You are on page 1of 349

‫فتح العي‬

‫بشرح قرة العي بهمات الدين‬


‫للشيخ زين الدين بن عبد‬
‫العزيز الليباري‬
‫الشافعي‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المدُ ل الفتّا حِ‪ ،‬الواد العي على التفقه ف الدين من اختاره من العباد‪ .‬وأشهد‬
‫أن ل إله إل ال شهادة تدخلنسا دار اللود‪ .‬وأشهسد أن سسيدنا ممدا عبده ورسسوله‬
‫صساحب القام الحمود صسلى ال وسسلم عليسه‪ ،‬وعلى آله وأصسحابه الماد‪ ،‬صسلة‬
‫وسلما أفوز بما يوم العاد‪.‬‬

‫(وبعد)‪ :‬فهذا شرح مفيد على كتاب السمى ب"قرة العي بهمات الدين"‪ ،‬يبي‬
‫الراد ويت مم الفاد وي صل القا صد و يبز الفوائد‪ ،‬و سيته ب"ف تح الع ي بشرح قرة‬
‫العيس بهمات الديسن"‪ ،‬وأنسا أسسأل ال الكريس النان أن يعسم النتفاع بسه للخاصسة‬
‫والعامة من الخوان‪ ،‬وأن يسكنن به الفردوس ف دار المان‪ ،‬إنه أكرم كري وأرحم‬
‫رحيم‪.‬‬

‫(ب سم ال الرح ن الرح يم) أي أؤلف‪ .‬وال سم مش تق من ال سمو‪ ،‬و هو العلو‪ ،‬ل‬
‫من الوسم‪ ،‬وهو العلمة‪ .‬وال علم للذات الواجب الوجود‪ ،‬وأصله إله‪ ،‬وهو اسم‬
‫ج نس ل كل معبود‪ ،‬ث عرّف بأل وحذ فت المزة ث ا ستعمل ف العبود ب ق‪ .‬و هو‬
‫السم العظم عند الكثر‪ ،‬ول يسم به غيه ولو تعنتا‪ .‬والرحن الرحيم صفتان بنيتا‬
‫للمبالغة من رحم‪ .‬والرحن أبلغ من الرحيم‪ ،‬لن زيادة البناء تدل على زيادة العن‪،‬‬
‫ولقولم‪" :‬رحن الدنيا والخرة‪ ،‬ورحيم الخرة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(ال مد ل الذي هدا نا) أي دل نا (لذا) التأل يف (و ما ك نا لنهتدي لول أن هدا نا‬
‫ال) إل يه‪ .‬وال مد هو الو صف بالم يل (وال صلة) و هي من ال الرح ة القرو نة‬
‫بالتعظ يم (وال سلم) أي الت سليم من كل آ فة ونق صٍ (على سيدنا م مد ر سول ال‬
‫صلى ال عل يه و سلم) لكا فة الثقل ي‪ ،‬ال ن وال نس إجاعا‪ ،‬وكذا اللئ كة على ما‬
‫قاله جعٌ مققون‪ .‬وممدٌ علَمٌ منقول من اسم الفعول الضعف‪ ،‬موضوعٌ لن كثرت‬
‫خصاله الميدة‪ ،‬سي به نبينا صلى ال عليه وسلم بإلامٍ من ال لده‪ .‬والرسول من‬
‫الب شر ذ كر ُحرّ أو حي إل يه بشرع وأُ مر بتبلي غه‪ ،‬وإن ل ي كن له كتاب ول ن سخ‪،‬‬
‫كيو شع عليه ال سلم‪ ،‬فإن ل يؤ مر بالتبليغ ف نب‪ .‬والر سول أف ضل من ال نب إجا عا‪.‬‬
‫وصح خب أن عدد النبياء عليهم الصلة والسلم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا‪،‬‬
‫وأن عدد الرسل ثلثائة وخس عشر‪( .‬وعلى آله) أي أقاربه الؤمني من بن هاشم‬
‫والطلب‪ ،‬وقيل‪ :‬هم كل مؤمن أي ف مقام الدعاء ونوه‪ ،‬واخْتِيْر لب ضعيف فيه‪،‬‬
‫وجزم به النووي به النووي ف شرح م سلم‪( .‬و صحبه) و هو ا سم ج ع ل صاحب‬
‫بعن الصحاب‪ ،‬وهو من اجتمع مؤمنا بنبينا صلى ال عليه وسلم ولو أعمى وغي‬
‫ميز ( الفائزين برضاال) تعال‪ ،‬صفة لن ذكر‪.‬‬

‫(وبعد)‪ :‬أي بعد ما تقدم من البسملة والمدلة والصلة والسلم على من ذكر‬
‫(فهذا) الؤلف الاضر ذهنا (متصر) قل لفظه وكثر معناه من الختصار (ف الفقه)‬
‫هو‪ :‬ل غة الف هم وا صطلحا العلم بالحكام الشرع ية العمليّة الكت سبُ من أدلت ها‬
‫التفصيلية‪ .‬واستمداده‪ :‬من الكتاب والسنة والجاع والقياس‪ .‬وفائدته‪ :‬امتثال أوامر‬
‫ال تعال واجتناب نواهيه (على مذهب المام) الجتهد أب عبد ال ممد بن إدريس‬
‫(الشافعي رحه ال تعال) ورضي عنه‪ .‬أي ما ذهب إليه من الحكام ف السائل‪.‬‬
‫وإدريس والده هو اب عباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد‬
‫بن هاشم بن الطلب بن عبد مناف‪ .‬وشافع هو الذي ينسب إليه المام‪ .‬وأسلم هو‬

‫‪2‬‬
‫وأبوه ال سائب يوم بدر‪ .‬وولد إمام نا ر ضي ال ع نه سنة خ سي ومائة‪ ،‬وتو ف يوم‬
‫المعسة سسلخ رجسب سسنة أربسع ومائتيس‪( .‬وسسيته بقرة العيس ب) بيان (مهمات)‬
‫أحكام (الد ين) انتخب ته وهذا الشر حَ من الك تب العتمدة لشيخ نا خات ة الحقق ي‬
‫شهاب الدين أحد بن حجر اليتمي‪ ،‬وبقيةِ الجتهدين‪ ،‬مثلُ وجيه الدين عبد الرحن‬
‫بن زياد الزبيدي ر ضي ال عنه ما‪ ،‬وشَْيخَ يْ مشاي نا ش يخ ال سلم الجدد زكر يا‬
‫النصاري‪ ،‬والمام المد أحد الزجّد الزبيدي رحهما ال تعال وغيَهم من مققى‬
‫التأخريسن‪ ،‬معتمدا على مسا جزم بسه شيخسا الذهسب النووي والرافعسي‪ ،‬فمحققوا‬
‫التأخر ين ر ضي ال عن هم (راج يا من) رب نا ( الرح ن أن ينت فع به الذكياء) أي‬
‫العقلء (وأن تَقِرّ بهِ) أي بسببه (عين غدًا) أي اليوم الخر (بالنظر إل وجهه الكري‬
‫بُكْرَةً وَ َعشِيّا) آمي‪.‬‬

‫ب الصّلةِ‬
‫با ُ‬

‫هي شرعا‪ :‬أقوالٌ وأفعالٌ م صوصةٌ‪ ،‬مُفْتَتحَةٌ بالت كبيِ ُمخْتَتِمَةٌ بالت سليم‪ .‬و ُسمّيَت‬
‫ت العَيْنِيّة َخمْ سٌ ف كلّ‬ ‫بذلك لشتِمالا على ال صّلةِ لُغَةً‪ ،‬وهي الدّعاءِ‪ .‬والفروضا ُ‬
‫يو مٍ وليلةٍ‪ ،‬مَعلومَةٌ من الدّي نِ بالضرورَةِ‪ ،‬فيَكْفُر جا ِحدُ ها‪ .‬ول تَتمِ عْ هذ هِ الم سُ‬
‫لغيِ نبينا ممد‪ ،‬وفُ ِرضَ تْ ليلةَ الِسراءِ بعد النبُوّة بعشرِ سني وثلثة أشهر‪ ،‬ليلةَ سبعٍ‬
‫وعشرين من رَ َجبٍ‪ ،‬ول َتجِب صُبْحَ يومِ تلك الليلِة لِعَدَمِ العِ ْلمِ بِكَيْفِيّتِها‪.‬‬

‫لمْ سُ (على) كل (م سلم مكلّ فٍ) أي بال غٍ‬ ‫(إن ا َتجِ بُ الكتوبَةُ) أي ال صلواتُ ا َ‬
‫عاقلٍ‪َ ،‬ذكَرٍ أو غيه‪( ،‬طاهِرٍ) فل ت بُ على كافِرٍ أصليّ وصبَ ومنو نٍ ومغمىً عليه‬
‫وسكرانَ بل تَ َعدَ‪ ،‬لِعَدَمِ تكليفهِم‪ ،‬ول على حائِضٍ ونفساء لعدم صحتها منهما‪ ،‬ول‬
‫ّفس‬
‫ِسسكْرٍ‪( .‬ويُقْتَلُ) أي (السسلِم) الكل ُ‬
‫ِبس على مرَتدّ ومُتَعَدّ ب ُ‬
‫قضاءَ عليهمسا‪ .‬بسل ت ُ‬
‫الطا ِهرُ َحدّا ِبضَ ْر بِ عُنُقِ هِ (إن أخ َرجَها) أي الكتوبةَ‪ ،‬عامدا (عن وق تِ َجمْ عٍ) لا‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫ب الستِتابة‬ ‫إن كان كَ سَلً مع اعتقادِ وُجوبِها (إن ل يَتُبْ) بعد الستِتابَةِ‪ ،‬وعلى َندْ ِ‬
‫ضمَنْ من قَتَلَهُ قب َل التّوْبَة لكنّه يَأْثَم‪ .‬ويُقْتَلُ كُفْرا إن تركها جاحِدا وجوبَها‪ ،‬فل‬ ‫ل َي ْ‬
‫يُغَ سّل ول يُ صَلّى عليه‪( .‬ويبا ِدرُ) مَ نْ مَرّ (بفائِ تٍ) وجوبا‪ ،‬إن فا تَ بل ُع ْذرٍ‪ ،‬فيلزَمْ هُ‬
‫القضا ُء فورا‪ .‬قال شيخ نا أح د بن ح جر رح ه ال تعال‪ :‬والذي يظهرُ أ نه يلزم هُ‬
‫صرفُ جي ِع زمنِ هِ للقضاءِ ما عدا ما يتاج لصرفِ ِه فيما ل ُبدّ منه‪ ،‬وأنه َيحْرُ مُ عليه‬
‫التّ َطوّ عَ‪ ،‬ويبا ِدرْ به ندبا إن فا تَ بِعُذرٍ كنو مٍ ل يَتَ َعدّ به ون سيانٍ كذلك‪( .‬ويُ سَنّ‬
‫ترتيبهسُ) أي الفائِت‪ ،‬فيقضسي الصسّبحَ قبلَ الظّهرِ‪ ،‬وهكذا‪( .‬وتقديُه على حاضِ َرةٍ ل‬
‫ف َفوْتَ ها) إن فات بعذرٍ‪ ،‬وإن خش َي َفوْ تَ جاعَت ها على العَت َمدِ‪ .‬وإذا فا تَ بل‬ ‫يا ُ‬
‫عُذرٍ فيجبُس تقديُهُس عليهسا‪ .‬أمسا إذا خاف َفوْتَس الاضِ َرةِ بأن يَقَعَس بعضُهسا وإن قلّ‬
‫ج الوق تِ فيلزَمه البَدْءُ با‪ .‬وي بُ تقديُ ما فات بغيِ عُذرً على ما فا تَ بِعُذرٍ‪.‬‬ ‫خار َ‬
‫سسّة والبَدارُ واجبسٌ‪ .‬ويُْندَب تأخيُ الرواتِب عسن الفوائِت‬ ‫الترتيبس لنسه ُن‬
‫َ‬ ‫وإن فَ َقدَ‬
‫بعذر‪ ،‬ويب تأخيُها عن الفوائِتِ بغيِ عُذرٍ‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬من مات وعل يه صلة فرض ل تُقْ ضَ ول تُ ْفدَ ع نه‪ ،‬و ف قول أن ا تُفْعَل‬
‫ع نه َأوْ صَى بِ ها أم ل حَكا هُ العبادي عن الشافع يّ ل بٍ ف يه‪ ،‬وفعلَ به ال سّبكيّ عن‬
‫بعضس أقاربِهسِ‪( .‬ويُؤمرُ) ذو صسَبا َذكَرٌ أو انثسى (ميّزس) بأن صسارَ يأكسل ويشرب‬ ‫ِ‬
‫وي ستنجِي وحده‪ .‬أي ي بُ على كلّ مِن أَبوَيْه وإن عل‪ ،‬ث الوَ صِيّ‪ .‬وعلى مال كِ‬
‫الرّقي قِ أن يأمُرَ (با) أي ال صّلة‪ ،‬ولو قضاءً‪ ،‬وبمي عِ شروطِها (ل سَْبعَ) أي بعد سبعٍ‬
‫مسن السسني‪ ،‬أي عندَ تامهسا‪ ،‬وإن ميّ َز قَبْلَهسا‪ .‬وينبغسي مسع صسيغَةِ المرِ التهديدُ‪.‬‬
‫(وُيضْرَب) ضَرْبا غ ي مُبَرّ حٍ وجُوبا م ن ذُكِر (علي ها) أي على تركِ ها ولو قضاءً أو‬
‫سكِمالا‪ ،‬للحديثِس الصسحيح‪" :‬مُرُوا‬ ‫تَرَكَس شَرْطا مسن شروطِهسا (لِ َعشْرٍ) أي بعسد اس تِ‬
‫صوْمٍ‬‫ال صّبِيّ بال صّلةِ إذا َبلَ غَ سَبْع سني‪ ،‬وإذا بلَ غَ َعشْرَ سني فاضرُبو هُ عليها"‪( .‬كَ َ‬
‫أطاقَهُ) فإنه يُؤمَر بهِ لِسبعٍ ويضرَبَ عليه لعش ٍر كالصّلةِ‪ .‬وحِ ْكمَةُ ذلك التمرين على‬

‫‪4‬‬
‫العبادةِ لِيَتَعوّدها فل يَتْرُكها‪ .‬وَبحَث الذرعيّ ف قِنّ صَغيٍ كافِرٍ َنطَقَ بالشهادتي أنه‬
‫يُؤمَرَ َندْبا بال صّلةِ وال صّومِ‪ُ ،‬يحَ ثّ عليهما من غيِ ضر بٍ ليألَ فَ اليَ بعد بُلوغه‪،‬‬
‫وإن أب القيا سُ ذلك‪ .‬انتهى‪ .‬ويِ بُ أيضا على من مرّ َنهْيُه عن الحَرّمات وتعليمُه‬
‫الواجبات‪ ،‬ونوها من سائِر الشرائِع الظاهَرةِ‪ ،‬ولو سُنّةً كِسوَاكٍ‪ ،‬وأَمْ ُر هُ بذلك‪ .‬ول‬
‫ينتهِي وجوب مسا مَرّ على من مَرّ إل ببلوغِهِس رشيدا‪ ،‬وأُجْ َرةُ تعليمِ هِ ذلك كالقرآن‬
‫والداب ف مالِهِ ُثمّ على أبيهِ ث على أُمّه‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪َ :‬ذكَرَ ال سمعانّ ف زوجةٍ صغيةٍ ذا تِ أبو ين أ نّ وجو بَ ما مَرّ عليه ما‬
‫فال ّزوْج‪ ،‬وقضيّته وجوب ضَرْبِها‪ .‬وبه ولو ف الكبية ص ّرحَ جالُ الِسل ِم البزر يّ‪.‬‬
‫َقس الزركشسي النّدب‪( .‬وأوّل‬ ‫ْشس نُشوزا‪ .‬وأطل َ‬‫إنس ل َيخ َ‬ ‫قال شيخنسا‪ :‬وهسو ظا ِهرٌ ْ‬
‫واجبٍ) حت على المْرِ بالصلةِ كما قالوا (على الباءِ) ث على مَرّ من (تعليمُه) أي‬
‫ا ُلمَيّزِ (أن نبينا ممدا بُ ِعثَ بكة) َووُِلدَ با (و ُدفِنَ بالدينة) وماتَ با‪.‬‬

‫صحّة الصلةِ‪ ،‬وليس منها‪.‬‬ ‫ط ال صّلة‪ .‬الشّر طُ ما يتوق فُ عليه ِ‬ ‫(فصل) ف شرو ِ‬
‫وقُدّم تِ الشرو طُ على الركا نِ لن ا َأوْل بالتقديِ‪ ،‬إذ الشر طُ ما ي بُ تقديُ هُ على‬
‫ط الصلةِ خ سَة‪ :‬أحدها‪ :‬طَهارَةٌ عن َحدَ ثٍ وجَنابةٍ‬ ‫ال صّل ِة واستمرارُه فيها‪( .‬شرو ُ‬
‫لدَثِ‬ ‫الطهارةُ‪ :‬لغةً)‪ ،‬النظافُة واللوصُ من الدّنَسِ‪ .‬وشَرْعا‪ :‬رفعُ الَنْعِ الُترتب على ا َ‬
‫لدَ ثِ‪( :‬الوُضِوءُ) هو ب ضم الواو ا ستعمالُ‬ ‫أو النّجَس‪( .‬فالول) أي الطّهارَةُ عن ا َ‬
‫الاءِ ف أعضاء م صوصَةٍ مفتتحا بنيّةٍ‪ .‬وبِفَتْحِ ها‪ :‬ما يَُت َوضّ أ به‪ .‬وكان ابتداءُ وجوبِ هِ‬
‫مع ابتداءِ وجو بِ الكتو بة ليلة ال سراءِ‪( .‬وشرو ُط هُ) أي الوضوء كشرو طِ الغُ سْلَ‬
‫س ول ي صلُ سائَر‬ ‫ث ول يُزي ُل الّنجَ َ‬‫خ سةٌ‪ .‬أحد ها‪( :‬ماءٌ مُطَْل قٌ)‪ ،‬فل يَ ْرفَ عُ الدَ َ‬
‫الطهار ِة ولو مسنونة إل الاءُ الطلق‪ ،‬وهو ما يَقَ عُ عليه اسمُ الاءِ بل قَْيدٍ‪ ،‬وإن رَشَ حَ‬
‫سهْلِكَ فيسه الَليطسُ‪ ،‬أو قَيْدٌ بوافق ِة الواقع ِس كماء‬ ‫مسن بُخارِ الاءِ الطّهورِ الُغْلى‪ ،‬أو اس ُت‬
‫ض طهارَةٍ‪،‬‬‫البحر‪ .‬بل فِ ما ل يُذكَر إل مُقيّدا كماءِ ال َورْدِ‪( ،‬غي مستعمل ف) فر ِ‬

‫‪5‬‬
‫ِيس ل يَْنوِ‪ ،‬أو صسبّ ل ُيمَيّزس‬
‫ْعس َحدَثسٍ) أصسغَر أو أكْبَر‪ ،‬ولو مسن ُطهْرِ حَنَف َ‬ ‫مسن ( َرف ِ‬
‫ج سٍ) ولو مَعْ ُفوّا ع نه‪( .‬قليلً) أي حال كون ال ستَعْمَل قليلً‪،‬‬ ‫لِطوا فٍ‪( .‬و) إزالة (َن َ‬
‫أي دون القلّتَيْن‪ .‬فإن ُجمِعَ الستَعْمَلُ فبَلَغَ قُلّتَيْن فمُ َطهّر‪ ،‬كما لو ُجمِعَ الُتََنجّس فبلغ‬
‫قُلّت ي ول يتغ ي‪ ،‬وإن ق ّل بعدُ بتفري ِق هِ‪ .‬فعُلِ مَ أن ال ستعمال ل يثب تُ إلّ مع قلة الاء‪،‬‬
‫أي وبعسد فصسلِهِ عسن الحلّ السستعمَل ولو حُكما‪ ،‬كأن جاوز مِنْكسب الُتَوضّىء أو‬
‫حدِ ثِ انف صالُ‬ ‫رُكْبَ ته‪ ،‬وإن عاد لحلّه أو انتقلَ من يدٍ لخرى‪ .‬ن عم‪ ،‬ل يضُرّ ف ا ُل ْ‬
‫الاءِ من الكَ فّ إل ال ساعِدِ‪ ،‬ول ف الُنُ بِ انف صالُه من الرّأس إل نوِ ال صّدرِ‪ ،‬م ا‬
‫يغلبُ فيه التقاذُف‪.‬‬

‫لدَ ثِ أولً بق صدٍ ب عد ن ية‬ ‫[فرع]‪ :‬لو أدخلَ التوضّى ُء يدَ هُ بق صدِ الغُ سْلِ عن ا َ‬
‫صدَ القتصارَ عليها‪ ،‬بل‬ ‫النب‪ ،‬أو تثليثِ وجهِ ا ُلحْدِثِ‪ ،‬أو بعد الغَسلةِ الول‪ ،‬إن قَ َ‬
‫ف ول قصدَ أ ْخذَ الاءِ لغر ضٍ آخرَ صار مست ْعمَلً بالنسبةِ لغي َيدِ ِه فل هُ أن‬ ‫نيةِ اغترا ٍ‬
‫يغسلَ با فيها باقي سا ِعدَها‪( .‬و) غي (متغيّر) تغيّرا (كثيا) بيث ينع إطل قَ اسم‬
‫الاءِ عليه‪ ،‬بأن تغيَ أحدُ صفاتِهِ من طع مٍ أو لو نٍ أو ري حٍ‪ ،‬ولو تقديريا أو كان التغيّر‬
‫ضوِ التطهّرِ ف الصَحّ‪ ،‬وإنا يُؤثّ ُر التغيّرُ إن كانَ (بليطٍ) أي مالطا للماءِ‪،‬‬ ‫با على ُع ْ‬
‫وهو ما ل يتميّزُ ف رَأْيِ العَيْنِ (طاهرٌ) وقد (غَنِيَ) الاء (عنه) كَزَعْفران‪ ،‬وَثمَر َشجَرٍ‬
‫ب ومِل حِ ماءٍ وإن طُرِحا فيه‪ .‬ول يضرّ‬ ‫نَبتَ قر بَ الاءِ‪ ،‬وورق ُطرِحَ ث تَفَتّتَ‪ ،‬ل ترا ٍ‬
‫تغيّرٌ ل ين عُ ال سمَ لقلّتِه ولو احتمالً‪ ،‬بأن شكّ أ هو كث ي أو قل يل‪ .‬وخرج بقولِي‬
‫بلي طِ الجا ِورِ‪ ،‬و هو ما يتميّزُ للناظِرِ‪ ،‬كعود ود هن ولو مُطَيّ بيَ‪ ،‬وم نه البخورُ وإن‬
‫لمْ عٍ‪ .‬ومنه أيضا ماءٌ أ ْغلِ َي فيه نو بُرّ وَتمْرٌ حيث ل‬ ‫كَثُرَ وظهر نو ريِ هِ‪ ،‬خلفا َ‬
‫يُعْلم انفصالُ عيٍ فيهِ مُخالِطَة‪ ،‬بأن ل يصِلَ إل حدّ بيث له اسمٌ آخر كالرقة‪ ،‬ولو‬
‫شكّ ف شيء أمالِطٌ هو أم ما ِورٌ‪ ،‬له حُكْمُ الجاوِر‪ .‬وبقول غِنِيَ عنه ما ل يُستَغْنِى‬
‫عنه‪ ،‬كما ف مقرّةِ و َممَرّهِ‪ ،‬من َنحْو طيٍ و ُطحْلُبٍ مُتَفَتّتٍ وكبيت‪ ،‬وكالتغي بطولِ‬

‫‪6‬‬
‫الك ثِ أو بأورا قٍ متناثرةٍ بنفسها وإن تَفَتّتت وَب ُعدَت الشجرةُ عن الاءِ‪( .‬أو بَِنجَ سٍ)‬
‫وأن ق ّل التغيّر‪( .‬ولو كان) الاءُ (كثيا) أي قُلّتي أو أكثر ف صورتَ ْي التغيي بالطاهِرِ‬
‫والن جس‪ .‬والقلّتان بالوز نِ‪ :‬خ سمائة رطلٍ بَغْدادِ يّ تقريبا‪ ،‬وبالِ سا َحةِ ف الُرَبّ ع‪:‬‬
‫ذِرا عٌ وَرُبْ عٌ طولً وعَرْضا و ُعمْقا‪ ،‬بذراع اليدِ الُعَْتدِلَةِ‪ .‬وف ا ُل َدوّر‪ :‬ذرا عٌ من سائرِ‬
‫ع ورُبْعٌ‪.‬‬
‫ع الّنجّارِ‪ ،‬وهو ذرا ٌ‬ ‫الوانبِ بذراعِ الدميّ‪ ،‬وذراعان عُمقا بِذرا ِ‬

‫ول تَُنجّس قلتا ماءٍ ولو احتمالً‪ ،‬كأن شكّ ف ماءٍ أبلَ َغهُما أم ل‪ ،‬وإن تيقنت قلّته‬
‫ت النجاسة فيه‪ .‬ول يب التباعدُ من‬ ‫قبل بلقاةِ َنجَ سٍ ما ل يتغي به‪ ،‬وإن اسُتهْلِك ِ‬
‫ل فارتفعَ تْ منه رغو ٌة فهي َنجِسةٌ إن تقّ قَ‬ ‫نس ف ماء كثي‪ .‬ولو بالَ ف البحرِ مث ً‬
‫أن ا من عَيْ نِ النجا سة‪ ،‬أو من التغيّ ر أحدُ أو صافِهِ ب ا‪ ،‬وإل فل‪ .‬ولو طُرِحَت ف يه‬
‫ح قَطْ َرةٌ على شيءٍ ل تَُنجّسه‪ ،‬ويَُنجّس قليل الاءِ وهو ما‬ ‫بَعْرَةٌ‪ ،‬فوقَعَتْ من أجلِ الطّرْ ِ‬
‫دون القلّتي حيث ل يكن واردا بوصول نس إليه يُرَى بالبَ صَرِ الُعَْتدِلِ‪ ،‬غي مَعْ ُفوَ‬
‫ع نه ف الاء‪ ،‬ولو مَعْفُوّا ع نه ف ال صلة‪ ،‬كغيِ هِ من رَطِ بٍ ومائِ عٍ‪ ،‬وإن كَثُر‪ .‬ل‬
‫بوصولِ مَيَْتةٍ ل د مٌ لِجِنسها سائِلٌ عندَ َش قّ عضوٍ منها‪ ،‬كعقرب ووزع‪ ،‬إل إن تغيّر‬
‫مسا أصسابَتْ ُه ولو يسسيا فحينئذٍ ينجسس‪ .‬ل سسرطان وضفدع فينجسس بمسا‪ ،‬خلفا‬
‫ل مع‪ ،‬ول بي تة كان نشؤ ها من الاءِ كالعَلَق‪ ،‬ولو طُرِح ف يه ميتةٌ من ذلك ن س‪،‬‬
‫وإن كان الطارِحُ غيَ مكلّفٍ‪ ،‬ول أثرَ لطرحِ الَيّ مطلقا‪ .‬واختار كثيون من أئمتنا‬
‫مذ هب مالك‪ :‬أن الاءَ ل يَُنجّ س مطلقا إل بالتغ ي‪ ،‬والاري كراكِدٍ وف القدي‪ :‬ل‬
‫يَُنجّس قليلُ هُ بل تغي‪ ،‬وهو مذهب مالك‪ .‬قال ف الجموع‪ :‬سواءٌ كانت النجا سَةُ‬
‫مائِعةً أو جامِدةً‪ .‬والاءُ القلِيلُ إذا تََنجّ س يَطْهُر ببلوغِ هِ قلت ي ولو باءٍ متن جس حيث‬
‫ل تغ ي به‪ ،‬والكث ي يطهرُ بزوالِ تغيّره بنف سِهِ أو با ٍء زيدَ عل يه أو نق صَ ع نه وكان‬
‫ضوٍ) مغ سول‪ ،‬فل يك في أن ي سّه الاءُ‬ ‫البا قي كثيا‪( .‬و) ثاني ها‪( :‬جُرْ يُ ماءٍ على ُع ْ‬
‫ضوِ‬ ‫ُسسلً‪( .‬و) ثالثهسا‪( :‬أن ل يكون عليسه) أي على ال ُع ْ‬ ‫ُسسمّى غ ْ‬‫بل جريان لنسه ل ي َ‬

‫‪7‬‬
‫(مغيّرٌ للماءِ تغيا ضارا) كزعفران وصَنْدَلٍ‪ ،‬خلفا لمع‪( .‬و) رابعها‪( :‬أن ل يكون‬
‫وشعس ودهسن جامسد وعيس حسب‬ ‫ٍ‬ ‫على العضوِ حاِئلٌ) بيس الاءِ والَغسسولِ‪( ،‬كََن ْورَة)‬
‫وحناء‪ ،‬بلف دُهْن جارٍ أي مائِ عٍ وإن ل يث بت الاءُ علي هِ وأ ثر حبٍ وحِنّاء‪ .‬وكذا‬
‫يشترط على ما َجزَم به كثيون أن ل يكون وَ سَخٌ ت تَ ظفرٍ ي نع و صولَ الاءِ ل ا‬
‫تته‪ ،‬خلفا لمع منهم الغزال والزركشي وغيها‪ ،‬وأطالوا ف ترجيحه وصرحوا‬
‫بالسامَحة عما تتها من الوَسَخ دون نو العَجيِ‪ .‬وأشار الذرعيّ وغيُه إل ضَعْفِ‬
‫مقالتهم‪ .‬وقد صرح ف التتمة وغيها‪ ،‬با ف الروضة وغيها‪ ،‬من عدم السا َمحَةِ‬
‫بشيء ما تتها حيث مَنَعَ وصولَ الاءِ بحلّه‪ .‬وأفت البَ َغوِيّ ف وَسَخٍ حصلَ من غبارٍ‬
‫صحّةَ الوُضوءِ‪ ،‬بل فِ ما نشأَ من َبدَنِ هِ وهو العِرْ قُ الُتجمّد‪ .‬وجزم به ف‬ ‫بأنه ينع ِ‬
‫النوار‪( .‬و) خامسها‪( :‬دخولُ وق تٍ لدائ مِ َحدَ ثٍ) ك سَلِسٍ ومُسَتحَاضَةٍ‪ .‬ويشتر طُ‬
‫ت فِعلِ هِ‪،‬‬
‫ت ق بل وق ِ‬
‫له أيضا ظنّ دخولِه‪ ،‬فل يتو ضأ كالتي مم لفر ضٍ أو نفلٍ مؤق ٍ‬
‫ول صلةِ جنازةٍ قبلَ الغُ سلِ‪ ،‬وتيّةٌ قبلَ دخولِ ال سجدِ‪ ،‬وللروا تب الُتأخّرةِ قب َل فِعلِ‬
‫الفَرْضسِ‪ ،‬ولَزِم َس وضوآن أو تيممان على خطيب ٍس دائم الدثسِ‪ ،‬أحدهاس‪ :‬للخطبتيس‬
‫وال خر بعده ا ل صلةِ ُجمُعَة‪ ،‬ويك في واحدٌ ل ما لغيِ هِ‪ ،‬وي بُ عل يه الوُضوءُ ل كل‬
‫ف ِرضٍ كالتيمم وكذا َغسْلُ الفَ ْرجِ وإبدالُ القُطَْنةِ الت ب َفمِهِ والعُصابَة‪ ،‬وإن ل تُ َزلْ عن‬
‫موضِعِ ها‪ .‬وعلى نوِ سَِلسٍ مبا َدرَةٌ بال صّلةِ‪ ،‬فلو أخّرَ ل صلحَتِها كانتظارِ جَماعَةٍ أو‬
‫ُجمُعَةٍ وإن أُخّرَت عن أوّ ِل الوقتِ وكذهابٍ إل مسجدٍ ل َيضُرّه‪.‬‬

‫(وفروضُ هُ ستة) أحد ها‪( :‬ن ية) وضوءٍ أو أداءِ (َفرْ ضِ وضوءٍ) أو رف عِ َحدَ ثٍ لغ ِي‬
‫دائ مِ َحدَ ثٍ‪ ،‬حت ف الوضوء الجدّدِ أو الطهارَةِ عنه‪ ،‬أو الطهارة لنحوِ الصلة‪ ،‬ما‬
‫ل يباح إل بالوضوء‪ ،‬أو اسستباحَةِ مَفْتَقِرٍ إل وضوءٍ كالصسلة ومَسِس الُص ْسحَفِ‪ .‬ول‬
‫القرآنس أو الديثسِ‪ ،‬وكدخولِ‬‫ِ‬ ‫َهس الوضوءُ‪ ،‬كقراءَةِ‬
‫تكفسي نيةُ اسستبا َحةِ مسا يُْندَب ل ُ‬
‫ب النيّة خب‪" ،‬إنا العمالُ بالنّيّا تِ"‪ .‬أي إنا‬ ‫مسج ٍد وزيارَ ِة قَبْرٍ‪ .‬والصل ف وجو ِ‬

‫‪8‬‬
‫ب قَرْنُ ها (عندَ) أوّل (غَ سلِ) جُزءٍ من ( َوجْ هٍ)‪ ،‬فلو قَرَنَ ها‬ ‫صحّتها لِكمال ا‪ .‬وي ُ‬ ‫ِ‬
‫سقَها‪ .‬ول يكفسي قَرْناس باس قبله حيسث ل‬ ‫بأثنائِهِس كفسى َووَجَبَس إعادَةُ غَسسْل مسا سَبَ‬
‫ي ستصحبها إل غ سل ش يء م نه‪ ،‬و ما قارَنَ ها هو أوّله‪ ،‬فتفو تُ سنّةُ الضم ضة إن‬
‫انغَ سَلَ مع ها ش يء من الوجْ ِه كحُمُ َرةِ الشّفَة ب عد الن ية فا َلوْل أن يُفرّ قَ النيةَ بأن‬
‫ينوي ع ند كلّ من غَ سْلِ الكفّ ي والضم ضة وال ستنشاق سُنّةَ الوضوءِ‪ ،‬ث فَرْ ضَ‬
‫ب النية من أوّله‪ .‬وفضيلةُ‬ ‫الوضوءِ عندَ غَسلِ الوج هِ‪ ،‬حت ل تفو تَ فضيلةُ استصحا ِ‬
‫الضمض ِة والستنشاقِ مع انغسال ُحمْرَةِ الشّفة‪( .‬و) ثانيها‪( :‬غسل) ظاهر (وجهه)‬
‫ل ية‪{ :‬فاغْ سلُوا وُجُوهَكُم} (و هو) طُولً ( ما ب ي مَنابِ تِ) شعرِ (رأ سِهِ) غالبا (و)‬
‫تت (مُنَتهَى َلحْيَيْه) بفتح اللم فهو من الوج هِ دون ما تتِ هِ‪ ،‬والشّعر النابت على ما‬
‫ت ته‪( ،‬و) عَرْضا ( ما ب ي أذن يه)‪ .‬وي بُ غَ سْلُ شعرِ الوج هِ من ُهدْ بٍ وحاجِ بٍ‬
‫وشارِ بٍ وعُنْفُقَ ٍة ولِحْيَةٍ وهي ما نبت على ال ّذقْ نِ وهو متمَ عُ الّلحَيَيْن وعُذارِ هو ما‬
‫نَبَ تَ على العَظْ مِ الحاذي للُذ ِن وعارِ ضٍ وهو ما انطّ عن هُ إل اللّحية‪ .‬ومن الو ْج هِ‬
‫نبتس عليسه الشعرُ مسن الَْبهَةِ دون ملس‬ ‫َمس وهسو مسا َ‬ ‫ُحمْرَة الشّفَتَي ْن وموضِع الغَم ِ‬
‫التحذي فِ على ال صح و هو ما نب تَ عل يه الشعرُ الفي فُ ب ي ابتداءِ العُذارِ والنّزْعَةِ‬
‫ودو نَ وََتدِ الُذ نِ والنّزعت ي وه ا بياضان يكتنفان النا صِيَة ومو ضع ال صََلعِ و هو ما‬
‫بينه ما إذا انَ سَرَ عنه الشعرُ‪ .‬ويُ سَنّ غسلُ كل ما قيلَ إ نه لي سَ من الوجْ هِ‪ .‬وي بُ‬
‫غسلُ ظاهر وباطن كل من الشعورِ ال سّابقة وإن كَثَ فَ لَِن ْدرَةِ الكَثَافَ ِة فيها‪ ،‬ل باطن‬
‫كثي فِ ِلحْيَ ٍة وعارِ ضٍ والكثي فُ ما ل تُرَ البشرةُ من خِللِ هِ ف مل سِ التّخاطُ بِ عُرْفا‬
‫وي بُ غ سلُ ما ل يَتَحقّ قُ غ سلُ جي ِع هِ إل بغَ سْلِهِ‪ ،‬لن ما ل يتمّ الواج بُ إل به‬
‫واجِ بٌ‪( .‬و) ثالث ها‪( :‬غ س ُل يد يه) من كفّيْ هِ وذراع يه (ب كل مرف قٍ) لل ية‪ .‬وي بُ‬
‫غسلُ جيع ما ف مل الفْرضِ من شَعْرً وظفرٍ‪ ،‬وإن طال‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫[فرع]‪ :‬لو ن سي لُمْعَ ًة فانغَ سََلتْ ف تثلي ثٍ‪ ،‬أو إعادَةِ وضوءٍ لِن سيانٍ له‪ ،‬ل تدي ٍد‬
‫واحتيا طٍ‪ ،‬أجزأه‪( .‬و) رابع ها‪( :‬مَ سْحُ بع ضِ رأ ِسهِ) كالن عة والبيا ضِ الذي وراءُ‬
‫الُذن بشر أو شعر ف َحدّه‪ ،‬ولو بعض شعرةٍ واحدةٍ‪ ،‬للية‪ .‬قال البغوي‪ :‬ينبغي أن‬
‫ل يُجزِيءَ أقلّ من قَدرِ الناصِيَةِ‪ ،‬وهي ما بي النعتي‪ ،‬لنه ل َيمْسَح أقلّ منها‪ ،‬وهو‬
‫َسسحِ الرّبْعسِ‪( .‬و)‬‫وجوبس م ْ‬
‫ُ‬ ‫روايةٌ عسن أبس حنيفسة رحهس ال تعال‪ ،‬والشهورُ عنسه‬
‫خام سها‪( :‬غ سلُ رجل يه) ب كل كع بٍ من كل رِجلٍ‪ ،‬لل ية‪ .‬أو مَ سْحُ خُفّْيهِ ما‬
‫بشروطِهِ‪ .‬ويبُ غسلُ باطن ثُ ْقبِ وشَقّ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو دخلَتْ شوكَةٌ ف رجلِهِ وظَهر بَ ْعضُها‪ ،‬وَجَبَ قلْعُها وغَسْلُ ملّها لنه‬
‫صارَ ف حُك مِ الطّاهِرِ‪ ،‬فإن استَتَ َرتْ كلّها صارَت ف حُك مِ الباطِ ِن فيُصحّ وضوؤه‪.‬‬
‫ولو تنَفّ طَ ف رِجْلٍ أو غيِه ل ي ب غ سلُ باطِِن هِ ما ل يَتَشقّ ق‪ ،‬فإن تَشقّ قَ وجَ بَ‬
‫غسل باطِِنهِ ما ل يَرْتَِتقْ‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬ذكروا ف الغ سلِ أ نه يُعْفَى عن باطِ نِ عقدِ الشّعرِ أي إذا انعقَدَ بنف سِ ِه‬
‫وُأْلحِ قَ با من ابتُلِ يَ بنحوِ طَبّو عِ لَ صَقَ بأصولِ شعرِ هِ حت منَ عَ وصولَ الاءِ إليها ول‬
‫ُيمْكِن إزالَتُه‪ .‬وقد صرح شيخ شيوخنا زكريا النصاري بأنه ل يلحق با‪ ،‬بل عليه‬
‫التيمسم‪ .‬لكسن قال تلميذه شيخنسا ‪ :‬والذي يتّجسه العفْوُ للضرورة‪( .‬و) سسادسها‪:‬‬
‫(ترتيبٌ) كما ُذكِرَ من تقديِ َغسْ ِل الوَجْ ِه فاليدَيْنِ فالرّأس فالرّجلي للتّباع‪.‬‬

‫حدِ ثٌ‪ ،‬ولو ف ماء قليلٍ بنية معتبة ما مَرّ أجزَأ هُ عن الوضوءِ‪ ،‬ولو‬ ‫ولو ان َغمَ سَ ُم ِ‬
‫ل يكُ ثْ ف النغما سِ زَمنا ُيمْكِ نُ ف يه الترّت يب‪ .‬ن عم‪ ،‬لو اغت سل بني ته فيشترط ف يه‬
‫الترت يب حقيقةً‪ ،‬ول َيضُرّ نِ سيانُ َلمْعَةٍ أو ُلمَ عٍ ف غيِ أعضاءِ الوُضوءِ‪ ،‬بل لو كان‬
‫َثس‬
‫ْعس ل يَضُر كمسا اسستظهره شيخنسا‪ .‬ولو أحد َ‬ ‫ِعس كشم ٍ‬ ‫على مسا عدا أعضائه‪ ،‬مان ٌ‬

‫‪10‬‬
‫وأجنَ بَ أجزَأ ُه الغُ سْلُ عنهما بنيته‪ .‬ول ي بُ تيقّ نُ عُمو مِ الاءِ جي عَ ال ُعضْوِ بل يكفي‬
‫غلََبةُ الظّنّ به‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو شَ كّ التوضىءُ أو الغتَ سِلُ ف تطهيِ عضو قبل الفرا غِ من وضوئه أو‬
‫غسلِه َطهّرَه‪ ،‬وكذا ما بعدَه ف الوُضوءِ‪ ،‬أو بع َد الفراغِ من ُطهْرِهِ‪ ،‬ل يُؤثّر‪ .‬ولو كان‬
‫الشّكّ ف النية ل يؤثّر أيضا على الوجه‪ ،‬كما ف شرح النهاج لشيخنا‪ ،‬وقال‪ :‬فيه‬
‫قيا سُ ما يأت ف الشّ كّ بعد الفاتة وقبل الركوع‪ :‬أنه لو َشكّ بعد عضوٍ ف أصل‬
‫حمَل كل ُمهُم الوّل على الشّك ف أصل‬ ‫غسله لَزِمَ هُ إعادته‪ ،‬أو بعضَه ل َتلْزَمْه‪ .‬فلُي ْ‬
‫ضوِ ل بَعضِه‪( .‬و سُنّ) للمتوضّىءِ ولو باءٍ مغ صوبٍ على الوجَ هِ (ت سميةٌ أوّله)‬ ‫ال ُع ْ‬
‫أي أوّل الوضوءِ للتّباع وأقلّها باسم ال‪ ،‬وأكمَلُها بسم ال الرحن الرحيم‪ .‬وت بُ‬
‫عند أحد‪ ،‬ويُسَنّ قبلَها التعوّذُ وبعدَها الشهادتان والمدُ ل الذي جعلَ الاءَ طَهورا‪.‬‬
‫ويُ سَنّ لَ نْ ت َركَها أوّله أن يأتِ يَ با أثناءه قائلٍ‪ :‬باسم ال أوله وآخ ِر هِ‪ .‬ل بعد فراغِ هِ‪.‬‬
‫سنّ له الت سميةُ‪ .‬والنقولُ‬ ‫ب والتألي فِ‪ ،‬والكتِحالُ م ا يُ َ‬ ‫وكذا ف نوِ الكلِ والشّر ِ‬
‫عن الشافع ّي وكثيٌ من ال صحابِ أن أ ّولَ ال سّنَن التّ سميةُ‪ ،‬و به جزم النوو يّ ف‬
‫الجموعس وغيِه‪ .‬فينوي معهسا عندَ غسس ِل اليديسن‪ .‬وقال جعس متقدمون‪ :‬إن أوّلاس‬ ‫ِ‬
‫السّواك ث بعدَه التسمية‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬تُس ّن التسميةُ لتل َوةِ القرآ نِ‪ ،‬ولو مِن أثناءِ سُورَةٍ ف صلةٍ أو خارِجِها‪،‬‬
‫ولِغُ سْلٍ وَتيمم وذَبْح‪( .‬فغَ سْلُ الكفّي) معا إل الكوعي مع التسميةِ القتَرِنَة بالنيّة‪،‬‬
‫سوَاكٌ) عَرْضا ف السنانِ ظاهِرا‬ ‫وإن توضّأ من نو إبريقٍ أو َعلِمَ ُطهْ َرهُما للتّباع (ف ِ‬
‫وباطِنا وطُولً ف اللسان‪ ،‬للخبِ الصحيح‪َ" :‬لوْل أن أَشُقّ على أمّت لمَرُْتهُمْ بالسّواكِ‬
‫عند كلّ وُضوءٍ"‪ .‬أي أمْر إيا بٍ‪ .‬ويصل (بكلّ َخشِ نٍ) ولو بنحوِ خرقةٍ أو أشنا نٍ‪،‬‬
‫والعَودُ أفضلُ من غيِه‪ ،‬وأوْل هُ ذو الرّي حِ الطّيّ بِ‪ ،‬وأفضَلُه الرا كُ‪ .‬ل بأُ صْبَعِ ِه ولو‬
‫َخشِنَة‪ ،‬خلفا ل ا اختارَ ُه النوو يّ‪ .‬وإن ا يَتَأ ّكدُ ال سّوا ُك ولو لِمَن ل أ سنانُ له لكلّ‬

‫‪11‬‬
‫وضوء‪( .‬ولكل صلة) فَرْضها ونَفْلها وإن سّلمَ من كل ركعتَيْنِ أو استَاكَ ِلوُضوئها‪،‬‬
‫لمَيْدِي بإسنادٍ‬ ‫وإنْ لَم يفصُلْ بيَنهُما فاصِلٌ حيثُ ل َيخُش تنجّس َفمِهِ‪ ،‬وذلك لبِ ا ُ‬
‫جيد‪" :‬رَكعتَا نِ بِ سِواكٍ أفضَلُ من سبعي ركْعَة بل سِواك"‪ .‬ولو تَرَكه أوّلا تدا َركَه‬
‫أثناءها بفعلٍ قليل‪ ،‬كالتعمم‪ ،‬ويتأكّد أيضا لتلوَةِ قرآ نٍ أو حَدي ثٍ أو عِل مٍ شرع يّ‪،‬‬
‫أو تغي فَ ٍم ريا أو لونا بنحو َنوْ مٍ أو أكلٍ كري هٍ‪ ،‬أو ِس َن بنحوِ صُفْرَةٍ‪ ،‬أو استيقاظٍ‬
‫سحَ ِر وعندَ الحتِضارِ‪ ،‬ك ما َدلّ‬ ‫من نو مٍ وإرادَ ته‪ ،‬ودخول م سجدٍ ومنلٍ‪ ،‬و ف ال ّ‬
‫سهّل خرو جَ الرّو حِ‪ .‬وأخذَ بعضُ هم من ذلك‬ ‫عل يه خبُ ال صحيحي‪ .‬ويقال‪ :‬إ نه يُ َ‬
‫سّة ليثابَس عليهسِ‪ ،‬ويبلَعَس ريقهُس أوّل‬ ‫تأكّده للمَريضسِ‪ .‬وينبغسي أن ينوِيَس بالسسواكِ السّن‬
‫َبس التّخليلُ قبلَ السسّواك أو بعده مسن أثرَ الطّعامسِ‪،‬‬ ‫اسستياكِهِ‪ ،‬وأن ل َيمُصسّه‪ .‬ويُْند ُ‬
‫وال سّواكُ أفضَلُ م نه‪ ،‬خلفا لِمَن عَكَس‪ .‬ول يُكْرَه ب سواكِ غيِ أُذ نِ أو عِلْم رِضاه‪،‬‬
‫ك الغَيْرِ‪ ،‬ما ل َتجْرِ عادةٌ بالِعرا ضِ عنه‪ .‬ويُكْ َر هُ للصاِئمِ‬ ‫وإل حَرُ مَ‪ ،‬كأخذِ هِ من مُ ْل ِ‬
‫بعسد الزّوال‪ ،‬إن ل يتغيس فَمُه بنحوِ َنوْمٍس (فمضم ضة فاسستنشاق) للتّباع‪ ،‬وأقلّه ما‬
‫إيصالُ الاءِ إل الف ِم والنفِ‪ .‬ول يشترطُ ف حُصولِ أصلِ السّنّة إدارَتُه ف الفَ ِم ومّه‬
‫منهُ ونثرُه من النفِ‪ ،‬بل ُتسَنّ كالبالغَة فيهما ل ْفطِرٍ للمْرِ با‪.‬‬

‫سنّ جعُهما (بثل ثِ غُرَ فٍ) يتمضمض ث يستنشق من كل منها‪( .‬ومس ُح‬ ‫(و) يُ َ‬
‫البعضس‬
‫ِ‬ ‫اقتصسرَ على‬
‫َ‬ ‫كسل رأس) للتّباع وخروجا مسن خلف مالك وأحدس‪ ،‬فإن‬
‫فالوْل أن يكون هو النا صِيَة‪ ،‬والوْل ف كيفي ته أن يض عَ يدي هِ على مُ َقدّ مِ رأ سهِ‪،‬‬
‫مُلْ صِقا مسّبحَتَه بالُخْرى وإبامَيْه على صدغيه‪ ،‬ث َيذْهَب بما مع بقيِة أصاب ِعهِ غيِ‬
‫الِباميس لِقَفاه‪ ،‬ثس يَرُدّهاس إل البدأ إن كان له شَعْرُ ينقَلِب وإل فليقْتَصسِر على‬
‫الناصسَة‬
‫ِي‬ ‫َسس ِح‬
‫ّمس عليهسا بعسد م ْ‬
‫رأسسهِ عمامَةٌ أو قُلُنْسسوةٌ َتم َ‬
‫الذهابسِ‪ .‬وإن كان على ِ‬
‫للتباع (و) مَ سحُ كلّ (الُذُنَ ي) ظاهرا وباطنا و صِماخَيْه للتباع‪ ،‬ول يُ سَنّ مَ سْحُ‬
‫ت فيه شيء‪ .‬قال النوو يّ‪ :‬بل هو ِبدْعَةٌ‪ ،‬وحديثُه موضو عٌ‪( .‬و َدلْ كُ‬ ‫ال ّرقَبَةِ إذ ل يثب ْ‬

‫‪12‬‬
‫أعضاءٍ) وهو إمرارُ اليدِ عليها عَقِ بَ ملقاتِها للماءِ‪ ،‬خروجا من خلف من أوْجَبَه‪.‬‬
‫(وتليلُ ِلحْيَةٍ كَثّة) والف ضل كو نه بأصابع يُمناه و من أ سفل‪ ،‬مع تفريقِ ها‪ ،‬وبِغَرْفَةٍ‬
‫مستقلة للتّباع ويُكرَه تركُه‪( .‬و) تَخليلُ (أصابعِ) اليدين بالتشبيك‪ ،‬والرجلي بأيّ‬
‫كيفيةٍ كان‪ .‬والفضلُ أن يلّلَها من أسفَل بنصُرِ َيدِه اليُسرى‪ ،‬مبتدئا بنصُر الرّجل‬
‫اليُمنس ومتَتِما بُنْصُسِر اليُسسرى‪( .‬وإطالةُ الغُرّة) بأن يغسسلَ مسع الوجِه مقدّم رأسسِه‬
‫وأذن يه و صفحَتَيْ عُنُقَه‪( .‬و) إطالَةُ (تجيلٍ) بأن يغ سلَ مع اليد ين ب عض ال َعضُدَ ين‬
‫ب ال َعضُدِ والسّاق‪ ،‬وذلك لب الشيخي‪:‬‬ ‫ومَعَ الرّجلي بعضَ الساقي‪ ،‬وغايتُه استيعا ُ‬
‫حجّلي من آثارِ ال ُوضُوءِ‪َ .‬فمَ نِ استَطاعَ مِنْكُم أن‬ ‫"إن أُمّت يُد َعوْ نَ يَوم القيامَةِ غَرّا ُم َ‬
‫ُجوهس واليدي‬ ‫ِيضس الو ِ‬‫ْنس ب ُ‬‫حجِيلُهسُ‪ :‬أي ُيدْ َعو َ‬‫َهس فَلْيَفْعَل"‪ .‬زاد مسسلم‪ :‬وَت ْ‬ ‫يَطِيلَ غُرّت ُ‬
‫والرجُل‪ .‬ويصَل أق ّل الِطالة بِغَسْلِ أدن زيادَةٍ على الواجِبِ وكمالُها باستيعابِ ما‬
‫مَرّ (وتثلي ثُ كل) من مغ سو ٍل وم سوحٍ‪ ،‬و َدلْ كٌ وَتخْلِيلٌ و سِواكٌ وبَ سْمََلةٌ‪ ،‬و ِذكْرٌ‬
‫س اليَدِ مثلً ولو ف ماء قل يل إذا‬ ‫عَقِبَه‪ ،‬للتباع ف أك ثر ذلك‪ .‬وي صلُ التثلي ثُ بِ َغمْ ِ‬
‫حَرّكها مَرّتي‪ ،‬ولو رَدّدَ ما َء الغَسْلَةِ الثانيةِ حَصَلَ لهُ أصلُ سُنّة التثليثِ كما استظهره‬
‫ضوٍ قبلَ إتامِ واجِبِ غَسِْل ِه ول بعد تَمامِ الوُضوءِ‪ .‬ويُكْرَهُ‬ ‫شيخنا ول يزىءُ تثليثُ ُع ْ‬
‫النق صُ عن الثل ثِ كالزّيادة عليها‪ ،‬أي بنية الوُضوءِ‪ ،‬كما َبحَثَ هُ َجمُ عٌ‪ .‬وَتحْرُ مُ من‬
‫ماءٍ موقوفٍ على التّ َطهّر‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يأ ُخذُ الشّاك ّ أثنا َء الوضوءِ فس اسستيعابٍ أو عددٍ باليقيس‪ ،‬وُجوبا فس‬
‫الواجِ بِ وَندْبا ف الَنْدو بِ‪ ،‬ولو ف الاءِ ا َلوْقُو فِ‪ .‬أما الش كّ بعد الفرا غِ فل يؤثّر‪.‬‬
‫(وتَيَامُنٌ) أي تقديُ ييٍ على يسارٍ ف اليدين والرجلي‪ ،‬ولَِنحْو أقطَع ف جيعِ أعضاءِ‬
‫وُضوئه‪ ،‬وذلك ل نه كان ُيحِ بّ التَّيمّ ن ف تَ َطهّرِه وشأنِه كلّه‪ ،‬أي م ا هو من با بُ‬
‫س نوِ قمي صٍ ونعلٍ‪ ،‬وتقلي مِ ظفرٍ‪ ،‬وحل قِ ن و رأ سٍ‪ ،‬وأخذٍ‬ ‫التكر ي‪ ،‬كاكتحالٍ ولبْ ِ‬
‫وعطاءٍ‪ ،‬وسواكٍ وتليلٍ‪ ،‬ويُكْرَهُ تركُه‪ ،‬ويُسَ ّن التَياسُر ف ضدّه وهو ما كان من بابِ‬

‫‪13‬‬
‫الهانةِ والذى كا ستِنْجا ٍء وامتخا طٍ‪ ،‬وخلع لبا سٍ ونعلٍ‪ .‬ويُ سَ ّن البداءَةُ بغَ سْلِ أعلى‬
‫وَ ْجهِ هِ وأطرا فِ َيدَيْه ورجل يه‪ ،‬وإن صبّ عل يه غيُه‪ .‬وأخذُ الاءِ إل الو جه بكَفّ يه‬
‫معا‪ ،‬ووض عُ ما يَغْتَرِف منه عن يينه وما يَ صُب منه عن يسارِه‪( .‬وولءٌ) بي أفعالِ‬
‫ضوٍ قبلَ جفا فِ ما قَبله‪ ،‬وذلك للتّباع‬ ‫وُضو ِء ال سّليمِ بأ نْ ُيشْرِ عَ ف تطه ي كل ُع ْ‬
‫وخروجا من خل فِ من أوجَبَه‪ ،‬وَيجِ بُ لِ سَلِسٍ‪( .‬وتَ َع ّهدٍ) عَق بٍ و ( َموْ قٍ) و هو‬
‫ف ولِحا ظٍ و هو الطرف ال خر ب سبابَتَيْ شِقّيْه ما‪ .‬وملّ‬ ‫طَرَ فُ العَيْ نِ الذي يلي الن َ‬
‫َعس وصسولَ الاءِ إل مله وإل فتعهّدهاس‬ ‫َصس ين ُ‬
‫ندب تَ َعهّدهاس إذا ل يكسن فيهمسا رَم ٌ‬
‫سلُ باطِ ِن العَيِ بل قال بعضهم‪ :‬يُكْرَه للضّ َررِ‪،‬‬‫واجبٌ كما ف الجموع‪ .‬ول يُسَنّ غَ ْ‬
‫وإنا يُغْ سَلُ إذا تََنجّ سَ لِغِلَ ظِ أمْ ِر النّجا سَةِ‪( .‬واستقبال) القبَلةِ ف كُلّ وُضوئه‪( .‬وتَرْ كُ‬
‫تَكَلّ مٍ) ف أثناءِ وُضوئه بل حاجة بغيِ ِذكْرٍ‪ ،‬ول يُكْرَه سلمٌ علي هِ ول مِنْ هُ ول رَدّه‪.‬‬
‫(و) َترْكُ (تنشيفٍ) بل ُعذْرٍ للتّباعَ (والشهادتان عَقِبَه) أي الوضوءِ‪ ،‬بيثُ ل يطولُ‬
‫فا صِلٌ عنه عُرفا‪ ،‬فيقولُ مستقبلً للقِبلِة‪ ،‬رافعا يديه وبصرَهُ إل ال سّماء ولو أعمىً ‪:‬‬
‫ُهس ورسسولُه‪ .‬لاس‬ ‫شريكس له‪ ،‬وأشهدُ أن ممدا عبد ُ‬
‫َ‬ ‫َهس ل‬
‫إلهس إل ال وَحد ُ‬
‫أشهدُ أن ل َ‬
‫َروَى م سلم عن ر سولِ ال‪َ " :‬م نْ َت َوضّ أ فقال أشهدُ أن ل إله إل ال ال فُتِحَ تْ له‬
‫أبوا بُ الَنّة الثمانِيَة‪ ،‬يدخُل من أيّها شَاءَ"‪ .‬زاد التّرْمذي‪" :‬الّلهُمّ اجعَلْن من الّتوّابي‬
‫ححَه‪َ " :‬م نْ َت َوضّ أ ث قال‪ :‬سبحانَكَ‬ ‫واجْعَلْنِي مِ نَ الُتَطهّر ين"‪ .‬وروى الا كم و ص ّ‬
‫الّل ُهمّ وبَ ْمدِ كَ‪ ،‬أ ْش َهدُ أن ل إله إل أن تَ‪ .‬أستَغْفِرُكَ وأتو بُ إليك‪ .‬كُتِ بَ ف رَ قَ‪ ،‬ث‬
‫طُبِعَ بِطابعٍ فلم يُكْسَر إل َيوْمِ القِيامَةِ"‪ .‬أي ل يَتَطرّقُ إليهِ إبْطالٌ كما صَحّ حت َيرَى‬
‫ثوابَ هُ العظ يم‪ .‬ث يُ صلّي ويُ سَلّم على سيدنا ممدٍ وآلِ سيدِنا ُمحَمّد‪ ،‬ويقرأ {إنّ ا‬
‫صلَ له يُعَْتدّ به‬ ‫أنْ َزلْنَا هُ} ثلثا‪ ،‬كذلك بل رَفْ عِ َيدٍ‪ .‬وأما دُعاءُ العْضاءِ الشهور فل أ ْ‬
‫ب النوو يّ رضي ال عنه‪ .‬وقيل‪ :‬يُ سَْتحَبّ أن يقولَ‬ ‫فلذل كَ َحذَفْتُه‪ ،‬تِبْعا لشي خِ الذهَ ِ‬
‫ضوٍ‪ :‬أشهدُ أن ل إله إ ّل ال وحدَ هُ ل شري كَ له‪ ،‬وأشهدُ أن ممدا عبدُه‬ ‫ع ند كلّ ُع ْ‬
‫ورسولُه‪ .‬لب روا هُ ال ستغفري وقال‪ :‬حَ سَنٌ غريب‪( .‬و ُشرْبُه) مِ نْ (َفضْلِ وُضوئِ هِ)‬

‫‪14‬‬
‫ش إزارِ هِ به‪ ،‬أي إن َتوَهّ مَ حُصولِ مُقذّ ٍر‬
‫لب‪" :‬إ ّن في هِ شِفاء من كلّ داءٍ" ويُ سَ ّن رَ ّ‬
‫له‪ ،‬ك ما ا ستظهَرَهُ شيخ نا‪ .‬وعل يه يمَ ُل رَشّ ه لِزارِه به‪ .‬وركعتان بع َد الوضوء أي‬
‫ب يث تُنْ سَبانِ إلي هِ عُرْفا‪ ،‬فتفوتان بطو ِل الفَ صْلِ عُرْفا على الوْجَ هِ‪ ،‬وعن َد بعضِهِم‬
‫لدَ ثِ‪ .‬ويَقَرأُ َندْبا ف أُول ركعتيه‬‫ف العْضاءِ‪ ،‬وقيل‪ :‬با َ‬ ‫بالِعْرا ضِ‪ ،‬وبعضُهُم ِبجَفا ِ‬
‫بعدَ الفاتة‪{ :‬ولو أَّنهُمْ إذْ ظََلمُوا أَنْفُسَ ُهمْ} إل {رَحيما}‪ ،‬وف الثانية‪{ :‬وَمَنْ يَعْمَلْ‬
‫سُوءا أو يَ ْظلِم نَ ْفسَه} إل {رَحيِما}‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬يُحرَ ُم التّ َطهُرُ بالُسْبَلِ لِلشّرب‪ ،‬وكذا باءٍ ُجهِلَ حالُهُ على ا َلوْجَهِ‪ ،‬وكذا‬
‫حَملُ شيءٍ من الُ سَْبلِ إل غَيْرِ مله‪( .‬وليقت صر) أي الُتَوضّىء‪( ،‬حَتْما) أي وُجَوبا‪،‬‬
‫ث ول إتيا نُ سائِرَ ال سّنَنِ (ِلضِي قِ‬‫(على) غَ سْلٍ أو مَ سْحٍ (واج بٍ) أي فل يوزُ تثلي ٌ‬
‫وق تٍ) عن إدرا كِ الصلةِ كلها فيه‪ ،‬كما صرح به البغو يّ وغيه‪ ،‬وتبعه التأخرون‪.‬‬
‫ت ال صلةِ لو أ ْكمَلَ سُنَنَها بأن يأتِيَ ها‪ ،‬ولو ل يُدرِ ْك ركعَةً‪ .‬و قد‬ ‫ل كن أف ت ف فوا ِ‬
‫يُفَرّق بأ نه ث اشتغَلَ بالق صودِ‪ ،‬فكان ك ما لو مَدّ ف القراءة‪( .‬أو قلّةِ ماءٍ) ب يث ل‬
‫يكفي إل الفَرْ ضَ فلو كان معه ماءٌ ل يكفيه لِتَتمّة ُطهْرِه‪ .‬إن َثلّ ثَ أو أتى ال سّنَنَ أو‬
‫احتاجَ إل الفاضِلِ لِعَطشٍ ُمحْتَرِمٍ‪ ،‬حَرُمَ استعمالُهُ ف شيءٍ من السّنن‪ .‬وكذا يقالُ ف‬
‫الغُ سْل‪( .‬وََندْبا) على الواجِ بِ بِتَرْ كِ ال سّنَنِ‪( ،‬لِدرا كِ جَماعَةٍ) ل يَرْ جُ غَْيرَها‪ .‬نعم‪،‬‬
‫ما قيل بوجوبه كالدّلْكِ ينبغي تقديُهُ عليها نظيَ ما مَرّ من َندْبِ تقديِ الفائِتِ بِعُذرٍ‬
‫على الاضِ َرةِ‪ ،‬وإن فاتَت الَماعَةُ‪.‬‬

‫لدَثَيْ نِ لِفَ ْقدِ ماءٍ أو خو فِ مذورٍ من استعمالِهِ بترا بٍ طهو ٍر‬ ‫[تتمة]‪ :‬يَتَيمّ مُ ع نِ ا َ‬
‫له غُبار‪ .‬وأركانُ هُ نيّةُ ا ستباحَ ُة ال صلةِ الَفروضَةِ مَقرونَةً بِنقلِ التّراب‪ ،‬ومَ سْحُ وَ ْج ِه هِ‬
‫ث يد يه‪ .‬ولو تيقّ ن ماءً آ خر الوق تِ فانتظارُه أف ضل‪ ،‬وإل فتعجي ُل تيمّم‪ .‬وإذا امتن عَ‬
‫استعماله ف عضوٍ وَجَب تيم مٌ وغسلٌ صحي ٌح ومسحُ كلّ الساتِر الضّار نزعُه باءٍ‪،‬‬
‫ول ترتي بَ بينه ما لُنُ بٍ‪ .‬أو عضو ين فتيممان‪ ،‬ول ي صلّي به إلّ فرضا واحدا ولو‬

‫‪15‬‬
‫نذرا‪ .‬وصَح جنائزُ مَع فرضٍ‪( .‬ونواقِضه) أي أسباب نواقض الوضوءِ أربعة‪ :‬أحدها‪:‬‬
‫(تيقّ نُ خرو جِ ش يء) غ ي مَنِيّه‪ ،‬عَيْنا كان أو ريا‪ ،‬رَطِبا أو جافا‪ ،‬معتادا كََبوْلٍ أو‬
‫نادِرا َكدَ مِ با سورٍ أو غيِه‪ ،‬انف صَل أو ل كَدُودَةٍ أخْرَجَت رأ سَها ث رَجَعَ تْ ( من‬
‫أحدِ سَبيلَيْ) الُتَوضّىء (ال يّ) دُبُرا كان أو قُبُلً‪( .‬ولو) كان الارج (باسورا) نابتا‬
‫دا خل الدّبر فخر جَ أو زادَ خرو جه‪ .‬ل كن أف ت العلّ مة الكمالُ الردّا ُد بعدم النق ضِ‬
‫ينتقضس الوضوءُ‬
‫ُ‬ ‫بالارجس منسه كالدم‪ .‬وعسن مالك‪ :‬ل‬ ‫ِ‬ ‫بروجس الباسسورِ نفسسه بسل‬
‫ِ‬
‫بالنا ِدرِ‪( .‬و) ثانيها‪( :‬زوالُ عقلٍ) أي تييز‪ ،‬ب سُكْرٍ أو جنو نٍ أو إغماء أو نوم‪ ،‬للخبِ‬
‫الصحيح‪َ" :‬فمَنْ نامَ فَليَتَوضّأْ"‪ .‬وخرجَ بزوا ِل العقِل النّعاسُ وأوائ ُل نشوَ ِة السّكر‪ ،‬فل‬
‫نقض بما‪ ،‬كما إذا شكّ هل نام أو نَعَس؟ ومن علمَ ِة النّعاسِ ساعُ كلمِ الاضرين‬
‫وإن ل يَ ْفهَمْ هُ‪( ،‬ل) زوالُه (بنو مٍ) قاعدٍ (مكّن مَقْعَدَه) أي أليَيْه من مقره‪ ،‬وإن استََندَ‬
‫لِما لو زالَ سَ َقطَ أو احْتَبَى‪ ،‬ولي سَ بي مقعدِه ومق ّر هِ تا فٍ‪ .‬وينتق ضُ وضوءُ مكّ نٍ‬
‫انتبه بعد زوالِ َألْيَتِه عن مَقَرّه‪ ،‬ل وضوءُ شا كَ هل كان ُممَكّنا أو ل؟ أو هل زالَت‬
‫أليَتُ هُ قب َل اليَقظَةِ أو بعدَ ها؟‪ ..‬وتَيقّ نُ الرّؤ يا مع عدَ مِ َتذَكّر نو مٍ ل أ ثر له بل فه مع‬
‫الش كّ فيه لنا مُرَ ّجحَةٌ لحدِ ط َرفَيه‪( .‬و) ثالثها‪( :‬م سّ فر جِ آدم يّ) أو ملُ قطعِ هِ‪،‬‬
‫س قُطِعَس فس‬ ‫ولو ليّتٍس أو صسغيٍ‪ ،‬قُبُلً كان الفَرْجُس أو دُبُرا مُتّصسلً أو مَقْطوعا‪ ،‬إل م ا‬
‫الِتا نِ‪ .‬والناق ضُ من الدّبر ُملْتَقى الَنْ َفذِ‪ ،‬ومِن قُبُلِ الَرْأةِ مُلْتَقَى شُفْرَيْها على الن َفذِ ل‬
‫س نوِ العانَةِ‪ ،‬وبا ِط نِ اللْيَةِ‪،‬‬
‫ب الوضوءُ مِ نْ مَ ّ‬ ‫ما وراءَهُما َكمَحَلّ خِتانِها‪ .‬نعم‪ ،‬يُْندَ ُ‬
‫صسغِيةٍ وأمرد وأبرص‬ ‫ولسس َ‬‫ِ‬ ‫خذٍ‪،‬‬‫فوقس َذكَرٍ‪ ،‬وأصسل َف ْ‬ ‫نبتس َ‬ ‫َ‬ ‫والُنْثَيَيْنسِ‪ ،‬وشَعْ ٍر‬
‫ويهودي‪ ،‬و من ن و فَ صْدٍ‪ ،‬ونظرٍ بشهوةٍ ولو إل ُمحْرَ مٍ‪ ،‬وتلفّ ظ بع صيةٍ‪ ،‬و َغضَ بٍ‪،‬‬
‫وحل ميّ تٍ ومَ سّه‪ ،‬وق صّ ظف ِر وشارِب‪ ،‬وحل ِق رأ سِهِ‪ .‬وخَرَ جَ بآدم يّ فر جُ البهِيمَةِ‬
‫إذ ل ُيشْتَهى‪ ،‬ومن ث جازَ النظر إلي هِ‪( .‬بِبَ ْط نِ كَ فَ) لقوله‪" :‬مَ نْ مَ سّ فَرْجَه"‪ ،‬وف‬
‫روا ية‪" :‬مَ نْ َم سّ ذَكرا فَلْيَتَوضّ أ"‪ .‬وبَطْ نُ الكَ فّ هو بط نُ الراحت ي وبط نُ ال صاِبعِ‬
‫والنحرف إليه ما عِ ند انطباِقهِ ما‪ ،‬مع ي سيِ تامُلٍ دون رؤوس ال صَابِعِ و ما بين ها‬

‫‪16‬‬
‫وحرف الكفّ‪( .‬و) رابع ها‪( :‬تل قي َبشْرَتَ يْ َذكَرٍ وأن ثى) ولو بل َش ْهوَة‪ ،‬وإن كان‬
‫أحدُهُما مُكْرَها أو ميتا‪ ،‬لكن ل ينق ضُ وُضوءُ اليّت‪ .‬والراد بالَبشَرة هنا غي الشعر‬
‫سمُ‬‫والسّسنّ والظّفرِ‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬وغيس باطِنِس العَيْنسِ‪ ،‬وذلك لقوله تعال‪َ{ :‬أوْ لَمَس ُْت‬
‫النّساءَ} أي لستم‪ .‬ولو ش كّ هل ما َلمَ سَه شَعْرٌ أو بَشرة ل ينتِق ضْ‪ ،‬كما لو وقع تْ‬
‫َسس ُمحْرَما أو‬ ‫ِيس َبشَ َر ُة رَجُلٍ أو امرأة‪ ،‬أو شكّ‪ :‬هسل َلم َ‬ ‫ُهس على َبشَرةٍ ل يعلم أه َ‬ ‫يد ُ‬
‫ح العُباب‪ :‬ولو أخَبرَ هُ عدلٌ بِلمْ سِها لَه‪ ،‬أو بنحوِ خرو جِ‬ ‫أجنبية؟ وقال شيخنا ف شر ِ‬
‫ري حٍ منه ف حالِ نومِ هِ ُممَكّنا‪ ،‬وج بَ علي ِه الخذُ بقولِ هِ‪( .‬بِكِبَرٍ) فيهما‪ ،‬فل نقض‬
‫شهْوَةِ‪ .‬والرادُ بذي ال صّغَر‪:‬‬ ‫بتلقيهما مع صِغَرٍ فيهما‪ ،‬أو ف أحدها‪ ،‬لنتفاءِ مظنّ ِة ال ّ‬
‫سبٍ أو‬ ‫من ل ُيشْتَهَى عُرْفا غَالِبا‪( .‬ل) تل قي َبشَرَتَيْه ما) ( مع َمحْرَمِيّةٍ) بينهُ ما‪ ،‬بِن َ‬
‫شهْوَةِ‪ .‬ولو اشتبهتْ َمحْرَمُهُ بأجنبياتٍ مصوراتٍ‬ ‫رَضاعٍ أو مُصاهَرَةٍ‪ ،‬لنتفاء مَظنّ ِة ال ّ‬
‫فلمس واحدة منهن ل ينتقِ ضْ‪ ،‬وكذا بغيِ مصوراتِ على الوْجَه‪( .‬ول يرتفعُ يقيُ‬
‫س ضده) ول بالشسك فيسه الفهوم با َلوْل فيأخسذ باليقيِس‬ ‫س بظن ّ‬ ‫وضوءٍ أو َحدَث ٍ‬
‫اسِتصْحابا له‪.‬‬

‫لدَ ثِ‪ :‬صلةٌ وطوا فٌ وسجودٌ‪ ،‬و َحمْلُ مصحفٍ‪ ،‬وما كُتِ بَ‬ ‫[خاتة]‪َ :‬يحْرُ مُ با َ‬
‫صدِ الدرا سَةِ وال تبّكِ بالَةِ الكتابَة‬
‫س قُرآ ٍن ولو بع ضَ آيةٍ كََلوْ حٍ‪ .‬وال عبةُ ف قَ ْ‬ ‫لِ َدرْ ِ‬
‫دون مسا بعدهسا‪ ،‬وبالكاتسب لِنَفسسهِ أو لغيِهِستَبَرّعا‪ ،‬وإل فآمرُهُس ل حلُه مسع متاعسٍ‪،‬‬
‫والصحفُ غي مقصودٍ بالملِ ومَ سّ َورَقِه‪ ،‬ولو لبيا ضٍ أو نوِ ظَ ْر فٍ أُ ِعدّ له وهو‬
‫فيه‪ ،‬ل قَلْبُ َورَقِه بِعْودٍ إذا ل ينفصِلْ عليه‪ ،‬ول مَع تفسيٍ زادَ ولو احتمالً‪ .‬ول ينُع‬
‫ودرسسهِ‬
‫ِ‬ ‫ِهس‬
‫َسس نوس مصسحَفٍ لاجةِ تعّلم ِ‬ ‫ِثس ولو جُنُبا حلُ وم ّ‬ ‫حد ٍ‬ ‫صسبِيّ ُممَيّزٌ ُم ْ‬
‫َ‬
‫ووسيلتهما‪ ،‬كحملِ هِ للمكْتَبِ والِتيان به للمُعَلّمِ ليُعَلّمهُ منه‪ .‬ويرُمُ تكيُ غيِ ا ُلمَيّزِ‬
‫جمِيّة‪ ،‬ووض عُ نو ِدرْهَ مٍ ف مكتوبِ هِ‪،‬‬ ‫من نوِ مُصحفٍ‪ ،‬ولو بع ضَ آيةٍ‪ ،‬وكتابتُه بال ُع ْ‬
‫وعِلْ مٍ َشرْع يّ‪ .‬وكذا جعلُه ب ي أوراقِ هِ خلفا لشيخ نا وتزيقُه عَبثا‪ ،‬وبل عُ ما كُتِ بَ‬

‫‪17‬‬
‫حوِهِ‪ ،‬ومدّ الرجلُ للمصحفِ ما ل يكُنْ على مُرْتَفَعٍ‪ .‬ويُسَنّ القِيامُ له‬ ‫عليه ل شربُ َم ْ‬
‫كالعالِ مِ بل َأ ْولَى‪ ،‬ويُكرَ هُ حر قُ ما كُتِ بَ عل يه إلّ لِغَرَ ضٍ ن و صيانَةٍ‪ ،‬فغَ سْلُهُ َأ ْولَى‬
‫جدِ وقراءَةُ قرآ نٍ بق صدِهِ‪ ،‬ولو ب عض آ ية‪ ،‬ب يث‬ ‫م نه‪ .‬ويرُ مُ بالَناَبةِ الَكْ ثُ ف ال س ِ‬
‫ي سمع نف سُهُ ولو صَبِيّا خلفا ل ا أف ت به النووي‪ .‬وبنحوِ حي ضٍ‪ ،‬ل برو جِ َطلْ قٍ‪،‬‬
‫صلةٌ وقراءٌة وصومٌ‪ .‬ويب قضاؤه ل الصلة‪ ،‬بل يرُ ُم قضاؤها على الوْجَهِ‪.‬‬

‫(و) الطهارةُ (الثان ية‪ :‬الغُ سْلُ) هو لُغَةً‪ :‬سَيَلنُ الاءِ على الش يء‪ .‬وشَرْعا‪ :‬سيلنُ ُه‬
‫على جيعِس البَدَنِس بالنيسة‪ .‬ول يبُس فورا وإن عَصسَى بسسببه‪ ،‬بلف َنجَسٍس عصسى‬
‫بِسببه‪ .‬والشهرُ ف كل ِم الفُقَهاء ضَمّ غَينِه‪ ،‬لكن الفتح َأفْصَح‪ ،‬وبضمّها ُمشْتَرَكٌ بي‬
‫الفِعلِ وما ِء الغُسْلِ‪.‬‬

‫(وموجِبُه) أربعةٌ‪ :‬أحدُها‪( :‬خرو جُ مَنِيّه أ ّولً) ويُعرف بأحدِ خوا صّه الثلث‪ :‬مِ ْن‬
‫تََلذّذٍ بروجِه‪ ،‬أو َت َدفّ قٍ‪ ،‬أو ري حِ عج ي رطبا وبيا ضِ بَيْ ضٍ جافا‪ .‬فإن فُ ِقدَت هذه‬
‫شهِي‪.‬‬ ‫الوا صُ فل غُ سْلٍ‪ .‬نعم‪ ،‬لو شَ كّ ف شيء أَمَنِ يّ هو أو مَذْ يٌ؟ َتخَيّر ولو بالّت َ‬
‫فإن شاء جَعَلَ هُ مَنيا واغْتَ سَل‪ ،‬أو َمذْيا وَغَ سَلَه وََت َوضّأ‪ .‬ولو رأى مَنيا ُمجَفّفا ف نو‬
‫َثوْبِ هِ لَزِمَ ُه الغُ سْلُ وإعا َدةُ كلّ صلةٍ تَيقّنَها بعده‪ ،‬ما ل يتمِلْ عاد َة كونِ هِ مِن غيِه‪.‬‬
‫(و) ثاني ها‪( :‬دخولُ ُحشْفَةٍ) أو قَدرُ ها من فاِقدِ ها‪ ،‬ولو كا نت من َذكَرٍ مقطو عٍ أو‬
‫مِن بيمةٍ أو ميّ تٍ‪( .‬فَرْجا) قُبُلً أو دُبُرا‪( ،‬ولو لبهيمةٍ) ك سمَكَةٍ أو م يت‪ ،‬ول يُعادُ‬
‫غسلُه لنقطا عِ تكليفِ هِ‪( .‬و) ثالثها‪( :‬حي ضٌ) أي انقطاعُه‪ ،‬وهو دَ مٌ يرُ جُ من أقْ صَى‬
‫رَح مِ الرأةِ ف أوقا تٍ مصوصَةٍ‪( .‬وأقلّ سنة تِسع سني قمرية) أي استكمالا‪ .‬نعم‪،‬‬
‫إن رَأَتْه قبلَ تَمامِها بدونِ ستة عش َر يوما فهو حَيْضٌ‪ ،‬وأقلّه يوم وليلة‪ ،‬وأكثره خسة‬
‫ع شر يوما‪ ،‬كأقلّ ُطهْرٍ ب ي اليضت ي‪ .‬ويرُ مُ به ما يرُ مُ بالَنَابَة‪ ،‬ومباشرةُ ما ب ي‬
‫سُسرّتِها و ُركْبَتِهسا‪ .‬وقيسل‪ :‬ل يرُمُس غيس الوَطْءِ‪ .‬واختاره النووي فس التحقيسق‪ ،‬لبس‬
‫مسلم‪" :‬اصْنَعوا كلّ شيء إلّ النّكاح"‪ .‬وإذا انقطَعَ دَمُها حلّ لا قبل الغُسْلِ صَوْمٌ ل‬

‫‪18‬‬
‫وَطْءُ‪ ،‬خلفا ل ا ب ثه العل مة اللل ال سيوطي رح ه ال‪( .‬و) رابع ها‪( :‬نِفا سٌ) أي‬
‫انقطاعُه‪ ،‬وهو دَ مُ حَيْ ضٍ ُمجَْتمِع يرُ جُ بعد فرا غِ جي عِ الرّحْ مِ‪ ،‬وأقلّه َلحْظَةٌ‪ ،‬وغالِبُه‬
‫أربعون يوما‪ ،‬وأكثره ستون يوما‪ .‬ويرُ مُ به ما يرُ مُ بالَبْ ضِ‪ ،‬ويِ بُ الغَ سْلُ أيضا‬
‫بولدَةٍ ولو بل بَلَلٍ‪ ،‬وإلقاءِ َعلَقَةٍ و ُمضْغَةٍ‪ ،‬وِب َموْ تِ مُ سِْلمٍ غ ي شهيدٍ‪( .‬وفَ ْرضُ هُ) أي‬
‫الغُ سْل شيئان‪ :‬أحده ا‪( :‬نِيّ ُة رَفْع الَنَابةِ) للجُنُ بِ‪ ،‬أو الَيْ ضِ للحائِ ضِ‪ .‬أي رَفْ عِ‬
‫ْعس َحدَثسٍ‪ ،‬أو الطهارَة عنسه‪ ،‬أو أداء‬ ‫ُسسلِ) أو َرف َ‬ ‫ْضس الغ ْ‬‫حُ ْكمِهسِ‪( .‬أو) نيسة (أداءِ فَر ِ‬
‫الغُ سْلِ‪ .‬وكذا الغُ سْل للصل ِة ل الغُ سْ ُل فقط‪ .‬ويب أن تكون النيّة (مَقْرُونَةً بأوّله)‬
‫أي الغُ سْل يعن بأوّل مغسولٍ من الَبدَ نِ‪ ،‬ولو من أسفَلِه‪ .‬فلو َنوَى بعد غَ سْلِ جُ ْزءٍ‬
‫وَجَ بَ إعا َدةُ غَ سِْلهِ‪ .‬ولو َنوَى َرفْع الَنَابَةِ وغَ سَلَ بَعْ ضَ الَبدَ نِ ث نام فاستيْقَظَ وأرادَ‬
‫َنس حتس)‬ ‫َجس إل إعَادَةِ النيّة‪( .‬و) ثانيهمسا‪( :‬تَ ْعمِيمسُ) ظاهِرِ (َبد ٍ‬ ‫َسس َل الباقسي ل َيحْت ْ‬
‫غ ْ‬
‫الظفَارَ و ما َتحْتَ ها‪ ،‬و (الشّ عر) ظاهِرا وباطِنا وإن كَثُ فَ‪ ،‬و ما َظهَرَ مِن ن و مَنْبَ تِ‬
‫شَعْرَ ٍة زالت ق بل غَ سْلِها‪ ،‬و صُماخٍ وفَرْ جِ امرَأةٍ عندَ جُلو سِها على قَدَميها‪ ،‬وشُقو قٍ‬
‫(وباطِنِ ُج ْدرِيّ) انْفَتَ َح رَأْ ُسهُ ل باطن قُرْحَةٍ بَرِئتْ وارْتَفَ َع ِقشْرُها ول يَ ْظهَرْ شيءٌ ما‬
‫ف فيجِ بُ غَ سْلُ باطِنِ ها لنا‬ ‫َتحْتَه‪ .‬وَيحْرُ ُم فَتْ قُ الُلَْتحِ مِ (وما ت تَ قُلْفَةٍ) ِم َن القَْل ِ‬
‫مُسْتَحِقّة الِزالَةِ‪ ،‬ل باط نِ شعرٍ انعقَدَ بنفسِهِ وإن كَثُرَ‪ ،‬ول يبُ مضمضَ ٌة واستنشاقٌ‬
‫َهس تَ ْر ُكهُمسا‪( .‬باءٍ طهورٍ) ومَرّ أنسه َيضُرّ تغيّرُ الاءِ تَغيّرا ضارّا ولو باس على‬ ‫بلْ يُكْر ُ‬
‫َنس عُمومِهسِ) أي الاء على البشَرَ ِة والشّعسر وإن ل‬ ‫لمْعسٍ‪( .‬ويكفسي ظ ّ‬ ‫العُضوِ‪ ،‬خلفا َ‬
‫يتيقّنه‪ ،‬فل يِ بُ تيقّن عمومِه بل يكفي غَلََبةُ الظّنّ به فيه كالوُضوءِ‪( .‬و ُسنّ) لِلغُ سْلِ‬
‫ِسس‬
‫ْيس ومُخاطسٍ‪ ،‬وَنج ٍ‬ ‫والندوبس (تسسمِيَةٌ) أوّله‪( ،‬وإزال ُة َقذَرٍ طاهِرٍ) َكمَن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِبس‬
‫الواج ِ‬
‫كَ َمذْ يٍ‪ ،‬وإن كفى لما غَ سَْلةٌ واحِدةٌ‪ ،‬وأن يَبُولَ مَ نْ أن َزلَ قبلَ أن يَغْتَ سِلَ لُِيخْرِ جَ ما‬
‫ض َمضَةٌ واستِنْشاقٌ ث وُضوءٌ) كاملً للتّباع‪،‬‬ ‫بَقِ يَ ِب َمجْرا هُ‪( .‬ف) بعدَ إزال ِة ال َقذَرِ ( َم ْ‬
‫رواه الشيخان‪ .‬ويُ سَنّ له ا ستصحابُه إل الفَرا غِ‪ ،‬ح ت لو أ ْحدَ ثَ‪ ،‬سُنّ له إعادَتُه‪.‬‬
‫َوزَعُ مَ الحامِل يّ اخت صاصُهُ بالغُ سْلِ الواجِ بِ ضَعي فٌ‪ ،‬والفضَلُ َعدَ مُ تأخيِ غَ سْلِ‬

‫‪19‬‬
‫قدَمَيْ هِ عن الغُ سْلِ‪ ،‬كما صَ ّرحَ به ف الروضة‪ ،‬وإن ثَبَ تَ تأخيُها ف البخاري‪ .‬ولو‬
‫صلَ له أصل السّنّةِ‪ ،‬لكن الفضل تقديُه‪ ،‬ويُكرَه تَ ْركُه‪.‬‬ ‫َت َوضّأ أثنا َء الغُسْلِ أو بعدَه حَ َ‬
‫لدَ ثِ‬ ‫وينوي به سُنّ َة الغُ سلِ إن تَجرّدَت جَنَابَتُه عن ال صْغَرِ‪ ،‬وإل َنوَى به َرفْ عَ ا َ‬
‫ال صْغَرِ أو نوِه خُروجا من خِل فِ مُوجِبِ هِ القَائِلِ بِعَدَ مِ الندِرا جِ‪ .‬ولو أحدَ ثَ بعد‬
‫ارتفا عِ جَنَاَبةِ أعْضاءِ الوُضوءِ لَزِمَ ُه الوُضوءُ مُرَتّبا بالنيسة‪( .‬فَتَ َع ّهدُ معاطِ فٍ) كالُذُ نِ‬
‫سلُ رأس بالفاضَ ِة بعدَ‬ ‫والب طِ وال سّرّةِ وا َلوْ قِ وَ َمحَلّ ش قَ‪ ،‬وتَ َعهُدّ أصولِ شَعْرٍ‪ ،‬ث غَ ْ‬
‫تَخليِل هِ إن كان عليه شعر‪ ،‬ول تيا ُم ٌن فيه لغيِ أقطع‪ .‬ث غَ سْلُ ُش قّ أْيمَ نَ ث أيْ سَر‪،‬‬
‫(و َدلْ كٌ) ل ا تَ صِله َيدُ هُ من َبدَنِ هِ‪ ،‬خروجا من خِلف من أوجَبَه‪( .‬وتثلي ثٌ) لِغَ سْلِ‬
‫جي عِ الَبدَ نِ‪ ،‬وال ّدلْ كُ والتّسميَ ُة وال ّذكْرُ عَقِبه‪ ،‬ويصل ف راكِدٍ بتحرّ كِ جي ِع البَد نِ‬
‫ثلثا‪ ،‬وإن ل يَنْ ُق ْل قَدَمَي هِ إل َم ْوضِ عٍ آخَرَ‪ ،‬على الوْج هِ (وا ستقبالٌ) لِلقِبَْلةِ و ُموَالةٌ‪،‬‬
‫وتَرْ كُ ت َكلّ مٍ بل حاجةٍ‪ ،‬وتنشي فٌ بل ُع ْذرٍ‪ .‬وتُ سَنّ الشهادتان التقدمتان ف الوضوء‬
‫مع ما معهما عَقِ بَ الغُ سْلِ‪ ،‬وأن ل يَغْتَسلَ لناَبةٍ أو غيِها‪ ،‬كالوُضوء ف ما ٍء راكدٍ‬
‫ل َيسْتَْبحِ ْر كنابعٍ مِن عَيْنٍ َغيَ جارٍ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو اغتسسلَ ِلجَنابَةٍ ونوس ُجمُعسة بِنِيّتهمسا حَصسل‪ ،‬وإن كان الفضَلُ إفرا ُد‬
‫كلَ بِغُ سْلٍ‪ ،‬أو لحدِهِ ما ح صل ف قط‪( .‬ولو أ ْحدَ ثَ ث أَجْنَ بَ ك فى غُ سلٌ واحدٌ)‬
‫وإن ل ينوِ معهُ الوُضوءَ ول رَّتبَ أعضاءَه‪.‬‬

‫ج ووُضو ٌء‬
‫س ُل فَرْ ٍ‬ ‫[فرع]‪ :‬يُ سَنّ ِلجُنُ بٍ وحائِ ضٍ ونَفْ ساء ب عد انقطا عِ دَمِه ما غَ ْ‬
‫لنو مٍ وأكلٍ وشر بٍ‪ ،‬ويُكْ َر ُه فِعْلُ شيء من ذلك بل وُضوء‪ .‬وينبغي أن ل يُزيلوا قبلَ‬
‫الغُسْلِ شعرا أو ظفرا‪ ،‬وكذا دَما‪ ،‬لن ذلك يَرِد ف الخرة جُنُبا‪(.‬وجاز تَ َكشّفٌ له)‬
‫أي لِلغُ سل‪ ( ،‬ف خُ ْل َوةٍ) أو بَضْرَةِ من َيجُوزُ نَظَرُه إل عورَتِه ك َزوْجَةٍ وأَ َمةٍ‪ ،‬وال سّتْر‬
‫أفضل‪ .‬وحَرُ مَ إن كان ث من َيحْرُم نَظرُه إليها‪ ،‬كما حَرُمَ ف الُلْوةِ بل حاجَةٍ وحُلّ‬
‫فيها لدن غَرَ ضٍ‪ ،‬كما يأت‪( .‬وثانيها) أي ثان شروط ال صّلة‪( .‬طهارَةُ َبدَ نٍ) ومنه‬

‫‪20‬‬
‫داخِل الفَ مِ والن فِ والعيِ‪( .‬و َملْبو سٍ) وغيِه من كل َمحْمولٍ له‪ ،‬وإن ل يََتحَرّ ْك‬
‫ِبحَ َركَتِ هِ‪( .‬ومكا نٍ) يُ صَلّى ف يه ( عن َنجَ سٍ) غيَ مَعْ ُفوَ ع نه‪ ،‬فل تَص ّح ال صلةُ معه‪،‬‬
‫ولو ناسيا أو جاهِلً بوجودِهِ‪ ،‬أو بكونِهِ مُْبطِلً‪ ،‬لقوله تعال‪{ :‬وَثِيَابَكَ فَ َطهّرْ} ولب‬
‫الشيخي‪ .‬ول َيضُرّ ماذاةُ نَج سٍ لَبدَنِه‪ ،‬لكن تُكْرَه مع ماذاتِه‪ ،‬كاستقبالِ نَج سٍ أو‬
‫يبس‬
‫ُ‬ ‫بيثس يُ َعدّ ماذيا له عُرفا‪( .‬ول‬
‫ُ‬ ‫ُبس منسه‬‫والسسقْف كذلك إن قَر َ‬ ‫ّ‬ ‫مُتََنجّسسٍ‪.‬‬
‫ب الّنجَ سِ) ف غيِ ال صّلةِ‪ ،‬وملّه ف غي التضمّ خ به ف َبدَ نٍ أو ثو بٍ‪ ،‬ف هو‬ ‫اجتنا ُ‬
‫صحّة ال صّلةِ حيث ل مُرَخّ صَ‪ ،‬فهو‬ ‫حَرا مٌ بل حاجة‪ ،‬وهو شَرْعا مُ سْتَقذَرٌ‪َ ،‬يمْنَ عُ ِ‬
‫(كَ َروْ ثٍ وََبوْلٍ ولو) كا نا من طائرٍ و َسمَكٍ وجرادٍ و ما ل نَفْ سَ له سائِلَة‪ ،‬أو ( من‬
‫حمُه على الصح‪ .‬قال الصطخري والرويان من أئمتنا‪ ،‬كمالك وأحد‪:‬‬ ‫مأكولٍ) َل ْ‬
‫إن ما طاهران من الأكول‪ .‬ولو را ثت أو قاءت بيمةٌ حَيّا‪ ،‬فإن كان صَلْبا ب يث لو‬
‫لبّ‪ .‬قال‬ ‫زُرِ عَ نَب تَ‪ ،‬فَمُتََنجّ سٌ يُغْ سَلُ ويُؤكَل‪ ،‬وإل فََنجِ سٌ‪ .‬ول يبينوا حك مَ غي ا َ‬
‫ْعس ولو يسسيا فَنجِسسٌ‪ ،‬وإل‬ ‫ِهس قبسل البَل ِ‬
‫شيخنسا‪ :‬والذي يظهسر أنسه إن تغيّرَ عسن حال ِ‬
‫فمُتََنجّ س‪ .‬و ف الجموع عن ش يخ ن صر‪ :‬العَ ْفوُ عن بولِ بقرِ الدّيا سَةِ على الَ بّ‪.‬‬
‫و عن الوي ن‪ :‬تشد يد النكيِ على الَبحْ ثِ ع نه وتطهيه‪ .‬وب ث الفزاري العفوَ عن‬
‫بعْرِ الفَأرَةِ إذا وقعَ ف مائعٍ و َعمّت البلوى به‪ .‬وأما ما يوجدُ على َورَقِ بعضِ الشجرِ‬
‫كالرّ ْغوَةِ فَنَجِسٌ‪ ،‬لنه َيخْ ُرجُ من باطِن بعضِ الديدان‪ ،‬كما شو ِهدَ ذلك وليس العَنْبَر‬
‫َروْثا‪ ،‬خلفا ل ن زع مه‪ ،‬بل هو نبا تٌ ف الَبحْرِ‪( .‬ومَذ يٍ) ِبمُعْجَمةٍ‪ ،‬للمرِ بغ سلِ‬
‫ال ّذكَرِ م نه‪ ،‬و هو ماءٌ أبي ضٌ أو أ صفرٌ رقي قٌ‪ ،‬يرُ جُ غالبا ع ند ثورا نِ الشّهوَةِ بغيِ‬
‫َش ْهوَ ٍة قوية‪َ ( .‬ووَدْ يٍ) ِبمُ ْهمَلَةٍ‪ ،‬وهو ماءٌ أبي ضٌ كَ ِدرٌ ثخيٌ‪ ،‬يرُ جُ غالبا عَقِ بَ الَبوْلِ‬
‫أو ع ند َحمْلِ شيءٍ ثقيلٍ‪( .‬ود مٍ) ح ت ما بَقِ يَ على ن و عَظْ مٍ‪ ،‬لك نه معفوّ ع نه‪.‬‬
‫ِسسكَ‪ ،‬أي ولو مسن ميّتسٍ‪ ،‬إن انعقَدَ‪ .‬والعَلَق َة‬ ‫واسستثنوا منسه الكَبِدَ والطّحالَ وال ْ‬
‫ضةٍ ل تَفْسسد‪( .‬وقيحسٍ) لنسه دَم مسستحيل‪،‬‬ ‫وا ُلضْغَةَ‪ ،‬ولبنا خَرَجَس بلونِس دَمسٍ‪ ،‬ودَمُس بي َ‬
‫و صَدِيد‪ :‬وهو ما ٌء رقي قٌ يالِ ُط هُ دَ مٌ‪ ،‬وكذا ماء جُر حٍ‪ .‬وجدر يّ ونَفَ طٍ إن تغيّر‪ ،‬وإل‬

‫‪21‬‬
‫فماؤها طاهِر (وقَيْءِ مَ ِعدَةٍ) وإن ل يتغي‪ ،‬وهو الراجع بعد الوصولِ للمَ ِعدَةِ ولو ماء‪،‬‬
‫أما الراجعُ قبل الوصولِ إليها يقينا أو احتمالً فل يكو نُ َنجِسا ول مُتََنجّسا‪ ،‬خلفا‬
‫للقفال‪ .‬وأفت شيخنا أن الصبّ إذا ابتلي بتتابُ عِ القيءِ عُفِ يَ عن َثدْ يِ أمّه الدا ِخلِ ف‬
‫فيه‪ ،‬ل عن مُقبّله أو مُما سّه‪َ ،‬و َكمِرّةٍ َولَبَ نٍ غي مأكولٍ إل الدَمِيّ‪ ،‬وجِرّةِ نوِ بعيٍ‪.‬‬
‫أما الَنِ يّ فطا ِهرٌ‪ ،‬خلفا لالك‪ .‬وكذا بلغ مِ غي مَ ِعدَةٍ من رأ سِ أو صدرٍ وماء سائلٍ‬
‫من ف مِ نائ مٍ‪ ،‬ولو نَتِنا أو أصفر‪ ،‬ما ل يتحقّ قْ أنه من مَ ِعدَةٍ‪ ،‬إل ِممّ نْ ابتُلِ يَ به فيُعْفَى‬
‫عنه وإن كَثُرَ‪ .‬ورُطُوبَ ِة فَرْجٍ‪ ،‬أي قُبُلٍ على الصحّ‪ .‬وهي ماءٌ أبي ضُ مُتَرَدّدٌ بي ا َلذْيِ‬
‫والعِرْقِ‪ ،‬ي ُرجُ من باط ِن الفَرْجِ الذي ل يبُ غسلُه‪ ،‬بلفِ ما ي ُرجُ ما يبُ غسلُه‬
‫فإنه طاهرٌ قطعا‪ ،‬وما يرجُ من وراءِ باط ِن الفَرْجِ فإنه َنجِسٌ قطعا‪ ،‬ككلّ خارجٍ من‬
‫فرقس بيس انفِصسالِها و َعدَمِه على‬ ‫ِجس مسع الوَلدِ أو قَبْلَه‪ ،‬ول َ‬
‫الباطِنسِ‪ ،‬وكالا ِء الار ِ‬
‫الُعَْتمَدِ‪ .‬قال بعضُهم‪ :‬الفرقُ بي الرّطوبَةِ الطّاهِ َرةِ والّنجِسَ ِة التّصالُ والنفِصالُ‪ .‬فلو‬
‫انفَ صَلتْ‪ ،‬ففي الكفايَةِ عن الِمام أنا َنجِ سَة‪ ،‬ول ي بُ غسلُ َذكَرِ الُجامِ عِ والبَيْ ضِ‬
‫والوََلدِ‪ .‬وأفت شيخنا بالعفو عن رُطوبَةِ الباسورِ لُبْتَلى با‪ ،‬وكذا بي ضِ غي مأكولٍ‪،‬‬
‫ويلّ أكلُه على الصح‪ .‬وشعرِ مأكو ٍل وريشِه إذا أُِبيَ ف حياتِه‪ .‬ولو ش كّ ف شعرٍ‬
‫أو نوه‪ ،‬أ هو من مأكولٍ أو غيه؟ أو هل انف صَلَ من ح يَ أو ميّ تٍ؟ ف هو طا ِهرٌ‪،‬‬
‫وقيا سُه أن العظْ مَ كذلك‪ .‬وبه صَ ّرحَ ف الواهِرِ‪ .‬وبي ضُ الَيَْتةِ إن تصّلبَ طاهِر وإل‬
‫فَنجِس‪ .‬وسؤرُ كل حيوانٍ طاهِرٍ طاهِرٌ‪ ،‬فلو تََنجّس فَمُه ث وَلَغَ ف ماءٍ قليلٍ أو مائعٍ‪،‬‬
‫فإن كان بعدَ غيبةٍ يك ُن فيها طهارَتَهُ ِبوُلوغِهِ ف ماءٍ كثي أو جار ل ينجسه ولو هرا‬
‫جسَهُ‪.‬‬‫وإل َن ّ‬

‫قال شيخنا كالسيوطي‪ ،‬تبعا لبع ضِ التأخرين إنه يُعْفَى عن يسيٍ عُرْفا‪ ،‬من شَع ٍر‬
‫َنجِ سٍ من غيِ مُغَلّ ظٍ‪ ،‬و من دخا نِ نَجا سَةٍ‪ ،‬وما على رِجْلِ ذُبا بٍ‪ ،‬وإن رُؤ يَ‪ ،‬وما‬
‫شؤُ هُ من‬
‫على مَنْ َفذِ غيِ آدمِ يّ ما خرَ جَ منه‪ ،‬وذرْ قِ طيٍ وما على فَمِ هِ‪َ ،‬ورَوْ ثِ ما َن ْ‬

‫‪22‬‬
‫صوْنُ‬ ‫الاءِ أو بيَ أوراقِ َشجَر النّارجي ِل الت تُسْتَرُ با البيوتُ عن الُفْطِرِ حيثُ يَعْسُرُ َ‬
‫الَاءِ ع نه‪ .‬قال ج ع‪ :‬وكذا ما تُلقِي هِ الفئرا نُ من ال ّروْ ثِ ف حِيا ضِ الخْلَِيةِ إذا عَ مّ‬
‫البتلءُ به‪ ،‬ويؤّيدُ هُ ب ثُ الفزاري‪ ،‬وشَرْ طُ ذلك كله إذا كا نَ ف الاءِ أن ل يُغَيّر‪.‬‬
‫ِهس كالثلث‪ .‬كذا أطلقوه ول يُبَيّنوا أن‬ ‫انتهسى‪ .‬والزّبادُ طاهِرٌ ويُعْفسى عسن قليلِ شَعْر ِ‬
‫الُرادَ القليسل فس الأخوذِ للسستعمالِ أو فس الِناءِ الأخوذِ منسه‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬والذي‬
‫النجاسسِة فقسط‪ ،‬فإن كَثُرَت فس‬ ‫َ‬ ‫يتجسه الوّل إن كان جامدا‪ ،‬لن العبَر َة فيسه بحلّ‬
‫َمحَ َل واحدٍ ل يُعْ فَ عنه‪ ،‬وإل عُفِ يَ‪ ،‬بل فِ الائِ عِ فإ نّ جي َع هُ كالشيء الواحد‪ .‬فإن‬
‫قلّ الشع ُر فيه عُفِ يَ عنه وإل فل‪ ،‬ول َنظَرَ للمأخوذِ حينئذ‪ .‬ونَقَلَ ا ُلحِبّ الطبيّ عن‬
‫ا بن ال صّباغ واعت َمدَه‪ ،‬أ نه يُعْ فى عن جِرّةِ البع ي ونوه فل يُنَجّس ما شَرِ بَ م نه‪،‬‬
‫وألقسبسه فسم مسا َيجْتَرّ مسن َولَ ِد البقرةِ والضّأنِس إذا التقَمَس أخلفَس أمّه‪ .‬وقال ابسن‬
‫لقَ غيه‬ ‫الصلح‪ :‬يُعفى عما اتّصل به شيء من أفواهِ الصّبيانِ مع َتحَقّقِ ناستها‪ ،‬وأ َ‬
‫ب م أفوا هَ الجان ي‪ .‬وجزم به الزركش يّ‪( .‬و َكمَيْتَةٍ) ولو ن و ذبا بٍ م ا ل نف سَ له‬
‫سائلة‪ ،‬خلفا للقَفّال و من تَبِعَ هُ ف قوله بطهارتِ ِه لعد مِ الدّ مِ الُتعَفّن‪ ،‬كمالك وأ ب‬
‫حنيفة‪ .‬فاليتةُ نَج سَةٌ وإن ل يَ سَلْ دَمُها‪ ،‬وكذا شَعرُها وعظمُها وقرنُها‪ ،‬خلفا لب‬
‫حنيفة‪ ،‬إذا ل يكن عليها دَسَم‪ .‬وأفت الافظ ابن حجر العسقلن بصحة الصلة إذا‬
‫ُقس الحتراز عنسه‪( .‬غيس بش ٍر وسسكٍ‬ ‫ذبابس إن كان فس ملَ َيش ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُصسلّي ميتةَ‬
‫َحمَلَ ال َ‬
‫وجرادٍ) ِلحِلّ تناوُلِ الخيي نِ‪ .‬وأ ما الدم يّ فلقوله تعال‪{ :‬ولَ َقدْ كَرّمْ نا بَنِي آدَ مَ}‬
‫وقضية التكري أن ل ُيحْكَم بنجا سَِتهِم بالو تِ‪ .‬وغي صَْيدٍ ل ُتدْرَ كْ ذُكاتُه‪ ،‬وجنيِ‬
‫مُذكاة ما تَ ِبذُكاتِ ها‪ .‬ويلّ أكلُ دودِ مأكولٍ م عه‪ ،‬ول ي بُ غ سلُ ن و الفَ مِ م نه‪.‬‬
‫ونقل ف الواهر عن الصحاب‪ :‬ل يوزُ أكل سكِ مِلحٍ ول يُنْزَع ما ف َج ْوفِه‪ ،‬أي‬
‫من ال ستَ ْقذَراتِ‪ .‬وظاهره‪ :‬ل فر قَ ب ي كبيه و صغيه‪ .‬ل كن ذ كر الشيخان جوازَ‬
‫أك ِل الصغيِ مع ما ف جوفِ هِ لِعُ سْرِ تنقِيَةِ ما فيه‪( .‬وكمُ سْكِر) أي صالِحٍ للِسكار‪،‬‬
‫فدخلت القَطرةُ من الُ سْكِرِ‪( .‬مائ عٍ) َكخَمْرٍ‪ ،‬وهي التخذَةُ من العِن بِ‪ ،‬ونبيذٍ‪ ،‬وهو‬

‫‪23‬‬
‫التّخذُ من غيه‪ .‬وخرَجَ بالائِعِ نو البنْجِ والَشيش‪ .‬وتطهُرُ َخمْرٌ تلّلَت بنفسِها من‬
‫غي مصاحَبَةِ عَْي نٍ أجنبيةٍ لا وإن ل ُتؤَثّر ف التخليل كحَصاةٍ‪ .‬ويتبَعُها ف الطهارَةِ‬
‫ت ف يه وارتفَعَ تْ ب سبب الغليان ث نزلت‪ ،‬أ ما إذا‬ ‫الدّ نّ‪ ،‬وإن َتشَرّ بَ من ها أو غَلَ ْ‬
‫ارتف عت بل غليان بل بفِعْ ِل فاعلٍ فل تَطْهُر‪ ،‬وإن ُغمِرَ الرتَفِ ُع ق بل جفافِ هِ أو بعدَه‬
‫بمرٍ أخْرى على الوْجَه‪ .‬كما جزم به شيخنا‪ .‬والذي اعتمدَ هُ شيخنا الحقق عبد‬
‫الرحن بن زياد أنا تَ ْطهُر إن ُغمِرَ الرتفعُ قبل الفافِ ل بعده‪ .‬ث قال‪ :‬لو صُبّ خرٌ‬
‫ف الِناءِ وقبلَ غ سلِهِ ل‬
‫ب ف يه خرٌ أخرى ب عد جفا ِ‬ ‫ف إناءٍ ث أخرِجَ تْ م نه‪ ،‬و صُ ّ‬
‫تَ ْطهُرْ‪ ،‬وإن تلّلت ب عد نَقْلِ ها م نه ف إناء آ خر‪ .‬انت هى‪ .‬والدليلُ على كو نِ ال مر‬
‫َخلّ‪ .‬الُموضَةُ ف طَ ْعمِها‪ ،‬وإن ل توجد نايَة الُموضَةِ‪ ،‬وإن ُقذِفَت بالزّبد‪ .‬ويَ ْطهُرُ‬
‫ت باندبا غٍ نَقّاه ب يث ل يعودُ إل يه نَتٌ ول ف سادٌ لو نُقِ عَ ف الاء‪.‬‬ ‫جِ ْلدُ َنجِ سٍ بالو ِ‬
‫(وككل بٍ وخنيرٍ) وفرع كل منه ما مع ال خر أو مع غيه‪ ،‬ودود ميتَتِه ما طاهِرٌ‪،‬‬
‫وكذا نَ سْجُ عنكبو تٍ على الشهور‪ .‬ك ما قاله ال سبكي والذر عي‪ ،‬وجزم صاحب‬
‫ال ِعدّة والاوي بنجا سَتِه‪ .‬و ما يرُ جُ من جلد ن و حَيّةِ ف حيات ا كالعِرْ قِ‪ ،‬على ما‬
‫سدٌ‬ ‫أفت به بعضهم‪ .‬لكن قال شيخنا‪ :‬فيه نظر‪ ،‬بل القرب أنه َنجِ سٌ لنه جزءٌ مَُتجَ ّ‬
‫كلبس أو خنيرٌ على آدمِيّة‬ ‫ٌ‬ ‫منفصسلٌ مسن حيسّ‪ ،‬فهسو َكمَيْتَتِه‪ .‬وقال أيضا‪ :‬لو َنزَا‬
‫فوَلدَت آدَمِيا كان ال َولَدُ َنجِسا‪ ،‬ومع ذلك هو مُكلّ فٌ بالصلة وغيها‪ .‬وظاهرٌ أنه‬
‫يُعْفَى عما يُضطَرّ إل ملمَ سَتِه‪ ،‬وأنه َتجُوزُ إمامَته إذ ل إعادة عليه‪ ،‬ودخولُه السجدَ‬
‫حيث ل رطوبَةَ للجماعة ونوها‪.‬‬

‫ويَ ْطهُرَ مُتََنجّ سٌ بِعَيْنيّةٍ بغَ سْلٍ مُزيلٍ لِ صِفاتِها‪ ،‬من طَعْ ٍم ولو نٍ وري حٍ‪ .‬ول َيضُرّ بقا ُء‬
‫لو نٍ أو ري حٍ عَ سُ َر زوالَه ولو من مُغَلّظ‪ ،‬فإن بق يا معا ل يط هر‪ .‬ومتنجّ س ِبحُكمِيّ ة‬
‫كَبوْلٍ جَفّس ل ُي ْدرَك ْس له صسفة ِبجَرْيِس الاءِ عل يه مرة‪ ،‬وإن كان حَبا أو لما طُبِخَس‬
‫بِنَج سٍ‪ ،‬أو ثوبا صُِبغَ بَِنجِ سٍ‪ ،‬فيَ ْطهَر باطنُها بِصَبّ الاءِ على ظاهرها‪ ،‬كسَيْفٍ سُقِيَ‬

‫‪24‬‬
‫حمّى بنج سٍ‪ .‬ويشترَط ف ُطهْرِ ا َلحَلّ ورود الاءِ القليلِ على الحلّ التنجّس‪،‬‬ ‫وهو ُم َ‬
‫فإن ورد متنجّ سٌ على ماءٍ قلي ٍل ل كثيٍ تنجّس‪ ،‬وإن ل يتغي فل يُ َطهّرْ غيه‪ .‬وفارَ قَ‬
‫الواردُ غيَ هُ ب ُقوّتِه لكونِ هِ عاملً‪ ،‬فلو تنجّ س فَمُه ك فى أخذُ الا ِء بيدِ هِ إل يه وإن ل‬
‫يَعْلُ ها عل يه ك ما قال شيخ نا وي ب غ سلُ كل ما ف َحدّ الظا ِهرِ م نه ولو بالِدارَةِ‪،‬‬
‫ك صبّ ماءٍ ف إناءٍ متنج سٍ وإدارَ ته بوانِبِه‪ .‬ول يوزُ له ابتل عُ ش يء ق بل تطهيِ‬
‫فَمِهِ‪ ،‬حت بالغَرْغَ َرةِ‪.‬‬

‫صبّ على موضِعِهِ ماءٌ فغَمَره‪َ ،‬طهُرَ‪،‬‬ ‫ب الرضَ نو بولٌ و َجفّ‪ ،‬فَ ُ‬ ‫[فرع]‪ :‬لو أصا َ‬
‫ولو ل يَْنضَ بْ أي يغور سواء كانت الر ضُ صلبة أم رَخْوةً‪ .‬وإذا كانت الر ضُ ل‬
‫صبّ الاءِ القليلِ عليها‪ ،‬كما لو‬ ‫ستْ به فل بدّ من إزالةِ العَيْ ِن قبل َ‬ ‫تتشرب ما تنجّ َ‬
‫كا نت ف إناءٍ‪ .‬ولو كا نت النجا سَةُ جا ِمدَ ًة فتفتّتَ تْ واختَلطَ تْ بالترا بِ ل يَط هر‪،‬‬
‫كالختلِ طِ بنحو صديد‪ ،‬بإفاضَةِ الاءِ عليه‪ .‬بل ل بدّ من إزالةِ جي عِ التّرا بِ الختَلِ طِ‬
‫با‪ .‬وأفت بعضهم ف مُ صْحَفٍ تََنجّ سَ بغيِ مَعْ ُفوَ عن هُ بوجو بِ غَ سِْلهِ وإن أدّى إل‬
‫ستِ النّجا سَةُ شيئا من‬ ‫تَلَفه‪ ،‬وإن كان لِيَتِي مٍ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويَتَعيّن فَرْضُ ُه فيما إذا مَ ّ‬
‫ل ْلدِ أو الواشي‪.‬‬ ‫ت ف نو ا ِ‬ ‫القرآن‪ ،‬بلفِ ما إذا كانَ ْ‬

‫[فرع]‪ :‬غسالَةُ الُتَنجّس ولو مَعْ ُفوّا عنه كدَ مٍ قليلٍ إن انف صََلتْ وقد زالَت العَيْ ِن‬
‫و صِفاتُها‪ ،‬ول تتغ ي ول َيزَدْ َوزْنُ ها ب عد اعتبارِ ما يأخذه الّثوْ بُ من الاءِ والاءُ من‬
‫الوسَ ِخ وقد طهَرَ الَحلّ‪ :‬طا ِهرَةٌ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويظهرُ الكتِفا ُء فيهما بالظّنّ‪.‬‬

‫ل فماتَ تْ‪ُ ،‬ألْقِيَ تْ وما َح ْولَها ما‬


‫سمْ ٍن فَ ْأرَةٌ مث ً‬
‫[فرع]‪ :‬إذا وَقَ عَ ف طعا مٍ جا ِمدٍ كَ َ‬
‫ماسّها فقط‪ ،‬والباقي طاهِرٌ‪ .‬والا ِمدُ هو الذي إذا ُغرِفَ منه ل يَترادّ على قُرْب‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬إذا تََنجّ سَ ما ُء البِئرِ القليلِ بلقاةِ نَج سٍ ل َي ْطهُرْ بالنّزْ حِ‪ ،‬بل ينبغي أن ل‬
‫يُنْزَ حَ ليك ثر الاء بنب عٍ أو صبّ ما ٍء ف يه‪ ،‬أو الكث ي بتغيّرٍ به ل يط هر إلّ بزواله‪ .‬فإن‬

‫‪25‬‬
‫ناسسٌة كشَعْرِ فأرَةٍ ول يتغيّ ْر فَطهورٌ تَع ّذرَ اسستِعْماله إذ ل يلو منسه دلو‬
‫َيتس فيسه َ‬ ‫بق ْ‬
‫فليُنْزَح كله‪ .‬فإن اغترَف ق بل النّزْ حِ ول يتيقّ ن في ما اغتَرَفَه شعرا ل َيضُرّ وإن ظنّ ه‪،‬‬
‫عملً بتقديِ الصلِ على الظاهرِ‪ .‬ول يَطْهر مُتََنجّس بنحوِ كَلْ بٍ إلّ بسبعِ غَ سْلتٍ‬
‫بعد زوال العَيْ ِن ولو ِبمَرا تٍ‪ ،‬فمُزيلُها مَرّة واحِدة إحداهُ نّ بترا بِ تََيمّ مٍ مزوج بالاءِ‪،‬‬
‫بأن يُ َكدّر الاء حت يَ ْظهَر أث ُر هُ فيه ويص ُل بوا سِطَتِه إل جيع أجزاءِ الحلّ التنجّ سِ‪.‬‬
‫ويكفي ف الرا ِكدِ تريكُه سبعا‪ .‬قال شيخنا‪ :‬يظهر أن الذها بَ مَرّة وال َعوْدَ أخرى‪.‬‬
‫وف الاري مرور سبع جَرْياتٍ‪ ،‬ول تَتْريبَ ف أرضٍ تُرابية‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو مَسّ كلبا داخل ما ٍء كثيٍ ل تَُنجّسْ َيدُه‪ ،‬ولو رَفعَ كلبٌ رأسَه من ما ٍء‬
‫وفَمه مُتَرطّ بٌ‪ ،‬ول يُعْلَم مُما سّتُه له‪ ،‬ل يَُنجّس‪ .‬قال مالك وداود‪ :‬الكل بُ طاه ٌر ول‬
‫ينجّس الاءُ القليلُ بولوغِهِ‪ ،‬وإنا يبُ غَسْ ُل الِناءِ ِب ُولُوغِهِ تَعبّدا‪( .‬ويُعْفى عن دَمِ نو‬
‫برغو ثٍ) م ا ل نَ ْف سَ له ساِئلَة كبعو ضٍ وَقمْلٍ‪ ،‬ل عن جِ ْلدِ هِ‪( .‬و) دَ مِ ن و (دُمّلٍ)‬
‫كَبُثْرَةٍ وجُرْحٍ‪ ،‬وعن قَْيحِ هِ وصديده‪( ،‬وإن كَثُرَ) الدّ ُم فيهما وانتشَرَ بِعِرْ قٍ‪ ،‬أو فَح شَ‬
‫الوّل بيثُ طبَ َق الثوب على النّقولِ الُعَْتمَدَةِ (بغيِ فعله) فإن كَثُرَ بفعلِ ِه قَصْدا‪ ،‬كأن‬
‫قَتَلَ ن و بَرْغُو ثٍ ف ثوِب هِ‪ ،‬أو عَ صَرَ ن و دُمّلٍ أو َحمَ َل ثوبا ف يه دَ مُ براغ يث مثلً‪،‬‬
‫جمّلٍ‪ ،‬فل يُعْفى‬ ‫و صَلّى فيه أو فَرَشَه و صَلّى عليه‪ ،‬أو زادَ على ملبو سِهِ ل لِغَرَ ضٍ كَتَ َ‬
‫إلّ عن القليلِ على ال صَحّ ك ما ف التحق يق والجموع وإن اقت ضى كل مُ ال ّروْ ضة‬
‫العَ ْفوَ عن كثيِ دَمِس نوس الدّمّلِ وإن عُصِسرَ‪ .‬واعتمده ابسن النقيسب والذرعسي‪ .‬وملّ‬
‫العفو هنا وفيما يأت بالنسبةِ للصلةِ ل لنحو ماءٍ قليلٍ‪ ،‬فيَُنجّس به وإن قلّ‪ ،‬ول أثر‬
‫َمس‬
‫ُسسرِه‪( .‬و) عسن (قليلِ) نوس د ٍ‬ ‫َنس له رِطبا‪ ،‬ول يكلّف تنشيسف الَبدَن لِع ْ‬ ‫للقاةِ الَبد ِ‬
‫(غيِه) أي أجنب غي مُغَلّظٍ‪ ،‬بلف كثيه‪ .‬ومنه كما قال الذرعي‪ :‬دَمٌ انفصَلَ من‬
‫ض ورُعا فٍ) كما ف الجموع‪ .‬ويقا سُ‬ ‫بدَنِ هِ ث أصابَه‪( .‬و) عن قل يل (نو د مِ حي ٍ‬
‫بما دَمُ سائرِ الناِفذِ‪ ،‬إ ّل الارِج من مَ ْعدَنِ النجاسَةِ كمحلّ الغائِطِ‪ .‬والَرْجِعُ ف القِلّة‬

‫‪26‬‬
‫والكَثْرَ ِة العُرْ فُ‪ ،‬و ما َش كّ ف كثرتِ هِ له حُكْ مُ القَليلِ‪ .‬ولو تَفَرّ قَ الّنجَ سُ ف مَحال‬
‫ْمس القَليسل عنسد الِمام‪ ،‬والكثيس عنسد الَُتوَلّي والغزال‬ ‫ِعس كَثُرَ كان له حُك ُ‬ ‫ولو ُجم َ‬
‫وغيه ا‪ ،‬ورَجّحَه بعضُ هم‪ .‬ويُع فى عن دَ مِ ن و فَ صْدٍ و َحجْ مٍ بحله ما وإن ك ثر‪.‬‬
‫وتَصُحّ صلةُ من أَدْمَى لَثّتَهُ قبل غَسْ ِل الفَمِ‪ ،‬إذا ل يَبَْتلِعْ ريقَ ُه فيها‪ ،‬لن دَمَ اللّثّةِ مَعْ ُفوّ‬
‫سعٌ‬‫ف قبل ال صّلةِ ودا مَ فإن رجا انقطاعَ هُ وال َوقْ تُ مُتّ ِ‬ ‫عنه بالنسبةِ إل الرّي قِ‪ .‬ولو رعَ َ‬
‫انتظرَه‪ ،‬وإلّ تفّظ كال سّلِس خلفا لن زَعُمَ انتظاره‪ ،‬وإن خَرَجَ الوقتُ‪ .‬كما ُتؤَخّر‬
‫ّسس وإن خرج‪ .‬ويفرق بقدرة هذا على إزالة النجسس مسن أصسله‬ ‫َسسلِ َثوْبِه الُتََنج ِ‬
‫لِغ ْ‬
‫فلَزِمَتْه‪ ،‬بل فه ف مَ سْألَتِنا‪ .‬و عن قليلِ طيٍ ملّ مرورٍ متيقّن نا سَته ولو ِبمُغَلّ ظٍ‪،‬‬
‫ب والبَدَ نِ‪.‬‬ ‫للمَشَقّةِ‪ ،‬ما ل تَبْ قَ عَيْنُ ها مُتَميّزَةً‪ .‬ويتلِ فُ ذلك بالوقْ تِ وملّه من الّثوْ ِ‬
‫وإذا تعيّنَ عَْي ُن النجاسَةِ ف الطريقِ‪ ،‬ولو مَواطِىء كَلْبٍ‪ ،‬فل يُعْفَى عنها‪( ،‬وإن َعمّت‬
‫الطري قَ على الوْجَه)‪( .‬وأف ت شيخ نا) ف طري قٍ ل طيَ ب ا بل في ها َق َذرُ الدمّي‬
‫ورَوْثُ الكلبِ والبهائِمِ وقد أصابَها الَ َطرُ‪ ،‬بالعَ ْفوِ عندَ مَشقّةِ الحْتِراز‪.‬‬

‫[قاعدة مهمة]‪ :‬وهي أن ما أصله الطهارَة وغلَبَ على الظّنّ تََنجّسَهُ لِغَلََبةِ النّجاسَ ِة‬
‫ف مثله فيه قولن معروفان ب َق ْولَ يْ ال صْل‪ .‬والظاهِرُ أو الغالِ بُ أرْ َجحُهما أنه طاهِرٌ‪،‬‬
‫ل بال صل التي قن‪ ،‬ل نه أض بط من الغالِ بِ الختِل فِ بالحوالِ والزما نِ‪ ،‬وذلك‬ ‫عم ً‬
‫كثيا بِ َخمّارٍ وحائِ ضٍ وصبيانٍ‪ ،‬وأوان مَُتدَيّني بالنّجا سَةِ‪ ،‬وور قٍ يغلُ بُ نَثْ ُر هُ على‬
‫شحُمِ النيرِ‪ ،‬وجبٍ شام يّ اشُتهِر عملُه‬ ‫َنجَ سٍ‪ ،‬ولعا بِ صَبِيّ‪ ،‬وجوخٍ اشُتهِرَ َعمَلُه ب َ‬
‫بإنْ َفحّةِ الن ير‪ .‬و قد جاءه جُبْنَةٌ من عندِهِم فأكلَ من ها ول ي سألْ عن ذلك‪ .‬ذكره‬
‫شيخنا ف شرح النهاج‪( .‬و) يُعْفى عن ( َمحَلّ اسِتجْمارِهِ و) عن (وَنِيمِ ذُبابٍ) وَبوْلِ‬
‫ب والبَدَنِ‪ ،‬وإن كَثُرَتْ‪ ،‬لِعُسْرِ الحتِرازِ عنها‪.‬‬ ‫(و َروْثِ خُفّاشٍ) ف الكانِ‪ ،‬وكذا الثو ِ‬
‫ويُعفى عما جَفّ من َذرْقِ سائِ ِر الطيورِ ف الكانِ إذا َعمّتِ البلوى به‪ .‬وقضية كلم‬
‫الجمو عِ العفُو عنه ف الثو بِ والَبدَ نِ أيضا‪ ،‬ول يُعفى عن بَعْرِ الفأرِ ولو يابسا على‬

‫‪27‬‬
‫الوجه‪ .‬لكن أفت شيخنا ابن زياد كبعض التأخرين بالعَفوِ عنه إذا َعمّتِ البلوى به‪،‬‬
‫كَعُمُومِ ها ف َذرَ قِ الطّيور‪ .‬ول ت صحّ صلةُ من َحمَلَ مُ سَْتجْمرا أو حيوانا بن َفذِ هِ‬
‫َنجَ سٌ‪ ،‬أو ُم َذكّى غُ سِلَ َمذَْبحُ هُ دو نَ َج ْوفِ هِ‪ ،‬أو مَيّتا طاهرا كآدَم يّ و َسمَكٍ يُغْ سَلْ‬
‫باطِنُه‪ ،‬أو بَْيضَة َم ِذرَة ف باطِنِها دَ مٌ‪ .‬ول صل ُة قابِض ط َر فٍ مُتّ صِلٍ بنج سٍ وإن ل‬
‫يتحرّك بَ َركَتِه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو رأى من يريدُ صلةً وبثوبِ هِ َنجَ سٌ غي مَعْ ُفوّ عنه لَزِمَ هُ إعلمُه‪ .‬وكذا‬
‫يَلْزَم تَعلِيمَ مَنْ رآهُ ُيخِلّ بوا ِجبِ عبا َدةِ ف رأي مُقَّلدِه‪.‬‬

‫[تتمة]‪ :‬ي بُ الستنجاءُ من كلّ خارِ جٍ ملوّ ثٍ باءٍ‪ .‬ويكفي فيه َغلَبةُ َظنّ زوا َل‬
‫النّجا سَةِ‪ ،‬ول يُ سَنّ حينئذٍ شَ مّ َيدِه‪ ،‬وينبغي الستِرْخاءُ لئل يَبْقَى أثَرُها ف تضاعِي فِ‬
‫شَرَجِس الِقْ َعدَةِ‪ ،‬أو بثلث مسسحات تعمّ الحلّ فس كسل مرّة‪ ،‬مسع تَنْقِيَةٍ با ِمدٍ قالِعسٍ‪.‬‬
‫سجِدِ‪ .‬ويُنْحي ما‬ ‫ويُْندَ بُ لِداخِلِ الَلءِ أن يُقدّ مَ يسارَه‪ ،‬ويَمينَ هُ لنصِرافِهِ‪ ،‬بعكْ سِ الَ ْ‬
‫عل يه مُعَظّ م‪ ،‬من قرآ نٍ وا سم نَبّي أو َملَ كٍ‪ ،‬ولو ُمشْتَرَكا كعزيزٍ وأحدَ إن ق صدَ به‬
‫مُعَظّم‪ .‬ويَ سْكُتَ حال خرو جِ خارِ جٍ ولو عن غيِ ِذكْرٍ وف غي حالِ الرو جِ عن‬
‫َسستَْبحِرْ‪.‬‬
‫مباحس راكدٍ مسا ل ي ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِيس حاجَتَه فس ماءٍ‬ ‫ِسستَتِر‪ .‬وأن ل يقض َ‬
‫ِذكْرٍ‪ .‬ويَبْ ُعدَ وي ْ‬
‫ومُتَحدّثٍ غي ملوكٍ ل َحدٍ‪ ،‬وطريقٍ‪ .‬وقيل‪َ :‬يحْرُمُ التّ َغوّطُ فيها‪ .‬وتتَ مُثْمِرٍ ِبمُلْ ِكهِ‪،‬‬
‫سدْبِرها‪،‬‬ ‫أو َممْلوك ٍس َعلِم َس رِضسا مالكسه‪ ،‬وإل حَرُمسَ‪ .‬ول يسستقبِلْ عَيْنُس القِبْلَةِ ول يَس َْت‬
‫صدْرِه و َحوّل فَرْجَ هُ عن ها ث‬ ‫ويرمان ف غ ي الُ َعدّ وحي ثُ ل ساِترَ‪ .‬فلو ا ستَقْبَلَها ب َ‬
‫بالَ‪ ،‬ل يضر‪ ،‬بلف عكسه‪ .‬ول يَ سْتاكَ ول يَبزُ قَ ف َب ْولِه‪ .‬وأن يقولَ عندَ دُخولِ هِ‪:‬‬
‫ل ْمدُ ل الذي أذْهَبَ‬ ‫اللهمّ إن أعوذُ بِكَ من الُبُثِ والَبائِث‪ .‬والروج‪ :‬غُفرانَكَ‪ ،‬ا َ‬
‫عَنّي الَذَى وعافان‪ .‬وبعد الستِنْجاءِ‪ :‬اللهمّ َطهّرْ قلب من النّفاقِ وحَصّن فَرْجي من‬
‫الفَواحِش‪ .‬قال البغوي‪ :‬لو شكّ ب عد ال ستنجاء هل غ سلَ َذكَ َر هُ ل َتلْزَمْ هُ إعادَتُه‪.‬‬
‫(ثالثها)‪( :‬أي شروط الصلة) ( سَْترُ رجُلٍ) ولو صَبِيا‪( ،‬وأَمَة) ولو مكاتبة وأ مّ وَلد‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫(ما بيَ سُرّ ٍة و ُركْبةٍ) لما‪ ،‬ولو خاليا ف ُظ ْلمَةٍ‪ .‬للخبِ الصّحيح‪" :‬ل يَقْبَل اللّهُ صَلة‬
‫حائِ ضٍ أي بال غٍ إلّ ِبخِمارٍ"‪ .‬ويَ بُ ستُر جُزءٍ منه ما ليتحقّ قَ به سَتْرُ ال َع ْورَةِ‪( .‬و)‬
‫سَْترُ (حُرّةِ) ولو صغيةٍ (غ ي وَجْ هٍ وَكفّيْ نِ) ظهرُهُ ما وبَطُْنهُ ما إل الكوعَيْن (ب ا ل‬
‫يَصِفُ لَوْنا) أي لَون البشرةِ ف َمجْلِس التّخاطُب‪ .‬كذا ضبطه بذلك أحد بن موسى‬
‫حجْ مِ العْضاءِ‪ ،‬لك نه خلف الول‪ ،‬وي بُ ال سّتْرُ‬ ‫بن ُعجَيْل‪ .‬ويكفي ما َيحْ كي ِل َ‬
‫من العلى والوانِ بِ ل من ال سفَلِ (إن قَ َدرَ) أي كل من الرّجُل والُرّة والَمَة‪.‬‬
‫(عليه) أي ال سّتْرُ‪ .‬أما العاجِز عما يَ سْتُر ال َعوْرَ َة فَيُ صَلّي وجوبا عاريا بل إعادة‪ ،‬ولو‬
‫مَع وجودِ ساتِرٍ مُتََنجّ سٍ تَ َعذّرَ غَ سْلُهُ‪ ،‬ل من أمكََن هُ تطهيُه‪ ،‬وإن خرَ جَ الوق تُ‪ ،‬ولو‬
‫سوْأتي فالقُبْل فالدّبُر‪ ،‬ول‬ ‫قَ َدرَ على ساِترِ بَعْ ضِ ال َع ْورَةُ لَزِمَ هُ ال سّتْرَ با َو َجدَ‪ ،‬وقدم ال ّ‬
‫يُصَلّي عاريا مع وجودِ حَريرٍ بل لبسا له‪ ،‬لنه يباحُ للحاجَةِ‪ .‬ويلز ُم التّطْيِيُ لو َعدِمَ‬
‫ُسسنّ‬‫الّثوْب َس أو نوه‪ .‬ويوزُ لُكْتَس ٍس اقتداءٌ بِعَارٍ‪ ،‬وليس َس للعَارِي غَصسْب الّثوْبسِ‪ .‬وي َ‬
‫للمُصلي أن يلبِ سَ أحْ سَنَ ثِيابِ هِ ويرتدي ويَتَ َعمّ مَ ويُتَ َقمّ صَ ويتَطَْيلَ سَ‪ ،‬ولو كان عندَ هُ‬
‫ثوبا ِن فقط لبِسَ أحدَهُما وارتدى بالخرَ إن كان ثَمّ سُتْرَة‪ ،‬وإلّ جَعَلَهُ مُصَلّى‪ .‬كما‬
‫أفت به شيخنا‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ي بُ هذا ال سّتْرُ خار جَ ال صّلةِ أيضا‪ ،‬ولو بثو بٍ َنجِ سٍ أو حريرٍ ل ِي ْد‬
‫غيَ هُ‪ ،‬حت ف الُ ْلوَةِ‪ ،‬لكن الواجِ بُ فيها سَتْرُ َسوْأتَيْ الرّجُل‪ ،‬وما بَيْ نَ ُسرّ ِة و ُركْبَةِ‬
‫سجِدِ‪ ،‬لدن غَرَ ضٍ كتبيدٍ وصيانَةِ َثوْ بٍ‬ ‫ل ْلوَةِ‪ ،‬ولو مِ نَ الَ ْ‬
‫غيِه‪ .‬ويوزُ َكشْفُها ف ا ُ‬
‫س البَيتِ‪ ،‬وكَغَسْلٍ‪( .‬ورابعها‪ :‬مَعْرفَةُ دُخولِ َوقْتٍ) يقينا‬ ‫من الدّنَسِ‪ ،‬والغُبارِ عندَ كَنْ ِ‬
‫أو ظنا‪ .‬ف من صَلّى بدون ا ل ت صحّ صلتُه وإن وقعَ تْ ف ال َوقْ تِ‪ ،‬لن العتبارَ ف‬
‫س المْرِ فقط‪.‬‬ ‫العبادات با ف َظنّ الُ َكلّفِ‪ ،‬وبا ف نَفْسِ المرِ‪ ،‬وف العُقُودِ با ف نف ِ‬
‫(َف َوقْتُ ُظهْرٍ من زوالِ) الشّمْسِ (إل مَصيِ ِظلّ كلّ شيءٍ مِثْله‪ ،‬غي ِظلّ استِواءٍ) أي‬
‫الظّلّ الوجود عندَه‪ ،‬إن ُو ِجدَ‪ .‬و ُسمّيَتْ بذلك لنّها أوّل صَلةٍ َظهَرَت‪( .‬ف) َوقْ تُ‬

‫‪29‬‬
‫(عَصْرِ) من آخِرِ َوقْتِ الظهر (إل غروبِ) جيعِ قرصِ َشمْسٍ‪( ،‬ف) َوقْتُ (مَغْرِبٍ)‬
‫من الغروب (إل مغيبِ الشّفَقِ) الحَمرِ‪( ،‬ف) وقتُ (عِشاءٍ) من مغيبِ الشّفَقِ‪ .‬قال‬
‫شيخ نا‪ :‬وينب غي َندْ بُ تأخيُ ها لزوا ِل ال صْفَ ِر والبيَ ضِ‪ ،‬خروجا من خل فِ من‬
‫أوْجَبَ ذلك‪ .‬ويتدّ (إل طُلوعِ (فجرٍ) صا ِدقٍ‪( ،‬ف) وقتُ (صُبْح) من طلوعِ ال َفجْرِ‬
‫ال صّادِقِ ل الكاذِ بِ (إل طلو عِ) بع ضِ (الشّمْ سِ)‪ ،‬والعَ صْرُ هي ال صّل ُة الوُ سْطَى‪،‬‬
‫صحّ ِة الدي ثِ به‪ .‬ف هي أفض ُل ال صّلَوات‪ ،‬وَيَليها ال صّبْحُ‪ ،‬ث العِشاءُ‪ ،‬ث ال ّظهْرُ‪ ،‬ث‬
‫لِ ِ‬
‫الَغْرِ بُ‪ ،‬ك ما ا ستظهَ َرهُ شيخ نا من ال ِدلّة‪ .‬وإن ا فَضّلوا جاعَةَ ال صّب ِح والعِشاءِ لن ا‬
‫فيه ما أَ َش قّ‪ .‬قال الرافع يّ‪ :‬كا نت ال صّبْحُ صلةَ آدم‪ ،‬والظّهرُ صلةَ داود‪ ،‬والعَ صْرُ‬
‫ِبس صسلةَ يعقوب‪ ،‬والعشا ُء صسلةَ يونُس‪ ،‬عليهسم الصسّلة‬ ‫صسلةُ سسليمان‪ ،‬والغر ُ‬
‫والسّلم‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫واعلم أن ال صّلةَ تِ بُ بأوّلِ الوق تِ وجوبا مو سِعا‪ ،‬فلَ هُ التأ ِخيُ عن أ ّولِ هِ إل َوقُ تٍ‬
‫يَ سَعُها بِشرْ طِ أن يَعْزِم على فِعْلِها فيه‪ ،‬ولو أ ْدرَ كَ ف الوَقْ تِ رَكْعَةً ل دُونَها فال كل‬
‫أداءٌ وإلّ فَقَضاء‪ .‬ويأثَم بإخرا جِ بعضِها عن الوق تِ وإن أ ْدرَ كَ رَكعةً‪ .‬نعم‪ ،‬لو شَ َر عَ‬
‫لمُعَةِ و قد بَقِ يَ ما يَ سَعُها جازَ له بل كَراهَةٍ أن يُ َط ّولَ ها بالقِراءَةِ أو الذّكْرِ‬
‫ف غيِ ا ُ‬
‫حت َيخْرُجَ الوقتُ وإن ل يُوقِعْ منها رَكع ًة فيه على الُعَْت َمدِ فإن ل يبقَ من ال َوقْتِ ما‬
‫أركانس الصسّلةِ‬
‫ِ‬ ‫ُسسنّ القِتصسارُ على‬ ‫َسسعُها‪ ،‬أو كانست ُجمُعَةً‪ ،‬ل يَجُز ا َلدّ‪ ،‬ول ي َ‬ ‫ي َ‬
‫لِدراكِ كُلّها ف ال َوقْتِ‪.‬‬

‫س تَ ْعجِيلُ صسَل ٍة ولو عِشاء لوّل َوقْتِهسا‪ِ ،‬لخَبَرِ‪َ" :‬أفْضلُ العْما ِل‬ ‫[فرع]‪ :‬يُْندَب ُ‬
‫ال صّلةُ لوّلِ وَقْتِها"‪ .‬وتأخيُها عن أوّله لِتَيقّ نِ جَما َعةٍ أثناءَه‪ ،‬وإن َفحُ شَ التأخيُ ما‬
‫ك فيها ُمطْلقا‪ .‬والماعَةُ القليلَةُ‬‫ل َيضُ ِق الوَقْ تُ‪ ،‬ولِظَنّها إذا ل يَ ْفحَ شَ عُرْفا‪ ،‬ل ِلشَ َ‬
‫ْتس أ ْفضَلُ مسن الكثيَةِ آ ِخرِه‪ .‬ويؤخّرُ الُحرم صسلةَ العِشاءِ وجوبا لجسل‬ ‫أوّ ُل الوَق ِ‬
‫ت الوُقو فِ بِعَرَفَة لو صَلّها مَُتمَكّنا‪ ،‬لن َقضَاءَه صَعْبٌ‪.‬‬ ‫ف فوا تِ َح جَ ب َفوْ ِ‬ ‫َخوْ ِ‬

‫‪30‬‬
‫لوْفِ‪ .‬ويؤخّر أيضا‬
‫والصّلةُ ُت َؤخّرُ لنا أ ْسهَل مِن ِمشَقّتِه‪ ،‬ول يُصَلّيها صلةَ ِشدّةِ ا َ‬
‫ج الوَ ْقتُ‪.‬‬
‫وجوبا مَنْ رأى نو غريقٍ أو أسيٍ لو أَنْ َقذَهُ خَ َر َ‬

‫[فرع]‪ :‬يُكْ َر هُ الّنوْ ُم بعدَ دُخولِ َوقْ تِ ال صّلةِ وقب َل فِعْلِها‪ ،‬حيث ظَ نّ الستِيقاظِ‬
‫قب َل ضِيقِهِ‪ ،‬لِعادَةٍ أو لِيقاظِ غيِه له‪ ،‬وإل حَرُ َم النّوْمُ الذي ل يُغْلَب ف ال َوقْتِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يُكْ َر هُ تَحريا صَلةٌ ل سَبَب لا‪ ،‬كالنّفْلِ ا ُلطْلَ قِ ومنه صَلةُ التّسابِيحِ‪ ،‬أو‬
‫سحٍ ح ت تَرْتَفِ عَ الشّمْ سُ‬ ‫لاس سَببٌ متأخرٌ كَ َركْعَتَ يْ ا سْتِخارَةٍ وإحْرا مٍ بعدَ أداءِ صُبْ‬
‫ب متقدِ مٌ‬ ‫لمُعَة‪ .‬ل ما له سََب ٌ‬ ‫كَرُمْ حٍ‪ ،‬وعَ صْرٍ ح ت تَغْرُ بَ‪ ،‬وعندَ ا ستواءِ غيَ َيوْ مِ ا ُ‬
‫ك َركْعَتَ يْ وُضوءٍ وطوا فٍ وَتحِيّ ٍة وكُ سُوفٍ‪ ،‬و صلةِ جنازَ ٍة ولو على غائِ بٍ‪ ،‬وإعادَةِ‬
‫الكروهس‬
‫ِ‬ ‫ْتس‬
‫ْضس أو نَفْلٍ ل يُقْصسَد تَأ ِخيُهسا للوق ِ‬ ‫مسع جَماعَ ٍة ولو إماما‪ ،‬وكفائِتَ ِة فَر ٍ‬
‫لِيُقْضِيها فيه أو ُيدَاوِ مُ عليه‪ .‬فلو َتحَرّى إيقا عَ صلةِ غي صاحِبَ ِة الوَقْ تِ ف الوقْ تِ‬
‫الَكْرو هِ من حيث كو نه مَكْرُوها فتَحْرُم مُطْلقا ول تَنْعَقِد‪ ،‬ولو فائِتَةً ي بُ قَضاؤ ها‬
‫فورا لنّه معانِدٌ لِلشّرْ عِ‪( .‬وخام سها‪ :‬ا ستقبالُ) عْيِ (القِبَْلةِ) أي الكَعْبَةِ‪ ،‬بال صّ ْدرِ‪.‬‬
‫فل يكفي استقبالُ ِجهَتِها‪ ،‬خلفا لب حنيفة رحه ال تعال‪( ،‬إلّ ف) حَقّ العاجِزِ‬
‫عنسه‪ ،‬وفس صسَلةِ ( ِشدّةِ خوْفسٍ) ولو فَرْضا‪ ،‬فيُصسَلي كيسف أمْكَنَه ماشيا وراكبا‬
‫ِنس عندَ‬
‫وسسعٍ وحَيّةٍ‪ ،‬ومسن دائ ٍ‬ ‫وسسلٍ َُب‬‫حريقس َيْ‬‫ٍ‬ ‫سدْبِرا‪ ،‬كهارِب ٍس مسن‬ ‫سقْبِلً أو مُس َْت‬
‫مُس تَ‬
‫صدِ َمحَلَ مُعَيّ نٍ‪ ،‬فيجوزُ‬ ‫إع سارٍ‪ ،‬و َخوْ فِ حَبْ سٍ‪( .‬و) ل ف (نَفْلِ سَفَرٍ مُبا حٍ) لِقا ِ‬
‫صدُهُ على م سافَةٍ ل‬ ‫النّفْ ُل راكبا وماشيا ف يه ولو ق صيا‪ .‬ن عم‪ ،‬يشترَ طُ أن يكو نَ مَقْ َ‬
‫لمُعة‪ .‬وخرج بالُبا حِ سَفَرُ الَعْ صِيَةِ فل‬ ‫يَ سْ َمعُ النّداءَ من بَلدِه‪ ،‬بشروطِ هِ الُق ّررَة ف ا ُ‬
‫يوزُ تَرْ كُ القِبْلَةِ ف النّفْلِ لبِقٍ‪ ،‬ومسافِرٍ عليه دَيْنٌ حالّ قادر علَيْهِ مِن غيِ إذ نِ دائِنِهِ‪.‬‬
‫(و) يِ بُ (على ما شِ إتا ُم رُكو عٍ و سُجودٍ) لِ سُهولَةِ ذل كَ عليه‪ ،‬وعلى راك بٍ إياءٌ‬
‫جدَتَيْنِ‪ ،‬فل يشي إلّ ف القيا مِ‬ ‫بما‪( .‬واستقبا ٌل فيهما وف تَرّ مٍ) وجلو سٌ بي ال سّ ْ‬
‫والعتدالِ والّتشَ ّهدِ والسّلمِ‪ ،‬ويرمُ انرافُه عن استقبالِ صوب مَقْصَدِهِ عامِدا عالِما‬

‫‪31‬‬
‫ِيكس رِ ْجلٍ بل حاجسة‬
‫ْكس فع ٍل كثيٍ كَعَ ْدوٍ وَتحْر ِ‬
‫ويشترطس َتر ُ‬
‫ُ‬ ‫مُختارا إلّ إل القِبلَةِ‪.‬‬
‫طءُ يابِ سٍ خَطأ‪ ،‬ول‬
‫طءَ َنجَ سٍ ولو يابسا وإن َعمّ الطري َق ول َيضُرّ وَ ْ‬‫وتر كُ تَ َع ّمدِ وَ ْ‬
‫يُكَلّفُ ماشٍ التحفظَ عنه‪ .‬ويبُ الستقبا ُل ف النّفْلِ لراكبِ سفيَنةٍ غي مَلّح‪.‬‬

‫واعلم أيضا أ نه ُيشْتَر طُ ف صحّ ِة ال صلةِ العِلْ مَ بِفَ ْرضِيّةِ ال صلةِ‪ .‬فلو َجهَ َل فَ ْرضِيّ ة‬
‫ع فيها‪ ،‬ل تَصُحّ‪ ،‬كما ف الجموع والروضة‪ .‬وتييزُ‬ ‫أصْل الصّلةِ‪ ،‬أو صلَتهُ الت شَرَ َ‬
‫سنِها‪ .‬نعسم‪ ،‬إن اعتَ َقدَ العاميسّ‪ ،‬أو العالِمُس على الوْجَهسِ‪ ،‬الكُ ّل فَرْضا‬ ‫فُروضِهسا مِن سُنَ‬
‫صحّت‪ ،‬أو سُنّةً فل‪ .‬والعِ ْلمُ بكيفيتها الت بيانُها قريبا إن شاء ال تعال‪.‬‬ ‫َ‬

‫(فصسل)‪ :‬فس صسفة الصسلة (أركانُس الصسلةِ) أي فروضُهسا‪ :‬أربعَةُ عَشسر‪ِ ،‬بجَعْلِ‬
‫الطّمأنِينَةِ ف مَحالّها رُكْنا واحِدا‪.‬‬

‫ب فيها)‬ ‫أحدها‪( :‬نِيّةٌ) وهي القَ صْدُ بالقَلْ بِ‪ِ ،‬لخَبِ‪" :‬إنّما العمَالُ بالنّيّا تِ"‪( .‬فَيجِ ُ‬
‫أي النِيّة (قَ صْ ُد فِعْلِ ها) أي ال صّلة‪ ،‬لتتم يز عن بق ية الفعال (وتعيين ها) من ظ هر أو‬
‫ض الوَقْ تِ‪( .‬ولو) كانت ال صّلةُ الَفْعولةُ‬ ‫غيها‪ ،‬لِتَتَميّز عن غيِها‪ ،‬فل يكفي نِيّةُ فَرْ ِ‬
‫(نَفْلً) غيَ مُطَْل قٍ‪ ،‬كالرّواتِ بِ وال سّنَنِ الُؤقّتَةِ أو ذا تِ ال سَّببِ‪ ،‬فيج بُ في ها التعييُ‬
‫بالِضافَةِ إل ما يُعَيّنُها كَ سُنّةِ ال ّظهْ ِر القَبْلِيّة أو البَ ْعدِيّة‪ ،‬وإن ل ُيؤِخّر القَبْلِيّة‪ .‬ومثلها‬
‫وسسنّةٌ بَ ْعدَهسا‪ ،‬وكعيدِ الضْحَى أو الكبَرِ أو الفِطْرِ أو‬ ‫سسنّ ٌة قَبْلَهسا ُ‬‫ك ّل صسلةٍ لاس ُ‬
‫ال صغرِ‪ ،‬فل يك في صل ُة العيدِ والوِتْرِ سَواءٌ الوا ِحدَة والزّائِدَة علي ها‪ ،‬ويك في نيّ ة‬
‫الوتِر من غيِ َعدَدٍ‪ .‬ويملُ على ما يُرِيدُه على الَوْجَه‪ ،‬ول يكفي فيه نيّة سُنّ ِة العِشاءِ‬
‫سسْقا ٍء وكُسسوفِ ش س أو َقمَرٍ‪ .‬أ ما النّفلُ‬ ‫أو راتِبت ها‪ ،‬والتراويحِس والضّحسى‪ ،‬وكاس ِت‬
‫الُطَْل قُ فل ي بُ ف يه تعييٌ بل يك في ف يه نيّ ة فِعْ ِل ال صّلةِ‪ ،‬ك ما ف َركْعَتَ ْي التّحِيّ ة‬
‫والوضوء والستِخارَةِ‪ ،‬وكذا صل ِة الوّابي‪ ،‬على ما قالَه شيخنا ابن زياد والعلّمة‬
‫ال سّيُوطِيّ ر ِح َمهُ ما ال تعال‪ .‬والذي جز مَ به شيخ نا ف فتاو يه أ نه ل ب ّد في ها من‬

‫‪32‬‬
‫ض فيه) أي ف الفَرْضِ‪ ،‬ولو كفايةً أو َنذْرا‪ ،‬وإن‬ ‫التّعَيّن كالضّحَى‪( .‬و) تبُ (نيّةُ فَرْ ٍ‬
‫لمُعَةِ‪،‬‬
‫كان النّاوي صَبِيّا‪ ،‬لِيَتَميّزَ عن النّفْلِ‪َ ( .‬كأُ صَلّي فَرْ ضَ ال ّظهْرِ) مثلً‪ ،‬أو فَرْ ضَ ا ُ‬
‫ش ّهدِها‪.‬‬
‫وإن أ ْدرَكَ الِمامَ ف َت َ‬

‫سنّ) فس النّيّةِ (إضافَةٌ إل ال) (تعال)‪ ،‬خروجا مسن خلف مسن أوجبهسا‪،‬‬ ‫(وس ُ‬
‫ولِيَتَحَقّ قَ مَعْنَى الخْل صِ‪( .‬وَتَعَرّ ضٌ لداءٍ أو َقضَاءٍ) ول َيجِ بُ وإن كان عليه فائِتَةٌ‬
‫والصس ّح صسحّة الداء بنيسة القَضاءِ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مُماثِلَةٌ لل ُمؤَدّاةِ‪ ،‬خلفا لاس اعتمده الذرعسي‪.‬‬
‫حوِ غَيْ مٍ‪ ،‬وإل بَ ُطلَ تْ قَطْعا لِتَلعُِب هِ‪( ،‬و) تَعَرّ ضٌ (لستِقْبا ٍل وعدَدِ‬ ‫وعَكْسه إن ُعذِرَ بَِن ْ‬
‫ركعاتٍ) للخروجِ من خلفِ من أوجَبَ التّعرّضَ لما‪( .‬و) سُنّ (نُطْقٌ ِبمَنَوِيّ) قبلَ‬
‫التكبيِ‪ ،‬لِيْسا ِعدَ اللّسا ُن القَلْبَ‪ ،‬وخروجا من خِلفِ من َأوْجَبَه‪ .‬ولو شَكّ‪ :‬هل أتى‬
‫بِكَما ِل النّيةِ أو ل؟ أو هل َنوَى ُظهْرا أو عَ صْرا؟ فإن َذكَرَ بعدَ طُولِ زما نٍ‪ ،‬أو بَ ْعدَ‬
‫إتياِن هِ بِ ُركْ ٍن ولو َقوْليا كالقِرا َءةِ بَ ُطلَ تْ صلُتهُ‪ ،‬أو قَبَُلهُ ما فل‪( .‬و) ثاني ها‪( :‬ت كبيُ‬
‫َتحَرّم) ل ْلخَبَرِ الُتّفِ قَ علي هِ‪" :‬إذا قُمْ تَ إل ال صّل ِة فَكَبّرْ"‪ُ .‬سمّ َي بذل كَ لن الُ صَلّي‬
‫َيحْرُ مُ عل يه به ما كان حَللً له قَبْلَه من مُفْ سِدَاتِ ال صّلةِ‪ ،‬وجَعْل فاتِحةِ ال صّلةِ‬
‫َتمس له الَيْبَةُ‬
‫ِهس حتس ت ّ‬ ‫خدْمَت ِ‬‫معناهس الدّالّ على عَ َظمَةِ مسن َتهَيّأس ِل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُصسلّي‬
‫حضِرَ ال َ‬ ‫َسسَت ْ‬
‫لِي ْ‬
‫صحَابَ ذَيْنِ كَ ف جَمي عِ صَلِتهِ‪.‬‬ ‫والُشو عُ‪ ،‬و من ثَمّ زيدَ ف تِكرارِ هِ لَِيدُو مَ ا سِت ْ‬
‫(مَقْرُونا بِهِ) أي بالتّكبيِ‪( ،‬النيّة) لن التكبيَ أوّلُ أرْكانِ الصّل ِة فتجِب مُقارَنَتُها به‪،‬‬
‫حضِرَ كل مُعْتَبَرٍ فيها ما مَرّ وغيه‪ .‬كالقَ صْرِ للقا صِرِ‪ ،‬وكونه إماما‬ ‫بل ل ُبدّ أن يسَت ْ‬
‫لمُعَةِ‪ ،‬وال ُقدْوَةِ ِلمَأموم ف غي ها‪ ،‬مع ابتدائِه‪ .‬ث ي ستمِرّ مُ سَْتصْحِبا‬ ‫أو مأموما ف ا ُ‬
‫ححَ ُه الرافعيّ‪ ،‬يك في قَرْنُ ها بأ ّولِ هِ‪ .‬و ف الجموع‬ ‫لذلِ كَ كلّه إل الرّاءِ‪ .‬و ف قولٍ ص ّ‬
‫والتّنقي حِ ا ُلخْتارِ ما اختَارَ هُ الِما مُ والغزالّ‪ :‬أنه يكفي فيها الُقارنَةُ العُ ْرفِيّة عِْن َد العَوَا مِ‬
‫حضِرا لِلصسّلةِ‪ .‬وقال ابنُس ال ّرفْعَة‪ :‬إنسه الَقّس الذي ل يوزُ سسِواهُ‪.‬‬ ‫سْ‬ ‫بيثُسيُ َعدّ مُس تَ‬
‫وصَسوّبَ ُه السسّبكيّ‪ ،‬وقال‪ :‬مسن ل يقلْ بسه وَقعَس فس الوَسسْواسِ ا َلذْمومسِ‪ .‬وعنسد الئِمّةِ‬

‫‪33‬‬
‫الثلثة‪ :‬يوزُ تقديُ النيةِ على التكبيِ بالزّمَ ِن اليَ سِيِ‪( .‬ويَتَعيّ نُ) فيه على القادِرِ لَفْ ظُ‪:‬‬
‫(ال أ كبُ) للتّبا عِ‪ ،‬أو ال ال كب‪ .‬ول يَكْفِي أكبّرُ اللّ هَ‪ ،‬ول اللّ هُ كِبيٌ‪ ،‬أو أُ َعظّ مُ‪،‬‬
‫ول الرّحْم نُ أكْبَرُ‪ .‬وََيضُرّ إخْللٌ ِبحَرْ فٍ مِن اللّ هُ أكْبَرُ‪ .‬وزِيادَةُ حَرْ فٍ يُغَيّرِ الَعْ ن‪،‬‬
‫س بعدَ الباءِ‪ ،‬وزيادَة واوٍ قبلَ الللَةِ‪ ،‬وَتخِْللُ واوٍ سسساكِنَةٍ‬ ‫كَ َمدّ َهمْزَةِ ال‪ ،‬وكَألِفسٍ‬
‫ومُتَحرّكَةٍ بي الكَِلمَتيِ‪ ،‬وكذا زيادَةُ َمدّ اللِ فِ الت بي اللّ مِ والَاءِ إل َحدّ ل يَرا هُ‬
‫أ َحدٌ ِم نَ القُرّاءِ‪ .‬ول َيضُرّ َوقْفَةٌ يَ سيَةٌ ب ي كَِلمَتيْ هِ‪ ،‬و هي سَكْتَ ُة التّنَفّ سِ‪ ،‬ول ضَمّ‬
‫الرّاءِ‪.‬‬

‫ت ناويا الفْتِتاحَ بكلَ‪َ :‬دخَ َل فيها بالوَتْرِ وخَرَجَ منها بالشّفْعِ‪،‬‬‫[فرع]‪ :‬لو كَبّرَ مَرّا ٍ‬
‫ْعس الول‪.‬‬ ‫ِتاحس باس مُتَضمّنَة لِقَط ِ‬
‫َجس بالثانِيَةِ‪ ،‬لن ني َة الفت ِ‬‫لنسه لاس دَخَلَ بالول خَر َ‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن ل يَْنوِ ذلك‪ ،‬ول َتخَلّلَ مُبْطِلٌ كإعا َدةِ لَفْظ ِس النيّة‪ ،‬فمسا بع َد الول ِذكْرٌ‬
‫ل يُؤثّر‪.‬‬

‫حوِ‬
‫سمْعِ‪ ،‬ول عا ِرضَ مِن َن ْ‬ ‫صحِيحَ ال ّ‬‫(ويبُ إساعُهُ) أي التّكبي‪( ،‬نَ ْفسَهُ) إن كان َ‬
‫شهّدِ وال سّلمِ‪ .‬ويعتَبَرُ إ ساعُ الندو بِ‬ ‫لَغَ طٍ‪( .‬ك سائِ ِر ُركْ نٍ قَ ْولِ يّ) من الفاِتحَةِ والّت َ‬
‫ال َق ْولِيّ ِلحُصُول السّنّة‪( .‬وسُنّ جَزْ ُم رائِهِ) أي التّكبِي‪ ،‬خُروجا من خِلفِ من أوجبَه‬
‫ت النتِقال تِ‪( ،‬و َرفْ عُ كَفّيْ هِ) أو إحداهُ ما إن تَع سّرَ‬ ‫و َجهْرٌ ب هِ لِما مٍ ك سائِرِ ت كبيا ِ‬
‫رَفْ عُ الخرى‪( ،‬بِ َكشْ فٍ) أي مع كَشْ ِفهِ ما‪ ،‬ويُكْرَ هُ خِلفُه‪ .‬و مع تفري قِ أ صابِعِهما‬
‫تفريقا و سَطا‪( ،‬خ ْذوَ) أي مقابِلَ (مِنْكَبَي هِ) بي ثُ ياذِي أطرا فُ أصابِعه على أُذُنيْه‪،‬‬
‫وإباما هُ ُشحْمَتَ يْ أُذُنَيْ هِ‪ ،‬وراحَتاه مَنْكِبَيْه‪ ،‬للتّباع‪ .‬وهذه الكيف ية تُ سَنّ ( مع) جَمي عِ‬
‫ع الوارددِمن‬ ‫تكبيِ (تَحرّمٍ) بأن يُقْرِنَهُ بهِ ابتداءً ويُْنهِيهِما معا‪( .‬و) مع (ركوع) للتّبا ِ‬
‫ش ّهدٍ أوّل) للتّباع فيهما‪.‬‬ ‫طُرُقٍ كثيةٍ‪( .‬ورَفعٍ منه) أي مِنَ الرّكوعِ‪( .‬و) رفعً (من َت َ‬
‫ُوعس (يَسسارِهِ)‬ ‫سسرّتِهِ للتّباع‪( .‬آخذا بيمِينسه) ك َ‬ ‫ْقس ُ‬‫صسدْرِهِ) وَفو َ‬‫تتس َ‬ ‫(وَوضْعُهُمسا َ‬
‫ورَدّهُما من ال ّرفْ عِ إل تت ال صّ ْدرِ َأ ْولَى من إرساِلهِما بالكُلّيّةِ‪ ،‬ث استئنافِ رَفْ ِعهِما‬

‫‪34‬‬
‫إل تت الصدر‪ .‬قال الُتَولّي‪ ،‬واعتمدَ هُ غيُه ‪ :‬ينبغي أن يَنظُرَ قبل ال ّرفْ عِ والتّكبيِ إل‬
‫ق رأ سَه قليلً ث يَ ْرفَع‪( .‬و) ثالثها‪( :‬قيام قا ِدرٍ) عليه بنفسه أو‬ ‫َموْضِ عِ ُسجُودِهِ ويُطْ ِر َ‬
‫صبِ فِقارِ ظهرهِ أي عِظامِه‬ ‫بغيه (ف فَرْضٍ) ولو مَنْدورا أو مُعادا‪ .‬وَيحْصُل القيامُ بِنَ ْ‬
‫ال ت هي مفا صِلُه ولو با ستنادٍ إل شيءٍ بي ثُ لو زالَ لَ سقطَ‪ .‬ويُكرَ ُه ال ستِنادُ ل‬
‫بانناءٍ إن كان أقْرَبُس إل أقلّ الرّكوع‪ ،‬إن ل يَ ْعجَزْ عسن تامِس النْتِصسابِ‪( .‬ولعاجِز‬
‫شَقّ عليه قيامٌ) بأن لَحقَهُ به َمشَقّةٌ شديدةٌ بيثُ ل ُتحَْتمَلُ عاد ًة وضَبَطَها الِمامُ بأن‬
‫تكو نُ بي ثُ َيذْه بُ مَعَها خُشوعُه (صلةٌ قاعدا) كراكِ بِ سفينةٍ خا فَ نو دورا نِ‬
‫رأ سٍ إن قا مَ‪ ،‬و سَلِس ل يَ سَْت ْمسَك َحدَثَ هُ إلّ بالقُعودِ‪ .‬ويَْنحَن القا ِعدُ للرّكو عِ بيث‬
‫تاذي جَْبهَتُهُ ما ُقدّا َم رُكْبَتَيْهِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬قال شيخنا‪ :‬يوزُ لري ضٍ أمْكَنَ ُه القيا مُ بل مَشقّةٍ لو انْفَرَدَ‪ ،‬ل إن صَلّى ف‬
‫جاعَةٍ إلّ مع جُلو سٍ ف بَ ْعضِ ها‪ ،‬ال صّلةُ مَعَهُم م عَ الُلو سِ ف بَ ْعضِ ها‪ ،‬وإن كان‬
‫ال ْفضَلُ النفِرادُ‪ .‬وكذا إذا قرَأَ الفاتِحَة فقَط ل يَقْعدْ‪ ،‬أو وال سّورَ َة قَعَد فيها جازَ لَ هُ‬
‫قراءَتا مع القُعودِ‪ ،‬وإن كانَ ال ْفضَلُ تَ ْركَها‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫والفضلُ للقا ِعدِ الفْتِرا شُ‪ ،‬ث التّربّ عُ‪ ،‬ث التّورّك‪ ،‬فإن عَجزَ عن ال صّلةِ قاعدا صلّى‬
‫ُمضْ َطجِعا على جَنِْبهِ‪ ،‬مُسْتَقبلً لِلقِبَلةِ ِبوَ ْجهِهِ ومُقدّمِ َبدَنهِ‪ ،‬ويُكْ َرهُ على الَنْب الَيْسَرِ‬
‫بل ُع ْذرٍ‪َ .‬فمُ سْتَلْقِيا على َظهْرِ هِ وَأ ْخمَصاهُ إل القِبْلَةِ‪ ،‬وي بُ أن يض عَ ت تَ رأ سِه نوَ‬
‫س القِبلَةَ‪ ،‬وأن يُومىء إل صسوْب القبل ِة راكِعا وسساجِدا‪،‬‬ ‫مِخدّ ٍة ليسستقبِل بوَجهِه ِ‬
‫وبال سجودِ أخْفَ ضُ من الِياءِ إل الرّكو عِ‪ ،‬إن َعجَزَ عَْنهُ ما‪ .‬فإن َعجَزَ عن الِياءِ‬
‫َسسقُط عنسه‬ ‫برأسسهِ َأوْمأَ بأجْفانِهسِ‪ .‬فإن َعجَزَ‪ ،‬أجْرَى أفعالَ الصسّلةِ على قَلْبِه‪ ،‬فل ت ْ‬ ‫ِ‬
‫ال صلةُ ما دا مَ عَقُْل هُ ثابتا‪ .‬وإن ا أخّروا القِيا مَ عن سابِقَيْهِ مع تَ َقدّمِ هِ عليه ما لن ما‬
‫رُكْنا نِ حت ف النّفْلِ‪ ،‬وهو ُركْ نٌ ف الفَريضَة فقط‪( .‬كمُتَنَفّلٍ) فيجوز له أن يُ صَلّيَ‬
‫النّفْلَ قاعِدا و ُمضْ َطجِعا‪ ،‬مع ال ُقدْرَةِ على القِيا مِ أو القُعودِ‪ .‬ويَ ْلزَ مُ ا ُلضْطَجِع القعود‬

‫‪35‬‬
‫للرّكو عِ وال سجودِ‪ ،‬أ ما مُ سْتَلْقِيا فل يَ صُحّ مع إمكا ِن الضطجا عِ‪ .‬و ف الجموع‪:‬‬
‫إطالَ ُة القِيا مِ أفضَلُ من تكثيِ الرّكعا تِ‪ .‬و ف الرو ضة‪ :‬تطويُل ال سّجودِ أفضَلُ من‬
‫تطويل الرّكوع‪( .‬و) رابعها‪( :‬قِرا َء ُة فاِتحَةِ كل َركْعَةٍ) ف قيامِها‪ ،‬لبِ الشيخي‪" :‬ل‬
‫صسلةَ لِمَ نْ لْ يَقْ َرأُ بِفاِتحَةِ الكِتا بِ"‪ .‬أي ف ك ّل رَكْعَةٍ‪( .‬إ ّل َركْعَة مَ سْبوقٍ) فل‬
‫سعُ الفَاِتحَةَ من قِيام الِما مِ‪ ،‬ولو ف كلّ‬ ‫تَجِب علي ِه في ها حي ثُ ل ُيدْرِ ْك زَمَنا يَ َ‬
‫الركعات لِ سَبقِهِ ف الول وتلّف الأمو مِ ع نه بِ َز ْحمَةٍ أو نِ سيانٍ أو بُطءِ حَ َركَةٍ‪ ،‬فلم‬
‫يَقُ مْ من ال سّجودِ ف كلّ ما بَ ْعدَها إ ّل والِما ُم راكِ عٍ‪ ،‬فيتحَمّ ُل الِما مُ الُت َطهّرُ ف غيِ‬
‫ِتامس‬
‫ِسسنّةٍ ل ِ‬ ‫الرّكع ِة الزائدَ ِة الفاتِحَةَ أو بَقِيّتَهسا عنسه‪ .‬ولو تأخّرَ مَسسْبوقٌ ل َيشْتَغِلْ ب ُ‬
‫سمَلةٍ) أي مع قراءَةِ‬ ‫الفاِتحَةِ فلم ُيدْرِ كِ الِما مَ إلّ و ُهوَ مُعَْتدِلٌ لَغَ تْ َركْعَتُ هُ‪ ( .‬مع بَ ْ‬
‫سمَلَ ِة فإنّها آيةٌ منها‪ ،‬لن هُ قَرأَها ُثمّ الفَاِتحَةَ وَعدّها آيةً منها‪ .‬وكذا مِن كُلّ سورَةٍ‬ ‫البَ ْ‬
‫شدّدَ‬
‫ْفس ا ُل َ‬
‫َعس َعشَ َرةٍ‪ ،‬لن الَر َ‬ ‫وهيس أرْب ُ‬
‫َ‬ ‫شدِيداتسٍ) فيهسا‪،‬‬ ‫َعس (َت ْ‬
‫غيَ بَراءَة‪( .‬و) م َ‬
‫ِبحَ ْرفَيْنِ‪.‬‬

‫فإذا خُفّ فَ بَ َطلَ مِنها َحرْ فٌ‪( .‬و) مع (رِعايَةِ حُرو فٍ) فيها‪ ،‬وهي على قِراءَةِ َملِ ِ‬
‫ك‬
‫بل أِل فٍ مائةٌ ووا ِحدٌ وأربعون َحرْفا‪ ،‬و هي مع تشديدات ا مائةٌ و َخمْ سَةٌ وخَم سونَ‬
‫َجس ضادٍ وغَيهسا‪ .‬فلو أْبدَلَ قا ِدرٌ أو مسن‬ ‫حَرْفا‪( .‬ومارِجُهسا) أي الُروف‪َ ،‬ك َمخْر ٍ‬
‫َسسرِ تاءِ‬
‫َنس َلحْنا يُغيّرُ الَعْن َى‪ ،‬كَك ْ‬ ‫َهس التّعَلّم حَرْفا بآخَرَ‪ ،‬ولو ضادا بِظاءٍ‪ ،‬أو َلح َ‬ ‫أمْكَن ُ‬
‫أَنْ َعمْ تَ أو ضَمّها وكَ سْ ِر كا فِ إيّا َك ل ضَمّها‪ ،‬فإن تَ َعمّدَ ذل كَ و َعلِ مَ تَحر َي هُ بَ ُطلَ تْ‬
‫صَلتُه‪ ،‬وإلّ فقراءَتُه‪ .‬ن عم‪ .‬إن أعادَ ُه ال صّوابِ قبلَ طُو ِل الفَ صْلِ كَمّلَ عَلَيْ ها‪ .‬أ ما‬
‫ِنسَلحْنا ل يُغَيّرس الَعْنس‪،‬‬ ‫ُهس ُمطْلقا‪ ،‬وكذا لح ٌ‬ ‫ّمس فل تَبْطَلْ قِراءَت ُ‬
‫ِنهس التّعَل َ‬
‫عاجِزٌ ل ُيمْك ُ‬
‫كفَتْحِ دَالِ نَعُْبدُ‪ ،‬لكنهُ إنْ تَ َعمّدَ َحرُمَ‪ ،‬وإل كُرِهَ‪.‬‬

‫َووَقَعَ خلفٌ بي التقدمي والتأخرين ف ا َلمْدُ ل بالَاءِ وف النّطْقِ بالقافِ الُتَرَدّدَة‬


‫بينها وبي الكا فِ‪ .‬وجَز مَ شيخنا ف شر حِ الِنها جِ بالبُطل ِن فيهِما إل إن تَعذّرَ علي هِ‬

‫‪36‬‬
‫صحّةِ ف الثانيةِ شيخُه زكر يا‪ ،‬و ف الول‬ ‫التّعَلّم قبلَ خرو جِ الوَق تِ‪ .‬ل كن جَزَ مَ بال ّ‬
‫شدّدا كأن قَرَأَ ال رَحْم نِ‬ ‫القا ضي واب نُ الرّف عة‪ .‬ولو خَفّ فَ قا ِدرٌ أو عاجِزٌ مُقَ صّرٌ ُم َ‬
‫بِفَكّ الِدْغا مِ بَطُلَ تْ صَلَتهُ إن تَ َعمّد و َعلِ مَ‪ ،‬وإل فَقِراءَُت هُ لتلك الكَِلمَةِ‪ .‬ولو خَفّ فَ‬
‫س ْهوِ‪ .‬ولو َشدّدَ‬ ‫جدَ لِل ّ‬ ‫إيا كَ‪ ،‬عامِدا عالِما مَعْنَا هُ‪ ،‬كَفَرَ لَنّ هُ ضَوْ ُء الشّمْ سِ‪ ،‬وإل َس َ‬
‫ُمخَفّفا صَحّ‪ ،‬وََيحْرُ مُ تَ ْع ّمدُ هُ َكوَقْفَةٍ لَطِيفَةٍ ب ي ال سّيِ والتّاءِ من نَ سْتَعِي‪( .‬و) مَ عَ‬
‫رِعايَةِ (مُوالةٍ) فيها بأن يأت بِكلِماتِها على الوَلءِ بأن ل يَفْ صُلَ بيَ شيءٍ منها وما‬
‫بَ ْعدَ هُ بأكثَر من سَكَْت ِة التّنَفّ سِ أ ِو العَ يّ‪( ،‬فَيُعِيدُ) قِرا َءةُ الفاِتحَةِ‪( ،‬بَِتخَلّلِ ِذكْرٍ أَجْنَبِ يّ)‬
‫ل يَتَ َعلّ قُ بال صّلةِ في ها‪ ،‬وإن قَلّ‪ ،‬كَبَعْ ضِ آَيةٍ من غَيْرِ ها‪ ،‬و َكحَ ْمدِ عاطِ سٍ وإن سُنّ‬
‫ّقس‬‫ِهس بالِعراضسِ‪( .‬ل) يعي ُد الفاتِحَةَ (ب) َتخَلّل مسا له تَعَل ٌ‬ ‫فيهسا كخارِجِهسا لِشعار ِ‬
‫بالصّلةِ‪ ،‬ك (تأمِيٍ وسُجودٍ) لتلوَةِ إمامِهِ معه‪( ،‬ودُعاءٍ) من سُؤا ِل رَ ْحمَةٍ‪ ،‬واستعاذَةٍ‬
‫من عَذا بٍ‪ ،‬وقولُ‪ :‬بَلَى وأنا على ذلِ كَ من الشّاهِدي نَ (لِقِراءَةِ إمامِ هِ) الفاتِحَةَ أو آيَةَ‬
‫ال سّجدَةِ‪ ،‬أو الي َة التسيُسَسّن فيهسا مسا ُذكِرَ لِكُلَ مِن القارِى ِء وال سّامِع‪ ،‬مَأموما أو‬
‫حمّدٍ ل تُْندَب‬ ‫غيَه‪ ،‬ف صَلةٍ وخارِجِها‪ .‬فلو قَرأَ الُصَلّي آيةً أو َس ِمعَ آي ًة فيها اسمُ ُم َ‬
‫ف في ها‬ ‫ال صّلةُ عل يه‪ ،‬ك ما أف ت به النووي‪( .‬و) ل (بِفَتْ حِ علَيْ هِ) أي الما مِ إذا َت َوقّ َ‬
‫بقَ صْ ِد القِرا َءةِ‪ ،‬ولو مَ َع الفَتْ حِ‪ ،‬وملّ هُ كما قال شيخنا إن سَ َكتَ‪ ،‬وإل قَطَ عَ الُوالةَ‪.‬‬
‫وتقديُ نو سبحانَ ال قب َل الفَتْ حِ يَقْطَعُها على ا َلوْجَ هِ‪ ،‬لنه حينئذٍ بَعْنَى تَنَبّه‪( .‬و)‬
‫ث زاد على سَكتَ ِة الستِرا َحةِ (بِل ُع ْذرٍ‬ ‫يعيدُ الفاِتحَة بَِتخَلّلِ (سكُوتٍ طال) فيها بي ُ‬
‫فيه ما)‪ ،‬من َج ْهلٍ و َس ْهوٍ‪ .‬فلو كان َتخَلّلُ الذّكْر الجْنَبِ يّ‪ ،‬أو ال سّكوتُ الطّويلُ‪،‬‬
‫سَهوا أو َجهْلً‪ ،‬أو كا نَ ال سّكوتُ لِتَ َذكّ ر آيةٍ‪ ،‬ل َيضُرّ‪ ،‬ك ما لو كَ ّررَ آيةً من ها ف‬
‫َمحَلّها ولو لِغَيْرِ ُعذْرٍ‪ ،‬أو عادَ إل ما قَرَأَ ُه قَبْلٌ واسَتمَرّ‪ ،‬على الَوْ َجهِ‪.‬‬

‫سمَلَ أعادَ كُلّها‬


‫سمَلَ‪ ،‬فأََتمّها ث َذكَرَ أنه بَ ْ‬
‫[فرع]‪ :‬لو شَكّ ف أثنا ِء الفاِتحَةِ هَلْ بَ ْ‬
‫على ا َلوْجَ هِ‪( .‬ول أَثَرَ ِلشَ كَ ف تَرْ كِ حَرْ فٍ) فأكْثَر من الفاتِحَةِ‪ ،‬أو آيةٍ فأكثر منها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫(بعسد تامِهسا) أي الفاِتحَةِ‪ ،‬لن الظا ِهرَ حينئذٍ مضِيّهسا تامّةً‪( .‬واسستَأَْنفَ) وجوبا إن‬
‫شَكّ فيه (قَبْلَ هُ) أي التّمام‪ .‬كما لو َش كّ هل قَرأها أو ل؟ لن الصلَ عدَ مَ قراءَتِها‪.‬‬
‫وكالفاِتحَةِ ف ذلك سائِ ِر الرْكانِ‪ .‬فلو شك ف أص ٍل السّجودِ مثلً أتى به‪ ،‬أو بعدَهُ‬
‫ل فَفَ ِط نَ عِْندَ { صِراطَ اّلذِي نَ} ولَ مْ‬ ‫ف نو َوضْ عِ اليَدِ‪ ،‬ل يلزَمْ هُ شيء‪ .‬ولو قَرَأها غافِ ً‬
‫ب التّرتي بُ ف الفَاِتحَةِ بأن يأ ت ب ا على نَ ْظمِ ها‬ ‫يَتَيَقّ نْ قراءَتَ ها لَزِمَ هُ ا ستِئْنافُها‪ .‬وَيجِ ُ‬
‫ط فيه رِعايةُ تشديداتٍ وموالةٌ‬ ‫شهّدِ ما ل ُيخِلّ بالَعْنَى‪ .‬لكن ُيشْتَرَ ُ‬ ‫الَعْروفِ ل ف الّت َ‬
‫كالفاِتحَةِ‪ .‬ومَ نْ جهلَ جي عَ الفاِتحَةِ ول ُيمْكِنْ هُ تَعَلّمها قب َل ضِي قِ ال َوقْ تِ‪ ،‬ول قراءَتا‬
‫ت ولو متفرقةٍ ل ينقض حُروفُها عن حُرو فِ‬ ‫صحَفٍ‪ ،‬لَزِمَ هُ قراءَةُ سَْبعُ آيا ٍ‬ ‫ف نوِ مُ ْ‬
‫سمَلَةِ بالتّشديدا تِ مائةٌ و سِتّةٌ وخسون َحرْفا بإثبا تِ َألِ فِ مالِ كِ‬ ‫الفاِتحَةِ‪ ،‬وهي بالبَ ْ‬
‫ض الفاتِحَةِ كَ ّررَ هُ لِيَبْلُ َغ َقدْرَها‪ ،‬وإن ل يَ ْقدِرْ على َبدَ ٍل فَ سَبْعَةُ أنوا عٍ‬
‫ولو قدرَ على بَعْ ِ‬
‫من ِذكْرٍ كذلك‪َ ،‬فوُقوفٌ بَ َق ْدرِها‪.‬‬

‫(و سُنّ) وقيل‪ :‬ي بُ (بعد َتحَرّم) بِفَرْ ضٍ أو نَفْلٍ‪ ،‬ما عدا صلة جَنَازَةٍ‪( .‬افتِتا حٌ)‬
‫ع الما مِ‪،‬‬ ‫أي دُعاؤ هُ سِرّا إن أَ ِم َن َفوْ تَ ال َوقْ تِ و َغلَ بَ على ظَنّ الَأمو مِ إدْرا كُ رُكو ِ‬
‫(ما ل ُيشْرِ عْ) ف تَ َعوّذٍ أو قراءَ ٍة ولو َسهْوا‪( .‬أو َيجْلِس مَأمو مٌ) مع إمامه‪ ،‬وإن أَمّ نَ‬
‫مع تأْمِينِهِ‪( .‬وإن خافَ) أي الأمومُ‪َ( ،‬فوْتَ سُورَةٍ) حيث تُسَنّ له‪ .‬كما ذكر شيخنا‬
‫ف شرح العُباب وقال‪ :‬لن إدرا كَ الفْتِتا حِ ُمحَقّ قٌ‪ ،‬وفَوا تُ ال سّورَةِ َموْهُو مٌ‪ ،‬وقد ل‬
‫يَقع‪َ .‬ووَرد فيه أدْعِيَةٌ كثيةٌ‪ .‬وأفضَلُها ما رواه مسلم‪ ،‬وهي‪َ :‬و ّجهْتُ وَ ْجهِيَ أي ذات‬
‫لِّلذِي فَطَ َر ال سّمواتِ وا َلرْ ضَ حَنيفا أي ماِئلً عن الدْيا نِ إل الدّي نِ الَ قّ مُ سْلِما‪،‬‬
‫و ما أ نا مِ نَ ا ُلشْرِك ي‪ .‬إِنّ صلتِي ونُ سُكِي ومَحْيَا يَ و َممَاتِي ل رَبّ العالَمِيَ‪ ،‬ل‬
‫س َمعُ قِراءَةَ إمامِ هِ‬
‫شَرِي كَ له‪ ،‬وبذلِ كَ أُمِ ْر تُ‪ ،‬وأَ نا ِم نَ الُ سِْلمِيَ‪ .‬وَيُ سَنّ ِلمَأمُو مٍ يَ ْ‬
‫الِسسراعُ بسه‪ ،‬ويزيدُ َندْبا الُنْفَرِدُ‪ ،‬وإمامُس َمحْصسُورينَ غيَ أ ِرقّاءَ ول نِسساءٌ مُتَزوّجات‬
‫جدُ َمطْرُوقا‪.‬‬ ‫رَضُوا بالتّطويلِ لَفْظا َوَلمْ يَطْرَأ غَيْرُهم‪ ،‬وإن قَلّ َحضُورُهُ‪ .‬ول يَكُن الَس ِ‬

‫‪38‬‬
‫ومنه ما روا ُه الشيخان‪ :‬الّل ُهمّ با ِعدْ بَيْنِي وبَيْ نَ خَطايا يَ كما بَا َعدْ تَ بي ا َلشْرِ ِ‬
‫ق‬
‫ب البْيَ ضُ مِ نَ الدّنَ سِ‪ .‬الّلهُمّ‬
‫والَغْرِب‪ .‬الّلهُمّ نَقّنِي ِم نْ خَطايَا يَ ك ما يُنَقّ ى الثّوْ ُ‬
‫اغْ سِلْن مِن خطايا يَ كما يُغْ سَ ُل الثّوْ بُ بالا ِء والثّلْ ِج والبَرَدِ‪ )( .‬ب ْعدَ افتِتا حٍ وتكبيِ‬
‫لهْرِيّةِ‪ .‬وإن‬
‫صلةِ عيدٍ إنْ أَتَى بما يُسَنّ (تَ َعوّذٌ) ولو ف صلة الَنازَةِ‪ ،‬سِرّا ولو ف ا َ‬
‫جََلسَ مع إمامِهِ (ك ّل َركْعَةٍ) ما لَمْ ُيشْرِعْ ف قرا َءةٍ ولو َسهْوا‪ .‬وهو ف الول آ َكدُ‪،‬‬
‫ويُكْرَهُ تَ ْركُهُ‪.‬‬

‫ْعس‬
‫َسسمَلةِ‪ ،‬خلفا ِلجَم ٍ‬ ‫َأسس كسل آيةٍ) حتس على آخِ ِر الب ْ‬ ‫(وقفس على ر ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُسسنّ‬
‫(و) ي َ‬
‫(من ها) أي مِ نَ الفاِتحَةِ‪ ،‬وإن تَعَلّقَ تْ ب ا بَ ْعدَ ها‪ ،‬للتّبا عِ‪ .‬والَوْل أن ل يقِ فَ على‬
‫ف ول مُنْتَهى آَيةٍ عِْندَنا‪ ،‬فإن َوقَفَ على هذا ل تُسَنّ‬ ‫{أَنْ َعمْتَ عَلَْيهِمْ} لنّه ليسَ ِب َوقْ ٍ‬
‫الِعا َدةُ من َأوّلِ اليةِ‪( .‬و) يُ سَنّ (تأمِيٌ) أي قوله‪ :‬آم ي‪ .‬بالّتخْفِي فِ وا َلدّ‪ .‬وحَ سُنَ‬
‫زيادَةُ‪ :‬رَبّ العالَمِيَ‪( ،‬عَقِبَها) أي الفاتة ولو خارج الصلة بعد سَكْتَةٍ لطيفَةِ‪ ،‬ما ل‬
‫لهْرِيّةِ‪ ،‬حت لِ ْلمَأمو مِ لِقِرَاءَةِ‬‫لهْرُ ِب هِ ف ا َ‬
‫يَتَلَفّ ظْ بِشيءٍ ِسوَى رَبّ اغْفِرْ ل‪ .‬ويُ سَنّ ا َ‬
‫لهْرِيّةِ تَأْميٌ (مع) تَأمِيِ (إمامِ هِ إن َس ِمعَ) قِراءََت هُ‪،‬‬ ‫إما مٍ تبعا له‪( .‬و) ُسنّ لِمأمو مِ ف ا َ‬
‫ِلخَبَرِ الشيخ ي‪" :‬إذا أمّ َن الما مُ أي أرادَ التّأم ي فَأَمّنُوا‪ .‬فإنّه مَ ْن وافَ قَ تَأمِينُ هُ تَأمِ ي‬
‫اللئِكَةِ غُفِرَ ل هُ ما تَقدّ مَ مِ نْ ذَنِْب هِ"‪ .‬ولي سَ لنا ما يُ سَ ّن فيه َتحَرّي مُقارَنَة الما مِ إلّ‬
‫هذا‪ .‬وإذا ل يَتّ ِفقْ له موافَقَته أمّنَ عَقِبَ تأمِينِهِ‪ .‬وإن أخّرَ إمامُهُ عن الزّمَنِ الَسنونِ فيه‬
‫التّأمِيُ أَمّنَ الأمُومُ َجهْرا‪ .‬وآمي اس ُم فِعْلٍ بعن اسَتجِبْ‪ ،‬مَبْنِي على الفَتْحِ‪ ،‬ويُسَكّنُ‬
‫عندَ ال َوقْفِ‪.‬‬

‫لهْرِيّة ب َق ْدرِ قرا َءةِ الأمو ِم الفَاتِحَةَ إن عَلِمَ أنه‬


‫[فرع]‪ :‬يُسَنّ للِمامِ أن يَسْ ُكتَ ف ا َ‬
‫يَقْرَؤها ف سَكَْتةٍ كما هو ظا ِهرٌ‪ ،‬وأن َيشْتَغِلَ ف هذِ هِ ال سّكْتَةِ ِبدُعاءٍ أو قرا َءةٍ‪ ،‬وهِ يَ‬
‫َأ ْولَى‪ .‬قال شيخُنا‪ :‬وحينئذٍ فَيَ ْظهَرُ أنه يُراعِي التّرْتِي بَ والُوالةَ بينها وبي ما يَقْرَؤها‬
‫وبَعْدَها‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫[فائدة]‪ :‬يُ سَنّ سَكَتَةٌ لَطِيفَةٌ بِ َقدْرِ سُبْحانَ اللّ هِ‪ ،‬بي آمي وال سّورَة‪ ،‬وبيَ آ ِخرِها‬
‫سمَلَةِ‪.‬‬
‫وتكبيَةِ الرّكوع‪ ،‬وبي الّتحَرّمِ ودُعا ِء الفتِتاحِ وبَيْنَه وبيَ التّ َعوّذِ وبيَنهُ وبيَ البَ ْ‬
‫(و) ُسنّ آيَ ٌة فأكْثَر‪ ،‬والَ ْولَى ثل ثٌ (بَ ْعدَها) أي بَ ْعدَ الفاِتحَةِ‪ .‬ويُ سَنّ ِلمَ ْن قَرَأها من‬
‫صلُ ال سّنّةِ بتكريرِ سُورَةٍ وا ِحدَةٍ‬ ‫سمَلَةِ‪ .‬نَ صّ عليه الشافِعِ يّ‪ .‬وَيحْ صَلُ أ ْ‬ ‫أثناءِ سُورَةِ البَ ْ‬
‫صدِ أنّ ها‬ ‫سمَلَةِ ل بِقَ ْ‬ ‫ف ال ّركْعَتَ ي‪ ،‬وبإعا َدةِ الفاِتحَةِ إن ل َيحْفَ ظْ غَْيرَ ها‪ ،‬وبقراءَ ِة البَ ْ‬
‫الت هِ يَ أوّل الفَاِتحَةِ‪ ،‬و ُسوَرةٍ كامِلَةٍ حيث ل َيرِ ْد البَعْ ضُ‪ ،‬كما ف التّراوِي حِ َأ ْفضَلُ‬
‫مِ نْ بَعْ ضِ َطوِيلةٍ وإن طالَ‪ .‬ويُكْرَ هُ تَ ْركُها رِعايَةً ِلمَ نْ َأوْجَبَها‪ .‬وخَرَ جَ بِبَ ْعدِها ما لَوْ‬
‫قدّمَها عَلَيها فل ُتحْ سَب‪ ،‬بل يُ ْكرَ هُ ذلك‪ .‬وينبغي أن ل يَقْرَأ غيَ الفاِتحَةِ مَ نْ يَ ْلحَن‬
‫ف يه َلحْنا يُغَيّرُ الَعْنَى‪ .‬وإن َعجَزَ عن التّعَلّم‪ ،‬ل نه يَتَكلّم ب ا لَيْ سَ بِقُرآ نٍ بل ضَرُورَة‪.‬‬
‫لرْمَة‪.‬‬‫وتَرْكُ السّورَةِ جائِزٌ‪ .‬ومُقْتَضَى كَل ُم الِمامِ‪ :‬ا ُ‬

‫سنّ (ف) الرّكْعَتَيْنِ (الَوليَيْنِ) مِن رُباعيّةٍ أو ثُلثِيّةٍ ول تُسَنّ ف الخِيتَيْن إ ّل‬ ‫(و) تُ َ‬
‫لِمَ سْبُوقٍ بأن ل ُي ْدرِ كُ الُولَيَيْ نِ مع إمامِه فيَقُ َرؤُ ها ف با قي صَلِتهِ إذا َتدَارَكَ هُ ول‬
‫يَكُ ْن قَرَأها فِيما أَ ْدرَكه‪ ،‬ما ل تَ سْ ُقطْ عنه لِكَوْنِ هِ مَ سْبُوقا فيما أَ ْد َركَه‪ ،‬لن الِما مَ إذا‬
‫حمّلَ عن هُ الفاِتحَ َة فال سّورَةَ َأ ْولَى‪ .‬ويُ سَنّ أن يُ َطوّلَ قرا َء َة الول على الثانيةِ‪ ،‬ما ل‬ ‫َت َ‬
‫صحَفِ‪ ،‬وعلى التّوال‪ ،‬ما ل تَكُن‬ ‫يَرِدْ نَ صّ بتطويلِ الثّانِيَةِ‪ .‬وأن يَقْرَأ على تَرتِي بِ الُ ْ‬
‫الت تَلِيها أَ ْط َولُ ولو تَعارَ ضَ التّرتِي بُ‪ ،‬وتَطوي ُل الول كأَ ْن قَرََأ الِخل صَ‪ ،‬فهل يَقْ َرأُ‬
‫الفَلَ قَ َنظَرا لِلتّرْتِي بِ؟ أو الكَوْثَرِ نَظرا لِتَطويلِ الول؟ كلّ ُمحْتَمَلٌ‪ ،‬والقْرَ بُ الوّل‪.‬‬
‫قاله شيخنا ف شرح النهاج‪ .‬وإنا تُ سَنّ قِرا َء ُة اليَةِ (ل) لِما مِ ومُنْفردٍ و (غيِ مأمو مَ‬
‫َسسمَعْها‪ ،‬أو‬ ‫لهْرِيّ ِة فتُكْرَه له‪ .‬وقيسل‪َ :‬تحْرُم‪ .‬أمسا مأموم ل ي ْ‬ ‫ِهس فس ا َ‬
‫سسِمعَ) قرا َءةَ إمام ِ‬ ‫َ‬
‫َس ِمعَ صَوتا ل ُيمَيّز حُروفَ هُ‪ ،‬فَيَقْرَأْ ِسرّا‪ .‬لكن يُ سَنّ له كما ف أولَي يِ ال سّرّيّةِ تأخيُ‬
‫فاِتحَتِ هِ عن فاِتحَةِ إما ِم هِ إن ظَنّ إ ْدرَاكَ ها قب َل رُكوعِ هِ‪ ،‬وحينئذٍ يشتَغِل بالدّعاءِ ل‬

‫‪40‬‬
‫ع في ها قبله ولو ف ال سرقة‪،‬‬ ‫القِراءَةِ‪ .‬وقال الَُت َولّي‪ ،‬وأقرّ هُ اب نُ ال ّرفْعَةِ‪ :‬يُكْ َر ُه الشّرو ُ‬
‫ف ف العتِدادِ با حينئذٍ‪ ،‬وِلجَرَيانِ َقوْلٍ بالبُطْلنِ إن فَرَغَ مِنها قَبْلَه‪.‬‬ ‫للخل ِ‬

‫شهّدِ الوّ ِل‬ ‫[فرع]‪ :‬يُ سَنّ لِمأمو مٍ فَرَ غَ من الفَاِتحَةِ ف الثّالِثَةِ أو الرّابِعَةِ‪ ،‬أو مِ َن الّت َ‬
‫ُسسنّ‬
‫قَبْ َل الِمامسِ‪ ،‬أن َيشْتَغِلَ ِبدُعا ٍء فيهمسا‪ ،‬أو قِراءَةٍ فس الُول وهسي َأ ْولَى‪( .‬و) ي َ‬
‫لمُعَةِ والُنافِقون أو سَبّحْ وهَلْ أَتَا كَ‬ ‫للحاضِرِ (ف) صَلتِه ( ُجمُعَةٍ وعِشائِها) سُورَة (ا ُ‬
‫سجْدَةِ (وَهَلْ أَتَى‪ .‬و) ف‬ ‫سعَ ال َوقْ تُ (آل تَنْزِيل) ال ّ‬ ‫و) ف ( صُْبحِها) أي المعة إذا اتّ َ‬
‫مَغْرِبِها (الكافِرو نَ وَالِخْلص)‪ .‬ويُ سَنّ قراءَُتهُما ف صُبْحِ المعة وغيها للمُسافِرِ‪،‬‬
‫ف والتّحِيّ ِة وال ستِخارَ ِة والِحْرا مِ‪ ،‬للتّبا عِ ف‬ ‫و ف َركْعَتَ يْ ال َفجْرِ والَغْ ِر بِ والطّوا ِ‬
‫الكُلّ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو تَرَ كَ إِ ْحدَى الُعَيّنَتَيْ نِ ف الُول أتى بما ف الثانية‪ ،‬أو قَرَأَ ف الُول ما‬
‫ف الثانية قَرَأَ فيها ما ف الُول‪ .‬ولو شَ َر عَ ف غيِ ال سّورَةِ الُعَيّنة‪ ،‬ولو َسهْوا‪ ،‬قَطَعَها‬
‫وقرأ الُعَيّنَة َندْبا‪ .‬وعن َد ضِي قِ َوقْ تٍ‪ :‬سورتان ق صيتان أفضلُ من بَعْ ضِ الطويلت ي‬
‫الُعَيّنَتَيس‪ ،‬خلفا للفارقسي‪ .‬ولو ل َيحْفَظ إل إحدَى الُعَيّنتيس قرأهسا ويُبْدِل الخرَى‬
‫لمُعةِ مثلً‪ ،‬و َس ِمعَ قراءَةَ‬
‫بِ سُورَةٍ حَفِظَها وإن فاتَ ُه الوَلءُ‪ .‬ولو اقْتَدَى ف ثانيةِ صُبْحِ ا ُ‬
‫الما مِ {هَلْ أَتَى} فيقْرَأ ف ثانِيَتِ هِ إذا قا مَ بعدَ سل ِم الما مِ ال تن يل‪ .‬ك ما أف ت به‬
‫الكمالُ الرّدادُ وتَبِعَهُ شيخنا ف فتاويه‪ .‬لكن قضية كلمِهِ ف شرحِ الِنْهاجِ أنه يَقْرَأ ف‬
‫ثاني ته إذا قا مَ َهلْ أتَى‪ ،‬وإذا قَرََأ الِما مُ غيَ ها قرأهُ ما الأمو مُ ف ثاني ته‪ .‬وإن أدرَ كَ‬
‫جدَةَ وهل أَتَى ف ثانيته‪ .‬كما‬ ‫سْ‬ ‫الِمامَ ف رُكوعِ الثاني ِة فكما لو ل يَقْ َرأْ شيئا فيقْرَأُ ال ّ‬
‫أفت به شيخنا‪.‬‬

‫لهْرُ بالقِراءَ ِة لغيِ مَأمو مِ ف صُبْحِ وأُولَي يْ ال ِعشَاءَيْ نِ و ُجمُعَ ٍة وفيما‬


‫[تنبيه]‪ :‬يُ سَنّ ا َ‬
‫يَ ْقضِي بي غُرو بِ الشّمْ سِ وطُلوعِها‪ ،‬وف العِيدَيْن قال شيخنا‪ :‬ولو قَضَاءً والتراويح‬

‫‪41‬‬
‫جهَرُ مُ صَ َل‬ ‫لهْرُ‪ ،‬لِلّنهْي عنه‪ .‬ول َي ْ‬ ‫ف القَمَرِ‪ .‬ويُكْ َر هُ للمأمو مِ ا َ‬
‫ووترِ رمَضا نِ وخُسو ِ‬
‫وغيه إن َشوّ شَ على نو نائِ مٍ أو مُ صَلَ‪ ،‬فَيُكْرَه‪ .‬كما ف الجموع‪ .‬وَبحَ ثَ بَ ْعضُهُ مُ‬
‫لهُرِ بِقُرآنٍ أو غيِ ِه بضْرَةِ الُصَلّي ُمطُلَقا‪ ،‬لن السجدَ َوقْفٌ على الُصَلّي‬ ‫الَنْعَ ِمنَ ا َ‬
‫لهْرِ والِ سْرارِ ف النّوافِلِ ا ُلطْلَقَةِ لَيْلً‬ ‫أي أصالَةً دون الوُعّا ظِ والقُراءِ‪ ،‬ويَتو سّطُ بيَ ا َ‬
‫(و) سُنّ ِلمُنْفَرِدٍ وإما مٍ ومَأمو مٍ (تكبيٌ ف كُلّ خَفْ ضٍ ورفْ عٍ) للتّباع‪( ،‬ل) ف َرفْ عٍ‬
‫(من رُكو عٍ)‪ ،‬بل يَ ْرفَ عْ منه قائلً‪َ :‬س ِمعَ اللّ هُ ِلمَ نْ َحمِدَ هُ‪( ،‬و) سُنّ ( َمدّه) أي التّكبي‬
‫جلْ سَ ِة ال ستِرا َحةِ‪( .‬و) سُنّ ( َجهْرٌ ب هِ) أي‬ ‫إل أن يَ صِلَ إل الُنْتَقلِ إل يه‪ ،‬وإن فَ صَل ِب َ‬
‫بالت كبي للنتقا ِل كالّتحَرّ مِ (لِما مٍ) وكذا مَُبلّ غٍ احتي جَ إلي هِ‪ ،‬ل كن إن َنوَى الذّكْرَ أو‬
‫والِ ساعَ‪ ،‬وإل بَطلت صلتُهُ‪ .‬ك ما قال شيخ نا ف َشرْ حِ الِنْها جِ‪ .‬قال بعضُهُم‪ :‬إن‬
‫صسوْتُ الِمامسِ‪.‬‬ ‫َغس الأموميس َ‬ ‫ّفاقس الِئمّ ِة الرْبَعسة‪ ،‬حيسث بَل َ‬‫ِيغس ِبدْعَةٌ مُنْكَرةٌ‪ ،‬بات ِ‬
‫التّبل َ‬
‫لهْرُ بسه‪( .‬لِغيِه) مسن مُنْفَرِدٍ ومَأمومسٍ‪( .‬و) خامِسسُها‪( :‬رُكوعٌس بانناءٍ‬ ‫(وكُرِهسَ) أي ا َ‬
‫بي ثُ تنال راحتاه) وه ا ما عدا ال صابِع من الكَفّيِ‪ ،‬فل يك في و صولُ ال صابعِ‬
‫( ُركْبَتَيْ هِ) لو أرادَ َوضْعهما عليهما عند اعتدالِ الُلْقَةِ‪ .‬هذا أقلّ الرّكوع‪( .‬و ُسنّ) ف‬
‫سوِيَةُ َظهْرٍ وعُُن قٍ) بأن َيمُدّهُما حت يصيا كال صّفِيحَ ِة الوا ِحدَةِ‪ ،‬للتّباع‪.‬‬ ‫الرّكو عِ (تَ ْ‬
‫(وأ ْخذُ ُركْبَتَيْ هِ) مع نَ صِْبهِما وتَفْرِي ِقهِ ما (بِكَفّ يه) مع َكشْفِه ما وتف ِرقَةُ أ صابِعَهما‬
‫تفريقا وسَطا (وقول سبحا َن ربّي العظيمِ وبِحمدِهِ‪ ،‬ثلثا) للتباع‪ .‬وأقلّ التّسبيحِ فيه‬
‫حوِ سُبحانَ ال‪ ،‬وأكثرَ هُ إحدى عشرة‪ .‬ويزيدُ من مرّ َندْبا‪:‬‬ ‫وف السّجودِ مرّة‪ ،‬ولو بِن ْ‬
‫ك َركَعْ تُ‪ ،‬وبِ كَ آمَن تُ‪ ،‬ول كَ أسلمتُ‪َ .‬خشَ عَ ل كَ َسمْعِي وبَ صَرِي و ُمخّي‬ ‫الله مّ ل َ‬
‫وعَظْمي وعَصَب وشَعْري وَبشَري‪ ،‬وما استَقَّلتْ ب ِه قدَمي أي جيعُ جَسَدي ل رَبّ‬
‫ح ْمدِ كَ‪ ،‬اللهمّ اغْفِرْ ل‪ .‬ولو‬ ‫ك اللهمّ وِب َ‬ ‫العال ي‪ .‬ويُ سَ ّن ف يه و ف ال سّجودِ‪ :‬سبحانَ َ‬
‫ضلُ‪ ،‬وثلث تسسبيحاتٍ مسع اللهمّ لكَس‬ ‫اقتصَسرَ على التّسسبيحِ أو الذّكْ ِر فالتسسبيحُ أف َ‬
‫رَكعْ تُ إل آخِ ِر هِ أفضلُ من زيا َدةِ التسبيحِ إل إحدى عشرة‪ .‬ويك َر ُه القتصارُ على‬
‫أقلّ ال ّركُوعِ والبالَغَةُ ف خَفْضِ الرّأسِ عن الظّه ِر فيه‪ .‬ويُسَنّ لِ َذكَرٍ أن ُيجَافِيَ مِ ْرفَقَيْهِ‬

