Professional Documents
Culture Documents
الجزائر
أ.روابح عبد الباقي
أ.غياط شـريـف
مقدمة :
ل تزال النتائج القتصادية و الجتماعية لبرنامج التصحيح الهيكلي تشكل موضوع جدل واسع
لمختلف القتصاديين و المحللين و ذلك بالرغم من مرور أكثر من 4سنوات على نهاية فترة البرنامج الذي
اعتمدته الجزائر في أفريل من سنة 1994بسبب الظروف الداخلية و الخارجية الغير ملئمة .نقصد
بالظروف الداخلية هنا و بصورة عامة تزايد ضغط المديونية الخارجية التي بلغت خدماتها آنذاك مستويات
حرجة حيث تجاوزت ٪80من الصادرات تردي مختلف المؤشرات القتصادية وتفاقم الختللت في
التوازنات المالية الكبرى هذا بالضافة إلى الظروف المنية الصعبة و عدم الستقرار السياسي التي مرت بها
البلد .أما العوامل الخارجية فيمكن اختصارها في تراجع فرص القتراض أمام الجزائر و عدم ثقة
المتعاملين الجانب في القتصاد الوطني و ذلك كنتيجة طبيعية للوضاع الداخلية .
و إذا كان بعض القتصاديين يعتبرون أن القتصاد الجزائري قد حقق نتائج إيجابية خاصة على
المستوى الكلي في ظل البرنامج الذي تبنته الجزائر بدعم من صندوق النقد الدولي أين تحسنت معظم
المؤشرات القتصادية الكلية و عاد النمو القتصادي بعد فترة طويلة نسبيا من الركود بالضافة إلى استرجاع
التوازنات المالية ،حيث أصبح القتصاد الوطني أكثر استجابة للتحولت و الصدمات الخارجية ،و إذا كان
لكل دواء مضاعفاته ،فإن الدواء المقترح من طرف الصندوق ل يخلو هو الخر من المضاعفات السلبية و
إن كانت ظرفية و مؤقتة لنلتقي بذلك آراءهم مع آراء خبراء صندوق النقد الدولي فيما يتعلق بالثار القاسية
للبرنامج على الجانب الجتماعي .
إن البعض الخر ل ينظر للواقع القتصادي الجديد الذي أفرزه برنامج التصحيح الهيكلي بنفس
المنظار ذلك أن التوازن الداخلي و الخارجي في رأيه ما هو إل أداة لتحقيق أهداف قاعدية و أساسية يتمثل
عموما في تحقيق معدلت نمو مرتفعة و مستديمة و توزيع عادل للدخل .فهل تحققت تلك الهداف ؟ بحيث
هذا الفريق بالنفي ،بل و يؤكد أن البرنامج الذي اعتمدته الجزائر قد أدى إلى تفاقم الوضعية الجتماعية حيث
ارتفعت معدلت البطالة و تراجع المستوى التعليمي و الصحي و ذلك كنتيجة للتدابير التقشفية ،حيث تزايد
الفقر و البؤس و تضاعفت الفوارق الجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع كما يؤكد تقرير برنامج المم
المتحدة للتنمية لسنة 1999إذ يشير أن ٪20من أغنى فئات المجتمع الجزائري تستحوذ على ما يقارب ٪50
من الدخل .إن هذه النتائج كانت متوقعة بالنظر لتجارب البلدان المختلفة التي سبقتنا في هذا المجال باعتبار
أن هذه الخيرة مستمدة أساسا من تجارب البلدان المتطورة و التي تختلف اختلفا جذريا عن تجارب البلدان
المختلفة .
لدراسة السس العلمية و النتائج العملية ،أي الميدانية التي يرتكز عليها كل فريق لتبرير اتجاهه
سنحاول من خلل هذه الورقة استعراض بالضافة إلى المقدمة و الخاتمة ،السس النظرية لبرنامج
التصحيح الهيكلي لنعرج بعدها إلى التدابير المنبثقة عنها ،أي المكونة للبرنامج لنقف فيما بعد على النتائج
الميدانية للتجربة الجزائرية في هذا المجال .
يستند خبراء صندوق النقد الدولي في تشخيص وضعية البلدان المتخلفة واقتراح وصفة العلج على
مقاربتين أساسيتين الولى مستمدة من النظرية الكينزية و تعرف بمقاربة أو أسلوب المتصاص إذ تؤكد أن
الفائض أو العجز في الميزان التجاري ما هو إل الفرق بين الدخل القومي و النفقات الكلية و بالتالي فإن
نتيجة لزيادة المتصاص ،أي زيادة العجز الذي تعاني منه موازين مدفوعات البلدان المتخلفة ما هو إل 1
الطلب الكلي بما ل يتناسب و إمكانيات العرض في التحليل الخير أن أزمة البلدان المختلفة ما هي في
الحقيقة إل أزمة إفراط في الطلب الكلي .
