Professional Documents
Culture Documents
حقوق المرأة
لفظ يدل على ما يمنح للمرأة من حريات في العالم الحديث.
اختلفت نظرة الشعوب إلى المرأة عبر التاريخ ,ففي المجتمعات البدائية الولى كانت
غالبيتها امومية ،وللمرأة السلطة العليا .ومع تقدم المجتمعات وخصوصا الولى
ظهرت في حوض الرافدين ،مثل شريعة[اورنامو] التي شرعت ضد الغتصاب وحق
الزوجة بالوراثة من زوجها .شريعة [اشنونا] اضافت إلى حقوق المرأة حق الحماية
ضد الزوجة الثانية .وشريعة بيت عشتار حافظت على حقوق المرأة المريضة
والعاجزة وحقوق البنات الغير متزوجات .واخيرا فقوانين حمورابي التي احتوت على
92نصا من اصل 282تتعلق بالمرأة ,وقد اعطت شريعة حمورابي للمرأة حقوقا
كثيرا من اهمها :حق البيع والتجارة والتملك والوراثة والتوريث ،كما ان لها الولوية
على الزوجة الثانية في السكن والملكية وحفظ حقوق الوراثة والحضانة والعناية عند
المرض .كما شهد للعصر البابلي بوصول ملكة سمير اميس إلى السلطة لمدة خمس
سنوات.
في العهد الغريقي لم يكن للمرأة الحرة الكثير من الحقوق ،فقد عاشت مسلوبة
الرادة ول مكانة اجتماعية لها وظلمها القانون اليوناني فحرمت من الرث وحق
الطلق ومنع عنها التعلم .في حين كانت للجواري حقوقا أكثر من حيث ممارسة الفن
والغناء والفلسفة والنقاش مع الرجال.
في مدينة إسبارطة اليونانية كان وضع المرأة أفضل ،فقد منحت المرأة هناك حقوق
حيث حصلت على بعض المكاسب التي ميزتها على أخواتها في بقية المدن اليونانية
وذلك بسبب انشغال الرجال بالحروب والقتال.
ومع تقدم الحضارة الغريقية وبروز بعض النساء في نهاية العهد الغريقي إزدادت
حقوق المرأة الغريقية ومشاركتها في الحتفالت والبيع والشراء ,لم يكن ينظر
للم{أة كشخص منفرد وانما جزء من العائلة وبالتالي فأن الحقوق كانت على قيم
مختلفة عما نعرفه اليوم ومن الصعب المقارنة على اسس القيم الحالية .ولكون
المرأة جزء من العائلة فأن الساس هو الحقوق التي تتضمن النسجام والبقاء ،لذلك
كانت العائلة تخضع للرجل الذي يتولى حماية العائلة.
في العصر الروماني حصلت المرأة على حقوق أكثر مع بقائها تحت السلطة التامة
للب أو لحكم سيدها أن كانت جارية ,أما المتزوجة فقد كان يطبق عليها نظام غريب
أما أن تكون تحت سلطة وسيادة الزوج أو أن تعاشر زوجها وتبقى مع أهلها
وسلطتهم .وقد تركت لنا الثار الكثير من المعلومات التي تشير إلى ان امرأة كانت
تصبح قاضي وكاهن وبائع ولها حقوق البيع والشراء والوراثة كما كان لديها ثرواتها
الخاصة.
في عهد الفراعنة في مصر كانت للمرأة حقوق لم تحصل عليها أخواتها في
الحضارات السابقة ,فقد وصلت للحكم وأحاطتها الساطير .كانت المرأة المصرية لها
Created by Colors Mania
2
سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج ،كما انها شاركت في العمل من
اجل إعالة البيت المشترك .كان الفراعنة يضحون بالمرأة للنيل تعبيرا عن مكانتها
بينهم ،إذ يضحى بالفضل والجمل في سبيل الحصول على رضى اللهة.
أما في الصين فقد ظلمت المرأة ظلما كبيرا فقد سلب الزوج ممتلكاتها ومنع زواجها
بعد وفاته ,وكانت نظرة الصينيين لها كحيوان معتوه حقير ومهان .وفي الهند لم تكن
المرأة بحال أحسن فقد كانت تحرق أو تدفن مع زوجها بعد وفاته.
