You are on page 1of 14

‫الثار القتصادية و الجتماعية لبرنامج التصحيح الهيكلي في‬

‫الجزائر‬
‫أ‪.‬روابح عبد الباقي‬
‫أ‪.‬غياط شـريـف‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫ل تزال النتائج القتصادية و الجتماعية لبرنامج التصحيح الهيكلي تشكل موضوع جدل واسع‬
‫لمختلف القتصاديين و المحللين و ذلك بالرغم من مرور أكثر من ‪ 4‬سنوات على نهاية فترة البرنامج الذي‬
‫اعتمدته الجزائر في أفريل من سنة ‪ 1994‬بسبب الظروف الداخلية و الخارجية الغير ملئمة ‪ .‬نقصد‬
‫بالظروف الداخلية هنا و بصورة عامة تزايد ضغط المديونية الخارجية التي بلغت خدماتها آنذاك مستويات‬
‫حرجة حيث تجاوزت ‪ ٪80‬من الصادرات تردي مختلف المؤشرات القتصادية وتفاقم الختللت في‬
‫التوازنات المالية الكبرى هذا بالضافة إلى الظروف المنية الصعبة و عدم الستقرار السياسي التي مرت بها‬
‫البلد ‪ .‬أما العوامل الخارجية فيمكن اختصارها في تراجع فرص القتراض أمام الجزائر و عدم ثقة‬
‫المتعاملين الجانب في القتصاد الوطني و ذلك كنتيجة طبيعية للوضاع الداخلية ‪.‬‬
‫و إذا كان بعض القتصاديين يعتبرون أن القتصاد الجزائري قد حقق نتائج إيجابية خاصة على‬
‫المستوى الكلي في ظل البرنامج الذي تبنته الجزائر بدعم من صندوق النقد الدولي أين تحسنت معظم‬
‫المؤشرات القتصادية الكلية و عاد النمو القتصادي بعد فترة طويلة نسبيا من الركود بالضافة إلى استرجاع‬
‫التوازنات المالية‪ ،‬حيث أصبح القتصاد الوطني أكثر استجابة للتحولت و الصدمات الخارجية‪ ،‬و إذا كان‬
‫لكل دواء مضاعفاته‪ ،‬فإن الدواء المقترح من طرف الصندوق ل يخلو هو الخر من المضاعفات السلبية و‬
‫إن كانت ظرفية و مؤقتة لنلتقي بذلك آراءهم مع آراء خبراء صندوق النقد الدولي فيما يتعلق بالثار القاسية‬
‫للبرنامج على الجانب الجتماعي ‪.‬‬
‫إن البعض الخر ل ينظر للواقع القتصادي الجديد الذي أفرزه برنامج التصحيح الهيكلي بنفس‬
‫المنظار ذلك أن التوازن الداخلي و الخارجي في رأيه ما هو إل أداة لتحقيق أهداف قاعدية و أساسية يتمثل‬
‫عموما في تحقيق معدلت نمو مرتفعة و مستديمة و توزيع عادل للدخل‪ .‬فهل تحققت تلك الهداف ؟ بحيث‬
‫هذا الفريق بالنفي‪ ،‬بل و يؤكد أن البرنامج الذي اعتمدته الجزائر قد أدى إلى تفاقم الوضعية الجتماعية حيث‬
‫ارتفعت معدلت البطالة و تراجع المستوى التعليمي و الصحي و ذلك كنتيجة للتدابير التقشفية‪ ،‬حيث تزايد‬
‫الفقر و البؤس و تضاعفت الفوارق الجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع كما يؤكد تقرير برنامج المم‬
‫المتحدة للتنمية لسنة ‪ 1999‬إذ يشير أن ‪ ٪20‬من أغنى فئات المجتمع الجزائري تستحوذ على ما يقارب ‪٪50‬‬
‫من الدخل ‪ .‬إن هذه النتائج كانت متوقعة بالنظر لتجارب البلدان المختلفة التي سبقتنا في هذا المجال باعتبار‬
‫أن هذه الخيرة مستمدة أساسا من تجارب البلدان المتطورة و التي تختلف اختلفا جذريا عن تجارب البلدان‬
‫المختلفة ‪.‬‬
‫لدراسة السس العلمية و النتائج العملية‪ ،‬أي الميدانية التي يرتكز عليها كل فريق لتبرير اتجاهه‬
‫سنحاول من خلل هذه الورقة استعراض بالضافة إلى المقدمة و الخاتمة ‪،‬السس النظرية لبرنامج‬
‫التصحيح الهيكلي لنعرج بعدها إلى التدابير المنبثقة عنها‪ ،‬أي المكونة للبرنامج لنقف فيما بعد على النتائج‬
‫الميدانية للتجربة الجزائرية في هذا المجال ‪.‬‬

‫‪1‬ـ السس النظرية لبرنامج التصحيح الهيكلي ‪:‬‬

‫يستند خبراء صندوق النقد الدولي في تشخيص وضعية البلدان المتخلفة واقتراح وصفة العلج على‬
‫مقاربتين أساسيتين الولى مستمدة من النظرية الكينزية و تعرف بمقاربة أو أسلوب المتصاص إذ تؤكد أن‬
‫الفائض أو العجز في الميزان التجاري ما هو إل الفرق بين الدخل القومي و النفقات الكلية و بالتالي فإن‬
‫نتيجة لزيادة المتصاص‪ ،‬أي زيادة‬ ‫العجز الذي تعاني منه موازين مدفوعات البلدان المتخلفة ما هو إل ‪1‬‬
‫الطلب الكلي بما ل يتناسب و إمكانيات العرض في التحليل الخير أن أزمة البلدان المختلفة ما هي في‬
‫الحقيقة إل أزمة إفراط في الطلب الكلي ‪.‬‬

‫أما المقاربة الثانية فتستند بالساس على النظرية النقدية التي نرجع كل عجز في المبادلت الخارجية‬
‫إلى إفراط في الصدار النقدي و ترتكز هذه المقاربة على فرضيتين أساسيتين‪ ،‬الولى و تعتبر أن العرض‬
‫النقدي معطى خارجي‪ ،‬أي مرتبط بالسلطات النقدية‪ ،‬في حين أن الفرضية الثانية فتعتبر أن الطلب على النقود‬
‫ثابتا‪ .‬فالنقود ل ترتبط سوى بحجم المعاملت و بالتالي يتناسب الطلب و جزء من الدخل السمي للعوان‬
‫الذين يرغبون الحتفاظ به في شكل أرصدة نقدية‪ .‬وبناءا عليه فإن كل توسع في السيولة النقدية التي يرغب‬
‫المتعاملون الحتفاظ بها في شكل أصول سائلة ستوجه لشراء سلع أجنبية أو تستثمر في الخارج بسبب ضعف‬
‫الهياكل القتصادية للبلدان المتخلفة أو أن القتصاد في مرحلة التشغيل الكامل ‪.‬‬
‫خلصة ذلك أن العجز الخارجي ما هو في النهاية إل نتيجة للعجز الداخلي و ذلك بسبب السياسات‬
‫التوسعية التي تبنتها حكومات البلدان المتخلفة ‪.‬‬
‫إذا كانت تلك هي السس النظرية التي يرتكز عليها خبراء صندوق النقد الدولي فما هي إذا‬
‫الجراءات أو التدابير العملية ( السياسات) المنبثقة عنها " ‪.‬‬

‫‪ -2‬التدابير العملية لبرنامج التصحيح الهيكلي ‪:‬‬

‫قبل التعرض بالتحليل لهذه التدابير يجب التذكير أن هذه الخيرة أصبحت جزء ل يتجزأ من الثقافة‬
‫العامة لشرائح واسعة من مجتمعات البلدان المتخلفة بسبب آثارها الجتماعية السلبية ‪ .‬وإذا كان خبراء‬
‫صندوق النقد الدولي يقرون بقساوة هذه الجراءات اجتماعيا فإنهم يعتبرونها بمثابة جرعة الدواء المرة التي‬
‫تسبق شفاء المريض‪ ،‬أي أن هذه الجراءات ضرورية و حتمية على اعتبار أن هذه البلدان ل يمكن لها أن‬
‫تعيش فوق طاقتها الستيعابية و أن أي تأخر في مباشرة التصحيحات في وقتها المناسب سيجر حتما البلد إلى‬
‫إجراء تصحيحات مستقبل بأكثر تكلفة اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا و سياسيا‪.‬‬

‫إن مجموعة التدابير المكونة لبرنامج التصحيح الهيكلي يمكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪2‬ـ ‪1‬ـ سياسة الموازنة ‪:‬‬

‫بما أن خبراء صندوق النقد الدولي يفسرون أزمة البلدان المتخلفة بأنها نتيجة للفراط في الطلب الكلي كما‬
‫سبق التذكير بذلك بسبب السياسات التوسعية المتبعة فإن سياسات الموازنة العامة في إطار برنامج التصحيح‬
‫تهدف إلى التقليص أو القضاء على العجز لخفض معدلت التضخم إلى مستويات مماثلة لتلك الموجودة في‬
‫البلدان المتطورة و على هذا الساس و لتحقيق ذلك المبتغى‪ ،‬فإن البلد المتخلف مطالب بتطبيق جملة من‬
‫التدابير يمكن تصنيفها إلى محورين رئيسيين ‪:‬‬

‫المحور الول ‪ :‬الضغط على النفقات العامة ‪ :‬و تتم هذه العملية من خلل ‪:‬‬

‫تخفيض النفاق العام الستهلكي و الستثماري ‪.‬‬ ‫ـ‬


‫رفع الدعم عن السلع ذات الستهلك الواسع ‪.‬‬ ‫ـ‬
‫رفع الدعم عن منتجات الطاقة ( الوقود ) الكهرباء و ذلك بهدف ترشيد الستهلك ‪.‬‬ ‫ـ‬
‫تقليص المساعدات الموجهة إلى مؤسسات القطاع العام ‪.‬‬ ‫ـ‬
‫تجميد الرواتب و الجور و الحد من التوظيف في القطاع العمومي ‪.‬‬ ‫ـ‬

‫‪2‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬زيادة اليرادات العامة و ذلك من خلل ‪:‬‬

‫ـ رفع أسعار سلع و خدمات القطاع العام‪.‬‬


‫ـ زيادة اليرادات الضريبية من خلل توسيع الوعاء الضريبي ليشمل أطرافا أخرى من جهة و‬
‫مكافحة التهرب الضريبي مع البقاء على معدلت ضريبية منخفضة و يتم ذلك من خلل‬
‫إجراء إصلحات ضريبية شاملة‪.‬‬
‫ـ خوصصة مؤسسات القطاع العام ‪.‬‬
‫و تكون عادة هذه التدابير مدعومة بتدابير نقدية صارمة تهدف إلى الحد من كل توسع نقدي يمكن أن ينجز‬
‫عنه عودة التضخم النقدي‪.‬‬

‫‪2‬ـ ‪2‬ـ السياسة النقدية ‪:‬‬


‫مجموعة التدابير النقدية يمكن اختصارها في النقاط التالية ‪:‬‬

‫ـ الحد من نمو الكتلة النقدية ‪.‬‬


‫ـ وضع حدود قصوى للئتمان المصرفي المسموح به للحكومة و للقطاع العام ‪.‬‬
‫زيادة سعر الفائدة الدائنة و المدينة للحد من القروض المصرفية للقطاع العام من جهة و تشجيع‬
‫الدخار من جهة ثانية ‪.‬‬
‫ـ إنشاء سوق للنقد الجنبي فيما بين البنوك و الوسطاء المعتمدين‪.‬‬

‫‪2‬ـ ‪3‬ـ سياسة التجارة الخارجية و ميزان المدفوعات ‪:‬‬


‫جملة هذه التدابير تهدف عموما لتقوية ميزان المدفوعات و تحرير المعاملت الخارجية و يمكن‬
‫عرض هذه الخيرة بصورة عامة بشكل موجز كما يلي‪:‬‬
‫ـ تخفيض سعر العملة الوطنية و ذلك لتقليص الواردات التي تصبح قيمتها أكبر بالعملة المحلية و‬
‫تشجيع الصادرات التي تكتسب قدرة تناسبية بفعل هذا الجراء حيث تصبح قيمتها بالعملة الجنبية‬
‫أقل ‪.‬‬
‫‪ -‬تحرير المعاملت الجنبية من كل العوائق الدارية و الضريبية ‪.‬‬
‫ـ إلغاء الساليب التميزية سواء بين القطاع العام و القطاع الخاص أو بين المستثمرين المحليين و‬
‫المستثمرين الجانب‪.‬‬
‫ـ منح المستثمرين مزايا ضريبية و جمركية‪.‬‬
‫ـ إعطاء الضمانات الكافية للمستثمرين الجانب و حرية تحويل أرباحهم ‪.‬‬

‫إذا كانت تلك هي مجموعة التدابير المكونة لوصفة العلج لقتصاديات البلدان المتخلفة التي تعاني‬
‫من إختللت داخلية و خارجية كبيرة ‪.‬فما هي نتائج هذه الوصفة بالنسبة للقتصاد الجزائري لعلج أزمته‬
‫الخانقة التي مر بها‪.‬‬

‫‪ -3‬نتائج برنامج التصحيح الهيكلي في الجزائر ‪:‬‬

‫حتى يتسنى لنا من الناحية العلمية تقييم بطريقة موضوعية نتائج برنامج التصحيح الهيكلي و مقارنة‬
‫النتائج الميدانية المحققة مع الهداف المتوقعة أثناء مباشرة الجزائر للبرنامج‪ ،‬أي بعبارة أخرى تقييم النتائج‬
‫على ضوء هذه الخيرة أي الهداف ‪.‬‬
‫ارتأينا قبل التطرق للنتائج ‪ ،‬الشارة و لو باختصار في شكل نقاط إلى الهداف العامة المتوقعة و المعلنة من‬
‫طرف خبراء صندوق النقد الدولي ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫رفع معدلت النمو القتصادي بهدف استيعاب أكثر للقوة العاملة و تخفيض معدلت البطالة‬ ‫‪1‬ـ‬
‫المرتفعة ‪.‬‬
‫تخفيض معدلت التضخم إلى المستويات السائدة في البلدان المتطورة ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫خفض التكاليف النتقالية الناجمة عن البرنامج خاصة في جانبها الجتماعي ‪.‬‬ ‫‪3‬ـ‬
‫استعادة قوة ميزان المدفوعات مع تحقيق مستويات ملئمة من الحتياطات الدولية ‪.‬‬ ‫‪4‬ـ‬

‫لتحقيق هذه الهداف حددت الجزائر استراتيجية متوسطة الجل تتركز في المحاور الثلثة أدناه‪:‬‬
‫ـ تعديل السعار النسبية و إزالة القيود على التجارة و المدفوعات‪.‬‬
‫ـ إدارة الطلب الكلي و تحقيق التوازن الداخلي و الخارجي و ذلك من خلل التفكير في سياسة‬
‫النفاق العام و تشديد السياسة النقدية‪.‬‬
‫ـ إنشاء الليات المؤسساتية و السوقية اللزمة لتمام عملية النتقال إلى لقتصاد السوق‪.‬‬

‫فما هي النتائج المحققة من هذه الستراتيجية ؟‬


‫للجابة على هذا السؤال ارتأينا تقسيم النتائج العملية إلى صنفين ‪:‬‬

‫الصنف الول ‪ :‬المؤشرات القتصادية الكلية ‪:‬‬

‫يبرز الواقع القتصادي الذي أفرزه برنامج التصحيح الهيكلي من هذه الناحية أن هناك تحسنا واضحا‬
‫في معظم المؤشرات الكلية‪:‬‬

‫أول ‪ :‬بالنسبة للنمو القتصادي ‪:‬‬

‫إذا كان الهدف الساسي هو استعادة النمو على أسس متينة فإن القتصاد الوطني و بعد فترة من‬
‫الركود القتصادي الطويلة نسبيا‪ ،‬قد حقق معدلت إيجابية و لو أنها متواضعة في بعض الحيان كما يتضح‬
‫من البيانات الكمية في الجدول رقم (‪. )01‬إن هذه الخيرة أي البيانات تؤكد أن القتصاد الجزائري قد حقق‬
‫معدلت نمو إيجابية خلل فترة البرنامج بعد مدة سبع سنوات من المعدلت السلبية‪ .‬غير أنه و بالتعمق‬
‫بالتحليل إلى النتائج الميدانية يتضح أن العوامل الخارجية قد لعبت دورا حاسما للوصول إلى هذه النتائج حيث‬
‫يمكن تلخيصها أي العوامل في النقاط التالية ‪:‬‬

‫ـ إعادة الجدولة وما تمخض عنها من تحسين في معدلت خدمة الدين و سخاء مصادر القراض‬
‫الجنبية بعد اعتماد الجزائر لبرنامج التصحيح الهيكلي حيث تشير البيانات المتاحة في هذا المجال أن الجزائر‬
‫استفادت بأكثر من ‪ 22‬مليار دولر ‪ 17 ،‬مليار دولر منها في شكل إعادة جدولة و ‪ 5.5‬مليار دولر من‬
‫المؤسسات المالية و النقدية الدولية و قروض ثنائية لنجاح البرنامج(‪.)3‬‬

‫ـ الرتفاع المزدوج من ناحية الكميات من ناحية السعار ‪ ،‬بالنسبة للكميات المنتجة تجاوزت حصة‬
‫الجزائر أكثر من ‪ 800‬ألف برميل يوميا سنة ‪ 1996‬بعدما كانت ل تتجاوز ‪ 767‬ألف برميل يوميا سنة‬
‫‪ )2( 1995‬أما بالنسبة للسعار فقد شهدت هي الخرى ارتفاعا محسوسا في السواق الدولية المر الذي‬
‫سمح للجزائر بتحقيق عوائد مالية هامة‪.‬‬

‫ـ الظروف المناخية الملئمة خاصة مع بداية فترة البرنامج‪ ،‬حيث سمحت بتحسن المردود ألفلحي‬
‫و أتاحت بالتالي زيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الجمالي حيث تؤكد البيانات الحصائية في هذا‬
‫المجال أن هذه المساهمة قد ارتفعت من ‪ ٪ 15‬سنة ‪ 1995‬إلى ‪٪ 21.5‬سنة ‪ )7( 1996‬رغم التراجع النسبي‬
‫خلل السنتين اللحقتين أما القطاع الصناعي فقد عانى الكثير خلل فترة البرنامج بالرغم من التحسن الطفيف‬
‫‪4‬‬
‫خلل سنة ‪ ، 1998‬أين سجل معدل نمو إيجابي لول مرة يقدر ب ‪٪4.6‬بعد سلسلة معدلت النمو السابقة‬
‫المسجلة خلل الفترة ‪94‬ـ ‪ 97‬المر الذي انعكس سلبا على التنمية القتصادية و الجتماعية و ذلك رغم كل‬
‫التدابير المتخذة لتحسين أداءه و عودته إلى النمو‪.‬‬
‫إن مجموعة العناصر السالفة الذكر تبين أن العوامل الخارجية ساهمت بقسط وافر في النتائج المحققة‬
‫و هو التجاه الذي تدعمه بعض الدراسات في هذا المجال إذ تؤكد أن متوسط معدل النمو للناتج المحلي‬
‫الجمالي خارج قطاعي المحروقات و الزراعة ل يتجاوز ‪ ٪1‬سنة ‪. )8(1997‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الميزانية العامة ‪:‬‬

‫سجلت هي الخرى تحسنا مستمرا خلل فترة البرنامج أو حتى بعد ذلك حيث انخفض العجز من‬
‫‪ ٪8.7‬سنة ‪ 1993‬إلى ‪ ٪4.4‬سنة ‪ 1994‬لتسجل الميزانية فائضا بلغ ‪ ٪2.4، ٪3.0‬و ‪ ٪2.9‬من الناتج المحلي‬
‫الجمالي خلل السنوات الثلثة الخيرة أي ‪98،97،96‬على التوالي ‪ .‬إن هذا الفائض يرجع برأينا إلى زيادة‬
‫فعالية التحصيل الضريبي و النخفاض النسبي للنفقات العامة بسبب السياسة التقشفية المنتهجة ‪ ،‬حيث تبرز‬
‫البيانات الحصائية أن اليرادات ارتفعت من ‪ ٪27.6‬إلى ‪ ٪33‬ثم ‪ ٪34‬من الناتج المحلي الجمالي و ذلك‬
‫خلل سنوات ‪ 93،97،96‬على الترتيب في حين أن النفقات العامة شهدت في المقابل انخفاضا واضحا رغم‬
‫الرتفاع الطفيف لسنة ‪ 1997‬حيث بلغت على التوالي ‪ ٪ 31 ، ٪29 ،٪33.6‬لسنوات ‪ 95،96‬و ‪ . 97‬أما‬
‫بالنسبة لمعدلت التضخم فقد سجلت تراجعا هاما و مستمر مع نهاية فترة البرنامج كما يتضح من البيانات‬
‫المدونة بالجدول رقم ‪ 01‬حيث انخفض المستوى العام للسعار حسب مصادر صندوق النقد الدولي من ‪٪29‬‬
‫سنة ‪ 1994‬إلى ‪ "٪18.7‬سنة ‪ 96‬ثم ‪ ٪5.7‬ف ‪ ٪5‬خلل سنتي ‪ 97‬و ‪ 98‬على التوالي ثم ‪ ٪3.5‬سنة ‪ 99‬و‬
‫ذلك كنتيجة طبيعية لسياسة الميزانية العامة المتبعة و المدعومة بتدابير نقدية صارمة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ميزان المدفوعات ‪:‬‬

‫سجل هو الخر نتائج طيبة و ذلك كنتيجة طبيعية لنخفاض ضغط المديونية الخارجية و المساعدات‬
‫الجنبية التي تلقتها الجزائر بعد إعادة جدولة ديونها الخارجية حيث تؤكد البيانات الجدول رقم ‪ 01‬أن‬
‫الحساب الجاري حقق فائضا سنتي ‪ 97 ،96‬قدر ب ‪ 1.25‬مليار دولر على التوالي و ذلك رغم العجز‬
‫المسجل خلل السنة الموالية و المقدر ب ‪ 0.81‬مليار دولر و ذلك نظرا لنخفاض أسعار المحروقات من‬
‫جهة و الزيادة النسبية في خدمة الدين الخارجي من جهة ثانية كما هو مبين أدناه‪.‬‬

‫‪1‬ـ خدمة الدين الخارجي ‪:‬‬

‫إن المتتبع للتطور التاريخي لخدمة الدين الخارجي يلحظ النخفاض المحسوس لمؤشر خدمة‬
‫الدين خلل الفترة المعنية بالدراسة و ذلك نظرا للثر اليجابي لعادة الجدولة ‪ ،‬فالمعطيات الكمية في‬
‫الملحق تبرز أن خدمة المديونية انخفضت لول مرة إلى حدود ‪ 4‬مليار دولر سنة ‪ 1994‬أي بنسبة ‪٪39‬‬
‫تقريبا‪ ،‬بمعنى أنها تقلصت إلى أقل من النصف بعد ما كانت تتجاوز ‪ 9‬مليار دولر خلل الفترة ‪90‬ـ ‪ 93‬أي‬
‫نسبة تقارب ‪| ٪75‬ثم انخفضت السنة الولى إلى حدود ‪ ٪30‬سنة ‪ 1997‬لنسجل ارتفاعا نسبي سنة ‪1998‬‬
‫حيث بلغ معدل خدمة الدين ‪ ٪47‬و يرجع ذلك حسب رأينا إلى عاملين أساسيين الول هو انخفاض أسعار‬
‫البترول و الثاني ارتفاع أقساط الدين المستحقة الدفع إلى أكثر من ‪ 3‬مليار دولر بعد ما كانت في حدود ‪ 2‬و‬
‫‪ 2.5‬مليار دولر و ذلك رغم تراجع أقساط الفائدة سنة ‪.1998‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪ 2‬ـ مخزون الدين الخارجي ‪:‬‬


‫خلفا لخدمة الدين الخارجي سجل مخزون الدين الخارجي ارتفاعا مستمرا خلل فترة‬
‫البرنامج إذ تجاوز رصيد الدين ‪ 30‬مليار دولر كما يتضح من البيانات المتاحة و المدونة بالجدول الملحق‬
‫رقم ‪ 02‬فقد انتقل من ‪ 25‬مليار دولر سنة ‪ 1995‬إلى أكثر من ‪ 33‬مليار دولر سنة ‪ 1996‬ليشهد بعد ذلك‬
‫تراجعا نسبي و لكن بقي في حدود ‪ 30‬مليار دولر‪ .‬و إذا كان الدين الخارجي ل يمثل في حد ذاته أزمة كما‬
‫سبقت الشارة في إحدى دراساتنا السابقة لن الزمة تبدأ عندما تتجاوز معدلت خدمة الدين الحدود المسموح‬
‫بها‪ ،‬إل أن حجم معتبر و بهذا المستوى للمديونية يعتبر سببا كامنا لندلع الزمة في أية لحظة في حالة‬
‫البلدان المتخلفة و ذلك بسبب عدم تحكمها ل في أسعار صادراتها و ل في أسعار وارداتها نظرا للميكانيزمات‬
‫المتعددة التي تستخدمها البلدان الرأسمالية المتطورة أسعار الصرف ارتفاع أسعار الفائدة في السواق الدولية‬
‫‪ ...‬المر الذي ينتج عنه آثار سلبية و بنسب مختلفة على اقتصاديات البلدان المتخلفة‪.‬‬
‫و إذا كان صندوق النقد الدولي يفترض توفير المناخ الستثماري الملئم لجلب و تشجيع الستثمارات‬
‫الجنبية المباشرة التي تشكل حجر الزاوية في البرنامج بدل من قيام البلد بالقتراض الجنبي إل أن نتائج‬
‫التجربة الجزائرية بسبب الظروف المنية كانت هزيلة مقارنة مع المغرب و تونس حيث لم تتجاوز‬
‫الستثمارات الجنبية المباشرة ‪ 270‬و ‪ 280‬مليون دولر سنتي ‪ 97‬و ‪ 98‬على التوالي و ذلك رغم الحوافز‬
‫و المزايا التي يمنحها قانون الستثمار الجديد (‪ )6‬و في ظل هذا الوضع فإن السؤال الساسي الذي يطفو إلى‬
‫السطح هو‪ :‬ما هو حصاد المؤسسات الوطنية ( عمومية و محلية ) على ضوء البرنامج المعتمد و على ضوء‬
‫التغيرات الجذرية التي عرفتها هاته المؤسسات و محيطها العام ؟ و لمعرفة هذه النتائج فإن البيانات الرقمية‬
‫تؤكد أن مساهمة القطاع الصناعي خلل فترة البرنامج كما سبق التذكير كانت سلبية إذ انتقلت مساهمة هذا‬
‫القطاع في الناتج المحلي الجمالي من ‪ ٪ 14‬سنة ‪ 1993‬إلى ‪ ٪11.5‬خلل السنة الولى‪.‬من البرنامج أي‬
‫سنة ‪ 94‬ثم إلى ‪ ٪10.6‬في السنة الموالية ف ‪ ٪8.6‬و ‪ ٪ 8.5‬خلل سنتي ‪ 96‬و ‪ 97‬على التوالي أما بالقيم‬
‫فإن النتاج الصناعي انتقل خلل نفس الفترة و بالسعار الجارية من ‪ 133.2‬مليار دينار سنة ‪ 1993‬إلى‬
‫‪ 169‬مليار سنة ‪ 1994‬ف ‪ 208‬مليار دينار في السنة الموالية ثم ‪ 222.3‬و ‪ 235.9‬مليار دينار خلل سنتي‬
‫‪ 96‬و ‪ 97‬على الترتيب ‪ ،‬أما بالنسبة للسعار الثانية ( دينار سنة ‪ )89‬فإن المعطيات الكمية للمجلس الوطني‬
‫القتصادي و الجتماعي تؤكد تراجع كبير في النتاج الصناعي فالمؤشر العام للنتاج الصناعي قد بلغ‬
‫‪٪78.5‬بعد ما كان ‪ ٪88.4‬سنة ‪ 1994‬أي أنه تراجع بأكثر من ‪ 10‬نقاط و تزداد الصورة قتامة بالنسبة لنفس‬
‫المؤشر دون أخذ بعين العتبار قطاع المحروقات حيث تنخفض النسبة السالفة إلى ‪ ٪69.3‬و تؤكد نفس‬
‫المصادر أن الفروع الصناعية الكثر تضررا هي صناعة الجلود و الحذية ب ( ‪ ) ٪23.7‬و صناعة الخشب‬
‫و الفلين و الورق ب ( ‪ )٪47.3‬ثم النسيج و صناعة اللبسة ب ‪ ٪49.1‬و يرجع ذلك إلى شدة المنافسة في‬
‫هذه القطاعات بعد عمليات تحرير التجارة و عوامل تنظيمية و بيئية ناجمة عن عملية إعادة هيكلة المؤسسات‬
‫الوطنية و مع تراجع معدلت النتاج و الصعوبات الكثيرة و المتعددة التي تعاني منها مختلف المؤسسات‬
‫الوطنية يزداد الضغط على سوق العمل جراء ضعف معدلت التشغيل و عمليات التسريح الكبير للعمال كما‬
‫سنرى بشيء من التفصيل لحقا‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الحتياطات الدولية ‪:‬‬

‫لقد عرفت الحتياطات الدولية تحسنا غير مسبوق و ذلك نظرا للعوامل للعوامل الخارجية المساعدة ‪،‬‬
‫فإعادة الجدولة و تحسن أسعار المحروقات في السواق الدولية حيث تجاوز متوسط سعر البرميل أكثر من ‪19‬‬
‫دولر خلل سنتي ‪ 96‬و ‪ 97‬مما سمح بتحقيق فائض في الميزان التجاري كما سبق الذكر المر الذي أثر‬
‫بشكل إيجابي على ميزان المدفوعات مما سمح للجزائر برفع إحتياطاتها الدولية حيث انتقلت من ‪ 2.6‬مليار‬
‫دولر سنة ‪ 1994‬إلى ‪ 4.52‬مليار دولر سنة ‪ 1996‬ثم لتبلغ الذروة سنة ‪ 1997‬ب ‪ 8.00‬مليار دولر رغم‬
‫التراجع النسبي خلل سنة ‪ 1998‬ب ‪ 6.08‬مليار دولر و ذلك بسبب تراجع أسعار المحروقات حيث بلغ‬
‫خدمات الدين الخارجي من جهة ثانية ‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫متوسط سعر البرميل خلل السنة ‪ 13‬دولر من جهة و ارتفاع‬
‫نستخلص على ضوء ما سبق أن نتائج برنامج التصحيح الهيكلي كانت في مجملها إيجابية رغم‬
‫المساهمة السلبية للقطاع الصناعي في الناتج المحلي الجمالي بسبب الصعوبات التي يعرفها القطاع في ظل‬
‫الصلحات الهيكلية التي يشهدها إل أن النتائج اليجابية لم تتحقق دون تكلفة اجتماعية مرتفعة‪.‬‬

‫الصنف الثاني ‪ :‬أثر البرنامج على الجانب الجتماعي‬

‫نحاول من خلل هذا الجزء التركيز على مجموعة من المؤشرات الساسية كالبطالة‪ ،‬تطور الخدمات‬
‫التعليمية و الصحية بالضافة إلى نصب الفرد من الناتج المحلي الجمالي لما لهذه المؤشرات من أهمية‬
‫قصوى من الناحية الجتماعية‪ .‬فالظاهرة الولى‪ ،‬أي البطالة‪ ،‬كظاهرة اجتماعية و اقتصادية في آن واحد إذ‬
‫تتيح معرفة قدرة القتصاد الوطني على التشغيل و تبرز طاقته على استيعاب اليد العاملة العاطلة و ذلك في‬
‫ظل الصلحات الهيكلية التي يعرفها القتصاد الوطني كما يسمح لنا هذا المؤشر بالتطرق إلى بعض الثار‬
‫السلبية الناتجة عن هذه الظاهرة كتدني مستويات المعيشة و ظهور بعض المراض التي لها علقة وثيقة بهذا‬
‫الوضع إذ تعرف بأمراض الفقراء كالسل و النيميا ‪ ...‬و التي صرفت الدولة في فترات سابقة أموال طائلة‬
‫للتقليص منها أو القضاء عليها فضل عن تزايد الظواهر الجتماعية السلبية التي تعتبر البطالة مهدا طبيعيا لها‬
‫خاصة بين أوساط الشباب كالمخدرات و الجرام ‪. ...‬‬
‫أما فيما يتعلق بالنفاق العام على التعليم و الصحة فيسمح لنا بمعرفة مدى مسايرة النفقات العامة‬
‫لهذين القطاعين للنمو الديموغرافي في ظل التدابير التقشفية للبرنامج ألتصحيحي هذا بالضافة إلى أن ذك‬
‫يتيح لنا و لو جزئيا الوقوف على تطور مستوى المعيشة للسكان باعتبار أن هذين القطاعين ل غنى عنهما في‬
‫أي أمة من المم فالول يمدها بالقوة العاملة المؤهلة باعتبار أن أطفال اليوم هم رجال الغد أما الثاني أي‬
‫قطاع الصحة فيتعلق بوجود النسان ذاته في حين أن المؤشر الثالث و الذي له علقة بالمؤشرين السالفي‬
‫الذكر فرغم عجزه على توضيح كيفية توزيع الدخل بين مختلف الشرائح الجتماعية إل أنه يبين لنا مستوى‬
‫التطور الذي عرفه المجتمع خلل فترة زمنية معينة‪.‬‬

‫أول ـ البطالة ‪:‬‬

‫فبالنسبة إلى ظاهرة البطالة فقد عرفت تزايد مستمرا خلل سنوات البرنامج بسبب عمليات‬
‫التسريح الجماعي التي مست شريحة واسعة من العمال نظرا لجراءات إعادة الهيكلة الصناعية من جهة و‬
‫في هذا الطار تؤكد إحدى الدراسات المتعلقة بانعكاسات البرنامج التصحيحي في المغرب على سوق العمل‬
‫أن عمليات التسريح الكبيرة للعمال من المؤسسات المغربية نتيجة للخوصصة و إعادة الهيكلة تعتبر العامل‬
‫الثاني المفسر لظاهرة البطالة في المغرب (‪ )10‬و من جهة ثانية الطالبين أو الباحثين عن العمل و المقدر‬
‫عددهم سنويا ما بين ‪250‬و ‪ 300‬ألف المر الذي أدى إلى زيادة تفاقم هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫إن البيانات الحصائية تبرز بوضوح الرتفاع المستمر لنسبة البطالة التي انتقلت من ‪ ٪23‬سنة ‪ 1993‬إلى‬
‫أكثر من ‪ ٪ 29‬سنة ‪ 1997‬ثم ‪ ٪ 29.2‬سنة ‪ 1999‬و يعود هذا الرتفاع إلى عاملين أساسيين هما (‪: )12‬‬
‫‪1‬ـ ارتفاع معدلت النمو الديموغرافي التي عرفتها الجزائر في فترة ما قبل التسعينات حيث تجاوز‬
‫في المتوسط ‪ ٪2.8‬سنويا و هذا ما أدى إلى تزايد و تسارع في حجم القوة العاملة التي ارتفعت من ‪5.85‬‬
‫مليون سنة ‪ 1990‬إلى ما يزيد عن ‪ 7.8‬مليون سنة ‪ 1996‬ثم ما يقارب ‪ 8.25‬مليون سنة ‪.)13( 1998‬‬
‫‪2‬ـ التسريح الكبير للعمال نتيجة حل و خوصصة العديد من المؤسسات العمومية بحث عن النجاعة‬
‫القتصادية و تقليص دور الدولة بما ينسجم و المرحلة الجديدة حيث تؤكد المعطيات الكمية المتاحة أن عدد‬
‫العمال المسرحين قد تجاوز ‪ 500‬ألف خلل الفترة ‪94‬ـ ‪ 97‬نتيجة تصفية و خوصصة حوالي ‪ 633‬مؤسسة‬
‫محلية و ‪ 268‬مؤسسة عمومية و ‪ 85‬مؤسسة خاصة‪ ،‬أي بمجموع ‪ 986‬مؤسسة تأتي في مقدمة ذلك من‬
‫ناحية القطاعات القتصادية مؤسسات البناء و الشغال العمومية ب ‪ ٪61.59‬تليها مؤسسات القطاع الخدمي‬
‫ب ‪ ٪21.07‬ثم المؤسسات الصناعية ب ‪ ٪15.81‬و إن كانت هذه ‪7‬‬
‫الخيرة تحتل المرتبة الثانية إذا استثنينا‬
‫المؤسسات المحلية ب ‪ 21.15‬بعد المؤسسات العمومية لقطاع البناء و الشغال العمومية التي تحتل المرتبة‬
‫الولى ب ‪ ٪59.89‬التي تعتبر الكثر تضررا لتحل مؤسسات القطاع الخدمي في المرتبة الثالثة ب ‪٪17.55‬‬
‫أما القطاع الزراعي فهو القطاع القل تضررا من ناحية التشغيل ب ‪٪1.42‬المر الذي يزيد في تعقيد وضعية‬
‫البطالة في الجزائر المعقدة أصل‪ .‬فالبيانات الحصائية للديوان الوطني للحصاء تبرز أن عدد البطالين في‬
‫الجزائر لسنة ‪ 1997‬قد تجاوز ‪ 2.3‬مليون بطال ليصل سنة ‪ 2001‬إلى ‪ 2.5‬مليون بطال مقابل ‪ 2.4‬مليون‬
‫لسنة ‪ 2000‬و هذا العدد قابل للرتفاع حسب رأينا و ذلك للسباب التالية ‪:‬‬
‫ـ استمرار عمليات التسريح الطوعي‪.‬‬
‫ـ اعتماد العقود المؤقتة بعد إلغاء في الكثير من المجالت العمل المضمون‪.‬‬
‫ـ حالت التأمين على البطالة فهذا الجراء هو إجراء مؤقت ظهر كأحد أساليب الحماية الجتماعية المؤقتة‬
‫للتخفيف من آثار برنامج التصحيح الهيكلي حيث ل تتجاوز فترة الستفادة من منحة الصندوق الوطني‬
‫للتأمين على البطالة كحد أقصى الثلث السنوات للعمال المسرحين للضرورة القتصادية و بنهاية هذه‬
‫الفترة يجد العامل نفسه مجددا ضمن تشكيلة الباحثين عن العمل‪.‬‬
‫ـ زيادة معدلت النمو الديموغرافي‪ :‬ففي الوقت الذي تشير فيه التقديرات الرسمية أن حوالي ‪ 8‬إلى ‪٪10‬‬
‫فقط من طالبي العمل الجدد ينجحون بالظفر بوظيفة‪.‬‬
‫ـ تراجع الهمية النسبية للقطاع العام في القتصاد الوطني سبب الصلحات الهيكلية التي يعرفها حيث تم‬
‫تصفية و خوصصة الكثير من المؤسسات العمومية كما سبق التنبيه بذلك ‪.‬‬
‫ـ ضعف معدلت التشغيل و الركود الكبير الذي يعرفه القطاع الصناعي‪.‬‬
‫إن هذا الكم الهائل السالف الذكر سيضاف إلى عدد الباحثين عن العمل و الذي يقدر سنويا ما بين‬
‫‪ 250‬و ‪ 300‬ألف ليزيد المور تعفنا‪ ،‬حيث تؤكد بعض الدراسات المتخصصة أنه و للقضاء على البطالة‬
‫يجب توفير ما بين ‪ 700‬و ‪750‬ألف منصب عمل سنويا لمدة ثلثة سنوات متتالية في حين أنه وللحفاظ على‬
‫المستوى الحالي يتطلب خلق أكثر من ‪ 250‬ألف منصب عمل سنوي (‪. )3‬‬
‫إن بلوغ معدلت البطالة مستوى ‪ ٪29‬سيزيد حتما من مخاطر انتشار المراض السلبية خاصة بين‬
‫أوساط الشباب كالمخدرات و الجرام و ينذر بتفكك النسيج الجتماعي‪ .‬في ظل هذا الوضع المأزوم و مع‬
‫الرتفاع المهول لسعار مختلف السلع و الخدمات بسبب تحرير السعار وانخفاض العملة الوطنية " الدينار"‬
‫بأكثر من ‪ ٪50‬في الوقت الذي بقت فيه الجور ثابتة ( مجمدة ) قد عجل بتدحرج الطبقة المتوسطة لتنظم إلى‬
‫الطبقات الفقيرة المر الذي أدى إلى زيادة حدة الفوارق الجتماعية كما يؤكد تقرير برنامج المم المتحدة‬
‫لسنة ‪ 1999‬حيث يحصل على المعدل ‪ ٪20‬من أغنى فئات المجتمع على ‪ ٪50‬من المداخيل فيما ل يتحصل‬
‫‪ ٪20‬من الفئات الفقيرة إل على أقل ‪٪7‬من المداخيل و الباقي موزع على الفئات الخرى ‪.‬‬

‫ثانياـ تطور النفاق العام على قطاعي التربية و الصحة ‪:‬‬

‫قبل التطرق للتطور الحاصل في هذه النفقات يجب الشارة إلى أن خبراء صندوق النقد الدولي يقرون‬
‫بأن البلدان المتخلفة التي اعتمدت برامج للتصحيح الهيكلي و جدت نفسها منجرة نحو الزيادة في النفاق على‬
‫القطاعين المعنيين فهل ذلك ينطبق فعل على حالة الجزائر ؟ ‪.‬‬
‫إن المعطيات الكمية المتاحة عن حالة الجزائر ( الجدول رقم ‪ 3‬بالملحق)‪ .‬و إن كانت تقر من ناحية‬
‫الرقام المطلقة و بالسعار الجارية بصحة يلك الفرضية في قطاع التربية الوطنية ‪ ,‬إل أنها وكنسبة من الناتج‬
‫المحلي الجمالي يلحظ أنه يؤخذ التجاه المعاكس‪ ،‬أي النخفاض فبالنسبة لميزانية التسيير للقطاع منسوبة‬
‫إلي الناتج المحلي الجمالي فقد انخفضت من ‪ ٪ 4.73‬سنة ‪ 1994‬إلى ‪ ٪ 4.02‬سنة ‪ 1999‬أي من ‪٪ 21.5‬‬
‫إلى ‪ ٪ 15.66‬من ميزانية الدولة و لنفس الفترة ‪ ،‬و إن دل هذا على شيء إنما يدل على تراجع الهمية‬
‫النسبية لقطاع التربية الوطنية لصالح قطاعات أخرى أما ميزانية التجهيز لنفس القطاع طبعا فلم تكن أحسن‬
‫من ذلك إذا انخفضت هي الخرى و كنسبة من الناتج المحلي الجمالي من ‪ ٪0.70‬سنة ‪، 1994‬أي للسنة‬
‫‪8‬‬ ‫الولى من اعتماد البرنامج‪ ،‬إلى ‪ ٪0.55‬سنة ‪.1999‬‬
‫و مع اقتران تقلص النفقات العامة المخصصة لقطاع التربية بالرتفاع الفاحش في أسعار الدوات و الكتب‬
‫المدرسية في ظل التراجع الكبير لدخل السر الجزائرية قد أدى إلى آثار سلبية للغاية إلى حد أن بعض السر‬
‫و خاصة في الرياف حسب تحقيق للمركز الوطني للدراسات و التحليل الخاصة بالتخطيط ‪CENEAP‬‬
‫أصبح يفضل عدم تعليم أبنائهم نظرا لرتفاع تكاليف التمدرس‪.‬‬
‫أما النفقات العامة لقطاع الصحة العمومية فلم تكن هي الخرى بأحسن من القطاع الول حيث تبرز البيانات‬
‫الحصائية أنه ورغم تضاعف المبالغ المخصصة بالسعار الجارية تقريبا خلل الفترة ‪93‬ـ ‪ 2000‬لميزانية‬
‫التجهيز إل أنها كنسبة من النفقات العامة لميزانية الدولة قد انخفضت من ‪٪5.5‬إلى ‪ ، )18( ٪3.51‬أي من‬
‫‪ ٪1.34‬إلى ‪ ٪0.99‬من الناتج المحلي الجمالي ( الجدول رقم ‪ ) 3‬مما أدى إلى تدهور كبير في الخدمات‬
‫المقدمة من طرف هياكل هذا القطاع الضروري الذي يتعلق بحياة ووجود الشخص ذاته‪ ،‬حيث تؤكد بيانات‬
‫رقمية أخرى مستقاة من تقرير المجلس الوطني القتصادي الجتماعي هذا التجاه فنصيب الفرد الواحد من‬
‫النفقات العامة لقطاع الصحة تراجع خلل الفترة ‪93‬ـ ‪ 97‬من ‪ 620‬دج إلى ‪ 508‬دج (‪. )9‬‬

‫ثالثاـ نصيب الفرد من الناتج المحلي الجمالي ‪:‬‬

‫لقد شهد هذا المؤشر هو الخر تراجعا هاما حيث انخفض من ‪ 1822.8‬دولر سنة ‪ 1993‬إلى‬
‫‪ 1596‬دولر سنة ‪ 97‬ثم إلى ‪ 1500‬دولر سنة ‪ )19( 1999‬و هو ما يؤكد الصعوبات الكبيرة التي يعاني‬
‫منها القتصاد الوطني‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫تؤكد النتائج الميدانية لبرنامج التصحيح الهيكلي في الجزائر عن تحسن المؤشرات القتصادية الكلية‪،‬‬
‫غير أن هذا التحسن يرجع إلى عوامل خارجية متعددة أكثر من الفعالية القتصادية التي يفتقد إليها القتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬أما بالنسبة للنتائج الجتماعية فكانت بمثابة الفاتورة الباهضة للتحسن القتصادي حيث تبين مختلف‬
‫البيانات الكمية لمختلف المصادر بما فيها صندوق النقد الدولي و البك العالمي على تدهور كبير في مستويات‬
‫المعيشة أكثر من ‪ 17‬مليون جزائري تحت مستوى الفقر حسب إحصائيات حديثة للديوان الوطني للحصاء (‬
‫‪ )20‬و ارتفاع معدلت البطالة إلى مستوى ‪ ٪30‬و تراجع غير مسبوق على المستوى التعليمي و الصحي‪.‬‬

‫إعادة جدولة الديون الخارجية الجزائرية‪:‬‬


‫تعني إعادة ترتيب الدين الخارجي و عادة ما تكون بتأجيل مواعيد دفع ذلك الدين و بذلك تكون إعادة‬
‫الجدول‪6-+‬ة أحد الطرق التي تلجا إليها الدول التي تعاني من ضائقة مالية و عجز في دفع ديونها الرئيسية و‬
‫الفوائد المترتبة عنها‪,‬إذا كان خيار إعادة الجدولة للديون الخارجية أمرا مستجدا قبل ‪ 1993‬من طرف‬
‫السلطات العمومية الجزائرية فإن هذا الخيار أصبح يفرض نفسه بقوة نتيجة ثقل عبء خدمة الدين و التي‬
‫أصبحت تمتص كل إيرادات الصادرات و ما زاد من حدتها انخفاض أسعار المحروقات ‪,‬انغلق المؤسسات‬
‫المالية و نظرا لتدهور الوضعية المالية و القتصادية للبلد في نهاية ‪, 1993‬كان من المتوقع أن تصل نسبة‬
‫خدمة الدين إلى ‪ 100%‬من إجمالي الصادرات طلبت الجزائر إعادة الجدولة ديونها الخارجية و عقد عدة‬
‫اتفاقيات مع الصندوق النقدي الدولي و كان أولها ‪ By STAND‬سنة ‪ 1994‬و أخرى من نوع التسهيلت‬
‫التمويلية الموسعة في سنة ‪ 1995‬فتوجهت إلى نوادي الدائنين في باريس و لندن لعادة جدولة ديونها‬
‫العمومية و الخاصة‪.‬‬

‫* أهم أسبابها ‪:‬‬

‫‪ -‬انتهاج سياسة اقتصادية كلية غير واقعية تؤدي إلى إحداث عجز في ميزان المدفوعات ‪.‬‬
‫‪ -‬المغالت في القتراض من الخارج بشكل يتجاوز قدرة الدولة على الوفاء بديونها ‪.‬‬
‫‪ -‬إتباع طرق اقتراض غير مناسبة في المغالت في تضخيم الديون قصيرة الجل أو التقييم الخاطئ لمواعيد‬
‫الدفع‬