أما المقاربة الثانية فتستند بالساس على النظرية النقدية التي نرجع كل عجز في المبادلت الخارجية
إلى إفراط في الصدار النقدي و ترتكز هذه المقاربة على فرضيتين أساسيتين ،الولى و تعتبر أن العرض
النقدي معطى خارجي ،أي مرتبط بالسلطات النقدية ،في حين أن الفرضية الثانية فتعتبر أن الطلب على النقود
ثابتا .فالنقود ل ترتبط سوى بحجم المعاملت و بالتالي يتناسب الطلب و جزء من الدخل السمي للعوان
الذين يرغبون الحتفاظ به في شكل أرصدة نقدية .وبناءا عليه فإن كل توسع في السيولة النقدية التي يرغب
المتعاملون الحتفاظ بها في شكل أصول سائلة ستوجه لشراء سلع أجنبية أو تستثمر في الخارج بسبب ضعف
الهياكل القتصادية للبلدان المتخلفة أو أن القتصاد في مرحلة التشغيل الكامل .
خلصة ذلك أن العجز الخارجي ما هو في النهاية إل نتيجة للعجز الداخلي و ذلك بسبب السياسات
التوسعية التي تبنتها حكومات البلدان المتخلفة .
إذا كانت تلك هي السس النظرية التي يرتكز عليها خبراء صندوق النقد الدولي فما هي إذا
الجراءات أو التدابير العملية ( السياسات) المنبثقة عنها " .
قبل التعرض بالتحليل لهذه التدابير يجب التذكير أن هذه الخيرة أصبحت جزء ل يتجزأ من الثقافة
العامة لشرائح واسعة من مجتمعات البلدان المتخلفة بسبب آثارها الجتماعية السلبية .وإذا كان خبراء
صندوق النقد الدولي يقرون بقساوة هذه الجراءات اجتماعيا فإنهم يعتبرونها بمثابة جرعة الدواء المرة التي
تسبق شفاء المريض ،أي أن هذه الجراءات ضرورية و حتمية على اعتبار أن هذه البلدان ل يمكن لها أن
تعيش فوق طاقتها الستيعابية و أن أي تأخر في مباشرة التصحيحات في وقتها المناسب سيجر حتما البلد إلى
إجراء تصحيحات مستقبل بأكثر تكلفة اقتصاديا ،اجتماعيا و سياسيا.
إن مجموعة التدابير المكونة لبرنامج التصحيح الهيكلي يمكن حصرها فيما يلي :
بما أن خبراء صندوق النقد الدولي يفسرون أزمة البلدان المتخلفة بأنها نتيجة للفراط في الطلب الكلي كما
سبق التذكير بذلك بسبب السياسات التوسعية المتبعة فإن سياسات الموازنة العامة في إطار برنامج التصحيح
تهدف إلى التقليص أو القضاء على العجز لخفض معدلت التضخم إلى مستويات مماثلة لتلك الموجودة في
البلدان المتطورة و على هذا الساس و لتحقيق ذلك المبتغى ،فإن البلد المتخلف مطالب بتطبيق جملة من
التدابير يمكن تصنيفها إلى محورين رئيسيين :
المحور الول :الضغط على النفقات العامة :و تتم هذه العملية من خلل :
2
المحور الثاني :زيادة اليرادات العامة و ذلك من خلل :
إذا كانت تلك هي مجموعة التدابير المكونة لوصفة العلج لقتصاديات البلدان المتخلفة التي تعاني
من إختللت داخلية و خارجية كبيرة .فما هي نتائج هذه الوصفة بالنسبة للقتصاد الجزائري لعلج أزمته
الخانقة التي مر بها.
حتى يتسنى لنا من الناحية العلمية تقييم بطريقة موضوعية نتائج برنامج التصحيح الهيكلي و مقارنة
النتائج الميدانية المحققة مع الهداف المتوقعة أثناء مباشرة الجزائر للبرنامج ،أي بعبارة أخرى تقييم النتائج
على ضوء هذه الخيرة أي الهداف .
ارتأينا قبل التطرق للنتائج ،الشارة و لو باختصار في شكل نقاط إلى الهداف العامة المتوقعة و المعلنة من
طرف خبراء صندوق النقد الدولي .
3
رفع معدلت النمو القتصادي بهدف استيعاب أكثر للقوة العاملة و تخفيض معدلت البطالة 1ـ
المرتفعة .
تخفيض معدلت التضخم إلى المستويات السائدة في البلدان المتطورة . 2ـ
خفض التكاليف النتقالية الناجمة عن البرنامج خاصة في جانبها الجتماعي . 3ـ
استعادة قوة ميزان المدفوعات مع تحقيق مستويات ملئمة من الحتياطات الدولية . 4ـ
لتحقيق هذه الهداف حددت الجزائر استراتيجية متوسطة الجل تتركز في المحاور الثلثة أدناه:
ـ تعديل السعار النسبية و إزالة القيود على التجارة و المدفوعات.
ـ إدارة الطلب الكلي و تحقيق التوازن الداخلي و الخارجي و ذلك من خلل التفكير في سياسة
النفاق العام و تشديد السياسة النقدية.
ـ إنشاء الليات المؤسساتية و السوقية اللزمة لتمام عملية النتقال إلى لقتصاد السوق.