وفي فارس منحها زرادشت حقوق اختيار الزوج وتملك العقارات وإدارة شؤونها
المالية ,ولزالت المرأة الفارسية تتمتع حتى الن بوضع اجتماعي أفضل من نظيرتها
العربية .كما لزالت هذه المكانة المتميزة موجودة عند المرأة الكردية ،التي تتمتع
بحريات كبيرة وتقاليد عريقة
المرأة في السلم
وفي الجاهلية في جزيرة العرب فقد شاركت المرأة في الحياة الجتماعية و الثقافية
في الوقت الذي كانت تؤد به البنات بسبب الفقر وانتشرت الرايات الحمر وسبيت
وبيعت واشترت ،بالضبط كما بيع العبيد من الرجال .والمرأة كانت لها حقوق كثيرة
مثل التجارة وامتلك الموال والعبيد ،كما كان الحال مع خديجة زوجة الرسول صلى
الله عليه وسلم .كما كان لها الحق في اختيار الزوج او رفضه .وكان منهم الشاعرات
المشهورات.
أما في السلم فقد تحسنت وتعززت بعض حقوق المرأة ،وقد أعطى السلم المرأة
حقوقها سواءً المادية كالرث وحرية التجارة والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من
النفقة حتى ولو كانت غنية أو حقوقها المعنوية بالنسبة لذاك العهد ومستوى نظرته
إلى الحريات بشكل عام وحرية المرأة بشكل خاص.
يكفل المرأة في السلم اربع ذكور ويحاسبون عليها امام الله الب والخ والزوج
والولد ان يكون لها ولى امر صالح يرعاها في كل شئون حياتها فهى أمانة الله التى
ارسلها مع ابينا آدم لم يكتب الله على المرأة الشقاء بل كتب على ابينا والذكور من
بعده من ولده فهى ل تكلف بالعمل ويكفى بها انها تعانى آلم الولده ومتعة الذكر
ورعايته واولده يقوم ولى أمر المرأة الصالح بتعليمها كل شئ عن دينها وعن حقها
الحمد لله رب العالمين والصلة و السلم على أشرف النبياء والمرسلين نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين ...أما بعد :
فقد جاءت هذه الشريعة شريعة السلم خاتمة الشرائع المنزلة من عند الله بما فيه
صلح أمر العباد في المعاش والمعاد ومن ذلك :الدعوة إلى كل فضيلة والنهي عن
كل رذيلة ،وصيانة المرأة وحفظ حقوقها خلفا ً لهل الجاهلية قديما ً وحديثا ً الذين
يظلمون المرأة ويسلبون حقوقها جهارا ً أو بطرق ماكرة ،كالذين يدّعون الهتمام
بشؤون المرأة ويدْعون إلى تحريرها من الحدود الشرعية لتلحق بالمرأة الغربية
الكافرة ،ويسندهم في ذلك أعداء السلم سيّما في هذه اليام التي تتعرض فيها
المة السلمية إلى حملة شرسة من عدوها بقيادة الحكومة المريكية لصدها عن
دينها من خلل ما يدّعونه من حقوق المرأة ومنها تغيير مناهج العلوم الشرعية .
وقد دل الشرع والعقل والحس على فضل جنس الرجل على جنس المرأة ،قال
َ َ ْ ُ َ ُ َ
ل ال ّذِي مثن ِ س الذ ّكَُر كَالنثَى } آل عمران ، 36وقال تعالى { :وَلهُ ّ تعالى { :وَلَي ْ َ
م } البقرة ، 228وقال تعالى حكُي ٌ ه عَزِيٌز َ ة َوالل ّ ُ ج ٌ ن دََر َ ل عَلَيْهِ َّ جا ِ ر َ ف َولِل ّ ِ معُْرو ِ ن بِال ْ َ عَلَي ْ ِه َّ
َ
ن
م ْ ما أنفَقُوا ْ ِ ض وَب ِ َ م عَلى بَعْ ٍ
