Professional Documents
Culture Documents
كل ية ا لت ربية
ال عم اد ة
بحث حول
إشراف الدكتور:
يوسف طباجة
العام الدراسي
2009 / 2008
الفهرس
11
خامسا :خاتمة ..........................................................
15
المراجع 1 .................................................................
7
--------------------------}2{ --------------------------
--------------------------}3{ --------------------------
أول :مقدمة
هو مؤ سس علم ()1
يع تبر مع ظم الباحث ين ،وبخا صة الغربي ين من هم ،أن أوغسنت كوننت
الإجتماع لنه أول من نظر إلى المجتمع ككل واتخذه موضوعا مستقل للعلم؛ ولنه من جهة
ثانية أول من استخدم كلمة sociologieلتسمية هذا العلم(.)2
بنا ًء على هذا المقياس يجب التوقف عند ما قام به ابن خلدون ،فقد قمت بدراسة الفصلين
الول والثا ني من الكتاب الول في الف صل ال سادس من مقد مة ا بن خلدون ،درا سة تحليل ية
مختصرة حاولت أن أستنبط منها فكر ابن خلدون في علم الجتماع وعلم التربية ،وقد اعتمدت
فمي الحواشمي عنمد ترقيمم صمفحات المراجمع على الرقام الموجودة فمي الجزء المصمور ممن
المقدمة والملحق بكتاب علم اجتماع التربية للدكتور حسان قبيسي .
)(3
ثانيا :التعريف بابن خلدون
-1ولدته.
ولد ا بن خلدون في تو نس عام 1332م ،ل سرة من أ صول يمن ية وكان ل سرته الكث ير
من النفوذ فمي إ شبيليه ببلد الندلس ،وقمد هاجرت السمرة ممع بدايمة سمقوط الندلس فمي يمد
السبان إلى تونس وعاش ابن خلدون معظم حياته متنقلً بين بلد شمال أفريقيا ،هذا بالضافة
لزياراته لرض الحجاز.
)2كتاب الفلسفة والحضارات /السنة الثانية /فرع العلوم /المركز التربوي للبحوث
والنماء /ص .129
--------------------------}4{ --------------------------
-2فكره وفلسفته.
كا نت ل بن خلدون فل سفته الخا صة وال تي ب نى علي ها ب عد ذلك أفكاره ونظريا ته في علم
الجتماع والتار يخ ،ح يث ع مل على التجد يد في طري قة عرض هم ،ف قد كان رواة التار يخ من
قبل ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات بالحداث ،هذا بالضافة لتفسيرهم التاريخ استنادا إلى
التنج يم والوثنيات ،فجاء ا بن خلدون ليحدد التار يخ بأ نه "فمي ظاهره ل يز يد على أخبار عن
اليام والدول ،وفمي باطنمه نظمر وتحقيمق وتعليمل للكائنات ومبادئهما ،وعلم بكيفيات الوقائع
وأ سبابها" ،وذلك لن التار يخ " هو خبر عن المجت مع الن ساني الذي هو عمران العالم ،و ما
يعرض لطبيعة هذا العمران من الحوال".
سعى ابن خلدون دائما من أجل الطلع والمعرفة فكان مطلعا على أراء العلماء السابقين،
فع مل على تحل يل الراء المختل فة ودرا ستها ،ونظرا لرحل ته في العد يد من البلدان في شمال
إفريقيا والشام والحجاز وعمله بها وإطلعه على كتبها ،فقد اكتسب العديد من الخبرات وذلك
في عدد من المجالت سواء في السياسة أو القضاء أو العلوم ،فجاءت أفكاره التي وصلت إلينا
الن تتمتع بقدر كبير من العلم والموضوعية.
