Professional Documents
Culture Documents
0106761219
ش العزيز بالله ـ الزيتون ـ القاهرة
ـــ 1ـــ
حقوق الطبع
متاحة لكل مسلم يريد توزيعه
مجانا
دون حذف أو إضافة أو تغيير وليس
لي غرض تجاري
ـــ 3ـــ
جزَون م َا كَانُوا
سـي ْ
أسـمَاِئ ِه َُ
حدُون ف ِي ْ
الذِيـن يُل ِ
َي ْعمَلون [العراف. ]1 8 0 :
و ف ال صحيحي من حد يث أ ب هريرة tأن
سعِي ا ْسمَا مِائة
سعَة َوِت ْ
رسول ال قال( :إن لِ ِت ْ
إل وَا ِحدًا َم ْن أ ْحصَاهَا َدخَل النة) .
1( )
3السابق . 1/171
ـــ 5ـــ
على عباده . حرمه ال
قال ابن حزم( :ل يوز أن ي سمى ال تعال ول
أن يب ع نه إل با سى به نف سه أو أ خب به عن
نفسه ف كتابه أو على لسان رسوله أو صح به
إجاع جيع أ هل السلم التي قن ول مزيد ،وحت
وإن كان العنـصـحيحا فل يوز أن يطلق عليـه
تعال اللفظ .
وقد علمنا يقينا أن ال بن السماء فقال:
سمَا َء بنيْناهَا [الذاريات ،]4 7 :ول يوز أن وَال ّ
ـباغ النبات ـه تعال خلق أصـ ـمى بناء ،وأنـ يسـ
س ُن
واليوان وأ نه تعال قال :صِبغ َة الِ َو َم ْن أ ْح َ
مِن الِ صـِبغة [البقرة ،]1 3 8 :ول يوز أن
يسـمى صـباغا ،وأنـه تعال سـقانا الغيـث ومياه
الرض ول ي سمى سقاء ول ساقيا ،وهكذا كل
ـــ 6ـــ
شيء ل يسم به نفسه) ( ).
4
4الفصل . 2/108
5شرح النووي . 7/188
6فتح الباري . 11/223
ـــ 7ـــ
ـا
ـد ورد بإطلق مـ
الشرع ،وإن كان الشرع قـ
يرادفه) ( ) .
7
ـــ 10ـــ
(ت1 9 5 :هـ)،وهو عند علماء الرح والتعديل
كثي التدليس ف الديث ( ).
10
ـــ 12ـــ
ـ
ّابـ النتقـم ال َعُف ّو ال ّرءُوف مَالِك ُ
التعالِي ال ّب التو ُ
ِعـالغنِيّ
َامـالقسـِط الَام ُ اللكـذُو الل ِل وَال ْكر ِ ِ
الغنِي الَاِن ُع الضّا ّر الناِف ُع النو ُر الَادِي البدِي ُع الباقِي
صبُور ( ).
13
الوَارِث ال ّرشِي ُد ال ّ
الساء الت كان يدث با
الوليد ل تكن متطابقة ف كل مرة
ولننظـر كيـف اشتهرت السـاء التـاجتهـد
الوليد بن مسلم ف جعها ؟!
كان الول يد كثيا ما يدث الناس بد يث أ ب
هريرة tالتفـق عليـه والذي يشيـ إجال إل
إح صاء ت سعة وت سعي ا سا ث يتب عه ف أغلب
الحيان بذ كر ال ساء ال ت تو صل إلي ها باجتهاده
ـــ 14ـــ
أ ساء أخرى متل فة ع ما ذكره ف اللقاء ال سابق،
فالساء الت رواها عنه الطبان وضع الوليد فيها
القائم الدائم بدل من القابض الباسط اللذين وردا
فـ روايـة الترمذي الشهورة ،واسـتبدل أيضـا
الرشيـد بالشديـد ،والعلى والحيـط والالك بدل
من الودود والجيد والكيم .
وأي ضا فإن ال ساء ال ت روا ها ع نه ا بن حبان
وضع فيها الرافع بدل من الانع ف رواية الترمذي،
و ما رواه ع نه ا بن خزية و ضع ف يه الا كم بديل
عن الك يم والقر يب بديل عن الرق يب ،والول
بديل من الوال ،والحد مكان الغن .
و ف روا ية البيه قي ا ستبدل الول يد الق يت
بديل مـن الغيـث ،ورويـت عنـه أيضـا بعـض
الروايات اختلفت عن رواية الترمذي ف ثلثة
ـــ 15ـــ
وعشرين اسا ( ) ،والعجيب أن الساء الدرجة
14
ـــ 19ـــ
الت تليق بلله؛ ول يكنه أيضا إدراك ما يستحقه
الرب مـن صـفات الكمال والمال؛ فتسـمية
رب العزة واللل ب ا ل ي سم به نف سه قول على
ال بل علم ،وهو أمر حرمه ال على عباده .
قال ابن حزم( :ل يوز أن ي سمى ال تعال ول
أن يب ع نه إل با سى به نف سه أو أ خب به عن
نفسه ف كتابه أو على لسان رسوله أو صح به
إجاع جيع أ هل السلم التي قن ول مزيد ،وحت
وإن كان العنـصـحيحا فل يوز أن يطلق عليـه
تعال اللفظ .
وقد علمنا يقينا أن ال بن السماء فقال:
سمَا َء بنيْناهَا [الذاريات ،]4 7 :ول يوز أن وَال ّ
ـباغ النبات ـه تعال خلق أصـ ـمى بناء ،وأنـيسـ
س ُن
واليوان وأنه تعال قال :صِبغ َة الِ َو َم ْن أ ْح َ
مِن الِ صـِبغة [البقرة ،]1 3 8 :ول يوز أن
ـــ 20ـــ
يسـمى صـباغا ،وأنـه تعال سـقانا الغيـث ومياه
الرض ول ي سمى سقاء ول ساقيا ،وهكذا كل
شيء ل يسم به نفسه) ( ).
20
20الفصل . 2/108
21شرح النووي . 7/188
22فتح الباري . 11/223
ـــ 21ـــ
وقال المام السيوطي( :اعلم أن أساء ال تعال
توقيفية بعن أنه ل يوز أن يطلق اسم ما ل يأذن له
ـا
ـد ورد بإطلق مـ الشرع ،وإن كان الشرع قـ
يرادفه) ( ) .
23
26العواصم . 7/228
ـــ 24ـــ
الحاد يث النبو ية وقراءت ا كل مة كل مة لتحق يق
القول ف إسم واحد .
ـرـن قدرة البشـ
وذلك فـ العادة خارج عـ
الحدودة وأيامهم العدودة؛ ولذلك ل يقم أحد من
أهل العلم سلفا وخلفا بتتبع الساء حصرا ،وإنا
جع كل منهم ما استطاع باجتهاده ووسعه ،وكان
أغلب هم يكت في بروا ية الترمذي ،أو ما رآه صوابا
ع ند ا بن ما جة والا كم ،فيقوم بشر حه وتف سيه
كمـا فعـل كثيـمـن الئمـة كالزجاج والطابـ
والبيهقـي والقشيي والغزال والرازي والقرطـب
وغيهم من القدامى والعاصرين .
ولا يسر ال السباب ف هذا العصر أصبح
من المكن إناز مثل هذا البحث ف وقت قصي
ن سبيا ،وذلك با ستخدام الك مبيوتر والو سوعات
اللكترونية الت قامت على خدمة القرآن الكري،
ـــ 25ـــ
وحوت آلف الكتـب العلميـة واشتملت على
الراجـع ال صلية للسـنة النبويـة وكتـب التفسـي
ـ الكثيـ
والفقـه والعقائد والدب والنحـو وغيه ا
والكثي .
لقد كان لرتباط التقنية الديثة بجال العقيدة
أثر كبي ف ظهور الفاجأة الت ل تكن متوقعة،
وهي تصديق البحث الاسوب لقول النب ( :إن
سعِي ا ْسمَا مِائة إل وَا ِحدًا) .
سعَة َوِت ْ
ِل ِت ْ
ولنبدأ أول بذكـر الشروط أو الضوابـط التـ
يتم كن من خلل ا أي م سلم أن يتعرف ب سهولة
ويسر على كل اسم من الساء السن ،والدليل
على تلك الشروط من كتاب ال:
الشرط الول للحصاء
ثبوت السم نصا ف القرآن أو صحيح السنة
ـــ 26ـــ
طالا أنه ل يصح عن النب حديث ف تعينها
وسردها فل بد لحصائها من وجود السم نصا
ف القرآن أو صحيح السنة ،وهذا الشرط مأخوذ
من قوله تعالَ :ولِ ال ْسمَا ُء ال سْن فَادعُوه با
ـظ السـاء يدل على أن أناـ معهودة ،ولفـ
موجودة ،فاللف واللم للعهـد ،ولاـكان دورنـا
ـاء دون الشتقاق ـو الحصـ ـاء هـ
حيال السـ
والنشاء ،فإن الحصــاء ل يكون إل لشيــء
موجود ومعهود ول يعرف ذلك إل با نص عليه
القرآن أو ثبت ف صحيح السنة .
ومعلوم من مذ هب أ هل ال سنة والما عة أن
ال ساء توقيف ية على الدلة ال سمعية ،ول بد في ها
من تري الدليل بطريقة علمية تضمن لنا مرجعية
السـم إل كلم ال ورسـوله ،ول يكون ذلك
إل بالرجوع إل ما ورد ف القرآن الكري بنصه أو
ـــ 27ـــ
صح ف السنة؛ فمحيط الرسالة ل ترج عن هذه
الدائرة .
أما القواعد الت يعتمد عليها ف تييز الديث
القبول من الردود ،والصحيح من الضعيف فهي
قواعـد الحدثيـ ،أو مـا عرف بعلم مصـطلح
الديث الذي يشترط ف الديث الصحيح اتصال
السند بنقل العدل الضابط عن مثله إل منتهاه من
غ ي شذوذ ول علة ،وعلى ما هو مع تب أي ضا ف
قواعدهم وأصولم ( ) .
27
ـــ 31ـــ
عليه ياء النداء كما ثبت ف دعاء النب ( :يَا َحيّ
يَا َقيّوم) ( ) ،أو يكون السم معرفا باللف واللم
29
ـ ال ْعلَى
ـ َم َربّك َ
ح اس ْ
ـّب ِ
:سَ كقوله
[العلى ،]1 :أو يكون الع ن م سندا إل يه ممول
َنـ فَاسـْأل بـه خ َبياعليـه كقوله :ال ّر ْحم ُ
[الفرقان ،]5 9 :فهذه خسـعلمات يتميـز باـ
السم عن الفعل والرف وقد جعها ابن مالك ف
قوله:
بالر والتنوين والندا وأل
). (30
ومسند للسم تييز حصل
فل بـد إذا أن تتحقـق فـ السـاء السـن
علمات السم اللغوية .
ـــ 33ـــ
قوله تعال :فَادعُوه با أن تدخل على الساء
أداة النداء سـواء ظاهرة أو مضمرة ،والنداء مـن
علمات السية .
وعلى ذلك فإن كثيا من الساء الشتهرة على
ألسنة الناس ليست من الساء السن ،وإنا هي
فـحقيقتهـا أوصـاف أو أفعال ل تقوم بنفسـها،
فكثي من العلماء ورواة الديث جعلوا الرجعية ف
علمية السم إل أنفسهم وليس إل النص الثابت،
فاشتقوا ل أسـاء كثية مـن الوصـاف والفعال،
وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف ف كون الساء
السن توقيفية على النص .
من الذي سى ال
الافض العز الذل العدل الليل الباعث ؟
إذا كان ال مر كذلك فمـن الذي سـى ال
ـــ 34ـــ
ح صِي الافض العز الذِل العَدل ا َلِل يل الباعِث ال ْ
الب ِد يء الِع يد ال ِم يت الق سِط الغنِي الَاِن ُع الضّا ّر
صبُور ؟
النافِع الباقِي ال ّرشِيد ال ّ
هذه جيعها ليست من أساء ال السن لن ال
ل ي سم نف سه ب ا ،وكذلك ل ترد ف صحيح
ال سنة ،وإن ا ساه ب ا الول يد بن م سلم ض من ما
أدرجـه باجتهاده فـ روايـة الترمذي الشهورة،
فالافض مثل ل يرد ف القرآن أو السنة اسا ،وإنا
ورد بصيغة الفعل فيما صح عن النب أنه قال:
ِضـ
َنامـيَخف ُ
أنـي َ
(إن الَ َل يَنام َو َل َينْبغِي لَه ْ
ط َوَي ْرَفعُه) ( ) .
31
سَ
ال ِق ْ
ول يوز لنا أن نشتق ل من كل فعل اسا،
ـ سـبحانه
ـ ال فـذلك قـط ،وإناـأمرن ا
ول يولن ا
ـــ 37ـــ
وكذلك العدل ل يرد فـ القرآن اسـا أو فعل
ول دليـل لنـسـى ال بذا السـم سـوى المـر
:إن الَـ يَأم ُر بِالعَد ِل بالعدل ف ـ قوله
والحسان [النحل . ]9 0 :أما الليل فلم يرد
ـ فـالكتاب أو صـحيح السـنة ،ولكـن ورد اس ا
كوصف اللل ف قوله تعالَ :ويَبقَى َوجْه َرّب َ
ـ [الرحنـ ،]2 7 :وفرق ذُو الل ِل وَال ْكرَام ِ
كبي بي السم والوصف .
ح صِي ل دل يل على إثبات وكذلك الباعِث ال ْ
هذيـن السـي ،والذي ورد فـ القرآن والسـنة
صفات الفعال ف قط كقوله تعال :يَو َم يَبعَث هم
ال َجمِيعا َفيُنّبئُه ْم ِبمَا َعمِلوا أ ْحصَاه ال وَنسُوه وَال
ــي َعلَى ك ّل ش ْي ٍء شهِي ٌِد [الجادلة ،]6 :وهـ
كثية ف القرآن والسنة .
ومن اللحظ أن الوليد بن مسلم اشتق الباعث
ـــ 38ـــ
من قوله( :يَبعَث هم) والح صي من قوله( :أ ْح صَاه
ال) ترك النبئ من قوله( :فَينّبئُه مْ) لن الية ل يرد
فيها بعد اسم ال الشهيد سوى الفعال الت اشتق
من ها فعل ي وترك الثالث ف ح ي أن تلك ال ساء
جيع ها ل ترد ن صا صريا ف الكتاب أو صحيح
السنة .
ـ
وكذلك القول فـاسـيه البدِيـء العِيـد فهم ا
اسان ل دليل على ثبوتما ،فقد استند من سى ال
بذين السي إل اجتهاده ف الشتقاق من الفعلي
ئ َوُيعِي ُد
الذين وردا ف قوله :إنه ه َو يُب ِد ُ
ـن ـاء ال السـ [البوج ،]1 3 :ومعلوم أن أسـ
توقيفية على النص ،وليس ف الية سوى الفعلي
فقط .
أ ما الضار النا فع فهذان ال سان ب عد الب حث
الاسـوب تـبي أن ما ل يردا ف القرآن أو ال سنة،
ـــ 39ـــ
ول يس لن سى ال بما إل اجتهاده ف الشتقاق
ك
من العن الذي ورد ف قوله تعال :قل ل أ ْمِل ُ
ضرّا إل مَا شا َء ال [العراف:
لِنف سِي نفعا وَل َ
.]1 8 8ول يُذكر ف الية النص على السم أو
حت الفعل ،ول يرد الضار اسا ول وصفا ول فعل
.
وعمليـة البحـث الاسـوب أصـبحت يسـية
للتعرف على عدم ثبوت اسم المِيت القسِط الغنِي
صبُور ؟.
الَانِع الباقِي الرشِيد ال ّ
الشرط الثالث للحصاء
إطلق السم دون إضافة أو تقييد
والقصـود بذا الشرط أن يرد السـم مطلقـا
دون تقي يد ظا هر أو إضا فة مقتر نة ب يث يف يد
الدح والثناء على ال بنفسه ،لن الضافة والتقييد
ـــ 40ـــ
يدان مــن إطلق الســن والكمال على قدر
الضاف وشأ نه ،و قد ذ كر ال أ ساءه بطل قة
السـمَا ُء السـْن أي
السـن فقال :وَلِ ْ
البالغة مطلق السن بل حد ول قيد .
قال القرطـب( :وحسـن السـاء إناـ يتوجـه
بتحسي الشرع لطلقها والنص عليها) ( ).
32
32تفسيالقرطب .10/343
ـــ 41ـــ
القابـل أي احتمال لتعدد الذوات أو دللة المـع
على غي التعظيم والجلل .
قال ابـن تيميـة فـ تقريـر الشروط الثلثـة
السابقة( :الساء السن العروفة هي الت يدعى
ال با ،وهي الت جاءت ف الكتاب والسنة ،وهي
الت تقتضي الدح والثناء بنفسها) ( ) .
33
ـــ 43ـــ
وَال متِم نُو ِر ِه [ال صف ،]8 :والفالق والخرج
فـ قوله تعال :إن ال َ فَالِق الَبّـوَالنوى ..
ت [النعام. ]9 5 : ج اَلّي ِ
َو ْم ِر ُ
فالسم الطلق كالرحن الرح يم اللك القدوس
السلم الؤمن الهيمن هو العن بالسن الطلق ،أما
السم الركب والضاف والقيد فحسنه وكماله ف
أن يذ كر ك ما ورد به ال نص القرآ ن أو النبوي،
وأن تدعوا ال بـه كمـا هـو فتقول :يـا ذا اللل
ـ
ـ ذو ،أو ي ا
ـ ذا الطول ،ول تقـل :ي ا
والكرام ،وي ا
طول ،وتقول أي ضا ك ما قال ال نب ( :يا مقلب
القلوب) ،ول تدعو فتقول :يا مقلب فقط من غي
الضافة الواردة ف النص .
ومثال ما ل يتوافق مع شرط الطلق ما ورد
مضا فا أو مقيدا ا سم ال الغا فر والقا بل والشد يد
والفاطر والاعل والتوف والرافع والطهر والهلك
ـــ 44ـــ
والفي والنل والسريع والح يي والرف يع والنور
والبديـع والكاشـف والصـاحب والليفـة والقائم
والزارع والوسع والنشيء والاهد والامع والبم
والستعان والافظ والعال والعلم والنتقم والغالب
والصادق وغي ذلك من الساء القيدة والضافة .
فهذه أساء تذكر ف حق ال على الوضع الذي
قيدت به ،ويد عى ب ا على ما ورد ف ال نص من
غي إطلق ،لن ذلك هو كمالا وحسنها .
الشرط الرابع لحصاء
الساء السن دللة السم على الوصف
والقصود بدللة السم على الوصف أن يكون
اسـا على مسـمى؛ لن القرآن بيـأن أسـاء ال
أعلم وأوصــاف ،فقال تعال فــ الدللة على
علميت ها :ق ِل ادعُوا الَ أ ِو ادعُوا ال ّر ْحمَن أيّا مَا
ـــ 45ـــ
السـمَا ُء السـْن ،فكلهـا تدل على
تدعُوا فَله ْ
مسمى واحد؛ ول فرق ب ي الرحن أو الرحيم أو
اللك أو القدوس أو ال سلم إل آ خر ما ذ كر ف
الدللة على ذاته .
وقال فـكوناـدالة على الوصـاف :وَلِ
السـمَا ُء السـْن فَادعُوه باـ ،فدعاء ال باـ
ْ
ـ يناسـب حاجتـه مرتبـط بال العبـد ومطلبـه وم ا
واضطراره من ض عف أو ف قر أو ظلم أو ق هر أو
مرض أو جهـل أو غيـ ذلك مـن أحوال العباد،
فالضعيـف يدعـو ال باسـه القادر القتدر القوي،
والفق ي يدعوه با سه الرازق الرزاق الغ ن والقهور
الظلوم يدعوه با سه الي القيوم ،إل غي ذلك ما
ينا سب أحوال العباد وال ت ل ترج على اختلف
تنوع ها ع ما أظ هر ل م من أ سائه ال سن .ولو
كانت الساء جامدة ل تدل على وصف ول معن
ـــ 46ـــ
ل تكن حسن ،لن ال أثن با على نفسه فقال:
وَل ال ْسمَا ُء ال سْن والا مد ل مدح ف يه ول
دللة له على الثناء .
كما أنه يلزم أيضا من كونا جامدة أنه ل معن
ل ا ،ول قي مة لتعداد ها ،أو الدعوة إل إح صائها،
ويترتب على ذلك أيضا رد حديث أب هريرة ف
سعِي ا ْسمَا) .