‫‪42‬‬
‫خذَيْه‪ ،‬ف ال ّركُو عِ وال سّجودِ‪ .‬ولغيِ هِ أن َيضُ ّم فيهما بَ ْعضَ هُ‬
‫عن جَنْبَيْه‪ ،‬وبَطْنه عن َف ِ‬
‫لِبَعْضٍ‪.‬‬

‫ص َد بالوِيّ للرّكو عِ غيَه‪ ،‬فلو َهوِ يّ لِ سُجودِ تِلوَةٍ فلما‬ ‫[تنبيه]‪َ :‬يجِ بُ أن ل يَقْ ُ‬
‫بَلغَ َحدّ الرّكو عِ جَعَلَ ُه رُكوعا ل يَ ْكفِ‪ ،‬بل يَ ْلزَمْ هُ أن يَنْتَصِبَ ث يَ ْركَع‪ ،‬كَنَ ِظيِهِ من‬
‫جدَتَيْن‪ .‬ولو َش كّ غيُ مأمُو مٍ وهو سا ِجدٌ هل‬ ‫سْ‬‫العتِدالِ وال سّجودِ والُلو سِ بي ال ّ‬
‫ب فَورا ث الرّكُوع‪ ،‬ول يوزُ له القيامُ راكِعا‪.‬‬ ‫رَ َكعَ؟ لَزِمَ ُه النتِصا ُ‬

‫(و) سادسُها (اعتِدالٌ) ولو ف نَفْلٍ‪ ،‬على الُعَْت َمدِ‪ .‬ويتحَقّ ق (بِ َعوْدٍ) ب عد الركو ِ‬
‫ع‬
‫(لِِبدْءٍ) بأن يعودَ لا كان عليه قبل رُكوعِ هِ‪ ،‬قائِما كان أو قاعِدا‪ .‬ولو شكّ ف إتامِ هِ‬
‫عادَ إليه غيُ الأمو مِ فورا وُجُوبا وإلّ بطلت صلتُه‪ .‬والأمو مُ يأت بِ َركْعَةٍ بعد سلمِ‬
‫إمامِ هِ‪( .‬ويُ سَنّ أن يقولَ ف َرفْعِ هِ) من الرّكو عِ ( َسمِ َع ال ِلمَ نْ َح ِمدَ هُ) أي تَقَبّلَ منه‬
‫ّغس لنسه ِذكْرُ انتِقالٍ‪( .‬و) أن يقولُ (بعسد انتصسابٍ)‬ ‫ِمامس ومُبل ٍ‬
‫بهس ل ٍ‬ ‫لهْرُ ِ‬ ‫َح ْمدَهسُ‪ ،‬وا َ‬
‫ل ْمدُ مِلء ال سّمواتِ ومِلء الر ضِ وملء ما شِئ تَ من شيءٍ‬ ‫للعتِدالِ‪( :‬رَبّ نا ل كَ ا َ‬
‫بعدُ) أي بعدها‪ ،‬كالكُر سِيّ والعَرْ شِ‪ .‬ومِلءُ بالرّفع صفة‪ ،‬وبالنصب حال‪ .‬أي مالِئا‬
‫جدِ أحَ قّ ما قا َل العَبْدُ‪ ،‬وكُلّنا‬ ‫بتقديرِ َكوْنِ هِ جِسما‪ ،‬وأن يزيدَ من مَرّ‪ :‬أهلُ الثناءِ وا َل ْ‬
‫لدّ‪.‬‬‫لدّ مِنكَ ا َ‬ ‫ت ول مُعْطِيَ لِما مَنَ ْعتَ‪ ،‬ول يَنْ َفعُ ذا ا َ‬ ‫لكَ عَْبدٌ‪ ،‬ل ماِنعَ لا أعْطَْي َ‬

‫(و) ُسنّ (قُنُو تٌ بِ صُبْحٍ) أي ف اعتدا ِل َركْعَتِ ِه الثان ية‪ ،‬ب عد ال ّذكْرِ الرّاتِ بِ على‬
‫ا َلوْجَه‪ ،‬و هو إل من ش يء ب عد (و) اعتدالٍ آخره (وترُ نِ صْفٍ أخ ي من رمضان)‬
‫ف الوّل‪ ،‬كبقيّةِ ال سّنة‪( .‬وب سائِرِ مَكْتوبَةٍ) من الم سِ ف‬ ‫للتّباع‪ ،‬ويُكْرَ هُ ف النّ صْ ِ‬
‫اعتدالِ الرّكعَةِ الخية‪ ،‬ولو م سبوقا قَنَ تَ مع إمامِ هِ (لِنا ِزلَةٍ) نَ َزلَ تْ بالُ سلمي‪ .‬ولو‬
‫واحدا تَعدّى نَفْعُه كأ سْ ِر العالِمِ أو الشّجا عِ وذلك للتباع‪ ،‬وسوا ٌء فيها الو فُ ولو‬
‫ْطس والوَباءِ‪ .‬وخرج بالكتوَبةِ النّفْ ُل ولو عيدا والَْنذُورَةُ‪ ،‬فل‬ ‫ِنس َع ُدوَ مُسسِلمٍ‪ ،‬وال َقح ِ‬
‫م ْ‬

‫‪43‬‬
‫يُسَس ّن فيهمسا‪( .‬رافعا يديْهسِ) َح ْذوَ منكبَيْه ولو حال الثّناءِ‪ ،‬كسسائِرِ الدْعِيَةِ‪ ،‬للتّباع‪،‬‬
‫وح يث د عا لِتَح صيلِ شيءٍ‪ ،‬كدَفْ عِ بلءٍ ع نه ف بَقِيّة عُمرِ هِ‪ ،‬جَعْلُ َبطْ نِ كَفّي هِ إل‬
‫السّماء‪ .‬أو لِ َرفْعِ بلءٍ وَقَعَ به جَعْلُ َظهْرَها إليها‪ .‬ويُكْرَهُ الرّفْعُ ِلخَطيبٍ حالَةَ الدّعاءِ‪،‬‬
‫(بنحو‪ :‬اللهمّ ا ْهدِنِي فِيمَنْ َهدَيْت‪ ،‬إل آخرِهِ) أي وعَافِن فيمَن عافَيْت‪ ،‬وتَولّن فيمن‬
‫تَولّيْت‪ ،‬أي مَ َعهُم لنْ َدرِ جَ ف ِسلْ ِكهِم‪ .‬وبارِ ْك ل فيما أعْطَيْ تَ‪ ،‬وقِن شَرّ ما َقضَيْ تَ‬
‫َنس عادَيْتسَ‪.‬‬ ‫ْتس ول يَعِزّ م ْ‬‫َنس والَي َ‬‫فإنكس تَقْضِي ول يُقْضَى عليسك‪ ،‬وإنّهس ل َيذِلّ م ْ‬ ‫َ‬
‫ل ْمدُ على ما َقضَيْ تَ‪ ،‬أ سْتَغْفِرُكَ وأتو بُ إلي كَ‪ .‬وتُ سَنّ‬ ‫ت ربّنا وتعالَيْ تَ‪ ،‬فَل كَ ا َ‬
‫تباركْ َ‬
‫آخره الصلةُ والسلمُ على النب وعلى آله‪ ،‬ول تُ سَنّ أوّله‪ .‬ويزيدُ فيه من مَ ّر قنو تَ‬
‫ك ونسستَغْفِرُكَ‬ ‫الصسبْح‪ ،‬وهسو‪ :‬اللّهم ّ إنسا نسستَعِينُ َ‬ ‫ُتس بسه فس ّ‬ ‫عُم َر اّلذِي كان يَقْن ُ‬
‫ُكس ول‬ ‫عليكس الَيْرَ كُلّه‪ ،‬نشكُر َ‬‫َ‬ ‫ِكس ونتوكّلُ عليسك‪ ،‬ونُثْنس‬ ‫ِنس ب َ‬‫ونسستَهدِيكَ‪ ،‬ونؤم ُ‬
‫نَكْفُرُ كَ‪ ،‬ونلع ونترُك من يَ ْفجُرُ كَ‪ .‬اللهمّ إياك نَعُبدُ‪ ،‬ولك نُ صَلّي ون سجُد‪ ،‬وإل يك‬
‫ن سْعَى وَنحْفِد أي نُ سْرِع نر جو رحتَ كَ وَنخْشَى عذابَ كَ إن عذابَ كَ الدّ بالكُفّارِ‬
‫مُ ْلحِق‪ .‬ولا كان قنوتُ الصّبْ ِح الذكور أولً ثابتا عن النب ُقدّمَ على هذا‪ ،‬فمِنْ َثمّ لو‬
‫ت القُنو تِ‪ ،‬فيجزىءُ عنها آيةً‬ ‫أرادَ أ َحدَهُما فقط اقَتصَر على الوّل‪ ،‬ول يتعيّ نُ كلما ُ‬
‫ض ولو غ َي مأثورٍ‪ .‬قال شيخنا‪:‬‬ ‫صدَه كآخِ ِر البَقَرةِ وكذا دُعاءٌ م ُ‬ ‫تضمّنَ تْ دعاءُ إن قَ َ‬
‫والذي يّتجِه أن القانِ تَ لِنا ِزلَةٍ يأتِي بِقُنو تِ ال صّبحِ ث َيخْتِ مُ بسؤال َرفْ عِ تلك النا ِزلَة‪.‬‬
‫سمَعْهُ ومُنْفَرِدٌ‬ ‫(وجَهْر به) أي القنوت‪َ ،‬ندْبا‪( ،‬إما مٌ) ولو ف ال سّرّية‪ ،‬ل مأمو مٌ ل يَ ْ‬
‫فيُ سِرّان به ُمطْلقا‪( ،‬وأمّ نَ) َجهْرا (مأمو مٌ) َس ِمعَ قنو تَ إمامِ هِ للدعاءِ م نه‪ .‬و من‬
‫الدّعاءِ‪ :‬الصلةُ على النب فيُؤمّن لا على الوْجَه‪ .‬أما الثناءُ وهو‪ :‬فإنّ كَ تَ ْقضِي إل‬
‫صوْتا ل يَ ْفهَمْهُ فيَقْنُت سِرّا‪.‬‬
‫سمَعْهُ أو َس ِم َع َ‬
‫آخرِ ِه فيقوله سِرّا‪ .‬أما مأمومٌ ل َي ْ‬

‫(وكُ ِرهَ لِما مٍ تصيصُ نَفْسِهِ ِبدُعاء) أي ِبدُعا ِء القُنوتِ‪ ،‬للّنهْيِ عن تصيصِ نفسِ ِه‬
‫لمْعسِ‪ .‬وَقضِيّتُهُس أن سسائِرَ‬
‫بالدّعاءِ‪ .‬فيقولُ الِمامسُ‪ :‬ا ْهدِنسا‪ ،‬ومسا عُطِفَس عليسه بِلَفْظِس ا َ‬

‫‪44‬‬
‫ظ الِفْرادِ وهو كثيٌر‪.‬‬
‫الدْعِيَة كذلك‪ ،‬ويتعَيّن َحمْلُه على ما ل يَرِدْ عنه وهو إمامٌ بلف ِ‬
‫َمس جَرَى بعضُهُم على‬ ‫بلفظس الِفرادِ‪ ،‬ومسن ث ّ‬
‫ِ‬ ‫بعضس الُفّاظسِ‪ :‬إن أدْعِيَتَه كُلّهسا‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫ل ْمعِ بالقُنوتِ‪.‬‬
‫اختِصاصِ ا َ‬

‫(و) سابِعُها‪ ( :‬سجودٌ مَرّت ي) كل ركعَةٍ‪( ،‬على غ ي َمحْمولٍ) له‪( ،‬وإن َتحَرّ َك‬
‫حمُولٍ له فل َيضُرّ ال سّجودُ‬ ‫ِبحَ َركَتِ هِ) ولو ن و سريرٍ يتحرّك ِبحَركَتِه ل نه لي سَ ِب َم ْ‬
‫ِهس الطّويلِ‪.‬‬ ‫كطرفس مسن رِدائ ِ‬
‫ٍ‬ ‫جدَ على ممولٍ ل يََتحَرّك بركَتِه‬ ‫سس َ‬
‫عليسه‪ ،‬كمسا إذا َ‬
‫جدَ على مَحمولٍ يتحرّك بركتسه‪،‬‬ ‫س بقول‪ :‬على غيِ ممولٍ له‪ ،‬مسا لو سس َ‬ ‫وخرج َ‬
‫جدَ عليه بطلت الصّلةُ إن تعمّدَ وعَلمَ تريَهُ‪،‬‬ ‫كطَرَفٍ من َعمَامَتِهِ‪ ،‬فل يصح‪ ،‬فإن س َ‬
‫ْمس‬
‫وإل أعادَ السسّجودَ‪ .‬ويصسحّ على يدِ غيِهسِ‪ ،‬وعلى نوس مندي ٍل بيدِه لنسه فس حُك ِ‬
‫جدَ على شيء فالتَ صَ َق ببهَتِ هِ صَحّ‪ ،‬ووجَ بَ إزالَتُه للسجودِ الثان‪.‬‬ ‫الُنْفَ صِلِ‪ ،‬ولو َس َ‬
‫رأسسهِ ومنكَبَيْه‪ ،‬للتباع‪ .‬فلو‬ ‫ِعس عَجيزَتُه ومسا حولُهسا على ِ‬ ‫(مسع تنكيسسٍ) بأن ترتَف َ‬
‫انعَكَ سَ أو تساويا ل ُيجْزِئْه‪ .‬نعم‪ ،‬إن كان به ِعلّةٌ ل يكِنُهُ مَعَها السّجودُ إ ّل كذلِ كَ‬
‫أجزَأَه‪( ،‬بوضْعِ بعضِ جبهتِهِ بكشفٍ) أي مع كشفٍ‪ .‬فإن كان عليها حاِئلٌ كعُصابَةٍ‬
‫ل يَص ْسحّ‪ ،‬إلّ أن يكون ِلجَرا َحةٍ وشَقّس عليسه إزالَتُه مَشقّةً شديدةً‪ ،‬فيَصُسحّ‪( .‬و) مسع‬
‫(تامُلٍ) ببهَتِ ِه فقسط على مُ صَلّه‪ ،‬بأن ينال ثِ قل رأسِسهِ‪ ،‬خلفا للِمام‪( .‬و) وض عِ‬
‫بع ضِ ( ُركْبَتَيْه و) بع ضِ (َبطْ نِ كَفّ يه) من الرّاحَةِ وبُطو ِن ال صابِعِ (و) بع ضِ َبطْ نِ‬
‫وأطرافس الصسابِعِ وظهرِهِمسا‪ .‬ولو‬ ‫ِ‬ ‫ْفس‬
‫(أصساِبعِ َقدَمَيْهسِ) دون مسا عدا ذلك‪ ،‬كالَر ِ‬
‫قُطِعَتْ أصابُع َقدَمْيه وَقدَرَ على َوضْعِ شيءٍ من بطِنهِما ل َيجِبْ‪ ،‬كما اقتضاهُ كلمُ‬
‫سنّ‪ ،‬ك َكشْ فِ غيِ الرّكبت ي‪( .‬و سُنّ) ف‬ ‫ب التّحامُلُ علي ها بل يُ َ‬
‫الشيخ ي‪ .‬ول َيجِ ُ‬
‫ال سّجودِ (وض عُ أن فٍ) بل يتأكّد ِلخَبَرٍ صحيحٍ‪ ،‬ومن ث اختيَ وُجوبُه‪ .‬ويُ سَ ّن وض عُ‬
‫الرّكبت ي َأ ّولً مُتَف ّرقَتَيْ ِن َقدْرَ شِبْرٍ‪ ،‬ث كَفّيْه حذوَ مِنْكَبَيْه‪ ،‬رافعا ذراعَيْه عن الر ضِ‬

‫‪45‬‬
‫ْهس قدرَ ش ِبٍ‬
‫َهس معا‪ ،‬وتفريسق قَدَمَي ِ‬
‫َهس وأنف ُ‬
‫وناشِرا أصسابِعَهُ مضمومَةً لِلقبلِة‪ ،‬ثس جبهَت ُ‬
‫وَنصْبهما ُموَجّها أصابِ َعهُما للقِبْلَةِ‪ ،‬وإبرازهُما من ذَيْلِهِ‪.‬‬

‫ويُ سَ ّن فت حُ عيني هِ حالَةَ السّجودِ كما قاله ابن عبد السلم‪ ،‬وأقرّ هُ الزركشي‪ .‬ويُكْرَ ُه‬
‫مالفَةُ الترتي بِ الذكورِ و َعدَ مُ وض ِع الن فِ‪( ،‬وقولُ‪ :‬سبحا َن ربّ يَ العلى وِبحَ ْمدِه‬
‫ثلثا) ف ال سجودِ للتّباع‪ .‬ويز يد مَ نْ مَرّ نَدبا‪ :‬اللهمّ لك َسجَدْتُ‪ ،‬وبِ كَ آمنْ تُ‪،‬‬
‫حوْلِ ِه وُقوّتِهِ‪،‬‬
‫ص ّورَهُ وشَقّ َسمْعَهُ وبَصَ َرهُ ِب َ‬
‫جدَ وَ ْجهِي لِّلذِي خَلَقَهُ و َ‬
‫ولكَ أسَلمْتُ‪َ .‬س َ‬
‫تبارَكَ اللّهُ أحسَنُ الَالِقِيَ‪.‬‬

‫ويُ سَنّ إكثارُ الدّعا ِء ف يه‪ .‬وم ا َورَ َد ف يه‪ :‬اللهُمّ إ ن أعوذُ بِرِضا كَ ِم نْ َسخَطِك‪،‬‬
‫وِبمُعافاتِ كَ مِ نْ عُقوبَتِك‪ .‬وأعوذُ بِ كَ مِنْ كَ‪ ،‬ل ُأحْ صِي ثناءً علي كَ أن تَ كما أثْنَيْ تَ‬
‫على نف سِكَ اللهمّ اغْفِرْ ل ذَنْب كُلّه ِدقّ هُ و ِجلّه‪ ،‬وأ ّولَه وآخِرَه‪ ،‬وعلنِيَتِه و سِرّه‪ .‬قال‬
‫ف الروضة‪ :‬تطويلُ السجودِ أفضلُ من تطويلِ الرّكوع‪.‬‬

‫(و) ثامِنُها‪( :‬جلو سٌ بيَنهُما) أي ال سّجدتَيْن‪ ،‬ولو ف نَفْلٍ على الُعََت َمدِ‪ .‬وي بُ أن‬
‫سعِ عَقْ َر بٍ أعا َد ال سّجودَ‪ .‬ول َيضُرّ‬
‫صدَ برفْعِ هِ غيِه‪ ،‬فلو رَفَ َع فَزِعا من ن و لَ ْ‬
‫ل يَقْ ُ‬
‫إدامَةُ َوضْع يديه على الر ضِ إل السجدَةِ الثانيةِ اتّفاقا‪ ،‬خلفا ِلمَن وَهَم فيه‪( .‬ول‬
‫صيَيْن‪.‬‬
‫يُ َطوّله‪ ،‬ول اعتِدالً) لنما غي مقصُودَين لذاتِهما بل شُرِعا لِلفَصْلِ‪ ،‬فكانا قَ ِ‬
‫فإن َطوّلَ أحدَهُما فو قَ ِذكْرِ هِ ا َلشْروع فيه َقدْرَ الفاِتحَةِ ف العتِدالِ أق ّل التش ّهدُ ف‬
‫الُلوسِ عامِدا عالِما َبطَلتْ صلتُه‪.‬‬

‫(وسُنّ فيه) اللوسُ بي السجدتي‪( ،‬و) ف (تشهّدٍ أوّل) و َجلْسَةِ استِراحَةٍ‪ ،‬وكذا‬
‫ف تش ّهدٍ أخيٍ إن تَعَقّبَه سجودُ َس ْهوٍ‪( .‬افتراشٌ) بأن َيجُْلسَ على كَعْبِ يُسراهُ بيثُ‬
‫يلي َظهْرُ ها الر ضَ‪( ،‬واضِعا كفّيْه) على فَخذَيْه قريبا من رُكْبَتَ يه ب يث ت سامُتهُما‬
‫رُؤو سُ الصابعِ‪ ،‬ناشِرا أصابِعَه‪( ،‬قائلً‪ :‬ربّ اغْفِرْ ل‪ ،‬إل آخره) تتمّته‪ :‬وارْ َحمْن‪،‬‬

‫‪46‬‬
‫واجْبُرْن‪ ،‬وارْفَعْن‪ ،‬وا ْرزُقْن‪ ،‬وا ْهدِن‪ ،‬وعافِن‪ .‬للتباع‪ .‬ويكرَهُ‪ :‬اغْفِرْ ل‪ ،‬ثلثا‪( .‬و)‬
‫سُنّ (جَلسَةُ استِراحَةٍ) بِ َقدْرِ اللوسِ بي السجدتي للتباع‪ ،‬ولو ف نَ ْفلِ‪ ،‬وإن تَ َركَها‬
‫الِما مُ خلفا لشيخنا (لقيا مٍ) أي لجلِ هِ‪ ،‬عن سجودٍ لغيِ تل َوةٍ‪ .‬ويُ سَنّ اعتمادٌ على‬
‫بَ ْطنِ كَفّيْه ف قيامٍ من سجودٍ وقعودٍ‪.‬‬

‫ُلوسس بيَنهُمسا‪،‬‬
‫ّكوعس والسسّجودَيْنِ‪ ،‬وال ُ‬
‫تاسسعُها‪ُ ( :‬طمَأنِينَةٌ فس كُلّ) مسن الر ِ‬ ‫(و) ِ‬
‫والعتِدالُ‪ ،‬ولو كا نا ف نَفْلٍ‪ ،‬خلفا للنوارِ‪ .‬وضَابِطُ ها أن ت ستَقِرّ أعضاو هُ بي ثُ‬
‫ينفصِلُ ما انتَقَلَ إليه َعمّا انتقَلَ عَنْه‪.‬‬

‫ش ّهدٌ أخيٌ‪ ،‬وأقَلّه) ما رواه الشافعي والتّرِمذ يّ‪( :‬التيحا تُ ل إل‬ ‫(و) عاشِرُها‪َ( :‬ت َ‬
‫آخره) تتمته‪ :‬سلمٌ عليكَ أيّها النبّ ورحةُ اللّهِ وبَرَكاتُه‪ ،‬سلمٌ علينا وعلى عِبادِ اللّهِ‬
‫سنّ لِكُلّ زيادَةٍ‪:‬‬‫س إ ّل ال وأنّس مَمّدا رسسولُ ال‪ .‬ويُس َ‬ ‫الصسّالِحي‪ ،‬أش َهدُ أن ل إله َ‬
‫الُبارَكا تُ ال صلوات الطّيّبا تُ‪ ،‬وأش ِهدُ الثّانِي‪ ،‬وتعري فُ ال سّلمِ ف ا َل ْوضِعَيْن‪ ،‬ل‬
‫البَس ْسمَلَة قَبْلَه‪ ،‬ول يَجوزُ إبدالُ لَفْظٍس مسن هذا القَلّ ولو ِبمُرادفسه‪ ،‬كالنسبّ بالرّسسولِ‬
‫وعك سه‪ ،‬وم مد بأح د وغيه‪ ،‬ويك في‪ :‬وأن ممدا عبدُ ُه ور سولُه‪ ،‬ل وأ نّ ممدا‬
‫رَ سولُه‪ .‬وي بُ أن يرا عي ه نا التشديدات‪ ،‬وعد مَ إبدالِ حَر فٍ بآخَر‪ ،‬والُوالةَ ل‬
‫التّرتي بَ إن ل ُيخِلّ بالَعْ ن‪ .‬فلو أ ْظهَ َر النّو نَ ا ُلدْغَمَة ف الل مِ ف أن ل إل هَ إلّ ال‬
‫حمّدٍ ف را ِء رَسولِ ال‪ .‬ويوزُ ف‬ ‫أبطَلَ لِتَ ْركِ هِ َشدّةً منه‪ ،‬كما لو تَرَ كَ إدغا مَ دالِ ُم َ‬
‫ب المزَ ُة والتّشديدُ‪.‬‬ ‫الن ّ‬

‫(و) حادي عشر ها‪ ( :‬صلةٌ على ال نبّ) (بَ ْعدَ هُ) أي بع َد تشهّدٍ أخيٍ‪ ،‬فل تُجزىء‬
‫قَبْلَه‪( .‬وأقلّ ها‪ :‬اللهمّ صلّ) أي ار َحمْ ُه رَ ْحمَةً مَقْرونَةً بالتّعْظي مِ‪ ،‬أو صلّى ال (على‬
‫ُمحَ ّمدٍ)‪ ،‬أو على رسولِهِ‪ ،‬أو على النبّ‪ ،‬دون أحد‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫(و سُنّ ف) تش ّهدٍ (أخيٍ) وق يل‪َ :‬يجِ بُ‪ ( .‬صلةٌ على آلِ هِ) فيح صَل أقلّ ال صل ِة‬
‫س على‬‫سحّ‪ ،‬لِبنائِه ِ‬
‫على اللِ بزيا َدةِ وآلِهسِ‪ ،‬مسع أَقلّ الصسّلةِ ل فس الوّل على الص َ‬
‫ِيس على َقوْلٍ‪ ،‬وهسو مُبْ ِطلٌ على قَوْلٍ‪ .‬واختيَ‬‫ْنس َق ْول ّ‬
‫التّخفِيفسِ‪ ،‬ولن فيهسا نَ ْق ُل ُرك ٍ‬
‫شهّدٍ) أخي‪ ،‬وهو‪ :‬اللهمّ صلّ على‬ ‫صحّةِ أحاديث فيه‪( .‬ويُ سَنّ أ ْكمَلُها ف َت َ‬ ‫مقابِلُ هُ لِ ِ‬
‫حمّدٍ‪ ،‬ك ما صَلّْيتَ على إبراهي مَ وعلى آلِ إبراهي مَ‪ ،‬وبارِ كْ على‬ ‫مُح ّمدٍ وعلى آلِ ُم َ‬
‫إبراهيمس وعلى آلِ إبراهيمسَ‪ ،‬إنسك حَميدٌ‬
‫َ‬ ‫ْتس على‬ ‫م ّمدٍ وعلى آلِ ممدٍ‪ ،‬كمسا با َرك َ‬
‫شهّدِ فلي سَ هنا إفرادُ الصلةَ عن هُ‪ ،‬ول بأ سَ بِزيادَةِ سّيدِنا‬ ‫مَجيدٌ‪ .‬وال سّلمُ تَ َقدّ مَ ف الّت َ‬
‫شهّدٍ أخيٍ (دعاء) بعد ما ُذكِرَ كله‪.‬‬ ‫حمّدٍ‪( .‬و) ُسنّ ف َت َ‬ ‫قبلَ ُم َ‬

‫وأما التشهدُ الوّلُ فيكرَ هُ فيه الدّعاءُ لبنائِ هِ على التخفي فِ‪ ،‬إلّ إن فَرَغ قبلَ إمامِه‬
‫فيدعو حينئذٍ‪ .‬ومأثورُهُ أفضلُ‪ ،‬وآ َكدُهُ ما أوجََبهُ بعضُ العلماءِ‪ ،‬وهو‪ :‬اللهمّ إن أعوذُ‬
‫ب النارِ‪ ،‬ومِن فِتْنَةِ ا َلحْيَا وا َلمَا تِ‪ ،‬ومِ ْن فِتْنَةِ الَسيح‬
‫بك ِم ْن عذا بِ القبِ‪ ،‬ومن عذا ِ‬
‫الدّجّال‪ .‬ويُكرهُ تَ ْركُه‪ .‬ومنه‪ :‬اللهمّ اغفِرْ ل ما َقدّمْتُ وما أخّرْتُ‪ ،‬وما أ ْس َررْتُ وما‬
‫أ ْعلَنْ تُ‪ ،‬وما أ سْرَفتُ‪ ،‬وما أن تَ أعْلَ مُ به من‪ .‬أنعت الُ َقدّ مُ وأنت ا ُلؤَخّرُ‪ ،‬ل إل هَ إلّ‬
‫أنتَ‪ .‬رواها مسلم‪ .‬ومنه أيضا‪ :‬اللهمّ إن ظََلمْتُ نفسي ظُلْما كبيا كثيا ول يَغْفِرُ‬
‫أنتس الغَفُورُ الرّحيمسُ‪ .‬رواه‬
‫ّكس َ‬ ‫ّنوبس إلّ أنتسَ‪ ،‬فاغْفِرْ ل مَغْفِرَةً مسن عِْندِك‪ ،‬إن َ‬ ‫الذ َ‬
‫البخاري‪ .‬ويُ سَنّ أن يَنْقُ صَ دعا ُء الِما مِ عن قدرِ أق ِل التش ّهدِ‪ ،‬وال صلةِ على ال نب‪.‬‬
‫شهّد‪.‬‬ ‫قال شيخنا‪ :‬تُ ْكرَهُ الصلةُ على النب بعد أدْعِيَةِ الّت َ‬

‫(و) ثان عشرها‪( :‬قعودٌ لما) أي للتش ّهدِ وال صّلةِ‪ ،‬وكذا للسلمِ‪( .‬و ُسنّ َت َورّ ٌك‬
‫فيه) أي ف قُعو ِد التّش ّهدِ الخيِ‪ ،‬وهو ما يَعْقِبُ هُ سلمٌ‪ .‬فل يَتَورّ كْ مسبوقٌ ف تشهد‬
‫س ْهوٍ‪ .‬وهو كالفتِرا شِ‪ ،‬لكن ُيخْرِج يُ سْراهُ من جهَةِ‬ ‫سجُد لِ َ‬
‫إمامِ هِ الخي‪ ،‬ول من يَ ْ‬
‫ف ُركْبَتَيْ هِ)‬
‫ش ّهدَيْه على ط َر ِ‬
‫يُمنا هُ ويُلْ صِق وركَ ُه بالر ضِ‪( .‬ووض ُع يدي هِ ف) قعودِ (َت َ‬
‫س الصابِعِ‪( ،‬ناشرا أصاِبعَ يُسراهُ) مع ضَ مَ لا‪( ،‬وقابضا) أصاِبعَ‬ ‫بي ثُ تسامِتُ ُه رؤو ُ‬

‫‪48‬‬
‫(يُمناهُ إلّ الُسَّبحَة) بكسر الباء‪ ،‬وهي الت تلي الِبام فيُرْسِلها‪( .‬و) سُنّ ( َرفْعُها) أي‬
‫الُ سَّبحَة مع إمالَتِ ها قليلً (ع ند) َهمْ َزةِ (إلّ ال) للتّبا عِ‪( .‬وإدامَتُه) أي الر فع‪ .‬فل‬
‫َيضَعْ ها بل تب قى مرفوعَةً إل القِيا مِ أو ال سلمِ‪ ،‬والفضَ ُل قب ضُ الِبا مِ ِبجَنْبِ ها‪ ،‬بأن‬
‫َيضَ عَ رأ سَ الِبا مِ عند أ سْفَلِها على حَ ْر فِ الراحَةِ‪ ،‬كعاِقدِ ثلثةٍ وخسي‪ .‬ولو وَضَ عَ‬
‫س ّن رَفْعُها خار جَ ال صّلةِ عند إلّ‬ ‫الُيمْن على غيِ الرّكْبَةِ يُشيُ بسبّابَتِها حينئذٍ‪ ،‬ول يُ َ‬
‫حوِ‬‫ال‪( .‬و) سُنّ (نَظرٌ إليها) أي قَصْ ُر النّظَرِ إل الُسَّبحَةِ حال رَفْعِها‪ ،‬ولو مَستورةً بَِن ْ‬
‫كُ مَ‪ ،‬ك ما قال شيخ نا‪( .‬و) ثالث عشر ها‪ :‬ت سليمةٌ أُول‪( ،‬وأقلّ ها‪ :‬ال سلمُ عليكُ مْ)‬
‫للتّباع‪ ،‬ويكرَ هُ عليكُ مُ ال سّلمُ‪ ،‬ول ُيجْزِىءُ سَلمٌ علَيْكُ مْ بالتّنْك ِي ول سَلمُ اللّ هِ أو‬
‫سَلمِي عليكُ مْ‪ .‬بل تَب ُطلُ ال صّلةُ إن تَ َع ّمدَ وَعَلِ مَ‪ .‬ك ما ف شرح الِرشا ِد لشيخ نا‪.‬‬
‫(و سُنّ) ت سلِيمَةٌ (ثان ية) وإن تَ َركَ ها إمامُه‪ ،‬وَتحْرُ مُ إن عَرَ ضَ ب عد الول مُنا فٍ‪،‬‬
‫ِنس كلّ مسن‬ ‫ُسسنّ أن يقر َ‬‫سستْرَةً‪( .‬و) ي َ‬
‫ْتس ُجمُعَةٍ ووجودِ عارٍ َ‬ ‫وخروجس َوق ِ‬
‫ِ‬ ‫َدثس‬
‫َكح ٍ‬
‫التسليمتي (بِ َر ْحمَةِ ال) أي معها‪ ،‬دون‪ :‬وَبَركاتِهِ‪ ،‬على النقولِ ف غي النازَةِ‪ .‬لكن‬
‫ت فيهما) حت يَرَى َخدّهُ اليَنَ ف‬ ‫اختيَ َندْبُها لِثُبوتِها من ِعدّةِ ُطرُقٍ‪( .‬و) مع (التفا ٍ‬
‫الول والْيسَرَ ف الثانِيَة‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬يُ سَنّ ل كل من الِما مِ والَأمو مِ والُنْفرِدِ أن ينوِ يَ ال سّلمَ على من التَفَ تَ‬
‫هو إلي هِ ِممّ نْ عن يينِه بالتسليمَةِ الول‪ ،‬وعن يسارِهِ بالتسليمَة الثانية‪ ،‬من مَلئِكَةٍ‬
‫ومؤمِن إن سٍ وجِ نَ‪ ،‬وبأيّتهِما شاءَ على من خَلْفَ هُ وأمامَ ُه وبالول أفضَلُ‪ .‬وللمأمو مِ‬
‫أن ينوِي َس الرّدّ على الِمام ِس بأيّس سسلمَيْهِ شاءَ إن كان خَلْفَه‪ ،‬وبالثانيةِ إن كان عسن‬
‫يينِ هِ‪ ،‬وبالول إن كان عن يسارِهِ‪ .‬ويُسَنّ أن ينوِيَ بع ضُ الأمومي الرّدّ على بع ضٍ‪،‬‬
‫فينوِي هِ مَ نْ على ييِ الُ سَلّم بالت سليمَةِ الثانيةِ ومَ نْ على ي سارِهِ بالول‪ ،‬ومَن خل َف هُ‬
‫وأمامَهُ بأيّتِهما شاء‪ ،‬وبالول َأوْل‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫[فروع]‪ :‬يُ سَنّ نيةُ الُرو جِ من الصلةِ بالتسلِيمَةِ الول خُروجا من الِل فِ ف‬
‫وُجوبِ ها‪ ،‬وأن ُيدْرِ جَ ال سلمَ‪ ،‬وأن يبتدِئَةُ م ستقبِلً بو ْجهِ ِه القِبْلَة‪ ،‬وأن ينهِيَ هُ مع تا مِ‬
‫اللتفا تِ‪ ،‬وأن ي سّلمَ الأمو مُ ب عد ت سليمَتَي الِمام‪( .‬و) را بع عشر ها‪( :‬ترتي بٌ ب ي‬
‫أركان ا) الُتَقدّمَةَ ك ما ُذكِرَ‪ .‬فإ نْ تَ َعمّدَ الخللَ بالترتي بِ بتقديِ رُك ٍن فِعْلِ يّ‪ ،‬كأن‬
‫جدَ ق بل الرّكو عِ‪َ ،‬بطَلَ تْ صَلتُه‪ .‬أ ما تقديُ الرّك ِن القول فل يضرّ إل ال سلمِ‪.‬‬ ‫َس َ‬
‫والترتي بُ ب ي ال سّنَ ِن كال سورَةِ ب عد الفاتِحَةِ‪ ،‬والدّعاءِ ب عد التش هد وال صلةِ‪ ،‬شرط‬
‫ج َد ق بل‬ ‫للعتدادِ بسنّيّتِها‪( ،‬ولو سَها غيُ مأمو مٍ) ف الترتي بِ (بتر ِك ُركْ نٍ) كأن َس َ‬
‫الرّكو عِ‪ ،‬أو رَكَعَ قبل الفاِتحَة‪ ،‬لغا ما فعَلَ هُ حت يأتِ يَ بالَتْرو كِ‪ .‬فإن تَذكّرَ قبلَ بلو غِ‬
‫مثله أتى به‪ ،‬وإ ّل ف سَيَأت بياُن هُ‪( .‬أو َشكّ) هو أي غيُ الأمو مِ ف ُركْ نٍ هل فَعَلَ أم‬
‫ل‪ ،‬كأن شَكّ راكِعا هل قَرََأ الفَاتِحَةَ‪ ،‬أو ساجِدا هل رَكَعَ أو اعَتدَلَ‪( ،‬أتى به) َفوْرا‬
‫وُجوبا (إن كانسَ) الشّكّ (قبسل فِعْلِه مِثْلَه) أي مثلَ ا َلشْكُوكِس فيسه مسن َركْعَةٍ أُخرى‬
‫(وإل) أي وإن ل يتذكر حت فعل مثله ف ركعة أخرى (أجْزََأ هُ) عن مَتروكِ هِ‪ ،‬ولغا‬
‫ما بينهما‪ .‬هذا كله إن َعلِ مَ عَيْ نَ الَتْرُو كِ و َمحَلّه‪ ،‬فإن َجهَلَ عَيْنَ هُ و َج ّوزَ أنه النّيّةَ أو‬
‫تَكِْبيَ َة الِحْرا مِ بطلت صلتُهُ‪ .‬ول يُشتَر طْ ه نا طُو ُل فَ صْ ٍل ول مضِ ّي ُركْ نٍ‪ ،‬أو أ نه‬
‫السلمُ يُسلّم‪ ،‬وإن طال الفَصْلُ على ا َلوْجَهِ‪ .‬أو أنه غَْيرَهُما أخذَ بالسوأ وبَنَى على‬
‫ما فَعَلَه‪( ،‬وتدارَ كَ) البا قي مِن صلتِهِ‪ .‬ن عم‪ ،‬إن ل يَكُن الِثْلُ من ال صّلةِ ك سُجودِ‬
‫تِلوَةٍ ل ُيجْزِئْه‪ .‬أ ما مأمو مٌ َعلِ مَ أو شَكّ قبلَ رُكوعِ هِ وبع َد رُكو عِ إما ِم هِ أ نه تَرَ كَ‬
‫الفاِتحَةَ فيقرَؤها ويَ سْعَى َخلْفَ هُ‪ ،‬وبعد ركو ِعهِما ل يَ ُعدْ إل القِيا مِ لِقِراءَتِ ِه الفاتِحَة بل‬
‫يَتْبَع إمامَه وُيصَلّي َركْعَةً بعد سلمِ الِمامِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ ( :‬سُنّ دُخولُ صلةٍ بِنَشا طٍ) لنه تعال ذَمّ تارِكي هِ بقوله‪{ :‬وإِذا قَامِوا إل‬
‫غ قَلْ بٍ) من الشواغِلِ لنه‬ ‫ال صّلةِ قَامُوا كُ سَالَى} والكَ سَلُ‪ :‬الفُتورُ والتّوان‪( .‬وفرا ِ‬
‫أقرَب إل الُشو عِ‪( .‬و) ُسنّ (في ها) أي ف صَلِتهِ كل ها‪( ،‬خُشو عٌ بقلْبِ هِ) بأن ل‬

‫‪50‬‬
‫حضِرَ ف يه غيَ ما هو ف يه وإن تَعَلّ قَ بال ِخرَةِ‪( .‬وبوارِحِه) بأن ل يَعْبَ ثَ بأ َحدِ ها‪،‬‬ ‫ُي ْ‬
‫وذلك لِثَنا ِء ال تعال ف كتابِهِ العزيز على فا ِعلَيه بقولِهِ‪َ{ :‬قدْ َأفَْلحَ ا ُلؤْمِنونَ الّذِينَ ُهمْ‬
‫ب ال صّلةِ بانْتِفائِ هِ ك ما َدلّ تْ عل يه الحادي ثُ‬ ‫ف صَلِتهِمْ خَاشِعو نَ} ولنْتِفاءِ ثَوا ِ‬
‫صحّةِ‪ .‬وم ا ُيحْ صّل الُشوع‬ ‫ال صّحيحَةُ‪ .‬ولنّ ل نا وَجْها اختارَ هُ َجمْ عٌ أنّ هُ شَ ْر طٌ لِل ّ‬
‫ا سْتِحضارُهُ أنّه بي َيدَ يْ مََل كِ الُلو كِ الذي يَعْلَ مُ ال سّرّ وأَخْفَى‪ .‬يُناجِي هِ‪ ،‬وأنك ربا‬
‫َتجَلّى عليه بال َقهْرِ لِ َعدَمِ القِيامِ ِبحَ ّق رُبوبِيّتِ ِه فَرَدّ علي ِه صَلتَه‪.‬‬

‫وقال سِيدي القُطْ بُ العارِ فُ بال م مد البكرِ يّ ر ضي ال ع نه‪ :‬إن م ا يُورِ ُ‬


‫ث‬
‫ع وال سّجودِ (وَتَدبّرُ قراءَةٍ) أي تَأَمّل معانِيها‪ .‬قال تعال‪َ{ :‬أفَل‬ ‫الُشو عَ إطالَةُ الرّكو ِ‬
‫يَتَدبّرُونَس القُرْآنسَ} ولن بسه يَ ْكمَلُ مَقْصسود الُشوعسِ‪( .‬و) َتدَبّر ( ِذكْرٍ) قياسسا على‬
‫سنّ (إدامَةُ نَظَرٍ َمحَلّ سسُجودِهِ) لن ذلك أقرَب إل الُشوعسِ‪ ،‬ولو‬ ‫القراءَةِ‪( ،‬و) س ُ‬
‫السسّةُ أن‬
‫كانس عِْندَ الكَعْبَةِ أو فس الظّ ْلمَةِ‪ ،‬أو فس صسَلةِ الَنازَةِ‪ .‬نعسم‪ّ ،‬ن‬ ‫أعْمىً‪ ،‬وإن َ‬
‫يَقْصِرَ َنظَرَهُ على مُسَّبحَتِهِ عن َد رَفْعِها ف التشّهدِ ِلخَبَرٍ صحي ٍح فيه‪ ،‬ول يُكْرَهُ تَ ْغمِيضُ‬
‫ف ضَررا‪.‬‬ ‫عَيْنَيْه إن ل َيخَ ْ‬

‫[فائدة]‪ :‬يُكْرَ هُ لِلمُ صَلّي ال ّذكَرَ وغيَ هُ تَرْ كُ شيءٍ مِن سُنَ ِن ال صّلةِ‪ .‬قال شيخ نا‪:‬‬
‫خصِيصُهُ با َورَدَ فيه َنهْيٌ أو خِلفٌ ف الوُجوبِ‪.‬‬ ‫وف عُمومِهِ نظر‪ .‬والّذي يَّتجِهُ َت ْ‬

‫(و) ُسنّ ( ِذكْرٌ ودُعاءٌ سِرّا عَقِبَ ها) أي ال صّلةِ‪ .‬أي يُ سَ ّن الِ سرارُ ب ما لِمُنْفَرِ ٍد‬
‫ومأمو مٍ وإما مٍ ل يُرِدْ تَعْلِي َم الاضِرِي نَ ول تَأْمِيَنهُ مْ لِدُعائِ هِ بِ سَماعِهِ‪َ .‬ووَرَد فيه ما‬
‫ث كثيَةٌ َذكَرْ تُ ُجمْلَةً من ها ف كتا ب إرْشادُ العبادِ فاطلُبْه فإ نه ُمهِمّ‪َ .‬ورَوى‬ ‫أحادي ٌ‬
‫أسسمَع؟ أي أقْرَب إل‬ ‫ِيس عسن أبسأُمامَ َة قال‪" :‬قيسل لِرَسسولِ ال‪ :‬أَيّ الدّعاءِ ْ‬ ‫التّر ِمذ ّ‬
‫الِجاَبةِ؟ قال‪َ :‬جوْ فُ اللّْيلِ‪ ،‬ودُبر ال صّلواتِ الَكْتوبا تِ"‪ .‬وروى الشيخا نِ عن أ ب‬
‫ب فَكُنا إذا أشْ َرفْنا على وادٍ هَلّلْنا وكَبّرُنا وارتَفَعَتْ أصْواتُنا‪،‬‬
‫مُو سَى قال‪" :‬كُنّا مع النّ ّ‬

‫‪51‬‬
‫صمّ ول غائِبا‪ ،‬إ نه‬ ‫س ارْبَعوا على أنْفُ سِكُ ْم فإنّكُم ل َتدْعو نَ أَ َ‬ ‫فقالَ النّ ب‪ :‬يأيّ ها النا ُ‬
‫ُهس للِسسْرارِ بال ّذكْرِ والدّعاءِ‪ .‬وقال‬
‫ِيس وغي ُ‬ ‫ِيمس سسَميعٌ قريبسٌ"‪ .‬احتَجّ بسه البَْيهَق ّ‬‫حَك ٌ‬
‫الشّافع يّ ف الم‪ :‬أختارُ للِما مِ والَأمو مِ أن َي ْذكُرَا ال تعال بعدَ السلمِ ِم نَ ال صّلةِ‪،‬‬
‫جهَر حَتّى يَرَى أنه قد تُعلّ مَ‬ ‫وُيخْفِيَا ال ّذكْرَ‪ ،‬إلّ أن يكو نَ إماما يُريدُ أن يُتَ َعلّم منه في ْ‬
‫جهَرْ بِ صَلتِكَ ول تُخافِ تْ بِها} يعن وال‬ ‫منه ث يُ سِرّ‪ ،‬فإن ال تعال يقول‪{ :‬ول َت ْ‬
‫ْسسكَ‪.‬‬
‫ُسسمِع نَف َ‬
‫ِتس حَتّىس ل ت ْ‬ ‫ُسسمِع غَيْرَكسَ‪ ،‬ول تُخاف ْ‬ ‫أعلم الدّعاء‪ ،‬ول تهَرْ حَتّىس ت ْ‬
‫انتهى‪.‬‬

‫جدِ بَيْثُ َيحْصَلُ تَشوي شٌ‬


‫سِ‬‫لهْرِ ِبهِما ف الَ ْ‬
‫[فائدة]‪ :‬قال شيخنا‪ :‬أما الُبالَغةُ ف ا َ‬
‫على ُمصَلَ فينبغي حُرْمَتُها‪..‬‬

‫ل ْمدِ للّ ِه وال صّلة على النب‪ ،‬والَتْ مُ بِما وبآمي‪.‬‬ ‫[فروع]‪ :‬يُ سَ ّن افتتا حُ الدّعاءِ با َ‬
‫وتأمِيُ مَأمو مٍ َسمِعَ دُعا ِء الِما مِ‪ ،‬وإن حَفَ ظَ ذَل كَ‪ .‬و َرفْ عُ َيدَيْ هِ الطّاهِرَتَْي نِ َح ْذوَ‬
‫مَنْكِبَيْه‪ ،‬ومَ سْ ُح الوَجْ هِ ب ما بعده‪ .‬وا ستقبا ُل القِبْلَةِ حالَ َة الذّكْرِ أو الدّعاءِ‪ ،‬إن كان‬
‫مُنْفَرِدا أو مَأموما‪ .‬أما الِما مُ إذا تَرَ كَ القِيا مَ ِم نْ مُ صَلّ ُه الّذي هو أفضَلُ له فالفضل‬
‫جَعْلُ يينِ هِ إل الَأمومِي ويسارِه إل القِبْلَةِ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ولو ف الدّعاءِ‪ .‬وانصرافُهُ ل‬
‫يناف َندْ بُ ال ّذكْرِ له عَقِبَها لنه يأت به ف ملّ هِ الذي يَنْ صَ ِرفُ إليه‪ ،‬ول يَفو تُ بفعْلِ‬
‫الرّاتِبَةِ‪ ،‬وإن ا الفائ تُ به كمالُه ل غيُه‪ .‬وقضيةُ كلمِهِم ح صولُ ثوا بُ الذّكْرِ وإن‬
‫َجهَلَ معناه‪ ،‬ونَظَرَ فيه السَن ِويّ‪ .‬ول يأت هذا ف القُرآ نِ للتّعَّبدِ بِلَفْ ِظ هِ فأُثي بَ قَارِئُ هُ‬
‫ف الذّكْ ِر ل بدّ أن يَعْ ِرفَ ُه وَلوْ ِبوَجْهٍ‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وإن ل يَعْرِفْ مَعْناهُ‪ ،‬بل ِ‬

‫ش َهدَ لَ هُ ا َل ْوضِ عُ ح يث لَ ْم‬ ‫ويُْندَ بُ أن يَنْتَقِلَ لِفَرْ ضٍ أو نَفْلٍ مِ نْ مَوضِ عِ صلتِهِ لِيَ ْ‬
‫بكلمس إنسسانٍ‪ .‬والنّفْلُ لِغَيْرِ‬
‫ِ‬ ‫َصسلَ‬
‫صسفَ َأوّلٍ‪ ،‬فإن ل يَنتَقِلْ ف َ‬
‫ح َو َ‬ ‫ْهس َفضِيلَةٌ‪َ ،‬ن ْ‬
‫تُعارِض ُ‬
‫جمُعَةِ‪ ،‬أو ما‬ ‫الُعْتَكِ فِ ف بيتِ هِ أفضَلُ إن أَمِ َن َفوْتَه‪ ،‬أو تَهاوُنا به‪ ،‬إل ف نافِلَةِ الُبكرِ لِل ُ‬

‫‪52‬‬
‫جدِ كالضّحى‪ ،‬وأن يكونَ انتِقَالُ الأمومِ بعدَ انتقا ِل‬ ‫سِ‬‫ُس ّن فيه الماعَةُ‪ ،‬أو وَرَدَ ف الَ ْ‬
‫حوُ جِدارٍ) أو عَمودٍ من كلّ شاخِصٍ طو ُل ارتفاعِهِ‬ ‫إمامِهِ‪( .‬وُندِبَ) لِمُصَلَ (َت َوجّهٌ لَِن ْ‬
‫ع فأكْثَر‪ .‬و ما بي نه وب ي عَقِب الُ صلّي ثل ثة أَ ْذرُع فأقَلّ‪ ،‬ث إن َعجِزَ ع نه‬ ‫ثُلُ ثا ذِرا ٍ‬
‫ُصسلّى)‬‫َسسطُ م َ‬ ‫ِبس (ب ْ‬ ‫ْهس ُند َ‬‫حوِ (عَصسا مَغْرُوزَة) َكمَتاعسٍ‪( ،‬ف) إن ل َيجِد ُ‬ ‫(ف) لَِن ْ‬
‫كَ سجّادَةٍ‪ ،‬ث إن َعجِزَ ع نه خَطّ أمامَ هُ خَطا ف ثلثَةِ أ ْذرُ عٍ عَرْضا أو طُولً‪ ،‬و هو‬
‫جدْ‬
‫َأ ْولَى‪ِ ،‬لخَبَر أ ب داود‪" :‬إذا صَلّى أَ َح ُدكُ مْ فَلَْيجْعَلْ أما مَ وَ ْج ِه هِ شَيْئا‪ ،‬فإن لَ مْ َي ِ‬
‫فَلْيَنْ صِبْ عَ صا‪ ،‬فإ نْ لَ مْ يَ ُك نْ مَعَ هُ عَ صا فَلَْيخُطّ خَطا‪ ،‬ث ل َيضُرّ هُ ما مَرّ أمامَه"‪.‬‬
‫وقِي سَ بالَطّ الُ صَلّى‪ ،‬وُقدّ مَ على الَطّ لنّ ه أظهَرُ ف الُرادِ‪ .‬والتّرتي بُ ا َلذْكورُ هو‬
‫الُعَْتمَدُ‪ ،‬خِلفا ل ا يُوهِم هُ كل مُ اب نُ الُقْري‪ .‬فم ت َعدَلَ عن رُتْبَةٍ إل ما دُونَ ها مع‬
‫ال ُقدْرَة عليها كانَتْ كالعَدَمِ‪ .‬ويُسَنّ أن ل َيجْعَلَ السّتْرَةَ َتلْقاءَ وَ ْجهِهِ بل َعنْ يَمينِهِ أو‬
‫يَسارِهِ‪ ،‬وكلّ صَفَ سُتْ َرةٌ ِلمَ نْ خَلْفَه إن قَ ُر بَ مِنْ هُ‪ .‬قال البَغَويّ‪ :‬سُتْ َرةُ الِما مِ سُتْرَةُ‬
‫مَنْ خَلْفَهُ‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫ولو تعارَضَت ال سّتْرَةُ والقُرْ بُ من الِما مِ أو ال صّفّ الوّل ف ما الذي يُ َقدّم؟ قال‬
‫جدِهِ وإن كان خارِ جَ‬ ‫ف الوّل ف مَ سْ ِ‬‫شيخنا‪ :‬كلّ ُمحَْتمَلٌ وظاهِ ُر قولم يُ َقدّ مُ ال صّ ّ‬
‫ف ا َلوّل‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫جدِهِ ا ُلخْتَصّ بالُضاعَ َفةِ تقديُ نوِ الصّ ّ‬
‫َمسْ ِ‬

‫وإذا صَلّى إل شيءٍ من ها فيُ سَنّ لَ ُه ولِغَيْرِ هِ َدفْ عُ مارّ بَيْنَ هُ وبَيْ نَ ال سّتْرَةِ الُ سَْت ْوفِيَ ِة‬
‫للشّرو طِ‪ ،‬و قد تَ َعدّى ِبمُرُورِ هِ لِ َكوْنِ هِ مُكَلّفا‪ .‬وَْيحْرَ مُ الرورُ بينَ هُ وب ي ال سّتْرَةِ حيَ‬
‫يُسَنّ له الدّفْعُ‪ ،‬وإن ل َيجِدْ الارّ سَبيلً ما ل يُقَصّرْ ِبوُقوفٍ ف طريقٍ أو ف صَفَ مع‬
‫سدّها‪.‬‬ ‫فُرْجَةٍ ف صَفَ آخَرَ بيَ َيدَيْ ِه فَلِداخِلٍ خَرْ قَ ال صّفوفِ وإن كَثُرَ تْ ح ت يَ ُ‬
‫(وكُرِ َه في ها) أي ال صّلةِ‪( ،‬التفا تٌ) ِبوَ ْج هٍ بل حاجَةٍ‪ .‬وق يل‪َ :‬يحْرُ مُ‪ .‬واختيَ لِلخَبِر‬
‫الصّحيحِ‪" :‬ل يَزالُ اللّهُ مُقْبِلً على العَْبدِ ف مُصَلّه أي ِبرَ ْحمَتِهِ ورِضاهُ ما ل يَلْتَفِتْ‪،‬‬
‫فإذا الْتَفَ تَ أَعْرَ ضَ عَنْ هُ"‪ .‬فل يُكْرَ هُ لِحاجَةٍ‪ ،‬ك ما ل يُكْ َر هُ ُمجَرّدُ لَمْ حِ العَيْ نِ (ونَ َظرٌ‬

‫‪53‬‬
‫ْلمسِلخَبَ ِر البُخارِيسّ‪" :‬مسا بالُ َأقْوام ٍس يَ ْرفَعون َس‬ ‫حوَ سسَماءٍ) ماس يُلْهسي‪ ،‬كََثوْب ٍس له أع ٌ‬ ‫َن ْ‬
‫أبصارَهُم إل السّما ِء فِي صَلِتهِم"‪ .‬فاشَْتدّ َق ْولُهُ ف ذلك حت قال‪" :‬لِيَنَْت ُهنّ عن ذِلكَ‬
‫أو لَُتخْطَفَ نّ أبْصارهُم"‪ .‬ومن ثَ مّ كُرِهَ تْ أيضا ف ُمخَطّ طٍ أو إليه أو عليه لنه َيخِلّ‬
‫بالُشوعِ‪( .‬وبَصْقٌ) ف صَلِتهِ‪ ،‬وكذا خارِجِها‪( ،‬أماما) أي قِبَلَ وَ ْجهِهِ‪ ،‬وإن ل يَكُنْ‬
‫مَ نْ هو خَارِجها مُ سْتَقْبِلً‪ ،‬كما أطلَقَ ُه الّن َووِ يّ (ويَمينا) ل يَسارا‪ِ ،‬لخَبَر الشيخي‪:‬‬
‫"إذا كان أ َح ُدكُ مْ ف ال صّل ِة فإنّ هُ يُناجِي رَبّ هُ عزّ و َجلّ‪ ،‬فل يَبْ ُزقَنّ بَْي نَ َيدَيْ هِ ول عَ نْ‬
‫َيمِينِ هِ‪ ،‬بل عَ نْ يَ سارِهِ أو َتحْ تَ َقدَ مه اليُ سْرَى أو ف َثوْ بٍ ِم نْ ِجهَةِ يَ سارِه"‪ .‬و هو‬
‫ك اليسارِ إظهارا لِشَ َر فِ‬ ‫ك اليَميِ دون مََل ِ‬ ‫َأوْل‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ول بُ ْعدَ ف مَراعاةِ مََل ِ‬
‫ا َلوّل‪ ،‬ولو كان على يَسارِهِ فَقط إنسانٌ بَ صَقَ عن يَمينِ هِ‪ ،‬إذا ل ُيمْكِنْ هُ أن ُيطَأطِىءَ‬
‫جدِ إن بَقِ يَ‬ ‫سِ‬ ‫رَأْ َسهُ‪ ،‬ويَبْ صُقَ ل إل اليَميِ ول إل اليَسارِ‪ .‬وإنا َيحْرُ مُ البِصاقُ ف الَ ْ‬
‫ضمَضَةٍ وأ صابَ جُزْءا من أجزائِ هِ دُو نَ هَوائِ هِ‪.‬‬ ‫حوِ ماء َم ْ‬ ‫جُرْ ُم هُ ل إن ا سُْتهْلِكَ ف َن ْ‬
‫صبْ شيئا من أجزائِ ِه بعيدٌ غي مُعْوّلٍ عليه‪ ،‬ودُو نَ‬ ‫وزَعْ مُ ُحرْمَتَ هُ ف هَوائِ هِ وإن ل يُ ِ‬
‫تُرا بٍ ل َيدْخُلْ ف َوقْفِ هِ‪ .‬قيل‪ :‬ودُو نَ حُ صُرِهِ‪ ،‬لكن َيحْرُ مُ عليها مِن ِجهَةِ تَ ْقذِيرِها‬
‫صدَ‬ ‫كما هو ظاهِرٌ‪ .‬اه‪ .‬ويبُ إخراجُ َنجَسٍ منه َفوْرا عَيْنِيا على من عَلِمَ به‪ ،‬وإن َأرْ َ‬
‫حوِ‬ ‫لِزالَتِ هِ مَ نْ يَقو مَ ب ا ِبمَعْلو مٍ‪ ،‬ك ما اقتضا هُ إطلقُهُم‪ .‬ويرُ مُ َبوْ ٌل في ِه ولو ف َن ْ‬
‫ِطشْ تٍ‪ .‬وإدخالُ نَعْلٍ مُتََنجّ سَةٍ ل يَأْمَن التّلوي ثَ‪َ .‬ورَمْ يُ َنحْو قَمَْل ٍة فيه مَيْتَ ٍة وقَتْلُها ف‬
‫أ ْرضِ هِ وإن قَلّ دَمُ ها‪ ،‬وأ ما إلقاؤ ها أو َدفْنُ ها ف يه حَيّةً‪ ،‬فظا ِه ُر فتاوي النّ َووِ يّ ِحلّه‪،‬‬
‫وظاهِرُ كل مِ الواهِرِ َتحْريُمُه‪ ،‬و به صَ ّرحَ ا بن يو نس‪ .‬ويُكْ َر ُه فَ صْدٌ وحِجامَ ٌة ف يه‬
‫ف رَأسٍ ومنكبٍ) واضْطِباعٌ‬ ‫صوْتٍ‪ ،‬ونو بَْيعٍ و َعمْلُ صِناعَةٍ فيه‪( .‬و َكشْ ُ‬ ‫بإِناءٍ‪ ،‬ورَفْعُ َ‬
‫ولو مِ ْن َفوْق ال َقمِيصَ‪ .‬قال الغزال ف الِحياءِ‪ :‬ل يَرُدّ رداءَه إذا سَ َقطَ‪ ،‬أي إل لِ ُعذْرٍ‪،‬‬
‫ومثله العَمَامَ َة ونوها‪( .‬و) كُرِهَ (صَلةٌ ِبمُدافَعِة َحدَثٍ) كََبوْلٍ وغائِطٍ َورِيحٍ‪ ،‬لِ ْلخَبَرِ‬
‫ال ت‪ ،‬ولن ا ُتخِلّ بالُشو عِ‪ .‬بل قال َجمْ عٌ‪ :‬إن ذَهَ بَ ب ا َبطَلَ تْ‪ .‬ويُ سَنّ له تَفْري غُ‬
‫نَفْ سِ ِه ق بل ال صّلةِ وإن فاتَت الَماعَةُ‪ ،‬ولَيْ سَ له الُرو جُ من الفرْ ضِ إذا طَرَأ تْ له‬

‫‪54‬‬
‫فيسه‪ ،‬ول تَأ ِخيُهُس إذا ضاق َس وَقْتُه‪ .‬والعِبةُ فس كَراهَةِ ذلك ِبوُجودِهسا عندَ الّتحَرّمسِ‪.‬‬
‫وينبَغِي أن يلح قَ به ما لو عَ َرضَ تْ له قَبْلَ الّتحَرّ مِ فزالَ تْ وعَلِ مَ مِ نْ عادَِت هِ أنا تعودُ‬
‫حضْرَةِ طعا مٍ أو شرا بٍ ُيشْتَا قُ إليه‪ِ ،‬لخَبَرِ مُ سْلِم‪" :‬ل صَلة‬ ‫إليه ف ال صّلةِ‪ .‬وتُكْرَ هُ ِب َ‬
‫حضْرَةِ طَعامٍ‪ ،‬ول صَلةَ وهُو يُدافِعُهُ الخْبَثانِ أي الَبوْ ُل والغائِطُ "‪.‬‬ ‫أي كامِلَةً ِب َ‬

‫(و) كُرِ هَ صلةٌ ف طرِي قِ بُنْيا نٍ ل َبرّيّةٍ‪ ،‬ومَ ْوضِ عِ مَكْ سٍ‪ ،‬و (ِبمَقبةٍ) إن ل يََتحَقّ ْق‬
‫نَْبشَها‪ ،‬سواء صَلّى إل القبِ أم عليه أم بِجانِِبهِ‪ ،‬كما نصّ عليه ف الم‪ .‬وترُمُ الصّلةُ‬
‫لِقَبْر نبّ أو نوَ َولِ يّ تَبَرّكا أو إعْظاما‪ .‬وب ثَ الزّي نُ العِراق يّ عد مَ كراهَ ِة ال صّلةِ ف‬
‫جدٍ طرأَ َدفْ نُ النّا سِ َح ْولَه و ف أر ضٍ مَغْ صُوبَةٍ‪ .‬وتَ صُحّ بل َثوْ بِ ك ما ف َث ْو بٍ‬ ‫مس ِ‬
‫مَغْ صوبٍ‪ ،‬وكذا إن شَكّ ف رِ ضا مالِكِ هِ ل إن ظَنّ هُ بِقَرِينَةٍ‪ .‬و ف الِيلِ يّ‪ :‬لو ضا قَ‬
‫ال َوقْ تُ و ُهوَ بَأرْ ضٍ مَغْ صُوبَةٍ َأحْرَ مَ ماشيا‪ .‬ورَ ّجحَ ُه الغَ ّزيّ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬والذي يَّتجِ هُ‬
‫لوْفِ وأَنّهُ يَلْزَم ُه التّرْكُ حت َيخْرُجَ منها‪ ،‬كما له تَ ْركُها‬ ‫أنه ل َيجُوز له صَلةُ ِشدّةِ ا َ‬
‫لَِتخْلِيصِ مالِهِ لو ُأخِذ منه‪ ،‬بل َأوْل‪.‬‬

‫(ف صل) ف أبعاض ال صلة ومقت ضى سجود ال سهو (تُ سَنّ سجدتا ِن قُبَيْلَ سلمٍ)‬
‫جدَتَيْها ف‬ ‫س ْهوُ‪ ،‬وها والُلو سُ بَيَْنهُما كسجودِ ال صّلةِ واللو سِ بي َس ْ‬ ‫وإن كَثُرَ ال ّ‬
‫واجِباتِها الثلثِة ومَنْدوباتِها ال سّابِقَة‪ ،‬كال ّذكْرِ فيها‪ .‬وقيل‪ :‬يقول فيهما‪ :‬سبحانَ من‬
‫س ْهوِ بأن يَقْ صدَهُ عن‬ ‫ل ينام ول ي سهو‪ .‬و هو لئِ قٌ بالَالِ‪ .‬وَتجِ بُ نِّيةُ سُجودِ ال ّ‬
‫ال سّ ْهوِ عندَ شُروعِ ِه في هِ‪( ،‬لِتَرْ كِ بَعْ ضٍ) وا ِحدٍ ِم نْ أبْعا ضٍ ولو َعمْدا‪ .‬فإن َسجَدَ لتر كِ‬
‫ش ّهدٌ َأوّل) أي الواجب منه ف التشهد‬ ‫غي بعضٍ عالِما عامِدا بَ َطلَتْ صَلتُه‪( .‬وهو َت َ‬
‫الخي‪ ،‬أو بعضه‪ ،‬ولو كلمة‪( .‬وقُعودِ هِ) وصورَةُ تَ ْركِ هِ وَ ْحدَ هُ كقِيا مِ القُنُو تِ أن ل‬
‫جدَ‪( ،‬وقُنوت‬ ‫ُيحْ سَِنهُما‪ ،‬إذ يُ سَنّ أن َيجْلِ سَ ويَق فَ بِ َق ْدرِهِما‪ .‬فإذا تَرَ كَ أ َحدَهُما َس َ‬
‫سحِ‪ .‬ووتسر ن صف رمضان‪ ،‬دون قنوت النازلة‪.‬‬ ‫راتِبسٍ) أو بعْضُه‪ ،‬وهسو قُنوتُس الصّبْ‬
‫جدُ تارِ كُ القُنو تِ تِبْعا لِمامِ هِ الَنَفِ يّ‪ ،‬أو لقتِدائِ هِ ف صُبْحٍ ِبمُ صَلّي‬ ‫سُ‬ ‫(وقيام هُ) ويَ ْ‬

‫‪55‬‬
‫َهس فيهمسا‪( .‬وصسلةٌ على النسب) (بعدَهُمسا) أي بعدَ التشه ِد الوّل‬ ‫سسّتها على ا َلوْج ِ‬
‫ُن‬
‫والقُنو تِ‪( .‬و صلةٌ على آلِ ب عد) تش هد (أخيٍ وقنو تٍ)‪ .‬و صورَ ُة ال سّجودِ لِتَرْ كِ‬
‫الصّلةِ على اللِ ف التش ّهدِ الخيِ أن يَتَيَقّنَ تَرْكَ إمامُه لا‪ ،‬بعد أن َسّلمَ إمامُ هُ وقبلَ‬
‫ب الفَ صْلُ‪ .‬و ُسمَّيتْ هذه ال سّنَنُ أبْعاضا لِقُربِ ها‬ ‫أن يُ سَّلمَ هو‪ ،‬أو بعدَ أن َسّلمَ وقَرُ َ‬
‫ك فيه) أي ف تَرْكِ بَعضٍ ما مَرّ مُعَيّن‪ ،‬كالقُنوتِ‬ ‫بالَبْ ِر بالسّجودِ مِ َن الركانِ‪( ،‬ولِشَ َ‬
‫هل فَعَلَه؟ لن الصلَ عد مُ فِعْلِ هِ‪( .‬ولو نَ سِيَ) مُنفردٌ أو إما مٌ (بَعْضا) كتش ّهدٍ أول أو‬
‫قُنو تٍ‪( ،‬وتَلبّ سَ بِفَرْ ضٍ) من قيا مٍ أو سُجودٍ‪ ،‬ل َيجُزْ له ال َعوْدُ إليه‪( .‬فإن عادَ) له بعدَ‬
‫انْتِصابٍ‪ ،‬أو َوضَ عَ جَْبهَتَ هُ عامِدا عالِما بتحريِ هِ (بطل تْ) صَلتُه‪ ،‬لِقَطْ ِع ِه فَرْضا لِنَفْلٍ‪.‬‬
‫(ل) إن عادَ لَه (جاهِلً) بتحريِهسِ‪ .‬وإن كان مُخالِطا لنسا لن هذا ماس َيخْف َى على‬
‫العَوام‪ ،‬وكذا نا سِيا أ نه في ها فل تبطلْ لِعُ ْذرِ هِ‪ ،‬ويلزَمُ ُه العَوْدُ عندَ تَعَلّ مه أو َتذَكّ ِر هِ‪.‬‬
‫سجُد) لل سهوِ لزيادَةِ قعودٍ أو اعتدالٍ ف غيِ َمحَلّه‪( .‬ول) إن عادَ (مأموما)‬ ‫(ل كن يَ ْ‬
‫جدَ وَ ْحدَهُس (سسَهوا‪ ،‬بسل عليسه) أو على الأموم ِس‬ ‫فل تبط ْل صسلته إذا انتصسب أو سَس َ‬
‫النا سي ( َعوْدٌ) ِلوُجو بِ مُتابَعَةِ الِما مِ‪ .‬فإن ل يَ ُعدْ بطل تْ صَلتُه إن ل يِْنوِ مفا َرقَتَ هُ‪،‬‬
‫أما إذا تَ َع ّمدَ ذلك فل يَ ْلزَم ُه العَوْدُ بل يُ سَنّ له‪ .‬كما إذا َركَ عَ مثلً قبل إمامِ هِ‪ ،‬ولو ل‬
‫يَعْلَ مْ ال سّاهي ح ت قا مَ إمامُ هُ ل يَ ُعدْ‪ .‬قال البَ َغوِ يّ‪ :‬ول َيحْ سِبْ ما قَرَأَ هُ قب َل قِيامِ هِ‪.‬‬
‫جدَ سَهوا‬ ‫وتَبِعَ ُه الشيخ زكريا‪ ،‬قال شيخنا ف شَرْ حِ الِنْها جِ‪ :‬وبذلك يعلم أن مَ نْ َس َ‬
‫أو َج ْهلً وإمامُه ف القُنو تِ ل يُعَْتدّ له ب ا فَعَلَ هُ فيلْزَمْ ُه العَوْدُ للعتِدالِ‪ ،‬وإن فار قَ‬
‫الِما مَ‪ ،‬أخذا من قولم‪ :‬لو َظنّ سل َم الِما مِ فقا مَ ُثمّ عَلِ مَ ف قِيامِ هِ أنه ل يُ سَّلمْ لَزِمَ هُ‬
‫القَعودُ لِيقَو مَ مِ نه‪ ،‬ول يَ سْقُطُ ع نه بنيّةِ الُفارَقَةِ وإن جازَ تْ‪ ،‬لن قِيامَ هُ َوقَ عَ لَغْوا‪،‬‬
‫سهْو‪ .‬وفيما إذا ل يفارِقْ هُ إن‬ ‫سجُد لِل ّ‬ ‫ومن ث لو أَتمّ جا ِهلً لَغا ما أتى به فيعيدُه ويَ ْ‬
‫ت فواضِ حٌ أنه يعود إليه‪ ،‬أو وهو ف ال سّجد ِة الول‬ ‫َتذَكّرَ أو عَلِ مَ وإمامُه ف القُنو ِ‬
‫عادَ للعتِدالِ و َسجَدَ مع الِمامِ‪ ،‬أو فيما بعدها‪ .‬فالذي يظهَر أنه يتُابِعَهُ ويأتِي بِ َركْعَةٍ‬
‫بعد سل ِم الِمامِ‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ف ف يه قَ ْولُ هم‪ :‬لو َرفَ عَ رأ َسهُ من ال سجَد ِة الول ق بل‬ ‫قال القا ضي‪ :‬وم ا ل خِل َ‬
‫إمامِهِ ظانا أنه َرفَعَ‪ ،‬وأتى بالثانِيَةِ ظانا أن الِما َم فيها‪ ،‬ث بانَ أنه ف الُول ل ُيحْسبْ‬
‫جدَته الثانيةَ ويُتابِ ِع الِما مَ‪ .‬أي فإ نْ ل يَعْلَ مْ بذلك إل والِما مُ قائِ مٌ‬ ‫له جُلوسه ول َس ْ‬
‫أو جالِ سٌ أ تى بركعَةٍ ب عد سل ِم الِما مِ‪ .‬وخر جَ بِ َق ْولِي‪ ،‬وتَلبّ سَ بِفَرْ ضٍ ما إذا لَ مْ‬
‫سجُد‬ ‫يَتَلبّ سْ به غ ي مأمو مٍ‪ ،‬فيعودُ النا سي َندْبا ق بل النْتِ صابِ أو َوضْ عِ الَْبهَةِ‪ ،‬ويَ ْ‬
‫لِل سّهوِ‪ ،‬إن قارَ بَ القيا مَ ف صورَةِ تَرْ ِك التشهّدِ‪ ،‬أو بَلَ غَ َحدّ الركو عِ ف صورَةِ َترْ كِ‬
‫القُنو تِ‪ .‬ولو تع ّمدَ غيُ مأمو مٍ َت ْركَ هُ فعادَ عالِما عامِدا بطل تْ صلتُه إن قارَ بَ أو‬
‫بَلَ غَ ما مَرّ‪ ،‬بل فِ الأموم‪( .‬ولِنَقْلِ) مَطلو بِ (َق ْولِ يّ غي مُبْطِل) نَ ْقلُ هُ إل غيِ َمحَلّ هِ‬
‫ش ّهدٍ أو بع ضِ أ َحدِهِ ما‪ ،‬أو غ ِي رُكْ نٍ ك سُورَةٍ إل‬ ‫ولو َسهْوا رُكنا كان كفاِتحَةٍ وتَ َ‬
‫ف رَمضا َن الثان‪،‬‬ ‫غيِ القيامِ وقنوتٍ إل ما قبل الرّكوعِ أو بعده ف الوِتْرِ ف غي نص ِ‬
‫َجس بِ َقوْل غيس مُْبطِلٍ مسا يُبْطِل‪،‬‬ ‫ِيس فيُبطِلُ تَ َع ّمدَهسُ‪ .‬وخر َ‬
‫فيسسجُدْ له‪ .‬أمّا نَ ْقلُ الفِعْل ّ‬
‫ُهس ل هُو) أي‬ ‫ِسسهْوِ مسا يُبْطِل َع ْمد ُ‬ ‫َصسدِهِ‪( .‬ول َ‬
‫سيِ الّتحَرّم بأن كَبّرَ بِق ْ‬ ‫كالسسّلمِ وتك ب‬
‫ال سّهو‪ .‬كتطوي ِل ُركْ ٍن قَ صيٍ‪ ،‬وقليلِ كل مٍ‪ ،‬وأكلٍ‪ ،‬وزيا َد ِة رُك ٍن فِعْلِ يَ‪ ،‬ل نه صَلّى‬
‫سهْوِ‪ .‬وقيسَ به غيُهُ‪ ،‬وخرَجَ با يُبْ ِطلُ َع ْمدُهُ ما يُبْ ِطلُ َس ْهوُهُ‬ ‫جدَ لِل ّ‬
‫ال ّظهْرَ َخمْسا و َس َ‬
‫أيضا‪ ،‬ككل مٍ كثيٍ‪ .‬و ما ل يبطِلُ َس ْهوُهُ ول َع ْمدُ هُ‪ ،‬كالفِعْلِ القليلِ واللتِفا تِ‪ ،‬فل‬
‫ك في ما صَلّهُ واحَْتمَ َل زِيادَةً) لنّ ه إن كان زائدا‬ ‫جدُ لِ سَ ْهوِ ِه ول لِعَ ْمدِ هِ‪( .‬وِلشَ َ‬‫سُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ف النّيّةِ‪ .‬فلو شَكّ أَ صَلّى ثلثا أم أربعا‬ ‫فال سجودُ للزّيا َدةِ وإل فَلِتّرَدّدِ الُوجِ بِ لِضُعْ ِ‬
‫مثلً أتى بِ َركْعَةٍ لن الصلَ َعدَ مُ فِعْلِها‪ ،‬ويَ سْجُد لِل سّهوِ‪ ،‬وإن زالَ شَكّ هُ قبلَ سلمِهِ‬
‫بأن تذكّرَ قبلَهُ أنا رابعة‪ ،‬للتردّدِ ف زيادَتِها‪ .‬ول َيرْجع ف فِعْلِها إل ظنّه ول إل قولِ‬
‫س أو فِعْلِهسِ‪ ،‬وإن كانوا َجمْعا كثيا مسا ل يَبْلُغوا َعدَ َد التّواتُرِ‪ .‬وأمسا ل َيحَْتمِلُ‬ ‫غيْرِه ِ‬
‫زيادَةً‪ ،‬كأن شَكّ ف َركْعَةٍ من رُباعِية أهِ يَ ثالِثَةٌ أم رابِعَةٌ؟ فَتذَكّرَ قب َل القِيا مِ للرابعِة‬
‫سجُد‪ ،‬لن ما فعَلَ هُ من ها مع التردّدِ ل ُبدّ م نه بكلّ تقديرٍ‪ ،‬فإن تذكّرَ‬ ‫أن ا ثالِثَةٌ فل يَ ْ‬
‫جدَ لِتَردّدِهِ حالَ القيامِ إليها ف زيادَتِها‪.‬‬ ‫بعدَ القِيامِ لا َس َ‬

‫‪57‬‬
‫سهْو إما مٍ) مُتَ َطهّرٍ وإمامِ هِ‪ ،‬ولو كان َس ْهوُه ق بل‬ ‫(و) ُسنّ لِلمأمو مِ سجدتانِ (لِ َ‬
‫قُ ْدوَتِه‪( ،‬وإن فارَقَ هُ) أو بَطلَ تْ صلةُ الِما ِم بعدَ وقو عِ السهوِ منه‪( ،‬أو تَرَ كَ) الِما مُ‬
‫السّجودَ جَبْرا لِلخَلَلِ الاصِلِ ف صلتِهِ فيسجُد بعدَ سلمِ الِما ِم وعندَ سُجودِهِ يَلْزَم‬
‫السبوقُ والوافِ قُ متابَعَتُه‪ ،‬وإن ل يعْرِ فْ أنه سَها‪ ،‬وإلّ بطلت صلتُهُ إن َعلِ مَ وتع ّمدَ‬
‫سهْوَهِ) أي َسهْو الأمو مِ (حال القدوة‬ ‫ويعيدُ هُ الَ سْبوقُ َندْبا آخر صلةِ نفْ سِه‪( ،‬ل لِ َ‬
‫حدِ ثَ ول ذو خَبَ ثٍ خَفِ يَ‪ ،‬بل فِ‬ ‫خل فَ إما مٍ) فيتحمّلُه عندَ الِما مِ الُتط هر‪ ،‬ل ا ُل ْ‬
‫َس ْهوِهِ ب عد سل ِم الِما ِم فل يتحمّل هُ لنقِضا ِء القُ ْدوَةِ‪ .‬ولو ظنّ الأمو مُ سل َم الِما مِ‬
‫فسّلمَ فبانَ خلفُ ظَنّهِ سَّلمَ معه ول سجود‪ ،‬لنه َس ْهوٌ ف حا ِل القُ ْدوَةِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو َتذَكّرَ الأمو مُ ف تش ّهدِ هِ تر َك ُركْ نٍ غي نية وتكبية‪ ،‬أو شكّ فيه‪ ،‬أتى‬
‫جدْ ف التّذكّ ر لوقو عِ سهوِهِ حا َل القُدوَةِ‪ .‬بل فِ‬ ‫ب عد سلمِ إمامِ هِ بركعَةٍ ول ي س ُ‬
‫ع الِمامِ‪ ،‬أو ف أنّه‬‫الشّكّ لِفِعِْل ِه بعدها زائِدا بتقديرٍ‪ .‬ومِنْ ُثمّ لو َشكّ ف إدراكِ رُكو ِ‬
‫أدرَ كَ ال صّلةَ مع هُ كامِلَةً أو ناقِ صَةً رَكْعَة‪ ،‬أ تى بركعَةٍ و سجَ َد في ها لوجودِ شَكّ هِ‬
‫ويفوتس سسجودُ السسهوِ إن سسّلمَ َعمْدا‪ ،‬وإن‬ ‫ُ‬ ‫الَقْتَضِي للسسّجو ِد بعدَ ال ُقدْوَةِ أيضا‪.‬‬
‫جدَ صارَ عائِدا إل ال صل ِة فيج بُ أن‬ ‫ب الفَ صْلُ‪ ،‬أو َسهْوا وطالَ عُرْفا‪ .‬وإذا س َ‬ ‫قَرُ َ‬
‫يعُيدَ السلمَ‪ ،‬وإذا عا َد الِما مُ لَزِ مَ الأمو مُ الساهي ال َعوْد‪ ،‬وإل بطلت صلتُه إن تع ّمدَ‬
‫وعَِلمَ‪ .‬ولو قامَ السبوقُ لِيُِتمّ فَيَلْزَمهُ ال َعوْدُ لتابَعَةِ إمامِهِ إذا عادَ‪.‬‬

‫جدَ الِما مُ بعدَ فرا غِ الأمو مِ الوافَ قِ من أق ّل التش ّهدِ وافَقَ هُ وُجوبا ف‬
‫[تنبيه]‪ :‬لو َس َ‬
‫السجودِ‪ ،‬أو قبلَ أقلّ هِ تابَعَ هُ وُجوبا‪ ،‬ث يُِتمّ تَشهّدَه‪( .‬ولو شَكّ بعد سلمٍ ف) إخللِ‬
‫سيِ (َتحَرّمٍس ل ُيؤَثّرْ) وإل لَعَسُسرَ وشَقّ‪ ،‬ولن‬ ‫شَرْطٍس أو تَرْكِس (فَرْضٍس غيسنِيّةٍ و) تك ب‬
‫صحّةِ‪.‬‬ ‫الظا ِهرَ َمضِيّها على ال ّ‬

‫‪58‬‬
‫أما الشكّ ف النيّةِ وتكبيَةِ الِحرا مِ فُيؤَثّر على الُعَْت َمدِ‪ ،‬خلفا لن أطالَ ف َعدَ مِ‬
‫ب البِناءُ ما ل يَطُل‬ ‫ج بالشّكّ ما لو تَيَقّ نَ تَرْ َك فَرْ ضٍ ب عد سل ٍم فيج ُ‬ ‫الفَرْ قِ‪ .‬وخر َ‬
‫الفَصْلُ‪ ،‬أو يَطَأ َنجِسا‪ ،‬وإن اسَتدْبَرَ القِبْلَة أو تكلّمَ أو َمشَى قليلً‪ .‬قال الشيخ زكريا‬
‫جدِ‪ .‬والَرْجِ عُ ف طُو ِل الفَ صْ ِل وقِ صَرِهِ إل‬‫سِ‬ ‫ف شرح الروض‪ :‬وإن خرَ جَ من والَ ْ‬
‫العُرْ فِ‪ .‬وقيل‪ :‬يعتبَ ُر القِ صَرُ بالقَ ْدرِ الذي نُ ِقلَ عن النب ف خبِ ذي الَيدَيْ نِ‪ ،‬والطولُ‬
‫جدِ‪ ،‬وراجَ عَ ذا اليَدَيْن‪،‬‬‫سِ‬‫با زادَ عليه‪ .‬والنقولُ ف الََبرِ أنه قا مَ و َمضَى إل ناحِيَةِ الَ ْ‬
‫وسألَ الصّحابَةَ‪ .‬انتهى‪ .‬وحكى الرافِعِيّ عن الُبوَيْطِي أن الفَصْلَ الطويلَ ما يزيدُ على‬
‫قَ ْدرِ رَكْعَةٍ‪ ،‬و به قال أ بو إسحاق‪ .‬و عن أب هُرَيرة أن الطوي َل َقدْرَ ال صّلةِ ال ت كان‬
‫فيها‪.‬‬

‫[قاعدة]‪ :‬وهي أن ما شَكّ ف تَغَيّرِه عن أ صْلِهِ ُيرْجَ عُ به إل ال صْل‪ ،‬وجُودا كان‬


‫ح الشّكّ‪ ،‬فلذا قالوا‪َ :‬كمَعْدُوم َمشْكُو ٌك فيه‪.‬‬ ‫أو َعدَما‪ ،‬ويُطْ َر ُ‬

‫جدَةٍ‪ ،‬ويَ سْجُد مُ صَ َل‬ ‫جدَ ُة التّلوَةِ لقارِىءٍ و سامِعٍ ج يع آيَةِ َس ْ‬


‫[تت مة]‪ :‬تُ سَنّ َس ْ‬
‫جدَةِ إمامِ هِ فإن َسجَد إمامُه وتلّ فَ هو عنه‪ ،‬أو‬ ‫سْ‬
‫لقراءَِت هِ‪ ،‬إل مأموما فيسجُد هو لِ َ‬
‫جدَ هو دُونَه‪ ،‬بطل تْ صلتُه‪ ،‬ولو ل يعلَ مْ الَأمو مُ سُجودَ ُه بعدَ َرفْ عِ رأ سِهِ من‬ ‫َس َ‬
‫سجُد‪ ،‬بل يَنْتَظِر قائِما‪ .‬أو قبله َه ِوىَ‪ ،‬فإذا َرفَ َع ق بل‬‫ال سّجودِ ل تَبطلْ صلتُه ول يَ ْ‬
‫سجودِ ِه رفَ عَ مع هُ ول يسجُد‪ .‬ويُ سَنّ للِما مِ ف ال سّرّيّة تأخيُ السجودِ إل فراغِ هِ‪ .‬بل‬
‫لهْرِيّةِ أيضا ف الوامِ عِ العِظا مِ‪ ،‬لنه يلط على الأمومي‪.‬‬ ‫ُبحِ ثَ ند بُ تأخيِ هِ ف ا َ‬
‫ولو قرأ آيَتَها فركَعَ بأن بَلَغَ أقلّ الركوع ث بدا له السجودُ ل َيجُزْ لِفَوا تِ ملّ هِ‪ .‬ولو‬
‫َه ِويَ لِلسّجو ِد فلما بََلغَ َحدّ الركوع ص َرفَه له ل يَكْفِهِ عنه‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ُصسلَ‪ :‬نيةُ سسجو َد التّلوَةِ‪ ،‬وتكسبيُ َتحَرّمسٍ‪ ،‬وسسجو ٌد كسسجو ِد‬ ‫وفروضُهسا لغيِ م َ‬
‫جدَ وَ ْجهِي لِلذي خَلَ َق هُ و صَ ّورَهُ وشَقّ َسمْعَهُ‬
‫الصلةِ‪ ،‬وسلمٌ‪ .‬ويقو ُل فيها َندْبا‪َ :‬س َ‬
‫ح ْولِهِ وُقوّتِهِ‪ ،‬فتبارَكَ اللّهُ أ ْحسَن الَالِقِيَ‪.‬‬
‫وَبصَرَهُ ِب َ‬

‫صدِ ال سجودِ فقَ طْ ف صَلةٍ أو َوقْ تٍ مَكْرو هٍ‪ ،‬وتب ُط ُل‬


‫[فائدة]‪َ :‬تحْرُ مُ القراءَةُ بق ْ‬
‫صدِ ال سجودِ وغيه م ا يتعلّق بالقراءَةِ فل كَراهَةَ مُطْلقا‪ .‬ول‬‫ال صّلةُ به‪ .‬بلف ها بق ْ‬
‫لهَلَة بي‬‫يَحلّ التقرّ بُ إل ال تعال بسجدَةٍ بل سََببٍ‪ ،‬ولو بعدَ ال صّلةِ‪ .‬وسجودُ ا َ‬
‫ي مشايهم حَرامٌ اتفاقا‪.‬‬ ‫َيدَ ْ‬

‫(ف صل)‪ :‬ف مبطلت ال صلة (تَْبطُ ُل ال صّلةُ) فَ ْرضُ ها ونَفْلُ ها ل صومٌ واعتِكا ٌ‬
‫ف‬
‫(بنِيّةِ قَطْعِ ها) وتعلي قه ب صولِ شي ٍء ولو مُحالً عادِيا‪( .‬وتردّد ف يه) أي القَطْع‪ ،‬ول‬
‫مُؤا َخذَةَ ِبوَ سْواسٍ قَهْرِ يّ ف ال صّل ِة كالِيا نِ وغيه‪( ،‬وبفع ِل كثيٍ) يقينا من غ ي‬
‫جنسِ أفعالِها إن صَ َدرَ مّنْ عَلِمَ تريَهُ أو َجهِلَه ول يُ ْع َذرْ حالَ كَونِهِ (ولءً) ُعرْفا ف‬
‫لوْ فِ ونَفْ ِل ال سّفَرِ‪ ،‬بل فِ القليلِ كخطوتي وإن اتّ سَعتا حيث ل وَثْبَة‪،‬‬ ‫غيِ ِشدّةِ ا َ‬
‫ع فيها بطلت صلتُه‪،‬‬ ‫صدَ ثلثا متوالِيَةً ث فَعَلَ وا ِحدَةً أو شَ َر َ‬
‫والضّرْبَتي‪ .‬نعم‪ ،‬لو قَ َ‬
‫والكثيُر الُتفرّقُ بيثُ يُعدّ كلّ مُنقطِعا عما قَبْلَه‪ .‬وَ َح ّد البَغَوِيّ بأن يكون بينهُما قَدرُ‬
‫سهْوا) والكثيُ‬ ‫ركع ٍة ضَعيفسٌ‪ ،‬كمسا فس الجموعسِ‪( .‬ولو) كان الفِعْلُ الكثيُ (س َ‬
‫(كثلثِ) َمضْغاتٍ و (خُطُواتٍ تَوالَتْ) وإن كانت بقدْرِ خُ ْطوَةٍ مُغْتَفرةٌ‪ ،‬وكتحْريكِ‬
‫رأ ِس ِه ويدَيْ ِه ولو معا والَ ْط َوةُ بفتح الاءِ الَرّةُ‪ ،‬وهي هنا نَقْ ُل رِ ْجلِ الِما مِ أو غيِ هِ‪،‬‬
‫شرحس‬
‫ُبس َفخَطْوتان‪ .‬كمسا اعت َمدَه شيخنسا فس ِ‬ ‫فإن نَ َقلَ معهسا الُخرى ولو بل تعاق ٍ‬
‫ح الِرشادِ وغيِه أن نَقْ َل رِ ْجلٍ مع نَ ْقلِ الُخرَى‬ ‫الِنْها جِ‪ .‬لكن الذي جَزَ مَ به ف شر ِ‬
‫ب َفخَطْوتا نِ بل نِزا عٍ‪ .‬ولو‬ ‫إل مُحاذاتِها ولءُ خَطوَ ٍة فقط‪ ،‬فإن نَقَلَ كلً على التّعاقُ ِ‬
‫شَكّ فس فِعْلِ أقليلٍ أو كثيٍ فل بُطلنسَ‪ .‬وتبطسل بالوَثْبَةِ وإن ل تَتعدّدْ‪( .‬ل) تبطسل‬
‫(بركا تٍ خفيفَةٍ) وإن كَثُرَت وتوالَ تْ‪ ،‬بل تُكْرَه‪( ،‬كََتحْرِي كِ) أ صَْبعٍ أو (أصاِبعٍ) ف‬

‫‪60‬‬
‫سسْبحَةٍ مسع قرارِ كَفّهس‪( ،‬أو جَفْنسٍ) أو شَفَةٍ أو َذكْرٍ أو لِسسانٍ‪ ،‬لناس تابِ َع ًة‬ ‫َكس أو َ‬‫ح َ‬
‫لِمَحالّ ها الُ سْتَقِرّ َة كال صابعِ‪ .‬ولذلك ب ثَ أن ح َركَةَ الل سانِ إن كا نت مع تويلِ هِ‬
‫عن ملّ هِ أبطلَ ثل ثٌ من ها‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬و هو ُمحَْتمَلٌ‪ .‬وخر جَ بال صابعِ الكَفّ‪،‬‬
‫فتحرِيكُ ها ثلثا ولءٌ مُبْ ِطلٌ‪ ،‬إلّ أن يكون به جَ َر بٌ ل ي صبِر مَعَه عادَةً على َعدَ مِ‬
‫الَكّ فل تب طل لِلضّرورَةِ‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬ويؤ َخذُ م نه أن من ابْتُلِ يَ بركَةٍ اضطرارِيّةٍ‬
‫ينشأُ عنها َعمَ ٌل كثيٌ سُومِ َح فيه‪ .‬وإمرا ُر اليَدِ َورَدّها على التّوالِي بالَكّ مرةٌ وا ِحدَةٌ‪،‬‬
‫ِعس الَكّ مرةٌ واحِدةٌ‪ .‬أي إن اتّصسلَ‬ ‫صسدْرِهِ وَوضْعُهسا على َم ْوض ِ‬ ‫وكذا َرفْعُهسا عسن َ‬
‫أ َحدَهُما بالخَرِ وإل فَكُلّ مَرّةٌ‪ ،‬على ما استظهَرَهُ شيخنا‪( .‬وبُِنطْقٍ) َعمْدا ولو بإكْراهٍ‬
‫(ِبحَ ْرفَيْ نِ) إن تواليا كما استظهره شيخنا من غ ِي قُرآ نٍ و ِذكْرٍ أو دُعاءٍ ل يُقْ صَدْ با‬
‫صدَ‬ ‫مُجرّدَ التّفهيمِ‪ ،‬كقولِهِ لن استأذنوه ف الدّخول‪{ :‬ا ْدخُلوها بِسَلمٍ آمِِنيَ} فإن قَ َ‬
‫القراءَة أو ال ّذكْرَ َو ْحدَ هُ أو مع الت نبيهِ ل تَبْطُل‪ ،‬وكذا إن أطَْل قَ‪ .‬على ما قاله َجمْ عٌ‬
‫ص َورُ‬ ‫مُتقدّمون‪ .‬لكن الذي ف التحقيق والدّقائِ قِ البُطل نُ‪ ،‬وهو الُعَْت َمدُ‪ .‬وتأت هذه ال ّ‬
‫لهْرِ بتكْبيِ النْتِقالِ من الِما مِ‬ ‫الرْبعة ف الفَتْ حِ على الِما مِ بالقُرآ نِ أو ال ّذكْرِ‪ ،‬وف ا َ‬
‫والُبَلّ غِ‪ .‬وتبطُل بَ ْرفَيْ نِ‪( ،‬ولو) ظهرا ( ف تََنحْنُ حٍ لِغَيْرِ تَع ّذرِ قِرا َءةٍ واجِبَةٍ) كفاتِحَة‪،‬‬
‫ب َقوْلِيّ كتشهّدٍ أخيٍ وصَلةٍ فيه فل تبطل بظهورِ حَ ْرفَيْنِ ف تََنحْنُحٍ‬ ‫ومثلَها كل واجِ ٌ‬
‫حوِه) ك سْعَالٍ وبُكاءٍ وعطا سٍ وضحِ كٍ‪ .‬وخر جَ‬ ‫لتع ّذرِ ُركُ ٍن َقوْلِ يّ‪( ،‬أو) َظهَرا ف (َن ْ‬
‫ُحس لتع ّذرِ قراءَةٍ مَسسنونَةٍ‪،‬‬ ‫حرفانس فس تنحن ٍ‬‫ِ‬ ‫بقول لِغيِ تَع ّذرِ قراءةٍ واجِبةٍ‪ ،‬مسا إذا َظهَرَ‬
‫لهْرِ بالفاتِة‪ ،‬فتبطسل‪ .‬وبثس الزركشيّس جوازَ التنحنحِس‬ ‫كالسسّورَةِ أو القُنوتِس أو ا َ‬
‫ُهس للمُفْطِرِ أيضا‬ ‫صسوْمَهُ‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬ويتّج ِه جواز ُ‬ ‫ِخراجس نَخامَةٍ تُبْ ِط ُل َ‬
‫ِ‬ ‫للصسائِمِ ل‬
‫ِخراجس‬
‫ِ‬ ‫ُهس للمُفْطِرِ أيضا ل‬
‫صسوْمَهُ‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬ويتّجِه جواز ُ‬ ‫ِخراجس نَخامَةٍ تُْبطِ ُل َ‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫حدّ الظاهِرِ ول يكِنْ هُ إخراجُ ها إلّ به‪ .‬ولو تنحنَح‬ ‫نَخامَةٍ تُبْطِل صلتَه بأن نَ َزلَ تْ ِل َ‬
‫إمامُه فبا نَ منه حَرْفا نِ ل َيجِب مفارَقَتَ هُ لن الظاهِرَ َتحَ ّرزُ هُ عن الُبْ ِطلِ نعم‪ ،‬إن َدلّ تْ‬
‫ت مفارَقَتُ هُ‪ ،‬كما بثه السبكي‪ .‬ولو ابتُلِ يَ شخ صٌ‬ ‫قرينَةُ حالِ هِ على عدَ مِ عُذرِ هِ َوجَبَ ْ‬

‫‪61‬‬
‫سعْ ال صّلةَ بل سُعالٍ مُْبطِلٌ‪ .‬قال‬ ‫بنحوِ سُعالٍ دائِ مٍ بيث ل َيخْ ُل زَمَ نٌ من ال َوقْ تِ يَ َ‬
‫شيخنا‪ :‬الذي يظهَرُ العَ ْفوُ عنه‪ ،‬ول قضاءَ علي هِ لو شُفِ يَ‪( .‬أو) بِنُط قٍ (بر فٍ مُ ْفهِ مٍ)‬
‫ِحرفس مدودٍ‪ ،‬لن ا َلمْدودَ فس القيقَةِ حرفانسِ‪ .‬ول تبطَلُ‬ ‫ٍ‬ ‫عس و فسِ‪ ،‬أو ب‬ ‫ك‪:‬ف و ِ‬
‫الصّلةُ بتلَفّ ِظهِ بالعرَبِيّةِ بِقُرْبَ ٍة توقفَتْ على اللّفْظِ كََنذْرٍ وعَتْقٍ‪ ،‬كأن قال‪َ :‬نذَرْتُ لِزَيدٍ‬
‫صوْمٍ أو اعتكِافٍ لنا ل تتوقّفُ على‬ ‫بألٍف أو أعْتَقْتُ فلنا‪ .‬وليس مثلُهُ التلَفّظُ بنيةِ َ‬
‫اللف ظِ فلم َتحْتَ جْ إل يه‪ ،‬ول ِبدُعاءٍ جائِ ٍز ولو لغيِ هِ بل تعلي قٍ‪ ،‬ول خطا بٍ لَخلو قٍ‬
‫فيهما‪ ،‬فتبطلُ بما عند التعليقِ كإن شَفَى اللّهُ مَرِيضِي فَعَليّ عَتْ ُق َرقَبَةٍ‪ ،‬أو الّل ُهمّ اغْفِرْ‬
‫ِهس على‬ ‫ملوقس غيس النسب ولو عندَ سسا ِعهِ لِ ِذكْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫خطابس‬
‫ِ‬ ‫إنس شِئْتسَ‪ .‬وكذا عندَ‬ ‫لِي ْ‬
‫الوْجَهِ‪ ،‬نو َنذَرْتُ لك بكذا‪ ،‬أو رَ ِحمَكَ الّلهُ‪ ،‬ولو ِلمَيّتٍ‪ .‬ويُسَنّ ِلمُصَلّ سُّلمَ علي هِ‬
‫َراغس منهسا باللّفظسِ‪ .‬ويوزُ الرّدّ‬ ‫الرأسس ولو ناطِقا‪ ،‬ثس بعدَ الف ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرّ ّد بالِشارَ ِة باليدِ أو‬
‫شمِي تُ برَ ْحمَ ِة ال‪ .‬ولغيِ مُ صَ َل رَدّ سلمٍ تلّل مُ صَلَ‪ ،‬ولن‬ ‫بقولِه‪ :‬علي هِ ال سّلمُ‪ ،‬كالّت ْ‬
‫س ِمعَ نف سَهُ‪( .‬ل) تبطُل (بي س ِي نوَ تََنحْنُ حٍ) عُرْفا (لغل بة)‬ ‫حمَدَ ويُ ْ‬ ‫س في ها أن َي ْ‬ ‫عَ َط َ‬
‫عل يه‪( ،‬و) ل بِيَ سيِ (كل مِ) عُرْفا كالكَِلمَت ي والثلث‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬ويظهَرُ ضَبْ طُ‬
‫س ْهوٍ)‪ ،‬أي مع َس ْهوِهِ عن كونه ف الصلةِ بأن نَ سِيَ أنه فيها‪،‬‬ ‫الكَِلمَةِ هنا بالعُرْ فِ (بِ َ‬
‫جوّزي َن النّ سْخَ ث‬ ‫لنه لا سَّلمَ من ركعتيِ تكلّ مَ بقليلٍ معتَقِدا الفراغ وأجابوه به ُم َ‬
‫بَنَى هو و هم علي ها‪ .‬ولو ظَنّ بُطلَن هُ بكلمِ هِ القليلِ َسهْوا فتكلّ مَ كثيا ل يُ ْع َذرْ‪.‬‬
‫سهْ ٍو كثيُهُ ما فتبطُلُ بِكَثْرَِتهِ ما‪ ،‬ولو م عَ َغلَبَةٍ‬ ‫وخرج بي سيِ تنحنُ حٍ لغَلَبَ ٍة وكَل مٍ بِ َ‬
‫و َس ْهوٍ وغيِ هِ‪( ،‬أو) مع ( سَْبقِ لِسانٍ) إليه‪( ،‬أو) مع ( َجهْلِ تَحرِيِ هِ) أي الكلم فيها‬
‫(لِقُرْ بِ إسلمٍ) وإن كان بي السلمي‪( ،‬أو بُ ْعدٍ عن العُلَماءِ) أي َعمّ نْ يُعِر فُ ذلك‪.‬‬
‫ولو سَّلمَ ناسيا ث تكَلّ مَ عامِدا أي يسيا أو َجهَلَ تريَ ما أتى به مع ِع ْلمِ هِ بتحريِ‬
‫جن سِ الكل مِ أو كو نِ التنحنُ حِ مُبْطِلً مع عِ ْلمِ هِ بتحريِ الكل مِ‪ ،‬ل تبطلْ ِلخَفاءِ ذلك‬
‫سسهْوا وإن ل‬ ‫ِهس وإن قلّ‪ ،‬وأكْ ُل كثيٍ َ‬ ‫على العَوام‪( .‬و) تَبْطلُ (ِبمُفْطِرٍ) وصسلَ ِلجَ ْوف ِ‬
‫حدّ الظا ِهرِ من فَمِ هِ‪ ،‬أو رِيقا‬ ‫يَب ُطلْ ب هِ ال صّوْمُ‪ ،‬فلو ابتل عَ نَخامَةً َن َزلَ تْ من رأ سِهِ لِ َ‬

‫‪62‬‬
‫حمْرَةِ ن و تنبلٍ‪ ،‬بطلت‪ .‬أ ما الك ُل‬ ‫مُتََنجّ سا بن حو دَ مِ لَثّتِه‪ ،‬وإن ابْيَضّ‪ ،‬أو مُتَغيّرا ِب ُ‬
‫القليلُ عُرفا ول يَتَقّيدُ بنحوِ ُس ْمسُمَةٍ من ناسٍ‪ ،‬أو جاهلٍ معذورٍ‪ ،‬ومن مغلوبٍ‪ ،‬كأن‬
‫نزلَتْ نامَتُه لدّ الظاهِرِ و َعجِزَ عَن مّها‪ ،‬أو جَرَى ريقُهُ بطعامٍ بيَ أسناِنهِ وقد َعجِزَ‬
‫عن تييزِهِ و َمجّهِ‪ ،‬فل َيضُرّ لِل ُعذْرِ‪.‬‬

‫(و) تب طل (بزيادَ ِة رُك ٍن فِعْلِ يّ َعمْدا) لغ ي مُتابَعَةٍ‪ ،‬كزِيادَ ِة ركو عٍ أو سُجودٍ وإن‬
‫ل يَطمَئِن فيه‪ .‬ومنه كما قال شيخنا ‪ :‬أن ينحن الالسُ إل أن تا ِذيَ جبهَتُه ما أمامَ‬
‫ركبتَيْ ِه ولو لتح صيلِ َت َورّكِه‪ ،‬أو افتراشِ هِ الندو بِ‪ ،‬لن الب ِطلَ ل يُغْتَفَرُ لِلمندو بِ‪.‬‬
‫ويغتفَرُ القعودُ اليسيُ بقدرِ جَ ْلسَةِ الستراحَةِ قب َل السجودِ‪ ،‬وبعد َسجْد التلوَةِ‪ ،‬وبعد‬
‫سلمِ إمامٍ مسبوقٍ ف غي م ّل تش ّهدِهِ‪ .‬أما وقوعُ الزيادَة سهوا أو َج ْهلً ُع ِذرَ به فل‬
‫َيضُرّ‪ ،‬كزيا َدةِ سُنّةٍ نو َرفْ عِ اليدين ف غي ملّ هِ‪ ،‬أو رُكْ ٍن قولِ يّ كالفاِتحَةِ‪ ،‬أو فِعْلِ يّ‬
‫ج َد ق بل إمامِ هِ ث عادَ إل يه‪( .‬و) تبطلُ (باعتقادِ) أو ظنّ‬ ‫للمُتابَعَةِ‪ ،‬كأن َركَ عَ أو َس َ‬
‫(فَرْضسٍ) مُعَيّنٍس مسن فروضهسا (نَفْلً) لِتَلعُبِهسِ‪ ،‬ل إن اعتَ َقدَ العامّيّ نَفْلً مسن أفعالِهسا‬
‫صدَ بِفَر ضٍ مُعَيّ ِن النّفْلِيّةَ‪،‬‬
‫فَرْضا‪ ،‬أو عَلِ مَ أن فيها فَرْضا ونَفْلً ول ُيمَيّزْ بينهما‪ ،‬ول ق َ‬
‫ول إن اعتَقَدَ أن الك ّل فروضٌ‪.‬‬

‫صدٍ‪ ،‬واتصالُ نَج سٍ ل يُعْفَى عنه إل‬ ‫ث ولو بل قَ ْ‬


‫[تنبيه]‪ :‬ومن الب ِطلِ أيضا َحدَ ٌ‬
‫إن َدفَعَ هُ حالً‪ ،‬وانكشا فُ عورَةٍ إل إن َكشَفَها ري حٌ ف سَتَر حالً‪ ،‬وتر ُك ُركْ نٍ َعمْدا‪،‬‬
‫وشَكّ ف نيّةِ الّتحَرّ مِ أو شَرْ طٍ ل ا مع مضِيّ رُك ٍن َقوْلِي أو فِعْلِي أو طو ِل زَمَ نٍ‪.‬‬
‫وبعضُ القولّ ككُلّه مع طولِ زَمَنِ شَكَ‪ ،‬أو مع قِصَ ِرهِ‪ ،‬ول يُ ِعدْ ما قرأه فيه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو أخ َبهُ َعدْ ٌل روايَة بنحو َنجَ سٍ أو َكشْف عورَةٍ مُبطِلٍ لَزِمَ ُه قبولُه‪ ،‬أو‬
‫ِبس فَ ْرضَهسُ)‬
‫ِبس لِمُنْفَرِدٍ رأى جا َعةً) مشروعَةً (أن يقل َ‬
‫كلمس مُبْطلٍ فل‪( .‬وُند َ‬‫ٍ‬ ‫بنحسو‬
‫الاضِرَ ل الفائِ تَ (نفلً) مُطْلَقا‪ ،‬ويُسّلمَ من رَكعتَي) إذا ل يَقُ مْ لِثالِثَةٍ‪ ،‬ث يدخُل ف‬

‫‪63‬‬
‫الماعَةِ‪ .‬ن عم‪ ،‬إن َخشِ َي َفوْ تَ الماعَةِ إن َتمّ مَ ركعت ي ا سُتحِبّ له قَطْ عُ ال صل ِة‬
‫واستئنافُها جاعَةً‪ .‬ذكرَ هُ ف الجمو عِ‪ .‬وب ثَ البلقينّ أنه يسلّم ولو من َركْعَةٍ‪ ،‬أما‬
‫ش َفوْتَ الَماعَةِ ث يدخُل ف الَماعَةِ‪.‬‬
‫خ َ‬ ‫إذا قامَ لثالِثَةٍ أتّها َندْبا إن ل َي ْ‬

‫(ف صلٌ)‪ :‬ف الذان والِقا مة ه ا لُغَةً‪ :‬الِعل مُ‪ .‬وشرعا‪ :‬ما عُ ِر فَ من اللفا ِ‬
‫ظ‬
‫الَشهورَ ِة فيه ما‪ .‬وال صلُ فيه ما الِجا عُ ال سبوقُ برؤيَةِ عبدِ ال بن زيدٍ الشهورَة‬
‫جمَع النا سَ‪ ،‬وهي كما ف سُنَنِ أب داود‪ :‬عن عبد ال أنه قال‪:‬‬ ‫ليلَ َة تشاوروا فيما َي ْ‬
‫لمْ عِ ال صلةِ‪ ،‬طا فَ ب وأ نا نائِ مٌ‬ ‫"ل ا أَمَ َر ال نبّ بالناقو سِ يُ ْعمَلَ لُِيضْرَ بَ به للنا سِ َ‬
‫رج ٌل يمِ ُل ناقوسا ف َيدِ هِ فقل تُ‪ :‬يا عبد ال أتبي ُع النّاقو سَ؟ فقال‪ :‬وما تَ صَْنعْ به؟‬
‫فقل تُ‪َ :‬ندْعو به إل ال صّلةِ‪ .‬قال‪َ :‬أوَ ل أ ُدلّ كَ على ما هو خيٌ من ذلك؟ فقلت له‪:‬‬
‫بَلَى‪ .‬فقال‪ :‬تقول‪ :‬الّل هُ أكَبُر اللّ هُ أكبَرُ‪ ،‬إل آخِر الذا نِ‪ .‬ث استأخَرَ عن غيَ بعيدٍ ث‬
‫ّهس أكبَرُ‪ ،‬إل آخرِ الِقامَةِ‪ ...‬فلمسا‬ ‫ّهس أكبَرُ الل ُ‬
‫ْتس إل الصسّلةِ‪ :‬الل ُ‬ ‫قال‪ :‬وتقول إذا قُم َ‬
‫حتُ أتي تُ ال نبّ فأ خبْتُه ب ا رأي تُ فقال‪" :‬إنّ ا لرؤْ يا حَقّ إن شاءَ اللّ هُ‪ .‬قُ مْ مع‬ ‫أ صَْب ْ‬
‫صوْتا مِْنكَ"‪ .‬فقمتُ مع بل ٍل فجَعلتُ‬ ‫بللٍ فألْقِ عليه ما رأيْتَ فلُيؤَذّنْ به فإنّهُ أْندَى َ‬
‫ألقي هِ عليه فيؤذن به‪ .‬فس ِمعَ ذلك عمرُ ب نُ الطا بِ وهو ف بيِت ِه فخَرَ جَ َيجُرّ رداءَ هُ‬
‫ّهس‬ ‫رأيتس مثلَ مسا رأى‪ .‬فقال‪" :‬فَلِل ِ‬
‫ُ‬ ‫َكس بالَقّ يسا رسسول ال لقدْ‬ ‫ويقول‪ :‬واّلذِي بَعَث َ‬
‫لمْدُ"‪ .‬قيل‪ :‬رآها بضعَةُ َعشَر صحابيا‪ .‬وقد يُسَ ّن الذانُ لِغَيْرِ الصلةِ‪ ،‬كما ف أُذُنِ‬ ‫اَ‬
‫الَهمو مِ والَ صروعِ وال َغضْبا نَ‪ ،‬و من ساءَ ُخلُقَ هُ من إن سانٍ أو بيمَةٍ‪ ،‬وع ند الَري قِ‪،‬‬
‫وعنسد تَ َغوّلِ الغِيلنِس أي تَرّدِ الِنّ‪ .‬وهسو والِقامَةُ فسأُذُنس الولودِ وخَلْف الُسسافِرِ‬
‫(أذانس وإقامَةٌ) ِلخَبَرِ الصسحيحي‪" :‬إذا‬ ‫ْضس ٌ‬ ‫ويصسلُ بفِعْ ِل البَع ِ‬
‫َ‬ ‫ُسسنّ) على الكِفايَةِ‪.‬‬
‫(ي َ‬
‫َحضَرَت ال صلةُ فليُؤذّ نْ لكُم أح ُدكُ مْ"‪ِ( .‬ل َذكَ ٍر ولو) صَبِيّا‪ ،‬و (مُنْفَرِدا وإن َسمِعَ‬
‫أذانا) من غيِ هِ على الُعَْتمَدِ‪ ،‬خِلفا لا ف شر حِ مُسلِم‪ .‬نعم‪ ،‬إن َس ِمعَ أذا نَ الماعَةِ‬
‫َهس (ِلمَكتوبَةٍ) ولو فائِتَةٍ دون غيِهسا‪،‬‬ ‫ُسسنّ له على ا َلوْج ِ‬ ‫سل ي َ‬ ‫وأرادَ الصسلةُ معهُم ْ‬

‫‪64‬‬
‫كالسّنَنِ وصلةِ النازَةِ والَنْذورَةِ‪ .‬ولو اقتصَرَ على أ َحدِهُما لَِنحْ ِو ضِيقِ َوقْتٍ فالذا ُن‬
‫ِصسبْ ٍح واحدٍ قبلَ ال َفجْرِ‪ ،‬وآ َخ ُر بعدَه‪ ،‬فإن اقتصسَر فالوْل‬ ‫أذانانس ل ُ‬
‫ِ‬ ‫ُسسنّ‬
‫َأ ْولَى بسه‪ .‬وي َ‬
‫جمُعَةِ‪ ،‬أحدُهُ ما ب عد صُعودِ الَطي بِ الِنْبَرَ‪ .‬وال خر الذي قبلَ هُ إن ا‬ ‫بعدَه‪ .‬وأذانان لل ُ‬
‫أ ْحدَثَ هُ عثما نُ رَضِ يَ اللّ هُ عن هُ لّ ا كَثُ َر النّا سُ‪ ،‬فا سِتحْبابُه ع ند الا َجةِ كأن َت َوقّ فَ‬
‫حضورُهُم عليه‪ ،‬وإل لكانَ القِتصارُ على التّباع أ ْفضَلُ‪( .‬و) سُنّ (أن ُيؤَذّنَ لِلُول)‬
‫فقط (من صَلواتٍ تَوالَت) كفوائِتَ وصلتَيْ َجمْ ٍع وفائِتَةٍ‪ ،‬وحاضِرَةٍ دَ َخلَ َوقْتُها قبلَ‬
‫شُروعِ هِ ف الذا نِ‪( .‬ويُقي مَ لكل) منها للتّباع‪( .‬و) ُسنّ (إقامَةٌ لنثى) سِرّا‪ ،‬وخُنْثَى‬
‫فإن أذّنَت للنّ ساءِ سِرّا ل يُكْ َر هُ‪ ،‬أو َجهْرا حُرِ مَ‪( .‬ويُنادَي لِجماعَةِ) مشروعَةٍ ( ف‬
‫نَفْلٍ) كعيدٍ وتراو يح وو تر ُأفْرِدَ عن ها برمضان وكُ سوفٍ‪( .‬ال صّلةُ) بِنَ صِْبهِ إغراءٌ‪،‬‬
‫ُهس خ َبا للمَذكورِ‪ .‬وُيجْزِىءُ‪ :‬الصسّلةُ‬ ‫َصسبِه حالً‪ ،‬ورفْع ُ‬ ‫ورفْع ُه مُبْتَدأ‪( ،‬جامِعَةٌ) بِن ْ‬
‫ال صلةُ‪ ،‬وهَُلمّوا إل ال صلةِ‪ .‬ويُكْرَ هُ‪ :‬حَيّ على ال صّلةِ‪ .‬وينب غي َندْبُ هُ ع ند دُخولِ‬
‫ج بقول ِلجَماعَةٍ ما ل‬ ‫الوقْ تِ وعن َد ال صّلةِ ليكو نَ نائِبا عن الذا نِ والِقامَةِ وخَرَ َ‬
‫يُسَ ّن فيه الَماعَةُ وما فُعِ َل فَرادَى‪ ،‬وبِنَفْلٍ مَنْذورَةٌ وصَلةٌ جنازَةٌ‪( .‬وشُرِطَ فيهما) أي‬
‫ف فيهما‪ ،‬للتّباع‪ .‬فإن عَكَ سَ ولو‬ ‫ف الذا نِ والِقامَةِ‪( .‬ترتي بٌ) أي الترتي بُ الَعْرو ُ‬
‫نا سِيا ل يَ صُح وله البِناءُ على الُنْتَظ مِ منهما‪ .‬ولو تَرَ كَ بعضَهُما أتى به مع إعا َدةِ ما‬
‫بعدَهُ‪( .‬وولءٌ) بي كلماِتهِمَا‪ .‬نعم‪ ،‬ل َيضُرّ يسيُ كلمٍ وسُكوتٌ ولو َعمْدا‪ .‬ويُسَنّ‬
‫ِسس إل الفراغسِ‪.‬‬ ‫وتشميتس العاط ِ‬
‫َ‬ ‫ح َمدَ سسِرا إذا عَطَسسَ‪ ،‬وأن يُؤخّرَ ردّ السسل ِم‬ ‫أن َي ْ‬
‫(و َجهْرٌ) إن أذّ نَ أو أقا مَ (ِلجَماعَةٍ)‪ ،‬فينبغي إساعُ وا ِحدٍ جيع كلماتِ هِ‪ .‬أما ا ُلؤَذّ نُ أو‬
‫الُقي مُ لِنَفْ سِهِ فيكفي هِ إساعُ نف سِ ِه فقط‪( .‬ووق تٌ) أي دُخوله (لغي أذا نِ صُبْحٍ) لن‬
‫ذلك للِعْلمِ‪ ،‬فل يوزُ ول َيصُ ّح قَبْلَهُ‪.‬‬

‫أ ما أذا نُ ال صّبْ ِح فَيَ صُحّ من ن صفِ لَيْلٍ‪( .‬و سُنّ تثوي بٌ) لذانَ يْ ( صُبْحٍ‪ ،‬و هو أن‬
‫يقو َل بعدَ الَيْ َعلَتَيْنِ‪ :‬الصّلةُ خيٌ من النّومِ‪ ،‬مرّتَْينِ)‪ .‬ويَُثوّب لذانِ فائِتَةِ صُبْحٍ‪ ،‬وكُرِهَ‬

‫‪65‬‬
‫لغيِ صُبْحٍ‪( .‬وتَرْجِيعٌ) بأن يأتِيَ بِ َكِلمَت الشّهادَتيِ مرتي سِرا‪ ،‬أي بِحيث يُسْ ِمعَ مَ ْن‬
‫لهْرِ بما للتّباع‪ ،‬ويَ صُحّ بدونِ هِ‪( .‬وجَ ْعلُ مْ سَّبحَتَيْه بِ صُماخَيْه)‬ ‫قَرُ بَ منه عُرْفا قبلَ ا َ‬
‫صوْتِ به‪،‬‬ ‫صوْتِ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬إن أرا َد رَفْ َع ال ّ‬ ‫ف الذا نِ دو َن الِقامَةِ‪ ،‬لنه أ ْجمَ عُ لِل ّ‬
‫وإن تَع ّذرَت يدٌ جَعَلَ الخْرَى‪ ،‬أو سسُبابَةٌ سُسنّ جَ ْعلُ غيِهسا مسن بَقِيّةِ الصسابِعِ‪( .‬و)‬
‫سُنّ (فيهما) أي ف الذا نِ والِقامَةِ (قيا مٌ) وأن يؤذّ نَ على موضِ عٍ عالٍ‪ ،‬ولو ل يَكُ نْ‬
‫جدِ منارَةٌ سُنّ بِ سَ ْطحِهِ ث بِبابِ هِ‪( .‬وا ستِقْبالٌ) لِلْقِْبلَةِ‪ ،‬وكُرِ هَ تَرْكُه‪( .‬وتويلُ‬
‫سِ‬ ‫لِلمَ ْ‬
‫وَ ْجهِ هِ) ل ال صّدْر (فيهما يَمينا) مَرّة (ف حَيّ على ال صّلةِ) ف الرتي‪ ،‬ث يَرُدّ وَ ْجهَ هُ‬
‫لِلقِبلَةِ (وشِمالً) مَرّة ( ف حَيّ على الفَل حِ) ف الرت ي‪ ،‬ث َيرُدّ وَ ْجهَ هُ لِلقِبلَةِ‪ .‬ولو‬
‫لطْبَةِ أو ِلمَن يؤذّ ْن لنفسِهِ‪ .‬ول يلت ِفتْ ف التّْثوِيبِ‪ ،‬على نِزاعٍ فيه‪.‬‬ ‫لذانِ ا ُ‬

‫صوْتِ بالذا نِ ِلمُنْفَرِ ٍد فو قَ ما يُ سمَع نف سَهُ‪ ،‬ول ن يُؤذن‬ ‫[ت نبيه]‪ :‬يُ سَ ّن رَفْ عُ ال ّ‬
‫سمِع واحدا منهُم‪ ،‬وأن يبالِغَ كلّ ف َجهْرٍ به للمْرِ به‪ ،‬وخَ ْفضُه به‬ ‫لماعَةٍ فوق ما يُ ْ‬
‫ف مُصَلّى أقيمَت فيه جاعَ ٌة وانصَرَفوا‪ ،‬وتَرتيلُه‪ ،‬وإدراجُ الِقامَةِ‪ ،‬وتسكيُ راءِ التكبيِ‬
‫الُول‪ .‬فإن ل يَفْعَلْ فالف صَ ُح الضّ مّ‪ .‬وإدغا مُ دالِ ممدٍ ف را ِء رَسولِ الّل هِ لن تَركَه‬
‫من اللّح نِ الَفِ يّ‪ .‬وينبغي النّطْ قُ باءِ الصلةِ‪ ،‬ويُكْرَهان من ُمحْدِ ثٍ وصبَ وفاسقٍ‪.‬‬
‫ول يَ صُحّ نَ صْبُه‪ ،‬وها أفضل من المامة لقوله تعال‪{ :‬وَمَ نْ أحْ سَنُ قَ ْولً ِممّ نْ دَعا‬
‫إل اللّ هِ} قالَ تْ عاِئشَةُ رَضِ يَ اللّ هُ عن ها‪ :‬هُ مُ ا ُلؤَذّنو نَ‪ .‬وقيلَ‪ :‬هِي أفضَلُ مِنهُ ما‪،‬‬
‫وفُضِلَتْ من أ َحدِهِما بل نِزاعٍ‪( .‬و) سُنّ (لسامِعِهما) سَماعا ُيمَيّز الُروفَ‪ ،‬وإل ل‬
‫يُعَْتدّ بِسسَماعِهِ كمسا قال شيخنسا‪ .‬آخرا (أن يقو َل ولو غيَ مُتَوضّىءٍ) أو جُنُبا أو‬
‫حائِضا خلفا للسبكي فيهما أو مُ سْتَْنجِيا فيما يظهر‪( ،‬مثل قولما إن ل يَ ْلحَنا لنا‬
‫سمَعْه‪ .‬ولو‬ ‫يُغَيّر الَعْن)‪ .‬فيأت بِ ُكلّ كلمةٍ عَ ِقبَ فراغِهِ منها‪ ،‬حت ف الترّجيعِ وإن ل َي ْ‬
‫ب فيه وفيما ل يَ سْمَعْه‪ .‬ولو تَرَتّ بَ الؤذنون أجا بَ الكُلّ ولو‬ ‫ض الذا نِ أجا َ‬ ‫َس ِمعَ بع َ‬
‫َعس للِجابَ ِة القرا َءةَ والذّكْ َر والدّعاءَ‪.‬‬
‫ْكس إجابَ ِة الوّل‪ .‬ويَقط ُ‬
‫َهس تَر ُ‬
‫بعدَ صسلِتهِ‪ .‬ويكر ُ‬

‫‪66‬‬
‫ب الفَصْلُ‪ ،‬ل‬ ‫وتُكْرَهُ لِمُجامِ ٍع وقاضي حَاجَةٍ‪ ،‬بل ُيجِيبان بعدَ الفرا غِ‪َ ،‬كمُصَلَ إن قَ ُر َ‬
‫حمّا مٍ‪ ،‬ومن َبدَنَه ما عدا فَمِه َنجِ سٌ وإن وَ َجدَ ما يتطهّر به‪( .‬إلّ ف حَيْعل تٍ‬ ‫لِمَ نْ ِب َ‬
‫فَُيحَوْقِل) الُجي بُ‪ ،‬أي يقو ُل في ها‪ :‬ل َحوْ َل ول قُوّة إل باللّ ِه العَليّ العظي مِ‪ .‬أي ل‬
‫حوّلَ عن مع صِيَةِ ال إل ِب ِه ول ُقوّةَ على طاعَِت هِ إل ِبمَعونَتِه‪( .‬ويُصدّق) أي يقول‪:‬‬ ‫َت َ‬
‫صس َد ْقتَ وَبَ َررْتسَ‪ ،‬مرتيس‪ .‬أي صسرتَ ذا بُرَ‪ ،‬أي خ ٍي كثيٍ‪( .‬إن ثوّبسَ) أي أتسى‬ ‫َ‬
‫بالتّثوي بِ ف ال صّبحِ‪ .‬ويقول ف كَِلمَ ت الِقامَةِ‪ :‬أقامَ ها اللّ هُ وأدامَ ها وجَعَلَ ن من‬
‫صاِلحِي أ ْهلِ ها‪( .‬و) سُنّ (ل كل) من مُؤذّ نٍ ومُقي مٍ و سامَعِهما (أن يُ صَلّيَ) ويُ سَّلمَ‬
‫(على ال نب) (ب عد فَراغِه ما)‪ ،‬أي بعدَ فرا غِ كل مِنُه ما إن طالَ فَ صْلٌ بيَنهُ ما‪ ،‬وإل‬
‫فيكفِي لما دعاءٌ وا ِحدٌ‪( .‬ث) يقولُ كلّ منهم رافِعا يدَيْه‪( :‬الل ُهمّ ر بّ هذ ِه الدعوَة)‬
‫حمّدا الوَسِيَلةَ‬ ‫أي الذانِ والِقامَةِ‪( ،‬إل آخ ِرهِ)‪ .‬تتمّتُهُ‪ :‬التّامّة والصّلةُ القاِئمَةِ‪ ،‬آتِ ُم َ‬
‫وال َفضِيلَ َة وابْعَثْ هُ مَقاما َمحْمودا الذي وَ َعدْتَ هُ‪ .‬والوَ سيَلةُ هي أ ْعلَى درَجَةٍ ف النّةِ‪.‬‬
‫والقامُ الحمودُ مقامُ الشّفاعَ ِة ف فَصْلِ القضاءِ َيوْم القيامَةِ‪.‬‬

‫ويُسنّ أن يقولَ بعد أذا نِ الَغرِ بِ‪ :‬اللهّم هذا إقبالُ ليلِ كَ وإدبارُ نارِ كَ وأصوا ُ‬
‫ت‬
‫دُعاتِكَ فاغْفِرْ ل‪ .‬وتسنّ الصلةُ على النبّ قبل الِقامَةِ‪ ،‬على ما قاله النوويّ ف شرحِ‬
‫الوَ سِيطِ‪ ،‬واعت َمدَهُس شيخ نا ابسن زياد‪ ،‬وقال‪ :‬أ ما قبلَ الذان فلم َأرَ ف ذلكَس شيئا‪.‬‬
‫سنّ ممدٌ ر سولُ الّل ِه بعدَهُ ما‪.‬‬ ‫وقال الش يخ ال كبي البكري أن ا تُ سَنّ قبَلهُ ما‪ ،‬ول يُ َ‬
‫حبّ أن يق َرأَ بي الذان والِقامَةِ آَيةَ الكُرْ سِيّ لِخَبِ‪" :‬إنّ‬ ‫قال الرّويان ف الَبحْرِ‪ :‬يُ سَْت َ‬
‫مَنْ قرأَ ذلكَ بي الذانِ والِقامَةِ ل يُكَْتبْ عليهِ ما بي الصلتي"‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬أفت البَلْقين فيمَ ْن وافَ قَ فراغُ هُ من الوُضو ِء فَرا غَ الُؤذّ نِ‪ ،‬بأنه يأت ِب ِذكْ ِر‬
‫الوُضوءِ لنه للعبادَة الت فرَغَ منها‪ ،‬ث ب ِذكْ ِر الذانِ‪ .‬قال‪ :‬وحَسُنَ أن يأتِيَ بشهادَتَي‬
‫الوُضوءِ ث ِبدُعا ِء الذانِ لِتَعَلّقِ ِه بالنبّ‪ ،‬ث بالدّعاءِ لِنَفسِهِ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف صلة النفل وهو لُغَةً‪ :‬الزيا َدةُ‪ .‬وشَرْعا‪ :‬ما يُثابُ على فِعْلِهِ ول يُعاقَ ُ‬
‫ب‬
‫ب الفَرْ ضِ يَ ْفضُلُه‬‫حبّ والَنْدو بِ‪ .‬وثوا ُ‬ ‫على َت ْركِ هِ‪ .‬ويُعَبّرُ عنه بالتطوّ عِ وال سّنّةِ والُسْتَ َ‬
‫ص الفرائِ ضِ‬ ‫بسبعي درجَةٍ‪ ،‬كما ف حدي ثٍ صحّحَهُ اب نُ خُزَْيمَة‪ .‬وشُرِ عَ ليُ ْكمِلَ نَقْ َ‬
‫بل ولِيَقُومَ ف الخِرَةِ ل ف الدّنيا مُقامَ ما تُرِكَ منها لِعُ ْذرِ‪ ،‬كنِسيانٍ‪ ،‬كما نصّ عليه‪.‬‬
‫ضلُ الفرو ضِ‪ ،‬ونَفْلُ ها‬ ‫ت البَدَ نِ ب عد الشهادت ي‪ ،‬فَفَ ْرضُ ها أف َ‬ ‫ضلُ عبادا ِ‬ ‫وال صلةُ أف َ‬
‫أفضَ ُل النّوافِلِ‪ .‬ويلي ها ال صّوْمُ‪ ،‬فالَجّ‪ ،‬فالزّكاةُ‪ ،‬على ما جَزَ مَ به بعضُهُم‪ ،‬وق يل‪:‬‬
‫أفضَلُها الزّكاةُ‪ .‬وقيل‪ :‬ال صّومُ‪ .‬وق يل‪ :‬الَجّ‪ .‬وق يل غ ي ذلك‪ .‬والل فُ ف الِكثارِ‬
‫صوْم َيوْ مٍ أفضَلُ من‬ ‫مِ نْ وا ِحدٍ أي عُرْفا مع القِت صارِ على ال َكدِ مِ نَ الخَرِ‪ ،‬وإل فَ َ‬
‫رَكْعَتَي‪ .‬وصل ُة النّفْ ِل قسمان‪ :‬قسمٌ ل تُسنّ له جا َعةٌ كالرواتِ بِ التابِعَةِ لِلفرائِ ضِ‪،‬‬
‫و هي ما تأ ت آنفا‪( .‬يُ سَنّ) للخبارِ ال صّحيحَةِ الثابِتَةِ ف ال سّنَنِ (أربَ عُ ركعا تٍ قبلَ‬
‫عَ صْرٍ‪ ،‬و) أربَ عٌ قبلَ ( ُظهْرٍ و) أربَ عٌ (بعدَ هُ‪ ،‬وركعتان بعدَ مَغْر بٍ) وُندِ بَ و صُلهُما‬
‫بالفَرْضِ‪ .‬ول يُ َفوّت فضيَلةَ الوَصْلِ بإتياِنهِ قبَلهُما الذّكْرُ الأثورُ بعد الكتوبَةِ‪( .‬و) بعدَ‬
‫(عِشاءٍ) ركعتان خفيفتان (وقبله ما)‪ ،‬إن ل يشتَغِلْ ب ما عن إجابَةِ ا ُلؤَذّ نِ‪ .‬فإن كان‬
‫ب ي الذا نِ والِقامَةِ ما يَ سَعهُما فَعََلهُ ما‪ ،‬وإل أخّرَهُ ما‪( .‬و) ركعتان قبلَ ( صُبْحِ)‪،‬‬
‫ص فيهما‪ ،‬لبِ مسلم وغيه‪ ،‬ووردَ أيضا‬ ‫ويُسَنّ تفي ُفهُما‪ .‬وقراءة الكافرون والِخل ِ‬
‫فيهما ألَ مْ َنشْرَ حَ ل كَ وَألَ مْ َترَ كَيْ فَ‪ ،‬وأنّ مِن داوَ مَ على قراءَتِهما فيهما زالَ تْ عنه‬
‫لمْ ُع فيهما بيَنهُنّ لِتََتحَقّ َق الِتيانُ بالوارِدِ‪ ،‬أخذا ما قالَ ُه النووي‬ ‫عِلّةُ البَواسِيِ‪ ،‬فيُسَنّ ا َ‬
‫فس‪ :‬إِنّيس ظََلمْتَس نَفْسسِي ظُلْما كَثيا كَبِيا‪ .‬ولَم ْس يَكُن ْس بذلِكَس مُط ّولً لَهُمسا تطويلً‬
‫َبس‬ ‫السسنّةِ والتّباعسِ‪ ،‬كمسا قاله شيخنسا ابسن حجسر وزياد‪ .‬ويُنْد ُ‬ ‫ِجس عسن َحدّ ّ‬ ‫ُيخْر ُ‬
‫ِجاعس بيَنهُمسا وبيَ الفَرْض إن ل ُي َؤخّرْهُمسا عنسه‪ ،‬ولو غيَ مَُت َهجّدٍ‪ .‬وا َلوْل‬ ‫الضْط ُ‬
‫حوّلٍ‪.‬‬‫َكوْنُه على الشّقّ اليَنِ‪ ،‬فإن ل َيرِدْ ذلك َفصَ َل بنحوِ كلمٍ أو َت َ‬

‫‪68‬‬
‫[ت نبيه]‪ :‬يوزُ تأخيُ الرواتِ بِ القبلِيّةِ عن الفَرْ ضِ وَتكو نُ أداءً‪ .‬و قد يُ سَنّ كأ ْن‬
‫َحضَ َر وال صّلةُ تُقا مُ أو قَرُبَ تْ إقامَتُها بي ثُ لو اشْتَغَلَ با يَفُوتُه َتحَرّ مُ الِمام فيُكْرَ هُ‬
‫الشروع في ها‪ ،‬ل تقد ي البَعْدِيّة عل يه لِ َعدَ مِ دُخولِ َوقْتِ ها‪ ،‬وكذا ب عد خُرو جِ ال َوقْ تِ‬
‫على ا َلوْجَهِ‪ .‬وا ُل َؤكّدُ من الرّواتِبِ َعشْرٌ‪ ،‬وهو رَكعتان قبلَ صُبْحٍ و ُظهْرٍ وبعدَهُ وب ْعدَ‬
‫مَغْربٍ وعِشاءٍ‪( .‬وِْترٌ) (و) يُسَنّ أي صَلُتهُ‪ ،‬بعد العِشاءِ‪ِ ،‬لخَبَرِ‪" :‬الوِتْرُ َحقّ على كُلّ‬
‫مُسلِم"‪ .‬وهو أفضَلُ من جي عِ الرّواتِ بِ لِلخِل فِ ف وُجوِب هِ‪( .‬وأقلّ ُه َركْعَةٌ)‪ ،‬وإن ل‬
‫سس ِة العِشاءِ أو غيِهسا‪ .‬قال فس الجموع‪ :‬وأدْنس الكَمَال ثلث‪،‬‬ ‫يَتَقدّمْهسا نَفْلٌ مسن ُنّ‬
‫ُهس إحدَى عشرة) َركْعَة‪ .‬فل يوزُ الزّيا َدةُ‬ ‫ِسسعٌ‪( .‬وأكثر ُ‬‫فسسعٌ فَت ْ‬
‫خسس َْب‬‫ٌ‬ ‫وأكمَلُ منسه‬
‫سحّ‪،‬‬ ‫س بالوِتْرِ ول يَْنوِ عددا ص َ‬ ‫عليهسا بِنّيةِ الوِتْرِ‪ ،‬وإناس يَفْعَلَ الوِتْرُ أوتارا‪ .‬ولو أحرَم َ‬
‫واقتَ صَرَ على ما شاءَ م نه على ا َلوْجَ هِ‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬وكأنّ َبحْ ثَ بعضِهِم إلاقُ هُ‬
‫بالنّفْلِ الُطَْل قِ من أن له إذا َنوَى عددا أن يَزيدَ ويُنْقِ صَ َتوَ ّهمَ هُ من ذلك‪ ،‬وهو غَلَ طٌ‬
‫صَريحٌ‪ .‬وقوله‪ :‬إنّ ف كل مِ الغزالّ عن الفَوْرانِ يّ ما يؤخَذ من هُ ذلك‪ ،‬وَهْ مٌ أيضا‪،‬‬
‫كما يُعْلَ مُ من البَسيطِ‪ .‬وَيجْرِي ذلك فيمَن أحرَ مَ ب سُنّةِ الظّه ِر الرْبَ عِ بنيةِ الوَ صْلِ فل‬
‫يوزُ له الفَ صْلُ بأن يُ سَّلمَ من رَكعت ي‪ ،‬وإن نَوا هُ قب َل النّقْص‪ ،‬خلفا ل ن وَهَ َم ف يه‬
‫أيضا‪ .‬انت هى‪ .‬ويوزُ ِلمَ نْ زادَ على ركعَ ِة الفَ صْلِ ب ي كل ركعت ي بال سلم و هو‬
‫أفضَلُ من الوَصْلِ بتش ّهدٍ أو تشهّدين ف الرّكعتي الخيتي‪ ،‬ول يوزُ الوَصْلُ بأكثرِ‬
‫ف ا َلوْل‪ ،‬فيما عدا الثلث‪ ،‬وفيها مَكروهٌ لِلّنهْيِ عنه ف‬ ‫من تش ّهدَين‪ .‬والوصلُ خِل ُ‬
‫خَبَرِ‪" :‬ول ُتشَّبهُوا الوِتْرَ بِصلِة الَغْ ِر بِ"‪ .‬ويُ سَنّ لِمَ نْ أوْتَرَ بثل ثٍ أن يَقْ َرأَ ف الُول‬
‫سَبّحْ وف الثانِيَةِ الكافرون‪ ،‬وف الثالِثَ ِة الِخل صِ والُ َعوّذَتَيْن للتّبا عِ‪ .‬فلو أوْتَرَ بأكثَر‬
‫ث فيُ سَنّ له ذل كَ ف الثلثَ ِة الخيَةِ إن فَ صَل عما قَبْلَها‪ ،‬وإل فل‪ .‬كما أفت‬ ‫من ثل ٍ‬
‫به البلقين‪ .‬ولِمَ نْ أوْتَرَ بأكثَر من ثل ثٍ قرا َء ُة الِخْل صِ ف أُولييه‪ ،‬فَ صَلَ أو وَ صَلَ‪.‬‬
‫صوْتَهُ بالثالِثَةِ‪ ،‬ث يقول‪:‬‬ ‫ك القُدّو سِ‪ ،‬ويَ ْرفَ عُ َ‬ ‫وأن يقو َل بعدَ الوِتْرِ ثلثا سبحانَ ا َللِ ِ‬
‫اللهُمّ إ ن أعوذُ بِرِضا كَ مِ نْ َسخَطِكَ‪ ،‬وِبمُعافاتِ كَ من عُقوبَتِ كَ‪ ،‬وبِك مِنْ كَ‪ ،‬ل‬

‫‪69‬‬
‫ُأحْ صِي ثناءً علي كَ أن تَ كما أَثْنَيْ تَ على نف سِك‪َ .‬و َوقْ تُ الوِتْرِ كالتّراوِي حِ بي صَل ِة‬
‫العِشاءِ‪ ،‬ولو بعدَ الَغْ ِر بِ ف َجمْ عِ التّقدِيِ وطُلو عِ ال َفجْرِ‪ ،‬ولو خَرَ جَ ال َوقْ تُ ل َيجُزْ‬
‫ح هُ بَ ْعضُهُم‪ .‬ولو با نَ بُطل نُ‬ ‫ب البَ ْعدِيّ ة‪ ،‬خلفا ل ا رَ ّج َ‬ ‫قضاؤ ها قب َل العِشاءِ كالرّواتِ ِ‬
‫عِشائِ ِه بعد فِعْلِ الوِتْرِ أو التّراويحِ وََقعَ نَفْلً مُ ْطلَقا‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يُ سَنّ لِمَ نْ وَث قَ بيَقْطَتِ هِ قبلَ ال َفجْرِ بِنَفْ سِهِ أو غيِ هِ أن ُيؤَخّرَ الوِتْرَ كلّ هُ ل‬
‫لمَاعَ ُة ف يه بالتأ ِخيِ ف رَمضان‪ ،‬لَبِ الشيخ ي‪:‬‬ ‫التراوي حَ عن أوّلِ اللّيلِ وإن فاتَت ا َ‬
‫"اجْعَلُوا آ ِخرَ صلتِ ُكمْ باللّيْلِ وِتْرا"‪ .‬وتأ ِخيُ هُ عن صلةِ اللي ِل الواقعَة ف يه‪ ،‬وِلمَ نْ ل‬
‫يثق با أن يعجله قبل النوم‪ .‬ول يندب إعادتَه‪ .‬ث إ نْ فع َل الوتِرَ بعدَ النو مِ حصلَ له‬
‫به سنّة التهجّ د أيضا وإلّ كان وِترا ل تجّدا‪ .‬وقيلَ‪ :‬الول أن يُوتِر قبلَ أ نْ ينا مَ‬
‫جدُ‪ ،‬لقولِ أب هُرْيْرَة رضي ال عَنه‪ :‬أمَرَن ر سول ال أن أُوتِرَ‬ ‫مُطلَقا‪ ،‬ثّ يقو مُ ويته ّ‬
‫قبلَ أن أنام‪ .‬رواهُ الشيخان‪.‬‬

‫جدُ‪ ،‬و َعمَرُ رضي اللّ ُه‬‫وقد كان أبو بكرٍ رضيَ عنهُ يُوتِرَ قبلَ أن ينامَ ُثمّ يَقومُ ويَتَه ّ‬
‫جدُ ويُوتِرُ‪ .‬فترافَعا إل رَسولِ ال فقال‪{ :‬هذا أ َخذَ‬ ‫عنه ينا ُم قَبْلَ أن يُوتِرَ ويَقو مُ ويََتهَ ّ‬
‫بالَزْ مِ يعن أبا بَكْ ٍر وهذا أ َخذَ بالقُوّةِ يعن ُعمَرَ }‪ .‬وقد ُروِ يَ عن عثما نَ مث ُل فِعْلِ‬
‫سطِ‪ :‬واختارَ‬ ‫عليس مث ُل فِعْلِ عُمسر‪ ،‬رضسي ال عنهُم‪ .‬قال فس الوس ي‬ ‫أبس بكرٍ‪ ،‬وعسن َ‬
‫الشافِعِ ّي فِعْلُ أ ب بكرٍ ر ضي ال ع نه‪ .‬وأ ما الرّكعتان اللتان يُ صَلّيهما النا سُ جُلو سا‬
‫سةِ‪ ،‬كمسا ص َسّرحَ بسه الوجري والشيسخ زكريّا‪ .‬قال فس‬ ‫بعسد الوِتْرِ فليسستا مسن السّنّ‬
‫الجموعِ‪ :‬ول تَغْتَرّ ِبمَنْ يَعْتَقِد سُنّيّة ذلكَ وَيدْعُو إليهِ ِلجَهالَتِهِ‪.‬‬

‫ضحَى) لِقولِ هِ تعال‪{ :‬يُسبّحْنَ بال َعشِيّ والِشْرا قِ} قال ابن عباس‪:‬‬
‫(و) يُ سَنّ (ال ّ‬
‫صل ُة الِشرا قِ صلةُ الضّ حى‪ .‬روَى الشيخان‪ ،‬عن أ ب ُهرَيْرة ر ضي ال ع نه قال‪:‬‬
‫"َأوْصان خَليلي بثل ثٍ‪ ،‬صِيامُ ثلثَة أيا مٍ من كُلّ شهرٍ‪ ،‬و َركْعَت الضّحى‪ ،‬وأن أُوتِرَ‬

‫‪70‬‬
‫قبلَ أن أنام"‪ .‬وروى أبو داود أنه صَلّى سُْبحَ َة الضّحَى أي صَلتَها ثانِ َي َركَعا تٍ‪،‬‬
‫وسَّلمَ مِنْ ك ّل رَكعتي‪( .‬وأقَلّها ركعتان وأكثرها ثانٍ) كما ف التّحقيقِ والَجموعِ‪،‬‬
‫ُمس الزيادَةُ عليهسا بِنِيّ ِة الضّحَى‪ ،‬وهسي أفضَلُهسا على مسا فس‬ ‫وعليسه الكثرون‪ .‬فَتحْر ُ‬
‫ال ّر ْوضَةِ‪ ،‬وأ صْلها‪ :‬فيجوزُ الزيادَةُ علي ها بنيّتِ ها إل ثن ت عشرة‪ ،‬ويُْندَب أن يُ سّلمَ من‬
‫س قَ ْدرَ رُمْ حٍ إل الزّوالِ والخْتِيارُ فِعْلُها عندَ‬
‫شمْ ِ‬ ‫كل ركعتي‪ .‬ووقْتُها مِن ارتِفا عِ ال ّ‬
‫مِضيّ رُبْ عِ النّهارِ ِلحَدي ثٍ صحي ٍح ف يه‪ ،‬فإن ترادَفَ تْ فَضِيَلةُ التأخيِ إل رُبْ ِع النّهارِ‬
‫جدِ إن ل يُوءَخّرْها‪ ،‬فا َلوْل تأ ِخيُها إل رُبْ عِ النّهارِ وإن فا تَ‬ ‫سِ‬ ‫وفَضيلَةُ أدائَها ف الَ ْ‬
‫به فِعْلُها ف السجدِ‪ ،‬لن الفضيَلةَ الُتَعلّقَة بالوَقْ تِ َأوْل بالُراعاةِ من الُتَعلّقَةِ بالَكا نِ‪.‬‬
‫ضحَى‪ .‬وورَدَ أيضا قراءَة الكافِرو نَ والِخلص‪.‬‬ ‫ويُ سَنّ أن يقرأَ سُورَتَيْ والشّمْ سِ وال ّ‬
‫وا َلوْجَ هُ أنّ َركَعَتَ يْ الِشرا قِ مِ نَ الضّحَى‪ ،‬خِلفا للغَزالّ و من تَبِعَه‪( .‬و) يُ سَنّ‬
‫جدٍ وإن تك ّررَ دُخولُه أو ل ُيرِدِ الُلوسسَ‪ ،‬خلفا للشيسخ‬ ‫َسس ِ‬
‫(ركعتسا َتحِيّةٍ) لِداخِلِ م ْ‬
‫نَ صْر‪ .‬وتَبِعَ ُه الشيخ زكريا ف َشرْحَ يْ الِْنهَ ِج والتّحريرِ بقوله‪ :‬إن أرادَ الُلو سَ‪ ،‬ل بِ‬
‫سّي ركعتيس"‪ .‬وتفوتُس‬ ‫جدَ فل َيجْلِس حتسيُصَل‬ ‫الشيخيس‪" :‬إذا دَخَلَ أ َحدُكُم السس ِ‬
‫َقس بمسا على‬ ‫جهَلْ‪ .‬ويلح ُ‬ ‫َسسهَ أو َي ْ‬
‫ُلوسس الطّويلِ‪ ،‬وكذا القصسيِ إن ل ي ْ‬ ‫الّتحِيّةُ بال ِ‬
‫ب فيق َعدْ لَ هُ قليلً ث يأ ت ب ا‪ ،‬ل بِطولِ قَيا مٍ أو إعرا ضٍ‬ ‫ا َلوْجَه ما لو احتا جَ لِلشّرْ ِ‬
‫عن ها‪ .‬وِلمَ نْ َأحْرَ مَ ب ا قائِما القُعودُ لِتْمامِ ها‪ .‬وكُرِ هَ َت ْركُ ها من غيِ ُعذْرٍ‪ .‬ن عم‪ ،‬إن‬
‫ب قيا مُ مكتوبَةِ ُجمُعَةٍ أو غيِ ها‪ ،‬و َخشِ يَ لو اشتَغَلَ بالتّحِيّ ِة فوات فضيلَ ِة التّحَرّ مِ‬ ‫قَرُ َ‬
‫لمْدُ‬ ‫حدَ ثٍ أن يقول‪ :‬سبحانَ الّل هِ وا َ‬ ‫انتظرَ ُه قائِما‪ .‬ويُ سَنّ ِلمَ نْ ل يتمكّ نْ منها ولو ِب َ‬
‫للّ ِه ول إل هَ إل ال والّلهُ أكبَرُ ول َحوْ َل ول ُقوّةَ إلّ بالّل ِه العَليّ العَظيمِ‪ ،‬أرْبَعا‪ .‬وتُكْرَهُ‬
‫َوافس َدخَلَ السسجِدَ‪ ،‬ل ِلمُدرّسسٍ‪ ،‬خلفا‬ ‫لطْبَةِ‪ ،‬ولِمُريدِ ط ٍ‬ ‫ْتس ا ُ‬
‫َطيبس دخلَ َوق ُ‬‫ِلخ ٍ‬
‫لِبَعْضِهم‪( .‬و) رَكعتا (استِخارَةٍ) وإحْرامٍ وطَوافٍ َووُضوءٍ‪ .‬وتَتأدّى ركعتا الّتحِيّةِ وما‬
‫بَ ْعدَها بركعتي فأكثرُ من فَرْ ضٍ أو نَ ْفلٍ آخَر‪ ،‬وإن ل يَْنوِها معه‪ ،‬أي يَ سْقُط طَلَبُها‬
‫بذلك‪ .‬أما حُصو ُل ثوابِها فالوَ ْج هُ َت َوقّفُه على النّيّةِ‪ِ ،‬لخَبِ‪" :‬إنّما العْمالُ بالنّيّا تِ"‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ك ما قالَ هُ َجمْ عٌ متأخّرون‪ ،‬واعتمَدَ هُ شيخُ نا‪ .‬ل كن ظاهِر كل ِم ال صحاب ح صو ُل‬
‫ثوابِها وإن ل يَنْوها معه‪ ،‬وهو مُقْتَضى كل ُم الجمو عِ‪ .‬ويَقْرَأُ َندْبا ف أُول َركْعَتَي‬
‫س ُهمْ} إل {رَحِيما} والثانِيَة‪{ :‬ومَ نْ‬ ‫الوُضوءِ بعد الفاِتحَةِ‪َ { :‬وَلوْ أّنهُ مْ إِذْ ظََلمُوا أَنْفُ َ‬
‫يَعْمَل سُوءا أو يَ ْظلِم نَفْ سَهُ} إل {رَحِيما}‪ .‬وم نه صل ُة الوّاب ي‪ ،‬و هي عشرو نَ‬
‫ب والعِشاءِ‪ ،‬و ُروِيَ تْ سِتا وأرْبَعا‪ ،‬و َركْعَتَ ي‪ ،‬وَهُ ما القلّ‪ .‬وتَتَأدّى‬ ‫رَكْعَة ب ي الَغْرِ ِ‬
‫َراغس مسن أَذكارِ الَغْرِبسِ‪.‬‬‫بفوائِت وغيهسا‪ ،‬خِلفا لشيخنسا‪ ،‬وا َلوْل فِعْلُهسا بعسد الف ِ‬
‫و صل ُة التّ سبيحِ و هي أربَ عُ َركَعا تٍ بِتَ سْلِيمَةٍ أو ت سليمتي‪ .‬وحَديثُ ها حَ سَنٌ لِكَثْرَةِ‬
‫سمَع بِعَظي مِ فَضْلِها‬ ‫طُ ُرقِ هِ‪ ،‬وفيها ثوا بٌ ل يَتَنَاهَى‪ .‬ومن ث قال بَعْ ضُ ا ُلحَقّقي‪ :‬ل يَ ْ‬
‫ويَتْ ُركُها إل مُتهاوِ نٌ بالدّين‪ .‬ويقولُ ف ك ّل َركْعَةٍ منها َخمْ سَةِ وسبعي سبحانَ الّل هِ‬
‫لمْدُ للّ ِه ول إل هَ إلّ اللّ هُ واللّ هُ أكَْبرُ‪ ،‬خَم سَةَ عَش َر بعدَ القِراءَةِ و َعشْرا ف كلَ مِ نَ‬‫وا َ‬
‫الرّكو عِ‪ ،‬والعتِدالِ‪ ،‬وال سّجودَيْن‪ ،‬والُلو سِ بينهما بعد ال ّذكْرِ الوارِ ِد فيها‪ ،‬وجلْ سَةِ‬
‫ال ستراحَةِ‪ .‬ويُكَبّر عندَ ابتدائِ ها دو َن القيا مِ من ها‪ ،‬ويأ ت ب ا ف م ّل التش ّهدِ قبله‪.‬‬
‫ويوزُ جَع ُل الم سةَ عشَرَ قبلَ القراءَةِ‪ ،‬وحينئذٍ يكو نُ عشْرُ ال ستراحَةِ بعدَ القِرا َءةِ‪.‬‬
‫ّكوعس ل َيجُزْ ال َعوْدُ إليسه ول فِعْلُهسا فس‬
‫ْكس تَسسبيحاتِ الر ِ‬ ‫ولو َت َذكّرَ فس العتِدالِ تَر َ‬
‫العتِدال لنّه ُركْ ٌن قصيٌ‪ ،‬بل يأت با ف السّجودِ‪ .‬ويُسَنّ أن ل ُيخْلي السبوعَ منها‬
‫أو الشّهرَ‪.‬‬

‫والقِ س ُم الثا ن ما تُ سَ ّن ف يه الَماعَةُ‪( ،‬و) هو‪ ( :‬صل ُة العيدَيْن) أي الع يد الكَبِ‬


‫س وزَوالِ ها‪ .‬و هي ركعتان‪ ،‬ويُكَبّر َندْبا ف أُول َركْعَ ت‬ ‫وال صْغَرِ‪ ،‬ب ي طلو عِ َشمْ ٍ‬
‫العِيدَيْن ولو مَ ْقضِيّةً على ا َلوْجَه ب عد افْتِتا حٍ سَبْعا‪ ،‬و ف الثان ية خ سا‪ ،‬ق بل تَ َعوّذ‬
‫فيه ما‪ ،‬رافِعا يدَيْ هِ مع كلّ ت كبيَةٍ ما ل ُيشْ ِر عْ ف قِراءَةٍ‪ .‬ول يَتَدارَك ف الثان ية إن‬
‫ب الشّ مس إل أن ُيحْرِ َم الِما مُ مع رَفْ عِ‬ ‫تَ َركَ هُ ف الُول‪ .‬و ف ليلَتِه ما من غرو ِ‬
‫صوْتٍ‪ ،‬وعَقِبَ كل صَلةٍ‪ ،‬ولو جَنازَةٍ‪ ،‬من صُبْحِ عَ َرفَة إل عَصْرِ آخِرِ أيا ِم الّتشْريقِ‪،‬‬ ‫َ‬

‫‪72‬‬
‫صوْتَها‪( .‬و) صل ُة‬ ‫سمَع َ‬ ‫وف عشر ذي الجّةِ حي يرى شيئا من َبهِيمَ ِة النْعا مِ أو يَ ْ‬
‫كسسنّة الظّهرِ‪ ،‬وأَدْنس‬ ‫ّمسس والقَمَرِ‪ .‬وأقَلّهسا ركعتان ُ‬ ‫(الكُسسوفَيْنِ) أي كُسسوف الش ِ‬
‫كمالِ ها زيا َد ُة قيا مٍ وقراءَ ٍة ورُكو عٍ ف كل رَكْعَةٍ‪ ،‬وا َلكْمَلُ أن يَقْرَأ بع َد الفاتِحَةِ ف‬
‫القيامِ الوّل البَقرَةَ أو َق ْدرَها‪ ،‬وف الثان كمائت آيةٍ منها‪ ،‬والثالث كمائِة و َخمْسي‪،‬‬
‫والرابع كمائة‪ .‬وأن يُ سَبّحَ ف أوّل ركو عٍ وسجو ٍد كمائِة من البَقَرةِ‪ ،‬وف الثان من‬
‫كل منه ما كثمان ي‪ ،‬والثالث منه ما كَ سَبْعي‪ ،‬والرا بع كخم سي‪ِ( .‬بخُطْبَتَيْن) أي‬
‫مَ َعهُ ما (بعدَهُ ما) أي يُ سَنّ خطبتان ب عد فِعْلِ صل ِة العيدَيْن ولو ف َغدٍ في ما َيظْهَر‬
‫والكُسوفَيْن ويفتَتِ حُ أُول خُطْبَتَي العِيدَيْ نِ ل الكُسوف بِتِسعِ تكبياتٍ‪ ،‬والثانية بِسَبْعِ‬
‫ولءٍ‪ .‬وينب غي أن يَفْ صلَ ب ي الُطبت ي بالتّ كبيِ‪ ،‬ويكثرَ م نه ف فُ صولِ الُطبَةِ‪ .‬قاله‬
‫ال سّبْكيّ‪ .‬ول تُ سَنّ هذه التّ كبياتِ لِلحاضِري نَ‪( .‬و) صَلةُ (ا سِتسْقاءٍ) عندَ الاجَةِ‬
‫للماءِ لِفَقْدِ هِ أو مُلوحَِت هِ أو قِلّتِ هِ بي ثُ ل يك في‪ .‬و هي كَ صلةِ العيدِ‪ ،‬ل كن يَ سْتَغْفِر‬
‫لطْبَ ِة الثانِيَةِ‪،‬‬ ‫ص ْدرِ ا ُ‬‫لطْبَةِ‪ ،‬ويستقبِل القِبلَةَ حالة الدّعاءِ بعد َ‬‫الَطيبُ َبدَلَ التكبيِ ف ا ُ‬
‫أي نو ُثلُثها‪( .‬و) صَلةُ (التّراوِي حِ)‪ ،‬وهي عشرو َن َركْعَةً ب َعشْرِ تَسلِيماتٍ‪ ،‬ف كلّ‬
‫ليلةٍ مِن رمضان‪ِ ،‬لخَب‪" :‬مَ نْ قا مَ رمضان إيانا واحْتِسابا غُفِرَ له ما تَ َقدّ مَ من ذَنْبِ هِ"‪.‬‬
‫صحّ‪ ،‬بلفِ سُنّةِ‬ ‫ب التسليمُ من كلّ ركعتي‪ ،‬فلو صلّى أربعا منها بتسليمَةٍ ل َت ُ‬ ‫وَيجِ ُ‬
‫ال ّظهْ ِر والعَ صْرِ والضّحَى والوتْرِ‪ .‬وينوي ب ا التراوي حَ أو قيا مَ رمضان‪ ،‬وفِعْلُ ها أوّلُ‬
‫ال َوقْ تِ أفضَلُ من فِعْلِها أثنا َء ُه بعدَ النّو مِ‪ ،‬خلفا لا وَ َهمَ هُ الليمِ يّ‪ .‬و ُسمَّيتْ ترواي حُ‬
‫لّنهُ مْ كانوا يَستريُونَ لِطولِ قيامِهم بعد كُلّ تَسليمَتَي‪ ،‬و سِرّ العِشرين أن الرّواتِ بَ‬
‫ش ِميٍ‪ .‬وتكري ُر قُلْ ُهوَ‬ ‫ا ُل َؤكّدَةَ ف غيِ رَمَضان َعشْ ٌر َفضُوعِفَ تْ فيه لنه َوقْ تُ ِجدَ وَت ْ‬
‫َسسةٍ لن فيسه‬ ‫ّهس أحسد ثلثا ثلثا فس الرّكعات الخيَةِ مسن رَكعاتِهسا ِبدْعَةٌ غيُ ح َنَ‬ ‫الل ُ‬
‫إخْللً بالسّنّةِ‪ ،‬كما أفت به شيخنا‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫س اللّيْ ِل‬ ‫ل بعدَ الّنوْمسِ‪ .‬قال ال تعال‪{ :‬وَمِن َ‬ ‫جدُ إجاعا‪ ،‬وهسو التّنَفّلُ لَيْ ً‬ ‫س ّن التّ َه ّ‬
‫ويُس َ‬
‫ُهس بل‬ ‫ِهس تَ ْرك ُ‬
‫ِهس ِلمُعْتاد ِ‬
‫أحاديثس كثيٌَة وكُر َ‬
‫ٌ‬ ‫ِهس‬
‫ِهس نافِلَةً لَكسَ} ووَردَ فس فضل ِ‬ ‫جدْ ب ِ‬ ‫فََتهَ ّ‬
‫َمس َفضْلِ‬ ‫ضَرورَةٍ‪ .‬ويتأكّدس أن ل َيخِلّ بِصسلةٍ فس اللّيْل بع َد الّنوْم ِس ولو ركعتيسلِعِظ ِ‬
‫ِنس الدّعاءِ‬ ‫ذلك‪ .‬ول َحدّ لِ َعدَدِ َركَعاتِهسِ‪ ،‬وقيسل‪َ :‬حدّهسا ثنتسا عشرة‪ ،‬وأن يُكْثِ َر فيسه م َ‬
‫والستِغْفارِ‪ .‬ونصفُهُ الخ ُي آكدٌ‪ ،‬وأفضلَهُ عن َد السّحَرِ لقولِهِ تعال‪{ :‬وبالَسْحارِ هُمْ‬
‫يَ سْتَغْفِرونَ} وأن يوقِ ظَ مَ نْ َي ْطمَ عَ ف َت َهجّدِ هِ‪ .‬ويُْندَ بُ قضاءُ نَفْلٍ مُؤقّ تٍ إذا فا تَ‬
‫ضحَى‪ ،‬ل ذي سََببٍ ككُسوفٍ وَتحِيّةٍ و سُنّةِ وُضوءٍ‪ .‬ومَ نْ فاتَ هُ‬ ‫ب وال ّ‬ ‫كالعيدِ والرّواتِ ِ‬
‫َصسرَ لِلنّفْلِ‬ ‫ِبس له قَضاؤُه‪ ،‬وكذا غ ُي الصسّلةِ‪ ،‬ول ح ْ‬ ‫َقس ُند َ‬
‫ُهس أي مسن النّفْلِ الُ ْطل ِ‬ ‫ِورْد ُ‬
‫الُطَْل قِ‪ ،‬ولَ هُ أن يَقْتَ صِرَ على رَكْعَةٍ بِتَش ّهدٍ مع سلمٍ بل كَراهَةٍ‪ ،‬فإن َنوَى َفوْ قَ رَكْعَةٍ‬
‫فَلَ ُه التش ّهدُ ف كلّ رَكْعَتَيْن وف ثل ثٍ وأربَ عٍ فأكثر‪ ،‬أو نوى َقدْرا فلَ هُ زيادَةٌ ونَقْ صٌ‬
‫إن ُنوِيا قبَلهُ ما وإلّ بَطلَت صَلتُه‪ .‬فلو َنوَى ركعت ي فقا مَ إل ثالِثَةٍ َسهْوا ث َتذَكّرَ‬
‫سجُدَ لل سّهو آ خر صلتِه‪ .‬وإن ل ي شأ‬ ‫فيَقْ ُعدَ وُجوبا‪ ،‬ث يَقو مَ للزيادَةِ إن شاءَ ثُمّ ي ْ‬
‫س ْهوِ و سَّلمَ‪ .‬ويُ سَنّ للمُتَنَفّلِ ليلً أو نارا أن يُ سَّلمَ من كل‬ ‫جدَ لل ّ‬ ‫قَعَ َد وتشهّدَ و س َ‬
‫َقس عليسه‪" :‬صسلةُ اللّيْلِ مَثْن َى مَثْن َى"‪ .‬وفس روايَ ٍة صسحيحَةٍ‪:‬‬ ‫ركعتيس‪ ،‬للخَبَرِ الُتّف ِ‬
‫"والنّهارِ"‪ .‬قال ف الجموع‪ :‬إطالَ ُة القِيامِ أفضَلُ من تكِثيِ الرّكعاتِ‪ .‬وقال فيه أيضا‪:‬‬
‫فاسستِسقاءٌ‪َ ،‬فوِتْرٌ‪ ،‬ف َركْعَتسا‬ ‫فأصسغَرُ‪ ،‬فَكُسسُوفٌ‪ .‬فخسسوفٌ‪ْ ،‬‬ ‫أفضَ ُل النّفْلِ عيدٌ أكبَرُ‪ْ ،‬‬
‫َفجْرٍ‪ ،‬فبقيّةُ الرّواتِبسِ‪ ،‬فجميعُهسا فس مَرْتَبةٍ وا ِحدَةٍ‪ .‬فالتراويحسُ‪ ،‬فالضّح َى‪ ،‬فركعتسا‬
‫ف والتحِيّ ِة والِحرامِ‪ ،‬فالوُضوءِ‪.‬‬ ‫الطوا ِ‬

‫[فائدة]‪ :‬أ ما ال صّلةُ العروفَةُ لَيْلَةَ الرّغائِ بِ ون صف شعبان ويوم عاشوراء فِبدْعَ ٌة‬
‫قَبيحةٌ‪ ،‬وأحاديثُها موضوعَةٌ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬كابنِ شُْبهَة وغيه‪ .‬وأقبَحُ منها ما اعتيدَ ف‬
‫لمُعَ ِة الخيَةِ من رمضان عَقِ بَ صلتِها زاعِمي‬ ‫لمْ سِ ف ا ُ‬ ‫بَعْ ضِ البلدِ من صلةِ ا َ‬
‫ت العامِ أو ال ُعمُرِ الَتْرُوكَةِ‪ ،‬وذلك حَرامٌ‪( .‬وال أعلم)‪.‬‬
‫أنا تُكَفّر صَلوا ِ‬

‫‪74‬‬
‫(فصل) ف صلة الماعة وَشُرِعَت بالدِينَةِ‪ .‬وََأقَلّها إِمامٌ وَمَأْمُوم‪ ،‬وهِي ف الُمعَةِ‪،‬‬
‫ث ف صُْبحِها‪ ،‬ثُم الصبْحِ‪ ،‬ث العِشاءِ‪ ،‬ث العَصر‪ ،‬ث الظّهرِ‪ ،‬ثُم الغربِ أ ْفضَل‪( .‬صَلة‬
‫الماعَة ف أداء مكتوبةٍ) ل جُمعةٍ ( سُنّة مؤ ّكدَة) لِلخَبَرِ التّف قِ عَليه‪ " :‬صَلةُ الماعَةِ‬
‫سعٍ وَعِشرينَس َدرَجسة"‪ .‬والفضَليّةس تَقتَضسي الّندْبيسة فقسط‪،‬‬ ‫أ ْفضَلُ مِن ْس صسَلة الفَذّ بِسَْب‬
‫وحِكْمة ال سّبْع وَالعِشْري نَ‪ :‬أن فيها فوائِدَ تَزِيدُ عَلى صَل ِة الفَذّ بِنحْو ذِل كَ‪ .‬وَ َخرَ جَ‬
‫بالَدَاء ال َقضَاءُ‪ .‬نَعَم‪ ،‬إِ نِ اتّفَقَ تْ مَ ْقضِيّة الِمام والأموم سُنّت الماعة‪ ،‬وإل فخلف‬
‫ف قَضاء‪ ،‬وَعَكْسه‪َ ،‬وفَرْ ضٌ خل فَ نَفلٍ‪ ،‬وعكسه‪ ،‬وَتَراوِي حُ خلْ فَ‬ ‫الول‪ ،‬كَأداءِ خلْ َ‬
‫وِتر‪ ،‬وعكسه‪ .‬وَبالكتوبةِ‪ :‬الَنذور ُة والنافلُة‪ ،‬فل تُسَ ّن فيهما الَماعَة‪ ،‬وَل تُكْرهُ‪ .‬قالَ‬
‫النّووي‪ :‬وَالصحّ أنا فَرْ ضُ كِفايَةٍ للرجال البالغيَ الحرار القيميَ ف الؤاداة فقط‪،‬‬
‫ب يث يظ هر شِعار ها بحلّ إِقامَتِ ها‪ ،‬وَق يل إن ا فَر ضُ عَيْ نٍ و هو مَذه بُ أح د وَقيلَ‬
‫شَر طٌ لِصحة الصلة‪ ،‬ول يتأ ّكدُ الند بُ لِلنساءِ تأ ّكدَ هُ لِلرجال‪ ،‬فلذلك يُكْرَه تَركُها‬
‫َلهُ مْ‪ ،‬ل ل ن‪ .‬والما عة ف مكتو بة لذ كر ب سجد أف ضل‪ ،‬ن عم‪ ،‬إن ُو ِجدَت ف بي ته‬
‫فقط فهو أفضل‪ ،‬وكذا لو كانت فيه أكثر منها ف السجد على ما اعتمده الذرعي‬
‫َهس خِلفسه‪ ،‬وَلو تعارَضست فضيل ُة الصسّلة فس السسجدِ‬ ‫وغيه‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬والوْج ُ‬
‫ِنس‬ ‫ّمس فيمسا يظهسر لنّ ال َفضِيلةَ التعَلّقسة بذات العِبادِة َأوْل م َ‬ ‫والضور خارِجسه‪ :‬قُد َ‬
‫الفضيلة التعل قة بكان ا أو زمانِ ها‪ ،‬والتعل قة بزمان ا َأوْل مِن التعل قة بكان ا‪ .‬وَتُ سَنّ‬
‫إعادة الكتوبِة بِشر طِ أن تكون ف الوقِت‪ ،‬وأن ل تُزادَ ف إعادت ا على مرة خلفا‬
‫لشيخ شيوخنا أب السن البكري رحه ال تعال وَلو صُلَيتِ الُول جاعَةً مع آخر‬
‫ولو واحدا‪ ،‬إماما كان أو مأموما‪ ،‬ف الول أو الثانية‪ ،‬بنية فرض‪ .‬وإن َوقَع تْ نَفْلً‬
‫ل ول‬ ‫فينوي إعاد َة الصسلةِ الفروضةِ‪ .‬واختار المام أن ينوي الظهسر أو العصسر مث ً‬
‫يَتَعَرّضُ لِلفرضِ‪ ،‬ورَ ّجحَهُ ف ال ّر ْوضَةِ‪ ،‬لَكن الوّل مُ َرجّح الكثرين‪ ،‬والفرضُ الول‪،‬‬
‫ولو بان فساد الُول ل تْزِئ ُه الثانية على ما اعتمده النووي وشيخنا‪ ،‬خلفا لا قاله‬
‫شيخه زكريّا‪ ،‬تبعا للغزال وابن العماد أي إذا نوي بالثانية الفَ ْرضَ‬

‫‪75‬‬
‫(وهي بمع كثي أفضل) منها ف جع قليل‪ ،‬للخب الصحيح‪" :‬وما كان أكثر‪،‬‬
‫حوِ ِبدْعَةِ إمامه) أي الكثي‪ :‬كرافضي‪ ،‬وفاسق‪ ،‬ولو‬ ‫َفهُوَ أحَ بّ إل ال تعال" (إل لِن ْ‬
‫بجرد التهمة‪ .‬فالقل جاعة بل النفراد أفضل‪ ،‬كذا قاله شيخنا تبعا لشيخه زكريا‬
‫ض الركا نِ أو الشّرو طِ‪ ،‬وإن‬ ‫رحهما ال تعال‪ .‬وكذا لو كان ل يعتقد وُجُوب بَعْ ِ‬
‫أَتى ِبهَا‪ ،‬لنه يُقْ صَدُ با النّفلية‪ ،‬وهو مُبْ ِطلٌ عِندنا‪( .‬أو) كون القليل بسجد مُتيقّن‬
‫ِحلّ أرضسه‪ ،‬أو مال بانيسه‪ ،‬أو (تَعطّلِ مَسسجد) قرِيسب أو بعِيسد (منهسا) أي الماعسة‬
‫بغيب ته عنه لكو نه إمامه‪ ،‬أو يضر الناس بضوره‪ ،‬فقل يل المع ف ذلك أف ضل من‬
‫كثيه ف غيه‪ .‬بل بث بعضهم أن النفراد بالتعطل عن الصلة فيه بغيبته أفضل‪،‬‬
‫والو جه خل فه‪ .‬ولو كان إمام القل يل أول بالما مة لن حو عِل مٍ كان الضور عنده‬
‫َأوْل‪َ .‬وَلوْ تَعَارَ ضَ الُشو عُ والماعةُ ف هي َأوْل‪ .‬ك ما أطبقوا عل يه ح يث قالوا‪ :‬إن‬
‫فرض الكفاية أفضل من ال سنة‪ .‬وأفت الغزال‪ ،‬وتبعه أبو السن البكري ف شرحه‬
‫ال كبي على النهاج بأولو ية النفراد ل ن ل ي شع مع الما عة ف أك ثر صلته‪ .‬قال‬
‫شيخنا‪ :‬وهو كذلك‪ ،‬إن فات ف جيعها‪ .‬وإفتاء ابن عبد السلم بأن الُشو عَ َأوْل‬
‫ع القُرآ نِ من‬ ‫مُطْلَقا إن ا يأ ت على قَوْلِ أ نّ الماعةَ سُنّة‪ .‬وَلو تَعار ضَ َفضِيلةُ سَما ِ‬
‫المام مع قلةِ الَماع ِة وعد مِ ساعه مع كثرتِها‪ ،‬كان الول أفضل‪ .‬ويوز لنفرد أن‬
‫َهس ذَلك َسلَه دُون َس‬‫ينوي اقتداء بإِمام أثناء صسلته‪ ،‬وإن اختلفست ركعتهمسا لكسن يُكْر ُ‬
‫مَأْمُو مٍ خَرَج ِم نَ الماعِة لِنحو حَد ثِ إمَامِه فل يُكْ َر هُ لَه الدّخول ف جاعة أخرى‪.‬‬
‫فإِذا اقْتَدَى ف الثناء لز مه مواف قة الِمام‪ .‬ث إن فَرَغ أ ّولً كم سبوقٍ‪ ،‬وإل فانتظاره‬
‫أفضسل‪ .‬وتوز الفارقسة بل عذر‪ ،‬مسع الكراهسة‪ ،‬فتفوت فضيلة الماعسة‪ .‬والفارقسة‬
‫بعذر‪ :‬كمرخص تَرَكَ جَماعةً‪ ،‬وتَ ْركُهُ سُنّة مقصودة كتش ّهدٍ أوّل‪ ،‬وقُنوتٍ‪ ،‬وَسْورةٍ‪،‬‬
‫وَتَطويله وبالأموم ضَعْفٌ أو شُغل ل تفوّت َفضِيلَتُها‪ .‬وقد تب الفارقة‪ ،‬كَأَن عَرَضَ‬
‫مُبطلٌ لِ صَلةِ إمام هِ و قد عَلمَه فيلزم هُ نيّت ها فورا وإل بَ ُطلَت‪ ،‬وإن ل يُتابِع هُ اتفاقا‪،‬‬
‫كما ف الجموع‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫(وُت ْدرَ كُ جا عة) ف غ ي ج عة‪ ،‬أي فضيلَتُ ها‪ ،‬للم صلي ( ما ل ي سلم إمام) أي ل‬
‫ِبس تَرّمسه‬‫ينطسق بيسم عَليْكُم فس التسسليم ِة الَول‪ ،‬وإن ل يَق َعدْ معسه بأن سسَلم عَق َ‬
‫لِدراكه رُكنا معه‪ ،‬فيحصلُ لَ هُ َجمِي عُ َثوَابا وفَضْلِها‪ ،‬لكنه دون فضل من أدركها‬
‫ج الِمام بن حو حد ثٍ‪،‬‬ ‫كل ها‪ .‬ومَ نْ أدرَ كَ ُجزْءا مِن أوّل ا‪ ،‬ث فارق بعذرٍ أو خر َ‬
‫ح صلَ له فض ُل الما عة‪ .‬أ ما الم عة‪ ،‬فل تدرك إل برك عة ك ما يأ ت ويُ سَنّ لم عٍ‬
‫َحضَروا والِمامُ قد فَرَغَ من الرّكوعِ الخيِ أن يصبوا إل أن يُسَلم ث ُيحْرِموا ما ل‬
‫يَض قِ الو قت‪ .‬وكذا ل ن سُبِقَ بِبَعْ ضِ ال صّلة َورَ جا جاعةً يُدرِك مَعَهُم الكلّ‪ .‬ل كن‬
‫قال شيخنسا إن مله مسا ل يفست بانتظارهسم فضيلة أوّل الوقست‪ ،‬أو وقست الختيار‪،‬‬
‫سواء ف ذلك الرجاء واليق ي‪ .‬وأفت بعضهم بأ نه لو ق صدها فلم يدركها كُتِ بَ له‬
‫أجرُها‪ ،‬لدي ثٍ فيه‪( .‬و) ُت ْدرَ ُك َفضِيلةُ (ترّم) مع إمام (بضوره) أي الأموم التحرّ مَ‬
‫حضَرْه أو تَراخسى فاتَتْهُس‬ ‫(واشتغالٍ بسه عقسب تَرّم ِس إمامسه) مسن غيس تراخسٍ‪ ،‬فإن ل َي ْ‬
‫َفضِيلَتُه‪ .‬نعم‪ ،‬يُغْتَفَر لَه وَ ْسوَسَة خَفيفة وإِ ْدرَا كُ ترّم المام فضيلة مستقلة مأمور با‬
‫لكونه صفوة الصلة‪ ،‬ولن مُلزِمه أربعي يوما يكتب له برا َءةٌ مِ َن النار وبراءةٌ مِن‬
‫النّفا قِ كما ف الدي ثِ وَق يل‪َ :‬يحْ صَ ْل فَضيلةُ التحرّ مِ بإِدرا كِ بع ضِ القيَام‪ .‬وَيُْندَ بُ‬
‫ت التحَرّ مِ‪ ،‬وكذا الماعة على الصح إل ف المعة‪،‬‬ ‫ف َفوْ َ‬
‫تر كُ الِسراعِ وَإ نْ خَا َ‬
‫في جب طاقَتَه إن ر جا إدراك التحرم ق بل سلم المام‪ .‬ويُ سَنّ لما مٍ وَمُنفَرِدٍ انتظارٌ‬
‫ش ّهدِ الخي ل تعال بل تطويل‪،‬‬ ‫داخل مل الصّلةِ مُريدا القِتدَاءِ به ف الركوع والتّ َ‬
‫وتييزٌ ب ي الداخل ي‪ ،‬ولو لن حو عِل مٍ‪ .‬وكذا ف ال سجدة الثان ية ليل حق موا فق تلف‬
‫لِتام فاتة‪ ،‬ل خارج عن ملّها‪ ،‬وأن صَغُرَ السجد‪ ،‬ول داخلٍ يعتادُ الُبطْءَ‪ .‬وتأخيُ‬
‫الِحرَام إِل الرّكو عِ‪ ،‬بَلْ يُ سَنّ َعدَمُ هُ زجرا له‪ .‬قال الفوران‪ُ :‬يحْرَ مُ النتظارُ لِلتّودّدِ‪،‬‬
‫ويُ سَنّ للِمام تفي فُ ال صلةِ مع أَبْعا ضٍ وهَيْئا تٍ ب يث ل يقت صر على ال قل‪ ،‬ول‬
‫يستوف الكمل‪ ،‬إل أن َرضِيَ بتطويله مصورون‪ .‬وكُرِهَ لَهُ تَطويلٌ‪ ،‬وإن قَصَدَ لوقَ‬
‫آخري نَ‪ .‬ولو رأى مُ صلَ نَو حَري قٍ خَفّ فَ‪ ،‬وَهَلْ يلزم أم ل؟ وَجهان‪ ،‬والذي يت جه‬

‫‪77‬‬
‫أ نه يلز مه لِنقاذِ حَيَوا نٍ متَرم‪ ،‬ويوزُ لَ هُ لِنقا ِذ نوِ مَالٍ كذلك‪ ،‬وَمَ نْ رأى حيوانا‬
‫مترما يَق صُدُه ظالٌ أو يَغْرق لزِمَ هُ تليصه وتأخيَ صلة‪ ،‬أو إِبطالا إن كان فيها‪ ،‬أو‬
‫مالً جاز له ذلك‪ .‬وكُرِهَ لَهُ تَركه‪ .‬وكُرِهَ ابتداء نفلٍ بعد شروعِ القيم ف القامة ولو‬
‫بغي إذ ِن المام‪ ،‬فإن كان فيه أَتّ هُ‪ ،‬إن ل َيخْ شَ بإِتامِ ِه َفوْ تَ جاعَةٍ‪ ،‬وإل قَطَ َع هُ نَدبا‬
‫ودخل فيها‪ ،‬ما لْ يَ ْرجُ جاعةً أخرى‪.‬‬

‫(و) تُدرَ كُ ( َركْعَة) ل سبوقٍ أ ْدرَ كَ الما َم راكعا بأمر ين‪( :‬بت كبيةِ) الحرام‪ ،‬ث‬
‫أخرى لو يّ‪ ،‬فإِن اقتصر على تكبية اشترط أن يأت با (لِحرام) فقط‪ ،‬وأن يُتمّها‬
‫قبل أن يصي إل أق ّل الركوع‪ ،‬وإل ل تَنْعَقِد إل لا ِه ٍل فَتَنْعَقِد لَهُ نَفلً‪ ،‬بلف ما لو‬
‫َنوَى الرّكوعَ وَ ْحدَه‪ ،‬للوّها َع ِن التحَرّم‪ ،‬أو مع التحرّم لِلّتشْريكِ‪ ،‬أو أَطَْلقَ لِتَعَارُضِ‬
‫ح والُوِ يّ‪ ،‬فَوَجَب تْ نيةُ التحرّ مِ لَتمتازَ عما عا َرضَها مِ نْ تَكبيَ ِة ا ُلوِ يّ‪.‬‬
‫قَرِينَت الفْتِتا ِ‬
‫(و) بإِدرا كِ (رُكو عٍ م سُوبٍ) للِمام وإن قَ صّرَ الأمو مُ فلم ُيحْرِم إل و هو رَاكِع‪.‬‬
‫َنس فس‬ ‫ُكوعس مدِثسٍ‪ ،‬وَم ْ‬ ‫ّكوعس غَيْرُه‪ ،‬كالعتِدالِ وبالحْسسوبِ غيُره كر ِ‬ ‫وخرج بالر ِ‬
‫رَكع ٍة زائِدَةٍ‪َ .‬و َوقَ عَ لِلزركَشِ يّ ف َقوَا ِعدِه‪ ،‬ونَقََل هُ العَلّمَة أبو السعودِ وابن ظهية ف‬
‫المامس أهلً لِلتحمّلِ‪ ،‬فلو كان المام‬ ‫ُ‬ ‫َرطس أيضا أن يكون‬ ‫حاشيسة النهاج‪ :‬أنسه ُيشْت ُ‬
‫ل للتحمّل‪( .‬تام) بأن َيطْمئن قبل ارتفا عِ‬ ‫صَبيا ل يكن ُمدْركا للركعة‪ ،‬لنه ليس أه ً‬
‫غ رَاحَتيْ ِه رُكبَت يه (يقينا)‪ ،‬فََلوْ ل يَ ْطمَئِنّ في ِه قبِلَ‬
‫المام عن أقلّ الرّكو عِ‪ ،‬و هو بُلو ُ‬
‫سجُدُ الشّاكّ‬ ‫ع الما مِ مِنه‪َ ،‬أوْ شَكّ ف حُ صُولِ الطّمأنينَةِ‪ ،‬فل ُي ْدرِك الرّكعةَ‪ ،‬ويَ ْ‬ ‫ارتفا ِ‬
‫لِل سّهوِ ك ما ف الجموع لنّه شَاكّ بَعدَ سَلمِ الِما مِ ف عَددِ رَكَعاتِ هِ‪ ،‬فل يتح مل‬
‫عنسه‪ .‬وبثس السسنوي وُجوبَس رُكوع أ ْدرَكَس بهِس رَكعةً فس الوقْتسِ‪( .‬ويُكبّر) ندبا‬
‫(مَ سْبوقٌ انتقَلَ مَعَه) لنتقالِه‪ ،‬فلو أ ْد َركَ هُ مُعَْتدِلً كَبّرَ لِل ُهوِيّ و ما بَعْده‪ ،‬أو ساجدا‬
‫جدَةِ تِلوةٍ ل يُكَبّر للهويّ إليه‪ ،‬ويُوافِقه ندبا ف ذكرِ ما أ ْدرَكَ ُه في هِ من‬ ‫مثلً غي َس ْ‬

‫‪78‬‬
‫الأمومس‬
‫ِ‬ ‫ش ّهدِ‬
‫ش ّهدٍ‪ ،‬ودُعاء‪ ،‬وَكذا صسلةٍ على اللِ‪ ،‬ولو فس َت َ‬
‫تميدٍ‪ ،‬وتَسسبيحٍ‪ ،‬وَت َ‬
‫الوّل‪ .‬قاله شيخنا‪.‬‬

‫ِلقيامس (بعسد سسَلمَْيهِ إن كان) الحسل الذي جلس مَعسه فيسه‬ ‫(و) يُكبّرُ مسسبوقٌ ل ِ‬
‫(مو ضع جُلو سِهِ) لو انفَرَدَ‪ ،‬كأن أَ ْدرَكَه ف ثَالث ِة رُباعِيّ ة‪ ،‬أو ثانيِة مَغر بٍ‪ ،‬وَإل ل‬
‫ِنس تَشهّده الوّل‪ ،‬وإن ل يكسن ملس‬ ‫القائمس م ْ‬
‫ِهس ِ‬ ‫يكبّر لِلقيام‪ ،‬ويَرْفَع َيدَيْه تَبِعا لِمام ِ‬
‫ُومسِإلّ بَ ْعدَ تَسسْليمَت‬
‫ُسسنّ له أن ل يَق َ‬ ‫تشهده‪ ،‬ول يتورّك فس غ ِي تشهده الَخيس‪ .‬وي َ‬
‫الِمام‪ .‬وَحَرُمَ مُكثٌ بعد تسليمَتيْه إن ل يكن مل جلوسه فتبطل صلتُه به إن تَعمّد‬
‫وعَلمَس تريَه‪ .‬ول يَقوم قبسل سسلم المام‪ ،‬فإن تَ َعمّده بل نيّةِ مُفا َرقَةٍ بطُلَت‪ .‬والرادُ‬
‫مُفا َرقَةُ َح ّد القعودِ‪ ،‬فإِن سَها أو َجهَل ل يُعْتدّ بميع ما أتى به حت َيجْلِس‪ ،‬ثُمّ يَقومُ‬
‫بعد سَل ِم الِمام‪ .‬ومت عَل مَ ول َيجْلِس بَ َطلَت صَلتُه‪ .‬وبه فارَ قَ مَ ْن قَام عن إمامِ هِ‬
‫ف التّش ّهدِ ا َلوّلِ عامدا‪ ،‬فإِ نه يعتدّ بقراءَتِ ِه قَب َل قيام الِمام ل نه ل يلز ْم ُه ال َعوْدُ إل يه‪،‬‬
‫(وشُرِط لق ْدوَةٍ) شُرو طٌ من ها‪( :‬نيةُ اقتداءٍ‪ ،‬أو جاعةٍ)‪ ،‬أو ائتما مٍ بالمام الاضِرِ‪ ،‬أو‬
‫ال صّلةِ مَعَ هُ‪ ،‬أو كَوْنَه مأموما ( مع ترّم) أي ي ب أن تكون هذه النيّة مُقْترِنَةً مع‬
‫لشتراطس الَماعَةِ‬ ‫ِ‬ ‫لمُعَة‬
‫ّرمس ل تَنْعَقِدِ ا ُ‬
‫ِنس نيةٌ ن َو القِتداءِ بالتح ِ‬ ‫التحرّم‪ .‬وإذا ل تَقْتَر ُ‬
‫فيها‪ ،‬وَتَنْعَقِد غَيُرها فَرَادَى‪ .‬فََلوْ تَرَكَ ه ِذهِ النيةَ‪َ ،‬أوْ شكّ فيها‪ ،‬وتابعَ مُصليا ف فعلٍ‪،‬‬
‫كأن َهوَى لِلركو عِ متابعا له‪ ،‬أو ف سلمٍ بأن قَ صَدَ ذل كَ ِم نْ غيِ اقتداءٍ به وَطَالَ‬
‫عُرْفا انتظارُ هُ لَه‪ ،‬بَطَلت صلته‪( .‬ون ية إمامَةٍ) أو جَماعَةٍ ( سُنّة لمام ف غيِ ُجمُعَة)‬
‫لينا َل َفضْلَ الَماعَةِ‪َ ،‬ولِلخُرو جِ مِ نْ خِل فَ مَ نْ َأ ْوجَبَها‪ .‬وتَ صُحّ نيّتُها مع ترّمِ هِ وَإِ نْ‬
‫ل ي كن خلْفَه أ َحدٌ‪ ،‬إن وَثَ قَ بالماعَةِ على ا َلوْ َج هِ‪ ،‬ل نه سَيَصي إماما‪ ،‬فإن ل ينوِ‪،‬‬
‫وَلو لِعَدَ مِ عِلمِ هِ بالقتد ين‪ ،‬حَ صَلَ لُم الفَضلُ دُونَه‪ ،‬وَإن نَوا هُ ف الثناءِ‪ ،‬حَ صَلَ ل هُ‬
‫ال َفضْلُ مِن حِينِئذٍ‪ ،‬أ ما ف الم عة فتلز مه مع التحرّم‪( .‬و) من ها‪( :‬عدم تَقدّ مٍ) ف‬
‫الكا نِ يقينا (على إما مٍ بِعَق بٍ) وإن تقدّمَ تْ أ صَابِعُه‪ .‬أما الشّ كّ ف التّقدّ مِ فل ُيؤَثّر‬

‫‪79‬‬
‫حضَرْ َغيُه‪،‬‬ ‫ول َيضُرّ مُ سَاوَاتُهِ‪ ،‬لكنها مكروهة‪( .‬وَُندِ بَ ُوقُوف َذكَرٍ) ولو صبيا ل َي ْ‬
‫(عن ييِ الِمام) وإل سُنّ له تْويلُهُ للتّباعِ (مُتَأَخّر) عَْنهُ (قَليلً)‪ ،‬بأَنْ تَتََأخّر أَصَابِعُهُ‬
‫عَن عَقِب إِمَام هِ‪ .‬و َخرَ جَ بالذّكرِ الُنَثَى‪ ،‬فتَق فُ خلْفَه‪ ،‬مع مَزِيدِ َتأَخّ ر‪( .‬فإِن جاء)‬
‫َذكَرٌ (آخرُ‪ ،‬أ ْحرَمَ عن يسارِه)‪ ،‬وَيتأَخّر قليلً‪( ،‬ث) بعد إِحرامِهِ (تأ ّخرَا) عَنه نَدبا‪ ،‬ف‬
‫قيا مٍ أو ركو عٍ‪ ،‬حت يصيا صفا وراءه‪( .‬و) وقوف (رجلي) جاءا معا (أو رجال)‬
‫ب وُقوف (ف صف َأوّل) وَ ُهوَ مَا يلي‬ ‫قَ صَدوا القتِدَاءَ بُ صَلَ (خلْفه) صَفا‪( ،‬و) ُندِ َ‬
‫الِما مَ‪ ،‬وَإِن تلّلَ هُ مِنْبَرٌ أو عمود‪( ،‬ثُ مّ مَا يلي هِ) وهكذا‪ .‬وََأ ْفضَلُ كُلّ صفٍ يينُه‪َ .‬ولَو‬
‫ف الَوّل قُدّم في ما يَظهَر وَيينُ هُ َأوْل من القُرْ بِ إِلي هِ ف‬ ‫تَرادَ فَ ييُ الِما مِ وَال صّ ّ‬
‫يساره‪ ،‬وإِدرا كَ ال صّف الوّل َأوْل مِ نْ إِدرا ِك رُكو عِ غي الركعةِ الخية‪ .‬أما هي‪:‬‬
‫ف الوّل‪( .‬وكُرِ هَ) لأمو مٍ‬ ‫فإِن َفوّتَ ها قَ صْدُ ال صّف الوّ ِل فإِدراك ها َأوْل مِن ال صّ ّ‬
‫(انفرادٌ) عن ال صف الذي من جن سه إن وَ َجدَ ف يه سَعَة‪ ،‬بَل َيدْخله‪( .‬وَشُرو عٌ ف‬
‫ف الذّ كر الفَرْدِ عن ي ساره‪ ،‬ووراءه‪،‬‬ ‫ف ق بل إتام ما قبله) من ال صّف‪ ،‬ووقو ُ‬ ‫صَ َ‬
‫صسرّحوا بسه‪.‬‬ ‫ّتس َفضِيلةَ الماعَ ِة كمسا َ‬ ‫وماذيا له‪ ،‬ومُتأخّرا كثيا‪ .‬وكسل هذه تُ َفو ُ‬
‫ويُ سَنّ أن ل يزيدَ ما بي كل صَفيْنِ والوّل والِمام على ثَلثَةِ أَ ْذرُ عٍ‪ .‬ويقف خلف‬
‫المام الرجال‪ ،‬ث ال صبيان‪ ،‬ث النساء‪ .‬ول ُيؤَخّ ُر ال صبيانُ للبالغ ي‪ ،‬لتاد جِنسهم‪،‬‬
‫ِلمس بانتقالِ إمام) برؤيسة له‪ ،‬أو لبعسض صسفّ‪ ،‬أو سسَماعٍ لصسوته‪ ،‬أو‬ ‫(و) منهسا‪( :‬ع ٌ‬
‫صَوت مُبلّ غٍ ثقة‪( ،‬و) منها (اجتماعهما) أي المام والأموم (بكان) كما عهد عليه‬
‫الماعات ف العصر الالية‪( ،‬فإِن كانا بسجد) ومنه جِداره وَرحبته‪ ،‬وهي ما خرج‬
‫عنه‪ ،‬لكن ُحجِرَ لجله‪ ،‬سواء أعُل مَ وَقفيّتها مسجد أو ُج ِهلَ أمرُها‪ ،‬عملً بالظاهر‪،‬‬
‫و هو التحو يط‪ ،‬ل كن ما ل يتي قن ُحدُوث ها بعده‪ ،‬وأن ا غ ي م سجد ل حَريُه‪ ،‬و هو‬
‫َموْضِ عٌ اتصل به وهُيّىءَ لصلحتِه‪ ،‬كانصبابِ ماء‪ ،‬ووض عِ نِعال (ص ّح القتداءُ) وإن‬
‫زادَ تِ السافةُ بينهما على ثُلثمائَةُ ذِرا عٍ‪ ،‬أو اختلفت البنية‪ ،‬بلف من ببناء فيه ل‬
‫يُنْ ُفذُ بابُه إليه‪ُ :‬سمّرَ‪ ،‬أو كان سَطحا ل مَرْقى لَهُ مِنه فل َتصُ ّح القُ ْدوَةُ‪ ،‬إذْ ل اجتماعَ‬

‫‪80‬‬
‫حينئ ٍذ كمسا لو وَق فَ مَن ْس وراءَ شُباك بِجدارِ السسجدِ وَل يَ صِل إل يه إل با ْزوِرار أو‬
‫انعِطا فٍ بأن ينحر فَ عن جِهةِ القبلةِ لو أراد الدخولَ إل الِمام‪( .‬ولو كان أ َحدُه ا‬
‫فيه) أي السجد (والخر خارِجَه شُرط) مع قُربِ السافةِ بأن ل يزيد ما بينهما على‬
‫ف واحدٍ) من‬ ‫ثلثمائة ذراع تقريبا ( َعدَ مُ حائلٍ) بينهما ين عُ مرورا أو رؤية‪( ،‬أو وقو ُ‬
‫الأمومي (حِذاء مَن َفذٍ) ف الائلِ إن كان‪ ،‬كما إذا كانا ببناءين‪ ،‬كصحن وصفةٍ من‬
‫دارٍ‪ ،‬أو كان أحده ا ببناء وال خر بفضاء‪ ،‬فيُشتَر طُ أيضا ه نا ما مرّ‪ .‬فإِن حَالَ ما‬
‫ين عُ مُرورا كشُبا كٍ‪ ،‬أو رؤي ًة كبا بٍ مردودٍ وإن ل تُغْلَ ُق ضُبّتُه‪ ،‬لن ِع هِ الشاهدة‪ ،‬وإن‬
‫ل ينسع السستطراق‪ .‬ومثله السسّتر الرْخَى‪ .‬أو ل ي قف أحسد حذاء منفسذ‪ ،‬ل يَصُسحّ‬
‫القتدا ُء فيهما‪ .‬وإذا وقف واحد مِ نَ الأمومي حِذاءَ الن َفذِ حت يَرَى الِمام أو بَع ضَ‬
‫صحّ صَلةُ مَ نْ بالكا نِ ال َخرِ‪ ،‬تِبعا لذا الشاهِد‪ ،‬فهو ف‬ ‫مَن معه ف بنائه‪ ،‬فحينئذ تَ ُ‬
‫حق هم كالِمام‪ ،‬ح ت ل يوز عل يه ف الو قف والِحرام‪ ،‬ول بأس بالتقدّم عل يه ف‬
‫الفعال‪ ،‬ول يضرّ هم بُطل نُ صَلتِه ب عد إحرام هم على الَوْ َج هِ‪ ،‬كَردّ الر يح البا بَ‬
‫أثناءَها‪ ،‬لنه يُغْتَفُر ف الدّوام ما ل يُغْتَفَر ف البتداء‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو وقف أحدها ف عُلوَ والخرُ ف سُفلٍ‪ ،‬اشتُرِطَ عَدم اليلولة‪ ،‬ل ماذاة‬
‫س السفلِ‪ ،‬وإن كانا ف غي مسجد‪ .‬على ما دل عليه كلم الروضة‬ ‫قد ِم العْلى رَأ َ‬
‫وأ صلها والجموع خلفا ل مع متأخي ين‪ .‬ويُكْر هُ ارتفا عُ أحدِه ا على ال خر بل‬
‫ش مالِف ٌة فيها) فِعلً أو تَركا‪،‬‬
‫حاجة‪ ،‬ولو ف السجد‪(.‬و) منها (موافقةٌ ف سَُننٍ تَفْح ُ‬
‫فتبطُلُ صلة من َوقَعَ تْ بينه وبي المام مالفة ف سُنة‪ ،‬كسجدة تلوة فَعَلها المام‬
‫شهّ د أوّلَ فعله الما مُ وتركَ هُ الأمو مُ‪ ،‬أو‬‫وتَرَك ها الأمو مُ عامدا عالِا بالتحر ي‪ ،‬وتَ َ‬
‫تَرَك ُه المام‪ ،‬وفَعلهُ الأمومُ عامدا عالا‪ ،‬وإن لقهُ على القُرب‪ ،‬حيث ل يلِسِ المامُ‬
‫للستراحة لِعُدولِهِ عن فَرْضِ التابعةِ إل سُنّة‪ .‬أما إذا ل تفحش الخالفة فيها فل يضر‬
‫ق التشهّد‬
‫الِتيان بالسّنّة‪ ،‬كقُنوتٍ أَدركَ مع الِتيان به الِمامُ ف سجدته الول‪ .‬وفارَ َ‬