-3مهامه العلمية
شغل ابن خلدون عدد من المهام أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام الدارية والسياسية،
وشارك في عدد من الثورات فن جح في بعض ها وأخ فق في ال خر م ما تر تب عل يه تعر ضه
للسجن والبعاد ،تنقل ابن خلدون بين كل من مراكش والندلس وتونس ومن تونس سافر إلى
م صر وبالتحد يد القاهرة وو جد هناك له شعب ية هائلة فع مل ب ها أ ستاذا للف قه المال كي ثم قاضيا
وبعمد أن مكمث بهما فترة أنتقمل إلى دمشمق ثمم إلى القاهرة ليتسملم القضاء مرة أخرى ،ونظرا
لحكمته وعلمه تم إرساله في عدد من المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول ،ومن بين
المهام التي كلف بها تمكن ابن خلدون من إيجاد الوقت من أجل الدراسة والتأليف.
--------------------------}5{ --------------------------
()4
ثالثا :آثار ابن خلدون
لبمن خلدون مؤلفات متنوعمة لكمن شهرتمه تقوم على قسمم ممن كتاب أسمماه "كتاب العمبر
وديوان المبتدأ والخمبر فمي أيام العرب والعجمم والبربر وممن عاصمرهم ممن ذوي السملطان
الكبر" .يقسم الكتاب إلى:
–الديباجة :تتناول فضل التأريخ ،مذاهبه وأغلط المؤرخين.
–الجزء الول :فمي العمران ومما يعرض فيمه ممن العوارض الذاتمي ،ممن الملك
والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلوم وما لذلك من العلل والسباب.
–الجزء الثانمي :فمي أخبار العرب وأجيالهمم ودولهمم وممن عاصمرهم ممن الممم
المشاهير ودولهم.
–الجزء الثالث :في أخبار البربر وبخاصة دول وممالك المغرب ،وقد زاد عليه ابن
خلدون أخبار ملوك العجم والترك.
أما "مقدمة ابن خلدون" فهي الديباجة والجزء الول من كتاب "العبر" الذي يقسم إلى ستة
أبواب:
–الباب الول :في العمران البشري على الجملة ،وأصنافه وقسطه من الرض.
–الباب الثاني :في العمران البدوي وذكر القبائل والمم والوحشية.
–الباب الثالث :في الدولة والخلفة والملك.
–الباب الرابع :في العمران الحضري والبلدان والمصار.
:في ال صنائع والمعاش والك سب ووجو هه وعل قة هذه كل ها –الباب الخامس
بالعمران.
:في العلوم والتعلم وغرتباطها بأحوال العمران. –الباب السادس
)4كتاب الفلسفة والحضارات /السنة الثانية /فرع العلوم /المركز التربوي للبحوث
والنماء /ص 130 - 129
--------------------------}6{ --------------------------
رابعا :المنهج التربوي عند ابن خلدون
التمربية ليست بعملية خلمق معدومة عنمد النسمان ،ولكنها صقل وتطوير ،وتهذيب
لممما همو موجممود عنده ممن اسمتعدادات وقدرات ،وهمي تمتمد لتشممل حتمى التأثيرات غيمر
المباشرة على شخصمية الفرد أو على قدراتمع المتأتيمة ممن تأثيمر أشياء ذات أهداف شديدة
الختلف :القوانيمن ،أشكال الحكوممة ،الفنون الصمناعية ،وحتمى ممن تأثيمر بعمض الظواهمر
الطبيعية المستقلة عن إرادة النسان كالمناخ والتربية والموقع المحلي(.)5
والم سألة التربو ية هي م سألة ل صيقة بالن سان ،ل نه مناط وجودها ومحورها الرئيس في
نفس الوقت ،لهذا اتخذها النسان للوهلة الولى موضوعا للشتغال عليها.
و قد اشت غل ا بن خلدون بالترب ية والتعل يم ،ف خص الف صل ال سادس من الكتاب الول من
مقدم ته للم سألة التعليم ية بعنوان " :في العلوم وأ صنافها والتعل يم وطر قه و سائر وجو هه و ما
يعرض فمي ذلك كله ممن الحوال" وهمو بذلك ينظمر للتعليمم والتعلم ممن باب السموسيولوجي
الوا عي بأهم ية التعل يم والتعلم في البناء الحضاري .ف قد ر بط في الف صل الثالث من الكتاب
المذكور ب ين الم سألة التعليم ية والتطور الحضاري؛ ح يث رأى كثرة العلوم في كثرة العمران
وعظم الحضارة(.)6
وممن باب السمتفادة ممن هذا التراث الفكري التربوي ،سمأركز فمي هذا البحمث هذا على
ملمح تربوية خلدونية ما زالت حية في التربية ،وما زال الفكر التربوي الحديث يأخذ بها.