سعَة َوِت ْ
الصحيحي( :إن ِل ِت ْ
أمـا مثال مـا ل يتحقـق فيـه شرط الدللة على
الوصف من الساء الامدة ما صح عن النب
ب الد ْه َر
س ّ
أنه قال( :قَا َل ال :يُؤذِينِي اب ُن آ َد َم َي ُ
َلبـاللْي َل وَالنهَارَ) ؛
( )
34
وَأنـا الد ْهرُ ،بيدِي ال ْم ُر أق ُ
فالدهر اسم ل يمل معن يلحقه بالساء السن،
كما أنه ف حقيقته اسم للوقت والزمن ،فمعن أنا
ـــ 49ـــ
ـ ورد فـالكتاب والسـنة مـن وعنـد تتبـع م ا
خلل الو سوعات اللكترون ية ،وا ستخدام تقن ية
البحث الاسوبية ،وما ذكره متلف العلماء الذين
تكلموا ف إحصاء الساء ،والذين بلغ إحصاؤهم
جيعا ما يزيد على الائتي والثماني اسا ث مطابقة
هذه الشروط على ما جعوه فإن النتيجة الت يكن
لي باحث أن يصل إليها هي تسعة وتسعون اسا
دون ل فظ الللة ت صديقا لقول ال نب ( :إ ّن لِ
سعِي اسَا مِائة إل وَا ِحدًا َم ْن أ ْحصَاهَا َد َخ َل
تسعَة وَت ْ
الَنة) .
وسـوف نذكرهـا إن شاء ال اسـا اسـا مـع
مت صر وج يز نذ كر ف يه الدل يل على كل ا سم،
ـز لعناه ،وكيفيـة الدعاء بـه على
وشرح موجـ
مقتضى ما وردت به أدعية القرآن الكري وما ثبت
عن النب وأصحابه ،وكذلك ما ينبغي على
ـــ 50ـــ
ال سلم من سلوك عملي يبي أ ثر كل ا سم ف
توحيده ل ،تقي قا للدعاء بال ساء دعاء م سألة
ودعاء عبادة .
ـــ 51ـــ
ـ الَـب ُي الوِت ُر ـ ُي ال َعُف ّو ال َقدِي ُر اللطِيف ُ الَولَى النص ِ
ا َلمِي ُل الَيـي السـّت ُي الك َب ُي التعَا ُل الوَا ِح ُد ال َقهّا ُر
الَق ال بي ال َقوِيّ اَلتِيُ الَيّ ال َقيّوم ال َعلِيّ ال َع ِظ يم
شكُو ُر ا َللِيم الوَا ِس ُع ال َعلِيم التواب ا َلكِيم الغِنيّ ال ّ
ب الغفُو ُر الوَدو ُد ب الجي ُ ص َم ُد ال َقرِي ُ
ال َكرِي ال َح ُد ال ّ
َتاحـالشّهي ُد ال َقدّم َفيظـالَجي ُد الف ُ ال َولِي ّ الَمي ُد ال ُ
ق
ط الرّا ِز ُ ض البَا ِس ُسّع ُر القَاِب ُك القتدِر ال َ الؤخّر اَللِي ُ
ِكـ
اللقـالَال ُ ُ ّانـالشا ِك ُر الَنانّ القَا ِد ُر
القَا ِه ُر الدي ُ
ب الشافِي س ُن ا َل سي ُ ح ِب ال ْق الوَكي ُل الرقي ُ ال ّرزّا ُ
ب الَكَم ال ْكرَم سّي ُد ال ّطّي ُت ال ّ الرّفي ُق ال ْع طي القي ُ
ث
ح الوَا ِر ُ ب ا َلوَا ُد ال سّبو ُ ف ال َوهّا ُ الَب ّر الغفّا ُر الرّءو ُ
ب العْلى الَلُه . ال ّر ّ
- 1الرّحن
ق ِل ادْعوا الَ أ ِو ادْعوا الرّحن : قال ال
ـــ 52ـــ
أيّا ما تدْعوا فل ُه ال سْما ُء ال سْن [ال سراء:
.]1 1 0والرحن هو الت صف بالرح ة العا مة
حيـث خلق عباده ورزقهـم ،وهداهـم سـبلهم،
ـ خولمـ ،واسـتخلفهم فـأرضـه، وأمهلهـم فيم ا
وا ستأمنهم ف مل كه ليبلو هم أي هم أح سن عمل،
و من ث فإن رح ة ال ف الدن يا و سعتهم جي عا؛
فشملت الؤمني والكافرين .
والرح ة تف تح أبواب الرجاء وال مل ،وتب عث
على صال الع مل ،وتد فع أبواب الوف واليأس
وتشعر الشخص بالمن والمان .
ومن حديث أب هريرة أنه سع رسول ال
ك عِن َد ُه
س َ يقولَ ( :ج عل ال الرّح َة ماَئَة ُج ْز ٍء فأ ْم َ
ض ُج ْزءًا وَا ِحدًا،
سعِي ُج ْزءًا وَأنزَل فِي الر ِ ِتسْعة َوِت ْ
ك ا ُل ْز ِء يَترَاحَم الَلق َح ت تر فع الفرَس ف من ذِل َ
ـــ 53ـــ
). (36
حَاِف َرهَا عن وَل ِدهَا خَشَي َة أن تصِيَبهُ)
و من الدعاء الثا بت با سه الرح ن :الل هم إ ن
ت ا ِل التام ِة من ش ّر ما خَلق َو َذرَأ َوَبرَأ،أعوذ ِب َكلِما ِ
ج
َو من ش ّر ما َينِل من ال سّماءَِ ،و من ش ّر ما َي ْع ُر ُ
ق
ت اللْي ِل وَالنهَا ِر وَمن ش ّر كُل طَا ِر ٍ
فِيهَا ،وَمن ش ّر ِف ِ
خْي ٍر يَا رَح ُن .
( )
37
إل طَارِقا يَطرُق ِب َ
رَح ن الدن يا وال ِخرَة ورحِيم ُه ما ،تعطِيه ما من
تشاء ،وتنع منهما من تشاء ،ار َحمْن رَحة تغنين
با عن رِحة من سِواك ( ).
38
صفُون .
اللهم أنت الرّح ُن السْتعا ُن على ما َي ِ
وتوحيـد ال فـاسـه الرحنـيقتضـي امتلء
36صحيح البخاري (. )5654
37السلسلة الصحيحة (. )840
38صحيح الترغيب والترهيب (. )1821
ـــ 54ـــ
القلب بالرحةـوالبـواليان ،فيحرص السـلم
على ما ينفع أخاه النسان ،سواء كان من الؤمني
أو غيهم ،فيحب للمؤمني ما يب لنفسه؛ يوقر
كبيهم وير حم صغيهم ويب قي رح ته مو صولة
إلي هم ،يفرح بفرح هم ويزن لزن م .أ ما رح ته
بالكافرين فيحرص على دعوتم ويطفئ النار الت
ترقهم ،ويتهد ف نصحهم والخذ على أيدهم،
وقـد ثبـت أن رسـول ال قال( :الرّاحِمون
ض يَر َح ْم ُك ْم من
يَرحَمهُم الرّحنُ ،ارحَموا أهْل الر ِ
فِي السّماءِ) ( ).
39
- 2ال ّرحِيم
ـ ال ّرحِيـم
قال تعال :تنِي ٌل مـن الرّحن ِ
[فصلت ،]2 :وقوله :سَلٌم قول من َربّ
ك
- 3الل ُ
ك الَق ل إل َه إل ُه َو
قال تعال :فتعال ا ُل الِل ُ
ش ال َكرِيِ [الؤمنون. ]1 1 6 : رَب العر ِ
و صح من حد يث أبِى ُه َريْرَة tأن رَ سول
ال قالَ( :ينِل الُ إل السـّماءِ الدّنيَا كُل
ليْل ٍة حِ ي َيمْضِي ثلث الل ْي ِل الوّل فيَقول :أ نا
اللِكـُ ،أنـا اللِكـُ ،مـن ذَا الذي يَدْعونِـي
- 4القدّوس
ك
قال تعالُ :ه َو الُ الذي ل إل َه إل ُه َو الِل ُ
ح
سّب ُ
ُ :ي َ القدّوس [ال شر ،]2 3 :وقال
س
ك القدّو ِ ض الِل ِ
ت وَما فِي الر ِ
ِل ما فِي السّماوَا ِ
ـــ 61ـــ
العزِي ِز ا َلكِيم [المعة. ]1 :
والقدوس سبحانه هو النفرد بأوصاف الكمال
الذي ل تضرب له المثال ،فهو النه الطهّر الذي
ل نقص فيه بوجه من الوجوه .
والتقديس خلصة التوحيد الق لنه إفراد ال
سـبحانه بذاتـه وأوصـافه وأفعاله عـن القيسـة
التمثيل ية والقوا عد الشمول ية ال ت ت كم ذوات
الخلوق ي وأو صافهم وأفعال م ،فال نزه نف سه
ِهـش ْيٌء
ْسـكَمثل ِ
عـن كـل نقـص فقال :لي َ
[الشورى ،]1 1 :ث أثبت لنفسه أوصاف الكمال
ـ ُي والمال فقالَ :و ُه َو الســّميع البَصـ ِ
[الشورى ،]1 1 :فل يكون التقديس تقديسا ول
التنيه تنيها إل بنفي وإثبات .
ومن الدعاء باسه القدوس ما صح عن عائشة
ـــ 62ـــ
رضـي ال عنهـا أن رسـول ال كان يقول فـ
ّوسـرَب ال َلِئ َك ِة
ح قد ٌ
ركوعـه وسـجوده( :سـبو ٌ
وَالرّوح) ( ) .
46
- 5السّلم
ك
قال تعالُ :ه َو الُ الذي ل إل َه إل ُه َو الِل ُ
القدّوس السـّلم [ال شر . ]2 3 :وصـح من
حديث أ ب هريرة tأن ال نب قال( :إن ال سّلم
اسْم من أسْماء ا ِل تعال فأفشُوه بَينكم) ( ) .
48
- 6الؤ ِم ُن
ك
قال تعالُ :ه َو الُ الذي ل إل َه إل ُه َو الِل ُ
القدّوس السّلم الؤْم ُن [الشر. ]2 3 :
والؤ من سبحانه هو الذي أ من الناس أل يظلم
أحدا من هم ،وأ من من آ من به من عذا به ،و هو
الج ي الذي ي ي الظلوم ويؤم نه من الظال ،و هو
الذي يصدق الؤمني ويشهد لم إذا وحدوه ،وهو
الذي يصـدق فـوعده وهـو عنـد ظـن عبده ل
ـــ 66ـــ
ييب أمله ول يذل رجاءه .
ومن الدعاء بقتضى اسه الؤمن ما ور ف قول
ال تعالَ :رّب نا آم نا ِب ما أنزَلت وَاتَب ْع نا ال ّر سول
فاكْتبنـا مـع الشا ِهدِيـن [آل عمران،]5 3 :
وقوله َ :ربّنا آمنا فاغفِر لنا وَار َحمْنا وَأنت
َخْي ُر الرّاحِمي [الؤمنون. ]1 0 9 :
وصح عن عبد ال الزرقي tأن النب قال :
ك الن ِع يم يَوم ال ِعيْلةِ ،وَالمْن يَوم(الل هم إ ن أ سْأل َ
ك من ش ّر ما أ ْع َطيْت نا الَو فِ ،الل هم إ ن عائِذ ِب َ
وَش ّر ما منعْت ،اللهم َحبّب إليْنا اليان َو َزيّن ُه ف
صيَان قلوِب ناَ ،و َك ّر ْه إلْي نا الكُف َر وَال ُف سوق وَال ِع ْ
سلِمي وَأحيِنا وَاجْعلنا من الرّا ِشدِين ،اللهم توَفنا م ْ
سلِمي وَألِقنا بِال صّاِلحِي غْي َر َخزَايَا َو َل مفتونِي، م ْ
صدّون ك َوَي ُاللهم قات ِل الكَف َرَة الذين ُيكَذبون رُسل َ
عن َسبِيِلكَ ،وَاجْعل علْي ِه ْم َر ْج َز َك وَعذَاَبكَ ،اللهم
ـــ 67ـــ
. ( )5 0
ب إل َه الَق)
قات ِل الكَف َرَة الذين أوتوا الكِتا َ
ومن آثار توحيد السلم ل ف اسه الؤمن ثقته
أن المن والمان والراحة والطمئنان مرجعها إليه
اليان به ،ويقي نه أن ر به سينصر الظلوم ولو ب عد
حي ،فيلجأ إليه معتمدا عليه مستغيثا به مفتقرا إليه
أن ييه من ظلم الظال ي وك يد الاقد ين ،فو عد
ال لعباده الؤمني كائن ل مالة .
- 7الهيْم ُن
ك
قال تعالُ :ه َو الُ الذي ل إل َه إل ُه َو الِل ُ
القدّوس ال سّلم الؤْم ُن ال َهيْم ُن العزِي ُز ا َلبّا ُر الت َكّب ُر
[الشر. ]2 3 :
والهي من سبحانه هـو الرقيـب الح يط بل قه
ـــ 69ـــ
). (51
وَاجْعلهُن آ ِخ َر ما تتكَلم به)
وث بت أي ضا أن أعراب يا قال لل نب ( :علم ن
دعاء لعـل ال أن ينفعنـبـه قال :قـل اللهـم لك
المد كله ،وإليك يرجع المر كله) ( ).
52
- 8العَزيز
ل العزِي ُز ا َلكِيم قال تعال :يَا موسَى إن ُه أنا ا ُ
ك ُل َو العزِي ُز
[النمل ،]9 :وقال :وَإن َرّب َ
ال ّرحِيم [الشعراء. ]1 2 2 :
والعز يز سبحانه هو الغالب على أمره ،له علو
الشأن والق هر ف مل كه ،و هو اللك على عر شه،
ـــ 71ـــ
التوحد ف اسه ووصفه ،النفرد بأوصاف الكمال،
عزيز ل مثيل له ،متوحد ل شبيه له ،فالعز إزاره،
والكبياء رداؤه .
و من الدعاء با سه العز يز ما ور ف قوله تعال:
ك
َربّنا ل تْعلنا فِتنة لِلذين كَفرُوا وَاغفِر لنا َربّنا إن َ
ِيمـ [المتحنـة ،]5 :وكذلك أنـت العزِي ُز ا َلك ُ
صح من حد يث عائ شة ر ضي ال عن ها أن ال نب
إلهـ إل الكان إذا تضور مـن الليـل قال( :ل َ
ت والرض وما َبيْنهما ب السّماوا ِ الوا ِح ُد القهار ،ر ّ
العزيز الغفار) ( ) .
53
- 9ا َلبّار
كقال تعالُ :ه َو الُ الذي ل إل َه إل ُه َو الِل ُ
القدّوس ال سّلم الؤْم ُن ال َهيْم ُن العزِي ُز ا َلبّا ُر الت َكّب ُر
د t [الشر ،]2 3 :وصح من حديث أبِي َسعِي ٍ
ض يَوم ال ِقيَا مة خُبزَة أن النبِي قال( :تكُو ُن الر ُ
ُمـ
وَا ِحدَة ،يَتكَفؤُهَا ا َلبّا ُر ِبَيدِهـِ ،كَمـا َيكْفـأ أ َح ُدك ْ
55
خُبزَت ُه فِي السّفرُِ ،نزُل ل ْه ِل الَنةِ) ( ) .
والبار سـبحانه هـو الذي يبـالفقـر بالغنـ
والرض بالصـحة ،واليبـة والفشـل بالتوفيـق
والمل ،والوف والزن بالمن والطمئنان ،فهو
جبار متصـف بكثرة جـبه حوائج اللئق .وهـو
البار ف علوه على خلقه ،ونفاذ مشيئته ف ملكه،
55صحيح البخاري (. )6155
ـــ 74ـــ
فل غالب لمره ،ول معقـب لكمـه ،فمـا شاء
كان ،ومـا ل يشـأ ل يكـن .والبار اسـم دل على
معن من معان العظمة والكبياء ،وهو ف حق ال
وصـف ممود مـن معان الكمال والمال ،وفـ
حق العباد وصف مذموم من معان النقص .
اللهـم اغفِر لِي وَار َحمْنِي وَاج ْبنِي وَا ْهدِنِي
ـوت واللكوت ـبحان ذي البـ وَارزُقنِـي ،سـ
والكبياء والعظمة ،اللهم اغفر ل ذنوب وخطاياي
كلهـا ،اللهـم أنعشنـواجـبن واهدنـلصـال
العمال والخلق ،فإنـه ل يهدي لصـالها ول
يصرف سيئها إل أنت .
ومـن آثار توحيـد السـلم ل فـاسـه البار
الضوع ل بوت ال ،فينفـي الوحـد عـن نفسـه
التجب والستكبار ،ويلي للحق إذا ظهر نوره من
غ ي إنكار ،ف هو دائم النك سار والفتقار والتو بة
ـــ 75ـــ
والستغفار ،رغبة ف ربه أن يب كسره وأن يغفر
ذنبـه ،وأن يديـ فقره إليـه ،وأن يُقوّم نفسـه إذا
تردت عليه .
- 1 0التكّب ُر
كقال تعالُ :ه َو الُ الذي ل إل َه إل ُه َو الِل ُ
القدّوس ال سّلم الؤْم ُن ال َهيْم ُن العزِي ُز ا َلبّا ُر الت َكّب ُر
[الشر.]2 3 :
وبسند صحيح عن ابن عمر عن النب
عن رب العزة أ نه قال( :أ نا ا َلبّارُ ،أ نا الت َكّبرُ ،أ نا
سهُ) ( ).
56
ج ُد نف َ
الِلكُ ،أنا التعالِ ،يُم ّ
والتكب سبحانه ذو الكبياء وهو اللك العظيم
التعال القا ِه ُر لعتا ِة خَلقِهــِ ،إذا نازعوه العظمــة
- 1 1الَالِقُ
لهـ
الصـّو ُر ُ
ئ َ قال تعالُ :ه َو الُ الَالِق البَا ِر ُ
السْما ُء ا ُلسْن [الشر. ]2 4 :
وقد صح من حديث عمران أن ال نب
صَيِة الالق) ( ).
60
ق فِي م ْع ِ
قالَ ( :ل طَاع َة لِمخلو ٍ
والالق سبحانه هـو الذي أوجـد الشياء من
العدم براتـب القضاء والقدر ،فأنشأهـا بعلمـه،
وكتب ها ف اللوح بقل مه ،وشاء كون ا بأمره ،ف تم
ـــ 80ـــ
( َسّي ُد ا ِلسْتغفا ِر أن تقول اللهُم أنت َربّىَ ،ل إل َه إ ّل
أنت ،خلقتن وَأنا عب ُدكَ ،وَأنا على ع ْه ِد َك َو َو ْع ِد َك
ك من ش ّر ما صَنعْت ،أبو ُء ما ا سْتطعْت ،أعو ُذ ِب َ
ك عل ّى وَأبو ُء بذ نب ،اغفِر لِى ،فإن ُه َل ك ِبِنعْمت َ
ل َ
ب إ ّل أ نت .قال َو من قالَا من النهَا ِر يَغ ِف ُر الذنُو َ
سىَ ،ف ُه َو من موقنًا با ،فمات من يَوم ِه قبل أن ُي ْم ِ
أ ْه ِل الَنةِ ،وَمن قالَا من اللْي ِل َو ْه َو موِق ٌن با ،فمات
61
صِبحَ ،ف ْه َو من أ ْه ِل الَنةِ) ( ) .
قبل أن ُي ْ
وصح من حديث ابن عمر tأنه أمر رجل
إذا أخـذ مضجعـه أن يقول( :اللهـم خَلقـت
لكـ ماتَا وَميَاهَا ،إن
نفسـي وَأنـت توَفاهَاَ ،
أحيَيْتهَا فاحفظهَا ،وَإن أمتهَا فاغفِر لَا ،الل هم
إن أسْألكَ العافِيَةَ ،فقال لهُ َرجُل :أسَمعْت هَذَا
من عمرَ ؟ فقال :من خَيْرٍ من عمرَ ،من رَسولِ
64السابق ( . )1 0 0 7
ـــ 83ـــ
). (65
ك شْيئًا فليَقل :آمنت بِالِ)
من َذِل َ
وكذلك ل يتش به بال في ما انفرد به من اللق
والربوب ية؛ فيم ثل التماث يل ويتش به بال ف اللق
والتصوير .
ئ
- 1 2البَار ُ
ص ّو ُر لهُـ
ئ ال َ
قال تعالُ :ه َو الُ الَالِق البَا ِر ُ
السْما ُء ا ُلسْن [الشر. ]2 4 :
والبارئ هـو السـال الال مـن النقائص
والعيوب ،الذي له الكمال الطلق ف ذاته وصفاته
وأفعاله ،تنه عـن كل نقـص ،وتقدس عـن كـل
عيب ،ل شبيه له ول مثيل ،ول ند له ول نظي .
