Professional Documents
Culture Documents
ولهذا فإن التنازل عن هذا التاريخ ُيعَدّ جريمة في حق الجيال المعاصرة؛ فنحن نَحرِم أنفسنا من النور
إذا أعرضنا عن دراسة جذور القضية ،كما أننا -قبل ذلك -أُمرنا أن ندرس قِصص الوّلين لكي نُسقِط
ص َل َعّلهُمْي َيتَ َف ّكرُونَي} [العراف .]176 :ولذا فل
ص الْقَصَي َ
دروسيها على واقعنيا ،فقيد قال تعالى{ :فَاقْصُي ِ
ينبغيي أن يقيف المير عنيد مجرّد حكايية القصية ،ولكين ل بُ ّد أن نتفكير فيهيا ،ثيم نخرج بوسيائل عمليية
تساعدنا على َفهْم واقعنا ،وتنير لنا مستقبلنا.
أمما الول فإنيه لكيي تفهيم هذا المقال وتسيتفيد منيه فإنيه ل بُ ّد مين قراءة مقالي السيابق "أصمول الشيعمة"؛
لن به جذور النشأة ،وبه بعض الشارات إلى عقائد الشيعة ،تعين على فهم مجريات الحداث.
وأمما الثانمي فهيو أننيي حتيى هذه اللحظية أسيرد الحداث سيردًا ،وأنقيل الصيحيح مين الروايات ،ولم أقيف
وقفية أخيرة لتوضييح موقفنما ممن الشيعمة ،وطبيعية العَلقية التيي ينبغيي أن تكون .وهذا الموضوع المهيم
سيأفرد له مقالي القادم بإذن ال ،ولعلّه مين المفييد جدّا لي أن أتلقّىي انطباعاتكيم عمّاي ينبغيي أن تكون علييه
صورة التعامل بيننا ،خاص ًة إذا وضعنا الخلفية التاريخية والدينية التي فصّلنا فيها.
حيْرة كيبيرة
لقيد دخيل الشيعية بعيد وفاة الحسين العسيكري (الذي جعلوه المام الحادي عشير لهيم) فيي فترة َ
عُرفت في التاريخ بفترة "حيرة الشيعة" ،وفيها انقسموا على أنفسهم إلى فر قٍ كثيرة ،وأخذت كل فرقة
تصوغ دينها بما تريد ،ولتحقيق مكاسب سياسية أفضل ..وكانت أشهر هذه الفرق فرقة الثني عشرية،
ن هذه الفرقة لم تكن الوحيدة على الساحة ،بل نشأ إلى جوارها والتي تحدثنا عنها في المقال السابق .لك ْ
فرقية أخرى أشيد خطورة ،وكان لنشأتهيا آثار فيي غايية السيوء على المية السيلمية ،وهذه الفرقية هيي
فرقممة السممماعيلية! وفرقيية السييماعيلية هذه ميين الفرق الشديدة الضلل ،وقييد أخرجهييا غالب علماء
المسيلمين مين السيلم أصيلً ،وبدأت هذه الفرقية بتخطييط رهييب مين أحيد اليهود الذيين أرادوا أن يكيدوا
لمّةي السلمية ،وهيو ميمون القَدّاح ،وقيد تظاهر هذا الرجل بالسيلم ،وتقرّب مين محممد بمن إسماعيل لُ
بمن جعفمر الصمادق ،بيل تصياحب علييه .ومحميد بين إسيماعيل مين آل البييت ،فهيو حفييد جعفير الصيادق
(المام السيادس عنيد الثنيي عشريية) ،وأبوه إسيماعيل هيو أخيو موسيى الكاظيم المام السيابع عنيد الثنيي
عشرييية .ولقييد قام ميمون القدّاح بشيييء عجيييب يعبّر عيين مدى حقده الشديييد للميية السييلمية ،والذي
أوصله إلى التخطيط لهدمها حتى ولو بعد موته بعِدّة عقود! لقد سمّى ميمون القداح ابنه باسم ابن محمد
1
(عبييد ال) ،وأوصيياه أن يسيمّي أولده وأحفاده بنفييس أسييماء أولد وأحفاد محمييد بيين إسييماعيل ،ثييم فييي