ضهُ ْ َ ه بَعْ َ ل الل ّ ُ ض َ ما فَ َّ ساء ب ِ َ ن عَلَى الن ِّ َ مو َ ل قَوَّا ُ جا ُ { :الّرِ َ
م } النساء ، 34ولذلك كانت القوامة للرجل ،وحتى عند الذين يدّعون َ
موَالِهِ ْ أ ْ
المساواة بين الرجل والمرأة ويحاربون التمييز ضد المرأة يندر عندهم تولية المرأة
في المناصب العليا في الدولة كالرئاسة والوزارة ،والقضاء والدارة وسائر الوليات ،
فيجب أن يعلم أن كل ميثاق أو اتفاقية تتضمن ما يخالف شريعة السلم فإنه باطل ل
يجوز الدخول فيه هذا وقد أبطل السلم كل تميز ضد المرأة كان في الجاهلية مما
يتضمن ظلمها وهضم حقوقها وامتهان كرامتها ،ومن فروع هذا الصل :
أول ً :وجوب الحجاب على المرأة ،وتحريم إبدائها لزينتها :
إن الحجاب شريعة محكمة قد أوجبها الله على المؤمنات كما قال تعالى َ { :وقُل
َ َ ل ِّل ْمؤْمنات يغْضضن م َ
ما ظَهََر ِ
من ْ َها ن إ ِ ّل َ ن زِينَت َ ُه ّ ن وََل يُبْدِي َ جهُ َّ ن فُُرو َ حفَظ ْ َ ن وَي َ ْ صارِهِ َّ ن أب ْ َ ُ ِ َ ِ َ ُ ْ َ ِ ْ
َ َ ن إ ِ ّل لِبُعُولَت ِ ِه َّ َ
ن أوْ آبَاء ن أوْ آبَائ ِ ِه َّ ن زِينَتَهُ َّ ن وََل يُبْدِي َ جيُوب ِ ِه َّ ن عَلَى ُ مرِهِ َّ خ ُ ن بِ ُ ضرِب ْ َ وَلْي َ ْ
ن أوَ َ َ َ َ ن أ ْو أبْنَاء بُعُولَتِهِ َّ َ َ َ َ بُعُولَت ِ ِه َّ
خوَاتِهِ َّ َ ْ ن أوْ بَنِي أ َ خوَان ِ ِه َّ ن أوْ بَنِي إ ِ ْ خوَان ِ ِه َّ ن أو ْ إ ِ ْ ن أوْ أبْنَائِهِ َّ
َ ُ َ َ َ
نل ال ّذِي َ ل أوِ الط ِّفْ ِ جا ِ ر َ ن ال ّ ِ م َ ة ِ ن غَيْرِ أوْلِي اْلِْرب َ ِ
َ ن أ ِو التَّابِعِي َ مانُهُ َّ ت أي ْ َ ملَك َ ْ ما َ ن أ ْو َ سائِهِ َّ نِ َ
ن وَتُوبُوا من زِينَت ِ ِه َّ ن ِ في َ خ ِ ما ي ُ ْ م َ ن لِيُعْل َ َ جلِهِ َّ ن بِأْر ُ ضرِب ْ َ ساء وََل ي َ ْ
َ
ت الن ِّ َ م يَظْهَُروا عَلَى عَوَْرا ِ
َ لَ ْ
َ
ن } النور ، 31فجمع سبحانه في هذه الية حو َ م تُفْل ِ ُ ن لَعَل ّك ُ ْ منُو َ مؤْ ِ ميعا ً أيُّهَا ال ْ ُ ج ِ إِلَى الل ّهِ َ
بين الغاية وهو حفظ الفروج والوسيلة لذلك وهو غض البصر ،وستر الزينة ،ونهى
عن إبدائها ولو بالحركة التي تدل عليها ،وفي هذه الداب التي اشتملت عليها هذه
الية صيانة لكرامة المرأة ،وسد ٌ لذرائع الفساد في المجتمع ليكون المجتمع المسلم
َ
ب عَنك ُ ُ
م ه لِيُذْه ِ َ ما يُرِيد ُ الل ّ ُ طاهرا ً وسالما ً من فشوّ الرذيلة فيه ،كما قال تعالى { :إِن َّ َ
م تَطْهِيرا ً } الحزاب . 33 ت وَيُطَهَِّرك ُ ْ ل الْبَي ْ ِ س أَهْ َ ج َ الّرِ ْ
فيجب على المرأة المسلمة أن تعمل بوصايا ربها ،وأن تتوب من كل ما يخالف ذلك
َ َ َ
ن لَعَل ّك ُ ْ
م منُو َ مؤْ ِ ميعا ً أي ُّ َها ال ْ ُ ج ِ لتفوز بالصلح والفلح قال تعالى { :وَتُوبُوا إِلَى الل ّهِ َ
ن } النور ، 31وذلك ل يتحقق إل بثياب الحشمة وهي الساترة لجميع بدنها ، حو َ تُفْل ِ ُ
غير ضيقة ول شفافة ،وإذ قد أجمع العلماء على وجوب ستر المرأة لشعرها ونحرها
َ
ن } النور من زِينَتِهِ َّ ن ِ في َ خ ِ ما ي ُ ْ م َ ن لِيُعْل َ َ جلِهِ َّ ن بِأْر ُ ضرِب ْ َ ورجليها ،كما قال تعالى { :وََل ي َ ْ