البارئ سبحانه هو الذي وهب الياة للحياء،
صوّر ُ
- 1 3ال َ
67صحيح مسلم ( . )2 1 8 5
ـــ 86ـــ
لهـ
الصـّو ُر ُ
ئ َ قال تعالُ :ه َو الُ الَالِق البَا ِر ُ
السْما ُء ا ُلسْن [الشر. ]2 4 :
وال صور سبحانه هو مبدع صور الخلوقات
ومزينها بكمته ،ومعطي كل ملوق صورته على
ما اقت ضت مشيئ ته وحكم ته ،و هو الذي صور
الناس ف الرحام أطوارا ،ونوع هم أشكال ،وك ما
صـور البدان فتعددت ،والشكال فتنوعـت نوع
أيضـا فـالخلق والسـلوك والطباع والواهـب
والفكار والقدرة على البداع ،و هو الذي صور
الخلوقات بشتـ أنواع الصـور الليـة والفيـة
والسية والعقلية ،فل يتماثل جنسان ،أو يتساوى
نوعان ،بـل ل يتسـاوى فردان ،فلك ٍل صـورته
وسيته ،وما يصه وييزه عن غيه .
ومن الدعاء باسه الصور ما صح عن النب
ك
جدْتَ ،وِب َ
ك َس َ
أنه كان إذا سجد قال( :اللهم ل َ
ـــ 87ـــ
ج َد َوجْهِي للذي خَلق ُه ك أ سْلمْتَ ،س َ آم نت ،وَل َ
أحسـُن
َكـال َ َصـَرُه تبَار َ
سـمْع ُه َوب ََصـّو َرُه وَشـق َ
و َ
ـ عبدُكـَ ،ظَلمْت نفسـِي، الَاِلقِيـأنـت َرّب ي وَأن ا
وَاعْترَفت ِبذَنبِي ،فاغفِر لِي ُذنُوبِي جَميعًا إن ُه َل يَغ ِف ُر
َقـ َل لحسـِن الخل ِ َ ُوبـإ ّل أنـت ،وَا ْهدِنِي
الذن َ
سـَئهَا َل َاصـرِف عنـ َّي لحسـهَا إ ّل أنـت و ْ َِن َي ْهدِي
ف عن َسّيَئهَا إ ّل أنت) .
68 ( )
ص ِر ُ
َي ْ
ومن آثار توحيد السلم ل ف اسه الصور أن
يراعي العبد توحيد ال فيه ،فل يتشبه به فيما انفرد
به من الربوبية ،ويقع ف شرك التصوير ،وقد صح
من حد يث سعيد بن أ ب ال سن أ نه قال( :جَا َء
ص ّو ُر هَذ ِه
س tفقال :إن َرجُل أ َ َرجُل إل اب ِن عبّا ٍ
ص َو َر فأفِتنِي فِيهَا ،وف رواية أحد قال :معِيشتِي ال ّ
من صَنع ِة َيدِي وَإن أصْنع هَذ ِه التصَاوِيرَ ،فقال لهُ:
- 1 4الوّل
قال تعالُ :ه َو الول وَال ِخ ُر وَالظّا ِه ُر
وَالبَا ِط ُن َو ُه َو ِبكُل ش ْي ٍء علِي ٌم [الديد.]3 :
- 1 5ال ِخ ُر
قال تعالُ :ه َو الوّل وَال ِخ ُر وَالظا ِه ُر
ـــ 92ـــ
ِيمـ [الديـد،]3 :
ِنـ َو ُه َو بِكُل ش ْي ٍء عل ٌ
وَالبَاط ُ
و صح من حد يث أبِى ُه َرْيرَة tأن النبِي قال:
س َب ْع َد َك شيء) ( ) .
72
(وَأنت الخِر فلْي َ
وال خر سبحانه هو الت صف بالبقاء والخر ية
فهو الخر الذي ليس بعده شيء ،الباقي بعد فناء
اللق ،يبقى ببقائه ،وما سواه يبقى بإبقائه ،وشتان
بي بقائه وبقاء ملوقاته ،كالنة والنار وما فيهما،
فال نة ملو قة بقضائه وقدره وكائ نة بأمره ،و هي
رهن مشيئته وحكمه؛ فمشيئة ال حاكمة على ما
يبقى فيها وما ل يبقى ،فالبقاء ليس من طبيعتها ول
من خ صائصها الذات ية ،بل من طبيعت ها جيع ها
الفناء ،واللود ليـس لذات الخلوق أو طـبيعته،
وإنا هو بدد دائم من ال تعال ،وإبقاء مستمر ل
ينقطع .أما ذاته وصفاته كوجهه وعزته وعلوه
ـــ 94ـــ
). (73
الشرق والغرب)
ومن آثار توحيد السلم ل ف اسه الخر أن
تعله وحده غايتـك التـل غايـة لك سـواه ،ول
مطلوب لك وراءه ،فك ما انت هت إل يه الوا خر،
وكان بعد كل آخر ،فكذلك اجعل نايتك إليه،
فإن إل ر بك النت هى ،انت هت ال سباب والغايات
فليس وراءه مرمى ينتهي إليه طريق .
والذي وحد ال ف اسه الخر يعود بافتقاره إل
ر به ،ويعل الرجع ية ف فعله إل ما اختاره لعبده،
لعلمــه أنــه مالك الرادات ورب القلوب
والنيات ،ي صرفها ك يف شاء ،ف ما شاء أن يزي غه
من ها أزا غه ،و ما شاء أن يقي مه من ها أقا مه ،ف هو
ـا،
ـه ابتداعـ ـبحانه الذي ابتدع اللق بقدرتـ سـ
- 1 6الظاهِر
قال تعالُ :ه َو الول وَال ِخ ُر وَالظّا ِه ُر
ِيمـ [الديـد،]3 : ِنـ َو ُه َو بِكُل ش ْي ٍء عل ٌ
وَالبَاط ُ
و صح من حد يث أ ب هريرة tأن النبِي قال:
ك شيء) ( ) .
74
س فوق َ(وَأنت الظّا ِه ُر فلْي َ
- 1 7البَاطِن
قال تعالُ :ه َو الوّل وَال ِخ ُر وَالظّا ِه ُر
ِيمـ [الديـد،]3 : ِنـ َو ُه َو بِكُل ش ْي ٍء عل ٌ
وَالبَاط ُ
ْسـ
ِنـفلي َ
وصـح أن النب ِي قال( :وَأنـت البَاط ُ
ك شيء) ( ) .
77
دُون َ
والباطن سبحانه هو الحتجب عن أبصار اللق
ـــ 101ـــ
أجعي .
و من الدعاء با سه البا طن ما تقدم ف ال ساء
السـابقة ،وكذلك الدعاء :اللهـم اغفـر ل مغفرة
ظاهرة وباطنـه ل تغادر ذنبـا ،اللهـم احفظنـفـ
ولدي ..ويسمي ما يشاء .
وهذا دعاء نبوي رواه الترمذي وحسنه اللبان
من حديث ابن عباس tأنه قال( :قال رَسول ال
لِلعبّا سِ :إذَا كَان غدَا ُة الثنْي ِن فأتن أنت َووَل ُد َك
ك ال ب ا َووَل َد كَ ،فغدَا َح ت أدْع َو ُل ْم ِب َد ْع َوٍة يَنفع َ
وَغدَو نا مع ُه َوأَلَب سَنا ِك سَا ًء ث قال :الل هم اغ فر
س َووَل ِد ِه مغ ِفرَة ظَا ِهرَة َوبَا ِط نة َل تغا ِد ُر ذَنبًا،للعبّا ِ
اللهم احفظ ُه ف وَل ِدهِ) .
( )
78
ـــ 103ـــ
- 1 8السّميع
ِهـش ْيٌء َو ُه َو السـّميع
ْسـكَمثل ِ
قال تعال :لي َ
ص ُي [الشورى. ]1 1 :
الَب ِ
والسـميع هـو التصـف بالسـمع كوصـف
ذات وال ساع كو صف ف عل .وال سمع و صف
ذا ت حقي قي نؤ من به على ظا هر ال ب ف ح قه،
وظاهر الب ف حقه ليس كالظاهر ف حق البشر،
لننا ما رأينا ال أو كيفية سعه ،وما رأينا مثيل
لذاته ووصفه ،وهو سبحانه يسمع السر وأخفى .
أ ما ال ساع لغيه كو صف ف عل ل فل نه
يتعلق بشيئته سبحانه كما قال :إن ال ُي سْمع
من يَشا ُء [فاطر. ]2 2 :
وقـد يكون وصـف الفعـل على العنـالاص
الذي ف يه إجا بة الدعاء ،ك ما صح عن ال نب
ـــ 104ـــ
مرفوعا( :وَإذَا قال سَمع ال لِمن حَم َد ُه فقولوا َربّنا
لك ا َل ْمدُ) ( ) .
79
- 1 9الَبصِي
ص ُي
قال تعال :فاسْت ِع ْذ بِا ِل إن ُه ُه َو السّميع الَب ِ
[غافر. ]5 6 :
81صحيح الترمذي ( . )2 7 6 9
ـــ 106ـــ
والبصي هو التصف بالبصر ،والبصر صفة
من صفات ذا ته تل يق بلله ي ب إثبات ا ل دون
تثيل أو تكييف ،أو تعطيل أو تريف ،فهو الذي
يرى عال الغيـب والشهادة ،ويرى الشياء كلهـا
مهما خفيت أو ظهرت ومهما دقت أو عظمت .
وهـو سـبحانه وتعال مطلع على خلقـه يعلم
خائ نة الع ي و ما ت فى ال صدور ،ل ي فى عل يه
شيـء مـن أعمال العباد ،فالسـر عنده علنيـة
والغ يب عنده شهادة ،يرى دب يب النملة ال سوداء
على الصخرة الصماء ف الليلة الظلماء ويرى نياط
عروقها وماري القوت ف أعضائها .
وهـو البصـي الذي ينظـر للمؤمنيـ بكرمـه
ورحته ،وين عليهم بنعمته وجنته ،ويزيدهم كرما
بلقائه ورؤيتـه ،ول ينظـر إل الكافريـن إيقاعـا
لعقوبتـه ،فهـم ملدون فـالعذاب مجوبون عـن
ـــ 107ـــ
رؤيته .
ومن الدعاء باسه البصي ما ورد ف دعائه :
ِسـنِي نُورًا،
(اللهـم اجْعـل فِي قلبِي نُورًا ،وَفِي ل َا
صرِي نُورًا، وَا ْج عل فِي َس ْمعِي نُورًا وَا ْج عل فِي َب َ
وَاجْعل من خَلفِي نُورًاَ ،و من أما مي نُورًا ،وَا ْج عل
من فوقِي نُورًا وَمن تتِي نُورًا ،اللهم أ ْع ِطنِي نُورًا)
( ). 82
- 2 0ال ْولَى
قال تعال :وَاعْت صِموا بِالِ ُه َو مول ُك ْم فنِعْم
ص ُي [الج. ]7 8 : الول َوِنعْم الن ِ
والول سبحانه هو من ير كن إل يه الوحدون
ويعت مد عل يه الؤمنون ف الشدة والرخاء وال سراء
والضراء .
ـــ 109ـــ
وال جعـل وليتـه للموحديـن مشروطـة
بالسـتجابة لمره ،والعمـل فـ طاعتـه وقربـه،
والسعي إل مرضاته وحبه ،فقد صح ف الديث
ل قال :من عادَى لِي َوِليّا فق ْد آذَنت ُه القدسي( :إن ا َ
ب إلّ عبدِي بِشي ٍء أ َحبّ إلّ ما بِالَر بِ ،وَما تق ّر َ
افت َرضْت علْيهِ ،وَما َيزَال عبدِي يَتقرّب إلّ بِالنوَاِف ِل
حَت أ ِحّبهُ ،فإذَا أحبَبت ُه كُنت َسمْع ُه الذي َيسْمع به،
ش با َو ِرجْل ُهص ُر بهَ ،وَي َد ُه التِي يَب ُط ُ
ص َرُه الذي يُب ِ
َوَب َ
التِي َي ْمشِي با ،وَإن سَألنِي ل ْع ِطيَنهُ ،وَلِئ ِن اسْتعا َذنِي
لعِيذَنهُ ،وَما ت َر ّددْت عن شي ٍء أنا فاعِل ُه ت َر ّددِي عن
س الؤْمنَِ ،ي ْك َرُه الوت وَأنا أ ْك َرُه مسَاءَتهُ) ( ) .
84
نف ِ
ومن الدعاء باسم ال الول قوله َ :ربّنا ل
تؤَا ِخ ْذ نا إن ن سِينا أو أخطَأ نا َرّب نا وَل ت مل علْي نا
إ صْرا َك ما حَملت ُه على الذ ين من قبِل نا َرّب نا وَل
84البخاري ( . )6 1 3 7
ـــ 110ـــ
ــ وَاغفِر لن ا ْفـعن اـ بـه وَاع ُ ـ ل طَاق َة لن اـما تَملن ا
وَار َحمْنا أنت مولنا فان صُرنا على القوم الكَاِفرِين
ُصـبَنا إل [البقرة ،]2 8 6 :وقوله :قـل لن ي ِي
َتبـ ال لنـا ُه َو مولنـا وَعلى ال فليَت َو ّك ِل مـا ك َ
الؤْمنُون [التوبة ،]5 1 :و صح عن ر سول ال
ج ِز
ِكـ مـن الع ْ أنـه قال( :اللهـم إنـ أعو ُذ ب َ
ب القبِ ،اللهم ب وَا َلرَم وَعذَا ِ
س ِل وَالبخ ِل وَا ُل ِ
وَال َك َ
ت نف سي تقوَاهَاَ ،و َزكّهَا أ نت َخْي ُر من َزكّاهَا، آ ِ
ب َل ك من قل ٍ أنت َوِلّيهَا وَمو َلهَا ،اللهم إن أعو ُذ ِب َ
يَخشع ،وَمن نفس َل تشبَعَ ،وعِل ٍم َل يَنفعَ ،و َد ْع َوٍة
َل يستجَاب لَا) ( ).
85
ـــ 113ـــ
َرّب نا أفرِغ علْي نا صَبا وَث بت أقدَام نا وَان صُرنا
على القوم الكَاِفرِين [البقرة.]2 5 0 :
وقولهَ :ربّنا اغفِر لنا ُذنُوبَنا وَإ ْسرَافنا فِي أ ْمرِنا
وَثبّت أقدَامنا وَانصُرنا على القوم الكَاِفرِين [آل
عمران. ]1 4 7 :
وث بت أن ال نب كان يد عو فيقول( :الل هم
ك أ صُول ك أحُول َوِب َ صيِيِ ،ب َ ضدِي وَن ِ أ نت ع ُ
ِتابـ َو ْمرِي
ِكـأقاتِل) ( .اللهـم منِل الك ِ 88 ( )
َوب َ
ب ا ْه ِز ْم ُه ْم وَان صُرنا علْي ِهمْ)
ب َوهَازِم الحزَا ِ
سحَا ِال ّ
َصـرِي وَاجْعلهُمـا ِسـْمعِي َوب َ ( .اللهـم متعْنِي ب َ ( )
89
- 2 2العف ّو
[الج6 0 : ل لعف ّو غفو ٌر
قال تعال :إن ا َ
] ،و صح من حد يث عائِش َة ر ضي ال عن ها أن ا
قالت( :يَا رَسول الِ أرَأيْت إن وَافقت ليْل َة القد ِر
ك عف ّو تِب العف َو ما أدعو ؟ قال :تقولِي :اللهُم إن َ
ف عن) ( ).
93
فا ْع ُ
92السابق (. )1268
93صحيح الامع (. )4423
ـــ 116ـــ
والعف ّو سبحانه هو الذي يب الع فو وال ستر،
ـ كان شأناـ ،ويسـتر ويصـفح عـن الذنوب مهم ا
العيوب ول يب الهر با ،يعفو عن السيء َك َرمًا
وإح سانًا ،ويف تح وا سع رحته فضل وإنعا ما ح ت
يزول اليأس من القلوب ،وتتعلق ف رجائ ها بعلم
الغيوب .
ومن الدعاء باسه العفو ما ورد ف قوله تعال:
َربّنا ل تؤَا ِخذْنا إن نسِينا أو أخ َطأْنا َربّنا وَل تمل
عليْنا إصْرا كَما حَملت ُه على الذين من قبلِنا َربّنا وَل
ـ
ـ وَاغفِر لن ا ـ بـه وَاعفُـعن اـ ل طَاق َة لن ا
ـما تَملن ا
وَار َحمْنا أنت مولنا فان صُرنا على القوم الكَاِفرِين
[البقرة. ]2 8 6 :
ك ع ُف ّو تِب العف َو ومن دعاء النب ( :اللهُم إن َ
ك العاِفَيَة فِي الدّنيَا
ف ع ن) (اللهُم إ ن أ سْأل َ فا ْع ُ
ك العف َو وَالعاِفَيَة فِي دِينِي
وَال ِخ َرةِ ،اللهُم إن أ سْأل َ
ـــ 117ـــ
). (94
َودُنيَاي وَأ ْهلِي وَمالِي)
و من دعاء ال نب ع ند ال صلة على ال يت:
(اللهُم اغفِر ل هُ وَار َحمْ هُ ،وَعافِ هِ وَاعْ فُ عن هُ
َأوسـعْ م ْدخَلهـُ ،وَاغسـِلهُ بِالاءِ
ِمـ نُزُلهـُ ،و ِ
وَأ ْكر ْ
َنقهـ مـن الَطَايَا كَمـا يُنقـى َالثلجـ وَالبَرَدِ ،و ِ
و ِ
الثوب البَيضُ من الدّنسِ) .
( )
95
- 2 3القدِير
قال ال تعال :يَخلق مـا يَشا ُء َو ُه َو العلِيـم
القدِي ُر [الروم. ]5 4 :
والقد ير سبحانه هو الذي يتول تنف يذ القاد ير
ويلق ها على ما جاء ف سابق التقد ير؛ فمرا تب
ـة والشيئةـب ،العلم والكتابـ ـع مراتـ القدر أربـ
والقدرة التـ باـ يلق الشياء ،فالرتبـة الول
تنا سب ا سه القادر ،والراب عة تنا سب ا سه القد ير
فالقادر سبحانه هو الذي يقدر القادير ف علمه ،أو
هو الذي قدر كل ش يء ق بل ت صنيعه وتكوي نه،
ونظم أمور اللق قبل إياده وإمداده ،فالقادر يدل
ـــ 119ـــ
على التقدير ف الرتبة الول.
أ ما القد ير فيدل على القدرة وتنف يذ القدر ف
الرت بة الراب عة ،فالقد ير هو الذي يلق و فق سابق
التقد ير ،والقدر من التقد ير والقدرة م عا ،فبداي ته
ف التقدير ونايته ف القدرة وحصول القدر ،كما
قال ال تعالَ :وكَان أ ْم ُر الِــ قدَرا مقدُورا
[الحزاب. ]3 8 :
ومـن الدعاء باسـه القديـر مـا صـح مـن
حد يث عبادة بن ال صامت tأ نِ ال نب قال:
( من تعارّ من الل ْيلِ فقال :لَ إل هَ إل ال وَحدَ هُ
لمْدُ ،وَهُوَ على
لَ شرِي كَ ل هُ ،ل هُ الل كُ ،وَل ُه ا َ
لمْدُ لِ ،وَسـبحَان الَ ،ولَ كُل شيْءٍ قدِيرٌ؛ ا َ
ـ إل ال وَال أكْبَرَُ ،و َل حَول َولَ ق ّو َة إل إلهـ َ
بِال؛ ث قال ،اللهم اغفِر ل ،أو دَعا اسْتجِيبَ،
ـــ 120ـــ
). (97
فإن ت َوضّأ َوصَلى قبِلت صَلَته)
وصح من حديث ابن مسعود tأن رسول ا ِل
ك لِ، سيْنا وَأ ْم سَى الل ُكان إذا أمسى قال( :أ ْم َ
كك لهُ ،ل ُه الل ُ وَا َل ْم ُد ِل َل إل َه إ ّل ا ُل وَح َدُه َل شرِي َ
كوَل ُه ا َل ْم ُد َو ُه َو على كُل ش ْي ٍء قدِيرٌ ،اللهُم أ سْأل َ
ك من ش ّر هَذ ِه الليْل ِة وَش ّر َخْي َر هَذ ِه الليْلةِ ،وَأعو ُذ ِب َ
س ِل َو سو ِءك من ال َك َ ما َب ْعدَهَا ،اللهُم إ ن أعو ُذ ِب َ
ال ِكَبرِ ،اللهُم إنـأعو ُذ بِكَـمـن عذَابٍـفِي النا ِر
ب ف القبِ) ( ) .
