You are on page 1of 16

‫الج ام عة اللب نا نية‬

‫كل ية ا لت ربية‬
‫ال عم اد ة‬

‫بحث حول‬

‫العلم والتعليم في‬


‫مقدمة ابن خلدون‬
‫إعداد الطالب‪:‬‬

‫مصطفى أحمد السكرية‬


‫(تعليم الفيزياء‪ /‬إنكليزي‪/‬‬
‫شعبة ب)‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬

‫يوسف طباجة‬

‫العام الدراسي‬
‫‪2009 / 2008‬‬
‫الفهرس‬

‫‪5 .........................................................‬‬ ‫أول‪ :‬مقدمة‬


‫‪5 .............................................‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التعريف بابن خلدون‬
‫ولدته ‪5 .....................................................................‬‬
‫فكره وفلسفته ‪6 ..............................................................‬‬
‫مهامه العلمية ‪6 ...............................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار ابن خلدون ‪7 ....................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬المنهج التربوي عند ابن خلدون ‪8 ..................................‬‬
‫مبادئ أساسية في التربية عند ابن خلدون ‪8 ..................................‬‬
‫قوانين تربوية عند ابن خلدون ‪.............................................‬‬

‫‪11‬‬
‫خامسا‪ :‬خاتمة ‪..........................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫المراجع ‪1 .................................................................‬‬
‫‪7‬‬

‫‪--------------------------}2{ --------------------------‬‬
--------------------------}3{ --------------------------
‫أول‪ :‬مقدمة‬
‫هو مؤ سس علم‬ ‫(‪)1‬‬
‫يع تبر مع ظم الباحث ين‪ ،‬وبخا صة الغربي ين من هم‪ ،‬أن أوغسنت كوننت‬
‫الإجتماع لنه أول من نظر إلى المجتمع ككل واتخذه موضوعا مستقل للعلم؛ ولنه من جهة‬
‫ثانية أول من استخدم كلمة ‪ sociologie‬لتسمية هذا العلم(‪.)2‬‬
‫بنا ًء على هذا المقياس يجب التوقف عند ما قام به ابن خلدون‪ ،‬فقد قمت بدراسة الفصلين‬
‫الول والثا ني من الكتاب الول في الف صل ال سادس من مقد مة ا بن خلدون‪ ،‬درا سة تحليل ية‬
‫مختصرة حاولت أن أستنبط منها فكر ابن خلدون في علم الجتماع وعلم التربية‪ ،‬وقد اعتمدت‬
‫فمي الحواشمي عنمد ترقيمم صمفحات المراجمع على الرقام الموجودة فمي الجزء المصمور ممن‬
‫المقدمة والملحق بكتاب علم اجتماع التربية للدكتور حسان قبيسي ‪.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف بابن خلدون‬
‫‪-1‬ولدته‪.‬‬
‫ولد ا بن خلدون في تو نس عام ‪1332‬م ‪ ،‬ل سرة من أ صول يمن ية وكان ل سرته الكث ير‬
‫من النفوذ فمي إ شبيليه ببلد الندلس‪ ،‬وقمد هاجرت السمرة ممع بدايمة سمقوط الندلس فمي يمد‬
‫السبان إلى تونس وعاش ابن خلدون معظم حياته متنقلً بين بلد شمال أفريقيا‪ ،‬هذا بالضافة‬
‫لزياراته لرض الحجاز‪.‬‬

‫‪ )1‬أوغست كونت‪ :‬مفكر فرنسي (‪ )1857 – 1789‬صنف العلوم حسب ظهورها‬


‫التاريخي بدءا بأبسطها وصول إلى أكثرها تعقيدا‪ .‬فكانت كالتي‪ :‬الرياضيات‪ ،‬علم‬
‫الفلك‪ ،‬علم الفيزياء‪ ،‬علم الكيمياء‪ ،‬علم الحياة فعلم الجتماع‪.‬‬

‫‪ )2‬كتاب الفلسفة والحضارات‪ /‬السنة الثانية‪ /‬فرع العلوم‪ /‬المركز التربوي للبحوث‬
‫والنماء‪ /‬ص ‪.129‬‬

‫‪ )3‬مدونات مكتوب‪ ،‬بتصرف ‪ /‬موقع الكتروني ‪www.maktoob.com‬‬

‫‪--------------------------}4{ --------------------------‬‬
‫‪-2‬فكره وفلسفته‪.‬‬
‫كا نت ل بن خلدون فل سفته الخا صة وال تي ب نى علي ها ب عد ذلك أفكاره ونظريا ته في علم‬
‫الجتماع والتار يخ‪ ،‬ح يث ع مل على التجد يد في طري قة عرض هم‪ ،‬ف قد كان رواة التار يخ من‬
‫قبل ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات بالحداث‪ ،‬هذا بالضافة لتفسيرهم التاريخ استنادا إلى‬
‫التنج يم والوثنيات‪ ،‬فجاء ا بن خلدون ليحدد التار يخ بأ نه "فمي ظاهره ل يز يد على أخبار عن‬
‫اليام والدول‪ ،‬وفمي باطنمه نظمر وتحقيمق وتعليمل للكائنات ومبادئهما‪ ،‬وعلم بكيفيات الوقائع‬
‫وأ سبابها" ‪ ،‬وذلك لن التار يخ " هو خبر عن المجت مع الن ساني الذي هو عمران العالم‪ ،‬و ما‬
‫يعرض لطبيعة هذا العمران من الحوال"‪.‬‬
‫سعى ابن خلدون دائما من أجل الطلع والمعرفة فكان مطلعا على أراء العلماء السابقين‪،‬‬
‫فع مل على تحل يل الراء المختل فة ودرا ستها‪ ،‬ونظرا لرحل ته في العد يد من البلدان في شمال‬
‫إفريقيا والشام والحجاز وعمله بها وإطلعه على كتبها‪ ،‬فقد اكتسب العديد من الخبرات وذلك‬
‫في عدد من المجالت سواء في السياسة أو القضاء أو العلوم‪ ،‬فجاءت أفكاره التي وصلت إلينا‬
‫الن تتمتع بقدر كبير من العلم والموضوعية‪.‬‬
‫‪-3‬مهامه العلمية‬
‫شغل ابن خلدون عدد من المهام أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام الدارية والسياسية‪،‬‬
‫وشارك في عدد من الثورات فن جح في بعض ها وأخ فق في ال خر م ما تر تب عل يه تعر ضه‬
‫للسجن والبعاد‪ ،‬تنقل ابن خلدون بين كل من مراكش والندلس وتونس ومن تونس سافر إلى‬
‫م صر وبالتحد يد القاهرة وو جد هناك له شعب ية هائلة فع مل ب ها أ ستاذا للف قه المال كي ثم قاضيا‬
‫وبعمد أن مكمث بهما فترة أنتقمل إلى دمشمق ثمم إلى القاهرة ليتسملم القضاء مرة أخرى‪ ،‬ونظرا‬
‫لحكمته وعلمه تم إرساله في عدد من المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول‪ ،‬ومن بين‬
‫المهام التي كلف بها تمكن ابن خلدون من إيجاد الوقت من أجل الدراسة والتأليف‪.‬‬

‫‪--------------------------}5{ --------------------------‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ثالثا‪ :‬آثار ابن خلدون‬
‫لبمن خلدون مؤلفات متنوعمة لكمن شهرتمه تقوم على قسمم ممن كتاب أسمماه "كتاب العمبر‬
‫وديوان المبتدأ والخمبر فمي أيام العرب والعجمم والبربر وممن عاصمرهم ممن ذوي السملطان‬
‫الكبر"‪ .‬يقسم الكتاب إلى‪:‬‬
‫–الديباجة‪ :‬تتناول فضل التأريخ‪ ،‬مذاهبه وأغلط المؤرخين‪.‬‬
‫–الجزء الول‪ :‬فمي العمران ومما يعرض فيمه ممن العوارض الذاتمي‪ ،‬ممن الملك‬
‫والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلوم وما لذلك من العلل والسباب‪.‬‬
‫–الجزء الثانمي‪ :‬فمي أخبار العرب وأجيالهمم ودولهمم وممن عاصمرهم ممن الممم‬
‫المشاهير ودولهم‪.‬‬
‫–الجزء الثالث‪ :‬في أخبار البربر وبخاصة دول وممالك المغرب‪ ،‬وقد زاد عليه ابن‬
‫خلدون أخبار ملوك العجم والترك‪.‬‬
‫أما "مقدمة ابن خلدون" فهي الديباجة والجزء الول من كتاب "العبر" الذي يقسم إلى ستة‬
‫أبواب‪:‬‬
‫–الباب الول ‪ :‬في العمران البشري على الجملة‪ ،‬وأصنافه وقسطه من الرض‪.‬‬
‫–الباب الثاني ‪ :‬في العمران البدوي وذكر القبائل والمم والوحشية‪.‬‬
‫–الباب الثالث ‪ :‬في الدولة والخلفة والملك‪.‬‬
‫–الباب الرابع ‪ :‬في العمران الحضري والبلدان والمصار‪.‬‬
‫‪ :‬في ال صنائع والمعاش والك سب ووجو هه وعل قة هذه كل ها‬ ‫–الباب الخامس‬
‫بالعمران‪.‬‬
‫‪ :‬في العلوم والتعلم وغرتباطها بأحوال العمران‪.‬‬ ‫–الباب السادس‬

‫‪ )4‬كتاب الفلسفة والحضارات‪ /‬السنة الثانية‪ /‬فرع العلوم‪ /‬المركز التربوي للبحوث‬
‫والنماء‪ /‬ص ‪130 - 129‬‬

‫‪--------------------------}6{ --------------------------‬‬
‫رابعا‪ :‬المنهج التربوي عند ابن خلدون‬
‫التمربية ليست بعملية خلمق معدومة عنمد النسمان‪ ،‬ولكنها صقل وتطوير‪ ،‬وتهذيب‬
‫لممما همو موجممود عنده ممن اسمتعدادات وقدرات‪ ،‬وهمي تمتمد لتشممل حتمى التأثيرات غيمر‬
‫المباشرة على شخصمية الفرد أو على قدراتمع المتأتيمة ممن تأثيمر أشياء ذات أهداف شديدة‬
‫الختلف‪ :‬القوانيمن‪ ،‬أشكال الحكوممة‪ ،‬الفنون الصمناعية‪ ،‬وحتمى ممن تأثيمر بعمض الظواهمر‬
‫الطبيعية المستقلة عن إرادة النسان كالمناخ والتربية والموقع المحلي(‪.)5‬‬
‫والم سألة التربو ية هي م سألة ل صيقة بالن سان‪ ،‬ل نه مناط وجودها ومحورها الرئيس في‬
‫نفس الوقت‪ ،‬لهذا اتخذها النسان للوهلة الولى موضوعا للشتغال عليها‪.‬‬
‫و قد اشت غل ا بن خلدون بالترب ية والتعل يم ‪ ،‬ف خص الف صل ال سادس من الكتاب الول من‬
‫مقدم ته للم سألة التعليم ية بعنوان‪ " :‬في العلوم وأ صنافها والتعل يم وطر قه و سائر وجو هه و ما‬
‫يعرض فمي ذلك كله ممن الحوال" وهمو بذلك ينظمر للتعليمم والتعلم ممن باب السموسيولوجي‬
‫الوا عي بأهم ية التعل يم والتعلم في البناء الحضاري‪ .‬ف قد ر بط في الف صل الثالث من الكتاب‬
‫المذكور ب ين الم سألة التعليم ية والتطور الحضاري؛ ح يث رأى كثرة العلوم في كثرة العمران‬
‫وعظم الحضارة(‪.)6‬‬
‫وممن باب السمتفادة ممن هذا التراث الفكري التربوي‪ ،‬سمأركز فمي هذا البحمث هذا على‬
‫ملمح تربوية خلدونية ما زالت حية في التربية‪ ،‬وما زال الفكر التربوي الحديث يأخذ بها‪.‬‬
‫ملمح تربوية خلدونية‪:‬‬
‫‪.1‬مبادئ أساسية في التربية عند ابن خلدون‪:‬‬
‫ترتكز التربية عند ابن خلدون على أسس علمية تنطلق من المبادئ التالية‪:‬‬

‫–المبدأ الول‪:‬‬

‫‪ )5‬د‪ .‬حسان قبيسي‪ /‬علم إجتماع التربية‪ /‬التربية طبيعتها ودورها‪.‬‬

‫‪ )6‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪434‬‬

‫‪--------------------------}7{ --------------------------‬‬
‫الفكر النساني هو الفارق الساس ب ين الن سان والحيوان‪ ،‬ل نه م صدر قوة هذا الن سان؛‬
‫ال تي ت سمح له بتح صيل معا شه في إطار اجتماعي ته بب ني جلد ته‪ ،‬وم صدر تفكره وتفكيره في‬
‫ذاته وعالمه الخارجي بما فيه عالم الغيب‪ ،‬ومصدر تفوقه على الحيوانات وتسخيرها لصالحه‪.‬‬
‫فقد قال ابن خلدون‪( :‬الفكر النساني‪ ،‬الذي تميز به البشر عن الحيوانات واهتدى به لتحصيل‬
‫معاشه والتعاون عليه بأبناء جنسه والنظر في معبوده‪ ،‬وما جاءت به الرسل من عنده؛ فصار‬
‫جم يع الحيوانات في طاع ته وملك قدر ته وفضله به على كث ير خل قه)(‪ .)7‬فهذا الف كر هو من بع‬
‫العلوم والصمنائع ممن حيمث أن النسمان يديمم التفكيمر فمي نفسمه ومحيطمه وعالممه الدنيوي‬
‫والخروي ل ستخلص الحقائق والقوان ين من الظوا هر الكون ية ال تي تش كل الرض ية ال صلبة‬
‫للعلم والصنائع؛ فم (عن هذا الفكر تنشأ العلوم وما قدمناه من الصنائع) و (يكون الفكر راغبا‬
‫في تحصيل ما ليس عنده من الدراكات‪ ،‬فيرجع إلى من سبقه بعلم‪ ،‬أو زاد عليه بمعرفة أو‬
‫إدراك‪ ،‬أو أخذه ممن تقدمه من النبياء الذين يبلغونه لمن تلقاه؛ فيلقن ذلك عنهم ويحرص على‬
‫أخذه وعل مه‪ .‬ثم إن فكره ونظره يتو جه إلى وا حد وا حد من الحقائق‪ ،‬وين ظر ما يعرض له‬
‫لذاته واحدا بعد الخر‪ ،‬ويتمرن على ذلك حتى يصير إلحاق العوارض بتلك الحقيقة ملكة له‪،‬‬
‫فيكون حينئذ علممه بمما يعرض لتلك الحقيقمة علمما مخصموصا‪ .‬وتتشوف نفوس أهمل الجيمل‬
‫الناشئ إلى تحصيل ذلك‪ ،‬فيفزعون إلى أهل معرفته ويجيء التعليم من هذا)(‪.)8‬‬
‫–المبدأ الثاني‪:‬‬
‫العلم والتعليم والتعلم طبع إنساني‪ ،‬بمعنى أن التعليم والتعلم والعلم أمر طبيعي في البشر‪،‬‬
‫ومن ثم ل توجد معرفة خارج المجتمع النساني ( فقد تبين بذلك أن العلم والتعليم طبيعي في‬
‫البشر )(‪.)9‬‬

‫–المبدأ الثالث‪:‬‬

‫‪ )7‬مقدمة ابن خلدون ‪ /‬ص ‪429‬‬

‫‪ )8‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪43- 429‬‬

‫‪ )9‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪430‬‬

‫‪--------------------------}8{ --------------------------‬‬
‫ارتباط العلوم والدراكات بالمح سوسات‪ ،‬بمع نى انبثاق التنظ ير من الوا قع المح سوس أو‬
‫المفترض‪ .‬ك ما ب ين العلم الحد يث الذي يرى في ها الموضوعات العلم ية موضوعات منشأة عن‬
‫الموضوعات المحسوسة‪ .‬فم (العلم ينطلق من الواقعي ليبتعد عنه مادامت المعرفة ليست هي‬
‫الملح ظة الح سية‪ ،‬بل هي خلق لكلم جد يد وإضا فة إلى الوا قع الذي تنطلق م نه‪ .‬إن المعر فة‬
‫تحويل للواقع المعطى وتغيير له‪ ،‬والعلم يعمل على تنظيم المعطيات ول يكتفي بتعدادها‪ .‬إنه‬
‫ينظمها ويرتبها ويقيم علقات بين عناصرها بغية تحويلها إلى شيء قابل لن يكون موضوع‬
‫علم‪ .‬إن المادة شيء والموضوع شيء آخر‪ .‬إنه الشيء المستهدف‪ ،‬الشيء المبني انطلقا من‬
‫‪ .‬وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون عندما قال‪( :‬النفس الناطقة‬ ‫المادة‪ ،‬إنه الموضوع المعرفي)‬
‫(‪)10‬‬

‫للنسمان‪ ،‬إنمما توجمد فيمه بالقوة‪ .‬وأن خروجهما ممن القوة إلى الفعمل إنمما همو بتجدد العلوم‬
‫والدراكات عن المح سوسات أول؛ ثم ما يكت سب بعد ها بالقوة النظر ية إلى أن ي صير إدرا كا‬
‫بالفعل وعقل محضا؛ فتكون ذاتا روحانية وتستكمل حينئذ وجودها‪ .‬فوجب لذلك أن يكون كل‬
‫نوع من العلم والنظر يفيدها عقل فريدا‪ ،‬والصنائع أبدا يحصل عنها وعن ملكتها قانون علمي‬
‫م ستفاد من تلك المل كة‪ .‬فلهذا كا نت الحُن كة في التجر بة تف يد عقل‪ ،‬والملكات ال صناعية تف يد‬
‫عقل)(‪.)11‬‬
‫–المبدأ الرابع‪:‬‬
‫التعليمم‪/‬التربيمة عنمد ابمن خلدون ممن الصمنائع؛ بمعنمى وجوب امتلك كفاياتهما النظريمة‬
‫والتطبيق ية عبر التمرن والمراس والب حث والدرا سة‪ .‬وبذلك تنت في العشوائ ية والرتجال عن‬
‫فعل الترب ية والتعل يم عند ا بن خلدون؛ لما يتطل به من المعر فة العلم ية الدقي قة بما هي الترب ية‬
‫والتعل يم‪ .‬ف قد قال‪( :‬ذلك أن الحذق في العلم والتف نن ف يه وال ستيلء عل يه‪ ،‬إن ما هو بح صول‬
‫ملكة في الحاطة بمبادئه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله‪ .‬وما لم‬
‫تح صل هذه المل كة لم ي كن الحذق في ذلك ال فن المتناول حا صل‪ .‬وهذه المل كة هي في غ ير‬
‫الفهم والوعي‪ .‬لنا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعيها‪ ،‬مشتركا بين من شدا في‬

‫‪ )10‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪428‬‬

‫‪ )11‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪428‬‬

‫‪--------------------------}9{ --------------------------‬‬
‫ذلك الفمن‪ ،‬وبيمن ممن همو مبتدئ فيمه؛ وبيمن العاممي الذي لم يُحصمّل علمما‪ ،‬وبيمن العالم‬
‫النحرير)(‪.)12‬‬
‫وبما أن التعليم‪/‬التربية صناعة فلبد لها من معلم وأستاذ يعلمها ويمكن طالبها من كفاياتها‬
‫وأ سسها ومعارف ها وتقنيات ها‪ ،‬ف قد قال ا بن خلدون في شأ نه‪( :‬والملكات كل ها ج سمانية‪ ،‬سواء‬
‫كا نت في البدن أو في الدماغ‪ ،‬من الف كر وغيره‪ ،‬كالح ساب‪ .‬والج سمانيات كل ها مح سوسة‪،‬‬
‫فتفتقمر إلى التعليمم‪ .‬ولهذا كان السمند فمي التعليمم فمي كمل علم أو صمناعة يفتقمر إلى مشاهيمر‬
‫المعلمين فيها معتبرا عند كل أهل أفق وجيل‪ .‬ويدل أيضا على أن تعليم العلم صناعة اختلف‬
‫الصمطلحات فيمه‪ .‬فلكمل إمام ممن الئممة المشاهيمر اصمطلح فمي التعليمم يختمص بمه‪ ،‬شأن‬
‫الصنائع كلها)(‪ .)13‬والصناعة لبد لها من جانب نظري وآخر عملي‪.‬‬
‫‪.2‬قوانين تربوية عند ابن خلدون‪:‬‬
‫بعدما قرر ابن خلدون تلك المبادئ الساسية‪ ،‬نجده يذهب إلى قوانين تربوية بينت التربية‬
‫الحديثة صلحيتها‪ ،‬حيث يقرر القوانين التالية‪:‬‬
‫–القانون الول‪:‬‬
‫النتقال من المح سوس إلى المجرد‪ ،‬ح تى تتم كن الذاكرة بمخزون ها المعر في النا تج عن‬
‫المحسموس ممن اسمتدعاء واسمترجاع وطلب المعلوممة‪ .‬حيمث يقول فمي هذا المبدأ‪( :‬والحوال‬
‫المحسوسة‪ ،‬نقلها بالمباشرة أوعب لها وأكمل؛ لن المباشرة في الحوال الجسمانية المحسوسة‬
‫أتم فائدة‪ ،‬والملكة صفة راسخة تحصل عن استعمال ذلك الفعل وتكرره مرة بعد أخرى‪ ،‬حتى‬
‫تر سخ صورته‪ .‬وعلى ن سبة ال صل تكون المل كة‪ .‬ون قل المعاي نة أو عب وأ تم من ن قل ال خبر‬
‫والعلم‪ .‬فالملكة الحاصلة عنه أكمل وأرسخ من الملكة الحاصلة على الخبر)(‪.)14‬‬

‫‪ )12‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪430‬‬

‫‪ )13‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪430‬‬

‫‪ )14‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪400‬‬

‫‪--------------------------}10{ --------------------------‬‬
‫–القانون الثاني‪:‬‬
‫جودة نظام التعليمم وجودة تكويمن السمتاذ لهمما دخمل فمي جودة تعلم المتعلم‪ ،‬بمعنمى تعلم‬
‫المتعلم يتوقف على جودة التعليم وكفاءة الستاذ‪ ،‬فهما مرتبطان ارتباط طرديا نزول وصعودا؛‬
‫حيث يقول ابن خلدون‪( :‬وعلى قدر جودة التعليم وملكة المعلم يكون حذق المتعلم في الصناعة‬
‫وح صول ملك ته)(‪ .)15‬ف قد افترض ا بن خلدون أن التعل يم صناعة‪ ،‬نجاح ها وفشل ها‪ ،‬مرتبطان‬
‫بالقائم ين ب ها‪ ،‬وأن المعلمين هم سند هذه ال صناعة‪ .‬لذا لبد من أن تتوفر فيهم شروط وآداب‬
‫وقوانين‪ .‬ويستشهد ابن خلدون ببعض الذين ارتحلوا ممن يعرفهم لطلب العلم على المشاهير‪.‬‬
‫فقد رجع بعضهم بعلم وفير ومفيد وبتعلم حسن‪ ،‬ويعود الفضل لمن حذق منهم لتوفر معلمين‬
‫ملميمن ممبرزين بصمناعة التعليمم‪ .‬وهكذا فإن توفمر المعلم القادر والحاذق ضرورة أولى فمي‬
‫عملية التعليم‪ .‬لنه يكون قادرا على توفير الشروط الساسية للمتعلم ‪.‬‬
‫–القانون الثالث‪:‬‬
‫تقديم البسيط على المركب والمعقد‪ ،‬ورعايته حتى يكتمل! حيث يقول ابن خلدون‪ ( :‬ثم إن‬
‫الصنائع منها البسيط ومنها المركب‪ .‬والبسيط هو الذي يخ تص بالضروريات‪ ،‬والمر كب هو‬
‫الذي يكون للكماليات‪ .‬والمتقدم منهما فمي التعليمم همو البسميط‪ ،‬لبسماطته أول‪ ،‬ولنمه مختمص‬
‫بالضروري الذي تتوفر الدواعي على نقله‪ ،‬فيكون سابقا في التعليم ويكون تعليمه لذلك ناقصا‪.‬‬
‫ول يزال الفكمر يخرج أصمنافها ومركباتهما ممن القوة إلى الفعمل‪ ،‬بالسمتنباط شيئا فشيئا على‬
‫التدريج‪ ،‬حتى َت ْكمُلَ)(‪.)16‬‬
‫–القانون الرابع‪:‬‬
‫التدرج في التعليم ذلك أن العلم ل يحصل دفعة واحدة‪( ،‬وإنما يحصل في أزمان وأجيال‪،‬‬
‫إذ خروج الشياء من القوة إلى الف عل ل يكون دف عة‪ ،‬ل سيما في المور ال صناعية‪ .‬فل بد له‬
‫إذن من زمان)‪ .‬ح يث يكون التدرج بالعلم مع الطالب متعل قا بالطالب وا ستعداداته من ج هة‪،‬‬
‫وبالموضوع ومتطلباته من جهة أخرى وفي آن واحد‪ .‬فالطالب له مقدرات واستعدادات معينة‬

‫‪ )15‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪400‬‬

‫‪ )16‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪400‬‬

‫‪--------------------------}11{ --------------------------‬‬
‫على المعلم أن يعيها ويحسن التعامل معها‪ ،‬كما أن للموضوع جزئيات واختلفات‪ ،‬على المعلم‬
‫أن يراعيها أيضا‪.‬‬
‫–القانون الخامس‪:‬‬
‫ضرورة حصول مدارسة للموضوع التعليمي بين الستاذ والمتعلم؛ حتى يتمكن المتعلم من‬
‫العلم‪ ،‬فقمد رأى ابمن خلدون غياب السمتاذ الحذق وفسماد النظام التعليممي مدخل إلى النتائج‬
‫ال سلبية في حا صل التعل يم الذي يعت مد أ ساسا على الح فظ ف قط‪ .‬ف قد قال‪( :‬وبق يت فاس و سائر‬
‫أقطار التعليمم المغرب خلوا ممن حسمن التعليمم ممن لدن انقراض تعليمم قرطبمة والقيروان‪ ،‬ولم‬
‫سرَ علي هم ح صول مل كة والحذق في العلوم‪ ...‬فت جد طالب العلم‬
‫يت صل سند التعل يم في هم‪ ،‬فعَ ُ‬
‫منهمم‪ ،‬بعمد ذهاب الكثيمر ممن العمار فمي ملزممة المجالس العلميمة‪ ،‬سمكوتا ل ينطقون ول‬
‫يفاوضون‪ ،‬وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة‪ .‬فل يحصلون على طائل من ملكة التصرف في‬
‫العلم والتعليم‪ .‬ثم بعد تحصيل من يرى منهم أنه قد ح صّل‪ ،‬تجد ملكته قاصرة في عل مه إن‬
‫فاوض أو ناظر أو عّلمَ‪ ،‬وما أتاهمُ القصور إل من قبل التعليم وانقطاع سنده )(‪.)17‬‬
‫–القانون السادس‪:‬‬
‫في و جه ال صواب في تعل يم العلوم وطر يق إفاد ته يش ير ا بن خلدون إلى أهم ية مراعاة‬
‫المقدرة العقلية للمتعلم من باب أنّ الستعداد للتعلم عنده ضروري وهو يتم تدريجيا مما يوجب‬
‫على الستاذ المعرفة بمراحل النمو حيث يشير إلى ضرورة إدراك المربى لمراحل النمو عند‬
‫تلميذه بحيث ل يتحمل المتعلمون أعباء تزيد عن احتمال قدراتهم العقلية في الفهم والستيعاب‬
‫ول كل مرحلة سنيّة قدرات ها ك ما نعلم ومراعاة هذه القدرات شرط أ ساسي ل يس ف قط في من يقوم‬
‫بعملية التعليم وإنما فيمن يضع المنهاج المدرسي ومفرداته في الكتب المدرسية المقرّرة؛ بحيث‬
‫ي تم التدرّج في تلق ين العلوم من ال سهل إلى ال صعب‪ ،‬و قد تن به العلم التربوي الحد يث إلى‬
‫أهم ية درا سة مراح الن مو ع ند الطفال و قد تم تضي من هذا الموضوع ض من مادة علم ن فس‬
‫النممو التمي يتمم تدريسمها للطلب الذيمن يريدون الحصمول على شهادة تعليميمة فمي جميمع‬
‫إختصاصات العلوم‪.‬‬