‫بشكل يؤدي إلى تراكم تلك المواعيد‪.‬‬

‫‪ -‬التأثر بأحداث خارجة عن إرادة الدولة‪.‬‬

‫ويكون أمام الدولة المدنية عادة ‪ 3‬خيارات‬


‫‪:‬‬
‫‪ /01‬وقف دفع الديون إل أن هذا الخيار يترتب عليه فقدان مصداقية الدولة المعنية الشيء الذي يصعب عليها‬
‫الحصول على قروض أخرى‪ ،‬بل قد يتم العلن عن إفلس تلك الدولة و الحجز أو مصادرة أو بيع أملكها‬
‫بالخارج تعويضا عن الدين‪.‬‬

‫‪ /02‬محاولة الوفاء بتسديد الديون بانتهاج سياسة تقشفية تحد من خروج العملة الصعبة كالحد من الستيراد‬
‫إل أن هذه السياسة صعبة من الناحية القتصادية و الجتماعية‪.‬‬

‫‪ /03‬طلب البلد المعني إعادة جدولة ديونه كمه يمكنه طلب إعادة تمويل الدين‪.‬‬
‫* شروطها‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬يتحمل البلد المدين دفع فوائد التأخير على أقساط الدين المؤجل حتى ل يتمادى في طلبات إعادة الجدولة ‪،‬‬
‫و تكون أسعار فوائد التأخير اكبر من أسعار الفوائد الرسمية على القروض التي تعاد جدولتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تعهد البلد المدين بإجراء سلسلة من التغيرات القتصادية الرأسمالية انطلقا من توصيات برامج صندوق‬
‫النقد الدولي يبين فيها كيفيات التغيير و مدته و يترجم البلد المدين هذا التفاق على شكل رسالة النية‬
‫*‪*1*3‬منهجية و إجراءات إعادة الجدولة‪:‬‬

‫باعتبار أن القرارات القتصادية هي سياسية بحتة فإن الجزائر قررت إعادة جدولة ديونها الخارجية و البلد‬
‫الذي يطلب إعادة الجدولة لديونه فهو في حالة توقف عن الدفع و كما جرت العادة فإن الدائنين يخضعونه‬
‫لجملة من القواعد و الجراءات فيمر بعدة مراحل من المفاوضات للوصول إلى إعادة الجدولة لديونه و هذاما‬
‫فعلته الجزائر‪ ،‬حيث باشرت عدة مراحل من المقاومات مع خبراء الصندوق تعلقت في البداية حول وضعية‬
‫القتصاد الجزائري ثم مرحلة أخرى ارتكزت حول الصلحات التي يجب تنفيذها و تتدرج زيارة وفد من‬
‫الصندوق من خبراء إلى الجزائر عبر برنامج الستقرار القتصادي التي تنوي اللتزام به لسترجاع‬
‫التوازنات المالية خلل سنة من التطبيق فهي قرارات من الصندوق تحدد بالتفاق مع العضاء شرط‬
‫مساعدته المالية لهم و‬

‫توقفت الجزائر عن الدفع مباشرة بعد إرسالها الرسالة حسن النية للصندوق الذي وافق مجلس إدارته عليها‬
‫في ماي ‪ 1994‬و تعتبر موافقته على برامج الستقرار القتصادي بمثابة ضمان أساسي للدائنين و قبولهم‬
‫الدخول في مفاوضات إعادة الجدولة و قد صاحب موافقة مجلس الدارة على الرسالة‪ ,‬فمنح تسهيلت مالية‬
‫للجزائر باعتبارها عضو بحوالي مليار دولر و قبل المرور على نادي باريس قام الوفد الجزائري المفاوض‬
‫(وزير المالية‪ ،‬محافظ البنك المركزي) بشرح البرنامج القتصادي للعديد من الدول الدائنة و المؤسسات‬
‫المتعددة الطراف و هذا للحصول على الدعم الضروري لتنفيذ البرنامج الذي يتوقف أساسا على ثقة الدائنين‬
‫فيه و قد تقدمت الجزائر رسميا بطلب إلى رئيس نادي باريس إلى الجتماع و هو ما تم فعل في ‪ 31‬جوان‬
‫‪ 1994‬بحضور الوفد الجزائري يقوده وزير المالية و ممثلين على الصندوق و البنك العالمي و ممثلين آخرين‬
‫عن بعض الهيئات و البنوك و بعد‬

‫‪36‬ساعة من المفاوضات ثم التوصل إلى المحضر الرسمي الذي يحدد الطار العام لعادة الجدولة و تعتبر‬
‫الديون القابلة لعادة الجدولة لدى نادي باريس هي الديون العمومية المتوسطة و طويلة الجل يستثني منها‬
‫قصيرة الجل المقدرة بحوالي ‪ 60%‬من إجمالي الديون الجزائرية و المقدرة في أواخر سنة ‪ 1993‬بـ‬
‫‪ 24.012‬مليار دولر‬
‫‪.‬‬
‫*‪*2*3‬طريقة إعادة الجدولة‪ :‬اتفق الدائنون في نادي باريس بعد العرض الذي قدمه وزير المالية الجزائري‬
‫على أن يتم إعادة الجدولة وفق المجال التطبيقي و طريقة التسديد التاليين‪:‬‬
‫*أ* مجال التطبيق‪ :‬مست إعادة الجدولة للديون المبرمة قبل تاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 1993‬و التي تستحق خلل‬
‫الفترة التي تمتد من ‪ 1‬جوان ‪ 1994‬إلى ‪ 31‬ماي ‪ 1995‬و المسماة بفترة التجسيد و التي تحسب عموما بناءا‬
‫بما يتوافق مع الفترة التي يستغرقها برنامج الستقرار القتصادي المتفق عليه مع الصندوق قبل المرور إلى‬
‫نادي باريس و المقدرة بـ ‪ 12‬شهر‬
‫‪.‬‬
‫*ب* طريقة التسديد‪ :‬باعتبار أن الجزائر بلد منتج للبترول و له قدرات كبيرة فهو يصنف من الدول ذات‬
‫الدخل المتوسط و من هنا فإن طريقة التسديد مختلط و تتضمن‪:‬‬

‫• ‪-‬التسديد يكون على أساس إطالة فترة الستحقاق إلى ‪ 16‬سنة‪.‬‬

‫• ‪-‬مدة العضو تقدر ب ‪ 4‬سنوات على الكثر‬

‫• ‪-‬التسديد يبدأ بعد النتهاء من فترة العضاء أي السنة الخامة ابتداء من سنة ‪ 1998‬فالجزائر ل تسدد أي‬
‫شيء من المبلغ المعاد جدولته في ‪ 4‬سنوات الولى و تسدد فقط ‪ 10,7%‬من المبلغ خلل ‪ 4‬سنوات و في‬
‫الخير نشير إلى أن الجزائر و بمجرد إعادة الجدولة تحرم من الحصول على قروض مالية على القل خلل‬
‫فترة في حين تبقى القروض التجارية المضمونة للمديونية‬
‫‪.‬‬
‫*‪*3*3‬إعادة الجدول الولى للديون العمومية ‪ 1‬جوان ‪:1994‬‬

‫بعد التوقيع على اتفاقية ‪ STAND . BY‬دخلت الجزائر في مفاوضات مع نادي باريس لعادة الجدولة و تم‬
‫ذلك ب ‪ 5,3‬مليار دولر و مدة تسديده ‪ 16‬سنة مع ‪ 4‬سنوات فترة إعفاء و تشمل الديون التي وصلت إلى ‪5‬‬
‫مليار سنة ‪ 1994‬مقابل ‪ 8‬مليار دولر سنة ‪ 1993‬حيث أصبحت نسبة الديون إلى الصادرات ‪ 86%‬سنة‬
‫‪ 1993‬و هكذا تم التوقيع على ‪ 17‬اتفاقية ثنائية أولها كانت مع كندا في سبتمبر ‪ 1994‬و آخرها مع إيطاليا‬
‫فيفري ‪.1995‬و أهم الصعوبات التي واجهت المفاوضات هي تردد اليابان و الذي طالب بضمانات و معاملة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫*‪ *4*3‬إعادة الجدولة الثنائية ‪ 21‬جويلية ‪1995‬‬

‫استمرارا لعملية إعادة الجدولة عبر نادي باريس تم يوم ‪ 21‬جويلية ‪ 1995‬إمضاء ثاني اتفاق مع الدائنين‬
‫الرسميين و قد مست هذه العملية القروض المضمونة التي حصلت عليها الجزائر قبل ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1993‬و‬
‫هو المبلغ المتبقي بعد إعادة الجدولة الولى بالتفاق على أن التسديدات تكون ضعيفة من ‪ 1995‬إلى ‪2005‬‬
‫و تصبح أكثر أهمية بعد ذلك وهو ما يسمى التسديد المختلط و على هذا فإن رزنامة التسديد تكون كما يلي‪:‬‬
‫• *تسديد ‪ 0,43%‬من المبلغ المعاد جدولته في ‪1999/11/30‬‬
‫• *تسديد ‪ 0,60%‬من المبلغ المعاد جدولته في ‪2000/11/30‬‬
‫• *تسديد ‪ 0,43%‬من المبلغ المعاد جدولته في ‪2001/11/30‬‬
‫• *تسديد ‪ 0,98%‬من المبلغ المعاد جدولته في ‪2002/11/30‬‬
‫• *تسديد ‪ 8,82%‬من المبلغ المعاد جدولته في ‪2011/11/30‬‬
‫• *تسديد ‪ 9,59%‬من المبلغ المعاد جدولته في ‪2012/11/30‬‬
‫و يجب على الجزائر أن توقع على ‪ 17‬اتفاقية قبل ‪ 31‬مارس ‪ 1996‬بحيث تم التوقيع على ‪ 14‬اتفاقية ثنائية‬
‫كان أخرها مع الوليات المتحدة المريكية يوم ‪ 28‬مارس ‪ 1996‬بمقدار ‪ 1‬مليار دولر‪ ،‬لقد سمح التفاق‬
‫الثنائي بإعادة جدولة أكثر من نصف الديون العمومية و يبدي التسديد في نهاية ‪ 1999‬و المدفوعات تكون‬
‫على مدى ‪ 25‬سداسي و بصفة تدرجية بالنسبة لـ ‪ 8‬سنوات الولى بحيث تدفع الجزائر خللها ‪ 9%‬من‬
‫أصل الدين‪.‬‬

‫**‪ **4‬الجراءات الموضوعة للجزائر ضمن برنامج التعديل الهيكلي‪:‬‬


‫إن لجوء الجزائر إلى الصندوق والرضوخ لشروطه جاء نتيجة تفاقم المديونية الخارجية وما ترتب عنها من‬
‫آثار على السياسة العامة لتنمية القتصادية إضافة إلى العجز في ميزان الدولة وارتفاع نسبة التضخم إلى‬
‫‪ %21.2‬ونسبة البطالة إلى ‪ %23.2‬وانخفاض أسعار المحروقات هذه المشاكل أدت بالجزائر إلى الستنجاد‬
‫بالصندوق والرضوخ لشروطه ومن بينها رفع الدعم على السلع وتشجيع الستثمار الخاص الجنبي والمحلي‬
‫وتعميق الصلحات الهيكلية للقتصاد الوطني وتحرير التجارة الخارجية وعليه وافق الصندوق على هذه‬
‫الستراتيجية بمنح قروض لدعم برنامج التعديل الهيكلي لذلك أخذت الجزائر القيام ببعض الصلحات خلل‬
‫مرحلة تطبيق برنامج التعديل الهيكلي منها‪:‬‬

‫***إصلح المنظومة المالية‪ :‬إن النتقال من القتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق جعل الجزائر تعمل على‬
‫إدخال تغييرات جذرية على المنظومة المالية منها‪:‬‬
‫‪--‬إعادة التوزيع النسبي للسعار من خلل تخفيض قيمة الدينار‬

‫‪ --‬توسيع وعاء الرسوم على القيمة المضافة وخاصة على المنتوجات البترولية ورفع الضريبة على الرباح‬
‫المعاد‬

‫استثمارها من ‪%5‬إلى ‪%33‬‬

‫‪--‬إلغاء كل العفاءات الضريبية على الفوائد المحصل عليها من السندات‬

‫‪--‬إلغاء إعانات الستهلك وإتباع سياسة نقدية محكمة‬

‫***الصلح النقدي والمالي ‪ :‬ارتكز برنامج التعديل الهيكلي في هذا الجانب على الجراءات المتعلقة بسعر‬
‫الفائدة لتحديد الهداف التالية‪:‬‬

‫‪//‬المد من تمويل المؤسسات العمومية من الخزينة العامة وحثها على رفع رأس مالها من الموارد الخرى‬
‫لدى البنوك‬

‫‪//‬تنمية السوق النقدية بوضع نظام مزايدة لديون البنك المركزي وسندات الخزينة‬
‫‪//‬إصلح القطاع البنكي وذلك بإنشاء مجموعة من المؤسسات تستجيب للحتياطات الخاصة لبعض القطاعات‬

‫***التجارة الخارجية ‪:‬ركزت الجزائر اهتمامها على دخول العملة الصعبة لتمويل صفقات التجارية‬
‫الخارجية وتشجيع القروض من اجل الستيراد ومن أهم الجراءات لتطوير التجارة الخارجية هي‪:‬‬
‫‪ )1‬خاصة بنظام الصرف وذلك بتخفيض سعر الدينار بالنسبة لدولر بين افريل وسبتمبر ‪ 1994‬ب ‪%50‬‬
‫‪)2‬خاصة بتحرير التجارة والمدفوعات الخارجية منها إلغاء كل أشكال منع التصدير للمواد باستثناء المواد‬
‫التي لها قيمة تاريخية‬

‫***قطاع الفلحة‪ :‬يتجلى ذلك من خلل برنامج الحكومة لسنة ‪ 1997‬يهدف إلى‪:‬‬
‫‪ --‬إعادة النضر إلى تسير القطاع من خلل إصدار قانون التوجيه العقاري والمحافظة على الراضي‬
‫الرعوية ‪ ---‬تشجيع تنميتها العمل على التنمية الدائمة بتثمين الموارد والحفاظ على الوساط الطبيعية‬
‫***قطاع السكان‪ :‬وذلك من خلل تحسين الوضع الجتماعي للفرد‬
‫**‪**5‬أثار سياسة التعديل الهيكلي على الجزائر‪:‬‬
‫تطبيق التعديل الهيكلي خلل مدة أربع سنوات أعطى سياسة اقتصادية جيدة لكن لم يعطي سياسة تنموية دائمة‬
‫فكانت النتائج التالية‪:‬‬

‫**‪//5‬أ‪//‬القطاع الصناعي‪ :‬مؤشر النتاج القتصادي تقلص حوالي ‪%50‬عام ‪ 1997-1994‬والنتاج‬


‫الحرفي التقليدي ب ‪ %24‬وسجل تحسن مؤقت في قطاعي الطاقة والمحروقات وقطاع البناء مثل إذا أخذت‬
‫سنة ‪ 1989‬كمؤشر نجد أن صناعة الجلود والحذية انخفضت وذلك نتيجة المنافسة من القطاع الخاص‬
‫**‪//5‬ب‪//‬القطاع الفلحي‪ :‬فهي تشكل قطاع جوهريا إذ يشغل هذا القطاع قرابة ‪%25‬من إجمال عدد العمال‬
‫ويشارك بنسبة ‪%12.8‬من الناتج الداخلي الخام وهذا سنة ‪ 1998‬من القيمة الجمالية المضافة وقد خلق‬
‫حوالي ‪ 30000‬منصب شغل وتحت تأثير أعادة هيكلة القطاع الصناعي حيث نلحظ أن النتاج الفلحي‬
‫نضاعف ب ‪ 3‬مرات‬
‫**‪//5‬ج ‪//‬القطاع الخدمي‪:‬يتمثل في التقليل من النفاق الجتماعي و تحول إلى الخوصصة ‪.‬‬

You might also like