98
وَعذَا ٍ
ِلمكـ
ومـن الدعاء النبوي الثابـت( :اللهـم ِبع َ
ك على الَل قِ ،أحين ما عِلمْت ا َليَا َة
ب وَق ْد َرِت َ
الغْي َ
َخْيرًا ل ،وتوف ن إذَا علِمْت الوَفاة َخيًا ل ،الل هم
ف
- 2 4اللطي ُ
ِيفـ
قال تعال :أل َيعْلم مـن خَلق َو ُه َو اللط ُ
ا َلِب ُي [اللك. ]1 4 :
و صح من حد يث عائ شة ر ضي ال عن ها أن
النـب قال ل ا( :لتخِبرِينِي أو ليُخِبرَنـاللطِيفُـ
الِبيُ) ( ) .
101
ـــ 125ـــ
عدله وحكمته .
و من الدعاء القرآن با سه اللط يف ما ورد ف
ف لِما
قوله تعال عن يوسف :إن َربّي لطِي ٌ
يَشا ُء إن ُه ُه َو العلِيم ا َلكِيم [يوسف.]1 0 0 :
اللهـم إنـك لطيـف لاـتشاء ،وأنـت العليـم
الكيـم ،ارفـع عنـالبلء والشقاء ،وأعذنـمـن
الشيطان الرجيم .
(الل هم ال طف ب ف تي سي كل َع سي؛ فإن
تي سي كل َع سي عَل يك َي سي ،وأ سألك الُي سْر
والعافاة ف الدنيا والخرة) ( ).
102
ـــ 129ـــ
والخرة .
- 2 6الوت ُر
قال رسول ( :ل تِسعَة وتِسعُون ا سًا مِائَة إل
وا ِحدًاَ ،ل َيحْفظهَا أح ٌد إِل َد خل ا َل نة ،و هو وت ٌر
ب الوتر) ( ) .
105
ح ّ ُي ِ
وصـح مـن حديـث علي tأنـه قال :أوت َر
َر سُول ال ثّ قال( :يَا أهل القرآ ِن أوِترُوا ،فإِن
ب الوِترَ) ( ) .
106
ح ّ
ا َل وِت ٌر ُي ِ
والوتـر سـبحانه هـو الواحـد الذي ل يتشفـع
بشريك ،انفرد عن خلقه فجعلهم شفعا ،ل تعتدل
الخلوقات ول ت ستقر إل بالزوج ية ،ول ت نأ على
ـــ 131ـــ
). (107
ك أنت الغفو ُر ال ّرحِيم)
ذنوب ،إن َ
المد ل الوا حد الحد الو تر ال صمد الذِي ل
يتخذ ولدا ،ول يكن له شريك ف اللك ،ول يكن
له ول من الذل ،سبحان ال والمد ل وال أكب،
اللهـم إنـأسـألك باسـك الوتـر أن تعلنـمـن
الوحدين ،وأن تلحقن بالصالي .
ومن آثار توحيد السلم ل ف اسه الوتر مبته
للتوح يد والوتر ية ف كل قول أو ف عل ،فيغت سل
وترا ،ويستجمر وترا ،ويستنثر وترا ،ويعل آخر
صلته بالل يل وترا ،وإذا اكت حل فليكت حل وترا،
ـل التمرات وترا،
ـت وترا ،ويأكـ ـل اليـويغسـ
ويشرب وترا ،وصح أن رسول ال قال لنس
ض ْع َي َد َك حيْث تشتكِي وقل:
( :إِذا اشتكيْت؛ ف َ
-2 7الَمي ُل
صح من حد يث ا بن م سعود tأن ال نب
ب ا َلمَال) ( ) .
109
ح ّ
قال( :إِن ا َل َجمِي ٌل ُي ِ
والميـل سـبحانه هـو التصـف بالمال
الطلق ف الذات والساء والصفات والفعال،
و صح عن ال نب أ نه قال( :حِجَا به النورُ لو
كَش فه لحْرَق سُبُحات وجْ هه مَا انت هى إِليْه
َبصَرُه مِن خلقه) ( ) .
110
ـ
وجال الظهـر يفسـده العجـب والتكـب ،أم ا
جال الوهر فله السبقية على الظهر ،وهو حسن
العتقاد ف ال ،وأن المال القيقي أن يفهم العبد
حقيقـة الياة ،فيسـتعي بال فـكمال العبوديـة،
ويرضى با قسمه له ف باب الربوبية ،وأن اللل
ـو ل الطلق القائم على الكمال والمال إنا ـ هـ
وحده .
-2 8الَي ّي
-2 9السّت ُي
صح عن ال نب أ نه قال( :إن الَ حلي ٌم
والسـرَ) ( ) ،وتقدم
118
سـيٌُ ،يحِبّ اليَا َء ّت
حيـي ِت
-3 0الكَبي
قال تعال :عَال الغيْـب والشهَاد ِة الكَـب ُي
ك بأن ال هو التعال [الرعد ،]9 :وقال :ذل َ
الق وأن مَا َي ْدعُون مِن دُونه البَاطِل وأن الَ هو
العَل ّي الكَب ُي [لقمان. ]3 0 :
والكـبي سـبحانه هـو الواسـع العظيـم عظمـة
مطل قة ف الذات وال صفات والفعال ،ف هو الذي
كرسـّه
وسـَع ِي
ِ كـب وعل فـذاتـه ،قال تعال:
والرضـ [البقرة ،]2 5 5 :وروي
َ ت
السـمَاوا ِ
ّ
عن ا بن عباس tأنه قال ( :ما ال سماوات السبع
125السابق (. )18
ـــ 142ـــ
والرضون ال سبع ف يد ال إل كخردلة ف يد
أحدكم) ( ) . 126
-3 2الوَا ِح ُد
الرضـ
ُ َومـتبَدل
قال ال سـبحانه وتعال :ي َ
ض وال سّماوات وَب َرزُوا ل الوا ِح ِد القهار
غْي َر الر ِ
[إبراهيم.]4 8 :
الواحد سبحانه هو القائم بنفسه النفرد بوصفه
الذي ل يفتقر إل غيه أزَل وأبَدا ،وهو الكامل ف
ذا ته وأ سائه و صفاته وأفعاله ،كان ول ش يء م عه
ـــ 147ـــ
ول شيء قبله ،ومازال بأسائه وصفاته واحدا أول
قبـل خلقـه ،فوجود الخلوقات ل يزده كمال كان
مفقودا ،أو يز يل نق صا كان موجودا ،فالوحدان ية
قائمـة على معنـالغنـبالنفـس والنفراد بكمال
الو صف ،خلق اللق بل مع ي ول ظه ي ،و من
انفرد باللق انفرد باللك ،فل يس ل حد ف مل كه
شرك ،وصلح العال بأسره قائم على وحدانيته ف
تدبيـ خلقـه ،فلو كان للعال إلان ربان معبودان
لفسد نظامه واختلت أركانه .
ومن الدعاء باسم ال الواحد ما صح أن َرسُول
صلَته وهو ج َد إذا َر ُج ٌل ق ْد قضى َ ال دَخل الس ِ
ك الوا ِح ُد
ك يَا أل بأن َيَتش ّه ُد فقال( :اللهمّ إن أسأل َ
ص َم ُد الذِي ْل يَل ْد و ْل يُول ْد و ْل َيكُن له كُفوا
الح ُد ال ّ
ك أنـت الغفو ُر ال ّرحِيـم، أح ٌد أن تغ ِف َر ل ذنو ب إن َ
ـــ 148ـــ
). (131
فقال َرسُول ال :ق ْد غ ِف َر له ثلَثا)
وصح أيضا أن النب كان يقول ف دبر كل
ك له، صلة إذا سلم( :ل إل َه إل ال و ْحدَه ل شرِي َ
اللكـ وله ال ْم ُد وهـو على كـل ش ْي ٍء قدِيرٌ،
ُ له
اللهمّ ل مَانِع لا أعْطيْت ول م ْعطِي لا مَنعْت ،ول
يَنف ُع ذا ا َل ّد مِنك ا َلدّ) ( ) .
132
-3 3القهّا ُر
-3 4الَق
ك الق ل إل َه إل ه َو
قال تعال :فتعال ال الل ُ
ش ال َكرِي [الؤمنون.]1 1 6 :
ب العر ِ
َر ّ
والقـ سـبحانه هـو التصـف بالوجود الدائم
والياة والقيومية والبقاء ،فل يلحقه زوال أو فناء،
وكل أوصاف الق كاملة جامعة للكمال والمال
والعظمـة واللل ،وهـو الذي يقـالقـويقول
الق ،وإذا و عد فوعده الق ،ودي نه حق وكتا به
حق ،و ما أخب عنه حق ،وما أمر به حق ،و هو
الذي يق الق بكلماته ويقطع دابر الكافرين .
ومن الدعاء باسم ال الق ما صح أن النب
ـــ 156ـــ
عـن النـب أنـه قال( :اللهمّ رَبّ جِبْرَائِيـل
سمَاواتِ والرض ومِيكَائِيل وإسرَافِيل ،فاطِرَ ال ّ
عال الغيْب والشهَا َدةِ ،أ نت تْ كم ب ي عِبَادِ كَ
فِيمَا كَانوا فِيه َيخْتلفون ،اه ِدنِي لا اخْتلف فِيه
م ِن القـ بإذنـك ،إنـك تدِي م َن تشاءُ إل
صِرَاطٍ مستقيم) ( ) .
137
ي
-3 6القو ُ
ِيفـب ِعبَادِه يَرزُق مَن يَشا ُء
قال تعال :ال لط ٌ
ي العزي ُز [الشورى. ]1 9 : وهو الق ِو ّ
والقوي هـو الوصـوف بالقوة الطلقـة ،ل
يغلبه غالب ول ينعه مانع ،ول يرد قضاءه راد ول
يدف عه دا فع ،و هو القادر على إتام فعله القوي ف
140حلية الولياء .118 /9
ـــ 159ـــ
بطشه وأخذه ،له اللق والمر ف ملكه ،قوي ف
ذاته ل يعتريه ضعف أو قصور ،قيوم ل يتأثر بوهن
أو فتور ،ينصر من نصره ويذل من خذله ،كتب
الغلبة لنفسه ورسله وجند وحزبه .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال القوي ما صح
عن النب أنه قال( :مَن تعا ّر مِن الليْل فقال :ل
إلهَـإل ال و ْحدَه ل شرِيكَـله ،له اللك وله ال ْم ُد
وهو على كل ش ْي ٍء قدِيرٌ؛ ال ْم ُد ل ،و ُسبْحان ال،
ـ إل ال ،وال أ ْكَب ُر ول حول ول قوة إل ول إلهـ َ
بال ،ثّ قال :اللهمّ اغفِر ل ،أو دَعا استجِيبَ ،فإن
توضّأ وصَلى قبلت صَلته) ( ) .
141
- 3 7التيُ
قال تعال :إن الَ هو ال ّرزّاق ذو القو ِة الِت ي
[الذاريات. ]5 8 :
والتيـسـبحانه هـو القوي فـذاتـه الشديـد
الوا سع ال كبي الح يط ،فل تنق طع قو ته ول تتأ ثر
قدرته ،فالتي هو القوي الشديد التناهي ف القوة
والقدرة ،الذي ل تتناقص قوته ول تضعف قدرته،
والذي ل يلحقـه فـأفعاله مشقـة ول كلفـة ول
تعبـٌ ،فال مـن حيـث إنـه بالغ القدرة تامهـا
143صحيح مسلم (. )2663
ـــ 162ـــ
قوي ،ومن حيث إنه شديد القوة متِي .
واسم ال التي يدعو به كل مؤمن ضعيف أو
مهزوم أو مقهور أو مظلوم أن يعينـه ال ويقويـه
وينحه ويعطية ،وأن يفرغ عليه صبا ويرجه من
كل بلء شديد وقع فيه ،وصح من حديث شداد
بن أوس tأ نه قال :كَان َر سُول ال يُعلم نا أن
ك
ك الثبَات فِي المر وأسأل َ نقول( :اللهمّ إن أسأل َ
ك ُش ْك َر ِن ْعمَتـك وحُسـن عزيَـة الرّش ِد وأسـأل َ
ك لسَانًا صَا ِدقًا وقلبًا سَليمًا ،وأعُوذ
ِعبَادَتك ،وأسأل َ
ك مِن خْي ِر مَا تعْلم
بكَـمِن ش ّر مَا تعْلم ،وأسـأل َ
وأسـتغ ِف ُر َك ِممّاـ تعْلم ،إنـك أنـت علم ال ُغيُوب)
( ).
144
-3 8ا َل ّي
إلهـإل هـو فا ْدعُوه
قال تعال :هـو اليّ ل َ
مْلصِي له الدّين [غافر. ]6 5 :
والي سبحانه هو الدائم ف وجوده الباقي حيا
بذاتـه على الدوام أزل وأبدا ،ل تأخذه سـنة ول
ـــ 164ـــ
نوم ،وهذا الوصـف ليـس لسـواه ،فأي طاغوت
عبـد مـن دون ال ،إن كان حيـا فحياتـه تغالبهـا
الغفلة والسنات ،وإن قاومها وأراد البقاء عددا من
السـاعات ،فإن النوم يراوده ويأتيـه فضل عـن
حتميـة الوت الذي سـيوافيه ،فل ينفرد بكمال
الياة ودوامها باللزوم إل الي القيوم .
ومن الدعاء باسم ال الي ما صح عن ال نب
أ نه قال( :مَن قال :أ ستغ ِف ُر ال الذِي ل إل َه إل
ب إليْه ،غ ِف َر له وإن كَان ف ّر
هو اليّ القيّوم وأتو ُ
مِن ال ّزحْف) ( ) .
145
-3 9القيّو ُم
إلهـإل هـو اليّ القيّوم ل
قال تعال :ال ل َ
تأخُذه سِنة ول نو ٌم [البقرة. ]2 5 5 :
والقيوم سبحانه هو القائم بنفسه الباقي بكماله
وو صفه على الدوام أزل وأبدا دون تغ ي أو تأث ي،
والقائم بتدبيـ أمور خلقـه فـ إنشائهـم وتول
أرزاق هم وتد يد آجال م وأعمال م ،و هو العل يم
ـــ 167ـــ
ب ستقرّهم وم ستودعهم ،و هو الذي يقوم به كل
موجود حتـ ل يُتصـور وجود شيـء ول دوام
وجوده إل بقيوميته وإقامته له .
ومـن الدعاء باسـم ال القيوم مـا صـح مـن
حديث أنس tف الدعاء باسم ال العظم( :الله ّم
ك ال ْم َد ل إل َه إل أنت النان َبدِي ُع
ك بأن ل َ
إن أسأل َ
ت والرض يَا ذا الَلل وال ْكرَا ِم يَا حيّ يَا سمَاوا ِ
ال ّ
.
147) (
قيّوم إن أسألكَ)
و من حد يث أن سِ أي ضا tأ نه قال( :كَان
النـب إذا َكرَبـه أمْرٌ ،وفـ روايـة أخرى إذا
حيـ ي َا قيّوم ب َر ْحمَتـك
حزبـه أمـر قال :ي َا ُ
أستغيث) ( ) .
148
ـــ 169ـــ
[البقرة. ]2 5 5 :
والعلي سبحانه هو الذي عل بذاته فوق جيع
خلقــه ،فاســم ال العلي دل على علو الذات
والفوقيـة ،فهـو سـبحانه عال على عرشـه بكيف ية
حقيقية معلومة ل مهولة لنا ،ودائما ما يقترن اسم
ال العلي باسه العظيم ،وكذلك عند ذكر العرش
والكرسي ،ولا ذكر ال إعراض اللق عن عبادته
أعلم نـبيه فـ أعقاب ذلك أنـه اللك الذي ل
يزول عن عرشه بإعراض الرعية كشأن اللوك من
خل قه ،ل نه ال ستغن بذا ته ،اللك ف ا ستوائه ل
يفتقر إل أحد ف قيام ملكه أو استقراره ،ومن قال
لنبيه :فإن تولوا فقل حسب ال ل إل َه إل هو
ش العظِي ِم [التوبة:
عليْه توكّلت وهو َربّ العر ِ
،]1 2 9واليات كثية وواض حة ف إثبات علو
الذات والفوقية ،والثابت الصحيح أن معان العلو
ـــ 170ـــ
عنـد السـلف ثلثـة معان دلت عليهـا أسـاء ال
الشت قة من صفة العلو ،فا سم ال العلي دل على
ـه العلى دل على علو الشأن، علو الذات ،واسـ
واسه التعال دل على علو القهر .
ومن الدعاء باسم ال العلي ما صح من حديث
عبادة tأن النب قال( :مَن تعا ّر مِن الليْل فقال
ك له ،له
حِي يَستيقِظ :ل إل َه إل ال و ْحدَه ل شرِي َ
اللك وله ال ْم ُد وهو على كل شيء قدِيرٌُ ،سبْحان
ال ،وال ْم ُد ل ول إل َه إل ال ،وال أ ْكَبرُ ،ول حول
ول قوة إل بال العلي العظِي ِم ،ثّ دَعا :رَب اغفِر
ل غ ِفرَ له) ( ) ،ومن حديث أب هريرة tأن
149
و صح من حد يث ع بد ال بن عمرو tعن
النب أنه كان إذا دخل السجد قال( :أعُوذ بال
العظِي ِم وبوجْهه ال َك ِر ِي وسُلطانه الق ِد ِي مِن الشيْطا ِن
- 4 2الشكُو ُر
ـ حسـَنا
قال ال تعال :إن تق ِرضُوا الَ قرض ا
حليمـ
لكمـوال شكو ٌر ٌلكمـويَغفِر ْ
ُيضَاعِفـه ْ
[التغابن. ]1 7 :
والشكور سبحانه هو الذي يزكو عنده القليل
مـن أعمال العباد ،ويضاعـف لمـ الزاء فيثيـب
الشا كر على شكره ،وير فع درج ته وي ضع ع نه
وزره ،فشكـر العبـد ل تعال ثناؤه عليـه بذكـر
إحسانه إليه ،وشكر الق للعبد ثناؤه عليه بذكر
طاعته له .
ـــ 177ـــ
والشكور سبحانه هو أول ب صفة الش كر من
كـل شكور بـل هـو الشكور على القيقـة؛ فإنـه
يعطي العبد ويوفقه لا يشكره عليه ،ويشكر القليل
من الع مل والعطاء فل ي ستقله ،ويش كر ال سنة
بع شر أمثال ا إل أضعاف مضاع فة ،ويش كر عبده
بأن يثن عليه بي ملئكته وف ملئه العلى ،ويلقي
له الش كر ب ي عباده ،ويشكره بفعله ،فإذا ترك له
شيئا أعطاه أفضل منه ،وإذا بذل له شيئا رده عليه
أضعا فا مضاع فة ،و هو الذي وف قه للترك والبذل،
وشكره على هذا وذاك .
ومن الدعاء با يناسب اسه الشكور قوله تعال
:رَب أوزعنِـي أن أشك َر عـن سـليمان
ِن ْعمَتك التِي أنعمْت عليّ وعلى وال َديّ وأن أ ْعمَل
ِكـ
صـَالا ترضَاه وأ ْدخِلن ِي ب َر ْحمَتـك ف ِي ِعبَاد َ
الصّالِي [النمل. ]1 9 :
ـــ 178ـــ
وقوله :رَب أوزعنِي أن أشك َر ِن ْع َم تك التِي
أنعمْت عليّ وعلى وال َديّ وأن أ ْعمَل صَالا ترضَاه
ك وإنـمِن ح ل فِي ذريّتِي إنـتبْت إلْي َ وأ صْل ْ
السلمِي [الحقاف. ]1 5 :
وصح أن رسول ال أخذ بيد معاذ tوقال
له ( :يا معاذ وال إ ن لح بك ،وال إ ن لح بك،
ك يَا معاذ ل تدَعن ف ُدبُر كل صَلة فقال :أوصِي َ
تقول :اللهمّ أ ِع ن على ِذ ْك ِر َك و ُش ْك ِر َك و ُح س ِن
ِعبَادَتك) ( ) .
156
ـــ 181ـــ
عِن َد الكَرب ،ل إل َه إل ال العظِيم الليم ،ل إل َه إل
ش العظِي مِ)
ت والرض رَبّ العر ِ سمَاوا ِ ال رَبّ ال ّ
( ). 158
- 4 4الوا ِس ُع
الدليــل على الســم قول ال تعال :ول
ب فأيْنمَا تولوا فثمّ وجْه ال إن الَ
الشرِق والغ ِر ُ
وا ِس ٌع علي ٌم [البقرة. ]1 1 5 :
والوا سع سبحانه هو الذي و سع عل مه ج يع
160صحيح مسلم (. )17
161صحيح الترغيب والترهيب (. )819
ـــ 183ـــ
العلومات ،ووسعت قدرته جيع القدورات ووسع
سـعه جيـع السـموعات ،ووسـع رزقـه جيـع
الخلوقات ،فله مطلق المال والكمال فـ الذات
والصفات والفعال ،وهو الكث ُي العطا ِء يده سحاء
الل يل والنهار ،و سعت َر ْح َم ته كل ش يء ،و هو
الحيط بكل شيء .