مرحلة من مراحل التاريخ سيدّعِي هؤلء اليهود النسب إلى آل البيت على أنهم أحفاد محمد بن إسماعيل
بين جعفير الصيادق! ولييس هذا فقيط ،بيل إنهيم سييدّعُون أن المامية الكيبرى التيي ينبغيي أن تقود المية
السلمية بكاملها ل بُ ّد أن تكون من نسب إسماعيل بن جعفر الصادق ،ولييس من نسب موسى الكاظم
بين جعفير الصيادق كميا يدّعِي الثنيا عشريية .وكان لميمون اليهودي ميا أراد ،ونشأت فرقية السيماعيلية،
وبدأ أحفاد ميمون القداح يصيوغون فيهيا مين العقائد والفكار ميا يتعارض جمل ًة وتفصييلً ميع السيلم،
ومن أشنعها أنهم يقولون بحلول الله (تعالى شأنه) في المام الذي يحكمهم؛ ولذلك فهم يقولون بألوهية
المام .كميا يؤمنون بالتناسيخ ،أي أن الرواح التيي ماتيت ،وخاصيةً أرواح الئمية تعود للحياة مين جدييد
في أجساد غيرهيم مين الحياء ،ويعتقدون أن أئمتهيم جميعًا سييرجعون إلى الدنيا بعيد موتهيم .ثيم إنهم في
غاييية الباحييية والمجون ،ويعلنون قذف الصييحابة ،بييل يسييبون رسييول ال rشخصييّا مييع أنهييم يدّعون
سنّة في العالم السلمي ،وسيصبح لهم شأن كبير جدّا النسب إليه ،وكان من همّهم الكبر اغتيال قادة ال ّ
سنتحدث عنه بعد قليل.
نشطيت الدعوة السيماعيلية بأفكارهيا الهدّامية ،وانتشرت بيين أوسياط الجهّال ،واسيتغلت حيب الناس لل
البيييت ،وأقنعوا طائفيية منهييم بأنهييم أحفاد الرسييول ،rوارتبييط بهذه الدعوة الكثييير ميين الفارسيييين الذييين
يُظهِرون السلم ويُبطِنون المجوسيّة ،وكان منهم حسين الهوازي ،وهو من أشهر دعاة السماعيلية،
ومين مؤسيّسيها الكبار ،وكان يعميل فيي منطقيية البصييرة ،وهناك تعرّف على شخصييية شريرة جدّا فيي
التارييخ السيلمي وهيو حمدان بمن الشعمث ،وقيد اختُلف فيي أصيل هذا الخيير ،فقييل مجوسييّ فارسيي،
وقييل مين يهود البحريين ،وقيد تلقّبي حمدان بين الشعيث بلقيب "قرممط" ،وكوّن ميع مرور الوقيت فرقية
خاصية بيه نُسيبت إلييه ،وهيي فرقمة القرامطمة ،وهيي فرع مين السيماعيلية ،وإن كانيت أشيد خطرًا .وهذه
الفرقية تقول بشيوع المال وشيوع النسياء ،ويحلّون كيل المنكرات مين قتيل وزنيا وسيرقة ،ويقومون على
النهب والسلب وقطع الطريق ،وقد انضمّ إليها بالتبعية كل اللصوص والخارجين على النظام ،وصارت
بذلك إحدى الفرق الخطيرة جدّا في تاريخ المة السلمية.
لقد حدثت كل هذه التطورات -وغيرها مما ل يتسع المقال لشرحه -في النصف الثاني من القرن الثالث
ل منهيا يدّعِي أن الحيق معيه ،وهيم يختلفون بعضهيم عين الهجري ،وظهرت بذلك ثلث فرق كيبيرة ،ك ّ
بعض في العقائد والمبادئ والحكام وكل شيء .وهذه الفرق الثلث هي الشيعة الثنا عشرية ،والشيعة
السمماعيلية ،والشيعمة القرامطمة ،وكانيت الصيراعات تدور بينهيم وبيين السّينّة ،كميا كانيت تدور بيين
بعضهم مع بعض لعدم قناعة أيّ طرف بما عليه الطرف الخر ،فقد نشأت كل هذه الفرق تبعًا للهواء،
وابتداعًا في الدين.