، 31فستر الوجه الذي هو مجمع المحاسن أوجب وأوجب ،ول يجوز أن يُتخذ خلف
بعض العلماء وسيلة لستباحة ما قام الدليل على تحريمه ،فإن الواجب عند التنازع
الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى { :فَإِن تَنَاَزعْت ُ ْ
م
خيٌْر ك َ خرِ ذَل ِ َ ن بِاللّهِ وَالْيَوْم ِ ال ِ منُو َ م تُؤْ ِ ل إِن كُنت ُ ْ سو ِ يءٍ فَُردُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالَّر ُ ش ْ فِي َ
ن تَأ ِويل } النساء .59 ً ْ َ
س ُ ح َ وَأ ْ
ومن المصائب التي حلت بالمجتمعات السلمية فشوّ السفور والتبرج الذي هو
ساق المسلمين ،ولن ذلك مفتاح لما يريده الكفار مطلب للكفار والمنافقين وف ّ
ثانيا ً :وجوب قرار المرأة في بيتها فل تخرج إل لضرورة أو حاجة مباحة أو عمل
ه من الداب على المرأة المسلمة ، مشروع على وجه ليس فيه مخالفة لما فرض الل ُ
َ ُ ْ َ
جاهِلِي ّةِ الولى } الحزاب ، 33 ْ ن تَبَُّر َ
ج ال َ ن َوَل تَبََّر ْ
ن فِي بُيُوتِك ُ َّ
قال الله تعالى { :وَقَْر َ
ج َ
ولقد هُيّئ للمرأة في عصر الحضارة الغربية كل السباب التي تلغي من الواقع واجب
القرار في البيت ،ونفّر المستغربون المرأةَ من القرار في البيت حتى شبهوا البيت
بالسجن ،ووصفوا التي ل تخرج الخروج المنشود لهم بأنها محبوسة بين أربعة جدران
.
من طعن في شرع الله وعارضه فهو كافر ،ومن خالفه بعمله فهو فيجب أن يعلم أن َ
ص ،ولقد كان مما تذم به المرأة أن تكون خّراجة ولجة -وهي التي تكثر الخروج عا ٍ
من غير حاجة -والتي هذه حالها ،صفو حسنها ،وتصنعها للشارع ،ومكان العمل
والجتماع ،وكدرها لبيتها وزوجها ،وبئست المرأة هذه ،ومما تمدح به المرأة قرارها
في بيتها مع قيامها بحقوق ربها وزوجها وأولدها ونعمت المرأة هذه .
هذا ومن أقبح خداع المستغربين وتغريرهم للمرأة المسلمة ،تعظيمهم للعاملة خارج
المنزل حتى ولو كانت مضيفة في طائرة ،وتهوينهم من عمل المرأة في بيتها قياماً
بحق زوجها وتربية أولدها مع أنه هو الصل والعظم أثرا ً في المة والجدى في
تحقيق التوازن بين الرجل والمرأة .
ومن هؤلء المخادعين من يلبس فيدعي أن المرأة قادرة على أن تجمع بين واجباتها
في المنزل وواجباتها الوظيفية ،وهذه الدعوى أول من يكذبها النساء المنصفات من
ل شيء على ذلك أن أي امرأة عاملة ل بد لها أن تستقدم امرأة العاملت ،وأد ّ
تخلفها في البيت إل ما ندر .
وإمعانا في المكر وتمويه الحقائق تشويها ً للحق وتزينا ً للباطل يقوم دعاة التغريب في
وسائل العلم بالشادة والتبجيل بمن يكون لها تميّز في الخروج عن حدودها الفطرية
والشرعية ولو بعمل ل يمكن أن تمارسه النساء إل في صورة شاذة كقيادة الطائرة ،
وكذا الشادة ببناتنا في مزاولة العمال المدنسة لكرامتهن كالتمثيل مع الرجال
وكالغناء والعمل مع الرجال [ سكرتيرة ] وغيرها من العمال المختصة بالرجال ،
ولصحيفة عكاظ والوطن والرياض تميز في هذا الباطل.
ثالثا ً :وجوب تميز النساء عن الرجال وذلك بعدم الختلط في العمل والتعليم
والمتنزهات ،وباجتناب كل عمل يؤدي إلى ذلك كالعمل في العلم وشركات
وبعد فمن المعلوم أن أعظم باب دخل منه على المرأة المسلمة لتغريبها بنزع حجابها
وإخراجها عن قرارها والزج بها في بحر الختلط ،هو التعليم العصري المستمدة
خططه وأهدافه وصيغته من منظمة اليونسكو ،ومن أفكار تلميذ الغرب المفتونين
بهم المنفّذين لهداف الكفار من حيث يشعرون أو ل يشعرون ،لكن لتعليم المرأة
في المملكة تميز فرضه واقع المجتمع فإن هذا التميز -بزعمهم -في طريقه
للضمحلل على سبيل التدرج حسب استعداد المجتمع للتغيير المرسومة خططه
سلفا ً ،وأبرز ما تم في ذلك دمج تعليم البنات مع تعليم البنين تحت وزارة واحدة وما
ينشأ عن ذلك ،مما يحقق مكاسب لهواة التغريب ،وهذا لن تعليم المرأة في
المملكة كان في نشأته مشروطا ً ومحدودا ً ،ولم يزل يُطور حتى ذهبت الحدود
ق من تميزه عن التعليم في سائر المجتمعات المغّربة إل عدم وخفت القيود ،ولم يب َ
الختلط في العم الغلب مع ما تميزت به المملكة في تعليم البنين والبنات من
عناية بالعلوم الشرعية .
ولسنا بهذا ننكر تعليم المرأة ،التعليم الذي يربي فيها الخلق الكريمة ،ويجعلها
بصيرة في دينها قادرة على تربية النشء التربية الصالحة ،بل هذا مما جاءت به
شريعة السلم التي اشتملت على الفضائل والكمالت وما به صلح الدنيا والخرة
ومن كمال الشريعة أن جاءت من الحكام بما يناسب كل ً من الرجل والمرأة بحسب
طبيعته وتكوينه لنها تنزيل من حكيم حميد ،وهو أعلم بما يصلح عباده فل يجوز أن
نسوي المرأة بالرجل في أسلوب تعليمها ،ول فيما تتلقاه من العلوم أو تزاوله من
العمال لختلف وظيفتيهما واستعدادهما العقلي والجسدي .
وعلى هذا الساس بنى العلماء الفتوى بتحريم قيادة المرأة للسيارة لن ذلك يؤدي
إلى مفاسد كثيرة ،ومخالفات شرعية مما يتعلق بأحكام المرأة في المجتمع ،ومع
ذلك ل يزال المستغربون والعصرانيون يدعون إلى فتح الباب أمام المرأة لقيادة
السيارة ليحققوا بذلك مطلبا ً مضافا ً إلى ما تحقق من مطالبهم مما يزعمونه حقوقاً
للمرأة وهي المطالب التي يتم بها تغريب المرأة المسلمة .
ومن أعظم السباب التي مكنت لهؤلء من الوصول إلى مآربهم ومطالبهم عدم
الغيرة على العراض والحرمات أو ضعفها ،فإن الغيرة هي الغضب حماية للعرض
والكرامة ،وهي من أشرف الخلق ،فإن كانت لله كانت أكمل وأفضل ،وقد كان
َ
ن غَيَْرةِ َ
سعْدٍ م ْ
ن ِ
جبُو َ
صلى الله عليه وسلم أكمل الناس غيرة ،ولهذا قال ( :أتَعْ َ
المرأة اليوم
وأما في العصر الحديث فإن وضع المرأة في كل بلد تابع لسياسة هذا البلد أكثر من
تبعيته لدين أهل هذا البلد بفارق كبير( .فاطمة)
ففي البلدان الديموقراطية الغربية نجد المرأة قد حصلت على حرية تامة في كل
مجالت الحياة ،ففي الطفولة تتضمن النظمة العلمانية الديمقراطية معاملة
متساوية بين البنت والصبي وتمنع التمييز على اساس الجنس ،كما تقدم لهم
المكانيات للتتطور المتناسق والمنسجم .ومن عمر الثامنة عشر يحق للمرأة
النفصال عن اهلها ،تماما مصل الشاب ،ويعتبرها القانون فردا حرا وبالغا .ويحق
للمرأة العمل لعالة نفسها وعائلتها ،كما يحق لها الحصول على دعم المجتمع
وحمايته الجتماعية .وتحصل على كل المؤهلت من دراسة وتتطوير للوصول إلى
نفس مستويات البداع عند الرجل.
ومن جهة أخرى ما زالت هناك إحصائيات مثيرة عن العنف ضد المرأة في الغرب
ففي فرنسا وحدها تموت أكثر من 3نساء شهريا ً نتيجة لهذا العنف .ممايشير بوضوح
ان الرث الحضاري لضطهاد المرأة التاريخي لم يتخلص الغرب منه حتى الن،
بالرغم من التغييرات الكبيرة جرت على حياة المرأة ومفاهيمها وحقوقها.
أما في البلدان العربية فبالرغم من أن دساتير معظم هذه الدول تنص على الحقوق
التي كفلها السلم للمرأة ،واحيانا أكثر من ذلك عند البلدان التي تبنت بعض النظمة
ل عربية
العلمانية ،كمنع التعدد في تونس أو تماثل الرث بين الذكر والنثى في دو ٍ
أخرى .فالزال وضع المرأة مماثل لوضعه التاريخي خلل العصور السابقة ،بسبب
الموروث الثقافي المهين عن المرأة وبسبب التمييز القانوني والفيزيائي ،كما تشير
الحصائيات إلى ان معدلت العنف ضد المرأة في البلدان ذات التشريع السلمي ،
مثل السعودية ،لتقل عن مستوياتها في البلدان الخرى.
منذ أن قامت العديد من الدول العربية بتنظيم الحقوق النساء في تشريعات خاصة,
يطرح علينا الهتمام بحقوق النساء عدة تساؤلت
م هذه التساؤلت بدور التشريعات المحلية في العتراف بحقوق النساء و تتعلّق أه ّ
في العالم العربي إذ أن كل دارس لهذه التشريعات يدرك النقائص التي تحيط بها
والتفاوت في العتراف بهذه الحقوق حسب المجالت.
في المجال العائلي تبقى حقوق النساء محدودة و ل يعتمد مبدأ المساواة بين
الجنسين إل ّ في بعض الدول وبالنسبة لبعض الحقوق المتصلة خاصة بالموافقة على
الزواج وشروط الزواج والزواج بواحدة والطلق والمسؤولية إزاء الطفال.
في المجالت الجتماعية والقتصادية والثقافية ترتكز معظم التشريعات على هذا
المبدأ فيما يتعلق بالحقّ في التعليم والحق في الشغل وفي الضمانات والحيطة
الجتماعية.
في المجال السياسي يختلف الوضع حسب الدول .في البعض منها تتمتّع النساء
بالحقوق السياسية وخاصة بالحقّ في النتخاب والحق في الترشح والحقّ في تولي
المسؤوليات في مراكز أخذ القرار لكن تبقى مطروحة كيفية ممارسة هذه الحقوق
والتمتع بها على أرض الواقع .وفي البعض الخر من هذه الدول ل تتمتع النساء بتاتا
بهذه الحقوق ول تتوفر فيهن صفة المواطنة.
ونلحظ نفس الشيء بالنسبة للحقوق المتصلة بالكرامة وباحترام كيان النساء
وحرمتهن الجسدية والمعنوية إذ تنعدم في معظم الدول العربية التشريعات التي
ل أشكال العنف وتعاقب مرتكبيه مهما كانت العلقة التي تربطهم تحمي النساء من ك ّ
بها ومهما كان الفضاء الذي يمارس فيه العنف
و بصفة عامة ،تبقى النساء العربيات في غالب الدول محرومة من التمتّع ببعض
الحقوق ومن ممارستها ولم ترتقي بعد إلى المواطنة ول إلى المساواة رغم أهمية
الدور الذي تلعبه في هذه المجتمعات.
لذا ،واقتناعا منا بأن تطور هذه المجتمعات العربية وإرساء الديمقراطية والتنمية فيها
ن إلى صفة المواطنة مرتبتطان بالنهوض بأوضاع النساء القانونية وبالرتقاء به ّ
الحقيقية ،فإننّا نرى من الضروري الرجوع إلى النصوص القانونية التي تقّر مبدأ
المساواة بين الجنسين لمعرفتها و المطالبة باعتمادها من قبل الدول حتى تكسب
ل الفضاءات ل المجالت وك ّ النساء كافة الحقوق وتتمتّع بنفس الحقوق والرجال في ك ّ
مة والخاصة العائلية والقتصادية والجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية. العا ّّ
وهذه النصوص هي معظمها نصوصا دولية أقرتها في مراحل معينة وبصفة تدريجية
منظمة المم المتحدة وهياكلها المختصة.
وهذا ما يدفعنا إلى دراستها وإلى تقديمها وإلى البحث في السس التي ترتكز عليها
وطبيعة الحقوق التي تقرها .كما سنتعرض إلى كيفية حماية هذه الحقوق عبر الليات
الدولية: