Professional Documents
Culture Documents
مؤثرة
للفتيات
أحمد سالم بادويلن
2
القدمة
بسم ال الرحن الرحيم
المد ل رب العالي ،وأفضل الصلة والسلم على نبينا ممد سيد ولد آدم
وعلى آله وصحبه أجعي ،ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين .
وبعد :
صهِمْ عِبْ َرةٌ لُّأ ْولِي ا َللْبَابِ
صِفإن ال سبحانه وتعال يقول ﴿ :لَقَدْ كَا َن فِي قَ َ
مَا كَانَ َحدِيثا يُفْتَرَى ﴾ وكثيا ما نسمع أو نقرأ عن الديب فلن أنه كاتب
واقعي ،ول يكن القصود بذا اللقب البهرج الزائف إل ان هذا الديب يتار
من الواقع الصور الشاذة والنماذج الارجة على العرف ،ويصوغ من خياله لا
واقعا مالفا للواقع ،ومناقضا للحقيقة .إنه كاتب يصور الواقع من منظوره
هو ،أو كما يريده منطلقا من أهوائه ورغباته .
ونن ـ أخي القارئ وأخت القارئة ـ لسنا الوحيدين ف هذا العال ،فمن
فوقنا قدرة فوق قدرتنا اسها القدر ،وسلطة تقضي بيننا ولنا اسها القضاء ،
وهذان أمران بيد ال سبحانه الذي يبتعد الكاتب الواقعي عن ذكره ويتنب بيان
سطوته وتكمه ف أحداث الواقع الزيف .فمثل هذا الكاتب يتلعب بالحداث
ويبادل بي الشخصيات وصفاتا .إن واقع النسان العيش كله قصص ،وكل
قصصه عب ،ولكن لن ؟ للذين يتابعون أحداث الياة مع أبطال قصصها ،
ويرى الواتيم بأم عينه لترج عن قول النب صلى النب صلى ال عليه وسلم :
ب رَهِيٌ ﴾ . (( كما تدين تدان )) أو قول ال سبحانه ﴿ :كُلّ امْرِئٍ ِبمَا َكسَ َ
3
وف هذا الكتاب عمدنا إل الختيار والنتقاء ،فخرجنا بجموعة من
القصص الواقعية بشخصياتا وبأحداثها ونايتها السعيدة أو الشقية ،دون تلعب
هوى الكاتب ،ودون تعاطف منه .ول فضل للخيال فيها ،الفضل فقط ل
وللموهبة الت منحها للقلم الذي نقل هذا الواقع بأمانة با يسر له من بلغة أو
فصاحة أو بيان .
وقد وضعنا هذه القصص بيد يدي أخواتنا السلمات لينظرن إل الواقع الذي
ل ينفصل بي الدين والياة ،بي السماء والرض .ولكي ترى الخت السلمة
القيقة الائلة ف كل نوذج فل تنخدع بزيف التعة الت تعقب ندما واللذة الت
تورث حسرة ،فل تتذبا الظاهر الوفاء والشعارات الباقة فتنظر ببصيتا ل
ببصرها ،فترى القائق واضحة جلية وتربط النتائج بالقدمات ،وكما جاء ف
إحدى هذه القصص ( السعيد من اتعظ بغيه ) وأسأل ال ان يعل لنا فيها عبة
وفائدة وال ول التوفيق .
الؤلف
4
كما تدين تدان
لطال ا كا نت ليال الزفاف حلم الفتيات الراهقات ,ولطال ا كان الزواج الغا ية
ال ت ي سعى ال تقيق ها الشباب ,بل ب عض الشباب والراهقات ي سعى إل يه ب كل
السبل ,جريا على مبدأ الغاية تبر الوسيلة ,حت ولو كانت هذه الوسيلة منافية
لقواعـد الديـن السـلمي ,فإمـا أن ينشـد التعـة الحرمـة بالكالات الاتفيـة
واللقاءات العاطفية ,أو عب النترنت .
وقد تعتقد الفتاة العفيفة الت ل ترى الرجال طوال حياتا إل مارمها ،هي فتاة
ل ي كن أن تتزوج ف هذا الع صر مع أن تأ خر سن الزواج قد يكون نع مة فرب ا
يرزقها ال برجل صال تسعد معه طوال حياتا .
إل أن بطلة هذه القصة ..
فتاة مسلمة عفت واحتشمت فغطت وجهها والتزمت بدينها وارتقت بأخلقها
،فرزقهـا ال برجـل مسـلم بتدبيه وقدرتـه دون أن تضطـر إل كشـف وجههـا
ويدي ها وأجزاء من بدن ا ك ما تف عل ب عض الفتيات اليوم اللوا ت يدع ي التطور
ويتحدثن بصوت مرتفع ويبتسمن أو يضحكن أمام الرجال دون اكتراث ..
وحا نت ساعة الزفاف على الطري قة ال سلمية الب سيطة ود خل العرو سان إل
منلما ,وقدمت الزوجة العشاء لزوجها واجتمعا على الائدة ..
وفجأة سـع الثنان صـوت دق الباب ,فانزعـج الزوج وقال غاضبا :مـن ذا
الذي يأت ف هذه الساعة ؟ .
فقامت الزوجة لتفتح الباب ,وقفت خلف الباب وسألت :من بالباب ؟ .
فأجابا الصوت من خلف الباب :سائل يريد بعض الطعام ..
فعادت إل زوجها ،فبادر يسألا :من بالباب ؟ .
5
فقالت له :سائل يريد بعض الطعام ..
فغضب الزوج وقال:أهذا الذي يزعج راحتنا ونن ف ليلة زفافنا الول ؟ ..
فخرج إل الرجل فضربه ضربا مبحا ,ث طرده شر طردة ..
فخرج الرجـل وهـو مـا يزال على جوعـه والروح تل روحـه وجسـده
وكرامته ..
ث عاد الزوج إل عرو سه و هو متضا يق من ذاك الذي ق طع عل يه مت عة اللوس
مع زوجته ..
وفجأة أصابه شيء يشبه الس وضاقت عليه الدنيا با رحبت ,فخرج من منله
وهو يصرخ ,وترك زوجته الت أصابا الرعب من منظر زوجها الذي فارقها ف
ليلة زفافها ولكنها مشيئة ال ..
صبت الزوجة واحتسبت الجر عند ال تعال ,وبقيت على حالا لدة خسة
عشر سنة ..
وبعد خسة عشر سنة من تلك الادثة تقدم شخص مسلم لطبة تلك الرأة ,
فوافقت عليه وت الزواج ..
وف ليلة الزفاف الول اجتمع الزوجان على مائدة العشاء ..
وفجأة سع الثنان صوت الباب يقرع ,فقال الزوج لزوج ته :اذ هب فافت حي
الباب ..
فقامت الزوجة ووقفت خلف الباب ،ث سألت :من بالباب ؟ .
فجاءها الصوت من خلف الباب :سائل يريد بعض الطعام ..
فرجعت إل زوجها فسألا من بالباب ؟ فقالت له سائل يريد بعض الطعام ..
فرفع الزوج الائدة بيد يه وقال لزوج ته :خذي له كل الطعام ودع يه يأكل إل
أن يشبع وما بقي من طعام فسنأكله نن ..
6
فذهبت الزوجة وقدمت الطعام للرجل ث عادت إل زوجها وهي تبكي فسألا
:ماذا بك ؟ ل تبكي ؟ ماذا حصل ؟ هل شتمك ؟ .
فأجابته والدموع تفيض من عينيها :ل .
فقال لا :فهل عابك ؟ .
فقالت :ل .
فقال :فهل آذاك ؟ .
قالت :ل .
إذن ففيم بكاؤك ؟ .
قالت :هذا الرجل الذي يلس على بابك ويأكل من طعامك ,كان زوجا ل
من قبل خسة عشر عاما ,وف ليلة زفاف منه ,طرق سائل بابنا فخرج زوجي
وضرب الرجل ضربا موجعا ث طرده ث عاد إلّ متجهما ضائق الصدر ,ث أظنه
جن أو أصابه مس من الن والشياطي فخرج هائما ل يدري أين يذهب ,ول
أره بعدها إل اليوم ،وهو يسأل الناس ..
فانفجر زوجها باكيا ..
فقالت له :ما يبكيك ؟ .
فقال لا :أتعرفي من هو ذاك الرجل الذي ضربه زوجك ؟ .
فقالت :من ؟!.
فقال لا :إنه أنا ..
فسبحان ال العزيز النتقم ,الذي انتقم لعبده الفقي السكي الذي جاء مطأطأ
الرأس ي سأل الناس والل يع صره من شدة الوع ،فزاد عل يه ذلك الزوج أل ه ,
وجعله يرج وقلبه يعتصر لا أصابه من إهانة جرحت كرامته وبدنه ..
إل أن ال ل يرضـى بالظلم ,فأنزل عقابـه على مـن احتقـر إنسـانا وظلمـه ،
وكافـأ عبدا صـابرا على صـبه ,فدارت بمـا الدنيـا ورزق ال عبده السـكي
7
فأغناه عن الناس .وأر سل بلءه على الر جل الظال فف قد عقله وف قد ماله ,ث
صار يسأل الناس .
و سبحان ال الكر ي الذي رزق أ مة مؤم نة صبت على ابتلء ال خ سة ع شر
سنة ,فعوضها ال بي من زوجها السابق
8
نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصران ،وحرص والديّ
على اصطحاب معهما إل الكنيسة صباح كل يوم أحد لقبّل يد القس ،وأتلو
خلفه التراتيل الكنسية ،وأستمع إليه وهو ياطب المع ملقنا إياهم عقيدة
التثليث ،ومؤكدا عليهم بأغلظ اليان أن غي السيحيي مهما فعلوا من خي فهم
مغضوب عليهم من الرب ،لنم – حسب زعمه -كفرة ملحدة .
كنت أستمع إل أقوال القس دون أن أستوعبها ،شأن شأن غيي من
الطفال ،وحينما أخرج من الكنيسة أهرع إل صديقت السلمة للعب معها،
فالطفولة ل تعرف القد الذي يزرعه القسيس ف قلوب الناس.
كبت قليلً ،ودخلت الدرسة ،وبدأت بتكوين صداقات مع زميلت ف
مدرست الكائنة بحافظة السويس .وف الدرسة بدأت عيناي تتفتحان على
الصال الطيبة الت تتحلى با زميلت السلمات ،فهن يعاملنن معاملة الخت،
ول ينظرن إل اختلف دين عن دينهن ،وقد فهمت فيما بعد أن القرآن الكري
حث على معاملة الكفار (غي الحاربي) معاملة طيبة طمعا ف إسلمهم
وإنقاذهم من الكفر ،قال تعال ﴿ :لَا يَْنهَا ُكمُ اللّهُ َع ِن الّذِينَ َلمْ يُقَاتِلُوكُ ْم فِي
حبّ الدّينِ َولَمْ ُيخْرِجُوكُم مّن دِيَا ِركُمْ أَن تَبَرّو ُهمْ وَتُ ْقسِطُوا ِإلَْيهِمْ إِنّ اللّهَ ُي ِ
اْلمُقْسِ ِطيَ ﴾
( سورة المتحنة ،الية . )8 :
إحدى زميلت السلمات ربطتن با على وجه الصوص صداقة متينة ،فكنت
ل أفارقها إل ف حصص التربية الدينية ،إذ كنت (كما جرى النظام ) أدرس مع
طالبات الدرسة النصرانيات مبادئ الدين النصران على يد معلمة نصرانية.
9
كنت أريد أن أسأل معلمت كيف يكن أن يكون السلمون (حسب افتراضات
السيحيي) غي مؤمني وهم على مثل هذا اللق الكري وطيب العشر ؟ لكن ل
أجرؤ على السؤال خشية إغضاب العلمة حت ترأت يوما وسألت ،فجاء سؤال
مفاجأة للمعلمة الت حاولت كظم غيظها ،وافتعلت ابتسامة صفراء رستها على
شفتيها وخاطبتن قائلة ( :إنك ما زلت صغية ول تفهمي الدنيا بعد ،فل تعلي
هذه الظاهر البسيطة تدعك عن حقيقة السلمي كما نعرفها نن الكبار).
صمت على مضض على الرغم من رفضي لجابتها غي الوضوعية وغي
النطقية .وتنتقل أسرة أعز صديقات إل القاهرة ،ويومها بكينا لل الفراق،
وتبادلنا الدايا والتذكارات ،ول تد صديقت السلمة هدية تعب با عن عمق
وقوة صداقتها ل سوى مصحف شريف ف علبة قطيفة أنيقة صغية ،قدمتها ل
قائلة ( :لقد فكرت ف هدية غالية لعطيك إياها ذكرى صداقة وعمر عشناه
سويا فلم أجد إل هذا الصحف الشريف الذي يتوي على كلم ال) .
تقبلت هدية صديقت السلمة ،كنت كلما تناهى إل صوت الؤذن منادياَ
للصلة وداعيا السلمي إل الساجد أعمد إل إخراج هدية صديقت وأقبلها وأنا
أنظر حول متوجسة أن يفاجأن أحد أفراد السرة فيحدث ل مال تمد عقباه،
ومرت اليام وتزوجت من (شّاس) كنيسة العذارء مري ،ومع متعلقات الشخصية
حلت هدية صديقت السلمة (الصحف الشريف) وأخفيته بعيدا عن عين زوجي
الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية وملصة وأنبت منه ثلثة أطفال.
وتوظفت ف ديوان عام الحافظة ،وهناك التقيت بزميلت مسلمات متحجبات
ذكرنن بصديقت الثية ،وكنت كلما عل صوت الذان من السجد الجاور
يتملكن إحساس خفي يفق له قلب دون أن أدري لذلك سببا مددا ،إذ كنت
ل أزال غي مسلمة ،ومتزوجة من شخص ينتمي إل الكنيسة بوظيفة يقتات
منها ،ومن مالا يطعم أسرته.
10
وبرور الوقت وبحاورة زميلت وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت
أفكر ف حقيقة السلم والسيحية ،وأوازن بي ما أسعه ف الكنيسة عن السلم
والسلمي وبي ما أراه وألسه بنفسي ،وهو ما يتناقض مع أقوال القسس
والتعصبي النصارى .
بدأت أحاول التعرف على حقيقة السلم وأنتهز فرصة غياب زوجي لستمع
إل أحاديث الشايخ عب الذاعة والتلفاز علّي أجد الواب الشاف لا يعتمل ف
صدري من تساؤلت حيى ،وجذبتن تلوة الشيخ ممد رفعت ،وتلوة الشيخ
عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكري ،وأحسست وأنا أستمع إل تسجيلتم
عب الذياع أن ما يرتلنه ل يكن أن يكون كلم بشر ،بل هو وحي إلي.
وعمدت يوما أثناء وجود زوجي ف الكنيسة إل دولب وبيد مرتعشة أخرجت
كني الغال (الصحف الشريف) فتحته وأنا مرتبكة فوقعت عيناي على قوله
تعال ﴿ :إِنّ مََثلَ عِيسَى عِندَ الّلهِ َكمَثَلِ آدَمَ َخلَقَهُ مِن تُرَابٍ ِث ّم قَالَ لَهُ كُن
فَيَكُونُ ﴾ ( سورة آل عمران ،الية . ) 59 :
ارتعشت يدي أكثر وتصبب وجهي عرقا ،وسرت ف جسمي قشعريرة ،
وتعجبت لن سبق أن استمعت إل القرآن كثيا ف الشارع والتلفاز والذاعة
وعند صديقات السلمات ،لكن ل أشعر بثل هذه القشعريرة الت شعرت با وأنا
أقرأ من الصحف الشريف مباشرة بنفسي.
همت أن أواصل القراءة إل أن صوت أزيز مفاتح زوجي وهو يفتح باب
الشقة حال دون ذلك فأسرعت وأخفيت الصحف الشريف ف مكانه المي
وهرعت لستقبل زوجي.
وف اليوم التال لذه الادثة ذهبت إل عملي ،وف رأسي ألف سؤال حائر،
إذ كانت الية الكرية الت قرأتا قد وضعت الد الفاصل لا كان يؤرقن حول
طبيعة عيسى عليه السلم أهو ابن ال كما يزعم القسيس (تعال ال عما يقولون)
11
أم أنه نب كري كما يقول القرآن ؟ فجاءت الية لتقطع الشك باليقي معلنة أن
عيسى عليه السلم من صلب آدم فهو إذن ليس ابن ال ،فال سبحانه وتعال :
﴿ َلمْ َيِلدْ َوَلمْ يُوَلدْ َ ،ولَمْ يَكُن لّهُ كُفُوا أَ َحدٌ ﴾ ( سورة الخلص ،اليتان :
.)4،3
تساءلت ف نفسي عن الل وقد عرفت القيقة الالدة ،حقيقة أن (ل إله إل
ال وأن ممدا رسول ال) ،أيكن أن أشهر إسلمي ؟ وما موقف أهلي من ؟ بل
ما موقف زوجي ومصي أبنائي ؟!.
طافت ب كل هذه التساؤلت وغيها وأنا جالسة على مكتب أحاول أن أؤدي
عملي لكن ل أستطع فالتفكي كاد يقتلن ،واتاذ الطوة الول أرى أنا
ستعرضن لخطار جة أقلها قتلي بواسطة الهل أو الزوج والكنيسة.
ولسابيع ظللت مع نفسي بي دهشة زميلت اللت ل يصارحنن بشيء ،إذ
تعودنن عاملة نشيطة لكن من ذلك اليوم ل أعد أستطيع أن أنز عملً إل بشق
النفس.
وجاء اليوم الوعود اليوم الذي تلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه
من ظلم الكفر إل نور اليان ،فبينما كنت جالسة ساهة الفكر شاردة الذهن،
أفكر فيما عقدت العزم عليه تناهى إل سعي صوت الذان من السجد القريب
داعيا السلمي إل لقاء ربم وأداء صلة الظهر ،تغلغل صوت الذان داخل
نفسي فشعرت بالراحة النفسية الت أبث عنها ،وأحسست بضخامة ذنب لبقائي
على الكفر على الرغم من عظمة نداء اليان الذي كان يسري ف كل جواني،
فوقفت بل مقدمات لهتف بصوت عال بي ذهول زميلت( :أشهد أن ل إله
إل ال وأن ممدا عبده ورسوله) ،فأقبل علي زميلت وقد تين من ذهولن،
مهنئات باكيات بكاء الفرح ،وانرطت أنا أيضا معهن ف البكاء ،سائلة ال أن
يغفر ل ما مضى من حيات وأن يرضى عليّ ف حيات الديدة.
12
كان طبيعيا أن ينتشر خب إسلمي ف ديوان الحافظة ،وأن يصل إل أساع
زملئي وزميلت النصارى اللوات تكفلن (بي مشاعر سخطهن) بسرعة إيصاله
إل أسرت وزوجي ،وبدأن يرددن عن مدعي أن وراء القرار أسباب ل تفى.
ل آبه لقوالن الاقدة ،فالمر الكثر أهية عندي من تلك التخرصات :أن
أشهر إسلمي علنا ،وبالفعل توجهت إل مديرية المن حيث أنيت الجراءات
اللزمة لشهار إسلمي.
وعدت إل بيت لكتشف أن زوجي ما إن علم بالب حت جاء بأقاربه وأحرق
جيع ملبسي ،واستول على ما كان لدي من موهرات ومال وأثاث ،فلم
يؤلن ذلك ،وإنا تألت لطف أطفال من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط
عليّ للعودة إل ظلم الكفر ،آلن مصي أولدي ،وخفت عليهم أن يتربوا بي
جدران الكنائس على عقيدة التثليث ،ويكون مصيهم كأبيهم ف سقر.
رفعت ما اعتمل ف نفسي بالدعاء إل ال أن يعيد إل أبنائي لتربيتهم تربية
إسلمية ،فاستجاب ال دعائي إذ تطوع عدد من السلمي بإرشادي للحصول
على حكم قضائي بضانة الطفال باعتبارهم مسلمي ،فذهبت إل الحكمة
ومعي شهادة إشهار إسلمي فوقفت الحكمة مع الق ،فخيت زوجي بي
الدخول ف السلم أو التفريق بينه وبين فقد أصبحت بدخول ف السلم ل
أحل لغي مسلم ،فأب واستكب أن يدخل ف دين الق فحكمت الحكمة
بالتفريق بين وبينه ،وقضت بقي ف حضانة أطفال باعتبارهم مسلمي لكونم ل
يبلغوا اللم ،ومن ث يلتحقون بالسلم من الوالدين.
ظننت أن مشكلت قد انتهت عند هذا الد ،لكن فوجئت بطاردة زوجي
وأهلي أيضا ،بالشاعات والقاويل بدف تطيم معنويات ونفسيت ،وقاطعتن
السر النصرانية الت كنت أعرفها وزادت على ذلك بأن سعت هذه السر إل
13
بث الشاعات حول بدف تلويث سعت ،وتويف السر السلمة من مساعدت
لقطع صلتهن ب.
وبالرغم من كل الضايقات ظللت قوية متماسكة ،مستمسكة بإيان رافضة
كل الحاولت الرامية إل ردت عن دين الق ،ورفعت يدي بالدعاء إل مالك
الرض والسماء أن ينحن القوة لصمد ف وجه كل ما يشاع حول وأن يفرج
كرب.
فاستجاب ال دعائي وهو القريب الجيب وجاءن الفرج من خلل أرملة
مسلمة ،فقية الال ،غنية النفس لا أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة
زوجها ،تأثرت هذه الرملة السلمة للظروف النفسية الت أحياها ،وتلكها
العجاب والكبار لصمودي ،فعرضت علي أن تزوجن بابنها الوحيد (ممد)
لعيش وأطفال معها ومع بناتا الربع ،وبعد تفكي ل يدم طويلً وافقت،
وتزوجت ممدا ابن الرملة السلمة الطيبة.
وأنا الن أعيش مع زوجي السلم (ممد) وأولدي وأهل الزوج ف سعادة
ورضا وراحة بال على الرغم ما نعانيه من شظف العيش وما نلقيه من حقد
زوجي السابق ،ومعاملة أسرت السيحية .
ول أزال بالرغم ما فعلته عائلت معي أدعو ال أن يهديهم إل دين الق
ويشملهم برحته مثلما هدان وشلن برحته ،وما ذلك عليه (سبحانه وتعال)
بعزيز.
*
* منتديات المسافر
14
بدت أخت شاحبه الوجه نيله السم .
ولكنها كعادتا تقرأ القرآن الكري .
تبحث عنها فتجدها ف مصلها .