يبرز الواقع القتصادي الذي أفرزه برنامج التصحيح الهيكلي من هذه الناحية أن هناك تحسنا واضحا
في معظم المؤشرات الكلية:
إذا كان الهدف الساسي هو استعادة النمو على أسس متينة فإن القتصاد الوطني و بعد فترة من
الركود القتصادي الطويلة نسبيا ،قد حقق معدلت إيجابية و لو أنها متواضعة في بعض الحيان كما يتضح
من البيانات الكمية في الجدول رقم (. )01إن هذه الخيرة أي البيانات تؤكد أن القتصاد الجزائري قد حقق
معدلت نمو إيجابية خلل فترة البرنامج بعد مدة سبع سنوات من المعدلت السلبية .غير أنه و بالتعمق
بالتحليل إلى النتائج الميدانية يتضح أن العوامل الخارجية قد لعبت دورا حاسما للوصول إلى هذه النتائج حيث
يمكن تلخيصها أي العوامل في النقاط التالية :
ـ إعادة الجدولة وما تمخض عنها من تحسين في معدلت خدمة الدين و سخاء مصادر القراض
الجنبية بعد اعتماد الجزائر لبرنامج التصحيح الهيكلي حيث تشير البيانات المتاحة في هذا المجال أن الجزائر
استفادت بأكثر من 22مليار دولر 17 ،مليار دولر منها في شكل إعادة جدولة و 5.5مليار دولر من
المؤسسات المالية و النقدية الدولية و قروض ثنائية لنجاح البرنامج(.)3
ـ الرتفاع المزدوج من ناحية الكميات من ناحية السعار ،بالنسبة للكميات المنتجة تجاوزت حصة
الجزائر أكثر من 800ألف برميل يوميا سنة 1996بعدما كانت ل تتجاوز 767ألف برميل يوميا سنة
)2( 1995أما بالنسبة للسعار فقد شهدت هي الخرى ارتفاعا محسوسا في السواق الدولية المر الذي
سمح للجزائر بتحقيق عوائد مالية هامة.
ـ الظروف المناخية الملئمة خاصة مع بداية فترة البرنامج ،حيث سمحت بتحسن المردود ألفلحي
و أتاحت بالتالي زيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الجمالي حيث تؤكد البيانات الحصائية في هذا
المجال أن هذه المساهمة قد ارتفعت من ٪ 15سنة 1995إلى ٪ 21.5سنة )7( 1996رغم التراجع النسبي
خلل السنتين اللحقتين أما القطاع الصناعي فقد عانى الكثير خلل فترة البرنامج بالرغم من التحسن الطفيف
4
خلل سنة ، 1998أين سجل معدل نمو إيجابي لول مرة يقدر ب ٪4.6بعد سلسلة معدلت النمو السابقة
المسجلة خلل الفترة 94ـ 97المر الذي انعكس سلبا على التنمية القتصادية و الجتماعية و ذلك رغم كل
التدابير المتخذة لتحسين أداءه و عودته إلى النمو.
إن مجموعة العناصر السالفة الذكر تبين أن العوامل الخارجية ساهمت بقسط وافر في النتائج المحققة
و هو التجاه الذي تدعمه بعض الدراسات في هذا المجال إذ تؤكد أن متوسط معدل النمو للناتج المحلي
الجمالي خارج قطاعي المحروقات و الزراعة ل يتجاوز ٪1سنة . )8(1997
سجلت هي الخرى تحسنا مستمرا خلل فترة البرنامج أو حتى بعد ذلك حيث انخفض العجز من
٪8.7سنة 1993إلى ٪4.4سنة 1994لتسجل الميزانية فائضا بلغ ٪2.4، ٪3.0و ٪2.9من الناتج المحلي
الجمالي خلل السنوات الثلثة الخيرة أي 98،97،96على التوالي .إن هذا الفائض يرجع برأينا إلى زيادة
فعالية التحصيل الضريبي و النخفاض النسبي للنفقات العامة بسبب السياسة التقشفية المنتهجة ،حيث تبرز
البيانات الحصائية أن اليرادات ارتفعت من ٪27.6إلى ٪33ثم ٪34من الناتج المحلي الجمالي و ذلك
خلل سنوات 93،97،96على الترتيب في حين أن النفقات العامة شهدت في المقابل انخفاضا واضحا رغم
الرتفاع الطفيف لسنة 1997حيث بلغت على التوالي ٪ 31 ، ٪29 ،٪33.6لسنوات 95،96و . 97أما
بالنسبة لمعدلت التضخم فقد سجلت تراجعا هاما و مستمر مع نهاية فترة البرنامج كما يتضح من البيانات
المدونة بالجدول رقم 01حيث انخفض المستوى العام للسعار حسب مصادر صندوق النقد الدولي من ٪29
سنة 1994إلى "٪18.7سنة 96ثم ٪5.7ف ٪5خلل سنتي 97و 98على التوالي ثم ٪3.5سنة 99و
ذلك كنتيجة طبيعية لسياسة الميزانية العامة المتبعة و المدعومة بتدابير نقدية صارمة .
سجل هو الخر نتائج طيبة و ذلك كنتيجة طبيعية لنخفاض ضغط المديونية الخارجية و المساعدات
الجنبية التي تلقتها الجزائر بعد إعادة جدولة ديونها الخارجية حيث تؤكد البيانات الجدول رقم 01أن
الحساب الجاري حقق فائضا سنتي 97 ،96قدر ب 1.25مليار دولر على التوالي و ذلك رغم العجز
المسجل خلل السنة الموالية و المقدر ب 0.81مليار دولر و ذلك نظرا لنخفاض أسعار المحروقات من
جهة و الزيادة النسبية في خدمة الدين الخارجي من جهة ثانية كما هو مبين أدناه.
إن المتتبع للتطور التاريخي لخدمة الدين الخارجي يلحظ النخفاض المحسوس لمؤشر خدمة
الدين خلل الفترة المعنية بالدراسة و ذلك نظرا للثر اليجابي لعادة الجدولة ،فالمعطيات الكمية في
الملحق تبرز أن خدمة المديونية انخفضت لول مرة إلى حدود 4مليار دولر سنة 1994أي بنسبة ٪39
تقريبا ،بمعنى أنها تقلصت إلى أقل من النصف بعد ما كانت تتجاوز 9مليار دولر خلل الفترة 90ـ 93أي
نسبة تقارب | ٪75ثم انخفضت السنة الولى إلى حدود ٪30سنة 1997لنسجل ارتفاعا نسبي سنة 1998
حيث بلغ معدل خدمة الدين ٪47و يرجع ذلك حسب رأينا إلى عاملين أساسيين الول هو انخفاض أسعار
البترول و الثاني ارتفاع أقساط الدين المستحقة الدفع إلى أكثر من 3مليار دولر بعد ما كانت في حدود 2و
2.5مليار دولر و ذلك رغم تراجع أقساط الفائدة سنة .1998
لقد عرفت الحتياطات الدولية تحسنا غير مسبوق و ذلك نظرا للعوامل للعوامل الخارجية المساعدة ،
فإعادة الجدولة و تحسن أسعار المحروقات في السواق الدولية حيث تجاوز متوسط سعر البرميل أكثر من 19
دولر خلل سنتي 96و 97مما سمح بتحقيق فائض في الميزان التجاري كما سبق الذكر المر الذي أثر
بشكل إيجابي على ميزان المدفوعات مما سمح للجزائر برفع إحتياطاتها الدولية حيث انتقلت من 2.6مليار
دولر سنة 1994إلى 4.52مليار دولر سنة 1996ثم لتبلغ الذروة سنة 1997ب 8.00مليار دولر رغم
التراجع النسبي خلل سنة 1998ب 6.08مليار دولر و ذلك بسبب تراجع أسعار المحروقات حيث بلغ
خدمات الدين الخارجي من جهة ثانية .
6 متوسط سعر البرميل خلل السنة 13دولر من جهة و ارتفاع
نستخلص على ضوء ما سبق أن نتائج برنامج التصحيح الهيكلي كانت في مجملها إيجابية رغم
المساهمة السلبية للقطاع الصناعي في الناتج المحلي الجمالي بسبب الصعوبات التي يعرفها القطاع في ظل
الصلحات الهيكلية التي يشهدها إل أن النتائج اليجابية لم تتحقق دون تكلفة اجتماعية مرتفعة.
نحاول من خلل هذا الجزء التركيز على مجموعة من المؤشرات الساسية كالبطالة ،تطور الخدمات
التعليمية و الصحية بالضافة إلى نصب الفرد من الناتج المحلي الجمالي لما لهذه المؤشرات من أهمية
قصوى من الناحية الجتماعية .فالظاهرة الولى ،أي البطالة ،كظاهرة اجتماعية و اقتصادية في آن واحد إذ
تتيح معرفة قدرة القتصاد الوطني على التشغيل و تبرز طاقته على استيعاب اليد العاملة العاطلة و ذلك في
ظل الصلحات الهيكلية التي يعرفها القتصاد الوطني كما يسمح لنا هذا المؤشر بالتطرق إلى بعض الثار
السلبية الناتجة عن هذه الظاهرة كتدني مستويات المعيشة و ظهور بعض المراض التي لها علقة وثيقة بهذا
الوضع إذ تعرف بأمراض الفقراء كالسل و النيميا ...و التي صرفت الدولة في فترات سابقة أموال طائلة
للتقليص منها أو القضاء عليها فضل عن تزايد الظواهر الجتماعية السلبية التي تعتبر البطالة مهدا طبيعيا لها
خاصة بين أوساط الشباب كالمخدرات و الجرام . ...
أما فيما يتعلق بالنفاق العام على التعليم و الصحة فيسمح لنا بمعرفة مدى مسايرة النفقات العامة
لهذين القطاعين للنمو الديموغرافي في ظل التدابير التقشفية للبرنامج ألتصحيحي هذا بالضافة إلى أن ذك
يتيح لنا و لو جزئيا الوقوف على تطور مستوى المعيشة للسكان باعتبار أن هذين القطاعين ل غنى عنهما في
أي أمة من المم فالول يمدها بالقوة العاملة المؤهلة باعتبار أن أطفال اليوم هم رجال الغد أما الثاني أي
قطاع الصحة فيتعلق بوجود النسان ذاته في حين أن المؤشر الثالث و الذي له علقة بالمؤشرين السالفي
الذكر فرغم عجزه على توضيح كيفية توزيع الدخل بين مختلف الشرائح الجتماعية إل أنه يبين لنا مستوى
التطور الذي عرفه المجتمع خلل فترة زمنية معينة.