و من الدعاء ب ا ينا سب ا سم ال الوا سع قوله
تعال عن نبيه شعيب :و سِع رَبنا كل ش ْي ٍء
ح بين نا وب ي قو ِم نا
عِل ما على ال توكّل نا َرّب نا افت ْ
بالق وأنت خْي ُر الفاِتحِي [العراف. ]8 9 :
وسـعْت
ـ ِ وقوله تعال عـن حلة العرشَ :ربّن ا
كل ش ْي ٍء َرحْمَة وعِل ما فاغفِر لل ِذ ين تابُوا واتبعُوا
تب ا َلحِي ِم َربّنا وأ ْدخِله ْم جَنا ِ
ك وقِه ْم عذا َ سَبيل َ
ع ْد ٍن التِي وعد ُت ْم ومَن صَلح مِن آبَائِه ْم وأزْواجِه ْم
م إنك أنت العزي ُز الكِيم [غافر7 / 8 : وذرّيات ْ
ـــ 184ـــ
].
وصـح مـن حديـث عوف بـن مالك tأن
رسول ال صلى على جنازة فقال( :اللهمّ اغفِر
له وارحه ،وعافِه واعْف عنه ،وأ ْك ِر ْم نزُله ووس ْع
والثلجـ والَب َر ِد ونقـه م ِن
ِ مدْخله ،واغسـِله بالا ِء
ب الب يض مِن الدن سِ، الطايَا كَمَا نقيْت الثو َ
وأْبدِله دَارًا خْيرًا مِـن دَارِه ،وأهل خْيرًا مِـن أهله،
وزَوجًا خْيرًا مِن زَوجِه وأ ْدخِله ا َل نة ،وأعِذه مِن
عذاب القْبرِ ،أو مِن عذاب النار) ( ) .
162
- 4 5العَلي ُم
سمِي ُع
سَي ْكفِيكَهم الُ وه َو ال ّ
قال ال تعال :ف َ
العلِيم [البقرة. ]1 3 7 :
والعليم سبحانه هو الذي َعلِم ما كان ،وما هو
كائن ،ومـا سـيكون ،ومـا لو كان كيـف يكون،
أحاط عِلمه بميع الشياء ظاهرها وباطِنها ،دقِيقها
وجليل ها ،ف ما من صغية و كبية ف خل قه إل
وتعلقت بعلمه ،فعلمه بالشيء قبل كونه هو سر
ال ف خل قه ،ضن به على عباده ،ل يعل مه ملك
مقرب ول نب مرسل ،وهذا علم التقدير ،ومفتاح
ـــ 186ـــ
ما سيصي إل يوم الفصل عند تقرير الصي ،من
هم أهل النة ؟ ومن هم أهل السعي ؟ فكل أمور
الغ يب قدر ها سبحانه ف الزل ،ومفتاح ها عنده
وحده ول يزل .
وكذلك علمه بالشيء وهو ف اللوح الحفوظ
ب عد كتاب ته ،وق بل إنفاذ أمره ومشيئ ته ،فال تعال
ك تب مقاد ير اللئق ف اللوح الحفوظ ق بل أن
يلقهم بمسي ألف سنة ،ث علمه سبحانه بالشيء
حال كو نه وتنفيذه ،وو قت خل قه وت صنيعه ،ف هو
الذي يعلم ما تمل كل أن ثى و ما تغ يض الرحام
وما تزداد ،وهو الذي يعلم ما يلج ف الرض ،وما
يرج منها ،وما ينل من السماء ،وما يعرج فيها،
ـ مـن فوق ـ مـن صـغية ول كـبية إل توله ا وم ا
عرشه .
ث عل مه سبحانه بالش يء ب عد كو نه وتلي قه
ـــ 187ـــ
وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتقيقه ،فال عال با
كان وما هو كائن وما سيكون وما لو كان كيف
يكون على ما اقتضته حكمته البالغة .
ومـن الدعاء باسـم ال العليـم قوله تعال عـن
سمِي ُعإبراه يم :رَب نا تقبّل ِم نا إنك أنت ال ّ
العليــم [البقرة ،]1 2 7 :وقوله :وإمّاــ
َينَغ نك مِن الشيْطا ِن نزْغ فا ستعِذ بال إ نه َسمِي ٌع
عليمـ [العراف ،]2 0 0 :وقـد صـح مـن ٌ
حد يث أ ب سعيد tأن ال نب قال( :أعُوذ بال
سمِي ِع العلي ِم مِن الشيْطا ِن ال ّرجِي ِم مِن َهمْزه ونفخِه
ال ّ
. )163 (
ونفثه)
و من دعاء ال نب ( :اللهمّ رَبّ جِبْرَائِ يل
سمَاواتِ والرض ومِيكَائِيل وإسرَافِيل ،فاطِرَ ال ّ
ـــ 190ـــ
ل ف عل مه ،وأنه مه ما بلغ عل مه ففوق كل ذي
علم عليـم ،ومـن ثـ يرص على دوام التذلل له
والفتقار ،ويبلغ العلم ول يحده عنـد السـؤال،
ويزداد بعلمـه قربـة لربـه لن التقوى مفتاح العلم
بال كما قال :واتقوا ا َل ويُعلمكم ال وال بكل
ش ْي ٍء علي ٌم [البقرة. ]2 8 2 :
ب
- 4 6التوَا ُ
الدليـل على السـم قوله تعال :فتلقـي آدَم
ب ال ّرحِيم
ب عليْه إنه هو التوا ُ
ت فتا َ
مِن رَبه كَلما ٍ
[البقرة. ]3 7 :
والتواب سـبحانه هـو الذي يقبـل التوبـة عـن
عباده حال ب عد حال ،ف ما من ع بد ع صاه وبلغ
ع صيانه مداه ،ث ر غب ف التو بة إل يه إل ف تح له
ـ ل تغرغـر
أبواب رحتـه ،وفرح بتوبـة وعودتـه م ا
ـــ 191ـــ
النفس أو تطلع الشمس من مغربا .
والتواب هو الذي ير جع إل يه تي سي أ سباب
التو بة لعباده مرة بعـد أخرى ،ب ا يُظهره ل م مـن
آياته ،ويسوق إلي هم من تنبيهاته ،ويطلعهم عليه
مـن تويفاتـه وتذيراتـه ،حتـإذا اطلعوا بتعريفـه
على خطـر العاصـي والذنوب اسـتشعروا الوف
ـر ويتوب، ـه فعادوا إل التواب لعله يغفـبتخويفـ
فتوبـة ال على عبده نوعان :إذن وتوفيـق وإلام،
وقبول وإثابة وإكرام .
ومـن الدعاء باسـم ال التواب مـا صـح مـن
حديث ابن عمر tأنه قال( :كنا لن ُع ّد ل َرسُول ال
ب
س الوا ِح ِد مِائة مَرةٍ :رَب اغفِر ل وت ْ
ف الجْل ِ
،ومـن) 165 (
التوابـ ال ّرحِيـم)
ُ علي إنـك أنـت
ـــ 194ـــ
وأ ضل وهدى ،وم نع وأع طى ،ف هو الُح ِك ُم للق
الشياء على مقتضى حكمته ،وهو الكيم ف فعله
وخل قه حك مة تا مة اقت ضت صدور هذا اللق،
ونتج عنها ارتباط العلول بعلته والسبب بنتيجته،
وتي سي كل ملوق لغاي ته ،وإذا كان ال يف عل
ما يشاء ول يرد له قضاء ،ما شاء كان ،وما ل يشأ
ل يكـن ،إل أنـه الكيـم الذي يضـع الشياء فـ
مواضعها ويعلم خواصها ومنافعها ويرتب أسبابا
ونتائجها فكما ل يرج مقدور عن علمه ومشيئته
وقضائه وقدر ته ،فهكذا ل يرج ش يء عن عدله
وحكم ته ،فم صدر ذلك الك مة ال ت دل علي ها
اسه الكيم .
و من الدعاء با سم ال الك يم ما ورد ف قول
ال تعالَ :ربّنا ل تعَلنا فِتنة للذِين كَفرُوا واغفِر
لنا َربّنا إنك أنت العزي ُز الكِيم [المتحنة،]5 :
ـــ 195ـــ
وث بت أن أعراب يا جاء إل ر سول ال فقال:
إلهـ إل ال
(علمْنِي كَلمًا أقوله ،قال :قـل ل َ
وحْدَه ل شرِيكَ له ،ال أكَْبرُ كَبيًا ،والمْدُ ل
سـبْحان ال رَب العالِيـ ،ل حول ول كثيًاُ ،
قوة إل بال العز يز الكِي مِ ،قال :فهَؤُلءِ لرَب،
فم َا ل ؟ قال :قـل اللهم ّ اغف ِر ل وارحنـ
واه ِدنِي وارزقنِي) ( ).
167
ن
- 4 8الغ ُ
ت ومَا فِي
السـمَاوا ِ
قال تعال :له مَا فِي ّ
الرض وإن الَ لو الغِنيّ المِي ُد [الج]6 4 :
.
والغ ن سبحانه هو ال ستغن عن اللق بذا ته
ـ فقراء إل إنعامـهوصـفاته وسـلطانه ،واللق جيع ا
وإحسانه ،فل يفتقر إل أح ٍد ف شي ٍء وكل ملوق
مفتقر إليه ،وهذا هو الغن الطلق ول يُشارِك َه فيه
غيُه .
ـــ 197ـــ
والغن أيضا هو الذي يُغن من يشا ُء من عِباده
على قدر حكمتـه وابتلئه ،وأي غنـ سـوى ال
فغناه نسب مقيد ،أما غن الق سبحانه فهو كامل
مطلق .
ـ بلغ الخلوق ف غناه فهـو فقيـإل ال ومهم ا
ـر واللكـبحانه النفرد باللق والتقديـ
ـه سـ لنـ
والتدبي ،فهو الالك لكل شيء التصرف بشيئته
ـ يشاء مـنفـخلقـه أجعيـ ،يعطـي من يشاء م ا
ـ ي صه مـن حياتـه فضله ،وقسـم لكـل ملوق م ا
ورزقه ،عطاؤه ل يتنع ،ومدده ل ينقطع وخزائنه
ملى ل تنفـد ،واتصـاف غيـال بالغنـل ينـع
كون القـ متوحدا فـغناه وهذا واضـح معلوم
مضطرد ف جيع أوصافه بدللة اللزوم .
ومن الدعاء باسم ال الغن ما ثبت من حديث
أم الؤمنيـ عائشـة رضـي ال عنهـا فـ دعاء
ـــ 198ـــ
الستسقاء أن النب قال( :وق ْد أ َمرَكم ال أن
ب لك مْ ،ثّ قال :المْدُ ت ْدعُوه ووعدَك ْم أن يَستجِي َ
َومـ
َلكـ ي ِ
ِيمـ م ِ َنـ ال ّرح ِ
ل رَب العالِيـ ال ّر ْحم ِ
الدّي نِ ،ل إل هَ إل ال يَفعل مَا يُرِيدُ ،اللهمّ أنت
إلهـ إل أنـت الغنِي ونْن الفقرَاءُ ،أنزل ال ل َ
عليْنا الغيْث ،واجْعل مَا أنزَلت لنا قوة وبَلغا
إل حِيٍ) ( ) .
168
169السابق ( . )4424
170صحيح البخاري (. )6007
ـــ 200ـــ
ويعلم أنه مستخلف ف أرضه مبتلى ف ملكه؛ فيد
الفضـل لربـه ،ويشكره على نعمـه ،لعلمـه أن ال
متوحد ف غناه .
وأ ما أثره ال سم على من ابتله ال بال نع ف هو
ـ عـن سـؤال غيـال، ظهوره بظهـر الغنـتعفف ا
وعل مه أن الغ ن غ ن الن فس ،ول ين عه تعف فه أن
ـ للفضـل وزيادة فـال جر يأخـذ بال سباب طلب ا
وحفا ظا على النع مة ،لتقو ية الن فس وال مة على
جهادها ف الدعوة إل ال .
- 4 9الكَر ُي
ك
قال ال تعال :يَا أّيهَا النسَان مَا غر َك برَب َ
ال َك ِر ِي [النفطار. ]6 / 7 :
الكر ي سبحانه هو الوا سع ف ذا ته و صفاته
وأفعاله ،مـن سـعته وسـع كرسـيه السـماوات
ـــ 201ـــ
والرض ،و من سعة عر شه و صف بالكرم ،و هو
سبحانه الكري له الجد والعزة ،والرفعة والعظمة
والعلو والكمال فل س ّي له كما قال :هَل تعْلم
له َس ِميّا [مري ،]6 5 :وهو الذي كرّم النسان
لا حل المانة فشرفه وابتله واستخلفه ف أرضه
وأ ستأمنه ف مل كه ،وفضله على كث ي من خل قه
تفضيل .
و هو الذي ب شر عباده الؤمن ي بال جر الكر ي
الواسـع والغفرة الواسـعة والرزق الواسـع وهـو
الواد الذي ل ينفـذ عطاؤه ول ينقطـع سـحاؤه،
الذي يعطي ما يشاء لن يشاء وكيف يشاء بسؤال
وغ ي سؤال ،و هو الذي ل ين إذا أع طى فيكدر
العطية بالن ،وهو سبحانه يعفو عن الذنوب ويستر
العيوب ويازي الؤمنيـ بفضله ويازي العصـاة
بعدله فأي كرم ف الوجود يسمو إل كرمه ؟ .
ـــ 202ـــ
ومـن الدعاء باسـم ال الكريـمـا صـح مـن
حديـث علي بـن أبـطالب tأنـه قال( :قال ل
ت إذا قلت هن غف َر ك كَلما ٍ
َر سُول ال :أل أعلم َ
ك وإن كنت مَغفورًا ل كَ ،قال :قل ل إل َه إل ال ل َ
ال العل ّى العظِيم ،ل إل َه إل ال الليم ال َكرِي ،ل إل َه
ش العظِيمِ) ( ).
171
إل الُ ،سبْحان ال رَب العر ِ
وكان النـب إذا دخـل السـجد قال( :أعُوذ
بال العظِي ِم وبو ْج هه ال َكرِيِ ،و سُلطانه القدِيِ مِن
ذلكـ قال الشيْطان:
َ ْطانـ ال ّرجِيمـِ ،فإذا قال
الشي ِ
. ) 172(
ُحفِظ مِن سَاِئ َر اليَوم)
و من آثار توح يد السلم ل ف ا سه الكر ي أن
يتحلى بوصـف الكرم والسـخاء والود والعطاء،
- 5 0ال َح ُد
قال تعال :قلْ هُوَ ال أحَدٌ
[الخلص. ]1 :
ص َم ٌد
- 5 1ال ّ
قل هو الدل يل على ال سم قول ال تعال:
ـــ 207ـــ
ال أحد ال الصّم ُد [الخلص. ]1 / 2 :
وال صمد سبحانه هو ال سيد الذي له الكمال
الطلق ف كل شيء ،وهو الستغن عن كل شيء،
و كل من سواه مفت قر إل يه ،ي صمد إل يه ويعت مد
عليه ،وهو الدائم الكامل ف جيع صفاته وأفعاله ل
نقص فيه بوجه من الوجوه ،وليس فوقه أحد ف
كماله ،وهو الذي يصمد إليه الناس ف حوائجهم
ـ
وسـائر أمورهـم ،فالمور أصـمدت إليـه وقيامه ا
وبقاؤها عليه ،ل يقضي فيها غيه ول يضي فيها
إل أمره وقدره ،وهـو القصـود إليـه فـالرغائب
والستغاث به عند الصائب الذي يطعم ول يطعَم،
ول يلد ول يولد .
ومن الدعاء بالسم ما صح من حديث بريدة
tأن النب سع رجل يقول( :اللهم إِن أسألك
بأ نك أ نت ال الح ُد ال صّم ُد الذِي ل يلد ول يولد
ـــ 208ـــ
ول يك ُن له كُفوا أحدٌ ،فقال رَسـُول ال :لقـد
سَأل ال باسه العظم الذِي إِذا ُسئِل به أعطَى وإِذا
دُعي به أجَابَ) ( ).
176
ج َد فإذا َر ُج ٌل
وثبت أيضا أن النب دَخل الس ِ
صلَته و هو يتشه ُد فقال( :الل هم إ ن قد ق ضى َ
أ سألك يا أل بأ نك الوا ِح ُد الح ُد ال صّم ُد الذِي ل
يلد ول يولد ول يكُــن له كُفوا أح ٌد أن تغف َر ل
ذنو ب إ نك أ نت الغفور الر ِح يم ،فقال َر سُول ال
:قد غف َر له ثلَثا) ( ) .
177
ب
- 5 2القرَي ُ
قال تعال :قـل إِن ضَللت فإِناـ أض ِل عَلى
نف سِي وِإ ِن اهتدَيت فبما يوحِي إِل رَب إِنه سَمي ٌع
قريب [سبأ. ]5 0 :
والقر يب سبحانه هو الذي يقرب من خل قه
كما شاء وكيف شاء ،وهو من فوق عرشه أقرب
إل عبده مـن حبـل الوريـد ،فالخلوقات كلهـا
بالن سبة إل يه تتقارب من صغرها إل عظ مة ذا ته
و صفاته ،ول يقدر أ حد على إحا طة ب عد ما ب ي
العرش والرض من سعته وامتداده ،وهو سبحانه
يسـمع ويرى وهـو بالنظـر العلى وعلى العرش
ـــ 210ـــ
استوى ،فهو القريب العليم بالسرائر الذي يعلم ما
تكنـه الضمائر ،وهـو سـبحانه قريـب بالعلم
والحاطـة والقدرة فيمـا يتعلق باللئق أجعيـ،
وقر يب بالل طف والن صرة وهذا خاص بالؤمن ي،
من تقرب منه شبا تقرب منه زراعا ومن تقرب
م نه زراعا تقرب منه باعا ،و هو أي ضا قريب من
ـن يطلعون على قوله ـه الذيـ عبده بقرب ملئكتـ
وفعله ويدونون كـل صـغية وكـبية مـن سـعيه
وكسبه .
ـ صـح مـن ومـن الدعاء باسـم ال القريـب م ا
حديث معاذ tمرفوعا( :اللهم إِن أسألك حُبك
وحُب من ي بك ،وحُب عَم ٍل يقرب إِل ُح بك)
( ) ،و صح من حد يث عائ شة ر ضي ال عن ها 178
ب إِليها من
مرفوعا( :اللهم إِن أسألك الَنة وما قر َ
ب
- 5 3الجي ُ
قلبـ ل
ٍ مرفوعـا( :اللهـم إنـ أعُوذ بـك مـن
يشعُ ومن نفسٍ ل تشبَعُ وعلم ل ينفعُ ودَعوةٍ
ل يستجَاب لا) ( ) .
181
- 5 4الغفو ُر
قال تعال :نب ْئ عبَادِي أن أنا الغفور الرحِيم
[الجر . ]4 9
والغفور سبحانه هو الذي يستر العيوب ويغفر
الذنوب مه ما كان مقدار ها ،ومه ما تعاظ مت
النفـس وتادت فـ جرمهـا وعصـيانا فهـو
سـبحانه يغفـر الكبائر والصـغائر جيعهـا ،فلو
أراد العبـد الرجوع إل الرب فإن باب الغفرة
مفتوح ف كل وقت ما ل تغرر النفس أو تطلع
ـــ 215ـــ
الشمس من مغربا .
ومن الدعاء بالسم ما صح أن أبا بكر الصديق
لتِي
tقال للنب ( :عَلمنِي ُدعَا ًء أدعُو به ف صَ َ
قال :قل اللهم إِن ظلمت نف سِي ظلما كِثيًا
ولَ يغفر الذنوبَ إل أنت ،فاغفر ل مغفرَة من
عندِك ،وارحن ِي إِنـك أنـت الغفور الرحِيـم)
( ).
182
- 5 5الوَدو ُد
َرشـ
قال تعال :وهـو الغفور الودُود ذو الع ِ
الجِي ُد [البوج. ]1 4 / 1 5 :
والودود سـبحانه هـو الذي يبـ رسـله
وأولياءه ،ويتودد إليهـم بالغفرة والرحةـ فيضـى
عنهم ويتقبل أعمالم ويوددهم إل خلقه فيحبب
عباده فيهم ،وال سبحانه ودود يؤيد رسله وعباده
ـــ 217ـــ
الصالي بعيته الاصة فل ييب رجاءهم ول يرد
دعاءهم ،وهو عند حسن ظنهم به ،وهو الودود
لعا مة خل قه بوا سع كر مه و سابغ نع مه يرزق هم
ويؤخر العقاب عنهم لعلهم يرجعون إليه .
ومن الدعاء باسم ال الودود( :اللهم ذا البل
الشدِي ِد والمر الرشِيدِ ،أسألك المن يوم الوعيدِ،
معـالقربيـالشهودِ ،الركـع والَنـة يوم اللودَِ ،
سجُو ِد الوفي بالعُهودِ ،إِنك َرحِيم ودُودٌ ،وأنتال ّ
. ) 183 (
تفعل ما تريدُ)
ومن دعاء أب معلق النصاري tوكان قد
تعرض للهلك على يد سارق( :اللهم يا ودود
يا ذا العرش الج يد ،يا فعال ل ا ير يد ،أ سألك
بعزتـك التـ ل ترام وملكـك الذي ل يضام
- 5 6ال َو ّل
الدليـل على السـم قوله تعال :وهـو الذِي
ينل الغ يث من بَع ِد ما قنطُوا وين شر َر َح ته و هو
184الصابة ف تييز الصحابة ( . )1 0 5 5 1
ـــ 219ـــ
الول الميد [الشورى. ]2 8 :
والول سـبحانه هـو التول لمور خلقـه القائِم
على تدبي ملكه ،الذي يسك السماء أن تقع على
الرض إل بإذنـه ،ووليـة ال لعبده على وجهيـ
يشملهما معن السم ،الوجه الول :الولية العامة
وهـي وليـة ال لشئون عباده وتكفله بأرزاقهـم
وتدبيه لحوالم وتكينهم من الفعل والستطاعة،
وذلك بتيسـي السـباب ونتائجهـا وترتيـب
العلولت على عللها ،الوجه الثان :الولية الاصة
و هي ول ية ال للمؤمن ي ول ية ح فظ وتدب ي
وعصمة ومبة ونصرة ،سواء كان تدبيا كونيا
أو شرعيـا؛ وشرطهـا اليان وتقيـق الخلص
والتابعة .
ومن الدعاء باسم ال الول ما صح من حديث
أنس tمرفوعا( :يا ول السلم وأهله ثبتن حت
ـــ 220ـــ
ألقاك) ( ) ،و ف روا ية أخرى ( :يا ول ال سلم
185
ـــ 222ـــ
حديث كعب بن عُج َرَة tأنه قال ( :سَألنا َر سُول
صلَة عَليكُمال فقل نا :يا َر سُول ال ،ك يف ال ّ
ت فإِن ال قد عَلم نا ك يف ن سَلم ؟ قال: أ هل البَي ِ
قولوا :الل هم صَل عَلى مم ٍد وعَلى آل مم ٍد ك ما
صَليت عَلى إِبرَاه يم وعَلى آل إِبرَاه يم ِإ نك حي ٌد
ـ
مِيدٌ ،اللهـم بَارك ْـعَلى مم ٍد وعَلى آل مم ٍد كم ا
بَارَكْت عَلى إِبرَاه يم وعَلى آل إِبرَاه يم ِإ نك حي ٌد
مِيدٌ) ( )،
187
ظ
- 5 8الَفي ُ
- 5 9الجِي ُد
ت
قال تعال :قالوا أتعجَبي من أ مر ال رح ُ
ت ِإ نه حي ٌد ِم يد
ال وَبرَكا ته عَليكُم أ هل البَي ِ
[هود. ]7 3 :
والج يد سبحانه هو الذي عل وارت فع بذا ته
فوق كل شيء ،له الجد ف أسائه وصفاته وأفعاله
فمجد الذات اللية بيّن ف وعلوه واستوائه على
عرشه ،وكيفية جال الذات أو كيفية ما هو عليه
أمر ل يدركه سواه ول يعلمه إل ال ،وليس عند
ـــ 228ـــ
الخلوقي منه إل ما أخب به عن نفسه من كمال
وصفه وجلل ذاته وكمال فعله ،أما مد أوصافه
فله علو الشأن فيها ل سي له ول نظي ول شبيه له
ول مث يل ،فالجد و صف جا مع ل كل أنواع العلو
ال ت يت صف ب ا العبود ،وعظم ته ف علوه عظ مة
حقيق ية ف هو الج يد ح قا و صدقا ،وم د الظال ي
زورا وإف كا ،وأي عا قل سيقر ب جد أفعاله وبالغ
كرمه وإنعامه ووجوده وإحسانه ،فهو الذي أوجد
الخلوقات وحفظهـا وهداهـا ورزقهـا ،فسـبحان
الجيد ف ذاته وصفاته وأفعاله .
ومن الدعاء با يناسب اسه الجيد ما صح من
حديث أب سعيد tأن رسول ال كان إذا قام
من الليل كب ث يقول ( :سُبحانك اللهم وبمدِك
وتبَارَك اسك وتعَال جَدك و َل إِله غيك ،ث يقول:
ل إِله إل ال ث َل ثا ،ث يقول :ال أ ْكبَر كبيا ث َل ثا،
ـــ 229ـــ
أعُوذ بال ال سّميع العَليم من الشيطَا ِن الرجِيم من
هزه ونفخِه ونفثِه) ( ) .
192
ح
- 6 0الفَتا ُ
ح بَين نا
قال تعال :قل يم ُع بَين نا رَب نا ث يفت ُ
ح العَليم [سبأ. ]2 6 : بالق وهو الفتا ُ
والفتاح سبحانه هو الذي يف تح أبواب الرح ة
والرزق لعباده أجعي ،ويفتح أبواب الحنة والفتنة
لبتلء الؤمن ي ال صادقي وتييز هم عن الاحد ين
والشركيـ ،وهـو الذي يفتـح على عباده بواسـع
كرمـه وفضله فيبدعوا بعقولمـفـإعمار أرضـه،
ويهتدوا في ما ا ستخلفهم بوح يه وشر عه ،فيؤمنوا
بربوبي ته ويققوا التوح يد ف ألوهي ته ،ويف تح ما
يشاء عليهـم بكمتـه ،وعلى مـا قضاه فـخلقـه
بتقديره وقدر ته ،والفتاح سبحانه هو الذي يكم
ـــ 231ـــ
بي عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يتلفون .
ومن الدعاء با يناسب اسه الفتاح ما ورد ف
ـ بال ق
ـ وبَيـقومن ا
ـ افتـح بَينن ا
قوله تعال :رَبن ا
ح ي [العراف ،]8 9 :و صح وأ نت خ ي الفاِت ِ
من حديث أب حيد tأن النب قال( :إِذا دَخل
أبوابـ
َ ج َد فليقـل :اللهـم افتـح ل أحدكُم السـ ِ
ج فلي قل الل هم ِإ ن أ سألك من رَح تك ،وإِذا خ َر َ
فضْلك) ( ) .
193
- 6 1الشّهي ُد
الدليـل على السـم قوله تعال :وهـو عَلى
ك ُل شي ٍء شهي ٌد [سـبأ ،]4 7 :فالسـم ورد
مقرونا بالعلو والفوقية ،وهو يزيد الطلق كمال
على كمال .
والشهيد سبحانه هو الرقيب على خلقه أينما
كانوا وحيث ما كانوا ،حا ضر شه يد ،أقرب إلي هم
مـن حبـل الوريـد ،يسـمع ويرى ،وهـو بالنظـر
العلى ،وعلى العرش اسـتوى ،فالقلوب تعرفـه،
194صحيح الامع ( . )5 6 4 8
ـــ 233ـــ
والعقول ل تكيفـه ،شهادتـه للقـه شهادة إحاطـة
شاملة ،تشمل العلم والرؤية والتدبي والقدرة .
والشهيـد سـبحانه هـو الذي شهـد لنفسـه
بالوحدانية والقيام بالقسط ،وشهادته حكم وقضاء
وإعلم ،وبيان وإخبار وإلزام ،فال يشهـد بصـدق
الؤمني إذا وحدوه ،ويشهد لرسله وملئكته فيما
نقلوه أو بلغوه ،وشهادتـه لنفسـه بالوحدانيـة فوق
كل شهادة ،وأقسم أنه سيلقي عباده ب عد الوت
وعند العادة .
و من الدعاء ب ا ينا سب ال سم ما صح من
حد يث أ ب هريرة tأن ال نب قال ( :من قال:
اللهم إِن أشهدُك وأشهد م َلئِكتك وحل َة عَرشِك
وأش هد من ف ال سماوات و من ف الرض أ نك
أنـت ال ل إِله إل أنـت وحدك ل شريـك لك،
وأشهـد أن ممدًا عَبدُك ورَسـُولك ،مـن قال ا مرة
ـــ 234ـــ
اعتق ال ثلثه من النار ،ومن قالا مرتي أعتق ال
ثلث يه من النار ،و من قال ا ثل ثا أع تق ال كله من
النار) ( ) .
195
ك
6 4ذ اللِي ُ
ت ون ٍر ف مق َع ِد
قال تعال :إِن التقي ف جَنا ٍ
ك مقتدِر [القمر. ]5 5 : ق عن َد ملي ٍ
صِد ٍ
الليك سبحانه هو من اتصف باللكية واللك
معـا ،ولعلو الطلق فـ ذلك ،والفرق بيـ الالك
واللك والليك ،أن الالك صاحب الِلك أو من له
ـــ 241ـــ
ملكيـة الشيـء ،ول يلزم أن يكون اللك له ،فقـد
ك على الالك وملكي ته فيح جر علي ها أو يؤ ثر الِل ُ
ك فهو أعم من ينازعه فيها أو يسلبها منه ،أما الِل ُ
ِكـ
الالك لنـه غالب قاهـر فوق كـل مالك ،فالل ُ
مهيمـن على اللك ،وإن ل تكـن له اللكيـة إل
بضرب من الق هر وم نع الغ ي من الت صرف في ما
يلكون ،والل يك هو من له كمال اللك ية واللك
معا مع دوامها أزل وأبدا .
ومـن الدعاء باسـم ال الليـك مـا صـح مـن
حد يث أ ب هريرة tأن أ با ب كر ال صديق tقال:
صبَحت وإذا (يا رَسول ال مرنِي بشي ٍء أقوله إذا أ ْ
أمسـَيت ،قال :قل :اللهـم عَال الغيـب والشّها َدةِ،
ت والر ضِ ،رَب كُل شي ٍء ومليكه فا ِط َر ال سّماوا ِ
أشه ُد أن ل إِله ِإ ّل أنت أعُوذ بك من شر نف سِي،
صبَحت ومن شر الشيطَا ِن وشِركِه ،قال :قله إذا أ ْ
ـــ 242ـــ
ضجَعَك) ( ) ،و من
200
وإذا أم سَيت وإِذا أخذت م ْ
حد يث ا بن ع مر tأن ر سول ال كان يقول
إذا أخذ مضج عه( :الم ُد ل الذِي كفانِي وآوانِي
وأطعَمنِي وسَقانِي ،والذِي من عَلي فأفضَل ،والذِي
أعطَان ِي فأجزل ،الم ُد ل عَلى كُل حالٍ ،اللهـم
رَب كُل شي ٍء وملي كه وإِله كُل شيءٍ ،أعُوذ بك
من النار) ( ) .
201
- 6 5القت ِد ُر
ورد مع اسه الليك ،وقال تعال :ولقد جَاء
آل فرعَون النذر كذبوا بآياتنا كُلها فأخذناهم أخذ
عَزي ٍز مقت ِد ٍر [القمر. ]4 2 :
والقتدر سبحانه هو الذي يقدر الشياء بعل مه
وينفذها بقدرته ،فالقتدر اسم يمع دللة اسم ال
القادر والقدير معا ،فالقادر هو الذي يقدر القادير
ـــ 244ـــ
ف علمه قبل وجودها وخلقها ،والقدير هو الذي
يلق بقدر ته و فق سابق التقد ير ،أ ما القتدر ف قد
ج ع ب ي العني ي ف كمال التقد ير والقدرة م عا،
ولذلك جع القرآن بي اسم ال الليك والقتدر ف
مو ضع وا حد لوحدة الدللة على ا سي ف كل
ت ون ٍر
منهما كما قال تعال :إِن التقي ف جَنا ٍ
ك مقتدِر [الق مر5 5 : ق عن َد ملي ٍ
ف مق َع ِد صِد ٍ
].
ومن الدعاء با يناسب اسه القتدر ما صح ف
دعاء السـتخارة( :اللهـم إِنـأسـتخيك بعلمـك
وأستقدِرك بقدرَتك ،وأسألك من فضْلك ال َعظِيم،
فإِنـك تقدِر و َل أقدِر وتعلم و َل أعلم وأنـت َعلّم
الغيوب) ( ) .
202
- 6 6الس ّع ُر
صح من حد يث أ نس بن مالك tأن ال نب
ط الرازقض البَا ِس ُ
قال( :إِن ال هو ال سَعر القاب ُ
س أح ٌد منكُم يطالبنِيوإن لرجُو أن ألقي ال ولي َ
ـــ 247ـــ
). (204
بظلم ٍة ف دَم ول مالٍ)
والسعر سبحانه هو الذي يزيد الشيء ويرفع
من قيمته ،أو تأثيه ومكانته ،فيقبض ويبسط وفق
مشيئته وحكمته ،والتسعي وصف كمال ف حقه،
وهـو مـن صـفات فعله ومـن حكمـه وأمره ول
اعتراض لحد من خلقه عليه ،فهو الذي يرخص
الشياء ويغلي ها و فق تديره الكو ن أو ما أ مر به
العباد ف تدبيه الشرعي .
والسعر سبحانه هو الذي يسعر بعدله العذاب
على أعدائه ،وهذا حقـه وتدبيه الكونـ ،حيـث
أوجـد النار وزادهـا سـعيا على الكفار ،ول
يعذب بالنار فــ الدنيــا إل رب النار وهذا
تدبيه الشرعي .
ض
- 6 7القاِب ُ
تقدم الدليل عند ذكر اسم ال السعر( :إِن ال
ط الرازق) .
ض البَا ِس ُ
هو السَعر القاب ُ
والقابضـسـبحانه هـو الذي يسـك الرزاق
ُ
ويقبضـ الرواح عنـد المات
ُ بلطفـه وحِكمتـه،
ط
- 6 8البا ِس ُ
تقدم الدليل عند ذكر اسم ال السعر( :إِن ال
ط الرازق) .
ض البَا ِس ُ
هو السَعر القاب ُ
والباسِط سبحانه هو الذي يبسُط الرزق لعباده
بُوده ورحتـه ،ويوسـعه عليهـم ببالغ كرمـه
وحكمته ،فيبتليهم بذلك على ما تقتضيه مشيئته،
فإن شاء وسع ،وإن شاء قتر فهو القابض الباسط،
ـــ 253ـــ
والباسط سبحانه هو الذي يبسط يده بالتوبة لن
أسـاء ،وهـو الذي يلي لمـفيترددوا بيـالوف
والرجاء .
ومن الدعاء با يناسب اسه الباسط ما ثبت من
دعاء ال نب ( :الل هم اب سُط عَلي نا من َبرَكا تك
ورَحتك وفضْلك ورزقِك ،اللهم إن أسألك النعيم
الِق يم الذِي ل يول و َل يزُول ،الل هم ِإ ن أ سألك
النعيـم يوم العَيل ِة والمـن يوم الوف ،اللهـم إِنـ
عَائِذ بك من شر ما أعطَيتنا وشر ما منعت ،اللهم
حبب إِلينا الِيان وزيّنه ف قلوبنا وكره إِلينا الكُف َر
والف سُوق والع صْيان واجعَلنا من الرا ِشدِين ،اللهم
توف نا م سلمي وأحِي نا م سلمي وألِق نا بال صّالِي
غ َي خزايا و َل مفتوِن ي ،الل هم قاتل الكف َرَة الذِين
يكذّبون ر سُلك وي صُدون عَن سَبيلك ،واجعَل
عَلي هم رَجزك وعَذابَك ،الل هم قاتل الكف َرَة الذِين
ـــ 254ـــ
. ( )2 0 9
ب إِله الق)
أوتوا الكِتا َ
و من آثار توح يد ال سلم ل ف ا سه البا سط
انبسـاط القلب وانشراحـه بتوحيـد ال فيسـعد
الوحد بطاعته لربه ،ويأمل ف رحته وقربه ،فال
يقبض القلوب بإعراضها ويبسطها لليان بإقبالا،
فيقلب للعبـد نوازع اليـفـقلبـه ،وقرينـه مـن
اللئكة يهتف له بأمر ربه ،حت يصبح قلبه على
أبيـض مثـل الصـفا ل تضره فتنـة مـا دامـت
السـماوات والرض ،وهذا هـو البسـط القيقـي
والتوفيق اللي ف بلوغ العبد درجة اليان ،فيجد
البسـوط نورا يضيـء له النان واللسـان وسـائر
الركان .
ومن آثار السم اعتقاد الوحد أن الطاعة سبب
- 6 9الرّازق
تقدم الدليل عند ذكر اسم ال السعر( :إِن ال
ط الرازق) .
ض البَا ِس ُ
هو السَعر القاب ُ
والرازق ســبحانه هــو الذي يرزق اللئق
أجعي ،وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالي،
و هو الذي تك فل با ستكمالا ولو ب عد ح ي ،فلن
توت نفـس إل باسـتكمال رزقهـا كمـا أخبنـا
الصادق المي ( :أيها الناس اتقوا ال وأجلوا ف
الطلب فإِن نفسًا لن توت حت تستو َف رزقها وإِن
أبطَأ عَن ها ،فاتقوا ال وأجلوا ف الطلب خُذوا ما
ـــ 256ـــ
حل و َدعُوا ما حرم) ( ) ،فالرازق اسم يدل على
210
- 7 0القَا ِه ُر
قال تعال :وهـو القاهـر فوق عبَادِه وهـو
الكِيم البي [النعام. ]1 8 :
والقاهر سبحانه هو الغالب على جيع اللئق
على العنـالعام ،الذي يعلو فـقهره وقوتـه ،فل
غالب له ول منازع ،بـل كـل شيـء تتـقهره
ـــ 259ـــ
وسلطانه ،ويستحيل أن يكون للعال إل إله واحد،
لن ال قاهر فوق عباده له علو القهر والغلبة ،فلو
فرضنا وجود إلي اثني متلفي ومتضادين وأراد
أحدها شيئا خالفه الخر ،فل بد عند التنازع من
غالب وخا سر ،فالذي ل تن فذ إراد ته هو الغلوب
العاجـز والذي نفذت إرادتـه هـو القاهـر القادر،
وهو سبحانه الذي قهر كل شيء وخضع للله
كل شيء ،وذل لعظمته وكبيائه كل شيء ،وعل
على عرشه فوق كل شيء .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال القاهر ما صح
من حديث السن أنه قال( :عَلمنِي َرسُول ال
ت ال ِو تر :الل هم اه ِد ن
ت أقول ن ف قنو ِ كلما ٍ
فيمن هدَيت ،وعَافنِي فيمن عَافيت ،وتولنِي فيمن
ـ
ـ أعطَيـت ،وقِنِي شـر م ا توليـت ،وبَارك ْـل فيم ا
قض يتِ ،إ نك تق ضي و َل يق ضى عَل يك ،وِإ نه ل
ـــ 260ـــ
يذِل من واليت و َل يع ّز من عَادَيت ،تبَارَكت رَبنا
وتعَاليت) ( ) .
213
- 7 1الديّا ُن
ـــ 262ـــ
صح من حديث جابر بن عبد ال tأن النب
ت يسمعُه قال ( :يشر ال العبَا َد فينادِيهم ب صَو ٍ
ـ
ـ اللكـُ ،أن ا
ـ يسـمعُه مـن قربـَ ،أن ا مـن َبُع َد كم ا
الديان) ( ) .
215
- 7 2الشا ِك ُر
ـ خيا فإِن ال
ـن تطَوع َ
قال ال تعال :ومـ
شا ِك ٌر عَليم [البقرة. ]1 5 8 :
ـــ 265ـــ
والشاكـر سـبحانه يازي العباد على أعمالمـ
ويضاعف لم من أجورهم ،فيقابل شكرهم بزيادة
النعم ف الدنيا وواسع الغفرة ف الخرة .
