You are on page 1of 48

? ???? ??? ?? ?? ? ???? ??? ??? ??? ???? ?? ???? ??????? ??????? ?? ?????? ?? ???

‫سند بن علي بن أحمد البيضاني‬


SANAD_ALBEDANI@YEMEN.NET.YE
sanad_albedani @yahoo.co.uk

/http://saaid.net

1
‫الفهـــــــــــــارس أولً‬
‫(‪)1‬‬

‫الصفحـة‬ ‫الموضوع‬ ‫تفريع‬


‫(‪)2‬‬ ‫الباب‬ ‫المسألـ‬
‫ة‬
‫‪5‬‬ ‫للحصول على أفضل النتائج المرجوة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الولى‬
‫‪5‬‬ ‫إيضاحات لبد منها‪ ..‬وإحصائية ميفة‬ ‫‪-‬‬ ‫أولً‬
‫‪6‬‬ ‫نو قراءة إبداعية‬ ‫‪-‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪6‬‬ ‫هل هناك مهارة واحدة للقراءة ؟‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪6‬‬ ‫أنواع القراءة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪6‬‬ ‫مهارة قراءة التخمي‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪8‬‬ ‫قصتي مع الستخارة منذ عشرين عاما‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الثانية‬
‫‪8‬‬ ‫وللقصة بداية‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪9‬‬ ‫البدء ف نشرها‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪9‬‬ ‫مساوئ ومتاعب عدم وضوح الرؤية‪...‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪9‬‬ ‫حادثة مؤسفة ساعدت على تديد السار‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪10‬‬ ‫بدء العاناة النفسية‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪11‬‬ ‫ازدياد العاناة النفسية‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪11‬‬ ‫الشعور بيبة المر‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪11‬‬ ‫وعاد المل من جديد‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪12‬‬ ‫الشيطان يعدنا الفقر وال يعدنا من فضله‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫‪12‬‬ ‫أهم استخارة مررت با‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪12‬‬ ‫مكاشفة النفس‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪13‬‬ ‫التحرر من خوف الفشل وتويف الشيطان ‪..‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)11‬‬

‫‪13‬‬ ‫تنبيه وتوضيح وتوجيه فقهي‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬


‫‪14‬‬ ‫ظهور أسباب الصرف وانلء المر‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫‪14‬‬ ‫ولتعلمن نبأه بعد حي ولكنكم تستعجلون‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪14‬‬ ‫بدء ظهور بواكي الكمة من تلك الصوارف‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪15‬‬ ‫بدء ظهور البواكي وأسئلة إيانية‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪16‬‬ ‫إن كيد الشيطان كان ضعيفا‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫‪ ) (1‬راجع المسألة الولى‪ :‬للحصول على أفضل النتائج‪.‬‬


‫‪ ) (2‬هذا التفريع منتقى من بعض البواب وليس كل مافي الباب ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪16‬‬ ‫صارفان‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪17‬‬ ‫هل هناك علقة بي وصول الق والزيغ ؟‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫تفريع‬ ‫الباب‬ ‫المسألة‬
‫‪17‬‬ ‫قصتي مع الستخارة في نشر الكتاب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الثالثة‬
‫‪17‬‬ ‫وما كان ال ليطلعكم على الغيب‬ ‫‪-‬‬ ‫أولً‬
‫‪17‬‬ ‫تأول‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪18‬‬ ‫ليقضي ال أمر كان مفعولً‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ثانيـا‬
‫‪18‬‬ ‫تأول‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪20‬‬ ‫وكان النسان جهولً‬ ‫‪-‬‬ ‫ثالثـا‬
‫‪21‬‬ ‫من يبلغ عن عبد آية‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪22‬‬ ‫أسئلة إيانية لكاشفة أنفسنا‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪22‬‬ ‫اعتذار‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪22‬‬ ‫تنويه‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪23‬‬ ‫لظة صدق من مكاشفة النفس كانت سببا لـ ‪...‬‬ ‫‪-‬‬ ‫رابعـاً‬
‫‪23‬‬ ‫سؤال إيان‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪24‬‬ ‫ول الكمة البالغة‬ ‫‪-‬‬ ‫خامسا‬
‫‪24‬‬ ‫استشارة أحد الحباب ف‪...‬‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪24‬‬ ‫شعور ل ألفه‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪25‬‬ ‫صوارف كثية‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪26‬‬ ‫سؤال لنفحة إيانية‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪26‬‬ ‫دروس وفوائد وعبر وتأويل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الرابعة‬
‫‪26‬‬ ‫فقط ! للعلماء وطلبة العلم ( لقد عاد‬ ‫‪-‬‬ ‫أول‬
‫الفيوس ولكنه متطور جدا )‬
‫‪26‬‬ ‫ما هو أكبهم عند العلماء وطلبه العلم ؟‪.‬‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪26‬‬ ‫مت يصي الخلص عزيزا‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪26‬‬ ‫دوافع النسان إل العمل والنتاج‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪28‬‬ ‫أين اللل ف العلماء أم طلبة العلم أم‪...‬‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫تفريع‬ ‫المسألة الباب‬
‫‪28‬‬ ‫أسئلة إيانية لكاشفة النفس ونقد الذات‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪29‬‬ ‫السؤال الهم‪...‬‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪29‬‬ ‫فوائد تربوية ونفسية من قصة سلفية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ثانيـا‬
‫‪30‬‬ ‫السكوت أكثر إيلما‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪30‬‬ ‫شبهة ورد‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪31‬‬ ‫إضاءة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪31‬‬ ‫بركة صدق العاملة والشفافية‬ ‫(‪)2‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪31‬‬ ‫أهية تبير الواقف‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪32‬‬ ‫أهية التماس العذار‬ ‫(‪)4‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪32‬‬ ‫خطوات عملية وعلمية‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪32‬‬ ‫توجيه وإرشاد‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪33‬‬ ‫إضاءة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪33‬‬ ‫أحسن علج لنع تدم العلقات‬ ‫(‪)5‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪34‬‬ ‫كيف تصفى اللفات والظنون ؟‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪35‬‬ ‫إضاءة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪35‬‬ ‫هل يوز السكوت عند تعارض أمرين ؟‬ ‫‪-‬‬ ‫ثالثـاً‬
‫‪36‬‬ ‫إرشاد ودللة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪36‬‬ ‫إضاءة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪36‬‬ ‫مناقشات‬ ‫‪-‬‬ ‫رابعـا‬
‫‪37‬‬ ‫أسئلة إيانية لكاشفة أنفسنا‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪37‬‬ ‫ما تأويلك لتلك الستخارات‬ ‫‪-‬‬ ‫خامسا‬
‫‪38‬‬ ‫خلصة لهم مقاصد البحث‬ ‫‪-‬‬ ‫سادسا‬
‫‪41‬‬ ‫ومسك التام ف قصة لطيفة واكتساب خبة‬ ‫‪-‬‬ ‫سابعـ‬
‫ا‬
‫‪41‬‬ ‫إحصائية عن نسبة المية اللكترونية‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪42‬‬ ‫ما نية من فعل ذلك ؟‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪43‬‬ ‫اكتشاف واكتساب خبة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪43‬‬ ‫كيف يكن الستفادة من هذه الواقع ؟‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪43‬‬ ‫دعاء الاتة‬ ‫•‬ ‫‪-‬‬
‫‪5‬‬
6
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫صهِ ْم عِبْرَ ٌة ُلوْلِي الَلْبَابِ)) (يوسف ‪ ،)111 :‬والصلة والسلم على‬


‫المد ل القائل ‪َ (( :‬لقَ ْد كَانَ فِي قَصَ ِ‬

‫القائل ((إنا العمال بالنيات‪ ، ))...‬وعلى آله وصحبه أجعي ‪ .‬أما بعد‪:‬‬

‫للحصول على أفضل النتائج المرجوة (‪)1‬‬ ‫المسألــة الولى ‪:‬‬


‫أول ‪ :‬إيضاحــات لبد منها‬
‫‪ )1‬القصة الول‪ -‬السألة الثانية‪ -‬مأخوذة من الكتاب الصل ((صلة الستخارة ‪ ..‬كيف تتقنها‬
‫لتجدد إيانك؟! )) وكانت تت عنوان ((البحث التمهيدي‪ /‬هذه قصت مع صلة الستخارة)) وهي‬
‫تكي قصة الؤلف مع الستخارة منذ عشرين عاما وما زالت أحداثها مستمرة وتركتها كما هي حسب‬
‫ما كانت ف الكتاب ‪ ، .‬ول يوجد عنوان إل واستخرت ال عليه بل أكثر من ذلك ليطمئن(‪ )2‬قلب ‪.‬‬
‫‪ )2‬ث استجدت أحداث بعد النتهاء من الكتاب فاستخرت ال على إضافة القصة الثانية وما بعدها‪،‬‬
‫وهي تكي فترة زمنية لتتجاوز أكثر من تسعة أشهر ‪ .‬وكذلك فعلت ف هذه القصة وما بعدها حيث ل‬
‫يوجد عنوان إل واستخرت ال عليه‪. ...‬‬
‫‪ )3‬إذا كان لكل حق حقيقة‪ -‬كما أخب الرسول ‪ r‬ولكل مسلم حقوق وواجبات ‪ ،‬فحق على كل‬
‫قارئ أن يقرأ هذه القصة بقلب حاضر وعقل واع لا فيها من دروس وعب ‪ ،‬ولا فيها من أمور يعز على‬
‫كل مسلم ذي مروءة(‪ ، )3‬أن يظهرها على الشهاد وتعله يظهر لظهر الثقيل على الناس ويشتكي بالالق‬
‫إل الخلوق نعوذ بال من ذلك وغي ذلك من المور الت يدركها أهل الروءة والعلم واليان ‪ ،‬وما‬
‫كنت لجرأ على كتابا لول أن استخرت ال وهذه من ثار الستخارة الت تعل السلم يتحرر من‬
‫الوف ويتحرر من المود والقيود(‪ )4‬الت تفرضها اليوم العادات والتقاليد الاهلية ف زمن الضارة كما‬
‫زعموا‪.‬‬
‫ولعل هذه القصة من العلم الذي ل يوز كتمانه‪.‬‬

‫‪ )4‬قد يد فيها القارئ بعض الفوائد والعب‪ ،‬والت قد تغن عن كثي من التأصيلت الوجودة وغي‬
‫هناك إحصائية مخيفة بأن معدل متوسط القراءة للفرد في العالم العربي ســــت‬ ‫‪) 1‬‬
‫دقائق سنويا‪.‬‬
‫انظر السلسلة الثانية "لماذا تستخير قليلً‪ /‬السؤال الول" ‪ .‬عادة بأي نية تستخير؟‬ ‫‪) (2‬‬
‫وهو منشور في موقع صيد الفوائد‪ /‬قسم التربية والسلوك ‪ /‬تحت عنوان ( سلسلة مهمة في‬
‫صلة الستخارة) ‪.‬‬
‫وكما قال بعض السلف ‪ ( :‬مازال أهل المروءة في جــــهــــــــد) ‪.‬‬ ‫‪) (3‬‬
‫انظر السلسلة الرابعة" صلة الستخارة وتطوير وتحقيق الذات"‪.‬‬ ‫‪) (4‬‬
‫‪7‬‬
‫الوجودة ف الكتاب الصل ‪ ،‬والت قد يتاجها الستخي‪ ،‬فتدبرها !‬
‫‪ )5‬ل ا كان من الختصار ما هو م ل و من التطو يل ما هو م ل والتو سط صعب النال وغا ية ل تدرك ؛‬
‫لتفاوت الفهام واختلف العقول ‪ ،‬اجتهدت لذلك ‪،‬ولكن قد تكون هناك من المور أطلت ف ذكر‬
‫تفصيلتـها‪ ،‬لعل ال ينفع با لن أراد شرح صدره لتقانا والكثار منها أو غير ذلك ‪ ،‬فأرجو‬
‫أن أكون قد وفّقت ‪،‬وأرجو قبول عذري واعتذاري إن ل أوفق ف ذلك ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نحو قراءة إبداعية‬


‫لا رأيت أن هذا الكتاب (( السلسلة الامسة)) فيه من الدروس والعب والفوائد‪ ،‬والت قد تتاج إل‬
‫قارئ ييد مهارة فن القراءة ‪،‬اخترت هذه القالة‪،‬ول أدري من كتبها‪ ،‬فأعتذر لعدم ذكر اسه‪.‬‬
‫‪ )1‬دراسات حديثة ‪ :‬تقول هذه الدراسات أن نو ‪ %70‬ما يتعلمه الرء يرد إليه عن طريق القراءة ‪.‬‬

‫‪ )2‬هل هناك مهارة واحدة فقط للقراءة؟‬


‫هناك ف القيقة مهارات متعددة للقراءة ‪ :‬فقراءة الريدة تتلف عن قراءة كتاب علمي مقررّ‪ .‬وقـراءة‬
‫البحث تتلـف عن قـراءة قصة مسلية ‪ ،‬وقراءة قصة مسلية تتلف عن قراءة قصة‬
‫حياة في ظل طاعة شرعية ‪،‬وقراءة رسالة شخصية تتلف عن قراءة قصيدة ‪.....‬‬
‫وهكذا‪ .‬فلهذا ليس كل ما تصل إليـه أيدينا من الـمواد الكتوبة نقرؤها بنفس القدار من العناية‬
‫ودرجة السرعة والتقان ‪ .‬فالقراءة مثل قيادة السيارة مـن حيث الاجة إل النتباه والتركيز والتكيف‬
‫ف السي حسب ما يقتضيه الوقف‪ .‬فالسي ف شارع عريض يتلف عن السي ف أزقة ضيقة ‪ ..‬وهكذا ‪.‬‬

‫أنـــــواع القــراءة‬ ‫‪)4‬‬


‫أ) قــراءة الستطـلع‪:‬‬
‫وهي بثابة اللقاء الول بأي كتاب أو موضوع ‪ ،‬قبل أن يقرر الشخص ما إذا كان سيقرؤه أم ل‪.‬‬

‫أي إنا نظرة سريـعة على بعض المور الت تسلط فيها الضوء على متوى الادة الت تاول قراءتـها‪،‬‬
‫سواء كانت كتـابا أو موضوعا أو مقالـة أو غـي ذلك ‪ .‬وتدد لك مستوى الادة والفكار الت‬
‫تدور حولا تلك الـادة ‪ ،‬كالقـدمـة والعرض والعناوين والفهارس(‪ )2‬واللصة ‪ ،‬والزمن الذي‬

‫‪ ) )1‬أصل هذا الباب عن مقالة نشرت في موقع( العقل التربوي) بعنوان ((القراءة البداعية)) ‪ ،‬و لطولها‬
‫اختصرتها بما يناســــــب المقام مـع بعــض التصرف و الضافات ‪0‬‬
‫‪ ) 2‬ويبدو من الفضل أن تكون الفهارس في الكتب اللكترونية في مقدمة الكتاب للتيسير وغيرها من‬
‫المصالح المرجوة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫كتبت فيه والراجع الت أخذت منها بعض الفكار والسلوب الذي كتب به ‪ ،‬إل غي ذلك من المور‪.‬‬
‫ب) القــراءة العابـرة أو التصفـح‪:‬‬
‫وتكون بعد قراءة الستطلع ‪ ،‬وهي قراءة تصفح خفيفة سريعة‪ ،‬تبحث عن بعض نقاط ‪ ،‬أو عـن‬
‫أفـكار عـامة ‪ ،‬تكون عـادة مـذكورة بوضوح ف الادة القروءة ‪ ،‬كما تكون موجزة جدا‪،‬‬
‫تتمثل ف كلمة أو بضع كلمات يتم العثـور عليها بسهولة‪ ،‬كإجابات عن أسئلة مـن نوع‪( :‬هل؟)‬
‫(من؟) (مت؟) (أيـن؟) ( كم؟)‪ .‬وتكون الجابة عن السؤال العابر عادة قصية‪ ،‬وقد ل تتعدى كلمة أو‬
‫اثنتي ‪.‬‬
‫ج) قــراءة التـفحص ‪:‬‬

‫وهي قراءة متأنية نسبياَ‪ ،‬وتفيد عادة ف تنظيم الادة ‪ .‬وهي تيب عن أسئلة من نوع (لاذا؟) (وكيف؟)‪،‬‬
‫إضافة إل أسئلة القراءة العابرة ‪.‬‬
‫وهي تبحث عن أفكار متفرقــة يسعى القارئ إل تميعها‪ .‬وقد يتاج مـن أجل ذلك أن يقرأ الـادة‬
‫كلـها‪ ،‬ولكنـه يقرأها بسرعة وحرص ‪ ،‬مارا بالفكار كي ييب عن السئلة الت ف ذهنه‪ ،‬وهو خلل‬
‫ذلك‪ ،‬يتعرف علـى النقـاط الرئيسة والقائق والعلومات الت تيب عن تلك السئلة ‪.‬‬

‫د) قــــــراءة تأمل وتفكير‪:‬‬


‫وهي قراءة متأنية دقيقة ‪ ،‬كما أنا قراءة تأمل وتفكي‪ .‬وتتطلب السئلة الت ياب عنها ف قراءة‬
‫الوضوع معلومات أكثر حرْفية ما هي عليه ف أنواع القراءة السريعة أو العابرة والتفحص‪ .‬فالقارئ هنا‬
‫يقرأ بعقل ناقد‪ ،‬وهو ل يكتفي بقراءة ما يرى‪ ،‬بل يقرأ ما بي السطور‪ .‬لن عليه أن يزن القائق الديدة‬
‫ف ميزان خباته الاصة ‪ ،‬ويتفاعل معها سلبا أو إيابا‪ ،‬فتصبح بالتال جزءا من البات الديدة الت‬
‫يضيفـها إل رصيده السابق من البات‪ .‬وهي الت ستساعده على التنبؤ با سيد من أفكار ومعلومات‬
‫أثناء القراءة ‪ ،‬فتصبح بذلك مفاتيح للفهم‪.‬‬

‫مهارة المجاراة ( القراءة السريعة مع الفهم السريع )‬ ‫‪)5‬‬


‫وتعن القراءة السريعة مع الفهم السريع ‪ .‬وهي لذا تعتمد على الرونـة ‪ ،‬أي ((القـدرة علـى‬
‫قـراءة النصوص الختلفـة بالسرعة الكثر اتفاقا مع غرض ونوعية النص )) هذه الـهارة ليست‬
‫كالـمهارات السابقة ‪ ،‬فهي تتاج إل الكـثي مـن التدريب‪ ،‬كما تتطلب الستمرار ف التطبيق ؛‬
‫وذلك بوضع خطة منظمة ذات أهداف واضحـة تؤدي بالتـال إلـى التحسن ث التـقــــان‬
‫‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ما هي مهارة قراءة التخمين؟‬ ‫‪)6‬‬

‫هي العملية الذهنية الت يقوم با الدماغ قبل قراءة النص ‪ .‬فقد يوحي العنوان بأفكار قد تكون ف صلب‬
‫الوضـوع ‪ ،‬فيخمن القارئ أو يتنبأ با يكن أن يرد ف ذلك النص ‪ ،‬وهذه العملية تستمر كذلك‬
‫كنشاط ذهن يارسه القارئ خلل القراءة ‪ ،‬فيتوقع ما سيد من أفكار ونتائج عن طريق الربط بي المل‬
‫‪.‬‬
‫الخــلصة ‪:‬‬
‫• ليست هناك مهارة واحدة فقط للقـراءة ‪ ،‬وإنـما عدة‬
‫مهارات أساسية ‪.‬‬

‫• ل تـعامل كـل الـمواد الـمقروءة بـنفس السرعة‬


‫ودرجـة التـقـان ‪.‬‬

‫• كل ما يُقرأ يتاج إل تفكي قبل وأثناء وبعد القراءة فالقراءة‬


‫نفسها هي عملية تفكير‪.‬‬

‫• ل تعل هك النتهاء من الوضوع ‪ ،‬بل اجعل هك استيعاب أكب قدر من الادة‬


‫بأقصر وقت مكن ‪.‬‬
‫المسألة الثانية ‪ :‬قـصتي مع الستخارة منذ عشرين عاما‬

‫‪ -1‬وللقصــــة بدايـــــــــــة ‪:‬‬

‫منذ ما يقارب عشرين عاما منّ ال عليّ بطلب العلم وكنت ول زلت أجد فيه التعة ‪ ،‬فوفقن ال‬
‫حينها أن قرأت حديث الستخارة وشرح ال صدري لا ‪ ،‬فأصبحت أستخي ‪ ،‬ولكن كنت أجد‬
‫صعوبة شديدة ف تييز التيسي من الصرف ‪ ،‬وكنت أعتمد للتمييز على كلم للمام النووي‬
‫بانشراح الصدر ‪ ،‬ونتيجة لقلة علمي وخبت وعدم توفر مراجع أو كتب تفصل ف كيفية التعامل‬
‫معها بشكل تفصيلي ؛ كنت أمكث وقتا بعد الصلة مباشرة أنتظر انشراح الصدر أو انقباضه وكان‬
‫ذلك يرهقنـــــي ويعلن أحيانا ف حية من أمري ‪.‬‬
‫ولكن كنت إذا انشرح صدري أقبلت ‪ ،‬وإذا انقبض أحجمت مهما كلفن هذا المر‪ ،‬ولكن من رحة‬

‫‪10‬‬
‫الول ‪ I‬كان يعطين على قدر العتقاد والتوكل ‪ ،‬فكنت ل أجد إل خيا ‪ ،‬مع أنـي أعتقد اليوم أن‬
‫هذه الطريقة غي مضمونة وغي متقنــة ‪ ،‬فرحته قد وسعت كل شيء ويتجاوز عن الطأ‬
‫غي القصود وخصوصا إذا كان ناتا عن قلــة خبــرة مع صدق توكل وصدق اعتقاد بأن ال‬
‫سيختار له خي المرين ‪.‬‬
‫البــــدء في نشرهــــــــا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫بعد أن رأيت بعض ثارها أصبحت أكثر منها فتحسن الداء وأصبحت أعتمد على قرائن التيسي‬
‫والصرف ‪ ،‬ث وفقن ال أن أكتب عنها شيئا ف بيان مشروعيتها وفضلها وبعض أحكامها وكانت‬
‫بعنوان (صلة هجرها كثي من الناس ) وكانت من صفحتي ‪.‬‬
‫وأصبحت أنشرها بقدر الستطاعة ‪ ،‬ث بعد عدة سنوات رأيت أن كثيا من الذين أستطلع آراء هم‬
‫يشكون من صعوبة التمييز‪ ،‬فكتبت عنها بعض المور وأضفت بعض القصص وشيئا من طرق‬
‫التمييز وكانـت ثان صفحات ‪.‬‬

‫‪ -3‬مساوئ ومتاعــب عـــدم وضـــوح الرؤيـــة وتــحديد‬


‫الــهدف ‪.‬‬
‫مع علمي السبق حينها أن من عناصر النجاح وضوح الرؤية وتديد الدف(‪ ،)1‬إل أن كنت أطلب‬
‫العلم بد واجتهاد دون هدف معي ‪ ،‬سوى أن أجد متعة ف ذلك ‪ ،‬واستمر هذا الال قرابة ثلثة‬
‫عشر عاما ‪،‬وخلل هذه الفترة كنت أدون أي فائدة أجدها فأصبح عندي عدة آلف من الفوائد‬
‫التنوعة فيها الغث والسمي ‪ .‬ث أصبحت أسأل نفسي لاذا أطلب العلم ؟ وإل مت ستظل هكذا ؟‬
‫وكان ما يزيد من متاعب النفسية أنن ل أجد رغبة أو ميولً ف إلقاء الدروس ونو ذلك ‪ ،‬وكان‬
‫عندي كثي من الفراغ ‪ ،‬فقد كنت شبه متفرغ لطلب العلم وعندي وظيفة حكومية ف مرفق متعثر ث‬
‫ت خصخصته ‪.‬‬

‫‪ -4‬حادثــة مـــؤسفة ســـاعدت علــى تــحديد‬


‫المســــــار‪:‬‬
‫بعد ذلك قدر ال أمرا وحصلت حادثة مؤسفة يطول شرحها (‪ ،)2‬واضطررت إل كتابة بث سريع‬

‫‪ ) )1‬لمزيد من الفائدة انظر ( فرائد الفوائد ‪ /‬الجزء الول ‪ /‬باب العلم ‪ /‬فوائد تحديد‬
‫الهدف ) ‪.‬‬
‫‪ ) ) 2‬انظر مقدمة كتاب ( النتصار لللباني )‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ف مسألة معينة ‪ ،‬ث بدأت أظن بأن ميسر لمر آخر ‪ ،‬فاستخرت ال على جعل ذلك البحث الصغي‬
‫كتابا جامعا لسألة مهمة ‪ ،‬فيسّر ال ذلك وأصبح جاهزا للطبع ‪ ،‬ث كتبت عدة كتب فمنها ما هو‬
‫مطوط ومنها ما هو جاهز للطبع ‪ ،‬وها‪( :‬فرائد الفوائد) الزء الول والثان ‪ ،‬وأصبح السار شبه‬
‫مدد والرؤية تكاد تكون واضحة فـلعلي ميسر لذا المر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -5‬بــــدء المعانـــاة النفسيـــــــــــة ‪:‬‬
‫بعد أن أصبحت أعتقد أن قد أكون ميسرا لذا الطريق ‪ ،‬سعيت جاهدا لطبع تلك الكتب الثلثة ‪،‬‬
‫وكنت أستخي ف كل أمر يتعلق بذلك ولو كان اتصـا ًل هاتـفيا ‪ ،‬وكان ال يصرف عن العروض‬
‫الت تعرض علي ‪ ،‬وكانت عروضا محفة ‪ ،‬مع أن علمي البشري القاصر يقول من الكمة أن تقبل‬
‫هذه العروض(‪ )1‬طالا ل توجد شهرة ول مال ول تويل لطباعتها ‪.‬‬
‫ومنهم من قدّم عرضا‪ -‬قد يكون مقبولً لثلي‪ ، -‬وقال ‪((:‬كلمت كتابة)) ‪ ،‬ث ل وفّـى بالوعد ول‬
‫التزم بالعقد‪ ،‬وأخذ ياطل ويكذب قرابة سنتي ‪ ،‬ث اعتذر عن طباعتها ‪ ،‬ولول أن قد استخرت ال‬
‫على طباعتها عنده؛ لشعرت بزن عميق وظلم شديد وبعد أن تيقنت من طول الماطلة وغي ذلك ‪،‬‬
‫كنت أدعو عليه أحيانا ‪ ،‬وأحيانا بدعاء معلق ‪ ،‬وأحيانا أسامه ‪ ،‬وصرت مضطربا كثيا من هذا‬
‫الدعاء ؛ لن مازلت أستحضــر بأن استخرت ال فيه وما يلزم من ذلك ‪ ،‬مع أنه ليس ف‬
‫كتاب ال ول ف سنة رسوله ‪ r‬آية ول حديث يأمر العباد أن يرضوا بكل مقضي مقدّر من أفعال‬
‫العباد حسنها وسيئها(‪ ، )2‬ولكن مع ذلك أقول ‪ :‬إن ا ليان قيــد ا لؤمن ومن هذا القيد‪ :‬لوازم‬
‫الستخارة ‪ ،‬ولكن لــا ظهرت الكمة من كل ذلك سامته لعل ال يسمح عن‪ ،‬وسوف تأت‬
‫الشارة إل سبب السامة ‪.‬‬
‫وكذلك وقعت ل معه قصة أخرى ‪ ،‬كانت عجيبة حينها ‪ ،‬ولكن بعد أن ظهرت ل حكمتها ل تعد‬
‫كذلك ‪ ،‬وكانت قبل التوقيع على العقد عندما رأيته ف معرض الكتاب ‪ ،‬وهي شبيهة بقصة المام‬
‫حنَ ف فراسته (‪ .)3‬وكنت قد استخرت لكتبها مع قصص أخرى بتفصيل ف‬
‫الشافعي عندما امتُ ِ‬
‫مبحث خاص سيته (قصص واقعية) ولكن صرفن ال عن كل ذلك ‪ ،‬ث يسّر ل أن أكتب هذا‬
‫البحث التمهيدي ‪ ،‬وصرت أعتقد اعتقادا جازما أنه خي من ذلك البحث ‪ ،‬ولعله قد يكون لغيي‬
‫أنفع والعلم عند علم الغيوب سبحانه ‪.‬‬
‫ث مرت سنوات وأنا أستخي ف كل صغــية وكبيـــرة تتعلق بطباعتها ‪ ،‬ويصرفن ال ولا‬
‫طال المر وضاق أصبح يراودن ف بعض الحيان شك لعلي أخطأت ف تييز الصرف عندما كنت‬
‫أرفض تلك العروض ‪ ،‬وأصبحت أظن لعل هذا الطريق لست ميسرا له ‪ ،‬ث تزداد العاناة والية‬
‫عرض علي عرض قد يقبله أي شخص في مثل‬ ‫‪)( 1‬ومرة في معرض الكتاب العربي ُ‬
‫وضعي دون تمهل ‪ ،‬فصرفه الله عني ‪ ،‬وكان يريد تخريجا ً وتعليقا ً لكتب المام ابن‬
‫القيم ‪.‬‬
‫‪ ) ( 2‬لمزيد من الفائدة انظر لـــــزامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ً ((مجموع‬
‫الفتاوى ‪.))8/190/‬‬
‫‪ ) ( 3‬انظر فرائد الفوائد ‪/2‬باب الفراسة ‪ /‬المام الشافعي يُمتحن في فراسته‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫عندما أفكر وأقول ف نفسي ما فائــــدة الستخارات على كتابتها طالا ل توجد إمكانية على‬
‫نشرها ولكن مع ذلك كنت أطرد هذا الوسواس بالجاهدة والقسم بأن ال قد‬
‫اختـــــــــــــار خيا ‪.‬‬
‫‪ -6‬ازدياد المعاناة النفسية ‪:‬‬
‫ومع ذلك استمررت ف طلب العلم والكتابة وشرعت ف كتابة الزء الثالث من فرائد الفوائد ‪،‬‬
‫وأصبحت عاطلً عن العمل وكلما أستخي على عمل مشروع يصرفه ال عن ‪ ،‬ث يقدر ال أمرا بأن‬
‫يترق منل مع كل الكتب الخطوطة الت كنت أنوي إكمالا ‪ ،‬إل الكتب السالفة الذكر فقد كان‬
‫يوجد منها نسخ خارج اليمن ‪.‬‬
‫وكان الصحاب يدعون ل بأن يلف ال علي خيا ويسألونن ماذا ستعمل ؟ فكنت دائما أقول‪( :‬أنا‬
‫واثق بأن ال سيخلف علي خيا إل كتب فإنه يصعب علي أن أتصور بأن أستطيع أن أعيدها أو‬
‫أكتب أحسن منها إل أن يشاء ال) وكنت حريصا جدا على هذا الستثناء لعتقادي الازم أن البلء‬
‫(‪)1‬‬ ‫موكل بالنطق ‪.‬‬
‫‪ -7‬الشعور بخيبة المل والفشل ‪:‬‬
‫عزيز على كل عاقل أن يتهد ف أمر بدون هدف معي ول رؤية واضحة ‪ ،‬ث لا يوفق إليهما يرى أنا‬
‫قد صارت أحلما متبددة وأوهاما متجددة وكل ذلك باسم الستخارة بأن ال قد اختار لك هذا‬
‫المر ‪ ،‬فكلما أستخي ف شيء لحقق شيئا مفيدا ف حيات العملية أو العلمية يصرفه ال عن ‪،‬‬
‫وكنت أكثر من الدعاء والستغفار والتذلل للواحد الحد الفرد الصمد ‪ ،‬ولكن دون إجابة ‪ ،‬حت‬
‫خشيت على نفسي بأن تكون الذنوب قد حالت بين وبي رب ‪ ،‬وضاقت علي الرض با رحبت ‪،‬‬
‫وأصبحت ف الفترة الخية أشك ف بعض الحيان بأن قد أكون على خطأ ف فهمي وتعاملي مع‬
‫الستخارة ‪ ،‬مع أن لزلت أجد ثارها عندما أستخي ف غي المور العملية والعلمية كالشراء‬
‫والعاملت وغيها من المور الكثية ‪.‬‬
‫‪ -8‬وعاد المل من جديد ‪:‬‬
‫بعد عام من احتراق النل وف جوف الليل وأنا مهموم وأشكو بثي وحزن إل ال ‪ ،‬يلهمن ال إل‬
‫أمر ل يكن يطر ببال‪ ،‬لاذا ل أكتب ف الستخارة ‪ ،‬ولعلي قلت ف نفسي ‪ :‬ماذا عسى أن أكتب‬
‫فيها غي الذي قد كتبته من سابق ؟ ‪،‬ومع ذلك قمت واستخرت لترك التدبي له سبحانه ؛ فإذا‬
‫‪ ) (1‬انظر فرائد الفوائد ‪ /‬الجزء الثاني ‪ /‬باب الداب الشرعية ‪ /‬البلء والمنطق ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫بالفكار تتوال ول أكاد ألق تقييدها إل بالدعاء خوفا من نسيانا أو بعضها(‪ ،)2‬ولكن قابلن بعد‬
‫ذلك كثي من السائل الت تتاج إل صب واجتهاد ف البحث و استخارات كثية ‪ ،‬ث كان هذا‬
‫الكتاب ‪.‬‬
‫‪ -9‬الشيطان يعدنا الفقر والله يعدنا من فضله ‪:‬‬
‫ث لا قاربت على النتهاء وأصبحت ف القدمة حدث أمر ل أكن أتوقع قرب وقوعه‪ ،‬حيث أخبن‬
‫زميل ف العمل بأن الرفق الذي أعمل فيه ‪ ،‬ت إحالة موظفيه إل التقاعد البكر ‪ ،‬وت تيينا بي أمرين‬
‫إما استلم معاش تقاعدي شهري أو استلم تعويض مال ‪ -‬مستحقات ناية الدمة ‪ -‬وبعد حساب‬
‫لعطيات كثي من المور فكرت أن ل أستخي وإنا أختار العاش الشهري وذلك لعدة معطيات‬
‫وأسباب ‪:‬‬
‫كانت أهم استخارة أقابلها ف حيات ‪ ،‬وأخشى أن يغلبن هوى الطبع فل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪I‬‬

‫أستطيع التوكل عليه ‪ ،‬وسيتضح سبب ذلك ف الفقرة التالية ‪.‬‬


‫الوضع العام أن الناس تفضل العاش الشهري ‪-‬وإن كان قليلً‪ -‬على التعويض‬ ‫‪-‬‬ ‫‪II‬‬

‫الال وإن كان كثيا ‪ ،‬وشعارهم قليل دائم ول كثي زائل ‪ ،‬وهذا سببه ضعف‬
‫التوكل وقلة البة ف الستفادة من التعويضات ‪ ،‬وهذه واحدة من مساوئ‬
‫التربية ف النظام الشمول ‪ ،‬حيث جعلت شعوبا تتكل على رزق وظيفة الدولة‬
‫على حساب العمال الرة ‪ ،‬وكل ذلك يؤدي إل عدم التحرر من خوف‬
‫الفشل والوقوع ف عبودية الوظيفة ‪ ،‬وذلك يؤدي إل اتاذ بعض الناس أربابا‬
‫من دون ال ‪.‬‬
‫ج‪ -‬خشيت أن يلبس علي إبليس قرائن تييز التيسي أو الصرف بب الخالفة له أي قد تظهر قرائن‬
‫التيسي ف العاش الشهري ‪ ،‬فاختار التعويض لثبت لنفسي أن أريد أن أتوكل عليه سبحانه فأكون‬
‫بذلك قد وقعت ف الخالفة من حيث ل أدري‪.‬‬
‫‪-10‬مكاشفة النفس ‪:‬‬
‫ث جلست مع نفسي أذكّرها ف كل ما كتبته ف هذا الكتاب ‪،‬وأين أنت من دعواك بأن العلم‬
‫لصفات الالق والخلوق تستلزم منك اليوم أن تستخي ؟ ؛ لنا ف أمر مهم جدا وقد يكون‬
‫مصييا ‪ ،‬وأين أنت من دعواك بأن من يتوكل على ال فهو حسبه؟ وأين أنت من دعواك بأن‬
‫الشيطان ليس له سلطان على الؤمن الذي يتوكل ال ؟ أم أن هذه المور للتصدير إل غيك فقط ؟‬

‫‪ ) (2‬يرجى النتباه لهذه الكلمة ؛ لن لها قصة قد تفيد المستخير وغير المستخير ‪ ،‬وسوف يأتي‬
‫ذكرها ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫وحينها أين سيكون موقعك من مقت ال لخالفة الفعل للقول ؟ أم تاف أن ييف ال عليك ؟‬
‫‪-11‬التحرر من خوف الفشل وتخويف الشيطان و‬
‫وسواسه ‪.‬‬
‫وبعد تلك اللسة مع النفس ‪ :‬قررت أن أستخي على اليار الول ولعلي أقسمت على أن أستخي‬
‫حت أقطع وسواس الشيطان ‪،‬وقبل أن أستخي دعوت ال كدعاء المضطر وكدعاء من‬
‫يركب الفلك آمنا ث تيئه ريح عاصف وموج من كل مكان ويظن أنه قد أحيط به ‪.‬‬
‫فدعوت أن يعصمن من شرور النفس وأن ل يكلن إل نفسي طرفة عي وأن يوفقن إل التوكل عليه‬
‫توفيقا وأن يعل ل علمة واضحة‪ ،‬وأن يشرح صدري انشراحا ‪ ،‬وأن يعل ف قلب الطمأنينة وأن‬
‫ل ‪ ،‬وأن يوفقن إل الرضا باختياره ‪ ،‬وأن يصلح بال إصلحا‪ ،‬وقلت يا رب إنّ‬
‫ينل سكينته علي تني ً‬
‫نبيك يقول‪ (:‬تعرّف إل ال ف الرخاء يعرفك ف الشدة) وإن أزعم بأنن أذكرك ف الرخاء وإن اليوم‬
‫أرى نفسي ف شدة ‪ ،‬فل تعل ذنوب تول دون الوفاء بوعدك ‪ ،‬فإن أخشى إن استخرت أن ل‬
‫أتوكل عليك) ث استخرت على اليار الول ‪ .‬ث بعد أن استخرت بساعات أو يوم أو يومي إذا‬
‫ببعض الدعوات أجيبت ‪ ،‬ولكن المر ل ينجل بعد ‪.‬‬
‫تنبيه وتوضيح وتوجيه فقهي ‪:‬‬
‫بعد أن قررت أن أستخي على اليار الول ‪ -‬العاش الشهري‪ .‬كان ف نفسي شيء منه ؛ لن أميل‬
‫إليه ‪-‬لا سبق وأن تقدم شرحه‪ -‬فإذا حصل التيسي اطمأن قلب أكثر‪ ،‬ث تبـيّن ل أن هذا أيضا من‬
‫كيد الشيطان حت تبقى ف شك مستمر وأحيانا قد يكفيه أن تشك ف صدقك مع ال‪ ،‬أو مع نفسك‬
‫أوف طاعة واحدة ‪،‬فكيف إذا كانت هذا الطاعة مببة إليك ومعلقا قلبك با فمن باب أول أن يكون‬
‫أشد حرصا ويرضى منك بذا القليل ‪ ،‬فقد وعد بأنه سيقعد ف الصراط الستقيم ؛ فلهذا على العبد‬
‫أن ينتبه لثل هذه الزيغات البسيطة ؛ لنا بداية الوقوع ف حبائله ‪.‬‬
‫ولكن كيد الشيطان ضعيف ؛ لن ال ‪ I‬يفظ العبد من البقاء ف الشك من خلل التوكل عليه‬
‫ن تَذَ ّكرُواْ فَإِذَا هُم‬
‫شيْطَا ِ‬
‫سهُمْ طَا ِئفٌ مّنَ ال ّ‬
‫والستخارة مبنية على التوكل ‪ ] ،‬إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا َم ّ‬
‫علَى‬
‫علَى الّذِينَ آ َمنُواْ وَ َ‬ ‫سلْطَانٌ َ‬‫صرُونَ [ [العراف ‪ ]201:‬ومن التذكر أن تتذكر] ِإ ّنهُ َليْسَ َلهُ ُ‬ ‫مّ ْب ِ‬
‫َربّهِ ْم َي َتوَكّلُونَ [ [النحل ‪. ]99 :‬‬

‫ومن التوجيه الفقهي كان يكفي أن أستخي إجالً ‪ ،‬أي أقول ‪( :‬إن كنت تعلم أن العاش أو التعويض‬
‫خي ل‪ ،)....‬أو أن أستخي على اليار الثان ‪ ،‬فالمر فيه سعة ؛ لن ال يعلم نية الستخي وصدق‬
‫توكله ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫ومثل هذا اليل ل يؤثر على صحة الستخارة أو تييز قرائن التيسي والصرف ؛ طالا سيتوكل على‬
‫ال‪ .‬وسوف يأت بسط ذلك ف التوكل وف قرائن التيسي والصرف ‪.‬‬
‫‪-12‬ظهور أسباب الصرف وانجلء المر ‪:‬‬
‫ب عد خ سة أيام تقريبا صرت عازما و صدري منشرح للخيار الثا ن ‪ ،‬ب عد أن ك نت متخوفا م نه‪ ،‬ف سبحان‬
‫الذي قلوب العباد بي إصبعيه يقلبها كيف يشاء ‪.‬‬
‫فذهبت إل الوزارة لحضار الورقة الاصة ببيانات التقاعد البكر ‪ ،‬ففوجئت بأمر عجيب ل أكن‬
‫أتوقعه‪ ،‬وجدت أن العاش الشهري بعد التقاعد سينقص بنسبة ‪ %15‬عن الراتب الذي أستلمه ‪،‬‬
‫والذي كنت أتوقعه أن يزيد ‪ %10‬على أقل تقدير ‪.‬‬
‫ل ؛ ولكن ل المد وجدته أكثر ما كنت أتوقعه ‪ ،‬فازدادت الطمأنينة‬
‫وكنت أتوقع أن أجد التعويض قلي ً‬
‫وشعرت بالسكينة وأكثر من ذلك ‪ ،‬والمد ال الوفق وسبحان علم الغيوب ‪.‬‬

‫‪-13‬ولتعلمن نبأه بعد حين ولكنكم تستعجلون‪:‬‬


‫من خلل كل ما تقدم ذكره وشرحه بدأت تظهر ل بواكي الكمة من كل تلك الصوارف ‪ ،‬ويكن‬
‫تلخيصها بالت ‪:‬‬
‫كل تلك الصوارف التعلقة بطباعة تلك الكتب ‪ ،‬خي ل ورحة من تلك‬ ‫‪-‬‬ ‫‪I‬‬

‫العروض الجحفة وخي ورحة من تلك الساعدة الت كنت أطلبها لتمويل‬
‫طباعتها ؛ حت أطبعها من ماله بإذنه ومنّه وحت ل يكون لحد فضل سواه من‬
‫قريب أو بعيد ‪ ،‬ولعلها تكون مصدر دخل بعد أن صرت بدون مصدر دخل‬
‫حكومي ‪ ،‬ففضل الغي قد ينعك أحيانا من أن تقول الق الذي تعتقده‪.‬‬
‫صرت أعتقد اعتقادا جازما أن هذا الكتاب مع صغر حجمه خي من كل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪II‬‬

‫تلك الكتب والواضيع الت كنت أستخي على إكمالا أو كتابتها ‪ ،‬ولعله قد‬
‫يكون أنفع للناس منها فال وحده العليم والقدير ‪.‬‬

‫ج‪ -‬قد أكون ل ست مي سرا لف تح مشروع من تو يل غيي ‪ ،‬و قد يكون مي سرا ل وأف ضل إذا كان من‬
‫ماله سبحانه ‪.‬‬
‫د‪ -‬لعله قد يكون ميسرا ل أن أستمر ف سلك هذا الطريق ولعل أن تكون للقصة بقية ف كتاب آخر‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫إن شاء ال تعال‪.‬‬

‫هـ‪ -‬لعل هذا الكتاب يكون من الكتب القليلة الت عالت هذه السألة بنوع من التفصيل ‪ ،‬وقد يتاج‬
‫إليه كل مسلم فيـوصى به ؛ ليمنّ ال به على العبد الفقي إليه بصدقة جارية‪.‬‬

‫‪-14‬بدء ظهور البواكير وأسئلة للمكاشفة اليمانية ‪:‬‬


‫بعد أن انتهيت من الفقرة (‪ )13‬بساعات وكنت أظن أنا ستكون آخر فقرة من القدمة ‪ ،‬وكنت أود‬
‫ذلك لن القدمة قد أصبحت طويلة ‪ ،‬ولكن ليس ل من المر شيء وفقن ال لفكرة ‪ :‬لاذا ل‬
‫أكتب أسئلة للمكاشفة اليانية ؟ ول تكن عندي لظتها أي أسئلة جديدة يكن أن أضعها فكثي من‬
‫هذه السئلة قد كتبت ف أماكن متفرقة من الكتاب ‪ ،‬ولكن الول ‪ I‬هو يدبر كل شيء ‪.‬‬
‫فاستخرت على مرد تلك الفكرة فقط وف صبيحة اليوم التال وبعد صلة الفجر خرجت مع‬
‫زميل ل إل مطعم ؛ لن ف ليلـتها نت مبكرا دون تـناول وجبة العشاء (‪ ،)1‬وليس ذلك من عادت‬
‫‪ ،‬فدار حديث متشعب وتوجيهي له علقة بالسئلة وعندما عدت إل النل ‪ ،‬وفقن ال إل أفكار‬
‫كثية ببكة ذلك الديث ومن كثرتا أن ل أستطع تقييدها كلها إل بالدعاء خوفا من نسيانا أو‬
‫بعضها(‪ ،)2‬فسارعت إل تقييدها قبل أن أكتب هذه الفقرة ‪ ،‬فرأيت أنا قد تنفع لكتاب أو كتابي ؛‬
‫نتيجة لختلف مواضيع تلك الفكار ‪ ،‬ورأيت أن من تلك الفكار ما تنفع أن تكون أسئلة لتلك‬
‫الستخارة ‪ ،‬فمن هذا الذي هدى وقدر ودبر ث يسر ؟ أليس علم الغيوب ؟‬
‫أ) هل تعتقد أن للتوكل منلة عظيمة ؟ ولاذا ؟ ولاذا يب ال التوكلي والحسني والتائبي والتطهرين‬
‫والطّهرين والصابرين والتقي والقسطي والذين يقاتلون ف سبيله صفا كأنم بنيان مرصوص ؟ (‪. )3‬‬
‫ب ) ما هي أحسن طريقة تعتقد أنا تقوي التوكل ؟‬
‫ج ) هل تعتقد إن توكلت على ال سيخذلك ؟ أم سيحيف عليك ؟ولماذا ؟‬
‫د ) هل تستطيع معرفة درجة توكلك ؟ ‪ ،‬ولو جاز أن نقسم التوكل إل درجات ‪،‬فأي تقدير تعطيه‬
‫لنفسك‪ :‬متاز جيد جدا‪ ،‬جيد ‪،‬مقبول‪ ،‬ضعيف‪ ،‬ضعيف جدا ؟ولاذا ؟ وهل تعتقد أن التوكل واجب‬
‫ومت يكون ذلك ؟ولاذا ؟‬

‫‪ ) ( 1‬تنبيه ‪ :‬أطلت في ذكر بعض التفاصيل لجل النتباه إلى معرفة ومراقبة قرائن التيسير‬
‫والصرف‪.‬‬
‫‪ )( 2‬ولو يعلم القارئ الكريم قصة كتابة هذا الحاشية ‪ ،‬فقد يتعجب من رحمة الله على إيصال‬
‫الحق إلى العبد وإلهام المستخير إلى فهم قرائن التيسير أو الصرف وسوف يأتي ذكرها ‪.‬‬
‫‪ )( 3‬من باب المانة الشرعية والعلمية أقول ‪ :‬كنت قد كتبت من قبل شيئا ً في ذلك لدخله في‬
‫هذا الكتاب ‪ ،‬ولكن بعد أن استخرت صرف الله عني ذلك ولعله يكون في كتاب إن شاء الله‬
‫تعالى بفضله و منّه ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫هـ) هـل تب أن تتقن الستخارة؟ ولاذا ؟ وهل عندك منهاج عملي سهل لتقان أي عبادة ؟‬
‫و ) طالا إن اليان يزيد بالطاعة وينقص بالعصية ‪ ،‬فهـل أنت من الذين زاد إيانم بالطاعات؟ أم من‬
‫الذين نقص إيانم ؟ فلماذا الصلوات والصيام وبقية الطاعات اليومية ل تزد من إيانك‪ ،‬فالؤمن‬
‫كما قال المام أحد‪( :‬من زاد إيانه كل يوم)‪.‬‬
‫ز ) هـل تتم وتراقب أكثر عمل القلب أم عمل الوارح ؟ولاذا ؟ فإذا كان الول ‪ ،‬فأين أنت من‬
‫درجة التوكل وما يثمر عنه ؟ وأين أنت من بقية الفئات الذين يبهم ال ؟‬
‫ح) هـل تعرف مدى قربك وتقربك إل ال ؟ ولاذا ؟‬

‫‪-15‬إن كيد الشيطان كان ضعيفا ً ‪:‬‬


‫كنت قد ذكرت ف الفقرة (‪( - )8‬وعاد المل ‪ )...‬عبارة (خوفا من نسيانا أو بعضها ) ث أشرت‬
‫ف الاشية ‪( ،‬يرجى النتباه لذه الكلمة لن لا قصة ‪ ،‬ويكن تلخيصها بالت ‪:‬‬
‫عندما كتبت ( خوفا من نسيانا أو نسيان بعضها ) خطر على بال أن أكتب ف الاشية شيئا ظننت‬
‫أنه قد يفيد فاستخرت على كتابتها ‪ ،‬ث بدا ل أن أتركها لسببي فاعتبتما من الصرف ‪ ،‬وها ‪:‬‬
‫الول‪ :‬ل أستطع تذيبها بشكل يسهل على القارئ فهم القصد ‪.‬‬
‫الثان‪ :‬جاء الشيطان من الباب الذي يب أن يذر منه كل مسلم فأنت تيل إل فرائد الفوائد‬
‫للدعاية للكتاب وما يترتب عن ذلك وأنا ليست ل (‪.)1‬‬
‫وظلت الفكرة تراودن ل أنسها فبقيت بي حيتي ‪ ،‬بي قرينة التيسي وهي عدم النسيان ‪ ،‬وبي‬
‫الشك ف إخلص النية وعدم القدرة على تذيب تلك الاشية والت قد تعد قرينة_أي عدم‬
‫القدرة_ من قرائن الصرف ‪.‬‬
‫فحت ل يستمر هذا الال أقسمت أن ل أكتبها إل أن أرى علمة ترجح كتابتها ويطمئن قلب لا‪ .‬ث‬
‫أثناء كتابة السئلة اليانية ‪ ،‬احتجت أن أكتب نفس الكلمة إبرا ًء للذمة وللمانة العلمية ‪ ،‬فخطر‬
‫على بال فكرة ‪ ،‬لاذا ل تعل هذه القدمة ف مبحث خاص؟لترر من قيود البحث العلمي بقصر‬
‫القدمة ‪ ،‬فاستخرت على ذلك ‪ ،‬ث نضجت الفكرة لتتحول الاشية إل قصة قد تفيد الستخي و غي‬
‫الستخي عندما تقابله مثل هذه المور للوقاية والعلج من كيد الشيطان ‪.‬‬
‫ي) ‪،‬‬
‫ي من نيتي لنها تنقلب عل ّ‬ ‫‪ ) (1‬قال المام سفيان الثوري (ما عالجت شيئا ً أشدّ عل ّ‬
‫وقال غيره ‪ (:‬من ل يعرف نيته ل يعرف دينه) فحاول أن تتأملهما وتستخرج ما فيهما من‬
‫الفوائد‪.‬والتفصيل سيكون إن شاء الله في كتاب (إخلص النية ‪..‬كيف تتقنها لتجدد‬
‫إيمانك وتعبد الله على بصيرة ؟)سهل الله إكماله ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫فمن الذي حجب عقلي على تذيب حاشية من سطرين أو ثلثة ؟ ولاذا قدر الصرف ف بداية المر ؟‬
‫فكان تأويلي لذلك الصرف بأنه قد تكون هذه القصة أنفع من الاشية الصغية لكي أبسطها‬
‫هنا‪،‬وهي ‪:‬‬
‫أن هناك علقة بي وصول الق والزيغ ولو بقدار ذرة ‪ ،‬وهذه العلقة تتعلق بالثمار السيئة؛ والنسيان‬
‫من جلتها‪ ،‬فهو ف كثي من الحيان قد يبدأ عن إهال معي ولو بقدار ذرة ] وَمَن يَعْـ َملْ مِ ْثقَالَ‬
‫ذَرّةٍ شَرّا يَرَهُ[[الزلزلة ‪ ،] 8 :‬فنحن مأمورون بتقييد العلم ‪ ،‬والتهاون بتقييده بعد وصول القول‬
‫إليك زيغة قد تكون بقدار ذرة أو أكب ‪.‬‬
‫ولزيد من الفائدة انظر (فرائد الفوائد‪/‬الزء الول‪/‬باب العلم‪ /‬فوائد بعنوان‪(( :‬علقة تقييد العلم‬
‫باليان والنسيان)) (ما هي العلقة بي وصول الق وفهم الق ؟) (أثر وصول الق على فهم الجة)‬
‫( ثرة العلقة بي وصول الق وفهم الجة) (باب العقيدة‪/‬كيفية النجاة من كيد الشيطان عند الية )‪.‬‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬قصتي مع الستخارة في نشر الكتاب‬


‫أولً‪ :‬وما كان ال ليطلعكم على الغيب‬
‫‪ )1‬ما كدت أنتهي من الكتاب (( صلة الستخارة ‪ ..‬كيف تتقنها لتجدد إيانك؟! )) بشكل نائي(‪،)1‬‬
‫إل وظهرت أفكار جديدة لبحث(‪ )2‬رأيت بأنه قد يكون مهما ‪ ،‬فاستخرت ‪ ،‬فتيسر تيسيا عجيبا‪ ،‬وبعد‬
‫قرابة سبعة أشهر كنت قد انتهيت من الرحلة الول والثانية وجزء من الرحلة الثالثة(‪ ،)3‬ث لسباب‬
‫يطول شرحها استخرت للبدء ف الرحلة الرابعة وهي تذيب ما ت تبييضه مع أن ل أكمل بعد الرحلة‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫‪ )2‬فكنت كلما اجتهد ف تذيب باب ما ‪ ،‬تتعقد المور رويدا رويدا‪ ،‬ث أتأول ذلك لعل‬
‫الية(‪ ،)4‬أو الفضل أن أبدأ من باب كذا بد ًل من باب كذا ‪ ،‬وهكذا استمر المر إل أن تعقدت‬
‫المور بشكل عجيب ول استطع تذيب أي باب‪ .‬ولعلي أيضا استخرت للعودة مرة أخرى لكمال‬
‫الرحلة الثالثة فصرفه ال عن‪.‬‬
‫ولو لمدة مؤقتة‬ ‫‪ )3‬بعد أن وصلت إل قناعة وتأويل بأن هذا قد يكون من الصرف الكلي‬
‫قلت ‪ (( :‬يا رب سوف أترك هذا البحث إل أن تظهر ل علمة واضحة لكماله )) وصرت أقول‬
‫أحيانا ف نفسي‪(( :‬ما عسى أن تكون الكمة من هذا الصرف ‪ ،‬بعد أن بذلت جهدا كبيا وتيسرت‬
‫) أي بعد كتابة باب " ولتعلمن نبأه بعد حين‪ "..‬من القصة الولى‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫) ((إخلص النية ‪ ..‬كيف تتقنها لتجدد إيمانك وتعبد الله على بصيرة؟))‪.‬‬ ‫‪(2‬‬
‫)أي جمع المادة العلمية و التبويب وجزء من التبييض الولـي‪.‬‬ ‫‪(3‬‬
‫)لني ل أتذكر الن إن كنت قد استخرت للنتقال من باب إلى آخر‪.‬‬ ‫‪(4‬‬
‫‪20‬‬
‫تلك الراحل )) الت تقدم ذكرها‪.‬‬
‫‪ )4‬ث صرت أتأول هذا الصرف ‪ ،‬لعل الي ف بث آخر‪ ،‬فكنت استخي ف مواضيع شت ‪،‬‬
‫وأصرف عنها من البداية‪ ،‬ث صرت أتأول ذلك لعل الية ف البحث عن عمل أو فتح مشروع بعد‬
‫أن مـنّ ال علي بال ‪ ،‬وكنت دائما أتذكر ما كنت قد كتبته ف القصة الول (( لعله قد يكون ميسرا‬
‫ل أن أستمر ف سلك هذا الطريق ))‪.‬‬
‫وكان هذا الشعور قد قوى بعد أن ‪:‬‬
‫• تيسر ذلك البحث الذي ل أكملـه‪.‬‬
‫صرت أظن أن تحقيق الذات يكمن ف سلك طريق الدعوة من خلل‬ ‫•‬

‫التأليف لا أجده من تزيي ومتعه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ليقضي ال أمرا كان مفعولً‬


‫‪ )1‬بعد أن انتهيت من الكتاب ف ((‪11/2/1428‬هـ)) الوافق ((‪28/2/2007‬م)) ‪ ،‬وبدأت ف‬
‫البحث الخر زاد شعوري لعلي ميسر لذا المر‪.‬‬
‫‪ )2‬ث لا كنت أعتقد أن الكتاب يتاج إل مزيد من التقدي من العلماء الشهورين استخرت على‬
‫مراسلة(‪ )1‬كثي منهم‪ .‬وظننت بأنه سيلقى اهتماما كبيا لنا تس حاجة المة كلها ويعد فريدا ف بابه(‪.)2‬‬
‫ومنهم من راسلتهم أيضا بالفاكس‪.‬‬
‫ولكن للسف ل يصلن أي رد إل من موقع الدكتور سفر الوال ولكنه ليس منه‪ ،‬ويبن بأنه ل تصل إل‬
‫بعض الصفحات‪ -‬فجزاهم ال خيا على هذا الهتمام والشعور بالسئولية تاه حقوق السلم على أخيه‪.‬‬
‫‪ )3‬ث استخرت لطباعته على نفقت الاصة وكذا بقية الكتب‪ ،‬وذلك بعد ما رأيت من دور النشر ما‬
‫رأيت وليباع بنصف سعر التكلفة‪ ،‬وكان ال يصرفن عن ذلك صرفا عجيبا‪.‬‬
‫والعجيب أن دور النشر إذا أرادت أن تطبع كتابا على نفقتك بالغت بالسعر –مقارنة بسعر السوق‬
‫لنفس الجم‪ ، -‬وإذا وافقت على طباعته على نفقتها؛ بستك ف النسبة ‪ ،‬ومنها من ياطل بعد ذلك ف‬
‫أداء الق الذي عليه ‪ ،‬ومنها إذا اشتهر الكتاب أو اسم الؤلف طبعته خلسة ووزعته ف دول غي دولة‬

‫‪) (1‬وكنت قد استخرت وأنا أكتب القصة الثانية أن أكتب نص الرسائل فصرف الله عني ذلك إل‬
‫واحدة وسيأتي نصها والخير فيما اختاره علم الغيوب سبحانه‪.‬‬
‫‪) (2‬وهذا القول مأخوذ من تقديم فضيلة الشيخ محمد بن عقيل المقطري‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫الؤلف‪ ،‬أل يظن أولئك أنم مبعوثون ليوم عظيم‪.‬‬
‫وما يزيد المر عجبا أن من هذه الدور تعلن أن من أهدافها نشر وإحياء التراث والفكر السلمي ونو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فلهذا ل تعجب إذا كنت ل ترى البركة الرجوة ‪ ،‬فقد جاء ف الديث ((‪ ...‬فإن صدقا وبينا بورك‬
‫لما ف بيعهما وإن كتما وكذبا مقت بركة بيعهما )) أخرجه البخاري وغيه‪.‬‬
‫‪ )4‬ث تأولت لعل الية لطبعه ف طرق باب العلماء والدعاة ومراكز البحوث السلمية والامعات‬
‫السلمية والمعيات اليية ‪ ،‬فاستخرت على مراسلتهم(‪ )1‬ول يصلن أي رد إل من مؤسسة الشيخ ابن‬
‫عثيمي رحه ال رحة واسعة (( مؤسسة الشيخ ابن عثيمي اليية )) ‪ ،‬وكان مضمون الرد أنا تعتذر‬
‫لسباب وجيهة جدا يطول ذكرها‪ ،‬فدعوت لم بظهر الغيب على هذا الهتمام والتجاوب مع الرسالة ‪،‬‬
‫فما ظلم من شابه أباه‪.‬‬
‫وكذلك عادت رسائل ل تصل إل أصحابا‪ ،‬وكذلك أيضا عادت رسالة ‪– ،‬غي مقروءة‪ -‬أي ل يتكرم‬
‫صاحبها حت باستلمها فعل َم هذا الكب بال عليكم ؟! فلعله عرف السم من خلل الراسلت السابقة‪.‬‬
‫ث تأولت ذلك الصرف لعل الية ف نشره ف الواقع السلمية فاستخرت ‪ ،‬وكان ال‬ ‫‪)5‬‬

‫يصرف عن ذلك المر من غي مراسلة ‪ .‬وكذلك كنت من قبل ذلك وأثناء تلك الفترة‬
‫أستخي على إرسال بقية الكتب الذي تقدم ذكرها ف القصة الول ‪ ،‬فسبحان علم‬
‫الغيوب‪.‬‬
‫ث تأولت لعل الية ف جائزة مكتب التربية العرب لدول الليج ‪ ،‬وكنت قد رأيتها من‬ ‫‪)6‬‬

‫هـ((‬ ‫((‪ 28‬شعبان ‪1429‬‬ ‫سابق ‪ ،‬ولكن ل أراسلهم لبعد آخر وقت لقبول طلبات الترشيح‬
‫))‪ ،‬فاستخرت فراسلتهم وجاء رد ((شكرا لك على اهتمامك بالائزة‬ ‫((‪ 30‬يوليو ‪2008‬م‬

‫‪.‬والائزة مصصة للمجالت التربوية ويظهر أن البحوث الت ذكرتا ليست ف هذا‬
‫الجال )) ‪.‬فجزاهم ال خيا على هذا الهتمام وسرعة الرد‪.‬‬
‫وكنت أظن أن هذا الكتاب بالذات قد توفرت فيه الشروط ومعظم مالت موضوع الائزة‪،‬حيث تنح‬
‫الائزة ف الجالت التية‪:‬‬
‫التجارب والشروعات ‪.‬‬

‫‪) (1‬وكانت بعنوان‪ (( :‬إبــــراء ذمــــة مـــــن بحــث مـــهــــم ))‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫البحوث والدراسـات ‪.‬‬
‫التأليـف والنـشـر ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وكان النسان جهولً!‬
‫‪ )1‬بعد مرور قرابة تسعة أشهر من النتهاء من الكتاب صرت أقول ف نفسي (( أي حكمة يريد ال‬
‫يقضيها بعد أن استخرت ف كل وسيلة مكن تطر على البال ول تتيسر ))‪.‬‬
‫ث ألمن ال فكرة أخرى ‪ ،‬وهي ‪ :‬لاذا ل أنتقي مموعة من السائل وأعيد تنسيقها وأقوم بتوزيعها‬
‫على هيئة سلسل‪ ،‬وكانت كل سلسلة عبارة عن ملزمة ورقية مستقلة‪ .‬وهي كالتال‪:‬‬
‫السلسلة الول ‪ :‬كاشف نفسك ! لمــــاذا ل تستخي ؟‬ ‫•‬

‫السلسلة الثانية ‪ :‬كاشف نفسك ؟ لمــــــــاذا تستخي قليلً ؟‬ ‫•‬

‫السلسلة الثالثة ‪ :‬صـلة الستخـارة‪ ...‬كيف تـتـقـنها ؟‬ ‫•‬

‫السلسلة الرابعة ‪ :‬صلة الستخارة وأثرها ف صلح البال وتطوير الذات والتقان‬ ‫•‬

‫والبداع(‪.)1‬‬
‫‪ )2‬بعد أقل من شهر ألمن ال فكرة أن أسعى لنشرها من خلل الواقع السلمية والعلماء والدعاة‬
‫وكانوا قرابة الائة‪ ، -‬فاستخرت ال وكتبت رسالة بذا الصوص ‪ ،‬وكنت قد استخرت على أن أذكرها‬
‫بنصها وكذلك استخرت أن أذكر نص رسائل( طلب التقدي) و((طلب طباعة الكتاب‪ -‬إبراء ذمة من‬
‫بث مهم ‪ ))-‬ف هذا الكتاب( السلسلة الامسة)‪ ،‬فتيسرت هذه وتعسرت البقية ث تأولت أن‬
‫الكمة من تيسي ذكر نص هذه الرسالة ‪ ،‬لهيتها وعلقتها بالبواب القادمة وخصوصا باب ( لظة‬
‫صدق كانت سببا‪.)..‬‬
‫‪ )3‬نص الرسالة ‪-- :‬الصفحة التالية ‪--‬‬

‫‪) (1‬من باب الديانة والمانة العلمية في النقل فهذه السلسلة لم أتمكن من توزيعها محليا ً على‬
‫هيئة سلسلة ورقية لتسارع الحداث وكانت كغيرها بحاجة إلـى إعادة تنسيق خـاص لتناسب‬
‫التوزيع على هيئة سلسل ورقية ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الســـــادة الفاضـــــل‪ :‬العلماء والدعاة والمواقـــــع الســـــلمية‬


‫شكر ال سعيكم‬
‫السلم عليكم ورحمة ال ‪..‬‬

‫المد ل رب العالي والصلة والسلم على أكرم الرسلي وعلى آله وصحبه أجعي ‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫الموضوع ‪ /‬مــن يـبلـغ عــن عـبد آيـة ؟ !‬

‫ف البدء لزاما علي أن أشكر جهودكم الطيبة ‪ ،‬واسحوا ل بالتال ‪:‬‬


‫‪ )1‬كم يثلج الصدر أن نسمع كثيا السادة العلماء والدعاة الفاضل ـ بارك ال بم وبعلمهم ـ بأن الدعوة‬
‫إل ال ليست حكرا على فئة من السلمي ‪ ،‬بل هي واجب على كل مسلم بقدر استطاعته ؛ وهذا مـا‬
‫شجـعن على أن أبعث هذه الرسالة ـ بعد الستخارة ـ لعل ال يـبـــــــــــلغ‬
‫عن عبده ‪.‬‬
‫‪ )2‬إذا مـنّ ال على عبد فحبب إليه عبادة وعلق قلبه با وفتـح عليه من إسرارها وصارت كتابـا ( صلة‬
‫الستخارة ‪..‬كيف تتقنها لتعبد ال على بصية(‪ )1‬وتدد إيانك ؟!) ؛ لـزمه السعي بـقوة لتبليغها‬
‫ونشرها ‪ ،‬وأن ل يجل من كونه مغمورا أو غيها من المور الثبطة الكثية فزكاة النعم شكرها ببذلا‬
‫‪.‬‬
‫‪ )3‬ث لكمة يريد أن يقضيها علم الغيوب سبحانه عــز على العبد أن يرجه للناس ككتاب ولو أن‬
‫يكون وقفا ل راجع موقع‪(( :‬وقفنا))‪. )) http://www.waqfuna.com ((..‬‬
‫‪ )4‬ث لا كان أن عقيدتنا ترم اليأس من روح ال استخار ال على طريقة أخرى لتبليغها للناس‪ ،‬وهي أن‬
‫اختار من الكتاب سلسلة من الواضيع رأى أنا الهم من الناحية العملية ‪،‬فجعلها مستقلة بذاتا بيث ل‬
‫تتأثر بكونا مستخرجها من الكتاب ـ كما هو موضح ف عنوان السلسة الرفقة ـ وذلك ليسهل تداولا‬
‫حسب حاجة وذوق كل قارئ لا يناسبه ‪.‬‬
‫‪ )5‬نظرا لصعوبة إرسال جيع السلسل ؛ فمرفق مع هذه الرسالة ‪ ،‬السلسة الثانية وهي ‪(( :‬كاشف نفسك‬
‫‪ ..‬لاذا تستخي قليلً ؟ )) فإن أعجبتكم تفضلتم بنشرها ف موقعكم أو تصويرها وتوزيعها حسب ماترونه‬
‫مناسبا وإن رغبتم بالسلسل الخرى فسوف يتم إرسالا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫وأرجو العذرة إن حصل قصور فخبت ف النت ومراسلة الواقع وطرق تعاملها قليلة ‪.‬وجزاكم ال خيا ‪.‬‬
‫والسلم عليكم ورحة ال ‪.‬‬
‫اللهم فهذه غاية قدرتي فأرني قدرتك واجعل أفئدة من الناس‬
‫تهوي إليها وأرني ثوابها في الدنيا والخرة ‪ .‬اللهم إن كنت قد بلغت‬
‫فاشهد واشهد على من يحجبها عن أهلها ‪.‬‬

‫تصويب ‪:‬حصل خطأ فهذه الجملة ليست من اسم الكتاب ‪ ،‬بل في كتاب (إخلص النية‪ ،)..‬فأبقيتها كما هي‬ ‫‪)1‬‬
‫واكتفيت بهذا التصويب ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫سند بن علي بن أحمد البيضاني‬
‫ملحظة ‪ :‬معذرة ل يوجد رابط للمرفقات(‪. )1‬‬
‫انتهى نص الرسالة‬
‫‪ )4‬وكالعادة ل يصلن أي رد إل من موقع صيد الفوائد فقد نشرها من أول سلسلة وف نفس‬
‫اليوم أو اليوم التال ث أرسلت لم بقية السلسل وهي موجودة بعنوان (( سلسلة مسائل‬
‫مهمة ف صلة الستخارة ))‪.‬‬
‫أسئلة إيمانية لمكاشفة أنفسنا‪.‬‬
‫هل هذه الرسالة ركيكة العن بيث ل ترك قلب مسلم فضلً عن موقع إسلمي أو عال أو داعية ؟ فإن‬
‫كان غي ذلك ‪ ،‬فأين الخلل ؟ ومن للمسلم الذي يبعث برسالة ول يسن البيان ؟ول يسن‬
‫إتقان لوازم الستخارة ؟ وهل يصعب إرسال رسالة بكلمة نعتذر؟ وهل هناك من يعلم أن السكوت‬
‫أعظم إيلما ؟‬
‫• اعتذار‬
‫كنت قد ذكرت ف (صلة الستخارة‪ ..‬وتطوير وتحقيق الذات) بأنه ل يصلن أي رد إل‬
‫من موقع صيد الفوائد ولكن فيما بعد لظت(‪ )2‬ف صندوق الوارد جاء رد من الدكتور صلح سلطان‬
‫قبل إرسال الكتاب إل موقع صيد الفوائد ‪ ،‬ويبن ‪ ..(( :‬ل أستطع قراءة الرسالة لا هي عليه من‬
‫حالة من الرقام ‪ ..‬يكنك إرسالا مرة أخرى على شكل ملف ارتباط ‪،)).. word‬فـجزاه ال خيا‪.‬‬
‫• تنويه‬
‫وكذلك جاء رد(‪ )3‬من ( مـوقع السلـم ) بعد إرسال الكتاب ويبن ‪ ..(( :‬بأن الرسالة وصلت‬
‫ويأمل من إعادة إرسال الادة لراجعتها والنظر ف نشرها ف موقع السلم ‪ ، ))..‬فبعثت السلسل الثلث‬
‫الول والسلسلة الرابعة العدلة (صلة الستخارة‪ ..‬وتطوير وتقيق الذات) ف نفس الليلة الت وصلت‬
‫فيه‪ ،‬وكانت بعد يوم من إرسالا إل ‪ ،‬ث جاء منه رد يقول‪.. ((:‬وصلت الرفقات واطلعت عليها فرأيت‬
‫فيها جهدا طيبا وعلما نافعا؛ولكن ل يتضح ل طلبك من موقع السلم بصوصها ؟ هل هو النشر‬

‫‪ ) 1‬هذه الملحظة كانت للمواقع التي ليس فيها بريد مستقل للمرفقات ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ولعلي لم ألحظها من كثرة الرسائل العائدة‪ 42 -‬رسالة‪ -‬ومنها مكرر؛ لنها بُعثـت أكثر من‬
‫مرة للتأكد ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬في تاريخ ‪8/12/1428‬هـ الموافق ‪17/12/2007‬م ‪،‬أي بعد ( ‪ )17‬يوما من تلك الرسالة التي كانت‬
‫عبر الموقع و بدون مرفقات ‪ ،‬وكنت حينها قد شرعت في كتابة القصة الثانية ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اللكترون ؟ وهل نشرت سابقا ف صيد الفوائد أو غيه ؟بانتظار ردك ‪.‬والسلم عليكم ))‪.‬فجزاه ال‬
‫خيا على هذا الهتمام والثناء ‪.‬‬
‫ث كتبت إليه‪ ..((:‬يسرن نشرها ف موقعكم ف قائمة الكتب ‪ ،‬كل سلسلة لوحدها برابط مستقل أو‬
‫حسب ما ترونه مناسبا ‪ ،‬وكان موقع صيد الفوائد قد نشرها ف نفس اليوم وكنت قد ذكرت ذلك فـي‬
‫( صلة الستخارة وتطوير وتقيق الذات) ث لا وصل ردكم ‪ ،‬ذكرت ذلك ف ( هذه قصت مع صلة‬
‫الستخارة منذ عشرين عاما وما زالت أحداثها مستمرة‪.)) ..‬‬
‫وإل اليوم (‪12/1428/ 23‬هـ) الوافق ( ‪1/2008 / 1‬م) ل تنشر‪ ،‬وهو اليوم الذي بعثت فيه هذه‬
‫القصة إل موقع صيد الفوائد ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬لحظة صدق من مكاشفة النفس كانت سببا لـ ‪...‬‬


‫(‪)1‬‬

‫بعد أن كتبت تلك الرسالة(( من يبلغ عن عبد أية)) وأثناء مراجعة صيغتها النهائية شعرت برهبة‬
‫وضيق ف الصدر من إرسالا ‪ ،‬وذلك‪:‬‬
‫• قد يساء فهمها‪.‬‬
‫• عاد سريعا شريط ذكريات الاضي لكل تلك السنوات من الراسلت وخصوصا‬
‫الرسائل الخية لكتاب صلة الستخارة‪.‬‬
‫فقلت ف نفسي هذه من علمات الصرف ‪ ،‬ث قلت‪ :‬لاذا تادع نفسك وأنت تعلم السبب(‪ )2‬القيقي؟ ث‬
‫قلت ‪ (( :‬يا رب أن نيت ل تفى عليك‪ ،‬ولقد وصلن القول وما هذا بصرف ولكن ضعفت ‪ ،‬وعزت‬
‫علي نفسي وقل ماء وجهي من كثرة ما عرضت نفسي على الناس ‪ ،‬فاجعلن ف حل من هذه الستخارة‬
‫))‪ .‬أو بكلم نوه‪ .‬ولكنه ل إراديا ‪ .‬ولكن أقوله وأنا أتذكر كل ما كنت قد كتبته ف الكتاب عن لوازم‬
‫الستخارة‪.‬‬
‫فانمرت الدموع ول استطع الدعاء‪ ،‬وما هي إل ثوان معدودة ‪ ،‬فإذا بـي أشعر بطاقة عجيبة ومعونة‬
‫ربانية ول إراديا وجدت نفسي أكتب ذلك الدعاء الوجود ف ناية الرسالة‪.‬‬
‫‪ ‬سؤال إيماني ‪:‬‬
‫ما هو السبب الذي سلب الرادة وجعلن أقول ما قلته ف نفسي ؟ أليس لحظة صدق من مكاشفة‬
‫‪) (1‬راجع السلسلة الولى والثانية " أصول مكاشفة النفس"‪.‬‬
‫‪) (2‬راجع الكتاب‪ /‬الفصل الثاني‪-‬حتى تتقنها‪ /‬المسألة الولى أهمية فقه تسلسل السباب‬
‫والنتائج‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫النفس؟ فهذا هو المفتاح الول لن أراد أن يصدق مع ال‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫خامسا‪ :‬ول الحكمة البالغة‬
‫‪ )1‬بعد أن قام موقع صيد الفوائد‪ -‬بارك ال به‪ -‬بنشر تلك السلسل ورأيت إقبالً عليها(‪ ،)1‬قلت الن‬
‫المر قد نضج(‪ ،)2‬الرسال الكتاب كاملً‪ ،‬فاستخرت ث استخرت على استشارة أحد الحباب‬
‫الختصي ف مثل هذه المور ‪ ،‬بأيهما أفضل‪:‬‬
‫أ) هل من الفضل بعد ذلك إرسال الكتاب كامل بيئته الكتوبة ؟ ليضاف إل السلسل ‪ ،‬لنا ليست‬
‫مرتبة حسب الكتاب ؛ فالسلسل تتوي على الانب العملي لهم المور الت أظن بأن القارئ متاج‬
‫إليها وليس فيها كثي من السائل العلمية كما هو موضح ف خلفية الكتاب ‪،‬وحت تعينون على الفضل‬
‫أرفقت فهارس الكتاب ‪.‬‬
‫ب) أم أجعل كل الكتاب على هيئة سلسل لعله يكون أنفع لعظم الذواق ؟؛ لن معظم الناس‬
‫يبون الوجبات السريعة ول ييدون القراءة البداعية ‪.‬‬
‫ج) أم يتم الكتفاء بالسلسل الربع ؟ ؛ لنا من أهم المور العملية الت قد يتاجها القارئ ‪.‬‬
‫‪ )2‬ث أشار بأنه من الفضل أن يكون الكتاب كاملً‪ ،‬فانشرح صدري لذلك ‪ ،‬واجتهدت لعادة تنسيقه‬
‫وتلوينه با يناسب عرضه ف النترنت؛ لنه كان معدا لدور النشر‪ ،‬ث بعد عدة أيام وقد أصبح شبه جاهز‬
‫شعرت بشعور غريب بأن أتعجل بإرساله الليلة(‪ )3‬بعد إناز ما تبقى وف تقديري البشري لن يأخذ أكثر‬
‫من ساعتي‪.‬‬
‫‪ )3‬وف الغرب استخرت على إرساله تلك الليلة مع أن قد استخرت من قبل على إرساله‪ .‬ولكن‬
‫ليطمئن قلب من ذلك الشعور والذي ظاهره يبدو من التيسي ‪ ،‬ولكنه ف القيقة شعور ل اعتاد عليه من‬
‫قبل وبعد الستخارة حصل التـــــــــــــي‪:‬‬
‫أ) بعد خروجي من السجد قابلت شخصا؛ فأخبن أن اليات القرآنية الت ف السلسل بعد تنيلها‬
‫من موقع صيد الفوائد تظهر على هيئة رموز‪ ،‬وعرفت السبب وقد ذكرته ف (صلة الستخارة وتطوير‬
‫وتقيق الذات)‪.‬‬
‫ب) بعد صلة العشاء أسرعت لناز ما تبقى لرساله ف تلك الليلة ‪ ،‬وأثناء كتابة الرسالة الت سوف‬

‫في أقل من أسبوعين تم تحميلها أكثر من (‪ )4000‬مرة ‪ ،‬ثم انخفض بشدة بمعدل يومي (‬ ‫‪) (1‬‬
‫‪ )25‬مرة ‪ ،‬بعد أن انتقل من قائمة الكتب الجديدة إلى التصنيف الخاص به‪.‬‬
‫انظر السلسلة الثالثة ‪ :‬القرائن الدالة على الصرف‪ ،‬وكذلك السلسلة الولى ( قصة هذه‬ ‫‪) (2‬‬
‫السلسل) ‪.‬‬
‫وكان هذا له ما يبرره من أفكار تعليلية خطرت على بالي‪.‬‬ ‫‪) (3‬‬
‫‪28‬‬
‫أرفقها مع الكتاب ‪ ،‬فجأة إذا بستند الرسالة ((الوورد)) يتغي وتظهر به رموز ونقاط كثية يصعب معها‬
‫الستمرار ‪ ،‬فاجتهدت ف إصلحه ‪ ،‬ث رأيت كل شيء مكتوب على الورد با فيه الكتاب‪ ،‬قد حصل له‬
‫نفس ذلك‪.‬ث وجدت ف الهاز فيوسات فأزلتها واستمر ذلك إل ما بعد منتصف الليل‪ ،‬وبقي اللل‬
‫موجودا ف (الوورد) ‪ ،‬فعزمت أن ل أرسلها تلك الليلة‪ ،‬ث خطرت ل فكرة لو هدان ال إليها منذ‬
‫البداية لكان كل شيء على ما يرام ف خس دقائق ‪ ،‬لقد عملت استعادة نظام لهاز الكمبيوتر‪.‬‬
‫فمن هذا بال عليكم الذي صرف عن هذا المر وصرف هذا المر عن بذه الطريقة ؟ ومن هذا‬
‫الذي حجب عن طريقة إصلحه ؟ أليس علم الغيوب القاهر فوق عباده ‪ .‬ولكن أكثر الناس ل‬
‫يعلمون ‪ ،‬فسبحان الذي ل يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير‪.‬‬
‫ج) وف اليوم التال استخرت على تأخيه لدة أسبوع ؛ حت ل أستخي كل يوم ‪ ،‬فقد كانت هناك أمور‬
‫كثية ينبغي أن أستخي فيها أولً‪ ،‬ولكن الهم أن ذهب عن ذلك الشعور بالستعجال ف إنازه‬
‫وإرساله‪.‬‬
‫د) وف الساء أو اليوم التال كنت أتول ف مكتبة موقع صيد الفوائد فشد انتباهي ف قائمة التصنيف‬
‫العام للكتب قسم بعنوان ‪ ((:‬تطوير الذات والنجاح ))‪ ،‬وكنت من قبل أرسلت سلسلة بذا الوضوع‪،‬‬
‫ولهية هذا الوضوع ف حياة الناس استخرت على إضافة بعض المور الت رأيت أنا مهمة ‪ ،‬لتكون ف‬
‫ذلك الباب ‪ ،‬بعد أن كانت مفية ضمن ((سلسلة مسائل مهمة ف صلة الستخارة )) ف قسم‬
‫التربية‬
‫والسلوك(‪ ،)1‬فأخذَت تلك الضافات والتنقيحات قرابة أسبوع أو أكثر ‪ ،‬ث أرسلتها فتيسر ول‬
‫المد ‪ ،‬وكان بعنوان (( صلة الستخارة وتطوير وتقيق الذات))‪.‬‬
‫هـ ) كنت قد ذكرت ف كتاب (صلة الستخارة وتطوير وتقيق الذات ) بأن سوف أجتهد بإذن ال‬
‫ف إرسال نسخة أخرى من السلسل بعد تعديل الط لليات القرآنية الت كانت تظهر على هيئة رموز ؛‬
‫لنا كانت معدة ببنامج خاص – الصحف العثمان‪ -‬لدور النشر ‪ ،‬وما كنت لعلم الغيب بأن المور‬
‫سوف تصي إل ما صارت إليه‪ ،‬ولكن الية فيما اختاره ال ‪.‬‬
‫وبعد أن أرسلته اجتهدت لكمال ما تبقى من اليات‪ ،‬وف جوف الليل تذكرت وكأن رأيت ف‬
‫‪ ) (1‬وهنا يجدر بي أن أشيد بدقة فقه الذي وضع هذه السلسلة في هذا القسم ولم‬
‫يضعها في قسم العبادات أو نحو ذلك؛ لن صلة الستخارة فيها إعداد وتربية إيمانية‬
‫وسلوك عملي ‪ ،‬أكثر مما هي عبادة محضة ‪ ،‬فهي ليست مجرد ركعتين بدعاء مخصوص‪،‬‬
‫فسبحان من هدى هذا إلى هذا‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫التصنيف العام لقائمة مكتبة صيد الفوائد قسم بعنوان (( قصص )) وف الفجر تأكدت ورأيتـه بعنـوان‬
‫( قصص مؤثرة )‪ ،‬فاستخرت على كتابة هذه القصة ( الثانية) ‪ .‬ث بعثت بالسلسل العدلة أثناء كتابة‬
‫هذه القصة ‪ ،‬فلله المد والنة‪.‬‬
‫سؤال لنفحة إيمانية‪:‬‬
‫من هذا الذي يدبر المر ويصرف القلب ويشغل الستخي بشيء عن شيء بعد الستخارة ليختار له خي‬
‫المرين ف بديل آخر(‪ ،)1‬فسبحان الذي يدبر المر ويفصل اليات وينل كل شيء بقدر معلوم إل‬
‫الوقت العلوم إنه بعبادة خبي بصي‪.‬‬

‫المسألة الرابعة‪ :‬دروس وفـــوائد وعبر وتــأويل‬


‫أولً‪ :‬فقط ! للعلماء وطلبة العلم (( لقد عاد الفيروس ولكنه‬
‫))‬ ‫متطور جداً‬
‫‪ )1‬معلوم أن أهل العلم هم ورثة النبياء ‪ ،‬وكما أن أجرهم عند ال عظيم؛ فإن حسابـهم يكون أشد‬
‫حسب توظيف نيتهم فيما مــنّ ال عليهم به‪ ،‬وهم من الصناف أول ما تسعر بم جهنم وهذا يعل‬
‫المر خطيا جدا وبالتال ينبغي أن يكون ههم الكب الطمئنان على إخلص النية‪.‬‬
‫‪ )2‬يصي الخلص عزيزا كلما كان نوع العلم أكثر شرفا ‪ ،‬وكان ف غي العبادات الحضة عملً ‪،‬‬
‫وأشرف هذه العلوم على الطلق هو العلم الشرعي ‪ ،‬فلهذا قال يزيد بن هارون‪ (( :‬مـا عزت‬
‫النية ف الديث إل لشرفه))(‪.)2‬‬
‫‪ )3‬هناك نظريات(‪ )3‬غربية حاولت تفسر دوافع النسان إل العمل والنتاج مثل‪:‬‬
‫أ) نظرية الحتياجات النسانية لـ (( ماسلو ))‪:‬‬
‫الذات ‪ ،‬التقدير‪،‬‬ ‫تحقيق‬ ‫(( إن النسان يتحر ك لشباع خس حاجات رئيسية لديه هـي ‪:‬‬
‫الحتياجات الجتماعية‪ ،‬المن والسلمة‪ ،‬والحتياجات الفيزيولوجية‪ .‬ويتم إشباع هذه الاجات على‬
‫مراحل بيث يندفع الفرد لشباع إحداها فإذا فرغ منها وأشبعها انصرف إل الثانية وهكذا ))‪.‬‬
‫ب ) نظرية التوازن لـ‪(( :‬كوفي))‬
‫(( ولصت نظريته ف أربع احتياجات هي الروح والعقل والسد والعاطفة‪ .‬ويؤكد كوف على ضرورة‬

‫‪ ) (1‬لمزيد من الفائدة انظر السلسلة الثالثة " كيف تتقنها؟" وخصوصا ً باب قرائن‬
‫الصرف‪ /‬ظهور أفكار جديدة‪.‬‬
‫‪") (2‬سير أعلم النبلء‪/‬م ‪ "18/285‬الذهبي‪ .‬وهذا طبعا ً في عصرهم‪.‬‬
‫‪) (3‬عن مقالة للدكتور طارق السويدان في موقعه بعنوان " كيف نحفز التباع"‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫إحداث التوازن ف تلبية تلك الحتياجات تت شعار أن أعيش وأحب وأتعلم وأترك ورائي أثرا طيبا ))‪.‬‬
‫والفتاح الساسي لشباع هذه الاجات هو التوازن والتفاعل وإعطاء كل ذي حق حقه‪ .‬كما يذكر‬
‫كوف أن لدى النسان قدرات أربع هي‪ :‬إدراك الذات "قوة الشخصية"‪ ،‬الضمي الي "قوة اليان"‪،‬‬
‫الدارة الستقلة "قوة الستجابة"‪ ،‬اليال البدع "قوة العقل" وأن التوازن مطلوب لا أيضا‪ .‬أهـ‬
‫‪ )4‬إذا عدنا إل آثار السلف وتاربم وكاشفنا أنفسنا(‪ ،)1‬ث عملنا مقارنة مع هذه النظريات لوجدناها‬
‫تتفق ف قليل أو كثي مع القيقة ‪ ،‬فقد جاء عن كثي من السلف ‪ y‬مثل(‪(( : )2‬سفيان الثوري‪ ،‬ماهد‪،‬‬
‫ساك‪ ،‬حبيب بن أب ثابت‪ ،‬هشام الدستوائي )) قالـوا‪ (( :‬طلبنا هذا الشأن ومالنا فيه من نية ث رزقنا‬
‫ال النية من بعد ))‪.‬‬
‫قال المام الذهب‪" :‬سي أعلم النبلء ‪"7/17/‬‬
‫(( قلت‪ :‬نعم يطلبه أو ًل والاصل له حب العلم وإزالة الهل عنه وحب الوظائف ونو ذلك ‪ ،‬ول‬
‫يكن علم وجوب الخلص فيه ول صدق نية فإذا علم حاسب نفسه وخاف من وبال قصده فتجيئه‬
‫النية))‪.‬‬
‫وقال ف موضع آخر( ‪ - )7/152‬بعد أن ذكر أصناف الذين طلبوا العلم‪:-‬‬
‫(( فخلف من بعدهم خلف بأن نقصهم ف العلم والعمل وتلهم قوم انتموا إل العلم ف الظاهر ول يتقنوا‬
‫منه سوى نزر يسي أو هوا به أنم علماء فضلء ول يدر ف أذهانم قط أنم يتقربون إل ال لنم ما رأوا‬
‫شيخا يقتدى به ف العلم فصاروا هجا رعاعا‪.))....‬‬
‫ويبدو أن نفس الفيوس قد عاد بطور جديد ول نتمكن من اكتشافه‪ ...‬وقد شخص سببه المام الشافعي‬
‫وغيه حينما قال‪ ( :‬ل يعرف الرياء إل ملص ) وذلك لكثرة مراقبة وماسبة ومكاشفة الخلص‬
‫لنيته‪.‬‬
‫وقال المام سفيان الثوري ‪ ( :‬كانوا يتعلمون النية للعمل كما تـتـعلمون الكلم )‪.‬‬
‫معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغـي أو تغـيـي أو إصلح ‪،‬وما الوسائل إل عوامل مساعدة‬ ‫‪)5‬‬
‫ليس إل‪ ،‬فبندقية بيد رام خي من صاروخ بيد من ل يعرف استعماله ‪ ،‬ولطالا كان الم الكب عند‬
‫الصالي من أهل الورع والتقوى الطمئنان على إخلص النية لا لـا من بركة وأثر‬
‫عظيم ومتعد ف الدنيا قبل الخرة ‪ ،‬ولقد سئل حـمدون بن أحـمد ‪ (( :‬ما بال كلم السلف أنفع من‬

‫‪) (1‬انظر السلسلة الولى أو الثانية ‪" :‬أصول مكاشفة النفس"‪.‬‬


‫‪ ") (2‬العلل ومعرفة الرجال ‪" ، "3/235/‬حليلة الولياء ‪" ،6/367 ،5/285/‬سير أعلم النبلء ‪" ،4/455/‬‬
‫‪."7/152" ، "7/17‬‬
‫‪31‬‬
‫كلمنـا ؟)) فقــال‪ (( :‬لنـهم تكلموا لعز ال وناة النفوس ورضا الرحن ‪ ،‬ونن نتكلم‬
‫لعز النفوس وطرب الدنيا ورضا اللق )) ‪.‬‬
‫وف هذا العصر إذا تأملنا واقع الدخلت(‪ )1‬والخرجات الدعوية والت لا قرابة ( ‪ )70‬عاما‪ ،‬ث عملنا‬
‫مقارنـة سريعة بي هذه الدخلت والخرجات الدعوية اليوم وبي الدخلت والخرجات للسلف ‪y‬‬

‫لوجدنـا العجب العجاب ولتفطر القلب حزنا وألـا ما يراه ‪ ،‬فالدخلت قديـما كانت متواضعة جدا‬
‫مقارنة مع مدخلت اليوم ‪ ،‬ولكن مرجاتـها كانت عظيمة ‪ ،‬وهنا يبز سؤال مهم‬
‫أيـــــــــــــــــــــــن الخلل؟ ‪ :‬هل ف العالـــــم(‪ )2‬؟ أو طالب العلم‬
‫؟ أم كليهما ؟ أم ‪ ، ..‬فالول سبحانه ل يبارك بعمل الخرة من أجل الدنيا‪ ،‬ول بعمل الخرة باسم‬
‫الخرة ولكن يبارك بعمل الخرة لجل الخرة ‪ ،‬وقد يبارك بعمل الدنيا لجل الدنيا لنه صــــدق‪،‬‬
‫ولن تد لسنة ال تبديل‪ .‬فالبكة ف الدعوة علمة مهمة من علمات الخلص الكثية والذي يب‬
‫أن ل يغيب طرفــة عــي عن كـل داعية عند كل عمل صغر أم كب والكلم هنا يص ورثة‬
‫النبياء وأتباعهم – طلبة العلم ‪.-‬‬
‫‪ )6‬إذا كان طالب العلم يعتقد بأن كل إنسان ميسر لا خلق له ‪ ،‬ويعتقد أنه ميسر لسلك طريق الدعوة‬
‫ويد ذاته فيها دون مراقبة ومكاشفة لنيته ف كل عمل صغر أم كب ‪ ،‬فلن يستطيع بعد ذلك اكتشاف‬
‫هذا الفيوس الذي تطور مع مر العصور من خلل تلك الدوافع الت تقدم ذكرها ‪ ،‬وكذلك ضعف أو‬
‫عدم وجود القدوة‪.‬‬
‫• أسئلة إيمانية لمكاشفة النفس ونقد الذات( هيا بنا نؤمن‬
‫ساعة)‪:‬‬
‫أ) هل سعت اليوم بأن عالا ًقال ‪:‬طلبت العلم بنية غي خالصة ل ث رزقن إياها ؟ وإن ل تسمع فلماذا؟‬
‫ولاذا لمـا اكتشف السلف هذا الفيوس أخبونا به ؟ ولاذا ل يبنا به اللف؟ هل سبب ذلك أننا‬
‫أحسن إخلصا من السلف؟أم هي الصلحة والفسدة(‪ )3‬الت أفسدت الدين ف أحيان قليلة أو كثية ‪،‬‬
‫وأصلحت احتياجاتنا ودوافعنا ‪ ،‬بعد أن أصبحت ف قليل أو كثي من الحيان تقال بدون تقيق دقيق أو‬
‫ضوابط شرعية دقيقة(‪.)4‬‬

‫‪ ) 1‬ويقصد بالمدخلت‪ :‬كثرة انـتشار الوسائل الدعوية من قنوات فضائية و جامعات وكليات‬
‫ومعاهد ومحاضرات ودروس وغيرها من المور الكثيرة المعروفة التي ل تعـد ول تحصى ‪.‬‬
‫والمخرجات ‪ :‬النـتائج والثمار التـي ينبغي ويتوقع جنيها من هـذه المدخلت ‪.‬‬
‫‪ ) 2‬ليس المقصود العلماء المشهود لهم بالخلص والتقوى لمزيد من الفائدة راجع كلم شيخ‬
‫السلم في المتفقهة والصوفية ((مجموع الفتاوى ‪/‬م ‪/20‬ص ‪ .))72‬وما قبلها من الصفحات ‪.‬‬
‫‪) (3‬انظر كتاب" صلة الستخارة وتطوير وتحقيق الذات" مكتبة صيد الفوائد‪.‬‬
‫تكاد تـذكر ‪ ،‬أن المصلحة والمفسدة ل تمنع بيان الحكم‬ ‫ل‬
‫‪ ) (4‬ومن أهم ضوابطها التي‬
‫ولكن قد تمنع تنزيل الحكم ‪ ،‬ومثاله حديث ( لول حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ثم لبنيته‬
‫على أساس إبراهيم ) ‪ ،‬وحديث( بئس أخو العشيرة ) ‪ .‬فكتمان البيان عند الحاجة إليه ل‬
‫يجوز ؛ لنه كتمان للعلم وقد توعد الشارع بوعيد شديد من يفعل ذلك ؛فلهذا ينبغي التفصيل‬
‫‪32‬‬
‫ب) ويبقى السؤال الهم كيف يكن الطمئنان على إخلص النية بدون صلة الستخارة ؟ ‪ ،‬وهذه من‬
‫الشياء الت تؤكد بأن الرسول ‪ r‬ل يستخر ولو مرة واحدة ‪ ،‬مع شدة حرصه على تعليمها لصحابه‬
‫كالسورة من القرآن ‪،‬وذلك لنه ل يتاج للطمأنينة على إخلص نيته فقد عصمه الول سبحانه وتعال‬
‫من كل أنواع الرياء الفي‪ (.‬راجع مسألة ‪ :‬هل استخار الرسول ‪ r‬؟)‪-‬الكتاب الصل‪-‬‬
‫ج) أدعو كل مسلم غيور على دينه أن يسأل كل طالب علم‪ :‬لاذا نرى ثار الخرجات فيكم ل تناسب‬
‫ثار الدخلت؟ وأن يسأل كل طالب علم شيخه نفس السؤال لعل ال إذا علم أنا نريد أن نغي أو نصلح‬
‫ما بأنفسنا ‪ ،‬أحدث لنا بعد ذلك أمرا‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬فوائد تربوية ونفسيه من قصة سلفية‬
‫(‪)1‬‬

‫تقدم مع نا ق صة تلك الرا سلت الكثية‪،‬وله ية م ثل هذه المور وغي ها‪،‬وال ت قد أ صبحت شائ عة ف‬
‫متمعاتنا العربية‪،‬ما يعل بعض الناس يرونا هينة أوقد ل يلقون لا بال‪ .‬ولا لا من أثر سلب على الفرد ث‬
‫الجتمع ؛ أنقل تلك الفوائد التربوية والنفسية كاملة من تلك القصة ؛ لعل ال ينفع با عندما‪،‬فالستفادة‬
‫من الاضي مطلب شرعي‪ ،‬وفيها تسهيل وكسب لكثي من الوقت والهد لتراكم البات‪ ،‬فكيف إذا‬
‫كانت هذه الستفادة من خي جيل أخرج للناس؟ !‬
‫عن ابن عمر ‪ t‬حي تأيّـمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي ‪ ،‬وكان من أصحاب‬
‫رسول ال ‪ e‬فتوفَ ف الدينة ‪.‬‬
‫فقال عمر بن الطاب‪ :‬أتـيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة‪ ،‬فقال‪ :‬سأنظر ف أمري‪ ،‬فلبث‬
‫ليالـي ‪ ،‬ث لقينـي فقال‪ :‬قد بدا ل أن ل أتزوج يومي هذا‪.‬‬
‫قال عمر‪ :‬فلقيت أبا بكر الصديق‪ ،‬فقلت‪ :‬أن شئت زوجتك حفصة بنت عمر‪ ،‬فصمت أبو بكر فلم‬
‫ل شيئا‪ ،‬وكنت أوجد(‪ )2‬عليه من على عثمان‪ ،‬فلبثت ليال‪ .‬ث خطبها رسول ال ‪ e‬فأنكحتها‬
‫يرجع إ ّ‬
‫إياه‪ ،‬فلقينـي أبو بكر فقال ‪ :‬لعلك وجدت عليّ حي عرضت عليّ حفصة‪ ،‬فلم أرجع إليك شيئا ً؟‬
‫قال عمر‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫قال أبو بكر‪ ،‬فإنه ل ينعن أن أرجع إليك فيما عرضت عليً إل أن كنت علمت من رسول ال ‪ e‬قد‬

‫للناس وخصوصا عندما تقع نازلة تقتضي ذلك وما أكثر النوازل اليوم ‪ ،‬وحتى ل يساء الظن‬
‫بورثة النبياء ‪ (.‬انظر فرائد الفوائد ‪ /2/‬باب الخلفة والحكم‪ /‬فوائد بعنوان ‪ ( :‬السلطة والقدرة‬
‫‪ ..‬تعرف على نفسك )‬
‫‪ ) (1‬هذا الباب والفوائد التي فيه كنت قد كتبتها في كتاب( فرائد الفوائد‪ /‬الجزء الثاني‪ /‬باب‬
‫التربية ) منذ أكثر من ثلث سنوات‪ ،‬وقد تقدم الشارة إلى ذلك في القصة الولى ‪ ،‬وما من‬
‫فائدة كتبتها إل باستخارة ‪ ،‬وهاهي اليوم بفضل من الله ومـــنّه تظهر بعض بركة الستخارة‬
‫وأهميتها ‪ ،‬فسبحان الذي قال ‪ " :‬وما كان الله ليطلعكم على الغيب" (آل عمران‪.)179 :‬‬
‫‪ ) (2‬أي أن غضبه على أبي بكر كان أكثر من غضبه على عثمان – رضي الله عنهم أجمعين ‪. -‬‬
‫‪33‬‬
‫ذكرها‪ ، ))3‬فلم أكن أفشي سر رسول ال ‪ ، e‬ولو تركها قبلتها‬
‫‪))4‬‬

‫ففي هذه القصة فوائد تربوية ونفسية نفيسة نبو بـها حسب التــــــــــــــــــــي‪:‬‬
‫‪ )1‬السكوت أكثر إيلمـا‬

‫أن السكوت عن الرد بعد الطلب له وقع مؤل على النفس أقوى من التسويف‪ ،‬والشاهد على ذلك أن‬
‫‪ ،‬فعثمان سوّفَ ف المر‪ ،‬أما أبو بكر سكت عن‬ ‫وجد ف نفسه على أب بكر أكثر عثمان‬ ‫عمر‬
‫الرد‪.‬‬

‫وال سبب النف سي ل ثل هذا اليلم أن صاحب الطلب أو الا جة ل ي د ما يلت مس به العذر لل خر‪،‬‬
‫ح الوضوع سيعتب على أخ يه بقوله‪ (( :‬ما من عه أن يقول ل كذا وكذا طال ا ي ظن بأن له‬
‫وحج ته إن فُتِ َ‬
‫عذرا ))‪.‬‬

‫فلهذا على السلم إذا طلب منه شيء أن يكون صادقا و واضحا‪ ،‬بيث ل يعطي للخرين عليه حجة‬
‫ب سبب سكوته‪ ،‬فم ثل هذا ال سكوت يؤدي إل ال ستياء أو ردة ف عل غ ي شرع ية ‪ ،‬وتكون قد أع نت‬
‫الشيطان على أخيك ‪.‬‬

‫وما ينبغي أن يعلم أن السكوت نوع من أنواع العراض ‪ ،‬وهنا تظهر حكمة أخرى لمر ربان وهو‪:‬‬
‫العراض عن الاهلي ‪ ،‬أههــا‪:‬‬
‫‪ o‬العراض عن الاهل ف معظم الحيان قد يسبب له ألا أكب‬
‫ما إذا رد عليه‪ ،‬ما قد يدفعه إل أن يراجع حساباته مع العباد‬
‫ورب العباد‪.‬‬
‫‪ o‬العراض عـن الاهـل قـد يكون سـببا فـ عدم تييجـه‪ ،‬وهذا‬
‫يعنـ تفيـف مـن شره‪ ،‬وخصـوصا إذا كان عنده قدرة على‬
‫اليذاء ‪.‬‬
‫شبهــة ورد‬

‫قد أسره بأنه يريد أن يتزوجها ‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫أي أنه‬ ‫(‪)3‬‬

‫أخرجه البخاري ‪ (( :‬الفتح ‪ /‬النكاح ‪ /‬باب ‪ / 33‬حديث ‪ / 5122‬م ‪ /9‬ص ‪. )) 176‬‬ ‫‪)4‬‬ ‫(‬
‫‪34‬‬
‫قد يقول قائل‪ :‬إن الرسول ‪ e‬كان يجم على الرد ف بعض المور فكيف التوفيق ؟‬

‫الواب‪:‬‬

‫أ) معلوم شدة حيائه حيث كان أشد حياءً من العذراء ف خدرها ومع هذا كان يعرف من وجهه النكر‬
‫إذا سكت ‪.‬‬
‫ب) معظم تلك الحاديث – إن ل يكن كلها – ل يكن فيها طلب‪ ،‬وهناك فرق بي السكوت عند‬
‫الطلب ‪ ،‬وبي السكوت عند ساع قول منكر‪.‬‬
‫ج ) سكوته يكون أحيانا لنتظار الوحي ‪ ،‬وقد وقع ذلك مع الرأة الت وهبت نفسها له‪.‬‬
‫سكوته أحيانا يكون تفكرا ف جواب يناسب القام‪.))1‬‬ ‫د)‬

‫♦ إضاءة‪(( :‬إذا كان السكوت أكثر إيلما فعلى السلم أن يسن استخدامه حسب نوعية‬
‫الدعو))‪.‬‬

‫‪ )2‬بركة صــــدق المعاملة والشفافية‬

‫الصدق والشفافية الصادقة تنع الشيطان من التحريش بي السلمي وإن كان قد رض َي منهم ذلك وقد‬
‫ظهرت هذا البكة للمسلمي خاصة وللنسانية عامة بأنقى صورها وذلك عندما تفرس أبو بكر الصديق‬
‫وأصر على ذلك‪.‬‬ ‫‪))2‬‬ ‫باستخلف عمر‬
‫وتتمثل الشفافية والصدق من هذا الثر فـــي ‪:‬‬
‫‪ (( :‬وكنت أوجد عليه أكثر من عثمان )) ‪.‬‬ ‫• قول عمر‬
‫وقوله ‪ (( :‬لعلك وجدت عليّ حي عرضت حفصة‬ ‫• ث مبادرة أب بكر لعمر‬
‫)) ‪.‬‬
‫فتصور يا عبد ال‪ :‬لو أن هذه الدرجة العالية من الصدق والشفافية‪))3‬ل تكن بينهما!‬
‫(( انظر الفتح ‪ / /‬النكاح‪ /‬باب ‪ / 50‬حديث ‪ / 5149‬م ‪ / 9‬ص ‪. )) 206‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪(( )2‬المستدرك على الصحيحين ‪ ))2/376/‬للحاكم ‪،‬وقال ‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط‬
‫الصحيحين ولم يخرجاه ‪.‬‬
‫وأقصد بها أن المؤمن مرآة لخيه المؤمن ‪،‬وتتمثل في ‪:‬‬ ‫( ‪)3‬‬
‫أن أبا بكر بادر في إزالة اللبس عندما أح َّ‬
‫س‬ ‫•‬
‫بوجد عمر عليه ‪ .‬وهذا تفرس منه ‪.‬‬
‫لم ينكر عمر ذلك التفرس بل صوبه وكان‬ ‫•‬
‫ً‬
‫شفافيا معه ‪،‬ولم يجعله من سوء الظن أو‬
‫أضغاث أحلم‪ ...‬الخ ‪،‬وهذا عكس ما يفعله اليوم‬
‫الكثير من الناس‪ ،‬حيث إذا وجد على أخيه ثم بادر‬
‫‪35‬‬
‫‪ )3‬أهــمية تبرير المواقـف‬
‫من تلك القصة نرج بفائدة أخرى وهي أهية تبير السلم لواقفه‪ ،‬وأل يترك أخاه تتقاذفه موجات الظن‬
‫الائجة أو حت الادئة‪ ،‬لن عدم التوضيح يؤدي إل الستياء‪ ،‬والستياء يؤدي إل سوء الظن‪ ،‬وسوء‬
‫‪))4‬‬ ‫الظن يؤدي إل سوء الفهم‪ ،‬وسوء الفهم يؤدي إل سوء التفاهم‪ ،‬وسوء التفاهم يؤدي إل سوء اللق‪.‬‬
‫؟‬ ‫من أب بكر أكثر من عثمان‬ ‫سـؤال ‪ :‬لاذا وجد عمر‬
‫‪ o‬الـواب ‪ :‬أليس لن أبا بكر سكت – وقد كان معذورا –‬
‫ول يرجع له قولً ؟ ‪.‬‬
‫‪ ‬تليل لطبيعة البشر‪ :‬من يتأمل النصوص الشرعية يد معظمها معللة ‪،‬‬
‫لن ذلك أقرب إل القبول والقناع‪ ...‬ال ‪ ،‬فإذا كان رب العاليــ –‬
‫وهو الذي يسأل ول يُسئل – يعلل أحكامه حت تكون أقرب إل القبول‬
‫والقناع ‪ ،‬فمـن باب أول وأوجـب أن يــرص السـلم على تعليـل‬
‫مواقفـه ليكون أقرب إل قلوب الناس‪ ،‬وهكذا كان فعلـه ‪. e‬‬
‫‪ )4‬أهمية التماس العذار‬

‫نستفيد من هذا الق صة أهية إلتماس العذار ل ثل هذه الواقف أو ع ند الختلف ون و ذلك‪ ،‬لن الذي‬
‫سكت(‪)1‬قد يكون معذورا شرعا‪ ،‬ولكن الخر ل يعلم ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫الشاهد‪ :‬أن أبا بكر ما سكت إل لن الرسول ‪ e‬قد أسرّه بأنه يريد الزواج من حفصة بنت عمر‬
‫• خطوات عملية وعلمية‪:‬‬

‫الخر لمعرفة السبب وإزالته فقد يحاول الول‬


‫أن يخفي حقيقة شعوره وقد يوصفه بسوء الظن‬
‫والتحسس ‪ ...‬الخ ‪.‬والله المستعان ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أي خصلة من هذه الخصال إذا فقدت ‪،‬ذهبت معها بقية الخصال الخرى ‪،‬وسوف‬
‫نبسط ذلك – بإذن الله – في كتاب بعنوان ‪ (( :‬انتبه الزيغـة الولى – أصناف الناس ‪)) -‬‬
‫سهل الله إكماله وإخراجه ‪.‬‬
‫بعض الفوائد ومنها هذه الفائدة ليست محصورة بإلتماس العذر عند السكوت‬ ‫‪) (1‬‬
‫فقط ‪،‬بل تشمل كل أسباب إلتماس العذار ‪،‬مثل ‪ :‬عند الختلف وما إلى ذلك ‪،‬وإنما‬
‫خصت هذه الكلمة لرتباطها بالقصة الصلية ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫إذا حصل بي اثني مسألة كهذه فلبـد من أحد أمرين ‪:‬‬
‫أ) إما بث ومعرفة السباب مع الخر قبل إصدار حكم أو وصف‪، ....‬حت ل يظن أحدها بأنه قد ظلم‬
‫من أخ يه في صدر حكما في صل قوله إل ال خر في صدر حكما ‪ ...‬وهكذا يك مل الشيطان التحر يش ب ي‬
‫الناس‪.‬‬
‫ب ) أو إلتماس العذر لخيه إل أن يدث ال بعد ذلك أمرا‪.‬‬
‫توجـيه وإرشـاد‪:‬‬
‫‪ .1‬ما يعمله اليوم الكثي من الناس باسم الورع حيث تراه يسكت ث‬
‫يسكت‪ ))2‬وهو يشعر بأنه مظلوم ‪ ،‬فهذا يؤدي غالبا إل الظنون ‪ ،‬ث‬
‫تكون النتيجة أن تأتى قشة فتقصم ظهر التقوى والخوة ‪ ،‬ث عدم‬
‫النصاف والفجور ف الصومة وهذه من صفات النافقي‪.‬‬
‫• النفس حدود تملها مدود‪ ،‬فل تطيل عليها البقاء ف طريق مسدود‪،‬لنا إذا تنفست‬
‫وأخذت حقها أو جزء منه هدأت وسكنت‪ ،‬وقد أباح ال سبحانه وتعال العاملة بالثل‬
‫لنه يعلم حقيقية تركيب النفس البشرية ‪ ،‬فالق تده دائما بي نقيضي وقد يكون‬
‫الفرق بينهما دقيقا جدا فيؤدي إل حكم غي سليم أو ظال بسبب عدم دقة التعريف‬
‫لعن كلمة ما مثل التهور والشجاعة ‪ ،‬والب والذر ‪ ،‬والود والسراف ‪ ،‬وقد بعض‬
‫السلف ( من حفظ التون نال الفنون )‪.‬‬
‫• إلتماس العذار بشكل دائم وبدون مبر شرعي مضبوط ليس من الورع بل من الغفلة‪،‬‬
‫وقد يؤدي على مزيد من الفاسد‪ ،‬فاحرص على ما ينفعك ‪.‬‬

‫♦ إضاءة‬
‫(( إلتماس العذار سلح ذو حدين‪ ،‬والنصوص قد تدم الفريقي ‪ ،‬والمع والتوفيق بينهما أوجب من‬
‫إسقاط أحد الدليلي ))‪.‬‬
‫‪ )5‬أحسن علج لمنع تهدم العلقات‬

‫ون خلفاتهم ‪،‬وما يؤكد ذلك‬


‫‪ ،‬بل كانوا يصف ّ‬ ‫(‪ )2‬هذا المنهج لم يكن يعمله الصحابة‬
‫القصة المتقدمة ‪ ،‬وما وقع بين حذيفة وسلمان الفارسي بخصوص سب الرسول ‪e‬‬
‫لبعض أصحابه ‪ .‬انظر القصة كاملة في سنن أبي داود حديث ‪ / 4659‬باب النهي عن سب‬
‫أصحاب الرسول ‪ . e‬والحديث صحيح ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫ونسـتفيد مـن هذه القصـة علجا قويا وفعالً لنـع تدم العلقات بـل تقويتهـا‪ ،‬وندـ أيضـا أسـلوبا راقيا‬
‫نستفيد منه ف فن التربية وحسن العاملة‪.‬‬
‫• كيـــــــــف ذلـــــــــــــــك ؟‬
‫تصور‪ ))1‬لو حدث لك مثل هذه الادثة أو حصل خلف بينك وبي آخر‪ ،‬ول تبادر بالتعبي عن شعورك‬
‫إل يه أو ل تتفرس لذا التغيي ال في الذي طرأ ف العاملة‪ ،‬فماذا م كن أن تكون النتيجة على الدى البعيد‬
‫إن ل يكن القريب ؟‬
‫إن قـلت ‪ :‬لن أجد عليه ف نفسي‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫قيـل لك ‪ :‬هنيئا لك فقد أصبحت أتقى و أنقى من عمر‬
‫وإن قلت ‪ :‬سأجد عليه ف نفسي‪.‬‬
‫فتبادر ف طرح ما تشعر به ؟‬ ‫قيـل لك ‪ :‬لاذا ل تكون مثل أب بكر‬

‫• خطوات عملية‪:‬‬
‫فحاول أن تتار‬ ‫إذا كنت من الذين ل ييدون فن البادرة الباشرة لل الزمات ‪ ،‬كما فعل أبو بكر‬
‫أحد السلوبين ‪:‬‬
‫‪ .a‬اجعل مبادرتك بأسلوب غي مباشر مثل قولك‪ (( :‬أراك متغيا هذه اليام ))‬
‫ل إل قلبه من لسانه‪.‬‬
‫أو أي عبارة تراها مناسبة‪ ،‬ث حاول أن تد مدخ ً‬
‫أي باحثه من خلل الكلمات الت سيقولا وستجد هنا – بإذن ال – نقطة ضعف منه تستطيع استثمارها‬
‫لعرفة القيقة ‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬قد تكون هذه الطريقة صعبة على الكثيين ولكن الطريقة الثانية أسهل ‪.‬‬
‫‪ .b‬حاول أن تعل بينكما طرفا ثالثا يكون مل ثقة عندكما‪ ،‬فإصلح ذات البي‬
‫شأنه عظيم‪.‬‬

‫• جمع و توفيق‬

‫(‪ )1‬سوف يأتي معنا – بإذن الله – في باب الصول فائدة بعنوان (( على ماذا يبني التصور؟ ))‬
‫فراجعه ‪،‬لنه يفيد في إعطاء فكرة كاملة وواضحة لتقييم المور بشكل أدق ويساعد على ضبط‬
‫المسار وما قد ينتج عنه من نتائج ‪،‬ومثاله أن النسان إذا علم أن الخر بنى حكما ً ما على التصور‬
‫‪،‬فهذا يساعد الطرفين على تفهم المسألة المختلف فيها بل قد يتعداها إلى الحل أو التصحيح ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫مل تلك الطوات إذا كنت ترى أن العدن الذي تتعامل معه كري ‪ ،‬أما إذا كنت ترى أنك تتـعامل مع‬
‫معدن لئيم – فليس هذا هو العلج وليس هنا مال بسطه – وعليك حينها أن تتذكر قول المام الشافعي‬
‫– رحة ال ‪ (( :-‬أظلم الناس لنفسه‪ :‬من تواضع لن ل يكرمه‪ ،‬ورغب ف مودة من ل ينفعه ‪ ،‬وقََبلَ مدح‬
‫من ل يعرفه )) مناقب الشافعي ‪ 1/23‬للبيهقي ‪.‬‬

‫ولكن ل مانع من الحاولة فأنت مأجور ف جيع الحوال إن شاء ال تعال‪.‬‬


‫‪ )6‬كيف تصفـى الخلفات والظنون‬

‫وجدت أن هناك خطوات عملية يكن اتباعها‬ ‫من خلل ما تقدم من فوائد ف قصة أب بكر وعمر‬
‫لتصفية اللفات والظنون ‪ ،‬ولكن ذكرت بشكل متناثر‪ ،‬فخشيت ألَ يسن البعض النتباه لمعها‪،‬‬
‫فلهذا أحببت أن أذكرها هنا بشكل منفرد وموجز لعلها تكون أعظم ثرة‪ ،‬وأسأل ال التوفيق‪.‬‬
‫‪ ‬التعامل بصدق مع الخرين فيه من البكة يغفل عنها الكثيون ولو كان من بركتها إصلح العمال‬
‫لكفى‪ ،‬قال تعال‪:‬‬
‫‪َ ] o‬أيّهَا الّذِي َ‬
‫ن آمَنُواْ اتّقُواْ الّلهَ وَقُولُواْ َقوْلً سَدِيدا ُيصْ ِلحْ َلكُمْ‬
‫[ (‪ ()1‬الحزاب ‪.))71 /‬‬ ‫أَ ْعمَالَكُمْ ‪.‬‬
‫‪ ] o‬إِنّ الّلهَ َل يُصْ ِلحُ َ‬
‫ع َملَ ا ْلمُ ْفسِدِينَ [ ((يونس ‪.))81/‬‬
‫تبير الواقف بقدر الستطاع حت ل يقع ضحية لسوء الظن و‪. ...‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬إذا طُلِبَ منك طلب فل تسكت ول تعرض ‪ ،‬فإن هذا يترك أثرا سلبيا ف نفسية أخيك‪ ،‬ولكن‬
‫وضح موقفك بأحسن الساليب المكنة أو حت تعلّمها‪.‬‬
‫‪ ‬حاول أن تلتمس العذر لخوتك الصالي ‪ ،‬لنم قد يكونون معذورين ولكن بدون إفراط أو تفريط‪،‬‬
‫فل أحد معصوم‪،‬وقلوب العباد ف إصبع الرحن يقلبها كيف ما شاء‪.‬‬
‫‪ ‬بادر إل معرفة السباب عند شعورك بتغي أخيك منك‪.‬‬
‫‪ ‬إذا حصلت مبادرة خي من أخيك أو غيه‪ ،‬فل تلعب بأعصابه وكأنه أمام لغز عظيم‪ ،‬بل كـن‬
‫شجاعا صادقا معه‪ ،‬فالؤمن مرآة الؤمن‪.‬‬
‫إذا ل تستطع البادرة – لي سبب كان – فاطلب الساعدة من تثق بدينه وعقله‪ ،‬طالا وأنك تزعم‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )1‬راجع تفسير هذه الية ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪39‬‬
‫بأنك تبحث عن حق‪.‬‬
‫إذا ل تفلح كل هذه الطوات فاعلم أن ف الناس أبدال ول يأسى على الب إل النساء(‪. )1‬‬ ‫‪‬‬

‫♦ إضــــــــــاءة‪:‬‬
‫صمَ‪ ،‬ول يصدع بالق من هاله غضب الرجال (‪)))2‬‬
‫(( من بالغ ف الصومة ُأِثمَ‪ ،‬ومن قصّر فيها خُ ِ‬

‫ثالثا ‪ :‬هل يجوز السكوت عند تعارض أمرين‬


‫التربية اليدة شيء عزيز وطريقها طويل وتتاج إل صب وسب وحافز مستمر(‪،)3‬فلهذا ل تعجب إن‬
‫رأيت كثيا من السلمي اليوم قد قصروا ف هذا الانب ‪،‬وهنا نذكر حديثا نستفيد منه خصلة من‬
‫خصال التربية اليدة لصنع مستقبل أفضل ‪،‬فالسلم ل يقَر من العروف شيئا ‪.‬‬
‫قال‪ (( :‬إن رسول ال ‪ e‬مر بشاة ميتة فقال هل استمعتم بإهابـها ؟ قالوا‪ :‬إنا حرم‬ ‫فعن ابن عباس‬
‫أكلها(‪.)) )4‬‬
‫كان قد فهم الاضرون قوله تعال ] ُح ّرمَتْ عََليْكُمُ ا ْل َم ْيتَةُ [ أنه شامل لميع أجزائها ف كل حال‪،‬‬
‫فبالتال أشكل عليهم الرشاد الثان‪ ،‬وهو الستفادة من جلودها‪.‬‬
‫قال ابن أب جرة (( الفتح ‪.)) 658/ 9/‬‬
‫(( وفيه مراجعة المام فيما ل يفهم السامع معن ما أمره‪ ،‬كأنم قالوا كيف تأمرنا بالنتفاع با وقد‬
‫حرمت علينا ))‪.‬‬

‫إرشاد ودللة‪:‬‬

‫ي الخلفة ‪،‬والقصة تطول ‪،‬ولكنها أصبحت مثل ً لمن‬


‫عندما ول َ‬ ‫‪ ) 1‬هذه مقولة قالها رجل لعمر‬
‫يرجى عدله ول يرجى منه محبتك ‪.‬‬
‫‪ (( ) 2‬أخبار القضاة ‪ .)) 121 / 3‬ابن شبرمة‪.‬‬
‫‪ ) 3‬أقوى حافز للستمرار ‪:‬‬
‫‪ -‬وجود رؤية واضحة‬ ‫‪i‬‬

‫لنتائج المور بعيدة‬


‫كانت أو قريبة ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود تربية جيدة‬ ‫‪ii‬‬

‫تغرس القيم اليجابية‬


‫منذ الطفولة ‪ ،‬حتى‬
‫تصبح جزءا ً من‬
‫شخصية الفرد ‪ ،‬وهذا‬
‫ما يفعله الغرب منذ‬
‫عقود طويلة ‪.‬‬
‫وجود دافع ديني ‪ ،‬وهذا يساعد سريعا ً للتجاوب اليجابي مع كل جديد مفيد ‪ ،‬وإن لم‬
‫تغرس منذ الصغر وسيرة الصحابة خير شاهد على ذلك ‪.‬‬
‫‪ ) 4‬أخرجه البخاري ‪ (( :‬الفتح ‪ /‬الذبائح ‪/‬باب ‪ / 30‬حديث ‪)) 5531‬‬
‫‪40‬‬
‫نستفيد من الديث وما رافقه من حيثيات إن الشكال إذا حصل بسب تعارض قولي ؛ التـي‪:‬‬
‫وجوب الستفصال حت يعلم الراجح أو القصود‪ ،‬ومن فائدة ذلك منع سوء الظن بأن هناك تناقضا‬
‫من التكلم ‪.‬‬
‫)‬
‫السكوت ف مثل هذه الالت له دللت ينبغي التنبه لا مثل‪ :‬العراض عن العلم أو الق‪ ،‬أو الجل‬
‫‪ ، )1‬أو الوف ‪،‬الرغبة ف إتباع التشابه ‪...‬‬
‫♦ إضاءة‪:‬‬
‫(( اليان قيد الؤمن‪ ،‬والستيضاح من العلم‪ ،‬والعلم من اليان‪ ،‬فاحرص على تقييد نفسك))‬

‫رابعــــــــــا‪ :‬مناقـــــــشــات‬
‫‪ )1‬قد يقول قائل هناك أناس كثيون حصل لم مثلك ‪ ،‬فلماذا هذه الساسية والتكبي للمور؟‬
‫الواب‪:‬‬
‫الصل ف السلم أن يوافق قوله فعله ‪ ،‬فكيف بـن نذر نفسه للدعوة ويعتقد بأنه ميسر لذلك ؟ كما أن‬
‫ل أتدث هنا عن نفسي ‪ ،‬بل عن أمر قد يكون صار ظاهرة ‪.‬ولعل هذا المر مفتاح لي كثي بإذن ال‪.‬‬
‫‪ )2‬وقد يقول قائل ‪ ( :‬إن كثرة الرسائل الواردة والنشغال ف الدعوة ها السبب ) ؟‬
‫الواب‪:‬‬
‫معلوم أن النية تسبق العمل وعلى قدر النية تكون العونة فلهذا تعتب العونة علمة من‬ ‫•‬

‫علمات الخلص الكثية‪.‬‬


‫كيف يكن التوفيق بي عدم رد هؤلء وبي غيهم الذين قاموا بالرد والنشر؟‪.‬‬ ‫•‬

‫كيف يكن التوفيق بي مثل هذا السلوك وبي حديث أنس ‪ t‬قال ‪:‬كانت المة من إماء‬ ‫•‬

‫أهل الدينة لتأخذ بيد الرسول ‪ r‬فتنطلق به حيث شاءت‪( .‬رواه البخاري وغيه)‪.‬‬

‫‪ )3‬يبقى الحتمال الكثر واقعية ف عدة أمور سلبية أهـمــهــا‪:‬‬


‫• ضعف الشعور بالسئولية تاه حقوق السلم ‪.‬‬
‫• ضعف ف الكفاءة من حيث الدارة وتنظيم الوقت بيث يكن الرد ولو بعد‬
‫حي ولكن الهم أن ل تـهمل‪.‬‬
‫أسئلة إيمانية لمكاشفة أنفسنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬هناك فرق بين الخجل والحياء ‪،‬فليتنبه له ‪.‬‬


‫‪41‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫هل مكن نتصور كيف سيكون ردة الفعل إذا حصل كل ذلك لغي متقن للوازم الستخارة‬ ‫•‬

‫؟‪.‬‬
‫هل نن باجة إل مكاشفة نياتنا لعرفة سبب إنشاء مثل تلك الواقع ‪ ،‬وخصوصا الت تت‬ ‫•‬

‫أساء بعينها؟‬
‫ما نية(‪ )2‬من يكتب ف الصفحة الرئيسة لوقع ما‪ ...‬الشرف العام فلن ابن فلن‪.‬‬ ‫•‬

‫كيف يكن الطمئنان على إخلص النية لثل كل هذه المور بدون استخارة(‪.)3‬‬ ‫•‬

‫خامسا ‪ :‬ما تأويلك لتلك الستخارات؟‬


‫‪ )1‬توضيحـــــــــــات مهمة‬
‫أ) قد يظن بعض أو كثي من السلمي أن الستخارة مرد ركعتي بدعاء مصوص ‪ ،‬وهي ليست‬
‫كـذلك ‪ ،‬بل تتاج إل إتقان كالقرآن من خلل العلم النظري والعملي ‪ ،‬ومن هذا التقان حسن الظن‬
‫لقرائن الصرف من حيث‬ ‫(‪) 4‬‬ ‫بال عن اعتقاد جازم‪ ،‬وعلى قدر هذا العتقاد قد يلهم ال الستخي التأويل‬
‫الصوص فيطمئن قلبه وتسكن نفسه ويصلح باله إل هذه الستخارة أو تلك‪.‬وهذا اللهام أيضا قد‬
‫يكون علمة من علمات صدق طلب الية وحسن إتقانا ‪ .‬ولزيد من الفائدة انظر السلسلة الرابعة‪،‬‬
‫أو الرابعة العدلة ( صلة الستخارة وتطوير وتقيق الذات )‪:‬علمات وثار إتقانا‪.‬‬
‫ب) جاءت أحاديث قدسية بروايات متقاربة تبي أهية حسن الظن بال منها‪:‬‬

‫‪) (1‬انظر كتاب" صلة الستخارة كيف تتقنها‪ "...‬مبحث " أعمال قلبية ملزمة للستخارة" ومع‬
‫ذلك راجع قول ابن تيمية وقد تقدم في القصة الولى باب بدء المعاناة النفسية ‪.‬‬
‫‪ ) (2‬تنبيه مهـــم للغـايـة ‪ :‬يجب أن يفهم القصد من خلل كل ما تقدم ‪ ،‬فحسن الظن‬
‫واجب ‪ ،‬فالصل الذي ينبغي أن يظنه المسلم أن نية الموقع أو العالم تعريف الزائر ممن‬
‫يأخذ دينه وعلمه ليطمئن قلبه لهذا الموقع أو ذاك أو هذا العالم أو ذاك ‪،‬إو لمصالح‬
‫شرعية أخرى ‪ ،‬وكذلك ليس المراد تشكيك الناس بنية المواقع أو العلماء ‪ ،‬فالله يؤيد‬
‫هذا الدين بالرجل الفاجر ‪ ،‬فكيف إذا كان موقعا ً إسلميا ً أو عالماً؟ وإنما الهدف من كل‬
‫ذلك‪:‬‬
‫التبيان لكل مسلم بشكل جلي إلى مدى أهمية صلة‬
‫الستخارة‪.‬‬
‫المحاولة في تشخيص بعض المراض الخفية بنوع من الدقة‬
‫ومعرفة أسبابها الحقيقية لعل الله يصـلح بها أعمالنا ويغير‬
‫أوضاعنا ويعيد لنا مجدا ً أضعناه‪.‬‬
‫‪ ) (3‬وإذا قال قائل ‪ :‬العمال المستحبة ل يستخار فيها ‪ ،‬فالجواب باختصار ‪ :‬أن حديثنا‬
‫ليس على العمال المستحبة بل في الطمئنان على إخلص النية ‪ ،‬أو أننا قد صرنا مع‬
‫تطاول المد أخلص وأحسن من السلف فل نحتاج لذلك ‪ ،‬وقد تم ذكر ذلك في أحكام‬
‫الستخارة وفي الكتاب ‪ ،‬ولعل الله ييسر أن أرسله كاملً‪.‬‬
‫‪ ) (4‬أي أن تظن أن حكمة الحكيم سبحانه من الصرف أو التيسير كذا وكذا ‪ ،‬وهذا ما‬
‫يعين المستخير على إتقان العمال القلبية الملزمة للستخارة ‪ ،‬وقد ذكرت في الكتاب‪/‬‬
‫الفصل الثاني‪ /‬حتى تتقنها!‬
‫‪42‬‬
‫((أنا عند ظن عبدي ب ‪ ،‬فليظن ب ماشاء)) رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫((أنا عند ظن عبدي إن ظن خيا فله‪ ،‬وإن ظن شرا فله)) رواه أحد وابن حبان والاكم وإسناده‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ج ) ف هذا الباب سوف أحاول – بإذن ال‪ -‬أن أقرب هذا المر بعدة أسئلة تسهم بإذن ال ف تدريب‬
‫الناوي على إتقانا من خلل تأويل الستخارات الت وردت ف هذه القصة ‪ ،‬وأرجو من الناوي أن‬
‫ييب على السئلة ويراسلن با مهما كان نوع التأويل ‪ ،‬بل ويسعدن ذلك ‪ ،‬للستفادة من بعضنا ‪،‬‬
‫وحت تأخذ الستخارة حقها من التعليم والتعلم(‪.)1‬‬

‫‪ )2‬ما تــــــــأويلــــك فــــــــــــي‪:‬‬


‫أ) عدم تيسي طباعة الكتب الت قبل كتاب ( صلة الستخارة ‪..‬كيف تتقنها لتجدد إيانك !؟) ؟‬
‫ب) عدم تيسي لزيد من التقدي لكتاب (صلة الستخارة‪ )...‬من العلماء الكثر شهرة ف العال العرب‬
‫الذين راسلتهم؟‬
‫ج ) عدم تيسي طباعته على نفقت؟‬
‫د ) عدم تيسي طباعته على نفقة دور النشر؟‬
‫هـ) عدم تيسي طباعته على نفقة أهل الي والعلماء ومراكز البحوث والمعيات والؤسسات اليية؟‬
‫و ) عدم تيسي إكمال كتاب ( إخلص النية‪ ...‬كيف تتقنها لتجدد إيانك‪)..‬؟‬
‫ز ) عدم تيسي ذكر نص الرسائل الت بشأن طلب التقدي وطلب طباعته( إبراء ذمة من بث مهم )؟‬
‫ح ) تيسي ذكر نص الرسالة‪ ( :‬من يبلغ عن عبد آية)؟‬
‫ط) تيسي نشر السلسل الربع ( سلسلة مسائل مهمة ف صلة الستخارة )؟‬
‫ي) تيسي نشر (صلة الستخارة وتطوير الذات ) ثـم ( هذه قصت مع الستخارة‪ )...‬بعد أن‬
‫استشرت وانشرح صدري واجتهدت لرسال الكتاب النسخة الكاملة ‪.‬‬

‫إذا كان اليوم تعلم القرآن يحتاج إلى مدارس وجامعات وعلماء‪ ، ...‬فأين‬ ‫‪) (1‬‬
‫حظ الستخارة اليوم من حديث جابر " كان رسول الله ‪ r‬يعلمنا الستخارة في‬
‫المور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن) ولو بمقدار عشر العشر (‪ ، )%1‬فنحن‬
‫أمام خيارين ‪ ،‬إما أن هذا القياس غير صحيح ؛ لن الستخارة ل تحتاج إلى كل ذلك‬
‫‪ ،‬وإما أن نجتهد لسد هذا النقص حتى نوفي هذه العبادة حقها ونتقنها وننال‬
‫ثمرها ‪ ،‬فهل من مشـمر؟ لمزيد من الفائدة انظر الفصل الثاني المبحث الول ‪/‬‬
‫عناصر عامة لتقانها‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫سادسا ‪ :‬خلصــة لهــــم مقاصد البحث‬
‫بكوننا أمة مأمورة بالتيسر‪ ،‬فمن اليد لي كاتب أن يسلط الضوء ف آخر كتابه على أهم المور الت‬
‫قد تكون تناثرت ف ثنايا بثـه ‪ ،‬ليبقى قصـد البحث ف ذهن القارئ أطول وقت مكن ‪ ،‬وأكب‬
‫قدر مكن ؛ لنه قد يصعب على بعض القراء تديد الدف بالدقة الت كان يرجوها الباحث ‪ ،‬من وراء‬
‫كل ذلك؛ فلهذا سوف أحاول هنا ذكر بعض المور‪:‬‬
‫‪ )1‬يجــــــب على الستخي بشكل خاص حسن الظن بال ؛فمن أسلم عقله ل عن‬
‫طلب ليس كمن ل يسلم عقله ل‪ ،‬ومن هنا يبز دور التوكل والعمل بقتضيات صفات‬
‫الالق سبحانه ‪ ،‬فتوحيد الساء والصفات ليس علما للتصدير فقط ‪ ،‬وليس علما للتفاخر‬
‫والتمايز به على الخرين ‪ ،‬بل هو اعتقاد وعمل به ‪،‬كما هو مقرر عند أهل السنة ‪.‬‬
‫‪ )2‬يجــب الهتمام بكل فكرة جديدة تأت بعد الستخارة ؛ ث الستخارة عليها ‪ ،‬إل أن يتيسر‬
‫المر ببديل آخر أو تصرف بعد ذلك عنه كله ‪ ،‬وهذه المور لا علقة قوية ومهمة بنضوج‬
‫السائل مع مرور الوقت ‪،‬والت ل يعلم صلح وقتها إل علم الغيوب بالوقت العلوم بقـدَر‬
‫وقــدْر معلوم ‪.‬‬
‫‪ )3‬ينبغي النتباه والتمييز بي الشعور(‪ )1‬الغريب الذي قد يقع للمستخي ف بعض الحيان‬
‫ويظن أن ذلك من الصرف أو التيسي‪ ،‬وعادة ما تقوى ملكة التمييز لثل هذا الشعور مع صدق‬
‫طلب الخيرة وكثرة الستخارة وإتقانها‪ ،‬فتمييز قرائن الصرف والتيسي‬
‫مبنية على اللام وقد ت الديث عن ذلك بتفصيل ف الكتاب ف مبحث ((الستخارة وحي هذه‬
‫المة ))‪.‬‬
‫‪ )4‬ينبغي للمستخي النتباه إل تثبيط الشيطان وكيده الضعيف من خلل التخويف ورهبة‬
‫الواقف الت قد تقابل الستخي‪ ،‬وذلك بالتفريق بي لة اللك ولمة الشيطان ‪ ،‬من خلل‬
‫مكاشفة النفس بالباعث والسبب القيقي‪ ،‬وقد تقدم ذكره ف باب‪(:‬لظة صدق ‪.)....‬‬
‫‪ )5‬من الفضل لطلبة العلم عند نصح العامة‪ ،‬بتركهم على فطرتم ف اختيار الدعاء لقضاء‬
‫حوائجهم من الكري النان سبحانه‪ ،‬وأن ل يشددوا بضرورة الدعاء من خلل الصيغ الت‬
‫وردت عن خي البية ‪ ، r‬لن ترك النسان على فطرته ف الدعاء‪ ،‬يساعد على الدعاء بقلب‬
‫خاشع وعقل حاضر وبدون تكلف وهذا بالتال يساعد على التركيز على التضرع والخلص‬

‫‪ ) (1‬وقد تقدم ذكره في باب ( ولله الحكمة البالغة‪ /‬فقرة ‪ 0 ) 2‬راجع مبحث (الستخــــارة‬
‫وحـــــــــــــــــــي هـــــــــــــــذه المــــــــة) ‪ .‬ولعل الله ييسر إرساله قريبا كسلسلة مستقلة أو مع النسخة‬
‫الكاملة من الكتاب ‪ ،‬فالخير كل الخير فيما يختاره علم الغيوب سبحانه فما أعظم وأحكم حكمته ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫ونو ذلك‪ ،‬ما قد يؤدي إل سرعة الجابة والعونة الربانية‪.‬‬
‫ويؤكد ذلك قصة ذلك الرجل الذي سأله الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ..‬فقال له‪(( :‬ما تقول ف‬
‫صلتك؟)) فقال‪(( :‬أتشهد ث أقول اللهم إن أسألك النة وأعوذ بك من النار‪ ،‬أما إن ل أحسن‬
‫دندنـتـك ول دندنة معاذ)) فقال النب صلى ال عليه وسلم‪(( :‬حولها ندندن)) (‪.)1‬‬
‫والشاهد‪ :‬أنه تركه على علمه وفطرته لكمة‪ ،‬وما عسى أن تكون هذه الكمة غي الذي تقدم‬
‫تعليله‪.‬‬
‫‪ )6‬ينبغي للشباب السلم عدم اليأس من واقعنا الخزي والظلم معا‪ ،‬بل عليه الستفادة من فراغه‬
‫وصحته ف الشياء الفيدة ‪ ،‬لتحقيق ذاته ومن ث تصحيح النية بالعلم والعمل‪ ،‬وإذا أراد‬
‫العكس فليس هناك حسب ظن من خلل تربت والواقع أحسن من صلة الستخارة للطمئنان‬
‫على إخلص النية‪.‬‬
‫وقد تكون قصة أو تربة لشاب مفتاحا لتحقيق ذاته ولغيه‪ ،‬ومفتاحا لي عظيم ؛ إذا نشرها‪ ،‬ول‬
‫المد والنة يوجد ف مكتبة موقع صيد الفوائد قسم لذلك‪ ،‬وأظنه يرحب بكل قصة تصل إليه ول‬
‫نزكي على ال أحدا‪.‬‬
‫‪ )7‬إحياء أو تفعيل مبدأ مكافأة الحسن بشكره(‪ )2‬وذكره بعينه‪،‬لـا له من أثر عظيم على‬
‫الفرد والجتمع ‪،‬وقد ل يعلم أثره إل أهل التخصص ؛ ومن ذلك أن جاء ف الديث الصحيح ‪:‬‬
‫• ((ل يشكر ال من ل يشكر الناس)) أخرجه الترمذي وأبو داود وغيها‪،‬‬
‫• ((ومن آتى إليكم معروفا فكافئوه فإن ل تدوا فادعوا له حت تعلموا أن قد‬
‫كافأتوه))‪.‬أخرجه النسائي وأحد والاكم ‪.‬‬
‫‪ )8‬أحياء أو تفعيل(‪ )3‬مبدأ النصح للمقصر والتذكي للمؤمن والتنبيه للغافل والتعليم للجاهل‬
‫وتأهيل غي الكفء ‪ ،‬ونقد ذاتـنا بكل شفافية‪ ،‬فمهما بلغنا من العلم والعمل والخلص فلن‬
‫نكون أحسن من السلف الصال رضوان ال عليهم‪.‬‬

‫‪ ) (1‬أخرجه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم وقد صححه اللباني وغيره‪،‬‬
‫ومعنى كلمة (ندندن)‪ :‬الكلم الذي ل يفهم ‪ .‬قاله أبو بكر ‪ :‬أحـــــــــد رواة الحــــديث‬
‫فــــــــي سنــــــــــــن أبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي داود‪.‬‬
‫و هذه علمة مــهمـــة مـــــن عــــلمــات الخـــــلص الخـــافــيـة فالمؤمن الحق‬ ‫‪)2‬‬
‫شكور ‪.‬وينبغي التفريق بين الشكر والمدح ‪.‬‬
‫‪ ) 3‬وذلك على طريقة ما بال أقوام ما أمكن إلى ذلك سبيلً‪ ،‬وليس على طريقة التشهير‬
‫باسم الجرح والتعديل – بغض النظر عن النية – والذي قطع عرى المحبة بين القائمين‬
‫على الدعوة‪ ،‬ثم ترك أثره السلبي العظيم على المة‪ ،‬ولكن هناك يوم تبلى فيه السرائر‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ومثل هذه المور تعل بإذن ال الخالف للحق ‪ -‬مقصرا كان أو غي ذلك ‪ ،-‬يظن بأنه سيكون‬
‫ف يوم من اليام عرضة للقلم واللسن الصادقة والشامتـة وإن ل يُـذكر اسه بعينه ؛ فالق‬
‫أبلج والباطل لـجلج‪ ،‬وهذا بالطبع ف أقل الحوال‪ ،‬وكل ذلك يعينه بإذن ال على الهتمام‬
‫بقوق السلم وتطوير ذاته إن كان باجة إل ذلك ؛ طالا نذر نفسه أو يعتقد بأنه ميسر للدعوة‪.‬‬
‫‪ )9‬كنت قد ذكرت ف ناية القصة الول ((ولعل للقصة بقية ف كتاب آخر))‪ ،‬وأبـى ال إل أن‬
‫تكون ف هذا الكتاب من خلل الضافات الت استجدت كالقصة الثانية والسلسل الربع‬
‫وصلة الستخارة وتطوير وتقيق الذات‪ ،‬وغيها من السلسل إذا يسر ال ذلك فالي فيما‬
‫يتاره ال ‪.‬‬
‫‪ )10‬لعل فيها شرح تفصيلي لا ت تأصيله ف السلسلة الثالثة (كيف تتقنها ؟)‪ ،‬وبذا يصل إشباع –‬
‫بإذن ال – للمسألة لن أراد ال أن يشرح صدره لتقانا والكثار منها وهذه من حكمة علم‬
‫الغيوب ف نضوج المور وكان ال عليما خبيا‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬ومسك الختام في قصة لطيفة واكتساب خبرة‪..‬‬


‫‪ )1‬هناك إحصائية بأن نسبة المية اللكترونية ( الاسوب والنترنت ) ف الوطن العرب أكثر من‬
‫‪ ،%97‬وأنا واحد من الذين ترروا قريبا من هذه المية‪ ،‬وما زلت أتعلم وأحب أن أتعلم‪.‬‬
‫‪ )2‬كنت عندما أبث عن موضوع ما ف مرك البحث (جوجل )‪ ،‬وأجد ما أبث عنه ؛ أدخل الوقع‬
‫عب الرابط الذي وجده (جوجل ) ‪ ،‬وكنت ف كثي من الحيان أقابل معوقات من هذا الوقع أو‬
‫ذاك‪ ،‬حيث تشترط بعض الواقع التسجيل والشتراك‪ ،‬ونو ذلك ما هو معروف ؛ لكي تستطيع‬
‫بعد ذلك تميل ما تبحث عنه‪ ،‬وغالبا عندما أقوم بالتسجيل تظهر رسالة تبن أن عنوان البيد‬
‫غي صحيح أو السم مكرر أو‪ ...‬فيضيع الوقت والهد والال‪ ،‬ث أرجع بف حني‪.‬‬
‫‪ )3‬ث بعد أن نشر موقع صيد الفوائد السلسل الربع (سلسلة مسائل مهمة ف صلة الستخارة) و‬
‫((صلة الستخارة وتطوير تقيق الذات )) لحظت التـي‪:‬‬
‫‪ -‬بعض الواقع قامت بالحالة إل رابط الصدر الصلي وهو مكتبة صيد الفوائد‪ ،‬فجزاها ال خيا‬ ‫‪i‬‬

‫وكل من أسهم ف ذلك‪.‬‬


‫‪ -‬بعض الواقع تنشر العنوان ‪ ،‬وعندما تريد التحميل تشترط الشتراك والتسجيل لتسمح لك‬ ‫‪ii‬‬

‫بالتحميل‪ ،‬فحمدت ال بأن ما راسلت إل الواقع السلمية مع رغبت الشديدة ف نشرها ولكنها‬
‫‪46‬‬
‫بركة الستخارة‪.‬‬
‫‪ -‬موقعا قام بنشر (( صلة الستخارة وتطوير الذات )) ‪ ،‬وف رابط الصفحة أظهر عنوان الكتاب‬ ‫‪iii‬‬

‫واسم الؤلف‪ ،‬وحــــذف من الصفحة الرئيسة للكتاب(‪:)1‬‬


‫أخي السلم شارك مع إخوانك ف‬
‫الصدقات الارية ليوم ل ينفع فيه مال‬
‫ولبنون‪.‬‬
‫مكتبة صيد الفوائد‪ (( .‬أي الوقع‬
‫الناشر))‬
‫أرقام هواتف‪ ...‬لحلت نسخ ف اليمن ‪،‬‬
‫عندما كانت سلسل ورقية ليسهل الرجوع‬
‫إليها للذي يريد الصول على السلسل‬
‫كاملة ‪.‬‬
‫والنية من فعله معروفة ؛ حت يفي الصدر الصل ليضطر الراغب بتحميله إل الشتراك والتسجيل‪.‬‬
‫‪ )4‬لن الكتاب كتاب وأعرف مصدره اكتشفت أمرا كنت أجهله‪:‬‬
‫‪ -‬كنت أظن من سابق أن مثل هذه القالت أو البحوث ونو ذلك هي من تأليف العضو السجل ف‬ ‫‪i‬‬

‫الوقع‪ ،‬ث لا أنظر إل عدد إسهاماته أتعجب من كثرتا وف بعض الحيان تفوق اللف‪ ،‬وما كنت‬
‫أعلم أنه ليس إل ناقل ‪-‬ف معظم الحيان ‪ -‬لا من موقع آخر‪.‬‬
‫‪ -‬اكتشفت بأنه من المكن وبسهولة الستفادة والستغناء عن الواقع الت تشترط التسجيل‪ ،‬وذلك‬ ‫‪ii‬‬

‫ل وقد تد بعض‬
‫بعد أن ييلك مرك البحث "جوجل" إل موقع من تلك الواقع ستجد العنوان كام ً‬
‫العلومات الخرى وتستطيع بعد ذلك تييز إن كان يلب ما تبحث عنه أم ل‪.‬‬
‫فالعادة أن الباحث عن موضوع ما‪ ،‬يدخل ف مربع البحث كلمة أو كلمتي أو أكثر بسب خبته‬
‫ف البحث‪ ،‬وهذا ما يصعب المور‪ ،‬لن النتائج تكون باللف عادة ‪ ،‬ولكن وجود العنوان كامل‬

‫‪ ) (1‬الغريب والعجيب أن هذا الكتاب ( صلة الستخارة وتطوير وتحقيق الذات) تطرق إلى‬
‫مسألــة‪ :‬كيف يمكن تطوير الذات مع المحافظة على آخرتك‪ ،‬وكذلك فيه بالنص‪( :‬وثمارها‬
‫العظيمة والكثيرة التي ل تعد ول تحصى ‪ ,‬فأهـمها لهل التقـوى والورع الطمئنان على إخلص‬
‫النجاح وحـــــب التميز )‬ ‫النية عند أي عمل ‪ ،‬وأهمها لهـــــــــــــــــــــــــــــل الدنيا‬
‫‪ .‬ملحظة ‪ :‬وحب التميز أضيفت هنا‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ف هذه الواقع سيضيق فيما بعد مال البحث ونتائجه‪ ،‬وذلك من خلل البحث التقدم ف‬
‫(جوجل) كالتالـي ‪:‬‬
‫• كتابة العنوان كله أو معظمه ف مربع (( تتوي هذه الـجملة))‪.‬‬
‫• يوجد ف وسط صفحة البحث التقدم إل اليسار قائمة فيها عدة خيارات‪ ،‬فاختر (( ف‬
‫ارتباطات الصفحة ))‪ ،‬فإذا ل تده ؛ فاختر ((ف أي مكان من الصفحة)) ث بث‪.‬‬
‫وبإذن ال ستصل إل الصدر الصل أو موقع ل يشترط التسجيل ‪،‬وبذا يكون قد كسر هذا النوع من‬
‫الحتكار غي الشرعي للعلم النافع ‪ ،‬وضمـنا الصول على الادة كاملة من غي حذف أو تريف‪، ...‬‬
‫ولعل مثل هذا المر له علقة بثمار الستخارة فتأملها‪ ،‬وتوجد ف السلسلة الرابعة‪.‬‬
‫وف التام أسأل الول سبحانه وتعال أن يلص نياتنا ويصلح أعمالنا وينحنا ول يتحننا إنه على كل‬
‫شيء قدير‪ ،‬وال اللقاء بإذن ال ف كتاب آخر‪ -‬سلسلة أخرى – أو الكتاب كامل ‪ ،‬إذا كانت الية‬
‫ف ذلك فالي كل الي فيما يتاره علم الغيوب سبحانه ‪.‬‬

‫حيطة ودعوة‪:‬‬
‫أخي المسلم ‪ :‬إذا كنت تشعر بأنك لن تحتاج إليها في يوم من اليام فل تحتفظ بها‪ ،‬بـــل تصدق بها لخر‬
‫لعل ال ينفعك وينفعه بها ‪ ،‬فالدال على الخير كفاعله ‪.‬‬

‫ول تــــنســــــــــوا إخوانكم من صالح الدعـــــــــــــــــاء‬


‫والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات‬
‫والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته‪،،،‬‬

‫‪/http://saaid.net‬‬

‫‪48‬‬

You might also like