وإلى هذه المرحلة فييي التاريييخ كانييت هذه مجرّد حركات تثييير القلقييل والضطرابات داخييل الميية
السيلمية ،ولكين بدون الوصيول إلى حكمٍي يسييطرون فييه على مجريات المور ،ولكنْي ميع نهايية القرن
الثالث الهجري وبدايات القرن الرابييييع الهجري تغيّرت الحداث بصييييورة كييييبيرة أدّتييييْ إلى تداعيات
خطيرة..
كان أسيرع هذه الفرق وصيولً إلى الحكيم هيي فرقمة القرامطمة؛ لنهيا كانيت أشرسيهم وأكثرهيم عنفًا ،وقيد
وصل أحد دعاتها ،وهو رستم بن الحسين إلى اليمن وأسّس دولة للقرامطة هناك ،وبدأت تراسل الناس
2
في الماكن المختلفة ،وتدعو إلى عقيدتها ،حتى وصلت في مراسلتها إلى المغرب! لكن هذه الدولة ما
لبثييت أن زالت ،ولكيين ظهيير نمييو آخيير للقرامطيية ،فييي أرض الجزيرة العربييية وخاصيية فييي البحرييين
(والبحرين هي ليست مملكة البحرين اليوم ،ولكنها شرق الجزيرة العربية) ،وقامت دولة للقرامطة في
ل مين أبشيع جرائمهيم الهجوم هذا المكان هددت أمين المسيلمين بشكيل رهييب ،وقاميت بقتيل الحجييج ،ولع ّ
على المسجد الحرام في يوم التروية من عام 317هي وقتل كل الحجاج في الحرم ،وسرقة الحجر السود
من الكعبة بعد تهشيمه! وقد أرسلوا بالحجر السود إلى عاصمتهم في هَجَر بشرق الجزيرة ،وظل فيها
مدة اثنين وعشرين عامًا كاملة ،حيث أعيد إلى الكعبة في عام 339هي!
أما السماعيلية فقد وجدوا أرض المغرب مناسبة لهم ،فقد انتشرت فيها أفكار رستم
بن الحسين الذي كان يحكم اليمن من القرامطة ،وذلك عن طريق رجل اسمه أبو عبد ال الشيعي .ونحن
نعلم أن كلتا الفرقتين السماعيلية والقرامطة يدّعون إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق؛ ولذلك وجد أحد
أحفاد ميمون القداح ،واسمه عبيد ال بن الحسين بن أحمد بن عبد ال بن ميمون القدّاح ،الفرصةَ سانحة
لقيام دولة فييي المغرب ،فاتجييه إليهييا وأعلن هناك مييع عد ٍد ميين أتباعييه قيام دولة السييماعيلية ،وتلقّب ي
بالمهدييّ ،وزعيم أنيه إمام هذه الدعوة السيماعيلية ،وزعيم أيضًا أنيه مين أحفاد محميد بين إسيماعيل بين
جعفيير الصييادق ،وأن الئميية الذييين سييبقوه ميين آبائه وأجداده إلى إسييماعيل بيين جعفيير الصييادق كانوا
مسيتورين ،وأراد أن يجذب إلييه قلوب العامّةي فسيمّى دولتيه بالدولة "الفاطميّةم" ،منتسيبًا بذلك زورًا إلى
السييدة فاطمية بنيت رسيول ال ،rميع أنيه يهوديّي الصيل ،وانتشرت دعوتيه بشكيل سيريع مسيتغلً جهيل
الناس وعاطفتهيم ،وبدأت فيي التوسيّع حتيى سييطرت على كيل الشمال الفريقيي ،ونشير البدع والمنكرات
وس يبّ الصييحابة ،والقول بحلول الرواح والتناسييخ وغييير ذلك ،ووصييلت هذه الدولة فييي توس ّيعِها إلى
اجتياح مصر واحتللها عام 359هي على يد أحد قوّادهم وهو
جوهر الصقلي السماعيلي في زمن المعز لدين ال العبيديّ -والصواب أن يُقال هكذا "العبيدي" نسبةً
إلى عبيد ال المهدي ،ول يقال الفاطمي -ودخل المعز لدين ال العبيدي مصر ،وأسس القاهرة ،وكذلك
سنّة ،وأظهر سبّ الصحابة، المسجد الزهر بُغية نشر المذهب الشيعي السماعيلي فيها ،و َقتَل علماء ال ّ
وسييار على ذلك الئميية السييماعيلية ميين بعده ،ووصييل بعضهييم إلى الجنون ،وادّعاء اللوهييية ،وميين
أشهرهم الحاكم بأمر ال .وكانوا يُكثرِون من بناء المساجد لنشر مذهبهم ،وظلوا يحتلون مصر ،وكذلك
الشام والحجاز مُدّة قرنين من الزمان ،إلى أن أزال صلح الدين اليوبي شرّها في سنة 567هي ،وحرّر
مصر من الحتلل السماعيلي.
أما الفرقة الثالثة وهي الثنا عشرية فقد كانت على بِدعها الكثيرة أقل ضراوةً من هاتين الفرقتين ،وهم
يؤمنون بال Uوبرسيوله rوبالبعيث والنشور ،ولكين أصيابوا الديين ببدع هائلة ،ومنكرات فاضحية ،وقيد
وصيل دُعاتهيم إلى بعيض العائلت الكيبرى فيي منطقية فارس والعراق ،وكان مين جرّاء ذلك أن وصيلوا
للحكم في عِدّة مناطق..
فقيد وصيلوا إلى عائلة بنمي سمامان ،وهيي مين أصيول فارسيية ،وأدى هذا إلى تش ّيعِهيا ،وكانيت تحكيم
أجزاء كبيرة من فارس (إيران حاليًا) ،وامتدت دولتها من سنة 261هي إلى سنة 389هي ،ولكن لم يظهر
فيها التشيع إل في بدايات القرن الرابع الهجري تقريبًا.
3
ووصيلوا أيضًا إلى عائلة بنمي حمدان ،وهيي مين أصيول عربيية مين قيبيلة بنيي تغلب ،وكانوا يحكمون
الموصل بالعراق من سنة 317هي إلى سنة 369هي ،وامتد سلطانهم إلى حلب من سنة 333هي إلى سنة
392هي.
أميا أخطير ميا وصيلوا إلييه فكان إلى عائلة بنمي بويمه ،وهيي مين
أصيول فارسيية ،وقيد أسيّسوا دولة فيي منطقية فارس ،ثيم وصيل الدولة البويهية الشيعية
المر إلى احتلل الخلفة العباسية سنة 334هي ،مع إبقاء الخليفة العباسي في مركزه درءًا لفتنة انقلب
سنّة عليهم ،وظلوا يحتلون الخلفة العباسية أكثر من مائة سنة متصلة! (من سنة 334هي إلى المسلمين ال ّ
سينة 447هيي) إلى أن ظهير السيلجقة السّينّة ،فأنقذوا العراق مين هذه السييطرة الشيعيية ،وفيي كيل هذه
ب الصيحابة على أبواب السينوات أظهير هؤلء الشيعية الحقيد الشدييد لعلماء السيّنة ولخليفتهيم ،وكتبوا سي ّ
المساجد ،وكانوا يسبون أبا بكر وعمر رضي ال عنهما صراحةً في خطبهم ،وكانت فترة كئيبة جدّا في
تاريخنا السلمي.
وهكذا فإننيا نرى أن القرن الرابيع الهجري كان قرنًا شيعيّاي خالصيًا؛ فقيد سييطر الشيعية البويهيون على
أجزاء مين إيران وعلى العراق بكاملهيا ،وسييطر السمامانيون على شرق إيران وأجزاء مين أفغانسيتان
وشرق العالم السيلمي ،وسييطر الحمدانيون على أجزاء مين الموصيل وحلب ،كميا سييطر القرامطمة
على شرق الجزيرة العربييية ،ووصييلوا أحيانًا إلى الحجاز ،بييل إلى دمشييق ،وكذلك اليميين ،أمييا الدولة
العبيدية (المسماة بالفاطمية) فقد توحّشَ تْ واحتلت كل الدول السلمية في إفريقيا ،بل أضافت إلى ذلك
فلسطين وسوريا ولبنان!