وال شا كر ير ضى بأعمال العباد وإن قلت
تكريا لم ودعوة للمزيد ،مع أنه سبحانه قد بي
ما ل م من و عد أو وع يد ،لك نه شا كر يتف ضل
بضاعفة الجر ،ويقبل التوبة ويحو ما يشاء من
ـ وعـن شكرنـا ،ل يفت قر إل الوزر ،وال غنـعن ا
طاعتنا أو شيء من أعمالنا ،لكنه يدح من أطاعه
ويث ن عل يه ويثي به ليعود الن فع علي نا فيش كر على
ذلك .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال الشاكر ما
صح من حديث أب هريرة tأن رسول ال
قال( :أتِبون أن تتهدُوا فــ الدعَاءِ ،قولوا:
ـا عَلى شكْرك وذِكْرك وحُس ـنِ ـم أعنـاللهـ
ـــ 266ـــ
). (217
عبَادَتك)
و من آثار توح يد ال سلم ل ف ا سه الشا كر
شكره على نع مه ال سابغة ،وش كر الناس على ما
أجرى ال على أيديهم من السباب ،فقد صح من
حد يث أ ب هريرة tأن ال نب قال( :ل يشكُر
ال من ل يشكُر النا سَ) ( ) ،وثبت من حديث
218
- 7 3النا ُن
- 7 4القا ِد ُر
الدل يل على السم قوله تعال :فقدَر نا فِن عم
القادِرون [الرسلت. ]2 3 :
221صحيح البخاري ( . )4 5 5
ـــ 269ـــ
والقادر سـبحانه هـو الذي يقدر القاديـر فـ
علمه ،وعلمه الرتبة الول من قضائه وقدره ،فال
قدر كل ش يء ق بل ت صنيعة وتكوي نه ،ون ظم
أمور اللق قبل إياده وإمداده ،ث كتب ف اللوح
هذه العلومات ودوناـ بالقلم فـكلمات ،وكـل
ملوق مهما عظم شأنه أو قل حجمه كتب ال ما
يصه ف اللوح الحفوظ ،ث يشاء بكمته وقدرته
أن يكون المـر واقعـا على مـا سـبق فـتقديره،
ـر والقدرة، ولذلك فإن القدر مبن ـ على التقديـ
فبداي ته ف التقد ير و هو علم ح ساب القاد ير ،أو
العلم الا مع التام لساب النظام العام الذي ي سي
عليه الكون من بدايته إل نايته ،ونايته ف القدرة،
فالقادر هو الذي قدر القادير قبل اللق والتصوير،
واسم ال القادر دللته تتوجه إل الرتبة الول من
مراتب القدر ،وهي العلم والتقدير وإمكانية تقيق
القدر .
ـــ 270ـــ
ومـن الدعاء باسـم ال القادر مـا صـح مـن
حديـث جابر tأنـه قال( :لاـنزلت :قـل هـو
القادِر عَلى أن يبعَث عَليكُم عَذابا من فوِقكُم ،
قال َرسُول ال ( :أعُوذ بوجهك ،قال :أو من
تتـأرجُلكُم ،قال :أعُوذ بوجهـك أو ِ
س َب عض ،قالضكُم َبْأ َ
سكُم شِي عا وي ِذ يق بَع َيلب َ
. ) (
222
َرسُول ال :هذا أهون أو هذا أيسَر)
ومن آثار توحيد السلم ل ف اسه القادر إيانه
بعلم ال السـابق وتقديره الشياء ،وأن ذلك سـر
ال ف خلقة ل يعلمه ملك مقرب ول نب مرسل،
وأن هذا العلم هـو علم مفاتـح الغيـب وتقديـر
المور ،فإذا كان هذا اعتقاد الوحد ف اسه القادر
ركن إل ربه واعتمد عليه ،ول يش أحدا سواه،
ومـن آمـن بالقادر ل يأت عرافـا ول منجمـا ول
ق
- 7 5ال ّل ُ
ت
أوليسـ الذِي خلق السـّماوا ِ
َ قال تعال:
ـ بقادِر عَلى أن يلق مثلهـم بَلى وهـو
والرض َ
اللق العَليم [يس. ]8 1 :
الفرق بيـالالق واللق أن الالق هـو الذي
ينشـئ الشيـء مـن العدم بتقديـر وعلم ثـبشيئة
وت صنيع وخلق عن قدرة وغ ن ،أ ما اللق ف هو
الذي يبدع ف خلقه كما وكيفا حيث شاء ،فيعيد
ما خلق ويكرره ك ما كان ،بل يلق خل قا جديدا
ـــ 272ـــ
أحسـن ماـكان .واللق أيضـا هـو الذي يقدر
الخلق وينوعهـا فـتقسـيمها بيـالعباد ،فهـو
القدر للخلق والخلق ،العليــم بأهــل الوفاق
والنفاق .
ومن الدعاء باسم ال اللق ما أثر من دعاء
جابر بن ع بد ال ( :tالل هم إ نك خلق عظ يم،
إنـك سـيع عليـم ،إنـك غفور رحيـم ،إنـك رب
العرش العظ يم ،إ نك الب الواد الكر ي ،اغ فر ل
وارحن وعافن وارزقن واجبن وارفعن واهدن
ول تضلنـ وأدخلنـ النـة برحتـك يـا أرحـم
الراحي) ( ) .
223
ك
- 7 6الاِل ُ
صح من حديث عن أب هريرة tأن النب
قال( :إِن أخنـع اسـم عن َد ال َر ُج ٌل تسـَم ٰى ملك
الم َل ِك ل مالك إل ال ) ( ) .
225
ـــ 277ـــ
). (226
من سواك)
ومـن آثار توحيـد السـلم ل فـاسـه الالك
اعتقاده أنـه عبـد فـملك سـيده مسـتخلف فـ
أرضـه ،أميـعلى ملكـه ،قـد ابتله فيمـا أعطاه
وامتح نه وخوله ا سترعاه ،أيرد اللك إل الالك أم
ين سب لنف سه أو صاف الالق؟ فيت كب على العباد
بنعم ال ،ويتعال عليهم با منحه وأعطاه ،فالوحد
الصادق يتحرى ف قوله وفعله توحيد ال ف اسه
الالك ،ل يتو كل إل عل يه ول يل جأ إل إل يه ليقي نه
أن أمور الرزق بيديه ،وأن البتدا منه والنتهى إليه،
وهو إل الالك الوحد أذل من كل ذليل وأقل من
كل قل يل ول يل يق به إل التوا ضع والضوع ف
حال منعه أو عطائه .
ـــ 279ـــ
ـ يُرزق مـن بعـض فـ رتـب أرزاق اللئق بعضه ا
سلسلة متوالية ،رتبها ف خلقه ،وأتقنها ف ملكه،
فتبارك من جعل رزق اللئق عليه ،ضمن رزقهم
وسيؤديه لم كما وعد .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال الرزاق ما صح
من حديث أب هريرة tأن النب قال( :ل يقل
أحدُكُم الل هم اغ فر ل إِن ِشئْت ارحنِي إِن ِشئْت،
ارزُقنِي إِن ِشئْت ،وليعزم مسـألته إِنـه يفعـل مـا
يشاءُ ،ل مكْره له) ( ) ،وث بت عن ع مر tأ نه
227
- 7 8الوَكي ُل
س قد
س إِن النا َ
قال تعال :الذِين قال لم النا ُ
جَمعُوا لكُم فاخشوهم فزادَهم إِيانا وقالوا حسبنا
ـــ 281ـــ
ال ونِعم الوكِيل [آل عمران. ]1 7 3 :
والوكِيل سبحانه هو الذي توكل بالعالي خلقا
وتدبيا ،وهدا ية وتقديرا ،ف هو التو كل بل قه إياد
وإمدادا ،وهـو الكف يل بأرزاق عباده وم صالهم،
وهو سبحانه وكيل الؤمني الذين ركنوا إل حوله
وقوته ،وخرجوا من حولم وطولم وآمنوا بكمال
قدرتــه ،وأيقنوا أنــه ل حول ول قوة إل بال،
وفوضوا إليه المر قبل سعيهم ،واستعانوا به حال
كسبهم ،وحدوه بالشكر بعد توفيقه لم .
و من الدعاء با سم ال الوك يل ما ورد ف قوله
تعال :عَلى ال توكلنا رَبنا افتح بَيننا وبَي قومنا
ح ي [العراف،]8 9 : بال ق وأ نت خ ي الفاِت ِ
وقوله :إِن توكلت عَلى ال رَب ورَبكُم ما من
ط
صـرَا ٍ
دَاب ٍة إِل هـو آخِذ بناصـِيتها إِن رَبـعَلى ِ
مستقيم [هود. ]5 6 :
ـــ 282ـــ
وث بت من حد يث أ ب بكرة tأن ر سول ال
قالَ ( :دعَوات الكْروب :اللهـم رَحتـك أرجُو
ف َل تكلنِي إِل نف سِي طَرف َة عَيٍ وأ صْلح ل شأْنِي
كُله ل إِله إل أنت) ( ).
229
ب
- 7 9الرّقي ُ
دليـل السـم قوله تعال :وكان ال عَلى
ك ُل شي ٍء رقِيبـا [الحزاب ،]5 2 :فال
من فوق عر شه رق يب على خل قه ،له الكمال
الطلق فـ إحاطتـه بلكـه ،فإن أضفـت إل
الطلق اجتماع معانـ العلو كان ذلك مـن
جال الكمال ف السم والصفة .
ـــ 285ـــ
والرق يب سبحانه هو الطلع على خل قه يعلم
كل صغية وكبية ف ملكه ،ل يفى عليه شيء ف
الرض ول ف ال سماء ،ومراق بة ال لل قه مراق بة
عن ا ستعلء وفوق ية ،وقدرة و صمدية ،ل تتحرك
ذرة إل بإذنه ،ول تسقط ورقة إل بعلمه ،ملك له
اللك كله ،وله المـد كله ،أزمـة المور كلهـا
بيد يه ،وم صدرها م نه ومرد ها إل يه ،م ستو على
عرشه ل تفى عليه خافية ،عال با ف نفوس عباده،
مطلع على السر والعلنية ،يسمع ويرى ،ويعطي
وينـع ويثيـب ويعاقـب ،ويكرم ويهيـ ،ويلق
ويرزق وييت وييي ،ويقدر ويقضي ،ويدبر أمور
ملكته ،فمراقبته للقه مراقبة حفظ دائمة وهيمنة
كاملة ،وعلم وإحاطة .
ومن الدعاء با يناسب السم ما صح ف دعاء
ال سفر من حد يث ا بن ع مر tأن ر سول ال
ـــ 286ـــ
كان إذا ا ستوى على بعيه خار جا إل سفر كب
ثلثا ث قال( :سُبحان الذي سَخر لنا هذا وما كنا
له مقرني وإنا إل ربنا لنقلبون اللهم إنا نسْألك ف
ـ ترضـىسـفرنا هذا الب والتقوى ومـن العمـل م ا
اللهم هون عَلينا سفرنا هذا واطو عَنا بعده اللهم
ب ف السفر والليفة ف الهل اللهم أنت الصاح ُ
إن أعُوذ بك من وعثاء السفر وكآبة النظر وسُوء
النقلب فـالال والهـل ،وإذا رجـع قالنـوزاد
فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) ( ) .
231
س ُن
حِ
- 8 0ال ْ
صح من حد يث شداد بن أوس tأن ر سول
ال قال( :إ ّن ال مسْن يُحب الحسَان ،فإذا
قتلتم فأح سِنوا القتلة ،وإذا ذبتم فأح سِنوا الذب حَ)
( ).
232
ـــ 289ـــ
ومياي وماتِي ل رَب العَالي ل شر يك له وبذلك
س ِن
أمرت وأ نا من ال سلمي ،الل هم اه ِد ن لح َ
س ِن الخ َل قِ ،ل يهدِي لح سَنها إل العمال وأح َ
ق ل يقِيأ نت ،وقِنِي َسّي َئ العمال و َسّي َئ الخ َل ِ
َسيّئها إل أنت) ( ) .
233
ب
- 8 1ا َلسُي ُ
ـــ 291ـــ
قال تعال :وإِذا حُيّيتـــم بتحِيةٍ فحيوا
بأحسـَن من ها أو ردوهـا إِن ال كان عَلى كُل
شيءٍ حسِيبا [النساء. ]8 6 :
والسيب سبحانه هو العليم الكاف الذي قدر
أرزاق اللئق قبـل خلقهـم ،ووعـد باسـتكمال
العباد لرزاق هم على مقت ضى حكم ته ف ترت يب
السباب ،فضمن أل تنفد خزائنه من النفاق ،وأن
كل سـينال نصـيبه مـن الرزاق ،فهـو السـيب
الرزاق ،و هو القد ير اللق ،و هو سبحانه أي ضا
السـيب الذي يكفـي عباده إذا التجئوا إليـه أو
اسـتعانوا بـه واعتمدوا عليـه ،وهـو الذي يصـي
أعداد الخلوقات وهيئاتاـ ومـا ييزهـا ،ويضبـط
مقاديرها وخصائصها ،ويصي أعمال الكلفي ف
متلف الدواوين ،يصي أرزاقهم وأسبابم وأفعالم
ومآلمـ فـحال وجودهـم وبعـد موتمـوعنـد
ـــ 292ـــ
ح سابم يوم يقوم الشهاد ف هو الجازي للخلي قة
عند قدومها بسناتا وسيئاتا .
والسيب أيضا هو الكري العظيم الجيد الذي
له علو الشأن ومعان الكمال ،وله ف ذاته وصفاته
مطلق المال واللل .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال السيب قوله
س قد جَمعُوا س ِإنّ النا َ
تعال :الذِين قال لُم النا ُ
سبُنا ال وِن ْع َم
لكُم فاخشوهم فزادَهم إِيانا وقالوا ح ْ
ال َوكِيل [آل عمران. ]1 7 3 :
و من آثار توح يد ال سلم ل ف ا سه ال سيب
شعوره بعز العبودية وشرفها ،وأنه بدونا ل قيمة
لسبه ونسبه ،فالكمال اللئق بالنسان هو تكميل
العبود ية ل عل ما وعمل ظاهرا وباط نا ،وأن ي قف
العبـد مـع نفسـه على الدوام لحاسـبتها ،فيميـز
ـــ 293ـــ
حركاتا وسكناتا ،فإن كان خاطر النفس عند الم
يقتضـي نيـة أو عقدا أو عزمـا أو فعل أو سـعيا
خالصـا ل أمضاه وسـارع فـ تنفيذه ،وإن كان
لعاجـل دنيـا أو عارض هوى أو لوـأو غفلة نفاه
وسارع ف نفيه وتقييده ،فالحاسبة هي القايسة بي
الي والشر بيزان الشرع والحكام وتيز اللل
والرام ،واتقاء الشبهات ما استطاع .
- 8 2الشافِي
صح عن عَائِش َة ر ضي ال عن ها أن َر سُول ال
كان إِذا أتـمريضًا أو أتِي بـه قال( :أذهـب
س رَب الناسِ ،اشف وأنت الشاف ،ل شِفا َء إل البَا َ
. ) 235(
شِفاؤُك ،شِفا ًء ل يغادِر سَقما)
والشاف سبحانه هو الذي يرفع البأس والعلل،
235صحيح البخاري ( . )5 3 5 1
ـــ 294ـــ
ويش في العل يل بالسباب والمل ،ف قد يبأ الداء
مع انعدام الدواء ،وقد يشفي الداء بلزوم الدواء،
ويرتب عليه أسباب الشفاء وكلها باعتبار قدرة
ال سواء ،فهو الشاف الذي خلق أسباب الشفاء،
ورتب النتائج على أسبابا والعلولت على عللها،
فيشفـي باـ وبغيهـا ،لن حصـول الشفاء عنده
يكمه قضاؤه وقدره ،فالسباب سواء ترابط فيها
العلول بعلتـه أو انفصـل عنهـا هـي مـن خلق ال
وتقديره ،ومشيئته وتدبيه ،والخذ با لزم علينا
من قبل الكيم سبحانه لظهار الكمة ف الشرائع
والحكام وتييــز اللل مــن الرام ،وظهور
التوحيد وحقائق السلم .
ومـن الدعاء باسـم ال الشافـمـا صـح مـن
حديث عائشة رضي ال عنها أنا قالت( :كان إِذا
اشتكـى رَسـُول ال رَقاه جِبيـل ،قال :باسـم ال
ـــ 295ـــ
يبيك ،ومن كُل دَا ٍء يشفيك ،ومن شر حا ِس ٍد إِذا
س َد وشر كُل ذي َعيٍ) ( ) ،ومن حديث ابن
236
حَ
عباس أن النـب قال( :مـن عَا َد مريضًـا ل
يضُر أجله فقال عندَه سَب َع مرَارٍ :أسأل ال ال َعظِيم
َرشـال َعظِيـم أن يشفيـك إل عَافاه ال مـن رَب الع ِ
. )
237 (
ذلك ال َرضِ)
ومـن آثار توحيـد السـلم ل فـاسـه الشافـ
اعتقاده أن ال هــو الشافــ الذي يشفــي
بال سباب أو بدون ا لكـن يأخـذ ب ا لن ال علق
عليها الشرائع والحكام ،وأعظم أثر للسم على
الع بد ف ر فع البلء وتام الشفاء أن ي صن نف سه
ـل اليانـبيه ،وأن يعـ ـنة نـ
بكتاب ال وسـ
والعبود ية وقاء له من كل داء ،فالو حي ف يه من
- 8 3ال ّرفِيق
ـــ 297ـــ
صح من حد يث عائ شة ر ضي ال عن ها أن
ب الرفق وَيعطِي
َرسُول ال قالِ( :إ ّن ال رَفيق ي ُ
عَلي الر فق مَا ل يعطِي عَلى ال ُع نف و ما ل يعطِي
عَلي ما سِواه) ( ) .
238
ـر ل
ـم اغفــب ( :اللهـ وكذلك دعاء النـ
. ) (
240
وارحنِي وألِقنِي بالرفي ِق العلى)
ومـن آثار توحيـد ال سلم ل فـال سم رفقـه
بإخوانه ،فيحب للعاصي التوبة والغفرة وللمطيع
- 8 4ال ْعطِي
صح من حد يث معاو ية tأن ر سول ال
قال ( :من ير ِد ال به خيًا يفق هه ف الدي نِ ،وال
ال ْعطِي وأنا القاسِم) ( ) .
241
ـــ 301ـــ
). (242
منك الَد)
وكان رسـول ال إِذا فرغ مـن طعامـه
قال( :اللهـم أطعَمـت وأسـْقيْت ،وأغنيـت
وأقن يت ،وهدَ يت واجتبَيْت ،فلك الم ُد عَلى
ما أعطَيت) ( ) .
243
- 8 5القيتُ
ورد السـم فـ قوله تعال :وكان ال عَلى
كُل شي ٍء مقِيتا [النساء ،]8 5 :فال مقيت
من فوق عر شه له الكمال الطلق ف إقا تة خل قه
ورزق هم ،فإذا أض يف إل الطلق اجتماع معا ن
العلو كان ذلك مـن جال الكمال فـ السـم
والصفة .
والقيـت سـبحانه هـو الذي خلق القوات
وتكفـل بإيصـالا إل اللق ،وهـو حفيـظ عليهـا
فيعطـي كـل ملوق قوتـه ورزقـه على مـا حدده
سـبحانه مـن زمان أو مكان أو كـم أو كيـف
وبقتضـى الشيئة والكمـة ،فرب ا يعطـي الخلوق
244السابق ( . )2 7 9 4
ـــ 303ـــ
قوتا يكفيه لمد طويل أو قصي كيوم أو شهر أو
سنة ،وربا يبتليه فل يصل عليه إل بشقة وكلفة،
وال خلق القوات على متلف النواع
واللوان ،ويسر أسباب نفعها للنسان واليوان،
وكما أنه سبحانه القيت الذي يوف كامل الرزق،
فإ نه أي ضا مق يت القلوب بالعر فة واليان ،و هو
الافظ لعمال العباد بل نقصان ول نسيان .
ـ
ومـن الدعاء باـيناسـب اسـم ال القيـت م ا
صح من حد يث أ ب هريرة أن ر سول ال
قال( :اللهـم ارزُق آل مم ٍد قوتـا) ( ) ،وفـ
245
- 8 6السّي ُد
صح من حديث عَبدِ ال ب نِ الشخي tأنه
قال( :انطَلقت ف وفد َبنِي عَامرٍ إِل رَسُول ال
فقل نا :أ نت سَيّدُنا ،فقال :ال سّيّدُ ال تَبَارَ كَ
َوَتعَالَى) ( ) .
248
ـــ 307ـــ
ومل كا له ،ل يس ل م غ ن ع نه طر فة ع ي ،و كل
رغباتمـإليـه ،وكـل حوائجهـم إليـه ،كان هـو
سبحانه وتعال السيد على القيقة .
ومن الدعاء باسم ال السيد ما ورد من دعاء
ـن هارون:ـة الأمون بـ
المام أحدـ على الليفـ
(سـيدي غـر حلمـك هذا الفاجـر حتـترأ على
أولياءك بالضرب والقتل ،اللهم فإن ل يكن القرآن
كلمك غي ملوق فاكفنا مؤنته ،فجاءهم الصريخ
بوت الأمون ف الثلث الخي من الليل) ( ) .
249
ب
- 8 7الطّي ُ
صح من حديث أب هريرة tأن رسول ال
قال( :أيهـا الناسُـإِن ال طَيـب ل يق بل إل
ـــ 309ـــ
). (250
طَيبا)
والطيب سبحانه هو التصف بالكمال والمال
ف ذاته وأسائه وصفاته ،وهو أيضا طيب ف أفعاله
يف عل الك مل والحسـن ،ف هو الذي أتقـن كل
شيء وأحسنه ،فالكيم اسه والكمة صفته ،وهي
بادية ف خلقه تشهد لكمال فعله وتشهد بأنه عليم
خـبي ،والطيـب أيضـا هـو القدوس النه عـن
ـا
ـب الدنيـ ـو الذي طيـ النقائص والعيوب ،وهـ
للموحديـن فأدركوا الغايـة منهـا وعلموا أناـ
وسيلتهم إل الخرة ،وطيب النة لم باللود فيها
فشمروا إليهـا سـواعدهم ،وضحوا مـن أجلهـا
بأموالم وأنفسهم رغبة ف القرب من ال .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال الطيب ما صح
- 8 8الَك ُم
صح من حد يث ُشرَيْح tأن ر سول ال
فقالِ( :إ ّن ال ه َو الكم وإِليه الكْم) ( ) .
253
- 8 9الك َر ُم
قال تعال :اقرَأ ورَبــك ال ْكرَم الذِي عَلم
بالقلم [العلق. ]3 :
والكرم سبحانه هو الذي ل يواز يه كرم ول
255صحيح البخاري ( . )2 2 3 1
ـــ 315ـــ
يعادله فـكرمـه نظيـ ،وقـد يكون الكرم بعنـ
الكري ،لكن الفرق بي الكري والكرم أن الكري
دل على الصفة الذاتية والفعلية معا كدللته على
معانـ السـب والعظمـة والسـعة والعزة والعلو
والرفعة وغي ذلك من صفات الذات ،وأيضا دل
على صفات الفعل فهو الذي يصفح عن الذنوب،
ول ين إذا أعطى فيكدر العطية بالن ،وهو الذي
تعددت نعمـه على عباده بيـث ل تصـى ،وهذا
كمال وجال فـ الكرم ،أمـا الكرم فهـو النفرد
بكل ما سبق من أنواع الكرم الذات والفعلي ،فهو
سبحانه أكرم الكرم ي له العلو الطلق على خل قه
فـعظمـة الوصـف وحسـنه ،ومـن ثـله جلل
الشأن ف كرمه ،وهو جال الكمال وكمال المال
.
ل كرم يسـموا إل كرمـه ،ول إنعام وال
ـــ 316ـــ
يرقى إل إنعامه ،ول عطاء يوازي عطاءه ،يعطى ما
يشاء ل ن يشاء ك يف يشاء ب سؤال وغ ي سؤال،
و هو يع فو عن الذنوب وي ستر العيوب ،ويازي
الؤمني بفضله ،والعرضي بعدله ،فما أكرمه ،وما
أرحه ،وما أعظمه .
ومن الدعاء باسم ال الكرم ما ثبت عن ابن
مسعود tأنه كان يدعو ف السعي( :اللهم اغفر
وارحـم واعـف عَمـا تعلم وأنـت ال َع ّز ال ْكرَم،
اللهم آتنا ف الدنيا ح سَنة وف ال ِخ َرِة ح سَنة وقِنا
ب النار) ( ).
256
عَذا َ
ومـن حديـث عوف بـن مالك tفـ الدعاء
للميت( :اللهم اغفر له وارحه وعَافه واعف عَنه
وأكرم نزُله ،وأو سِع مدخله ،واغ سِله بالا ِء والثلج
- 9 0ال ّب
قال تعال :إِنا كُنا من قبل ندعُوه إِنه هو البَر
257صحيح مسلم ( . )9 6 3
ـــ 318ـــ
[الطور. ]2 8 : الرحِيم
والب سـبحانه هـو العَطوف على عبادة بـبه
ولطفه ،فهو أهل الب والعطاء ،يسن إل عباده ف
الرض أو فـالسـماء ،يده ملى سـحاء بالليـل
والنهار ،وكـل مـا أنفقـه منـذ خلق السـماوات
والرض ل يغض ما ف يده ،والب هو الصادق
ف وعده الذي يتجاوز عن عبده وينصره ويميه،
ويقبل القليل منه وينميه ،وهو الحسن إل عبادِه
الذي عَم بره وإحسانه جي َع خل قه ف ما من هم من
أحد إل وتكفل ال بأمره ورزقه .
ومـن الدعاء باسـم ال الب مـا ورد مـن دعاء
ـ
ـ وقن ا
عائشـة رضـي ال عنهـا( :اللهـم مـن علين ا
عذاب السموم إنك أنت الب الرحيم) ( ) .
258
- 9 1الغفا ُر
والرضـ ومـا
ِ ت
قال تعال :رَب السـّماوا ِ
بَينهما العَزي ُز الغفار [ص. ]6 6 :
والغفار سبحانه هو الذي يستر الذنوب بفضله
ويتجاوز عن عبده بعفوه ،وطال ا أن الع بد مو حد
فذنوبه تت مشيئة ال وحكمه ،فقد يدخله النة
ابتداء ،وقد يطهره من ذنبه ،والغفور سبحانه هو
مـن يغفـر الذنوب العظام ،والغفار هـو مـن يغفـر
الذنوب الكثية ،غفور للك يف ف الذ نب ،وغفار
للكم فيه .
وال و ضع نظا ما دقي قا للئك ته ف تدو ين
الجر الوضوع على العمل فهي تسجل ما يدور
ـــ 321ـــ
فـمنطقـة حديـث النفـس دون وضـع ثواب أو
عقاب ،وهذا يتطلب ا ستغفارا عا ما ل حو خوا طر
ال شر الناب عة من هوى الن فس ،ويتطلب ا ستعاذة
لحو خواطر الشر النابعة من لة الشيطان ،كما أنا
ت سجل ما يدور ف منط قة الك سب مع و ضع
الثواب والعقاب ،وهـي تسـجل فعـل النسـان
الحدد بالزمان والكان ثـ تضـع الزاء الناسـب
بالسنات والسيئات ،فإذا تاب الع بد من الذنب
ميت سيئاته وزالت وغفرت بأ ثر رج عي وبدلت
حســنات ،فالوزر يقابله بالتوبــة الصــادقة
ح سنات ،فال غفار كث ي الغفرة ل يزل ول
ـفح ـا وبالغفران والصـ ـو معروفـ يزال بالعفـ
موصوفا ،وكل عبد مضطر إل عفوه ومغفرته
كما هو مضطر إل رحته وكرمه .
ومـن الدعاء باسـم ال الغفار أن النـب
ـــ 322ـــ
كان إذا تضور مـن الليـل دعـا( :ل إله إل ال
ت والرْض وَمـا
الواحدٌ القهّار رب ّ السـمَاوا ِ
بَينهُما العزيز الغفار) .
وث بت من دعاء ال نب ( :الل هم اغ فر ل ما
أسرَرت وما أعلنت) ( ) .
261
ف
- 9 2الرّءو ُ
َحتهـ
قال تعال :وَلوْل فض ْل ال عَليك ُم َور ُ
وأ ّن ا َل رءُوف َرحِيم [النور. ]2 0 :
والرءوف سبحانه هو الذي يتعطف على عباده
الؤمنيـفيحفـظ أسـاعهم وأبصـارهم وحركات م
وسكناتم ف توحيد ال وطاعته ،وهذا من كمال
الرأ فة بال صادقي ،والرءوف أي ضا يدل على مع ن
التعطف على عباده الذنبي ،فيفتح لم باب التوبة
ـــ 325ـــ
ما ل تغرغر النفس أو تطلع الشمس من مغربا .
ومن الدعاء باسم ال الرؤوف ما ورد ف قوله
تعال :رَب نا اغ فر ل نا ولِخوان نا ال ِذ ين َسبَقونا
بالِيا ِن ول تعَل ف قلوب نا غِل لل ِذ ين آمنوا رَب نا
إِنك رءوف َرحِيم [الشر. ]1 0 :
ومـن دعاء ابـن مسـعود ( :tسـبحانك ل إله
غيك ،اغ فر ل ذ نب وأ صلح ل عملي إ نك تغ فر
الذنوب ل ن تشاء وأ نت الغفور الرح يم ،يا غفار
اغ فر ل ،يا تواب تب علي ،يا رح ن ارح ن ،يا
عفو اعف عن ،يا رءوف ارأف ب) ( ) .
265
ب
- 9 3ال َوهّا ُ
قال تعال :رَب نا ل تزغ قلوَب نا بَع َد إِذ هدَيت نا
ب ل نا مِن ل ُد نك رَح ة ِإ نك أ نت الوَهاب وَه ْ
[آل عمران. ]8 :
والوهاب سـبحانه هـو الذي يكثـر العطاء بل
عوض ،ويهـب مـا يشاء لنـ يشاء بل غرض،
ويعطـي الاجـة بغيـسـؤال ،ويسـبغ على عباده
الن عم والفضال ،نع مه كام نة ف الن فس وج يع
ـــ 327ـــ
الصنوعات ،ظاهرة بادية ف سائر الخلوقات ،نعم
وعطاء وجود وهبات تدل على أنه التوحد ف اسه
الوهاب .
وال جل شأنه يهب العطاء ف الدنيا على سبيل
البتلء ،ويهب العطاء ف الخرة على سبيل الجر
والزاء ،فعطاؤه فـالدنيـا معلق بشيئتـه وابتلئه
للناس بكمتـه ليتعلق العبـد بربـه عنـد الطلب
والرجاء ،ويسـعد بتوحيده وإيانـه بيـ الدعاء
والقضاء ،وهذا أعظم فضل وأكب هبة وعطاء إذا
وفق ال عبده لدراك حقيقة البتلء .
و من الدعاء با سم ال الوهاب ما ورد ف قوله
تعال :رَبنا ل تزغ قلوبَنا بَع َد إِذ هدَيتنا وهب لنا
ك أنت الوَهاب [آل عمران: من لدُنك رحة إِن َ
،]8ومـن حديـث عائشـة رضـي ال عنهـا أن
رسول ال ( :كان إذا استيقظ من الليل قال :ل
ـــ 328ـــ
إله إل أ نت سبحانك ،الل هم إ ن أ ستغفرك لذ نب
وأسألك برحتك ،اللهم زدن علما ول تزغ قلب
بعد إذ هديتن ،وهب ل من لدنك رحة إنك أنت
الوهاب) ( ) .
266
- 9 6الوَارِثُ
وننـ
قال تعال :وإِنـا لنح ْن نيِي ونيـت ُ
الوَارثون [الجر. ]2 3 :
والوارث سبحانه هو الباقي الدائم الذي يرث
اللئق ويبقـى بعـد فنائهـم ،ومعلوم أن اللئق
يتعاقبون على الرض فيث التأخـر منهـم التقدم،
وي ستمر التوارث ح ت تنق طع الدن يا ول يب قى إل
ـــ 335ـــ
الوارث الذي له اللك فيث جيع الشياء بعد فناء
أهلها .
والوارث سـبحانه هـو الذي كتـب الغلبـة
للمؤمنيـ ولو بعـد حيـ ،وأورث الؤمنيـ ديار
الكافر ين وم ساكنهم ف ال نة ،فج عل ل م البقاء
في ها ملد ين ،وتور يث الؤمن ي ال نة ل يع ن أن ا
تشارك ال ف البقاء ،لن خلد النة وأهلها إل ما
ل نايـة إناـ هـو بإبقاء ال وإرادتـه ،فبقاء
الخلوقات ليس من طبيعتها ول من خصائصها
الذات ية ،بل من طبيعت ها جي عا الفناء ،أ ما بقاء
ال ودوا مه وميا ثه وأو صافه ف هي باق ية ببقائه
ملز مة لذا ته ،لن البقاء صفة ذات ية له ،ف هو
الوارث لميع اللئق ف الدنيا والخرة .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال الوارث ما ثبت
مـن حديـث أبـهريرة tأن رسـول ال كان
ـــ 336ـــ
يدعـو فيقول( :اللهـم متعنِي بسـَمعي وبَصـَري،
واجعَلهمـا الوارث منـ ،وانصـُرنِي عَلى مـن
يظلمنِي ،وخُذ منه بثاري) ( ) .
273
ب
- 9 7ال ّر ُ
الدليـل على السـم قوله تعال :سـَلم قول
من َربّ َرحِيم [يس ،]5 8 :وصح من حديث
ا بن عباس tأن ال نب قال( :أ َل وِإ ن ن يت أن
ع فعَظمواأقرَأ القرآن رَاكِعًا أو سَا ِجدًا فأ ما الركُو ُ
السـجُو ُد فاجتهدُوا فـالدعَا ِء
ـ ّ فيـه الرب وأم ا
. )274 (
ب لكُم)
فقم ٌن أن يستجَا َ
والرب هــو التكفــل بلق الوجودات
وإنشائ ها ،والقائم علي هدايت ها وإ صلحها ،و هو
الذي نظم حياتا ودبر أمرها؛ فالرب سبحانه هو
التكفـل باللئق أجعيـ إيادا وإمدادا ورعايـة
ـــ 339ـــ
أوسـ tأن النـب
ومـن حديـث شداد بـن ٍ
قال( :سيّد الستغفار اللهم أنت رب ل إله إل أنت
خلقت ن وأ نا عبدُك ،وأ نا على عهدِك ووعدِك ما
استطعت أبو ُء لك بنعمتك ،وأبو ُء لك بذنب فاغفر
ك منب إل أ نت ،أعوذ ب َل؛ فإ نه ل يغ فر الذنو َ
شر مَا صنعت ،إذا قال حي يسي فمات؛ دخل
النة ،أو كان من أهل النة ،وإذا قال حِي يصبح
فمات من يومه دخل النة) ( ) .
275
- 9 8ال ْعلَى
اسـَم
ح ْسـ ِ
الدليـل على السـم قوله تعالَ :ب
ك العَلى [العلى. ]1 : رَب َ
والعلى سبحانه هو التصف بعلو الشأن وهو
أ حد معا ن العلو ،فال تعال عن ج يع النقائص
والعيوب التـتنافـألوهيتـه وربوبيتـه ،وتعال فـ
أحديتـه عـن الشريـك والظهيـوالول والنصـي،
ـــ 341ـــ
وتعال ف عظم ته أن يش فع أ حد عنده دون إذ نه،
وتعال ف صمديته عن الصاحبة والولد ،وأن يكون
له كفوا أحد ،وتعال ف كمال حياته وقيوميته عن
ال سنة والنوم ،وتعال ف قدر ته وحكم ته عن
العبث والظلم ،تعال ف صفات كماله ونعوت
جلله عن التعطيل والتمثيل ،فله الثل العلى،
وكـل كمال لبعـض الوجودات فالرب الالق
الصمد القيوم هو أول به إذا ورد به ال ب ف
ح قه ،و كل ن قص أو ع يب ي ب أن ينه ع نه
بعــض الخلوقات الحدثــة فالرب الالق
القدوس السلم هو أول أن ينه عنه .
ومن الدعاء با يناسب اسم ال العلى ما صح
من حديث ابن عباس tأنه قال( :كان َرسُول ال
ـ ُدعَا ًء ندعُو بـه فـالقنوتِـمـن صَـ َلِة يعَلمن ا
ال صّبحِ :الل هم اه ِد نا في من ه َد يت ،وعَاف نا في من
ـــ 342ـــ
َاركـلنـا فيمـا
عَافيـت ،وتولنـا فيمـن توليـت وب ْ
أع َط يت ،وِق نا شر ما قض يتِ ،إ نك تق ضى و َل
يقضى عَليك ،إِنه ل يذِل من واليت تبَا َركْت رَبنا
وتعَاليت) ( ) .
276
- 9 9الل ُه
ِلهـإِل ه َو
ِلهـ وا ِح ٌد ل إ َ
قال تعال :وإِلك ُم إ ٌ
الرّحن ال ّرحِيم [البقرة. ]1 6 3 :
والله سبحانه هو العبود بق ،الستحق للعبادة
وحده دون غيه ،و قد قا مت كل مة التوح يد ف
ال سلم على مع ن اللوه ية ،فالله هو ال ستحق
ـع له
ـه القلوب وتضـ للعبادة الألوه الذي تعظمـ
وتعبده عن مبة وتعظيم وطاعة وتسليم ،أما الرب
ـــ 344ـــ
ـ ،ولذلكفمعناه يعود إل النفراد باللق والتدبيـ
كان التوحيد الذي أمر ال به العباد هو توحيد
اللوه ية التض من لتوح يد الربوب ية ،بأن يع بد ال
وحده ول يشرك بـه شيئا،ويكون الديـن كله ل،
فل ياف العبـد إل ال ،ول يدعـو أحدا سـواه
ويكون الله سبحانه أ حب إل يه من كل ش يء؛
فالوحدون يبون ل ،ويبغضون ل ،ويعبدون ال
ويتوكلون عليه .
ومن الدعاء باسم ال الله ما صح عن سعد بن
أب وقاص tأن النب قال( :دَعوة ذِي النو ِن إِذ
ت ل إِله إل أنت سُبحانك َدعَا وهو ف بَط ِن الو ِ
ع با َر ُج ٌل مسلم إِن كُنت من الظالي ،فإِنه ل يد ُ
،ومـن 279) (
ب ال له)
فـ شي ٍء قط ّ إل اسـتجَا َ
اسم ال العظم
ـم ال
ـل العلم يتفقون على أن اسـ
جهور أهـ
العظم هو (ال) .
وهذا القول هو أصح القوال لسباب عديدة
ـــ 347ـــ
مفصلة ف مواضعها ،وهذا السم هو الصل ف
إ سناد ال ساء ال سن إل يه ،لن ال نب أضاف
سعَة
الت سعة والت سعي ا سا إل يه فقال( :إِنّ لِل ِه ِت ْ
اسـمَا مِاَئًة إِل وَا ِحدًا) ،وهذا مـا أظهره
ِسـعِي ْ
َوت ْ
البحث الاسوب بمسة ضوابط كما تقدم ،تسعة
وتسعون اسا تضاف إل لفظ الللة .
وينبغي العلم بأن أساء ال كلها حسن وكلها
عظ مى ،وو جه السن في ها أنا دالة على أح سن
وأعظـم وأقدس مسـمى وهـو ال ،فذاتـه فـ
ح سنها وجلل ا ل يس كمثل ها ش يء ،وأ ساؤه ف
كمالا وجالا تنهت عن كل نقص وعيب ،وقد
ك ذِي الَل ِل والكرام
قال تعالَ :تبَا َر َك ا ْس ُم َرّب َ
[الرحن. ]7 8 :
وهذا يسري على كل اسم تسمى به ال سواء
ـــ 348ـــ
غابت عنا معرفته أو علمناه ،والسن والعظمة ف
أساء ال على اعتبار ما يناسبها من أحوال العباد،
ومن أجل ذلك تعرف ال إليهم بملة منها تكفي
لظهار معا ن الكمال ف عبوديت هم ،وتقق كمال
الكمة ف أفعال خالقهم ،فاسم ال العظم الذي
يناسـب حال فقرهـم العطـي الواد أو الحسـن
الوا سع الغ ن ،وا سه الع ظم الذي ينا سب حال
ضعفهـم القادر القديـر أو القتدر الهيمـن القوي،
وفـحال الذلة وقلة اليلة يناسـبهم الدعاء باسـه
العز يز البار أو الت كب العلى التعال العلي ،و ف
حال الندم بعـد اقتراف الذنـب يناسـبهم الدعاء
باسـه اللطيـف التواب أو الغفور الغفار اليـي
الستي ،وف حال السعي والكسب يدعون الرازق
الرزاق أو النان ال سميع الب صي ،و ف حال ال هل
والبحث عن أسباب العلم والفهم يناسبهم الدعاء
ـــ 349ـــ
باسه السيب الرقيب أو العليم الكيم البي ،وف
حال الرب وقتال العدو فن عم الول ون عم الن صي
.
وهكذا كـل اسـم مـن السـاء السـن هـو
العظم ف موضعه ،وعلى حسب حال العبد وما
ينفعـه ،وال أسـاؤه ل تصـى ول تعـد وهـو
وحده الذي يعلم عدد ها ،ف قد ث بت من حد يث
ا بن م سعود tأن ال نب قال ف دعاء الكرب:
ك أ ْو
س َك ِب ُك ّل ا ْس ٍم ُه َو ل كََ ،سمّيت به نف َ (أ سْأل َ
أنزَلت ُه فِي كتاِب كَ ،أ ْو عَلمْت ُه أحَدا ِم ْن خَل ِق كَ ،أ ْو
ب عِن َدكَ) ( ) .
281
اسْتأثرْت ِبِه فِي عِل ِم الغْي ِ
وال من حكمته أنه يعطي كل مرحلة من
مراحل خلقه معرفة ما يناسبها من أسائه وصفاته
ـــ 352ـــ
سببا ف توجيه السلمي إل توحيد رب العالي ف
أسائه السن وصفاته العل يا والتوسل إل ال با،
وأن يشفع فينا وفيه خات النبياء والرسلي .
وكتبه
الفقي إل عفو ربه
د /ممود عبد الرازق الرضوان
الثان عشر من ذي القعدة سنة .1 4 2 6
ـــ 353ـــ
للمعرفة الموسوعية والدلة
التفصيلية
حول كل اسم من السماء
الحسنى
يمكن الرجوع إلى :
-1كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة في
الكتاب والسنة لفضيلة الشيخ
ـــ 355ـــ