راكعة ساجدة رافعه يديها إل السماء .
هكذا ف الصباح وف الساء وف جوف الليل ل تفتر ول تل .
كنت أحرص على قراءة الجلت الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .
أشاهد الدش بكثرة لدرجة أنن عُرفت به ..ومَنْ أكثر من شيء عُرف به .
ل أؤدي واجبات كاملة ولست منضبطة ف صلوات .
بعد أن أغلقت الدش وقد شاهدت أفلما متنوعة لدة ثلث ساعات متواصلة .
ها هو الذان يرتفع من السجد الجاور .
عدت إل فراشي .
تنادين من مصلها .
نعم ماذا تريدين يا نورا ؟
قالت ل بنبة حاده :ل تنامي قبل أن تصلي الفجر .
أوه ..بقي ساعة على صلة الفجر وما سعته كان الذان الول .
بنبتا النونة..هكذا هي حت قبل أن يصيبها الرض البيث وتسقط طرية
الفراش .
نادتن ..تعال يا هناء بانب .
ل أستطيع إطلقا رد طلبها .
تشعر بصفائها وصدقها .
ل شك طائعا ستلب .
ماذا تريدين ؟ اجلسي ..
ها قد جلست ماذا لديك ؟
15
بصوت عذب رخيم قالت ﴿ :كُلّ نَفْسٍ ذَآئِقَ ُة الْ َموْتِ وَإِّنمَا ُت َوفّوْنَ أُجُورَ ُكمْ
َيوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ .سكتت هنيهة .
ث سألتن ..أل تؤمن بالوت ؟
بلى مؤمنة !.
أل تؤمن بأنك ستحاسبي على كل صغية وكبية ؟.
بلى ..ولكن ال غفور رحيم ..والعمر طويل ..يا أخت .
أل تافي من الوت وبغتته ؟ .انظري هند أصغر منك و توفيت ف حادث
سيارة ..وفلنة ..وفلنة ..
الوت ل يعرف العمر ..وليس مقياسا له ..
أجبتها بصوت الائف حيث مصلها ذو ضوء خافت :
إنن أخاف من الظلم وزدت خوف بذكر الوت ..كيف أنام الن ؟.
كنت أظن أنك وافقت على السفر معنا هذه الجازة .
فجأة ..
تشرج صوتا و اهتزّ قلب ..
لعلي هذه السنة أسافر سفرا بعيدا ..
إل مكان آخر ..
ربا يا هناء ..
العمار بيد ال .
وانفجرت بالبكاء ..
تفكرت ف مرضها البيث وأنّ الطباء أخبوا أب سرا أنّ الرض ربا لن يهلها
طويلً .
ولكن من أخبها بذلك ؟
أم أنا تتوقع هذا الشيء .
16
ما لك تفكرين .
جاءن صوتا القوي هذه الرة :
هل تعتقدين أنن أقول هذا لنن مريضه .
كل ..
ربا أكون أطول عمرا من الصحاء .
وأنت إل مت ستعيشي .
ربا عشرين سنة .
ربا أربعي ..ث ماذا ؟.
لعت يدها ف الظلم وهزتا بقوة .
ل فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إل جنة وإما إل نار .
أل تسمعي قول ال ﴿ َفمَن زُحْ ِزحَ َع ِن النّارِ وَأُ ْدخِ َل اْلجَنّةَ فَقَ ْد فَازَ ﴾ .
تصبحي على خي .
هرولت مسرعه وصوتا يطرق أذن .
هداك ال .
ل تنسي الصلة .
الثامنة صباحا .
أسع طرقا على الباب .
هذا ليس موعد استيقاظي .
بكاء ..وأصوات ..يا إلي ماذا جرى .
لقد تردت حالة نورة
وذهب با أب إل الستشفى .
إنا ل وإنا إليه راجعون .
ل سفر هذه السنة .
17
مكتوب علي البقاء هذه السنة ف بيتنا .
بعد انتظار طويل .
عند السعة الواحدة ظهرا .
هاتفنا أب من الستشفى
تستطيعون زيارتا الن هيا بسرعه .
أخبتن أمي أن حديث أب غي مطمئن وأن صوته متغي .
عباءت ف يدي .
أين السائق .
ركبنا على عجل ..أين الطريق الذي كنت أذهب لتشى مع السائق فيه
وكان يبدو قصيا .
ماله اليوم طويلً ..وطويلً جدا.
أين ذلك الزحام الحبب إل نفسي كي ألتفت ينة ويسرة .
زحام أصبح قاتلً وملً.
أمي بواري تدعو لا .
إنا بنت صالة مطيعة .
ل أرها تضيع وقتها أبدا .
دلفنا من الباب الارجي للمستشفى .
هذا مريض يتأوه .
وهذا مصاب بادث سيارة .
وثالث عيناه غائرتان .
ل تدري هل هو من أهل الدنيا أم من أهل الخره .
منظر عجيب ل أره من قبل .
صعدنا درجات السلم بسرعة .
18
إنا ف غرفة العناية الركزة .
وسآخذكم إليها .
ث واصلت المرضة :إنا بي وطمأنت أمي أنا ف تسن بعد الغيبوبة الت
حصلت لا .
منوع الدخول لكثر من شخص واحد .
هذه غرفة العناية الركزة .
وسط زحام الطباء وعب النافذة الصغية الت ف باب الغرفة أرى عين أخت
نورة تنظر إلّ وأمي واقفه بوارها .
بعد دقيقتي خرجت أمي الت ل تستطع إخفاء دموعها ..
سحوا ل بالدخول والسلم عليها على أن ل أتدث معها كثيا .
دقيقتان كافية لك .
كيف حالك يا نورة .
لقد كنت بي مساء البارحة .
ماذا جرى لك ؟!.
أجابتن بعد أن ضغطت على يدي :وأنا الن ول المد بي .
المد ل لكن يدك بارده .
كنت جالسه على حافة السرير ولمست يدي ساقها .
أبعدتا عن ..
آسفه إذا ضايقتك .
كل ولكن تفكرت ف قوله تعال ﴿ :وَالْتَفّتِ السّاقُ بِالسّاقِ ِ ،إلَى رَبّكَ
َيوْمَئِ ٍذ الْ َمسَاقُ ﴾ عليك يا هناء بالدعاء ل فربا أستقبل عن قريب أول أيام
الخرة .
19
سفري بعيد وزادي قليل ..سقطت دمعه من عين بعد أن سعت ما قالت
وبكيت .
ل أع أين أنا .
استمرت عيناي ف البكاء .
أصبح أب خائفا علي أكثر من نورة .
ل يتعودوا من هذا البكاء والنطواء ف غرفت .
مع غروب شس ذلك اليوم الزين .
ساد صمت طويل ف بيتنا .
دخلت عليّ ابنة خالت .
ث ابنة عمت .
أحداث سريعة ..كثر القادمون ..اختلطت الصوات ..شيء واحد عرفته ..
( نورة ماتت) ل أعد أميز من جاء .
ول أعرف ماذا قالوا .
يال ..
أين أنا وماذا يري ؟
عجزت حت عن البكاء .
فيما بعد أخبون أن أب أخذ بيدي لوداع أخت الوداع الخي .
وأن قبّلتها .
ل أعد أتذكر إل شيئا واحدا .
حي نظرت إليها مسجاة على فراش الوت .
تذكرت قولا ﴿ وَالْتَ ّفتِ السّاقُ بِالسّاقِ ﴾ عرفت حقيقة أن ﴿ ِإلَى رَبّكَ
َيوْمَئِ ٍذ الْ َمسَاقُ ﴾ ل أعرف أنن عدت إل مصلها إل تلك الليلة..
وحينها تذكرت من قاستن رحم أمي فنحن توأمان .
20
تذكرت من شاركتن هومي .
تذكرت من نفّست عن كربت .
من دعت ل بالداية .
من ذرفت دموعها ليال طويلة وهي تدثن عن الوت ،والساب .ال
الستعان.
هذه أول ليلة لا ف قبها .
اللهم ارحها ونوّر لا قبها .
هذا هو مصحفها .
وهذه سجادتا ..وهذا ..وهذا ..
بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت ل سأخبئه لزواجي .
تذكرتا وبكيت ،وبكيت على أيامي الضائعة .
بكيت بكاءً متواصلً .
ودعوت ال أن يرحن ويتوب علي ويعفو عن .
دعوت ال أن يثبتها ف قبها كما كانت تب أن تدعو .
فجأة سألت نفسي ماذا لو كنت أنا اليتة ؟
ما مصيي ؟
ل أبث عن الجابة من الوف الذي أصابن .
بكيت برقة ..ال أكب ..ال أكب ..
ها هو أذان الفجر قد ارتفع .
ولكن ما أعذبه هذه الرة أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أردد ما يقوله الؤذن .
لففت ردائي وقمت واقفه أصلي صلة الفجر .
صليت صلة مودع .
كما صلتها أخت من قبل وكانت آخر صلة لا .
21
( إذا أصبحت ل أنتظر الساء .وإذا أمسيت ل أنتظر الصباح )∗ .
إنا امرأة صالة تقيّة تب الي ول تفتر عن ذكر ال ،ل تسمح لكلمة نابية
أن ترج من فمها .إذا ذكرت النار خافت وفزعت ورفعت أكف الضراعة إل
ال طالبة الوقاية منها .
22
وإذا ذكرت النة شهقت رغبة فيها ومدّت يديها بالدعاء والبتهال إل ال أن
يعلها من أهلها .
تب الناس ويبونا وتألفهم ويألفونا .
وفجأة .
تشعر بأل ف الفخذ وتسارع إل الدهون والكمادات ولكن الل يزداد شدة .
وبعد رحلة ف مستشفيات كثية ولدى عدد من الطباء سافر با زوجها إل
لندن وهناك وف مستشفى فخم وبعد تليلت دقيقة يكتشف الطباء أن هناك
تعفنا ف الدم ويبحثون عن مصدره فإذا هو موضع الل ف الفخذ .
ويقرر الطباء أن الرأة تعان من سرطان ف الفخذ هو مبعث الل ومصدر
العفن .
وينتهي تقريرهم إل ضرورة السراع ببتر رجل الرأة من أعلى الفخذ حت ل
تتسع رقعة الرض .
وف غرفة العمليات كانت الرأة مددة مستسلمة لقضاء ال وقدره.
ولكن لسانا ل ينقطع عن ذكر ال ،وصدق اللجوء والتضرع إليه .ويضر
جع من الطباء فعملية البتر عملية كبية ويوضع الوس ف القص وتدن الرأة
ويدد بدقة موضع البتر وبدقة متناهية ووسط وجل شديد ورهبة عميقة يوصل
التيار الكهربائي وما يكاد القص يتحرك حت ينكسر الوس وسط دهشة الميع.
وتعاد العملية بوضع موس جديد وتتكرر الصورة نفسها وينكسر الوس .
وما يكاد الوس ينكسر للمرة الثالثة لول مرة ف تاريخ عمليات البتر الت
أجريت من خلله حت ارتسمت علمات حية شديدة على وجوه الطباء الذين
راحوا يتبادلون النظرات !
انعزل كبي الطباء بم جانبا وبعد مشاورات سريعة قرر الطباء إجراء جراحة
للفخذ الت يزمعون بترها .
23
ويا لشدة الدهشة !!
ما كاد الشرط يصل إل وسط أحشاء الفخذ حت رأى الطباء بأم أعينهم قطنا
متعفنا بصورة كريهة .
وبعد عملية يسية نظف الطباء الكان وعقموه .
صحت الرأة وقد زالت اللم بشكل نائي حت ل يبق لا أثر .
نظرت الرأة فوجدت الرأة رجلها ل تس بأذى .
ووجدت زوجها يادث الطباء الذين ل تغادر الدهشة وجوههم فراحوا
يسألون زوجها هل حدث وأن أجرت الرأة عملية جراحية ف فخذها ؟
لقد عرف الطباء من الرأة وزوجها أن حادثا مروريا تعرضا له قبل فترة طويلة
كانت الرأة قد جرحت جرحا بالغا ف ذلك الوضع وقال الطباء بلسان واحد
إنا العناية اللية .
وكم كانت فرحة الرأة وكابوس الطر ينجلي وهي تستشعر أنا لن تشي
برجل واحدة كما كان يؤرقها .
فراحت تلهج بالمد والثناء على ال الذي كانت تستشعر قربه منها ولطفه با
ورحته لا .
إخوت
هذه القصة نوذج من ناذج ل حصر لا من أولياء ال الذين التزموا أمره
وآثروا رضاه على رضا غيه .
وملت مبته قلوبم فراحوا يلهجون بذكره ل يفترون عنه حت أصبح ذكر ال
نشيد عذب ل تل ألسنتهم من ترديده بل تد فيه اللوة واللذة وهؤلء يقبلون
على أوامر ال بشوق ويتثلون أحكامه بب .
وال سبحانه وتعال ل يتخلى عنهم بل يدهم بقوته ويساعدهم وينعهم بعزته.
24
وبعد ذلك ينحهم رضاه ويلهم جنته ∗.
منتديات المسافر
25
(( البصر)) يعود لفتاة بوار الكعبة
الشرفة؟!
عاد البصر مرة أخرى لمرأة عمرها ( سبعة وعشرون عاما ) بوار الكعبة
الشرّفة بعد أن فقدته لعدة أشهر إثر سقوطها ف النل بعد إصابتها بدوار ،وقد
راجعت خلل تلك الشهر الت فقدت فيها بصرها أكثر من مستشفى داخل
الملكة إل أن جيع الطباء أكدوا بأن المر يتاج إل صب وإرادة ،كما أن
العلج قد يكون نفسيا وفيما كانت أسرتا تتابع الالة هنا وهناك وتنتقل بي
أكثر من مستشفى أشار عليهم بعض القربي بأن يذهبو با إل مكة الكرمة لداء
العمرة والدعاء إل ال بأن يعيد إليها بصرها .
وف أحد اليام وحسب رواية شقيقها الذي كان سعيدا جدا وهو يتحدث
قال :إن شقيقته عندما كانت تؤدي مناسك العمرة بصحبة أسرتا شعرت بدوار
وهي حول الكعبة ومن ث سقطت وعندما أفاقت داخل الرم الكي أبصرت
أسرتا والرم ف وقت غمرت فيها السعادة الميع الذين رفعو أيديهم إل ال
شاكرين بينما أصرت الفتاة على البقاء داخل الرم عدة أيام للصلة والدعاء
وشكر ال ∗.
26
امرأة ف اللحظات الخية !!
هذه قصة أشبه باليال منها بالقيقة ..ولو حدثن با أحد لكثرت عليه
وأكثرت الستيثاق منه .
فقد كنت أجلس ف مكتب بعد أن فرغت من صلة العشاء الخرة ف إحدى
الليال الطويلة من شتاء ( يوجي ) الطويل ف شال غرب القارة المريكية
بالوليات التحدة ف شهر شوال من عام 1419هـ .
وف مدينة ( يوجي ) حيث كنت طالبا ف جامعة ( أورين ) أمسيت مستغرقا
للدرس ،وبينا أنا كذلك والدوء ميم والصمت مطبق ل يقطعه إل صوت ابنت
الصغية وهي تلعب ..وإل صوت زخات الطر التقطع وإن كنت أستأنس
بذلك كله ويبعث فِيّ روحا من النشاط جديدة .
وبينما أنا كذلك إذا برني الاتف يتسلل بي تلك اللحظات الساكنة ؛ وها هو
أخ ل ف ال جزائري اسه ( شكيب ) .
وبعد التحية والسلم ..أخبن بادثة جد غريبة ..وسعيدة ف آن واحد !!
فقد كان لزوجته المريكية السلمة ( كرية ) خالة على ديانة الصليب
والتثليث ،وقد أُخذت الالة تلك إل مستشفى سيكرت هارت ـ الذي يبعد
عن منل مسي ثلث دقائق ـ وبعد تشخيص حالتها ل يستطع الطباء إخفاء
القيقة ..فالرأة ميئوس من حياتا ..وإنا مفارقة ل مالة ..والمر ساعة أو
ساعتان أو أكثر أو أقل ـ والعلم عند ال وحده .
ث ذكر ل ما جرى له ولزوجته وأنا ف ذهول تام أستمع إل نبات صوته
يتهدج وكأن أحس بنبضات قلبه وحشرجته تعتري صوته بي الي والخر ،
وقد قال ل بالرف الواحد .
27
تدثت مع زوجت ف حال خالتها ،وتشاورنا ف إجراء ماولة أخية ندعوها
فيها إل السلم ولو بقي ف عمرها ساعة ما دامت ل تغرغر الروح .
قال صاحب :فاستعنت بال ،وصليت ركعتي ،ودعوت ال ـ عز وجل ـ
لا بالداية وأنا ف السجود ،وأن يشرح صدرها لدين الدى والق ..وذلك
لعلمي أن العبد أقرب ما يكون إل ربه وهو ساجد .
ث اتهت كرية إليها ف الستشفى وعرضت عليها السلم وأخبتا أن السلم
يبّ ما قبله ،وأن ال يغفر لا ما قد سلف من عمرها إن هي قالت ( :أشهد
أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال ) خالصةً من قلبها .غي أن تلك
الرأة الريضة قد فقدت القدرة على الكلم ،فطلبت زوجة صاحب بفطانة
وحسن تصرف من خالتها الريضة أن تنطق بالشهادتي ف نفسها إذ كانت
عاجزة عن النطق بلسانا ،وأنا إن فعلت ترفع يدها إشارة لذلك .
وبعد أن أوضحت لا معناها بالنليزية قالت لا :قول بقلبك :أشهد أن ل
إله إل ال ،وأشهد أن ممدا رسول ال .ث كانت لظات حرجة على كرية ؛
فكم تتمن لالتها النجاة من نار وقودها الناس والجارة ،ومع دقات قلب
متسارعة مرت ثوان بطيئة متثاقلة ل يشبه تثاقلها إل حركة يد الرأة الريضة الت
بدأت ترفع يدها بعد أن سعت تلقي الشهادة أكثر ما كانت تستطيع أن ترفعها
من قبل ،وتبسمت معلنة رضاها واختيارها وقبولا دين السلم .
فما كان من ( كرية ) وهي ف قمة الفرحة والسرور إل أن بدأت تبشرها
وتقرأ عليها سورة يس ..بينما ظلت ترتسم على ميا تلك الرأة ابتسامة سرور
بسماع القرآن إعلنا منها برضاها التام با تسمع من آيات الذكر الكيم .
وإذا بالمرضة المريكية الت كانت تتابع ما يدث دون أن يشعر با أحد
تتقدم لتعرض تبعها بأن تكون شاهدا رسيا على إسلم خالة كرية إن احتيج
إل ذلك .
28
أنطقها ال الذي أنطق كل شيء .
ل إله إل ال ! ! وها هو صديقي شكيب يسألن عما يب علينا تاه هذه
الرأة الت ما زال لا عرق ينبض ونفس يري .
أجبته :إنا أخت لنا ف السلم لا ظهر لنا من شأنا ،ونَكِلُ سريرتا إل ال
عز وجل .قلت له ذلك وأنا ف غاية الذهول ،وقلب يفق فرحا لسلم هذه
الرأة وهي ف مراحل متقدمة من الرض وقد أيس الطباء من شفائها .
وذكّرت أخي قول الرسول صلى ال عليه وسلم ف الديث التفق عليه الذي
رواه ابن مسعود رضي ال عنه ،قال :حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ـ
وهو الصادق الصدوق ـ :
(( إن أحدكم يُجمَع خلقه ف بطن أمه ف أربعي يوما ،ث يكون علقة مثل
ذلك ،ث يكون مضغة مثل ذلك ،ث يرسل ال إليه اللك فينفخ فيه الروح ويؤمر
بأربع :يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ؛ فو ال الذي ل إله غيه إن
أحدكم ليعمل بعمل أهل النة حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع ث يسبق عليه
الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها ،وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار
حت ما يكون بينه وبينها إل ذراع ث يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل
النة فيدخلها )).
ث وضعت ساعة الاتف ..أطرقت لظة ،وضعت كفي على خدي ؛ فما
شعرت بنفسي إل وأنا أجهش بالبكاء تأثرا واستبشارا ،وكذلك كان حال من
حول عندما رويت لم القصة تلك الليلة وكانت لظات معطرات بالشوع
والدموع حامدين فيها ل تعال ،مهللي له ومسبحي لا تفضل به على هذه
الرأة من الداية ..أما صاحب فقد أخبن عندما التقيت به ف السجد فيما بعد
أنه كلما ارتسمت ف خياله صورة هذا الوقف ،غلب عليه شعور غريب من
29
الدهشة وأحس ف جسده ب ُقشَعْرِيرة ،ث ل يد ف نفسه إل مزيدا من الرغبة ف
الصلة وطول السجود والكث ف السجد .
مهلً ؛ فالكاية ل تنته بعد ..ففي الليلة نفسها الت أسلمت فيها هذه الرأة ـ
وما مضت ساعات على مادثت معه ـ وعندما هاتفت صاحب لخبه بأن عليها
أن تصلي الغرب والعشاء على ما يتيسر لا ولو إياءً ؛ وإذا به يبن بأن الجل
الحتوم قد سبق الميع إليها ،أسلمت روحها لباريها مسلمة هكذا نسبها وال
حسيبها راضية بال ربا ،وبالسلم دينا ،وبحمد نبيا ورسولً ؛ وما صلت ل
صلة واحدة .
فاللهم بق السلم وأُ ُخوّته نسألك أن ترحها وأن تتقبلها بأحسن القبول .
اللهم إنا نسألك حسن الاتة ..يا أرحم الراحي .
∗
30
مأساة سارة
الدموع وحدها ل تكفي ,والوت آلف مرة ل تعادل آهة واحدة ترج من
جوف الجروح وفؤادي الكلوم ..أنا الن عرفت أن السعيد من وعظ بغيه ،
والشقي من وعظ بنفسه ..ول دره من قال هذا الثل ما أ صدقه ,ول دره ما
أحكمه..
إنه الل ..إنا الندامة على كل لظات الياة ,كلما بدأ يوم جديد بدأت
معانات ف كل لظة بل كل غمضة عي ترق ف قلب كل شيء..
أموت ف اليوم آلف بل آلف الرات ,ول أحد يدري ب ول أحد يعلم ما ب
إل ال .أنا الذي هدم كل ما بن له وخرب أعز ما يلك بيديه ,نعم بيدي
الجرمتي النجستي اللعونتي .
يا ل ما أقسى التفكي ..يال ما أشد العاناة.
ف كل صبح جديد يتجدد الل وتتجدد الحزان وف كل زاوية من زوايا
البيت أري ألوان العذاب وأصيح ف داخلي صيحات لو أخرجها لحرقت
وهدمت الدران الت أمامي.
إذا ما انساب الليل على ساء النهار وغطاها وبدا ليل السرار الذي يبحث عنه
العاشقون ويتغن به الغنون وينادمه الساهرون ..أنا أبكي ألف مرة وأتسر ألف
مرة لنن حي وأعيش إل الن..أريد أن أموت ولكن ل أستطيع ربا لن جبان
وربا لنن ل أريد أن أكرر الطأ مرتي فلعل ال أن يغفر ل ما جنيت ف حيات
الاضية بل ف مرارت الاضية.
كثيون يتلذذون بالاضي وما فيه ويبون الديث عنه إل أنا ..أتعلمون لاذا؟!.
31
ل أريد أن أخبكم لنن أخاف أن تلعنون وتدعوا عليّ أكثر من دعوات
ولعنات على نفسي ويكون فيكم صال تاب دعوته فيعاقبن ال بدعوته ويلعنن
بلعنته.
أعذرون على كلمات الترنة غي الرتبة لنن مصاب وأية مصيبة وليتها كانت
مصيبة بل اثنتان بل ثلث بل أكثر ..
أنا من باع كل شيء وحصل على ل شيء ووال ل أذكر قصت لكم لشيء إل
أنن أحذركم ..أحذر من يعز عليكم من أن يقع ف مثل ما وقعت به.
ل أدري أأكمل القصة أم أتوقف ..وال إن القلم ليستحي ما أريد أن أكتب ,
وإصبغي يردن ألف مرة ويريد أن ينعن ولكن سأكتب قصت
لعل ال أن يكتب ل حسنة با أو حسنتي ألقى با وجهه يوم القيامة ،مع أن
أتوقع أن يقبل ال توبة الشيطان ول يقبل توبت .ل تلومون فاسعوا قصت
واحكموا واتعظوا واعتبوا قبل أن يفوت الوان.
أنا شاب ميسور الال من أسرة كتب ال لا الستر والرزق الطيب والبارك
منذ أن نشأنا ونن نعيش سويا يمعنا بيت كله سعادة وأنس ومبة ..ف البيت
أمي وأب وأم أب ( جدت ) وإخوان وهم ستة وأنا السابع وأنا الكب من الولد
والثان ف ترتيب البناء فلي أخت اسها سارة تكبن بسنة واحدة .فأنا رب
البيت الثان بعد أب والكل يعول عليّ كثيا .تابعت دراست حت وصلت للثان
ثانوي وأخت سارة ف الثالث الثانوي وبقية أخوت ف طريقنا وعلى دربنا
يسيون.
أنا كنت أتن أن أكون مهندسا ،وأمي كانت تعارض وتقول بل طيارا ،
وأب ف صفي يريد أن أكون جامعيا ف أي تصص ,وأخت سارة تريد أن
تكون مدّرسة لتعلم الجيال الدين والداب ....ولكن يا للحلم ويا للمنيات ،
كم من شخص انقطعت حياته قبل إتام حلمه ،وكم من شخص عجز عن
32
تقيق حلمة لظروفه ،وكم من شخص حقق أحلمه ..ولكن أن يكون كما كنا
ل أحد مثلنا انقطعت أحلمنا با ل يصدق ول يتخيله عاقل ول منون ول يطر
على بال بشر .
تعرفت ف مدرست على أصحاب كالعسل وكلمهم كالعسل ومعاملتهم
كالعسل بل وأحلى ..صاحبتهم عدة مرات ورافقتهم بالفية عن أهلي عدة
مرات ودراست مستمرة وأحوال مطمئنة وعلى أحسن حال ،وكنت أبذل
الهد لربط بي أصحاب وبي دراست واستطعت ذلك ف النصف الول ..
وبدأت الجازة ويالا من إجازة ول أعادها ال من إجازة وأيام.
لحظ أب أن طلعات كثرت وعدم اهتمامي بالبيت قد زاد فلمن ولمتن أمي
..وأخت سارة كانت تدافع عن لنا كانت تبن كثيا وتاف علي من ضرب
أب القاسي إذا ضرب وإذا غضب واستمرت أيام العطلة ولياليها الت لو كنت
أعلم ما ستنتهي به لقتلت نفسي بل قطعت جسدي قطعة قطعة ول مضيت فيها
ولكن إرادة ال.
كنا أنا وأصحاب ف ملحق لنل أحد الشلة وقد دعانا لشاهدة الفيديو وللعب
سويا فجلسنا من الغرب حت الساعة الادية عشر ليلً وهو موعد عودت للبيت
ف تلك اليام ،ولكن طالبن صاحب البيت باللوس لنصف ساعة ومن ث
نذهب كلنا إل بيوتنا ،أتدرون ما هو ثن تلك النصف ساعة !! .إنه كان
عمري ل إنه كان عمري وعمر أب وعمر أمي وعائلت كلها .نعم ..كلهم.
كانت تلك النصف ساعة ثنا لياتنا وثنا لنقلنا من السعادة إل الشقاء
البدي ،بل تلك النصف ساعة مهدت لنقلي إل نار تلظى ل يصلها إل
الشقى .
أتأسف لكم لنن خرجت من القصة...تبع أحد الصحاب بإعداد إبريق من
الشاي لنا حت نقطع به الوقت ,فأتى بالشاي وشربنا منه ونن نتحادث ونتسلى
33
ونتمازح بكل ماتعنية الباءة والطهر وصفاء النوايا من كلمة ..ولكن بعد ما
شربنا بقليل أصبحنا نتمايل ونتضاحك ونتقيأ بكل شكل ولون ,كلنا نعم
كلنا ....ول أدري با حدث حت أيقظنا أول من تيقظ منا ,فقام صاحب النل
ولمنا وعاتبنا على ما فعلنا فقمنا ونن ل ندري ما حدث ،ولاذا وكيف حدث
؟ فعاتبنا من أعد الشاي فقال إنا مزحة .فتنظفنا ونظفنا الكان وخرجنا إل
منازلنا ,فدخلت بيتنا مع زقزقة العصافي والناس نيام إل أخت سارة الت أخذتن
لغرفتها ونصحتن وهددتن بأنا ستكون أخر مرة أتأخر فيها عن النل ،فوعدتا
بذلك ،ول تعلم السكينة أن الهددة هي حياتا قبل حيات ,ليتها ما سامتن ..
ليتها ضربتن بل وقتلتن وما سامتن .......يا رب ليتها ما سامتن سامها ال
ليتها ما سامتن ..اعذرون ل أستطيع أن أواصل ..
فاجتمعنا بعد أيام عند أحد الصحاب وبدأنا نطلب إعادة تلك الزحة لننا
أحببناها وعشقناها ،فقال لنا صاحبنا إنا تباع بسعر ليستطيعه لوحده ،فعملنا
جعية فاشترينا بعددنا كبسولت صاحبنا ..أظنكم عرفتم ما هي ..إنا الخدرات
..إنا مزحة ببة مدرات ونن ل ندري ,دفعنا بعضنا إل التهلكة بزحة
وضحكة وحبة من الخدرات .
فاتفقنا على عمل دورية كل أسبوعي على واحد منا والبوب نشتريها
بالمعية ،فمرت اليام وتدهورت ف الدرسة ,فنقلن أب إل مدرسة أهلية لعلي
أفلح وأخرج من الثانوي فقد تبخرت أحلمي وأحلمه وأحلم أمي
بالطيان ....أي طيان وأية هندسة ترجى من مثلي ،ووال ل يكن ذنب ول
أكن أعلم ولو عرض المر علي لرفضت ولتركت شلت ،ولكنها الزحة لعن ال
من مزحها ومن لزال يزحها مع شباب السلمي.
فمرت اليام ونن ف دوريتنا واجتماعنا البيث ول أحد يعلم ول أحد يس
با يري .لقد أصبحت ل أطيق البعد عنها ول عن أصحاب ،فجاءت نتائج ناية
34
العام ميبة لكل أهلي ،ولكن خفف علينا أن سارة نحت وترجت بتقدير عال
..مبوك يا سارة قلتها بكل إخلص على الرغم ما قد كان أصابن .قلتها وأنا
لول مره وكانت آخر مرة أحس فيها بفرح من أعماقي.
ماذا تريدين أن أشتري لك يا سارة بناسبة ناحك؟ .أتدرون ما قالت ! كأنا
حضرتنا أنا وأصحاب ،كأنا عرفت حالنا :أريدك أن تنتبه لنفسك يا أخي ،
فأنت سندي بعد ال _ ل أستطيع الواصلة _ ..
لقد قالتها ف ذلك اليوم مرد كلمات لتعلم هي أنا ستكون ف بقية حيات
أشد من الطعنات ،ليتها ما قالتها ،وليتن ما سألتها ،أي سند وعزوة يا سارة
ترجي ..أي سند وأي عزوة يا سارة تريدين.حسب ال ونعم الوكيل حسب ال
حسب ال حسب ال ونعم الوكيل.
دخلت سارة معهد للمعلمات وجدت واجتهدت ,وأنا من رسوب إل
رسوب ،ومن ضلل وظلم إل ضلل وظلم ،ومن سيئ إل أسوا ،ولكن
أهلي ل يعلمون ونن ف زيادة ف الغي حت إننا ل نستطيع أن نستغن عن البة
فوق يومي ،فقال لنا صديق ؛ بل عدو رجيم ؛ بل شيطان رجيم؛
هناك ما هو أغلى أحلى وأطول مدة وسعادة فبحثنا عنه ووجدناه ،فدفعنا فيه
الال الكثي وكل ذاك من جيوب آباءنا الذين ل نعلم هل هم مشاركون ف
ضياعنا آم ل وهل عليهم وزر وذنب أو ل .
وذات مره و أنا عائد للبيت أحست سارة بوضعي وشكت ف أمري وتركتن
أنام وجاء الصباح ،فجاءتن ف غرفت ونصحتن وهددتن بكشف أمري إن ل
أخبها بالقيقة ،فدخلت أمي علينا وقطعت النقاش بيننا وليتها ما دخلت ،بل
ليتها ماتت قبل أن تدخل ،بل ،ليتها ما كانت على الوجود لعترف لخت
لعلها أن تساعدن ،فأرسلتن أمي ف أغراض لا ،فذهبت وأصبحت أترب عن
أخت خوفا منها على ما كتمته لكثر من سنة أن ينكشف ،وقابلت أحد
35
أصدقائي فذهبنا سويا إل بيت صديق آخر ,فأخذنا نصيبنا من الث
فأخبتم با حدث ،فخفنا من الفضيحة وكلم الناس ،ففكرنا ،بل فكروا
شياطيننا ،وقال أحدهم ل لدي الل ولكن أريد رجلً وليس أي
كلم..أتدرون ما هو الل!.أتدرون! وال لو أسال الشيطان ما هو الل لا
خطرت على باله لظة أتدرون ما قال ! أتدرون كيف فكر! .ل أحد يتوقع ماذا
قال! أقال نقتلها ليته قالا ،بل قال أعظم ..أقال نقطع لسانا ونفقأ عيونا ،ل
بل قال أعظم ..أقال نرقها ،ل بل قال أعظم..أتدرون ماذا قال !.حسب ال
ونعم الوكيل حسب ال على الظالي.حسب ال على أهل الخدرات جيعا وعلى
مهربيها وعلى مروجيها وعلى شاربيها .حسب ال على صاحب ذاك.حسب ال
على نفسي اللعونة .حسب ال ونعم الوكيل.
لقد قال فصل ال عظامه وأعمى بصره و أفقده عقله ول وفقه ال ف الدنيا ول
ف الخرة .اللهم لتقبل توبته .إنه شيطان .إنه السبب ف كل ما ب وأنت
تعلم.اللهم اقبضه قبل أن يتوب ،وعاقبة ف الدنيا قبل الخرة .
أتدرون ماذا قال! ،لقد قال النكر والظلم والبغي والعدوان .لقد قال :أفضل
طريقة نليها ف صفنا ( جعله ال ف صف فرعون وهامان يوم القيامة ( نضع لا
حبة وتصي تت يدينا ول تقدر أن تفضحنا أبدا ،فرفضت ..إنا سارة العفيفة
الشريفة البيبة النونة ..إنا سارة أخت ،ولكن وسوسوا ل وقالوا هي لن
تسر شيء ،أنت تضر لا ف بيتكم وهي معززة مكرمة ،وحبوبا فقط وأنت
تعرف أنا ل تأثر ذاك التأثي ،وتت تأثي الخدر وتت ضغوط شياطينهم
وشيطان وافقت ورتبت معهم كل شيء.
رحت للبيت وقابلتن وطالبتن وقلت لا اصنعي شاياًَ وأنا أعترف لك بكل
شيء ،فراحت السكينة من عندي وكلها أمل ف أن تل مشكلت ،وأنا ف
رأسي ألف شيطان وهي هدم حياتا كلها ،أحضرت الشاي ،وقلت صب ل
36
ولك فصبت ،ث قلت لا أحضري كأس ماء ل ،فراحت ،وحي خرجت من
الغرفة أقسم بال من غي شعور نزلت من ي دمعة ..ما أدري دمعة أل على
مستقبلها ،أم هي روحي الت خرجت من عين ،أم هو ضميي،
أم دمعة فرح بأن أوفيت لصحاب بالوعد وأن حفظت السر للبد.
وضعت ف كأسها حبة كاملة ،وجاءت وهي تبتسم وأنا أراها أمامي كالمل
الصغي الذي دخل ف غابة الذئاب بكل نية طيبة وصافية.
رأت دموعي فصارت تسحها وتقول الرجال ما يبكي وتاول تواسين تظنن
نادما ،وما درت أن أبكي عليها وليس على نفسي ،أبكي على مستقبلها ،على
ضحكتها ،على عيونا ،على قلبها البيض الطاهر ،والشيطان ف نفسي يقول :
اصب فلن يضرها ،غدا تتداوى أنت وهي ,كما أنا يب أن تعرف معاناتك
وتعيشها ،فهي لن تقدرها وتعذرك إل إذا جربتها.
وراح يزين ل السوء والفسق والفساد_ حسب ال عليه_ فقلت :دعينا
نشرب الشاي إل أن أهدأ ث نتحدث .فشربت ويا ليتها ما شربت !.ويا ليتها
ما صنعت الشاي !.ولكن جلست أجرها ف الديثحت بدأت تغيب عن الوعي ،
فصرت أبكي مرة وأضحك مرة ،ل أدري ما أصابن ؟! أضحك وأبكي
ودموعي على خدي ,وبدأ إبليس يوسوس ل أنن سأنكشف ,وسيعلم أبواي
إذا رأوا أخت بذه الالة .ففكرت ف الروب.
هربت إل أصحاب وبشرتم بالصيبة الت فعلتها ،فباركوا ل وقالوا :ما
يفعلها إل الرجل ،الن أنت زعيم شلتنا وأميها ،ونن بإمرتك .وننا تلك
الليلة .وعند الظهر بدأت أسال نفسي :ما ذا فعلت ؟ وماذا اقترفت يداي ؟
فصاروا أصحاب يسلونن ويقولون نن أول الناس معك ف علجها ،والسألة
بسيطة مادامت حبوبا فقط .وأهم شيء أنّ سرنا ف بئر .
37
وبعد يومي بدأ أب يسأل عن بعد انقطاعي عنهم ,فأرسلت أصحاب
ليستكشفوا الوضع ف البيت لن خائف من أخت وعليها .فعادوا وطمأنون أن
كل شيء على ما يرام ول يصل أي شيء يريب .
فرحت للبيت وأنا مستعد للضرب والشتم واللم الذي ل يعد يدي معي
فضربن أب ولمتن أمي وأخت .
وبعد أيام جاءتن أخت وسألتن عن شيء وضعته لا ف الشاي أعجبها وتريد
منه .فرفضت فصارت تتوسل إلّ وتُقبّل قدمي تاما كما أفعل مع أصحاب يوم
أطلبهم منهم ،فرحتها وأعطيتها .وتكرر هذا مرات كثية وبدأت أحوالا
الدراسية تتدهور إل أن تركت الدراسة بل سبب واضح لهلي الذين صبوا
أنفسهم بأن البنت ليس لا ف النهاية إل بيتها .فتحولت المال إل أخي
الصغر.ومرة ،وما أبشعها من مرة نفذت الخدرات من عندي فطلبتها من أحد
أصحاب ،فرفض إل إذا..أتدرون ما كان شرطه؟ حسب ال عليه وعلى إبليس
حسب ال عليه .شرطه أخت سارة ،يريد أن يزن با .فرفضت وتشاجرت معه ,
وأصحابنا الاضرون ياولون الصلح ويقولول :ما فيها شيء ،ومرة لن
تضر ،واسألا إذا هي موافقة ما يضرك أنت ؟ لن تسر شيئا .صاروا معه
ضدي .كلهم معه.وقلت له :أنت أول من كان يقول ل :أنا معك ف طلب
دوائها وعلجها ،واليوم تطلب هذا ! واأسفا على الصداقة.فقال ملء فمه :
أية صداقة وأي علج يا شيخ ؟ أنسَ ،أنسَ ،أنسَ .فتخاصمنا وقاطعت الشلة.
وطالت اليام وصبت أنا ،وأخت بدأت تطلب الخدر ،وأنا ليس عندي وليس
ل طريق سواهم .وبدأت حالة أخت تسوء ،وراحت تطالبن لو بكسرة حبة ,
فوسوس ل الشيطان أن أسألا إذا وافقت ما نسر شيئا ولن يدري أحد ،أنت
وهي وصاحبك فقط .وخذ منه وعدا بأل يب أحدا وأن يبقى المر سرا بيننا
.فصارحتها قائلً :الذي عنده البوب يريدك أن يقابلك ويفعل بك ث يعطينا
38
كل ما نرد بدون مال ،بل ويعطينا مؤونة منه ولن نتاج لحد أبدا .فقالت
على الفور :موافقة ،هيا بنا نذهب إليه .فخططنا أنا وأخت للخروج من
البيت ،وفعلً ذهبنا إليه وأخذت أخت إل صاحب وجلسنا ف شقته ،وطلب
من أقضي مشوارا إل أن ينتهي ،فرحت ،وجئتهم بعد ساعة وإذا بأخت شبه
عارية ف شقة صاحب وأنا مغلوب على أمري ذاهل عن حال أريد لو ريح
هروين ،فجلسنا سويا أنا وصاحب وأخت من الظهر إل بعد العشاء ف جلسة
سر وشرب وعهر .يا ويلي من رب ..يا ويلي من رب ..ويلي من النار .أنا من
أهلها آنا من أهلها .ليتن أموت يا رب موتن يا رب موتن .أنا حيوان ما
أستاهل أن أعيش لو لظة ،فرجعنا أنا وأخت للبيت ول كأن شيئا صار ,
فصرت أقول لخت هذه أول وآخر مرة ،وإذا صاحب النجس أعطى أخت
مواعيد وأرقامه الاصة إذا أرادت فالمر ل يتاج وجودي وأنا ما دريت .
ومرت اليام وأنا أرى أخت ترج على غي عادتا ،ف البداية مع أخت
الصغية بأي عذر للسوق وللمستشفى حت إنا طلبت أن تسجل مرة ثانية
بالعهد ،فحاول أب السكي بكل ما يلك وبكل من يعرف كي يرجعها من
جديد ،وفرحت العائلة من جديد بعودتا للدراسة واهتمامها با ،ومرة وأنا
عند أحد أصحاب قال :قوموا بنا نذهب إل أحد أصحابنا ،ورحنا له ويا
للمصيبة لقيت أخت عنده وبي أحضانه ،وانفجرت من الزعل فقامت أخت
وقالت :مالك أنت ؟! إنا حيات وأنا حرة فأخذن صاحب معه وأعطان السم
الاري الذي ينسي النسان أعز وكل ما يلك ويعله ف نظره أبس الشياء
وأرذلا ،فرجعنا لصاحبنا وأنا متجرد من إنسانيت ولعبوا مع أخت وأنا بينهم
كالبهيمة بل أسوأ .ومع العصر رجعنا للبيت وأنا ل أدري ما أفعل فالعار جاء
والال والشرف ذهبا والستقبل ذهب والعقل ذهب .كل شيء بالتأكيد ذهب ،
39
ومرت اليام وأنا أبكي إذا صحوت وأضحك إذا سكرت ..حياة بيمة بل
أردى ..حياة رخيصة سافلة نسة ..
ومرة من الرات الشؤومة وكل حيات مشؤومة .وف إحدى الصباحات
السوداء عند التاسعة إذا بالشرطة تتصل على أب ف العمل ويقولون احضر فورا.
فحضر فكانت الطامة الت ل يتحملها ومات بعدها بأيام وأمي فقدت نطقها
منها ،أتدرون ما هي! أتدرون !! لقد كانت أخت برفقة شاب ف منطقة
استراحات خارج الدينة وهم ف حالة سكر وحصل لما حادث وتوف الثنان
فورا .
يالا من مصيبة تنطق الجر ،وتبكي الصخر .يا لا من ناية يا سارة ل
تكتبيها ،ول تتاريها ،ول تتمنينها أبدا ..سارة الطاهرة أصبحت عاهرة ،
سارة الشريفة أصبحت زانية مومس ،سارة الطيبة الؤمنة أصبحت داعرة .يال
ماذا فعلت أنا بأخت ،ألذا الدرب أوصلتها ؟ إل نار جهنم دفعتها بيدي إل
اللعنة .أوصلتها أنا إل السمعة السيئة ..يا رب ماذا أفعل ؟ اللهم إن أدعوك أن
تأخذن وتعاقبن بدلً عنها ،يا رب إنك تعلم أنا مظلومة وأنا الذي ظلمتها وأنا
الذي حرفتها وهي ل تكن تعلم .كانت تريد إصلحي فأفسدتا ..لعن ال
الخدرات وطريقها وأهلها.
أب مات بعد أيام ،وأمي ل تنطق بعد ذلك اليوم ،وأنا لزلت ف طريقي
السود ،وإخوان على شفا حفرة من الضياع واللك ..لعن ال الخدرات
وأهلها ،وبعدها بفترة فكرت أن أتوب ،ول أستطع الصب ،فاستأذنت من أمي
ف السفر إل الارج بجة النهة لدة قد تطول أشهرا بجة أن أريد النسيان،
فذهبت إل مستشفى المل بعد أن هدمت حيات ،وحياة أسرت ،وحياة أخت
سارة .