بقييي الوضييع على هذه الحالة إلى سيينة 907هييي (أوائل القرن العاشيير الهجري) حتييى قام إسمممماعيل
الصمفويّ بتأسييس الدولة الصمفوية الشيعيمة الثنمي عشريمة فيي إيران (نسيبةً إلى جَدّهيم الكيبر صيفي
الدييين الردبيلي ،وهييو ميين أصييل فارسييي ،وتوفييي 729هييي) ،وقييد توسييعت هذه الدولة واتخذت تييبريز
عاصيم ًة لهيا ،ودخلت فيي صيراع شرس ميع الدولة العثمانيية السّينّية المجاورة ،وتحالف الصيفويون ميع
البرتغالييين لضرب العثمانييين ،واحتلوا أجزاء مين العراق التابعية للعثمانييين ،وبدءوا فيي نشير المذهيب
الشيعي هناك ،لول أن السلطان سليم الول التقى معهم في موقعة فاصلة شهيرة في التاريخ هي موقعة
جالديران سينة 920هيي ،وحقيق نصيرًا كيبيرًا عليهيم ،وطردهيم مين العراق .ومرّتِي اليام والصيراع دائر
بيين الصيفويين والعثمانييين ،ومحوره فيي معظيم الوقات أرض العراق ،واسيتمر هذا الوضيع أكثير مين
قرنين من الزمان ،حيث حكمت الدولة الصفوية إيران من سنة 907هي إلى سنة 1148هي حيث سقطت
(هذا السيقوط للصيفويين كان فيي منتصيف القرن الثامين عشير الميلدي سينة 1735م) ،ومِن ثَم قُسيّمت
إيران إلى عدة مناطيييق تقاتيييل عليهيييا العثمانيون والروس والفغان وقادة جييييش عباس الثالث آخييير
السلطين الصفويين.
4
ودخلت الدولة العثمانيية فيي طور ضعفهيا ،وتكالب عليهيا الوربيون والروس ،وكان مين جرّاء ذلك أن
ضعفييت قبضتهييا على مناطييق غرب إيران ،وتناوب على حكييم هذه المنطقيية اليرانييية حكام كُثُر كانوا
يدينون دائمًا بالولء للقادة الغربييين؛ فمرة للنجلييز (القرييبين فيي الهنيد وباكسيتان) ،ومرة للفرنسييين،
ومرة للروس.
وصييل إلى حكييم إيران فييي سيينة 1193هييي1779 /م أغمما محمممد
قاجار ،وهيو مين أصيل فارسيي ،ومذهبيه شيعيي ،وإن كان يمييل شاه إيران محمد رضا بهلوي
إلى العلمانيية؛ حييث ل يدعيو إلى المذهيب الثنيي عشري ول يحكيم بيه ،وتناوب هيو وأولده حُكيم إيران،
مع توسّع أحيانًا ،وتقلّص أحيانًا أخرى وكانوا يتلقّبون بالشاه ،حتى سقطت هذه السرة عندما أعلن رضا
بهلوي تمردًا عليهيا فيي سينة 1343هيي1925 /م ،وأعلن نفسيه شاهًا ليران ،وذلك بمسياعدة النجلييز،
ولكين النجلييز نقموا علييه فيي سينة 1941م لختلفات بينهيم ،فخلعوه وأتوا بابنيه محميد رضيا بهلوي،
الذي ظيل يحكم إيران علمانيّاي حتيى سينة 1399هيي1979 /م عندميا قامت الثورة الخومينيية الشيعيية الثنيا
عشرية؛ لتعيد الحكم الشيعي من جديد في منطقة فارس (إيران).
كانت هذه هي قصة الحكم الشيعي للعالم السلمي منذ ظهور فرق الشيعة ،وحتى زماننا الن ،وقد بدا
لنييا فيهييا بوضوح أن الحركات الشيعييية كلهييا مييا ظهرت إل كنوع ٍي ميين النقلب والصييدام على الحكييم
سنّي ،متخذين في ذلك الصورة الدينية التي تُوهِم بحب آل البيت أو النتساب لهم ،وقد شاهدنا أنه في ال ّ
كل هذه المراحل لم يحدث صراع أبدًا بين أيّ من هذه الفرق وبين أعداء المة السلمية من صليبيين
روس أو إنجلييز أو فرنسييين أو برتغالييين ،وكذلك لم يحدث لهيم صيراع ميع التتار أو ميع غيرهيم ،بيل
رأينا التعاون المتكرّر معهم في كل المراحل.
تُرى ميا هيو موقفنما ممن الشيعمة؟ وكييف يمكين أن نتعاميل معهيم؟ وهيل السيكوت أفضيل مين الكلم؟ وهيل
الجهل أحسن من العلم؟! هذا ما سنتناوله في المقال القادم بإذن ال.
5