‫‪ )17‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪432 - 431‬‬

‫‪--------------------------}12{ --------------------------‬‬
‫وقد وجدت في بعض مواقع النترنت‪ ،‬نظريات أٌخرى فى التربية والتعليم تمثل فلسفة ابن‬
‫خلدون التربوية يمكن تلخيصها بما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬يجب استيفاء الموضوع فى حصة تعليمية واحدة وعدم تقطيعه إلى عناصر متناثرة فى‬
‫ح صص متفر قة لن فى هذا مدعاة للن سيان؛ يقول ا بن خلدون‪" :‬وكذلك ينب غي لك أن ل‬
‫تطوّل على المتعلّم فى ال فن الوا حد بتعر يف المجالس وتقط يع ما بين ها ل نه ذري عة إلى‬
‫النسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض"‪.‬‬
‫‪-2‬ل يجوز خلط علمين معا فى موضوع واحد بمعنى أنه يدعو إلى نوع من التخصص فى‬
‫الع مل التربوي‪ .‬يقول ا بن خلدون (أن ل يخلط على المتعلّم علمان معا فإ نه حينئذ قلّ أن‬
‫يظفر بواحد منهما لما فيه من تقسيم البال وانصرافه عن كل واحد منهما إلى تفهّم الخر‬
‫فيستغلقان معاً)‪.‬‬
‫‪-3‬يرى ضرورة البتعاد عمن العنمف و الشّدة وقمد خصمص لذلك الفصمل الثانمي الثلثيمن‬
‫وجعله بعنوان ( فى أ نّ الشّدة على المتعلم ين مضّرة ب هم‪ ،‬ح يث يقول ‪ :‬إ نّ رهاف ال حد‬
‫بالتعليم مضّر بالمتعلم سيمّا فى أصاغر الولد)(‪.)18‬‬
‫‪ -4‬قد اهتم ابن خلدون بالناحية التطبيقية فى العملية التعليمية‪ .‬فليس المهم عند ابن خلدون‬
‫معرفمة القواعمد والقوانيمن والصمطلحات فمى حمد ذاتهما وإنمما المهمم المقدرة على‬
‫اسمتخداماتها والسمتفادة منهما علميا فقمد فرق بيمن صمناعة اللغمة التمي تكوّن قواعدهما‬
‫وقوانينهما واصمطلحاتها وبيمن ملكمة اللغمة والشخمص الذي يسمتوعب هذه القواعمد‬
‫والم صطلحات بدون أن يطبق ها يكون م ثل الش خص الذي يت قن صناعة من ال صناعات‬
‫علميا ول يكون له أي دراية بهذه الصناعة عمليا‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬خاتمة‬

‫‪ )18‬مقدمة ابن خلدون‪ /‬ص ‪540‬‬

‫‪--------------------------}13{ --------------------------‬‬
‫تظهر معالم منهج إبن خلدون التربوي في الطمريقة التي رسمها في تعليمم الناشئة‪ ،‬وفي‬
‫تحديده للداب والشروط الواجب توفرها في المعلم والمتعلم‪ ،‬فقد أكد صراحة أن عملية التعلم‬
‫والتعلي مم طبيع ية في العمران البشري‪ ،‬فالن سمان متم يز عن سائر خلق ال بالفك مر الذي‬
‫يهتدي به‪ ،‬فهو تواق إلى تحصيل ما ليس عنمده من الدراكات‪ ،‬فينشأ عن ذلك موقف تعلمي‪.‬‬
‫وتقوم عمل ية التعلم عادة على ثل ثة أعمدة‪ ،‬و هي المعلم والمتعلم والطري قة‪ .‬وتتح قق الهداف‬
‫التربو ية والتعليم ية بمقدار ما يتو فر لهذا المو قف التعلي مي من شروط‪ .‬ذلك أن التعلم عمو ما‬
‫هو اكتساب العلوم واجتلبها إلى القلب‪.‬‬
‫فعلى المعلم الحاطمة بمبادئ التعليمم وعدم الشدة على المتعلميمن‪ ،‬فهمو المتصمرف فمي‬
‫قل موب الب شر‪ ،‬و هو أي ضا بمثا بة ال طبيب المعالج للن فس من مرض ها وجهل ها بالعلوم‪ ،‬وأن‬
‫يكون ذا ثقا فة عا مة تمك نه من إفادة المتعلم ين إفادة متنو عة‪ ،‬تو سع في الو قت نف سه من أف قه‬
‫المعر في وتحف ظه من بلبلة أفكار هم بالمعلومات الخاطئة أو المعار ضة أو من مغ بة التع صب‬
‫الع مى ض مد العلوم ال تي لم يعرف ها عن قرب أو ب عد‪ ،‬فالناس أعداء ل ما يجهلون ك ما يقال‪،‬‬
‫وأن يلم بطرائمق التعليمم ومبادئه ومهاراته‪ ،‬متموقفما عند مسائمله‪ ،‬مستنبطما فروعمه‬
‫من أصوله‪ ،‬حتى يكون التعليم مزدهرا ومحققا لهدافه‪.‬‬
‫أما المتعلم فهو مطمالب في بدايمة تعليممه بالصغماء لمعلممه واستيعماب العلموم‬
‫المختلفمة عنه قبل أن يتطمرق للختلفمات من المذاهب‪ ،‬ذلك أن السممع أو النصمات‬
‫همو أبمو الملكمات اللسانيمة في نظمر" ابن خلدون"‪ ،‬فالشيء الذي يعين المتعلم على فتق‬
‫لسانه بالمحاورة والكلم والمناظرة‪ ،‬هو النغماس الكلي في وسط لغوي عفوي‪ .‬وعلى المتعلم‬
‫ال ستعداد للتعلم والتف مرغ للعلم‪ ،‬والبتع ماد عن إغراءات الدني ما وشهوات ها ولن يتأ تى ذلك‬
‫إل بإقامة علقة عاطفية بين المعلم والمتعلم‪ ،‬والتدرج بالمتعلم مع تشويقه للمادة المراد تلقينها‪،‬‬
‫وهذا بعمد دراسمة نفسميته واسمتعداداته العقليمة‪ .‬ودعما ابمن خلدون المتعلم إلى ضرورة التحلي‬
‫بالمنطق والستمطار برحمة ال متى أقفلت وأعوز عليه فهم المسائل ‪ ،‬فالعلم من عند ال‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬صفوة القول إن العل مة "ا بن خلدون" ي عد ب حق مو سوعة علم ية‪ ،‬تناولت ش تى‬
‫حقول المعرفمة العلميمة‪ ،‬فأفكاره التربويمة لتقمل أهميمة عمما تذهمب إليمه النظريات التربويمة‬
‫الحديثمة‪ ،‬بمل يمكننما القول أن له فضمل السمبق إلى كثيمر منهما‪ ،‬وبخمماصة مما تعلق بطريقمة‬
‫التدر يس‪ ،‬وال تي ن به في ها المعلم إلى ضرورة تو خي الت مدرج والتكرار في عرض الم مادة‬
‫‪--------------------------}14{ --------------------------‬‬
‫العلم ية‪ ،‬والتحلي بمبدأ التش مويق ‪ ،‬مع مراع ماة ا ستعدادات المتعلم ين‪ ،‬وال خذ بع ين العتبار‬
‫الفمروق الفرديمة بين المتعلمين في أثناء تلقين العلوم‪.‬‬

‫المراجع‬
‫‪--------------------------}15{ --------------------------‬‬
‫مقدمة ابن خلدون‬
‫علم إجتماع التربية‪ /‬التربية طبيعتها ودورها‪ /‬د‪ .‬حسان قبيسي‬
‫كتاب الفلسفة والحضارات‪ /‬السنة الثانية‪ /‬فرع العلوم‪ /‬المركز التربوي للبحوث والنماء‬
‫مدونات مكتوب‪ ،‬بتصرف ‪ /‬موقع الكتروني ‪www.maktoob.com‬‬

‫‪--------------------------}16{ --------------------------‬‬

You might also like