40
رحك ال يا سارة ،رحك ال ،اللهم اغفر لا إنا مغلوبة ،اللهم ارحها إنا
مسكينة ،وعاقبن بدلً عنها يا رب ،فعزمت على العلج ،ولا سألون عن
التعاطي زعمت أنه من الارج ،وأن تعاطي الخدرات كان ف أسفاري ،وبعد
عدة أشهر تعالت ما كان أصابن من الخدرات ،ولكن بعد ماذا ! بعد ما
قطعت كل حبل يضمن لنا حياة هانية سعيدة .
عدت وإذا بأهلي يعيشون على ما يقدمه الناس لم ،لقد باعت أمي منلنا ،
واستأجرت آخر من بعد الفيل الديلوكس إل شقة فيها ثلث غرف ونن ثانية
أفراد ،من بعد العز والنعيم ورغد العيش إل الصي ومسألة الناس ،
ل علم لدي ول عمل ،وإخوان أصغر من ونصفهم ترك الدراسة لعدم كفاية
الصاريف ،فأهلي إن ذكر اسم أخت سارة لعنوها وسبوها وجرحوها لنا
السبب ف كل ما حصل ودعوا عليها بالنار والثبور وقلب يتقطع عليها لنا
مظلومة ،وعلى أهلي لنم ل يعلمون ول أستطيع أن ابلغ عن أصحاب الشر
والسوء الذين هدموا حيات وحياة أخت لن إذا بلغت سأزيد جروح أهلي الت
ل تندمل بعد على أخت وأب وأمي وسعتنا وعزنا وشرفنا ،لنم سيعلمون أن
السبب وستزيد جراحهم ،وسيورطن أصحاب السوء إن بلغت عنهم معهم فأنا
ف حية من أمري .إن أبكي ف كل وقت ول أحد يس ب وأنا أرى أن
الفروض أن أرجم بالجارة ول يكفي ذلك ول يكفر ما فعلت وما سببت.
انظروا يا أخوان ماذا فعلت أنا ..إنا الخدرات ،ونزوات الشيطان ،
إنا الخدرات ..إنا أم البائث ..إنا الشر الستطي ..كم أفسدت من بيوت ؟
وكم شردت من بشر ؟ وكم فرقت من أسر ؟ ل تضحكوا يا إخوان ول تعجبوا
وقولوا اللهم ل شاتة .يا أخوان اعتبو ا وانشروا قصت على من تعرفون لعل ال
أن يهدي بقصت لو شخص واحد أكفر به عن خطئي العظيم الذي أعتقد أنه لن
يُغفر .
41
أرجوكم أن تدعوا لخت سارة ف ليلكم وناركم ول تدعوا ل لعل ال أن
يرحها بدعواتكم لنه لن يقبل من ،وأنا من فعل با كل ما حدث لا .
اللهم ارحم سارة ،اللهم ارحها واغفر لا ،ووال إن متاج لوقفتكم معي ف
شدت ولكن ل أريد منكم شيئا ،وأشكر أخى الذي كتب معانات الت بي
أيديكم وأحسبه الصاحب الصادق وال حسبه ،وأشكر من نشرها وعممها ،
وهذا متصر الختصر من قصت الت لو شرحتها بالتفصيل لزهقت أنفسكم
اشئزازا ،وغمضت عيونكم خجلً ،ولعل فيما قلت الكفاية والفائدة ،ووال
لول الياء وسكب ماء الوجه لعطيتكم طريقة اتصال ب لتعرفوا أن ف الدنيا
مصائب ل تطر على بال بشر ول يتخيلها إنسان فقولوا اللهم الستر والعافية ،
الستر الذي ضيعته أنا ،والعافية الت ضيعتها أنا ،لو تعرفون طعمها ما تركتم
الدعاء والشكر ،والمد ل عليها لظة ولكن خلق النسان عجولً وجزاكم ال
خيا .
42
اقتربت الساعة من الرابعة صباحا ..كل شيء حولا ساكن ل شيء يتحرك
سوى أوراق الشجر عندما يداعبها نسيم السّحر ..أغصان الشجرة تتدل بالقرب
من النافذة تكاد أن تعانقها ..الدوء والسكينة يعمان كل شيء ..فجأة انطلق
صوت النبه ..تررررن ..تررررن ..تررر ..أسكتت خدية هذا الصوت الزعج
ف سرعة فائقة وهبت من الفراش ,.توجهت متثاقلة إل الغسلة ..مشيتها الثقيلة
صارت معتادة بالنسبة لا؛ فهي ف ناية الشهر الثامن من المل ..بطنها كبي
وأرجلها متورمة ..أصبحت تتعب بسهولة ..وحت تنفسها تد فيه صعوبة..
وجهها شاحب ..جفونا متدلية من كثرة البكاء ..ولكنها ل بد أن تقوم ف ذلك
الوقت ..فلم يبقَ على آذان الفجر سوى ساعة واحدة!!
خدية من أقرب صديقات ..كان قد مر على زواجها حوال ثلث سنوات
فبالطبع كانت فرحتها وفرحة زوجها غامرة عندما عرفا أنا حامل ،ولكن ف
أحدى زيارتا للطبيبة التخصصة وبعد إجراء الختبارات اللزمة أخبتا الطبيبة
أن البنه الت تملها ف أحشائها عندها كلية واحدة فقط!! .
سبحان ال! الطباء هنا ف الغرب بالرغم من تفوقهم العلمي إل أنم يفتقدون
الشاعر النسانية؛ فها هي خدية ف صدمة رهيبة ما سعت والطبيبة تبها ف
منتهى البود أنه ل يوجد حل فوري ولكن بعد الولدة من المكن أن ترى
فحوصات على الولودة لتحدد صلحية الكلية الواحدة ,وإن ل تكن صالة
فعمليات زراعة الكلى أصبحت مثل عمليات الّلوز!! .
خرجت خدية من عند الطبيبة وهي ف حالة ذهول ..ل تدري كيف وصلت
إل بيتها!! .
43
أول مولودة لا و بكلية واحدة!! ما العمل؟ هل من المكن أن تكون الطبيبة
مطئة؟
بثت خدية وزوجها عن أحسن الطباء ف هذا الجال ولكن كل طبيب كان
يأت بالتشخيص نفسه ..كلية واحدة! ومع كل زيارة لكل طبيب منهم كان
أملها يقل ويضعف وف النهاية سلمت للمر الواقع .وآخر طبيب قال لا أل
تتعب نفسها فالوضع لن يتغيي ..وأدركت خدية ف تلك اللحظة أنه ليس بيدها
شيء سوى التوجه إل ال بالدعاء ..ومنذ ذلك اليوم قررت أن تقوم ف الثلث
الخي من الليل للصلة والدعاء لبنتها الت ل تولد بعد؛ فقد أخب سبحانه
وتعال ف مكم التنيل ﴿ :وَإِذَا سََألَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ ُأجِيبُ دَ ْعوَةَ
الدّاعِ إِذَا دَعَا ِن فَلَْيسَْتجِيبُوا لِي َولُْيؤْمِنُوا بِي لَعَّلهُمْ يَرْ ُشدُونَ ﴾ (البقرة. )186:
سسْكَ ِبخَيْ ٍر َفهُوَ َعلَى سسْكَ اللّهُ ِبضُ ّر فَل كَاشِفَ لَهُ ِإلّا ُهوَ وَإِنْ َي ْم َ ﴿ وَإِنْ َي ْم َ
كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (النعام. )17:
سسْكَ اللّهُ ِبضُ ّر فَل كَاشِفَ لَهُ ِإلّا ُهوَ وَإِنْ يُ ِردْكَ ِبخَيْ ٍر فَل رَادّ لِ َفضْلِهِ ﴿ وَإِنْ َي ْم َ
ُيصِيبُ ِبهِ مَنْ َيشَاءُ ِمنْ عِبَا ِدهِ وَ ُهوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ ﴾ (يونس. )107:
جبْ لَ ُكمْ إِ ّن الّذِينَ َيسْتَكْبِرُونَ َعنْ عِبَادَتِي﴿ َوقَا َل رَبّ ُكمُ ادْعُونِي أَسَْت ِ
سََيدْخُلُونَ َجهَنّمَ دَاخِرِينَ ﴾ (غافر. )60:
وأيضا ورد ف الديث الشريف ,عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال:
(( ينل ربنا تبارك وتعال كل ليلة إل السماء الدنيا ,حي يبقى ثلث الليل
الخر فيقول :من يدعون فأستجيب له ,من يسألن فأعطيه ,من يستغفرن فأغفر
له )) (رواه البخاري ومسلم) .
أيقنت خدية أنه ل ملجأ إل إليه فلم تتردد ف القيام يوميا قبل الفجر بساعة أو
أكثر بالرغم من التعب الذي كانت تعانيه من المل ومن قلة النوم ..يوميا تتجه
44
ف الثلث الخي من الليل إل سجادتا ف مصلها وتسجد ف خشوع وتسأله
سبحانه وتعال أن يرزقها ابنة بصحة جيدة وكليتي! كانت تلح ف دعائها
وتبكي إل أن تبتل سجادتا ،ل تكل يوما أو تل ..جسدها أصبح منهكا..
الركوع والسجود أصبحا ف غاية الصعوبة ولكنها ل تتراجع أو تشكو ولو مرة
واحدة .وكلما أخبتا الطبيبة بنفس النتيجة مع كل زيارة ومع كل فحص ازداد
عزم خدية على القيام ف الثلث الخي من الليل.
أشفق عليها زوجها من كثرة القيام وخشي عليها من الصدمة عند مولد البنة
ذات كلية واحدة وكان دائما يذكرها بأن ال سبحانه وتعال قد يؤخر
الستجابة ؛ فقد روى أبو سعيد رضي ال عن النب صلى ال عليه وسلم قال :
(( ما من مسلم يدعو ال بدعوة ليس فيها إث ول قطيعة رحم إل أعطاه ال با
إحدى ثلث :إما أن تعجل له دعوته ,وإما أن يدخرها له ف الخرة ,وإما أن
يصرف عنه من السوء مثلها )) رواه أحد ف السند.
وكانت هي تذكر زوجها بأن ل حيلة لا إل أن تسأل ال؛ فإن ل تسأله هو
سبحانه وتعال فمن تسأل؟!
ل تطلبّ بن آدم حاجـــة *** وسل الذي أبوابه ل تـــجب
ال يغضب إن تركـت سؤاله *** وبن آدم حـي يُسأل يغضــب
وكيف ل تسأله وقد أخبنا الرسول صلى ال عليه وسلم ف الديث القدسي
الذي رواه عن ربه تبارك وتعال:
(( يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا ف صعيد واحد
فسألون ,فأعطيت كلّ إنسان مسألته ,ما نقص ذلك ما عندي إل كما ينقُص
الخيط إذا أُدخل البحر )) (رواه مسلم) .
قبل الوعد التوقع للولدة بوال أسبوعي حضرت خدية لزيارت ،ودخل
وقت صلة الظهر فصلينا وقبل أن نقوم من جلستنا امتدت يد خدية إل
45
وأمسكت بذراعي وأخبتن أنا تس بإحساس غريب .سألتها إن كانت تس
بأي أل فأجابت بالنفي ولكن للزيادة ف الطمئنان قررنا التصال بالطبيبة فطلبت
منا مقابلتها ف الستشفى .حاولنا التصال بزوج خدية لكن بدون جدوى؛ فهو
ف صلة المعة .فتوكلنا على ال وذهبنا إل الستشفى وتعجبنا أنم أخبونا أنا
ف حالة ولدة!! فجلست بانبها أشد من أزرها وأربت على كتفها ...وكانت
والمد ل كثية الدعاء ،وبالرغم من اللم إل إنا كانت تسأل ال أن يرزقها
ابنة بصحة جيدة وكليتي ،وولدت فاطمة ..صغية الجم ..دقيقة اللمح..
وجهها ييل إل الزرقة ،وف ظهرها نقرة (نقزة) صغية قرب موقع الكلية ،كأن
جسدها الصغي امتص فراغ الكلية الناقصة ..بكيت وبكت خدية ووسط
دموعها كانت تتسأل عن حالة ابنتها ..باذا أرد؟! ماذا أقول لم أعياها السهر
وتدلت جفونا من البكاء وما زالت تتأل؟!! ( ما شاء ال حلوة ) حاولت أن
أقول شيئا أخرا ولكن الكلمات انبست!! وسبحان ال ما كانت إل دقائق
معدودة وتول اللون الزرق إل لون وردي ،ودققت ف وجه فاطمة ..سبحان
الالق ..وجهها جيل ،ولكن كل ما نظرت اليها تذكرت الشاكل الت قد
تواجهها بسبب الكلية الواحدة .ل أتكلم ول تتكلم خدية فكل واحدة منا
كانت تفكر ..ماذا سيكون مصي الطفلة ذات الكلية الواحدة؟.
حضر أطباء الطفال وأجروا الفحص البدئي وأبلغونا أنا فيما يبدو طبيعية
ولكن ل بد من إجراء فحوصات مكثفة لعرفة صلحية الكلية وهذا لن يتم إل
بعد أسبوعي من ميلدها .ترددت خدية كثيا ف أخذ فاطمة لجراء الفحص
الشامل .قالت ل ف يوم من اليام ( قدر ال وما شاء فعل ..ل داعي لن أرهق
جسدها الضيئل بتلك الفحوصات ) .ولكنها أخذت بالسباب وقررت إجراء
تلك الفحوصات .وجاء اليوم الوعود وجلسنا ف غرفة النتظار نترقب خروج
46
الطبيبة لتخبنا عن حالة الكلية الواحدة ..هل ستحتاج فاطمة إل كلية (جديدة )
أم أن كليتها الواحدة ستقوم بعمل الكليتي؟!.
وخرجت الطبيبة وعلى وجهها ابتسامة باهتة ..توجهت إلينا وقالت ( :ل
أدري ماذا أقول ول اعرف ماذا حدث!! لكن ابنتك بصحة جيدة وبكليتي!!) .
أتزأ بالدعاء وتزدريه *** وما تدري با صنع الدعاء!!
ما أجل أثر الدعــاء وما أرحـــــم ال بلقه!!.
فاطمة تبلغ الن الامسة من عمرها ..حفظها ال وجعلها قرة لعي والديها .
∗
اليادي الناصعة
47
" فابيان "عارضة الزياء الفرنسية ،فتاة ف الثامنة والعشرين من عمرها ،
جاءتا لظة الادية وهي غارقة ف عال الشـهرة والغراء والضوضاء . .
انسحبت ف صمت ،تركت هذا العال با فيه ،وذهبت إل أفغانستان !
لتعمل ف تريض جرحى الجاهدين الفغان ! وسط ظروف قاسية وحياة صعبة .
تقول " فابيان ":
( لول فضل ال عليّ ورحته ب لضاعت حيات ف عال ينحدر فيه النسان
ليصبح مرد حيوان كل هه إشباع رغباته وغرائزه بل قيم ول مبادئ ).
ث تروي قصتها فتقول :
( منذ طفولت كنت أحلم دائما بأن أكون مرضة متطوعة ،أعمل على تفيف
اللم للطفال الرضى ،ومع اليام كبت ،ولفتّ النظار بمال ورشاقت ،
وحرّضن الميع -با فيهم أهلي -على التخلي عن حلم طفولت ،واستغلل
جال ف عمل يدرّ عليّ الربح الادي الكثي ،والشهرة والضواء ،وكل ما يكن
أن تلم به أية مراهقة ،وتفعل الستحيل من أجل الوصول إليه .
وكان الطريق أمامي سهلً -أو هكذا بدا ل ، -فسرعان ما عرفت طعم
الشهرة ،وغمرتن الدايا الثمينة الت ل أكن أحلم باقتنائها.
ولكن كان الثمن غاليا . .فكان يب عليّ أولً أن أترد من إنسانيت ،وكان
شرط النجاح والتألّق أن أفقد حساسيت ،وشعوري ،وأتلى عن حيائي الذي
تربيت عليه ،وأفقد ذكائي ،ول أحاول فهم أي شيء غي حركات جسدي ،
وإيقاعات الوسيقى ،كما كان عليّ أن أُحرم من جيع الأكولت اللذيذة ،
وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والقويات والنشطات ،وقبل كل ذلك أن
أفقد مشاعري تاه البشر . .ل أكره . .ل أحب . .ل أرفض أي شيء .
إن بيوت الزياء جعلت من صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول ،
فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل ،ل أكون سوى
48
إطار يرتدي اللبس ،فكنت جادا يتحرك ويبتسم ولكنه ل يشعر ،ول أكن
وحدي الطالبة بذلك ،بل كلما تألقت العارضة ف تردها من بشريتها وآدميتها
زاد قدرها ف هذا العال البارد . .أما إذا خالفت أيا من تعاليم الزياء فتُعرّض
نفسها للوان العقوبات الت يدخل فيها الذى النفسي ،والسمان أيضا .
وعشت أتول ف العال عارضة لحدث خطوط الوضة بكل ما فيها من تبج
وغرور وماراة لرغبات الشيطان ف إبراز مفاتن الرأة دون خجل أو حياء ).
وتواصل " فابيان " حديثها فتقول:
( ل أكن أشعر بمال الزياء فوق جسدي الفرغ -إل من الواء
والقسوة -بينما كنت أشعر بهانة النظرات واحتقارهم ل شخصيا واحترامهم
لا أرتديه .
كما كنت أسي وأترك . .وف كل إيقاعات كانت تصاحبن كلمة ( لو). .
وقد علمت بعد إسلمي أن لو تفتح عمل الشيطان . .وقد كان ذلك
صحيحا ،فكنا نيا ف عال الرذيلة بكل أبعادها ،والويل لن تعرض عليها
وتاول الكتفاء بعملها فقط ).
وعن تولا الفاجئ من حياة لهية عابثة إل أخرى تقول :
( كان ذلك أثناء رحلة لنا ف بيوت الحطمة ،حيث رأيت كيف يبن الناس
هناك الفنادق والنازل تت قسوة الدافع ،وشاهدت بعين مستشفى للطفال ف
بيوت ،ول أكن وحدي ،بل كان معي زميلت من أصنام البشر ،وقد اكتفي
بالنظر بل مبالة كعادتن .
ول أتكمن من ماراتن ف ذلك .فقد انقشعت عن عين ف تلك اللحظة غُللة
الشهرة والجد والياة الزائفة الت كنت أعيشها ،واندفعت نو أشلء الطفال
ف ماولة لنقاذ من بقي منهم على قيد الياة .
49
ول أعد إل رفاقي ف الفندق حيث تنتظرن الضــواء ،وبدأت رحلت نو
النسانية حت وصلت إل طريق النور وهو السلم .
وتركت بيوت وذهبت إل باكستان ،وعند الدود الفغانية عشت الياة
القيقية ،وتعلمت كيف أكون إنسانة.
وقد مضى على وجودي هنا ثانية أشهر قمت بالعاونة ف رعاية السر الت
تعان من دمار الروب ،وأحببت الياة معهم ،فأحسنوا معاملت .
وزاد قناعت ف السلم دينا ودستورا للحياة من خلل معايشت له ،وحيات
مع السر الفغانية والباكستانية ،وأسلوبم اللتزم ف حياتم اليومية ،ث بدأت ف
تعلم اللغة العربية ،فهي لغة القرآن ،وقد أحرزت ف ذلك تقدما ملموسا .
وبعد أن كنت أستمد نظام حيات من صانعي الوضة ف العلم أصبحت حيات
تسي تبعا لبادئ السلم وروحانياته ).
وتصل " فابيان " إل موقف بيوت الزياء العالية منها بعد هدايتها ،وتؤكد
أنا تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة ،فقد أرسلوا عروضا بضاعفة دخلها الشهري
إل ثلثة أضعافه ،فرفضت بإصرار . .
فما كان منهم إل أن أرسلوا إليها هدايا ثينة لعلها تعود عن موقفها وترتد عن
السلم .
وتضي قائلة :
( ث توقفوا عن إغرائي بالرجوع . .ولأوا إل ماولة تشويه صورت أمام السر
الفغانية ،فقاموا بنشر أغلفة الجلت الت كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء
عملي كعارضة أزياء ،وعلقوها ف الطرقات وكأنم ينتقمون من توبت ،وحالوا
بذلك الوقيعة بين وبي أهلي الدد ،ولكن خاب ظنهم والمد ل ).
وتنظر " فابيان " إل يدها وتقول :
50
(ل أكن أتوقع أن يدي الرفهة الت كنت أقضي وقتا طويلً ف الحافظة على
نعومتها سأقوم بتعريضها لذه العمال الشاقة وسط البال ،ولكن هذه الشقة
زادت من نصاعة وطهارة يدي ،وسيكون لا حسن الزاء عند ال سبحانه
وتعال إن شاء ال ). ∗
وتسبونه هينا
كانت زهية تتوقد شبابا وتتألق حيوية ،مزهوة بشعرها النسدل على كتفيها
والذي يأب إل أن يندس تت حزامها الضاغط .تتمتع برشاقة الغزال وخفة
الفراشة ،وتعتقد أنا يب أن تعيش حياتا وتستمتع بكل ماهو متاح لا .ولا
دعيت يوما لفل إحدى صاحباتا ودارت الحاديث الشائقة بي الضور ودار
( العائدون إلى ال ) المجموعة الثالثة لمؤلفه :محمد بن عبد العزيز المسند .
51
الوار التأرجح من البارد الثلجي إل الار البكان ،وكان ما أثار حفيظتها
حقا حوار حول الجاب .
إنا تذكر تلك الميلة الفاتنة سناء ،وهي تتحدث عن طمأنينة قلبها وسكون
نفسها يوم أن ارتدت الجاب ،وذهبت إل أبعد من ذلك ،وهي تؤكد أن
الجاب كان الطوة الول ف مشوارها الطويل عب دروب الق والنور ،إذ
عليها أن تضيء قلبها بفظ آيات ال وتني بصيتا بتدبر معان تلك اليات
العظيمة،كما عليها أن تقرأ ف الفقه والسية .ث قررت سناء أن العبارات أكثر
من الوقات .
تفاوت تفاعل الضور مع كلم سناء ،فمن مؤيد ومعارض ومستغرب
ومؤكد ،عدا صاحبتنا فقد غلب على تعليقاتا السخرية والستهزاء .خاصة
لظة ماولة إحداهن ربط الجاب حول عنق زهية من باب الستدراج بالطراء
بمالا لو كانت مجبة ،فما كان من زهية إل أن ثارت و انتفضت كمارد
ناهض من قمقم وقالت بانفعال :
أرجوك أميطي عن هذا الـ ...ث مسحت عنقها وشعرها وهي ترتف وتذي
بعبارات أذهلت الميع ،فقد تطاولت على الشرع النيف الذي ربط عنق الرأة
ببل الشنقة ث رماها بكيس أسود !!
انبت لزهية واحدة من الضور وبدأت بالرد عليها لكن زهية تادت ف
جحود ونكران الدلة الشرعية ،ول تد أمامها سوى قاموس السباب والشتائم
فنهلت منه .أما سناء فقد أدركت أن زهية اخرجت ما بقلبها من ضغينة على
السلم وأهله ،وخشيت أن يهلك ال جعن بفعل واحدة من السفيهات ،
فطلبت من الميع الستغفار ث اللجوء للصمت ،فالوضع ليس وضع نقاش ول
حوار ول إقناع .وتفرق جع الفل على أتعس حال من التوقع .وعادت كل
واحدة ولظات الوار والنفعال شاخصة ف خيالا.
52
بعد ذلك الفل التعس ،أحست زهية أن شيئا غامضا سكن قلبها وزرع فيه
الكآبة .حاولت أن ترب من ذاتا بالتفتيش عن علقات لهية طائشة ،لكن
كآبتها تولت إل صداع مؤل وشرود دائم .ف البداية جربت البوب السكنة
والهدئة فلم يهدأ صداعها ،كان كبياؤها ينعها من إظهار التأل أمام أفراد
عائلتها خاصة زوجة أبيها .الت كانت تتصر معاناة زهية بعبارة ( دلع بنات) ،
ول تكن تلك السيدة لتصدق حقيقة مافيه زهية إل ساعة أن رأت رأسها قد
ارتطم بأرض الغرفة فخرجت مسرعة تب الوالد الذي صحبها إل الستشفى .
هناك طلب الطبيب عدة تليلت ،وبدأت الشكوك تراود الطبيب وتسرق
النوم من عين الوالد ،ث طلب الطبيب صورة طبقية للدماغ فجاءته الصورة
تمل اليقي ف ثناياها .
أخفى الطبيب تأثره وطمأن والد زهية وحد ال أنه أدرك الرض قبل فوات
الوان .قفز قلب والد زهية من بي أضلعه وجع أطرافه مفيا ارتاف مفاصله
وهو يسمع التقرير :بداية سرطان دماغ ،وعلجه مكن إن شاء ال .
عليك احضار زهية غدا صباحا لبدء العلج .
أمسك الطبيب بإبرة الدواء ،وأعطى زهية التعليمات ،وشرح لا الضاعفات
التوقعة ،كل شيء يكن أن تتوقعه زهية عدا تساقط شعرها !!
قامت المرضة بإعطاء زهية حقنا خاصة لنع التقيؤ الذي يصحب العلج
الكيماوي ،وف اليوم التال ت تثبيت إبرة غليظة تستعمل لزرق الحاليل
والعلجات الكيماوية طوال أربع و عشرين ساعة .
مرت على زهية الربع والعشرون ساعة الول برارة علقمية ،فمنذ ساعات
ألها الول نسيت زهية سعادة حياتا كلها ،ولو سألا أحد كما سألا والدها :
كيف حالك يا بنية ؟
أجابت :ف أتعس حال ،الوت أرحم مرات من هذه الياة !!
53
أطرق والد زهية رأسه ،وكفكف دموعه ،وود لو يفتديها بروحه ،لكن
هيهات ،فما أصاب زهية يعجز أهل الرض عن تغيي مساره وتصويبه نو أي
حبيب أو عدو .
وكانت مشاعر زوجة أبيها متأرجحة بي الستنكار والرثاء ،وف اليوم الثالث
بعد إعطائها القن والبوب بوال ساعة ،بدأت زهية بالتقيؤ الشديد التكرر
الصحوب باللم الادة ف العدة ،وبدأت معنوياتا بالنيار ما أثر أبلغ الثر
على زوجة أبيها الت هرعت إل الطبيب طالبة النجدة والعونة ،فتوجه الطبيب
إل حيث ترقد زهية وحاول تدئة روعها بإعلمها أن هذه أعراض مؤقتة
وسوف تذهب بذهاب الرض بإذن ال .
توالت الصائب واللم على زهية ،ومرت أيام ذاقت فيها مرارة انتظار
الرعات ،ول تسل عن حالتها يوم أخذها للجرعة ،لقد كادت أن ترفض
العلج الذي هو أشد صعوبة من الرض نفسه لول تثبيت ذويها لا والطاقم الطب
حولا.
و ما هي إل أسابيع قليلة حت رأت زهية هالت من السواد حول عينيها ،
أرادت أن ترب من هذه القيقة فوضعت شيئا -من الزينة حول عينيها ،
ارتدت أضيق ملبسها فوجدتا فضفاضة ،وقفت أمام مرآتا وأمسكت خصلة
من شعرها فتساقطت بي أناملها ،وسقطت زهية منهارة تبكي إنا ل تقوى
على استقبال سناء الت أصرت على زيارتا ،فأجلت زيارتا علها تزورها بعد أن
يثمر العلج الذي وصفه الطباء بأنه فعال .
كانت كلما شعرت باللم ف رأسها تصرخ وتسك رأسها فيتساقط شعرها،
وغدا بكثافة أشجار صحراء قاحلة بعد أن كان بكثافة أشجار المازون .
أخبت زوجة أب زهية سناء قائلة :
54
القيقة يا بنيت أن حالة زهية تتدهور بسرعة ،و حبذا لو قمت بزيارتا علها
تسعد بوجودك إل جوارها .
طارت سناء من الفرح ،وحلت أجل الدايا وأطيب الأكولت لزميلتها
زهية ،وعندما دخلت عليها تعرفت عليها بصعوبة وصافحتها ،كفكفت
دموعها وقاومت انفعالتا ،وأظهرت تاسكا أجوف أمام زهية ،حاولت ماطبة
الروح فيها قائلة :
قد يكون الرض كفارة ورفع درجات ،هنيئا لك إنك تقضي وقتك الطويل
ف التسبيح والذكر والستغفار ،صوبت زهية نوها نظرات زائفة وأشاحت
بوجهها عنها وعن أصناف الطعمة اللقاة أمامها .
تأملت سناء حجاب زهية الذي تغطي به رأسها ..فرأته قذرا ملوثا ،تاما
كما وصفت زهية الجاب أول مرة !!
ازدحت العان والعب ف عقل سناء ،وأطرقت رأسها ..وهي تسمع وجيب
قلبها وهي تذكر الية الكرية ﴿ :وََتحْسَبُونَهُ هَيّنا وَ ُهوَ عِندَ اللّهِ َعظِيمٌ ﴾ .
∗
ل أدري من أطيع
عادت الفتاة الصغية من الدرسة ،وبعد وصولا إل البيت لحظت الم أن
ابنتها قد انتابا الزن ،فاستوضحت من الفتاة عن سبب ذلك الزن .
قالت الفتاة :أماه إن مدرّست هددتن بالطرد من الدرسة بسبب هذه اللبس
الطويلة الت ألبسها .
الم :ولكنها اللبس الت يريدها ال يا ابنت .
الفتاة :نعم يا أماه ..ولكن الدرّسة ل تريد .
55
الم :حسنا يا ابنت ،الدرسة ل تريد ،وال يريد فمن تطيعي ؟
أتطعي ال الذي أوجدك وصورك ،وأنعم عليك ؟
أم تطيعي ملوقة ل تلك لنفسها نفعا ول ضرا .
فقالت الفتاة :بل أطيع ال .
فقالت الم :أحسنت يا ابنت و أصبت .
وف اليوم التال ..ذهبت تلك الفتاة بالثياب الطويلة ..وعند ما رأتا معلمتها
أخذت تؤنبها بقسوة ..فلم تستطيع تلك الصغية أن تتحمل ذلك التأنيب
مصحوبا بنظرات صديقاتا إليها فما كان منها إل أن انفجرت بالبكاء ..ث
هتفت تلك الصغية بكلمات كبية ف معناها ..قليلة ف عددها :وال ل أدري
من أطيع ؟ أنت أم هو !.
فتساءلت الدرسة :ومن هو ؟ .
فقالت الفتاة :ال ،أطيعك أنت فألبس ما تريدين وأعصيه هو .
أم أطيعه وأعصيك ،سأطيعه سبحانه وليكن ما يكون .
يا لا من كلمات خرجت من ذلك الفم الصغي .
كلمات أظهرت الولء الطلق ل تعال .
أكدت تلك الصغية اللتزام والطاعة لوامر ال الواحد القهار .
هل سكتت عنها العلمة ؟ .
لقد طلبت العلمة استدعاء أمِ تلك الطفلة ..فماذا تريد منها ؟
وجاءت الم .
فقالت العلمة للم :لقد وعظتن ابنتك أعظم موعظة سعتها ف حيات .
نعم لقد اتعظت العلمة من تلميذتا الصغية .
العلمة الت درست التربية وأخذت قسطا من العلم .
56
العلمة الت ل ينعها علمها أن تأخذ " الوعظة " من صغية قد تكون ف سن
إحدى بناتا .
فتحية لتلك العلمة .
وتية لتلك الفتاة الصغية الت تلقت التربية السلمية وتسكت با .
وتية للم الت زرعت ف ابنتها حب ال ورسوله .الم الت علمت ابنتها حب
ال ورسوله .
فيا أيتها المهات السلمات :بي أيديكن أطفالكن وهم كالعجي تستطعن
تشكيلهم كيفما شئت فأسرعن بتشكيلهم التشكيل الذي يرضى ال ورسوله .
علمنهم الصلة .
علمنهم طاعة ال تعال .
علمنهم الثبات على الق .
علمنهم كل ذلك قبل وصولم سن الراهقة .
فإن فاتتهم التربية و هم ف مرحلة الصغر فإنكن ستندمن أشد الندم على ضياع
البناء عند الكب .
وهذه الفتاة ل تكن ف عصر الصحابة ..ول التابعي .
إنا ف العصر الديث .
وهذا ما يدل على أننا باستطاعتنا أن نوجد أمثال تلك الفتاة .
الفتاة التقية الريئة على إظهار الق والت ل تشى ف ال لومة لئم .
فيا أخت الؤمنة … .ها هي ابنتك بي يديك .
فاسقيها باء التقوى والصلح .
وأصلحي لا بيئتها طاردة عنها الطفيليات والشرات الضارة .
وها هي اليام أمامك .
فانظري ماذا تفعلي بالمانة الت أودعها لديك رب السموات والرض !! .
57
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :
(( من أرضى الناس بسخط ال وكله ال إل الناس ،ومن أسخط الناس برضا
ا ل كفاه ال مؤنة الناس )) .صحيح الامع الصغي ج 5حديث رقم
.∗5886
قصة حب تبكي
قرر صاحبنا الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين ،
وكما جرت العادات والتقاليد حي وجدوا إحدى قريباته وشعروا بأنا تناسبه
ذهبوا لطبتها ول يتردد أهل البنت ف الوافقة لا كان يتحلى به صاحبنا من
مقومات تغرى أية أسرة بصاهرته وسارت المور كما يب وأت ال فرحتهم ،
وف عرس جيل متواضع اجتمع الهل والصحاب للتهنئة .
وشيئا فشيئا بعد الزواج وبرور اليام لحظ الحيطون بصحابنا هيامه وغرامه
الارف بزوجته وتعلقه با ،وبالقابل أهل البنت استغربوا عدم مفارقة ذكر
المراجع ( مواقف إيجابية ،لنجيب العامر ،ج 27 / 2ـ 31والقصة نقلً عن مواقف ذات عبر العمر الشقر
58
زوجها للسانا .أي نعم هم يؤمنون بالب ويعلمون أنه يزداد بالعشرة ولكن
الذي ل يعلمونه أو ل يطر لم ببال أنما سيتعلقان ببعضها إل هذه الدرجة .
وبعد مرور ثلث سنوات على زواجهما بدؤوا يواجهون الضغوط من أهاليهم
ف مسألة الناب ،لن الخرين من تزوجوا معهم ف ذلك التاريخ أصبح لديهم
طفل أو اثنان وهم مازالوا كما هم ،وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن
يكشفوا عند الطبيب عل وعسى أن يكون أمرا بسيطا يتنهى بعلج أو توجيهات
طبية .
وهنا وقع ما ل يكن بالسبان ،حيث اكتشفوا أن الزوجة (عقيم )!!
وبدأت التلميحات من أهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد إل أن صارحته
والدته وطلبت منه أن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقها على ذمته بغرض
الناب من أخرى ،فطفح كيل صاحبنا الذي جع أهله وقال لم بلهجة الواثق
من نفسه تظنون أن زوجت عقيم ؟! إن العقم القيقي ل يتعلق بالناب ،أنا
أراه ف الشاعر الصادقة والب الطاهر العفيف ومن ناحيت ول المد تنجب ل
زوجت ف اليوم الواحد أكثر من مائة مولود وراض با وهي راضية فل تعيدوا لا
سية الوضوع التافه أبدا .
وأصبح العقم الذي كانوا يتوقعون وقوع فراقهم به ،سببا اكتشفت به الزوجة
مدى التضحية والب الذي يكنه صاحبنا لا وبعد مرور أكثر من تسع سنوات
قضاها الزوجان على أروع ما يكون من الب والرومانسية بدأت تاجم الزوجة
أعراض مرض غريبة اضطرتم إل الكشف عليها بقلق ف إحدى الستشفيات ،
الذي حولم إل ( مستشفى اللك فيصل التخصصي ) وهنا زاد القلق لعرفة
الزوج وعلمه أن الحولي إل هذا الستشفى عادةً ما يكونون مصابي بأمراض
خطية .
59
وبعد تشخيص الالة وإجراء اللزم من تاليل وكشف طب ،صارح الطباء
زوجها بأنا مريضة بداء عضال عدد الصابي به معدود على الصابع ف الشرق
الوسط ،وأنا لن تعيش كحد أقصى أكثر من خس سنوات بأية حال من
الحوال والعمار بيد ال .
ولكن الذي يزيد الل والسرة أن حالتها ستسوء ف كل سنة أكثر من
سابقتها ،والفضل إبقاؤها ف الستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللزمة إل أن يأخذ
ال أمانته .ول يضع الزوج لرغبة الطباء ورفض إبقاءها لديهم وقاوم أعصابه
كي ل تنهار وعزم على تهيز شقته بالعدات الطبية اللزمة لتهيئة الو الناسب
كي تتلقى زوجته به الرعاية فابتاع ما تاوزت قيمته الـ ( 260000ريال )
من أجهزة ومعدات طبية ،جهز با شقته لتستقبل زوجته بعد الروج من
الستشفى ،وكان أغلب البلغ الذكور قد تدينه بالضافة إل سلفة اقترضها من
البنك .
واستقدم لزوجته مرضة متفرغة كي تعاونه ف القيام على حالتها ،وتقدم
بطلب لدارته ليأخذ أجازة من دون راتب ،ولكن مديره رفض لعلمه بقدار
الديون الت تكبدها ،فهو ف أشد الالة لكل ريال من الراتب ،فكان ف أثناء
دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما إن ينتهي منها حت يأذن له رئيسه بالروج ،
وكان أحيانا ل يتجاوز وجوده ف العمل الساعتي ويقضى باقي ساعات يومه
عند زوجته يلقمها الطعام بيده ،ويضمها إل صدره ويكي لا القصص
والروايات ليسليها وكلما تقدمت اليام زادت اللم ،والزوج ياول جاهدا
التخفيف عنها .وكانت قد أعطت مرضتها صندوقا صغيا طلبت منها الفاظ
عليه وعدم تقديه لي كائن كان ،إل لزوجها إذا وافتها النية .
وف يوم الثني مساءً بعد صلة العشاء كان الو مطرا وصوت زخات الطر
حي ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لا القلب فرحا ..أخذ صاحبنا ينشد الشعر
60
على حبيبته ويتغزل ف عينيها ،فنظرت له نظرة الودع وهي مبتسمة له ..فنلت
الدمعة من عينه لدراكه بلول ساعة الصفر ..وشهقت بعد ابتسامتها شهقة
خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الوقف روح زوجها معها .ول
أرغب ف تقطيع قلب وقلوبكم بذكر ما فعله حي توفاها ال ،ولكن بعد الصلة
عليها ودفنها بيومي جاءت المرضة الت كانت تتابع حالة زوجته فوجدته
كالرقة البالية ،فواسته وقدمت له صندوقا صغيا قالت له إن زوجته طلبت
منها تقديه له بعد أن يتوفاها ال ...فماذا وجد ف الصندوق ؟! زجاجة عطر
فارغة ،وهي أول هدية قدمها لا بعد الزواج ...وصورة لما ف ليلة زفافهم .
وكلمة ( أحبك ف ال ) منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة وأعظم أنواع
الب هو الذي يكون ف ال ورسالة قصية سأنقلها كما جاء نصها تقريبا مع
مراعاة حذف الساء واستبدالا بصلة القرابة .
الرسالة :
زوجي الغال :ل تزن على فراقي فوال لو كتب ل عمر ثان لخترت أن
أبدأه معك ولكن أنت تريد وأنا أريد وال يفعل ما يريد .
أخي فلن :كنت أتن أن أراك عريسا قبل وفات .
أخت فلنة :ل تقسي على أبنائك بضربم فهم أحباب ال ول يس بالنعمة
غي فاقدها .
عمت فلنة ( أم زوجها ) :أحسنت التصرف حي طلبت من ابنك أن يتزوج
من غيي لنه جدير بن يمل اسه من صال الذرية بإذن ال .
كلمت الخية لك يا زوجي البيب أن تتزوج بعد وفات حيث ل يبق لك
عذر ،وأرجو أن تسمى أول بناتك بأسي ،واعلم أن سأغار من زوجتك
الديدة حت وأنا ف قبي..
النهاية .
61
قصة ول ف اليال
امرأة ف العقد الرابع من عمرها لديها أولد التزمت منذ ما يقارب أربعة عشر
عاما ،كانت فيها تواجه طوفانا جارفا من كانوا حولا كلهم يريدون منها أن
تبتعد عن هذا الطريق ،ولكن كان ال معها وعلم صدق نبيتها فأعانا بدد من
عنده وزاد ف إيانا به ف كل يوم ير با بفضل من ال ،فقرأت اللف من
الكتب والجلدات ف العقيدة والرقائق والديث والفقه لعلماء كثر منهم ابن
تيمية وابن القيم الوزية وممد بن عبد الوهاب وابن حجر العسقلن وعبد
الرحن الدوسري وسيد قطب وكتب كثية ل أقدر أن احصيها لكم وأيضا
اللف من الشرطة لمع من العلماء .
هذا بالنسبة للذي قرأته ..
62
أما كيف تقضي وقتها فهو كالت :تقوم الساعة العاشرة والنصف صباحا
تصلي الضحى لدة نصف ساعة ث تدخل الطبخ ث تصلي الظهر والراتبة الت قبله
وبعده ث تقرأ القرآن وهي تتم كل خسة أيام أو سبعة ث يأت العصر فتصلي
العصر ث تقرأ كتب العلم وهي تنام ف الليل فقط ساعتي ،وتقوم باقي الليل
حت شروق الشمس وتصلي ركعتي وتنام .وهي تصوم صيام نبينا داود عليه
السلم .
أما إذا أتى رمضان فلها معه شأن آخر ،فهي تتم القرآن كل يومي ف
العشرين الول وف العشر الواخر تتم القرآن كل يوم تقوم على قدميها من بعد
صلة العشاء حت قبل الفجر بنصف ساعة فتتسحر وتنام وأكثر ما تنام ف
رمضان 4ساعات فقط ف اليوم وخاصة ف العشر الواخر .
أسألكم بال هل توجد امرأة تعمل مثلها هذا الزمن ؟ عليكم بالجابة .وهذه
الرأة تقوم بساعدة السر الفقية بالطعام واللبس وبكل ما تستطيعه ،وهي
أيضا داعية ولكن بشراء الكتب والشرطة وتوزيعها على الناس .
ولكن يا إخوت الهم من كل هذا أن هذه الرأة تعيش بي أناس كلهم يريدون
أن يثنوها هن هذا الطريق حت إنم قالوا لا إنك بك سحر وأتوا لا بالقراء وكل
واحد يقول لم ليس با شيء ولكن ل يقتنعوا أبدا .وف مرة أخذوها بدعة
وقالوا لا سوف نذهب للعشاء عند قريب وذهبوا با إل مقرئ وال العظيم إنا
تقول قبل ان يقرأ الرجل أمسك با من عنقها وبساعدة أولدها وزوجها وأخذ
يضغط على عنقها حت كادت روحها ترج وهي تتوسل لولدها ان يلصوها
ولكن ل يستجب أحد منهم لا ،ولكنها صبت وتملت كل ذلك الذى ف
سبيل دينها .
وضربت أيضا وأدخلت الستشفى وأجريت لا عملية بسبب الضرب ولكنها
ل تد عن ديينها مثقال ذرة بل على العكس زاد إيانا وتسكها ببله التي .
63
وهم ما زالوا يريدون أن يثنونا عن الطريق حت تكون مثلهم وعلى طريقتهم ف
اللهو واللعب والروج إل الماكن الختلطة والتبج والسفور ،وهي ف صراع
معهم ول ملجأ لديها تلجأ إليه إل ال سبحانه وتعال .
هذه هي الحنة العظيمة الت تعيشها هذه الرأة .
إخوت :ما أردت بكتابة قصتها شهرة أبدا ولكن لشحذ همكم ودفعكم إل
الصب إذا كان من بينكم من هو مبتلى ف دينه لن هذه سنة ال ف خلقه ول بد
سبَ النّاسُ أَن يُتْ َركُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا من البتلء كما قال ال عز وجل ﴿ :أَ َح ِ
صدَقُوا َولَيَعَْلمَنّ
وَ ُهمْ لَا يُفْتَنُونَ َ ،ولَ َقدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبِْل ِهمْ فَلَيَعَْلمَنّ اللّهُ اّلذِي َن َ
الْكَاذِبِيَ ﴾ .
هذه هي قصة هذه الرأة نقلتها لكم كما روتا ل :
هذه امرأة تفعل كل ذلك ونن !!.
أترك لكم الفرصة حت يراجع كل واحد منا نفسه وياسبها ماذا قدمت لذا
الدين العظيم .
وف التام أتن من كل واحد منكم أن يتوجه إل ال بالدعاء لذه الرأة بظهر
الغيب حت يفرج ال ما با وأن يعل لا مرجا من هذا البلء الذي هي فيه ∗.
64
أكره أمي
65
زمن طويل أن يسألا أحد عن معاناتا ليتسن لا إخراج بعض من جراحها
وآلمها الت كانت تعكر عليها حياتا لقد أحسست ف حينها بوحدتا .قالت ل
لسبب ما طلق أب أمي ،وكنت أنا ف سن الرضاعة ولدي أخوات وإخوان أكب
من ف العمر فخرجت أمي من بيت والدي ول ترض أن تأخذ أي ابن من أبنائها
معها حت أنا الت كنت أرضع من ثديها رفضت أخذي ،وبعد مرور فترة من
خروجها من النل مرضت مرضا شديدا فأخذن والدي إليها ولكنها أبت أن
تملن أو أن تستقبلن ف منلا وقالت لب إنا ابنتك ول أريدها اذهب وارعها
بنفسك ،فرجع أب ب إل النل وعشنا مع والدي وهو كان يهتم بميع أمورنا
حت كبنا ل تفكر ف زيارتنا ولمرة واحدة .وتقول زميلت أيضا بعد زواج
أخت الكبى حلت وعند ولدتا كانت تبعة جدا تقول كانت بي الياة
والوت أرادت أن ترى أمي فاتصلنا بأمي لتأت لرؤيتها ولكن أمي رفضت نائيا
أن تأت ,ول تتصل حت للسؤال عن حال أخت .ذلك كان متصرا لأساة
زميلت
لقد قدرت ظروفها أن أمي ل ترغب ف وجودي ول تبن ماذا عساي أن أفعل
لربا فعلت وقلت أكثر ما فعلته زميلت ..لو أن شخصا غريبا ل يت لنا بصلة
قرابة أبدى انزعاجه أو كرهه لنا فسوف نس بالهانة والزن فما بالكم بأقرب
الناس صلة بكم وهي الم ؟
أقولا بصراحة ل أبي لزميلت أن أعذرها على كرهها لمها بل قلت لا مهما
فعلت بك فهي أمك ويب عليك احترامها ويب أن تبيها وتزوريها حت لو
كانت هي قد نسيتك ..كنت دائما أحاول أن أجعلها تعذر والدتا على
تصرفاتا لسنة كاملة وأنا أحاول معها ولكن بدون جدوى فجرحها كبيا جدا.
66
لذة نايتها مرة
وجدوا نفسيهما وجها لوجه مع الرغبة الشرسة الت أطاحت بقاومة الرمان ،
وصرعت على الانبي الصمود الذى يب أن يكون ،وانتصر الضعف البشري
سة تلك الرحلة من العمر ..
تت ضغوط لا قسوة ،ول قوة تبطن بالصب الذى ليرى على مد البصر
بصيص أمل ..التعاسة بكل أنواعها ..متمعة ومنفردة واللم ف ناع العظام
تطبق عليها ،ويرى القلق مع الدماء ف أوردتا يوشك أن يفجرها ،والذنب
يتعاظم يدق أناءها .يقطع أحشاءها يتصاعد ف هجية إل عظام رأسها ل تلك
الشكوى ،وليس من حقها أن تستجي ..وتشكو لن ؟ وتستجي بن ؟ وهى
الانية ،والجن عليها .
حقيقة أن لا شريكا ،ولكن أين الن الشريك ؟ وحت لو جاء أيستطيع أن
يضع عنها شيئا من آلمها ؟ أو يمل معها هذا العذاب الذى يبثه الشعور بالث
الضاعف ث يسد الفق أمامها على مدى البصر ،ويغلق ف خاطرها أبواب المل
ف الغفران ؟ فهى من شدة وطأته تستحي أن تسأل ال أن يغفره .
67
إنا اللحظة الت تتمزق فيها شظايا بل بقايا .فهى تستقبل ف كل ذرة من
جسدها آلم الخاض ..أعظم اللم تتلط بالفرحة لجتياز تربة العجزة
النسانية ،حيث تقذف الرأة من أحشائها ذلك الني الذى عاش الشهور ف
بطنها وأقرب ما يكون إل قلبها ناشرا وجوده ف كافة أنائها ! ...
لكنها دون المهات اللئي يعبن أعظم لظة ف حياة المهات ..تقتلع من
كيانا مرارة الحباط لذة الشعور بالوقفة الهيبة على أبواب المومة ..
فهذا القادم ل يب أن يبقى فوجوده يتعارض مع بقائها على قيد الياة فل بد
من موه ،والقضاء على آثاره وعليها وحدها فعل ذلك وبيديها أن تزيل فلذة
كبدها من الوجود! .
ورفعت ف منتها وقمة آلمها وجهها إل السماء تستنجد با ..فلم تر صفاء
السماء ،ول نومها ،وإنا شهدت الث يسد عليها الفق ..فصرخت صرخة
مكتومة تزحزح با اليأس الذى ران عليها ،ورفضت أن تقنط من رحة ال ،
وأمعنت النظر بتحسس بصيص أمل فرأت مساحة ضيقة من السماء ،وسالت
دموعها تطلب الغفرة لنسان غلبته العاصى فخاطب ربه بقلبه بعد أن أمسك
الستحياء بلسانه ! .
كان من المكن أن تكون هذه اللحظات موجات من السعادة والفراح
الوزعة على أفراد العائلة الت تتكتم عنهم الن آلمها وعذابا ـ ولكن ـ دائما
عدية الدوى حينما نأت بعد الوان ! .
كل المور كانت تضي كما تتمن ..
حينما ربطت بينهما جية النطقة ،والي ،ولنه يرابط كل يوم أمام
مدرستها الثانوية التجارية ..ث يسي خلفها من بعيد ل ياول أن يقترب منها أو
يكلمها ،ولكنه استلفت نظرها حت تعودت أن تبحث عن مصيها ف الكان
الذي يقف فيه ..كلما خرجت من الدرسة ،وهى ف طريقها إل منلا دون
68
أن تعل زميلتا يفطن عما تبحث فإذا رأته اطمأنت وذات يوم ل تده ،
فأحست بأنا فقدت شيئا كان يريها وف اليوم التال ل تده وتكرر ذلك حت
ناية السبوع ،وكادت تنسى لول أنا ف أول يوم ف السبوع التال رأته ..
وابتسمت وحركت رأسها وعنقها والتفتت إليه كثيا ،ورأت آثار ذلك سرورا
على ملمه ،وتلصت من زميلتا وسلكت طريقا آخر فتبعها حت صار
بوارها وقال لا دون أن تسأله أنه كان مريضا وكان ف شوق إل رؤياها
وبادلته الوار كأنما يعرفان بعضهما منذ سنوات ! ..وتوالت اللقاءات وعرفت
أنه مثلها حصل على دبلوم الثانوية التجارية ،وأمسك به والده فألقه بوظيفة
متواضعة ف الكم الحلي ،وصار موظفا عموميا ..ويشعر أنه متنق بالرتب
الشهري ،فقد كان يأمل ف أن يبقى مع والده ف تارة الوبيليا الشعبية لكن
الب يقول له " إن فاتك اليى ! "..وكان الفروض أل يب وأل يتزوج إل
بعد سنوات خس حت يكون قد ادخر من مرتبه التواضع ما يصلح مهرا أو
شبكة أو ما يستعي به على الزواج لن الوالد هو صاحب عدة أولد وبنات ول
يكنه أن يساعد إل ف أضيق الدود ،لكن ل يدري كيف ترأ على الروج
عن البنامج الذى أعده مع والده ..أكب الظن وبعض الظن إث أن ف ملمها
جاذبية أنثوية تدير العقول ،وف عينيها شىء من الصعب أن يوصف فل هو
السحر ول هو الوى ولكنه خليط من هذا وذاك ..تف به عزة جرية ،
وشوخ تاول الذلة أن تضعه ..قليلة الشحم واللحم ،غي أن جسمها متناسق
..منسجم التضاريس .كأنا قنينة عطر ،وكل ذلك كان مسئولً عن خروجه
على خطة حياته الت يسك بطرفها ويسك والده بطرفها الخر .
ولا سألا عما إذا كان يكن أن يذهب إل بيتهم يطبها أم ل ؟ ومت ؟ .
فجأة امتلت بالشجن وأحنت رأسها ،وركب صوتا حزن بارز اللمح قالت
كلما جعله يتأل ،والعطف يتفجر منه ،ومسح دموعها أكثر من مرة ،ولول
69
أنما ف مكان عام لحتواها بي ذراعيه ليغطيها من الزن الذى كان يأتيها من
كل جانب . ! ..
قالت إنا تعيش ف بيتي ،تقضى النهار ف بيت أمها التزوجة غي والدها ،
وتقضى الليل ف بيت والدها ...تنفيذا لتفاق بينهما .فهو ل يريد أن يرى
ابنته ف بيت رجل آخر ،ول تعد أمها ترغب فيها بعد أن أنبت من زوجها
الخر الولد ،والبنات ..هي أكب إخوتا من هنا وهناك ،وكانت " دلوعة "
الميع إل أن وقعت الواقعة ،وطلقت والدتا ..كانت وقتها دون العاشرة ..
ث توالت الحن ،وتزوج والدها امرأة مطلقة ولا ولد غي صال للحياة رسب ف
الثانوية العامة ،وهجر التعليم إل الشارع ،واستهواه الشارع واللوس على
القاهي ،واخترع عملً له ،ولصدقاء له مثله هو جع إتاوات من الوانيت
والقاهي ،والذين يقيمون الفراح أو سرادقات العزاء ،ومن ل يدفع يغيون
عليه ..الغريب ف المر أن والدته فخورة به ،وقد سيطرت على الارة هى
الخرى ،وعلى والدي ..وهى تنوي أن تزوجن له .لكن والدي يقف ف
صفي .ال أنن أعيش ف رعب ،وعندما أنام ف غرفت كل ليلة لبد أن أغلقها
من الداخل بالفتاح .وسوف أدبر لك لقاء مع والدي ف الارج لنا لو عرفت
فسوف تعرقل الزية بأي شكل ،وتيل حياة والدي إل لون الباب ! ..
ول يدر إذا كانت صراحتها تلك جعلته يتمسك با أكثر أم جعلته يفكر ف
التراجع ،وقبل أن يتخذ موقفا .دفعه عطفه على معاناتا الت ل يد لا فيها أن
يذهب معها إل الب ،ويطبها منه ،وعلى أن يذهب معها أيضا إل والدتا
الت رحبت وأصرت على أن يكون إعلن الطبة عندها ،ومن حق الب أن
يشهد الفل أو ل يشهد وذهبا معا فاشتريا " الدبلتي " وأعلنت الطبة .
وانطلقا سويا اذا تأخرت ليلً تقول لوالدها أنا كانت عند أمها ،وإذا ل تظهر
نارا تقول لمها أنا كانت عند والدها ..وأتاح لما ذلك أن يوغل ف التواصل
70
والتنقل ف بيوت الصدقاء والصديقات !!..وانطلق الميع يبحثون عن مسكن
للخطيبي وقبل والده أن يتصر البنامج وأن يساعده بالقدر الذى يستطيعه .
وتت مظلة الطبة أتيحت لما اللقاءات التعددة ،والختلفة ،والت جعلتهما
وجها لوجه مع الرغبة الت أطاحت بقاومة الرمان ،وصرعت على الانبي
الصمود الذى يب أن يكون ..لكنه الضعف الذى يعتري بعض أصحاب هذه
الرحلة العمرية تت ضغوط من ظروف حرمان لا قسوة وقوة تطيح بالصب
الذى ل يرى على مد البصر بصيص أمل قادم فينتظرونه .أو على بعد فيسيون
نوه ! .
أسابيع وأعلن الطأ أنه قادم غي عابء با حوله من ماذير ،وف كل يوم
يؤكد نفسه وثقلت الموم عليها فاعترفت لمها ،ولطمت على خديها ،وذهبا
سويا إل الطيب الذى قال إنه على استعداد لكل ما يعل الزواج واقعا .
لكن أين السكن ؟ والثاث مكن أن يأخذه من والده ..
وأخفت الم ،وأخفت هى عن الب أسي زوجته حت ل تصله الكارثة ..
وانطلقوا جيعا يبحثون عن مأوى ولكن هيهات ! ..
وانمكوا جيعا ف البحث ..يبحث هو عن سكن ..وأمها تبحث عن وسيلة
تلصها من هذا العار القادم ،وهى فزعة .ملهوفة تسافر مع خواطرها ،وتعود
مع أحزانا قلقة من الوت مرة ،ومن العار ألف مرة ..واليام تتساقط ول أمل
ف العثور على سكن ،ول ف إجهاض الني .الذى أصبح عصيا على
الجهاض ورفض كل طبيب أن يقدم فالطر يهدد الم ،والني معا .
واستسلمت ،وهى توى إل قاع اليأس ..تنتظر البلوى واللص ! ..خرج
المر من أيديهم ..
وقبل أن ينتهى الشهر التاسع ..فوجئت وهى وحدها ف غرفتها بآلم الخاض
..وربطت على أعصابا بصب ل تعرف من أين جاءها ،وحدت ربا أنه ل
71
أحد ف البيت غيها ،ل تريد أن يشهد فضيحتها أي ملوق ،والل يدق
عظامها بي الي ،وتشعر أن روحها ترج من أسفلها ،وترج منها صرخة أل
متأججة ،فتدفن وجهها ف وسادة ،وهى على يقي أنا توت رويدا رويدا ،
وشق الني طريقه ،وتزق شىء أسفلها دق عظام فخذيها ،وغالبت الغماء
حت تقوى على قذف الني من بطنها ،وانتصرت للطفل الذى صار حياة
تتحرك تتها ..ياول ف إصرار أن يصرخ ،ومدت يدها ف جنون تكتم
صرخاته ،وصرخاتا هي واللم قد ذهبت مع الصراع بكل عقلها إل حيث ل
تدري . !!...
وخيل لا أنا غابت عن الوعي لظة أو لظات . !!..
وحينما عادت من الغماء ..وجدت نفسها خرجت من ورطة أصغر إل
ورطة أكب فقد كان الطفل ل يصرخ ول يتنفس ،وقد خرج من الياة الت كان
على أبوابا ،وقامت للتخلص من الكارثة ف سذاجة ..
فقد لفت الولود ،وكان " أنثى " فرغم ما هي فيه إل أنا حرصت على أن
ترى النوع ،وحلتها ف ملبس قدية واتهت إل " النور " وألقت با ،وعادت
إل الفراش لتزيل كل الثار .لتوهم الميع أنا مريضة فقط !! .
∗
منتديات المسافر
72
قصة حقيقية حدثت لفتاة مسلمة بدينة
الضباب
73
الرض استعرضت مع نفسها الوادث الت سعتها وقرأتا عن جرائم القتل الت
تدث ف تلك الحطات ف فترات ما بعد منتصف الليل ،فما أن دخلت صالة
النتظار حت وجدتا خالية من الناس إل ذلك الرجل ،خافت الفتاة ف البداية
لنا مع هذا الرجل وحديهما ،ولكن استجمعت قواها وحاولت أن تتذكر كل
ما تفظه من القرآن الكري ،وظلت تشي وتقرأ حت مشت من خلفه وركبت
القطار وذهبت إل البيت.
وف اليوم التال كان الب الذي صدمها ،قرأت ف الريدة عن جرية قتل
لفتاة حدثت ف نفس الحطة وبعد خسة دقائق من مغادرتا إياها ،وقد قبض
على القاتل.
ذهبت الفتاة إل مركز الشرطة وقالت بأنا كانت هناك قبل خس دقائق من
وقوع الرية ،تعرفت على القاتل .هنا طلبت الفتاة أن تسأل القاتل سؤالً ،
وبعد القناع قبلت الشرطة الطلب.
سألت الفتاة الرجل :هل تذكرن ؟ .
رد الرجل عليها :هل أعرفك؟
قالت :أنا الت كنت ف الحطة قبل وقوع الادث!!
قال :نعم تذكرتك.
قالت ِ :لمَ لْ تقتلن بدل عن تلك الفتاة ؟!.
قال :كيف ل أن أقتلك ,وإن قتلتك فماذا سيفعل ب الرجلن الضخمان
اللذان كانا خلفك .
فما زال على تلك الفتاة من ال حافظ حت وصلت إل بيتها .
∗
منتديات المسافر.
74
زينب الغزال ..من القبعة إل الجاب
زينب الغزال امرأة ينطبق عليها قول رسول ال صلّى ال عليه وسلّم :
(( خياركم ف الاهلية خياركم ف السلم إذا فقهوا )).
فقد كانت قبل التزامها بالدين السلمي شعلة متوقدة ،ولسانا طليقا ينطق بغي
الق ويدافع عنه ،اعتقادا منها أنّه الق ،ثّ ما لبثت أن أبصرت النور ،فأعطت
ف اللتزام أضعاف ما أعطت ف غيه ،وهي إل اليوم من أركان العمل السلمي
النسائي ف الوطن السلمي الكبي ،فقد أسست لذا العمل وعملت له بكلّ
إخلص وتفان ،ومازالت.
75
وضربة سيف ،وكانت مّن ثبتوا مع رسول ال صلّى ال عليه وسلّم حي تراجع
الناس.
عندما أراد والدها أن يُشبّهها بذه الصحابية الليلة ،إنّما كان يرمي إل تعويد
ابنته الصغية على حبّ الهاد ،والذود عن الدين السلمي ،وعن سية رسول
ال صلّى ال عليه وسلّم ،وعن صحابته الكرام ،فصنع لا سيفا من الشب وخطّ
لا دائرة على الرض بالطباشي ،وقال :قفي واضرب أعداء رسول ال ،فكانت
تقف ف وسط الدائرة ،تضرب يينا وشالً ،من المام ومن اللف ،وعندما
يسألا والدها :كم قتلتِ من أعداء رسول ال وأعداء السلم؟ فتقول :واحدا،
فيقول لا :اضرب ثانية ،فتطعن الواء وهي تقول :اثنان ،ثلثة ،أربعة ،وهكذا.
وفاة والدها
ل تدم طفولتها السعيدة بعد وفاة والدها وراعيها ومفّزها على الدفاع عن
الدين وصيانته وهي ف سنّ العاشرة ،فأحسّت بضياع أحلمها وآمالا ،ثّ انتقلت
ووالدتا إل القاهرة للعيش مع إخوتا الذين يدرسون ويعملون هناك .وعندما
رغبت ف إتام دراستها اعترضها أخوها الكب ممّد الذي قال لوالدته عندما
حدثته ف هذا الشأن :إ ّن زينب قد علّمها والدها الرأة ،وعلّمها ألّ تستمع إلّ
لصوتا ولعقلها ،ولذلك ل أوافق على إتام تعليمها مادمت وليّها ،ويكفي ما
تعلّمته ف مدارس القرية.
كان موقف ممّد أوّل تغيي ف حياتا بعد وفاة والدها ،ول تكن راضية عن
هذا الوقف ،وكانت والدتا تقول لا :عليك بإطاعة أوامره لنّه ف مكان
والدك.
ف وسط هذه الية البكّرة ساعدها أخوها علي ،وهو الخ الثان ،على
الستمرار على موقفها ،وكانت قناعاته تتمثّل ف أنّ تعليمها يقوّم أفكارها،
76
ويصوّب رؤيتها للشياء والناس ،واقتن لا العديد من الكُتب الت ملت حياتا
وآنستها ف وحدتا ،أهها كتاب لعائشة التيمورية عن الرأة حفظت أكثر
مقاطعه.
ل تكتف بالكتب والقراءة الرّة ،فخرجت ذات يوم من منلا بي شبا
وعمرها آنذاك اثنا عشر عاما ،وراحت تتجوّل ف الشوارع ،فوقعت عيناها على
مدرسة خاصة بالبنات ،فطرقت بابا ،وعندما سألا البوّاب عن غرضها ،قالت
له :جئت لقابلة مدير الدرسة .فسألا :لاذا؟ فقالت وهي واثقة من نفسها :أنا
السيدة زينب الغزال الشهية بنسيبة بنت كعب الازنية ،ولديّ موعد معه.
فأدخلها البوّاب وهو يتعجّب من طريقة هذه الفتاة الصغية.
دخلت مكتب الدير وبادرته قائلة ف طريقة آلية :السلم عليكم ورحة ال
وبركاته ..أنا السيدة زينب الغزال ولقب نسيبة بنت كعب الازنية؛ فنظر إليها
الرجل وتصوّر أنّ با مسّا من الن من طريقة إلقائها ،ثّ قال لا :ماذا تريدين يا
سيدة زينب أو يا سيدة نسيبة؟ فقصّت عليه قصّتها وموقف شقيقها الكب من
تعليمها ،وطلبت منه أن يقبلها طالبة ف مدرسته ،وعندما سأل عن والدها
وأخيها عرفها وعرف أسرتا ،وعرف جدّها تاجر القطان الشهور ،ووالدها
الزهري العروف .أُعجب مدير الدرسة بذكاء الفتاة وجرأتا وأجرى لا
اختبارا ف بعض السئلة ،فأجابته بكلّ ثقة ،فطلب منها إحضار أخيها علي الذي
يؤيّد تعليمها ليسجّلها ف الدرسة .وبعد شهرين من انتظامها ف الدراسة أجرى
لا اختبارا ألقها على إثره بالفصل التال ،ثّ انتقلت بعده إل الصف الول
الثانوي.
التاد النسائي
77
بعد حصولا على الثانوية طالعت ف إحدى الصحف أ ّن التاد النسائي الذي
ترأسه هدى شعراوي ينظّم بعثة إل فرنسا ،تتكوّن من ثلث طالبات ،الول ف
زينة الرأة ،والثانية ف تربية الطفال ،والثالثة ف القوق للدفاع عن حقوق الرأة.
ذهبت من فورها إل مقر التاد النسائي والتقت هدى شعراوي ،وقصّت عليها
قصّتها مع أبيها وأخيها التعنّت ،فأظهرت هدى شعراوي الل والرثاء لالا ،ثّ
سجلتها ضمن الطالبات الثلث على الفور وراحت تقدّمها لروّاد المعية
وتتحدّث عنها أمامهن ،وتدعوها للترحيب بن ،وكانت تطلب منها أن تطب
فيهن ،فكانت تفعل ،فهي خطيبة مفوّهة ،تلقّت فنون اللقاء والطابة عن والدها
رحه ال.
بعد ما تدّد موعد سفر أعضاء البعثة ف غضون شهر من إعلنا رأت زينب
والدها ف منامها وهو يطلب منها عدم السفر إل فرنسا ويقول لا :إنّ ال
سيعوّضك ف مصر خيا مّا ستجنيه من البعثة ،فقالت له :كيف؟ قال :سترين،
ولكن ل تسافري لنّن لست راضيا عن سفرك .فوجئت هدى شعراوي بذا
القرار فقامت واحتضنت زينب وهي تبكي وتضغط على يديها وتقول :لاذا
يازينب؟ لاذا يازينب؟ ..أنت أمل من آمال ،وحلم من أحلمي ،فقصّت عليها
قصّة الرؤية فقالت :من الحلم ما يتحقق ومنها ما ل يتحقق ،ل تضيّعي الفرصة
من يديك .فقالت لا زينب الغزال :ما دام والدي قد أمرن فلن أخالف أمره .ثّ
راحت تعمل من خلل التاد النسائي الذي كانت إحدي عضوات ملس
إدارته البارزات ،برغم اعتراض بعض العضوات على أسلوبا الذي ل يلو من
النبة السلمية ،لكن هدى شعراوي تسّكت با وكانت تعدّها لتكون خليفتها،
وترى فيها ما يثّل شيئا ما بالنسبة لحلمها وآمالا!.
معركة مع الزهريي
78
خاضت زينب الغزال حروبا كثية ضد الزهر الذي كان يكافح التاد
النسائي ويشى من قناعات زينب بدى شعراوي ومشروعها من منطلق
إسلمي ،وهو ما يثّل فخا لكثي من الفتيات ،فكان الزهر الشريف أوّل
مؤسسة تنبّهت لذا المر ووقعت ف تصادم حاد وعنيف مع التاد النسائي،
وأقام نتيجة لذلك العديد من اللقاءات والنتديات الثقافية ف بعض الكليات
والعاهد الزهرية ،ودعا فيها التاد النسائي للمناظرة ،فكان أن انتدبت هدى
شعراوي ثلث فتيات لتمثيل التاد ف هذه النتديات هنّ :زينب الغزال ،سيزا
نباوي ،حواء إدريس ابنة خال هدى شعراوي.
وف أحد هذه اللقاءات تدّث بعض شيوخ الزهر عن دعوة هدى شعراوي،
وراحوا يؤكدون أنّها تريد الروج بالرأة السلمة من ميط التعاليم الشرعية،
فوقفت لم زينب بالرصاد مدافعة ومؤكدة أنّ هدى شعراوي تريد الرتقاء
بالرأة السلمة ،وتنمية عقلها وفهمها ،ورؤاها ،والسعي من أجل الصول على
حقوقها ..إل آخر هذه الشعارات الرنّانة الزائفة ،الت كانت تؤديها بك ّل صدق
وإخلص وانبهار حقيقي من وجهة نظرها آنذاك!
وقد حدث ذات يوم أنّها تصدّت لعشرة من مشايخ الزهر ،فهاجتهم
وانتصرت لفكار هدى شعراوي ،فما كان منهم إل أن طلبوا من الشيخ عبد ربه
مفتاح رئيس قسم الوعظ والرشاد بالزهر منعها عن الوعظ ،لكنّ الرجل كان
ذا عقل راجح وعلم غزير ،فقال لم :لقد وا َج َهتْ عشرة من علماء الزهر ول
يستطيعوا إقناعها ،ونن إذا أوقفناها عن الوعظ أنبأ هذا عن فساد رأينا وصدق
ما تدّعيه ،لذلك أرى مواجهتها .فقال أحد العلماء واسه الشيخ ممّد النجّار :أنا
لا !
وحينما ذهبت ف اليوم التال بصحبة رفيقتيها سيزا وحواء وجلسن ،جاء
الشيخ وقال :السلم عليكم ورحة ال وبركاته ،والسلم عليكم أيتها الفتاة الت
79
تناقش علماء الزهر وتدافع عن السيدة الفاضلة هدى شعراوي وجعيتها
وأغراضها.
فوفقت زينب الغزال وقالت له :بداية أنا زينب الغزال البيلي ،فعليكم السلم
ورحة ال وبركاته .ثّ بدأت تاضر ف الفتيات ،فشدّت انتباه الشيخ ،فقال لا
بعد فراغها من الحاضرة حي هّت النساء بالروج :هل تسمحي يا ابنت أن
أحدّثك دقائق ف مال الدعوة السلمية؟
فقالت له :سعا وطاعة ..تفضّل .جلس الشيخ ّث رفع يديه إل السماء ،ودعا
ال عزّ وجل قائلً :اللهم إنّي أسألك بأسائك السن ،وبكتابك الذي أنزلت
وبسنّة نبيّك الذي أرسلت ،أن تعلها للسلم ،إنّك على كلّ شئ قدير ،أسألك
بالقرآن أن تعلها للسلم ،وصلّ اللهم على سيدنا ممّد .ثّ دمعت عيناه
فتأثرت زينب بذا الوقف ودمعت هي الخرى وحاولت إخفاء دموعها عن
الشيخ ثّ سألته :لاذا تعتقد أنّن لست مع ال ،وأنا أصلّي وأصوم وأقرأ القرآن
وسأحجّ بيت ال حي تيسّر أموري بشيئته ،كما أتن أن أستشهد ف سبيل ال.
فقال الشيخ النجّار :أحسبك كذلك ،واستمرّ ف دعائه ثّ قال لا :هل تعودين
إل هدى شعراوي بعد خروجك من هنا أم ستبقي مع ال ورسوله؟ فقالت :وأنا
مع هدى شعراوي أعتب نفسي مع ال ورسوله .فقال لا :هل تعاهدين على
نصرة الق؟ فعاهدته ،واستمرّت علقتها بالشيخ النجّار الذي أوضح لا أمورا
كثية ف الدين كانت تهلها ،وكان لا رأي مالف فيها قبل معرفتها بالشيخ،
وتفتّحت عيونا على قضايا كثية ل تكن تعلمها من قبل.
الجاب الجاب
وف أحد اليام دخلت مطبخ أسرتا لتابعة الطبّاخ أثناء إعداد الغداء ،فانفجر
موقد الغاز فيها ،وقد طالت النار وجهها وكلّ جسدها ،وحينما حضر الطبيب
80
وقام بالسعافات اللزمة ،طلب منها عدم الركة ،والنوم ف السرير ،وأخب
أخوتا بضرورة سفرها إل الارج للعلج ،لكّنها اعترضت على السفر وتعرية
جسدها أمام الغراب ،فكان الطبيب يأت كلّ يوم لعلج الروح والروق،
لكنّ حالتها كانت تسوء كلّ يوم ،وفقد الطبيب والسرة المل ف شفائها ،وقال
لخيها :إنّها ستموت ولن ترج من منتها هذه .فاتصل أخوها بأهلهم ف القرية
وأخبهم بقول الطبيب ،وعمّ الزن النل دون إخبارها با قاله الطبيب ،لكنّها
سعت صوت أخيها وهو يتحدّث ف الاتف ،برغم حرصه الشديد على عدم
ساعها الحادثة ،فكانت تتيمّم وتتهد ف العبادة استعدادا للموت ،وقد دعت
ال سبحانه وتعال قائلة:
( ياربّ إذا كان ما وقع ل عقابا لنضمامي لماعة هدى شعراوي ،فإنّن
قررت الستقامة لوجهك الكري ،وإن كان غضبك عل ّي لنن ارتديت القبعة،
فسأنزعها وسأرتدي حجاب ،وإنّي أعاهدك وأبايعك يارب إذا عاد جسمي كما
كان عليه ،سأقدّم استقالت من التاد النسائي وأؤسس جاعة للسيدات
السلمات لنشر الدعوة السلمية ونعمل على عودة الرأة السلمة إل ما كانت
عليه صحابيات رسول ال صلّى ال عليه وسلّم ،وأدعو لعودة اللفة السلمية،
وأعمل من أجلها وأجاهد ف سبيل ال ما استطعت).
سبحان ال ..ما أروع الخلص ف الدعاء ،وصدق التوبة والوبة إل ال
تعال ،والتيقّن من قدرته سبحانه على ما يشاء .ل تكن زينب تتوقع استجابة
دعائها بثل هذه السرعة الت وصفتها بأنّها كانت نتيجة مذهلة ل يكن معها
لقدرتنا العقلية الحدودة أن تعي القدرة اللية الت توّل الشياء إل نقائضها،
فبمجرّد أن جاء الطبيب ف موعده العتاد ،ورفع اللفائف حت ذُهل وذُهلت
وذُهل جيع الاضرين .
وقد سألا الطبيب من فرط دهشته :من أنت؟؟!
81
فرح جيع من بالبيت بشفائها وتوجّهوا إل ال يلهجون بالشكر والمد.
وقد رفض الطبيب تقاضي أية أتعاب بعد ما رأي بأمّ عينيه هذا التحوّل
الفاجئ ،وراح يردد :سبحان ال ..سبحان ال ،إنّ ال على كلّ شئ قدير.
استقالة
عندما تعافت زينب وعاد جسدها كما كان قبل الرق ،أوّل شئ فعلته كتبت
خطابا لدى شعراوي ،أعلنت فيه استقالتها من التاد النسائي ،ثّ تلّت عن
جيع ملبسها الوجودة ،وطلبت من أخيها جلبابا فضفاضا ،وخارا وضعته على
رأسها بدلً من القبعة.
ب ضارة نافعة ،فقد كان ف احتراقها كلّ الي ،وقد توّلت هذا التحوّل ورُ ّ
الكبي وغيّرت أفكارها واتهت با إل نصرة الدين السلمي واللتزام بالجاب
السلمي.
تلقّى علماء الزهر ـ خصوصا الشيخ النجّار ـ نبأ توّلا بالبشر والفرح ،ثّ
توالت أنشطة زينب الغزال من يومها ،وقد بدأتا عام 1936م حي أسّست
"جعية السيدات السلمات" تدعو إل ال على بصية ،وكانت مضنا خصبا
ترعرعت فيه الكثيات من الكوادر النسائية السلمية اللئي عملن للدعوة منذ
نعومة أظفارهن دون مرورهن بالدهاليز الت سلكتها الربية الفاضلة زينب الغزال
بثا عن كوّة النور ،الت هديت إليها بعد معاناة وإخلص وج ّد ف البحث ،ثّ
أهدت عصارة تاربا للقادمات من بعدها ،تذّرهن من النداع بعسول الكلم
وبريق الشعارات الت خاضت فيها يوما وقد أناها ال بعد ما كادت تلك!
كانت زينب الغزال علمة بارزة من علمات فضح هذه الدعاوى الباطلة،
وكانت بذرة صالة وُلدت مع دعوة خبيثة رضعت لبانا فلم تستسغه وانقلبت
82
عليه سالكة طريق القّ تكافح هذه الدعوة وتلحقها ،حت شحب عودها
واصفرّ لونا.
توّلت زينب حينما ذاقت حلوة اليان ،بعد ما جرّبت علقم الشعارات
الرنّانة ،وبعد ما تأكدت من سعة السلم الصال لكلّ زمان ومكان ،وتأكّدت
من ضيق هذه الباطيل وعجزها عن استيعاب الذين ما زالوا يروّجون لا،
ويدافعون عنها ،وينفخون فيها لحيائها ،بعد ما انكشفت حقيقتها ،وخبت
نارها ،ووهنت وشاخت أمام شرعة السلم التدفقة باليوية والصلحية إل أن
يرث ال الرض ومن عليها.
كانت هذه هي رحلة زينب الغزال ـ الشاقة والضنية ـ من القبعة إل
الجاب ،استدبرتا لتستقبل مرحلة أخرى أكثر معاناة ،ويا لا من معاناة يزيل
لفح هجيها نسمة من نسمات السلمات بقيادة زينب الغزال ،انالت عليها
البتلءات بالتضييق ف الرزق تارة ،وبالعتقلت واللحقة تارة أخرى ،فكانت
تستقبل هذه الحن بروح عالية مدركة أنّ ذلك من سنن الدعوات الصالة ،من
أجل تنقيتها من خبثها ،فثبتت ـ يغفر ال لا ـ ف وجه الحن جيعها ،ثّ
عادت بعد سنوات طويلة من الظلم والوان حاملة دينها بي يديها ،وقد أودعته
قلبها حت تسلّل إل جيع خلياها ،ينهل منه ومن سيتا العطرة مبّوها من كلّ
مكان إل يومنا هذا .فاللهمّ اجزها خي الزاء وتقبّل عملها خالصا لوجهك
الكري . ∗
83
" مري جيلة " من ضيق اليهودية إل سعة
السلم
يال ..ما أروع الداية وإبصار النور والق بعد الضلل ..ما أروع أن يد الرء
نفسه ماطا بالت ودفقات إيانية تنعش نفسه وروحه ،وتنتشر ف جنباتما بعد
طول ظمأ وإقفار وإعياء ﴿ إِنّكَ لَا َت ْهدِي مَنْ أَحْبَْبتَ َولَكِنّ اللّهَ َي ْهدِي مَن
َيشَاءُ ﴾ .
تلكُم "مري جيلة" ذاك النموذج الفريد للمرأة الت بثت عن القيقة وصبت
وثابرت حت عرفت الطريق إل ال ،وعلمت أنّ حياة الرء إمّا له وإمّا عليه،
فاضطلعت بدورها ف الياة ،امرأة مسلمة تدعو إل ال ،وتقاوم شريعة البطلي
ما استطاعت إل ذلك سبيلً.
84
تكره السينما والرقص وموسيقا البوب ،ول تضرب قط موعدا لقابلة صديق،
ول تعرف طريقها إل الفلت الختلطة واللقاءات الغرامية!
تقول مري ( :نت لديّ الرغبة منذ العاشرة ف قراءة كلّ الكتب الت تتحدّث
عن العرب ،فأدركت أنّ العرب ل يعلوا السلم عظيما ،لكن السلم هو
الذي حوّلم من قبائل ف صحراء قاحلة إل سادة العال ) .
بعد ناحها ف الثانوية ف صيف 1952م التحقت بقسم الدراسات الدبية
بامعة نيويورك ،ولكنها مرضت ف العام التال واضطرت لوقف دراستها لدة
عامي عكفت خللا على دراسة السلم ،وبعد ما عادت للدراسة وهي ممّلة
بتساؤلت كثية وحني إل العرب ،التقت شابة يهودية كانت عقدت عزمها
على الدخول ف السلم ،وكانت مثلها تبّ العرب حبا عاطفيا ،فعرّفتها على
كثي من أصدقائها العرب السلمي ف نيويورك ،وكانتا تضران الدروس الت
يلقيها الاخام اليهودي ،والت كان موضوعها "اليهودية ف السلم" وكان
الاخام ياول أن يثبت لطلبته تت شعار "مقارنة الديان" أنّ كلّ صال ف
السلم مأخوذ مباشرة من العهد القدي (التلمود) وهو التفسي اليهودي للتوراة.
وكان الكتاب القرّر الذي ألّفه الاخام به بعض اليات من القرآن الكري ،ليتبع
أصول كلّ آية من مصادرها اليهودية الزعومة.
زيف وتناقض
بالضافة إل هذا كانت الصهيونية تبثّ أفكارها بكلّ حرية عن طريق
الدعايات ف الفلم والطويات اللوّنة الت كانت تدعو إل الدولة الصهيونية
وترحّب با .لكن المر كان بالنسبة لا متلفا ،فقد رسخت هذه الفعال ف
ذهنها تفوّق السلم على اليهودية ،إذ إنّ الصهيونية حافظت دائما على طبيعتها
القبلية الضيقة ،وف كتبهم الت تدوّن تاريخ اليهود أنّ إلههم قبلي خاص بم!!
85
ومن الفارقات العجيبة أ ّن رئيس وزراء إسرائيل السابق "بن جوريون" كان ل
يؤمن بإله معلوم له من الصفات الذاتية ما يعله فوق الطبيعة ،ول يدخل معابد
اليهود ول يعمل بالشريعة اليهودية ،ول يراعي العادات والتقاليد ،ومع هذا فإنّه
معتب لدى الثقات عند اليهود التقليديي الذين يعتبونه أحد كبار اليهود ف
العصر الاضر ،كما أنّ معظم زعماء اليهود يعتقدون أنّ ال وكيل للعقارات،
يهبهم الرض ويصهم با دون غيهم!!
كلّ هذه التناقضات جعلتها تكتشف زيف اليهود سريعا ،واكتشفت أيضا
حقد العلماء اليهود على السلمي وعلى الرسول صلّى ال عليه وسلّم؛ لذا كانت
الوة تتسع مع مرور الوقت ،ويزداد النفور كلما اقتربت وتعمّقت ف أفكارهم.
قرأت مري ترجة لعان القرآن الكري بالنليزية للستاذ "ممد بيكتول" ،فوقع
ف قلبها أنّ هذا كتاب ساوي من لدن حكيم خبي ل يفرّط ف الكتاب من
شيء ،وأصبحت تتردد بشكل يومي على مكتبة نيويورك العامة ،تنهل العلم من
أربعة ملدات مترجة لـ "مشكاة الصابيح" وجدت فيها الجابات الشافية
القنعة لك ّل المور الهمة ف الياة ،فزاد شعورها بضحالة التفكي السائد ف
متمعها ،الذي يعتب الياة الخرة وما يتعلّق با من حساب وثواب وعقاب
ضربا من الوروثات البالية ،وازداد اقتناعها بطر الستسلم لشهوات النفس،
والنغماس ف اللذات الذي ل يؤدي إلّ إل البؤس وسوء السبيل.
86
مري إل باكستان بدعوة من الشيخ أب العلى الودودي ،ثّ تزوجت الداعية
السلمي "ممد يوسف خان" وأنبت منه أربعة أطفال.
قالت مري بعد أن سكنت نفسها واطمأنت روحها ببد القيقة العذبة :
( رغم أنّ باكستان شأنا شأن أيّ بلد مسلم آخر ،تزداد باستمرار تلوثا
بقاذورات أوربا وأمريكا الكريهة ،إل أنّها تعل من المكن للمرء أن يعيش حياة
متفقة مع تعاليم السلم .أعترف أنّن أحيانا أفشل ف جعل حيات اليومية تتفق
تاما مع تعاليم السلم ،ولكن أعترف بالطأ بجرّد ارتكاب له ،وأحاول قدر
استطاعت تصحيحه).
تفاعلت جيلة مع أحداث العال السلمي وتياراته الفكرية ،فقالت ف رسالة
موجهة إل عموم السلمي ( :اتبعوا هدى القرآن والسنة ،ليس كمجموعة من
الشعائر فقط ،بل كمرشد عملي للسلوك ف حياتنا اليومية الاصة والعامة،
اتركوا جانبا اللفات ..ل تضيّعوا وقتكم الثمي ف الشياء غي الجدية،
وبشيئة ال سيتوّج الول حياتكم بالفلح العظيم ف الياة الدنيا ،وبالفوز
العظم ف الخرة ).
ول تنسَ مري موطنها الصلـي ،فقد بعثت برسالـة إل والديها ف مارس
1983م تقول فيها ( :ل بدّ أن تعرفا أنّ الجتمع الذي نشأنا وعشنا فيه كلّ
حياتنا يشهد حالة من التفسخ السريع ،وهو الن على شفا النيار .إنّ أمريكا
الن تكرار لروما القدية ف الراحل الخية من انيارها ،والمر نفسه يصدق
على أوربا وأيّ مكان تغلب عليه الثقافة الغربية .لقد فشلت العلمانية والادية أن
تكونا أساسا لنظام اجتماعي ناجح ) .
∗
87
ناية الغش
88
أبكي من شعوري بأل الخاض وكانت شديدة الفزع وهي تسألن عن رقم
هاتف زوجي ليتم استدعاؤه لينقلن إل أقرب مستشفى فرددت عليها ل ليس أل
الولدة ولكنه أل الشعور بالقهر ،فسألتن من ماذا ؟ فلم أجبها لن كنت خجلة
من الهر بالذنب الذي ارتكبته ،ومن بعد هذه التجربة تبت إل ال من الغش أو
التغشيش .وعند كل امتحان يدخلوه أولدي أذكرهم بقصت .
تربت مع ابنت
89
تعرضت لوقف صعب ول المد بتفكيي الواعي تاوزت هذا الوقف
بسهولة..
ابنت كانت ف الرحلة البتدائية وبالتحديد ف السنة الرابعة..
وكانت أيام الختبارات مريضة جدا بالنفلونزا الادة ..مصاحبة لرتفاع
الرارة وكتمة ف الصدر ..والدوية تساعد على النوم وعدم القدرة على
التركيز ..أيام الختبارات كانت عصبية جدا لنا دائما خائرة القوى ونائمة
على السرير ..وأنا أذاكر لا وهي شبه واعية وكنت أدعو ال أن يعينن على
تدريسها والستمرار بدون كلل أو تعب ..والباقي على ال .
وقبل النتهاء من الختبارات بثلثة أيام ..أفاجأ بأن ابنت راسبة ف الواد
السابقة ..قريبة ل ف الدرسة نبهتن بأن الدرسات أخبوها بذا الب..
شعرت بأنن ل أقدر على تريك رجلي من هول الفاجأة.
التصرف الذي اتبعته بعد ذلك والمد ل ساعدن كثيا ف تغي الحساس
والل إل الصرار والماس إذ قلت لنفسي لاذا أنا متفاجئة إل هذا الد ..أليس
الدعاء يصارع القدر ف السماء ويغيه أو يفف من وقعته علينا؟
لاذا ل أحد رب بأنن ل أسع بوتا مثلً أو أنن ل أسع بشيء يكن أن يكون
إعاقة مستدية لا فلله المد والنة فسنة تضيع ول كل السنوات.
الهم كنت أقوم ليلً وأدعو ال على أنه هو القادر على أن يغي ما هو واقع
بالدعاء والرجاء ..وكنت أحد ال كثيا بأنه قادر على أن ينل ما هو أكب من
ذلك ولكن هذا أخف من مصائب كثية كبية.
الفاجأة ..بعد إتام الختبارات وكنت ف حاسي ذاته ول أتاون أو أقلل من
إصراري لن ال مغي الحوال ..
ففوجئت من كلم قريبت ل بأن ابنت ل ترسب ول ف مادة..وإنا متفاجئة من
الستوى الذي حصلت عليه الطالبة..
90
وال على ما أقول شهيد..
الزوج الغضبان
ضاقت ليلى بزوجها عادل وما عادت تصب على كثرة غضبه ،فهو يثور عليها
إذا بدر منها أي خطأ ،حت وإن كان غي مقصود ،ويثور غاضبا إذا تأخرت
ولو لظات ف إحضار مايطلبه منها ،وينفجر ف الصراخ إذا حاولت تأديب
أحد أولدها.
91
إزاء هذه الال ل تد ليلى بدا من التوجه إل بيت أهلها ،تعبيا عن
احتجاجها على غضب زوجها الستمر ،وقررت أل تعود إل زوجها إل بعد
تعهده لا بعدم الياج عليها .
زار عادل بيت عمه ،والتقى زوجته ،وعب لا عن اعتذاره الشديد على ما
كان يصدر منه من غضب.
قالت زوجته :أقبل اعتذارك ،ولكن لن أعود إل بيتنا إل بعد تعهدك ل بأن
تلك نفسك عند الغضب.
قال لا :أعاهدك على ذلك .
قالت :وإن غضبت ؟.
قال :أعدك أن أعطيك مئة دينار عن كل ثورة غضب أثورها عليك.
قالت :رضيت .
عادت ليلى مع زوجها وهي فرحة راضية با حققت من نصر ،فهي رابة ف
كل حال ،إن غضب عادل أعطاها الال ،وإن كتم غضبه ارتاحت واطمأنت .
مضت اليام والسلم يسود بيتهما ،فعادل توقف عن ثورات الغضب ،وما
عاد يصرخ ف وجه زوجته لي سبب ،وحي كان يثيه أمر ليرضيه فإنه
يستحضر وعده لزوجته بدفع مئة دينار لا فيملك نفسه .وقد كان يصحح ما
يراه من أخطاء ،وينصح زوجته وأبناءه ،ويوجههم إل أداء الفرائض الدينية
والواجبات ،ولكنه كان يقوم بذا كله ف روية وهدوء وصوت خفيض.
وف مرة من الرات الت هاج فيها الزوج وثار استقبلت غضبه الفاجئ بفرح
أدهشه ف البداية ث انتبه إل أن غضبه هذا كلفه مئة دينار صار عليه أن يدفعها
إل زوجته.
غرقت ليلى ف الضحك وهي تد يدها إل زوجها قائلة :هيا ..أدخل يدك
وأخرج مفظتك وناولن مئة دينار.
92
ابتسم عادل وهو يرج مفظته ويناولا زوجته قائل :خذي مئة دينار فهي من
حقك.
صارت ليلى تعد ماف الحفظة وهي تقول لزوجها وسط ضحكها :طال
انتظاري لذا الغضب .قال عادل :لقد فرحت بغضب لنك كسبت بسببه مال
.وصدقين إنك تكسبي أكثر بصبك على غضب قبل أن أعدك بإعطائك هذا
الال .
واصل عادل كلمه :لقد كنت بصبك تسني التبعل لزوجك ،وحسن
تبعلك ل يعدل كل مايصل عليه الرجل من أجور كما بشر صلى ال عليه
وسلم كل زوجة مسلمة ":حسن تبعلك لزوجك يعدل هذا كله ".
ولقد كنت أقدر حلمك علي وصبك على غضب ،كنت أقدرها ف نفسي
كثيا وأحس بالرضا الكبي عنك والنب صلى ال عليه وسلم يبشر من رضي عنها
زوجها بالنة :
(( أيا امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت النة )) .
∗
93
ولكن باءت ماولتنا بالفشل ،وبعد عدة ماولت تكنا من فردها -ولكن
سبحان ال -بعد النتهاء من تغسيلها رجعت اليد إل مكانا السابق (فوق
الكتف) فتقول أصبنا بالذهول والوف ،من ذلك الشهد الفضيع ،وعلى عجل
قمنا بإكمال ما تبقى من عملنا ،ث بعد ذلك أتى دور وضعها ف القب ،شاهد
أقاربا أن شكل الثة غريب ،فتم الستفسار منا فأخبناهم با حدث ،فاضطروا
إل توسيع القب لكي يتم وضع اليتة به ،وبعد دفنها
استفسرنا من أهلها عن السبب فقالوا ل تنكر عليها شيئا سوى أنا كانت تلبس
العباءة على الكتف ،نعم تلبس العباءة على الكتف .
∗
أمينة
كانت تسي مسرعة الطا بل تكاد تقفز قفزا وهي تتفقد ما أنتجته جيع
القسام ،وكانت تبدي ملحظاتا الدقيقة حول ماتراه … ول يطمئن لا بال
إل بعد أن تابعت دقيق المور قبل كبيها …وبعدها ذهبت السيدة " أمينة "
إل غرفة الدارة ،وأخذت ورقة وقلما وبدأت تدون ملحظاتا العلنات
متازة ،الطويات واضحة الدف بليغة العبارات جيلة الوريقات .
الكتيبات أنيقة الغلفة مسلسلة الفكار .
اللفات الصحفية دقيقة مدققة .
الساحة العربية .
94
أما الشريط السموع فهو شريط فن الخراج رائع العداد .
بقي شيء واحد تنتظره بفارغ الصب .
إنه شريط الفيديو الذي سيعرض أثناء الفل العد اليوم .
قامت من مقعدها وقد رست ابتسامة عريضة على شفتيها ..خرجت من
غرفتها وتأملت اللوحات بينابيع من الفخر والعتزاز والزهو ،تنبعث من بي
ضلوعها لتصارع ذكرياتا الليمة والت هجمت عليها بغتة .
إنا مهما حققت من ناح حاضر ل تنجح يوما ف الروب من الاضي الليم
" سامي " ذلك الرح النازف مدى الياة ،كان أنانيا متعجرفا يريدها له وحده
،كان يرفض أن ترج من بيتها لتعانق ناح الياة وتقدم رسالة لمتها ومتمعها
..لقد أصم أذنيها بحاضراته حول دور الم ف تربية أبنائها … وكانت تطرب
أذنيه حول دور الرأة الفعال الياب ف الجتمع ،إنا ليكن أن تنسى لسعات
حواره الخي معها !!
أرجو أن تفهمين جيدأ أنا ل أعارض عمل الرأة إل إذا تعارض مع
مسؤوليتها الول .مسؤولية الكنس والطبخ والغسيل والكي و …
ل ،إن دورها أسى وأنبل من ذلك ،وإن كانت هذه المور تشكل جزءا
من مسؤوليتها ،فقالت ساخرة :
بدأنا بالفلسفة … تفضل أفهمن دوري ياعزيزي ..فأجابا بدية بالغة :
إنن أتساءل :كيف يكن لنسان أن ينشأ قوي الشخصية قوي الخلق ثابت
البادئ وهو ليعرف أما واحدة بل طابورا من المهات ؟
أجابته بانفعال :ماذا تقصد ؟؟!
خذي مثلً ولدنا سامر ..بالمس كان ينادي ماما "زيزي" ،ومن قبل كان
يرتي ف أحضان ماما "إيوه" ،واليوم ينام بوار ماما " آن " وغدا ل أدري !!
فأين ماما "أمينة" ؟! فعلقت ببود وشرود :
95
أنت تعرف جيدا أن ماما " أمينة " رئيسة جعية نسائية خيية وهذا يتطلب
منها الكثي ..فأجابا :
وماذا ستكسبي وستكسب النسانية جعاء من هذه المعية إذا خرج أطفال
جيع النتسبات مثل ولدنا سامر ؟ ..فقاطعته :
سامر ..طفل وسيم ،سليم البنية ،متي السد ،ماشاء ال ..ل ينقصه شيء .
رفع حاجبيه وقال بأسى :
هذه هي حقيقة الأساة ،الت تغمضي عينيك عنها !! فقالت بانفعال :
عن أية مأساة تتحدث ،إنك واهم بل أدن شك .
أل تلحظي بعد وتتابعي مقولته ،سامر ضعيف التعبي ل يعرف لغته ،
فقاطعته ساخرة :
ل أنتظر منه أن يصبح " سيبويه " زمانه !!
فرد بسخرية ظاهرة وحزن مكتوم :
إن ل يصبح "سيبويه" ،فليكن " جاهلية " ..إنه ليعرف لغته ،لغة القرآن ،
فكيف سينهل العلم أيتها الثقفة ؟! فأجابت ببود :
ل عليك ..عندما يكب سيفهم .فأكمل قائل :
أضيفي إل ذلك تردده ف اتاد القرارات وشخصيته الهزوزة الهترئة و…
فقاطعته قائلة :
وهل أصدرت أحكامك النهائية على طفل ل يبلغ الامسة إل حديثا ..أين
منطقك العلمي ياسامي ؟
بل هو عي النطق ،فقد أجع الربون على أن خس السنوات الول هي
أخطر فترة تربوية ،وخللا تتشكل أسس الشخصية الستقبلية .
هذا الكلم هراء … وهو قمة الفلسفة ..يبدو أن آراءانا ل تلتق بعد .فعلق
سامي :
96
أكاد أجزم أنا ل ولن تلتقي يوما .
وخرج من غرفته آسفا متألا ،بينما اتكأت هي على أريكتها ،وبدأت
تداعب خصلت شعر سامر النسدلة ،وأبر كل منهما ف قارب أحلمه الاص
.
الوة بينهما كانت تتسع مع اليام ،والفجوات أصبحت دهاليز مظلمة ،كل
منهما ينظر إل الياة بطريقة متلفة إن ل تكن متناقضة تاما مع نظرة الخر .
قضت ليلتها تلك مكتئبة ،شعرت أنا ل تستطيع متابعة كلم سامر واهتماماته
،فطلبت من الادمة أن تأخذه عندها ..
وكان القدر بانتظار سامر ،فقد انقلب شاي الصباح الساخن على صفحة
وجهه الوسيم ،وترك آثارا لن تحوها السنون .
استشاط سامي غضبا وأسفا وألا و اغتنم تلك الناسبة ليعلن الفاصلة .
فقال بانفعال -بعد أن عاد من زيارة الطبيب -رضينا بالتشوهات التربوية
فهل نرضى بالتشوهات السمية ؟ فقالت أمينة بدوء مصطنع :
إنه قدر ال .فرد عليها بانفعال :
أو تعلقي كل إهال يصدر منك على مشكاة القدار ،هذه سذاجة وبلهة
أيضا .فردت عليه :
ل ،لقد تاوزت حدك ،أنا ل أرضى بذا ! فأجابا:
وأنا ليكن أن تستمر حيات على هذه الصورة القيته ،فقالت :
إذن فلـ … ول تكمل كلمتها ،فأكمل هو بعد أن تنفس الصعداء .
نعم … إذن فلننفصل !!
سعت تلك الكلمة فوقعت كالصاعقة الارقة على قلبها … أحست بصراع
مرير ،إنا منذ زمن وهي تبحث عن حريتها … ولظة حصلت عليها شعرت
أنا قشة هائمة ف فضاء واسع .اضطربت خطواتا وجفت دموعها … ماتت
97
كلماتا على شفتيها بل لقد رأت كل ما حولا ميتا ل حياة فيه ،كادت ترجو
سامي أن يتراجع ،خطر ببالا أن تقبل يديه ،لكن هل تفرش بساط تذللها له ؟
إن كبياءها يأب ذلك .
وخرجت من غرفة سامي لتلملم أشياءها وتعيش أيامها القادمة لنفسها .
وهاهي الن سعيدة بياتا وناحها ومشاركاتا الجتماعية الفعالة ،كان
سامي يريدها نسيا منسيا ،والن يشار إليها بالبنان ،إنا الذي يزعجها هو ثورة
الشواق العارمة تاه ولدها البيب سامر .
قاومت مشاعرها وخرجت لتشاهد مع المهور الشريط الرئي حول مدمن
الخدرات .
ابتدأ الشريط بالتحدث عن أهم الشاكل الجتماعية الت تسبب انيار الشباب
والفتيات فقد تبي من الدراسة أن تشرد الطفال بسبب التفكك السري ،هو
من أهم السباب .
واستطرد التحدث قائلً :وما يؤسف له أن الخدرات بدأت تنتشر بي الباعم
اليافعة … وإن لكذب نفسي وأنا أخاطب واحدا من الضحايا … وإذ
بصورة إحدى الضحايا تظهر .
امتقع وجه السيدة " أمينة" ودارت الدنيا با ،أحست أنا ارتدت أثواب الذل
والهانة ،وأنا سيشار لا بالبنان ..ليس اليوم فقط بل طوال أيام العمر … ل
تستطع أن تنظر إل وجوه الاضرين ،ربا اعتقدت جازمة أن كل عي رأت
الصغي الدمن قد تعرفت عليه … بالضبط كما عرفته هي … نضت وهي
ترتف ،أحست أن رأسها الشامخ ل يكاد يرتفع عن الرض كثيا … يبدو
أنه يب أن يلتصق با … فقد قدمت بفكرها وجهدها وعرقها الكثي لوطنها
وللنسانية ،أجل لقد قدمت ماهو أهم من جيع أوسة الشرف الت حصلت
عليها ف عدة مناسبات … لقد دارت با الدّنْيا ول تنتبه إل وسام الشرف
98
الخي الذي حصلت عليه من السؤولي … فقد تقدمت نوها إحداهن
لتسلمها الوسام ،قفالت وهي ف شبه ذهول :
أنا ل أستحق هذا … قاطعتها الشرفة قائلة :
هذا تواضع منك تشكرين عليه ،لكنك حققت إنازات مذهلة أيتها السيدة
المينة !!.
فردت بصوت خفيض ذليل :أجل … أجل ياعزيزت ،فأنا ف القيقة " أم
∗
سامر" ذلك الصغي الدمن .
التمست لا عذرا
(يالا من مغرورة متعجرفة) كان هذا هو انطباعي عن جارت ف مسكن
الديد ف ذلك الي الراقي ،كنت أتوقع أن تاول التعرف عليّ والترحيب ب
كجارة جديدة ولكنها ل تفعل ،حي تقابلن ف الصعد أو أمام البيت تكتفي
بأن تبتسم ل ابتسامة شاحبة ث تنصرف بسرعة بل إنا أحيانا تتجاهلن كأنا ل
ترن أبدا ،ل باس ،ومن تظن نفسها سأبادلا نفس العاملة وأشد !
فجاة وجدتا تدق باب وهي ترجون بعي دامعة أن تستعمل هاتفي ف مكالة
هامة فهمت كل شيء من الكالة وما شرحته ل بنفسها.
99
أخبتن أن زوجها مريض ،وأن إصابته بالرض فاجأتا ،وأنا تتحمل وحدها
مسؤولية البيت والولد ورعاية الزوج ومتابعة حالته الرجة وأن هذ الادث
أحدث انقلبا شديدا ف حياتا.
شعرت بالجل وهي تعتذر ل برقة وانكسار عن عدم تكنها من زيارت
والترحيب ب .قلت لا :بل اعتبين أختا لك ول فرق بيننا.
لو ل يدث هذا الوقف ويكشف ل عن ظروفها الدقيقة ومشاعرها الدقيقة
لظللت على تقديري الظال لا ،وأخذت ألوم نفسي فلماذا ل أبدأها بالتعارف
والتحية؟ ،ولاذا ل ألتمس لا عذرا؟ ولاذا سبق إل ذهن الظن السيئ ؟ مع ما ف
ذلك كله من مالفة لوامر السلم وهدي الديث النبوي.
أين وصية الرسول -صلى ال عليه وسلم -بالار ف أكثر من حديث
((ما زال جبيل يوصين بالار حت ظننت أنه سيورثه)).
((ومن كان يؤمن بال واليوم الخر فليكرم ضيفه)).
لقد باعدت الياة الدنية الديثة بيننا وجعلت كل منا ييا وكأنه جزيرة
منعزلة وسط ميط الياة الصاخب ،كل منها منكفئ على ذاته ،ل تتعدى
اهتماماته حدود دائرة ضيقة جدا من حوله ،وينظر للخرين برؤية خاطفة
مبتسرة مشوهة ناقصة ،ف حي لو سعى كل منا للتواصل النسان بن حوله
لصارت الياة أجل وأكثر ثراءا فوقتها سنشعر بالفرح مضاعفا ،وسنشعر
بالزن مففا ،فالشاركة ف الفرح تضاعفه واقتسام الزن يففه وقد قال -
صلى ال عليه وسلم –
((مثل السلمي ف توادهم وتراحهم وتعاطفهم كمثل السد الواحد إذا
اشتكى منه عضو تداعى له سائر السد بالمى والسهر)).
فإذا تواصلنا وتعاونا على الب والتقوى وتكاتفنا ف مواجهة الشدائد واشتركنا ف
100
الفراح واقتسمنا الحزان لصارت الياة أكثر بجة وجالً وأصبحنا فعلً
كالبنيان الرصوص كما قال -صلى ال عليه وسلم –
((الؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )) .
∗
عاهدت نفسي
أنا فتاة خليجية أبلغ من العمر 22عاما .....كنت فتاه لهية بأمور الدنيا
وزينتها ول أكن أبال لا أفعل فيما مضى من عمري الذي بدا ل وكأنه مر
سريعا ..حت قدر ال أن وصلتن رسائل دليل الهتدين على بريدي اللكترون ..
ويال كيف أحيت هذه الواعظ مشاعري وأيقظتن من غفلت حت أخذ ضميي
يؤنبن كلما تذكرت ماكنت أفعله ما ليرضي ال ..فسألت نفسي ..هل حقق
ذلك ل شيئا من السعادة ؟ ...ل وال ! ول أر ف هذه التع الادية الزائفة أي
راحة أو منفعة ف الدنيا ..فضلً عن الخرة ...ولو سألتم كيف كانت حيات
قبل أن ين ال علي بالداية :كنت أستيقظ صباحا ..وأستعجل ف الذهاب إل
الامعة حت لتفوتن الحاضرات لكون من التفوقات دائما وف بعض الحيان
أصلي الفجر ..أما ف غالب اليام ويا للسف فل أصلي حت لتفوت عليّ
ريهام إبراهيم ،موقع السلم اليوم .
101
الحاضرت ...ث ماذا بعد ذلك؟ أرجع ال البيت وقد أخذ من التعب كل
مأخذ فأنام أو أدخل عال النترنت فأضيّع أوقات فيما ليرضي ال من الحاديث
مع الشباب والفتيات ف أمور الدنيا وعن آخر أغنية وما إل ذلك ...وهكذا
يطول الديث حت يأذن لصلة العصر وأنا لهية غافلة عن ذكر ال وعن الصلة
...وف بعض الحيان أذهب ال السواق ول تسل عن ضياع الوقات ...
وكنت عند خروجي ألبس أفضل اللبس وأتعطر وألبس أحدث الكسسوارات
والذهب ث أرجع ال البيت ومن ث أنام وهكذا كانت تفوتن الصلوات كثيا
غفر ال ل ماسلف من تقصي ..ول يكن ذلك عن سوء نية من جانب ولكنها
الغفلة الشديدة الت تعان منها كثي من الفتيات ...وكل هذا بسبب قلة النصح
والتوجيه ..وهنا أوجه لفتة إل أخواتنا اللتزمات أين دوركن الرجو لنقاذ
أخوات ل يظي بن يأخذ بأيديهن إل طريق الداية ...وأذكرذلك اليوم الذي
جاءتن فيه من دليل الهتدين رسالة " أخاطب فيك إيانك" وكذلك "رسالة إل
عابرة سبيل" وفيهما خطاب موجه إل الرأة السلمة وأن اليان والياء شيئان
متلزمان وفيهما أيضا توجيهات قيمة حول الجاب وشروطه والتحذير ما
يسمى عباءة الزينة والت ل تت إل الجاب الشرعي بصلة والت تتاج إل عباءة
أخرى لتسترها ..وفعلً اندمت ف قرائتها وفعلً أحسست بشيء من الضيق ف
قلب ل أعرف ماهو بالضبط ..الهم أخذت أقرأ جيع الذي يصلن من رسائل
وتأثرت كثيا فأخذت أفكر وأسترجع ف ذاكرت ماذا كنت أفعل ...أنبن
ضميي كثيا فقلت لنفسي هل هذه الحاضرات و هل هذا التفوق سينفعن ف
الخرة ؟ ..كيف أترك الصلة حت لتفوتن الحاضرات ..كيف أقضي العمر
ف اللهو وف ما ل ينفع ؟ ..ماذا سأستفيد ؟ ..ماذا سيكون مصيي ف الدنيا
والخره ؟ ..عذاب !!..فقررت ف نفسي أن أترك ما كنت أفعله ف الاضي..
فعلً بدأت بترك المور الاطئة وصرت أتنبها وبدأت أحافظ على جيع
102
الصلوات ف وقتها ول أتأخر عن أي صلة حت ولو فاتتن الحاضرات أو أي
شيء آخر يلهين عن الصله ...ث عاهدت نفسي بأن أسي ف الطريق الصحيح
وأن أترك متاع الدنيا وأن أنتبه إل عمري والسنوات الت ضاعت بل فائده ...
والن ول المد أصلي جيع الصلوات وأحافظ على قراءة القرآن ...وابتعدت
عن كل مايلهين وتركت ساع الغان والذهاب ال السواق وتليت عن عباءة
الزينة إل الجاب الساتر كما أراده ال..ل كما يريده أصحاب الزياء
والوضة .
∗
فهرس الوضوعات
الوضوع
---------------------------------------------
الصفحة
القدمة
---------------------------------------------
4
كما تدين تدان
---------------------------------------------
5
إسلم فتاة نصرانية لا رأت من حسن أخلق السلمات
---------------------------------------------
9
ما أجله من رحيل؟!
---------------------------------------------
15
واحة السلم .
103
امرأة صالة تقية تب الي؟!
---------------------------------------------
23
" البصر " يعود لفتاة بوار الكعبة الشرفة
---------------------------------------------
26
امرأة ف اللحظات الخية
---------------------------------------------
27
مأساة سارة
---------------------------------------------
31
ذات الكلية الواحدة
---------------------------------------------
43
اليادي الناصعة
---------------------------------------------
48
وتسبونه هينا
---------------------------------------------
52
ل أدري من أطيع
---------------------------------------------
56
قصة حب تبكي
---------------------------------------------
59
قصة ول ف اليال
104
---------------------------------------------
63
أكره أمي
---------------------------------------------
66
لذة نايتها مرة
---------------------------------------------
68
قصة حقيقية حدثت لفتاة ف مدينة الضباب
---------------------------------------------
74
زينب الغزال من القبعة إل الجاب
---------------------------------------------
76
" مري جيلة " من ضيق اليهودية إل سعة السلم
---------------------------------------------
85
ناية الغش
---------------------------------------------
89
تربت مع ابنت
---------------------------------------------
91
الزوج الغضبان
---------------------------------------------
93
موت صاحبة العباءة
---------------------------------------------
95
أمينة
105
---------------------------------------------
96
التمست لا عذرا
---------------------------------------------
101
عاهدت نفسي
---------------------------------------------
103
فهرس الوضوعات
---------------------------------------------
105
106