المتناثرة ،بالرغم مسن إدخسال العديسد
من الصلحات و التعديلت على النظام الجبائي انطلقا من اصطلحات .1992و عليه كيسسف بالمكسسان الحسسديث
عن التنمية المحلية في ظل أوضاع متناقضة كهذه؟
- 1أحمد محيو ":محاضرات في المؤسسات الدارية " ،ترجمة د .محمد عرب صاصيل ،ديوان المطبوعات الجامعية الطبعة الثانية 1979ص .181
- 2ينظر دستور 10سبتمبر ،1963المادة .09
- 3ينظر المر رقم 67/24الصادر بتاريخ 18يناير 1967المتضمن القانون البلدي ،المادة الولى.
- 4القانون رقم 08 – 90المؤرخ في 07أفريل 1990المتعلق بالبلدية ،المادة الولى.
إن العتراف بأهمية هذا المرفق من خلل النصوص التشريعية يسسدعونا لمعرفسسة مسسدى الصسسلحيات السستي
خص بها في مجالت التنمية.
-1.1البلدية و مجالت التنمية
خصت البلدية بجملة من الصلحيات في مجالت التنمية و ذلك منذ اعتماد أول قانون لها سنة ، 1967ثم
جاء القانون البلدي الجديد على إثر التعديل الدستوري لسنة ،1989والذي نص على التسسوجه نحسسو اقتصسساد السسسوق
واعتماد التعددية الحزبية .و خصص القانون المذكور لهذا المرفق جملة من الصلحيات المحسسددة أدرجسست ضسسمن
باب مستقل تحت عنوان" :صلحيات البلدية" والمتمثلة في:1
التهيئة والتنمية المحلية ،التعمير والهياكل الساسية والتجهيسز ،التعليسم الساسسي ومسا قبسل المدرسسي ،الجهسزة
الجتماعية والجماعية؛ السكن ،حفظ الصحة والنظافة والمحيط و الستثمارات القتصادية.
من خلل هذا السرد الوجيز لختصاصات البلدية في مجال التنمية ،يمكن استخلص مدى أهمية هذه
المؤسسة
-1.2الولية و مجالت التنمية:
اعتبرت الولية منذ نشأتها جماعة عمومية إقليمية و لها اختصاصات سياسية اقتصادية اجتماعية و ثقافية
و هي أيضا منطقة إدارية للدولة ،2ثم عزز بقانون 1990الذي رسخ أهمية التنمية المحلية لهذه الجماعسسة العموميسسة
في بابه الثالث -اختصاصات المجلس الشعبي الولئي" :-يتخذ المجلس الشعبي الولئي كل إجراء من شأنه ضسسمان
تنمية الولية حسب القدرات و المميسسزات الخاصسسة بكسسل وليسسة" ،3و لسسسيما :الفلحسسة و السسري ،الهياكسسل الساسسسية
،التجهيزات التربوية و تجهيزات التكوين المهني ،النشاط الجتماعي و السكن. القتصادية
و مختصر القول أن للجماعات المحلية الدور المركزي و المحوري في عملية تنمية القليم ،بما يتناسب و
يكمل التنمية الشاملة للوطن ككل .كما استفادت من السستقللية الماليسة و الشخصسية العتباريسة لجسل تجسسيد هسذه
المهام و الصلحيات برامج على أرض الميدان.
بالممارسة الميدانية اتضح لدى هذه الجماعات أن هنالك العديد من المفارقات لمزاولسسة كسسل هسسذه الختصاصسسات ،و
عليه أضحى من الصعب على العديد منها مواكبة المطالب العمومية.
-2مفارقات التنمية المحلية:
يمكن حصر جملة العراقيل من وجهسسة نظرنسسا فسسي 04عوامسسل ،تتمثسسل التقسسسيم الداري ،إشسسكالية النظسسام
الجبائي المحلي ،عدم تطابق الموارد مع العباء و أخيرا ضعف الموارد البشرية.
- 2.1التقسيمات القليمية وأثرها على الجماعات المحلية:
للتقسيمات القليمية التي مرت بها الجماعات المحلية في الجسزائر آثسار و انعكاسسسات متباينسسة علسسى تمويسسل
هذه الخيرة و بالتالي إمكانية إحداث تنمية محلية:
التقسيمات القليمية ما قبل لسنة :1984
اصطنعت السسلطات الفرنسسية المحتلسسة 1535بلديسة فسي الجسزائر ،لسم يكسن لهسا أي تجسانس سسسوى خدمسسة
المصالح الفرنسية ،وفي 16ماي 1963صسدر مرسسوم بإعسادة تنظيسم الحسدود القليميسة للبلسديات بحيسث أدى إلسى
تخفيض عددها إلى 676بلدية ،وتم تجميعها نحو متوسط عدد سكان يقدر 18ألف ساكن في البلدية الواحدة.
جدول رقم :01التوزيع السكاني حسب عدد البلديات
عدد البلديات عدد السكان
38بلدية من 0إلى 5000ساكن
209بلدية من 5000إلى 10000ساكن
275بلدية من 10000إلى 20000ساكن
131بلدية من 20000إلى 40000ساكن
34بلدية من 40000إلى 100000ساكن
7بلديات 100000 +ساكن
676بلدية المجموع
المصدر :مجلة الجماعات المحلية العدد الول سنة 1967صفحة .38
- 1ينظر القانون رقم 90/08الصادر في 07أبريل 1990المتعلق بالبلدية ،الباب الثالث" :صلحيات البلدية" من المادة 84إلى المادة .111
- 2المر رقم 69/38المؤرخ في 23مايو 1969المتضمن قانون الولية
- 3القانون رقم 90/09المؤرخ في 07أبريل 1990المتعلق بالولية ،المادة .63
-2-
عدد السكان عدد البلديات عدد الوليات المرحلة
13.5 – 11م/ن 676 15 1964-1971
15 – 13.5م/ن 691 15 1971-1974
21 – 15م/ن 704 31 1974-1984
أكثر من 22م/ن 1541 48 1984إلى الن
كرس دستور 10سبتمبر 1963رسميا وعلنيا المكان الهام للبلدية في تنظيم الدولة ،بحيسسث نصسست المسسادة
التاسعة ) (09على أن" :المجموعة القليمية والدارية والقتصادية والجتماعية القاعدة هي البلدية".
كان للتقسيم القليمي لسنة 1963أكبر نتيجة إيجابية تحققها السلطات المركزيسسة علسسى المسسستوى الداري،
الشيء الذي جعلها تفكر جدية في تجسسيد تلسك الفكسار المذهبيسة الستي خصست مؤسسسسة البلديسة منسسذ صسسدور ميثساق
طرابلس ثم نصوص جبهة التحرير الوطني التي جعلت من أن إصلح البلدية هي قضية ذات أولوية وأعلنسست أنهسسا
مؤسسة تحتل المكان الول من الهمية.1
لقد كان لجراء تخفيض عدد البلديات وتجمعهسا فسي حسدود 676بلديسة أثسر جسد إيجسابي ،بحيسث أدى إلسى
تخفيف وبصورة محسوسة من أعباء تسيير البلديات وأقامت لها أساسا ماليا وبشريا أكثر نفعا.
كما كان هذا الجراء بمثابة الحدث الفعال الذي استطاعت بسه الدولسة رد العتبسار إلسى أجهزتهسا القاعديسة
بتحسين سيرها ،وتمكينها من استرجاع تلك الصلحيات التي فقسسدتها فسسي مرحلتهسسا الولسسى مسسن السسستقلل ،بضسسبط
الموارد البشرية وحسن تسخيرها للمهام والوظائف ،وضبط الموارد المالية التي أصبحت تسترجعها تسسدريجيا وفسسق
نسبة نمو النشطة التجارية والصناعية المحلية ،ومن ثم بدأت تتكفل بالوظسائف الجتماعيسة والثقافيسة والقتصسادية
المنوطة بها.
التقسيم الداري لسنة :1984
حصل التقسيم الداري الجديد بموجب المرسسسوم رقسسم 84/09المسسؤرخ فسسي 04فسسبراير ،1984جسساء هسسذا
التقسيم بإضافة جملة الوليات إلى تلك الموجودة وعدد هام من البلديات إلى البلديات الموجودة أيضا ،فسسارتفع عسسدد
الوليات من 31إلى 48ولية ،وعدد البلديات من 704إلى 1541أي بإضافة 837بلدية جديدة.
لقد اتخذ هذا الجراء في الوقت الذي قارب فيه برميل النفط 40دولرا )سنة (1985بحيث ساد العتقسساد
أن أي نقص في الجباية العادية تعوض عن طريق الجباية البترولية 2غير أن التقسيم الداري الجديد أفرز عدد مسسن
السلبيات.
بدعوى تقريب الدارة من المواطن قسمت البلديات القديمة وأحدث أخرى جديدة فنتج عن هذا الجراء:
ازدياد في عدد البلديات القروية عديمة الدخل ل ترتكز على أية حياد اقتصادية أو مالية. 0-
3
ظهور أكثر من 600بلدية اصطناعية تحتاج إلى توظيف جديد . 1-
لم يصاحب هذا الجراء وسائل لترقية الستثمار في هذه البلديات وبالتالي خلق العمالة. 2-
زيادة عدد الموظفين الذي استلزم مضاعفة ميزانيات التسيير دون أي مورد مالي لتغطية ذلك. 3-
النخفاض الحاد لسعار البترول الذي شهدته سنة 1986والذي أدى إلى انخفاض عائدات الجباية 4-
البترولية إلى %54.18انعكس سلبا على المساعدات المخصصة من طرف الدولة للجماعات المحلية.
تشسستيت الحصسسيلة الجبائيسسة ،حيسسث أن الحصسسيلة السستي كسسانت تسسوزع علسسى 704بلديسسة و 31وليسسة 5-
أصبحت تتشارك فيها 1541بلدية و 48ولية.
فهذه الجراءات الجديدة التي أدت إلى خلق جملة من البلسسديات والسستي لسسم تصسساحبها مسسوارد ماليسسة مسسستقرة
للقيام بمهامها على أحسن وجه أدت إلى ظهور عدد مسن البلسديات العساجزة ابتسسدءا مسن سسنة 1986حسسب الجسدول
أدناه.
جدول رقم :02تزايد البلديات العاجزة بعد التقسيم الداري
مبلغ المساعدات )بالدج( الميزانيات العاجزة السنة
31.227.563دج 51 1986
76.634.387دج 63 1987
:المصدر YANAT Abdlmadjid : « Les finances des collectivités locales : Essai de présentation
- 1أحمد محيو ":محاضرات في المؤسسات الدارية " ،ترجمة د .محمد عرب صاصيل ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية ،1979ص .179
2
- GRABA Hachemi : « Les ressources fiscales des collectivités locales » Ed : ENAG Alger 2000, p:53.
3
- CeNEAP « Etude statistiques financière des communes »document interne. Non publié, p15.
-3-
وهكذا بدأ العجز يتراكم عاما بعد عام وأعباء الصندوق المشترك للجماعات المحلية تتزايد للتخفيف من هذا العجسسز
أو تقليصه ولكن دون جدوى بحيث بدأ يتضاعف ابتداء من سنة 1990حسب الجدول أدناه
جدول رقم :03تطور عدد البلديات العاجزة
المبلغ )بآلف الدينارات( عدد البلديات العاجزة السنة
650 250 164 1990
510 1963 620 1991
343 1904 660 1992
773 804 3 792 1993
2.908.495 796 1994
4.931.373 939 1995
6.711.002 1.090 1996
7.945.100 1.160 1997
8,968,526 1,249 1998
8,824,475 1,207 1999
8,912,003 1,184 2000
10,988,335 1,150 2001
11,119,270 1,162 2002
10,610,226 1,126 2003
10.836.700 1.129 2004
11.227.264 1.127 2005
المصدر.CeNEAP : « Refonte du système fiscal » Alger 199 P : 55. Document interne :
و تجميع لحواصل التدخلت المالية لصندوق الجماعات المحلية المشترك لسنوات 1994إلى 2005وثائق داخلية.
من خلل هذا الجدول يظهر جليا أن عدد البلديات العاجزة تضاعفت بحسسوالي 07مسسرات مسسن سسسنة 1990
إلى 2005بينما في نفس الفترة تضاعف مبلغ العجسز إلسسى قرابسسة 45مسرة .وفسي ختسام الملتقسسى الجهسوي التكسويني
بمدينة سطيف بيوم 04أفريل 2001والذي نظم لفائدة الطارات المسيرة المحلية ،صرح الوزير المنتدب المكلسسف
بالجماعات المحلية أنه من أصل 1541بلدية توجد 1280بلدية عاجزة ماليا .1و الوليات أيضا لسسم تسسسلم مسسن هسسذا
العجز و إن كان بنسب أقل حسب الجدول أدناه.
جدول رقم :04تطور عدد الوليات العاجزة
)المبالغ بآلف الدينارات(
المجمو عين بومردا الوليات
تندوف النعامة غليزان سعيدة بشار البيض السنوات بسكرة
ع الدفلة س
64.00
/ * / * / / * * / 1996
0
124.0 25.00 20.00 10.00 10.00 25.00 14.00 20.00
/ / 1997
00 0 0 0 0 0 0 0
103.0 10.00 20.00 25.00 10.00 20.00 13.00
/ / 5.000 1998
00 0 0 0 0 0 0
30.00 10.00 15.00
/ / / 5.000 / / / 1999
0 0 0
24.00 17.00
/ / / / 7.000 / / / 2000
0 0
30.00 10.00 20.00
/ / / / / / / 2001
0 0 0
20.00 20.00
/ / / / / / / / 2002
0 0
10.00 / / / / / / / 10.00 / 2003
1
-ن .رياض" :الفقر يزحف على الجزائر العميقة" 1280بلدية تعاني الفلس" ،في الخبر ) 04أفريل .(2001
-4-
0 0
/ / / / / / / / / / 2004
15.00 15.00
/ / / / / / / / 2005
0 0
المصدر :تجميع لحواصل التدخلت المالية لصندوق الجماعات المحلية المشترك لسنوات 1996إلى .2005وثيقة داخلية.
يعتبر العجز المالي لميزانيات الوليسات حسادث اسستثنائي قليل مسسا يحسدث فسأكبر عسسدد مسسسجل كسسان سسنتي
1997و 1998بسبعة ) (07حالت ليتقلص إلى حالة واحدة لسنوات 2003 ،2002و .2005
إن تزايد عدد البلديات العاجزة ما كان ليحدث بهذه الكثافة لول التقسيم الداري الجديد الذي أحدث بلسسديات
جديدة عاجزة بالنشأة ،بلديات ل تستند إلى مورد مالي أو نشاط اقتصادي ،بحيسسث كسسان الهسسدف سياسسسي بحسست وهسسو
توسيع أجهزة تواجد الدولة على مستوى كل الستراب السوطني بتقريسب الدارة و الخدمسة العموميسة مسن المسواطن و
تحسيسه بقرب السلطات من انشغالته ،حتى و إن وجد في مناطق معزولة من الوطن.
هذه النشغالت بقدر ما كانت ذات أهداف نبيلة تغلب فكسرة خدمسة المسواطن بقسدر مسا كسانت مثاليسة تخسدم
أهداف إيديولوجية فحسب .وإل كيف يمكننا التسليم بإنشاء أو تجسيد مؤسسة في محيط يفتقد إلى أي حياة اقتصسسادية
كما جاء في الدراسة الحصائية والمالية للبلديات للمركز الوطني للدراسات والتحاليل مسسن أجسسل التخطيسسط )1997
(CeNEAPأن ما يناهز 600بلديسسة أنشسسأت اصسسطناعيا ل تسستند إلسسى أي مسسورد مسسالي تجعلهسسا تسسستمر فسسي تقسديم
الخدمات العمومية طسسول حيسساة وجودهسسا .فالتقسسسيم الداري الجديسسد قسسد سسساهم بقسسدر كسسبير فسسي تفسساقم أزمسسة البلسسديات
العاجزة ،عدديا وماليا.
إن أعباء البلديات عديدة ومتنوعة ،فزيادة على اختصاصاتها التقليدية من إنشاء وتسيير وتنظيسسم المصسسالح
العمومية الجبارية كإصلح الطرق والرصفة وجمع النفايات المنزلية ،اقتناء وتسيير والتصرف فسسي الممتلكسسات،
واستنادا إلى وجهتها اللمركزية أسندت للبلديات عسسدة صسسلحيات فسسي مختلسسف المجسسالت ،كالقتصسساد ،والتعميسسر،
السكن ،التعليم والثقافة والبيئة.
أصبحت الجماعات المحليسة العساجزة شسبه مشسلولة عسن أداء هسذه المهسام و خاصسة تلسك المتعلقسة بالتنميسة
المحلية و التي ألزمتها بها التشريعات ،بحيث جعلتها تخضسع لتنظيسم موحسد رغسم خصوصسيات كسسل منهسسا ،فهنالسسك
بلديات صغيرة و أخرى كبيرة ،فقيرة و أخرى غنية ،ساحلية و أخرى صحراوية .كسسل هسسذا التنسسوع أجسسبر مسسن قبسسل
المشرع على القيام بنفس المهام دون أدنسسى اعتبسسار لهسسذه الخصوصسسيات ،فكسسانت النتيجسسة هسسذا التبسساين و التفسساوت و
بالتالي هذه المفارقة بين ما بالمكان و المستحيل إنجازه.
- 2.2إشكالية النظام الجبائي:
ترتكز مالية البلديات بشكل أساسي على المداخيل الجبائية ،حيث أن هذه الخيرة تشكل أكثر من % 90
من ميزانية البلديات ،بينما ل تتعدى إيرادات أملكها نسبة .1% 10فأهمية إشكالية النظام الجبائي تتحدد بحجم
نسبة هذه الموارد إلى ميزانية البلدية.
إن لهيمنة المصادر الجبائية على مجموع الموارد المالية للبلديات يشكل عنصرا بالغ الهمية من حيث
هيكلة النظام المالي ،فالرتكاز المطلق على مصادر من صنف معين ،يجعل من الصعب على البلدية تفادي أي
خلل مالي يكون سببه نقص في تحصيل جبائي.
-حدود النظام الجبائي
حسب الدراسات التي قام بها المركز الوطني للدراسات والتحاليل من أجل التخطيط )(CeNEAP
خلص إلى أن المصادر الجبائية تشكل في الغالب % 80من ميزانية التسيير حسب ما يبرزه الجدول أدناه:
الجدول رقم :05تطور المصادر المالية لقسم التسيير من سنة 1994إلى 1996
)الوحدة بالدينار الجزائري(
% 1996 % 1995 % 1994 طبيعة اليرادات
2 269.301.562 2 205.883.964 3 209.277.029 منتوج الستغلل
6 605.500.028 4 455.237.785 7 461.090.807 منتوج الملك
7 718.769.819 7 752.539.491 9 مساهمة لصندوق المشترك 591.016.414
16 1.790.493.8 21 2.192.395.59 17 1104.707.46 الضرائب غير المباشرة
86 2 1
69 7.553.858.1 66 7.094.254.97 64 4154.355.08 الضرائب المباشرة
49 0 1
1
- Houcine AKLI : « Cours des finances locales » Ecole Nationale d’administration, Algrie 1998 p : 15 non publié.
-5-
100 10.937.923. 100 10.700.311.8 100 6.520.396.8 مجموع اليرادات
444 22 22
المصدر.Source :CeNEAP : « Refonte du system fiscal », p 18 :
من خلل هذه الرقام يتضح أن جملة الضرائب المباشرة وغير المباشرة تشكل حصة السد ،حسب ما
يمثله الجدول أدانه:
النسبة سنة 1996 النسبة سنة 1995 النسبة سنة 1994 طبيعة الضرائب
16% 21% 17% ضرائب غير مباشرة
69% 66% 64% ضرائب مباشرة
85% 87% 81% المجموع
من خلل هذا الجدول يتضح أن كلا من الضرائب المباشرة وغير المباشرة تحتلان أهم نسبة في هيكن
الموارد المالية للبلديات بحيث أن نسبتها تتراوح بين 81إلى % 87من مجموع الموارد.
وهذا الستناد شبه المطلق للبلديات على الموارد الجبائية يمثل أشكال كبيرا في تكوين المصادر المالية
لمواجهة العباء الموكلة للبلديات ،من حيث أن القانون قد أجبر البلديات على أن تكون ميزانياتها متوازنة ،ففي
حالة حدوث خلل أو نقص في تحصيل الموارد الجبائية التقديرية ،تصعب عملية إعادة توازن الميزانية لول بتدخل
الصندوق المشترك للجماعات المحلية.
انعكاسات نقص التحصيل الجبائي
-العجز على مستوى الجماعييات المحلييية :إن لهيمنة المصسسادر الجبائيسسة علسسى مجمسسوع المسسوارد الماليسسة
للبلديات يشكل عنصرا بالغ الهمية من حيث هيكلسة النظسام المسالي ،فالرتكساز المطلسق علسى مصسادر مسن صسنف
معين ،يجعل من الصعب على البلدية تفادي أي خلل مالي يكون سببه ضسسعف فسسي تحصسسيل جبسسائي .وهسسذا السسستناد
شبه المطلق على الموارد الجبائية يمثل أشكال كبيرا في تكوين المصسسادر الماليسسة لمواجهسسة العبسساء ،مسسن حيسسث أن
القانون قد أجبر الجماعات المحلية على احترام مبدأ توازن الميزانية ففي حالة حدوث خلل أو نقص في التحصسسيل،
تحدث هنالك عواقب وخيمة على إعادة توازن الميزانية لول تدخل الصسندوق المشسترك للجماعسسات المحليسة .فمبسدأ
الستقللية يفرض على الجماعات المحلية احترام قاعدة التوازن على اعتبار العجز المحقق ل يمكن مواجهته عسسن
طريق الزيادة في معدلت الضرائب أو الرسوم أو اللجوء إلى عملية القتراض على غرار ميزانية الدولة.
-العجز على مستوى الصندوق المشترك للجماعات المحلييية :أوكلسست مهمسسة إعسسادة التسسوازن لميزانيسسات
الجماعات المحلية للصندوق المشترك للجماعات المحليسسة 1الممسسول أصسسل مسسن بعسسض القتطاعسسات الجباريسسة مسسن
الميزانيات المحلية و نسب بعض الضرائب و الرسوم .إل أن هذا الصندوق بدأ يعرف هو أيضا بعسسض العجسسز فسسي
الونة الخيرة لثلثة أسباب:
6-العدد المتزايد و الكبير للبلديات العاجزة.
7-تكليف الصندوق بدفع إعانات تسيير الحرس البلدي و التي تتعدى على الغالب % 40من ميزانيته.
8-إلغاء ضريبة الدفع الجزافي حيث كان يستأثر بحصة السد ) .( % 70
أن الملحظ في الجدول أعله ،من سنة 1990إلسسى 1993كسسانت نسسبة التغطيسسة مطلقسسة أي أن الصسسندوق
كسسان يغطسسي العجسسز بنسسسبة %100و ابتسسداءا مسسن 1994بسسدأت نسسسبة التغطيسسة تسستراجع إلسسى حسسدود %68ويعسسزى
الصندوق هذا التراجع من سنة 1994إلى تحمله لعباء الحرس البلدي التي أوكلت إليه بموجب التعليمة الوزاريسسة
المشتركة رقم 52المؤرخة في 21جانفي 1995التي تحدد إجراءات التكفل بنفقات الحرس البلدي.
تبعية النظام الجبائي للدولة
تتمثل تبعية النظام الجبائي للعديد من الدول في عدم وجود أو العتراف بوجسود سسلطة جبائيسة للجماعسات
المحلية ،1فل ضريبة إل بموجب قانون.
ولقد تبنت الجزائر هذا النظام ،بحيث تنفرد الدولة بقرار إنشاء أو إلغاء الضرائب والرسوم ،تحديد الوعاء
والمعدلت ،كما تقرر أيضا عملية تحصيل هذه الضرائب بمصالحها الخاصة ،وتنفرد مسسن ذلسك بحصسسة السسد مسن
مبالغ الجباية.
كما أن عمليسسة تحصسسيل مختلسف الضسرائب والرسسسوم هسسي صسسلحية خاصسسة مسسن صسسلحيات الدولسسة ليسسس
للبلديات أي دخل في هذه العملية سسسوى اسسستلم حصصسسها سسنويا مسن مسسديريات الضسرائب ،كمسسا أن عمليسسة توزيسع
الموارد الجبائية على مختلف البلديات يتم عن طريسق هسذه المصسالح التابعسة مباشسر للدولسة )وزارة الماليسة( ،ليسس
للبلديات أية سلطة على الطعن أو الرفض ،سسوى المتثسال والسستلم حصصسها دون أدنسى مراجعسة للحسسابات أو
إعادة تقييم
هيمنة الدولة على المصادر الجبائية
حسب التقرير النهائي للجنة الوطنية للصلح الجبائي المقدم سنة ،1989خلصت إلى أن نسبة العائد
الجبائي للدولة يشكل %75بينما النسبة المخصصة للجماعات المحلية ل تمثل سوى %25من مجموع اليرادات
الجبائية قبل الصلح الجبائي سنة .1992
حسب قانون المالية لسنة 1995أي بعد 03سنوات من تطبيق الصلحات الجبائية كانت الجباية العاديسسة
تشكل حوالي %15من الناتج الداخلي الخام بمبلغ يفوق 160مليار دينار ،في حين كانت الجباية المحلية ل تشسسكل
سوى %03من هذا الناتج بمبلغ يقدر بحوالي 45مليار دينار ،%2النسبة التي تعود للجماعات المحليسسة مسسن تقسسسيم
،%21.95والباقي إذن يعود إلى ميزانية الدولة بنسبة ).(%78.05
جدول رقم :07توزيع اليرادات الجبائية
المبالغ بمليين الدينارات
السنوات
2002 2001 2000 1999 1998
البيان
415.84
438.850 380.750 380.100 350.000 ضرائب الدولة
0
94.641 95.722 90.737 85.157 78.562 ضرائب الجماعات المحلية
% % نسبة الضرائب المحلية إلى
21.56 % 23.83 % 22.44 %
23.01 22.40 ضرائب الدولة
المصدر :قوانين المالية لسنوات 1998إلى 2002و تصريح المدير العام للضرائب ،في مجلة الفكر البرلماني ،العدد ،03جوان 2003
- 2.3عدم تطابق الموارد مع العباء:
لقد قمنا سابقا بسرد كل صلحيات البلدية فيما يخص التنمية ،هذا النشاط الذي يتجاوز حدود المجال
الواحد .فزيادة على اختصاصاتها التقليدية من إنشاء وتسيير وتنظيم المصالح العمومية الجبارية كإصلح الطرق
والرصفة وجمع النفايات المنزلية ،اقتناء وتسيير والتصرف في الممتلكات ،واستنادا إلى وجهتها اللمركزية،
أسندت للبلديات عدة صلحيات في مختلف المجالت ،كالقتصاد ،والتعمير ،السكن ،التعليم والثقافة والبيئة.3
إن كل هذه المجالت تحتاج إلى مصادر مالية ضخمة للقيام بها أحسن قيام ولجل تقدير العتمادات
الواجب توفيرها لتجسيد كل هذه الصلحيات عمدت
اللجنة الوزارية المشتركة لجل إصلح الجباية المالية المحلية سنة 1989إلى إعداد بطاقة استفسارية
تخص البلديات ،تبرز فيها المبالغ المخصصة بكل نشاط من مواردها المالية الذاتية والحتياجات الحقيقية لكل
1
- J. CATHELINEAU : « La fiscalité des collectivités locales », Armand colin, Paris 1970, P : 26.
2
- Houcine AKLI « Cours des finances locales » op. cit P : 16.
3
- Raymond Muzellec : « Finances publiques », 5eme édition, SIREY, Paris 1985, p : 111
-7-
نشاط منها ،ثم الفرق بين العتمادات المخصصة و الحتياجات الحقيقية بكل نشاط .ولقد تم إعداد جدول ابتداء من
هذه البطاقات الستفسارية و كانت النتيجة كالتالي:
فالجدول يبرز جليا أن جل القطاعات المسندة مسؤوليتها إلى البلديات تحتاج إلى أكثر من ضعف
العتمادات المتوفرة لديها ،ولتأمين السير الحسن لي قطاع ومواجهة أعبائه يحتاج إلى مساعدات كبيرة من
الدولة ،فعلى سبيل المثال تحتاج البلديات لنجاز الهياكل الساسية أربعة ) (04أضعاف العتمادات المتوفرة
لديها ،إنجاز الطرق وجلب المياه الصالحة للشرب ،التطهير والنارة العمومية تحتاج إلى قرابة الضعفين ،النشاط
الجتماعي يحتاج إلى أكثر من الضعفين ،الشباب والرياضة يحتاج اعتمادات تفوق ) (05أضعاف المتوفرة لديها.
هذا على سبيل المثال ل الحصر ،بحيث أنه من مجموع 6.610مليار دج والتي تمثل جملة العتمادات المتوفرة
لمواجهة أعباء كل القطاعات يجب على الدولة توفير ما يفوق 3.267مليار دينار جزائري.
لقد لوحظ هذا التعارض بين أعباء البلدية وبين مواردها المتاحة منذ زمن بعيد ،بحيث أنه قد اعتمد
قانونها قبل الوليات وأسندت لها مثل هذه الصلحيات وهي ل تزال حديثة العهد بالستقلل ،واعتبارا لهذه
الوضعية ،كانت ندرة الموارد المالية سيدة الموقف ،واضطرت الدولة والظروف هذه العتراف بوجود فروق بين
ندرة الموارد وحجم العباء الملقاة على عاتقها.1
و بالرغم من إصلحات القانون البلدي لسنة ،1990إل إن الوضاع زادت تدهورا ،فحتى البلديات غير العاجزة
لم تسلم من هذه الظاهرة ،و هذه بلدية تلمسان على سبيل المثال ،قد حققت فروقا سالبة بين العتمادات و
الحتياجات حسب ما يبرزه الجدول أدناه:
الجدول رقم :09الحتياجات المالية لبلدية تلمسان لسنوات 1999-1998-1997
)الوحدة بالدينار الجزائري(
نسبة التغطية الفرق المبالغ المعتمدة الحتياجات السنة
59.23% 59,349,135.00 86,238,171.00 145,587,306.00 1997
74.12% 23,723,206.00 67,941,257.00 91,664,463.00 1998
64.85% 36,363,687.00 67,075,237.00 103,438,924.00 1999
المصدر :وثيقة داخلية لبلدية تلمسان
من خلل هذه الحصائيات يتضح أنه مهما كانت البلدية تتمتع بصحة مالية جيدة إل أن أعباء ومطالب
القطاعات تزداد بتزايد أهمية المدينة تجاريا وصناعيا واجتماعيا وثقافيا وغيرها .بحيث يمكن إظهار فرق
الحتياجات والذي يمثل خلل سنة واحدة مبلغا يناهز 145مليون دينار سنة 1997مقابل احتياطي معتمد يقدر ب
86مليون دينار لنفس السنة ،بحيث أن البلدية ولكي تقوم بمواجهة جميع احتياجاتها بشكل سليم تحتاج إلى
1
- Said BENAISSA : « L’aide de l’état aux collectivités locales ».Office des Publications Universitaire, Alger 1983, P : 38.
-8-
اعتمادات مالية إضافية تزيد عن 59مليون دج الشيء الذي يجعلها دائما في عجز عن مواجهة كل العباء
والصلحيات بشكل سليم ،وتأخر واضح في تجسيد كل الهداف المبرمجة ،زيادة على المطالب الطارئة
للمواطنين.
و لقد تحقق أيضا هذا الفرق في السنتين المواليتين 1998و ،1999بحيث لم تتعدى نسبة التغطية % 74
و % 64على التوالي.
- 2.4ضعف الموارد البشرية:
تتميسز البلسديات عسن سسائر المؤسسسات الخسرى فسي كونهسا تتكسون مسن جهساز إداري يتسم تعيينسه بطسرف
التوظيسسف العسسادي – العلن والمسسسابقة والتعييسسن – ...وجهسساز تسسسييري يتسسم بطسسرق القسستراع أو النتخسساب العسسام،
وسوف نتطرق إلى تكوين هذين العنصرين تباعا.
– 2.4.1تركيبة وأعباء المستخدمين:
تشسسكل مصسساريف المسسستخدمين عسسبئا ثقيل علسسى ميزانيسسة البلسديات مسسن حيسسث أنهسسا تشسسكل أكسسبر نسسسبة مسسن
اعتماداتها ،كما أن تركيبة هذه الشريحة من حيث سوء التكوين و قلة الكفاءات غالبا ما يحول دون تقسسديم الخسسدمات
بالشكل الجيد و الفعال ،و سوف نتطرق إلى هذين العنصرين بشيء من التفصيل.
أ( ثقل أعباء المستخدمين:
لقد أشسسرنا آنفسسا إلسسى ثقسسل مصسساريف المسسستخدمين ،ومسسا تمثلسسه العتمسسادات المخصصسسة لجسسور ومرتبسسات
الموظفين الدائمين ،بحيث أن هذه المخصصات تمثل %75من ميزانية التسيير.
فهذه النسبة إذن وحجم المبالغ التي تمثلها ،تشكل عبئا كبيرا على البلسسديات الضسسعيفة والمتوسسسطة المسسوارد
التي غالبا ما تعجز عن تسديدها إل بعد اللجوء إلى الصندوق المشترك للجماعات المحلية ،هذا الخير الذي قدم مسسا
يعادل 8.824.475.844دج ل 1207بلدية عاجزة عن التكفل بالمصاريف الضرورية )سنة .i(1999
إن ثقل هذه المصاريف على الموارد المالية للبلديات غالبا ما يمثل المؤشسسر الحقيقسسي عسسن الصسسحة الماليسسة
للمؤسسة العمومية وكذا مؤشرا عن طبيعسسة تسسسيير البلسسديات ،كمسسا أنسسه يعتسسبر أيضسسا مؤشسسر علسسى محدوديسسة القسسدرة
الدخارية لهذه الخيرة ،أي أن حجم هذه المصاريف تشكل عائقا للدخار ،فنسبة مسسا يقسسل عسسن %30مسسن المسسوارد
المالية المتاحة المتبقية عليها أن تكفي لمواجهة مصاريف التسيير الأخرى والبقسساء علسسى النسسسبة القانونيسسة )(%10
المقتطعة لقسم التجهيز والستثمار العمومي ،الشيء الذي غالبا ما يكون مستحيل.
فهذه النسبة العالية المخصصة لجور الموظفين تحد وتضعف من قدرة البلديات علسسى الدخسسار ،وبالتسسالي
قدرتها على التمويل الذاتي ،وعجز 1207من أصل 1541بلدية برهان قطعي على ما سبق ذكره.
فعلى مستوى ولية تلمسان هنالك 46بلدية من أصل 53عجسسزت عسسن مواجهسسة المصسساريف الضسسرورية
سنة 1999الشيء الذي اضطرها إلى اللجوء إلسسى الصسسندوق المشسسترك للجماعسسات المحليسسة لطلسسب مسسساعدة إعسسادة
التوازن لميزانياتها بقيمة 313.400.000دج ،فل مجال للحديث عسن احتيساطي الدخسار أو قسدرتها علسى التمويسسل
الذاتي.
صفوة القول أن مستخدمي البلديات يستهلكون أكثر من %70من ميزانية التسسيير ،إن أهميسة هسذه النسسبة
تستوجب منا التوقف لمعرفة تركيبة العنصر البشري للبلديات ،أو معرفة هيكل هذه الموارد السستي تسسستنزف القسسسط
العظم من الموارد المالية للبلدية.
ب( تركيبة مستخدمي البلديات:
تتكون تركيبة مستخدمي البلديات من ثلثة أصناف:
أعوان التنفيذ :وهم العوان الذين يمارسون نشاطات جزئية ل تتطلب أية كفسساءة وهسسي فسسي بعسسض 9-
الحيان مجرد تمهين على المدى القصير.
10-أعوان التحكم :وهم الموظفين المسسؤهلين الحسساملين لسسدرجات المعسساونين الدارييسسن )كتسساب إدارييسسن
وملحقين إداريين( وتقنيين سامين.
الطسارات :وهسم جملسة المسوظفين الحساملين لشسهادات جامعيسة عاليسة أو مسا يعادلهسا مسن شسهادات 11-
الكفاءة ،و الذين لهم القدرة على التطور ،فهم النصوص وتفسيرها.
حسب دراسة الحصائيات المالية للبلديات "التي قام بها المركسسز السسوطني للدراسسسات والتحاليسسل مسسن أجسسل
التخطيط )سنة ،(1997إن العدد الجمالي لموظفي البلديات الدائمين يقدر بس 146.665موزعة بالشكل التالي:
جدول رقم :10توزيع المستخدمين على البلديات
النسبة العدد المستخدمين
05.22% 7.654 الطارات 1
-9-
12.36% 18124 أعوان التحكم 2
82.42% 120.887 أعوان التنفيذ 3
100% 146.665 المجموع
المصدرCeNEAP : « Etude : Statistiques financières des Communes », p 19 :
83%
فمن خلل النظرة الولية للجدول يتضح ضعف التأطير الذي يمثل %05مقابسل تضسخم فسي عسدد أعسوان
التنفيذ و الذي يمثل .%82
إن ضعف التأطير هذا ل يمكنه أن يستجيب للمتطلبات العمومية .وهذا يمثل الشكال الول للبلديات ،فهذه
الخيرة التي عليها أن تواجه الطلبات العمومية العاجلة والجلة للمواطنين تعاني من نقص فادح في التأطير ،فعلسسى
مستوى 1541بلدية هنالك 7.654إطار يحمل شهادات التعليم العالي أي أقل من إطار في البلدية الواحدة ،وهنالك
ii
800بلدية ل تتوفر على إطار جامعي لسبب نقص الموارد المالية أو لسبب بعدها.
إن هذا العدد حول نسبة التأطير يسستوجب منسا التوقسف والتأمسل فسي نسسبة هسذا العسسدد إلسى إجمسسالي سسكان
البلديات وبالتالي ماذا يمثل لجملة سكان القليم الوطني و المقسسدر بسس 31.471.000نسسسمة .فبحسسساب بسسسيط يمكننسسا
استنتاج أن 7.654إطار تقوم بتسيير الشسؤون العامسسة لسس 31.471.000مسواطن ،أي أن كسسل إطسار يسسير شسسؤون
4.112فرد ).(4.112 = 31.471.000/7654
وعلى هذا الساس يبقى التأطير بعيدا كل البعد عن مقاييس النجاعسسة .بالضسسافة إلسسى أن أعسسوان التحكسسم ل
يمثلون سوى 12من مجموع الموظفين ،فالنسبة الكبيرة من موظفي البلديات هم أعوان التنفيذ بحيث أنهسسم يشسسكلون
% 82لا يتمتعون بأي كفاءات مهنية.
فهذه الشرائح الثلث بتركيبتها المتباينة تستنزف أكثر من %70من ميزانية التسسسيير .هسسذه التركيبسسة السستي
يشكل فيها الطار حصة %05وعون التنفيذ % 82هي عبارة عسسن نسسسبة اسسستهلكية بعيسسدة كسسل البعسسد عسسن إدراك
وظائف التصور والعقلنة .كما أن المستوى الدراسي لمستخدمي البلديات يبرز بوضوح هذا التدني الكبير في الداء
للخدمات العمومية حسب الجدول أدناه:
الجدول رقم :11توزيع المستخدمين حسب مستوى التكوين
القطاع القطاع
النسبة العدد آخر المستوى الدراسي
التقني الداري
38.99% 47,859 2,353 38,146 7,360 يجهل القراءة و الكتابة
26.86% 32,969 1,241 22,581 9,147 المستوى البتدائي
17.17% 21,076 308 5,066 15,702 المستوى المتوسط
12.55% 15,406 41 1,604 13,761 المستوى الثانوي
1.82% 2,232 26 1,551 655 تقني /مهندس تطبيقي
1.58% 1,937 7 59 1,871 شهادة ليسانس
0.54% 657 4 459 194 مهندس دولة
0.22% 271 1 238 32 مهندس معماري
-10-
0.06% 74 1 38 35 بيطري
0.22% 273 1 29 243 شهادات أخرى
100.00% 122,754 3,983 69,771 49,000 المجموع
:المصدر CeNEAP: Etude sur l'encadrement de la Wilaya de la Daira et de la Commune - juillet 2000
من خلل القراءة الولية لهذا الجدول يبرز ذلسسك الحجسسم الضسسئيل السسذي يمثلسسه أصسسحاب الشسسهادات مقارنسسة
بحجم المستويات الدنيا من التعليم حيث تشكل هذه الخيرة نسبة (83.02=17.17+26.86+38.99) % 83.02و
الذي يغلب في القطاع التقني على القطاع الداري ،و على اعتبار أن أصحاب المستويات الدنيا هم أعسسوان التنفيسسذ،
فذلك يفسر عامل تدني الداء و خاصة ما يتطلب نوع من التأهيل.
و بالرغم من وجود هذه العلة لم تكن هذه الشريحة من الموظفين تستفيد من الدورات التكوينيسسة للرفسسع مسسن
مستواها التأهيلي حيث لحظ المركز الوطني للدراسات التطبيقية من أجل التخطيط ) (CeNEAPأن العدد الكبر
من أعوان التحكم و أعوان التنفيذ لم يستفيدون من أدنى تكوين ،حيث أن:iii
% 90منهم لم يستفيدوا من دورات تكوينية. 12-
10%منهم فقط من استفاد من دورات تكوين في مجالت التقنيسسات الداريسسة ،كسسالعمران ،الماليسسة، 13-
الصفقات العمومية ،العلم اللي ،المنازعات ،الرشيف ،الحالة المدنية...
و علسى غسرار أعسوان التنفيسذ ،أشسسار نفسسس التقريسر إلسى الدرجسسة المتدنيسة للتحكسسم فسي الوظسسائف مسسن قبسل
الطارات أيضا حسب ما يبرزه الجدول أدناه:
جدول رقم :12نسبة التكوين في الجماعات المحلية
غير كفؤ أشغال انعدام ل يتحكمون الجماعات
روتينية التكوين في النصوص المحلية
القانونية
38% 58% 67% 51% إطارات
الوليات
37% 60% 58% 46% إطارات
البلديات
المصدرCeNEAP : « Evaluation des besoins en formation des collectivités locales », Rapport d’étape N° 2, document :
.intérieur, Novembre 1999. P : 26. Non publié
بالنظر إلى هذا الجدول يمكن الربط بين عنصري انعدام التكوين وعسسدم التحكسسم فسسي النصسسوص القانونيسسة،
فهذا العامل الخير يمكن تداركه عن طريق التكوين في تفسير وشسسرح جسسل النصسسوص المنظمسسة لكسسل الصسسلحيات
المخولة للبلديات كل حسب تخصصه.
زيادة على اعتبار أن الشغال الروتينية تضعف من كفاءة الموظف من حيث أنها تقتسسل لسسديه حسسافز الخلسسق
والبداع ،والنفس بطبعها تمل العمل العتيادي ،والذي في حد ذاتسسه مجلبسسة للكسسسل والخمسسول ،فمسسن أجسسل ذلسسك أقسسر
المشرع بضرورة الدورات التربصية ،وإدخال عنصر التجديد والعصرنة في إدارة المصالح العمومية.
كما أشار نفس التقرير ivأن على مستوى البلديات هنالك عدد محدود من الكتاب العامين الذين استفادوا من
الدورات التكوينية:
82%من المسئولين لم يتابعوا دورات تكوينية. 14-
18%من المسئولين فقط من كان لهم الحظ في متابعة دورات تكوينية ،في التسيير المالي ،الحالسسة 15-
المدنية ،الموارد البشرية ،الرشيف والعمران.
- 3الحلول المقترحة
أن النصوص التنظيمية الغير مرنة كبلت البلديات ولم تترك لها فجوة المناورة بحسب إمكانياتها المتاحة،
الشيء الذي انعكس عليها سلبا وأدى إلى جمود التسيير الداخلي كما أن قلة خبرة المنتخبين وضعف عنصر
التأطير أوغل هذه المؤسسات في بوثقة من النحرافات يصعب تجاوزها .بحيث أصبحت مكبلة بأكثر من 26
مليار دينار حسب آخر تقرير أعده المجلس القتصادي والجتماعي.1
وكمسعى للتخفيف من حدة هذه المديونية لجأت الدولة إلى تطهير جزء منها عبر قوانين المالية ،حيث
خصصت 06مليير دينار جزائري في قانون المالية التكميلي لسنة ،22000و 08مليير دينار جزائري لنفس
- 1ع .سعاد" :الكناس في تقريره حول تسيير الجماعات المحلية – ارتفاع عدد البلديات العاجزة إلى ،"1249في الخبر العدد .(22/07/2001) ،3223
- 2القانون رقم 00/02المؤرخ في 06/2000/ 27المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة .2000الجريدة الرسمية رقم .37/2000ص11 :
-11-
الغرض في الميزانية الولية لسنة ،12001و 6مليير دينار جزائري في الميزانية الولية لسنة 22002و أخيرا
02مليار دينار بموجب قانون الملية .32003
غير أن هذه الحلول تبقى ظرفية و غير فعالة لسبب أن حالة العجز هذه تمس النظام نفسه .وهذا الجراء
ليس سوى سد ثغرة تتوسع باستمرار ،دون معالجة حقيقية للظاهرة ،بحيث ل تتسنى هذه المعالجة إل بدرء
المسببات التي أوقعت هذه المصالح في هذه الشكالية ،وأوصلها إلى هذه النتائج السلبية ولزالت .وعلى هذا
الساس يجب مراجعة الصلحيات المنوطة بالبلديات ،و من ثم إعادة النظر في المنظومة الجبائية.
.1إعادة النظر في الدور التنموي للبلديات:
ولقد نصت المادة 184من القانون البلدي لسنة 1990على أنه" :ترفق كل مهمة جديدة تمنح للبلدية،
بجميع الوسائل الضرورية لنجازها".
فهذا النص الصريح الذي يلح على ضرورة توفير الوسائل الكفيلة بإنجاح أي مهمة ،بعيد كل البعد عن
المنطق الواقع .فحسب المثلة التي أوردناها في الفصل السابق عن العباء والموارد ،يلحظ جليا ذلك الفرق
الواسع والكبير بين المكانيات المتوفرة لتسيير المصالح وبين الحتياجات الحقيقية لتأمين سيرها بصفة صحيحة و
سليمة ،إن هذه الحقائق تجبر المشرع الجزائري على إعادة النظر في الصلحيات والختصاصات وفق المصادر
المحلية المتوفرة ،والمكانيات المتاحة ،وبالنتيجة إمكانية السيطرة على القدرات المالية المحلية وتوجيهها بطرق
سليمة نحو الهداف النمائية المحلية المسطرة.
الأنشطة ذات النفع المحلي
تعتبر هذه المهام بمثابة الصلحيات التقليدية التي من أجلها وجدت البلدية خدمة لمواطنيها وتسهيل لكل
أنشطتهم الجتماعية والقتصادية اليومية .إن توفير مثل هذه الحتياجات ل يتم إل بوجود المرفق العام أو
المصالح العمومية والتي هي أجزاء من المصالح المركزية للدولة وعليه فهي المسؤولة على تزويد المواطن بالماء
الصالح للشرب ومراقبته وصيانة قنواته حتى ل تكون هنالك إضرار تمس بصحة المواطن .وهي المسؤولة عن
صرف المياه القذرة تجنبا لنتشار الوبئة والمراض .فهذه مجال واسع لحفظ وصيانة صحة المواطن .كما أنها
المسؤولة عن سلمة الشخاص وممتلكاتهم وحراستها من كل أعمال النهب والسطو.
كما أنها في إطار تسهيل النشطة المختلفة للمواطنين تسهر على إنجاز الطرق وتعبيدها وإنارتها ،الشيء
الذي يؤدي إلى تسهيل وتحفيز النشطة القتصادية التي من شأنها الرفع من المستوى مداخيل الجبائية نتيجة كثرة
هذه النشطة .وعلى هذا الساس يمكن إبقاء هذه الخدمات ذات الطابع المحلي من صلحيات البلدية وإسرار
السلطات المركزية على أدائها من طرف البلديات بأحسن وجه.
غير أن البلديات تشرف أيضا على تقديم منافع ذات بعد وطني ،يتطلب إمكانيات كبيرة قد ينذر توفرها
لدى البلديات.
الأنشطة ذات النفع الوطني
كما أسلفنا يمكن إجمال هذه المهام أو الصلحيات في خمسة محاور:
إنجاز وصيانة المؤسسات التعليمية :لقد أوكل المشرع الجزائري إنجاز المؤسسات التعليمية للبلديات طبقا للمقاييس
الوطنية والخريطة المدرسية ،4كما تقوم بتوفير الرضية الصالحة لبناء مثل هذه المؤسسات ،والسهر على
صيانتها بعد النجاز ،كما أوكلت لها مهام النقل المدرسي لتشجيع الوليات على الستمرار في تحفيز أبنائهم على
هذه المهمة النبيلة .إضافة إلى تشجيع التعليم ما قبل المدرسي والعمل على ترقيته .غير أن هذا القطاع يكلف
البلديات أعباء كبيرة تتعدى بكثير منتوج عشر 10/1الدفع الجزافي المخصص لها ،بحيث نسبة التغطية ل تتعدى
في أحسن الحوال ) % 30لسنة 5(1996بينما النسبة الكبيرة تسعى البلديات لتغطيتها من أموالها الخاصة.
إنجاز وصيانة المراكز الصحية :6بالرغم من أن هذه المهام هي من صلحيات وزارة الصحة إل أن
البلدية مطالبة بإنجاز دور العلج والمراكز الصحية ،والتي تتطلب إمكانيات تفوق بكثير تلك التي تتوفر عليها
البلديات.
- 1القانون رقم 00/06المؤرخ في 12/2000/ 23المتضمن قانون المالية لسنة ،2001الجريدة الرسمية رقم ،80ص.38 :
- 2القانون رقم 01/21المؤرخ في 12/2001/ 22المتضمن قانون المالية لسنة 2002الجريدة الرسمية رقم ،79ص.79:
- 3القانون رقم 02/11المؤرخ في 12/2002/ 24المتضمن قانون المالية لسنة 2003الجريدة الرسمية رقم ،86ص.53:
- 4القانون البلدي رقم 90/08في 7أفريل ،1990المواد.99 ،98 ،97 :
5
- « CeNEAP : « Refonte du système fiscal ». op cit, P : 11.
- 6القانون البلدي رقم 08/ 90المادة.100 :
-12-
إنجاز وصيانة المراكز الثقافية :1كسابقه تعتبر هذه المؤسسات من صلحيات وزارة الثقافة ،غير أن
البلدية مطالبة بإنجازها وصيانتها ،الشيء الذي يجعل من المستحيل أن تقوم البلديات بهذه المهام على أكمل وجه،
حتى ولو قامت به يعتبر من باب المحافظة على هذه الصلحية فقط.
الشبيبة والرياضة :2أوكلت أيضا هذه المهمة ،مهمة صيانة الهياكل والجهزة الرياضية وإنجازها إلى
البلدية ،غير أن هذه المهمة تحمل في طياتها تناقضا كبيرا ،من حيث أن المشرع الجزائري قد أجبر البلديات على
المساهمة بس 3% 07من ميزانية تسييرها لترقية الرياضة والشباب .وتمثل هذه النسبة اقتطاعا إجباريا لصالح
حساب ترقية الشبيبة والرياضة ،زيادة على تكليفها بإنجاز وصيانة الهياكل الرياضية من ساحات اللعب والملعب
وقاعات متعددة الرياضات وغيرها.
إن اقتطاع هذه العتمادات من ميزانية البلدية لصالح ترقية الرياضة والشباب ،مع إبقاء إنجاز تجهيزاتها وهياكلها
على عاتق هذه الخيرة تعتبر أمر فيه كثير من الجحاف على أساس أن هنالك وزارة وصية على هذا القطاع ولها
ميزانية بإنجاز مثل هذه الهياكل.
المحيط ،الري ،الزراعة والغابات :إن المحافظة على البيئة والمحيط وخلق المساحات الخضراء،
وتطوير القتصاد الفلحي أضحى هو الخر اختصاص من اختصاصات البلدية والمسؤولة عن تطويره وحمايته
والمحافظة عليه ،بتخصيص إعتمادات هامة لهذا القطاع.
إن حجم هذه المهام إذن ،يمثل عبئا ثقيل جدا على البلديات وبالخصوص على منتخبين ليست لهم خبرة
تسيير الشؤون العمومية والتنمية وعلى هذا الساس هنالك بعض القتراحات المطروحة على هذه النشغالت
المجسدة:
-بإمكان البلديات الحتفاظ بكل المهام ،غير أنه على الدولة أن تؤمن تمويل العباء ذات النفع العمومي.
-أو اسناد هذه المهام ذات النفع الوطني إلى الدولة والبقاء على المهام المتعلقة بالسلطة العمومية ،بحيث
تتكفل كل وزارة بقطاعها المحلي وتسعى إلى تطويره بوسائلها المادية والمالية الخاصة بها.
-كما يمكن إشراك القطاعات المعنية والمتعلقة بالمصالح ذات النفع الوطني مع البلدية في شكل إتفاقات برامج
تتقاسم فيها العباء بالتساوي .غير أن الغالب عند المتخصصين يرجحون الحل أو القتراح الثاني والذي مفاده أن
تتكفل الدولة بتلك المصالح التي من صميم اختصاصاتها .فلقد كتب الستاذ بوعشيبة أحمد 4في مستهل أسباب تزايد
نفقات الجماعات المحلية يقول " :تتحمل الجماعات المحلية بعض النفقات التي هي في الواقع من صلحيات الدولة
وتمويلها من اختصاص الوزارة المعنية مثل نفقات التعليم الخاصة بالبناء والتجهيز ...وهي في الحقيقية من
اختصاص وزارة التعليم البتدائي والثانوي ...ونفقات الصحة التي هي من اختصاص وزارة الصحة ...الخ".
وأثناء الملتقى الجهوي حول تسيير الجماعات المحلية المنعقد بنادي الصنوبر في الجزائر العاصمة
بتاريخ 23و 24مارس ،1998خرجت ورشة المالية المحلية بعده توصيات ،منها:
-أن تتكفل الدولة بالنفقات التي تنفقها البلديات لصالح قطاعاتها أي التابعة لمختلف الوزارات المعنية خاصة
المدارس ،الصحة ،المساجد ،البريد والمواصلت...
-تخصيص مساهمة % 07التي تساهم بها الجماعات المحلية في الصندوق الولئي المتعلق بمبادرات الشباب
وتطوير الممارسات الرياضية تخصص تاما في ميزانية الجماعات المحلية وإعطاء السلطة بهذه الخيرة لتوزيعها
على الجمعيات الرياضية والثقافية التابعة لها.
إضافة إلى تلك التجاوزات التي قد تفرضها السلطات الوصية حول إجبار البلديات ،على تدعيم فرق
النخبة مثل ما يحدث غالبا لبلدية تلمسان.
وخلصة القول أن الصلحيات الضخمة الموكلة للبلديات يجب أن يعاد النظر فيها بعين الحكمة والتبصر
و إل أصبحت ظاهرة عجز البلديات ظاهرة مرضية مزمنة يصعب الخروج منها دون آثار سلبية تعم كل
القطاعات.
ولقد لحظنا في الونة الخيرة مبادرة من المشرع الجزائري للتخفيف من عبء تخصيص نسبة % 07
المتعلقة بمبادرة الشباب وتطوير الممارسات الرياضية ،بحيث نص قانون المالية التكميلي لسنة 2001على
-1ينظر قانون المالية التكميلي لسنة 2001رقم 01/12المؤرخ في ،19/07/2001المادة ،17في الجريد الرسمية رقم 08لسنة . 2001
- 2توصيات الملتقى الجهوي حول تسيير الجماعات المحلية ،المنعقد بالجزائر العاصمة أيام 23و 24مارس 1998والذي أجمع فيه المشاركين على ضرورة
إصلح الجباية المحلية.
3
- BOUZID. A : « L’essor des collectivités locales dépend de la réformes publiques ». in, La TRIBUNE de l’économie,
lundi 17 – 01 – 2000. P : 11.
-14-
خلصة القول ،لضرورة قيام البلديات بأداء سليم لصلحياتها ،أضحت الظروف تملي على السلطات
المركزية إعادة النظر في النصوص التي كبلتها بها وإعادة صياغتها بالشكل الذي يضمن لها حرية التصرف في
أموالها من خلل تمكينها من منظومة جبائية محلية ،وبنفس الوقت التخفيف من تلك الصلحيات التي تعود
بالساس إلى الجهات الوصية المركزية المعنية،
كما يجب العمل على إعادة تجميع هذا الشتات الهائل من 1541بلدية ،لتقليص الهوة بين الصغيرة منها والكبيرة،
والبحث في صيغ أخرى لتقريب الدارة من المواطن ،كإنشاء الملحقات و الفروع ،و التي ل تكلف ما يكلفه إنشاء
بلدية بأكملها.
و من ناحية أخرى ،على البلدية ،أن تعيد تثمين مواردها الذاتية سواء منها المالية غير الجبائية أو
البشرية ،وهنا تبرز ضرورة التكوين وتحسين أداء الموظفين ،و عصرنة التسيير بإدخال الوسائل التكنولوجية
المتاحة ،و من ثم ترشيد عملية النفاق باعتماد الطرق الكمية العلمية في اختيار المشاريع.
من خلل هذا المنظور يمكن الحديث عن أداء البلديات في مجالت التنمية ،عند توفر الوسائل المالية
بشكل دائم و مستمر ،الشيء الذي يتيح لها فرص خوض ميادين عديدة من الصلحيات ،دون ارتجال نشاط ليس
فيه مصلحة للمواطن.
قائمة المراجع
المراجع باللغة العربية
أ -الكتب و المؤلفات
بوسماح أحمد أمين "المرفق العام في الجزائر" ترجمة :رحال بن عمر ورحال مولي إدريس ،ديوان
01
المطبوعات الجامعية ،الجزائر .1995
حماد محمد شطا "تطور وظيفة الدولة – الكتاب الول – نظرية المرافق العامة" ديوان المطبوعات
02
الجامعية الجزائر .1984
03سليمان محمد الطماوي" :مبادئ القانون الداري – دراسة مقارنة" ،دار المعارف السكندرية .1991
04صغير حسين :دروس في المالية والمحاسبة العمومية" ،دار المحمدية العامة ،الجزائر.1999 -
05عوايدي عمار "دروس في القانون الداري" ،ديوان المطبوعات الجامعية ،1990الطبعة الثالثة.
محيو أحمد "محاضرات في المؤسسات الدارية" ترجمة محمد عرب صاصيل ديوان المطبوعات
06
الجامعية – الجزائر ،1979الطبعة الثانية.
المديرية العامة للضرائب" :قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة"
07
ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .1992
ب – دراسات ،بحوث و دوريات
01بن مالك محمد" :ميزانية البلدية" ،معهد الحقوق الدارية ،جامعة الجزائر ) 1995رسالة ماجستير(.
أحمد بوعشية" :المالية المحلية في الجزائر ومساهمتها في التنمية القتصادية والجتماعية" ،معهد العلوم
02
القتصادية جامعة الجزائر الجزائر ) 1991رسالة ماجستير(.
بن شعيب نصرالدين":اشكالية تمويل البلديات و سبل ترقيتها" كلية العلوم القتصادية ،جامعة تلمسان،
03الجزائر ) 2002رسالة ماجستير(.
"الدارة الجزائرية من القتصاد الموجه إلى القتصاد الحر" ،المدرسة الوطنية للدارة – الجزائر 2000
04
)مذكر الحلقة(.
الصندوق المشترك للجماعات المحلية" :حصيلة النشاطات المالية لسنوات 2000 1999 1998 1997
05
.2003 2002 2001
توصيات الملتقى الجهوي حول تسيير الجماعات المحلية المنعقد بالجزائر العاصمة أيام 24 – 23مارس
06
.1998
07مجلة تلمسان" :عدد خاص – نوفمبر 1999
ج – النصوص القانونية
01دستور 23فبراير .1989
0دستور 28نوفمبر .1996
2
0المر رقم 67/24المؤرخ في 18يناير 1967المتضمن القانون البلدي.
3
-15-
0القانون رقم 90/08المؤرخ في 07أفريل 1990المتضمن القانون البلدي.
4
0القانون رقم 90/09المؤرخ في 07أفريل المتضمن القانون الولئي.
5
0القانون رقم 97/02المؤرخ في 31ديسمبر 1986المتضمن قانون المالية لسنة .1998
6
0القانون رقم 99/11المؤرخ في 23ديسمبر 1999المتضمن قانون المالية لسنة .2000
7
0القانون رقم 00/02المؤرخ في 27جوان 2000المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة .2000
8
0القانون رقم 00/06المؤرخ في 23ديسمبر 2000المتضمن قانون المالية لسنة .2001
9
1القانون رقم 01/12المؤرخ في 19جويلية 2001المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة .2001
0
1القانون رقم 01/21المؤرخ في 22ديسمبر 2001المتضمن قانون المالية لسنة .2002
1
1القانون رقم 02/11المؤرخ في 24ديسمبر 2002المتضمن قانون المالية لسنة .2003
2
1المرسوم التنفيذي رقم 73/136المؤرخ في 09أوت 1973المتعلق بشروط تسيير وتنفيذ المخططات
3البلدية للتنمية.
1المرسوم رقم 86/266المؤرخ في 04نوفمبر 1986المتضمن تنظيم صندوق الجماعات المحلية المشترك
4وعمله.
1المرسوم التنفيذي رقم 96/92المؤرخ في 03مارس 1996المتعلق بالتكوين وتحسين المستوى الموظفين
5
1مرسوم تنفيذي رقم 98/370المؤرخ في 23نوفمبر 1998المتعلق بتصنيف البلديات أو التجمعات البلدية
6في محطات مصنفة.
1التعليمة الوزارية المشستركة رقسم 14801الصسادرة بتاريسخ 08ديسسمبر 1975المتعلقسة بشسروط وكيفيسات
7إنجاز المخططات البلدية للتنمية ومخططات التحديث العمراني.
1القرار الوزاري المشترك رقم 47المؤرخ في 18سبتمبر 1989المتعلقة بكيفية اقتطاع %07مسسن ميزانيسسة
8البلديات والوليات لفائدة مبادرات الشباب وتطوير الممارسات الرياضية.
1تعليمة وزارية مشتركة رقم 0331/95المؤرخة في 24جوان 1995حول الكيفيات الجديدة لضما
9ن نقص قيمة اليرادات الجبائية للجماعات المحلية.
2
قرار وزاري مشترك رقم 0051/94المؤرخ في 21جويلية 1995النحدد لكيفيات توزيع الدفع الجزافي.
0
2
تعليمة وزارية رقم 01بتاريخ 08جانفي 1997المتعلقة بتنفيذ النجازات.
1
2تعليمة وزارية مشتركة رقم /0055سنة 1998المتعلقسسة بإعسسداد الميزانيسسات الوليسسة لسسسنة 1998للوليسسات
2والبلديات.
2
تعليمة وزارية رقم 455/99المؤرخة في 15سبتمبر 1999المتعلقة بتحسين موارد الجماعات المحلية.
3
2
تعليمة وزارية رقم 39/99المؤرخة في 30سبتمبر 1999المتعلقة بترشيد استعمال الموال العامة.
4
2منشور وزاري مشترك رقم 16/00المؤرخ في 01أوت 2000المحدد لشسسروط وكيفيسسات تطهيسسر مديونيسسة
5البلديات.
2تعليمة وزارية رقم 17/2000المؤرخة فسسي 13أوت 2000المتعلقسسة بتنفيسسذ البرنامسسج السستعجالي المعتمسسد
6بعنوان المخططات البلدية للتنمية في إطار قانون المالية التكميلي لسنة .2000
-16-
2 - المراجع باللغة الجنبية
a – Ouvrages
1 Benaissa Said : « L’aide de l’état aux collectivité locales » OPU – Alger 1983.
.
-17-
5. Rahal Benamar : La concession des services publics en droit Algérien, Revue
IDARA 1 – 1994.
6. « La concession des services publics en ALGERIE », Mémoire de séminaire,
ENA. 1997
7. Secrétaire de mairie : « concessions et Affermages des services publics
locaux », LITEC – Paris – 2 – 1997.
8. CeNEAP : « Etude statistiques et financières des communes, Alger 1997.
-18-
i
ii
iii
iv