You are on page 1of 27

‫كيف تفظ القرآن‬

‫الشيخ‪ :‬علي بن عمر بادحدح‬

‫المد ل نمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه و نعوذ بال من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده‬
‫ال فل مضل له و من يضلل فل هادي له‪ .‬نمده هو أهل المد و الثناء فله المد ف الول و الخرة و له‬
‫المد على كل حال و ف كل آن‪ ،‬نصلي و نسلم على خات الرسل و النبياء نبينا ممد بن عبد ال و على‬
‫آله و صحابته و من اتبع هداه و اقتفى أثره إل يوم الدين و عنا معه بعفوك و رحتك يا أرحم الراحي‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬أيها الخوة الكرام و الحبة سلم ال عليكم و رحته و بركاته‪ ،‬ابتداءً أقول انه ليس ف هذا‬
‫الدرس وصفة سحريه يكن بتطبيقها أن تفظ القرآن بصورة ل تكن تتخيلها أو تتوقعها‪ ،‬و لكن هذا‬
‫الدرس فيه خلصة تارب عمليه وهو ف القيقة يركز على مضمون هذا العنوان أي كيف تفظ القرآن‬
‫الكري بصورة عامه لميع الناس مع التفاوت الذي قد يكون يتلف فيه بعضهم عن بعض‪ .‬نريد ف هذا‬
‫الجلس أن نركز على الجابة على هذا السؤال‪ ،‬كيف تفظ القرآن؟‬
‫و سنعرض فيه إل خسة جوانب‪:‬‬
‫أول‪ :‬السس العامة‬
‫ثانيا‪ :‬الفظ‬
‫ثالثا‪ :‬الراجعة‬
‫رابعا‪ :‬الروابط و الضوابط‬
‫خامسا‪ :‬اختلفات و فروق‬

‫‪1‬‬
‫أول‪ :‬السس العامة‬

‫أول السس العامة الت ل غن لك عنها و ل مال لتطبيق ما بعدها إل با‪ ،‬و ف غالب الظن أنه ل ناح‬
‫إل بتأملها و تقيقها‪ ،‬و هي أمور كثيا ما نتذكرها و نذكر با‪ ،‬و هي أسس ينبغي أل نغفل عنها ف هذا‬
‫الوضوع و ف غيه‪.‬‬

‫أول‪ :‬النية الالصة‬


‫فنحن نعلم أن مفتاح القبول و التيسي إخلص القصد ل عز و جل‪ ،‬و أن كل عمل يفتقر إل الخلص ل‬
‫يؤت ثرته و إن آتى بعض ثاره فإن عاقبته ف غالب الحوال تكون فجة و ثاره تكون مرة أضف إل أنه‬
‫يرم من أعظم ما يتأمله الرء و هو القبول عند ال عز و جل و حصول الجر و الثواب‪ .‬فلذلك السلم‬
‫ف كل عمل لكي يسهل ويعان الرء عليه هو أن يلص ل عز و جل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السية الصالة‬


‫يقول جل و عل ﴿وَاّتقُوا ال ّل َه وَُي َعلّمُ ُكمُ ال ّلهُ ﴾ البقرة ‪ -282‬ونعلم جيعا ما يؤثر عن الشافعي من قوله‬
‫" شكوت ال وكيع سوء حفظي فأرشدن إل ترك العاصي و أخبن بأن النور علم و نور ال ل يؤتاه‬
‫عاصي " و نعلم ما أثر لبن مسعود " إن الرجل ليحرم العلم بالذنب يصيبه "‪ ،‬فنحن نعلم أن الفظ‬
‫على وجه الصوص يتاج إل إشراقة قلب و إل توقد ذهن و العصية تطفئ نور القلب و يصل با التبلد‬
‫بالعقل و يرم با العبد من التوفيق أيضا‪ .‬فإذا ل بد أن نستعي على طاعة ال بطاعة ال و أن نعل طريقنا‬
‫إل نيل بعض هذه المور من الطاعات و الندوبات و السنونات و أمور الي أن نعل طريقنا إليها طاعة‬
‫ل سبحانه و تعال ﴿وَاّتقُوا ال ّل َه وَُي َعلّمُ ُكمُ ال ّلهُ ﴾ البقرة ‪ -282‬نتيجة عملية تلقائية لن القلب يشرق‬
‫حينئذٍ بنور اليان‪ ،‬و النفس تطمئن إل ما حباها ال عز و جل من السكينة و الطمأنينة فيتهيأ النسان‬
‫حينئذٍ لذا العمل العظيم حفظ القرآن الكري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العزية الصادقة‬


‫فإن الرء الذي يعتريه الوهن و يعترضه الور و يغلب على حياته الزل و ييل ف كثي من أموره إل الكسل‬
‫فإنه ل يكن أن يُعول عليه‪ .‬و ل يُظن أنه يصل إل النتيجة الرجوة ف حفظ كتاب ال عز و جل‪ .‬فهذا أمر‬
‫يتاج أن يشمر عن ساعد العزم و ل بد له أن يقلل من أمور الراحة فيخفف من نومه و يزيد من عمله و‬

‫‪2‬‬
‫يكثر من قراءته و غي ذلك من المور الت ل بد لا من هه و عزية صادقه قوية ماضية ل تستسلم عند‬
‫أول عارض من العوارض‪ ،‬و ل تقف عند أول عقبة من العقبات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الطريقة الصائبة‬


‫و هي جزء ما سيأت حديثنا عنه‪ ،‬غي أن أريد أن أشي إل أن بعض الخوة عندما يسمع حسا على حفظ‬
‫القرآن أو يتشوق إل ذلك يبدأ بماسة مندفعة بداية غي صحيحة غالبا ما تُسلمه إل العجز و الكسل أو‬
‫تصدمه بعدم القدرة على الستمرار‪ .‬كمن يبدأ ملطا سورة من هنا و سورة من هنا‪ ،‬و جزءا منفردا‪ .‬أو‬
‫مقاطع متقطعة و هو يرغب بعد ذلك أن يصل بينها و أن يصل با إل حفظ القرآن الكري كامل‪ ،‬فغالبا ما‬
‫يتشوش مثل هذا العمل‪ ،‬و غالبا ما ينقطع عنه‪ ،‬و كثيا ما يفتقد ما حفظ منه‪ ،‬و ذلك لن الزء الواحد أو‬
‫القطعة الواحدة ل تغري الرء إذا كانت منفصلة بأن يافظ عليها‪ ،‬لنا وحدها وليس لا ارتباط با قبلها و‬
‫ل بعدها‪ ،‬و إن كان ف ذلك خي و ل شك‪ ،‬و ليس ف هذا الكلم ما نريد به أن نصرف أحدا أن يفظ‬
‫سورة بعينها أو بعض السور بعينها أو الجزاء بعينها كاملة‪ .‬و لكننا نتحدث عن من يريد أن يفظ حفظا‬
‫كامل على طريقة صائبة‪ ،‬و من ذلك أيضا أن بعض الناس يبدأ و يشرع دون أن يستشي و أن يسأل من‬
‫حفظ قبله أو من هو مشتغل بالتحفيظ و التدريس ف هذا اليدان فكما أنك تتاج إل الشورة ف أي عمل‬
‫من أعمال الدنيا أو إل مدخل من مداخل العلوم و الدراسة الت يدرسها كثي من الناس فأنت باجة إل‬
‫هذا ف هذا المر أيضا‪.‬‬
‫و من ذلك أيضا البنامج الواضح عندما نقول أن هناك طريقة صائبة فإنا هي الت تفظ بإذن ال تلك‬
‫العزية الت تستمر و تشي وتضي عندما يكون هناك برامج و مراحل نقطة بعد نقطة‪ ،‬مرحله بعد مرحله‪.‬‬
‫أما خطة عشواء أما أجزاء متقطعة‪ ،‬أما مراحل منفصلة‪ ،‬فإن ذلك ف غالب المر ل يصل إل مبتغاه‬

‫خامسا‪ :‬الستمرارية النتجة‬


‫فهذا أمر قد يطول أمده و زمانه و قد يعظم جهده و البذل لجل الوصول إليه‪ ،‬فإن كنت قصي النفس‬
‫فإنك ف غالب المر ل تبلغ الغاية‪ ،‬تتاج إل استمرار يثمر و ينتج بإذن ال عز وجل‪ .‬وحديث النب عليه‬
‫سئل النب صلى ال عليه وسلم أي العمال أحب إل‬ ‫الصلة و السلم يضرنا ف هذا القام عندما‬
‫‪ .‬فقليل دائم خي من‬ ‫ال قال أدومها وإن قل وقال اكلفوا من العمال ما تطيقون – رواه البخاري‬
‫كثي منقطع‪ .‬ل تبدأ البداية الكبية الت قلنا عنها ث تنقطع أو ل تبدأ ولو بداية يسيه ث تتوقف‪ ،‬و كما أثر‬
‫أيضا عن الجر و الفضل الذي يكون للحال الرتل كما سئلوا عن الال للمرتل قيل هو الذي يتم‬

‫‪3‬‬
‫القرآن ث يشرع فيبدأ به من جديد‪ ،‬فهنالك استمرارية و اتصال و دوام‪ ،‬استمرار هو الذي تصل به نتيجة‬
‫بإذن ال عز و جل‪.‬‬
‫فإذا لبد من نية و سية وعزية و طريقة واستمرارية‪ ،‬هذه أسس ل بد منها قبل أن نبدأ أو أن نشرع فيما‬
‫يتعلق بالتفصيل و التفريغ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحفظ‬

‫المر الثان الفظ‪ ،‬وهو جوهر هذا الوضوع‪ ،‬و الديث فيه عن الطريقة وعن الشروط اللزمة‪ ،‬و العوامل‬
‫الساعدة‪ ،‬و نبدأ بالطريقة‪.‬‬

‫أول‪ :‬الطريقة‬
‫من خلل التجربة ومن خلل ما نرى من عمل كثي من طلب التحفيظ و الافظي يكن أن نرى أو نلقي‬
‫الضوء على طريقتي اثنتي‪.‬‬

‫الطريقة الول‬
‫إحداها طريقة الصفحة‪ ،‬نعن بذلك أن يقرأ مريد الفظ الصفحة كاملة من أولا إل آخرها قراءة متأنية‪،‬‬
‫صحيحة‪ ،‬ثلث أو خس مرات بسب ذاكرة النسان وقدرته على الفظ‪ ،‬فإذا قراها هذه الرات الثلث‬
‫أو المس قراءة فيها استحضار قلب وتركيز الذهن و العقل و ليس مرد قراءة لسان فقط كل‪ ،‬إنا قد جع‬
‫قلبه وفكره لنه يريد من هذه القراءة أن يفظ‪.‬‬
‫فإذا أت الثلث أو المس أغلق مصحفه‪ ،‬و بدأ يسمع صفحته‪ ،‬و قد يرى بعضكم أن هذا لن يتم أو لن‬
‫يستطيع حفظها بقراءة الثلث أو المس‪ ،‬أقول نعم‪ .‬سيكون قد حفظ من أولا و مضى ث سيقف وقفة‪،‬‬
‫أن يفتح مصحفه و ينظر حيث وقف فيستعي‪ ،‬و يضى مغلقا مصحفه‪ ،‬ث سيقف ربا وقفة ثانية‪ ،‬أو ثالثة‪،‬‬
‫ث ليعد تسميع الصفحة‪.‬‬
‫ما الذي سيحصل !‪ ،‬الوضع الذي وقف به أول لن يقف فيه ثانيه‪ ،‬لنه سيكون قد نقش ف ذاكرته و حفر‬
‫ف عقله‪ ،‬فستقل الوقفات‪ .‬و غالبا من خلل التجربة سيسمع الرة الول ث الثانية و ف الغالب أنه ف الثالثة‬
‫يأت بالصفحة مفوظة كاملة بعد أن يقوم بجموع ما قرأه ثان مرات‪ ،‬ثلث أو خس ف القراءة الولية‬
‫الركزة‪ ،‬ث يبدأ بالطوة الثانية بتسميع هذه الصفحة و سيقف كما قلت بعض الوقفات ف أول مرة و ف‬
‫الرة الثانية و ف الغالب أنه ف الثالثة ل يقف‪.‬‬
‫ماذا يصنع ف الطوة الثالثة‪ ،‬أن يكرر التسميع الصحيح الذي أته ف الرة الخية ثلث مرات تقريبا‪.‬‬
‫فحينئذ يكون مموع ما قرأ به هذه الصفحة ف ذلك الوقت تسع مرات أو أحد عشر مرة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إذا يقرأ الصفحة قراءة مركزة صحيحه ثلث أو خس مرات ‪ ،‬ث يسمعها ف ثلث تارب أو ثلث‬
‫ماولت‪ .‬ث يضبطها ف ثلث تسميعات‪ .‬و بذلك سوف تكون الصفحة مفوظة حفظا جيدا متينا مكينا‬
‫إن شاء ال‪.‬‬
‫ما مزية هذا الفظ أو هذه الطريقة‪ ،‬مزيتها أنك ل تتتعتع أو تتوقف عندما تصل الصفحات بعضها ببعض‬
‫بعد ذلك‪ .‬لن بعض الخوة يفظ آنفا آية منفصل بعضها عن بعض‪ ،‬ما الذي يصل ؟ عند كل آخر آية‬
‫يقف حار الشيخ ف العقبة‪ ،‬و يتاج إل دفعة فتعطيه أول كلمة من الية الت بعدها فينطلق كالسهم حت‬
‫يبلغ آخر الية الت بعدها ث يتاج إل توصيلة أخرى و هكذا‪ .‬أما الصفحة فهي كاللوح أو كالقالب‬
‫يفظها ف قلبه و يرسها ف ميلته‪ ،‬و يتصورها أمامه من مبدئها إل منتهاها ويعرف غالبا عدد آياتا‪ ،‬آية‬
‫كاملة صفحة كاملة بعض الصفحات آيتي وبعضها ثلث و بعضها آيات كثية ليس بالضرورة تصورها و‬
‫لكن هذه الطريقة تعله ‪ ،‬أول يأخذ الصفحة كاملة بل توقف يستحضرها تصورا فيعينه ذلك على حفظها‬
‫ث يتصورها كما قلت هل هي ف الصفحة اليمن أو اليسرى‪ ،‬بأي شيء تبتدئ و بأي شيء تنتهي وتكم‬
‫بإذن ال عز وجل إحكاما جيدا‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‬
‫طريقة اليات أو الية‪ ،‬ل بأس با و إن كنت أرى الول أفضل منها‪ .‬ما هي هذه الطريقة‪ ،‬أن يقرأ الية‬
‫مفردة قراءة صحيحه مرتي أو ثلث مرات‪ ،‬نفس الطريقة‪ ،‬لكن بآية واحده و طبعا لا كانت آية ل نتاج‬
‫أن نعيدها من ثلث إل خس‪ ،‬مرتي فقط أو ثلث ث يسمع هذه الية‪ ،‬ث يضى إل الية الثانية فيصنع با‬
‫صنيعه بالول‪ ،‬لكنه بعد ذلك يسمع الول و الثانية‪ ،‬ث يفظ الثالثة بالطريقة نفسها‪ ،‬يقرأها ث يسمعها‬
‫منفردة ث يسمع الثلث من أولا الول ث الثانية ث الثالثة‪ ،‬ث يضي إل الرابعة إل آخر الصفحة‪.‬‬
‫ث يكرر تسميع الصفحة ثلث مرات‪ .‬وحذار ف هذه الطريقة أن ترى أن الية الول قد أكثرت من‬
‫ذكرها فل عازة لتكرارها‪ ،‬بعضهم إذا بلغ نصف الصفحة قال النصف الول مضبوط فل يتاج إذا حفظ‬
‫الية ف النصف الثان أن يعيد النصف الول إل الخي‪ .‬هنا ل يقف حار الشيخ ف العقبة ف منتصف‬
‫الصفحة و ثق من هذا تاما وجربه تراه شاهدا على كلمي‪ .‬ل بد كل آية تفظ ف الصفحة أن تعاد من‬
‫الول إل حيث بلغ‪ ،‬حت يتم الصفحة ث يأت با ثلث مرات تسميعا كامل‪.‬‬
‫تتلف هذه الطريقة عن الول أنا أبطأ ف الغالب‪ .‬أبطأ ف الوقت فالصفحة ف الطريقة الول تستغرق‬
‫بالعدل نو عشرة دقائق‪ ،‬قد يقول قائل العشر قليلة‪ ،‬أقول عشر دقائق إذا كان يريد أن يفظ أما إذا كان‬

‫‪6‬‬
‫ينظر ف الغادين و الرائحي و التشاكلي و التضاربي و يسمع هنا و‪ ..‬هذا ول مئة دقيقة و ل عشرة أيام‬
‫يفظ فيها شيء‪ .‬أما الثانية فهي أبطأ و الغالب أنا تستغرق نو خس عشرة دقيقة لنه سيكرر كثيا‪.‬‬
‫أما من حيث التطابق فآخر المر أنه سيحفظ الصفحة كاملة و لكن هذه الطريقة أضعف إذا ل يصل الية‬
‫بالية سيكون هناك ذلك التوقف الذي أشرت إليه‪ ،‬إذا هذه الطريقة من حيث الصل حفظ الصفحة أو‬
‫حفظ الية و ف آخر المر ستعود النتيجة إل حفظ الصفحة‪.‬‬
‫أنتقل إل النقطة الثانية وهي نقطة مهمة مكملة و هي الشروط اللزمة‪.‬‬

‫ثانيا الشروط اللزمة‬


‫الشروط اللزمة لكي تكون هذه الطريقة صحيحة سواء اخترت الطريقة الول أو الثانية لبد من هذه‬
‫الشروط‪.‬‬

‫الشرط الول‪ :‬القراءة الصحيحة‬


‫من الخطاء الكثية أن كثيا من يعتزمون الفظ أو يشرعون فيه يفظون حفظا خاطئا‪ .‬لبد قبل أن تفظ‬
‫أن يكون ما تفظه صحيحا‪ ،‬و هناك أمورا كثية ف هذا الباب منها على سبيل الثال ل الصر؛‬
‫أول تصحيح الخارج‪ :‬إن كنت تنطق ث "سم" أو الذين "الزين" فقوم لسانك قبل أن تفظ‪ .‬لنك إذا‬
‫حفظت و أدمنت الفظ بذه الطريقة و واضبت ستكون جيدا ف الفظ لكنك مطئا فيه‪ .‬فل بد أول من‬
‫تصحيح الخارج وتصحيح الروف ل بد منه‪.‬‬
‫ثانيا ضبط الركات‪ :‬بعض الخوة إما لضعف قراءته‪ ،‬أو لعجلته يلط ف الركات‪ ،‬و هذا اللط ل شك‬
‫أنه خطأ و أنه قد يترتب عليه خلل ف العن‪ .‬و ذلك ليس من موضع حديثنا و لكن ل بد أن يتنبه الرء له‬
‫و أن يذر منه‪ ،‬و من ذلك أن اللغة العربية فيها تقدي و تأخي‪ ،‬وفيها إضمار و حذف وتقدير‪ ،‬وفيها‬
‫إعرابات متلفة‪ ،‬فأحيانا بعض الناس ل يتنبه‪ ،‬أحيانا مثل تقدي الفعول على الفاعل ﴿ وَِإذِ ابَْتلَى إِْبرَاهِيمَ‬
‫رَّبهُ بِ َكلِمات﴾ البقرة ‪ -124‬بعضهم يفظها ﴿ إبراهيمُ ﴾ و رُبهُ أو رَبهُ بالنسبة له أحيانا قد ل تفرق‪،‬‬
‫و ما حفظته خطئا فثق تاما أنه يثبت هذا الطأ وبعد ذلك تصعب إزالته‪ ،‬يتاج إل عملية استئصال‪ ،‬مثل‬
‫الذي يبن بناء ث يتبي له أن هذا البناء خطأ لبد له أن يكسر و أن يصحح البناء‪ ،‬لبد أن يزيل الطأ ث‬
‫بعد ذلك يصحح من جديد‪ .‬لاذا تكرر الهد مرتي و تعيد العمل مرتي‪ ،‬ابدأ بداية صحيحة‪ .‬و هناك أمثلة‬
‫كثية ف مسألة ضبط الركات‪ ،‬فإن هناك كثيا من المثلة الت تقع ف هذا الانب كما ف الضمائر أيضا‪.‬‬
‫الضمائر عندما يقع اللط فيها أيضا يقع خلط ف الفظ غي مقبول مطلقا‪ ،‬كما يكون الضمي بالضم‬

‫‪7‬‬
‫ت فِيهِمْ‬
‫فيكون للمتكلم‪ ،‬أو يكون بالفتح للمخاطب كما ف قوله تعال ﴿وَكُ ْنتُ َعلَ ْي ِهمْ َشهِيدًا مَا دُ ْم ُ‬
‫َفلَمّا َت َوفّيْتَنِي كُ ْنتَ َأْنتَ ال ّرقِيبَ َعلَ ْي ِهمْ ﴾ الائدة ‪ -116‬التاء ف الضميين الولي مضمومة و ف‬
‫الضميين الثانيي مفتوحة فأي تغيي بالركة يغي العن‪.‬‬
‫كما يقرأ البعض (و كنتُ أنت الرقيب عليهم ) ما يكن أن تستقيم أبدا وهكذا الكثي من الكلمات و‬
‫الركات تتاج إل الضبط ابتداء قبل أن يطىء فيها‪.‬‬
‫أيضا هناك ضبط الكلمات و هو أشد و أخطر‪ ،‬الركات منظوره يكن أن يراها النسان و لكن بعض‬
‫الكلمات إما لصعوبتها أو لن هذا الافظ ل يأخذ السلوب الذي سأذكره لحقا‪ ،‬أو ليس متمرسا ف‬
‫تلوة القرآن فإنه يفظ الكلمة خطأ و من هذا قول ال عز وجل ﴿ وَإِنْ َيكَادُ اّلذِينَ َك َفرُوا لَُيزِْلقُوَنكَ‬
‫ِبأَْبصَا ِرهِمْ لَمّا سَ ِمعُوا الذّ ْكرَ َوَيقُولُونَ إِّنهُ لَ َمجْنُونٌ﴾ ‪-‬القلم ‪ - 51‬سعت مرة من يقرؤها " ليزقلونك‬
‫"‪ ،‬السبق بي الروف يصل وعندما يراها رؤية سريعة وهو ل يعرفها تثبت على هذه الطريقة‪ ،‬أحيانا‬
‫بعض الكلمات ﴿ أَُن ْل ِزمُكُمُوهَا ﴾ هود ‪ -28‬قد يستثقلها و يقرأها قراءة خاطئة و تتلف الروف بذه‬
‫الطريقة‪ .‬كذلك بعض الكلمات الت ربا ليس ف القرآن إل مثال واحد منها ﴿ َأفَمَنْ َي ْهدِي إِلَى الْحَقّ‬
‫أَحَقّ أَنْ ُيتّبَعَ َأ ْم مَنْ لَا َي ِهدّي إِلّا أَنْ ُي ْهدَى فَمَا لَ ُكمْ كَ ْيفَ ﴾ يونس ‪ - 35‬يقرأها "أم من ل َيهْدِي"‬
‫لنا كلها ف القرآن َيهْدِى وما فيها َيهِدي فينتبه إل مثل هذه الكلمات‪.‬‬
‫شوْنِي ﴾ و ف الائدة (‪َ ﴿ )3‬فلَا‬
‫ش ْو ُه ْم وَاخْ َ‬
‫كذلك ما يتعلق ف الرسم كما ف البقرة (‪َ ﴿ )52‬فلَا تَخْ َ‬
‫شوْنِ ﴾ ليس فيها ياء وإنا كسرة‪ ،‬هذه أيضا مواطن ما قد يفظه ابتداء حفظا خاطئا و يقع‬
‫ش ْو ُهمْ وَاخْ َ‬
‫تَخْ َ‬
‫ف هذا ف أخطاء‪ .‬و كذلك بعض الكلمات الت هي ف مواضع بضبط معي و ف مواضع أخرى بضبط‬
‫آخر مثل ﴿ سِخريا ﴾ و ﴿ سُخريا ﴾ قد يفظها تر عليه الية الول فتقرأ سُخريا فكلما مرت قال‬
‫سُخريا و ل يفرق بي سُخريا و سِخريا و غيها من الواضع الت فيها مثل هذه المثلة‪ ،‬كما أيضا ف‬
‫ضلّانَا مِنَ الْجِ ّن وَاْلإِْنسِ ﴾ فصلت ‪29‬‬
‫المع و التثنية مثل قول ال سبحانه و تعال ﴿ رَبّنَا َأرِنَا اّلذَيْنِ َأ َ‬
‫‪ -‬و ليس الّذِين‪ ،‬بعض الناس يقول الذين متعود‪ ،‬نادرا أو قليل ضمي التثنية فيقول ﴿ الّذِينَ ﴾ و ل ينتبه‬
‫لثل هذا إذا كان غي متمرس أو كان متعجل‪ ،‬و غي ذلك كثي أيضا كما أشرت ف المثلة إنا هي للتقرير‬
‫كما ف قوله عز وجل ﴿ فَكَانَ عَاقِبََتهُمَا أَّنهُمَا فِي النّارِ خَاِلدَيْ ِن فِيهَا َوذَِلكَ َجزَاءُ الظّالِمِيَ ﴾ الشر‬
‫‪ -17‬و ليس خالدِين فيها‪ ،‬خالدَيْن بالتثنية و ليس بالمع فإذا ل بد أيضا من ضبط الكلمات حت ل‬
‫يفظها حفظا خاطئا‪ .‬و المثلة ف ذلك كما قلت كثية جدا‪.‬‬
‫أيضا هنالك ضبط خواتيم اليات‪ ،‬مع السرعة و العجلة قد ل ينتبه فيحفظ حفظا خاطئا ﴿ وهو العزيز‬
‫الرحيم ﴾ ما قرأها بنظره قرأها ﴿ و هو العزيز الكيم ﴾ وهكذا مضى عليها فحفظها‪ ،‬هذه واضحة لكن‬

‫‪8‬‬
‫أحيانا كما هو ف التجارب أن الذي يفظ يستشهد و يظن أحيانا أن هذه الية ف ذهنه قد سعها أو قد‬
‫أدمن قراءتا وهي ف ذهنه أنا ﴿ و هو العزيز الكيم ﴾ فيقولا هكذا و يظن أنه قرأها و هو ما قرأها و ما‬
‫مر ببصره عليها بل ربا ير ببصره عليها وقد سبق ف ذهنه أنا كذا و ل يقرأ الكتوب بل يُثبت ما ف‬
‫الذاكرة عنده أو ما يسمعه أو ما يظنه أو يتوهه‪ ،‬فينبغي أن يضبط ذلك حت تكون القراءة صحيحة قبل أن‬
‫يفظ شيئا خاطئا‪ ،‬و كما قلت هنا التنبيه أن الفظ الذي فيه خطأٌ‪ ،‬خطأ‪ .‬يعن هذا الفظ الذي فيه أخطاء‬
‫هو حفظ فيه خطأ لن طريقته خطأ لنه يبقى و يستمر ويصعب تغييه ف كثي من الحوال‪.‬‬
‫كيف نقق هذه القراءة الصحيحة‪ ،‬الصل أيه الخوة الحبة أن القارىء و الافظ لبد أن يقرأ على شيخ‬
‫متقن‪ ،‬تلقى القرآن تلقيا بالشافهة‪ ،‬وهذا هو الصل ف تلقي القرآن لقنه النب عليه الصلة و السلم‬
‫صحابته و الصحابة من بعدهم‪ ،‬فليس القرآن كتاب يقرأ مثل غيه من الكتب‪ ،‬ففيه رسم و فيه بعض‬
‫المور الت ذكرتا الن من تقدي و تأخي و كذا وفيه قراءات و فيه بعض الكلمات الت ترسم بطريقة و‬
‫تكتب بطريقة‪ ،‬وفيه أحيانا آيات أو كلمات تقرأ بوجهي‪ ،‬هذا كله ل يتيسر لك بجرد القراءة‪ ،‬الصل أن‬
‫تكون متلقيا عن شيخ قد أتقن وتعلم فتكون قراءتك صحيحة فهو الذي يقرأ لك الصفحة أول ويصححها‬
‫لك ث تضي بعد ذلك و تطبق الطريقة الت قلناها‪ ،‬مكن هذى خطوة ثانيه إذا كنت تلقيت التجويد و‬
‫تلقيت القراءة و أحسنتها بعن أنك من ناحية القراءة النظرية جيد‪ ،‬و تسن القراءة و ل تسقط فل بأس‬
‫بأن تبدأ بتطبيق هذه الطرق الول أو الثانيه لكن لبد أن تكون قد أتقنت القراءة وعرفتها و قرأت إما‬
‫ختمه كاملة أو قرأت معظم القرآن و ذلك ما يضبط لك هذا الانب‪ ،‬هذا أول الشروط الت ل بد منها‬
‫لتَكمُل لك طريقة الفظ الصحيح‪.‬‬

‫الشرط الثان‪ :‬الفظ التي‬


‫الفظ الديد ل بد أن يكون حفظا متينا‪ ،‬ل يقبل فيه خطأ ول أقل من الطأ و ل وقفه و ل تعتعه‪ ،‬الفظ‬
‫الديد أعن‪ ،‬إذا أردت أن تفظ صفحة جديده إن ل يكن حفظك لا أقوى – مبالغة – من حفظك‬
‫للفاتة فل تعد نفسك قد حفظتها‪ ،‬لاذا ؟ لن الفظ الديد هو مثل الساس‪ ،‬الن إذا جئت بأساس البناء‬
‫و تعجلت حيثما اتفق سوف ينهد البناء فوق رأسك يوما ما‪ .‬و الفظ الديد إذا قبلت فيه بالطأ و‬
‫الطأين‪ ،‬أو التعتعة أو الوقفة فإنك ثق تاما أنك كالذي يبن الرجاء على شفي الاوية‪ ،‬يعن كأنك‬
‫متأرجح‪ ،‬فإذا كنت ف البداية متأرجح كيف ستبن على ما بعده‪ ،‬كيف تريد أن تكون هذه الصفحة بعدها‬
‫صفحات و صفحات‪ ،‬ل يكن‪ .‬ل ينبغي الترخص مطلقا ف ضبط الفظ الديد ولو أخذت بدل الدقائق‬
‫العشر الت ذكرناها عشرين أو ثلثي أو أربعي‪ ،‬الهم ل تنتقل من حفظك الول حت تتقنه اتقانا كما‬

‫‪9‬‬
‫قلت مبالغةً أكثر من إتقانك للفاتة‪ ،‬لو قلت لحدكم الن سع الفاتة فسَمّعها بكل سهولة و يسر‪ ،‬بل لو‬
‫كان نائما و حلم و قرأ الفاتة لن يطِأ فيها‪ ،‬لاذا ! لن الفاتة قد أدمن قراءتا و حفظها أكثر من حفظه‬
‫أسه‪ ،‬لبد أن يكون الفظ الول مثل ذلك كما قلت دون أخطاء و دون عجلة‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬التسميع للغي‬


‫وهذا الذي سيكتشف لك الخطاء الت ذكرتا‪ ،‬بعض الناس الصفحة الول للمرة الثالثة يسمع الصفحة‬
‫خرج مطمئنا منشرح الصدر مسرورا وهو قد حفظ و هناك بعض الخطاء ما أشرت إليه‪ ،‬كيف‬
‫يكتشفها‪ ،‬ل يكتشفها‪ ،‬يعيد مرة ثانيه ف اليوم التال صفحته ويسمعها ف خطئها و الصحف أمامه‪ ،‬لاذا ؟‬
‫لنه تصور أنه حفظ حفظا صحيحا‪ .‬الذي يكتشف لك ذلك أن تسمع الصفحة لغيك مهما أنت بالغا‬
‫الد بالذكاء‪ ،‬و حدة الذهن و سرعة الفظ فلبد أن تسمع لغيك‪ ،‬أن تعطي الصحف غيك ليستمع لك‪،‬‬
‫وهذا أمر ل بد منه‪ .‬ل بأس قد ل تد من يسمع لك الصفحة إذا حفظتها أو الصفحتي أو الثلث ل بأس‪،‬‬
‫لكن لو جعت خسا من الصفحات أو عشرا من الصفحات سعها لغيك‪ ،‬هنا لزال هناك مال‬
‫للستدراك‪ ،‬أما بعد أن تفظ عشرة أجزاء تأت و تسمع و عندك من الخطاء ما ال به عليم هذا ل يكن‬
‫أن يكون مقبول‪.‬‬

‫الشرط الرابع التكرار القريب‬


‫الفظ بالفظ‪ ،‬لو أنك صوبته وصححته‪ ،‬و لو أنك متنته و قويته و لو أنك سعته و قرأته‪ ،‬ل يكفي فيه‬
‫ذلك حت تكرره ف وقت قريب‪ ،‬ما معن الوقت قريب‪ ،‬ف يومك الذي حفظت به الصفحة لو حفظتها‬
‫بعد الفجر‪ ،‬إذا تركتها إل فجر اليوم التال ستأت إليها وقد أصابتها هينات واعتراها بعض الوقفات و‬
‫دخلت فيها بعض التشابات ما قد حفظته قبلها من اليات‪ ،‬لبد أن تكرره ف الوقت نفسه‪.‬‬
‫ف ذلك اليوم الصفحة الديدة‪ ،‬بعد التسميع الذي ذكرته ثلث مرات‪ ،‬على أقل تقدير أن تسمع الصفحة‬
‫خس مرات ف ذلك اليوم‪ ،‬و سأذكر كيف يكن تطبيق ذلك دون عناء و ل مشقه‪ ،‬لن بعض الخوة‬
‫يقول هذا يريد أن نلس ف السجد من بعد الفجر إل الغرب حت نطبق هذه الطرق الت يقولا‪ .‬أذكر‬
‫مثال أن الفظ الذي تتركه و ل تكرره يسرع ف التفلت ف ترجة ابن أب حات‪ ،‬المام ابن أب حات رحة‬
‫ال عليه كان يقرأ كتابا يريد أن يفظه فكان يقرأه بصوت عال ويكرره و عنده عجوز بالبيت وهو يكرر‬
‫الكتاب الول والثانية و الثالثة والعاشرة‪ ،‬فملت منه قالت‪ :‬ما تصنع يا هذا‪ ،‬قال‪ :‬إن أريد أن أحفظه‪،‬‬
‫قالت‪ :‬ويك لو كنت تريد لقد فعلت فإن قد حفظته‪ ،‬فقال‪ :‬هاتيه‪ ،‬فسمعت له الكتاب من حفظها ساعا‬

‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫فحفظته‪ ،‬قال و لكن ل أحفظه حت أكرره سبعي مره‪ .‬يقول فجئتها بعد عام فقلت لا هات ما عندك من‬
‫الكتاب فما أتت منه بشيء‪ ،‬أما أنا فما نسيت منه شيئا‪.‬‬
‫ل تنظر للوقت القريب انظر للمدى البعيد‪ ،‬أنت تريد أن تفظ شيئا ل تنساه بإذن ال عز وجل‪.‬‬

‫الشرط الامس‪ :‬الربط با سبق‬


‫فالصفحة مثل الغرفة بالشقة ومثل الشقة ف العمارة‪ ،‬يعن ل يكن أن تكون هناك صفحة وحده‪ ،‬ل بد أن‬
‫تربطها با قبلها و أن تربطها با بعدها و سيأت لنا حديث عن الربط لحقا‪.‬‬
‫إذا هذه هي الطريقة ث هذه الشروط اللزمة ‪.‬‬

‫ثالثا العوامل الساعدة‬


‫ننتقل إل العوامل الساعدة‪ .‬الت تساعدك على هذا و هذا ‪.‬‬

‫أول‪ :‬القراءة ف النوافل‬


‫النوافل الرواتب خس ف حد التقدير ف الد الدن لن ل يزيد‪ ،‬ماذا نقرأ فيها غالبا ‪ ،‬كل واحد سيجيب‬
‫إجابة واحدة سورة الخلص‪ ،‬الكافرون ‪ ،‬الكوثر ‪ .‬نريد الصفحة الديدة أن تسمعها خس مرات ف‬
‫هذه الصلوات المس أو ف هذه الرواتب المس‪ .‬الصفحة عندما تقسمها قسمي‪ ،‬سورة الضحى و أل‬
‫نشرح تقريبا ف هذا الديث‪ ،‬فل تفصل صلواتك عن قراءاتك و حفظك‪ ،‬هذا من أهم العوامل الساعدة‬
‫أن تغتنم النوافل بإخلص ف حفظ و مراجعة و تثبيت هذا الفظ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القراءة ف كل آن‬


‫وخاصة ف انتظار الصلوات‪ ،‬ما الفرق بي هذه و تلك؟ ف كل آن عندما تذهب لوعد وغالبا تأت و ل‬
‫يأت من واعدته إل متأخرا فليكن ديدنك أن تكرر حفظك و أن يكون مصحفك ف جيبك‪ .‬الصلوات‬
‫كثيا ما نأتيها و قد كب المام‪ ،‬لو قدمنا خس دقائق قبل كل صلة لكان عندنا خس صلوات‪ ،‬خس‬
‫مالس يكن أن نكرر فيه صفحة الفظ أو أن نربط بعض الصفحات‪ ،‬أو أن نراجع بعض ما سنذكره ف‬
‫شأن الراجعة‪ .‬هذا لبد أن يكون لنا اهتمام به و أن نضعه ف أذهاننا و تصوراتنا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ :‬قراءة الحراب‬
‫القراءة الفاحصة الت تفحصك و تحصك‪ ،‬هل حفظت حفظا صحيحا! هل حفظت حفظا متينا ! إنا‬
‫قراءة الحراب‪ .‬أن تتقدم إماما ف الصلة أو أن تؤم الناس إذا تيسر لك ذلك أو إذا وجدت لك الفرصة أو‬
‫إذا قدمت‪ ،‬اقرأ ف الحراب ما حفظته‪ ،‬فإن كنت مطمئنا مستطيعا للقراءة دون تلكأ و ل توف و ل‬
‫توقف فهذا ما يعي لن قراءتك ف الناس غي‪ ،‬إذا أخطأت ركعت‪ ،‬و إذا أخطأت ف الركعة الثانية‬
‫انتقلت إل سورة أخرى‪ ،‬أما الحراب فغالبا ما يحصك و يفحصك فحصا جيدا فاحرص عليه إن كنت‬
‫إماما أن تعل من حفظك ف صلتك و قراءتك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ساع الشرطة القرآنية الجودة‬


‫و هذه نعمة من نعم ال عز وجل علينا‪ ،‬أنك يكن أن تسمع الفظ الديد و القدي ف كل يوم ف أثناء‬
‫مسيك ف سيارتك أو قبل نومك ف بيتك اجعل شريط القرآن دائم التكرار‪ .‬و ل يكن ذلك عفوا و ليكن‬
‫ذلك بطريقة منهجية‪ ،‬بعن أنك عندك ف هذا السبوع سورة معينة للمراجعة تريد أن تعله ديدنك خلل‬
‫هذا السبوع‪ .‬و أن تعل أيضا شريط الفظ الديد أيضا ديدنك هذا السبوع‪ ،‬ليس كيفما اتفق و حسب‬
‫الاجة‪ ،‬ل‪ ،‬افعل ذلك ضمن البنامج الذي تكمل فيه حفظك و مراجعتك فإن هذا من أعظم المور العينة‬
‫الساعدة‪ ،‬لنك ستسمع القراءة الصحيحة و ستعيدها و تكررها‪ ،‬و ستسمعها بسن التجويد و الترتيل‬
‫فذلك من أهم العوامل الساعدة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬اللتزام بصحف واحد للحفظ‬


‫وهذا أيضا من المور الت يوصى با و يرص عليها كثيا ‪ ،‬لبد أن تأخذ لك مصحفا واحدا تفظ عليه‬
‫قدر استطاعتك من أول الصحف إل آخره‪ ،‬لن التغيي تشويش‪ ،‬أنت عندما تلتزم الصحف الواحد غالبا‬
‫ما ينقذح ف ذهنك صورة الصفحة مبدأ السورة ف الصفحة و مبدأ الزء ف تلك الصفحة وأين تنتهي و‬
‫كم عدد اليات فيها فذلك يثبت الفظ عندك ويعلك أقدر على أن تواصل و أن تربط و أن تضي إن‬
‫شاء ال مضيا جيدا سريعا وقويا‪ .‬أما إذا حفظت يوما هنا فهذه الصفحة تبدأ بالسورة وف مصحف آخر‬
‫السورة بدايتها ف مكان آخر ‪ ،‬ل تستفيد من هذه الفائدة الت هي إحدى الفوائد الت سنذكرها فيما يأت‬
‫من الديث‪ .‬إذن الصحف الواحد يعي و أجود الصاحف ما يسمى مصحف رأس الية الذي يبدأ بآية و‬
‫ينتهي بآية‪ ،‬ليس ف صفحة جزء من الية و تكملتها ف الصفحة الت بعدها أو وراءها ‪ ،‬لنك كما قلنا‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫اجعل قدرك أو حفظك هو الصفحة‪ ،‬مقياسك صفحة ‪ ،‬إما أنك ستحفظ ف اليوم صفحة أو أكثر‪ ،‬تلك‬
‫الصفحة هي اللوح الذي يعينك بإذن ال عز و جل ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬استعمال أكب قدر مكن من الواس‬


‫وهو من أهها و آخرها‪ ،‬و هذه من الناحية العلمية معلوم أن استخدام حاسة واحدة يعطي نتيجة بنسبة‬
‫معينة‪ ،‬فإذا استخدمت للحفظ أو ف هذا العمل حاستي زاد استيعابك و فهمك و حفظك له‪ ،‬و إذا‬
‫استعملت ثلثة حواس زاد‪ ،‬إذا استخدمت أربع زاد‪.‬‬
‫كيف نستخدم الواس ؟ بعض الخوة يقرءون كما يقولون يقرأ بعينه‪ ،‬هذه تضعف حفظك‪ .‬اقرأ بعينك و‬
‫بلسانك‪ ،‬ارفع صوتك يتحرك اللسان وتسمع الذان‪ ،‬ث إذا استطعت و هذا ل شك أنه فيه صعوبة لكن فيه‬
‫قوة و متانة وهو أمر الكتابة‪ ،‬إذا حفظت صفحتك فاكتبها ولو على غي الرسم‪ ،‬كتابة لتثبيت الفظ ‪ ،‬فإن‬
‫الكتابة من أقوى ما يثبت الفظ تثبيتا راسخا ل ينسخ بإذن ال عز و جل‪ .‬و نن نعلم شأن الكتاتيب الت‬
‫تسمى كتاتيب‪ ،‬و الت بعض الناس يقول زمن الكتاتيب و طريقة الكتاتيب‪ ،‬وكأنه أمر فيه تلف و هو ف‬
‫حقيقة المر من أجود و أمت و أحسن ما يكن عليه الفظ‪.‬‬
‫وأذكر لكم هذه التجارب تعرفونا خاصة ف بلد الغرب العرب وف بلد أفريقيا لزالوا ف موريتانيا و‬
‫غيها لزالوا بذه الطريقة‪ .‬أنا ذهبت مرة إل الغرب و ذهبت إل بعض الساجد ووجدت الطلب كل‬
‫معه لوحه من الشب يكتب عليه‪ ،‬فإذا كتب هذا اللوح يظل يردده حت يفظه‪ ،‬ث عندهم هناك سطول‬
‫من الاء يغمس فيها لوحه فيه ويكون قد ثبت ف ذهنه‪ ،‬فإذا مي من لوحه فل يشى بإذن ال عز وجل من‬
‫ذهاب حفظه‪ .‬فالكتابة أيضا أمر مهم ‪ ،‬وهناك ناذج كما قلت عندما ترى أمثال هؤلء الذين يفظون ف‬
‫الكتاتيب تعجب كأن عندك مسجل‪ ،‬يقول اقرأ من آية كذا ينطلق السجل ما شاء ال دون أن يطئ‪ ،‬بل‬
‫ف تركيا عندهم مدارس لتحفيظ القرآن على النظام الداخلي‪ ،‬يدخل فيها الطالب ما يظهر لهله إل ف‬
‫آخر السبوع لدة سنتي كاملتي‪ ،‬لكن يفظ حفظا عجيبا و إن شئت قل أعجب من العجيب أول بأرقام‬
‫اليات بواضيعها بترتيبها‪ ،‬يكن إذا جئت بالية ل يأتيك بالت بعدها‪ ،‬بل يأتيك بالت قبلها‪ ،‬و مكن إذا‬
‫جئته بالية و قلت أنك تريد نظائرها قرأ لك هذا الوضع و أته ث جاءك بوضع آخر من سورة أخرى و‬
‫أته‪ ،‬يعن حفظ ف غاية القوة و التانة ‪.‬‬
‫هذا ما يتعلق بالفظ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
1
4
‫ثالثا‪ :‬المراجعة‬

‫القسم الثالث الراجعة‪ ،‬وهي من تام الفظ‪ ،‬فل حفظ بل مراجعة‪ ،‬و ليس هناك مراجعة أصل من غي‬
‫حفظ‪ .‬هناك أسس ثلثة قبل أن ندخل ف طريقة الراجعة‪.‬‬

‫السس‬

‫أول ‪ :‬التعاهد الدائم‬


‫ولست كما قلت معنيا بأن نذكر النصوص ف تفلت القرآن و ما أخبنا به نبينا على الصلة السلم‬
‫تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس ممد بيده لو أشد تفلتا من البل ف عقلها – رواه مسلم‬
‫تعاهدوا هذه الصاحف وربا قال القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من‬ ‫‪ ،‬وقال‬
‫تعاهدوا القرآن فإنه أشد تفصيا ‪ ،‬إل غي ذلك من الحاديث لكن أقول‬ ‫النعم من عقله – رواه أحد‬
‫سرْنَا اْل ُقرْآنَ لِلذّ ْك ِر َفهَلْ مِ ْن ُمدّكِرٍ ﴾ القمر ‪، -17‬‬
‫أن القرآن قال ال عز و جل ف وصفه ﴿ َوَلقَدْ يَ ّ‬
‫لكن جُعل من خصائصه أنه سريع التفلت‪ ،‬لاذا ؟‬
‫حكمة من ال عز وجل‪ ،‬من أراد أن يفظ القرآن هكذا ليتباهى به‪ ،‬أو يفظه ليأخذ به جائزة‪ ،‬فهذا ل‬
‫بأس يفظ ث ينسى‪ ،‬أما من يريد أن يفظ القرآن حفظا ل عز وجل ث ينتفع به ف عبادته و تعليمه و إل‬
‫آخره‪ ،‬فإنه ل بد أن يبقى معه و بقائه معه هو التأثي الياب العملي السلوكي فإن المر ليس يتعلق فقط‬
‫بالفظ نن اليوم نركز على هذه العان لننا ندف إل هدف معي نريد طريقة الفظ أما بقية المور‬
‫فليست ف معزل عن هذا‪.‬‬

‫ثانيا ل بد من القدار الكبي‬


‫القدار الكبي‪ ،‬من يريد أن يراجع صفحة باليوم هذا ل تعد مراجعة و ل ينتفع با إل ف دائرة مدودة جدا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬استغلل الواسم‬


‫يلتقي جبيل ف رمضان ويتدارسان‬ ‫مثل موسم رمضان هو موسم الراجعة الكب‪ ،‬فقد كان النب‬
‫القرآن معا ف كل رمضان حت إذا كان عام ف العام الخي تدارسه معه مرتي‪ ،‬فهذه النوافل تمع و تفيد‬
‫بإذن ال عز و جل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫أما الطريقة فأحب أن أشي إل أمر مهم جدا إذا اعتبنا الراجعة هي عبارة عن وقفات و مطات فأحسب‬
‫أنا ل تفيد‪ ،‬يعن أمضي لحفظ خسة أجزاء ث أقف للمراجعة‪ ،‬هذه بالنسبة للتجربة أرى أنا كالذي‬
‫يرث ف الاء‪ ،‬خاصة إذا كانت طريقته ف الفظ أيضا ليست مكمة وجيدة‪ .‬ل بد أن تكون الراجعة‬
‫جزءا ل يتجزأ من الفظ‪ ،‬فكما تفظ كل يوم تراجع كل يوم‪ ،‬ل تقل ل ليس عندي ف هذه اليام‬
‫مراجعة أو الراجعة ستكون ف الشهر القادم أو بعد شهرين‪ ،‬هذا ل سيما ف البدايات ل يكن أن يثمر ول‬
‫ينفع ف غالب الحوال‪ ،‬ل بد أن تكون الراجعة جزء قصي‪.‬‬

‫الطريقة‬
‫ويكن أن نشي إل أمرين مهمي ف مسألة الطريقة‪.‬‬

‫أول‪ :‬تسميع أربعة صفحات من الفظ الديد‬


‫عند تسميع كل صفحة جديدة ل بد من تسميع أربعة صفحات من الفظ الديد قبلها‪ .‬يعن يسمع خس‬
‫صفحات‪ ،‬ف اليوم التال ماذا سيصنع‪ ،‬سيحفظ صفحة جديدة سيسمعها و معها أربعة صفحات من الت‬
‫قبلها وستكون صفحة المس معها‪ ،‬صفحة المس ستكرر خس مرات‪ ،‬فهذا أول جزء الراجعة البدئي‬
‫الذي هو للحفظ الديد‪ ،‬يتاج إل صيانة باستمرار‪ ،‬مثل أي شيء تترك صيانته يبدأ يتسرب إليه اللل‪ ،‬إذا‬
‫أول مع كل صفحة جديدة يسمع أربع صفحات من الديد قبلها‪ ،‬هذا سيجعل الصفحة الديدة تسمع‬
‫خس مرات‪ ،‬قبل أن ينتقل قبل ذلك إل صفحة سادسة وسيعيد قبلها أربع فلن تكون الول منها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يسمع ف كل يوم عشر صفحات من القدي‬


‫وكما قلت ليس هذا صعبا أو مال إذا استغل مشيه بسيارته و صلته ف نوافله و قراءته ف نوافله و غي‬
‫ذلك ما أشرت إليه من ساعه لشرطة‪ ،‬فيتحقق له ذلك بإذن ال دون عناء كبي الهم النية و العزية إل‬
‫آخر ما ذكرنا ف السس العامة هذا يضبط لنا المر خاصة ف البداية‪ ،‬ث ماذا يصل نتيجة لذا‪ ،‬ف البداية‬
‫أيه الخوة قد يكون مثل هذا المر فيه بعض الصعوبة أو يتاج لبعض الوقت‪ ،‬لكن مالذي يصل بعد هذا‬
‫أيه الخوة‪ ،‬الذي يصل الست قد اشترطت عليكم أن تكون حفظ الصفحة الول مثل حفظ الفاتة‪ ،‬فإن‬
‫طبقتم ذلك ث قرأتوها خس مرات ف نوافلكم ‪ ،‬ث كانت ضمن الصفحات المس الت تسمع ف اليام‬
‫الت بعدها‪ ،‬فماذا سيكون شأن هذه الصفحة‪ ،‬هل تراك عندما تراجعها ستحتاج إل جهد أو إل عناء‪ ،‬أنت‬
‫ستتلوها كما تتلو فاتة الكتاب ‪ ،‬و أنت تشي و أنت تلس و أنت تنتظر و أنت تقوم و ف وقت من‬

‫‪1‬‬
‫‪6‬‬
‫الوقات‪ ،‬إذا ماذا يصل‪ ،‬الراجعة إذا أتقناها بذه الطريقة تصبح شيئا ل يشكل عبئا و ل يتاج وقتا ف‬
‫الوقت نفسه‪.‬‬
‫فلو تصورت أنك بدأت الفظ حديثا‪ ،‬فحفظت الصفحة الول‪ ،‬ث جئت باليوم التال و حفظت الصفحة‬
‫الثانية‪ ،‬و بذلك تسمع الصفحتي معا حت إذا جئت إل اليوم الامس سعت الصفحات المس‪ ،‬ث إذا‬
‫جئت إل اليوم العاشر سعت العشر‪ ،‬و بذلك تضى إل ناية الزء عشرين صفحة‪ ،‬ماذا سيكون‪ ،‬ستكون‬
‫الصفحة الول قد مرت بك نوا من ثلثي مره ‪ ،‬فإذا مشيت على هذه الطريقة‪ ،‬إذا جئت إل الزء الثان‬
‫و الثالث لن يكون الزء صعبا عليك‪ ،‬و لن تتاج أن تقول إذا لبد أن أتوقف الن حت أراجع ذلك‬
‫الزء‪ ،‬هذا التوقف و الوقفات الطويلة للمراجعة هي حفظ جديد‪ .‬كثيا ما يصنع ذلك طلبة التحفيظ‪،‬‬
‫يضى خسة أجزاء ث يقول أقف للمراجعة‪ ،‬ووقفته للمراجعة حفظ جديد يفظها مرة ثانيه ث ل يكمها‬
‫ويضى خسة أخرى ث يقول أرجع و هو كما قلت إنا يرث ف الاء فلينتبه لذلك‪.‬‬

‫العوامل الساعدة‬
‫عوامل مساعدة للمراجعة كما قلت‪ ،‬بعضها ما ذكرت‪:‬‬

‫أولً‪ :‬المامة ف الصلة‬


‫المامة ف الصلوات هذا أمر مهم كما ذكرت سابقا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العمل بالتدريس ف مال التحفيظ‬


‫إذا حفظت و أتمت و ختمت ل شك أن هذا مهم جدا‪ ،‬يعينك كثيا‪ ،‬إذا صرت مدرسا للتحفيظ بعد أن‬
‫تفظ‪ ،‬هذا يسمع لك الزء الول‪ ،‬و هذا ف الامس‪ ،‬وذاك ف العاشر‪ .‬إرتبط بالقرآن و تسميعه كثيا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الشتراك ف برامج التحفيظ‬
‫عندما تكون منفردا يتلف الوضع‪ ،‬و لكن عندما تكون مع اثني أو ثلثة‪ ،‬أو ف حلقة هذا يُسمع و هذا‬
‫يُسمع و هذا يَسمع لك و أنت تَسمع له سيكون هناك روح من الد و قدرة على الواصلة ف هذا الباب‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قيام الليل و القراءة فيه‬


‫وهو من المور النافعة الفيدة الت قل من يأخذ با إل من رحم ال‪ ،‬قيام الليل و الفاضة فيه‪ .‬وقد أفاض‬
‫النووي رحة ال عليه ف التبيان ف هذا الباب و كما قلت ل أريد أن نتفرع إل ذكر الفضائل أو الزايا فإن‬

‫‪1‬‬
‫‪7‬‬
‫قراءة القرآن ف الليل فيها الدوء و السكينة و استحضار القلب و اجتماع الفكر إضافة إل ما يفتح ال عز‬
‫و جل به عليك و أنت تعبده و الناس نائمون إل غي ذلك‪ ،‬هذا أمر واضح جدا‪.‬‬
‫هذا ما يتعلق بالراجعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫رابعا‪ :‬الروابط و الضوابط‬

‫القسم الرابع الروابط و الضوابط‪ .‬كيف نربط بي اليات و السور‪ ،‬بعض الناس كثيا ما يشكون من هذه‬
‫الشكلة ‪ ،‬خاصة الذين ل يأخذوا بذه الطرق و ل ينتظموا و يستمروا ‪ ،‬يقول أنا أحفظ و عندي قدرة أن‬
‫أحفظ ف الليلة الواحدة ما شاء ال ل أن أحفظ‪ ،‬لكن السألة فيها متشابات و هناك أمور تتلط و السور‬
‫بعضها البعض‪ ،‬و يسأل عن هذا المر‪ .‬أقول‪ ،‬أول قبل أن ندخل ف التفصيلت‪ ،‬الفظ ل يتعلق بالروابط‬
‫و الضوابط و حفظ التشابات و غيها‪ .‬الفظ يعتمد على ما ذكرت من حسن الطريقة الصحيحة و من‬
‫دوام الراجعة الكثفة‪ ،‬لنه ما القصود بالفظ؟ الفظ أصل هو عملية ذهنية يكن فصلها نظريا عن أي‬
‫شيء آخر‪ ،‬يكن فصلها عن الفهم‪ ،‬فأنت تستطيع أن تفظ مال تفهم‪ ،‬و يكن فصلها نظريا عن العمل‬
‫فأنت تستطيع أن تفظ مال تعمل به‪ ،‬وهو عملية ذهنية آلية‪.‬‬
‫ما يذكر ف ترجة أب العلء العري الشاعر‪ ،‬أنه كان وقّاد الذهن سريع الفظ‪ ،‬حت إنه كان يفظ أي‬
‫شيء يسمعه‪ ،‬فقيل إنه اختلف روميان بينهما وتصايا ف أمر من القوق‪ ،‬فاختلفا إل من يكم بينهما‪،‬‬
‫فقال لما هذا الذي يكم هل شهد أحد غيكما حواركما وخصامكما‪ ،‬قالوا ل لكن كان إل جوارنا‬
‫رجل أعمى ‪ -‬وهو أبو العلء‪ ،‬الذي يسمى رهي الحبسي ‪ -‬فجيء به‪ ،‬قال إن لا ل أعرف رطنهما لكن‬
‫الول قال كذا و كذا و الثان قال كذا و كذا‪ ،‬مثل كأنم اثني يتكلمان باللغة النليزية وهذا حفظ ما‬
‫قال هذا و ما قال هذا‪ ،‬أما ما هذا الذي قاله ما معناه ل يدري‪ ،‬هو يفظ‪.‬‬
‫إذا فل تتعلم ف الفظ أنك تريد أن تنظر إل الضوابط و التشابات‪ ،‬و يأخذ بعض الخوة الكتب ما‬
‫الفرق بي هذه الية هذا نعم ل بأس لكن ليس هو الساس‪ ،‬الساس أن تفظ ‪ ،‬الفظ الذي هو التسميع‬
‫الذي هو التكرار الذي هو إدمان القراءة و التلوة و التسميع و الراجعة هذا الذي يتحقق به الفرد‪ ،‬هذه‬
‫أمور أخرى لحقه و تابعة و من باب النافلة و الزيادة ليست هي أصل ف هذا و لكنها ف الوقت نفسه‬
‫معينة ومفيدة و مكملة و متممة فل تعتمد عليها و لكن استأنس با‪.‬‬
‫وهذه متفرقات حقيقة حول الروابط و الضوابط‪ ،‬هناك متشابات ال عز وجل يقول ﴿ ال ّلهُ َنزّلَ أَحْسَنَ‬
‫حدِيثِ كِتَابًا مُتَشَاِبهًا ﴾ الزمر ‪ - 23‬أي ف بعض معان التفسي أنه يشبه بعضه بعضا‪ ،‬و نن نعلم أن‬
‫الْ َ‬
‫هناك آيات مكرره وآيات متشابة ل يتلف بعضها عن بعض ف حرف واحد وهذا من إعجاز القرآن‬
‫وسَعة و دِقة معانيه وفيه كلم طويل عند أهل العلم‪ ،‬لكن لنأخذ بعض اللمح ف مسائل التشابات لعلها‬
‫أن تعي‪ ،‬إضافة أريد أن أشي إل أن هذه الروابط و الضوابط تعتمد على كل أحد ف نفسه‪ ،‬فأنت قد تعل‬

‫‪1‬‬
‫‪9‬‬
‫لنفسك ضابطا ليس ل‪ ،‬فأنا قد أكون قد ضبطت هذه الصفحة أو هذه السورة ف تصور معي وأنت‬
‫ضبطتها ف تصور آخر‪ ،‬أي ف ضبط العن‪ ،‬أما الفظ فكله واحد‪.‬‬
‫من ذلك على سبيل الثال‪.‬‬
‫أول‪ :‬النفردات و الوحدات‬
‫وهنالك رسالة صغيه بذا العنوان‪ ،‬أي هناك آيات متشابة لكن واحدة منها كانت بصيغة معينة‪ ،‬تعرفها‬
‫حت تعرف أن ما سواها متطابق وهى الوحيدة الت انفردت بذلك‪ ،‬مثل كما ف قوله عز وجل ﴿ َومَا‬
‫ُأهِلّ ِبهِ ِلغَ ْيرِ ال ّلهِ ﴾ البقرة ‪ -173‬هذه ف البقرة لوحدها مع التقدي به لغي ال وف باقي القرآن إما ف‬
‫الائدة ‪ 3‬وف النعام ‪ 145‬و ف النحل ‪َ ﴿ 115‬ومَا ُأهِ ّل ِلغَ ْيرِ ال ّلهِ ِبهِ ﴾ ‪ ،‬فقط ف البقرة ﴿ َومَا‬
‫ُأهِلّ ِبهِ ِلغَ ْيرِ ال ّلهِ ﴾‪ .‬هذه ل تقل ل ستجعلن أحفظ‪ .‬ل‪ ،‬هي بعد أن تفظ خذ هذه العلمة فإذا جئت و‬
‫أنت تقرأ ف البقرة ف الصلة و غيها القاعدة ف ذهنك فإذا وصلت لا قدمت به و مضيت وأنت مطمئن‪،‬‬
‫ل متشككا هل هذه كذا أو كذا‪.‬‬
‫ضرَِبتْ َعلَ ْي ِهمُ الذّّلةُ وَالْمَسْكََن ُة ﴾ البقرة ‪ -61‬إل‬
‫من النفردات أيضا‪ ،‬اليات الت ف بنو إسرائيل ﴿ وَ ُ‬
‫ي ﴾ تد النبيي ف أكثرهم و‬
‫آخره قوله تعال ﴿ ذَِلكَ ِبَأّن ُهمْ كَانُوا يَ ْك ُفرُونَ بِآيَاتِ ال ّل ِه وََيقُْتلُونَ النّبِيّ َ‬
‫تدها النبياء ف آل عمران ‪َ ﴿ 112‬وَيقُْتلُونَ اْلأَنِْبيَاءَ ﴾ وحدها‪ ،‬وهكذا تد النفردات يكن أن تيزها‬
‫حت تضبط أو تتم الفظ و تتقنه بعد حفظك له إن شاء ال‪.‬‬
‫هناك أيضا مواطن متشابات كثية بعد أن تفظ لك أن تصنع الروابط و الضوابط بنفسك‪ ،‬خذ اليات‬
‫الت فيها متشابات و ضعها أمام عينيك و اجعل لا رابطا بسب ما ترى‪.‬‬
‫أمر إبليس بالسجود ﴿ ِإلّا إِْبلِيسَ َأبَى وَاسْتَكَْبرَ﴾ البقرة ‪ ﴿ ،34‬إِلّا إِْبلِيسَ َلمْ يَكُ ْن مِنَ السّا ِجدِينَ‬
‫﴾ العراف ‪ ، 11‬ضعها أمامك و ميز بينها بأي تييز تراه يفيدك و يثبت ف ذهنك وليس هناك من شرط‬
‫ف هذا‪ .‬إذا المر واسع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسألة التشابات و ضبطها ف الكتب‬


‫هناك كتب قام با العلماء ف ضبط هذه التشابات‪ ،‬ما معن ف ضبطها يعن أنم جاءوا لك بالية و‬
‫شبيهها ف موضع واحد‪ ،‬ونبهوا أن الفرق بي هذه و هذه هو هذا الرف أو هذه الكلمة أو هذا التقدي أو‬
‫هذا التأخي ‪ ،‬إذا ف كونا جُمعت بي مكان واحد فهذا يساعدك على أن تستوعبها و أن تعل هناك فرقا‬
‫بينها‪ ،‬إضافة إل أن العلماء صنف بعضهم ف هذه التشابات معلقا على الختلف بينها ف العان‪ ،‬فإذا‬
‫عرفت العن ل شك أنه سيثبت لك الفرق بي هذه اليات و هذه الية‪ ،‬على سبيل الثال قد ذكرت ذلك‬

‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫بالناسبة ف درس " جولة ف الصادر القرآنية" عندما تكلمنا على الكتب الت فيها بيان لختلف العان‬
‫بالنسبة لليات التشابة منها " فتح الرحن ف كشف ما يلتبس من القرآن" و منها " درة و التأويل و غرة‬
‫التنيل" إل غي ذلك ما سأذكر منه الن‪ ،‬أقول هذه الكتب عندما تعرف هذه الكلمة و أن هناك مشابا‬
‫لا ولكن ف اختلف‪ ،‬وهذا الختلف جيء به لغرض هذا العن كذا و كذا‪ ،‬هذا يثبت ف ذهنك الفرق‬
‫بي هذا و هذا ‪ ،‬و هو أمر مهم جدا ‪ .‬أضرب مثال‪ ،‬ف قصة زكريا عليه السلم وقصة مري ف سورة آل‬
‫عمران‪ ،‬ف الول قال ﴿ قَالَ َكذَِلكَ ال ّلهُ َيفْعَ ُل مَا يَشَاءُ ﴾ آل عمران ‪ - 40‬و ف قصة مري قال ﴿‬
‫خلُ ُق مَا يَشَاءُ ﴾ آل عمران ‪ - 47‬ل قال هناك يفعل و ل قال هنا يلق‪ ،‬هناك زكريا‬
‫قَالَ َكذَِلكِ ال ّلهُ يَ ْ‬
‫خلُ ُق مَا‬
‫الزوج موجود و الر أه موجودة اللهم كب السن فلمر ليس مثل قصة مري امرأة بل زوج قال ﴿ يَ ْ‬
‫يَشَاءُ ﴾ فهنا تستطيع أن تفرق بالعن بي هذه القصة و تلك القصة فيثبت ف ذهنك أن قصة زكريا فيها ﴿‬
‫خلُ ُق ﴾ وهكذا‪.‬‬
‫َك َذِلكَ ال ّلهُ َيفْعَ ُل ﴾ و ف قصة مري (﴿ َكذَِلكِ ال ّلهُ يَ ْ‬
‫هناك كتب كما قلت منها " درة التنيل و غرة التأويل ف بيان اليات التشابات من كتاب ال العزيز "‬
‫للخطيب الكاف‪ ،‬منها " أسرار التكرار ف القرآن " للمام ممود بن حزة الكرمان ‪ ،‬و منها " متشابه‬
‫القرآن" لب حسي ابن النادى‪ ،‬و منها " منظومة هداية الرتاب وغاية الفاظ و الطلب " للمام الشيخ‬
‫أب بطر فيها بعض هذه التشابات‪.‬‬
‫و لنأخذ أمثلة ما قد تضبطه بنفسك و تضع له قاعدة وحدك دون غيك‪ ،‬السألة واسعة‪.‬‬
‫مثل ف آل عمران ف الية ‪ 176‬و ‪ ،177‬و ‪ 178‬فيها ﴿ وََل ُهمْ َعذَابٌ عَظِيمٌ ﴾‪ ﴿،‬وََل ُهمْ َعذَابٌ‬
‫أَلِيمٌ ﴾‪ ﴿،‬وََل ُهمْ َعذَابٌ ُمهِيٌ ﴾ اجعها ف كلمة عام‪ ،‬العي عظيم‪ ،‬و اللف أليم ‪ ،‬و اليم مهي‪ ،‬تنضبط‬
‫معك‪ ،‬فإذا جئت إل هذه الصفحة انطلقت و أنت مطمئن ل خوف عليك أن تلط بي هذه و تلك‪.‬‬
‫مثال أيضا آخر‪ ،‬ف الائدة‪ ﴿ ،‬لَبِ ْئسَ مَا كَانُوا َيعْ َملُونَ ‪ ﴾ 62-‬بعده مباشرة ﴿ لَبِ ْئسَ مَا كَانُوا َيصَْنعُونَ‬
‫‪ ﴾63-‬بعدها ف الصفحة الت بعدها ﴿ لَبِ ْئسَ مَا كَانُوا َيفْ َعلُونَ ‪ ، ﴾79-‬اجعها ف كلمة عصف‪،‬‬
‫الول عي يعملون و الثانية طاء يصنعون و الثالثة فاء يفعلون‪ ،‬أيضا تنضبط معك و تبقى ف ذهنك ول‬
‫إشكال فيها بإذن ال عز وجل‪.‬‬
‫ج َعلْنَا ُهمُ‬
‫ج َعلْنَا ُهمُ اْلأَ ْس َفلِيَ ﴾ الصافات ‪ -98‬و ﴿ وََأرَادُوا ِبهِ كَ ْيدًا فَ َ‬
‫ومثل ﴿ َفَأرَادُوا ِبهِ كَ ْيدًا فَ َ‬
‫سرِينَ ﴾ النبياء ‪ -70‬ميز بينها الصافات فيها الفاء ‪ ،‬نفس كلمة الصافات فيها حرف الفاء فاجعل‬
‫اْلأَخْ َ‬
‫فيها "فأرادوا" ‪ ،‬و أيضا فيها فاء ف "السفلي" فإذا الفاء ف الصافات ف هذا العن‪ ،‬و تبقى النبياء بالواو‬
‫و بالخسرين بدل السفلي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫ص ّرفْنَا لِلنّاسِ‬
‫وهكذا قس على هذا أمورا كثيا تستطيع أن تعلها على هذا النسق ‪ ،‬و مثل أيضا ﴿ وََل َقدْ َ‬
‫ص ّرفْنَا فِي َهذَا اْلقُرْآنِ لِلنّاسِ‬
‫فِي َهذَا اْل ُقرْآ ِن مِنْ كُ ّل مَثَلٍ ﴾ السراء ‪ -89‬و قوله عز وجل ﴿ وََل َقدْ َ‬
‫مِنْ كُ ّل مَثَلٍ ﴾ الكهف ‪ .54‬الول ف السراء فيها حرف السي فقدم ما فيه السي " الناس" و قل ﴿‬
‫ص ّرفْنَا فِي َهذَا‬
‫ص ّرفْنَا لِلنّاسِ ﴾ ‪ ،‬و الثانية ف الكهف فيها فاء فقدم ما فيه الفاء و قل ﴿ َوَلقَدْ َ‬
‫َوَلقَدْ َ‬
‫س ﴾‪.‬‬
‫اْل ُقرْآنِ لِلنّا ِ‬
‫خذُوا دِيَن ُه ْم َل ْهوًا وََلعِبًا‬
‫وهكذا ضوابط معينه مكن أن تستفيد منها‪ ،‬أيضا تقدي اللهو و اللعب ﴿اّلذِينَ اتّ َ‬
‫وَ َغرّْت ُهمُ الْحَيَا ُة الدّْنيَا ﴾ العراف ‪َ ﴿ ،51‬ومَا َهذِ ِه الْحَيَاةُ الدّنْيَا إِلّا َل ْهوٌ َوَلعِبٌ ﴾ العنكبوت ‪ -64‬قال‬
‫أحدهم ضابطا لا "و قدم اللهو على اللعب ف العراف قل و العنكبوت يرضى فيه" ‪.‬‬
‫يعن أي بيت أي كلمات تضبطها بعض الروف أي شيء من هذا‪ .‬هناك أيضا مثل " الرجفة مع الدار "‬
‫و " الصيحة مع الديار" قاعدة عامه ( فأخذتم الرجفة ) سيكون الكلم ف دارهم‪ ( ،‬فأخذتم الصيحة )‬
‫سيكون الكلم ف ديارهم‪ .‬وهكذا ستجد أنواعا كثية ف هذا الانب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فهم العان و تأملها‬


‫ما يساعد على الربط و الضبط أيضا‪ ،‬كيف أيه الخوة الحبة‪ ،‬مثل موضوع السورة‪ ،‬خاصة السور غي‬
‫السور الطوال‪ ،‬موضوعها قد يساعدك على أن تتصور التدرج ف هذا الوضوع‪ .‬بدأ ال عز و جل مثل ف‬
‫سورة الرعد ف اليات الت ف السماوات من عظيم خلقه ث اليات الت فيها الرض ث بعد ذلك انتقل إل‬
‫موقف الكفار من هذه اليات و أنم كفروا بال عز و جل ث انتقل إل إقرار آخر ف علم ال عز وجل‪،‬‬
‫يعن يكن إذا قرأت ما يعرف بقاصد السور أن تتصور هذه السورة بقاطعها و أجزائها فتعينك على تصور‬
‫تسلسلها‪.‬‬
‫بعض السور أيضا يعينك أنا القصص الطويلة‪ ،‬القصص الطويلة مثل قصة يوسف ‪ ،‬سورة كاملة إذا عرفت‬
‫القصة و تسلسلها طبعا لن تقفز من حدث إل حدث و تأت بآيات قبل الدث الول‪ ،‬إذا كنت تعرف‬
‫القصة و عرفت مضامينها‪ .‬و قلت القصص الطويلة مثل قصة يوسف و قصة موسى ف بعض الواقع يكن‬
‫تصور القصة أن يعي على الربط بي آياتا ويعي ذلك أيضا ف مثل السور الت فيها قصص لعدد أو لكثي‬
‫من الرسل و النبياء مثل قصة هود و قصة العراف و النبياء‪ ،‬حاول أن تعرف أو أن تكتب قصص النبياء‬
‫مرتبة‪ ،‬نذكر مثل ف العراف قصة نوح ث عاد ث صال ث إل آخره‪ .‬فاعرفها حت إذا انتهيت من قصة‬
‫النب الول وأنت تقرأ عرفت أن بعده النب الثان فتبدأ بوقفة تتاج إل دفعه‪ ،‬فاجعل دفعتك ذاتية دون أن‬
‫تتاج إل من يدفعك أو من يلقنك‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫أيضا الجزاء و الرباع أيها الخوة و السور‪ ،‬مبدأ السورة‪ ،‬مطلع الزء‪ ،‬بداية الزب أو الربع‪ ،‬مهم جدا‬
‫و يوفيه‪ .‬فأنت تعل لكل ربع مضمونه‪ ،‬مثل أن تقول الربع الول ف البقرة طبعا سيكون مفوظ‪ ،‬فيه قصة‬
‫آدم و اللئكة‪ ،‬الربع الثان قصة بن إسرائيل و فرعون‪ ،‬الربع الثالث قصة البقرة‪ ،‬تعل لكل ربع مثل‬
‫تصورا معينا أو مضمونا معينا تعله حاضرا ف ذهنك هذا الربط بالعن و فيه صعوبة لكنه ف الغالب مع‬
‫الراس يتولد عندك شيئ من هذا الربط‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الربط العام‬


‫الضبط القصود‪ ،‬الرابع و الخي الربط العام‪ ،‬أن نربط اليات بطريقة الفظ الت ذكرناها‪ ،‬و نربط السور‬
‫و الجزاء و نعرف ترتيب السور و ترتيب الجزاء و مطالعها هذا يتم كذلك بالطريقة الت أشرنا إليها ف‬
‫الفظ و ف الراجعة‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫خامسا‪ :‬اختلفات و فروق‬

‫أخيا النقطة الامسة من نقاط الدرس وهي الفروقات و الختلفات‪ .‬ل شك أن الذي ذكرناه قواعد عامة‬
‫و أن الناس يتفاوتون ف السن و ف الفظ و ف سعة الوقت و ف القدرة على الحتمال ونو ذلك‪ ،‬هذا‬
‫كله وارد ف هذا الباب‪ ،‬لكنن قد ذكرت ما أحسب أنه يصلح للجميع‪ ،‬و لذلك كان بعض الخوة‬
‫يتصور أن الدرس سيكون عن حلقات التحفيظ و الطالب ف التحفيظ و القدر الذي يأخذه ف اللقة و‬
‫كذا‪ ،‬قد نعل هذا جزءا من حديث الدرس القادم إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫و قد أردت أن يكون التركيز ف هذا على معن الس بثا مردا لي أحد كبيا كان أو صغيا‪ ،‬موظفا أو‬
‫طالبا بلقة أو بغي حلقة‪ ،‬منفردا أو مع مموعه‪ ،‬يكن أن يفيده ما ذكرت من هذه العلومات و الطرق و‬
‫اللمح السريعة الت أشرت عليها‪ .‬لكنن أيضا أقول لذه الفروقات جوانب منها‪.‬‬

‫أول‪ :‬السن‬
‫الفظ ف الصغر كالنقش ف الجر‪ ،‬فاحفظ و أنت صغي إن استطعت‪ ،‬أما إذا كنت قد كبت فلن‬
‫تستطيع أن تصغر نفسك‪ ،‬لكن عوض ذلك ف أبنائك‪ ،‬و انتفع بم إن شاء ال‪ ،‬و الفظ ف الصغر كما‬
‫قلت حفظ لذات الفظ أو لضمون الفظ‪ ،‬لن أقول للصغي متشابات لنه ل يدرك هذا العن‪ ،‬لن‬
‫أستطيع أن أشرح له معان اليات و تفسيها هو سيحفظ حفظا و يرسم رسا‪ ،‬هذا الفظ هو الفظ‬
‫القوي التي‪ ،‬كما يصل الن مثل ف دراسات العاهد السلمية على الناهج القدية خاصة الزهر و غيه‪،‬‬
‫يفظون ف الزهر ف البتدائية ‪ -‬هم عندهم على النظام القدي أربع سنوات ابتدائية ث أربع سنوات‬
‫متوسط ‪ -‬يفظون ف البتدائية أربع سنوات ألفية ابن مالك‪ ،‬كل سنة يفظون مئتي و خسي بيت‬
‫يفظها الطالب ل يفهم منها شيئا و ل يعقل منها شيئا‪ ،‬فإذا دخل التوسط كان النهج القرر شرح ألفية‬
‫ابن مالك‪.‬‬
‫ل تقل ل ف مسألة الفظ ما يقوله ل أقول التربويون‪ ،‬لن التربويون القيقيون ل يقولون هذا‪ ،‬أن الفظ‬
‫مسألة غي تربوية و بعض الناس يقول لاذا نرهق أبنائنا بالفظ ف الدارس البتدائية‪ ،‬و أحدهم كتب ف‬
‫إحدى الرائد قائل من قال لكم إن السور القصية سهلة الفظ‪ ،‬يقول بعض السور القصية من أصعب ما‬
‫سرْنَا اْل ُقرْآ َن لِلذّ ْكرِ‬
‫يكن حفظه‪ ،‬طبعا هو يتحدث عن نفسه و ال أعلم‪ ،‬أما ال عز و جل قال ﴿ وََل َقدْ يَ ّ‬
‫َفهَ ْل مِنْ ُمدّ ِكرٍ ﴾ القمر ‪. 17‬‬

‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫فالفظ هو الساس ف العلم‪ ،‬ليس وحده و لكن هو الساس ف الدخل‪ ،‬تريد أن تفهم‪ ،‬كيف تفهم مال‬
‫تفظ!‪ .‬تريد أن تستشهد‪ ،‬كيف تستشهد با ل تفظ ! تريد أن تدلل‪ ،‬كيف تدلل على مال تفظ !‪ ،‬إل‬
‫آخر ذلك الفظ أمر أساسي و ل بد منه‪ ،‬إذا أول شيء ف الفروق و الختلفات مسألة السن فاحرص‬
‫على هذا الشيء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوقات و الشواغل‬


‫اختر الوقت الصاف‪ ،‬الذي فيه صفاء من وجهي‪،‬‬
‫أول صفاء الكوادر و الشواغل‪ ،‬بعن أنك ل تنصرف به عن شيء‪.‬‬
‫ثانيا أن يكون صافيا خالصا لفترة الفظ‪ ،‬ل تمع معه شيء غيه‪ ،‬ل تفظ و أنت تريد الفظ‪ ،‬تفظ و‬
‫تأكل‪ ،‬تفظ و تيب على التلفون تفظ و‪ ....‬ل تفعل ذلك أبدا‪ .‬اجعل حفظك صافيا ف وقته للحفظ و‬
‫بعيدا عن الشواغل ف هذا الوقت‪ ،‬وهذه الوقات تتفاوت بي الناس لكن أفضل وقتي فيما يرى و ال أعلم‬
‫ف الواقع ف حياة الناس‪ ،‬قبل النوم و بعد الفجر‪.‬‬
‫قبل النوم لن يكون عندك أحد و لن يأتيك أحد‪ ،‬و إن كان الناس كثي منهم تعودوا على الزعاج و غي‬
‫ذلك‪ ،‬و لكنه أهدى الوقات‪ .‬و بعد الفجر أيضا أهدئها و أعونا على الفظ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬البمة‬
‫المر الثالث الناس تكون ف أشغالم و وظائفهم و لكن هناك أمر ل بد منه البمة‪ ،‬ما يكون عندك من أمر‬
‫له أهية ضعه ف برنامك‪ ،‬كما أنه ل تتصور أن يضي يومك دون أن تصلي الفرائض المس‪ ،‬أو أن يضي‬
‫يومك دون أن تنام‪ ،‬أو دون أن تأكل‪ ،‬أو عند بعض الناس دون أن يفعل شيئا من الشياء الت تعودها‪،‬‬
‫فاجعل أنه ل يضي وقتك و يومك إل و فيه ف البنامج جزء ووقت لذا المر‪ ،‬يقل أو يكثر ليس مهما‬
‫لكنه ل بد أن يثبت‪ ،‬يقل و يقصر نعم لكن ل يزول بل يثبت‪ ،‬و هكذا سنجد هذا واضحا بينا‪.‬‬
‫وأخيا أذكر بعض المور الواقعية‪ ،‬فليس هذا الكلم نظريا‪ ،‬و ل خياليا بل هو واقعيٌ ف أعظم سور‬
‫الواقعية‪ ،‬و أذكر لكم بعض المثلة من العاصرين و القدماء‪.‬‬
‫أما القدماء فقد ذكر الذهب ف معرفة القراء الكبار‪ ،‬ذكر عن أحد التَرجي من القراء أنه حفظ القرآن ف‬
‫سن سني يعن ف الامسة‪ ،‬قال وجع القراءات ف العاشرة‪ ،‬قال و هذا قل ف الزمان مثله‪ ،‬و هذا يصل و‬
‫يقع و تد و المد ل هذه المور واضحة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪5‬‬
‫الشيخ الدوسري عليه رحة ال‪ ،‬ف ترجته الطبوعة ف كتاب ترجة حياة الشيخ الدوسري‪ ،‬قال و حفظت‬
‫القرآن ف شهرين‪ ،‬اعتزلت فيها الناس و أغلقت علي مكتب و ل أكن أخرج إل للصلة‪.‬‬
‫و أنا أذكر لكم قصة رجل أعرفه و هو ل يزال موجودا بيننا أختم به الدرس‪ ،‬هذا شاب أصله من السودان‬
‫كان والده يدرس ف أمريكا وولد هو ف أمريكا‪ ،‬فصار مستحقا للجنسية المريكية‪ ،‬ودرس هناك الرحلة‬
‫الول الامعية و أخذ الاجستي ف الندسة و شرع أيضا ف مرحلة الدكتوراه‪ ،‬و كان ف السجد أو الركز‬
‫السلمي الذي هو فيه بعض إخواننا من يسكنون معنا ف هذا الي وهو من يفظ أكثر القرآن و يوده و‬
‫قراءته جيلة‪ ،‬فكان يؤم فيهم بالصلة‪ ،‬فلفت نظره‪ ،‬يقول ما كنت قد سعت قراءه بثل هذه الودة و‬
‫اللوة‪ ،‬ث سألت فقيل أن هذا يفظ عشرين أو خسة و عشرين‪ ،‬ففكرت أنا مسلم و ل أحفظ القرآن و‬
‫أحسن قراءة القرآن‪ ،‬فعزمت أن أحفظه‪ ،‬فماذا صنع‪ ،‬أوقف دراسته و أخذ إجازة‪ ،‬و جاء إل الملكة‬
‫متفرغا للحفظ‪ ،‬يقول يريد أن يفظ و أن يتعلم بعض المور من الديث و بعض العلوم السلمية‪ ،‬وجاء‬
‫إل مرسل من هذا الخ الذي هو جار لنا فوجدت عنده هة و عزية عالية‪ ،‬فذهب إل مكة ف الرم‬
‫متفرغا و للترتيب مع بعض الدرسي لعلهم أيضا أعانوه ف ذلك‪ ،‬فأت الفظ ف مئة يوم يعن ثلثة أشهر و‬
‫عشرة أيام ف الرم‪ ،‬أغلب وقته متفرغا لذه ف الرم و يكث فيه الوقت الطويل‪ ،‬ث جاء إل هنا مرة‬
‫أخرى فطلب أن يلتحق بدرس أو مفظ حت يراجع و يسمع التمة عشر و عشرين مرة‪ ،‬فألقته بأحد‬
‫حلقات واحد من الدرسي اليدين و بدرس آخر للتجويد فهو الن يسمع وهو مواظب و منتظم ل يغيب‬
‫يوما واحدا‪ ،‬و ما جاء إل لذا و ما فرغ وقته إل لذا و ما قطع دراسته إل لذا‪ .‬إذا السألة إن شاء ال‬
‫بالنية و العزية و ال يبارك ويوفق و يعي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪6‬‬

2
7

You might also like