ملمح تربوية خلدونية:
.1مبادئ أساسية في التربية عند ابن خلدون:
ترتكز التربية عند ابن خلدون على أسس علمية تنطلق من المبادئ التالية:
–المبدأ الول:
--------------------------}7{ --------------------------
الفكر النساني هو الفارق الساس ب ين الن سان والحيوان ،ل نه م صدر قوة هذا الن سان؛
ال تي ت سمح له بتح صيل معا شه في إطار اجتماعي ته بب ني جلد ته ،وم صدر تفكره وتفكيره في
ذاته وعالمه الخارجي بما فيه عالم الغيب ،ومصدر تفوقه على الحيوانات وتسخيرها لصالحه.
فقد قال ابن خلدون( :الفكر النساني ،الذي تميز به البشر عن الحيوانات واهتدى به لتحصيل
معاشه والتعاون عليه بأبناء جنسه والنظر في معبوده ،وما جاءت به الرسل من عنده؛ فصار
جم يع الحيوانات في طاع ته وملك قدر ته وفضله به على كث ير خل قه)( .)7فهذا الف كر هو من بع
العلوم والصمنائع ممن حيمث أن النسمان يديمم التفكيمر فمي نفسمه ومحيطمه وعالممه الدنيوي
والخروي ل ستخلص الحقائق والقوان ين من الظوا هر الكون ية ال تي تش كل الرض ية ال صلبة
للعلم والصنائع؛ فم (عن هذا الفكر تنشأ العلوم وما قدمناه من الصنائع) و (يكون الفكر راغبا
في تحصيل ما ليس عنده من الدراكات ،فيرجع إلى من سبقه بعلم ،أو زاد عليه بمعرفة أو
إدراك ،أو أخذه ممن تقدمه من النبياء الذين يبلغونه لمن تلقاه؛ فيلقن ذلك عنهم ويحرص على
أخذه وعل مه .ثم إن فكره ونظره يتو جه إلى وا حد وا حد من الحقائق ،وين ظر ما يعرض له
لذاته واحدا بعد الخر ،ويتمرن على ذلك حتى يصير إلحاق العوارض بتلك الحقيقة ملكة له،
فيكون حينئذ علممه بمما يعرض لتلك الحقيقمة علمما مخصموصا .وتتشوف نفوس أهمل الجيمل
الناشئ إلى تحصيل ذلك ،فيفزعون إلى أهل معرفته ويجيء التعليم من هذا)(.)8
–المبدأ الثاني:
العلم والتعليم والتعلم طبع إنساني ،بمعنى أن التعليم والتعلم والعلم أمر طبيعي في البشر،
ومن ثم ل توجد معرفة خارج المجتمع النساني ( فقد تبين بذلك أن العلم والتعليم طبيعي في
البشر )(.)9
–المبدأ الثالث:
--------------------------}8{ --------------------------
ارتباط العلوم والدراكات بالمح سوسات ،بمع نى انبثاق التنظ ير من الوا قع المح سوس أو
المفترض .ك ما ب ين العلم الحد يث الذي يرى في ها الموضوعات العلم ية موضوعات منشأة عن
الموضوعات المحسوسة .فم (العلم ينطلق من الواقعي ليبتعد عنه مادامت المعرفة ليست هي
الملح ظة الح سية ،بل هي خلق لكلم جد يد وإضا فة إلى الوا قع الذي تنطلق م نه .إن المعر فة
تحويل للواقع المعطى وتغيير له ،والعلم يعمل على تنظيم المعطيات ول يكتفي بتعدادها .إنه
ينظمها ويرتبها ويقيم علقات بين عناصرها بغية تحويلها إلى شيء قابل لن يكون موضوع
علم .إن المادة شيء والموضوع شيء آخر .إنه الشيء المستهدف ،الشيء المبني انطلقا من
.وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون عندما قال( :النفس الناطقة المادة ،إنه الموضوع المعرفي)
()10
للنسمان ،إنمما توجمد فيمه بالقوة .وأن خروجهما ممن القوة إلى الفعمل إنمما همو بتجدد العلوم
والدراكات عن المح سوسات أول؛ ثم ما يكت سب بعد ها بالقوة النظر ية إلى أن ي صير إدرا كا
بالفعل وعقل محضا؛ فتكون ذاتا روحانية وتستكمل حينئذ وجودها .فوجب لذلك أن يكون كل
نوع من العلم والنظر يفيدها عقل فريدا ،والصنائع أبدا يحصل عنها وعن ملكتها قانون علمي
م ستفاد من تلك المل كة .فلهذا كا نت الحُن كة في التجر بة تف يد عقل ،والملكات ال صناعية تف يد
عقل)(.)11
–المبدأ الرابع:
التعليمم/التربيمة عنمد ابمن خلدون ممن الصمنائع؛ بمعنمى وجوب امتلك كفاياتهما النظريمة
والتطبيق ية عبر التمرن والمراس والب حث والدرا سة .وبذلك تنت في العشوائ ية والرتجال عن
فعل الترب ية والتعل يم عند ا بن خلدون؛ لما يتطل به من المعر فة العلم ية الدقي قة بما هي الترب ية
والتعل يم .ف قد قال( :ذلك أن الحذق في العلم والتف نن ف يه وال ستيلء عل يه ،إن ما هو بح صول
ملكة في الحاطة بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله .وما لم
تح صل هذه المل كة لم ي كن الحذق في ذلك ال فن المتناول حا صل .وهذه المل كة هي في غ ير
الفهم والوعي .لنا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعيها ،مشتركا بين من شدا في
--------------------------}9{ --------------------------
ذلك الفمن ،وبيمن ممن همو مبتدئ فيمه؛ وبيمن العاممي الذي لم يُحصمّل علمما ،وبيمن العالم
النحرير)(.)12
وبما أن التعليم/التربية صناعة فلبد لها من معلم وأستاذ يعلمها ويمكن طالبها من كفاياتها
وأ سسها ومعارف ها وتقنيات ها ،ف قد قال ا بن خلدون في شأ نه( :والملكات كل ها ج سمانية ،سواء
كا نت في البدن أو في الدماغ ،من الف كر وغيره ،كالح ساب .والج سمانيات كل ها مح سوسة،
فتفتقمر إلى التعليمم .ولهذا كان السمند فمي التعليمم فمي كمل علم أو صمناعة يفتقمر إلى مشاهيمر
المعلمين فيها معتبرا عند كل أهل أفق وجيل .ويدل أيضا على أن تعليم العلم صناعة اختلف
الصمطلحات فيمه .فلكمل إمام ممن الئممة المشاهيمر اصمطلح فمي التعليمم يختمص بمه ،شأن
الصنائع كلها)( .)13والصناعة لبد لها من جانب نظري وآخر عملي.
.2قوانين تربوية عند ابن خلدون:
بعدما قرر ابن خلدون تلك المبادئ الساسية ،نجده يذهب إلى قوانين تربوية بينت التربية
الحديثة صلحيتها ،حيث يقرر القوانين التالية:
–القانون الول:
النتقال من المح سوس إلى المجرد ،ح تى تتم كن الذاكرة بمخزون ها المعر في النا تج عن
المحسموس ممن اسمتدعاء واسمترجاع وطلب المعلوممة .حيمث يقول فمي هذا المبدأ( :والحوال
المحسوسة ،نقلها بالمباشرة أوعب لها وأكمل؛ لن المباشرة في الحوال الجسمانية المحسوسة
أتم فائدة ،والملكة صفة راسخة تحصل عن استعمال ذلك الفعل وتكرره مرة بعد أخرى ،حتى
تر سخ صورته .وعلى ن سبة ال صل تكون المل كة .ون قل المعاي نة أو عب وأ تم من ن قل ال خبر
والعلم .فالملكة الحاصلة عنه أكمل وأرسخ من الملكة الحاصلة على الخبر)(.)14
--------------------------}10{ --------------------------
–القانون الثاني:
جودة نظام التعليمم وجودة تكويمن السمتاذ لهمما دخمل فمي جودة تعلم المتعلم ،بمعنمى تعلم
المتعلم يتوقف على جودة التعليم وكفاءة الستاذ ،فهما مرتبطان ارتباط طرديا نزول وصعودا؛
حيث يقول ابن خلدون( :وعلى قدر جودة التعليم وملكة المعلم يكون حذق المتعلم في الصناعة
وح صول ملك ته)( .)15ف قد افترض ا بن خلدون أن التعل يم صناعة ،نجاح ها وفشل ها ،مرتبطان
بالقائم ين ب ها ،وأن المعلمين هم سند هذه ال صناعة .لذا لبد من أن تتوفر فيهم شروط وآداب
وقوانين .ويستشهد ابن خلدون ببعض الذين ارتحلوا ممن يعرفهم لطلب العلم على المشاهير.
فقد رجع بعضهم بعلم وفير ومفيد وبتعلم حسن ،ويعود الفضل لمن حذق منهم لتوفر معلمين
ملميمن ممبرزين بصمناعة التعليمم .وهكذا فإن توفمر المعلم القادر والحاذق ضرورة أولى فمي
عملية التعليم .لنه يكون قادرا على توفير الشروط الساسية للمتعلم .
–القانون الثالث:
تقديم البسيط على المركب والمعقد ،ورعايته حتى يكتمل! حيث يقول ابن خلدون ( :ثم إن
الصنائع منها البسيط ومنها المركب .والبسيط هو الذي يخ تص بالضروريات ،والمر كب هو
الذي يكون للكماليات .والمتقدم منهما فمي التعليمم همو البسميط ،لبسماطته أول ،ولنمه مختمص
بالضروري الذي تتوفر الدواعي على نقله ،فيكون سابقا في التعليم ويكون تعليمه لذلك ناقصا.
ول يزال الفكمر يخرج أصمنافها ومركباتهما ممن القوة إلى الفعمل ،بالسمتنباط شيئا فشيئا على
التدريج ،حتى َت ْكمُلَ)(.)16
–القانون الرابع:
التدرج في التعليم ذلك أن العلم ل يحصل دفعة واحدة( ،وإنما يحصل في أزمان وأجيال،
إذ خروج الشياء من القوة إلى الف عل ل يكون دف عة ،ل سيما في المور ال صناعية .فل بد له
إذن من زمان) .ح يث يكون التدرج بالعلم مع الطالب متعل قا بالطالب وا ستعداداته من ج هة،
وبالموضوع ومتطلباته من جهة أخرى وفي آن واحد .فالطالب له مقدرات واستعدادات معينة
--------------------------}11{ --------------------------
على المعلم أن يعيها ويحسن التعامل معها ،كما أن للموضوع جزئيات واختلفات ،على المعلم
أن يراعيها أيضا.
–القانون الخامس:
ضرورة حصول مدارسة للموضوع التعليمي بين الستاذ والمتعلم؛ حتى يتمكن المتعلم من
العلم ،فقمد رأى ابمن خلدون غياب السمتاذ الحذق وفسماد النظام التعليممي مدخل إلى النتائج
ال سلبية في حا صل التعل يم الذي يعت مد أ ساسا على الح فظ ف قط .ف قد قال( :وبق يت فاس و سائر
أقطار التعليمم المغرب خلوا ممن حسمن التعليمم ممن لدن انقراض تعليمم قرطبمة والقيروان ،ولم
سرَ علي هم ح صول مل كة والحذق في العلوم ...فت جد طالب العلم
يت صل سند التعل يم في هم ،فعَ ُ
منهمم ،بعمد ذهاب الكثيمر ممن العمار فمي ملزممة المجالس العلميمة ،سمكوتا ل ينطقون ول
يفاوضون ،وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة .فل يحصلون على طائل من ملكة التصرف في
العلم والتعليم .ثم بعد تحصيل من يرى منهم أنه قد ح صّل ،تجد ملكته قاصرة في عل مه إن
فاوض أو ناظر أو عّلمَ ،وما أتاهمُ القصور إل من قبل التعليم وانقطاع سنده )(.)17
–القانون السادس:
في و جه ال صواب في تعل يم العلوم وطر يق إفاد ته يش ير ا بن خلدون إلى أهم ية مراعاة
المقدرة العقلية للمتعلم من باب أنّ الستعداد للتعلم عنده ضروري وهو يتم تدريجيا مما يوجب
على الستاذ المعرفة بمراحل النمو حيث يشير إلى ضرورة إدراك المربى لمراحل النمو عند
تلميذه بحيث ل يتحمل المتعلمون أعباء تزيد عن احتمال قدراتهم العقلية في الفهم والستيعاب
ول كل مرحلة سنيّة قدرات ها ك ما نعلم ومراعاة هذه القدرات شرط أ ساسي ل يس ف قط في من يقوم
بعملية التعليم وإنما فيمن يضع المنهاج المدرسي ومفرداته في الكتب المدرسية المقرّرة؛ بحيث
ي تم التدرّج في تلق ين العلوم من ال سهل إلى ال صعب ،و قد تن به العلم التربوي الحد يث إلى
أهم ية درا سة مراح الن مو ع ند الطفال و قد تم تضي من هذا الموضوع ض من مادة علم ن فس
النممو التمي يتمم تدريسمها للطلب الذيمن يريدون الحصمول على شهادة تعليميمة فمي جميمع
إختصاصات العلوم.
--------------------------}12{ --------------------------
وقد وجدت في بعض مواقع النترنت ،نظريات أٌخرى فى التربية والتعليم تمثل فلسفة ابن
خلدون التربوية يمكن تلخيصها بما يلي:
-1يجب استيفاء الموضوع فى حصة تعليمية واحدة وعدم تقطيعه إلى عناصر متناثرة فى
ح صص متفر قة لن فى هذا مدعاة للن سيان؛ يقول ا بن خلدون" :وكذلك ينب غي لك أن ل
تطوّل على المتعلّم فى ال فن الوا حد بتعر يف المجالس وتقط يع ما بين ها ل نه ذري عة إلى
النسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض".
-2ل يجوز خلط علمين معا فى موضوع واحد بمعنى أنه يدعو إلى نوع من التخصص فى
الع مل التربوي .يقول ا بن خلدون (أن ل يخلط على المتعلّم علمان معا فإ نه حينئذ قلّ أن
يظفر بواحد منهما لما فيه من تقسيم البال وانصرافه عن كل واحد منهما إلى تفهّم الخر
فيستغلقان معاً).
-3يرى ضرورة البتعاد عمن العنمف و الشّدة وقمد خصمص لذلك الفصمل الثانمي الثلثيمن
وجعله بعنوان ( فى أ نّ الشّدة على المتعلم ين مضّرة ب هم ،ح يث يقول :إ نّ رهاف ال حد
بالتعليم مضّر بالمتعلم سيمّا فى أصاغر الولد)(.)18
-4قد اهتم ابن خلدون بالناحية التطبيقية فى العملية التعليمية .فليس المهم عند ابن خلدون
معرفمة القواعمد والقوانيمن والصمطلحات فمى حمد ذاتهما وإنمما المهمم المقدرة على
اسمتخداماتها والسمتفادة منهما علميا فقمد فرق بيمن صمناعة اللغمة التمي تكوّن قواعدهما
وقوانينهما واصمطلحاتها وبيمن ملكمة اللغمة والشخمص الذي يسمتوعب هذه القواعمد
والم صطلحات بدون أن يطبق ها يكون م ثل الش خص الذي يت قن صناعة من ال صناعات
علميا ول يكون له أي دراية بهذه الصناعة عمليا.
خامسا :خاتمة
--------------------------}13{ --------------------------
تظهر معالم منهج إبن خلدون التربوي في الطمريقة التي رسمها في تعليمم الناشئة ،وفي
تحديده للداب والشروط الواجب توفرها في المعلم والمتعلم ،فقد أكد صراحة أن عملية التعلم
والتعلي مم طبيع ية في العمران البشري ،فالن سمان متم يز عن سائر خلق ال بالفك مر الذي
يهتدي به ،فهو تواق إلى تحصيل ما ليس عنمده من الدراكات ،فينشأ عن ذلك موقف تعلمي.
وتقوم عمل ية التعلم عادة على ثل ثة أعمدة ،و هي المعلم والمتعلم والطري قة .وتتح قق الهداف
التربو ية والتعليم ية بمقدار ما يتو فر لهذا المو قف التعلي مي من شروط .ذلك أن التعلم عمو ما
هو اكتساب العلوم واجتلبها إلى القلب.
فعلى المعلم الحاطمة بمبادئ التعليمم وعدم الشدة على المتعلميمن ،فهمو المتصمرف فمي
قل موب الب شر ،و هو أي ضا بمثا بة ال طبيب المعالج للن فس من مرض ها وجهل ها بالعلوم ،وأن
يكون ذا ثقا فة عا مة تمك نه من إفادة المتعلم ين إفادة متنو عة ،تو سع في الو قت نف سه من أف قه
المعر في وتحف ظه من بلبلة أفكار هم بالمعلومات الخاطئة أو المعار ضة أو من مغ بة التع صب
الع مى ض مد العلوم ال تي لم يعرف ها عن قرب أو ب عد ،فالناس أعداء ل ما يجهلون ك ما يقال،
وأن يلم بطرائمق التعليمم ومبادئه ومهاراته ،متموقفما عند مسائمله ،مستنبطما فروعمه
من أصوله ،حتى يكون التعليم مزدهرا ومحققا لهدافه.
أما المتعلم فهو مطمالب في بدايمة تعليممه بالصغماء لمعلممه واستيعماب العلموم
المختلفمة عنه قبل أن يتطمرق للختلفمات من المذاهب ،ذلك أن السممع أو النصمات
همو أبمو الملكمات اللسانيمة في نظمر" ابن خلدون" ،فالشيء الذي يعين المتعلم على فتق
لسانه بالمحاورة والكلم والمناظرة ،هو النغماس الكلي في وسط لغوي عفوي .وعلى المتعلم
ال ستعداد للتعلم والتف مرغ للعلم ،والبتع ماد عن إغراءات الدني ما وشهوات ها ولن يتأ تى ذلك
إل بإقامة علقة عاطفية بين المعلم والمتعلم ،والتدرج بالمتعلم مع تشويقه للمادة المراد تلقينها،
وهذا بعمد دراسمة نفسميته واسمتعداداته العقليمة .ودعما ابمن خلدون المتعلم إلى ضرورة التحلي
بالمنطق والستمطار برحمة ال متى أقفلت وأعوز عليه فهم المسائل ،فالعلم من عند ال.
وأخيرا ،صفوة القول إن العل مة "ا بن خلدون" ي عد ب حق مو سوعة علم ية ،تناولت ش تى
حقول المعرفمة العلميمة ،فأفكاره التربويمة لتقمل أهميمة عمما تذهمب إليمه النظريات التربويمة
الحديثمة ،بمل يمكننما القول أن له فضمل السمبق إلى كثيمر منهما ،وبخمماصة مما تعلق بطريقمة
التدر يس ،وال تي ن به في ها المعلم إلى ضرورة تو خي الت مدرج والتكرار في عرض الم مادة
--------------------------}14{ --------------------------
العلم ية ،والتحلي بمبدأ التش مويق ،مع مراع ماة ا ستعدادات المتعلم ين ،وال خذ بع ين العتبار
الفمروق الفرديمة بين المتعلمين في أثناء تلقين العلوم.
المراجع
--------------------------}15{ --------------------------
مقدمة ابن خلدون
علم إجتماع التربية /التربية طبيعتها ودورها /د .حسان قبيسي
كتاب الفلسفة والحضارات /السنة الثانية /فرع العلوم /المركز التربوي للبحوث والنماء
مدونات مكتوب ،بتصرف /موقع الكتروني www.maktoob.com
--------------------------}16{ --------------------------