‫‪81‬‬
‫ث قعودا ل يفعَلْه الِمام‪ ،‬وهذا إنا َطوّل ما كان فيه الِمام‪ ،‬فل‬ ‫ا َلوّلَ بأنه فيه أَحدَ َ‬
‫فُح شَ‪ ،‬وكذا ل يض ّر الِتيان بالتشهد الوّل إن جل سَ إمامُه للستراحة‪ ،‬لن الضارّ‬
‫إنا ُهوَ إحدا ثُ جُلو سٍ ل يفع ْل ُه الِما مُ‪ ،‬وإل ل َيجُزْ‪ ،‬وأْبطَلَ صَل َة العَال العا ِمدِ‪ ،‬ما‬
‫ق بعذر‪ ،‬فيكون َأوْل‪ .‬وإذا ل يَفرَ غِ الأمو مُ م نه مع فراغ‬ ‫ل يَْن ِو مفارقَتَ هُ‪ ،‬و هو فُرا ٌ‬
‫المام جاز له التخّلفُ لتامه‪ ،‬بل ُندِبَ إن علم أنه يُدرِك الفاتةَ بِكمالا قبل رُكوعُ‬
‫ح ِق الما مَ ف الركو عِ‪(.‬و) منها‬ ‫المام‪ ،‬ل التخّل فُ لتام سُورة‪ ،‬بل يُكره‪ ،‬إذا ل يل َ‬
‫( َعدَ مُ تلّ فٍ عن إمام بِ ُركْنيْن فِعْلي ي) مُتوالي ي تا ّم ي (بل عذر مع تَ َعمّ د وعِلم)‬
‫بالتحري‪ ،‬وإن ل يكونا طويلي‪ .‬فإن تلف بما بطلت صلته لفحشِ الخالفة‪ ،‬كأن‬
‫رَك عَ الِما مُ‪ ،‬واعتدَلَ وَهوِ يَ للسجودِ أي زالَ من َح ّد القيا مِ والأموم قائ مٌ‪ .‬وخرج‬
‫بالفِعْلي ي ال َقوْليان‪ ،‬وال َقوْلّ والفِعْليّ (و) َعدَ مُ تلّ فٍ ع نه معه ما (بأك ثر من ثَلثِة‬
‫أركا نٍ طويلة) فل يسب منها العتدالُ واللو سُ بي السجدتي (بعذرٍ أ ْوجَبَه) أي‬
‫اقتضسى وُجوب ذلك التخلّف‪( ،‬كإِسسراع إمام قراءة) والأموم بُطيسء القراءة لعجسز‬
‫خلْقيّ‪ ،‬ل لِوَ ْسوَسَةٍ أو الركات‪( .‬وانتظامُ مأمومٍ سكْتَتَه) أي سكتَةَ المام ليقرأ فيها‬
‫الفاتة‪ ،‬فركع عَقِبَها‪ ،‬و َس ْهوُه عنها حت ركع المام‪ .‬وشَكّ ُه فيها قبل ركوعه‪ .‬أما‬
‫س فَليسس بعذرٍ‪ .‬قال‬ ‫التخلف لِوَسسْوسَة‪ ،‬بأن كان يُردّد الكلمات مِسن غيِ مُوجب ٍ‬
‫شيخنا‪ :‬ينبغي ف ذي وَسوسةٍ صارت كاللقيةِ بيث يقطع كل مَن رَآهُ أنه ل يكنهُ‬
‫صوَرِ الذكورة إتا مُ‬ ‫تَركُ ها أن يأتَ في هِ ما ف بطيءِ الر كة‪ ،‬فيلز مُ الأمو مَ ف ال ّ‬
‫الفاتة‪ ،‬ما ل يتخلف بأكثر من ثلثة أركان طويلة‪ ،‬وإن تلف مع عذر بأكثر من‬
‫الثل ثة بِأ نْ ل يفر غَ مِ نَ الفاتةِ إ ّل والما مُ قائ مٌ عن ال سّجودِ أو جالِ سٌ للتشهّد‬
‫(فليوافِقْ) إمامَه‪ ،‬وُجوبا (ف) الركن (الرابع) وهو القيام‪ ،‬أو اللوس للتشهّد‪ ،‬ويترك‬
‫تَرتيبَ نفسِه‪( ،‬ث يَتدارَك) بعد سلم المام ما بقيَ عليه‪ ،‬فإِن ل يُوافِقهُ ف الرابعِ‪ ،‬مَع‬
‫عِلمِهِس بوجوبِس التابعةِ ول يَْنوِ الفارَقَة بَ ُطلَت ْس صسَلتُه‪ ،‬إن عَلم وتَعَمّد‪ .‬وإن رَكعَس‬
‫الأمو مُ مع الما ِم فشَكّ هل قَرَأ الفاتةَ‪ ،‬أو تَذكّرَ أنه ل يَقْرَأْها؟ ل َيجُزْ له ال َعوْدُ إل‬

‫‪82‬‬
‫َطلتس صسلتُه‪ ،‬وإل‬
‫َداركس بَعدَ سسلم المام رَكعةً‪ .‬فإن عادَ عالا عامِدا ب ْ‬
‫القيام‪ ،‬وَت َ‬
‫فل‪ .‬فلو تيقّنَ القراءَةَ و َشكّ ف إِكمالا فإِنه ل يؤثّر‪.‬‬

‫سعُ الفاتةَ بالنسبة‬ ‫(ولو اشتغل مسبوقٌ) وهو مَنْ ل يُدرِكْ من قيامِ المام‪ ،‬قدرا يَ َ‬
‫ضدّ الوافِسق‪ .‬ولو شَكّس هسل أ ْدرَك زمنا يَسسَعها؟ تلف‬ ‫إل القِراءةِ العتدلة وهسو ِ‬
‫لِتامها‪ ،‬ول يُدرِك الركعة ما ل يُد ِركْه ف الركوع (ب سُنّة) كتَعَوّذٍ‪ ،‬وافتتا حٍ‪ ،‬أو ل‬
‫يشتغل بشيء‪ ،‬بأن سكت زمنا بعد ترّم ِه وقبل قراءته‪ ،‬وهو عَال بأن واجِبَه الفاتة‪.‬‬
‫ع الِمام‪ ،‬سَواء َأعَل مَ أ نه‬ ‫أو ا ستمعَ قراء َة الِمام (قرأ) وجوبا مِ نَ الفاتةِ ب عد ركو ِ‬
‫يُدرِك الِمام قبل رَفعِ هِ مِن سُجوده أم ل على الوْجَه‪َ( .‬ق ْدرَها) حُروفا ف ظَنه‪ ،‬أو‬
‫قَ ْدرَ زَمَ نٍ من سُكوته لِتقصيِهِ بِعُدولِ هِ عن فَرْ ضٍ إل غَيه‪( .‬و ُع ِذرَ) مَ نْ تلّف لِ سُنّة‪،‬‬
‫كبُطْءِ القراءِة على ما قاله الشيخان‪ ،‬كالبَغوِ يّ ِلوُجوب التخلّ فِ‪ ،‬فيَتخلّ فْ وُيدْرِك‬
‫الرّكعةَ‪ ،‬ما ل يُ سْبَق بأك ثر مِن ثلثةِ أركا نٍ‪ ،‬خِلفا ل ا اعتمَدَ هُ جَم ٌع مقّقو نَ مِن‬
‫بهس شيخنسا فس شرح النهاج‬ ‫َمس ِ‬
‫ِتقصسيِهِ بالعُدولِ الذكور‪ .‬وَجَز َ‬
‫ِهس غيَ مَعذورٍ ل ِ‬ ‫كون ِ‬
‫المامس فس‬
‫َ‬ ‫ِكس‬
‫وفتاويسه‪ ،‬ثس قال‪ :‬مَن عَبّر بعذره فعِبارتُه ُمؤَوّلة‪ .‬وعليسه‪ :‬إن ل يدر ِ‬
‫الركوع فاتته الرّكعة‪ ،‬ول يَرْكع‪ ،‬لنه ل يُح سَبَ له‪ ،‬بل يُتابِعه ف ُهوِيّه للسجودِ‪،‬‬
‫إل بطلت صلته‪ ،‬إن علم وتعمّد‪ .‬ث قال‪ :‬والذي يت جه أ نه يتخلف لقراءة ما لَزِمَه‬
‫حت يريد المامُ الُويّ للسجود‪ ،‬فإِن كمل وافقه فيه‪ ،‬ول يركع‪ ،‬وإل بطلت صلته‬
‫إن علم وتع مد‪ ،‬وإل فار قه بالن ية‪ .‬قال شيخ نا ف شرح الِرشاد‪ :‬والقرب للمنقولِ‬
‫الوّلُ‪ ،‬وعل يه أكثرُ التأخر ين‪ .‬أ ما إذا رَ كع بدون قراء ِة قدر ها فتب طل صلته‪ .‬و ف‬
‫شَرْ حِ النهاج له عن مُعْظَ ِم الصحاب‪ :‬أنه َي ْركَع ويَسقُط عن هُ بَقيةُ الفاتة‪ .‬واختي‪،‬‬
‫بل رجحه جع متأخرون‪ ،‬وأطالوا ف الستدلل له‪ ،‬وأن كلم الشيخي يقتضيه‪ .‬أما‬
‫إذا جَهَل أن واجَِب هُ ذلك ف هو تلّفِه ل ا لَزِمَ هُ مُتخلّف بعذرٍ‪ .‬قاله القا ضي‪ .‬وخرج‬
‫ق الواف قُ‪ ،‬فإِنه إذا ل يُت مّ الفاتةَ لشتغال هِ بِ سُنّة‪ ،‬كدُعا ِء افتتا حٍ‪ ،‬وإن ل يظ نّ‬
‫بالسبو ِ‬

‫‪83‬‬
‫(وسسقُهُ) أي الأموم‪،‬‬ ‫إدراك الفاتةَ معسه‪ ،‬يكون كبطيءِ القراءةِ فيمسا مَرّ‪ ،‬بل نزاع‪َ .‬بْ‬
‫(على إمام) عامِدا عالا (ب) تام (ركنيس فعلييس) وإن ل يكونسا طويليس (مُب ِطلٌ)‬
‫للصلة‪ ،‬لِفح شِ الخالفة‪ .‬وصورة التقدّم بما‪ :‬أن َيرْكع ويعتدِلَ ث َيهْوي للسجودِ‬
‫ل والمام قائم‪ ،‬أو كأن ير كع ق بل الما مِ‪ ،‬فل ما أراد الما مُ أن يركَ َع رَفَ عَ‪ ،‬فل ما‬ ‫مث ً‬
‫ع ول ف العتدالِ‪ .‬ولو سََبقَ‬ ‫جدَ‪ ،‬فَلم يتمِع معه ف الركو ِ‬ ‫أراد الما مُ أن يركع َس َ‬
‫بما سهوا أو جهلً ل يضرّ‪ ،‬لكن ل يُعَْتدّ له بما‪ .‬فإذا ل يَعُد للتيان بما مع المام‬
‫سَهوا أو َجهْلً أتى بعد سَلمِ إمامِه بِركعَةٍ‪ ،‬وإل أعادَ الصلةَ‪( .‬و) سَبْقُهُ عليه عامدا‬
‫عالا (ب) تام (ركن فعل يَ) كأ ْن رَكَعَ و َرفَعَ والمامُ قائمٌ (حَرام) بِخل فِ التخل فِ‬
‫به فإنه مَكروه كما يأت‪ ،‬ومن تقدم برك نٍ ُسنّ له العَوْ ُد ليوافقه إن تعمد‪ ،‬وإل تيّر‬
‫بي العود والدوام‪( .‬ومقارنته) أي مقارنة الأموم المام (ف أفعال)‪ ،‬وكذا أقوال غي‬
‫ترّم (مكروهسة‪ :‬كتخلف عنسه) أي المام (إل فراغ رُكنسٍ) وتقدّم عليسه بابتدائه‪،‬‬
‫وعِندَ تع ّمدِ أ َحدِ هذه الثل ثة تفو ته فضيلة الما عة‪ .‬ف هي جا َعةٌ صحيحة‪ ،‬ل كن ل‬
‫َمعس انتفاءُ الفضيلةِ‪ ،‬يلزمسه‬‫ثوابس عليهسا‪ ،‬فيسسقُط إثُ تَركهسا أو كَرَاهَتسه‪ .‬ف َقوْل ج ٍ‬ ‫َ‬
‫لمُعَة‪ ،‬وَهْمسٌ‪ ،‬كمسا بينسه‬ ‫الروجس عسن التابعةِ حَتس يصسيَ كالنفر ِد ول تصسحّ له ا ُ‬ ‫ُ‬
‫الزرك شي وغيه‪ .‬ويري ذلك فس كلّ مكرو هٍ من ح يث الماعسة بأن ل يتُ صوّر‬
‫وُجودُهُ ف غيها‪ .‬فالسّنة للمأموم أن يتأخّرَ ابتدا ُء فعِله عن ابتداءِ فعلِ المام‪ ،‬ويتقدّمَ‬
‫على فراغِه منسه‪ ،‬والكمسل مسن هذا أن يتأخرَ ابتدا ُء فِعلِ الأموم ِس عسن جيع ِس حَركةِ‬
‫المامِ‪ ،‬ول َيشْرَعُ حَت يَصلَ المامُ لقيقةِ الُنْتَقِل إليه‪ ،‬فل َيهْوي لِلرّكوع والسجودِ‬
‫حت يَستوِي الما مُ راكعا‪ ،‬أو تَصلَ جبهتُ هُ إل السجدِ‪ .‬ولو قارَنَ هُ بالتحر مِ أو تبيّن‬
‫ِهس التّكسبيَ سسِرا بِنيّةٍ ثانيسة إن ل‬
‫تَأخّرُ ترّم المام ل تنعقدِ صسَلتُه ول بأس بإِعادت ِ‬
‫يشعروا‪ ،‬ول بالقارنة ف السلم‪ ،‬وإن سَبَقَهُ بالفاتة أو التشهّد‪ ،‬بأن فَرَغَ من أ َحدِها‬
‫قبلَ شروع المام ف يه ل يَضُر‪ .‬وق يل‪ :‬تِ بُ العادةُ مَع فع ِل المام أو بَعْده‪ ،‬و هو‬
‫َأوْل‪ .‬فَعَل يه إ نْ ل يُ ِعدْه بَطل تْ‪ .‬ويُ سَنّ مراعاةُ هَذا الِلف ك ما يُ سنّ تَأخيُ جِي عِ‬

‫‪84‬‬
‫فاتتِ هِ عن فات ِة الما مِ‪ ،‬ولو ف أُولي يِ ال سّرّيّة إن ظَنّ أ نه يقرأ ال سّورة‪ .‬ولو عَلم أن‬
‫إمامَهُ يَقْتَصِرُ على الفاتة لزمَهُ أن يقرأها مع قراءِة المام‪( .‬ول يَصُحّ قدوةٌ بن اعتقدَ‬
‫بُطل نَ صلتِه) بإن ارتَكَ بَ مُبْطِلً ف اعتِقادِ الأمو مِ‪ ،‬كشافع يّ اقتدى ِبحَنَ في مَ سّ‬
‫فَرْجَه‪ ،‬دون ما إذا افْتَ صَد نظرا لعتقاد القَتدِي‪ ،‬لن الِما مَ مِد ثٌ عندَ هُ بال سّ دون‬
‫صدِ‪ ،‬فيتعَذّر رَب طُ صلتِه ب صل ِة الِما مِ‪ ،‬ل نه عندَ هُ ل يس ف صلة‪ .‬ولو شَ كّ‬ ‫الفَ ْ‬
‫شافعيّ ف إِتيانِ الخالِفِ بالواجبات عند الأمومِ ل يُؤثّر ف صحة القتداء به‪ ،‬تسينا‬
‫للظن به ف َتوَقي اللف‪ ،‬فل َيضُرّ عَدمُ اعتقادِه الوُجوب‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو قام إمامُسه لزيادةٍ‪ ،‬كخامسسةٍ‪ ،‬ولو سسَهوا‪ ،‬ل َيجُزْ له متابَعَتسه‪ ،‬ولو‬
‫مَسبوقا أو شاكّا ف رَكعة‪ ،‬بل يفارِقه‪ ،‬ويسلم‪ ،‬أو ينتظره على العتمد‪( .‬ول) قُدوَةَ‬
‫ت قُدوَتُ هُ‪ ،‬كأن سلم‬ ‫(بقتدٍ) ولو احتمالً‪ ،‬وإن با نَ إماما‪ .‬وخر جَ بقتدٍ من انقطعَ ْ‬
‫ضهُم ببعضٍ‬ ‫ق فاقتَدَى به آخرٌ صحّت‪ ،‬أو قامَ مسبوقون فاقتدَى بع ُ‬ ‫الما ُم فقام مسبو ٌ‬
‫صحّت أيضا على العت مد ل كن مع الكرا هة‪( .‬ول) قُدوَةُ (قارىء بأمّ ي) و هو مَن‬ ‫َ‬
‫يَخ ّل بالفات ة أو بعض ها‪ ،‬ولو برف من ها‪ ،‬بأن يَعجَزَ ع نه بالكُل ية‪ ،‬أو عن إخراجِه‬
‫عن مَخرَجِه‪ ،‬أو عن أص ِل تشديدةٍ‪ ،‬وإن ل يكِنهُ التعل َم ول عَل َم بالِهِ‪ ،‬لنه ل َيصْلح‬
‫لتحمّ ِل القرا َءةِ عن هُ لو أ ْدرَكَه راكِعا‪ .‬ويَ صُحّ القتدَاءُ ب ن يَجو ُز كونُه أمّيا إل إذا ل‬
‫يهَرْ ف َجهْرِيّ ة فيلز مه مفارَقَت هُ‪ ،‬فإِن ا ستمر جاهلً حَ ت سلم لزِمت هُ الِعا َدةُ‪ ،‬ما ل‬
‫ي تبيّن أ نه قارِىء‪ .‬وملّ عَدم صح ِة القتداء بالمّي‪ :‬إن ل يَ سَْتوِ المام والأموم ف‬
‫الرف العْجوزِ عنه‪ ،‬بأن أح سَنَه الأمو مُ فقط‪ ،‬أو أحَسنَ كلّ منهما غي ما أحْ سَنَهُ‬
‫الخَر‪ .‬وم نه َأرَ تّ يدغ مُ ف غ ي مله بإِبدالٍ‪ ،‬وألثَ غَ يبدلُ حرفا بآ خر‪ .‬فإن أمكَن هُ‬
‫ِهس اقِتدَا ٌء بنحوِ‬ ‫صسحّت كاقتدائه بثله‪ ،‬وكُر َ‬ ‫التعلم ول يتعلم ل تَصسح صسلته‪ ،‬وإل َ‬
‫ل نَ‬ ‫تأتاءَ‪ ،‬وفأفاءَ‪ ،‬ولحِ نٍ با ل يُغيّر مَعْنًى‪ ،‬كضَمّ هاءِ "لِّل هِ" وفَت حِ دَال "نَعُْبدُ"‪ ،‬فإن َ‬
‫لنا يغيّر العن ف الفاتة ك "أنعم تَ" بكسرٍ أو ض مَ‪ ،‬أَبطَلَ صلة من أمْكَنَ ُه التّعلم‬

‫‪85‬‬
‫صيِهِ‪.‬‬ ‫ق الوق تُ صَلى لُرْمَتِ هِ‪ ،‬وأعادَ لِتَقْ ِ‬
‫ولْ يَتَعلم‪ ،‬ل نه ليْ سَ بِقرآ نٍ‪ .‬ن عم‪ ،‬إن ضا َ‬
‫قال شيخنا‪ :‬ويظهَرُ أنه ل يأت بتلك الكلمة‪ ،‬لنه غي قرآنٍ قطعا‪ ،‬فلم تتوقف صِحةُ‬
‫ال صلةِ حينئذٍ علي ها‪ ،‬بل تَ َعمّد ها ولو من م ثل هذا مُبْطِل‪ .‬انت هى‪ .‬أو ف غي ها‪:‬‬
‫ت صسلتُه‪ ،‬والقدوةُ بسه‪ ،‬إل إذا قَدر وعَلمَس وتَعمّد‪ ،‬لنسه حينئذٍ كلم أجنسب‪.‬‬ ‫صَسحّ ّ‬
‫َيثس بَطلت صسلته هنسا يَبْطُلُ القتداءُ بسه‪ .‬لكسن للعال بالِه كمسا قاله الاوردي‬ ‫وح ُ‬
‫واختارَ السبكي ما اقتضاه قول المام ليس لذا قراءة غي الفاتة‪ ،‬لنه يتكلم با ليس‬
‫بقرآن‪ ،‬بل ضرورة مِ َن البُطل نِ مُطلقا‪( .‬ولو اقتدَى ب ن ظَنّ هُ أهلً) للما مة (فبا نَ‬
‫خِلفه) كأن ظَنّه قارئا‪ ،‬أو غي مأمو مٍ‪ ،‬أو رَجلً‪ ،‬أو عَاقَلً فبا نَ أمّيا‪ ،‬أو مأموما‪ ،‬أو‬
‫امرأة‪ ،‬أو منونا‪ ،‬أعادَ ال صلة وجوبا لتق صيِهِ بِتر ِك البح ثِ ف ذلك (ل) إن اقتدَى‬
‫ب ن ظَنّه مُتَطهّرا فبا نَ (ذا َحدَ ثٍ) ولو َحدَثا أكبَرَ‪( ،‬أو) ذا (خَبَ ثٍ) خَف يّ‪ ،‬ولو ف‬
‫ج عة إن زاد على الربع ي‪ :‬فل ت ب العادة‪ ،‬وإن كان الما مُ عالا لنتفاءِ تق صيِ‬
‫الأمو مِ‪ ،‬إذ ل أمارَة عليهِ ما‪ ،‬ومِن ث حَ صَلَ له فضلُ الَما َعةِ‪ .‬أ ما إذا با نَ ذا خَبَ ثٍ‬
‫ظاهِرٍ فيلز مه العادَةُ على غ ي العْمَى لِتق صيِهِ‪ ،‬و هو ما بظا هر الثّو بِ‪ ،‬وإن حال‬
‫بي الما مِ والأمو مِ حائل‪ .‬وا َلوْجَ هُ ف ضب ِط هِ أن يكو نَ بي ثُ لو تأمّلَ هُ الأمو مُ رآه‪،‬‬
‫صحّح النوو يّ ف التحق يق عدَ مَ وجو بِ الِعا َدةِ مُطلقا‪( .‬وَ صَحّ‬ ‫والف يّ بلف هِ‪ .‬و َ‬
‫اقتداءُ سليم ب سَلِسٍ) لِلَبوْلِ أو ا َلذْ يِ أو الضّرا طِ‪ ،‬وقائ مٌ بقا ِعدٍ‪ ،‬ومُتَوضّىءٌ بتيم مٍ ل‬
‫تَلزَمْ هُ إعادَة‪َ ( .‬وكُرِ هَ) اقتِداءٌ (بفاسقٍ ومبتَد عٍ) كرافِض يّ‪ ،‬وإ نْ ل يو َجدْ أحدٌ سواها‬
‫ما ل َيخْ شَ فِتْنَ ًة وقيل‪ :‬ل يَ صُ ّح القتِداء بما‪ .‬وكُرِ هَ أيضا اقتداءٌ بوسوسٍ وأقلَ فَ‪،‬‬
‫ل ِبوَلدِ الزنسا‪ ،‬لكنسه خلف الول‪ .‬واختار السسبكيّ ومسن تبع َه انتقاءَ الكراهَةِ إذا‬
‫تعذّرَتِ الماعةُ إل خلفَ مَنْ تُكرَه خلفَه‪ ،‬بل هي أفضل من النفراد‪ .‬وجَزَم شيخنا‬
‫بأنا ل تزول حينئذ‪ ،‬بل النفرادُ أفضلُ منها‪ .‬وقال بعض أصحابنا‪ :‬وا َلوْجَ ُه عندي‬
‫ما قاله السبكيّ رحه ال تعال‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫[تتمة]‪ :‬وعُذرُ الماعة كالمعة‪ ،‬مطرٌ يبلّ ثوبَه لِلخَبِ الصّحيح‪" :‬أنه أمَرَ بالصلة‬
‫ف الرّحالِ يَو مَ مَطَرٍ يبلّ أس َف َل النعالِ" بلف ما ل يبله‪ .‬نعم‪ ،‬قطر الاء من سقوف‬
‫الطر يق عُذرٌ‪ ،‬وإن ل يَُبلّه‪ ،‬لغل بة نا سَتِه أو ا ستِ ْقذَارِه‪َ .‬ووَ ْحلٌ ل يَأمَن م عه التّلوّث‬
‫بال شي ف يه أو الزّلق‪ ،‬وحَ ّر شديدٌ‪ ،‬وإن وَجَد ظِلّ ي شي ف يه‪ ،‬وبَر ٌد شد يد‪ ،‬وظُلمةٌ‬
‫اللوسس فس الفرضسِ‪ ،‬ل صسُداعٌ يَسسيُ‬ ‫َ‬ ‫ُبحس‬
‫َضس وإن ل ت ِ‬ ‫شديدة بالليسل‪ ،‬ومَشَقةُ مَر ٍ‬
‫ومُدافَعةُ َحدَ ثٍ من بولً أو غائ طٍ أو ر يح‪ ،‬فتُكْر ُه ال صلةُ مع ها‪ .‬وإن خاف فَوْ تَ‬
‫الما عة لو فَرّغ نف سَه ك ما صرح به َجمْ عٌ وحُدوث ها ف الفَرْ ضِ ل يُج ّوزُ قَطْعَه‪،‬‬
‫وملّ ما ذكر ف هذه‪ :‬إن اتّ سَعَ الوق تَ‪ ،‬بي ثُ لو فَرّ غَ نفسه أدرَ كَ الصلةَ كاملةً‪،‬‬
‫وإل حَرْ مَ التّأخيُ لذلك‪ .‬وفَقْدُ لبا سٍ لئ قٍ به وإن وَ َجدَ ساتِ َر ال َعوْرَة‪ ،‬و سَيْرُ رُفقةٍ‪،‬‬
‫لُريد سَفرٍ مُباحٍ وإن أمِنَ‪ ،‬لشَقة استيحاشِه وخَوفُ ظالٍ على مَعْصومٍ من عَرضٍ أو‬
‫نف سٍ أو مالٍ‪ ،‬وخو فٌ مِن حَب سٍ غريٍ مُع سِرٍ‪ ،‬وحُضورُ مري ضٍ وإن ل ي كن ن و‬
‫قريبٍ بل متعهّد له‪ ،‬أو كان نو قريب متضرا‪ ،‬أو ل يكن متضرا‪ ،‬لكن يأنس به‪،‬‬
‫وغَلَبَةُ نعا سٍ ع ند انتظارِ هِ للجماعةِ‪ ،‬وشدّةُ جو عٍ‪ ،‬وعطَش‪ ،‬وع مى ح يث ل ي د‬
‫قائدا بأجْ َرةِ الِثْلِ‪ .‬وإن أحسَنَ ا َلشْيَ بالعصا‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬إن هذه العذار تنعُ كراهةَ تركِها حيثُ سُنّت‪ ،‬وإثَهُ حيثُ َوجَبَت‪ ،‬ول‬
‫تصسَل فضيلةُ الماعَ ِة كمسا قال النوويّس فس الجموع‪ ،‬واختار غيه مسا عليسه جعس‬
‫صدَها لول العُذر قال ف الجموع‪ :‬يُ سْتحبّ ل ن ترك‬ ‫متقدمون من ح صولا إن قَ َ‬
‫ق بدينارٍ‪ ،‬أو نصفَه‪ ،‬لبِ أب داودَ وغيه‪.‬‬‫لمَعة بِل عُذرٍ أن يَتَصدّ َ‬
‫اُ‬

‫(فصل)‪ :‬ف صلة المعة هي فَرْ ضُ عَيْ نٍ عند اجتما عِ شَرائِطِها‪ .‬وفُ ِرضَ تْ بكّة‪،‬‬
‫ول تَقُ مْ ب ا لِفَقْدِ ال َعدَدِ‪ ،‬أو لن شَعارَ ها الظهار‪ ،‬وكان مُ سْتخْفيا في ها‪ .‬وأوّل من‬
‫أقامَهسا بالدي نة قبسل الجرةِ أسسَعدُ بنُس زُرارَة‪ ،‬بِقْريةٍ على ميلٍ مِن الدينةِ‪ .‬و صَلتُها‬
‫ع النا سِ لا‪ ،‬أو لن آدَ مَ اجتمَ َع فيها مع‬‫أفضَلُ ال صّلواتِ‪ .‬و ُسمّيَت بذلك‪ :‬لجتما ِ‬

‫‪87‬‬
‫َحوّاءَ مِ نْ مُزْ َدلِفَة‪ ،‬فلذلك ُسمّيتَ ُجمُعا‪( .‬ت بُ ُجمُعَةٌ على) كل (مكلّ فٍ) أي بالِ غٍ‬
‫عاقِلٍ‪َ ( ،‬ذكَرٍ‪ ،‬حُرَ)‪ ،‬فل تَلز مُ على أُن ثى‪ ،‬وخُنْ ثى‪ ،‬ومَ نْ ب ِه رِ قّ إن كُوتِ بَ لِنق صِهِ‪،‬‬
‫(مُتوطِنٌ) بحلّ المعِة ل يسافِرُ من ملّ إقامَتِها صيفا ول شتاءٍ إل لاجة‪ ،‬كتجارة‪،‬‬
‫وزيارة‪( ،‬غي معذور) بنحو مرض‪ ،‬من العذار الت مرّت ف الماعة‪ ،‬فل تلزمُ على‬
‫مري ضٍ إن ل يضَرْ ب عد الزّوالِ ملّ إقامت ها‪ ،‬وتَنعَ ِقدُ بعذورٍ (و) تِ بُ (على مقي مٍ)‬
‫بحلّ إقامَتها غي متوطّ نٍ‪ ،‬كمن أقام بحلّ ُجمُعَةٍ أربعة أيا مٍ فأكثر‪ ،‬وهو على عَزْ مِ‬
‫س َمعُ مِن هُ النّداء ول‬
‫ال َعوْدِ إل وطِنِه‪ ،‬ولو بعد مدة طويلة‪ .‬وعلى مقي مٍ مُتوطّ نٍ بحلَ يَ ْ‬
‫يبلُغ أهلَ هُ أربَعي‪ ،‬فتلزمهما الُمعة (و) لكن (ل تنعقد) المعة (به) أي بقي مٍ غي‬
‫متوطّ نٍ‪ ،‬ول بتوطّ نٍ خار جَ بَلدِ إقامَتها‪ ،‬وإن وَجَبَ تْ علي هِ ب سَماعِهِ النداءَ منها‪( .‬ول‬
‫بن ب ِه رقّ وَصَبا)‪ ،‬بل تَصُحّ مِنهم‪ ،‬لكن ينبغي تأخّر إحرامِهم عن إحرامِ أربعيَ مّن‬
‫تنعقِدُ به المعة على ما اشتر َطهُ جعٌ مققون‪ ،‬وإن خالفَ فيه كثيون‪.‬‬

‫(وشُرِ طَ) ل صحة الم عة مع شرو طٍ غي ها ستة‪ :‬احد ها‪( :‬وقوعُ ها جاعةً) بن ية‬
‫إمام ٍة واقتداءٍ‪ ،‬مقترنةً بتحرم (فس الركعسة الُول)‪ ،‬فل تَصُسحّ المعسة بالعدَدِ فُرَادَى‪،‬‬
‫ول ُتشْتَرط الما عة ف الركعةِ الثانيةِ‪ .‬فلو صلى الما مُ بالربع ي رَكعةً ث أحد ثَ‬
‫حدِث بل فارقوه ف الثان ية‪ ،‬وأتوا منفرد ين‪،‬‬ ‫فأتّ كلّ منهُم َركْعَةً وا ِحدَةً‪ ،‬أو ل ُي ْ‬
‫ث واحدٌ من‬ ‫أجزأتم المعة‪ .‬نعم‪ ،‬يُشترَطُ بقاءُ العدَدِ إل سلم الميع‪ ،‬حَت لو أحدَ َ‬
‫الربعي قبل سلمه‪ ،‬ولو بعد سلمٍ مَن َعدَاه منهم‪ ،‬بَطلت جُمعة الكلّ‪ .‬ولو أَدر كَ‬
‫ع الثانية واستمّر مع هُ إل أن سلم‪ ،‬أتى بركعةٍ بعد سلمه َجهْرا وتّت‬ ‫السبوقُ ركو َ‬
‫ُجمُعتُه إن صَسحّت جُمعسة المام وكذا مسن اقتَدَى بسه وأدرَك ركعةً معسه كمسا قاله‬
‫شيخنا‪ .‬وتبُ على من جاء بعد ركوع‪ .‬الثانية‪ :‬نية المعة على الصح وإن كانت‬
‫الظّهر هي اللزمة له‪ .‬وقيل‪ :‬توز نيّة الظهر‪ .‬وأفت به البلقين وأطال الكلم فيه‪(.‬و)‬
‫ثاني ها‪ :‬وقوع ها (بأربع ي) م ن تنع قد ب م الم عة‪ ،‬ولو مر ضى‪ ،‬ومن هم المام‪ .‬ولو‬

‫‪88‬‬
‫كانوا أربع ي ف قط وفي هم أمّ يّ وا حد أو أك ثر ق صر ف التعلم‪ ،‬ل ت صح جعت هم‪،‬‬
‫لبطلنِ صلتِه فينقصون‪ .‬أما إذا ل يُقصّر المّيّ ف التّعلم فتصُحّ المعة به كما جزم‬
‫ب والرشادِ‪ ،‬تبعا لا جزم به شيخه ف شرح الروض ث‬ ‫به شيخنا ف شرحَ ْي العُبا ِ‬
‫قال ف شرح النهاج‪ :‬ل فرق ه نا ب ي أن يُق صّرَ المّي ف التعلم‪ ،‬وأن ل يُق صّر‪.‬‬
‫والفر قُ بينه ما غ ي قو يّ‪ .‬انت هى‪ .‬ولو نَقَ صوا في ها بَطلت‪ ،‬أو ف خط بة ل ُيحْ سَب‬
‫صهِم‪ ،‬لِعدَ مِ سَماعهم له‪ .‬فإن عادوا قريبا ُعرْفا جا َز البِناءُ على ما‬
‫رُكن فِعلٍ حالَ نَق ِ‬
‫مَضى‪ ،‬وإل وَ َجبَ الستئناف‪ ،‬كنَقصِهم بي الطبة والصّلة‪ ،‬لنتفاءِ الوالةِ فيهما‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬من له مسكنان ببلدين‪ ،‬فالعبة با كثرت فيه إقامته‪ ،‬فيما فيه أهله وماله‪.‬‬
‫وإن كان بواحد أه ٌل وبآخر مال‪ ،‬فبما فيه أهلُه‪ ،‬فإن استويا ف الكل‪ ،‬فبالحل الذي‬
‫لمُ عة‪ .‬ول تنع ِقدُ الُمعةُ بأقلّ من أربع ي‪ ،‬خلفا ل ب حني فة‬ ‫هو ف يه حالة إقا َمةِ ا ُ‬
‫رحه ال تعال فتنعقد عندَه بأربعة‪ ،‬ولو عبيدا أو مسافرين‪ .‬ول يشترط عندنا إذ نُ‬
‫ال سّلطان لِقامت ها ول كَو نُ ملّ ها مِ صرّا‪ ،‬خلفا له فيه ما‪ .‬و سُئِل البلقي ن عن أهلِ‬
‫ُصسلّون المعسة أو الظّهسر؟ فأجاب رحهس ال ‪:‬‬ ‫قريةٍ ل يبلُغ عددُهُم أربعيس‪ ،‬هسل ي َ‬
‫يُصلّون الظّهرَ على مذهَب الشافع يّ‪ .‬وقد أجاز ج عٌ مِن العلماءِ أن يُ صَلّوا الُمعة‪،‬‬
‫و هو َقوِي‪ ،‬فإِذا قَلّدوا أي جيع هم من قال هذه القالة‪ ،‬فإِن م يُ صلون الم عة‪ .‬وإن‬
‫احتاطوا ف صلّوا المعةَ ث الظّهرَ كان حَ سَنا‪(.‬و) ثالث ها‪ :‬وقوعُ ها (بحلَ معدودٍ من‬
‫البلد) ولو بفضاءٍ معدود منها‪ ،‬بأن كان ف ملّ ل تَقْ صُ ُر فيه الصلةُ‪ ،‬وإن ل يَتّصل‬
‫بالبنيةِ‪ ،‬بلف ملَ غيَ معدودٍ منها‪ ،‬وهو ما يوّز السّفَ ُر ال َقصْرَ منه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو كان ف قر ية أربعون كاملون لَزِمَتْهُم الُم عة‪ ،‬بل َيحْرُم علي هم على‬
‫العتمد تَعطِيلُ مّلهِم من إقامتها‪ ،‬والذهاب إليها ف بلد أخرى‪ ،‬وإن سَمعوا النداء‪.‬‬
‫ُمس ُمخَيّرون بيس أن‬ ‫قال ابسن الرّفعِة وغيه‪ :‬إنمس إذا سسَمعوا النداءَ مسن مِصسرَ‪ ،‬فه ْ‬
‫يَحضَروا البل َد للجمعة‪ ،‬وبي أن يُقيموها ف قريَتِهم‪ ،‬وإذا َحضَروا البلدَ ل يَ ْكمُلْ بم‬

‫‪89‬‬
‫العددُ لنم ف حكم السافرين‪ ،‬وإذا ل يكن ف القرية جع تنعَ ِقدُ بِهم المعة ولو‬
‫بامتنا عِ بعضِهِم من ها يلزمُ هم ال سّعيُ إل بلدٍ ي سمعون مِن جان به النداءُ‪ .‬قال ا بن‬
‫عجيل‪ :‬ولو تعدّدَتْ مَواضِعٌ متقاربةٌ وتيّزَ كلّ باسمٍ‪ ،‬فلكلَ حُكمُهُ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬إنا‬
‫يتجه ذلك إن عدّ كل مع ذلك قرية مستقلة عرفا‪.‬‬

‫ِعس آخ َر‪،‬‬
‫َهس السسّلطانُ أهلَ قريةٍ إن ينتَقِلوا منهسا ويَبْنُوا فس َم ْوض ٍ‬ ‫[فرع]‪ :‬لو َأكْر َ‬
‫فسَكنوا فيهِ وقَصدُهُم العَوْدُ إل البل ِد الوّلِ إذا فرّج ال عنهم‪ ،‬ل تلزمهم المعة‪ ،‬بل‬
‫ل تَ صحّ من هم‪ ،‬لعدَ ِم ال ستيطان‪(.‬و) رابع ها‪ :‬وقوع ها ( ف و قت ظ هر) فلو ضاق‬
‫ج الوق تُ يقينا‪،‬‬‫الوقت عنها وعن خطبَتيْها‪ ،‬أو َشكّ ف ذلك‪ ،‬صَلّوا ظهرا‪ ،‬ولو خر َ‬
‫أو ظنا‪ ،‬وهسم فيهسا‪ ،‬ولو قُبيلَ السسّلم‪ ،‬وإن كان ذلك بإِخبارِ عدلٍ‪ ،‬على الَوْجَه‪،‬‬
‫وَجَ بَ الظهرُ‪ ،‬بناءً على ما مضى‪ ،‬وفاتَ تِ المعة‪ ،‬بل فِ ما لو َش كّ ف خروجِه‪،‬‬
‫لن الصسلَ بقاؤءُ‪ .‬ومِن شروطِهمسا أن ل يَسسبقها بتحرّم‪ ،‬ول يقارِناس فيسه جعسة‬
‫بحلها‪ ،‬إل أن كَثُرَ َأهْلُه‪ ،‬وعَسُرَ اجتما ُعهُم بكا ٍن واحدٍ منه ولو غي مسجد من غيِ‬
‫لوقَ مُؤ ٍذ فيه‪ ،‬كحرَ وبَرْ ٍد شديدَيْن‪ ،‬فيَجوزُ حينئ ٍذ تعدّدُها لِلحا َجةِ بَسَبِها‪.‬‬

‫سلّها جاه ً‬
‫ل‬ ‫س ل ُعذْرَ له قبسل سسَلم المام‪ ،‬فإن ص َ‬ ‫سحّ ُظهْرُ مَن ْ‬ ‫[فرع]‪ :‬ل يَص ُ‬
‫ض ِق الوَقْتُ عن أقلّ‬
‫انعقدتْ نَفْلً‪ ،‬ولو تَركَها أ ْهلُ بََل ٍد فصَلّوا الظّهرَ ل يَصُح‪ ،‬ما ل َي ِ‬
‫ِنس عادَتمس أنّهسم ل يُقيمون المعسة‪(.‬و)‬ ‫ُلمس م ْ‬
‫واج ِب الطبَتي ِ والصسّلةِ‪ ،‬وإن ع َ‬
‫خامسها‪( :‬وقوعها) أي المعة‪( ،‬بعد خطبت ي) بعد زَوالٍ‪ ،‬لا ف ال صحيحي‪ :‬أنه‬
‫"ل يُ صَلّ الم عة إل ِبخُطْبَت ي" (بأركان ما) أي ُيشْتَرَ طُ وُقو عُ صَلةِ الُم عة بعدَ‬
‫خُطبت ي مع إتيا نِ أركَانِه ما الت ية‪( ،‬و هي) خ سة‪ .‬أحد ها‪( :‬حَمدُ ال تعال)‪( .‬و)‬
‫ثانيهسا‪( :‬صسَلةٌ على النسب) (بلفظهمسا)‪ :‬أي َح ْمدُ ال والصسّلةُ على رسسولَ ال‪،‬‬
‫كالمدُ ل‪ ،‬أو أ ْحمَدُ ال‪ ،‬فل يكفسي‪ :‬الشّكْرُ ل‪ ،‬أو الثّناءُ ل‪ ،‬ول‪ :‬الَمدُ للرّحنسِ‪،‬‬
‫أو للرّحِيمِ‪ ،‬وكالّل ُهمّ صَلّ‪ ،‬أو صَلى ال‪ ،‬أو أُصَلي على ممدٍ‪ ،‬أو أحد‪ ،‬أو الرّسولِ‪،‬‬

‫‪90‬‬
‫َمس ممدا‪ ،‬ول‬ ‫ّبس أو الاشرِ أو نوه فل يكفسي‪ :‬الّلهُمّ سسَلم على ممدٍ وارْح ْ‬ ‫أو الن ّ‬
‫صَلى ال علي هِ‪ ،‬بالضمي‪ .‬وإن تَقدّم له ِذكْرٌ َيرْجَ عُ إليه الضّمي‪ ،‬كما صَ ّرحَ به جع‬
‫مققون‪ .‬وقال الكمال الدّمَيْري‪ :‬وكثيا ما يَسهو الطباء ف ذلك‪ .‬انتهى‪ .‬فل تَغْتَرّ‬
‫لطَبِ النباتيّةِ على خِلفِ ما عليه مققو التأخرين‪( .‬و)‬ ‫با ِتدْهُ مَسطورا ف بَعْضِ ا ُ‬
‫ثالث ها‪( :‬وَ صِيّةٌ بِتَقْوى ال) ول يَتَعَيّ نُ لَفْظُها ول تَطوِيلها‪ ،‬بل يك في نو أطيعوا ال‬
‫م ا ف يه ح ثّ على طا عة ال‪ ،‬أو زَجْرٌ عن مَعْ صِيةٍ‪ ،‬لن ا الق صودُ من الط بة‪ ،‬فل‬
‫يكفي مرّ ُد التحذيرِ من غُرورِ الدّنيا‪ ،‬وذِكرِ الوْ تِ وما فيه من الفظاعَ ِة والَلِ‪ .‬قال‬
‫اب نُ الرّفعةِ‪ :‬يكفي فيها ما اشتملَ تْ على المرِ بالستعدادِ للموت‪ .‬وُيشْتَر طُ أن يأتِ‬
‫بكل من الركان الثلثة (فيهما)‪ ،‬أي ف كل واحدةٍ من الطبتي‪ .‬ويُنْدَبُ أن يُرتّبَ‬
‫سةِ‪،‬‬
‫س بعد ها‪ ،‬بأن يأتَ أ ّو ًل بالمدِ‪ ،‬فال صلةِ‪ ،‬فالوص ي‬ ‫الطي بُ الركان الثلثسة‪ ،‬وم ا‬
‫فبالقراءةِ‪ ،‬فبالدعاءِ‪( .‬و) رابعها‪( :‬قراءَةُ آيةٍ) مفهّمة (ف إحداها)‪ ،‬وف الول َأوْل‪.‬‬
‫ُسسنّ بعسد فراغِهسا قراءَةُ "ق" أو بَعضهسا فس كسل جعسة‪ ،‬للتّباع‪( .‬و) خامسسها‪:‬‬ ‫وت َ‬
‫(دُعاءٌ) أخْرَويّس للمؤمنيس إن ل يَتَعرّض لِلمؤمنات‪ ،‬خلفا لل ْذرُعسي‪( ،‬ولو) بقوله‪:‬‬
‫صدَ تصيصَ الاضِرين (ف)‬ ‫(رَ ِحمَكُم ال)‪ ،‬وكذا بنحو‪ :‬الّل ُهمّ أ ِجرْنا مِن النارِ إ نْ قَ َ‬
‫خُطبةٍ (ثانيةٍ) لتّباعِ السّلفِ واللفِ‪ .‬والدّعاء لِلسّلطانِ بصوصِهِ ل يُسَنّ اتفاقا‪ ،‬إل‬
‫م عَ َخشْي ِة فِتنةٍ‪ ،‬فيَجِب‪ ،‬ومَع َعدَم ها ل بأس به‪ ،‬ح يث ل ماز فة ف وَ صْفِه‪ ،‬ول‬
‫يُجوزُ وَص ْسفُه بصِسفَةٍ كاذِبةٍ إل ِلضَرورَةٍ‪ .‬ويُسَسنّ الدّعاءُ ِلوُلةِ الصسّحابَ ِة قَطعا‪ ،‬وكذا‬
‫ِلوُلةِ ال سلمي وجُيوشِ هم‪ ،‬بال صّلحِ‪ ،‬والنّ صرِ‪ ،‬والقيا مِ بالعَدل‪ .‬وذِكُر الناقِ بِ ل‬
‫يقطَ ُع الولة‪ ،‬ما ل يعد به مُعرِضا عن الطُبة‪ .‬وف التوَسّط ُيشْتَرطُ أن ل يُطِيلَه إطالةَ‬
‫تقط عُ الوالةَ‪ ،‬ك ما يفعله كثيٌ من الُطباء الهّال‪ .‬قال شيخ نا‪َ :‬ولَوْ شَكّ ف تر كِ‬
‫فَرْ ضِ مِن الُطبةِ بعدَ فراغِها ل يُؤثر كما ل يُؤثّر الشّكّ ف تر كِ فر ضٍ بعد الصلةِ‪،‬‬
‫أو الوُضوء‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ط فيهما)‪ ،‬الُطبت ي‪( ،‬إساعُ أربعي) أي تسعةٍ وثلثي سواه‪ ،‬من تنعقد‬ ‫( َوشُرِ َ‬
‫تبس المعةُ على أربعيس‬ ‫ُ‬ ‫بمس المعةُ (الركان) ل جيسع الطبةِ‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬ل‬
‫ع رُك نِ الُطبةِ على العت َمدِ فيهما‪،‬‬‫صحّ مع وجودِ لَغَ طٍ ينُع سا َ‬ ‫صمّ‪ ،‬ول تَ ُ‬ ‫ضهُم أ َ‬ ‫بع ُ‬
‫وإن خالفَس فيسه َجمْعٌس كثيون‪ ،‬فلم يشترطوا إل الضورَ فقسط‪ .‬وعليسه يدل كلمُس‬
‫بعضس الواضِع‪ ،‬ول يُشتَرَطُس كونُهُم بحلّ الصسّلةِ‪ ،‬ول فَهمُهُم لاس‬ ‫الشيخيس فس ِ‬
‫يَ سْمعُونَه‪( .‬و) شُرِط فيه ما (عَرَب ية) لتّبا عِ ال سّلَفِ والَل فِ‪ .‬وفائدت ا بالعرب ية مع‬
‫عدمِ مَعْ ِرفَتِهم لا العِلمُ بالوَعْظِ ف الملة‪ .‬قاله القاضي‪ .‬وإن ل يكنُ تعلمها بالعَرَبية‬
‫قب َل ضِي قِ الوقْ تِ خَطَ بَ مِنهُم واحدٌ بِلِسانِهِم‪ ،‬وإ نْ أمْك نَ تعلمها َوجَ بَ كل على‬
‫الكِفا ية‪( ،‬وقيا مُ قادرٍ عل يه‪ ،‬و ُطهْرٌ) من َحدَ ثٍ أكبَر وأ صغَر‪ ،‬و عن نَ سٍ غيَ مَعْ ُفوَ‬
‫عنه‪ ،‬ف ثَوب هِ‪ ،‬وبَدنِه‪ ،‬ومكانِه‪( .‬و سَترٌ) لِل َعوْرَةِ‪( .‬و) شُرِ طَ (جُلو سٌ بينهما) بطمأنينة‬
‫ف يه‪ ،‬و ُسنّ أن يَكو َن بق ْدرِ سُورَةِ الِخلص‪ ،‬وأن يقرأ ها ف يه‪ .‬و من خَطَ بَ قاعدا‬
‫لِعُذرٍ َفصَلَ بينُهما بسَكْتَةٍ وُجوبا‪ .‬وف الواهر‪ :‬لو ل َيجْلِس ُحسِبَتا وَا ِحدَة‪ ،‬فيجْلِس‬
‫ويأ ت بثال ثة‪( .‬وولءٌ) بينه ما وب ي أركانِه ما وبيَنهُ ما وب ي ال صّلةِ‪ ،‬بأن ل يف صِلَ‬
‫سَأت أنّ اختِللَ ا ُلوَالةِ بيس الجموعتيِ بفِعْلِ ركْعَتيس‪ ،‬بَل بأقلّ‬ ‫طويلً عُرفا‪ .‬وس َي‬
‫مزِىءٍ‪ ،‬فل يَبْعُد الضّبطُ بذا هنا‪ ،‬ويكون بيانا للعُرْف‪.‬‬

‫(و سُنّ لُريدِ ها) أي الم عة‪ ،‬وإن ل تلزَ مه‪( ،‬غ سلٌ) بِتعْمي مِ الَبدَ نِ والرّأ سِ بالاءِ‪،‬‬
‫فإِن عَ جز‪ُ ،‬سنّ تي مم بُن ية الغُ سْلِ‪( ،‬بَ ْعدَ) طُلو عِ (َفجْرٍ)‪ .‬وينب غي لِ صَاِئمٍ َخشِ يَ مِنُه‬
‫مُفْطِرا َترْكُه‪ ،‬وَكذا سائِر الغْ سالِ ال سنونة‪ ،‬وقَرب هُ من ذَها به إلي ها أفْضَل‪ .‬ولو‬
‫تَعار ضَ الغُ سْ ُل والتّبكيُ‪ ،‬فمراعاة الغُ سْلِ أوْل‪ ،‬لِلخل فِ ف وُجوب هِ‪ ،‬ومِن ث كُ ِر هَ‬
‫تَركه‪ .‬ومِ نَ الغسالِ ال سْنونةِ‪ :‬غَ سْلُ العِيدَين‪ ،‬والكُسوفي‪ ،‬وال سْتِسقاء‪ ،‬وأغْسالُ‬
‫ال جّ‪ ،‬وغَ سْلُ غاسل اليّت‪ ،‬والغُسلُ للعْتِكاف‪ ،‬ولِكُلّ ليلةٍ من رَمَضان‪ ،‬ولجامَةٍ‪،‬‬
‫ولِتَغَيّرِ السدِ‪ ،‬وغُ سْلُ الكافِرِ إذا أ سْلمَ للَمر به ول يب‪ ،‬ل ّن كثيين أ سْلموا ول‬

‫‪92‬‬
‫ب الغُسلَ ِمنْ جَناَبةٍ أو نوها وإل‬
‫يُؤمَروا به‪ .‬وهذا إذا ل يَعْرِض له ف الكُفرِ ما يُوجِ ُ‬
‫ب الغُ سلُ‪ .‬وإن اغْتَ سَل ف الكُفرِ‪ ،‬لِبُطل نِ نيّت هِ‪ .‬وآكدُ ها غُ سلُ الم عة ثّ مِ نْ‬
‫وَجَ َ‬
‫غسلِ اليّت‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬قال شيخ نا‪ :‬يُ س ّن قَضاءً غُ سْل الم عة ك سائر الغ سالِ ال سنونة وإن ا‬
‫ب قَضاؤه لنه إذا عُلمَ أنّه يُقضى دَاوَمَ على أدائِهِ‪ ،‬واجتَنَبَ تَ ْفوِيتَه‪( .‬وبكورٌ) لغيِ‬ ‫طُلِ َ‬
‫خطيبٍ إل الصلى مِنَ طُلوعِ الفَجرِ‪ ،‬لا ف ال ِب الصحيحِ‪" :‬إن لِلجائي بَ ْعدَ اغتِسالِهِ‬
‫غُسلَ النابَةِ أي كغُ سْلِها‪ ،‬وقيل حَقيقة بأن يكو نَ جامِع‪ ،‬لنّه يُ سَنّ ليلةَ المعة أو‬
‫َيوْمَها ف ال سّاعةِ الُول ُبدْنةً‪ ،‬وف الثانية‪ :‬بَقَرَة‪ ،‬وف الثالثة‪ :‬كبشا َأقْرَ نَ‪ ،‬والرابعة‪:‬‬
‫دَجَاجة‪ ،‬والامسة‪ :‬عُصفورا‪ ،‬والسادسة‪ :‬بْيضَة"‪ .‬والرادُ أ نّ ما بيَ ال َفجْرِ وخُرو جِ‬
‫الطي بِ يَنْقَ سِمُ ستة أجزاءٍ متساوية‪ ،‬سواء أطالَ اليَوم‪ ،‬أم قَ صُرَ‪ .‬أما الِمام فيُ سَنّ له‬
‫التّأخيُ إل وقتِ الطبةِ‪ ،‬للتّباعِ‪ .‬ويُسَنّ الذّهابُ إل الُصَلى ف طريقٍ طويلٍ‪ ،‬ماشِيا‬
‫بِ سَكِينَةٍ‪ ،‬والرّجو عَ ف طري قٍ آخ َر قَ صِيٍ‪ ،‬وكذا ف كلّ عبادَة‪ .‬ويُك َر هُ َع ْدوٌ إلي ها‪،‬‬
‫ك سائرِ العبادَات‪ ،‬إل لِضي قِ وَق تٍ‪ ،‬فيَجِب‪ ،‬إذا ل ُي ْدرِك ها إل به‪( .‬وتزّي نٌ بأح سَن‬
‫سجِه‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويُك َر هُ ما‬ ‫ثيابه) وأ ْفضَلُها البيَض‪ ،‬وَيلي البيض ما صِب َغ قَبل نَ ْ‬
‫نوعس منسه‬
‫َمس التَزيّن بالريرِ‪ ،‬ولو قَزّا‪ ،‬وهسو ٌ‬ ‫صسغَ بَعدَه‪ ،‬ولو بِغيِ الُمرَةِ‪ .‬اه‪ .‬وُيحْر ُ‬
‫ُِب‬
‫كمد اللون‪ ،‬وما أكثره وزنا مِ نَ الريرِ‪ ،‬ل ما أقلّه مِنه‪ ،‬ول ما استوى فيه المران‪.‬‬
‫للّ‪ ،‬على ا َلوْجَهِ‪.‬‬‫ولو َشكّ ف الكْثَرِ‪ ،‬فالصلُ ا ِ‬

‫[فرع]‪َ :‬يحِلّ الريرُ لِقِتالٍ‪ ،‬إن ل يَجِد غيَه‪ ،‬أو ل يَقُ مْ مُقامَه ف َدفْ عِ ال سّلح‪.‬‬
‫صحّحَ ف الكِفايَ ِة قوّل ج ع‪ :‬يوزُ القِباءُ وغيُه م ا يَ صْلحُ لِلقتال وإن وُ ِجدَ غيُه‪،‬‬‫و َ‬
‫إرهابا للكفار‪ ،‬كَتحْليةِ ال سّيفِ بِ ِفضّةٍ‪ .‬وَلا َجةٍ َكجَرَ بٍ إن آذاه غيُه‪ ،‬أو كا َن ف يه‬
‫نَفْعٌ ل يو َجدُ ف غيِهِ‪ ،‬وَقمل ل يَْندَفِع بغيِهِ‪ ،‬ولمرَأ ٍة ولو بافتراشٍ‪ ،‬ل لَهُ‪ ،‬بل حَائِل‪.‬‬
‫صحَفِ والدّرا هم‪،‬‬ ‫ط ال سّْبحَةِ‪ ،‬و ِزرّ الَيْ بِ‪ ،‬وكِي سُ ال ْ‬‫وي ل م نه ح ت للر جل خَي ُ‬

‫‪93‬‬
‫وغَطاءُ العَمامَةِ‪ ،‬وعَلمُ الرّمح ل الشّرابةُ الت برأس السّبْحةِ‪ .‬ويب لرجلٍ لَبِسَه حيثُ‬
‫ي لو نٍ‬‫س الثّو بِ ال صْبوغ بأ ّ‬ ‫ل يَجِد سَاتِ ُر ال َعوْرَة غيَه‪ ،‬ح ت ف ال ْلوَة‪ .‬وَيَجوزُ لِبْ ُ‬
‫س الثوب التنجّ س ف غيِ نوِ ال صّلة‪ ،‬ح يث ل رطوبَةَ‪ ،‬ل‬ ‫كان‪ ،‬إل الُزَعْفَر‪ .‬وَلبِ ُ‬
‫جِلْد مي تة‪ ،‬بل ضرورة‪ ،‬كافتراش جِلدِ سَُبعٍ كأ سدٍ‪ ،‬وله إطعا مُ مَيْتةٍ لن حو طَيْرٍ‪ ،‬ل‬
‫كافِر‪ ،‬ومُتَنجّس لِدابّة‪ ،‬ويل مع الكراهة‪ ،‬استعما ُل العاج ف الرأس واللحْيةِ حيث ل‬
‫رُطو بة‪ ،‬وإ سرَاجٌ بُتَنجّ سٍ بغيِ مُغلّ ظٍ إل ف م سجد‪ ،‬وإن قَلّ دُخانُه خِلفا ل مع‪.‬‬
‫وتَ سميدُ أر ضٍ بِنج سٍ‪ ،‬ل اقتناءُ كل بٍ إل لِ صَيْدٍ أو حِفْ ظِ مال ويُكْ َر ُه ولو لمرأة‬
‫تزييُ غ ي الكع بة‪ ،‬كمَشْهَد صال بغ ي حر ير‪ ،‬وَُيحْرَ مُ ب هِ‪( .‬وتَع مم) ل ب‪" :‬إن ال‬
‫لمُعَةِ"‪ ،‬ويُسَنّ لسائرِ الصّلواتِ‪ .‬ووردَ‬ ‫ب العَمَائِمِ َيوْمَ ا ُ‬
‫صحَا ِ‬
‫وملئكته يُصَلّونَ على أَ ْ‬
‫ف حَديثٍ ضعيفٍ ما َيدُلّ على أفضَلّيةِ كِبَرِها‪ .‬ويَنْبغي ضَبْطُ طُولا وعَ ْرضِها با يليقُ‬
‫بِلبِ سِها عادةً‪ ،‬ف زَمَانِ هِ‪ ،‬فإِ نْ زادَ في ها على ذل كَ كُرِ هَ‪ ،‬وتَنخَرِ مُ مُرُوأ ُة فَقي هٍ بِلِْب سِ‬
‫عَمامةٍ سُوقيّ ل تَلي قُ ب هِ‪ ،‬وعَك سه‪ .‬قال الفاظ‪ :‬ل يتحرّر شيءٌ ف طُول عَمامَتِ هِ‬
‫وعَ ْرضِ ها‪ .‬قال الشيخان‪ :‬مَ نْ تَعَم مَ فلَ ُه فِعْ ُل العَذْبَةِ‪ ،‬وتَرْك ها‪ ،‬ول كرا هة ف وا ِحدٍ‬
‫منهما‪ .‬زاد النوو يّ‪ :‬لنه ل يَ صُحّ ف الّنهْ يِ عَن تَرْ ِك العَذبةِ شيء‪ .‬انتهى‪ .‬لكن َقدْ‬
‫َورَدَ ف ال َعذْبَةِ أحاديثٌ صَحيحَةٌ وَحسنَة‪ ،‬وقَد صرّحوا بأن أصلَها سُنّة‪ .‬قال شيخنا‪:‬‬
‫وإرسسالا بيس الكتفيس أفضسل منسه على الينس‪ .‬ول أص ْسلَ فس اختيارِ إرسسالا على‬
‫اليسر‪ .‬وأقلّ ما وَرَدَ ف طُولا أرْبَعَة أصابعَ‪ ،‬وأكثره ذِراع‪ .‬قال ابن الا جّ الالكي‪:‬‬
‫عَلْيكَ أن تَتَعممَ قائِما‪ ،‬وتََتسَ ْروَلَ قاعِدا‪.‬‬

‫قال ف الجموع‪ :‬ويُكْ َر هُ أن ْيشِ يَ ف نَعلٍ وا ِحدَةٍ‪ ،‬ولِبْ سُها قائما‪ ،‬وتَعليق َجرَ ٍ‬
‫س‬
‫فيها‪ .‬ولَن قَعَد ف مكانٍ أن يفارِقه قبل أنْ ُي ْذكَ َر ال تعال فيه‪( .‬وتَطِيبُ) لِغَيْرِ صَائمٍ‬
‫لمْعَ بيَ ال ُغسْلِ‪ ،‬ولِبْس ال ْحسَنِ‪ ،‬والتّطَيّب‪،‬‬ ‫على الوْجَهِ لا ف البِ الصحيحِ‪" :‬أنّ ا َ‬
‫والِنصاتِ‪ ،‬وتَرْك التخَطي‪ ،‬يُكَفّر ما بي المعتي"‪ .‬والتّطَيّ بِ بالسكِ أفضل‪ ،‬ول‬

‫‪94‬‬
‫تُ سَنّ ال صّلة عل يه ع ند شَمّه‪ ،‬بل حَ سُ َن ال ستِغفار عِنْده ك ما قال شيخ نا‪ ،‬وَندِ َ‬
‫ب‬
‫تَزَيّن بإزالَةِ ظِفْرٍ من َيدَيْ هِ‪ ،‬ورِجْلي هِ‪ ،‬ل إحداها‪ ،‬فيُكْرَ هُ‪ .‬وشَعْرِ نْو إبطِ هِ وعانَته لغيِ‬
‫ص شارِب هِ حت تَْبدُو ُحمْرَةُ‬ ‫لجّة‪ ،‬وذَلك للتّباع‪ .‬وبِقَ ّ‬ ‫مُرِيد التّضحِيَة ف ُعشْرِ ذي ا ِ‬
‫تقليمس اليديسن‪ :‬أن يبتدىء‬ ‫ِ‬ ‫ريحس كريهسٍ‪ ،‬ووسسخٍ‪ .‬والعتمدُ فس كيفيسة‬ ‫الشّفَةِ وإزَالَةِ ٍ‬
‫بُ سَّبحَةَ يينِه إل خُنْ صُرِها‪ ،‬ث إبام ها‪ ،‬ث خن صر ي سارها إل إبام ها على التوال‪،‬‬
‫والرّجل ي‪ :‬أن يبتدىء بن صُر اليم ن إل خُن صُر اليُ سرى على التّوال‪ ،‬وينب غي البَدارُ‬
‫لمُ عة‪ .‬وكَر هَ الحِ بّ‬ ‫بغُ سْلِ ملّ القَل مِ‪ ،‬ويُ سَ ّن فِعْلُ ذِل كَ يو مَ الم يس أو بُكْ َرةَ ا ُ‬
‫الطّبيّ نَتْفَ شَعْرِ الَنفِ‪ ،‬قال‪ :‬بل يقصّه‪ ،‬لدِيثٍ فيه‪ .‬قال الشافعيّ رضي ال عنه ‪:‬‬
‫ب ريُه زَادَ عَقْلُه‪( .‬و) سُنّ (إِنصاتٌ) أي سكوتٌ‬ ‫مَ نْ نَظف ثَوبَ ُه قَلّ َهمّ هُ‪ ،‬ومَن طا َ‬
‫سمَع الطبةَ‪ ،‬نعم‪ ،‬الَوْل لِغَيْرِ ال سَامِع أن‬ ‫مع إ صْغاءٍ (لطبة) ويُ سَنّ ذلك‪ ،‬وإن ل يَ ْ‬
‫َيشْتَغِلَ بالتّلوَ ِة والذّكرِ سِرّا‪ ،‬ويُكْ َر هُ الكل مُ‪ ،‬ول َيحْرُ مُ‪ ،‬خِلفا للئمة الثلثة‪ :‬حالة‬
‫الُطْبَة‪ ،‬ل قبل ها‪ ،‬ولو بعدَ اللو سِ على النبَرِ‪ ،‬ول بعدَ ها‪ ،‬ول ب ي الطبت ي‪ ،‬ول‬
‫حالَ الدعا ِء للمملو كِ‪ ،‬ول لداخلِ مَسجدٍ‪ ،‬إل إ ِن اتذَ له مكانا واستق ّر في هِ‪ .‬ويُك َر هُ‬
‫للداخلِ السلمُ‪ ،‬وإن ل يأ ُخذْ لِنفسِهِ مَكانا‪ ،‬لشتغالِ الُسلمِ عليْهم‪ ،‬فإن سَلم لزِ َمهُم‬
‫الرّدّ‪ ،‬ويُ سَنّ تَشمِي تُ العاطِ سِ‪ ،‬والرّدّ عل يه‪ ،‬ورَف عُ ال صوتِ من غيِ مُبالغَة بال صّلة‬
‫ْبس‬ ‫َصسفِهِ‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬ول يبعسد َند ُ‬ ‫اسسمِه أو و َ‬
‫والسسّلم عليسه عندَ ذِكرِ الطيسب ْ‬
‫التّ َرضّي عن الصّحابة‪ ،‬بل رَفعِ صَوتٍ‪ .‬وكذا التأميُ ِلدُعاءِ الطيب‪ .‬اه‪.‬‬

‫وتُكرَ هُ تريا ولو لن ل تلز ْم ُه المعة بعد جلو سِ الطي بِ على النبِ‪ :‬وإ نْ ل يَسمَ ِع‬
‫الطبة صلةُ فر ضٍ‪ ،‬ولو فائتَةٍ َت َذكّرها الن‪ ،‬وإن لزِمَتْه فورا‪ ،‬أو نَفْلٍ‪ ،‬ولو ف حال‬
‫الدّعاء للسلطان‪ .‬والوْجَه أنا ل تنع ِقدُ كال صّلة بالوق تِ الكرو هِ‪ ،‬بل َأوْل‪ .‬وَيجِ بُ‬
‫على من بِصلةٍ تفيفُها‪ ،‬بأن يقت صِر على أقلّ مزِىءٍ عند جلو ِسهِ على الِنبَرِ‪ .‬وكُرِ هَ‬
‫لداخلٍ تيّةٌ فَوّ تت ت كبيَة الِحرا مِ إن صَلّها‪ ،‬إل فل تُكْرَه‪ ،‬بل تُ سَنّ‪ ،‬ل كن يلزم هُ‬

‫‪95‬‬
‫تفيفها بأن يقت صِرَ على الواجبا تِ كما قاله شيخنا وكُرِ هَ احتِباءٌ حالةَ الطبةِ للنّهي‬
‫ب فيها نو اساء‬ ‫عنه‪ ،‬وكَتْ بُ أورا قٍ حالتُها ف آ ِخرِ جعةٍ من رمضان‪ ،‬بل وإن كُتِ َ‬
‫سريانية يهلُ مع نا حَرُ مَ‪( .‬و) ُسنّ (قراءة) سورة ("ك هف") يوم الم عة وليلت ها‪،‬‬
‫لحاد يث في ها‪ .‬وقراءت ا نارا آكدٌ‪ ،‬وَأوْله بعدَ ال صّبحِ‪ ،‬م سارَعةُ لِلخيِ‪ ،‬وأن يُكثِرَ‬
‫من ها‪ ،‬و من سائِرِ القرآن فيه ما‪ .‬ويُكرَ هُ الهرُ بقراءةِ "الك هف" وغيه إن ح صل به‬
‫تأذّ لصلّ أو نائم كما صرّح النووي ف كتبه وقال شيخنا ف شرح العباب‪ :‬ينبغي‬
‫حُرْمَةَ الهرِ بالقراءة ف ال سجدِ‪ .‬و ُحمِلَ كل ُم النوو يّ بالكرا هة‪ :‬على ما إذا خَ فّ‬
‫التأذّي‪ ،‬وعلى كون القراءة ف غي السجدِ‪ ،‬وإكثارُ صلةٍ على النب (يومها وليلتها)‬
‫للخبارِ الصسسحيحةِ المرةِ بذلك‪ ،‬فالِكثا ُر منهسسا أفضلُ مسسن إكثارِ ذِكرٍ ل يَرِدْ‬
‫بصسوصِه‪ .‬قاله شيخنسا‪( .‬ودعاءٌ) فس يومِهسا‪ ،‬رجاءَ أن يصسادِف سساع َة الِجابَةِ‪،‬‬
‫وأرْجاها‪ ،‬مِ نْ جُلو سِ الطي بِ إل آخ ِر الصلة‪ .‬وهي لظةٌ لطيفةٌ‪ .‬و صَحّ أنا آخر‬
‫ساعةٍ بعد العصرِ‪ ،‬وف ليلتها لا جاء عن الشافعي رضي ال عنه أنه بَلَغه أن الدعاءَ‬
‫ب في ها‪ ،‬وأ نه ا ستحَبّه في ها‪ .‬و ُسنّ إكثارُ فعلِ اليِ فيه ما كال صدقة وغيِ ها‬ ‫ي ستجا ُ‬
‫وأن يَشتغِلَ فس طريقِهِس وحضورِهِس م ّل الصسلةِ بقراءةٍ‪ ،‬أَو ذِكرٍ‪ ،‬أفضلُه الصسلةُ على‬
‫ب قبل الطبة‪ ،‬وكذا حالة الطبة إن ل يسمَعْها كما مرّ للخبار ال َرغّبةِ ف ذلك‪.‬‬ ‫الن ّ‬
‫وأن يقرَأ عَقِ بَ سلمه من الم عة ق بل أن يُثْ ن رِجليْه‪ ،‬و ف روا ية‪ :‬ق بل أن يَتَكَلم‬
‫الفاتة‪ ،‬والِخل صَ‪ ،‬والعوّذتي‪ ،‬سبعا سبعا‪ ،‬لا وردَ أن "مَن قرأها غُفِرَ لَ هُ ما تقدّ مَ‬
‫مِن ذنِبهِ وما تأخّر‪ ،‬وأعطِيَ من الجْرِ بِ َعدَدِ مَن آمَ َن بال ورسوله"‪..‬‬

‫[مهمة]‪ :‬يُ سَنّ أن يقرأها‪ ،‬وآية الكُرْسيّ و { َشهِدَ اللّ هُ}‪ ،‬بعد كل مكتوبةٍ وحيَ‬
‫يأوي إل فراشِهسِ‪ ،‬مسع أواخسر "البقرة‪ ،‬والكافرون"‪ ،‬ويقرأ خواتيسم "الشسر" وأول‬
‫"غافر إل إليهِ الصي" و {َأفَحَسِبْتمْ أَنا خلَقْناكُم عَبَثا} إل آخرها‪ ،‬صباحا ومساءً‪،‬‬
‫مسع أذكارِهاس‪ ،‬وأن يواظِبَس كلّ يومٍس على قراءةِ "آل‪ ،‬السسجدة‪ ،‬ويسس‪ ،‬والدّخان‪،‬‬

‫‪96‬‬
‫والواقِعة‪ ،‬وتبارَ كَ‪ ،‬والزّلزلةَ‪ ،‬والتّكاثُر" وعلى "الِخل صِ" مائتْ مرة‪ ،‬و "الفجر" ف‬
‫عشر ذي الجة‪ ،‬و "يس‪ ،‬والرّعد" عند الحَتضَر‪ .‬و َورَدَ تْ ف كلها أحادي ثُ غيُ‬
‫موضوعةٍ‪.‬‬

‫(وحَرُم تَطّ) رِقا بِ الناس‪ ،‬للحادي ثِ ال صحيح ِة ف يه‪ ،‬والَزْ مُ بالرمَةِ ما نقله‬
‫ص الشافع يّ‪ ،‬واختارَ ها ف الرو ضة‪ ،‬وعلي ها كثيون‪ .‬ل كن‬ ‫الشي خُ أ بو حا ِمدٍ عن ن ّ‬
‫قضيّة كل مِ الشيخي‪ :‬الكراهَةُ‪ ،‬و صَ ّرحَ با ف الجمو عِ (ل لن َو َجدَ فُ ْرجَ ًة قدّامَه)‬
‫جدْ طريقا إل الحرا بِ إل‬ ‫فلَ هُ بل كَراهَةٍ تطّي صَفَ وا ِحدٍ أو اثنيٍ‪ ،‬ول لما مٍ ل َي ِ‬
‫بِتخطّي‪ ،‬ول لِغيِ هِ إذا أذِنوا له ف يه ل حياءً على ا َلوْجَ هِ‪ ،‬ول لعظّ مٍ َألِ فَ َموْضِعا‪.‬‬
‫ُسس‬
‫ُقيمس أحدا بغ ِي رِضاه ليجل َ‬ ‫َمس أن ي َ‬ ‫َهس تطّي الجتمِعيس لغيِ الصسّلة‪ ،‬وُيحْر ُ‬ ‫ويُكر ُ‬
‫مكا نه‪ .‬ويُكْرَ هُ إيثارُ غيِ هِ بحّل هِ‪ ،‬إل إ نْ انتقَلَ لثلِ هِ أو أق َر بَ م نه إل المام‪ .‬وكذا‬
‫اليثارُ ب سائِ ِر القُرَ بِ‪ .‬ولَ هُ تنحيةُ سَجادَةَ غيِ ِه بنح ِو رِجِل هِ وال صّلة ف ملّ ها‪ ،‬ول‬
‫يَرفَع ها ولو بغيِ َيدِ هِ ِلدُخول ا ف ضمانِه‪( .‬و) حَرُ مَ على من َتلْزَ مه الم عة (ن و‬
‫صس ّح العَ ْقدُ‪،‬‬
‫(أذانس خطبةٍ)‪ ،‬فإن عَقدَ َ‬ ‫ِ‬ ‫شروعس فس‬
‫ٍ‬ ‫مُبايَعَةٍ) كاشتغالٍ بِصسُنعةٍ (بعسد)‬
‫ويُكْرَ ُه ق بل الذا نِ بَ ْعدَ الزّوالِ‪( .‬و) َحرُ مَ على من تَلْزَ مه الم عة وإن ل تنع ِقدْ به‬
‫( سَفَرٌ) تَفُو تُ به الُمعة‪ ،‬كأن ظَ نّ أنه ل ُي ْدرِكها ف طريقِ هِ أو مَقْ صَدِه‪ ،‬ولو كان‬
‫لمُعةِ‪ ،‬إِل َخشِ يَ من‬ ‫ال سّفرُ طاعةً مَندوبا‪ ،‬أو وَاجبا‪( ،‬ب عد فَجرِ ها) أي فَجرَ يو مِ ا ُ‬
‫َعدَ مِ سَفَرِه ضَررا‪ ،‬كانقِطاعِه عن الرّفقةِ‪ ،‬فل َيحْرُم إن كا نَ غيَ سَفَرٍ مَعْ صِيَة‪ ،‬ولو‬
‫بَ ْعدَ الزّوالِ‪ ،‬ويُكْرَهُ السّفَرُ ليلةَ الُمعة‪ ،‬لا رُويَ بِسََندٍ ضعيفٍ‪" :‬مَ نْ سَافَرَ ليلَتَها دَعا‬
‫لمُعة مطلقا‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وحي ثُ‬ ‫علي هِ مَلَكا هُ"‪ .‬أما السافِرِ لعصيةٍ فل تَ سْقُط عن هُ ا ُ‬
‫حَرُ مَ علي ِه السفرُ هنا ل يَتَرخّص ما ل تَفُتِ المعة‪ ،‬فيُحْسَب ابتداء سَفَرِهِ من وَقتِ‬
‫َفوْتِها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ل قَ صْ ُر رُباعِيَة‪ ،‬مُؤدّاة‪ ،‬وفائِتَة سَفَرٍ قَ صّر ف يه‪،‬‬ ‫[تت مة]‪ :‬يَجوزُ ل سافِرٍ سَفرا طوي ً‬
‫و َجمْع العَصْرَْينِ والغرِبيْنِ تقديا وتأخيا‪ ،‬بِفِراقِ سورٍ خاصٍ ببلدِ سَفَر‪ ،‬وإن احتوَى‬
‫ط ما َوزَتُه‪ ،‬بل لِكلَ حُ ْكمُه‪ ،‬فَبُنيان‬ ‫على خَرابٍ ومَزَارع‪ .‬ولو جَمعَ قريَتيْن‪ ،‬فل يُشتَر ُ‬
‫َرطس ماوزَةُ بسساتي وإن ُحوّط َت‬ ‫َرابس أو نَهرٌ أو مِيدانسٌ‪ .‬ول ُيشْت ُ‬
‫َهس خ ٌ‬ ‫وإن تلّل ُ‬
‫واتّصَلَت بالبَلدِ‪ ،‬والقريَتان إن اتّصلَتا عُرْفا كَقَرية‪ ،‬وإن اختلَفتا اسا‪ ،‬فلو انفصلَتا ولو‬
‫يَ سيا ك فى ماوَزَة قرَيةِ ال سافِرِ‪ ،‬ل ل سافِرٍ ل يبْلُغ سَفَرُه مَ سيَة يَو مٍ وليلةٍ بِ سَيْرِ‬
‫الثقالِ مع النولِ العتادِ لِنحوِ ا سْتِرا َحةٍ وأكلٍ وصلةٍ‪ ،‬ول لب قٍ‪ ،‬ومسافرٍ عليْ هِ دَْي نٌ‬
‫حا ٌل قادرٌ علي هِ من غيِ إذ نِ دائِنِه‪ ،‬ول ل ن سافَرَ لجرّ ِد رؤيَةِ البلدِ على ال صَحّ‪.‬‬
‫وينتهي ال سّفَرُ بعو ِد هِ إل وطنِ هِ‪ ،‬وإن كان مارّا به‪ ،‬أو إل موضِ عٍ آخر‪ ،‬وَنوَى إقامَتَه‬
‫به مُطلقا‪ ،‬أو أربَعَة أيا مٍ صحاحٍ‪ ،‬أو عَلم أن إرْبَ هُ ل يَنْ َقضِي فيها‪ ،‬ث إن كان يَرجو‬
‫حُ صُوله كلّ وقت‪ :‬قَ صّر ثانية عَشَر يوما‪ .‬وشُ ِر طَ لِق صْر نّي ٍة قَ صْرٌ ف تَرّم‪ ،‬وَ َعدَ مُ‬
‫اقتداءٍ ولو ل ظة بت َم ولو مُ سافِرا وَت ّرزَ عن مَنَافي ها دَواما‪ ،‬و َدوَا مُ سَفَرِه ف جي عِ‬
‫صَلتِهِ‪ ،‬ولمعٍ تقديٍ‪ ،‬نية جعٍ ف الول ولو مع التحلّل منها وترتيبٌ‪ ،‬وولءٌ عرفا‪،‬‬
‫سيٌ بأن كانَ دُونَ قَدر ركعتي‪ ،‬ولتأخي نية جع ف وقت الول ما‬ ‫فل َيضُ ّر فصلٌ ي ِ‬
‫بقيَ قدرَ رَكعةِ‪ ،‬وبقاءُ سفرٍ إل آخر الثانية‪.‬‬

‫بالرضس تقديا وتأخيا على الختار ويراعسي الرفَقسَ‪ ،‬فإن‬ ‫ِ‬ ‫المعس‬
‫ُ‬ ‫[فرع]‪ :‬يوزُ‬
‫كان يزدَاد مرضه كأن كان َيحُ مّ مثلً وقت الثانية قدّمَها بشرو طِ ج ِع التقديِ‪ ،‬أو‬
‫وَق تَ الول أخْرَها بني ِة الم عِ ف وق تِ الُول‪ .‬وضَبَ طَ َجمْ عٌ متأخرون الر ضَ هنا‬
‫بأنه ما يشقّ مَعه فِعلُ كلّ فر ضٍ ف وقتِ هِ‪ ،‬كمشقّةِ الش يِ ف الطَرِ‪ ،‬بي ثُ تبتلّ ثيابُه‪.‬‬
‫اللوسس فس‬
‫َ‬ ‫بيثس تُبيحِ‬
‫ُ‬ ‫وقال آخرونسَ‪ :‬ل بدّ مسن َمشَقّةس ظاهِرَة زيادَة على ذلِك‪،‬‬
‫الفرضِ‪ .‬وهو الوْجَه‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫صحّتها مِن غيِ‬
‫(خاتة)‪ :‬قال شيخنا ف شرح النهاج‪ :‬مَ نْ أدّى عبا َدةً متلِفا ف ِ‬
‫تقليدٍ للقائلِ با‪ ،‬لَزِمَهُ إعادَتُها‪ ،‬لن إقدامَهُ على فِعْلِها عََبثٌ‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف الصلة على اليت‪ .‬وَشُرِعَت بالَدينَةِ‪ ،‬وقيل هي مِ نْ خصائِصِ ه ِذ ِه‬
‫المّة‪( .‬صلةُ اليت) أي اليّت الُسلم غي الشهيدِ (فَرْضُ كفايةٍ) للِجاعِ والخبارِ‪،‬‬
‫(كغَ سلِهِ‪ ،‬ولو غَرِيقا) لنّا مأمورون بِغَ سَلِه‪ ،‬فل يَ سقُط الفَرْ ضُ عَ نا إل بفعْل نا‪ ،‬وإن‬
‫سلُ كافِرٍ‪ ،‬وي صُل أقله (بتعم يم َبدَنِ هِ بالاءِ) مرّة‬ ‫شاهَد نا اللئِ َكةَ تَغْ سِله‪ .‬ويك في غَ ْ‬
‫ح ت ما ت ت قُلْفَةِ ا َلقْلَ فِ على ال صَحّ صبيا كا نَ القْلَف أو بالِغا‪ .‬قال العباد يّ‬
‫ت القُلْفَة‬
‫سلُ ما تتها‪ .‬فعَلى الرجّح لو تَع ّذرَ غَ سْلُ ما تْ َ‬ ‫وبعض النفية‪ :‬ل يب غَ ْ‬
‫بأن ا ل تتَقلّص إل بر حٍ‪ ،‬ي مَ ع ما تتَ ها‪ .‬ك ما قاله شَيخ نا‪ ،‬وأقرّ هُ غيه‪ .‬وأكمله‪:‬‬
‫َسسخٍ‬
‫مرتفعس باء بارِدٍ إل لاجَ ٍة كو َ‬ ‫ٍ‬ ‫تَثْليث ُه‪ ،‬وأن يكون فس خلوةٍ‪ ،‬وقميصسٍ‪ ،‬وعلى‬
‫سخّنُ حينئذٍ َأوْل‪ .‬والَالُ َأوْل ِم نَ ال َعذْ بِ‪ .‬ويُبادِر بغَ سْلِه إذا تيقّ نَ َموْ ته‪،‬‬‫وبَرْدٍ‪ ،‬فالُ َ‬
‫ومَت شُ كّ ف موتِ هِ وَج بَ تأ ِخيُ هُ إل اليَقيِ‪ ،‬بتَغَيّرِ رِي حٍ ونوه‪ .‬فذكرِهِ مُ العلمات‬
‫الكثية له إن ا تُفيدُ‪ ،‬حَيْ ثُ ل ي كن هناك َش كّ‪ .‬ولو خرَ جَ مِ نه بَعدَ الغُ سْلِ ن سٌ ل‬
‫ينقُ ضِ الطّهرَ‪َ ،‬بلْ تِبُ إزالَتُ ُه فقط إن خَرَجَ قب َل التّكفيِ‪ ،‬ل بَعْدَه‪ .‬ومَن تعذّرَ غُسْلُه‬
‫لِفَ ْقدِ ماءٍ أو لغيه‪ :‬كاحتراقٍ‪ ،‬وَلوْ ُغسِلَ َتهَرّى يم وُجوبا‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬الرّ جل َأوْل بِغُ سلِ ال ّر جل‪ ،‬والرأةُ َأوْل بِغُ سْلِ الرأةِ‪ ،‬ولَ هُ غُ سلُ حَليلةٍ‪،‬‬
‫ولِزَوْ َجةٍ ل أَمَةٍ غُ سْ ُل َزوْجِها‪ ،‬ولو نَ َكحَ تْ َغيَه‪ ،‬بل َم سّ‪ ،‬بل بل فّ خُرْقةٍ على يدٍ‪.‬‬
‫فإِن خَالف صَحّ الغُ سْلُ‪ .‬فإِن ل يضَرْ إل أجْنَبّ ف الرأةِ أو أجنَب ية ف الرجلِ ي مَ‬
‫صبّ أو صَبيّة‪ ،‬لِلّ َنظَرِ كلّ ومَسّه‪ .‬وَأوْل‬ ‫اليّت‪ .‬نعم‪ ،‬لما غُسْلُ مَن ل ُيشْتَهى مِن َ‬
‫الرجال بسه أوْلهُم بالصسّلة كمسا يأتس‪( .‬وتكفينُه بسساتِرِ َع ْورَةٍ) متِلفَةٍ بالذكورَةِ‬
‫والنوثة‪ ،‬دون الر قّ والُرّية‪ ،‬فيجِ بُ ف الرأة ولو أمَة ما يستُرُ غيَ الوجْ هِ والكفي‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫صحّحه‬ ‫وف الرجل ما يسترُ ما بيَ ال سّرة والرّكبة‪ .‬والكتِفاء بساتِر العَ ْورَةِ هو ما َ‬
‫النوو يّ ف أكثَر كتبِه‪ ،‬ونَقَله عَن الكثرين‪ ،‬لنه حَقّ ل تعال‪ .‬وقال آخرون‪ :‬ي بُ‬
‫سَْترُ جيع البَدَن ولو رَجلً‪ .‬ولِلغريِ من عُ الزاِئدِ على ساتِرِ ك ّل الَبدَ نِ‪ ،‬ل الزائدُ على‬
‫ساِترِ ال َع ْورَة‪ ،‬لِتَأكّد أمْرِه‪ ،‬وكونه حقا للمَيّت بالنسبةِ للغُرَماء‪ ،‬وأكملُه لل ّذكَرِ ثلثة‬
‫ص وعمامَةٌ‪ ،‬وللن ثى إزارٌ‪ ،‬فقَمِي صٌ‪،‬‬ ‫يَعُ مّ كل من ها البَدَ نَ‪ ،‬وجازَ أن يَزادَ تتَ ها قمي ٌ‬
‫سهُ حَيا‪ ،‬فيجُوزُ حَريرٌ ومُزَعْفَرٌ لِلمرْأةِ‬ ‫س باس لَه لِبْس ُ‬‫س اليّت ُ‬ ‫َفخِمارٌ فلُفافَتان‪ .‬ويُكفّن ُ‬
‫وال صّب‪ ،‬مع الكراهَةِ‪ .‬ومَلّ تهيزِه‪ :‬التّ ِركَةُ‪ ،‬إ ّل زَوجَةٌ وخَادِمُ ها‪ :‬فعَلى زَو جٍ غنّ‬
‫عليه نَفقُتهُما‪ ،‬فإن ل يكُن له تَ ِركَة فعَلى مَ نْ علي هِ نَفقتُه‪ ،‬مِن قري بٍ‪ ،‬و سَّيدٍ‪ ،‬فَعَلى‬
‫بي تِ الالِ‪ ،‬فعَلى مَيا سِي ال سلمي‪ .‬وَيحْرُ مُ التّكفيُ ف جلدٍ إن وُجدَ غي هُ‪ ،‬وكذا‬
‫الطّيُ‪ ،‬والشيشسُ‪ ،‬فإِن ْس ل يوجدْ ثوبٌس وَجَبَس جِ ْلدٌ‪ ،‬ثس حشيشسٌ‪ ،‬ثس طيٌ فيمسا‬
‫ا ستَ ْظهَرَهُ شيخ نا‪ .‬وَيحْرُ مُ كِتابَةُ ش يء ِم نَ القرآن وا ساء ال تعال على الكَفَ نِ‪ .‬ول‬
‫بأ سَ بكتابَِت هِ بالرّي قِ‪ ،‬لنه ل يُثْبُت‪ .‬وأفت ابن ال صّلح ِبحُرْمَةِ سَترِ النازةِ بريرٍ ولو‬
‫امرأة ك ما َيحْرُ مُ تزي ي بيت ها بريرٍ‪ .‬وخَالفَ هُ الللُ البَلِقينّ‪ ،‬فج ّوزَ الري َر في ها و ف‬
‫س الوّل‪( .‬وَ َدفْنُ هُ ف حُفْرَةٍ تن عُ) ب عد َطمّ ها‬ ‫الطّفلِ‪ ،‬واعتمَدَ هُ َجمْ عٌ‪ ،‬م عَ أن القيا َ‬
‫(رائحةً) أي ظهُورُ ها‪( ،‬و سَبُعا) أي نَْبشُ هُ لا‪ ،‬فيأكُلَ اليّ تَ‪ .‬وخَرَ جَ بِحفرةٍ‪ :‬وَضْعُه‬
‫ِبوَجْ ِه الرضِ ويُبْنِى عليهِ ما ينَعُ ذَيْنِك‪ ،‬حيث ل يَتعذّرُ الَفْرُ‪ .‬نعم‪ ،‬مَنْ ماتَ بِسفينةٍ‬
‫وتعَ ّذرَ البَرّ جازَ إلقاؤُه ف الَبحْرِ‪ ،‬وتَثْقيلُ هُ ليَرْ ُسبَ‪ ،‬وإل فَل‪ .‬وبتمَنّ ع ذَيْنِك ما ين عُ‬
‫أ َحدُها كأن اعتادَت سباعُ ذلك الحل الفرَ عَن َموْتاه فَيجِبُ بِنا ُء القَبِ‪ ،‬بيث ينع‬
‫ع اليَدِ‪ .‬ويِبُس‬ ‫وُصسولا إليهسِ‪ .‬وأَكملُه قسب واسسعٌ ُعمُقِس أربَ عة أذرُعٍس ونِ صفٍ بِذرا ِ‬
‫اضْطِجا ُع هُ للقِبَلةِ‪ .‬ويُْندَ بُ ا ِلفْضاءُ بدّ هِ اليَن بعد تَنحِيَةِ الكَفَ نِ عَنه إل نو تُرا بٍ‪،‬‬
‫مْبالغَةً ف ال ستِكانَ ِة والذّلّ‪ ،‬ورَفْ ُع رَأ سِ ِه بنحوِ لَبِنَةٍ‪ .‬وكُرِ هَ صُندوق إل لن حو نَداوَةٍ‬
‫فيجِب وَيحْرُ مُ َدفْنُ هُ بل شيء يْنَ عُ وُقو عَ التّرا بِ عليه وََيحْرُ مُ َدفْ نُ اثْنيِ مِ نْ جِن سَيْن‬
‫حدَيْ جِنْسٍ‬ ‫بقَبْرٍ‪ ،‬إن ل يكن بيَنهُما مْرَمِيّة‪ ،‬أو َزوْجِيّة‪ ،‬ومع أحدها كُره كجَمْعِ مُت ِ‬

‫‪100‬‬
‫في هِ بل حا جة‪ .‬وَيحْرُ مُ أيضا‪ :‬إدخالُ مَيّ تٍ على آ خر‪ ،‬وإن اتَدا جِن سا‪ ،‬ق بل بَل ِء‬
‫جَميعِ هِ‪ ،‬ويَرجَ عُ ف يه لهْلِ الِبَ ِة بالرْ ضِ‪ .‬ولو وُجدَ بع ضُ عظمِ هِ ق بل تا مِ الفْرِ‬
‫ب رَدّ تُرابِه‪ ،‬أو بعده فل‪ .‬ويوزُ ال ّدفْنُ مَعَه‪ ،‬ول يُكْ َر ُه الدّفنُ ليلً خلفا للحَسَنِ‬ ‫وَجَ َ‬
‫ي والنّهارُ أف ضل للدّ فن م نه ويُ ْرفَ عُ القَبْرُ قَ ْدرَ شبٍ نَدبا‪ ،‬وت سطِيحُهُ َأوْل مِن‬
‫البَ صَر ّ‬
‫تَسنيمِهِ‪ .‬ويُْندَ بُ ل نْ عَلى شَفيِ القبِ أ نْ ُيحْثي ثَل ثَ حَثيَا تٍ بَيدَيْه قَائلً مع الُول‪:‬‬
‫{مِنها خلَقْنَا كم}‪ .‬ومع الثان ية‪{ :‬وَفيها نُعِيدُكُم}‪ .‬ومع الثال ثة‪{ :‬وَمِنْها نْرِجُكُ مْ‬
‫تَارَةً ُأخْرى}‪.‬‬

‫[مهمة]‪ :‬يُسَنّ َوضْعُ جَريدَةِ خَضراءَ عَلى القَبِ‪ ،‬للتّباع‪ ،‬ولنّه يُخفّف عنه بِ َبكَةِ‬
‫ح نوِ الرّيا نِ الرّطِبِ‪ .‬وَيرُمُ أخذُ شيءٍ مِنهما‬ ‫تَسْبيحِها‪ .‬وقي سَ با ما اعتيدَ مِن طَرْ ِ‬
‫ما ل ييْبَ سا ل ا ف أ ْخ ِذ الُول مِن تفوي تِ حَظّ اليّ تِ الأثورِ عن هُ‪ ،‬و ف الثان ية مِن‬
‫تفوي تِ حَ قّ اليّت بارتياح اللئِ َكةِ النّازِل ي لِذل كَ‪ .‬قاله شيخا نا ا بن ح جر وزياد‪.‬‬
‫خوْ فِ نَْب شٍ‪ ،‬أو‬ ‫(وكُرِ هَ بِناءٌ له) أي لِلقَبْرِ‪( ،‬أو عَليْ هِ) لِ صِحّ ِة الَنهْ يِ عَْن هُ بل حاجة‪َ ،‬ك َ‬
‫س القبِ‬ ‫حَفْرِ سَُبعٍ أو َهدْمِ سَيلٍ‪َ .‬ومَلّ كَراهَ ِة البِناء‪ ،‬إذا كان ُبلْكِهِ‪ ،‬فإن كان بِناءُ نف ِ‬
‫بغيِ حاجَةٍ م ا مر‪ ،‬أو ن و قُبّة عل يه ب سبلة‪ ،‬و هي ما اعتَادَ أهْلُ البَلدِ الدّ فن في ها‪،‬‬
‫عُرِفَ أصْلُها ومُسْبِلُها أم ل‪ ،‬أو َموْقوفَةً‪ ،‬حَرُم‪ ،‬وَ ُهدِمَ وُجوبا‪ ،‬لنه يتأبّد بعد انحاقِ‬
‫اليّت‪ ،‬ففيهِ َتضْييقٌ على السلمي با ل غَ َرضَ فيه‪.‬‬

‫لجَارَةُ ا ُلخْ َرجَةُ إل أهْلِ ها إ نْ عُرِفوا‪ ،‬أو يُخلى بيَنهُ ما‪،‬‬


‫[ت نبيه]‪ :‬وإذا ُهدِ مَ‪ ،‬تُرَدّ ا ِ‬
‫وإل فما ٌل ضائِ عٌ‪ ،‬وحُ ْكمُ هُ مَعْرو فٌ كما قاله بَعْ ضُ أصحابِنا وقال شيخنا الزّمْزَم يّ‪:‬‬
‫إذا بَل يَ اليّ تُ وَأعْرَض وَرَثَتُ هُ ع نِ الِجارَةِ‪ ،‬جازَ الدّف نُ م عَ بقائِ ها‪ ،‬إذا جَرَ تِ العادَةُ‬
‫بالِعرا ضِ عَنْ ها‪ ،‬ك ما ف ال سّنابِلِ‪( .‬و) كُرِ هَ (وَطْءٌ عل يه) أي عَلى قبِ مُ سلمٍ‪ ،‬ولو‬
‫ُمهْدَرا قبلَ بَلءٍ (إل لِضَرُورَةٍ)‪ ،‬كأن ل يَ صِل لِقبِ مَيْتِ هِ بِدونِ هِ‪ ،‬وكذا ما يريد زيارَته‬
‫ولو غ ي قري بٍ‪ .‬وجَزَم شَرْ حُ مُ سلمٍ كآخر ين بُرْمَةِ القُعُودِ عل يه والو طء‪ ،‬ل بٍ ف يه‬

‫‪101‬‬
‫يَردّهُ أنّ الرادَ باللوسِ عليه جُلوسُه لِقَضاءِ الاجَةِ‪ ،‬كما بيّنَتْهُ رِوايةٌ أخرى‪( .‬ونَْبشُ)‬
‫وُجوبا قب من ُدفِ نَ بل طَهارَةٍ (لِغُ سلٍ) أو تي مم‪ .‬ن عم‪ ،‬إن تَغَيّ ر ولو بِنَتَ نٍ‪ ،‬حَرُ مَ‪.‬‬
‫ولَجْلِ مالِ غيٍ‪ ،‬كأن ُدفِ نَ ف َثوْ بٍ مَغْ صُوبٍ‪ ،‬أو أرْ ضٍ مَغصوبةٍ‪ ،‬إن َطلَ بَ الالِ كُ‪،‬‬
‫ط في هِ مُت َموّل وإن ل يَطلُبْ هُ‬
‫ووُ ِجدَ ما يُكفّن أو ُي ْدفَن فيه‪ ،‬وإل ل َيجُز النّب شُ أَو سَ َق َ‬
‫مَالِكُه‪ ،‬ل للتّكفي إن ُدفِ نَ بِل كَفَ نٍ‪ ،‬ول لل صّلةِ بعدَ إهالِة التّرا بِ عليه‪( .‬ول تُدفَ نُ‬
‫امرَأةٌ) ماتَ تْ ( ف بَطْنّ ها جَنيٌ حَ ت يتحقّ قُ َموْتُه)‪ ،‬أي النيُ‪ .‬ويِ بُ شَ قّ َجوْف ها‬
‫والنّبشُ له إن رُجِيَ حَيَاته بِ َقوْلِ ال َقوَابِلِ‪ ،‬لِبلوغِهِ سِتة أ ْشهُرٍ فأكثَر‪ ،‬فإِن ل يُرْجَ حَياته‬
‫حَرُ مَ الشّ قّ‪ ،‬لكِن ُيؤَخّ َر الدّفْ نُ حَت يو تَ كما ذكِرَ وما قيل إنّ هُ يُوضع عَلى َبطْنِها‬
‫شَيء ليمو تَ غَلَ طٌ فاحِش‪( .‬وُورِ يَ) أي سُِترَ بَ ْرقَةٍ ( سَقطٌ و َدفِ نَ) وُجوبا‪ ،‬كطِفلٍ‬
‫َجس بالسسّقطِ العَلَقَةُ‬
‫َسسُلهُما‪ ،‬بَل َيجُوزُ‪ .‬وخَر َ‬ ‫َقس بالشّهادَتيِ‪ ،‬ول يَجِب غ ْ‬ ‫كافِرٍ َنط َ‬
‫وا ُلضْغَة‪ ،‬فُي ْدفَنا نِ نَدبا مِن َغيِ سَترٍ‪ .‬ولَو انفَ صَل بعدَ أربَ عة أ ْشهُرٍ غُ سّ َل وكُفّ نَ‪،‬‬
‫و ُدفِنَ وُجوبا‪( .‬فإن اخْتَلجَ) أو اسْتَهلّ بعد ان ِفصَالِه (صُليَ عليه) وُجوبا‪.‬‬

‫(وأرْكانُها) أي الصّلةُ على اليّت‪ ،‬سَبْ َعةٌ‪ :‬أحَدها‪( :‬نية) كغيِها‪ ،‬ومِنْ ثُمّ وَجَبَ‬
‫فيها ما َيجِ بُ ف نيّةِ سائِرِ الفرو ضِ‪ ،‬مِن ن ِو اقتِرانِها بالتحَرّم‪ ،‬والتّعَرّ ضِ لِلفَ َرضِيّةِ‪،‬‬
‫وإن لْ يَقُ ْل فَرْض كِفايَةٍ‪ ،‬ول يِ بُ تَعْييُ اليّ تِ‪ ،‬ول مَعْ ِرفَتُ هُ‪ ،‬بل الواجِ بُ أدن مَيّزٍ‪،‬‬
‫حوِ‬‫فيك في أُ صَلي الفَرْ ضَ عَلى هذا الّ يت‪ .‬قال َجمْ عٌ‪ :‬يِ بُ تعييُ اليّ تِ الغائِ بِ بِن ْ‬
‫ا سِهِ‪( .‬و) ثانيها‪( :‬قيا مٌ) لِقادرٍ علي هِ‪ ،‬فالعَاجِزُ يَقْعَد‪ ،‬ثُ مّ يض َطجِع‪( .‬و) ثالثها‪( :‬أربع‬
‫تكبياتٍ) مع تكبية التحرّم للتّباع‪ ،‬فإن َخمّ سَ‪ ،‬ل تَبْطُل صَلتُه‪ .‬ويُ سَنّ رَفْ عُ َيدَيْ هِ‬
‫صدْرِه بي كل تكبيتي‪( .‬و) رابعها‪:‬‬ ‫ف التّكْبيات َح ْذوَ مِنْكَبْيهِ‪َ ،‬و َوضْعُهما تْ تَ َ‬
‫(فاتة)‪ ،‬فَبَدَلا‪ ،‬فوقوقٌ ب َق ْدرِها‪ .‬والعَتمد أنا تزىءُ بَ ْعدَ َغيِ الُول خِلفا للحاوي‪،‬‬
‫كالحرّر وإن لَزِ مَ عَلي هِ ج عُ رُكني ف تكبيَةٍ وخلوّ الُول عَن ِذكْرٍ‪ .‬ويُ سَنّ إِسرارٌ‬
‫بِغيِ التكبيات‪ ،‬والسّلمُ‪ ،‬وتَ َعوّذٌ‪ ،‬وتَرْ ُك افتِتاحٍ‪ ،‬وسُورة‪ ،‬إل على غائبٍ أو قب‪( .‬و)‬

‫‪102‬‬
‫خام سها‪ ( :‬صلةٌ على ال نبّ) (ب عد ت كبيةٍ ثانيةٍ) أي عَقِب ها‪ ،‬فل تزىء ف غي ها‪.‬‬
‫ويُْندَ بُ ضَمّ السّلمِ للصّلةِ‪ ،‬والدّعاءِ للمؤمني والؤمنات عَقبها‪ ،‬والمدُ قبلها‪( .‬و)‬
‫سادسها‪( :‬دُعَاءٌ ليّ تٍ) ب صوصِ ِه ولو طِفلً‪ ،‬بن حو‪ :‬الّلهُمّ اغْفِرْ لَ هُ وَارْ َحمْ هُ‪( ،‬ب عد‬
‫ثالثة)‪ ،‬فل يزىء بعد غيِها قطعا‪.‬‬

‫ويُ سَنّ أن يُكْثِرَ ِم نَ الدّعاء له‪ ،‬ومأثُورُ هُ أفضَل‪ ،‬وَأوْل هُ ما َروَا هُ مُ سْلمٌ ع نه و هو‪:‬‬
‫"الّلهُمّ اغْفِرْ له وارْ َحمْ هُ‪ ،‬واعْ فُ ع نه وعافِ هِ‪ ،‬وأكْرِ مْ ُن ُزلَ هُ‪ ،‬ووَ ّسعْ مَدْخلَ هُ‪ ،‬واغْ سِ ْلهُ‬
‫ب البي ضُ من الدّنَ سِ‪ ،‬وأَْب ِدلْ هُ‬ ‫بالاءِ والثّل جِ والبَرَدِ‪ ،‬ونَقّ هِ مِ نَ الطايا كما يُنَقى الثّو ُ‬
‫دارا خيا من دَارِ هِ‪ ،‬وأهْلً خيا من أهلِ هِ‪ ،‬و َزوْجا خيا مِن زوجِ هِ‪ ،‬وأدْخ ْل هُ النّة‪،‬‬
‫وأ ِعذْ هُ مِن عَذا بِ ال قبِ وفتنَتِ هِ ومِن عذا بِ النار"‪ .‬ويز يد عل يه‪ ،‬ندبا‪" :‬الله مّ اغفِرْ‬
‫ليّنا ومَيّتنا" إل آ ِخرِهِ‪ .‬ويقول ف الطفل مع هذا‪" :‬الّلهُم اجْ َعلْ ُه فِرْطا لَبوَيْهِ‪ ،‬وسَلَفا‬
‫صبَ على قلوِبهِما‪ ،‬ول‬ ‫غ ال ّ‬‫وذُخْرا وَعِظَةً واعْتِبارا وشَفيعا‪ ،‬وثَقّلْ بهِ موازيَنهُما‪ ،‬وَأفْ ِر ْ‬
‫تَفْتِْنهُ ما بعدَه‪ ،‬ول ترِ ْمهُ ما أجْرَه"‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬ول يس قوله‪ :‬اللهمّ اجعَلْه فرطا إل‬
‫يكفس‬
‫ِ‬ ‫لزِمسِ‪ ،‬وهسو ل يكفسي‪ ،‬لنسه إذا ل‬ ‫آخره مغنيا عسن الدعاءِ له‪ ،‬لنسه دُعاء بال ّ‬
‫الدّعاء له بالعمو مِ الشاملِ كلّ فَرْدٍ‪ ،‬فَأوْل هذا‪ .‬ويؤنّ ثِ الضمائِرَ ف الن ثى‪ ،‬وَيجُوزُ‬
‫تذ ِكيُها بإِرادةِ اليّ تِ أو الشّخ صِ‪ ،‬ويقول ف ولدِ الزّنا‪" :‬الل ُهمّ اجعَ ْل ُه فِرطا لمّ هِ"‪.‬‬
‫سافِ ل الذواتسِ‪ ،‬لقوله تعال‪:‬‬ ‫والرادُ بالِبدا ِل فس الهْلِ والزوجَةِ‪ ،‬إِبدالُ الوصس‬
‫{ألِقْنَا ِبهِ مْ ُذرّيَّتهُم} ول بِ الطّبَرانّ وغيه‪" :‬إن نساءَ النة من نساءِ الدنيا أفضل‬
‫من الورِ العِيِ"‪ .‬انت هى‪( .‬و) سابعها‪ ( :‬سلمٌ) كغيِ ها (ب عد راب عة)‪ ،‬ول ي بُ ف‬
‫هذه ذِكرُ غيِ السّلمِ لكن يُسَنّ‪ :‬الّلهُمّ ل ترِمْنا أجْرَه أي أجْ َر الصّلةِ عليهِ‪ ،‬أو أجْرَ‬
‫الصيبةِ ول تفْتِنّا بعدَه أي بارتكا بِ العاصي واغفِرْ لنا وله‪ .‬ولو تلّ فَ عن إِمامِ هِ بل‬
‫عُذرٍ بتكبيةٍ حَت شَرَعَ إما ُمهُ ف أخرى بَطلت صلتُه‪ .‬ولو كَبّرَ إمامُهُ تكبيَةً أخرَى‬
‫ت القرا َءةُ ع نه‪ .‬وإذا سَلم الِما مُ‬ ‫ق الفاتةَ تابَ َع هُ ف ت كبيِهِ‪ ،‬و سقَ َط ْ‬ ‫ق بل قراءةِ ال سبو ِ‬

‫‪103‬‬
‫ت ولو امرأة‬ ‫تدارَك السبوقُ ما بقيَ عليهِ مَعَ الذْكارِ‪ .‬ويُ َقدّمُ ف الِمامَةِ ف صَلةِ اليّ ِ‬
‫لبٍ‪ ،‬ث ابنُهُما‪ ،‬ثُم العَمّ كذلك‪،‬‬ ‫‪ :‬أبٌ‪ ،‬أو نائبُهُ‪ ،‬فأبوهُ‪ ،‬ث اب ٌن فابنُه‪ ،‬ث أخٌ لَبوَيْن ف َ‬
‫ث سائِ ُر العُ صُباتِ‪ ،‬ث مُعْتَ قٌ‪ ،‬ثُم ذُو رَحِ مٍ‪ ،‬ث َزوْ جٌ (وشُ ِر طَ ل ا) أي لل صلة على‬
‫اليت مع شروطِ سائِرِ الصّلوات (تَ َقدّ مُ ُطهْرِهِ) أي اليت باءٍ فترابٍ‪ ،‬فإِن وقعَ بُفْرَةٍ‬
‫أو ب ٍر وتعذّرَ إخراج ُه و ُطهْرُه ل يصسلّ عليسه على العتمَدِ (وأن ل يُتَقدّم) الُصسلى‬
‫(عليه) أي اليت‪ ،‬إن كان حاضِرا‪ ،‬ولو ف قبٍ‪ ،‬أما اليّت الغائ بُ فل َيضُ ّر فيه كَونُه‬
‫وراءَ الُصلي‪ .‬ويُ سَنّ جَ ْعلُ صُفوفِهمْ ثلثة فأكثر‪ ،‬للخبِ ال صّحيحِ‪" :‬مَ نْ صَلى عَلي هِ‬
‫ف فقدْ َأوْجَ بَ" أي غُفِرَ له ول يُْندَ بُ تأخيُها لزيَا َدةِ ال صَلي‪ ،‬إل ِلوَلّ‪.‬‬ ‫ثلثةُ صفو ٍ‬
‫خ شَ تغيّرُه‪ ،‬يَنْبَ غي انتظاره مائة أو أربع ي رُجِ يَ‬ ‫واختارَ بع ضُ الحقق ي أ نه إذا ل ُي ْ‬
‫حُضورُهم قريبا‪ ،‬للحديث‪ .‬وف مُ سْلم‪" :‬ما مِ نْ مُسلمٍ يُ صَلي عَلي هِ أَمَةٌ ِم نَ السلميَ‬
‫يبلغون مائة كلّهم يشفعون له‪ ،‬إل شُفّعوا فيه" ولو صُليَ عليه فحَضَرَ َم نْ ل يُ صَلّ‪،‬‬
‫ب ثوابُه‪ .‬والفضَلُ له فِعْلُ ها بعدَ‬ ‫ُندِ بَ له ال صّلةُ عل يه‪ ،‬وتَقَ ُع فَرْضا‪ ،‬فينو يه‪ ،‬ويثا ُ‬
‫الدّ فن‪ ،‬للتّباع‪ .‬ول يُْندَب ل ن صَلّها ولو مُنفَرِدا إِعادت ا مع جا عة‪ .‬فإِن أعادَ ها‬
‫ف ا ُلوْل‪( .‬وتَ صحّ) ال صّلة (على) ميّ تٍ‬ ‫وقَعَ تْ نَفْلً‪ .‬وقال بعضُهُم‪ :‬الِعادَةُ خِل ُ‬
‫سبُ إليها ُعرْفا‪،‬‬ ‫(غائ بٍ) عن بلدٍ‪ ،‬بأن يكو نَ اليّت بح ٍل بعيدٍ ع نِ البلدِ بيث ل يُنْ َ‬
‫أخذا من قولِ الزّركش يّ‪ :‬إن خارِ جَ ال سّورِ القري بِ من هُ كداخَل هُ‪( .‬ل) على غائ بٍ‬
‫عن ملِ سه (في ها) وإن كَبُرَت‪ .‬ن عم‪ ،‬لو تَع ّذرَ الضورُ ل ا بنحوِ حَبْ سٍ أو مَرَ ضٍ‪:‬‬
‫جازت حينئذٍ على الوْجَه (و) تَ صُحّ على حاضِرٍ (مَدفو نٍ) ولو بَ ْعدَ بلِئ هِ (غي نبّ)‬
‫صحّ على قبِ نب‪ ،‬لب الشيخي‪( .‬مِن أه ِل فَ ْرضِها وَق تَ َموْتِ هِ) فل تَ صُحّ مِن‬ ‫فل تَ ُ‬
‫ض يومئذٍ‪ ،‬كمن بَلَ غَ أو أفا قَ بعد الو تِ‪ ،‬ولو قبلَ الغُ سْلِ‪ ،‬كما اقتضَا هُ‬ ‫كافِرٍ وحائِ ٍ‬
‫ط الفَرْضُ) فيها (ِب َذكَرٍ) ولو صَبيا ميّزا‪ ،‬ولو مَع وجودِ بالغٍ‪،‬‬ ‫كل مُ الشيخي‪( .‬و سَ َق َ‬
‫وإن ل يفَظ الفاتةَ‪ ،‬ول غيها‪ ،‬بل وَق فٌ بِ َقدْرِها‪ ،‬ولو مَ عَ وُجودِ مَن يَحفَظها‪ ،‬ل‬
‫بأن ثى مع وجودِ هِ‪ .‬وتوزُ على جَنَائِزَ صَلةٌ واحدةٌ‪ ،‬فيَْنوِي ال صّلةَ عليهِم إجالً‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫وحَرُمَ تأخيُها عَ ِن الدّفنِ‪ ،‬بل يَسْ ُقطُ الفَرْضُ بالصّلةِ على القبِ‪( .‬وتْرُمُ صلةُ) على‬
‫صلّ على أ َحدٍ مِنهُم ما تَ أبدا}‪.‬‬
‫كافِرٍ‪ ،‬لُرمَةِ الدّعاءِ له بالغفرةِ‪ .‬قال تعال‪{ :‬وَل تُ َ‬
‫ومنهم أطفالُ الكُفار‪ ،‬سواء أَنَطقُوا بالشّهادتيِ أم ل فتحْرُمُ الصّلةُ عليهِم‪.‬‬

‫و (عَلى شهيدٍ) وهسو ِبوَزن ِس فَعيلٍ‪ ،‬بعنس مفعولٍ‪ ،‬لنّه َمشْهودٌ له بالنّةِ‪ ،‬أو فاعِلٍ‪،‬‬
‫ش َهدُ النّة قبلَ غيِهِ‪ .‬ويُطَْلقُ لفظُ الشّهيدِ على مَ ْن قَاتَلَ لِتَكونَ كَلمَ ُة ال‬ ‫لن رُو َحهُ ت ْ‬
‫حوِ َحمِيّةٍ‪َ ،‬ف ُهوَ شَهيدُ الدّنيا‪.‬‬ ‫هي العُليا‪َ ،‬ف ُهوَ َشهِيدُ الدّنيا والخِ َرةِ‪ .‬وعَلى مَ ْن قَاتَلَ لِن ْ‬
‫ُهس كاسسِتسْقاءٍ أو‬ ‫َنس قَتَلَه َبطْن ُ‬
‫ُونس أي م ْ‬ ‫وعلى مَقْتُولٍ ظُلما وغَرِيقسٍ‪ ،‬وحَرِيقسٍ‪ ،‬ومَبْط ٍ‬
‫إِ سهالٍ‪َ .‬فهُ مُ الشّهداء ف الخِ َر ِة فَ قط‪( .‬كَغ سِلهِ) أي الشه يد‪ ،‬ولو جُنُبا‪ ،‬ل نه ل‬
‫يغ سِ ْل قَتْلى أُحُد‪ .‬وَيحْرُ مُ إزالَة دَ مِ شَهيدٍ‪( .‬و هو مَن ما تَ ف قِتالِ كُفارٍ) أو كافِرٍ‬
‫وا ِحدٍ‪ ،‬قبلَ انقِضائِ هِ‪ ،‬وإ ْن قُتِلَ ُمدْبِرا (بِ سَبَبِهِ) أي القِتالُ‪ ،‬كأَن أَ صَابَهُ سِلحُ مُ سلمٍ‬
‫آ َخرَ خطأ‪ ،‬أو قَتََلهُ مُسْلمٌ اسْتعانُوا بهِ‪ ،‬أو تَردّى بِبِئْر حا َل قِتالٍ‪ ،‬أو ُجهِلَ ما مَاتَ بهِ‪،‬‬
‫وإن ل يكُن ب هِ أَثَرُ دَ مٍ (ل أس َي قُتِل صَبْرا) فإِنه لي سَ ِبشَهيدٍ على ال صَحّ‪ ،‬لن قَتْلَ هُ‬
‫لي سَ بُقاتَلةٍ‪ .‬ول مَن ما تَ بَعدَ انقِضائِ هِ‪ ،‬وقد بَق َي في هِ حَياةٌ مُ سْتِقرّةٌ‪ ،‬إن قُطِ عَ بوتِ هِ‬
‫بعد مَ نْ جُرْ حٍ ب هِ‪ .‬أما مَ نْ َح َركَتُه حَرَكةُ َمذْبُو حٍ عِندَ انقِضائِ ِه فَشَهيدٌ جَزْما‪ .‬والياةُ‬
‫الستَقِرّة ما َتوّزَ أن يَبْقى َيوْما أو َيوْمَيِ على ما قاله الّن َووِيّ والعمرانّ‪ .‬ول مَنْ َوقَعَ‬
‫ب ي كفارٍ فهرَ بَ من هم فقتلوه‪ ،‬لن ذل كَ لي سَ بقِتالٍ ك ما أف ت به شيخ نا ا بن زياد‬
‫رحه ال تعال‪ .‬ول َم ْن قَتَلَ ُه اغتيالٍ حَ ْربّ دخلَ بينَنا‪ .‬نعم‪ ،‬إن قتَلَ هُ عن مُقاتِلَةٍ كا نَ‬
‫سمْهُو ِديّ عن الاد مِ (وكُفّ نَ) نَدبا (شهيدٌ ف ثيابِ هِ) الت‬ ‫شهِيدا كما نقله السيّد ال ّ‬
‫ما تَ فيها‪ ،‬والَُل ّطخَةُ بالدّ مِ َأوْل‪ ،‬للتّبا عِ‪ ،‬ولو ل تَكْ ِف هِ بأن ل تستُرْ كل بدنِه تمَت‬
‫ّنس‬
‫ِسسهُ لضرورَةِ الربسِ‪ ،‬فَينَع وُجوبا‪( .‬ويُْندَب) أن يلق َ‬ ‫وُجوبا‪( ،‬ل) فس (حريرٍ) لَب َ‬
‫لبس مُسسْلمٍ‪" :‬لَقّنُوا‬ ‫مَْتضِرٌ ولو ميّزا على ا َلوْجَه الشّهادَةُ‪ :‬أي ل إله إل ال‪ ،‬فقسط ِ‬
‫َموْتاكُم أي مَ نْ حَضرَ هُ الو تُ ل إله إل ال" مع ال بِ ال صحيحِ‪" :‬مَن كا نَ آخِر‬

‫‪105‬‬
‫كلمِ هِ ل إل هَ إل ال‪ ،‬دخلَ النّة"‪ ،‬أي مع الفائز ين‪ .‬وإل فكلّ مُ سلم ولو فا سِقا‬
‫َيدْخل ها‪ ،‬ولو ب عد عذا بٍ‪ ،‬وإن طال‪ .‬وقولُ َجمْ عٌ‪ :‬يلقّ ن "ممدٌ ر سولُ ال" أيضا‪،‬‬
‫سمّى مسلما إل بما مَردودٌ بأنه مُ سْلمٌ‪ ،‬وإنا‬ ‫لن القَ صْدَ موتُ هُ على الِسلم‪ ،‬ول يُ َ‬
‫صدُ خَت مُ كل ِم هِ بل إله إل ال ليح صَل له ذلك الثوا بَ‪ .‬وُبحِ ثَ تلقينُ هُ الرفي قُ‬‫القَ ْ‬
‫العلى‪ ،‬لنّه آخِر ما تَكلمَ به رسولُ ال‪ ،‬مردودٌ بأن ذلك لسبب ل يوجد ف غيه‪،‬‬
‫وهو أن ال خيّ َر ُه فاختارَه‪.‬‬

‫وأما الكافِر فيلقّنُهما قطعا‪ ،‬مع لف ظِ أَ ْش َهدُ‪ِ ،‬لوُجُوبِ هِ أيضا على ما سيأت فيه إذ ل‬
‫صيُ مسلما إل بما‪ .‬وأن يَقف جاع ٌة بعدَ الدّفْ ِن عند القَبِ ساعةً َيسْأَلونَ لَ ُه التثبيتَ‬ ‫َي ِ‬
‫ويَستغفرون لَه‪ ،‬و (تلقيُ بال غٍ‪ ،‬ولو شهيدا) كما اقتضَا هُ إطْلقُهم خلفا لل ّزرْكش يّ‬
‫(ب عد) تا مِ (دف نٍ) فيق عد رج ٌل قُبالَةَ وَ ْجهِ هِ ويقول‪ " :‬يا عبدَ اللّ هِ اب نَ أمةِ ال‪ :‬ا ْذكُرْ‬
‫ال َع ْهدَ الذِي خَ َرجْ تَ علي هِ مِ نَ الدّنيَا‪ :‬شها َدةُ أ نْ ل إل هَ إل ال وحده ل شر يك له‪،‬‬
‫وأن ممدا رسول ال‪ ،‬وأن النّة َح قّ‪ ،‬وأن النار ح قّ‪ ،‬وأن البع ثَ ح قّ‪ ،‬وأن الساعَةَ‬
‫ك رَضي تَ باللّ ِه رَبّا‪ ،‬وبالِسلمِ‬ ‫آتيَ ٌة ل رَيْ بَ فيها‪ ،‬وأن ال يَبع ثُ مَ نْ ف القبورِ‪ ،‬وأّن َ‬
‫دِينا‪ ،‬وبحمدٍ نبيا‪ ،‬وبالقُرآنِ إماما‪ ،‬وبالكَعْبَ ِة قِبَلةً‪ ،‬وبالؤمني إخوانا‪ .‬رَب ال‪ ،‬ل إله‬
‫إل هو‪ ،‬عليه توكل تُ‪ ،‬وهو ربّ العر شِ العظيم"‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويُ سَنّ تِكرَار هُ ثلثا‪،‬‬
‫وا َلوْل لِلحاضرين الوُقو فُ‪ ،‬ولِلمُلقّ نِ القَعودُ‪ .‬ونداؤ هُ بالُمّ فيه أي إن عُ ِرفَت‪ ،‬وإل‬
‫فِبحَوّاءَ ل يناف دُعاءَ النا سِ َيوْ مَ القيامَةِ بآبائهم‪ ،‬لن كليهما َتوْقي فٌ‪ ،‬ل مالَ للرّأ يِ‬
‫ف يه‪ .‬والظاهِر أ نه يُبْدل العبدَ بالمَةِ ف الن ثى‪ ،‬ويؤَنْث الضّمائِرَ‪ .‬انت هى‪( .‬و) يُندَ بُ‬
‫(زيارة قبورٍ لر ُجلٍ) ل لنثى‪ ،‬فتُكْرَهُ لا‪ .‬نعم‪ ،‬يُسَنّ لا زيارَة قبِ النبّ‪ .‬قال بعضهم‪:‬‬
‫وكذا سائِ َر النبياءِ‪ ،‬والعُلماءِ‪ ،‬وا َلوْلياء‪ .‬ويُسَنّ كما نص عليه أن يقرأ من القرآن ما‬
‫تيَ سّر على القبِ‪ ،‬فيدعُو ل هُ مُ سْتَقْبِلً لِلقبلة‪( .‬و سَلمٌ) لزائرٍ على أهْلِ القَبةِ عُموما‪،‬‬
‫ث خُصوصا‪ ،‬فيقول‪ :‬السلمُ عليْكُم دار قومٍ مؤمني عند أوّلِ القبة‪ .‬ويقول عند قبِ‬

‫‪106‬‬
‫أبي هِ مثلً ‪ :‬ال سلمُ علي كَ يا والدي‪ .‬فإِن أرادَ القت صارَ على أحدِهِ ما أ تى بالثان ية‪،‬‬
‫لنه أخ صّ بقصودِهِ‪ ،‬وذل كَ ل بِ مُسلم‪" :‬أنه قال‪ :‬ال سّلمُ عليْكُم دارَ قو مٍ مؤمني‪،‬‬
‫بتلكس البقعةِ‪ ،‬أو‬
‫ّفنس َ‬ ‫ّهس بِكُم لحِقون"‪ .‬والسستثناءُ للتَّبرّكسِ‪ ،‬أو للد ِ‬
‫وإنّا إن شاء الل ُ‬
‫للموتِ على الِسلمِ‪.‬‬

‫ب الق ِب وفِتْنَتِ هِ}‪.‬‬


‫[فائدة]‪َ :‬ورَدَ أن {مَ نْ ما تَ يو مَ المعةِ أو ليلَتها أمِ نَ مِ ْن عذا ِ‬
‫وورد أيضا‪" :‬مَ نْ قرَأ قُلْ ُهوْ اللّ هُ أحَد‪ ،‬ف مرض موتِ هِ مائةَ مرّة‪ ،‬ل يُفَْت نْ ف قَبْرِ هِ‪،‬‬
‫وأمِنَ مِ ْن ضَغْطَ ِة القبِ‪ ،‬وجَا َوزَ الصّراطِ على أكُفّ اللئِكَةِ"‪ .‬وورد أيضا‪" :‬مَنْ قال‪:‬‬
‫ل إل هَ إلّ أن تَ سُبْحانَكَ إ ن كن تُ مِ نَ الظّال ي أربع ي مرة ف مَرضِ ِه فما تَ ف يه‪،‬‬
‫أُعطِ يَ أج َر شهيدٍ‪ ،‬وإن َبرِىءَ بَرِىءَ مَغْفُورا له"‪ .‬غ فر ال ل نا‪ ،‬وأعاذَ نا مِ نْ عَذا بِ‬
‫القبْ ِر وفِتْنَتِهِ‪.‬‬

‫باب الزكاة‬

‫هي لُغةً‪ :‬التّ ْطهِيُ والنماءُ‪ .‬و َشرْعا‪ :‬اسمٌ لا يَخرُ جُ َع نْ مالٍ‪ ،‬أو َبدَ نٍ‪ ،‬على الوَجْ ِه‬
‫صدَق ِة الفِطْرِ‪َ .‬ووَجَبَ تْ ف‬
‫ت زَكاةُ الالِ ف ال سّنَةِ الثانيةِ ِم َن الِجْرَةِ بعدَ َ‬‫الت‪ .‬وفُ ِرضَ ْ‬
‫ثانيةِ أَصنافٍ ِم نَ الالِ‪ :‬النّقْدَيْ نِ‪ ،‬والنعام‪ ،‬والقُوت‪ ،‬والتمر‪ ،‬والعِنب لِثمانيةِ أصنافٍ‬
‫مِ نَ الناس‪ .‬ويَكْفُرُ جَا ِحدُ وُجُوب ا‪ ،‬ويقاتلُ المْتَنِ عُ عَ نْ أدائِ ها‪ ،‬وتُؤ َخذُ مِ نه وإ نْ لْ‬
‫يُقاتِل قَهرا (تِ بُ عَلى) كلّ (مُ سْلمٍ) ولو غيَ مكلّ فٍ‪ ،‬فعَلى الوَلّ إخْراجُ ها ِم نْ‬
‫مالِ هِ‪ .‬وخَرَ جَ بال سلمِ الكافِرُ ال صْليّ‪ ،‬فل يلْزَمُه إخراجُ ها‪ ،‬ولو بعدَ الِ سلم (حُرّ)‬
‫ُعفس مُلكسه‪ ،‬ول تَلْزَم‬‫َقيقس لعدم مُلكِهسِ‪ ،‬وكذا الكاتسب ِلض ِ‬ ‫تبس على ر ٍ‬ ‫مُعيّن‪ ،‬فل ُ‬
‫سيّده‪ ،‬ل نه غ ي مالِ كٍ ف (ذه بٍ) ولو غيَ َمضْرو بٍ‪ ،‬خلفا ل ن زَعُ مَ اخت صاصها‬
‫بالضرو بِ (َبلَغسَ) َق ْدرَ خالِ صِهِ (عشرينَس مثقالً) بوز نِ مَ ّكةَ تديدا‪ .‬فلو نَقَ صَ فس‬
‫ميزا نٍ وتّ ف آ خر فل زكاةَ‪ ،‬لِلشّ ك‪ .‬والثقالُ‪ :‬اثنا نِ و سبعونَ حبّةَ شَعيٍ متو سّطة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫سُعانِ‬ ‫قال الشيسخ زكريسا‪ :‬وَوزنُس نِصسابِ الذهب ِس بالشرَفّ‪ :‬خَمسسةٌ وعشرون وسُب‬
‫سعٍ‪ .‬وقال تلميذه شيخ نا والرادُ بالشرفّ‪ :‬القايِتْباي يّ‪( .‬و) ف (فضةٍ بلغ تْ مائ ت‬ ‫وتُ ُ‬
‫درهم) بوزن مكة‪ :‬وهو خسون حبّة و ُخمُسا حَبّةٍ‪ .‬فال َعشَرة دراهم‪ :‬سَبْعة مثاقيل‬
‫ول َوقَ صَ فيه ما كالعشرات‪ ،‬فيجب ف العشر ين‪ ،‬والائتي‪ ،‬وفيما زاد على ذلك‪،‬‬
‫ولو ببعض حبة‪( :‬رُبْ عُ ُعشْرٍ) للزكاة‪ ،‬ول يُكْمل أحدُ النقدَيْ نِ بالخَر‪ ،‬ويُكْمل كل‬
‫نو عٍ من جن سٍ بآ خر م نه‪ .‬ويزىء جَّيدٍ‪ ،‬و صحيح عن رديءٍ ومُكَ سّر‪ ،‬بل هو‬
‫أف ضل‪ ،‬ل عك سهما‪ .‬وخر جَ بالال صِ الغشو شُ‪ ،‬فل زكا َة ف يه ح ت يبلُ غَ خالِ صُهُ‬
‫نِ صابا‪( .‬ك) ما ي بُ رُبْ عُ ُعشْرِ قيم ِة العَرْ ضِ ف (مالِ تارةٍ) بلغ النّ صابَ ف آخرِ‬
‫لوْلِ إل الصلِ ف‬ ‫لوْلِ‪ ،‬وإن مَلِكَه بدون نِصابٍ‪ .‬وُيضَ مّ الرب حُ الاصلُ ف أثناءِ ا َ‬ ‫اَ‬
‫لوْلِ إن ل يَنِ ضّ‪ ،‬أما إذا نَ ضّ بأن صار ذهبا أو ِفضّة وأمْ سَكَهُ إل آخِرِ الول فل‬ ‫اَ‬
‫ُيضَ مّ إل الصلِ‪ ،‬بل ُي َزكّي الصلَ بَ ْولِ هِ‪ ،‬ويُفْرِدُ الرّب حَ بَوْلٍ ويصي عر ضَ التجارة‬
‫للقَنيَةِ بنيت ها‪ ،‬فينقَطِ عُ الوْلُ بجرّدِ ن ية القِنيَة‪ ،‬ل عك سه‪ .‬ول يُكَفّر مُنْكِرُ وجو بِ‬
‫زكا ِة التجارةِ للخلف فيه‪( .‬وشُرِطَ) لوجوبِ الزكاة ف الذهب والفضةِ‪ ،‬ل التجارَة‬
‫لوْلِ) بأن ل يَنْقُصَ الالُ عنه ف جزءٍ من أجزاء الول‪ .‬أما‬ ‫(تام نِصابٍ) لما (كل ا َ‬
‫ط فيها تامُه‪ ،‬إلّ آخره‪ ،‬لنه حالة وجوب‪( .‬وينقطِ عُ) الولُ‬ ‫زكاة التجارة فل ُيشْتَرَ ُ‬
‫(بتخلّل زوال مُل كٍ) أثناءه بعاوضَةٍ أو غي ها‪ .‬ن عم‪ ،‬لو مََل كَ نِ صابا ث أقْ َرضَ هُ آ خر‬
‫ج الزكاةَ آخِرَ ال ْولِ‪،‬‬ ‫لوْلُ‪ .‬فإِن كان مَليّا أو عادَ إليه أخرَ َ‬ ‫بعد سِتّة أشهر ل ينقطِع ا َ‬
‫لن ا ُللْ كَ ل يَ َزلْ بالكلية‪ ،‬لِثُبو تِ َب َدلِ هِ ف ذمّةِ القتر ضِ‪َ ( .‬وكُرِ هَ) أن يزيلَ مُلْ َك هُ ببيعٍ‬
‫أو مبادلةٍ عما تِ بُ فيه الزكاةُ (لِيلةٍ) بأن يَقْ صِدَ به َدفَع وجوب الزّكاةِ‪ ،‬لنه فِرارٌ‬
‫مِ َن القُرْبَةِ‪ .‬وف الوجيز‪َ :‬يحْرُ مُ‪ .‬وزادَ ف الحياءِ‪ :‬ول يبىء الذمّة باطنا‪ ،‬وأ نّ هذا‬
‫من الفِقِه الضّارّ‪ .‬وقال ا بن ال صّلحِ‪ :‬يأثَ مُ بقَ صدِهِ‪ ،‬ل بِفعِْل هِ‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬أ ما لو‬
‫َقصَدَهُ ل ليلةٍ‪ ،‬بل لاجةٍ‪ ،‬أو لا وللفَرارِ‪ ،‬فل كراهة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫[تنبيه]‪ :‬ل زكاةَ على صَيْ َرفّ بادَ َل ولو للتجارة ف أثناءِ الَول با ف يدِهِ من النق ِد‬
‫غيَهُ من جِنْسِهِ أو غيَه‪ .‬وكذا ل زكاةَ على وارِثٍ ماتَ مُورِثُهُ عَنْ عروضِ التجارَةِ‬
‫حت يت صّرف فيها بِنيتِها‪ ،‬فحينئذ يستأنفُ َح ْولَها‪( .‬ول زكاةَ ف حُل يّ مُبا حٍ‪ ،‬ولو)‬
‫اتذَ هُ الرجلُ بل ق صدِ لبْ سٍ أو غيِه‪ ،‬أو اتذَ هُ (لِجارَةٍ)‪ ،‬أو إعارةٍ لمرأة‪( ،‬إل) إذا‬
‫اتذَهُ (بنية كَنْزٍ) فتجبُ الزكاةُ فيهِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يوزُ للرجلِ تَتمٌ باتِ فِضة‪ ،‬بل يُسَنّ ف خُنْصُرِ يينِهِ أو يَسارِهِ‪ ،‬للتّباع‪.‬‬
‫صوّبَ الذْرع يّ ما اقتضا هُ كل مُ اب نُ الرّفعةِ من وجو بِ‬ ‫ولِبْ سُهُ ف اليمي أفضَل‪ .‬و َ‬
‫نَقْ صِهِ عن مثقالٍ للنّ هي عن اتاذِ هِ مِثْقالً‪ ،‬و سَندُه حَ سَنٌ‪ ،‬ل كن ضَعّفَه النوو يّ‪.‬‬
‫فالوْجَه أنه ل يضبَ طَ بثقالٍ بل با ل يُ َعدّ إسرافا عُرفا‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وعليه‪ ،‬فالعبةُ‬
‫لمْعٍ‪ ،‬حيثُ ل يُ َعدّ إسرافا‪.‬‬ ‫بعُرْفِ أمثال اللبِسِ‪ .‬ول يوزُ تعدّدُه‪ ،‬خِلفا َ‬

‫شدّ باس الوسسط‬ ‫ف ورُمحسٍ‪ ،‬وتُرْسسٍ‪ ،‬ومِنْطَقَةٍ وهسي مسا ُي َ‬


‫س ٍ‬ ‫وتْليَتُه آلَةَ حَرْبسٍ‪ ،‬كس َيْ‬
‫سسرَفٍ‪ ،‬لن ذلك إرهابا‬ ‫الربس دون سسكي الِهَنةِ والِقْلمَةُ‪ :‬بفِضّة‪ ،‬بل َ‬ ‫ِ‬ ‫وسسِكيُ‬
‫للكُفارِ‪ ،‬ل بذَه بٍ‪ ،‬لزيادَ ِة الِ سرافِ والُيَلءِ‪ .‬وال بُ ال بيحُ لَ ُه ضعّفَ هُ اب ُن القَطّان‪،‬‬
‫صحَفا‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬أي ما ف يه قرآن‪ ،‬ولو للتّبَرّ كِ‪،‬‬ ‫وإن حَ سَّنهُ التّرمذيّ‪ .‬وتْليَتُ هُ مُ ْ‬
‫كغِلفِ هِ بِ ِفضّة‪ .‬وللمرأة تليَتُ هُ بذَهَ بٍ إكراما فيهما‪ .‬وكَتْبُ هُ بالذّهب حَ سَنٌ‪ .‬ولو مِ نْ‬
‫رَجُلٍ‪ ،‬ل تلَي ُة كتا بٍ غيه‪ ،‬ولو بفضةٍ‪ .‬والتمو يه حرا مٌ قَطعا مُطلقا‪ .‬ث إن حَ صَلَ‬
‫منه شيء بالعَرْ ضِ على النّار حَرُمَت استِدامَتُه‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وإن اتّصل بالَبدَ نِ‪ ،‬خلفا‬
‫لمع‪.‬‬

‫ويلّ الذهب والفضة بل سَرَف لمرأة‪ ،‬وصبّ إجاعا ف نو ال سّوار‪ ،‬واللخالِ‪،‬‬


‫والنّعلِ‪ ،‬وال ّطوْق‪ .‬وعلى ال صحّ ف الن سوجِ ب ما‪ .‬ويلّ ل ّن التّا جُ وإن ل يعَتدْنَه‬
‫وقِلدَ ٍة فيها دَنانيُ مُعَرّاة قطعا‪ ،‬وكذا مَثْقوبة‪ ،‬ول تِبُ الزكاةُ فيها‪ .‬أما مع السَرَفِ‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫فل يلّ ش يء من ذلك‪ ،‬كخلخال وز نُ ممو عِ فردَتيْه مائ تا مِثقال‪ ،‬فتجِ بُ الزكا ُة‬
‫فيه‪( .‬و) ت بُ على من مرّ (ف قُو تٍ) اختيار يّ من حبوب (كَُبرَ)‪ ،‬وشعيٍ‪( ،‬وأ ُرزّ)‪،‬‬
‫و ُذرّةٍ‪ ،‬وحِ مص‪ ،‬ودُخْن‪ ،‬وباقِلءُ‪ ،‬ودق سة‪( .‬و) ف (ترٍ وعِنَ بٍ) من ثار (بلغ) قدر‬
‫كل منهما (خسة أو ُسقٍ) وهي بالكيل‪ :‬ثلثمائة صاع‪ .‬والصّاعُ‪ :‬أربعةُ أمدادٍ‪ .‬والدّ‪:‬‬
‫رَطلٌ وثُلُث (مُنقى) من تِبٍ) وقِشرٍ ل يؤكل معه غالبا‪ .‬واعلمْ أن ال ُرزّ ما ُيدّخَر ف‬
‫ب فيه إن بلغ عشرةَ أو سُقٍ (عشر) للزكاة‪( .‬إن سُقيَ بل‬ ‫قش ِر ِه ول يؤكل معه‪ ،‬فتج ُ‬
‫ف العُشْرِ‪ .‬وسَبَب‬ ‫ُمؤْنَةٍ) كمطَرٍ‪( ،‬وإل) أي وإن سُقيَ بؤْنَة كنضْحٍ (فنِصفُه) أي نص ُ‬
‫التفر قة‪ :‬ثِقَلُ الؤ نة ف هذا‪ ،‬وخِفّت ها ف الوّل‪ ،‬سَواءٌ أ ُزرِ عَ ذلك ق صدا‪ ،‬أم نَبَ تَ‬
‫اتفاقا كما ف الجموع حاكيا فيه التّفاق‪ ،‬وبه يُعْلم ضِع فُ قو ِل الشيخ زكريا ف‬
‫تريرِه تبعا لصله‪ُ :‬يشُتَر طُ لوجوبِها أن يزرَعَ هُ مالِكه أو نائِبُه‪ ،‬فل زكاة فيما انزرَ عَ‬
‫بنف سِهِ‪ ،‬أو َزرَعَه غيُه بغي أذِن هِ‪ .‬ول ُيضَ مّ جِنْ سٌ إل آخَر لتكميلِ النصابِ‪ ،‬بلف‬
‫ضمّان إن َوقَعَ حصادِها ف عام‪.‬‬ ‫أنواع النسِ‪ ،‬فُتضَم‪ .‬و َزرْعا العام ُي َ‬

‫[فرع]‪ :‬ل ت بُ الزكاةُ ف مالِ بي تِ الالِ‪ ،‬ول ف رَيْ عٍ موقو فٍ من نلٍ أو أر ٍ‬


‫ض‬
‫على جهةٍ عا مة كالفقراء والفقهاء وال ساجد لعدم تَعيّ ن الالِك‪ .‬وت بُ ف موقو فٍ‬
‫ضهُم ف‬
‫على معيّن واحدٍ‪ ،‬أو جاعَةٍ معيّنة كأولدِ زيد‪َ ،‬ذكَرَهُ ف الجموعِ‪ .‬وأفت بع ُ‬
‫إمامس السسجدِ أو الدرّس بأنسه يلزمسه زكاتُه كالعيّنس‪ .‬قال شيخنسا‪:‬‬
‫موقوفس على ِ‬
‫ٍ‬
‫والوجَهُ خلفه‪ ،‬لن القصودَ بذلك‪ :‬الهةَ‪ :‬دون شخصٍ مُعّيٍ‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬قال اللل البلقينّ ف حاشيةِ الرّوضَةِ‪ ،‬تبعا للمجموع‪ :‬إن غُلّة الر ِ‬
‫ض‬
‫الملوكةِ أو الوقوفةِ على مُعَيّن‪ ،‬إن كان البَذرُ مسن مالِ مالِكِهسا أو الوقوفِس عليسه‪:‬‬
‫فتج بُ عل يه الزكا ُة في ما أخ َرجَتْ هُ الر ضُ‪ .‬فإن كان الَبذْرُ من مالِ العاملِ و َج ّوزْ نا‬
‫ب الر ضِ‪ ،‬لن الا صِلَ‬ ‫الخابَرةَ‪ ،‬فتج بُ الزكاةُ على العامِلِ‪ ،‬ول ش يء على صا ِح ِ‬

‫‪110‬‬
‫لَه أجْرَةُ أرضِه‪ .‬وحيثُ كان البَذرُ مِن صاحِب الرضِ‪ ،‬وأعطِيَ منهُ شيءٌ للعاملِ‪ ،‬ل‬
‫شيءَ على العاملِ‪ ،‬لنه أجْ َرةَ عملِه‪ .‬اه‪.‬‬

‫وتب ُس الزكاة لنباتِس الرضِس السستأجرَةُ مسع أجْرَتِهسا على الزارِع‪ .‬و ُمؤْنَةُ الَصسا ِد‬
‫والدّياس على الالك‪( .‬و) ت بُ على من مرّ لِلزّكاة ( ف كلّ خ س إبلٍ شاةٌ) َجذِعَةُ‬
‫سَة‪ ،‬أو ثنيسة معزٍ لاس سنتان‪ ،‬ويزىء الذّكسر‪ ،‬وإن كانت ْسإِبله إناثا‪ ،‬ل‬ ‫ضَأْنٍس لاس سَن‬
‫خسس وعشرينسَ) منهسا‪ .‬ففسي عشسر شاتان‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الريضس إن كانست إبله صسِحاحا (إل‬
‫َ‬
‫وخ سةَ ع شر ثل ثٌ‪ ،‬وعشر ين إل ال مس والعشر ين أرب عٌ‪ ،‬فإِذا كَمُلَ تْ الم سَ‬
‫ت ماضٍ) لا سَنة‪ ،‬هي واجِبُها إل ِستّ وثلثي‪ُ .‬سمّيَت بذلك لن‬ ‫والعشرون (فبن ُ‬
‫أمّها آن لا أن تصيَ مِن الخاضِ أي الوامِل‪( .‬وف ستّ وثلثي) إل ست وأربعي‬
‫ت لبونٍ) لا سنتان‪ُ .‬سمّيَت بذلك لن لا أمها آن لا أن تَضع ثانيا‪ ،‬وتصيَ ذات‬ ‫(بن ٌ‬
‫لبٍ‪( .‬و) ف ( ست وأربع ي) إل إِحدى و ستي‪( :‬حِقّةٌ) ل ا ثلث سني‪ ،‬و سيت‬
‫حمَلَ عليهسا‪ ،‬أو أن َيطْ ُرقَهسا الفحلُ‪( .‬و) فس‬ ‫بذلك لناس اسستحَقّت أن تُركبسَ‪ ،‬وُي ْ‬
‫ع مقدّمُ أسنانا‪ ،‬أي‬ ‫جذَ ُ‬
‫(إحدى وستي‪َ :‬جذِعَة) لا أربع سني‪ُ .‬سمّيَت بذلك لنا ُي ْ‬
‫يسقط‪( .‬و) ف (ست وسبعي‪ :‬بِنْتا لَبو نٍ‪ .‬و) ف (إحدى وتسعي‪ :‬حِقّتان‪ .‬و) ف‬
‫ت لبو نٍ‪ .‬ث) الواجِ بُ (ف كل أربعي بن تٌ لبون‪.‬‬ ‫(مائة وإحدى وعشرين ثل ثُ بنا ٍ‬
‫و) ف كل (خسي حِقّة‪ .‬و) ي بُ (ف ثلثي بَقَرةٌ إل أربعي تبيعٌ) له سنة‪ُ ،‬سمّيَ‬
‫بذلك ل نه يت بع أمّه‪( .‬و) ف (أربع ي) إل ستي‪( :‬مُ سِنّةٌ) ل ا سنتان‪ ،‬سيت بذلك‬
‫لتكامُلِ أسنانا‪( .‬و) ف (ستي‪ :‬تَبيعانِ‪ ،‬ث ف كل ثلثي‪ :‬تبيعٌ‪ .‬و) ف كل (أربيعن‪:‬‬
‫مُ سِنّةٌ‪ .‬و) ي بُ ( ف أربع ي غنما) إل مائة وإحدى وعشر ين‪( :‬شاةٌ‪ .‬و) ف (مائة‬
‫وإحدى وعشر ين) إل مائت ي وواحدة (شاتان‪ .‬و) ف (مائت ي وواحدة) إل ثلثمائة‬
‫(ثلث) من الشياه‪( .‬و) ف (أربعمائة‪ :‬أرب عٌ) من ها‪ ( ،‬ث ف كل مائة‪ :‬شاةٌ) َجذِعَةٌ‬
‫ضَأْ نٍ ل ا سَنة‪ ،‬أو ثَن ية معز ل ا سنتان‪ .‬و ما ب ي النّ صَابيْنِ يُسمّى َوقْ صا‪ .‬ول ُيؤْ َخذُ‬

‫‪111‬‬
‫خيارٌ كحاملٍ ومُ سَمّنةٍ لل كل‪ .‬ورُ ب و هي حَديث ُة العهدِ بالنّتا جِ بأن ي ضي ل ا من‬
‫ولدَتا نصفُ شهرٍ إل برضا مالك‪.‬‬

‫(وتبُ الفطرةُ) أي زكاةُ الفطرِ‪ .‬سيت بذلك لن وجوبا به‪ .‬وفُرِضَت كرمضان‬
‫ط كما ف الروضَة قال وكيعُ‪:‬‬ ‫ف ثان سِن الِجرةِ‪ .‬وقولُ ابن اللبان بعدمِ وجوبِها غل ٌ‬
‫ص ال صّومِ‪ ،‬ك ما َيجْبُر‬ ‫زكاةُ الفطرِ لشهرِ رمضان ك سجدةِ ال سّهو لل صلةِ تبُرُ نق َ‬
‫ص ال صّل ِة ويؤّيدُ هُ ما صَحّ أنا "طُه َرةٌ للصاِئمِ مِ نَ اللّ ْغوِ والرّف ثِ"‪( .‬على‬
‫السجودُ نق َ‬
‫حُرَ) فل تلزَ مُ على رقي قٍ عن نف سِهِ‪ ،‬بل تلزَم سيّده ع نه‪ ،‬ول عن زوجَتِ هِ‪ ،‬بل إن‬
‫ب لضعفِ مُل ِكهِ‪ ،‬ومن‬ ‫كانتْ أمَة فعلى سَيّدها‪ ،‬وإل فَعَليْها كما يأت‪ .‬ول على مُكاتَ ٍ‬
‫ث ل تلزمُ هُ زكاةُ مالِ هِ ول نفقَةُ أقاربِ هِ‪ ،‬ول ستقلله ل تلزَ مْ سيدَه ع نه‪( ،‬بغروب)‬
‫ش سِ (ليلِة فطرٍ) من رمضان‪ ،‬أي بإِدرا كِ آ خر جزء م نه وأوّل جزء من شوّال‪ .‬فل‬
‫ت بُ ب ا َحدَ ثَ ب عد الغرو بِ من وَلدٍ‪ ،‬ونِكا حٍ‪ ،‬ومُلْ كِ قِ نّ‪ ،‬و ِغنً‪ ،‬وإ سلم‪ .‬ول‬
‫تسقُطُ با يدُ ثُ بعده من َموْ تٍ‪ ،‬وعَتْ قٍ‪ ،‬وطلق‪ ،‬ومُزيل مُل كٍ‪ .‬ووق تُ أدائِها من‬
‫يومس الفِطْرِ‪ .‬فيلزم الرّ الذكور أن يؤدّيهسا قبسل‬ ‫شسس ِ‬ ‫غروبس ِ‬‫ِ‬ ‫الوجوبس إل‬
‫ِ‬ ‫وقتس‬
‫ِ‬
‫غروب شسِه‪( ،‬عمن) أي عن كل مسلمٍ (تلزمهُ نفقتُه) بزوجِيّة‪ ،‬أو مُ ْلكٍ‪ ،‬أو قرابة‪،‬‬
‫ح ي الغروب‪( .‬ولو رَجْعِيّةً) أو حاملً بائنا‪ ،‬ولو أ َمةً‪ ،‬فيلزم فطرت ما كنفقته ما‪ .‬ول‬
‫تب عن زوجَةٍ ناشِ َزةٍ‪ ،‬لسقوطِ نفقِتها عنهُ‪ ،‬بل تبُ عليها إن كانت غنية‪ .‬ول عن‬
‫حرّةٍ غنيّةٍ غيَ ناشز ٍة تتس مُعْسَسرٍ‪ ،‬فل تلزم عليهِس لنتفاءِ يسسارِهِ‪ ،‬ول عليْهسا لكمالِ‬
‫تسليمِها نف سِها له‪ .‬ول عن َوَلدٍ صغيٍ غنّ‪ ،‬فتج بُ من مالِه‪ ،‬فإِن أخرَ جَ ال بُ عنه‬
‫من مالِهِ جازَ‪ ،‬ورجَعَ إن نوى الرجوعَ‪ .‬وفِطر ُة ولدِ الزّنا على أمّه‪ .‬ول عن وَلدٍ كبيٍ‬
‫س كافرٍ‪ ،‬ول عسن مُرَْتدّ‪ ،‬إل أن عاد‬ ‫س الفطرةُ عسن قِن َ‬ ‫سبٍ‪ .‬ول تب ُ‬ ‫قادرٍ على كَس ْ‬
‫للِسلم‪ .‬وتلزم على الزوج فطرةُ خادمِة الزوجة‪ ،‬إن كانت أمَتَه‪ ،‬أو أمَتَها وأ ْخدَمَها‬
‫صحِبَتْها‪ ،‬ولو بأذِن هِ‪ ،‬على العتمِدِ‪ .‬وعلى ال سّيدِ فطرةُ أمَتِ هِ‬ ‫إيا ها‪ ،‬ل ُمؤَجّرةٌ‪ ،‬ومَ نْ َ‬

‫‪112‬‬
‫الزوّجَة لُعْسرٍ‪ ،‬وعلى الرّة الغنيّة الزوّجة لعبدٍ ل عليه ولو غنيا‪ .‬قال ف البحر‪ :‬ولو‬
‫غا بَ الزو جُ‪ ،‬فللزوج ِة اقترا ضُ نَفَقَتِ ها للضّرورة‪ ،‬ل فِطرت ا‪ ،‬ل نه الطال بَ‪ ،‬وكذا‬
‫ت موّن) له‬ ‫بَ ْعضُه الحتاج‪ .‬وتب الفطرةُ على من مرّ‪ ،‬عمن ُذكِر (إن َفضُلَ عن قو ٍ‬
‫تلزم هُ مؤنتةٌ من نف سِهِ وغيِ هِ (يوم عيدٍ وليلِته) وعن مَلبَ سٍ‪ ،‬ومسكَنٍ‪ ،‬وخادَ مٍ يتا جُ‬
‫إليه ما هو أو موّنَه‪( .‬و عن دَيْن) على العت مد‪ ،‬خلفا للمجموع ولو ُمؤَجلً‪ ،‬وإن‬
‫رَضِيَ صاحِبُه بالتأخي‪( .‬ما ي ِرجَ ُه فيها) أي الفطرةُ‪( .‬وهي) أي زكا ُة الفِطرِ (صاعٌ)‬
‫و هو أربعةُ أمدادٍ‪ ،‬والدّ‪ ،‬رَطلٌ‪ ،‬وثُلُ ثٍ وقدّرَ هُ جاعةٌ بُفْنَةٍ بِكفيْ نِ مُعْتَدِليْن عن كل‬
‫واحدٍ (من غال بِ قو تِ َبَلدِ هِ) أي بََلدَ الؤدّى عنه‪ .‬فل تزىء من غيِ غال بِ قوتِ هِ‪،‬‬
‫ف النفو سِ لذلك‪ .‬ومن ث وج بَ صرفُها لفقراءِ بلده‬ ‫أو قو تِ ُمؤَدَ‪ ،‬أو بلدِ هِ‪ ،‬لتشوّ ِ‬
‫مؤدّى عنه‪ .‬فإن ل يُعْرَف كآبقٍ ففيهِ آراءٌ‪ :‬منها‪ :‬إخراجُها حالً‪ .‬ومنها‪ :‬أنا ل تب‬
‫إل إذا عاد‪ .‬وف قولٍ‪ :‬ل شيء‪.‬‬

‫سوّسٌ ومَبلولٌ أي إل إن جَف سّ وعاد‬ ‫[فرع]‪ :‬ل تزى ُء قيم ٌة ول مُعيب سٌ ومُس َ‬
‫لِصسسَلحيّة الدّخارِ والقْتيات‪ ،‬ول اعتبار لقتياتِهِسسم البلولَ إل أن فَقَدوا غيَه‪،‬‬
‫ُمس تأ ِخيُهسا عسن يومِهسِ) أي العبدِ بل عذر‪ ،‬كغَيْبَةِ مالٍ أو مُسسْتحِقّ‪.‬‬
‫فيجوز‪( .‬وحَر َ‬
‫ويبُ القضا ُء فورا لعِصيانِهِ‪.‬‬

‫ويوزُ تعجِيل ها من أوّل رمضان‪ ،‬ويُ سَنّ أن ل تؤخّ ر عن ال صلةِ العيدِ‪ ،‬بل يُكْرَه‬
‫شمْسُ‪.‬‬ ‫سنّ تأخيُها لنتظار نو قريبٍ أو جارٍ ما ل تَغْرُب ال ّ‬
‫ذلك‪ .‬نعم‪ُ ،‬ي َ‬

‫(فصل)‪ :‬ف أداء الزكاة (َيجِ بُ أداءُها) أي الزكاةُ‪ ،‬وإن كا نَ علي هِ دَْي نٌ مستغر ٌ‬
‫ق‬
‫ب الزكاةِ ف ال ْظهَرِ (فورا) ولو ف ما ِل صبّ‬ ‫حالّ ل أو لدميّ‪ ،‬فل ينعُ الدّينُ وجو َ‬
‫ضمِنَ‪ ،‬إن تَلَفَ‬
‫ومنون‪ ،‬حاجة الستحقي إليها (بتمَكّنٍ) مِن الدَاءِ‪ .‬فإِن أخّر أَثِمَ‪ ،‬و َ‬
‫بعده‪ .‬نعسم‪ ،‬إن أخّرس لنتظارِ قريبسٍ‪ ،‬أو جارٍ‪ ،‬أو أ ْحوَج‪ ،‬أو أصسْلح‪ ،‬ل يأثس‪ ،‬لكنّه‬

‫‪113‬‬
‫ضمَنْ هُ إن تَلَ فَ‪ ،‬كمن أتلَفَه‪ ،‬أو قَ صّرَ ف دف عِ مُتْلَ فٍ عنه‪ ،‬كأن َوضَعَ هُ ف َغيِ حِ ْرزِ ِه‬
‫َي ْ‬
‫لوْل‪ ،‬وقبل التمكّ نِ‪ .‬ويص ُل التمكّن (بضورِ مالٍ) غائ بٍ سائرٍ أو قارَ بحلِ‬ ‫بعد ا َ‬
‫ع سُرَ الو صولُ إلي هِ‪ ،‬فإِن ل يضَر ل يلزمْ هُ الداءُ من م ل آخَرَ‪ ،‬وإن َج ّوزْ نا نقلَ‬
‫الزّكاةِ (و) حضور (مسستحقيها) أي الزكاةِ‪ ،‬أو بعضهسم‪ ،‬فهسو مُتمَك ّن بالنسسبةِ‬
‫ضمِنَها‪ .‬ومع فرا غٍ من مُه مّ دينّ أو دنيو يّ كأكلٍ‪ ،‬وحّا مٍ‬ ‫ل صّتِهِ‪ ،‬حت لو تلفت َ‬
‫(وحُلولُ دينسٍ) مسن نقدٍ‪ ،‬أو عَرَضِس تارةٍ (مسع قَ ْدرَةٍ) على اسستيفائِه‪ ،‬بأن كان على‬
‫مَلىءٍ حاضِرٍ باذِلٍ‪ ،‬أو جا ِحدٍ عليهِ بيّنةٌ‪ ،‬أو يَعْلمْهُ القاضي‪ ،‬أو َقدِرَ هو على خلصِهِ‪،‬‬
‫فيج بُ إخرا جُ الزكاةِ ف الال‪ ،‬وإن ل يقَبضْ هُ‪ ،‬لن ُه قادرٌ على قبضِ هِ‪ .‬أ ما إذا تع ّذرَ‬
‫اسستيفاؤُهُ بإعسسارٍ‪ ،‬أو مُ ْطلٍ‪ ،‬أو غَيْبَةٍ‪ ،‬أو جُحودٍ ول بيّنسة‪ ،‬فكمغصسوب فل يلزمسه‬
‫الِخرا جُ إل إن قبضَ هُ‪ .‬وت بُ الزكاةُ ف مغ صوب وضالّ‪ ،‬ل كن ل يِ بُ دفْعُ ها إل‬
‫ب نقدٍ) وإن كان ف الذّمّة‪ ،‬أو ساِئمَة مُعَيّنة‬ ‫صدَقَها نِصا َ‬‫بعد تكّن بعودِهِ إليه‪( .‬ولو أ ْ‬
‫( َزكّتُه) وُجوبا‪ ،‬إذا تّ َح ْولٌ من الصداق‪ ،‬وإن ل تقبضْه ول وَطِئها‪ .‬لكن يُشتر طُ‬
‫إن كان النقدُ ف الذمّة إمكان قبضِهِ‪ ،‬بكونِهِ موسرا حاضرا‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬الظهر أ ّن الزكاةُ تتعلقُ بالالِ تعلّقَ شركةٍ‪ .‬وف قولٍ قديٍ اختارهُ الريّي ‪:‬‬
‫ك بق ْدرِ الواجبِ‪،‬‬ ‫لنا تتعلق بالذمّة‪ ،‬ل بالعَيْنِ‪ .‬فعلى الوّل أن الستحِقّ للزكاةِ شري ٌ‬
‫وذلك لنه لو امتنَ عَ من إخراجها أ َخذَها الِما مُ منه قَهرا‪ .‬كما يُقسم الالُ الشترَ كُ‬
‫سمَتِه‪ .‬ول يُفَرّقوا ف الشركةِ بي العَيْ ِن والدّيْ نِ‪،‬‬
‫قَهرا إذا امتنع بع ضُ الشركاءِ مِن قِ ْ‬
‫فل يوز لربّه أن َيدّعي مُلْ كَ جي ِع هِ‪ ،‬بل إنه يستحِ ّق قبضه‪ .‬ولو قال‪ :‬بعد َحوْلٍ إن‬
‫أبرأتن من صَداقِكِ فأن تِ طالِ قٌ‪ ،‬فأبْ َرأَتْ هُ منه ل َتطْلُق‪ ،‬لنه ل يبأْ من جيعه‪ ،‬بل ما‬
‫عدا قَدر الزكاة‪ ،‬فطريقها أن يعطِيَها ث تُْبرِئه‪ .‬ويب طل البي عُ‪ ،‬والره نُ ف قدرِ الزكاةِ‬
‫لوْل صسح ل فس قدرِ الزّكاة‬ ‫ِهس بعسد ا َ‬
‫فقسط‪ ،‬فإِن فعلَ أحدهاس بالنّصساب‪ ،‬أو ببعض ِ‬

‫‪114‬‬
‫كسائرِ الموالِ الشترَكة على الظهر‪ .‬نعم‪ ،‬يصح ف قدرُها ف ما ِل التجار ِة ل الِبةُ‬
‫ف قدرِها فيه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬تُ َقدّمُ الزّكا ُة ونوها من ترك ِة مديونٍ ضاقَتْ عن وفاءِ ما عليه من حقوقه‬
‫ق ال كالكَفارة‪ ،‬والجّ والنّذرِ والزّكاةِ‪ .‬كما إذا اجتمعتا على حيّ ل‬ ‫الدميّ وحقو ِ‬
‫حجَر عليهِ‪ .‬ولو اجتعت فيها حقوقُ الّل ِه فقط ُقدّمَت الزكاةُ إن تَعَلّقت بالعَيْنِ‪ ،‬بأن‬
‫ُي ْ‬
‫بَق َي النّ صابُ‪ ،‬وإل بأن تََل فَ ب عد الوجوب والتمكّن ا سَْتوَتْ مع غي ها‪ ،‬فيوزّع‬
‫عليها‪.‬‬

‫س (كهذا‬ ‫س له) أي أداء الزكاة‪ ،‬شرطان‪ .‬أحدهاس‪( :‬نيسة) بقلب‪ ،‬ل نُطق ٍ‬ ‫(وشُرِط َ‬
‫صدَقةً مَفْروضةً)‪ .‬أو هذا‬ ‫زكاةُ) مال‪ .‬ولو بدو نِ فر ضٍ‪ ،‬إذ ل تكو نُ إل فَرْضا (أو َ‬
‫ص ْدقِهِ بالكَفارة والنّذر‪ .‬ول يبُ‬ ‫زكاةُ مال الفروضَة‪ .‬ول يكفي‪ :‬هذا فرضُ مال‪ ،‬لِ ِ‬
‫تَعْييُ الالِ الخرَجِ عنه ف النيّة‪ .‬ولو عُيّن ل يَقَعْ عن غيِه‪ ،‬وإن بانَ الُعّينُ تالِفا‪ ،‬لنه‬
‫ل ينوِ ذلك الغي‪ .‬ومن ثّ لو َنوَى إن كا نَ تالِفا فَعَ نْ غيِ ِه فبا نَ تالِفا وقَ عَ عن غي هِ‪.‬‬
‫الزمس‬
‫َمس ِ‬ ‫صسدَقةٌ‪ ،‬لِعَد ِ‬
‫هذهس زكا ُة مال الغائب إن كان باقيا‪ ،‬أو َ‬ ‫بلف مسا لو قال‪ِ :‬‬
‫بِق صْ ِد الفَرْ ضِ‪ .‬وإذا قال فإِن كان تالِفا ف صَدقَةٌ‪ .‬فبا نَ تالِفا‪ ،‬وقَ عَ صَدقةً‪ ،‬أو باقيا‪،‬‬
‫وقَ عَ زكاةٌ‪ .‬ولو كا نَ علي هِ زكاةً وشَكّ ف إخراجِ ها‪ ،‬فأخر جَ شيئا وَنوَى‪ :‬إن كان‬
‫عليّ شيءٌ من الزّكا ِة فهذا عنه‪ ،‬وإل فَتَ َطوّ عٌ‪ .‬فإِن با نَ عليه زكاةٌ أجزأ هُ عنها‪ ،‬وإل‬
‫َهس ت َطوّعا كمسا أفتس بسه شيخنسا‪ .‬ول يزىء عسن الزّكاة قَطعا‪ ،‬إعطاءُ الالِ‬ ‫َعس ل ُ‬
‫وق َ‬
‫للمستحقي بل نيّة‪( .‬ل مقارنتها) أي النية (للدّفع) فل ُيشْتَرَ طُ ذلك‪( ،‬بل تكفي)‬
‫النيّة قب َل الداءِ إن وُ ِجدَت ْس (عنسد عَ ْزلِ) َقدْ ِر الزكاةِ عن ِس الالِ (أو إعطاءِ وكيلٍ) أو‬
‫إِما مٍ‪ ،‬والفضل لما أن ينويا أيضا عند التّفْرِقَة‪( ،‬أو) وُ ِجدَت (بعد أحدها) أي بعد‬
‫ُسسِر اقتِراناس بأدَاءِ كُلّ مُسسْتحِقَ‪ .‬ولو‬‫عَزْلِ قَ ْدرِ الزّكاة أو التّوكِيسل (وقبلَ التفرقةِ) لِع ْ‬
‫ص ّدقِه بذلك‪ ،‬أجزأه عن الزّكاة‪ .‬ولو‬ ‫قال لغيه‪ :‬تَ صدّقَ بذا‪ .‬ث َنوَى الزّكا َة ق بل تَ َ‬

‫‪115‬‬
‫قال ل خر‪ :‬اقب ضْ دَيْ ن مِن فل نٍ‪ ،‬و هو لك زكاة‪ ،‬ل يك فِ‪ ،‬ح ت يَْنوِي هو ب عد‬
‫قبضِ هِ‪ ،‬ث يأذَن ل هُ ف أ ْخذِها وأفت بَ ْعضُهم أ ّن التوكيلَ الطلَ قَ ف إخراجِها يستلزمُ‬
‫ج هُ أ نه ل بدّ من نيّة الالك‪ ،‬أو‬‫التوكيلَ ف نيّت ها‪ .‬قالَ شيخ نا‪ :‬وف يه نظرٌ‪ ،‬بل الُت َ‬
‫تفويض ها للوك يل‪ .‬وقال التوَل وغيُه‪ :‬يتعيّن نّيةُ الوكيلِ إذا وق عَ الفر ضُ بالِه‪ ،‬بأن‬
‫قال له موكلُه أ ّد زكات من مالِكَ‪ ،‬لينصرفَ فعلُه عنه‪ .‬وقوله له ذلك مُتضمّنٌ للِذنِ‬
‫له ف النيّة‪ .‬وقال القفال‪ :‬لو قال لغيه أقْ ِرضْن خسةً أؤَدّها عن زكات‪ ،‬ففعلَ‪ ،‬صحّ‪.‬‬
‫قال شيخنا‪ :‬وهو مبنّ على رأيه ِبجَوازِ اتادِ القابضِ والُقبّضِ‪.‬‬

‫(وجازَ ل كل) من الشريك ي (إخرا جُ زكاةِ) الالِ (الشترَ كِ بغيِ إذ نِ) الشري ِ‬
‫ك‬
‫ع فيه‪ .‬وتَكفي نيّة الدافِ عِ منهما‬‫(الخَرِ) كما قاله الرجان‪ ،‬وأقَرّه غيُه‪ ،‬لِذ نِ الشّر ِ‬
‫عن نيّة الخَر على الوْجَه‪( .‬و) جازَ (توكي ُل كافِرٍ‪ ،‬وصبّ ف إعطائِها العَيّ نِ) أي‬
‫إن عُيّ َن الدفُوع إلي هِ‪ ،‬ل مُطلقا‪ ،‬ول تفويض النيّة إليهما لعدَ مِ الهْليّة‪ .‬وجازَ توكيلُ‬
‫صبّ والجنو نِ‪ ،‬فإن صَ َرفَ‬ ‫غيها ف الِعطاء والنيّة معا‪ .‬وت بُ نيّة الول ف ما ِل ال ّ‬
‫ضمِنَها لتقصيِهِ‪ .‬ولو َدفَعَها الُ َزكّي للِمام بل نيّة ول إذنٍ منه له‬
‫ال َولّ الزكاةَ بل نيّة َ‬
‫في ها ل تزئ هُ نيّ ته‪ .‬ن عم‪ ،‬تزىءُ نيّةُ الِمام عندَ أخذِ ها قهرا من المتَنِ عِ‪ ،‬وإن ل ينوِ‬
‫صاحبُ الالِ‪( .‬جا َز للمالِ كِ) دون الوَلّ (تعجيلُ ها) أي الزكاة (ق بل) تا مِ ( َح ْولٍ)‪،‬‬
‫ل قبلَ تا مِ نِصابٍ ف غيِ التجارة‪ ،‬و (ل) تَعجيلها (لعامَيْن) ف ال صَحّ‪ .‬وله تعجيلُ‬
‫الفِط َرةِ من أول رمضان‪ .‬أما ف مالِ التجارة فيجزىء التعجيلُ‪ ،‬وإن ل يل كْ نِصابا‪.‬‬
‫وينوي عند التعجيل‪ :‬كهذه زكات العجّلة‪.‬‬

‫ِنس إن تَلَف بعسد‬


‫(وحَرُمسَ) تأخيُهسا أي الزكاة (بعسد تام الول والتملكسّ) وضَم َ‬
‫تكن‪ ،‬بضورِ الالِ والستحِقّ‪ ،‬أو أتلفَ ُه بعدَ َح ْولِ ولو قبل التم كن‪ .‬ك ما مرّ بيا نه‪.‬‬
‫ف الثمانيةِ‬
‫(و) ثانيهما‪( :‬إعطاؤها لستحقيها) أي الزّكاة‪ .‬يعن من وُ ِجدَ مِ نَ الصنا ِ‬

‫‪116‬‬
‫الذكورةِ ف آية‪{ :‬إِنا ال صّدقَاتُ للفقراءِ وال سَاكي والعامِلي عَليها وا ُل َؤلّفَةِ قلوبِهم‬
‫وف الرّقابِ والغارميِ وف سبيلِ اللّهِ‪ ،‬واب ِن السّبيلِ}‪.‬‬

‫والفقيُ‪ :‬من ليس له ما ٌل ول كَسْبٌ لئقٌ‪ ،‬يقعُ مَوقِعا من كفايَتِهِ وكفاي ِة موّنه‪ ،‬ول‬
‫جمّل ف بع ضِ أيا مِ ال سّنَ ِة وكُتُ بٌ يتاجُها‪ ،‬وعبدُه‬‫ين عُ الفَقْرَ‪ ،‬مَ سْكَنُه وثيابُه ولو للت َ‬
‫الذي يتا جُ إل يه للخدمَةِ‪ ،‬ومالُه الغائ بُ برحلتيْن‪ ،‬أو الاضِرُ و قد حِيلَ بي نه وبي نه‬
‫والدّيْ نُ الؤجّلُ والكَ سْبُ الذي ل يل يق به‪ .‬وأف ت بعض هم أن حُليّ الرأة اللئق ب ا‬
‫صوّبَه شيخنا‪.‬‬‫الحتاجَة للتزيّن به عادة ل ينع فَقْرَها‪ .‬و َ‬

‫وال سكيُ‪ :‬مَ نْ ق َدرَ على مالٍ أو ك سبٍ يق عُ َم ْوقِعا من حاجَتِ هِ ول يكْف يه ك من‬
‫يتا جُ لعشرةٍ وعندَ هُ ثانية ول يكفي هِ الكِفاية السابقَة‪ ،‬وإن مََل كَ أكثرَ من نِ صابٍ‪،‬‬
‫حت أ نّ للِما مِ‪ ،‬أن يأ ُخ َذ زَكاتَ هُ ويدفَعُها إليه فيُعْطَى كل منهما إن تعوّدَ تارةً رأ سَ‬
‫مالٍ يكفي ِه ربُ هُ غالبا‪ ،‬أو حِ ْرفَةُ آلتها‪ .‬ومَ نْ ل ُيحْ سِنْ حِرفة ول تارَة يُعْطَى كفايَةَ‬
‫سبٍ ولو َقوِيا جَلِدا بل‬‫صدّقَ ُمدّعي فَقْرٍ‪ ،‬ومَ سْكَنَةٍ‪ ،‬و َعجْزٍ عن كُ ْ‬
‫ال ُعمُرِ الغالِ بَ‪ .‬و ُ‬
‫يي‪ ،‬ل ُمدّعي تَلفِ مالٍ عُرِفَ بل بيّنَة‪.‬‬

‫والعامِلُ كساعٍ ‪ :‬وهو من يبعَثُ ُه الِمامُ لخ ِذ الزكاة‪ ،‬وقا ِسمٍ وحاشِرٍ‪ ،‬ل قاضٍ‪.‬‬

‫والؤلّفةُ‪ :‬مَن أَسلمَ ونيّته ضعيفةٌ‪ ،‬أو لَه شرفٌ يُتَوقّعُ بإِعطائه إِسلمُ غيِه‪.‬‬

‫والرّقا بُ‪ :‬الكاتَبون كتابةً صحيحة‪ ،‬فيُعْطَى الكاتَ بُ أو سّيدُهُ بإِذنِه دَيْنَه إن َعجِزَ‬
‫عَ ِن الوَفاء‪ ،‬وإن كان َكسُوبا‪ ،‬ل مِنْ زَكاةِ سَّيدِهِ لِبَقائِهِ على مُلْ ِكهِ‪.‬‬

‫والغَارِ مُ‪ :‬مَ نْ ا ستدانَ لنف سِهِ لغيِ مَعْ صِيَةٍ‪ ،‬فيُع طي له إن َعجِزَ عن وفاء الدّ ين‪ ،‬وإن‬
‫ب ل يدف عُ حاجَتَ هُ َلوَفائه إن حَ ّل الدّ ين‪ .‬ث إن ل ي كن م عه‬‫كان ك سوبا‪ ،‬إذ الكَ سْ ُ‬
‫شيء أعطِيَ الكل‪ ،‬وإل فإن كان بيثُ لو قضَى دينَه ما معَهُ َتسْكَنَ‪ ،‬تُرِكَ له ما معه‬

‫‪117‬‬
‫ما يكفيه أي العم َر الغال بَ‪ .‬كما استظهَرَهُ شيخنا‪ .‬وأعط يَ ما يَقْضي به باقي دينَه‪،‬‬
‫ت البيْ نِ‪ ،‬فيُعطَى ما ا ستدانه لذلك ولو غنيا‪ .‬أ ما إذا ل ي ستدِن بل‬ ‫أو ل صلحِ ذا ِ‬
‫أعطي ذلك من مالِ هِ‪ ،‬فإنه ل يعطاه‪ .‬ويُعْطَى الستدِينُ لصلحَةٍ عامّة كَقَرْي ضَيْ فٍ‪،‬‬
‫وفَ كّ أسيٍ‪ ،‬وعمارَةِ نو مسجدٍ وإن غنيا‪ .‬أو للضّما نِ‪ .‬فإِن كان الضامِن والصيلُ‬
‫مُعْسَرَيْن أعطيَ الضامِنُ وفاءَهُ‪ .‬أو الصيلُ موسِرا دو َن الضّامِن‪ ،‬أعطِيَ إن ضَمِنَ بل‬
‫إذ نِ‪ ،‬أو عكسه أعط َي الصيلُ‪ ،‬ل الضّامن‪ ،‬وإذا وف مِن َس ْهمِ الغارِ مِ ل يُرْجَع على‬
‫ضمِ نَ بإِذن هِ‪ .‬ول يُصرَفُ من الزكاةِ شيءٌ لِكَفَ نٍ ميّ تٍ‪ ،‬أو بناءِ مسجدٍ‪.‬‬‫الصيلِ وإن َ‬
‫ويُ صَدّق مدّ عي كتابةٍ أو غُرْ مٍ بإِخبارِ َعدْلٍ وت صديقِ سَيّد‪ ،‬أو رَب د ين‪ ،‬أو اشتهار‬
‫حالٍ بي الناس‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬من دف عَ زكاتَه لدِينِه بشرط أن يردّ ها له عن ديْنِه‪ ،‬ل َيجُزْ‪ ،‬ول ي صح‬
‫قضاء الد ين ب ا‪ .‬فإِن نو يا ذلك بل شرط‪ ،‬جاز و صحّ‪ ،‬وكذا إن وَ َعدَ هُ ا َلدِي نُ بِل‬
‫شَرْ طٍ‪ ،‬فل يلْزَ ْم هُ الوَفا ُء بالوَ ْعدِ‪ .‬ولو قال لغريِه‪ :‬جعل تُ ما عَلي كَ زكاةً‪ ،‬ل يزىء‬
‫على الوْجَه إل إن قبضَ هُ ث رَدّ هُ إليه‪ .‬ولو قال‪ :‬اكتَلْ من طَعَامِي عندَ كَ كذا‪ .‬وَنوَى‬
‫به الزكاةَ‪ ،‬ففعلَ فهل ُيجْزىء؟ وَجْهانِ‪ ،‬وظاهرُ كلم شيخنا ترجيحُ عد ِم الِجزاءِ‪.‬‬

‫وسبيلُ ال‪ :‬وهو القائمُ بالهادِ متطوّعا‪ ،‬ولو غنيا‪ .‬ويُعْطَى الجا ِهدُ النفقةَ والكسوَة‬
‫ل ُه ولعيالِهِ ذهابا وإيابا‪ ،‬وثن آلة الربِ‪.‬‬

‫واب ُن السّبيل‪ :‬وهو مسافِ ٌر متازٌ ببلدِ الزّكاةِ‪ ،‬أو مُنشِىءُ سفرٍ مباحٍ منها‪ ،‬ولو لنهةٍ‪،‬‬
‫أو كا نَ كَ سوبا بل فِ ال سافِرِ لع صيةٍ إل إن تا بَ‪ ،‬وال سافرُ لغيِ مق صَدٍ صحيحٍ‬
‫كالائم ويُعْطَى كفايَتُ هُ‪ ،‬وكفايةُ من معه من موّنه أي جيعُها نفقةً‪ ،‬وكسوةً‪ ،‬ذهابا‪،‬‬
‫وإيابا‪ ،‬إن ل ي كن له بطريقِ هِ أو مق صَدِهِ مالٌ‪ ،‬ويُ صَدّقُ ف دَ ْعوَى ال سّفَرِ‪ ،‬وكذا ف‬

‫‪118‬‬
‫دَ ْعوَى الغَ ْزوِ‪ ،‬بل ييٍ‪ .‬ويُ سْتَرَدّ منه ما أخذَ هُ إن ل يرُج‪ .‬ول يُعْطَى أحدٌ ِبوَ صْفيْن‪.‬‬
‫نعم إن أخ َذ فقيٌ بالغُرْمِ فأعطاه غريُهُ‪ ،‬أ ْعطِيَ بالفَقْرِ‪ ،‬لنه الن متاج‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬ولو فرّق الال كُ الزكاةَ سَ َقطَ َس ْهمُ العاملِ‪ ،‬ث إن ان صَرَ ال ستحِقونَ‪،‬‬
‫َووَف بم الال‪ ،‬لزم تعميمهم‪ ،‬وإل ل يب‪ ،‬ول يُنْدب‪ .‬لكن يلزم هُ إعطاءُ ثلثَةٍ من‬
‫كل صنفٍ‪ ،‬وإن ل يكونوا بالبلدِ وق تَ الوجو بِ‪ ،‬ومِ نَ التَوطّن ي َأوْل‪ .‬ولو أعْطَى‬
‫اثني من كل صنف‪ ،‬والثالث موجودٌ‪ ،‬لزمَ هُ أق ّل متموّلٍ غُرْما له من مالِ هِ‪ ،‬ولو فُ ِقدَ‬
‫بع ضُ الثل ثة رَدّ حِ صّتَه على با قي صُنْفِهِ‪ ،‬إن احتا َج هُ‪ ،‬وإل فَعَلى با قي ال صنافِ‪.‬‬
‫ويلز ُم التسويةُ بي الصنافِ‪ ،‬وإن كانت حا َجةُ بعضِهم أشدّ‪ ،‬ل التسوية بي آحادِ‬
‫الصّنفِ‪ ،‬بل تُندَب‪.‬‬

‫واختارَ جاعةٌ من أئمت نا جوازَ صَ ْرفِ الفِطرة إل ثل ثة م ساكي‪ ،‬أو غي هم من‬


‫الستحقي‪ ،‬ولو كان كل صنفٍ أو بعض الصنافِ وقتَ الوجوبِ مصورا ف ثلثةٍ‬
‫فأقلّ‪ ،‬استحقوها ف الُول‪ .‬وما يصّ الحصورين ف الثانية من وقتِ الوجوبِ‪ ،‬فل‬
‫ق بالِ هِ‪ ،‬فيدفَعُ نصيبُ اليّتِ لوارثِ هِ‪،‬‬
‫َيضُرّ حدو ثُ ِغنً أو َموْ تُ أ َحدِهِم‪ ،‬بل حَقّه با ٍ‬
‫وإن كان هو ا ُل َزكّي‪ .‬ول يشا ِركُهم قادِ مٌ عليهِم ول غائ بٌ عنهم وق تَ الوجو بِ‪.‬‬
‫لالكس نَقلُ الزّكاةِ عسن بلدِ‬
‫ِ‬ ‫ِسسمَةِ‪ .‬ول يَجوزُ‬ ‫فإِن زادوا على ثلثسة‪ ،‬ل يْلُكُوا إل بالق ْ‬
‫دفعس القيمةِ فس غيس مالِ التجارِة‪ ،‬ول‬ ‫الالِ‪ ،‬ولو إل مسسافةٍ قريبةٍ‪ ،‬ول تزىء‪ ،‬ول ُ‬
‫دفعُ عينه فيه‪.‬‬

‫ونُقِلَ عن عمر وابن عباس و ُحذَيْفَة رضي ال عنهم جوازُ صَرْفِ الزكاةِ إل صَن ٍ‬
‫ف‬
‫واحدٍ وبه قال أبو حنيفة‪ ،‬ويوزُ عنده نقلُ الزكاةِ مع الكراهَةِ ودفُع قيمتها‪ .‬وعيُ‬
‫َنس بسه رِقسّ) ولو‬
‫ما ِل التجارِة‪( .‬ولو أعطاهسا) أي الزكاةَ ولو الفِطرَة (لكافرٍ‪ ،‬أو م ْ‬
‫مُبَعّضا غي مكاتَب (أو هاشِم يّ‪ ،‬أو مُطِّلبّ)‪ ،‬أو َم ْولً لما‪ ،‬ل يَقَ عْ عن الزكاةِ‪ ،‬لن‬

‫‪119‬‬
‫ط ال خذ الِ سلمُ‪ ،‬وتا مُ الر ية‪ ،‬وعد مُ كو نه هاشِميا‪ ،‬ول مُطّلِبيا‪ ،‬وإن انقطَ َع‬ ‫شَرْ َ‬
‫خ النّا سِ‪،‬‬
‫س الم سِ لب‪" :‬إِ نّ هذ هِ ال صّدقات أي الزّكَوات إنا هي أوسا ُ‬ ‫عنهُم ُخمُ ُ‬
‫س كالنّذرِ‪،‬‬‫وإناس ل تِلّ لحمدٍ‪ ،‬ول للِهسِ"‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬وكالزّكاة‪ :‬كسل واجب ٍ‬
‫ع والدِيّة‪( .‬أو غ ن) و هو من له كِفا ية الع مر الغالب على‬ ‫والكفارَةِ بل فِ التطوّ ِ‬
‫الصَحّ‪ .‬وقيل‪ :‬من له كفايَة سنة‪ .‬أو الكسب اللل اللئق (أو مكفيّ بنفقةِ قريب)‬
‫من أ صلٍ‪ ،‬أو فر عٍ‪ ،‬أو زو جٍ‪ ،‬بلف الكف يّ بنفقِة م تبّعٍ (ل يزىء) ذلك عن‬
‫الزّكاةِ‪ ،‬ول تتأدّى بذلك إن كان الدافِع الالك وإن ظَنّ اسستحقاقَهم‪ .‬ثس إن كان َس‬
‫ضمَ نُ الِما مُ‪َ ،‬بلْ يُستَردّ الدفوع‪،‬‬ ‫ق المام‪ :‬برىء الالِ كُ‪َ ،‬ولَ َي ْ‬ ‫الداف عُ يظ ّن الستحقا َ‬
‫و ما ا ستردّهُ صَرَفَهُ لِلمُ سْتحِقيَ‪ .‬أ ما مَ نْ ل يكتَ فِ بالنفقَةِ الواجِبةِ له من َزوْ جٍ‪ ،‬أو‬
‫قري بٍ فيعْطِي هِ النْفِ قُ و َغيُ هُ‪ ،‬حَ ت بالفَقْرِ‪ .‬ويوز للمَكْف يّ ب ا ال ْخذُ بِغَيْرِ ال سْكَنَةِ‬
‫وَالفَقْرِ إنْ وُ ِج َد فيه‪ ،‬حَت مّن تلزمه نَفَقَتُه‪.‬‬

‫ويُْندَ بُ لِل ّزوْجَةِ إِعْطا ُء َزوْجها مِ ْن زَكاتا‪ ،‬حت بالفقرِ والسكنة وإن أنْفَقَها عَليها‪.‬‬
‫قال شيخ نا‪ :‬والذي يظهرُ أ ّن قَرِيب هُ الو سِر َلوْ امتَنَ عَ مِ َن الِنفا قِ عَلي هِ و َعجَزَ ع نه‬
‫بالَا ِكمِ‪ ،‬أُعطِيَ حينئذ‪ ،‬لتحَقّق فَقْرِهِ أو َمسْكَنَتِهِ النَ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬أفت الّنوَوِ يّ ف بال غٍ تارِكا لِل صّلةِ كَسلً أنه ل يقبَضها له إل وَليّه أي‬
‫صبّ ومنو نٍ فل تُعْطَى له‪ ،‬وإن غا بَ وَليّه‪ ،‬خلفا لن زَعِمَه‪ :‬بل فِ ما لو طَرأ‬ ‫ك َ‬
‫حجَر عليه‪ :‬فإِنه يقَبضَها‪ .‬ويوزُ َدفْعُها لفاسِقٍ إل إن عُلمَ أنه‬ ‫تَ ْركُهُ لا أو تَبذِيرُهُ ول ُي ْ‬
‫يَستعيُ با على مَ ْعصِيَةٍ فيَحْرُمُ وإن أج َزأَ‪.‬‬

‫[تتمة]‪ :‬ف قِسمَ ِة الغَنيمَةِ‪ .‬ما أخَذنا هُ من أهلِ حر بٍ قهرا‪ :‬فهو غنيمةٌ‪ ،‬وإل فهو‬
‫سسرِقةً على الصسح خلفا‬ ‫فْءٌ‪ ،‬ومسن الوّلِ‪ :‬مسا أخذناه مسن دارِهِم اخْتِلسسا‪ ،‬أو َ‬
‫للغزال وإمامه‪ :‬حيث قال إنه مت صّ بال ِخذِ بل تمي سٍ‪ ،‬وادّعى ابن الرّفعة الِجا عَ‬

‫‪120‬‬
‫عليه‪ ،‬ومن الثان‪ :‬جِزْيَة و ُعشْر تارَةٍ وتَ ِركَة مُرَْتدّ‪ ،‬ويبدأ ف الغنيمة بال سّلبِ للقات ِل‬
‫س القتيل‪ ،‬وسلحُه‪ ،‬ومركوبه‪ ،‬وكذا سِوارٌ‪ ،‬ومِنْطَقةٌ‪،‬‬ ‫السلمِ بل تمي سٍ‪ ،‬وهو ملبو ُ‬
‫وخا ت‪ ،‬و َطوْق‪ .‬وبالؤ نِ‪ :‬كأجْرَةِ َحمّال‪ .‬ث ُيخَمّ س باقي ها‪ ،‬فأرب عة أخا سها‪ ،‬ولو‬
‫عقارا‪ ،‬لن َحضَ َر الوَقْعَةِ‪ ،‬وإن ل يقاتِل‪ ،‬فما أحدٌ َأوْل به من أحدٍ ل لن لِ َقهُم بعد‬
‫انقضائها‪ ،‬ولو قَبْل جعِ الالِ‪ ،‬ول لن ماتَ ف أثناءِ القتا ِل قبل الِيازةَ على الذهب‪.‬‬
‫صدِين للجهادِ و ُخمُسهما ُيخَمّس‪َ :‬س ْهمٌ للمَصال‪ :‬كسدّ‬ ‫وأربعةُ أخا سِ الفيْءِ للمُرْ َ‬
‫ق القُضاةِ‪ ،‬والشتغلي بعلومِ الشّرعِ وآلتا ولو‬ ‫ثَغرٍ‪ ،‬وعَمارَة ِحصْنٍ‪ ،‬ومسجدٍ‪ ،‬وأرزا ُ‬
‫مبتدئي وحفْا ظِ القرآ ِن والئمةِ‪ ،‬والؤذّني‪ .‬ويُعْطَى هؤلءِ مع الغن ما رآ هُ الِمام‪.‬‬
‫وي بُ تقديُ الهَ مّ ما ذكر وأهها‪ :‬الوّل‪ .‬ولو مُنِع هؤلء حقوُقهُم من بي تِ الال‬
‫وأُعْطِ يَ أحدُهم منه شيئا‪ :‬جازَ لَ هُ الخْذ‪ ،‬ما ل يزِدْ على كفايَتِه على العتمد و َس ْهمٌ‬
‫وسسْهمٌ للفقراءَ‪،‬‬
‫حظس النثييِ‪ ،‬ولو أغنياءَ‪َ .‬‬‫للهاشيس والطلبّ‪ :‬لل ّذكَرِ مِنهمسا مثسل ّ‬ ‫ّ‬
‫اليتامسى‪ ،‬وسسهمٌ للمسسكي‪ ،‬وسَسهْمٌ لبنِس السسّبيلِ الفقيِ‪ .‬ويبُس تعميمُس الصسنافِ‬
‫الربعةِ بالعَطاءِ حاضرهم‪ ،‬وغائبهم عن الحلّ نعم‪ ،‬يوزُ التفاو تُ بي آحادِ ال صّنفِ‬
‫غي ذوي القُرب‪ ،‬ل بي الصنافِ‪ ،‬ولو قلّ الا صِلُ‪ ،‬بيث لو ع مّ ل يسدّ مسدّا‪:‬‬
‫خُ صّ به ال ْحوَ جُ‪ ،‬ول يع مّ للضرورة‪ .‬ولو فُ ِقدَ بعضُ هم‪ُ :‬وزّ عَ سهمُه على الباق ي‪.‬‬
‫ويوزُ ع ند الئمّة الثل ثة صرفُ جي عِ خ س الفيءِ إل ال صال‪ .‬ول ي صحّ شر طُ‬
‫الِمام‪ :‬مَنْ أخذَ شيئا فهو له‪ .‬وف قولٍ‪ :‬يَصُحّ‪ .‬وعليه الئمّةُ الثلثة‪ .‬وعند أب حنيفة‬
‫ومالك‪ :‬يوزُ للِمامِ أن يفضلَ بعضا‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو حَصسَل لحدٍ من الغانيس ش يء ماس غنموا قبسل التخميسس والقسسمة‬
‫الشرعية‪ :‬ل يوزُ التصرّف فيه‪ ،‬لنه مُشتَرَ كٌ بينهم وبي أهل المس‪ .‬والشريك ل‬
‫يوزُ له التصرّف ف الشترَكَ بغيِ إذنِ شريكه‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫(ويُسَنّ صدقةُ تطوّع) لية‪{ :‬مَ نْ ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللّ َه قَرْضا حسَنا} ولِلَحادي ِ‬
‫ث‬
‫الكثيةِ الشهيةِ‪ .‬وقد تِ بُ‪ :‬كأن يدَ مضطرا ومعه ما يط ِعمُه‪ ،‬فاضِلً عنه‪ ،‬ويُكْرَ هُ‬
‫برَدِيءٍ‪ ،‬وليس منه‪ :‬التصدّق بالفلوسِ‪ ،‬والثوبِ الِلقِ‪ ،‬ونوها بل ينبغي أن ل يأنفَ‬
‫من التّصدّقِ بالقليلِ‪ .‬والتصدّقُ بالاءِ أفضل‪ :‬حيث كثُرَ الحتيا جُ إليه وإل فالطّعام‪.‬‬
‫ض ال صّدقةَ حالً‪ ،‬والوَ قف‪ .‬فإِن كان الوق تُ وق تَ حاجةٍ و ِشدّة‪ :‬فالوّل‬ ‫ولو تعارَ َ‬
‫َأوْل‪ ،‬وإِل فالثان لكثرَةِ َجدْوا هُ‪ .‬قاله ابن عبد ال سّلم وتبعه الزركش يّ‪ ،‬وأطل قَ اب نُ‬
‫الرّفعة ترجي َح الوّل‪ ،‬لنّه قطَ عَ حظّه من التصدّقِ به حالً وينبغي للراغب ف الي‬
‫أن ل يُخلي (كلّ َيوْ مٍ) مِ َن اليّا مِ مِ نَ ال صّدقَةِ (با تيَ سّر) وإن قلّ‪ ،‬وإعطاؤها ( سِرّا)‬
‫أفضلُ مِن هُ َجهْرا‪ .‬أما الزّكاة‪ :‬فإِظهارُها أفضل إجاعا (و) إعطاؤها (برمضان)‪ :‬أي‬
‫ف يه ل سيما ف عَشرِ ِه الواخِر أفضلُ‪ ،‬ويتأكّدُ أيضا‪ :‬ف سائرِ الزمِنَةِ‪ ،‬والمكِنَةِ‪،‬‬
‫الفاضِلة‪ :‬كَ َعشْرِ ذي ال جة‪ ،‬والعيد ين‪ ،‬والم عة‪ .‬وكم كة‪ ،‬والدي نة (و) إعطاؤ ها‬
‫ب فالقربُ منَ الحارِمِ‪ ،‬ث الزوج أو الزوجة‪ ،‬ث‬ ‫(لقريبٍ) ل تَ ْلزَمْه نَفَقَتُه َأوْل‪ ،‬القر ُ‬
‫المس سسواء‪ ،‬ثس مْرَم الرّضاعسِ‪ ،‬ثس‬ ‫غيس الحرم والرّحِم مسن جه ِة الب ومسن جه ِة ّ‬
‫أنس‬
‫القريبس إل (جارٍ‪ ،‬أفضلُ) منسه لغيه‪ .‬فعُلم ّ‬ ‫ِ‬ ‫صسْرفُها بعدَ‬
‫الُصساهَرَة أفضسل‪( .‬و) َ‬
‫ُسس ّن التصسدّق (باس‬ ‫القريبس البعيدَ الدارِ فس البلدِ‪ :‬أفضلُ مسن الارِ الجنسبّ‪( ،‬ل) ي َ‬ ‫َ‬
‫يتا جه)‪ ،‬بل َيحْرُ مُ ب ا يتا جُ إل يه‪ :‬لنفقةٍ‪ ،‬ومُؤْنَةٍ‪ .‬من تلز مه نفقتُ هُ يومُه وليل ته‪ ،‬أو‬
‫ِلوَفاءِ دَيْنِه ولومُؤجّلً‪ ،‬وإن ل يطل بْ م نه ما ل يغلِب على ظنّه حُ صولُه من جِهةٍ‬
‫ب ل يوزُ تركُه لِ سُنّة‪ ،‬وحي ثُ حَرُمَ تِ ال صّدق ُة بش يء ل‬ ‫أخرى ظاهرة لن الواج َ‬
‫يل كه التصدّق عل يه على ما أفت به شيخنا الح قق ا بن زياد رح ه ال تعال‪ .‬ل كن‬
‫صدَقةِ حَرا مٌ مبِط للَجْرِ‬ ‫الذي جزم به شيخنا ف شرح النها جِ أنه يلكه‪ .‬وال نّ بال ّ‬
‫كالَذَى‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫[فائدة]‪ :‬قال ف الجموع‪ :‬يُ ْكرَ هُ الخذُ من بَيدِ هِ حَلل وحَرامٌ كالسلطانِ الائرِ‪.‬‬
‫وتتلفُس الكراهةُ بِقلّة الشّبُهَة وكثْرَتاس‪ ،‬ول َيحْرُم إل إن تيقّنَس أنّس هذا مِنَس الرام‪.‬‬
‫وقول الغزال‪ :‬يَحرُم الخذُ من أكثَرُ ماله حرامٌ وكذا معاملَتِه‪ :‬شاذّ‪.‬‬

‫باب الصّوم‬

‫وهو لُغَةً‪ :‬الِمساكُ‪ .‬وشرعا‪ :‬إمساكٌ عن مُفطِرٍ ِبشُروطِهِ التيَة‪ .‬وفُرِض ف شعبان‪،‬‬
‫ف ال سّنَ ِة الثانية مِن الِجرة‪ .‬وهو مِ نْ خَصاِئصِنا‪ ،‬ومِ نَ العْلو مِ مِ نَ الدّين بالضّرورةِ‪.‬‬
‫(يبس صسومُ) شهسر (رمضان) إجاعا‪ ،‬بكمالِ شَعْبان ثلثيس يوما‪ ،‬أو رؤيسة َعدْلٍ‬ ‫ُ‬
‫واحد‪ ،‬وََلوْ مَ سْتورا هِللَه بعد الغُرو بِ‪ ،‬إذا َش ِهدَ با عند القاضي‪ ،‬ولو مع إِطبا قِ‬
‫غَيمٍ‪ ،‬بلفظِ‪ :‬أش َهدُ أن رأيتُ الِللَ‪ ،‬أو أنّهُ هَلّ‪ .‬ول يكفي‪ :‬قوله‪ :‬أشهدُ أن غدا من‬
‫ت رُؤيةِ هِلل رمضان عند‬ ‫رمضان‪ .‬ول يُقْبَلُ على شهادَتِه إل بشهادة عدلي‪ ،‬وبِثُبو ِ‬
‫صوْمُ على‬‫القا ضي بشهادةِ َعدْلٍ ب ي يدَيْ هِ ك ما مرّ و مع قوله ثَب تَ عندي‪ :‬ي بُ ال ّ‬
‫جي عِ أه ِل البلدِ الرئ ّي ف يه‪ ،‬وكالثبو تِ عن َد القا ضي‪ :‬ال بُ التواترُ برؤي ته‪ ،‬ولو من‬
‫كُفار‪ ،‬لِفادته العلم الضرور يّ‪ ،‬وظ نّ دخوله بالمارَةِ الظاهر ِة الت ل تتخلّ فُ عادة‪:‬‬
‫الفاسسقُ والعبدُ والنثسى‪ :‬العمسل برؤيةِ نفسسِه‪،‬‬ ‫َمس ِ‬ ‫كرؤيةِ القناديلِ العلّقةِ بالنائِر ويلز ُ‬
‫صدْق نوِ فاسقٍ ومراهِ قٍ ف أخبارِ هِ برؤيةِ نفسهِ‪ ،‬أو ثبوتا ف بلدٍ‬ ‫وكذا من اعتقدَ ِ‬
‫متحِد مطَلعُه‪ :‬سَواء َأوّل رمضان وآخِره على الصح والعتمدُ‪ :‬أن له بل عليه اعتماد‬
‫العلما تِ بدخولِ شوّال‪ ،‬إذا حَ صَل له اعتقادٌ جازِ مٌ ب صِ ْدقِها كما أفت به شيخانا‪:‬‬
‫جمْ عٍ مقق ي وإذا صاموا ولو برؤيةِ َعدْل أفطروا ب عد ثلث ي‪،‬‬ ‫ا بن زياد وح جر‪ ،‬ك َ‬
‫وإن ل يَروا الللَ ول ي كن غي مٌ‪ ،‬لكمالِ ال ِعدّة ُبجّةٍ شرعيّة‪ .‬ولو صام بقولِ من‬
‫يثِق‪ ،‬ث ل ُيرَ الللُ بعد ثلثي معَ الصّحْو‪ :‬ل َيجُزْ له الفَطرُ‪ ،‬ولو رجَعَ الشاهدُ بعد‬
‫شروعِهِم ف ال صّوم‪ :‬ل ي ز ل م الف طر‪ .‬وإذا ثَب تَ رؤيتُه ببلدٍ‪ ،‬لزِ مَ حُكمُ ُه البلدَ‬
‫القري بَ دو نَ البعيدِ ويثبت البعدُ باختل فِ الطالِ عِ على الصح والرادُ باختلفِها‪ :‬أن‬

‫‪123‬‬
‫بيثس لو رُؤي فس أحدهاس‪ :‬ل يُرَ فس الخَرِ غالبا‪ ،‬قاله فس النوار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يتبا َعدَ الحلن‬
‫يكنس اختلفُهسا فس أقلّ مسن أربعسة وعشريسن‬ ‫ُ‬ ‫وقال التاج التسبيزي وأقرّه غيه ‪ :‬ل‬
‫فَرْسخا‪ .‬ونَبّه ال سّبكيّ وتبعه غيه ‪ :‬على أنه يلزم مِن الرؤيةِ ف البلدِ الغرب من غي‬
‫عَكْ سٍ‪ ،‬إذ اللي ُل يدْخلُ ف البلدِ الشرقيّة ق بل‪ .‬وقض ية كلمِهِم أ نه م ت رُؤ يَ ف‬
‫شرقي‪ :‬لزمَ كل غربّ بالنسبة إليه العملُ بتلكَ الرؤية‪ ،‬وإن اختل َفتِ الطَاِلعُ‪.‬‬

‫صوْمُ رَمَضا نَ (على) كل مُكلّ فٍ أي بالغ عاقِلٍ‪( ،‬مُطي قٍ له) أي للصوم‬


‫وإنا يِ بُ َ‬
‫صبّ‪ ،‬ومنو نٍ‪ ،‬ول على من ل يُطيقُه لِكَبِرٍ‪ ،‬أو مَرَ ضٍ‬
‫حِ سّا‪ ،‬وشَرعا‪ ،‬فل ي بُ على َ‬
‫ل ُيرْ جى بَرْؤه‪ ،‬ويلزم هُ ِمدّ ل كل يوم‪ :‬ول على حائِض‪ ،‬ونف ساءَ‪ ،‬لن ما ل تُطيقا نِ‬
‫شَرْعا‪.‬‬

‫(وف ْرضُه) أي الصّوم (نيّةٌ) بالقلبِ‪ ،‬ول يُشترَ طُ التلفظ با‪ ،‬بل يُندب‪ ،‬ول يزى ُء‬
‫صدَ به التّقوّي على الصّوم ول المتنا عُ مِن تناولِ مُفْطِرٍ‪ ،‬خو فَ‬ ‫سحّرُ وإن قُ ِ‬ ‫عنها الت َ‬
‫الفَجرِ‪ ،‬ما ل َيخْطُر ببال هِ الصومُ بالصفات الت ي بُ التعرّضُ له ف النية (لكل يوم)‪:‬‬
‫صوْمَ جيعِ هِ‪ :‬ل يك فِ لغ ِي اليو مِ الوّل‪ .‬قال شيخنا‪ :‬لكن‬‫فلو َنوَى أوّل ليل ِة رمضان َ‬
‫صوْمُ اليو مِ الذي نسي النية فيه عند مالك كما تُسَنّ له أوّل‬ ‫ينبغي ذلك‪ ،‬ليحصل له َ‬
‫صوْمُه عند أب حنيفة‪ .‬وواضِح أن ملّه‪ :‬إن قلّد‪،‬‬ ‫اليو مِ الذي نَ سِيَها فيه‪ ،‬لَيحْ صَلُ له َ‬
‫وإل كان مَُتلَبسا بعبادَ ٍة فاسدةٍ ف اعتقادِ هِ (وشُ ِر طَ لفرضِ هِ) أي الصوم ولو َنذْرا‪ ،‬أو‬
‫كَفارة‪ ،‬أو صَوْمَ استسقاءٍ أ َمرَ ب ِه الِمامُ (تَبييتُ) أي إيقاع النيّة ليلً‪ :‬أي فيما غروبِ‬
‫ع الفجرِ‪ ،‬ولو ف صوم الميّزِ‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ولو ش كّ هل وقعَ تْ نيّتُه‬ ‫الشم سِ وطلو ِ‬
‫قبسل الفجرِ أو بعدَه؟ ل تصسحّ‪ ،‬لن الصسل عدم وقوعِهسا ليلً‪ ،‬إذ الصسلُ فس كسل‬
‫ب زم نٍ بل فِ ما لو َنوَى ث ش كّ‪ :‬هل طَلَ عَ الفجرُ أو ل؟ ل نّ‬ ‫حادث تقديرُه بأقر ِ‬
‫ال صلَ عد مُ طلوعِ هِ‪ ،‬لل ص ِل الذكورِ أيضا‪ .‬انت هى‪ .‬ول يُبطل ها ن و أكلٍ وجا عٍ‬
‫بعدها وقبل الفجرِ‪ .‬نعم‪ ،‬لو قطعها قبله‪ ،‬احتاجَ لتجديدها قطعا‪( .‬وتعييٌ) لنوِيّ ف‬

‫‪124‬‬
‫الفَرْ ضِ كرمضان‪ ،‬أو نذر أو كفارة بأن ينوي كل ليَلةٍ أنه صائمٌ غدا عن رمضان‪،‬‬
‫أو النذر‪ ،‬أو الكفارة وإن ل يعيّن سَبَبَها‪ .‬فلو َنوَى الصوم عن فرضِهِ‪ ،‬أو فرضِ وقتِهِ‪:‬‬
‫ل يَ ْك فِ‪ .‬ن عم‪َ ،‬م نْ عل يه قضا ُء رمضان ي‪ ،‬أو نذرٌ‪ ،‬أو كفارَ مِن جهات متلِ فة‪ :‬ل‬
‫ط التّبييتِ ف الفرض عن النّفْلِ‪ ،‬فتصح‬ ‫يشترَط التعييُ لتادِ الُِن سِ‪ .‬واحتُ ِرزَ باشترا ِ‬
‫ف يه ولو مُو َءقّتا النيةُ قبلَ الزّوال‪ :‬لل خبِ ال صحيحِ‪ ،‬وبالتعييِ ف يه الن فل أيضا‪ ،‬في صح‬
‫ط التعيي‬ ‫ولو مؤقتا بنية مطلقة كما اعتمده غي واحد‪ .‬نعم‪ ،‬بث ف الجموعِ اشترا ُ‬
‫ف الروات بِ كعَ َرفَة وما معها فل ي صَلُ غيها معها‪ ،‬وإن نوى‪ ،‬بل مُقَتضَى القيا سُ‬
‫كما قال السنَويّ أن نيتهما مبطلة‪ ،‬كما لو نوى الظهر وسُنّته‪ ،‬أو سُنة الظهر وسنة‬
‫صوْمَ رمضان‪ ،‬ولو بدون الفرض على العتمد كما‬ ‫العصر فأقل النية الجزئة‪ :‬نوي تُ َ‬
‫صححه ف الجموع‪ ،‬تبعا للكثرين‪ ،‬لن صو َم رمضان من البالِ غِ ل يقَ عُ إل فَرْضا‪.‬‬
‫ومُقت ضى كلمُس الرو ضة والنهاج وجوبُه‪ ،‬أو بل غدٍ ك ما قال الشيخان لن لفسظ‬
‫الغد‪ ،‬اشتهر ف كلمهم ف تفسي التعيي وهو ف القيقةِ لي سَ مِن َح ّد التعيي‪ ،‬فل‬
‫ي بُ التعرّ ضُ له بصوصِه‪ ،‬بل يكفي دخولُه ف صوم الشهرِ النوي لُصو ِل التعيي‬
‫حينئذ‪ ،‬ل كن قضيةَ كل مِ شيخ نا كالز جد ‪ :‬وجو به (وأَكمل ها) أي الن ية‪َ( :‬نوَيْ تُ‬
‫السسنَة ل تعال)‬ ‫ِهس لاس بعده (هذه َ‬ ‫ْضس رمضان) بال ّر لضافت ِ‬ ‫صسوْمَ َغدٍ عسن أدا ِء فَر ِ‬
‫َ‬
‫الذرعيس أنسه لو كان عليسه مثسل الداء كقَضاءِ‬ ‫ّ‬ ‫ِصسحّةِ النيسة حينئذٍ اتفاقا‪ ،‬وبثس‬ ‫ل ِ‬
‫رمضان قبله‪ :‬لزمَ هُ التّعرّ ضُ للداءِ‪ ،‬أو تَعْييُ ال سّنة (ويَفطرُ عا ِمدٌ) ل نا سٍ لل صوم‪،‬‬
‫وإن كثر منه نو جا عٍ وأكلٍ (عالٌ) ل جاهل‪ ،‬بأن ما تعاطاه مفطرٌ لِقُرْ بِ إسلمِه‪،‬‬
‫صدٌ‪ ،‬ول‬ ‫أو َنشْئِ هِ ببادِيَةٍ بعيدةٍ عَمّن يعرِف ذلك (متارٌ)‪ ،‬ل مكرَه ل ي صلْ م نه قَ ْ‬
‫فِكرٌ‪ ،‬ول تلذّذ (بما عٍ) وإن ل يُنْزِل (واستمْناء) ولو بَيدِ هِ أو بَيدِ حَليلَتِ هِ‪ ،‬أو بِلمْ سٍ‬
‫ل ا ينق ضُ لْ سُه بل حاِئلٍ (ل ب) قُبلَةٍ و (ضَ مّ) لمرأة (بائِلٍ)‪ :‬أي م عه‪ ،‬وإن تك ّررَ‬
‫َنس بل بائِلٍ‬
‫َمس امرأةً أو قَبّلهسا بل مُلمَسسَة بد ٍ‬‫كانس الائ ُل رقيقا‪ ،‬فلو ض ّ‬‫بِشهْوَةٍ‪ ،‬أو َ‬
‫بينهمسا فأنْزَلَ‪ :‬ل يُ ْفطِرْ‪ ،‬لنتِفاء البا َشرَةِ كالحْتِلمسِ‪ .‬والنزالِ بَِنظَ ٍر وفِكْرٍ‪ ،‬ولو لَسَس‬

‫‪125‬‬
‫مْرَما أو شَعْرَ امرأةٍ فأنْ َزلَ‪ :‬ل يُفْطِر لِعَدَمِ النّقضِ به‪.‬‬

‫ول يُفْطِر برو جِ مَذ يٍ‪ :‬خلفا للمالك ية (وا ستِقاءَةٌ) أي ا ستدعاءُ قيْءٍ وإن ل يَعُ ْد‬
‫ل ْوفِ هِ‪ :‬بأن تَقيّأَ مُنَكّسا أو عاد بِغيِ اختيارِ هِ‪ ،‬فهو مُفْطِرٌ لِعَيْنِه‪ ،‬أما إذا غَلَبَه‬
‫مِنه شيءٌ َ‬
‫لدّ الظاهِرِ‪ ،‬أو عادَ‬ ‫ول يَ ُعدْ منه أو ِم ْن رِيقِهِ التنجّسِ به شيء إل َج ْوفِهِ بعد وُصولِهِ َ‬
‫ِنس أو‬‫ْعس نامَةٍ) مسن الباط ِ‬ ‫بغيِ اختيارِهسِ‪ :‬فل يُفْطِرُ بسه للخسب الصسحيح بذلك (ل بِقَل ِ‬
‫الدّما غِ إل الظا ِهرِ‪ ،‬فل يُ ْفطِرُ به إن لَقَطَ ها لتكرّر الا جة إل يه‪ ،‬أ ما لو ابتلع ها مع‬
‫القدرة على لفظِها بعد وصولا لدّ الظاهر و هو َمخْرَ جُ الاءِ ا ُل ْهمِلة فيُفْطِر قطعا‪.‬‬
‫َتس ذبابَةٌ َج ْوفَهسُ‪ :‬أَف َطرَ بإِخراجِهسا ُمطْلقا‪ ،‬وجازَ له إِن ضَرّه بقاوهسا مسع‬ ‫ولو دخل ْ‬
‫القضاءِ‪ :‬كما أفت به شيخنا‪.‬‬

‫(و) يُفْطِرُ (بدخول عَيْنسٍ) وإن قَلّت إل مسا يُسَسمّى ( َجوْفا)‪ :‬أي َجوْفَس مسن مَرّ‪:‬‬
‫لشَفسة أو الُلمَةَ‬ ‫َجس َب ْولٍ ولب ٍ وإن ل ياوِزِ ا َ‬ ‫ِنس أُذُنسٍ‪ ،‬وِإحْليلٍ‪ ،‬وهسو َمخْر ُ‬
‫كباط ٍ‬
‫وَوصول أ صبعِ ال ستنجِيَة إل وراءِ ما ي ْظهَرُ مِن فَرْجِها ع ند جُلو سِها على قَدَمَيْها‪:‬‬
‫مُفْطِرٌ‪ ،‬وكذا وُصولُ بعضُ النُلَةِ إل الَسْرَبَة‪ ،‬كذا أطلقه القاضي‪ ،‬وقّيدَهُ السّبكي با‬
‫سمّى‬ ‫جوّ فِ من ها‪ ،‬بل فِ أوّل ا النطبِق فإ نه ل يُ َ‬ ‫إذا و صَلَ ش يء من ها إل الحلّ ال َ‬
‫َجوْفا‪ ،‬وأَل قَ ب هِ أوّل الِحْل يل الذي يظهرُ عندَ تريكِ هِ‪ ،‬بل أوْل‪ .‬قال ولده‪ :‬وقول‬
‫القا ضي‪ :‬الحتياط أن يَتَ َغوّ طَ بالليلِ‪ :‬مرادُه أ نّ إيقاعَ ُه ف يه خيٌ م نه ف النهارِ‪ ،‬لئل‬
‫ي صلَ ش يء إل جو فِ مَ سْرَبَتِه‪ ،‬ل أ نه يؤ مر بتأخيِ هِ إل الليلِ‪ ،‬لن أحدا ل يؤمَر‬
‫بضرّةٍ فسَبدَنِه‪ ،‬ولو خَرَجَت مَقْ َعدَةُ مَبْسسُورٍ‪ :‬ل يُفطِر ب َعوْدِهسا‪ ،‬وكذا إن أعادَهسا‬
‫بأُصبعه‪ ،‬لضطراره إليه‪ .‬ومنه يؤخذ كما قال شيخنا أنه لو اضط ّر لدُخو ِل الُصبعِ‬
‫إل الباطِ نِ ل يف طر‪ ،‬وإل أف طر و صول الصبع إل يه‪ .‬و َخرَ جَ بالعيِ‪ :‬الث ُر كو صول‬
‫الطّع مِ بال ّذوْ قِ إل حَلْ ِق هِ‪ .‬وخَرَ جَ ب ن مرّ أي العا مد العال الختار النا سي لل صّومِ‪،‬‬
‫والاهِلُ العذورُ بتحريِ إيصالِ شيء إل الباطِ نِ‪ ،‬وبِ َكوْنِ هِ مُفْطِرا والُكْ َر هُ‪ ،‬فل يَفطر‬

‫‪126‬‬
‫كل منهم بدخولِ عَيْن َجوْفه‪ ،‬وإن كَثُرَ أكلُ هُ‪ ،‬ولو َظنّ أن أكَل هُ ناسيا مُفْطِرٌ فأك َل‬
‫ب الِمساك‪ :‬أَفطَرَ‪ .‬ولو ت َع ّمدَ فت َح َفمِ هِ ف الاءِ فدخلَ جوفَه أو وضَعَه‬ ‫جا ِهلً بوجو ِ‬
‫فيه فسبَقَهُ أفطَرَ‪ .‬أو وضع ف في هِ شيئا عمدا وابتلَعه ناسيا‪ ،‬فل‪ .‬ول يفطر بوصول‬
‫شيء إل باط ِن َقصَبَةِ أنفٍ حت يا ِوزَ منتهى الَْيشُوم‪ ،‬وهو أ ْقصَى الَنْفِ‪.‬‬

‫و (ل) يفطرُ (بري قٍ طاهرٍ صَرْفٍ) أي خالِ صٍ ابتلَعَ هُ (مِن مَ ْعدَنِ هِ) وهو جيع الفَ مِ‪،‬‬
‫ولو بعدَ َجمْعِ هِ على الصح‪ ،‬وإن كان بنحوِ مُ صْطَكىً‪ .‬أما لو ابتلَ عَ رِيقا اجتمَ عَ بل‬
‫س بنحوِ دَ مِ لَثْتِ ِه فيُفطِرُ بابتلعُه‪ ،‬وإن‬
‫فِعْل‪ ،‬فل يضرْ قطعا‪ .‬وخَرَ جَ بالطا هر‪ :‬الُتَنجّ ُ‬
‫صفا‪ ،‬ول يب قَ فيه أثرٌ مطلقا‪ ،‬لنه لا حَرُ مَ ابتلعُه لتنجّسهِ صارَ بنلةِ عَيْ نٍ أجنبية‪.‬‬
‫قال شيخ نا‪ :‬ويظه ُر العَ ْفوُ ع من ابتل َي بدَ مِ لثتِه بي ثُ ل يكِنُ هُ الحترازُ ع نه‪ .‬وقال‬
‫بعضُ هم‪ :‬م ت ابتلَعَه البتَلى ب هِ مع علمِ هِ به ول يس له عنده بدّ‪ ،‬ف صومه صحيح‪،‬‬
‫َعس رِيقا مُتغيّرا بُمْرةَ نوس تَنْبَلٍ وإن‬
‫ِطس بطاهِرٍ آخرَ‪ ،‬فيفطرُ مسن ابتل َ‬ ‫وبالصسرفِ الختل ِ‬
‫ط فَتَلَ هُ بِ َفمِ هِ‪ ،‬وبن مَ ْعدَنُه ما إذا خَرَ جَ من الفَ مِ ل على‬
‫تَعَ سّرَ إزالتُها‪ ،‬أو بِ صِْبغِ خَيْ ٍ‬
‫ل سانِ ِه ولو إل ظاهِرِ الشّ فة ث رَدّه بل سانِه وابتلعَ هُ‪ ،‬أو َبلّ خَيْطا أو سِواكا بريقِ هِ أو‬
‫باءٍ فرَ ّد هُ إل فمِ هِ وَعلي ِه رُطوبةٌ تنف صِلُ وابتلعها‪ :‬فيفطر‪ .‬بلف ما لو ل يكن على‬
‫اليط ما ينف صِل لِقِلّتِ هِ أو لِعَ صْرِهِ أو لَفافِ هِ‪ ،‬فإنه ل يضرّ‪ ،‬كأثرِ ماءِ الضمضة‪ ،‬وإن‬
‫أمكَنَ مّهُ لَعُسْرِ التحرّزِ عنه‪ ،‬فل يكلف تنشيف الفمِ عنه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو ب قي طعا مٌ ب ي أ سنانِ ِه َفجَرى ب ِه رِيقُ هُ بطَبْعِ هِ ل بِقَ صْدِه‪ :‬ل يُفطِر إن‬
‫عجِزَ عن تييزه ومّه‪ ،‬وإن تَرَ كَ التخلّلَ ليلً مع علم هِ بِبقائِه وبريا ِن رِيقِ هِ به نارا‪،‬‬
‫سحّر‪،‬‬‫لنّه إنا ياطب بِما إن َقدَر عليهما حا َل ال صّوم‪ ،‬لكِ نْ يتأكد التخلّل بعد التّ َ‬
‫ضهِم يبُ غَسْ ُل الفمِ ما‬ ‫أما إذا ل يَ ْعجَزْ أو ابتلَعَهُ قصدا‪ :‬فإنه مُفْطِرٌ َجزْما‪ ،‬وقولُ بع ِ‬
‫أكَلَ ليلً وإل أفطَر‪ :‬رَدّه شيخنا‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫(ول يُفْ ِطرُ بسبقِ ماءٍ َجوْ فَ مغتَ سِلٍ عن) نو (جَنابة) كحَيْ ضٍ‪ ،‬ونَفا سٍ إذا كان‬
‫الغت سالُ (بل انغماس) ف الاءِ‪ ،‬فلو غَ سَلَ أُذُني هِ ف النا بة فَ سَبقَ الاءُ من إحداه ا‬
‫لوفه‪ :‬ل يفطر‪ ،‬وإن أمكنَه إمالَةُ رأ سِهِ أو الغَ سْ ُل قبل الفَجْرِ‪ .‬كما إذا سبق الاء إل‬
‫الدا خل للمبالَغَةِ ف غ سلِ الفَ مِ التنجّس لوجوب ا‪ :‬بلف ما إذا اغت سَلَ مُن َغمِ سا‬
‫ف سَبَقَ الاءُ إل با ِط ِن الُذُ نِ أو النْ فِ‪ ،‬فإِنّ هُ يَفْطَر‪ ،‬ولَو ف الُغْ سلِ الوَاجِ بِ‪ ،‬لِكَراهَةِ‬
‫لوْ فِ مع تذكّرِ هِ للصوم‪ ،‬وعلمه بعد مِ‬ ‫ضمَضَةِ بالبالَغَةِ إل ا َ‬ ‫النغماس‪ :‬ك سَبْقِ ماءِ ا َل ْ‬
‫َمشْروعِيّتِها‪ ،‬بلفِهِ بل مبالَغةٍ‪ .‬وخرج بقول عن نو جنابةٍ‪ :‬الغُسْلُ السنون‪ ،‬وغُسْلُ‬
‫التبّد‪ ،‬فيُفطِر بسبِق ماءٍ فيه‪ ،‬ولو بل انغماس‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬يوزُ لل صّائِمِ‪ ،‬الِفطارُ ب بِ عدلٍ بالغرو بِ‪ ،‬وكذا بِ سَماعِ أذانِه‪ ،‬وَيحْرُ مُ‬
‫للشّاكّس الكلُ آ ِخرَ النهار حتس يتهسد ويظسن انقضاءه‪ ،‬ومسع ذلك ال ْحوَط‪ :‬الصسبُ‬
‫ظنس بقاءَ الليسل‪ ،‬باجتهادٍ أو إخبارٍ‪ ،‬وكذا لو شَكسّ‪ ،‬لن‬ ‫لِليَقي ِ‪ .‬ويو ُز الكلُ إذا ّ‬
‫ال صلَ بقاءُ الليلِ‪ ،‬ل كن يُكره‪ ،‬ولو أ خبَهُ عدلٌ طلو عِ الفجرِ‪ :‬اعتمدَه‪ ،‬وكذا فا سقٌ‬
‫صوْمُه‪ ،‬إذ ل‬ ‫ص ْدقَه‪ .‬ولو أكلَ باجتهادٍ أ ّولً وآخرا فبا نَ أ نه أكلَ نارا‪ ،‬بطلَ َ‬ ‫ظَ نّ ِ‬
‫عِبَةَ بالظّنّ البيّ ن خَطؤُ هُ‪ ،‬فإِن ل يََب نْ ش يء‪ :‬صَحّ‪ .‬ولو طَلَ عَ الفجَر و ف فَمِ هِ طَعا مٌ‬
‫فلَفَظَ هُ قبلَ أن ينِلَ م نه ش يء لو فه‪ :‬صحّ صومُه‪ ،‬وكذا لو كان مامعا ع ند ابتداء‬
‫طلوع الف جر فنع ف الال أي ع قب طلو عه فل يف طر وإن أنزل‪ ،‬ل نّ النع ترك‬
‫ح فِطْرٌ)‬ ‫صوْمُ‪ ،‬وعلي هِ القضا ُء والكَفارَة (ويبا ُ‬
‫للجماع‪ .‬فإِن ل ين عْ حالً‪ :‬ل يَنْعَقِدِ ال ّ‬
‫ف صَومٍ واج بٍ (برَ ضٍ ُمضِرّ) ضررا يبيحُ التيمم‪ ،‬كأن خشي مِ َن ال صّومِ بِطء بُ ْرءٍ‪،‬‬
‫(و ف سَفَ ِر قَ صْرٍ) دون ق صيٍ و سَفَرِ مع صِيةٍ‪ .‬و صَوْمُ ال سافِر بل ضررٍ‪ .‬أحَ بّ مِ نَ‬
‫لوْ فِ هَل كٍ) بالصّومِ من عَ َطشٍ أو جُوع وإن كان صحيحا مقيما‪ .‬وأفت‬ ‫الفطر (و َ‬
‫الذرع يّ بأ نه يلز مُ ال صّادِينَ أي ونو هم تبييتُ الن ية كلّ ليلةٍ‪ ،‬ث مَ نْ لَ َق هُ مِنهُم‬
‫َمشَقة شديدةٌ َأفْطَرَ‪ ،‬وإل فل‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫صوْم الواجب‪ ،‬ك (رمضان) ونذرٍ وكفارَ ٍة‬ ‫ت ولو بعذرٍ مِنَ ال ّ‬‫(ويب قضاءُ) ما فا َ‬
‫برَ ضٍ أو سفرٍ أو تر كِ نيّة أو بي ضٍ أو نفاس‪ ،‬ل بنو نٍ و سِكْرٍ ل يتعدّ به‪ .‬و ف‬
‫بأنس‬‫جعس ّ‬ ‫ّكس على الفور‪ ،‬لوجوب إمسساكه‪ .‬ونظسر فيسه ٌ‬ ‫الجموع أن قضاءَ يوم الش ّ‬
‫تار كَ النيةِ يلزم ُه الِمساكُ مع أ نّ قضا َء هُ على التّراخِي قَطعا‪( .‬و) يب (إمساكٌ) عن‬
‫مُفْطِرٍ (فيه) أي رمضان فقط‪ ،‬دون نو نذر وقضاءٍ‪( ،‬إن أفطرَ بغيِ عذرٍ) مِن مر ضٍ‬
‫أو سفر‪( ،‬أو بغلط) َكمَ نْ أكلَ ظانا بقاءَ الل يل‪ ،‬أو ن سيَ تبييتَ الن ية‪ ،‬أو أفطَرَ يو مَ‬
‫الشّكّ وبانَ من رمضان‪ ،‬لُرمَةِ ال َوقْتِ‪ .‬وليسَ المسك ف صومٍ شَرعيَ‪ ،‬لكنه يثابُ‬
‫عليه‪ ،‬فيأثُ بماعٍ‪ ،‬ول كفارَة‪ .‬وُندِبَ إمساكٌ لريضٍ شُفيَ‪ ،‬ومسافِرٍ َقدِمَ أثنا َء النّهار‬
‫صسوْمُ رمضان‬ ‫أفسسدَهُ) أي َ‬ ‫يبس (على م َن َ‬ ‫ُ‬ ‫َتس أثناءَه (و)‬
‫ِضس َطهُر ْ‬‫مفطِرا‪ ،‬وحائ ٍ‬
‫(بما عٍ) أَثِ مَ ب هِ لجْلِ الصومِ‪ ،‬ل باستمناء وأكلٍ‪( :‬كفارَةً) مُتك ّررَةً بتك ّر ِر الِفسادِ‪،‬‬
‫ِتقس َرقَبةٍ‬
‫ِكس الصسّوم‪ .‬والكفارَةُ ع ُ‬ ‫وإن ل يُكفّرْ عسن السسّابقِ (معسه) أي مسع قضاءِ ذل َ‬
‫صوْمُ شَهرَيْ نِ مع التّتابُع إن َعجِزَ ع نه‪ ،‬فإِطعا مُ سِتي مِ سْكينا أو فَقيا إن‬ ‫مؤمِنَةٍ‪ ،‬فَ َ‬
‫َضس بنيّ ِة كفارَةٍ‪ ،‬ويُعْطَى لكسل وا ِحدٍ ُمدّ مسن غالِب‬ ‫َمس أو مَر ٍ‬
‫عجسز عسن الصسّوم لر ٍ‬
‫القو تِ‪ ،‬ول يوزُ صَرفُ الكَفارةِ ل ن تلزَمْ هُ ُمؤْنَ ته (و) ي بُ (على مَن أفطَرَ) ف‬
‫رمضان (لِعُذرٍ ل يُ ْرجَى زَوالُه) كَكِبَرٍ ومرَ ضٍ ل ُيرْجى بَ ْرؤُه‪( :‬مدّ) لِكلّ َيوْ مٍ مِنه إن‬
‫كان مُوسرا حينئذ (بل قضاء) وإن قَ ِدرَ عليه بعد‪ ،‬لنه غي ماطَبٍ بالصّومِ‪ ،‬فال ِفدْيَةُ‬
‫ف حقه واجبةٌ ابتداءً‪ ،‬ل َب َدلً‪ ،‬وَيجِبُ ا ُلدّ مع القضاءِ على‪ :‬حا ِملٍ‪ ،‬ومُ ْرضِعٍ‪ ،‬أفْطَرَتا‬
‫َضانس حتس دخلَ‬ ‫يبس (على ُمؤَخّرٍ قضاءٌ) لشيءٍ مسن رَم َ‬ ‫ْفس على ال َولَدِ‪( ،‬و) ُ‬ ‫خو ِ‬ ‫لِل َ‬
‫رمضا نُ آخرَ (بل عُذرٍ) ف التأخ ي‪ :‬بأن خَل عن ال سّفر والر ضِ قدر ما عل يه ( ُمدّ‬
‫لكلّ سَنَة) فيتكرّر بتك ّررِ ال سني‪ ،‬على العتمَد‪ .‬وخرج بقول بل عُذرٍ‪ :‬ما إذا كا نَ‬
‫التأخيُ بعذرٍ كأن ا ستمر سَفَرُه أو مرضُه‪ ،‬أو إرضاعُ ها إل قابِل فل ش يء عل يه ما‬
‫ب قي العُ ْذرُ‪ ،‬وإن ا ستمرّ سني‪ .‬ومَ ت أخّ ر قضاء رمضان مع تكِّن هِ ح ت دخلَ آخَرُ‬
‫صمْ عنه‬ ‫فما تَ‪ :‬أُخر جَ مِن تَ ِركَتِ هِ لكلّ يو ٍم مدّان‪ :‬مُدّ للفوا تِ‪ ،‬ومُدّ للتأخيِ إن ل يَ ُ‬

‫‪129‬‬
‫قريبُه أو مأذونُه‪ ،‬وإل وَجَ بَ ُمدّ وا ِحدٌ للتأخ ي‪ .‬والد يد‪َ :‬عدَ مُ جوازِ ال صوم عن ُه‬
‫صوْمُ النّذرِ والكَفارة‪ ،‬وذَهَب‬ ‫مُطلقا‪ ،‬بل ُيخْرج من تَ ِركَتِهِ لكلّ يومٍ مُدّ طعامٍ‪ ،‬وكذا َ‬
‫ي كجَمْ عٍ مققي إل تصحيح القدي القائِلِ‪ :‬بأنه ل يتعّي نَ الطعا ُم فيمَن ما تَ‪،‬‬ ‫النّوو ّ‬
‫خلفس تركَةً‪ ،‬وجسب أ َحدُهاس‪ ،‬وإل ُندِبسَ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫بسل يوزُ للوَلّ أن يصسومَ عنسه ثس إن‬
‫ومَصرَفُ المدادِ‪ :‬فقيٌ‪ ،‬ومسكيٌ‪ ،‬وله صرفُ أمدادٍ لواحدٍ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬مَ نْ ما تَ وعلي هِ صَلةٌ‪ ،‬فل قضاءَ‪ ،‬ول فديَة‪ .‬وف قول كجمع متهدين‬
‫أن ا تُقْضَى ع نه‪ ،‬ل ب البخاري وغيه‪ ،‬و من ث اختاره ج ع من أئمت نا‪ ،‬وف عل به‬
‫السبكي عن بعض أقاربه‪ ،‬ونقل ابن برهان عن القدي أنه يلزم الولّ إن خلف تركه‬
‫أن يُ صلي ع نه‪ ،‬كال صوم‪ .‬و ف و جه عل يه كثيون من أ صحابنا أ نه يُطْعَ مُ عن كلّ‬
‫صسَلةٍ ُمدّا‪ .‬وقال الحبّس الطسبي‪ :‬يُ صلّ لِلميّت كل عبادةٍ تُفْعَل ع نه‪ :‬واجبةٌ أو‬
‫مندوبةٌ‪ .‬و ف شرح الختار لؤل فه‪ :‬مذ هب أ هل ال سنة أن للِن سان أن يعلَ ثوا بَ‬
‫عملِهِ وصلِتهِ لغيِه وَيصَِلهُ‪.‬‬

‫سحّرٌ)‪ ،‬وتأخيُهُ‪ ،‬ما ل يقعَ ف َشكّ‪ ،‬و َكوْنه على‬ ‫(وسُنّ) لصاِئمٍ رمضان وغيَه (تَ َ‬
‫تر لبٍ فيه‪ ،‬ويصَل ولو ِبجُرْعَةِ ماءٍ‪ ،‬ويدخل وقتُهُ بنِصْفِ الليل‪ .‬وحِ ْكمَتُه‪ :‬التّ َقوّي‪،‬‬
‫أو مالفة أهلِ الكتا بِ؟ وجهان‪ .‬و سُنّ تطيّ بٌ وق تَ َسحَرٍ‪( ،‬و) ُسنّ (تعجيلُ فطرٍ)‬
‫إذا تيَقّ نَ الغرو بَ‪ .‬ويعرف ف العمرا ِن وال صّحارى الت با جبالٌ بزوا َل الشعا عِ من‬
‫أعال اليطا نِ والبالِ‪ ،‬وتقديُه على الصلة‪ ،‬إن ل ي شَ مِن تعجيلِ ِه فوات الماعِة‬
‫أو تكبيَ َة الِحرا مِ‪( .‬و) كونِه (بتمرٍ) للمرِ به‪ ،‬والكملُ أن يكون بثل ثٍ‪( ،‬ف) إن‬
‫س التعجيلُ على الاءِ‪،‬‬ ‫يدهس فعلى حَسسواتِ (ماءٍ)‪ ،‬ولو مِسن زَمْزَمسَ‪ ،‬فلو تعارض َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬
‫والتأخيُ على التمرِ‪ُ ،‬قدّم الوّل‪ ،‬فيمسا اسستظهره شيخنسا‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬يظهسر فس ترٍ‬
‫َقوِيَ تْ شُْبهَُت هُ وماءٌ حَفّت شُبهَته‪ ،‬أن الاءَ أفضل‪ .‬قال الشيخان‪ :‬ل شيء أفضل بعد‬
‫التمرِ غيس الاء‪ ،‬فقول الرويانس‪ :‬اللوُ أفضلُ مسن الاء ضعيفسٌ‪ ،‬كقول الذرعيسّ‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫الزبي بُ أ خو الت مر‪ ،‬وإن ا ذكره لتي سّره غالبا بالدينةِ‪ .‬ويُ سَنّ أن يقولَ عَقِ بَ الف طر‪:‬‬
‫ص ْمتُ‪ ،‬وعلى ِرزْقِ كَ أفطَرْ تُ" ويز يد مَ نْ أف َطرَ بالاءِ ‪" :‬ذَهَ بَ الظّ مأ‪،‬‬
‫"الله مّ لَ كَ ُ‬
‫ت العُروقُ‪ ،‬وثَبتَ الجْرُ إن شا َء ال تعال"‪.‬‬ ‫وابتَلّ ِ‬

‫(و) سُنّ (غ سلٌ عَن نوِ جَنابَةٍ قب َل فَجرٍ) لئِلّ يَ صَل الاءُ إل با ِط نٍ ن و أذُنِ هِ أو‬
‫دُبُرِ هِ‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬وقضيّت هُ أ نّ وُ صولَه لذلك مُفْ طر‪ ،‬ولي سَ عُمو مه مرادا ك ما هو‬
‫ظاهر أخذا ما مرّ‪ :‬إن سَبَقَ ماء نو الضمضَةِ الشرو عِ‪ ،‬أو غسلُ الفَ مِ التنجّ سِ‪ :‬ل‬
‫حمَل هذا على مبالغَةِ مَنْهيّ عنها‪.‬‬ ‫يُفطِر‪ ،‬لِعُذرهِ‪ ،‬فَلُي ْ‬

‫(و) ُسنّ (كَ فّ) نَف سٍ عن طعا ٍم ف يه شُبهةٌ‪ ،‬و ( َش ْهوَةٌ) مُباحَةً‪ .‬من مَ سْموعٍ‪،‬‬
‫ّيبس للصسّائمِ‪ ،‬ورَدّ‬‫ْصسرٍ‪ ،‬وَمَسّس طِيبسٍ‪ ،‬و ُشمّهسِ‪ .‬ولو تعارَضَت كراهَةُ مَسّس الط ِ‬ ‫ومُب َ‬
‫الطيب‪ :‬فاجتنا بُ ال سّ َأوْل‪ ،‬لن كراهَتَه تؤدّي إل نَقْصانِ العِبادةِ‪ .‬قال ف الِلية‪:‬‬
‫ا َلوْل لِل صّائِمِ تَر ُك الكتحال‪ .‬ويُكْرَ هُ سِوا ٌك بعدَ الزّوالِ‪ ،‬وق تَ غرو بٍ‪ ،‬وإن نا مَ أو‬
‫أكلَ كرِيها ناسيا‪ .‬وقال جعٌ‪ :‬ل يكْ َرهُ‪ ،‬بل يُسَنّ إن تغيّر الفَ ُم بنحوِ َنوْمٍ‪ .‬وما يَتَأكّد‬
‫لِلصائمِ‪ :‬كفّ اللّسانِ عن كلّ مرّ مٍ كَ َكذِ بٍ وغَيَْبةٍ‪ ،‬و ُمشَاتَةٍ لنه مبطٌ للَجْرِ‪ ،‬كما‬
‫ص َسرّحُوا بِهسِ‪ ،‬و َدلّت عليسه الخبارُ الصسحيحة‪ ،‬ونصّس عليسه الشافعيّس وَالصسحاب‪،‬‬
‫ث الذرع يّ حُ صولهُ وعلي هِ إِثُ مَعْ صِيَتِهِ‪ .‬وقال‬ ‫وأقرّهُم ف الجمو عِ‪ ،‬و به يُرَدّ َبحْ ُ‬
‫صوْمِهِ‪ ،‬وهو قيا سُ َمذْهَب أحد ف الصلة ف الغصوب‪ .‬ولو‬ ‫بعضُهم‪ :‬يبطُل أصلُ َ‬
‫شَتمَه أحدٌ فليقسل ولو فس نَفْلٍ إنس صسائمٌ‪ ،‬مرتيس أو ثلثا فس نفسسه تذكيا لاس‪،‬‬
‫وبلسانه‪ :‬حيثُ ل يظن رياءٌ‪ ،‬فإنِ اقتصَرَ على أحدهِما‪ :‬فا َلوْل بلِسانِهِ‬

‫صدَقَةٍ)‪ ،‬وَتوْ سِعَ ٌة‬


‫(و) ُسنّ مع التأكيدِ (برمضان)‪ ،‬وعشره الخيِ آ كد‪( ،‬إكثارُ َ‬
‫على عِيالٍ‪ ،‬وإحسانٌ على القاربِ واليانِ للتّباع وأن يُفطّ َر الصائمي أي يُ َعشّيهم‬
‫إن قَدر‪ ،‬وإل فعَلى نو شُرْبةٍ‪( ،‬و) إكثارُ (تلوَةٍ) للقرآ نِ ف غيِ نوِ ال شّ‪ ،‬ولو نو‬

‫‪131‬‬
‫سحَر‪ ،‬فبيْن‬ ‫طري قٍ وأفض ُل الوقا تِ للقراءَةِ من النهارِ‪ :‬بعد ال صّبْحِ‪ ،‬ومِ نَ الليلِ‪ :‬ف ال ّ‬
‫العشاءَين‪ .‬وقراءَةُ الليل أول‪ .‬وينبغي أن يكون شأن القاريء‪ :‬التدبّر‪ .‬قال أبو الليث‬
‫ف البستانِ‪ :‬ينبغي للقارىء أن يت مَ القرآ نَ ف السنة مرّتي إن ل يقدِرَ على الزيادة‪.‬‬
‫وقال أ بو حني فة‪ :‬مَ نْ قرأ القرآ نَ ف كل سَنَة مرت ي‪ :‬ف قد أدّى حَقّه‪ ،‬وقال أح د‪:‬‬
‫يُكْرَ هُ تأخيُ خَتمَةٍ أكثر من أربعيَ يوما بل عذرٍ لديث ابن عمر‪( .‬و) إكثارُ عبا َدةٍ‬
‫و (اعتِكا فٌ) للتّبا عِ ( سِيما) بتشديدِ الياءِ‪ ،‬و قد ي فف‪ ،‬والف صح جَرّ ما بعد ها‪،‬‬
‫وتقديُ ل عليها‪ .‬وَمَا زائدةٌ وهي دالةٌ على أن ما بَ ْعدَها َأوْل بالكم ما قبلها (عشر‬
‫آخره) فيتأكّد له إكثارُ الثلثةِ الذكورةِ للتّبا عِ ويُ سَنّ أن يكُ ثَ معتَكِفا إل صَلةِ‬
‫العباداتس الذكورَة فيسه رجاءَ‬
‫ِ‬ ‫ِفس قبلَ دُخولِ ال َعشْرِ‪ ،‬ويتأ ّكدُ إكثا ُر‬
‫العيدِ‪ ،‬وأن يَعتَك َ‬
‫مصا َدفَةِ ليلةِ ال َق ْدرِ‪ ،‬أي الُكم والف صل أو الشرف‪ ،‬والعم ُل فيها خيٌ من العملِ ف‬
‫س فيها ليلةَ ال َقدْرِ وهي منحَصِرَة عندنا فيه‪ ،‬فأرْجاها‪ :‬أو تارُه‪ ،‬وأرْجَى‬ ‫أل فِ شهرٍ لي َ‬
‫س والعشريسن‪ ،‬واختا َر النووي وغيه‬ ‫أوتاره عنسد الشافعسي‪ :‬ليلةَ الادِي أو الثالث ِ‬
‫انتقالا‪ .‬و هي أفض ُل ليال ال سنة‪ ،‬وصحّ‪" :‬مَن قا مَ ليل َة القَ ْدرِ إيانا أي تصديقا بأنا‬
‫ح قّ وطاعة واحتسابا أي طلبا لرضا ال تعال وثوابه غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبِه" وف‬
‫رواية‪" :‬وما تأخّر"‪ .‬و َروَى البيْهق يّ خبَ "من صَلى الغرِ بَ والعِشاءَ ف جاعةٍ حت‬
‫ينقضِ يَ شهر رمضان‪ :‬فقد أخذَ من ليل ِة القَدرِ بَ ظّ وافِر"‪ .‬ورَوى أيضا‪" :‬مَن َشهِدَ‬
‫العِشا َء الخيَة ف جاعَةٍ مِن رمضان فقدْ أدرَ كَ ليَلةَ ال َقدْرِ"‪ .‬و َشذّ مَن زَعَ مَ أنا ليلةَ‬
‫الّنصْفِ من شعبانِ‪.‬‬

‫ق َق ْدرِ طُمأنينةِ ال صّلة‪ ،‬ولو‬


‫ث َفوْ َ‬
‫[تت مة]‪ :‬يُ سَنّ اعتكا فُ كل وق تٍ‪ ،‬و هو لب ٌ‬
‫مُتَردّدا ف م سجدٍ أو رَحَبَتِ ِه ال ت ل يتيقّن حُدوث ها بَ ْعدَه‪ ،‬وأن ا غ ي م سجدٍ بنيّة‬
‫ج ولو لَلءٍ مَن ل يقدّر العتكِا فَ الندو بَ أو النذورَ بدّةٍ بل‬ ‫اعتِكا فٍ‪ .‬ولو خَرَ َ‬
‫عَزْ مِ َعوْدٍ َجدّ َد الن ية وجوبا إن أراده‪ .‬وكذا إذا عا َد بعدَ الرو جِ لغيِ ن و خَلءٍ َم نْ‬

‫‪132‬‬
‫ب تدي ُد النيّة‪ .‬ول َيضُرّ الرو جُ‬ ‫قيّده ب ا‪ ،‬كيوم‪ .‬فلو خَرَ جَ عازِما لِعَوْدٍ فعادَ ل َيجِ ْ‬
‫ف اعتِكا فٍ نَوى تتابعه‪ ،‬كأن َنوَى اعتكا فَ أسبوعٍ‪ ،‬أو شهرٍ متتابع‪ ،‬وخرج لقضاءِ‬
‫حاج ٍة ولو بل ِشدّت ا وغُ سل جَنا بة‪ ،‬وإزالة ن س وإن أمكنَه ما ف ال سجدِ‪ ،‬ل نه‬
‫أصونُ لُروءَتِهِ ولُرْمَةِ السجدِ‪ ،‬أكل طعامٍ‪ ،‬لنه يستحيا منه ف السجدِ‪ ،‬وله الوضوء‬
‫ُسسلٍ مسسنون‪ ،‬ول يَضرّ بُعدُ‬ ‫بعدَ قضاءِ الاجةِ تبعا له‪ .‬ل الروج له قصسدا‪ ،‬ول لِغ ْ‬
‫موضِعها‪ ،‬إل أن يكو نَ لذلك موضِعٌ أقرب منه‪ ،‬أو يَ ْفحَش البُعدُ‪ ،‬فَيضُرّ‪ ،‬ما ل يكن‬
‫القرَب غي لئ قٍ به‪ ،‬ول يكلّف الشي على غي َسجِيّته‪ ،‬وله صلةٌ على جنازَةٍ إن‬
‫ل ينَتظِر‪ .‬ويرج جوازا ف إعتِكا فٍ متتابع لا استثناهُ من غَرَ ضٍ دُنَيوِ يّ‪ :‬كلِقاءِ أميٍ‬
‫أو ُأخْ َروِ يّ كَوضوءٍ‪ ،‬وغُ سْلٍ م سنونٍ‪ ،‬وعيادَة مري ضٍ‪ ،‬وتعزيةِ م صابٍ‪ ،‬وزيارةِ قاد مٍ‬
‫طريقس قضاءِ الاجَةِ وإنزالِ مَنّ‬
‫بماعس وإن اسستثناهُ أو كان فس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫سسفَرٍ ويبطُ ُل‬
‫مسن َ‬
‫بباشَ َرةٍ بشهوَةٍ كقُبلة وللمعتكِ فِ الرو جُ من التطوّ عِ لنحو عيا َدةِ مري ضٍ‪ .‬وهل هو‬
‫أفضلُ‪ ،‬أو تركُه‪ ،‬أو سَواء؟ وُجوه‪ ،‬والوْجه كما بث البلقين أن الروجَ لعيا َدةِ نو‬
‫رَحِمٍس وجارٍ وصسديقٍ‪ ،‬أفضسل‪ .‬واختارَ ابنُس الصسلح الترك‪ ،‬لنسه كان يعتكسف ول‬
‫يرجْ لذلك‪.‬‬

‫ف بشتمٍ‪ ،‬أو غيبةٍ‪ .‬أو أكل حرام‪.‬‬


‫[مهمة]‪ :‬قال ف النوار‪ :‬يبطلُ ثوابُ العكتا ِ‬

‫(ف صل)‪ ِ:‬ف صوم التطوع وله ِم نَ الفضائِلِ والَثُوبَةِ ما ل يُح صيهِ إل اللّ هُ تعال‪،‬‬
‫ومِن ث‪ ،‬أضافَ هُ تعال إليه دون غيِ هِ مِ نَ العَبادات‪ ،‬فقال‪" :‬كل عملُ ابن آدم له إل‬
‫ال صّوم‪ ،‬فإ نه ل‪ ،‬وأ نا أجزي به"‪ .‬و ف ال صحيحي‪ " :‬من صامَ يوما ف سبيلِ ال‪،‬‬
‫باعَد الّلهُ و ْجهَهُ عن النارِ سَبْعِيَ خَرِيفا"‪.‬‬

‫صوْمُ يَومِ عَرفة) لغيِ حَاجّ‪ ،‬لنه يُكَفّر السنةَ الت هو فيها والّت‬
‫(ويُسَنّ) مُتَأكّدا ( َ‬
‫صوْ ُم الثامن مع عرفة‪.‬‬
‫بعدها كما ف خب مسلم وهو تاسع ذي الجة‪ ،‬وال ْحوَط َ‬

‫‪133‬‬
‫ّقس ِبحَق ّ الدَمِيسّ‪ ،‬إذِ الكَبائِرِ ل يُكَفّرُهسا إل التّوبَ ُة‬
‫والُكَفّرس‪ :‬الصسغائر التس ل تتعل ُ‬
‫ُنس له صسغَائر زيدَ فس‬ ‫ُقوقس الدمسي مُتَوقفسة على رضاه‪ ،‬فإِن ل تَك ْ‬ ‫الصسحيحة‪ .‬وح ُ‬
‫ح سَنَاتِهِ‪ .‬ويتأكد صوم الثمانية قبله‪ :‬للخب الصحيح فيها‪ ،‬القتضي لفضلية َعشْرِها‬
‫على َعشْرِ رمضان الخي‪( .‬و) يوم (عاشوراء) وهو عاشر الحرّم‪ ،‬لنه يُكَفّر السنة‬
‫الاضية كما ف مسلم‪( .‬وتاسوعاء)‪ :‬وهو تاسعه‪ ،‬لب مسلم‪" :‬لئن بَقي تُ إل قابِل‬
‫صمْه‪:‬‬‫لَصومَ ّن التاسع"‪ .‬فما تَ قبله‪ .‬والِكمة‪ :‬مالفةُ اليهود‪ ،‬ومن ث ُسنّ لن ل يَ ُ‬
‫صسوم الادي عشسر‪ ،‬بسل إن صسامه‪ ،‬لبٍس فيسه‪ .‬وفس المسّ‪ :‬ل بأس أن يفرده‪ .‬وأمسا‬
‫أحاد يث الكتحال والغ سل‪ ،‬والتّطيّ ب ف يوم عاشوراء‪ ،‬فمِن وض عِ الكذّاب ي (و)‬
‫صوْمَها مع صو ِم رمضان‬ ‫صَومُ ( سِتّة) أيا مٍ ( من شوّال) ل ا ف ال ب ال صحيح أن َ‬
‫ك صيامِ الدّ هر‪ .‬وات صالا بيو مِ العيدِ أف ضل‪ :‬مبادرةً للعبادَةِ‪( ،‬وأيا مُ) الليال (البي ضِ)‬
‫وهي‪ :‬الثالث عشر وتالياه‪ ،‬لصحة المر بصومها‪ ،‬لن صوم الثلثة كصوم الشهر‪،‬‬
‫إذ ل سنةُ بِ َعشْرِ أمثالِ ها‪ ،‬ومِن ثَم ت صَ ُل ال سّنة بثلثَةٍ وغي ها‪ ،‬لكن ها أفضَلُ‪ ،‬ويبدل‬
‫َهس ثالث عشسر ذي الجسة بسسادِس َعشَرِه‪ ،‬وقال الللُ البلقينّ‪ :‬ل بسل‬ ‫على الوْج ِ‬
‫صوْمُ (الثني‬ ‫يَ سْقُط‪ .‬ويُ سَنّ صوم أيام ال سّود‪ :‬وهي الثامن والعشرون وتالياه‪( ،‬و) َ‬
‫صوْ َمهُما وقال‪" :‬تُعْرَ ضُ فيه ما العمالُ‪،‬‬ ‫والم يس) لل خب الَ سَنِ أ نه كان يتحرّى َ‬
‫فأحِبّ أن يُعْرَضَ َعمَلي وأنا صائِم" والرادُ عَرضها على ال تعال‪ .‬وأما رَفْعُ اللئكةِ‬
‫ل ا‪ :‬فإِ نه مرّة بالليلِ ومرّةَ بالنهارِ‪ ،‬ورفعُها ف شعبا ِن ممولٌ‪ ،‬على رف عِ أعما َل العا مِ‬
‫مْمَلة‪ .‬وصسومُ الثنيِ أفضلُ مسن صسَومِ الميسِس لصسوصيات ذكروهسا فيسه‪ ،‬و َعدّ‬
‫صوْمِهُما مكروهٌ‪ :‬شَاذّ‪.‬‬
‫الليميّ اعتيا َد َ‬

‫[فرع]‪ :‬أف ت ج ع متأخرون ب صو ِل ثوا بِ عَرَفَة و ما بعدَه بوقو عِ صَومِ فر ضٍ‬


‫فيها‪ ،‬خلف للمجموع‪ .‬وتبعه السنوي فقال‪ :‬إن نواها ل يصل له شيء منهما‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫قال شيخ نا كشي خه والذي يت جه أن الق صدَ وجو ُد صو ٍم في ها ف هي كالتحِيّة‪ ،‬فإن‬
‫نوى التطّوعَ أيضا‪َ ،‬حصَل‪ ،‬وإل سَ َقطَ عنهُ الطّلب‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬أف ضل الشهورُ لل صوم ب عد رمضان‪ :‬الشهرُ الُرُم‪ .‬وأفضلُهَا الحرّم‪ ،‬ث‬
‫لجّةِ‪ ،‬ث القعْدَةِ‪ ،‬ث شهرُ شعبا نَ‪ .‬و صَومُ ت سع ذي الجّة أفضلُ من‬ ‫رَجَب‪ ،‬ث ا ِ‬
‫صوْمِهِما‪.‬‬
‫صومِ َعشْرِ الحَرّم اللذين يُْندَب َ‬

‫[فائدة]‪ :‬من تَلَّب سَ ب صومِ تَ َطوّ عٍ أو صلتِه‪ ،‬فله قَطْعُه ما ل نُ سُك َت َطوّع ومَن‬
‫تَلبّسَ بقضاءٍ واجبٍ‪ ،‬حَرُم قَطْعُه ولو مُوسِعا‪ ،‬وَيحْرُمُ على الزوجة أن تصوم‪ ،‬تطوّعا‬
‫أو قضاءَ موسعا وزوجُها حاضرٌ إل بإذنِهِ أو عِل ِم رِضاه‪.‬‬

‫[تتمة]‪ :‬يرُم الصومُ ف أيام التّشري ِق والعِيدَيْ نِ‪ ،‬وكذا يو مِ الشّ كّ لغيِ ِورْدٍ‪ ،‬وهو‬
‫يوم ثل ثي شعبان‪ ،‬و قد شا عَ ال بُ ب ي النا سِ برؤ ية الللِ ول يَثْبُت‪ ،‬وكذا ب عد‬
‫نِصْف شعبان‪ ،‬ما ل يَصِلْه با قبله‪ ،‬أو ل يوافِقْ عادَتَه‪ ،‬أو ل يَكُنْ عن ن ْذرٍ أو قضاءٍ‪،‬‬
‫ولو عن نَفْلٍ‪.‬‬

‫باب الجّ‬

‫و هو‪ :‬بِفَت حِ أوّله وكَ سْرِه لُغةً‪ :‬الق صدُ‪ ،‬أو كثرَ ته إل مَ نْ يُعَظّ م‪ .‬وشرعا‪ :‬ق ص ُد‬
‫ك ال ت‪ .‬و هو مِ نَ الشّرائِ عِ القديِة‪َ .‬و ُروِ يَ أن آد مَ عل يه ال سّلم حجّ‬ ‫الكَعْبَةِ للنُ سُ ِ‬
‫أربع ي حجّةً من الِنْدِ ماشِيا‪ ،‬وأ نّ جبيلَ قال له‪ :‬إ نّ اللئِكَةَ كانُوا َيطُوفو نَ قبَل كَ‬
‫بذا البي تِ سبعةَ آل فِ سنة‪ .‬قاب ابن إسحاق‪ :‬ل يبعَث اللّ هُ نبيا بعدَ إبراهي مَ علي هِ‬
‫ال صّلةُ وال سّلمُ إلّ َح جّ‪ .‬والذي صَ ّرحَ ب هِ غيَ هُ‪ :‬أنّه مَا مِن نبَ إل َح جّ‪ ،‬خِلفا َل نْ‬
‫استَثْنَى هُودا وصالا‪ .‬والصلةُ أفضل منه‪ ،‬خلفا للقاضي‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫وفُرِضَ ف السّنةِ السادِسِة على الصَحّ‪َ ،‬حجّ قبلَ النّبوّة وبَ ْعدَها وقب َل الِجرةِ ِحجَجا‬
‫ل ُي ْدرَى َعدَدُها‪ ،‬وبعدها ِحجّ ُة الوَدَا عِ ل غي‪ .‬وورد‪" :‬من حَ جّ هذا البي تِ‪ ،‬خر جَ‬
‫مِن ذُنوبِ هِ كيو مَ وَلدتُ هُ أمّه" قال شيخنا ف حاشي ِة الِيضا حِ‪ :‬قولُه‪ :‬كيو مَ ولَدت هُ أمّه‬
‫َيشْمَلُ التّبِعات‪ .‬وور َد الت صريحُ به ف روا ية‪ ،‬وأف ت به بع ضُ مشاي نا‪ ،‬ل كن ظاهُر‬
‫كل ِمهِم يالِفْه‪ ،‬والوّل أ ْوفَق بظواهِ ِر ال سّنّة‪ ،‬والثان أوفق بالقواعدِ‪ .‬ث رأيت بعض‬
‫الحققي نق َل الِجاعَ عليه‪ ،‬وبه يَْندَِفعُ الِفتاءُ الذكورُ تسكا بالظواهر‪.‬‬

‫ك التس‪.‬‬ ‫(والعمرة) و هي لغسة‪ :‬زيادَةُ مكانٍس عامِر‪ .‬وشرعا‪ :‬قَ صْدُ الكَعبةِ للنّ سُ ِ‬
‫(يبان) أي ال جّ والعُمْ َر ِة ول يغ ن عن ها الَج وإن اشتمَلَ علي ها‪ .‬و خب‪ :‬سُِئلَ عن‬
‫ال ُعمْرَةِ‪ ،‬أواجِبةً هسي؟ قال‪" :‬ل" ضعيفٌس اتّفاقا‪ ،‬وإن صسحّحه التّرمذي‪( .‬على) كسل‬
‫مُسسلمٍ‪( ،‬مُ َكلّف) أي بالغسٍ‪ ،‬عاقلٍ‪( ،‬حُرَ)‪ :‬فل يبان على صسب ومنونسٍ‪ ،‬ول على‬
‫ل ل فَرْضا (مستطيعٍ) للحجّ‪ ،‬بوجدانِ‬ ‫رقيقٍ‪ .‬فُنسُك غيِ الكلّفِ ومَن في ِه رِقّ يَ َقعُ نَف ً‬
‫َهس والرّاحِلَة أو ثنَهسا‪ :‬إن كان بينَه‬ ‫َنس مَع ُ‬
‫الزّادِ ذهابا وإيابا‪ ،‬وأج َرةَ خَفيٍ أي ميٍ يأم ْ‬
‫وبيَ مكّة مرحلتا نِ أو دونَه ما وضَع فَ عن الش يِ مع نفقِة مَن ي بُ علي هِ نفقَتَه‬
‫وكِسْوَتَه إل الرّجوع‪ .‬ويُشتَرطُ أيضا للوجوب‪ :‬أمْنُ الطّريقِ على النفسِ والالِ‪ ،‬ولو‬
‫مِن رَ ص َديّ‪ ،‬وإن قلّ ما يأخذه‪ ،‬و َغلَبةُ ال سلمَةِ لراك بِ البحرِ‪ ،‬فإِن غل بَ الَل كُ‬
‫ليجا نِ المْوا جِ ف بع ضِ الحوالِ أو ا ستويا‪ :‬ل ي بْ‪ ،‬بل َيحْرُم الركو بُ ف يه له‬
‫ولغيه‪.‬‬

‫وشُرِ طَ للوجو بِ على الرأةِ مع ما ذ كر أن يرُ جَ مع ها مْرَ مٌ‪ ،‬أو زو جٌ‪ ،‬أو نِ سوَ ٌة‬
‫َصسرَ‪ ،‬أو كانست فس قافِلَةٍ‬ ‫سسفَرِها وحدَهسا‪ ،‬وإن ق ُ‬ ‫ثِقاتسُ‪ ،‬ولو إِماءٌ‪ ،‬وذلك لُرْمَةِ َ‬
‫ْضس الِسسلمِ‪ ،‬وليس َس لاس‬ ‫وجوبس أن ترُج مسع امرأةٍ ثقةٍ لدَا ِء فَر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عظيمةٍ‪ ،‬ولاس بل‬
‫الُرو جُ لتطوّ عٍ‪ ،‬ولو مَ عَ نِ سو ٍة كثيَةٍ‪ ،‬وإن قَ صُ َر ال سّفر‪ ،‬أو كا نت َشوْهَاء‪ .‬و قد‬
‫صَرّحوا بأنه َيحْرُمُ على الكّيّةِ التطوّع بال ُعمْرَةِ من التّنعِيمِ َمعَ النّساء‪ ،‬خلفا لَن نازَعَ‬

‫‪136‬‬
‫فيهِ (مرّة) واحدَ ًة ف العُمْرِ (بتراخٍ) ل على ال َف ْورِ‪ .‬نعم‪ ،‬إنا يوزُ التأخيُ بشرطِ العزمِ‬
‫على الفعلِ ف ال ستقبَلِ‪ ،‬وأن ل يتضيّ قا عل يه بنَذرٍ‪ ،‬أو قضاءٍ‪ ،‬أو َخوْف عض بٍ‪ ،‬أو‬
‫تَلَفِ مالٍ بقرينةٍ‪ ،‬ولو ضعيفةٍ‪ .‬وقيل يبُ على القا ِدرِ أن ل يَتْرُكَ الجّ ف كل خسِ‬
‫سني لبٍ فيهِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ت بُ إنابَةٌ عن ميّ تٍ عليه نُ سُكٌ مِ نْ ت َركَتِ هِ كما تُ ْقضَى مِن هُ ديون هُ فلو ل‬
‫تَكُ نْ ل هُ تَركةُ ُسنّ لوارِثِ هِ أن يفعََل هُ عنه‪ ،‬فلو فعلَ هُ أجنبّ‪ ،‬جازَ‪ ،‬ولو بل إذ نٍ‪ ،‬وعن‬
‫آفاقسي معضوبٍس عاجِزٍ عسن النسسكِ بنفسسه‪ :‬لنحوِ زَمَانَةٍ‪ ،‬أو مَرَضٍس ل يُرْجَى بِرؤه‬
‫بأُجْرةِ مثلٍ فَضَلَ تْ ع ما يَحتاجَه العضو بُ يو مَ ال ستَئْجارِ‪ ،‬وع ما عدا ُمؤْنَة نف سِهِ‬
‫وعِيالِ ِه بعدَ هُ‪ ،‬ول يَ صُحّ أن ُيحَ جّ عن م ْعضُو بٍ بغيِ إذنِ هِ‪ ،‬لن ال جّ يَفْتَقِرُ للن ية‪،‬‬
‫والعضوبُ أهلُ لا وللِذنِ‪.‬‬

‫(أركانُه) أي ال جّ‪ :‬سِتةٌ‪ .‬أحدُ ها‪( :‬إحرا مٌ) به‪ ،‬أي بنيّة دُخو ٍل ف يه‪ ،‬ل ب‪" :‬إن ا‬
‫العمالُ بالنيات"‪ .‬ول يب تلفظ با‪ ،‬وتلبية‪ ،‬بل يُسَنّان فيقولُ بقلِبهِ ولسانِهِ‪َ :‬نوَيْتُ‬
‫الجّ‪ ،‬وأحْرَمْ تُ ب هِ ل تعال لبيك اللهُ مّ لبيك إل آخرِه‪( .‬و) ثانيها‪( :‬وقو فٌ بِعَ َرفَة)‬
‫أي حضورهُس بأيّس جزءٍ منهسا ولو لظةً‪ ،‬وإن كانَس نائما‪ ،‬أو مارّا‪ ،‬لبِس الترمذيسّ‪:‬‬
‫"الجّ َعرَفَة" ول يس من ها‪ :‬م سجدُ إبراهي مُ عل يه ال سّلم‪ ،‬ول نِرة‪ .‬والفضَلُ للذّكَر‬
‫ترّي موقفُه‪ ،‬و هو عندَ ال صّخرات العرو فة‪ .‬و ُسمّيَتْ عر فة‪ ،‬ق يل‪ :‬لن آدم وحواء‬
‫تعارفا ب ا‪ ،‬وق يل غي ذلك‪ .‬ووق ته (ب ي زوالٍ) للشم سِ يوم عرفة‪ ،‬و هو تاسعُ ذي‬
‫الجّة‪( ،‬و) ب ي طلو عِ (فجرِ) يو مِ (نرٍ)‪ .‬و سُنّ ل هُ الم عُ بيَ اللي ِل والنهارِ‪ ،‬وإل‬
‫أرا قَ دَ مَ تَتّ عٍ َندْبا‪( .‬و) ثالثُ ها‪( :‬طوا فُ إفاضَةٍ) ويدخُل وقتُه بانتصافِ ليلةِ النحرِ‪،‬‬
‫وهو أفض ُل الركَا نِ‪ ،‬حت مِن الوقو فِ‪ ،‬خلفا للزركش يّ‪( .‬و) رابعها‪ ( :‬سَعْيٌ) بي‬
‫ف قدو مٍ ما ل يق فْ بِعرَ فة‪ ،‬أو بعدَ طوا فِ‬ ‫ال صّفا وا َل ْروَةِ ( سَبْعا) يقينا ب عد طوا ِ‬
‫إفاضَةٍ‪ .‬فلو اقتصَر على ما دُو نَ ال سّبْع ل ُيجْ ِز هْ‪ ،‬ولو شَ كّ ف عددها قبل فراغِ هِ أخذَ‬

‫‪137‬‬
‫ف القدو مِ ل يُْندَ بْ ل هُ إعادَ ُة ال سّعْيِ بعدَ‬
‫بالقلّ‪ ،‬ل نه الُتيَقّن‪ .‬ومَ نْ سَعَى بعدَ طوا ِ‬
‫ف الِفاضةِ‪ ،‬بل يُكرَه‪ .‬وي بُ أن يبدَأ ف يه ف الرّة الول بال صّفا ويت مَ با َل ْروَة‬ ‫طوا ِ‬
‫ع فإِن بدأ بالَروَة ل ُيحْسَب مُرُورُهُ مِنها إل الصّفا وذهاُبهُ من الصّفا إل الَروة‬ ‫للتّبا ِ‬
‫مرّة وعودُه منهسا إليسه مرّة أخرى‪ .‬ويُسَسنّ للذّكسر أن يَرْقسى على الصسّفا والروة قَ ْدرَ‬
‫قامَةٍ‪ .‬وأن ي شي أوّلَ ال سّعْيِ وآ ِخرَه‪ ،‬ويَعْدُو الذّكرُ ف الوَ سَطِ‪ ،‬وَملّه ما معروف‪.‬‬
‫(و) خامسها‪( :‬إزالةُ شَعْرٍ) من الرّأ سِ‪ ،‬بلق أو تقصي‪ ،‬لتوقف التحلّلِ علي هِ وأقل ما‬
‫يزىء ثل ثَ شَعْرَا تٍ‪ ،‬فتعميم هُ لبيا نِ الفضلِ‪ ،‬خلفا لن أ َخذَ مِن هُ وجو بَ التّعمي مِ‪.‬‬
‫وتقصسيُ الرأة أول مِن حَلْقِهسا‪ ،‬ثُم َيدْخُل مَكّة بعسد رَمْيِس َجمْرَةِ العَقَبَةِ والَلْقسِ‪،‬‬
‫ف القُدومِ كما هو الفضَلُ والَلْقُ‬ ‫ويطوفُ للرك ِن فيَسعى إن ل يكنْ سَعَى بعدَ طوا ِ‬
‫والطوافُس والسسعيُ ل آخ َر لوقتِهسا‪ .‬ويكرهُس تأخيُهسا عسن َيوْمِس النحسر‪ ،‬وأشدّ منسه‪:‬‬
‫تأخيَ ها عن أيّام التّشري قِ‪ ،‬ث عن خروج هِ من مكّة‪( .‬و) سادسها‪( :‬ترت يب) ب ي‬
‫ف الرك نِ والل قِ‬ ‫معظ مِ أركانِه بأن يُ َقدّم الِحرا مَ على المي عِ‪ ،‬والوُقوف على طوا ِ‬
‫والطوا فِ على السعي إن ل يَ سْعَ بعد طوا فِ القدو مِ ودليلُه التّباع‪( .‬ول تبَرُ) أي‬
‫الركان‪ِ ،‬بدَ مٍ)‪ .‬و سيأت ما ي ب بالدّم‪( .‬وغ ي وقو فٍ) من الركا نِ ال ستة (أركان‬
‫ب فيها ف‬ ‫العُمرة) لشمولِ الدلّة لا وظاهرٌ أنّ اللقَ يبُ تأ ِخيُهُ عن سَعْيِها‪ ،‬فالترتي ُ‬
‫َجمِيعِ الركان‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬يؤدّيان بثلثةِ أوجُةٍ‪ :‬إفراد‪ :‬بأن ي جّ ث يعتمر‪ .‬وتتع‪ :‬بأن يعتمِر ث ي جّ‪.‬‬
‫وقِران‪ :‬بأن ُيحْرِ مَ بما معا‪ .‬وأفضلها‪ :‬إفراد إن اعتمَر عامه ث تتّع‪ .‬وعلى كل من‬
‫جدِ الرامِ وهم من دون مرحلتي‪.‬‬ ‫التمتع والقارِن‪ :‬دَمٌ إن ل يَكُن مِن حاضِري الس ِ‬

‫(وشرو طُ الطواف) ستة‪ :‬أحدها‪ُ ( :‬طهْرٌ) عن َحدَ ثٍ وخَبَ ثٍ‪( .‬و) ثانيها‪ ( :‬سَتْرٌ)‬
‫لِعَ ْورَةِ قا ِدرٍ‪ ،‬فلو زال ف يه َجدّد‪ ،‬وبَنَى على طوافِ هِ‪ ،‬وإ نْ تَ َع ّمدَ ذلك‪ ،‬وطالَ الفَ صْلُ‪.‬‬
‫(و) ثالثها‪( :‬نيتُ هُ)‪ :‬أي الطّواف‪( ،‬إن استَقَلّ) بأن ل يشمَلْ هُ نُ سُكٌ كسائِرِ العِبادات‪،‬‬

‫‪138‬‬
‫لجَ ِر ال ْسوَدِ ماذيا له) ف مرورِ هِ (بَِبدَنِ هِ)‪ :‬أي‬‫وإل فهي سنة‪( .‬و) رابعها‪( :‬بَدؤه با َ‬
‫بمي عِ شِقّ ِه الَيْ سَر‪ .‬وَ صِفَةُ الحاذاة‪ :‬أن يق فَ بانبِ هِ من ِجهَ ِة اليمانّ بي ثُ ي صيُ‬
‫جي عُ الجَرِ عن يينِ هِ ث ينوي‪ ،‬ث يشي مستقبِلَةُ حَت ياوِز هُ‪ ،‬فحينئذٍ يَنْفَتِل وَيجْعَل‬
‫يَسارَه للبي تَ‪ ،‬ول يوزُ استقبا ُل البي تِ إل ف هذا‪( .‬و) خامسها‪( :‬جعلُ البي تِ عن‬
‫يسارِهِ) مارّا تلقاءَ وجهِ هِ‪ ،‬فيج بُ كونُه خارِجا بك ّل بدَنِ هِ حت بيدِ هِ عن شَا ُذرْوانه‬
‫و َحجَرِهِس للتّباع فإن خالفَس شيئا مِن ذلك ل يَصُسحّ طوافُه‪ ،‬وإذا اسستقبل الطائِف‬
‫لنحو دعاء فليحترِز عن أن يرّ منه أدْن جُز ٌء قبل عوْ ِد هِ إل جَعْ ِل البي تِ عن يسارِه‪.‬‬
‫ويلْزَم مَن قبّ ل الجَر أن يق ّر قدمَيْ هِ ف مله ما ح ت يعتدل قائما‪ ،‬فإِن رأ سَه حالَ‬
‫الوقتس‬
‫ِ‬ ‫سسْعا) يقينا‪ ،‬ولو فس‬ ‫التقبيسل فس جُزءٍ مسن البيست‪( .‬و) سسادسها‪( :‬كونسه َب‬
‫الكروهِ‪ ،‬فإِن َترَكَ منها شيئا وإن قلّ ل يزِئه‪.‬‬

‫لجَرِ) السود بيدِهِ‪( ،‬و) أن (يستلمَهُ ف كل‬ ‫(وسُنّ أن يفتتح) الطاِئفُ (باستلمِ ا َ‬
‫َطوْفَة)‪ ،‬وفس الوتارِ آكَد‪ ،‬وأن يقبّلَه‪ ،‬ويضع َس جبهتَه عليسه‪( ،‬و) يسستلمَ (الرّكنسَ)‬
‫اليما ن‪ ،‬ويُقبّلَ َيدَ ُه بعدَ ا ستل ِمهِ‪( ،‬و) أ نْ (َيرْمَل َذكَرٌ) ف ال ّطوْفا تِ (الثلث الُوَل‬
‫ف بعدَ هُ سَعْي) بإِسراعِ مشيِ ِه مقارِبا خُطا هُ‪ ،‬وأن يشِي ف الربعةِ الخيةِ‬ ‫مِ نْ طوا ٍ‬
‫على هيئِتِه للتّبا عِ ولو تَرَ كَ الرّمَلَ ف الثل ثِ الول‪ :‬ل يقضِيه ف البقيّة‪ .‬ويُ سَنّ أن‬
‫يقر بَ الذكرُ من البي تِ‪ ،‬ما ل يؤذِ أو يَتَأذّ بز ْحمَةٍ‪ ،‬فلو تعارَ ضَ القُرُ بُ منه والرّملُ‪:‬‬
‫قُدّم‪ ،‬لن ما يتعلق بنف سِ العبادةِ‪َ ،‬أوْل من التعلّق بكان ا‪ ،‬وأن يضطَب عَ ف طوا فٍ‬
‫يَرْمَ ُل في هِ‪ ،‬وكذا ف السّعْي‪ :‬وهو جَعْلُ وَ سَط ردائِ هِ تت مِنْكِبهِ الينِ‪ ،‬وطَرَفيْ هِ على‬
‫اليسَر للتّباع وأن ُيصَل َي بعدَ ُه رَكعتي خلفَ الُقامِ‪ ،‬ففي الجر‪.‬‬

‫بالطوافس عندَ دخولِ السسج ِد‬


‫ِ‬ ‫ِنس الذّكَر والُنثسى‬
‫أنس يَبَدأَ كلّ م َ‬
‫ُسسنّ ْ‬
‫[فرع]‪ :‬ي َ‬
‫ف فو تَ فر ضٍ‪ ،‬أو راتبةٍ‬
‫للتّبا عِ‪ ،‬رواه الشيخان إل أن يدَ الِما مَ ف مكتوبةٍ‪ ،‬أو يا َ‬
‫مؤ ّكدَةٍ فيبدأ با ل بالطواف‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫(وواجباتُه) أي ال جّ خ سةٌ‪ ،‬و هو ما ي بُ بتركِ ِه الفِدْيَةُ (إحرا مٌ من ميقا تٍ)‬
‫فميقا تُ ال جّ ل ن ب كة‪ :‬هي‪ .‬و هو لل حج والعمرة لِلمُتَوجّ هِ مِن الدي نة‪ :‬ذو اللي َفةِ‬
‫لحْفَةُ‪ .‬ومِن تا مة اليمَ نِ‪ :‬يلمْل مُ‪،‬‬ ‫ال سماة ببئرِ عل يّ‪ .‬ومِ نَ الشّا مِ ومِ صْرَ والَغْرِ بَ‪ :‬ا ُ‬
‫ومن نْد اليمَ ِن والجازِ‪ :‬قرن‪ .‬ومِنَ ا َلشْرِق‪ :‬ذات عِرْق‪ .‬وميقاتُ ال ُعمْرَةِ لن بالرَمِ‬
‫لدَيْبيّة‪ .‬وميقا تُ من ل ميقا تَ له ف طري قه‪:‬‬ ‫الِلّ‪ ،‬وأفضلُه الِعْرانَةُ‪ ،‬فالتّنْعِي مُ‪ ،‬فا ُ‬
‫ماذَاةُ اليقا تِ الوارِد إن حاذا هُ ف بَرّ أو برٍ‪ ،‬وإل فمرحلتان من مكّة‪ ،‬فيحرِ مُ الائي‬
‫ف البحرِ من ِجهَ ِة اليميِ من الشّعَ بِ الحرّم الذي ياذي يلملم‪ ،‬ول يوزُ له تأخيُ‬
‫إحرامِهِ إل الوصولِ إل َجدّة‪ ،‬خلفا لا أفت به شيخنا مِن جوازِ تأخيِهِ إليها‪ ،‬وعلّل‬
‫بأن مسافَتَها إل مكّة كمسافةِ يلمْلم إليها‪ .‬ولو أحْرَ مَ من دو نِ اليقا تِ لَزِمَ هُ دَ مٌ ولو‬
‫نا سيا‪ ،‬أو جاهِلً ما ل يَ ُعدْ إل يه ق بل تلَبّ سه بِنُ سُكٍ‪ ،‬ولو طوا فَ قدو مٍ‪ ،‬وأُثَ غيُه ا‬
‫(ومَبيتٌ بُزْ َدلِفة) ولو ساعَة من نُصف ثا نٍ من ليلةِ النحر‪( ،‬و) مبيتٌ (بِنَى) معظَم‬
‫س اليو مِ الثا ن‪ ،‬جاز و س َقطَ عن هُ‬ ‫ليال أيام التشري قِ‪ .‬ن عم‪ ،‬إن نَفَر قبلَ غُرو بِ َشمْ ِ‬
‫مبيتُ الليل ِة الثالث ِة ورَمْي يومها‪ ،‬وإنا يبُ البيتُ ف لياليها لغيِ الرّعاءِ وأهلِ السّقايَةِ‬
‫ف الودا عِ) لغ ي حائ ضٍ‪ ،‬وَمَكّ يّ إن ل يفارق مكّة ب عد حجّه (ورَمْ يٌ) إل‬ ‫(وطوا ُ‬
‫َجمْرَ ِة العَقَبَةِ ب عد انتِ صافِ ليلةِ النحرِ‪ ،‬سبعا‪ ،‬وإل المرا تِ الثل ثِ ب عد َزوَالِ كل‬
‫يومٍ مِن أيام التشريقِ سبعا سبعا‪ ،‬مع ترتيبٍ بي المراتِ (بجرٍ) أي با يُسَمّى به‪،‬‬
‫ولو عقيقا وبِّلوْرا‪ .‬ولو تَرَ َك رَمْ يَ يو مٍ‪ ،‬تدا َركَ هُ ف باقي أيام التشري قِ‪ ،‬وإل لزمَ هُ د مٌ‪،‬‬
‫سمّى هذهِ أبعاضا‪.‬‬ ‫ت بدمٍ‪ ،‬وُت َ‬‫بتركِ ثلثِ رمياتٍ فأكثرَ‪( .‬وتبَرُ) أي الواجبا ُ‬

‫سلُ)‪ ،‬فتيمم (لِحرا مٍ ودخولِ مكة) ولو حللً بذي َطوًى‪،‬‬ ‫(و سُنَنُه) أي ال جّ (غُ ْ‬
‫(وقو فٌ) بِعَرفَة َعشِيّتها‪ ،‬وبز َدلِفَة‪ ،‬ولِرَمْ يِ أيا ِم التشريق‪( ،‬وتطيّ بُ) الَبدَن‪ ،‬والثو بِ‬
‫ولو ب ا لَ هُ جُرْ مٌ (قُبيلَه) أي الِحرام وب عد الغُ سْلِ‪ ،‬ول َيضُرّ ا ستدامَتُه ب عد الِحرا مِ‪،‬‬
‫ول انتقاله بعر قً (وتلبيةٌ) وهي‪ :‬لبي كَ الله مّ لبيْك‪ ،‬ل شري كَ ل كَ لبيّك‪ ،‬إ ّن المدَ‬

‫‪140‬‬
‫والنّعْمَة لك‪ ،‬والُ ْل كَ‪ ،‬ل شري كَ ل كَ‪ .‬ومع ن لب يك‪ :‬أ نا مقي مٌ على طاعَتِك‪ .‬ويُ سَ ّن‬
‫الِكثارُ مِن ها‪ ،‬وال صّلةُ على ال نب و سؤال النّةِ‪ ،‬وال ستعاذةُ من النار‪ ،‬ب عد تكريرِ‬
‫ف القدو مِ‪،‬‬ ‫التّلبيَة ثلثا‪ .‬وتَستمِرّ التّلبيةُ إل رَمْ يِ َجمْرَ ِة العَقبة‪ .‬لكن ل تُ سَنّ ف طوا ِ‬
‫وال سّعْي بعده‪ ،‬لورود أذكارٍ خا صة فيه ما‪( ،‬وطوا فُ قدو مٍ) ل نه تي ُة البي تِ‪ ،‬وإن ا‬
‫يُ سَنّ لا جَ أو قارِ نٍ دخَلَ مكّة ق بل الوقو فِ‪ .‬ول يُ َفوّ تُ باللو سِ‪ ،‬ول بالتأخيِ‪.‬‬
‫ن عم‪ ،‬يفو تُ بالوقو فِ بعرفَة (ومبيتٍ بنَى ليلةَ عَرَ فة‪ ،‬ووقو فٍ بَمْع) السمى الن‬
‫بالشعَرِ الرام وهسو جَبَلُ فس آخرِ مزدلِفسة‪ ،‬فيذكرون فس وقوفهسم‪ ،‬ويدعون إل‬
‫الِسفار مستقبليَ القِبلة للتّباع‪( .‬وأذكارٌ)‪ ،‬وأدعي ٌة مصوصة بأوقاتٍ وأمكنةٍ مُعَيّنة‪،‬‬
‫ف اليومِ والليلةِ فلَيطْلُبْه‪.‬‬
‫َوقَدْ اسَتوْعَبَها الَل ُل السّيوطيّ ف وظائ ِ‬

‫ج ومعتمِرٍ‪ ،‬لحادي ثَ وردت‬ ‫[فائدة]‪ :‬يُ سَنّ متأكدا زيارةُ قبِ ال نب‪ ،‬ولو لغيِ حا ّ‬
‫حبّ‪ ،‬ولو لغيها‪ .‬وورد أنه أفضلُ اليا هِ حت مِ نَ‬ ‫ف فضلها‪ .‬وشُرْ بُ ماءِ زمزم مُ سْت َ‬
‫ال َكوْثَرِ‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف مرمات الحرام‪َ( .‬يحْرُ مُ بإِحرا مٍ) على رَجُلٍ وأُنثى ( َوطْءٌ) آية‪{ :‬فَل‬
‫رَفَث} أي ل تَرْفثوا‪ .‬والرّف ثُ مُفَ سّر بالوَطْءِ‪ .‬ويَفْ سَدُ به الجّ والعُمرةُ‪( .‬وقُبلة)‪،‬‬
‫س‬
‫س الِنزالِ بنَظَرٍ أو فِكرٍ (ونِكاحسٍ)‪ ،‬لب ِ‬ ‫ومباشَرٌة بشهوَةٍ‪( .‬واسستمنا ٍء بيدٍ) بلف ِ‬
‫م سلم‪" :‬ل يَن ِك حُ الحْرِ ُم ول يُنْكِح" (وتطَيّب) ف َبدَ نٍ أو ثو بٍ ب ا ي سمى طيبا‪،‬‬
‫كم سكٍ وع نبٍ‪ ،‬وكافورٍ ح يّ أو مي تٍ‪ ،‬وورد ومائه‪ ،‬ولو بشدّ ن و م سكٍ بطر فِ‬
‫ثوبِ هِ‪ ،‬أو بعلِ هِ ف جيبِ هِ‪ .‬ولو خَفيَ تْ رائحَةُ الطّي بِ‪ ،‬كالكاذ يّ والفاغ ية و هي ت ر‬
‫الِنّاء فإِن كا نَ ب يث لو أ صابَهُ الاءَ فاحَ تْ‪َ ،‬حرُ مَ‪ ،‬وإل فل‪( ،‬ودَهْ نُ) بف تح أوله‬
‫(شَعرِ) رأ سٍ‪ ،‬أو ليةٍ بده نٍ‪ ،‬ولو غ ي مُطَيّ بٍ‪ ،‬كز يت و سن‪( .‬وإزالَتَ هُ) أي الش عر‬
‫ولو واحدةً من رأ َسهِ أو ليتِ هِ أو َبدَنِه‪ ،‬نعم‪ ،‬إن احتا جَ إل حَلْ قِ شَعْرٍ بكثرةِ قملٍ أو‬
‫جِرا َحةٍ فل ُحرْمَة‪ ،‬وعلي ِه الفِدْ ية‪ ،‬فلو نَبَ تَ شعْرٌ‪ ،‬بعينِ هِ أو َغطّا ها فأزالَ ذلك‪ ،‬فل‬

‫‪141‬‬
‫حُرْمَة‪ ،‬وفل ِفدْيَة‪( .‬وقَلمٌ) لِظِفْرٍ‪ ،‬ولو بعضِهِ من يدٍ أو رِجْلٍ‪ .‬نعم‪ ،‬لَ ُه قَطْعُ مَا انكس َر‬
‫من ظِفْ ِرهِ إن تأذّى ب ِه ولو أدن تأذّ‪( .‬ويرُ مُ سَتْ ُر رَجُل) ل امرأة (بع ضَ رأ سٍ با يُ َعدّ‬
‫ط رقيق‪،‬‬ ‫ساتِرا) عُرْقا من َمخِيطٍ أو غيِ كقُلُنْسُوَةٍ‪ ،‬وخُ ْرقَةٍ إمّا ما ل يُعَدّ ساترا كخي ٍ‬
‫وتوسد نو عمامة‪ ،‬ووضع يد ل يقصد با الستر فل َيحْرُم‪ ،‬بل فِ ما إذا قَ صَده‬
‫ع في هِ‪ ،‬وكحِمْل نو زِنْبيلٍ ل يَقْ صُدْ ب هِ ذلك أيضا‪ ،‬واستظللٌ بحْمَلٍ وإن‬ ‫على نِزا ٍ‬
‫مَسّس رأسسَه‪( ،‬ولِبْسُسهُ) أي الرجُل (مَخيطا) بياطَةٍ‪ :‬كقميصسٍ‪ ،‬وقِباء‪ ،‬أو نسسجٍ‪ ،‬أو‬
‫عَ ْقدٍ ف سائر َبدَنِه‪( ،‬بل عذر) فل يرّ مُ على الرّجلِ سَْترُ رأ سٍ لعذرٍ كحرّ وبرد‪،‬‬
‫ويَ ْظهَرُ ضبطَه ه نا ب ا ل يطي قُ ال صّبْرَ عل يه‪ ،‬وإ نْ ل ي بح التي مم‪ ،‬فيحِل مع الفِد ية‪،‬‬
‫جدْ غيَه‪ ،‬ول قَ َدرَ‬ ‫للْ قِ مع العُذرِ‪ .‬ول لِبْ سُ َمخِي طٍ إن ل َي ِ‬ ‫قياسا على وجوبِها ف ا َ‬
‫على تصيلِهِ‪ ،‬ولو بنحو استعارة‪ .‬بلف الِبَة لِعِظَ مِ الِنّة فيَحِلّ سَتْ ُر العَ ْورَةِ بالخِيط‬
‫بل فِديسة‪ ،‬ولبسسه فس باقسي َبدَن ِه لاجَ ٍة نوس حَرّ وبَرْدٍ م َع ِفدْيَةٍ‪ .‬ويَح ّل الرتداءُ‬
‫واللتحا فُ بالقمي صِ والقِباءَ‪ ،‬وعَ ْق ِد الِزارِ‪ ،‬و َشدّ خي طٍ علي هِ ليثبَ تَ‪ :‬ل وضع َطوْ قِ‬
‫القِباءِ على َرقَبتِ هِ‪ ،‬وإن ل ُيدْخِل يدَه (و) َيحْرُ مُ ( سَتْرُ امرأة ل رجُلٌ بع ضَ وج هٍ) با‬
‫يُ َعدّ ساتِرا (وِفدَيَةُ) ارتكا بٍ وا ِحدٍ م ( ما َيحْرُ مُ) بالِحرا مِ غ ي الما عِ (ذَبْ حُ شاةٍ)‬
‫صعٍ لِ سِتّةٍ)‬
‫ضحِ ية‪ ،‬و هي َجذِعَةُ ضأ نٍ‪ ،‬أو ثَن ية معزٍ‪( ،‬أو ت صدّقٌ بثلثَةِ آ ُ‬ ‫مزِئَةٍ ف الَ ْ‬
‫صوْم ثلثَةِ) أيام‪.‬‬ ‫من مساكي الَرَ ِم الشامليَ للفقراءِ‪ ،‬لِك ّل واحدٍ نصفَ صاعٍ‪( ،‬أو َ‬
‫فمُرتَ ِكبُ الحرّمِ ميّرٌ ف ال ِفدْيَةِ بيَ الثلث ِة الذكورَةِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو فَعَلَ شيئا مِن الحرّما تِ نا سِيا أو جاهِلً بتحري هِ‪ ،‬وَجَبَت الفِدْيَة إن‬
‫ِبس إن كان تَتّعا كلِبسسٍ‪،‬‬ ‫َلمس ظِفرٍ‪ ،‬وقَت ِل صسي ٍد ول ت ُ‬
‫ْقس شَعرٍ‪ ،‬وق ِ‬
‫كان إتلفا كحَل ِ‬
‫وتطّيبٍ والوا ِجبُ ف إزالة ثلثِ شَعراتٍ أو أظفارٍ ولَ اتادِ زمانٍ ومكانٍ عُرْفا ِفدْيةٌ‬
‫كامِلَ ٌة وفس واحدةٍ‪ُ :‬مدّ طَعام‪ .‬وفس اثنتيس‪ُ :‬مدّانٍس (ودَمٌستُرِكَس مأمورٌ) كإِحرامٍس مِن‬
‫اليقا تِ‪ ،‬ومَبيتٌ بز َدلِ فة ومِنًى‪ ،‬ورَمْ يُ الحجارِ‪ ،‬وطوا فُ الودا عِ‪ ،‬كدَ مِ التمتّ عِ‬

‫‪142‬‬
‫ضحِ ية ف الَرَ مِ‪( ،‬ف) الواجِ بُ على العاجِ ِز‬ ‫والقِرا نِ‪( .‬ذَبْ حٌ) أي ذب حُ شاةٍ تزىءُ أ ْ‬
‫عن الذّب ِح في ِه ولو لِغَيبةِ مالِ هِ وإن و جد من يقرِ ضه‪ ،‬أو وجده بأك ثر من ث نِ ال ثل‬
‫(صومُ) أيا مٍ (ثلثةٍ) َفوْرا بعدَ إحرا مٍ‪( ،‬وقبل) يو مِ (نرٍ) ولو مسافرا فل يوزُ تأخيُ‬
‫شيءٍ منها عَنْه‪ ،‬لنا تص ُي قَضاءً‪ .‬ول تقديَ هُ على الِحرا مِ بال جّ‪ ،‬الية‪( .‬و) يلزمه‬
‫أيضا صوم (سبعةِ بوَطَنِ هِ) أي إذا رَجَ عَ إل أهله‪ .‬ويُ سَنّ تواليها كالثلثة قال تعال‪:‬‬
‫سدٍ‬‫ج ْد فَ صِيَامُ ثلَثةِ أيا مٍ ف ال جّ‪ ،‬وسبعةٍ إذا رَجَعْتم}‪( .‬ويِ بُ على مُفْ ِ‬ ‫{فمَ نْ لْ َي ِ‬
‫ضحِيسة‪ ،‬وإن كان النّسسكُ‪ ،‬نَفلً‪،‬‬ ‫نُسُسكٍ) مِن حَجٍس و ُعمْرَةٍ (بوطءٍ‪ُ :‬بدْنَةٌ) بصِسفَ ٍة ال ْ‬
‫والُبدْنَة الرادَ ُة الواحِد من الِبلِ َذكَرا كان أو أن ثى فإن ع جز عن الُبدْنَ ِة فبَقَرَةٌ‪ ،‬فإن‬
‫َعجَز عنها ف سَْبعُ شِيا هٍ‪ ،‬ث يُ َقوّم الُبدْنَة‪ ،‬ويَتَصدّق بقيمَتَها طعاما‪ .‬ثُ مّ يَصوم عن كل‬
‫سدِ نُسكٍ‪ :‬أنه يبطل‬ ‫ُمدَ يوما‪ .‬ول يِبُ شيء على الرأة‪ ،‬بل تأثَمْ‪ .‬وعُلمَ مِن َقوْل ب ِ‬
‫بِوطْءٍ‪ ،‬ومع ذلك ي بُ َمضِي ف فا ِسدِه‪( .‬وقضاءٌ فورا)‪ ،‬وإن كان نُسُكَهُ نَفْلً‪ ،‬لنه‬
‫ع فيه‪ .‬والنّفْلُ من ذلكَ يصيُ بالشروع فيهِ‬ ‫وإن كان َوقْتُه مُوسعا تَضيق عليه بالشرو ِ‬
‫ب الِتامِ كالفَ ْرضِ‪ ،‬بلفِ غ ِيهِ مِن النّفْل‪.‬‬ ‫فَرْضا‪ :‬أي واج ُ‬

‫صدِ مكةَ‪ ،‬ولِلحا جّ آ َكدُ أن ُي ْهدِي شيئا مِن النّعَم يَ سوقَه من‬
‫[تت مة]‪ :‬يُ سَنّ لِقا ِ‬
‫بِلدِ هِ‪ ،‬وإل فيَشتريه من الطري قِ ث مِن مكة‪ ،‬ثّ من عَرَفة‪ ،‬ث من مِنًى‪ .‬وكونه سينا‬
‫حسنا‪ ،‬ول يِبُ إل بالنذر‪.‬‬

‫[مهمات]‪ :‬يُ سَنّ مُتأكدا لُرّ قا ِدرٍ‪ ،‬تضحيةٌ ِبذَب حِ جَذ عِ ضَأْ نٍ له سَنَة‪ ،‬أو سَقَط‬
‫سِنّه ولو قَبْلَ تامِها أو ثَن معزٍ أو بقرٍ لما سَنَتانِ‪ ،‬أو إِبلٍ لهُ خسُ سني بنيّة أضحِيةٍ‬
‫عند ذب حٍ أو تعيي‪ .‬وهي أفضلُ مِن ال صّ َدقَةِ‪ .‬ووقتُها من راتفا عِ ش سِ نرٍ إل آخِر‬
‫سسْبعُ بَقَرٍ أو إِبِلٍ عسن واحدٍ‪ ،‬ول يزىء َعجْفاءُ ومقطوعَةُ‬ ‫أيامس التشريسق‪ .‬ويزىءُ ُ‬ ‫ِ‬
‫بع ضِ ذَنَبٍ أو ُأذُ نِ أُبيَ وإن قلّ وذا تَ عَرَجٍ و َع َورٍ ومَرَضٍ بّينٍ‪ ،‬ول َيضُرّ ش قّ أُذُ نٍ‪،‬‬
‫صحّحه ابن الرفعة‪ .‬ولو‬ ‫أو َخرْقها‪ .‬والعتمد َعدَ مُ إجزا ِء التضحيةِ بالا ِملِ خلفا لا َ‬

‫‪143‬‬
‫َنذَ َر التّضحِيَةِ بعِيَبةٍ أو صَغِيةٍ‪ ،‬أو قال‪ :‬جَ َعلْتُها أضحِيةً‪ ،‬فإِنّهُ يلْزم ذَْبحُها‪ ،‬ول تزى ُء‬
‫ضحِ ية‪ ،‬وجَ َر تْ مرا ها ف ال صّرفِ‪ .‬ويرُ مُ‬ ‫ضحِ ية‪ ،‬وإن اخت صّ ذبُ ها بوق تِ ال ْ‬ ‫أ ْ‬
‫ق ولو على فقيٍ واح ٍد بشيء‬ ‫الكلُ من أضحيةٍ أو َهدْ يٍ وجبا بنذرِ هِ‪ .‬وي بُ التّ صَدّ ُ‬
‫نيئا ولو يسيا من التطوّع با‪ .‬والفضل‪ :‬التصدّق بكلّه إل لُقَما يَتَبّك بأكْلِها‪ ،‬وأن‬
‫صدّقُ بِج ْلدِها‪ .‬وله إطعا مُ أغنياءَ ل‬ ‫تكو نَ مِ نَ الكبِدِ‪ ،‬وأن ل َي ْأكُل فو قَ ثل ثٍ‪ ،‬والتّ َ‬
‫تليك هم ويُ سَنّ أن يذبَ حَ الرجلُ بنف سِهِ‪ .‬وأن يشهَدَ ها َم نْ ُوكّ ل به‪ .‬وكُرِ هَ لُرِيدِ ها‬
‫ضحّ ي‪ .‬ويُْندَب ل ن تَلْزَم هُ‬ ‫إزال َة نوِ شَعرٍ ف َعشْرِ ذي الجّة وأيا مِ التشري قِ حَ ت ُي َ‬
‫نَفَق ُة فَرْعِ هِ‪ :‬أن يع قّ عن هُ مَن و ضع إل بلو غٍ‪ ،‬و هي كضح ية‪ ،‬ول يُكْ سَرُ َعظْ مٌ‪.‬‬
‫والتصدّق بطبو خٍ يَبْعَثه إل الفقراءِ‪ :‬أح بّ من نداِئهِ مْ إليها ومِ َن الت صّدق نيئا‪ .‬وأن‬
‫سمّى فيهِ‪ ،‬وإن ماتَ قبلَه‪ ،‬بل ُيسَنّ َتسْمِيَةُ سَ َقطٍ بَلَغ زَمَنَ نَفْخِ‬ ‫َيذْبَحَ سابعَ وِلدَتِه‪ ،‬وُي َ‬
‫الرّو حِ‪ .‬وأفضلُ الساءِ‪ :‬عبدُ اللّ هِ‪ ،‬وعبدُ الرحن‪ .‬ول يُك َر هُ اسمُ نبّ‪ ،‬أو مَلَ كٍ‪ ،‬بل‬
‫جاء ف التّسميةِ بحمدٍ فضائلُ عليّ ة‪ .‬ويرُ مُ الت سميَةُ َبلَ كِ اللو كِ‪ ،‬وقاضي القُضاةِ‪،‬‬
‫وحا ِكمِ الُكّامِ‪ .‬وكذا عب ُد النبّ‪ ،‬وجارُ الّلهِ‪ ،‬والتكن بأب القاسم‪.‬‬

‫وسُنّ أن يلِ َق رأسَه ولو أنثى ف السابع‪ ،‬ويتصدّقَ بزِنَتِهِ ذَهَبا‪ ،‬أو ِفضّة‪ ،‬وأن يؤذّنَ‪،‬‬
‫ويقرأُ سُورَة الِخل صِ‪ ،‬وآ ية‪{ :‬إ ن أُعِيذُ ها ِب كَ وَ ُذرّيّتَ ها مِ نَ الشّيْطا نِ الرّجي مِ}‬
‫بتأني ثِ الضم ِي ولو ف ال ّذكَر ف أُذِن ِه اليمن‪ ،‬ويقا مَ ف اليُ سْرَى عَقِ بَ ال َوضْ عِ‪ .‬وأن‬
‫ليِ بِتمْرٍ‪َ ،‬فحُ ْلوٍ ل تسسّه النّار حيَس يولَد‪ .‬ويقرأَ‬ ‫س رَجُلٌ‪ ،‬فامرَأةٌ مِسن أهلِ ا َ‬
‫ُيحَنّكَه ُ‬
‫عندِها وهي تَ ْطلُ قُ آيةَ الكرسيّ و {إ ّن ربّكُ مُ الّل هُ} الية‪ ،‬والعوّذتان‪ ،‬والِكثارَ من‬
‫دُعاءَ الكَرْ بِ‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬أ ما قرا َءةَ سورِة النعا مِ‪ ،‬إل‪{ :‬رَطِ بٍ وَل يَابِ سٍ إل ف‬
‫لهَلةِ‪ ،‬فينبغي النكِفا فُ‬ ‫كتا بٍ مُبيٍ} يو مَ يَع قّ عن الولود‪ ،‬فمِن مُبْتَدعا تِ العَوا مّ ا َ‬
‫عنها‪ ،‬وتذيرُ الناسِ منها ما أمكن‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫سنّ لكسل أحدٍ‪ ،‬الدّهان غبا‪ ،‬والكْتحالُ بالِثْ ِمدِ وِتْرا عندَ َنوْمِهسِ‪،‬‬ ‫[فرع]‪ :‬يُس َ‬
‫حمْرَةٍ أو صُفْرَة‪ .‬وَيحْرُ مُ َحلْ قُ لْيَةً‪ ،‬و َخضْ بُ َيدَي‬
‫و َخضْ بُ شَيْ بِ رأ ِسهِ وليَِت هِ‪ِ :‬ب ُ‬
‫الرّ ُج ِل ورِجْلي هِ بِنّاء‪ ،‬خِلفا لم عٍ فيه ما‪ .‬وب ث الذر عي كراهَةَ حَ ْل قِ ما فو قَ‬
‫لضْ بُ للمُفْتَرِشَةِ‪ ،‬ويكر هُ للخَلية‪.‬‬ ‫اللقو مِ مِ نَ الشّعر‪ .‬وقال غيه إنّه مُباح‪ .‬ويُ سَنّ ا َ‬
‫ويرُ مُ وَشْ ُر السنا ِن ووَ صْلُ الشّعرِ بشَعْرٍ نِ سٍ‪ ،‬أو شَعْر آدم يّ‪ ،‬وربطُه به ل بيو طِ‬
‫الريرِ‪ ،‬أو ال صّوفِ ويُ ستحبّ أن يكفّ ال صّبيانُ أوّل سا َعةٍ مِن الل يل‪ ،‬وأن يغ طي‬
‫الوان ولو بنحوِ عودٍ يُعْرَضُ عليها وأن يَغل قَ البوا بَ مُسَمّيا ال فيهما‪ ،‬وأن يطفى‬
‫الصابيحَ عن َد النّومِ‪.‬‬

‫(واعلم) أن ذب حَ اليوا نِ البَرّ يّ القدور عليه بقط عِ كل حلقوم وهو مر جَ النّفس‬


‫و كل مريءٍ و هو مْرَى الطّعا مِ تْ تَ الُلقوم ب كل مدّد يرح غ ي ع ظم‪ ،‬و ِسنّ‪،‬‬
‫صبٍ‪ ،‬وزُجا جٍ‪ ،‬وذَه بٍ‪ ،‬وفضّةٍ يْرُ مُ ما ما تَ بثِقلِ ما أصابَه من‬ ‫وظِفرٍ كحديدٍ وقَ َ‬
‫َعس إل بقُوةِ‬
‫ذبحس بكالَ ل يقط ُ‬
‫الرأسس أو َ‬‫َ‬ ‫وأبانس‬
‫َ‬ ‫ّمس‬
‫مدّدٍ أو غيِه كبُْندُقَةٍ وإن أنَ َر الد َ‬
‫الذابحِ‪ ،‬فلذا ينبغي الِسراعُ بقطْعِ الُلقومِ بيث ل ينتهي إل حَرَكة الذبوحِ قبل تامِ‬
‫القَ ْطعِ‪.‬‬

‫ويلّ الَنيُ بذَبْحِ أمّه إن ماتَ ف بطنِها‪ ،‬أو خَرجَ ف ح َركَةٍ مَذبوحٍ‪ ،‬وماتَ حالً‪.‬‬
‫جمَلٍ‪ ،‬أو‬
‫ِهس أو شدّة َع ْدوِهسِ‪َ ،‬وحْشيا كان أو إنْسسيا ك َ‬
‫أمسا غيس القدور عليسه بطيان ِ‬
‫َجدْ يٍ نَفَرَ شاردا‪ ،‬ول يتي سّرْ لُوقَه حالً وإن كان لو صب سَ َكنَ وقدر عَليه وإن ل‬
‫ق فيحِلّ بالَرحِ ا ُلزْهِ ِق بنحوِ سَهمٍ أو سَيفٍ ف أي ملّ كان ث‬ ‫يَخف عليه نوَ سارِ ٍ‬
‫إن أ ْدرَ كه و به حياةٌ م ستَقِرّة‪ ،‬ذَبَحَه فإِن تَ َعذّر ذبُ هُ من غيِ تق صيٍ من هُ ح ت مات‬
‫ت قبل الِمكا نِ‪ ،‬حلّ‪ ،‬وإل كأن ل‬ ‫ي فما َ‬ ‫كأن اشتغلَ بتوجيهِ هِ للقِبلةِ‪ ،‬أو سَ ّل ال سّك َ‬
‫يكن معه سكيٌ‪ ،‬أو عَلَق ف الغَمدِ بيث تعسّرَ إخراجُه‪ ،‬فل‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫ويرُ مُ قطعا رَمْ يُ ال صّيد بالبُْندُ قِ العتاد الن و هو ما يُ صْنَع من الط ي جائزٌ على‬
‫العتمَدِ خلفا لبعض الحقي‪.‬‬

‫وشرْ طُ الذا بح أن يكون مُ سْلما أو كِتابيا يُنكَح‪ .‬ويُ سَنّ أن يقطَ عَ الوَدْجَيِ وه ا‬
‫عِرْقا صَفحت عُنُ قٍ وأن يَحدّ شَفْرَته‪ ،‬ويوجّه ذبيحَتَ هُ لقبلة‪ ،‬وأن يكو نَ الذّاب حُ ر ُجلً‬
‫عاقلً‪ ،‬فامرأةً‪ ،‬ف صبيا‪ .‬ويقول ندبا ع ند الذ بح‪ ،‬وكذا ع ند ر مي ال صّيد ولو سكا‬
‫وإرسال الارِحة‪ :‬بِسم ال الرّحن الرّحيم‪ .‬اللهمّ صلّ وسلم على سيّدنا ممد‪.‬‬

‫ويُشتَر طُ ف الذّب يح غيِ الري ضِ شيآ نَ‪ .‬أحده ا‪ :‬أن يكون في هِ حياةٌ م ستقرّةٌ أوّل‬
‫س ولو ظنّا‪ ،‬بنحوِ شدّةِ حَرَك ٍة بعدَه‪ ،‬ولو وحدهسا على العتمسد وانفجارِ دَمسٍ‪،‬‬ ‫ذبِه ِ‬
‫وتدفّ قه إذا غَلَ بَ على الظّ نّ بقاؤ ها فيه ما فإن ش كّ ف ا ستقرارِها لِفَقْدِ العلما تِ‬
‫حَرُ مَ‪ .‬ولو جُرِ حَ حيوا نٌ‪ ،‬أو سَ َقطَ عليه نوُ سَيفٍ أو َعضّ هُ نو هِرّة فإِن بَقيَ تْ في هِ‬
‫حياةٌ م ستقرّة فذَبَح هُ‪ ،‬حلّ‪ .‬وإن تيقّ نَ هلكَ هُ ب عد ساعَةٍ‪ ،‬وإل ل يلّ ك ما لو قُطِ عَ‬
‫بعد رف عِ ال سّكي ولو لِعُذرٍ‪ ،‬ما بق يَ بعد انتهائها إل حَركَ ِة مذبو حٍ‪ .‬قال شيخنا ف‬
‫شرح النها جِ‪ :‬وف كلم بعضهم أنه لو رفع َيدَ هُ لِنحو اضطرابِ هِ فأعادَها فَورا وأتّ‬
‫الذ بح‪ ،‬حلّ‪ ،‬وقول بعض هم‪ :‬لو ر فع يده ث أعاد ها ل يلّ‪ ،‬مفرّع على عدم الياة‬
‫الستقرّة‪ ،‬عند إعادَتِها‪ ،‬أو ممولٌ على ما إذا ل يُ ِعدْها على ال َفوْر‪ .‬ويؤيّده إفتَاءُ غيُ‬
‫وا ِحدٍ فيما لو انفلَتَت شَفْرَتُه فردّها حالً‪ ،‬أنه يل‪ .‬انتهى‪ .‬ولو انتَهى لرك ِة مذبوحٍ‬
‫برَ ضٍ‪ ،‬وإن كا نَ سَبُبه أكلُ نبا تٍ مُضرَ‪ ،‬كفى ذبه ف آخر رمقه‪ ،‬إذ ل يوُجد ما‬
‫يُحال علي هِ الل كُ من جُرْ حٍ أو نوِه‪ .‬فإِن وُجدَ‪ ،‬كأن أَ كل نَباتا يؤدّي إل الل كِ‪،‬‬
‫ط فيهِ وجودُ الياةِ الستقّر ِة فيهِ عندَ ابتِداءِ الذّبحِ‪ ،‬ولو بالظّن‪ ،‬بالعلمة الذكورة‬ ‫اشتُرِ َ‬
‫بعده‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫[فائدة]‪ :‬من ذَبَ حَ تقرّيا ل تعال لدفع شَرّ ال نّ عنه ل َيحْرُم‪ ،‬أو بقصدهم حَرُم‪.‬‬
‫اليوانس البَرّي‪ :‬النعامسُ‪ ،‬واليلُ‪ ،‬وبقرُ َوحْشسٍ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وثانيهمسا‪ :‬كونسه مأكولً و ُهوَ مِن‬
‫وحارُه‪ ،‬وظبٌ‪ ،‬وضَبُعٌ‪ ،‬وضبّ‪ ،‬وأرنبٌ‪ ،‬وثعلَبٌ‪ ،‬وسنجابٌ‪ ،‬وكل لَقّاطٍ للحَبّ‪ .‬ل‬
‫أ سدٌ‪ ،‬وقِردٌ‪ ،‬و صَقْرٌ‪ ،‬وطاوُ سٌ‪ ،‬و َحدَأةٌ‪ ،‬وبو مٌ‪ ،‬ودرّةٌ‪ ،‬وكذا غرا بٌ أ سود ورمادِ يّ‬
‫اللو نِ‪ ،‬خلفا لبعضهم‪ .‬ويُكْرَ هُ جلل ٌة ولو من غي نعم كدجا جٍ إن وُ ِجدَ فيها ري حُ‬
‫النجا سَةِ‪ .‬ويلّ أكلُ بي ضِ غ ي الأكولِ‪ ،‬خلفا ل مع‪ .‬ويرم من اليوا نِ البحري‪:‬‬
‫ضِفدَ عٌ‪ ،‬وتساحٌ‪ ،‬و سُلحفاةٌ‪ ،‬و سَرطانٌ‪ .‬ل قِرْ شٌ‪ ،‬ودَنْلي سٌ على الصح فيهما‪ .‬قال‬
‫ف الجموع‪ :‬الصحيح العتمدُ أ نّ جي عَ ما ف البحر يلّ مَيْتَتُ هُ إل الضّفْدَع‪ ،‬ويؤيّده‬
‫نقلُ ابنُ الصباغ عن الصحابِ حِلّ جيع ما فيه إل الضّفدع‪ .‬ويلّ أكلُ مَيْتَةِ الِرادِ‬
‫وال سّمَكِ إل ما تغيّرَ ف جو فِ غيِه‪ ،‬ولو ف صُورَةِ كل بٍ أو خِنيرٍ‪ .‬ويُ سَنّ ذب حُ‬
‫ك قبل تطيي بِ‬ ‫كبيُها الذي يطول بقاؤه‪ .‬ويُكْ َر هُ ذب حُ صغيِها‪ ،‬وأكلُ مشو يّ َسمَ ٍ‬
‫َج ْوفِه‪ ،‬وما أنتَ نَ منه كاللحم وقَلي ح يّ ف دهن مَغْل يّ‪ .‬وحلّ أكلُ دو ِد نوِ الفاكِهة‬
‫حيا كان أو ميّتا بشرط أن ل ينف ِردَ ع نه‪ ،‬وإل ل يلّ أكلُه‪ ،‬ولو م عه كنملِ ال سمن‬
‫لعدم تولّدِه منه على ما قاله الردّاد خلفا لبعض أصحابنا‪.‬ويرُمُ كل جادٍ مُضرَ لبدَنٍ‬
‫حجَرٍ‪ ،‬وترا بٍ‪ ،‬و سمَ وإن قَلّ‪ ،‬إل ل ن ل يضرّه وم سكر‪ ،‬ككث ي أفيو نٍ‪،‬‬ ‫أوعَقْ ٍل ك َ‬
‫وحشيشٍ‪ ،‬وبنجٍ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬أفضل الكاسب الزراعَةُ‪ ،‬ث ال صّناعةُ‪ ،‬ث التجارَة‪ .‬قال جع‪ :‬هي أفضلُها‬
‫ول ترُ مُ مُعامَلةُ مَ نْ أكثَر مالِ هِ حرا مٌ‪ ،‬ول ال كل مِن ها ك ما صححه ف الجموع‪.‬‬
‫وأن كر النّوو يّ قولَ الغزالّ بالُرْ َمةِ‪ ،‬مع أ نه تبعَ هُ ف شرح م سلم‪ .‬ولو عَ مّ الرا مُ‬
‫الر ضَ جازَ أن يستعملَ منه ما ت سّ حاجتُه إليه‪ ،‬دون ما زاد‪ .‬هذا إن توقّ عَ معرفة‬
‫أربابِهِ‪ .‬وإل صا َر لبيتِ الالِ‪ ،‬فيأخذُ منهُ ب َقدْرِ ما يستحِقّه فيه كما قاله شيخنا‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫[فرع]‪َ :‬ن ْذكُ ُر ف يه ما ي بُ على الكلّف بالنذرِ‪ .‬و هو قُرْ بة على ما اقتضاه كلم‬
‫الشيخ ي‪ ،‬وعل يه كثيون بل بال غَ بعضُ هم‪ ،‬فقال‪ :‬دلّ على َندْبِ هِ الكتا بُ‪ ،‬وال سّنّة‪،‬‬
‫والجا عُ‪ ،‬والقياس‪ .‬وق يل مكرو هٌ‪ ،‬للنّ هي ع نه‪ .‬وحَمَل الكثرون الن هي على َنذْرِ‬
‫اللجّا جِ‪ ،‬فإ نه تعل يق قُرْبَةٍ بفعلِ شيءٍ أو تركِه كإن دخل تُ الدّار‪ ،‬أو إن لْ أ ْخرُج‬
‫منها‪ ،‬فللّ هِ عليّ صومٌ أو صَ َدقَةٌ بكذا‪ .‬فيتخيّر من د َخلَها أو ل يرُج بي ما التزَمَه‬
‫وكفارة يي‪ .‬ول يتعيّن اللتزِم ولو َحجّا‪ .‬وال [فرع]‪ :‬ما اند َرجَ تتَ أصلٍ كُليّ‪.‬‬

‫ْضس‬
‫(النذر‪ :‬التِزامسُ) مسسلمٍ‪( ،‬مكلّفسٍ) رَشِيدٍ‪( :‬قُرْبَةٌ ل تتَعَيّنسَ) نفلً كانست أو فَر َ‬
‫كِفايَة كإِدامسة وترٍ‪ ،‬وعيادةِ مريضسٍ‪ ،‬وزيادة رج ٍل قسبا‪ ،‬وتزوّج حيسث سسنّ خلفا‬
‫ل مع و صوم أيا ِم البي ضِ‪ ،‬والثان ي‪ .‬فلو وَق عت ف أيّا مِ التشري قِ أو الي ضِ‪ ،‬أو‬
‫النفا سِ‪ ،‬أو الر ضِ‪ ،‬ل ي بِ القضا ُء وك صلةِ جنازَةٍ‪ ،‬وتهيزِ ميّت‪ .‬ولو نذر صومٍ‬
‫يوم بعينِه‪ ،‬ل يَصُسمْ قبله‪ ،‬فإن فعلَ أثَ كتقديس الصسّلة على وقتهسا العيّنس ول يوزُ‬
‫تأخيُه ع نه َكهِ يَ بل ُعذْرٍ‪ ،‬فإن ف عل صحّ‪ ،‬وكان قضاءً‪ .‬ولو نَذرَ صَوْمَ يوم خي سٍ‬
‫صوْما‪:‬‬
‫ب ركعتان بقيا ِم قادرٍ‪ .‬أو َ‬‫ول يعيّن‪ ،‬كفا هُ أ يّ خي سٍ‪ .‬ولو َنذَرَ صلةً‪ :‬فيج ُ‬
‫لرّ مِسكيٍ ما ل‬ ‫صوْمُ أيا مٍ فثلثةٍ‪ .‬أو صدقةً‪ ،‬فمتموّل‪ ،‬وي بُ صَ ْرفُهُ ُ‬ ‫فصومُ يو مٍ أو َ‬
‫يُعَيّن شخصا أو أهَلَ بلدٍ وإل تَعَيّن صَرْفُه له‪.‬‬

‫ول يَتَعَيّ نُ لِ صومٍ و صلةٍ مكا نٌ عَينُه‪ ،‬ول لِ صَ َدقَ ٍة زما نٌ عَيْنُه‪ .‬وخرَ جَ بال سلمِ‪،‬‬
‫الكلّ فِ‪ :‬الكافِرُ والصبّ‪ ،‬والجنو نُ فل يصح َن ْذرُهُم كَنَ ْذرِ ال سّفيه‪ ،‬وقيل ي صُحّ مِ نَ‬
‫الكافِرِ‪ .‬وبالقربةِ‪ :‬العصيةُ ك صَومِ أيا ِم التشري قِ و صَلةٍ ل سَببَ لا ف وق تٍ مكرو هٍ‬
‫فل ينعقدان‪ .‬وكالُع صِيَةِ‪ :‬الكرو ُه كالصلةِ عند القبِ‪ .‬والنذرِ لحدِ أَبوَيْ هِ أو أولدِ هِ‬
‫فقسط‪ .‬وكذا الباحسَ‪ :‬كللّهِس عليّس أن آ ُكلَ أو أنامسَ‪ .‬وإن قصَسدَ تقوِيَةً على العبادَةِ‪ ،‬أو‬
‫النشا طَ لا ول كفارَة ف البا حِ‪ ،‬على الصحّ‪ .‬وبِل مْ تتعَيّن‪ :‬ما تعَيّن عليه من فعل‬
‫واجب عين كمكتوبة وأداء ربع عشر مال تارة وكترك مرم وإنا ينعقد النذر من‬

‫‪148‬‬
‫الكلف (بل فظ من جز) بأن يلتزم قر بة به من غ ي تعل يق ب شأ وهذا نذر تبر (كلله‬
‫على كذا) من صلة أو صوم أو نسك أو صدقة أو قراء أو اعتكاف (أو عل يّ كذا)‬
‫وإن ل ي قل ل (أو نذرت كذا) وإن ل يذ كر مع ها ل على العت مد الذي صرح به‬
‫البغوي وغيه من اضطراب طو يل (أو) بل فظ (معلق) وي سمى نذر مازاة و هو أن‬
‫يلتزم قربة ف مقابلة ما يرغب ف ح صوله من حدوث نعمة أو اندفاع نقمة (كان‬
‫شفا ن ال أو سلمن ال فعلى كذا) أو ألز مت نف سي أو وا جب على كذا وخرج‬
‫بلفظ النية فل يصح بجرد النية كسائر العقود إل باللفظ‪ .‬وقيل يصحّ بالنية وحدها‪،‬‬
‫(فيلزِم) عليه (ما التزمه حالً ف منج ٍز وعندَ وجودِ صفةٍ ف معلّ قٍ)‪ .‬وظاهرُ كلمهِم‬
‫أنه يلزمُه الفورُ بأدائِ هِ عَقِ بَ وجودِ العلّ قِ عليه خلفا لقضية كلم ابن عبد السلم‬
‫سمَي النذ ِر ول القبضُ‪ ،‬بل يشترطُ عدمُ ردّه‪.‬‬
‫ط قُبو ُل النذورِ له ف ِق ْ‬
‫ول ُيشْتَرَ ُ‬

‫ويص ّح النذرُ با ف ذمة ا َلدِين ولو مهو ًل فيبأُ حالً‪ ،‬وإن ل يقبلْ خلفا للجَلل‬
‫البلقينّ ولو َنذَ َر لغيِ أحدِ أصْليْهِ أو فروعِهِ مِن َورَثَتِه بالِ ِه قبل مَرَضِ موتِهِ بيومٍ مُلِكهُ‬
‫كلّه من غيِ مشارِك‪ ،‬لِزوال مُلْكِه عن هُ‪ ،‬ول يوزُ للصلِ الرجوع فيه‪ .‬وينعقدُ معلّقا‬
‫ف ن و‪ :‬إذا مَ ِرضْ تُ ف هو نذ ٌر ق بل مَرَضِي بيو مٍ‪ ،‬ولَ هُ الت صرّف ق بل ح صولِ العلّق‬
‫عليه‪ .‬ويلغو قوله‪ :‬مت حصل لَ المرُ الفلن أجيء لك بكذا ما ل يقترِ نْ به لف ظُ‬
‫س فاتفقسا على أن ينذر كسل للخسر‬ ‫التزامسٍ‪ ،‬أو نذرٍ‪ .‬وأفتس جعس فيمسن أراد أن يتبايع ا‬
‫بتاعه‪ ،‬ففعل‪ ،‬صَحّ‪ ،‬وإن زاد البتدىء‪ :‬إن نذرْ تَ ل بتاعِ كَ‪ .‬وكثيا ما يفعل ذلك‬
‫فيما ل يصح بيعه ويصح نذره‪.‬‬

‫وي صح إبراءُ النذورِ له الناذِرَ ع ما ف ذِم ته‪ .‬قال القاضِي‪ :‬ول يشتر طُ معرِفةُ الناذ ِر‬
‫ما نذرَ به كخم سِ ما يرج له مع مع شر‪ ،‬وك كل ولدٍ‪ ،‬أو ثرةٍ يرج من أمّ ت أو‬
‫شجر ت هذه‪ .‬وذ كر أيضا أ نه ل زكاة ف ال مس النذور‪ .‬وقال غيه‪ :‬مله إن نذرَ‬
‫قبل الشتِدادِ‪ ،‬ويص ّح النذرُ للجنيِ كالوصية له‪ ،‬بل َأوْل‪ ،‬ل للميّت إل لِقبِ الشيخ‬

‫‪149‬‬
‫ف فُيحْمَ ُل النذرُ له على‬
‫الفلن‪ ،‬وأرادَ به قربةً‪ .‬ثُم‪ :‬كإِسراجٌ يُنتفَ عُ به‪ ،‬أو اطّردَ عر ٌ‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ب فيصحّ كما بث لنه اشتهر ف عُرِفهِم للنّذرِ‪،‬‬ ‫ويقعُ لبعضِ العوامُ‪ :‬جعلتُ هذا للن ّ‬
‫لجْرَةِ‬ ‫لجْرَ ِة النّبويّة‪ .‬قال ال سّبكي‪ :‬والقر بُ عندي ف الكعبةِ وا ُ‬
‫ويُ صْرَفُ ل صالِ ا ُ‬
‫الشريفة والساجد الثلثة‪ ،‬أنّ مَن خرجَ من مالِه عن شيءٍ لا واقَتضَى العُرْفُ صَرفَهُ‬
‫ف ِجهَةٍ من جِهات ا‪ :‬صُرِفَ إليْ ها واختُ صّت به‪ .‬اه‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬فإن ل يَقْتَ ضِ‬
‫العُرْف شيئا‪ ،‬فالذي يتجه أنه يُرْجَعُ ف تعييِ الصرفِ رأي ناظرَها‪ .‬قال‪ :‬وظاهرٌ أنّ‬
‫الكمَ كذلكَ ف النذر لسجدٍ غيها‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫وأفت بعضهم ف‪ ،‬إن قضى اللّ هُ حاجَت فعلي للكعبةِ كذا‪ ،‬بأنّه يتعيّن لصالها‪ ،‬ول‬
‫يُصْرَف لفقراءِ الَرمِ كما دلّ عليهِ كلمُ الهذّب وص ّرحَ به جع متأخرون‪ .‬ولو َن َذرَ‬
‫شيئا للكعبة ونوى صَرْفهُ لِقُرْبَةٍ معيّنة كالِسراجِ تعيّن صرفه فيها‪ ،‬إن احتي جَ لذلك‪،‬‬
‫ج نوِ شعٍ أو زيتٍ‬ ‫وإل بيع‪ ،‬وصُرِفَ لصالِها كما استظَهرهُ شيخنا‪ .‬ولو نذرَ إسرا َ‬
‫بسسمجدٍ‪ ،‬صسح إن كان ثّ مسن ينتفسع بسه‪ ،‬ولو على ندور وإل فل‪ .‬ولو َن َذرَ إهداءَ‬
‫منقولٍ إل مكّة‪ ،‬لزمَ هُ نقلُه‪ ،‬والتصدّقُ بِعَيِْن هِ على فقراءِ الرم ما ل يعيّن قربةً أخرى‬
‫كتَطْييبِ الكعبةِ فيص ِرفْهُ إليها‪.‬‬

‫وعلى الناذر مؤنة إيصال ا َلدْيِ إل الرمِ فإن كان مُعْسرا‪ ،‬باعَ بعضَهُ لنقل الباقي‪.‬‬
‫إذنس حاكمسٍ‪ ،‬ونقَلَ ثن َه‪،‬‬
‫َسسرَ نَقْلُه كعقارٍ‪ ،‬أو حج ِر رُح ًى باعَهسُ‪ ،‬ولو بغيِ ِ‬
‫فإِن تَع ّ‬
‫وتصدّقَ به على فقراءِ الرم‪ .‬وهل له إمساكُ ُه بقيمتِهِ أو ل؟ وجهان‪.‬‬

‫ولو نذرَ الصلةَ ف أحدِ الساجدِ الثلثِة‪ ،‬أجزأَ بعضُها عن بعضٍ كالعتكاف ول‬
‫يزىء أل فُ صلةٍ ف غيِ م سجدِ الدينةِ عن صل ٍة ن َذرَ ها ف يه‪ ،‬كعك سه ك ما ل‬

‫‪150‬‬
‫يزىء قراءَ ُة الِخلصِس عسن ثُلُثِس القرآنِس النذورِ‪ .‬ومسن نذر إتيانِس سساِئرِ السساجدِ‬
‫وصَلةِ التطّوعِ فيه‪ ،‬صَلى حيثُ شاءَ‪ ،‬ولو ف بيتِه‪.‬‬

‫ولو نذر التصدق بدرهم ل يُجزِىء عنه جِن سٌ آخر‪ .‬ولو نَذ َر التّصدّقَ بالٍ بعينِ هِ‪،‬‬
‫زالَ عَن مُل ِك هِ‪ .‬فلو قال‪ :‬عليّ أن أتصدّقَ بعشرين دينارا وعَيْنها على فل نٍ‪ ،‬أو إ نْ‬
‫َهس‬
‫ُفيس مريض ِي فعلي ذلك‪ :‬ملِكَهسا وإن ل يِقَْبضْهسا ول قَبلَهسا‪ ،‬بسل وإن ردّ‪ ،‬فل ُ‬ ‫ش َ‬
‫التّ صرّف في ها‪ ،‬وينع ِقدُ َحوْ ُل زَكاتِ ها من حِ ي النّذرِ‪ .‬وكذا إن ل يُعَيّن ها ول ُيرَدّ ها‬
‫النذورُ له فتصيُ دَيْنا له عليه ويثبِ تُ لا أحكا مُ الدّيون من زكاةٍ وغيِها‪ .‬ولو تَل فَ‬
‫ضمَنْ هُ‪ ،‬إل أن ق صّرَ على ما ا ستظهره شيخ نا‪ .‬ولو َنذَرَ أن يُ َعمّرَ م سجدا‬ ‫الُعيّ نَ ل ي ْ‬
‫معينا أو ف موض عٍ معّي نٍ‪ ،‬ل َيجُزْ ل هُ أن يُعَمّرَ غيَ هُ بدَلً ع نه‪ ،‬ول ف موض عٍ آخرَ‪.‬‬
‫ق ب ِدرْهِ ِم ِفضّة ل يز التّصدّق ب َدلَه بدينارٍ لختلف الغراض‪.‬‬ ‫كما لو َنذَ َر التّصدّ َ‬

‫[تتمة]‪ :‬اختلفَ جعٌ من مشايخِ شيوخنا ف نذر مقتَرِضٍ مالً معينا لقرضِهِ ما دام‬
‫دَيْنُ هُ ف ذِمّ ته فقال بعض هم ل ي صح‪ ،‬ل نه على هذا الو جه الا صّ غ ي قُرَْبةٍ‪ ،‬بل‬
‫يُتَو صّل به إل رِ با النّ سِيئَة‪ .‬وقال بعض هم ي صحّ‪ ،‬ل نه ف مقابلة حدو ثِ نعمةِ ر بح‬
‫القَرْ ضِ إن اتَرَ بِه‪ ،‬أو فيه اندفا عُ نِقْمَةِ الطالَبَةِ إن احتا جَ لبقائِ هِ ف ذمِّت هِ لِعسارٍ أو‬
‫إنفا قٍ‪ ،‬ول نه يُ سَنّ للمقتَرِ ضِ أن يَرُدّ زيادَة ع ما اقتَرَضَه فإذا التزم ها بَِن ْذرٍ انعَقَد‪،‬‬
‫ولزِمَتْهسُ‪ ،‬فهسو حينئذ مكافأةُ إحسسانٍ‪ ،‬ل وَصسْلة للرّبسا‪ ،‬إذ هسو ل يكون إل فس عَ ْقدٍ‬
‫كبيعٍ‪ ،‬ومِ نْ ثّ لو شرَ طَ علي هِ النذرَ ف عق ِد القَرْ ضِ‪ ،‬كا نَ رِبا‪ .‬وقال شيخ مشاينا‬
‫العل مة الح قق الطنبداوي‪ ،‬في ما إذا نذر الديون للدائن منف عة الرض الرهو نة مدة‬
‫بقاء الدين ف ذمته‪ :‬والذي رَأيُتهُ لتأخّري أصحابِنا اليمنيي ما هو صريحٌ ف الصّحّةِ‪،‬‬
‫وم ن أف ت بذلك ش يخ الِ سلم م مد ب نُ ح سي القمّاط والعل مة ال سي بن ع بد‬
‫الرحن الَهْدَل‪( .‬وال أعلم)‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫باب البيع‬

‫ُهوَ لغةً‪ :‬مُقابلةُ شيءٍ بشيءْ‪ .‬وَشَرعا‪ :‬مقابلةُ مالٍ بالٍ‪ .‬على وَجهسسسسسس ٍ‬
‫س‬
‫م صوص‪.‬وَال صْ ُل ف يه قَبْلُ الِجا عِ آيا تٍ كقول هِ تعال‪{ :‬وأ َح ّل ال البي عَ} وأَخبار‬
‫سبِ أَطْيَ بُ؟ فقالَ‪َ :‬عمَلُ الرّجُ ِل بيد هِ‪ ،‬وكلّ بي عٍ مبورٍ"‬
‫َكخَب‪ " :‬سُئِ َل النبّ‪ :‬أيّ الكَ ْ‬
‫أيْ ل غشّ فيه ول خيانَة‪.‬‬

‫ّمليكس دلل ًة‬


‫ِ‬ ‫البيعس (بإياب) مسن البائِع ولو هزلً وهسو مسا دلّ على الت‬‫(يَصسِح) ُ‬
‫ُكس (ذا بكذا)‪،‬‬
‫ظاهرة‪( :‬كبِعتسك) ذا بكذا‪ ،‬أو هسو لك بكذا‪( ،‬وملكتسك)‪ ،‬أو وَهَبْت َ‬
‫وكذا جعل ته ل كَ بكذا‪ .‬إن نوى به الب يع‪( .‬وقبولٌ) م نَ الشتري ولو هزلً و هو ما‬
‫دلّ على التّملك كذلك‪( :‬كاشْتري تُ) هذا بكذا‪( ،‬وقبل تُ)‪ ،‬أو رَضي تُ‪ ،‬أو أخذ تُ‪،‬‬
‫أو تلّكْ تُ (هذا بكذا)‪ .‬وذلك لت تم ال صيغة‪ ،‬الدالّ على اشتراط ها قوله‪" :‬إنّ ما البي عُ‬
‫عن تراضٍ"‪ ،‬والرّضا خفِي‪ ،‬فاعْتُب ما يدلّ عليهِ منَ اللّفظ‪ ،‬فل ينعقد بالعاطاة‪ ،‬لكن‬
‫اختيَ الِنْعقاد ب كل ما يُتعَارف البَي عُ ب ا ف يه‪ :‬كالبزِ‪ ،‬واللح مِ‪ ،‬دو نَ ن و الدّوا بْ‪،‬‬
‫والراضي‪ .‬فعلى الوّل‪ :‬القبوضُ با كالقبوضِ بالبَيعِ الفاسِدِ‪ ،‬أي ف أحكا ِم الدنيا‪.‬‬
‫أما ف الخِرَة فل مطالَبَةَ بِها‪ .‬وَيجْري خِلفُها ف سائ ِر العُقود‪ .‬وصورَتُها‪ :‬أن يَتّفِقا‬
‫على َثمَنٍ ومُثَمّنٍ وإن ل يوجَد لفظُ من واحِد ولو قال مُتوَسّط للبائِعِ‪ :‬بِعتُ؟ فقال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬أو إي‪ ،‬وقال للمُشتري‪ ،‬إِشْترَيْتُ؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬صح‪ .‬ويصح أيضا بنعم منهما‪،‬‬
‫لواب قول الشْتري بِعْ تُ‪ ،‬والبائِ عُ اشْتَريْ تُ‪ .‬ولو قَرِ نَ بالِيا بِ أو القبولِ حر فُ‬
‫ا ستقبالْ كأَبيعُ كْ ل يَ صِح‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬ويظ هر أ نه يُغتَ فر م نَ العا مي ن و ف تح تاء‬
‫التكلم‪.‬‬

‫وشرط صسحة الِياب والقبول كونمسا (بل فصسل) بِسسُكوتٍ طَويسل يقعُس بينهمسا‬
‫ف اليَ سيَ‪( ،‬و) ل (تَخلّل ل فظ) وإن قلّ (أج نب) عن العَقْد بأن ل ي كن من‬
‫بل ِ‬

‫‪152‬‬
‫ُكس‬
‫مُقتضاه ول مِن مَصسالِحه‪ .‬ويُشْتَرط أيضا أن يتوافقسا مَعنًى ل لفظا فلو قال بِعت َ‬
‫َقصس أو بألف حالّة فأجّل‪ ،‬أو عكسسه‪ ،‬أو مؤجّلة بشهرٍ‪ ،‬فزاد‪ ،‬ل‬ ‫بألفسٍ‪ ،‬فَزادَ أو ن َ‬
‫يصح‪ ،‬للمخالفة‪( .‬و) بل (تعليق) فل يَ صِحّ مع هُ كإِن مات أب فقد بعتُك هذا‪( ،‬و)‬
‫ل (تأقيت) كَبِعتُكَ هَذا شَهرا‪.‬‬

‫(وَشرْ طٌ ف عاِقدْ) بائعا كا نَ أن ُمشْترِيا (تَكْلي فْ) فل يَ صِح عَ ْقدُ صَب ومَجنون‪،‬‬
‫وكذا مِن مُكْرَ هٍ بغيِ َح قَ لِعدَم رِضاه (وإ سْلمٍ لِتَملِ كْ) رقيق (مسلم) ل يعت قُ عليه‬
‫َطس أيضا‪ :‬إسسلمٌ لتملك مُرْت َد على العت َمدْ‪ .‬لكسن الذي فس الروضسة‬ ‫وكذا ُيشْتر ُ‬
‫وأصلها‪ :‬صحة بيع الرتدّ للكافر‪( .‬و) لِتَملّك شيءٍ من (مصحف) يعن ما كتِبَ فيه‬
‫قرآن‪ ،‬ولو آيةً وإِ نْ أُثْبِ تَ لِغَيِ الدّراسة‪ ،‬كما قاله شيخُنا‪ .‬ويُشْتر طُ أيضا عدم حِرابَةُ‬
‫من َيشْتري آلةَ حَرْ بٍ‪ ،‬ك سَيْفٍ‪ ،‬ورُمْ حٍ‪ ،‬وَنشّاب‪ ،‬وتِرْس‪ ،‬و ِدرْع‪ ،‬وخَيْل‪ ،‬بِخلف‬
‫لرْب‪ ،‬ولو ما تتأتى منه‪ ،‬كالَديدِ‪ ،‬إذ ل يتعي جعله ِعدّة حرب‪ ،‬ويصح‬ ‫غَي آلةِ ا َ‬
‫بيع ها للذمّ ي‪ ،‬أي ف دارِ نا‪( ،‬و) َشرْط ( ف مَعْقودٍ) عل يه‪ ،‬مُثمّنا كان أو ثنا‪( ،‬مُلّك‬
‫له) أي للعاقد (عليه) فل َيصِ ّح بي ُع فضولَ‪ ،‬ويصح بيعُ مالِ غيهِ ظاهرا‪ ،‬إِن بانَ بعد‬
‫البيعِ أنهُ له‪ ،‬كأن باعَ مالَ ُموَرّثهِ ظانا حَياتَه فبانَ ميّتا حينئذٍ لتبي أنه ملكه‪ .‬ول أثر‬
‫صحّته‪ ،‬لن العتبار ف العقود ب ا ف ن فس ال مر‪ ،‬ل ب ا ف ظن‬ ‫لظنّ خ طأ بأن ِ‬
‫الكلفّ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬لوْ أَخذَ مِن غَي هِ بِطَري قٍ جائِز ما َظنّ حلّ هُ‪ ،‬وهو حرا مٌ باطنا‪ ،‬فإِن كان‬
‫ظاهِرَ الأخوذِ من هُ اليَ ل يُطالَ بْ ف الخِرة‪ ،‬وإل طولِ بَ‪ .‬قال هُ البَغوي‪ .‬ولو اشترى‬
‫طَعامَه ف الذّمة وقضى من حرامٍ‪ ،‬فإِن َأقْبضَهُ ل ُه البائِع برضاه قبل توفية الثمن ُحلّ له‬
‫أكْله‪ ،‬أو بَ ْعدَ ها مع عِلم هِ أنّ ه حَرا مٌ حلّ أيضا‪ ،‬وإل حَرُ مَ إِل أن يُِبرْئَه أو يوف يه من‬
‫حلٍ‪ .‬قاله شيئخنسا‪( .‬وطهره) أو إمكان طهّره بغسسل‪ ،‬فل يَصِس ّح بيعُس نَس كخمسر‬
‫وجلدِ ميتَة‪ ،‬وإن أمكن َطهُرها بتخلل أو دِباغ ول متنجس ل يكن طهره‪ ،‬ولو دِهنا‬

‫‪153‬‬
‫تنجس‪ ،‬بل يصح هبته‪( .‬ورؤيته) أي العقود عليه إن كان معينا‪ .‬فل يَصِحّ بيعُ مُعَيّ ٍن‬
‫لْ يَر ُه العاقِدانِ أو أحدها‪ :‬كَرهْنَهُ‪ ،‬وإِجارَتَ هُ‪ ،‬للغُررِ النهي عنه‪ ،‬وإِن بالغَ ف وصفِه‪.‬‬
‫وتك في الرّؤيةُ قبلَ العَ ْقدِ في ما ل يغل بُ تَغيّره إل وق تِ العَقْد‪ ،‬وتك في رُؤيةُ بَع ضِ‬
‫البَي عِ إ نْ َدلّ على باقيه‪ ،‬كظاهِر صَبْة ن و بَرّ‪ ،‬وأعلى الائِع‪ ،‬وم ثل أُنو جٍ متساوي‬
‫الَجْزاءِ كَالبو بِ أو لْ يدلّ على باقي هِ بل كان صوانا للباقي لِبقائِه‪ ،‬كقِشْر رُما نٍ‬
‫وبَيْض‪ ،‬وِقشْرة سُفلى لنحو َجوْز‪ ،‬فيكْفي رُؤيتَهُ‪ ،‬لن صَلحَ باطِنَه ف إبقائِه‪ ،‬وإن ل‬
‫يدلّ هو عل يه‪ ،‬ول يك في رُؤيةُ ال ِقشْرَ ِة العُل يا إِذا انْعقَدَت ال سّفلى‪ .‬وُيشْتَر طُ أيضا‬
‫قُ ْدرَة ت سَليمِه‪ ،‬فل يصحّ بي عَ آِب قٍ‪ ،‬وضالَ‪ ،‬ومغصوبٍ‪ ،‬لغي قادرٍ على انتزاعه‪ ،‬وكذا‬
‫َسمَكُ بِركَةٍ ُشقّ تَحصيله‪.‬‬

‫[مهمة]‪ :‬من تَ صَرّفٍ ف مالِ غيِ ببيع أو غيه ظانا تَ َعدّيه فبان أن له عليه وليةً‪،‬‬
‫كأنْ كان مال مورِثَه فبانَ موتَهُ‪ ،‬أو مالُ أجنب فبان إذنه له‪ ،‬أو ظانا فُ ِقدَ شرط فبانَ‬
‫نفسس المْرِ‪ ،‬وفس‬
‫ُسستَوفيا للشروط‪ ،‬صسح تَصسرّفه‪ ،‬لن العِبْرَة فس العقودَ باس فس ِ‬ ‫م ْ‬
‫العِبادات بذلك‪ ،‬وب ا ف ظن الكلف‪ .‬ومِن ثَمّ لو توضّ أ ول يَظُنّ أ نه مُطلِق‪َ :‬بطُلَ‬
‫طهُورَهُ‪ ،‬وإِن بانَ مطلقا‪ ،‬لن الدَار فيها على ظَن الُكلّف‪ .‬وشل قولنا ببيع أو غيه‪:‬‬
‫التّزويج‪ ،‬والِبراء‪ ،‬وغيها‪ .‬فلو أبرأ من حق ظانا أنه ل حقّ ل ُه فبا نَ له حقّ‪ ،‬صح‬
‫على العتمد ولو تصرّف ف إنكاح‪ ،‬فإِن كان مع الشكّ ف ولية نفسه فبان وليا لا‬
‫حينئذٍ‪ :‬صحّ اعتبارا با ف نفس المر‪.‬‬

‫(وشرط فس بيسع) ربوي‪ ،‬وهسو مصسور فس شيئيس‪( :‬مطعومسٌ) كالبُرّ‪ ،‬والشعيس‪،‬‬


‫والت مر‪ ،‬والزب يب‪ ،‬واللح‪ ،‬والرز‪ ،‬والذّرة‪ ،‬والفول‪( ،‬ون قد) أي ذ هب وف ضة‪ ،‬ولو‬
‫غ ي مضروب ي كحُل يَ‪ ،‬وتَبْر (بن سه) كبّ ببّ‪ ،‬وذ هب بذ هب (حلول) لِل ِع َوضَيْن‬
‫ض قَ بل تَفَرق)‪ .‬ولو تقاب ضا الب عض‪ :‬صح ف يه ف قط‪( ،‬وماثلة) ب ي العوض ي‬ ‫(وتقابُ َ‬
‫ب بالذّهَ بِ‪،‬‬ ‫يقينا‪ :‬بِكَيْل ف مِكْيَل‪ ،‬و َوزْ نٍ ف َموْزو نٍ‪ ،‬وذلك لقوله‪" :‬ل تبيعوا الذّه َ‬

‫‪154‬‬
‫ق بال َورِ قِ‪ ،‬ول البّ بِالبَرّ‪ ،‬ول الشّع َي بالشْع ي‪ ،‬ول التمّ ر بالتمرِ‪ ،‬ول الِل َح‬ ‫ول الوَرِ َ‬
‫بالِ ْل حِ‪ ،‬إل سِواءً ب سواءٍ‪ ،‬عَينا بِعَيْن‪ ،‬يدا بَِيدٍ‪ ،‬فإِذا اخَْتلَ فت هذه ال صْنافُ فبيعوا‬
‫كيف شِئْتُم إذا كان يدا بيد" أي مقابضة‪ .‬قال الرافعي‪ :‬ومَن لزمَه اللُول أيْ غالبا‬
‫فَيبْطُلُ بي عَ الرّبوي بن سه جزافا‪ ،‬أو مع ظن ماثلة‪ ،‬وإن خَرَجتا سواء (و) شَرُط ف‬
‫ب يع أحده ا (بغ ي جن سه) واتدا ف علة الر با كَبَرَ بشع ي‪ ،‬وذ هب بفضّ ة‪( .‬حلولٌ‪،‬‬
‫وَتَقَاب ضٌ) قبل تَفَرّقٍ ل ماثلة فَيبْطُل بَيْعُ الرّبوَي بِغَيْر جِنْسِه إِن ل يقبِضا ف ا َلجْلِس‪،‬‬
‫شرطس مسن الشروط‪ .‬واتفقوا على أنسه مسن‬ ‫ٌ‬ ‫البيعس فس الصسورتي إن اختلّ‬ ‫بسل يَحرُم ُ‬
‫الكبائر‪ ،‬لورودِ اللّعن لكِلِ الرّبا‪ ،‬وموكِلِه‪ ،‬وكاتِبِه‪ .‬وعلم با تقَرر أنه لو بي عَ طعا مٌ‬
‫بِغَيه كنقدٍ‪ ،‬أو ثوبٍ‪ ،‬أو غي طعامِ بطعامٍ‪ :‬ل ُيشْتَرطْ شَيءٌ منَ الثلثة‪.‬‬

‫(و) شرط (ف بيع موصوفٍ ف ذِمّة) ويقالُ له السّلم‪ ،‬مع الشروط الذكورة للبيع‬
‫ض رَأ سْ مالٍ) مُعيّ ن‪ ،‬أو ف الذّمَة‪ ،‬ف َمجْلِ سِ خَيارٍ و هو (ق بل‬ ‫غ ي الرّوءْ ية‪( .‬قَبَ َ‬
‫تفرق) مِن َمجْلِس العَقْد‪ ،‬ولو كان رأ سُ الال مَنْفَ عة‪ .‬وإنّ ما يتَ ص ّورُ تَ سْليمَ النَفَ عة‬
‫بِتَسليمِ العَيْن‪ ،‬كدارٍ وحَيوا نٍ‪ ،‬ولِسْلِم إِليه قَبضَ هُ َورَدّ هُ لسلم‪َ ،‬ولَو عن دينه‪( .‬وكون‬
‫م سلم ف يه دينا) ف الذ مة‪ :‬حا ّل كان أو مؤجّلً‪ ،‬ل نه الذي وضَع ل هُ لَفْ ظُ ال سّلم‬
‫فأ ْسَلمْتُ إليك ألفا ف هذا العي‪ ،‬أو هذا ف هذا‪ :‬ليس سَلما‪ ،‬لنتفاء الشرط‪ ،‬ول‬
‫صسفَتَ ُه كذا بذه الدراهسم‪ ،‬فقال‬ ‫ْكس َثوْبا ِ‬‫ْتس مِن َ‬
‫بيعا‪ ،‬لختلل لفظسه ولو قال إِشْتَرَي ُ‬
‫بعتُ كَ‪ .‬كان بيعا‪ ،‬عند الشيخي‪ ،‬نظرا للفظ‪ .‬وقيل سلم نظرا للمعن واختاره َجمْ عٌ‬
‫مُحقّقون‪( .‬و) كو نُ ال سلِم ف يه (مقدورا) على ت سليمه ( ف مِله) بك سر الاء‪ :‬أي‬
‫وقْ تَ حُلولِه فل يَ صِحّ ال سّلم ف منقَط عٍ عند الحِل‪ :‬كالرّطب ف الشتاء‪( ،‬و) كونِه‬
‫(معلو مُ َق ْدرٍ) بِكَيْلٍ ف مِكْيَلٍ‪ ،‬أو َوزْ نٍ ف مَوزو نٍ‪ ،‬أو ذِرع ف مَذرو عٍ‪ ،‬أو ِعدّ ف‬
‫مَعْدُودٍ‪ .‬و صحّ فس نوس جَوزٍ ولوزٍ‪ ،‬بوز نٍ وموزون بك يل يُ َع ّد فيسه ضابطا‪ ،‬ومَكيلٍ‬
‫بوزن‪ ،‬ول يوز ف يه بي ضة ونو ها‪ ،‬ل نه يتاج إل ذِ كر جُرمِ ها مع وزن ا‪ ،‬فيورِ ثُ‬

‫‪155‬‬
‫عِزّةَ الوُجودِ‪ .‬ويشترط أيضا بيا نُ ملّ ت سليمٍ للمُ سلم ف يه إن أ سلم ب حل ل ي صلح‬
‫للت سليم‪ ،‬أو لمله إل يه مؤ نة‪ .‬ولو ظ فر ال سلم بال سلم إل يه ب عد ال حل ف غ ي م ل‬
‫التسليم ولنقله إِل مل الظفر مؤنة‪ ،‬ل يلزمه أداء‪ ،‬ول يُطالِبه بقيمَتِه‪ .‬ويصحّ ال سّلم‬
‫حالّ ومؤجّلً بأجل معلومٍ‪ ،‬ل مهول ومطلقه حال‪ ،‬ومطلق السلم فيه جيد‪.‬‬

‫(وحرم ربا) مرّ بيانُه قرَبيا‪ ،‬وَ ُهوَ أنوا عٌ‪ :‬رِبا َفضْلٍ‪ ،‬بأن يَزيد أحدَ ال ِعوَضَي‪ ،‬ومِنْ ُه‬
‫رِبا القُرْض‪ :‬بأن يشترط فيه ما فيه نَفْعٌ للمُقْرِض‪ ،‬ورِبا يَد‪ :‬بأن يفارق أحدها ملس‬
‫العقد قبل التقابُض‪ ،‬وربا نِساء‪ :‬بأن َيشْترِط أجَلٌ ف أحد ال ِع َوضَيْن‪ ،‬وكلَها مُجمَ عٌ‬
‫عَلي ها‪ ،‬ث ال ِعوَضان أن اتّف قا جِنْ سا‪ :‬اشتَرط ثلثَة شُروط‪ ،‬تقد مت‪ ،‬أو علة‪ :‬و هي‬
‫الطّ عم والنقد ية‪ ،‬اشترط شرطان‪ ،‬تقد ما‪ .‬قال شيخ نا ا بن زياد‪ :‬ل يندفِ عُ إِثْ مُ إِعطاءِ‬
‫الرّبا عندَ ا ِلقْتِرا ضِ للضّرورَة‪ ،‬بيُ ثَ أَنه إِن ل يع طِ الرّبا ل َيحْ صُلُ لَ ُه القَرْض‪ .‬إذ له‬
‫طَر يق إِل إعطا ِء الزاِئدِ بِطَري ِق النّ ْذرِ َأ ْو التّمْلِي كِ‪ ،‬ل سيما إذا قُل نا النّذر ل يتا جُ إِل‬
‫قبولٍ لفظا على العتمد‪ .‬وقال شيخنا‪ :‬يندفع الِثُ للضّرورةِ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬وَطَريقُ الَلصِ ِمنَ عَ ْقدِ الرّبَا لِمنَ يَبيعُ ذَهبا ِبذَهَب‪ ،‬أو فِضّة بِ ِفضّة‪ ،‬أو‬
‫بَرّا ببّ‪ ،‬أو َأرُزا بَأرُز متفاضِلً‪ ،‬بأن يَ هب كلٌ من البائِع ي حقّ ه للخرَ‪ ،‬أو يُقرِ ضَ‬
‫كلّ صاحبه ث يُبِئَه ويتخلّص مِنْ هُ بالقَر ضِ ف بي ِع الفَضة بالذّهب أو الرزّ بالبّ بل‬
‫قبض قبل تفرق‪( ،‬و) حَرم (تفري قٌ بي أَمة) وإن رَضيَ تْ‪ ،‬أو كانت كافِرَة‪( ،‬وفرع‬
‫سمَة وهَدية لغي مَن يُعتق‬ ‫ل ييز) ولو من زِنا الملوكَيْنِ لواحِد (بنحو بيع) َكهِبَ ٍة وقِ ْ‬
‫عليه لب‪" :‬مَن فَرّقَ بي الواِلدَة َووََلدِها‪ :‬فرق ال بينه وبي أحَبتهُ يوم القيامَة" وبطل‬
‫الع قد (فيه ما) أي الرّ با والتفر يق ب ي الَ مة والولد‪ ،‬وأل ق الغزالّ ف فتاو يه وأقرّه‬
‫غيه‪ ،‬التفري قُ بال سفر بالتفر يق بن حو البيْ عِ وطَردَه ف التفر يق ب ي الزو جة وولد ها‪،‬‬
‫وإن كا نت حرة‪ ،‬بلف الطل قة والب وإن عل‪ ،‬والدّة وإن علت ولو من الب‪،‬‬
‫كالُم إذا عدمت‪ .‬أما بعد التمييز فل يرم‪ ،‬لِ سْتِغْناءِ المُيّز عن الضَانَة‪ :‬كالتّفري قِ‬

‫‪156‬‬
‫بوَ صِيّة وعِتْ ٍق ورَهْن ويوزُ تَفري قَ ولدِ البَهيمَة إن استغن عن أمّه بلب أو غيه‪ ،‬لكن‬
‫يُكْره ف الرّض يع‪ :‬كَتفْرِ يق الد مي الم يز قبلَ البلو غِ عن الُ مّ‪ ،‬فإن ل يَ سْتغنِ عن‬
‫الل ب‪ ،‬حَرُم وبَطُل‪ ،‬إِل إِن كان لغر ضِ الذّ بح‪ ،‬ل كن بَ حث ال سّبكي حُرْمَةَ ذ بح أ مه‬
‫مع بقائه‪( .‬و) حَرّم أيضا‪( :‬بي عَ ن و ع نب م ن) عُلم أو (ظُن أ نه يتخذه م سكرا)‬
‫للشُرب والمْرَد م ن عُر فَ بالفُجور به‪ ،‬والد يك للمهَارِ شة‪ ،‬والكَبْش‪ ،‬للمناطَ حة‪،‬‬
‫والريرَ لرَجُل يَلْبِ سَهُ‪ ،‬وكذا بيع نو الِ سْكِ لكافرٍ يشتري لِتَطيي بِ ال صّنم‪ ،‬واليوان‬
‫َبونس بفروع الشّريعَة‬
‫َصسحّ أَنّ الكفّارَ ماط َ‬
‫لكافسر علم أنسه يأكُله بل ذَبحسْ‪ ،‬لَن ال َ‬
‫كالُ سْلمِي عندنا‪ ،‬خلفا لب حنيفة رضي ال تعال عنه فل يوز الِعانة عليهما‪،‬‬
‫ونو ذلك من كل تصرف يفضي إل معصية يقينا أو ظنا‪ ،‬ومع ذلك يصح البي عُ‪.‬‬
‫ويُكْرَه بَي عُ ما ذكرَ م ن تَوهّ م م نه ذلك‪ ،‬وب يع ال سلحِ لن حو بُغاةٍ وقُطّا عِ طر يق‪،‬‬
‫ومعامَلةَ من بيده حلل وحرام وإن غلب الرام اللل‪ .‬نعم‪ :‬إِن عُلم تريَ ما عقَد‬
‫بِه‪ :‬حَرُمَ‪ ،‬وبَطُل‪.‬‬

‫(و) َحرُ مَ (احتكا َر قو تٍ) كتمر‪ ،‬وزبيب‪ ،‬وكل مُجزىءٍ ف الفِطرَة وهو إِمساكُ‬
‫ما اشْترا هُ ف وق تَ الغَلءِ ل الرّ خص ل يبيعه بأكثرَ ع ند اشْتِدادِ حا جة أهلِ مل هِ أو‬
‫غي هم إِل يه‪ ،‬وإن ل َيشْتَ ِر هِ بِقَ صْدِ ذلك‪ .‬ل لِيمُ سِكَه لِنَفْ سِهِ أو عِيالِه أو لِيبَيعَ هُ بَِثمَ نِ‬
‫مِثْلِه‪ ،‬وَل إمْ ساكَ غِلّة أرضِه‪ ،‬وَأْلحَ قَ الغزال بالقوت‪ :‬كل ما يع ي عل يه‪ ،‬كاللّحْم‪،‬‬
‫و صَ ّرحَ القاضِي بالكَراهَةِ ف الثّوب‪( .‬و سومٌ علي سومٍ) أي سومُ غيه (ب عد تق ّررِ‬
‫َثمَ نْ) بالتراضي به‪ ،‬وإن َفحُ شَ ن قص الثمّ نِ عن القِيمَة‪ ،‬للنهي ع نه‪ ،‬و هو أن يَزيدَ‬
‫على آ خر ف َثمَ نِ ما يُريدُ شراءَه أو يُخر جَ له َأرْخَص م نه‪ ،‬أو يَرْغَب الال كُ ف‬
‫استردادِهُ ليشَترَيه بأَغلى‪ ،‬وتريَه بعد البَيْ عِ‪ .‬وقبل لزومه لبقاء الِيَارِ أَ َشدّ (وََنجَ شْ)‬
‫للنهّيس ع نه‪ ،‬وللِيذاءِ‪ :‬و هو أَن يَزيدَ ف الثّم نِ‪ ،‬ل لرغْبتِه‪َ ،‬بلْ لَِيخْد عَ غي هُ‪ ،‬وإن‬
‫كانَت الزّيادة ف ما ٍل مجورٍ عل يه‪ ،‬ولو ع ند ن قص القي مة على الوجَه‪ .‬ول خيار‬

‫‪157‬‬
‫للمُشتري إن غَبُ َن ف يه‪ ،‬وإن وا طأ البائِ عُ النا ِج شَ لتفرِ يط الشتَري حي ثُ ل يتأمّ ل‬
‫ويَ سْأل‪ ،‬ومدح ال سّلعة‪ ،‬ليغَ بَ فيها بال َكذِب كالنَجش‪ ،‬وشرط التحري فِي الكُل‪:‬‬
‫عَلِم النّهي‪ ،‬حت ف النّجشْ‪ .‬ويصح البيع مع التحري ف هذه الواضع‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف خياري الجلس والشرط وخيار العيب يثبت خيار ملس ف كل بيع‬
‫حت ف الرّبوي‪ ،‬والسلم‪ .‬وكذا ف هِبَةٍ ذات ثواب على العتمد‪ .‬وخرج بفيء‪ :‬كل‬
‫بيع غي البيع‪ :‬كالِبراء‪ ،‬والِبة بل ثَوا بْ‪ ،‬وشَرِك ٌة وقِرا ضْ‪ ،‬ورَه نٌ وحِوالَة‪ ،‬وكتابَة‪،‬‬
‫وإِجارَة‪ ،‬ولو ف الذّمة‪ ،‬أو مُ َقدّرة بدة‪ ،‬فل خَيارَ ف جيع ذلك‪ ،‬لنا ل تسمى بيعا‪.‬‬
‫(و سَ ُقطَ خيارُ من اختار لزومَه) أي البَيْ عُ من بائِع ومُشْترٍ‪ :‬كأن يقول اخترنا لزومَه‪،‬‬
‫أو أجَزْناه‪ ،‬فيسسْقط خيارَهاس‪ ،‬أو مسن أحدهاس‪ :‬كأن يقول اخترت لزومسه‪ :‬فيس ْسقُط‬
‫خِيارَ هُ‪ ،‬ويبقى خيارُ الخرِ‪ ،‬ولو ُمشْتَرِيا (و) سَقَط خَيارُ (كل) منهما (بفرقة بدن)‬
‫منه ما‪ ،‬أو من أحده ا‪ ،‬ولو نا سِيا‪ ،‬أو جا ِهلً‪ ،‬عن ملس الع قد (عرفا) ف ما ي ُعدّ هُ‬
‫الناس فِرقة‪ :‬يلزَ مُ به العقد‪ ،‬وما ل‪ :‬فل‪ .‬فإِن كانا ف دارٍ صغيةٍ‪ ،‬فالفِرقة بأن يرج‬
‫أحدها منها‪ ،‬أو ف كَبيَة‪ :‬فبأَن يَنْتَ ِقلَ أ َحدُهُما إل بي تٍ من بيوتِها‪ ،‬أو ف صحراءٍ‬
‫أو سسوقٍ‪ :‬فبأن ْس يول أ َحدُهاس َظهْرَه وَيمْشسي قليلً وإِن سَسِمعَ الطاب فيبْقسى خَيارُ‬
‫ا َلجْل سِ ما ل يَتفرّ قا‪ ،‬ولو طال مُكَثهُ ما ف مَ حل‪ ،‬وإِن بَل غَ سنِي أو تاش يا منازل‪.‬‬
‫ول يَسْقُطَ بَوتِ أ َحدَهُما‪ :‬فينتقلُ اليارُ للوارِثِ التأَهّل‪( ،‬وحَلف ناف فِرقَةِ أو فَسخَ‬
‫قبلها) أي قب َل الفِرقَة‪ :‬بأن جاءآ معا وادّعى أحدُها فِرقَة وأنكرها الخرُ لِيفْسخَ أو‬
‫اتف قا علي ها وادّ عى أحده ا ف سخا قبل ها وأن كر ال خر‪ :‬فيُ صَدّق النّا ف‪ ،‬لوافق ته‬
‫للصل‪.‬‬

‫(و) يوز (لما) أي للعاقِديْن (شرط خيار) لما أو ل َحدِها ف كل بيع فيه خيا ُر‬
‫مَل سٍ إل فيما يُعتَق فيه البيعَ‪ ،‬فل يوزَ شرطُه لشترٍ للمُنافاة‪ ،‬وف رِبوَي و سَلَم‪ :‬فل‬
‫يوز شرط فيهمسا لحسد‪ ،‬لشْتراطِه القَبْضَس فيهمسا فس الجلس (ثل ثة أيام فأقسل)‪،‬‬

‫‪158‬‬
‫بلفِ ما لو أطلق أو أكثر من ثلثة أيام‪ .‬فإِن زاد عليها‪ :‬ل يَصِ ّح العَقْدُ (من) حي‬
‫(الشّرط للخَيار)‪ ،‬سِواء أُ ْشرِ طَ ف العقد أم ف ملسه واللك ف البيع مع توابعه ف‬
‫مدة اليار لن انفرد بيارٍ من بائعٍ ومشترٍ‪ ،‬ث إِنْ كانَ لما‪ :‬فموقوفٌ‪ ،‬فإِن ت البيعُ‪:‬‬
‫بان أنهُ لشترٍ من حي العَقْدِ‪ ،‬وإِل فلبائِع‪.‬‬

‫(وي ص ُل فَ سْخٌ) للعَقْدِ ف ُمدّة الَيارِ (بنح ِو فَ سخْت البَيْع) كا سْتَرْجَعتَ الَبِي عَ‪.‬‬
‫َتس البَيْعسَ‪ ،‬كأمْضيْتَهسُ‪ ،‬والتّصسرُفُ فس مُدّة الَيارِ ِبوَطءٍ‪،‬‬ ‫(وإِجازَةٌ) فيهسا بنحسو‪ :‬أجَز َ‬
‫وإِعْتا قٍ‪ ،‬وَبَيْ عٍ‪ ،‬وإِجارَةٍ‪ ،‬وتَزو يج‪ ،‬من بائِ عٍ‪ :‬فُ سخ‪ ،‬و من ُمشْتَرٍ‪ :‬إِجازة للشّراءِ (و)‬
‫ب قَد ي) مُنْقِ صٍ‬ ‫يَثْبُ تُ (لشتَرٍ جا هل) ب ا يأ ت (خيارٌ) ف ردّ الَبيع (ب) ظهورِ (عَيْ ٍ‬
‫قيمَة ف البيع‪ ،‬وكذا للبائِع بظهور عيب قدي ف الثمن‪ .‬وآثروا لول‪ :‬لن الغالب ف‬
‫الث من النضباط‪ ،‬فق يل ف يه ظهور الع يب‪ .‬والقد ي ما قارن العَقْد‪ ،‬أو حدث ق بل‬
‫الق بض‪ ،‬و قد ب قي إل الفَ سْخ‪ ،‬ولو حدث بع ضُ القَبْض فل خيار للمشتري‪ ،‬و هو‬
‫(كا سِْتحَاضَة)‪ ،‬ونكا حَ لَمة‪( ،‬و سَ ِرقَة‪ ،‬وإِباق‪ ،‬وزِنا) من رَقيق‪ ،‬أي بكل منها‪ ،‬وإن‬
‫ل يتكرَر وتابَ‪ ،‬ذكرا كانَ أو أنثى (وبوّل بفراشٍ) إن اعتادَه وبلغَ سبعَ سني وُبخُر‬
‫َهس َنمّاما‪ ،‬أو شَتّاما‪ ،‬أو كذّابا‪ ،‬أو‬ ‫عيوبس الرّقيقسِ‪ :‬كوَن ُ‬
‫ِ‬ ‫ومنس‬
‫ُسسحْكِميْن‪ْ .‬‬ ‫وصسِنانٍ م َْت‬
‫صمَ‪ ،‬أو‬ ‫آكِلً لِطيٍ‪ ،‬أو شارِبا لنحو َخمْرٍ‪ ،‬أو تارِكا لل صّلة‪ ،‬ما ل يَتُب عَنْها‪ ،‬أو أ َ‬
‫أبلَه‪ ،‬أو مُ صْ َطكِ الرّكبتيْن‪ ،‬أو رُتَقاءُ‪ ،‬أو حامِلً ف آدَمِيّ ة‪ ،‬ل َبهِيَمَة‪ ،‬أو ل تَحي ضُ‬
‫ِشرينس سسنة‪ ،‬أو أحَد ثَديْيهسا أكْبَر مسن الخَر‪( ،‬وجِماحسٌ) لَيَوان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫مسن بَلغست ع‬
‫(و عض)‪ ،‬ورُ مح‪ ،‬وكو نَ الدارِ منِلَ الُندِ‪ .‬أو كو نَ الِنّ م سّلطيَ على ساكِنِها‬
‫ْعس الرْض‪( .‬و) يثْبست بِتغري ٍر فِعلي‪ .‬و ُهوَ حَرام‬ ‫يرعونس َزر َ‬
‫َ‬ ‫بالرّج ْم‪ ،‬أو القِرَدِة مثلً‬
‫للتّدلي سِ والضّ َررِ (كَتَ صْرية) ل هُ‪ :‬وهِ يَ أن يَتْرُ كَ حَل به ُمدّ ًة ق بل بَيْعِه ليوهِ مَ الشْتَري‬
‫ْنس فاحِشسٍ‪ :‬كظَن ّ) ُمشْتَ ٍر نوس‬ ‫َنس وتعيدِ شَعْ َر الارِيسة‪( ،‬ل) خَيارَ (بِغُب ٍ‬ ‫كَثْرَة اللب ِ‬
‫(زُجاجة‪َ :‬جوْهَرة) لِتَقْ صِيه بعَمل هِ بِ َقضِيّة وَ ْهمِ هِ‪ ،‬من غي َبحْث‪( .‬واليار) بالعَيْب‪،‬‬

‫‪159‬‬
‫ولو بتصسرية (فوري) فَيَبْطُل بالتأخيس بل ُع ْذرٍ‪ ،‬ويُعْتَب ال َفوْرُ عادَة‪ ،‬فل يَض ّر صسَلة‬
‫وأكْل دخَل َوقُْتهُ ما‪َ ،‬وقَضاءُ حا َج ٍة ول سَلمَةُ على البائِ عِ‪ ،‬بِخل فِ مُحادَثَتِه‪ ،‬ولَوْ‬
‫جهْلِه جَوازَ الردّ بالعَيْ بِ‪ ،‬إن‬
‫عَلَْي هِ لَيْلً‪ :‬فله التّأْخيِ ح ت يُ صْبِحَ‪ ،‬ويُ ْعذَرَ ف تأخي هِ ِب َ‬
‫ب عهدُ ُه بالِ سْلم‪ ،‬أو َنشَأ بَعيدا عن العُلماءِ‪ ،‬وِبجَهْ ِل فَورِيَت هِ إِن خَفي علي هِ‪ ،‬ث‬ ‫قَرُ َ‬
‫إن كان البائِعُس فس البَلدِ‪ :‬رَدّهُس ا ُلشْتري بنفسسه‪ ،‬أو وَكليهِس على البائِع أو وَكيلِه‪ ،‬ولو‬
‫كا نَ البائِ عُ غائِبا عن البَلد‪ ،‬ول وَكيلَ ل هُ ب ا‪ :‬رفَ َع الَمْر إل الاكِ مِ وُجوبا‪ ،‬ول‬
‫يُوءَخّرُ لضورِ هِ‪ .‬فإِذا عَجز عَن الِنْهاءِ‪ ،‬لنحو مَر ضٍ‪ ،‬أشهَد على الفَ سْخِ‪ ،‬فإِن َعجَزَ‬
‫عن الِشْهادِ‪ :‬لَم يَلزمْهُ تلفّظ‪ ،‬وعلى ا ُلشْتَرِي تَركَ استِعْمال‪ ،‬فلو اسْتَخدَم رَقيقا‪ ،‬ولو‬
‫بقوله ا سْقِن‪ ،‬أو نا َولْ ن الثّوب‪ ،‬أو أغِل قْ البَا بَ‪ ،‬فل ردّ قهرا‪ ،‬وإن يَفْعَل الرّقي قُ ما‬
‫أُمِر به‪ ،‬فإِن فعل شيئا من ذلك بل طلب‪ :‬ل َيضُرّ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو با عَ حَيوانا أو غيه بِشرط بَراءتَ هُ مِن العُيو بِ ف الَبيعِ أو أن ل يُر ّد‬
‫با‪ :‬صح العقد‪ ،‬وبريءٌ من عيبٍ باطنٍ باليوان موجودٌ حالَ العقْد ل يَ ْعَلمْ ُه البائِعُ‪،‬‬
‫ل عَن عَيْبٍس باطنٍس فس غيس اليوان‪ ،‬ول ظاهسر فيسه‪ .‬ولو اخَْتلَفسا فس قَدم العَيْب‪،‬‬
‫واحتملَ صِدقَ كل‪ :‬صدَق البائعُ بيمينه ف دعْواه حدوثِه‪ ،‬لن الصْلَ‪ :‬لُزومَ العقْد‪.‬‬
‫ُعرفس القَديُ بدونسه‬ ‫ْبس ل ي ُ‬ ‫ْبس فس يَده‪ .‬ولو حَدث عَي ٌ‬
‫الصسلَ َعدَم العَي ِ‬
‫ْ‬ ‫وقيلَ لَن‬
‫كَكَ سْرِ بَيْ ضٍ‪ ،‬وجوز‪ ،‬وتقْو ير بطي خٍ مدوّد‪ ،‬ردّ ول أرَش عل يه للحادِ ثِ‪ ،‬ويُتّب عَ ف‬
‫الردّ بالعَيْب‪ :‬الزيادة التّصلة‪ ،‬كالسّمن‪ ،‬وتعلَم الصّنَعة‪ ،‬ولو بأجْرة‪ ،‬وحل قارن بيعا‪،‬‬
‫ل النَفَ صِلة‪ :‬كالولد‪ ،‬والثّ مر‪ ،‬وكذا الَمَل الادِث ف مُلْ كِ ا ُلشْتَرِي‪ ،‬فل تُتبّ ع ف‬
‫الرَدّ‪ ،‬بل هي للمُشْتَري‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف ح كم ال بيع ق بل الق بض (الَبي َع قَب َل قَْبضِ هِ م ْن ضَما نِ بائِ عِ) بعْ ن‬
‫انْفِ ساخِ البَيْ عِ بتَلفِه أو إِتل فِ بائِع‪ ،‬وثَبو تِ الَيارِ بتعيّ به أو تَعْيي بِ بائع‪ ،‬أو أج نب‪،‬‬
‫وبإِتلف أجْنَب‪ .‬فلو تَل فَ بآفةٍ‪ ،‬أو أََتلَفَ هُ البائِع‪ :‬انفَس َخ البَيْع (وإِتل فَ ُمشْتَرٍ قَبَ ضَ)‬

‫‪160‬‬
‫صدَقة‪،‬‬ ‫وإِن َج ِهلَ أن هُ للبَيْع (ويَبْطُل تَ صرّفُ) ولو مَ عَ بائِع (بن حو ب يع) َكهِ بة‪ ،‬و َ‬
‫وإِجارَةِ َورَه ْن‪ ،‬وإقْرَاضسٌ‪( :‬فيمسا ل يَقْبِضسُ‪ ،‬ل بنحسو إِعْتاقسٍ) وتَزويجسٍ‪َ ،‬ووَق ْف‪:‬‬
‫لَتَشوّفِس الشّارِع إل العتسق‪ ،‬ولعدم توقفسه على القدرة بدليسل صسحة إعتاقِس البِق‪،‬‬
‫ويكو نُ به ا ُلشْتَري قابضا ول يكون قابضا بالتزويج (وقب ضٌ غي منقول) من أر ضٍ‬
‫ودارٍ و َشجَرٍ (بتخِليةٍ لشترٍ) بأن يكّنه منه البائِع معْ تَسْليمِهِ الفتاح وإِفراغِه من أمتعةِ‬
‫غ ي الشتري (و) قب ضٌ (منقولٌ) من سفينة أو حيوان (بنقله) من ملّ هِ إل ملَ آ َخرَ‬
‫مع تفري غِ ال سفينة‪ ،‬وَيحْ صُ ُل القَبْ ضُ أيضا ِبوَضْع البائَع للمنقولِ ب ي يدي الشتري‬
‫بيث لو مدّ إليه َيدَهُ لَنالَهُ‪ .‬وإِن قال‪ :‬ل أريدَهُ وشَ ْرطَ ف غائبٍ عن َمحَل العَ ْقدِ‪ ،‬مع‬
‫إِذَ ِن البائِع ف القَبْ ضِ‪ ،‬مضى زَمن يك ُن في هِ الِضيّ إليه عادةً‪ .‬ويوزُ لشتَرٍ ا سْتِقللٍ‬
‫بقب ضٍ للمبيع إن كان الثمن مؤجلً‪ ،‬أو سُّلمَ الال‪( .‬وجاز استِْبدَالٌ) ف غي رِبَوي‬
‫بيع بِمثْلِ هِ من جِنْسه (عن ثن) نَقْد أو غيه‪ :‬لب ابن عُمر رضي ال عنه‪" :‬كن تُ‬
‫أبي عَ الِبِ َل بالدناني‪ ،‬وآخذَ مكانَها الدّارهِ مَ‪ ،‬وأبي عَ بالدّراهِ مِ‪ ،‬وآ ُخذَ مكانَها الدّنانيَ‪،‬‬
‫فأتَيْ تُ رسولَ ال‪ ،‬فسألتهُ عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ل بأس إذا تَفَ ْرقْتُما وليس بينكما شيء"‬
‫(و) عن (دَيْن) قر ضٍ‪ ،‬وأجْرَةٍ‪ ،‬و صَداقٍ‪ ،‬ل عن م سلم ف يه‪ ،‬لعدم ا ستقْرارِهِ‪ .‬ولو‬
‫ا ستَبدلَ موافقا ف ِعلّةِ الرّ با‪ ،‬ك ِدرْه مٍ عن دينار‪ ،‬اشترط ق بض البدل ف الجلس‪،‬‬
‫حذرا من الر با‪ ،‬ل إن ا ستُْبدِلَ ما ل يوافِقَ هُ ف العِلة‪ ،‬كطعام عن در هم‪ ،‬ول يُْبدِلَ‬
‫نو عٌ أسلم فيه‪ ،‬أو مَبيعٌ ف الذّمةِ عَ ْقدٌ بغي لف ظِ السَلمِ بنوع آخر‪ ،‬ولو من جنسه‪:‬‬
‫كحنظة سراء عن بيضاء‪ ،‬لن الَبيعَ م عَ تعيّنِ ِه ل يوزُ بَيْعُه قبل قَْبضِه‪ ،‬فمع كونِه ف‬
‫الذِمّةِ‪ .‬أول‪ .‬نعم‪ ،‬يوز إِبداله بنوعِه ال ْجوَدَ‪ ،‬وكذا الردأ بالتّراضي‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف بيع الصول والثّمار (َيدْخُل ف بَيْع َأرْض) وهِبَتَها َو َوقْفها‪ ،‬والوَ صِيّة‬
‫با مُطلقا‪ ،‬ل ف رَهْنها والِقرار با (ما فيها) من بناءٍ وشجَ ٍر رُطَ بٍ وثَمر هُ الذي ل‬
‫يظْهرْ ع ند البَيْع‪ ،‬وأ صول بَقْلٍ ُتجَزّ مرَة ب عد أخْرى‪ ،‬كقِثاء‪ ،‬وبَط يخ‪ ،‬ل ما يُوءْ َخذُ‬

‫‪161‬‬
‫َدفْعَةً‪ ،‬كبَ َر وِفجْلٍ لنه ليس للدّوا مِ والثّبا تِ‪ ،‬فهو كالنقول تِ ف الدارِ‪( .‬و) يدخل‬
‫( ف) ب يع (ب ستان)‪ ،‬وقر ية (أرض‪ ،‬وش جر‪ ،‬وبِناءٍ) فيه ما‪ ،‬ل مزارِ عَ حول ما‪ ،‬لن ا‬
‫لي سَت مِْنهُ ما‪( .‬و) ف بي عٍ (دارٍ هذ هِ الثلثَةُ) أي الر ضُ الملوكَة للبائِع بُمْلت ها‪،‬‬
‫ح ت تُومُ ها إل الر ضِ ال سابِعَة‪ ،‬والشّ جر الغروس في ها‪ ،‬وإن كَثُر‪ ،‬والبنا َء في ها‬
‫بأنواعِه‪( ،‬وأبوا بٍ منصوبَةٍ) وأغلقُها الثْبتَة‪ ،‬ل البوا بُ القْلوعَة‪ ،‬وال سُررُ والِجارَةَ‬
‫الدفونَة بل بِناء‪( ،‬ل ف) ب يع (قَ نَ) َذكَرٍ أو غَيْره (حَلَ قة) بأذ نه‪ ،‬أو خاتَم‪ ،‬أو نَعْلِ‪،‬‬
‫(و) كذا (َثوْ بٌ) عليه خلفا للحاوي‪ ،‬كالحرر‪ ،‬وإن كان ساتِ َر عورَتِه‪( .‬وف) بي عِ‬
‫ط قَط َع الشّجرِ‪،‬‬ ‫( َشجَرِ) رَطُ بٍ بل أرض عِنْد الِطْل قِ (عرق) ولو يابِسا إِن ل ُيشْرَ ْ‬
‫شجَر الرّطَ بِ‪ .‬ويَلز مُ الشْتَري قَلْ َع اليابِ سِ‬
‫بأن شرط إبقاوه أو أطلق‪ ،‬لوُجوب بَقَاءِ ال ّ‬
‫عِْندَ الِطلق‪ ،‬للعادة‪ ،‬فإِن شَرط قَطعَه أو قَلْ عه‪ُ :‬عمِلَ به‪ ،‬أو إِبقاؤه‪ :‬بَ ُطلَ البَيْ عُ ول‬
‫يُنْتَفَع ا ُلشْتَري بَغْرَسسِها (وغُصس ٍن رُطَب)‪ ،‬ل يابِسسَ‪ ،‬والشّجسر رْطَبسٌ‪ ،‬لن العادة‬
‫قَطْعَ هُ‪ ،‬وكذا َورَق رُطَب‪ ،‬ل وَرَ قُ حِنّاء على الو جه‪( ،‬ل) يد خل ف ب يع الش جر‬
‫(مَغرُ سُه)‪ ،‬فل يتب عه ف بي عه‪ ،‬لن ا سم الش جر ل يتناوله (و) ل ث ر (ظ هر)‪ :‬كطلع‬
‫نل بتَشقّق‪ ،‬وثر نو عنب‪ :‬ببوز‪ ،‬وجوز‪ :‬بانْعِقادٍ‪ ،‬فما ظهَرَ منه‪ :‬للبائِ عْ‪ ،‬وما ل‬
‫ل بالشّرْط‪ :‬سسِواءً أظهَرَ‬ ‫يَظْهَر‪ :‬لل ُمشْتَري‪ .‬ولو شرط الثمسر لحدهاس‪ :‬فهسو له‪ ،‬عم ً‬
‫الثمَرَ أم ل‪( ،‬ويبقيان) أي الثّمر الظَاهِ َر والشّجر عند الِطلق‪ ،‬فيَ سَْتحِ ّق البائِ عَ تَبقيَة‬
‫الثّمر إِل أوان الِداد‪ ،‬فيأخذه دفعة‪ ،‬ل تدريا‪ ،‬وللمُشتَري تَبْقِيةَ الشجر ما دام حَيّا‪،‬‬
‫فإِن انقلع‪ ،‬فَل هُ غر َسهُ إِن ن فع ل بد له (و) يدخُل ( ف) ب يع (دا بة َحمَل ها) ا َلمْلو كَ‬
‫لالِكهَا‪ ،‬فإِن ل ي كن ملوكا لالك ها‪ ،‬ل يَ صِحّ البَيْ عَ‪ ،‬كبَيْعِ ها دو نَ َحمْلِ ها‪ ،‬وكذا‬
‫عكسه‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف اختلف التعاقد ين (ولو اختلف مُتعَاقِدان) ولو وَكيلَيْن‪ ،‬أو وارِثَيْن‬
‫(ف صِفَةِ عَقْد) مُعا َوضَةً كَبيعٍ و سََلمٍ‪ ،‬وقِرا ضٍ‪ ،‬وإِجارَةٍ‪ ،‬و صَداقٍ‪( ،‬و) الال أنه قد‬

‫‪162‬‬
‫( صح) الع قد باتّفاقِه ما‪ ،‬أو ي ي البائِ عِ‪( :‬كقدرِ ِعوَ ضٍ) من ن و مَبيْع‪ ،‬أو ثَمَن‪ ،‬أو‬
‫جِنْ سِه‪ ،‬أو صِفَتِهِ‪ ،‬أو أجَلٌ‪ ،‬أو قدر هِ‪( ،‬ول بيّ نة لحده ا) ب ا ادّعاه‪ ،‬أو كان ل كل‬
‫منهما بينة‪ ،‬ولك نْ قد تعا َرضَتا بأن أُطلقتَا‪ ،‬أو أطلقت إحداها وأرِخّت الخرى‪ ،‬أو‬
‫ُأرّخَ تا بتار يخ وا حد‪ ،‬وإل حُكِ مَ بُ َقدَمّ ِة التار يخ‪( .‬حلف كل) منه ما يينا واحدة‪،‬‬
‫تمع نفيا لقول صاحبه‪ ،‬وإثباتا لقوله‪ ،‬فيقول البائع مثلً‪ :‬ما بِعْت بكذا‪ ،‬ولقد بِعْت‬
‫ْتس بكذا‪ ،‬ولقسد اشْتَريْست بكذا‪ ،‬لن كلّ‪ :‬مسن‬ ‫بكذا‪ .‬ويقول الشْتري‪ :‬مسا اشْتَرَي ُ‬
‫الد عي والد عى عل يه‪ .‬والو جه‪ :‬عدم ا ِلكْتفاء ب ا بِعْت إل بكذا‪ ،‬لَن الن في ف يه‪:‬‬
‫صريح والِثبات‪ :‬مَفهوم‪( ،‬فإِن) رضي أحدها بدون ما ادعاه‪ ،‬أو َسمَح لِل خر با‬
‫َصسرّا) على الِختلف‪( :‬فلكلٍ) منهمسا (أو)‬ ‫ِنس (أ َ‬‫ادّعاه‪ ،‬لَزَم العَقْدَ‪ ،‬ول رُجوع‪ ،‬فإ ْ‬
‫للحاكم (فسخه) أي العَقْدِ‪ ،‬وإن ل يَسْألهُ‪ ،‬قَطْعا‪ ،‬للنّزاع‪ .‬ول تب ال َفوْرِيّة هنا‪ .‬ث‬
‫بعد الفَسْخِ‪ :‬يُرَدّ البَيعْ بزيادَتِه التّصِلّة‪ ،‬فإِن تََلفَ حِسّا أو شَرْعا‪ ،‬كأَن َوقَفَهُ أو با َعهُ‪،‬‬
‫رُدّ مثله إن كان مِثْليا‪ ،‬أو قِيمَتَ هُ إن كان مُتَقوّما‪ .‬ويُرَدّ على البائِ َع قِيمَة آب قِ فَ سْخِ‬
‫الع قد‪ ،‬و هو آب قٌ مِن ع ند ا ُلشْتري‪ ،‬والظاهِ ُر اعتبارَ ها بيوَ مِ الَر بِ‪( .‬ولو اد عى)‬
‫أحده ا (بَيْعا‪ ،‬وال خر رَهْنا‪ ،‬أو هِبَةً)‪ :‬كأن قال أحده ا بِعْتَكَ هُ بَألْف‪ ،‬فقال ال خر‪:‬‬
‫بل رَهَنْتَنِيه‪ ،‬أو وَهَبْتَنِ يه‪ ،‬فل تَخالف إذا ل يَتّف قا على عقد وا حد‪ ،‬بل (حلف كل)‬
‫منهما للخر (نفيا)‪ ،‬أي يينا نافي ًة لدعوى الخر لن الصل‪ :‬عدمه‪ ،‬ث يُر ّد مدعى‬
‫البيع اللف‪ ،‬لنه مقرّ با‪ ،‬ويُستَر ّد العَيْنِ بِزَواِئدِها التصلة والُنْفَصِلة‪( .‬و) إذا اختلف‬
‫سدٍ من ِإخْلل ركن أو شَرْط‪ ،‬كأن‬ ‫العاقِدان‪ :‬فادعى أحدها اشتما َل العَ ْقدِ على مُفْ ِ‬
‫اد عى أحده ا رؤي ته‪ ،‬وأنكر ها ال خر‪( :‬حَل فَ ُمدّ عي صحة) الع قد غالبا‪ ،‬تقديا‬
‫للظّاهِر من حال الُكّلف‪ ،‬وهو اجْتناَب هُ للفاسد‪ ،‬على أصل عدمها لتشوّ فِ الشارِ عِ‬
‫صدّق مدّ عي الف ساد‪ ،‬كأن قال البائع‪ :‬ل أ كن بالغا ح ي‬ ‫إل إمضاءِ العُقود‪ ،‬و قد يُ َ‬
‫البيسع‪ ،‬وأنكسر الشتري‪ ،‬واحتمسل مسا قاله البائع‪ :‬صسدَق بيمينسه‪ ،‬لن الصسل‪ :‬عَدمَس‬
‫صدُق ُمدّ عي‬ ‫البُلوغ‪ .‬وإن اختل فا‪ :‬هل وقَع ال صّلح على الِنْكارِ أو العتِرا فْ؟ في ْ‬

‫‪163‬‬
‫الِنكار‪ :‬ل نه الغالب‪ .‬و من وُ هب ف مر ضه شيئا‪ ،‬فاد عت ورث ته غي بة عقله حال‬
‫الِبَة‪ :‬ل يقبلوا‪ ،‬إل إن علم له غيبة قبل البة‪ ،‬وادعوا اسِتمْرارهَا إليها‪ .‬ويصدق منكر‬
‫أصل نو البيع‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬لورَدّ ا ُلشْتَري مَبيعا معينا معيبا‪ .‬فأنكر البائِع أنه البيع‪ .‬فيصدّق بيمينه‪،‬‬
‫لن ال صل مض يّ الع قد على ال سلمة‪ .‬ولو أ تى الشتري ب ا ف يه فأرة‪ ،‬وقال قَبضْت هُ‬
‫كذلك‪ ،‬فأنكرَ القْبسض صسدَق بيمينسه‪ .‬ولو أفرغسه فس ظرف الشتري‪ ،‬فظهرت فيسه‬
‫فأرة‪ ،‬فادّعى كلّ أنا من عند الخر‪ :‬صَدَقَ البائع بيمينه إن أمكن صِ ْدقُه‪ ،‬لنه مدّع‬
‫لِل صّحة‪ ،‬ولن ال صل ف كل حادث‪ :‬تقديره بِأقرب زَ من‪ .‬وال صل بَراءَةُ البائع‪.‬‬
‫وإن دَفع لِدائنِه دَيْنَهُ فردّهُ بِعَْيبٍ‪ ،‬فقال الدافِعُ ليس هو الذي دفعتهُ‪ :‬صدّق الدائنَ لن‬
‫الصل‪ :‬بقاءُ الذّمِة‪ .‬ويصدّق غاصب ردّ عينا‪ ،‬وقال هي الغصوبَة‪ ،‬وكذا وديع‪.‬‬

‫َهس‬
‫َنس ُيرَدّ مِثل ُ‬
‫ْليكس شيءٍ عَلى أ ْ‬‫(فصسل)‪ :‬فس القرض والرهسن (الِقراض) وهسو َتم ُ‬
‫(سُنّة)‪ ،‬لن فيه إعانة على َكشْفِ كُرْبة فهو من السّنَ ِن الَكيدَة‪ ،‬للحاديثِ الشّهيَة‬
‫كخَبِ مُ سْلم "مَ نْ نَفَس على أخيه كُرْبَة من كُ َر بِ الدنيا‪ ،‬نف سّ ال عنه كُرْبةً من‬
‫كُرب يوم القيامة‪ .‬وال ف عو نِ العَْبدِ‪ ،‬ما دام العَْبدُ ف عو نِ أخيه" وصح خب "من‬
‫أقرض ال مرّت ي‪ :‬كان له م ثل أ جر أحده ا لو ت صدق به" وال صّدقة أف ضل م نه‪،‬‬
‫ُنس القتَرِض ُمضْطرا‪ ،‬وإل وَجَبسَ‪ .‬وَيحْرَم‬ ‫خلفا لبَ ْعضِهسم‪ .‬وملّ نَدبسه‪ :‬إن ل يَك ْ‬
‫ُرجس الوفاء مسن جهسة ظاهرة فورا فس الال‪ ،‬وعنسد‬ ‫ا ِلقْتراض على غيس مضطسر ل ي َ‬
‫اللول ف الؤجّل‪ ،‬كالِقراض عند العلم‪ ،‬أو ال ظن من آخذِ هِ أنّ هُ يُنفِقه ف مَعْ صِيَة‪.‬‬
‫ْهس ورُدّ‬
‫ويصسل (بإِياب‪ :‬كأقْرَضت ُك) هذا‪ ،‬أو ملّكْتَك َه على أن تَرُدّ مِثله‪ ،‬أو ُخذ ُ‬
‫ف ورُ ّد بدلَهُ‪ :‬فكناية‪ .‬وخذه فقط‪:‬‬ ‫َبدَلَهُ‪ ،‬أو إصْرِفه ف حوائِجكَ ورُ ّد بدَلهَ‪ ،‬فإِنّ ُحذِ َ‬
‫ل غو‪ ،‬إل إِن سبقه أقرض ن هذا‪ ،‬فيكون قرضا‪ ،‬أو أعط ن‪ ،‬فيكون ه بة‪ .‬ولو اقت صر‬
‫على ملّكْتَك هُ‪ ،‬ول ينوِ البدل‪ :‬فَهِبَة‪ ،‬وإل فكنا ية‪ .‬ولو اختل فا ف ن ية البدَلِ‪ :‬صدَق‬

‫‪164‬‬
‫الدافع‪ ،‬ل نه أعْرَ فَ بقصده‪ .‬أو ف ذكر البدل‪ :‬صدّق الخِذ ف عدم الذكر‪ ،‬لنه‬
‫الصل‪ .‬والصّيغة ظاهرة فيما ادعاه‪ .‬ولو قال لضطر أطْعَمتُكَ بِ َعوَضْ‪ ،‬فأنكر‪ ،‬صدَق‬
‫الُطْعِم‪ ،‬حَملً للنا سِ على هذ هِ الَكْرمة ولو قال وَهَبْتُك بِعوَ ضْ‪ ،‬فقال مانا‪ :‬صَدق‬
‫الُتّ هب‪ .‬ولو قال اش تر ل بدره ك خ بز‪ ،‬فاشتُر يَ له‪ :‬كان الدّره ُم قَرْضا‪ ،‬ل هَِبةً‪،‬‬
‫على العتَمدَ‪( ،‬وقبول) مت صل به‪ :‬كََأقْرَضْتُه‪ ،‬وقَبِلْ تُ قَ ْرضَ هُ‪ .‬ن عم‪ :‬القر ضُ الُكْ مي‬
‫سوَة العاري‪ ،‬ل يفتقرَ إل إِياب‬ ‫كالِنْفاق على اللّقيط الُحتا جُ‪ ،‬وإِطْعا مَ الائِع‪ ،‬وكِ ْ‬
‫وقبول‪ .‬وم نه أمرُ غيه بإِعطاءِ مال هُ غَرَ ضٌ ف يه‪ :‬كإِعطاءِ شاعِر‪ ،‬أو ظالٍ‪ ،‬أو إطعا مُ‬
‫ِيابس‬
‫َ‬ ‫َطس فس القَرض‪ :‬ال‬
‫فقيٍ‪ ،‬أو فِداءَ أسس ٍي وعمسر داري‪ .‬وقال َجمْعسٌ‪ :‬ل ُيشْتَر ُ‬
‫والقُبول واختاره الذر عي‪ .‬وقال قيا سَ جواز الُعاطاة ف البَيْع‪ :‬جَوازَ ها ه نا‪ ،‬وإن ا‬
‫يوز القرض من أ هل تَبَرّع‪ :‬في ما ي سلم ف يه من حيوان وغيه ولو نقدا مغشوشا‪.‬‬
‫ن عم‪ .‬يو ُز قَرْ ضُ الُبْزِ‪ ،‬والعَجيِ‪ ،‬والَميِ الامِض‪ ،‬ل الرو بة‪ ،‬على الو جه‪ ،‬و هي‬
‫َخمِيةُ لب حامِض‪ ،‬تُلقى على اللب ليوب‪ ،‬لختلفِ حوضَتِها القْصُودَة‪ .‬ولو قال‬
‫أقْرضْنس عشرة‪ ،‬فقال خذهسا مسن فلن‪ ،‬فإِن كانست له تتس يده‪ :‬جاز‪ ،‬وإل فهوَ‬
‫وكيلٌ ف قَبضِها‪ ،‬فل بدّ من تديد قرضِها‪ .‬ويُمْتن عُ على َولِ يّ قر ضِ مال موليَه بل‬
‫ضرورة‪ .‬ن عم‪ :‬يوز للقا ضي إِقرا ضَ مالِ ا َلحْجورِ عل يه بل ضرورة‪ ،‬لكثرة أشْغالِه‪:‬‬
‫سض) بإِذن مقرض‪ ،‬وإن ل‬ ‫إن كان الُقْتَرِض سُ أمينا موس سِرا‪( ،‬وملك مقترض بقبس‬
‫يتصرّف فيه‪ ،‬كالوهوب‪ .‬قال شيخنا‪ :‬والوْجه ف النقوط العتاد ف الفراح أنه هِبَة‪،‬‬
‫ل قرض‪ ،‬وإن اعتيد رد مثله‪ .‬ولو أن َفقَ على أخِيهِ الرّشِيدَ وعيالَهُ سِني وهو ساكتْ‪:‬‬
‫ل ير جع به‪ ،‬على الو جه‪( ،‬و) جاز (لقْرِض ا سْتردادَ) ح يث ب قي ذلك القَتَرض‪،‬‬
‫وإن زال عن مل كه ث عاد على الو جه‪ ،‬بلف ما لو تعلق به حق لزم‪ ،‬كر هن‪،‬‬
‫وكتابِة‪ ،‬فل يرجع فيه حينئذٍ‪ .‬نعم‪ :‬لو آجره رجع فيه‪ ،‬ويب على القترض رَدّ الِثْل‬
‫ف الثلى‪ ،‬وهو النقد والُبوب‪ ،‬ولو نقدا أبطَلَه السلطان‪ ،‬لنه أقرب إل حقه‪ ،‬وردّ‬
‫الِثْل صورة ف التقوّم‪ ،‬وهو اليوان‪ ،‬والثياب والواهر‪ ،‬ول يب قبول الرديء عن‬

‫‪165‬‬
‫ال يد‪ ،‬ول قبول ال ثل ف غ ي م ّل الِقْرا ضِ إِن كان ل هُ غر ضٌ صحيح‪ ،‬كأن كان‬
‫لنقله مُوءْ نة‪ ،‬ول يتحمّل ها القترض‪ ،‬أو كان الو ضع موّفا‪ .‬ول يُلزم الُقترِض الدّف عَ‬
‫ف غي مل الِقراض إل إذا ل يكن لملة مؤنة أو له مؤنةً وتمّلها الُقْرِض‪ ،‬لكن له‬
‫مطالبة ف غي مل الِقراض بقيمة بحل الِقراض وقت الطالبة فيما لنقله مؤنة ول‬
‫يتحلمها القرِض لوزا الِعتياض عنه‪( .‬و) جاز لقْرِض (نفع) يصل له من مُقْترِض‪،‬‬
‫كرد الزائد قدرا أو صفة‪ ،‬والجود ف الرديء (بل شرط) ف العقد‪ ،‬بل يسن ذلك‬
‫لقترض‪ ،‬لقوله‪" :‬إن خياركسم‪ :‬أحسسنكم قضاء" ول يكره للمقرض أخذه‪ ،‬كقبول‬
‫هدي ته‪ ،‬ولو ف الربوي‪ .‬والو جه أن القرض يلك الزائد من غ ي ل فظ‪ ،‬ل نه و قع‬
‫تبعا‪ ،‬وأيضا ف هو يش به الد ية‪ ،‬وأن القترض إذا د فع أك ثر م ا عل يه‪ ،‬واد عى أ نه إن ا‬
‫دفسع ذلك ظنا أنسه الذي عليسه‪ :‬حلف‪ ،‬ورجسع فيسه‪ .‬وأمسا القرض بشرط جرّ نفسع‬
‫لقرض ففاسد‪ ،‬لب "كل قرض جرّ منفعة‪ ،‬فهو ربا" وجب ضعفه‪ :‬ميء معناه عن‬
‫جع من الصحابة‪ .‬ومنه القرض لن يستأجِر مُلكه‪ ،‬أي مثلً بأكثر من قيمته لجل‬
‫القرض‪ .‬إن وَقَ عَ ذلِك شَرْطا‪ ،‬إذْ ُهوَ حِينئذٍ حَرا مٌ ِإجْماعا‪ ،‬وإِل كَرُ هَ عند نا‪ ،‬وحرام‬
‫عند كثي من العلماء‪ ،‬قاله السّبكي‪ ،‬ويوزُ ا ِلقْراضَ بشرطِ الرهنِ أو الكفيل‪.‬‬

‫ولو قال أقرض هذا مائة وأ نا ل ا ضامِ نٌ‪ ،‬فأقْ َرضَ هُ الائة أو بعض ها كان ضامنا‪ ،‬على‬
‫الو جه‪ ،‬للحا جة‪ :‬كأل قِ متا عك ف الب حر وعل يّ ضمان م وقال البغوي‪ :‬لو ادّ عى‬
‫ق ال خذ لن ال صل‪ :‬عدم الضّمان‪ ،‬خلفا‬ ‫ك القَرْ ضَ‪ ،‬وال خذ الودي عة‪ :‬صد َ‬ ‫الالِ ُ‬
‫للنوار‪.‬‬

‫(وي صح ر هن) و هو ج عل ع ي يوز بيع ها وثي قة بد ين يُ ستوف من ها ع ند تعذر‬


‫وفائه‪ ،‬فل يَ صِ ّح رَهْ نَ َوقْ فٍ وأ مّ ولد (بإِياب وقبول) كره نت‪ ،‬وأرتنُت ويشترط‬
‫ما مرّ ف البيع‪ ،‬من اتصال اللفْظي‪ ،‬وتوافقهما معن‪ ،‬ويأت هنا خِلفَ الُعاطاةِ (من‬
‫َنس ول ّ أبا كان‪ ،‬أو جدا‪ ،‬أو وصسيا‪ ،‬أو حاكما مال صسب‬ ‫أهسل تسبع)‪ ،‬فل يُرْه ُ‬

‫‪166‬‬
‫ومنون‪ ،‬كمسا ل يُرتَهسن لمسا إل لضرورة‪ ،‬أو غطبسة ظاهرة‪ ،‬فيجوز له الرهسن‬
‫والرتان كأن يرهن على ما يقترض لاجة الؤنة ليوف ما ينتظر من الغلة أو حلول‬
‫الد ين‪ ،‬وكأ نَ يَرَْت ِه نَ على ما يُقْ ِرضَ هُ أو يَبيعَه مؤجلً لضرورة ن ب أو نوه‪ ،‬للزوم‬
‫ا ِلرْتان حينئذٍ (ولو) كان الع ي الرْهو نة جزءا مشاعا‪ ،‬أو (عار ية)‪ ،‬وإن ل ي صرّح‬
‫بلفظها‪ ،‬كأن قال له مالكها‪ :‬ارْهَنْها بدينك لصول التوثّق با‪ .‬ويصح إعارة النقد‬
‫لذلك‪ ،‬على الوجسه‪ ،‬وإن منعنسا إعارتسه لغيس ذلك‪ ،‬فيصسح رهسن معارٍ بإِذن مالك‬
‫بشرط معرف ته الرتَ هن‪ ،‬وج نس الد ين وقدره‪ .‬ن عم‪،‬د ف الوا هر لو قال له ار هن‬
‫عبدي با شئت‪ :‬صحّ أن يرهنه بأكثر من قيمته‪ .‬ولو عُيّن قدرا فَرُهِ َن بدون هِ‪ :‬جاز‪،‬‬
‫ول رُجو عَ للمالِك بَع َد قَبْ ضِ الُرتَهَن العارِ ية‪ ،‬فلو تلف ف يد الرا هن‪ ،‬ض من ل نه‬
‫م ستعي الن‪ ،‬اتفاقا‪ ،‬أو ف يد الرت ن‪ :‬فل ضما نَ عليهْ ما‪ ،‬إذ الُرْتَهَن أم ي‪ ،‬ول‬
‫ضمِنَ بالتسّليم‪ ،‬على ما قاله غي‬ ‫يَسْقُطُ الَقّ عن ذِمة الراهِن‪ .‬نعم‪ :‬إن رُهِ َن فاسدا‪ُ :‬‬
‫وا حد‪ ،‬ويبا عُ العارَ براجعةِ مالِكِه ع ند حلول الد ين‪ ،‬ث يُر جع الال كُ على الرا هن‬
‫بثمنه الذي بي عَ به (ل) يصحّ (بشر طٍ ما يضرّ) الراهن‪ ،‬أو الرَتهَ نْ‪( :‬كأن ل يُبا عَ)‬
‫وقتس حلولِ الديسن‪ ،‬أو إل بأكثسر مسن ثنس الِث ْل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أي الرهونسَ‪ ،‬عنسد الحسل‪ ،‬أي‬
‫(وكشَرْطِ مَنْفَعَتِه) أي الرهون ( ُلرَْتهَنْ) كأن يُشرطا أن الزوائد الادثة كثمر الشجر‬
‫(مرهونة) فَيَبْطُل الرّهْ نَ ف ال صّورِ الثل ثِ‪( ،‬ول يَلزم) الرّهْ َن كالِبَة (إل بِقَبْ ضٍ) با‬
‫مرّ ف قَبْ ضِ الَبيع (بإِذ نٍ) من راهِن يَ صِح تَبَرّ عه‪ ،‬وي صل الرجوع عن الرهْ نِ قَبْلَ‬
‫ك كالِبَة والرهن لخر‪ ،‬ول ِبوَطء‪ ،‬وتزويج‪ ،‬وموت عاقد‪،‬‬ ‫قَْبضِه بتصرّف يُزيلَ الُل َ‬
‫وهربَس مرهون‪( .‬واليَدَ) فس الرهونِس (لرتنسٍ) بعسد لزوم الر هن غالبا (وهسي) على‬
‫َهس الرت ِن لِ‬ ‫الرّهسن (أمان َة) أي يدَ أَمَانسة‪ ،‬ولو بعسد البَرَاءَة مسن الدّي ْن‪ ،‬فل َيضْمَن ُ‬
‫بالتّعدّي‪ :‬كأن امتنع من الرّد بعد سقوطِ الدّينِ (وصدق) أي الرتِن (كالستأجر ف)‬
‫دعوى (تلف) بيمي نه (ل ف ردّ) لن ما قب ضا لغرض أنف سهما‪ ،‬فكا نا كال ستعي‪،‬‬
‫بلف الوَدي عِ‪ ،‬والوَك يل‪ ،‬ول يَ سقُط بتل فه ش يء من الد ين‪ .‬ولو غ فل عن ن و‬

‫‪167‬‬
‫كتاب‪ ،‬فأكلته الرضة‪ ،‬أو جعله ف مل هو مظنتها‪ ،‬ضِمنَهُ لتفريطه‪.‬‬

‫[قاعدة]‪ :‬وحكم فساد العقود إذا صدر من رشيد‪ ،‬حكم صحيحها ف الضمان‬
‫وعد مه‪ ،‬لن صَحيحَ العَقْد إذا اقْتَضى الضّمان بَ ْعدَ القَبْ ضِ كالبَيْ عِ والقَرْض ففا ِسدَهُ‬
‫أوْل‪ ،‬أو َعدَمه كالَرْهون‪ ،‬وا ُلسْتَأجر والوهوب‪ ،‬ففا ِسدَهُ كذلك‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو رهن شيئا وجعله مبيعا من الرت نِ بعد شهر‪ ،‬أو عار ية له بعده‪ ،‬بأن‬
‫شرطا ف عقد الرّهن ث قََبضَ هُ الرتَهن‪ :‬ل َيضْمن ُه قبل مضي الشهر‪ ،‬وإن علم فَسادَه‬
‫ضمِنهُس بعدَهُس لنسه يصسيُ بيعا‪ ،‬أو عارِيسة فاسسدين لتعليقهمسا بانقضاء‬ ‫على العتمسد و َ‬
‫سدَ البَيْع‪ ،‬ل‬
‫الش هر‪ .‬فإِن قال رَهَنتُك‪ ،‬فإِن ل أقْض ع ند الُلو ِل ف هو مَبيعٌ مِنْك‪ :‬فَ َ‬
‫الر هن‪ ،‬على الو جه‪ ،‬ل نه ل يشترط ف يه شيئا‪( .‬وله) أي للمرت ن (طلب بي عه) أي‬
‫الرهون‪ ،‬أو طلب قَضاءْ دَينِه إن ل يَبِ عْ‪ .‬ول يُلزَم الراهِ َن الب يع ب صوصه‪ ،‬بل إن ا‬
‫يَطْلُب الرتَهَن أحَد الَمْرَيسن (إن حَلّ دَيْن)‪ ،‬وإناس يَبي ُع الراهِن بإِذن الرتنَس عنسد‬
‫َنس بثمنسه على سسائر الغُرَماء‪ .‬فإِن أبس الرتِن‬ ‫الاجسة‪ ،‬لن له فيسه حقا ويقدّم الرت َ‬
‫الِذن‪ .‬قال له الا كم ائذَ نَ ف بي عه‪ ،‬أو أَبْرِئ هُ من الديْن‪( .‬وُيجْبِر راهِن) أي ي به‬
‫الاكِم على أ حد المر ين إذا امْتَنَ عَ بالَبْس‪ ،‬وغيه‪( ،‬فإِن أ صَرّ) على المتنا عِ‪ ،‬أو‬
‫كان غائِبا ولي سَ له ما يوف منه غي الرّهْن‪( .‬باعَ هُ) َعلَيه (قا ضٍ) بعدَ ثُبو تِ الدّين‪،‬‬
‫ومَلَ كَ الراهِ نَ والرّ ْه نَ‪ ،‬و َكوْ نه بَحَل وليتِه وقَ ضى الدّ ين من ث نه‪ ،‬دفعا لضرر‬
‫الرت ن‪ ،‬ويوز للمرت ن بَيع هُ ف دَيْن حالَ بإِذن الرا هن و َحضْرتِه‪ ،‬بل فه ف غيب ته‪.‬‬
‫ن عم‪ ،‬إِن ُقدّر له الث من‪ :‬صحّ مطلقا‪ ،‬لنتفاء التّه مة ولو شرطا أن يبيعه ثالث ع ند‬
‫الحل‪ :‬جاز بيعه بثمن مثل حالّ‪ :‬ول َيشْتَرِط مراجعة الراهِن ف البَيْع‪ ،‬لن الصل‬
‫بقاء إِذنَه‪ ،‬بل الرَتهِن‪ ،‬لنه قد يهل‪ ،‬أو يبىء (وعلى مالِكَه) من راهِن‪ ،‬أو مُعيٍ له‪:‬‬
‫(مؤنسة) للمَرْهونِس كنَفَقَ ِة رَقيقسٍ‪ ،‬وكِس ْسوَته‪ ،‬وعَلَفَس دابسة‪ ،‬وأجْ َرةَ ردّ آبِقسٍ‪ ،‬ومكانَس‬
‫حِفْظٍ‪ ،‬وإعادَةِ ما ُي َهدّم إِجْماعا‪ ،‬خلفا لا شذّ به السَنُ‪ .‬فإِن غابَ أو أعْسَر‪ .‬راجَعَ‬

‫‪168‬‬
‫ْنس الاكِمسَ‪ ،‬وله الِنفاق بإِذنسه ليكون رَهنا بالنفقسة أيضا‪ .‬فإِن تعذر اسستئذانه‪،‬‬ ‫الُرْت ُ‬
‫وأ ْشهَد بالِنْفا قِ ليُرجَع‪ ،‬رُجّ عَ‪ ،‬وإل فل‪( ،‬وليس له) أي للمالِك بعد لزو مِ الرّهْن‪:‬‬
‫بَيْ عٌ‪َ ،‬ووَقْ فٌ‪ ،‬و (رَهْ نٌ لخَر)‪ ،‬لئل يُزَاحِ مُ الُرَتهَن ( َووْطءُ) للمِرهونَة بل إذنه‪ ،‬وإِن‬
‫ل َتحْبل‪ ،‬حسما للباب‪ ،‬بلف سائر التمتعات‪ ،‬فتحل‪ ،‬إن أمِن الوطء‪( ،‬وتزويج)‬
‫المة مرهونة‪ ،‬لنقصه القيمة‪( ،‬ل) إن كان التزويج (منه)‪ :‬أي الرتن‪ ،‬أو بإِذنه‪ ،‬فل‬
‫يتنسع على الراهسن‪ ،‬وكذا ل تو ُز الِجارة لِغَي ْر الرْتِن بل إذن إن جاوَزَت مدّتاس‬
‫ِنتفاعس بالرّكوب والسسّكن‪ ،‬ل بالبناءِ والغَرْس‪ .‬نعسم‪ ،‬لو كان‬ ‫َ‬ ‫الحسل‪ .‬ويوزُ له ال‬
‫ِنس الارِيَة‬
‫أقلعس عندَ الَجَل‪ ،‬فله ذلك‪ .‬وأمسا وَطْءُ الُرَْته َ‬
‫الدَيسن مؤجّلً وقالَ‪ :‬أنسا ُ‬
‫الرهونَة‪ ،‬ولو بإِذن الالك‪ ،‬فزَنا‪ ،‬حيث علم التّحري‪ ،‬فعليه الدّ‪ ،‬ويلزمَ هُ ا َلهْر‪ ،‬ما ل‬
‫تطاوِعْهسُ‪ ،‬عالِمةً بالّتحْرِي ْ‪ ،‬ومسا نسسب إِل عطاءٍ‪ ،‬مسن تويزه الوَطْءَ بإِذن الالك‪،‬‬
‫ضعيفٌ جدا‪ ،‬بل قيل إِنه مَكذوبْ عليه‪.‬‬

‫(و سُئِلَ) القاضي الطّيّب الناشري عن الك ِم فيما اعتاده النّساءُ من ارْتا نِ الِلى‬
‫م عَ الِذْن ف لبْسها (فأجاب) ل ضما نَ على الرَتهِنة مع اللّبس‪ ،‬لن ذلك ف حكم‬
‫إجارَ ٍة فا ِسدَة معلّلً ذلك‪ :‬بأن القرِ ضة‪ ،‬ل تُقْرِ ضُ مال ا إل ل جل الِرتان واللّ بس‪،‬‬
‫فج عل ذلك عوضا فا سدا ف مقابلة اللّبْس‪( .‬ولو اختل فا) أي الراهِن‪ ،‬والرتِن ( ف‬
‫أصسل رهْن)‪ ،‬كأن قال رَهَنتنس كذا‪ ،‬فأنكسر الخسر‪( ،‬أو) فس (قدره)‪ :‬أي الرهون‬
‫كرهنتن الرض مع شجرها‪ ،‬فقال‪ :‬بل وحدها‪ ،‬أو قدر الرهون به‪ :‬كبألفي‪ ،‬فقال‬
‫بل بألف‪ ( :‬صدق راهِن) بيمي نه‪ .‬وإن كان الرهون ب يد الرتِن لن ال صل عدم ما‬
‫يدعيه الرتِن‪ .‬ولو ادعى مرتن هو بيده أنه قبضه بالِذن‪ ،‬وأنكره الراهن‪ ،‬وقال بل‬
‫حدِه بيمينه‪.‬‬‫َغصَبْتَه‪ ،‬أو أعَرْتَكُه‪ ،‬أو آجَرْتَكُه‪ :‬صدَق ف َج َ‬

‫[فرع]‪ :‬من عل يه ألفان بأحده ا رَهْن أو كَفيلٍ‪ ،‬فأَدّي ألفا وقال أدي ته عن ألف‬
‫الر هن‪ :‬صدق بيمي نه‪ ،‬لن الؤدّي أعرف بق صده وكيفي ته‪ .‬و من ث لو أدى لدائ نه‬

‫‪169‬‬
‫شيئا وقصد أنه عن دينه وقَ عَ عنه‪ ،‬وإن ظَنّه الدائ نَ هَديّة‪ ،‬كذا قالوه‪ ،‬ث إِن ل ينوِ‬
‫الدافِع‪ ،‬شيئا حالة الدّفع‪ :‬جَعله عما شاء مِْنهُما‪ ،‬لنَ التعييَ إِليه‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬الفْلِس من عل يه دَيْن لدا مي حا ّل زائد على ماله‪ُ :‬يحْجَر عل يه‪ ،‬بِطَلَ به‬
‫َهس وبالجرِ‪ :‬يتعلق حق ّ الغُرماء باله‪ ،‬فل يصسح‬ ‫لجْرَ على نفسسه‪ ،‬أو طَلَب غُرمائ ُ‬ ‫اَ‬
‫ت صرفه ف يه ب ا يضرّ هم‪ .‬كوقْ فٍ‪ ،‬وهِ بة‪ ،‬ول بيعَ هُ‪ ،‬ولو لغُرَمائِ هِ ِبدَيْنهِم‪ ،‬بغيِ إِذ نِ‬
‫لجَرِ‪ .‬ويباد ُر قا ضٍ يبيع‬ ‫القاضي‪ .‬ويصحّ إقراره بعي أو دين أ سْند وجوبُه لِما قبْل ا َ‬
‫سمَ َثمَنَ هُ بي غُرمائِه كبيعِ مالِ‬‫مالَه‪ ،‬ولو م سَكَنه‪ ،‬وخادِمَه‪َ ،‬بضْرتِ هِ مع غُرَمائِ هِ‪ ،‬وقَ َ‬
‫متنع عن أداءِ ح قَ وَجَ بَ عليه أداوه‪ .‬ولقا ضٍ إِكرا هُ مُمتَنَ عٍ من الداءِ بالَبْ سِ وغَيْره‬
‫مِن أنواع التّعزيرِ‪ .‬وَيحْبِسْ مَدينٌ مَكلّف ُع ِهدَ لَهُ الالَ ل أصْل وإن عل من جهة أب‬
‫أمس بديسن فرعسه‪ ،‬خلفا للحاوي‪ ،‬كالغزال‪ ،‬وإذا ثبست إعسسار مَديسن‪ :‬ل َيجُزْ‬ ‫أو ّ‬
‫حَبْسهُ‪ ،‬ول ملزَمَتَ هُ بل ُيمَهّلْ حت يو سِر‪ .‬وللدائن ملزمةَ من ل يثْبُ تْ إِعْسارَه‪ ،‬ما‬
‫فيجابس إليسه‪ ،‬وأ ْجرَةَ الَب ْس‪ ،‬وكذا اللزَم على الَديسن‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ل يتسر الديسن البسس‪،‬‬
‫وللحاكِ مِ مَنْع الحبوس‪ :‬الِ ستئناسُ بالحاد ثة‪ ،‬وحضور الُم عة‪ ،‬و َعمَ ُل ال صّنْعَة إن‬
‫رأى الَ صْلَحة ف يه ول يوزُ للدائ ِن توي عَ الَدي نَ بنْع الطعام ك ما أف ت به شيخ نا‬
‫ع فورا‬ ‫الزمزمي‪ ،‬رحه ال تعال ويوز لغري الفلِس الحجورِ عليه أو اليّت‪ :‬الرجو َ‬
‫حقس لزم‪ ،‬والعَوَض حال‪ ،‬وإن تفرّخ‬ ‫إل مَتَاعسه‪ ،‬إن وُ ِجدَ فس ُملْكسه ول يتعلق بسه ٌ‬
‫البيض البيَع‪ ،‬وَنَبَث البِذر واشتدّ ح بّ الزرْع‪ ،‬لنا حدثت من ع ي ماله‪ .‬ويصلُ‬
‫سخَت‪ ،‬ورُجّ عت ف الَبيعِ ل بن حو بَيْ عٍ‬ ‫الرجو عُ من البائِع‪ ،‬ولو بل قاض‪ ،‬بنح ٍو فُ ِ‬
‫وعِت ٍق فيه‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ي جر بنون إل إفاقةٍ و صِبا إل بلو غْ بكمال خ س عشرة سنة قمر ية‪،‬‬
‫تديدا‪ ،‬بشهادةِ َعدْلَ ي خبيين أو خروج منَ‪ ،‬أو حَيْ ضٍ‪ ،‬وإمكاَنهُ ما كمالَ ت سعَ‬
‫سنيَ‪ .‬ويَ صدُق مدّ عي بلوغ‪ :‬بإِمناءٍ‪ ،‬أو حي ضٍ‪ ،‬ولو ف خ صومَةٍ‪ ،‬بل ي ي‪ .‬إذ ل‬

‫‪170‬‬
‫يعرف إل منه‪ .‬ونبْت العانةِ الشَنة‪ ،‬بي ثُ تتا جُ إل الل قِ ف حق كافر‪ :‬ذكر أو‬
‫أن ثى‪ ،‬أمارةً على بلوغِه بال سّن أو الِحْتل مَ‪ .‬ومِثَْل هُ‪ :‬وَلدُ مَ نْ ُجهِلَ إِ سلمه‪ ،‬ل من‬
‫عدم من يعرف سنه‪ :‬على الوجه‪ ،‬وقيل يكون علمة ف حق السلم أيضا‪ .‬وألقوا‪،‬‬
‫بالعانة‪ :‬الشّعرَ الَش نَ ف الِبط‪ ،‬وإذا بَلَغَ الصّب رشيدا‪ :‬أعطى ماله والرّشد‪ :‬صلحُ‬
‫الدّي نِ‪ ،‬والال‪ ،‬بأن ل يف عل مرّما يب طل عدالة‪ :‬من ارتكا بِ كبيةٍ أو إ صرارٌ على‬
‫صسغيَةٍ مسع عدمِس غلبةِ طاعاتهِس معاصسِيه‪ ،‬وبأنّ ل يبذرّ بتضَيْيع ِس الالِ باحْتمالِ غُبْنٍس‬
‫صدَقَة‪ ،‬ووجو هِ‬ ‫فاحِ شٍ ف الُعامََلةِ‪ ،‬وإنفاقِه‪ ،‬ولو فِلْ سا ف ُمحَرّم‪ .‬وأ ما صرفه ف ال ّ‬
‫الَيْر‪ ،‬والَطاعِم‪ ،‬واللبس‪ ،‬والدايا الت ل تَليقُ به‪ ،‬فليس بتبذير‪ .‬وبعد إفاقة الجنون‬
‫وبلوغ ال صب ولو بل ر شد ي صح الِ سلم‪ ،‬والطلق‪ ،‬واللع‪ ،‬وكذا الت صرّف الال‬
‫بعد الرشد‪ .‬وُولّ الصب‪ :‬أ بٌ َعدْلٌ‪ ،‬فأبو هُ وإن عل‪ ،‬فوصي فقاضي بلد الول‪ ،‬إن‬
‫كان عدلً أمينا‪ ،‬فإِن كان ماله ببلد آخسر‪ :‬فول ّ ماله قاضسي بَلدِ الال فس حفظ ِه‪،‬‬
‫صَلحَة ويلزمَ هُ‬‫ف الوَلّ بالَ ْ‬
‫وبَيْعِه‪ ،‬وإِجارَتَ هُ عِنْد خو فِ هلكِه ف صُلَحاءُ بلده ويتَصرّ ُ‬
‫حِفْ ظُ مالِه‪ ،‬وا ستِنماؤُه قَ ْدرَ النف قة‪ ،‬والزّكاة‪ ،‬والؤ نَ‪ ،‬إن أمك نه‪ ،‬وله ال سفر به ف‬
‫طريق آمن لقصد آمن برّا‪ ،‬ل برا‪ ،‬وشِراء عقارٍ يكفي هِ غِلّتَه أول من التِجارة‪ ،‬ول‬
‫يَبيعُ عِقارَهُ إل لاجَةٍ أو غِبْطَةٍ ظاهِرَة وأفت بعضهم بأن لل َولّ الصّلح على بعضِ دين‬
‫الول إذا تعي ذلك طريقا لتخليص ذلك البعض‪ ،‬كما أن له‪ ،‬بل يلزمه‪ ،‬دفع بعض‬
‫ماله ل سِل َم ٍة باقِية‪ .‬انتهى‪ .‬وله بي عُ مالِه نسيئَة ل صْلحَة‪ ،‬وعليه أن يَرتِ نَ بالثّمن رَهْنا‬
‫وافيا إن ل يكن الشتري مو سِرا‪ .‬ولولَ إقرا ضَ مالٍ مجورٍ لضرورة‪ .‬ولقا ضٍ ذلك‬
‫مطلقا‪ ،‬بشرط كون القترض مليئا أمينا‪ ،‬ول ولية ل مّ على الصح‪ ،‬ومن أدل با‪،‬‬
‫ول لِع صْبة‪ .‬نعم‪ ،‬لم الِنفا قَ من مالِ الطّفلِ ف تأديبه وتعليمه‪ ،‬لنه قليل‪ ،‬فسومِحَ‬
‫بهِ عْن َد فَقْدِ الوَل الاصّ‪ .‬ويَصْدُق أبٌ أو جدّ ف أنه تصرفٌ لصلح ٍة بيمينه‪ ،‬وقاضٍ‬
‫بل ييس‪ ،‬إن كان ثِق َة عدلً‪ ،‬مشهورُ العفسة‪ ،‬وحُسسنَ السسّية‪ ،‬ل وصسي‪ ،‬وقيسم‪،‬‬
‫صدّق بيمينه هو الحجور‪ ،‬حيث ل بينة‪ ،‬لنم قد يُتّهمون‪.‬‬ ‫وحاكِ مٌ‪ ،‬وفا سِق‪ ،‬بل ال َ‬

‫‪171‬‬
‫ومن ث‪ :‬لو كانت الم وصية كانت كالوّلي‪ ،‬وكذا آباؤها‪.‬‬

‫س لولَ أخذ شيء من ما ِل موليه إن كان غنيا مطلقا‪ ،‬فإِن كان فقيا‬ ‫[فرع]‪ :‬لي َ‬
‫وانقطع بسببه عن كَ سْبه‪ :‬أخذ قدر نفقته‪ ،‬وإذا أيسر‪ :‬ل يلزمه بدل ما أخذه‪ .‬قال‬
‫ال سْنَوي‪ :‬هذا ف و صي وأم ي‪ ،‬أ ما أب أو جدّ‪ ،‬فيأ خذ قدر كفاي ته اتفاقا سواء‬
‫الصحيح وغيه‪ .‬وقيس بولّ اليتيم فيما ذكر‪ :‬مَ نْ َجمَ عَ مالً لِفَكّ أسيٍ‪ ،‬أي مثلً‪،‬‬
‫ب والدّ‪ :‬استخدامَ مجورِه فيما ل يقابَل بأُجرةٍ‬ ‫ل ِ‬‫فله إن كان فَقيا الكْلَ منه‪ .‬ول َ‬
‫َهس عليسه‪ ،‬وأفتس النووي بأنسه لو‬‫ول يضْرِبُه على ذلك‪ ،‬خلفا لنس جزَم بأن له ضَرْب ُ‬
‫ا ستخدم ا بن ابن ته‪ :‬لز مه أجر ته إل بُلوغِه ورُ ْشدْ‪ ،‬وإن ل يُكْرِ هه‪ .‬ول ي ب أجرة‬
‫الرشيسد إِل إن ُأكْرِه‪ .‬ويري هذا فس غيس الدّ للُم‪ ،‬وقال الللُ البلقينس‪ :‬لو كان‬
‫للصّب مالٌ غائبِ فأنف َق ولِيّهُ عليه من مالِ نَفْسِه بنيّةِ الرجوع‪ ،‬إِذا حضَر مالَه رَجَع‪،‬‬
‫إِن كان أبا أو جدا‪ ،‬لنه يتولّى الطرفي بلف غيها‪ :‬أي حت الاكم‪ ،‬بل يَأذَ نُ‬
‫لن ينفق‪ ،‬ث يوفيه وأفت جع فيمن ثبت له على أبيه دين فادّعى إنفاقه عليه‪ :‬بأنه‬
‫يصدق هو أو وارثه باليمي‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف الوالة (تَ صِحّ حَوالَةٌ بِصيغَة) وه يَ إِيا بٌ من الُحيل‪ :‬كأَحَلُت كَ على‬
‫فلن بالد ين الذي لَ كَ عل يّ‪ ،‬أو نقَل تُ حَقّ كَ إل فلن‪ ،‬أو جَعَلْ تُ مال عَلَْي هِ لَ كْ‪،‬‬
‫وقبول من الُحتال بل تعل يق‪ ،‬وي صح بَأحِل ن‪( ،‬وبر ضا م يل‪ ،‬ومتال) ول يُشتَرط‬
‫رِضا الُحال عليه‪( .‬ويُلزَمُ با) أي الَوالَة (دينُ متا ٍل مالً عليه) فيبأ الحيلُ بالوالة‬
‫عسن ديسن الحتال‪ ،‬والُحالُ عليسه عَن ديسن الُحيسل‪ ،‬ويتحوّل حسق الُحتالِ إل ذِمّةس‬
‫الحال عل يه إجْماعا‪( ،‬فإِن تعذّر أخذه م نه بفلس) ح صل للمُحال عل يه‪ ،‬وإن قارَن‬
‫الفلس الوالة‪( ،‬أو جَحَد) أي إنكارٌ م نه للحَوالة‪ ،‬أو دَْي نُ الَح يل و َحلَف عل يه‪ ،‬أو‬
‫بغيس ذلك‪ :‬كتعزّز الحال عليسه‪ ،‬وموت شهود الوالة‪( :‬ل يرجسع) الحتال (على‬
‫م يل) بش يء‪ ،‬وإن جَهِل ذلك‪ ،‬ول يتخ ي لو بان الحالَ عل يه مُعْ سِرا وإن شَ َر طَ‬

‫‪172‬‬
‫ي سارَهُ‪ .‬ولوْ َطلَ بَ الُحتالُ الحالَ عل يه فقال أبرأ ن الَحيلُ قب َل الوالَة‪ ،‬وأقا مَ بذلك‬
‫ع بدينه على‬‫بينة‪َ :‬سمِعْتُ‪ ،‬وإن كان الُحيل ف البلد‪ .‬ث التجه أن للمتحالِ‪ :‬الرجو َ‬
‫الحيسل‪ ،‬إل إذا ا ستمر على تكذيسب الُحال عل يه‪ .‬ولو باع عبدا وأحال بثمنسه‪ ،‬ثس‬
‫اتفق التبايعان على حريته وقت البيع‪ ،‬أو ثَبتَتْ حريته حينئذٍ ببينة شهدت حسبة‪ ،‬أو‬
‫أقامها العَبْد‪ :‬ل تَ صِحّ الِوالَة‪ ،‬وإن كذَّبهُما الُحتالُ ف الرية ول بينة فلكل منهما‬
‫تلي فه على ن في العلم ب ا‪ ،‬وبق يت الوالة‪( .‬ولو اختل فا) أي الدائِن والَد ين ف أ نه‬
‫(هل َوكّل أو أحال؟) بأن قال الَدي نُ‪ :‬وكّلتُ كَ لتقبض ل‪ ،‬فقال الدائِن‪ :‬بل أحلتن‪،‬‬
‫وقال الديسن‪ :‬أحلتُكسَ‪ ،‬فقال الدائن‪ :‬بسل وكّلتنس‪( ،‬صسدَق منكسر حوالة) بيمينسه‪،‬‬
‫فيصدّق الدين ف الول‪ ،‬والدائن ف الخية‪ .‬لن الصل بقاء الق ف ذمة الستحِق‬
‫عليه‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬يَ صِحّ مِن مُكَلّ فٍ رشيدٍ‪ :‬ضَما نٌ بدي ٍن وا جب‪ ،‬سواء ا ستقرّ ف ذمّ ِة‬
‫ضمُون له‪ :‬كنفَقَة اليوم و ما قبله للزو جة‪ ،‬أو ل يَ ستقرّ‪ ،‬كث من مَبيعٍ ل يق بض‪،‬‬ ‫ال ْ‬
‫و صداق ق بل و طء‪ ،‬ل ب ا سيجب‪ ،‬كد ين قَر ضٍ‪ ،‬ونَفَقَةِ غَد للزو جة‪ ،‬ول بنف قة‬
‫ط رِضا الدّائِ نِ والَدين‪ .‬وصحّ ضما نُ الرّقي قِ بإِذ نِ سَيّدهِ‪.‬‬
‫القريب مطلقا‪ .‬ول ُيشْتَرَ ُ‬
‫وتَصِحّ منه كفالةٌ بعيٍ مضمونَة‪ ،‬كمغصوبة‪ ،‬ومستعارَةٍ‪ ،‬وببدَنِ من يستح ّق حضورُه‬
‫ملِس حُكِسم بإِذنسه‪ ،‬ويُسبّأَ الكَفيسل بإِحضار مكفول‪ ،‬شخصسا كان أو عينا‪ ،‬إل‬
‫الكفول له‪ ،‬وإن ل يطال به‪ ،‬وبضوره عن ج هة الكفيلِ بل حائِل‪ :‬كمتغلب بالكان‬
‫الذي ُشرِط ف الكفالَ ِة الِحضارَ إليه‪ ،‬وإل فحيث وقعت الكفالة فيه‪ .‬فإِن غاب لَزِمه‬
‫ِنس الطّريسق‪ ،‬وإِل فل‪ .‬ول يطالب كفيسل بال‪ ،‬وإن‬ ‫َرفس مَحلّه‪ ،‬وأم َ‬
‫إحضارَه‪ ،‬إن ع َ‬
‫ت التّ سليمُ بو تٍ أو غيه‪ .‬لو شرط أ نه يُغرّ مُ الال‪ ،‬ولو مع قوله إن فات الت سليم‬ ‫فا َ‬
‫للمكفول‪ ،‬ل تَ صِح‪ .‬وصيغة اللتزام فيهما‪ :‬كضمنت دَينَك على فلن‪ ،‬أو تَحمّلته‪،‬‬
‫أو تكفّلت بِبَدنسه‪ ،‬أو أنسا بالال‪ ،‬أو بإِحضار الشخسص ضامسن‪ ،‬أو كفيسل‪ .‬ولو قال‬

‫‪173‬‬
‫أُوءَدّي الال‪ ،‬أو أ ْحضَر الشخص‪ ،‬فهو وعد بالتزا مٍ‪ ،‬كما هو صريح الصيغة‪ ،‬نعم‪:‬‬
‫إن حَفّ ت به قري نة ت صرفه إل الِنشاء‪ :‬انع قد به‪ ،‬ك ما ب ثه ا بن الرف عة‪ ،‬واعتمده‬
‫ال سبكي‪ ،‬ول ي صحانِ بِشر طِ بَراءَة أ صيلٍ‪ ،‬ول بتَعلّ ٍق وتوقي تٍ‪ .‬وللمُ سْتَحِق مطال بة‬
‫الضامِ نِ والصيل‪ .‬ولو بريء‪ :‬بُرّيء الضّامن‪ .‬ول عكس ف الِبراء‪ ،‬دون الداء ولو‬
‫ما تَ أحدها والدين مُو َءجّل‪ :‬حَلّ عليه‪ .‬ولضامِن رجو عٌ على أصيل‪ ،‬إن غرّم‪ .‬ولو‬
‫صال عن الدين با دونه‪ :‬ل يرجع إل با غُرّم ولو أدى دي نَ غيه بإِذن‪ :‬رَجَ عَ‪ ،‬وإن‬
‫ل ُيشْرط لَه الرّجوع‪ ،‬ل إن أداه ب َقصْد التبّع‪.‬‬

‫ضمِنّ ا مالَك على فلن‪:‬‬ ‫[فرع]‪ :‬أف ت َجمْ عٌ ُمحَقّقو نَ بأن هُ لو قال رجُلن ل خر‪َ :‬‬
‫صفِ الدّيْنِ‪ ،‬ومالَ إليه‬‫ل بميعِ الدّيْنِ‪ .‬وقال َجمْع مُت َقدّمونَ‪ :‬طالبَ كلّ بِن ْ‬ ‫طالب ك ّ‬
‫الذر عي‪ .‬قال شيخنا‪ :‬إن ا تَقَ سّط الضمّا نَ ف‪َ :‬ألْ قِ متا ُع كَ ف البَحرِ وأنا َورُكّا بَ‬
‫صَلحَ ٍة فاقَْتضَتْ‬
‫س ضمانا حقيقةً‪ ،‬بلْ اسِْتدَعاءَ إتْلفِ مالٍ ل ْ‬ ‫السّفين ِة ضامِنونَ‪ ،‬لنّهُ لي َ‬
‫التّوزيعَ‪ ،‬لِئَلّ يَنْفِرَ النّاسُ عَنْها‪.‬‬

‫(واعلم) أن الصّلح جاِئزٌ مع ا ِلقْرار‪ ،‬و ُهوَ على شيءٍ غَي الدّعي معا َوضَة كما لو‬
‫قال‪ :‬صاَلحْتك ع ما تدّع يه على هذا الثّوب‪ ،‬فله حُكْم البَيْع‪ ،‬وعلى بَعْض الدّ عى‬
‫إِبْراءً إن كان دَينْا‪ ،‬فلو ل يَ قل الد عي أبرأت ذِمّتُ كَ‪ :‬ل َيضُرّ‪ ،‬ويُل غى ال صلح ح يث‬
‫ل حجة للمدعي مع الِنكار‪ ،‬أو السكوتَ من الدّعى عليه‪ ،‬فل يصح ال صّلح على‬
‫الِنكار‪ ،‬وإن فرض صدقُ الدعي‪ ،‬خلفا للَِئمْة الثلثة‪ .‬نعم‪ ،‬يوز لل ُمدّعي الحق‬
‫أن يأخُذ ما ُبذِلَ له ف ال صلح على النكار‪ ،‬ث إن و قع بغ ي مد عى به كان ظافرا‬
‫وسيأت حكم الظّفر‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫[فرع]‪ :‬يُحر مُ على كلّ أحد غَرْ سَ َشجَرٍ ف شارع‪ ،‬ولو لعموم النفع للمسلمي‪،‬‬
‫كبناء َدكّةس‪ ،‬وإن ل يضُرّ فيسه‪ ،‬ولو لذلك أيضا‪ ،‬وإن انتفسى الضرر حالً‪ ،‬أو كانست‬
‫ف رَيْعَهُ بل يُكره‪.‬‬
‫الدّكة بفِناء دارِه‪ .‬وَيحُ ّل الغَرْسَ بِا َلسْجد للمُسلمي أو لَِيصْرُ َ‬

‫باب ف الوكالة والقراض‬

‫(تَصِ ّح وكالَة) َشخْصٍ مَُتمَكّنٍ لِنَفْسِهِ كَعَبْد‪ ،‬وفَاسِقٍ ف قبولِ نِكاحٍ‪ ،‬ولو بِل إِذْ َن‬
‫سَيّد‪ ،‬ل ف إيابِه‪ ،‬وهي تَفْوي ضُ َشخْ صٍ أَمْرَ هُ إل آخَ َر فيما يَقَْبلُ النّيابَة لِيَفْعَلَ هُ ف‬
‫حَياتِه‪ ،‬فَتَ صِحّ (ف كلّ عَ ْقدٍ)‪ :‬كَبَيْ عٍ‪ ،‬ونِكا حٍ‪ ،‬وَهِبَةَ‪ ،‬ورَهْ نٍ‪ ،‬وطَل قٍ مُْنجِز‪( ،‬و) ف‬
‫كل (فَ سْخٍ) كإِقالةٍ‪ ،‬ورَدَ بِعَيْ بٍ‪ .‬وف قَب ضٍ‪ ،‬وإقْبَا ضٍ للدّي نِ أو العَيْ نِ‪ ،‬وَف إِ سْتيفاءِ‬
‫صمُ‪ ،‬وإِنّما تَ صِحّ الوَكالَة فيما ُذكِرَ‪،‬‬ ‫عقوبَةَ آدَمي‪ ،‬والدّعْوى والوا بَ‪ ،‬وَإِن كَرِه الَ ْ‬
‫إن كا نَ (عَليه وليَةً ِلمُوكّلٍ) بلكِه التّصرُف فيه حي التوكيل‪ ،‬فل يَ صِحّ ف بَيْ عِ ما‬
‫سََيمْل ُكهُ وطَل قَ من سَينْ ِكحُها‪ ،‬ل نه ل ول ية ل هُ علي هِ حينئذٍ‪ ،‬وكذا لو و كل مِن‬
‫يُزوّج موَليّتَهُ إذا طُلِقْتَ أو انْ َقضَتْ ِعدّتُها‪ ،‬على ما قاله الشيخان هنا‪ ،‬لكن رُجّح ف‬
‫الروضة‪ ،‬ف النكاح‪ ،‬الصحة‪ .‬وكذا لو قالت له‪ ،‬وهي ف نكاح أو عدّة‪ ،‬أذنت لك‬
‫ف تزوي ي إذا حََللْ تُ‪ ،‬ولو عُلّ قَ ذلك على الِنْقِضاءِ أو الطّل قَ‪ ،‬فَ سَدت الوكالَة‪،‬‬
‫وَنَفَذَ التزّويسج للِذْن‪( ،‬ل) فس (إقرار) أي ل يصسح التوكي ُل فيسه‪ ،‬بأن يقول لِغَيه‪:‬‬
‫وكّلْتُكَ لِتُقرّ عن لفلن بكذا‪ ،‬فيقول الوكيل أقررت عنه بكذا‪ ،‬لنه إخبارٌ عن حق‪،‬‬
‫صدَ‬ ‫فل يقبل التوكيل‪ ،‬لكن يكون الوكِل مُقِرّا بالتّوكيل‪( ،‬و) ل ف (يي)‪ ،‬لن القَ ْ‬
‫با تعظي مُ اللّ هِ تعال‪ ،‬فأشْبهَ تِ العِبادَة‪ .‬ومثلها‪ :‬النّذْر‪ ،‬وتعليق العِتْق والطّل قِ بِ صَفة‪،‬‬
‫ول فس الشّهادة‪ ،‬إلْحاقا لاس بالعِبادة‪ ،‬والشّهادة على الشّهادة ليسست توكيلً‪ ،‬بسل‬
‫حمّل عنه‪ ،‬كحاكم أدّى عَنه عند حاك مٍ آخر (و) ل ف‬ ‫الاجَة جعلت الشاهِد الت َ‬
‫(عِبادَة)‪ ،‬إل ف ح جّ‪ ،‬وعُمرة‪ ،‬وذَبْ حٍ ن و أضْح ية‪ ،‬ول تَ صِحّ الوكالَة إل (بإِياب)‬
‫وهو ما ُيشْعِرُ برضا ال َوكّل الذي َيصِحّ مباشرته الوكَل فيه ف التّصَرّف‪( :‬كَوكّلَتُكَ)‬

‫‪175‬‬
‫ف كذا‪ ،‬أو َف ّوضْ تُ ِإلَيْ كَ‪ ،‬أو أَنْبَتُ كَ‪ ،‬أو أقْمتُ كَ مَقامي فيه‪( ،‬أو بِ عْ) كذا‪ ،‬أو َزوّ جْ‬
‫فُلنَة‪ ،‬أو َطلّقْ ها‪ ،‬أو أ ْعطَيْ تُ بَيدِ كَ طَلقَ ها وأَعْت ْق فُلنا‪ .‬قال ال سّبكي‪ :‬يُوءَ َخذُ مِن‬
‫كلمِهسم صسِحة قولُ من ْس ل وَلّ لاس‪ :‬أذِنْت ُس لكلّ عاقدٍ فس البلد أن يزوّجنس‪ .‬قال‬
‫ال ْذرُعي‪ :‬وهذا‪ ،‬إذا صحّ َمحَلّه‪ ،‬إنْ عيّنتُ الزوجَ ول تُ َفوّضْ إِل صيغَ ًة فقط‪ .‬وبنحو‬
‫ذلك‪ .‬أف ت ا بن ال صلح‪ ،‬ول يشترط ف الوكالة‪ :‬القبول لفظا‪ ،‬ل كن يُشترَ طُ َعدَ مَ‬
‫الرّ ّد ف قط‪ .‬ولو تَ صَرّف غ ي عالِم بالوِكالَة‪ :‬صحّ‪ ،‬إن تَبيَ وِكالتَ هُ ح ي الت صرّف‪،‬‬
‫كمن با عَ مالَ أبيه ظانا حياته فبا نَ ميْتا‪ .‬ول يَ صِحّ تعلي ُق الوِكالة ِبشَرْط‪ :‬كإذا جاء‬
‫رمضان ف قد وكل تك ف كذا‪ ،‬فلو ت صرف ب عد وجود الشّر طِ العلّق‪ ،‬كأن وكّل هَ‬
‫بطَلق زَوجةٍ سَيَن ِكحُها‪ ،‬أو بِبَيْ عِ عَْبدٍ سََيمْلِكَهُ‪ ،‬أو بِتَزوي جِ بَنْت هِ إذا ُطلّقْت واعتدّت‪:‬‬
‫ل بعموم‬ ‫ّجس بَ ْعدَ العِدّة نَ َفذَ َعمَ ً‬
‫أنس نَكَحسَ‪ ،‬أوْ باع بعسد أن مَلَك‪ ،‬أو َزو َ‬ ‫فَطَلَقّ بَع ْد ْ‬
‫الِذن‪ .‬وإن قل نا بِفَ سادِ الوَكالة بالنّ سبة إل سقوط الُعْل ال سمى إن كان َووُجُوب‬
‫ُأجْرةِ الِثْل‪ ،‬و صَحّ تَعلي َق التّ صَرّفْ فقط‪ ،‬كبِعْه لكن بَ ْعدَ شَهر‪ ،‬وتأقيتها‪ :‬كوكلْتُك‬
‫إل شهسر رمضان‪ .‬ويُشترط فس الوَكالة أن يكون الوكِل فيسه معْلوما للوَكيلَ‪ ،‬ولو‬
‫بوَجْ هٍ‪ ،‬كوكل تك ف بَيْع جَم يع أمْوال‪ ،‬وعِتْ قِ أرِقائي‪ ،‬وإِن ل ت كن أمواله وأرقاؤه‬
‫معلو مة‪ ،‬لقلة الغُر ِر ف يه‪ ،‬بلف بِ عْ هذا أو ذاك‪ ،‬وفارِق إِحدى عَبيدي‪ ،‬بأن ال حد‬
‫صادِق على كل‪ ،‬وبلف بع بع ضَ مال‪ .‬ن عم‪ :‬ي صحّ بع‪ ،‬أو ه بْ م نه ما شئت‪.‬‬
‫وتَبطلُ ف الجَهولِ‪ ،‬كوكّلْتُكَ ف كلّ قلي ٍل وكثيٍ‪ ،‬أو ف كلّ أموري‪ ،‬أو تصرّف ف‬
‫َهس‬
‫صسحّ مُباشَرَت ُ‬‫أموري كيسف شئت لكثرة الغرُور فيسه (وباع) كالشّريسك (وكيسل) َ‬
‫التّ صَرّف لِنفسه (بثمن مِثْل) فأكثرَ (حالً)‪ ،‬فل يَبيعَ نَسيئَة‪ ،‬ول بغي نَ ْقدِ البلد‪ ،‬ول‬
‫بغُبْ نٍ فاحِش‪ ،‬بأن ل يتمل غالبا‪ ،‬فبيع ما يساوي َعشْرة بتِسعة‪ :‬مُحتمل‪ ،‬وبثمانِية‪:‬‬
‫غي متمل‪ .‬ومت خالف شيئا ما ذكر فَ سُدَ تَ صَرّفه‪ ،‬وضمن قِيمَتّه يو مَ التّسلِيمَ‪ ،‬ولو‬
‫مثليا‪ ،‬إِن ُأقْبِ ضَ الُشتري‪ ،‬فإِن بقي‪ :‬ا سْتَردّه‪ ،‬وله حينئذٍ بَيْعَ هُ بالِذن السابق‪ ،‬وقبض‬
‫الثّ من‪ ،‬ول يضمَن هُ‪ .‬وإن تلف‪ ،‬غرم الو كل بدله الوك يل أو الشتري والقرار عل يه‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫وهذا كله‪( ،‬إذا أطلق الو كل) الوكالة ف الب يع‪ ،‬بأن ل يق يد بث من‪ ،‬ول حلول‪ ،‬ول‬
‫تأجيل‪ ،‬ول نقد‪ ،‬وإن قيد بشيء‪ ،‬اتبع‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو قال لوكيله بعه بكم شئت‪ ،‬فله بيعه بغب فاحش‪ ،‬ل بنسيئة‪ ،‬ول بغي‬
‫نقد البلد‪ ،‬أو با شئت‪ ،‬أو با تراه‪ ،‬فله بيعه بغي نقد البلد‪ ،‬ل بغب‪ ،‬ول بنسيئة‪ ،‬أو‬
‫بكيف شئت فله بيعة بنسيئة‪ ،‬ل بغب‪ ،‬ول بغي نقد البلد‪ ،‬أو با عزّ وهان‪ ،‬فله بيعه‬
‫بعرض وغ ب‪ ،‬ل بن سيئة‪( ،‬ول يبيع) الوك يل لنف سه ومول يه‪ ،‬وإن أذن له ف ذلك‪،‬‬
‫وقدر له بالثمسن‪ ،‬خلفا لبسن الرفعسة‪ ،‬لمتناع اتاد الوجسب والقابسل‪ ،‬وإن انتفست‬
‫الته مة‪ ،‬بلف أب يه وولده الرش يد‪ ،‬ول ي صح الب يع بث من ال ثل مع وجود را غب‬
‫بزيادة ل يتغابن بثلها إن وثق به‪ ،‬قال الذرعي‪ :‬ول يكن ماطلً‪ ،‬ول ماله أو كسبه‬
‫حراما‪ ،‬أي هو كله‪ ،‬أو أكثره‪ ،‬فإِن و جد را غب بالزيادة ف ث ن خيار الجلس أو‬
‫الشرط ولو للمشتري وحده ول يرض بالزيادة ف سخ الوك يل الع قد وجوبا‪ ،‬بالب يع‪،‬‬
‫للراغب بالزيادة‪ ،‬وإل انفسخ بنفسه ول يسلم الوكيل بالبيع بالّ البيع حت يقبض‬
‫الثمسن الالّ‪ ،‬وإل ضمسن للموكسل قيمسة البيسع‪ ،‬ولو مثليا‪( ،‬وليسس له) أي للوكيسل‬
‫سع) الشراء (له) أي‬‫سليم (ووقس‬ ‫سب) لقتضاء الِطلق عرفا السس‬ ‫بالشراء (شراء معيس‬
‫للوكيل (إن علم) العيب واشتراه بثمن ف الذمة‪ ،‬وإن ساوى البيع الثمن إل إذا عينه‬
‫الو كل‪ ،‬وعلم بعي به‪ ،‬في قع له‪ ،‬ك ما إذا اشتراه بث من ف الذ مة‪ ،‬أو بع ي ماله جاهلً‬
‫بعي به‪ ،‬وإن ل ي ساوِ ال بيع الث من‪ ،‬وعلم م ا مرّ أ نه ح يث ل ي قع للمو كل‪ ،‬فإن كان‬
‫الثمن عي ماله‪ ،‬بطل الشراء‪ ،‬وإل وقع للوكيل‪ .‬ويوز لعامل القراض شراؤه‪ ،‬لن‬
‫القصد ث الربح‪ ،‬وقضيته أنه لو كان القصد هنا الربح جاز‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬ولكل من‬
‫الوكل والوكيل‪ ،‬ف صورة الهل‪ ،‬ردّ بعيب‪ ،‬ل لوكيل إن رضي به موكل‪ .‬ولو‬
‫دفع موكله إِليه مالً للشراء‪ ،‬وأمره بتسليمه ف الثمن‪ ،‬فسلم من عنده‪ ،‬فمتبع‪ ،‬حت‬
‫ولو تعذر مال الوكل‪ ،‬لنحو غيبة مفتاح‪ ،‬إذ يكنه الِشهاد على أنه أدّى عنه ليجع‬

‫‪177‬‬
‫أو إخبار الاكم بذلك‪ ،‬فإِن ل يدفع له شيئا‪ ،‬أو ل يأمره بالتسليم فيه‪ ،‬رجع للقرينة‬
‫الدالة على إذنه له ف التسليم عنه‪( ،‬ول) له (توكيل بل إذن) من الوكل (فيما يتأتى‬
‫منه) لنه ل يرض بغيه‪ .‬نعم‪ ،‬لو وكله ف قبض دين فقبضه‪ ،‬وأرسله مع أحد من‬
‫عياله‪ ،‬ل يض من ك ما قاله الوري‪ ،‬قال شيخ نا‪ :‬والذي يظ هر أن الراد ب م‪ ،‬أولده‬
‫ومالي كه‪ ،‬وزوجا ته‪ ،‬بلف غي هم‪ ،‬ومثله‪ ،‬إر سال ن و ما اشتراه له مع أحد هم‪،‬‬
‫وخرج بقول فيما يتأتى منه‪ :‬ما ل يتأت منه‪ ،‬لكونه يتعسر عليه الِتيان به لكثرته‪،‬‬
‫أو لكو نه ل ي سنه‪ ،‬أو ل يل يق به‪ ،‬فله التوك يل عن موكله‪ ،‬ل عن نف سه‪ ،‬وقض ية‬
‫التعليل الذكور امتناع التوكيل عند جهل الوكل باله‪ .‬ولو طرأ له العجز لطرو نو‬
‫مرض أو سفر‪ ،‬ل ي ز له أن يوكّ ل‪ ،‬وإذا وكل الوكيل بإِذن الوكل‪ ،‬فالثان وكيل‬
‫الوكسل‪ ،‬فل يعزله الوكيسل‪ .‬فإِن قال الوكسل‪ ،‬وكّلس عنسك‪ ،‬ففعسل‪ ،‬فالثانس وكيسل‬
‫الوك يل‪ ،‬ل نه مقتضي الِذن‪ ،‬فينعزل بعزله‪ ،‬ويلزم الوك يل أن ل يو كل إِل أمينا‪ ،‬ما‬
‫ل يع ي له غيه مع علم الو كل باله‪ ،‬أو ل ي قل له وكّ ل من شئت‪ ،‬على الو جه‪،‬‬
‫كما لو قالت لوليها‪ :‬زوّجن من شئت‪ ،‬فله تزويها من غي الك فء أيضا‪ ،‬وقوله‬
‫لوكيله ف شيء‪ ،‬افعل فيه ما شئت‪ ،‬أو كُلّ ما تفعله جائز‪ ،‬ليس إذنا ف التوكيل‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو قال بع لش خص مع ي كز يد‪ ،‬ل ب يع من غيه‪ ،‬ولو وك يل ز يد‪ ،‬أو‬


‫بشيء معي من الال‪ ،‬كالدينار‪ ،‬ل يبع بالدراهم‪ ،‬على العتمد‪ ،‬أو ف مَكا نٍ مُعيّن‪،‬‬
‫تعي‪ ،‬أو ف زَمّا نٍ مُعيّن‪ ،‬كشهر كذا‪ ،‬أو يوم كذا‪ ،‬تَعَيّن ذلك‪ ،‬فل يَجوزُ قبل هُ‪ ،‬ول‬
‫بَ ْعدَ هُ‪ ،‬ولو ف الطّل قِ‪ ،‬وإن ل يَتَعلّق بِه غَرَ ضٌ‪ ،‬عَملً بالِذْن‪ ،‬وفارَ قَ إذا جاء رأس‬
‫الشهر فَأَمْرُ زوجت بَيدِكْ‪ ،‬ول يرد التقييد برأسه‪ ،‬فله إيقا َع ُه بعده‪ ،‬بلف َطلّقْها يومَ‬
‫اسستَوى‬
‫َصسَر الفعسل فيسه‪ ،‬دون غيه‪ ،‬وليل َة الَيوْم‪ ،‬مثله إن ْ‬ ‫لمُعَة‪ ،‬فإِنسه يْقتَضسي ح َ‬‫اُ‬
‫الراغِبو َن فيهما‪ .‬ولو قال يوم المعة‪ ،‬أو الع يد مثلً‪ ،‬تعي أوّل جُمعَةٍ أو عيدٍ يَلقاه‪،‬‬
‫وإن ا يتع ي الكان‪ ،‬إذا ل يُقدَ ْر الثّ من‪ ،‬أو نَها هُ عن غَيْره‪ ،‬وإل جا َز البَيْع ف غيه‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫صدُ َ‬
‫ق‬ ‫(و هو) أي الوك يل ولو ب عل (أم ي) فل َيضْمَ نُ ما تَلَف ف يده بل تَعدَ‪ ،‬ويَ ْ‬
‫بيمينه ف دعوى التّلَف والرّدّ على الوكِل‪ ،‬لنه ائْتَمنه بلف الردّ على غي الوكل‬
‫كرَسولِه‪ ،‬فَيَ صْدُقُ الرسو ُل بيمينه‪ ،‬ول َوكّلَ هُ بقضاءِ دَيْن فقال َقضْيتَ هُ‪ ،‬وأنكر ال سُتحِقّ‬
‫َدفْعه إِليه صدق السَتحِ ّق بيمينه‪ ،‬لن الصل عدم القضاء فيحلف‪ ،‬ويطالب الوكل‬
‫ف قط‪( .‬فإِن تعدّى) كأن ر كب الدا بة ول بس الثوب تعديّا‪( :‬ضَ من) ك سائر الُمنَاء‪،‬‬
‫ومِن التّعدّي‪ ،‬أن يضي عَ م نه الال ول يدري ك يف ضا عَ‪ ،‬أو َوضَعَ هُ ب حل ث نَ سِيهُ‬
‫ول ينْعَزلُ بتَعدّيه بغي إتْل فِ الوكّل فيه‪ .‬ولو أرسل إل بزّازٍ ليأخذ منه ثوبا سوما‬
‫ضمِنَه الُرْسِل‪ ،‬ل الرّسول‪.‬‬ ‫فتلف ف الطّريق‪َ :‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو اختل فا ف أ صل الوكالة ب عد التّ صرّف‪ ،‬كوكّلت ن ف كذا‪ ،‬فقال ما‬
‫وكّلتُك‪ .‬أو ف صفتها‪ ،‬بأن قال وكّلتَن بالبَيْعِ نسيئَة‪ ،‬أو بالشّراء بعشرين‪ ،‬فقال‪ :‬بل‬
‫نَقدا‪ ،‬أو ب َعشَرة‪ ،‬صدق الوكِل بيمي نه ف ال كل لن ال صْل مَعَ هُ (وَيَنْعَ ِزلَ) الوَكيلُ‬
‫َهس الُوكِل‪ ،‬سسواء كان بِلَفسظ‬ ‫(بِعَ ْزلِ أحَدهاس) أي بأن يَعْزِل الوَكيلُ نَفْسسه‪ ،‬أو يَعْ ِزل ُ‬
‫ختَ الوكالة‪ ،‬أو أْبطَلْتهسا‪ ،‬أو َأزَلْتَهَا‪ ،‬وإن ل يَعْلَم العزول‪( .‬و)‬ ‫أمس ل‪ ،‬كَفَسس ْ‬
‫العَزْل ْ‬
‫ينعزل أيضا‪ ،‬بروج أ َحدِها عن أهليّة التّصرّفِ (بوْتٍ‪ ،‬أو جُنونٍ) حَصل لَ َحدِها‪،‬‬
‫ت مدّة النُون‪ ،‬وزوالُ مُلْ كِ الوكِل عما وكّل فيه‬ ‫وإن ل يعلم الخر به‪ ،‬ولو قَ صُرَ ْ‬
‫أو مَنْفَعَتَهُ‪ ،‬كأن باعَ أو وقَف أو آجَر أو رَهَن أو زوّج أَمة‪ .‬ول يصدق الوكل (بعد‬
‫تصرّف) أي تصرّف الوكيل ف قوله كنْ تَ عَ َزلْتَه (إل ببينة) يُقيمُها على العَزْلِ‪ .‬قال‬
‫صوّرته إذا أنكر الوكيل العزل‪ ،‬فإِن وافقه على العزل لكن ادّعى أنه بعد‬ ‫السنوي‪ :‬و َ‬
‫التّصسرّف فهسو كدعوى الزوج تقدّم الرّجْعسة على انْقِضاءِ ال ِعدّة‪ ،‬وفيسه تفصسيلٌ‬
‫معروفْ‪ ،‬انتهى‪ .‬ولوْ تَصَرّفَ وَكيلٌ أو عامِلٌ بعد انْعِزَالِه جا ِهلً ف عي مالِ موكِله‪،‬‬
‫ضمِنَها إن سَلّمها‪ ،‬أو ف ذِمّته انْعَقَد له‪.‬‬
‫بَطُل‪ ،‬و َ‬

‫‪179‬‬
‫[فروع]‪ :‬لو قال لُدين هِ إشتر ل عبدا با ف ذمّتِ كَ‪ ،‬فَفَعَلَ‪ ،‬ص ّح للموَكّل‪ ،‬وبُرّىء‬
‫الَد ين‪ ،‬وإن تلف‪ ،‬على الو جه‪ ،‬ولو قال لَدين هِ‪ :‬أنفِق على اليَت يم الفُل ن كل يوم‬
‫درها من دين الذي عليك‪ ،‬ففعل‪ ،‬صح‪ ،‬وبرىء على ما قاله بعضهم‪ :‬يوافقه قول‬
‫القاضي لو أمَرَ مدَينَ هُ أن يشتري له ِبدَيْنِه طعاما‪ ،‬ففعل‪ ،‬ودفع الثمن وقبض الطّعام‪،‬‬
‫فتلَفَ ف يدِه‪ :‬بريءٌ من الدين‪ .‬ولو قال لوكيله‪ :‬بعْ هذه بِبَلدِ كذا‪ ،‬واشتر ل بثمَنِها‬
‫صدِ‪ ،‬عند أمي‪ ،‬من حاكم فعيه‪ ،‬إذ العمل‬ ‫قِنّا‪ ،‬جاز له إِيداعُها ف الطريق‪ ،‬أو الَقْ َ‬
‫غي لزم له‪ ،‬ول تَغْرير منه‪ ،‬بل الالك هو الخاطر باله‪ ،‬ومن ث لو باعها‪ ،‬ل يلزَمْ هُ‬
‫شِرا ُء القِنّ‪ ،‬ولو اشْتَرَا هُ‪ ،‬ل يُلزِمْ ُه رَدّه‪ ،‬بل له إِيداعَه عنْد من ذ كر‪ ،‬ول يس له ردّ‬
‫الثّمن‪ ،‬حيث ل قرينة قوية تدلّ على ردّه‪ ،‬كما استظهره شيخنا‪ ،‬لن الالِكَ ل يأذن‬
‫فيه فإِن فَعَل فَ ُهوَ ف ضَمانِه‪ ،‬حت يَ صِلَ لالِكِ هِ ومن ادّعى أنه وكَيلٌ لقَبْ ضٍ ما على‬
‫زيد من عيٍ أو دَيْن‪ ،‬ل يلزمْ هُ الدّفْ عَ إِلي هِ‪ ،‬إل ببيّنةٍ بوَكالَتِه‪ .‬ولكن يوز الدفع له إن‬
‫صدَقَهُ ف دعْواه‪ ،‬أو ادّ عى أ نه متال به و صَ َدقَه‪ ،‬وجَ بَ الدّف عُ له‪ ،‬لعترا فه بانْتقالِ‬ ‫َ‬
‫الال إل يه‪ ،‬وإذا دفَ عَ إِل ُمدّ عي الوَكالَة فأن كر ال ستحق وحَل فَ أ نه ل يوكّل‪ ،‬فإِن‬
‫ع للغارم‬ ‫كان الدفوع هينا‪ ،‬استردّها إن بقيت‪ ،‬وإل غرم من شاء منهما‪ ،‬ول رُجو َ‬
‫على الخَرِ‪ ،‬ل نه مظْلو مٌ بزع مه‪ ،‬أو دَيْنا‪ ،‬طالَ بَ الدافِ عُ ف قط‪ ،‬أو إل مدّ عي الوالة‬
‫فأن كر الدائن الوالة وحلف‪ ،‬أ خذ دَيْنِه م ن كان عل يه ول ير جع الؤدّي على من‬
‫د فع إل يه‪ ،‬ل نه اعترف باللك له‪ .‬قال الكمال الدميي‪ ،‬لو قال أ نا وكيلٌ ف بيْ عٍ أو‬
‫نكا حٍ وصدّقه من يعامله‪ ،‬ص ّح العقد‪ ،‬فلو قال بعد العَقْد ل يكن وكيلً‪ :‬ل يلتَفِت‬
‫إليه‪( .‬ويَ صِحّ قرا ضٌ‪ :‬وهو) أن يَعْقِدَ على ما ٍل يدفعه لغيه ليّتجِ َر فيه‪ ،‬على أن يكون‬
‫الرّبحُ ُمشْتَركا بَيَْن ُهمَا (ف نَ ْقدٍ خالص َمضْروب) لنه عقد غُررٍ‪ ،‬لعدم انضباط العمل‬
‫والوثوق بالربح وإنا جوّز‪ :‬للحاجة‪ ،‬فاخت صّ با يروج غالبا‪ ،‬وهو النّقْدُ ا َلضْروب‪.‬‬
‫ويوزُ عل يه‪ ،‬وإن أبْطَل هُ ال سّلطان‪ ،‬و َخرَ جَ بالنّ ْقدِ‪ ،‬العَرْ ضَ‪ ،‬ولوْ فلو سا‪ ،‬وبالالِ صِ‪،‬‬
‫الَغْشوشِ وإن علم قَ ْدرَ ُغشّهِ‪ ،‬أو اسُْتهْلِكَ‪ ،‬وجاز التّعامُلَ به‪ .‬وبالضروب التب‪ ،‬وهو‬

‫‪180‬‬
‫ذَهبٌ أو ِفضّة ل ُيضْرَبْ‪ ،‬والِلي فل يصح ف شيء منها‪ ،‬وقيل يوز على الغشو ِ‬
‫ش‬
‫إن اسُتهِِلكَ ِغشّه‪ .‬وجَزَم به الرجان‪ .‬وقيل إن را جٍ‪ .‬واختاره ال سّبكي وغيه‪ .‬وف‬
‫وجه ثالث ف زوائد الرضة أنه يوز على كل مثلي‪ ،‬وإنا يصح القَراضَ (بصيغة) من‬
‫إياب من ج هة ربّ الال‪ :‬كَقارَضْتُ كَ‪ ،‬أو عامَلْتُ كَ ف كذا‪ ،‬أو ُخذْ هذه الدرا هم‬
‫واتّجِر فيها‪ ،‬أو بِ عْ‪ ،‬أو اشتَرِ على أن الرّبح بيننا‪ ،‬وقبول فورا من جهة العامل لفظا‪،‬‬
‫وقيل يَكفي ف صيغَة المر‪ ،‬كخذ هذه واتر فيها القبول بالفعل‪ ،‬كما ف الوكالة‪،‬‬
‫ك والعامِلِ‪ ،‬كالوكِل والوَك يل‪ ،‬صحة مباشَرتِه ما التّ صرّف ( مع َشرْ طِ‬ ‫وشرط الالِ ِ‬
‫رب حٍ َلهُما) أي للمالِ كِ والعامِلِ‪ ،‬فل يصح على أن ل َحدِها الرّبْ حَ (وُيشْتَرَ طُ كَوْنَ هُ)‬
‫أي الربْح (مَعْلوما بالُزئِية) كنصف‪ ،‬وثلث‪ .‬ولو قال قا َرضْتُك على أن الرّبْح بينَنَا‪،‬‬
‫صح منا صِفَةً‪ ،‬أو على أن لك ر بع سدس الع شر‪ ،‬صحّ‪ ،‬وإن ل يعلماه ع ند الع قد‪،‬‬
‫لسهُولة مَعْرِفته‪ ،‬وهو جزء من مائتي وأربعي جزءا‪ .‬ولو شُرِ طَ ل َحدِها عشرة‪ ،‬أو‬
‫سدَ القِراض‪( .‬ولعامِل ف) عقد قراض (فاسد‪ :‬أجرة مثل)‬ ‫ربح صنف‪ ،‬كالرّقيق‪ ،‬ف َ‬
‫وإن ل يك ْن رِبْح‪ ،‬لنه عمل طامِعا ف السمّى‪ ،‬ومن القِرا ضِ الفا سِد‪ ،‬على ما أفْت‬
‫به شيخ نا ا بن زياد رح ه ال تعال‪ ،‬ما اعتادَ هُ بع ضُ الناس من َدفْ عِ مال إل آخرَ‬
‫بشرط أن َيرُدّ له ل كل عشرة اث ن ع شر إن ر بح أو خ سر‪ ،‬فل يَ سَتحِقّ العامِل إل‬
‫أجرة الِثْل‪ ،‬و َجمِي عَ الرّب حِ أو الِ سْرانَ على الالِك‪ ،‬وَيدَ هُ على الالِ يَد أمانَة‪ .‬فإِن‬
‫ضمْ نَ الال‪ .‬انت هى‪ .‬ول أجْرةَ للعا مل ف‬ ‫قَ صَر‪ ،‬بأَن جا َوزَ الكان الذي أُذن له ف يه‪ِ ،‬‬
‫الفا سِد إن شرط الر بح كله للمالك ل نه ل َي ْطمَ عْ ف ش يء‪ .‬ويت جه أ نه ل يَ سَتحِقّ‬
‫ف العامِلِ مسع فَسسادِ‬ ‫َصسرّ َ‬‫وأنهس ل أُجْرة له‪ .‬ويصسح ت َ‬ ‫شيئا أيضا إذا علم الفَسسادُ‪ُ ،‬‬
‫القِراضِ‪ ،‬لِكَيْ ل َيحِلّ لَهُ ا ِلقْدامَ عَليه بَ ْعدَ عِلمْهِ بالفساد‪.‬‬

‫ف العامِلُ‪ ،‬ولو بِعَرْ ضٍ‪ ،‬لِمَ صَْلحَة‪ ،‬ل بِغُْب نٍ فاحِش‪ ،‬ول بِنَ سيئة‪ ،‬بل إذن‬
‫ويت صَرّ ُ‬
‫ل ْوفُ والوءْنَة‪ ،‬فيُضْمن‬
‫فيهما‪ ،‬ول يُسافِرُ بالالِ بل إِذن‪ ،‬وإن ق ُربَ السّفَرُ‪ ،‬وانتفى ا َ‬

‫‪181‬‬
‫به‪ ،‬ويأ ث‪ ،‬و مع ذلك القِرَا ضُ با قٍ على حاله‪ ،‬أ ما بالِذ نِ‪ ،‬فيجوز‪ ،‬ل كن ل يو ُز‬
‫ركو بٌ ف البحر إل بن صّ عليه (ول يُموّن) أ يْ ل يُنْفِ قُ منه على نفسه َحضَرا ول‬
‫سَفَرا‪ ،‬لن له نصيبا من الرّبْح‪ ،‬فل يَ سَْتحِقّ شيئا آخر‪ ،‬فلو شَر طَ الوءْنة ف العَقْدِ‪،‬‬
‫سدَ (وصدَق) عامِلٌ بيمينه (ف) دَعْوى (تََلفْ) ف كل الَالِ أو بعضَه‪ ،‬لنه مأمونٌ‪،‬‬ ‫فَ َ‬
‫نعم‪ ،‬ن صّ ف البويطي‪ ،‬واعت َمدَ هُ جِم عٌ مُتَقدّمون‪ ،‬أنه لو أ َخذَ ما ل يكنه القِيا مُ بِه‪،‬‬
‫ضمِنَه‪ ،‬لنه فَرط بِأَ ْخذِه‪ ،‬ويُطَ َردُ ذل كَ ف الوَكيل‪ ،‬والوَدي عِ‪ ،‬والوصي‪،‬‬ ‫فَتَلَ فَ بَ ْعضَه َ‬
‫ك بعدَ التل فِ أنه قَرْ ضَ‪ ،‬والعامِلُ أن ُه قِرا ضٌ‪ ،‬حل فَ العامِل‪ ،‬كما أفت‬‫ولو ادّعى الالِ ُ‬
‫بسه ابسن الصسلحكالبغوي‪ ،‬لن الص ْسلَ عدم الضّمان‪ ،‬خلفا لاس رجّحسه الزّركشسي‬
‫وغيه‪ ،‬من ت صديق الالك‪ ،‬فإِن أقا ما بَيّ نة‪ ،‬قُدّ مت بيّ نة الالك‪ ،‬على الو جه‪ ،‬لن‬
‫مَعَ ها زِيادَةَ عِل مٍ‪( .‬و) ف (عَد َم رِبْ حٍ)‪ ،‬أ صلً (و) ف (َق ْدرِه) عملً بال صْل فيه ما‪،‬‬
‫(و) ف (خسر) مكن‪ ،‬لنه أمي‪ .‬ولو قال َربْ تُ كذا‪ ،‬ث قال غَِلطْ تُ ف الِسابِ‪،‬‬
‫أو َكذَبْت‪ ،‬ل يُق بل‪ ،‬ل نه أَقرّ ب ق لغيه فلم يُق بل رجوعُه ع نه‪ ،‬ويُق بل قوله ب عد‬
‫َسسرْتُ‪ ،‬إن احتمسل‪ ،‬كأن عرض كَسساد‪( .‬و) فس (ردَ) للمال على الالِك‪ ،‬لنسه‬ ‫خ ِ‬
‫ائْتمنَه كالودع‪ .‬وي صدق العا مل أيضا ف قدر رأس الال‪ ،‬لن الَ صْل عد مَ الزّائِد‪،‬‬
‫وف قوله اشْتَرَيْتَ هذا ل أو للقِراضِ والعَقد ف الذّمّة لنه أعْلَمَ بِقَصْدِهِ‪ ،‬أما لو كانَ‬
‫الشّراء بِعَيِ ما َل القِراضسِ‪ ،‬فإِنسه يقسع للقراض‪ ،‬وإن نوى نفسسه‪ ،‬كمسا قاله الِمام‪،‬‬
‫وجزم به ف الطلب‪ .‬وعليه فتسمع بينة الالك أنه اشتراه بِمالِ القِرا ضِ‪ .‬وف قوله ل‬
‫تَنْهنَي عن شِراء كذا‪ ،‬لن الصل عدم النهي‪ ،‬ولو اختلفا ف القَدْر الشروط له‪ ،‬أهو‬
‫الن صف‪ ،‬أو الثلث‪ ،‬مثلً؟ تالف‪ .‬وللعا مل ب عد الفَ سْخ أُجْرةَ الِثْل‪ ،‬والرّ بح جيعُه‬
‫للمالِك‪ ،‬أو ف أنه وكيلٌ أو مقارِض‪ ،‬صدَق الالِكُ بيمينه‪ ،‬ول ُأجْرَة عليه للعامِل‪.‬‬

‫[تتمة]‪ :‬الشّرْكة نوعان‪ :‬أحدها فيما ملك اثنان مشتركا بإِر ثِ أو شراء‪ .‬والثان‬
‫أرب عة أق سام‪ :‬من ها ق سم صحيح‪ ،‬و هو أن يَشتَرِ طَ اثنان ف مالٍ ل ما ليّتجِرا ف يه‪،‬‬

‫‪182‬‬
‫وسائر القسام باطِلة‪ ،‬كأن يشْتَرِ كَ اثنا نِ ليكَون ك سْبَهُما بينهُما بتساو‪ ،‬أو تفاو تٍ‪،‬‬
‫أو ليكون بينه ما رِبْ حُ ما َيشْتَرِيانِه ف ذِمّتِه ما بؤ جل‪ ،‬أو حالّ‪ ،‬أو ليكون بينه ما‬
‫ك سبهما وربه ما بِبدََنهِ ما‪ ،‬أو مالِه ما‪ ،‬وعليه ما ما يُعْر ضُ من غرم‪ ،‬وشرط في ها‬
‫لفظ يدل على الِذن ف التّصرّف بالبَيعِ والشّراء‪ ،‬فلو اقْتَصَر على اشتِرَاكِنا‪ :‬ل يَكْفِ‬
‫عن الِذْ ِن ف يه وَيَتَ سَلّط ك ّل واحدٍ منه ما على التّ صرّف بل ضَرَرٍ أ صلً‪ ،‬بأن يكون‬
‫فيه مِصْلحَةً‪ ،‬فل يِبيعَ بِثمَنِ مِثْل وثّ راغبٌ ِبَأزْيد‪ .‬ول يُسافِرُ به حَيْثُ لَمْ ُيضْطرّ إليه‬
‫لنحو َقحْ طٍ و َخوْ فٍ‪ ،‬ول يُْبضِعَ هُ بغي إذنه‪ ،‬فإِن سافر به‪ ،‬ضَم نَ‪ ،‬و صَحّ تَ صَرّفه‪ ،‬أو‬
‫ضمِ نَ أيضا والرّبْ حُ والِ سْرَانُ‬ ‫أْبضَعَ ُه بدَفْعَ هِ ِلمَ نْ يَ ْعمَل لما فيه‪ ،‬ولو تَبّعا بل إِذْ نِ‪َ ،‬‬
‫بِ َقدْرِ الالَيْن‪ ،‬فإِن شَرطا خِلفَ هُ‪ ،‬فَ سَ َد العَقْد‪ ،‬فلِكُلَ على الخر أجْ َرةُ َعمَلِ هِ لَ هُ‪ ،‬وَنَ َقدَ‬
‫التّصرّف منهما معَ ذلِك للِذن‪ ،‬وتَنْفَسِخُ بوتِ أ َحدِها وجُنونِه‪ ،‬ويصدق ف دعوى‬
‫الردّ إل شري كه ف الِ سْران والتّلف‪ ،‬ف قوله اشْتَريْت هَ ل أو للشر كة‪ ،‬ل ف قوله‬
‫اقتسمنا وصار ما بيدي ل مع قول الخر‪ :‬ل‪ ،‬بل هو مشترك‪ ،‬فالصدق النكر‪ ،‬لن‬
‫الصل عدم ال ِقسْمة‪ ،‬ولو قبض وارثٌ حصّته من دين مورِثه‪ ،‬شاركهُ الخَر ولو باعَ‬
‫شريكان عبدها صَفْقَة‪ ،‬وقَبضَ أحدها ِحصّتَه‪ ،‬ل يشارِكه الخر‪.‬‬

‫صبَ نوَ نَ ْقدٍ أو بَرَ و َخلَط هُ بالَ هِ‪،‬‬


‫[فائدة]‪ :‬أفت النووي‪ ،‬كابن الصلح‪ ،‬فيمن غَ ِ‬
‫ول يتميز‪ ،‬بأن له إِفراز قدرَ الغصوب‪ ،‬ويلّ له التّصرّف ف الباقي‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف أحكام الشفعة‪ .‬إنّما تَثْب تُ الشّفعةَ لشرَي كٍ ل جارِ ف بَيْ عِ أرْ ضٍ مَع‬
‫تابِعهسا كبِناء‪ ،‬و َشجَرَ وَثمَرَ غيس مؤبر فل شفْعَةَ فس شَجسر أفرد بالبيسع‪ ،‬أو بَيْع مسع‬
‫مغر سه ف قط‪ ،‬ول ف بئر‪ ،‬ول يِْل كَ الشّفِي عُ لِ بِلفْظ‪ ،‬كأ َخذْ تُ بالشّفْ عة مَع َبذِل‬
‫الّثمَنِ لل ُمشْتَري‪.‬‬

‫بابٌ ف الِجارَة‬

‫‪183‬‬
‫لجْرَة‪ ،‬وشرْعا‪ ،‬تْلي كُ مَنْفَعةٍ بِ ِعوَ ضٍ ِبشُرو طٍ آتِية‪( .‬تَ صِحّ إجارَ ًة‬ ‫هِي لُغَةً‪ :‬ا ْسمٌ ل ُ‬
‫سسَنةً‪( :‬بِكَذا‪ ،‬وقُبولٌ‪،‬‬ ‫َهس َ‬
‫ُكس مَنافِع ُ‬‫بإياب‪ ،‬كآجَرْتُكسَ) هَذا‪ ،‬أو أكْرَيْتُكسَ‪ ،‬أو مَلّكْت َ‬
‫كا سْتَأَجَرَْتهُ)‪ ،‬واكْتَرَيْ تُ‪ ،‬وقَبِلْ تُ‪ .‬قا َل النّووي ف شرح الهذب‪ ،‬إن خلف الُعاطاة‬
‫يري ف الِجارَة والرّهنِ والِبة‪ ،‬وإنا تصح الِجارَةُ‪( ،‬بأجْرٍ) صَ ّح كوْنُه ثنا (مَعْلومٌ)‬
‫للعاقِد ين‪ ،‬قَدْرا‪ ،‬وجِنْ سا‪ ،‬و صِفَةً‪ ،‬إن كا نَ ف الذّمَة‪ ،‬وإل كُفّ تْ معاينَتَ هُ ف إجارةِ‬
‫العَيْن أو الذّ مة‪ ،‬فل يَ صِحّ إجارَةُ دارٍ ودابّ ة بِعِمارَةٍ ل ا وعََل فٍ‪ ،‬ول ا سْتِْئجَارِ لِ سَ ْلخِ‬
‫شا ٍة بلدٍ‪ ،‬ولِ َطحْ نِ ن و بَرَ ببَعْ ضِ دَقي قٍ ( ف مَنفعةٍ مَتَقوّمَة) أي ل ا قي مة (معلومَة)‪،‬‬
‫ضمّ نٍ‪ ،‬ل سْتِيفَاءِ عيٍ قَ صْدا) بأن ل‬ ‫عينا‪ ،‬وقدْرا‪ ،‬و صِفَةٍ (واقِعَةً للمُكْتَري غ ي مَُت َ‬
‫يتضمّنه العقد‪ .‬وخَرَج بتقومّة ما ليسَ لا قيمَة‪ ،‬فل يَصِحّ اكتراءُ بيّاعٍ للتلفظ بحض‬
‫كلمة أو كلما تٍ يسية على الوجه‪ ،‬ولو إيابا وقبولً‪ ،‬وإن ُروّجَت ال سّلعة‪ ،‬إذ ل‬
‫قيمة لا‪ .‬ومن ث اختُصّ هذا ببَيعٍ مُسْتَقِرّ القِيمة ف البَلدِ‪ ،‬كالُْبزِ‪ ،‬بِخلفِ نو عَبْد‬
‫وَثوْب مِ ما يْتَِل فُ َثمَنَ هُ باختل فِ مُتعاطِ يه‪ ،‬فََيخْتَ صّ بَيْعَه‪ ،‬من البَيّاع بز يد نَفْ عٍ‪،‬‬
‫فَيَ صِحّ ا ستئِجارَهُ عل يه‪ .‬وح يث ل ي صح‪ ،‬فإِن تَعِ بَ بِكَْثرَةِ تَردّد أو كلم‪ ،‬فلَ هُ أُ ْجرَةَ‬
‫الِثْل‪ ،‬وإل فل‪ .‬وأفت شيخنا الحقق ابن زياد بُرْمَة أ ْخذِ القاضي الُجْرَة على مُجرّدِ‬
‫تَليق ِن الِيابْ‪ ،‬إذ ل كِلفة ف ذلك‪ ،‬وسَبقَة العلمة عمر الفت‪ ،‬بالِفتاء بالواز إن ل‬
‫يكن ولّ الرأة فقال إذا لقنّ الوَل وال ّزوْج صيغَة النّكاح‪ ،‬فله أن يأخذ ما اتّفقا عليه‬
‫ب النّكاح‪،‬‬ ‫بالرّضا‪ ،‬وإن كثر‪ ،‬وإن ل يكن لا ولّ غيَه فليس له أخذ شَيءٍ على إيا ِ‬
‫لوجوبه عليه حينئذٍ‪ ،‬انتهى‪ .‬وفيه نظر لا تقرر آنفا‪ ،‬ول ا سْتِْئجَارَ دراهم ودناني غي‬
‫العراة للتّزيسن‪ ،‬لن مَنْفع َة نوس التزييس باس ل تقاب َل بال‪ ،‬وأمسا الِعراة‪ :‬فيصسح‬
‫استِئْجارُها‪ ،‬على ما بثه الذرعي لنا حينئذ حِلى‪ ،‬واستئجار الِلى صحيح قطعا‪.‬‬
‫وبعلومة‪ ،‬استئجار الجهول‪ ،‬فآجرْتُ كِ إحدى الدارين باطل‪ ،‬وبواقعة للمُكتَري‪ ،‬ما‬
‫يقع نفعها للجي‪ ،‬فل يصح الستئجار لعبادة ُتجِب فيها نِيّة غيَ نُ سُكٍ‪ ،‬كال صّلةِ‪،‬‬
‫سَأجِر والِمامسة‪ ،‬ولو نُقِ َل كالتّراويحسِ‪ ،‬لن الِمام‬ ‫لن النعسة فس ذلك للَجيس ل الُس ْت‬

‫‪184‬‬
‫مُ صَلَ لنف سِه‪ ،‬ف من أرادَ‪ ،‬اقُتدِي به‪ ،‬وإن ل ينوِ الِما مة أمّ ا ما ل يتا جِ إل نِيْة‪،‬‬
‫كالَذا نِ والِقا مة في صح ال سْتِْئجْارُ عل يه‪ ،‬والُجْرةُ مقابلةً لمي عه‪ ،‬مع ن و رِعايةَ‬
‫جهْيزِ الَيْ تِ‪ ،‬وتَعلي مِ القُرآ نِ كلّه أو بَعْضِه‪ ،‬وإن تعيّ ن على الُعلّم‪ ،‬لل خب‬ ‫ال َوقْ تِ‪ ،‬وََت َ‬
‫الصحيح‪" :‬إن أحق ما أخذت عليه أجرا‪ :‬كتاب ال" قال شيخنا ف شرح النهاج‪:‬‬
‫يَ صِحّ ال سْتِْئجَارُ لِقراءَةِ القرآن عِْندَ القَبِ أَو م عَ الدّعاءِ ِبمِثْلِ ما حَ صَل ل هُ ِم َن الَجْرِ‬
‫ل هُ أو لِغَيِه عِقْبَها‪ ،‬عَيّ َن زَمانا أو مَكانا أو ل‪ ،‬ونِيّة الثّوا بِ له غي دعاء لَغْو‪ ،‬خِلفا‬
‫لَم عٍ‪ ،‬وإن اخْتارَ ال سّبكي ما قالوه‪ ،‬وكَذا أ ْهدَيْ تُ قِراءَت أو ثَوابُها لَ هُ خِلفا لِجم عٍ‬
‫ُسستَأجِرِ‪ ،‬أي أو نوس َولَدِه‪ ،‬فيمسا يظهسر ومسع ِذكْرِه فس القَلب‬ ‫حضْرَةِ ال ْ‬‫أيضا‪ ،‬أو ِب َ‬
‫ِعس بَرَكَة وتَنَزّل رحْمسة‪،‬‬ ‫ضهُمسْ‪ ،‬وذلك لن مَوضِعُهسا َموْض ُ‬ ‫َهس بَ ْع َ‬
‫حالَتُهسا‪ ،‬كمسا ذكَر ُ‬
‫والدعاء بعْدها أقْرَب إِجابة‪ ،‬وإحضارُ الُستأْجِرُ ف القَلب سََببٌ لِشمُولِ الرحةِ له إذا‬
‫نَزلت على قَلْ بِ القار يء‪ ،‬وأْلحَ قَ ب ا ال سْتِْئجَارُ ِلمَحْ ضِ الذكرِ‪ ،‬والدعاء عِقَبَه‪،‬‬
‫وأفت بعض هم‪ ،‬بأنه لو تَرك من القِرا َءةِ الُ سْتأجِرَ علي ها آيات‪ ،‬لَزِمَ ُه قِراءَةَ ما تَرك هَ‪،‬‬
‫سُوءْجِرَ لِقَرا َءةٍ على قسبٍ‪ ،‬ل يَلزمَهُس عنسد‬ ‫اسسئْنَافَ مسا بَعْده‪ .‬وبأن مسن اس ْت‬ ‫ول يلزمسه ْتِ‬
‫الشّروع أن يَنوي أن ذلك عما استؤجر عنه‪ ،‬أي بل الشّرطُ عدم الصارف‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬صَرّحوا ف النذْرِ بأنه ل بدّ أن ينوي أنا عنه‪ .‬قلت‪ :‬هنا قرينة صارِفَ ٌة‬
‫لوقوعِ ها ع ما ا ستؤجِر له‪ ،‬ول كذلك ثُ مّ‪ ،‬و من ث لو ا ستؤجِرَ ه نا لِمُ ْطلَ قِ القراءة‬
‫حضْرَتِه ل ُيحْتَ جْ لا‪،‬‬ ‫ححْناه‪ :‬احْتا جَ لِلنّية فيما َي ْظهَرُ أولً لِمُطلقها‪ ،‬كالقِراءة ِب َ‬‫وَص ّ‬
‫ضمّ نَ استيفاءَها‪،‬‬ ‫ف ِذكْرُ القَبْرِ مثال‪ ،‬انتهى ملخصا‪ .‬وبِغَي مَُتضَمّ نٍ ل سْتِيفاءِ عي ما َت َ‬
‫فل ي صح اكْتَراءَ ب ستانٍ لثَمَرَتِه‪ ،‬لن الَعيا نَ ل تَملِ كُ بع قد الِجارَة قَ صْدا‪ ،‬ونَ قل‬
‫صحّة إجارَة‬ ‫التّا جُ ال سُبكي ف توشيحه اخْتِيارَ والدِه التقي ال سّبكي ف آخِرَ ُعمُر هِ‪ِ ،‬‬
‫صحّةِ اسْتِئجارِ قَناةٍ أو بِئرٍ لِلِنْتِفَاعِ بِمائِها للحاجَةِ‪ .‬قال‬
‫الَشْجارِ لِثَمَرِها‪ ،‬وصَرّحوا بِ ِ‬

‫‪185‬‬
‫ف العُبابِ‪ :‬ل يَجوزُ إجارَةَ الَرضِ ِلدَفْنِ الَيْتِ ِلحُرْمة نَْبشِ ِه قبل بلئِه‪ ،‬وجَهالةَ وقت‬
‫البلى‬

‫(و) َيجِ بُ (على مُكْرٍ تَ سْليم مفْتَا حِ دارٍ) لُكْتَرٍ‪ ،‬ولو ضا عَ من الُكتري‪ ،‬و جب‬
‫ِبس‬
‫ِلقس الُثْبست‪ .‬أمّاس غيه‪ ،‬فل َيج ُ‬ ‫مفتاحس الغ ِ‬
‫ُ‬ ‫جدَيدَه‪ .‬والراد بالِفتاح‪،‬‬ ‫على الُكْري َت ْ‬
‫ت سْلِيمَه‪ ،‬بل ول قِفْله‪ ،‬كَسائرِ النْقول تِ‪( .‬وعِمارَتُها)‪ ،‬كبناءٍ وتَطيْي سطحٍ‪ ،‬ووضْع‬
‫بابسٍ‪ ،‬وإصسلحَ مُنْكَس ِسرٍ‪ .‬وليسس الراد بكون مسا ُذكِرَ واجبا على الُكري أنسه يأثس‬
‫بتَ ْركِه‪ ،‬أو أنه ُيجْبَر عليه‪ ،‬بل إنه إن تَركَه‪ ،‬ثَبت للمُكتري اليار‪ ،‬كما بَيْنَته بقول‪:‬‬
‫(فإِن بادر) وفَ عل ما عل يه‪ ،‬فذاك (وإل فللمكتري خيار) إن نَق صتْه الَنْف عة‪( ،‬وعلى‬
‫مُكترٍ‪ .‬تَْنظِي فَ ِعرَ صَتِها) أي الدار‪ ( ،‬من كنا سة)‪ ،‬وثَل جٍ‪ ،‬والعِرْ صَة‪ :‬كل بُقْعةٍ ب ي‬
‫الدور واسسِعة ليسس فيهسا شيسء مسن بِناء‪ ،‬وجعهسا‪ :‬عَرَصسات‪( ،‬وهسو) أي الُكْتري‬
‫(أم ي) على الع ي الكتراة (مدّة الِجارة) إن ق ّدرُت بِزَ َم نٍ‪ ،‬أو ُمدّة إِمكان الِ ستيفاءِ‬
‫إن قدّرت ِبمَحَلّ عمل‪( ،‬وكذا بعدها) ما ل َيسْتعملها‪ ،‬اسِتصْحابا لا كان‪ ،‬ولَنه ل‬
‫يلزَمَ هُ الرّدّ ول مُوءْنَتَ هُ‪ ،‬بل لو شَرَ طَ أ َحدُه ا عَلَيْه‪ ،‬فَ سَ َد العَ ْقدُ‪ .‬وإنّ ما الذي علي هِ‪،‬‬
‫الّتخْلِيَة‪ ،‬كالوَدِيع‪ ،‬ورَجّ َح السّبْكي أنه كالمانَة الشرّعِية‪ ،‬فيلْزمَه إِعلمَ مالِكها با أو‬
‫ضمِن‪ .‬والعتمَدُ خِلف هُ‪ .‬وإذا قلنا بال صَحّ أنّه لي سَ عليه إل التّخليَة‪،‬‬ ‫الرَدّ فورا‪ ،‬وإل ُ‬
‫فقضيّ ته أن هُ ل َيلْزَ مُ إِعْل مَ الُؤجّ ر بِتَفْرِ يغ العَيْن‪ ،‬بل الشّرط أن ل ي سْتَعمِلهَا‪ ،‬ول‬
‫ب نوَ الانوتِ‬ ‫َيحْبِسَها لو طَلبَها‪ .‬وحينئذٍ يَلْزمُ من ذلك أنّه ل فَرْقَ بي أن يُقْ ِفلَ با ٌ‬
‫ب عد تفريغِه أو ل‪ .‬ل كن قالَ البَغَوي‪ :‬لو ا سْتَأْجَر حانوتا َشهْرا‪ ،‬فأغَْل قَ بابَ هُ‪ ،‬وغا بَ‬
‫َشهْرَيْن‪ ،‬لزمه السمى للشّهر الول‪ ،‬وأجْرة الِثْل للشّهر الثّان‪ .‬قال شيخنا ف شر حِ‬
‫الِنْهاج‪ :‬وما ذكَره البَغوي‪ ،‬ف َمسْألة الغِيبَة‪ ،‬متجه‪ ،‬ولو استعمل العَيْن بعد ا ُلدّة لَزِمَهُ‬
‫ُأجْرةَ الِثْل (كأجي) فإِنه أمي‪ ،‬ولو بَ ْعدَ الدّة أيضا‪( ،‬فل ضَما نَ على واحدٍ منهما)‬
‫فلو اكْتَرى دابّة‪ ،‬ول يَنْتَفِ عْ با فِتُلِفَ تْ‪ ،‬أو اكْترا هُ لِخياطَة ثوْب أو صَبْغِه فَتَلَف‪ ،‬فل‬

‫‪186‬‬
‫ضمَنسُ‪ ،‬سسواء انْفَرد الَجيُ بالَيدِ أم ل‪ ،‬كأن قَعدَ الُكْتَري معسه حتس يَعْم َل‪ ،‬أو‬ ‫ُي ْ‬
‫َاعس بالدّابسة فتَلَف َت‬‫َركس الُكْتَري الِنْتِف َ‬
‫َهس لِيَ ْعمَلَ‪( ،‬إل بِتَقْصسِي) كأن ت َ‬
‫َهس مَنَ ِزل ُ‬
‫أ ْحضَر ُ‬
‫ِبسَبَبٍ‪ ،‬كانْ ِهدَامِ سَقْفِ اصْطَْبلِها عليها ف وقتٍ لو انتفعَ با فيه عادَة سَِلمَت‪ ،‬وكأن‬
‫ضرَبَ ها‪ ،‬أو أرْكبَ ها أثْقلَ مِنْه‪ .‬ول َيضْمَن أجيٌ لِحفْ ظِ دُكان مثلً إذا أ َخذَ غيَه ما‬
‫في ها‪ .‬قال ال ّز ْركَ شي‪ :‬إ نه ل ضَما نَ أيضا على الَ ِفيِ‪ ،‬وكأن ا سْتََأجْرَ ُه لي عى داب ته‬
‫فأعطاهسا آخرَ يرعاهسا فيضْمنَهسا كلّ مِْنهُمسا‪ ،‬والقرار على مسن ُتلِفَت بيده‪ .‬وكأن‬
‫أَ سْرَفَ خَبّازٌ ف الوَقُودِ‪ ،‬أو ما تَ التعلّم من ضَرْب العلّم‪ ،‬فإِ نه َيضْمَن‪ ،‬ويَ صدقُ‬
‫الَجيُ ف أنه ل يُق صّر‪ ،‬ما ل يُشهد خبيان بِخلفه‪ .‬ولو اكْتَرى دابّة لَيَ ْركَبَها اليوم‬
‫ضمِنَها فيه فقط‪ ،‬لنه استعملها فيه تَ َعدّيا‪.‬‬ ‫ويرجِ عَ غدا‪ ،‬فأقام با َورَجِع ف الثالث‪َ ،‬‬
‫ولو اكْتَرَى عبدا لِعَملٍ مَعْلوم‪ ،‬ول يُبَيّن َم ْوضِعَ هُ‪َ ،‬فذَهب به من بََل ِد العَ ْقدِ إل آخَر‪،‬‬
‫فأبِقَ‪ :‬ضَمِنَ ُه مع الُجْرَةِ‪.‬‬

‫س الثَو بِ‪ ،‬كرهْنِه‪ ،‬بأُجرَتِه ح ت يَ سَْتوْفيها‪( .‬ول‬ ‫حوِ القِ صارِ حَبْ َ‬ ‫[فرع]‪ :‬يوزُ لَن ْ‬
‫أجْرَة) لِع مل‪َ :‬كحَلْ ِق رَأْ سٍ‪ ،‬وخِياطَة َثوْب‪ ،‬وقِ صارَتَهُ‪ ،‬و صَبغِه بِ صَبْغِ مالِ كه (بل‬
‫صسبّاغ‬‫ّاطس ليَخيطسَ‪ ،‬أو قصسّارٍ ليُقَصسّره‪ ،‬أو َ‬ ‫شرط) الجرة‪ .‬فلوْ دفسع َثوْب َه إل خَي ٍ‬
‫ليَ صْبغه‪ ،‬ففَعل‪ ،‬ول يذكر أحدها ُأجْرَةً‪ ،‬ول ما يفهمها‪ ،‬فل أجْ َرةَ له‪ ،‬لنه مُتَبَرّ عٌ‪.‬‬
‫قالَ ف البَحْر‪ :‬ول نه لو قال ا سكنّي دارَك َشهْرا‪ ،‬فأ سْكَنَه‪ ،‬ل يَ سَْتحِقّ عل يه أُجْرةً‬
‫ف بذلك العَملَ با‪ ،‬لعدم الْتِزامِها‪ .‬ول يُسْتَثْنَى وُجوبُها على داخل‬ ‫ِإجْماعا‪ ،‬وإن عُ ِر َ‬
‫حام‪ ،‬أو راكب سفينة مثلً بل إذن‪ ،‬ل سْتِيفائِه النْفَعة من غي أن يَ صْ ِرفَها صاحِبهَا‬
‫إل يه بِخل فه بإِذ نه‪ .‬أ ما إذا ُذكِرَ أُ ْجرَة‪ ،‬فَيَ سَْتحِقّها قَطْعا إن صَحّ العَ ْقدُ‪ ،‬وإل فأُجْرة‬
‫الِثْل‪ .‬وأما إذا ُعرّ ضَ با‪ ،‬كُأ ْرضِي كَ‪ ،‬أو ل أخيَبك‪ ،‬أو ترى ما يُ سّركَ‪ ،‬فيجب أجْرَة‬
‫الِثْل (وتَقَ ّررَت) أي الُجرة ال ت ُسمّيت ف العَقْد (عل يه) أي الُكتري (بضيّ مدّةٍ)‬
‫ف الِجارَة القدّرة بوق تٍ أو مضيّ مدة إِمكا نِ ال ستيفاء ف القدرة بِعمَلِ (وإن ل‬

‫‪187‬‬
‫يَستوفِ) الُ سْتأجِر الَنْفَ عة‪ ،‬لن النافِ عَ َتلِفَت تت َيدِه‪ ،‬وإن تُرِ كَ لنحو مَري ضٍ‪ ،‬أو‬
‫َخوْ فَ طَري قٍ‪ ،‬إذ لي سَ على الُكري إل التّمكيَ مِن الِ سْتِيفاءِ‪ ،‬ولي سَ له‪ ،‬بِ سَبَبِ‬
‫ذلك‪ ،‬فُ سِ َخ ول رَدّ إل تيسيِ ال َعمَل (وتَنْفَ سِخُ) الِجارَةُ (بَِتلِ فِ مُ سْتَوف منْه مُعَيّن)‬
‫ف العَ ْقدِ‪ ،‬كمو تِ ن و دا بة وأجيٍ معيّنَيْ نِ‪ ،‬وانْهدام دارٍ‪ ،‬ولوْ بف عل الُ سْتأْ ِجرِ ( ف)‬
‫زمان (مستقبل) لِفواتِ ملّ النفعة فيه‪ ،‬ل ف ماضٍ بَعْ َد القَبْضِ إذا كان ِلمِثْلِهِ أُجْرَة‪،‬‬
‫ل سْتِقْرَارِه‪ .‬بالقَبْ ضِ‪ ،‬فيستق ّر قسْطَهُ من السمى باعتبار ُأجْرة الِثْل‪ ،‬وخَرَجَ بِالُسْتَوف‬
‫منه‪ ،‬غيه ما يأت وبالُعَيّن ف العَقْد‪ ،‬الُعي عما ف الذّمة‪ ،‬فإِنّ َتلَ َفهُما‪ :‬ل يوج بُ‬
‫انْفِ ساخا‪ ،‬يل يَُبدّل نِ‪ ،‬ويَثْبُ تَ اليَارُ على التّرا خي‪ ،‬على الُعتمَد‪ ،‬بعَيْب ن و الدا بة‬
‫القار نِ إذا َجهِلَه‪ ،‬والادِ ثَ لِتَضَ ّررِه و هو ما أثّ ر ف الَنَفَعَة تأثيا يَظ هر به تفاوُ تَ‬
‫ُأجْرَتَها‪ ،‬ول خَيارَ ف إِجارَة الذّمة بِعَيْ بِ الدابّة‪ ،‬بل يََلزَمَ ُه الِبدالُ‪ .‬ويوزُ ف إِجارَةِ‬
‫اسستِبدالَ الُسسْتوف‪ ،‬كالراكِب‪ ،‬والسسّاكِن‪ ،‬والُسسْتوف بسه كالَحمولِ‪،‬‬ ‫ْنس وذِمّةٍ ْ‬
‫عَي ٍ‬
‫ُسستَوف فيسه كالطّريسق ِبمِثْلهسا‪ ،‬أو بدون مثلهسا‪ ،‬مسا ل َيشْتَرط عدم البدالَ فس‬ ‫وال ْ‬
‫الخرين‪.‬‬

‫ِسسُه وقست النّوم ليلً‪ ،‬وإن اطّردت‬


‫ْسس الطلق‪ ،‬ل يَلب َ‬
‫اسستَأْجَر َثوْبا لِلّب ِ‬
‫[فرع]‪ :‬لو ْ‬
‫عادتم بذلك‪ ،‬ويوز لستَأجِر الدابّة مثلً منْع الؤجّر من َحمْل شيء عليها‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬قال شيخنا‪ :‬إن الطّبيبَ الاهِر‪ ،‬أي بأن كان خَطوه نادِرا‪ ،‬لو شُرِطَتْ له‬
‫اسستَحقّ السسمى‪ ،‬إن صسحّت‬ ‫ِيس ثنس الدويسة‪ ،‬فعالهس باس‪ ،‬فلم يَبْرأ‪ْ ،‬‬ ‫أجْرةٌ‪ ،‬وأُعْط َ‬
‫الِجارَة‪ ،‬وإِل فأجْرَة الِثْل‪ .‬ول يس للعَليلِ الرجو عَ عل يه بش يء‪ ،‬لن الُ سْتَأْجَرَ عل يه‬
‫العالَجة ل الشّفاء‪ ،‬بل إن شُرِ طَ‪ ،‬بَطُلت الِجارَة‪ ،‬لنه بيد ال تعال ل غي‪ .‬أما غي‬
‫الا هر‪ ،‬فل يَ سَْتحِقّ ُأجْرةً وير جع عل يه بث من الدو ية‪ ،‬لِتَق صيه بباشَرتِه ب ا ل يس له‬
‫بأهل‪ .‬ولو اختلفا‪ :‬أي الُكري والُكترَي (ف أجرةٍ أو مدّة) أو قدْر مَنْفَعة‪ ،‬هل هي‬

‫‪188‬‬
‫عشرة فَرا سِخ‪ ،‬أو خ سة؟ أو ف قدر ال ستأجر‪ :‬هل هو كل الدار‪ ،‬أو بي تٍ من ها؟‬
‫سخْت)‪ ،‬أي الِجارَة‪َ ،‬ووَ َجبَ على الُكتري أجرَة الِْثلِ لا اسْتوفاه‪.‬‬
‫(تالفا‪ ،‬وفُ ِ‬

‫ل ناقِصا نَقْصا يؤثر‪ ،‬وقد كالَ هُ الُؤجّر‪،‬‬


‫[فرع]‪ :‬لو وُ ِجدَ ا َلحْمولُ على الدابة مث ً‬
‫ُحطّ قَ سْطَهُ من الجْرة‪ ،‬إن كانت الِجارَة ف الذمة وإل ل ُيحَطّ شيء من الجْرة‪.‬‬
‫ولو اسْتَأْجَر سَفِينَ ًة فدَخلها َسمَكٌ‪ ،‬فهل هوَ لَهُ‪ ،‬أو للمؤجّر؟ وجهان‪.‬‬

‫[تتمسة]‪ :‬تَجوزُ الُسسَاقَاةُ وهسي أن يعامسل الالِكَس غيَهُس على َنخْلٍ أو َشجَرِ عِنْب ٍس‬
‫مَغْروس معيّن فس العقسد مرئي لمسا عنده ليتعهّده بالسسّقي والتربيسة‪ ،‬على أن الثّمرة‬
‫الادِثسة أو الوجودَة لمسا‪ .‬وإل تَجوزُ فس غيسَنخْلٍ وعِنَبٍس ل تِبَعا لمسا‪ .‬و َجوّزهسا‬
‫القد ي ف سائِر الشْجارِ‪ ،‬و به قال مالك وأح د‪ ،‬واختارَه َجمْ عٌ من أ صحابِنا‪ ،‬ولو‬
‫ساقاهُ على وَديَ غي مغروسٍ ليغْرِسَهُ ويكون الشّجر أو ثرته إذا أَْثمَرَ لما‪ ،‬ل َتجُز‪،‬‬
‫لكن قضية كل مَ جَم عٍ من ال سّلف‪ ،‬جَوازَها‪ ،‬والشّجرُ لالِكِه‪ ،‬وعليه لذي الرْ ضِ‬
‫أجْرَةَ مِثْلها‪ ،‬والُزَارعَة‪ :‬هي أن يعاملَ الالِك غيَه على أرْضٍ ليزرَعها ِبجُزءٍ مَعْلوم ما‬
‫َيخْرُج مِنْهسا‪ ،‬والِبذْرُ مسن الالِك‪ ،‬فإِن كان الِبذَر مسن العام ِل‪ ،‬فهسي مابِرَة‪ ،‬وهاس‬
‫باطلن‪ ،‬للنهي عنهما‪ ،‬واختار ال سّبكي‪ ،‬كجَمع آخرين‪ ،‬جَوازَها‪ ،‬واستدلوا بعمل‬
‫عمر رضي ال عنه وأهل الدية‪ ،‬وعلى الرجح‪ ،‬فلو ُأفْرِدَت الرض بالزارَعة‪ ،‬فال َغلّ‬
‫َتس الَرض بالخابرة‪،‬‬ ‫للمالك‪ ،‬وعليسه للعامِلَ أجْرَةُ عَملِه ودَواب ِه وآلت ِه‪ ،‬وإن ُأفْرِد ِ‬
‫فالغل للعامل‪ ،‬وعليه لالك ا َلرْ ضِ أجْرة مثلِها وطريق جعل الغَلّة لما ول أُجْرة أن‬
‫ف الِبذْر ون صف َعمَله ون صف منافِع آل ته‪ ،‬أو‬ ‫ف ا َلرْ ضِ بِنِ صْ ِ‬‫يَكَتري العامِل نِ صْ َ‬
‫بنصف الِبذْر ويتبَرّعَ بالعَملِ والنافِع إن كان البِذر منه‪ ،‬فإِن كان من الالِك است ْأجَرة‬
‫ف الرض‪ ،‬ويُعيهُ نصفها‪.‬‬ ‫بنصف البذر ليزرَعَ له النصف الخر من الِبذْر ف ِنصْ ِ‬

‫بابٌ ف العارِية‬

‫‪189‬‬
‫بَِتشْديدِ الياءِ وَتخْفِيفِ ها‪ :‬وه يَ ا سمٌ ل ا يُعارُ للعَ ْقدِ التضمّ ن لِباحَ ِة الِنْتفا عِ ب ا‬
‫َيحِ ّل الِنتفِا عُ بِه مَ عَ بقاءِ عَيْن هِ ليدّه‪ .‬من عارٍ‪ :‬ذَ هب‪ ،‬وجاء ب سرعة‪ ،‬ل مِن العار‪.‬‬
‫صحّة‬ ‫ب توقّ فت ِ‬ ‫و هي مُ سْتحبّةٌ أ صالة ِلشِدّة الاجَةِ إلي ها‪ ،‬و قد َتجِ بُ‪ ،‬كإِعارَةِ ثو ٍ‬
‫ال صّلةِ عليه‪ ،‬وما يُنْ ِقذُ غَريقا‪ ،‬أو ُيذْب حُ بِه حَيو نٌ ُمحْتَر مٌ ُيخْشى َموْته‪( .‬صح) مِن‬
‫ذي تَبَرّع‪( .‬إعارةِ عن) غَْيرِ مُسْتَعَارَةٍ (لنتفاع) مَعَ بقاءِ عَيْنِه (ملوك) ذلك الِنْتِفاع‪،‬‬
‫ولو بِوصسيّةٍ أو إجارَةٍ أو وق ْف‪ ،‬وإن ل َيمْلك العَي ْن‪ ،‬لن العارِيّة تُرد على الَنْفَعسة‬
‫فقط‪ .‬وقيّد ابن الرِفعة صحتها مِ نَ ا َلوْقو فِ عليه‪ ،‬با إذا كان ناظِرا‪ .‬قال ال سْنوي‪:‬‬
‫يوزُ للمام إعارَةَ مال بي تِ الال (مباح) فل يصح إعارَة ما َيحْرُ ُم الِنْتِفا عَ به كآلةَ‬
‫خدَمةِ أَجْنَب‪ ،‬وإنا تصح الِعارَةُ من‬ ‫لوٍ‪َ ،‬وفَرَ سٍ‪ ،‬و سِلحٍ ِلحَرْبِي‪ ،‬وكَأَمة ُمشْتَهاة ِل ْ‬
‫ْنس فيسه) أي الِنْتِفاع‪( .‬كَأَعَرْتُكسَ‪ ،‬وأَبحْتُكسَ) مَنْفعسة‪،‬‬ ‫أهلِ تسبّع‪( .‬بلفسظ ُيشْعِرُ بإِذ ٍ‬
‫وكارْك بْ‪ ،‬وخُذ هُ لِتَنْتَفِ عَ به‪ .‬ويَكفي لفظ أحدها مع فِعْل الخر‪ .‬ول يوزُ لُ سْتَعِيٍ‬
‫إعارَةَ عَيْ نٍ م سْتعارة بل إذ نِ مُعيٍ‪ ،‬وله إنابة من يستوف النفعة له‪ ،‬كأن يَرْكب دابة‬
‫استعارها للرّكوب من هو مثله أو دونه لاجَتِه‪ ،‬ول يَ صِحّ إعارَة ما ل يُنْتَفَ عُ به مع‬
‫بقاءِ عَيْنِه‪ ،‬كالشّ مع للوَقود‪ ،‬ل سْتهِلكِه‪ .‬و من ثُم‪ ،‬صحّت للتّزيّ ن به‪ ،‬كالنّ قد‪،‬‬
‫ضمِنَت‪ ،‬لن للفا ِسدِ حكْ مُ صَحيحِه‪ ،‬وق يل ل‬ ‫وح يث ل تَ صِحّ العارِيّ ة فَجَرت‪ُ ،‬‬
‫ضَمان‪ ،‬لن ما جرى بينَه ما ل يس بعارِ ية صحيحَة‪ ،‬ول فا سِدة‪ ،‬ولو قال احْفِر ف‬
‫أرْ ضي بِئْرا لِنَفْ سِكَ‪ ،‬فحفَر‪ ،‬ل يَملِكَ ها‪ ،‬ول أُجْ َرةَ لَ هُ على المِر‪ ،‬فإِن قال أمَرْتَ ن‬
‫سعِيَ له شيئا‪ ،‬ل‬ ‫بأَجْرة‪ ،‬فقال مَجانا‪ ،‬صسدّق المسر‪ ،‬ووارَثسه‪ .‬ولو أرسسل صسبيا ليس ْتَ‬
‫ضمَنه هو‪ ،‬ول مُرْ سَِلهُ‪ ،‬كذا ف الواهِر‪( .‬و)‬ ‫يصح‪ ،‬فلو تَل فَ ف يَد هِ‪ ،‬أو أتْلفَ هُ ل َي ْ‬
‫يب (على مُسْتَ ِعيٍ ضَما َن قيمَةِ َيوْمِ تَلفْ) للمُعارِ إِن تَلفَ كلّه أو بَ ْعضَه ف َيدِه‪ ،‬ولو‬
‫بآفةٍ من غ ي تَقَ صْي‪َ ،‬ب َدلً أو أرَشا‪ ،‬وإن شر طا عدم ضمانِه‪ ،‬ل ب أ ب داود وغيه‪:‬‬
‫العارِيّة َمضْمونَة‪ ،‬أي بالقيَمة‪ ،‬يو مَ التّلَ فِ‪ ،‬ل يوْ مَ القَبْ ضِ ف الُتَ َقوّم‪ ،‬وبالِثْلِ ف الثلي‬
‫على الوْجسه‪ .‬وجزَم فس النوار بلزوم ِس القيمَة‪ ،‬ولوْ فس الثلي‪ :‬كخَشبسٍ‪ ،‬وحَجَر‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫وشَرْ طُ التّل فِ الضمَن‪ ،‬أن يَح صُل (ل باستعمالٍ)‪ ،‬وإن حَصل معه‪ ،‬فإِن َتلَ فَ هو‪،‬‬
‫أو جُزؤهُ باستعمالِ مأذون فيه‪ :‬كركوبٍ‪ ،‬أو حلٍ‪ ،‬أو لبس اعْتيدَ‪ ،‬فل ضمانَ للذن‬
‫فيه‪ ،‬وكذا ل ضمان على مُسْتَعِيٍ من نو مُسْتَأْجِر إجارَة صحيحة‪ ،‬فل ضَمانَ عليه‪،‬‬
‫لنه نائ بٌ عنه‪ ،‬وهو ل يضمن‪ ،‬فكذا هو‪ .‬وف معن الُ سْتََأجِر‪ ،‬الوصى له بالنفعة‪،‬‬
‫والوقو فَ عليه‪ ،‬وكَذا مُ سْتعارٌ لرَ ْه نِ تَل فَ ف يدِ مُرَْتهِن ل ضَمَا نَ عليه‪ ،‬كالراهِن‪،‬‬
‫ب موقو فٌ على السلمي مثلً استعارَ ُه فقيه فَتَل فَ ف َيدِه من غي تَفْرِيط‪ ،‬لنه‬ ‫وكتا ٌ‬
‫من جلة الوْقوفِ عَلَْيهِم‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو اختل فا ف أنّ التلف بال سْتِعْمالِ الأذون ف يه‪ ،‬أو بِغَيْره‪ :‬صدَق الُعيُ‪،‬‬
‫كما قاله اللل البلقين‪ ،‬لن الصل ف العارية‪ ،‬الضّمان‪ ،‬حت يثبُ تَ مُ سْقِطَهُ‪( .‬و)‬
‫َيجِبُ (عليه) أي على السْتعَي (مُؤن َة رَدّ) للمُعارِ على الالِك وخرج بؤنة الرّد‪ ،‬مُؤنة‬
‫س القاضسي‪ ،‬فقال إناس على‬ ‫الُعارِ‪ ،‬فتلزم الالِك‪ ،‬لناس مسن حقوق اللك‪ .‬وخالف َ‬
‫ال سْتعي‪( .‬و) جاز (لكل) من العي والستعي (رجوع) ف العارية‪ُ ،‬مطْلَقة كانَت أو‬
‫مؤقتّة‪ ،‬حت ف الِعارَة لِدَف نْ مَيْ تٍ قَبْلَ مواراتِه بالتّراب‪ ،‬ولو بَ ْعدَ َوضْعِه ف القَبْر‪ ،‬ل‬
‫بعد الُواراة‪ ،‬حت يَبْلى‪ ،‬ول رُجوعَ لستعيٍ حيث َتلْزَمه الِستعارَة‪ ،‬كإِسْكانِ مُعَُتدّة‪،‬‬
‫ول لُعيٍ ف سفينةٍ صارَت ف اللجّ ة وفي ها متا عُ ال ستعيِ‪ .‬وب ث ا بن الرف عة أن له‬
‫الجرة‪ .‬ول ف ِجذْع لدَعْم جدارٍ مائِل بعد ا ستنادِه‪ ،‬وله الجْ َرةُ من الرّجوع‪ .‬ولو‬
‫ا ستعارَ للبِناءِ أو الغراس‪ ،‬ل َيجُزْ له ذلك إل مرّة واحدة‪ .‬فلو قَلَع ما بنا هُ أو غَرَ سَه‪،‬‬
‫ل َيجُز له إعادَة إل بإِذن جَديد‪ ،‬إل إذا صُرّح له بالتّجديد مرّة أخرى‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬لو اخْتَلَف مال كٌ عَيْن والُتَ صَرّف فيه‪ ،‬كأن قال التصرف أعَرْتَن‪ ،‬فقال‬
‫ف بيمينه‪ ،‬إن بَقِيتَ العَيْن‪ ،‬ول َيمْضِ مدة لا‬
‫ك بكذا‪ .‬صدَق التصر ُ‬ ‫الالك بل آجَرْتُ َ‬
‫ك واستحقّها‪ ،‬كما لو أكل طعام غيه وقال كنت أب تَ ل‪،‬‬ ‫أجرة‪ ،‬وإل حُلّ فَ الال ُ‬
‫وأنكر الالك‪ ،‬أو عَكْ سَه‪ ،‬بأن قال التصرّفُ آجَرْتَن بكذا‪ ،‬وقال الالِ كُ بل أَعرتُ كَ‬

‫‪191‬‬
‫صسدَق الالِك بيمينسه‪ ،‬ولو أعطسى ر ُجلً حانوتا ودراهسم‪ ،‬أو أرْضا‬ ‫والعَي ْن باقِيسة‪َ ،‬‬
‫َهس قَرْضسٌ‪ ،‬على‬
‫وِبذْرا‪ ،‬وقال اِتجّرس‪ ،‬أو ا ْزرَعسه فيهسا لنفسسِك‪ ،‬فالعقارُ عارِيّةس‪ ،‬وغي ُ‬
‫الو جه‪ ،‬ل هِبَة خلفا لبَعضهسم‪ ،‬ويَصسدُقُ فس قَص ْسدِهِ‪ ،‬ولو أ خذ كوزا من سَقّاء‬
‫ضمِنه‪ ،‬دون‬‫ليَشْ َر بَ مِنْه‪ ،‬فوقع من يده وانكسر قِبلِ شربه أو بعده‪ ،‬فإِن طلبه مانا‪َ ،‬‬
‫الاء‪ ،‬أو بِ ِعوَض والاءُ قدر كفايته‪ ،‬فعكسه‪ .‬ولو استعارَ حِليا‪ ،‬وألْبَسهُ بِنْتَه الصغية‪،‬‬
‫ث أمر غيه بفْظِه ف بيته‪ ،‬ففعل‪ ،‬فسُرِق غُرّمَ الالِكُ الُسْتَعي‪ ،‬ويرجِعُ على الثان‪ ،‬إن‬
‫عَلِم أنه عارِية‪ ،‬وإن ل يكن يعلم أنه عارِية‪ ،‬بل ظنّه للمِر‪ ،‬ل يُضمّن‪ .‬ومن سكنَ‬
‫دارا مدة بإِذنِ مالِك أهل‪ ،‬ول يذكر له أجرة‪ ،‬ل تَلْزَمه‪.‬‬

‫[مهمسة]‪ :‬قال العبادي وغيه فس كتاب مسستعار رأى فيسه خطسأ ل يصسلحه إل‬
‫الصحف فيجب‪ .‬قال شيخنا‪ :‬والذي يتّجه أن الملو كَ غي الصحف ل يصلح فيه‬
‫صحَف‪ ،‬لكن إن ل ينقُ صْهُ‬
‫شيء‪ ،‬إل إن ظن رضا مالكه به‪ ،‬وأنه ي بُ إ صْلحَ الِ ْ‬
‫خطه‪ ،‬لرداءَته‪ ،‬وأن الوقَف يب إصلحَه‪ ،‬إن تَيقنّ الطأ فيه‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف بيان أحكام الغ صب‪ .‬الغَ صْب‪ :‬ا ستيلءٌ على ح قّ غيٍ‪ ،‬ولو مَنْفَ عة‪،‬‬
‫جدٍ أو سوقٍ بل َحقَ‪َ ،‬كجْلوسِهِ على فِراشِ غيِه‪ ،‬وإن ل يَنْقُله‪،‬‬ ‫كإِقامة من قَعد ِبمَسْ َ‬
‫وإزْعاجَه عن دارِه‪ ،‬وإن ل َيدْخُلْها‪ ،‬وكرُكو بِ دابّة غيِ هِ‪ ،‬وا سْتِخدام عبْده‪( .‬وعلى‬
‫ضمَ نُ)‬
‫صبٍ إل تََل فٍ وَي ْ‬ ‫صبِ‪ :‬ردّ وضمَا نِ متموّل تل فَ بأقصى قيمَه من حي غ ْ‬ ‫الغا ِ‬
‫السسَلمُ فيسه كقُطْنسٍ‪ ،‬ودَقيقسٍ‪ ،‬وماءٍ‬ ‫َصسَرهُ كيْلٌ‪ ،‬أو وَزْنسٌ‪ .‬وجاز ّ‬ ‫مِثْلي‪ ،‬وهسو مسا ح َ‬
‫ودراهمس ودنانيٍ‪ ،‬ولو مغشوشا‪ ،‬وترٌ‪ ،‬وزبيبسٌ‪ ،‬وحبّ جافسٌ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ُحاسس‬
‫ِسسكٍ‪ ،‬ون ٍ‬ ‫وم ْ‬
‫ضمَن بَأقْصى قِي مَ‬ ‫وده نٌ‪ ،‬وسنٌ (بثله) ف أ يّ مكا نٍ ُحلّ به الِثلّي‪ ،‬فإِن فُ ِقدَ الِثْل‪ ،‬فََي ْ‬
‫من غَ صْب إل فَقْد‪ .‬ولو تَلف الِثْلي‪ :‬فَلَ هُ مُطالَبَتَ هُ بِمثِله ف غيِ الَكا نِ الذي حلّ به‬
‫الِثْلي‪ ،‬إن ل يَكُن لِنَقِْل هِ مُوءْنَة‪ ،‬وأَمِ نَ الطّر يق وإل فبأقْ صى قِي مَ الَكان‪ .‬ويضْم نُ‬
‫متقوّمٌس أتلف‪ ،‬كالنافِع واليوان‪ ،‬بالقيمَة‪ .‬ويوزُ أ ْخ ُذ القيمةِ عسن الِثْلي بالتّراضسي‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫وإذا أ خذ م نه القِي مة‪ ،‬فاجْتم عا ببلد التلف ل يرج عا إل ال ثل‪ ،‬وح يث وَجَب مثل‪،‬‬
‫فل أثَر لغَلءٍ‪ ،‬أو رُخْص‪.‬‬

‫ضمِنَها‪ ،‬أو بادِث ري حٍ‪ ،‬فل‪ .‬وكذا‬ ‫[فروع]‪ :‬لو حلّ رِبا طُ سفين ٍة فَغَ ِرقَ تْ ب سَبَبِ ِه َ‬
‫إن ل يظ هر سبب‪ ،‬ولو ُحلّ وثا قُ بي مة‪ ،‬أو عبدٌ ل ييّ ز‪ ،‬أو فَتَح قف صا عن طَيْر‪،‬‬
‫ِنس إن كان بِتَهييجسه وتنفيه‪ .‬وكذا إن اقتُصسِر على الفتسح‪ ،‬إن كان‬ ‫فخرجَوا‪ ،‬ضُم َ‬
‫الروج حالً ل عبدا عاقلً حلّ قيده فأَبِق‪ ،‬ولو مُعْتادا للِباقِ‪ .‬ولو ضربَ ظالٌ عبدَ‬
‫غيه فأبِق‪ ،‬ل ُيضْمنْ‪ .‬ويَبْرُأ الغَاصِبُ بِردّ العيْن إل الالِك‪ ،‬ويكفي وضْعَها عنده ولو‬
‫نسسيه برّىء بالردّ إل القاضسي‪ .‬ولو خلط مِثْليا أو مُتقوّما باس ل يتميسز‪ :‬كَدُهْنسٍ‪ ،‬أو‬
‫حَ بَ‪ ،‬وكذا ِدرْهَ مٍ‪ ،‬على الو جه‪ ،‬بن سه‪ ،‬أو غيه‪ ،‬وتعذّر التّمييزُ‪ ،‬صار هالِكا‪ ،‬ل‬
‫صبُ‪ ،‬لكن الوجه أنه مجورٌ عليه ف التّصرّفِ فيه حتّى يُعْطى‬ ‫ُمشْترِكا‪ ،‬فيملكه الغا ِ‬
‫َبدَلَهُ‪.‬‬

‫باب ف البة‬

‫ص َدقَة وا َلدِيّة‪( .‬الِبَة‪َ :‬تمْلي كُ عَيْ نٍ) يَ صِحّ بَيْعُها غالِبا‪ ،‬أو‬
‫أي ُمطْلِقها‪ :‬الشّامِل للْ ّ‬
‫دَيْ نٌ من أ ْهلِ تَبَرّ عٍ‪( ،‬بل ِعوَ ضٍ)‪ .‬واحْتَ ِرزُ بقولنا بِل عَوض‪ ،‬عن البَيْ عِ والِبَةِ بِثَوا بٍ‪،‬‬
‫فإنا بَيْعٌ حقيقَةً (بإِياب‪ :‬كوَهَبْتُ كَ) هذا‪ ،‬وملّكَتكَ هُ‪ ،‬ومْنحَتَكَه‪( .‬وقبولٌ) متّصل به‪،‬‬
‫ك هذا‪ .‬وبالِعُاطَاةِ على‬ ‫سوَتُ َ‬
‫(كقَبِلْ تُ) ورَضي تُ وتَنْعَقِدُ بالكِتابَةِ‪ :‬كََل كَ هذا‪ ،‬أو كَ ْ‬
‫ا ُلخْتار‪ .‬قال‪ :‬قال شيخُنا ف شرْ حِ النْهاج‪ :‬وقد ل ُتشْتَرَ طُ ال صّيغةُ‪ ،‬كما لو كانت‬
‫ضِمْنِيّة‪ ،‬كأَعْتِق عَْبدَ كَ عَنّي‪ ،‬فأعْتَق هُ‪ ،‬وإن ل يقل مانا‪ ،‬وكما لو زَيّ نَ ولدَه ال صّغي‬
‫بِحلى‪ ،‬بلف َزوْجَتِه‪ ،‬لنسه قا ِدرٌ على َتمْلِيكِه بِتَولّي الطّرَفيس‪ .‬قاله القفّال‪ ،‬وأقرّه‬
‫جع‪ ،‬لكن اعْتَرض بأنّ كلم الشيخي يالِفَ هُ‪ ،‬حي ثُ اشْتَرَطا ف هِبَة الَ صْل‪ ،‬تَولّي‬
‫َهس أن يقبلهسا الاكسم أو نائبسه‪ .‬ونقلوا عسن‬ ‫الطّرفيس بإِياب وقبول‪ .‬وهبسة ولَ غي ُ‬

‫‪193‬‬
‫العَبادي وأقره‪ :‬أنه لو غَرَ سَ أشْجارا‪ ،‬وقال عِنْد الغَرْ سِ أغْرِ سْها لبن مثلً‪ ،‬ل يك َن‬
‫إقرْارا‪ ،‬بلف ما لو قال لعيْن ف يَد هِ اشْتَرَيُْتهَا لبن‪ ،‬أو لفل نٍ الجْنَبِي‪ ،‬فإِنه إقرار‪.‬‬
‫ولو قال جَعَلْ تُ هذا لب ن‪ ،‬ل َيمْلِ ْك هُ إل إِ ْن قب ضَ له‪ ،‬وضَعّ فَ ال سّبكي والذر عي‬
‫ب الصّغيِ حِليا يلِكهُ إياه‪ .‬ونقلَ جاعَةٌ‬ ‫س الَ ِ‬‫وغيها قول الوارزمي وغيه‪ ،‬أَن إِلبا َ‬
‫ق بيمِينِه ف أنه ل‬ ‫صدُ ُ‬
‫عن فتاوى القَفّالِ نفسه أنه لو َجهّز بِنْتَه مع أمْتِعة بِل تَمليكِ‪َ ،‬ي ْ‬
‫يَملِكْها‪ ،‬إن ادّعته‪ ،‬وهذا صريح ف رَدّ ما سَبَقَ عنه‪ ،‬وأفت القاضي فيمَن بَعَث بِنْتَه‬
‫وجِهازَهسا إِل دارِ الزّوج‪ ،‬بأنسه إن قال هذا جهازُ بنتس‪ ،‬فهسو مالك لاس‪ ،‬وإل فهسو‬
‫ق بيمي نه‪ .‬وكخلْ عِ اللو كِ‪ ،‬لعتيادِ َعدَ مِ اللّف ظِ في ها‪ ،‬انت هى‪ .‬ونَ قل‬ ‫عارِيَة‪ ،‬وي صدُ ُ‬
‫شيخنا ابن زياد عن فتاوى ابن الياط‪ :‬إذا َأهْدى الزو جُ للزوّجة بعد العَقْدِ بِسبَبهِ‪،‬‬
‫ب وقبُولٍ ومن ذلك‪ ،‬ما َي ْدفَعه الرّجلُ إل الْرأة صُبْح‬ ‫فإِنا َتمْلِكَهُ‪ ،‬ول يتاجَ إل إيا ٍ‬
‫الزواج ما يسمى صُْبحِيّة ف عُرف نا‪ ،‬وما يدف عه إليها إذا ُغضِبَت‪ ،‬أو تَزوّ جَ عليها‪،‬‬
‫فإِن ذلك تَملِكَهُ الرأة ِبمُجرّدِ الدّفع إليها‪ .‬انتهى‪ .‬ول ُيشْتَرَطُ الِيابُ والقبو ُل قَطعا‬
‫ف ال صّدقة‪ ،‬و هي ما أعْطا هُ متاجا‪ ،‬وإ نْ ل يَقْ صِ ِد الثّوا بَ أَو غَنِيا ل ْج ِل ثوا بِ‬
‫الخِرة‪ ،‬بل يَكْفي فيها الِعطاءُ وال ْخذُ ول ف ا َلدِية ولو غَيْرَ مَأْكولِ‪ ،‬وهي ما نقلَهُ‬
‫إل مَكا نِ الوْهو بِ له إكراما‪ ،‬بل يَكْ في في ها البَعْ ثُ مِن هذا‪ ،‬والقَبْ ضَ ِم نْ ذا كَ‪،‬‬
‫ِتابس الرّسسالَة الذي ل َتدُ ّل قَرينةٌ على‬
‫الصسَدقَةُ‪ ،‬وأمّاس ك ُ‬ ‫وكُلّهسا مسسْنونَة‪ ،‬وأفضَلُهسا ّ‬
‫َعوْدِه‪ ،‬فقد قال الُتَولّ إِنه مُلْ كُ الَكْتو بِ إليه‪ ،‬وقال غيه‪ :‬هو با قٍ بل كِ الكاتِ بِ‪،‬‬
‫وللمَكْتوبِ إلي ِه الِنْتِفَاعُ به على سَبي ِل الِباحَة‪.‬‬

‫س الشّه ِر‬‫وتَصِ ّح الِبَةُ باللفظ الذْكور‪( :‬بل تعليق)‪ ،‬فل تَصِحّ مع تعليق كإِذا جا َء رَأ ُ‬
‫فَقَدْ وَهَبْتُ كَ‪ ،‬أو أَبْرَأتُ كَ‪ ،‬ول مع تَأْقي تٍ بغَ ي عمرى ور قب فإِ نْ َأقّ تَ الوَاهِ بُ الِبَة‬
‫بَ ُعمْرِ الّتهَ بِ‪َ ،‬كوَهَبْ تُ ل كَ هذا ُعمْرُ عك‪ ،‬أو ما ِعشْ تُ‪ ،‬صحّت‪ ،‬وإِن ل يَقُل فإذا‬
‫مِتّ فهِي ِلوَرَثَتُ كَ‪ ،‬وكذا إن شرط َعوْدَ ها إل الواهِ بِ أو وارِثَ هُ بَ ْعدَ َموْ تِ التهَ بِ‬

‫‪194‬‬
‫فل تعودُ إلي ِه ول إل وارِثِ هِ لل خب ال صحيح وتَ صِحّ وَيلْ غو الشّر طَ‪ .‬فإِذا أقّ تَ بِ ُعمْ ِر‬
‫الواهِ بِ أو الَجْنَبِي‪ ،‬كأ ْعمَرتُ كَ هَذا ُعمُري‪ ،‬أو ُعمْر فُلن‪ .‬ل تَ صِحّ‪ .‬ولو قال لِغَيْره‬
‫أَْنتَ ف ِحلَ ما تأ ُخذُ أو تُعْطي أو تأكُل من مال‪ ،‬فله الَكل فقط‪ ،‬لَنه إباحَة‪ ،‬وهيَ‬
‫ف الَ ْخذِ والِعطاءِ‪ ،‬قاله العَبّادي‪ ،‬ولو قالَ وَهَبْتُ لَكَ جَميعَ ما‬ ‫تَصِح َبجْهولٍ‪ ،‬بِل ِ‬
‫ل‪ ،‬أو نِص ْسفَ مسا ل‪ ،‬صَسحّتْ إن كان َس الالُ أو نِص ْسفُه معْلوما لما‪ ،‬وإل فل‪ .‬وفس‬
‫النوار‪ :‬لو قالَ أََبحْتُ لَ كَ ما ف داري‪ ،‬أو ما ف كَرْمي‪ ،‬مِ َن العِنَ بِ‪ ،‬فَلَ هُ َأكْلُ هُ دون‬
‫بَيْعِه‪ ،‬و َحمْلُ هُ‪ ،‬وإِطْعامُ هُ لِغَيْرِ هِ‪ ،‬وتَقْتَ صِ ُر الِباحَة على الوْجودِ‪ ،‬أي عندها ف الدّارِ أو‬
‫ل وا سْتِعْمالً‪ ،‬ول يُعْلِ مُ الُبيحُ‬ ‫الكَرْ مِ‪ .‬ولو قال أَبَحْت ل كَ جَمي عَ ما ف داري أكْ ً‬
‫الميعسَ‪ ،‬ل َتحْص ُس ِل الِباحَة‪ .‬اه‪ .‬وجزَم بعضُهسم أن الِباحسة ل ترَتدّ بالرَدّ‪ .‬وشَرْطُس‬
‫جهُول كَبَيْعِه‪َ ،‬وقَدْ مَرّ آنِفا بَيانُه‪،‬‬‫ا َلوْهو بِ َكوْنَ هُ عَيْنا يَ صِحّ بَيْعُها‪ ،‬فل تَ صِحّ هِبَةُ ا َل ْ‬
‫س ْظهَ َرهُ شيخنسا‪ ،‬وتصسِح هِبَةُ الَشاع‪،‬‬ ‫ِبخِلفِس َهدِيّتهُس وصَسَدقَتَهُ‪ ،‬فَتصِسحّانَ‪ ،‬فيمسا اس ْتَ‬
‫ص ّح الِبَةُ دون البَيْع‪،‬‬ ‫كَبَيْعِه‪ ،‬ولو قبلَ القِ سْمَة‪ِ :‬سوَاءً وهَبَ هُ للشّريك أو غَيْرِه‪ .‬وقد تَ ِ‬
‫َكهِبَة حَبّ ت بَرَ ونوه ا من ا ُلحْقرات‪ ،‬وجِ ْلدٍ َنجَ سٍ‪ ،‬على تنا قض ف يه ف الرو ضة‪،‬‬
‫وكذا دِهْنُ مُتَنجّس‬

‫(وتلزم) أي الِبَة بأنواعِ ها الثل ثة‪( :‬بقبْض)‪ ،‬فل تلْزَ مُ بالعَقْد‪ ،‬بل بالقَبْض على‬
‫ت قَبْلَ أن يَ صِلَ ِإلَيْه‪،‬‬
‫الَد يد‪ ،‬ل ب أ نه أهْدى للنجا شي ثلث ي أوقِيّ ة مِ سْكا‪ ،‬فما َ‬
‫سمَهُ ب ي نِ سائِه‪ ،‬ويقا سُ با َلدِيّ ة‪ .‬البا قي‪ ،‬وإن ا يُعَْتدّ بالقَبْ ضِ إن كا نَ بإِقبا ضِ‬
‫فَقَ َ‬
‫الواهِب أو بإِذ نه أو إذْن وكيله ف يه‪ ،‬ويتا جُ إل إِذْنِه ف يه وإن كان ا َلوْهو بُ ف يدِ‬
‫الّتهَ بِ‪ .‬ول يَكفي هنا الوَضْ عُ بي يَدي الَتهَب بل إذن فيه‪ ،‬لن قبضه غي مُ سْتَحِقْ‬
‫له‪ ،‬فاعتَب َتحَقّقه‪ ،‬بِلفه ف البيع‪ ،‬فلو ما تَ أحدَهُما قبل القَبْض‪ ،‬قا مَ مَقامَه وارِثَ هُ‬
‫ف القَبْ ضِ وا ِلقْباض‪ .‬ولو قبضه فقال الواهِ بُ رجِعْ تُ عن الِذْ نِ قبله‪ ،‬وقال التهَب‬
‫بَعْد صدَق الواهب على ما استظهره الذرعي‪ ،‬لكن ميل شيخنا إل تصْديق التّهب‪،‬‬

‫‪195‬‬
‫لن ال صْلَ عدَم الرّجو عِ قَبْلَه‪ ،‬و هو قَري بٌ‪ .‬ويك في ا ِلقْرارُ بالقَبْض‪ ،‬كأن قيلَ ل ُه‬
‫وَهَبْ تُ كذا من فلن وأقَْبضْتَ هُ‪ ،‬فقال نعم‪ ،‬وأما الِقرار‪ ،‬أو الشهادَة بجرّ ِد الِبَة‪ .‬فل‬
‫َسسلَزِ ُم القَبْضسَ‪ .‬نعسم‪ ،‬يَكْفسي عنسه َقوْلُ الواهِب مِلْكهسا التَهسب مِلْكا لزِما‪ .‬قال‬ ‫ي ْتَ‬
‫ضهُم‪ :‬ولَيْس لِلحاكِم سُؤا ُل الشاهِد عنه‪ ،‬لئل يتَنبّه له‪( ،‬ولصل) ذكر أو أنثى من‬ ‫بع َ‬
‫ِجهَ ِة الَبِ أو الُمّ وإن عَل (رَجوع فيما وهب)‪ ،‬أو تَصَدّق‪ ،‬أو أ ْهدَى‪ ،‬ل فيما أبْرأ‬
‫(لفرع) وإن سَفَل‪ ،‬إن بَقي الوْهو بُ (ف سلطنتَة بل ا سْتِهلك) وإن غَرَس الرْ ضَ‪،‬‬
‫أو بَن فيها‪ ،‬أو تلّلَ عصيٌ موهوب‪ ،‬أو آ َجرَ هُ‪ ،‬أو عَلّ قَ عِتْقَه‪ ،‬أو رَهَنَ هُ‪ ،‬أو وَهََب هُ بل‬
‫ض فيهما لِبَقائِه ف سَلْطَنَِتهِ‪ ،‬فل رُجو عَ إن زالَ مِلْكَ هُ ِبهِبَةٍ مع قَبْ ضٍ‪ ،‬وإن كانَت‬‫قَبْ ٍ‬
‫الِبَةُ من الِبْن لِبْنِه أو لَخ يه لَب يه‪ ،‬أو ببيع‪ ،‬ولو من الوا هب‪ ،‬على الو جه‪ ،‬أو‬
‫بوقسف‪ .‬ويتنسع الرجوع بزوال اللك‪ ،‬وإن عاد إِليسه‪ ،‬ولو بإِقالة أو ردّ بعيسب‪ ،‬لن‬
‫اللك غ ي م ستفاد م نه حينئذٍ‪ .‬ولو وه به الفرع لفر عه وأقب ضه ث ر جع ف يه‪ :‬ف في‬
‫رجوع الب وجهان‪ ،‬والوجه منهما‪ :‬عدم الرجوع‪ ،‬لزوال ملكه‪ ،‬ث عوده‪ ،‬ويتنع‬
‫َهس ول ينفسك‪ ،‬وكذا إن‬ ‫َهس لغيس أصسلٍ وأقبض ُ‬ ‫أيضا إن تعلق بسه حسق لزم كأن رَهَن ُ‬
‫استهلك‪ ،‬كأن تفرّخ البيضُ‪ ،‬أو نََبتَ البّ‪ ،‬لن الوهوبَ صار مستهلكا‪.‬‬

‫ويصسل الرجوع (بنحسو رجعست) فس البسة‪ ،‬كنقضتهسا‪ ،‬أو أبطلتهسا‪ ،‬أو رددت‬
‫الوهوب إل ملكي‪ .‬وكذا بكناية‪ ،‬كأخذته‪ ،‬وقبضته‪ ،‬مع النية‪ ،‬ل بنحو بيع وإعتاقٍ‬
‫ك الفَرْ عِ‪ .‬ول ي صحّ تعلي قُ الرّجُو عِ ِبشَرْ طٍ‪ ،‬ولو زَادَ‬
‫وهبةٍ لغيه ووقْ فٍ‪ ،‬لِ َكمَالِ مُ ْل ِ‬
‫ب رجع بزيادته التّصلة‪ ،‬كتعلّم ال صّنعة‪ ،‬ل النفصلة‪ ،‬كالجرة والولد والمل‬ ‫ا َلوْهُو َ‬
‫الادث على ملك فر عه‪ .‬ويُكْرَ هُ لل صلِ‪ ،‬الرجوع ف عطيّة الفَ ْر عِ‪ ،‬إل لِ ُعذْرٍ‪ ،‬كأن‬
‫سةٍ‪ ،‬وبثس البلقينس امتناعسه فس صسدقةٍ واجبةٍ‪،‬‬ ‫كان الولدُ عاقا‪ ،‬أو يصسرفه فس معص ي‬
‫كزكاةٍ‪ ،‬وَنذْرٍ‪ ،‬وكَفّارةٍ‪ ،‬وبا ذكره َأفْتَى كثيون مّن سَبَقَهُ وتأخّر عنه‪ ،‬ولَ هُ الرّجوع‬
‫جعس متأخّرون‪ ،‬قال الللُ‬ ‫فيمسا أقرّ بأنسه لِفَرْعِهسِ‪ ،‬كمسا أفتس بسه النووي‪ ،‬واعتمده ٌ‬

‫‪196‬‬
‫البلقي ن عن أب يه‪ ،‬وفرض ذلك في ما إذا ف سّره بالبةِ‪ ،‬و هو فَرْ ضٌ ل بدّ م نه‪ .‬انت هى‪.‬‬
‫وقال النووي‪ :‬لَوْ وَهَب وَأقْب ضَ ومات فادّ عى الوارِ ثُ كَوْنَه ف الَر ضِ‪ ،‬والتهَب‬
‫صدّقَ‪ .‬انتهى ولو أقاما بَيّنتيْن ُقدّمَتْ بَيَّنةُ الوارِثِ‪ ،‬لن معها زيادَة‬
‫َكوْنَهُ ف الصّحة‪َ ،‬‬
‫عِلْ مٍ (وهَِبةَ دَيْ نٍ للمَديْن إِبْراءً) له عَنْه‪ ،‬فل َيحْتا جُ إِل قُبولٍ‪ ،‬نظرا للمعن‪( .‬ولغيه)‬
‫أي الُديّن هِبَة (صحيحة) إ نْ عَلِما قَدْر هُ‪ ،‬كما صححه ج عٌ‪ ،‬تبعا للن صّ‪ ،‬خلفا لا‬
‫صححه النهاج‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬ل ي صِحّ الِبْراءُ من ا َلجْهولِ لِلدّائِن أو الَدي نْ‪ ،‬ل كن في ما ف يه مُعاوَضَةً‪،‬‬
‫كأن أبْرأتِ ن فأنْ تِ طالِ قٌ‪ ،‬ل في ما عدا ذلك‪ :‬على العت مد‪ ،‬و ف القد ي‪ :‬ي صحّ من‬
‫لهْلَ‪ :‬ل يُقَْبلْ ظاهرا‪ ،‬بَلْ باطِنا‪ .‬ذَكره‬ ‫ا َلجْهول مُطْلقا‪ .‬ولو أَبْ َرأَ‪ ،‬ثُمّسس ادّعسسى ا َ‬
‫الرافعي‪ .‬وف الَواهِر عن الزبيلي‪ :‬تَصْدّق الصغية الزوّجة إجْبارا بِيمِينِها ف َجهْلِها‬
‫ِب َمهْرِها‪ .‬قالَ الْغزي‪َ :‬وكَذا الكَبيَة ا ُلجْبة إن دلّ الالُ على َجهْلِها‪ ،‬وطَري ُق الِبْراء‬
‫من ا َلجْهولِ‪ ،‬أن يُْبرِئَه ما يعلَ مُ أنه ل يُنْقِ صُ عن الدّين‪ ،‬كأل فِ شَ كَ هل دَيَْن هُ يبلغها‬
‫أو يُنْقِ صُ عَنْها؟ ولو أَبْ َرأَ مِن مَعيٍ مُعْتَقِدا أنّه ل يَ سْتَحقّه‪ ،‬فبا نَ أنه يستحقّه‪ ،‬بُرّىءَ‪،‬‬
‫ويُكْرَ هُ لِمُعْ طٍ‪ :‬تَ ْفضِيلَ ف َعطِيَةِ فروع‪ ،‬وإن سفلوا‪ ،‬ولو الحْفادُ مع وجو ِد الوْلدِ‪،‬‬
‫على الو جه‪ ،‬سواء كا نت تلك العَطِيّةُ هِبَةً أم َهدِيّةً أم صَدَقةً أم َوقْفا‪ .‬أو أ صولٍ‪،‬‬
‫وإن بَعُدوا‪ ،‬سسِواء الذكسر وغيه‪ ،‬إل لِتفاوت حا َجةٍ‪ ،‬أو فَض ْل‪ ،‬على الوجسه‪ ،‬قال‬
‫ج ع‪َ :‬يحْر مُ‪ ،‬ون قل ف الرو ضة عن الدار مي‪ :‬فَإِ نْ فَضْ ٌل فِي الَ صْلِ فَلي َفضّ ل الُم‪،‬‬
‫وأقَرّه لا ف الديث "أن لا ثُلْثَي البِرّ"‪ ،‬بل ف شرح مُ سْلم عن الحاسب‪ ،‬الِجا عَ‬
‫على تَفْصيلها ف الَبِرّ على الَبِ‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬الَدايَا ا َلحْمولَةُ عند الِتان مُل كٌ للَب‪ ،‬وقالَ جَمع‪ :‬للبْن‪ .‬فعليه يَ ْلزَ ُم‬
‫ب قبولُ ها‪ ،‬وملّ الِل فِ إذا أ ْطلِق الهدي فلم يَقْ صِد واحِدا منه ما‪ ،‬وإل ف هي‬ ‫الَ ُ‬
‫ِمس الصسّوفيه فهسو له فقسط عنسد‬ ‫ْطاهس خاد ُ‬
‫لِمَن قَصسَده‪ ،‬اتّفاقا‪ ،‬ويري ذلك فيمسا يُع ُ‬

‫‪197‬‬
‫الِطلق‪ ،‬أو قَصسَده‪ .‬ولَهُم عِْندَ قَص ْسدِه ْم ولَهُس وَلهُم ْس عنسد قَص ْسدِهِما‪ ،‬أي يكونُس له‬
‫ض النّواحي من وض عْ طا سَةٍ بي‬ ‫النّصف فيما يَظهر‪ ،‬وَقضِيّة ذلك أن ما اعُتيدَ ف بعْ ِ‬
‫ح ليضَ َع النا سَ في ها درا هم ث يُقْ سَمُ على الالِ قِ أو الاتِ نِ أو‬ ‫يدَ يْ صاحِب الفَرَ ِ‬
‫نوها‪َ ،‬يجْري فيه ذلك التفصيل‪ ،‬فإِن قصد ذلك وحده‪ ،‬أو مع نُظَرائِه الُعاونِيَ لَه‪،‬‬
‫عَملَ بالقَ صْدِ‪ .‬وإن أُطِْل قَ‪ ،‬كان مُلكا لصا ِحبِ الفَرَ حِ‪ ،‬يُ ْعطِي هِ لن َيشَاءْ‪ .‬وبذا يَعْل مُ‬
‫أنه ل نَظر هنا للعُرفِ‪ ،‬أما مع قَصْدِ خِلفِه‪ ،‬فواضح‪ ،‬وأما مع الِطْلقِ‪ ،‬فلن َحمْلَه‬
‫على من ذكر‪ ،‬من ال بِ والادِم وصا ِحبِ الفَرَ حِ‪ ،‬نظرا للغالِب أ نْ كلّ من هؤلءِ‬
‫ف الشّرْ عِ‪ ،‬فيُ َقدّم على العُرْ فِ الخالِ فِ له‪ِ ،‬بخِل فِ ما لي سَ‬ ‫هو الَقْ صُودُ هو عُرْ ُ‬
‫للشّرع فيه عُرف‪ ،‬فإِنه َتحَكّم فيه العادة‪ .‬ومن َثمّ لو َن َذرَ لولّ ميْتٍ بال‪ ،‬فإِن قصد‬
‫سلِحه‪،‬‬‫أ نه َيمْلكسه‪ ،‬لغسا‪ ،‬وإن أ ْطلَق‪ ،‬فإِن كانَس على قَبْره مسا يتاج للصسّرفِ فس مص ا‬
‫صسرْفٌ لُمسْ‪ ،‬ولو‬ ‫قصسدَ ُهمْ بالنّذر للوَل‪َ ،‬‬ ‫صسرَفَ لَهسُ‪ ،‬وإل فإِن كان عْندَه قوم اعتيدَ ْ‬ ‫َ‬
‫حلّ له قُبولُه‪ ،‬وإل ُحلّ‪ ،‬أي وإن‬ ‫صهُ من ظالِم لئل يَنْق صُ ما فَعَلَ هُ لَم َي ِ‬ ‫أُ ْهدِي لن خَلِ َ‬
‫تَعيّن عليه تليصَه‪ ،‬ولو قال ُخذْ هذا واشتَرِ لك به كذا‪ ،‬تَعيّن ما ل يرد التّبسّط‪ ،‬أي‬
‫أو تدلّ قرينةُ حالِه عل يه‪ .‬و من دَفَع لِمخْطوبَتِه أو وَكيلِ ها أو وَلَيّ ها طَعاما أو غيه‬
‫ص فما تَ‬‫لِيتَ َزوّجها فَرُ ّد قبل العَ ْقدِ‪ ،‬رَجَ عَ على م نْ أقَْبضَ هُ‪ ،‬ولو بَعَ ثَ َهدَيّة إل َشخْ ٍ‬
‫الُهدي إليسه قبسل وصسولا‪ ،‬بقيست على ملك الُهدي‪ ،‬فإِن مات الُهدى‪ ،‬ل يكسن‬
‫للرسول حَملها إل الُهدَى إليه‪.‬‬

‫بابٌ ف الوقف‬

‫هسو لُغَةٌ‪ :‬الَبْس‪ .‬وشَرْعا‪ :‬حَبْسُس مالٍ ُيمْكِنُس الِنْتِفَاعُس بِه مَعَسبَقَاءِ عَيْنهِسبِقَطْعِس‬
‫التّ صَرّفِ ف َرقَبَتِ هِ على مَ صْرِفِ مُبا حٍ وُجِهَة وال صْ ُل في هِ‪ :‬خبِ م سلم‪" :‬إذا مات‬
‫صدَقَة جارِيَة‪ ،‬أو عِلم يُنْتَفَ عُ به‪ ،‬أو َوَلدٍ صالِحٍ"‬ ‫الُ سِْلمُ انْقط عَ َعمَُل هُ إل ِم نْ ثلث‪َ :‬‬
‫حوِ الوَ صِيّةَ‬
‫أي م سلم يد عو له‪ ،‬وح ل العلماء‪ :‬ال صّ َدقَة الارِ ية على الوَقْف دو نَ َن ْ‬

‫‪198‬‬
‫ط في ها‬ ‫بالنافِع الُباحَة‪َ .‬ووَقّ فَ عم ُر ر ضي ال ع نه أرضا أ صابَها ب يب بأمْره وشَرَ َ‬
‫شُروط‪ :‬مِنْها أ نه ل يُبا عُ أ صْلُها ول ُي َورّ ثُ ول يوهَ بُ‪ ،‬وأن من وليّ ها يأ كل منها‬
‫ّفس فس‬
‫َمس صسدّيقا غيس مَُت َموّل‪ .‬رواه الشيخان‪ .‬وهوَ أول مسن وق َ‬ ‫بالعروف‪ ،‬ويُطْع ُ‬
‫السْلم‪ .‬وعن أب يوسف أنه لا سع خب عمر أنه ل يُباعُ أصْلُها رجِع عن قول أب‬
‫حنيفة ببيع الوَقْف‪ ،‬وقال لو َسمِعهُ لقالَ به‪( .‬صحّ َوقْفُ عَيْن) مُعَيّنةً ( َممْلوكَةً) مُلْكا‬
‫ُسسأْجَرُ لَا غالِبا (وهسي‬ ‫يَقْبَ ُل النّقْل (تفيسد) فاِئدَةً حالً أو مآلً‪ :‬كَثمَرةٍ‪ ،‬أو مَنْفَعَةٍ ي ْت‬
‫س ونو‬ ‫باقِيَة) لن هُ شَرْ عٌ ليكو نَ صدقَةً جارِيَة وذلِ كَ كَ َوقْ فِ َشجَرٍ لِرَيْعِه وحِلى لِلَْب ٍ‬
‫لكِه‪.‬‬‫مِ سْكٍ ِلشَ مَ وريا نٍ مَزْروع بِخل فِ عودِ البُخور‪ ،‬لنّ هُ ل يُنْتَفَ عُ به إل با سِْتهْ َ‬
‫صحّة َوقْ فِ الاءِ اخْتِيَارٌ له‬ ‫والَطْعوم‪ ،‬لن نَفْعَ هُ ف إهْلكِه‪ .‬وز عم ا بن ال صلح‪ِ :‬‬
‫ويَ صِحّ َوقْ فَ الَغْصوبِ وإِ نْ َعجِزَ عن َتخْلي صَهُ َو َوقْ فَ العُُلوّ دو َن ال سّفل مَ سْجِدا‪.‬‬
‫صحّة وق فِ الشَاع‪ ،‬وإن قلّ‪ ،‬مَ سْجِدا‪ .‬وَيَحرُم الُكْ ثُ ف يه على الَنْب‪،‬‬ ‫والوجَه ِ‬
‫تَغْليبا لِ ْلمَنْ عِ‪ ،‬وُيمْنَ عُ إِعْتِكا فٌ وَ صَلَةٌ بِه مِ نْ غَيْر ِإذْ نِ ما لِ كِ الْنف عة (ِبوَقَفْ تُ‬
‫ْفس عليسه‪ .‬ولو قال‬ ‫ّسستُ (كذا على كذا) أو أرْضسي موقوفةٌ‪ ،‬أو َوق ٌ‬ ‫وسسّ ْلتُ)‪ ،‬وحَب ْ‬ ‫َب‬
‫صدَقَة لَتْباع أو ل توهَ بُ أو‬ ‫ص َدقَة مُحرّمَة أو مُوءَبّدة‪ ،‬أو َ‬ ‫تص ّدقْتُ بكَذا على كذا َ‬
‫ل تَورّثُ‪ :‬فصريح ف الصح‪.‬‬

‫سجِدا‪ ،‬وإن ل‬ ‫صيُ به مَ ْ‬ ‫سجَدا) في ِ‬ ‫(و) من الصّرائح قوله‪( :‬جَ َعلْتُ هذا) الَكانَ (مُ ْ‬
‫جدَ ل يكو نُ إل َوقْفا‪َ .‬ووَقَفْتُه لل صّلةِ‪:‬‬ ‫سِ‬‫يَقُلْ لِلّه‪ ،‬ول أَ تى بشيءٍ ِممّ ا مَرّ‪ :‬لن الَ ْ‬
‫سجِدِيّة‪ .‬فل ُبدّ مِن نِيّتِها ف غي الُوات‪.‬‬ ‫صريحٌ ف ال َوقْفِيّة‪ ،‬وكِنايَةً ف خُصوصِ ال ْ‬
‫ن قل القامول عن الروايا ن وَأقَرّ هُ من أ نه لو َعمّ ر م سجِدا خَرابا ول يقِف آلتَ هُ‪:‬‬
‫سجِدِ مِن صِحّة‬ ‫كانَ تْ عارِيَةً له‪ ،‬يَرجِ ُع في ها مَ ت شاء‪ .‬انت هى‪ .‬ول يَثْبُ تُ حُكْ مُ الَ ْ‬
‫الِعْتِكاف وحُرمَةِ الُكْ ثِ للجُنُ بِ لا أُضي فَ مِ نَ ا َلرْض ا َل ْوقُوفَة َح ْولَه إذا احْتي جَ إل‬
‫َتوْ سِعَتِهُ على ما أفْت بِه شيخنا ابن زياد وغيه‪ .‬وعَلِمَ ِممّا مرّ أنّ الوَقْ فَ ل يَصِحّ إل‬

‫‪199‬‬
‫سجِد وأذَن ف إِقامَةِ‬ ‫بِلَفْ ظٍ‪ ،‬ول يأ ت في هِ خِل فُ الُعاطاة‪ .‬فلو بَ ن بِناءً علي هَيَْئةِ مَ ْ‬
‫ج بذلِكَ عن مُلكِه‪ ،‬كما إذا جُعِل مَكانا على هَيَْئةِ الَقْبَرة‪ ،‬وأُذِنَ‬ ‫الصّل ِة فيه‪ :‬ل َيخْر ْ‬
‫سجِدا‪ .‬قال البغوي‬ ‫ف فيهِ فإِنّهُ يصيُ بذلكَ مَ ْ‬ ‫ف الدّفْن بِخلفِ ما لو أُذِنَ ف الِعْتِكا ِ‬
‫سجِد‪ ،‬فضَربه‪ ،‬وبَن بِه‬ ‫سجِد اضْرِ بْ اللّب مِ نْ َأرْضي للم ْ‬ ‫ف فَتاويه‪ .‬لو قالَ لِقَيّم الَ ْ‬
‫سجِد ولي سَ له نَقْضَه‪ ،‬وله ا سْتِرْدَادَه ق بل أن يُبْ ن به‪.‬‬ ‫ال سْجد‪ ،‬صارَ لَ هُ حُكْ مُ الَ ْ‬
‫سجِد ف ذلك‪ :‬البئر الحفورَة للسّبيل‪ .‬والسْنوي‪ :‬الدارِسَ‬ ‫انتهى‪ .‬وَأْلحَق البلقين بالَ ْ‬
‫والرّ بط‪ .‬وقال الش يخ أ بو م مد‪ :‬وكذا لو أ خذ من الناس ليُبْ ن بِه زاوِيَةً أو رِباطا‬
‫فيصي كذلك بجرد بِنائِه‪ .‬و ضَعّفَ هُ بعضهم‪ .‬ويصح وقف بقرةٍ على ربا طٍ لُِيشْرَ بَ‬
‫لبنها من نزلِه أو ليُباعَ َنسْلها لصَالِحه‪.‬‬

‫سنَة‪.‬‬ ‫س على زَْيدٍ س َ‬ ‫س (تأبيسد) فل يَصسِح تأقيتَهسُ‪ .‬كَوقَفْتَه ُ‬ ‫(وشرط له) أي لل َوقْف ِ‬
‫س الشّ هر‪ .‬ن عم‪ :‬ي صِحّ‬ ‫(وتنج يز)‪ ،‬فل يَ صِحّ تَعْلي َق هُ‪ :‬كوقَفْتُه على زيدٍ إذا جا َء رَأْ ُ‬
‫تَعْليقَ هُ بالَو تِ‪ :‬ك َوقَفْ تُ داري بعدَ َموْت على الفُقَراءَ‪ .‬قال الشّيخان‪ :‬وكأنّه وَ صِيّةُ‪،‬‬
‫لقول القَفّال إنه عَ َرضَها للبيع كان رُجوعا‪( .‬وإمكان تَمليك) لل َموْقو فِ عَلَيْه العَيْ نِ‬
‫ا َلوْقوفَه إِن وُقِ فَ على مُعَيّن واحِد‪ ،‬أو َجمْع‪ :‬بأن يو َجدُ خارِجا مُتأهلً للملك‪ .‬فل‬
‫سبْن‪ ،‬أو على وَلدِه ول وَلَد له أو على‬ ‫يَصِسحّ ال َوقْفُس على مَعْدوم‪ :‬كعلى مَسسْجد سَيُ‬
‫من سيوَلدُ ل ث الفُقَراء‪ .‬لنْقطاع أ ّولِه‪ .‬أو على فُقَراءِ أوْلدِ ِه ول فَقَ َي فِيهم‪ ،‬أو عَلى‬
‫س قَبْرِه بلف قَبْرِ أَبي هِ الَيْت‪ .‬وأف ت ا بن ال صلح‬ ‫ي رَيْعَه على رأ ِ‬ ‫أن ُيطْعِ مَ ال ساكَ َ‬
‫بأنسه لو وُقِفَس على مسن يَقْرأ على قَبْرهِس بعسد َموْتِه فماتَس ول يُعْرَف لهُس قَبَرٌ‪ :‬بَطُلَ‪.‬‬
‫انتهى‪.‬‬

‫ُهس على وَلدي ثُم على َولَدِ َولَدِي‪ ،‬ول‬ ‫ْدومس تَبَعا للمَوْجودِ‪َ :‬كوَقَفْت َ‬ ‫َصسحّ على الَع ِ‬ ‫وي ِ‬
‫سجِدٍ إن ل يُبَيّنَ هُ ول على نف سه‪ :‬لِتَ َعذّرِ تلي كِ‬ ‫عَلى أ َحدَ هذ ين‪ ،‬ول عَلى عمارَة مَ ْ‬
‫الِن سان مُلكِ هِ أو منافِ عَ مُلْ ِك هِ لِنَفْ سِهِ‪ .‬ومِنْ هُ أن َيشْرِ طَ ن و قَضاءَ دَيِْن هِ م ا َوقَفَ هُ أو‬

‫‪200‬‬
‫انْتِفَاعَ هُ بِه‪ ،‬ل شرط نو شُربه أو مُطَالَعَت هُ مِن بِئ ٍر وكتا بٍ َوقَ ْفهُما على نو الفُقراء‪.‬‬
‫كذا قاله بَعْ ضِ شرّا حِ الِنهاج‪ .‬ولو وَقَ فَ على الفُقراءِ مثلً ث صارَ فَقيا‪ :‬جازَ ل هُ‬
‫ط النّظَر لنَفْ سِ ِه ولوْ بقابِل‬
‫الَ ْخذَ مِنْ هُ‪ ،‬وكذا ل ْو كا َن فقيا حال الوَقْف‪ .‬ويَ صِحّ شَرْ َ‬
‫صحّة الوَقْ فِ على نَفْ سِه‪ :‬أن يَقِ فَ على‬ ‫إن كا نَ بقَ ْدرِ ُأجْرَةِ مِْث ِل فَأَقَل ومِن حِْيلُ ِ‬
‫أوْلدِ أبي هِ ويَذكُرَ صِفاتِ نَفْ سِهِ‪ ،‬فَيَ صِحّ‪ ،‬ك ما قاله َجمْ عٌ مُتَأَخّرو نَ‪ ،‬واعت َمدَ هُ ا بن‬
‫الرفعة‪ ،‬و َعمَلَ ب هِ ف حَقّ نَفْ سِه‪َ ،‬فوَقَ فَ على ا َلفْقَ هِ مِن بَنَي الرّفْعة‪ ،‬وكا نَ يَتنا َولُ هُ‪.‬‬
‫سةٍ‪ :‬كعِمارَةِ الكنائِس‪ ،‬وكوقْفِس سسِلحٍ على قُطَاعّس‬ ‫ويَبْطُل الوَقْفَس فس جِهَة مِعْصِيَ‬
‫طَريق‪ ،‬ووَقْفٍ على عِمارَ ِة قُبورِ غي النبياء والعُلماء والصّالِحي‪.‬‬

‫صسحّتِ ِهمْ على ذكورِ أولدِهسم‬ ‫ُمس فس ِ‬ ‫ُونسأَمْواَله ْ‬


‫َثيينس أنّهسم يَقِف َ‬
‫َعسلِك َ‬ ‫[فرع]‪ :‬يَق ُ‬
‫قا صدينَ بذلك حِرما نَ إناثِ هم‪ ،‬و قد تَك ّررَ‪ ،‬من غَيْ ِر وا حد ا ِلفْتاءَ بِبطُل نِ ال َوقْ فِ‬
‫حِينَِئذٍ‪ .‬قال شيخ نا كالطنبداوي ف يه نظرٌ ظا هر‪ ،‬بل الوَجْه ال صّحة‪( .‬ل قبول) فل‬
‫ُيشْتَرَطُ (ولو من معي) نَظَرا إل أنّه قُرْبَةً‪َ ،‬بلْ الشّرطُ َعدَمُ الرّدّ‪ .‬وما ذكَرتُه ف العي‬
‫هو الَنْقولُ عن الكْثَر ين‪ .‬واختارَ هُ ف الرّو ضة ونَقَلَ هُ ف شَرْ حِ الوَ سيْط عن نَ صّ‬
‫الشافِعي‪ .‬وقيلَ َيشْتَرِ طُ مِن العي القُبولُ‪ ،‬نظرا إل أنه تَمليك‪ ،‬وهو ما رجّحه ف‬
‫الِنها جِ كأ صله‪ .‬فإِذا ردّ الع ي‪َ :‬بطُلَ حَقّ ه سوءْاءٌ شَرطْ نا قُبولُه أم ل ن عم‪ :‬لو َوقَ فَ‬
‫لهَة العامّة‬ ‫على وارِثِه الائِزِ شَيْئا يَخرْجُ مِنَ الثلث‪ :‬لَزِمَ‪ ،‬وإن رَدّه‪ .‬وخَرَجَ بالُعَي‪ :‬ا ِ‬
‫سجِد فل قُبو َل فيه َجزْما‪ :‬ولو َوقَ فَ على اثْنَي مُعيّنيْ ث الفُقَراء‬ ‫و ِجهَة التّحرير كال ْ‬
‫فما تَ أحدَهُما فنصيبُه يُصْرف للخر‪ ،‬لنه شر طٌ ف الِنْتقال إل الفقراء انقراضَهما‬
‫جيعا‪ ،‬ول يو َجدْ (ولو انقرض) أي الوقو فَ عليه الُعيّن (ف مُنْقَط عٍ آخر) كأن قال‬
‫وقَفْ تُ على أولدي ول يذكر أحدا بعد أو على زيد ث ن سْلِه ونوهَما ما ل يدوم‪:‬‬
‫(فم صْرِفَه) الفَقي (القْرب) رَحِما ل ِإرْثا (إل الواقِف) َيوْ مَ انِقراضِه مْ‪ :‬كابْن البِنْ تِ‬
‫صدَقَةَ‬
‫وإن كا نَ هُنا كَ اب نُ أ خٍ مَثَلً‪ ،‬لنّ ال صّ َدقَةَ على القارِ بِ َأ ْفضَل‪ ،‬وَأ ْفضَلَ مِنْ ُه ال ّ‬

‫‪201‬‬
‫على أ ْقرَبِه ْم فََأفْقَرِهِ مْ‪ .‬و من ث َيجِبّ أن ُيخَ صّ بِه فُقَراءَهُم فإِن ل يُعْرَ فْ أربا ُ‬
‫ب‬
‫ب فُقَراءُ بَل كانوا أغْنياء و هم من ُحرِمَ تْ عل يه‬ ‫ال َوقْ فِ أو عُ ِر فَ ولْ يَ ُك نْ لَ هُ أقارِ َ‬
‫الزّكاة صَ َرفَ ُه الِما مُ ف مَصالِح ال سْلمي‪ .‬وقالَ جع يُ صْرَفُ إل الفُقَراءِ والَساكِيِ‪:‬‬
‫أي ببلدِ ا َلوْقو فِ‪ .‬ول يَْبطُ َل الوَقْ فُ على كلّ حالٍ بل يكو نُ م سْتَمِرا عليه إل فيما‬
‫ل يُذكَر الُ صْرِفُ َك َوقَفْ تُ هذا وإن قال ل‪ ،‬لن الوقْ فَ يَقْتَضي تَملي كَ النافِ عِ‪ ،‬فإِذا‬
‫ل يُعَيّ ن متَملّكا ب طل‪ .‬وإن ا صَحّ أوْ صَيْتُ بثلُ ثي و صُرِفَ للم سَاكِيِ‪ ،‬لنّ غالِ بَ‬
‫الوَصايا َلهُم‪َ ،‬فحَمَ َل الِطْل قَ َعلَْيهِ مْ‪ ،‬وإل ف مُنْقط عِ ا َلوّل‪ :‬كَ َوقَفْتَ هُ على مَ نْ يَقْرَأ‬
‫على قَبْري بعد َموْت‪ ،‬أو على قَبْر أب وهو ح يّ‪ :‬فَيَبْطُلُ بلف َوقَفْتَ هُ الن‪ ،‬أو بعد‬
‫َموْت على من يَقْرأُ على قَبْري بعد موت‪ ،‬فإِنه وَ صِيّة‪ .‬فإِن خَرَ جَ من الثلث أو أُجيز‬
‫ححْنا ال َوقْ فَ‬ ‫صّ‬‫حتْ‪ ،‬وإل فل‪ .‬وحَيْث َ‬ ‫صّ‬‫حتْ‪ ،‬وإل فل‪ .‬وحَيْث َ‬ ‫وعُرِ فَ قبه‪ :‬صَ ّ‬
‫صدِ‬ ‫بق ْ‬ ‫أو الوَصِيّة‪ :‬كفي قِراءَة شَيءٍ مِنَ القرآن بل تعييٍ بسورةِ يس‪ ،‬وإن كان غال َ‬
‫الواقِف ذلك ك ما أف ت به شيخ نا الزمْز مي وقال ب عض أ صْحابِنا‪ :‬هذا إذا ل يُطّرَدْ‬
‫عر فٌ ف البلد بقراءة قدرٍ معلو مٍ أو ُسوَرةٍ معينة وعلمه الواقِ فُ‪ ،‬وإل فل ُبدّ مِنْه‪ :‬إذ‬
‫ْصسدُ‬ ‫ِفس البََلدُ الُطّ ِردُ فس زَمَن ِه بنْ ِزلَةِ شَرْطِه (ولو شرط) أَي الوَاق ِف (شيئا) يَق ِ‬ ‫عُر َ‬
‫كَشَرْ طِ أن ل يؤجّر مُطلقا‪ ،‬أو إل كذا‪ :‬ك سُنّة‪ ،‬أو أن يُ َفضّل بَعْ ضَ الوْقو فِ عليهم‬
‫سجِدٍ َكمْ َدرَ سَةٍ‬ ‫سوّى بينهم‪ ،‬أو اخْتِصاص نو مَ ْ‬ ‫على بعْض أو أُنثى على ذَكر أو يُ َ‬
‫وَمِقْبَرة بطائِفةٍ كشافِعيّة‪( :‬اتبع) شرطَه ف غي حالَة الضّرورَة كسائِر شُروطِه الت ل‬
‫ف الشّرْع‪ .‬وذلك ل ا ف يه من وجو هِ الَ صَْلحَة‪ :‬أمّ ا ما خالَف الشّرع‪ :‬كشَرْ طِ‬ ‫تال ْ‬
‫العزوبة ف سُكان الدرسة أي مثلً فل يصح كما أفت به البلقين وخرج بغي حالة‬
‫الضرورة‪ ،‬ما ل يوجد غي الستأجر الول وقد شَرَطَ أن ل يُوءَجّرَ لِنسانٍ أكثَر ِمنْ‬
‫سَنةٍ أو أنّ الطّالِ بَ ل يُقِي مُ أكْثَرَ مِن سََنةٍ ول يوجَد غيَه ف ال سّنةِ الثانِيَة‪ :‬فُيهْمَلُ‬
‫شَرْطُهُ حِينئذٍ كما قاله ابن عبد السلم‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫[فائدة]‪ :‬الواو العاطفة للتسّويَة بي الُتَعاطِفات‪ :‬كوَقَفْتُ هذا على أوْلدي وأوْلد‬
‫أوْلدي وثّ والفاء للتّرتي بِ ويدخل أولدُ بنا تٍ ف ذريّةٍ ونَ سْلٍ وَعَقَ بٍ وأوْلدِ أولدٍ‬
‫إل إن ْس قال على مِن ينسِسبُ إِلّ مِنْهُم‪ ،‬فل َيدْخُلونَس حينئذٍ‪ ،‬وا َل ْولَى َيشْمُل مَعْتَقا‬
‫وعَتِيقا‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬حَيْ ثُ َأ ْجمَلَ الواقِ فُ شَرْ َط هُ‪ ،‬اتّبِ عَ ف يه العُرْ فَ الطّرَد ف زَمَنِ هِ ل نه بنلة‬
‫شَرْطِهِ ثّ ما كان أقْرَبُ إل مقاصِد الواقفِي كما يَدلّ عليه كلمُهم ومن ث امْتنَعَ ف‬
‫ْبس ونَقْلِ الاءِ مِنْهَا ولو للشّرب‪ .‬وبثس‬ ‫ُقس غيَ الشّر ِ‬ ‫السسبَلَة على الطّر ِ‬
‫السسّقايات ْ‬
‫بعضهم حُرْ َمةَ نو بُصاقٍ و َعسْلَ وَسَخ ف ماء مُ َطهّرة ا َلسْجدِ‪ ،‬وإن كثر‪.‬‬

‫(وسئل) العلمة الطنبداوي عن الواب والِرارْ الت عند الساجد فيها الاء إذا ل‬
‫ُسسلِ‬
‫ُسسلِ الواجِب‪ ،‬أو السسْنونِ‪ ،‬أو غ ْ‬ ‫يُعْلم أناس موقوفسة للشّرب‪ ،‬أو الوُضوء أو الغ ْ‬
‫النّجا سَةِ؟ (فأجاب) إ نه إذا دلّت قرينَة على أن الاءَ موضو عٌ لتَعْمي مِ الِنْتِفاع‪ :‬جازَ‬
‫جَمي عَ ما ُذكِرَ مِ َن الشّرب وغَ سْل النّجا سَةَ وغَ سْلِ الِنَابَة وغي ها‪ .‬ومثال القري نة‪:‬‬
‫جَرَيان النّا سَ على تَ ْعمِي مٍ لِنْتِفا عٍ من غيَ نَكيٍ من فقي هٍ وغيه‪ ،‬إذا الظاهر من عدم‬
‫ْبس ووضوءٍ وغسسلِ‬ ‫َسسلٍ وشُر ٍ‬ ‫ْميمس الِنْتفاع بالاءِ بغ ْ‬ ‫النّكِيس‪ :‬أنّهسم أ ْقدَموا على تَع ِ‬
‫نَجاسَة‪ .‬فمثلُ هذا إِيقاعٌ يقالُ بالوَازِ‪ .‬وقالَ إن فتوى العَلَمَة عبد ال بامرمة يوافق‬
‫ط رَهْن من م ستعيِ كتا بٍ َوقْ فٍ‬ ‫ما ذكره‪ .‬انت هى‪ .‬قال القَفّال وتَبعوه‪ :‬ويوزُ شر ُ‬
‫ط ضامِ نٌ‪ .‬وأفت بعضُهم فِي ال َوقْ فِ‬ ‫يأخذه الناظر منه ليحمله على رَدّ هِ وألق به شَ ْر ٌ‬
‫على ال نب أو الّنذْر له بأ نه يُ صْرفُ ل صالِحِ ُحجْرَتِه الشّرِي فة ف قط‪ ،‬أو على أ هل بلد‬
‫أُعْطي مقيمٌ با أو غائبٌ عنها لاجَةِ غيَبةٍ ل تَقْ َطعُ ِنسْبَتَهُ إليها عُرْفا‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬قال التّا جَ الفزاري والبهان الرا غي وغيه ا‪ :‬من شرط قراءة جزء من‬
‫س نظسر‪ .‬ولو قال‬
‫القرآن كسل يوم كفاه قدر جزء‪ ،‬ولو مفرّقا ونظرا‪ ،‬وفس الُفَرّق ِ‬

‫‪203‬‬
‫صدّق بِغَلّتهِ ف رَمَضان أو عاشوراء ففات‪ :‬تصدّق ب ْعدَه‪ ،‬ول يَنْتَظِرَ مِثْله‪ .‬نعم‪ :‬إن‬ ‫لِيَتَ َ‬
‫قا َل فِطْرا َلصَوامَهُ انتظره‪ .‬وأفت غي واحدٍ بأنه لو قال على من يقرأ على قب أب كل‬
‫جعة يس بأنه إن حدّ القُرّاء بدة معينة‪ ،‬أو عي لكل سَنَة غِلّة‪ :‬اتّبعَ‪ ،‬وإل بَطَل نظي‬
‫ما قالوه من بُطْل نِ الوَ صِيّة لِزيْدٍ كل ش هر بدينار إل ف دينار وا حد‪ .‬انت هى‪ .‬وإن ا‬
‫ف بالوَ صِيّة‪ :‬إن عُلّق با َلوْت‪ ،‬لنه حينئذٍ وَ صِيّة‪ .‬وأما الوَقْ فُ الذي‬ ‫ق الوقْ ِ‬‫يتجه إِلا ُ‬
‫صحّتَهُ‪ ،‬إذ ل يتَرتَ بْ عل يه مذورٌ بو جه لن النّاظِرَ إذا‬ ‫ل يس كالوَ صِيّة‪ :‬فالذي يت جه ِ‬
‫ق ّررَ مَن يقرأ كذلك‪ :‬اسَتحَقّ ما شَ َرطَ ما دام يقرأه فإذا ماتَ مثلً‪ :‬قَ ّررَ الناظِرُ غَيْره‪،‬‬
‫ْتس هذا على فُلن ليعمسل كذا‪ :‬قال ابسن الصسلح‪:‬‬ ‫ِفس َوقَف ُ‬
‫وهكذا‪ .‬ولو قال الواق ُ‬
‫احت مل أن يكون شرطا للِ سْتِحقاقِ‪ ،‬وأن يكو نَ َتوْ صِيَةً له ل جل َوقْفِه‪ .‬فإن َعلِ مَ‬
‫صدُ عُرْفا صَرْفُ‬ ‫مُرادَ هُ‪ :‬اتّب عَ‪ ،‬وإن شك‪ :‬ل َيمْنَ عِ الِ سِْتحْقاقُ‪ .‬وإنا يتّجه فيما ل يَقْ ِ‬
‫ق في ما ا سْتَ ْظهَ َرهُ‬ ‫ل سْتِحقا ِ‬
‫الغِلّة ف مقابَلتِه‪ ،‬وإل كلِتَقْرأَ أو تَتَعلّم كذا‪ :‬ف هو شرْ طٌ ل ِ‬
‫ف ول يُزادُ على‬ ‫شيخنا ولِ َوقْفٍ وأوصى للضّيْف‪ :‬صَ َرفَ للوارِدِ على ما يَقْتَضيهِ العُرْ ُ‬
‫ط فيه الفَقْرُ؟‬ ‫ثلثةِ أيا مٍ مُ ْطلَقا‪ ،‬ول يدفَ عُ ل هُ حبّ إلّ إن َشرِطَه الوَاقِ فُ‪ .‬وهل ُيشْتَرَ ُ‬
‫قال شيخنا‪ :‬الظاهر ل‪.‬‬

‫(وسئل) شيخنا الزمزمي عما َل وق فٍ لِيَ صْرِفَ غلّتَه للِطْعام عن رسول ال‪ :‬فهل‬
‫يوزُ للناظر أن يُطْ ِعمَها مَن نَزَلَ بِه من الضّيْفَا نِ ف غيِ شهرِ الَوِلدِ بذلك القَ صْد أو‬
‫لَ؟ وهل يوزُ للقاضي أن ي ْأكُلَ مِن َذلِ كَ إذا ل يك نْ له رِز قٌ من بَيْ تِ الالِ ول مِ نْ‬
‫مَياسيِ الُسْلمي؟ (فأجاب) بأنه يوزُ للناظر أن يَصْرِفَ الغَلّة الذكورة ف إطعام من‬
‫صدّقُ‬ ‫ُذكِرَ‪ ،‬ويوزُ للقا ضي ا َلكْلَ مِنْ ها أيضا لنَا صَ َدقَةٌ والقا ضي إذا ل يَعْ ِرفْ هُ الُتَ َ‬
‫ول يكن القاضي عارِفا به‪ .‬قال ال سّبكي ل ش كّ ف جواز الَ ْخذِ له‪ .‬وبقَوْله أقول‪:‬‬
‫لنْتِفاءِ العْ ن الانِ عُ‪ ،‬وإل َيحْتَ مل أن يكو َن كالَدِيَة‪ .‬وُيحَْتمَلُ الفَ ْر قُ بأنّ الُتَ صَدّقَ‬
‫سحِقّ ذو وظيْفةٍ‬ ‫إنّمسا قَصسَد ثَوابَس الخِرَة‪ .‬انتهسى‪ .‬وقال ابسن عبسد السسلم‪ :‬ول يَس َْت‬

‫‪204‬‬
‫كقراءة أخلّ با ف بعض اليام‪ .‬وقال النووي‪ :‬وإن أخلّ ا سْتَنابَ لعذر كمرض‪ ،‬أو‬
‫حَبْس بَقي ا سْتِحقَاقَه‪ ،‬وإل ل يَ سَْتحِقّ لدّةِ الِ سْتِنابَة‪ .‬فأفَه مُ بقاء أثر أستحقاقِه لغي‬
‫مدّة الِخْلل‪ ،‬و ُهوَ ما اعتمدَ هُ ال سّبكي كا بن ال صلح ف كلّ وظي فة تَقْبلُ الِنابَة‪:‬‬
‫كالتّدر يس والِمامَة‪( .‬وِل َموْقو فٍ عل يه) عُيّ ن ُمطْلقا أو لِ سْتِغللِ رَيْعِ ها لِغيِ نَفْ عٍ‬
‫خاصّس مِنْهسا (ريسع) وهُو فَوائِد ا َل ْوقُوف ِس َجمَيعَهسا‪ :‬كأُجْرةٍ ود ّر ووُلدٍ حادِثٌس بَ ْعدَ‬
‫ال َوقْفِ‪ ،‬وثَمرٌ وغُصْنٌ يَعْتَا ُد قَطْعهُ‪ ،‬أو شَرُطَ ول يُوءَ ّد قَطْعَهُ ِل َموْتِ أصْلِه فَيَتَصَرّفُ ف‬
‫ذلكس ُهوَ‬‫ِفس لَنّ َ‬ ‫ْطس الواق ِ‬
‫ْسسهِ وبِغَيْره مسا ل ُيخَالَف شَر ُ‬‫اللكس بنَف ِ‬
‫ِ‬ ‫َصسرّفَ‬
‫فوائِده ت َ‬
‫الَقْصودُ من ال َوقْف‪ .‬وأمّا الملَ القارَن‪ :‬ف َوقْ فٌ تبْعا لَمَةٍ‪ .‬أما إذا َوقَفَ تْ عليه عَْي نٌ‬
‫لِنفْع ٍس خاص كدابسة للرّكوب فَفوائِدُهسا مسن َدرَ ونوه ِس للواقِف‪ .‬ول يوزُ وطءُ أَمَةٍ‬
‫حدّان‪ ،‬ويُ َزوّجُ ها قا ضٍ‬ ‫مَوقوفَةٍ ولو من واقِ فٍ أو موقو فٍ عل يه لِعَدَ مِ مُلْكِ ها‪ ،‬بل ُي َ‬
‫بإِذن الوقوفِ علْيهِ ل لَهُ‪ ،‬ول للواقِف‪.‬‬

‫(واعلم) أن ا ُللْ كَ ف َرقَبَةِ ا َلوْقو فِ على مُعَيّ نٍ أو جهَة ينْتَقِل إل ال تعال‪ :‬أي‬
‫جدَ بأمْتِعةٍ وَجَبَ تْ الُجْرةَ لَ ُه فَتُ صْرَفُ‬
‫سِ‬‫ينْفَكّ عن اخْتِصاصِ الدمِيي‪ .‬فلو شَ َغلَ ال ْ‬
‫لَصالِه على الوْجُهَ‪.‬‬

‫جدٍ ِلقْرا ِء قُرآ نٍ أو حَدي ثٍ أو عِل مٍ شَرْعي أو‬


‫[فائدة]‪:‬ومَن سَبقَ إل ملّ من مَس ِ‬
‫آلة له أو لِتَعّلمِ ما ذكر أو كسَماع َدرْسٍ بي يدي مدرّس وفارَقه ليعودَ إليه ول تَ ُطلْ‬
‫مُفا َرقَتَ هُ بيث انقطع عنه ا ُللْفَة‪ :‬فحقّه با قٍ‪ ،‬لن لَ هُ غَرَضا ف ملزمَةِ ذلك ال ْوضِع‬
‫ليَألَفَ ُه النّاس‪ .‬وقيل يَْبطُل حَقّه بِقيامِه‪ .‬وأطالوا ف تَرجيحه نقْلً ومَعْن أو للصّل ِة ولو‬
‫قَبْلَ دُخولِ َوقْتِها أو قرا َءةٍ أو ِذكْر وفارَقَ هُ بِ ُعذْر‪ :‬كقضاءِ حا َجةٍ وإِجابَة دا عٍ‪ ،‬فحقّه‬
‫ق ولو صَبِيّا ف الصف الول ف تلكَ الصّلة‪ ،‬وإن ل يتْرك رِدا َء ُه فيه‪ .‬فَيحْرُم على‬ ‫با ٍ‬
‫س ف يه بغ ي إِذْ نه‪ ،‬أو َظ ّن رِضا هُ‪ .‬ن عم‪ :‬إن أُقي مت ال صلة ف غيبَتِه‬ ‫غ ي العال الُلو ُ‬
‫ستِ الصسّفوفُ‪ :‬فالوَجْهُس سسّد الصّسفّ مكانَه‪ ،‬لا َجةِ إتْمامِس الصسّفوفِ‪ .‬ذكَرهُس‬ ‫واتّصََل‬

‫‪205‬‬
‫الذر عي وغيه‪ .‬فلو كان ل هُ سِجادَ ًة ف يه فيُنْحي ها برِ ْجلِه من غيِ أن يرفَعَ ها ب ا عن‬
‫ف فإِن ل يَْن ِو مدّةً بَ ُطلَ حَقّ ه‬
‫الرْض‪ ،‬لئل َتدْخُل ف ضَمانِه‪ .‬أ ما جلو سُه لعْتِكا ٍ‬
‫بروجه ولو لاجَةٍ وإل ل يَبْطل حَقّه بُروجه أثْناءَها لاجةٍ‪ .‬وأفْت القَفّال بَنْعِ تَعْليم‬
‫جدٌ وتَعذّرت‬ ‫سِ‬ ‫ال صّبيان ف ال سا ِجدِ (ول يُبا عُ َموْقو فٍ وإن خرب) فلو انْهدَ مَ م ْ‬
‫إعادََت هُ‪ :‬ل يُبَع‪ ،‬ول يعودُ ملْكا بالٍ لِمكان ال صّلة والعْتِكا فِ ف أ ْرضِه أو جَفّ‬
‫ِعس‬
‫ُباعس ول يوهَبسُ‪ ،‬بسل يَنْتَف ُ‬ ‫ريحس ل يَْبطُ ِل الوَقْفسُ‪ ،‬فل ي ُ‬ ‫َهس ٌ‬ ‫ْقوفس أو قلع ُ‬
‫الشّجرُ الو ُ‬
‫الوقو فُ عَليه ولو ِبجَعْلِه أبوابا‪ ،‬إن ل ُيمْكِنْه إِجارَتَ هُ َخشَبا بِحالِه فإِن تَ َعذّر الِنْتفِا عُ‬
‫به إل با سْتهلكِه‪ :‬كأ نْ صارَ ل يَنْتَفِ عُ به إل بالِحْراق‪ :‬انْقَطَع الوَقْف أي ويَملُكُه‬
‫سجِد‬ ‫ال ْوقُو فُ عل يه حينئذٍ على الُعْتَمدِ فيَنْتَفِع بِعَيْنِه ول يَبيعَه‪ .‬ويوزُ بَيْ عُ حُ صُرِ ال ْ‬
‫الوْقوفَةِ عليه إذا بَلِيَ تْ‪ ،‬بأن َذهَ بَ جَمالُها وَنَفْعُها وكانت الَ صَْلحَةُ ف بَيْعِها‪ ،‬وكذا‬
‫سجِد إن ل ُيمْكن‬ ‫جُذوعُه النكَ سِرَة خلفا لمع فيهما ويُ صْرَفُ َثمَنُها لِمصالِحِ ال ْ‬
‫شِراءُ حَصسيٍ أو جِذع بسه‪ .‬واللف فس الوقوفسة ولو بأن اشْتراهسا الناظِ ُر ووَقَفَهسا‬
‫سجِد‪ ،‬فتُبا عُ جَزْما‪ ،‬لُجرّدِ الاجَة‪ :‬أ يْ ال صْلحَة وإن‬ ‫بِخلف الوْهوبَة وا ُلشْتَراةِ للمَ ْ‬
‫ل تَبلَ وكذا نو القناديل‪ .‬ول يوز اسْتعمالُ حصُر السْجِد ول فِراشُهُ ف غي فَرْشِه‬
‫مُطلقا سواء كا نت لا َجةٍ أم ل ك ما أفْ ت به شيخ نا‪ .‬ولو اشْترى النّاظِر أخشابا‬
‫سجِد‪ ،‬أو وُهِبَت ل ُه وقَبِل ها النا ظر‪ :‬جاز بَيْعُ ها ل صْلحَة كأن خا فَ علي ها ن و‬ ‫للمَ ْ‬
‫جدِ‪ ،‬بل ُتحْفَ ظُ لَ هُ وجوبا‪ .‬ذكره الكمال‬ ‫سِ‬ ‫سَ ِرقَة ل إن كانت موقوفَة من أجْزاءِ ال ْ‬
‫سجِدُ إل إذا خي فَ على نقضِه فيُنق ضُ ُيحْفَ ظُ‪ ،‬أو‬ ‫الردّاد ف فتاو يه‪ .‬ول يُنْقَ ضُ ال ْ‬
‫يُعمّ ر به م سْجدٌ آ خر إن رآه الا كم‪ .‬والقرب إل يه أول‪ ،‬ول يعمّرُ به غ ي جِنْ سِه‬
‫كرباطٍس وبئ ٍر كالعكسس إل إذا تعذرَ جِنْسسُه‪ .‬والذي يتجسه ترجيحُه فس رَيْعِس وقْفِس‬
‫جدٍ آخر‪ .‬فإِن تعذر‪ :‬صُرِفَ‬ ‫سِ‬ ‫الْن َهدِ مِ‪ ،‬أنه إن توق عَ عوْدُه‪ :‬حُفِ ظَ له‪ ،‬وإلّ صُرِفَ ِلمَ ْ‬
‫ض لنحو رباط‪.‬‬ ‫ف النقْ ُ‬ ‫للفُقَراء‪ ،‬كما ُيصْ ِر ُ‬

‫‪206‬‬
‫سجِدٌ بآلت جدُد‪ ،‬وبقيَت آلتُه القدي ة‪ :‬ف هل‬ ‫(و سئل) شيخ نا ع ما إذا ُعمّرَ مَ ْ‬
‫يوز عِمارَة مسجدٍ آخر قدي با أو تُبا عُ ويُحفَظ ثنها؟ (فأجاب) بأنه يوز عِمارَةُ‬
‫ث قَط َع بعدم احْتيا جِ ما هي منه إليها قبل فَنائِها‪ ،‬ول‬ ‫مسجدٍ قَديٍ وحا ِد ثٍ با حي ُ‬
‫سجِد وقَنادِيلِه كنَقْل آلت هِ‪.‬‬ ‫صيِ ال ْ‬
‫يوزُ بَيْع هُ بوجه من الوجو هْ‪ .‬انتهى‪ .‬ونَقْل نو حَ ِ‬
‫سجِدِ مُطْلقا‪ ،‬أو على عِمارَتِه ف البناء ولو لنَارَتِه وف‬ ‫ف ريعٌ الوقو فِ على ال ْ‬
‫ويُصْرَ ُ‬
‫التجّ صِيصِ ا ُلحْكَم والسلم‪ ،‬وف أجْرة القَيّ مِ ل الؤذّن والِمام والُ صُر والدّهن‪ ،‬إِل‬
‫إِن كان الوقْفُ لصَالِحه‪ ،‬فيُصْرَفُ ف ذلك ل ف التّزوي ِق والنَقْش وما ذكرته من أنه‬
‫ل يُصْرَفُ للمُوءَذّن والِمام ف الوقْ فِ ا ُلطْلَ قِ هو مقتضى ما نقله النووي ف الروضة‬
‫عن البغوي‪ ،‬لكنه نقل بعده عن فتاوي الغزال أنه يُصْرفُ لما‪ ،‬وهو الوجه كما ف‬
‫الوقف على مصالِحه ولو ُوقِفَ على دَ ْهنٍ لِسْراجِ السجِد بِه أُ ْس ِرجَ كل الليْل إن ل‬
‫يكن مُغْلقا مهْجورا‪ .‬وأفت ابن عبد السلم بواز إيقاد اليسي من الَصابي ِح فيه ليلً‬
‫احتراما مع خُُلوّ هِ من الناس‪ ،‬واعتمده جع‪ .‬وجزم ف الروضة ِبحُرْمَةِ إ سْراج الال‪.‬‬
‫قال ف الجموع‪ُ :‬يحْرم أ ْخذُ شيءٍ من زيته وشْعِه كَحَصاهُ وتُرابُه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ثَم ُر الشّجَ ِر النابِت بالقسبة الُبَاحَةِ مباحٌس وصسْرفُهُ لِمصسالِحها أوْل‪ ،‬وث ُر‬
‫سجِد مَلِ َك هُ إِن ُغرِس له‪ ،‬فيُ صْرِف ل صَالِحه‪ .‬وإن غُرِس ليُوءْكَل أو‬ ‫الغْرو سِ ف ال ْ‬
‫ُجهِلَ الا ُل فمُبا حٌ‪ .‬و ف النوار‪ :‬ل يس للِمام إذا اْندَرَ سَت مِقْبَرةٌ ول يَبْ قَ ب ا أثَر‪:‬‬
‫إِجارَتَها للزّراعَة أي مثلً و صَرْفَ ِغلّتها للمَ صَالِح وحُمِل على الوْقوفَة‪ :‬فا َلمْلوكة‬
‫لالِكِهسا إن عُرِفسَ‪ ،‬وإل فما ٌل ضائِع‪ :‬أي إن أَيسس مسن معْرِفتسه يَعْمسل فيسه الِمام‬
‫بالصَْلحَة‪ ،‬وكذا الجْهولة‪.‬‬

‫(وسئل) العلمة الطنبداوي ف َشجَرةٍ نَبتَتْ بِمقْبَةٍ مسْبَلة ول يكن لا ثَرٌ يُنْتَفعُ به‬
‫إل أن با أخْشابا كثيَةً تَصْلُحُ للبِناء‪ ،‬ول يكن لا نا ِظرٌ خاص‪ ،‬فهل للناظر العام أي‬
‫القاضسي بيعُهسا وقَطْعُهسا وَصسرْف قيمَتهسا إل مصسالِح السسْلمي؟‪( .‬فأجاب) نعسم‪:‬‬

‫‪207‬‬
‫للقا ضي ف ال قبة العا مة ال سْبلة بيعَ ها و صَرْفَ ثن ها ف م صالِح ال سْلِمي‪ ،‬كثَمَر‬
‫الشجرة ال ت ل ا ث ر‪ ،‬فإِن صَ ْرفَها ف م صالِح القْبةِ أول‪ .‬هذا ع ند سقوطِها بن حو‬
‫ريحٍ‪ .‬وأما قَطْعُها مع سلمتها فيُظهر إبقاوها لل ّرفْقِ بالزائر والُشيّع‪.‬‬

‫(ولو شرط واقف نظرا له) أي لنفسه (أو لغيه اتبع) كسائر شروطه‪ .‬وقبول من‬
‫شرط له الن ظر‪ :‬كقبول الوك يل على الو جه ولي سَ له عَزْلٌ مِن شَر طٍ َنظَرَ هُ حالُ‬
‫الوقوفس‬
‫ِ‬ ‫َطس لحَد (فهسو لقاضسٍ) أي قاضسي بلدِ‬ ‫الوَقْف ولو لَصسْلحَة (وإل) ُيشْر ُ‬
‫الوقوفس عليسه بالنسسبة لاس عدا ذلك على‬ ‫ِ‬ ‫بالنسسبة لِفْظِه وإِجارَتِه‪ ،‬وقاضسي بلد‬
‫الذهب‪ :‬لنه صا ِحبُ النظرِ العام‪ ،‬فكان أول من غيه‪ ،‬ولو واقِفا أو موْقوفا عليه‪.‬‬
‫وجزَم الوارِزمسي بثُبوتِه للواقِف وذُريتِه بل شرطٍس ضَعيسف‪ .‬قال السسّبكي‪ :‬ليسس‬
‫ح الواقِفُ بِنظره كما أنه ليس له أخذَ شيءٍ‬ ‫للقاضي أخذ ما شرط للناظر إل أن صَ ّر َ‬
‫من َس ْهمِ عامِل الزكاة قال ابنه التاج‪ :‬ومَحلّه ف قاضٍ له َق ْدرَ كِفَايَتِهِ‪ .‬وبث بعضهم‬
‫أنه لو ُخشِي من القاضي أكل الوقف لورِه جاز لن هو بيده صرفه ف مصارِفه‪ :‬أي‬
‫إن َعرَفها‪ ،‬وإل َف َوضّه لفقي هٍ عار فٍ با أو سأله و صَ َرفَها‪ .‬وشرط الناظر واقفا كان‬
‫أو غيه العدالة‪ ،‬والِهْتِداءُ إل التّ صُرفِ الفوّ ضِ إِليه‪ .‬ويوزُ للنّاظِر ما شُرِ طَ له من‬
‫الُجْرة وإن زاد على أُ ْجرَة مِثْله‪ ،‬ما ل يك ُن الواقِفُ‪ .‬فإِن ل َيشْرط له شيء فل أُجْرة‬
‫له‪ .‬نعم‪ :‬له رفع ال مر إل الاكِم ليُقرّر له القلّ من نَفَقَتِه وأُجْرةَ مِثْلِه كولّ اليتيم‬
‫وأف ت ا بن ال صباغ بأن له الِ سْتقلل بذلك من غ ي حا كم ويَنْعَزِ ُل النّاظِرُ بالفِ سْق‪،‬‬
‫فيكونُس النظرُ للحاكِم‪ .‬وللواقِفِس َعزْل مسن َولّه ونَص ْسبُ غيِه‪ ،‬إل إن شَرط نَظَرهُس‬
‫حالُ ال َوقْف‪.‬‬

‫[تتمة]‪ :‬لو طَلَ بَ الُ سَْتحِقّونَ من الناظِر كتا بُ ال َوقْ فِ ليَكْتُبوا مِنه نَ سْخة حِفْظا‬
‫لَسِْتحْقَاقِهم‪ :‬لَزِمَه َتمْكينَهم كما أفت به بعضَهم‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫باب ف القرار‬

‫َقس عليسه‪ .‬ويسسمى اعْتِرافا (يؤا َخ ُذ‬


‫ْصس ِبح َ‬
‫شخ ِ‬ ‫هسو لغ ُة الِثْبات‪ ،‬وشَرْعا إخْبارُ ال ّ‬
‫بإِقرارِ مكلّف مُختار) فل يؤاخَذ بإِقرارِ صب ومنون ومُكرَ هٌ بغ ي حق على الِقرار‬
‫صدُق ف قَضِيّ ة اتّهِم فيها‬
‫بأن ضُرِ بَ لِيُقِرّ‪ ،‬إ ما مُكْرَ هٌ على ال صّدْقِ‪ :‬كأ ْن ضُرِ بَ ليَ ْ‬
‫فيصسحّ حالَ الضّربِس وبَ ْعدَه على إِشكا ٍل قَوي فيسه‪ ،‬سسيما إن علم أنمس ل يرفَعونَس‬
‫الضّرْ بَ إِل بأخذت مثلً‪ .‬ولو ادّعى صِبا أمْكن أو نو جنون عهد أو إِكراها‪ ،‬وث‬
‫ّتس بِبَيّنسة أو بإِقرار القرّ له أو بيميس مردودة‪ :‬صسدَق‬ ‫أمارَة كحَب ْس أو َترْسسيم وثب َ‬
‫بيمينه‪ ،‬ما ل تُقَم بيّنة بلفه‪ .‬وأما إذا ادّعى الصب بلوغا بإِمْناء مكن‪ ،‬فيصدق ف‬
‫ّفس ببنّةٍ عليسه وإن كان غريبا ل يُعرف وهسي‬ ‫ذلك ول يُحلّف عليسه‪ ،‬أو بِسسنَ‪ :‬كُل َ‬
‫سوَةٍ بولدتَ هِ يوم كذا‪ :‬قُبِلَن ويَثبُت ب نّ السنّ تبعا كما‬ ‫رجلن نعم‪ :‬إن شهد أرب عُ نِ ْ‬
‫قاله شيخنا‪.‬‬

‫(وشرط فيه) أي الِقرار (لفظ) ُيشْعر بالتزا مٍ بق (كعليّ) أو (عندي كذا) لزيد‪،‬‬
‫ولو زاد‪ :‬فيما أظن أو أحسب‪ :‬لغا‪ .‬ث إن كان القرّ به مُعيّنا‪ :‬كلزيد هذا الثوب‪ ،‬أو‬
‫ضمّ إليه شيء ما يأت‪ :‬كعندي‪ ،‬أو‬ ‫خذ به أو غيه كله ثوب أو ألف‪ :‬اشترط أن ي ُ‬
‫حمَل العَيْن على أدن‬ ‫عل يّ‪ .‬وقوله عل يّ أو ف ذمت للدين‪ ،‬ومعي أو عندي للعي وُي ْ‬
‫َفس (و) ك (نعسم)‪ ،‬وبلى‬ ‫الراتسب‪ ،‬وهسو الوَديعَة‪ ،‬فَيُقْبسل قولُه بيمينسه فس الرّدّ والتل ِ‬
‫و صدقت‪( ،‬وأبرأْتَ ن) م نه‪ ،‬أو أَبرئْ ن م نه‪( .‬وقضي ته لواب أل يس ل) عل يك كذا؟‬
‫(أو) قال له (ل عل يك كذا) من غ ي ا سْتِفهام‪ ،‬لن الفهوم من ذلك‪ :‬ا ِلقْرار‪ .‬ولو‬
‫قال اقْ ضِ اللْ فَ الذي ل عليك‪ ،‬أو ُأخْبِرْ تُ أن ل عليك ألفا فقال نعم‪ ،‬أو أمهلن‪،‬‬
‫أو ل أنكر ما تدعيه‪ ،‬أو حت أفتح الكيس‪ ،‬أو أجد الفتاح أو الدراهم مثلً‪ :‬فِإقْرار‬
‫حي ثُ ل ا سِْتهْزا ُء فإِ نْ اقْتَرَ نَ بوا ِحدٍ م ا ذ كر قرينَة ا ستهزاء‪ :‬كإِيرادِ كلمِه بن حو‬
‫ضحِكٍ وهزّ رَأسِهِ ما يدل على الت ْعجُب والِنكارِ‪ :‬أي وثََبتَ ذلك كما هو ظاهر ل‬ ‫َ‬

‫‪209‬‬
‫ب البَيْعِ إقرارٌ بالِلكِ والعارِيَةِ والِجارَةِ بلكِ الَنْفَعة‪،‬‬
‫يكن به مُقِرّا على العتمد‪ .‬وطَلَ ُ‬
‫لكن تعينها إل القرّ‪ .‬وأما قوله ليس لك عليّ أكثب من ألف‪ ،‬جوابا لقوله ل عليك‬
‫ألف أو نتحاسَب أو اكتبوا لزيد علي ألف درهم أو اشْهدوا عليّ بكذا أو با ف هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬فل يس بإِقرار بلف ُأ ْشهِدَ كم‪ ،‬مضافا لنف سه‪ .‬وقوله ل ن ش هد عل يه هو‬
‫عد ٌل فيما َشهِدَ به إِقرار‪ :‬كإِذا شهد عل يّ فلن بائة أو قال ذلك فهو صادق‪ ،‬فإِنه‬
‫إقرار وإن ل يشهد‬

‫(و) شرط (ف مقرَ به أن ل يكون) ملكا (لقرّ) حي يقرّ‪ ،‬لن ا ِلقْرارَ ليس إزال ًة‬
‫عن الل كِ‪ ،‬وإنّ ما هو إخْبارٌ عن كونِه ملكا للمُقِرّ له إذا ل يَ ْكذِبْه‪ .‬فقوله داري أو‬
‫ثو ب أو داري ال ت اشتريت ها لنف سي لز يد‪ ،‬أو دي ن الذي على ز يد لعمرو‪ :‬ل غو لن‬
‫الضا فة إل يه تقت ضي اللك له‪ ،‬فتنا ف الِقْرارُ بِه لغَيْرِه‪ :‬إذ هو إقرارٌ ب قٍ سابِق‪ .‬ولو‬
‫قال مَ سْكن أو ملبو سي لز يد‪ ،‬ف هو إقرار‪ ،‬ل نه قد ي سكن ويل بس ملك غيه‪ .‬ولو‬
‫قال‪ :‬الدين الذي كتبته أو باسي على زيد لعمرو‪ :‬صح‪ ،‬أو الدين الذي ل على زيد‬
‫لعمرو‪ :‬ل يصح‪ ،‬إل إن قال‪ :‬واسي ف الكتاب عارِيَة‪ .‬ولو أقَرّ بُرّية عْبدٍ معي ف‬
‫يد غيه أو شهد با ث اشْتَراه لنفسه أو َملَكَه بوج هٍ آخر‪ :‬حَكَ مٍ بُرّيته‪ .‬ولو أشهد‬
‫أنه سيُقرّ با ليس عليه‪ ،‬فأقرّ أن عليه لفلن كذا‪ :‬لزِمه ول يْنفعَه ذلك الِشْهاد‪.‬‬

‫(و صحّ إقرارٌ من مر يض) مر ضَ َموْت (ولو لوارِث) بدَيْ نٍ أو عَيْن‪ ،‬فُيخْرِ جُ من‬
‫رأس الال وإن كذّ به بق ية الور ثة ل نه انت هى إل حالة ي صْدُق في ها الكاذِب ويتو بُ‬
‫ق فيما اسْتظهرَه‬ ‫صدْقُه‪ .‬لكنْ للوارِثِ تليفَ القرّ له على السِْتحْقا ِ‬
‫الفاجِر‪ ،‬فالظاهر ِ‬
‫شيخنا خلفا للقفال‪ .‬ولو أقَرّ بنحو هِبَة مع قب ضٍ ف ال صّحة قبل‪ ،‬وإن أَ ْطلَق أو قال‬
‫فس عَيْن عُرْف أناس مِلْكسه هذه ملك لوراثسي نزل على حالة الرض‪ .‬قاله القاضسي‪.‬‬
‫فيتو قف على إجازَة بقيّ ة الوَرَ ثة‪ :‬ك ما لو قال وهب ته ف مر ضي‪ .‬واختار ج ع عدم‬
‫قبوله إن اتم لفساد الزمان‪ ،‬بل قد تُ ْقطَعُ القرائِن ب َكذِبه‪ ،‬فل ينْبغي لن يشى ال أن‬

‫‪210‬‬
‫يقضي أو يفت بالصحة‪ ،‬ول شك ف يه إذا علم أن قصده الرمان‪ .‬وقد صرح جع‬
‫بالر مة حينئذٍ‪ ،‬وأ نه ل ي ل للمقِرّ له أ ْخذُه‪ ،‬ول يقدم إقرارِ صحةٍ على إقرارُ مر ضٍ‬
‫(و) صحّ إقرارٌ (بجهول) كشيء أو كذا‪ ،‬فيطلب من القرّ تفسيه فلو قال له عليّ‬
‫ض ورَدّ سل ٍم ونَسٍ ل يُقْتن كخنيرٍ‪ .‬ولو‬ ‫شيءٌ أو كذا قبل تفسيه بغي عيادة الري ِ‬
‫قالَ لَهُ عليّ ما ٌل قبل تَفْسيِه ِبمُتَموّل وإن قال ل بَِنجِس ولو قالَ هذه الدار وما فيها‬
‫لفلن صح‪ ،‬واستحقّ جيعَ ما فيها وقت الِقرارِ‪ .‬فإِن اختلفا ف شيء أهو با وقته؟‬
‫صدّق الُقِرّ‪ ،‬وعلى القَرّ له البيّ نة‪( .‬و) صح إقرار (بن سب أل قه بنف سه)‪ :‬كأن قال‬
‫هذا ابن (بشرط إِمكان) فيه بأن ل يكذبه الشرع والس بأن يكون دونه ف السن‬
‫بز من ي كن ف يه كو نه اب نه‪ ،‬وبأن ل يكون معروف الن سب بغيه (و) مع (ت صديقٍ‬
‫مُسْتَلحَق) أهل له فإِن ل يُصدّقه أو سَكَت‪ :‬ل يثبت نسبُه إل ببيّنة‪( .‬ولو أقرّ ببيعٍ أو‬
‫هِبَة وقب ضٍ وإقبا ضٍ) بعد ها (فاد عى ف سادهُ ل يق بل) ف دعواه ف سادُه‪ .‬وإن قال‬
‫حمَلُ على ال صّحيح‪ .‬نعم‪ :‬إن قَطَع‬ ‫أقْ َررْ تُ لِظَنّي ال صّحة‪ ،‬لن السم عند الِطْل قَ ُي ْ‬
‫سدْقِه كبدَوي َجلِف فينبغسي قبول قوله‪ .‬كمسا قاله شيخنسا وخرج‬ ‫ظاهِرَ الالِ بِص ِ‬
‫بِإقْباضسٍ‪ :‬مسا لو اقْتَصسَر على الِب َة‪ ،‬فل يَكون مُقِرا بِإقْباض‪ .‬فإِن قال ملكهسا مُلكا‬
‫ليسس‬
‫تليفس الُقِرّ له أنسه َ‬‫ُ‬ ‫لزِما وهسو يعرف معنس ذلك‪ :‬كان مقرا بالِقباض‪ ،‬وله‬
‫فاسِدا لِمكان ما َيدّعيه‪ ،‬ول تَقَبْل ببيّته‪ ،‬لنه كذبا بإِقراره فإِن نكل حلف الُقِرّ أنه‬
‫كان فاسدا وبطل البَيْع أو الِبَة‪ ،‬لن اليمي الردودة كالِقرار‪ .‬ولو قال هذا لزيد بل‬
‫لعمرو‪ ،‬أو غ صَبْت من زيد بل من عمرو‪ :‬سلم لزيد سواء قال ذلك متصلً با قبله‬
‫حقّ آدمي وغرم بدله‬ ‫أم مُنْفصلً عنه‪ ،‬وإن طال الزمن‪ ،‬لمْتِناع الرّجوع عن الِقْرارِ ِب َ‬
‫لعمرو‪ .‬ولو أَقرّ بِشيءٍ ث أقَرّ ببْعضِه د خل ال قل ف الك ثر‪ .‬ولو أ قر َبدَيْ نٍ ل َخرَ ث‬
‫ادّعى أداءَه إليه وأنّه نَسِي ذلك حالة الِقرار‪َ :‬سمِ ْعتُ دعواه للتحليف فقط‪ .‬فإِن أقامَ‬
‫بيّن ًة بالَداء‪ :‬قُبِلَت على ما أفْت بِه بعضهم لحْتِمال ما قاله كما لو قال ل بيّنة ل ث‬
‫أتى ببيّنة تُسمع‪ .‬ولو قال ل حق ل على فلن ففيه خلف‪ .‬والراجحُ منه أنه إن قال‬

‫‪211‬‬
‫فيما أظن أو فيما أعلم ث أقام بينة بأن له عليه حقا قُبلَت‪ ،‬وإن ل يقل ذلك ل تُقْبَل‬
‫ببينته إِل إن اعتذر بنحو ِنسْيانٍ أو غلطٍ ظاهر‪.‬‬

‫بابٌ ف الوصيّة‬

‫هي لغة الِيصال‪ :‬من وَ صّى الشيء بكذا وَ صََلهُ به‪ ،‬لن الو صّي وصل خي دُنيا ُه‬
‫خيِ عُقْباه‪ .‬وَشَرْعا تََبرّع ِبحَ قَ مضا فٍ لا بعدَ الوْت‪ .‬وهي سنّةٌ مُو َءكّدة إجْماعا‪.‬‬
‫ِب َ‬
‫صحّة فمرض أف ضل‪ ،‬فينْبَ غي أن ل يغْفَلَ عنْ ها ساعة‪ :‬ك ما‬ ‫وإن كا نت ال صّدقة بِ ِ‬
‫صَ ّرحَ به الب الصحيح "ما حق أمْرىءٍ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلة أو ليلتي‬
‫ْروفس شَرْعا إل ذلك‪ ،‬لن‬ ‫ُ‬ ‫إل ووصسيته مكتوبسة عنسد رأسسه" أي مسا الزم أو الع‬
‫الِن سان ل يدري م ت يفجؤه الوت‪ .‬وتُكرَه الزيادة على الثلث إن ل يَقْ صِد حِرْمان‬
‫ورَثَتِه‪ ،‬وإل َحرُمَت‪.‬‬

‫(تصح وصيّة مُكَلّفٍ ُحرَ) مُختارٍ عنْد‪ ،‬الوصِيّة‪ ،‬فل تصح من صب ومنونٍ ورقي ٍق‬
‫ولو مكاتِبا ل يأذن له السيّد ول مِن مُكْره والسّكران كالُكَلّف‪ .‬وف قول تصح من‬
‫جدٍ ومصالِه‪ ،‬وتمل عليهما عند الِطلق‪ :‬بأن‬ ‫سِ‬‫صب ميّز (لهة حُلّ)‪ :‬كعِمارَة م ْ‬
‫قال أوْ صَْيتُ به للم سْجدِ ولو غ ي ضرور ية عملً بالعرف‪ .‬وي صْ ِرفُه الناظِر للَهَم‬
‫والَ صْلَحِ باجْتهادِه‪ .‬وهي للكَعْبَةِ وللضّريح النّبويّ تُ صْرفُ لصالِحهما الا صّة بما‬
‫كترمي مٍ ما‪ ،‬و هي من الكع بة دون بق ية الرم‪ ،‬وق يل ف الول ل ساكي م كة‪ .‬قال‬
‫شيخنا‪ :‬يظهر أخذا ما قالوه ف النذر للقَبْر العروف برجان صحة الوَصِيّة كال َوقْفِ‬
‫خدِمونَه أو‬
‫لضَري حِ الشيخ الفلن‪ ،‬وتُصْرَفُ ف مصال قبِه والبناءَ الائز عليه ومن َي ْ‬
‫يَقْرأونَس عليسه‪ .‬أمسا إذا قال للشيسخ الفلنس ول يَْن ِو ضَريَه ونوه‪ :‬فهسي باطلة‪ .‬ولو‬
‫أوصى ل سْجدٍ سيُبن‪ :‬ل تصح‪ ،‬وإن بُن قبل موته إل تبعا‪ ،‬وقيل تبْطُل فيما لو قال‬
‫أردت تليكه وكعِمارَةٍ نو قُبّة على قَبْر ن و عال ف غي م سْبَلةً‪ .‬ووقع ف زيادات‬

‫‪212‬‬
‫العبادي‪ :‬ولو أو صى بأن يُدفَن ف بي ته بَطُلت الوَ صِيّة‪ .‬وخَرَ جَ ب هة حَل‪ :‬ج هة‬
‫ج فيها وكتابة نو توراةٍ وعلمٍ مُحرّمٍ‪.‬‬‫العْصية كعِمارَة كنيسة وإسْرا ٍ‬

‫سّة يَقينا‪ ،‬فتصسح لم ٍل انفصسل وبسه حياة‬ ‫(و) تصسح (لمسل) موجودٍ حالَ الوص ي‬
‫مستقِرّة لدون ستة أشهر من الوصية أو لربع سني فأقل ول تكن الَرْأة فراشا لزوج‬
‫أو سيد وأمْكَن كو نُ الَمل منه‪ ،‬لن الظاهِرَ وجودَه عندها لنُ ْدرَة وَطْء الشّبْهة وف‬
‫تقدير الزنا إساءَة ظَن با‪ .‬نعم‪ :‬لو ل تكنُ فِراشا قط ل تصح الوَصِيّة قَطْعا ل لِحمْلٍ‬
‫حدُث وإن َحدَث قبل موتِ الوصي‪ :‬لنا تليك‪ ،‬وتليك العدومِ متنع‪ ،‬فأشْبَهت‬ ‫سََي ْ‬
‫ال َوقْ فَ على من سَيولَد ل هُ‪ .‬نعم‪ ،‬إن جعل العدو مَ تَبَعا للمَوجودِ كأن أوصى لولدِ‬
‫ز يد الوجود ين و من سيحدثُ له من الولد صحّت ل م تبعا‪ ،‬ول لغ ي معيّ ن فل‬
‫ت صِحّ لحد هذين‪ .‬هذا إذا كان بلفظ الوصِيّة‪ ،‬فإِن كان بلف ظٍ أعطوا هذا لحدها‪:‬‬
‫صح‪ ،‬لنه وصية بالتمليك من الوصى إليه‪.‬‬

‫(و) ت صح (لوارث) للمو صي ( مع إجازة) بق ية (ورث ته) بعدَ موْت الو صي وإن‬
‫كانت الوصية ببعض الثلث ول أثر لِجازتم ف حياة الوصي‪ :‬إذ ل حقّ لم حينئذٍ‪،‬‬
‫واليلة ف أ ْخذِه من غ ي توقّف على إجازَة أن يو صي لفلن بألف‪ :‬أي و هو ثل ثه‬
‫فأقل إن تبع لولده بمسمائة‪ ،‬أو بألفي كما هو ظاهر‪ .‬فإِذا قبل وأدّى للِبن ما‬
‫شرط عليه‪ .‬أ َخذَ الوصية‪ ،‬ول يشارِك بقية الوَرَثة الِبن فيما حَ صَل له‪ .‬ومن الو صِيّة‬
‫له إِبْراؤه وهِبََت هُ وال َوقْ فُ عليه‪ .‬نعم‪ ،‬لو َوقَف عليهم ما َيخْرُ جُ من الثلث على قَ ْدرِ‬
‫نَ صيبهِم نَ َفذَ من غ ي إجازَة‪ ،‬فل يس ل م نَقْضُه‪ .‬والوَ صِيّة ل كل وار ثٍ بِ َقدْرِ حِ صّتِهِ‬
‫كنصسف وثلث لغسو لنسه يسستحقه بغيس وصسية‪ ،‬ول يأثَم بذلك‪ .‬وبعيس هسي َقدْرُ‬
‫ل بواحدٍ صحيحة إن‬ ‫حِ صّتِه‪ :‬كأن ترك ابن ي وقنا ودارا قيمته ما سواء‪ ،‬فخ صّ ك ً‬
‫أجازا‪ .‬ولو أو صى للفقراء بش يء ل َيجُزْ للو صِي أن يع طى م نه شيئا لور ثة ال يت‪،‬‬
‫ولو فقراء كما ن صّ عليه ف الم وإنا تصح الوصية (بأعطوه كذا)‪ ،‬وإن ل يقل من‬

‫‪213‬‬
‫ما ل أو وَهَبْتَه له أو جَ َعلْتَ هُ له (أو هو له بعد موت) ف الرب عة‪ ،‬وذلك لن إضافة‬
‫كل منها للموت صَيّرتْها بعن الوَ صِيّة (وبأوْ صَْيتُ له) بكذا وإن ل يقل بعد موت‬
‫لوضع ها شرعا لذلك‪ .‬فلو اقت صر على ن و وهب ته له‪ :‬ف هو هَِبةً ناجِزَة‪ ،‬أو على ن و‬
‫ادفعوا إل يه من مال كذا أو أعطوا فلنا من مال كذا‪ :‬فتوك يل يرت فع بن حو الوت‬
‫ولي ست كنا ية و صية‪ ،‬أو على جعل ته له‪ :‬احْتمَلَ الوَ صِيّة والِبَة‪ ،‬فإِن عُلِمَت ني ته‬
‫سةً للفقراءِ‪.‬‬
‫لحدَهِمسا‪ ،‬وإل بَطُل‪ ،‬أو على ثلث مال للفقراء ل ي كن إقرارا ول وَصِيّ‬
‫قال شيخنا‪ :‬ويظهر أنه كناية وَ صِيّة‪ ،‬أو على هو له فإِقرارٌ‪ ،‬فإِن زاد من مال فكناية‬
‫و صية‪ .‬و صرح ج ع متأخرون ب صحة قوله لدي نة إن مُتّ فأعْ طِ فلنا دي ن الذي‬
‫عليك أو فَفرّقه على الفقراء‪ ،‬ول يُقْبل قوله ف ذلك‪ ،‬بل ل بد من بينة به‪ .‬وتنعقد‬
‫بالكناية‪ :‬كقوله عينت هذا له‪ ،‬أو ميزته له‪ ،‬أو عبدي هذا له‪ .‬والكتابة كناية فتنعقد‬
‫با مع النية‪ ،‬ولو من نا ِط قٍ إن اعتَر فَ نُطقْا ُهوَ أو وارِث هُ بنيّ ِة الوَ صِيّة با ول يَكفي‬
‫ظ الذكورةَ من الوصي (مع قبولِ) موصى‬ ‫هذا خطي وما فيه وَصِيّت‪ ،‬وتصح باللْفا ِ‬
‫ت موصٍ) ولو بتراخٍ‪ ،‬فل يصح‬ ‫له (معي) مصور إن تأهل‪ ،‬وإل فنحو ولِيّه (بعد موْ ِ‬
‫القبولُ كالر ّد قبل موت الوصي‪ ،‬لن للموصي أن يرجع فيها‪ .‬فلمن ر ّد قبل الوت‬
‫القبول بعده‪ ،‬ول ي صح الردّ ب عد القبول‪ .‬و من صسريح الرد‪ :‬رددت ا‪ ،‬أو ل أقبل ها‪.‬‬
‫ومسن كنايتسه‪ :‬ل حاجسة ل باس‪ ،‬وأنسا غنس عنهسا ول ُيشْتَرط القبول فس غيس معيس‬
‫كالفقراء‪ ،‬بسل تلزم بالوت‪ ،‬ويوزُ ا ِلقْتصسارُ على ثلثةٍ منهسم‪ ،‬ول يبس التّسسْوية‬
‫بينهم‪ .‬وإذا قَبِلَ الوصى له بعدَ الوْت بأ نَ به أي بالقبول الل كَ ل هُ ف الوصي به من‬
‫الوت‪ :‬فيحكم بترتّب أحكا مَ ا ُللْ كِ حينئذٍ من وجو بِ نَفَقَ ٍة وفِطْرة والفوز بالفوائِد‬
‫الاصِلة وغي ذلك‪.‬‬

‫(ل) تصح الوَصِيّة (ف زاِئدٍ على ثلث ف) وَصِيّة َوقَعت ف ( َمرَضٍ ُمخَوفٍ) لتَ َولّد‬
‫ا َلوْت عن جنسه كثيا (إن رده وارِث) خاص ُمطْلق التصرف‪ ،‬لنه حقّه‪ ،‬فإِن كان‬

‫‪214‬‬
‫ف فإِن َت َوقّعَت أهْلَيتّه عن قُرْب‪َ :‬وقَف إليها‪ ،‬وإل َبطُلَت‪ ،‬ولو أجا َر‬‫غي مُطْلقِ التّصرّ ِ‬
‫بعض الوَرثة فقط‪ :‬صحّ ف َقدْر حِ صّته من الزائِد وإن أجا َز الوارِث الهل فإِجازتَه‬
‫تنفيذٌ للوَصيّة بالزائِد والخوف‪ :‬كإِ سْهالٍ متتابِع‪ ،‬وخرو جُ الطعا مِ بِشدّة ووَجَع‪ ،‬أو‬
‫ضوٍ شريف‪ ،‬كالكَبِد‪ ،‬دون الَبوَا سِي‪ ،‬أو بل استِحالَة‪ ،‬وحِمى مُطْبقة‪،‬‬ ‫مع دَم من ع َ‬
‫وكطَلْ قِ حامِل‪ ،‬وإن تكَرّرت وِلدتا‪ ،‬لِعِظَ مِ خَطَره‪ ،‬ومن ث كان موتُها منه شهادةً‬
‫ب ريح ف حقّ راكبِ سفينة‪ ،‬وإن‬ ‫وبقاء مَشيَمة والتِحامَ قتال بي متكافئي واضْطِرا َ‬
‫أحسن السباحة وقَرُب من الب وأما زَمَ نُ الوباء والطاعون فتصرف الناس كلهم فيه‬
‫مسوبٌ من الثلث‪ .‬وينْبَغي لِمَن َورَثَتَه أغْنِياءَ أو فُقراء أن ل يوصي بزاِئدٍ على ثلث‪،‬‬
‫والحْ سَنُ أن يُنْقِ صَ مِنْ هُ شيئا‪( .‬ويعتب م نه) أي الثّلث أيضا (عِتْ قٌ ُعلّق با َلوْت) ف‬
‫ْقفس وَهِبَة) وإبْراء‪ .‬ولو اختلف‬
‫الصسحّة أو الَرض (و) تسبع نزس فس مرضسه‪َ ( .‬كو ٍ‬ ‫ِ‬
‫الوارِ ثُ والّتهِ بُ‪ :‬هل الِبَة ف الصحة أو الرض؟ صدق الُّتهِ بُ بيمينه لن العي ف‬
‫يده‪ .‬ولو وُهِ بَ ف ال صّحة وُأقْبِ ضَ ف الرض‪ ،‬اعتب من الثلث‪ .‬أما الُْنجَز ف صحته‬
‫حجّة السلم‪ ،‬وعِتْ قُ الُ سْتَ ْولَدة‪ ،‬ولو ادّعى الوارِ ثُ مَوتَه‬
‫فُيحْسب من رأس الال‪ ،‬ك ُ‬
‫ف مَر ضٍ تبّعه والتبَرّع عليه شفاءه وموتَه من مر ضٍ آخر أو فْجأة‪ ،‬فإِن كان موّفا‬
‫ع التّصرفِ ف الصحة أو ف الرض‪،‬‬ ‫صدَق الوارِث وإل فالخَر‪ .‬ولو اختلفا ف وُقو ِ‬
‫صدق الَُتبّع عليه‪ ،‬لن الصل دوام الصحة‪ ،‬فإِن أقاما بينتي ُقدّمت بينة الرض‪.‬‬

‫سمُ حِ صّة كل دا ٍر‬ ‫[فرع]‪ :‬لو أو صى ليا نه فلربع ي دارا من كل جا نب فَيُقْ ِ‬


‫على عددِ سكانا‪ ،‬أو للعلما ِء فلمحدّ ثٍ يعرف حال الراوي قوّة أو ضدّ ها والروي‬
‫صحة وضد ها‪ ،‬ومف سر يعرف مع ن كلّ آ ية و ما أرُيدَ ب ا‪ ،‬وفقي هٍ يعرف الحكام‬
‫الشرعية نصّا واسْتِنباطا‪ .‬والراد هنا من حصل شيئا من الفقه‪ ،‬بيث يتأهل به لفهم‬
‫ف ولُ َغوِ يٌ ومتَكلّم ويكفي ثلثة من أصحاب العلوم‬ ‫باقيه‪ ،‬وليس منهم نويّ وصر ٌ‬
‫الثلثة أو بعضها‪ .‬ولو أوصى لعلم الناس اخت صّ بالفُقْهاء‪ ،‬أو للقُرّاءِ ل يُعْ طَ إِل من‬

‫‪215‬‬
‫َيحْفَظ ك ّل القُرآن عن َظهْر قَلْب‪ ،‬أو لَ ْجهَ ِل النّا سِ صَرْف لعُبّا ِد الوَثَن‪ ،‬فإن قال من‬
‫سبّ الصّحابَة وَيدْخُل ف وَصِيّة الفُقَراء والساكي وعَكَسَه‪ ،‬وُيدْخُل‬ ‫السْلِمي فمن ي ُ‬
‫ب ز يد كلّ قر يب‪ ،‬وإن كان بَعُد‪ ،‬ل أ صْل وفر عٍ‪ ،‬ول َتدْخُل ف أقارِ بِ‬ ‫ف أقارِ ِ‬
‫نف سه َورَث ته (وتَبْ ُطلُ الوَ صِيّة الُعَلّ قة بالوت) ومِثْلُ ها تََبرّ عٌ ُعلّ قَ بالوْت‪ ،‬سواء كان‬
‫ع فيها‪ ،‬كالِبَة‪ ،‬قبل القَبْض‪ ،‬بل أول‪.‬‬ ‫التعليق ف الصحة أو الرض‪ ،‬فللموصي الرجو ُ‬
‫ومن ث ل يرجع ف تبع نزَهُ ف مَ َرضِه‪ ،‬وإن اعتَبَر من الثلث (برجوع) عَن الوَصِيّة‬
‫صحّةُ تعلي قِ الرّجوع فيها‬ ‫(بنحو نقضِتها)‪ ،‬كأبْ َطلْتُها أو رَدَدْتُها أو َأزَلْتُها‪ .‬والوجَه ِ‬
‫على شرط لِجوَازِ التعل يق في ها‪ ،‬فأول ف الرّجوع عَنْ ها (و) بن حو (هذا لوارِ ثي) أو‬
‫مياثٌ عن‪ ،‬سواء أَنسِي الوَصِيّة أم َذكَرَها‪.‬‬

‫(وسئل) شيخنا عما لو أوصى له بثلث مالِه إل كُتُبه‪ ،‬ث بعد مدّة أوصى له بثلث‬
‫مالِه ول يَ سْتثنِ‪ :‬هل يع مل بالول أو بالثان ية؟‪( .‬فأجاب) بأن الذي يظ هر الع مل‬
‫بالول‪ ،‬لنا ن صّ ف إخراج الكتب‪ ،‬والثانية متملة إنه ترك الِستثناء فيها لتصريه‬
‫به ف الول‪ ،‬وأ نه تر كه إبطالً له‪ ،‬والن صب مقدّ مٌ على الحت مل (و) بن حو (ب يع‬
‫َورَهْن) ولو بل قبولٍ (وعر ضٍ عليه) وتوكي ٍل فيه (و) نو (غِرا سِ) ف أر ضٍ أوصى‬
‫ض الرْ ضِ‪ ،‬اخْتَ صّ الرَجو عَ‬
‫ب ا‪ ،‬بلف زَرْعِه بِ ها‪ .‬ولو اخْتَ صّ نَحْو الغِرا سِ بِبَعْ ِ‬
‫بَحلّه‪ .‬وليس من الرجوع إنكارُ الوصي الو صِيّة إن كا نَ لِغَرض‪ .‬ولو أوصى بشيء‬
‫لز يد ث أو صى به لعمرو‪ ،‬فل يس رجوعا‪ ،‬بل يكون بينه ما ن صفي‪ .‬ولو أو صى به‬
‫لثالث كان بين هم أثلثا‪ ،‬وهكذا‪ .‬قاله الش يخ زكر يا ف شرح الن هج‪ .‬ولو أو صى‬
‫لزيد بائة ث بمسي فليس له إل خسون‪ ،‬لتضمن الثانية الرّجوعَ عن بعض الول‪،‬‬
‫قاله النووي‪.‬‬

‫ص َدقَةٌ) عنْه‪ ،‬ومِنْها وق ٌ‬


‫ف‬ ‫(مطلب)‪ ٌ:‬ف الِيصاء (وتَنْفَ عُ مَيْتا) مِ نْ وارِ ثٍ وَغَيْرِ هِ ( َ‬
‫سجِدٍ‪ ،‬وحَفْرِ بِئْرٍ‪ ،‬وغَرْ سِ َشجَرٍ مِنْ هُ ف حَيَاتِه أو من غيه‬ ‫صحَفٍ وغيِه‪ ،‬وبناءُ مَ ْ‬
‫لِ ْ‬

‫‪216‬‬
‫عنه بعد موته (ودعاء) لهُ إجْماعا‪ .‬وصحّ ف الب "أن ال تعال يرفع درجة العبد ف‬
‫النسة باسستغفار ولده له" وقوله تعال‪{ :‬وأن ليسس للِنسسان إل مسا سسعى} عام‬
‫صدّق‪ .‬قال‬ ‫م صوص بذلك وق يل منْ سوخ‪ .‬ومع ن نَفعِه بال صّدقة أ نه يَ صيُ كأَنّ هُ تَ َ‬
‫الشافعسي رضسي ال ع نه وواسسع فضسل ال أن يُثيبَس التصسدّقَ أيضا‪ .‬ومسن ثس قال‬
‫أصحابنا‪ :‬يُسَنّ له نيّة الصّدقة عن أبويْه مثلً‪ ،‬فإِنه تعال يثيبهما ول يُنقِ صُ من أَجْر هِ‬
‫شَيْئا‪ .‬ومع ن نَفْعِه بالدّعاء‪ ،‬حُ صولُ ا َلدْعوّ بِه لَ هُ إذا ا سْتُجيبَ‪ ،‬وا سْتِجابَتَهُ مَحْض‬
‫فضلٌ من ال تعال‪ .‬أما نفسُ الدعا ِء وثوابُه فهو للداعي‪ ،‬لنه شفاعَة أَ ْجرُها للشّافعِ‪،‬‬
‫ومق صودها للمَشْفوع له‪ .‬نعسم‪ ،‬دُعاءُ الولد ي صل ثَواب هُ‪ ،‬نف سه للوالد اليْت‪ ،‬لن‬
‫عمل ولده لتسبّبه ف وجودِه من جلة عَملِه‪ ،‬كما صرح به خب "ينقطع عمل ابن‬
‫آدم إل من ثلث" ث قال‪" :‬أو ولد صال‪ ،‬أي م سلم‪ ،‬يد عو له" ح ل دعاءه من‬
‫عمسل الوالد‪ .‬أمسا القراءة فقسد قال النووي فس شرح مسسلم‪ :‬الشهور مسن مذهسب‬
‫الشافعي أنه ل يصل ثوابا إل اليْت‪ .‬وقال بعضُ أصْحابنا يصِل ثوابَها للميْت ُبجَرّد‬
‫صدَه ب ا‪ ،‬ولو بعد ها‪ ،‬وعل يه الئِ مة الثل ثة واخْتَارَ ُه كثيون من أِئمّتِ نا‪ ،‬واعََتمَدَ هُ‬‫ق ْ‬
‫السّبكي وغيِه‪ ،‬فقال‪ :‬والذي دَلّ عليه الب بالِسْتِنباط أن بعضَ القُرآن إِذا قَصد به‬
‫نَفْ عُ اليْت نَفَعَ هُ وبي ذلك‪ ،‬وحل جع عدم الوصول الذي قاله النووي على ما إذا‬
‫قرأ ل بضرةِ الَيْت ول ين ِو القار يء ثوا بَ قراءَتِه له أو نوا هُ ول يد عُ‪ .‬و قد ن صّ‬
‫الشاف عي وال صحاب على ندب قراءةِ ما تي سّر ع ند ال يت والدعاءِ عِقْبَ ها‪ ،‬أي ل نه‬
‫َهس ب َركَ ُة القِراءة‪ :‬كاليّ الاضِر قال ابسن‬ ‫ْتس تنال ُ‬
‫حينئذٍ أرْجسى للِجابسة‪ ،‬ولن الَي َ‬
‫الصلح‪ :‬ويَنْبَغي الزْمُ بنَفْع‪" :‬اللهم أوصل ثواب ما قرأَته" أي مثله‪ ،‬فهو الراد‪ ،‬وإن‬
‫ل يصرح به لفلن‪ ،‬لنه إذا نفعه الدعاء با ليس للداعي فماله أول‪ .‬ويري هذا ف‬
‫سائر العمال من صلة وصوم وغيها‪.‬‬

‫باب الفرائض‬

‫‪217‬‬
‫سمَةَ الواريث َجمْع فَريضَة‪ ،‬بَعْنَى مَفْروضَه‪ .‬والفَرْ ضُ لُغَةَ التقْدير‪،‬‬‫أي مَسائِ َل قِ ْ‬
‫وشَرْعا هُنا نَصيبٌ مُقَ ّدرٌ للوارِث‪ ،‬و ُهوَ ِمنْ الرّجالِ عشرة‪ :‬ابن‪ ،‬وابنه‪ ،‬وأب‪ ،‬وأبوه‪،‬‬
‫وأخ مُطْلَقا‪ ،‬وابنه‪ ،‬إل من الم‪ ،‬وع مّ‪ ،‬وابنه‪ ،‬إل للم‪ ،‬وزو جٌ وذو وَلءٍ‪ .‬من النساء‬
‫تسع‪ :‬بنت‪ ،‬وبنت ابن‪ ،‬وأم‪ ،‬وجدّة‪ ،‬وأخت‪ ،‬وزوجةٌ وذا تُ وَلءً‪ ،‬ولو فَ َقدْ ال َورَثَة‬
‫كلّهم فأَ صْلُ الذْهَب أنه ل ُي َورّث ذوو الرْحام‪ ،‬ول يُ َردّ على أهْلِ الفَرْض فيمَا إِذا‬
‫وُ ِجدَ بعضُهم‪ ،‬بل الال لبيْتِ الال‪ ،‬ث إن ل يَنْتَظِمْ الال رُدّ ما فَضُلَ عنهم عَلَْيهِمْ غي‬
‫الزوج ي بن سبة الفروض‪ ،‬ث ذوي الرحام‪ ،‬و هم أ حد ع شر‪ :‬ولد ب نت‪ ،‬وأ خت‪،‬‬
‫وب نت أخ‪ ،‬وع مّ وع مّ ل مّ‪ ،‬وخال‪ ،‬وخالة‪ ،‬وع مة‪ ،‬وأ بو أ مّ‪ ،‬وأ مّ أ ب أ مّ‪ ،‬ووَلد أخ‬
‫ل مّ‪( .‬الفرو ضُ) الُق ّدرَة ( ف كتا بِ ال) سِتّة‪ :‬ثلثان‪ ،‬ون صف‪ ،‬ور بع‪ ،‬وث ن وثلث‪،‬‬
‫و سدس‪ .‬فال (ثُلثا نُ) فَرْ ضُ أرب عة (لثن ي) فأكثَر‪ ( ،‬من بِنْت‪ ،‬وب نت ا بن‪ ،‬وأ خت‬
‫لبو ين‪ ،‬ولب‪ ،‬وع صب كل) من الب نت وب نت البو ين‪ ،‬وال خت لبو يه أو لب‬
‫ت ول ا بن ا بن ال بن‬ ‫(أخ ساوَى) له ف الرت بة والِدْلء‪ ،‬فل يع صب اب ُن الِب نِ البن َ‬
‫خ لبو ين ال خت لب ول الخ‬ ‫ب نت ا بن لِعَدَم الُ ساواة ف الرّت بة‪ .‬ول يَع صب ال ُ‬
‫لب ال خت لبو ين لعدم ال ساواة ف الِدلء‪ ،‬وإن ت ساويا ف الرت بة‪( ،‬و) ع صب‬
‫(الُخْريَيْن) أي الخت لبوين أو لب (الوْليان) وها البنت وبنت البن‪ .‬والعن‬
‫أن ال خت لبو ين أو لب مع الب نت أو ب نت ال بن تكون عُ صْبة‪ ،‬فت سْقُط أ خت‬
‫لبوين اجْتَمعت مع بنت أو بنت ابن أخا لب‪ ،‬كما يَ سْقُط الخ لب (ونصف)‬
‫فرض خسسة (لنس) أي لنس ذكرنسا حال كونِهسن (منفردات) عسن أخَواتِهنّ وعسن‬
‫سِهنّ‪( ،‬ولزوج ليسس لزوجتسه فَرع) وارث‪ ،‬ذكرا كان أو أن ثى (وربسع) فَرْ ضِ‬ ‫مَعْصِب‬
‫اثني (له) أي للزوج (معه) أي مع فرعها‪( ،‬و) ربع (لا) أي لزوجة فأكثر (دونه)‬
‫أي دو نَ فَرْع له‪( ،‬وثن لا) أي للزّوجة (معه) أي مع فرع لزوْجها‪( ،‬وثلث فرض‬
‫اثني ل مّ ليس ليْتِها فرع) وارث (ول عدد) اثنان فأك ثر (من إخوة) ذكرا كان أو‬
‫أن ثى‪( ،‬ولولدي ها) أي ولدي أ ّم فأك ثر ي ستوي ف يه الذ كر والن ثى (و سدُس) فَرْ ضُ‬

‫‪218‬‬
‫سبعة (لَ بٍ وجدَ ليتِهما فرع) وارِث (وأمّ ليتِها ذلك أو عددٌ من إخْوةٍ) وأخَوا ٍ‬
‫ت‬
‫اثنا نٌ فأكثرَ (وجدّة) أ مّ أب وأ مّ أ مّ‪ ،‬وإن علتا سواء كان معها ولد أم ل‪ .‬هذا إن ل‬
‫تدل ِبذَكر بَيْن أُنثيَيْن‪ ،‬فإِن أدْلت به كأم أب أ مّ ل ترث بصوص القرابة‪ ،‬لنا من‬
‫ذوي الرحام (وب نت ا بن فأك ثر مع ب نت أو بن تِ اب نٍ أعلى) من ها (وأخ تٌ فأك ثر‬
‫لب مع أ خت لبو ين‪ ،‬ووا حد من ولد أ مَ) ذكرا كان أو غيه (وثل ثٌ با قٍ) بعدَ‬
‫فَرْ ضِ الزوْج أو الزوْجَة (ل مّ مع أ حد زوج ي وأب)‪ ،‬ل ثلث الم يع ليأَ ُخذَ ال بُ‬
‫مثلي مسا تأخذه الم‪ .‬فإِن كانست مسع زوج وأبٌس فالسسألة مسن سستة‪ ،‬للزوج ثلَثةُ‪،‬‬
‫وللَ بِ اثنان‪ ،‬وللم واحد‪ .‬وإن كانت مع زوجةٍ وأب فالسألة من أربَعة‪ ،‬للزوجة‬
‫واحد‪ ،‬وللمّ واحد‪ ،‬وللبِ اثنان‪ .‬واسْتَبْقوا فيهما لفظ الثلث مافظة على الدب ف‬
‫موافقة قوله تعال‪{ :‬وورثه أبواه فلمه الثلث} وإل فما تأخذه الم ف الول سدُس‬
‫حجُ بُ ولد ا بن با بن أو ا بن ا بن أقرب م نه‪ ،‬و) ي جب (جدّ‬ ‫و ف الثان ية ر بع‪( .‬وَي ْ‬
‫بأب‪ ،‬و) ت جب (جدة ل مّ بأ مّ) لن ا أدلت ب ا‪( ،‬و) جدة (لب بأب) لن ا أدلت‬
‫به‪( ،‬وأ ّم بالِجاع‪( .‬و) ي جب (أخ لبوين بأب وابن وابنه) وإن نزل (و) يجب‬
‫(أخ لب بما) أي بأب وابن (وبأخ لبوين) وبأخت لبوين معها بنت أو بنت ابن‬
‫ك ما سيأت‪( ،‬و) ي جب أخ (لم بأب) وأب يه‪ ،‬وإن عل‪( ،‬وفرع) وارِ ثٍ للميّ ت‪،‬‬
‫وإِن نزل‪ ،‬ذكرا كان أو غيه‪( ،‬و) يجب (إِبن أخ لبوين بأب وج ّد وابن) وابنه‪،‬‬
‫وإن نزل‪( ،‬وأخ) لبو ين أو لب (و) ي جب (ا بن أخ لب بِهؤلءِ) ال سّتة‪( ،‬وبا بن‬
‫أخ لبوين) لنه أقوى منه‪ ،‬ويَحجب عمّ لََبوَيْن بولءِ السّبعة‪ ،‬وبابن أخ لب وعمّ‬
‫ل بٍ بؤل ِء الثمانية‪ ،‬وبع مٍ لَبوَيْن واب نِ عَ َم لبوين بؤلء الت سْعة‪ ،‬وبعم لب وابن‬
‫حجَ بُ ا بن ا بن أخ لبو ين با بن أخ‬
‫ع مّ لب بؤلء العشرة‪ ،‬وبا بن ع مّ لبو ين‪ .‬وُي ْ‬
‫لب لنه أقْرَ بُ مِنْ هُ‪ ،‬وبنات الِبن بابن أو بنتي فأكثر للمَيّت إن ل يُعَ صّب أخ أو‬
‫ا بن ع مّ‪ ،‬فإِن عُ صَِبتْ به أخَذت مَ عه الباقي ب عد ثل ثي البنت ي بالتعْصيب والخوات‬

‫‪219‬‬
‫لب بأختيس لبويسن فأكثسر‪ ،‬إل أن يكون معهسن ذك ٌر فيعَصسّبهُنّ‪ .‬ويجبس أيضا‬
‫بأخت لبوين معها بنت أو بنت ابن‪.‬‬

‫(واعلم) أن إبن الِبن كالِبن إل أنه ليس له مع البنت مثلها‪ ،‬والدّة كالم إل‬
‫ث الثُلُ ثُ ول ثلث الباقي‪ ،‬بل فَ ْرضُها دائما ال سّدُس‪ .‬والدّ كالب إل أنه‬ ‫أنا ل تَ ِر ُ‬
‫حجَ بُ بالِبْ نِ‬ ‫ت الِ بن كالبِنْ تِ إل أنّ ها ُت ْ‬‫حجَ بُ الِ ْخوَةُ لَبوْ ين أو لَ بٍ‪ ،‬وبن ِ‬ ‫ل ُي ْ‬
‫خ لبوي نِ إل أنه لَي سَ ل هُ م عَ الَخْ تِ لَبويْن مثلها‪( ،‬وما َفضْلٌ)‬ ‫والخ لَ بٍ كالَ ِ‬
‫من التّرْكَة َعمّ ن ل ُه فَر ضٌ من أ صْحابِ الفُرو ضِ (أو ال كل) أي كل التّركَة إن ل‬
‫يكن له ذو فرض (لعُ صْبة)‪ .‬وتَ سْقُط عْن َد ال سْتِغراقْ (وهي ابن ف) بعده (ابنه) وإن‬
‫سَفُل (فأب فأبوه) وإن عَل (فأخ لبوين و) أخ (لب فبنوها) كذلك (فعمّ لبويْ نِ‬
‫ب فبَنوهُما) كذلك‪ ،‬ث عمّ ال بِ ث بنوه ث عمّ الدّ ث بنوه‪ .‬وهكذا (ف) بعد‬ ‫فل ٍ‬
‫س ُة الوَلءِ‪ ،‬وهسو (مُعْتَق) ذكرا كان أو أنثسى‪( ،‬ف) بعسد الُعتسق‬ ‫س ُة النّسَسبِ عُص ْبَ‬‫عُص ْبَ‬
‫لدّ عن الخ وابْنَ ُه فمُعْتَ قُ الُعَت ُق فعُ صْبَتُه‪.‬‬
‫(ذكورُ عُ صْبَتِهِ) دون إناثِهم ويؤخّر هُنا ا َ‬
‫ت فالتّركَة لَهُ مْ (لل ّذكَرِ م ثل حَظّ الُنْثيّ ن)‬ ‫فلو اجت مع بنو نٌ وبنا تٌ أو إخوةٌ وأخوا ٌ‬
‫وفضل الذكر بذلك لخْتصاصِه بلزوم ما ل يلزَ ُم الُنْثى مِنَ الِهادِ و َغيِه‪ .‬وولدُ ابْنٍ‬
‫كوَلدٍ وأخٍ لب كأخٍ لبوين فيما ذُكر‪.‬‬

‫(ف صلٌ) ف بيا نِ أ صولِ الَ سائِل (أ صَلُ الَ سْأَلة عدَدُ الرّؤوس إن كا نت ال َورَ ثة‬
‫عَ صُبات) كثل ثة بن ي أو أعمام فأ صْلُها ثَل ثة (وقَدّر ال ّذكَرُ أُنْثَيَيْن إن اجْتَم عا) أي‬
‫ال صّنفان من نَ سَب‪ .‬ففي ابن وبنت يُقْ سَمُ التْرو كَ على ثَلثَة‪ :‬للِبْ نِ اثْنا نِ‪َ ،‬ولِلبِنْ تِ‬
‫وسسةَ وثانِيَة واثْنسا عَشَر وأرْبَعسة‬ ‫ْنانس وثَلثسة وأرْبَعةَ ِتّ‬
‫ُروضس اث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِجس الف‬
‫واحسد‪ ،‬ومار ُ‬
‫و ِعشْرونَ‪ .‬فإِنْ كانَ ف الَسَْألَ ِة فَرْضا ِن فأكْثَر اكْتَفَى عِْندَ َتمَاثُلِ ا َلخْرَجَيْنِ بِأَ َحدِهِما‪،‬‬
‫سدُسٍ‬ ‫ت َفهِيَ ِمنَ الِثنيْنِ‪ ،‬وعند تَداخِلَهما بَأكْثَرِها ك ُ‬ ‫كنِصْفَيْن ف مَسَْألَ ِة َزوْجٍ وأُخْ ٍ‬
‫وثُلُ ثٍ ف مَ سَْألَة أم َو َولَديْ ها وأخ لََبوَيْن أو لب ف هي من ستة‪ ،‬وكذا يكت في ف‬

‫‪220‬‬
‫زوجة وأبوين‪ .‬وعند توافِ ُقهِما ِب َمضْرو بٍ وِفْ قَ أَ َحدِها ف الخر‪ ،‬كسدس وُثمُن ف‬
‫مَ سْأَلة أ ّم وزوْجِ ٍة وابن‪ ،‬فهي من أرْبعةٍ و ِعشْرين‪ ،‬حاصل ضرب وفق أحدها‪ ،‬وهو‬
‫ن صف ال ستة أو الثمان ية‪ ،‬ف الخَر‪ ،‬وع ند تبايُنِه ما بضروب أحده ا ف ال خر‪،‬‬
‫كثلث ور بع ف م سألة أم وزو جة أخ لبو ين أو لب‪ ،‬ف هي من اث ن ع شر حا صل‬
‫ضرب ثلثة ف أربعة (وأصل) مسألة (كل فريضة فيها نصفان) كزوج وأخت لب‬
‫(أو نصسف ومسا بقسي)‪ ،‬كزوج وأخ لب (اثنان) مرج النصسف (أو) فيهسا (ثلثان‬
‫وثلث) كأختي لب وأختي لم (أو ثلثان وما بقي) كبنتي وأخ لب (أو ثلث وما‬
‫بقي) كأ مّ وع مّ (ثلثة) مرج الثلث (أو) فيها (ربع وما بقي) كزوجه وع مّ (أربعة)‬
‫مرج الربع (أو) فيها (سدس وما بقي) كأ ّم وابن (أو سدس وثلث) كأم وأخوين‬
‫ل مّ (أو) سدس (وثلثان) كأ مّ وأختي لب (أو) سدس ونصف كأ مّ وبنت (ستة)‬
‫مرج السدس (أو) فيها (ثن وما بقي) كزوجة وابن (أو) ُثمُن (ونصف ما بقي)‬
‫كزوجة وبنت وأخ لب (ثانية) مرج الثُمن (أو) فيها (ربع وسدس) كزوجة وأخ‬
‫لم (اث نا ع شر) مضرو بٌ وف قَ أ حد الخرجَْي نِ ف ال خر (أو) في ها (ثُم نٌ و ُسدُسٌ)‬
‫كزوجَةٍ و َجدّ ٍة وابْن (أربعة وعشرون) مضروب وفق أحدها ف الخر (وتعول) من‬
‫أُصول مَسائِل الفَرائِض ثَلثة ( سِتّة إل َعشْرَةَ) وترا وشفعا‪ .‬فعولا إل سَبْعَةٍ كَ َزوْ جٍ‬
‫وأخْتَيْن لغَيْر أ مّ‪ ،‬وإل ثانية كهم وأم‪ ،‬وإل تسعة كهم وأخ ل مّ‪ ،‬وإل عشرة كهم‬
‫وأخ آخر لمّ (و) تعول اثنا عشر إل سبعة عشر وترا فعولا إل ثلثة عشر كزوجةٍ‬
‫وأ مٍ وأخت ي لغ ي أ مّ‪ ،‬وإل خ سةِ عشرَ ك هم وأخ لم‪ ،‬وإل سبعة ع شر ك هم وأخ‬
‫آخر ل مّ (و) تعول (أربعة وعشرون لسبعة وعشرين) فقط كبِنتَي وأَبوْين وزوجة‪،‬‬
‫للبِنتَي ستّة عشر وللَبوْين ثَمانية وللزوجة ثلثة‪ ،‬وتسمى بالنبية‪ ،‬لن عليا رضي‬
‫ال عنسه كان يْطُب على منسبِ الكوفسة قائلً‪ :‬المسد ل الذي يكسم بالقس قطعا‬
‫ويزي كل نفس با تسعى وإليه الآل والرجعى‪ ،‬فسئل حينَئذٍ عن هذه السألة فقال‬
‫ارتالً‪ :‬صارَ ثَم نَ الَ ْرأَةِ ت سعا‪ ،‬وم ضى ف خِطْبَِت هِ‪ .‬وإن ا عالوا لَِيدْخُل الن قص على‬

‫‪221‬‬
‫الميع كأرْبابِ الدّيون والوَصايا إذا ضاقَ الالُ عن َقدْرِ ِحصّتِهم‪.‬‬

‫س هذا أو‬ ‫س بأوْ َدعْتُك َ‬


‫س مُحتَرم ٍ‬
‫(فصسل)‪ :‬فس بيان أحكام الوديعسة‪ .‬صسحّ إيداع ُ‬
‫اسَْتحَفْظَتَكَه‪ ،‬و ُبذْهُ مع نِيّة‪ .‬وحَرُمَ على عاجِزٍ عن حِ ْفظِ الوَديعة أ ْخذِها‪ ،‬وكَرِهَ على‬
‫ضمَ نُ وَدي عَ بإِيداع غَْيرِه ولو قاضِيا بِل إِذْ نٍ من الالِك‪ ،‬ل إن‬ ‫غَيْ ِر واثِ قٍ بأَمانَت هِ‪ .‬وَي ْ‬
‫كان لعذر كمرَضٍ وسَفَرٍ و َخوْفٍ حَرْقٍ وإشْرافِ حرز على خراب‪ ،‬وب َوضْع ف غي‬
‫حرز مثلها‪ ،‬وبنقلها إل دون حِ ْرزِ مثلها‪ ،‬وبِتَرْ كِ دفع مُتْلفاتِها كَت ْهوِيَة ثِيا بِ صوفٍ‬
‫حدِ ها‬ ‫أو تَرْ كِ لِبْ سِها ع ند حاجَتِ ها‪ ،‬وَبِعُدولِ َع نِ الِفْ ظِ الَأْمورِ به مِ نَ الالِك‪ ،‬وبِج ْ‬
‫وتأخيِ تَسْليمِها لِمالكٍ بِل ُع ْذ ٍر بعدَ طَلبِ مالِكِها‪ ،‬وبانتِفاع با كلَبْس ورُكوبٍ بِل‬
‫س فيه دراهِمٌ مودَعَة عنده وإن رُدّ إليه مِثْلَه‬ ‫غَرَضِ الالِ كِ‪ ،‬وبَأ ْخذِ ِدرْهَم مثَل مِن كي ٍ‬
‫فََيضْمَ نُ الَمي عُ إذا ل يَتمَيّ ز الدّر هم الردودُ عن البَقِيّ ة‪ ،‬لن هُ خَلطَ ها بالِ نَفْ سه بل‬
‫ضمِنَه فقط‪ .‬وصدّق‬ ‫تَمييز‪ ،‬فهو مُتَعدَ‪ ،‬فإِن تيز بنحو سِكّة أو رُدّ إليه عي الدّرهم َ‬
‫ود يع َكوَكيلٍ وشَري كْ وعام ُل قِرا ضٍ بيم ي ف دعوى رَدّ ها على مُوءْتِ نه‪ ،‬ل على‬
‫وارِثه‪ .‬وف قولِهِ ما لَكَ عندي وديعة‪ ،‬وف تلفها مطلقا‪ ،‬أو بسبب خفي كسرقة‪ ،‬أو‬
‫بظاهر كحريق عُرف دون عمومه فإِن عُرِفَ عُمومُه ل يَلِفْ حيث ل تمة‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬الكذب حَرام‪ ،‬و قد ي ب‪ :‬ك ما إذا سأل ظالِم عن وديَ عة يريدُ أخْذ ها‬
‫فَيجِ بُ إنْكارَها وإن َكذَب‪ ،‬ول هُ الَ ْل فُ عليه مع التوْرِية‪ .‬وإذا لْ يُنكِرْها ول يَمتَنِ عْ‬
‫من إِعلمِه بِها جهده ضُمِن‪ ،‬وكذا لو رَأى مَعْصوما اختفى من ظالِم يُريدُ قَتْله‪ .‬وقد‬
‫يوزُ ك ما إذا كان ل ي تم مق صودَ حر بٍ وإ صلحَ ذا تَ البَيْ نِ وإرْضا َء َزوْجَ ته إل‬
‫بالكذِب فمبا حٌ‪ ،‬ولو كان تت يدِه وَديعَة ل يَعْرِ فْ صاحِبَها وأَيس من معْ ِرفَتَ هِ بعد‬
‫ف فيه‪ ،‬وهو أه مّ مَصالِح الُ سْلمي‬ ‫الَبحْ ثِ التام صَرَفَها فيما يب على الِمام ال صّر َ‬
‫جدٍ فإِن ج هل ما ذ كر دف عه‬ ‫مُقدّما أهلُ الضرُورة و ِشدّة الاجَة ل ف بناء ن و مَ سْ ِ‬
‫ع الَعَْلمْ أوْل‪.‬‬
‫لثِقة عالِمٍ بالصالِح الواجبة التّقدي والرْوَ ْ‬

‫‪222‬‬
‫(فصل)‪ :‬ف بيان أحاكم اللقطة‪ .‬لو الْتقَ طَ شَيْئا ل ُيخْشى فَسادَهُ كنَ ْقدٍ ونُحا ٍ‬
‫س‬
‫بِ ِعمَارَةٍ أو مَفَازَةٍ عرفَه سِنَة ف الَسواقِ وأبْوابِ الساجد فإِن َظهَرَ مالِكه‪ ،‬وإلّ تلكه‬
‫بِلَفْ ظٍ َتمَلْكَت‪ ،‬وإن شاءَ بَاعَ هُ وحَفَظ َثمَنَ هُ‪ .‬أو ما ُيخْ شى فَ سادُه كهري سة وب قل‬
‫وفاكهة ورُطَبَ ل يتتمر فيتخي مُلتَقِطة بي أكله متملكا له ويُغَرّم قيَمته‪ ،‬وبيَ بَيْعِه‪،‬‬
‫ويَعْ ِرفَه بعد بَيْعِه ليتَملّك ثَمنه بعد التعريف فإِن َظهَرَ مالِكَ هُ أعطا هُ قَيمتَه إن أ َكلَه‪ ،‬أو‬
‫صحّهما ف العمارةَ وجوبه‪ ،‬وف‬ ‫ثَمنُه إن باعَ هُ‪ .‬وف التعريف بعد ا َلكْل وجْهان‪ :‬أ َ‬
‫الفازة قال الِمام‪ :‬والظا هر أ نه ل يَجِب‪ ،‬ل نه ل فائدة ف يه‪ .‬ولو و جد ببيته درها‬
‫مثلً وجوّز أنه لن يدخلونه عرّفه لم كاللّقطة قاله القفال‪ .‬ويعرّف حقي ل يعرض‬
‫عنه غالبا‪ ،‬وقيل هو دره مٌ زمَنا يظن أن فاقِدَه يُعْر ضُ عْن ُه بعدَه غالبا ويتلف ذلك‬
‫باخْتِلف الال‪ :‬فدانق ال ِفضّة حالً‪ ،‬والذّهب نو ثلثة أيام‪ .‬أما ما يُعرض عنه غالبا‬
‫كح بة زب يب ا ستبدّ به واجده بل تعر يف‪ .‬و من رأي لقْ طة فرفَعَ ها بِر ْجلِه ليعْ ِرفَ ها‬
‫ضمَنْها‪ .‬ويَجوزُ أ ْخذُ نَحو سَنابِلَ الَ صّادين الت اعْتيدَ الِعْرا ضُ عَنْها‪،‬‬ ‫وتركها ل ي ْ‬
‫ولو م ا ف يه زكاة خلفا لل ّزرْك شي وكذا ِبرَادَة الدّاد ين وك سْرَةَ الَبْزِ من رش يد‬
‫ونو ذلك ما يعرض عنه عادة‪ ،‬فيمْلِكَهُ آ ِخذُه‪ ،‬وينفذ تَصَ ّرفَه فيهِ أخْذا بظاهِر أحوال‬
‫ُمس أ ْخذُ َثمَرٍ تَسساقَطَ إن ُحوّط عليسه وسسقط داخِلَ الِدارِ‪ .‬قال فس‬ ‫السسّلف‪ .‬ويَحر ُ‬
‫الجموع‪ :‬ما سَ َقطَ خارِج الدار إن ل يُعَتدْ إباحَتَ هُ حَرُ مَ‪ ،‬وإن اعْتيدَت ُحلّ‪ ،‬عمَلً‬
‫بالعادَة السَتمِرّة الغلبة على الظنّ إباحََتهُم لَهُ‪.‬‬

‫بابُ النّكاح‬

‫و هو لُغَ ًة الضّمّ والِجْتِما عُ‪ .‬ومِنْ ُه قول م تَنا َكحَ تِ الَشْجارُ‪ :‬إذا َتمَايَلَ تْ واْنضَمّ‬
‫ضمّ ن إباحَة وَطْء بِلَفْ ظِ إِنْكاح أو تَزْوي جِ‪ ،‬و هو‬ ‫ب ْعضُ ها إل بَعْض‪ .‬وَشَرْعا عَ ْقدٌ يََت َ‬
‫طءِ على الصحيح (سنّ) أي النّكاح (لتائِق) أي مُحتاجَ‬ ‫حَقيقة ف العَقْد مُجازٌ ف الوَ ْ‬
‫للوَطْءِ وإن اشتغل بِالعِبادة (قا ِدرٍ) على مُوءْنَة ِمنْ َمهْرٍ‪ ،‬وكِسْوَ ِة فَصْلِ َتمْكيٍ‪ ،‬ونفَقَة‬

‫‪223‬‬
‫لخْبارِ الثّاب تة ف ال سّنن و قد أوْردَت جُملَة من ها ف كتا ب (إحكا مُ أحكام‬ ‫يَومِه ل َ‬
‫النكاح) ولا فيه من حفظ الدين وبقا ِء النسل‪ .‬وأما التائِق العاجِز عن الوءَن فالوْل‬
‫صوْم ل بالدواء وكُرِ هَ لعاجِز عن الؤن غي تائق‪ .‬ويب‬ ‫ل هُ َت ْركَ ُه وكسر حاجته بال ّ‬
‫بالنّ ْذرِ‪ ،‬حيث ندب‪( .‬و) سُنّ (نظر كل) من الزوجي بَ ْعدَ العَزْ مِ على النّكاح وقبل‬
‫الُطْبَة (الخر غيَ َع ْورَة) مقَ ّررَة فِي شُروطِ الصّلة‪ .‬فينظر من الُرّة وجْهها ليُعرفَ‬
‫جالا‪ ،‬وكفّيها ظهرا وبطنا ليعرف خصوبة بدنا‪ .‬ومن با رِقّ ما عدا ما بي السرة‬
‫والرك بة وه ا ينظران م نه ذلك‪ .‬ول بدّ ف ح ّل الن ظر من تيق نه خلو ها من نِكا حٍ‬
‫و ُعدّة‪ ،‬وأ نْ ل يَغْلِ بَ على ظَنّ هِ أنه ل يُجا بُ‪ .‬ونَدب لن ل يَتَيّ سَر له النّظر أن يُ ْر سِل‬
‫نو امْرَأةٍ لتَتَأمّلها وَتصِفها له‪ .‬وخرج بالنظر‪ :‬السُ‪ ،‬فيحْرُمُ إذ ل حاجة إليه‪.‬‬

‫[مهمة]‪َ :‬يحْرُ مُ على الرجل ولو شيخا ها تعمّد نظر شيءٍ من بَد نِ أَجْنَبِيّةٍ حر ًة‬
‫َتس حَدا ُتشْتَه َى فيسه ولو َشوْهاءَ أو عَجوزا وعكْسسَه‪ ،‬خِلفا للحاوي‬ ‫أو أم َة بلغ ْ‬
‫كالرافعي وإن نَظَر بِغَي َشهْوةٍ أو مع أمْن الفِتْنة على الُعْتَمدِ‪ ،‬ل ف نو مِرآة‪ ،‬كما‬
‫أف ت به غَْيرُ وا ِحدٍ وقول ال سنوي‪ ،‬تبعا للرو ضة‪ ،‬ال صّواب حل الن ظر إل الوْ جه‬
‫والكَفْي عند أمْ نِ الفِتْنة‪ :‬ضَعي فٌ‪ ،‬وكذا اختيارُ الذرعي قول َجمْع َيحِلّ نَظَرُ َوجْ هٍ‬
‫وكَفّ عجوزٍ يؤمَ نُ من َنظَرِها الفِتْنة ول َيحِل النّظَرُ إل عُنُ قِ الرّ ِة ورَأ سِها قَطْعا‪.‬‬
‫ف فِتْ نة إل المَة إل ما بَْي نَ ال سّرة‬ ‫وق يل ُيحَلّ مع الكَرَاهَة الن ظر بل َشهْوة و َخوْ َ‬
‫وال ّركْبة لنه َع ْورَتَها ف ال صّلة‪ .‬وليس من العورة الصوْتَ فل َيحْرُم سَماعُه إل إن‬
‫َخشِ يَ مِْن ُه فِتْنَة أو الَْتذّ به ك ما بثَه الزرك شي وأف ت بع ضُ الَتأَخِر ين ِبجَوازِ نَ َظرُ‬
‫ال صّغِي للِنّ ساءِ ف الوَلئِ مِ وَا َلفْراح‪ ،‬والعتمَد ع ند الشيخ ي عَد مُ جَوازِ نَظَر فَرْج‬
‫ْجس الصسّغيِ إل‬ ‫صسَغيَةٍ ل ُتشْتَهسى‪ ،‬وقيلَ يُكره ذلك‪ .‬وصسحّح التول حلّ نَظَرَ فَر َ‬
‫حوِ المّ ن ظر فرجَيْه ما وم سّه زمَ نَ‬ ‫التّمي يز‪ ،‬وجَزَم به غَيْره‪ ،‬وق يل َيحْرم‪ .‬ويوز لَن ْ‬
‫الرّضاع والتَرْبِ ية للضّرورة وللعبدِ العدْ ِل الن ظر إل سَّيدَتِه التّ صِفَة بالعَدالَة ما عدا ما‬

‫‪224‬‬
‫ب ي ال سرّة وال ّركْبَة ك هي‪ .‬ولحْرِم ولو فا سقا أو كافرا ن ظر ما وراء سرة ورك بة‬
‫منها‪ ،‬كنَ َظرِها إليْه‪ ،‬و ُلحْرِ مٍ وماثِلٍ مَ سّ ما وراء السرةِ والرّكبَة‪ .‬نعم‪ :‬م سّ ظهر أو‬
‫ساق مُحرّ مة كأمّ ه وبنْ ته وعك سه ل ي ل إِل لاجَة أو شَفَ قة‪ .‬وح يث حَرُ مَ َنظَرُه‬
‫حَرُ مَ مَ سّه بل حائِل لن هُ أبْلَ غُ ف اللّذة‪ .‬نعم‪َ :‬يحْرُم مَ سّ وجْه الجنبية ُمطْلَقا‪ ،‬وكل‬
‫ما حَرُ مَ نظرَ هُ مِنْه أو مِنْ ها متّ صِلً حَرُم نَظَر هُ مُنْفَ صِلً‪ :‬كقَلمَةِ َيدٍ أو رِجْلٍ‪ ،‬وشَعْرِ‬
‫امْرأة وعان َة رَجُل‪ ،‬فيجِب مواراتَهُمسا وتتَجسب وجوبا مُسسْلمة عسن كافِرة‪ ،‬وكذا‬
‫عفيفَةٌ عن فا سقَة ب سحاق‪ ،‬أو زِ نا‪ ،‬أو قيادة‪ ،‬وَيحْرم مضاج عة رَجُلَ ي أو امْرأَتَ ي‬
‫عارِيْي ف ثوبٍ واحد‪ ،‬وإن ل يتماسَكا أو تَباعَدا مع اتادِ الفِراشِ‪ ،‬خلفا للسّبكي‪،‬‬
‫وبَ ثَ ا سْتِثْناءِ الب أو الم ل ٍب ف يه بعيدٌ جدا وي ب التّفري قُ ب ي ا بن ع شر سني‬
‫حبّ‬ ‫ضجَع‪ ،‬وإن نظر فيه بعضهَم بالنسبة للب أو الم‪ .‬ويُ سَْت َ‬ ‫وأبويه وإخوته ف ا ِل ْ‬
‫شهْوة‪،‬‬‫تَصافُح الرّجلي أو الرأتي إذا تلقيا‪ .‬وَيحْرُم مصافحة المْرَدُ الَميلَ كنظَرِهِ ِب َ‬
‫ويُكْرَ هُ مُصاَفحَة من به عاهَة كالبْرص وال ْجذَ مِ ويوزُ نظرُ و ْج هِ الرأَة عندَ العامَلة‬
‫ببيع وغيه للحاجة إل مَعْ ِرفَتِها‪ ،‬وتَعليم ما يَجبُ تعلّمه كالفاتِحة دونَ ما يُسنّ على‬
‫الوْجُه والشّهادة تملً وأداءً لَهسا أو عَليهسا‪ .‬وتعمسد النظَر للشّهادة ل َيضُرّ‪ ،‬وإن‬
‫شهَد نَ على الوْجُ هْ (و) يُسنّ (خُطبةٌ) بضم الاء مِ نَ‬ ‫تَيَ سّر وجودُ نساءٍ أو مَحارِم َي ْ‬
‫الوَل (له) أي للنّكاح الذي هو العَ ْقدُ بأن تَكو نَ قبلَ إِيابِه‪ ،‬فل تُْندَ بُ أخْرى من‬
‫حبّ تَ ْركُها خُروجا مِ نْ خِل فِ‬ ‫الخاطَب قَبْ َل قُبوله كما صحّحه ف النهاج بل يُ سَْت َ‬
‫مَن أبْطلَ با‪ ،‬كما صَرّح به شيخنا وشيخه زكريا رحهما ال لكن الذي ف الروضة‬
‫لمْدِ‬
‫وأصلها َندْبَها‪ .‬وتُ سَنّ خطبة أيضا قَبْل الِطبة‪ ،‬وكَذا قَبْل الِجابَة‪ ،‬فَيَبْدأُ كل با َ‬
‫والثّناءِ على ال تعال‪ ،‬ث بال صّلة وال سّلم على رَسولِ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ َعلَيْ هِ و سَلم ث‬
‫لطْبَة‪ :‬جِئْتُكُم رَاغِبا ف كَريَتِكُمْ أو فتاتِكم وإن‬ ‫يوصي بالتّقْوى‪ ،‬ث يقول ف ِخطْبَة ا ُ‬
‫كان وكيلً‪ :‬قال‪ :‬جاءَكم موكّلي‪ ،‬أو جئْتُ كم عنه خاطبا كريتِكُم‪ ،‬فيخطب الول‬
‫ُسستَحبّ أن يقول قبسل العقسد‬ ‫أو نائبسه كذلك‪ ،‬ثس يقول لسست برغوب عَن ْك‪ .‬وي ْ‬

‫‪225‬‬
‫ُأ َزوّجُكَ على ما أمرَ اللّهُ به عزّ وجلّ من إِمساكٍ بعْرُوفٍ أو تَسريحٍ بِإحْسانٍ‪.‬‬

‫[فروع]‪َ :‬يحْرُم التّ صْريحُ بِخطبَةِ العَْتدّة من غيه رَجْعِيّة كانت أو بائِنا بِطَل قٍ أو‬
‫فَ سْخٍ أو َموْت‪ .‬وَيوزّ التّعري ضُ با ف ِعدّة غي رِجْعِيّة‪ ،‬وهو‪ :‬كأَنْ تِ جَميلَة‪ ،‬ورُبّ‬
‫را غب في كِ‪ .‬ول يلّ ِخطَ بة الطل قة م نه ثلثا ح ت تَتَحلّل وتَنْقَضِي ِعدّة الحلّل إن‬
‫س فس ِعدّة الحلل‪ .‬وَيحْرُم على عالٍس بُطْبَةِ الغَيْرِ‬ ‫طَلّق رَجْعِيا‪ ،‬وِإلّ جاز التعْريض ُ‬
‫والِجابسة لهُس ُخطْبَةً على ُخطْبَةِ مسن جازَت ْس ُخطْبَتُه وإن كَرِهَت ْس وقسد صَسرّح لَفْظا‬
‫ف ول حَياءٍ‪ ،‬أو بإِعْرَاضِ هِ‪ :‬كأن طالَ الزّم نْ بَ ْعدِ‬ ‫بإِجابَتِه إِل بِإذْنِه لَ هُ ِم نْ غ ي خوْ ٍ‬
‫إِجابَتِه‪ ،‬ومنه سَفَرُه البَعيدُ‪ .‬ومن استُشيَ ف خاطِب أو نوِ عالِم يريد الجتما عَ بِه‬
‫صدْق‪َ :‬ب َذلً للنّصيحَةِ الوَاجِبَة (وديّنَة) أي نِكا حَ الرأةَ الدّيّ نة‬
‫ذ كر وجوبا مُساوِيَه بِ ِ‬
‫الت وُ ِجدَت فيها صفة العدالة أول من نكاح الفاسِقَة ولو بغي نو زنا‪ ،‬للخب التفق‬
‫عل يه "فاظ فر بذات الد ين" (ون سيبة) أي معرو فة ال صْل وَطِيبَتِه لنِ سْبتها إل العُلماء‬
‫وال صّلحاء أول من غي ها‪ :‬ل ب‪" :‬تيوا لنطف كم ول تضعو ها ف غ ي الكفاء"‬
‫وتُكره بنت الزنا والفا سِق‪( ،‬وجيلة) أول‪ :‬لب‪" :‬خي النساء من تَ سُرّ إذا نَظَ ْر تَ"‬
‫شهْوةِ ف‬ ‫(و) قرابة (بعيدة) عنه من ف نسبه أول من قرابة قريبةٍ وأجنبيّة لضُع فِ ال ّ‬
‫القَريبَة فَيجي ُء الولد نيفا‪ .‬والقريبسة مسن هسي فس أوّل درجات العُمومَة والوولَة‪،‬‬
‫ب زينب مع أنا بنت‬ ‫والجنبية أول من القَرابَ ِة القَريبَة‪ .‬ول يشكل ما ذكر بِتَزوّج الن ّ‬
‫عمته لنه تزوّجها بيانا للجواز‪ ،‬ول بتزوّج عل يّ فاطمة رضي ال عنهما لنا بعيدَة‬
‫إذ هي بنت ابن عمه‪ ،‬ل بنت عمه‪( ،‬وبكر) أول من الثِيّب‪ ،‬للمر به ف الخبار‬
‫ال صحيحة‪ .‬إل لِ ُعذْر‪َ :‬كضُعْ فِ آلَتِه عن ا ِلقْتِضاض‪( ،‬ووَلودٍ) ووَدودٍ (أوْل) للَ مر‬
‫ب ما‪ .‬ويُعْر فُ ذلك ف البِكْرِ بِأقارِب ا‪ ،‬والوْل أيضا أن تَكو نَ وافِرَة العَعْل وحَ سَنَة‬
‫تكونس شَقْراء ول‬ ‫َ‬ ‫ِمصسَلحَة‪ ،‬وأن ل‬‫ذاتس َوَلدٍ مسن غيه إل ل ْ‬ ‫تكونس َ‬‫َ‬ ‫الُلُق‪ ،‬وأن ل‬
‫طويلة مهزولة للنّ هي عن نِكاحِ ها‪ .‬وم ل رعا ية ج يع ما مرّ ح يث ل تتو قف العِفّ ة‬

‫‪226‬‬
‫على غ ي متّ صفه ب ا‪ ،‬وإل ف هي أول‪ .‬قال شيخ نا ف شرح النهاج‪ :‬ولو تعار ضت‬
‫تلك الصسفات فالذي يظهسر أنسه يُ َقدّم الدّيسن مُطْلَقا‪ ،‬ثس العَقْل وحُس ْسنَ الُلُقسِ‪ ،‬ثس‬
‫سبِ اجتهادَه‪.‬‬ ‫الولدَة‪ ،‬ث النّسْب‪ ،‬ث البِكارَة‪ ،‬ث المَالَ‪ ،‬ث ما الَصَْلحَة فيه أ َظهْر ب َ‬
‫ْضس‬
‫َمس فس شرح الِرشادِ بِتَ ْقدِيس الوِلدَة على العَق ْل‪ .‬وَندَب للوَل عَر َ‬ ‫انتهسى‪ .‬وجَز َ‬
‫موليتَ هُ على ذَوي ال صّلح‪ .‬ويُسنّ أن يَنْوي بالنّكاح ال سّنة وصون دينِه‪ .‬وإنا يُثا بُ‬
‫سجِد ويومَ‬‫صدَ بِه طاعَةً من نو عِفّة أو َوَلدٍ صال‪ .‬وأن يكون العَقْد ف ال ْ‬ ‫عَلَْيهِ إن قَ َ‬
‫لمُعَة وأوّل النّهار وف شوّال‪ ،‬وأن َيدْ ُخلَ فيهِ أيضا‪.‬‬ ‫اُ‬

‫(أركانَه) أي النّكا حُ َخمْسة‪( :‬زوجة‪ ،‬وزوج‪ ،‬وول‪ ،‬وشاهدان‪ ،‬وصيغة‪ .‬وشر ٌ‬


‫ط‬
‫فيها) أي الصّيغَة (إيابٌ من الولّ) وهو (كزوجتك أو أَنْ َكحْتُكَ) مولِيَت فلنة‪ ،‬فل‬
‫ي صح الِياب إل بأ َحدِ هذ ين اللفظ ي‪ ،‬ل ب م سلم‪" :‬إتقوا ال ف الن ساء فإِن كم‬
‫أخذتوهن بأمانة ال‪ ،‬واستحللتم فروجهن بكلمة ال" وهي ما ورد ف كتابه‪ ،‬ول‬
‫يَرِد فيه غيها‪ .‬ول يصح بأزوّجك أو أنكحك على الوجه‪ ،‬ول بكناية كأ ْحلَلْتُ كَ‬
‫ابنتَي أو عَ َقدْتُها لك (وقبولٌ متصل به) أي بالِياب من الزوج وهو (كتزوجتها أو‬
‫قبلتس أو‬
‫َ‬ ‫نكحتهسا) فل بدّ مسن دالَ عليهسا مسن نوس اسسم أو ضميٍ أو إشارةٍ (أو‬
‫ِلتس‬
‫ْتس (نِكاحِهسا) أو َتزْويِهسا أو قَب ُ‬ ‫رضيست) على الصسح خلفا للسسّبكي ل فَعل ُ‬
‫النكاح أو التزويج على العتمد ل قَبِلْ تُ ول قَبلتُها مطلقا أي النكوحَةَ ول قبلتَه أي‬
‫ّكاحس‬
‫(وصسحّ) الن ُ‬ ‫قبلتس نِكاحَهسا لنسه القبولُ القيقسي َ‬ ‫ُ‬ ‫النّكاح والول فس القبول‪:‬‬
‫(بَتَرجَمةٍ) أي َترْجَمةِ أ َحدِ اللّفْظَْي نِ بأيّ لغ ٍة ولوْ مّن ُيحْ سِنُ العربية لكن ُيشْتَر طُ أن‬
‫يأت با ي ُعدّه أهل تلك اللّغة صريا ف لُغَتِهم‪ .‬هذا إن َفهِ مَ كل كل مَ نفْ سِه وكل مَ‬
‫الخَرِ والشّاهِدان‪ .‬وقال العلّمَة التّ قي ال سّبكي ف شرح الِنهاج‪ :‬ولو تَوا طأ أهْل‬
‫قُطْرٍ على لفْ ظٍ ف إِرادَ ِة النِكا حِ من غي صريحِ تَ ْرجَمتِه ل ينْعَ ِقدَ النّكاح به‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫والراد بالترج ة تَرَ َجمَةُ مَعْناه اللّغوي كالضّ م‪ ،‬فل ينع قد بألفا ظٍ اشُْتهِرَت ف ب عض‬

‫‪227‬‬
‫القْطار للِنْكاح ك ما أف ت به شيخ نا الُح قق الزمز مي ولو عَقَد القا ضي النّكَا حَ‬
‫بال صيغَةِ العرب ية لِعجَمَي ل يَعْرِ فُ معنا ها ال صْلي بَل يعرف أن ا موضوعَة لِعَقْد‬
‫النّكاح ص ّح كذا أفت به شيخنا‪ ،‬والشيخ عطية وقال ف شرحَ ْي الِرشاد والنهاج‪:‬‬
‫أ نه ل يضرّ لنس العامسي كفتسح تاء التكلم‪ ،‬وإبْدالِ اليسم زايا‪ ،‬أو عَكْسسَه‪ .‬وينْعَقِدُ‬
‫بإِشارَةِ أخْرَس مفهم ًة وق يل ل ينْعقِ ُد النّكا حَ إل بال صّيغَةِ العَرَبِيّ ة‪ .‬فعل يه ي صْبِرُ ع ند‬
‫ال َعجْزِ إل أن يتعلم أو يُوكّ ل‪ .‬وحُكِ يَ هذا عن أح د‪ .‬وخرج بقولَ مت صل ما إذا‬
‫تلل لف ظُ أجنب عن العَقْد وإن قَلّ‪ :‬كأَنكحْتُ كَ ابنَت فا سَْتوْصِ با خيا‪ .‬ول يضر‬
‫تُلّلُ خِطْبَةٍ خفي فة من ال ّزوْج‪ ،‬وإن قل نا بعدم ا سِْتحْبابا خلفا لل سّبكي وا بن أ ب‬
‫الشّريف ول فقل قبل تُ نكاحَها ل نه مِن مُقْتَضى الع قد‪ .‬فلو أوْجَ بَ ث رجِ عَ عن‬
‫إِيابِه أو رَجَعَت الذِنة ف ِإذَنا قبل القبُول أو جنت أو ارْتَدّت امتَنع القُبول‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو قال الوَل زوّجْتك ها بِمهْرِ كذا‪ ،‬فقالَ الزّو جُ قَبِلْ تُ نِكاحَ ها ول يقُل‬
‫على هذا الصسّداق‪ :‬صسَح النّكاح َبهْرِ الِثْل خلفا للبارِزي (ل) يَصِس ّح النّكاح َس مسع‬
‫(تعل يق) كالبَيْ عِ بل أوْل لختِ صَاصِه بز يد الحْتياط‪ :‬كأ نْ يقو َل ال بُ للخَرِ إن‬
‫كانَت بِنْت طُلّقت أو اعَْتدّت فقد زوّجْتَكَها فقبِل ث با نَ انْقِضاءُ ِعدّتا وأنا أذَنت‬
‫له‪ :‬فل ي صحّ لفِ سا ِد ال صّيغَة بالتّعل يق‪ .‬وبَث بعض هم ال صّحة ف إن كا نت فُل نة‬
‫موليت فقد زوّجْتَكها وف َزوّجتُ كَ إن شِئْت كالبَيْع‪ :‬إذ ل تعلي قَ ف القيقة‪( ،‬و) ل‬
‫مع (تأَقي تٍ) للنّكاح ِبمُدّةٍ معلومَة أو مَجهُولة فيَفْ سُد لِ صِحّ ِة الّنهْي عن نِكا حِ التعْة‬
‫و هو ا ُل َؤقّ ت ولوْ بألْ فِ سَنَة ولي سَ منْه ما لو قال َزوّجتَكها مدّة حياتِك أو حياتا‬
‫ل نه مقتضى العَقْد‪ ،‬بل يَبْ قى أَثرُه بعدَ الوْت‪ ،‬ويلزمُه ف نكاح التْعةِ الهْ َر والنّ سَبَ‬
‫لدّ إن عُقِد بول وشا ِهدَيْن فإِن عُ ِقدَ بَيْنَه وبَيْ نَ الرأة وَجَ بَ المد‬ ‫وال ِعدّةَ‪ ،‬وي سْقُط ا َ‬
‫ب الدّ ل يثْبُت ا َلهْرُ ول ما بَعْدَه وينْعَ ِقدُ النّكا حَ بل ِذكْرِ‬
‫إن وُطىء‪ :‬وح يث وجَ َ‬
‫َمهْرٍ ف العَقْد بل يُ سَنّ ِذكْرُه ف يه‪ .‬وكُرِ هَ إخلؤه ع نه‪ .‬ن عم‪ ،‬لو َزوّج أمتَ هُ بُعَيْده ل‬

‫‪228‬‬
‫يُ سَْتحَب (و) شُ ِر طَ ( ف الزو جة) أي النكوحَة (خُلوّ مِن نِكا حٍ و ِعدّةٍ) مِن غَْيرِه‬
‫(وتعييٍ) لَها‪ .‬فزوّجُْت كَ إحْدى بَنات با ِطلٌ ولو مَ َع الِشارَة‪ ،‬ويكفي التّعييُ بو صْفٍ‬
‫س فيها غيَها أو هذه‬ ‫أو إشارةٍ كزوّجتُ كَ بِنت وليس له غيها أو الت ف الدّا ِر ولي َ‬
‫ف َزوّجْتُ كَ فاطمة وإن كان ا ْسمَ بِنْتِه إل إن‬ ‫وإن سَماها بغي ا ْسمِها ف الكُلّ بل ِ‬
‫َنوَيا ها‪ .‬ولو قال زوّجْتُ كَ بن ت الكُبْرى و سَاها با سم ال صّغرى صحّ ف الكُبْرى لن‬
‫ف الِ سْم ف ُقدّ مَ عليه‪ :‬ولو قال‪ :‬زوّجْتُ كَ بِنْت خَدية‬
‫الكِبَر صِفةٌ قَائمَة بِذاتِها‪ ،‬بل ِ‬
‫فبانت بنْ تُ ابْنِه صح إن نَوياهَا أو عيّنها بإِشارَة أو ل يُعْ َر فْ ل صِلْبه غيَها‪ ،‬وإل فل‬
‫(و) شَرَط في ها أيضا (عدم مَحرُمِ ية) بين ها وب ي الا طب (بن سب فيحْرُم) به آ خر‬
‫لية‪{ :‬حرّمت عليكم} (نساء قرابة غي) ما دخل ف (ولد عمومة وخؤولة) فحينئذٍ‬
‫َيحْرُم نِكا حَ أ مّ و هي من ولدتْك‪ ،‬أو ولدت من ولدك ذكرا كان أو أُن ثى و هي‬
‫لدّة من الهتي‪ ،‬وبنت وهي من ولدتا أو ولدت من ولدها ذكرا كان أو أنثى ل‬ ‫اَ‬
‫ملو قة من ماء زناه وأ خت‪ ،‬وب نت أخ‪ ،‬وأ خت‪ ،‬وع مة و هي أ خت ذ كر ولدك‪،‬‬
‫وخالة وهي أخت أنثى ولدتك‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو تزوّج مهولَة النّسب فاستَلْحقَها أبوه ثَبَت نَسبُها ول يَنْفَس َخ النّكا َ‬
‫ح‬
‫إن كذّبه الزوج‪ ،‬ومثْله عكْسه بأن تَزوّجت مهو ًل فاستلْحقه أبوها ول تصدقه (أو‬
‫رضاع فَيحْرُم به) أي بالرّضاع (م نْ َيحْرُم بنَ سَب) لل خب الت فق عل يه‪" :‬وَيحْرُم من‬
‫سبِ" فمُرْضِعَتُ كَ ومُ ْرضِعَتُها ومرضِعَةً من َولَدِك م نْ نَ سَبٍ‬
‫الرّضا عِ ما َيحْرُ مُ م نَ النّ َ‬
‫أو رِضا عٍ وكل م نَ ولدت مرضِعَتَك أو ذا لَبْنَها أمك من رضاع‪ ،‬والرتضعة بلبنك‬
‫ولب فِرْعِك نَ سَبا أو رِضاعا وبِنْتها كذلك وإن سَفَلت بنْتُك‪ ،‬والرَتضِعة بلب أحد‬
‫أبو يك ن سبا أو رضاعا أخ تك‪ .‬و قس على هذا بقَيّ ة ال صناف التقد مة‪ .‬ول ُيحْرُم‬
‫عليك برِضاع من أ ْرضَعَت أخا كَ أو وَلد وَلدك ول أمّ مرضِعَةِ وَلدَ كَ وبنْتَها‪ ،‬وكذا‬
‫أخت أخيك لبيك أو لمك من نسب أو رضاع‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫[تنبيه]‪ :‬الرضاعُ ا ُلحَرّم وصولُ لَبَ آدُمِيّة بَلَغَتْ سِنّ حيْضٍ‪ ،‬ولو قطرة‪ ،‬أوْ متلطا‬
‫ف رَضي عٍ ل يبلغ حول ي يقينا خ س مرات يقينا عرفا‪ ،‬فإِن قَطَ عَ‬ ‫بغيه وإن قلّ جو ُ‬
‫الرّضي عُ إعْراضا وإن ل يشَتَغل بشيء آخر أو قَطَعتْه ال ْرضِعَة ُثمّ عَاد إليه فيهما فورا‬
‫ْمس خَفيسف وعادَ حالً أو طال والثّدي بفمسه أو‬ ‫فرضعتان‪ ،‬أو قطعسه لنحسو لَهْو كََنو ٍ‬
‫توّل ولو بتحويلها من ثَديٍ لخر أو قَطَعَتْهُ لِشُغْلٍ خَفِيفٍ ث عادَتْ إلْيهِ فل تعدّد ف‬
‫ج يع ذلك‪ ،‬وتَ صي الُ ْرضِعَةُ أُمّ ه‪ ،‬وذو اللّ ب أبَاه‪ .‬وتَ سْرِي الُرْ مة من الرّض يع إل‬
‫أُ صولِهما وفروعِه ما وحواشِيه ما نَ سَبا ورِضاعا‪ ،‬وإل فرو عِ الرّض يع ل إل أ صولِه‬
‫ّمس‬
‫وحواشيسه ولو أق ّر رَجَلٌ وامرأة قب َل العَقْسد أن بَيْنهمسا أُخوّة رِضاع وأمكسن حُر َ‬
‫تنا ُكحِه ما‪ ،‬وإِن رَجِ عا عن الِقرارِ أو ب ْعدَه ف هو باطِل‪ ،‬فيفرّق بينه ما‪ .‬وإن أَقرّ به‬
‫فأنكرت صدَق ف حقه‪ ،‬ويفرق بينهما أو أَقرّت بِه دوَن هُ‪ .‬فإِن كان ب ْعدَ أن عيّنْت هُ ف‬
‫ْويجس أو مكّنتسه مسن وطئِه إياهسا ل يُقَْب ْل قولاس‪ ،‬وإل صسدَقت بيمينهسا ول‬ ‫الِذْن للتّز ِ‬
‫ُتس الرّضاع برجسل‬ ‫تُسسْمع دعوى نوس أب مرمِيّةٍ بالرضاع بيس الزوجيس‪ .‬ويثْب َ‬
‫وامرأت ي‪ ،‬وبأر بع نِ سْوةٍ ولو في هن أمّ الرض عة إن شهدت ح سبة بل سبق دعوى‬
‫كشهادة أب امرأة وابنها بطلقها كذلك‪ .‬وتُقبَل شَها َدةُ مُ ْرضِعة مع غيها ل تطلب‬
‫أجْرَة الرضاع وإن ذكرت فعْلها كأشهد أن أ ْرضَعْتُها‪ .‬وشَر طَ شَهادَة الرّضا عِ ذِكرَ‬
‫وقْت َس الرّضاع‪ ،‬و َعدَدِه‪ ،‬وتفَرّق َس الرّات‪ ،‬ووصسولِ اللّبَن إل جوْفِه فس ك ّل رَضْعَةِ‪.‬‬
‫ْرفس بنظسر َحلْب وإيار وازدراد‪ ،‬وبقرائن كامِتصساصِ َثدْي وحَ َركَةِ َحلَقةٍ بعسد‬ ‫ويُع ُ‬
‫عِلمِه أنا ذا تَ لَبَ وإل ل يَحلّ له أن يشْهد لن ال صْل عَد مَ اللّب‪ .‬ول يكفي ف‬
‫أَداءِ الشهادة ذكرَه القرائن بل يعتمدها ويزم بالشهادة‪ .‬ولو شهد به دون النّصاب‬
‫أو وَقَع شَكّ ف تام الرضعات أو الول ي أو و صول الل ب إل َجوْ فِ الرّض يع ل‬
‫ع الِجتناب وإن ل ُتخْبه إل واحدة‪ .‬نعم إن صدقها يوم‬ ‫َيحْرُ مْ النّكاح‪ ،‬لكن الوَر َ‬
‫الخذ بقولا ول يثبت الِقرار بالرضاع إل برجلي عدلي (أو مصاهرة) مرم زوجة‬
‫أ صل من أب أو جدّ لب أو أم وإن عل من نَ سَب أو رِضاع‪( ،‬وف صل) من ا بن‬

‫‪230‬‬
‫وابنه وإن سَفُل مِْنهُما‪( ،‬وأصل زوجة) أي أُمّهاتا بنَ سَب أو رِضا عٍ وإن عَلت وإن‬
‫َهس ابْتِلءُ الزّوج بُكالَتِهسا والُلوة لتَرتيسب أمْر ال ّزوْجَة‬
‫ل يد ُخلْ باس لليسة‪ .‬وحِ ْكمَت ُ‬
‫فحَرُمَت كسابقتيها بنفس العقد ليتمكن من ذلك‪.‬‬

‫(واعلم) أنه يعتب ف زوجت الب والبن وف أم الزوجة عند عدم الدخول بن‬
‫أن يكون العقد صحيحا (وكذا ف صلها) أي الزوجة بنسبٍ أو رِضا عٍ ولو بوا سِطةٍ‬
‫سِواءَ بِنتَ ابنها وبنت ابنتها وإن سَفُلَت (إن دخل با) بأن وَطِئَها ولو ف الدّبُر وإن‬
‫كا نَ العَ ْقدُ فا سِدا‪ ،‬وإ نْ ل يَطَأ ها ل َتحْرم بِنْتَ ها بلف أمّ ها‪ .‬ول َتحْرُم بنْ تُ زوْج‬
‫الُمّ ول أم زوجَةِ الب والبْ نِ‪ .‬ومَن وَطِىءَ امْرأةً ِبمُلْ كٍ أو شُْبهَةٍ م نه كأ نه وَطِىءَ‬
‫بفا ِسدِ نكا حٍ أو شِراءٍ أو بِظَنّ زوجة حرُم عليه أمّهاتُها وبناتُها وحَرمّت على آبائه‬
‫ك اليَمي نازِلٌ بَنْزِلة عقد النّكاح وبشبهة يثُبتُ النّسب وال ِعدّة‬ ‫وأبنائه ل ّن الوَطْءَ ِبمُلْ ِ‬
‫لحْتِمالِ َحمْلِ ها م نه سواء أوْ جد مِنْ ها شُبْ هة أيضا أم ل ل كن َيحْرُم على الواطِىءِ‬
‫ِبشُْبهَةِ نَظَر أم الوْطُوءة وبنتها و َمسّهما‪.‬‬

‫سوَةٍ غي َمحْصوراتٍ بأن يَعْسُر َعدّهُنّ على الحاد‬ ‫[فرع]‪ :‬لو اختطلت ُمحَرّمة بنِ ْ‬
‫كألف امرأة ن كح من شاء من هن إل أَ نْ تَبْ قى وا ِحدَةٌ على الرْجَ حِ وإ ْن قُ ّدرَ ولو‬
‫بسُهولةٍ على مُتَيقّنةٍ الَلّ أوْ بِمحْصوراتٍ ك ِعشْرِينَ بل مائَةً ل يَنْكِح مِْنهُنّ شيئا‪ .‬نعم‬
‫سوْداءَ اختَلطَت بن ل سَوادَ فيهنّ ل َيحْرُم غَيْرها كما ا سْتظهره‬ ‫إن قَطَع بتميّزِها كَ َ‬
‫شيخنا‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬اعْلم أنه ُيشْتَر طُ أيضا ف الَنكوحَةِ َكوْنُها مُ سِْلمَة أو كِتابِيّة خالِ صَة ذِميّة‬
‫ح ال سْرائيلية بشرط أن ل يُعل مَ دُخول أوّلَ‬ ‫كانت أو حربيّة‪ ،‬فَيحِلّ مع الكَراهَة نِكا َ‬
‫آبائِها ف ذلك الدين بعد بعثَة عيسى عليه السلم وإن ُعلِ مَ دخوله فيه بعد التحري‪،‬‬
‫ونكاح غي ها ِبشَرْ طِ أن يعل مَ دُخولُ أوّل آبائِ ها ف يه قبْل ها ولو ب عد الّتحْر يف إن‬

‫‪231‬‬
‫تنّبوا ا ُلحَرّف‪ ،‬ولو أ سْلم كتابّ وت ته كتاب ية دام نِكاحُه وإن كان ق بل الدخول أو‬
‫وث ن وت ته وثن ية فتخلّ فت ق بل الدخول تنجزت الفِر قة أو بعده وأ سْلمَت ف العدّة‬
‫دا مَ نِكاح هُ‪ ،‬وإل فالفِرقَة من إسلمه‪ .‬ولو أسلمت وأ صَرّ على الكُفْر‪ :‬فإِن دخل با‬
‫وأسلم ف العدّة دام النّكاح‪ ،‬وِإلّ فالفِرقَةَ من إِ سْلمِها‪ .‬وحي ثُ أدَمْنا ل َيضُرّ مُقارَنَة‬
‫مُفْسسدٍ هسو زائِل عِْندَ الِسسْلم فَتُقِرّ على نِكاح فس ِعدّةٍ هسي مُنْ َقضِيَةً عن َد الِسسْلم‬
‫صبِ حَربَ ِلحَرَبيّ ة إن اعتقدوه نِكاحا‪ .‬وكالغَ صْب الطاوعَة‪ .‬قاله شيخ نا‪.‬‬ ‫وعلى غَ ْ‬
‫وَنِكاحُ الكفّارِ صحيحٌ‪ ،‬على الصحيح‪ ،‬ول يصِحّ نكاح النّيّة كعكسه على ما عليه‬
‫أكثر التأخرين‪( .‬و) شرط (ف الزوج تعيي) ف َزوّجْ تُ بِنتَي أحدَكما باطِل ولو مع‬
‫َسسبٍ أو رِضاع‬ ‫ْتس أو َعمّةس أو خالَة (لل َمخْطوبَة) بِن َ‬ ‫الِشارة (وعدَم مُحرّمسة) كأخ ٍ‬
‫ج ولو ف العدّة الرّجْعيّة لن الرّجعِيّة كال ّزوْجة بدليل التّوارُث‪ .‬فإِ نْ‬ ‫(َتحَته) أي الزو َ‬
‫نك حَ ُمحَرّميْن ف عقْد َبطَل فيهما‪ :‬إذ ل مرجح‪ ،‬أو ف عقدين بطل الثان‪ .‬وضابِ طُ‬
‫سبٌ أو رِضاع يُحرّم تنا ُكحِهِ ما إن‬ ‫من ُيحَرّم الم عَ بَيَْنهُ ما كل امرأت ي بينه ما ن َ‬
‫فُ ِرضَت إحداهُما َذكَرا وُيشْتَرط أيْضا أن ل تَكو نَ تَحتَه أرْبَ عَ مَن الزّوجا تِ سوى‬
‫الخطوبَة ولو كان بعضهُن ف العدّة الرّجعيّ ة لن الرجع ية ف ح كم الزّوجِة‪ ،‬فلو‬
‫نَك حَ الرّ خسا مرتبا َبطُلَ ف الامسة أو ف عَ ْقدٍ ب ُطلَ ف الميع أو زاد العبد على‬
‫الثنتي بطل كذلك‪ .‬أما إذا كانَت الحرّمة للمخطوبة أو إحدى الزّوْجات الربعة ف‬
‫شرطس (فس‬ ‫ٌ‬ ‫ِكاحس مرّمتِهسا والَامسسة لن البائِنَة أجْنَبيّةس (و)‬
‫ِنس فيصسحّ ن ُ‬ ‫العدّة البائ ِ‬
‫الشّاهد ين أهلية شَهادة) تأت شروطها ف باب الشهادة وهي حرية كاملة وذكورَةٌ‬
‫مققة وعَدالةٌ ومن لزَمَها الِسْل ُم والتّكليفُ و َس ِمعٍ ونُطْقٍ وبَصرٍ لا يأت أن ا َلقْوال‬
‫ل تثبست إل بالعاينسة والسسّماع‪ .‬وفس العمسى وجسه لنسه أهلٌ للشّهادة فس الملة‪،‬‬
‫ال صح ل وإن عَر فَ ال ّزوْج ي‪ ،‬ومْثِلَه مَن ِبظُ ْلمَةٍ شديدة ومَعْ ِرفَةِ ل سانِ الُتعاقِد ين‪.‬‬
‫ح بضْرَةِ عَْبدَي نٍ أو امْرَأَتَيْن أو‬
‫(وعدَ مِ تَعيّنِهما) أو أ َحدِها (للولية) فل ي صِ ّح النّكا َ‬
‫صمّيْن أو أخْرَسَيْن أو أ ْعمَييْن أو من ل يْفهم لِسانَ التعاقِدَيْن ول بضْرة‬ ‫فاسِقَيْن أو أ َ‬

‫‪232‬‬
‫متعيّن للوِلية‪ .‬فلو وكّل ال بُ أو ال خُ النفرِد ف النّكاح وحضَر مع الخر ل يصح‬
‫لنه ول عاقِد فل يكون شاهِدا‪ .‬ومن ث لو شهد أخَوانِ من ثلثة وعقد الثالث بغي‬
‫وكالة من أحدها صحّ‪ ،‬وإل فل‪.‬‬

‫س ُركْنا للعَ ْقدِ‪ ،‬بل هو‬


‫ط الِشْهادَ على إِذ نِ معتبة الِذن لنه لي َ‬
‫[تنبيه]‪ :‬ل َيشْتَرِ ُ‬
‫ط فيه‪ ،‬فلم يَب الِشْهادَ عليه إن كان الولّ غي حاكِ مٍ وكذا إن كان حاكِما‬ ‫شَرْ ٌ‬
‫على الوْجُه‪ .‬ونقل ف البحر َع ِن ال صْحابِ أنه يوزُ اعِْتمَادَ صَبّ أر سَله الولّ إل‬
‫غيه ليز ّوجَ مَولِيتَه‪ :‬أي إن وقع ف قلبه صدقُ الَب‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو زوّج ها وَليّ ها ق بل بُلوغ إذْنِ ها إليْه صحّ على الوْجَ هِ إن كا نَ الِذ ُن‬
‫س المْر ل بِ ما ف ظَنّ‬ ‫سابِقا على حالَ ِة التّزْو يج‪ ،‬لن العِبْرَةَ ف العُقودِ ب ا ف نَفْ ِ‬
‫الُكَلّ فِ (و صح) النّكا حَ (بِ ستوري عدالة) وهُ ما مَ نْ ل يُعْرَف ل ما مفْ سِقٌ‪ ،‬ك ما‬
‫ب الفاسِقُ‬ ‫نص عليه‪ ،‬واعت َمدَه َجمْعٌ‪ ،‬وأطالوا فيه‪ .‬وبَطَل السترُ بَِتجْريحِ َعدْلٍ وإذا تا َ‬
‫ِسسقَ‬
‫ِمس ف ْ‬‫ِمس الاك ُ‬‫ُسسنّ اسسْتتابَةُ الَسستورِ عنسد العَقْدِ‪ .‬ولو عَل َ‬
‫ِقس بالسستورِ‪ .‬وي َ‬ ‫ل يلَتح ْ‬
‫الشّا ِهدَيْن لَزمَ ُه التفْري قَ بي ال ّزوْجَيْ ِن ولو قبل التْرَافُ عِ ِإلَيْ هِ على الوْجَ هِ‪ .‬ويصحّ أيضا‬
‫باب ن الزّوجَيْن أو َع ُدوّْيهِ ما‪ .‬و قد يَ صِحّ َكوْ نَ الب شاهِدا أيضا‪ :‬كأن تكو نَ بنْتَه‬
‫قِنّةس‪ .‬وظاهِرُ كلم الناطسي بسل صسريه أنسه ل يَلْزمُس الزوّج البحثَس عن حال الول‬
‫والشّهودُ‪ .‬قال شيخ نا‪ :‬و هو كذلك إِن ل ي ظن وجودَ مفْ سِدٍ لِلعَقْد (وبَا نْ بُطْلَن هُ)‬
‫ي النّكا حَ ( ُبجّ ٍة فيه) أي ف النّكا حِ من بَيّنة أو عِلْم حاكِم (أو بإِقرارِ ال ّزوْجيَ نِ ف‬ ‫أ ْ‬
‫حقهّ ما ب ا ين عُ صحّتهُ) كفِ سْقِ الشّاهِد أو الوَل ع ند العَقْد والرّق وال صّبا ل ما‬
‫وكوقوعِه ف ال ِعدّة‪ .‬وخرج بفي حقّهما ح ّق ال تعال كأن طلقها ثلثا ث اتفقا على‬
‫ف سادِ النّكا حِ ِبشَيءٍ م ا ُذكِرَ وأرادَ نِكاحا جديدا فل يُقَيلُ إقْرَارَهُ ما‪ ،‬بل ل بدّ م نْ‬
‫ُمحَلّلٍ للّت ُهمَة‪ ،‬ولنه حقّ ال‪ ،‬ولو أقاما عَلَيه بيّنة ل تُ سْمَع‪ .‬أما بيّنة الِ سْبة فتُ سْمَع‪.‬‬
‫نعم مل عدم قبول إقرارها ف الظاهر‪ ،‬أما ف الباطن فالنظر لا ف نفس المْر ول‬

‫‪233‬‬
‫يتبي البُطْلن بإِقرارِ الشاهِدين با يَمنَع الصّحة فل يؤثّر ف الِبطال‪ ،‬كما ل يؤثر فيه‬
‫بعد الُكْ مِ بشهادَتِهما‪ ،‬ولن القّ ليس لما فل يُقَْب ُل قولما‪ .‬أما إذا َأقَرّ به الزّو جُ‬
‫دونَ الزوْجة فَيُفَرّقُ بينهما مؤا َخذَة له بإِقراره وعليه نصفُ ا َلهْر إن ل يدخل با وإل‬
‫صدُقُ هو بيمينه‬ ‫فكُلّه‪ :‬إذ ل يقبل قوله عليها ف ا َلهْرِ بِخلفِ ما إذا أقَرّت به دونَ ُه فَي ْ‬
‫صمَةَ بَيدِه وه يَ تريدُ َرفْعَ ها فل تُطالِبْ هُ بَهرٍ إن طُلّ قت قبلَ وَطْءٍ‪ ،‬وَعَل يه إن‬ ‫لن العِ ْ‬
‫وَطَى َء القَلّ من ال سمّى و َمهْرَ الِثْل‪ .‬ولو أقَرّت بالِذن ث ادّ عت أنّ ها إن ا أذِنَت‬
‫صدََقتْ بيمينها فيما اسَتظْهرَهُ‬ ‫بشَرْط صِفَةٍ ف الزّوج ول توجَد ونَفى الزوْ جُ ذلك َ‬
‫شيخنسا (و) إذا اخْتَلَفَا فادّعست أناس مُحرّمسة بنحسو رِضاعٍس وأنكَرَ ( َحلَفَتَس مّدعِيَة‬
‫ح فيُفرّ قُ بيَنهُما إن (ل تُ ْرضِه) أي الزوْج حالَ‬ ‫صدََقتْ وبا نَ بُطْل ُن النّكا ِ‬
‫مرمية) و َ‬
‫العَ ْقدِ ول عِقْبَه لِجْبارِها أو أَذِنَها ف غي مُعيّن ول ترض بع َد العَ ْقدِ بنُطْ قٍ ول تْكِيٍ‬
‫لحتِمالِ ما تدّعيه مع عدَ مِ سبق مناقَضَه‪ ،‬فهو كقولا ابتداء فل نَ أخي م نَ الرّضاع‬
‫سمَع دَعْواها (و) إن‬ ‫فل تُ َزوّج منه‪ .‬فإن َرضِيَ تَ ول تعتذر بنحو نِسيان أو غلط ل ت َ‬
‫سسمِعَت دعواهسا للعُ ْذرِ ولكسن (حَلفسَ) هسو أي ال ّزوْج (لراضِيَةٍ اعَت َذرَت)‬ ‫اعتذَرت ُ‬
‫بنِ سْيانٍ أو غلط (و) شر طٌ ( ف الول عدالةً وحريّ ة وتكْل يف) فل وِليَة لفا سِقٍ غ ي‬
‫الِمام الَعْظَ مِ لن الفِ سْقَ نقْ صٌ يَ ْقدَ حُ ف الشّهادَة فيَمْنَ عُ الوِليَة كالرّقّ‪ .‬هذا هو‬
‫الذهب للخب الصحيح "ل نِكاحَ إل بول مُرشِد" أي عدل‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬إنه يلي‪.‬‬
‫والذي اختارَ هُ النّووي كا بن ال صلح وال سّبكي ما أف ت به الغزال مِ نْ بَقاءِ الوِليةِ‬
‫ب الفا سِقُ َتوْبَةً صحيحة ُزوّ جَ حالً على‬ ‫للفا سِقِ حيث تَنْتَ ِقلُ لاك مٍ فا سِق‪ .‬ولو تا َ‬
‫ما اعتمده شيخ نا كغيه‪ ،‬ل كن الذي قاله الشيخان إ نه ل يُ َزوّج إل ب ْع َد الِ سْتِبْراء‪،‬‬
‫ب ومنون لِنَق صِهما أيضا‬ ‫صٍ‬‫واعتمده ال سّبْكي ول لرقي قٍ كُلّه أو بع ضه لِنَقْ صه ول ل َ‬
‫وإن تقْ طع النُو نُ تغليبا لزَم نه الُقْتَضِي ل سَلب العبارة فيُ َزوّج الَبْعَد زم نه ف قط ول‬
‫تنتظر إفاقَتَهُ‪ .‬نعم‪ :‬إن قَصُر زَمَن النُون كيوم ف سنة انْتُظِرَت إفاقَتَهُ‪ ،‬وكَذي النُونِ‬
‫ذو أَل يشْغَلُه عن النظرِ بالَ صْلَحة ومُختَلّ النَظَر بِنَحو هَرَ مٍ ومَن به بعد الِفاقَة آثارُ‬

‫‪234‬‬
‫خَبَل توجِ بُ ِحدّة ف الُلُ قِ (وين قل ضدّ كل) من الفِ سْقِ والرّقّ وال صّبا والنون‬
‫(وليةً لبعد) ل لاك ٍم ولو ف باب الوَلء حت لَو أَعَْت قَ َشخْ صٌ أَ َمةٌ ومات عن ابن‬
‫صغي وأخ كبي كانت الولية للخ ل للحاكم على العتمد‪ .‬ول ولية أيضا لُنْثى‬
‫فل تُ َزوّج امرأةٌ نفسَها ولو بإِذن من وليّها ول بنَاتِها خِلفا لب حنيفة فيهما‪.‬‬

‫صدْقها وإن كذّب ا وليّ ها لن النّكاح ح قّ الزّوجيْن فيثْبُت‬ ‫ويُقْبَلُ إقْرارَ مُكَلّ فة به ل ِ‬
‫بتَصسا ُدقِهِما (وهسو) أي الول (أب ف) عنسد عدمسه حسسا أو شرعا (أبوه) وإن عل‬
‫س‬
‫طءٍ) ِلمَن ْ‬ ‫(في َزوّجان) أي الب والدّ حيسث ل عَداوَة ظاهِرَة (بِكْرا أو ثيبا بل وَ ْ‬
‫ط الِذن منها بالِغَةً كانت أو غي‬ ‫زالت بِكارَتُها بنحْو إِ صْبَعٍ (بِغَيْرِ إِذنِها) فل ُيشْتَر ُ‬
‫بالغة لكمال شَفَقَتِه ولب الدارقطن‪" :‬الثيب أح قّ بنفسها من وليها والبكر يزوّجها‬
‫أبوها" (لِ َكفُءٍ) موسِر بهْر الِثْلِ‪ ،‬فإِن زوّجها الجْبَر أي البُ أو الدّ لِغَيْر كَفُءٍ ل‬
‫يَ صِحّ النكاح‪ ،‬وكذا إن زوج ها لغ ي مو سِر بال هر على ما اعتمده الشيخان‪ ،‬ل كن‬
‫الذي اختارَه ج ع ُمحَقّقون ال صّحة ف الثان ية‪ ،‬واعتمده شيخ نا ا بن زياد‪ .‬وُيشْترَ طُ‬
‫صحَته كونُه َبهْرِ الِثْل الال مِن نَ ْقدِ البََل ِد فإِن انْتَفَيا صَحّ‬ ‫لوازِ مُباشَرَتِه لذلك ل ل ّ‬
‫َبهْرِ الِثْلِ مِن نَ ْقدِ البََلدِ‪.‬‬

‫ك الِنْشا َء‬
‫ف ٍء قبل إقْرارِه وإن أَنْ َكرَتْه لنّ من مَلَ َ‬
‫[فرع]‪ :‬لو أقَرّ ُمجْبٌ بالنِكاح لك ْ‬
‫َكس الِقْرَار‪ ،‬بلف غيه (ل) يُ َزوّجان (ثيبا بوَطْءٍ) ولو زنسا وإن كانست ثُيوبَتَهسا‬ ‫مَل َ‬
‫ج الثّ يب ال صغيةُ‬ ‫بقول ا إن حَلَفَت (إل بإِذْنِ ها ُنطْقا) للخَب ال سابق (بالِغَةً) فل تُ َزوّ ُ‬
‫تبلغس لعَدم اعتبارِ إِذْنِهسا‪ ،‬خِلفا لبس حنيفسة رضسي ال عنسه‪.‬‬ ‫العاقِلَة الرّة حتس َ‬
‫(وتصسدّق) الرأة البالِغسة (فس) دَعْوى (بِكارَةٍ) بل ييس وفس ثُيوَب ٍة قبسل عَقْدٍ عليهسا‬
‫(بيمينها) وإن ل تََت َزوّج ول َتذْكُر سبَبا‪ ،‬فل تُسَئَل عن السّبب الذي صارَت بِه ثيبا‪.‬‬
‫وخَرَ جَ ب َقوْل قَبْلَ عقْد دَ ْعوَا ها الثّيوبَة ب عد أن ُي َزوّجَ ها ال بُ بغَيْرِ إذْنِها بِظنّ ه بِكْرا‬
‫صدُق هي لا ف تَ صْدِيقِها من إِبْطالِ النّكا حِ مع أن ال صْلَ بقاءَ البكارَة‪ ،‬بل لو‬ ‫فل تَ ْ‬

‫‪235‬‬
‫سعٍ أو‬ ‫َش ِهدَت أربعَسنِ سْوَةٍ بثيُوبَتِهسا عْندَ العُقْد ل يْب طل لحْتِمالِ إزالَتِ ها بنَحْو أص ُْب‬
‫تزويجس صسغيةٍ أخسبْتهُ أن‬ ‫ُ‬ ‫َتس بدوناس‪ .‬وفس فتاوى الكمال الردّاد‪ :‬يوز للب‬ ‫خُلِق ْ‬
‫صدَق َقوْلا وإن عاشَرَها ال ّزوْجُ‬ ‫الزوْج الذي طلقها ل يَطأْها‪ :‬أي إذا غلب على ظنّه َ‬
‫أياما‪ ،‬ول يُنْتَظَر بُلوغُه للتزوي جِ‪ .‬ث) ب عد ال صل (ع صبتها و هو) من على حاشيَةِ‬
‫النّسب فيقدّم (أخ لبوين فأخ لب فبنوها) كذلك فيقدّم بنو الِخوة لبوين ث بنو‬
‫الِخوة لب (ف) بعد ابن الخ (عم) لبوين ث لب ث بنوها كذلك ث عم الب‬
‫ث بنوه كذلك وهكذا‪( .‬ث) بعد فقد عِ صْبَ ِة النّ سَب من كان عِ صْبَة ِبوَلء كترتيب‬
‫ِإرْثِ هم فيُقدّم (معت ٌق فع صْباتَه) ث مُعتِ قُ الُعْتِق ث عِ صْباتَه وهكذا‪( ،‬فيُ َزوّجون) أي‬
‫الوْلياء الذّكورين على ترتيب ول (يتهم بالغة) ل صغية خلفا لب حنيفة (بإِذ نِ‬
‫ثَيْبٍ ِبوَطْءٍ ُنطْقا) لب الدارقطن السابق‪ ،‬ويَجوزُ الِذْن منها بلفظ الوكالة كوكلتك‬
‫ف تزويي ورَضي تُ بن يَرْضا هُ أب أو أمي أو با يفعله أب ل با تفعله أمي لنا ل‬
‫تعقد ول إن رضي أب أو أمي للتّعليق وبِرَضي تُ فلنا زوْجا أو رضيت أن أُزوّ جْ‪.‬‬
‫وكذا بأذَنْ تُ له أن يَعْ ِقدَ ل وإن ل تذكرْ نِكاحا على ما بث ولو قيل لا َأرَضِيْ تَ‬
‫فءٍ‬
‫ص ْمتُ بِكْرٍ) ولو عَتيقَة (ا ستُوءْذَِنتِ) ف كَ ُ‬ ‫بالتّزْو يج؟ فقالت رَضَيْت ك فى (و َ‬
‫وغَيْرهِ وإن بَكَت‪ ،‬لكن من غيِ صياح أو ضَرب حدَ‪ :‬لب‪" :‬والبكر تُسْتَأْمَرَ‪ ،‬وإِذنُها‬
‫سكوتُها" وخرج بث يب بو طء مُزالة البِكارَة بن حو إ صَْب ٍع فحَكَم ها حُكْ َم البِكْرِ ف‬
‫ا ِلكْتِفَاءِ بالسّكوت بعد الِسْتِئْذَان‪ .‬ويُْندَبُ للبِ والدّ استئْذانَ البِكْرِ البالِغة تَطيْيبا‬
‫لاطِرهسا‪ ،‬أمسا الصسّغية فل إذن لاس وبثسُندْبهُس فس الميزة ولغيهاس الِشهاد على‬
‫الِذْن‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو أَعَْت قَ َجمَاعَةٌ أمَةً اشْتُرِ طَ رِ ضا كلّ هم فيوكِلو نَ واحدا من هم أو من‬
‫غيهم‪ .‬ولو أراد أحدهم أن يَتَزوّجَها زوّجَه الباقون مع القاضي‪ :‬فإِن ما تَ جيعُهم‬
‫كفى رضا كل واحد من عِصبَة كلّ واحِد‪ ،‬ولو اجَْتمَع عدَدٌ من عُ صْباتِ الِعْتِ قَ ف‬

‫‪236‬‬
‫درجةٍ جاز أن يُ َزوّجَ ها أ َحدَهُم برِضا ها وإن ل يَرْ ضَ الباقو نَ ( ث) بع َد فَقَدِ عُ صْبَة‬
‫النّ سَب والوَلءِ (قا ضٍ) أو نائِبه لقوله‪" :‬ال سّلطانُ َولّ من ل َولّ لا" والراد من ل هُ‬
‫وليَة مِ َن الِمام والقضاة ونوابَ هم (فَيُ َزوّ جُ) أي القا ضي (بكَ فء) ل بغَيْرِه (بالِ غة)‬
‫كائِنَةً ف مل وليته حالة الع ْقدِ ولو ُمجْتازَة به وإن كان إذْنُها له وهي خارجة‪ ،‬أما‬
‫إذا كانت خارجة عن م ّل وليته حالته فل يزوّجَها وإن أذَنَت له قبل خُروجها منه‬
‫أو كان هو ف يه ل نَ الوِليَة علي ها ل تتعلق بالا طب‪ .‬وخرج بالبالِغَة اليتي مة فل‬
‫يزوجها القاضي ولو حنفيا ل يَأْذَ نْ له سُلْطَان حنفي فيه‪ .‬وتصدق الرأة ف دعوى‬
‫البُلو غِ َبحَيْ ضٍ أو إمْناءٍ بل ي ي‪ :‬إذ ل يعْرَ فُ إل من ها ف دعوى البلوغ بال سن إل‬
‫ببينة خبية تذكر عدد السني (و َعدَ مُ وَلِيّها) الاص بِنَسب أو وَلءٍ (أو غا بَ) أَي‬
‫صدُقُ الرأة ف دعوى‬ ‫أقْرَبُ أ ْولِيائِها ( َمرْحَلَتَيْن) وليسَ له وكيلٌ حاضِرٌ ف التّزْويج وتَ ْ‬
‫غيب ِة الول و ُخُلوّ ها مِ َن النّكاح والعِدّة وإ نْ ل تُقِ مْ بيّ نة بذلك‪ .‬ويُ سَنّ َطلَ بُ بيّ نة‬
‫بذلك من ها‪ ،‬وإل فتحْليفِ ها‪ .‬ولو زَوّجَ ها لغِيبَة الوَل فبا نَ أ نه قَري بٌ من بَلدِ العَقْد‬
‫َوقْ تَ النّكاح ل ينْعَقِد إن ثَبُ تَ قرْبَه‪ .‬فل يَ َقدَح ف صحة النّكا حِ م ر قوله ك نت‬
‫قريبا من البلد‪ ،‬بل ل بدّ من بيّ نة على الو جه‪ ،‬خلفا ل ا نقله الزرك شي والش يخ‬
‫زكر يا عن فتاوي البغوي (أو) غاب إل دونِه ما ل كن (تعذّر و صول إل يه) أي إل‬
‫الول (لوف) ف الطريق من القتل أو الضرب أو أخذ الال (أو فقد) أي الول بأن‬
‫ل يعرف مكا نه ول مَو ته ول حيا ته ب عد غيبةٍ أو حُضورِ قتال أو انْك سارِ سفينة أو‬
‫ضلُ) الول ولو مُجب‬ ‫أ سْرَ عدوّ‪ .‬هذا إن ل ُيحْكَ مْ بوته‪ ،‬وإل زوّجها الَبْعد‪( .‬أو َع ْ‬
‫أي م نع (م َكلّفةٍ) أي بالِغِة عاقِلَة (دعَت إل) َتزْوي ها من ( َكفُءٍ) ولو بدون مَهْر‬
‫الِثْل من تزويها به‪.‬‬

‫فءٍ عَيّنَتْهُ وقد عيّن هو‬


‫ج القاضي إن عضل ُمجْبَر من تزويها بكُ ْ‬ ‫[فروع]‪ :‬ل يزوّ ُ‬
‫كفؤٌ آ خر غ ي معين ها وإن كان معيّنةُ دون معيّن ها كفاءة‪ .‬ول يزوّج غيْرَ ا ُلجْبَر ولو‬

‫‪237‬‬
‫أبا أو جدا بأن كا نت ثيبا إل ِممّ ن عَيّنَتْه وإل كان عاضِلً‪ .‬ولو ثَبَت تواري الول‬
‫أو تَعُزّزه زوّجَها الاكِم‪ .‬وكذا ي َزوّج القاضي إذا أحْرَم الولّ أو أراد نِكاحَها كابْن‬
‫ع مّ فقدَ من ي ساويه ف الدّر جة ومُعْتِ قٍ فل يزوّج الَبْعدُ ف ال صّور الذكورَة لبَقاءِ‬
‫ا َلقْر بِ على وليَتِه‪ .‬وإن ا يُ َزوّ جُ للقا ضي أو طِفْلَه إذا أراد نِكاح من لي سَ ل ا ول‬
‫قا ضٍ آ خر بحلّ ولي ته إذا كا نت الرأة ف عمله أو نائب القاضي الذي يتزوّج هو‬
‫أو طفله (ث) إن ل يوجد ولّ من مَرّ فيزوّجها (مكم عدل) حر ولته مع خاطبها‬
‫أمر ها ليزوج ها مِْن هُ وإ نْ لْ يَ ُك نْ ُمجَْتهِدا إذا ل يَكُن ث قاض ولو غ ي أَهْل‪ ،‬وإل‬
‫فيُشْتَرَطُس كَونَس الحْكسم ُمجَْتهِدا‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬نعسم إن كانَس الاكِمُس ل يُ َزوّجُس إل‬
‫ِبدَراهم‪ ،‬كما َحدَث الن فيتّجِه أن ل ا أن تول َع ْدلً مع وُجودِه وإن سّلمْنا أنه ل‬
‫يَنْعزِلُ بذلك بأن عَلِم موليّ ه ذلك م نه حال الّتوْلِ ية‪ .‬انت هى‪ .‬ولو وَطَىء ف نِكاح بل‬
‫َولّ كأن َزوّجت نفسها ول يْكُم حاكِ مٌ بصحّتِه ول بُبطْلنِه لزِمَ هُ َمهْرَ الِثْلِ دون‬
‫ال سمى لف سادِ النّكاح ويُعْزرُ به مُعْتَقِدٌ تري ه ويَ سْقُط عندَ الدّ‪( .‬و) يوزُ (لقا ضٍ‬
‫تَزْويجَ من قالت أنا خليةِ عن نِكاحَ و ِعدّة) أو طلّقن زوجي واعتدَدْت (ما ل يُعْرف‬
‫لا زَوْجا) مُعيّنا (وإل) أي وإن عُرف لا زوْجا با سْمه أو شخصه أو عيّنَته (شرط)‬
‫ف صِحّة َتزْويج الاكِ مِ لا دون الول الاص (إثْبا تُ لفِراقِه) بَنحْو طَل قٍ أو َموْ تِ‬
‫سواءً أَغَابَ أمْ َحضَر وإنّما فَرّقوا بَيْن الُعيّن وغيهِ مع أن الدَارَ والعِ ْلمَ َيسْبقُ الزّوْجيّة‬
‫أو بِ َعدَمِه حت ي ْعمَل با َلصْل ف كلّ مْنهُما لن القاضي لا تعيّن الزوْج عنْده باسِه أو‬
‫ط والعَمَل بأ صْلِ بقاءِ الزّوْجيّة فاشْتَرط الثّبو تُ‪ ،‬ولنّ ها لا‬ ‫شخْ صِهِ تَأكّ د له الِحْتِيا ْ‬
‫ُذكِرَت معينا باسْم العِلْم كأنّها ادّعت عليه‪ ،‬بل صرّحوا بأنا دَعْوى عليه فل بدّ من‬
‫إِثْبا تِ ذلك بِخل فِ ما إذا عُرِ فَ مُطْل قُ ال ّزوْجيّة من غ ي تعي ي ب ا ذ كر فاكتُ في‬
‫بإِخبارِها باللوّ عن الوانِع‪ .‬لقول الصْحابِ‪ :‬إن العِبْرة ف العُقودِ بِ َقوَلِ أرْبابا‪ .‬وأما‬
‫ق ول‬ ‫الوَل الاصْ فيُ َزوّجَها إن صَدَقها وإن عُرِفَ زَوْجَها الول من غَْيرِ إِثباتِ طل ٍ‬
‫ف زوْجَ ها طلبَ تْ إِثْبا تُ ذلك‪ ،‬ول فَرْ قَ بَْي نَ‬ ‫يَميٍ‪ ،‬لك نْ يُ سَنّ له كقا ضٍ ل يَعْر ْ‬

‫‪238‬‬
‫القاضي والول حيث ف صل ب ي الُعيّ ن وغَيْرَ هُ ف ذلك دو نَ هذا لن القاضي ي بُ‬
‫عليه الِحْتِياط أكثر من الولّ (و) يوزُ ( ُلجْبِرُ) وهو الب والد ف البِكْر (توْكيلٍ)‬
‫معيّن صحّ تزوّجه ف تزوي ِج مولِيتَ هِ بِغيْرِ إِذْنِها وإن ل يُعيّن ا َلجْبِر ال ّزوْ جَ ف َت ْوكِيله‬
‫(وعلى وَكيلٍ) إن ل يُعَيّن الول الزوجَ (رِعايةُ حَظَ) واحتياطٌ ف أ ْمرِها‪ ،‬فإِن زَوّجَها‬
‫ف ٍء وقسد َخطَبَهسا أكْفَأُ مِنْهُس ل يص ِس ّح التّزويج ُس لخالَفَتِه الِحْتِياط َس‬ ‫بغَيْرِ كَفُءٍ أو بِكُ ْ‬
‫الواجِ بَ عل يه (و) يوزُ التّوكيلُ (لِغَيْرِه) أي غيَ ا ُلجْبَرِ بأن ل ي كن أبا ول جدا ف‬
‫البكرِ أن كانت مولِيَتَهُ ثِيبا فَلُيوَكلْ (بعدَ إذَن) َحصَلَ مِنْها (له فيه) أي التّزويجُ إن لْ‬
‫تَْنهَ هُ ع نِ التّوك يل‪ .‬وإذا عُيّنَت للول رجلً فليُعيّن هِ للوَكيلِ وإل ل ي صح تَزيَ هُ‪ .‬ولو‬
‫ج بقول بعد إذْنا للوَل‬ ‫لنْ عَيّنَْت ُه لن الِذْنَ ا ُلطْلَقَ مع أن الطلوب مُعَيّن فاسِد‪ .‬وخَ َر َ‬
‫ف التّزويج ما لوْ َوكّله قبل إذنا له فيه فل يصح التوكيل ول النّكاح‪ .‬نعم‪ :‬لو وُكّل‬
‫ق بل أن يعلم إذْنُ ها له ظانّا جوازَ التّوكيلَ ق بل الِذْن ف َزوّج ها الوَكيلُ صحّ إ نْ تَبَيّ نَ‬
‫أنّها كانَت أذَنت قَبْ َل التّ ْوكِيل لنّ العِبْرة ف العُقودِ با ف نفس المْر ل با ف ظنّ‬
‫الُكلّف وإل فل‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬لو زَوّج القاضي امْرَأة قبْل ثُبوت توْكِيله بل ببَر َعدْلٍ نَفذَ وصَح‪ ،‬لكنه‬
‫غ ي جائِز ل نه تَعا طى عَقْدا فا سِدا ف الظا هر ك ما قاله ب عض أ صحابنا ولو بَلغَت‬
‫الول امرأة إذن موليته فيه ف صَدَقها ووكّل القاضي فَزوّجَها صحّ التّوكيل والتزويج‪.‬‬
‫ولو قالت امْرأ ٌة لوَليّ ها أَذِنْ تُ ل كَ ف تزوي ي لِم نْ أرادَ تزوي ي الن وبعدَ طل قي‬
‫وانْقِضاءِ ِعدّت صحّ تزويَ هُ بذا الِذن ثانيا‪ ،‬فلو وكّل الول أجنبيا بِهذِه ال صّفة صحّ‬
‫تزويُه ثانيا أيضا لنه وإن ل َيمْلِكْه حا ُل الِذْ نِ لكنّه تابِعٌ لا مَلكَه حا َل الِذْ نِ كما‬
‫أفْت به الطيب الناشري‪ ،‬وأقَرّه بعض أصحابنا‪ .‬ولو أمر القاضي رجلً بتَزْويجِ من ل‬
‫ول لا قبل استِئذانِها فيه ف َزوّجَها بإِذْنا جازَ بناءً على ال صَح إ نْ ا سْتَنابْتَهُ ف شُغْلٍ‬
‫مُعَيّن اسِْتخْلفٌ ل َتوْكيلٌ‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫ب ف قط بل‬ ‫[فرع]‪ :‬لوْ ا ستخلف القا ضي فقيها ف َتزْو يج امْرََأةٍ لْ يَك فِ الكِتا َ‬
‫ُيشْتَر طُ اللّفْظ عليه منه‪ ،‬وليس للمَكْتو بِ إليه الِعْتماد على الطّ‪ .‬هذا ما ف أصل‬
‫الرو ضة‪ .‬وتضعي فِ البلقي ن ل هُ مردودٌ بتَ صريِهم بأن الكتا بة وحد ها ل تف يد ف‬
‫الِسْتِخلفِ‪ ،‬بل ل بدّ من إِشهادِ شا ِهدَيْن على ذلك‪ :‬قاله شيخنا ف شرحه الكبي‪.‬‬
‫ج توك يل ف قبوله) أي النّكا حُ فيقول وكي ُل الول للزوج زوّجتُ كَ‬ ‫(و) يوزُ (لزو ٍ‬
‫ْجس أو‬
‫إنس َجهِلَ ال ّزو ُ‬
‫ْهس ْ‬
‫فلنسة بنست فلن ابسن فلن ثس يَقولُ مُوكّلي أو وِكالَةً عَن ُ‬
‫الشّاهِدانِ وِكالَتَهُ وإل ل ُيشْتَرِطْ ذلك وإن حَصَلَ العِ ْلمُ بأخْبارِ الوَكيل‪ .‬ويقولُ ال َولّ‬
‫لوَكيلِ ال ّزوْجِ َزوّجْتُ بِنْت لفُلنِ بن فُلنٍ‪ ،‬فيقولُ وَكيلُه كما يقو ُل ولّ الصّب حي‬
‫يَقْبَ ُل النّكاحَ ل ُه قَبِلتُ نِكاحَها لهُ‪ .‬فإِنْ ترَكَ لفظَة ل ُه فيهِما ل يَصِ ّح النّكاحَ وإن نَوى‬
‫ال َوكّل أو الطّفل كما لو قال َزوّجُْت كَ َبدَلَ فل نٍ لعدم التّوافُ قِ‪ ،‬فإِن ترك لفظة ل هُ ف‬
‫هذه انْعقَدَ للوَكيل وإن نَوى موَكَِلهُ‪.‬‬

‫ص َدقَ ُه قبُولُ النّكا حَ مِْن ُه ويو ُز‬


‫[فروع]‪:‬مَ نْ قال أنا وَكيلُ ف تزوي ِج فُلنَة فَِلمَ نْ َ‬
‫لِمَنْ أخْبَرهُ َعدْلٌ بِطلقِ فلن أو َموْتِه أو تَوكيلهِ أن يَ ْعمَلَ بِه بالنّسبة لا يَتعلقُ بنفسه‬
‫وكذا خُطّهس الوثوق بسه‪ ،‬وأمسا بالنّسسبة ِلحَقّ الغَيْرِ أو لِمسا يتعلّق بالاكِم فل يوزُ‬
‫حجّةٍ شَرْعيّة‬‫اعتمادُ ع ْد ٍل ول َخطّ قاضٍ من كل ما ليس ِب ُ‬

‫(فرع‪ :‬يزوج عتيقسة امرأة حيسة) عدم ول عتيقَتَهسا نَسسَبا (وليهسا) أي الُعْتَقسة تَبْعا‬
‫لوِليَتِه َعلَيْها في َزوّجَها أبو الُعْتِقَة ث َجدّها بتَرتيب الوْلِياء ول يُ َزوّجها ابن الُعْتَقة ما‬
‫دا مت حيّ ة (بإِذن عتي قة) ولوْ ل ُترْ ضِ الُعْتَقَة‪ :‬إذ ل وليَة ل ا‪ ،‬فإِذا ماتَت الُعْتَقَة‪،‬‬
‫زوّجَها ابْنُ ها (و) يُ َزوّ جُ (أَمة) امْرأَة (بالِغَةً) رَشيدَة (وليّ ها) أي ولّ ال سّيّدة (بإِذْنِها‬
‫وَ ْحدَ ها) لن ا الالِ كة لَ ها فل يُعْتَبَرُ ِإذْ نُ الَ مة لن لِ سَيّدتا إِجْبارَ ها على النّكاح‪.‬‬
‫وُيشْتَرطُ أن يكونَ إِذْ ُن السّيّدة نُطْقا وإن كانتَ بِكْرا (و) يُ َزوّجُ (أَمةً صغيةً بكرٌ أو‬
‫ّجس عبْدهاس)‬ ‫صسغيٌ أب) فأبوه (لغِبطسة) وَجدت كَتحْصسيلُ َمهْرٍ أو نَفَق َة (ل يُ َزو ُ‬

‫‪240‬‬
‫لنقطاع كَ سْبِه عَْنهُما خِلفا لالِك إن َظهَر تْ م صَْلحَة ول أَمَة ثيب صغيةٍ لن هُ ل‬
‫ِبس وإن احتاجَت إل‬ ‫ّجس أَمَة الغائ ِ‬‫ِكاحس مالِكَتِهسا‪ .‬ول يوزُ للقاضسي أن يُزو َ‬ ‫يلي ن َ‬
‫النّكاح وتض ّررَت بعدَم النّفَقة‪ .‬نعم‪ :‬إن رأى القاضي بَيْعَها لن الظ فيه للغائب من‬
‫الِنْفا قِ عليْها باعَها (و) يُزوّج ( سَيّد) باللك ولو فا سِقا (أمَته) المْلوكَة كلّها له ل‬
‫ا ُلشْتَ َركَة ولو باغْتِنام بين هُ وبيَ جاعةٍ أخرى بغي رِضا جيعهم (ولو) بكرا (صغية)‬
‫أو ثيبا غ ي بال غة أو كبية بل إذن من ها لن النّكا حُ يُردّ على مَنافِ َع الِبضْ عِ و هي‬
‫فءٍ بِعَيْبٍ مُثْبَتِ للخَيارِ أو فِسْقٍ‬
‫ملوكة له ولهُ إجْبارَها عليه لكن ل يُزوّجها لِغَيْر ك ُ‬
‫َمس النّسسب لاس‪.‬‬ ‫َقيقس ودنءٍ نسسبَ لِ َعد ِ‬‫أو حِرفسة دنيئة إل بِرِضاهسا‪ ،‬وله تَزويَهسا ِبر ٍ‬
‫وللمكتِب ل لِ سَيّدهِ تزوي جَ أمَتَ هُ إ نْ أَذِ نَ ل هُ سيّده فيه‪ .‬ولو طَلَبَت الَمَة َتزْويَجها ل‬
‫يَلْزَم ال سّيد ل نه يَنْقُص قيمَتَ ها قال شيخ نا‪ :‬يُزوّ جُ الا كم أَمَةَ كافرٍ أ سْلمَت بإِذن هِ‬
‫والوْقوفةَ بإِذ ِن الوقو فِ عَلَْيهِم أي إن انْحصروا وإل ل تُ َزوّج فيما يَظْهر (ول يَن َك حَ‬
‫عَبْد) ولو مُكاتِبا (إل بإذن سيدِه) ولو كان ال سّيد أُنْ ثى سِواء أَطْلق الِذ نَ أم قُيّ د‬
‫بامْرَأةٍ معيّنة أو قَبيلةٍ فيَنْكِحُ بسَبِ إِذْنِه‪ .‬ول يَعدِلُ عما أذِنَ له فيهِ مُراعاةً لقّه‪ .‬فإِن‬
‫صحّ النّكاح ولو نَكَ َح العَبْد بل إِذن سَيّده بَطَل النّكاح‪ .‬ويُفَرّق بيَنهُما‬ ‫َعدَل عَْن هُ ل يَ ِ‬
‫خِلفا لالِ كٍ فإِن وَطِىءَ فل شيءَ عل يه لِرشيدَةٍ متارَة‪ .‬أ ما ال سّفيهة وال صّغية فيلْزَم‬
‫فيه ما َمهْرُ الِثْل‪ .‬ول يوز للعَبْد ولو مأْذونا ف التّجارة أو مُكاتِبا أن يت سرّى وإن‬
‫جازَ له النّكاح بالِذن لن الأذونَ له ل يلك ولضِعْفِ الُلْكِ ف الكاتِبِ‪ .‬ولو َطلَبَ‬
‫ق مدّعي عِتْقٍ منْ عَْبدٍ‬ ‫صدُ ُ‬
‫العَْبدُ النّكاحَ ل يبُ على السّيد إجابَته ولو مُكاتبا‪ :‬ول يَ ْ‬
‫ق مدّ عي حر ية أ صالةً‬ ‫أو أمَة إل بالبيّ نة العتَبَرة ال ت بيانُ ها ف باب الشّهادة و صِد ُ‬
‫بيمي ما ل يسبق إقرارٌ برقَ أو ل يْثبُت لن الصْل الرّية‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف الكفاءة وهي معتبة ف النكاح ل لصحته‪ ،‬بل لنا حق للمرأة والول‬
‫فلهما إسقاطها‪( .‬ل يكافء حُرّة) أ صْليّة أو عتيقَة ول من ل يَم سّها الرّق أو آباءَها‬

‫‪241‬‬
‫أو القْرَب ْس إليْهسا مِنْهسم غيهسا بأن ل يكون مِثْلَهسا فس ذلك ول أثسر لسّس الرّق فس‬
‫الُمّهات (ول عفيفةٍ) و سنيّة وغيه ا من فا س ٍق ومبتد عٍ‪ ،‬فالفا سقُ كفُءٌ للفا سِقَة‪:‬‬
‫أي إن استوى فِ سْقُهما (و) ل (نسيبة) من عربية وقرشِية وهاشِمية أو مَطْلبِيّة غيها‬
‫يعن ل يكافء عَربيّة أبا غيها من العَجَم وإن كانت أَمَة عربية‪ ،‬ول قرشِيّة غيها‬
‫من بقِيّ ة العرب‪ ،‬ول هاش ية أو مطلب ية غيه ا من بق ية قر يش‪ .‬و صح‪" :‬ن ن وب نو‬
‫الطلبْ شيءٌ واحد" فهما مُتَكافِئان‪ .‬ول يكافء من أسلم بنفسه من لا أَبْ أو أكثر‬
‫ف الِ سلم‪ ،‬و من له أبوان ل ن ل ا ثل ثة آباء ف يه على ما صرحوا به‪ ،‬ل كن ح كى‬
‫القاضي أبو الطيب وغيه فيه وجها أنما كَفُآن واختاره الرّويان‪ .‬وجزم به صا ِحبُ‬
‫َاطس‬
‫ملبسسهُ على انط ِ‬ ‫َتَ‬ ‫َفس دنيئَة)‪ ،‬وهسي مسا دلت‬ ‫العباب‪( .‬و) ل (سسليمة مسن حِر ٍ‬
‫الروءَة‪ ،‬غي ها‪ ،‬فل يكافء من هو أو أبو هُ حجام أوْ كنّاس أو راع ب نت خياط ول‬
‫هو بنت تاجر‪ ،‬وهو من يلِب البضائع من غي تقييد بنس‪ ،‬أو بزّاز‪ ،‬وهو بائع البزّ‬
‫ول ها بن تَ عالِم أو قا ضٍ عادل‪ .‬قال الرويان‪ :‬وصوّبه‪ ،‬الذرعي ول يكافء عالة‬
‫جاهلٌ‪ ،‬خلفا للروضة والصح أن اليَسارَ ل يعتب ف الكفاءَة لن الال ظلّ زائ ٌل ول‬
‫ت والبَ صَائِرِ (و) ل سليمَة حا ِل العَقْدِ ( من عيْ بٍ) مُثْبَ تٍ لَيارِ‬
‫يَفْتَخِر أهلُ الروءا ِ‬
‫(نِكاح) لاهل به حالتَ ُه كجنون ولو مُتقَطعا‪ ،‬وإن قلّ‪ ،‬وهو مَرضٌ يزول به الشعور‬
‫ّعس‬
‫َسسوَدّ ثس يَتَ َقط ُ‬
‫ضوُ ثس ي ْ‬
‫مسسحِكْم وهسي علّة ْيمَرّ منهسا العُ ْ‬‫مسن القَلْب (وجُذامسُ) َْت‬
‫ِبس د َموِيّةس الِلد‪ ،‬وإن قل‪ ،‬وعلمسة‬ ‫بياضس شديسد يُذه ُ‬
‫ٌ‬ ‫ُسسَتحَكِم وهسو‬
‫(وبَرصسٌ) م ْ‬
‫الِ سْتِحكام ف الول ا ْسوِداد الع ضو‪ .‬و ف الثا ن عد مُ ا ْحمِراره ع ند عَ صْرِه (غ ي)‬
‫صحْبَة من به ذلك ولو كان ب ا ع يب أيضا فل‬ ‫ِممّ ن به عيْب لن النّفْ سَ تعا فُ ُ‬
‫كَفاءَةَ وإن اتف قا أو كان ما ب ا أقْبَح‪ .‬أ ما العُيو بُ ال ت ل تُثْبِت الَيارَ فل تؤثّ ر‪،‬‬
‫جمْع متقدّمي‪.‬‬ ‫شوّه الصّورة‪ ،‬خلفا لِ َ‬
‫كالْ َعمَى وقَطْع الطّرف وَت َ‬

‫‪242‬‬
‫[تتمة]‪ :‬ومِن عيوب النّكاح رِتق وقرن فيها وج بّ وعِن ٌة فيه فلكل مِن الزّوجَيْ ِن‬
‫العيوبس الذكورة فس الخسر بشرط أن‬ ‫ِ‬ ‫فسسخِ النّكاح باس وُ ِجدَ مسن‬
‫اليارَ فورا فس ْ‬
‫يكون بضورِ الاكِم‪ .‬ولي سَ من ها ا سْتِحاضَة وبُخرْ و صِنانٌ وقرُو حٌ سيّالة وضي قُ‬
‫ط وقَع ف العقد ل قَبله كأنّ ُشرِط‬ ‫مَنْفَذ‪ .‬ويوزُ لكلٍ من الزوْجَيْ نِ خَيارٌ بلف َشرْ ٍ‬
‫ف أحد الزوّجي حُرِيّة أو نسبٌ أو جالٌ أو يسار أو بِكارَة أو شبا بٌ أو سلمَة من‬
‫ط فله فَسْخٌ ولو‬ ‫عيوبٍ كزوّجُْتكَ بشرط أنا بكر أو حرّة مثلً‪ ،‬فإِن بانَ أدْن ما شُرِ َ‬
‫قاضس ولو شُرِطست بِكارَة فوُجدت ثيبا وادعست ذهاباس عنْده فأنْك َر صسدَقت‬ ‫ٍ‬ ‫بل‬
‫بِيَمينها لِدف عِ الفَ سْخ أو ادَعت افتضاضَه لا فأنكر فالقول قولا بيمينها لدفع الفَ سْخِ‬
‫أيضا‪ ،‬لكن يَصْدقُ هو بيمينه لتَشْطي الهْر إن طلّق قبل الدخول (ول يقابل بعضها)‬
‫أي بعْض خِ صالِ الكَفاءَة (بب عض) من تلك الِ صال فل تُزوّج حُرّة عَجميّ ة بِرقي قٍ‬
‫ف الدّنيئةَ خِبازَة‪ .‬ولو‬
‫عرب ول حرّة فاسِقة بِعَْبدٍ عفيف‪ .‬قال التَولّي‪ :‬وليْسَ من الِ َر ِ‬
‫اطّرد عر فُ بلدٍ بِتَفضيلِ بعض الِر فِ الدنيئة الت نصوا عليها ل يُعتَب‪ ،‬ويُعْتَبَرَ عُرْفُ‬
‫بََلدِها فيما ل ينُصوا عل يه‪ .‬ول يس للب تَزْو يج اب نه الصغي أَ مة ل نه مأمو نَ العَنَ تِ‬
‫ب ووَلءْ (ل قا ضٍ برضا كل) منها ومن وليّها أو‬ ‫س ٍ‬‫(ويُزوّجَها بغي كَفُء ول) بِنَ َ‬
‫أوْليائِ ها ال سَْتوِين الكامِليَ لِزَوالِ الانِع بِرضاهُم‪ ،‬أ ما القا ضي فل ي صحّ له تزْويَ ها‬
‫لغيس كفءٍ وإن رضيست بسه على العتمسد إن كان لاس ول غائِب أو مَفْقودٌ لنسه‬
‫كالنائِب عنسه فل يترك الَظّ لهسُ‪ .‬وبَحَث جَم ْع مُتَأخّرون أناس لو ل تَجِد كَفُؤا‬
‫وخافَ تْ الفِتْنَة لَزِ مَ القاضي إجابتَها للضّرورَة‪ .‬قال شيخُنا وهو متحه‪ .‬مُدرِكا‪ ،‬أما‬
‫فءٍ بطلَبها التزويج منه صحيحٌ على‬ ‫ل فتَزْويَها القاضي لغيِ كَ ُ‬ ‫من ليس لا ول أص ً‬
‫الختار خلفا للشيخي‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو ُزوّجَت من غي كفء بالِجْبارِ أو بالِذْ نِ الُطْلق عند التّقييد بكف ٍء‬
‫أو بغيه ل يص ّح التّزويجُ لِعدَم رِضاها بِه‪ ،‬فإِن أَذِنَت ف تزويها بن ظنّته كَفُؤا فبانَ‬

‫‪243‬‬
‫صيِها بتَرْ ِك البَحْث نعم لا خيارٌ إن با َن معيبا‬
‫ح ول خِيارَ لا لِتَقْ ِ‬
‫خِلفه ص ّح النّكا َ‬
‫أو رَقيقا وهي حُرة‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬يوزُ للزوج كل تتّ ع من ها ب ا سوى حَلقةِ دُبُرِ ها ولو بَ صّ بظَرِ ها أو‬
‫اسِْتمْنَاءٍ بِيَدها‪ ،‬ل بِيَده‪ ،‬وإن خافَ الزّنا‪ ،‬خلفا لحد‪ ،‬ول افْتِضاضَ بأصْبَع‪ .‬ويُسن‬
‫ملعبَةَ الزوجة إيناسا‪ ،‬وأن ل يُخليها عن الِماع كلّ أرْبَ عِ ليالٍ مرّة بل ُع ْذرٍ‪ ،‬وأن‬
‫سحَر‪ ،‬وأن ُيمْ هل لتنل إذا تقدم إنزاله‪ ،‬وأن يُجامِعَ ها ع ند‬‫يَتَحرّى بالِماع وقْ تَ ال ّ‬
‫القُدو مِ من سَفَرِه‪ ،‬وأن يَتَطيّ با للغشَيان‪ ،‬وأن يقول كل‪ ،‬ولو مع اليَأس من الولد‪،‬‬
‫بسم ال اللهم جنّبنا الشيطان‪ .‬وجنّب الشيطان ما َر َزقْتنا‪ .‬وأن يناما ف فراش واحد‬
‫والتّقوّي له بأدْويَةٍ مُباحَة بقصدٍ صالِح‪ :‬كعِفة ون سْل وسيلةٍ لحْبو بٍ فليَ كن مبوبا‬
‫فيما يظهر‪ .‬قاله شيخنا‪ :‬وَيحْرُم عليها مَنْعُه من استِمتاع جائز‪ .‬ويُكْرَه لا أن تصف‬
‫وقتس‬
‫ِ‬ ‫َمس دخولُ‬‫لِ َزوْجِهسا أو غيِه امْرأةً أخرى لغيِ حاجَة‪ .‬وله الوَطْءَ فس زمسن يُعْل ُ‬
‫الَكتوبَة فيه وخروجَهُ قبل وجودِ الاءِ وأنا ل تَغْتسل عَقِبهُ وتفوتُ الصّلة‪.‬‬

‫(ف صلٌ)‪ :‬ف نِكاح الَمَة (حُرّم لِحَر) ولو عَقيما أو آي سا من الولد (نِكا حُ أَمَة)‬
‫لغيِه ولو مُبْعَضَةً (إل) بثلثَةِ شروط‪ :‬أحدَ ها (ب َعجْزٍ عمّ ن ت صْلحُ لتمتّ ع) ولو أمةً أو‬
‫رَجْعِيّة لنا ف حكْم الزوجيّة ما ل تنقَض ِعدّتا بدليل التّوارُث بأن ل يكون تته‬
‫شيسء مسن ذلك ول قادرا على نكاح حرّ ٍة لعدمهسا أو فقره أو التَسَسرّي بعدم وجود‬
‫أمَةً ف ملكه أو ث نٌ لشِرائِها‪ .‬ولو وجد من يقرِ ضَ أو يهَ بُ مالً أو جاريَة ل يلزمْ هُ‬
‫ح الَمَة ل لن له ولدٌ مو سِر‪ .‬أما إذا كان تته صغية‬ ‫القبول‪ ،‬بل يل مع ذلك نكا َ‬
‫ل تت مل الوَطْءَ أو هَرِمَة أو منو نة أو َمجْذومَة أو برْ صاء أو رُتَقَاء أو قرناء فتحلّ‬
‫الَمَة‪ .‬وكذا إن كان تته زانيَةً على ما أفت به غي واحدة‪ .‬ولو َقدِرَ على غائِبَة ف‬
‫مكان قر يب ل َيشَقّ ق صْدها وأم كن انْتقالُ ها لبلده ل ت ّل المَةَ‪ ،‬أ ما لو كان ت ته‬
‫حمّلَ ها ف طل بِ‬ ‫سبَ مُت َ‬
‫غائِبَة ف مكان بع يد عن بلده وَلحِقَ هُ مشَقّ ة ظاهِرةً بأن يَنْ ِ‬

‫‪244‬‬
‫صدِها فهي كالعَدَم كالت‬ ‫صدِها أو يا فُ الزّنا مدة قَ ْ‬ ‫الزوجة إل مُجاوَزَة الدّ ف قَ ْ‬
‫خوْفِه زِنسا) بِغَلَبسة َش ْهوَةٍ‬
‫ل يكسن انتقالاس إل وَطْئةِ ِلشَقّةس الغُرْبَة له‪( .‬و) ثانيهسا (ِب َ‬
‫ف تقوا هُ فتحلّ للية فإِن ضَعُفَت َش ْهوَتُه وله تقوى أَو مروءَة أو حياء ي سْتقبح‬ ‫وضُعْ ِ‬
‫م عه الز نا أو َقوِيَ تِ شهو ته وتقواه ل ت ل له ال مة ل نه ل يَخا فُ الز نا‪ .‬ولو خاف‬
‫الزّ نا من أمَة بعينِ ها لقوّة ميله إلي ها ل تلّ له ك ما صرّحوا به والشرط الثالث‪ :‬أن‬
‫تكون الَمَة مُ سِْلمَة يكن وَطَوها فل َتحِل له الَمَة الكتابيّة‪ .‬وعند أب حنيفة رضي‬
‫ال عنه يوز للحرّ نكاح أمة غيه إن ل يكن تته حرة‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬لو نك حَ ال ّر المَة بشرو طه ث أيْ سَر أو نَكَح الرة ل يَنْفَ سِخ نِكا ُ‬
‫ح‬
‫الَمَة‪ .‬وولد الَمَة من نكاح أو غيه كزِ نا أو شُبْ هة بأن نَكح ها و هو مو سِر قِنّ‬
‫لالِكها‪ .‬ولو غَ ّر واحدٌ برّية أَمَة وتزوّجها فأولدُها الاصلون منه أحرارٌ ما ل يعلم‬
‫طءَ) أمَتسه‬
‫يومس الولدَة (وحُلّ لسسلم) حُرَ (وَ ْ‬
‫برقّهسا وإن كان عبْدا ويلزمسه قيمتهسم َ‬
‫(الكتابية) ل الوثَنيّة والجوسيّة‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬ل يضمَ نُ سّيدٌ بإِذْنِه ف نكاح عْبدِه مهْرا ول مؤ نة وإن شَرِط ف إذ نه‬
‫ضَمان‪ ،‬بل يكونان ف ك سْبِه وف مال تارةٍ أذَن له فيها‪ .‬ث إن ل يكُن مُكتَ سِبا ول‬
‫مأذونا فهما ف ذِمّت ِه فقط كزائد على مق ّدرٍ له ومهْرٍ وجَب بوَطْءٍ ف نكاح فاسد ل‬
‫يأذن ف يه سيده ول يث بت مهرٌ أ صلً بتزو يج أمَ ته لِعبْدِه وإن ساه‪ ،‬وق يل ي ب ث‬
‫يسْقُط‪.‬‬

‫صدْ ِ‬
‫ق‬ ‫(فصل)‪ :‬ف الصّداق وهو ما وجب بنكاحٍ أو وَطْء‪ .‬وسّي بذلك لشعارِه ب ِ‬
‫رَغْبَةِ باذِله ف النّكاحَ الذي هو الصل ف إِيابِه‪ ،‬ويقال له أيضا مهْر‪ .‬وقيل الصّداقُ‬
‫سمِيَتِه ف العَقْد‪ .‬والهْرُ ما وجب بغي ذلك ( ُسنّ) ولو ف تزويج أمَتِه‬ ‫ما وَجَب بت ْ‬
‫بعْبدِه (ذكرُ صَداقٍ ف عَقْد) و َكوْنِه م ْن ِفضّ ة‪ ،‬للِتّبا عِ فيهِ ما‪ ،‬و َعدَم زِيادةٍ على‬

‫‪245‬‬
‫صدَقة بناتِه أو نُقصانٍ عن عشَرة دراهِمٍ خالِصَة‪ :‬وكرِهَ إخلوه عن‬ ‫خسمائة درهم أَ َ‬
‫ِذكْره‪ .‬وقد يب لعارِ ضٍ‪ :‬كَأن كانت الرأة غي جائزة التصرّف‪( .‬وما صحّ) كونَ هُ‬
‫(ثنا صح) كونه (صَداقا) وإن قل لصحّة كونه ِعوَضا فإِن عُ ِقدَ با ل يُت َموّل‪ ،‬كنُواة‬
‫سدَت التّ سمِيَة لرو جه عن ال ِع َوضِيّ ة‬ ‫وحَ صا ٍة وقُ مع باذِنْجان وتَرْ كِ حدّ قذف‪ ،‬فَ ُ‬
‫(ولا) كول ناقِصةً بِصُغَرٍ أو جنون وسّيدٍ أمَةٍ (حبَس نفْسَها لِتَقْبِضَ غيَ مؤجّل) من‬
‫ا َلهْر العي أو الالِ سِواءً كان بعضه أم كله‪ ،‬أما لو كان مؤجّلً فل حبْس لا وإن‬
‫ُح ّل ق بل تَ سْليمَها نف سها له‪ ،‬وي سْقُط حقّ البْ سِ بوْطئِه إيا ها طائِعَةً كاملة فلغي ها‬
‫بصسَلحَة‪ ،‬وتهّلس وجوبا النحسو تنظسف‬ ‫ُسسلّمها الول ْ‬ ‫الب ْس بعسد الكمال إل أن ي َ‬
‫بالطّل بِ مِنْ ها أو من ولي ها ما يراه قاض من ثل ثة أيام فأ قل‪ ،‬ل لنقِطاع حَيْ ضٍ‬
‫ونَفا سٍ‪ .‬نعم‪ ،‬لو خشِيَت أنه يَطؤها سَلّمت نف سَها وعليها الِمْتناع‪ ،‬فإِن عَلمت أن‬
‫امْتناعَ ها ل يُف يد واقَْتضَ تِ القرائِ نُ بالقَ طع بأ نه يَطو ها ل يَبْعُد أن ل ا‪ ،‬بل علي ها‪،‬‬
‫الِمتناع حينئذٍ‪ ،‬على مسا قاله شيخنسا‪( ،‬ولو أنْك َح) الول (صسغية) أو منونسة (أو‬
‫رشيدة بِكْرا بل إذن بدون مهر مثل أو عُيّنَت له قدرا فنقص عنه) أوْ أطْلَقت الِذْن‬
‫ول تَتعرّض ِلهْر فَنَقص عن َمهْر مِثل‪( .‬صحّ) النّكاحُ على الصَحّ ( َبهْرِ مِثْلٍ) لِفَسادِ‬
‫الُسمى كما إذا قبل النّكا حَ لِطفل هِ بفوْ قِ مهر مِثل من مالِه‪ .‬ولو ذكروا مهرا سِرا‬
‫وأكثر منه َجهْرا لَزِمَه ما عقد به اعتبارا بالعقد‪ .‬وإذا عُقدَ سِرا بألف ث أعيد جَهرا‬
‫جبُ‬ ‫بألفي تَجمّلً لزم ألف (وف وطْءِ نكاح) أو شِراءٍ (فاسِد) كما ف وطء شُبْهة َي ِ‬
‫(مهْر مِثْل) لسسْتيفائِه مَنْفعَ ُة البَضْع‪ ،‬ول يتَعدّد بتعدّد الوَطْء إن اتّحدت الشّبهسة‪.‬‬
‫(ويتَقرّر كله) أي كسل الصسّداق (ِب َموْتسٍ) ل َحدِهاس‪ ،‬ولو قب ْل الوَط ْء‪ ،‬لِجْماع‬
‫لشَفَة وإن بَقِيَت البِكارَة (ويسسقط) أي‬ ‫الصسّحابَة على ذلك (أو وطْءٍ) أي بِغيبَةِ ا َ‬
‫كله (بِفرا قٍ) َوقَع منها (قَبْله) أي قبل وَطْءٍ (كف سْخها) بِعيْب هِ أو بإِعْسارِه وكرِدّتِها‬
‫سخِه بِعَيْبِ ها (ويتشطّ ر) الهْر‪ :‬أي يَجِب ن صْفُه ف قط (بِطَل قِ) ولو‬ ‫أو بِ سبَبها كفَ ْ‬
‫باخْتِيارِهسا‪ :‬كأن َفوّض الطّلق إليهسا فطَلّقست نفسسها أو علّق َه بِفعْلهسا فَفَعَلَت أو‬

‫‪246‬‬
‫للْع وبإنْفِساخِ نِكاح بِردّتِه وحده (قبله) أي الوْطء‪( .‬و صَدَق ناف وَطْء)‬ ‫فورقت با َ‬
‫حهَا بشَرْط البِكارَة ث قال َوجَدتُها‬ ‫من ال ّزوَجي بيمينه لن ال صْلَ َعدَمَ هُ إل إذا نك َ‬
‫صدُق هو‬ ‫صدُق بيمينها لدف عْ الفَ سْخ‪ ،‬وي ْ‬
‫ثيبا ول أَ َطأَها فقالت بل زالت بِوطْئِ كَ فت ْ‬
‫طءٍ (وإذا اختل فا) أي الزّوجان ( ف قدره) أي الَهْر ال سمّى‬ ‫لِتَشْطيِه إن طلّق قَبْلَ وَ ْ‬
‫وكان ما يدّع يه الزوْج أ قل (أو) ف ( صفته) من ن و ج نس كدنان ي وحلول وقدر‬
‫أ جل و صحة وضد ها‪( .‬ول بي نة) لحده ا أو تعارَضَت بيّناتُه ما (تال فا) ك ما ف‬
‫البَيْع‪ ( ،‬ث) ب عد التّحالف (يُفْ سَخُ ال سمى وي ب َمهْرُ الِثْل) وإن زاد على ما ادّعَ ته‬
‫الزوْجة وهو ما يرغَب به عادة ف مثلها نسبا وصفة من نساء عُصْباتِها‪ ،‬فتُقدّم أخت‬
‫لبوين فلب فبنت أخ فعمة كذلك فإِن ُجهِل مهْرَهنّ فيعتَبُ مهر رح مٍ لا كجدة‬
‫المس فالخست للم فالدّات فالالة فبنست‬ ‫وخالة‪ .‬قال الاوردي والرويانس‪ :‬تُقَدّم ّ‬
‫ال خت‪ ،‬أي للم‪ ،‬فب نت الالة‪ .‬ولو اجت مع أم أب وأ مّ أ ّم فالذي يت جه ا سْتِواوها‪،‬‬
‫فإن تَع ّذرَت اعُتِب بثْل ها ف الشّب هِ من الجْنَبيّات‪ .‬ويُعَتَبَرُ مع ذلك ما َيخْتَلِف به‬
‫غرض ك سُنّ وي سارٌ وبِكارَة وجا ٌل وف صاحَة‪ ،‬فإِن اختَ صّت عنهُنّ بِ َفضْلٍ أو ن قص‬
‫ز يد عل يه أو ن قص م نه لئق بالال ب سب ما يراه قاض‪ .‬ولو سامَحت واحدة ل‬
‫(وليسس لولّ عفوٌ عسن َمهْرٍ) لوليَتَه كسسائِرِ ديُونِهسا وحقوقِهسا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يَجِب موافقَتَهسا‬
‫ووجدت مسن خَطّ العلمسة الطنبداوي أن الِيلة فس براءة الزّوج عسن الهْرِ حيسث‬
‫كانست الرأة صسغية أو منونسة أو سسفيهةً أن يقول الول مثلً طَلّق موليتس على‬
‫خ سمائة در هم مثلً عل ّي فيُ َطلّق ث يقول الزوج أحِلّت عل يك مولِيتُك بال صّداقِ‬
‫الذي ل ا عل ّي فيقول الول قبلت ف يبأ الزوج حينئذٍ من ال صداق اه‪ .‬وي صح ال تبّع‬
‫بالهْرِ من مُكلفة بلفظ الِبْرا ِء والعَفْو والِ سْقاطِ والِحْل ِل والتّحليل والِباحَة والِبَة‬
‫وإن ل يصُل قبول‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫[مهمات]‪ :‬لو خ طب امرأة ث أر سَل أو دَفَع بل ل فظ إلي ها مالً ق بل الع قد‪ :‬أي‬
‫ول يقصد التبْرّع ث وقع الِعْرا ضُ منها أو منه رَجَع با و صَلها منه‪ ،‬كما صَرّح به‬
‫َجمْ عٌ مُحققون‪ ،‬ولو أعطاها مالً فقالت هدية وقال صَداقا صدَق بيمي نه وإن كا نَ‬
‫جبُ بالعَقْد أو‬
‫من غي جِنْسِه‪ ،‬ولو دفع لخطوبَتِه وقال جعلتَ هُ من الصّداق الذي سَي ِ‬
‫سجِب بِالعَقْد والّتمْكيس وقالتَسبسل هسي هَديّةس فالذي يتجسه‬ ‫مسن الكَس ْسوَة التس س َت‬
‫صدِه‪ ،‬ولو َطلّق ف مسألتنا بعد العقد ل‬ ‫صدْقِه ف ق ْ‬‫تصديقُها‪ ،‬إذ ل قرينَة هنا على ِ‬
‫يَرْجِع بشيء‪ ،‬كما ر ّجحَه الذرعي‪ ،‬خلفا للبغوي‪ ،‬لنه إنا أعْطى لجل العقد وقد‬
‫وجد‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬ت ب عل يه لزوجةٍ موطوءة ولو أ مة مُت عة بُفراق بغ ي سَبَبِها وبغ ي موت‬
‫أ َحدِها وهي ما يتراضى الزوْجان عليه وقيل أقل مال يوز جَعْلُه صداقا‪ .‬ويُ سَنّ أ نْ‬
‫ل ينْ قص عن ثلث ي درها‪ ،‬فإِن تَنازَ عا َقدّر ها القا ضي بقدرِ حالِه ما مِن ي سارِه‬
‫وإعْسارِه وَنسَبِها وصِفَتها‪.‬‬

‫[خاتة]‪ :‬الوليمة لعُر سٍ سُنّة مؤكدة للزوج الرشيد وول غيه من مال نفسه ول‬
‫حدّ لَقلها‪ ،‬لكن الفضل للقادِر شاة‪ .‬ووقتها الفضل بعد الدخول‪ ،‬للِتباع‪ ،‬وقبله‬
‫ب عد الع قد ي صل ب ا أ صل ال سنّة‪ .‬والت جه ا سْتِمرارٌ طلب ها ب عد الدخول وإن طال‬
‫لمُ عة‬
‫الز من كالعقي قة أو طَلّقَ ها و هي لَيْلً أوْل‪ .‬وت بُ على غ ي معذورٍ بأعذارٍ ا ُ‬
‫ت بعدَ عقدٍ‪ ،‬ل قبله‪ ،‬إن دعاه مسلم إليها بنفسه‬ ‫وقاضٍ الِجابة إل وليمة عُرسٍ ُعمِل ْ‬
‫ب وعمّ بالدّعاءِ الوصوفي يو صَف قصدَهُ‬ ‫أو نائِبَة الثّقة‪ ،‬وكذا ميز ل يُعْهد منْه كذِ ٌ‬
‫كجِيانِه وعشيَتَه أو أ صدقائَه أو أ هل حِرفَتِه فلو ك ثر ن و عشيَتَه أو عَجزَ عن‬
‫الِ ستيعاب لفقره ل ُيشْتَرط عمو مُ الدعْوة على الوجه‪ ،‬بل الشرط أن ل يظهر منه‬
‫ق صد َتخْ صيصٍ لِغنَي أو غَيْره وأن يع ي الدْ عو بعيْ نه أو وَ صْفِه فل يك في مَ نْ أراد‬
‫حضُر أو ادْعُ من شِئْتَ أو لَقيتَ‪ ،‬بل ل تُسَ ّن الِجابة حينئذٍ‪ .‬وأن ل يتَرَتّب على‬ ‫فلْي ْ‬

‫‪248‬‬
‫إجابَتِه خُل َوةٌ مُحرّمَةٌ فالرأة تيب ها الرأَة إن أذن زوْج ها أو سَيّدها ل الر جل إل إن‬
‫كانَ هناكَ ماِنعٌ خِلْوةٍ مُحرّمة كمحُرّم لا أو له أو امرأة‪.‬‬

‫أما مع الِ ْلوَةِ فل يُجيبُها ُمطْلَقا‪ ،‬وكذا مع عدمها إن كا نَ الطّعام خاصا به‪ :‬كأن‬
‫ستَ ببيت وبعثت له الطعام إل بيت آخر من دارها خوف الفتنة‪ .‬بلف إذا ل‬ ‫جل ْ‬
‫تَ فْ‪ ،‬فقد كان شعبان وأضرابه رابعة العدوية ويسمعون كلمها‪ :‬فإِن وجد رجل‬
‫حوِ َخوْ فٍ‬ ‫ك سُفيان وامرأة كراب عة ل َتحْرم الِجابَة‪ ،‬بل ل تُكْرَه‪ .‬وأن ل يدّ عي لَِن ْ‬
‫منه أو طمَع ف جاهِه أو لِعانَتِه على باطِلٍ ول إل شبهة بأن ل يُعْلَمَ حرامٌ ف ماله‪.‬‬
‫أ ما إذا كان ف يه شُْبهَةٌ بأن ُعلِ مَ اخْتِلطُه أو طَعا ُم الولي مة برَام‪ ،‬وإن قل‪ ،‬فل ت ب‬
‫إجا بة‪ ،‬بل تُكْ َر هُ إن كان أك ثر ماله حَراما‪ ،‬فإِن عُلِم أن عيْن الطّعام حَرام حُرّ مت‬
‫الِجابة وإن ل يُرِد الكل منه‪ ،‬كما استظهره شيخنا‪ ،‬ول إل مل فيه منكر ل يزول‬
‫س ُر جدارٍ بريسر وفُرشٍس مغْصسوبَةٍ أو مسسْروقة ووجودِ مسن‬ ‫بضوره‪ .‬ومسن الُنْكَر سَتْ‬
‫ْشس والكَذب‪ ،‬فإِن كان حَرُمَت الِجابَة‪ ،‬ومنسه صسورَة‬ ‫ِكس الاضريسن بال َفح ِ‬ ‫ضح ُ‬ ‫ُي ْ‬
‫حيوان مشْتَمِلَة على ما ل ي كن بقاؤ ُه بدونِه وإن ل ي كن ل ا نظيٌ كفرس بأجنحةٍ‬
‫سستْر علّق لزينةٍ أو ثياب ملبوسسة أو‬ ‫وطيٍ بوجسه إنسسان على سسقف أو جدارٍ أو ِ‬
‫وسادةٍ منصوبة لنا تشْبِه ال صْنامَ فل َتجِ بُ الجابة ف شيءٍ من ال صّور الذكورة‬
‫بل تُحرم‪ ،‬ول أثر بمل النقد الذي عليه صورة كاملة لنه للحاجة ولنا مَمتَهنة‬
‫صوَر ببساط يُداس و ِمخَدة ينام‬ ‫بالُعامَلة با‪ .‬ويوز حضورُ ملَ فيه صورة تَتهُن كال ّ‬
‫أو يُت كأ علي ها وطَبَ قٌ وخِوا ٌن وقَ صْعَةٌ وإبر يق‪ ،‬وكذا إن قُطِ عَ رأ سُها لزوالِ ما به‬
‫الياة‪ .‬وَيحْرُم ولو على ن و أرض ت صوير حيوان وإن ل ي كن له نظ ي‪ .‬ن عم‪ :‬يوزُ‬
‫تصْويرُ لُعب البنات لن عائشة رضي ال عنه كانت تلعَبُ با عنده‪ ،‬كما ف مسلم‪.‬‬
‫حيوانس بل رأس‪ ،‬خلفا‬‫ٍ‬ ‫وحكمتسه تدريبَه ُن أمسر التربيسة‪ .‬ول يُحرّم أيضا تصسوير‬
‫صوْغَ حِلي ونَ سْجِ حَريرٍ لنه َيحِلّ للنّساء‪ .‬نعم‪ :‬صنِعْته لن ل يل‬ ‫للمتول‪ ،‬وَيحِلّ ُ‬

‫‪249‬‬
‫َواهس معا أجاب‬
‫ِنس دَع ُ‬
‫س َقهُما دَ ْع َو ًة فإ ْ‬
‫أجابس أس بَ‬
‫َ‬ ‫لهس اسستعمالَه حرامسٌ‪ .‬ولو دعاه اثنان‬
‫ُ‬
‫القرب رَحِما فدارا ثس بالقُرعسة‪ .‬وتُسسنّ إجابةُ سسائ ِر الولئِم كمسا عُم ِل للخِتان‬
‫والوِلدة وسَلمَة الرأة الطَلق وقدومُ السافِر وخَتْم القرآن‪ ،‬وهي مستَحبّة ف كلها‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬يَْندُب الَكْلَ فس صسومِ نف ٍل ولو مُو َءكّدا ِلرْضاءِ ذي الطعام بأن شُق ّ‬
‫عل يه إِمْ ساكَهُ ولو آخِ َر النهار للَمْرِ بِالفِطْر ويُثا بُ على ما مَ ضى وقَ ضى َندْبا يوما‬
‫مكانه‪ ،‬فإِن ل يُشقّ عليه إمساكُه ل يُنْدب الِفطار‪ ،‬بل الِمساك أول‪ .‬قال الغزال‪:‬‬
‫يُندب أن ينوي بفِطره إدْخالَ ال سرورَ عل يه‪ ،‬ويوزُ للضّ يف أن يأ كل م ا قُدّم له بل‬
‫لفظ من الضيف‪ .‬نعم‪ .‬إن انت ظر غيه ل َيجُز ق بل حضوره إل بلفظ منه‪ .‬وصرّح‬
‫الشيخان بكراهَ ِة الكْل فو قَ الشّب عِ وآخرون بُرمَتِه‪ .‬وورد بسَندٍ ضعيف زجْ َر النب‬
‫أن يَعْت مد الر جل على َيدِه اليُ سْرى ع ند ال كل‪ .‬قال مالك‪ :‬هو نوع من الِتّكاء‪،‬‬
‫صبَ رجله اليم ن‬ ‫فال سّنة لل كل أن يلس جاثِيا على ركبت يه وظهورِ قدم يه‪ ،‬أو يُنْ ِ‬
‫ويلس على اليسرى‪ .‬ويكره الكل متكئا‪ ،‬وهو العتمد‪ ،‬على وطاءٍ تته و ُمضْ ّطجِعا‬
‫إل فيمسا يتنقسل بسه ل قائما والشرب قائما خلف الول ويسسن للكسل أن يغسسل‬
‫اليد ين والفم ق بل ال كل وبعده ويقْرأَ سورَتَي الِخْل صِ وقريْش بعده ول يبتَلِ عَ ما‬
‫للّل بل يرم يه‪ ،‬بلف ما يم عه بلِ سانِه من بين ها فإِ نه يبتل عه‪.‬‬ ‫يرج من أ سنانِه با َ‬
‫ويرُمُ أن يكب اللّقَم مسرعا حت يستوف أكثر الطعام ويرم غيه‪.‬‬

‫ولو دَخَل على آكل ي فأذَنوا له ل يَجُز له الَكْل مع هم إل إن ظنّ أ نه عن ط يب‬


‫نفسس‪ ،‬ل لنحسو حياء‪ ،‬ول يوزُ لِلضّيْف أن يُطعِم سسائِلً أو هرّة إل إن علم رضسا‬
‫الداعي‪ .‬ويَك َر ُه للداعي تصيصَ بعض الضّيفان بطعا مٍ نفيس‪ .‬وُيحَرّ مُ للراذِل أكل‬
‫ضمِن َه‪ ،‬كمسا بثسه‬ ‫مسا قدم للماث ِل‪ .‬ولو تناول ضيسف إناءَ طعام فانكسسر منسه َ‬
‫الزركشي‪ ،‬لنه ف يده ف حكم العارَية‪ .‬ويوز للِنسان أخذ من نو طعام صديقه‬
‫مع ظ ّن ر ضا مال كه بذلك‪ ،‬ويتلف بقدر الأخوذ وجن سه وبِحالِ الُضي فِ‪ .‬و مع‬

‫‪250‬‬
‫ذلك يَنْبغي له مُراعاةُ نُ صْفَةُ أ صْحابِه فل يأ ُخذُ إل ما يُ صّه أو َيرْضو نَ به عن طي ِ‬
‫ب‬
‫نفْس ل عن حياءٍ‪ .‬وكذا يقال ف قِران نو َتمْرَتَي أما عند الشك ف الرضا فُيحَرّ مُ‬
‫الَخذَ كالتطفل ما ل يع مُ‪ :‬كأن فَتَح البا بَ لَِيدْخُل من شا َء ولَزِ مَ مالِ كُ طعا مٍ إطعا مَ‬
‫مضط ٍر َقدْرَ س ّد رمَقِه إن كا نَ مَعْ صوما مُ سْلِما أو ذِمّيا وإن احْتاجَ هُ مالِكَه مآلً‪،‬‬
‫وكذا بيمة الغي الحترمة‪ ،‬بلف حرب ومُرَتدّ وزا نٍ مُح صَن وتار كِ صلة وكل بٍ‬
‫عقور‪ ،‬فإِ نْ مُنِ عَ فل هُ أ ْخذَ ُه َقهْرا بِ ِعوَضٍ إن َحضَرَ‪ ،‬وإل فنسيئةً‪ .‬ولو أطْ َعمَ هُ ول يذكر‬
‫صدَق الالِك بيمينه‪ .‬ويوز‬ ‫ِعوَضا فل ِعوَضَ لَه لِتَقْصيه ولو اختلفا ف ذكر ال ِعوَضِ َ‬
‫نثر نو سكر وتنبل وتركه أول‪ .‬ويل التقاطه للعلم برضا مالكه‪ .‬ويُكَره أخذه لنه‬
‫ك الغَيْرِ و َسمَكٍ دخل مع الاء ف ح ْوضِه‪.‬‬ ‫دناءة وَيحْرُمُ أخذُ فرخ طيٍ عشّش بل ِ‬

‫(فصل)‪ :‬ف القَسْم والنّشوز (يب قَسْمٌ لزوْجات) إن باتَ عند ب ْعضِهنّ بقُ ْرعَة أو‬
‫غي ها فيلْزَمَه قَ سْمٌ لِمَن بَقِي مِنهُنّ ولو قا مَ بِهنّ ُعذْ ٌر كمَر ضٍ وحَيْض‪ .‬وتُ سَنّ‬
‫ضهِنّ‪ ،‬وأن‬ ‫التّسوية بينهن ف سائر أنواع الِ سْتِمتاعِ‪ ،‬ول يُوءَاخذ بْيلِ القَلْ بِ إل بع ِ‬
‫ل يُ ْعطّلهُنّ بأن يسبيت عندَهُن‪ ،‬ول قَسسْم بيَ إماءٍ ول إِماءٍ وزْوجَة‪ .‬ويبس على‬
‫ال ّزوْجي أن يتعاشَرا بالعْروف‪ ،‬بأن يتَنِع كلّ عما يكره صاحبه ويؤدي إليه حقه مع‬
‫حوِ َج هُ إل مؤنة وكلفة ف ذلك (غيٍ) معتدة عن‬ ‫الرضا وطلقة الوجه من غي أن ُي ْ‬
‫وَطْء شب هة لِتَحْر ي الِلوَة ب ا و صغية ل تطي ُق الوَطْءَ‪ ،‬و (ناشِ َزةٍ) أي خارِجَةٍ عن‬
‫طاعَتِه بأن ترج بغيس إذنسه من منِله‪ ،‬أو تنَعْه مسن التّمتّعس باس‪ ،‬أو تغلق الباب فس‬
‫وجهه‪ ،‬ولو منو نة‪ ،‬وغي مسافرة وحدها لاجتها ولو بإِذنه فل ق سْم ل نّ كما ل‬
‫نفقة لنّ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬قال الذرعي نقلً عن تزئة الرويان‪ :‬ولو َظهَر زِناها حُلّ له مَنْعُ قَسْمها‬
‫وحقوقها لتفْتَدي م نه‪ .‬ن صّ عليه ف الم‪ .‬و هو أص ّح القول ي‪ .‬انت هى‪ .‬قال شيخ نا‪:‬‬
‫و هو ظاهِرٌ إن أراد أ نه َيحِلّ له ذلك باطنا معاقَبَةً له لِتَلْط يخ فراشِه‪ ،‬أ ما ف الظاهِرِ‬

‫‪251‬‬
‫فدعواه عُلَيْ ها ذلك غ ي مقبولة‪ ،‬بل ولو ثَبُت زِنا ها ل يوز للقا ضي أن يك نه من‬
‫ذلك في ما يظ هر‪( .‬وله) أي للزوج (دخول ف ل يل) لواحدة (على) زو جة (أخرى‬
‫لضرورة) ل لغيهسا كمرضهسا الخوّف‪ ،‬ولو ظنا‪( ،‬وله) دخول (فس نار لاجسة)‬
‫كوضع متاع أو أخذه وعيادةِ وتسليم نفقةٍ وتعرّ فِ خبٍ (بلّ إطالة) ف مُكْ ثٍ عُرْفا‬
‫على قدر الا جة‪ ،‬وإن أطال فوق الا جة ع صى لوره وق ضى وجوبا لذات الّنوْ بة‬
‫بقدر ما م كث من نو بة الدخول علي ها‪ .‬هذا ما ف الهذّب وغيه‪ .‬وقضِيّ ة كل مِ‬
‫النهاج والروضة وأصليهما خلفه فيما إذا دخل ف النهار لاجة وإن طال فل تب‬
‫سوِيَةٌ ف الِقامَة ف غي الصل كأن كان نارا أي ف َق ْدرِها‪ ،‬لنه وقت التردد وهو‬ ‫تْ‬
‫يقل ويكثر عند حَلّ الدخول‪ ،‬يوز له أن يتمتع‪ .‬ويَحرُم الِماع‪ ،‬ل لذاته‪ ،‬بل لمر‬
‫خارجٍ ول يُ ْلزَمَه قضاءَ الوَطْءِ لتعلّق ِه بالنشّاطِ بل يقضي زمَنه إن طال عُرْفا‪.‬‬

‫سمِ ليْلةً ل كل واحدةٍ و هي من الغروب إل الف جر (وأكثره‬ ‫(واعلم) أن أ قل القَ ْ‬


‫ثلث) فل يوز أكثر منها وإن تف ّرقْن ف البلد إل برضاهِنّ‪ .‬وعليه يمل قول الم‪:‬‬
‫سمُ مشاهَ َرةً ومُسانَهةً‪ .‬والصل فيه لن عمَل هُ نارا الليل والنهار قبله أو بعده وهو‬ ‫يقْ ِ‬
‫أول تبسع‪ .‬ولرّةٍ ليلتان ولمَةٍ سسلمت له ليلً ونارا ليلة‪ .‬ويبدأُ وجوبا فس القَسسْم‬
‫صمَتِه زَوْ َجةٌ فأك ثر (ب كر سبع) مِ َن الَيام يقيمُ ها‬
‫بقُرْعةٍ (ولديدَة) نكحُ ها و ف ع ْ‬
‫جدَيدَةٍ (ثيب ثلث) ولءً بل قَضاءٍ ولو أَمَة فيهما لقوله‪:‬‬ ‫عْندَهَا متوالِيَةً وجوبا (و) لِ َ‬
‫" سبعٌ للبكرِ وثل ثٌ للث يب" وي سن تي ي الث يب ب ي ثلث بل قضاء و سبع بقضاء‪:‬‬
‫للِتباع‪.‬‬

‫[تنسبيه]‪ :‬يبس عنسد الشيخيس‪ ،‬وإن أطال الذرعسي‪ :‬كالزركشسي فس رده‪ ،‬أن‬
‫يتخلف ليال مدة الزفاف عسن نوِ الروج للجماع ِة وتشْييسع النَائِز‪ ،‬وأن يُسسوّي‬
‫ليال القَ سْم بينهُنّ ف الروج لذلك أو عدمه‪ ،‬فيأثَم بتخصيص ليلة واحدة بالروج‬
‫لذلك (و) وَعْ ظِ زوجَتِه َندْبا ل ْجلِ َخ ْو فِ وُقوع نُشوزٍ من ها كالِعْرا ضِ والعُبو سِ‬

‫‪252‬‬
‫ضجَعا)‪ ،‬مع‬ ‫لشِ ِن بعدَ لينِه و (هجْر) إن شاء ( َم ْ‬
‫لقَةِ الوَجْه والكَلم ا َ‬
‫بعد ا ِلقْبالِ وطَ َ‬
‫وَعَظ ها ل ف الكلم‪ ،‬بل يكره ف يه‪ ،‬وَيحْرُم ال جر به ولو لغ ي الزوْ جة فوق ثل ثة‬
‫سَة وإصسْلح دينِهسا جاز‬ ‫أيام‪ :‬للخسب الصسحيح‪ .‬نعسم إن قصسد بسه رَدّهسا عسن العْص ِي‬
‫(وضَرَبا) جوازا ضرْبا غي مبّح ول ُمدَ مٍ على غي وج هٍ ومَقْتَل إن أفاد الضرب ف‬
‫ظنه ولو بِ سَوْط وعصا‪ .‬لكن نقل الرويان تعِيينه بيده أو بنديل (بنشوز) أي بسببه‬
‫وإن ل يتكرر‪ ،‬خلفا للمحرر‪ ،‬ويسقط بذلك القسم‪ .‬ومنه امتناعهن إذا دعاهن إل‬
‫بي ته ولو لشتغال ا باجت ها لخالفت ها‪ .‬ن عم‪ ،‬إن ُعذِرَت لن حو مرض أو كا نت ذا تَ‬
‫ق َدرٍ وخَفَر ل تعتد البوزَ لَ تلزمها إجابتَهُ‪ ،‬وعليه أن يُقْسم لا ف بيتها‪ .‬ويوز له أن‬
‫يؤدّبا على شَْتمِها له‪.‬‬

‫[تتمة]‪ :‬يعصى بطلق من ل تستوفِ حقها بعد حضور وقته وإن كان الطلق‬
‫رجعيا‪ .‬قال ابن الرفعة‪ :‬ما ل يكن بسؤالا‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف اللع بضم الاء من اللع بفَتحها وهو النع لن كلّ من الزّوجي‬
‫حبّ كالطّلق ويزيد هذا بَِندْبه‬ ‫لِبا سٌ للخر كما ف الية‪ ،‬وأصْله مَكُروه‪ .‬وقد يُ سَْت َ‬
‫لن حََل فَ بالطّلق الثلث على شيء ل بدّ له من فعله قال شيخنا‪ :‬وفيه نَظَر لِكَثْرة‬
‫القائل ي بعَودِ ال صفة‪ .‬فالوجَه أن هُ مُبا حٌ لذلك‪ ،‬ل منْدو بٌ‪ ،‬و ف شر حي النهاج‬
‫والِرشاد له‪ :‬لو مَنَعَهسا نوسنَفَقَةٍ لُتخْتَلع م نه بال فَفَعَلت بَطُل الَلْعُس ووقَعَس رَجْعِيّا‬
‫ك ما نقله ج عٌ متَقدّمون عن الش يخ أ ب حا مد أول بق صد ذلك و قع بائِنا‪ .‬وعلي هِ‬
‫يُحمَلُ ما نَقَلَ ُه الشيخان عنه أنه يصِحّ ويأثَمُ بفِعْله ف الالي وإن تَحقّق زِناها‪ ،‬لكن‬
‫للْعُس حينئذٍ‪( .‬اللع) َشرْعا (فِ ْرقَةٌ بِ ِعوَضسٍ) كميتسه مقصسودٌ مسن زوْجسة أو‬ ‫ل يُكره ا َ‬
‫غي ها را جع (لزوج) أو سيّدة (بلف ظِ طل قٍ أو خَلع) أو مُفادا ٍة ولو كان الل عُ ف‬
‫رجعيّة لنا كالزّوجة ف كثي من الحْكام‪( .‬فلو جرى) اللع (بل) ذكِر ( َعوَض)‬
‫س قبول) من ها‪ :‬كأن قال خالَعْتُك أو فادَيْتُ كِ ونَوى التِما سَ قُبولِها‬ ‫معها (بِنّية التِما ِ‬

‫‪253‬‬
‫فقَبلَت (فمهرٌ مِثْل) ي ب علي ها لطراد العُرف بريان ذلك بِعَوض‪ ،‬فإن جرى مع‬
‫أجنب طُلقّت مانا‪ ،‬كما لو كان معه والعوض فاسد‪ .‬ولو أ ْطلَ قَ فقال خالَعْتُ كِ ول‬
‫س قبولِ ها وقَع رجِعْيا وإن قَبلَ تْ (وإذا بدأ) ال ّزوْج (ب) صيغة (مُعاو ضة‪:‬‬
‫ينوِ التما َ‬
‫ف فمعاوضَة) لخذِه ِعوَضا ف مقابل ِة الَبضْع ال سَْتحَق له‬ ‫كطلقتك) أو خالعتك (بأل ٍ‬
‫ع قبل قبولِها) لن‬ ‫وبا شوب تعليق لتوقف وقوع الطلق با على القبول (فله رجو ُ‬
‫هذا شأن العاوَضات (وشرط قبولِها فورا) أي ف ملس التّواجُ بُ بلفظ كقَبِلْ تُ أو‬
‫ضَمِنْت أو يفعسل كإِعطائهسا اللف على مسا قاله جعس مققون فلو تلل بيس لفظسه‬
‫وقبولاس زمسن أو كلم طويسل ل يُنفّذس‪ .‬ولو قال طلقتسك ثلثا بألف فقبلت واحدة‬
‫بألف فتقع الثلث وتب اللف‪ .‬فإِذا بَدأَت الزوْجَة بطَلَ بِ طل قٍ كطَلّقن بأل فٍ أو‬
‫إِنَ طلقتن فلك عليّ كذا فأجابا الزوج فمعا َوضَة من جانبها فلها رجوعٌ قبل جوابه‬
‫لن ذلك ح كم العاوَضَة‪ .‬وُيشْتَرَ طُ الطّل قُ ب عد سُؤالِها فورا فإِن ل يطلق ها فورا‬
‫كان تطليقَه لا ابتداءً للطّلق‪ .‬قال الشيخ زكريا‪ :‬لو ادعى أنه جواب وكان جا ِهلً‬
‫سغَة (تعليسق) فس إثبات (كمتس) أو أي حيس‬ ‫معذورا صسدَق بيمينسه (أو بدأ ب) ص ي‬
‫(أعطيَتنس كذا فأنست طالق فتعليسق) لقْتِضا ِء الصسّيغةِ له (فل) طلقَس إل بعسد تقّقُس‬
‫ال صّفَة ول (رجوع) له ع نه ق بل ال صفة ك سائر التعليقات (ول يشترط) ف يه (قبول)‬
‫لفظا (ول إعطاء فورا) بل يكفي الِعطاء ولو بعد أن تفرقا عن الجلس لدللته على‬
‫استغراق كل الزمنة منه صريا‪ ،‬وإنا وجب الفور ف قولا مت طلقتن فلك كذا‬
‫لن الغالب على جانبها العاوَضَة فإِن ل يُطلّقها فورا حل على البتداءَ لقُدرَتِه عليه‬
‫أ ما إذا كان التعل يق ف الن في كم ت ل تعط ن ألفا فأن تِ طالق فللفور فتُطَلّق بض يّ‬
‫ز من ي كن ف يه الِعطاءُ فلم تعطِه (وشرط فور) أي الِعطاء ف ملس التوا جب بأن‬
‫ل يتخلل كلم أو سكوت طويل عرفا من حرة حاضرة أو غائبة علمته (ف إن) أو‬
‫إذا (أعطيتن) كذا فأنت طالق لنه مقتضى اللفظ مع ال ِعوَض وخولف ف نو مت‬
‫لصراحتها ف جواز التأخي لكن ل رجوع له عنه قبله‪ .‬ول يشترط القبول لفظا‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫[ت نبيه]‪ :‬الِبراء في ما ذ كر كالِعطاء ف في إن أبرأت ن ل بدّ من إبرائ ها فورا براءة‬
‫صحيحة عقب علمها وإل ل يقع‪ .‬وِإفْتاءُ بعضِهم بأنه يقع ف الغائبة مُطلقا لنه ل‬
‫يُخاطِبْها بال ِعوَض بعيد مالَ فٌ لكلمهم‪ .‬ولو قال إن أبرأتن فأنت وكيل ف طلقها‬
‫فأبرأتسه برىء ثس الوكيسل ميس‪ ،‬فإِن طلق وَق َع رَجْعِيّا لن الِبراء وقسع فس مقابلة‬
‫ق زوْجَتِه بإِبرائِ ها إياه من صَداقها ل ي قع عل يه‪ .‬إل إن‬
‫التوك يل‪ ،‬و من علّق طل َ‬
‫وُجِدت براءةَ صحيحة من جيعه فيقع بائِنا بأن تكون رشيدة وكل منهما يعلم قدره‬
‫ول تتعلق به زكاة خلفا ل ا أطال به الري ي أ نه ل فرق ب ي تعلق ها به وعد مه وإن‬
‫نقله عن الحققي وذلك لن الِبراءَ ل ي صِحّ من قدْرِها وقد علق بالِبراء من جيعه‬
‫فلم تو َجدُ الصفة العلّ قُ عليها وقيل يقع بائِنا بهْرِ الثل‪ .‬ولو أبرأته ث ادّعت الهل‬
‫بقدره‪ .‬فإِن زوّجست صسغية صسدقت بيمينهسا أو بالغسة ودلّ الال على جهلهسا بسه‬
‫صدَق بيمي نه‪ :‬ولو قال إن أبْرأت ن من َمهْرِك‬‫لكون ا م بة ل ت ستأذن فكذلك وإل َ‬
‫فأَنت طالِقٌ بعد شهر فأبرأته‪ ،‬برىء مطلقا‪ .‬ث إن عاشَ إل مضي الشهر طلقت وإل‬
‫فل‪ .‬و ف النوار ف أبرأ تك من مهري بشرط أن تطلق ن فطلق و قع ول يبأ‪ ،‬ل كن‬
‫الذي ف الكا ف وأقرّه البلقي ن وغيه ف أبرأ تك من صداقي بشرط الطلق أو على‬
‫أن تطلقن تبي ويَبْرأ بلف إن طلقت ضُرّت فأنت بريءٌ من صَداقي فطلّق الضّرّة‬
‫وقسع الطلق ول براءَة‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬والتجسه مسا فس النوار لن الشرط الذكور‬
‫متضمن للتعليق‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬لو قال إن أبرأتن من صَداقِك أُطلّقك فأبرأت فطلق برىء وطلقت ول‬
‫ت كن مال عة ولو قالت طَلّق ن وأ نت بر يء من َمهْري فطلق ها با نت به لن ا صيغة‬
‫التِزام‪ ،‬أو قالت إن طلقتن فقد أبرأتك أو فأنت بريء من صداقي فطلقها بانت بهر‬
‫الثل‪ ،‬على العتمد‪ ،‬لِفسادِ العوَ ضِ بتعليق الِبْراء‪ .‬وأفت أبو زرعة فيمن سأل زوْج‬
‫بنتِه قبلَ الوَطْء أن يُطَلّقَها على جيع صَداقها والتزم به والدُ ها فطّلقها واحتالَ من‬

‫‪255‬‬
‫نفسه على نفسه لا وهي َمحَجورَته بأنه خلع على نظيٍ صداقَها ف ذمة الب‪ .‬نعم‪،‬‬
‫شرط صحة هذه الِوالة أن يُحيلَه الزوج به لبِن ته‪ .‬إذ ل بد في ها من إيا بٍ وقبول‬
‫و مع ذلك ل ت صح إل ف ن صف ذلك ل سُقوط ن صف صَداقها عل يه بِبَينونَتِ ها م نه‬
‫فيبقسى للزوج على الب نصسفه لنسه لاس سسأله بِنَ ِظيِ الميسع فس ذِمّتِه فاسسَتحَقّه‬
‫وال ستحِق على الزوج الن صف ل غ ي فطري قه أن ي سألُه الَلْ عَ بنَظيِ النّ صفِ البا قي‬
‫لحجورَتِه لباءَته حينئذٍ بالَوالة عن جيع دين الزوج‪ .‬اه‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وسيعلم ما‬
‫يأت أن الضمان يُلزِمْهُ به مهر الثل‪ ،‬فاللتزام الذكور مثله وإن ل توجد الِوالة‪ .‬ولو‬
‫اختلع الب أو غيه ب صداقها أو قال طلّق ها وأ نت بر يء م نه و قع رجعيا‪ ،‬ول يبأ‬
‫من ش يء م نه‪ .‬ن عم‪ ،‬إن ض من له الب أو الج نب ال ّدرَك أو قال عل ّي ضما نَ ذلك‬
‫وقسع بائِنا بهسر الثسل على الب أو الجنسب‪ .‬ولو قال لجنسب سسل فلنا أن يطلق‬
‫زوجته بألف‪ ،‬اشترط ف لزوم اللف أن يقول عل يّ‪ .‬بلف سل زوجت أن يطلقن‬
‫على كذا فإِنه توكيل وإن ل تقل عليّ‪ .‬ولو قال طلق زوجتك على أن أطلق زوجت‬
‫ففعل‪ ،‬بانتا‪ ،‬لنه خَلْ عٌ غَيْر فا سِد‪ :‬لنّ ال ِعوَض فيه مقْصود‪ ،‬خلفا لبعضهم‪ ،‬فلكّل‬
‫على الخر َمهْرُ مِثْل زوجتّه‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬الفِرْ قة بل فظ اللع طلق يُنْقِص العدَد‪ .‬و ف قول نُ صّ عل يه ف القد ي‬
‫والديسد الفِرْقَة بِلفسظ الَلْع إذا ل يقْصسِد بسه طلقا فُسِسخَ ل ينقسص عددا‪ ،‬فيجوز‬
‫تديدُ النّكاح ب عد تك ّررِه من غ ي حَ صْر‪ ،‬واختاره كثيون من أ صحابنا التقدم ي‬
‫والتأخرين‪ ،‬بل تكرر من البلقين الِفتاءُ به‪ .‬أما الفِرقة بلفظ الطلق بعوض فطلق‬
‫يَنْقُص قطعا‪ ،‬كما لو قصد بلفظ اللع الطلق‪ ،‬لكن نقل المام عن الحققي القطع‬
‫بأنه ل يصي طلقا بالنية‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف الطلق‪ .‬وهوَ لُغَةً‪ :‬ح ّل القَيْد‪ .‬وشَرْعا حلّ عَ ْقدِ النّكا حِ باللّف ظِ الت‬
‫وهوَ إ ما واج بٌ‪ :‬كطل قِ ُموَلَ ل يُرِ ِد الوَطْء‪ ،‬أوْ مَنْدو بٍ‪ :‬كَأ نْ يَ ْعجَزُ عَن القِيا مِ‬

‫‪256‬‬
‫ش الفُجورَ بِها أو سَيّئَ ِة‬ ‫ِبحُقوقِها َوَلوْ لِ َعدَ مِ الَيْلِ ِإلَْيهَا‪ ،‬أو تَكو نَ غي عَفيفَةٍ ما لْ َيخْ َ‬
‫الُلُ قِ‪ :‬أ يْ ِبحَيْ ثُ ل يَ صْبُ على ِعشْرَتِ ها عادةً‪ ،‬في ما ا سْتَ ْظهَ َرهُ شيخ نا‪ ،‬وإل فم ت‬
‫تو َجدُ امرأةً غيَ سَيّئَةِ الُل قِ‪ .‬و ف الد يث‪" :‬الَ ْرأَ ُة ال صّالِحَ ُة فِي النّ ساءِ كالغُرا بِ‬
‫الَعْصَمِ" كنايةً عَنْ ُندْرَةِ وُجودِها‪ :‬إذ الَعْصَمُ ُهوَ أبْيَضُ النَاحَيْنِ‪ ،‬أوْ َيأْمُرُهُ بِهِ أ َحدُ‬
‫حوِ‬ ‫والدَيْه‪ :‬أ يْ ِم نْ َغيِ تَعَنّ تٍ أو حَرا ٍم كالبد عي‪ ،‬وهوَ طَل قٌ َمدْخُولٌ بِ ها ف َن ْ‬
‫حَيْ ضٍ بِل عَو ضٍ مِْنهَا أوْ ف ُطهْرٍ جامعَها فيه‪ ،‬وكَطَل قِ م نْ لَ مْ يَ سَْتوْفِ دَورَها من‬
‫صدِ الِرْمَا نِ مِ َن الِرْ ثِ‪ ،‬وَل َيحْرُمُ َجمْعُ ثَلثَ طَلْقا تٍ‪،‬‬ ‫القَسَ ْم وكَطلقِ الَريض بِقَ ْ‬
‫سسِلمَ الالُ مسن ذلك كلّه‪ ،‬للخسب‬ ‫بأنس َ‬‫ْروهس ْ‬ ‫ُسسنّ ا ِلقْتِصسارُ على وا ِحدَةٍ أو مَك ٍ‬ ‫بَلْ ي َ‬
‫الصحيح‪" :‬أبْغَ ضُ الَللِ إل اللّ هِ الطّل قْ" وإثْبا تُ ب ْغضِه تَعالَى له القصودُ مِْن ُه زِيادةَ‬
‫للّه إنا (يَقَ عُ لِغَيْرِ بِائِ نٍ) ولوْ رجعيةً ل تنق ضِ ِعدّتَها‬ ‫التّنفيِ عَن هُ ل حَقيقَتُه لُنافاتِ ها ِ‬
‫فل يَقَ عُ لختلِ َع ٍة ورَجْعَيّةٍ ان َقضَت ِعدّتَها (طل قٌ) متارٌ (مكل فٌ) أي بال غٌ عاقلٌ‪ ،‬فل‬
‫ب ومنو نٍ (ومُتَعَدَ ب سكرٍ) أي بشُربِس خرٍ وأكسل بن جٍ أو حشيشٍس‬ ‫يقعُس طلق صس ٍ‬
‫لع صيانهِ بإِزالةِ عقلٍ‪ ،‬بل فِ سَكْرانٍ ل يَت َعدّ بتناولِ مُ سْكِرٍ كأَن ُأكْرِ هَ عَلَيْ هِ َأوْ لَ مْ‬
‫يَعلَم أن هُ مُ سْكِرٌ فل يق عُ طلق هُ إذا صارَ بي ثُ ل ي يز لعدم تَعدّي هِ و صدّق مد عي‬
‫إكراه ف تناولِه بيمين هِ إن وُ ِجدَ تْ قرينةً عل يه‪ ،‬كحَبْ سٍ وإل فل بدّ ِم َن البَيّنَةِ‪ ،‬ويق عُ‬
‫صدْ شيئا ول أثَر‬ ‫صدَ لفظ هُ دو نَ معنا هُ أو لع بٍ به بأن ل يَقْ ِ‬ ‫ق الازِلِ به بأن ق َ‬ ‫طل ُ‬
‫سمَعُ نَفْ سَه‪ .‬واتفقوا على‬ ‫ق الغَيْرِ وت صويرِ الفقي هِ وللتّلفّ ظِ به بي ثُ ل يَ ْ‬ ‫لِكايةِ طَل ِ‬
‫ق الغضبا نِ‪ ،‬وإن ادّ عى زوالَ شعورَه بالغَض بِ‪( ،‬ل) طلق (مُكر هٍ) بِغَيْرِ‬ ‫وقوع طَل ِ‬
‫ب كحَب سٍ طَويلٍ‪ ،‬وكَذا قليلٌ لذِي مَروءه و صفْعةٍ لَ هُ ف الَل‬ ‫َح قَ (ِب َمحْذورٍ) مُنا ِس ٍ‬
‫حوِ َخمْ سَةِ دَراهِ مَ ف حَ قّ مو سِرٍ وَشَرْ طِ‬ ‫وكإِتل فِ مالٍ يضي قُ عَلي هِ‪ ،‬بِخل فِ َن ْ‬
‫الِكرا ِه قُ ْدرَة الُكْ َرهِ عَلى َتحْقِيقِ ما ُهدّدَ بِه عاجِلً بِوليَةٍ أو تَغَلّبٍ وَ َعجْزِ الُكْرَهِ عنْ‬
‫َدفْعِ هِ بِفَرَارٍ أوْ ا سْتِغَاثَة وظَنّ هِ أَنّ هُ إِ نْ امْتَنَ َع فِعْلُ ما َخوّفَ هُ بِ هِ ناجِزا فَل يََتحَقّ قُ ال َعجْزُ‬
‫ط التّورِيَةُ بأَ نْ يَنْوي غَْي َر َزوْجَتِ هِ َأوْ يَقُولُ سِرّا‬
‫بِدوْ نِ اجْتِما عِ ذِل كَ كلّه‪ ،‬وَلَ ُيشْتَرَ ُ‬

‫‪257‬‬
‫عَقْبَ هُ إن شاء ال‪ ،‬فإِذا قَ صَدَ الُكْ َر ُه الِيقا عَ للطل قِ َوقَ عَ‪ ،‬كَما إِذَا ُأكْرِ هَ ِبحَ قَ‪ :‬كَأَ ْن‬
‫قَالَ مُ سَْتحِ ّق القَوْدِ َطلّ ْق َزوْجَتَ كَ وإل قَتَلُْت كَ بِقَْتلِ كَ أب‪ ،‬أوْ قا َل رجلٌ لخرٍ طلّقها‬
‫أو لقتلنّكَ غدا فطلّ َق فيقَعُ فيهما (ب) صريحٍ وَ ُهوَ ما ل ُيحْتَملُ ظاهِرُهُ غَيْرَ الطّلقِ‬
‫ك (مشْتَقّ طَل قٍ) وَلوْ مِ نْ َعجِمَي عُ ِر فَ أن هُ َم ْوضِو عٌ لَحِلّ عِ صْمَ ِة النّكا حِ َأوْ بُ ْعدَ هُ‬
‫عَنْها وإِ نْ لَ مْ يَعْ ِر فْ مَعْنا ُه الَ صْلي‪ ،‬كَما أفْت بِه شَْيخُنا‪( ،‬وفِرا قٌ و سِراحْ) لِتَك ّررِها‬
‫وكأنتس طالِق أو ُمطَلّقَة‪،‬‬‫ِ‬ ‫وسسرّحْتُكَ أو زوجتس‪،‬‬ ‫ُكس َ‬ ‫ُكس وفا َرقْت َ‬
‫فس القَرآن كَطَلّقْت َ‬
‫بتشديد اللم‪ ،‬الفتوحة ومفارِقةٌ و ُمسَرّحةٌ أما مصادرها فَكِنايةٌ كأَْنتِ طِلقٌ أو فِراقٌ‬
‫أو سِراحٌ‪.‬‬

‫وُيشْتَر طُ ذَ كر مفْعولٍ مع نوِ طَلّقْ تُ ومبتَدأٌ مَع ن و طَالِق فَلَو نَوى أَ َحدَهُ ما ل‬
‫يُوءْثّرْ كما لو قال‪ :‬طالِقْ ونَوى أنْتِ أو امْرأَتِي وَنوْيُ لَفْظِ طالِقٍ إل إن سََبقَ ِذكْرُها‬
‫ك فَقال‪ :‬طَلّ ْقتُ بِل مَفْعولٍ أو فَ ّوضْ ِإلَيْها بِطلّقي نَ ْفسَكِ‬ ‫فِي سؤالٍ ف نو طلّقْ امْرأَتَ َ‬
‫جمِيّة‬
‫فقالت‪ :‬طَلّقْ تُ ول تَقُلْ‪ :‬نَفْسي فَيَقَ ُع فيهِما (وتَ ْر َجمَتَ هُ) أ يْ ُمشْتَقّ ما ُذكِرَ بالعَ َ‬
‫فتَرْ َجمَةُ الطلقُس صسَريح على ا َلذْهَب ِس وتَر َجمَ ُة صساحِبَيْه صسَريحٌ أيضا على الُعْتَمدِ‪،‬‬
‫لزْ مِ به (و) مِنْه (أَعْطَيْ تُ) أو قُلْ تُ (طَلقِ كِ وَأ ْوقَعَت) أوْ‬ ‫ونَقَ َل الذرُعي عن جع ا َ‬
‫َألْقَيْ تُ أوْ َوضَعْ تُ (عَلَْي كِ الطّل قَ) أو طَلقي ويا طالِ قْ ويا مُطَلّقة بتشديد اللم ل‬
‫ق ولَ كِ الطّل قُ بل ه ا كنايَتا نْ‪ :‬كإِن فعل تِ كَذا ففي هِ طِلقُ كِ أو َفهُوَ‬ ‫أنْ تِ طَل ٌ‬
‫ك فيما استظهر شيخنا لن الصدر ل يُ سْتَعْمَل ف العَيْ نِ إل تو سّعا‪ ،‬ول يضُرّ‬ ‫طَلقُ ِ‬
‫الَطأُ ف الصّيغَةِ إذا ل يلّ بالعن كَالَطَإِ ف الِعرَابِ‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬لو قال تْ لَ هُ طَلّق ن فقال‪ :‬هي مُطلّ قة فل يُقْبَل إرادةُ غَيْر ها لن تقدم‬
‫سؤالا ي صرف اللّف ظُ إلي ها‪ ،‬و من ثُمّ لو ل يتقدم ل ا ذِكْر رَجَع لِنَيّتِه ف ن و أنْ تِ‬
‫طَالِ قٌ و هي غائِبَة أو هي طالِ قٌ وه يَ حاضِرة‪ .‬قال البغوي‪ :‬ولو قالَ ما ِكدْ تُ أَ نْ‬
‫ّلقس انتهسى‪ .‬ولو قال لوليّهسا زَوّجهسا فمقرّ بالطلق‪ ،‬قال‬ ‫َكس كان إقرارا بالط ِ‬ ‫أُطَلّق ِ‬

‫‪258‬‬
‫الزجد‪ :‬لو قال‪ :‬هذه زوجةُ فل نٍ حَكَ َم بارتفا عِ نكاحِه وأفت ابن ال صّلحِ فيما لو‬
‫قال رجل‪ :‬إن غب تُ عنها سنة فما أنا لا بزو جٍ بأنه إقرارٌ ف الظاهِرِ بزوالِ ال ّزوْجيّةِ‬
‫بعد غَيبَِتهِ السّنةِ فلها بَ ْعدَها ث ب ْعدَ انقضاءِ ِعدّتِها تُزوّج لغَيْرِه‪.‬‬

‫ولو قالَ ل خر‪ :‬أطلّقَ تَ َزوْجََت كَ مُلَْتمِ سا الِنشاءَ؟ فقال‪ :‬ن عم أو إي َوقَ عَ وكا نَ‬
‫كانس كِنايسة لن نعسم مُتَعيّنَةً للجَوابسِ‪ ،‬وطلّق ْت‬ ‫صسرِيا‪ ،‬فإِذا قال‪ :‬طلقست فقسط َ‬ ‫َ‬
‫مُ سْتُقِلّة‪ ،‬فاحتَملَت الواب والِبتداء‪ .‬أ ما إذا قالَ لَ هُ ذلك مُ سَْتخْبِرا فأجا بَ بن عم‬
‫ب ويدين وكذا لو َجهِلَ حا َل السؤالِ‪ .‬فإِن‬ ‫فإِقْرارٌ بالطّلقِ ويَقَعُ عليهِ ظاهرا إن كَذَ َ‬
‫صدَقَ بيَمينِ هِ لحْتماله‪ ،‬ولَو قيل‪ :‬لطلّ قٍ أَ َطلّقْ تَ‬ ‫قال‪ :‬أر ْد تُ طَلقا ماضِيا وراجَعْ تُ َ‬
‫َزوْجَتَ كَ ثَلثا؟ فقال طلَقْتُ وأرادَ واحِدةً صدَقَ بَيمِينِهِ لَنّ َطلّقْتُ ُمحْتَمَلٌ للجَوا بِ‬
‫ُكس ول ينوِ َعدَدا فوا ِحدَة ولو‬ ‫ِنس ثُمّ َلوْ قالت‪ :‬طَلّقَنس ثلثا فقال َطلّقْت ِ‬ ‫والِبْتِداءِ‪ ،‬وَم ْ‬
‫صدَق بيمنَه‪ ،‬كما لو قال‬ ‫قال لم زوْجَِت هِ‪ :‬ابنَتُ كِ طالِ قٌ وقال‪ :‬أرد تُ بنْتُها الخْرى َ‬
‫صحّت‬ ‫لِ َزوْجَتِه‪ :‬وَأجْنَبِيّة إِحداكُما طالِقٌ َوقَال‪ :‬قَصَدْتُ الَجْنَبْيّة لِتَردّدِ اللّفظِ بَيَْنهُما فَ َ‬
‫إِرادتَ ها بلف ما لو قال‪ :‬زي نب طالِق وا سم زوجت ِه زي نب وق صدَ أجنب ية ا سها‬
‫زي نب فل يق بل قول هُ ظاهرا بل يد ين ولو قال عامِ يّ أعطي تُ تل قٍ فلنةَ بالتاء أو‬
‫طَلكهسا بالكاف أو دَلقِهسا بالدَال وقسع بسه الطّلق وكان َس صسريا فس حقّه ِس إن ل‬
‫يُطاوِعْه لِ سانَه إل على هذا اللّفْظ الُْبدِل أو كان م ن لُغَتُه كذلك ك ما صرح به‬
‫اللل البلقين واعَْتمَدَهُ َجمْعٌ مُتَأَخّرون‪ ،‬وأفْت به َجمْعٌ مِن مَشاينا‪ ،‬وإل فهو كِناية‬
‫لن ذلك الِبدالُ لهُ أصْلٌ ف اللغة‪.‬‬

‫(و) يق عُ (بِكنايَة) و هي ما َيحَْتمِلُ الطل قَ وغيه إن كا نت ( مع نّيةِ) لِيقا ِ‬


‫ع‬
‫الطّلق (مُقَتَرِنَةٌ بَأ ّولِ ها) أ يْ الكِنايَة وت عبيي بقترنةٍ بَأ ّولِ ها هوَ ما رَجّحَه كثيو نَ‪،‬‬
‫جمْ عٍ مُحقّقيَ ورجّ ح ف أ صْلِ الروْضةِ‬ ‫وَاعْتَ َمدَ ُه الَ سْنَوي والشي خُ زكر يا تَبَعا ِل َ‬
‫ظ ولوْ لخِ ِر هِ و هي (كأنْ تِ علي حَرام) أو حُرمَتُ كِ أو‬ ‫الِكتفاءَ بالقارنةِ لِبَع ضِ اللفْ ِ‬

‫‪259‬‬
‫حللُ ال علي حَرا ٌم ولو تَعارَفوهُ طَلقا خلفا للرافعي ولو نوى َتحْريَ عَيْنَها أو نو‬
‫فَرْجِها أو وَطْئِها ل َتحْرُم‪ ،‬وعليه مَثَلُ كَفَارَةِ َيمِيٍ وإنْ ل َيطَأْ‪ .‬ولو قال‪ :‬هذا الثوْبَ‬
‫أو الطّعا مَ حَرا مٌ عليّ فلغوٌ ل شي َء فيه (و) أنْ تِ ( َخلِيّة) أ يْ مِ نْ الزوْج فَعيلَةً ِبمَعْنَى‬
‫فَاعِلَةَ أو بَرِيئَةٍ مْن هُ (وباِئ نٌ) أي مُفارِقَة‪( ،‬و) كأنْ تِ (حُرّة) ومُ َطلّقة بتخْفي فِ اللم أو‬
‫أطْلقُْتكِ (و) أَنْتِ (كَأُمّي) أو بِنْت أو أخْت (و) ك (بِنْت) لمكنة كونا بِنْتَهُ باحِْتمَالِ‬
‫السسّن وإن كانست مَعلومَ ُة النّسَسبِ‪( ،‬و) ك (أْعْتَقْتُك وتَ َركْتُكسِ) وقَطّعْتُسنِكاحِك‬
‫(وَأ َزلْتُ كِ وأحَْللْتُ كِ) أي للزوا جِ‪ ،‬وأشْ َركْتُ كِ مَ عَ فُلنَةٍ وقدَ طُلّقْ تُ مِنْه أو مِ نْ غَيْر هِ‬
‫(و) ك (تزوّ جي) أي ل ن طَلّقْتُ كِ وأن تِ حللٌ لغيْري بلف قوله للول‪ :‬زوّج ها‬
‫فإِنه صريح (واعَتدّي) أي لَن َطلّقْتُكِ وودّعين من الوداع‪ :‬أي لن طَلّقْتُكِ (و) ك‬
‫ت َزوْجَت إن ل يقع ف‬ ‫لقَ كِ‪ ،‬ول حاجَ َة ل في كِ) أي لن طَلّقْتُ كِ ول سْ ِ‬ ‫(خذي طَ َ‬
‫جواب دعوى‪ ،‬وإل فإِقرار (و) ك ( َذهَ بَ طَلقُ كِ أو سَ َقطَ طَلقُ كِ) إ ْن فَعَلْ تِ كَذا‬
‫(و) ك (طَلقُ كِ وا ِحدُ) وثْنتا نِ فإِ ْن قَصدَ به الِيقا عَ َوقَ عَ‪ ،‬وإِل فل‪ ،‬وكلك الطلق‬
‫أو طلقةً‪ ،‬وكذا سلم عليك على ما قاله ابن صلح‪ ،‬ونقله شيخنا ف شرح النهاج‪،‬‬
‫(ل) مِنها (كَطَلقُكِ عَيْبٌ أو نَقْصٌ ول قلت) أو أَعْطَيْتُ ( َكلِمتِكِ أو حُ ْكمُكِ) فل‬
‫ت الت تَْتمِلُ‬ ‫ستْ مِن الكِنايا ِ‬ ‫يَقَ عُ ب هِ الطَلَ قُ وَإِ نْ نَوى با الَُتلَفّ ظُ الطّل قُ لنَها لي َ‬
‫ض القُطْرِ‪ ،‬كما أفت بهِ َجمْعٌ‬ ‫ف ول أَثَرٍ لشْتِهارِها ف الطلقِ ف بع ِ‬ ‫الطّلقَ بل تَعسّ ٍ‬
‫من مُحقّقي مَشايخِ عصرنا‪ ،‬ولو نطق بلفظَ من هذه اللفاظ اللغاة عند إراد ِة الفراقِ‬
‫ت َزوْجَتُ كَ؟ فقال‪ :‬ن عم ظانّا وقو عَ الطّلق باللف ظِ‬ ‫فقال له ال خر‪ :‬م ستخبا أطَلّق َ‬
‫الولِ ل يقعْ‪ ،‬كما أفت به شيخنا‪.‬‬

‫(وسئل) البلقين عما لوْ قال لا‪ :‬أن تِ عليّ حرا مٌ وظن أنا ُطلّقَ تْ ب هِ ثلثا فقال‬
‫ع الثّل ثَ بِالعِبَارةِ الول‪( .‬فأجاب) ِبأَنَ هُ ل يقَ عُ عَلَْي هِ‬
‫لا‪ :‬أنْ تِ طالِ قٌ ثَلثا ظانا وُقو َ‬

‫‪260‬‬
‫شهِدْ‬
‫صدْقَه أن ل َي ْ‬
‫طلق‪ ،‬با أخبَر ب هِ ثانِيا على الظّنّ الَذكورِ‪ .‬اه‪ .‬وََيجُوزُ لِمَ نْ ظنّ ِ‬
‫عليه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو كتَ بَ صَريحَ طَل قٍ أو كِنايتَ هُ ول يَنْو إيقا عَ الطَل قِ فَلَ ْغوٌ ما ل يَتَلف ْ‬
‫ظ‬
‫ت قِراءَةَ الكتو بِ ل‬ ‫حالَ الكِتابَةِ أوَ بَ ْعدَ ها بِ صَريح ما كَتَبَ هُ نَعَ مْ‪ :‬يَقْ بل قوله َأرَ ْد ُ‬
‫ق ول قَرَينَةَ َغضَ بٍ‬ ‫الطّلق لِحتماله‪ ،‬ول يلحَ قُ الكِنايَةَ بال صّريح َطلَ بَ الرْأَةَ الطّل َ‬
‫ت فيه (وصدق منكر نية) ف الكناية (بيمينه) ف أنه‬ ‫ول اشْتِهارِ بع ضَ ألفا ظِ الكِنَايَا ِ‬
‫ما نَوى ب ا طَلقا‪ ،‬فالقول ف الن ية‪ :‬إثْباتا ونفيا قول‪ :‬النّاوي إذ ل تُعْرَ فُ إل مِنْه‪،‬‬
‫فإِن ل ت ِك نْ مُراجَعَةَ نِيِّت هِ بو تٍ أو فقدٍ ل َيحْكُم بوقو عِ الطّل قِ لن ال صْلَ بقاءَ‬
‫ال ِعصْمة‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬قال فس العُباب‪ :‬مسن اسسم زوجتسه فاطمسة مثلً فقال‪ :‬ابتداءً أو جوابا‬
‫لطَلَبها الطّلق فاطمة طالق وأرَاد غيها ل يقبل‪ ،‬ومَ نْ قالَ لمْرَأَته‪ :‬يا زَيْنَب‪ ،‬أَنْ تِ‬
‫طالق واسها عمرة طلقت للِشارة‪ ،‬ولو أشار إل أجنب ية وقال‪ :‬يا ُعمْرة أن تِ طالق‬
‫وا سم زوج ته عمرة ل تطلق‪ ،‬و من قال‪ :‬امرأ ت طال قٌ مشيا لحدى امرأتي هِ وأراد‬
‫الخْرى قبسل بيمينسه‪ ،‬ومسن له زوجتانِس اسسمُ كلّ واحدة منهمسا فاطمسة بنتُس م ّمدٍ‬
‫وعرف أحدها بزيدٍ فقال‪ :‬فاطمة بنت ممد طالقٌ ونَوى بِنْتَ زَيدٍ قبل‪ .‬انتهى‪ .‬قال‬
‫شيخنسا‪ :‬لْ يْقَبلْ فس الس ْسَألَ ِة الول أي ظاهرا بسل يديسن‪ .‬نعسم‪ :‬يتجسه قبولُ إرادتِهِس‬
‫لِمُ َطلّقَةٍ لهُ اسُها فاطمة اه‪ .‬ولو قال‪ :‬زوجت عائِشة بنتُ ممد طال ٌق وزوجَتُه خديةٌ‬
‫بن تُ م مد طل قت ل نه ل يضرّ ال طأ فِي الِ سم ولو قال لِب نه الكلّف قل لمّ كَ‪:‬‬
‫أ نت طالِق ول ُيرِد التّوك يل َيحْتَمِل التوك يل فإِذا قاله ل ا‪ :‬طُلّقْ تِ ك ما تُطلّق به لو‬
‫أراد التّوكيسل‪ ،‬وُيحْتَمسل أناس تُطَلّق وكون الِبسن مبسا لاس بالال قال السسنوي‪:‬‬
‫ومُدرِكٌس التردّد أنّس المْرَ بالَمْرِ بالشيسء إن جَ َعلْنَاهُس كَصسُدورِ الَمْرِ مسن الوّلِ كان‬
‫الَمْ ُر بالِخبار ب ِنلَةِ الِخبارِ مسن الب فيقسع وإل فل‪ .‬اه‪ .‬قال الشيسخ زكريسا‪:‬‬

‫‪261‬‬
‫وبالملة فينْبغي أن يْ سَتَ ْفسِ َر فإِ ْن تع ّذرَ ا سْتِ ْفسَارَهُ عملَ بالِحْتِمالِ الَولِ حت ل يَقَ ُع‬
‫الطل قُ بِ َق ْولِ هِ‪ :‬بل بقول الِبْ نُ لمّه‪ :‬لن الطل قَ لَ يَقَ عُ بِالشّك‪( .‬ولو قال‪ :‬طَلّقْتُ كِ‬
‫ونَوى َعدَا) اثْنَتَي أو واحدة (وقعٌ منوِي) ولو ف غيِ َموْطُوءَةٍ فإِنْ ل ينوِهِ وَقعَ طلْقَةً‬
‫واحدةً ولو شكّ ف ال َعدَدِ اللفوظِ أو الْنوِي فَيَأْ ُخذَ بالقل ول يَخفى ال َورَعَ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو قال‪ :‬طلقت كِ واحدة وثنت ي في قع به الثلث ك ما هو ظَا هر وب هِ أف ت‬


‫بعضُ مقّقي عُلماءَ عَصْرِنا‪ .‬ولو قالَ لِلمدْخول با‪ :‬أَنْتِ طالِقٌ طَلْقَةً بل طَلْقَتَي فيقَعُ‬
‫ق الوَكِ يل) ف‬ ‫ثل ثُ‪ ،‬ك ما صَ ّرحَ ب هِ الشي خُ زكر يا ف شرح ال ّروْض‪( ،‬وَيَقَ عُ طَل ُ‬
‫الطلق (بطَلّقْ تُ) فُلنَة ونوه وَإِ نْ لْ يَْنوِ عِْندَ الطّل قِ أ نه مُ َطلّ قٌ لوكّله (ولو قال‬
‫ق َزوْجَتِي) أو قال له‪ :‬رح بِطلقِها وَأعِظْها‬ ‫لخر‪ :‬أعْطَي تُ) أَو جَعلْ تُ بَيدِ كَ (طَل ُ‬
‫(فهُو تَوكيل) يقَعُ الطلقُ بِتْطليقِ الوكيل ل بقول الزوج هذا اللفظ بل تصُل الفِرقة‬
‫من حِي قول الوكيل‪ :‬مت شاء طلّقْتُ فلنة ل بإِعْلمِها الب بأن فلنا أ ْرسَل بَيدِي‬
‫طلقَ كِ ول بإِعلمِها أن َزوْجَ كِ طَلّ قَ‪ ،‬وإذا قال له‪ :‬ل تُعْطِه إل ف يوم كذا فيُطَلّ قْ‬
‫صدَ التقْييدَ بيَو مٍ طَلّ َق فيه ل بعده‪( .‬ولو‬ ‫ف اليَو مِ الذي عَيَّن هُ أو ب ْعدَه ل قَبَْل هُ‪ ،‬ث إن قَ ْ‬
‫قال لا) أي ال ّزوْجَة الُ َكلّفة مُْنجَزا (طَلّقي نفْ سِكِ إن شِئْ تِ فَ ُهوَ َتمْلِي كٌ) للطّل قِ ل‬
‫تَوكيلٌ بذلكَ وُبحِثَ أن مِنْهُ قوله‪ :‬طَلّقين فقالت‪ :‬أنت طالِقٌ ثلثا‪ ،‬لكنه كِناية‪ ،‬فإِن‬
‫نوى التفويضَ إليها طَلّقتْ وإل فل‪ .‬وخرجَ بِتَقْييدي بالُكلّفة غيها لِفَسادِ عبارَتِها‪،‬‬
‫وِبمُنَجزِ الُعلّق‪ ،‬فلو قال‪ :‬إذا جا َء رمضا نُ فطَلّ قي نف سَكِ لَ غا‪ ،‬وإذا قُل نا أ نه تلي كٌ‬
‫(فُيشْترَط) لوقو عِ الطّل قِ الفوّ ضِ إلي ها (تطليقَ ها) ولو بكِنايةٍ (فورا) بأن ل يَتخلّل‬
‫ك فقالت‪ :‬كيف يكون تَطْليقُ‬ ‫فاصلٌ بي تفويضِهِ وإيقاعِها نعم‪ ،‬لو قال‪ :‬طلّقي نفْسَ ِ‬
‫نفسي؟ ث قالت‪ :‬طَلّقْ تُ َوقَ عَ لنه فَ صْلٌ يسي (بطلقت) نَفْسي أو طَلقْ تُ فقط ل‬
‫ت فَتُطَلّ قُ‬
‫بِقَبِلْ تُ‪ ،‬وقال بَ ْعضُ هم‪ :‬كمخت صري الرو ضة ل يشترط الفور ف م ت شِئْ ُ‬

‫‪262‬‬
‫م ت شاءت‪ .‬وجزم به صاحبا الت نبيه والكفا ية‪ ،‬ل كن العت مد‪ ،‬كما قال شيخ نا‪ :‬أ نه‬
‫يشترط الفورية وإن أتى بنحوِ مت‪ ،‬ويوزُ لهُ الرجوعَ قبل تطليقِها كسائِر العقود‪.‬‬

‫ع فيه قبل وجو ُد‬ ‫ق كالعِتق بالشروط ول يَجوزُ الرّجو ُ‬ ‫[فائدة]‪ :‬يَجوزُ تعليقُ الطّل ِ‬
‫ال صّفة‪ .‬ول ي قع ق بل وجو ِد الشّرْ طِ‪ .‬ولو عَلّ قه بِفعِْل هِ شَيْئا فَفَعَلَ هُ نا سِيا للتعلّق أو‬
‫ب َزوْجَتِ هِ بِ َغيِ ذَنْ بٍ‬
‫جِاهلً بأ نه العلّق عل يه ل تُطلّق‪ .‬ولو ُعلّ قَ الطّل قُ على ضَ ْر ِ‬
‫فشََتمَتْه َفضَربَها ل َيحْنَث إن ثََبتَ ذلك‪ ،‬وإل صَدقَت فَتحْلِف‪.‬‬

‫َسسَمعَ نَفْسسَه وأن يَتّصسِل بالعدَ ِد‬


‫ْطس أن ي ْ‬
‫ِسستِثْناء بِنَح ْو إل ِبشَر ِ‬
‫[مهمسة]‪ :‬يوزُ ال ْ‬
‫اللفوظ‪ :‬كطلّقت كِ ثلثا إل اثنتَ ي في قع طَلقُه أو إل واحد ًة فَطَلْقتا ِن ولو قال‪ :‬أن تِ‬
‫طال قٌ إن شاء ال ل تَ ْطلُ قْ‪( .‬وصَدَق ُمدّعي إكرا هٍ) على طَلقٍ (أو إغماءٍ) حالته (أو‬
‫سَْبقَ لِ سان) إل لفْ ظِ الطل قِ (بيمي نه إن كا نَ ث قري نة) كح بس وغيه ف دعوى‬
‫كو نه مُكْرها وكمر ضٍ واعتيادِ صَرَعٍ ف دعوى كو نه مغشِيا عل يه وككو نِ ا سِها‬
‫َصسدُق إل‬
‫طالِعا أو طالبا فس دعوى سسبق اللسسان (وإل) تَكُن هناك قرينَة (فل) ي ْ‬
‫بيمينه‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬من قال لِ َزوْجَتِ هِ‪ :‬يا كافرة مريدا حقي قة الكفْرِ جرى في ها ما تقرر ف‬
‫الردة أو الش تم فل طَل قَ وكذا إن ل يُرِدْ شيئا ل صل بقاء العِ صْمَة‪ ،‬وجَرَيان ذلك‬
‫الشّتم كثيا مُرادا بهِ كفر النّعمة‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ف ح كم الطل قة بالثلث‪ ،‬حرم لرّ من طلق ها) ولو ق بل الوَطْءِ (ثلثا‬
‫ولعبد من طلقها ثنتي) فِي نِكا حٍ أو أنْكَحة (حت تَنْك حَ) زوج غيه بِنكاح صحيح‬
‫ث يُطلّقها وتنقض ِعدّتِها منه كما هو مَعلو مْ (ويولِ جُ) بِقُبُلها ( َحشَفَة) مِنْ هُ أو قدرها‬
‫من فاقدها مع افْتِضا ضٍ لبكر‪ ،‬وشرط كون الِيلج (بانتشار) للذكر‪ ،‬أي معه وإن‬
‫قسل أو أعيس بنحسو إصسبع‪ ،‬ول ُيشْتَرط إنزال‪ ،‬وذلك لليسة‪ .‬والكمسة فس اشتراط‬

‫‪263‬‬
‫التحليل التنّفِيُ مِنْ استيفاءِ ما يلِ َكهُ من الطلقِ (ويقبل قولا) أي الُطلّقةُ (ف تليلٍ)‬
‫وانقضاءِ ِعدّةٍ عندَ إمكا نِ (وإن كذبا الثان) ف وَطْئِه لا لِعُسر إثباته (و) إذا ادّعت‬
‫نِكاحا وانقضاءِ عِدة وحَلفست عليهمسا جاز (ل) لزوج (الول نكاحَهسا) وإن ظُن ّ‬
‫كذِبَها لن العبة ف العقودِ بقول أرْبابا ول عبة بظن ل مسْتَنَدَ لَهُ‪ .‬ولو ادّعى الثان‬
‫الوَطْءَ وأنْكَرتْه ل َتحِل للولِ وََل ْو قالت‪ :‬ل أنك حْ ث َكذّبت نَفْسها وادعت نِكاحا‬
‫بشَرطِه جاز للوّل نِكاحَها إن صدّقها (ولو أخبَرتْه) أي الُطلّق ِة َزوْجَها الول (أنا‬
‫تلّلت ث رَجِ عت) وكذّب تْ نف سها (قبِلت) دعوا ها (ق بل عَ ْقدٍ) علي ها لللولِ فل‬
‫يوزُ له نِكاحَهسا (ل بعده)‪ :‬أي ل يَقَْبلُ إنْكارَهسا التّحْليسل بعدَ عَ ْقدِ الول‪ ،‬لَنّس‬
‫رِضاها بِنِكاحِهِ يَتَضمّ ُن الِعْتِرافَ بِوجو ِد التحّليلِ فل يُقْبَلُ مِنْها خِلفَهُ (وإن صدّقها‬
‫صدّقهَا على رَفْعِه‬‫الثان) ف عد مِ الِصابَةِ لن القّ تعلق بالول فلم تَ ْق ِدرْ هي ول مُ َ‬
‫كما أفت به جْ عٌ من مشاينا الحققي‪ .‬تتمة إنا يَثْبُ تُ الطّلق كالِقرارِ به بِشهادةِ‬
‫رَجُلَي حرين َعدْلَيْ نِ فل َيحْكُ مُ بوقوعِه بِشهادةِ الِناث ولو مع رَجُل أو ك نّ أرْبَعا‬
‫ول بالعَبيد ولو صلحاء ول بالفُ سّاقِ‪ ،‬ولو كان الفِ سْق‪ ،‬بإِخرا جِ مكتوبَةٍ عن َوقْتِها‬
‫بل عُذرٍ وُيشْتَر طُ للَداء والقبول أن يسمعاهُ ويُبصر الطل قُ حي النط قِ ب هِ فل يصح‬
‫تمّلِها الشّهادة اعتمادا على الصوت من غي أن يَريا الطلق لوازِ اشتبا هِ الصوات‬
‫وأن يُبيّ نا لَفْ ظَ ال ّزوْ جِ مِن صَريح أو كِنايَةٍ ويُقْبَ ُل فِي هِ شَهادة أ ب الطلّقَة وابْنِ ها إن‬
‫شهدا حَ سْبة‪ .‬ولو تعارَضَ تْ بَيّنتَا تَعْلي قَ وتَْنجِيزَ قد مت الول لن مع ها زيادةَ عل مٍ‬
‫بِسماعِ التّعليق‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف الرّجْعَة‪ .‬هي لغَة الَرّة من الرّجو عِ وشرعا ردّ ا َلرْأةِ إل النّكاح م ْن‬
‫ص ّح رُجُوع مَفارَقَة بِطَل قٍ دون أكْثَرِه) ف هو ثلث لرَ‬ ‫طلق غ ي بائ نٍ ف العِدة ( َ‬
‫طءٍ) أ يْ ف عِدةِ وَطْءٍ (قبْل انْقِضاءِ ِعدّة) فل‬
‫وثنتان لعبدٍ (مانا) بل ِعوَ ضٍ (ب عد وَ ْ‬
‫ع مفا َرقَةٍ بغي طَل قٍ كَفَ سْ ٍخ ول مُفارَق ٍة بدو نِ ثل ثَ مع ِعوَ ضٍ كخَلع‬
‫يَ صِحّ رجو َ‬

‫‪264‬‬
‫لبَيْنونَتِ ها ومفارَقَة ق بل و طء‪ :‬إذْ ل ِعدّة علَيْ ها ول مَ نِ ان َقضَ تْ عِدت ا لن ا صارت‬
‫أجنَبِيّ ة‪ .‬ويَ صِحّ َتجْديدِ نِكا ِحهِنّ بإِذ نِ جَديدٍ و َولَ يٍ وشهودٍ ومهرٍ آخرَ ول مُفَارَقَةٍ‬
‫ق الثّلث فل يَ صِحّ نِكاحَها إل بَ ْع ِد التّحليل‪ ،‬وإنا ي صَحّ الرّجو عَ (براجَعْ تُ)‬ ‫بالطّل َ‬
‫سنّ أن يز يد‬ ‫أو رَجَعْ تُ (زَوج ت) أو فُل نة وإن ل ي قل‪ :‬إلّ نكا حي أو إلّ ل كن يُ َ‬
‫أحدها مع الصيغة‪ :‬ويصحّ بردَدتا إل نِكاحي وبأمْسَكْتَها‪ ،‬وأما عقْد النّكاحِ عَلَيها‬
‫ب وقبولٍ فكنا ية تتاج إل ن ية‪ .‬ول ي صح تعليق ها كراجعتُك إن شئت‪ .‬ول‬ ‫بإيا ٍ‬
‫ط الِشْهَادَ عليها بل ُيسَن‪.‬‬‫ُيشْتَرَ ُ‬

‫س برَجعيسة ولَو ِبمُجَرّدِ نَظَسر ول َحدّ إن وَطِىءَ‪ ،‬بسل يُعَزّر‬ ‫[فروع]‪َ :‬يحْرُم التمتُع ِ‬
‫ضعٍ إذا أمكَنَ وإذا أنْكَرهُ‬ ‫وَتصْدُقَ بيَمينها ف انِقضاءِ ال ِعدّة بِغَيْرِ الشْهُر ِمنْ أقْراءٍ أوْ َو ْ‬
‫الزّوج أو خالَفَ تْ عَادَتَها لنّ النّساءَ مُؤتنا تٍ على أرحا ِمهِنّ ولو ادّعى رَجْعَة العِدّة‬
‫وهي مُنْ َقضِيَة ول تَنكَ حْ‪ ،‬فإِن اتفقَا على َوقْ تِ الِنْقِضاءِ كيوم الُمعةِ وقال‪ :‬راجَعْ تُ‬
‫صدُق لن الَ صْل َعدَ مَ الرّجْعَةَ‬ ‫قَبلَ ُه فقالَ تْ بل بَعْدَ هُ حَلَفَ تْ أنّها ل تَعلم أنّه راج عٌ فَتَ ْ‬
‫قَبْلَهُ‪ ،‬فلو اتّفقَتا على وقتِ الرّجْعة كَيَومِ الُمع ِة وقالت‪ :‬انْ َقضَتْ يومَ الَميسِ وقال‪:‬‬
‫لمِيس لتّفاقِهما على‬ ‫بَ ْل انقضَ تْ يو مَ ال سّبت صَدَق بَِيمِينِ هِ أنّها ما انْقَضَ تْ يَو مَ ا َ‬
‫وقت الرجْعَة والصل عدم انِقضاءِ ال ِعدّة قَبْله‪( .‬ولو تزوج) رجل (مفارقته) ولو بلع‬
‫(بدون ثلث ولو بعسد) أن نكحست ل (زوج آخسر) ودخوله باس (عادت) إليسه‬
‫(بِبقيته)‪ :‬أي بقية الثلث فقط من ثنتي أو واحدة‪.‬‬

‫صوّرُ وَطْوه عَلى امْتِنا ِع هِ مِ نْ وَطْؤه َزوْجَتِ هِ مُطْلَقا‬ ‫ف َزوْ جٍ‪ .‬يَت َ‬ ‫(فصل)‪ :‬الِيلَء خَ ْل َ‬
‫أ ْو َفوْ قَ َأرْبَعَةِ أَ ْشهُرٍ كَأَ نَ يَقُولُ‪ :‬ل أَطَو كِ أوْ ل أَطَو كِ َخمْ سَة أَ ْشهُرٍ أو حتّى يَمو تَ‬
‫ط ٍء فَلهَا مُطالَبَتَ هُ بالفَيْئَةِ وَهِ يَ الوَطْءِ‬
‫فُل نٌ‪ ،‬فإِذا َمضَت أرْبَعَة أ ْشهُرٍ مِ نَ الِيلءِ بِل وَ ْ‬
‫أو بالطّل قِ‪ ،‬فَإِن أ ب طَلّ قَ عل يه القاضِي وينْعَقِ ُد الِيلءُ بِالَلْ فِ باللّ هِ تعال وبتعل يق‬

‫‪265‬‬
‫طَل قٍ أو عِتْ قٍ أو التزام قِرْبةٍ‪ ،‬وإذا وَطِىءَ مُختارا ِبمُطالَبَةٍ أوْ دُونَها لَزِمَتْ هُ كَفّارَةُ ييٍ‬
‫إن حَلفَ باللّهِ‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬إنا يَ صِحّ الظّهارُ‪ِ .‬ممّن يَ صِحّ طَلقُه وهو أن يَقولَ لِ َزوْجَِت هِ أنَ تِ كَ َظهْ ِر‬
‫أُمّي ولوْ بِدو نِ عل يّ‪ .‬وقوله أن تِ كَأُمي كِناي ًة وكَالُ مّ مْرَ مٌ ل يَطْرأ َتحْرِيَها‪ .‬وتَلْزَ ُم هُ‬
‫كَفّارَة ظِهارٍ بالعَوْدِ و ُهوَ أَنْ َيمْسِكَها زَمَنا يَمكِ ُن فِراقَها فيه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف العِدّة‪ .‬هي مَأْخوذَةٌ مِ نَ ال َعدَدِ لِشتِمالِها على َعدَدِ أقراء وأشْهر غالبا‬
‫لمْلِ أو للتعّبدِ‪ .‬و ُهوَ‬
‫وهسي َشرْعا مدة تَتَربّصُس فيهسا الرَأةُ لِمَعْ ِرفَةِ بَراء ِة رَحِهسا مِنَس ا َ‬
‫كانس أو غَيْرَهسا ولِت َفجّعِهسا على َزوْج ماتسَ‪.‬‬ ‫َعناهس عِبادةً َ‬ ‫إِصسْطلحا مسا ل يعقَلُ م ُ‬
‫سبِ عن الِخْتِل طِ (َتجِ بُ ِعدّةٌ لِفُرقَ ِة َزوْ جٍ ح يّ) ِبطَل قٍ‬ ‫صوْنا للنّ َ‬
‫وشَرعت أصالَةٌ َ‬
‫أو فَ سْخِ نِكا حٍ حاضِرٍ أو غائِ بٍ ُمدّةً طويلةً (وطيء) ف قُبُلٍ أو دُبُرٍ‪ ،‬بِخل فِ ما إذا‬
‫ل ي كن وَطِىءَ وإ نْ وُ ِجدَت َخلْوةٌ (وإن تيَقَن براء َة رَحِم) ك ما ف صغيةٍ و صغي‪.‬‬
‫ح فا سدٍ و هو كل ما ل يوج بُ‬ ‫(وَلوَطْءٍ) حَ صَلَ مَ عْ (شُْبهَةٍ) ف حَل هِ ك ما ف نِكا ٍ‬
‫حدا على الواطيء‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ل يُ ستَمَْتعُ ِبمَوْطُوءَةٍ ِبشُْبهَةٍ مُطْلَقا ما دامَت ف ِعدّةِ شُْبهَةٍ َحمْلً كانَ ْ‬
‫ت‬
‫أو غي هِ حت تَنْقَضي ب َوضْ عٍ أو غيه لِختِل ِل النّكاح بِتَعلّ قِ حق الغَي‪ .‬قال شيخنا‪:‬‬
‫ومِنْ هُ يُوءَ َخذُ أنّ ه ُيحَرّم عل يه نَظَرُ ها ولو بل َش ْهوَةٍ والَ ْلوَةُ ب ا‪ ،‬وإن ا َيجِ بُ ل ا ُذكِرَ‬
‫ِعدّةٌ (بثَلثَةِ قروءٍ) والقَرءُ هنا طُهريَيْ نِ دمي حَْيضَتَيْ نِ أو حَيْ ضٍ ونَفا سٍ فلو طَلّ قَ مَ نْ‬
‫ل َتحِ ضْ أولً ث حاضَ تْ ل يُح سْبِ الزّم نُ الذي طَلّق ف يه قُرْءا‪ :‬إذ لَ مْ يَكُ نْ ب ي‬
‫سبُ بَقيةُ الطّ هر‬ ‫دَمَيْن‪َ ،‬بلْ لَ ُبدّ ِم نْ ثَل ثة أطْهارٍ بَعْد الَيضَةِ التّ صَِلةِ بالطلق ويَح ِ‬
‫س تعال‪:‬‬ ‫س العِدّةُ بِثَلثَةِ أقراءٍ (على حُرّةٍ تَحيضسُ) لِقَولِه ِ‬
‫ُطهْرا فس غيهسا‪ ،‬وَتجِب ُ‬
‫{والطلقا تُ يتربّ صْنَ بأنف سِهنّ ثلثةَ قروءٍ} فمن طلّقت طاهِرا وقد بَقِي من الطّهر‬

‫‪266‬‬
‫لَظةً ان َقضَ تْ ِعدّتَ ها بالطَعْ نِ ف اليضَة الثال ثة لِطل قِ القرءِ على أقلّ لظَةٍ من‬
‫الطهْرِ وإن وَطِى َء فيهِ أو حائِضا وإن ل يَبْقَ من زمنِ الَيْضِ إل لظ ًة فتْنقَضي ِعدّتا‬
‫بِالطّ عن ف الي ضة الراب عة وزَمَن الطعْن ف الي ضة ل يس مِن العِدّة بل ي تبيُ ِب هِ‬
‫انقِضاؤ ها‪( .‬و) ت بُ ِعدّةً (بثل ثة أشْ هر) هِلليةٍ ما ل تَ ْطلُق أثناءَ ش هر‪ ،‬وإل َتمّ م‬
‫النكَسِرُ ثلثيَ (إن ل تِضْ) أي الرة أصلً (أو) حاضَتْ أولً ث انقَطع و (يئِسَت)‬
‫س فيه النّساءُ مِ نْ الَيْ ضِ غالِبا‪ ،‬و ُهوَ اثنتان و سِتونَ‬ ‫من اليض بِبُلوغِها إل سنّ تيأ ُ‬
‫سنة‪ ،‬وق يل خ سون ولو حاضَت من ل َتحِ ضْ قَط ف أثناءِ ال ِعدّة بال ْشهُرِ اعَتدّت‬
‫ف اليسَةِ (ومن انْقَطَعَ حَْيضَها)‬ ‫بالَطْهارِ أو بعدِها أَو تستأِنفَ ال ِعدّة بالَطْهارِ‪ ،‬بل ِ‬
‫ب عد أن كا نت ت يض (بل عِلّة) تُعْ َر فُ (ل تتزوّ جْ حتّ ى تَحي ضَ أو تَيْأْ سَ) ث تَعَتدّ‬
‫بِالقْراءِ أو الَ ْشهُرِ وف القديِ وهو َمذْهَب مالِك وأحد أنا تََترَبّ صُ تِ سْعَةَ أشْهرٍ ث‬
‫تعتدّ بثلثة أشْهر لِيَعْرِ فَ فرا غٌ الدم‪ :‬إذ ه يَ غالِ بَ مدةِ المل‪ ،‬وانتصرَ لَ هُ الشافعي‬
‫بأن عمر رضي ال عنه قَضى به ب ي الهاجِري نَ والَنْصارَ ول ينكَرْ عَليْه‪ ،‬ومِ نْ ثُمّ‬
‫ابنس عبْد السسّلم والبارِزي والرّييس وإسساعيل‬ ‫ّينس َ‬
‫سسلْطا ُن العُلَماءِ عزّ الد ِ‬
‫أفْتَى بِه ُ‬
‫لضْرَمي واختارَه البَلقين وشيخنا ابن زياد رحهم ال تعال‪ .‬أما من انقطع حَيْضها‬ ‫اَ‬
‫ف كرضا عٍ ومرَ ضٍ فل تَتّزوَج اتَفاقا حت تيض أو تَيْأ سَ وإن طالَت ا ُلدّة‬ ‫بِعِلّة تُعْر ُ‬
‫(و) َتجِ بُ ال ِعدّة (لوفاة) زو جٍ ح ت (على) حرّة (رجع ية وغ ي َموْطو َءةٍ) ل صِغَرٍ أو‬
‫َغيِ هِ‪ ،‬وإن كا نت ذا تَ أقراء (بأربعةِ أشهرٍ وعشرةِ أيام) وليالي ها للكتا بِ وال سنّة‪.‬‬
‫وَتجِ بُ عَلى التوَفّ ي عَنْ ها َزوْجَ ها ال ِعدّة ب ا ُذكِرَ ( مع إحْدادٍ) يَع ن ي ب الِحدادُ‬
‫حلّ لمْرأَةٍ ُتؤْمِ نُ باللّ هِ واليو مِ‬ ‫عَليْها أيضا بأي صِفَ ٍة كانت‪ ،‬للخبِ التفق عليه‪" :‬ل َي ِ‬
‫ت فو قَ ثل ثٍ إل على زو جٍ أرب عة أشهرٍ وعشرا" أي فإِ نه‬ ‫حدّ على مَيّ ٍ‬
‫الخِرِ أ نْ َت ِ‬
‫لجْماع‬ ‫يل لا الِحْدادُ عليه هذه الدة‪ :‬أي يب لن ما جازَ بعدَ امْتِناعِه واجبٌ ول ِ‬
‫على إرادَتِه إل ما حُكِي ع نْ ال س ِن البَ صَري‪ ،‬وذ كر الِيان للغالب أو ل نه أب عث‬
‫على الِمتِثال وإل َفمَنْ لا أمانٌ يَلَزَمُها ذلك أيضا ويَلزَمُ ال َولّ أمْرُ ُم َولّيتِه بِه‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫[تنبيه]‪ :‬الحداد الواجِ بُ على التَوفّ عنْها َزوْجُها ولو صَغيَةٌ تَر كَ لَبْ سَ مَ صْبو ٍ‬
‫ع‬
‫ب ولوْ لَيْلً‪ ،‬والتّحلّي نَهارا‬ ‫لزينَةٍ وإن َخشُ نَ‪ .‬ويُبا حُ إبري سم ل يُ صْبَغْ‪ ،‬وتَرْ كَ التّطيّ ِ‬
‫حوَ خاتَ مٍ أو قرط أو ت تَ الثيّا بِ لِلّنهْ يِ عَنْه‪ ،‬ومِنْ ُه موّ هٌ‬ ‫بِحلِي ذَهَ بٍ أو ِفضّة‪ .‬وََلوْ َن ْ‬
‫بِأَ َحدِه ا ولُؤلُؤ ونوه من الواهِر ال ت تَتَحلّى ب ا‪ ،‬ومن ها العَقي قُ وكذا ن و نُحاس‬
‫وعاج إن كا نت من قو مٍ يتحَلّو نِ ب ما وترك الِكتِحالِ بإِ َثدٍ إل لاجةٍ وإن كا نت‬
‫سوداءَ‪ ،‬ودُهْ نِ شَعْ ِر رأ سِها ل سائر البد نِ و ِحلّ تن ظف بِغُ سْلٍ‪ ،‬وَإزالةِ وَ َسخٍ وأَكْل‬
‫تَنبل ونَد بُ إحدادٍ لبائِ نٍ بلْ عٍ أو فسخٍ أو طل قِ ثلث لئل يفضي تزيينُها لِف سَادِها‪،‬‬
‫وكذا الرّجعية إن ل تُرْ جَ عودةً بالتزيّن فيُْندَب‪ .‬وَتجِ بُ على العتدّةِ بالوفاةِ وبطل قٍ‬
‫بائ نٍ أو ف سخٍ ملزمةِ م سك ٍن كا نت ف يه ع ند الوت أو الفر قة إل انِقضاءِ عدّ ٍة ول ا‬
‫الرو جُ نارا لِشراءِ ن و طعام وب يع غَزْلٍ ولن حو احْتِطا بٍ ل ليلً ولو أ ّولُه‪ ،‬خلفا‬
‫لبعض هم ل كن ل ا خُرو جٌ ليلً إل دارِ جارِ هِ الل صِقُ لغز ٍل وحدي ثٍ ونوه ا ل كن‬
‫حدّثَها ويؤنِسهَا على‬ ‫ك بقدَرِ العادَةِ وأن ل يكو نَ عِْندَهَا من ُي َ‬ ‫بشَرْ طِ أن يكو نَ ذل َ‬
‫الوجَه وأن تَرجِ عَ وتبيتَ ف بيتها‪ .‬أما الرجْعية فل تر جَ إل بإِذنه أو لضرورةٍ لن‬
‫علي هِ القيا مَ بميع مُؤنِها كالزّو جة‪ ،‬ومَثلُها باِئ نٌ حامِل وتَنْتقِل من ال سْ َكنِ لوَ فٍ‬
‫ْمس أو‬ ‫وخوفس َهد ٍ‬ ‫َ‬ ‫على نَفْسسِها أو وََلدِهسا أو على الا ِل ولو ل َغيِهسا كوديعَةٍ وإن قلّ‬
‫حَر قٍ أو سارِق‪ .‬أو تأَذّ تْ بِاليا نِ َأ َذىً شَديدا‪ ،‬وعلى ال ّزوْ جِ سَكْن الُفارَقَة ولو‬
‫بأُجْرةِ ما ل تك نْ نا ِشزَ ًة ولَيْ سَ له مُ ساكنَتُها ول دُخولُ ملّ هِي في هِ مَ عَ انتْفاءِ ن و‬
‫الحرم فيَحْرُمُ عليه ذلك ولو أعمى وإن كان الطلق رَجْعيا لن ذلك ير إل الُلوةِ‬
‫الُحرّمةِ ب ا‪ ،‬و من ث لَزِمَ ها منْعُه إن َق ِدرَت عل يه (و) ك ما تعَتدّ حرّة ب ا ذ كر (تعتدّ‬
‫غيَهسا) أي غيس الرّةِ (بنصسف) مسن ِعدّةِ الرّة لَنّهسا على النّصسفِ فس كَثيٍ مسن‬
‫الحْكا مِ (وكمل الطّهر الثان) إذ ل ي ْظهُرُ نِ صْفُه ِإلّ ِبظُهورِ كُلّ هِ فل ُبدّ من الِنْتِظارِ‬
‫إل أَن يعودَ الدم ُس (وتعتدّانسِ) أي الرةَ والَمَة لوفاةٍ أو غيهسا وإن كانتسا تَحيضان ِس‬
‫ضعِ َحمْلٍ) حلتا لصا ِحبِ العِدةِ ولو ُمضْغَ ًة تتصوّرُ لو بقِيَتْ ل بِوضْعِ عَلَقَة‪.‬‬ ‫(بو ْ‬

‫‪268‬‬
‫[فرع]‪ :‬يلحَق ذا العِدّة الوَلدِ إل أرْبَع سِنيَ ِم ْن وقْ تِ طَلقِه ل إن أَتَ تْ بِه بَ ْع َد‬
‫نِكا حٍ لِغَيْرِ ذي ال ِعدّةِ وإِمْكا نِ لن يكو نَ مِ نه بأن أَتَت به ل ستة أشْهُر بَ ْعدَ نِكاحِه‪.‬‬
‫صدُقَ) الرأةُ ( ف) دعوى (انِقضاءِ عدّةِ) بِغَيْرِ أش هر إن (أم كن) انقضاو ها وإن‬ ‫(وتَ ْ‬
‫خالف تْ ِعدّتَها أو َكذّبا الزوج‪ ،‬إذ يَعْ سُر عليها إقامَةُ البيّنة بذلك ولنا مُؤتنةٌ على‬
‫ما ف رَحِمها وإِمْكان الِنقضاءِ بالولدةِ ستة أشهرٍ ولظتا ِن وبالقراءِ ِلحُرةٍ ُطلّقت‬
‫ف ُطهْرٍ اثنانِ وثلثونَ يوما ولظتا ِن وف حيضٍ سبعةً وأربعونَ يوما ولظة‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬ينبغي تليف الرأة على انقضاءِ ال ِعدّة (ول يُقْبَلُ َدعْواها) أي الرأة (عَد مِ‬
‫انقضائِ ها) أي ال ِعدّة (بعسد تزوجِس الخَر) لن رِضا ها بِالنّكا حِ يتَضمّ ُن الِعترافَس‬
‫الطلقس الدخولَ فأَنْكسر صسدق بيمينسه لن الصسْل‬ ‫ِ‬ ‫بانقِضاءِ ال ِعدّة‪ ،‬فلو ادعست بعدَ‬
‫عد مه وعلَيْ ها العِدّة مؤا َخذَة ل ا بِإقْرارِ ها وإن رَجَعَت وكذّبَت نف سها ف دعوى‬
‫الدخول لن الِنكارَ بعد الِقرار غيَ مَقبول‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو انْقَ ضت ِعدّة الرجْعِ ية ث نَكَ حت آ خر فاد عى مُطَلّقُ ها علَيْ ها أو على‬
‫الزّو جِ الثان الرجعية قبل ان ِقضْاء ال ِعدّة فأثْب تَ ذلك ببيّنة أو ل يُثْبِ تْ ل كن أقرا‪ :‬أي‬
‫الزّوجة‪ ،‬والثان له به أَخذَها لنه قد ثَبَ تَ بالبيّنة أو الِقرارَ ما يَ سْتَ ْلزِم فسادَ النكاح‬
‫ق بيمي نه ف إنكار ها لن‬ ‫ول ا عل يه بالوَطْءِ َمهْرَ الِْثلِ‪ ،‬فلو أن كر الثا ن الرّجْعَة صَد َ‬
‫النكا حَ و قع صحيحا وال صل عدم الرج عة أو أقرت هي دون الثا ن فل يأخذ ها‬
‫لتعلق حق الثان حت تبي من الثان‪ ،‬إذ ل يقبل إقرارَها عليه بالرّجعة ما دامَت ف‬
‫صمَتِه لتعلق ح قه ب ا‪ ،‬أ ما إذا با نت م نه فتُ سْلِم للول بل ع ْقدٍ وأع طت وجوبا‬ ‫عِ ْ‬
‫الول ق بل بينونت ها مهرَ الثلِ للحيلول ِة ال صادرةِ من ها بين هُ وب ي حق هِ بالنكا حِ الثا ن‬
‫حت لو زال أخذت اله َر لرتفا عِ اليلولةِ‪ ،‬ولو تزوجت امرأة كانت ف حيالة زوج‬
‫بأن ثبت ذلك ولو بإِقرارها به قبل نكاح الثان فادّعى علَيها الولُ بقاءَ نِكاحِه وأن هُ‬
‫ل يُطلّقَها وهي تدّعي أنه طلّقها وانقضَ تْ ِعدّتَها مِنْ هُ قبل أن تَنْكِ َح الثان ول بَيّنة‬

‫‪269‬‬
‫بالطّلق فحلَ فَ أنه ل يُطَلّقها أ َخذَها مِ َن الثان لنّها أقرت لَ هُ بال ّزوْجِيّةِ وهو إقرارٌ‬
‫صحَيح‪ ،‬إذ ل يتفّقا على الطّلقِ (وتنقطع عدة) بِغيِ َحمْلٍ (بُخالَطَةِ) مفارقٍ لفارقَةٍ‬
‫(رجع ية في ها) ل باِئ نَ ولو ِبخَلْ عٍ كمخالَطَة ال ّزوْ جِ زوْجَتِه بأن كان َيخْتلي بِ ها‪،‬‬
‫طءٌ أم ل فل تَنْقَضي العِدّة لكن‬ ‫ويتمكّن عليها ولو ف الزمن اليسي سواء أحَ صَل وَ ْ‬
‫إذا زالَ تِ الُعاشَرةُ بأن نَوى أ نه ل يعودُ إلي ها كملت على ما م ضى‪ ،‬وذلك لشُْبهَةِ‬
‫سبُ زَمن ا سْتِفراشَهُ عنها بل تن َقطِع‬ ‫حهَا حائِلً ف العِدّة فل َيحْ ِ‬ ‫الفِرا شِ كما لو نَ َك َ‬
‫سبُ الوقات‬ ‫من ح ي الِلوْة ول يبْطلُ ب ا ما م ضى فتب ن عل يه إذا زالَت ول َيحْ ِ‬
‫التخللةِ بي اللوا تِ‪( ،‬و) لكن (ل رجَعْة) له عليها (بعدها) أي بعدَ ال ِعدّة بالقْراءِ‬
‫أو الشْهرِ على الُعْتَمسد وإن ل تَنْقَض ِعدّتاس لكسن يلحقهسا الطلق إل انقضائهسا‪،‬‬
‫والذي رجّحه البلقين أنه ل ُمؤْنة لا ب ْعدَها‪ .‬وجَزَ مَ بِه غيه فقال‪ :‬ل تَوارُ ثَ بينَهما‬
‫ول يُحدّ ِبوَطْئِها‪.‬‬

‫[تتمة]‪ :‬لو ا ْجمَتَع ِعدّتا شخص على امْرأةٍ بأن وطِىءَ مطلّقته الرّجعية مُطلقا أو‬
‫البائِ نَ ِبشَُبهْةٍ تَكْفي ِعدّةٌ أخية منهما فتعتدّ هي من فراغ الوَطْءِ وتْندَرِ جُ فيها بقيّة‬
‫الول فإِن كرر الوَطْءَ استَأْنَفَت أيضا لكن ل رَجْعَة حيث ل يَْبقَ من الول بقيةً‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ف حك مِ الِستباءِ و ُهوَ َشرْعا تَرَبّ صٌ ِبمَ ْن فيها رِقّ عند وجودِ سبَب ما‬
‫يَأ ت للعِلم بباءة رَحِ ها أو للتعبّ د‪( .‬ي ب ا سْتِبْراء) ِلحَلَ تتّ عٍ أو تزو يج (بلك أمَة)‬
‫ولو مُعتدّةٍ بشراءٍ أو إر ثٍ أو وصيةٍ أو هبةٍ مع قب ضٍ أو سب بشَرْطِ هِ من القِ سْمَةِ أو‬
‫اختيارِ تلّك (وإن تَيقّ نَ براءَة رَحِم) كَ صَغيةٍ وبكرٍ وسواء أملكها من صب أم امرأةٍ‬
‫أم من بائِ عٍ ا سْتَبأها قبل البيع فَيجِ بُ فيما ذكر بالنسبة لِحل التَمتّع (وبزَوا ِل فِرا شِ)‬
‫له (ع نْ أ َمةٍ َموْطُوءَةٍ) غ ي مُ سْتَولدَةٍ (أو مُ سْتَولَدَةٍ بِعِتْق ها)‪ :‬أي بإِعْتاق ال سيّد كل‬
‫واحدةٍ منهما أو موتِه ل إ نْ ا سْتبأ قبيل إِعْتا قِ غي مُ سْتَوَلدَةٍ من زالَ عنها الفَراش‬
‫فل يب بل تَتَزّوجُ حالً‪ .‬إذ ل تشبه هذه منكوحة بلفِ الُسْتَولَدة‪( .‬و) َيحْرُمُ بل‬

‫‪270‬‬
‫(ل يَ صِحّ تزوي جُ َموْطُوءَتِه) أي الالِك (ق بل) مِضِي (ِإ سْتِبْراء) َحذَر من اختِلَ ِ‬
‫ط‬
‫الاءَين أما غي َموْطُوءَته فإِن كانت غي َموْطو َءةً لِحَد فله تزويَها مطلقا أو موطوءة‬
‫غيه فله تزويها م ن الاء منه وكذا من غيه إن كان الاء غ ي مترم أو مضت مدة‬
‫الِسستباءِ منسه‪ .‬ولو أَعتق َس موطوءتَهُس فلهُس نِكاحَهسا بل اسستباء (وهوَ) أي الِسستباء‬
‫(لذا تِ أقْراء حي ضة) كاملةً فل تك في بقيت ها الوجودة حالة وجوب الِ ستباء ولو‬
‫ض َفحَبَلَت مِنْه‪ ،‬فإِن كان قَبل مضِي أَقلّ الَيْض انقَ َطعَ الِسْتِبْراء وبقي‬
‫وطئَها ف الَيْ ِ‬
‫التحْر ي إل ال َوضْ عِ ك ما حَبِلَت من وَطْئِ هِ و هي طا ِهرَة وإِ نْ حَبلَت بَ عد مضِي أقله‬
‫كفى ف الِ سْتباءِ لضِي حَي ضٍ كاملٍ لا قبل المل (ولذات أشهرٍ) من صغية أو‬
‫آيسة (شهر ولامل ل تعتد بالوضع) أي بوَضع المل وهي الت حلها من الزنا أو‬
‫ال سبّية الا مل أو ال ت هي حا مل من ال سيد وزالَ عن ها فرا شه بع تق سواء الا مل‬
‫الستولدة وغيها (وضعه) أي المل‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو اشْتَرى نو وثنية أو مرتد ٍة فحاضَت ث بعد فرا غِ الَي ضِ أو ف أثنائه‬
‫ومثله الشهر ف ذات الشهر أسلمت ل يكف حَْيضَها أو نوه ف الِستباء لنه ل‬
‫يستعقب ح ّل التمتع الذي هو القصد ف الِ سْتِبْراء (وتصدق) ا َلمْلوكة بل يي (ف‬
‫ضتُ لنه ل يعْلَم إل مِنْها (وحَرُمَ ف غيِ مسْبِيّة تتّع) ولو بنحو نظرٍ بشهوةٍ‬ ‫قولا) ح ْ‬
‫ّمس ولحْتِمالِ أنّهسا حا ِملٌ برَ فل‬
‫َسس (قبسل) تام (اسسْتباءٍ) لدائِه إل الوَطْءِ الُحر ِ‬
‫وم ّ‬
‫ي صِح ن و بَيْع ها ن عم ت ل له الَلوَةُ ب ا‪ ،‬أ ما ف ال سبيّة فيحْرُ مُ الوَطْ ُء ل ال ستمتاع‬
‫بغيهِ من تقبيلٍ ومسّ لنه ل يرم منها غيه مع غلبة امتدادِ العيِ واليدي إل مسّ‬
‫الِماءِ سيما الِ سانِ‪ ،‬ولنّ ابْ نَ ع مر رضِي ال ع نه قبّ ل أَ َمةً وقعَت ف َس ْهمِه من‬
‫سَبايا أوْطاس‪ ،‬وأَلقَ الاوردي وغيه بالسْبِيّة ف حل الِستمتاع بغي الوطء كل من‬
‫ل يكن حلها كصبية وآيسة وحامل من زنا‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫[فرع]‪ :‬ل تصي أمة فراشا لسيدها إل بوطء منه ف قُبلها ويعلم ذلك بإِقرارِ هِ ب هِ‬
‫أو ببينة‪ ،‬فإِذا ولدت للِمكان من وطئه ولدا َلحِقَهُ وإنْ لْ يعْتَرِفْ بِه‪.‬‬

‫(فصل)‪ :‬ف النفقة من الِنْفاق وهوَ الِخْرِا جُ (َيجِ بُ) الد التِي وما عَط فَ عليه‬
‫(لِ َزوْجَةٍ) أو أَمَةٍ ومَرِيضَةٍ (مكّنت) مِ َن الِ سِْتمْتَاعِ بِها ومن نَقَلَها إل حيث شاءَ عَند‬
‫أمْن الطري قِ والقْ صَ ِد ولو بِركو بِ بَحرٍ غَلَبَ تْ فيه ال سَلمة‪ ،‬فل تب بِالعَ ْقدِ خلفا‬
‫صدُقُ هو بيمينِه ف َعدَم التمكيِ وَهيَ ف‬ ‫للقدي وإنا َتجِبُ بالتّمكيِ يوما فيوْما ويَ ْ‬
‫ض الوْجِوهِ‬ ‫َعدَ ِم النّشوزِ والِنْفَاقِ َعلَيها‪ ،‬وإذا مَكّنْتَ مَنْ ُيمْكِ ِن التّمّتعَ بِها ولو مِن بَعْ ِ‬
‫وَجَبَ تْ مُؤنَ ها ولو كا نَ ال ّزوْ جُ طِفْلً ل ي ِك نُ جِماعُه‪ :‬إِذ ل مَنْ عَ مِن ِجهَتِ ها وإ نْ‬
‫َضس أو جنونسْ‪ ،‬ل إن َعجِزت‬ ‫الصسغَرِ كرِت ْق أو مَر ٍ‬ ‫َنس وَطْءٍ بِسسَبب غيس ّ‬ ‫َعجِزَت ع ْ‬
‫بالصغر‪ ،‬بأن كانت طِ ْفلَةً ل َتحَْتمِلُ الوَطْءَ فل نَفَقَة لا وإن سَلّمها ال َولِيّ إل ال ّزوْج‪.‬‬
‫إذ ل يك ُن التَمَتّ عَ بِ ها كالنّاشِزَة‪ ،‬بلف من َتحَْتمِلَ هُ ويثْبُ تُ ذلك بإِقرارِ هِ وِبشَهادَةِ‬
‫البيّنة به أو بأنا ف غيبَتِه باذلةً للطّاعة مُلزِمَةً للم سْكَ ِن ونو ذلك ولا مطالَبتِه بِها‬
‫إن أرادَ سفَرا طَويلً (ولو رجْعِيّةً) وإن كان تْ حائِلً أَي َيجِ بُ ل ا ما ُذكِرَ ما عدا‬
‫آلة التنظيف لِبقَاءِ حَبْسه لا وُقدَرَتِه على التّمتّع با بالرّجْعة ولِمْتِناعَه عَنْها ل َيجِب‬
‫لا آلة التّنظيف ويُسقِط مُوءْنَتهَا ما يُ سْقِط مُوءْنة الزّوجة كالنشوزْ وتَصدقُ ف َقدْرِ‬
‫أَقرائِها بيميٍ إن كذبا وإل فل يي‪ ،‬وتب النفقة أيضا لطلقةٍ حاملٍ بائ نٍ بالطل قِ‬
‫الثل ثِ أو الَلْع أو الفَ سْخِ بغيِ مقار نٍ وإ نْ ما تَ الزوْ جُ قبلَ ال َوضْع ما ل تَْنشُز ولو‬
‫أنفق بظنه فبان عدمَ ُه رجع عليها أما إذا بانَت الامِل بوته فل نَفَقة‪ ،‬وكذا ل نفقة‬
‫لزوجة تَلبّست ب ِعدّةِ شُْبهَة بأن وَطَِئتْ ِبشُْبهَة وإن ل َتحْبَل لِنتفا ِء التمكي‪ .‬إذ يُحالُ‬
‫حوِ زوجةٍ من مَرّ ( ُمدّ طعام) من غال بِ‬ ‫بَينَ هُ وبيْنَها إل انِقضا ِء العِدّة‪ ،‬ث الواجِ بُ لَن ْ‬
‫قوتِ ملّ إقامَتِها ل إقامََتهُ ويَكْفِي َدفْعُه من غيِ إيابٍ وقُبولٍ كالدّينِ ف الذّمة‪ .‬قال‬
‫سرِف ل قَ صْ َد الداءِ‪ ،‬خِلفا لب نِ‬ ‫شيخنسا‪ :‬ومِنْهُس ي ْؤ َخذُ أن الواجِبَس ه نا عدَمِس الصّا‬

‫‪272‬‬
‫القري ومن تَبِعَ هُ (على معسر) ولوْ بِ َق ْولَه ما لَم يَتحقّق له مالٌ و ُهوَ م نْ ل يَمِل كَ ما‬
‫ب وا ِسعٍ (و) على ( َرقِ يق)‬ ‫ُيخْرِجَ هُ عَ نِ الَ سْكَنَةِ (ولو مُكْتَ سِبا) وإن َق ِدرَ على ك سْ ٍ‬
‫ولو مُكاتِبا وإن كثُرَ مالَ هُ (و ُمدّا نٍ على مو سِر) و هو من ل يَرجِ عُ بتَكليف هِ مُدي نِ‬
‫مُعْ سِرا (و ُمدَ ونصفٍ على متوسط) وهو من يرجع بذلك مُعْ سِر‪ ،‬وإنا تِب النّفقةُ‬
‫ع َفجْرِ كل يَو ٍم فيوَ مٍ (إ نْ لَ مْ َتؤْاكِلْ هُ) على العادَةِ ِبرِضاها وهِ يَ رَشِيدَةٌ‪،‬‬ ‫وقْ تَ طُلو ِ‬
‫صدُق هي ف‬ ‫فََلوْ َأكَلَ تْ مَعَ هُ دو نَ الكِفايَةِ وَجَ بَ لَها تَما مَ الكِفايَةِ على الوْجَه‪ ،‬وتَ ْ‬
‫قَ ْدرِ ما َأكَلَتْ هُ ولوْ كلفَها مؤاكَلَتَ هُ من غَيْ ِر رِضاها أو وَاكَلَْت هُ غي رَشِيدَةٍ بل إذ ِن ولّ‬
‫فل تَ سقطُ نَفقتَ ها بِه‪ ،‬وحينئذٍ هو مُتَطوّع فل رُجو عٌ له ب ا َأكَلَتْ هُ‪ ،‬خلفا للبلقي ن‬
‫صدَقَ بيمين هِ على‬ ‫و من تَبعَ هُ‪ ،‬ولو زَ َعمْ تَ أَن هُ مُتَطوّ عٌ وَزَعَ مَ أَنّ ه مُؤدّ عن النّف قة َ‬
‫الوْجَه‪ .‬وف شرح النهاج‪ :‬لوْ أضافَها رَجُلٌ ِإكْراما لَ هُ سَق َطتَ نَفَقَتها ويُكلّ فُ مَ نْ‬
‫أرادَ سفرا طَويلً طلقَ ها وتَوكيلَ من يُنْفِ قَ علَي ها من مالٍ حاضرٍ وي ب ما ذ كر‬
‫(بُأدْم) أي مسع أُدْم اعتيدَ وإن ل تأكله كسَسمْ ٍن وزَيْتٍس وتَمْ ٍر ولو تنازعسا فيسه أو فس‬
‫اللّ حم ال ت قَ ّدرَ ُه قا ضٍ باجتهادِ هِ مُفاوِتا ف قَ ْدرِ ذلك ب ي الو سِرِ وغيِ هِ‪ ،‬وتقد ير‬
‫الاوي كالن صّ بأوق ية زَيْت أو َسمْنٍ تَقْري بٌ وَيجِ بُ أيضا لَح مٌ اعت يد قدرا ووقتا‬
‫سبِ يَسارِهِ وإِعْسارِهِ وإن ل تَأكُله أيضا‪ ،‬فإِن اعْتيدَ مر ف السبوع فالول كونه‬ ‫بَ َ‬
‫لمُعَةُ والثّلثا ِء والن صّ أيْضا رَطْلُ َلحْ مٍ ف ال سْبوعِ على‬ ‫لمُ عة أو مرّت ي فا ُ‬ ‫يو مُ ا ُ‬
‫ْلنس على الوسسِر َمحْمولٌ على قِلّةِ اللّح ْم فس أيامِه بصسر فَيُزَادُ بِقَدرِ‬ ‫العْسسِر ورَط ِ‬
‫سبِ عادة ال حل‪ ،‬والو جه أ نه ل أدم يوم اللّحْم إن كَفا ها غِذاءً وعَشاءً‬ ‫الاجَةِ ِبحَ َ‬
‫ْهس (و) مَع‬ ‫َبس (وماءِ شُرْبسٍ) لِتَوقسف الَياةِ عَلَي ِ‬‫َبس (و) مسع (مِلْحسٍ) وحَط ٍ‬ ‫وإل وَج َ‬
‫َومس اعْتادوا ذلك‬ ‫ِنس ق ٍ‬ ‫ُنس م ْ‬
‫ْخس مسا ل تَك ْ‬‫َجنس وخبزٍ وطَب ٍ‬ ‫ْنس وع ٍ‬ ‫(مُوءْنَةٍ) كأُجْرَة َطح ٍ‬
‫بأنْفُ سِهم‪ ،‬ك ما جَزَ مَ ِب هِ ا بن الرِفعة والذرُعِي‪ ،‬وجَزَم َغيَهُ ما بأ نه ل فَرْ قَ (و) مَ عَ‬
‫(آلةٍ) لِطَبْ خٍ وَأكْلٍ وشُ ْر بٍ كقِ صْعَ ٍة وكوزٍ وجَر ٍة وَقدْرٍ ومَغْ َرفَةٍ وإِبْري قٍ م نْ خَش بٍ أو‬
‫خَ َز فٍ أو َحجَرٍ‪ ،‬ول َيجِ بُ من نُحا سٍ وصين وإن كانت شَريفة (و) يب لا على‬

‫‪273‬‬
‫ضخَامَة‪.‬‬
‫سوَةٌ تَكْفيها طو ًل و َ‬
‫الزّوجِ ولو مُ ْعسِرا َأوّلَ كُلّ سِتّةِ أ ْشهُرٍ ِك ْ‬

‫فالواج بُ (قَمي صٌ) ما لْ تَ ُك نَ مّن اعَْتدْ نَ الِزارَ والرّداء فَيجَبان دوَن هُ على الَوْجَه‬
‫(وَإِزارٍ) و سَراوِيلَ (وخِمارٍ) أي مقْنَعةً ولو لَمَة (ومِكْعَ بَ) أي مَا يُلْبَس ف رِجل ها‬
‫ويُعتبُ ف نوعه عُرفُ بلدها‪ .‬نعم قال الاوردي إن كانت من يعتَدنَ أن ل يَلبِسْنَ ف‬
‫أرجله نّ شيئا ف البيوت ل يب لرجلها شيء ويب ذلك لا (مع لا فٍ للشتاء)‬
‫حشُوةً‪ .‬أما ف َغيِ َوقْ تِ‬ ‫يعن وقت البدِ ولو ف غي الشتاء ويزيد ف الشتاء جُبّةً َم ْ‬
‫َجبس لاس رداءٌ أو نوه إن كانوا منس‬ ‫وقتس الشتاءِ فس البِلدِ الارة في ُ‬ ‫البَر ِد ولو فس ِ‬
‫يعتادون فيه غطاءً غيَ لِبا ِسهِمْ أو ينامون عرايا كما هو السّنّة‪ ،‬فإِن ل يعتادوا لنوْمِهم‬
‫غطاءً ل ي ب ذلك ولو اعتادوا ثوبا للنّوم و جب‪ ،‬ك ما جَزَ مَ به بعضَهُم‪ ،‬ويْتَِل فُ‬
‫حوِ تَكّةِ سَراويلَ‬
‫ضدّهُ وَيجِبُ عَليه تَوابعُ ذلك من َن ْ‬ ‫ضدّها بِيَسارِهِ َو ِ‬
‫سوَةُ َو ِ‬
‫جودَةُ الكِ ْ‬
‫خدّة ولو اعتادوا على‬ ‫ش لنوَمها وَمَ َ‬ ‫وزرَ ن و قمي صٍ وخ يط وأجرة خيا طٍ وعل يه فرا ٌ‬
‫السرير وجب‪.‬‬

‫سوَة ال ت ل تدوم سنة بأن تعطا ها كلّ سِتّةِ أش هر مِ ْن‬ ‫[فرع]‪ :‬ي بُ َتجْدِيدُ الكِ ْ‬
‫ب كونَها‬ ‫صيٍ ل يَج بِ َتجْديدَها‪ ،‬ويَج ُ‬ ‫كلّ سنَة‪ ،‬ولو تَلِفَت أَثْنا َء الف صْل ولو بل تَقْ ِ‬
‫جَديدَةً (و) لاس عليسه (آلة تُنظّفس) لِبَدناس وَثوْباس وإن غاب عنهسا‪ ،‬لحتياجَهسا إليسه‬
‫كالدم‪ ،‬فمنها ِسدْرٌ ونوه (كمشْط) وَسِواكٍ وخِللٍ (و) عليه (دِ ْهنٌ) لِرَأسِها وكَذا‬
‫لِبَدَنِ ها إن اعْتِيدَ من شَيْر جَ أو س ٌن في جب الدّه نُ كل أ سبوع مرة فأك ثر ب سب‬
‫العادة‪ ،‬وكذا ده نٌ ل سِراجِها ولَيْ سَ لامِل بائ نٍ ومَ ْن َزوْجُ ها غائِ بٌ إل ما يُزيلُ‬
‫ث والوَسَخَ على الذهَبِ وَيجَبُ عليه الاءُ للغُسْلِ الواجِبِ بِسَبَبِهِ كَغُسْلِ جِماعٍ‬ ‫الشّع َ‬
‫ونفا سٍ ل حي ضٍ واحْتِل مٍ وغَ سْل نَج سٍ ول ماء وضوءٍ إل إذا نق ضه بلم سه (ل)‬
‫عل يه (طي بٌ) ِإلّ لِقَطْ ِع ري حٍ كري هٍ ول ُكحْلٍ (ودواءٍ) لرضِ ها وأجْرةِ طَبيبٍ‪ ،‬ول ا‬
‫طعامُ أيامِ الرض وأُدمُها وكِسوَتِها وآلة تنظفها وتصرفه للدواءِ وغيه‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫سوَ ِة والفَرْش‬
‫[تنبيه]‪َ :‬يجِبُ لا ف جيع ما ذكر من الطعام والدم وآلة ذلك والكِ ْ‬
‫وآلة التّنظِي فِ أن يكون تليكا بالدّ فع دو نَ إيا بٍ وقبولٍ وتل كه هي بالقب ضِ فل‬
‫يوز أخذ هُ مِنهَا إل برِضا ها أ ما ال سْكَ ُن فيكون إمْتاعا ح ت يَ سْ ُقطَ بِمضِيّ الزّمان‬
‫لنه ِلمُجرّ ِد النتفاعِ كالادم وما جُعِلَ تَمليكا يَصيُ ديْنا بضِيّ الزّمانِ ويُعتاضُ عَنْهُ‬
‫ول يَ سْ ُقطُ ِبمَوْ تٍ أثنا َء الفَ صْل‪( ،‬و) لَها (علي هِ مَ سْكَنٌ) تأم ُن فيه لو خرج عنها على‬
‫نف سها ومال ا وإن قَلّ للحا َجةِ بل للضرّورة إل يه (يلي قُ ب ا) عادة وإن كا نت م ن ل‬
‫يعتادون السكْنَى (ولو مُعارا) ومُكْتَرى‪ .‬ولو سَكن مَعها ف منلا بإِذنا أو لمْتِناعِها‬
‫من النقلةِ مَع هُ أو ف منلٍ من حو أبي ها بإِذنِ ها ل يَلزَ ْم هُ أُجْ َرةً لن الِذن العرى عن‬
‫ذكْرِ العوَضِ ينِل على الِعارَة والِباحَة‪( ،‬و) عليه ولو معسرا‪ ،‬خلفا لمع‪ ،‬أو قِنا‬
‫ف الَمَة وإن كان‬ ‫(إخدام حرّةٍ) بوا ِحدَةٍ ل أك ثر ل نه من الُعاشَرَةَ بالعرو فِ‪ ،‬بل ِ‬
‫جَميلة (تدِم) أي يدم مثل ها عادة ع ند أهل ها‪ ،‬فل عبة بتَرفِه ها ف ب يت َزوْجِ ها‪،‬‬
‫وإنا َيجِبُ عليه الِخدامُ ولو برّة صحبتها أو مستأجَرةٍ أو َبحْرمٍ أو مَملوكٍ لا ولو‬
‫الزوجس ُمدّ وثلث على‬
‫ُ‬ ‫ِمس الذي عيّنسه‬ ‫ِبس للخاد ِ‬
‫عَبْدا أو بِصسَب غيس مراهِقسٍ‪ ،‬فالواج ُ‬
‫سوَةٍ أمثال الادم من قيم صٍ وإزارٍ ومَقْنَعةٍ‪،‬‬ ‫موسرٍ‪ ،‬ومدّ على معسر ومتوسطٍ مع كِ ْ‬
‫ويُراد للخادِمَةِ ُخفّ ومِلحَفَةٌ إذا كانت ترجُ وإن كانت قِنّةٌ اعتادت كشفَ الرأس‪،‬‬
‫وإناس ل َيجِب ْس الُفّ والِ ْلحَفَةَ للمخدومَةِ‪ ،‬على الُعْتَ َمدِ لن له مَنْعَهسا مِن ْس الَروجِس‬
‫ح ِو المام نادر‪.‬‬‫والحْتياج إليه لِنَ ْ‬

‫[ت نبيه]‪ :‬ل يس على خادم ها إل ما ي صّها وتتا جُ إل يه‪َ .‬كحَمْلِ الاءِ للمُ سَْتحِ ّم‬
‫والشّرْ بِ و صَبّهِ على َبدَنِ ها وغَ سْل خَر قِ الَيْ ضِ والطَبْ ِخ لكْل ها أ ما ما ل يُ صّها‬
‫كالطّْب خِ َلكْلِه وغَ سْلِ ثِياب هِ فل ي ب على وا ِحدٍ مِْنهُما بل ُهوَ على ال ّزوْ جِ‪ ،‬فيوفي هِ‬
‫بِنَ ْفسِهِ أو بغيه‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫ج لشيخنا‪ :‬لو اشْتَرى حلِيا أو ديباجا لِ َزوْجَِت ِه وزَيّنها‬ ‫[مهمات]‪ :‬من شَرح الِنْها ِ‬
‫به ل يَ صيُ مُلْكا ل ا ِب َذلِ كَ‪ ،‬ولو اخْتَلَفَ تْ هِ يَ وال ّزوْ جُ ف الِهِداءِ والعارِيَةِ صدّقَ‬
‫ومَثَلَ ُه وارِثَه‪ ،‬ولو َجهّزَ بِنْتَهُ بِجهازٍ ل َتمْلِ َكهُ إل بإِيابٍ وقبولٍ والقو ُل قوله ف أنّه ل‬
‫َيمْلِكْها‪ .‬ويِؤ َخذُ ِممِا تَقَرّر أنّ ما يُعْطِيهِ ال ّزوْجُ صُلحَةَ أو صَباحِيّة‪ ،‬كما اعتيد ببعضِ‬
‫البلد‪ ،‬ل تلكه إل بلفظٍ أو قصْدٍ إهداء‪ ،‬خلفا لا مرّ عن فتاوى الناطي وإفتاءً غَيْرَ‬
‫واحدٍ بأن هُ َلوْ أعْطا ها مَ صروفا للعُرس ودف عا و صباحِيّ ًة فَنَشزَت ا ستَرَدّ المي عُ غَ ي‬
‫صحيح‪ ،‬إذ التقييد بالنّشوزِ ل يتأتّى ف الصّباحيةِ لا قرّرته فيها أنا كالصّلحة لنه إن‬
‫تلفط بإِهداء أو قصده َملَكَتْ هُ من غي جهة الزّوجِيّة‪ ،‬وإل فهو مُلْكَ هُ وأما مَ صْروفُ‬
‫ب فإِذا صرفته بإِذن ِه ضا عَ عَلَْي هِ‪ ،‬وأما الدف عَ‪ ،‬أي الهر‪ ،‬فإِن كان‬ ‫العُرْ سِ فلي سَ بواج ٍ‬
‫قبلَ الدخولِ ا ستردّه‪ ،‬وإل فل لتقرره به فل يُ سْتَرَدّ بالنشوز‪( .‬وت سقط) الؤ نْ كل ها‬
‫(بنشوزٍ) منهسا إجْماعا‪ :‬أي بروج عسن طاعسة الزوج وإن ل تأثس كصسغيةٍ ومنونةٍ‬
‫ك الَيوْ هم وكِ سْوَةُ ذلِ كَ الفُ صْلُ‬ ‫ومُكْرَهةٍ (ولو ساعةٍ) أو ولو لظ ٍة فتسقُط نَفَقةُ ذلِ َ‬
‫َعس‬ ‫ولَ تُوزّع على زمانس الطّاعَة والنشوزْ‪ ،‬ولو ُجهِلَ سسُقوطَها بالنشوزِ فأنفسق رج َ‬
‫علي ها إ ْن كان ِممّ ن َيخْ فى عل يه ذلك‪ ،‬وإن ا ل يَر جع من أنْ فق ف نكا حٍ أو شراءٍ‬
‫ضمَن الُوءْ نَ ِب َوضْع الَيدِ ول‬ ‫فاسدٍ وإ نْ َجهِلَ ذلك لنه شرع ف عَ ْقدَهُما على أن َي ْ‬
‫كذلك هه نا‪ ،‬وكَذا من و قع عل يه طل قٌ باطنا ول يَعْلم به فأنْفَ قَ ُمدّةً ث عَلِ مَ فل‬
‫يَرجع با أنفقَهُ على الوجه ويصل النشوزُ (بنعِ) الزّوجَةِ الزّووَ (من تتع) وََلوْ بنَحو‬
‫لَمْس أو ِبمَوضِع عَيْنِه (ل) إنْ مَنَعَتْهُ عنه (لعذر) كَكِبَر آلَتِه ِبحَْيثُ ل َتحْتَمُِلهُ ومَ َرضٌ‬
‫بِ ها َيضُرّ م عه الوَطْء وقَرْ حٌ ف فَرْجِ ها وكَنَحْو حَيْ ضٍ‪ ،‬ويَثْبُ تُ كِبَ آلَتِه بإِقرارِ هِ أو‬
‫بِرَ ُجلَيْ نِ من رجالِ الِتا ِن ويتال نِ لنْتشارِ ذكَر هُ بأ يّ حيلةٍ‪ ،‬غ ي إيل جِ ذكَرِه ف‬
‫فرج مُحرّ مٍ أو دبر أو بأربع نسوة فإِن ل يُمكِن مَعْرفت هُ إل بنظرِهنّ إليهما مكشوف‬
‫الفرجي حال انتشار عضوه جاز ليشهدن‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫[فرع]‪ :‬لا منع التّمتّع لِقَبْض ال صّداقَ الالّ أصال ًة قبل الوَطْءِ بالغةً متارةً‪ .‬إذ لا‬
‫لقبضس‬
‫ِ‬ ‫َعتس‬
‫ط النَفَق َة بذلك‪ ،‬فإِن مَن ْ‬ ‫َسسقُ َ‬
‫الِمْتِناع حينَِئذٍ فل َيحْصسل النشوزُ ول ت ْ‬
‫الصداق الؤجّل أو بعد الوَطْءِ طائِعَةً فتسقُط فلو مَنَعَتْه لذلِك بعد وَطْئِها مُكْرَ َهةً أو‬
‫صسغي ًة ولو بتسسليم الوَلّ فل‪ .‬ولو ادّعسى وَطْأَهسا بَتمْكينِهسا وطَلَبَس تَسسْليمَها إليسه‬
‫فأنَكَرته وامْتَنَعَت مِ َن التّ سْليمِ ص ّدقَتْ (وخرو جٌ من م سْكن) أي الَحلّ الذي رضي‬
‫بإِقامَتِها فيه ولو بَيْتَها أو بَيْ تِ أبيها ولو لعيادَةٍ وإن كان الزو جُ غائِبا بتفصيله الت‬
‫(بل إذ نٍ) مِْن هُ ول ظَنّ لرضا هُ فخروجَ ها بِغَيْرِ رضاه ولو لزيارَةِ صالٍ أو عيادةٍ غيَ‬
‫ُمحْرِ مٍ أو إل مل سِ ذكرِ عِ صْيانٍ ونُشوزٍ وأخذ الذر عي وغيه من كَل ِم الِمام أن‬
‫لا اعتمادُ العُرْ فِ الدالّ على رضا أمثالِه بثل الروج الذي تريده قال شيخنا‪ :‬وهو‬
‫ُمحْتَمل ما ل تعلَم مِنه غيه تَقْطَعه عن أمثالِه ف ذلك‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬يوزُ لا الرو جَ ف مَواضِ عَ مِنْها إذا أَ ْشرَ فَ البي تُ على الِنْهدا مِ‪ ،‬وهل‬
‫يك في قول ا َخشَيْ تُ انِدامَه أو ل بدّ من قري نة تدل عل يه عادة؟ قال شيخ نا‪ :‬كل‬
‫متمل‪ ،‬والقرب الثان‪ .‬ومنها إذا خافت على نفسها أو مالا من فاسقٍ أو سارقٍ‪،‬‬
‫ومنها إذا خرجت إل القاضي لطلب حقّها منه‪ ،‬ومنها خروجها لتعلم العلوم العَيْنِيّة‬
‫حوِ َمحْرَمِ ها‪ ،‬في ما ا سْتَ ْظهَرَهُ شيخ نا‪،‬‬ ‫ج الثّقَةَ أو َن ْ‬
‫أو للِ سْتِفْتَاءِ حَيْ ثُ ل يُغْنِ ها الزّو ُ‬
‫سبٍ إذا أَعْ سَرَ الزّوْ جُ‪،‬‬ ‫ومِنْ ها إذا َخرَجْت لكْتِ سابِ نَفَقَةٍ بتجارةٍ‪ ،‬أو سُؤالٍ أو كَ ْ‬
‫ومِْنهَا إذا َخرَجَ تْ على غَيْرِ َوجْ هِ النّشوزِ ف غيبَةِ الزّو جِ عَ ِن البَلَدِ بل إذْنِه لِزيارَةٍ أو‬
‫عِيادةِ قري بٍ ل أجْنَب أو أجْنَبِيّةً على الو َج هْ لن الروج لذلك ل يُعَدّ نُشوزا عُرْفا‪.‬‬
‫قال شيخ نا‪ :‬وظاهِرٌ أنّ َمحَلّ ذِل كَ إ نْ ل َيمْنَعْ ها مِن الُرو جِ أو يُر ِسلْ إليْ ها بالِنْ عِ‬
‫(وبَسفَرِها) أي بروجِها وحْدها إل م ّل يوز القَصْرُ منْهُ للمسافِرِ ولو لزيارة أبوَيْها‬
‫أو للحَجّ (بِل إذ نٍ) مِنْه َولَو لِغَرَضِ هِ ما لَم َتضْطَرّ كَأَ نْ جَل َجمِي عَ َأهْ ِل البَلدِ وَبَقِ يَ‬
‫مَ نْ ل تَأْمَن مَعَ هُ (أو) بإِذنِه ولكِنّ (لِغَ َرضِ ها) أو لِغَر ضِ أجْنَب فَتَ سَقُط الُوءْ نُ على‬

‫‪277‬‬
‫الظهر لعدم التمكيِ‪ ،‬ولو سافَ َرتْ بإِذْنِ هِ لِغَ َرضِهما معا فمقتضى الرجّح ف الَيْما ِن‬
‫فيما إذا قَالَ لِ َزوْجَتِهِ إن خَ َرجْتِ لِغي المّام فأنتِ طالِقٌ فخرجَتْ لا ول َغيِها أنا ل‬
‫ص المّ والخت صر يقت ضي ال سقوطُ (ل) بِ سَفَرِها‬ ‫تَطْلق عدم ال سقوط ه نا ل كن ن ّ‬
‫(معه) أي ال ّزوْجُ بإِذِن ِه ولَوْ ف حاجَتِها ول بَسَفَرِها بإِذنِه لَاجَتِه ولو مَعَ حاجَة غيِه‬
‫فل تسقط الؤن لنا مكنة وهو الُ َفوّ تُ ِلحَقّ هِ ف الثانية‪ .‬وف الواهِر وغيها عن‬
‫الاوردي وغي هُ لو امْتَنَعَ تْ من النّقَلة مَعَ هُ ل َتجِ بْ النّفقَة إل إِن كا نَ يََتمَتّ عُ بِها ف‬
‫زَم نِ الِمتِناع فتج بُ وي صيُ تتع هُ ب ا عَفْوا عن النّقلةِ حينئذٍ‪ .‬انت هى‪ .‬قال شيخ نا‪:‬‬
‫وقَضِيّتسه جَرَيانُس ذلِكَس فس سسائِ ِر صسو ِر النشوزِ وهوَ ُمحْتَمسل‪ .‬وَتَس ْسُقطُ الُؤنُس أيضا‬
‫بإِغْلقِهسا البابَس فس وَجْهسه وبدَعْواهسا طَلقا بائنا كذبا‪ ،‬ولَيْسَس مِنَس النشوزِ شَتْمُه‬
‫وإيذاؤه باللّسانِ‪ ،‬وإن استحقّت التّأديب‪.‬‬

‫ت َزوْجَةُ الفقودِ غيَ ُه قَبْلَ الُكْ مِ ِبمَوتِه سَقَ َطتْ نَفَقتُ ها ول‬
‫[مه مة]‪ :‬لو تَزَوج ْ‬
‫تَعودُ إل بِع ْلمِه عودَها إل طاعَتِه بَعْد التّفريقِ بينَهما‪.‬‬

‫ْتس أ َحدِ أَبَويْهسا أو‬


‫ِنس الروج مسن النل ولو َلو ِ‬ ‫[فائدة]‪ :‬يَجوزُ لل ّزوْج مَنْعهسا م َ‬
‫شْهودِ جَنَازَتِه‪ ،‬و من أن َتمَكّ نٍ من دُخولِ غ ي خادمَة واحدةٍ لنلِه ولو أبَويْ ها أو‬
‫ابْنِها من غَيه‪ ،‬لكنْ يُكْرَهُ مَنْعُ أبَويْها حيْثُ ل ُع ْذرَ‪ ،‬فإِن كانَ السْكَنُ مِلْكَها لْ ينَع‬
‫شيئا من ذلِكَ إل عِْندَ الرّيبة‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬لو َنشَزَ تْ بالرُو جِ مِ نَ الن ِل فغا بَ وأطاعَ تْ ف غيبِت هِ بِنَ حو َعوْدِ ها‬
‫للمنِلِ ل َتجِ بْ مُوءْنَ ها ما دا مَ غائِبا ف ال صَحّ لِخرُوجِ ها عَن قَبضَتِ هِ فل ُبدّ مِ نْ‬
‫تَجديدِ تَ سْليم وتَ سّلمٍ ول يَح صُلنِ مع الغيبَة‪ ،‬فالطّر يق ف َعوْدِ ال سِْتحْقَاقِ أ نْ‬
‫يَكْتُ بَ الاكِ مُ إل قاضي َبَلدِه ليُثْبَت عوْدَها للطّاعة عنده‪ .‬فإذا عَلِم وعادَ أو أرْ سَلَ‬
‫من يَتَ سلّمها له أو تَر كَ ذلك لِغَيْر عذرٍ عادَ ال سِْتحْقَاقُ‪ ،‬وَقض ية قولِ الشاف عي ف‬

‫‪278‬‬
‫القد ي أن النفقةَ تعودُ عْندَ َعوْدِها للطّاعَة لنّ الوجِ بَ ف القَدي العَقْدُ ل التّمكيُ‪.‬‬
‫و به قال مالك‪ .‬وَ صَرّحوا أَنّ نُشوزَ ها بالرّدةِ يزولُ بإِ سْلمِها ُمطْلقا لِزوالِ الُ سْ ِقطِ‪،‬‬
‫وَأ َخذَ مِنْ ُه الَذرعي أنا لو نَشزت ف النل ول ترُج مِنه كأ نْ منَعَتْ هُ نَفْ سَها فغا بَ‬
‫عَنْ ها ث عادَت للطّا عة عا َد تَ نَفَقَت ها مِن غَيْ ِر قا ضٍ و هو كذلك على ال صَحِ‪ ،‬ولو‬
‫ت النّكا حِ‬ ‫الَْتمَ سَت زو جة غائ بٍ مِ َن القاضي أن يَفْرِ ضَ ل ا فرضا عليه اشترط ثبو َ‬
‫وإِقامَتَ ها ف مَ سْكَنِه وحَلفَ ها على ا ستِحقاقِ النّفقةِ وأنّ ها ل تَقْب ضْ مِنْ هُ نَفَقَةً مدّةً‬
‫مُستقبل ًة فحينئذٍ يُفْ َرضُ لا عليه نَفَقَةَ الُ ْعسِر إل إن ثَُبتَ يَسارُه‪.‬‬

‫أيس‬
‫َسس ِخ النّكاح‪ :‬وشرْع دفعا لضرر الرأة يَجوزُ (ِل َزوْجَةٍ مُكَلّ َفةٍ) ْ‬ ‫[فرع]‪ :‬فس ف ْ‬
‫ْسسرُ) ما ًل وكَسسْبا‬ ‫ْحس (أع َ‬ ‫ِكاحس مسن) أي َزو ٍ‬ ‫بالغةً عاقلة ل لول غيَ مكلفةً (فسسخَ ن ِ‬
‫َميصس‬
‫ٍ‬ ‫ِبس كَق‬‫ِسسوَةٌ) َتج ُ‬
‫ِبس وهسو َمدّ (أوْ) أقلّ (ك ْ‬ ‫لئقا ب ِه حَللً (بأقلّ نَفَقَةٍ) َتج ُ‬
‫خدّةٍ والوانّ لِ َعدَ مِ بَقَاءِ‬‫وخِمارِ وَجُّبةِ شِتاء‪ ،‬بِخل فِ نَحوِ سَراويلَ ونَعْ ٍل وفَرْ شٍ ومِ َ‬
‫سغْ القو تُ ول بنَفَقَةِ الادِ مِ ول‬ ‫س بدونِ ِهمَا فل فَ سْخَ بالِعْ سَارِ بالَدَ مِ وإن ل يَ ُ‬ ‫النّفْ ِ‬
‫بالعَجْزِ عن النّفَقَةِ الاضية كنَفَقَ ِة الَمْ سِ وما قبَْل هُ لِتَنيلِها مَنْ ِزلَةَ دي نٍ آخر (أو) أعْ سَر‬
‫(ب سكن) وإن ل يَعْتَادُو هُ (أو) أعْ سَر ( َبهْرٍ) واجِ بٍ حالّ ل تَقْبِض مِ نه شيئا حال‬
‫َكوْ نِ الِع سِارِ بِه (قبلَ وَطْءِ) طائِعَ ٍة فََلهَا الفَ سْخُ لل َعجْزِ َع نْ تَ سْلِيمِ العوَ ضِ مع بقاء‬
‫العوض بالِه وخيارِها حينئذٍ عَقْ بَ ال ّرفْ عَ إل القاضي فوريّ فَي سْقُط الفَ سْخُ بِتَأخيِه‬
‫بل ُع ْذرٍ َكجَهْ ٍل ول فَ سْخَ ب ْعدَ الوَطْء لِتَلَ فِ الُعوَ ضِ بِ هِ و صَيْرورَةِ ال ِعوَ ضِ دينا ف‬
‫الذّمة‪ ،‬فلو وَطِئَها مُكرَهة فلَها الفَ سْخُ بَ ْعدَ هُ أيضا‪ .‬قال بعضهم‪ :‬إل إن سلّمها ال َولّ‬
‫له و هي صغية بغ ي م صلحة فتحْب سُ نَفْ سَها بجردِ بُلوغِ ها فَل ها الفَ سْخُ حِينَِئذٍ إن‬
‫َعجَزَ عَنْه ولو بَعدَ الوَطْءِ لن وجودَهُ هُنا كَعَدَمه‪ .‬أما إذا قَبَضْتُ بَ ْعضَهُ فل فَسْخَ لا‬
‫على ما أفْتَى به ابن الصلح واعتمد هُ السنوي والزركشي وشيخنا‪ ،‬وقال البارزي‬
‫كالوهري لا الفسخ أيضا واعتمده الذرعي‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫[تنبيه]‪ :‬يتحقّ قُ ال َعجِزُ عما مر بغيبَةِ مال هِ لساف ِة القَ صْرِ‪ ،‬فل يَلْزَمُها ال صّب إِل إن‬
‫قال أحضِر مدّة الِمْهالِ أو بِتَأجيل دينِه بِ َق ْدرِ مدّةِ إحْضارِ مالِهِ الغائِبِ بسَافَة القِصَرِ‬
‫أو بِحلوله مَع ْسإِعسسارِ الَدينِس ولو ال ّزوْجةُ لنّهسا فس حالة الِعْسسارِ ل تَصِسلُ لقّهسا‬
‫والعُ سْرُ مَنْظَرٌ وبِعَدَم وجْدا نِ الُكْتَ سِب من يَ سْتَعمِلَه إ نْ غَل بَ ذَلك أو بعرو ضِ ما‬
‫َيمْنَعَهُ عَنِ ال َكسْبِ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬إذا كا نَ للمَرْأة على زوْجها الغائب دي نٌ حالٌ من صَداقٍ أو غيه وكان‬
‫عند ها بع ضُ ماله وديع ًة ف هل لَ ها أن تَ ستقِل بأ ْخذِ ِه لدينِ ها بل رَفْع إل القا ضي ث‬
‫تُفْسَخ به أو ل؟ فأجابَ بَعْضُ أصْحابِنا لَيْسَ للمرأة الذكورَة السْتقللُ بأ ْخذِ حَقّها‬
‫بل تَ َرفَعُ الَمْرَ إل القاضي لن النظر ف مال الغائبي للقاضي‪ .‬نعم‪ .‬إن علمت أنه ل‬
‫يأذن ل ا إل بش يء يأ ُخذَ هُ مِنْ ها جَازَ ل ا ال سْتقِلل بال ْخذِ وإذا فَر غَ الالُ وأرادت‬
‫الفسخَ بإِعسارِ الغائِ بِ‪ ،‬فإِن ل يعلم الالَ أَ َحدٌ ادّعت إعْسارَهُ وأنه ل مالُ له حاضرٌ‬
‫ول تر كَ نَفَقَةً وأثبتَ تْ الِعْ سارَ وحَلَفَ تْ على الخي ين ناويةً بعدم تر ِك النّف قة َعدَم‬
‫وجودِها الن وفَسخَت ِبشُروطِه وإن عَلِم الالُ فل بدّ من بَيّنة بِفَراغِه أيضا‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫(فل فَ سخ) على الُعْتَ مد (بامتِناع َغيِه) مو سِرا أو مَُتوَ سّطا مِن الِنفا قِ حَضَر أو‬
‫غا بَ (إن ل يَنْقَطِ عْ خَبه) فإِن انْقَطَ عَ خبه ول مالَ لَ هُ حاضِرٌ جازَ ل ا الفَ سْخُ لن‬
‫تعذر واجِبُها بانقطاع خبه كتَعَ ّذ ِررِبالِعْسار‪ ،‬كما َجزَ مَ به الشيخ زكريا‪ ،‬وخالَفَه‬
‫تلميذه شيخنا‪ .‬واخْتارَ َجمْ عٌ كثيون من مقّقي التأخري نَ ف غائ بِ تَعذّر تَحصيل‬
‫النّفقة منه الفَ سْخُ‪ ،‬وقوّاه ابن ال صّلح‪ ،‬وقال ف فتاويه‪ :‬إذا تعذرت النّفقة لعدم مال‬
‫حاضر مع عدم إمكا نِ أ ْخذِها منه حيثُ هوَ بكتا بٍ حكمي وغي هِ لكونِهِ لَمْ يَعْرِفْ‬
‫َموْضِعِه أو عُ ِر فَ ول كن تَعذّرَ تْ مُطالَبَتَ هُ عُ ِر فَ حالَ هُ ف اليَ سارِ والِعْ سارِ أو ل‬
‫يُعْرفْ فلها الفَسْخُ بالاكِ ِم والِفتاءِ بالفَسخِ ه َو الصحيح‪ .‬انتهى ونَقلَ شيخنا كلمهُ‬
‫ف الشّر حِ ال كبيِ‪ ،‬وَقالَ ف آخِر هِ وأفْتَى ب ا قالَه َجمْ عٌ مِ نْ مُتَأخّري اليَمَن‪ .‬وقال‬

‫‪280‬‬
‫العلّمَة الحقّق الطنبداوي ف فتاويه‪ ،‬والذي نتاره‪ ،‬تَبعا للَئِمة الُحقّقي‪ ،‬أنه إذا ل‬
‫يكُن له مال‪ ،‬ك ما سبق‪ ،‬ل ا الفَ سْخُ وإن كان ظاهِرُ الذهَ بِ خِلفَ هُ لقولِه تعال‪:‬‬
‫{وما جَعَلَ عَلَيْكُ ْم فِي الدّي نِ مِ نْ حَر جْ} ولِقَولِ هِ‪" :‬بعثت بالنيفية السمحة" ولن‬
‫مدارَ الفسخِ على الِضرار ول شك أن الضرر موجود فيها إذا ل يكن الوصول إل‬
‫النفقة منه وإن كان موسرا‪ .‬إذ سرّ الفَسْخِ هوَ تَضرّر الرأة وهو موجودٌ‪ ،‬لسيما مع‬
‫إعسارِها فيكون تعذر وصولا إل النّفقة حُكْمه حكم الِعسارِ‪ .‬انتهى‪ .‬وقال تلميذه‬
‫شيخنسا خاتةس الحقّقيس ابسن زياد فس فتاويسه‪ :‬وبالملة فالَذهَبُس الذي جرى عليسه‬
‫الراف عي والنووي عد مُ جَوازِ الفَ سْخ‪ ،‬ك ما سبق‪ ،‬والُختارْ الوَاز‪ ،‬وجَزَم ف فُتْ يا له‬
‫ُأخْرى بالواز و (ل) فَ سْخَ بإِع سارٍ بنفَقَ ٍة ونوِ ها أوْ بَهرٍ (قبلَ ثبو تِ إع سارِهِ) أي‬
‫الزّو جَ بإِقرارِةٍ أو بيّنةٍ تَذكر إعْسارَ ُه ال نَ‪ ،‬ول تكفي بَيّنة ذكرت أنه غاب معسرا‪.‬‬
‫ويوز للبينَةِ اعتمادٌ ف الشّهادةِ على اسِْتصْحابِ حالتِه الت غابَ َعلَيها مِنْ إعسارٍ أو‬
‫ي سارٍ‪ ،‬ول تُ سئَلُ مِن أْي نَ لَ كَ أَنّ هُ مُعْ سِرٌ الن‪ ،‬فلو صَ ّرحَ بُ سْتََندِه بَ ُطلَ تِ الشّهادَةُ‬
‫ك ول‬ ‫(عِْن َد قا ضٍ) أوْ مُحكَ مٍ فل ُبدّ من الرف عِ إلْي هِ فل يَنفذُ ظاهِرا ول بَاطِنا قبل ذلِ َ‬
‫قاضس ومُحكَم بحَلّهسا أو‬ ‫ٍ‬ ‫َسسخِ‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬فإِن فَ َقدَ‬ ‫ِنس الف ْ‬
‫ْسسبُ ِعدّتَهسا إل م َ‬‫َيح َ‬
‫َعجِزَتْ عن الرّفع إل القاضي‪ .‬كأن قال ل َأفْسَخُ حت تُعْطين مالً اسْتقلّت بالفَسخِ‬
‫للضرورَةِ ويُن ّفذُ ظاهِرا وكذا باطِنا‪ ،‬كمسا هسو ظاه ِر‪ ،‬خلفا لنس قُّيدَ بالوّلِ لن‬
‫الفَ سْخَ مبنٌ على أصل صحيح وهو مُ سْتَلْزَمٍ للنّفوذ باطِنا ث رأيت غ َي واحدٍ جَزموا‬
‫بذلك‪ .‬انتهى‪ .‬وف فتاوي شيخنا ابن زياد‪ :‬لو َعجَزَت الرأَة عن بيّنَة الِعْسار جازَ‬
‫لا الِ سْتِقْللُ بالفَ سْخ‪ .‬انتهى‪ .‬وقال الشيخ عَطية الكيّ ف فتاويه‪ :‬إذا تعذر القاضي‬
‫أو تعذر الِثبا تُ عندَ هُ لِفَقْد الشهودِ أو غيبَِتهِ مْ فل ها أن َتشْ هد بالفَ سْخ‪ ،‬وتف سخُ‬
‫بِنَفْسِها كما قالوا ف الرتَهنِ إذا غابَ الراهنُ وتَع ّذرَ إثْباتُ الرّهنِ عِْن َد القاضي أن له‬
‫بَي عُ الرّه نِ دو نَ مُراجَ عة قا ضٍ‪ ،‬بل هذا أ هم‪ .‬وأهمّ وقوعا‪ .‬اه‪( .‬ف) إذا توفرت‬
‫شروط الفَسخِ من مُلزَمَتِها الَ سْكَنِ الذي غا بَ عنها وهي فيه وعدم صدورِ نشوزٍ‬

‫‪281‬‬
‫مِنْهَا وَحَلَفَ تْ عَلَْيهِ ما وعلى أن ل مالَ لَ هُ حاضِر ول تَر كَ نَفَقَةً وأثْبَتَ تِ الِعْ سا ُر‬
‫بِنحوِ النّفقةِ على الُعَْت َمدِ أو تَ َعذّر تْصسيلها على الختار (يهسل) القاضسي أو الُحكسم‬
‫وجوبا (ثلثة) من اليام وإن ل يسَتمْهِ ْلهُ الزّو جُ ول يُرْ جَ حُصولُ شَيءٍ ف الستقبل‬
‫ليتَحقّ ق إعْ سارَهُ ف فَ سْخٍ لغَيِ إعْ سارِهِ ِب َمهْرٍ فإِنّ ه على الفَورِ‪ ،‬وأفْ ت شيخ نا أ نه ل‬
‫ْسسخُ هسو) أي‬ ‫ّلثس ِبلَياليهسا (يَف َ‬
‫إمْهالَ فس فَسسخ نِكاح الغائِب‪( ،‬ثس) بَ ْعدَ إمْها ِل الث ِ‬
‫القاضي أو الُحكَم أثناء الرابع‪ ،‬لب الدارقطن والبيهقي ف الرجل ل يد شيئا ينفق‬
‫على امرأ ته يفرّق بينه ما وقَ ضى به ع مر وعل يّ وأ بو هريرة ر ضي ال عن هم‪ .‬قال‬
‫ختْ بالاكِم‬ ‫الشافعي رضي ال عنه‪ :‬ول أعلمُ أحَدا مِنَ الصّحابة خالفهم‪ .‬وَلوْ فَس َ‬
‫ب فعاد وادّعى أنّ لَ هُ مالً بالبَلد ل يَْبطُل‪ ،‬كما أفت به الغزال‪ ،‬إل إن ثَبَ تَ‬ ‫على غائِ ٍ‬
‫أنّها تعلمه ويسهَل عليها أَ ْخ َذ النّفقة منه بلفِ نو عقارٍ وَعرْضٍ ل يتيسّر بَيْ َع ُه فإِنه‬
‫ختِ النّكا حَ فلو سلم نَفَقَة‬ ‫كالعدم (أو) تَفْ سَخْ ( هي بإِذ نه) أي القا ضي بل فظ فَ س َ‬
‫الرابع فل تَفْسخْ با مَضى لنه صارَ دينا‪ .‬ولو أعسر بعد أن سلم نفقة الرابع بنفقةِ‬
‫الا مس بَن تْ على الدة ول ت ستأنفها‪ .‬وظا هر قول م أن م لو أع سر بنف قة ال سادس‬
‫ا ستأنفتها و هو مت مل‪ ،‬ويت مل أ نه إن تللت ثل ثة و جب ال ستئناف‪ ،‬أو أ قل فل‬
‫كما قاله شيخنا ولو تبع رجل بنفقتها ل يلزمها القبول بَلْ لَا الفَسْخُ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لَا ف ُمدّة الِمهالِ والرّضا بِإِعسارِه الرو جِ نارا قَهرا عَليه لِسؤالِ نفق ٍة‬
‫أو اكْتسابِها وإن كان لا مالٌ وأمْ َكنَ كَسْبَها ف بَيْتِها ولَيْ سَ له مَنْعَها لن حَبْسَهُ لا‬
‫ت الِيواءِ‬ ‫إن ا هو ف مُقابَلة إنْفاقِ هِ علي ها‪ ،‬وعلي ها رجُو عٌ إل مَ سْكَنِها ليلً ل نه وق َ‬
‫دونَ العْملِ‪ ،‬ولا مَنْعُه من الّتمَتّع با نَهارا وكذلك ليلً لكن تَسْقُطُ نَفَقَتَها عن ذِمّتِه‬
‫مدة الَْنعِ ف اللّيل‪ .‬قال شيخنا‪ :‬وقياسُه أنه ل نفقة لا زَمنُ خرُوجها للكَسب اه‪.‬‬

‫َسسخِ بغيه ول‬‫ْسس له مَنْعَهسا مسن الف ْ‬


‫ِسسّد أ َم ٍة ولَي َ‬
‫َسسخَ فس غَيْرِ َمهْرٍ ل َي‬
‫[فرع]‪ :‬ل ف ْ‬
‫الفَ سْخُ به عِْندَ رِضا ها بِإعْ سارِهِ أو عَد مِ تكليفِ ها لن النفقةَ ف ال صْلِ ل ا بل ل هُ‬

‫‪282‬‬
‫سخَي أو جوعي دَفعا للضّررِ عنه‪ ،‬ولو‬ ‫إلاؤها إلْي هِ بِأَ نْ ل يُنفِ قُ عَلَْيهَا ويقول لَها ِإفْ َ‬
‫زّوج أَمََت هُ بِعَْبدِ ِه وا سَتخْدَمَهُ فل فَ سْخَ لَا ول لَ هُ إذ مُوءْنَتَ ها َعلَ يه‪ ،‬ولو َأعْ سَر سيد‬
‫ا ُلسَْتوْلَدةِ عن نفقتها قال أبو زيد‪ :‬أُ ْجبَ على عَتْقها أو تَزْويَها‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬لو فَقدَ الزّو جُ قب َل التّمكيِ فظاهِرُ كلمِهم أنّه ل فَ سْخَ ومذَه بِ مالك‬
‫رح ه ال تعال ل فَرْ قَ ب ي ا ُلمَكّنَةِ وغَيْرِ ها إذا تعذّرت النّف قة وضُرِبَ تِ ا ُلدّةُ و هي‬
‫عِْندَهُ َشهْر للتَفحّص عَْنهُ ُثمّ يَجوزُ ال َفسْخُ‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬يَج بُ على مو سِرٍ ذكرٌ أو أن ثى وَلوْ بكَ سْبٍ يلي قُ ب هِ با َفضُلَ عَ ْن قوتِ ِه‬
‫سوَةٍ مَ عَ أدم ودَواءٍ‬ ‫ت مونة يومِه ولَيْلَتِه وإ نْ لْ يَ ْفضُلْ عَ نْ دينه كِفايَةِ نفقَ ٍة وكِ ْ‬ ‫وَقو ِ‬
‫لَ صْلٍ َوإِ نْ عَل ِذكَرٌ أَو أُن ثى وفِر عٌ وَإِ نْ نَزُل‪ .‬كَذلَ كَ إذا لَ مْ يَملُكا ها َوإِ نْ اخْتَلَفَا‬
‫دَيْنا ل إِ ْن كا نَ َأ َحدُها حَربِيا أوْ مُرْتَدا‪ .‬قالَ شَْيخُنا ف شرح ا ِلرْشَادِ‪ :‬وَل إِ نْ كَا نَ‬
‫زَانِيا ُمحْ صَنا أ ْو تارِكا لل صّلةِ‪ ،‬خِلفا ل ا قاله ف شَر حِ الِنْها جِ‪ ،‬ول إِن بل غَ فرع‬
‫وتر كَ كسبا لئِقا ول أَثَرَ لِ ُق ْدرَةِ أ مٍ أوْ بِنْ تٍ على النّكاح لَكِ نْ تَ سْ ُقطُ نَفَقََتهَا بِالعَ ْقدِ‪،‬‬
‫َوفِي هِ نَظَرْ‪ ،‬لَنّ نَفَقَتَها عَلى ال ّزوْ جِ إنّما َتجِ بُ بالّتمْكِيِ‪ ،‬كما مَرّ‪ ،‬وإن كا نَ ال ّزوْج‬
‫مُعْ سِرا ما ل تَفسخ ول تصيُ مؤن القريب بفوتِها دينا عليه إل باقتراض قا ضٍ لغيبة‬
‫ص َدرَ م نه ل بإِذ نٍ م نه ولو منْ عِ الزّو جِ أو القَر يب الِنفا قَ أخذَ ها‬ ‫من فق أو مَنْ عٍ َ‬
‫السَْتحِق ولو بِغَيْرِ إِذن قاضٍ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬مَن لَ هُ أ بٌ وأ ٌم فنفقته على أ بٍ‪ ،‬وقيل هي عليهما لبالغ‪ ،‬ومن له أص ٌل‬
‫وفروعس ول يقدر على‬ ‫ٍ‬ ‫ِنس أصسولٍ‬ ‫متاجونس م ْ‬
‫َ‬ ‫وفرعس فعلى الفرع وإن نزل‪ ،‬أو له‬
‫ٌ‬
‫كفايتهم قدم نفسه ث زوجتُ هُ َوإِ نْ تَعدّد تْ‪ُ ،‬ثمّ الَقْرَ بُ فَا َلقْرَ بُ‪ .‬نَعَ مْ‪َ ،‬لوْ كَا نَ لَ هُ‬
‫أ بٌ وَأُمّ وابْ ُن َقدَم الِبْ نُ ال صّغي ُثمّ الُم ُثمّ الَ بُ ُثمّ ال َولَدُ الكَبيُ‪ .‬ويَج بُ على أ مَ‬
‫ع ولَدِها اللبّأْ وَ ُهوَ اللبَ أول الوِلدَة ومُدّته يسية‪ ،‬وَقي َل يقدّر بِثلَثةِ أيا ٍم وقيل‬ ‫ِإ ْرضَا ُ‬

‫‪283‬‬
‫سبعَة‪ .‬ث بَعَده إن ل توجد إل هِي أو أجْنَبِيّة وَجَ بَ ِإ ْرضَاعَه على َم نْ ُو ِجدَ تَ َولَها‬
‫طَلَ بُ الُ ْجرَةِ مّن َتلْزَمَ هُ مُوءْنََت هُ‪ ،‬وَإ نْ وُ ِجدَتَا لَ مْ ُتجْبَر الُم خلية كانَت أو ف نكاح‬
‫ت فَو قَ أُجرةَ الِثل‪ ،‬وعلى‬ ‫أبيه‪ ،‬فإِن رَغِبَت ف إرضاعِه فليس لَبيه منعِها إل إن طَلَبَ ْ‬
‫أب أجرة م ثل لم لِرْضا عِ ولد ها ح يث ل م تبع بالرضاع‪ ،‬وكم تبع راض ب ا‬
‫رضيت‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬الضا نة‪ .‬وا َلوْل بِالضَانَة وَه يَ تَربيَةُ م نْ ل يَ سْتَقِلّ إل التّمييزِ أُمّ ل‬
‫ت َفخَالَةٌ فَبِنْتُ أُختٍ فَبِنْتُ أخٍ‬ ‫ب فَأَمّهاتُه فَأُخْ ٌ‬
‫تَتَزوّجْ بآخَر‪ ،‬فَأُمّهاتُها وَإِنْ َعلَتْ‪ ،‬فَأَ ٌ‬
‫فَعَمّة والميز إن افْتَرَقَ أَبَواهُ مِنَ النّكاحِ كانَ عِْندَ َمنْ اخْتَارَهُ مِْن ُهمَا ولَبٍ اخِْتيَ مَنْعُ‬
‫َنس زِيارَتِهسا على العادَة والُم أوْل‬ ‫َعس الُم ع ْ‬ ‫ُمس ول تَمن ُ‬‫الُنْثسى ل الذكسر زيارَ ُة ال ِ‬
‫بتَمرِيضِهما عِنْد الَب إ ْن َرضِ يَ وإل فَعِْندَ ها وإن اختارَ ها ذكَ ٌر فعْند ها ليلً وعنْد هُ‬
‫نَهارا أو اختارَتْها أنثى فعندها أبدا وي ُزوّرُها ال بُ على العادَة ول يُطلب إحضارُها‬
‫عْندَه ُثمّ إ نْ ل يْتَرْ واحِدا منْهما فالم أول ولَيْ سَ لَ َحدِهِما فَ ْطمَ ُه قَبْلَ حَولَيْ نِ مِ نْ‬
‫غَيس رِضسا الخَرِ َولَهُمسا فَ ْطمَهُس قَبَْلهُمسا إن ل َيضُرّه‪ ،‬ولَ َحدِهاس بَ ْعدَ حَولَيْن َولَهمسا‬
‫الزيادَة ف الرّضاع على ال ْولَي حيث ل ضرَرَ‪ ،‬لكِن أفت الناطي بأنه يُ سَنّ عدَمُها‬
‫إل لاجَة وَيجِ بُ على مال كِفايَ ُة َرقِي قة إل مُكاتبا ولو أعْ مى أو زَمنا ولَو غنيا أو‬
‫أكولً نَفَق ًة وكِسوَةٌ مِنْ جِنْسِ العتادِ لثلِهِ مِنْ أرِقاءِ البَلدِ وَل يَكفي ساتِر ال َع ْورَةِ وإِنْ‬
‫ل يَتَأذّ به‪ ،‬ن عم‪ ،‬إن اعت يد ولو ببلد العرب على الوجَه‪ ،‬ك فى‪ :‬إِذ ل َتحْ ِقيَ حينَِئذٍ‬
‫سبُ الرقيقِ لسيّدهِ يُنْفِقَهُ مِْنهُ‬ ‫وَعَلى السّيد َثمَنُ دَوائِه وأجْرَة الطَبيبِ عِْندَ الا َجةِ‪ ،‬وَك ْ‬
‫إن شاء‪ ،‬وَيسْقط ذلك بضي الزّمانِ كَنفقَ ِة القَريبِ‪.‬‬

‫لكْل‪،‬‬‫سوَة‪ ،‬والفضل إجلسَهُ مَعَه ل َ‬ ‫ويُسن أن يُنا ِولَه ما يتنَعم بِه منْ طَعامٍ وَأُدم َوكِ ْ‬
‫ول يَجوزُ أن يُكلّفه كالدّوا بِ على الدّوا مِ عَملً ل َيطِيقَه وَإِ ْن َرضِ يَ‪ .‬إذ َيحْرُم عليه‬
‫إضْرارُ نفْ سِه فإِن أب ال سّيّد إل ذلك بيع عليه‪ :‬أي إن تعيّن البَيْ عُ طريقا‪ ،‬وإل أوجِرَ‬

‫‪284‬‬
‫ل شاقا وَيَتْب عِ العادَة ف إِراحَتِ ِه‬ ‫ت فَيجْوزُ أن يكل فه عم ً‬ ‫عل يه‪ .‬أ ما ف بعْ ضِ ا َل ْوقَا ِ‬
‫صوْمٍ وَصلةٍ‪ ،‬وعلى مالِ كٍ عََل فُ دابتِه‬ ‫وَق تَ القَيْلولَةِ وَالِ سْتِمتَاع ولَ هُ مَنْعَه مِن نَفل َ‬
‫ا ُلحْتَرَمَة‪ ،‬ولو كلبا مترما‪ ،‬و سَقْيَها إن لَم تَأْلف الرّعْي ويَكْف ها وَإِل كَ فى ِإرْ سَالَها‬
‫لِلرّعْي والشّرب حي ثُ ل مانِ عَ‪ ،‬فإِ نْ ل يَكْفِها الرّعْ يَ لَزِمَ ُه التّكم يل‪ ،‬فإِن امتَنَع مِ نْ‬
‫عَلفِها أو إرْسالا أَجْب على إزالَةِ مُلْكِه أو ذَبْحِ الأكولَة‪ ،‬فَإِنّ أب فَعَل الاكِمُ الَصْلَح‬
‫من ذل كَ َورَقي ٌق كدابّة ف ذل كَ كلّه‪ ،‬وَل َيجِ بُ عََل فُ غي الُحتَرمة‪ ،‬وه يَ الفَوا سِقُ‬
‫ك الدّوا بّ ما ل يضُرّ با ول ِب َوَلدِها‪ ،‬وحُرّ مَ ما ضَرّ أحدها‪،‬‬ ‫الَمس‪ ،‬وََيحْلِ بُ مالِ ُ‬
‫ولو لقلّة العَلَ فِ‪ ،‬والظّاهِ ُر ضَبْ طُ الضّررِ ب ا َيمْنَ عُ من ُن ُموّ أَمْثَالِهَ ما‪ ،‬وضَبْطَه ف يه ب ا‬
‫ب التّر كُ له قدرَ ما يُقيمَ هُ ح ت ل‬ ‫ت توقّ ف ف يه الراف عي‪ ،‬فالواج ُ‬ ‫َيحْفَظَ هُ عن ا َلوْ ِ‬
‫يوت‪ ،‬ويُ سَنّ أن ل يُبالِ غَ الالِ بُ ف الَلْ بِ بل يَبْقَى ف الضّرْع شيئا‪ ،‬وأن يَقُ صّ‬
‫أظْفارَ َيدَ يه‪ ،‬ويوز اللب إن مات الولَد بأ يّ حيلة كا نت‪ .‬وَيحْرُ مُ التّهر يش بَيْ نَ‬
‫ِمس ول َيجِبّ عَمارَةُ دارِه أو قَنات ِه‪ ،‬ب َل يُكْرَه َترْك َه إل أن َتخَرب بغَيْرِ ُع ْذرٍ‬ ‫البَهائ ِ‬
‫كَتَرْ كِ سقي زرع وشجرٍ دون ترك زارعَ ِة الرْ ضِ وَغَ ْر سِها ول يُكْرَه عِمارَة لاجَة‬
‫وإن طالَت‪ ،‬والخْبارِ الدالّة على مَنْع ما زادَ على سَبْعَةِ أذْر عٍ ممولَة عَلى مَ ْن فَعَلَ‬
‫َذلِكَ لِ ْلخُيَلءِ والتّفاخُرِ على النّاسِ‪ .‬وال سبحانه وتعال أعلم‪.‬‬

‫باب الناية‬

‫مِن قَتْلٍ َوقَطْعٍ وغَيْ ِرهُما‪ .‬والقَتْلُ ظُلْما أكْبَر الكَبائِر بعد الكُفْرِ وَبِال َقوْدِ أو العَفْو ل‬
‫تَبْقى مُطالَبةٌ أُ ْخرَويّة‪ .‬وَالفِعْلُ الُزْ ِهقُ ثَلثةُ‪َ :‬عمْد‪ ،‬وشِبْه َعمْد‪ ،‬وخَطَأ (ل قَصاصَ إل‬
‫ف َع ْمدٍ) بِخل فِ شُبْهَه والَطأْ (و هو قَ صْد فِعْل) ظُلْما (و) عَيْن (شخْ صِ) يع ن‬
‫الِنْ سان‪ :‬إذ لَو قَ صَد شخَ صا ظَنّ ه ظبيا فبا نَ إن سانا كان خَ طأ (ب ا يق تل) غالبا‬
‫جارِحا كا نَ كغَ ْرزِ إبرة بْقتَل كدِما غٍ وعَيْ نٍ وخا صِرَةٍ وإحْليلٍ ومَثانَة وعِجا نٍ وهو‬
‫شخْ صُ‬ ‫ما ب ي الَ صْيَة والدُبُر أو ل‪ :‬كََتجْوي عٍ و َسحْرٍ (وقَ صْدهُما) أي الفِعْل وال ّ‬

‫‪285‬‬
‫(بغيه) أي غي ما يقْتَلُ غالبا (شِبْه َعمْد) سواء أقُتِل كَثيا أم نادِرا كضَرْبَة ُيمْكِن‬
‫عادَة إحالة الل كِ عَلَيْهَا‪ ،‬بلفِ ها بن حو قَلَم أو مع خِفّتِ ها جدا فه ْدرٌ ولو غرز إِب َرةٍ‬
‫ت فعَمدَ وإ نْ ل َي ْظهَرْ أَثَرٌ وما تَ حالً فشِبْ هُ‬
‫بغي مقتل‪ ،‬كألية وفخِذ‪ ،‬وَتَألّم حت ما َ‬
‫َع ْمدٍ َوَلوْ حَب سه كَأَن أَ ْغلَق بابا عليْه ومَنعَ هُ الطّعا مَ والشّرا بَ أو أ َحدَهُ ما والطّل بَ‬
‫لذلك ح ت ما تَ جوعا أو عَطَشا‪ ،‬فإِن مَضَت مدّة يو تُ مثلُه في ها غالبا جوعا أو‬
‫سه‪ .‬ويتلف ذلك باختلف حال الحبوس‬ ‫سد لِظُهورِ قَصسْد الِهلك بس‬ ‫عَطشا فعَمس‬
‫والزّمَ ِن ُقوّةً وحرّا‪ ،‬وحدّ الطباءُ الو عَ الُهِل كَ غالِبا باثن ي و سَبْعي ساعةٍ متّ صلة‪،‬‬
‫فإِم ل َتمَضِس الدة الذكورة ومات بالوع‪ :‬فإِن ل يكسن به جوع أو ع طش سسابق‬
‫فشِبْه َعمْد فَيجِبُ نِصْفُ دِيّتِه لِحصولِ اللك بالمرين‪ ،‬ومال ابن العماد فيمن أشار‬
‫لِنسانٍ ب سِكيْن تويفا له فسقَطَت عليه من غي قَ صْد إل أنه َع ْمدٌ موج بٌ لل َقوْد‪.‬‬
‫قال شيخنا‪ :‬وفيه نظر‪ ،‬لنه ل يقصد عينه باللة فالوجه أنه غي عمد‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬يب قصاص بسبب كمُباشَر ٍة فيجب على مُكْر هٍ بغي حق بأن قال اقْتُل‬
‫هذا وإل َلقْتُلنّك فَقَتَله‪ ،‬وعلى مُكْرهٍ أيضا‪ ،‬وعلى من ضيفٍ بَسْمومٍ يَقْتُلُ غالبا غي‬
‫ل َفشِبْ هَ‬
‫م يز‪ ،‬فإِن ضي فَ به مُميزا أو د سّه ف طَعامِه الغال بِ َأكْلَه مِنْه فَأكَلَ هُ جاهِ ً‬
‫َع ْمدٍ فَيلْزمُه دِيَّت ُه ول َقوْد لِتنَا ُولِه الطّعا مَ باخْتياره وف قو ِل قَصاصٍ لِتَغْرير هِ وف قول‬
‫ل شيء تغليبا لِلمُباشَرة‪ ،‬وعلى مَن ألقى ف ماءٍ مُغْرقٍ ل يكُنه التّخلص مِنْه بِعَومٍ أو‬
‫غيه وإن التَقَم هُ حوت ولو قبل وُصولِه الاء‪ ،‬فإِ نْ أَمْكَنه تلّ صُ ب َعوْم أو غيه ومَنَع هُ‬
‫مِن هُ عارِ ضٌ ك َموْ جٍ وري حٍ فهلَك فشِ به َعمْ ٍد فف يه ديّ ته‪ ،‬وإن أمك نه فتركَ هُ خوفا أو‬
‫عنادا فل دية‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو أمْسَسكَه َشخْصٌس ولو لِلْقَتْل فَقَتَلَهُس آخسر فالقَصساصُ على القاتِل دون‬
‫ا ُلمْسك‪ ،‬ول قصاصَ على مَ نْ ُأكْرِ هَ على صُعودِ َشجَر ٍة فَزَل قَ وما تَ‪ ،‬بل هو شبه‬
‫عمْد إن كانَ تْ م ا يَزلَ قُ على مِثْل ها غالبا وإل فخَطأً (وعدم ق صد أحده ا) بأن ل‬

‫‪286‬‬
‫صدَه ف قط‪ ،‬كأن ر مى ِلهَد ٍ‬
‫ف‬ ‫يَق صِ ْد الفِعْل كأَن َزلَ َق فو قع على غيه فقتَل هُ أو قَ َ‬
‫فأ صابَ إنْ سانا ومات (فخَ طأ‪ .‬ولو وُ جد) بش خص ( من شخ صي معا) أي حال‬
‫كونمسا مُقتَرِنيِ فس زمسن النايسة بأن تقارنسا فس الصسابة (فعلن مزهقان) للروح‬
‫(مذففان) أي م سرعانِ للقَتْل ( َكحَزّ) للرقِ بة (وقدّ) للج ثة (أو ل) أي غ ي مذفف ي‬
‫(كقطع عضوين) أي جرحي أو جرح من واحد وعشرة مثلً من آخر فمات منهما‬
‫(فقاتلن) فيقتلن‪ :‬إذ رب جرح له نكايسة باطنا أكثسر مسن جروح فإِن ذفسف أي‬
‫أ سرع للق تل أحده ا ف قط ف هو القاتِل فل يَقتُل ال خر‪ ،‬وإن شكك نا ف تَذفي فِ‬
‫جُرحِه‪ ،‬لَن ال صْلَ َعدَمُ هُ‪ ،‬والقَوْ َد ل يب بالشّ كّ (أو) وُجِدا بِه مِنْهما (مرتبا ف)‬
‫القاتِل (الول إن أناهُس إل حركسة مذبوح) بأن ل يبقَس فيسه إدراكٌس وإبصسارٌ ونطقٌس‬
‫وحركة اخْتيارِيّات ويُعزّر الثان وإن جن الثان قبل إنا ِء الَولِ إليْها و َذفّف كحزَ بِه‬
‫ب عد جرح فالقا تل الثا ن‪ ،‬وعلى الول ق صاصٌ الع ضو أو مال ب سب الال وإن ل‬
‫يُذفّف الثان أيضا ومات الجن بالنايتي كأن قطع واحد من الكوع والخر من‬
‫الِرفَق فقاتِلنِ لوجُودِ السّراية منهما‪.‬‬

‫ت فإِن قال عَدل طب إنا‬ ‫[فرع]‪ :‬لو اندمَلَت الِراحَة واستمّرت الِمى حت ما َ‬
‫من الرح فال َقوْد‪ ،‬وإل فل ضَمان (وشرط) أ يْ لِلْقَ صَاصِ ف النّفْ سِ ف القَتْل كونه‬
‫صمَة) بإِيا نٍ أوْ‬ ‫َعمْدا ظُلما فل َقوْد ف الَطأ وَشِبْه ال َعمْد وغي الظلم و (ف قَتيلِ عِ ْ‬
‫أما نٍ يَحقَ نُ دَمُه بِعَ ْقدِ ذِمّ ة أو َع ْه ٍد فيهدر الر ب والرت ّد وزا نٍ ُمحْ صَن قَتَل هُ مُ سْلم‬
‫ل يس زانيا م صنا سِواءً أثب تَ زِناه بِبَينّ ة أم بِإقْرار ل يَ ْرجِ عْ ع نه‪ .‬وخرج بقول ل يس‬
‫زانيا مصنا الزان الح صَن فيقتل به ما ل يأمُره الِما مُ بِقَتْله‪ .‬قال شيخنا‪ :‬ويظهر أن‬
‫يلحَقَ بالزان الُحصَن ف ذلك كل مُهدَر كتارِكِ صل ِة وقاطع طريق مُتحتّ ٌم قَتْله‪.‬‬

‫(والاصسل) أن الُهدَر معصسومٌ على مثله فس الِهْدارِ وإن اختلفسا فس سسببه ويدُ‬
‫ال سّارقِ ُم ْهدَرة إل على مِثلِه سِواء ال سَروق من هُ وغَيه‪ ،‬ومن عليه قصاصٌ كغيه ف‬

‫‪287‬‬
‫العِ صْمة ف حقّ غ ي ال سَتحِق‪ .‬فيُقتَل قاتِلَه ول قِ صاصَ على حر ب وإن عُ صِ َم بعدُ‬
‫لِعَدَ مِ التزامِه ولِما تَواتَر عَنْ هُ عن أ صْحابه مِن َعدَ مِ ا ِلقَادَة ِممّن أ سْل َم كوَحشي قاتل‬
‫حزة ر ضي ال عنه ما‪ ،‬بلف الذمّ ي فعل يه ال َقوْد وإن أ ْسلَم (و) شَ ْر طٌ ف قاتِل‬
‫ب ومنونّ حال القَتْل والَذ هب وجو به على ال سّكران التَعدّي‬ ‫تَكْلي فٍ فل يُقَْتلُ ص ّ‬
‫ت القَتْلِ صَبِيا وأم كن‬‫بتَناوُلِ مُ سْكِرٍ فل قَوْدَ على غ ي متعدّ به‪ ،‬ولو قالَ كُنْ تُ َوقْ َ‬
‫صِباه ف يه أو منونا وعَهِد جُنونه فيُ صَدّق بيمي نه (ومكافأة) أي مساواة حال جناية‬
‫بأن ل يفضل قتيله حال الناية (بإِسلمٍ أو حُريةٍ أو أصالَةٍ) أو سيادةٍ فل يقْتلُ مُسْلم‬
‫ولوْ ُم ْهدَرا بِنحو زِنا بكافِر ول حُرَ بن فيه ر قّ وإن قلّ ول أصلَ بِفرعِه وإِن سَفُل‪،‬‬
‫ويُقْتَل الفِرع بأ صْله‪( ،‬ويُقْتَل َجمْ عٌ بواحِد) كأن َجرَحوه جِراحا تٍ ل ا دَ خل ف‬
‫الزهوق وإن فَ حش بَ ْعضَ ها أو تفاوَتوا ف َعدَدِ ها وإن ل يَتَواطَأوا أو كأن أل َقوْ هُ من‬
‫عالٍ أو ف بَ حر ل ا رَوى الشاف عي َرضِ يَ ال عَنْ هُ وغَيه أن ع مر ر ضي ال ع نه قَتلَ‬
‫سْعة قتلوا رَ ُجلً غِيلة أي َخدِيعَةً ب ْوضِعٍس خالٍ وَقال َولَوْ تَمالَ عليْه أهْلُ‬ ‫خسسة أو سَب‬
‫صَنعاء لقتلهم به جيعا‪ ،‬ول يُنكَر عليه فصارَ ِإجْماعا‪ .‬وَللول العَفْو َعنْ بَ ْعضِهم على‬
‫حِصسّته مسن الديسة باعتبار عَددِ الرؤوس ِس دون الراحات ومسن قُتِل جعا مرتبا قُتِل‬
‫بأوّلم‪.‬‬

‫ل ضِمْن بقوْد أو ديّ ة كل منه ما ما تولد ف ال خر من‬ ‫[فرع]‪ :‬لو ت صارَعا مث ً‬


‫َفس عُضوٍ‪ ،‬قال شيخنسا‪:‬‬ ‫الصسّراعَةِ لن كلّ ل يأذَن فيمسا يُوءْدّي إل ن ْو قَتْلٍ أو تَل ِ‬
‫ويَ ْظهَرُ أ نه ل أ ثر لعِتْيادِ أ نْ ل مطال بة ف ذلك بل ل بد ف انْتِفائِ ها من صَريحِ‬
‫الِذن‪.‬‬

‫ب قصاصٌ ف أعضاء حَيْ ثُ أَمْكَ نَ مِ نْ غَي هِ ظُل مٌ كَيدٍ ورِ ْجلٍ وأصاب ٍع‬
‫[تنبيه]‪َ :‬يجِ ُ‬
‫وأنامِلَ و َذكَر وأُنْثَيَيِ وأذ نُ و ِس ّن ولِسان وشَفَة وعَيْن وجِفْن ومارِن أنْ فٍ وهو ما‬
‫ل نَ مِنْه ويشترط لِق صاصِ الطّرف والَرح ما شرط للن فس ول يؤ خذ ي ي بيَ سارٍ‬

‫‪288‬‬
‫وأعلى بأسفل وعكسه‪ ،‬ول قصاص ف كسْرِ عظم‪ ،‬ولو قُطِعَت يد من وَ سَط ذِراع‬
‫اقتُ صّ ف الكفّ‪ ،‬وف الباقي حكومة‪ ،‬ويقطع جَم عٌ بيد تامَلوا عليها دفعة واحدةً‬
‫حدّدٍ أوْ خَْن قٍ أو تَجو يع أو تَغْرِي قٍ باء اقتُ صّ إن شاءَ‬ ‫بحدّد فأبانو ها‪ ،‬ومَ ْن قُتِلَ ِب ُم َ‬
‫ب العمْد َقوْدٌ) أي قِ صاصَ‪ ،‬سي ذلك قوْدا لن م‬ ‫بِمثْله‪ ،‬أو بِ سحَ ٍر فَبِ سَيْفٍ (موجِ ِ‬
‫يقودون الان ببْل وغيه‪ .‬قاله الزهري‪( .‬والدّية) عند سقوطه بعفوٍ عَنْ هُ عَلَ يه أو‬
‫بِغَيْر ع فو (بدل) ع نه‪ .‬فلو ع فا ال سَتحِقّ عَنْه مانا أو مُطْلقا فل ش يء (و هي) أي‬
‫الدية لقتل حرّ مسلم ذكر معصوم (مائةُ بعيٍ مثلثة ف َع ْمدٍ وشبهه) أي ثلثة أقسام‪،‬‬
‫فل نَ ظر لِتفَاوُتِ ها َعدَدا (ثلثو نَ حَقّ ه وثلثو نَ ِجذْعَة وأرْبعو نَ خِلفَة) أي حاملً‬
‫بقول خَبيَيْن (و َمخْمَسةٍ ف خطأ من بنات ماض و) بنات (لبونَ وبن لبون وحقاقٍ‬
‫وجذَاعٍ) من كل منها عشرون‪ ،‬لب الترمذي وغيه‪( ،‬إل) إن وقع الطأ (ف) حَرَمِ‬
‫(مَكّة أو) ف (أشهر حُرُم) ذي القعدة وذي الجة والحرّم ورجب (أو مرم رحم)‬
‫بالِضافة كأ مّ وأخْ تٍ (فمثلثة) كما فعله ج عٌ من ال صّحابة رضي ال عنهم وأقَرّهم‬
‫ح قُ با َحرَ مُ‬ ‫الباقون ولعِظَم حُرمة الثلثة زجر عنها بالتغليظ مِن هذا الوجه ول يَ ْل َ‬
‫ِضاعس ومصساهرة‪ .‬وخرج بالطسأ‬ ‫الدينَ ِة ول الحرام ول رمضان ول أثسر لُحرم ر ٍ‬
‫ضدّاه فل يز يد واجبه ما بذه الثل ثة اكتفاء ب ا فيه ما من التغلي ظِ وأ ما د ية الن ثى‬
‫والنثى فنصف دية الذكر (ودية عمد على جان معجلة) كسائِر أبدالِ الُتْلفاتِ (و)‬
‫ديّ ة (غيه) من ش به عَمدٍ وخ طأ وإن تثل ثت (على عاقلة) للجا ن (مؤجلة بثل ثِ‬
‫سني) على الغَنِيّ مِْنهُ مْ نِ صْفُ دينارٍ والتَو ّسطُ رُبْ عٌ كُلّ سنة‪ ،‬فإِن ل يَفوا َفمِ نْ بيت‬
‫الال فإِن تعذرَ فعلى الان لب الصحيحي‪ ،‬والعن ف كون الديّة على العاقِلَة فيهما‬
‫أَن القبائل ف الاهل ية كانوا يقومو نُ بنُ صْ َرةِ الا ن مِنْهُم ويَمنَعو نَ أوْليا َء الدّم أخْذ‬
‫ك الن صرة ببذْل الالِ وخَ صّ تمل هم بال طأ وشِ به العمَد‬ ‫حقّ هم‪ ،‬فأبدل الشرع تِل َ‬
‫لن ما م ا يك ثر ل سيما ف متعا طي ال سلحة فحَ سُنَت إعان ته لئل يتضَرّر ب ا هو‬
‫معذور فيه وُأجّلت الدية عليهم رفقا بم‪ .‬وعاقلة الان عصباته الجمع على إرثهم‬

‫‪289‬‬
‫بِنَسسب أو وَلءٍ إذا كانوا ذكورا مكلفيس غيس أصسل وفرع‪ ،‬ويقدم منهسم القرب‬
‫فالقرب‪ ،‬ول يُعقَ َل فقي‪ ،‬ولو كسوبا‪ ،‬وامرأة خنثى وغي مكلف (ولوْ عَدمت إبل)‬
‫ف ا َلحَل الذي يَج بُ تصيلُها منه حِسا أو شَرعا بأ نْ وُ ِجدَت فيه بأكْثَرِ مِ نْ َثمَ نِ‬
‫ب التَسّليمِ‬ ‫الِثْل أو بَ ُعدَتْ وعَ ُظمَتِ الونَة وا َلشَقّة (ف) الوا ِجبُ (قيمَتُها) َوقْتَ وجو ِ‬
‫مِ نْ غالِ بِ نَقْد البَلد وف القَديِ الوَاجِب عند َعدَمها ف النفْ سِ الكامِلَة أل فَ مثقالٍ‬
‫ذهبا أو اثنا عشرَ ألفِ درهم فضّةٍ‪.‬‬

‫ضوٍ مُفْر ٍد فيه جَمالٍ ومَنْفَعة إذا قَطَعه وَجَبَ تْ في هِ دِيّة كامِلَة مِث ُل‬ ‫[تنبيه]‪ :‬وكُل ع ْ‬
‫ضوَيْ نِ من جِنْس إذا قَطَ َع ُهمَا فَفيهما الدية‬ ‫ضوِ إذا قَتَله‪ ،‬وكذا كَلِ ُع ْ‬ ‫دية صاحِب الع ُ‬
‫وف أ َحدِها نِصْفُها‪ ،‬ففي قَطْعِ الذُنَي الدية‪ ،‬وف إحْداهِما النّصف‪ ،‬ومثِْلهِما العَيْنانُ‬
‫والشّفتا نِ والكَفّا نِ بِأ صْبَعِهما والقَدما نِ بأَ صْبَعِهما‪ ،‬وَف كُلّ إِ صْبَعٍ َعشَر مِ َن الِبِل‪،‬‬
‫وف كل سنّ َخمْس (و) يَثْبُ تَ (ال َقوْد لِل َورَثَة) العُ صَبة وَذي الفُرو ضِ ِبحَ سَبِ ِإرِْثهِ مُ‬
‫الالُ َولَو مَعْ بُ ْعدِ القَرابَةِ كذي رَحِم إن َورِثْناه أو مَعْ َعدَمِها كأَ َحدِ ال ّزوْحَْينَ وَالُعتَقُ‬
‫و ُعصْبَتَه‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬يُحبَ سُ الا ن إل كما ِل ال صبّ مِ نَ ال َورَ ثة بِالبلُو غِ وَحُضورِ الغائِ بِ أو‬
‫ب فَيقو تُ القّ والكَل مُ ف غيِ قاطِع الطّري قِ‪،‬‬ ‫إِذْنِه‪ ،‬فلَ َيخْلي بِكَفيلٍ لنه قد يَهرُ ُ‬
‫أ ما هُو إذا َتحْتّ م قَتْلَه فيقْتُلَه الِمام مُطْلقا ول يَ سَْتوْف القَوْد إل واحدٍ مِ َن الوَرَثَة أو‬
‫مِنْ غَيْرِهم بتَراضٍ منهم أو من باقيهم‪ ،‬أو بقُرعَةٍ بينَهم إذا ل يتراضَوا‪ .‬ولو با َدرَ أحدُ‬
‫ال سَتحِقّي فَقَتَلَ هُ عالا تَحريَ الُبادرَة فل قَ صاصَ عل يه إن كان ق بل عَ ْفوٍ مِْن هُ أو مِ نْ‬
‫غَيْرِه‪ ،‬وإل فَعَلَيْ ِه القَ صَاصُ‪ ،‬ولوْ قَتََل هُ َأجْنَب َأ َخذَ الوَرَثَة الدّية مِن تِ ْركَةِ الان ل مِن‬
‫الجْنَب ول ي ستوف الُ سَتحِق القَوْدَ ف نف سٍ أو غي ها إل بإِذ ِن الِمام أو نائبَه فإِن‬
‫استقلّ به عُزّر‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫[تت مة]‪َ :‬يجِ بُ عِْندَ هَيجا ِن البَ حر وخَو فِ الغَر قِ إلقاءَ غ ي اليوان من الَتا ِ‬
‫ع‬
‫ل سلمَة حيوا نٍ مُحتَرم وإلقاءَ الدوابّ ل سلمةِ الدمِي الحترم إن تعيّ ن لد فع الغَرق‬
‫وإن ل يَأْذَ نِ الالِ كُ‪ .‬أما الِهدَر‪ ،‬كحَرْب وزا نٍ ُمحْ صَن‪ ،‬فل يلقى لجله مال مطلقا‪،‬‬
‫لحْرارِ‬‫بل يَنْبَغِي أن يُل قى هو لَ ْجلِ الالِ‪ ،‬كَ ما قالَ هُ شَيخُ نا‪ ،‬وَيَحرُم إِلقاءَ العَبيدِ لِ َ‬
‫والدّوا بَ لا ل رو حَ لَ هُ‪ ،‬وَيضْمن ما ألقا هُ بل إِذْ نِ مالِكه‪ ،‬وَلَو قال لِر ُجلٍ أَل قِ متا عَ‬
‫ك ففعَل ضَمِنَهُ الُلقْى ل المِرْ‪.‬‬ ‫زيدٍ وعليّ ضمانه إن طالبَ َ‬

‫ط ولَدَها ما دا مَ عل َق ًة‬
‫[فرع]‪ :‬أفت أبو إسحاق الروزي بلّ سقى أمته دواء ليُ سْقِ َ‬
‫وبالغس النفِيّ ُة فقالوا يوزُ مُطلقا‪ .‬وكلم الِحياء يدّ على التحْريس مُطْلقا‬
‫َ‬ ‫أو ُمضْغَةً‪،‬‬
‫قال شَيخُنا و ُهوَ الوْجَه‪.‬‬

‫[خات ة]‪َ :‬تجِ بُ الكَفّارَةُ على مَن قَتلَ مَ نْ َيحْر َم قَتَْل هُ َخ طأ كا نَ أو َعمْدا و هي‬
‫جدْ َفصِيامُ َشهْرَيْنِ مُتَتَابِعيَن‪.‬‬
‫عِتْ ُق َرقَبَةٍ‪ ،‬فإِنْ ل َي ِ‬

‫باب ف الردة‬

‫(الرّدّةُ) لُغَةُ الرّجو عِ‪ ،‬و هي أ ْفحَ شُ أَنْوا عِ الكُفّارِ ويَحب طُ ب ا العَملُ إِن اتّ صََلتْ‬
‫ت فَل َيجِ بُ إِعادَة عِباداتِه ال ت قَبْل الرّدة‪ .‬وقالَ أ بو حَنيفَة َتجِ بُ‪ ،‬وَشَرْعا‪:‬‬ ‫بِالوْ ِ‬
‫(قَطْ عُ مُكَلّف) مُختارُ‪ ،‬فتَلْ غو ِم نْ صَب ومَجنو نٍ ومُكْرَه علي ها إذا كان قلبُه مُوءْمِنا‬
‫(إِ سْلَما بكفرٍ عزما) حالً أو مآلً فيك فر به حالً (أو قَولً أو فِعْلً باعْتقاد) لِذلك‬
‫الفِعْلِ أو ال َقوْلِ أ يْ مَعه (أو) م عَ (عِنادٍ) ِم نَ القائِلِ أو الفاعِلِ (أو) مع (ا سْتِهزاءٍ) أي‬
‫استخفاف‪ ،‬بلفِ ما لو اقْتُرِنَ بِه ما ُيخْ ِرجَه عن الرّدة كسَبْقِ لِسانٍ أو حكايَة كُفْرٍ‬
‫أو خَو فٍ قالَ شَيخُ نا كشيْخِه وكَذا قولُ الول حالَ غيب ته أ نا ال ونوَه م ا و قع‬
‫لئمة من العارِفي كابْن عَرَب وأتْباعِه ب قٍ وما وَقَع ف عِبارتِهم ما يوهِ مُ كفرا غي‬
‫مُرادٍ به ظاهِرَ هُ ك ما ل ي فى على الوفّقيْ‪ .‬ن عم‪َ ،‬يحْر مُ على مَن ل يعْرف حَقي قة‬

‫‪291‬‬
‫اصْطلحهم وطَريقَتهم مُطالعة كتبُهم فإِنا مزَلةُ قَدَمٍ لَهُ‪ ،‬ومِنْ ثّ ضَلّ كَثيون اغْتَرّوا‬
‫بِظَواهِرها‪ .‬وقول ابن عبد السلم‪ :‬يُعزّر َولّ قالَ أنا ال؟ فيه نظر‪ ،‬لنه إن قاله وهو‬
‫مكلّف فهوَ كافِر ل مَحالَة‪ ،‬وإن قاله حالَ الغيبَة الانِعَة للتّكْليف فأيّ وجه للتّعزير‪.‬‬
‫اه‪ .‬وذلك (كن في صانع و) ن في ( نب) أو تكذي به (وجَ حد م مع عل يه) مَعْلو مٌ من‬
‫الدي ِن بالضّرورَة مِن غَيْر تَأويلٍ وإن ل يَكُن فيه نَ صّ كَوجو بِ نو ال صّلةِ الكتوبَة‬
‫وتليلِ نَحسو البَيْع والنّكاحِس وَتحْريس ُشرْبِس المْرِ واللّواط والزّنسا والَكْ سِ وَندْبِس‬
‫نصس‬
‫َواصس وَلوْ كان فيسه ّ‬ ‫َهس إل ال ّ‬ ‫الرّواتسب والعيسد بلف ُمجْمسع عليسه ل يُعرف ُ‬
‫كا سْتِحقاقِ بِنْ تِ الِبْ نِ ال سّدس مع البِنْت وكحُرمَة نِكاح العتدّة للغَ ي‪ ،‬ك ما قاله‬
‫النووي وغيه‪ ،‬وبلف العذور كمسن قَرُب َع ْهدَه بالِسسلم (وسسجودٍ لخلوقسٍ)‬
‫ف ولو نبيا وإن أنكر الِسْتِحقاقَ أو ل يُطابِ ْق قَلبه جَوارِحَهُ لن‬ ‫اخْتيارا من غي خو ٍ‬
‫جدَ ل صَنَمٍ أو‬‫ب فس َ‬ ‫ظاهر حاله يُ َكذّبه وف الروضة عن التهذيب من دخل دارَ الرْ ِ‬
‫تلفّظ بكفْرٍ ث ادعى إكراها فإِن فعله ف خِلوَته ل يُقْبَل أو بي أيديهم وهو أسي قبل‬
‫قوله أو تاجسر فل وخرج بالسسّجودِ الركوع لن صسورته تقسع فس العادة للمخلوق ِس‬
‫كثيا‪ ،‬بل فِ السجود‪ .‬قال شيخنا‪ :‬نعم يظهر أن م ّل الفَرْ قِ بَيَْنهُمَا عِندَ الِطل قِ‪،‬‬
‫بلف ما لو قَ صَد تعظي مِ َمخْلو قٍ بالركوع كما يُعظّم ال تعال به فإِنه ل شك ف‬
‫الكفر حينئذٍ‪ .‬اه‪ .‬وكمشي إل الكنائس بزيهم من زنار وغيه وكإِلقاءِ ما في ِه قُرْآ نٌ‬
‫ف مُسْتَقذَر‪ ،‬قال الرويان أو علم شرعي‪ ،‬ومِثْلَه بالول ما فيهِ ا ْسمُ معظَم (وتردد ف‬
‫ُسسِلمٍ ِلذَنْبسه بل تَأويلٍ لنسه سسُمي الِسسلم كُفْرا‪،‬‬ ‫كفسر) أَيفْعَله أو ل‪ ،‬وكَتَكْفيِ م ْ‬
‫وكالرّ ضا بالكفْرِ‪ :‬كأن قالَ ِلمَ نْ طَلَ بَ مِنْه تَلق ي الِ سلم ا صْب ساعة فيكْفُر ف‬
‫الال ف كل ما مرّ لنافاتِه الِ سلم‪ ،‬وكذا يَكْفُر مَ نْ أنْكَر إِعجازَ القُرآن أو حَرْفا‬
‫صحْبةَ أ ب ب كر أو َقذْف عائِ شة ر ضي ال عَن ها‪ ،‬ويَكْفُر ف و جه حكاه‬ ‫مِنْه أو ُ‬
‫القاضي من َسبّ الشيخي أو الَ سَن والسي رضي ال عنهم‪ ،‬ل من قال لن أراد‬
‫تليفه ل أريد اللف بال بل بالطّلقِ مثلً أو قال رؤيت إيّاك كرؤية مَلَك الوتِ‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫[ت نبيه]‪ :‬ينْب غي للمف ت أن يتا طَ ف التكفيِ ما أمكَن هُ لِعظَم خَطَرِه وغَلبَة عدم‬
‫قصده سيما من العوا مّ‪ ،‬وما زال أَئِمتُنا على ذلك قديا وحديثا‪( .‬ويُ سْتتابُ) وجُوبا‬
‫(مرْتَد) َذكَرا كانَ أو أُنْثى لنه كانَ مُحترما بالِسْل ِم ورُبّما عَ َرضَتْ له شُْبهَة فتزالُ‬
‫(ث) إن ل يَتُبْ بَعْد الِسْتَتابَة (قتل) أي قَتََلهُ الاكِم ولو بِنائِبهِ ِبضَرْبِ الرقبةِ ل بغيِه‬
‫(بل إمهالٍ) أي تكو ُن الِستتابةُ والقتلُ حالً لب البخاري‪" :‬من بدّلَ ديَن هُ فاقتلوه‪،‬‬
‫فإِذا أ سْلم صح إسلمهُ وتُرك" وإ نْ تكررت رِدّت هُ لِطل قِ النصوصِ‪ .‬نعم يع ّزرُ من‬
‫تكررتْ ردّتهُ ل ف أول مرة إذا تابَ‪ ،‬خلفا لا زعمَهُ جَهلَةُ القُضاةِ‪.‬‬

‫[تت مة]‪ :‬إن ا يَح صُل إ سْلمَ كل كافرٍ أ صلي أو مرتدّ بالتلفّ ظ بالشّهادت ي من‬
‫النا طق فل يكْ في ما بقَلْ به من الِيان‪ ،‬وإ نْ قالَ به الغزال وجَ مع مُحققو َن ولو‬
‫س ثس‬ ‫سنَ العربيةِ على النقولِ العتمسد‪ ،‬ل بلغةٍ لَقّنهسا بل فَهم ٍ‬
‫بالعجميةِ‪ ،‬وإن أحْس َ‬
‫بالعترا فِ بر سالَتِه إل غيِ العر بِ ِممّ نْ ينكِ َر ها فيز يد العي سَوي مِن اليهَود م مد‬
‫رسول ال إل جيع اللق أو الباءة من كل دي نٍ يالف دين الِسلم‪ ،‬فيزيدُ الشْرك‬
‫كَفَر تْ ب ا كنْ تَ أشْ َركْ تَ به وبرجو عه عن العتقاد الذي ارتدّ بِ سبَبه و من َجهْلِ‬
‫القَضاة أن مَن اد عى عليه عند هم بردّةٍ أو جاءهم يطلب الُكْ مَ بإِسلمِه يقولون له‬
‫تَلفّ ظٌ ب ا قُل تَ وهذا غل طٌ فاحِش‪ ،‬ف قد قال الشاف عي ر ضي ال ع نه إذا اد عى على‬
‫رَجُل أنه ارَتدّ وهو مسلم ل اكشِ فْ عن الال وقل تُ له قل أشْهدُ أن ل إله إل ال‬
‫وأشْهد أن ممدا رسول ال وأنك بريءٌ من كل دي نٍ يالف دي ِن الِسلم‪ .‬اه‪ .‬قال‬
‫شيخنا‪ :‬ويُؤخذ من تكريرِه رضي ال عنه لَفْظُ أشْهدُ أن ُه ل بدّ منهُ ف صحةِ الِسلم‬
‫وهو ما يدلّ علي هِ كل مَ الشيخي ف الكفارَة وغيها‪ ،‬لكن خالَف فيه َجمْ عٌ‪ ،‬وف‬
‫الحاديث ما َيدُل لكل‪ .‬اه‪ .‬ويندبُ أمرُ كل من أسْلم بالِيان بالبعثِ ويُشتَرط لِنَفْع‬
‫الِ سلم ف الخرة‪ ،‬مع ما مَر ت صديقَ القل بِ بواحدانيةِ ال تعال‪ .‬ور سل ِه وكتب هِ‬

‫‪293‬‬
‫واليو َم الخر‪ ،‬فإِن اعتقد هذا ول يأ تِ با مرّ ل يكُن مُوءْمِنا وَإِن أَتى به بل اعْتِقادٍ‬
‫تَرّتبَ عليه الُ َكمُ الدنيوي ظاهرا‪.‬‬

‫باب الدود‬

‫ِمس عليسه‪ُ( .‬يجَْلدُ)‬ ‫أولاحدّ الزّنسا‪ ،‬وهسو أكْبَرُ الكبائِر‪ ،‬بَ ْعدَ القَتْلِ‪ ،‬وقيلَ هسو مقد ٌ‬
‫وجوبا (إما مٌ) أو نائِب هُ دو نَ غيهِ ما خلفا للقَفّال (حرّا مكلفا ز ن) بإِيلج حَشفةٍ‬
‫أو َقدْرَها مِ نْ فاِقدِها ف فَرج آدمي حي قُبُل أو دُبُر َذكَر أو أُنْثى مَع عِلْم َتحْريِه‪،‬‬
‫فَل َحدّ ِبمُفاخذةٍ ومُساحَقَةٍ وا سِْتمْناءٍ بَيدِ نفسِه أو غيِ حَليلت هِ‪ ،‬بل يَعْزّر فاعِلُ ذلك‪.‬‬
‫ويُكره بنحو َيدِها كَتَمْكينِها ِم َن العَبَ ثِ ِبذَكَرِ هِ حت يَنْزِلَ لن هُ ف معن العَزْلِ‪ ،‬ول‬
‫بإِيلج ف فر جِ بيمةٍ أو ميت‪ ،‬ول يب ذبح البهيمة الأكولة‪ ،‬خلفا لن وهم فيه‪،‬‬
‫وإنا ُيجْلَد من ذكر (مائة) من الَلدا تِ (ويُغْرّ بُ عاما) ولءً لسافَ ِة قِ صَ ٍر فََأكْثَر (إن‬
‫كان) الواطىءُ أو الوطوءةُ حرا (بِكرا) و هو من ل يَ طأ أو تو طأ ف نكاح صحيح‬
‫(ل) إن زن (مع ظنّ حلَ) بأن ادعاهُ وقد قرُبَ َعهْدهُ بالِسْلم أو بَعُد عن أ ْهلِه (أو‬
‫كنكاحس بل ول‬ ‫ٍ‬ ‫يقلدهس الفاعلُ‬
‫ُ‬ ‫إباحتهس وإن ل‬
‫ِ‬ ‫بلفهس لشبهةِ‬
‫ِ‬ ‫مسع تليسل عال) يعتدّ‬
‫كمذهب أب حنيفة‪ ،‬أو بل شهودٍ‪ ،‬كمذهب مالك‪ ،‬بلفِ الال عَنْهما‪ ،‬وإن نقل‬
‫عن داود‪ .‬وكنِكا حِ مُتْ عة نظرا لِل فِ ا بن عباس ولَوْ مِن مُعْتَقِد تَحريَه‪ .‬ن عم‪ :‬إن‬
‫حَكَم حاكِ مٌ بإِبْطالِ النّكا حِ ا ُلخْتَلِف في هِ َحدّ لرْتِفا عِ الشّبهة حينئذٍ قاله الاوردي‪،‬‬
‫وُيحَدّ ف مُ ستَأْجَرةٍ للزّ نا ب ا إذ ل شُبِ هة لعد مِ الِعتدادِ بالعقدِ الباطلِ بوج هٍ‪ ،‬وقولِ‬
‫ت النّسبِ بذلك‪ ،‬ومِ نْ َثمّ ضُعْ فِ‬ ‫أب حنيفة أنه شبهة ينافيه الِجْما عُ على َعدَم ثبو ِ‬
‫ُمدْ ِركِه ول يرا عِ خِلف هُ‪ ،‬وكذا ف مبيحة لن الِباحة هنا لغوٌ ومرمة عليه لتوثّ نٍ أو‬
‫لنحَوِ بينونةٍ كسبى وإن كان قسد تزوجهسا خلفا لبس حنيفةٍ لنسه ل عسبةَ بالعقدِ‬
‫الفاسد‪ ،‬أما موسية تزوجها فل يُحدّ ِبوَطْئِها للخْتلف ف حلّ نَكاحها‪ ،‬ول يُحدّ‬
‫بإِيل جٍ ف قُبُل ملوكةٍ حُرّ مت عل يه بن حو مرم ية أو شرب لغيه في ها أو ثوثّ ن أو‬

‫‪294‬‬
‫تجّ س ول بإِيلج ف أمةٍ فرع ولو م ستولدَ ٍة لشُبْ هة اللك في ما عدا الخيةِ وشبه ِة‬
‫ف فيها‪ ،‬وأما حدّ ذي رِقَ مصّن أو بك ٍر ولو مبْعضا فنصفُ َحدّ الُرّ وتغَريبِه‬ ‫الِعفا ِ‬
‫فيجْلَد خسي ويُغرّبُ نصف عام‪ ،‬ويُح ّد الرقي َق الِمامُ أو السّيد (ويُرجَم) أي الِمامُ‬
‫فيموهس مسن الوانسب بجارةٍ معتدلةٍ إن كان‬ ‫ُ‬ ‫نائبهس بأن يأمسر الناس ليحيطوا بسه‬
‫أو ُ‬
‫(مَصنا) رجلً أو امرأةً حت يوت إجاعا لنه رَجَ مَ ماعِزا والغامدية‪ .‬ول ُيجْلدُ مع‬
‫الرّجْم عِْندَ جَماه ي العُلماءِ‪ ،‬وتُعرَ ضُ عَلي هِ تَوبَةً لِتَكو نَ خاتِمَة أَمْرِه‪ ،‬ويُؤمَر ب صلةٍ‬
‫دَ َخ َل وقْتَها‪ ،‬ويُجابُ لِشُرْبٍ‪ ،‬ل َأكْل‪ ،‬ولِصَل ٍة ركْعَتَيْنِ‪ ،‬ويَعَْتدّ بقَتِْلهِ بالسيفِ‪ ،‬لكنْ‬
‫ت الوَاجب والُح صَنُ مكل فٌ حرّ وطىءَ أو وُطِئت بِقُبُلٍ ف نكا حٍ صحيح ولو ف‬ ‫فا َ‬
‫حيْض فل إِحْصانَ لِصبَي أو منون أو ق نّ وطىءِ ف نكاح ول لِم نْ وَطىءَ ف مِلْ كِ‬
‫ييٍ أو نكا حٍ فا سدٍ ث زَ ن (وأُخّرَ) وجوبا (رَج مَ) كَ َقوْد (ِل َوضْ عِ َحمْلٍ وفِطَام) ل‬
‫لِمَر ضٍ يُرْجى بَرْو هُ مِنْه وحرّ وبَرد مفْرِطَيْن‪ .‬نعم‪ ،‬يؤخّر الَلْد لما وِلمَر ضِ يُرجى‬
‫بَرْو هُ مِنْ هُ أو لِكَونِه حامِلً لن القَ صْد الرّدْ عَ ل القَتْل (وَيثْبُ تُ) الزنا (بإِقرارٍ) حقيقي‬
‫مفصسلٍ نظيس مسا فس الشهادة ولو بإِشارة أخرس إن فهِمَهَا كُل أ َحدٍ ولو مَر ٍة ول‬ ‫ّ‬
‫يُشتَر طُ تكررَ هُ أربعا خلفا ل ب حني فة‪( ،‬وبيّ نة) ف صلت بذكرِ الز ن ب ا وكيفيةِ‬
‫الِدخالِ ومكانِه ووقت هِ كاش هد أ نه أدَ ْخلَ حشَفَ ته ف فرج فل نة بحلّ كذا وق تَ‬
‫ك قَبْلَ الشروع ف الَد أو‬ ‫كذا على سبيل الزّنا (ولو أقر) بالزنا (ث رَجَع) عَن ذل َ‬
‫بَ ْعدَ هُ بنحو كذبت أو ما زَنَيتْ‪ .‬وإن قال بعد كذبَت ف رجوعي أو كنت فاخَذ تُ‬
‫فظننتُه زِنا وإن َشهِد حالَ هُ بكذبه فيما استَظهْ َرهُ شيخنا بل فِ ما أقررْ تُ به لن هُ‬
‫مردُ تَكْذي بٍ للبيّنةِ الشاهدةِ به (س َقطَ) الدّ لنه عر ضَ لاعزٍ بالرجو عِ فلول أنه ل‬
‫يفيد لا عَرَ ضَ له به‪ ،‬ومن ثّ سُنّ لَ هُ الرجو عُ‪ .‬وكالزّنا ف قبولِ الرجو عِ عنْه كلّ‬
‫حدّ ل تعال كشرب و سرقة بالن سبة للق طع‪ .‬وَأفْ هم كلمَهُم أن هُ إذا ثَبَ تَ بالبَيّ نة ل‬
‫يتطَرّق إل يه رُجو عٌ و هو كذلك لك نه يتطرق إل يه ال سّقوط بغَي ِه كدعوى زوجيّةٍ‬
‫ومُلْ كِ أ َمةٍ وظَنّ كونِها حليلَةٍ‪ ،‬وثانيها ح ّد القَذْ فِ وهو من السبْع الوبقا تِ (وحدّ‬

‫‪295‬‬
‫ف متارٍ ملتزم للحكا مِ عالٌ بالتحر ي (م صنا) و هو ه نا مكل فٌ ح ّر‬ ‫قاذ فٍ) مكل ٍ‬
‫م سلمٌ عفي فٌ من زِ نا َووَ طء دُبر حلِيلَتِه (ثانَ ي) جلدة إن كا نَ القاذ فُ حرا وإل‬
‫فأربعي‪.‬‬

‫ويَح صُلُ القذ فُ بزَنَي تُ أو يا زان أو يا منّ ثُ أو ِبلُطَت أو ل طَ ِب كِ فل نٌ أو يا‬


‫لئِ طٌ أو يا لو طي‪ ،‬وكذا بياَقحْبةَ‪ ،‬لمرأة‪ ،‬و من صريح قذ فِ الرأة أن يقول لبن ها‬
‫ستَ ابْن َولَوْ قالَ ِل َولَدِ هِ َأوْ وَلَد‬‫من زيد مثلً لستَ ابنَ هُ أو لستَ مِْن هُ ل قولَه لبْنِه ل ْ‬
‫ف فَرْع بل يُعزّر كقاذِف غيَ‬ ‫حدّ أصل) لِقذْ ِ‬ ‫غي هِ يا ولدَ الزّنا كان قَذْفا لمّه (ول ُي َ‬
‫مُكلف‪ .‬ولو َش ِهدَ بز نا دون أرْبَعةٍ من الرجالِ أو ن ساءٍ أو عبيدٍ ُحدّوا ولو تَقَاذَ فا ل‬
‫يتقا صّا‪ ،‬ولقاذِ فٍ تَحلي فُ مَقذوفِه أ نه ما ز ن قَ طٌ‪ .‬و سَقَط بِعَفْو من مَقْذو فٍ أو‬
‫ف زَوجَت ُه ال ت عُلِ مَ‬ ‫ج َقذَ َ‬ ‫ووارِ ثه الائز ول ي ستقِل القذو فُ با ستيفاءِ الدّ‪ ،‬ول َزوْ ٍ‬
‫زِناها وهي ف نكاحِه ولو بظن ظنا مؤكدا مع قرينة‪ ،‬كأن رآها وأجنبيا ف خلوة‪،‬‬
‫أو رآه خارجا من عندها مع شيوع بي الناس بأنه زن با‪ ،‬أو مع خب ثقة أنه رآه‬
‫يزن با أو مع تكرر رؤيته لما كذلك مرّات‪ ،‬ووجب نفي الولد إن تيقن أنه ليس‬
‫ث ل ولَدَ ينفي ِه فا َلوْل له الستر و َعلَيْها‪ ،‬وأن يُطلقها إِنْ كرِهَها‪ ،‬فإِن أحبّها‬ ‫منه وحي ُ‬
‫أم سَكَها‪ ،‬لا صحّ‪" :‬أن رَجُلً أتى النبّ فقالَ امرَأت ل تردّ يدَ لمِس‪ ،‬فقال طلّقها‪،‬‬
‫قال‪ :‬إنّي ُأحِبّها‪ ،‬قال أ ْمسِكْها"‪.‬‬

‫ب في ِه ول‬‫[فرع]‪ :‬إذا َسبّ َشخْصٌ آخرَ فَلِل َخرِ أن يَسُبّه بِ َق ْدرِ ما سَبّهُ ما ل َكذِ َ‬
‫قذْف‪ :‬كيا ظالِم ويا أ ْحمَ قُ‪ .‬ول يوزُ َسبّ أبي هِ وأم ِه وثالثها ح ّد الشّر بُ (وَيجِْلدُ)‬
‫لمْرِ (شَرِ بَ) لِغَيْرِ تَداوٍ (خَمرا)‬
‫أي الِما مُ أو نائِبَ هُ (مكلفا) ُمخْتارا (عالا) بَِتحْريِ ا َ‬
‫وَحَقيَتهَا عِْندَ َأكْثَرِ أ صْحابِنا الُ سْكِرُ مِ نْ عَصيِ العِنَ بِ وإِ نْ ل يُقذَ فْ بالزّب ِد فتحْرِيُ‬
‫غيِ ها قيا سيّ‪ :‬أي بِفَر ضِ َعدَ مِ ُورُودِ ما يأ ت‪ ،‬وإل ف سيُعلم مِنْ هُ أن تَحريَ الكُلّ‬
‫مَنْصوصٌ علَْي هِ‪ ،‬وعِْندَ َأقَّلهُم كل مُ سْكِرٍ‪ ،‬ولك نْ ل يكفُرَ مُ سَْتحِلّ ال سْكِر م نْ عَصيِ‬

‫‪296‬‬
‫غيِ العِنَب ِس للخلف فيهسِ‪ ،‬أي مسن حيثُس النْسسِ‪ ،‬للّ قليله على قولِ جاعسة‪ .‬أمسا‬
‫الس ْسكِرُ بالفِعْلِ فهوَ حَرامٌسِإجْماعا‪ ،‬كمسا حكاهُس الَنَفيّةُ فضلً عسن غيهِم ْس بلفِس‬
‫عليهس‬
‫ِعس ِ‬ ‫ف الذي ل يُطْبَخ ولو قَطْرةً لنسه ُمجْم ٌ‬ ‫َبس الصسّر ِ‬ ‫َصسيِ العِن ِ‬
‫ُسسحِلّهِ مسن ع ِ‬‫م ْتَ‬
‫ضروريّ وَخَر جَ بالقيودِ الذكورَ ِة في هِ أضدادُها فل حدّ على َم نْ اتّ صَفَ ِبشَيءٍ مِْنهَا‬
‫من صَبِ ًي ومنَون ومُكْرَهٍ وجاهلٍ بَِتحْرِيِهِ أو بِكَوِنهِ خْرا إِن قَرُبَ إسْلمَهُ أو بَ ُعدَ عن‬
‫العُلماءِ‪ .‬وَل عَلى مَنْ شَرِبَ لتَداوٍ‪ ،‬وإن وُ ِجدَ َغيُها‪ ،‬كما نَقََلهُ الشيخان عن جاعَةٍ‪،‬‬
‫وَإِنْ َحرُمَ التّداوِي با‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬كلّ شرَا بٍ أ سْكَ َر كثيُ هُ مِ نْ خَمرٍ أو غَيْ ِر ها حَرُ َم قَليلَ ُه وكثيُه‪ ،‬ل ب‬
‫الصحيحي‪" :‬كلّ شرا بٍ أ سْكَ َر َف ُهوَ حَرا مٌ" وخب مسلم‪" :‬كلّ مُ سْكِرٍ َخمْر‪ ،‬وكلّ‬
‫َخمْرٍ حَرا مْ" ويدّ شاربَه وإن ل يَ سْكَر‪ :‬أي مُتعَاطيه‪ .‬وخرج بالشّرا بِ ما حَرُ مَ مِ نْ‬
‫الا ِمدَا تِ فل حدّ فيها‪ ،‬وإ نْ حَرُمَت وأ سْ َكرَت‪ ،‬بَلْ التعزيرُ‪ :‬ككَثيِ البَنْ ِج والشيشَةِ‬
‫ُباحس لا َج ِة التّداوي‬
‫َصسدِ الداومَةِ‪ ،‬وي ُ‬ ‫َهس أكْلُ يَسسيٍ مِنْهسا مسن غ ِي ق ْ‬ ‫ْيونس ويُكْر ُ‬
‫وا َلف ِ‬
‫لمْرِ بالَريدِ‬ ‫(أرَبعيَ) َج ْلدَة (إ ْن كانَ حُرا) ففي مُسِْلمٍ عن أنَس‪" :‬كانَ َيضْ ُربُ ف ا َ‬
‫والنّعالِ أرْبَعيَ جَلْدةٍ" وخَرَ جَ بِالُرّ الرّقي َق ولو مُبْعِضا‪ ،‬فيجَُلدُ ِعشْري نَ جَلْدةٍ‪ ،‬وإن ا‬
‫لمْرِ إ نْ ثَبُ تَ (بِإقْرَارِ هِ أو شَهادَةِ رَجُلَيِ) ل بري حِ َخمْرٍ وهَيْئَةِ‬
‫َيجْلدُ الِما مُ شارِ بَ ا َ‬
‫سُ ْك ٍر وقَيْءٍ و َحدّ عثمان ر ضي ال ع نه بالقَيْء اجْتِهادٍ ل هُ‪ .‬ويُح ّد الرقي قُ أيضا بعلم‬
‫السيّد دونَ غَيْرِه‪.‬‬

‫ب الِ سْتِقْصاء ِبحَلّ إ سْقائِها للبَهائِم‪ ،‬وللزركشي احْتمالُ أنا‬ ‫[تتمة]‪ :‬جز مَ صاح ُ‬
‫كالد مي ف حُرمَةِ إِ سْقائَها ل ا‪ ،‬ورابع ها قَطْ عُ ال سّرِقة‪( .‬ويَقْطَ عُ) أي الِما مُ وجوبا‬
‫بعد طل بِ الالِ كِ وثُبو تِ ال سّرقةِ (كو عَ ييِ بال غٍ) ذكرا كا نَ أو أنثى (س َرقَ) أي‬
‫أخذَ خِفْيةً (رُبْ عَ دينارٍ) أي مِثْقالٍ ذَهَبا َمضْروبا خالِ صا وإن تَح صّلَ مِن مَغْشو شٍ‬
‫(أو قيمَتَ هُ) بالذهَ بِ الضْرو بِ الالِص وإن كا نَ الرّب عُ لَماعةٍ فل يقط عُ بكونِه رُبُ عَ‬

‫‪297‬‬
‫دينارٍ سبيكة أو حِليا ل يُساوي رُبعا َمضْروبا (من حِرزٍ) أي َم ْوضِ عِ ُيحْ َرزُ فيه مث ُل‬
‫ذل كَ ال سروق عرفَا ول قط عَ ب ا لل سّارِق ف يه شِرْ كة ول بِملْكِه وإن تعلّ قَ به نوُ‬
‫ب فقط ل يُقْط ْع واحدٌ مِنهما‪ .‬وخرجَ بسرقِ‬ ‫رهْنٍ‪ ،‬ولو اشْتَرَكَ اثنانِ ف إخراجِ نصا ٍ‬
‫ما لو اخْتَلَسَ مُعْتمِدا الَرَبَ أو انَْتهَبَ مُعَْتمِدا القُوّة فل يُقْطَعُ بِهما لب الصحيح به‬
‫ع قَطْعُه زَجْرا‬ ‫ولِمكا نِ َدفْعِهم بال سّلطان وغَيْرِه‪ ،‬بِخلف ال سّارِقِ لَ ْخذِ هِ خِفْيَةً فَشُرِ َ‬
‫صبِ وإن ل ي ْعلَ مْ أنه‬ ‫(ل) حا َل كو نِ الالِ (مغْصوبا) فل يُقْطع سارِقَهُ من حِ ْرزِ الغا ِ‬
‫مكانس‬
‫ٍ‬ ‫بهس (أو) حا َل كوْنِه (فيسه) أي فس‬ ‫ِهس ِ‬
‫يرضس بإِحْرَاز ِ‬
‫َ‬ ‫مغصسوب لن مالِكَه ل‬
‫مغصوبٍ فل قَطْ عَ أيضا بِ سَ ِرقَةٍ م نْ حرزٍ مغصوبٍ لن الغا صِبَ منوع من الحرازِ‬
‫به بل فِ نو مستأجِرٍ ومعارٍ ويتل فُ الِرزُ باختل فِ الموالِ والحوالِ والوقا تِ‬
‫جدٍ أو‬ ‫سِ‬ ‫فحر ُز الثّوبِ والنقدِ الصّندوقِ القْفَلِ والمْتِعةِ الدكاكيَ وث حارس ونومٌ ب ْ‬
‫ظ قوي ين عُ‬ ‫ع ولو بتو ّسدِه حرزٍ ل هُ ل إن وضَ عه بقرْ به بل مُلحِ ٍ‬ ‫شار عٍ على متا ٍ‬
‫ال سارِقَ بقُوةٍ أو ا سْتِغاثةٍ أو انْقَلَ بَ ع نه ولو بقلْ بِ ال سّارِقِ فلي سَ حِرزا له (ويقْطَ عُ‬
‫جدٍ) كبا به و سارِيَتِه‬ ‫سِ‬ ‫بالِ َوقْ فٍ) أ يْ بِ سَرِقةِ ما ٍل موقو فٍ على غيه (و) مالِ (مَ ْ‬
‫حوِ (حُ صُرِهِ) وقناديلَ تُ سْ َرجُ و هو مُ سِْلمٌ لَنّ ها أُ ِعدّ تْ للِنْتفا عِ‬ ‫وقِنْدي ِل زينَةٍ (ل) بَِن ْ‬
‫ف فَقْرٍ أو غَيْرِه ولو ل يكُن‬ ‫بِها (ول بِمالِ صَدقةٍ) أي زكاةٍ (وهو مُستحقٌ لا) بوص ِ‬
‫ت البَيْ نِ ول غازِيا قُطِ عَ‬ ‫صدَقةٍ وَلَيْ سَ غارِما لِ صْلحِ ذا ِ‬ ‫له في هِ ح قٌ كغن أخذ مالَ َ‬
‫لنَتِفاءِ الشّبْهةِ (و) لَ ِبمَالِ (مَصَالِحَ) كَبَيْتِ الالِ وإنْ كانَ غنيا لن لهُ فيهِ حَقا لن‬
‫ت فينْتَفِ عُ بِه الغَنِيّ والفَقيِ ِم نَ الُ سْلمِي‬ ‫ذلِ كَ قد يُ صْ َرفُ ف عِمارَةِ ال سَا ِجدِ والرّباطا ِ‬
‫(و) ل بالِ (ب عض) من أ صل أو فِرْ عٍ (و سَيّد) ِلشُبْهةِ ا سْتِحقاق النّفقةِ ف الُملة‬
‫(والظهَر قَ ْطعُ أ َحدِ الزّوجي بالخرِ) أي ِبسَ ِرقَة مالِه ا ُلحَرز عَْنهُ (فإِن عادَ) بعدَ قَ ْطعِ‬
‫يُمنا هُ إل ال سّرِقة ثانيا (ف) تُقْطَ عُ (رجْلَ ُه اليُ سْرى) من مِفصل ال سّاقِ وال َقدَ مِ (ف)‬
‫إِن عا َد ثالثا فتُقْط عُ (يد ُه الي سرى) من كوعِ ها (ف) إِن عا َد رابِعا فتُقْطَ عُ (رِجَْل هُ‬
‫الُيمْن ث) إِن سَرَقَ بَعدَ قطعْ ما ُذكِرَ ( ُع ّزرَ) ول يُقتَل وما ُروِيَ من أنه قَتَله منسوخ‬

‫‪298‬‬
‫أو مُؤوّلٌ بقتِْلهِ لسْتِحللٍ بل ضَعّفَهُ الدارقطن وغيه‪ ،‬وقال ابن عبد الب أنهُ منكر ل‬
‫أَ صْلَ له‪ .‬وم نْ سرَقَ مِرارا بل قطْع ل يْلزمْ هُ إل ح َد واحد على العتمد فتكفي يينَه‬
‫عن الكلّ لتادِ ال سّبب فتداخل تْ (وتَثْب تُ) ال سّرقة (برَجُلَْي نِ) كسائرِ العقوبا تِ غيِ‬
‫الز نا وإقرارٍ م نْ سارِقٍ ب عد دعْوى عل يه مع تفْ صيلٍ ف الشهادَةِ والِقرارِ بأن تُبيّن‬
‫السرقة والسْروقَ منه وقدرَ السروقِ والرز بتعيينهِ (و) تثْبتُ السرِقة أيضا خِلفا لا‬
‫اعتمدَهُ جعٌ (بيمي ردّ) من الدّعى عليه على الدعي لنا كإِقرارِ الدعى عليه (وقَبْلَ‬
‫رُجو عِ مقرَ) بالنّسبَةِ لِقَطْ عٍ بِخل فِ الالِ فل يُقَْبلُ رجوعُه في هِ لن هُ حَقّ آدَم يّ (ومن‬
‫أقرَ بقعوبةٍ ل تعال) أي بوجِبِهسسا كَزِنسسا وسسسَ ِرقَةٍ وشُرب َخمْ ٍر ولو بعدَ دعوى‬
‫(فلقا ضِ) أي يوزُ ل هُ‪ ،‬كما ف الروْضةِ وأ صْلِها‪ ،‬لك نْ نَقَلَ ف شَرح مُ سْلم الِجْما عِ‬
‫ب وَقضِيةِ َتخْصسِيصهم القاضسي بالوازِ‬ ‫على َندْبِه‪ ،‬وحكاهُس فس الَبحْرِ عسن الَصسْحا ِ‬
‫ْهس‬
‫َهس على غَيه‪ .‬قال شيخنسا‪ :‬وهسو مُحتملٌ‪ ،‬وُيحْتَمَلُ أن غيَ القاضسي َأوْل مِن ُ‬ ‫حُرْمَت ُ‬
‫ع التّلقيِ عَلَيْ هِ (تَعري ضٌ) له (برجُو عٍ) ع ِن القْرارِ أوْ بالِنْكارِ فيقولُ لعَلّ كَ‬ ‫لمْتنا ِ‬
‫فأَخذْ تَ أو أ َخذْ تَ من غيِ حِ ْرزٍ أو ما عَِلمْتَ هُ َخمْرا لنه عَرّ ضَ لاعِزَ وقال لِمَ نْ أقرّ‬
‫حدْ هُ‬
‫عِْندَ هُ بال سّ ِرقَةِ ما إخالُ كَ س َر ْقتَ وخرج بالتّعريض التصريح كارْجِع عنه أو ا ْج َ‬
‫فيأْث به لنهُ أَمَرَ بال َكذِبِ وَيحْرُمُ التّعريضُ عن َد قِيامِ البَيّنة‪.‬‬

‫وَيوزُ للقاضي أيضا التّعريضُ للشّهود بالتّوقّفِ ف ح ّد ال تعال إ ْن رَأى الصَْلحَ َة‬
‫ف ال سّتْرِ‪ ،‬وإل فل‪ ،‬وبِه يُعْلَ مُ أن ُه ل يوزُ لَ ُه التّعرُ ضُ ول َلهُ مْ التّوقّف إن ترتّب على‬
‫ذلك ضَياعُ السْروقِ أو حدّ الغَيْ ِر كحدّ القَذف‪.‬‬

‫[خاتة]‪ :‬ف قاطِع الطّريقِ لو َعلِمَ الِمامُ قوما يُيفونَ الطريقَ ول يأخُذوا ما ًل ول‬
‫قَتَلوا نَفْسا عَزّرهُم وجُوبا بَبْ سٍ وغي هِ وإن أخذ القاطِ عُ الالَ ول يقتُل قطعت يده‬
‫اليمنَى ورجل ُه اليُ سرى‪ ،‬فإِن عادَ فرِ ْجلُ ُه اليم ن وَيدَه الي سرى‪ ،‬وإن قَ تل قُتِلَ حتما‬
‫وإن عَ فا مُ سَْتحِ ّق القَوْد وإن قَتَل وأخَذ ن صابا قُتِل ث صلّب ب عد غ سْله وتَكْفينِه‬

‫‪299‬‬
‫والصسلةِ عليسه ثلثسة أيام حتما ثس ينل‪ ،‬وقيسل يبقسى وجوبا حتس يتهرّى ويسسيل‬
‫صديده‪ ،‬وف قول يصَْلبُ حيا قليلً ث ينل فيقتل‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف التعز ير (ويُع ّزرُ) أي الِما مُ أو نائِب هُ (لع صِيةٍ ل َحدّ ل ا ول كَفّارَةَ)‬
‫سسوا ًء كانست حقا ل تعال أم لدمسي كمباشَرةِ أجنبيّةس فس غيِ فرج ٍس وسستّ ليسس‬
‫ع التعزيرُ بل معْصِية كمن يكتسبُ باللهوِ‬ ‫بقذف وضرب لغي حق (غالبا) وقد ُيشْرَ ُ‬
‫الذي ل مع صي َة في هِ‪ ،‬وقد ينَتفي مع انتفاء الدّ والكفارة‪ :‬ك صغيةٍ صدرت م ن ل‬
‫يُعر فُ بالشرّ لدي ثٍ صححه ا بن حبان‪" :‬أقِيلوا ذوي اليئا تِ عثرايَ هم إل الدود"‬
‫وف رواية‪" :‬زلَّتهَم" وفسرهم الشافعي رضي ال عنه بن ذُكر‪ ،‬وقيل‪ :‬هم أصحابُ‬
‫الصغائر‪ ،‬وقيل‪ :‬مَ ْن يندمُ على الذنبِ ويتوبُ منه‪ .‬وكقتلِ من رآه يزن بأهلهِ على ما‬
‫يامعس التعزيرُ‬
‫ُ‬ ‫حكاه ابسن الرفعسة لجسل الميةِ والغضسب‪ ،‬ويلّ قتلُه باطنا‪ .‬وقسد‬
‫الكفارةُ كمجا مع حليلتَ هُ ف نارِ رمضان وي ص ُل التعزيرُ (بضر بٍ) غ ي مُبحٍ أو‬
‫صفعٍ و هو الضر بُ ب مع الك فِ (أو حب سٍ) ح ت عن المعةِ أو توبي خٍ بكلم أو‬
‫تغري بٍ أو إقامةٍ من ملس ونو ها م ا يرا ها الع ّزرُ جن سا وقدار ل بل قِ ليةٍ‪ .‬قال‬
‫شيخُنا‪ :‬وظاهرُ حرمةِ حلقِها وهو إنا ييءُ على حرمتهِ الت عليها أكثر التأخرين أما‬
‫على كراهتِ ِه ال ت علي ها الشيخان وآخرون فل وج هَ للمن عِ إذا رآ ُه الِمام‪ .‬انت هى‪.‬‬
‫ويب أن ينقصَ التعزيرُ عن أربعيَ ضربةٍ ف الرّ وعن عشرينَ ف غيهِ (وعُزر أب)‬
‫وإن عل وأَل قَ به الراف عي المّ وإن عَلَ تْ (ومأذُونسه) أي من أذَن لهُس فس التعزيرِ‬
‫كالعل مِ ( صغيا) و سفيها بارتكابِه ما ما ل يلي قُ زجرا ل ما عن سيءِ الخل قِ‬
‫وللمعلمِ تعزيرُ التعلمِ منهُ (و) عزر (زوجٍ) زَوجَتهُ (لقّهِ) كنشوزِها ل لقّ ال تعال‬
‫وقضيتُه أَنه ل يضرّ با على تر كِ الصلة‪ .‬وأفت بعضُهم بوجوب هِ‪ .‬والوجه كما قال‬
‫شيخنا جواز هُ‪ ،‬وللسيد تعزيرُ رقيق هِ لقّ هِ‪ ،‬وحقّ اللّ هِ تعال وإنا يُعَزّر من مرّ بضرب‬
‫غي مبح‪ ،‬فإِن يَفِد تعزيره إل ببح تُرك لنه مُهلكٌ وغيه ل يفيد‪( .‬وسُِئلَ) شيخنا‬

‫‪300‬‬
‫عبدِ الرح ن بن زياد رح ه ال تعال عن عبدٍ ملو كٍ ع صى سيدَه وخالف أمرَه ول‬
‫يدم هُ خد مة مثله‪ .‬هل ل سيدِه أن يضربَه ضربا غ ي مبح أم لي سَ له ذلك؟ وإذا‬
‫ضَربه سيدَهُ ضربا مبحا‪ ،‬ورفع به إل أحد حكام الشريعة‪ ،‬فهل للحاكم أن ينَعه‬
‫عن الضر بِ البحِ أم ليس له ذلك؟ وإذَا مَنعَ هُ الاك مُ مثلً ول يتنع‪ ،‬فهل للحاك مِ‬
‫أن يبي َع العبدَ وي سلمَ ثَن هُ إل سيدهِ أم لي سَ له ذلك؟ وباذا يبيعَهُ‪ ،‬ب ثل الثم نِ الذي‬
‫الرغباتس فس الوقست؟‬
‫ُ‬ ‫إليهس‬
‫سدُه‪ ،‬أو باس قاله القوّمون‪ ،‬أو باس انتهست ِ‬ ‫ِهس س ي‬
‫اشتراهس ب ِ‬
‫ُ‬
‫سدِ أن‬ ‫عليهس شرعا فللس ي‬
‫(فأجاب) إذا امتنسع العبدُ مسن خدمةِ سسيدهِ الدم َة الواجبسة ِ‬
‫يضربَه على المتنا عِ ضربا غي مُبحٍ إن أفاد الضَر بُ الذكورُ‪ ،‬وليس له أن يضربَه‬
‫ضربا مُبحا‪ ،‬وينعُهُ الاكمُ من ذلك‪ ،‬فإِن ل يتنعْ منَ الضرب الذكورِ فهوَ كما لو‬
‫كلّفهُ منَ العملِ ما ل يطيق‪ ،‬بل أول إذ الضرب البح ربا يؤدي إل الزهوقِ بامعِ‬
‫التحري‪ .‬وقد أفت القاضِي حسي بأن هُ إذا كلّ فَ ملوك هُ ما ل يطي قُ أنه يبا عُ عليه‬
‫بثمنِ الثلِ‪ ،‬وهوَ ما انتهت إليهِ الرغبات ف ذلكِ الزمان والكان‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫(فصلٌ)‪ :‬ف الصيالِ‪ .‬وهو الستطال ُة والوثو بُ على الغيِ (يوزُ) للشخص (دف عُ)‬
‫كلّ ( صائلٍ)‪ ،‬م سل ٍم وكافرٍ‪ ،‬مكل فٍ وغيه (على مع صوم) من نف سٍ أو طر فٍ أو‬
‫بضعس ومقدماتسه كتقسبيلٍ ومعانقةٍ‪ ،‬أو مالٍ وإن ل يُتموّل على مسا اقتضاه‬ ‫ٍ‬ ‫منفعةٍ أو‬
‫ص كجلدِ ميتةٍ سواءً كا نت للداف عِ أم لغي هِ وذل كَ‬ ‫إطلق هم كحبةِ برَ‪ ،‬أو اخت صا ٍ‬
‫للحدي ثِ الصحيح أن‪" :‬من قُتلَ دو نَ دمِ هِ أو مالِ هِ أو أهِل ِه فهو شَهيدٌ" ويلز مُ من هُ أن‬
‫له القتلُ والقتال‪ :‬أي و ما يسيي إليه ما كالر حِ (بل ي بُ) علي هِ إن ل يَ فْ على‬
‫نفسهِ أو عضوِ ِه الدفع (عن بضعٍ) ومقدَماته ولو من غي أقارب هِ (ونف سٍ) ولو ملوكةٍ‬
‫سمٌ غيس مقونِس الدم كزانٍس مصسنٍ‪ ،‬وتاركُس صسلةٍ‪،‬‬ ‫(قصسدها كافرٌ) أو بيمةٌ أو مس ل‬
‫وقاطعُ طريقٍ تتم قتلُه‪ ،‬فيحرم الستسلمُ لم فإِن قصدَها مسلمٌ مقونُ الدم ل يب‬
‫الدف عُ‪ ،‬بل يو ُز الستسلمُ له‪ ،‬بل يسنّ للَمرِ ب ِه ول ي بُ الدف عُ عن ما ٍل ل رَو حَ‬

‫‪301‬‬
‫ب فزج ٍر‬
‫فيه لنفسهِ (وليدف عِ) الصائلِ العصوم (بالخف) فالخف (إن أمك نَ) كهر ٍ‬
‫ط فبعصا فقط عٍ فقتلٍ لن ذلك‬ ‫بكلم فاستغاثةٍ أو تصن بصانة فضرب بيده فَبِسو ٍ‬
‫ُج ّوزَ للضرورةِ ول ضرورةَ للث قل مع إمكان ال خف‪ ،‬فم ت خال فَ وعدل إل رتبةٍ‬
‫مع إمكان الِكتفا ِء بدونا ضمن بالقَودِ وغيه‪ .‬نعم‪ :‬لو التحم القتالُ بينهما واشتدّ‬
‫المرُ عن الضب طِ سقطَ مراعاةُ الترتي بِ وملُ رعايةِ الترتي بِ أيضا ف غيِ الفاحشةِ‬
‫فلو رآ هُ قد أَولَج ف أجنبيةٍ فل هُ أن يبدَأ هُ بالقتلِ وإ ِن اندف عَ بدون هِ لن هُ ف كلِ لظةٍ‬
‫مواق عٌ ل يُستدركُ بالناةِ قاله الاوردي والرَويان والشيخ زكريا‪ .‬وقالَ شيخُنا‪ :‬وهو‬
‫حصَنِ‪ ،‬أما غيُه فالتجهُ أنهُ ل يوزُ قتلهُ إل إن أدّى الدفعُ بغيهِ إل مضي‬ ‫ظاهر ف ا ُل ْ‬
‫زمنٍ وهو متلبسٌ بالفاحشة‪ .‬انتهى‪ .‬وإذا ل يكن الدفعُ بالخفّ كأن ل يد إل نو‬
‫سيفٍ فيضر بُ به‪ ،‬أما إذا كا نَ الصائلُ غي معصومٍ فله قتل هُ بل دف عٍ بالخف لعد مِ‬
‫حرمتهِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ي بُ الدف عُ عن منكرٍ كشرب م سكرٍ وضر بِ آل ِة لوٍ وقتلِ حيوا نٍ ولو‬
‫للقاتلِ‪( .‬ووَجَب َس ختانسٌ) للمرأةِ والرجلِ حيسث ل يولدا متونيِ لقوله ِس تعال‪{ :‬أن‬
‫ات بع ملةَ إبراه يم} ومن ها التان‪ ،‬إختتَ و هو إب نُ ثانيَ سنةٍ‪ ،‬وق يل واج بٌ على‬
‫الرجالِ‪ ،‬وسنةٌ للنساءِ‪ .‬ونُقلَ عن أكثرِ العلماءِ‪( .‬ببِلو غٍ) وعقلٍ إذ ل تكلي فَ قبلَهما‬
‫فيج بُ بعدها فورا‪ .‬وب ثَ الزركشيّ وجوبَ هُ على ولٍ مي ٍز وفي هِ نظر‪ .‬فالواج بُ ف‬
‫ختا نِ الرجلِ قط عُ ما يغطي َحشْفَتَ هُ حت تنكش فَ كلها‪ ،‬والرأةِ قط عُ جزءٍ يق عُ عليه‬
‫ج فوق ثقب ِة البولِ تُشبهُ عُرفَ الديكِ وتسمى‬ ‫السمُ من اللحمةِ الوجودةِ بأعلى الفر ِ‬
‫الب ظر بوحدة مفتوحة فمعجمة ساكنة ونقلَ الردبيلي عن الِمام ولَو كان ضعي فَ‬
‫الِلقةِ بيث لو خُتَ خِي فَ علي هِ ل يُختْ إل أن يَغلُ بَ على الظ نّ سلمتَهُ‪ ،‬ويند بُ‬
‫تعجيلُ هُ سابعَ يو مِ الولدةِ للِتّبا عِ‪ ،‬فإِن ُأ خر ع نه ف في الربع ي‪ ،‬وإل ف في ال سنةِ‬
‫السابعةِ لنا وق تُ أمر هِ بالصلةِ ومَن ما تَ بغيِ خِتا نٍ لن يُختْ ف الصحِ‪ .‬ويُسنّ‬

‫‪302‬‬
‫إظهارُ ختا نِ الذكرِ وإخفاءُ خِتا ِن الُنثى‪ ،‬وأمَا مؤنةِ التا نِ ف مالِ الختو نِ ولو غ َي‬
‫ملّف‪ ،‬ث على مَ نْ تلزمُ هُ نفقتُ هُ‪ .‬وي بُ أيضا قط عُ سرةِ الولودِ بعدَ ولدتِ هِ بعدُ نوَ‬
‫ربطِها لتُوقف إمساكِ الطعا مِ عليه‪( .‬وحر مَ تثقي بُ) أن فٍ مطلقا (وأذ نُ) صبّ قطعا‪،‬‬
‫وصبِيةٍ على الوج هِ لتعلي قِ اللَ قِ كما صرحَ به الغزال وغيُه لن هُ إيل مٌ ل تد عُ إلي هِ‬
‫حاج ٌة وجوز هُ الزركشي واستدلّ با ف حدي ثِ أمّ زر عٍ ف الصحيح‪ ،‬وف فتاوى‬
‫قاضيخان مِ نَ النفيةِ أن هُ ل بأ سَ ب هِ لنم كانوا يفعلونَ هُ ف الاهليةِ فل مْ يُنكِرْ عليهم‬
‫ر سولُ ال‪ ،‬و ف الرعايةِ للحنابلةِ يوزُ ف ال صبيةِ لغر ضِ الزينةِ‪ .‬وَيُكر هُ ف ال صب‪.‬‬
‫انتهى‪ .‬ومقتضى كل مُ شيخنا ف شرح النهاج جوازُ هُ ف الصبيةِ ل الصب لا ُعرِ فَ‬
‫أن هُ زينةٌ مطلوبةٌ ف حقهنّ قديا وحديثا ف كلّ ملّ‪ .‬و قد ج ّوزَ اللّعِ بَ لنّ ب ا في هِ‬
‫هذهس الزين ِة الداعيةِ لرغبةِ‬
‫والتعذيبس فس مثلِ ِ‬
‫ُ‬ ‫صسورةٌ للمصسلحةِ‪ ،‬فكذا هذا أيضا‪.‬‬
‫ك فإِن ُه مهمّ‪.‬‬
‫الزواجِ إليهنّ سهل متملٌ ومغتفَرٌ لتلكَ الصلحةِ‪ .‬فتأملْ ذل َ‬

‫[تتمة]‪ :‬مَنْ كانَ مع داب ٍة يضمَنُ ما أتلَفَتْهُ ليلً ونارا‪ .‬وإ ْن كانتْ وحدَهَا فأَتلَفَ ْ‬
‫ت‬
‫ضمَنَس إل أن ل يُفرّطَس فس ربطِهَا‪.‬‬ ‫ل َ‬ ‫زرعا أو غيَهُس نارا ل يضمَن ْس صساحُبهَا‪.‬أو لي ً‬
‫ف نوِ ه ّرةٍ طيا أو طعاما عَهدَ إتلف ها ضم نَ مالِكُ ها ليلً ونارا إن ق صّرَ ف‬ ‫وإتل ُ‬
‫ربطِ هِ‪ ،‬وتُدف عُ الرّ ُة الضاريَةُ على نوِ طيٍ أو طعا مٍ لتأكَُل هُ ك صائلٍ برعايةِ الترتي بِ‬
‫السابقِ‪ .‬ول تقت ُل ضاريةً ساكنةً خلفا لمعٍ لِمكا ِن التحرزِ عن شرّها‪.‬‬

‫بابُ الهاد‬

‫( ُه َو فَر ضُ كفايةٍ كلّ عا مٍ) وَلو م ّرةً إذا كان الكفارُ ببلدِ هم‪ ،‬ويتعيُ إذا دَخلوا‬
‫بلدَنا كما يأت‪ :‬وحُكْمُ فرضِ الكفايةِ أنه إذا فعلهُ من فيهم كفايةً سقطَ الرجُ عنه‬
‫وعن الباقي‪ .‬ويأثُ كلّ من ل عُذرَ لهُ مِنَ السلميَ إنْ تركوهُ وإن َجهِلُوا‪ .‬وفروضُها‬
‫ت الصانعِ سبحانهُ وما يَج بُ ل هُ‬
‫كثيةٌ (كقيا ٍم بج جٍ دينيةٍ) وهي الباهيُ على إثبا ِ‬

‫‪303‬‬
‫ت النبوا تِ وما وردَ ب هِ الشر عُ مِ نَ الَعا ِد‬
‫من الصفَاتِ ويستحيلُ علي هِ منها وعلى إثبا ِ‬
‫والِ سَابِ وغيِ ذلك‪( .‬وعلو مٍ شرعيةٍ) كتف سيٍ وحدي ثٍ وفِق هٍ زائدٍ على ما ل بدّ‬
‫منه وما يتعل قُ با بَي ثُ يصلحُ للقضاءِ والِفتاءِ للحاجةِ إليهِما (ودف ِع ضررٍ معصومٍ)‬
‫يصسلْ لال ِة الضطرارِ أو عارٍ أو نوهِم َا‪.‬‬ ‫جائعس ل ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِنس مسسلمٍ وذم ِي وَمُسستأمنٍ‬‫م ْ‬
‫والخاط بُ ب هِ كُلّ مو سرٍ ب ا زادَ على كفايةِ سنةٍ له ولمونةٍ عندَ احتللِ بي تِ الالِ‬
‫وعد مِ وفاءِ زكاةٍ (وأَمرٍ بعرو فٍ) أي واجبا تِ الشر عِ والك فِ عن مرماتِه فشملَ‬
‫النهي عن منكر ي الحرّ مِ لكنّ ملّ هُ ف واج بٍ أو حرا مٍ مُجم عٍ علي هِ‪ ،‬أو ف اعتقادِ‬
‫الفاعلِ والخاط بُ ب هِ كل مُكَلّ فٍ ل َيخَ فْ على نوِ عضوٍ ومالٍ وإن قلّ ول يغل بْ‬
‫على ظِن هِ أن فاعَل هُ يزي ُد في هِ عنادا وإن عل مَ عادةً أنه ل يفيدَ هُ بأن يُغيَ هُ بكلِ طري قٍ‬
‫أمكنَ هُ من يدٍ فل سا ٍن فا ستغاثة بالغ ِي فإِن عجزَ أنكر هُ بقلبِ هِ‪ .‬ولي سَ لح ٍد البح ثَ‬
‫والتجسسَ واقتحا مَ الدورِ بالظنو نِ‪ .‬نعم‪ :‬إن أخبَهُ ثقةٌ بن اختفى بنكرٍ ل يتدار كُ‬
‫كالقتلِ والزنا لزم هُ ذلك‪ .‬ولو توق فَ الِنكارُ على الرف عِ للسلطانِ ل ي بْ لا في هِ من‬
‫هت كِ حرمةٍ وتغريِ مالٍ‪ .‬قاله ا بن القشيي‪ .‬قال شَيخُنَا‪ :‬وله احتمالٌ بوجوب هِ إذا ل‬
‫وكلمس الروضةِ وغيِهسا صسريحٌ فيهسِ‪ .‬انتهسى‪( .‬وتَحمُلُ‬ ‫ُ‬ ‫بهس هوَ الوجهسُ‪،‬‬
‫ينحِرْ إل ِ‬
‫شهادةٍ) على أهل له حضرَ إلي هِ الشهودُ علي هِ أو طلبَ هُ إن ُع ِذرَ بعذرِ جُمعةٍ (وأدائِها)‬
‫على ِم نْ يملُها إن كان أكثرَ من نصابٍ وإل فهوَ فر ضُ عيٍ (وكإِحياءِ كعبةٍ) ب جٍ‬
‫وعمرةٍ كل عا ٍم وتشيي عِ جنازةٍ (وردّ سلمٍ) م سنونٍ (ع نْ ج عٍ) أي إثنيِ فأكثرَ‪،‬‬
‫ط الفَر ضُ عن الباقي ويت صّ بالثوا بِ‪ ،‬فإِن رُدّوا كلهم ولو مرتبا أُثيبُوا ثوا بَ‬ ‫فيسق ُ‬
‫الفر ضِ كال صليَ على النازةِ‪ .‬ولو سلمَ ج عٌ مرتبو نَ على واحدٍ فردّ مرّ ًة قا صدا‬
‫جيعهم‪ ،‬وكذا لو أطل قَ على الوج هِ أجزأَ هُ ما ل يصل فص ٌل ضارّ‪ .‬ودخلَ ف قول‬
‫مسنونٌ سلمُ امرأةِ على امرأةٍ أو نوِ َمحْر مٍ أو سيدٍ أو زو جٍ وكذا على أجنبّ وهي‬
‫عجوزٌ ل تُشتهى‪ .‬ويلزمها ف هذ ِه الصورةِ ردّ سلمِ الرجلِ‪ .‬أما مشتهاةٌ ليس معها‬
‫امرَأَةٌ أخرى فيحر مُ عليها ردّ سلمِ أجنب‪ ،‬ومثلُه ابتداؤه ويُكر هُ ردّ سلمِها‪ ،‬ومثُل هُ‬

‫‪304‬‬
‫ابتداؤ هُ أيضا‪ .‬والفر قُ أن ردّ ها وابتدا َء ها يُ ْطمِعُ هُ لطمعِ ِه في ها أك ثر بل فِ ابتدائِ ِه‬
‫ورد هِ‪ .‬قالَ هُ شيخ نا‪ .‬ولو سّلمَ على ج عِ ن سوةٍ وج بَ ردّ إحداهنّ إذ ل ي شى فتنةً‬
‫حينئذٍ‪ .‬وخر جَ بقول عن جع الواحد فالردّ فر ضُ عيٍ علي ِه ولو كا نَ السلمُ صبيا‬
‫ميزا‪ .‬ول بدّ ف البتداءِ والردّ من رفع الصوتِ بقدرِ ما يصلُ ب هِ السماعُ الحق قُ‬
‫ولَو ف ثقيل السمع‪ .‬نعم‪ :‬إنْ مرّ عليهِ سريعا بَيثُ ل يبلغْهُ صوتَ ُه فالذي يظهر كما‬
‫قالَ هُ شيخُ نا أن هُ يلز مه الرف عُ و سعيُهُ دو نَ العدو خَلفَ هُ‪ .‬وي بُ ات صالُ الردّ بال سلمِ‬
‫كاتصالِ قبو ِل البي عِ بإِيابِ هِ‪ .‬ول بأ سَ بتقديِ علي كَ ف ردِ سل ِم الغائ بِ لنّ الفصلَ‬
‫ليسَ بأجنب‪ .‬وحيثُ زالتِ الفوريّةُ فل قضاء خلفا لا يُوهُهُ كلمُ الرويان‪ .‬وَيَجبُ‬
‫ف الردّ على الصمّ أن يمعَ بيَ اللفظِ والِشارةِ ول يلزمهُ الردّ إل إن جعَ لهُ السّلمُ‬
‫عليهِ بيَ اللفظِ والِشارة (وابتداؤهُ) أي السلمُ عندَ إقبالِهِ أو انصرافِهِ على مُسَّلمٍ غي‬
‫نوِ فاسقٍ أو مبتدع حت الصبّ الميزَ وإن ظن عد مَ الردّ (سنةٌ) عينا للواحدِ وكفايةً‬
‫للجماعةِ كالتم سيةِ لل كل ل ب‪" :‬أنّ أول النا سِ باللّ هِ َم نْ بَدأهُ مْ بال سلمِ"‪ .‬وأف ت‬
‫القا ضي بأن الِبتداءَ أفضلُ ك ما أن إِبراءَ الع سرِ أفضلُ مِ نْ إِنظار هِ و صيغةُ ابتدائ هِ‬
‫السلمُ عليكم أو سلمٌ عليك مُ‪ ،‬وكذا عليك مُ السلمُ أو سلمُ‪ ،‬لكن هُ مكرو هٌ للنهي‬
‫عن هُ و مع ذل كَ ي بُ الرد في هِ بل فِ وَعليك مُ ال سل ُم بالواو إذْ ل ي صلحُ للبتداءِ‬
‫المعس حتس فس الواحدِ لَجلِ اللئكةِ‬ ‫ِ‬ ‫التيانس بصسيغ ِة‬
‫ُ‬ ‫والفضلُ فس البتداءِ والردّ‬
‫وَالتعظي مِ وزيادةُ ورحةُ اللّ هِ وبركاتُه ومغفرتُ هُ‪ .‬ول يكفي الِفرادُ للجماع ِة ولو سلمَ‬
‫كلٌ على الخ ِر فإِن ترتبا كا نَ الثان جوابا‪ :‬أي ما ل يقصدْ ب ِه البتداءُ وحدَ هُ كما‬
‫بثَهُ بَعضهُم وإل لزمَ كلّ الردّ‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬يُ سنُ إر سالُ ال سلمِ للغائ بِ ويلز مُ الر سو ُل ال تبيلغُ لن هُ أمان ٌة وي بُ‬
‫أداؤها‪ .‬وملّ هُ مَا إذا رَض يَ بتحمل تل كَ المانةِ‪ .‬أما لو ردّها فل وكذا إن س َكتَ‪.‬‬
‫وقال بعضُهُم‪ :‬ي بُ على الو صى ب هِ تَبليغ هُ وملّ هُ ك ما قالَ شيخ نا إن قَبِلَ الو صيةَ‬

‫‪305‬‬
‫بلفظٍس يدلّ على التحملِ ويلزمُس الُر سل إليهِس الر ّد فورا باللفظِس فس الِرسسالِ وبهِس أو‬
‫بالكتاب ِة في ها‪ .‬وَيُنَد بُ الردّ أيضا على البلّغ والبداءةُ ب هِ فيقولُ علي كَ وعلي هِ ال سلمُ‪،‬‬
‫لل خبِ الشهورِ في هِ‪ .‬وح كى بعضُهُم نَد بَ البدِاءَةِ بالر ِسلِ‪ .‬وَير مُ أن يبدأ ب هِ ذميا‬
‫ويسستثنيه وجُوبا بقلبهِس إن كانَس مسع مسسلمٍ‪ .‬ويسسنّ لن ْس دخلَ ملّ خاليا أن ْس يقولَ‬
‫ب السلمُ على قاضي حاجةِ بولٍ أو‬ ‫السلمُ علينا وعلى عبادِ اللّ هِ الصاليَ‪ .‬ول يند ُ‬
‫غائ طٍ أو جا عٍ أو ا ستنجا ٍء ول على شار بٍ وآكلٍ ف فمِ هِ اللقمةُ لشغلِ هِ ول على‬
‫فاسقٍ بَلْ يُسنّ تركَ هُ على ماهرٍ بفسقِهِ ومرتك بِ ذن بٍ عظي مٍ ل يت بْ مِن ُه ومبتد عٍ‬
‫إل لعذرٍ أو خوفِ مفسدةٍ ول على مُصلّ وسا ِجدٍ ومُؤذنٍ وَمُقيمٍ وخطيبٍ وَمُستَمِعِهِ‬
‫ب فإِن هُ يبُ عليهِ ذلكَ بل يكرهُ الردّ لقاضي الاجةِ‬ ‫ول ردّ عليهم إل مُسَتمِعَ الطي ِ‬
‫والام عِ والستنجي وَيُ سَنّ للكلِ وإ ْن كانت اللقمةُ بفِي هِ‪ .‬نعم‪ :‬يُسنّ السلمُ علي هِ‬
‫ب عد البل عِ وقب َل وض عِ اللقمةِ بفي هِ‪ ،‬ويلزمُ هُ الردّ ويُ سَنّ الردّ ل ن ف الما مِ ومل بّ‬
‫باللف ظِ ولصلَ ومؤذ نٍ ومقي مٍ بالِشارةِ‪ ،‬وإل فبع َد الفرا غِ أي إ ْن قَرب الفَصل‪ ،‬ول‬
‫ف وراك بٍ‬ ‫ي بُ عليهم‪ .‬ويُسنّ عندَ التلقي سلمُ صغيٍ على كبيٍ وما شٍ على واق ٍ‬
‫عليهم وقليلي على كثيينَ‪.‬‬

‫[فوائد]‪ :‬وحت الظهرَ مكروهٌ‪ .‬وقا َل كثيونَ حرامٌ‪ .‬وأفت النووي بكراهةِ الننا ِء‬
‫بالرأسِ وتقبي ِل نوِ رأسٍ أو يدٍ أو رجلٍ ل سيما لِنحوِ َغنٍ لديثِ‪" :‬مَنْ تواضَعَ لغَن‬
‫ذَهَ بَ ثُلثا ديَن هُ"‪ .‬وَيُند بُ ذلك لنحوِ صلحٍ أو عل مٍ أو شر فٍ لن أبا عبيد ًة قبّل َيدَ‬
‫ُعمَر رضي اللّ هُ عنهما‪ .‬وَيسنّ القيا مُ ل ْن في هِ فضيلةً ظاهرةً مِ ْن نوِ صلحٍ أو عِلمٍ أو‬
‫ولدةٍ أو ولَيةٍ مصحوبةٍ بصيانةٍ‪ .‬قال اب نُ عبدِ السلمِ أو لن يُرجى خيُه أو يُخشَى‬
‫شَرّ هُ ولو كافرا خُش يَ مِن هُ ضررا عظيما‪ .‬وَيَحرُ مُ على الر جل أن ي ب قيامَهُم ل هُ‪.‬‬
‫وَيُ سنّ ت قبيلُ قاد مٍ م نْ سفرٍ ومعانقتُه للِتبا عِ (كتشمي تِ عاط سٍ) بال غٍ (حَمدَ اللّ هَ‬
‫حكَ اللّ ُه فإِن هُ‬
‫ك ال أو رَحَمكُم اللّ هُ و صغيٍ ميزٍ َح َمدَ اللّ َه بنحوِ أ صل َ‬
‫تعال) بيحُ َ‬

‫‪306‬‬
‫سُنةٌ على الكفايةِ إن َس ِمعَ جاعةً و سُنةُ عيٍ إ نْ َس ِمعَ واحدٌ إذا َح َمدَ اللّ هَ العاط ُ‬
‫س‬
‫الميزُ عق بَ عُطَا ِسهِ بأَ نْ ل يتخللْ بينه ما فَو قَ سكتةِ تنف سٍ أوعَ َى فإِن هُ يُ سنُ له أن‬
‫يقولَ عقبَ ُه المدُ للّ هِ وأفضلُ من هُ المدُ للّ هِ ر بّ العاليَ‪ ،‬وأفضلُ من هُ المدُ للّ هِ على‬
‫كلِ حالٍ‪ .‬وخرج بقولِي حَ مد اللّه مَ نْ ل يمدُه عق به فل يُ س ّن التشمي تُ له‪ .‬فإِن‬
‫شمّت هُ‬
‫شَك قال يَرح مُ اللّ هُ من حَمدَ هُ‪ .‬ويُ س ّن تذكيُ هُ ال مد وعندَ توال العطا سِ ُي َ‬
‫لثل ثٍ ث يَدعو له بالشفاءِ ويُسرّ ب هِ الصلِي ويمدُ ف نفسهِ إن كا نَ مشغولً بنحوِ‬
‫ط رَفعٌ بكلّ بيثُ يسمعُه صاحُبهُ‪ .‬وَيُسنّ للعاطسِ وضعُ شيءٍ‬ ‫بولٍ أو جَماعٍ وَيشتر ُ‬
‫شمّتِ هِ بِنحوِ يهديكُ مُ اللّ هُ ويُ صلحُ‬
‫على وجه هِ وخف ضُ صوتِهِ ما أمكنَه‪ ،‬وإجابةُ ُم َ‬
‫بَالَكم أو يَغفرُ اللّهُ لكم للمرِ بهِ ويسنّ للمتثائبِ ردّ التثاؤبَ طاقتهُ وَسَترُ فِيهِ ولو ف‬
‫ال صلةِ بيدِ هِ اليُ سرى‪ .‬ويُ سنّ إجاب ُة الداعِي بلبي كَ‪( .‬والهادُ) فر ضَ كفايةٍ (على)‬
‫كلّ مسلمٍ (مكلّ فٍ) أي بال غٍ عاقلٍ لرف ِع القل مِ عن غيِها (ذكرٍ) لضع فِ الرأةِ عنه‬
‫ق ولو مكاتبا ومُبعضا وإن أذ نَ ل هُ سيدُ ُه لنق صِهِ‬ ‫غالبا (حُرّ) فل ي بُ على ذي ر َ‬
‫(مُستطيعٍ لَ هُ سلحٌ) فل ي بُ على غيِ مستطيعٍ كأقط عٍ وأعمى وفاقدٍ معظ مَ أصابعَ‬
‫يد هِ‪ ،‬ومَ نْ ب هِ عرجٌ بيّن أو مرضٌ تعظم مشقتهُ‪ ،‬وكعادمِ مؤنٍ ومَركبٍ ف سَف ِر قصرٍ‬
‫فاضلٌ ذل كَ عن مؤنةِ مَ نْ تلزمُ هُ مُؤنتُ هُ كما ف ال ِج ول عَلى مَ نْ لي سَ ل هُ سلحٌ لنّ‬
‫عادِمُ ذلكَ ل نُصرةَ بهِ (وحَرُمَ) على مدينٍ مُوسَرٍ عليهِ دينٌ حالَ ل يوكِلْ من يقضي‬
‫عن هُ من مال ِه الاضِر ( سَفرٌ) لهادٍ وغيِه‪ ،‬وإن قَ صُرَ وإن ل ي كن موفا أو كا نَ‬
‫لطل بِ عل مٍ رعايةً ل ّق الغيِ‪ ،‬ومن ث جاءَ ف مُسلم‪ :‬القتلُ ف سبيلِ اللّ هِ يُكفّرُ كلّ‬
‫شيءٍ إل الدّيْن‪( .‬بل إذ نِ غَريٍ) أو ظنّ رضا هُ وهوَ من أه ِل الِذ نِ‪ .‬ولو كان الغريُ‬
‫ذميا أو كا نَ بالدّي ِن رَه نٌ وث يق أو كفيلٌ مُو سَر‪ .‬قال الَ سنوي ف الهما تِ‪ :‬أنّ‬
‫ب الدي نِ لي سَ بكا فٍ ف جوازِ السفرِ‪ ،‬معتمدا ف ذلِك على ما فُه مَ من‬ ‫تر ّ‬ ‫سكو َ‬
‫كل ِم الشيخيِ هنا‪ .‬وقالَ اب نُ الرفعةِ والقاضي أبو الطيّ بِ والبندنيجي والقزوين‪ :‬ل‬
‫بدّ ف الرمةِ مِ َن التصريحِ بالن عِ‪ ،‬وَنقلَ ُه القاضي إبراهي مُ بن ظهيةَ ول ير مُ السفرُ‪،‬‬

‫‪307‬‬
‫بل ول ين عُ من هُ إن كا نَ مع سرا أو كا نَ الدّي نُ مُؤ َجلً وإ ْن قَرُ بَ حُلول هُ بشر ِ‬
‫ط‬
‫وصولِهِ لا يلّ له فيه القصرُ وهوَ مُؤجلٌ (و) حر َم السفرُ لهادٍ وَحجّ تطوّعٍ بل إذنِ‬
‫(أَ صلٍ) م سلمٍ أ بٍ وأ مّ وإن علِ يا ولو أذ نَ من هو أقر بُ مِن هُ‪ ،‬وكذا ير مُ بل إذ نِ‬
‫أصلٍ سفرٌ ل تغل بْ في ِه السلمةَ لتجارةٍ (ل) سفرٌ (لتعل مِ فر ضٍ) ولو كفايةٍ كطل بِ‬
‫(وإنس دخلوا) أي الكفارُ‬
‫ْ‬ ‫يأذنس أصسُلهُ‬
‫وإنس ل ْ‬ ‫عليهس ْ‬
‫يرمس ِ‬
‫النحوِ ودرجةِ الفتوى فل ُ‬
‫(بلدةً لنا تَعيّ نَ) الهادُ (على أهْلِها) أي يتعيّ نُ على أهلِها الدف عُ با أمكَنهُم وللدفع‬
‫مَرتبتا نِ‪ .‬إحداهُ ما أن يتمَلَ الال اجتماعَهُم وتأهبَهُم للحر بِ فوج بَ الدف عُ على‬
‫كلّ منهُ مْ ب ا يقدرُ علي هِ ح ت على مَ نْ ل يلز مه الها ُد نوَ فقيٍ وولدٍ ومدي ٍن وعبدٍ‬
‫وامرأ ٍة فيهسا قوّة بل إذن منس مرّ‪ .‬وَيغتفرُ ذلكَس لذا الطبِس العظيمِس الذي ل سسبيل‬
‫ب فمن قصدَهُ‬ ‫لهالِ هِ‪ .‬وَثَانِيتُهما أ نْ يغشاهُ مُ الكفارُ ول يتمكنو نَ من اجتا عٍ وتأه ٍ‬
‫كافرٌ أو كفارٌ وعَلِ مَ أن هُ يُقتلُ إن أخ َذ هُ فعلي هِ أن يدف عَ عن نفسهِ با أمك نَ وإن كان‬
‫من ل جهادَ عليهِ لمتناعِ الستسلمِ لكافرٍ‪.‬‬

‫ل فله قتالٌ واسستسلمٌ إن‬ ‫تأهبس لقتالٍ وج ّوزَ أسسرا وقت ً‬


‫ٌ‬ ‫ُمكنس‬
‫[فروع]‪ :‬وإذا ل ي ْ‬
‫عَِلمَ أنه إنْ امتنعَ منهُ قُتِل وأمِنتِ الرأةُ فاحشةً إن أخذت وإلّ تعي الهادُ‪ ،‬فمنْ عَِلمَ‬
‫أو ظنّ أنه إ نْ أخ َذ قتل عينا امتن عَ علي ِه الستسلمُ كما مرّ آنفا‪ .‬ولو أسروا مسلما‬
‫ب النهو ضُ إلي هم فورا على ك ّل قادررٍ لل صِهِ إن ر جى‪ .‬ولو قال لكافرٍ أطلِ قْ‬ ‫ي ُ‬
‫أَسيَكَ وعليّ كذا فأطلقَ هُ لَزِمَ هُ ول يرج عُ ب هِ على السيِ إلَ إ نْ أذ نَ ل هُ ف مُفاداتِ هِ‬
‫فيج عُ علي هِ وإن ل يشتر طْ له الرجو عَ (و) تعيَ على ( َم نْ دو نَ مسافةِ قصرٍ منها)‬
‫أي من البلدةِ الت دخلوا فيها وإ ْن كا نَ ف أهِلهِم كفايةً لنم ف حكمِهم‪ ،‬وكذا‬
‫مَ ْن كانَ على مسافَ ِة القصرِ إن ل يكفِ أهلَها ومن يلَيهِمْ‪ ،‬فيصيُ فرضَ عيٍ ف حقّ‬
‫من قَرُبَ وفرضَ كفايةٍ ف حقّ من بَ ُعدَ‪َ ( .‬وحَرُمَ) على َمنْ هُو مِنْ أهلِ فرضِ الهادِ‬
‫ت قُتِ َل لعدّ هِ الفرار‬
‫(انصرافٌ ع نْ صفّ) بعدَ التلقي وإن غل بَ على ظنّ هِ أن هُ إذا ثب َ‬

‫‪308‬‬
‫مِنَ الزَحفِ ِم َن السَْبعِ الوبقاتِ‪ .‬ولو ذهبَ سلحُهُ وأمكنَ الرميُ بالجارةِ ل يزْ لَ ُه‬
‫ضهُم بأنه إذا غلبَ ظَنّ اللكِ بالثباتِ من غيِ‬ ‫النصراف على تَناقضٍ فيهِ‪ .‬وجزمَ بع ُ‬
‫وجبس الفرارُ (إذا ل يزيدوا) أي الكفارُ (على مثلينسا) لليسة‪ .‬وحكِمةُ‬ ‫َ‬ ‫نكاي ٍة فيهسم‬
‫َعفس أنّ الُسسِلمَ يقاتلُ على إحدى الُسسنييِ‪ :‬الشهادةُ والفوزُ‬ ‫وجُوب مُصسَابرةِ الض ِ‬
‫بالغنيمةِ م عَ الجرِ‪ ،‬والكافرُ يُقاتلُ على الفو ِز بالدن يا فَقَط‪ .‬أ ما إذا زَادوا على الِثلَيِ‬
‫كمائتيِ وواحدٌ عنِ مائةٍ فيجوزُ الِنصرافُ مُطلقا‪ .‬وَحَرّمَ جَمعٌ متهدونَ النصرافَ‬
‫مطلقا إذا بَل غَ السلمونَ اثن عشرَ ألفا لب‪" :‬لَ نْ يُغلَ بَ إثنا عشرَ ألفا مِ ْن قِلةٍ" وب هِ‬
‫خ صتِ اليةِ‪ .‬ويُجا بُ بأن الرادَ ِم نَ الدي ثِ أنّ الغال بَ على هذا العددِ الظَفَرُ فل‬
‫ُمس الِنصسرافُ إن‬ ‫واضحس وإناس يَحر ُ‬
‫ٌ‬ ‫فيهس لرمةِ فرارٍ ول لعدمِهسا كمسا ه َو‬‫تعرض ِ‬
‫قاومناهسم إل متحرفا لِقتالٍ أو متحيزا إل فئةٍ يسستنجدُ باس على العدوّ ولو بعيدة‬
‫(وَيُرقّ ذراري كفارٍ) وعَبيدهَم ولو مسلميَ كامليَ (بأسرٍ) كما يرقّ حربّ مقهورٌ‬
‫س ال سرِ أرقاءَ ل نا ويكونو نَ ك سائرِ أموالِ الغنيمةِ‪.‬‬ ‫لر ب بالقهرِ أي ي صيونَ بنف ِ‬
‫ودخلَ ف الذراري ال صبيانِ والجانيَ والن سوا َن ول حدّ إ نْ وطىءَ غَانٌ أو أبوه أو‬
‫ْكس ويُعزرُ عال ٌ‬‫التملكس لن فيهسا شُبهةَ مُل ٍ‬
‫ِ‬ ‫سسيدهُ أمةً فس الغنيمةِ ولو قبلَ اختيا ِر‬
‫بالتحريِ ل جاهلٌ بهِ إن ُعذِرَ لقربِ إسلمِهِ أو بَ ُعدَ ملهُ عن العلماءِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يُحكمُ بإِسلمِ َغيَ بالغٍ ظاهرا وباطنا‪ :‬إما تبعا للساب السلم ولو شا َركَ ُه‬
‫كافِرٌ ف سَبِيهِ‪ ،‬وإما تبعا لحدِ أُ صُولِهِ وإن كا نَ إسلمُ ُه قَبَلَ عُلوقِ ِه فَلو أقرّ أحدُهُما‬
‫بالكفرِ بعدَ البلوغ فهسو مرتدّ مِنَس الن َس (ولِمامسٍ) أو أميٍ (خَيارٌ فس) أسسيٍ (كاملٍ)‬
‫ببلو غٍ وعقلٍ وذكورةٍ وحريةٍ (بيَ) أربَ عِ خِ صالٍ مِ نْ (قتلٍ) بضر بِ الرقبةِ ل غ ي‬
‫(وَمنّ) عليسه بِتخليةِ سسبيِلهِ ( َوفِداءٍ) بأسسرَى مِنّاس أو ما ٍل فيخمس ُس وجوبا أو بنحسو‬
‫سِلحا ويفادى سِل ُحهُم بأَسرانا على الوج هِ ل بالٍ (واسترقاقٍ) فيفع ُل الِما مُ أو‬
‫نائِبُ هُ وجوبا الحظّ للم سلميَ لجتهادِ هِ وَمَ نْ قتلَ أ سيا غيَ كاملٍ لزمتْ ُه قِيمَتَ هُ أو‬

‫‪309‬‬
‫صمُ دَمَ هُ) ِم َن‬ ‫كاملً قب َل التخييِ في هِ عُ ّز َر ف قط (وإ سل ُم كافرٍ) كاملٍ (بعدَ أ سرٍ يَع ِ‬
‫القتلِ ل بِ الصحيحي‪" :‬أُمِرْ تُ أَ نْ ُأقَاتِ َل النا سَ حت يشهدوا أَ نْ ل إل هَ إل ال‪ ،‬فإذا‬
‫صمُوا مِن دماءَهُم وأموالُم إل بقّها" ول يذكُرْ هُنا ومالَ هُ لن هُ ل يعصمهُ‪.‬‬ ‫قالوا عَ َ‬
‫َهس وإِن كانوا بدَارِ‬
‫للعلمس بإِسسل ِمهِم تِبعا ل ُ‬
‫ِهس ِ‬ ‫ّهس ول صسغارَ أولد ِ‬ ‫ِمامس رِق ُ‬
‫إذا اختارَ ال ُ‬
‫الر بِ َأوْ أَرقاءَ وإذا تَبعُو هُ ف الِ سلمِ و هم أَحرارٌ ل يُرقّوا لمتناع طروّ الرقّ على‬
‫مَ ْن قار نَ إِسل َمهُ حُريََت هُ‪ .‬ومِ نْ ثّ أجعُوا على أنّ الرّ السلمَ ل يُسب ول يُستَرقّ أو‬
‫أرقاءٌ ل ينقص ِرقّهُم‪ .‬ومن ث لو َملَ كَ حربٌ صغيا ث حُكِ مَ بإِسلمهِ تبعا لصِلهِ‬
‫جاز سبيُه وا سترقاقُهُ ويب قى اليارُ ف با قي ال صالِ ال سابقةِ مِن الِنّ أو الفداءِ أو‬
‫الرِقّ‪ .‬ومَحلّ جوازِ الفاداةَ مع إرادةِ الِقامةِ ف دارِ الكفرِ إن كان له ثّ عشيةَ يَأْم نُ‬
‫صمُ‬
‫مع ها على نف سِهِ ودينِ هِ (و) إ سل ُمهُ (قبلَ هُ) أي ق بل أ س ٍر بوض عِ أيدي نا علي هِ (يَع ِ‬
‫دما) أي نف سا عن كل ما مرّ (ومالً) أي جي َع ُه بدار نا أو دار هم وكذا فرعُه الرّ‬
‫ت ولو بَعدَ الدخولِ‬ ‫الصغيُ والجنو نُ عندَ السب عن ال سترقاق ل زوجُت ُه فإِذا سُبي ْ‬
‫انقط عَ نِكا ُح هُ حالً‪ .‬وإذا سُبَي زوجا نِ أو أحدَهُما انفسخَ النكا حُ بيَنهُما لا ف خبِ‬
‫مسلمٍ أنم لّا امتنعوا يومَ أوطاسَ ِمنْ وطءِ الَسبّياتِ التزوّجات نَزلَ {وَالُحصَنَاتُ}‬
‫أي الُتزوجا تُ {مِ َن النساءِ إل مَا مَلَكَ تْ أيَانُكُ مْ}‪ .‬فحرّم اللّ هُ تعال التزوّجات إل‬
‫السبياتَ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو ادّعَى أس ٌي َقدْ ُأرِ قّ إسلمَهُ قبلَ أسرِهِ ل يُقبَلْ ف الر قّ ويُجعَلُ مُسلما‬
‫صدّقَ‬ ‫من النَ ويثبتُ بشاهدٍ وامرأتيِ ولو ادّعَى أسيٌ أنه مسلمٌ‪ ،‬فإِن أُخذَ من دارِنا ُ‬
‫ب فَل (وَإذا أَرقّ) الربّ (وعلي هِ دي نٌ) ل سلِم أو ذمِ يٍ (ل‬ ‫بِيمينِ هِ أو مِ نْ دَارِ الر ِ‬
‫يَسقُطْ) وسقطَ إن كا نَ لربّ‪ ،‬ولو اقتر ضَ حَربّ من حربّ أو غ ِي هِ أو اشترى مِن هُ‬
‫شيئا ثُمّ أسسلما أو أحَدهُ ما يَ سقُط لِلتزامِه بعقدٍ صحيحٍ‪ .‬ولو أتلفَس حربّ على‬
‫ف فل ضما نَ لن هُ ل يلتز مْ شيئا‬ ‫حرب كي شيئا أو غ صبَهُ مِن هُ فأ سلما أو أ سلمَ الُتلِ ُ‬

‫‪310‬‬
‫بعقدٍ حت يستدامَ حُكمَ ُه ولَنّ الربّ لو أتل فَ مالَ مسلمٍ أو ذم يٍ ل يضمنُ ُه فَأَول‬
‫مال الرب‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو قَهرَ حربّ دائِنَ هُ أو سيدَهُ أو زوجَ هُ ملكه ارتف عَ الدي نُ والرِقّ والنّكا ُ‬
‫ح‬
‫ليسس للقاهرِ‬
‫ولكنس َ‬‫ْ‬ ‫كانس القاهِ ُر بعضا للمقهورِ‬
‫كانس القهورُ كاملً‪ ،‬وكذا إن َ‬ ‫وإن َ‬
‫بَيعَ مقهورِهِ البعض لعتقِهِ عليهِ خلفا للسمهودي‪.‬‬

‫الناسس وتأليفُهُم فس‬ ‫اختلفس ِ‬ ‫ُ‬ ‫[مهمسة]‪ :‬قال شيخُنسا فس شرح النهاج‪ :‬قَدْ كَثُرَ‬
‫السراري والرِقاءِ الجلوبيَ مِنَ الرو ِم والندِ‪ .‬وحاصلُ معتمدِ مذهبنَا فيهِم أنّ مَنْ ل‬
‫ت في هِ لحتمالِ‬ ‫يعل مْ كونَ هُ غنيمةً ل تتخَم سْ ول تُقسمْ َيحِلّ شراوه وسائرُ التصرفا ِ‬
‫أنّ آ سِرَ ُه البائ عُ له أولً حربّ أو ذميّ فإِنه ل يُخم سُ علي ِه وهذا كثيٌ ل نادرٌ‪ ،‬فإِ نْ‬
‫تقّ قَ أَنّ آخذَ هُ مسل ٌم بنحوِ سرقةٍ أو اختل سٍ ل يزْ شراو هُ إل على الوجْ ِه الضعي فِ‬
‫أ نه ل يُخمّ سُ علي هِ فقولُ ج عٍ متقدميَ ظاهرُ الكتا بِ وال سنةِ والِجا عِ على من عِ‬
‫وط ِء السراري الجلوبةِ من الرو مِ والندِ إل أ نْ يُنصبَ مَ نْ يقسمُ الغنائ مَ ول حي فَ‬
‫يتعيُ حلَ هُ على ما عُلِ مَ أن الغان له السلمون وإنه ل يسبق من أميِهِم قبلَ الغتنا مِ‬
‫مَ نْ أَ َخذَ شيئا َفهُوَ لَ هُ لوازِ هِ عِن َد الَئِمةِ الثلثةِ‪ .‬و ف قو ِل الشاف عي بل زَعَ َم التا جُ‬
‫سهَا‪ ،‬وله أن يُحرّ مُ بع ضَ الغانيَ‪،‬‬ ‫الفزاري أن هُ ل يلز ُم الِما مُ قسم َة الغنائ ِم ول تمي َ‬
‫لكن ردّهُ الصنفُ وغيُهُ بأنه مال فٌ للِجا عِ وطري قُ من َوقَ َع بيدِهِ غنيمة ل تُخمّ سْ‬
‫ردّها لستحقّ عل مٍ‪ ،‬وإل فللقاضي كالا ِل الضائ عِ أي الذي ل يق عِ اليأ سُ من صاحِبهِ‬
‫وإل كا نَ ملَ كَ بي تِ الا ِل فَلِمَن لَ ُه في هِ حقّ الظفرِ ب هِ على العتمدِ‪ .‬وَمِ نْ ثّ كان‬
‫الُعتمدُ كما مرّ أن مَ نْ وَ صَلَ لَ هُ شيءٌ يستحقّهُ من هُ حلّ لَ هُ أ َخذَ هُ وإن ظل َم الباقو نَ‪.‬‬
‫نَعَ مْ‪ :‬الور عُ لري ِد الت سري أن يشتري ثانيا مِ نْ وَكيلِ بي تِ الالِ لن الغال بَ عَد مَ‬
‫التخميسِ واليأسَ ِمنْ معرفةِ مالِكِها فيكون مُلكا لبيتِ الالِ‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫[تتمة]‪ :‬يُعت ُق رَقيقٌ حرب إذا هَربَ ث أ َسَلمَ ولو بع َد الدنَةِ أو أسلمَ ث هرَب قبْلَها‬
‫وإن لْ يُهاجرْ إلينا ل عك سَهُ بأن أسلمَ بعدَ هدنةٍ ث هر بَ فل يُعتق لكن ل يُردّ إل‬
‫سيدِهِ فإِنْ ل يعتقه با َع ُه الِمامُ مِنْ مُسلمٍ أو َدفَعَ لسيدِ ِه قيمتَهُ ِمنْ مالِ الصالِ وأعتقَهُ‬
‫ي والولَءُ لُم وإن أتا نا ب عد الُدنةِ‪ .‬وَشرط ردّ من جاءَ مِنهُم إلي نا حرّ‬ ‫ع نِ ال سلم َ‬
‫ذكرٌ مكل فٌ مسلما‪ ،‬فإِن ل تَكُ نْ لَ هُ َثمّ عشيةٌ تَحمي هِ ل يُردّ وإ ّل رُدّ عليهِم بطلبهِم‬
‫بالتخليةِ بينَهُ وبيَ طالبَهُ بل إجبارٍ على الرجوعِ َمعَ طالبِهِ‪ .‬وكذا ل يُر ّد صبّ ومنونٌ‬
‫البس‬
‫ِ‬ ‫أمس ل وامرأةٌ وخُنثَى أسسلمتا‪ :‬أي ل يوزُ ردّهُم ولو لنحوِ‬ ‫وصسفَا الِسسلم ْ‬
‫لضع ِفهِم وَيُغرمونَ لنا قيمةَ رقي ٍق ارتدّ دونَ الرّ الرتدّ‪.‬‬

‫بابُ القضاء‬

‫بالدّ‪ :‬أي الك مُ بيَ النا سِ‪ .‬وال ص ُل في هِ قبلَ الِجا عِ قولُ هُ تعال‪{ :‬وأَ نِ احكُ مْ‬
‫بينهُ مْ ب ا أنزلَ اللّ هُ} وقولُ هُ‪{ :‬فاحكُ مْ بينَهُم بالق سطِ} وأخبارٌ ك خبِ ال صحيحي‪:‬‬
‫"إذا حَكَ مَ حاكِ مٌ أي أراد الُكْ َم فاجتهدَ ث أصابَ فل هُ أجرا نِ‪ ،‬وإذا حَكَ مَ فاجتهدَ‬
‫ث أخطأ فَلَ هُ أجرٌ"‪ .‬وف روايةٍ بدل الول‪" :‬فَلَ هُ عشرةُ أجورٍ" قالَ ف شر حِ مُسِلمٍ‪:‬‬
‫أج عَ السلمونَ على أنّ هذا ف حاك مٍ عالٍ مُجتهدٍ‪ .‬أَما غيه فآثٌ بمي عِ أحكامِ هِ‪،‬‬
‫وإن واف قَ الصوابَ لن إصابَتهُ إتفاقية‪ .‬و صَحّ خب‪" :‬القضاةُ ثلثةٌ‪ :‬قا ضٍ ف النة‪،‬‬
‫وقاضيان ف النارِ" َوفُ سّرَ الولُ بأن هُ عَرَ فَ القّ وقضى ِب هِ‪ ،‬والخيا نِ ِبمَ نْ عرَ فَ‬
‫وَجَار ف الُكْ مِ وَمَ ْن قضى على جهلٍ‪ .‬وما جَاءَ ف التحذيرِ عن هُ كخبِ‪" :‬مَ نْ جُ ِعلَ‬
‫قاضيا فَقَدْ ذُِب حَ بغيِ سكِي" مَحمولٌ على عِظَ مِ الَط ِر في هِ‪ ،‬أو على من يُكَ َر هُ ل هُ‬
‫القضاءُ‪ ،‬أو يُحرُ مُ ( ُهوَ) أي قبولُ هُ ِم نْ متعددي نَ صاليَ لَ هُ (فر ضُ كفايةٍ) ف الناحيةِ‬
‫بسل أسسن فروضِس الكفاياتِس حتس قالَ الغزالُ‪ :‬أنسه أَفضلُ مِنِس الهادِ‪ ،‬فإِنِس امتنعَس‬
‫الصالونَ لَ هُ من هُ أثوا‪ .‬أما تولي ُة الِما مِ أو نائبِ ِه لحدِهِم ف إقلي ٍم ففَر ضُ عيٍ عليه‪،‬‬
‫ث على ذي شوكةٍ‪ .‬ول يوزُ إخلءُ مسافةِ العدوى عن قاضٍ‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫[فرع]‪ :‬ل بدّ مِنْ توليةٍ مِ َن الِمامِ أو مأذونِهِ َوَلوْ لنْ تَعيَ للقضاءِ‪ ،‬فإِنْ فُقِدَ الِمامُ‬
‫فتوليةُ أهلِ اللّ والعقدِ ف البلدِ أو بعضهِم مَع رضا الباقِيَ ولو ولهُ أهلُ جانبٍ ِمنَ‬
‫البل ِد صس ّح فيسه دونَس الخسر‪ .‬وَمِن ْس صسَري ِح التوليةِ وَليتُكَس أو قَلدتُكَس القَضاء‪ .‬ومسن‬
‫ط القبولُ لفظا وكذا فورا ف الاضرِ‪.‬‬ ‫كفايتها عوّل تُ واعتمدْ تُ عليك في هِ‪ .‬ويُشتر ُ‬
‫وعندَ بلو غِ ال بِ ف غيِه‪ .‬وقالَ ج عٌ مققو نَ‪ :‬الشر طُ عَد مُ الردّ ومَ نْ تعيَ ف ناحيةٍ‬
‫لَزِمَه قبولَ ُه وكذا طلُب هُ ولو ببذلِ مالٍ وإن خا فَ من نف سِهِ الي َل فإِن ل يتعيْ في ها‬
‫كُرِ هَ للمفضولِ القبولَ والطل بُ إن ل يتن عْ الفضلُ‪ ،‬ويَحرُ مُ طَلبُ هُ بعزلِ صالٍ له ولو‬
‫ض كونُ هُ أهلً للشهادا تِ) كُلّها بأ نْ يكو نَ مُسلِما مكلفا حرّا‬ ‫ط قا ٍ‬‫مفضولً (وَشُرِ َ‬
‫ذكرا عدلً سيعا ولَو بالصياح بصيا‪ ،‬فل يُول من لَيسَ كَذلكَ ول َأ ْعمَى و ُهوَ من‬
‫يَرى الشب حَ ول يي ُز ال صورةَ وإن قَرُبَت بل فِ َم نْ ييزَ ها إذا قَرُبَ تْ بي ثُ يعرفُ ها‬
‫ولو بتكل فٍ ومزيدِ تأملٍ‪ ،‬وإن عجز عن قراءةِ الكتو بِ‪ .‬واختيَ صحةُ وليةِ العمى‬
‫ب القضاءِ‪ ،‬فل يُولّى مُغفلٌ ومتلّ نظرٍ ب كبٍ أو مر ضٍ (متهدا)‬ ‫(كافيا) للقيا مِ بن ص ِ‬
‫فل ي ص ّح تولِيةُ جاهلٍ ومقلدٍ وإن ح فظ مذه بَ إمامِ هِ لعجزِ هِ عن إدرا كِ غوامضِ هِ‪.‬‬
‫والجتهدُ من يعر فُ بأحكا مِ القرآ نِ مِ نَ العامّ والا صّ والجملِ وال بيِ والطل قِ‬
‫والقيدِ والن صّ والظاهرِ والنا سخِ والن سوخِ والُحكَ مِ والُتشَابِ هِ وبأحكا ِم ال سنةِ مِ نَ‬
‫الُتواترِ وهوَ ما تَعدد تْ طُرقُ هُ وَالحادِ وَ ُهوَ بِخلفِ هِ والتصل باتصا ِل رواتِ هِ إلي هِ صلى‬
‫اللّ هُ علي هِ وسلم ويُسمى الرفو عُ‪ ،‬أو إل الصحاب فقط ويُسمى الوقو فُ‪ .‬والرسلُ‬
‫وهو قو ُل التابعي قا َل رسولُ اللّهِ كَذا‪ ،‬أو فعلَ كذا‪ ،‬أو بِحالِ الروا ِة قوّةً وضعفا وما‬
‫تَواتَرَ ناقِلُوه‪ .‬وَأَجعَس السسلفُ على قَبولِهسِ‪ .‬ل يُبحثُس عَن ْس عَدال ِة ناقِليهِس ولهُس الِكتفاءُ‬
‫بتعديلِ إمامٍ عُرفَ صحةُ مذهبِهِ ف الرحِ والتعديلِ وَيُقدمُ عِن َد التعارضِ الاصّ على‬
‫العا مّ‪ ،‬والقيدُ على الطلقسِ‪ ،‬والن صّ على الظاهرِ‪ ،‬والْحك مُ على الَُتشَابِ هِ‪ ،‬والناسسخُ‬
‫والتص ُل والقويُ على مقابِلِها‪ .‬ول تنحصرُ الحكامُ ف خُمسُمائةِ آي ٍة ول خُمسُمائةِ‬
‫حدي ثٍ خلفا لِزاعمهُما وبالقيا سِ بأنواعِ هِ الثلثةِ ِم نَ الَلِي وَهُو ما يُقط ُع في هِ بِنَفْي‬

‫‪313‬‬
‫الفَار قِ كقيا سِ ضر بِ الولدِ على تأفيفِ هِ‪ ،‬أو الساوي وَهُو ما يَبعُد في هِ إنتفا ُء الفار ِ‬
‫ق‬
‫كقيا سِ إحرا قِ ما ِل اليتي مِ على أ ْكلِ هِ‪ ،‬أو الدون وَ ُهوَ ما ل يبعُد في هِ إنتفا ُء الفار قِ‬
‫العربس لغ ًة ونوا وصسرفا‬ ‫ِ‬ ‫الطعمس وبلسسانِ‬
‫ِ‬ ‫بامعس‬
‫ِ‬ ‫كقياسس ال ُذرَةِ على البّ فس الرِبسا‬
‫ِ‬
‫فيهس فقسط لئل‬ ‫َنس بَعدَهُم ولو فيمسا يُتكلّم ِ‬ ‫ِنس الصسحاب ِة َفم ْ‬‫وبلغةً وبأقوا ِل العلماءِ م َ‬
‫يُخالَ َفهُ مْ‪ .‬قالَ اب ُن الصلح‪ :‬إجتما عُ َذلِ كَ كله إنا ُهوَ شَر طٌ للمجتهدِ الطل قِ الذي‬
‫يُف ت ف جي عِ أبوا بِ الفِق هِ‪ ،‬أ ما مُقَيدٌ ل يعدو مذه بَ إما مٍ خا صٍ فلي سَ علي هِ َغيَ‬
‫ع فإِنّ هُ مع الجتهدِ‬ ‫ع فيها ما يراعيه الطل قُ ف قوانيِ الشر ِ‬ ‫معرفةَ قوا ِعدِ إمامِ ِه وليا ِ‬
‫كالجتهدِ مَ عَ نُ صوصِ الشر عِ‪ ،‬ومِ نْ ثُمّ ل ي ُك نْ لَ هُ عُدولٌ ع نْ ن صّ إما ِم هِ ك ما ل‬
‫يوزُ الِجتهادُ مَ َع الن صِ‪ .‬انتهى‪( .‬فإِ ْن ولّى سُلطانٌ) ولوَ كافرا أو (ذو شوكةٍ) غَي هُ‬
‫ت قوتُ ها في هِ (غيَ أهلٍ) للقضا ِء كمقلدٍ وجاه ٍل وفا سقٍ‪ ،‬أي مَ عَ‬ ‫ف بلدٍ بأن ان صَرَ ْ‬
‫عِلمِ هِ بِنحوِ فِ سقِهِ وإل بأن ظنّ عدالتَ هُ مثلً‪ ،‬ولو عَل َم فِ سقِهِ ل يُولّ هِ فالظاهرُ ك ما‬
‫جز مَ ب هِ شيخُنا ل ينفذُ حُكمَ هِ وكذا لو زادَ فِسقُهُ أو ارتك بَ مفسقا آخرَ على تردّدٍ‬
‫في هِ‪ .‬انت هى‪ .‬وَ َجزَ مَ بعضُهُم بنفوذِ توليتِ هِ وإن ولّ هُ غيَ عالٍ بِفِ سقِ ِه وكعبدٍ وامرأةٍ‬
‫وأعمى (نَ َفذَ) ما فعلَهُ مِ َن التوْليةِ وإن كانَ هنا َك متهدٌ عدلٌ على العتمدِ فينفذُ قضاءُ‬
‫ع كثيو َن فيما ُذكِرَ ف الفا سِقِ‬ ‫مَ نْ وَلّ هُ للضروةِ ولئل تتعَطلَ مصالُ النا سِ وإ نْ ناز َ‬
‫صوّبَهُ الزرك شي‪ .‬قالَ شيخُ نا‪ :‬و ما ذُكِر ف القلدِ ملُ هُ إن كا نَ ثّ متهدٌ‬ ‫وَأَطَالُوا وَ َ‬
‫وإل نفذتْ تَوليةُ القّلدِ ولو مِنْ َغيِ ذي شوكةٍ‪ ،‬وكذا الفاسقُ‪.‬‬

‫فإِن كا نَ هنا كَ َعدْلٌ أُشتُرِطَ تْ شَوكةٌ وإل فل ك ما يفيدُ ذل كَ قولُ اب نُ الرفعةِ‬


‫القّ أنه إذا ل يكن ثّ مَنْ يُصلحُ للقضاءِ نَفَذتْ تَوليةُ غي الصالِ قطعا‪ ،‬والوجهُ أن‬
‫لقاضس آخرَ خلفا‬
‫ٍ‬ ‫َيكتبس‬
‫ُ‬ ‫اليتيمس و‬
‫ِ‬ ‫ويفظس مالَ‬
‫ُ‬ ‫ِهس‬
‫قاضسي الضرورةِ يقضسي بعلم ِ‬
‫للحضرم يَ وص ّرحَ ج عٌ متأخرو نَ بأن قاضي الضرورةِ يلزمُ هُ بيا نُ مستندِهِ ف سائرِ‬
‫أحكامِ هِ ول يُقبَ ُل قَولُ حكمتُ بكذا مِنْ غيِ بيا نِ مستندِهِ في هِ وَلو َطلَبَ الَصمُ من‬

‫‪314‬‬
‫ت فيها المرُ لَزَ مَ القاضي بياَنهُم وإل لَ مْ ينفذْ‬
‫القاضي الفاسقِ تبييَ الشهو ِد الت ثب َ‬
‫حُكمَهُ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يُندبُ للِمامِ إذا ولّى قاضيا أن يأذنَ لَهُ ف الِستخلفِ وإنْ أطل َق التوليةَ‬
‫ف فيما ل يقدرُ عليه ل غيَهُ ف الصح‪.‬‬ ‫إستخل َ‬

‫ِهس إن كان مُجتهدا أو باجتهادِ مُقلّده إن كان‬ ‫ُمس القاضسي باجتهاد ِ‬


‫[مهمسة]‪ :‬يَحك ُ‬
‫مُقلّدا‪ .‬وَقضيةُ كَل مِ الشيخيِ أنّ القّلدَ ل يك مُ بغيِ مذه بِ مُقَلدِ هِ‪ .‬وَقالَ الَاوردي‬
‫وَغيُهُ‪ :‬يوزُ‪ .‬وجَمعَ ابنُ عبدِ السلمِ والذرعي وغيها بملِ الولِ على مَنْ ل ينتَهِ‬
‫ِهس وهسو ال َقّلدُ الصسرفُ الذي ل يتأهلْ للنظسر ول‬ ‫مذهبس إمام ِ‬
‫ِ‬ ‫لرتبةِ الجتهادِ فس‬
‫للترجيح والثان على َمنْ لَهُ أهليةٌ‪ .‬لذلِكَ‪ .‬ونقلَ ابنُ الرفعةِ عنِ الصحابِ أن الاكم‬
‫الَقّلدَ إذا بانَس حُكمُه على خلفِس نصّس مقّلدِهِس نَقضَس حُكمُهِس ووافقَهُس النووي فس‬
‫الروضَةِ وال سُبكي‪ ،‬وقال الغزّال‪ :‬ل ينقُ ضُ‪ ،‬وتَبعَ هُ الرافعي بثا ف موضع‪ .‬وشيخَنَا‬
‫ف بعضِ كتبهِ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬إذا تَم سّكَ العاميّ بذه بٍ لزمَ هُ موافَقتَ هُ‪ ،‬وإل لزمَ ُه التمذهُ بَ بذهَ بٍ‬
‫مُعيٍ ِم َن الربعةِ ل غيِها ثُم لَ هُ وإ نْ عملَ بالولِ النتقالُ إل غيِ هِ بالكُليةِ‪ ،‬أو ف‬
‫السائلِ بشرطِ أن ل يتَتَبّعَ الرخصَ بأن يأَ َخذَ مِنْ كلّ مذهبٍ بالسهلِ من ُه فيفسقُ بهِ‬
‫س ال خذ‬‫على الوج هِ‪ .‬و ف الادِ مِ عن بع ضِ الحتاطيَ‪ .‬الَ ْولَى ل نْ ابتُلي بو سوا ٍ‬
‫بالخ فِ والرخ صِ لئل يزدادَ فيخر جُ عن الشر عِ‪ ،‬ولضدِ هِ الخذُ بالثقلِ لئل ير جَ‬
‫عسن الِباحةِ‪ .‬وأن ْس ل يلفّقَس بيس قولَيِ يتوّلدُ منهمسا حقيقةً مركبةً ل يقولُ باس كلّ‬
‫منهما‪ .‬وف فتاوي شيخِنَا‪َ :‬م ْن قَّلدَ إماما ف مسألةٍ لزمَ هُ أن ير يَ على قضيةِ مذهب هِ‬
‫ف تلك ال سألةِ وجي عَ ما يتعل قُ ب ا‪ ،‬فيلز مُ مَ نِ انر فَ عن عيِ الكعبةِ و صلى إل‬
‫جهتهَا مقلدا ل ب حني فة مثلً أن ي سحَ ف وضوئِ هِ مِ نَ الرأ سِ قدرَ النَا صيةِ وَأَن ل‬

‫‪315‬‬
‫ي سيلَ ِم نْ َبدَنِ ِه بعدَ الوضوءِ دَ مٌ و ما أشب هَ ذلك‪ ،‬وإل كا نت صلتُهُ باطلةً باتفا ِ‬
‫ق‬
‫ي فَلْيُتفَطّنْ لذلكَ‪ .‬انتهى‪َ .‬ووَافقَه العلمةُ عبدُ اللّهِ أبو مرمة العدن وزادَ فقالَ‪:‬‬ ‫الذهب ِ‬
‫قَد صرحَ بذا الشرطَ الذي ذكرناه غيَ واحدٍ منَ الحققيَ من أه ِل الصولِ والفِقهِ‪:‬‬
‫منهُ مْ اب نُ دقي قِ العِيدِ وال سُبكي‪ ،‬ونقله السنوي ف التمهيد عن العراقي‪ .‬قل تُ‪ :‬بَلْ‬
‫نَقلَ ُه الراف عي ف العزيزِ عَ ِن القا ضي حُ سي‪ .‬انت هى‪ .‬وقالَ شيخُ نا الح قق اب نُ زيادٍ‬
‫رح هُ ال تعال ف فتاوي هِ‪ :‬إنّ الذي َفهِمنا هُ من أمثلَِتهِم أنّ التركي بَ القاد حَ إنا يتن عُ‬
‫صدَ‬ ‫إذا كا نَ ف قضيةٍ واحدةٍ‪َ .‬فمِ نْ أَمثِلَِتهِم‪ .‬إذا تَوضأ َوَلمَ سَ تقليدا لب حَنيف َة واقَتَ َ‬
‫ق الِمامِيِ على بُطل نِ َذلِ كَ‪َ .‬و َكذَلِ كَ‬
‫تَقليدا للشافعي ثّ صلّى فَ صَلتُهُ باطلةً لتفا ِ‬
‫إذا تَو ضأ وَمَ سّ بل شهوةٍ تقليدا للِما مِ مال كٍ ول يُدلِ كْ تقليدا للشاف عي ثّ صلّى‬
‫ق الماميِ على بطل ِن طهارتِ هِ بل فِ ما إذا كا نَ التركي بُ مِ نْ‬ ‫فصلتُهُ باطِلَة لتفا ِ‬
‫قضيتيِ‪ ،‬فالذي يظهرُ أنّ ذل كَ غ ي قاد حٍ ف التقليدِ‪ ،‬ك ما إذا توضأَ وَمَ سَحَ بع ضَ‬
‫رأ سِهِ ُثمّ صلّى إل الهةِ تقليدا لب حنيفة فالذي يظهرُ صحةُ صلِتهِ لنّ الِماميِ‬
‫ف في ها بالِ هِ‪ ،‬ل يقالُ اتف قا على بطل نِ‬ ‫ل يتف قا على بُطل ِن طهارتِ هِ‪ ،‬فإِنّ الل َ‬
‫صلتِهِ لنّا نقولُ هذا التفاق ينشأ مِن التركي بِ ف قضيتي‪ .‬والذي فهمنا هُ أن هُ غيُ‬
‫قاد حٍ ف التقليدِ ومثُل هُ ما إذا قَّل َد الِما مَ أحدَ ف أنّ العور َة ال سوأتانِ وكأنّ تَرَ كَ‬
‫بوجوبس ذلكسَ‪ ،‬فالذي‬ ‫ِ‬ ‫ِمامس أحدُ‬
‫الضمض َة والسستنشاقَ أو التسسميةَ الذي يقولُ ال ُ‬
‫يظهرُ صحةَ صلتِهِ إذا قلدَ هُ ف قدرِ ال َعوَرةِ لنما ل يتفقا على بطل ِن طهارتِ ِه الت‬
‫هي قضيةِ واحدة‪ ،‬ول يقد حُ ف ذلِ كَ إِتفاقَهُما على بطل نِ صلِت ِه فإِن هُ تركي بٌ مِ نْ‬
‫قضيتيِ و ُهوَ غيُ قاد حٍ ف التقليدِ كما يفهمُ هُ تثيُلهُ مْ‪ .‬وقد رأي تُ ف فتاوي البلقين‬
‫ي القضيتيِ غي قادحٍ‪ .‬انتهى‪ .‬ملخصا‪.‬‬ ‫ما يقتضي أ ّن التركيبَ ب َ‬

‫[تت مة]‪ :‬يَلز مُ مُحتاجا إ ستفتاءُ عالٍ عدلٍ عرف أهليَت هُ ث إن وَ َجدَ مُفتِييِ فإِ نِ‬
‫اعتقَدَ أَحدَهُما أعلم تَعيّنَ تقديَهُ‪ .‬قال ف الروضةِ‪ :‬ليسَ لُفْتٍ وعاملٍ على مذهبِنَا ف‬

‫‪316‬‬
‫مسألةٍ ذا تِ وجهيِ أو قوليِ أ نْ يعتمدَ أ َحدُهُما بل نظ ٍر في هِ فل خِل فَ‪ ،‬بل يبح ثُ‬
‫حهِما بنحوِ تأخرِ هِ وإ نْ كانا لواحدٍ‪ .‬انتهى‪( .‬وَيَجوزُ تكي مُ اثنيِ) َولَو مِ نْ‬ ‫عن أَرج ِ‬
‫غيِ خُصومَةٍ كما ف النكا حِ (رجلً أهلً لقضاءٍ) أي من له أَهليةَ القضاءِ الطلقةِ ل‬
‫ف خ صوصِ تل كَ الواقع ِة ف قط‪ .‬خلفا لم عٍ متأخري نَ ولو مَ عَ وجو ِد قا ضٍ أهلٍ‬
‫خلفا للروضَةِ‪ .‬أما َغيُ اله ِل فل يوزُ تكيمُ هُ أي م عَ وجودِ الهلِ وإل جازَ‪ ،‬ولو‬
‫ف النكا حِ‪ ،‬وإ ْن كا نَ َثمّ متهدٌ‪ ،‬كما جَز مَ ب هِ شيخُنَا ف شرح النها جِ تبعا لشيخِ هِ‬
‫زكر يا‪ .‬ل كن الذي أفتا هُ أن الحكّ َم العدلَ ل يُزوّ جُ إل مَ عَ فَ ْقدِ القا ضي َولَو َغيَ‬
‫أ ْهلٍ‪ .‬ول يوزُ تكيمُ َغيُ ال َعدْلِ مطلقا ول يفيدُ حُكْمُ الحكّم إل برضاهِما ِبهِ لفظا‬
‫ل سكوتا فيعتسبُ رِضسا الزوجيَ معا فس النكاحسِ‪ ،‬نعسم‪ :‬يكفسي سسكوتُ البكرِ إذا‬
‫ا ستُؤذِنَتْ ف التحكي ِم ول يوزُ التحكي مُ م عَ غَيب ِة الولّ ولو إل م ساف ِة الق صرِ إِ نْ‬
‫كا نَ ثَم قا ضٍ خلفا لب ِن العمادِ لن هُ ينو بُ عن الغائِ بِ بل فِ الحكّ مِ‪ :‬ويوزُ لَ هُ‬
‫أن يَحكُ مَ بعلمِ هِ على الو َج هِ‪( .‬وينعزلُ القا ضي) أي يُحكَ مُ بانعزالِ هِ ببلو غِ خَبِ‬
‫العزلِ لَهُس ولو مِن ْس عَدلٍ (و) ينعزلُ (نائِبُهسُ) فس عامٍس أو خاص ٍس بأن يبلُغَهُس خسبُ عزلِ‬
‫م ستخلفِهِ ل هُ أو الِما مُ ل ستخلفِهِ إن أذِن له أن يَ ستخلفَ عن نف سِهِ أو أطلَ قَ (ل)‬
‫حا َل كو نَ النائ بِ نائبا (عن إما مٍ) ف عا مٍ أو خا صٍ بأن قال للقاضي إِستخلف عن‬
‫فل ينعزلُ بذلك وإنا انعزلَ القاضي ونائبَ هُ (ب بِهِ) أي ببلوغ خَبِ العزلِ الفهو مِ مِ نْ‬
‫ف الوكيلِ‬ ‫ينعز ُل ل قَبلَ بلوغِ هِ ذل كَ لعظ مِ الضررِ ف نق ضِ أقضيتِ هِ لو انعَزلَ‪ ،‬بل ِ‬
‫فإِنهُ ينعزلُ من حيِ العز ِل ولو قبلَ بلوغِ خَبِهِ‪ .‬ومَنْ عَلِمَ عَزلَهُ ل ين َفذْ حكمُهُ لَهُ إل‬
‫أن يرضَى بكمِهِس فيمسا يوزُ التحكيمُس فيهِس (و) ينعزلُ أيضا كلٌ مِنهُمسا بأحدِ أمور‬
‫(عَزلِ نف سِهِ) كالوكيلِ (وجنو نٍ) وإغماءٍ وإن قلّ زمنهما (وفِسقٍ) أي ينعزلُ بفسقٍ‬
‫مَ نْ لَ مْ يَعلْم مُولي هِ بفسقِ ِه الصلي أو الزائدِ على ما كا نَ حا َل توليتِ هِ وإذا زال تْ هذ هِ‬
‫قاضس ل‬ ‫ٍ‬ ‫للمامس عَز ُل‬
‫ِ‬ ‫الحوالُ ل تعدْ وليت ُه إل بتوليةٍ جديدةٍ فس الصسحّ‪ .‬ويوزُ‬
‫يتعيْ بظهورِ خللٍ ل يقت ضي إنعزالَ هُ ككثرَةِ الشكاوي في هِ وبأفضلِ مِن هُ وب صلحةٍ‬

‫‪317‬‬
‫كتسكيِ فتنةٍ سواءَ أعَزلَهُ بثِلِهِ أو بدونِهِ وإنْ ل يَكُنْ شيءٌ منْ ذلكَ ل يزْ عزلَه لن ُه‬
‫عب ثٌ ولك نْ ينفذُ العزلُ‪ .‬أ ما إذا تعيَ بأن ل ي كن ثَمّ مَ نْ يَ صلُح غيِه فيحْرُ مُ على‬
‫مُولي هِ عَزلُه ول ينفذُ‪ ،‬وكذا عَ ْزلَ هُ لنف سِهِ حينئذٍ بلفِ هِ ف غيِ هذ هِ الال ِة فينفذُ عزله‬
‫لنفسِهِ وإنْ لَمْ يعلمْ مُولّيهِ (ول ينعز ُل قاضٍ بوتِ إمامٍ) أعظمٍ ول بانعزالِهِ لِعِظمِ شدةِ‬
‫الضررِ بتعطيلِ الواد ثِ وخر جَ بالما ِم القا ضي فينعز ُل نوابُ هُ بوتِ هِ (ول يُقبلُ قول‬
‫متولّ ف غيِ م ِل وليتِ هِ) و ُهوَ خار جَ عملِ هِ (حَكَم تُ ب َكذَا) لن هُ ل يل كُ إنشاءَ‬
‫الك مِ حينئذٍ فل ينفذُ إقرارُ هُ ِب هِ وأ َخذَ الزركشي مِ نْ ظَاهرِ كل ِمهِ مْ أنّه إذا ُولّي بِبلدٍ‬
‫ل يتناولْ مَزارعَهسا وبسساتينَها فلو َزوّج وَ ُهوَ بأحدِهاس مَن ْس هسي بالب ْلدِ أو عكسسه ل‬
‫يَ صُحّ‪ ،‬قيلَ‪ ،‬وفي هِ نظرَ قالَ شيخُنا والنظرُ واض حٌ بلِ الذي يتج هُ أن هُ إن عُلمت عادةٌ‬
‫بتبعيةٍ أو عدمها فذلَك وإل ات هَ ما ذك َر ُه اقتصارا على ما ن صّ لَ هُ عَلي هِ وأفهَ مَ قولُ‬
‫النها جِ أَن هُ ف غيِ م ّل وليتِ هِ كمعزولٍ أن ل ينفذَ من ُه في هِ تصرفٌ استباحَهُ بالوليةَ‬
‫كإِيارِ وَقفٍ نظرهُ للقاضي وبيعِ ما ِل يتيمٍ وتقريرٍ ف وظيفةٍ‪.‬‬

‫قال شيخنسا وهسو ظاهرٌ (ك) مسا ل يقبلُ قولُ (معزولٍ) بعدَ انعزالِه ِس ومكسم بعسد‬
‫الكمس حينئذٍ فل يُقبلُ‬‫ِ‬ ‫يلكس إنشاءَ‬
‫لنهس ل ُ‬
‫حكمتس بكذا ُ‬
‫ُ‬ ‫ِهس‬
‫َجلسس حكم ِ‬
‫َ‬ ‫مفارقَةِ م‬
‫ِهس لنهُس يشهدُ بفعلِ نفس ِسهِ إل إن‬ ‫بهس ول يُقبلُ أيضا شهادةُ ك ٍل منهمسا بكم ِ‬
‫ُهس ِ‬
‫إقرار ُ‬
‫شَهدَ بكم حاكمٍ ول يعلمُ القاضي أنه حُ ْكمَهُ فتقبلُ شهادُتهُ إن ل يكُن فاسقا‪ ،‬فإِنْ‬
‫عَل مَ القاضي أنه حكمَ هُ ل تقبلْ شهادُت هُ كما لو صرحَ ب هِ ويُقب ُل قولُه بحلّ حكمِ هِ‬
‫قبلَ عزلِهِس حكمتُس بكذا‪ ،‬وإن قالَ بعلمسي لقدرتِهِس على الِنشاءِ حينئذٍ حتس لو قالَ‬
‫على سبيلِ الك مِ ن ساءُ هذ هِ القريةِ‪ :‬أي الح صوراتِ طوال قٌ ِم نَ أزوا ِجهِنّ قُبِلَ إن‬
‫كا نَ متهدا ولو ف مذه بِ إمامِ ِه ول يوزُ لقا ضٍ أن يتب عَ حُكْ َم قا ضٍ قبلَ هُ صالٍ‬
‫وإنس اختلفسا شرفا‬ ‫للقضاءِ (وليسسوّ القاضسي بيَ الصسميِ) وجوبا فس إكرا ِمهِمسا ْ‬
‫وَجوا بُ سل ِمهِما والنظرُ إِليهِما والِستماعُ للكل مِ وطلقةُ الوج هِ والقيا مُ فل ي صّ‬

‫‪318‬‬
‫أحدها بشيءٍ ما ذُكر‪ .‬ولو سلمَ أحدها انتظرَ الخرُ ويُغتفرُ طولُ الفصلِ للضرور ِة‬
‫أو قالَ لَ هُ سلم ليجيبه ما معا ول يز حُ معَ هُ وإ نْ شر فَ بعل مٍ أو حريةٍ والول أن‬
‫سهُما بيَ يَديهِ‪.‬‬
‫يل َ‬

‫[فرع]‪ :‬لو ازدحَم مدّعو َن قُدّ َم السب ُق فالسبقُ وجوبا كمفتٍ ومدرّسٍ فيُقدمانِ‬
‫ب فرضَ‬ ‫وجوبا بسبقٍ‪ ،‬فإِن استووا أو ُجهِلَ سابقٌ ُأقْرِعَ وقالَ شيخُنا‪ ،‬وظاهر أن طال َ‬
‫ب كو نَ مل سِهِ الذي يق ضي في هِ‬ ‫العيِ م َع ضي ِق الوق تِ يُقد مُ كال سافرِ‪ .‬وي ستح ّ‬
‫فسيحا بارزا ويكر هُ أن يتخذَ السجدَ ملسا للحك مِ صونا ل هُ ع نِ اللغ طِ وارتفا عِ‬
‫الصواتِ‪ .‬نعم إن اتف قَ عند جلو سِ ِه في هِ قضيةٌ أو قضيتا نَ فل بأس بف صْلِها (وحرّ مَ‬
‫قبولَهُ) أيّ القاضي (هديةَ من ل عادةَ لَهُ ِبهَا قبلَ وليةٍ) أو كانَ له عادةٌ با لكنهُ زادَ‬
‫ف القدرِ أو الوصفِ (إن كا نَ ف ملِ هِ) أي م ِل وليتِ هِ (و) هديةُ (مَ نْ لَ هُ خصومةٌ)‬
‫صمُ وإ نِ اعتادَها قب َل وليتِ هِ لنا ف الخي ِة تدعو‬ ‫عندَه أو َم نْ أح سّ مِن هُ بأنه سَيُخا ِ‬
‫ت الخبارُ الصحيحةُ بتحريِ هدايا‬ ‫إل اليلِ إلي هِ وف الول سَبَبُها الولَيةُ وقد صح ِ‬
‫العمال (وإل) بأنْ كَانَ من عادتِه أَنه يُهدى إليهِ قبلَ الولي ِة ولو مر ًة فقط أو كانَ ف‬
‫غيِ م ّل وليتِ هِ أو ل يزدْ الهدي على عادتِ ِه ول خُصومَة لَ هُ حاضرة ول مترقبة جازَ‬
‫قبولَ هُ ولو جهّز ها لَ هُ مع ر سولِ ِه ولي سَ لَ ُه ماكم ٌة ف في جوا ِز قبولِ هِ وجهان‪ :‬رَجّ حَ‬
‫بع ضُ شَرا حِ النها جِ الرمةَ وعُل مَ ما مرّ أنه ل يَحرُ مُ علي هِ قبولا ف غيِ عملِ هِ وإن‬
‫كان الُهدي من أهلِ عملِ هِ ما لْ يستشعْر بأن ا مُقدّمةٌ ل صومةٍ‪ .‬ولو أهدى لَ ُه بعدَ‬
‫شراحس‬ ‫ِ‬ ‫بعضس‬
‫ُ‬ ‫َهس‬
‫حرمس القبولُ أيضا إن كان مَجازاةً لَه وإل فل‪ .‬كذا أطلق ُ‬ ‫ْمس َ‬ ‫الُك ِ‬
‫النها جِ‪ .‬قال شيخُ نا‪ :‬ويتعيُ حلُ هُ على مهدٍ معتادٍ أهدى إلي ِه بعدَ الُكْ مِ وحي ثُ‬
‫فلبيتس الالِ‬
‫ِ‬ ‫ِهس إن وُ ِجدَ وإل‬
‫يلكس مسا أخذه فيده لالك ِ‬ ‫ْ‬ ‫حرمس القبولُ أو الخذُ ل‬ ‫َ‬
‫وكالدي ِة الِبَةِ والضِياف ِة وكذا الصَسدَقة على الوجَهِس وجوزَ لَهُس السسُبكي فس حَلبياتِهِس‬
‫يعرفس‬ ‫ِ‬ ‫َصسهُ فس تفسسيِهِ باس إذا ل‬
‫لهس ول عادةَ وَخ ّ‬ ‫قبولَ الصسدقةِ منس ل خصسومةَ ُ‬

‫‪319‬‬
‫الُتَ صدّقُ أن هُ القا ضي‪ ،‬وب ثَ غيُ هُ القط عَ بلّ أخذِ هِ الزكاةَ‪ .‬قالَ شَيخُ نا‪ :‬وينب غي‬
‫تقييدُ هُ با ُذكِر‪ .‬وتردّد ال سُبكيُ ف الوق فِ علي هِ من أهلِ عملِ هِ والذي يتج ُه في هِ‪ ،‬وف‬
‫النذرِ أن هُ إن عيَّن هُ با سِهِ وشرطنَا القبو َل كا َن كالديةِ ل هُ‪ .‬ويصحّ إبراؤ هُ عن ديِن هِ‪ .‬إذ‬
‫ط فيهِ قبولٌ‪ .‬وَيُكرهُ للقاضي ُحضُورَ الوليم ِة الت خُصّ با وحدَهُ وقالَ جعٌ‪:‬‬ ‫ل يُشتر ُ‬
‫ير مُ أو مع جاعةٍ آخري نَ ول يع تد ذل كَ قبلَ الوليةِ بل فِ ما إذا لْ يُق صدْ ب ا‬
‫ت للجيا نِ أو العلماءِ و ُهوَ منه مْ أو لعمو مِ النا سِ‪ .‬قالَ ف‬ ‫خ صوصا ك ما لو اتذ ْ‬
‫ب النكا حِ إن ل يشتر طْ‪ ،‬وكذا القا ضي‬ ‫العُبا بِ‪ :‬يوزُ لغيِ القا ضي أخذُ هديةٍ ب سب ِ‬
‫ط ول َطَلبَ‪ .‬اه‪ .‬وفيه نظر‪.‬‬ ‫حيثُ جازَ لَ ُه الضورُ ول يَشتر ْ‬

‫[ت نبيه]‪ :‬يوزُ ل نْ ل رِز قَ لَ هُ ف بي تِ الالِ ول ف غ ِي هِ وهوَ غيُ متعيٍ للقضا ِء‬
‫وكا نَ عمُل هُ م ا يُقابَلُ بأُجرةٍ أن يقولَ ل أحكُ مُ بينك ما إل بأجرةٍ أو رز قٍ على ما‬
‫قَالَ هُ ج عٌ وقال آخرو نَ يَحرُ مُ و ُهوَ الحو طُ لكنّ الولَ أقر بُ (ونَقْ ضُ) القا ضي‬
‫وجوبا (حكما) لنف سِهِ أو غيِ هِ إ ْن كا نَ ذل كَ الكْ مُ (بل فِ ن صّ) كتا بٍ أو سُنةٍ‬
‫أو نصّ مقلدِهِ أو قياسٍ جليَ وهو ما قُطِ َع فيهِ بإِلاقِ الفرعِ للصلِ (أو إجاعٍ) ومنه‬
‫ب الربعةَ كالخال فِ‬ ‫ما خال فَ شر طَ الواق فِ‪ .‬قا َل ال سُبكيُ‪ :‬و ما خال فَ الذاه َ‬
‫للجا عِ (أو برجو حٍ) مِ نْ مذهِب ِه فيُظهِرُ القاضي بطُل نَ ما خَالَ فَ ما َذكَرَ وإن ل‬
‫يُرَفعْ إلي ِه بنحوِ نَقِضتُهُ أو أبطلُتهُ‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬نقلَ العراق يُ واب نُ ال صلح الجا عَ على أن هُ ل يوزُ الك مُ‪ ،‬بل ِ‬
‫ف‬
‫الراجح ف الذهب‪ ،‬وص ّرحَ السُبكيُ بذلك ف مواضِعَ مِ ْن فتاوِيهِ وأطالَ وجعلَ ذلكَ‬
‫من الك مِ بل فِ ما أنزلَ اللّ هُ لنّ اللّ هَ تعال أوج بَ على الجتهدي نَ أن يأخذوا‬
‫بالراج حِ وأوج بَ على غيهِم تقليدَهُم في ما ي بُ عليهِم العملُ بِ هِ‪ .‬ونقلَ الللُ‬
‫البلقين عنْ والدِهِ أن ُه كانَ يُفت أنّ الاكِمَ إذا حَكَمَ بِغيِ الصحيحِ من مذهبِهِ نَقَضَ‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫وقالَ البها نُ بن ظَهية‪ :‬وقضيتُ هُ والالةُ هذ هِ أن ُه ل فَر قَ بيَ أن يعضدَ هُ اختيارٌ‬
‫لبعضِ التأخرينَ أو بثٌ‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬ثان‪ :‬إعلمْ أنّ العتمدَ ف الذهبِ للحكمِ والفتوى ما اتفقَ علي ِه الشيخانُ‪،‬‬
‫ي فالرافعي فما ر ّجحَ ُه الكْثَرُ فالعلمُ فالورعُ‪ .‬قالَ شَيخُنا‪ :‬هذا‬ ‫كما جَزمَ ب ِه النووِ ُ‬
‫ما أطلقَ عليهِ مقِقُو التأخِرينَ والذي أوصَى باعتمادِ ِه مشايُنَا‪ ،‬وقالَ السمهوديُ‪ :‬ما‬
‫زا َل مشايُنَا يُو صُونَنَا بالِفتاءِ با علي هِ الشيخَا نِ وأن نُعرِ ضَ َع نْ أكثرِ ما خولِفا ب هِ‪.‬‬
‫ح هُ الشيخا نُ وإن نُقِلَ ع نِ‬ ‫وقالَ شيخُنَا اب نُ زياد‪ :‬ي بُ علي نا ف الغال بِ ما ر ّج َ‬
‫الكثري نَ خلفُ هُ (ول يق ضي) القا ضي أي ل يوزُ ل هُ القضاءُ (بل فِ علمِ هِ) وإن‬
‫قام تْ ب هِ بينةٌ كما إذا شَهد تْ بر قّ أو نكا حٍ أو مل كِ َم نْ يُعل مُ حريُت هُ أو بينونتها أو‬
‫عد مُ ملكِ هِ لن ُه قاط عٌ ببطل نِ الك مِ ب هِ حينئذٍ والك مُ بالباطلِ مرّ مٌ (ويَقضي) أي‬
‫ِهس الؤكدِ الذي‬ ‫الوجهس (بعلمِهسِ) إن شاءَ‪ :‬أي بظن ِ‬ ‫ِ‬ ‫القاضسي ولو قاضسي ضَرورَة على‬
‫يُجوّزُ ل هُ الشهادةُ مستندا إلي هِ وإن استفادَ قب َل وليتِ هِ‪ .‬نعم ل يَقضي ب هِ ف حدودٍ أو‬
‫ب لند بِ ال سترِ ف أ سبابا‪ .‬أ ما حدودُ‬ ‫تعزيرِ للّ ِه تعال كحدّ الز نا أو سرقةٍ أو شر ٍ‬
‫الدمييَ فيقضي فيها ب هِ َسوَاءٌ الالُ وال َقوَدُ و َحدّ القذ فِ‪ .‬وإذا حَكم بعِلمِ ِه ل بدّ أن‬
‫ي صرح ب ستندِهِ فيقولُ علم تُ أن ل هُ عل يك ما ادّعا ُه وقضَي تُ أو حكم تُ علي كَ‬
‫بعل مي‪ .‬فإِن تر كَ أحدَ هذي نِ اللفظيِ لْ ينفذْ حكمُ هُ ك ما قاله الاوردي وتبعُو هُ‪.‬‬
‫(ول) يقضي لِنف سِهِ ول (لبع ضٍ) من أصلِهِ وفرعِ ِه ول لشريكِ هِ ف الشتر كِ ويَقضي‬
‫لكلٍ من هم غيَ هُ من إما ٍم وقا ضٍ آخَر ولو نائبا عن هُ دفعا للتهمةِ (ولو رأى) قا ضٍ‬
‫وكذا شاهدٍ (وَرق ٌة في ها حُكْم هُ) أو شَهادََت هُ (ل يعملْ ب هِ) ف إمضاءِ حك مٍ ول أداءِ‬
‫شهادةٍ (حت يتذكرَ) ما حكَم أو َش َهدَ ب هِ لِمكا ِن التزويرِ ومشابةِ الَ طّ ول يَكفي‬
‫تذَكّر هُ أن هذا خطّ ُه فقط‪ .‬وفيهما وج هٌ إن كا نَ الُك مُ والشهادةُ مكتوبيِ ف ورقةٍ‬
‫مصونةٍ عندهُما ووثقَ بأنه خَطّهُ ول يداخلْ ُه فيه ريبةٌ أَنه يعمِلُ به (ولهُ) أي الشخصُ‬

‫‪321‬‬
‫(حل فٌ على استحقاقِ) ح قّ له على غيِ هِ أو أداِئ هِ لغيِ هِ (إعتمادا) على إخبارِ عد ٍل‬
‫و (على خَ طّ) نف سِهِ على التعمدِ وعلى خطّ مأذونِ هِ َووَكيلِ هِ وشريكِ هِ و (مورثِ هِ إن‬
‫ق النّاسِ إعتضادا بالقرينةِ‪.‬‬‫وثَقَ بأمانِتهِ) بأن علمَ منهُ أنهُ ل يتساهلُ ف شيءٍ مِنْ حقو ِ‬

‫ب ينفذُ ظاهرا ل باطنا فل يُحلّ حراما‬ ‫[تنبيه]‪ :‬والقضاءُ الا صِلُ على أصلٍ كاذ ٍ‬
‫ِهس الِلّ باطنا‬ ‫َكمس بشاهدي زورٍ بظاهِ ِر العدالَةِ ل يصس ْل بكم ِ‬ ‫عكسسهُ‪ .‬فلو ح َ‬
‫َ‬ ‫ول‬
‫فيهس باطنا أيضا‬ ‫ّبس على أصس ٍل صسادقٍ فينفذُ القضاءُ ِ‬ ‫سسواء الا ُل والنكاحسُ‪ .‬أمسا الرت ُ‬
‫قطعا‪ .‬وجاءَ ف ال ب‪ :‬أُمِر تُ أن أحك مَ بالظاهرِ واللّ ُه يتولّى ال سرائرَ‪ .‬و ف شر حِ‬
‫ج لشيخِ نا‪ :‬ويلز مُ الرأة الحكُو مَ علي ها بنكا حٍ كاذ بٍ الر بُ بَ ْل والقَتلُ وإ نْ‬ ‫النها ِ‬
‫قدر تْ علي ِه كال صائلِ على البُض ِع ول نظرَ لكونِ هِ يعتق ُد الِباحةَ‪ ،‬فإِ نْ أُكرِهَ تْ فل‬
‫إثَم (والقضاءُ على غائ بٍ) عَ نْ البلدِ وإ ْن كا نَ ف غيِ عمِل هِ أو ع نِ الجلس بتوارٍ أو‬
‫تعززٍ (جائزٌ) ف غيِ عُقوبةِ اللّ هِ تعال (إن كان لد عِ حجةٍ ول يقلْ ُهوَ) أي الغائ بُ‬
‫ك فإِنْ قالَ‬ ‫(مقرّ) بالقّ بل ادعى جُحودَهُ وأنه يلزمهُ تسليمُهُ ل ُه النَ وأنه مطالبُ ُه بذل َ‬
‫هو مقرّ وأ نا أُقي مُ الجةَ ا ستظهارا مافةَ أ نْ يُنكرَ أو ليكتُ بَ با القاضي إل قاضي‬
‫بلدِ الغائ بِ ل تُ سمعْ حجُت هُ لت صريِهِ بالنا ف ل سماعِها‪ ،‬إذ ل فائد َة في ها مع الِقرارِ‬
‫نَعمْ لو كانَ للغائبِ مالٌ حضرَ وأقامَ البينةَ على ديِنهِ ل ليكتبَ القاضي بهِ إل حاكمِ‬
‫بلدِ الغائبِ‪ ،‬بل ليوفيهِ من ُه فتُسمعُ وإن قالَ هو مقرّ وتُسمعُ أيضا إن أطلقَ ( َووَجَبَ)‬
‫الغائبس على‬‫ُ‬ ‫َينس أو عيٍ أو بصسِحةِ عقدٍ أو إبراءٍ كأن أحالَ‬ ‫كانتس الدعوى بد ٍ‬
‫ِ‬ ‫إن‬
‫مدي نٍ لهُ حاضرٌ فادعى إبرا َءهُ (تليفُهُ) أي الُدعي ييَ الستظهارِ إن ل يكنِ الغائبُ‬
‫متواريا ول متعززا (بعدَ) إقامةٍ (بنيةِ أن القّ) ف الصورةِ الول ثابتٌ (ف ذمتِهِ) إل‬
‫الن احتياطا للمحكومِ عليهِ لنه لو حضرَ لربا ادعى با يبئَهُ‪ .‬ويشترطُ مع ذلكَ أن‬
‫يقولَ أ نه يلز ُم هُ ت سليمُهُ إلّ وأنّ هُ ل يعل مُ ف شهودِ هِ قادحا كفِ سقٍ وعَداوةٍ‪ .‬قالَ‬
‫شيخُنا ف شر حِ النها جِ‪ ،‬وظاهرٌ كما قالَ البلقين أنّ هذا ل يأت ف الدعوى بعيٍ‬

‫‪322‬‬
‫ف في ها على ما يلي قُ ب ا وكذا نوَ الِبراءِ‪ ،‬أ ما لو كا َن الغائ بُ متواريا أو‬ ‫بل يَحل ُ‬
‫كانس للغائب وكيلٌ‬ ‫مُتعززا فيقضسي عليهمسا بل يي ٍ لتقصسيِها قال بعضُه ُم‪ :‬لو َ‬
‫حاضرٌ ل يك نْ قضاءٌ عَلى غائ بٍ ول ي بْ ييٌ (كما لو ادعى) شخ صٌ (على) نوِ‬
‫( صب) ل ولّ ل هُ (ومي تٍ) لي سَ ل ُه وار ثٌ خا صّ حاض ٌر فإِن هُ يل فُ ل ا مرّ‪ .‬أ ما لو‬
‫كان لنحوِ الصب ولّ خا صّ أو للمي تِ وار ثٌ خا صّ حاضرٌ كاملٌ إعتبَ ف وجو بِ‬
‫التحليفِ طلُبهُ‪ ،‬فإِن سكتَ عن طلبها لهلِ عرفه الاكمُ ث إن ل يطلبها قضى عليهِ‬
‫بدونِها‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو اد عى وكيلُ الغائ بِ على غائ بٍ أو نو صب أو مي تٍ فل تلي فَ بل‬


‫يكمُ بالبينةِ لن الوكيلَ ل يُتصورُ حلفهُ على استحقاقِهِ ول علىَ أن موكّلَهُ يستحقّهُ‬
‫س بالوكلءِ‪ .‬ولو حضرَ‬ ‫س المرُ إل حضورِ الوكلِ لتعذرِ اسستيفاءِ القوق ِ‬ ‫ولو وقف َ‬
‫الغائ بُ وقالَ للوكيلِ أبرأَن موكلُ كَ أو وفيتُ ُه فأخرّ الطل بَ إل حضورِ هِ ليحل فَ ل‬
‫ت الِبرا ُء بعدُ إن كا نَ له ب هِ حجةٌ لن هُ‬ ‫أن هُ ما أبرأن ل يب‪ .‬وأُمِرَ بالتسليمِ له ث يثب ُ‬
‫ف الوكيلِ إذا ادعى عليهِ علمه بنحوِ‬ ‫لو وقفَ لتعذرِ الستيفاءِ بالوكلءِ‪ .‬نعم‪ .‬لهُ تلي ُ‬
‫الِبراءِ أ نه ل يعل مُ أنّ موكلَه أبرأه مثلً ل صحةِ هذه الدعوى علي هِ (وإذا ثب تَ) عندَ‬
‫حاك مٍ (مالٌ على الغائ بِ) أو الي تِ وحك مَ ب هِ (ول هُ مالٌ) حاضرٌ ف عمِل هِ أو دَْي نٌ‬
‫ثاب تٌ على حاضرٍ ف عمِل هِ (قضا هُ) الاك مُ (من هُ إذا طلبَ هُ الدعي) لن الاك مَ يقو مُ‬
‫مقامَ هُ ولو با عَ قا ضٍ مالَ غائ بٍ ف دين ِه فقد مَ وأَبطلَ الدّي نَ بإِثبا تِ إيفاِئ هِ أو بنحوِ‬
‫َهس خلفا‬ ‫للدينس على الوج ِ‬
‫البيعس ِ‬ ‫َهس وبَط َل ُ‬ ‫فسسقِ شاهدٍ إسستردّ مسن الصسم مسا أ َخذ ُ‬
‫للرويا ن (وإل) يك نْ له مالٌ ف عملِ هِ ول يك مْ (فإِ نْ سألَ الد عي إناءَ الالِ إل‬
‫قا ضي بل ِد الغائ بِ أجابَ هُ) وجوبا وإن كا نَ الكتو بُ إلي هِ قا ضي ضرورةٍ م سارعةً‬
‫بقضاءِ ح ّق هِ (فينهي إلي هِ ساعَ بينتِ هِ) ث إن عدّلا ل يتج الكتو بُ إلي هِ إل تعديلها‬
‫وإل احتاجَ إليهِ ليحكُمَ با ث يستوف القّ وخرجَ با علمه فل يكتبُ بهِ لنه شاهدٌ‬

‫‪323‬‬
‫الن ل قا ضٍ‪ .‬ذكرَ هُ ف العدةِ وخالفَ ُه السرخسي واعتمد هُ البلقين لن علمَ هُ كقيا ِم‬
‫البين ِة ولهُ على الو َجهِ أن يكتُبَ ساعَ شاهدٍ واحدٍ ليسمعَ الكتوبُ إليهِ شاهدا آخر‬
‫أو يلّف ُه ويك مُ ل هُ (أو) يَن هي إلي هِ (حكما) إن حك مَ (لي ستوف) ال قَ لنّ الاجةَ‬
‫تد عو إل ذل كَ (والِناءُ أ نْ يُشهدَ) ذَكرَ ين ( َع ْدلَيِ بذل كَ) أي ب ا جرى عندَ هُ من‬
‫ثبو تٍ أو حك مٍ ول يك في غ ي رجليِ ولو ف مالٍ أو هل ِل رمضا نَ‪ .‬وي ستحبّ‬
‫كتا بٌ به يَذكُ ُر في هِ ما يَتميزُ ب هِ الحكو مُ علي هِ من إ سمٍ أو ن سبٍ وأ ساءِ الشهودِ‬
‫وتاريِ ِه والِناءُ بالك مِ من الاك مِ يضي مع قر بِ السافةِ وبُعدِها وساعُ البينةِ ل‬
‫يُقبلُ إل فو قَ مسافةِ العدوى‪ .‬إذ يسهُل إحضارُها مع القر بِ وهي الت يرج عُ منها‬
‫مبكرا إل مله ليلً فلو تعسرَ إحضارُ البين ِة معَ القربِ بنحو مرضٍ قُبلَ الِناءُ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬قال القاضي وأقرّ هُ لو حضرَ الغريُ وامتن عَ مِن بي عِ مالِ هِ الغائ بِ لوفاءِ دَينِ ِه‬
‫بهِ عندَ الطلبِ ساغَ للقاضي بيعُهُ لقضا ِء الدّينِ وإن ل يكنِ الالُ بح ّل وليتِهِ‪ ،‬وكذا‬
‫إن غا بَ بحلّ وليتِ هِ ك ما ذكر ُه التا جُ ال سّبكيُ والغَزي وقال بل فِ ما لو كان‬
‫بغيِ م ّل وليتِهِ لنهُ ل يكنُ نيابتهُ عنهُ ف وفاءِ الدينِ حينئذٍ وحاصلُ كل ِمهِما جوازُ‬
‫البيع إذا كانَ هوَ أو مالُهُ ف م ّل وليتِهِ ومَنْعَهُ إذا خرجا عنها‪.‬‬

‫[مهمة]‪ :‬لو غا بَ إنسانٌ من غيِ وكي ٍل ول هُ مالٌ حاضرٌ فأنى إل الاك مِ أنه إن‬
‫ل يب ْع هُ اختلّ معظمُ هُ لزمَ هُ بيعَ هُ إن تعيَ طريقا ل سلمتِهِ و قد صرحَ ال صحابُ بأن‬
‫القا ضي إن ا يت سلطُ على أموالِ الغائبيَ إذا أشر فت على الضيا عِ أو م ستِ الاجةُ‬
‫إليها ف استيفاءِ حقو قٍ ثَبتَ تْ على الغائ بِ وقالوا ث ف الضيا عِ تفصيلٌ فإن امتد تِ‬
‫ف وليس مِ َن الضياعِ اختللُ‬ ‫غ التصر ُ‬ ‫الغيبةُ وعسرت الراجعةُ قب َل وقوعِ الضياعِ سا َ‬
‫ل يؤدي لتلف ِس العظمِس ول يكسن سساريا لمتناعِس بيع ِس ما ِل الغائب ِس لجردِ الصسلحَةِ‬
‫للِ الؤدي لتل فِ العظ مِ ضيا عٌ نعم اليوا نُ يُبا عُ لجردِ تطر قِ اختللٍ إلي هِ‪.‬‬‫والخت َ‬

‫‪324‬‬
‫لرمةِ الرو حِ ولن هُ يبا عُ على مالِكِه بضرتِ هِ إذا ل ينف قْ علي ِه ولو نُه يَ عن التصرُفِ‬
‫ف مالِهِ امتنعَ إل ف اليوانِ‪.‬‬

‫َهس‬
‫َهس انتظارا لسسيدِ ِه فإِن أبطأَ سسيدُهُ باع ُ‬ ‫البقس إذا وجد ُ‬
‫الاكمس َ‬ ‫ُ‬ ‫َحبسس‬
‫ُ‬ ‫[فرع]‪ :‬ي‬
‫الاكمُ وحفظَ ثنهُ فإِذا جاءَ سَيدُهُ فليسَ لَهُ غ ُي الثَمَنِ‪.‬‬

‫باب الدعوى والبينات‬

‫الدعوى لغةً‪ ،‬الطل بُ وألِفُ ها للتأني ثِ وشرعا‪ :‬إخبارٌ عَ نْ وجو بِ ح قّ على غيِ ِه‬
‫ع ند حاك مٍ‪ .‬وجعُ ها دعاوي بفت حِ الواوِ وك سرِهَا كفتاوى‪ .‬والبينةُ شهودٌ سوا ب ا‬
‫لنّ بم يتبيُ القّ وجعوا لختل فِ أنوا ِعهِم‪ .‬والصلُ فيها خ ُب الصحيحي‪ :‬وَلو‬
‫يُع طى النا سُ بدعواهُم لدّ عى أنا سٌ دما َء رِجالٍ وأموالِ هم لكنّ اليميَ على الد عى‬
‫ف قولُ هُ‬
‫عليه‪ .‬وف روايةٍ‪ :‬البينةُ على الُدعي واليميُ عَلَى مَ نْ أنكرَ (الُدعي مَ نْ خَال َ‬
‫الظا هر) و ُهوَ براء ُة الذِمّةِ (وا ُلدّ عى عَلي هِ مَ ْن وافقَ هُ) أي الظاهرُ‪ .‬وشَر ُطهُ ما تكلي فٌ‬
‫ف الذمي‪ .‬ثّ إن كانت الدعوى‬ ‫والتزا مٌ للَحكا مِ فلي سَ الربُ مُلتزما للحكا مِ بل ِ‬
‫س رفعُهسا إل القاضسي ول يوزُ للمسستحقّ‬ ‫س أو تعزيرا وجب َ‬ ‫قَودا أو َحدّ قذف ٍ‬
‫كالنكاحس‬
‫ِ‬ ‫لعظمس الط ِر فيهسا وكذا سسائرَ العقودِ والفسسوخِ‬
‫ِ‬ ‫السستقللُ باسستيفائِها‬
‫والرجعةِ وعي بِ النكا حِ والبي عِ‪ .‬واستثن الاورد يُ مَ نْ بَعُدَ ع نِ السلطانِ فل هُ استيفاءُ‬
‫ح ّد قذ فٍ أو تعزيرٍ (ولَ هُ) أي للشخ صِ (بل خو فِ فتنةٍ) علي هِ أو على غيِ هِ (أخذُ‬
‫مالِهِ) إستقللً للضرورةِ (منْ) مالِ مُدينٍ لهُ مقرّ (ماطلٍ) بهِ أو جاحدٍ لَهُ أو مُتوارٍ أو‬
‫متعززٍ وإن كانَس على الاحِد بينةٌ أو رجسا إقرارُهُس لو رفعَهُس للقاضسي لِذنِهِس لندٍ لاس‬
‫شكَ تْ إلي هِ شحّ أب سفيانَ أن تأ خذ ما يكفيها وولدَهَا بالعرو فِ ولنّ ف الرف عِ‬
‫للقاضي مشقةً ومؤنةً وإنا يوزُ ل هُ الخذُ من جن سِ حقّ هِ ثّ عِندَ تعذرِ جن سِهِ يأخذُ‬
‫غيَهُ‪ .‬ويتعيُ ف أخذِ غيِ النسِ تقديُ النقدِ على غ ِيهِ ث إن كانَ الأخوذُ من جنسِ‬

‫‪325‬‬
‫ف فيه بدلً عنْ حقّهِ فإِنْ كانَ مِنْ غيِ جنسِ ِه فيبيعُهُ الظافرُ بنفسِهِ‬
‫مالِهِ يتملكُه ويتصر ُ‬
‫أو مأذونِ هِ للغيِ ل لنف سِهِ إتفاقا ول لحجورِ هِ لمتنا عِ تول الطرفي وللتهمةِ‪ .‬هذا إن‬
‫ل يتيسر عل مُ القاضي ب هِ لعد مِ علمِ هِ ول بينةٍ أو مع أحدِها لكن هُ يتا جُ لؤنةٍ ومشقةٍ‬
‫وإل اشتر طَ إذنُ ُه ولببيعُهُ إل بنق ِد البلدِ (ث إن كا نَ جن سُ حقّ هِ تلكَ هُ) وإل اشتر طَ‬
‫جن سُ ح ّق هِ وملكِ هِ ولو كا نَ الدي نُ مجورا علي هِ بفل سٍ أو ميتا وعلي هِ دَي نٌ ل يأخذ‬
‫ط ول ُه الخذُ من مالِ غريِ غر ِي هِ إن ل‬ ‫إذ ق ّدرَ حصتِهِ بالضاربةِ إن عِلمَها وإل احتا َ‬
‫يظفرْ بالِ الغريِ وجحدَ غريُ الغريِ أو ما طل وإذا جا َز الخذُ ظَفرا جازَ له ك سرُ‬
‫ب جدارٍ للمُدي نِ إ نْ تعيَ طريقا للوصولِ إل الخذِ وإن كا نَ مع هُ‬ ‫با بٍ أو قفلٍ ونق ُ‬
‫بين ًة فل يضمن ُه كالصائلِ وإن خافَ فتنةً أي مفسدةَ تفضي إل مُحرمٍ كأخذِ مالِهِ لو‬
‫ب الرف عُ إل القاضي أو نوِ ِه لتمكنَ هُ مِ نَ الل صِ ب ِه ولو كا نَ الدّي نُ‬
‫اطل عَ علي هِ وج َ‬
‫على غيِ متنعٍ من الداءِ طالبَهُ ليؤدِي ما عليهِ فل يلّ أخذُ شيءٍ له لنّ لهُ الدفعُ من‬
‫أي مالِهِ شا َء فإِنْ أخذَ شيئا لَزمَهُ ردّهُ وضَمنَهُ إن تلفَ ما ل يوجدْ شرطُ التقاصِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬له استيفاءُ دَينٍ لهُ على آخر جاحدٍ له بشهودِ دينٍ آخرَ لهُ علي ِه قضى من‬
‫غيِ علمهِم ول هُ جحدُ من جحدَ هُ إذا كا نَ له على الاحدِ مثلَ مالِ هِ علي هِ أو أكثرَ‬
‫حدَ مِن حقّ هِ بقدرِ هِ‬ ‫فيح ص ُل التقا صُ للضرور ِة فإِن كا نَ ل هُ دو نَ ما للخرِ علي هِ ُج ِ‬
‫(وشُرِط للدعوى) أي لصسحتِها حتس تسسمعَ وتوجَس إل جوابٍس (بنقدٍ) خالصٍس أو‬
‫مغشو شٍ (أو دَي نٍ) مثلي أو متقو مٍ (ذِكرُ جن سٍ) مِ نْ ذه بٍ أو فِضةٍ (ونو عٍ) وصحةٍ‬
‫درهمس فضةٍ خالصسةٍ أو مغشوشةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫غرضس (وقدرٌ) كمائةِ‬
‫ٌ‬ ‫اختلفس بمسا‬
‫َ‬ ‫وتكسسرٍ إن‬
‫أشرفيةٍ أطالبُ هُ با ال نَ لنّ شر طَ الدعوى أ نْ تكو نَ معلومةً وما ُعلِ مَ وزنُ هُ كالدينارِ‬
‫ل يُشترطُ التعرضَ لوزنِهِ ول يشترطُ ذِكرُ القيمةِ ف الغشوشِ ول تُسمعُ دعوى دائنٍ‬
‫ب وقدره (و) ف‬ ‫مفل سٍ ثب تَ فل سُهُ أ نه وجدَ مالً ح ت يبيَ سببُهُ كإِر ثٍ واكت سا ٍ‬
‫ت كحبو بٍ وحيوانٍ ذكرُ (صِفَةٍ) بأنْ يَصفَها الدَعي‬ ‫الدعوى (بعيٍ) تنضبطُ بالصفا ِ‬

‫‪326‬‬
‫بصفاتِ سل ٍم ول ي بُ ذك ُر القيم ِة فإِن تلف تِ العيُ وهي متقومةٌ وَجَ بَ ذكر القيم ِة‬
‫معَس النسِس كعب ٍد قيمتُهُس كذا (و) فس الدعوى (بعقارٍ) ذكرُ (جهةٍ) وملةٍ (وحدودٍ)‬
‫أربعةٍ فل يكفي ذكرُ ثلثةٍ منها إذا لْ يُعلم إل بأربعةٍ فإِن عُلم بواحدٍ منها كفى بل‬
‫يبس (و) فس الدعوى (بنكاحسٍ) على امرأةٍ ذِكرُ‬ ‫ْ‬ ‫ِهس ل‬
‫ُهس عسن تديد ِ‬ ‫َتس شهرت ُ‬
‫لو أغن ْ‬
‫صحتِهِ وشروطِ هِ مِ ْن نوِ (ولٍ وشاهدي نِ عُدولٍ) ورضاها إن شرط بأن كان تْ غيَ‬
‫ق فإِ ْن كا نت الزوجةُ أمةً وج بَ ذِكرُ العجزِ عن مهرِ‬ ‫مُ جبةٍ فل يك في في هِ الطل ُ‬
‫حرةٍ وخو فِ العن تِ وأ نه لي سَ تتَ هُ حرةً (و) ف الدعوى (بعقدٍ مال) كبيعٍ وهبةٍ‬
‫ذكرُ صحتِ ِه ول يتا جُ إل تفصيلٍ كما ف النكا حِ لنه أحو طُ حُكما من هُ (وتلغو)‬
‫الدعوى (بتناق ضٍ) فل يُطل بُ من ا ُلدّ عى عل يه جوابَهَا (كشهادةٍ خالَف تِ) الدعوى‬
‫كأن ادعى مُلكا بسببٍ فذكَر الشاهدُ سببا آخرَ فل تسمعُ لنافاتِها الدعوى وقضيتُهُ‬
‫أن هُ لو أعادَها على وف قِ الدعوى قُبل تْ وب هِ صرّح الضرمي واقتضا هُ كل مُ غيِ هِ ول‬
‫تُبطلُ الدعوى بقولِ هِ شُهودي ف سقةٌ أو مبطلو نَ فل هُ إقامةُ بينةٍ أخرى والل فُ (ومَ نْ‬
‫قامَ تْ علي هِ بينةٌ) ب قّ (لَي سَ ل هُ تلي فُ ا ُلدّعِي) على ا ستحقاقِ ما ادّعا هُ ب قّ لن هُ‬
‫تكلي فُ حج ٍة بعدَ حج ٍة ف هو كالطع نِ ف الشهودِ ن عم له تلي فُ الُدي نِ مَ عَ البينةِ‬
‫بإِعسارِهِ لوازِ أنّ ل هُ مالً باطنا ولو ادعى خصمُهُ مُسقِطا له كأداءٍ لَ هُ أو إبراءٍ من هُ‬
‫أو شرائِ هِ من ُه فَيَحل فُ على نفي ما ادعا هُ الصمُ لحتمالِ ما يدعي هِ وكذا لو ادّعَى‬
‫خ صمُهُ علي هِ عِلمَ هُ بف سقِ شَاهدِ هِ أو كذبِ ِه ول يتوج هُ حل فٌ على شاهدٍ أو قا ضٍ‬
‫ادّعَى كذبُ هُ قطعا لنه يؤدي إل فسادٍ عا مٍ‪ .‬ولو نكَل عَ نْ هذِ هِ اليمي حل فَ ا ُلدّعى‬
‫ب الِمهالَ مَ ْن قام تْ علي هِ البينةُ (أمهلَ هُ) القا ضي‬
‫علي هِ وبَطل تِ الشهادةُ (وإذا) طل َ‬
‫وجوبا ل كن بكفيلٍ وإل فبالتر سيم علي هِ إن خي فَ هرُب هُ (ثلثةً) من اليا مِ (ليأ ت‬
‫بداف عٍ) من نَحوِ أداءٍ أو إبراءٍ ومُك نَ من سف ِرهِ ليحض َر هُ إ نْ ل تزدْ الدّةُ على الثل ثِ‬
‫لن ا ل يعظ مُ الضررُ فيها (ولو ادّ عى رقّ بال غٍ) عاقلٍ مهو ِل الن سبِ (فقالَ أ نا حرٌ‬
‫ق بيمينِ هِ وإِن‬
‫أصسالةً) ول يك ْن قَد أقرّ لَ هُ باللِ كِ قبلُ وَهسو رشِيدٌ (حَلَ فَ) فَيصسد ُ‬

‫‪327‬‬
‫استخدمَهُ قبلَ إنكارِهِ وَجَرى عليهِ البيعُ مرارا أو تداولتْهُ اليدي لوافَقَتِ ِه الصلَ وَ ُه َو‬
‫الريةُ ومِ نْ ثُمّ قُدم تْ بينةُ الرقّ على بينةِ الريةِ لنّ الول مع ها زيادةُ علم بنقلِ ها‬
‫ع َن ال صلِ وخَر جَ بقول أ صالةً ما لو قال أعتقت ن‪ ،‬أو أعتق ن مَ نْ باع ن ل كَ فل‬
‫يُصدّقُ إل ببينةٍ وإذا ثبتَ تْ حريُت ُه الصلي ُة بقولِ هِ رجَ عَ مشتريه على بائِ ِع ِه بثمنِ هِ وإن‬
‫أقرّ لهُ باللكِ لنهُ بَنَاهُ على ظاه ِر اليدِ (أو) ادعى رقّ (صبّ) أو منونٍ كبيٍ (ليسَ ف‬
‫يدِهِ) َوكَذبَ ُه صاحبُ اليدِ (لْ يُصدّقْ إل بجةٍ) من بينةٍ أوْ علمِ قاضٍ أو ييٍ مردودةٍ‬
‫لنّ الصلَ َعدَمَ الُلكِ‪ .‬فلو كانَ الصبّ بيدِهِ أو بيدِ غيِهِ وَصَ ّدقَهُ صاحبُ اليدِ حََلفَ‬
‫لطرِ شأنِ لريةِ ما ل يَعرف لَقطه ول أثرَ لِنكارِهِ إذا بَلغَ لنّ اليدَ حج ٌة فإِن عرفَ‬
‫لَقطَه َلمْ يُصدّقْ إل ببينةٍ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ل تُ سمعُ الدعوى ِبدَي نٍ مؤجلٍ إذ لْ يتعل قْ ب ا إلزا مٌ ومطالبةٌ ف الا ِل‬
‫ِهس وإل‬
‫البيعس بلك ِ‬
‫ْفس وكذا ببينسة‪ .‬إن ل يصسرْح حالَ ِ‬ ‫سعُ َوق ٌ‬
‫البائعس الب ي‬
‫ِ‬ ‫وَيُسسمعُ قو ُل‬
‫ُسمِعتْ دعواهُ لتحليفِ الشتري أنه با َعهُ وهو ملكَهُ‪.‬‬

‫(ف صل)‪ :‬ف جوا بِ الدعوى و ما يتعل قُ ِب هِ (إذا أقرّ الُد عى عَلَي هِ ثَب تَ القّ) بل‬
‫حُك مٍ (وإ نْ سَ َكتَ عن الوا بِ أم َر ُه القاضي ِب هِ) وإ نْ ل يسألْ الُدعي (فإِ نْ سكتَ‬
‫فكمنكرٍ) فَتُعر ضُ علي ِه اليميُ‪( ،‬فإِ نْ سَ َكتَ) أيضا ول يُظهر سبََبهُ (فناكِلٌ) فيحل فُ‬
‫الُد عي وإ نْ أنكرَ اشتر طَ إنكارَ ما اد عى علي هِ وأَجزائِ هِ إ نْ تَجزأَ (فإِ نّ ادّ عى) علي هِ‬
‫الوابس (ل تلزمنس) العَشَرةُ (حتس يقولَ ول بعضهسا‬ ‫ِ‬ ‫(عَش َرةً) مثلً (ل يكفسِ) فس‬
‫وكذا يَحِل فُ) إ نْ تو ّجهَ تِ اليميُ علي هِ لنّ ُمدّعيها ُمدّ عٍ لكلِ جزءٍ منها فل بدّ أ نْ‬
‫يطاب َق الِنكا َر واليميَ دعواه‪ ،‬فإِ نْ حَل فَ على نفي ال َعشَرَةِ واقتصرَ علي هِ فناكلٌ عما‬
‫دونِها فيحلفُ ا ُلدّعي على استحقاقِ ما دونَ العشرةِ ويَأخذَه لَنّ النكولَ ع ِن اليميِ‬
‫ب كأقرضتُ كَ كذا (كفا هُ) ف الوا بِ (ل‬ ‫كالِقرارِ (أو) ادّ عى (مالً) مضافا ل سب ٍ‬
‫تَسَتحِقّ) أن تَ (عليّ شيئا) أو ل يلزمُن تسليمُ شيءٍ إلي كَ‪ ،‬ولو اعتر فَ ب هِ وادّ عى‬

‫‪328‬‬
‫مُسقطا طَولِبَ بالبينةِ‪ .‬ولو ادّعى عليهِ وَديعةً فل يكفي ف الوابِ ل يَلزمن التسليمُ‬
‫بلْ ل تستحقّ عليّ شيئا ويلفُ كما أجابَ ليطابقَ اللفُ الوابَ‪ .‬ولو ادّعى عليهِ‬
‫مالً فأنكَرَ وَ َطلَ بَ من هُ اليميَ فقالَ ل أحل فُ وأَع طى الالَ ل يلز ْم ُه قبولَ هُ من غيِ‬
‫إقرارٍ وَلهُ تليفَهُ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو ادّعى علي هِ عينا فقالَ ليستْ ل أو هي لرجلٍ ل أعرف هُ أو لبن الطفل‬
‫أو وقفٌ على الفقراءِ أو مسجدِ كذا وهوَ ناظ ٌر في ِه فالصحّ أنهُ ل تنصرفُ الصومةُ‬
‫عن هُ ول ُتنَ عُ العيُ من هُ بلْ يُلف هُ الُدعي أن هُ ل يلزم ُه التسليمُ للعيِ رجاءَ أ نْ يقرّ أو‬
‫ينكلَ فيحل فُ ا ُلدّعي وتثب تُ ل هُ العيُ ف الوليِ والبدلُ للحيلولة ف البقيةِ أو يقي مَ‬
‫الُدعي بينةً أنا ل هُ‪ .‬ولو أصرّ الُدعى عليه على سكوتٍ عن جوا بٍ للدعوى فناكلٌ‬
‫إن حَكَمَ القاضي بنكولِهِ (وإذا ادّعيا) أي إثنانِ أي كلٌ منهما (شيئا ف يدِ ثالثٍ) ل‬
‫يُ سندْهُ إل أحدِه ا قبلَ البين ِة ول ب َعدَ ها (وأَقا ما) أي كلٌ منِه ما (بي نة) به ( سَقَطتا)‬
‫ضهِمسا ول مُرجّحُس فكانَس كمسا ل بينسة فإِن ْس أقرّ ذو اليدِ لحدِهاس قبلَ البينةِ أو‬ ‫لتعار ِ‬
‫بَعدهَا رُجّح تْ بينتُ هُ (أو) ادّع يا شيئا (بيدِهِ ما) وأقا ما بينتيِ (فهوَ ل ما) إذ لي سَ‬
‫أحدُهُمسا أول بهِس مِنَس الخرِ أمسا إذا ل يكُن ْس بيدِ أَحدٍ وَ َش ِهدَت ْس بينةُ كلّ لَهُس بالكلّ‬
‫فَيُجعلُ بينهما‪ .‬وَملّ التساقطِ إذا وق عَ تعار ضٌ حيُث ل يتميز أحدُهُما بُرج حٍ وإل‬
‫قدَم و ُهوَ بيا نُ نقلِ الل كِ ث اليدُ في هِ للمُد عي أو ل نْ أقرّ ل هُ ب هِ أو انتقلَ ل هُ م نه ث‬
‫شاهدان مثلً على شا ِهدٍ وييٍ ث سبَقَ مُل كُ أحدِهِما بذك ِر زم نٍ أو بيا نِ أن هُ ُولِدَ ف‬
‫مُلكِ هِ مثلً ُثمّ بذكرِ سببِ الل كِ (أو) ادعيا شيئا (بيدِ أَ َحدِهِما) تصرفا أو إمساكا‬
‫(ُقدِم تْ بينتُ هُ) مِ نْ غيِ ييٍ وإ نْ تأخ َر تاريُها أو كانَ تْ شاهدا ويينا وبينةُ الار جِ‬
‫شَاهدي نِ أو ل تُبيّن سببَ الل كِ مِ نْ شِراءٍ و َغيِ هِ ترجيحا لبينةِ صاحبِ اليدِ بيدِ هِ‬
‫ويُسمّى الداخلُ وإن حكم بالول قب َل قيامِ الثانيةِ أو بينت بينةُ الارجِ سَببَ مُلكِ هِ‪.‬‬
‫نَع مْ لو ش َهدَ تْ بين ُة الار جِ بأنّ هُ أشترا هُ مِن هُ أو ِم نْ بائِ ِع هِ مثلً قُدّم تْ لبطل ِن اليدِ‬

‫‪329‬‬
‫ك ُقدّم تْ ول تنفعْ هُ بينتُ هُ بالُل ِ‬
‫ك‬ ‫حينئذٍ ولو أقا مَ الارِ جُ بينةً بأنّ الداخلَ أقرّ ل هُ بالل ِ‬
‫إل إ نْ ذكر تْ إنتقالً مكنا من القرّ ل هُ إلي هِ (هذا إ نْ أقامَها بعدَ بينةِ الار جِ) بل فِ‬
‫ما لو أقامَها قَبْلَها لنا إنا تُسمعُ بعدَها لنّ الصلَ ف جانبِ هِ اليميَ فل يعدلُ عَنْها‬
‫ت كافيةً‪.‬‬‫ما دام ْ‬

‫[فروع]‪ :‬لو أزيلت ْس يدُ هُ بسبينةٍ ثّ أقا مَ بينةً بلكِ هِ م ستندا إل ما قبلَ إزال ِة يدِهِس‬
‫واعتذرَ بغيبةِ شهودِ هِ أو جهِل هِ ِبهِم ُسمِ َعتْ وُقدّمَ تْ إذْ لْ تزلْ إل لِ َعدَ مِ الجةِ وقد‬
‫ت فينق ضُ القضاءُ‪ ،‬لك نْ لو قا َل الارِ جُ هو مُل كي اشتريُت هُ من كَ فقالَ الداخلُ‬ ‫ظَهر ْ‬
‫ك وكذا‬ ‫بلْ هوَ ملكي وأقاما بينتي با قال قُدم الار جُ لزيادةِ علم بينِت هِ بانتقالِ الل ِ‬
‫قُدّ مت بينتُ هُ لو َش ِهدَ تْ أن هُ ملك هُ وإن ا أودَ َع هُ أو أجرَ هُ أو أعارَ ُه للدا خل أو أن هُ أو‬
‫بائعُ هُ غ صبَهُ من هُ وَأُطلِق تْ بينةُ الداخلِ‪ .‬ولوْ َتدَاع يا دابةً أو أرضا أو دارا لحدهِ ما‬
‫ع قدمتْ بينتُ هُ على البينةِ الشاهدةِ بالل كِ الطل قِ لنفرادِ هِ‬ ‫ع فيها أو الملُ أو الزر ُ‬ ‫متا ٌ‬
‫ت فاليدُ لَ ُه في ِه فقط‪ .‬ولو اختلفَ الزوجانِ ف‬ ‫ع فاليدُ لَ ُه فإِن اختصّ التاعُ ببي ٍ‬
‫بالنتفا ِ‬
‫س‬‫س ولو بَعدَ الفُرق ِة ول بين َة ول اختصساصَ لحدِهاس بيدٍ فلكلّ تَحلِيف ُ‬ ‫أمتع ِة البيت ِ‬
‫الخر‪ ،‬فإِذا حَلفا جُعِل بينهُما وإ نْ صلحَ لحدِهِما فقط أو حََل فَ أحدُهُما قضَى لَ هُ‬
‫كما لو اخت صّ باليدِ و َحلَ فَ (وتُرج حُ) البينةُ (بتاري خٍ ساِبقٍ) فلو َشهَد تْ البينةُ لَحدِ‬
‫ي بيدِهِما أو يدِ ثالثٍ أو ل بيدِ أحدٍ بلكٍ مِنْ سنةٍ إل النَ وَشَهدتْ‬ ‫التنازِعَيِ ف ع ٍ‬
‫سةٍ إل الن كسسنتيِ فترجِعُس بينةُ ذي‬ ‫بَينةٌ أُخرى للخسر بلكٍس لاس مِن ْس أكثرَ مِن ْس س ن‬
‫الكثرِ لنا أَثبتَتِ اللكَ ف وقتٍ ل تُعارضُهَا فيه الخرى ولصاحبِ التاري ِخ السابقِ‬
‫أجرةٌ وزيادةٌ حادثةٌ من يو مِ ملكِ هِ بالشهادةِ لن ا فوائدُ ملكِ هِ وإذا كا نَ ل صاحبِ‬
‫متأخر ِة التاري ِخ يدٌ ل يُعل مْ أن ا عاد ية قُدم تْ على ال صحِ‪ .‬ولو ادّ عى ف عيٍ بيدِ‬
‫ي فأقا مَ الداخلُ بينةً أن هُ اشتراهَا ِم ْن زيدٍ م نْ‬
‫غيِ هِ أن هُ اشتراها مِ ْن زيدٍ مِ ْن منذُ سنت ِ‬
‫منذُ سَن ٍة قُدمِ تْ بين ُة الار جِ لنا أَثبتَ تْ أنّ يدَ الداخلِ عادِيةٌ بِشرائِ هِ ِم ْن زيدٍ ما زالَ‬

‫‪330‬‬
‫ملكَ هُ عن ُه ولو اتدَ تار ُيهُ ما أو أُطلِقَتَا أو إحداهُ ما ُقدّ مَ ذو اليدِ ولو شهد تْ بين ًة‬
‫بل كٍ أم سَ ول تتعر ضْ للحالِ ل تُس َمعْ كما ل تُس َمعُ دعوا ُه بذل كَ حَتَى نقولَ ول‬
‫يزلْ ملكُ هُ أو ل نعل مُ لَ هُ مُزيلً أو تَبيَ سَبَُبهُ كأن تقولَ اشترَاهَا ِم نْ خصمِهِ أو أقرّ لَ هُ‬
‫بهِس أمسُس لنّ دعوى الُلكِس السسابقِ ل تُسسمَ ُع فكذا البينةُ‪ .‬ولو قالَ مَن ْس بيدِهِس عَيٌ‬
‫اشتريتُ ها مِ نْ فل نٍ م نْ منذُ شهرٍ وَأقا مَ ب هِ بين ًة فقال تْ زوجةُ البائِ عِ مِن هُ هي مل كي‬
‫تَعوضتُها منهُ من منذُ شهري ِن وأقامتْ بهِ بينةً‪ ،‬فإِن ثبتَ أَنا بيدِ الزوجِ حالَ التعويضِ‬
‫حُكِ مَ ب ا ل ا وإل بقي تْ بيدِ َم نْ هي بِيد هِ ال نَ (و) ترج حُ (بشاهدي نِ) وشاهدٍ‬
‫وامرأتيِ وأرَبع نِ سَو ٍة فيما يُقبَل َن في هِ (على شاهدٍ مَ عَ ييٍ) للِجا عِ على قبولِ َم نْ‬
‫س (بزيادةٍ) نوَ عدالةٍ أو َعدَدِ (شُهودٍ) بسل‬ ‫س الشاهِ ِد واليميس (ل) تُرجّح ُ‬ ‫ُذكِرَ دُون َ‬
‫تتعارضا نِ لنّ ما ق ّدرَ هُ الشر عُ ل يتل فُ بالزياد ِة والنق صِ ول برجليِ على رجلٍ‬
‫وامرأتيِ ول على أربعِ نِسوةٍ (ول) بينةٍ (مؤرخةٍ على) بينةٍ (مُطلقةٍ) ل تَتَعرْض لزمنِ‬
‫ي الثَانيَة سََببَ اللكِ‬
‫ث ل يدَ لحدِهِما واستويَا ف أنّ لكل شاهدينِ ول تُب ْ‬ ‫اللكِ حي ُ‬
‫فتَتَعارضا نِ‪ .‬ن عم لو َش ِهدَ تْ إحداهُ ما بدَي ٍن والُخرى بالِبرا ِء رُجحَ تْ بين ُة الِبراءِ‬
‫لنا إنا تكو ُن بعدَ الوجوبِ‪ .‬والصلُ عدمَ تعددِ الدّين ولو شَهدَتْ بينةٌ بألفٍ وَبينَةٌ‬
‫بألفَيِ َيجِ بُ ألفَا ِن ولو أثب تَ إقرارُ زيدٍ لَ ُه بدَي نٍ فأثبَت زَيدٌ إقرارَ هُ بأنه ل شيءَ لَ هُ‬
‫عليهِ ل يؤثرْ لحتمالِ حدوثِ الدَي ِن بعدُ‪.‬‬

‫[فروع]‪ :‬لو أقا مَ بينةً بل كِ دَابةٍ أو شجرةٍ ِم نْ غيِ تعر ضٍ بل كٍ ساب ٍق بتاري خٍ ل‬
‫يسستحَقّ ثرةً ظاهرةً ول ولدا منفصسلً عِندَ الشهادةِ ويسستحقّ الَملّ والثَم َر غيَ‬
‫الظاهرِ عِندَ ها تبعا للم وال صلِ‪ ،‬فإِذا تَعرضَ تْ لل كٍ سابقٍ على حُدو ثِ ما ذُكرَ‬
‫س الذي ل‬ ‫س بجةٍ غيَ إقرارٍ رجسع على بائعِه ِ‬ ‫فيسستَحقُ ُه ولو اشترى شيئا فأخذَ منه ُ‬
‫يُصدِقهُ ول أقا مَ بَينةً بأن هُ اشترا هُ مِ نَ الُدعي ولو بَعدَ الُك مِ بِ هِ بالثم نِ بل فِ ما لو‬
‫أ َخذَ مِنهُ بإِقرارِهِ أو بلفِ الدعي بعدَ نكولِهِ لنهُ القصرُ ولو اشترى قِنا وأقرّ بأنهُ قنّ‬

‫‪331‬‬
‫ث ادّعى بري ِة الصلِ وحُكمَ لَ هُ با رج َع بثمنِ هِ على بائعِ هِ ول يضرّ اعترافُ هُ برقّ هِ لن ُه‬
‫مُعتم ٌد في هِ على الظاهِرِ‪ .‬ولو اد عى شراءَ عيٍ فش َهدَ تْ بَينةٌ بل كٍ مطل ٍق قُبِل تْ لنا‬
‫شَهد تْ بالقصو ِد ول تناق ضَ على الصحّ‪ .‬وكذا لو ادّعى ملكا مُطلقا فشهدَ تْ ل هُ‬
‫ب هِ م عَ سَبَبِهِ لْ َيضُرّ وإ نْ ذكرَ سببا وَهُ مْ سببا آخرَ ضرّ ذلك للتناق ضِ بيَ الدعوى‬
‫والشهادةِ‪.‬‬

‫سةٌ أنّ أباه وَقَف ها علي هِ ثس على أولدِ ِه‬


‫[فرع]‪ :‬لو با عَ دارا ثس قامت ْس بينةٌ حس ب‬
‫انتزعَ تْ ِم نَ الُشتري وَرج َع بثمنِ هِ على البائ عِ وي صرفُ ل هُ ما ح صلَ ف حياِت هِ مِ نَ‬
‫ب الناسِ إل‬ ‫ق البائعُ الشهودَ وإلَ ُوقّفَتْ‪ ،‬فإِنْ ماتَ مُصرّا صُرَِفتْ لقر ِ‬
‫الغلةِ إِن صدَ َ‬
‫الواقفِ‪ .‬قَالَهُ الرَافعي كالقفالِ‪.‬‬

‫النس للعيِ الدعا ِة‬ ‫بلكس َ‬ ‫ِيهس ٍ‬ ‫تبس إن انصسَر الم ُر ف ِ‬ ‫[فرع]‪ :‬توزُ الشهادةُ بسل ُ‬
‫استصحابا لا سبَقَ م نْ إر ثٍ وشراءٍ وغيِهِما إعتمادا علي الستصحابِ لنّ الصلَ‬
‫البقاءَ وللحاجةِ لذل كَ وإل لتعس َرتْ الشهادةُ على المل ِك السابقةِ إذا تطاولَ الزم نُ‬
‫وملّهُ إن ل يُصرحْ بأن ُه اعتمدَ الِستصحابَ وإل ل تسمع عن َد الكثرينَ (ولو ادعيا)‬
‫أي كلٌ مِن اثنيِ (شيئا بيدِ ثال ثٍ) فإِ نْ أقرّ ب ِه لحدِها سُّلمَ إلي هِ وللخرِ تليفَ هُ (و)‬
‫إ نْ ادعيا شيئا على ثال ثٍ و (أقا مَ كلٌ) مِنهُما (بينَةً أن هُ اشترا هُ) مِن هُ وسلمَ ثَن هُ (فإِ نْ‬
‫ل سبقِ) مِنهُ ما تاريا لنّ مَعَ ها زيادة عل مٍ (وإل) يتل فُ‬ ‫اختلِ فَ تار َيهُ ما حُكِ مَ ل َ‬
‫تار ُيهُما بأَنْ أُطلِقتا أو إحداهُما أو أرّخَتا بتاريخٍ مُتحدٍ (سَقَطتا) لستحالةِ أَعمالُما‬
‫ثُمّ إ نْ أقرّ ل ما أو لحدِهِ ما فواض حٌ وإل حل فَ لِكُلٍ يينا ويرجعا نِ علي هِ بالثم نِ‬
‫لثبوتِ هِ بالبين ِة ولو قالَ كُلّ منهُما والبيعُ ف يدِ الدعى علي هِ بعِتَكَ هُ بكذا وهو ملكي‬
‫وإل ل تُسمعْ الدعوى فَأَنكرَ وأقاما بينتِ با قاله وطلبا ُه بالثم نِ فإِن اتدَ تاريُهما‬
‫البيتس بعشرةٍ مثلً فقالَ بلْ‬ ‫َ‬ ‫ُكس‬
‫َهس الثمنانسِ‪ .‬ولو قالَ أجرت َ‬ ‫اختلفس لزم ُ‬
‫َ‬ ‫وإنس‬
‫سسقَطَتَا ْ‬
‫أجرتَن جيعَ الدارِ بعشرةٍ وأقاما بَينتيِ تَساقطَتا فيتحالفانِ ثّ يُفس ُخ العقدُ‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫ك البائ عِ إذا‬ ‫[ت نبيه]‪ :‬ل يك في ف الدعوى كالشهادةِ ذِكرُ الشراءِ إل م عَ ذِكرِ مل ِ‬
‫ت اليدُ ل هُ ونُزعَ تْ مِن هُ تَعديا (ولو ادعُوا)‬
‫كا نَ غيَ ذي يدٍ أو مَع ذَك ِر يدِ هِ إذا كان ِ‬
‫ماتس‬
‫َ‬ ‫أي الورثةُ كلّهُسم أو بعضُهُسم (مالً) عينا أو دينا أو منفعةً (لورثِهِسم) الذي‬
‫ِهس الكُلّ (أَ َخذَ‬
‫معهس بعضُهُم على اسستحقاقِ مورث ِ‬ ‫(وأقاموا شاهدا) بالالِ (وحَلفسَ) ُ‬
‫نَ صِيبَهُ ول يُشارِ ُك في هِ) مِ نْ جهةِ البقيةِ لنّ الجّةَ تت ف ح ّق ِه وحد هُ وغيِ ِه قادرٌ‬
‫علي ها بالل فِ وأن ييَ الِن سانِ ل يُع طى ب ا غيُه فلو كا نَ بع ضُ الورثَةِ صبيا أو‬
‫سبَهُ بل إعادةِ دعوى وشهاد ٍة ولو أق ّر بدَينٍس‬ ‫غائبا حَلفَس إذا بلغ َس أو حضرَ وأخذَ نص ي‬
‫س ِه ولو بغيِ دعوى ول إذنَس من ْس حاكمٍس فللبقيةِ‬ ‫ليتٍس فأخسذ بعضُس ورثتِهِس قدَر حص تِ‬
‫مشاركتَ ُه ولو أخذَ أحدُ شُركائِ هِ ف دارٍ أو منفَعتِها ما ي صّهُ من أجرتِها ل يشارك هُ‬
‫فيهِ بقي ُة الورثَ ِة كما قالهُ شيخُنا‪.‬‬

‫(فَصلٌ)‪ :‬ف الشهادا تِ جَم عُ شَهادةٍ‪ .‬وهي إخبا ُر الشخ صِ ب قٍ على غيِ هِ بلف ٍ‬
‫ظ‬
‫خا صٍ‪( .‬الشهادةُ لرمضا نَ) أي لثبوتِ هِ بالن سبةِ لل صومِ ف قط‪( .‬رَ ُجلٌ) وا ِحدٌ ل امرأةٌ‬
‫وخُن ثى (ولزِ نا) ولوا طٍ (أربعةٌ) مِ نَ الرجا ِل يشهدو نَ أنُم رأو هُ أدخلَ ملكفا متارا‬
‫حشَفَتَ هُ ف فَرجها بالزِنا‪ .‬قَالَ شَيخُنَا‪ :‬والذي يتج هُ أن هُ ل يُشتر طُ ذِك ُر زما نٍ ومكا نٍ‬
‫ع تناقضٍ يُسقطُ الشهاد َة ول‬ ‫إل نْ َذكَرَهُ أحدَهُم فيجبُ سؤا ُل الباقيَ لِحتما ِل وقُو ِ‬
‫ذكَ َر رَأينَا كالرودِ ف الكحلةِ بل يُسنّ ويكفي للِقرارِ ب هِ إثنا نِ كغيِ هِ (ولالٍ) عينا‬
‫كا نَ أو دينا أو منفعةً (وما قُصِدَ ب هِ مالٌ) من عقدٍ مال أو حَ قّ مال (كبيعٍ) و َحوَالةٍ‬
‫َجلنس أو رجلٌ‬ ‫ِ‬ ‫َرضس وإبراءٍ ( َورَهنسٍ) وَصسُلحٍ وخيارٍ وَأجَلٍ (ر‬
‫َقفس وق ٍ‬ ‫َمانس َوو ٍ‬
‫َوض ٍ‬
‫وامرأتا نِ أو رجلٌ وييٌ) ول يثب تُ شيءٌ بامرأتيِ وييٍ (ولغيِ ذل كَ) أي ما لي سَ‬
‫بالٍ ول يُق صدُ من هُ مالٌ من عُقوبةٍ للّ ِه تعال كحدّ شُر بٍ و سَرِقةٍ أو لدمِ يٍ كَقَودٍ‬
‫وحدّ قد فٍ ومن عِ إر ثٍ بأ نِ ادّعَى بقي ُة الورثَةِ على الزوجةِ أن الزو جَ خَالَعَها حت ل‬
‫تَر ثَ من هُ (ولا يظهرُ للرجالِ غالبا كنكا حٍ) ورَجعةٍ (وطل قٍ) مُنجزٍ أو مُعل قٍ وَفسخِ‬

‫‪333‬‬
‫وقراضس ووكال ٍة وكفالةٍ وشركةٍ ووديع ٍة‬‫ٍ‬ ‫وموتس وإعسسارٍ‬
‫ٍ‬ ‫وبلوغس (وعتقسٍ)‬
‫ٍ‬ ‫نكاحس‬
‫ٍ‬
‫َضانس وَشَهادة على شهادةٍ‬ ‫ووصسايةٍ وردةٍ وانقضاءِ عدّةٍ بأشهرٍ ورؤيةِ هللٍ غيس رم َ‬
‫عنس‬
‫مالكس ِ‬ ‫ٌ‬ ‫وامرأتانس لاس روى‬
‫ِ‬ ‫يثبتس إل برجليِ (رَجُلنسِ) ل رجلٌ‬ ‫ُ‬ ‫وإقرارٌ باس ل‬
‫الزُهري‪ :‬مَض تِ ال سُنةُ ِم ْن ر سولِ اللّ هِ أن هُ ل يوزُ شهاد ُة الن ساءِ ف الدودِ ول ف‬
‫ق وقِي سَ بالذكورا تِ َغيَها ما يُشاركُها ف العن (ولا يظهرُ‬ ‫النكا حِ ول ف الطل ِ‬
‫للنسساءِ) غالبا (كوِلدةٍ وحَيضسٍ) وبَكارةٍ وثياب ٍة ورضاعٍس وعيبِس امرأ ٍة تتَس ثيابِهسا‬
‫(أربعٌ) مِنَ النساءِ (أو رَجُلنِ أو رجلٌ وامرأَتانِ) لا روى ابنُ أب شَيبةَ عنِ الزُهري‪:‬‬
‫َمضَ تِ ال سنةُ بأن ُه يوزُ شهاد ُة الن سا ِء في ما ل يطل عُ علي هِ غيهُنّ من ولدَ ِة الن ساءِ‬
‫وعيوِبهِن وقِيسَ بذلكَ غ َي ُه ول يثبتُ ذلكَ برجلٍ وييٍ‪.‬‬

‫(وسُئِلَ) بعضُ أصحابنا عمّا إذا شهدَ رَجُلنِ أنّ فلنا بلغَ عمرُهُ ستَ َعشَرَةَ سن ًة‬
‫فشهدَ تْ أرب عُ ن سوةٍ أنّ فلنةَ يتيمةً ُولِد تْ شهرَ موِلدِ هِ أو قبَل هُ أو بعدَ هُ بشهرٍ مثلً‬
‫نفسسهَا‬
‫بلوغس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثبوتس‬
‫ِ‬ ‫فهسل يوزُ تزويُهسا إعتمادا على قولن ّ أو ل يوزُ إل بعدَ‬
‫برَ ُجلَيِ‪( .‬فأجاب) نَفَعَنَا اللّ هُ ب هِ‪ :‬نعم يثب تُ ضمنا بلو غُ م نْ شَهد نَ بولدَتِها كما‬
‫ب ضمنا بشهاد ِة الن ساءِ بالولدَ ِة فيجوزُ تزويُ ها بإِذنِ ها للحك مِ ببلوغِ ها‬ ‫ت الن س ُ‬‫يثب ُ‬
‫شرعا‪ .‬اه‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬لو أقامَ تْ شاهدا بإِقرارِ زوجِها بالدُخولِ كَفى حَلفُها مَ َع هُ ويثب تُ اله ُر‬
‫ت العدةِ والرجعةِ‬ ‫أو أقامَ هُ ُهوَ على إقرارِ ها ب هِ ل يك فِ الل فُ مع هُ لن ق صدَهُ ثُبو َ‬
‫ولي سا بالٍ (و ُشرِ طَ ف شا ِهدٍ تَكلي فٌ وحُريةٌ ومُروءةٌ وعدالةٌ) وتيق ظٌ فل تُقبلُ مِ نْ‬
‫صَب ومنو نٍ ول م نْ ب ِه رِ قٌ لنق صِ ِه ول ِم نْ َغيِ ذي مروءةٍ لن هُ ل حياءَ ل هُ وَمَ نْ ل‬
‫حَياءَ لَ هُ يقولُ ما شاءَ وهي توقى الدناسُ عُرفا فيُسقِطُها الكلَ والشّر بَ ف السوقِ‬
‫والش َي في هِ كاشفا رأ سَهُ أو َبدَنَ ُه لغيِ سُوقِي وَقِبلةَ الليةِ بِحضرةِ النا سِ وإكثارَ ما‬
‫يُضح كَ بينهُم أو لع بَ شطرن جٍ أو رق صٍ بل فِ قليلِ الثلث ِة ول ِم ْن فَاس ٍق واختارٍ‬

‫‪334‬‬
‫فقدتس العدال ُة وعمّ‬ ‫ِ‬ ‫بعضس الالكيةِ إذا‬
‫َ‬ ‫ُمس الذرعسي والغزي وآخرون قولَ‬ ‫جعس مِنه ْ‬
‫ٌ‬
‫الف س ُق ق ضى الاك مُ بشهادةِ المثلِ فالمثلِ للضرور ِة والعدالةُ تتحق قُ (باجتنا بِ)‬
‫كُلِ ( كبيةٍ) مِ نْ أنوا عِ الكبائرِ كالقتلِ والزِ نا والقذ فِ بِ هِ وَأَكلِ الرِ با ومالِ اليتي مِ‬
‫واليميِ الغمو سِ وشَهادةِ الزُورِ وَبُخ سِ الكيلِ أوِ الوز نِ وقط عِ الرّح مِ والفَرارِ مِ نَ‬
‫ب قد َر رُب عِ دينارٍ وتفوي تِ مَكتوبةٍ وتأخيِ‬ ‫ق الوالدي نِ وغَ ص ِ‬
‫الزَح فِ بل عُذرٍ وعُقو ِ‬
‫زكا ٍة عدوانا ونيمةٍ وغيِها من كُلّ جريةٍ تُؤذ نُ بقلةِ اكترا ثِ مُرتكِبِها بالدِي نِ َورَقَةِ‬
‫الديانةِ (و) اجتنا بِ (إ صرارٍ على صغيةٍ) أو صغائرٍ بأن ل تغلُ بَ طاعاتُ هُ صغائرَهُ‬
‫فم ت ارتك بَ كبيةً بطلَ تْ عدالتُ هُ مطلقا‪ .‬أو صغيةً أو صغائرَ دَاو مَ علي ها أولً‬
‫خِلفا لن فرّقَ‪ .‬فإِنْ غلبتْ طاعَتُهُ صغائِ َر ُه فهوَ عدلٌ‪ ،‬ومَتَى استوَيا أو غَلَبَتْ صغائرُهُ‬
‫سمِ‬ ‫طاعاتَهُس فهوَ فاسسقٌ‪ .‬والصسغيةُ كنظَرِ الجنسبيةِ ولسسِها ووطءِ رجعيةٍ وهجرِ الس ل‬
‫فو قَ ثل ثٍ وبي عِ خ ٍر ولب سِ رجُلٍ ثَو بَ حري ٍر وكذ بٍ ل ح ّد في هِ َولَعْ نٍ ولو لبهيمةٍ‬
‫أو كافرٍ وبَي عِ مَعي بٍ ل ذكرِ عي بٍ وبي عِ رقي قٍ مُ سلمٍ لكافرٍ وماذا ِة قا ضي الاج هة‬
‫الكع بة بفرجِ ِه و َكشْ فِ العورةِ ف الَلوةِ عبثا َولَعِ بٍ بنردٍ ل ص ِة الن هي عن هُ وغيبةٍ‬
‫وسكوتٍ عليها‪.‬‬

‫ونقلَ بعضُهُم الِجا عَ على أنّ ها كبيةٌ ل ا في ها ِم نَ الوعيدِ الشَديدِ ممولٌ على‬
‫غيبةِ أهلِ العِل مِ وَحَملةِ القرآن لعمو مِ البَلوى با‪ ،‬وهي ذِكرُ كَ ولو نو إشارة غيُ كَ‬
‫الحصورُ العَيّ ُن ولو عِندَ بع ضِ الخاطبيَ با يَكرَ هُ عرفا‪ .‬واللع بُ بالشطرن جِ بِكسرِ‬
‫سيِ أو‬ ‫ِنس الان ب‬
‫شرطس مالٍ م َ‬
‫فيهس ُ‬ ‫يكنس ِ‬‫إنس لْ ْ‬ ‫مكروهس ْ‬
‫ٌ‬ ‫أوله وفتحسه معجما ومهملً‬
‫أ َحدِهِ ما أو تَفوي تُ صلةٍ ولو بن سيانٍ بالشتغالِ ب هِ أو لع بٌ م عَ مُعتقدٍ تريَ هُ وإل‬
‫فحرا مٌ‪ ،‬وَيُحملُ ما جاءَ ف ذ ّم هِ ِم نَ الحادي ثِ والثارِ على ما ُذكِرَ وتس ُقطُ مروءةُ‬
‫م نْ يداومْ ُه فتُردّ شهادتُ هُ وهو حرا مٌ عندَ الئمةِ الثلثةِ مُطلقا‪ .‬ول تُقبلُ الشهادةُ مِ نْ‬
‫مُغفّلٍ ومُختَلّ نظرٍ ول أَصمّ ف مسموعٍ ول أعمى ف مُبْ صَرٍ كما يأت‪ .‬ومن التيق ظِ‬

‫‪335‬‬
‫ضَبط ألفا ظِ الشهودِ علي هِ بروفِها من غيِ زيادةٍ فيها ول نق صٍ‪ .‬قال شيخُنَا‪ :‬ومِ ْن‬
‫عنس الخرِ‬ ‫ثس ل توزُ الشهادةُ بالعنس‪ .‬نعسم‪ :‬ل يبعدُ جوا ُز التعسبيِ بأحدِ الرديفيِ ِ‬
‫حيثُ ل إبامَ (و) شُرِطَ ف الشاهدِ أيضا (عدمُ تمةٍ) بَرّ نفع إِليهِ أو إل َمنْ ل تُقبلُ‬
‫شهادتُ هُ ل هُ أو دف عِ ضرّ عن هُ با (فتُردّ) الشهادةُ (لرقيقِ هِ) ولو مكاتبا ولغريٍ ل هُ ما تَ‬
‫وإ نْ لْ تَسغرقْ تركتُ هُ الديو نَ بل فِ شهادتِ هِ لغريِ هِ الوس ِر وكذا الع سَرِ قبلَ موتِ هِ‬
‫وإنس عَلَ أو فرع له وإن سسفلَ‪( .‬ل) تُردّ‬ ‫فتَقبلُ لُمسا (و) تُردّ (لبعضِهسِ) مسن أصسلٍ ْ‬
‫الشهادَةُ (عليهِ) أي ل على أحدِها بشيءٍ إذ ل تُهمةَ‪ .‬ول على أبيهِ بطلقِ ضرةِ أمّهِ‬
‫سةٍ أو بَعدَ‬ ‫طلقا بائنا وأمّهُس تتَهسُ‪ ،‬أمسا رجعيٌس فتُقبلُ قطعا‪ .‬هذا كُلُه فس شهادةِ حس ب‬
‫ْهس‬ ‫ُهس للتهم ِة وكذا لو ادعت ُ‬ ‫لعدمس نفقةٍ ل تُقبلْ شهادت ُ‬
‫البس ِ‬‫ادعاهس ُ‬
‫ُ‬ ‫دعوى الضُرةِ‪ .‬فإِن‬
‫أمّ هُ‪ .‬قالَ اب ُن الصلحِ‪ :‬لو ادعى الفر عُ على آخر بدَي نٍ لوكِل هِ فأنك َر فش َهدَ بِ هِ أبو‬
‫الوكي ِل قُبِلَ وإن كا َن في هِ ت صديقُ ابنِ هِ‪ .‬وتُقبلُ شهادة كُلّ مِ نَ الزوجيِ والَخوي نِ‬
‫وال صَديقيِ للخَرَ (و) تُر ّد الشهادةُ (ب ا ُهوَ ملّ ت ص ّرفِهِ) كأ ْن وكّلَ أو أو صَى في هِ‬
‫لن هُ يثب تُ بشهادَتِ هِ وليةٌ ل هُ على الشهودِ ب هِ ن عم‪ :‬لو شهدَ ب ِه بعدَ عزلِ هِ ول يك نْ‬
‫خاصَسمَ قبلَهُس قُبلتسْ‪ ،‬وكذا ل تُقَبلُ شهادَةُ وديعٍس لودعِهِس ومرتنٍس لراهنِهِس لتهمةِ بقاءِ‬
‫يدِها‪ .‬أما ما لي سَ وكيلً أو وَصيّا في هِ فتقبلُ‪ .‬وَمِ نْ حِيَلِ شهاد ِة الوكيلِ ما لو با عَ‬
‫فأَنكَر الشتري الثمن نَ أو اشترى فادّ عى أج نبٌ بال بيعِ فل هُ أ نْ يَشهدَ لوكلِ هِ بأَن له‬
‫علي هِ كذا أو بأنّ هذا مل َك هُ إن جازَ ل هُ أَ نْ يَشهَد ب هِ للبائ عِ ول يذكُر أن هُ وَكيلٌ‬
‫ب الذرعي حلّهُ باطنا لنّ فيهِ توصلً للحقّ بطريق مُباحٍ‪ .‬وكذا ل تُقبلُ بباءةِ‬ ‫وصوّ َ‬
‫مَنْ ضمنَهُ الشاهدُ أو أصلُهُ أو فرعُهُ أو عبدُهُ لنّهُ يدفعُ بهِ الغرمَ عن نفسِهِ أو عمّن ل‬
‫تُقبلُ َشهَا َدةٌ ل هُ (و) تُردّ الشهادةُ (من عدوَ) على عدوّهِ عَدواةً دُنيويةً ل ل هُ‪ .‬وهوَ من‬
‫يَحزَ نُ بفرحِ هِ وعك سَهُ‪ .‬فلو عادَى من يُريدُ أن يَشهدَ علي ِه وبالِ غَ ف خُ صومتِهِ فلم‬
‫يْب ُه قُبِلتْ شهادتُهُ عليهِ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫[ت نبيه]‪ :‬قالَ شيخُ نا ظَاهرُ كل ِم ِه قبولُ ها من ولدِ العدوّ ويوجّ هُ بأن هُ ل يلز مُ مِ نْ‬
‫عَداوةِ البِ عداوةُ البنِ‪.‬‬

‫[فائدة]‪ :‬حَا صلُ كل مِ الروضةِ وأ صلِها أنّ م ْن قذ فَ آخرَ ل تُقبلُ شهادةُ ك ٍل‬
‫مِنهُما على الخرِ وإن لْ يطل بِ القذو فُ حدّ هُ وكذا من ادّعى على آخرٍ أن هُ قط عَ‬
‫عليهِ الطريقَ وأخذَ مالَهُ فل تُقبلُ شهادةُ أحدِهِما على الخرِ‪ .‬قالَ شيخُنا‪ :‬يُؤخذُ من‬
‫سبَ آخَر إل فسقٍ اقتضى ُوقُو عَ عداوةٍ بينهما فل تُقبلُ الشهادةُ‬ ‫ذل كَ أنّ كلّ مَ نْ نَ َ‬
‫من أحدِهِما على الخرِ‪ .‬نعم يَترددُ النظ ُر فيمن اغتا بَ آخرَ بفسقٍ يوزُ ل هُ غيبتُ هُ ب هِ‬
‫ت السبَبَ الجوّزّ لذلكَ‪.‬‬ ‫وإن أثب َ‬

‫[فرع]‪ :‬تُقبلُ شهادةُ كلّ مبتد عٍ ل نُكفِ ُرهُ ببدعَتِ هِ وإ نْ سبّ الصحابةَ رضوا نُ اللّ ِه‬
‫علي هم ك ما ف الروضةِ وادّ عى ال سُبكيُ والذرع يُ أن هُ غل طٌ‪( .‬و) تُردّ ( ِم نْ مُبا ِدرٍ)‬
‫س ولو بعدَ‬ ‫بشهادتِ هِ قبلَ أن يسألَها بَعدَ الدعوى لن هُ مُتّه مٌ نعم لو أعادَها ف الجل ِ‬
‫صدَ ب ا وج هَ اللّ ِه فتُقبلُ قبلَ‬‫ال ستشها ِد قُبل تْ (إل) ف شهادة ح سبةٍ و هي ما قُ ِ‬
‫ال ستشها ِد ولو بل دعوى ( ف ح ٍق مؤكدٍ للّ هِ) تعال و ُهوَ ما ل يتأثرُ برضا الدمي‬
‫بائنس (وعتقسٍ) واسستيلدٍ ونَسسبٍ وعفوٍ عسن قودٍ وبقاءِ عدةٍ‬ ‫َجعيس أو ٍ‬‫(كطلقسٍ) ر ٍ‬
‫ف لنحوِ جهةٍ عامةٍ وحقٍ لسجدٍ وتَركِ‬ ‫وانقضائِها وبلوغٍ وإسلمٍ وكفرٍ ووصيةٍ ووق ٍ‬
‫صل ٍة وصومٍ وزكاةٍ بأن يشهدَ بتركِها وتريِ رضاعٍ ومصاهرةٍ‪.‬‬

‫[تنبيه]‪ :‬إنا تُسمعُ شهادةُ السبةِ عندَ الاجةِ إليها فلو شهدَ إثنا نِ أن فلنا أعت َق‬
‫عبدَ هُ أو أن هُ أ خو فلنةٍ م َن الرضا عِ ل يك فِ ح ت يقول أ نه يَ سترقّهُ أو أن هُ يريدُ‬
‫ج بقول ف ح قٍ للّ هِ تعال حَقّ الد مي كقَو ٍد وحدّ قذ فٍ وبي عٍ فل‬ ‫نكاحَ ها‪ .‬وخَر َ‬
‫تُقب ُل في هِ شهادةُ السبةِ وتُقبلُ ف حدّ الزنا وقط عِ الطري قِ وال سَرِقةِ (وتُقبلُ) الشهادةُ‬
‫(مِ ْن فاسقٍ بَعدَ توبةٍ) حاصلةٍ قبلَ الغَرغرةِ وطلو عِ الشم سِ مِ نْ مَغرِبِها (وهي ند مٌ)‬

‫‪337‬‬
‫ب ولو اطل عَ علي هِ أو لغرَامةِ ما ٍل‬ ‫على مع صيةٍ مِ نْ حي ثُ أن ا مع صية ل لو فِ عقا ٍ‬
‫(ب) شرطِس (إقلعسِ) عنهسا حالً إن كانَس متلبسسا أو مُصسرّا على معاودَتِهسا‪ .‬ومسن‬
‫الِقل عِ ردّ الغصوبِ ( َوعَز مٍ أ نْ ل يعودَ) إليها ما عا شَ (وخرو جٍ عن ظَلمةِ آدم يّ)‬
‫مِ نْ مالٍ أو غ ِي هِ فيؤدي الزكاةَ ل ستحقيها ويَردّ الغ صوبَ إن بق َي وبدّلَ هُ إن تل فَ‬
‫ل ستحقِهِ ويُمكّ نُ مُ ستح ُق القَودِ وح ّد القذ فِ م نَ ال ستيفاءِ أو يُبئُهُ من هُ ال ستحقُ‬
‫لل خ ِب ال صحيحِ‪" :‬مَ نْ كا نت لَخِي هِ عندَ هُ مظلمَةٌ ف عُر ضٍ أو مالٍ فليستحلُهُ اليو مَ‬
‫قبلَ أن ل يكو نَ دينارٌ ول دره مٌ‪ ،‬فإِن كا نَ لَ هُ عملٌ يؤخذُ من هُ بقدرِ مظلمتِ هِ وإل‬
‫أَخذَ من سَيئاتِ صاحبِهِ" فحملَ علي هِ و َشمَ َل العم ُل ال صومَ ك ما ص ّرحَ ب هِ حدي ثُ‬
‫مُ سلمٍ خلفا ل ن ا ستثناهُ‪ ،‬فإِذا تَ َعذّرَ ردّ الظلمةِ على الال كِ أو وارثِ هِ سلمَها لقا ضٍ‬
‫ثقةً‪ ،‬فإِن تعذّر صرفُها فيما شاءَ مِنَ الصالِ عندَ انقطاعِ خَبِهِ بنيةِ الغرمِ لهُ إذا وجدهُ‬
‫فإِنْ أعسرَ عزمَ على الَداءِ إذا أَيس َر فإِنْ ماتَ قبَلهُ انقطعَ الطلب عنهُ ف الخرةِ إن ل‬
‫يَع صِ بالتزامِ هِ‪ .‬فالر جو من فضلِ اللّ هِ الواسعِ تعوي ضُ ال ستحقّ‪ .‬ويُشتر طُ أيضا ف‬
‫صحةِ التوبةِ عن إخراجِ صلةٍ أو صومٍ أو وقتِهما قضاوها وإنْ كثر وعن القذفِ أن‬
‫يقولَ القاذ فُ قذف باطلٌ وأنا ناد مٌ علي ِه ول أعودِ إلي هِ وعَ نِ الغيبةِ أن يستحلّها مِ نَ‬
‫لهس‬ ‫الندمس والسستغفارُ ُ‬ ‫بوتس أو غيبةٍ طويلةٍ وإل كفسى ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ْهس ول يتعذّرْ‬
‫الغتابس إن بلغَت ُ‬
‫ِ‬
‫كالا ِسدِ واشترَ طَ جَ عٌ مُتقدِمو نَ أن ُه ل بدَ ف التوبةِ م نْ كلّ معصيةٍ مِ َن الستغفارِ‬
‫أيضا واعتمدَ هُ البلقين‪ .‬وقالَ بعضُهُم يتوق فُ ف التوبةِ ف الزنا على استحللِ زو جِ‬
‫ِهس عنهسُ‪ .‬وجَعلَ‬ ‫ّهس تعال فس إرضائ ِ‬ ‫ّعس إل الل ِ‬
‫يفس فتنةً‪ ،‬وإل فليتضر ْ‬ ‫ْ‬ ‫الزنس باس إن ل‬
‫ج في هِ إل الستحل ِل والوج ُه الولَ‪.‬‬ ‫ضهُم الزِنا ما ليس في هِ حقّ آدمي فل يُحتا ُ‬ ‫بع ُ‬
‫وَيُ سنّ للزان ككلِ مرتَكِ بِ مع صيةٍ السترُ على نف سِهِ بأن ل يُظهرها ليحدّ أو يع ّزرَ‬
‫ل أن يتحد ثَ ب ا تفكها أو ماهرةً فإِنّ هذا حرا مٌ قطعا‪ ،‬وكذا ي سنّ ل ن أقرّ بشيءٍ‬
‫ت ول هُ دَي نٌ ل ي ستوفِهِ َورَثَت هُ‬ ‫من ذل كَ الرجو عُ عن إقرار هِ بِ هِ قالَ شيخُ نا‪ :‬مَ نْ ما َ‬
‫يكو نُ هوَ الطال بُ ف الخرةِ على ال صح (و) بعدَ (ا ستباءِ سَنَةٍ) من حيِ توبةِ‬

‫‪338‬‬
‫فا سقٍ ظهرَ ف سقُهُ لنّ ها قَلبيةٌ و هو مته مٌ لقبولِ شهادتِهِم وَعو ُد وليتِ هِ فاعتُبِرَ ذل َ‬
‫ك‬
‫لتقوّي دَعوا هُ‪ ،‬وإن ا قدّرهَا الكثرو نَ ب سنَةٍ لنّ الف صولَ الربعَةَ ف تيي جِ النفو سِ‬
‫شوَاتِها أثرا بينا فإذا َمضَتْ و ُهوَ على حالِهِ أشعَ َر بذلكَ بُسنِ سَريرِتهِ‪ ،‬وكذا ل بدّ‬ ‫ِب َ‬
‫ف التوبةِ من خَارمِ الروءة الستباءُ كما ذكرَ ُه الصحابُ‪.‬‬

‫اللذينس‬
‫ِ‬ ‫بفروضس نوَ الصسلةِ والوضوءِ‬‫ٍ‬ ‫َهس‬
‫َقدحس فس الشهادةِ جهل ُ‬
‫[فروع]‪ :‬ل ي ُ‬
‫ُهس ل‬ ‫بهس فيُعيدُ الشهاد َة ول قول ُ‬
‫وجزمس ِ‬
‫َ‬ ‫بهس إن عادَ‬
‫َهس فس الشهودِ ِ‬ ‫يوءَديهمسا ول توقف ُ‬
‫ِهس وقدْ‬ ‫بهس بعدَ قول ِ‬
‫حدوثس الشهودِ ِ‬ ‫َ‬ ‫أمكنس‬
‫َ‬ ‫شهاد َة ل فس هذا إن قالَ نسسيتُ أو‬
‫اشتهرتْ ديانُت ُه ول يلزمُ القاضي استفسارَهُ إنْ اشتهرَ ضب ُطهُ وديانتُهُ َبلْ يُسَنّ كتفرقةِ‬
‫الشُهودِ وإل لز مَ ال ستفسارُ (وشُر طَ لشهادةٍ بفعلٍ كزِ نا) وغَ صبٍ ورضا عٍ وولدةٍ‬
‫(إبصارٌ) ل هُ م عَ فاعلِ هِ فل يكفي في ِه السماع مِن الغيِ ويوزُ تعمدُ نظرِ فر جِ الزانييِ‬
‫لتحملِ شهادةٍ‪ ،‬وكذا امرأةٍ تلدُ لجلِهسا (و) لشهادةٍ (بقو ٍل كعقدٍ) وفسسخٍ وإقرارٍ‬
‫( ُهوَ) أي إب صارٌ (و سعٌ) لقائِلِ هِ حالَ صدورِهِ فل يُقب ُل في هِ أ صمّ ل ي س َمعُ شيئا ول‬
‫أعمى ف مرئ يٍ لنسدادِ طُر قِ التمييزِ م عَ اشتبا هِ الصواتِ ول يكفي سَماعُ شاهدٍ‬
‫م نْ وراءِ حجا بٍ وإ نْ عُلِ مَ صوتُهُ لن ما أمك نَ إدراكُ هُ بإِحدى الوا سّ ل يوزُ أن‬
‫يُعم َل في هِ بغلبةِ ظَ نٍ لوازِ اشتبا ِه ال صواتِ قالَ شيخُ نا‪ :‬ن عم لو علم هُ ببيتٍ وحدَ هُ‬
‫وعُلِ مَ أن ال صوتَ م نْ ف البي تِ جازَ اعتمادُ صوتِهِ وإن ل يرَ ُه وكذا لو َعلِ مَ اثنيِ‬
‫ببيتٍ ل ثال ثَ لما و َسمِعُهما يتعاقدا نِ وعَلِ مَ الوج بَ منهما مِ َن القابِل لعلمِ هِ بال كِ‬
‫البيعِ أو نوِ ذلكَ فلَهُ الشهادةُ با سعَهُ منهُما‪ .‬اه‪ .‬ول يَصحُ تملُ شهادةٍ على منتقبَةٍ‬
‫إعتمادا على صوتِها كما ل يتحملُ بصيٌ ف ظلمةٍ اعتمادا علي هِ لشتبا هِ الصواتِ‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لو س َعهَا فتعل قَ با إل القاضي وشَهدَ عليها جازَ كالعمى بشر طِ أ نْ تَكش فَ‬
‫نكاحس مُنَقَبَةٍ إل إن عرفَهسا‬
‫ُ‬ ‫َمعس ل ينعقدُ‬
‫ليعرفس القاضسي صسورتَها‪ .‬وقال ج ٌ‬ ‫َ‬ ‫نقابَهَا‬
‫الشاهدان إسا وَنَسبا وصورةً (ول هُ) أي للشخ صِ (بل معار ضٍ شهادةٌ على نسبٍ)‬

‫‪339‬‬
‫ولو مِ نْ أ مّ أو قبيلةٍ (وعَتْ قٍ) َووَق فٍ ومَو تٍ ونكا حٍ (ومل كٍ بت سامعٍ) أي ا ستفاضةٍ‬
‫(مِ نْ ج عٍ يؤم نُ كذبُهُم) أي تواطؤهُم عل يه لكثرتِهِم فيق عُ العل مُ أو الظنّ القو يّ‬
‫ب بِهِم ول يُشتر طُ حريُتهُم ول ذكورتُهُم ول يكفي أن يقولَ سعتُ النا سَ يقولو نَ‬
‫كذا بل يقولُ أَشهدُ أن هُ ابنَ هُ مثلً (و) لَ هُ الشهادةُ بل معار ضٍ (على مل كٍ ب هِ) أي‬
‫بالتسامخِ من ُذكِر (أو بيدٍ وتصرّفٍ تصرّفَ مَل كٍ) كال سُكن والبنا ِء والبَي عِ والره نِ‬
‫والِجارةِ (مدةً طويلةً) عرفا فل تكفسي الشهادةُ بجر ِد اليدِ لناس ل تسستلزمُهُ ول‬
‫بجر ِد التصرفِ لنّ ُه َقدُ يكو نُ بنياب ٍة ول تصرفَ بدّ ٍة قصيةٍ نعم إن انض مَ للتصرفِ‬
‫استفاضةٌ أَنّ الل كَ لَ هُ جازَ تِ الشهادةُ ب هِ وإ ْن قصرتِ الدّةُ ول يكفي قولُ الشَاهدِ‬
‫رأي تُ ذل كَ سِنيَ‪ .‬واستثنوا مِ نْ ذل كَ الرقي ُق فل توزُ الشهادةُ بجر ِد اليدِ والتصرّفِ‬
‫ف الدةِ الطويلَةِ إل إن انضمّ لذل كَ ال سماعُ من ذي اليدِ أن هُ ل هُ ك ما ف الروضةِ‬
‫للحتيا طِ ف الريةِ وكثرةِ ا ستخدامِ الحرا ِر وا ستصحابٍ ل ا سبقَ مِ ْن نوِ إر ثٍ‬
‫ك ولن الصلَ بقاءُ الل كِ‪ ،‬وَشَ َر طَ‬ ‫وشراءٍ وإن احتمل زوالَ هُ للحاجةِ الداعيةِ إل ذِل َ‬
‫اب نُ أ ب الد مِ ف الشهادةِ بالت سامعِ أن ل ي صرحَ بأنّ م ستندَ ُه ال ستفاضةُ‪ ،‬ومثلُهُا‬
‫ال ستصحابُ ثّ اختارَ وتبِعَ ُه ال سُبكيُ وغيُ هُ أن هُ إن ذكَرَ هُ تقويةً لعلمِ هِ بأ نْ جز مَ‬
‫بالشهادةِ‪ .‬ثُمّ قالَ مُ ستندي ال ستفاضةُ أوِ ال ستصحابُ سُمعتْ شهادتُ هُ وإل كأن‬
‫ت بال ستفاضَةِ بكذا فل‪ ،‬خلفا للراف عي واحترزَ بقول بل مُعار ضٍ ع ما‬ ‫قالَ شَهد ُ‬
‫إذا كانَس فس النسسبِ مثلً طعنٌس من ْس بعضِس الناسِس ل تزْ الشهاد ُة بالتسسامعِ لوجودِ‬
‫معارضٍ‪.‬‬

‫[ت نبيه]‪ :‬يتعيُ على الؤدي لف ظَ أَشهدُ فل يك في مرادفُ هُ كأَعل مُ لن هُ أبل غِ ف‬


‫الظهورِ ولو عَرف الشاهدُ ال سببَ كَالِقرارِ هلْ لَ هُ أ نْ يَشهدَ بال ستحقاق؟ وَجها نِ‬
‫أشهرهُما ل‪ ،‬كما نقلَ هُ اب نُ الرفعةِ ع نِ اب نِ أب الدَ مِ‪ .‬وقالَ اب ُن الصباغِ كغيِ هِ تُس َمعُ‬
‫وهوَ مُقت ضى كل مِ الشيخ ي (وتُقبلُ شهادةٌ على شهادةِ) مقبولٍ شهادتِ هِ ( ف غ ي‬

‫‪340‬‬
‫ورضاعس‬
‫ٍ‬ ‫وطلقس ورجعةٍ‬
‫ٍ‬ ‫َهس كعق ٍد وفسسخٍ وإقرارٍ‬ ‫كانس أو غي ُ‬
‫عقوبةٍ ل) تعال مالً َ‬
‫وهللِ رَمضا َن ووق فٍ على م سجدٍ أو جهةٍ عامةٍ وقو ٍد وقذ فٍ بل فِ عقوبةٍ للّ هِ‬
‫تعال‪ .‬كح ّد زِنا وشر بٍ وسرقةٍ وإنا يوزُ التحملُ (ب) شرو طِ (تَعَ سّرِ أداءِ أصلٍ)‬
‫بغيب ٍة فو قَ مسافةِ العدوى أو خو فِ حب سٍ مِ نْ غريٍ وهوَ مُعسرٍ أو مر ضٍ يشقّ مَعَ هُ‬
‫حضورُ ُه وكذا بتعذرِ هِ بو تٍ أو جنو نٍ (و) ب (ا سترعائِهِ) أي ال صل أي التما سه‬
‫من هُ رعايةَ شهادِت هِ وضبطَها حت يؤديَها عن هُ لنّ الشهادةَ على الشهادةِ نيابةً فاعتُبِرَ‬
‫فيها إذنُ النوبِ عنهُ أو ما يقومُ مقامَهُ (فيقولُ أنا شاه ٌد بكذا) فل يكفي أنا عالٌ ِبهِ‬
‫(وأُشهدُ كَ) أو أَشهدتُ كَ أو أُشهدُ (على َشهَاد ت) ب هِ فلو أه َل ال صلُ ل فظ الشهادةِ‬
‫فقالَ ُأ خبُكَ أو أُعِلمُ كَ بكذا فل يك في ك ما ل يك في ذلك ف أدا ِء الشهادةِ ع ند‬
‫ع قولِ هِ لفل نٍ على فل نٍ كذا أو عندي شهادةٌ‬ ‫القا ضي‪ ،‬ول يك في ف التحمّلِ سا ُ‬
‫بكذا (و) ب (تسبيي فرعسٍ) عن َد الداءِ (جهةً تملٍ) كأَشهِدُ أنّس فلنا شَهدَ بكذا‬
‫وأَشهدَن على شهادتِهِ أو سعتُهُ يشهدُ بهِ عن َد قاضٍ‪ ،‬فإِذا ل يبيْ جهةَ التحم ِل ووثقَ‬
‫الاك مُ بعلمِ هِ ل ي بْ البيا نُ فيك في أَشهدُ على شهادةِ فل نٍ بكذا ل صولِ الغَر ضِ‬
‫(وبتسميتِهِ) أي الفر عُ (إياه) أي الصلُ تسميةً تيزُ هُ وإ نْ كا نَ عدلً لتعر فَ عدالتُ هُ‪،‬‬
‫فإِ نْ لْ يُسمِهِ ل يك فِ لنّ الاكِ مَ قد يعر فُ جرحَ هُ لو سّاهُ‪ .‬وف وجو بِ تسميةِ‬
‫ب الذرع ُي الوجو بَ ف هذ ِه الزمنَةِ لا غل بَ على‬ ‫صوّ َ‬
‫ض شهدَ علي هِ وجها نِ‪ ،‬و َ‬
‫قا ٍ‬
‫ث بالصلِ عداوةٌ أو فِسقٌ ل يشهدِ الفَر عُ‪ .‬فلو‬ ‫القضاةِ مِ نَ الهلِ والفسقِ‪ .‬ولو حد َ‬
‫زالتْ هذهِ الوانعُ احتيجَ إل تمّ ٍل جديدٍ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬ل يصسحُ تملُ النسسو ِة ولو على مثلهنّ فس نوِ ولدةٍ لن الشهادةَ ماس‬
‫يطل عُ علي هِ الرجالُ غالبا (ويك في فرعا نِ ل صليِ) أي لكلٍ منهُ ما فل يُشتر طُ لكلٍ‬
‫منهُ ما فرعا نِ‪ ،‬ول تك في شهاد ُة واحدٍ على هذا وواحدٍ على آخرَ‪ ،‬ول واحدٍ على‬
‫واحدٍ ف هللِ رمضان‪.‬‬

‫‪341‬‬
‫ينقضس ولو‬
‫ْ‬ ‫َهس ل‬
‫الكمس أو بعد ُ‬
‫ُ‬ ‫منعس‬
‫ُكمس َ‬‫عنس الشهاد ِة قَبلَ ال ِ‬
‫[فرع]‪ :‬لو رجعوا ِ‬
‫ّقس القاضسي بيَ الزوجيِ فَرجعوا عسن‬ ‫رضاعس مرمسٍ‪َ .‬وفَر َ‬
‫ٍ‬ ‫بطلقس بائن ٍس أو‬
‫ٍ‬ ‫شهدوا‬
‫شهادِتهِم دا َم الفرا قُ لنّ قولَهُما ف الرجو عِ مُحتم ٌل والقضاءُ ل يُردّ بحتم ٍل وي بُ‬
‫على الشُهودِ حيثُس ل يصسدقهُم الزوجُس مهرَ مث ٍل ولو قبلَ وَطءٍ أو بَعدَ إبراءِ الزوجةِ‬
‫زوجَها عنِ الهر لنهُ بدلُ البضعِ الذي َفوّتُوهُ عليهِ بالشهادةِ إل أن ثبتَ أن ل نِكاحَ‬
‫سا بنحوِ رضاع سٍ فل غرَم إذْ لْس يُفوتُوا شيئا ولو رجَسع شهودُ مالٍ غُرِموا‬ ‫بينهُمس‬
‫للمحكومِ عليهِ البدلَ بعد غرمِهِ ل قبَلهُ وإ ْن قالوا أخطأنا مُوزعا عليهم بالسوية‪.‬‬

‫تلفيقس الشهادةِ لو َش ِه َد واحدٌ‬


‫ِ‬ ‫شيخس مشايِنسا زكريسا كالغزي فس‬ ‫[تتمسة]‪ :‬قالَ ُ‬
‫ف في هِ أو فوّضَ هُ إلي هِ لُفق تِ‬
‫بِإقَرارِ هِ بأن هُ وكلّ هُ ف كذا وآخرَ بأن هُ أذ نَ لَ هُ ف التصر ِ‬
‫الشهادتا نِ لنّ النقلَ بالع ن كالنقلِ باللف ظِ‪ ،‬وبل فِ ما لو ش هد واحدٌ بأن هُ قالَ‬
‫َوكّلْتُ كَ ف كذا وآخرٌ قالَ بأن هُ قا َل فوضتَ هُ إلي كَ أو شه َد وا حد با ستيفاءِ الدّي نِ‬
‫شيخس مشايِنَا أحدُ الزجدِ‪ :‬لو شهدَ‬ ‫منهس فل يلفقانسِ‪ .‬انتهسى‪ .‬قالَ ُ‬ ‫والخ ُر بالِبراءِ ُ‬
‫واحدٌ ببيعٍ والخرُ بإِقرارٍ ِب هِ أو واحدٌ بل كِ ما ادعا هُ وآخرٌ بإِقرار الداخلِ ب هِ ل تلف قْ‬
‫شهادَُتهُما‪ ،‬فلو رَجِعَ أحدُهُما وشَهدَ كالخ َر قُبِلَ لن ُه يوزُ أ ْن يضُرَ الَمرَينِ‪ .‬ومن‬
‫اد عى ألفيِ وأطل َق فشهِدَ ل ُه واحدٌ وأَطلَق وآخرٌ أن هُ ِم ْن قَر ضٍ ثب تَ أو فشهدَ ل هُ‬
‫واحدٌ بأل فٍ ث نَ مبيعٍ وآ خر بأل فٍ قرضا ل تلف ْق ول هُ الل فُ م عَ كل منه ما‪ .‬ولو‬
‫شهدَ واح ٌد بالِقرارِ وآخرٌ بالستفاضةِ حيثُ تُقبلُ لفقَا‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫(و سُئلَ) الشي خُ عطية الكي نفعنَا اللّ هُ ب هِ ع ِن رجليِ سعَ أحدُهُما تطلي قَ شخ ٍ‬
‫ص‬
‫ثلثا والخرُ القرارَ بهِ فهلْ يلفقانِ أو ل؟‪( .‬فأجابَ) بأنهُ يبُ على سامعي الطلقَ‬
‫ث بتا ول يتعر ضا لِنشا ِء ول إقرا ٍر ولي سَ‬‫والِقرارَ ب هِ أن يشهدا علي هِ بالطل قِ الثل ِ‬
‫هذا من تلفي ِق الشهادةِ منْ كل وجهٍ‪ ،‬بلْ صورةُ إنشاءِ الطلقِ والِقرارِ بهِ وَاحِدة ف‬
‫الملةِ والكم يُثبتُ بذلكَ كيفَ كا َن وللقاضي بل عليهِ ساعُها‪ .‬انتهى‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫[خات ة]‪ :‬ف الَيا نِ‪ .‬ل ينعقدُ اليم نُ إل با سمٍ خا صّ باللّ هِ تعال أو صفةٍ من‬
‫صفاتِهِ‪ :‬كوَاللّ هِ والرَ ْحمَ نِ والل ِه ور بِ العالي وخالِق اللَ قِ‪ .‬ولو قالَ وكل مِ اللّ هِ أو‬
‫وكتابِ اللّهِ أو وقرآنِ اللّهِ أو والتوارةِ أو والِني ِل فيميٌ‪ .‬وكذا والصحفِ إنْ ل ينوِ‬
‫ف الور قِ واللدِ‪ .‬وإن قا َل ور ب وكا نَ عرفُهُم تَ سمِيَةُ ال سيدِ ربا فكنايةٌ‪،‬‬ ‫بال صح ِ‬
‫بخلوقس كالنسب والكَعبةِ للنهسي‬ ‫ٍ‬ ‫ّهس ول ينعقدُ‬
‫إنس ل يردْ غيَ الل ِ‬
‫وإل فيمي ٌ ظاهرا ْ‬
‫ال صحيحِ عن الل فِ بالباءِ وللمرِ بالل فِ باللّ هِ وروى الاك مُ خبا‪ " :‬من حَل فَ‬
‫بغيِ اللّ ِه فقدْ كَفَر" وحلُو هُ على ما إذا ق صدَ تعظيمَ هُ كتعظي مِ اللّ هِ تعال‪ ،‬فإِ نْ لْ‬
‫يقصدْ ذل كَ أَثَ عندَ أكثرِ العلماءِ أي تبعا لن صّ الشافعي الصريحِ في هِ كذا قالَ هُ بع ضُ‬
‫شرا حِ النها جِ‪ .‬والذي ف شر حِ مُ سلمٍ ع نْ أك ثر ال صحابِ الكرا هة‪ ،‬و ُهوَ العتدّ‪،‬‬
‫وإن كا نَ الدليلُ ظاهرا ف الِثِ‪ .‬قا َل بعضهُ مُ وهو الذي ينبغي العملُ ب هِ ف غال بِ‬
‫العصارِ لقصدِ غالبهم ب هِ إعظام الخلو قِ ب هِ ومضاهاتِ هِ للّ هِ تعال اللّ هُ ع نْ ذل كَ علوّا‬
‫كبيا وإذا َحلَ فَ با ينعقدُ ب ِه اليميُ ث قالَ ل أردْ ب هِ اليميَ ل يقبلْ‪ ،‬ولو قا َل بعدَ‬
‫يينِ هِ إن شاءَ اللّ هُ وق صدَ اللف ظَ وال ستثناءَ قبلَ فرا غِ اليميِ وات ص َل ال ستثناءُ ب ا ل‬
‫تنعق ِد اليميُ فل حنث ول كفارةَ‪ .‬وإن ل يتلف ظْ بالستثناءِ بل نَوا هُ ل يندف عْ الن ثُ‬
‫ول الكفارةُ ظاهرا بل يُد ين‪ .‬ولو قال لغيِ هِ أق سمتُ علي كَ باللّ هِ أو أَ سألُكَ باللّ هِ‬
‫لتفعلنّ َكذَا وأرادَ ييَ نف سِهِ فيميٌ وم ت ل يق صد ييَ نف سِهِ بل الشفاعةَ أو ييَ‬
‫الخاط بِ أو أطلَ قَ فل تنعقدُ لن هُ ل يل فْ ُه َو ول الخاط بُ ويُك َر هُ ر ّد السائلِ باللّ هِ‬
‫ك ولو قالَ إن فعل تُ كذا فأ نا‬ ‫تعال أو بوجهِ هِ ف غيِ الكرو ِه وكذا ال سؤا َل بذل َ‬
‫يهوديّ أو نَصرانٌ فلي سَ بيميٍ لنتفاءِ إسمِ اللّ هِ أو صِفتِ ِه ول كفارةٌ وإن حَنَ ثَ نع مْ‬
‫ير مُ ذل كَ كغيِ ِه ول يَكفُرُ بل إ ْن ق صدَ تبعيدَ نف سِهِ عن الحلو فِ أو أطل قَ حَرُ مَ‬
‫ويلزمَ ُه التوب َة فإِ نْ عل قَ أو أرادَ الرضا بذل كَ إ نْ فعلَ كَفَرَ حالً وحي ثُ ل يَكفْر سُنّ‬
‫ل هُ أن ي ستغفر اللّ هَ تعال ويقولُ ل إل هَ إل ال مم ٌد ر سولُ اللّ هِ وأوج بَ صاحبُ‬
‫ظ اليميِ بل قصدٍ كل واللّ هِ وبل واللّ هِ ف‬ ‫الستقصاءِ ذل كَ ومَ نْ سبقَ لسانُهُ إل لف ِ‬

‫‪343‬‬
‫ن و غض بٍ أو صلةِ كل مٍ ل ينعقدْ والل فُ مكرو هٌ إل ف بيعةِ الهادِ وال ثّ على‬
‫اليِ وال صادقُ ف الدعوى ولو حل فَ ف تر كِ واج بٍ أو فعلِ حرا مٍ ع صَى ولزِمَ هُ‬
‫حن ثٌ وكفارةٌ أو تر كِ مستحبّ أو فعلِ مكرو هٍ ُسنّ حنُث هُ وعلي هِ كفارةٌ أو على تر كِ‬
‫مُبا حٍ أو فعلِ هِ كدخولِ دارٍ وأكلِ طعا مٍ كل آكله أ نا فالفضلُ تر كُ الن ثِ إبقاءا‬
‫لتعظيمِ الِسمِ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يُسنّ تغلي ظُ ييٍ مِ نَ الُدعي والُدعَى عليه وإن ل يطلبْ هُ الصمُ ف نكا ٍ‬
‫ح‬
‫وطل قٍ ورجعةٍ وعت ٍق ووكالةٍ و ف مالٍ بل غَ عشري نَ دينارا ل في ما دو نَ ذل كَ لن هُ‬
‫حقيٌ ف نظرِ الشر عِ نع مْ لو رآ هُ الاك مُ لنحوِ جراءةِ الال فِ فعَل هُ‪ .‬والتغلي ظُ يكو نُ‬
‫وبالكانس وه َو للمسسلميَ عندَ النسبِ‬‫ِ‬ ‫بالزمانس وَ ُه َو بعدَ العصسرِ وعصسرِ المعةِ أول‬
‫ِ‬
‫وصعودِهِما علي هِ أول وبزيادةِ الساءِ وال صِفاتِ ويُسنّ أ نْ يقرأَ على الالِ فِ آيةَ آلِ‬
‫عِمرا نَ‪{ :‬إنّ الذي نَ يَشترو نَ بعهدِ اللّ هِ وأياِنهِم ثنا قليلً}‪ .‬وأ نْ يوض عَ الصحفُ ف‬
‫حجرِ هِ ولو اقتصرَ على قولِ هِ وَاللّ هِ كفى‪ .‬ويعتبُ ف الل فِ نيةُ الاكمِ الستحلِفِ فل‬
‫يدفعُ إثَ اليميِ الفاجرةِ بنحوِ توري ٍة كاستثناءٍ ل يَسمعُهُ الاكِمُ إن ل يظلمْه خصمَهُ‬
‫س المر كأنْ ادّعى على معسر فيحلف‬ ‫كما بثَهُ البلقين أما منْ ظلمَهُ خصمُهُ ف نف ِ‬
‫ل تَ ستحقّ عليّ شيئا أي ت سليم ُه ال َن فتنفعُ ُه التوريةُ والتأويلُ لنّ خصمَهُ ظالٌ إن‬
‫الاكمس اعتسبَ نيةُ‬
‫ِ‬ ‫َهس غ ُي‬
‫حلفس إنسسانٌ ابتداءً أو حلف ُ‬
‫َ‬ ‫علمس أو مُخطِيءٌ إن جهلَ فلو‬
‫َ‬
‫الالِفِ ونفعته التورية وإ ْن كانت حراما حيثُ يبطلُ با حقّ الستحقِ واليميُ يقطعُ‬
‫الصومةَ حالً ل القّ فل تَبأُ ذمَت هُ إن كا نَ كاذِبا فلو حَلفّ هُ ث أقا مَ بينةً با ادعا هُ‬
‫لهس‬ ‫ِهس والنكولُ أن يقولَ أنسا ناكلٌ أو يقولُ ُ‬ ‫حكمس باس كمسا لو أقرّ الصسُم بعدَ حلف ِ‬
‫َ‬
‫القا ضي إحل فْ فيقولُ ل أحل فُ‪ .‬واليميُ الردودةُ و هي ييُ الد عي بعدَ النكولِ‬
‫كإِقرارِ الدعَى عليهِ ل كالبينةِ فلو أقامَ الدعَى عليهِ بعدَهَا بينةً بأداءٍ أو إبراءٍ ل تُسمعْ‬

‫‪344‬‬
‫لتكذيبِ هِ لا بإِقرَارِ هِ وقا َل الشيخا نِ ف ملٍ تُسمعُ وصححَ الِسنوي الولُ والبلقين‬
‫الثان وقالَ شيخُنَا والتحه الولُ‪.‬‬

‫[فرع]‪ :‬يتخيُ ف كفار ِة اليميِ بيَ عت قِ رَقبةٍ كَامِلةٍ مُؤمِنةٍ بل عي بٍ يلّ بالعَم ِل‬
‫ي مدّ‬
‫سبِ ولو نوَ غَائ بٍ عُلمِ تْ حياتُ هُ‪ .‬أو إطعا مِ عشرةِ مَساكي كلّ مسك ٍ‬ ‫أو الكَ ْ‬
‫حبَ من غالبِ قوتِ البلدِ‪ .‬أو كسوتِهِم با يُسمى كسوةً كقميصٍ أو إزارٍ أو مقنعةٍ‬
‫ف فإن عجزَ عن الثلثةِ لزم هُ صومُ ثلثةِ أَيا مٍ‬ ‫أو منديلٍ يُحملُ ف اليدِ أو الكُمّ ل خ َ‬
‫ول يبُ تَتَابُعَها خِلفا لكثيين‪.‬‬

‫باب ف العتاق‬

‫ُهوَ إزالةُ الرقّ عنِ الدمِي والص ُل في ِه قولهُ تعال‪{ :‬فَكّ رَقبةٍ} وخَبُ الصحيح ِ‬
‫ي‬
‫أن هُ قالَ‪" :‬مَ نْ أعت َق رقبةً مؤمنةً و ف روايةٍ امرأً م سلما أعت قَ اللّ هُ بكلّ عضوٍ من ها‬
‫عضوا من أعضائِ هِ م َن النارِ حت الفِرجَ بالفرجِ" وَعت قُ الذكرِ أفضلُ‪ .‬ورويَ أنّ عبدَ‬
‫ألفس نَسسمةٍ أي رقبةٍ وختمنسا‬ ‫أعتقس ثلثي َ َ‬‫عنهس َ‬ ‫عوفس رضسي ال ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الرحنس بسن‬
‫ِ‬
‫ب العَت ِق تفاؤلً ( صحّ عت قُ مطل قِ ت صرفٍ) له وليةً ولو كافرا فل‬ ‫كال صحابِ ببا ِ‬
‫س ول من غيِ مال كٍ بغي نيابةٍ‪( :‬بنحو‬ ‫ب ومنو نٍ ومجورٍ بسفهٍ أو فل ٍ‬ ‫يصحّ من ص ٍ‬
‫أعتقُت كَ أو حَررتُ كَ) كَفكَكْتُ كَ وَأَن تَ حرٌ أو عَتِي قٌ وبكنايةٍ مَ عَ نيةٍ كل مُل كَ أو ل‬
‫ت مولي وكَذا يا سيدي على الُرجّ ح‬ ‫سبيلَ ل علي كَ أو أَزلْ تُ مل كي عن كَ وَأَن َ‬
‫وقولُ هُ أن تَ إبن أو هَذا أو هُو إبن أو أب أو أمي إعتا قٌ إ نْ أمك نَ مِ نْ حي ثُ السنّ‬
‫صدَ بهِ‬ ‫وإن عرفَ نسبُهُ مؤاخذةً لهُ بإقرارِهِ أو يا ابن كنايةً فل يُعتقُ ف النداءِ إل إن قَ َ‬
‫العت قُ لختصاصِهِ بأن هُ يُستعملُ ف العادة كثيَ اللطفةِ وحسنَ العاشرةِ كما صرحَ‬
‫ب هِ شيخُنَا ف شر حِ النها جِ والِرشا ِد ولي سَ من لف ظِ الِقرارِ ب هِ قولُه ل ع تق لعبدِ‬
‫فل نٍ لن هُ ل يصل ُح موضُوعُ هُ لِقرا ٍر ول إنشاءٍ وإ نْ استعملَ عرفا ف العت قِ كما أفت‬

‫‪345‬‬
‫به شيخُنَا رح هُ اللّ هُ تعال (ولو بعو ضٍ) أي معَ هُ فلو قالَ أعتقتُ كَ على أل فٍ أو بعتُ َ‬
‫ك‬
‫ي والولءُ للسيدِ في ِهمَا (ولو‬ ‫نف سَكَ بأل فٍ فقبلَ فورا عُت قَ ولزم ُه الَل فُ ف الصورت ِ‬
‫أعت قَ حاملً) ملوكةً لَ هُ ه يَ وحَملهَا (تَبعَهَا) أي الملُ ف العت قِ وإ نِ ا ستثناهُ لن هُ‬
‫ت في هِ الرو حُ دونَها‪ ،‬ولو كان تْ لرجلٍ‬ ‫كالزءِ منها‪ ،‬ولو أعت قَ الملَ عت قَ إ نْ نفخ ْ‬
‫والملُ لخرَ بن حو و صيةٍ ل يُعت قْ أح ُدهُ ما بع تق الخَر (أو) أَعت قَ (مشتركا) بي نه‬
‫وبيَ غ ِي هِ أي كلّ هُ (أو) أعت قَ (نصيبَهُ) من هُ كنصيب من كَ حرّ (عُتِ قَ نصيُبهُ) مطلقا‬
‫(و سَرَى الِعتا قُ) ِم نَ مُوسرٍ ل مُعسرٍ لا أيسرَ ب هِ م نْ نصيبِ الشري كِ أو بعضِ ِه ول‬
‫ين عُ ال سرايةَ دي نٌ م ستغرقٌ بدو نِ حجرِ وا ستيلدِ أحدِ الشريكيِ الو سرِ ي سري إل‬
‫حصةِ شريكِ ِه كالعتقِ وَعَلَيه قيمة نصيبِ شري ِكهِ وحصتُهُ من مَهرِ الث ِل ل قيمةَ الولدِ‬
‫أي حِصَتهُ ول يسري التدبيُ (ولو مَلكَ) شخصٌ (بعضَهُ) من أصلٍ أو فرعٍ وإن بعدَ‬
‫(عُِتقَ عليهِ) لبِ مسلمٍ‪.‬‬

‫وخر جَ بالبع ضِ غيُ ُه كال خِ فل يُعت قُ بل كٍ (و َم نْ قا َل لعبدِ هِ أن تَ حُرٌ بعد موت)‬


‫أو إذا متّ فأن تَ حُرّ أو أَعتقتُ كَ بعدَ موت وكذا إذا متّ فأنت حرا مٌ أو مسيبٌ مَ عَ‬
‫نيةٍ (ف هو مُدبرٌ يُعت قُ بَعدَ وفاتِ هِ) مِ نْ ثل ثِ مالِ هِ بَعدَ الدّيْ نِ (وبَطَلَ) أي التدبيُ (بنحوِ‬
‫بيعٍ) للمدبرِ فل يَعُودُ وإنْ ملكَهُ ثانيا وَيَصحّ بي ُعهُ (ل برجوعٍ) عنه (لفظا) كفسختُهُ‬
‫ِنس‬
‫َلدتس مدبرةٌ ولدا م ْ‬ ‫لهس وطءُ الدبرةِ ولو و ْ‬ ‫أو عقصستُهُ ول بإِنكارٍ للتدب ِي ويوزُ ُ‬
‫ت السي ِد فيتبعُها‬
‫ت للولدِ حكمُ التدبيِ‪ .‬فلو كانت حاملً عندَ مو ِ‬ ‫نكاحٍ أو زنا ل يثب ُ‬
‫ثبتس التدبيُ للحملِ تبعا لاس إن ل يَسستثنِهِ وإن انفصسلَ قبلَ‬ ‫ل َ‬ ‫جَزما‪ ،‬ولو دبرَ حام ً‬
‫مو تِ سيدِهَا ل إ نْ أبطلَ قبلَ انفصالِ ِه تدبيها والدبرُ كعبدٍ ف حيا ِة السيدِ‪ .‬ويصحّ‬
‫تدبيُ مكات بٍ وعك سهِ‪ ،‬ك ما ي صحّ تعلي قُ عت قِ مكات بٍ وَيُ صدقُ الدبرُ بيميٍ في ما‬
‫وُجدَ مع هُ وقالَ كسبتَهُ بعدَ الو تِ وقالَ الوار ثُ بل قبَل هُ لنّ اليدَ ل هُ (الكتابةُ) شرعا‬
‫عقدُ عت قٍ بلفظِها معل قٌ بالٍ منج مٍ بنجميِ فأكثرَ وهي ( سُنّةٌ) ل واجبةٌ وإن طلبَها‬

‫‪346‬‬
‫الرقيقُس كالتدبيِ (بطلب ِس عبدٍ أميٍ مكتسسبٍ) باس يفسي مؤنتَهُس ونومَهُس فإِن فُقدَت ْس‬
‫الشرو طُ أو أحدُ ها فمباحةٌ (وشُر طَ ف صحتِها لف ظٌ يُشعرُ ب ا) أي بالكتَابةِ (إيابا‬
‫كَكاتبتُ كَ) أو أن تَ مكات بٌ (على كذا) كمائةٍ (منجما مَ عَ) قولِ هِ (إذا أديَت هُ فأن تَ‬
‫ط فيها (عو ضٌ) مِ نْ دَي نٍ أو منفعةٍ‪( .‬مؤجلٌ) هنا‬ ‫ح ّر وقبولً كقبل تُ) ذل كَ (و) شُر َ‬
‫ليحصَلهُ ويؤدي هِ (منج ٌم بنجميٍ فأكثرَ) كما جرى علي هِ أكثرُ الصحاب ِة رضوا نُ اللّ هِ‬
‫علي هم ولو ف مُبع ضٍ (مَ عَ بيا ِن قدرِ هِ) أي العو ضِ (و صِفَتِهِ) وعددِ النجو مِ وق سطِ‬
‫كلِ ن مٍ (ولز مَ سيدا) ف كتابةٍ صحيحةٍ قبلَ عت قٍ (حطّ متموّلٍ من هُ) أي العَو ضِ‬
‫لقول هِ تعال‪{ :‬وآتوهُم من مالِ اللّ هِ الذي آتاكم} فُ سّ َر الِيتاء ب ا ذكرَ لنّ القصدَ‬
‫مِن ُه الِعانةُ على العت ِق وكونُ ُه ربعا فسبعا أول (ول يَفسخُها) أي يو ُز فسخُ السيدِ‬
‫الكتابةَ (إل إنْ عجزَ مُكاتَبٌ عن أداءِ) عندَ الحلِ لنجمٍ أو بعضِهِ (أو امتنَعَ عنهُ) عندَ‬
‫ذل كَ مَ عَ القدرةِ علي هِ (أو) غا بَ عندَ ذل كَ وإن َحضَرَ مالُ هُ أو كَان تْ غيبةُ الكات بِ‬
‫خهَا بنف سِ ِه وباك مٍ م ت شاءَ لتعذرِ العو ضِ علي ِه ولي سَ‬ ‫دو نَ م ساف ِة الق صرِ فله فَ س ُ‬
‫للحاكمِ الداءُ مِنْ مالِ الكاتبِ الغائبِ (ولَهُ) أي للمكاتبِ (فَسخٌ) كالرهنِ بالنسبةِ‬
‫للمرتنِس فلهُس تركُس الدا ِء والفسسخِ وإن ْس كانَس مَعَهُس وفاءٌ (وَحرِمَس عليهِس تتعٌس بكاتبةٍ)‬
‫لختللِ ملكِ ِه وي بُ بوطئِ هِ ل ا مهرٌ ل حدّ والولدُ حرّ (ول هُ) أي للمكات بِ (شراءُ‬
‫إماءٍ لتجارةٍ ل تزو جٍ إل بإذ نِ سيدِهِ ول تَسرّ) ولو بإِذنِ هِ يَعن ل يوزُ وطءُ ملوكتَ هُ‬
‫وما وق عَ للشيخيِ ف موض عٍ ما يقتضي جوازه بالِذ نِ مبنٌ على الضعي فِ أن القنّ‬
‫ك ال سيدِ‪ .‬قالَ شيخُنَا‪ :‬ويظهرُ أن هُ لي سَ ل هُ ال ستمتاعُ ب ا‬ ‫َغيَ الكات بِ يُمل كُ بتملي ِ‬
‫دونَ الوطءِ أيضا ويوزُ للمكاتِبِ بيعٌ وشراءٌ وإجارةٌ ل هبةٌ وصدق ٌة وقرضٌ بل إذنِ‬
‫سيدِهِ‪.‬‬

‫ت فسختُ الكِتابةَ فأنكرَ الكاتبُ صد َ‬


‫ق‬ ‫[فرع]‪ :‬لو قالَ السيدُ بع َد قبضِهِ الالَ كن ُ‬
‫بيمينِ هِ لنّ ال صلَ عدَ مِ الف سخِ وعلى ال سيدِ البينةَ‪ .‬ولو قالَ كاتبتُ كَ وأ نا صبّ أو‬

‫‪347‬‬
‫ف السيدُ إ نْ عر فَ ل هُ ذل كَ وإل فالكات بُ‬ ‫منو نٌ أو مجورٌ عل يّ فأنكرَ الكات بُ حل َ‬
‫ل َن الصلَ عد مُ ما ادعا هُ السيدُ (إذا أحبلَ حرّ أمتَ هُ) أي مَ نْ لَ ُه فِيها مل كٌ وإن قلّ‬
‫ولو كانتْ مزوّجةً أو مرّمةً ل إنْ أحبلَ أمةَ تركة مدي ٍن وارثٍ معسرٍ (فولَدتْ) حيا‬
‫أو ميتا أو مضغةً مصوّرةً بشيءٍ مِنْ خلقِ الدمييَ (عُتقتْ بوِتهِ) أي السيدُ من رأسِ‬
‫الالِ مُقدما على الديو نِ والو صايا وإ نْ حبل تْ ف مر ضِ موتِ هِ (كولدِ ها) الا صل‬
‫(بنكا حٍ أو زنا بعدَ وَض ِعهَا) ولدا للسي ِد فإِن هُ يُعت قُ ِم ْن رأ سِ الالِ بو تِ السيدِ وَإِ نْ‬
‫كانت أمّهُ قبلَ ذلكَ (ولَهُ وطءُ أمّ ولدٍ) إجاعا واستخدامُها وَإجارتُهَا وكذا تزو ُيهَا‬
‫ذلكس ول يصس ّح وكذا رهنُهسا‬ ‫َيحرمس َ‬
‫ِهس بسبيعٍ أو هب ٍة ف ُ‬ ‫بغيِ إذنِهسا (ل تليكُهَا) لغي ِ‬
‫(كولدِ ها متاب عٌ ل ا) ف العت قِ بو تِ ال سيدِ فل ي صحّ تلي ُك هُ مِ نْ غ ِي ِه كال مّ بلْ لو‬
‫حك مَ ب ِه قا ضٍ نق ضَ على ما حَكا هُ الرويان َع ِن الصحابِ وتصحّ كتابتُها وبي ُعهَا‬
‫مِنْ نفسها ولو ادعى ورثةُ سيدِها مالً ل ُه بيدِها قبلَ موتِهِ فادّعَتْ تلفَهُ أي قبلَ الوتِ‬
‫ق في هِ ك ما قالَ هُ‬ ‫ت بيمِينِ ها ك ما نقلَ هُ الذرع يُ فإِ نْ ادع تْ تل َف ُه بعدَ هُ ل ت صد ْ‬‫صدّق ْ‬ ‫ُ‬
‫شيخنا رح هُ اللّ هُ تعال رحةً وَا سِعةً وأَفت القاضي فِيمَ نْ أقرّ بِوطءِ أَمتِ هِ فادع تْ أنّها‬
‫أَسقطتْ مِنهُ ما تصيُ بهِ أمّ ولدٍ بأنا تُصدقُ إن أمكنَ ذلكَ بيمينِها فإِذا ماتَ عُتقتْ‬
‫ِنس النارِ‪ ،‬وَ َحشَرَنسا فس زمرةِ الُقرّبي َ الخيا ِر البرارِ وأسسكَنَنَا‬ ‫ّهس تعال م َ‬ ‫أَعتقَن َا الل ُ‬
‫الفردَو سَ مِ نْ دا ِر القرارِ‪ ،‬وَمَنّ عليّ ف هذا التألي فِ وغيِ ِه بقبولِ هِ وعمو ِم النف عِ ب هِ‬
‫ّهس الاصسةِ‬ ‫َاءتس الطامةُ وسسببا لرحةِ الل ِ‬ ‫ليكونس ذخيةً ل إذا ج ِ‬ ‫َ‬ ‫فيهس‬
‫ِخلصس ِ‬
‫ِ‬ ‫وبال‬
‫والعامةِ‪ .‬المدُ للّ هِ حدا يواف نعمَ هُ ويكافءُ مَزيدَ هُ‪ .‬وصلى اللّ هُ وسلمَ أَفضلَ صلةٍ‬
‫ف ملوقاتِ هِ ممدٍ وآلِ هِ وأ صحابِهِ وأزواجِ هِ عَددَ معلوماتِ هِ‬ ‫وأكملَ سلمٍ على أشر ِ‬
‫ومدا َد كلماتِهِ وحسبُنا اللّهُ وَنِعمَ الوَكيلِ وَل حَولَ ول قوةَ إل باللّهِ العل ّي العظيمِ‪.‬‬

‫يقولُ الؤل فُ عَفَا اللّ هُ عن هُ و َع نْ آبائِ هِ ومشايِ هِ‪ :‬فَرغ تُ م نْ تبييضِ هذا الشر حِ‬
‫ضحوةَ يومِ الُمعَ ِة الرابعِ والعشرينِ مِنْ شهرِ رَمضانَ العظّ ِم قدرُهُ سنةَ اثنتيِ وثانيَ‬

‫‪348‬‬
‫وتسعمائةٍ وأرجو اللّ هَ سُبحاَنهُ وتَعال أ نْ يقبلَ هُ وأ ْن يعمّ النف عَ ِب هِ ويَرزقنا الِخل َ‬
‫ص‬
‫في هِ وَيُعيذَ نا ب هِ من الاويةِ‪ ،‬ويدخل نا به ف جنةٍ عاليةٍ‪ ،‬وأ نْ يرحَم امرءا نظرَ بعيِ‬
‫حهُ المدُ للّ هِ ر بِ العاليَ‪.‬‬‫الن صافِ إلي هِ‪ ،‬ووق فَ على خطأٍ فأطلع ن علي هِ أو أ صل َ‬
‫ِهس‬
‫ذكركس و ِذكْر ِ‬
‫َ‬ ‫ِهس وصسحبِهِ كلمسا‬ ‫اللهم ّ صسلّ وسسَلم على سسيدِنا ممدٍ وعلى آل ِ‬
‫س معهُم ْسِبرَحتِكَسيسا أرحَمَس‬ ‫الذاكرونسَ‪ ،‬وَغَفَلَ عسن ذكرِكَس وذِكرِه الغافلونسَ‪ .‬وعلين ا‬
‫الراحيَ‪.‬‬

‫‪349‬‬

You might also like