فبالنسبة إلى ظاهرة البطالة فقد عرفت تزايد مستمرا خلل سنوات البرنامج بسبب عمليات
التسريح الجماعي التي مست شريحة واسعة من العمال نظرا لجراءات إعادة الهيكلة الصناعية من جهة و
في هذا الطار تؤكد إحدى الدراسات المتعلقة بانعكاسات البرنامج التصحيحي في المغرب على سوق العمل
أن عمليات التسريح الكبيرة للعمال من المؤسسات المغربية نتيجة للخوصصة و إعادة الهيكلة تعتبر العامل
الثاني المفسر لظاهرة البطالة في المغرب ( )10و من جهة ثانية الطالبين أو الباحثين عن العمل و المقدر
عددهم سنويا ما بين 250و 300ألف المر الذي أدى إلى زيادة تفاقم هذه الظاهرة .
إن البيانات الحصائية تبرز بوضوح الرتفاع المستمر لنسبة البطالة التي انتقلت من ٪23سنة 1993إلى
أكثر من ٪ 29سنة 1997ثم ٪ 29.2سنة 1999و يعود هذا الرتفاع إلى عاملين أساسيين هما (: )12
1ـ ارتفاع معدلت النمو الديموغرافي التي عرفتها الجزائر في فترة ما قبل التسعينات حيث تجاوز
في المتوسط ٪2.8سنويا و هذا ما أدى إلى تزايد و تسارع في حجم القوة العاملة التي ارتفعت من 5.85
مليون سنة 1990إلى ما يزيد عن 7.8مليون سنة 1996ثم ما يقارب 8.25مليون سنة .)13( 1998
2ـ التسريح الكبير للعمال نتيجة حل و خوصصة العديد من المؤسسات العمومية بحث عن النجاعة
القتصادية و تقليص دور الدولة بما ينسجم و المرحلة الجديدة حيث تؤكد المعطيات الكمية المتاحة أن عدد
العمال المسرحين قد تجاوز 500ألف خلل الفترة 94ـ 97نتيجة تصفية و خوصصة حوالي 633مؤسسة
محلية و 268مؤسسة عمومية و 85مؤسسة خاصة ،أي بمجموع 986مؤسسة تأتي في مقدمة ذلك من
ناحية القطاعات القتصادية مؤسسات البناء و الشغال العمومية ب ٪61.59تليها مؤسسات القطاع الخدمي
ب ٪21.07ثم المؤسسات الصناعية ب ٪15.81و إن كانت هذه 7
الخيرة تحتل المرتبة الثانية إذا استثنينا
المؤسسات المحلية ب 21.15بعد المؤسسات العمومية لقطاع البناء و الشغال العمومية التي تحتل المرتبة
الولى ب ٪59.89التي تعتبر الكثر تضررا لتحل مؤسسات القطاع الخدمي في المرتبة الثالثة ب ٪17.55
أما القطاع الزراعي فهو القطاع القل تضررا من ناحية التشغيل ب ٪1.42المر الذي يزيد في تعقيد وضعية
البطالة في الجزائر المعقدة أصل .فالبيانات الحصائية للديوان الوطني للحصاء تبرز أن عدد البطالين في
الجزائر لسنة 1997قد تجاوز 2.3مليون بطال ليصل سنة 2001إلى 2.5مليون بطال مقابل 2.4مليون
لسنة 2000و هذا العدد قابل للرتفاع حسب رأينا و ذلك للسباب التالية :
ـ استمرار عمليات التسريح الطوعي.
ـ اعتماد العقود المؤقتة بعد إلغاء في الكثير من المجالت العمل المضمون.
ـ حالت التأمين على البطالة فهذا الجراء هو إجراء مؤقت ظهر كأحد أساليب الحماية الجتماعية المؤقتة
للتخفيف من آثار برنامج التصحيح الهيكلي حيث ل تتجاوز فترة الستفادة من منحة الصندوق الوطني
للتأمين على البطالة كحد أقصى الثلث السنوات للعمال المسرحين للضرورة القتصادية و بنهاية هذه
الفترة يجد العامل نفسه مجددا ضمن تشكيلة الباحثين عن العمل.
ـ زيادة معدلت النمو الديموغرافي :ففي الوقت الذي تشير فيه التقديرات الرسمية أن حوالي 8إلى ٪10
فقط من طالبي العمل الجدد ينجحون بالظفر بوظيفة.
ـ تراجع الهمية النسبية للقطاع العام في القتصاد الوطني سبب الصلحات الهيكلية التي يعرفها حيث تم
تصفية و خوصصة الكثير من المؤسسات العمومية كما سبق التنبيه بذلك .
ـ ضعف معدلت التشغيل و الركود الكبير الذي يعرفه القطاع الصناعي.
إن هذا الكم الهائل السالف الذكر سيضاف إلى عدد الباحثين عن العمل و الذي يقدر سنويا ما بين
250و 300ألف ليزيد المور تعفنا ،حيث تؤكد بعض الدراسات المتخصصة أنه و للقضاء على البطالة
يجب توفير ما بين 700و 750ألف منصب عمل سنويا لمدة ثلثة سنوات متتالية في حين أنه وللحفاظ على
المستوى الحالي يتطلب خلق أكثر من 250ألف منصب عمل سنوي (. )3
إن بلوغ معدلت البطالة مستوى ٪29سيزيد حتما من مخاطر انتشار المراض السلبية خاصة بين
أوساط الشباب كالمخدرات و الجرام و ينذر بتفكك النسيج الجتماعي .في ظل هذا الوضع المأزوم و مع
الرتفاع المهول لسعار مختلف السلع و الخدمات بسبب تحرير السعار وانخفاض العملة الوطنية " الدينار"
بأكثر من ٪50في الوقت الذي بقت فيه الجور ثابتة ( مجمدة ) قد عجل بتدحرج الطبقة المتوسطة لتنظم إلى
الطبقات الفقيرة المر الذي أدى إلى زيادة حدة الفوارق الجتماعية كما يؤكد تقرير برنامج المم المتحدة
لسنة 1999حيث يحصل على المعدل ٪20من أغنى فئات المجتمع على ٪50من المداخيل فيما ل يتحصل
٪20من الفئات الفقيرة إل على أقل ٪7من المداخيل و الباقي موزع على الفئات الخرى .
قبل التطرق للتطور الحاصل في هذه النفقات يجب الشارة إلى أن خبراء صندوق النقد الدولي يقرون
بأن البلدان المتخلفة التي اعتمدت برامج للتصحيح الهيكلي و جدت نفسها منجرة نحو الزيادة في النفاق على
القطاعين المعنيين فهل ذلك ينطبق فعل على حالة الجزائر ؟ .
إن المعطيات الكمية المتاحة عن حالة الجزائر ( الجدول رقم 3بالملحق) .و إن كانت تقر من ناحية
الرقام المطلقة و بالسعار الجارية بصحة يلك الفرضية في قطاع التربية الوطنية ,إل أنها وكنسبة من الناتج
المحلي الجمالي يلحظ أنه يؤخذ التجاه المعاكس ،أي النخفاض فبالنسبة لميزانية التسيير للقطاع منسوبة
إلي الناتج المحلي الجمالي فقد انخفضت من ٪ 4.73سنة 1994إلى ٪ 4.02سنة 1999أي من ٪ 21.5
إلى ٪ 15.66من ميزانية الدولة و لنفس الفترة ،و إن دل هذا على شيء إنما يدل على تراجع الهمية
النسبية لقطاع التربية الوطنية لصالح قطاعات أخرى أما ميزانية التجهيز لنفس القطاع طبعا فلم تكن أحسن
من ذلك إذا انخفضت هي الخرى و كنسبة من الناتج المحلي الجمالي من ٪0.70سنة ، 1994أي للسنة
8 الولى من اعتماد البرنامج ،إلى ٪0.55سنة .1999
و مع اقتران تقلص النفقات العامة المخصصة لقطاع التربية بالرتفاع الفاحش في أسعار الدوات و الكتب
المدرسية في ظل التراجع الكبير لدخل السر الجزائرية قد أدى إلى آثار سلبية للغاية إلى حد أن بعض السر
و خاصة في الرياف حسب تحقيق للمركز الوطني للدراسات و التحليل الخاصة بالتخطيط CENEAP
أصبح يفضل عدم تعليم أبنائهم نظرا لرتفاع تكاليف التمدرس.
أما النفقات العامة لقطاع الصحة العمومية فلم تكن هي الخرى بأحسن من القطاع الول حيث تبرز البيانات
الحصائية أنه ورغم تضاعف المبالغ المخصصة بالسعار الجارية تقريبا خلل الفترة 93ـ 2000لميزانية
التجهيز إل أنها كنسبة من النفقات العامة لميزانية الدولة قد انخفضت من ٪5.5إلى ، )18( ٪3.51أي من
٪1.34إلى ٪0.99من الناتج المحلي الجمالي ( الجدول رقم ) 3مما أدى إلى تدهور كبير في الخدمات
المقدمة من طرف هياكل هذا القطاع الضروري الذي يتعلق بحياة ووجود الشخص ذاته ،حيث تؤكد بيانات
رقمية أخرى مستقاة من تقرير المجلس الوطني القتصادي الجتماعي هذا التجاه فنصيب الفرد الواحد من
النفقات العامة لقطاع الصحة تراجع خلل الفترة 93ـ 97من 620دج إلى 508دج (. )9
لقد شهد هذا المؤشر هو الخر تراجعا هاما حيث انخفض من 1822.8دولر سنة 1993إلى
1596دولر سنة 97ثم إلى 1500دولر سنة )19( 1999و هو ما يؤكد الصعوبات الكبيرة التي يعاني
منها القتصاد الوطني.
الخاتمة :
تؤكد النتائج الميدانية لبرنامج التصحيح الهيكلي في الجزائر عن تحسن المؤشرات القتصادية الكلية،
غير أن هذا التحسن يرجع إلى عوامل خارجية متعددة أكثر من الفعالية القتصادية التي يفتقد إليها القتصاد
الوطني ،أما بالنسبة للنتائج الجتماعية فكانت بمثابة الفاتورة الباهضة للتحسن القتصادي حيث تبين مختلف
البيانات الكمية لمختلف المصادر بما فيها صندوق النقد الدولي و البك العالمي على تدهور كبير في مستويات
المعيشة أكثر من 17مليون جزائري تحت مستوى الفقر حسب إحصائيات حديثة للديوان الوطني للحصاء (
)20و ارتفاع معدلت البطالة إلى مستوى ٪30و تراجع غير مسبوق على المستوى التعليمي و الصحي.
-انتهاج سياسة اقتصادية كلية غير واقعية تؤدي إلى إحداث عجز في ميزان المدفوعات .
-المغالت في القتراض من الخارج بشكل يتجاوز قدرة الدولة على الوفاء بديونها .
-إتباع طرق اقتراض غير مناسبة في المغالت في تضخيم الديون قصيرة الجل أو التقييم الخاطئ لمواعيد
الدفع
/02محاولة الوفاء بتسديد الديون بانتهاج سياسة تقشفية تحد من خروج العملة الصعبة كالحد من الستيراد
إل أن هذه السياسة صعبة من الناحية القتصادية و الجتماعية.
/03طلب البلد المعني إعادة جدولة ديونه كمه يمكنه طلب إعادة تمويل الدين.
* شروطها
:
-يتحمل البلد المدين دفع فوائد التأخير على أقساط الدين المؤجل حتى ل يتمادى في طلبات إعادة الجدولة ،
و تكون أسعار فوائد التأخير اكبر من أسعار الفوائد الرسمية على القروض التي تعاد جدولتها .
-تعهد البلد المدين بإجراء سلسلة من التغيرات القتصادية الرأسمالية انطلقا من توصيات برامج صندوق
النقد الدولي يبين فيها كيفيات التغيير و مدته و يترجم البلد المدين هذا التفاق على شكل رسالة النية
**1*3منهجية و إجراءات إعادة الجدولة:
باعتبار أن القرارات القتصادية هي سياسية بحتة فإن الجزائر قررت إعادة جدولة ديونها الخارجية و البلد
الذي يطلب إعادة الجدولة لديونه فهو في حالة توقف عن الدفع و كما جرت العادة فإن الدائنين يخضعونه
لجملة من القواعد و الجراءات فيمر بعدة مراحل من المفاوضات للوصول إلى إعادة الجدولة لديونه و هذاما
فعلته الجزائر ،حيث باشرت عدة مراحل من المقاومات مع خبراء الصندوق تعلقت في البداية حول وضعية
القتصاد الجزائري ثم مرحلة أخرى ارتكزت حول الصلحات التي يجب تنفيذها و تتدرج زيارة وفد من
الصندوق من خبراء إلى الجزائر عبر برنامج الستقرار القتصادي التي تنوي اللتزام به لسترجاع
التوازنات المالية خلل سنة من التطبيق فهي قرارات من الصندوق تحدد بالتفاق مع العضاء شرط
مساعدته المالية لهم و
توقفت الجزائر عن الدفع مباشرة بعد إرسالها الرسالة حسن النية للصندوق الذي وافق مجلس إدارته عليها
في ماي 1994و تعتبر موافقته على برامج الستقرار القتصادي بمثابة ضمان أساسي للدائنين و قبولهم
الدخول في مفاوضات إعادة الجدولة و قد صاحب موافقة مجلس الدارة على الرسالة ,فمنح تسهيلت مالية
للجزائر باعتبارها عضو بحوالي مليار دولر و قبل المرور على نادي باريس قام الوفد الجزائري المفاوض
(وزير المالية ،محافظ البنك المركزي) بشرح البرنامج القتصادي للعديد من الدول الدائنة و المؤسسات
المتعددة الطراف و هذا للحصول على الدعم الضروري لتنفيذ البرنامج الذي يتوقف أساسا على ثقة الدائنين
فيه و قد تقدمت الجزائر رسميا بطلب إلى رئيس نادي باريس إلى الجتماع و هو ما تم فعل في 31جوان
1994بحضور الوفد الجزائري يقوده وزير المالية و ممثلين على الصندوق و البنك العالمي و ممثلين آخرين
عن بعض الهيئات و البنوك و بعد
36ساعة من المفاوضات ثم التوصل إلى المحضر الرسمي الذي يحدد الطار العام لعادة الجدولة و تعتبر
الديون القابلة لعادة الجدولة لدى نادي باريس هي الديون العمومية المتوسطة و طويلة الجل يستثني منها
قصيرة الجل المقدرة بحوالي 60%من إجمالي الديون الجزائرية و المقدرة في أواخر سنة 1993بـ
24.012مليار دولر
.
**2*3طريقة إعادة الجدولة :اتفق الدائنون في نادي باريس بعد العرض الذي قدمه وزير المالية الجزائري
على أن يتم إعادة الجدولة وفق المجال التطبيقي و طريقة التسديد التاليين:
*أ* مجال التطبيق :مست إعادة الجدولة للديون المبرمة قبل تاريخ 30ديسمبر 1993و التي تستحق خلل
الفترة التي تمتد من 1جوان 1994إلى 31ماي 1995و المسماة بفترة التجسيد و التي تحسب عموما بناءا
بما يتوافق مع الفترة التي يستغرقها برنامج الستقرار القتصادي المتفق عليه مع الصندوق قبل المرور إلى
نادي باريس و المقدرة بـ 12شهر
.
*ب* طريقة التسديد :باعتبار أن الجزائر بلد منتج للبترول و له قدرات كبيرة فهو يصنف من الدول ذات
الدخل المتوسط و من هنا فإن طريقة التسديد مختلط و تتضمن:
• -التسديد يبدأ بعد النتهاء من فترة العضاء أي السنة الخامة ابتداء من سنة 1998فالجزائر ل تسدد أي
شيء من المبلغ المعاد جدولته في 4سنوات الولى و تسدد فقط 10,7%من المبلغ خلل 4سنوات و في
الخير نشير إلى أن الجزائر و بمجرد إعادة الجدولة تحرم من الحصول على قروض مالية على القل خلل
فترة في حين تبقى القروض التجارية المضمونة للمديونية
.
**3*3إعادة الجدول الولى للديون العمومية 1جوان :1994
بعد التوقيع على اتفاقية STAND . BYدخلت الجزائر في مفاوضات مع نادي باريس لعادة الجدولة و تم
ذلك ب 5,3مليار دولر و مدة تسديده 16سنة مع 4سنوات فترة إعفاء و تشمل الديون التي وصلت إلى 5
مليار سنة 1994مقابل 8مليار دولر سنة 1993حيث أصبحت نسبة الديون إلى الصادرات 86%سنة
1993و هكذا تم التوقيع على 17اتفاقية ثنائية أولها كانت مع كندا في سبتمبر 1994و آخرها مع إيطاليا
فيفري .1995و أهم الصعوبات التي واجهت المفاوضات هي تردد اليابان و الذي طالب بضمانات و معاملة
خاصة.
استمرارا لعملية إعادة الجدولة عبر نادي باريس تم يوم 21جويلية 1995إمضاء ثاني اتفاق مع الدائنين
الرسميين و قد مست هذه العملية القروض المضمونة التي حصلت عليها الجزائر قبل 30سبتمبر 1993و
هو المبلغ المتبقي بعد إعادة الجدولة الولى بالتفاق على أن التسديدات تكون ضعيفة من 1995إلى 2005
و تصبح أكثر أهمية بعد ذلك وهو ما يسمى التسديد المختلط و على هذا فإن رزنامة التسديد تكون كما يلي:
• *تسديد 0,43%من المبلغ المعاد جدولته في 1999/11/30
• *تسديد 0,60%من المبلغ المعاد جدولته في 2000/11/30
• *تسديد 0,43%من المبلغ المعاد جدولته في 2001/11/30
• *تسديد 0,98%من المبلغ المعاد جدولته في 2002/11/30
• *تسديد 8,82%من المبلغ المعاد جدولته في 2011/11/30
• *تسديد 9,59%من المبلغ المعاد جدولته في 2012/11/30
و يجب على الجزائر أن توقع على 17اتفاقية قبل 31مارس 1996بحيث تم التوقيع على 14اتفاقية ثنائية
كان أخرها مع الوليات المتحدة المريكية يوم 28مارس 1996بمقدار 1مليار دولر ،لقد سمح التفاق
الثنائي بإعادة جدولة أكثر من نصف الديون العمومية و يبدي التسديد في نهاية 1999و المدفوعات تكون
على مدى 25سداسي و بصفة تدرجية بالنسبة لـ 8سنوات الولى بحيث تدفع الجزائر خللها 9%من
أصل الدين.
***إصلح المنظومة المالية :إن النتقال من القتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق جعل الجزائر تعمل على
إدخال تغييرات جذرية على المنظومة المالية منها:
--إعادة التوزيع النسبي للسعار من خلل تخفيض قيمة الدينار
--توسيع وعاء الرسوم على القيمة المضافة وخاصة على المنتوجات البترولية ورفع الضريبة على الرباح
المعاد
***الصلح النقدي والمالي :ارتكز برنامج التعديل الهيكلي في هذا الجانب على الجراءات المتعلقة بسعر
الفائدة لتحديد الهداف التالية:
//المد من تمويل المؤسسات العمومية من الخزينة العامة وحثها على رفع رأس مالها من الموارد الخرى
لدى البنوك
//تنمية السوق النقدية بوضع نظام مزايدة لديون البنك المركزي وسندات الخزينة
//إصلح القطاع البنكي وذلك بإنشاء مجموعة من المؤسسات تستجيب للحتياطات الخاصة لبعض القطاعات
***التجارة الخارجية :ركزت الجزائر اهتمامها على دخول العملة الصعبة لتمويل صفقات التجارية
الخارجية وتشجيع القروض من اجل الستيراد ومن أهم الجراءات لتطوير التجارة الخارجية هي:
)1خاصة بنظام الصرف وذلك بتخفيض سعر الدينار بالنسبة لدولر بين افريل وسبتمبر 1994ب %50
)2خاصة بتحرير التجارة والمدفوعات الخارجية منها إلغاء كل أشكال منع التصدير للمواد باستثناء المواد
التي لها قيمة تاريخية
***قطاع الفلحة :يتجلى ذلك من خلل برنامج الحكومة لسنة 1997يهدف إلى:
--إعادة النضر إلى تسير القطاع من خلل إصدار قانون التوجيه العقاري والمحافظة على الراضي
الرعوية ---تشجيع تنميتها العمل على التنمية الدائمة بتثمين الموارد والحفاظ على الوساط الطبيعية
***قطاع السكان :وذلك من خلل تحسين الوضع الجتماعي للفرد
****5أثار سياسة التعديل الهيكلي على الجزائر:
تطبيق التعديل الهيكلي خلل مدة أربع سنوات أعطى سياسة اقتصادية جيدة لكن لم يعطي سياسة تنموية دائمة
فكانت النتائج التالية: