Professional Documents
Culture Documents
المدُ ل الفتّا حِ ،الواد العي على التفقه ف الدين من اختاره من العباد .وأشهد
أن ل إله إل ال شهادة تدخلنسا دار اللود .وأشهسد أن سسيدنا ممدا عبده ورسسوله
صساحب القام الحمود صسلى ال وسسلم عليسه ،وعلى آله وأصسحابه الماد ،صسلة
وسلما أفوز بما يوم العاد.
(وبعد) :فهذا شرح مفيد على كتاب السمى ب"قرة العي بهمات الدين" ،يبي
الراد ويت مم الفاد وي صل القا صد و يبز الفوائد ،و سيته ب"ف تح الع ي بشرح قرة
العيس بهمات الديسن" ،وأنسا أسسأل ال الكريس النان أن يعسم النتفاع بسه للخاصسة
والعامة من الخوان ،وأن يسكنن به الفردوس ف دار المان ،إنه أكرم كري وأرحم
رحيم.
(ب سم ال الرح ن الرح يم) أي أؤلف .وال سم مش تق من ال سمو ،و هو العلو ،ل
من الوسم ،وهو العلمة .وال علم للذات الواجب الوجود ،وأصله إله ،وهو اسم
ج نس ل كل معبود ،ث عرّف بأل وحذ فت المزة ث ا ستعمل ف العبود ب ق .و هو
السم العظم عند الكثر ،ول يسم به غيه ولو تعنتا .والرحن الرحيم صفتان بنيتا
للمبالغة من رحم .والرحن أبلغ من الرحيم ،لن زيادة البناء تدل على زيادة العن،
ولقولم" :رحن الدنيا والخرة ،ورحيم الخرة".
1
(ال مد ل الذي هدا نا) أي دل نا (لذا) التأل يف (و ما ك نا لنهتدي لول أن هدا نا
ال) إل يه .وال مد هو الو صف بالم يل (وال صلة) و هي من ال الرح ة القرو نة
بالتعظ يم (وال سلم) أي الت سليم من كل آ فة ونق صٍ (على سيدنا م مد ر سول ال
صلى ال عل يه و سلم) لكا فة الثقل ي ،ال ن وال نس إجاعا ،وكذا اللئ كة على ما
قاله جعٌ مققون .وممدٌ علَمٌ منقول من اسم الفعول الضعف ،موضوعٌ لن كثرت
خصاله الميدة ،سي به نبينا صلى ال عليه وسلم بإلامٍ من ال لده .والرسول من
الب شر ذ كر ُحرّ أو حي إل يه بشرع وأُ مر بتبلي غه ،وإن ل ي كن له كتاب ول ن سخ،
كيو شع عليه ال سلم ،فإن ل يؤ مر بالتبليغ ف نب .والر سول أف ضل من ال نب إجا عا.
وصح خب أن عدد النبياء عليهم الصلة والسلم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا،
وأن عدد الرسل ثلثائة وخس عشر( .وعلى آله) أي أقاربه الؤمني من بن هاشم
والطلب ،وقيل :هم كل مؤمن أي ف مقام الدعاء ونوه ،واخْتِيْر لب ضعيف فيه،
وجزم به النووي به النووي ف شرح م سلم( .و صحبه) و هو ا سم ج ع ل صاحب
بعن الصحاب ،وهو من اجتمع مؤمنا بنبينا صلى ال عليه وسلم ولو أعمى وغي
ميز ( الفائزين برضاال) تعال ،صفة لن ذكر.
(وبعد) :أي بعد ما تقدم من البسملة والمدلة والصلة والسلم على من ذكر
(فهذا) الؤلف الاضر ذهنا (متصر) قل لفظه وكثر معناه من الختصار (ف الفقه)
هو :ل غة الف هم وا صطلحا العلم بالحكام الشرع ية العمليّة الكت سبُ من أدلت ها
التفصيلية .واستمداده :من الكتاب والسنة والجاع والقياس .وفائدته :امتثال أوامر
ال تعال واجتناب نواهيه (على مذهب المام) الجتهد أب عبد ال ممد بن إدريس
(الشافعي رحه ال تعال) ورضي عنه .أي ما ذهب إليه من الحكام ف السائل.
وإدريس والده هو اب عباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد ابن عبد يزيد
بن هاشم بن الطلب بن عبد مناف .وشافع هو الذي ينسب إليه المام .وأسلم هو
2
وأبوه ال سائب يوم بدر .وولد إمام نا ر ضي ال ع نه سنة خ سي ومائة ،وتو ف يوم
المعسة سسلخ رجسب سسنة أربسع ومائتيس( .وسسيته بقرة العيس ب) بيان (مهمات)
أحكام (الد ين) انتخب ته وهذا الشر حَ من الك تب العتمدة لشيخ نا خات ة الحقق ي
شهاب الدين أحد بن حجر اليتمي ،وبقيةِ الجتهدين ،مثلُ وجيه الدين عبد الرحن
بن زياد الزبيدي ر ضي ال عنه ما ،وشَْيخَ يْ مشاي نا ش يخ ال سلم الجدد زكر يا
النصاري ،والمام المد أحد الزجّد الزبيدي رحهما ال تعال وغيَهم من مققى
التأخريسن ،معتمدا على مسا جزم بسه شيخسا الذهسب النووي والرافعسي ،فمحققوا
التأخر ين ر ضي ال عن هم (راج يا من) رب نا ( الرح ن أن ينت فع به الذكياء) أي
العقلء (وأن تَقِرّ بهِ) أي بسببه (عين غدًا) أي اليوم الخر (بالنظر إل وجهه الكري
بُكْرَةً وَ َعشِيّا) آمي.
ب الصّلةِ
با ُ
هي شرعا :أقوالٌ وأفعالٌ م صوصةٌ ،مُفْتَتحَةٌ بالت كبيِ ُمخْتَتِمَةٌ بالت سليم .و ُسمّيَت
ت العَيْنِيّة َخمْ سٌ ف كلّ بذلك لشتِمالا على ال صّلةِ لُغَةً ،وهي الدّعاءِ .والفروضا ُ
يو مٍ وليلةٍ ،مَعلومَةٌ من الدّي نِ بالضرورَةِ ،فيَكْفُر جا ِحدُ ها .ول تَتمِ عْ هذ هِ الم سُ
لغيِ نبينا ممد ،وفُ ِرضَ تْ ليلةَ الِسراءِ بعد النبُوّة بعشرِ سني وثلثة أشهر ،ليلةَ سبعٍ
وعشرين من رَ َجبٍ ،ول َتجِب صُبْحَ يومِ تلك الليلِة لِعَدَمِ العِ ْلمِ بِكَيْفِيّتِها.
لمْ سُ (على) كل (م سلم مكلّ فٍ) أي بال غٍ (إن ا َتجِ بُ الكتوبَةُ) أي ال صلواتُ ا َ
عاقلٍَ ،ذكَرٍ أو غيه( ،طاهِرٍ) فل ت بُ على كافِرٍ أصليّ وصبَ ومنو نٍ ومغمىً عليه
وسكرانَ بل تَ َعدَ ،لِعَدَمِ تكليفهِم ،ول على حائِضٍ ونفساء لعدم صحتها منهما ،ول
ّفس
ِسسكْرٍ( .ويُقْتَلُ) أي (السسلِم) الكل ُ
ِبس على مرَتدّ ومُتَعَدّ ب ُ
قضاءَ عليهمسا .بسل ت ُ
الطا ِهرُ َحدّا ِبضَ ْر بِ عُنُقِ هِ (إن أخ َرجَها) أي الكتوبةَ ،عامدا (عن وق تِ َجمْ عٍ) لا،
3
ب الستِتابة إن كان كَ سَلً مع اعتقادِ وُجوبِها (إن ل يَتُبْ) بعد الستِتابَةِ ،وعلى َندْ ِ
ضمَنْ من قَتَلَهُ قب َل التّوْبَة لكنّه يَأْثَم .ويُقْتَلُ كُفْرا إن تركها جاحِدا وجوبَها ،فل ل َي ْ
يُغَ سّل ول يُ صَلّى عليه( .ويبا ِدرُ) مَ نْ مَرّ (بفائِ تٍ) وجوبا ،إن فا تَ بل ُع ْذرٍ ،فيلزَمْ هُ
القضا ُء فورا .قال شيخ نا أح د بن ح جر رح ه ال تعال :والذي يظهرُ أ نه يلزم هُ
صرفُ جي ِع زمنِ هِ للقضاءِ ما عدا ما يتاج لصرفِ ِه فيما ل ُبدّ منه ،وأنه َيحْرُ مُ عليه
التّ َطوّ عَ ،ويبا ِدرْ به ندبا إن فا تَ بِعُذرٍ كنو مٍ ل يَتَ َعدّ به ون سيانٍ كذلك( .ويُ سَنّ
ترتيبهسُ) أي الفائِت ،فيقضسي الصسّبحَ قبلَ الظّهرِ ،وهكذا( .وتقديُه على حاضِ َرةٍ ل
ف َفوْتَ ها) إن فات بعذرٍ ،وإن خش َي َفوْ تَ جاعَت ها على العَت َمدِ .وإذا فا تَ بل يا ُ
عُذرٍ فيجبُس تقديُهُس عليهسا .أمسا إذا خاف َفوْتَس الاضِ َرةِ بأن يَقَعَس بعضُهسا وإن قلّ
ج الوق تِ فيلزَمه البَدْءُ با .وي بُ تقديُ ما فات بغيِ عُذرً على ما فا تَ بِعُذرٍ. خار َ
سسّة والبَدارُ واجبسٌ .ويُْندَب تأخيُ الرواتِب عسن الفوائِت الترتيبس لنسه ُن
َ وإن فَ َقدَ
بعذر ،ويب تأخيُها عن الفوائِتِ بغيِ عُذرٍ.
[ت نبيه] :من مات وعل يه صلة فرض ل تُقْ ضَ ول تُ ْفدَ ع نه ،و ف قول أن ا تُفْعَل
ع نه َأوْ صَى بِ ها أم ل حَكا هُ العبادي عن الشافع يّ ل بٍ ف يه ،وفعلَ به ال سّبكيّ عن
بعضس أقاربِهسِ( .ويُؤمرُ) ذو صسَبا َذكَرٌ أو انثسى (ميّزس) بأن صسارَ يأكسل ويشرب ِ
وي ستنجِي وحده .أي ي بُ على كلّ مِن أَبوَيْه وإن عل ،ث الوَ صِيّ .وعلى مال كِ
الرّقي قِ أن يأمُرَ (با) أي ال صّلة ،ولو قضاءً ،وبمي عِ شروطِها (ل سَْبعَ) أي بعد سبعٍ
مسن السسني ،أي عندَ تامهسا ،وإن ميّ َز قَبْلَهسا .وينبغسي مسع صسيغَةِ المرِ التهديدُ.
(وُيضْرَب) ضَرْبا غ ي مُبَرّ حٍ وجُوبا م ن ذُكِر (علي ها) أي على تركِ ها ولو قضاءً أو
سكِمالا ،للحديثِس الصسحيح" :مُرُوا تَرَكَس شَرْطا مسن شروطِهسا (لِ َعشْرٍ) أي بعسد اس تِ
صوْمٍال صّبِيّ بال صّلةِ إذا َبلَ غَ سَبْع سني ،وإذا بلَ غَ َعشْرَ سني فاضرُبو هُ عليها"( .كَ َ
أطاقَهُ) فإنه يُؤمَر بهِ لِسبعٍ ويضرَبَ عليه لعش ٍر كالصّلةِ .وحِ ْكمَةُ ذلك التمرين على
4
العبادةِ لِيَتَعوّدها فل يَتْرُكها .وَبحَث الذرعيّ ف قِنّ صَغيٍ كافِرٍ َنطَقَ بالشهادتي أنه
يُؤمَرَ َندْبا بال صّلةِ وال صّومُِ ،يحَ ثّ عليهما من غيِ ضر بٍ ليألَ فَ اليَ بعد بُلوغه،
وإن أب القيا سُ ذلك .انتهى .ويِ بُ أيضا على من مرّ َنهْيُه عن الحَرّمات وتعليمُه
الواجبات ،ونوها من سائِر الشرائِع الظاهَرةِ ،ولو سُنّةً كِسوَاكٍ ،وأَمْ ُر هُ بذلك .ول
ينتهِي وجوب مسا مَرّ على من مَرّ إل ببلوغِهِس رشيدا ،وأُجْ َرةُ تعليمِ هِ ذلك كالقرآن
والداب ف مالِهِ ُثمّ على أبيهِ ث على أُمّه.
[ت نبيه]َ :ذكَرَ ال سمعانّ ف زوجةٍ صغيةٍ ذا تِ أبو ين أ نّ وجو بَ ما مَرّ عليه ما
فال ّزوْج ،وقضيّته وجوب ضَرْبِها .وبه ولو ف الكبية ص ّرحَ جالُ الِسل ِم البزر يّ.
َقس الزركشسي النّدب( .وأوّل ْشس نُشوزا .وأطل َإنس ل َيخ َ قال شيخنسا :وهسو ظا ِهرٌ ْ
واجبٍ) حت على المْرِ بالصلةِ كما قالوا (على الباءِ) ث على مَرّ من (تعليمُه) أي
ا ُلمَيّزِ (أن نبينا ممدا بُ ِعثَ بكة) َووُِلدَ با (و ُدفِنَ بالدينة) وماتَ با.
صحّة الصلةِ ،وليس منها. ط ال صّلة .الشّر طُ ما يتوق فُ عليه ِ (فصل) ف شرو ِ
وقُدّم تِ الشرو طُ على الركا نِ لن ا َأوْل بالتقديِ ،إذ الشر طُ ما ي بُ تقديُ هُ على
ط الصلةِ خ سَة :أحدها :طَهارَةٌ عن َحدَ ثٍ وجَنابةٍ ال صّل ِة واستمرارُه فيها( .شرو ُ
لدَثِ الطهارةُ :لغةً) ،النظافُة واللوصُ من الدّنَسِ .وشَرْعا :رفعُ الَنْعِ الُترتب على ا َ
لدَ ثِ( :الوُضِوءُ) هو ب ضم الواو ا ستعمالُ أو النّجَس( .فالول) أي الطّهارَةُ عن ا َ
الاءِ ف أعضاء م صوصَةٍ مفتتحا بنيّةٍ .وبِفَتْحِ ها :ما يَُت َوضّ أ به .وكان ابتداءُ وجوبِ هِ
مع ابتداءِ وجو بِ الكتو بة ليلة ال سراءِ( .وشرو ُط هُ) أي الوضوء كشرو طِ الغُ سْلَ
س ول ي صلُ سائَر ث ول يُزي ُل الّنجَ َخ سةٌ .أحد ها( :ماءٌ مُطَْل قٌ) ،فل يَ ْرفَ عُ الدَ َ
الطهار ِة ولو مسنونة إل الاءُ الطلق ،وهو ما يَقَ عُ عليه اسمُ الاءِ بل قَْيدٍ ،وإن رَشَ حَ
سهْلِكَ فيسه الَليطسُ ،أو قَيْدٌ بوافق ِة الواقع ِس كماء مسن بُخارِ الاءِ الطّهورِ الُغْلى ،أو اس ُت
ض طهارَةٍ،البحر .بل فِ ما ل يُذكَر إل مُقيّدا كماءِ ال َورْدِ( ،غي مستعمل ف) فر ِ
5
ِيس ل يَْنوِ ،أو صسبّ ل ُيمَيّزس
ْعس َحدَثسٍ) أصسغَر أو أكْبَر ،ولو مسن ُطهْرِ حَنَف َ مسن ( َرف ِ
ج سٍ) ولو مَعْ ُفوّا ع نه( .قليلً) أي حال كون ال ستَعْمَل قليلً، لِطوا فٍ( .و) إزالة (َن َ
أي دون القلّتَيْن .فإن ُجمِعَ الستَعْمَلُ فبَلَغَ قُلّتَيْن فمُ َطهّر ،كما لو ُجمِعَ الُتََنجّس فبلغ
قُلّت ي ول يتغ ي ،وإن ق ّل بعدُ بتفري ِق هِ .فعُلِ مَ أن ال ستعمال ل يثب تُ إلّ مع قلة الاء،
أي وبعسد فصسلِهِ عسن الحلّ السستعمَل ولو حُكما ،كأن جاوز مِنْكسب الُتَوضّىء أو
حدِ ثِ انف صالُ رُكْبَ ته ،وإن عاد لحلّه أو انتقلَ من يدٍ لخرى .ن عم ،ل يضُرّ ف ا ُل ْ
الاءِ من الكَ فّ إل ال ساعِدِ ،ول ف الُنُ بِ انف صالُه من الرّأس إل نوِ ال صّدرِ ،م ا
يغلبُ فيه التقاذُف.
لدَ ثِ أولً بق صدٍ ب عد ن ية [فرع] :لو أدخلَ التوضّى ُء يدَ هُ بق صدِ الغُ سْلِ عن ا َ
صدَ القتصارَ عليها ،بل النب ،أو تثليثِ وجهِ ا ُلحْدِثِ ،أو بعد الغَسلةِ الول ،إن قَ َ
ف ول قصدَ أ ْخذَ الاءِ لغر ضٍ آخرَ صار مست ْعمَلً بالنسبةِ لغي َيدِ ِه فل هُ أن نيةِ اغترا ٍ
يغسلَ با فيها باقي سا ِعدَها( .و) غي (متغيّر) تغيّرا (كثيا) بيث ينع إطل قَ اسم
الاءِ عليه ،بأن تغيَ أحدُ صفاتِهِ من طع مٍ أو لو نٍ أو ري حٍ ،ولو تقديريا أو كان التغيّر
ضوِ التطهّرِ ف الصَحّ ،وإنا يُؤثّ ُر التغيّرُ إن كانَ (بليطٍ) أي مالطا للماءِ، با على ُع ْ
وهو ما ل يتميّزُ ف رَأْيِ العَيْنِ (طاهرٌ) وقد (غَنِيَ) الاء (عنه) كَزَعْفران ،وَثمَر َشجَرٍ
ب ومِل حِ ماءٍ وإن طُرِحا فيه .ول يضرّ نَبتَ قر بَ الاءِ ،وورق ُطرِحَ ث تَفَتّتَ ،ل ترا ٍ
تغيّرٌ ل ين عُ ال سمَ لقلّتِه ولو احتمالً ،بأن شكّ أ هو كث ي أو قل يل .وخرج بقولِي
بلي طِ الجا ِورِ ،و هو ما يتميّزُ للناظِرِ ،كعود ود هن ولو مُطَيّ بيَ ،وم نه البخورُ وإن
لمْ عٍ .ومنه أيضا ماءٌ أ ْغلِ َي فيه نو بُرّ وَتمْرٌ حيث ل كَثُرَ وظهر نو ريِ هِ ،خلفا َ
يُعْلم انفصالُ عيٍ فيهِ مُخالِطَة ،بأن ل يصِلَ إل حدّ بيث له اسمٌ آخر كالرقة ،ولو
شكّ ف شيء أمالِطٌ هو أم ما ِورٌ ،له حُكْمُ الجاوِر .وبقول غِنِيَ عنه ما ل يُستَغْنِى
عنه ،كما ف مقرّةِ و َممَرّهِ ،من َنحْو طيٍ و ُطحْلُبٍ مُتَفَتّتٍ وكبيت ،وكالتغي بطولِ
6
الك ثِ أو بأورا قٍ متناثرةٍ بنفسها وإن تَفَتّتت وَب ُعدَت الشجرةُ عن الاءِ( .أو بَِنجَ سٍ)
وأن ق ّل التغيّر( .ولو كان) الاءُ (كثيا) أي قُلّتي أو أكثر ف صورتَ ْي التغيي بالطاهِرِ
والن جس .والقلّتان بالوز نِ :خ سمائة رطلٍ بَغْدادِ يّ تقريبا ،وبالِ سا َحةِ ف الُرَبّ ع:
ذِرا عٌ وَرُبْ عٌ طولً وعَرْضا و ُعمْقا ،بذراع اليدِ الُعَْتدِلَةِ .وف ا ُل َدوّر :ذرا عٌ من سائرِ
ع ورُبْعٌ.
ع الّنجّارِ ،وهو ذرا ٌ الوانبِ بذراعِ الدميّ ،وذراعان عُمقا بِذرا ِ
ول تَُنجّس قلتا ماءٍ ولو احتمالً ،كأن شكّ ف ماءٍ أبلَ َغهُما أم ل ،وإن تيقنت قلّته
ت النجاسة فيه .ول يب التباعدُ من قبل بلقاةِ َنجَ سٍ ما ل يتغي به ،وإن اسُتهْلِك ِ
ل فارتفعَ تْ منه رغو ٌة فهي َنجِسةٌ إن تقّ قَ نس ف ماء كثي .ولو بالَ ف البحرِ مث ً
أن ا من عَيْ نِ النجا سة ،أو من التغيّ ر أحدُ أو صافِهِ ب ا ،وإل فل .ولو طُرِحَت ف يه
ح قَطْ َرةٌ على شيءٍ ل تَُنجّسه ،ويَُنجّس قليل الاءِ وهو ما بَعْرَةٌ ،فوقَعَتْ من أجلِ الطّرْ ِ
دون القلّتي حيث ل يكن واردا بوصول نس إليه يُرَى بالبَ صَرِ الُعَْتدِلِ ،غي مَعْ ُفوَ
ع نه ف الاء ،ولو مَعْفُوّا ع نه ف ال صلة ،كغيِ هِ من رَطِ بٍ ومائِ عٍ ،وإن كَثُر .ل
بوصولِ مَيَْتةٍ ل د مٌ لِجِنسها سائِلٌ عندَ َش قّ عضوٍ منها ،كعقرب ووزع ،إل إن تغيّر
مسا أصسابَتْ ُه ولو يسسيا فحينئذٍ ينجسس .ل سسرطان وضفدع فينجسس بمسا ،خلفا
ل مع ،ول بي تة كان نشؤ ها من الاءِ كالعَلَق ،ولو طُرِح ف يه ميتةٌ من ذلك ن س،
وإن كان الطارِحُ غيَ مكلّفٍ ،ول أثرَ لطرحِ الَيّ مطلقا .واختار كثيون من أئمتنا
مذ هب مالك :أن الاءَ ل يَُنجّ س مطلقا إل بالتغ ي ،والاري كراكِدٍ وف القدي :ل
يَُنجّس قليلُ هُ بل تغي ،وهو مذهب مالك .قال ف الجموع :سواءٌ كانت النجا سَةُ
مائِعةً أو جامِدةً .والاءُ القلِيلُ إذا تََنجّ س يَطْهُر ببلوغِ هِ قلت ي ولو باءٍ متن جس حيث
ل تغ ي به ،والكث ي يطهرُ بزوالِ تغيّره بنف سِهِ أو با ٍء زيدَ عل يه أو نق صَ ع نه وكان
ضوٍ) مغ سول ،فل يك في أن ي سّه الاءُ البا قي كثيا( .و) ثاني ها( :جُرْ يُ ماءٍ على ُع ْ
ضوِ ُسسلً( .و) ثالثهسا( :أن ل يكون عليسه) أي على ال ُع ْ ُسسمّى غ ْبل جريان لنسه ل ي َ
7
(مغيّرٌ للماءِ تغيا ضارا) كزعفران وصَنْدَلٍ ،خلفا لمع( .و) رابعها( :أن ل يكون
وشعس ودهسن جامسد وعيس حسب ٍ على العضوِ حاِئلٌ) بيس الاءِ والَغسسولِ( ،كََن ْورَة)
وحناء ،بلف دُهْن جارٍ أي مائِ عٍ وإن ل يث بت الاءُ علي هِ وأ ثر حبٍ وحِنّاء .وكذا
يشترط على ما َجزَم به كثيون أن ل يكون وَ سَخٌ ت تَ ظفرٍ ي نع و صولَ الاءِ ل ا
تته ،خلفا لمع منهم الغزال والزركشي وغيها ،وأطالوا ف ترجيحه وصرحوا
بالسامَحة عما تتها من الوَسَخ دون نو العَجيِ .وأشار الذرعيّ وغيُه إل ضَعْفِ
مقالتهم .وقد صرح ف التتمة وغيها ،با ف الروضة وغيها ،من عدم السا َمحَةِ
بشيء ما تتها حيث مَنَعَ وصولَ الاءِ بحلّه .وأفت البَ َغوِيّ ف وَسَخٍ حصلَ من غبارٍ
صحّةَ الوُضوءِ ،بل فِ ما نشأَ من َبدَنِ هِ وهو العِرْ قُ الُتجمّد .وجزم به ف بأنه ينع ِ
النوار( .و) خامسها( :دخولُ وق تٍ لدائ مِ َحدَ ثٍ) ك سَلِسٍ ومُسَتحَاضَةٍ .ويشتر طُ
ت فِعلِ هِ،
ت ق بل وق ِ
له أيضا ظنّ دخولِه ،فل يتو ضأ كالتي مم لفر ضٍ أو نفلٍ مؤق ٍ
ول صلةِ جنازةٍ قبلَ الغُ سلِ ،وتيّةٌ قبلَ دخولِ ال سجدِ ،وللروا تب الُتأخّرةِ قب َل فِعلِ
الفَرْضسِ ،ولَزِم َس وضوآن أو تيممان على خطيب ٍس دائم الدثسِ ،أحدهاس :للخطبتيس
وال خر بعده ا ل صلةِ ُجمُعَة ،ويك في واحدٌ ل ما لغيِ هِ ،وي بُ عل يه الوُضوءُ ل كل
ف ِرضٍ كالتيمم وكذا َغسْلُ الفَ ْرجِ وإبدالُ القُطَْنةِ الت ب َفمِهِ والعُصابَة ،وإن ل تُ َزلْ عن
موضِعِ ها .وعلى نوِ سَِلسٍ مبا َدرَةٌ بال صّلةِ ،فلو أخّرَ ل صلحَتِها كانتظارِ جَماعَةٍ أو
ُجمُعَةٍ وإن أُخّرَت عن أوّ ِل الوقتِ وكذهابٍ إل مسجدٍ ل َيضُرّه.
(وفروضُ هُ ستة) أحد ها( :ن ية) وضوءٍ أو أداءِ (َفرْ ضِ وضوءٍ) أو رف عِ َحدَ ثٍ لغ ِي
دائ مِ َحدَ ثٍ ،حت ف الوضوء الجدّدِ أو الطهارَةِ عنه ،أو الطهارة لنحوِ الصلة ،ما
ل يباح إل بالوضوء ،أو اسستباحَةِ مَفْتَقِرٍ إل وضوءٍ كالصسلة ومَسِس الُص ْسحَفِ .ول
القرآنس أو الديثسِ ،وكدخولِِ َهس الوضوءُ ،كقراءَةِ
تكفسي نيةُ اسستبا َحةِ مسا يُْندَب ل ُ
ب النيّة خب" ،إنا العمالُ بالنّيّا تِ" .أي إنا مسج ٍد وزيارَ ِة قَبْرٍ .والصل ف وجو ِ
8
ب قَرْنُ ها (عندَ) أوّل (غَ سلِ) جُزءٍ من ( َوجْ هٍ) ،فلو قَرَنَ ها صحّتها لِكمال ا .وي ُ ِ
سقَها .ول يكفسي قَرْناس باس قبله حيسث ل بأثنائِهِس كفسى َووَجَبَس إعادَةُ غَسسْل مسا سَبَ
ي ستصحبها إل غ سل ش يء م نه ،و ما قارَنَ ها هو أوّله ،فتفو تُ سنّةُ الضم ضة إن
انغَ سَلَ مع ها ش يء من الوجْ ِه كحُمُ َرةِ الشّفَة ب عد الن ية فا َلوْل أن يُفرّ قَ النيةَ بأن
ينوي ع ند كلّ من غَ سْلِ الكفّ ي والضم ضة وال ستنشاق سُنّةَ الوضوءِ ،ث فَرْ ضَ
ب النية من أوّله .وفضيلةُ الوضوءِ عندَ غَسلِ الوج هِ ،حت ل تفو تَ فضيلةُ استصحا ِ
الضمض ِة والستنشاقِ مع انغسال ُحمْرَةِ الشّفة( .و) ثانيها( :غسل) ظاهر (وجهه)
ل ية{ :فاغْ سلُوا وُجُوهَكُم} (و هو) طُولً ( ما ب ي مَنابِ تِ) شعرِ (رأ سِهِ) غالبا (و)
تت (مُنَتهَى َلحْيَيْه) بفتح اللم فهو من الوج هِ دون ما تتِ هِ ،والشّعر النابت على ما
ت ته( ،و) عَرْضا ( ما ب ي أذن يه) .وي بُ غَ سْلُ شعرِ الوج هِ من ُهدْ بٍ وحاجِ بٍ
وشارِ بٍ وعُنْفُقَ ٍة ولِحْيَةٍ وهي ما نبت على ال ّذقْ نِ وهو متمَ عُ الّلحَيَيْن وعُذارِ هو ما
نَبَ تَ على العَظْ مِ الحاذي للُذ ِن وعارِ ضٍ وهو ما انطّ عن هُ إل اللّحية .ومن الو ْج هِ
نبتس عليسه الشعرُ مسن الَْبهَةِ دون ملس َمس وهسو مسا َ ُحمْرَة الشّفَتَي ْن وموضِع الغَم ِ
التحذي فِ على ال صح و هو ما نب تَ عل يه الشعرُ الفي فُ ب ي ابتداءِ العُذارِ والنّزْعَةِ
ودو نَ وََتدِ الُذ نِ والنّزعت ي وه ا بياضان يكتنفان النا صِيَة ومو ضع ال صََلعِ و هو ما
بينه ما إذا انَ سَرَ عنه الشعرُ .ويُ سَنّ غسلُ كل ما قيلَ إ نه لي سَ من الوجْ هِ .وي بُ
غسلُ ظاهر وباطن كل من الشعورِ ال سّابقة وإن كَثَ فَ لَِن ْدرَةِ الكَثَافَ ِة فيها ،ل باطن
كثي فِ ِلحْيَ ٍة وعارِ ضٍ والكثي فُ ما ل تُرَ البشرةُ من خِللِ هِ ف مل سِ التّخاطُ بِ عُرْفا
وي بُ غ سلُ ما ل يَتَحقّ قُ غ سلُ جي ِع هِ إل بغَ سْلِهِ ،لن ما ل يتمّ الواج بُ إل به
واجِ بٌ( .و) ثالث ها( :غ س ُل يد يه) من كفّيْ هِ وذراع يه (ب كل مرف قٍ) لل ية .وي بُ
غسلُ جيع ما ف مل الفْرضِ من شَعْرً وظفرٍ ،وإن طال.
9
[فرع] :لو ن سي لُمْعَ ًة فانغَ سََلتْ ف تثلي ثٍ ،أو إعادَةِ وضوءٍ لِن سيانٍ له ،ل تدي ٍد
واحتيا طٍ ،أجزأه( .و) رابع ها( :مَ سْحُ بع ضِ رأ ِسهِ) كالن عة والبيا ضِ الذي وراءُ
الُذن بشر أو شعر ف َحدّه ،ولو بعض شعرةٍ واحدةٍ ،للية .قال البغوي :ينبغي أن
ل يُجزِيءَ أقلّ من قَدرِ الناصِيَةِ ،وهي ما بي النعتي ،لنه ل َيمْسَح أقلّ منها ،وهو
َسسحِ الرّبْعسِ( .و)وجوبس م ْ
ُ روايةٌ عسن أبس حنيفسة رحهس ال تعال ،والشهورُ عنسه
خام سها( :غ سلُ رجل يه) ب كل كع بٍ من كل رِجلٍ ،لل ية .أو مَ سْحُ خُفّْيهِ ما
بشروطِهِ .ويبُ غسلُ باطن ثُ ْقبِ وشَقّ.
[فرع] :لو دخلَتْ شوكَةٌ ف رجلِهِ وظَهر بَ ْعضُها ،وَجَبَ قلْعُها وغَسْلُ ملّها لنه
صارَ ف حُك مِ الطّاهِرِ ،فإن استَتَ َرتْ كلّها صارَت ف حُك مِ الباطِ ِن فيُصحّ وضوؤه.
ولو تنَفّ طَ ف رِجْلٍ أو غيِه ل ي ب غ سلُ باطِِن هِ ما ل يَتَشقّ ق ،فإن تَشقّ قَ وجَ بَ
غسل باطِِنهِ ما ل يَرْتَِتقْ.
[ت نبيه] :ذكروا ف الغ سلِ أ نه يُعْفَى عن باطِ نِ عقدِ الشّعرِ أي إذا انعقَدَ بنف سِ ِه
وُأْلحِ قَ با من ابتُلِ يَ بنحوِ طَبّو عِ لَ صَقَ بأصولِ شعرِ هِ حت منَ عَ وصولَ الاءِ إليها ول
ُيمْكِن إزالَتُه .وقد صرح شيخ شيوخنا زكريا النصاري بأنه ل يلحق با ،بل عليه
التيمسم .لكسن قال تلميذه شيخنسا :والذي يتّجسه العفْوُ للضرورة( .و) سسادسها:
(ترتيبٌ) كما ُذكِرَ من تقديِ َغسْ ِل الوَجْ ِه فاليدَيْنِ فالرّأس فالرّجلي للتّباع.
حدِ ثٌ ،ولو ف ماء قليلٍ بنية معتبة ما مَرّ أجزَأ هُ عن الوضوءِ ،ولو ولو ان َغمَ سَ ُم ِ
ل يكُ ثْ ف النغما سِ زَمنا ُيمْكِ نُ ف يه الترّت يب .ن عم ،لو اغت سل بني ته فيشترط ف يه
الترت يب حقيقةً ،ول َيضُرّ نِ سيانُ َلمْعَةٍ أو ُلمَ عٍ ف غيِ أعضاءِ الوُضوءِ ،بل لو كان
َثس
ْعس ل يَضُر كمسا اسستظهره شيخنسا .ولو أحد َ ِعس كشم ٍ على مسا عدا أعضائه ،مان ٌ
10
وأجنَ بَ أجزَأ ُه الغُ سْلُ عنهما بنيته .ول ي بُ تيقّ نُ عُمو مِ الاءِ جي عَ ال ُعضْوِ بل يكفي
غلََبةُ الظّنّ به.
[فرع] :لو شَ كّ التوضىءُ أو الغتَ سِلُ ف تطهيِ عضو قبل الفرا غِ من وضوئه أو
غسلِه َطهّرَه ،وكذا ما بعدَه ف الوُضوءِ ،أو بع َد الفراغِ من ُطهْرِهِ ،ل يُؤثّر .ولو كان
الشّكّ ف النية ل يؤثّر أيضا على الوجه ،كما ف شرح النهاج لشيخنا ،وقال :فيه
قيا سُ ما يأت ف الشّ كّ بعد الفاتة وقبل الركوع :أنه لو َشكّ بعد عضوٍ ف أصل
حمَل كل ُمهُم الوّل على الشّك ف أصل غسله لَزِمَ هُ إعادته ،أو بعضَه ل َتلْزَمْه .فلُي ْ
ضوِ ل بَعضِه( .و سُنّ) للمتوضّىءِ ولو باءٍ مغ صوبٍ على الوجَ هِ (ت سميةٌ أوّله) ال ُع ْ
أي أوّل الوضوءِ للتّباع وأقلّها باسم ال ،وأكمَلُها بسم ال الرحن الرحيم .وت بُ
عند أحد ،ويُسَنّ قبلَها التعوّذُ وبعدَها الشهادتان والمدُ ل الذي جعلَ الاءَ طَهورا.
ويُ سَنّ لَ نْ ت َركَها أوّله أن يأتِ يَ با أثناءه قائلٍ :باسم ال أوله وآخ ِر هِ .ل بعد فراغِ هِ.
سنّ له الت سميةُ .والنقولُ ب والتألي فِ ،والكتِحالُ م ا يُ َ وكذا ف نوِ الكلِ والشّر ِ
عن الشافع ّي وكثيٌ من ال صحابِ أن أ ّولَ ال سّنَن التّ سميةُ ،و به جزم النوو يّ ف
الجموعس وغيِه .فينوي معهسا عندَ غسس ِل اليديسن .وقال جعس متقدمون :إن أوّلاس ِ
السّواك ث بعدَه التسمية.
[فرع] :تُس ّن التسميةُ لتل َوةِ القرآ نِ ،ولو مِن أثناءِ سُورَةٍ ف صلةٍ أو خارِجِها،
ولِغُ سْلٍ وَتيمم وذَبْح( .فغَ سْلُ الكفّي) معا إل الكوعي مع التسميةِ القتَرِنَة بالنيّة،
سوَاكٌ) عَرْضا ف السنانِ ظاهِرا وإن توضّأ من نو إبريقٍ أو َعلِمَ ُطهْ َرهُما للتّباع (ف ِ
وباطِنا وطُولً ف اللسان ،للخبِ الصحيحَ" :لوْل أن أَشُقّ على أمّت لمَرُْتهُمْ بالسّواكِ
عند كلّ وُضوءٍ" .أي أمْر إيا بٍ .ويصل (بكلّ َخشِ نٍ) ولو بنحوِ خرقةٍ أو أشنا نٍ،
والعَودُ أفضلُ من غيِه ،وأوْل هُ ذو الرّي حِ الطّيّ بِ ،وأفضَلُه الرا كُ .ل بأُ صْبَعِ ِه ولو
َخشِنَة ،خلفا ل ا اختارَ ُه النوو يّ .وإن ا يَتَأ ّكدُ ال سّوا ُك ولو لِمَن ل أ سنانُ له لكلّ
11
وضوء( .ولكل صلة) فَرْضها ونَفْلها وإن سّلمَ من كل ركعتَيْنِ أو استَاكَ ِلوُضوئها،
لمَيْدِي بإسنادٍ وإنْ لَم يفصُلْ بيَنهُما فاصِلٌ حيثُ ل َيخُش تنجّس َفمِهِ ،وذلك لبِ ا ُ
جيد" :رَكعتَا نِ بِ سِواكٍ أفضَلُ من سبعي ركْعَة بل سِواك" .ولو تَرَكه أوّلا تدا َركَه
أثناءها بفعلٍ قليل ،كالتعمم ،ويتأكّد أيضا لتلوَةِ قرآ نٍ أو حَدي ثٍ أو عِل مٍ شرع يّ،
أو تغي فَ ٍم ريا أو لونا بنحو َنوْ مٍ أو أكلٍ كري هٍ ،أو ِس َن بنحوِ صُفْرَةٍ ،أو استيقاظٍ
سحَ ِر وعندَ الحتِضارِ ،ك ما َدلّ من نو مٍ وإرادَ ته ،ودخول م سجدٍ ومنلٍ ،و ف ال ّ
سهّل خرو جَ الرّو حِ .وأخذَ بعضُ هم من ذلك عل يه خبُ ال صحيحي .ويقال :إ نه يُ َ
سّة ليثابَس عليهسِ ،ويبلَعَس ريقهُس أوّل تأكّده للمَريضسِ .وينبغسي أن ينوِيَس بالسسواكِ السّن
َبس التّخليلُ قبلَ السسّواك أو بعده مسن أثرَ الطّعامسِ، اسستياكِهِ ،وأن ل َيمُصسّه .ويُْند ُ
وال سّواكُ أفضَلُ م نه ،خلفا لِمَن عَكَس .ول يُكْرَه ب سواكِ غيِ أُذ نِ أو عِلْم رِضاه،
ك الغَيْرِ ،ما ل َتجْرِ عادةٌ بالِعرا ضِ عنه .ويُكْ َر هُ للصاِئمِ وإل حَرُ مَ ،كأخذِ هِ من مُ ْل ِ
بعسد الزّوال ،إن ل يتغيس فَمُه بنحوِ َنوْمٍس (فمضم ضة فاسستنشاق) للتّباع ،وأقلّه ما
إيصالُ الاءِ إل الف ِم والنفِ .ول يشترطُ ف حُصولِ أصلِ السّنّة إدارَتُه ف الفَ ِم ومّه
منهُ ونثرُه من النفِ ،بل ُتسَنّ كالبالغَة فيهما ل ْفطِرٍ للمْرِ با.
سنّ جعُهما (بثل ثِ غُرَ فٍ) يتمضمض ث يستنشق من كل منها( .ومس ُح (و) يُ َ
البعضس
ِ اقتصسرَ على
َ كسل رأس) للتّباع وخروجا مسن خلف مالك وأحدس ،فإن
فالوْل أن يكون هو النا صِيَة ،والوْل ف كيفي ته أن يض عَ يدي هِ على مُ َقدّ مِ رأ سهِ،
مُلْ صِقا مسّبحَتَه بالُخْرى وإبامَيْه على صدغيه ،ث َيذْهَب بما مع بقيِة أصاب ِعهِ غيِ
الِباميس لِقَفاه ،ثس يَرُدّهاس إل البدأ إن كان له شَعْرُ ينقَلِب وإل فليقْتَصسِر على
الناصسَة
ِي َسس ِح
ّمس عليهسا بعسد م ْ
رأسسهِ عمامَةٌ أو قُلُنْسسوةٌ َتم َ
الذهابسِ .وإن كان على ِ
للتباع (و) مَ سحُ كلّ (الُذُنَ ي) ظاهرا وباطنا و صِماخَيْه للتباع ،ول يُ سَنّ مَ سْحُ
ت فيه شيء .قال النوو يّ :بل هو ِبدْعَةٌ ،وحديثُه موضو عٌ( .و َدلْ كُ ال ّرقَبَةِ إذ ل يثب ْ
12
أعضاءٍ) وهو إمرارُ اليدِ عليها عَقِ بَ ملقاتِها للماءِ ،خروجا من خلف من أوْجَبَه.
(وتليلُ ِلحْيَةٍ كَثّة) والف ضل كو نه بأصابع يُمناه و من أ سفل ،مع تفريقِ ها ،وبِغَرْفَةٍ
مستقلة للتّباع ويُكرَه تركُه( .و) تَخليلُ (أصابعِ) اليدين بالتشبيك ،والرجلي بأيّ
كيفيةٍ كان .والفضلُ أن يلّلَها من أسفَل بنصُرِ َيدِه اليُسرى ،مبتدئا بنصُر الرّجل
اليُمنس ومتَتِما بُنْصُسِر اليُسسرى( .وإطالةُ الغُرّة) بأن يغسسلَ مسع الوجِه مقدّم رأسسِه
وأذن يه و صفحَتَيْ عُنُقَه( .و) إطالَةُ (تجيلٍ) بأن يغ سلَ مع اليد ين ب عض ال َعضُدَ ين
ب ال َعضُدِ والسّاق ،وذلك لب الشيخي: ومَعَ الرّجلي بعضَ الساقي ،وغايتُه استيعا ُ
حجّلي من آثارِ ال ُوضُوءَِ .فمَ نِ استَطاعَ مِنْكُم أن "إن أُمّت يُد َعوْ نَ يَوم القيامَةِ غَرّا ُم َ
ُجوهس واليدي ِيضس الو ِْنس ب ُحجِيلُهسُ :أي ُيدْ َعو ََهس فَلْيَفْعَل" .زاد مسسلم :وَت ْ يَطِيلَ غُرّت ُ
والرجُل .ويصَل أق ّل الِطالة بِغَسْلِ أدن زيادَةٍ على الواجِبِ وكمالُها باستيعابِ ما
مَرّ (وتثلي ثُ كل) من مغ سو ٍل وم سوحٍ ،و َدلْ كٌ وَتخْلِيلٌ و سِواكٌ وبَ سْمََلةٌ ،و ِذكْرٌ
س اليَدِ مثلً ولو ف ماء قل يل إذا عَقِبَه ،للتباع ف أك ثر ذلك .وي صلُ التثلي ثُ بِ َغمْ ِ
حَرّكها مَرّتي ،ولو رَدّدَ ما َء الغَسْلَةِ الثانيةِ حَصَلَ لهُ أصلُ سُنّة التثليثِ كما استظهره
ضوٍ قبلَ إتامِ واجِبِ غَسِْل ِه ول بعد تَمامِ الوُضوءِ .ويُكْرَهُ شيخنا ول يزىءُ تثليثُ ُع ْ
النق صُ عن الثل ثِ كالزّيادة عليها ،أي بنية الوُضوءِ ،كما َبحَثَ هُ َجمُ عٌ .وَتحْرُ مُ من
ماءٍ موقوفٍ على التّ َطهّر.
[فرع] :يأ ُخذُ الشّاك ّ أثنا َء الوضوءِ فس اسستيعابٍ أو عددٍ باليقيس ،وُجوبا فس
الواجِ بِ وَندْبا ف الَنْدو بِ ،ولو ف الاءِ ا َلوْقُو فِ .أما الش كّ بعد الفرا غِ فل يؤثّر.
(وتَيَامُنٌ) أي تقديُ ييٍ على يسارٍ ف اليدين والرجلي ،ولَِنحْو أقطَع ف جيعِ أعضاءِ
وُضوئه ،وذلك ل نه كان ُيحِ بّ التَّيمّ ن ف تَ َطهّرِه وشأنِه كلّه ،أي م ا هو من با بُ
س نوِ قمي صٍ ونعلٍ ،وتقلي مِ ظفرٍ ،وحل قِ ن و رأ سٍ ،وأخذٍ التكر ي ،كاكتحالٍ ولبْ ِ
وعطاءٍ ،وسواكٍ وتليلٍ ،ويُكْرَهُ تركُه ،ويُسَ ّن التَياسُر ف ضدّه وهو ما كان من بابِ
13
الهانةِ والذى كا ستِنْجا ٍء وامتخا طٍ ،وخلع لبا سٍ ونعلٍ .ويُ سَ ّن البداءَةُ بغَ سْلِ أعلى
وَ ْجهِ هِ وأطرا فِ َيدَيْه ورجل يه ،وإن صبّ عل يه غيُه .وأخذُ الاءِ إل الو جه بكَفّ يه
معا ،ووض عُ ما يَغْتَرِف منه عن يينه وما يَ صُب منه عن يسارِه( .وولءٌ) بي أفعالِ
ضوٍ قبلَ جفا فِ ما قَبله ،وذلك للتّباع وُضو ِء ال سّليمِ بأ نْ ُيشْرِ عَ ف تطه ي كل ُع ْ
وخروجا من خل فِ من أوجَبَه ،وَيجِ بُ لِ سَلِسٍ( .وتَ َع ّهدٍ) عَق بٍ و ( َموْ قٍ) و هو
ف ولِحا ظٍ و هو الطرف ال خر ب سبابَتَيْ شِقّيْه ما .وملّ طَرَ فُ العَيْ نِ الذي يلي الن َ
َعس وصسولَ الاءِ إل مله وإل فتعهّدهاس َصس ين ُ
ندب تَ َعهّدهاس إذا ل يكسن فيهمسا رَم ٌ
سلُ باطِ ِن العَيِ بل قال بعضهم :يُكْرَه للضّ َررِ،واجبٌ كما ف الجموع .ول يُسَنّ غَ ْ
وإنا يُغْ سَلُ إذا تََنجّ سَ لِغِلَ ظِ أمْ ِر النّجا سَةِ( .واستقبال) القبَلةِ ف كُلّ وُضوئه( .وتَرْ كُ
تَكَلّ مٍ) ف أثناءِ وُضوئه بل حاجة بغيِ ِذكْرٍ ،ول يُكْرَه سلمٌ علي هِ ول مِنْ هُ ول رَدّه.
(و) َترْكُ (تنشيفٍ) بل ُعذْرٍ للتّباعَ (والشهادتان عَقِبَه) أي الوضوءِ ،بيثُ ل يطولُ
فا صِلٌ عنه عُرفا ،فيقولُ مستقبلً للقِبلِة ،رافعا يديه وبصرَهُ إل ال سّماء ولو أعمىً :
ُهس ورسسولُه .لاس شريكس له ،وأشهدُ أن ممدا عبد ُ
َ َهس ل
إلهس إل ال وَحد ُ
أشهدُ أن ل َ
َروَى م سلم عن ر سولِ الَ " :م نْ َت َوضّ أ فقال أشهدُ أن ل إله إل ال ال فُتِحَ تْ له
أبوا بُ الَنّة الثمانِيَة ،يدخُل من أيّها شَاءَ" .زاد التّرْمذي" :الّلهُمّ اجعَلْن من الّتوّابي
ححَهَ " :م نْ َت َوضّ أ ث قال :سبحانَكَ واجْعَلْنِي مِ نَ الُتَطهّر ين" .وروى الا كم و ص ّ
الّل ُهمّ وبَ ْمدِ كَ ،أ ْش َهدُ أن ل إله إل أن تَ .أستَغْفِرُكَ وأتو بُ إليك .كُتِ بَ ف رَ قَ ،ث
طُبِعَ بِطابعٍ فلم يُكْسَر إل َيوْمِ القِيامَةِ" .أي ل يَتَطرّقُ إليهِ إبْطالٌ كما صَحّ حت َيرَى
ثوابَ هُ العظ يم .ث يُ صلّي ويُ سَلّم على سيدنا ممدٍ وآلِ سيدِنا ُمحَمّد ،ويقرأ {إنّ ا
صلَ له يُعَْتدّ به أنْ َزلْنَا هُ} ثلثا ،كذلك بل رَفْ عِ َيدٍ .وأما دُعاءُ العْضاءِ الشهور فل أ ْ
ب النوو يّ رضي ال عنه .وقيل :يُ سَْتحَبّ أن يقولَ فلذل كَ َحذَفْتُه ،تِبْعا لشي خِ الذهَ ِ
ضوٍ :أشهدُ أن ل إله إ ّل ال وحدَ هُ ل شري كَ له ،وأشهدُ أن ممدا عبدُه ع ند كلّ ُع ْ
ورسولُه .لب روا هُ ال ستغفري وقال :حَ سَنٌ غريب( .و ُشرْبُه) مِ نْ (َفضْلِ وُضوئِ هِ)
14
ش إزارِ هِ به ،أي إن َتوَهّ مَ حُصولِ مُقذّ ٍر
لب" :إ ّن في هِ شِفاء من كلّ داءٍ" ويُ سَ ّن رَ ّ
له ،ك ما ا ستظهَرَهُ شيخ نا .وعل يه يمَ ُل رَشّ ه لِزارِه به .وركعتان بع َد الوضوء أي
ب يث تُنْ سَبانِ إلي هِ عُرْفا ،فتفوتان بطو ِل الفَ صْلِ عُرْفا على الوْجَ هِ ،وعن َد بعضِهِم
لدَ ثِ .ويَقَرأُ َندْبا ف أُول ركعتيهف العْضاءِ ،وقيل :با َ بالِعْرا ضِ ،وبعضُهُم ِبجَفا ِ
بعدَ الفاتة{ :ولو أَّنهُمْ إذْ ظََلمُوا أَنْفُسَ ُهمْ} إل {رَحيما} ،وف الثانية{ :وَمَنْ يَعْمَلْ
سُوءا أو يَ ْظلِم نَ ْفسَه} إل {رَحيِما}.
[فائدة] :يُحرَ ُم التّ َطهُرُ بالُسْبَلِ لِلشّرب ،وكذا باءٍ ُجهِلَ حالُهُ على ا َلوْجَهِ ،وكذا
حَملُ شيءٍ من الُ سَْبلِ إل غَيْرِ مله( .وليقت صر) أي الُتَوضّىء( ،حَتْما) أي وُجَوبا،
ث ول إتيا نُ سائِرَ ال سّنَنِ (ِلضِي قِ(على) غَ سْلٍ أو مَ سْحٍ (واج بٍ) أي فل يوزُ تثلي ٌ
وق تٍ) عن إدرا كِ الصلةِ كلها فيه ،كما صرح به البغو يّ وغيه ،وتبعه التأخرون.
ت ال صلةِ لو أ ْكمَلَ سُنَنَها بأن يأتِيَ ها ،ولو ل يُدرِ ْك ركعَةً .و قد ل كن أف ت ف فوا ِ
يُفَرّق بأ نه ث اشتغَلَ بالق صودِ ،فكان ك ما لو مَدّ ف القراءة( .أو قلّةِ ماءٍ) ب يث ل
يكفي إل الفَرْ ضَ فلو كان معه ماءٌ ل يكفيه لِتَتمّة ُطهْرِه .إن َثلّ ثَ أو أتى ال سّنَنَ أو
احتاجَ إل الفاضِلِ لِعَطشٍ ُمحْتَرِمٍ ،حَرُمَ استعمالُهُ ف شيءٍ من السّنن .وكذا يقالُ ف
الغُ سْل( .وََندْبا) على الواجِ بِ بِتَرْ كِ ال سّنَنِ( ،لِدرا كِ جَماعَةٍ) ل يَرْ جُ غَْيرَها .نعم،
ما قيل بوجوبه كالدّلْكِ ينبغي تقديُهُ عليها نظيَ ما مَرّ من َندْبِ تقديِ الفائِتِ بِعُذرٍ
على الاضِ َرةِ ،وإن فاتَت الَماعَةُ.
لدَثَيْ نِ لِفَ ْقدِ ماءٍ أو خو فِ مذورٍ من استعمالِهِ بترا بٍ طهو ٍر [تتمة] :يَتَيمّ مُ ع نِ ا َ
له غُبار .وأركانُ هُ نيّةُ ا ستباحَ ُة ال صلةِ الَفروضَةِ مَقرونَةً بِنقلِ التّراب ،ومَ سْحُ وَ ْج ِه هِ
ث يد يه .ولو تيقّ ن ماءً آ خر الوق تِ فانتظارُه أف ضل ،وإل فتعجي ُل تيمّم .وإذا امتن عَ
استعماله ف عضوٍ وَجَب تيم مٌ وغسلٌ صحي ٌح ومسحُ كلّ الساتِر الضّار نزعُه باءٍ،
ول ترتي بَ بينه ما لُنُ بٍ .أو عضو ين فتيممان ،ول ي صلّي به إلّ فرضا واحدا ولو
15
نذرا .وصَح جنائزُ مَع فرضٍ( .ونواقِضه) أي أسباب نواقض الوضوءِ أربعة :أحدها:
(تيقّ نُ خرو جِ ش يء) غ ي مَنِيّه ،عَيْنا كان أو ريا ،رَطِبا أو جافا ،معتادا كََبوْلٍ أو
نادِرا َكدَ مِ با سورٍ أو غيِه ،انف صَل أو ل كَدُودَةٍ أخْرَجَت رأ سَها ث رَجَعَ تْ ( من
أحدِ سَبيلَيْ) الُتَوضّىء (ال يّ) دُبُرا كان أو قُبُلً( .ولو) كان الارج (باسورا) نابتا
دا خل الدّبر فخر جَ أو زادَ خرو جه .ل كن أف ت العلّ مة الكمالُ الردّا ُد بعدم النق ضِ
ينتقضس الوضوءُ
ُ بالارجس منسه كالدم .وعسن مالك :ل ِ بروجس الباسسورِ نفسسه بسل
ِ
بالنا ِدرِ( .و) ثانيها( :زوالُ عقلٍ) أي تييز ،ب سُكْرٍ أو جنو نٍ أو إغماء أو نوم ،للخبِ
الصحيحَ" :فمَنْ نامَ فَليَتَوضّأْ" .وخرجَ بزوا ِل العقِل النّعاسُ وأوائ ُل نشوَ ِة السّكر ،فل
نقض بما ،كما إذا شكّ هل نام أو نَعَس؟ ومن علمَ ِة النّعاسِ ساعُ كلمِ الاضرين
وإن ل يَ ْفهَمْ هُ( ،ل) زوالُه (بنو مٍ) قاعدٍ (مكّن مَقْعَدَه) أي أليَيْه من مقره ،وإن استََندَ
لِما لو زالَ سَ َقطَ أو احْتَبَى ،ولي سَ بي مقعدِه ومق ّر هِ تا فٍ .وينتق ضُ وضوءُ مكّ نٍ
انتبه بعد زوالِ َألْيَتِه عن مَقَرّه ،ل وضوءُ شا كَ هل كان ُممَكّنا أو ل؟ أو هل زالَت
أليَتُ هُ قب َل اليَقظَةِ أو بعدَ ها؟ ..وتَيقّ نُ الرّؤ يا مع عدَ مِ َتذَكّر نو مٍ ل أ ثر له بل فه مع
الش كّ فيه لنا مُرَ ّجحَةٌ لحدِ ط َرفَيه( .و) ثالثها( :م سّ فر جِ آدم يّ) أو ملُ قطعِ هِ،
س قُطِعَس فس ولو ليّتٍس أو صسغيٍ ،قُبُلً كان الفَرْجُس أو دُبُرا مُتّصسلً أو مَقْطوعا ،إل م ا
الِتا نِ .والناق ضُ من الدّبر ُملْتَقى الَنْ َفذِ ،ومِن قُبُلِ الَرْأةِ مُلْتَقَى شُفْرَيْها على الن َفذِ ل
س نوِ العانَةِ ،وبا ِط نِ اللْيَةِ،
ب الوضوءُ مِ نْ مَ ّ ما وراءَهُما َكمَحَلّ خِتانِها .نعم ،يُْندَ ُ
صسغِيةٍ وأمرد وأبرص ولسس َِ خذٍ،فوقس َذكَرٍ ،وأصسل َف ْ نبتس َ َ والُنْثَيَيْنسِ ،وشَعْ ٍر
ويهودي ،و من ن و فَ صْدٍ ،ونظرٍ بشهوةٍ ولو إل ُمحْرَ مٍ ،وتلفّ ظ بع صيةٍ ،و َغضَ بٍ،
وحل ميّ تٍ ومَ سّه ،وق صّ ظف ِر وشارِب ،وحل ِق رأ سِهِ .وخَرَ جَ بآدم يّ فر جُ البهِيمَةِ
إذ ل ُيشْتَهى ،ومن ث جازَ النظر إلي هِ( .بِبَ ْط نِ كَ فَ) لقوله" :مَ نْ مَ سّ فَرْجَه" ،وف
روا ية" :مَ نْ َم سّ ذَكرا فَلْيَتَوضّ أ" .وبَطْ نُ الكَ فّ هو بط نُ الراحت ي وبط نُ ال صاِبعِ
والنحرف إليه ما عِ ند انطباِقهِ ما ،مع ي سيِ تامُلٍ دون رؤوس ال صَابِعِ و ما بين ها
16
وحرف الكفّ( .و) رابع ها( :تل قي َبشْرَتَ يْ َذكَرٍ وأن ثى) ولو بل َش ْهوَة ،وإن كان
أحدُهُما مُكْرَها أو ميتا ،لكن ل ينق ضُ وُضوءُ اليّت .والراد بالَبشَرة هنا غي الشعر
سمُوالسّسنّ والظّفرِ .قال شيخنسا :وغيس باطِنِس العَيْنسِ ،وذلك لقوله تعالَ{ :أوْ لَمَس ُْت
النّساءَ} أي لستم .ولو ش كّ هل ما َلمَ سَه شَعْرٌ أو بَشرة ل ينتِق ضْ ،كما لو وقع تْ
َسس ُمحْرَما أو ِيس َبشَ َر ُة رَجُلٍ أو امرأة ،أو شكّ :هسل َلم َ ُهس على َبشَرةٍ ل يعلم أه َ يد ُ
ح العُباب :ولو أخَبرَ هُ عدلٌ بِلمْ سِها لَه ،أو بنحوِ خرو جِ أجنبية؟ وقال شيخنا ف شر ِ
ري حٍ منه ف حالِ نومِ هِ ُممَكّنا ،وج بَ علي ِه الخذُ بقولِ هِ( .بِكِبَرٍ) فيهما ،فل نقض
شهْوَةِ .والرادُ بذي ال صّغَر: بتلقيهما مع صِغَرٍ فيهما ،أو ف أحدها ،لنتفاءِ مظنّ ِة ال ّ
سبٍ أو من ل ُيشْتَهَى عُرْفا غَالِبا( .ل) تل قي َبشَرَتَيْه ما) ( مع َمحْرَمِيّةٍ) بينهُ ما ،بِن َ
شهْوَةِ .ولو اشتبهتْ َمحْرَمُهُ بأجنبياتٍ مصوراتٍ رَضاعٍ أو مُصاهَرَةٍ ،لنتفاء مَظنّ ِة ال ّ
فلمس واحدة منهن ل ينتقِ ضْ ،وكذا بغيِ مصوراتِ على الوْجَه( .ول يرتفعُ يقيُ
س ضده) ول بالشسك فيسه الفهوم با َلوْل فيأخسذ باليقيِس س بظن ّ وضوءٍ أو َحدَث ٍ
اسِتصْحابا له.
لدَ ثِ :صلةٌ وطوا فٌ وسجودٌ ،و َحمْلُ مصحفٍ ،وما كُتِ بَ [خاتة]َ :يحْرُ مُ با َ
صدِ الدرا سَةِ وال تبّكِ بالَةِ الكتابَة
س قُرآ ٍن ولو بع ضَ آيةٍ كََلوْ حٍ .وال عبةُ ف قَ ْ لِ َدرْ ِ
دون مسا بعدهسا ،وبالكاتسب لِنَفسسهِ أو لغيِهِستَبَرّعا ،وإل فآمرُهُس ل حلُه مسع متاعسٍ،
والصحفُ غي مقصودٍ بالملِ ومَ سّ َورَقِه ،ولو لبيا ضٍ أو نوِ ظَ ْر فٍ أُ ِعدّ له وهو
فيه ،ل قَلْبُ َورَقِه بِعْودٍ إذا ل ينفصِلْ عليه ،ول مَع تفسيٍ زادَ ولو احتمالً .ول ينُع
ودرسسهِ
ِ ِهس
َسس نوس مصسحَفٍ لاجةِ تعّلم ِ ِثس ولو جُنُبا حلُ وم ّ حد ٍ صسبِيّ ُممَيّزٌ ُم ْ
َ
ووسيلتهما ،كحملِ هِ للمكْتَبِ والِتيان به للمُعَلّمِ ليُعَلّمهُ منه .ويرُمُ تكيُ غيِ ا ُلمَيّزِ
جمِيّة ،ووض عُ نو ِدرْهَ مٍ ف مكتوبِ هِ، من نوِ مُصحفٍ ،ولو بع ضَ آيةٍ ،وكتابتُه بال ُع ْ
وعِلْ مٍ َشرْع يّ .وكذا جعلُه ب ي أوراقِ هِ خلفا لشيخ نا وتزيقُه عَبثا ،وبل عُ ما كُتِ بَ
17
حوِهِ ،ومدّ الرجلُ للمصحفِ ما ل يكُنْ على مُرْتَفَعٍ .ويُسَنّ القِيامُ له عليه ل شربُ َم ْ
كالعالِ مِ بل َأ ْولَى ،ويُكرَ هُ حر قُ ما كُتِ بَ عل يه إلّ لِغَرَ ضٍ ن و صيانَةٍ ،فغَ سْلُهُ َأ ْولَى
جدِ وقراءَةُ قرآ نٍ بق صدِهِ ،ولو ب عض آ ية ،ب يث م نه .ويرُ مُ بالَناَبةِ الَكْ ثُ ف ال س ِ
ي سمع نف سُهُ ولو صَبِيّا خلفا ل ا أف ت به النووي .وبنحوِ حي ضٍ ،ل برو جِ َطلْ قٍ،
صلةٌ وقراءٌة وصومٌ .ويب قضاؤه ل الصلة ،بل يرُ ُم قضاؤها على الوْجَهِ.
(و) الطهارةُ (الثان ية :الغُ سْلُ) هو لُغَةً :سَيَلنُ الاءِ على الش يء .وشَرْعا :سيلنُ ُه
على جيعِس البَدَنِس بالنيسة .ول يبُس فورا وإن عَصسَى بسسببه ،بلف َنجَسٍس عصسى
بِسببه .والشهرُ ف كل ِم الفُقَهاء ضَمّ غَينِه ،لكن الفتح َأفْصَح ،وبضمّها ُمشْتَرَكٌ بي
الفِعلِ وما ِء الغُسْلِ.
(وموجِبُه) أربعةٌ :أحدُها( :خرو جُ مَنِيّه أ ّولً) ويُعرف بأحدِ خوا صّه الثلث :مِ ْن
تََلذّذٍ بروجِه ،أو َت َدفّ قٍ ،أو ري حِ عج ي رطبا وبيا ضِ بَيْ ضٍ جافا .فإن فُ ِقدَت هذه
شهِي. الوا صُ فل غُ سْلٍ .نعم ،لو شَ كّ ف شيء أَمَنِ يّ هو أو مَذْ يٌ؟ َتخَيّر ولو بالّت َ
فإن شاء جَعَلَ هُ مَنيا واغْتَ سَل ،أو َمذْيا وَغَ سَلَه وََت َوضّأ .ولو رأى مَنيا ُمجَفّفا ف نو
َثوْبِ هِ لَزِمَ ُه الغُ سْلُ وإعا َدةُ كلّ صلةٍ تَيقّنَها بعده ،ما ل يتمِلْ عاد َة كونِ هِ مِن غيِه.
(و) ثاني ها( :دخولُ ُحشْفَةٍ) أو قَدرُ ها من فاِقدِ ها ،ولو كا نت من َذكَرٍ مقطو عٍ أو
مِن بيمةٍ أو ميّ تٍ( .فَرْجا) قُبُلً أو دُبُرا( ،ولو لبهيمةٍ) ك سمَكَةٍ أو م يت ،ول يُعادُ
غسلُه لنقطا عِ تكليفِ هِ( .و) ثالثها( :حي ضٌ) أي انقطاعُه ،وهو دَ مٌ يرُ جُ من أقْ صَى
رَح مِ الرأةِ ف أوقا تٍ مصوصَةٍ( .وأقلّ سنة تِسع سني قمرية) أي استكمالا .نعم،
إن رَأَتْه قبلَ تَمامِها بدونِ ستة عش َر يوما فهو حَيْضٌ ،وأقلّه يوم وليلة ،وأكثره خسة
ع شر يوما ،كأقلّ ُطهْرٍ ب ي اليضت ي .ويرُ مُ به ما يرُ مُ بالَنَابَة ،ومباشرةُ ما ب ي
سُسرّتِها و ُركْبَتِهسا .وقيسل :ل يرُمُس غيس الوَطْءِ .واختاره النووي فس التحقيسق ،لبس
مسلم" :اصْنَعوا كلّ شيء إلّ النّكاح" .وإذا انقطَعَ دَمُها حلّ لا قبل الغُسْلِ صَوْمٌ ل
18
وَطْءُ ،خلفا ل ا ب ثه العل مة اللل ال سيوطي رح ه ال( .و) رابع ها( :نِفا سٌ) أي
انقطاعُه ،وهو دَ مُ حَيْ ضٍ ُمجَْتمِع يرُ جُ بعد فرا غِ جي عِ الرّحْ مِ ،وأقلّه َلحْظَةٌ ،وغالِبُه
أربعون يوما ،وأكثره ستون يوما .ويرُ مُ به ما يرُ مُ بالَبْ ضِ ،ويِ بُ الغَ سْلُ أيضا
بولدَةٍ ولو بل بَلَلٍ ،وإلقاءِ َعلَقَةٍ و ُمضْغَةٍ ،وِب َموْ تِ مُ سِْلمٍ غ ي شهيدٍ( .وفَ ْرضُ هُ) أي
الغُ سْل شيئان :أحده ا( :نِيّ ُة رَفْع الَنَابةِ) للجُنُ بِ ،أو الَيْ ضِ للحائِ ضِ .أي رَفْ عِ
ْعس َحدَثسٍ ،أو الطهارَة عنسه ،أو أداء ُسسلِ) أو َرف َ ْضس الغ ْحُ ْكمِهسِ( .أو) نيسة (أداءِ فَر ِ
الغُ سْلِ .وكذا الغُ سْل للصل ِة ل الغُ سْ ُل فقط .ويب أن تكون النيّة (مَقْرُونَةً بأوّله)
أي الغُ سْل يعن بأوّل مغسولٍ من الَبدَ نِ ،ولو من أسفَلِه .فلو َنوَى بعد غَ سْلِ جُ ْزءٍ
وَجَ بَ إعا َدةُ غَ سِْلهِ .ولو َنوَى َرفْع الَنَابَةِ وغَ سَلَ بَعْ ضَ الَبدَ نِ ث نام فاستيْقَظَ وأرادَ
َنس حتس) َجس إل إعَادَةِ النيّة( .و) ثانيهمسا( :تَ ْعمِيمسُ) ظاهِرِ (َبد ٍ َسس َل الباقسي ل َيحْت ْ
غ ْ
الظفَارَ و ما َتحْتَ ها ،و (الشّ عر) ظاهِرا وباطِنا وإن كَثُ فَ ،و ما َظهَرَ مِن ن و مَنْبَ تِ
شَعْرَ ٍة زالت ق بل غَ سْلِها ،و صُماخٍ وفَرْ جِ امرَأةٍ عندَ جُلو سِها على قَدَميها ،وشُقو قٍ
(وباطِنِ ُج ْدرِيّ) انْفَتَ َح رَأْ ُسهُ ل باطن قُرْحَةٍ بَرِئتْ وارْتَفَ َع ِقشْرُها ول يَ ْظهَرْ شيءٌ ما
ف فيجِ بُ غَ سْلُ باطِنِ ها لنا َتحْتَه .وَيحْرُ ُم فَتْ قُ الُلَْتحِ مِ (وما ت تَ قُلْفَةٍ) ِم َن القَْل ِ
مُسْتَحِقّة الِزالَةِ ،ل باط نِ شعرٍ انعقَدَ بنفسِهِ وإن كَثُرَ ،ول يبُ مضمضَ ٌة واستنشاقٌ
َهس تَ ْر ُكهُمسا( .باءٍ طهورٍ) ومَرّ أنسه َيضُرّ تغيّرُ الاءِ تَغيّرا ضارّا ولو باس على بلْ يُكْر ُ
َنس عُمومِهسِ) أي الاء على البشَرَ ِة والشّعسر وإن ل لمْعسٍ( .ويكفسي ظ ّ العُضوِ ،خلفا َ
يتيقّنه ،فل يِ بُ تيقّن عمومِه بل يكفي غَلََبةُ الظّنّ به فيه كالوُضوءِ( .و ُسنّ) لِلغُ سْلِ
ِسس
ْيس ومُخاطسٍ ،وَنج ٍ والندوبس (تسسمِيَةٌ) أوّله( ،وإزال ُة َقذَرٍ طاهِرٍ) َكمَن ٍ ِ ِبس
الواج ِ
كَ َمذْ يٍ ،وإن كفى لما غَ سَْلةٌ واحِدةٌ ،وأن يَبُولَ مَ نْ أن َزلَ قبلَ أن يَغْتَ سِلَ لُِيخْرِ جَ ما
ض َمضَةٌ واستِنْشاقٌ ث وُضوءٌ) كاملً للتّباع، بَقِ يَ ِب َمجْرا هُ( .ف) بعدَ إزال ِة ال َقذَرِ ( َم ْ
رواه الشيخان .ويُ سَنّ له ا ستصحابُه إل الفَرا غِ ،ح ت لو أ ْحدَ ثَ ،سُنّ له إعادَتُه.
َوزَعُ مَ الحامِل يّ اخت صاصُهُ بالغُ سْلِ الواجِ بِ ضَعي فٌ ،والفضَلُ َعدَ مُ تأخيِ غَ سْلِ
19
قدَمَيْ هِ عن الغُ سْلِ ،كما صَ ّرحَ به ف الروضة ،وإن ثَبَ تَ تأخيُها ف البخاري .ولو
صلَ له أصل السّنّةِ ،لكن الفضل تقديُه ،ويُكرَه تَ ْركُه. َت َوضّأ أثنا َء الغُسْلِ أو بعدَه حَ َ
لدَ ثِ وينوي به سُنّ َة الغُ سلِ إن تَجرّدَت جَنَابَتُه عن ال صْغَرِ ،وإل َنوَى به َرفْ عَ ا َ
ال صْغَرِ أو نوِه خُروجا من خِل فِ مُوجِبِ هِ القَائِلِ بِعَدَ مِ الندِرا جِ .ولو أحدَ ثَ بعد
ارتفا عِ جَنَاَبةِ أعْضاءِ الوُضوءِ لَزِمَ ُه الوُضوءُ مُرَتّبا بالنيسة( .فَتَ َع ّهدُ معاطِ فٍ) كالُذُ نِ
سلُ رأس بالفاضَ ِة بعدَ والب طِ وال سّرّةِ وا َلوْ قِ وَ َمحَلّ ش قَ ،وتَ َعهُدّ أصولِ شَعْرٍ ،ث غَ ْ
تَخليِل هِ إن كان عليه شعر ،ول تيا ُم ٌن فيه لغيِ أقطع .ث غَ سْلُ ُش قّ أْيمَ نَ ث أيْ سَر،
(و َدلْ كٌ) ل ا تَ صِله َيدُ هُ من َبدَنِ هِ ،خروجا من خِلف من أوجَبَه( .وتثلي ثٌ) لِغَ سْلِ
جي عِ الَبدَ نِ ،وال ّدلْ كُ والتّسميَ ُة وال ّذكْرُ عَقِبه ،ويصل ف راكِدٍ بتحرّ كِ جي ِع البَد نِ
ثلثا ،وإن ل يَنْ ُق ْل قَدَمَي هِ إل َم ْوضِ عٍ آخَرَ ،على الوْج هِ (وا ستقبالٌ) لِلقِبَْلةِ و ُموَالةٌ،
وتَرْ كُ ت َكلّ مٍ بل حاجةٍ ،وتنشي فٌ بل ُع ْذرٍ .وتُ سَنّ الشهادتان التقدمتان ف الوضوء
مع ما معهما عَقِ بَ الغُ سْلِ ،وأن ل يَغْتَسلَ لناَبةٍ أو غيِها ،كالوُضوء ف ما ٍء راكدٍ
ل َيسْتَْبحِ ْر كنابعٍ مِن عَيْنٍ َغيَ جارٍ.
[فرع] :لو اغتسسلَ ِلجَنابَةٍ ونوس ُجمُعسة بِنِيّتهمسا حَصسل ،وإن كان الفضَلُ إفرا ُد
كلَ بِغُ سْلٍ ،أو لحدِهِ ما ح صل ف قط( .ولو أ ْحدَ ثَ ث أَجْنَ بَ ك فى غُ سلٌ واحدٌ)
وإن ل ينوِ معهُ الوُضوءَ ول رَّتبَ أعضاءَه.
ج ووُضو ٌء
س ُل فَرْ ٍ [فرع] :يُ سَنّ ِلجُنُ بٍ وحائِ ضٍ ونَفْ ساء ب عد انقطا عِ دَمِه ما غَ ْ
لنو مٍ وأكلٍ وشر بٍ ،ويُكْ َر ُه فِعْلُ شيء من ذلك بل وُضوء .وينبغي أن ل يُزيلوا قبلَ
الغُسْلِ شعرا أو ظفرا ،وكذا دَما ،لن ذلك يَرِد ف الخرة جُنُبا(.وجاز تَ َكشّفٌ له)
أي لِلغُ سل ( ،ف خُ ْل َوةٍ) أو بَضْرَةِ من َيجُوزُ نَظَرُه إل عورَتِه ك َزوْجَةٍ وأَ َمةٍ ،وال سّتْر
أفضل .وحَرُ مَ إن كان ث من َيحْرُم نَظرُه إليها ،كما حَرُمَ ف الُلْوةِ بل حاجَةٍ وحُلّ
فيها لدن غَرَ ضٍ ،كما يأت( .وثانيها) أي ثان شروط ال صّلة( .طهارَةُ َبدَ نٍ) ومنه
20
داخِل الفَ مِ والن فِ والعيِ( .و َملْبو سٍ) وغيِه من كل َمحْمولٍ له ،وإن ل يََتحَرّ ْك
ِبحَ َركَتِ هِ( .ومكا نٍ) يُ صَلّى ف يه ( عن َنجَ سٍ) غيَ مَعْ ُفوَ ع نه ،فل تَص ّح ال صلةُ معه،
ولو ناسيا أو جاهِلً بوجودِهِ ،أو بكونِهِ مُْبطِلً ،لقوله تعال{ :وَثِيَابَكَ فَ َطهّرْ} ولب
الشيخي .ول َيضُرّ ماذاةُ نَج سٍ لَبدَنِه ،لكن تُكْرَه مع ماذاتِه ،كاستقبالِ نَج سٍ أو
يبس
ُ بيثس يُ َعدّ ماذيا له عُرفا( .ول
ُ ُبس منسهوالسسقْف كذلك إن قَر َ ّ مُتََنجّسسٍ.
ب الّنجَ سِ) ف غيِ ال صّلةِ ،وملّه ف غي التضمّ خ به ف َبدَ نٍ أو ثو بٍ ،ف هو اجتنا ُ
صحّة ال صّلةِ حيث ل مُرَخّ صَ ،فهو حَرا مٌ بل حاجة ،وهو شَرْعا مُ سْتَقذَرٌَ ،يمْنَ عُ ِ
(كَ َروْ ثٍ وََبوْلٍ ولو) كا نا من طائرٍ و َسمَكٍ وجرادٍ و ما ل نَفْ سَ له سائِلَة ،أو ( من
حمُه على الصح .قال الصطخري والرويان من أئمتنا ،كمالك وأحد: مأكولٍ) َل ْ
إن ما طاهران من الأكول .ولو را ثت أو قاءت بيمةٌ حَيّا ،فإن كان صَلْبا ب يث لو
لبّ .قال زُرِ عَ نَب تَ ،فَمُتََنجّ سٌ يُغْ سَلُ ويُؤكَل ،وإل فََنجِ سٌ .ول يبينوا حك مَ غي ا َ
ْعس ولو يسسيا فَنجِسسٌ ،وإل ِهس قبسل البَل ِ
شيخنسا :والذي يظهسر أنسه إن تغيّرَ عسن حال ِ
فمُتََنجّ س .و ف الجموع عن ش يخ ن صر :العَ ْفوُ عن بولِ بقرِ الدّيا سَةِ على الَ بّ.
و عن الوي ن :تشد يد النكيِ على الَبحْ ثِ ع نه وتطهيه .وب ث الفزاري العفوَ عن
بعْرِ الفَأرَةِ إذا وقعَ ف مائعٍ و َعمّت البلوى به .وأما ما يوجدُ على َورَقِ بعضِ الشجرِ
كالرّ ْغوَةِ فَنَجِسٌ ،لنه َيخْ ُرجُ من باطِن بعضِ الديدان ،كما شو ِهدَ ذلك وليس العَنْبَر
َروْثا ،خلفا ل ن زع مه ،بل هو نبا تٌ ف الَبحْرِ( .ومَذ يٍ) ِبمُعْجَمةٍ ،للمرِ بغ سلِ
ال ّذكَرِ م نه ،و هو ماءٌ أبي ضٌ أو أ صفرٌ رقي قٌ ،يرُ جُ غالبا ع ند ثورا نِ الشّهوَةِ بغيِ
َش ْهوَ ٍة قويةَ ( .ووَدْ يٍ) ِبمُ ْهمَلَةٍ ،وهو ماءٌ أبي ضٌ كَ ِدرٌ ثخيٌ ،يرُ جُ غالبا عَقِ بَ الَبوْلِ
أو ع ند َحمْلِ شيءٍ ثقيلٍ( .ود مٍ) ح ت ما بَقِ يَ على ن و عَظْ مٍ ،لك نه معفوّ ع نه.
ِسسكَ ،أي ولو مسن ميّتسٍ ،إن انعقَدَ .والعَلَق َة واسستثنوا منسه الكَبِدَ والطّحالَ وال ْ
ضةٍ ل تَفْسسد( .وقيحسٍ) لنسه دَم مسستحيل، وا ُلضْغَةَ ،ولبنا خَرَجَس بلونِس دَمسٍ ،ودَمُس بي َ
و صَدِيد :وهو ما ٌء رقي قٌ يالِ ُط هُ دَ مٌ ،وكذا ماء جُر حٍ .وجدر يّ ونَفَ طٍ إن تغيّر ،وإل
21
فماؤها طاهِر (وقَيْءِ مَ ِعدَةٍ) وإن ل يتغي ،وهو الراجع بعد الوصولِ للمَ ِعدَةِ ولو ماء،
أما الراجعُ قبل الوصولِ إليها يقينا أو احتمالً فل يكو نُ َنجِسا ول مُتََنجّسا ،خلفا
للقفال .وأفت شيخنا أن الصبّ إذا ابتلي بتتابُ عِ القيءِ عُفِ يَ عن َثدْ يِ أمّه الدا ِخلِ ف
فيه ،ل عن مُقبّله أو مُما سّهَ ،و َكمِرّةٍ َولَبَ نٍ غي مأكولٍ إل الدَمِيّ ،وجِرّةِ نوِ بعيٍ.
أما الَنِ يّ فطا ِهرٌ ،خلفا لالك .وكذا بلغ مِ غي مَ ِعدَةٍ من رأ سِ أو صدرٍ وماء سائلٍ
من ف مِ نائ مٍ ،ولو نَتِنا أو أصفر ،ما ل يتحقّ قْ أنه من مَ ِعدَةٍ ،إل ِممّ نْ ابتُلِ يَ به فيُعْفَى
عنه وإن كَثُرَ .ورُطُوبَ ِة فَرْجٍ ،أي قُبُلٍ على الصحّ .وهي ماءٌ أبي ضُ مُتَرَدّدٌ بي ا َلذْيِ
والعِرْقِ ،ي ُرجُ من باط ِن الفَرْجِ الذي ل يبُ غسلُه ،بلفِ ما ي ُرجُ ما يبُ غسلُه
فإنه طاهرٌ قطعا ،وما يرجُ من وراءِ باط ِن الفَرْجِ فإنه َنجِسٌ قطعا ،ككلّ خارجٍ من
فرقس بيس انفِصسالِها و َعدَمِه على ِجس مسع الوَلدِ أو قَبْلَه ،ول َ
الباطِنسِ ،وكالا ِء الار ِ
الُعَْتمَدِ .قال بعضُهم :الفرقُ بي الرّطوبَةِ الطّاهِ َرةِ والّنجِسَ ِة التّصالُ والنفِصالُ .فلو
انفَ صَلتْ ،ففي الكفايَةِ عن الِمام أنا َنجِ سَة ،ول ي بُ غسلُ َذكَرِ الُجامِ عِ والبَيْ ضِ
والوََلدِ .وأفت شيخنا بالعفو عن رُطوبَةِ الباسورِ لُبْتَلى با ،وكذا بي ضِ غي مأكولٍ،
ويلّ أكلُه على الصح .وشعرِ مأكو ٍل وريشِه إذا أُِبيَ ف حياتِه .ولو ش كّ ف شعرٍ
أو نوه ،أ هو من مأكولٍ أو غيه؟ أو هل انف صَلَ من ح يَ أو ميّ تٍ؟ ف هو طا ِهرٌ،
وقيا سُه أن العظْ مَ كذلك .وبه صَ ّرحَ ف الواهِرِ .وبي ضُ الَيَْتةِ إن تصّلبَ طاهِر وإل
فَنجِس .وسؤرُ كل حيوانٍ طاهِرٍ طاهِرٌ ،فلو تََنجّس فَمُه ث وَلَغَ ف ماءٍ قليلٍ أو مائعٍ،
فإن كان بعدَ غيبةٍ يك ُن فيها طهارَتَهُ ِبوُلوغِهِ ف ماءٍ كثي أو جار ل ينجسه ولو هرا
جسَهُ.وإل َن ّ
قال شيخنا كالسيوطي ،تبعا لبع ضِ التأخرين إنه يُعْفَى عن يسيٍ عُرْفا ،من شَع ٍر
َنجِ سٍ من غيِ مُغَلّ ظٍ ،و من دخا نِ نَجا سَةٍ ،وما على رِجْلِ ذُبا بٍ ،وإن رُؤ يَ ،وما
شؤُ هُ من
على مَنْ َفذِ غيِ آدمِ يّ ما خرَ جَ منه ،وذرْ قِ طيٍ وما على فَمِ هَِ ،ورَوْ ثِ ما َن ْ
22
صوْنُ الاءِ أو بيَ أوراقِ َشجَر النّارجي ِل الت تُسْتَرُ با البيوتُ عن الُفْطِرِ حيثُ يَعْسُرُ َ
الَاءِ ع نه .قال ج ع :وكذا ما تُلقِي هِ الفئرا نُ من ال ّروْ ثِ ف حِيا ضِ الخْلَِيةِ إذا عَ مّ
البتلءُ به ،ويؤّيدُ هُ ب ثُ الفزاري ،وشَرْ طُ ذلك كله إذا كا نَ ف الاءِ أن ل يُغَيّر.
ِهس كالثلث .كذا أطلقوه ول يُبَيّنوا أن انتهسى .والزّبادُ طاهِرٌ ويُعْفسى عسن قليلِ شَعْر ِ
الُرادَ القليسل فس الأخوذِ للسستعمالِ أو فس الِناءِ الأخوذِ منسه .قال شيخنسا :والذي
النجاسسِة فقسط ،فإن كَثُرَت فس َ يتجسه الوّل إن كان جامدا ،لن العبَر َة فيسه بحلّ
َمحَ َل واحدٍ ل يُعْ فَ عنه ،وإل عُفِ يَ ،بل فِ الائِ عِ فإ نّ جي َع هُ كالشيء الواحد .فإن
قلّ الشع ُر فيه عُفِ يَ عنه وإل فل ،ول َنظَرَ للمأخوذِ حينئذ .ونَقَلَ ا ُلحِبّ الطبيّ عن
ا بن ال صّباغ واعت َمدَه ،أ نه يُعْ فى عن جِرّةِ البع ي ونوه فل يُنَجّس ما شَرِ بَ م نه،
وألقسبسه فسم مسا َيجْتَرّ مسن َولَ ِد البقرةِ والضّأنِس إذا التقَمَس أخلفَس أمّه .وقال ابسن
لقَ غيه الصلح :يُعفى عما اتّصل به شيء من أفواهِ الصّبيانِ مع َتحَقّقِ ناستها ،وأ َ
ب م أفوا هَ الجان ي .وجزم به الزركش يّ( .و َكمَيْتَةٍ) ولو ن و ذبا بٍ م ا ل نف سَ له
سائلة ،خلفا للقَفّال و من تَبِعَ هُ ف قوله بطهارتِ ِه لعد مِ الدّ مِ الُتعَفّن ،كمالك وأ ب
حنيفة .فاليتةُ نَج سَةٌ وإن ل يَ سَلْ دَمُها ،وكذا شَعرُها وعظمُها وقرنُها ،خلفا لب
حنيفة ،إذا ل يكن عليها دَسَم .وأفت الافظ ابن حجر العسقلن بصحة الصلة إذا
ُقس الحتراز عنسه( .غيس بش ٍر وسسكٍ ذبابس إن كان فس ملَ َيش ّ ٍ ُصسلّي ميتةَ
َحمَلَ ال َ
وجرادٍ) ِلحِلّ تناوُلِ الخيي نِ .وأ ما الدم يّ فلقوله تعال{ :ولَ َقدْ كَرّمْ نا بَنِي آدَ مَ}
وقضية التكري أن ل ُيحْكَم بنجا سَِتهِم بالو تِ .وغي صَْيدٍ ل ُتدْرَ كْ ذُكاتُه ،وجنيِ
مُذكاة ما تَ ِبذُكاتِ ها .ويلّ أكلُ دودِ مأكولٍ م عه ،ول ي بُ غ سلُ ن و الفَ مِ م نه.
ونقل ف الواهر عن الصحاب :ل يوزُ أكل سكِ مِلحٍ ول يُنْزَع ما ف َج ْوفِه ،أي
من ال ستَ ْقذَراتِ .وظاهره :ل فر قَ ب ي كبيه و صغيه .ل كن ذ كر الشيخان جوازَ
أك ِل الصغيِ مع ما ف جوفِ هِ لِعُ سْرِ تنقِيَةِ ما فيه( .وكمُ سْكِر) أي صالِحٍ للِسكار،
فدخلت القَطرةُ من الُ سْكِرِ( .مائ عٍ) َكخَمْرٍ ،وهي التخذَةُ من العِن بِ ،ونبيذٍ ،وهو
23
التّخذُ من غيه .وخرَجَ بالائِعِ نو البنْجِ والَشيش .وتطهُرُ َخمْرٌ تلّلَت بنفسِها من
غي مصاحَبَةِ عَْي نٍ أجنبيةٍ لا وإن ل ُتؤَثّر ف التخليل كحَصاةٍ .ويتبَعُها ف الطهارَةِ
ت ف يه وارتفَعَ تْ ب سبب الغليان ث نزلت ،أ ما إذا الدّ نّ ،وإن َتشَرّ بَ من ها أو غَلَ ْ
ارتف عت بل غليان بل بفِعْ ِل فاعلٍ فل تَطْهُر ،وإن ُغمِرَ الرتَفِ ُع ق بل جفافِ هِ أو بعدَه
بمرٍ أخْرى على الوْجَه .كما جزم به شيخنا .والذي اعتمدَ هُ شيخنا الحقق عبد
الرحن بن زياد أنا تَ ْطهُر إن ُغمِرَ الرتفعُ قبل الفافِ ل بعده .ث قال :لو صُبّ خرٌ
ف الِناءِ وقبلَ غ سلِهِ ل
ب ف يه خرٌ أخرى ب عد جفا ِ ف إناءٍ ث أخرِجَ تْ م نه ،و صُ ّ
تَ ْطهُرْ ،وإن تلّلت ب عد نَقْلِ ها م نه ف إناء آ خر .انت هى .والدليلُ على كو نِ ال مر
َخلّ .الُموضَةُ ف طَ ْعمِها ،وإن ل توجد نايَة الُموضَةِ ،وإن ُقذِفَت بالزّبد .ويَ ْطهُرُ
ت باندبا غٍ نَقّاه ب يث ل يعودُ إل يه نَتٌ ول ف سادٌ لو نُقِ عَ ف الاء. جِ ْلدُ َنجِ سٍ بالو ِ
(وككل بٍ وخنيرٍ) وفرع كل منه ما مع ال خر أو مع غيه ،ودود ميتَتِه ما طاهِرٌ،
وكذا نَ سْجُ عنكبو تٍ على الشهور .ك ما قاله ال سبكي والذر عي ،وجزم صاحب
ال ِعدّة والاوي بنجا سَتِه .و ما يرُ جُ من جلد ن و حَيّةِ ف حيات ا كالعِرْ قِ ،على ما
سدٌ أفت به بعضهم .لكن قال شيخنا :فيه نظر ،بل القرب أنه َنجِ سٌ لنه جزءٌ مَُتجَ ّ
كلبس أو خنيرٌ على آدمِيّة ٌ منفصسلٌ مسن حيسّ ،فهسو َكمَيْتَتِه .وقال أيضا :لو َنزَا
فوَلدَت آدَمِيا كان ال َولَدُ َنجِسا ،ومع ذلك هو مُكلّ فٌ بالصلة وغيها .وظاهرٌ أنه
يُعْفَى عما يُضطَرّ إل ملمَ سَتِه ،وأنه َتجُوزُ إمامَته إذ ل إعادة عليه ،ودخولُه السجدَ
حيث ل رطوبَةَ للجماعة ونوها.
ويَ ْطهُرَ مُتََنجّ سٌ بِعَيْنيّةٍ بغَ سْلٍ مُزيلٍ لِ صِفاتِها ،من طَعْ ٍم ولو نٍ وري حٍ .ول َيضُرّ بقا ُء
لو نٍ أو ري حٍ عَ سُ َر زوالَه ولو من مُغَلّظ ،فإن بق يا معا ل يط هر .ومتنجّ س ِبحُكمِيّ ة
كَبوْلٍ جَفّس ل ُي ْدرَك ْس له صسفة ِبجَرْيِس الاءِ عل يه مرة ،وإن كان حَبا أو لما طُبِخَس
بِنَج سٍ ،أو ثوبا صُِبغَ بَِنجِ سٍ ،فيَ ْطهَر باطنُها بِصَبّ الاءِ على ظاهرها ،كسَيْفٍ سُقِيَ
24
حمّى بنج سٍ .ويشترَط ف ُطهْرِ ا َلحَلّ ورود الاءِ القليلِ على الحلّ التنجّس، وهو ُم َ
فإن ورد متنجّ سٌ على ماءٍ قلي ٍل ل كثيٍ تنجّس ،وإن ل يتغي فل يُ َطهّرْ غيه .وفارَ قَ
الواردُ غيَ هُ ب ُقوّتِه لكونِ هِ عاملً ،فلو تنجّ س فَمُه ك فى أخذُ الا ِء بيدِ هِ إل يه وإن ل
يَعْلُ ها عل يه ك ما قال شيخ نا وي ب غ سلُ كل ما ف َحدّ الظا ِهرِ م نه ولو بالِدارَةِ،
ك صبّ ماءٍ ف إناءٍ متنج سٍ وإدارَ ته بوانِبِه .ول يوزُ له ابتل عُ ش يء ق بل تطهيِ
فَمِهِ ،حت بالغَرْغَ َرةِ.
صبّ على موضِعِهِ ماءٌ فغَمَرهَ ،طهُرَ، ب الرضَ نو بولٌ و َجفّ ،فَ ُ [فرع] :لو أصا َ
ولو ل يَْنضَ بْ أي يغور سواء كانت الر ضُ صلبة أم رَخْوةً .وإذا كانت الر ضُ ل
صبّ الاءِ القليلِ عليها ،كما لو ستْ به فل بدّ من إزالةِ العَيْ ِن قبل َ تتشرب ما تنجّ َ
كا نت ف إناءٍ .ولو كا نت النجا سَةُ جا ِمدَ ًة فتفتّتَ تْ واختَلطَ تْ بالترا بِ ل يَط هر،
كالختلِ طِ بنحو صديد ،بإفاضَةِ الاءِ عليه .بل ل بدّ من إزالةِ جي عِ التّرا بِ الختَلِ طِ
با .وأفت بعضهم ف مُ صْحَفٍ تََنجّ سَ بغيِ مَعْ ُفوَ عن هُ بوجو بِ غَ سِْلهِ وإن أدّى إل
ستِ النّجا سَةُ شيئا من تَلَفه ،وإن كان لِيَتِي مٍ .قال شيخنا :ويَتَعيّن فَرْضُ ُه فيما إذا مَ ّ
ل ْلدِ أو الواشي. ت ف نو ا ِ القرآن ،بلفِ ما إذا كانَ ْ
[فرع] :غسالَةُ الُتَنجّس ولو مَعْ ُفوّا عنه كدَ مٍ قليلٍ إن انف صََلتْ وقد زالَت العَيْ ِن
و صِفاتُها ،ول تتغ ي ول َيزَدْ َوزْنُ ها ب عد اعتبارِ ما يأخذه الّثوْ بُ من الاءِ والاءُ من
الوسَ ِخ وقد طهَرَ الَحلّ :طا ِهرَةٌ .قال شيخنا :ويظهرُ الكتِفا ُء فيهما بالظّنّ.
[فرع] :إذا تََنجّ سَ ما ُء البِئرِ القليلِ بلقاةِ نَج سٍ ل َي ْطهُرْ بالنّزْ حِ ،بل ينبغي أن ل
يُنْزَ حَ ليك ثر الاء بنب عٍ أو صبّ ما ٍء ف يه ،أو الكث ي بتغيّرٍ به ل يط هر إلّ بزواله .فإن
25
ناسسٌة كشَعْرِ فأرَةٍ ول يتغيّ ْر فَطهورٌ تَع ّذرَ اسستِعْماله إذ ل يلو منسه دلو
َيتس فيسه َ بق ْ
فليُنْزَح كله .فإن اغترَف ق بل النّزْ حِ ول يتيقّ ن في ما اغتَرَفَه شعرا ل َيضُرّ وإن ظنّ ه،
عملً بتقديِ الصلِ على الظاهرِ .ول يَطْهر مُتََنجّس بنحوِ كَلْ بٍ إلّ بسبعِ غَ سْلتٍ
بعد زوال العَيْ ِن ولو ِبمَرا تٍ ،فمُزيلُها مَرّة واحِدة إحداهُ نّ بترا بِ تََيمّ مٍ مزوج بالاءِ،
بأن يُ َكدّر الاء حت يَ ْظهَر أث ُر هُ فيه ويص ُل بوا سِطَتِه إل جيع أجزاءِ الحلّ التنجّ سِ.
ويكفي ف الرا ِكدِ تريكُه سبعا .قال شيخنا :يظهر أن الذها بَ مَرّة وال َعوْدَ أخرى.
وف الاري مرور سبع جَرْياتٍ ،ول تَتْريبَ ف أرضٍ تُرابية.
[فرع] :لو مَسّ كلبا داخل ما ٍء كثيٍ ل تَُنجّسْ َيدُه ،ولو رَفعَ كلبٌ رأسَه من ما ٍء
وفَمه مُتَرطّ بٌ ،ول يُعْلَم مُما سّتُه له ،ل يَُنجّس .قال مالك وداود :الكل بُ طاه ٌر ول
ينجّس الاءُ القليلُ بولوغِهِ ،وإنا يبُ غَسْ ُل الِناءِ ِب ُولُوغِهِ تَعبّدا( .ويُعْفى عن دَمِ نو
برغو ثٍ) م ا ل نَ ْف سَ له ساِئلَة كبعو ضٍ وَقمْلٍ ،ل عن جِ ْلدِ هِ( .و) دَ مِ ن و (دُمّلٍ)
كَبُثْرَةٍ وجُرْحٍ ،وعن قَْيحِ هِ وصديده( ،وإن كَثُرَ) الدّ ُم فيهما وانتشَرَ بِعِرْ قٍ ،أو فَح شَ
الوّل بيثُ طبَ َق الثوب على النّقولِ الُعَْتمَدَةِ (بغيِ فعله) فإن كَثُرَ بفعلِ ِه قَصْدا ،كأن
قَتَلَ ن و بَرْغُو ثٍ ف ثوِب هِ ،أو عَ صَرَ ن و دُمّلٍ أو َحمَ َل ثوبا ف يه دَ مُ براغ يث مثلً،
جمّلٍ ،فل يُعْفى و صَلّى فيه أو فَرَشَه و صَلّى عليه ،أو زادَ على ملبو سِهِ ل لِغَرَ ضٍ كَتَ َ
إلّ عن القليلِ على ال صَحّ ك ما ف التحق يق والجموع وإن اقت ضى كل مُ ال ّروْ ضة
العَ ْفوَ عن كثيِ دَمِس نوس الدّمّلِ وإن عُصِسرَ .واعتمده ابسن النقيسب والذرعسي .وملّ
العفو هنا وفيما يأت بالنسبةِ للصلةِ ل لنحو ماءٍ قليلٍ ،فيَُنجّس به وإن قلّ ،ول أثر
َمس
ُسسرِه( .و) عسن (قليلِ) نوس د ٍ َنس له رِطبا ،ول يكلّف تنشيسف الَبدَن لِع ْ للقاةِ الَبد ِ
(غيِه) أي أجنب غي مُغَلّظٍ ،بلف كثيه .ومنه كما قال الذرعي :دَمٌ انفصَلَ من
ض ورُعا فٍ) كما ف الجموع .ويقا سُ بدَنِ هِ ث أصابَه( .و) عن قل يل (نو د مِ حي ٍ
بما دَمُ سائرِ الناِفذِ ،إ ّل الارِج من مَ ْعدَنِ النجاسَةِ كمحلّ الغائِطِ .والَرْجِعُ ف القِلّة
26
والكَثْرَ ِة العُرْ فُ ،و ما َش كّ ف كثرتِ هِ له حُكْ مُ القَليلِ .ولو تَفَرّ قَ الّنجَ سُ ف مَحال
ْمس القَليسل عنسد الِمام ،والكثيس عنسد الَُتوَلّي والغزال ِعس كَثُرَ كان له حُك ُ ولو ُجم َ
وغيه ا ،ورَجّحَه بعضُ هم .ويُع فى عن دَ مِ ن و فَ صْدٍ و َحجْ مٍ بحله ما وإن ك ثر.
وتَصُحّ صلةُ من أَدْمَى لَثّتَهُ قبل غَسْ ِل الفَمِ ،إذا ل يَبَْتلِعْ ريقَ ُه فيها ،لن دَمَ اللّثّةِ مَعْ ُفوّ
سعٌف قبل ال صّلةِ ودا مَ فإن رجا انقطاعَ هُ وال َوقْ تُ مُتّ ِ عنه بالنسبةِ إل الرّي قِ .ولو رعَ َ
انتظرَه ،وإلّ تفّظ كال سّلِس خلفا لن زَعُمَ انتظاره ،وإن خَرَجَ الوقتُ .كما ُتؤَخّر
ّسس وإن خرج .ويفرق بقدرة هذا على إزالة النجسس مسن أصسله َسسلِ َثوْبِه الُتََنج ِ
لِغ ْ
فلَزِمَتْه ،بل فه ف مَ سْألَتِنا .و عن قليلِ طيٍ ملّ مرورٍ متيقّن نا سَته ولو ِبمُغَلّ ظٍ،
ب والبَدَ نِ. للمَشَقّةِ ،ما ل تَبْ قَ عَيْنُ ها مُتَميّزَةً .ويتلِ فُ ذلك بالوقْ تِ وملّه من الّثوْ ِ
وإذا تعيّنَ عَْي ُن النجاسَةِ ف الطريقِ ،ولو مَواطِىء كَلْبٍ ،فل يُعْفَى عنها( ،وإن َعمّت
الطري قَ على الوْجَه)( .وأف ت شيخ نا) ف طري قٍ ل طيَ ب ا بل في ها َق َذرُ الدمّي
ورَوْثُ الكلبِ والبهائِمِ وقد أصابَها الَ َطرُ ،بالعَ ْفوِ عندَ مَشقّةِ الحْتِراز.
[قاعدة مهمة] :وهي أن ما أصله الطهارَة وغلَبَ على الظّنّ تََنجّسَهُ لِغَلََبةِ النّجاسَ ِة
ف مثله فيه قولن معروفان ب َق ْولَ يْ ال صْل .والظاهِرُ أو الغالِ بُ أرْ َجحُهما أنه طاهِرٌ،
ل بال صل التي قن ،ل نه أض بط من الغالِ بِ الختِل فِ بالحوالِ والزما نِ ،وذلك عم ً
كثيا بِ َخمّارٍ وحائِ ضٍ وصبيانٍ ،وأوان مَُتدَيّني بالنّجا سَةِ ،وور قٍ يغلُ بُ نَثْ ُر هُ على
شحُمِ النيرِ ،وجبٍ شام يّ اشُتهِر عملُه َنجَ سٍ ،ولعا بِ صَبِيّ ،وجوخٍ اشُتهِرَ َعمَلُه ب َ
بإنْ َفحّةِ الن ير .و قد جاءه جُبْنَةٌ من عندِهِم فأكلَ من ها ول ي سألْ عن ذلك .ذكره
شيخنا ف شرح النهاج( .و) يُعْفى عن ( َمحَلّ اسِتجْمارِهِ و) عن (وَنِيمِ ذُبابٍ) وَبوْلِ
ب والبَدَنِ ،وإن كَثُرَتْ ،لِعُسْرِ الحتِرازِ عنها. (و َروْثِ خُفّاشٍ) ف الكانِ ،وكذا الثو ِ
ويُعفى عما جَفّ من َذرْقِ سائِ ِر الطيورِ ف الكانِ إذا َعمّتِ البلوى به .وقضية كلم
الجمو عِ العفُو عنه ف الثو بِ والَبدَ نِ أيضا ،ول يُعفى عن بَعْرِ الفأرِ ولو يابسا على
27
الوجه .لكن أفت شيخنا ابن زياد كبعض التأخرين بالعَفوِ عنه إذا َعمّتِ البلوى به،
كَعُمُومِ ها ف َذرَ قِ الطّيور .ول ت صحّ صلةُ من َحمَلَ مُ سَْتجْمرا أو حيوانا بن َفذِ هِ
َنجَ سٌ ،أو ُم َذكّى غُ سِلَ َمذَْبحُ هُ دو نَ َج ْوفِ هِ ،أو مَيّتا طاهرا كآدَم يّ و َسمَكٍ يُغْ سَلْ
باطِنُه ،أو بَْيضَة َم ِذرَة ف باطِنِها دَ مٌ .ول صل ُة قابِض ط َر فٍ مُتّ صِلٍ بنج سٍ وإن ل
يتحرّك بَ َركَتِه.
[فرع] :لو رأى من يريدُ صلةً وبثوبِ هِ َنجَ سٌ غي مَعْ ُفوّ عنه لَزِمَ هُ إعلمُه .وكذا
يَلْزَم تَعلِيمَ مَنْ رآهُ ُيخِلّ بوا ِجبِ عبا َدةِ ف رأي مُقَّلدِه.
[تتمة] :ي بُ الستنجاءُ من كلّ خارِ جٍ ملوّ ثٍ باءٍ .ويكفي فيه َغلَبةُ َظنّ زوا َل
النّجا سَةِ ،ول يُ سَنّ حينئذٍ شَ مّ َيدِه ،وينبغي الستِرْخاءُ لئل يَبْقَى أثَرُها ف تضاعِي فِ
شَرَجِس الِقْ َعدَةِ ،أو بثلث مسسحات تعمّ الحلّ فس كسل مرّة ،مسع تَنْقِيَةٍ با ِمدٍ قالِعسٍ.
سجِدِ .ويُنْحي ما ويُْندَ بُ لِداخِلِ الَلءِ أن يُقدّ مَ يسارَه ،ويَمينَ هُ لنصِرافِهِ ،بعكْ سِ الَ ْ
عل يه مُعَظّ م ،من قرآ نٍ وا سم نَبّي أو َملَ كٍ ،ولو ُمشْتَرَكا كعزيزٍ وأحدَ إن ق صدَ به
مُعَظّم .ويَ سْكُتَ حال خرو جِ خارِ جٍ ولو عن غيِ ِذكْرٍ وف غي حالِ الرو جِ عن
َسستَْبحِرْ.
مباحس راكدٍ مسا ل ي ْ ٍ ِيس حاجَتَه فس ماءٍ ِسستَتِر .وأن ل يقض َ
ِذكْرٍ .ويَبْ ُعدَ وي ْ
ومُتَحدّثٍ غي ملوكٍ ل َحدٍ ،وطريقٍ .وقيلَ :يحْرُمُ التّ َغوّطُ فيها .وتتَ مُثْمِرٍ ِبمُلْ ِكهِ،
سدْبِرها، أو َممْلوك ٍس َعلِم َس رِضسا مالكسه ،وإل حَرُمسَ .ول يسستقبِلْ عَيْنُس القِبْلَةِ ول يَس َْت
صدْرِه و َحوّل فَرْجَ هُ عن ها ث ويرمان ف غ ي الُ َعدّ وحي ثُ ل ساِترَ .فلو ا ستَقْبَلَها ب َ
بالَ ،ل يضر ،بلف عكسه .ول يَ سْتاكَ ول يَبزُ قَ ف َب ْولِه .وأن يقولَ عندَ دُخولِ هِ:
ل ْمدُ ل الذي أذْهَبَ اللهمّ إن أعوذُ بِكَ من الُبُثِ والَبائِث .والروج :غُفرانَكَ ،ا َ
عَنّي الَذَى وعافان .وبعد الستِنْجاءِ :اللهمّ َطهّرْ قلب من النّفاقِ وحَصّن فَرْجي من
الفَواحِش .قال البغوي :لو شكّ ب عد ال ستنجاء هل غ سلَ َذكَ َر هُ ل َتلْزَمْ هُ إعادَتُه.
(ثالثها)( :أي شروط الصلة) ( سَْترُ رجُلٍ) ولو صَبِيا( ،وأَمَة) ولو مكاتبة وأ مّ وَلد.
28
(ما بيَ سُرّ ٍة و ُركْبةٍ) لما ،ولو خاليا ف ُظ ْلمَةٍ .للخبِ الصّحيح" :ل يَقْبَل اللّهُ صَلة
حائِ ضٍ أي بال غٍ إلّ ِبخِمارٍ" .ويَ بُ ستُر جُزءٍ منه ما ليتحقّ قَ به سَتْرُ ال َع ْورَةِ( .و)
سَْترُ (حُرّةِ) ولو صغيةٍ (غ ي وَجْ هٍ وَكفّيْ نِ) ظهرُهُ ما وبَطُْنهُ ما إل الكوعَيْن (ب ا ل
يَصِفُ لَوْنا) أي لَون البشرةِ ف َمجْلِس التّخاطُب .كذا ضبطه بذلك أحد بن موسى
حجْ مِ العْضاءِ ،لك نه خلف الول ،وي بُ ال سّتْرُ بن ُعجَيْل .ويكفي ما َيحْ كي ِل َ
من العلى والوانِ بِ ل من ال سفَلِ (إن قَ َدرَ) أي كل من الرّجُل والُرّة والَمَة.
(عليه) أي ال سّتْرُ .أما العاجِز عما يَ سْتُر ال َعوْرَ َة فَيُ صَلّي وجوبا عاريا بل إعادة ،ولو
مَع وجودِ ساتِرٍ مُتََنجّ سٍ تَ َعذّرَ غَ سْلُهُ ،ل من أمكََن هُ تطهيُه ،وإن خرَ جَ الوق تُ ،ولو
سوْأتي فالقُبْل فالدّبُر ،ول قَ َدرَ على ساِترِ بَعْ ضِ ال َع ْورَةُ لَزِمَ هُ ال سّتْرَ با َو َجدَ ،وقدم ال ّ
يُصَلّي عاريا مع وجودِ حَريرٍ بل لبسا له ،لنه يباحُ للحاجَةِ .ويلز ُم التّطْيِيُ لو َعدِمَ
ُسسنّالّثوْب َس أو نوه .ويوزُ لُكْتَس ٍس اقتداءٌ بِعَارٍ ،وليس َس للعَارِي غَصسْب الّثوْبسِ .وي َ
للمُصلي أن يلبِ سَ أحْ سَنَ ثِيابِ هِ ويرتدي ويَتَ َعمّ مَ ويُتَ َقمّ صَ ويتَطَْيلَ سَ ،ولو كان عندَ هُ
ثوبا ِن فقط لبِسَ أحدَهُما وارتدى بالخرَ إن كان ثَمّ سُتْرَة ،وإلّ جَعَلَهُ مُصَلّى .كما
أفت به شيخنا.
[فرع] :ي بُ هذا ال سّتْرُ خار جَ ال صّلةِ أيضا ،ولو بثو بٍ َنجِ سٍ أو حريرٍ ل ِي ْد
غيَ هُ ،حت ف الُ ْلوَةِ ،لكن الواجِ بُ فيها سَتْرُ َسوْأتَيْ الرّجُل ،وما بَيْ نَ ُسرّ ِة و ُركْبَةِ
سجِدِ ،لدن غَرَ ضٍ كتبيدٍ وصيانَةِ َثوْ بٍ ل ْلوَةِ ،ولو مِ نَ الَ ْ
غيِه .ويوزُ َكشْفُها ف ا ُ
س البَيتِ ،وكَغَسْلٍ( .ورابعها :مَعْرفَةُ دُخولِ َوقْتٍ) يقينا من الدّنَسِ ،والغُبارِ عندَ كَنْ ِ
أو ظنا .ف من صَلّى بدون ا ل ت صحّ صلتُه وإن وقعَ تْ ف ال َوقْ تِ ،لن العتبارَ ف
س المْرِ فقط. العبادات با ف َظنّ الُ َكلّفِ ،وبا ف نَفْسِ المرِ ،وف العُقُودِ با ف نف ِ
(َف َوقْتُ ُظهْرٍ من زوالِ) الشّمْسِ (إل مَصيِ ِظلّ كلّ شيءٍ مِثْله ،غي ِظلّ استِواءٍ) أي
الظّلّ الوجود عندَه ،إن ُو ِجدَ .و ُسمّيَتْ بذلك لنّها أوّل صَلةٍ َظهَرَت( .ف) َوقْ تُ
29
(عَصْرِ) من آخِرِ َوقْتِ الظهر (إل غروبِ) جيعِ قرصِ َشمْسٍ( ،ف) َوقْتُ (مَغْرِبٍ)
من الغروب (إل مغيبِ الشّفَقِ) الحَمرِ( ،ف) وقتُ (عِشاءٍ) من مغيبِ الشّفَقِ .قال
شيخ نا :وينب غي َندْ بُ تأخيُ ها لزوا ِل ال صْفَ ِر والبيَ ضِ ،خروجا من خل فِ من
أوْجَبَ ذلك .ويتدّ (إل طُلوعِ (فجرٍ) صا ِدقٍ( ،ف) وقتُ (صُبْح) من طلوعِ ال َفجْرِ
ال صّادِقِ ل الكاذِ بِ (إل طلو عِ) بع ضِ (الشّمْ سِ) ،والعَ صْرُ هي ال صّل ُة الوُ سْطَى،
صحّ ِة الدي ثِ به .ف هي أفض ُل ال صّلَوات ،وَيَليها ال صّبْحُ ،ث العِشاءُ ،ث ال ّظهْرُ ،ث
لِ ِ
الَغْرِ بُ ،ك ما ا ستظهَ َرهُ شيخ نا من ال ِدلّة .وإن ا فَضّلوا جاعَةَ ال صّب ِح والعِشاءِ لن ا
فيه ما أَ َش قّ .قال الرافع يّ :كا نت ال صّبْحُ صلةَ آدم ،والظّهرُ صلةَ داود ،والعَ صْرُ
ِبس صسلةَ يعقوب ،والعشا ُء صسلةَ يونُس ،عليهسم الصسّلة صسلةُ سسليمان ،والغر ُ
والسّلم .انتهى.
واعلم أن ال صّلةَ تِ بُ بأوّلِ الوق تِ وجوبا مو سِعا ،فلَ هُ التأ ِخيُ عن أ ّولِ هِ إل َوقُ تٍ
يَ سَعُها بِشرْ طِ أن يَعْزِم على فِعْلِها فيه ،ولو أ ْدرَ كَ ف الوَقْ تِ رَكْعَةً ل دُونَها فال كل
أداءٌ وإلّ فَقَضاء .ويأثَم بإخرا جِ بعضِها عن الوق تِ وإن أ ْدرَ كَ رَكعةً .نعم ،لو شَ َر عَ
لمُعَةِ و قد بَقِ يَ ما يَ سَعُها جازَ له بل كَراهَةٍ أن يُ َط ّولَ ها بالقِراءَةِ أو الذّكْرِ
ف غيِ ا ُ
حت َيخْرُجَ الوقتُ وإن ل يُوقِعْ منها رَكع ًة فيه على الُعَْت َمدِ فإن ل يبقَ من ال َوقْتِ ما
أركانس الصسّلةِ
ِ ُسسنّ القِتصسارُ على َسسعُها ،أو كانست ُجمُعَةً ،ل يَجُز ا َلدّ ،ول ي َ ي َ
لِدراكِ كُلّها ف ال َوقْتِ.
س تَ ْعجِيلُ صسَل ٍة ولو عِشاء لوّل َوقْتِهساِ ،لخَبَرَِ" :أفْضلُ العْما ِل [فرع] :يُْندَب ُ
ال صّلةُ لوّلِ وَقْتِها" .وتأخيُها عن أوّله لِتَيقّ نِ جَما َعةٍ أثناءَه ،وإن َفحُ شَ التأخيُ ما
ك فيها ُمطْلقا .والماعَةُ القليلَةُل َيضُ ِق الوَقْ تُ ،ولِظَنّها إذا ل يَ ْفحَ شَ عُرْفا ،ل ِلشَ َ
ْتس أ ْفضَلُ مسن الكثيَةِ آ ِخرِه .ويؤخّرُ الُحرم صسلةَ العِشاءِ وجوبا لجسل أوّ ُل الوَق ِ
ت الوُقو فِ بِعَرَفَة لو صَلّها مَُتمَكّنا ،لن َقضَاءَه صَعْبٌ. ف فوا تِ َح جَ ب َفوْ ِ َخوْ ِ
30
لوْفِ .ويؤخّر أيضا
والصّلةُ ُت َؤخّرُ لنا أ ْسهَل مِن ِمشَقّتِه ،ول يُصَلّيها صلةَ ِشدّةِ ا َ
ج الوَ ْقتُ.
وجوبا مَنْ رأى نو غريقٍ أو أسيٍ لو أَنْ َقذَهُ خَ َر َ
[فرع] :يُكْ َر هُ الّنوْ ُم بعدَ دُخولِ َوقْ تِ ال صّلةِ وقب َل فِعْلِها ،حيث ظَ نّ الستِيقاظِ
قب َل ضِيقِهِ ،لِعادَةٍ أو لِيقاظِ غيِه له ،وإل حَرُ َم النّوْمُ الذي ل يُغْلَب ف ال َوقْتِ.
[فرع] :يُكْ َر هُ تَحريا صَلةٌ ل سَبَب لا ،كالنّفْلِ ا ُلطْلَ قِ ومنه صَلةُ التّسابِيحِ ،أو
سحٍ ح ت تَرْتَفِ عَ الشّمْ سُ لاس سَببٌ متأخرٌ كَ َركْعَتَ يْ ا سْتِخارَةٍ وإحْرا مٍ بعدَ أداءِ صُبْ
ب متقدِ مٌ لمُعَة .ل ما له سََب ٌ كَرُمْ حٍ ،وعَ صْرٍ ح ت تَغْرُ بَ ،وعندَ ا ستواءِ غيَ َيوْ مِ ا ُ
ك َركْعَتَ يْ وُضوءٍ وطوا فٍ وَتحِيّ ٍة وكُ سُوفٍ ،و صلةِ جنازَ ٍة ولو على غائِ بٍ ،وإعادَةِ
الكروهس
ِ ْتس
ْضس أو نَفْلٍ ل يُقْصسَد تَأ ِخيُهسا للوق ِ مسع جَماعَ ٍة ولو إماما ،وكفائِتَ ِة فَر ٍ
لِيُقْضِيها فيه أو ُيدَاوِ مُ عليه .فلو َتحَرّى إيقا عَ صلةِ غي صاحِبَ ِة الوَقْ تِ ف الوقْ تِ
الَكْرو هِ من حيث كو نه مَكْرُوها فتَحْرُم مُطْلقا ول تَنْعَقِد ،ولو فائِتَةً ي بُ قَضاؤ ها
فورا لنّه معانِدٌ لِلشّرْ عِ( .وخام سها :ا ستقبالُ) عْيِ (القِبَْلةِ) أي الكَعْبَةِ ،بال صّ ْدرِ.
فل يكفي استقبالُ ِجهَتِها ،خلفا لب حنيفة رحه ال تعال( ،إلّ ف) حَقّ العاجِزِ
عنسه ،وفس صسَلةِ ( ِشدّةِ خوْفسٍ) ولو فَرْضا ،فيُصسَلي كيسف أمْكَنَه ماشيا وراكبا
ِنس عندَ
وسسعٍ وحَيّةٍ ،ومسن دائ ٍ وسسلٍ َُبحريقس َيٍْ سدْبِرا ،كهارِب ٍس مسن سقْبِلً أو مُس َْت
مُس تَ
صدِ َمحَلَ مُعَيّ نٍ ،فيجوزُ إع سارٍ ،و َخوْ فِ حَبْ سٍ( .و) ل ف (نَفْلِ سَفَرٍ مُبا حٍ) لِقا ِ
صدُهُ على م سافَةٍ ل النّفْ ُل راكبا وماشيا ف يه ولو ق صيا .ن عم ،يشترَ طُ أن يكو نَ مَقْ َ
لمُعة .وخرج بالُبا حِ سَفَرُ الَعْ صِيَةِ فل يَ سْ َمعُ النّداءَ من بَلدِه ،بشروطِ هِ الُق ّررَة ف ا ُ
يوزُ تَرْ كُ القِبْلَةِ ف النّفْلِ لبِقٍ ،ومسافِرٍ عليه دَيْنٌ حالّ قادر علَيْهِ مِن غيِ إذ نِ دائِنِهِ.
(و) يِ بُ (على ما شِ إتا ُم رُكو عٍ و سُجودٍ) لِ سُهولَةِ ذل كَ عليه ،وعلى راك بٍ إياءٌ
جدَتَيْنِ ،فل يشي إلّ ف القيا مِ بما( .واستقبا ٌل فيهما وف تَرّ مٍ) وجلو سٌ بي ال سّ ْ
والعتدالِ والّتشَ ّهدِ والسّلمِ ،ويرمُ انرافُه عن استقبالِ صوب مَقْصَدِهِ عامِدا عالِما
31
ِيكس رِ ْجلٍ بل حاجسة
ْكس فع ٍل كثيٍ كَعَ ْدوٍ وَتحْر ِ
ويشترطس َتر ُ
ُ مُختارا إلّ إل القِبلَةِ.
طءُ يابِ سٍ خَطأ ،ول
طءَ َنجَ سٍ ولو يابسا وإن َعمّ الطري َق ول َيضُرّ وَ ْوتر كُ تَ َع ّمدِ وَ ْ
يُكَلّفُ ماشٍ التحفظَ عنه .ويبُ الستقبا ُل ف النّفْلِ لراكبِ سفيَنةٍ غي مَلّح.
واعلم أيضا أ نه ُيشْتَر طُ ف صحّ ِة ال صلةِ العِلْ مَ بِفَ ْرضِيّةِ ال صلةِ .فلو َجهَ َل فَ ْرضِيّ ة
ع فيها ،ل تَصُحّ ،كما ف الجموع والروضة .وتييزُ أصْل الصّلةِ ،أو صلَتهُ الت شَرَ َ
سنِها .نعسم ،إن اعتَ َقدَ العاميسّ ،أو العالِمُس على الوْجَهسِ ،الكُ ّل فَرْضا فُروضِهسا مِن سُنَ
صحّت ،أو سُنّةً فل .والعِ ْلمُ بكيفيتها الت بيانُها قريبا إن شاء ال تعال. َ
(فصسل) :فس صسفة الصسلة (أركانُس الصسلةِ) أي فروضُهسا :أربعَةُ عَشسرِ ،بجَعْلِ
الطّمأنِينَةِ ف مَحالّها رُكْنا واحِدا.
ب فيها) أحدها( :نِيّةٌ) وهي القَ صْدُ بالقَلْ بِِ ،لخَبِ" :إنّما العمَالُ بالنّيّا تِ"( .فَيجِ ُ
أي النِيّة (قَ صْ ُد فِعْلِ ها) أي ال صّلة ،لتتم يز عن بق ية الفعال (وتعيين ها) من ظ هر أو
ض الوَقْ تِ( .ولو) كانت ال صّلةُ الَفْعولةُ غيها ،لِتَتَميّز عن غيِها ،فل يكفي نِيّةُ فَرْ ِ
(نَفْلً) غيَ مُطَْل قٍ ،كالرّواتِ بِ وال سّنَنِ الُؤقّتَةِ أو ذا تِ ال سَّببِ ،فيج بُ في ها التعييُ
بالِضافَةِ إل ما يُعَيّنُها كَ سُنّةِ ال ّظهْ ِر القَبْلِيّة أو البَ ْعدِيّة ،وإن ل ُيؤِخّر القَبْلِيّة .ومثلها
وسسنّةٌ بَ ْعدَهسا ،وكعيدِ الضْحَى أو الكبَرِ أو الفِطْرِ أو سسنّ ٌة قَبْلَهسا ُك ّل صسلةٍ لاس ُ
ال صغرِ ،فل يك في صل ُة العيدِ والوِتْرِ سَواءٌ الوا ِحدَة والزّائِدَة علي ها ،ويك في نيّ ة
الوتِر من غيِ َعدَدٍ .ويملُ على ما يُرِيدُه على الَوْجَه ،ول يكفي فيه نيّة سُنّ ِة العِشاءِ
سسْقا ٍء وكُسسوفِ ش س أو َقمَرٍ .أ ما النّفلُ أو راتِبت ها ،والتراويحِس والضّحسى ،وكاس ِت
الُطَْل قُ فل ي بُ ف يه تعييٌ بل يك في ف يه نيّ ة فِعْ ِل ال صّلةِ ،ك ما ف َركْعَتَ ْي التّحِيّ ة
والوضوء والستِخارَةِ ،وكذا صل ِة الوّابي ،على ما قالَه شيخنا ابن زياد والعلّمة
ال سّيُوطِيّ ر ِح َمهُ ما ال تعال .والذي جز مَ به شيخ نا ف فتاو يه أ نه ل ب ّد في ها من
32
ض فيه) أي ف الفَرْضِ ،ولو كفايةً أو َنذْرا ،وإن التّعَيّن كالضّحَى( .و) تبُ (نيّةُ فَرْ ٍ
لمُعَةِ،
كان النّاوي صَبِيّا ،لِيَتَميّزَ عن النّفْلَِ ( .كأُ صَلّي فَرْ ضَ ال ّظهْرِ) مثلً ،أو فَرْ ضَ ا ُ
ش ّهدِها.
وإن أ ْدرَكَ الِمامَ ف َت َ
سنّ) فس النّيّةِ (إضافَةٌ إل ال) (تعال) ،خروجا مسن خلف مسن أوجبهسا، (وس ُ
ولِيَتَحَقّ قَ مَعْنَى الخْل صِ( .وَتَعَرّ ضٌ لداءٍ أو َقضَاءٍ) ول َيجِ بُ وإن كان عليه فائِتَةٌ
والصس ّح صسحّة الداء بنيسة القَضاءِ، َ مُماثِلَةٌ لل ُمؤَدّاةِ ،خلفا لاس اعتمده الذرعسي.
حوِ غَيْ مٍ ،وإل بَ ُطلَ تْ قَطْعا لِتَلعُِب هِ( ،و) تَعَرّ ضٌ (لستِقْبا ٍل وعدَدِ وعَكْسه إن ُعذِرَ بَِن ْ
ركعاتٍ) للخروجِ من خلفِ من أوجَبَ التّعرّضَ لما( .و) سُنّ (نُطْقٌ ِبمَنَوِيّ) قبلَ
التكبيِ ،لِيْسا ِعدَ اللّسا ُن القَلْبَ ،وخروجا من خِلفِ من َأوْجَبَه .ولو شَكّ :هل أتى
بِكَما ِل النّيةِ أو ل؟ أو هل َنوَى ُظهْرا أو عَ صْرا؟ فإن َذكَرَ بعدَ طُولِ زما نٍ ،أو بَ ْعدَ
إتياِن هِ بِ ُركْ ٍن ولو َقوْليا كالقِرا َءةِ بَ ُطلَ تْ صلُتهُ ،أو قَبَُلهُ ما فل( .و) ثاني ها( :ت كبيُ
َتحَرّم) ل ْلخَبَرِ الُتّفِ قَ علي هِ" :إذا قُمْ تَ إل ال صّل ِة فَكَبّرْ"ُ .سمّ َي بذل كَ لن الُ صَلّي
َيحْرُ مُ عل يه به ما كان حَللً له قَبْلَه من مُفْ سِدَاتِ ال صّلةِ ،وجَعْل فاتِحةِ ال صّلةِ
َتمس له الَيْبَةُ
ِهس حتس ت ّ خدْمَت ِمعناهس الدّالّ على عَ َظمَةِ مسن َتهَيّأس ِل ِ
ُ ُصسلّي
حضِرَ ال َ َسسَت ْ
لِي ْ
صحَابَ ذَيْنِ كَ ف جَمي عِ صَلِتهِ. والُشو عُ ،و من ثَمّ زيدَ ف تِكرارِ هِ لَِيدُو مَ ا سِت ْ
(مَقْرُونا بِهِ) أي بالتّكبيِ( ،النيّة) لن التكبيَ أوّلُ أرْكانِ الصّل ِة فتجِب مُقارَنَتُها به،
حضِرَ كل مُعْتَبَرٍ فيها ما مَرّ وغيه .كالقَ صْرِ للقا صِرِ ،وكونه إماما بل ل ُبدّ أن يسَت ْ
لمُعَةِ ،وال ُقدْوَةِ ِلمَأموم ف غي ها ،مع ابتدائِه .ث ي ستمِرّ مُ سَْتصْحِبا أو مأموما ف ا ُ
ححَ ُه الرافعيّ ،يك في قَرْنُ ها بأ ّولِ هِ .و ف الجموع لذلِ كَ كلّه إل الرّاءِ .و ف قولٍ ص ّ
والتّنقي حِ ا ُلخْتارِ ما اختَارَ هُ الِما مُ والغزالّ :أنه يكفي فيها الُقارنَةُ العُ ْرفِيّة عِْن َد العَوَا مِ
حضِرا لِلصسّلةِ .وقال ابنُس ال ّرفْعَة :إنسه الَقّس الذي ل يوزُ سسِواهُ. سْ بيثُسيُ َعدّ مُس تَ
وصَسوّبَ ُه السسّبكيّ ،وقال :مسن ل يقلْ بسه وَقعَس فس الوَسسْواسِ ا َلذْمومسِ .وعنسد الئِمّةِ
33
الثلثة :يوزُ تقديُ النيةِ على التكبيِ بالزّمَ ِن اليَ سِيِ( .ويَتَعيّ نُ) فيه على القادِرِ لَفْ ظُ:
(ال أ كبُ) للتّبا عِ ،أو ال ال كب .ول يَكْفِي أكبّرُ اللّ هَ ،ول اللّ هُ كِبيٌ ،أو أُ َعظّ مُ،
ول الرّحْم نُ أكْبَرُ .وََيضُرّ إخْللٌ ِبحَرْ فٍ مِن اللّ هُ أكْبَرُ .وزِيادَةُ حَرْ فٍ يُغَيّرِ الَعْ ن،
س بعدَ الباءِ ،وزيادَة واوٍ قبلَ الللَةِ ،وَتخِْللُ واوٍ سسساكِنَةٍ كَ َمدّ َهمْزَةِ ال ،وكَألِفسٍ
ومُتَحرّكَةٍ بي الكَِلمَتيِ ،وكذا زيادَةُ َمدّ اللِ فِ الت بي اللّ مِ والَاءِ إل َحدّ ل يَرا هُ
أ َحدٌ ِم نَ القُرّاءِ .ول َيضُرّ َوقْفَةٌ يَ سيَةٌ ب ي كَِلمَتيْ هِ ،و هي سَكْتَ ُة التّنَفّ سِ ،ول ضَمّ
الرّاءِ.
ت ناويا الفْتِتاحَ بكلََ :دخَ َل فيها بالوَتْرِ وخَرَجَ منها بالشّفْعِ،[فرع] :لو كَبّرَ مَرّا ٍ
ْعس الول. ِتاحس باس مُتَضمّنَة لِقَط ِ
َجس بالثانِيَةِ ،لن ني َة الفت ِلنسه لاس دَخَلَ بالول خَر َ
وهكذا ،فإن ل يَْنوِ ذلك ،ول َتخَلّلَ مُبْطِلٌ كإعا َدةِ لَفْظ ِس النيّة ،فمسا بع َد الول ِذكْرٌ
ل يُؤثّر.
حوِ
سمْعِ ،ول عا ِرضَ مِن َن ْ صحِيحَ ال ّ(ويبُ إساعُهُ) أي التّكبي( ،نَ ْفسَهُ) إن كان َ
شهّدِ وال سّلمِ .ويعتَبَرُ إ ساعُ الندو بِ لَغَ طٍ( .ك سائِ ِر ُركْ نٍ قَ ْولِ يّ) من الفاِتحَةِ والّت َ
ال َق ْولِيّ ِلحُصُول السّنّة( .وسُنّ جَزْ ُم رائِهِ) أي التّكبِي ،خُروجا من خِلفِ من أوجبَه
ت النتِقال تِ( ،و َرفْ عُ كَفّيْ هِ) أو إحداهُ ما إن تَع سّرَ و َجهْرٌ ب هِ لِما مٍ ك سائِرِ ت كبيا ِ
رَفْ عُ الخرى( ،بِ َكشْ فٍ) أي مع كَشْ ِفهِ ما ،ويُكْرَ هُ خِلفُه .و مع تفري قِ أ صابِعِهما
تفريقا و سَطا( ،خ ْذوَ) أي مقابِلَ (مِنْكَبَي هِ) بي ثُ ياذِي أطرا فُ أصابِعه على أُذُنيْه،
وإباما هُ ُشحْمَتَ يْ أُذُنَيْ هِ ،وراحَتاه مَنْكِبَيْه ،للتّباع .وهذه الكيف ية تُ سَنّ ( مع) جَمي عِ
ع الوارددِمن تكبيِ (تَحرّمٍ) بأن يُقْرِنَهُ بهِ ابتداءً ويُْنهِيهِما معا( .و) مع (ركوع) للتّبا ِ
ش ّهدٍ أوّل) للتّباع فيهما. طُرُقٍ كثيةٍ( .ورَفعٍ منه) أي مِنَ الرّكوعِ( .و) رفعً (من َت َ
ُوعس (يَسسارِهِ) سسرّتِهِ للتّباع( .آخذا بيمِينسه) ك َ ْقس ُصسدْرِهِ) وَفو َتتس َ (وَوضْعُهُمسا َ
ورَدّهُما من ال ّرفْ عِ إل تت ال صّ ْدرِ َأ ْولَى من إرساِلهِما بالكُلّيّةِ ،ث استئنافِ رَفْ ِعهِما
34
إل تت الصدر .قال الُتَولّي ،واعتمدَ هُ غيُه :ينبغي أن يَنظُرَ قبل ال ّرفْ عِ والتّكبيِ إل
ق رأ سَه قليلً ث يَ ْرفَع( .و) ثالثها( :قيام قا ِدرٍ) عليه بنفسه أو َموْضِ عِ ُسجُودِهِ ويُطْ ِر َ
صبِ فِقارِ ظهرهِ أي عِظامِه بغيه (ف فَرْضٍ) ولو مَنْدورا أو مُعادا .وَيحْصُل القيامُ بِنَ ْ
ال ت هي مفا صِلُه ولو با ستنادٍ إل شيءٍ بي ثُ لو زالَ لَ سقطَ .ويُكرَ ُه ال ستِنادُ ل
بانناءٍ إن كان أقْرَبُس إل أقلّ الرّكوع ،إن ل يَ ْعجَزْ عسن تامِس النْتِصسابِ( .ولعاجِز
شَقّ عليه قيامٌ) بأن لَحقَهُ به َمشَقّةٌ شديدةٌ بيثُ ل ُتحَْتمَلُ عاد ًة وضَبَطَها الِمامُ بأن
تكو نُ بي ثُ َيذْه بُ مَعَها خُشوعُه (صلةٌ قاعدا) كراكِ بِ سفينةٍ خا فَ نو دورا نِ
رأ سٍ إن قا مَ ،و سَلِس ل يَ سَْت ْمسَك َحدَثَ هُ إلّ بالقُعودِ .ويَْنحَن القا ِعدُ للرّكو عِ بيث
تاذي جَْبهَتُهُ ما ُقدّا َم رُكْبَتَيْهِ.
[فرع] :قال شيخنا :يوزُ لري ضٍ أمْكَنَ ُه القيا مُ بل مَشقّةٍ لو انْفَرَدَ ،ل إن صَلّى ف
جاعَةٍ إلّ مع جُلو سٍ ف بَ ْعضِ ها ،ال صّلةُ مَعَهُم م عَ الُلو سِ ف بَ ْعضِ ها ،وإن كان
ال ْفضَلُ النفِرادُ .وكذا إذا قرَأَ الفاتِحَة فقَط ل يَقْعدْ ،أو وال سّورَ َة قَعَد فيها جازَ لَ هُ
قراءَتا مع القُعودِ ،وإن كانَ ال ْفضَلُ تَ ْركَها .انتهى.
والفضلُ للقا ِعدِ الفْتِرا شُ ،ث التّربّ عُ ،ث التّورّك ،فإن عَجزَ عن ال صّلةِ قاعدا صلّى
ُمضْ َطجِعا على جَنِْبهِ ،مُسْتَقبلً لِلقِبَلةِ ِبوَ ْجهِهِ ومُقدّمِ َبدَنهِ ،ويُكْ َرهُ على الَنْب الَيْسَرِ
بل ُع ْذرٍَ .فمُ سْتَلْقِيا على َظهْرِ هِ وَأ ْخمَصاهُ إل القِبْلَةِ ،وي بُ أن يض عَ ت تَ رأ سِه نوَ
س القِبلَةَ ،وأن يُومىء إل صسوْب القبل ِة راكِعا وسساجِدا، مِخدّ ٍة ليسستقبِل بوَجهِه ِ
وبال سجودِ أخْفَ ضُ من الِياءِ إل الرّكو عِ ،إن َعجَزَ عَْنهُ ما .فإن َعجَزَ عن الِياءِ
َسسقُط عنسه برأسسهِ َأوْمأَ بأجْفانِهسِ .فإن َعجَزَ ،أجْرَى أفعالَ الصسّلةِ على قَلْبِه ،فل ت ْ ِ
ال صلةُ ما دا مَ عَقُْل هُ ثابتا .وإن ا أخّروا القِيا مَ عن سابِقَيْهِ مع تَ َقدّمِ هِ عليه ما لن ما
رُكْنا نِ حت ف النّفْلِ ،وهو ُركْ نٌ ف الفَريضَة فقط( .كمُتَنَفّلٍ) فيجوز له أن يُ صَلّيَ
النّفْلَ قاعِدا و ُمضْ َطجِعا ،مع ال ُقدْرَةِ على القِيا مِ أو القُعودِ .ويَ ْلزَ مُ ا ُلضْطَجِع القعود
35
للرّكو عِ وال سجودِ ،أ ما مُ سْتَلْقِيا فل يَ صُحّ مع إمكا ِن الضطجا عِ .و ف الجموع:
إطالَ ُة القِيا مِ أفضَلُ من تكثيِ الرّكعا تِ .و ف الرو ضة :تطويُل ال سّجودِ أفضَلُ من
تطويل الرّكوع( .و) رابعها( :قِرا َء ُة فاِتحَةِ كل َركْعَةٍ) ف قيامِها ،لبِ الشيخي" :ل
صسلةَ لِمَ نْ لْ يَقْ َرأُ بِفاِتحَةِ الكِتا بِ" .أي ف ك ّل رَكْعَةٍ( .إ ّل َركْعَة مَ سْبوقٍ) فل
سعُ الفَاِتحَةَ من قِيام الِما مِ ،ولو ف كلّ تَجِب علي ِه في ها حي ثُ ل ُيدْرِ ْك زَمَنا يَ َ
الركعات لِ سَبقِهِ ف الول وتلّف الأمو مِ ع نه بِ َز ْحمَةٍ أو نِ سيانٍ أو بُطءِ حَ َركَةٍ ،فلم
يَقُ مْ من ال سّجودِ ف كلّ ما بَ ْعدَها إ ّل والِما ُم راكِ عٍ ،فيتحَمّ ُل الِما مُ الُت َطهّرُ ف غيِ
ِتامس
ِسسنّةٍ ل ِ الرّكع ِة الزائدَ ِة الفاتِحَةَ أو بَقِيّتَهسا عنسه .ولو تأخّرَ مَسسْبوقٌ ل َيشْتَغِلْ ب ُ
سمَلةٍ) أي مع قراءَةِ الفاِتحَةِ فلم ُيدْرِ كِ الِما مَ إلّ و ُهوَ مُعَْتدِلٌ لَغَ تْ َركْعَتُ هُ ( .مع بَ ْ
سمَلَ ِة فإنّها آيةٌ منها ،لن هُ قَرأَها ُثمّ الفَاِتحَةَ وَعدّها آيةً منها .وكذا مِن كُلّ سورَةٍ البَ ْ
شدّدَ
ْفس ا ُل َ
َعس َعشَ َرةٍ ،لن الَر َ وهيس أرْب ُ
َ شدِيداتسٍ) فيهسا، َعس (َت ْ
غيَ بَراءَة( .و) م َ
ِبحَ ْرفَيْنِ.
فإذا خُفّ فَ بَ َطلَ مِنها َحرْ فٌ( .و) مع (رِعايَةِ حُرو فٍ) فيها ،وهي على قِراءَةِ َملِ ِ
ك
بل أِل فٍ مائةٌ ووا ِحدٌ وأربعون َحرْفا ،و هي مع تشديدات ا مائةٌ و َخمْ سَةٌ وخَم سونَ
َجس ضادٍ وغَيهسا .فلو أْبدَلَ قا ِدرٌ أو مسن حَرْفا( .ومارِجُهسا) أي الُروفَ ،ك َمخْر ٍ
َسسرِ تاءِ
َنس َلحْنا يُغيّرُ الَعْن َى ،كَك ْ َهس التّعَلّم حَرْفا بآخَرَ ،ولو ضادا بِظاءٍ ،أو َلح َ أمْكَن ُ
أَنْ َعمْ تَ أو ضَمّها وكَ سْ ِر كا فِ إيّا َك ل ضَمّها ،فإن تَ َعمّدَ ذل كَ و َعلِ مَ تَحر َي هُ بَ ُطلَ تْ
صَلتُه ،وإلّ فقراءَتُه .ن عم .إن أعادَ ُه ال صّوابِ قبلَ طُو ِل الفَ صْلِ كَمّلَ عَلَيْ ها .أ ما
ِنسَلحْنا ل يُغَيّرس الَعْنس، ُهس ُمطْلقا ،وكذا لح ٌ ّمس فل تَبْطَلْ قِراءَت ُ
ِنهس التّعَل َ
عاجِزٌ ل ُيمْك ُ
كفَتْحِ دَالِ نَعُْبدُ ،لكنهُ إنْ تَ َعمّدَ َحرُمَ ،وإل كُرِهَ.
36
صحّةِ ف الثانيةِ شيخُه زكر يا ،و ف الول التّعَلّم قبلَ خرو جِ الوَق تِ .ل كن جَزَ مَ بال ّ
شدّدا كأن قَرَأَ ال رَحْم نِ القا ضي واب نُ الرّف عة .ولو خَفّ فَ قا ِدرٌ أو عاجِزٌ مُقَ صّرٌ ُم َ
بِفَكّ الِدْغا مِ بَطُلَ تْ صَلَتهُ إن تَ َعمّد و َعلِ مَ ،وإل فَقِراءَُت هُ لتلك الكَِلمَةِ .ولو خَفّ فَ
س ْهوِ .ولو َشدّدَ جدَ لِل ّ إيا كَ ،عامِدا عالِما مَعْنَا هُ ،كَفَرَ لَنّ هُ ضَوْ ُء الشّمْ سِ ،وإل َس َ
ُمخَفّفا صَحّ ،وََيحْرُ مُ تَ ْع ّمدُ هُ َكوَقْفَةٍ لَطِيفَةٍ ب ي ال سّيِ والتّاءِ من نَ سْتَعِي( .و) مَ عَ
رِعايَةِ (مُوالةٍ) فيها بأن يأت بِكلِماتِها على الوَلءِ بأن ل يَفْ صُلَ بيَ شيءٍ منها وما
بَ ْعدَ هُ بأكثَر من سَكَْت ِة التّنَفّ سِ أ ِو العَ يّ( ،فَيُعِيدُ) قِرا َءةُ الفاِتحَةِ( ،بَِتخَلّلِ ِذكْرٍ أَجْنَبِ يّ)
ل يَتَ َعلّ قُ بال صّلةِ في ها ،وإن قَلّ ،كَبَعْ ضِ آَيةٍ من غَيْرِ ها ،و َكحَ ْمدِ عاطِ سٍ وإن سُنّ
ّقسِهس بالِعراضسِ( .ل) يعي ُد الفاتِحَةَ (ب) َتخَلّل مسا له تَعَل ٌ فيهسا كخارِجِهسا لِشعار ِ
بالصّلةِ ،ك (تأمِيٍ وسُجودٍ) لتلوَةِ إمامِهِ معه( ،ودُعاءٍ) من سُؤا ِل رَ ْحمَةٍ ،واستعاذَةٍ
من عَذا بٍ ،وقولُ :بَلَى وأنا على ذلِ كَ من الشّاهِدي نَ (لِقِراءَةِ إمامِ هِ) الفاتِحَةَ أو آيَةَ
ال سّجدَةِ ،أو الي َة التسيُسَسّن فيهسا مسا ُذكِرَ لِكُلَ مِن القارِى ِء وال سّامِع ،مَأموما أو
حمّدٍ ل تُْندَب غيَه ،ف صَلةٍ وخارِجِها .فلو قَرأَ الُصَلّي آيةً أو َس ِمعَ آي ًة فيها اسمُ ُم َ
ف في ها ال صّلةُ عل يه ،ك ما أف ت به النووي( .و) ل (بِفَتْ حِ علَيْ هِ) أي الما مِ إذا َت َوقّ َ
بقَ صْ ِد القِرا َءةِ ،ولو مَ َع الفَتْ حِ ،وملّ هُ كما قال شيخنا إن سَ َكتَ ،وإل قَطَ عَ الُوالةَ.
وتقديُ نو سبحانَ ال قب َل الفَتْ حِ يَقْطَعُها على ا َلوْجَ هِ ،لنه حينئذٍ بَعْنَى تَنَبّه( .و)
ث زاد على سَكتَ ِة الستِرا َحةِ (بِل ُع ْذرٍ يعيدُ الفاِتحَة بَِتخَلّلِ (سكُوتٍ طال) فيها بي ُ
فيه ما) ،من َج ْهلٍ و َس ْهوٍ .فلو كان َتخَلّلُ الذّكْر الجْنَبِ يّ ،أو ال سّكوتُ الطّويلُ،
سَهوا أو َجهْلً ،أو كا نَ ال سّكوتُ لِتَ َذكّ ر آيةٍ ،ل َيضُرّ ،ك ما لو كَ ّررَ آيةً من ها ف
َمحَلّها ولو لِغَيْرِ ُعذْرٍ ،أو عادَ إل ما قَرَأَ ُه قَبْلٌ واسَتمَرّ ،على الَوْ َجهِ.
37
(بعسد تامِهسا) أي الفاِتحَةِ ،لن الظا ِهرَ حينئذٍ مضِيّهسا تامّةً( .واسستَأَْنفَ) وجوبا إن
شَكّ فيه (قَبْلَ هُ) أي التّمام .كما لو َش كّ هل قَرأها أو ل؟ لن الصلَ عدَ مَ قراءَتِها.
وكالفاِتحَةِ ف ذلك سائِ ِر الرْكانِ .فلو شك ف أص ٍل السّجودِ مثلً أتى به ،أو بعدَهُ
ل فَفَ ِط نَ عِْندَ { صِراطَ اّلذِي نَ} ولَ مْ ف نو َوضْ عِ اليَدِ ،ل يلزَمْ هُ شيء .ولو قَرَأها غافِ ً
ب التّرتي بُ ف الفَاِتحَةِ بأن يأ ت ب ا على نَ ْظمِ ها يَتَيَقّ نْ قراءَتَ ها لَزِمَ هُ ا ستِئْنافُها .وَيجِ ُ
ط فيه رِعايةُ تشديداتٍ وموالةٌ شهّدِ ما ل ُيخِلّ بالَعْنَى .لكن ُيشْتَرَ ُ الَعْروفِ ل ف الّت َ
كالفاِتحَةِ .ومَ نْ جهلَ جي عَ الفاِتحَةِ ول ُيمْكِنْ هُ تَعَلّمها قب َل ضِي قِ ال َوقْ تِ ،ول قراءَتا
ت ولو متفرقةٍ ل ينقض حُروفُها عن حُرو فِ صحَفٍ ،لَزِمَ هُ قراءَةُ سَْبعُ آيا ٍ ف نوِ مُ ْ
سمَلَةِ بالتّشديدا تِ مائةٌ و سِتّةٌ وخسون َحرْفا بإثبا تِ َألِ فِ مالِ كِ الفاِتحَةِ ،وهي بالبَ ْ
ض الفاتِحَةِ كَ ّررَ هُ لِيَبْلُ َغ َقدْرَها ،وإن ل يَ ْقدِرْ على َبدَ ٍل فَ سَبْعَةُ أنوا عٍ
ولو قدرَ على بَعْ ِ
من ِذكْرٍ كذلكَ ،فوُقوفٌ بَ َق ْدرِها.
(و سُنّ) وقيل :ي بُ (بعد َتحَرّم) بِفَرْ ضٍ أو نَفْلٍ ،ما عدا صلة جَنَازَةٍ( .افتِتا حٌ)
ع الما مِ، أي دُعاؤ هُ سِرّا إن أَ ِم َن َفوْ تَ ال َوقْ تِ و َغلَ بَ على ظَنّ الَأمو مِ إدْرا كُ رُكو ِ
(ما ل ُيشْرِ عْ) ف تَ َعوّذٍ أو قراءَ ٍة ولو َسهْوا( .أو َيجْلِس مَأمو مٌ) مع إمامه ،وإن أَمّ نَ
مع تأْمِينِهِ( .وإن خافَ) أي الأمومَُ( ،فوْتَ سُورَةٍ) حيث تُسَنّ له .كما ذكر شيخنا
ف شرح العُباب وقال :لن إدرا كَ الفْتِتا حِ ُمحَقّ قٌ ،وفَوا تُ ال سّورَةِ َموْهُو مٌ ،وقد ل
يَقعَ .ووَرد فيه أدْعِيَةٌ كثيةٌ .وأفضَلُها ما رواه مسلم ،وهيَ :و ّجهْتُ وَ ْجهِيَ أي ذات
لِّلذِي فَطَ َر ال سّمواتِ وا َلرْ ضَ حَنيفا أي ماِئلً عن الدْيا نِ إل الدّي نِ الَ قّ مُ سْلِما،
و ما أ نا مِ نَ ا ُلشْرِك ي .إِنّ صلتِي ونُ سُكِي ومَحْيَا يَ و َممَاتِي ل رَبّ العالَمِيَ ،ل
س َمعُ قِراءَةَ إمامِ هِ
شَرِي كَ له ،وبذلِ كَ أُمِ ْر تُ ،وأَ نا ِم نَ الُ سِْلمِيَ .وَيُ سَنّ ِلمَأمُو مٍ يَ ْ
الِسسراعُ بسه ،ويزيدُ َندْبا الُنْفَرِدُ ،وإمامُس َمحْصسُورينَ غيَ أ ِرقّاءَ ول نِسساءٌ مُتَزوّجات
جدُ َمطْرُوقا. رَضُوا بالتّطويلِ لَفْظا َوَلمْ يَطْرَأ غَيْرُهم ،وإن قَلّ َحضُورُهُ .ول يَكُن الَس ِ
38
ومنه ما روا ُه الشيخان :الّل ُهمّ با ِعدْ بَيْنِي وبَيْ نَ خَطايا يَ كما بَا َعدْ تَ بي ا َلشْرِ ِ
ق
ب البْيَ ضُ مِ نَ الدّنَ سِ .الّلهُمّ
والَغْرِب .الّلهُمّ نَقّنِي ِم نْ خَطايَا يَ ك ما يُنَقّ ى الثّوْ ُ
اغْ سِلْن مِن خطايا يَ كما يُغْ سَ ُل الثّوْ بُ بالا ِء والثّلْ ِج والبَرَدِ )( .ب ْعدَ افتِتا حٍ وتكبيِ
لهْرِيّةِ .وإن
صلةِ عيدٍ إنْ أَتَى بما يُسَنّ (تَ َعوّذٌ) ولو ف صلة الَنازَةِ ،سِرّا ولو ف ا َ
جََلسَ مع إمامِهِ (ك ّل َركْعَةٍ) ما لَمْ ُيشْرِعْ ف قرا َءةٍ ولو َسهْوا .وهو ف الول آ َكدُ،
ويُكْرَهُ تَ ْركُهُ.
ْعس
َسسمَلةِ ،خلفا ِلجَم ٍ َأسس كسل آيةٍ) حتس على آخِ ِر الب ْ (وقفس على ر ِ ٌ ُسسنّ
(و) ي َ
(من ها) أي مِ نَ الفاِتحَةِ ،وإن تَعَلّقَ تْ ب ا بَ ْعدَ ها ،للتّبا عِ .والَوْل أن ل يقِ فَ على
ف ول مُنْتَهى آَيةٍ عِْندَنا ،فإن َوقَفَ على هذا ل تُسَنّ {أَنْ َعمْتَ عَلَْيهِمْ} لنّه ليسَ ِب َوقْ ٍ
الِعا َدةُ من َأوّلِ اليةِ( .و) يُ سَنّ (تأمِيٌ) أي قوله :آم ي .بالّتخْفِي فِ وا َلدّ .وحَ سُنَ
زيادَةُ :رَبّ العالَمِيَ( ،عَقِبَها) أي الفاتة ولو خارج الصلة بعد سَكْتَةٍ لطيفَةِ ،ما ل
لهْرِيّةِ ،حت لِ ْلمَأمو مِ لِقِرَاءَةِلهْرُ ِب هِ ف ا َ
يَتَلَفّ ظْ بِشيءٍ ِسوَى رَبّ اغْفِرْ ل .ويُ سَنّ ا َ
لهْرِيّةِ تَأْميٌ (مع) تَأمِيِ (إمامِ هِ إن َس ِمعَ) قِراءََت هُ، إما مٍ تبعا له( .و) ُسنّ لِمأمو مِ ف ا َ
ِلخَبَرِ الشيخ ي" :إذا أمّ َن الما مُ أي أرادَ التّأم ي فَأَمّنُوا .فإنّه مَ ْن وافَ قَ تَأمِينُ هُ تَأمِ ي
اللئِكَةِ غُفِرَ ل هُ ما تَقدّ مَ مِ نْ ذَنِْب هِ" .ولي سَ لنا ما يُ سَ ّن فيه َتحَرّي مُقارَنَة الما مِ إلّ
هذا .وإذا ل يَتّ ِفقْ له موافَقَته أمّنَ عَقِبَ تأمِينِهِ .وإن أخّرَ إمامُهُ عن الزّمَنِ الَسنونِ فيه
التّأمِيُ أَمّنَ الأمُومُ َجهْرا .وآمي اس ُم فِعْلٍ بعن اسَتجِبْ ،مَبْنِي على الفَتْحِ ،ويُسَكّنُ
عندَ ال َوقْفِ.
39
[فائدة] :يُ سَنّ سَكَتَةٌ لَطِيفَةٌ بِ َقدْرِ سُبْحانَ اللّ هِ ،بي آمي وال سّورَة ،وبيَ آ ِخرِها
سمَلَةِ.
وتكبيَةِ الرّكوع ،وبي الّتحَرّمِ ودُعا ِء الفتِتاحِ وبَيْنَه وبيَ التّ َعوّذِ وبيَنهُ وبيَ البَ ْ
(و) ُسنّ آيَ ٌة فأكْثَر ،والَ ْولَى ثل ثٌ (بَ ْعدَها) أي بَ ْعدَ الفاِتحَةِ .ويُ سَنّ ِلمَ ْن قَرَأها من
صلُ ال سّنّةِ بتكريرِ سُورَةٍ وا ِحدَةٍ سمَلَةِ .نَ صّ عليه الشافِعِ يّ .وَيحْ صَلُ أ ْ أثناءِ سُورَةِ البَ ْ
صدِ أنّ ها سمَلَةِ ل بِقَ ْ ف ال ّركْعَتَ ي ،وبإعا َدةِ الفاِتحَةِ إن ل َيحْفَ ظْ غَْيرَ ها ،وبقراءَ ِة البَ ْ
الت هِ يَ أوّل الفَاِتحَةِ ،و ُسوَرةٍ كامِلَةٍ حيث ل َيرِ ْد البَعْ ضُ ،كما ف التّراوِي حِ َأ ْفضَلُ
مِ نْ بَعْ ضِ َطوِيلةٍ وإن طالَ .ويُكْرَ هُ تَ ْركُها رِعايَةً ِلمَ نْ َأوْجَبَها .وخَرَ جَ بِبَ ْعدِها ما لَوْ
قدّمَها عَلَيها فل ُتحْ سَب ،بل يُ ْكرَ هُ ذلك .وينبغي أن ل يَقْرَأ غيَ الفاِتحَةِ مَ نْ يَ ْلحَن
ف يه َلحْنا يُغَيّرُ الَعْنَى .وإن َعجَزَ عن التّعَلّم ،ل نه يَتَكلّم ب ا لَيْ سَ بِقُرآ نٍ بل ضَرُورَة.
لرْمَة.وتَرْكُ السّورَةِ جائِزٌ .ومُقْتَضَى كَل ُم الِمامِ :ا ُ
سنّ (ف) الرّكْعَتَيْنِ (الَوليَيْنِ) مِن رُباعيّةٍ أو ثُلثِيّةٍ ول تُسَنّ ف الخِيتَيْن إ ّل (و) تُ َ
لِمَ سْبُوقٍ بأن ل ُي ْدرِ كُ الُولَيَيْ نِ مع إمامِه فيَقُ َرؤُ ها ف با قي صَلِتهِ إذا َتدَارَكَ هُ ول
يَكُ ْن قَرَأها فِيما أَ ْدرَكه ،ما ل تَ سْ ُقطْ عنه لِكَوْنِ هِ مَ سْبُوقا فيما أَ ْد َركَه ،لن الِما مَ إذا
حمّلَ عن هُ الفاِتحَ َة فال سّورَةَ َأ ْولَى .ويُ سَنّ أن يُ َطوّلَ قرا َء َة الول على الثانيةِ ،ما ل َت َ
صحَفِ ،وعلى التّوال ،ما ل تَكُن يَرِدْ نَ صّ بتطويلِ الثّانِيَةِ .وأن يَقْرَأ على تَرتِي بِ الُ ْ
الت تَلِيها أَ ْط َولُ ولو تَعارَ ضَ التّرتِي بُ ،وتَطوي ُل الول كأَ ْن قَرََأ الِخل صَ ،فهل يَقْ َرأُ
الفَلَ قَ َنظَرا لِلتّرْتِي بِ؟ أو الكَوْثَرِ نَظرا لِتَطويلِ الول؟ كلّ ُمحْتَمَلٌ ،والقْرَ بُ الوّل.
قاله شيخنا ف شرح النهاج .وإنا تُ سَنّ قِرا َء ُة اليَةِ (ل) لِما مِ ومُنْفردٍ و (غيِ مأمو مَ
َسسمَعْها ،أو لهْرِيّ ِة فتُكْرَه له .وقيسلَ :تحْرُم .أمسا مأموم ل ي ْ ِهس فس ا َ
سسِمعَ) قرا َءةَ إمام ِ َ
َس ِمعَ صَوتا ل ُيمَيّز حُروفَ هُ ،فَيَقْرَأْ ِسرّا .لكن يُ سَنّ له كما ف أولَي يِ ال سّرّيّةِ تأخيُ
فاِتحَتِ هِ عن فاِتحَةِ إما ِم هِ إن ظَنّ إ ْدرَاكَ ها قب َل رُكوعِ هِ ،وحينئذٍ يشتَغِل بالدّعاءِ ل
40
ع في ها قبله ولو ف ال سرقة، القِراءَةِ .وقال الَُت َولّي ،وأقرّ هُ اب نُ ال ّرفْعَةِ :يُكْ َر ُه الشّرو ُ
ف ف العتِدادِ با حينئذٍ ،وِلجَرَيانِ َقوْلٍ بالبُطْلنِ إن فَرَغَ مِنها قَبْلَه. للخل ِ
شهّدِ الوّ ِل [فرع] :يُ سَنّ لِمأمو مٍ فَرَ غَ من الفَاِتحَةِ ف الثّالِثَةِ أو الرّابِعَةِ ،أو مِ َن الّت َ
ُسسنّ
قَبْ َل الِمامسِ ،أن َيشْتَغِلَ ِبدُعا ٍء فيهمسا ،أو قِراءَةٍ فس الُول وهسي َأ ْولَى( .و) ي َ
لمُعَةِ والُنافِقون أو سَبّحْ وهَلْ أَتَا كَ للحاضِرِ (ف) صَلتِه ( ُجمُعَةٍ وعِشائِها) سُورَة (ا ُ
سجْدَةِ (وَهَلْ أَتَى .و) ف سعَ ال َوقْ تُ (آل تَنْزِيل) ال ّ و) ف ( صُْبحِها) أي المعة إذا اتّ َ
مَغْرِبِها (الكافِرو نَ وَالِخْلص) .ويُ سَنّ قراءَُتهُما ف صُبْحِ المعة وغيها للمُسافِرِ،
ف والتّحِيّ ِة وال ستِخارَ ِة والِحْرا مِ ،للتّبا عِ ف و ف َركْعَتَ يْ ال َفجْرِ والَغْ ِر بِ والطّوا ِ
الكُلّ.
[فرع] :لو تَرَ كَ إِ ْحدَى الُعَيّنَتَيْ نِ ف الُول أتى بما ف الثانية ،أو قَرَأَ ف الُول ما
ف الثانية قَرَأَ فيها ما ف الُول .ولو شَ َر عَ ف غيِ ال سّورَةِ الُعَيّنة ،ولو َسهْوا ،قَطَعَها
وقرأ الُعَيّنَة َندْبا .وعن َد ضِي قِ َوقْ تٍ :سورتان ق صيتان أفضلُ من بَعْ ضِ الطويلت ي
الُعَيّنَتَيس ،خلفا للفارقسي .ولو ل َيحْفَظ إل إحدَى الُعَيّنتيس قرأهسا ويُبْدِل الخرَى
لمُعةِ مثلً ،و َس ِمعَ قراءَةَ
بِ سُورَةٍ حَفِظَها وإن فاتَ ُه الوَلءُ .ولو اقْتَدَى ف ثانيةِ صُبْحِ ا ُ
الما مِ {هَلْ أَتَى} فيقْرَأ ف ثانِيَتِ هِ إذا قا مَ بعدَ سل ِم الما مِ ال تن يل .ك ما أف ت به
الكمالُ الرّدادُ وتَبِعَهُ شيخنا ف فتاويه .لكن قضية كلمِهِ ف شرحِ الِنْهاجِ أنه يَقْرَأ ف
ثاني ته إذا قا مَ َهلْ أتَى ،وإذا قَرََأ الِما مُ غيَ ها قرأهُ ما الأمو مُ ف ثاني ته .وإن أدرَ كَ
جدَةَ وهل أَتَى ف ثانيته .كما سْ الِمامَ ف رُكوعِ الثاني ِة فكما لو ل يَقْ َرأْ شيئا فيقْرَأُ ال ّ
أفت به شيخنا.
41
جهَرُ مُ صَ َل لهْرُ ،لِلّنهْي عنه .ول َي ْ ف القَمَرِ .ويُكْ َر هُ للمأمو مِ ا َ
ووترِ رمَضا نِ وخُسو ِ
وغيه إن َشوّ شَ على نو نائِ مٍ أو مُ صَلَ ،فَيُكْرَه .كما ف الجموع .وَبحَ ثَ بَ ْعضُهُ مُ
لهُرِ بِقُرآنٍ أو غيِ ِه بضْرَةِ الُصَلّي ُمطُلَقا ،لن السجدَ َوقْفٌ على الُصَلّي الَنْعَ ِمنَ ا َ
لهْرِ والِ سْرارِ ف النّوافِلِ ا ُلطْلَقَةِ لَيْلً أي أصالَةً دون الوُعّا ظِ والقُراءِ ،ويَتو سّطُ بيَ ا َ
(و) سُنّ ِلمُنْفَرِدٍ وإما مٍ ومَأمو مٍ (تكبيٌ ف كُلّ خَفْ ضٍ ورفْ عٍ) للتّباع( ،ل) ف َرفْ عٍ
(من رُكو عٍ) ،بل يَ ْرفَ عْ منه قائلًَ :س ِمعَ اللّ هُ ِلمَ نْ َحمِدَ هُ( ،و) سُنّ ( َمدّه) أي التّكبي
جلْ سَ ِة ال ستِرا َحةِ( .و) سُنّ ( َجهْرٌ ب هِ) أي إل أن يَ صِلَ إل الُنْتَقلِ إل يه ،وإن فَ صَل ِب َ
بالت كبي للنتقا ِل كالّتحَرّ مِ (لِما مٍ) وكذا مَُبلّ غٍ احتي جَ إلي هِ ،ل كن إن َنوَى الذّكْرَ أو
والِ ساعَ ،وإل بَطلت صلتُهُ .ك ما قال شيخ نا ف َشرْ حِ الِنْها جِ .قال بعضُهُم :إن
صسوْتُ الِمامسِ. َغس الأموميس َ ّفاقس الِئمّ ِة الرْبَعسة ،حيسث بَل َِيغس ِبدْعَةٌ مُنْكَرةٌ ،بات ِ
التّبل َ
لهْرُ بسه( .لِغيِه) مسن مُنْفَرِدٍ ومَأمومسٍ( .و) خامِسسُها( :رُكوعٌس بانناءٍ (وكُرِهسَ) أي ا َ
بي ثُ تنال راحتاه) وه ا ما عدا ال صابِع من الكَفّيِ ،فل يك في و صولُ ال صابعِ
( ُركْبَتَيْ هِ) لو أرادَ َوضْعهما عليهما عند اعتدالِ الُلْقَةِ .هذا أقلّ الرّكوع( .و ُسنّ) ف
سوِيَةُ َظهْرٍ وعُُن قٍ) بأن َيمُدّهُما حت يصيا كال صّفِيحَ ِة الوا ِحدَةِ ،للتّباع. الرّكو عِ (تَ ْ
(وأ ْخذُ ُركْبَتَيْ هِ) مع نَ صِْبهِما وتَفْرِي ِقهِ ما (بِكَفّ يه) مع َكشْفِه ما وتف ِرقَةُ أ صابِعَهما
تفريقا وسَطا (وقول سبحا َن ربّي العظيمِ وبِحمدِهِ ،ثلثا) للتباع .وأقلّ التّسبيحِ فيه
حوِ سُبحانَ ال ،وأكثرَ هُ إحدى عشرة .ويزيدُ من مرّ َندْبا: وف السّجودِ مرّة ،ولو بِن ْ
ك َركَعْ تُ ،وبِ كَ آمَن تُ ،ول كَ أسلمتَُ .خشَ عَ ل كَ َسمْعِي وبَ صَرِي و ُمخّي الله مّ ل َ
وعَظْمي وعَصَب وشَعْري وَبشَري ،وما استَقَّلتْ ب ِه قدَمي أي جيعُ جَسَدي ل رَبّ
ح ْمدِ كَ ،اللهمّ اغْفِرْ ل .ولو ك اللهمّ وِب َ العال ي .ويُ سَ ّن ف يه و ف ال سّجودِ :سبحانَ َ
ضلُ ،وثلث تسسبيحاتٍ مسع اللهمّ لكَس اقتصَسرَ على التّسسبيحِ أو الذّكْ ِر فالتسسبيحُ أف َ
رَكعْ تُ إل آخِ ِر هِ أفضلُ من زيا َدةِ التسبيحِ إل إحدى عشرة .ويك َر ُه القتصارُ على
أقلّ ال ّركُوعِ والبالَغَةُ ف خَفْضِ الرّأسِ عن الظّه ِر فيه .ويُسَنّ لِ َذكَرٍ أن ُيجَافِيَ مِ ْرفَقَيْهِ
42
خذَيْه ،ف ال ّركُو عِ وال سّجودِ .ولغيِ هِ أن َيضُ ّم فيهما بَ ْعضَ هُ
عن جَنْبَيْه ،وبَطْنه عن َف ِ
لِبَعْضٍ.
ص َد بالوِيّ للرّكو عِ غيَه ،فلو َهوِ يّ لِ سُجودِ تِلوَةٍ فلما [تنبيه]َ :يجِ بُ أن ل يَقْ ُ
بَلغَ َحدّ الرّكو عِ جَعَلَ ُه رُكوعا ل يَ ْكفِ ،بل يَ ْلزَمْ هُ أن يَنْتَصِبَ ث يَ ْركَع ،كَنَ ِظيِهِ من
جدَتَيْن .ولو َش كّ غيُ مأمُو مٍ وهو سا ِجدٌ هل سْالعتِدالِ وال سّجودِ والُلو سِ بي ال ّ
ب فَورا ث الرّكُوع ،ول يوزُ له القيامُ راكِعا. رَ َكعَ؟ لَزِمَ ُه النتِصا ُ
(و) سادسُها (اعتِدالٌ) ولو ف نَفْلٍ ،على الُعَْت َمدِ .ويتحَقّ ق (بِ َعوْدٍ) ب عد الركو ِ
ع
(لِِبدْءٍ) بأن يعودَ لا كان عليه قبل رُكوعِ هِ ،قائِما كان أو قاعِدا .ولو شكّ ف إتامِ هِ
عادَ إليه غيُ الأمو مِ فورا وُجُوبا وإلّ بطلت صلتُه .والأمو مُ يأت بِ َركْعَةٍ بعد سلمِ
إمامِ هِ( .ويُ سَنّ أن يقولَ ف َرفْعِ هِ) من الرّكو عِ ( َسمِ َع ال ِلمَ نْ َح ِمدَ هُ) أي تَقَبّلَ منه
ّغس لنسه ِذكْرُ انتِقالٍ( .و) أن يقولُ (بعسد انتصسابٍ) ِمامس ومُبل ٍ
بهس ل ٍ لهْرُ ِ َح ْمدَهسُ ،وا َ
ل ْمدُ مِلء ال سّمواتِ ومِلء الر ضِ وملء ما شِئ تَ من شيءٍ للعتِدالِ( :رَبّ نا ل كَ ا َ
بعدُ) أي بعدها ،كالكُر سِيّ والعَرْ شِ .ومِلءُ بالرّفع صفة ،وبالنصب حال .أي مالِئا
جدِ أحَ قّ ما قا َل العَبْدُ ،وكُلّنا بتقديرِ َكوْنِ هِ جِسما ،وأن يزيدَ من مَرّ :أهلُ الثناءِ وا َل ْ
لدّ.لدّ مِنكَ ا َ ت ول مُعْطِيَ لِما مَنَ ْعتَ ،ول يَنْ َفعُ ذا ا َ لكَ عَْبدٌ ،ل ماِنعَ لا أعْطَْي َ
(و) ُسنّ (قُنُو تٌ بِ صُبْحٍ) أي ف اعتدا ِل َركْعَتِ ِه الثان ية ،ب عد ال ّذكْرِ الرّاتِ بِ على
ا َلوْجَه ،و هو إل من ش يء ب عد (و) اعتدالٍ آخره (وترُ نِ صْفٍ أخ ي من رمضان)
ف الوّل ،كبقيّةِ ال سّنة( .وب سائِرِ مَكْتوبَةٍ) من الم سِ ف للتّباع ،ويُكْرَ هُ ف النّ صْ ِ
اعتدالِ الرّكعَةِ الخية ،ولو م سبوقا قَنَ تَ مع إمامِ هِ (لِنا ِزلَةٍ) نَ َزلَ تْ بالُ سلمي .ولو
واحدا تَعدّى نَفْعُه كأ سْ ِر العالِمِ أو الشّجا عِ وذلك للتباع ،وسوا ٌء فيها الو فُ ولو
ْطس والوَباءِ .وخرج بالكتوَبةِ النّفْ ُل ولو عيدا والَْنذُورَةُ ،فل ِنس َع ُدوَ مُسسِلمٍ ،وال َقح ِ
م ْ
43
يُسَس ّن فيهمسا( .رافعا يديْهسِ) َح ْذوَ منكبَيْه ولو حال الثّناءِ ،كسسائِرِ الدْعِيَةِ ،للتّباع،
وح يث د عا لِتَح صيلِ شيءٍ ،كدَفْ عِ بلءٍ ع نه ف بَقِيّة عُمرِ هِ ،جَعْلُ َبطْ نِ كَفّي هِ إل
السّماء .أو لِ َرفْعِ بلءٍ وَقَعَ به جَعْلُ َظهْرَها إليها .ويُكْرَهُ الرّفْعُ ِلخَطيبٍ حالَةَ الدّعاءِ،
(بنحو :اللهمّ ا ْهدِنِي فِيمَنْ َهدَيْت ،إل آخرِهِ) أي وعَافِن فيمَن عافَيْت ،وتَولّن فيمن
تَولّيْت ،أي مَ َعهُم لنْ َدرِ جَ ف ِسلْ ِكهِم .وبارِ ْك ل فيما أعْطَيْ تَ ،وقِن شَرّ ما َقضَيْ تَ
َنس عادَيْتسَ. ْتس ول يَعِزّ م َْنس والَي َفإنكس تَقْضِي ول يُقْضَى عليسك ،وإنّهس ل َيذِلّ م ْ َ
ل ْمدُ على ما َقضَيْ تَ ،أ سْتَغْفِرُكَ وأتو بُ إلي كَ .وتُ سَنّ ت ربّنا وتعالَيْ تَ ،فَل كَ ا َ
تباركْ َ
آخره الصلةُ والسلمُ على النب وعلى آله ،ول تُ سَنّ أوّله .ويزيدُ فيه من مَ ّر قنو تَ
ك ونسستَغْفِرُكَ الصسبْح ،وهسو :اللّهم ّ إنسا نسستَعِينُ َ ُتس بسه فس ّ عُم َر اّلذِي كان يَقْن ُ
ُكس ول عليكس الَيْرَ كُلّه ،نشكُر ََ ِكس ونتوكّلُ عليسك ،ونُثْنس ِنس ب َونسستَهدِيكَ ،ونؤم ُ
نَكْفُرُ كَ ،ونلع ونترُك من يَ ْفجُرُ كَ .اللهمّ إياك نَعُبدُ ،ولك نُ صَلّي ون سجُد ،وإل يك
ن سْعَى وَنحْفِد أي نُ سْرِع نر جو رحتَ كَ وَنخْشَى عذابَ كَ إن عذابَ كَ الدّ بالكُفّارِ
مُ ْلحِق .ولا كان قنوتُ الصّبْ ِح الذكور أولً ثابتا عن النب ُقدّمَ على هذا ،فمِنْ َثمّ لو
ت القُنو تِ ،فيجزىءُ عنها آيةً أرادَ أ َحدَهُما فقط اقَتصَر على الوّل ،ول يتعيّ نُ كلما ُ
ض ولو غ َي مأثورٍ .قال شيخنا: صدَه كآخِ ِر البَقَرةِ وكذا دُعاءٌ م ُ تضمّنَ تْ دعاءُ إن قَ َ
والذي يّتجِه أن القانِ تَ لِنا ِزلَةٍ يأتِي بِقُنو تِ ال صّبحِ ث َيخْتِ مُ بسؤال َرفْ عِ تلك النا ِزلَة.
سمَعْهُ ومُنْفَرِدٌ (وجَهْر به) أي القنوتَ ،ندْبا( ،إما مٌ) ولو ف ال سّرّية ،ل مأمو مٌ ل يَ ْ
فيُ سِرّان به ُمطْلقا( ،وأمّ نَ) َجهْرا (مأمو مٌ) َس ِمعَ قنو تَ إمامِ هِ للدعاءِ م نه .و من
الدّعاءِ :الصلةُ على النب فيُؤمّن لا على الوْجَه .أما الثناءُ وهو :فإنّ كَ تَ ْقضِي إل
صوْتا ل يَ ْفهَمْهُ فيَقْنُت سِرّا.
سمَعْهُ أو َس ِم َع َ
آخرِ ِه فيقوله سِرّا .أما مأمومٌ ل َي ْ
(وكُ ِرهَ لِما مٍ تصيصُ نَفْسِهِ ِبدُعاء) أي ِبدُعا ِء القُنوتِ ،للّنهْيِ عن تصيصِ نفسِ ِه
لمْعسِ .وَقضِيّتُهُس أن سسائِرَ
بالدّعاءِ .فيقولُ الِمامسُ :ا ْهدِنسا ،ومسا عُطِفَس عليسه بِلَفْظِس ا َ
44
ظ الِفْرادِ وهو كثيٌر.
الدْعِيَة كذلك ،ويتعَيّن َحمْلُه على ما ل يَرِدْ عنه وهو إمامٌ بلف ِ
َمس جَرَى بعضُهُم على بلفظس الِفرادِ ،ومسن ث ّ
ِ بعضس الُفّاظسِ :إن أدْعِيَتَه كُلّهسا
ُ قال
ل ْمعِ بالقُنوتِ.
اختِصاصِ ا َ
(و) سابِعُها ( :سجودٌ مَرّت ي) كل ركعَةٍ( ،على غ ي َمحْمولٍ) له( ،وإن َتحَرّ َك
حمُولٍ له فل َيضُرّ ال سّجودُ ِبحَ َركَتِ هِ) ولو ن و سريرٍ يتحرّك ِبحَركَتِه ل نه لي سَ ِب َم ْ
ِهس الطّويلِ. كطرفس مسن رِدائ ِ
ٍ جدَ على ممولٍ ل يََتحَرّك بركَتِه سس َ
عليسه ،كمسا إذا َ
جدَ على مَحمولٍ يتحرّك بركتسه، س بقول :على غيِ ممولٍ له ،مسا لو سس َ وخرج َ
جدَ عليه بطلت الصّلةُ إن تعمّدَ وعَلمَ تريَهُ، كطَرَفٍ من َعمَامَتِهِ ،فل يصح ،فإن س َ
ْمس
وإل أعادَ السسّجودَ .ويصسحّ على يدِ غيِهسِ ،وعلى نوس مندي ٍل بيدِه لنسه فس حُك ِ
جدَ على شيء فالتَ صَ َق ببهَتِ هِ صَحّ ،ووجَ بَ إزالَتُه للسجودِ الثان. الُنْفَ صِلِ ،ولو َس َ
رأسسهِ ومنكَبَيْه ،للتباع .فلو ِعس عَجيزَتُه ومسا حولُهسا على ِ (مسع تنكيسسٍ) بأن ترتَف َ
انعَكَ سَ أو تساويا ل ُيجْزِئْه .نعم ،إن كان به ِعلّةٌ ل يكِنُهُ مَعَها السّجودُ إ ّل كذلِ كَ
أجزَأَه( ،بوضْعِ بعضِ جبهتِهِ بكشفٍ) أي مع كشفٍ .فإن كان عليها حاِئلٌ كعُصابَةٍ
ل يَص ْسحّ ،إلّ أن يكون ِلجَرا َحةٍ وشَقّس عليسه إزالَتُه مَشقّةً شديدةً ،فيَصُسحّ( .و) مسع
(تامُلٍ) ببهَتِ ِه فقسط على مُ صَلّه ،بأن ينال ثِ قل رأسِسهِ ،خلفا للِمام( .و) وض عِ
بع ضِ ( ُركْبَتَيْه و) بع ضِ (َبطْ نِ كَفّ يه) من الرّاحَةِ وبُطو ِن ال صابِعِ (و) بع ضِ َبطْ نِ
وأطرافس الصسابِعِ وظهرِهِمسا .ولو ِ ْفس
(أصساِبعِ َقدَمَيْهسِ) دون مسا عدا ذلك ،كالَر ِ
قُطِعَتْ أصابُع َقدَمْيه وَقدَرَ على َوضْعِ شيءٍ من بطِنهِما ل َيجِبْ ،كما اقتضاهُ كلمُ
سنّ ،ك َكشْ فِ غيِ الرّكبت ي( .و سُنّ) ف ب التّحامُلُ علي ها بل يُ َ
الشيخ ي .ول َيجِ ُ
ال سّجودِ (وض عُ أن فٍ) بل يتأكّد ِلخَبَرٍ صحيحٍ ،ومن ث اختيَ وُجوبُه .ويُ سَ ّن وض عُ
الرّكبت ي َأ ّولً مُتَف ّرقَتَيْ ِن َقدْرَ شِبْرٍ ،ث كَفّيْه حذوَ مِنْكَبَيْه ،رافعا ذراعَيْه عن الر ضِ
45
ْهس قدرَ ش ِبٍ
َهس معا ،وتفريسق قَدَمَي ِ
َهس وأنف ُ
وناشِرا أصسابِعَهُ مضمومَةً لِلقبلِة ،ثس جبهَت ُ
وَنصْبهما ُموَجّها أصابِ َعهُما للقِبْلَةِ ،وإبرازهُما من ذَيْلِهِ.
ويُ سَ ّن فت حُ عيني هِ حالَةَ السّجودِ كما قاله ابن عبد السلم ،وأقرّ هُ الزركشي .ويُكْرَ ُه
مالفَةُ الترتي بِ الذكورِ و َعدَ مُ وض ِع الن فِ( ،وقولُ :سبحا َن ربّ يَ العلى وِبحَ ْمدِه
ثلثا) ف ال سجودِ للتّباع .ويز يد مَ نْ مَرّ نَدبا :اللهمّ لك َسجَدْتُ ،وبِ كَ آمنْ تُ،
حوْلِ ِه وُقوّتِهِ،
ص ّورَهُ وشَقّ َسمْعَهُ وبَصَ َرهُ ِب َ
جدَ وَ ْجهِي لِّلذِي خَلَقَهُ و َ
ولكَ أسَلمْتَُ .س َ
تبارَكَ اللّهُ أحسَنُ الَالِقِيَ.
ويُ سَنّ إكثارُ الدّعا ِء ف يه .وم ا َورَ َد ف يه :اللهُمّ إ ن أعوذُ بِرِضا كَ ِم نْ َسخَطِك،
وِبمُعافاتِ كَ مِ نْ عُقوبَتِك .وأعوذُ بِ كَ مِنْ كَ ،ل ُأحْ صِي ثناءً علي كَ أن تَ كما أثْنَيْ تَ
على نف سِكَ اللهمّ اغْفِرْ ل ذَنْب كُلّه ِدقّ هُ و ِجلّه ،وأ ّولَه وآخِرَه ،وعلنِيَتِه و سِرّه .قال
ف الروضة :تطويلُ السجودِ أفضلُ من تطويلِ الرّكوع.
(و) ثامِنُها( :جلو سٌ بيَنهُما) أي ال سّجدتَيْن ،ولو ف نَفْلٍ على الُعََت َمدِ .وي بُ أن
سعِ عَقْ َر بٍ أعا َد ال سّجودَ .ول َيضُرّ
صدَ برفْعِ هِ غيِه ،فلو رَفَ َع فَزِعا من ن و لَ ْ
ل يَقْ ُ
إدامَةُ َوضْع يديه على الر ضِ إل السجدَةِ الثانيةِ اتّفاقا ،خلفا ِلمَن وَهَم فيه( .ول
صيَيْن.
يُ َطوّله ،ول اعتِدالً) لنما غي مقصُودَين لذاتِهما بل شُرِعا لِلفَصْلِ ،فكانا قَ ِ
فإن َطوّلَ أحدَهُما فو قَ ِذكْرِ هِ ا َلشْروع فيه َقدْرَ الفاِتحَةِ ف العتِدالِ أق ّل التش ّهدُ ف
الُلوسِ عامِدا عالِما َبطَلتْ صلتُه.
(وسُنّ فيه) اللوسُ بي السجدتي( ،و) ف (تشهّدٍ أوّل) و َجلْسَةِ استِراحَةٍ ،وكذا
ف تش ّهدٍ أخيٍ إن تَعَقّبَه سجودُ َس ْهوٍ( .افتراشٌ) بأن َيجُْلسَ على كَعْبِ يُسراهُ بيثُ
يلي َظهْرُ ها الر ضَ( ،واضِعا كفّيْه) على فَخذَيْه قريبا من رُكْبَتَ يه ب يث ت سامُتهُما
رُؤو سُ الصابعِ ،ناشِرا أصابِعَه( ،قائلً :ربّ اغْفِرْ ل ،إل آخره) تتمّته :وارْ َحمْن،
46
واجْبُرْن ،وارْفَعْن ،وا ْرزُقْن ،وا ْهدِن ،وعافِن .للتباع .ويكرَهُ :اغْفِرْ ل ،ثلثا( .و)
سُنّ (جَلسَةُ استِراحَةٍ) بِ َقدْرِ اللوسِ بي السجدتي للتباع ،ولو ف نَ ْفلِ ،وإن تَ َركَها
الِما مُ خلفا لشيخنا (لقيا مٍ) أي لجلِ هِ ،عن سجودٍ لغيِ تل َوةٍ .ويُ سَنّ اعتمادٌ على
بَ ْطنِ كَفّيْه ف قيامٍ من سجودٍ وقعودٍ.
ُلوسس بيَنهُمسا،
ّكوعس والسسّجودَيْنِ ،وال ُ
تاسسعُهاُ ( :طمَأنِينَةٌ فس كُلّ) مسن الر ِ (و) ِ
والعتِدالُ ،ولو كا نا ف نَفْلٍ ،خلفا للنوارِ .وضَابِطُ ها أن ت ستَقِرّ أعضاو هُ بي ثُ
ينفصِلُ ما انتَقَلَ إليه َعمّا انتقَلَ عَنْه.
ش ّهدٌ أخيٌ ،وأقَلّه) ما رواه الشافعي والتّرِمذ يّ( :التيحا تُ ل إل (و) عاشِرُهاَ( :ت َ
آخره) تتمته :سلمٌ عليكَ أيّها النبّ ورحةُ اللّهِ وبَرَكاتُه ،سلمٌ علينا وعلى عِبادِ اللّهِ
سنّ لِكُلّ زيادَةٍ:س إ ّل ال وأنّس مَمّدا رسسولُ ال .ويُس َ الصسّالِحي ،أش َهدُ أن ل إله َ
الُبارَكا تُ ال صلوات الطّيّبا تُ ،وأش ِهدُ الثّانِي ،وتعري فُ ال سّلمِ ف ا َل ْوضِعَيْن ،ل
البَس ْسمَلَة قَبْلَه ،ول يَجوزُ إبدالُ لَفْظٍس مسن هذا القَلّ ولو ِبمُرادفسه ،كالنسبّ بالرّسسولِ
وعك سه ،وم مد بأح د وغيه ،ويك في :وأن ممدا عبدُ ُه ور سولُه ،ل وأ نّ ممدا
رَ سولُه .وي بُ أن يرا عي ه نا التشديدات ،وعد مَ إبدالِ حَر فٍ بآخَر ،والُوالةَ ل
التّرتي بَ إن ل ُيخِلّ بالَعْ ن .فلو أ ْظهَ َر النّو نَ ا ُلدْغَمَة ف الل مِ ف أن ل إل هَ إلّ ال
حمّدٍ ف را ِء رَسولِ ال .ويوزُ ف أبطَلَ لِتَ ْركِ هِ َشدّةً منه ،كما لو تَرَ كَ إدغا مَ دالِ ُم َ
ب المزَ ُة والتّشديدُ. الن ّ
(و) حادي عشر ها ( :صلةٌ على ال نبّ) (بَ ْعدَ هُ) أي بع َد تشهّدٍ أخيٍ ،فل تُجزىء
قَبْلَه( .وأقلّ ها :اللهمّ صلّ) أي ار َحمْ ُه رَ ْحمَةً مَقْرونَةً بالتّعْظي مِ ،أو صلّى ال (على
ُمحَ ّمدٍ) ،أو على رسولِهِ ،أو على النبّ ،دون أحد.
47
(و سُنّ ف) تش ّهدٍ (أخيٍ) وق يلَ :يجِ بُ ( .صلةٌ على آلِ هِ) فيح صَل أقلّ ال صل ِة
س علىسحّ ،لِبنائِه ِ
على اللِ بزيا َدةِ وآلِهسِ ،مسع أَقلّ الصسّلةِ ل فس الوّل على الص َ
ِيس على َقوْلٍ ،وهسو مُبْ ِطلٌ على قَوْلٍ .واختيَْنس َق ْول ّ
التّخفِيفسِ ،ولن فيهسا نَ ْق ُل ُرك ٍ
شهّدٍ) أخي ،وهو :اللهمّ صلّ على صحّةِ أحاديث فيه( .ويُ سَنّ أ ْكمَلُها ف َت َ مقابِلُ هُ لِ ِ
حمّدٍ ،ك ما صَلّْيتَ على إبراهي مَ وعلى آلِ إبراهي مَ ،وبارِ كْ على مُح ّمدٍ وعلى آلِ ُم َ
إبراهيمس وعلى آلِ إبراهيمسَ ،إنسك حَميدٌ
َ ْتس على م ّمدٍ وعلى آلِ ممدٍ ،كمسا با َرك َ
شهّدِ فلي سَ هنا إفرادُ الصلةَ عن هُ ،ول بأ سَ بِزيادَةِ سّيدِنا مَجيدٌ .وال سّلمُ تَ َقدّ مَ ف الّت َ
شهّدٍ أخيٍ (دعاء) بعد ما ُذكِرَ كله. حمّدٍ( .و) ُسنّ ف َت َ قبلَ ُم َ
وأما التشهدُ الوّلُ فيكرَ هُ فيه الدّعاءُ لبنائِ هِ على التخفي فِ ،إلّ إن فَرَغ قبلَ إمامِه
فيدعو حينئذٍ .ومأثورُهُ أفضلُ ،وآ َكدُهُ ما أوجََبهُ بعضُ العلماءِ ،وهو :اللهمّ إن أعوذُ
ب النارِ ،ومِن فِتْنَةِ ا َلحْيَا وا َلمَا تِ ،ومِ ْن فِتْنَةِ الَسيح
بك ِم ْن عذا بِ القبِ ،ومن عذا ِ
الدّجّال .ويُكرهُ تَ ْركُه .ومنه :اللهمّ اغفِرْ ل ما َقدّمْتُ وما أخّرْتُ ،وما أ ْس َررْتُ وما
أ ْعلَنْ تُ ،وما أ سْرَفتُ ،وما أن تَ أعْلَ مُ به من .أنعت الُ َقدّ مُ وأنت ا ُلؤَخّرُ ،ل إل هَ إلّ
أنتَ .رواها مسلم .ومنه أيضا :اللهمّ إن ظََلمْتُ نفسي ظُلْما كبيا كثيا ول يَغْفِرُ
أنتس الغَفُورُ الرّحيمسُ .رواه
ّكس َ ّنوبس إلّ أنتسَ ،فاغْفِرْ ل مَغْفِرَةً مسن عِْندِك ،إن َ الذ َ
البخاري .ويُ سَنّ أن يَنْقُ صَ دعا ُء الِما مِ عن قدرِ أق ِل التش ّهدِ ،وال صلةِ على ال نب.
شهّد. قال شيخنا :تُ ْكرَهُ الصلةُ على النب بعد أدْعِيَةِ الّت َ
(و) ثان عشرها( :قعودٌ لما) أي للتش ّهدِ وال صّلةِ ،وكذا للسلمِ( .و ُسنّ َت َورّ ٌك
فيه) أي ف قُعو ِد التّش ّهدِ الخيِ ،وهو ما يَعْقِبُ هُ سلمٌ .فل يَتَورّ كْ مسبوقٌ ف تشهد
س ْهوٍ .وهو كالفتِرا شِ ،لكن ُيخْرِج يُ سْراهُ من جهَةِ سجُد لِ َ
إمامِ هِ الخي ،ول من يَ ْ
ف ُركْبَتَيْ هِ)
ش ّهدَيْه على ط َر ِ
يُمنا هُ ويُلْ صِق وركَ ُه بالر ضِ( .ووض ُع يدي هِ ف) قعودِ (َت َ
س الصابِعِ( ،ناشرا أصاِبعَ يُسراهُ) مع ضَ مَ لا( ،وقابضا) أصاِبعَ بي ثُ تسامِتُ ُه رؤو ُ
48
(يُمناهُ إلّ الُسَّبحَة) بكسر الباء ،وهي الت تلي الِبام فيُرْسِلها( .و) سُنّ ( َرفْعُها) أي
الُ سَّبحَة مع إمالَتِ ها قليلً (ع ند) َهمْ َزةِ (إلّ ال) للتّبا عِ( .وإدامَتُه) أي الر فع .فل
َيضَعْ ها بل تب قى مرفوعَةً إل القِيا مِ أو ال سلمِ ،والفضَ ُل قب ضُ الِبا مِ ِبجَنْبِ ها ،بأن
َيضَ عَ رأ سَ الِبا مِ عند أ سْفَلِها على حَ ْر فِ الراحَةِ ،كعاِقدِ ثلثةٍ وخسي .ولو وَضَ عَ
س ّن رَفْعُها خار جَ ال صّلةِ عند إلّ الُيمْن على غيِ الرّكْبَةِ يُشيُ بسبّابَتِها حينئذٍ ،ول يُ َ
حوِال( .و) سُنّ (نَظرٌ إليها) أي قَصْ ُر النّظَرِ إل الُسَّبحَةِ حال رَفْعِها ،ولو مَستورةً بَِن ْ
كُ مَ ،ك ما قال شيخ نا( .و) ثالث عشر ها :ت سليمةٌ أُول( ،وأقلّ ها :ال سلمُ عليكُ مْ)
للتّباع ،ويكرَ هُ عليكُ مُ ال سّلمُ ،ول ُيجْزِىءُ سَلمٌ علَيْكُ مْ بالتّنْك ِي ول سَلمُ اللّ هِ أو
سَلمِي عليكُ مْ .بل تَب ُطلُ ال صّلةُ إن تَ َع ّمدَ وَعَلِ مَ .ك ما ف شرح الِرشا ِد لشيخ نا.
(و سُنّ) ت سلِيمَةٌ (ثان ية) وإن تَ َركَ ها إمامُه ،وَتحْرُ مُ إن عَرَ ضَ ب عد الول مُنا فٍ،
ِنس كلّ مسن ُسسنّ أن يقر َسستْرَةً( .و) ي َ
ْتس ُجمُعَةٍ ووجودِ عارٍ َ وخروجس َوق ِ
ِ َدثس
َكح ٍ
التسليمتي (بِ َر ْحمَةِ ال) أي معها ،دون :وَبَركاتِهِ ،على النقولِ ف غي النازَةِ .لكن
ت فيهما) حت يَرَى َخدّهُ اليَنَ ف اختيَ َندْبُها لِثُبوتِها من ِعدّةِ ُطرُقٍ( .و) مع (التفا ٍ
الول والْيسَرَ ف الثانِيَة.
[تنبيه] :يُ سَنّ ل كل من الِما مِ والَأمو مِ والُنْفرِدِ أن ينوِ يَ ال سّلمَ على من التَفَ تَ
هو إلي هِ ِممّ نْ عن يينِه بالتسليمَةِ الول ،وعن يسارِهِ بالتسليمَة الثانية ،من مَلئِكَةٍ
ومؤمِن إن سٍ وجِ نَ ،وبأيّتهِما شاءَ على من خَلْفَ هُ وأمامَ ُه وبالول أفضَلُ .وللمأمو مِ
أن ينوِي َس الرّدّ على الِمام ِس بأيّس سسلمَيْهِ شاءَ إن كان خَلْفَه ،وبالثانيةِ إن كان عسن
يينِ هِ ،وبالول إن كان عن يسارِهِ .ويُسَنّ أن ينوِيَ بع ضُ الأمومي الرّدّ على بع ضٍ،
فينوِي هِ مَ نْ على ييِ الُ سَلّم بالت سليمَةِ الثانيةِ ومَ نْ على ي سارِهِ بالول ،ومَن خل َف هُ
وأمامَهُ بأيّتِهما شاء ،وبالول َأوْل.
49
[فروع] :يُ سَنّ نيةُ الُرو جِ من الصلةِ بالتسلِيمَةِ الول خُروجا من الِل فِ ف
وُجوبِ ها ،وأن ُيدْرِ جَ ال سلمَ ،وأن يبتدِئَةُ م ستقبِلً بو ْجهِ ِه القِبْلَة ،وأن ينهِيَ هُ مع تا مِ
اللتفا تِ ،وأن ي سّلمَ الأمو مُ ب عد ت سليمَتَي الِمام( .و) را بع عشر ها( :ترتي بٌ ب ي
أركان ا) الُتَقدّمَةَ ك ما ُذكِرَ .فإ نْ تَ َعمّدَ الخللَ بالترتي بِ بتقديِ رُك ٍن فِعْلِ يّ ،كأن
جدَ ق بل الرّكو عَِ ،بطَلَ تْ صَلتُه .أ ما تقديُ الرّك ِن القول فل يضرّ إل ال سلمِ. َس َ
والترتي بُ ب ي ال سّنَ ِن كال سورَةِ ب عد الفاتِحَةِ ،والدّعاءِ ب عد التش هد وال صلةِ ،شرط
ج َد ق بل للعتدادِ بسنّيّتِها( ،ولو سَها غيُ مأمو مٍ) ف الترتي بِ (بتر ِك ُركْ نٍ) كأن َس َ
الرّكو عِ ،أو رَكَعَ قبل الفاِتحَة ،لغا ما فعَلَ هُ حت يأتِ يَ بالَتْرو كِ .فإن تَذكّرَ قبلَ بلو غِ
مثله أتى به ،وإ ّل ف سَيَأت بياُن هُ( .أو َشكّ) هو أي غيُ الأمو مِ ف ُركْ نٍ هل فَعَلَ أم
ل ،كأن شَكّ راكِعا هل قَرََأ الفَاتِحَةَ ،أو ساجِدا هل رَكَعَ أو اعَتدَلَ( ،أتى به) َفوْرا
وُجوبا (إن كانسَ) الشّكّ (قبسل فِعْلِه مِثْلَه) أي مثلَ ا َلشْكُوكِس فيسه مسن َركْعَةٍ أُخرى
(وإل) أي وإن ل يتذكر حت فعل مثله ف ركعة أخرى (أجْزََأ هُ) عن مَتروكِ هِ ،ولغا
ما بينهما .هذا كله إن َعلِ مَ عَيْ نَ الَتْرُو كِ و َمحَلّه ،فإن َجهَلَ عَيْنَ هُ و َج ّوزَ أنه النّيّةَ أو
تَكِْبيَ َة الِحْرا مِ بطلت صلتُهُ .ول يُشتَر طْ ه نا طُو ُل فَ صْ ٍل ول مضِ ّي ُركْ نٍ ،أو أ نه
السلمُ يُسلّم ،وإن طال الفَصْلُ على ا َلوْجَهِ .أو أنه غَْيرَهُما أخذَ بالسوأ وبَنَى على
ما فَعَلَه( ،وتدارَ كَ) البا قي مِن صلتِهِ .ن عم ،إن ل يَكُن الِثْلُ من ال صّلةِ ك سُجودِ
تِلوَةٍ ل ُيجْزِئْه .أ ما مأمو مٌ َعلِ مَ أو شَكّ قبلَ رُكوعِ هِ وبع َد رُكو عِ إما ِم هِ أ نه تَرَ كَ
الفاِتحَةَ فيقرَؤها ويَ سْعَى َخلْفَ هُ ،وبعد ركو ِعهِما ل يَ ُعدْ إل القِيا مِ لِقِراءَتِ ِه الفاتِحَة بل
يَتْبَع إمامَه وُيصَلّي َركْعَةً بعد سلمِ الِمامِ.
[فرع] ( :سُنّ دُخولُ صلةٍ بِنَشا طٍ) لنه تعال ذَمّ تارِكي هِ بقوله{ :وإِذا قَامِوا إل
غ قَلْ بٍ) من الشواغِلِ لنه ال صّلةِ قَامُوا كُ سَالَى} والكَ سَلُ :الفُتورُ والتّوان( .وفرا ِ
أقرَب إل الُشو عِ( .و) ُسنّ (في ها) أي ف صَلِتهِ كل ها( ،خُشو عٌ بقلْبِ هِ) بأن ل
50
حضِرَ ف يه غيَ ما هو ف يه وإن تَعَلّ قَ بال ِخرَةِ( .وبوارِحِه) بأن ل يَعْبَ ثَ بأ َحدِ ها، ُي ْ
وذلك لِثَنا ِء ال تعال ف كتابِهِ العزيز على فا ِعلَيه بقولِهَِ{ :قدْ َأفَْلحَ ا ُلؤْمِنونَ الّذِينَ ُهمْ
ب ال صّلةِ بانْتِفائِ هِ ك ما َدلّ تْ عل يه الحادي ثُ ف صَلِتهِمْ خَاشِعو نَ} ولنْتِفاءِ ثَوا ِ
صحّةِ .وم ا ُيحْ صّل الُشوع ال صّحيحَةُ .ولنّ ل نا وَجْها اختارَ هُ َجمْ عٌ أنّ هُ شَ ْر طٌ لِل ّ
ا سْتِحضارُهُ أنّه بي َيدَ يْ مََل كِ الُلو كِ الذي يَعْلَ مُ ال سّرّ وأَخْفَى .يُناجِي هِ ،وأنك ربا
َتجَلّى عليه بال َقهْرِ لِ َعدَمِ القِيامِ ِبحَ ّق رُبوبِيّتِ ِه فَرَدّ علي ِه صَلتَه.
[فائدة] :يُكْرَ هُ لِلمُ صَلّي ال ّذكَرَ وغيَ هُ تَرْ كُ شيءٍ مِن سُنَ ِن ال صّلةِ .قال شيخ نا:
خصِيصُهُ با َورَدَ فيه َنهْيٌ أو خِلفٌ ف الوُجوبِ. وف عُمومِهِ نظر .والّذي يَّتجِهُ َت ْ
(و) ُسنّ ( ِذكْرٌ ودُعاءٌ سِرّا عَقِبَ ها) أي ال صّلةِ .أي يُ سَ ّن الِ سرارُ ب ما لِمُنْفَرِ ٍد
ومأمو مٍ وإما مٍ ل يُرِدْ تَعْلِي َم الاضِرِي نَ ول تَأْمِيَنهُ مْ لِدُعائِ هِ بِ سَماعِهَِ .ووَرَد فيه ما
ث كثيَةٌ َذكَرْ تُ ُجمْلَةً من ها ف كتا ب إرْشادُ العبادِ فاطلُبْه فإ نه ُمهِمَّ .ورَوى أحادي ٌ
أسسمَع؟ أي أقْرَب إل ِيس عسن أبسأُمامَ َة قال" :قيسل لِرَسسولِ ال :أَيّ الدّعاءِ ْ التّر ِمذ ّ
الِجاَبةِ؟ قالَ :جوْ فُ اللّْيلِ ،ودُبر ال صّلواتِ الَكْتوبا تِ" .وروى الشيخا نِ عن أ ب
ب فَكُنا إذا أشْ َرفْنا على وادٍ هَلّلْنا وكَبّرُنا وارتَفَعَتْ أصْواتُنا،
مُو سَى قال" :كُنّا مع النّ ّ
51
صمّ ول غائِبا ،إ نه س ارْبَعوا على أنْفُ سِكُ ْم فإنّكُم ل َتدْعو نَ أَ َ فقالَ النّ ب :يأيّ ها النا ُ
ُهس للِسسْرارِ بال ّذكْرِ والدّعاءِ .وقال
ِيس وغي ُ ِيمس سسَميعٌ قريبسٌ" .احتَجّ بسه البَْيهَق ّحَك ٌ
الشّافع يّ ف الم :أختارُ للِما مِ والَأمو مِ أن َي ْذكُرَا ال تعال بعدَ السلمِ ِم نَ ال صّلةِ،
جهَر حَتّى يَرَى أنه قد تُعلّ مَ وُيخْفِيَا ال ّذكْرَ ،إلّ أن يكو نَ إماما يُريدُ أن يُتَ َعلّم منه في ْ
جهَرْ بِ صَلتِكَ ول تُخافِ تْ بِها} يعن وال منه ث يُ سِرّ ،فإن ال تعال يقول{ :ول َت ْ
ْسسكَ.
ُسسمِع نَف َ
ِتس حَتّىس ل ت ْ ُسسمِع غَيْرَكسَ ،ول تُخاف ْ أعلم الدّعاء ،ول تهَرْ حَتّىس ت ْ
انتهى.
ل ْمدِ للّ ِه وال صّلة على النب ،والَتْ مُ بِما وبآمي. [فروع] :يُ سَ ّن افتتا حُ الدّعاءِ با َ
وتأمِيُ مَأمو مٍ َسمِعَ دُعا ِء الِما مِ ،وإن حَفَ ظَ ذَل كَ .و َرفْ عُ َيدَيْ هِ الطّاهِرَتَْي نِ َح ْذوَ
مَنْكِبَيْه ،ومَ سْ ُح الوَجْ هِ ب ما بعده .وا ستقبا ُل القِبْلَةِ حالَ َة الذّكْرِ أو الدّعاءِ ،إن كان
مُنْفَرِدا أو مَأموما .أما الِما مُ إذا تَرَ كَ القِيا مَ ِم نْ مُ صَلّ ُه الّذي هو أفضَلُ له فالفضل
جَعْلُ يينِ هِ إل الَأمومِي ويسارِه إل القِبْلَةِ .قال شيخنا :ولو ف الدّعاءِ .وانصرافُهُ ل
يناف َندْ بُ ال ّذكْرِ له عَقِبَها لنه يأت به ف ملّ هِ الذي يَنْ صَ ِرفُ إليه ،ول يَفو تُ بفعْلِ
الرّاتِبَةِ ،وإن ا الفائ تُ به كمالُه ل غيُه .وقضيةُ كلمِهِم ح صولُ ثوا بُ الذّكْرِ وإن
َجهَلَ معناه ،ونَظَرَ فيه السَن ِويّ .ول يأت هذا ف القُرآ نِ للتّعَّبدِ بِلَفْ ِظ هِ فأُثي بَ قَارِئُ هُ
ف الذّكْ ِر ل بدّ أن يَعْ ِرفَ ُه وَلوْ ِبوَجْهٍ .انتهى.
وإن ل يَعْرِفْ مَعْناهُ ،بل ِ
ش َهدَ لَ هُ ا َل ْوضِ عُ ح يث لَ ْم ويُْندَ بُ أن يَنْتَقِلَ لِفَرْ ضٍ أو نَفْلٍ مِ نْ مَوضِ عِ صلتِهِ لِيَ ْ
بكلمس إنسسانٍ .والنّفْلُ لِغَيْرِ
ِ َصسلَ
صسفَ َأوّلٍ ،فإن ل يَنتَقِلْ ف َ
ح َو َ ْهس َفضِيلَةٌَ ،ن ْ
تُعارِض ُ
جمُعَةِ ،أو ما الُعْتَكِ فِ ف بيتِ هِ أفضَلُ إن أَمِ َن َفوْتَه ،أو تَهاوُنا به ،إل ف نافِلَةِ الُبكرِ لِل ُ
52
جدِ كالضّحى ،وأن يكونَ انتِقَالُ الأمومِ بعدَ انتقا ِل سُِس ّن فيه الماعَةُ ،أو وَرَدَ ف الَ ْ
حوُ جِدارٍ) أو عَمودٍ من كلّ شاخِصٍ طو ُل ارتفاعِهِ إمامِهِ( .وُندِبَ) لِمُصَلَ (َت َوجّهٌ لَِن ْ
ع فأكْثَر .و ما بي نه وب ي عَقِب الُ صلّي ثل ثة أَ ْذرُع فأقَلّ ،ث إن َعجِزَ ع نه ثُلُ ثا ذِرا ٍ
ُصسلّى)َسسطُ م َ ِبس (ب ْ ْهس ُند َحوِ (عَصسا مَغْرُوزَة) َكمَتاعسٍ( ،ف) إن ل َيجِد ُ (ف) لَِن ْ
كَ سجّادَةٍ ،ث إن َعجِزَ ع نه خَطّ أمامَ هُ خَطا ف ثلثَةِ أ ْذرُ عٍ عَرْضا أو طُولً ،و هو
جدْ
َأ ْولَىِ ،لخَبَر أ ب داود" :إذا صَلّى أَ َح ُدكُ مْ فَلَْيجْعَلْ أما مَ وَ ْج ِه هِ شَيْئا ،فإن لَ مْ َي ِ
فَلْيَنْ صِبْ عَ صا ،فإ نْ لَ مْ يَ ُك نْ مَعَ هُ عَ صا فَلَْيخُطّ خَطا ،ث ل َيضُرّ هُ ما مَرّ أمامَه".
وقِي سَ بالَطّ الُ صَلّى ،وُقدّ مَ على الَطّ لنّ ه أظهَرُ ف الُرادِ .والتّرتي بُ ا َلذْكورُ هو
الُعَْتمَدُ ،خِلفا ل ا يُوهِم هُ كل مُ اب نُ الُقْري .فم ت َعدَلَ عن رُتْبَةٍ إل ما دُونَ ها مع
ال ُقدْرَة عليها كانَتْ كالعَدَمِ .ويُسَنّ أن ل َيجْعَلَ السّتْرَةَ َتلْقاءَ وَ ْجهِهِ بل َعنْ يَمينِهِ أو
يَسارِهِ ،وكلّ صَفَ سُتْ َرةٌ ِلمَ نْ خَلْفَه إن قَ ُر بَ مِنْ هُ .قال البَغَويّ :سُتْ َرةُ الِما مِ سُتْرَةُ
مَنْ خَلْفَهُ .انتهى.
ولو تعارَضَت ال سّتْرَةُ والقُرْ بُ من الِما مِ أو ال صّفّ الوّل ف ما الذي يُ َقدّم؟ قال
جدِهِ وإن كان خارِ جَ ف الوّل ف مَ سْ ِشيخنا :كلّ ُمحَْتمَلٌ وظاهِ ُر قولم يُ َقدّ مُ ال صّ ّ
ف ا َلوّل .انتهى.
جدِهِ ا ُلخْتَصّ بالُضاعَ َفةِ تقديُ نوِ الصّ ّ
َمسْ ِ
وإذا صَلّى إل شيءٍ من ها فيُ سَنّ لَ ُه ولِغَيْرِ هِ َدفْ عُ مارّ بَيْنَ هُ وبَيْ نَ ال سّتْرَةِ الُ سَْت ْوفِيَ ِة
للشّرو طِ ،و قد تَ َعدّى ِبمُرُورِ هِ لِ َكوْنِ هِ مُكَلّفا .وَْيحْرَ مُ الرورُ بينَ هُ وب ي ال سّتْرَةِ حيَ
يُسَنّ له الدّفْعُ ،وإن ل َيجِدْ الارّ سَبيلً ما ل يُقَصّرْ ِبوُقوفٍ ف طريقٍ أو ف صَفَ مع
سدّها. فُرْجَةٍ ف صَفَ آخَرَ بيَ َيدَيْ ِه فَلِداخِلٍ خَرْ قَ ال صّفوفِ وإن كَثُرَ تْ ح ت يَ ُ
(وكُرِ َه في ها) أي ال صّلةِ( ،التفا تٌ) ِبوَ ْج هٍ بل حاجَةٍ .وق يلَ :يحْرُ مُ .واختيَ لِلخَبِر
الصّحيحِ" :ل يَزالُ اللّهُ مُقْبِلً على العَْبدِ ف مُصَلّه أي ِبرَ ْحمَتِهِ ورِضاهُ ما ل يَلْتَفِتْ،
فإذا الْتَفَ تَ أَعْرَ ضَ عَنْ هُ" .فل يُكْرَ هُ لِحاجَةٍ ،ك ما ل يُكْ َر هُ ُمجَرّدُ لَمْ حِ العَيْ نِ (ونَ َظرٌ
53
ْلمسِلخَبَ ِر البُخارِيسّ" :مسا بالُ َأقْوام ٍس يَ ْرفَعون َس حوَ سسَماءٍ) ماس يُلْهسي ،كََثوْب ٍس له أع ٌ َن ْ
أبصارَهُم إل السّما ِء فِي صَلِتهِم" .فاشَْتدّ َق ْولُهُ ف ذلك حت قال" :لِيَنَْت ُهنّ عن ذِلكَ
أو لَُتخْطَفَ نّ أبْصارهُم" .ومن ثَ مّ كُرِهَ تْ أيضا ف ُمخَطّ طٍ أو إليه أو عليه لنه َيخِلّ
بالُشوعِ( .وبَصْقٌ) ف صَلِتهِ ،وكذا خارِجِها( ،أماما) أي قِبَلَ وَ ْجهِهِ ،وإن ل يَكُنْ
مَ نْ هو خَارِجها مُ سْتَقْبِلً ،كما أطلَقَ ُه الّن َووِ يّ (ويَمينا) ل يَساراِ ،لخَبَر الشيخي:
"إذا كان أ َح ُدكُ مْ ف ال صّل ِة فإنّ هُ يُناجِي رَبّ هُ عزّ و َجلّ ،فل يَبْ ُزقَنّ بَْي نَ َيدَيْ هِ ول عَ نْ
َيمِينِ هِ ،بل عَ نْ يَ سارِهِ أو َتحْ تَ َقدَ مه اليُ سْرَى أو ف َثوْ بٍ ِم نْ ِجهَةِ يَ سارِه" .و هو
ك اليسارِ إظهارا لِشَ َر فِ ك اليَميِ دون مََل ِ َأوْل .قال شيخنا :ول بُ ْعدَ ف مَراعاةِ مََل ِ
ا َلوّل ،ولو كان على يَسارِهِ فَقط إنسانٌ بَ صَقَ عن يَمينِ هِ ،إذا ل ُيمْكِنْ هُ أن ُيطَأطِىءَ
جدِ إن بَقِ يَ سِ رَأْ َسهُ ،ويَبْ صُقَ ل إل اليَميِ ول إل اليَسارِ .وإنا َيحْرُ مُ البِصاقُ ف الَ ْ
ضمَضَةٍ وأ صابَ جُزْءا من أجزائِ هِ دُو نَ هَوائِ هِ. حوِ ماء َم ْ جُرْ ُم هُ ل إن ا سُْتهْلِكَ ف َن ْ
صبْ شيئا من أجزائِ ِه بعيدٌ غي مُعْوّلٍ عليه ،ودُو نَ وزَعْ مُ ُحرْمَتَ هُ ف هَوائِ هِ وإن ل يُ ِ
تُرا بٍ ل َيدْخُلْ ف َوقْفِ هِ .قيل :ودُو نَ حُ صُرِهِ ،لكن َيحْرُ مُ عليها مِن ِجهَةِ تَ ْقذِيرِها
صدَ كما هو ظاهِرٌ .اه .ويبُ إخراجُ َنجَسٍ منه َفوْرا عَيْنِيا على من عَلِمَ به ،وإن َأرْ َ
حوِ لِزالَتِ هِ مَ نْ يَقو مَ ب ا ِبمَعْلو مٍ ،ك ما اقتضا هُ إطلقُهُم .ويرُ مُ َبوْ ٌل في ِه ولو ف َن ْ
ِطشْ تٍ .وإدخالُ نَعْلٍ مُتََنجّ سَةٍ ل يَأْمَن التّلوي ثََ .ورَمْ يُ َنحْو قَمَْل ٍة فيه مَيْتَ ٍة وقَتْلُها ف
أ ْرضِ هِ وإن قَلّ دَمُ ها ،وأ ما إلقاؤ ها أو َدفْنُ ها ف يه حَيّةً ،فظا ِه ُر فتاوي النّ َووِ يّ ِحلّه،
وظاهِرُ كل مِ الواهِرِ َتحْريُمُه ،و به صَ ّرحَ ا بن يو نس .ويُكْ َر ُه فَ صْدٌ وحِجامَ ٌة ف يه
ف رَأسٍ ومنكبٍ) واضْطِباعٌ صوْتٍ ،ونو بَْيعٍ و َعمْلُ صِناعَةٍ فيه( .و َكشْ ُ بإِناءٍ ،ورَفْعُ َ
ولو مِ ْن َفوْق ال َقمِيصَ .قال الغزال ف الِحياءِ :ل يَرُدّ رداءَه إذا سَ َقطَ ،أي إل لِ ُعذْرٍ،
ومثله العَمَامَ َة ونوها( .و) كُرِهَ (صَلةٌ ِبمُدافَعِة َحدَثٍ) كََبوْلٍ وغائِطٍ َورِيحٍ ،لِ ْلخَبَرِ
ال ت ،ولن ا ُتخِلّ بالُشو عِ .بل قال َجمْ عٌ :إن ذَهَ بَ ب ا َبطَلَ تْ .ويُ سَنّ له تَفْري غُ
نَفْ سِ ِه ق بل ال صّلةِ وإن فاتَت الَماعَةُ ،ولَيْ سَ له الُرو جُ من الفرْ ضِ إذا طَرَأ تْ له
54
فيسه ،ول تَأ ِخيُهُس إذا ضاق َس وَقْتُه .والعِبةُ فس كَراهَةِ ذلك ِبوُجودِهسا عندَ الّتحَرّمسِ.
وينبَغِي أن يلح قَ به ما لو عَ َرضَ تْ له قَبْلَ الّتحَرّ مِ فزالَ تْ وعَلِ مَ مِ نْ عادَِت هِ أنا تعودُ
حضْرَةِ طعا مٍ أو شرا بٍ ُيشْتَا قُ إليهِ ،لخَبَرِ مُ سْلِم" :ل صَلة إليه ف ال صّلةِ .وتُكْرَ هُ ِب َ
حضْرَةِ طَعامٍ ،ول صَلةَ وهُو يُدافِعُهُ الخْبَثانِ أي الَبوْ ُل والغائِطُ ". أي كامِلَةً ِب َ
(و) كُرِ هَ صلةٌ ف طرِي قِ بُنْيا نٍ ل َبرّيّةٍ ،ومَ ْوضِ عِ مَكْ سٍ ،و (ِبمَقبةٍ) إن ل يََتحَقّ ْق
نَْبشَها ،سواء صَلّى إل القبِ أم عليه أم بِجانِِبهِ ،كما نصّ عليه ف الم .وترُمُ الصّلةُ
لِقَبْر نبّ أو نوَ َولِ يّ تَبَرّكا أو إعْظاما .وب ثَ الزّي نُ العِراق يّ عد مَ كراهَ ِة ال صّلةِ ف
جدٍ طرأَ َدفْ نُ النّا سِ َح ْولَه و ف أر ضٍ مَغْ صُوبَةٍ .وتَ صُحّ بل َثوْ بِ ك ما ف َث ْو بٍ مس ِ
مَغْ صوبٍ ،وكذا إن شَكّ ف رِ ضا مالِكِ هِ ل إن ظَنّ هُ بِقَرِينَةٍ .و ف الِيلِ يّ :لو ضا قَ
ال َوقْ تُ و ُهوَ بَأرْ ضٍ مَغْ صُوبَةٍ َأحْرَ مَ ماشيا .ورَ ّجحَ ُه الغَ ّزيّ .قال شيخنا :والذي يَّتجِ هُ
لوْفِ وأَنّهُ يَلْزَم ُه التّرْكُ حت َيخْرُجَ منها ،كما له تَ ْركُها أنه ل َيجُوز له صَلةُ ِشدّةِ ا َ
لَِتخْلِيصِ مالِهِ لو ُأخِذ منه ،بل َأوْل.
(ف صل) ف أبعاض ال صلة ومقت ضى سجود ال سهو (تُ سَنّ سجدتا ِن قُبَيْلَ سلمٍ)
جدَتَيْها ف س ْهوُ ،وها والُلو سُ بَيَْنهُما كسجودِ ال صّلةِ واللو سِ بي َس ْ وإن كَثُرَ ال ّ
واجِباتِها الثلثِة ومَنْدوباتِها ال سّابِقَة ،كال ّذكْرِ فيها .وقيل :يقول فيهما :سبحانَ من
س ْهوِ بأن يَقْ صدَهُ عن ل ينام ول ي سهو .و هو لئِ قٌ بالَالِ .وَتجِ بُ نِّيةُ سُجودِ ال ّ
ال سّ ْهوِ عندَ شُروعِ ِه في هِ( ،لِتَرْ كِ بَعْ ضٍ) وا ِحدٍ ِم نْ أبْعا ضٍ ولو َعمْدا .فإن َسجَدَ لتر كِ
ش ّهدٌ َأوّل) أي الواجب منه ف التشهد غي بعضٍ عالِما عامِدا بَ َطلَتْ صَلتُه( .وهو َت َ
الخي ،أو بعضه ،ولو كلمة( .وقُعودِ هِ) وصورَةُ تَ ْركِ هِ وَ ْحدَ هُ كقِيا مِ القُنُو تِ أن ل
جدَ( ،وقُنوت ُيحْ سَِنهُما ،إذ يُ سَنّ أن َيجْلِ سَ ويَق فَ بِ َق ْدرِهِما .فإذا تَرَ كَ أ َحدَهُما َس َ
سحِ .ووتسر ن صف رمضان ،دون قنوت النازلة. راتِبسٍ) أو بعْضُه ،وهسو قُنوتُس الصّبْ
جدُ تارِ كُ القُنو تِ تِبْعا لِمامِ هِ الَنَفِ يّ ،أو لقتِدائِ هِ ف صُبْحٍ ِبمُ صَلّي سُ (وقيام هُ) ويَ ْ
55
َهس فيهمسا( .وصسلةٌ على النسب) (بعدَهُمسا) أي بعدَ التشه ِد الوّل سسّتها على ا َلوْج ِ
ُن
والقُنو تِ( .و صلةٌ على آلِ ب عد) تش هد (أخيٍ وقنو تٍ) .و صورَ ُة ال سّجودِ لِتَرْ كِ
الصّلةِ على اللِ ف التش ّهدِ الخيِ أن يَتَيَقّنَ تَرْكَ إمامُه لا ،بعد أن َسّلمَ إمامُ هُ وقبلَ
ب الفَ صْلُ .و ُسمَّيتْ هذه ال سّنَنُ أبْعاضا لِقُربِ ها أن يُ سَّلمَ هو ،أو بعدَ أن َسّلمَ وقَرُ َ
ك فيه) أي ف تَرْكِ بَعضٍ ما مَرّ مُعَيّن ،كالقُنوتِ بالَبْ ِر بالسّجودِ مِ َن الركانِ( ،ولِشَ َ
هل فَعَلَه؟ لن الصلَ عد مُ فِعْلِ هِ( .ولو نَ سِيَ) مُنفردٌ أو إما مٌ (بَعْضا) كتش ّهدٍ أول أو
قُنو تٍ( ،وتَلبّ سَ بِفَرْ ضٍ) من قيا مٍ أو سُجودٍ ،ل َيجُزْ له ال َعوْدُ إليه( .فإن عادَ) له بعدَ
انْتِصابٍ ،أو َوضَ عَ جَْبهَتَ هُ عامِدا عالِما بتحريِ هِ (بطل تْ) صَلتُه ،لِقَطْ ِع ِه فَرْضا لِنَفْلٍ.
(ل) إن عادَ لَه (جاهِلً) بتحريِهسِ .وإن كان مُخالِطا لنسا لن هذا ماس َيخْف َى على
العَوام ،وكذا نا سِيا أ نه في ها فل تبطلْ لِعُ ْذرِ هِ ،ويلزَمُ ُه العَوْدُ عندَ تَعَلّ مه أو َتذَكّ ِر هِ.
سجُد) لل سهوِ لزيادَةِ قعودٍ أو اعتدالٍ ف غيِ َمحَلّه( .ول) إن عادَ (مأموما) (ل كن يَ ْ
جدَ وَ ْحدَهُس (سسَهوا ،بسل عليسه) أو على الأموم ِس فل تبط ْل صسلته إذا انتصسب أو سَس َ
النا سي ( َعوْدٌ) ِلوُجو بِ مُتابَعَةِ الِما مِ .فإن ل يَ ُعدْ بطل تْ صَلتُه إن ل يِْنوِ مفا َرقَتَ هُ،
أما إذا تَ َع ّمدَ ذلك فل يَ ْلزَم ُه العَوْدُ بل يُ سَنّ له .كما إذا َركَ عَ مثلً قبل إمامِ هِ ،ولو ل
يَعْلَ مْ ال سّاهي ح ت قا مَ إمامُ هُ ل يَ ُعدْ .قال البَ َغوِ يّ :ول َيحْ سِبْ ما قَرَأَ هُ قب َل قِيامِ هِ.
جدَ سَهوا وتَبِعَ ُه الشيخ زكريا ،قال شيخنا ف شَرْ حِ الِنْها جِ :وبذلك يعلم أن مَ نْ َس َ
أو َج ْهلً وإمامُه ف القُنو تِ ل يُعَْتدّ له ب ا فَعَلَ هُ فيلْزَمْ ُه العَوْدُ للعتِدالِ ،وإن فار قَ
الِما مَ ،أخذا من قولم :لو َظنّ سل َم الِما مِ فقا مَ ُثمّ عَلِ مَ ف قِيامِ هِ أنه ل يُ سَّلمْ لَزِمَ هُ
القَعودُ لِيقَو مَ مِ نه ،ول يَ سْقُطُ ع نه بنيّةِ الُفارَقَةِ وإن جازَ تْ ،لن قِيامَ هُ َوقَ عَ لَغْوا،
سهْو .وفيما إذا ل يفارِقْ هُ إن سجُد لِل ّ ومن ث لو أَتمّ جا ِهلً لَغا ما أتى به فيعيدُه ويَ ْ
ت فواضِ حٌ أنه يعود إليه ،أو وهو ف ال سّجد ِة الول َتذَكّرَ أو عَلِ مَ وإمامُه ف القُنو ِ
عادَ للعتِدالِ و َسجَدَ مع الِمامِ ،أو فيما بعدها .فالذي يظهَر أنه يتُابِعَهُ ويأتِي بِ َركْعَةٍ
بعد سل ِم الِمامِ .انتهى.
56
ف ف يه قَ ْولُ هم :لو َرفَ عَ رأ َسهُ من ال سجَد ِة الول ق بل قال القا ضي :وم ا ل خِل َ
إمامِهِ ظانا أنه َرفَعَ ،وأتى بالثانِيَةِ ظانا أن الِما َم فيها ،ث بانَ أنه ف الُول ل ُيحْسبْ
جدَته الثانيةَ ويُتابِ ِع الِما مَ .أي فإ نْ ل يَعْلَ مْ بذلك إل والِما مُ قائِ مٌ له جُلوسه ول َس ْ
أو جالِ سٌ أ تى بركعَةٍ ب عد سل ِم الِما مِ .وخر جَ بِ َق ْولِي ،وتَلبّ سَ بِفَرْ ضٍ ما إذا لَ مْ
سجُد يَتَلبّ سْ به غ ي مأمو مٍ ،فيعودُ النا سي َندْبا ق بل النْتِ صابِ أو َوضْ عِ الَْبهَةِ ،ويَ ْ
لِل سّهوِ ،إن قارَ بَ القيا مَ ف صورَةِ تَرْ ِك التشهّدِ ،أو بَلَ غَ َحدّ الركو عِ ف صورَةِ َترْ كِ
القُنو تِ .ولو تع ّمدَ غيُ مأمو مٍ َت ْركَ هُ فعادَ عالِما عامِدا بطل تْ صلتُه إن قارَ بَ أو
بَلَ غَ ما مَرّ ،بل فِ الأموم( .ولِنَقْلِ) مَطلو بِ (َق ْولِ يّ غي مُبْطِل) نَ ْقلُ هُ إل غيِ َمحَلّ هِ
ش ّهدٍ أو بع ضِ أ َحدِهِ ما ،أو غ ِي رُكْ نٍ ك سُورَةٍ إل ولو َسهْوا رُكنا كان كفاِتحَةٍ وتَ َ
ف رَمضا َن الثان، غيِ القيامِ وقنوتٍ إل ما قبل الرّكوعِ أو بعده ف الوِتْرِ ف غي نص ِ
َجس بِ َقوْل غيس مُْبطِلٍ مسا يُبْطِل، ِيس فيُبطِلُ تَ َع ّمدَهسُ .وخر َ
فيسسجُدْ له .أمّا نَ ْقلُ الفِعْل ّ
ُهس ل هُو) أي ِسسهْوِ مسا يُبْطِل َع ْمد ُ َصسدِهِ( .ول َ
سيِ الّتحَرّم بأن كَبّرَ بِق ْ كالسسّلمِ وتك ب
ال سّهو .كتطوي ِل ُركْ ٍن قَ صيٍ ،وقليلِ كل مٍ ،وأكلٍ ،وزيا َد ِة رُك ٍن فِعْلِ يَ ،ل نه صَلّى
سهْوِ .وقيسَ به غيُهُ ،وخرَجَ با يُبْ ِطلُ َع ْمدُهُ ما يُبْ ِطلُ َس ْهوُهُ جدَ لِل ّ
ال ّظهْرَ َخمْسا و َس َ
أيضا ،ككل مٍ كثيٍ .و ما ل يبطِلُ َس ْهوُهُ ول َع ْمدُ هُ ،كالفِعْلِ القليلِ واللتِفا تِ ،فل
ك في ما صَلّهُ واحَْتمَ َل زِيادَةً) لنّ ه إن كان زائدا جدُ لِ سَ ْهوِ ِه ول لِعَ ْمدِ هِ( .وِلشَ َسُ يَ ْ
ف النّيّةِ .فلو شَكّ أَ صَلّى ثلثا أم أربعا فال سجودُ للزّيا َدةِ وإل فَلِتّرَدّدِ الُوجِ بِ لِضُعْ ِ
مثلً أتى بِ َركْعَةٍ لن الصلَ َعدَ مُ فِعْلِها ،ويَ سْجُد لِل سّهوِ ،وإن زالَ شَكّ هُ قبلَ سلمِهِ
بأن تذكّرَ قبلَهُ أنا رابعة ،للتردّدِ ف زيادَتِها .ول َيرْجع ف فِعْلِها إل ظنّه ول إل قولِ
س أو فِعْلِهسِ ،وإن كانوا َجمْعا كثيا مسا ل يَبْلُغوا َعدَ َد التّواتُرِ .وأمسا ل َيحَْتمِلُ غيْرِه ِ
زيادَةً ،كأن شَكّ ف َركْعَةٍ من رُباعِية أهِ يَ ثالِثَةٌ أم رابِعَةٌ؟ فَتذَكّرَ قب َل القِيا مِ للرابعِة
سجُد ،لن ما فعَلَ هُ من ها مع التردّدِ ل ُبدّ م نه بكلّ تقديرٍ ،فإن تذكّرَ أن ا ثالِثَةٌ فل يَ ْ
جدَ لِتَردّدِهِ حالَ القيامِ إليها ف زيادَتِها. بعدَ القِيامِ لا َس َ
57
سهْو إما مٍ) مُتَ َطهّرٍ وإمامِ هِ ،ولو كان َس ْهوُه ق بل (و) ُسنّ لِلمأمو مِ سجدتانِ (لِ َ
قُ ْدوَتِه( ،وإن فارَقَ هُ) أو بَطلَ تْ صلةُ الِما ِم بعدَ وقو عِ السهوِ منه( ،أو تَرَ كَ) الِما مُ
السّجودَ جَبْرا لِلخَلَلِ الاصِلِ ف صلتِهِ فيسجُد بعدَ سلمِ الِما ِم وعندَ سُجودِهِ يَلْزَم
السبوقُ والوافِ قُ متابَعَتُه ،وإن ل يعْرِ فْ أنه سَها ،وإلّ بطلت صلتُهُ إن َعلِ مَ وتع ّمدَ
سهْوَهِ) أي َسهْو الأمو مِ (حال القدوة ويعيدُ هُ الَ سْبوقُ َندْبا آخر صلةِ نفْ سِه( ،ل لِ َ
حدِ ثَ ول ذو خَبَ ثٍ خَفِ يَ ،بل فِ خل فَ إما مٍ) فيتحمّلُه عندَ الِما مِ الُتط هر ،ل ا ُل ْ
َس ْهوِهِ ب عد سل ِم الِما ِم فل يتحمّل هُ لنقِضا ِء القُ ْدوَةِ .ولو ظنّ الأمو مُ سل َم الِما مِ
فسّلمَ فبانَ خلفُ ظَنّهِ سَّلمَ معه ول سجود ،لنه َس ْهوٌ ف حا ِل القُ ْدوَةِ.
[فرع] :لو َتذَكّرَ الأمو مُ ف تش ّهدِ هِ تر َك ُركْ نٍ غي نية وتكبية ،أو شكّ فيه ،أتى
جدْ ف التّذكّ ر لوقو عِ سهوِهِ حا َل القُدوَةِ .بل فِ ب عد سلمِ إمامِ هِ بركعَةٍ ول ي س ُ
ع الِمامِ ،أو ف أنّهالشّكّ لِفِعِْل ِه بعدها زائِدا بتقديرٍ .ومِنْ ُثمّ لو َشكّ ف إدراكِ رُكو ِ
أدرَ كَ ال صّلةَ مع هُ كامِلَةً أو ناقِ صَةً رَكْعَة ،أ تى بركعَةٍ و سجَ َد في ها لوجودِ شَكّ هِ
ويفوتس سسجودُ السسهوِ إن سسّلمَ َعمْدا ،وإن ُ الَقْتَضِي للسسّجو ِد بعدَ ال ُقدْوَةِ أيضا.
جدَ صارَ عائِدا إل ال صل ِة فيج بُ أن ب الفَ صْلُ ،أو َسهْوا وطالَ عُرْفا .وإذا س َ قَرُ َ
يعُيدَ السلمَ ،وإذا عا َد الِما مُ لَزِ مَ الأمو مُ الساهي ال َعوْد ،وإل بطلت صلتُه إن تع ّمدَ
وعَِلمَ .ولو قامَ السبوقُ لِيُِتمّ فَيَلْزَمهُ ال َعوْدُ لتابَعَةِ إمامِهِ إذا عادَ.
جدَ الِما مُ بعدَ فرا غِ الأمو مِ الوافَ قِ من أق ّل التش ّهدِ وافَقَ هُ وُجوبا ف
[تنبيه] :لو َس َ
السجودِ ،أو قبلَ أقلّ هِ تابَعَ هُ وُجوبا ،ث يُِتمّ تَشهّدَه( .ولو شَكّ بعد سلمٍ ف) إخللِ
سيِ (َتحَرّمٍس ل ُيؤَثّرْ) وإل لَعَسُسرَ وشَقّ ،ولن شَرْطٍس أو تَرْكِس (فَرْضٍس غيسنِيّةٍ و) تك ب
صحّةِ. الظا ِهرَ َمضِيّها على ال ّ
58
أما الشكّ ف النيّةِ وتكبيَةِ الِحرا مِ فُيؤَثّر على الُعَْت َمدِ ،خلفا لن أطالَ ف َعدَ مِ
ب البِناءُ ما ل يَطُل ج بالشّكّ ما لو تَيَقّ نَ تَرْ َك فَرْ ضٍ ب عد سل ٍم فيج ُ الفَرْ قِ .وخر َ
الفَصْلُ ،أو يَطَأ َنجِسا ،وإن اسَتدْبَرَ القِبْلَة أو تكلّمَ أو َمشَى قليلً .قال الشيخ زكريا
جدِ .والَرْجِ عُ ف طُو ِل الفَ صْ ِل وقِ صَرِهِ إلسِ ف شرح الروض :وإن خرَ جَ من والَ ْ
العُرْ فِ .وقيل :يعتبَ ُر القِ صَرُ بالقَ ْدرِ الذي نُ ِقلَ عن النب ف خبِ ذي الَيدَيْ نِ ،والطولُ
جدِ ،وراجَ عَ ذا اليَدَيْن،سِبا زادَ عليه .والنقولُ ف الََبرِ أنه قا مَ و َمضَى إل ناحِيَةِ الَ ْ
وسألَ الصّحابَةَ .انتهى .وحكى الرافِعِيّ عن الُبوَيْطِي أن الفَصْلَ الطويلَ ما يزيدُ على
قَ ْدرِ رَكْعَةٍ ،و به قال أ بو إسحاق .و عن أب هُرَيرة أن الطوي َل َقدْرَ ال صّلةِ ال ت كان
فيها.
59
ُصسلَ :نيةُ سسجو َد التّلوَةِ ،وتكسبيُ َتحَرّمسٍ ،وسسجو ٌد كسسجو ِد وفروضُهسا لغيِ م َ
جدَ وَ ْجهِي لِلذي خَلَ َق هُ و صَ ّورَهُ وشَقّ َسمْعَهُ
الصلةِ ،وسلمٌ .ويقو ُل فيها َندْباَ :س َ
ح ْولِهِ وُقوّتِهِ ،فتبارَكَ اللّهُ أ ْحسَن الَالِقِيَ.
وَبصَرَهُ ِب َ
(ف صل) :ف مبطلت ال صلة (تَْبطُ ُل ال صّلةُ) فَ ْرضُ ها ونَفْلُ ها ل صومٌ واعتِكا ٌ
ف
(بنِيّةِ قَطْعِ ها) وتعلي قه ب صولِ شي ٍء ولو مُحالً عادِيا( .وتردّد ف يه) أي القَطْع ،ول
مُؤا َخذَةَ ِبوَ سْواسٍ قَهْرِ يّ ف ال صّل ِة كالِيا نِ وغيه( ،وبفع ِل كثيٍ) يقينا من غ ي
جنسِ أفعالِها إن صَ َدرَ مّنْ عَلِمَ تريَهُ أو َجهِلَه ول يُ ْع َذرْ حالَ كَونِهِ (ولءً) ُعرْفا ف
لوْ فِ ونَفْ ِل ال سّفَرِ ،بل فِ القليلِ كخطوتي وإن اتّ سَعتا حيث ل وَثْبَة، غيِ ِشدّةِ ا َ
ع فيها بطلت صلتُه، صدَ ثلثا متوالِيَةً ث فَعَلَ وا ِحدَةً أو شَ َر َ
والضّرْبَتي .نعم ،لو قَ َ
والكثيُر الُتفرّقُ بيثُ يُعدّ كلّ مُنقطِعا عما قَبْلَه .وَ َح ّد البَغَوِيّ بأن يكون بينهُما قَدرُ
سهْوا) والكثيُ ركع ٍة ضَعيفسٌ ،كمسا فس الجموعسِ( .ولو) كان الفِعْلُ الكثيُ (س َ
(كثلثِ) َمضْغاتٍ و (خُطُواتٍ تَوالَتْ) وإن كانت بقدْرِ خُ ْطوَةٍ مُغْتَفرةٌ ،وكتحْريكِ
رأ ِس ِه ويدَيْ ِه ولو معا والَ ْط َوةُ بفتح الاءِ الَرّةُ ،وهي هنا نَقْ ُل رِ ْجلِ الِما مِ أو غيِ هِ،
شرحس
ُبس َفخَطْوتان .كمسا اعت َمدَه شيخنسا فس ِ فإن نَ َقلَ معهسا الُخرى ولو بل تعاق ٍ
ح الِرشادِ وغيِه أن نَقْ َل رِ ْجلٍ مع نَ ْقلِ الُخرَى الِنْها جِ .لكن الذي جَزَ مَ به ف شر ِ
ب َفخَطْوتا نِ بل نِزا عٍ .ولو إل مُحاذاتِها ولءُ خَطوَ ٍة فقط ،فإن نَقَلَ كلً على التّعاقُ ِ
شَكّ فس فِعْلِ أقليلٍ أو كثيٍ فل بُطلنسَ .وتبطسل بالوَثْبَةِ وإن ل تَتعدّدْ( .ل) تبطسل
(بركا تٍ خفيفَةٍ) وإن كَثُرَت وتوالَ تْ ،بل تُكْرَه( ،كََتحْرِي كِ) أ صَْبعٍ أو (أصاِبعٍ) ف
60
سسْبحَةٍ مسع قرارِ كَفّهس( ،أو جَفْنسٍ) أو شَفَةٍ أو َذكْرٍ أو لِسسانٍ ،لناس تابِ َع ًة َكس أو َح َ
لِمَحالّ ها الُ سْتَقِرّ َة كال صابعِ .ولذلك ب ثَ أن ح َركَةَ الل سانِ إن كا نت مع تويلِ هِ
عن ملّ هِ أبطلَ ثل ثٌ من ها .قال شيخ نا :و هو ُمحَْتمَلٌ .وخر جَ بال صابعِ الكَفّ،
فتحرِيكُ ها ثلثا ولءٌ مُبْ ِطلٌ ،إلّ أن يكون به جَ َر بٌ ل ي صبِر مَعَه عادَةً على َعدَ مِ
الَكّ فل تب طل لِلضّرورَةِ .قال شيخ نا :ويؤ َخذُ م نه أن من ابْتُلِ يَ بركَةٍ اضطرارِيّةٍ
ينشأُ عنها َعمَ ٌل كثيٌ سُومِ َح فيه .وإمرا ُر اليَدِ َورَدّها على التّوالِي بالَكّ مرةٌ وا ِحدَةٌ،
ِعس الَكّ مرةٌ واحِدةٌ .أي إن اتّصسلَ صسدْرِهِ وَوضْعُهسا على َم ْوض ِ وكذا َرفْعُهسا عسن َ
أ َحدَهُما بالخَرِ وإل فَكُلّ مَرّةٌ ،على ما استظهَرَهُ شيخنا( .وبُِنطْقٍ) َعمْدا ولو بإكْراهٍ
(ِبحَ ْرفَيْ نِ) إن تواليا كما استظهره شيخنا من غ ِي قُرآ نٍ و ِذكْرٍ أو دُعاءٍ ل يُقْ صَدْ با
صدَ مُجرّدَ التّفهيمِ ،كقولِهِ لن استأذنوه ف الدّخول{ :ا ْدخُلوها بِسَلمٍ آمِِنيَ} فإن قَ َ
القراءَة أو ال ّذكْرَ َو ْحدَ هُ أو مع الت نبيهِ ل تَبْطُل ،وكذا إن أطَْل قَ .على ما قاله َجمْ عٌ
ص َورُ مُتقدّمون .لكن الذي ف التحقيق والدّقائِ قِ البُطل نُ ،وهو الُعَْت َمدُ .وتأت هذه ال ّ
لهْرِ بتكْبيِ النْتِقالِ من الِما مِ الرْبعة ف الفَتْ حِ على الِما مِ بالقُرآ نِ أو ال ّذكْرِ ،وف ا َ
والُبَلّ غِ .وتبطُل بَ ْرفَيْ نِ( ،ولو) ظهرا ( ف تََنحْنُ حٍ لِغَيْرِ تَع ّذرِ قِرا َءةٍ واجِبَةٍ) كفاتِحَة،
ب َقوْلِيّ كتشهّدٍ أخيٍ وصَلةٍ فيه فل تبطل بظهورِ حَ ْرفَيْنِ ف تََنحْنُحٍ ومثلَها كل واجِ ٌ
حوِه) ك سْعَالٍ وبُكاءٍ وعطا سٍ وضحِ كٍ .وخر جَ لتع ّذرِ ُركُ ٍن َقوْلِ يّ( ،أو) َظهَرا ف (َن ْ
ُحس لتع ّذرِ قراءَةٍ مَسسنونَةٍ، حرفانس فس تنحن ٍِ بقول لِغيِ تَع ّذرِ قراءةٍ واجِبةٍ ،مسا إذا َظهَرَ
لهْرِ بالفاتِة ،فتبطسل .وبثس الزركشيّس جوازَ التنحنحِس كالسسّورَةِ أو القُنوتِس أو ا َ
ُهس للمُفْطِرِ أيضا صسوْمَهُ .قال شيخنسا :ويتّج ِه جواز ُ ِخراجس نَخامَةٍ تُبْ ِط ُل َ
ِ للصسائِمِ ل
ِخراجس
ِ ُهس للمُفْطِرِ أيضا ل
صسوْمَهُ .قال شيخنسا :ويتّجِه جواز ُ ِخراجس نَخامَةٍ تُْبطِ ُل َ
ِ ل
حدّ الظاهِرِ ول يكِنْ هُ إخراجُ ها إلّ به .ولو تنحنَح نَخامَةٍ تُبْطِل صلتَه بأن نَ َزلَ تْ ِل َ
إمامُه فبا نَ منه حَرْفا نِ ل َيجِب مفارَقَتَ هُ لن الظاهِرَ َتحَ ّرزُ هُ عن الُبْ ِطلِ نعم ،إن َدلّ تْ
ت مفارَقَتُ هُ ،كما بثه السبكي .ولو ابتُلِ يَ شخ صٌ قرينَةُ حالِ هِ على عدَ مِ عُذرِ هِ َوجَبَ ْ
61
سعْ ال صّلةَ بل سُعالٍ مُْبطِلٌ .قال بنحوِ سُعالٍ دائِ مٍ بيث ل َيخْ ُل زَمَ نٌ من ال َوقْ تِ يَ َ
شيخنا :الذي يظهَرُ العَ ْفوُ عنه ،ول قضاءَ علي هِ لو شُفِ يَ( .أو) بِنُط قٍ (بر فٍ مُ ْفهِ مٍ)
ِحرفس مدودٍ ،لن ا َلمْدودَ فس القيقَةِ حرفانسِ .ول تبطَلُ ٍ عس و فسِ ،أو ب ك:ف و ِ
الصّلةُ بتلَفّ ِظهِ بالعرَبِيّةِ بِقُرْبَ ٍة توقفَتْ على اللّفْظِ كََنذْرٍ وعَتْقٍ ،كأن قالَ :نذَرْتُ لِزَيدٍ
صوْمٍ أو اعتكِافٍ لنا ل تتوقّفُ على بألٍف أو أعْتَقْتُ فلنا .وليس مثلُهُ التلَفّظُ بنيةِ َ
اللف ظِ فلم َتحْتَ جْ إل يه ،ول ِبدُعاءٍ جائِ ٍز ولو لغيِ هِ بل تعلي قٍ ،ول خطا بٍ لَخلو قٍ
فيهما ،فتبطلُ بما عند التعليقِ كإن شَفَى اللّهُ مَرِيضِي فَعَليّ عَتْ ُق َرقَبَةٍ ،أو الّل ُهمّ اغْفِرْ
ِهس على ملوقس غيس النسب ولو عندَ سسا ِعهِ لِ ِذكْر ِ ِ خطابس
ِ إنس شِئْتسَ .وكذا عندَ لِي ْ
الوْجَهِ ،نو َنذَرْتُ لك بكذا ،أو رَ ِحمَكَ الّلهُ ،ولو ِلمَيّتٍ .ويُسَنّ ِلمُصَلّ سُّلمَ علي هِ
َراغس منهسا باللّفظسِ .ويوزُ الرّدّ الرأسس ولو ناطِقا ،ثس بعدَ الف ِ ِ الرّ ّد بالِشارَ ِة باليدِ أو
شمِي تُ برَ ْحمَ ِة ال .ولغيِ مُ صَ َل رَدّ سلمٍ تلّل مُ صَلَ ،ولن بقولِه :علي هِ ال سّلمُ ،كالّت ْ
س ِمعَ نف سَهُ( .ل) تبطُل (بي س ِي نوَ تََنحْنُ حٍ) عُرْفا (لغل بة) حمَدَ ويُ ْ س في ها أن َي ْ عَ َط َ
عل يه( ،و) ل بِيَ سيِ (كل مِ) عُرْفا كالكَِلمَت ي والثلث .قال شيخ نا :ويظهَرُ ضَبْ طُ
س ْهوٍ) ،أي مع َس ْهوِهِ عن كونه ف الصلةِ بأن نَ سِيَ أنه فيها، الكَِلمَةِ هنا بالعُرْ فِ (بِ َ
جوّزي َن النّ سْخَ ث لنه لا سَّلمَ من ركعتيِ تكلّ مَ بقليلٍ معتَقِدا الفراغ وأجابوه به ُم َ
بَنَى هو و هم علي ها .ولو ظَنّ بُطلَن هُ بكلمِ هِ القليلِ َسهْوا فتكلّ مَ كثيا ل يُ ْع َذرْ.
سهْ ٍو كثيُهُ ما فتبطُلُ بِكَثْرَِتهِ ما ،ولو م عَ َغلَبَةٍ وخرج بي سيِ تنحنُ حٍ لغَلَبَ ٍة وكَل مٍ بِ َ
و َس ْهوٍ وغيِ هِ( ،أو) مع ( سَْبقِ لِسانٍ) إليه( ،أو) مع ( َجهْلِ تَحرِيِ هِ) أي الكلم فيها
(لِقُرْ بِ إسلمٍ) وإن كان بي السلمي( ،أو بُ ْعدٍ عن العُلَماءِ) أي َعمّ نْ يُعِر فُ ذلك.
ولو سَّلمَ ناسيا ث تكَلّ مَ عامِدا أي يسيا أو َجهَلَ تريَ ما أتى به مع ِع ْلمِ هِ بتحريِ
جن سِ الكل مِ أو كو نِ التنحنُ حِ مُبْطِلً مع عِ ْلمِ هِ بتحريِ الكل مِ ،ل تبطلْ ِلخَفاءِ ذلك
سسهْوا وإن ل ِهس وإن قلّ ،وأكْ ُل كثيٍ َ على العَوام( .و) تَبْطلُ (ِبمُفْطِرٍ) وصسلَ ِلجَ ْوف ِ
حدّ الظا ِهرِ من فَمِ هِ ،أو رِيقا يَب ُطلْ ب هِ ال صّوْمُ ،فلو ابتل عَ نَخامَةً َن َزلَ تْ من رأ سِهِ لِ َ
62
حمْرَةِ ن و تنبلٍ ،بطلت .أ ما الك ُل مُتََنجّ سا بن حو دَ مِ لَثّتِه ،وإن ابْيَضّ ،أو مُتَغيّرا ِب ُ
القليلُ عُرفا ول يَتَقّيدُ بنحوِ ُس ْمسُمَةٍ من ناسٍ ،أو جاهلٍ معذورٍ ،ومن مغلوبٍ ،كأن
نزلَتْ نامَتُه لدّ الظاهِرِ و َعجِزَ عَن مّها ،أو جَرَى ريقُهُ بطعامٍ بيَ أسناِنهِ وقد َعجِزَ
عن تييزِهِ و َمجّهِ ،فل َيضُرّ لِل ُعذْرِ.
(و) تب طل (بزيادَ ِة رُك ٍن فِعْلِ يّ َعمْدا) لغ ي مُتابَعَةٍ ،كزِيادَ ِة ركو عٍ أو سُجودٍ وإن
ل يَطمَئِن فيه .ومنه كما قال شيخنا :أن ينحن الالسُ إل أن تا ِذيَ جبهَتُه ما أمامَ
ركبتَيْ ِه ولو لتح صيلِ َت َورّكِه ،أو افتراشِ هِ الندو بِ ،لن الب ِطلَ ل يُغْتَفَرُ لِلمندو بِ.
ويغتفَرُ القعودُ اليسيُ بقدرِ جَ ْلسَةِ الستراحَةِ قب َل السجودِ ،وبعد َسجْد التلوَةِ ،وبعد
سلمِ إمامٍ مسبوقٍ ف غي م ّل تش ّهدِهِ .أما وقوعُ الزيادَة سهوا أو َج ْهلً ُع ِذرَ به فل
َيضُرّ ،كزيا َدةِ سُنّةٍ نو َرفْ عِ اليدين ف غي ملّ هِ ،أو رُكْ ٍن قولِ يّ كالفاِتحَةِ ،أو فِعْلِ يّ
ج َد ق بل إمامِ هِ ث عادَ إل يه( .و) تبطلُ (باعتقادِ) أو ظنّ للمُتابَعَةِ ،كأن َركَ عَ أو َس َ
(فَرْضسٍ) مُعَيّنٍس مسن فروضهسا (نَفْلً) لِتَلعُبِهسِ ،ل إن اعتَ َقدَ العامّيّ نَفْلً مسن أفعالِهسا
صدَ بِفَر ضٍ مُعَيّ ِن النّفْلِيّةَ،
فَرْضا ،أو عَلِ مَ أن فيها فَرْضا ونَفْلً ول ُيمَيّزْ بينهما ،ول ق َ
ول إن اعتَقَدَ أن الك ّل فروضٌ.
[فرع] :لو أخ َبهُ َعدْ ٌل روايَة بنحو َنجَ سٍ أو َكشْف عورَةٍ مُبطِلٍ لَزِمَ ُه قبولُه ،أو
ِبس فَ ْرضَهسُ)
ِبس لِمُنْفَرِدٍ رأى جا َعةً) مشروعَةً (أن يقل َ
كلمس مُبْطلٍ فل( .وُند ٍَ بنحسو
الاضِرَ ل الفائِ تَ (نفلً) مُطْلَقا ،ويُسّلمَ من رَكعتَي) إذا ل يَقُ مْ لِثالِثَةٍ ،ث يدخُل ف
63
الماعَةِ .ن عم ،إن َخشِ َي َفوْ تَ الماعَةِ إن َتمّ مَ ركعت ي ا سُتحِبّ له قَطْ عُ ال صل ِة
واستئنافُها جاعَةً .ذكرَ هُ ف الجمو عِ .وب ثَ البلقينّ أنه يسلّم ولو من َركْعَةٍ ،أما
ش َفوْتَ الَماعَةِ ث يدخُل ف الَماعَةِ.
خ َ إذا قامَ لثالِثَةٍ أتّها َندْبا إن ل َي ْ
(ف صلٌ) :ف الذان والِقا مة ه ا لُغَةً :الِعل مُ .وشرعا :ما عُ ِر فَ من اللفا ِ
ظ
الَشهورَ ِة فيه ما .وال صلُ فيه ما الِجا عُ ال سبوقُ برؤيَةِ عبدِ ال بن زيدٍ الشهورَة
جمَع النا سَ ،وهي كما ف سُنَنِ أب داود :عن عبد ال أنه قال: ليلَ َة تشاوروا فيما َي ْ
لمْ عِ ال صلةِ ،طا فَ ب وأ نا نائِ مٌ "ل ا أَمَ َر ال نبّ بالناقو سِ يُ ْعمَلَ لُِيضْرَ بَ به للنا سِ َ
رج ٌل يمِ ُل ناقوسا ف َيدِ هِ فقل تُ :يا عبد ال أتبي ُع النّاقو سَ؟ فقال :وما تَ صَْنعْ به؟
فقل تَُ :ندْعو به إل ال صّلةِ .قالَ :أوَ ل أ ُدلّ كَ على ما هو خيٌ من ذلك؟ فقلت له:
بَلَى .فقال :تقول :الّل هُ أكَبُر اللّ هُ أكبَرُ ،إل آخِر الذا نِ .ث استأخَرَ عن غيَ بعيدٍ ث
ّهس أكبَرُ ،إل آخرِ الِقامَةِ ...فلمسا ّهس أكبَرُ الل ُ
ْتس إل الصسّلةِ :الل ُ قال :وتقول إذا قُم َ
حتُ أتي تُ ال نبّ فأ خبْتُه ب ا رأي تُ فقال" :إنّ ا لرؤْ يا حَقّ إن شاءَ اللّ هُ .قُ مْ مع أ صَْب ْ
صوْتا مِْنكَ" .فقمتُ مع بل ٍل فجَعلتُ بللٍ فألْقِ عليه ما رأيْتَ فلُيؤَذّنْ به فإنّهُ أْندَى َ
ألقي هِ عليه فيؤذن به .فس ِمعَ ذلك عمرُ ب نُ الطا بِ وهو ف بيِت ِه فخَرَ جَ َيجُرّ رداءَ هُ
ّهس رأيتس مثلَ مسا رأى .فقال" :فَلِل ِ
ُ َكس بالَقّ يسا رسسول ال لقدْ ويقول :واّلذِي بَعَث َ
لمْدُ" .قيل :رآها بضعَةُ َعشَر صحابيا .وقد يُسَ ّن الذانُ لِغَيْرِ الصلةِ ،كما ف أُذُنِ اَ
الَهمو مِ والَ صروعِ وال َغضْبا نَ ،و من ساءَ ُخلُقَ هُ من إن سانٍ أو بيمَةٍ ،وع ند الَري قِ،
وعنسد تَ َغوّلِ الغِيلنِس أي تَرّدِ الِنّ .وهسو والِقامَةُ فسأُذُنس الولودِ وخَلْف الُسسافِرِ
(أذانس وإقامَةٌ) ِلخَبَرِ الصسحيحي" :إذا ْضس ٌ ويصسلُ بفِعْ ِل البَع ِ
َ ُسسنّ) على الكِفايَةِ.
(ي َ
َحضَرَت ال صلةُ فليُؤذّ نْ لكُم أح ُدكُ مْ"ِ( .ل َذكَ ٍر ولو) صَبِيّا ،و (مُنْفَرِدا وإن َسمِعَ
أذانا) من غيِ هِ على الُعَْتمَدِ ،خِلفا لا ف شر حِ مُسلِم .نعم ،إن َس ِمعَ أذا نَ الماعَةِ
َهس (ِلمَكتوبَةٍ) ولو فائِتَةٍ دون غيِهسا، ُسسنّ له على ا َلوْج ِ سل ي َ وأرادَ الصسلةُ معهُم ْ
64
كالسّنَنِ وصلةِ النازَةِ والَنْذورَةِ .ولو اقتصَرَ على أ َحدِهُما لَِنحْ ِو ضِيقِ َوقْتٍ فالذا ُن
ِصسبْ ٍح واحدٍ قبلَ ال َفجْرِ ،وآ َخ ُر بعدَه ،فإن اقتصسَر فالوْل أذانانس ل ُ
ِ ُسسنّ
َأ ْولَى بسه .وي َ
جمُعَةِ ،أحدُهُ ما ب عد صُعودِ الَطي بِ الِنْبَرَ .وال خر الذي قبلَ هُ إن ا بعدَه .وأذانان لل ُ
أ ْحدَثَ هُ عثما نُ رَضِ يَ اللّ هُ عن هُ لّ ا كَثُ َر النّا سُ ،فا سِتحْبابُه ع ند الا َجةِ كأن َت َوقّ فَ
حضورُهُم عليه ،وإل لكانَ القِتصارُ على التّباع أ ْفضَلُ( .و) سُنّ (أن ُيؤَذّنَ لِلُول)
فقط (من صَلواتٍ تَوالَت) كفوائِتَ وصلتَيْ َجمْ ٍع وفائِتَةٍ ،وحاضِرَةٍ دَ َخلَ َوقْتُها قبلَ
شُروعِ هِ ف الذا نِ( .ويُقي مَ لكل) منها للتّباع( .و) ُسنّ (إقامَةٌ لنثى) سِرّا ،وخُنْثَى
فإن أذّنَت للنّ ساءِ سِرّا ل يُكْ َر هُ ،أو َجهْرا حُرِ مَ( .ويُنادَي لِجماعَةِ) مشروعَةٍ ( ف
نَفْلٍ) كعيدٍ وتراو يح وو تر ُأفْرِدَ عن ها برمضان وكُ سوفٍ( .ال صّلةُ) بِنَ صِْبهِ إغراءٌ،
ُهس خ َبا للمَذكورِ .وُيجْزِىءُ :الصسّلةُ َصسبِه حالً ،ورفْع ُ ورفْع ُه مُبْتَدأ( ،جامِعَةٌ) بِن ْ
ال صلةُ ،وهَُلمّوا إل ال صلةِ .ويُكْرَ هُ :حَيّ على ال صّلةِ .وينب غي َندْبُ هُ ع ند دُخولِ
ج بقول ِلجَماعَةٍ ما ل الوقْ تِ وعن َد ال صّلةِ ليكو نَ نائِبا عن الذا نِ والِقامَةِ وخَرَ َ
يُسَ ّن فيه الَماعَةُ وما فُعِ َل فَرادَى ،وبِنَفْلٍ مَنْذورَةٌ وصَلةٌ جنازَةٌ( .وشُرِطَ فيهما) أي
ف فيهما ،للتّباع .فإن عَكَ سَ ولو ف الذا نِ والِقامَةِ( .ترتي بٌ) أي الترتي بُ الَعْرو ُ
نا سِيا ل يَ صُح وله البِناءُ على الُنْتَظ مِ منهما .ولو تَرَ كَ بعضَهُما أتى به مع إعا َدةِ ما
بعدَهُ( .وولءٌ) بي كلماِتهِمَا .نعم ،ل َيضُرّ يسيُ كلمٍ وسُكوتٌ ولو َعمْدا .ويُسَنّ
ِسس إل الفراغسِ. وتشميتس العاط ِ
َ ح َمدَ سسِرا إذا عَطَسسَ ،وأن يُؤخّرَ ردّ السسل ِم أن َي ْ
(و َجهْرٌ) إن أذّ نَ أو أقا مَ (ِلجَماعَةٍ) ،فينبغي إساعُ وا ِحدٍ جيع كلماتِ هِ .أما ا ُلؤَذّ نُ أو
الُقي مُ لِنَفْ سِهِ فيكفي هِ إساعُ نف سِ ِه فقط( .ووق تٌ) أي دُخوله (لغي أذا نِ صُبْحٍ) لن
ذلك للِعْلمِ ،فل يوزُ ول َيصُ ّح قَبْلَهُ.
أ ما أذا نُ ال صّبْ ِح فَيَ صُحّ من ن صفِ لَيْلٍ( .و سُنّ تثوي بٌ) لذانَ يْ ( صُبْحٍ ،و هو أن
يقو َل بعدَ الَيْ َعلَتَيْنِ :الصّلةُ خيٌ من النّومِ ،مرّتَْينِ) .ويَُثوّب لذانِ فائِتَةِ صُبْحٍ ،وكُرِهَ
65
لغيِ صُبْحٍ( .وتَرْجِيعٌ) بأن يأتِيَ بِ َكِلمَت الشّهادَتيِ مرتي سِرا ،أي بِحيث يُسْ ِمعَ مَ ْن
لهْرِ بما للتّباع ،ويَ صُحّ بدونِ هِ( .وجَ ْعلُ مْ سَّبحَتَيْه بِ صُماخَيْه) قَرُ بَ منه عُرْفا قبلَ ا َ
صوْتِ به، صوْتِ .قال شيخنا :إن أرا َد رَفْ َع ال ّ ف الذا نِ دو َن الِقامَةِ ،لنه أ ْجمَ عُ لِل ّ
وإن تَع ّذرَت يدٌ جَعَلَ الخْرَى ،أو سسُبابَةٌ سُسنّ جَ ْعلُ غيِهسا مسن بَقِيّةِ الصسابِعِ( .و)
سُنّ (فيهما) أي ف الذا نِ والِقامَةِ (قيا مٌ) وأن يؤذّ نَ على موضِ عٍ عالٍ ،ولو ل يَكُ نْ
جدِ منارَةٌ سُنّ بِ سَ ْطحِهِ ث بِبابِ هِ( .وا ستِقْبالٌ) لِلْقِْبلَةِ ،وكُرِ هَ تَرْكُه( .وتويلُ
سِ لِلمَ ْ
وَ ْجهِ هِ) ل ال صّدْر (فيهما يَمينا) مَرّة (ف حَيّ على ال صّلةِ) ف الرتي ،ث يَرُدّ وَ ْجهَ هُ
لِلقِبلَةِ (وشِمالً) مَرّة ( ف حَيّ على الفَل حِ) ف الرت ي ،ث َيرُدّ وَ ْجهَ هُ لِلقِبلَةِ .ولو
لطْبَةِ أو ِلمَن يؤذّ ْن لنفسِهِ .ول يلت ِفتْ ف التّْثوِيبِ ،على نِزاعٍ فيه. لذانِ ا ُ
صوْتِ بالذا نِ ِلمُنْفَرِ ٍد فو قَ ما يُ سمَع نف سَهُ ،ول ن يُؤذن [ت نبيه] :يُ سَ ّن رَفْ عُ ال ّ
سمِع واحدا منهُم ،وأن يبالِغَ كلّ ف َجهْرٍ به للمْرِ به ،وخَ ْفضُه به لماعَةٍ فوق ما يُ ْ
ف مُصَلّى أقيمَت فيه جاعَ ٌة وانصَرَفوا ،وتَرتيلُه ،وإدراجُ الِقامَةِ ،وتسكيُ راءِ التكبيِ
الُول .فإن ل يَفْعَلْ فالف صَ ُح الضّ مّ .وإدغا مُ دالِ ممدٍ ف را ِء رَسولِ الّل هِ لن تَركَه
من اللّح نِ الَفِ يّ .وينبغي النّطْ قُ باءِ الصلةِ ،ويُكْرَهان من ُمحْدِ ثٍ وصبَ وفاسقٍ.
ول يَ صُحّ نَ صْبُه ،وها أفضل من المامة لقوله تعال{ :وَمَ نْ أحْ سَنُ قَ ْولً ِممّ نْ دَعا
إل اللّ هِ} قالَ تْ عاِئشَةُ رَضِ يَ اللّ هُ عن ها :هُ مُ ا ُلؤَذّنو نَ .وقيلَ :هِي أفضَلُ مِنهُ ما،
وفُضِلَتْ من أ َحدِهِما بل نِزاعٍ( .و) سُنّ (لسامِعِهما) سَماعا ُيمَيّز الُروفَ ،وإل ل
يُعَْتدّ بِسسَماعِهِ كمسا قال شيخنسا .آخرا (أن يقو َل ولو غيَ مُتَوضّىءٍ) أو جُنُبا أو
حائِضا خلفا للسبكي فيهما أو مُ سْتَْنجِيا فيما يظهر( ،مثل قولما إن ل يَ ْلحَنا لنا
سمَعْه .ولو يُغَيّر الَعْن) .فيأت بِ ُكلّ كلمةٍ عَ ِقبَ فراغِهِ منها ،حت ف الترّجيعِ وإن ل َي ْ
ب فيه وفيما ل يَ سْمَعْه .ولو تَرَتّ بَ الؤذنون أجا بَ الكُلّ ولو ض الذا نِ أجا َ َس ِمعَ بع َ
َعس للِجابَ ِة القرا َءةَ والذّكْ َر والدّعاءَ.
ْكس إجابَ ِة الوّل .ويَقط ُ
َهس تَر ُ
بعدَ صسلِتهِ .ويكر ُ
66
ب الفَصْلُ ،ل وتُكْرَهُ لِمُجامِ ٍع وقاضي حَاجَةٍ ،بل ُيجِيبان بعدَ الفرا غَِ ،كمُصَلَ إن قَ ُر َ
حمّا مٍ ،ومن َبدَنَه ما عدا فَمِه َنجِ سٌ وإن وَ َجدَ ما يتطهّر به( .إلّ ف حَيْعل تٍ لِمَ نْ ِب َ
فَُيحَوْقِل) الُجي بُ ،أي يقو ُل في ها :ل َحوْ َل ول قُوّة إل باللّ ِه العَليّ العظي مِ .أي ل
حوّلَ عن مع صِيَةِ ال إل ِب ِه ول ُقوّةَ على طاعَِت هِ إل ِبمَعونَتِه( .ويُصدّق) أي يقول: َت َ
صس َد ْقتَ وَبَ َررْتسَ ،مرتيس .أي صسرتَ ذا بُرَ ،أي خ ٍي كثيٍ( .إن ثوّبسَ) أي أتسى َ
بالتّثوي بِ ف ال صّبحِ .ويقول ف كَِلمَ ت الِقامَةِ :أقامَ ها اللّ هُ وأدامَ ها وجَعَلَ ن من
صاِلحِي أ ْهلِ ها( .و) سُنّ (ل كل) من مُؤذّ نٍ ومُقي مٍ و سامَعِهما (أن يُ صَلّيَ) ويُ سَّلمَ
(على ال نب) (ب عد فَراغِه ما) ،أي بعدَ فرا غِ كل مِنُه ما إن طالَ فَ صْلٌ بيَنهُ ما ،وإل
فيكفِي لما دعاءٌ وا ِحدٌ( .ث) يقولُ كلّ منهم رافِعا يدَيْه( :الل ُهمّ ر بّ هذ ِه الدعوَة)
حمّدا الوَسِيَلةَ أي الذانِ والِقامَةِ( ،إل آخ ِرهِ) .تتمّتُهُ :التّامّة والصّلةُ القاِئمَةِ ،آتِ ُم َ
وال َفضِيلَ َة وابْعَثْ هُ مَقاما َمحْمودا الذي وَ َعدْتَ هُ .والوَ سيَلةُ هي أ ْعلَى درَجَةٍ ف النّةِ.
والقامُ الحمودُ مقامُ الشّفاعَ ِة ف فَصْلِ القضاءِ َيوْم القيامَةِ.
ويُسنّ أن يقولَ بعد أذا نِ الَغرِ بِ :اللهّم هذا إقبالُ ليلِ كَ وإدبارُ نارِ كَ وأصوا ُ
ت
دُعاتِكَ فاغْفِرْ ل .وتسنّ الصلةُ على النبّ قبل الِقامَةِ ،على ما قاله النوويّ ف شرحِ
الوَ سِيطِ ،واعت َمدَهُس شيخ نا ابسن زياد ،وقال :أ ما قبلَ الذان فلم َأرَ ف ذلكَس شيئا.
سنّ ممدٌ ر سولُ الّل ِه بعدَهُ ما. وقال الش يخ ال كبي البكري أن ا تُ سَنّ قبَلهُ ما ،ول يُ َ
حبّ أن يق َرأَ بي الذان والِقامَةِ آَيةَ الكُرْ سِيّ لِخَبِ" :إنّ قال الرّويان ف الَبحْرِ :يُ سَْت َ
مَنْ قرأَ ذلكَ بي الذانِ والِقامَةِ ل يُكَْتبْ عليهِ ما بي الصلتي".
[فرع] :أفت البَلْقين فيمَ ْن وافَ قَ فراغُ هُ من الوُضو ِء فَرا غَ الُؤذّ نِ ،بأنه يأت ِب ِذكْ ِر
الوُضوءِ لنه للعبادَة الت فرَغَ منها ،ث ب ِذكْ ِر الذانِ .قال :وحَسُنَ أن يأتِيَ بشهادَتَي
الوُضوءِ ث ِبدُعا ِء الذانِ لِتَعَلّقِ ِه بالنبّ ،ث بالدّعاءِ لِنَفسِهِ.
67
(فصل) :ف صلة النفل وهو لُغَةً :الزيا َدةُ .وشَرْعا :ما يُثابُ على فِعْلِهِ ول يُعاقَ ُ
ب
ب الفَرْ ضِ يَ ْفضُلُهحبّ والَنْدو بِ .وثوا ُ على َت ْركِ هِ .ويُعَبّرُ عنه بالتطوّ عِ وال سّنّةِ والُسْتَ َ
ص الفرائِ ضِ بسبعي درجَةٍ ،كما ف حدي ثٍ صحّحَهُ اب نُ خُزَْيمَة .وشُرِ عَ ليُ ْكمِلَ نَقْ َ
بل ولِيَقُومَ ف الخِرَةِ ل ف الدّنيا مُقامَ ما تُرِكَ منها لِعُ ْذرِ ،كنِسيانٍ ،كما نصّ عليه.
ضلُ الفرو ضِ ،ونَفْلُ ها ت البَدَ نِ ب عد الشهادت ي ،فَفَ ْرضُ ها أف َ ضلُ عبادا ِ وال صلةُ أف َ
أفضَ ُل النّوافِلِ .ويلي ها ال صّوْمُ ،فالَجّ ،فالزّكاةُ ،على ما جَزَ مَ به بعضُهُم ،وق يل:
أفضَلُها الزّكاةُ .وقيل :ال صّومُ .وق يل :الَجّ .وق يل غ ي ذلك .والل فُ ف الِكثارِ
صوْم َيوْ مٍ أفضَلُ من مِ نْ وا ِحدٍ أي عُرْفا مع القِت صارِ على ال َكدِ مِ نَ الخَرِ ،وإل فَ َ
رَكْعَتَي .وصل ُة النّفْ ِل قسمان :قسمٌ ل تُسنّ له جا َعةٌ كالرواتِ بِ التابِعَةِ لِلفرائِ ضِ،
و هي ما تأ ت آنفا( .يُ سَنّ) للخبارِ ال صّحيحَةِ الثابِتَةِ ف ال سّنَنِ (أربَ عُ ركعا تٍ قبلَ
عَ صْرٍ ،و) أربَ عٌ قبلَ ( ُظهْرٍ و) أربَ عٌ (بعدَ هُ ،وركعتان بعدَ مَغْر بٍ) وُندِ بَ و صُلهُما
بالفَرْضِ .ول يُ َفوّت فضيَلةَ الوَصْلِ بإتياِنهِ قبَلهُما الذّكْرُ الأثورُ بعد الكتوبَةِ( .و) بعدَ
(عِشاءٍ) ركعتان خفيفتان (وقبله ما) ،إن ل يشتَغِلْ ب ما عن إجابَةِ ا ُلؤَذّ نِ .فإن كان
ب ي الذا نِ والِقامَةِ ما يَ سَعهُما فَعََلهُ ما ،وإل أخّرَهُ ما( .و) ركعتان قبلَ ( صُبْحِ)،
ص فيهما ،لبِ مسلم وغيه ،ووردَ أيضا ويُسَنّ تفي ُفهُما .وقراءة الكافرون والِخل ِ
فيهما ألَ مْ َنشْرَ حَ ل كَ وَألَ مْ َترَ كَيْ فَ ،وأنّ مِن داوَ مَ على قراءَتِهما فيهما زالَ تْ عنه
لمْ ُع فيهما بيَنهُنّ لِتََتحَقّ َق الِتيانُ بالوارِدِ ،أخذا ما قالَ ُه النووي عِلّةُ البَواسِيِ ،فيُسَنّ ا َ
فس :إِنّيس ظََلمْتَس نَفْسسِي ظُلْما كَثيا كَبِيا .ولَم ْس يَكُن ْس بذلِكَس مُط ّولً لَهُمسا تطويلً
َبس السسنّةِ والتّباعسِ ،كمسا قاله شيخنسا ابسن حجسر وزياد .ويُنْد ُ ِجس عسن َحدّ ّ ُيخْر ُ
ِجاعس بيَنهُمسا وبيَ الفَرْض إن ل ُي َؤخّرْهُمسا عنسه ،ولو غيَ مَُت َهجّدٍ .وا َلوْل الضْط ُ
حوّلٍ.َكوْنُه على الشّقّ اليَنِ ،فإن ل َيرِدْ ذلك َفصَ َل بنحوِ كلمٍ أو َت َ
68
[ت نبيه] :يوزُ تأخيُ الرواتِ بِ القبلِيّةِ عن الفَرْ ضِ وَتكو نُ أداءً .و قد يُ سَنّ كأ ْن
َحضَ َر وال صّلةُ تُقا مُ أو قَرُبَ تْ إقامَتُها بي ثُ لو اشْتَغَلَ با يَفُوتُه َتحَرّ مُ الِمام فيُكْرَ هُ
الشروع في ها ،ل تقد ي البَعْدِيّة عل يه لِ َعدَ مِ دُخولِ َوقْتِ ها ،وكذا ب عد خُرو جِ ال َوقْ تِ
على ا َلوْجَهِ .وا ُل َؤكّدُ من الرّواتِبِ َعشْرٌ ،وهو رَكعتان قبلَ صُبْحٍ و ُظهْرٍ وبعدَهُ وب ْعدَ
مَغْربٍ وعِشاءٍ( .وِْترٌ) (و) يُسَنّ أي صَلُتهُ ،بعد العِشاءِِ ،لخَبَرِ" :الوِتْرُ َحقّ على كُلّ
مُسلِم" .وهو أفضَلُ من جي عِ الرّواتِ بِ لِلخِل فِ ف وُجوِب هِ( .وأقلّ ُه َركْعَةٌ) ،وإن ل
سس ِة العِشاءِ أو غيِهسا .قال فس الجموع :وأدْنس الكَمَال ثلث، يَتَقدّمْهسا نَفْلٌ مسن ُنّ
ُهس إحدَى عشرة) َركْعَة .فل يوزُ الزّيا َدةُ ِسسعٌ( .وأكثر ُفسسعٌ فَت ْ
خسس َْبٌ وأكمَلُ منسه
سحّ، س بالوِتْرِ ول يَْنوِ عددا ص َ عليهسا بِنّيةِ الوِتْرِ ،وإناس يَفْعَلَ الوِتْرُ أوتارا .ولو أحرَم َ
واقتَ صَرَ على ما شاءَ م نه على ا َلوْجَ هِ .قال شيخ نا :وكأنّ َبحْ ثَ بعضِهِم إلاقُ هُ
بالنّفْلِ الُطَْل قِ من أن له إذا َنوَى عددا أن يَزيدَ ويُنْقِ صَ َتوَ ّهمَ هُ من ذلك ،وهو غَلَ طٌ
صَريحٌ .وقوله :إنّ ف كل مِ الغزالّ عن الفَوْرانِ يّ ما يؤخَذ من هُ ذلك ،وَهْ مٌ أيضا،
كما يُعْلَ مُ من البَسيطِ .وَيجْرِي ذلك فيمَن أحرَ مَ ب سُنّةِ الظّه ِر الرْبَ عِ بنيةِ الوَ صْلِ فل
يوزُ له الفَ صْلُ بأن يُ سَّلمَ من رَكعت ي ،وإن نَوا هُ قب َل النّقْص ،خلفا ل ن وَهَ َم ف يه
أيضا .انت هى .ويوزُ ِلمَ نْ زادَ على ركعَ ِة الفَ صْلِ ب ي كل ركعت ي بال سلم و هو
أفضَلُ من الوَصْلِ بتش ّهدٍ أو تشهّدين ف الرّكعتي الخيتي ،ول يوزُ الوَصْلُ بأكثرِ
ف ا َلوْل ،فيما عدا الثلث ،وفيها مَكروهٌ لِلّنهْيِ عنه ف من تش ّهدَين .والوصلُ خِل ُ
خَبَرِ" :ول ُتشَّبهُوا الوِتْرَ بِصلِة الَغْ ِر بِ" .ويُ سَنّ لِمَ نْ أوْتَرَ بثل ثٍ أن يَقْ َرأَ ف الُول
سَبّحْ وف الثانِيَةِ الكافرون ،وف الثالِثَ ِة الِخل صِ والُ َعوّذَتَيْن للتّبا عِ .فلو أوْتَرَ بأكثَر
ث فيُ سَنّ له ذل كَ ف الثلثَ ِة الخيَةِ إن فَ صَل عما قَبْلَها ،وإل فل .كما أفت من ثل ٍ
به البلقين .ولِمَ نْ أوْتَرَ بأكثَر من ثل ثٍ قرا َء ُة الِخْل صِ ف أُولييه ،فَ صَلَ أو وَ صَلَ.
صوْتَهُ بالثالِثَةِ ،ث يقول: ك القُدّو سِ ،ويَ ْرفَ عُ َ وأن يقو َل بعدَ الوِتْرِ ثلثا سبحانَ ا َللِ ِ
اللهُمّ إ ن أعوذُ بِرِضا كَ مِ نْ َسخَطِكَ ،وِبمُعافاتِ كَ من عُقوبَتِ كَ ،وبِك مِنْ كَ ،ل
69
ُأحْ صِي ثناءً علي كَ أن تَ كما أَثْنَيْ تَ على نف سِكَ .و َوقْ تُ الوِتْرِ كالتّراوِي حِ بي صَل ِة
العِشاءِ ،ولو بعدَ الَغْ ِر بِ ف َجمْ عِ التّقدِيِ وطُلو عِ ال َفجْرِ ،ولو خَرَ جَ ال َوقْ تُ ل َيجُزْ
ح هُ بَ ْعضُهُم .ولو با نَ بُطل نُ ب البَ ْعدِيّ ة ،خلفا ل ا رَ ّج َ قضاؤ ها قب َل العِشاءِ كالرّواتِ ِ
عِشائِ ِه بعد فِعْلِ الوِتْرِ أو التّراويحِ وََقعَ نَفْلً مُ ْطلَقا.
[فرع] :يُ سَنّ لِمَ نْ وَث قَ بيَقْطَتِ هِ قبلَ ال َفجْرِ بِنَفْ سِهِ أو غيِ هِ أن ُيؤَخّرَ الوِتْرَ كلّ هُ ل
لمَاعَ ُة ف يه بالتأ ِخيِ ف رَمضان ،لَبِ الشيخ ي: التراوي حَ عن أوّلِ اللّيلِ وإن فاتَت ا َ
"اجْعَلُوا آ ِخرَ صلتِ ُكمْ باللّيْلِ وِتْرا" .وتأ ِخيُ هُ عن صلةِ اللي ِل الواقعَة ف يه ،وِلمَ نْ ل
يثق با أن يعجله قبل النوم .ول يندب إعادتَه .ث إ نْ فع َل الوتِرَ بعدَ النو مِ حصلَ له
به سنّة التهجّ د أيضا وإلّ كان وِترا ل تجّدا .وقيلَ :الول أن يُوتِر قبلَ أ نْ ينا مَ
جدُ ،لقولِ أب هُرْيْرَة رضي ال عَنه :أمَرَن ر سول ال أن أُوتِرَ مُطلَقا ،ثّ يقو مُ ويته ّ
قبلَ أن أنام .رواهُ الشيخان.
جدُ ،و َعمَرُ رضي اللّ ُهوقد كان أبو بكرٍ رضيَ عنهُ يُوتِرَ قبلَ أن ينامَ ُثمّ يَقومُ ويَتَه ّ
جدُ ويُوتِرُ .فترافَعا إل رَسولِ ال فقال{ :هذا أ َخذَ عنه ينا ُم قَبْلَ أن يُوتِرَ ويَقو مُ ويََتهَ ّ
بالَزْ مِ يعن أبا بَكْ ٍر وهذا أ َخذَ بالقُوّةِ يعن ُعمَرَ } .وقد ُروِ يَ عن عثما نَ مث ُل فِعْلِ
سطِ :واختارَ عليس مث ُل فِعْلِ عُمسر ،رضسي ال عنهُم .قال فس الوس ي أبس بكرٍ ،وعسن َ
الشافِعِ ّي فِعْلُ أ ب بكرٍ ر ضي ال ع نه .وأ ما الرّكعتان اللتان يُ صَلّيهما النا سُ جُلو سا
سةِ ،كمسا ص َسّرحَ بسه الوجري والشيسخ زكريّا .قال فس بعسد الوِتْرِ فليسستا مسن السّنّ
الجموعِ :ول تَغْتَرّ ِبمَنْ يَعْتَقِد سُنّيّة ذلكَ وَيدْعُو إليهِ ِلجَهالَتِهِ.
ضحَى) لِقولِ هِ تعال{ :يُسبّحْنَ بال َعشِيّ والِشْرا قِ} قال ابن عباس:
(و) يُ سَنّ (ال ّ
صل ُة الِشرا قِ صلةُ الضّ حى .روَى الشيخان ،عن أ ب ُهرَيْرة ر ضي ال ع نه قال:
"َأوْصان خَليلي بثل ثٍ ،صِيامُ ثلثَة أيا مٍ من كُلّ شهرٍ ،و َركْعَت الضّحى ،وأن أُوتِرَ
70
قبلَ أن أنام" .وروى أبو داود أنه صَلّى سُْبحَ َة الضّحَى أي صَلتَها ثانِ َي َركَعا تٍ،
وسَّلمَ مِنْ ك ّل رَكعتي( .وأقَلّها ركعتان وأكثرها ثانٍ) كما ف التّحقيقِ والَجموعِ،
ُمس الزيادَةُ عليهسا بِنِيّ ِة الضّحَى ،وهسي أفضَلُهسا على مسا فس وعليسه الكثرون .فَتحْر ُ
ال ّر ْوضَةِ ،وأ صْلها :فيجوزُ الزيادَةُ علي ها بنيّتِ ها إل ثن ت عشرة ،ويُْندَب أن يُ سّلمَ من
س قَ ْدرَ رُمْ حٍ إل الزّوالِ والخْتِيارُ فِعْلُها عندَ
شمْ ِ كل ركعتي .ووقْتُها مِن ارتِفا عِ ال ّ
مِضيّ رُبْ عِ النّهارِ ِلحَدي ثٍ صحي ٍح ف يه ،فإن ترادَفَ تْ فَضِيَلةُ التأخيِ إل رُبْ ِع النّهارِ
جدِ إن ل يُوءَخّرْها ،فا َلوْل تأ ِخيُها إل رُبْ عِ النّهارِ وإن فا تَ سِ وفَضيلَةُ أدائَها ف الَ ْ
به فِعْلُها ف السجدِ ،لن الفضيَلةَ الُتَعلّقَة بالوَقْ تِ َأوْل بالُراعاةِ من الُتَعلّقَةِ بالَكا نِ.
ضحَى .وورَدَ أيضا قراءَة الكافِرو نَ والِخلص. ويُ سَنّ أن يقرأَ سُورَتَيْ والشّمْ سِ وال ّ
وا َلوْجَ هُ أنّ َركَعَتَ يْ الِشرا قِ مِ نَ الضّحَى ،خِلفا للغَزالّ و من تَبِعَه( .و) يُ سَنّ
جدٍ وإن تك ّررَ دُخولُه أو ل ُيرِدِ الُلوسسَ ،خلفا للشيسخ َسس ِ
(ركعتسا َتحِيّةٍ) لِداخِلِ م ْ
نَ صْر .وتَبِعَ ُه الشيخ زكريا ف َشرْحَ يْ الِْنهَ ِج والتّحريرِ بقوله :إن أرادَ الُلو سَ ،ل بِ
سّي ركعتيس" .وتفوتُس جدَ فل َيجْلِس حتسيُصَل الشيخيس" :إذا دَخَلَ أ َحدُكُم السس ِ
َقس بمسا على جهَلْ .ويلح ُ َسسهَ أو َي ْ
ُلوسس الطّويلِ ،وكذا القصسيِ إن ل ي ْ الّتحِيّةُ بال ِ
ب فيق َعدْ لَ هُ قليلً ث يأ ت ب ا ،ل بِطولِ قَيا مٍ أو إعرا ضٍ ا َلوْجَه ما لو احتا جَ لِلشّرْ ِ
عن ها .وِلمَ نْ َأحْرَ مَ ب ا قائِما القُعودُ لِتْمامِ ها .وكُرِ هَ َت ْركُ ها من غيِ ُعذْرٍ .ن عم ،إن
ب قيا مُ مكتوبَةِ ُجمُعَةٍ أو غيِ ها ،و َخشِ يَ لو اشتَغَلَ بالتّحِيّ ِة فوات فضيلَ ِة التّحَرّ مِ قَرُ َ
لمْدُ حدَ ثٍ أن يقول :سبحانَ الّل هِ وا َ انتظرَ ُه قائِما .ويُ سَنّ ِلمَ نْ ل يتمكّ نْ منها ولو ِب َ
للّ ِه ول إل هَ إل ال والّلهُ أكبَرُ ول َحوْ َل ول ُقوّةَ إلّ بالّل ِه العَليّ العَظيمِ ،أرْبَعا .وتُكْرَهُ
َوافس َدخَلَ السسجِدَ ،ل ِلمُدرّسسٍ ،خلفا لطْبَةِ ،ولِمُريدِ ط ٍ ْتس ا ُ
َطيبس دخلَ َوق ُِلخ ٍ
لِبَعْضِهم( .و) رَكعتا (استِخارَةٍ) وإحْرامٍ وطَوافٍ َووُضوءٍ .وتَتأدّى ركعتا الّتحِيّةِ وما
بَ ْعدَها بركعتي فأكثرُ من فَرْ ضٍ أو نَ ْفلٍ آخَر ،وإن ل يَْنوِها معه ،أي يَ سْقُط طَلَبُها
بذلك .أما حُصو ُل ثوابِها فالوَ ْج هُ َت َوقّفُه على النّيّةِِ ،لخَبِ" :إنّما العْمالُ بالنّيّا تِ".
71
ك ما قالَ هُ َجمْ عٌ متأخّرون ،واعتمَدَ هُ شيخُ نا .ل كن ظاهِر كل ِم ال صحاب ح صو ُل
ثوابِها وإن ل يَنْوها معه ،وهو مُقْتَضى كل ُم الجمو عِ .ويَقْرَأُ َندْبا ف أُول َركْعَتَي
س ُهمْ} إل {رَحِيما} والثانِيَة{ :ومَ نْ الوُضوءِ بعد الفاِتحَةَِ { :وَلوْ أّنهُ مْ إِذْ ظََلمُوا أَنْفُ َ
يَعْمَل سُوءا أو يَ ْظلِم نَفْ سَهُ} إل {رَحِيما} .وم نه صل ُة الوّاب ي ،و هي عشرو نَ
ب والعِشاءِ ،و ُروِيَ تْ سِتا وأرْبَعا ،و َركْعَتَ ي ،وَهُ ما القلّ .وتَتَأدّى رَكْعَة ب ي الَغْرِ ِ
َراغس مسن أَذكارِ الَغْرِبسِ.بفوائِت وغيهسا ،خِلفا لشيخنسا ،وا َلوْل فِعْلُهسا بعسد الف ِ
و صل ُة التّ سبيحِ و هي أربَ عُ َركَعا تٍ بِتَ سْلِيمَةٍ أو ت سليمتي .وحَديثُ ها حَ سَنٌ لِكَثْرَةِ
سمَع بِعَظي مِ فَضْلِها طُ ُرقِ هِ ،وفيها ثوا بٌ ل يَتَنَاهَى .ومن ث قال بَعْ ضُ ا ُلحَقّقي :ل يَ ْ
ويَتْ ُركُها إل مُتهاوِ نٌ بالدّين .ويقولُ ف ك ّل َركْعَةٍ منها َخمْ سَةِ وسبعي سبحانَ الّل هِ
لمْدُ للّ ِه ول إل هَ إلّ اللّ هُ واللّ هُ أكَْبرُ ،خَم سَةَ عَش َر بعدَ القِراءَةِ و َعشْرا ف كلَ مِ نَوا َ
الرّكو عِ ،والعتِدالِ ،وال سّجودَيْن ،والُلو سِ بينهما بعد ال ّذكْرِ الوارِ ِد فيها ،وجلْ سَةِ
ال ستراحَةِ .ويُكَبّر عندَ ابتدائِ ها دو َن القيا مِ من ها ،ويأ ت ب ا ف م ّل التش ّهدِ قبله.
ويوزُ جَع ُل الم سةَ عشَرَ قبلَ القراءَةِ ،وحينئذٍ يكو نُ عشْرُ ال ستراحَةِ بعدَ القِرا َءةِ.
ّكوعس ل َيجُزْ ال َعوْدُ إليسه ول فِعْلُهسا فس
ْكس تَسسبيحاتِ الر ِ ولو َت َذكّرَ فس العتِدالِ تَر َ
العتِدال لنّه ُركْ ٌن قصيٌ ،بل يأت با ف السّجودِ .ويُسَنّ أن ل ُيخْلي السبوعَ منها
أو الشّهرَ.
72
صوْتَها( .و) صل ُة سمَع َ وف عشر ذي الجّةِ حي يرى شيئا من َبهِيمَ ِة النْعا مِ أو يَ ْ
كسسنّة الظّهرِ ،وأَدْنس ّمسس والقَمَرِ .وأقَلّهسا ركعتان ُ (الكُسسوفَيْنِ) أي كُسسوف الش ِ
كمالِ ها زيا َد ُة قيا مٍ وقراءَ ٍة ورُكو عٍ ف كل رَكْعَةٍ ،وا َلكْمَلُ أن يَقْرَأ بع َد الفاتِحَةِ ف
القيامِ الوّل البَقرَةَ أو َق ْدرَها ،وف الثان كمائت آيةٍ منها ،والثالث كمائِة و َخمْسي،
والرابع كمائة .وأن يُ سَبّحَ ف أوّل ركو عٍ وسجو ٍد كمائِة من البَقَرةِ ،وف الثان من
كل منه ما كثمان ي ،والثالث منه ما كَ سَبْعي ،والرا بع كخم سيِ( .بخُطْبَتَيْن) أي
مَ َعهُ ما (بعدَهُ ما) أي يُ سَنّ خطبتان ب عد فِعْلِ صل ِة العيدَيْن ولو ف َغدٍ في ما َيظْهَر
والكُسوفَيْن ويفتَتِ حُ أُول خُطْبَتَي العِيدَيْ نِ ل الكُسوف بِتِسعِ تكبياتٍ ،والثانية بِسَبْعِ
ولءٍ .وينب غي أن يَفْ صلَ ب ي الُطبت ي بالتّ كبيِ ،ويكثرَ م نه ف فُ صولِ الُطبَةِ .قاله
ال سّبْكيّ .ول تُ سَنّ هذه التّ كبياتِ لِلحاضِري نَ( .و) صَلةُ (ا سِتسْقاءٍ) عندَ الاجَةِ
للماءِ لِفَقْدِ هِ أو مُلوحَِت هِ أو قِلّتِ هِ بي ثُ ل يك في .و هي كَ صلةِ العيدِ ،ل كن يَ سْتَغْفِر
لطْبَ ِة الثانِيَةِ، ص ْدرِ ا ُلطْبَةِ ،ويستقبِل القِبلَةَ حالة الدّعاءِ بعد َالَطيبُ َبدَلَ التكبيِ ف ا ُ
أي نو ُثلُثها( .و) صَلةُ (التّراوِي حِ) ،وهي عشرو َن َركْعَةً ب َعشْرِ تَسلِيماتٍ ،ف كلّ
ليلةٍ مِن رمضانِ ،لخَب" :مَ نْ قا مَ رمضان إيانا واحْتِسابا غُفِرَ له ما تَ َقدّ مَ من ذَنْبِ هِ".
صحّ ،بلفِ سُنّةِ ب التسليمُ من كلّ ركعتي ،فلو صلّى أربعا منها بتسليمَةٍ ل َت ُ وَيجِ ُ
ال ّظهْ ِر والعَ صْرِ والضّحَى والوتْرِ .وينوي ب ا التراوي حَ أو قيا مَ رمضان ،وفِعْلُ ها أوّلُ
ال َوقْ تِ أفضَلُ من فِعْلِها أثنا َء ُه بعدَ النّو مِ ،خلفا لا وَ َهمَ هُ الليمِ يّ .و ُسمَّيتْ ترواي حُ
لّنهُ مْ كانوا يَستريُونَ لِطولِ قيامِهم بعد كُلّ تَسليمَتَي ،و سِرّ العِشرين أن الرّواتِ بَ
ش ِميٍ .وتكري ُر قُلْ ُهوَ ا ُل َؤكّدَةَ ف غيِ رَمَضان َعشْ ٌر َفضُوعِفَ تْ فيه لنه َوقْ تُ ِجدَ وَت ْ
َسسةٍ لن فيسه ّهس أحسد ثلثا ثلثا فس الرّكعات الخيَةِ مسن رَكعاتِهسا ِبدْعَةٌ غيُ ح َنَ الل ُ
إخْللً بالسّنّةِ ،كما أفت به شيخنا.
73
س اللّيْ ِل ل بعدَ الّنوْمسِ .قال ال تعال{ :وَمِن َ جدُ إجاعا ،وهسو التّنَفّلُ لَيْ ً س ّن التّ َه ّ
ويُس َ
ُهس بل ِهس تَ ْرك ُ
ِهس ِلمُعْتاد ِ
أحاديثس كثيٌَة وكُر َ
ٌ ِهس
ِهس نافِلَةً لَكسَ} ووَردَ فس فضل ِ جدْ ب ِ فََتهَ ّ
َمس َفضْلِ ضَرورَةٍ .ويتأكّدس أن ل َيخِلّ بِصسلةٍ فس اللّيْل بع َد الّنوْم ِس ولو ركعتيسلِعِظ ِ
ِنس الدّعاءِ ذلك .ول َحدّ لِ َعدَدِ َركَعاتِهسِ ،وقيسلَ :حدّهسا ثنتسا عشرة ،وأن يُكْثِ َر فيسه م َ
والستِغْفارِ .ونصفُهُ الخ ُي آكدٌ ،وأفضلَهُ عن َد السّحَرِ لقولِهِ تعال{ :وبالَسْحارِ هُمْ
يَ سْتَغْفِرونَ} وأن يوقِ ظَ مَ نْ َي ْطمَ عَ ف َت َهجّدِ هِ .ويُْندَ بُ قضاءُ نَفْلٍ مُؤقّ تٍ إذا فا تَ
ضحَى ،ل ذي سََببٍ ككُسوفٍ وَتحِيّةٍ و سُنّةِ وُضوءٍ .ومَ نْ فاتَ هُ ب وال ّ كالعيدِ والرّواتِ ِ
َصسرَ لِلنّفْلِ ِبس له قَضاؤُه ،وكذا غ ُي الصسّلةِ ،ول ح ْ َقس ُند َ
ُهس أي مسن النّفْلِ الُ ْطل ِ ِورْد ُ
الُطَْل قِ ،ولَ هُ أن يَقْتَ صِرَ على رَكْعَةٍ بِتَش ّهدٍ مع سلمٍ بل كَراهَةٍ ،فإن َنوَى َفوْ قَ رَكْعَةٍ
فَلَ ُه التش ّهدُ ف كلّ رَكْعَتَيْن وف ثل ثٍ وأربَ عٍ فأكثر ،أو نوى َقدْرا فلَ هُ زيادَةٌ ونَقْ صٌ
إن ُنوِيا قبَلهُ ما وإلّ بَطلَت صَلتُه .فلو َنوَى ركعت ي فقا مَ إل ثالِثَةٍ َسهْوا ث َتذَكّرَ
سجُدَ لل سّهو آ خر صلتِه .وإن ل ي شأ فيَقْ ُعدَ وُجوبا ،ث يَقو مَ للزيادَةِ إن شاءَ ثُمّ ي ْ
س ْهوِ و سَّلمَ .ويُ سَنّ للمُتَنَفّلِ ليلً أو نارا أن يُ سَّلمَ من كل جدَ لل ّ قَعَ َد وتشهّدَ و س َ
َقس عليسه" :صسلةُ اللّيْلِ مَثْن َى مَثْن َى" .وفس روايَ ٍة صسحيحَةٍ: ركعتيس ،للخَبَرِ الُتّف ِ
"والنّهارِ" .قال ف الجموع :إطالَ ُة القِيامِ أفضَلُ من تكِثيِ الرّكعاتِ .وقال فيه أيضا:
فاسستِسقاءٌَ ،فوِتْرٌ ،ف َركْعَتسا فأصسغَرُ ،فَكُسسُوفٌ .فخسسوفٌْ ، أفضَ ُل النّفْلِ عيدٌ أكبَرُْ ،
َفجْرٍ ،فبقيّةُ الرّواتِبسِ ،فجميعُهسا فس مَرْتَبةٍ وا ِحدَةٍ .فالتراويحسُ ،فالضّح َى ،فركعتسا
ف والتحِيّ ِة والِحرامِ ،فالوُضوءِ. الطوا ِ
[فائدة] :أ ما ال صّلةُ العروفَةُ لَيْلَةَ الرّغائِ بِ ون صف شعبان ويوم عاشوراء فِبدْعَ ٌة
قَبيحةٌ ،وأحاديثُها موضوعَةٌ .قال شيخنا :كابنِ شُْبهَة وغيه .وأقبَحُ منها ما اعتيدَ ف
لمُعَ ِة الخيَةِ من رمضان عَقِ بَ صلتِها زاعِمي لمْ سِ ف ا ُ بَعْ ضِ البلدِ من صلةِ ا َ
ت العامِ أو ال ُعمُرِ الَتْرُوكَةِ ،وذلك حَرامٌ( .وال أعلم).
أنا تُكَفّر صَلوا ِ
74
(فصل) ف صلة الماعة وَشُرِعَت بالدِينَةِ .وََأقَلّها إِمامٌ وَمَأْمُوم ،وهِي ف الُمعَةِ،
ث ف صُْبحِها ،ثُم الصبْحِ ،ث العِشاءِ ،ث العَصر ،ث الظّهرِ ،ثُم الغربِ أ ْفضَل( .صَلة
الماعَة ف أداء مكتوبةٍ) ل جُمعةٍ ( سُنّة مؤ ّكدَة) لِلخَبَرِ التّف قِ عَليه " :صَلةُ الماعَةِ
سعٍ وَعِشرينَس َدرَجسة" .والفضَليّةس تَقتَضسي الّندْبيسة فقسط، أ ْفضَلُ مِن ْس صسَلة الفَذّ بِسَْب
وحِكْمة ال سّبْع وَالعِشْري نَ :أن فيها فوائِدَ تَزِيدُ عَلى صَل ِة الفَذّ بِنحْو ذِل كَ .وَ َخرَ جَ
بالَدَاء ال َقضَاءُ .نَعَم ،إِ نِ اتّفَقَ تْ مَ ْقضِيّة الِمام والأموم سُنّت الماعة ،وإل فخلف
ف قَضاء ،وَعَكْسهَ ،وفَرْ ضٌ خل فَ نَفلٍ ،وعكسه ،وَتَراوِي حُ خلْ فَ الول ،كَأداءِ خلْ َ
وِتر ،وعكسه .وَبالكتوبةِ :الَنذور ُة والنافلُة ،فل تُسَ ّن فيهما الَماعَة ،وَل تُكْرهُ .قالَ
النّووي :وَالصحّ أنا فَرْ ضُ كِفايَةٍ للرجال البالغيَ الحرار القيميَ ف الؤاداة فقط،
ب يث يظ هر شِعار ها بحلّ إِقامَتِ ها ،وَق يل إن ا فَر ضُ عَيْ نٍ و هو مَذه بُ أح د وَقيلَ
شَر طٌ لِصحة الصلة ،ول يتأ ّكدُ الند بُ لِلنساءِ تأ ّكدَ هُ لِلرجال ،فلذلك يُكْرَه تَركُها
َلهُ مْ ،ل ل ن .والما عة ف مكتو بة لذ كر ب سجد أف ضل ،ن عم ،إن ُو ِجدَت ف بي ته
فقط فهو أفضل ،وكذا لو كانت فيه أكثر منها ف السجد على ما اعتمده الذرعي
َهس خِلفسه ،وَلو تعارَضست فضيل ُة الصسّلة فس السسجدِ وغيه .قال شيخنسا :والوْج ُ
ِنس ّمس فيمسا يظهسر لنّ ال َفضِيلةَ التعَلّقسة بذات العِبادِة َأوْل م َ والضور خارِجسه :قُد َ
الفضيلة التعل قة بكان ا أو زمانِ ها ،والتعل قة بزمان ا َأوْل مِن التعل قة بكان ا .وَتُ سَنّ
إعادة الكتوبِة بِشر طِ أن تكون ف الوقِت ،وأن ل تُزادَ ف إعادت ا على مرة خلفا
لشيخ شيوخنا أب السن البكري رحه ال تعال وَلو صُلَيتِ الُول جاعَةً مع آخر
ولو واحدا ،إماما كان أو مأموما ،ف الول أو الثانية ،بنية فرض .وإن َوقَع تْ نَفْلً
ل ول فينوي إعاد َة الصسلةِ الفروضةِ .واختار المام أن ينوي الظهسر أو العصسر مث ً
يَتَعَرّضُ لِلفرضِ ،ورَ ّجحَهُ ف ال ّر ْوضَةِ ،لَكن الوّل مُ َرجّح الكثرين ،والفرضُ الول،
ولو بان فساد الُول ل تْزِئ ُه الثانية على ما اعتمده النووي وشيخنا ،خلفا لا قاله
شيخه زكريّا ،تبعا للغزال وابن العماد أي إذا نوي بالثانية الفَ ْرضَ
75
(وهي بمع كثي أفضل) منها ف جع قليل ،للخب الصحيح" :وما كان أكثر،
حوِ ِبدْعَةِ إمامه) أي الكثي :كرافضي ،وفاسق ،ولو َفهُوَ أحَ بّ إل ال تعال" (إل لِن ْ
بجرد التهمة .فالقل جاعة بل النفراد أفضل ،كذا قاله شيخنا تبعا لشيخه زكريا
ض الركا نِ أو الشّرو طِ ،وإن رحهما ال تعال .وكذا لو كان ل يعتقد وُجُوب بَعْ ِ
أَتى ِبهَا ،لنه يُقْ صَدُ با النّفلية ،وهو مُبْ ِطلٌ عِندنا( .أو) كون القليل بسجد مُتيقّن
ِحلّ أرضسه ،أو مال بانيسه ،أو (تَعطّلِ مَسسجد) قرِيسب أو بعِيسد (منهسا) أي الماعسة
بغيب ته عنه لكو نه إمامه ،أو يضر الناس بضوره ،فقل يل المع ف ذلك أف ضل من
كثيه ف غيه .بل بث بعضهم أن النفراد بالتعطل عن الصلة فيه بغيبته أفضل،
والو جه خل فه .ولو كان إمام القل يل أول بالما مة لن حو عِل مٍ كان الضور عنده
َأوْلَ .وَلوْ تَعَارَ ضَ الُشو عُ والماعةُ ف هي َأوْل .ك ما أطبقوا عل يه ح يث قالوا :إن
فرض الكفاية أفضل من ال سنة .وأفت الغزال ،وتبعه أبو السن البكري ف شرحه
ال كبي على النهاج بأولو ية النفراد ل ن ل ي شع مع الما عة ف أك ثر صلته .قال
شيخنا :وهو كذلك ،إن فات ف جيعها .وإفتاء ابن عبد السلم بأن الُشو عَ َأوْل
ع القُرآ نِ من مُطْلَقا إن ا يأ ت على قَوْلِ أ نّ الماعةَ سُنّة .وَلو تَعار ضَ َفضِيلةُ سَما ِ
المام مع قلةِ الَماع ِة وعد مِ ساعه مع كثرتِها ،كان الول أفضل .ويوز لنفرد أن
َهس ذَلك َسلَه دُون َسينوي اقتداء بإِمام أثناء صسلته ،وإن اختلفست ركعتهمسا لكسن يُكْر ُ
مَأْمُو مٍ خَرَج ِم نَ الماعِة لِنحو حَد ثِ إمَامِه فل يُكْ َر هُ لَه الدّخول ف جاعة أخرى.
فإِذا اقْتَدَى ف الثناء لز مه مواف قة الِمام .ث إن فَرَغ أ ّولً كم سبوقٍ ،وإل فانتظاره
أفضسل .وتوز الفارقسة بل عذر ،مسع الكراهسة ،فتفوت فضيلة الماعسة .والفارقسة
بعذر :كمرخص تَرَكَ جَماعةً ،وتَ ْركُهُ سُنّة مقصودة كتش ّهدٍ أوّل ،وقُنوتٍ ،وَسْورةٍ،
وَتَطويله وبالأموم ضَعْفٌ أو شُغل ل تفوّت َفضِيلَتُها .وقد تب الفارقة ،كَأَن عَرَضَ
مُبطلٌ لِ صَلةِ إمام هِ و قد عَلمَه فيلزم هُ نيّت ها فورا وإل بَ ُطلَت ،وإن ل يُتابِع هُ اتفاقا،
كما ف الجموع.
76
(وُت ْدرَ كُ جا عة) ف غ ي ج عة ،أي فضيلَتُ ها ،للم صلي ( ما ل ي سلم إمام) أي ل
ِبس تَرّمسهينطسق بيسم عَليْكُم فس التسسليم ِة الَول ،وإن ل يَق َعدْ معسه بأن سسَلم عَق َ
لِدراكه رُكنا معه ،فيحصلُ لَ هُ َجمِي عُ َثوَابا وفَضْلِها ،لكنه دون فضل من أدركها
ج الِمام بن حو حد ثٍ، كل ها .ومَ نْ أدرَ كَ ُجزْءا مِن أوّل ا ،ث فارق بعذرٍ أو خر َ
ح صلَ له فض ُل الما عة .أ ما الم عة ،فل تدرك إل برك عة ك ما يأ ت ويُ سَنّ لم عٍ
َحضَروا والِمامُ قد فَرَغَ من الرّكوعِ الخيِ أن يصبوا إل أن يُسَلم ث ُيحْرِموا ما ل
يَض قِ الو قت .وكذا ل ن سُبِقَ بِبَعْ ضِ ال صّلة َورَ جا جاعةً يُدرِك مَعَهُم الكلّ .ل كن
قال شيخنسا إن مله مسا ل يفست بانتظارهسم فضيلة أوّل الوقست ،أو وقست الختيار،
سواء ف ذلك الرجاء واليق ي .وأفت بعضهم بأ نه لو ق صدها فلم يدركها كُتِ بَ له
أجرُها ،لدي ثٍ فيه( .و) ُت ْدرَ ُك َفضِيلةُ (ترّم) مع إمام (بضوره) أي الأموم التحرّ مَ
حضَرْه أو تَراخسى فاتَتْهُس (واشتغالٍ بسه عقسب تَرّم ِس إمامسه) مسن غيس تراخسٍ ،فإن ل َي ْ
َفضِيلَتُه .نعم ،يُغْتَفَر لَه وَ ْسوَسَة خَفيفة وإِ ْدرَا كُ ترّم المام فضيلة مستقلة مأمور با
لكونه صفوة الصلة ،ولن مُلزِمه أربعي يوما يكتب له برا َءةٌ مِ َن النار وبراءةٌ مِن
النّفا قِ كما ف الدي ثِ وَق يلَ :يحْ صَ ْل فَضيلةُ التحرّ مِ بإِدرا كِ بع ضِ القيَام .وَيُْندَ بُ
ت التحَرّ مِ ،وكذا الماعة على الصح إل ف المعة، ف َفوْ َ
تر كُ الِسراعِ وَإ نْ خَا َ
في جب طاقَتَه إن ر جا إدراك التحرم ق بل سلم المام .ويُ سَنّ لما مٍ وَمُنفَرِدٍ انتظارٌ
ش ّهدِ الخي ل تعال بل تطويل، داخل مل الصّلةِ مُريدا القِتدَاءِ به ف الركوع والتّ َ
وتييزٌ ب ي الداخل ي ،ولو لن حو عِل مٍ .وكذا ف ال سجدة الثان ية ليل حق موا فق تلف
لِتام فاتة ،ل خارج عن ملّها ،وأن صَغُرَ السجد ،ول داخلٍ يعتادُ الُبطْءَ .وتأخيُ
الِحرَام إِل الرّكو عِ ،بَلْ يُ سَنّ َعدَمُ هُ زجرا له .قال الفورانُ :يحْرَ مُ النتظارُ لِلتّودّدِ،
ويُ سَنّ للِمام تفي فُ ال صلةِ مع أَبْعا ضٍ وهَيْئا تٍ ب يث ل يقت صر على ال قل ،ول
يستوف الكمل ،إل أن َرضِيَ بتطويله مصورون .وكُرِهَ لَهُ تَطويلٌ ،وإن قَصَدَ لوقَ
آخري نَ .ولو رأى مُ صلَ نَو حَري قٍ خَفّ فَ ،وَهَلْ يلزم أم ل؟ وَجهان ،والذي يت جه
77
أ نه يلز مه لِنقاذِ حَيَوا نٍ متَرم ،ويوزُ لَ هُ لِنقا ِذ نوِ مَالٍ كذلك ،وَمَ نْ رأى حيوانا
مترما يَق صُدُه ظالٌ أو يَغْرق لزِمَ هُ تليصه وتأخيَ صلة ،أو إِبطالا إن كان فيها ،أو
مالً جاز له ذلك .وكُرِهَ لَهُ تَركه .وكُرِهَ ابتداء نفلٍ بعد شروعِ القيم ف القامة ولو
بغي إذ ِن المام ،فإن كان فيه أَتّ هُ ،إن ل َيخْ شَ بإِتامِ ِه َفوْ تَ جاعَةٍ ،وإل قَطَ َع هُ نَدبا
ودخل فيها ،ما لْ يَ ْرجُ جاعةً أخرى.
(و) تُدرَ كُ ( َركْعَة) ل سبوقٍ أ ْدرَ كَ الما َم راكعا بأمر ين( :بت كبيةِ) الحرام ،ث
أخرى لو يّ ،فإِن اقتصر على تكبية اشترط أن يأت با (لِحرام) فقط ،وأن يُتمّها
قبل أن يصي إل أق ّل الركوع ،وإل ل تَنْعَقِد إل لا ِه ٍل فَتَنْعَقِد لَهُ نَفلً ،بلف ما لو
َنوَى الرّكوعَ وَ ْحدَه ،للوّها َع ِن التحَرّم ،أو مع التحرّم لِلّتشْريكِ ،أو أَطَْلقَ لِتَعَارُضِ
ح والُوِ يّ ،فَوَجَب تْ نيةُ التحرّ مِ لَتمتازَ عما عا َرضَها مِ نْ تَكبيَ ِة ا ُلوِ يّ.
قَرِينَت الفْتِتا ِ
(و) بإِدرا كِ (رُكو عٍ م سُوبٍ) للِمام وإن قَ صّرَ الأمو مُ فلم ُيحْرِم إل و هو رَاكِع.
َنس فس ُكوعس مدِثسٍ ،وَم ْ ّكوعس غَيْرُه ،كالعتِدالِ وبالحْسسوبِ غيُره كر ِ وخرج بالر ِ
رَكع ٍة زائِدَةٍَ .و َوقَ عَ لِلزركَشِ يّ ف َقوَا ِعدِه ،ونَقََل هُ العَلّمَة أبو السعودِ وابن ظهية ف
المامس أهلً لِلتحمّلِ ،فلو كان المام ُ َرطس أيضا أن يكون حاشيسة النهاج :أنسه ُيشْت ُ
ل للتحمّل( .تام) بأن َيطْمئن قبل ارتفا عِ صَبيا ل يكن ُمدْركا للركعة ،لنه ليس أه ً
غ رَاحَتيْ ِه رُكبَت يه (يقينا) ،فََلوْ ل يَ ْطمَئِنّ في ِه قبِلَ
المام عن أقلّ الرّكو عِ ،و هو بُلو ُ
سجُدُ الشّاكّ ع الما مِ مِنهَ ،أوْ شَكّ ف حُ صُولِ الطّمأنينَةِ ،فل ُي ْدرِك الرّكعةَ ،ويَ ْ ارتفا ِ
لِل سّهوِ ك ما ف الجموع لنّه شَاكّ بَعدَ سَلمِ الِما مِ ف عَددِ رَكَعاتِ هِ ،فل يتح مل
عنسه .وبثس السسنوي وُجوبَس رُكوع أ ْدرَكَس بهِس رَكعةً فس الوقْتسِ( .ويُكبّر) ندبا
(مَ سْبوقٌ انتقَلَ مَعَه) لنتقالِه ،فلو أ ْد َركَ هُ مُعَْتدِلً كَبّرَ لِل ُهوِيّ و ما بَعْده ،أو ساجدا
جدَةِ تِلوةٍ ل يُكَبّر للهويّ إليه ،ويُوافِقه ندبا ف ذكرِ ما أ ْدرَكَ ُه في هِ من مثلً غي َس ْ
78
الأمومس
ِ ش ّهدِ
ش ّهدٍ ،ودُعاء ،وَكذا صسلةٍ على اللِ ،ولو فس َت َ
تميدٍ ،وتَسسبيحٍ ،وَت َ
الوّل .قاله شيخنا.
ِلقيامس (بعسد سسَلمَْيهِ إن كان) الحسل الذي جلس مَعسه فيسه (و) يُكبّرُ مسسبوقٌ ل ِ
(مو ضع جُلو سِهِ) لو انفَرَدَ ،كأن أَ ْدرَكَه ف ثَالث ِة رُباعِيّ ة ،أو ثانيِة مَغر بٍ ،وَإل ل
ِنس تَشهّده الوّل ،وإن ل يكسن ملس القائمس م ْ
ِهس ِ يكبّر لِلقيام ،ويَرْفَع َيدَيْه تَبِعا لِمام ِ
ُومسِإلّ بَ ْعدَ تَسسْليمَت
ُسسنّ له أن ل يَق َ تشهده ،ول يتورّك فس غ ِي تشهده الَخيس .وي َ
الِمام .وَحَرُمَ مُكثٌ بعد تسليمَتيْه إن ل يكن مل جلوسه فتبطل صلتُه به إن تَعمّد
وعَلمَس تريَه .ول يَقوم قبسل سسلم المام ،فإن تَ َعمّده بل نيّةِ مُفا َرقَةٍ بطُلَت .والرادُ
مُفا َرقَةُ َح ّد القعودِ ،فإِن سَها أو َجهَل ل يُعْتدّ بميع ما أتى به حت َيجْلِس ،ثُمّ يَقومُ
بعد سَل ِم الِمام .ومت عَل مَ ول َيجْلِس بَ َطلَت صَلتُه .وبه فارَ قَ مَ ْن قَام عن إمامِ هِ
ف التّش ّهدِ ا َلوّلِ عامدا ،فإِ نه يعتدّ بقراءَتِ ِه قَب َل قيام الِمام ل نه ل يلز ْم ُه ال َعوْدُ إل يه،
(وشُرِط لق ْدوَةٍ) شُرو طٌ من ها( :نيةُ اقتداءٍ ،أو جاعةٍ) ،أو ائتما مٍ بالمام الاضِرِ ،أو
ال صّلةِ مَعَ هُ ،أو كَوْنَه مأموما ( مع ترّم) أي ي ب أن تكون هذه النيّة مُقْترِنَةً مع
لشتراطس الَماعَةِ ِ لمُعَة
ّرمس ل تَنْعَقِدِ ا ُ
ِنس نيةٌ ن َو القِتداءِ بالتح ِ التحرّم .وإذا ل تَقْتَر ُ
فيها ،وَتَنْعَقِد غَيُرها فَرَادَى .فََلوْ تَرَكَ ه ِذهِ النيةََ ،أوْ شكّ فيها ،وتابعَ مُصليا ف فعلٍ،
كأن َهوَى لِلركو عِ متابعا له ،أو ف سلمٍ بأن قَ صَدَ ذل كَ ِم نْ غيِ اقتداءٍ به وَطَالَ
عُرْفا انتظارُ هُ لَه ،بَطَلت صلته( .ون ية إمامَةٍ) أو جَماعَةٍ ( سُنّة لمام ف غيِ ُجمُعَة)
لينا َل َفضْلَ الَماعَةَِ ،ولِلخُرو جِ مِ نْ خِل فَ مَ نْ َأ ْوجَبَها .وتَ صُحّ نيّتُها مع ترّمِ هِ وَإِ نْ
ل ي كن خلْفَه أ َحدٌ ،إن وَثَ قَ بالماعَةِ على ا َلوْ َج هِ ،ل نه سَيَصي إماما ،فإن ل ينوِ،
وَلو لِعَدَ مِ عِلمِ هِ بالقتد ين ،حَ صَلَ لُم الفَضلُ دُونَه ،وَإن نَوا هُ ف الثناءِ ،حَ صَلَ ل هُ
ال َفضْلُ مِن حِينِئذٍ ،أ ما ف الم عة فتلز مه مع التحرّم( .و) من ها( :عدم تَقدّ مٍ) ف
الكا نِ يقينا (على إما مٍ بِعَق بٍ) وإن تقدّمَ تْ أ صَابِعُه .أما الشّ كّ ف التّقدّ مِ فل ُيؤَثّر
79
حضَرْ َغيُه، ول َيضُرّ مُ سَاوَاتُهِ ،لكنها مكروهة( .وَُندِ بَ ُوقُوف َذكَرٍ) ولو صبيا ل َي ْ
(عن ييِ الِمام) وإل سُنّ له تْويلُهُ للتّباعِ (مُتَأَخّر) عَْنهُ (قَليلً) ،بأَنْ تَتََأخّر أَصَابِعُهُ
عَن عَقِب إِمَام هِ .و َخرَ جَ بالذّكرِ الُنَثَى ،فتَق فُ خلْفَه ،مع مَزِيدِ َتأَخّ ر( .فإِن جاء)
َذكَرٌ (آخرُ ،أ ْحرَمَ عن يسارِه) ،وَيتأَخّر قليلً( ،ث) بعد إِحرامِهِ (تأ ّخرَا) عَنه نَدبا ،ف
قيا مٍ أو ركو عٍ ،حت يصيا صفا وراءه( .و) وقوف (رجلي) جاءا معا (أو رجال)
ب وُقوف (ف صف َأوّل) وَ ُهوَ مَا يلي قَ صَدوا القتِدَاءَ بُ صَلَ (خلْفه) صَفا( ،و) ُندِ َ
الِما مَ ،وَإِن تلّلَ هُ مِنْبَرٌ أو عمود( ،ثُ مّ مَا يلي هِ) وهكذا .وََأ ْفضَلُ كُلّ صفٍ يينُهَ .ولَو
ف الَوّل قُدّم في ما يَظهَر وَيينُ هُ َأوْل من القُرْ بِ إِلي هِ ف تَرادَ فَ ييُ الِما مِ وَال صّ ّ
يساره ،وإِدرا كَ ال صّف الوّل َأوْل مِ نْ إِدرا ِك رُكو عِ غي الركعةِ الخية .أما هي:
ف الوّل( .وكُرِ هَ) لأمو مٍ فإِن َفوّتَ ها قَ صْدُ ال صّف الوّ ِل فإِدراك ها َأوْل مِن ال صّ ّ
(انفرادٌ) عن ال صف الذي من جن سه إن وَ َجدَ ف يه سَعَة ،بَل َيدْخله( .وَشُرو عٌ ف
ف الذّ كر الفَرْدِ عن ي ساره ،ووراءه، ف ق بل إتام ما قبله) من ال صّف ،ووقو ُ صَ َ
صسرّحوا بسه. ّتس َفضِيلةَ الماعَ ِة كمسا َ وماذيا له ،ومُتأخّرا كثيا .وكسل هذه تُ َفو ُ
ويُ سَنّ أن ل يزيدَ ما بي كل صَفيْنِ والوّل والِمام على ثَلثَةِ أَ ْذرُ عٍ .ويقف خلف
المام الرجال ،ث ال صبيان ،ث النساء .ول ُيؤَخّ ُر ال صبيانُ للبالغ ي ،لتاد جِنسهم،
ِلمس بانتقالِ إمام) برؤيسة له ،أو لبعسض صسفّ ،أو سسَماعٍ لصسوته ،أو (و) منهسا( :ع ٌ
صَوت مُبلّ غٍ ثقة( ،و) منها (اجتماعهما) أي المام والأموم (بكان) كما عهد عليه
الماعات ف العصر الالية( ،فإِن كانا بسجد) ومنه جِداره وَرحبته ،وهي ما خرج
عنه ،لكن ُحجِرَ لجله ،سواء أعُل مَ وَقفيّتها مسجد أو ُج ِهلَ أمرُها ،عملً بالظاهر،
و هو التحو يط ،ل كن ما ل يتي قن ُحدُوث ها بعده ،وأن ا غ ي م سجد ل حَريُه ،و هو
َموْضِ عٌ اتصل به وهُيّىءَ لصلحتِه ،كانصبابِ ماء ،ووض عِ نِعال (ص ّح القتداءُ) وإن
زادَ تِ السافةُ بينهما على ثُلثمائَةُ ذِرا عٍ ،أو اختلفت البنية ،بلف من ببناء فيه ل
يُنْ ُفذُ بابُه إليهُ :سمّرَ ،أو كان سَطحا ل مَرْقى لَهُ مِنه فل َتصُ ّح القُ ْدوَةُ ،إذْ ل اجتماعَ
80
حينئ ٍذ كمسا لو وَق فَ مَن ْس وراءَ شُباك بِجدارِ السسجدِ وَل يَ صِل إل يه إل با ْزوِرار أو
انعِطا فٍ بأن ينحر فَ عن جِهةِ القبلةِ لو أراد الدخولَ إل الِمام( .ولو كان أ َحدُه ا
فيه) أي السجد (والخر خارِجَه شُرط) مع قُربِ السافةِ بأن ل يزيد ما بينهما على
ف واحدٍ) من ثلثمائة ذراع تقريبا ( َعدَ مُ حائلٍ) بينهما ين عُ مرورا أو رؤية( ،أو وقو ُ
الأمومي (حِذاء مَن َفذٍ) ف الائلِ إن كان ،كما إذا كانا ببناءين ،كصحن وصفةٍ من
دارٍ ،أو كان أحده ا ببناء وال خر بفضاء ،فيُشتَر طُ أيضا ه نا ما مرّ .فإِن حَالَ ما
ين عُ مُرورا كشُبا كٍ ،أو رؤي ًة كبا بٍ مردودٍ وإن ل تُغْلَ ُق ضُبّتُه ،لن ِع هِ الشاهدة ،وإن
ل ينسع السستطراق .ومثله السسّتر الرْخَى .أو ل ي قف أحسد حذاء منفسذ ،ل يَصُسحّ
القتدا ُء فيهما .وإذا وقف واحد مِ نَ الأمومي حِذاءَ الن َفذِ حت يَرَى الِمام أو بَع ضَ
صحّ صَلةُ مَ نْ بالكا نِ ال َخرِ ،تِبعا لذا الشاهِد ،فهو ف مَن معه ف بنائه ،فحينئذ تَ ُ
حق هم كالِمام ،ح ت ل يوز عل يه ف الو قف والِحرام ،ول بأس بالتقدّم عل يه ف
الفعال ،ول يضرّ هم بُطل نُ صَلتِه ب عد إحرام هم على الَوْ َج هِ ،كَردّ الر يح البا بَ
أثناءَها ،لنه يُغْتَفُر ف الدّوام ما ل يُغْتَفَر ف البتداء.
[فرع] :لو وقف أحدها ف عُلوَ والخرُ ف سُفلٍ ،اشتُرِطَ عَدم اليلولة ،ل ماذاة
س السفلِ ،وإن كانا ف غي مسجد .على ما دل عليه كلم الروضة قد ِم العْلى رَأ َ
وأ صلها والجموع خلفا ل مع متأخي ين .ويُكْر هُ ارتفا عُ أحدِه ا على ال خر بل
ش مالِف ٌة فيها) فِعلً أو تَركا،
حاجة ،ولو ف السجد(.و) منها (موافقةٌ ف سَُننٍ تَفْح ُ
فتبطُلُ صلة من َوقَعَ تْ بينه وبي المام مالفة ف سُنة ،كسجدة تلوة فَعَلها المام
شهّ د أوّلَ فعله الما مُ وتركَ هُ الأمو مُ ،أووتَرَك ها الأمو مُ عامدا عالِا بالتحر ي ،وتَ َ
تَرَك ُه المام ،وفَعلهُ الأمومُ عامدا عالا ،وإن لقهُ على القُرب ،حيث ل يلِسِ المامُ
للستراحة لِعُدولِهِ عن فَرْضِ التابعةِ إل سُنّة .أما إذا ل تفحش الخالفة فيها فل يضر
ق التشهّد
الِتيان بالسّنّة ،كقُنوتٍ أَدركَ مع الِتيان به الِمامُ ف سجدته الول .وفارَ َ
81
ث قعودا ل يفعَلْه الِمام ،وهذا إنا َطوّل ما كان فيه الِمام ،فل ا َلوّلَ بأنه فيه أَحدَ َ
فُح شَ ،وكذا ل يض ّر الِتيان بالتشهد الوّل إن جل سَ إمامُه للستراحة ،لن الضارّ
إنا ُهوَ إحدا ثُ جُلو سٍ ل يفع ْل ُه الِما مُ ،وإل ل َيجُزْ ،وأْبطَلَ صَل َة العَال العا ِمدِ ،ما
ق بعذر ،فيكون َأوْل .وإذا ل يَفرَ غِ الأمو مُ م نه مع فراغ ل يَْن ِو مفارقَتَ هُ ،و هو فُرا ٌ
المام جاز له التخّلفُ لتامه ،بل ُندِبَ إن علم أنه يُدرِك الفاتةَ بِكمالا قبل رُكوعُ
ح ِق الما مَ ف الركو عِ(.و) منها المام ،ل التخّل فُ لتام سُورة ،بل يُكره ،إذا ل يل َ
( َعدَ مُ تلّ فٍ عن إمام بِ ُركْنيْن فِعْلي ي) مُتوالي ي تا ّم ي (بل عذر مع تَ َعمّ د وعِلم)
بالتحري ،وإن ل يكونا طويلي .فإن تلف بما بطلت صلته لفحشِ الخالفة ،كأن
رَك عَ الِما مُ ،واعتدَلَ وَهوِ يَ للسجودِ أي زالَ من َح ّد القيا مِ والأموم قائ مٌ .وخرج
بالفِعْلي ي ال َقوْليان ،وال َقوْلّ والفِعْليّ (و) َعدَ مُ تلّ فٍ ع نه معه ما (بأك ثر من ثَلثِة
أركا نٍ طويلة) فل يسب منها العتدالُ واللو سُ بي السجدتي (بعذرٍ أ ْوجَبَه) أي
اقتضسى وُجوب ذلك التخلّف( ،كإِسسراع إمام قراءة) والأموم بُطيسء القراءة لعجسز
خلْقيّ ،ل لِوَ ْسوَسَةٍ أو الركات( .وانتظامُ مأمومٍ سكْتَتَه) أي سكتَةَ المام ليقرأ فيها
الفاتة ،فركع عَقِبَها ،و َس ْهوُه عنها حت ركع المام .وشَكّ ُه فيها قبل ركوعه .أما
س فَليسس بعذرٍ .قال التخلف لِوَسسْوسَة ،بأن كان يُردّد الكلمات مِسن غيِ مُوجب ٍ
شيخنا :ينبغي ف ذي وَسوسةٍ صارت كاللقيةِ بيث يقطع كل مَن رَآهُ أنه ل يكنهُ
صوَرِ الذكورة إتا مُ تَركُ ها أن يأتَ في هِ ما ف بطيءِ الر كة ،فيلز مُ الأمو مَ ف ال ّ
الفاتة ،ما ل يتخلف بأكثر من ثلثة أركان طويلة ،وإن تلف مع عذر بأكثر من
الثل ثة بِأ نْ ل يفر غَ مِ نَ الفاتةِ إ ّل والما مُ قائ مٌ عن ال سّجودِ أو جالِ سٌ للتشهّد
(فليوافِقْ) إمامَه ،وُجوبا (ف) الركن (الرابع) وهو القيام ،أو اللوس للتشهّد ،ويترك
تَرتيبَ نفسِه( ،ث يَتدارَك) بعد سلم المام ما بقيَ عليه ،فإِن ل يُوافِقهُ ف الرابعِ ،مَع
عِلمِهِس بوجوبِس التابعةِ ول يَْنوِ الفارَقَة بَ ُطلَت ْس صسَلتُه ،إن عَلم وتَعَمّد .وإن رَكعَس
الأمو مُ مع الما ِم فشَكّ هل قَرَأ الفاتةَ ،أو تَذكّرَ أنه ل يَقْرَأْها؟ ل َيجُزْ له ال َعوْدُ إل
82
َطلتس صسلتُه ،وإل
َداركس بَعدَ سسلم المام رَكعةً .فإن عادَ عالا عامِدا ب ْ
القيام ،وَت َ
فل .فلو تيقّنَ القراءَةَ و َشكّ ف إِكمالا فإِنه ل يؤثّر.
سعُ الفاتةَ بالنسبة (ولو اشتغل مسبوقٌ) وهو مَنْ ل يُدرِكْ من قيامِ المام ،قدرا يَ َ
ضدّ الوافِسق .ولو شَكّس هسل أ ْدرَك زمنا يَسسَعها؟ تلف إل القِراءةِ العتدلة وهسو ِ
لِتامها ،ول يُدرِك الركعة ما ل يُد ِركْه ف الركوع (ب سُنّة) كتَعَوّذٍ ،وافتتا حٍ ،أو ل
يشتغل بشيء ،بأن سكت زمنا بعد ترّم ِه وقبل قراءته ،وهو عَال بأن واجِبَه الفاتة.
ع الِمام ،سَواء َأعَل مَ أ نه أو ا ستمعَ قراء َة الِمام (قرأ) وجوبا مِ نَ الفاتةِ ب عد ركو ِ
يُدرِك الِمام قبل رَفعِ هِ مِن سُجوده أم ل على الوْجَهَ( .ق ْدرَها) حُروفا ف ظَنه ،أو
قَ ْدرَ زَمَ نٍ من سُكوته لِتقصيِهِ بِعُدولِ هِ عن فَرْ ضٍ إل غَيه( .و ُع ِذرَ) مَ نْ تلّف لِ سُنّة،
كبُطْءِ القراءِة على ما قاله الشيخان ،كالبَغوِ يّ ِلوُجوب التخلّ فِ ،فيَتخلّ فْ وُيدْرِك
الرّكعةَ ،ما ل يُ سْبَق بأك ثر مِن ثلثةِ أركا نٍ ،خِلفا ل ا اعتمَدَ هُ جَم ٌع مقّقو نَ مِن
بهس شيخنسا فس شرح النهاج َمس ِ
ِتقصسيِهِ بالعُدولِ الذكور .وَجَز َ
ِهس غيَ مَعذورٍ ل ِ كون ِ
المامس فس
َ ِكس
وفتاويسه ،ثس قال :مَن عَبّر بعذره فعِبارتُه ُمؤَوّلة .وعليسه :إن ل يدر ِ
الركوع فاتته الرّكعة ،ول يَرْكع ،لنه ل يُح سَبَ له ،بل يُتابِعه ف ُهوِيّه للسجودِ،
إل بطلت صلته ،إن علم وتعمّد .ث قال :والذي يت جه أ نه يتخلف لقراءة ما لَزِمَه
حت يريد المامُ الُويّ للسجود ،فإِن كمل وافقه فيه ،ول يركع ،وإل بطلت صلته
إن علم وتع مد ،وإل فار قه بالن ية .قال شيخ نا ف شرح الِرشاد :والقرب للمنقولِ
الوّلُ ،وعل يه أكثرُ التأخر ين .أ ما إذا رَ كع بدون قراء ِة قدر ها فتب طل صلته .و ف
شَرْ حِ النهاج له عن مُعْظَ ِم الصحاب :أنه َي ْركَع ويَسقُط عن هُ بَقيةُ الفاتة .واختي،
بل رجحه جع متأخرون ،وأطالوا ف الستدلل له ،وأن كلم الشيخي يقتضيه .أما
إذا جَهَل أن واجَِب هُ ذلك ف هو تلّفِه ل ا لَزِمَ هُ مُتخلّف بعذرٍ .قاله القا ضي .وخرج
ق الواف قُ ،فإِنه إذا ل يُت مّ الفاتةَ لشتغال هِ بِ سُنّة ،كدُعا ِء افتتا حٍ ،وإن ل يظ نّ
بالسبو ِ
83
(وسسقُهُ) أي الأموم، إدراك الفاتةَ معسه ،يكون كبطيءِ القراءةِ فيمسا مَرّ ،بل نزاعَ .بْ
(على إمام) عامِدا عالا (ب) تام (ركنيس فعلييس) وإن ل يكونسا طويليس (مُب ِطلٌ)
للصلة ،لِفح شِ الخالفة .وصورة التقدّم بما :أن َيرْكع ويعتدِلَ ث َيهْوي للسجودِ
ل والمام قائم ،أو كأن ير كع ق بل الما مِ ،فل ما أراد الما مُ أن يركَ َع رَفَ عَ ،فل ما مث ً
ع ول ف العتدالِ .ولو سََبقَ جدَ ،فَلم يتمِع معه ف الركو ِ أراد الما مُ أن يركع َس َ
بما سهوا أو جهلً ل يضرّ ،لكن ل يُعَْتدّ له بما .فإذا ل يَعُد للتيان بما مع المام
سَهوا أو َجهْلً أتى بعد سَلمِ إمامِه بِركعَةٍ ،وإل أعادَ الصلةَ( .و) سَبْقُهُ عليه عامدا
عالا (ب) تام (ركن فعل يَ) كأ ْن رَكَعَ و َرفَعَ والمامُ قائمٌ (حَرام) بِخل فِ التخل فِ
به فإنه مَكروه كما يأت ،ومن تقدم برك نٍ ُسنّ له العَوْ ُد ليوافقه إن تعمد ،وإل تيّر
بي العود والدوام( .ومقارنته) أي مقارنة الأموم المام (ف أفعال) ،وكذا أقوال غي
ترّم (مكروهسة :كتخلف عنسه) أي المام (إل فراغ رُكنسٍ) وتقدّم عليسه بابتدائه،
وعِندَ تع ّمدِ أ َحدِ هذه الثل ثة تفو ته فضيلة الما عة .ف هي جا َعةٌ صحيحة ،ل كن ل
َمعس انتفاءُ الفضيلةِ ،يلزمسهثوابس عليهسا ،فيسسقُط إثُ تَركهسا أو كَرَاهَتسه .ف َقوْل ج ٍ َ
لمُعَة ،وَهْمسٌ ،كمسا بينسه الروجس عسن التابعةِ حَتس يصسيَ كالنفر ِد ول تصسحّ له ا ُ ُ
الزرك شي وغيه .ويري ذلك فس كلّ مكرو هٍ من ح يث الماعسة بأن ل يتُ صوّر
وُجودُهُ ف غيها .فالسّنة للمأموم أن يتأخّرَ ابتدا ُء فعِله عن ابتداءِ فعلِ المام ،ويتقدّمَ
على فراغِه منسه ،والكمسل مسن هذا أن يتأخرَ ابتدا ُء فِعلِ الأموم ِس عسن جيع ِس حَركةِ
المامِ ،ول َيشْرَعُ حَت يَصلَ المامُ لقيقةِ الُنْتَقِل إليه ،فل َيهْوي لِلرّكوع والسجودِ
حت يَستوِي الما مُ راكعا ،أو تَصلَ جبهتُ هُ إل السجدِ .ولو قارَنَ هُ بالتحر مِ أو تبيّن
ِهس التّكسبيَ سسِرا بِنيّةٍ ثانيسة إن ل
تَأخّرُ ترّم المام ل تنعقدِ صسَلتُه ول بأس بإِعادت ِ
يشعروا ،ول بالقارنة ف السلم ،وإن سَبَقَهُ بالفاتة أو التشهّد ،بأن فَرَغَ من أ َحدِها
قبلَ شروع المام ف يه ل يَضُر .وق يل :تِ بُ العادةُ مَع فع ِل المام أو بَعْده ،و هو
َأوْل .فَعَل يه إ نْ ل يُ ِعدْه بَطل تْ .ويُ سَنّ مراعاةُ هَذا الِلف ك ما يُ سنّ تَأخيُ جِي عِ
84
فاتتِ هِ عن فات ِة الما مِ ،ولو ف أُولي يِ ال سّرّيّة إن ظَنّ أ نه يقرأ ال سّورة .ولو عَلم أن
إمامَهُ يَقْتَصِرُ على الفاتة لزمَهُ أن يقرأها مع قراءِة المام( .ول يَصُحّ قدوةٌ بن اعتقدَ
بُطل نَ صلتِه) بإن ارتَكَ بَ مُبْطِلً ف اعتِقادِ الأمو مِ ،كشافع يّ اقتدى ِبحَنَ في مَ سّ
فَرْجَه ،دون ما إذا افْتَ صَد نظرا لعتقاد القَتدِي ،لن الِما مَ مِد ثٌ عندَ هُ بال سّ دون
صدِ ،فيتعَذّر رَب طُ صلتِه ب صل ِة الِما مِ ،ل نه عندَ هُ ل يس ف صلة .ولو شَ كّ الفَ ْ
شافعيّ ف إِتيانِ الخالِفِ بالواجبات عند الأمومِ ل يُؤثّر ف صحة القتداء به ،تسينا
للظن به ف َتوَقي اللف ،فل َيضُرّ عَدمُ اعتقادِه الوُجوب.
[فرع] :لو قام إمامُسه لزيادةٍ ،كخامسسةٍ ،ولو سسَهوا ،ل َيجُزْ له متابَعَتسه ،ولو
مَسبوقا أو شاكّا ف رَكعة ،بل يفارِقه ،ويسلم ،أو ينتظره على العتمد( .ول) قُدوَةَ
ت قُدوَتُ هُ ،كأن سلم (بقتدٍ) ولو احتمالً ،وإن با نَ إماما .وخر جَ بقتدٍ من انقطعَ ْ
ضهُم ببعضٍ ق فاقتَدَى به آخرٌ صحّت ،أو قامَ مسبوقون فاقتدَى بع ُ الما ُم فقام مسبو ٌ
صحّت أيضا على العت مد ل كن مع الكرا هة( .ول) قُدوَةُ (قارىء بأمّ ي) و هو مَن َ
يَخ ّل بالفات ة أو بعض ها ،ولو برف من ها ،بأن يَعجَزَ ع نه بالكُل ية ،أو عن إخراجِه
عن مَخرَجِه ،أو عن أص ِل تشديدةٍ ،وإن ل يكِنهُ التعل َم ول عَل َم بالِهِ ،لنه ل َيصْلح
لتحمّ ِل القرا َءةِ عن هُ لو أ ْدرَكَه راكِعا .ويَ صُحّ القتدَاءُ ب ن يَجو ُز كونُه أمّيا إل إذا ل
يهَرْ ف َجهْرِيّ ة فيلز مه مفارَقَت هُ ،فإِن ا ستمر جاهلً حَ ت سلم لزِمت هُ الِعا َدةُ ،ما ل
ي تبيّن أ نه قارِىء .وملّ عَدم صح ِة القتداء بالمّي :إن ل يَ سَْتوِ المام والأموم ف
الرف العْجوزِ عنه ،بأن أح سَنَه الأمو مُ فقط ،أو أحَسنَ كلّ منهما غي ما أحْ سَنَهُ
الخَر .وم نه َأرَ تّ يدغ مُ ف غ ي مله بإِبدالٍ ،وألثَ غَ يبدلُ حرفا بآ خر .فإن أمكَن هُ
ِهس اقِتدَا ٌء بنحوِ صسحّت كاقتدائه بثله ،وكُر َ التعلم ول يتعلم ل تَصسح صسلته ،وإل َ
ل نَ تأتاءَ ،وفأفاءَ ،ولحِ نٍ با ل يُغيّر مَعْنًى ،كضَمّ هاءِ "لِّل هِ" وفَت حِ دَال "نَعُْبدُ" ،فإن َ
لنا يغيّر العن ف الفاتة ك "أنعم تَ" بكسرٍ أو ض مَ ،أَبطَلَ صلة من أمْكَنَ ُه التّعلم
85
صيِهِ. ق الوق تُ صَلى لُرْمَتِ هِ ،وأعادَ لِتَقْ ِ
ولْ يَتَعلم ،ل نه ليْ سَ بِقرآ نٍ .ن عم ،إن ضا َ
قال شيخنا :ويظهَرُ أنه ل يأت بتلك الكلمة ،لنه غي قرآنٍ قطعا ،فلم تتوقف صِحةُ
ال صلةِ حينئذٍ علي ها ،بل تَ َعمّد ها ولو من م ثل هذا مُبْطِل .انت هى .أو ف غي ها:
ت صسلتُه ،والقدوةُ بسه ،إل إذا قَدر وعَلمَس وتَعمّد ،لنسه حينئذٍ كلم أجنسب. صَسحّ ّ
َيثس بَطلت صسلته هنسا يَبْطُلُ القتداءُ بسه .لكسن للعال بالِه كمسا قاله الاوردي وح ُ
واختارَ السبكي ما اقتضاه قول المام ليس لذا قراءة غي الفاتة ،لنه يتكلم با ليس
بقرآن ،بل ضرورة مِ َن البُطل نِ مُطلقا( .ولو اقتدَى ب ن ظَنّ هُ أهلً) للما مة (فبا نَ
خِلفه) كأن ظَنّه قارئا ،أو غي مأمو مٍ ،أو رَجلً ،أو عَاقَلً فبا نَ أمّيا ،أو مأموما ،أو
امرأة ،أو منونا ،أعادَ ال صلة وجوبا لتق صيِهِ بِتر ِك البح ثِ ف ذلك (ل) إن اقتدَى
ب ن ظَنّه مُتَطهّرا فبا نَ (ذا َحدَ ثٍ) ولو َحدَثا أكبَرَ( ،أو) ذا (خَبَ ثٍ) خَف يّ ،ولو ف
ج عة إن زاد على الربع ي :فل ت ب العادة ،وإن كان الما مُ عالا لنتفاءِ تق صيِ
الأمو مِ ،إذ ل أمارَة عليهِ ما ،ومِن ث حَ صَلَ له فضلُ الَما َعةِ .أ ما إذا با نَ ذا خَبَ ثٍ
ظاهِرٍ فيلز مه العادَةُ على غ ي العْمَى لِتق صيِهِ ،و هو ما بظا هر الثّو بِ ،وإن حال
بي الما مِ والأمو مِ حائل .وا َلوْجَ هُ ف ضب ِط هِ أن يكو نَ بي ثُ لو تأمّلَ هُ الأمو مُ رآه،
صحّح النوو يّ ف التحق يق عدَ مَ وجو بِ الِعا َدةِ مُطلقا( .وَ صَحّ والف يّ بلف هِ .و َ
اقتداءُ سليم ب سَلِسٍ) لِلَبوْلِ أو ا َلذْ يِ أو الضّرا طِ ،وقائ مٌ بقا ِعدٍ ،ومُتَوضّىءٌ بتيم مٍ ل
تَلزَمْ هُ إعادَةَ ( .وكُرِ هَ) اقتِداءٌ (بفاسقٍ ومبتَد عٍ) كرافِض يّ ،وإ نْ ل يو َجدْ أحدٌ سواها
ما ل َيخْ شَ فِتْنَ ًة وقيل :ل يَ صُ ّح القتِداء بما .وكُرِ هَ أيضا اقتداءٌ بوسوسٍ وأقلَ فَ،
ل ِبوَلدِ الزنسا ،لكنسه خلف الول .واختار السسبكيّ ومسن تبع َه انتقاءَ الكراهَةِ إذا
تعذّرَتِ الماعةُ إل خلفَ مَنْ تُكرَه خلفَه ،بل هي أفضل من النفراد .وجَزَم شيخنا
بأنا ل تزول حينئذ ،بل النفرادُ أفضلُ منها .وقال بعض أصحابنا :وا َلوْجَ ُه عندي
ما قاله السبكيّ رحه ال تعال.
86
[تتمة] :وعُذرُ الماعة كالمعة ،مطرٌ يبلّ ثوبَه لِلخَبِ الصّحيح" :أنه أمَرَ بالصلة
ف الرّحالِ يَو مَ مَطَرٍ يبلّ أس َف َل النعالِ" بلف ما ل يبله .نعم ،قطر الاء من سقوف
الطر يق عُذرٌ ،وإن ل يَُبلّه ،لغل بة نا سَتِه أو ا ستِ ْقذَارِهَ .ووَ ْحلٌ ل يَأمَن م عه التّلوّث
بال شي ف يه أو الزّلق ،وحَ ّر شديدٌ ،وإن وَجَد ظِلّ ي شي ف يه ،وبَر ٌد شد يد ،وظُلمةٌ
اللوسس فس الفرضسِ ،ل صسُداعٌ يَسسيُ َ ُبحس
َضس وإن ل ت ِ شديدة بالليسل ،ومَشَقةُ مَر ٍ
ومُدافَعةُ َحدَ ثٍ من بولً أو غائ طٍ أو ر يح ،فتُكْر ُه ال صلةُ مع ها .وإن خاف فَوْ تَ
الما عة لو فَرّغ نف سَه ك ما صرح به َجمْ عٌ وحُدوث ها ف الفَرْ ضِ ل يُج ّوزُ قَطْعَه،
وملّ ما ذكر ف هذه :إن اتّ سَعَ الوق تَ ،بي ثُ لو فَرّ غَ نفسه أدرَ كَ الصلةَ كاملةً،
وإل حَرْ مَ التّأخيُ لذلك .وفَقْدُ لبا سٍ لئ قٍ به وإن وَ َجدَ ساتِ َر ال َعوْرَة ،و سَيْرُ رُفقةٍ،
لُريد سَفرٍ مُباحٍ وإن أمِنَ ،لشَقة استيحاشِه وخَوفُ ظالٍ على مَعْصومٍ من عَرضٍ أو
نف سٍ أو مالٍ ،وخو فٌ مِن حَب سٍ غريٍ مُع سِرٍ ،وحُضورُ مري ضٍ وإن ل ي كن ن و
قريبٍ بل متعهّد له ،أو كان نو قريب متضرا ،أو ل يكن متضرا ،لكن يأنس به،
وغَلَبَةُ نعا سٍ ع ند انتظارِ هِ للجماعةِ ،وشدّةُ جو عٍ ،وعطَش ،وع مى ح يث ل ي د
قائدا بأجْ َرةِ الِثْلِ .وإن أحسَنَ ا َلشْيَ بالعصا.
[تنبيه] :إن هذه العذار تنعُ كراهةَ تركِها حيثُ سُنّت ،وإثَهُ حيثُ َوجَبَت ،ول
تصسَل فضيلةُ الماعَ ِة كمسا قال النوويّس فس الجموع ،واختار غيه مسا عليسه جعس
صدَها لول العُذر قال ف الجموع :يُ سْتحبّ ل ن ترك متقدمون من ح صولا إن قَ َ
ق بدينارٍ ،أو نصفَه ،لبِ أب داودَ وغيه.لمَعة بِل عُذرٍ أن يَتَصدّ َ
اُ
(فصل) :ف صلة المعة هي فَرْ ضُ عَيْ نٍ عند اجتما عِ شَرائِطِها .وفُ ِرضَ تْ بكّة،
ول تَقُ مْ ب ا لِفَقْدِ ال َعدَدِ ،أو لن شَعارَ ها الظهار ،وكان مُ سْتخْفيا في ها .وأوّل من
أقامَهسا بالدي نة قبسل الجرةِ أسسَعدُ بنُس زُرارَة ،بِقْريةٍ على ميلٍ مِن الدينةِ .و صَلتُها
ع النا سِ لا ،أو لن آدَ مَ اجتمَ َع فيها معأفضَلُ ال صّلواتِ .و ُسمّيَت بذلك :لجتما ِ
87
َحوّاءَ مِ نْ مُزْ َدلِفَة ،فلذلك ُسمّيتَ ُجمُعا( .ت بُ ُجمُعَةٌ على) كل (مكلّ فٍ) أي بالِ غٍ
عاقِلٍَ ( ،ذكَرٍ ،حُرَ) ،فل تَلز مُ على أُن ثى ،وخُنْ ثى ،ومَ نْ ب ِه رِ قّ إن كُوتِ بَ لِنق صِهِ،
(مُتوطِنٌ) بحلّ المعِة ل يسافِرُ من ملّ إقامَتِها صيفا ول شتاءٍ إل لاجة ،كتجارة،
وزيارة( ،غي معذور) بنحو مرض ،من العذار الت مرّت ف الماعة ،فل تلزمُ على
مري ضٍ إن ل يضَرْ ب عد الزّوالِ ملّ إقامت ها ،وتَنعَ ِقدُ بعذورٍ (و) تِ بُ (على مقي مٍ)
بحلّ إقامَتها غي متوطّ نٍ ،كمن أقام بحلّ ُجمُعَةٍ أربعة أيا مٍ فأكثر ،وهو على عَزْ مِ
س َمعُ مِن هُ النّداء ول
ال َعوْدِ إل وطِنِه ،ولو بعد مدة طويلة .وعلى مقي مٍ مُتوطّ نٍ بحلَ يَ ْ
يبلُغ أهلَ هُ أربَعي ،فتلزمهما الُمعة (و) لكن (ل تنعقد) المعة (به) أي بقي مٍ غي
متوطّ نٍ ،ول بتوطّ نٍ خار جَ بَلدِ إقامَتها ،وإن وَجَبَ تْ علي هِ ب سَماعِهِ النداءَ منها( .ول
بن ب ِه رقّ وَصَبا) ،بل تَصُحّ مِنهم ،لكن ينبغي تأخّر إحرامِهم عن إحرامِ أربعيَ مّن
تنعقِدُ به المعة على ما اشتر َطهُ جعٌ مققون ،وإن خالفَ فيه كثيون.
(وشُرِ طَ) ل صحة الم عة مع شرو طٍ غي ها ستة :احد ها( :وقوعُ ها جاعةً) بن ية
إمام ٍة واقتداءٍ ،مقترنةً بتحرم (فس الركعسة الُول) ،فل تَصُسحّ المعسة بالعدَدِ فُرَادَى،
ول ُتشْتَرط الما عة ف الركعةِ الثانيةِ .فلو صلى الما مُ بالربع ي رَكعةً ث أحد ثَ
حدِث بل فارقوه ف الثان ية ،وأتوا منفرد ين، فأتّ كلّ منهُم َركْعَةً وا ِحدَةً ،أو ل ُي ْ
ث واحدٌ من أجزأتم المعة .نعم ،يُشترَطُ بقاءُ العدَدِ إل سلم الميع ،حَت لو أحدَ َ
الربعي قبل سلمه ،ولو بعد سلمٍ مَن َعدَاه منهم ،بَطلت جُمعة الكلّ .ولو أَدر كَ
ع الثانية واستمّر مع هُ إل أن سلم ،أتى بركعةٍ بعد سلمه َجهْرا وتّت السبوقُ ركو َ
ُجمُعتُه إن صَسحّت جُمعسة المام وكذا مسن اقتَدَى بسه وأدرَك ركعةً معسه كمسا قاله
شيخنا .وتبُ على من جاء بعد ركوع .الثانية :نية المعة على الصح وإن كانت
الظّهر هي اللزمة له .وقيل :توز نيّة الظهر .وأفت به البلقين وأطال الكلم فيه(.و)
ثاني ها :وقوع ها (بأربع ي) م ن تنع قد ب م الم عة ،ولو مر ضى ،ومن هم المام .ولو
88
كانوا أربع ي ف قط وفي هم أمّ يّ وا حد أو أك ثر ق صر ف التعلم ،ل ت صح جعت هم،
لبطلنِ صلتِه فينقصون .أما إذا ل يُقصّر المّيّ ف التّعلم فتصُحّ المعة به كما جزم
ب والرشادِ ،تبعا لا جزم به شيخه ف شرح الروض ث به شيخنا ف شرحَ ْي العُبا ِ
قال ف شرح النهاج :ل فرق ه نا ب ي أن يُق صّرَ المّي ف التعلم ،وأن ل يُق صّر.
والفر قُ بينه ما غ ي قو يّ .انت هى .ولو نَقَ صوا في ها بَطلت ،أو ف خط بة ل ُيحْ سَب
صهِم ،لِعدَ مِ سَماعهم له .فإن عادوا قريبا ُعرْفا جا َز البِناءُ على ما
رُكن فِعلٍ حالَ نَق ِ
مَضى ،وإل وَ َجبَ الستئناف ،كنَقصِهم بي الطبة والصّلة ،لنتفاءِ الوالةِ فيهما.
[فرع] :من له مسكنان ببلدين ،فالعبة با كثرت فيه إقامته ،فيما فيه أهله وماله.
وإن كان بواحد أه ٌل وبآخر مال ،فبما فيه أهلُه ،فإن استويا ف الكل ،فبالحل الذي
لمُ عة .ول تنع ِقدُ الُمعةُ بأقلّ من أربع ي ،خلفا ل ب حني فة هو ف يه حالة إقا َمةِ ا ُ
رحه ال تعال فتنعقد عندَه بأربعة ،ولو عبيدا أو مسافرين .ول يشترط عندنا إذ نُ
ال سّلطان لِقامت ها ول كَو نُ ملّ ها مِ صرّا ،خلفا له فيه ما .و سُئِل البلقي ن عن أهلِ
ُصسلّون المعسة أو الظّهسر؟ فأجاب رحهس ال : قريةٍ ل يبلُغ عددُهُم أربعيس ،هسل ي َ
يُصلّون الظّهرَ على مذهَب الشافع يّ .وقد أجاز ج عٌ مِن العلماءِ أن يُ صَلّوا الُمعة،
و هو َقوِي ،فإِذا قَلّدوا أي جيع هم من قال هذه القالة ،فإِن م يُ صلون الم عة .وإن
احتاطوا ف صلّوا المعةَ ث الظّهرَ كان حَ سَنا(.و) ثالث ها :وقوعُ ها (بحلَ معدودٍ من
البلد) ولو بفضاءٍ معدود منها ،بأن كان ف ملّ ل تَقْ صُ ُر فيه الصلةُ ،وإن ل يَتّصل
بالبنيةِ ،بلف ملَ غيَ معدودٍ منها ،وهو ما يوّز السّفَ ُر ال َقصْرَ منه.
[فرع] :لو كان ف قر ية أربعون كاملون لَزِمَتْهُم الُم عة ،بل َيحْرُم علي هم على
العتمد تَعطِيلُ مّلهِم من إقامتها ،والذهاب إليها ف بلد أخرى ،وإن سَمعوا النداء.
ُمس ُمخَيّرون بيس أن قال ابسن الرّفعِة وغيه :إنمس إذا سسَمعوا النداءَ مسن مِصسرَ ،فه ْ
يَحضَروا البل َد للجمعة ،وبي أن يُقيموها ف قريَتِهم ،وإذا َحضَروا البلدَ ل يَ ْكمُلْ بم
89
العددُ لنم ف حكم السافرين ،وإذا ل يكن ف القرية جع تنعَ ِقدُ بِهم المعة ولو
بامتنا عِ بعضِهِم من ها يلزمُ هم ال سّعيُ إل بلدٍ ي سمعون مِن جان به النداءُ .قال ا بن
عجيل :ولو تعدّدَتْ مَواضِعٌ متقاربةٌ وتيّزَ كلّ باسمٍ ،فلكلَ حُكمُهُ .قال شيخنا :إنا
يتجه ذلك إن عدّ كل مع ذلك قرية مستقلة عرفا.
ِعس آخ َر،
َهس السسّلطانُ أهلَ قريةٍ إن ينتَقِلوا منهسا ويَبْنُوا فس َم ْوض ٍ [فرع] :لو َأكْر َ
فسَكنوا فيهِ وقَصدُهُم العَوْدُ إل البل ِد الوّلِ إذا فرّج ال عنهم ،ل تلزمهم المعة ،بل
ل تَ صحّ من هم ،لعدَ ِم ال ستيطان(.و) رابع ها :وقوع ها ( ف و قت ظ هر) فلو ضاق
ج الوق تُ يقينا،الوقت عنها وعن خطبَتيْها ،أو َشكّ ف ذلك ،صَلّوا ظهرا ،ولو خر َ
أو ظنا ،وهسم فيهسا ،ولو قُبيلَ السسّلم ،وإن كان ذلك بإِخبارِ عدلٍ ،على الَوْجَه،
وَجَ بَ الظهرُ ،بناءً على ما مضى ،وفاتَ تِ المعة ،بل فِ ما لو َش كّ ف خروجِه،
لن الصسلَ بقاؤءُ .ومِن شروطِهمسا أن ل يَسسبقها بتحرّم ،ول يقارِناس فيسه جعسة
بحلها ،إل أن كَثُرَ َأهْلُه ،وعَسُرَ اجتما ُعهُم بكا ٍن واحدٍ منه ولو غي مسجد من غيِ
لوقَ مُؤ ٍذ فيه ،كحرَ وبَرْ ٍد شديدَيْن ،فيَجوزُ حينئ ٍذ تعدّدُها لِلحا َجةِ بَسَبِها.
سلّها جاه ً
ل س ل ُعذْرَ له قبسل سسَلم المام ،فإن ص َ سحّ ُظهْرُ مَن ْ [فرع] :ل يَص ُ
ض ِق الوَقْتُ عن أقلّ
انعقدتْ نَفْلً ،ولو تَركَها أ ْهلُ بََل ٍد فصَلّوا الظّهرَ ل يَصُح ،ما ل َي ِ
ِنس عادَتمس أنّهسم ل يُقيمون المعسة(.و) ُلمس م ْ
واج ِب الطبَتي ِ والصسّلةِ ،وإن ع َ
خامسها( :وقوعها) أي المعة( ،بعد خطبت ي) بعد زَوالٍ ،لا ف ال صحيحي :أنه
"ل يُ صَلّ الم عة إل ِبخُطْبَت ي" (بأركان ما) أي ُيشْتَرَ طُ وُقو عُ صَلةِ الُم عة بعدَ
خُطبت ي مع إتيا نِ أركَانِه ما الت ية( ،و هي) خ سة .أحد ها( :حَمدُ ال تعال)( .و)
ثانيهسا( :صسَلةٌ على النسب) (بلفظهمسا) :أي َح ْمدُ ال والصسّلةُ على رسسولَ ال،
كالمدُ ل ،أو أ ْحمَدُ ال ،فل يكفسي :الشّكْرُ ل ،أو الثّناءُ ل ،ول :الَمدُ للرّحنسِ،
أو للرّحِيمِ ،وكالّل ُهمّ صَلّ ،أو صَلى ال ،أو أُصَلي على ممدٍ ،أو أحد ،أو الرّسولِ،
90
َمس ممدا ،ول ّبس أو الاشرِ أو نوه فل يكفسي :الّلهُمّ سسَلم على ممدٍ وارْح ْ أو الن ّ
صَلى ال علي هِ ،بالضمي .وإن تَقدّم له ِذكْرٌ َيرْجَ عُ إليه الضّمي ،كما صَ ّرحَ به جع
مققون .وقال الكمال الدّمَيْري :وكثيا ما يَسهو الطباء ف ذلك .انتهى .فل تَغْتَرّ
لطَبِ النباتيّةِ على خِلفِ ما عليه مققو التأخرين( .و) با ِتدْهُ مَسطورا ف بَعْضِ ا ُ
ثالث ها( :وَ صِيّةٌ بِتَقْوى ال) ول يَتَعَيّ نُ لَفْظُها ول تَطوِيلها ،بل يك في نو أطيعوا ال
م ا ف يه ح ثّ على طا عة ال ،أو زَجْرٌ عن مَعْ صِيةٍ ،لن ا الق صودُ من الط بة ،فل
يكفي مرّ ُد التحذيرِ من غُرورِ الدّنيا ،وذِكرِ الوْ تِ وما فيه من الفظاعَ ِة والَلِ .قال
اب نُ الرّفعةِ :يكفي فيها ما اشتملَ تْ على المرِ بالستعدادِ للموت .وُيشْتَر طُ أن يأتِ
بكل من الركان الثلثة (فيهما) ،أي ف كل واحدةٍ من الطبتي .ويُنْدَبُ أن يُرتّبَ
سةِ،
س بعد ها ،بأن يأتَ أ ّو ًل بالمدِ ،فال صلةِ ،فالوص ي الطي بُ الركان الثلثسة ،وم ا
فبالقراءةِ ،فبالدعاءِ( .و) رابعها( :قراءَةُ آيةٍ) مفهّمة (ف إحداها) ،وف الول َأوْل.
ُسسنّ بعسد فراغِهسا قراءَةُ "ق" أو بَعضهسا فس كسل جعسة ،للتّباع( .و) خامسسها: وت َ
(دُعاءٌ) أخْرَويّس للمؤمنيس إن ل يَتَعرّض لِلمؤمنات ،خلفا لل ْذرُعسي( ،ولو) بقوله:
صدَ تصيصَ الاضِرين (ف) (رَ ِحمَكُم ال) ،وكذا بنحو :الّل ُهمّ أ ِجرْنا مِن النارِ إ نْ قَ َ
خُطبةٍ (ثانيةٍ) لتّباعِ السّلفِ واللفِ .والدّعاء لِلسّلطانِ بصوصِهِ ل يُسَنّ اتفاقا ،إل
م عَ َخشْي ِة فِتنةٍ ،فيَجِب ،ومَع َعدَم ها ل بأس به ،ح يث ل ماز فة ف وَ صْفِه ،ول
يُجوزُ وَص ْسفُه بصِسفَةٍ كاذِبةٍ إل ِلضَرورَةٍ .ويُسَسنّ الدّعاءُ ِلوُلةِ الصسّحابَ ِة قَطعا ،وكذا
ِلوُلةِ ال سلمي وجُيوشِ هم ،بال صّلحِ ،والنّ صرِ ،والقيا مِ بالعَدل .وذِكُر الناقِ بِ ل
يقطَ ُع الولة ،ما ل يعد به مُعرِضا عن الطُبة .وف التوَسّط ُيشْتَرطُ أن ل يُطِيلَه إطالةَ
تقط عُ الوالةَ ،ك ما يفعله كثيٌ من الُطباء الهّال .قال شيخ ناَ :ولَوْ شَكّ ف تر كِ
فَرْ ضِ مِن الُطبةِ بعدَ فراغِها ل يُؤثر كما ل يُؤثّر الشّكّ ف تر كِ فر ضٍ بعد الصلةِ،
أو الوُضوء.
91
ط فيهما) ،الُطبت ي( ،إساعُ أربعي) أي تسعةٍ وثلثي سواه ،من تنعقد ( َوشُرِ َ
تبس المعةُ على أربعيس ُ بمس المعةُ (الركان) ل جيسع الطبةِ .قال شيخنسا :ل
ع رُك نِ الُطبةِ على العت َمدِ فيهما،صحّ مع وجودِ لَغَ طٍ ينُع سا َ صمّ ،ول تَ ُ ضهُم أ َ بع ُ
وإن خالفَس فيسه َجمْعٌس كثيون ،فلم يشترطوا إل الضورَ فقسط .وعليسه يدل كلمُس
بعضس الواضِع ،ول يُشتَرَطُس كونُهُم بحلّ الصسّلةِ ،ول فَهمُهُم لاس الشيخيس فس ِ
يَ سْمعُونَه( .و) شُرِط فيه ما (عَرَب ية) لتّبا عِ ال سّلَفِ والَل فِ .وفائدت ا بالعرب ية مع
عدمِ مَعْ ِرفَتِهم لا العِلمُ بالوَعْظِ ف الملة .قاله القاضي .وإن ل يكنُ تعلمها بالعَرَبية
قب َل ضِي قِ الوقْ تِ خَطَ بَ مِنهُم واحدٌ بِلِسانِهِم ،وإ نْ أمْك نَ تعلمها َوجَ بَ كل على
الكِفا ية( ،وقيا مُ قادرٍ عل يه ،و ُطهْرٌ) من َحدَ ثٍ أكبَر وأ صغَر ،و عن نَ سٍ غيَ مَعْ ُفوَ
عنه ،ف ثَوب هِ ،وبَدنِه ،ومكانِه( .و سَترٌ) لِل َعوْرَةِ( .و) شُرِ طَ (جُلو سٌ بينهما) بطمأنينة
ف يه ،و ُسنّ أن يَكو َن بق ْدرِ سُورَةِ الِخلص ،وأن يقرأ ها ف يه .و من خَطَ بَ قاعدا
لِعُذرٍ َفصَلَ بينُهما بسَكْتَةٍ وُجوبا .وف الواهر :لو ل َيجْلِس ُحسِبَتا وَا ِحدَة ،فيجْلِس
ويأ ت بثال ثة( .وولءٌ) بينه ما وب ي أركانِه ما وبيَنهُ ما وب ي ال صّلةِ ،بأن ل يف صِلَ
سَأت أنّ اختِللَ ا ُلوَالةِ بيس الجموعتيِ بفِعْلِ ركْعَتيس ،بَل بأقلّ طويلً عُرفا .وس َي
مزِىءٍ ،فل يَبْعُد الضّبطُ بذا هنا ،ويكون بيانا للعُرْف.
(و سُنّ لُريدِ ها) أي الم عة ،وإن ل تلزَ مه( ،غ سلٌ) بِتعْمي مِ الَبدَ نِ والرّأ سِ بالاءِ،
فإِن عَ جزُ ،سنّ تي مم بُن ية الغُ سْلِ( ،بَ ْعدَ) طُلو عِ (َفجْرٍ) .وينب غي لِ صَاِئمٍ َخشِ يَ مِنُه
مُفْطِرا َترْكُه ،وَكذا سائِر الغْ سالِ ال سنونة ،وقَرب هُ من ذَها به إلي ها أفْضَل .ولو
تَعار ضَ الغُ سْ ُل والتّبكيُ ،فمراعاة الغُ سْلِ أوْل ،لِلخل فِ ف وُجوب هِ ،ومِن ث كُ ِر هَ
تَركه .ومِ نَ الغسالِ ال سْنونةِ :غَ سْلُ العِيدَين ،والكُسوفي ،وال سْتِسقاء ،وأغْسالُ
ال جّ ،وغَ سْلُ غاسل اليّت ،والغُسلُ للعْتِكاف ،ولِكُلّ ليلةٍ من رَمَضان ،ولجامَةٍ،
ولِتَغَيّرِ السدِ ،وغُ سْلُ الكافِرِ إذا أ سْلمَ للَمر به ول يب ،ل ّن كثيين أ سْلموا ول
92
ب الغُسلَ ِمنْ جَناَبةٍ أو نوها وإل
يُؤمَروا به .وهذا إذا ل يَعْرِض له ف الكُفرِ ما يُوجِ ُ
ب الغُ سلُ .وإن اغْتَ سَل ف الكُفرِ ،لِبُطل نِ نيّت هِ .وآكدُ ها غُ سلُ الم عة ثّ مِ نْ
وَجَ َ
غسلِ اليّت.
[ت نبيه] :قال شيخ نا :يُ س ّن قَضاءً غُ سْل الم عة ك سائر الغ سالِ ال سنونة وإن ا
ب قَضاؤه لنه إذا عُلمَ أنّه يُقضى دَاوَمَ على أدائِهِ ،واجتَنَبَ تَ ْفوِيتَه( .وبكورٌ) لغيِ طُلِ َ
خطيبٍ إل الصلى مِنَ طُلوعِ الفَجرِ ،لا ف ال ِب الصحيحِ" :إن لِلجائي بَ ْعدَ اغتِسالِهِ
غُسلَ النابَةِ أي كغُ سْلِها ،وقيل حَقيقة بأن يكو نَ جامِع ،لنّه يُ سَنّ ليلةَ المعة أو
َيوْمَها ف ال سّاعةِ الُول ُبدْنةً ،وف الثانية :بَقَرَة ،وف الثالثة :كبشا َأقْرَ نَ ،والرابعة:
دَجَاجة ،والامسة :عُصفورا ،والسادسة :بْيضَة" .والرادُ أ نّ ما بيَ ال َفجْرِ وخُرو جِ
الطي بِ يَنْقَ سِمُ ستة أجزاءٍ متساوية ،سواء أطالَ اليَوم ،أم قَ صُرَ .أما الِمام فيُ سَنّ له
التّأخيُ إل وقتِ الطبةِ ،للتّباعِ .ويُسَنّ الذّهابُ إل الُصَلى ف طريقٍ طويلٍ ،ماشِيا
بِ سَكِينَةٍ ،والرّجو عَ ف طري قٍ آخ َر قَ صِيٍ ،وكذا ف كلّ عبادَة .ويُك َر هُ َع ْدوٌ إلي ها،
ك سائرِ العبادَات ،إل لِضي قِ وَق تٍ ،فيَجِب ،إذا ل ُي ْدرِك ها إل به( .وتزّي نٌ بأح سَن
سجِه .قال شيخنا :ويُك َر هُ ما ثيابه) وأ ْفضَلُها البيَض ،وَيلي البيض ما صِب َغ قَبل نَ ْ
نوعس منسه
َمس التَزيّن بالريرِ ،ولو قَزّا ،وهسو ٌ صسغَ بَعدَه ،ولو بِغيِ الُمرَةِ .اه .وُيحْر ُ
ُِب
كمد اللون ،وما أكثره وزنا مِ نَ الريرِ ،ل ما أقلّه مِنه ،ول ما استوى فيه المران.
للّ ،على ا َلوْجَهِ.ولو َشكّ ف الكْثَرِ ،فالصلُ ا ِ
[فرع]َ :يحِلّ الريرُ لِقِتالٍ ،إن ل يَجِد غيَه ،أو ل يَقُ مْ مُقامَه ف َدفْ عِ ال سّلح.
صحّحَ ف الكِفايَ ِة قوّل ج ع :يوزُ القِباءُ وغيُه م ا يَ صْلحُ لِلقتال وإن وُ ِجدَ غيُه،و َ
إرهابا للكفار ،كَتحْليةِ ال سّيفِ بِ ِفضّةٍ .وَلا َجةٍ َكجَرَ بٍ إن آذاه غيُه ،أو كا َن ف يه
نَفْعٌ ل يو َجدُ ف غيِهِ ،وَقمل ل يَْندَفِع بغيِهِ ،ولمرَأ ٍة ولو بافتراشٍ ،ل لَهُ ،بل حَائِل.
صحَفِ والدّرا هم، ط ال سّْبحَةِ ،و ِزرّ الَيْ بِ ،وكِي سُ ال ْوي ل م نه ح ت للر جل خَي ُ
93
وغَطاءُ العَمامَةِ ،وعَلمُ الرّمح ل الشّرابةُ الت برأس السّبْحةِ .ويب لرجلٍ لَبِسَه حيثُ
ي لو نٍس الثّو بِ ال صْبوغ بأ ّ ل يَجِد سَاتِ ُر ال َعوْرَة غيَه ،ح ت ف ال ْلوَة .وَيَجوزُ لِبْ ُ
س الثوب التنجّ س ف غيِ نوِ ال صّلة ،ح يث ل رطوبَةَ ،ل كان ،إل الُزَعْفَر .وَلبِ ُ
جِلْد مي تة ،بل ضرورة ،كافتراش جِلدِ سَُبعٍ كأ سدٍ ،وله إطعا مُ مَيْتةٍ لن حو طَيْرٍ ،ل
كافِر ،ومُتَنجّس لِدابّة ،ويل مع الكراهة ،استعما ُل العاج ف الرأس واللحْيةِ حيث ل
رُطو بة ،وإ سرَاجٌ بُتَنجّ سٍ بغيِ مُغلّ ظٍ إل ف م سجد ،وإن قَلّ دُخانُه خِلفا ل مع.
وتَ سميدُ أر ضٍ بِنج سٍ ،ل اقتناءُ كل بٍ إل لِ صَيْدٍ أو حِفْ ظِ مال ويُكْ َر ُه ولو لمرأة
تزييُ غ ي الكع بة ،كمَشْهَد صال بغ ي حر ير ،وَُيحْرَ مُ ب هِ( .وتَع مم) ل ب" :إن ال
لمُعَةِ" ،ويُسَنّ لسائرِ الصّلواتِ .ووردَ ب العَمَائِمِ َيوْمَ ا ُ
صحَا ِ
وملئكته يُصَلّونَ على أَ ْ
ف حَديثٍ ضعيفٍ ما َيدُلّ على أفضَلّيةِ كِبَرِها .ويَنْبغي ضَبْطُ طُولا وعَ ْرضِها با يليقُ
بِلبِ سِها عادةً ،ف زَمَانِ هِ ،فإِ نْ زادَ في ها على ذل كَ كُرِ هَ ،وتَنخَرِ مُ مُرُوأ ُة فَقي هٍ بِلِْب سِ
عَمامةٍ سُوقيّ ل تَلي قُ ب هِ ،وعَك سه .قال الفاظ :ل يتحرّر شيءٌ ف طُول عَمامَتِ هِ
وعَ ْرضِ ها .قال الشيخان :مَ نْ تَعَم مَ فلَ ُه فِعْ ُل العَذْبَةِ ،وتَرْك ها ،ول كرا هة ف وا ِحدٍ
منهما .زاد النوو يّ :لنه ل يَ صُحّ ف الّنهْ يِ عَن تَرْ ِك العَذبةِ شيء .انتهى .لكن َقدْ
َورَدَ ف ال َعذْبَةِ أحاديثٌ صَحيحَةٌ وَحسنَة ،وقَد صرّحوا بأن أصلَها سُنّة .قال شيخنا:
وإرسسالا بيس الكتفيس أفضسل منسه على الينس .ول أص ْسلَ فس اختيارِ إرسسالا على
اليسر .وأقلّ ما وَرَدَ ف طُولا أرْبَعَة أصابعَ ،وأكثره ذِراع .قال ابن الا جّ الالكي:
عَلْيكَ أن تَتَعممَ قائِما ،وتََتسَ ْروَلَ قاعِدا.
قال ف الجموع :ويُكْ َر هُ أن ْيشِ يَ ف نَعلٍ وا ِحدَةٍ ،ولِبْ سُها قائما ،وتَعليق َجرَ ٍ
س
فيها .ولَن قَعَد ف مكانٍ أن يفارِقه قبل أنْ ُي ْذكَ َر ال تعال فيه( .وتَطِيبُ) لِغَيْرِ صَائمٍ
لمْعَ بيَ ال ُغسْلِ ،ولِبْس ال ْحسَنِ ،والتّطَيّب، على الوْجَهِ لا ف البِ الصحيحِ" :أنّ ا َ
والِنصاتِ ،وتَرْك التخَطي ،يُكَفّر ما بي المعتي" .والتّطَيّ بِ بالسكِ أفضل ،ول
94
تُ سَنّ ال صّلة عل يه ع ند شَمّه ،بل حَ سُ َن ال ستِغفار عِنْده ك ما قال شيخ نا ،وَندِ َ
ب
تَزَيّن بإزالَةِ ظِفْرٍ من َيدَيْ هِ ،ورِجْلي هِ ،ل إحداها ،فيُكْرَ هُ .وشَعْرِ نْو إبطِ هِ وعانَته لغيِ
ص شارِب هِ حت تَْبدُو ُحمْرَةُ لجّة ،وذَلك للتّباع .وبِقَ ّ مُرِيد التّضحِيَة ف ُعشْرِ ذي ا ِ
تقليمس اليديسن :أن يبتدىء ِ ريحس كريهسٍ ،ووسسخٍ .والعتمدُ فس كيفيسة الشّفَةِ وإزَالَةِ ٍ
بُ سَّبحَةَ يينِه إل خُنْ صُرِها ،ث إبام ها ،ث خن صر ي سارها إل إبام ها على التوال،
والرّجل ي :أن يبتدىء بن صُر اليم ن إل خُن صُر اليُ سرى على التّوال ،وينب غي البَدارُ
لمُ عة .وكَر هَ الحِ بّ بغُ سْلِ ملّ القَل مِ ،ويُ سَ ّن فِعْلُ ذِل كَ يو مَ الم يس أو بُكْ َرةَ ا ُ
الطّبيّ نَتْفَ شَعْرِ الَنفِ ،قال :بل يقصّه ،لدِيثٍ فيه .قال الشافعيّ رضي ال عنه :
ب ريُه زَادَ عَقْلُه( .و) سُنّ (إِنصاتٌ) أي سكوتٌ مَ نْ نَظف ثَوبَ ُه قَلّ َهمّ هُ ،ومَن طا َ
سمَع الطبةَ ،نعم ،الَوْل لِغَيْرِ ال سَامِع أن مع إ صْغاءٍ (لطبة) ويُ سَنّ ذلك ،وإن ل يَ ْ
َيشْتَغِلَ بالتّلوَ ِة والذّكرِ سِرّا ،ويُكْ َر هُ الكل مُ ،ول َيحْرُ مُ ،خِلفا للئمة الثلثة :حالة
الُطْبَة ،ل قبل ها ،ولو بعدَ اللو سِ على النبَرِ ،ول بعدَ ها ،ول ب ي الطبت ي ،ول
حالَ الدعا ِء للمملو كِ ،ول لداخلِ مَسجدٍ ،إل إ ِن اتذَ له مكانا واستق ّر في هِ .ويُك َر هُ
للداخلِ السلمُ ،وإن ل يأ ُخذْ لِنفسِهِ مَكانا ،لشتغالِ الُسلمِ عليْهم ،فإن سَلم لزِ َمهُم
الرّدّ ،ويُ سَنّ تَشمِي تُ العاطِ سِ ،والرّدّ عل يه ،ورَف عُ ال صوتِ من غيِ مُبالغَة بال صّلة
ْبس َصسفِهِ .قال شيخنسا :ول يبعسد َند ُ اسسمِه أو و َ
والسسّلم عليسه عندَ ذِكرِ الطيسب ْ
التّ َرضّي عن الصّحابة ،بل رَفعِ صَوتٍ .وكذا التأميُ ِلدُعاءِ الطيب .اه.
وتُكرَ هُ تريا ولو لن ل تلز ْم ُه المعة بعد جلو سِ الطي بِ على النبِ :وإ نْ ل يَسمَ ِع
الطبة صلةُ فر ضٍ ،ولو فائتَةٍ َت َذكّرها الن ،وإن لزِمَتْه فورا ،أو نَفْلٍ ،ولو ف حال
الدّعاء للسلطان .والوْجَه أنا ل تنع ِقدُ كال صّلة بالوق تِ الكرو هِ ،بل َأوْل .وَيجِ بُ
على من بِصلةٍ تفيفُها ،بأن يقت صِر على أقلّ مزِىءٍ عند جلو ِسهِ على الِنبَرِ .وكُرِ هَ
لداخلٍ تيّةٌ فَوّ تت ت كبيَة الِحرا مِ إن صَلّها ،إل فل تُكْرَه ،بل تُ سَنّ ،ل كن يلزم هُ
95
تفيفها بأن يقت صِرَ على الواجبا تِ كما قاله شيخنا وكُرِ هَ احتِباءٌ حالةَ الطبةِ للنّهي
ب فيها نو اساء عنه ،وكَتْ بُ أورا قٍ حالتُها ف آ ِخرِ جعةٍ من رمضان ،بل وإن كُتِ َ
سريانية يهلُ مع نا حَرُ مَ( .و) ُسنّ (قراءة) سورة ("ك هف") يوم الم عة وليلت ها،
لحاد يث في ها .وقراءت ا نارا آكدٌ ،وَأوْله بعدَ ال صّبحِ ،م سارَعةُ لِلخيِ ،وأن يُكثِرَ
من ها ،و من سائِرِ القرآن فيه ما .ويُكرَ هُ الهرُ بقراءةِ "الك هف" وغيه إن ح صل به
تأذّ لصلّ أو نائم كما صرّح النووي ف كتبه وقال شيخنا ف شرح العباب :ينبغي
حُرْمَةَ الهرِ بالقراءة ف ال سجدِ .و ُحمِلَ كل ُم النوو يّ بالكرا هة :على ما إذا خَ فّ
التأذّي ،وعلى كون القراءة ف غي السجدِ ،وإكثارُ صلةٍ على النب (يومها وليلتها)
للخبارِ الصسسحيحةِ المرةِ بذلك ،فالِكثا ُر منهسسا أفضلُ مسسن إكثارِ ذِكرٍ ل يَرِدْ
بصسوصِه .قاله شيخنسا( .ودعاءٌ) فس يومِهسا ،رجاءَ أن يصسادِف سساع َة الِجابَةِ،
وأرْجاها ،مِ نْ جُلو سِ الطي بِ إل آخ ِر الصلة .وهي لظةٌ لطيفةٌ .و صَحّ أنا آخر
ساعةٍ بعد العصرِ ،وف ليلتها لا جاء عن الشافعي رضي ال عنه أنه بَلَغه أن الدعاءَ
ب في ها ،وأ نه ا ستحَبّه في ها .و ُسنّ إكثارُ فعلِ اليِ فيه ما كال صدقة وغيِ ها ي ستجا ُ
وأن يَشتغِلَ فس طريقِهِس وحضورِهِس م ّل الصسلةِ بقراءةٍ ،أَو ذِكرٍ ،أفضلُه الصسلةُ على
ب قبل الطبة ،وكذا حالة الطبة إن ل يسمَعْها كما مرّ للخبار ال َرغّبةِ ف ذلك. الن ّ
وأن يقرَأ عَقِ بَ سلمه من الم عة ق بل أن يُثْ ن رِجليْه ،و ف روا ية :ق بل أن يَتَكَلم
الفاتة ،والِخل صَ ،والعوّذتي ،سبعا سبعا ،لا وردَ أن "مَن قرأها غُفِرَ لَ هُ ما تقدّ مَ
مِن ذنِبهِ وما تأخّر ،وأعطِيَ من الجْرِ بِ َعدَدِ مَن آمَ َن بال ورسوله"..
[مهمة] :يُ سَنّ أن يقرأها ،وآية الكُرْسيّ و { َشهِدَ اللّ هُ} ،بعد كل مكتوبةٍ وحيَ
يأوي إل فراشِهسِ ،مسع أواخسر "البقرة ،والكافرون" ،ويقرأ خواتيسم "الشسر" وأول
"غافر إل إليهِ الصي" و {َأفَحَسِبْتمْ أَنا خلَقْناكُم عَبَثا} إل آخرها ،صباحا ومساءً،
مسع أذكارِهاس ،وأن يواظِبَس كلّ يومٍس على قراءةِ "آل ،السسجدة ،ويسس ،والدّخان،
96
والواقِعة ،وتبارَ كَ ،والزّلزلةَ ،والتّكاثُر" وعلى "الِخل صِ" مائتْ مرة ،و "الفجر" ف
عشر ذي الجة ،و "يس ،والرّعد" عند الحَتضَر .و َورَدَ تْ ف كلها أحادي ثُ غيُ
موضوعةٍ.
(وحَرُم تَطّ) رِقا بِ الناس ،للحادي ثِ ال صحيح ِة ف يه ،والَزْ مُ بالرمَةِ ما نقله
ص الشافع يّ ،واختارَ ها ف الرو ضة ،وعلي ها كثيون .ل كن الشي خُ أ بو حا ِمدٍ عن ن ّ
قضيّة كل مِ الشيخي :الكراهَةُ ،و صَ ّرحَ با ف الجمو عِ (ل لن َو َجدَ فُ ْرجَ ًة قدّامَه)
جدْ طريقا إل الحرا بِ إل فلَ هُ بل كَراهَةٍ تطّي صَفَ وا ِحدٍ أو اثنيٍ ،ول لما مٍ ل َي ِ
بِتخطّي ،ول لِغيِ هِ إذا أذِنوا له ف يه ل حياءً على ا َلوْجَ هِ ،ول لعظّ مٍ َألِ فَ َموْضِعا.
ُسس
ُقيمس أحدا بغ ِي رِضاه ليجل َ َمس أن ي َ َهس تطّي الجتمِعيس لغيِ الصسّلة ،وُيحْر ُ ويُكر ُ
مكا نه .ويُكْرَ هُ إيثارُ غيِ هِ بحّل هِ ،إل إ نْ انتقَلَ لثلِ هِ أو أق َر بَ م نه إل المام .وكذا
اليثارُ ب سائِ ِر القُرَ بِ .ولَ هُ تنحيةُ سَجادَةَ غيِ ِه بنح ِو رِجِل هِ وال صّلة ف ملّ ها ،ول
يَرفَع ها ولو بغيِ َيدِ هِ ِلدُخول ا ف ضمانِه( .و) حَرُ مَ على من َتلْزَ مه الم عة (ن و
صس ّح العَ ْقدُ،
(أذانس خطبةٍ) ،فإن عَقدَ َ ِ شروعس فس
ٍ مُبايَعَةٍ) كاشتغالٍ بِصسُنعةٍ (بعسد)
ويُكْرَ ُه ق بل الذا نِ بَ ْعدَ الزّوالِ( .و) َحرُ مَ على من تَلْزَ مه الم عة وإن ل تنع ِقدْ به
( سَفَرٌ) تَفُو تُ به الُمعة ،كأن ظَ نّ أنه ل ُي ْدرِكها ف طريقِ هِ أو مَقْ صَدِه ،ولو كان
لمُعةِ ،إِل َخشِ يَ من ال سّفرُ طاعةً مَندوبا ،أو وَاجبا( ،ب عد فَجرِ ها) أي فَجرَ يو مِ ا ُ
َعدَ مِ سَفَرِه ضَررا ،كانقِطاعِه عن الرّفقةِ ،فل َيحْرُم إن كا نَ غيَ سَفَرٍ مَعْ صِيَة ،ولو
بَ ْعدَ الزّوالِ ،ويُكْرَهُ السّفَرُ ليلةَ الُمعة ،لا رُويَ بِسََندٍ ضعيفٍ" :مَ نْ سَافَرَ ليلَتَها دَعا
لمُعة مطلقا .قال شيخنا :وحي ثُ علي هِ مَلَكا هُ" .أما السافِرِ لعصيةٍ فل تَ سْقُط عن هُ ا ُ
حَرُ مَ علي ِه السفرُ هنا ل يَتَرخّص ما ل تَفُتِ المعة ،فيُحْسَب ابتداء سَفَرِهِ من وَقتِ
َفوْتِها.
97
ل قَ صْ ُر رُباعِيَة ،مُؤدّاة ،وفائِتَة سَفَرٍ قَ صّر ف يه، [تت مة] :يَجوزُ ل سافِرٍ سَفرا طوي ً
و َجمْع العَصْرَْينِ والغرِبيْنِ تقديا وتأخيا ،بِفِراقِ سورٍ خاصٍ ببلدِ سَفَر ،وإن احتوَى
ط ما َوزَتُه ،بل لِكلَ حُ ْكمُه ،فَبُنيان على خَرابٍ ومَزَارع .ولو جَمعَ قريَتيْن ،فل يُشتَر ُ
َرطس ماوزَةُ بسساتي وإن ُحوّط َت َرابس أو نَهرٌ أو مِيدانسٌ .ول ُيشْت ُ
َهس خ ٌ وإن تلّل ُ
واتّصَلَت بالبَلدِ ،والقريَتان إن اتّصلَتا عُرْفا كَقَرية ،وإن اختلَفتا اسا ،فلو انفصلَتا ولو
يَ سيا ك فى ماوَزَة قرَيةِ ال سافِرِ ،ل ل سافِرٍ ل يبْلُغ سَفَرُه مَ سيَة يَو مٍ وليلةٍ بِ سَيْرِ
الثقالِ مع النولِ العتادِ لِنحوِ ا سْتِرا َحةٍ وأكلٍ وصلةٍ ،ول لب قٍ ،ومسافرٍ عليْ هِ دَْي نٌ
حا ٌل قادرٌ علي هِ من غيِ إذ نِ دائِنِه ،ول ل ن سافَرَ لجرّ ِد رؤيَةِ البلدِ على ال صَحّ.
وينتهي ال سّفَرُ بعو ِد هِ إل وطنِ هِ ،وإن كان مارّا به ،أو إل موضِ عٍ آخر ،وَنوَى إقامَتَه
به مُطلقا ،أو أربَعَة أيا مٍ صحاحٍ ،أو عَلم أن إرْبَ هُ ل يَنْ َقضِي فيها ،ث إن كان يَرجو
حُ صُوله كلّ وقت :قَ صّر ثانية عَشَر يوما .وشُ ِر طَ لِق صْر نّي ٍة قَ صْرٌ ف تَرّم ،وَ َعدَ مُ
اقتداءٍ ولو ل ظة بت َم ولو مُ سافِرا وَت ّرزَ عن مَنَافي ها دَواما ،و َدوَا مُ سَفَرِه ف جي عِ
صَلتِهِ ،ولمعٍ تقديٍ ،نية جعٍ ف الول ولو مع التحلّل منها وترتيبٌ ،وولءٌ عرفا،
سيٌ بأن كانَ دُونَ قَدر ركعتي ،ولتأخي نية جع ف وقت الول ما فل َيضُ ّر فصلٌ ي ِ
بقيَ قدرَ رَكعةِ ،وبقاءُ سفرٍ إل آخر الثانية.
بالرضس تقديا وتأخيا على الختار ويراعسي الرفَقسَ ،فإن ِ المعس
ُ [فرع] :يوزُ
كان يزدَاد مرضه كأن كان َيحُ مّ مثلً وقت الثانية قدّمَها بشرو طِ ج ِع التقديِ ،أو
وَق تَ الول أخْرَها بني ِة الم عِ ف وق تِ الُول .وضَبَ طَ َجمْ عٌ متأخرون الر ضَ هنا
بأنه ما يشقّ مَعه فِعلُ كلّ فر ضٍ ف وقتِ هِ ،كمشقّةِ الش يِ ف الطَرِ ،بي ثُ تبتلّ ثيابُه.
اللوسس فس
َ بيثس تُبيحِ
ُ وقال آخرونسَ :ل بدّ مسن َمشَقّةس ظاهِرَة زيادَة على ذلِك،
الفرضِ .وهو الوْجَه.
98
صحّتها مِن غيِ
(خاتة) :قال شيخنا ف شرح النهاج :مَ نْ أدّى عبا َدةً متلِفا ف ِ
تقليدٍ للقائلِ با ،لَزِمَهُ إعادَتُها ،لن إقدامَهُ على فِعْلِها عََبثٌ.
(فصل) :ف الصلة على اليت .وَشُرِعَت بالَدينَةِ ،وقيل هي مِ نْ خصائِصِ ه ِذ ِه
المّة( .صلةُ اليت) أي اليّت الُسلم غي الشهيدِ (فَرْضُ كفايةٍ) للِجاعِ والخبارِ،
(كغَ سلِهِ ،ولو غَرِيقا) لنّا مأمورون بِغَ سَلِه ،فل يَ سقُط الفَرْ ضُ عَ نا إل بفعْل نا ،وإن
سلُ كافِرٍ ،وي صُل أقله (بتعم يم َبدَنِ هِ بالاءِ) مرّة شاهَد نا اللئِ َكةَ تَغْ سِله .ويك في غَ ْ
ح ت ما ت ت قُلْفَةِ ا َلقْلَ فِ على ال صَحّ صبيا كا نَ القْلَف أو بالِغا .قال العباد يّ
ت القُلْفَة
سلُ ما تتها .فعَلى الرجّح لو تَع ّذرَ غَ سْلُ ما تْ َ وبعض النفية :ل يب غَ ْ
بأن ا ل تتَقلّص إل بر حٍ ،ي مَ ع ما تتَ ها .ك ما قاله شَيخ نا ،وأقرّ هُ غيه .وأكمله:
َسسخٍ
مرتفعس باء بارِدٍ إل لاجَ ٍة كو َ ٍ تَثْليث ُه ،وأن يكون فس خلوةٍ ،وقميصسٍ ،وعلى
سخّنُ حينئذٍ َأوْل .والَالُ َأوْل ِم نَ ال َعذْ بِ .ويُبادِر بغَ سْلِه إذا تيقّ نَ َموْ ته،وبَرْدٍ ،فالُ َ
ومَت شُ كّ ف موتِ هِ وَج بَ تأ ِخيُ هُ إل اليَقيِ ،بتَغَيّرِ رِي حٍ ونوه .فذكرِهِ مُ العلمات
الكثية له إن ا تُفيدُ ،حَيْ ثُ ل ي كن هناك َش كّ .ولو خرَ جَ مِ نه بَعدَ الغُ سْلِ ن سٌ ل
ينقُ ضِ الطّهرََ ،بلْ تِبُ إزالَتُ ُه فقط إن خَرَجَ قب َل التّكفيِ ،ل بَعْدَه .ومَن تعذّرَ غُسْلُه
لِفَ ْقدِ ماءٍ أو لغيه :كاحتراقٍ ،وَلوْ ُغسِلَ َتهَرّى يم وُجوبا.
[فرع] :الرّ جل َأوْل بِغُ سلِ ال ّر جل ،والرأةُ َأوْل بِغُ سْلِ الرأةِ ،ولَ هُ غُ سلُ حَليلةٍ،
ولِزَوْ َجةٍ ل أَمَةٍ غُ سْ ُل َزوْجِها ،ولو نَ َكحَ تْ َغيَه ،بل َم سّ ،بل بل فّ خُرْقةٍ على يدٍ.
فإِن خَالف صَحّ الغُ سْلُ .فإِن ل يضَرْ إل أجْنَبّ ف الرأةِ أو أجنَب ية ف الرجلِ ي مَ
صبّ أو صَبيّة ،لِلّ َنظَرِ كلّ ومَسّه .وَأوْل اليّت .نعم ،لما غُسْلُ مَن ل ُيشْتَهى مِن َ
الرجال بسه أوْلهُم بالصسّلة كمسا يأتس( .وتكفينُه بسساتِرِ َع ْورَةٍ) متِلفَةٍ بالذكورَةِ
والنوثة ،دون الر قّ والُرّية ،فيجِ بُ ف الرأة ولو أمَة ما يستُرُ غيَ الوجْ هِ والكفي.
99
صحّحه وف الرجل ما يسترُ ما بيَ ال سّرة والرّكبة .والكتِفاء بساتِر العَ ْورَةِ هو ما َ
النوو يّ ف أكثَر كتبِه ،ونَقَله عَن الكثرين ،لنه حَقّ ل تعال .وقال آخرون :ي بُ
سَْترُ جيع البَدَن ولو رَجلً .ولِلغريِ من عُ الزاِئدِ على ساتِرِ ك ّل الَبدَ نِ ،ل الزائدُ على
ساِترِ ال َع ْورَة ،لِتَأكّد أمْرِه ،وكونه حقا للمَيّت بالنسبةِ للغُرَماء ،وأكملُه لل ّذكَرِ ثلثة
ص وعمامَةٌ ،وللن ثى إزارٌ ،فقَمِي صٌ، يَعُ مّ كل من ها البَدَ نَ ،وجازَ أن يَزادَ تتَ ها قمي ٌ
سهُ حَيا ،فيجُوزُ حَريرٌ ومُزَعْفَرٌ لِلمرْأةِ س باس لَه لِبْس ُس اليّت ُ َفخِمارٌ فلُفافَتان .ويُكفّن ُ
وال صّب ،مع الكراهَةِ .ومَلّ تهيزِه :التّ ِركَةُ ،إ ّل زَوجَةٌ وخَادِمُ ها :فعَلى زَو جٍ غنّ
عليه نَفقُتهُما ،فإن ل يكُن له تَ ِركَة فعَلى مَ نْ علي هِ نَفقتُه ،مِن قري بٍ ،و سَّيدٍ ،فَعَلى
بي تِ الالِ ،فعَلى مَيا سِي ال سلمي .وَيحْرُ مُ التّكفيُ ف جلدٍ إن وُجدَ غي هُ ،وكذا
الطّيُ ،والشيشسُ ،فإِن ْس ل يوجدْ ثوبٌس وَجَبَس جِ ْلدٌ ،ثس حشيشسٌ ،ثس طيٌ فيمسا
ا ستَ ْظهَرَهُ شيخ نا .وَيحْرُ مُ كِتابَةُ ش يء ِم نَ القرآن وا ساء ال تعال على الكَفَ نِ .ول
بأ سَ بكتابَِت هِ بالرّي قِ ،لنه ل يُثْبُت .وأفت ابن ال صّلح ِبحُرْمَةِ سَترِ النازةِ بريرٍ ولو
امرأة ك ما َيحْرُ مُ تزي ي بيت ها بريرٍ .وخَالفَ هُ الللُ البَلِقينّ ،فج ّوزَ الري َر في ها و ف
س الوّل( .وَ َدفْنُ هُ ف حُفْرَةٍ تن عُ) ب عد َطمّ ها الطّفلِ ،واعتمَدَ هُ َجمْ عٌ ،م عَ أن القيا َ
(رائحةً) أي ظهُورُ ها( ،و سَبُعا) أي نَْبشُ هُ لا ،فيأكُلَ اليّ تَ .وخَرَ جَ بِحفرةٍ :وَضْعُه
ِبوَجْ ِه الرضِ ويُبْنِى عليهِ ما ينَعُ ذَيْنِك ،حيث ل يَتعذّرُ الَفْرُ .نعم ،مَنْ ماتَ بِسفينةٍ
وتعَ ّذرَ البَرّ جازَ إلقاؤُه ف الَبحْرِ ،وتَثْقيلُ هُ ليَرْ ُسبَ ،وإل فَل .وبتمَنّ ع ذَيْنِك ما ين عُ
أ َحدُها كأن اعتادَت سباعُ ذلك الحل الفرَ عَن َموْتاه فَيجِبُ بِنا ُء القَبِ ،بيث ينع
ع اليَدِ .ويِبُس وُصسولا إليهسِ .وأَكملُه قسب واسسعٌ ُعمُقِس أربَ عة أذرُعٍس ونِ صفٍ بِذرا ِ
اضْطِجا ُع هُ للقِبَلةِ .ويُْندَ بُ ا ِلفْضاءُ بدّ هِ اليَن بعد تَنحِيَةِ الكَفَ نِ عَنه إل نو تُرا بٍ،
مْبالغَةً ف ال ستِكانَ ِة والذّلّ ،ورَفْ ُع رَأ سِ ِه بنحوِ لَبِنَةٍ .وكُرِ هَ صُندوق إل لن حو نَداوَةٍ
فيجِب وَيحْرُ مُ َدفْنُ هُ بل شيء يْنَ عُ وُقو عَ التّرا بِ عليه وََيحْرُ مُ َدفْ نُ اثْنيِ مِ نْ جِن سَيْن
حدَيْ جِنْسٍ بقَبْرٍ ،إن ل يكن بيَنهُما مْرَمِيّة ،أو َزوْجِيّة ،ومع أحدها كُره كجَمْعِ مُت ِ
100
في هِ بل حا جة .وَيحْرُ مُ أيضا :إدخالُ مَيّ تٍ على آ خر ،وإن اتَدا جِن سا ،ق بل بَل ِء
جَميعِ هِ ،ويَرجَ عُ ف يه لهْلِ الِبَ ِة بالرْ ضِ .ولو وُجدَ بع ضُ عظمِ هِ ق بل تا مِ الفْرِ
ب رَدّ تُرابِه ،أو بعده فل .ويوزُ ال ّدفْنُ مَعَه ،ول يُكْ َر ُه الدّفنُ ليلً خلفا للحَسَنِ وَجَ َ
ي والنّهارُ أف ضل للدّ فن م نه ويُ ْرفَ عُ القَبْرُ قَ ْدرَ شبٍ نَدبا ،وت سطِيحُهُ َأوْل مِن
البَ صَر ّ
تَسنيمِهِ .ويُْندَ بُ ل نْ عَلى شَفيِ القبِ أ نْ ُيحْثي ثَل ثَ حَثيَا تٍ بَيدَيْه قَائلً مع الُول:
{مِنها خلَقْنَا كم} .ومع الثان ية{ :وَفيها نُعِيدُكُم} .ومع الثال ثة{ :وَمِنْها نْرِجُكُ مْ
تَارَةً ُأخْرى}.
[مهمة] :يُسَنّ َوضْعُ جَريدَةِ خَضراءَ عَلى القَبِ ،للتّباع ،ولنّه يُخفّف عنه بِ َبكَةِ
ح نوِ الرّيا نِ الرّطِبِ .وَيرُمُ أخذُ شيءٍ مِنهما تَسْبيحِها .وقي سَ با ما اعتيدَ مِن طَرْ ِ
ما ل ييْبَ سا ل ا ف أ ْخ ِذ الُول مِن تفوي تِ حَظّ اليّ تِ الأثورِ عن هُ ،و ف الثان ية مِن
تفوي تِ حَ قّ اليّت بارتياح اللئِ َكةِ النّازِل ي لِذل كَ .قاله شيخا نا ا بن ح جر وزياد.
خوْ فِ نَْب شٍ ،أو (وكُرِ هَ بِناءٌ له) أي لِلقَبْرِ( ،أو عَليْ هِ) لِ صِحّ ِة الَنهْ يِ عَْن هُ بل حاجةَ ،ك َ
س القبِ حَفْرِ سَُبعٍ أو َهدْمِ سَيلٍَ .ومَلّ كَراهَ ِة البِناء ،إذا كان ُبلْكِهِ ،فإن كان بِناءُ نف ِ
بغيِ حاجَةٍ م ا مر ،أو ن و قُبّة عل يه ب سبلة ،و هي ما اعتَادَ أهْلُ البَلدِ الدّ فن في ها،
عُرِفَ أصْلُها ومُسْبِلُها أم ل ،أو َموْقوفَةً ،حَرُم ،وَ ُهدِمَ وُجوبا ،لنه يتأبّد بعد انحاقِ
اليّت ،ففيهِ َتضْييقٌ على السلمي با ل غَ َرضَ فيه.
101
يَردّهُ أنّ الرادَ باللوسِ عليه جُلوسُه لِقَضاءِ الاجَةِ ،كما بيّنَتْهُ رِوايةٌ أخرى( .ونَْبشُ)
وُجوبا قب من ُدفِ نَ بل طَهارَةٍ (لِغُ سلٍ) أو تي مم .ن عم ،إن تَغَيّ ر ولو بِنَتَ نٍ ،حَرُ مَ.
ولَجْلِ مالِ غيٍ ،كأن ُدفِ نَ ف َثوْ بٍ مَغْ صُوبٍ ،أو أرْ ضٍ مَغصوبةٍ ،إن َطلَ بَ الالِ كُ،
ط في هِ مُت َموّل وإن ل يَطلُبْ هُ
ووُ ِجدَ ما يُكفّن أو ُي ْدفَن فيه ،وإل ل َيجُز النّب شُ أَو سَ َق َ
مَالِكُه ،ل للتّكفي إن ُدفِ نَ بِل كَفَ نٍ ،ول لل صّلةِ بعدَ إهالِة التّرا بِ عليه( .ول تُدفَ نُ
امرَأةٌ) ماتَ تْ ( ف بَطْنّ ها جَنيٌ حَ ت يتحقّ قُ َموْتُه) ،أي النيُ .ويِ بُ شَ قّ َجوْف ها
والنّبشُ له إن رُجِيَ حَيَاته بِ َقوْلِ ال َقوَابِلِ ،لِبلوغِهِ سِتة أ ْشهُرٍ فأكثَر ،فإِن ل يُرْجَ حَياته
حَرُ مَ الشّ قّ ،لكِن ُيؤَخّ َر الدّفْ نُ حَت يو تَ كما ذكِرَ وما قيل إنّ هُ يُوضع عَلى َبطْنِها
شَيء ليمو تَ غَلَ طٌ فاحِش( .وُورِ يَ) أي سُِترَ بَ ْرقَةٍ ( سَقطٌ و َدفِ نَ) وُجوبا ،كطِفلٍ
َجس بالسسّقطِ العَلَقَةُ
َسسُلهُما ،بَل َيجُوزُ .وخَر َ َقس بالشّهادَتيِ ،ول يَجِب غ ْ كافِرٍ َنط َ
وا ُلضْغَة ،فُي ْدفَنا نِ نَدبا مِن َغيِ سَترٍ .ولَو انفَ صَل بعدَ أربَ عة أ ْشهُرٍ غُ سّ َل وكُفّ نَ،
و ُدفِنَ وُجوبا( .فإن اخْتَلجَ) أو اسْتَهلّ بعد ان ِفصَالِه (صُليَ عليه) وُجوبا.
(وأرْكانُها) أي الصّلةُ على اليّت ،سَبْ َعةٌ :أحَدها( :نية) كغيِها ،ومِنْ ثُمّ وَجَبَ
فيها ما َيجِ بُ ف نيّةِ سائِرِ الفرو ضِ ،مِن ن ِو اقتِرانِها بالتحَرّم ،والتّعَرّ ضِ لِلفَ َرضِيّةِ،
وإن لْ يَقُ ْل فَرْض كِفايَةٍ ،ول يِ بُ تَعْييُ اليّ تِ ،ول مَعْ ِرفَتُ هُ ،بل الواجِ بُ أدن مَيّزٍ،
حوِفيك في أُ صَلي الفَرْ ضَ عَلى هذا الّ يت .قال َجمْ عٌ :يِ بُ تعييُ اليّ تِ الغائِ بِ بِن ْ
ا سِهِ( .و) ثانيها( :قيا مٌ) لِقادرٍ علي هِ ،فالعَاجِزُ يَقْعَد ،ثُ مّ يض َطجِع( .و) ثالثها( :أربع
تكبياتٍ) مع تكبية التحرّم للتّباع ،فإن َخمّ سَ ،ل تَبْطُل صَلتُه .ويُ سَنّ رَفْ عُ َيدَيْ هِ
صدْرِه بي كل تكبيتي( .و) رابعها: ف التّكْبيات َح ْذوَ مِنْكَبْيهَِ ،و َوضْعُهما تْ تَ َ
(فاتة) ،فَبَدَلا ،فوقوقٌ ب َق ْدرِها .والعَتمد أنا تزىءُ بَ ْعدَ َغيِ الُول خِلفا للحاوي،
كالحرّر وإن لَزِ مَ عَلي هِ ج عُ رُكني ف تكبيَةٍ وخلوّ الُول عَن ِذكْرٍ .ويُ سَنّ إِسرارٌ
بِغيِ التكبيات ،والسّلمُ ،وتَ َعوّذٌ ،وتَرْ ُك افتِتاحٍ ،وسُورة ،إل على غائبٍ أو قب( .و)
102
خام سها ( :صلةٌ على ال نبّ) (ب عد ت كبيةٍ ثانيةٍ) أي عَقِب ها ،فل تزىء ف غي ها.
ويُْندَ بُ ضَمّ السّلمِ للصّلةِ ،والدّعاءِ للمؤمني والؤمنات عَقبها ،والمدُ قبلها( .و)
سادسها( :دُعَاءٌ ليّ تٍ) ب صوصِ ِه ولو طِفلً ،بن حو :الّلهُمّ اغْفِرْ لَ هُ وَارْ َحمْ هُ( ،ب عد
ثالثة) ،فل يزىء بعد غيِها قطعا.
ويُ سَنّ أن يُكْثِرَ ِم نَ الدّعاء له ،ومأثُورُ هُ أفضَل ،وَأوْل هُ ما َروَا هُ مُ سْلمٌ ع نه و هو:
"الّلهُمّ اغْفِرْ له وارْ َحمْ هُ ،واعْ فُ ع نه وعافِ هِ ،وأكْرِ مْ ُن ُزلَ هُ ،ووَ ّسعْ مَدْخلَ هُ ،واغْ سِ ْلهُ
ب البي ضُ من الدّنَ سِ ،وأَْب ِدلْ هُ بالاءِ والثّل جِ والبَرَدِ ،ونَقّ هِ مِ نَ الطايا كما يُنَقى الثّو ُ
دارا خيا من دَارِ هِ ،وأهْلً خيا من أهلِ هِ ،و َزوْجا خيا مِن زوجِ هِ ،وأدْخ ْل هُ النّة،
وأ ِعذْ هُ مِن عَذا بِ ال قبِ وفتنَتِ هِ ومِن عذا بِ النار" .ويز يد عل يه ،ندبا" :الله مّ اغفِرْ
ليّنا ومَيّتنا" إل آ ِخرِهِ .ويقول ف الطفل مع هذا" :الّلهُم اجْ َعلْ ُه فِرْطا لَبوَيْهِ ،وسَلَفا
صبَ على قلوِبهِما ،ول غ ال ّوذُخْرا وَعِظَةً واعْتِبارا وشَفيعا ،وثَقّلْ بهِ موازيَنهُما ،وَأفْ ِر ْ
تَفْتِْنهُ ما بعدَه ،ول ترِ ْمهُ ما أجْرَه" .قال شيخ نا :ول يس قوله :اللهمّ اجعَلْه فرطا إل
يكفس
ِ لزِمسِ ،وهسو ل يكفسي ،لنسه إذا ل آخره مغنيا عسن الدعاءِ له ،لنسه دُعاء بال ّ
الدّعاء له بالعمو مِ الشاملِ كلّ فَرْدٍ ،فَأوْل هذا .ويؤنّ ثِ الضمائِرَ ف الن ثى ،وَيجُوزُ
تذ ِكيُها بإِرادةِ اليّ تِ أو الشّخ صِ ،ويقول ف ولدِ الزّنا" :الل ُهمّ اجعَ ْل ُه فِرطا لمّ هِ".
سافِ ل الذواتسِ ،لقوله تعال: والرادُ بالِبدا ِل فس الهْلِ والزوجَةِ ،إِبدالُ الوصس
{ألِقْنَا ِبهِ مْ ُذرّيَّتهُم} ول بِ الطّبَرانّ وغيه" :إن نساءَ النة من نساءِ الدنيا أفضل
من الورِ العِيِ" .انت هى( .و) سابعها ( :سلمٌ) كغيِ ها (ب عد راب عة) ،ول ي بُ ف
هذه ذِكرُ غيِ السّلمِ لكن يُسَنّ :الّلهُمّ ل ترِمْنا أجْرَه أي أجْ َر الصّلةِ عليهِ ،أو أجْرَ
الصيبةِ ول تفْتِنّا بعدَه أي بارتكا بِ العاصي واغفِرْ لنا وله .ولو تلّ فَ عن إِمامِ هِ بل
عُذرٍ بتكبيةٍ حَت شَرَعَ إما ُمهُ ف أخرى بَطلت صلتُه .ولو كَبّرَ إمامُهُ تكبيَةً أخرَى
ت القرا َءةُ ع نه .وإذا سَلم الِما مُ ق الفاتةَ تابَ َع هُ ف ت كبيِهِ ،و سقَ َط ْ ق بل قراءةِ ال سبو ِ
103
ت ولو امرأة تدارَك السبوقُ ما بقيَ عليهِ مَعَ الذْكارِ .ويُ َقدّمُ ف الِمامَةِ ف صَلةِ اليّ ِ
لبٍ ،ث ابنُهُما ،ثُم العَمّ كذلك، :أبٌ ،أو نائبُهُ ،فأبوهُ ،ث اب ٌن فابنُه ،ث أخٌ لَبوَيْن ف َ
ث سائِ ُر العُ صُباتِ ،ث مُعْتَ قٌ ،ثُم ذُو رَحِ مٍ ،ث َزوْ جٌ (وشُ ِر طَ ل ا) أي لل صلة على
اليت مع شروطِ سائِرِ الصّلوات (تَ َقدّ مُ ُطهْرِهِ) أي اليت باءٍ فترابٍ ،فإِن وقعَ بُفْرَةٍ
أو ب ٍر وتعذّرَ إخراج ُه و ُطهْرُه ل يصسلّ عليسه على العتمَدِ (وأن ل يُتَقدّم) الُصسلى
(عليه) أي اليت ،إن كان حاضِرا ،ولو ف قبٍ ،أما اليّت الغائ بُ فل َيضُ ّر فيه كَونُه
وراءَ الُصلي .ويُ سَنّ جَ ْعلُ صُفوفِهمْ ثلثة فأكثر ،للخبِ ال صّحيحِ" :مَ نْ صَلى عَلي هِ
ف فقدْ َأوْجَ بَ" أي غُفِرَ له ول يُْندَ بُ تأخيُها لزيَا َدةِ ال صَلي ،إل ِلوَلّ. ثلثةُ صفو ٍ
خ شَ تغيّرُه ،يَنْبَ غي انتظاره مائة أو أربع ي رُجِ يَ واختارَ بع ضُ الحقق ي أ نه إذا ل ُي ْ
حُضورُهم قريبا ،للحديث .وف مُ سْلم" :ما مِ نْ مُسلمٍ يُ صَلي عَلي هِ أَمَةٌ ِم نَ السلميَ
يبلغون مائة كلّهم يشفعون له ،إل شُفّعوا فيه" ولو صُليَ عليه فحَضَرَ َم نْ ل يُ صَلّ،
ب ثوابُه .والفضَلُ له فِعْلُ ها بعدَ ُندِ بَ له ال صّلةُ عل يه ،وتَقَ ُع فَرْضا ،فينو يه ،ويثا ُ
الدّ فن ،للتّباع .ول يُْندَب ل ن صَلّها ولو مُنفَرِدا إِعادت ا مع جا عة .فإِن أعادَ ها
ف ا ُلوْل( .وتَ صحّ) ال صّلة (على) ميّ تٍ وقَعَ تْ نَفْلً .وقال بعضُهُم :الِعادَةُ خِل ُ
سبُ إليها ُعرْفا، (غائ بٍ) عن بلدٍ ،بأن يكو نَ اليّت بح ٍل بعيدٍ ع نِ البلدِ بيث ل يُنْ َ
أخذا من قولِ الزّركش يّ :إن خارِ جَ ال سّورِ القري بِ من هُ كداخَل هُ( .ل) على غائ بٍ
عن ملِ سه (في ها) وإن كَبُرَت .ن عم ،لو تَع ّذرَ الضورُ ل ا بنحوِ حَبْ سٍ أو مَرَ ضٍ:
جازت حينئذٍ على الوْجَه (و) تَ صُحّ على حاضِرٍ (مَدفو نٍ) ولو بَ ْعدَ بلِئ هِ (غي نبّ)
صحّ على قبِ نب ،لب الشيخي( .مِن أه ِل فَ ْرضِها وَق تَ َموْتِ هِ) فل تَ صُحّ مِن فل تَ ُ
ض يومئذٍ ،كمن بَلَ غَ أو أفا قَ بعد الو تِ ،ولو قبلَ الغُ سْلِ ،كما اقتضَا هُ كافِرٍ وحائِ ٍ
ط الفَرْضُ) فيها (ِب َذكَرٍ) ولو صَبيا ميّزا ،ولو مَع وجودِ بالغٍ، كل مُ الشيخي( .و سَ َق َ
وإن ل يفَظ الفاتةَ ،ول غيها ،بل وَق فٌ بِ َقدْرِها ،ولو مَ عَ وُجودِ مَن يَحفَظها ،ل
بأن ثى مع وجودِ هِ .وتوزُ على جَنَائِزَ صَلةٌ واحدةٌ ،فيَْنوِي ال صّلةَ عليهِم إجالً.
104
وحَرُمَ تأخيُها عَ ِن الدّفنِ ،بل يَسْ ُقطُ الفَرْضُ بالصّلةِ على القبِ( .وتْرُمُ صلةُ) على
صلّ على أ َحدٍ مِنهُم ما تَ أبدا}.
كافِرٍ ،لُرمَةِ الدّعاءِ له بالغفرةِ .قال تعال{ :وَل تُ َ
ومنهم أطفالُ الكُفار ،سواء أَنَطقُوا بالشّهادتيِ أم ل فتحْرُمُ الصّلةُ عليهِم.
و (عَلى شهيدٍ) وهسو ِبوَزن ِس فَعيلٍ ،بعنس مفعولٍ ،لنّه َمشْهودٌ له بالنّةِ ،أو فاعِلٍ،
ش َهدُ النّة قبلَ غيِهِ .ويُطَْلقُ لفظُ الشّهيدِ على مَ ْن قَاتَلَ لِتَكونَ كَلمَ ُة ال لن رُو َحهُ ت ْ
حوِ َحمِيّةٍَ ،ف ُهوَ شَهيدُ الدّنيا. هي العُلياَ ،ف ُهوَ َشهِيدُ الدّنيا والخِ َرةِ .وعَلى مَ ْن قَاتَلَ لِن ْ
ُهس كاسسِتسْقاءٍ أو َنس قَتَلَه َبطْن ُ
ُونس أي م ْ وعلى مَقْتُولٍ ظُلما وغَرِيقسٍ ،وحَرِيقسٍ ،ومَبْط ٍ
إِ سهالٍَ .فهُ مُ الشّهداء ف الخِ َر ِة فَ قط( .كَغ سِلهِ) أي الشه يد ،ولو جُنُبا ،ل نه ل
يغ سِ ْل قَتْلى أُحُد .وَيحْرُ مُ إزالَة دَ مِ شَهيدٍ( .و هو مَن ما تَ ف قِتالِ كُفارٍ) أو كافِرٍ
وا ِحدٍ ،قبلَ انقِضائِ هِ ،وإ ْن قُتِلَ ُمدْبِرا (بِ سَبَبِهِ) أي القِتالُ ،كأَن أَ صَابَهُ سِلحُ مُ سلمٍ
آ َخرَ خطأ ،أو قَتََلهُ مُسْلمٌ اسْتعانُوا بهِ ،أو تَردّى بِبِئْر حا َل قِتالٍ ،أو ُجهِلَ ما مَاتَ بهِ،
وإن ل يكُن ب هِ أَثَرُ دَ مٍ (ل أس َي قُتِل صَبْرا) فإِنه لي سَ ِبشَهيدٍ على ال صَحّ ،لن قَتْلَ هُ
لي سَ بُقاتَلةٍ .ول مَن ما تَ بَعدَ انقِضائِ هِ ،وقد بَق َي في هِ حَياةٌ مُ سْتِقرّةٌ ،إن قُطِ عَ بوتِ هِ
بعد مَ نْ جُرْ حٍ ب هِ .أما مَ نْ َح َركَتُه حَرَكةُ َمذْبُو حٍ عِندَ انقِضائِ ِه فَشَهيدٌ جَزْما .والياةُ
الستَقِرّة ما َتوّزَ أن يَبْقى َيوْما أو َيوْمَيِ على ما قاله الّن َووِيّ والعمرانّ .ول مَنْ َوقَعَ
ب ي كفارٍ فهرَ بَ من هم فقتلوه ،لن ذل كَ لي سَ بقِتالٍ ك ما أف ت به شيخ نا ا بن زياد
رحه ال تعال .ول َم ْن قَتَلَ ُه اغتيالٍ حَ ْربّ دخلَ بينَنا .نعم ،إن قتَلَ هُ عن مُقاتِلَةٍ كا نَ
سمْهُو ِديّ عن الاد مِ (وكُفّ نَ) نَدبا (شهيدٌ ف ثيابِ هِ) الت شهِيدا كما نقله السيّد ال ّ
ما تَ فيها ،والَُل ّطخَةُ بالدّ مِ َأوْل ،للتّبا عِ ،ولو ل تَكْ ِف هِ بأن ل تستُرْ كل بدنِه تمَت
ّنس
ِسسهُ لضرورَةِ الربسِ ،فَينَع وُجوبا( .ويُْندَب) أن يلق َ وُجوبا( ،ل) فس (حريرٍ) لَب َ
لبس مُسسْلمٍ" :لَقّنُوا مَْتضِرٌ ولو ميّزا على ا َلوْجَه الشّهادَةُ :أي ل إله إل ال ،فقسط ِ
َموْتاكُم أي مَ نْ حَضرَ هُ الو تُ ل إله إل ال" مع ال بِ ال صحيحِ" :مَن كا نَ آخِر
105
كلمِ هِ ل إل هَ إل ال ،دخلَ النّة" ،أي مع الفائز ين .وإل فكلّ مُ سلم ولو فا سِقا
َيدْخل ها ،ولو ب عد عذا بٍ ،وإن طال .وقولُ َجمْ عٌ :يلقّ ن "ممدٌ ر سولُ ال" أيضا،
سمّى مسلما إل بما مَردودٌ بأنه مُ سْلمٌ ،وإنا لن القَ صْدَ موتُ هُ على الِسلم ،ول يُ َ
صدُ خَت مُ كل ِم هِ بل إله إل ال ليح صَل له ذلك الثوا بَ .وُبحِ ثَ تلقينُ هُ الرفي قُالقَ ْ
العلى ،لنّه آخِر ما تَكلمَ به رسولُ ال ،مردودٌ بأن ذلك لسبب ل يوجد ف غيه،
وهو أن ال خيّ َر ُه فاختارَه.
وأما الكافِر فيلقّنُهما قطعا ،مع لف ظِ أَ ْش َهدُِ ،لوُجُوبِ هِ أيضا على ما سيأت فيه إذ ل
صيُ مسلما إل بما .وأن يَقف جاع ٌة بعدَ الدّفْ ِن عند القَبِ ساعةً َيسْأَلونَ لَ ُه التثبيتَ َي ِ
ويَستغفرون لَه ،و (تلقيُ بال غٍ ،ولو شهيدا) كما اقتضَا هُ إطْلقُهم خلفا لل ّزرْكش يّ
(ب عد) تا مِ (دف نٍ) فيق عد رج ٌل قُبالَةَ وَ ْجهِ هِ ويقول " :يا عبدَ اللّ هِ اب نَ أمةِ ال :ا ْذكُرْ
ال َع ْهدَ الذِي خَ َرجْ تَ علي هِ مِ نَ الدّنيَا :شها َدةُ أ نْ ل إل هَ إل ال وحده ل شر يك له،
وأن ممدا رسول ال ،وأن النّة َح قّ ،وأن النار ح قّ ،وأن البع ثَ ح قّ ،وأن الساعَةَ
ك رَضي تَ باللّ ِه رَبّا ،وبالِسلمِ آتيَ ٌة ل رَيْ بَ فيها ،وأن ال يَبع ثُ مَ نْ ف القبورِ ،وأّن َ
دِينا ،وبحمدٍ نبيا ،وبالقُرآنِ إماما ،وبالكَعْبَ ِة قِبَلةً ،وبالؤمني إخوانا .رَب ال ،ل إله
إل هو ،عليه توكل تُ ،وهو ربّ العر شِ العظيم" .قال شيخنا :ويُ سَنّ تِكرَار هُ ثلثا،
وا َلوْل لِلحاضرين الوُقو فُ ،ولِلمُلقّ نِ القَعودُ .ونداؤ هُ بالُمّ فيه أي إن عُ ِرفَت ،وإل
فِبحَوّاءَ ل يناف دُعاءَ النا سِ َيوْ مَ القيامَةِ بآبائهم ،لن كليهما َتوْقي فٌ ،ل مالَ للرّأ يِ
ف يه .والظاهِر أ نه يُبْدل العبدَ بالمَةِ ف الن ثى ،ويؤَنْث الضّمائِرَ .انت هى( .و) يُندَ بُ
(زيارة قبورٍ لر ُجلٍ) ل لنثى ،فتُكْرَهُ لا .نعم ،يُسَنّ لا زيارَة قبِ النبّ .قال بعضهم:
وكذا سائِ َر النبياءِ ،والعُلماءِ ،وا َلوْلياء .ويُسَنّ كما نص عليه أن يقرأ من القرآن ما
تيَ سّر على القبِ ،فيدعُو ل هُ مُ سْتَقْبِلً لِلقبلة( .و سَلمٌ) لزائرٍ على أهْلِ القَبةِ عُموما،
ث خُصوصا ،فيقول :السلمُ عليْكُم دار قومٍ مؤمني عند أوّلِ القبة .ويقول عند قبِ
106
أبي هِ مثلً :ال سلمُ علي كَ يا والدي .فإِن أرادَ القت صارَ على أحدِهِ ما أ تى بالثان ية،
لنه أخ صّ بقصودِهِ ،وذل كَ ل بِ مُسلم" :أنه قال :ال سّلمُ عليْكُم دارَ قو مٍ مؤمني،
بتلكس البقعةِ ،أو
ّفنس َ ّهس بِكُم لحِقون" .والسستثناءُ للتَّبرّكسِ ،أو للد ِ
وإنّا إن شاء الل ُ
للموتِ على الِسلمِ.
باب الزكاة
هي لُغةً :التّ ْطهِيُ والنماءُ .و َشرْعا :اسمٌ لا يَخرُ جُ َع نْ مالٍ ،أو َبدَ نٍ ،على الوَجْ ِه
صدَق ِة الفِطْرَِ .ووَجَبَ تْ ف
ت زَكاةُ الالِ ف ال سّنَةِ الثانيةِ ِم َن الِجْرَةِ بعدَ َالت .وفُ ِرضَ ْ
ثانيةِ أَصنافٍ ِم نَ الالِ :النّقْدَيْ نِ ،والنعام ،والقُوت ،والتمر ،والعِنب لِثمانيةِ أصنافٍ
مِ نَ الناس .ويَكْفُرُ جَا ِحدُ وُجُوب ا ،ويقاتلُ المْتَنِ عُ عَ نْ أدائِ ها ،وتُؤ َخذُ مِ نه وإ نْ لْ
يُقاتِل قَهرا (تِ بُ عَلى) كلّ (مُ سْلمٍ) ولو غيَ مكلّ فٍ ،فعَلى الوَلّ إخْراجُ ها ِم نْ
مالِ هِ .وخَرَ جَ بال سلمِ الكافِرُ ال صْليّ ،فل يلْزَمُه إخراجُ ها ،ولو بعدَ الِ سلم (حُرّ)
ُعفس مُلكسه ،ول تَلْزَمَقيقس لعدم مُلكِهسِ ،وكذا الكاتسب ِلض ِ تبس على ر ٍ مُعيّن ،فل ُ
سيّده ،ل نه غ ي مالِ كٍ ف (ذه بٍ) ولو غيَ َمضْرو بٍ ،خلفا ل ن زَعُ مَ اخت صاصها
بالضرو بِ (َبلَغسَ) َق ْدرَ خالِ صِهِ (عشرينَس مثقالً) بوز نِ مَ ّكةَ تديدا .فلو نَقَ صَ فس
ميزا نٍ وتّ ف آ خر فل زكاةَ ،لِلشّ ك .والثقالُ :اثنا نِ و سبعونَ حبّةَ شَعيٍ متو سّطة.
107
سُعانِ قال الشيسخ زكريسا :وَوزنُس نِصسابِ الذهب ِس بالشرَفّ :خَمسسةٌ وعشرون وسُب
سعٍ .وقال تلميذه شيخ نا والرادُ بالشرفّ :القايِتْباي يّ( .و) ف (فضةٍ بلغ تْ مائ ت وتُ ُ
درهم) بوزن مكة :وهو خسون حبّة و ُخمُسا حَبّةٍ .فال َعشَرة دراهم :سَبْعة مثاقيل
ول َوقَ صَ فيه ما كالعشرات ،فيجب ف العشر ين ،والائتي ،وفيما زاد على ذلك،
ولو ببعض حبة( :رُبْ عُ ُعشْرٍ) للزكاة ،ول يُكْمل أحدُ النقدَيْ نِ بالخَر ،ويُكْمل كل
نو عٍ من جن سٍ بآ خر م نه .ويزىء جَّيدٍ ،و صحيح عن رديءٍ ومُكَ سّر ،بل هو
أف ضل ،ل عك سهما .وخر جَ بالال صِ الغشو شُ ،فل زكا َة ف يه ح ت يبلُ غَ خالِ صُهُ
نِ صابا( .ك) ما ي بُ رُبْ عُ ُعشْرِ قيم ِة العَرْ ضِ ف (مالِ تارةٍ) بلغ النّ صابَ ف آخرِ
لوْلِ إل الصلِ ف لوْلِ ،وإن مَلِكَه بدون نِصابٍ .وُيضَ مّ الرب حُ الاصلُ ف أثناءِ ا َ اَ
لوْلِ إن ل يَنِ ضّ ،أما إذا نَ ضّ بأن صار ذهبا أو ِفضّة وأمْ سَكَهُ إل آخِرِ الول فل اَ
ُيضَ مّ إل الصلِ ،بل ُي َزكّي الصلَ بَ ْولِ هِ ،ويُفْرِدُ الرّب حَ بَوْلٍ ويصي عر ضَ التجارة
للقَنيَةِ بنيت ها ،فينقَطِ عُ الوْلُ بجرّدِ ن ية القِنيَة ،ل عك سه .ول يُكَفّر مُنْكِرُ وجو بِ
زكا ِة التجارةِ للخلف فيه( .وشُرِطَ) لوجوبِ الزكاة ف الذهب والفضةِ ،ل التجارَة
لوْلِ) بأن ل يَنْقُصَ الالُ عنه ف جزءٍ من أجزاء الول .أما (تام نِصابٍ) لما (كل ا َ
ط فيها تامُه ،إلّ آخره ،لنه حالة وجوب( .وينقطِ عُ) الولُ زكاة التجارة فل ُيشْتَرَ ُ
(بتخلّل زوال مُل كٍ) أثناءه بعاوضَةٍ أو غي ها .ن عم ،لو مََل كَ نِ صابا ث أقْ َرضَ هُ آ خر
ج الزكاةَ آخِرَ ال ْولِ، لوْلُ .فإِن كان مَليّا أو عادَ إليه أخرَ َ بعد سِتّة أشهر ل ينقطِع ا َ
لن ا ُللْ كَ ل يَ َزلْ بالكلية ،لِثُبو تِ َب َدلِ هِ ف ذمّةِ القتر ضَِ ( .وكُرِ هَ) أن يزيلَ مُلْ َك هُ ببيعٍ
أو مبادلةٍ عما تِ بُ فيه الزكاةُ (لِيلةٍ) بأن يَقْ صِدَ به َدفَع وجوب الزّكاةِ ،لنه فِرارٌ
مِ َن القُرْبَةِ .وف الوجيزَ :يحْرُ مُ .وزادَ ف الحياءِ :ول يبىء الذمّة باطنا ،وأ نّ هذا
من الفِقِه الضّارّ .وقال ا بن ال صّلحِ :يأثَ مُ بقَ صدِهِ ،ل بِفعِْل هِ .قال شيخ نا :أ ما لو
َقصَدَهُ ل ليلةٍ ،بل لاجةٍ ،أو لا وللفَرارِ ،فل كراهة.
108
[تنبيه] :ل زكاةَ على صَيْ َرفّ بادَ َل ولو للتجارة ف أثناءِ الَول با ف يدِهِ من النق ِد
غيَهُ من جِنْسِهِ أو غيَه .وكذا ل زكاةَ على وارِثٍ ماتَ مُورِثُهُ عَنْ عروضِ التجارَةِ
حت يت صّرف فيها بِنيتِها ،فحينئذ يستأنفُ َح ْولَها( .ول زكاةَ ف حُل يّ مُبا حٍ ،ولو)
اتذَ هُ الرجلُ بل ق صدِ لبْ سٍ أو غيِه ،أو اتذَ هُ (لِجارَةٍ) ،أو إعارةٍ لمرأة( ،إل) إذا
اتذَهُ (بنية كَنْزٍ) فتجبُ الزكاةُ فيهِ.
[فرع] :يوزُ للرجلِ تَتمٌ باتِ فِضة ،بل يُسَنّ ف خُنْصُرِ يينِهِ أو يَسارِهِ ،للتّباع.
صوّبَ الذْرع يّ ما اقتضا هُ كل مُ اب نُ الرّفعةِ من وجو بِ ولِبْ سُهُ ف اليمي أفضَل .و َ
نَقْ صِهِ عن مثقالٍ للنّ هي عن اتاذِ هِ مِثْقالً ،و سَندُه حَ سَنٌ ،ل كن ضَعّفَه النوو يّ.
فالوْجَه أنه ل يضبَ طَ بثقالٍ بل با ل يُ َعدّ إسرافا عُرفا .قال شيخنا :وعليه ،فالعبةُ
لمْعٍ ،حيثُ ل يُ َعدّ إسرافا. بعُرْفِ أمثال اللبِسِ .ول يوزُ تعدّدُه ،خِلفا َ
109
فل يلّ ش يء من ذلك ،كخلخال وز نُ ممو عِ فردَتيْه مائ تا مِثقال ،فتجِ بُ الزكا ُة
فيه( .و) ت بُ على من مرّ (ف قُو تٍ) اختيار يّ من حبوب (كَُبرَ) ،وشعيٍ( ،وأ ُرزّ)،
و ُذرّةٍ ،وحِ مص ،ودُخْن ،وباقِلءُ ،ودق سة( .و) ف (ترٍ وعِنَ بٍ) من ثار (بلغ) قدر
كل منهما (خسة أو ُسقٍ) وهي بالكيل :ثلثمائة صاع .والصّاعُ :أربعةُ أمدادٍ .والدّ:
رَطلٌ وثُلُث (مُنقى) من تِبٍ) وقِشرٍ ل يؤكل معه غالبا .واعلمْ أن ال ُرزّ ما ُيدّخَر ف
ب فيه إن بلغ عشرةَ أو سُقٍ (عشر) للزكاة( .إن سُقيَ بل قش ِر ِه ول يؤكل معه ،فتج ُ
ف العُشْرِ .وسَبَب ُمؤْنَةٍ) كمطَرٍ( ،وإل) أي وإن سُقيَ بؤْنَة كنضْحٍ (فنِصفُه) أي نص ُ
التفر قة :ثِقَلُ الؤ نة ف هذا ،وخِفّت ها ف الوّل ،سَواءٌ أ ُزرِ عَ ذلك ق صدا ،أم نَبَ تَ
اتفاقا كما ف الجموع حاكيا فيه التّفاق ،وبه يُعْلم ضِع فُ قو ِل الشيخ زكريا ف
تريرِه تبعا لصلهُ :يشُتَر طُ لوجوبِها أن يزرَعَ هُ مالِكه أو نائِبُه ،فل زكاة فيما انزرَ عَ
بنف سِهِ ،أو َزرَعَه غيُه بغي أذِن هِ .ول ُيضَ مّ جِنْ سٌ إل آخَر لتكميلِ النصابِ ،بلف
ضمّان إن َوقَعَ حصادِها ف عام. أنواع النسِ ،فُتضَم .و َزرْعا العام ُي َ
[ت نبيه] :قال اللل البلقينّ ف حاشيةِ الرّوضَةِ ،تبعا للمجموع :إن غُلّة الر ِ
ض
الملوكةِ أو الوقوفةِ على مُعَيّن ،إن كان البَذرُ مسن مالِ مالِكِهسا أو الوقوفِس عليسه:
فتج بُ عل يه الزكا ُة في ما أخ َرجَتْ هُ الر ضُ .فإن كان الَبذْرُ من مالِ العاملِ و َج ّوزْ نا
ب الر ضِ ،لن الا صِلَ الخابَرةَ ،فتج بُ الزكاةُ على العامِلِ ،ول ش يء على صا ِح ِ
110
لَه أجْرَةُ أرضِه .وحيثُ كان البَذرُ مِن صاحِب الرضِ ،وأعطِيَ منهُ شيءٌ للعاملِ ،ل
شيءَ على العاملِ ،لنه أجْ َرةَ عملِه .اه.
وتب ُس الزكاة لنباتِس الرضِس السستأجرَةُ مسع أجْرَتِهسا على الزارِع .و ُمؤْنَةُ الَصسا ِد
والدّياس على الالك( .و) ت بُ على من مرّ لِلزّكاة ( ف كلّ خ س إبلٍ شاةٌ) َجذِعَةُ
سَة ،أو ثنيسة معزٍ لاس سنتان ،ويزىء الذّكسر ،وإن كانت ْسإِبله إناثا ،ل ضَأْنٍس لاس سَن
خسس وعشرينسَ) منهسا .ففسي عشسر شاتان، ٍ الريضس إن كانست إبله صسِحاحا (إل
َ
وخ سةَ ع شر ثل ثٌ ،وعشر ين إل ال مس والعشر ين أرب عٌ ،فإِذا كَمُلَ تْ الم سَ
ت ماضٍ) لا سَنة ،هي واجِبُها إل ِستّ وثلثيُ .سمّيَت بذلك لن والعشرون (فبن ُ
أمّها آن لا أن تصيَ مِن الخاضِ أي الوامِل( .وف ستّ وثلثي) إل ست وأربعي
ت لبونٍ) لا سنتانُ .سمّيَت بذلك لن لا أمها آن لا أن تَضع ثانيا ،وتصيَ ذات (بن ٌ
لبٍ( .و) ف ( ست وأربع ي) إل إِحدى و ستي( :حِقّةٌ) ل ا ثلث سني ،و سيت
حمَلَ عليهسا ،أو أن َيطْ ُرقَهسا الفحلُ( .و) فس بذلك لناس اسستحَقّت أن تُركبسَ ،وُي ْ
ع مقدّمُ أسنانا ،أي جذَ ُ
(إحدى وستيَ :جذِعَة) لا أربع سنيُ .سمّيَت بذلك لنا ُي ْ
يسقط( .و) ف (ست وسبعي :بِنْتا لَبو نٍ .و) ف (إحدى وتسعي :حِقّتان .و) ف
ت لبو نٍ .ث) الواجِ بُ (ف كل أربعي بن تٌ لبون. (مائة وإحدى وعشرين ثل ثُ بنا ٍ
و) ف كل (خسي حِقّة .و) ي بُ (ف ثلثي بَقَرةٌ إل أربعي تبيعٌ) له سنةُ ،سمّيَ
بذلك ل نه يت بع أمّه( .و) ف (أربع ي) إل ستي( :مُ سِنّةٌ) ل ا سنتان ،سيت بذلك
لتكامُلِ أسنانا( .و) ف (ستي :تَبيعانِ ،ث ف كل ثلثي :تبيعٌ .و) ف كل (أربيعن:
مُ سِنّةٌ .و) ي بُ ( ف أربع ي غنما) إل مائة وإحدى وعشر ين( :شاةٌ .و) ف (مائة
وإحدى وعشر ين) إل مائت ي وواحدة (شاتان .و) ف (مائت ي وواحدة) إل ثلثمائة
(ثلث) من الشياه( .و) ف (أربعمائة :أرب عٌ) من ها ( ،ث ف كل مائة :شاةٌ) َجذِعَةٌ
ضَأْ نٍ ل ا سَنة ،أو ثَن ية معز ل ا سنتان .و ما ب ي النّ صَابيْنِ يُسمّى َوقْ صا .ول ُيؤْ َخذُ
111
خيارٌ كحاملٍ ومُ سَمّنةٍ لل كل .ورُ ب و هي حَديث ُة العهدِ بالنّتا جِ بأن ي ضي ل ا من
ولدَتا نصفُ شهرٍ إل برضا مالك.
(وتبُ الفطرةُ) أي زكاةُ الفطرِ .سيت بذلك لن وجوبا به .وفُرِضَت كرمضان
ط كما ف الروضَة قال وكيعُ: ف ثان سِن الِجرةِ .وقولُ ابن اللبان بعدمِ وجوبِها غل ٌ
ص ال صّومِ ،ك ما َيجْبُر زكاةُ الفطرِ لشهرِ رمضان ك سجدةِ ال سّهو لل صلةِ تبُرُ نق َ
ص ال صّل ِة ويؤّيدُ هُ ما صَحّ أنا "طُه َرةٌ للصاِئمِ مِ نَ اللّ ْغوِ والرّف ثِ"( .على
السجودُ نق َ
حُرَ) فل تلزَ مُ على رقي قٍ عن نف سِهِ ،بل تلزَم سيّده ع نه ،ول عن زوجَتِ هِ ،بل إن
ب لضعفِ مُل ِكهِ ،ومن كانتْ أمَة فعلى سَيّدها ،وإل فَعَليْها كما يأت .ول على مُكاتَ ٍ
ث ل تلزمُ هُ زكاةُ مالِ هِ ول نفقَةُ أقاربِ هِ ،ول ستقلله ل تلزَ مْ سيدَه ع نه( ،بغروب)
ش سِ (ليلِة فطرٍ) من رمضان ،أي بإِدرا كِ آ خر جزء م نه وأوّل جزء من شوّال .فل
ت بُ ب ا َحدَ ثَ ب عد الغرو بِ من وَلدٍ ،ونِكا حٍ ،ومُلْ كِ قِ نّ ،و ِغنً ،وإ سلم .ول
تسقُطُ با يدُ ثُ بعده من َموْ تٍ ،وعَتْ قٍ ،وطلق ،ومُزيل مُل كٍ .ووق تُ أدائِها من
يومس الفِطْرِ .فيلزم الرّ الذكور أن يؤدّيهسا قبسل شسس ِ غروبس ِِ الوجوبس إل
ِ وقتس
ِ
غروب شسِه( ،عمن) أي عن كل مسلمٍ (تلزمهُ نفقتُه) بزوجِيّة ،أو مُ ْلكٍ ،أو قرابة،
ح ي الغروب( .ولو رَجْعِيّةً) أو حاملً بائنا ،ولو أ َمةً ،فيلزم فطرت ما كنفقته ما .ول
تب عن زوجَةٍ ناشِ َزةٍ ،لسقوطِ نفقِتها عنهُ ،بل تبُ عليها إن كانت غنية .ول عن
حرّةٍ غنيّةٍ غيَ ناشز ٍة تتس مُعْسَسرٍ ،فل تلزم عليهِس لنتفاءِ يسسارِهِ ،ول عليْهسا لكمالِ
تسليمِها نف سِها له .ول عن َوَلدٍ صغيٍ غنّ ،فتج بُ من مالِه ،فإِن أخرَ جَ ال بُ عنه
من مالِهِ جازَ ،ورجَعَ إن نوى الرجوعَ .وفِطر ُة ولدِ الزّنا على أمّه .ول عن وَلدٍ كبيٍ
س كافرٍ ،ول عسن مُرَْتدّ ،إل أن عاد س الفطرةُ عسن قِن َ سبٍ .ول تب ُ قادرٍ على كَس ْ
للِسلم .وتلزم على الزوج فطرةُ خادمِة الزوجة ،إن كانت أمَتَه ،أو أمَتَها وأ ْخدَمَها
صحِبَتْها ،ولو بأذِن هِ ،على العتمِدِ .وعلى ال سّيدِ فطرةُ أمَتِ هِ إيا ها ،ل ُمؤَجّرةٌ ،ومَ نْ َ
112
الزوّجَة لُعْسرٍ ،وعلى الرّة الغنيّة الزوّجة لعبدٍ ل عليه ولو غنيا .قال ف البحر :ولو
غا بَ الزو جُ ،فللزوج ِة اقترا ضُ نَفَقَتِ ها للضّرورة ،ل فِطرت ا ،ل نه الطال بَ ،وكذا
ت موّن) له بَ ْعضُه الحتاج .وتب الفطرةُ على من مرّ ،عمن ُذكِر (إن َفضُلَ عن قو ٍ
تلزم هُ مؤنتةٌ من نف سِهِ وغيِ هِ (يوم عيدٍ وليلِته) وعن مَلبَ سٍ ،ومسكَنٍ ،وخادَ مٍ يتا جُ
إليه ما هو أو موّنَه( .و عن دَيْن) على العت مد ،خلفا للمجموع ولو ُمؤَجلً ،وإن
رَضِيَ صاحِبُه بالتأخي( .ما ي ِرجَ ُه فيها) أي الفطرةُ( .وهي) أي زكا ُة الفِطرِ (صاعٌ)
و هو أربعةُ أمدادٍ ،والدّ ،رَطلٌ ،وثُلُ ثٍ وقدّرَ هُ جاعةٌ بُفْنَةٍ بِكفيْ نِ مُعْتَدِليْن عن كل
واحدٍ (من غال بِ قو تِ َبَلدِ هِ) أي بََلدَ الؤدّى عنه .فل تزىء من غيِ غال بِ قوتِ هِ،
ف النفو سِ لذلك .ومن ث وج بَ صرفُها لفقراءِ بلده أو قو تِ ُمؤَدَ ،أو بلدِ هِ ،لتشوّ ِ
مؤدّى عنه .فإن ل يُعْرَف كآبقٍ ففيهِ آراءٌ :منها :إخراجُها حالً .ومنها :أنا ل تب
إل إذا عاد .وف قولٍ :ل شيء.
سوّسٌ ومَبلولٌ أي إل إن جَف سّ وعاد [فرع] :ل تزى ُء قيم ٌة ول مُعيب سٌ ومُس َ
لِصسسَلحيّة الدّخارِ والقْتيات ،ول اعتبار لقتياتِهِسسم البلولَ إل أن فَقَدوا غيَه،
ُمس تأ ِخيُهسا عسن يومِهسِ) أي العبدِ بل عذر ،كغَيْبَةِ مالٍ أو مُسسْتحِقّ.
فيجوز( .وحَر َ
ويبُ القضا ُء فورا لعِصيانِهِ.
ويوزُ تعجِيل ها من أوّل رمضان ،ويُ سَنّ أن ل تؤخّ ر عن ال صلةِ العيدِ ،بل يُكْرَه
شمْسُ. سنّ تأخيُها لنتظار نو قريبٍ أو جارٍ ما ل تَغْرُب ال ّ
ذلك .نعمُ ،ي َ
(فصل) :ف أداء الزكاة (َيجِ بُ أداءُها) أي الزكاةُ ،وإن كا نَ علي هِ دَْي نٌ مستغر ٌ
ق
ب الزكاةِ ف ال ْظهَرِ (فورا) ولو ف ما ِل صبّ حالّ ل أو لدميّ ،فل ينعُ الدّينُ وجو َ
ضمِنَ ،إن تَلَفَ
ومنون ،حاجة الستحقي إليها (بتمَكّنٍ) مِن الدَاءِ .فإِن أخّر أَثِمَ ،و َ
بعده .نعسم ،إن أخّرس لنتظارِ قريبسٍ ،أو جارٍ ،أو أ ْحوَج ،أو أصسْلح ،ل يأثس ،لكنّه
113
ضمَنْ هُ إن تَلَ فَ ،كمن أتلَفَه ،أو قَ صّرَ ف دف عِ مُتْلَ فٍ عنه ،كأن َوضَعَ هُ ف َغيِ حِ ْرزِ ِه
َي ْ
لوْل ،وقبل التمكّ نِ .ويص ُل التمكّن (بضورِ مالٍ) غائ بٍ سائرٍ أو قارَ بحلِ بعد ا َ
ع سُرَ الو صولُ إلي هِ ،فإِن ل يضَر ل يلزمْ هُ الداءُ من م ل آخَرَ ،وإن َج ّوزْ نا نقلَ
الزّكاةِ (و) حضور (مسستحقيها) أي الزكاةِ ،أو بعضهسم ،فهسو مُتمَك ّن بالنسسبةِ
ضمِنَها .ومع فرا غٍ من مُه مّ دينّ أو دنيو يّ كأكلٍ ،وحّا مٍ ل صّتِهِ ،حت لو تلفت َ
(وحُلولُ دينسٍ) مسن نقدٍ ،أو عَرَضِس تارةٍ (مسع قَ ْدرَةٍ) على اسستيفائِه ،بأن كان على
مَلىءٍ حاضِرٍ باذِلٍ ،أو جا ِحدٍ عليهِ بيّنةٌ ،أو يَعْلمْهُ القاضي ،أو َقدِرَ هو على خلصِهِ،
فيج بُ إخرا جُ الزكاةِ ف الال ،وإن ل يقَبضْ هُ ،لن ُه قادرٌ على قبضِ هِ .أ ما إذا تع ّذرَ
اسستيفاؤُهُ بإعسسارٍ ،أو مُ ْطلٍ ،أو غَيْبَةٍ ،أو جُحودٍ ول بيّنسة ،فكمغصسوب فل يلزمسه
الِخرا جُ إل إن قبضَ هُ .وت بُ الزكاةُ ف مغ صوب وضالّ ،ل كن ل يِ بُ دفْعُ ها إل
ب نقدٍ) وإن كان ف الذّمّة ،أو ساِئمَة مُعَيّنة صدَقَها نِصا َبعد تكّن بعودِهِ إليه( .ولو أ ْ
( َزكّتُه) وُجوبا ،إذا تّ َح ْولٌ من الصداق ،وإن ل تقبضْه ول وَطِئها .لكن يُشتر طُ
إن كان النقدُ ف الذمّة إمكان قبضِهِ ،بكونِهِ موسرا حاضرا.
[تنبيه] :الظهر أ ّن الزكاةُ تتعلقُ بالالِ تعلّقَ شركةٍ .وف قولٍ قديٍ اختارهُ الريّي :
ك بق ْدرِ الواجبِ، لنا تتعلق بالذمّة ،ل بالعَيْنِ .فعلى الوّل أن الستحِقّ للزكاةِ شري ٌ
وذلك لنه لو امتنَ عَ من إخراجها أ َخذَها الِما مُ منه قَهرا .كما يُقسم الالُ الشترَ كُ
سمَتِه .ول يُفَرّقوا ف الشركةِ بي العَيْ ِن والدّيْ نِ،
قَهرا إذا امتنع بع ضُ الشركاءِ مِن قِ ْ
فل يوز لربّه أن َيدّعي مُلْ كَ جي ِع هِ ،بل إنه يستحِ ّق قبضه .ولو قال :بعد َحوْلٍ إن
أبرأتن من صَداقِكِ فأن تِ طالِ قٌ ،فأبْ َرأَتْ هُ منه ل َتطْلُق ،لنه ل يبأْ من جيعه ،بل ما
عدا قَدر الزكاة ،فطريقها أن يعطِيَها ث تُْبرِئه .ويب طل البي عُ ،والره نُ ف قدرِ الزكاةِ
لوْل صسح ل فس قدرِ الزّكاة ِهس بعسد ا َ
فقسط ،فإِن فعلَ أحدهاس بالنّصساب ،أو ببعض ِ
114
كسائرِ الموالِ الشترَكة على الظهر .نعم ،يصح ف قدرُها ف ما ِل التجار ِة ل الِبةُ
ف قدرِها فيه.
[فرع] :تُ َقدّمُ الزّكا ُة ونوها من ترك ِة مديونٍ ضاقَتْ عن وفاءِ ما عليه من حقوقه
ق ال كالكَفارة ،والجّ والنّذرِ والزّكاةِ .كما إذا اجتمعتا على حيّ ل الدميّ وحقو ِ
حجَر عليهِ .ولو اجتعت فيها حقوقُ الّل ِه فقط ُقدّمَت الزكاةُ إن تَعَلّقت بالعَيْنِ ،بأن
ُي ْ
بَق َي النّ صابُ ،وإل بأن تََل فَ ب عد الوجوب والتمكّن ا سَْتوَتْ مع غي ها ،فيوزّع
عليها.
س (كهذا س له) أي أداء الزكاة ،شرطان .أحدهاس( :نيسة) بقلب ،ل نُطق ٍ (وشُرِط َ
صدَقةً مَفْروضةً) .أو هذا زكاةُ) مال .ولو بدو نِ فر ضٍ ،إذ ل تكو نُ إل فَرْضا (أو َ
ص ْدقِهِ بالكَفارة والنّذر .ول يبُ زكاةُ مال الفروضَة .ول يكفي :هذا فرضُ مال ،لِ ِ
تَعْييُ الالِ الخرَجِ عنه ف النيّة .ولو عُيّن ل يَقَعْ عن غيِه ،وإن بانَ الُعّينُ تالِفا ،لنه
ل ينوِ ذلك الغي .ومن ثّ لو َنوَى إن كا نَ تالِفا فَعَ نْ غيِ ِه فبا نَ تالِفا وقَ عَ عن غي هِ.
الزمس
َمس ِ صسدَقةٌ ،لِعَد ِ
هذهس زكا ُة مال الغائب إن كان باقيا ،أو َ بلف مسا لو قالِ :
بِق صْ ِد الفَرْ ضِ .وإذا قال فإِن كان تالِفا ف صَدقَةٌ .فبا نَ تالِفا ،وقَ عَ صَدقةً ،أو باقيا،
وقَ عَ زكاةٌ .ولو كا نَ علي هِ زكاةً وشَكّ ف إخراجِ ها ،فأخر جَ شيئا وَنوَى :إن كان
عليّ شيءٌ من الزّكا ِة فهذا عنه ،وإل فَتَ َطوّ عٌ .فإِن با نَ عليه زكاةٌ أجزأ هُ عنها ،وإل
َهس ت َطوّعا كمسا أفتس بسه شيخنسا .ول يزىء عسن الزّكاة قَطعا ،إعطاءُ الالِ َعس ل ُ
وق َ
للمستحقي بل نيّة( .ل مقارنتها) أي النية (للدّفع) فل ُيشْتَرَ طُ ذلك( ،بل تكفي)
النيّة قب َل الداءِ إن وُ ِجدَت ْس (عنسد عَ ْزلِ) َقدْ ِر الزكاةِ عن ِس الالِ (أو إعطاءِ وكيلٍ) أو
إِما مٍ ،والفضل لما أن ينويا أيضا عند التّفْرِقَة( ،أو) وُ ِجدَت (بعد أحدها) أي بعد
ُسسِر اقتِراناس بأدَاءِ كُلّ مُسسْتحِقَ .ولوعَزْلِ قَ ْدرِ الزّكاة أو التّوكِيسل (وقبلَ التفرقةِ) لِع ْ
ص ّدقِه بذلك ،أجزأه عن الزّكاة .ولو قال لغيه :تَ صدّقَ بذا .ث َنوَى الزّكا َة ق بل تَ َ
115
قال ل خر :اقب ضْ دَيْ ن مِن فل نٍ ،و هو لك زكاة ،ل يك فِ ،ح ت يَْنوِي هو ب عد
قبضِ هِ ،ث يأذَن ل هُ ف أ ْخذِها وأفت بَ ْعضُهم أ ّن التوكيلَ الطلَ قَ ف إخراجِها يستلزمُ
ج هُ أ نه ل بدّ من نيّة الالك ،أوالتوكيلَ ف نيّت ها .قالَ شيخ نا :وف يه نظرٌ ،بل الُت َ
تفويض ها للوك يل .وقال التوَل وغيُه :يتعيّن نّيةُ الوكيلِ إذا وق عَ الفر ضُ بالِه ،بأن
قال له موكلُه أ ّد زكات من مالِكَ ،لينصرفَ فعلُه عنه .وقوله له ذلك مُتضمّنٌ للِذنِ
له ف النيّة .وقال القفال :لو قال لغيه أقْ ِرضْن خسةً أؤَدّها عن زكات ،ففعلَ ،صحّ.
قال شيخنا :وهو مبنّ على رأيه ِبجَوازِ اتادِ القابضِ والُقبّضِ.
(وجازَ ل كل) من الشريك ي (إخرا جُ زكاةِ) الالِ (الشترَ كِ بغيِ إذ نِ) الشري ِ
ك
ع فيه .وتَكفي نيّة الدافِ عِ منهما(الخَرِ) كما قاله الرجان ،وأقَرّه غيُه ،لِذ نِ الشّر ِ
عن نيّة الخَر على الوْجَه( .و) جازَ (توكي ُل كافِرٍ ،وصبّ ف إعطائِها العَيّ نِ) أي
إن عُيّ َن الدفُوع إلي هِ ،ل مُطلقا ،ول تفويض النيّة إليهما لعدَ مِ الهْليّة .وجازَ توكيلُ
صبّ والجنو نِ ،فإن صَ َرفَ غيها ف الِعطاء والنيّة معا .وت بُ نيّة الول ف ما ِل ال ّ
ضمِنَها لتقصيِهِ .ولو َدفَعَها الُ َزكّي للِمام بل نيّة ول إذنٍ منه له
ال َولّ الزكاةَ بل نيّة َ
في ها ل تزئ هُ نيّ ته .ن عم ،تزىءُ نيّةُ الِمام عندَ أخذِ ها قهرا من المتَنِ عِ ،وإن ل ينوِ
صاحبُ الالِ( .جا َز للمالِ كِ) دون الوَلّ (تعجيلُ ها) أي الزكاة (ق بل) تا مِ ( َح ْولٍ)،
ل قبلَ تا مِ نِصابٍ ف غيِ التجارة ،و (ل) تَعجيلها (لعامَيْن) ف ال صَحّ .وله تعجيلُ
الفِط َرةِ من أول رمضان .أما ف مالِ التجارة فيجزىء التعجيلُ ،وإن ل يل كْ نِصابا.
وينوي عند التعجيل :كهذه زكات العجّلة.
116
الذكورةِ ف آية{ :إِنا ال صّدقَاتُ للفقراءِ وال سَاكي والعامِلي عَليها وا ُل َؤلّفَةِ قلوبِهم
وف الرّقابِ والغارميِ وف سبيلِ اللّهِ ،واب ِن السّبيلِ}.
والفقيُ :من ليس له ما ٌل ول كَسْبٌ لئقٌ ،يقعُ مَوقِعا من كفايَتِهِ وكفاي ِة موّنه ،ول
جمّل ف بع ضِ أيا مِ ال سّنَ ِة وكُتُ بٌ يتاجُها ،وعبدُهين عُ الفَقْرَ ،مَ سْكَنُه وثيابُه ولو للت َ
الذي يتا جُ إل يه للخدمَةِ ،ومالُه الغائ بُ برحلتيْن ،أو الاضِرُ و قد حِيلَ بي نه وبي نه
والدّيْ نُ الؤجّلُ والكَ سْبُ الذي ل يل يق به .وأف ت بعض هم أن حُليّ الرأة اللئق ب ا
صوّبَه شيخنا.الحتاجَة للتزيّن به عادة ل ينع فَقْرَها .و َ
وال سكيُ :مَ نْ ق َدرَ على مالٍ أو ك سبٍ يق عُ َم ْوقِعا من حاجَتِ هِ ول يكْف يه ك من
يتا جُ لعشرةٍ وعندَ هُ ثانية ول يكفي هِ الكِفاية السابقَة ،وإن مََل كَ أكثرَ من نِ صابٍ،
حت أ نّ للِما مِ ،أن يأ ُخ َذ زَكاتَ هُ ويدفَعُها إليه فيُعْطَى كل منهما إن تعوّدَ تارةً رأ سَ
مالٍ يكفي ِه ربُ هُ غالبا ،أو حِ ْرفَةُ آلتها .ومَ نْ ل ُيحْ سِنْ حِرفة ول تارَة يُعْطَى كفايَةَ
سبٍ ولو َقوِيا جَلِدا بلصدّقَ ُمدّعي فَقْرٍ ،ومَ سْكَنَةٍ ،و َعجْزٍ عن كُ ْ
ال ُعمُرِ الغالِ بَ .و ُ
يي ،ل ُمدّعي تَلفِ مالٍ عُرِفَ بل بيّنَة.
والعامِلُ كساعٍ :وهو من يبعَثُ ُه الِمامُ لخ ِذ الزكاة ،وقا ِسمٍ وحاشِرٍ ،ل قاضٍ.
والؤلّفةُ :مَن أَسلمَ ونيّته ضعيفةٌ ،أو لَه شرفٌ يُتَوقّعُ بإِعطائه إِسلمُ غيِه.
والرّقا بُ :الكاتَبون كتابةً صحيحة ،فيُعْطَى الكاتَ بُ أو سّيدُهُ بإِذنِه دَيْنَه إن َعجِزَ
عَ ِن الوَفاء ،وإن كان َكسُوبا ،ل مِنْ زَكاةِ سَّيدِهِ لِبَقائِهِ على مُلْ ِكهِ.
والغَارِ مُ :مَ نْ ا ستدانَ لنف سِهِ لغيِ مَعْ صِيَةٍ ،فيُع طي له إن َعجِزَ عن وفاء الدّ ين ،وإن
ب ل يدف عُ حاجَتَ هُ َلوَفائه إن حَ ّل الدّ ين .ث إن ل ي كن م عهكان ك سوبا ،إذ الكَ سْ ُ
شيء أعطِيَ الكل ،وإل فإن كان بيثُ لو قضَى دينَه ما معَهُ َتسْكَنَ ،تُرِكَ له ما معه
117
ما يكفيه أي العم َر الغال بَ .كما استظهَرَهُ شيخنا .وأعط يَ ما يَقْضي به باقي دينَه،
ت البيْ نِ ،فيُعطَى ما ا ستدانه لذلك ولو غنيا .أ ما إذا ل ي ستدِن بل أو ل صلحِ ذا ِ
أعطي ذلك من مالِ هِ ،فإنه ل يعطاه .ويُعْطَى الستدِينُ لصلحَةٍ عامّة كَقَرْي ضَيْ فٍ،
وفَ كّ أسيٍ ،وعمارَةِ نو مسجدٍ وإن غنيا .أو للضّما نِ .فإِن كان الضامِن والصيلُ
مُعْسَرَيْن أعطيَ الضامِنُ وفاءَهُ .أو الصيلُ موسِرا دو َن الضّامِن ،أعطِيَ إن ضَمِنَ بل
إذ نِ ،أو عكسه أعط َي الصيلُ ،ل الضّامن ،وإذا وف مِن َس ْهمِ الغارِ مِ ل يُرْجَع على
ضمِ نَ بإِذن هِ .ول يُصرَفُ من الزكاةِ شيءٌ لِكَفَ نٍ ميّ تٍ ،أو بناءِ مسجدٍ.الصيلِ وإن َ
ويُ صَدّق مدّ عي كتابةٍ أو غُرْ مٍ بإِخبارِ َعدْلٍ وت صديقِ سَيّد ،أو رَب د ين ،أو اشتهار
حالٍ بي الناس.
[فرع] :من دف عَ زكاتَه لدِينِه بشرط أن يردّ ها له عن ديْنِه ،ل َيجُزْ ،ول ي صح
قضاء الد ين ب ا .فإِن نو يا ذلك بل شرط ،جاز و صحّ ،وكذا إن وَ َعدَ هُ ا َلدِي نُ بِل
شَرْ طٍ ،فل يلْزَ ْم هُ الوَفا ُء بالوَ ْعدِ .ولو قال لغريِه :جعل تُ ما عَلي كَ زكاةً ،ل يزىء
على الوْجَه إل إن قبضَ هُ ث رَدّ هُ إليه .ولو قال :اكتَلْ من طَعَامِي عندَ كَ كذا .وَنوَى
به الزكاةَ ،ففعلَ فهل ُيجْزىء؟ وَجْهانِ ،وظاهرُ كلم شيخنا ترجيحُ عد ِم الِجزاءِ.
وسبيلُ ال :وهو القائمُ بالهادِ متطوّعا ،ولو غنيا .ويُعْطَى الجا ِهدُ النفقةَ والكسوَة
ل ُه ولعيالِهِ ذهابا وإيابا ،وثن آلة الربِ.
واب ُن السّبيل :وهو مسافِ ٌر متازٌ ببلدِ الزّكاةِ ،أو مُنشِىءُ سفرٍ مباحٍ منها ،ولو لنهةٍ،
أو كا نَ كَ سوبا بل فِ ال سافِرِ لع صيةٍ إل إن تا بَ ،وال سافرُ لغيِ مق صَدٍ صحيحٍ
كالائم ويُعْطَى كفايَتُ هُ ،وكفايةُ من معه من موّنه أي جيعُها نفقةً ،وكسوةً ،ذهابا،
وإيابا ،إن ل ي كن له بطريقِ هِ أو مق صَدِهِ مالٌ ،ويُ صَدّقُ ف دَ ْعوَى ال سّفَرِ ،وكذا ف
118
دَ ْعوَى الغَ ْزوِ ،بل ييٍ .ويُ سْتَرَدّ منه ما أخذَ هُ إن ل يرُج .ول يُعْطَى أحدٌ ِبوَ صْفيْن.
نعم إن أخ َذ فقيٌ بالغُرْمِ فأعطاه غريُهُ ،أ ْعطِيَ بالفَقْرِ ،لنه الن متاج.
[ت نبيه] :ولو فرّق الال كُ الزكاةَ سَ َقطَ َس ْهمُ العاملِ ،ث إن ان صَرَ ال ستحِقونَ،
َووَف بم الال ،لزم تعميمهم ،وإل ل يب ،ول يُنْدب .لكن يلزم هُ إعطاءُ ثلثَةٍ من
كل صنفٍ ،وإن ل يكونوا بالبلدِ وق تَ الوجو بِ ،ومِ نَ التَوطّن ي َأوْل .ولو أعْطَى
اثني من كل صنف ،والثالث موجودٌ ،لزمَ هُ أق ّل متموّلٍ غُرْما له من مالِ هِ ،ولو فُ ِقدَ
بع ضُ الثل ثة رَدّ حِ صّتَه على با قي صُنْفِهِ ،إن احتا َج هُ ،وإل فَعَلى با قي ال صنافِ.
ويلز ُم التسويةُ بي الصنافِ ،وإن كانت حا َجةُ بعضِهم أشدّ ،ل التسوية بي آحادِ
الصّنفِ ،بل تُندَب.
ونُقِلَ عن عمر وابن عباس و ُحذَيْفَة رضي ال عنهم جوازُ صَرْفِ الزكاةِ إل صَن ٍ
ف
واحدٍ وبه قال أبو حنيفة ،ويوزُ عنده نقلُ الزكاةِ مع الكراهَةِ ودفُع قيمتها .وعيُ
َنس بسه رِقسّ) ولو
ما ِل التجارِة( .ولو أعطاهسا) أي الزكاةَ ولو الفِطرَة (لكافرٍ ،أو م ْ
مُبَعّضا غي مكاتَب (أو هاشِم يّ ،أو مُطِّلبّ) ،أو َم ْولً لما ،ل يَقَ عْ عن الزكاةِ ،لن
119
ط ال خذ الِ سلمُ ،وتا مُ الر ية ،وعد مُ كو نه هاشِميا ،ول مُطّلِبيا ،وإن انقطَ َع شَرْ َ
خ النّا سِ،
س الم سِ لب" :إِ نّ هذ هِ ال صّدقات أي الزّكَوات إنا هي أوسا ُ عنهُم ُخمُ ُ
س كالنّذرِ،وإناس ل تِلّ لحمدٍ ،ول للِهسِ" .قال شيخنسا :وكالزّكاة :كسل واجب ٍ
ع والدِيّة( .أو غ ن) و هو من له كِفا ية الع مر الغالب على والكفارَةِ بل فِ التطوّ ِ
الصَحّ .وقيل :من له كفايَة سنة .أو الكسب اللل اللئق (أو مكفيّ بنفقةِ قريب)
من أ صلٍ ،أو فر عٍ ،أو زو جٍ ،بلف الكف يّ بنفقِة م تبّعٍ (ل يزىء) ذلك عن
الزّكاةِ ،ول تتأدّى بذلك إن كان الدافِع الالك وإن ظَنّ اسستحقاقَهم .ثس إن كان َس
ضمَ نُ الِما مَُ ،بلْ يُستَردّ الدفوع، ق المام :برىء الالِ كَُ ،ولَ َي ْ الداف عُ يظ ّن الستحقا َ
و ما ا ستردّهُ صَرَفَهُ لِلمُ سْتحِقيَ .أ ما مَ نْ ل يكتَ فِ بالنفقَةِ الواجِبةِ له من َزوْ جٍ ،أو
قري بٍ فيعْطِي هِ النْفِ قُ و َغيُ هُ ،حَ ت بالفَقْرِ .ويوز للمَكْف يّ ب ا ال ْخذُ بِغَيْرِ ال سْكَنَةِ
وَالفَقْرِ إنْ وُ ِج َد فيه ،حَت مّن تلزمه نَفَقَتُه.
ويُْندَ بُ لِل ّزوْجَةِ إِعْطا ُء َزوْجها مِ ْن زَكاتا ،حت بالفقرِ والسكنة وإن أنْفَقَها عَليها.
قال شيخ نا :والذي يظهرُ أ ّن قَرِيب هُ الو سِر َلوْ امتَنَ عَ مِ َن الِنفا قِ عَلي هِ و َعجَزَ ع نه
بالَا ِكمِ ،أُعطِيَ حينئذ ،لتحَقّق فَقْرِهِ أو َمسْكَنَتِهِ النَ.
[فائدة] :أفت الّنوَوِ يّ ف بال غٍ تارِكا لِل صّلةِ كَسلً أنه ل يقبَضها له إل وَليّه أي
صبّ ومنو نٍ فل تُعْطَى له ،وإن غا بَ وَليّه ،خلفا لن زَعِمَه :بل فِ ما لو طَرأ ك َ
حجَر عليه :فإِنه يقَبضَها .ويوزُ َدفْعُها لفاسِقٍ إل إن عُلمَ أنه تَ ْركُهُ لا أو تَبذِيرُهُ ول ُي ْ
يَستعيُ با على مَ ْعصِيَةٍ فيَحْرُمُ وإن أج َزأَ.
[تتمة] :ف قِسمَ ِة الغَنيمَةِ .ما أخَذنا هُ من أهلِ حر بٍ قهرا :فهو غنيمةٌ ،وإل فهو
سسرِقةً على الصسح خلفا فْءٌ ،ومسن الوّلِ :مسا أخذناه مسن دارِهِم اخْتِلسسا ،أو َ
للغزال وإمامه :حيث قال إنه مت صّ بال ِخذِ بل تمي سٍ ،وادّعى ابن الرّفعة الِجا عَ
120
عليه ،ومن الثان :جِزْيَة و ُعشْر تارَةٍ وتَ ِركَة مُرَْتدّ ،ويبدأ ف الغنيمة بال سّلبِ للقات ِل
س القتيل ،وسلحُه ،ومركوبه ،وكذا سِوارٌ ،ومِنْطَقةٌ، السلمِ بل تمي سٍ ،وهو ملبو ُ
وخا ت ،و َطوْق .وبالؤ نِ :كأجْرَةِ َحمّال .ث ُيخَمّ س باقي ها ،فأرب عة أخا سها ،ولو
عقارا ،لن َحضَ َر الوَقْعَةِ ،وإن ل يقاتِل ،فما أحدٌ َأوْل به من أحدٍ ل لن لِ َقهُم بعد
انقضائها ،ولو قَبْل جعِ الالِ ،ول لن ماتَ ف أثناءِ القتا ِل قبل الِيازةَ على الذهب.
صدِين للجهادِ و ُخمُسهما ُيخَمّسَ :س ْهمٌ للمَصال :كسدّ وأربعةُ أخا سِ الفيْءِ للمُرْ َ
ق القُضاةِ ،والشتغلي بعلومِ الشّرعِ وآلتا ولو ثَغرٍ ،وعَمارَة ِحصْنٍ ،ومسجدٍ ،وأرزا ُ
مبتدئي وحفْا ظِ القرآ ِن والئمةِ ،والؤذّني .ويُعْطَى هؤلءِ مع الغن ما رآ هُ الِمام.
وي بُ تقديُ الهَ مّ ما ذكر وأهها :الوّل .ولو مُنِع هؤلء حقوُقهُم من بي تِ الال
وأُعْطِ يَ أحدُهم منه شيئا :جازَ لَ هُ الخْذ ،ما ل يزِدْ على كفايَتِه على العتمد و َس ْهمٌ
وسسْهمٌ للفقراءَ،
حظس النثييِ ،ولو أغنياءََ .للهاشيس والطلبّ :لل ّذكَرِ مِنهمسا مثسل ّ ّ
اليتامسى ،وسسهمٌ للمسسكي ،وسَسهْمٌ لبنِس السسّبيلِ الفقيِ .ويبُس تعميمُس الصسنافِ
الربعةِ بالعَطاءِ حاضرهم ،وغائبهم عن الحلّ نعم ،يوزُ التفاو تُ بي آحادِ ال صّنفِ
غي ذوي القُرب ،ل بي الصنافِ ،ولو قلّ الا صِلُ ،بيث لو ع مّ ل يسدّ مسدّا:
خُ صّ به ال ْحوَ جُ ،ول يع مّ للضرورة .ولو فُ ِقدَ بعضُ همُ :وزّ عَ سهمُه على الباق ي.
ويوزُ ع ند الئمّة الثل ثة صرفُ جي عِ خ س الفيءِ إل ال صال .ول ي صحّ شر طُ
الِمام :مَنْ أخذَ شيئا فهو له .وف قولٍ :يَصُحّ .وعليه الئمّةُ الثلثة .وعند أب حنيفة
ومالك :يوزُ للِمامِ أن يفضلَ بعضا.
[فرع] :لو حَصسَل لحدٍ من الغانيس ش يء ماس غنموا قبسل التخميسس والقسسمة
الشرعية :ل يوزُ التصرّف فيه ،لنه مُشتَرَ كٌ بينهم وبي أهل المس .والشريك ل
يوزُ له التصرّف ف الشترَكَ بغيِ إذنِ شريكه.
121
(ويُسَنّ صدقةُ تطوّع) لية{ :مَ نْ ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللّ َه قَرْضا حسَنا} ولِلَحادي ِ
ث
الكثيةِ الشهيةِ .وقد تِ بُ :كأن يدَ مضطرا ومعه ما يط ِعمُه ،فاضِلً عنه ،ويُكْرَ هُ
برَدِيءٍ ،وليس منه :التصدّق بالفلوسِ ،والثوبِ الِلقِ ،ونوها بل ينبغي أن ل يأنفَ
من التّصدّقِ بالقليلِ .والتصدّقُ بالاءِ أفضل :حيث كثُرَ الحتيا جُ إليه وإل فالطّعام.
ض ال صّدقةَ حالً ،والوَ قف .فإِن كان الوق تُ وق تَ حاجةٍ و ِشدّة :فالوّل ولو تعارَ َ
َأوْل ،وإِل فالثان لكثرَةِ َجدْوا هُ .قاله ابن عبد ال سّلم وتبعه الزركش يّ ،وأطل قَ اب نُ
الرّفعة ترجي َح الوّل ،لنّه قطَ عَ حظّه من التصدّقِ به حالً وينبغي للراغب ف الي
أن ل يُخلي (كلّ َيوْ مٍ) مِ َن اليّا مِ مِ نَ ال صّدقَةِ (با تيَ سّر) وإن قلّ ،وإعطاؤها ( سِرّا)
أفضلُ مِن هُ َجهْرا .أما الزّكاة :فإِظهارُها أفضل إجاعا (و) إعطاؤها (برمضان) :أي
ف يه ل سيما ف عَشرِ ِه الواخِر أفضلُ ،ويتأكّدُ أيضا :ف سائرِ الزمِنَةِ ،والمكِنَةِ،
الفاضِلة :كَ َعشْرِ ذي ال جة ،والعيد ين ،والم عة .وكم كة ،والدي نة (و) إعطاؤ ها
ب فالقربُ منَ الحارِمِ ،ث الزوج أو الزوجة ،ث (لقريبٍ) ل تَ ْلزَمْه نَفَقَتُه َأوْل ،القر ُ
المس سسواء ،ثس مْرَم الرّضاعسِ ،ثس غيس الحرم والرّحِم مسن جه ِة الب ومسن جه ِة ّ
أنس
القريبس إل (جارٍ ،أفضلُ) منسه لغيه .فعُلم ّ ِ صسْرفُها بعدَ
الُصساهَرَة أفضسل( .و) َ
ُسس ّن التصسدّق (باس القريبس البعيدَ الدارِ فس البلدِ :أفضلُ مسن الارِ الجنسبّ( ،ل) ي َ َ
يتا جه) ،بل َيحْرُ مُ ب ا يتا جُ إل يه :لنفقةٍ ،ومُؤْنَةٍ .من تلز مه نفقتُ هُ يومُه وليل ته ،أو
ِلوَفاءِ دَيْنِه ولومُؤجّلً ،وإن ل يطل بْ م نه ما ل يغلِب على ظنّه حُ صولُه من جِهةٍ
ب ل يوزُ تركُه لِ سُنّة ،وحي ثُ حَرُمَ تِ ال صّدق ُة بش يء ل أخرى ظاهرة لن الواج َ
يل كه التصدّق عل يه على ما أفت به شيخنا الح قق ا بن زياد رح ه ال تعال .ل كن
صدَقةِ حَرا مٌ مبِط للَجْرِ الذي جزم به شيخنا ف شرح النها جِ أنه يلكه .وال نّ بال ّ
كالَذَى.
122
[فائدة] :قال ف الجموع :يُ ْكرَ هُ الخذُ من بَيدِ هِ حَلل وحَرامٌ كالسلطانِ الائرِ.
وتتلفُس الكراهةُ بِقلّة الشّبُهَة وكثْرَتاس ،ول َيحْرُم إل إن تيقّنَس أنّس هذا مِنَس الرام.
وقول الغزال :يَحرُم الخذُ من أكثَرُ ماله حرامٌ وكذا معاملَتِه :شاذّ.
باب الصّوم
وهو لُغَةً :الِمساكُ .وشرعا :إمساكٌ عن مُفطِرٍ ِبشُروطِهِ التيَة .وفُرِض ف شعبان،
ف ال سّنَ ِة الثانية مِن الِجرة .وهو مِ نْ خَصاِئصِنا ،ومِ نَ العْلو مِ مِ نَ الدّين بالضّرورةِ.
(يبس صسومُ) شهسر (رمضان) إجاعا ،بكمالِ شَعْبان ثلثيس يوما ،أو رؤيسة َعدْلٍ ُ
واحد ،وََلوْ مَ سْتورا هِللَه بعد الغُرو بِ ،إذا َش ِهدَ با عند القاضي ،ولو مع إِطبا قِ
غَيمٍ ،بلفظِ :أش َهدُ أن رأيتُ الِللَ ،أو أنّهُ هَلّ .ول يكفي :قوله :أشهدُ أن غدا من
ت رُؤيةِ هِلل رمضان عند رمضان .ول يُقْبَلُ على شهادَتِه إل بشهادة عدلي ،وبِثُبو ِ
صوْمُ علىالقا ضي بشهادةِ َعدْلٍ ب ي يدَيْ هِ ك ما مرّ و مع قوله ثَب تَ عندي :ي بُ ال ّ
جي عِ أه ِل البلدِ الرئ ّي ف يه ،وكالثبو تِ عن َد القا ضي :ال بُ التواترُ برؤي ته ،ولو من
كُفار ،لِفادته العلم الضرور يّ ،وظ نّ دخوله بالمارَةِ الظاهر ِة الت ل تتخلّ فُ عادة:
الفاسسقُ والعبدُ والنثسى :العمسل برؤيةِ نفسسِه، َمس ِ كرؤيةِ القناديلِ العلّقةِ بالنائِر ويلز ُ
صدْق نوِ فاسقٍ ومراهِ قٍ ف أخبارِ هِ برؤيةِ نفسهِ ،أو ثبوتا ف بلدٍ وكذا من اعتقدَ ِ
متحِد مطَلعُه :سَواء َأوّل رمضان وآخِره على الصح والعتمدُ :أن له بل عليه اعتماد
العلما تِ بدخولِ شوّال ،إذا حَ صَل له اعتقادٌ جازِ مٌ ب صِ ْدقِها كما أفت به شيخانا:
جمْ عٍ مقق ي وإذا صاموا ولو برؤيةِ َعدْل أفطروا ب عد ثلث ي، ا بن زياد وح جر ،ك َ
وإن ل يَروا الللَ ول ي كن غي مٌ ،لكمالِ ال ِعدّة ُبجّةٍ شرعيّة .ولو صام بقولِ من
يثِق ،ث ل ُيرَ الللُ بعد ثلثي معَ الصّحْو :ل َيجُزْ له الفَطرُ ،ولو رجَعَ الشاهدُ بعد
شروعِهِم ف ال صّوم :ل ي ز ل م الف طر .وإذا ثَب تَ رؤيتُه ببلدٍ ،لزِ مَ حُكمُ ُه البلدَ
القري بَ دو نَ البعيدِ ويثبت البعدُ باختل فِ الطالِ عِ على الصح والرادُ باختلفِها :أن
123
بيثس لو رُؤي فس أحدهاس :ل يُرَ فس الخَرِ غالبا ،قاله فس النوار. ُ يتبا َعدَ الحلن
يكنس اختلفُهسا فس أقلّ مسن أربعسة وعشريسن ُ وقال التاج التسبيزي وأقرّه غيه :ل
فَرْسخا .ونَبّه ال سّبكيّ وتبعه غيه :على أنه يلزم مِن الرؤيةِ ف البلدِ الغرب من غي
عَكْ سٍ ،إذ اللي ُل يدْخلُ ف البلدِ الشرقيّة ق بل .وقض ية كلمِهِم أ نه م ت رُؤ يَ ف
شرقي :لزمَ كل غربّ بالنسبة إليه العملُ بتلكَ الرؤية ،وإن اختل َفتِ الطَاِلعُ.
(وف ْرضُه) أي الصّوم (نيّةٌ) بالقلبِ ،ول يُشترَ طُ التلفظ با ،بل يُندب ،ول يزى ُء
صدَ به التّقوّي على الصّوم ول المتنا عُ مِن تناولِ مُفْطِرٍ ،خو فَ سحّرُ وإن قُ ِ عنها الت َ
الفَجرِ ،ما ل َيخْطُر ببال هِ الصومُ بالصفات الت ي بُ التعرّضُ له ف النية (لكل يوم):
صوْمَ جيعِ هِ :ل يك فِ لغ ِي اليو مِ الوّل .قال شيخنا :لكنفلو َنوَى أوّل ليل ِة رمضان َ
صوْمُ اليو مِ الذي نسي النية فيه عند مالك كما تُسَنّ له أوّل ينبغي ذلك ،ليحصل له َ
صوْمُه عند أب حنيفة .وواضِح أن ملّه :إن قلّد، اليو مِ الذي نَ سِيَها فيه ،لَيحْ صَلُ له َ
وإل كان مَُتلَبسا بعبادَ ٍة فاسدةٍ ف اعتقادِ هِ (وشُ ِر طَ لفرضِ هِ) أي الصوم ولو َنذْرا ،أو
كَفارة ،أو صَوْمَ استسقاءٍ أ َمرَ ب ِه الِمامُ (تَبييتُ) أي إيقاع النيّة ليلً :أي فيما غروبِ
ع الفجرِ ،ولو ف صوم الميّزِ .قال شيخنا :ولو ش كّ هل وقعَ تْ نيّتُه الشم سِ وطلو ِ
قبسل الفجرِ أو بعدَه؟ ل تصسحّ ،لن الصسل عدم وقوعِهسا ليلً ،إذ الصسلُ فس كسل
ب زم نٍ بل فِ ما لو َنوَى ث ش كّ :هل طَلَ عَ الفجرُ أو ل؟ ل نّ حادث تقديرُه بأقر ِ
ال صلَ عد مُ طلوعِ هِ ،لل ص ِل الذكورِ أيضا .انت هى .ول يُبطل ها ن و أكلٍ وجا عٍ
بعدها وقبل الفجرِ .نعم ،لو قطعها قبله ،احتاجَ لتجديدها قطعا( .وتعييٌ) لنوِيّ ف
124
الفَرْ ضِ كرمضان ،أو نذر أو كفارة بأن ينوي كل ليَلةٍ أنه صائمٌ غدا عن رمضان،
أو النذر ،أو الكفارة وإن ل يعيّن سَبَبَها .فلو َنوَى الصوم عن فرضِهِ ،أو فرضِ وقتِهِ:
ل يَ ْك فِ .ن عمَ ،م نْ عل يه قضا ُء رمضان ي ،أو نذرٌ ،أو كفارَ مِن جهات متلِ فة :ل
ط التّبييتِ ف الفرض عن النّفْلِ ،فتصح يشترَط التعييُ لتادِ الُِن سِ .واحتُ ِرزَ باشترا ِ
ف يه ولو مُو َءقّتا النيةُ قبلَ الزّوال :لل خبِ ال صحيحِ ،وبالتعييِ ف يه الن فل أيضا ،في صح
ط التعيي ولو مؤقتا بنية مطلقة كما اعتمده غي واحد .نعم ،بث ف الجموعِ اشترا ُ
ف الروات بِ كعَ َرفَة وما معها فل ي صَلُ غيها معها ،وإن نوى ،بل مُقَتضَى القيا سُ
كما قال السنَويّ أن نيتهما مبطلة ،كما لو نوى الظهر وسُنّته ،أو سُنة الظهر وسنة
صوْمَ رمضان ،ولو بدون الفرض على العتمد كما العصر فأقل النية الجزئة :نوي تُ َ
صححه ف الجموع ،تبعا للكثرين ،لن صو َم رمضان من البالِ غِ ل يقَ عُ إل فَرْضا.
ومُقت ضى كلمُس الرو ضة والنهاج وجوبُه ،أو بل غدٍ ك ما قال الشيخان لن لفسظ
الغد ،اشتهر ف كلمهم ف تفسي التعيي وهو ف القيقةِ لي سَ مِن َح ّد التعيي ،فل
ي بُ التعرّ ضُ له بصوصِه ،بل يكفي دخولُه ف صوم الشهرِ النوي لُصو ِل التعيي
حينئذ ،ل كن قضيةَ كل مِ شيخ نا كالز جد :وجو به (وأَكمل ها) أي الن يةَ( :نوَيْ تُ
السسنَة ل تعال) ِهس لاس بعده (هذه َ ْضس رمضان) بال ّر لضافت ِ صسوْمَ َغدٍ عسن أدا ِء فَر ِ
َ
الذرعيس أنسه لو كان عليسه مثسل الداء كقَضاءِ ّ ِصسحّةِ النيسة حينئذٍ اتفاقا ،وبثس ل ِ
رمضان قبله :لزمَ هُ التّعرّ ضُ للداءِ ،أو تَعْييُ ال سّنة (ويَفطرُ عا ِمدٌ) ل نا سٍ لل صوم،
وإن كثر منه نو جا عٍ وأكلٍ (عالٌ) ل جاهل ،بأن ما تعاطاه مفطرٌ لِقُرْ بِ إسلمِه،
صدٌ ،ول أو َنشْئِ هِ ببادِيَةٍ بعيدةٍ عَمّن يعرِف ذلك (متارٌ) ،ل مكرَه ل ي صلْ م نه قَ ْ
فِكرٌ ،ول تلذّذ (بما عٍ) وإن ل يُنْزِل (واستمْناء) ولو بَيدِ هِ أو بَيدِ حَليلَتِ هِ ،أو بِلمْ سٍ
ل ا ينق ضُ لْ سُه بل حاِئلٍ (ل ب) قُبلَةٍ و (ضَ مّ) لمرأة (بائِلٍ) :أي م عه ،وإن تك ّررَ
َنس بل بائِلٍ
َمس امرأةً أو قَبّلهسا بل مُلمَسسَة بد ٍكانس الائ ُل رقيقا ،فلو ض ّبِشهْوَةٍ ،أو َ
بينهمسا فأنْزَلَ :ل يُ ْفطِرْ ،لنتِفاء البا َشرَةِ كالحْتِلمسِ .والنزالِ بَِنظَ ٍر وفِكْرٍ ،ولو لَسَس
125
مْرَما أو شَعْرَ امرأةٍ فأنْ َزلَ :ل يُفْطِر لِعَدَمِ النّقضِ به.
ول يُفْطِر برو جِ مَذ يٍ :خلفا للمالك ية (وا ستِقاءَةٌ) أي ا ستدعاءُ قيْءٍ وإن ل يَعُ ْد
ل ْوفِ هِ :بأن تَقيّأَ مُنَكّسا أو عاد بِغيِ اختيارِ هِ ،فهو مُفْطِرٌ لِعَيْنِه ،أما إذا غَلَبَه
مِنه شيءٌ َ
لدّ الظاهِرِ ،أو عادَ ول يَ ُعدْ منه أو ِم ْن رِيقِهِ التنجّسِ به شيء إل َج ْوفِهِ بعد وُصولِهِ َ
ِنس أوْعس نامَةٍ) مسن الباط ِ بغيِ اختيارِهسِ :فل يُفْطِرُ بسه للخسب الصسحيح بذلك (ل بِقَل ِ
الدّما غِ إل الظا ِهرِ ،فل يُ ْفطِرُ به إن لَقَطَ ها لتكرّر الا جة إل يه ،أ ما لو ابتلع ها مع
القدرة على لفظِها بعد وصولا لدّ الظاهر و هو َمخْرَ جُ الاءِ ا ُل ْهمِلة فيُفْطِر قطعا.
َتس ذبابَةٌ َج ْوفَهسُ :أَف َطرَ بإِخراجِهسا ُمطْلقا ،وجازَ له إِن ضَرّه بقاوهسا مسع ولو دخل ْ
القضاءِ :كما أفت به شيخنا.
(و) يُفْطِرُ (بدخول عَيْنسٍ) وإن قَلّت إل مسا يُسَسمّى ( َجوْفا) :أي َجوْفَس مسن مَرّ:
لشَفسة أو الُلمَةَ َجس َب ْولٍ ولب ٍ وإن ل ياوِزِ ا َ ِنس أُذُنسٍ ،وِإحْليلٍ ،وهسو َمخْر ُ
كباط ٍ
وَوصول أ صبعِ ال ستنجِيَة إل وراءِ ما ي ْظهَرُ مِن فَرْجِها ع ند جُلو سِها على قَدَمَيْها:
مُفْطِرٌ ،وكذا وُصولُ بعضُ النُلَةِ إل الَسْرَبَة ،كذا أطلقه القاضي ،وقّيدَهُ السّبكي با
سمّى جوّ فِ من ها ،بل فِ أوّل ا النطبِق فإ نه ل يُ َ إذا و صَلَ ش يء من ها إل الحلّ ال َ
َجوْفا ،وأَل قَ ب هِ أوّل الِحْل يل الذي يظهرُ عندَ تريكِ هِ ،بل أوْل .قال ولده :وقول
القا ضي :الحتياط أن يَتَ َغوّ طَ بالليلِ :مرادُه أ نّ إيقاعَ ُه ف يه خيٌ م نه ف النهارِ ،لئل
ي صلَ ش يء إل جو فِ مَ سْرَبَتِه ،ل أ نه يؤ مر بتأخيِ هِ إل الليلِ ،لن أحدا ل يؤمَر
بضرّةٍ فسَبدَنِه ،ولو خَرَجَت مَقْ َعدَةُ مَبْسسُورٍ :ل يُفطِر ب َعوْدِهسا ،وكذا إن أعادَهسا
بأُصبعه ،لضطراره إليه .ومنه يؤخذ كما قال شيخنا أنه لو اضط ّر لدُخو ِل الُصبعِ
إل الباطِ نِ ل يف طر ،وإل أف طر و صول الصبع إل يه .و َخرَ جَ بالعيِ :الث ُر كو صول
الطّع مِ بال ّذوْ قِ إل حَلْ ِق هِ .وخَرَ جَ ب ن مرّ أي العا مد العال الختار النا سي لل صّومِ،
والاهِلُ العذورُ بتحريِ إيصالِ شيء إل الباطِ نِ ،وبِ َكوْنِ هِ مُفْطِرا والُكْ َر هُ ،فل يَفطر
126
كل منهم بدخولِ عَيْن َجوْفه ،وإن كَثُرَ أكلُ هُ ،ولو َظنّ أن أكَل هُ ناسيا مُفْطِرٌ فأك َل
ب الِمساك :أَفطَرَ .ولو ت َع ّمدَ فت َح َفمِ هِ ف الاءِ فدخلَ جوفَه أو وضَعَه جا ِهلً بوجو ِ
فيه فسبَقَهُ أفطَرَ .أو وضع ف في هِ شيئا عمدا وابتلَعه ناسيا ،فل .ول يفطر بوصول
شيء إل باط ِن َقصَبَةِ أنفٍ حت يا ِوزَ منتهى الَْيشُوم ،وهو أ ْقصَى الَنْفِ.
و (ل) يفطرُ (بري قٍ طاهرٍ صَرْفٍ) أي خالِ صٍ ابتلَعَ هُ (مِن مَ ْعدَنِ هِ) وهو جيع الفَ مِ،
ولو بعدَ َجمْعِ هِ على الصح ،وإن كان بنحوِ مُ صْطَكىً .أما لو ابتلَ عَ رِيقا اجتمَ عَ بل
س بنحوِ دَ مِ لَثْتِ ِه فيُفطِرُ بابتلعُه ،وإن
فِعْل ،فل يضرْ قطعا .وخَرَ جَ بالطا هر :الُتَنجّ ُ
صفا ،ول يب قَ فيه أثرٌ مطلقا ،لنه لا حَرُ مَ ابتلعُه لتنجّسهِ صارَ بنلةِ عَيْ نٍ أجنبية.
قال شيخ نا :ويظه ُر العَ ْفوُ ع من ابتل َي بدَ مِ لثتِه بي ثُ ل يكِنُ هُ الحترازُ ع نه .وقال
بعضُ هم :م ت ابتلَعَه البتَلى ب هِ مع علمِ هِ به ول يس له عنده بدّ ،ف صومه صحيح،
َعس رِيقا مُتغيّرا بُمْرةَ نوس تَنْبَلٍ وإن
ِطس بطاهِرٍ آخرَ ،فيفطرُ مسن ابتل َ وبالصسرفِ الختل ِ
ط فَتَلَ هُ بِ َفمِ هِ ،وبن مَ ْعدَنُه ما إذا خَرَ جَ من الفَ مِ ل على
تَعَ سّرَ إزالتُها ،أو بِ صِْبغِ خَيْ ٍ
ل سانِ ِه ولو إل ظاهِرِ الشّ فة ث رَدّه بل سانِه وابتلعَ هُ ،أو َبلّ خَيْطا أو سِواكا بريقِ هِ أو
باءٍ فرَ ّد هُ إل فمِ هِ وَعلي ِه رُطوبةٌ تنف صِلُ وابتلعها :فيفطر .بلف ما لو ل يكن على
اليط ما ينف صِل لِقِلّتِ هِ أو لِعَ صْرِهِ أو لَفافِ هِ ،فإنه ل يضرّ ،كأثرِ ماءِ الضمضة ،وإن
أمكَنَ مّهُ لَعُسْرِ التحرّزِ عنه ،فل يكلف تنشيف الفمِ عنه.
[فرع] :لو ب قي طعا مٌ ب ي أ سنانِ ِه َفجَرى ب ِه رِيقُ هُ بطَبْعِ هِ ل بِقَ صْدِه :ل يُفطِر إن
عجِزَ عن تييزه ومّه ،وإن تَرَ كَ التخلّلَ ليلً مع علم هِ بِبقائِه وبريا ِن رِيقِ هِ به نارا،
سحّر،لنّه إنا ياطب بِما إن َقدَر عليهما حا َل ال صّوم ،لكِ نْ يتأكد التخلّل بعد التّ َ
ضهِم يبُ غَسْ ُل الفمِ ما أما إذا ل يَ ْعجَزْ أو ابتلَعَهُ قصدا :فإنه مُفْطِرٌ َجزْما ،وقولُ بع ِ
أكَلَ ليلً وإل أفطَر :رَدّه شيخنا.
127
(ول يُفْ ِطرُ بسبقِ ماءٍ َجوْ فَ مغتَ سِلٍ عن) نو (جَنابة) كحَيْ ضٍ ،ونَفا سٍ إذا كان
الغت سالُ (بل انغماس) ف الاءِ ،فلو غَ سَلَ أُذُني هِ ف النا بة فَ سَبقَ الاءُ من إحداه ا
لوفه :ل يفطر ،وإن أمكنَه إمالَةُ رأ سِهِ أو الغَ سْ ُل قبل الفَجْرِ .كما إذا سبق الاء إل
الدا خل للمبالَغَةِ ف غ سلِ الفَ مِ التنجّس لوجوب ا :بلف ما إذا اغت سَلَ مُن َغمِ سا
ف سَبَقَ الاءُ إل با ِط ِن الُذُ نِ أو النْ فِ ،فإِنّ هُ يَفْطَر ،ولَو ف الُغْ سلِ الوَاجِ بِ ،لِكَراهَةِ
لوْ فِ مع تذكّرِ هِ للصوم ،وعلمه بعد مِ ضمَضَةِ بالبالَغَةِ إل ا َ النغماس :ك سَبْقِ ماءِ ا َل ْ
َمشْروعِيّتِها ،بلفِهِ بل مبالَغةٍ .وخرج بقول عن نو جنابةٍ :الغُسْلُ السنون ،وغُسْلُ
التبّد ،فيُفطِر بسبِق ماءٍ فيه ،ولو بل انغماس.
[فروع] :يوزُ لل صّائِمِ ،الِفطارُ ب بِ عدلٍ بالغرو بِ ،وكذا بِ سَماعِ أذانِه ،وَيحْرُ مُ
للشّاكّس الكلُ آ ِخرَ النهار حتس يتهسد ويظسن انقضاءه ،ومسع ذلك ال ْحوَط :الصسبُ
ظنس بقاءَ الليسل ،باجتهادٍ أو إخبارٍ ،وكذا لو شَكسّ ،لن لِليَقي ِ .ويو ُز الكلُ إذا ّ
ال صلَ بقاءُ الليلِ ،ل كن يُكره ،ولو أ خبَهُ عدلٌ طلو عِ الفجرِ :اعتمدَه ،وكذا فا سقٌ
صوْمُه ،إذ ل ص ْدقَه .ولو أكلَ باجتهادٍ أ ّولً وآخرا فبا نَ أ نه أكلَ نارا ،بطلَ َ ظَ نّ ِ
عِبَةَ بالظّنّ البيّ ن خَطؤُ هُ ،فإِن ل يََب نْ ش يء :صَحّ .ولو طَلَ عَ الفجَر و ف فَمِ هِ طَعا مٌ
فلَفَظَ هُ قبلَ أن ينِلَ م نه ش يء لو فه :صحّ صومُه ،وكذا لو كان مامعا ع ند ابتداء
طلوع الف جر فنع ف الال أي ع قب طلو عه فل يف طر وإن أنزل ،ل نّ النع ترك
ح فِطْرٌ) صوْمُ ،وعلي هِ القضا ُء والكَفارَة (ويبا ُ
للجماع .فإِن ل ين عْ حالً :ل يَنْعَقِدِ ال ّ
ف صَومٍ واج بٍ (برَ ضٍ ُمضِرّ) ضررا يبيحُ التيمم ،كأن خشي مِ َن ال صّومِ بِطء بُ ْرءٍ،
(و ف سَفَ ِر قَ صْرٍ) دون ق صيٍ و سَفَرِ مع صِيةٍ .و صَوْمُ ال سافِر بل ضررٍ .أحَ بّ مِ نَ
لوْ فِ هَل كٍ) بالصّومِ من عَ َطشٍ أو جُوع وإن كان صحيحا مقيما .وأفت الفطر (و َ
الذرع يّ بأ نه يلز مُ ال صّادِينَ أي ونو هم تبييتُ الن ية كلّ ليلةٍ ،ث مَ نْ لَ َق هُ مِنهُم
َمشَقة شديدةٌ َأفْطَرَ ،وإل فل.
128
صوْم الواجب ،ك (رمضان) ونذرٍ وكفارَ ٍة ت ولو بعذرٍ مِنَ ال ّ(ويب قضاءُ) ما فا َ
برَ ضٍ أو سفرٍ أو تر كِ نيّة أو بي ضٍ أو نفاس ،ل بنو نٍ و سِكْرٍ ل يتعدّ به .و ف
بأنسجعس ّ ّكس على الفور ،لوجوب إمسساكه .ونظسر فيسه ٌ الجموع أن قضاءَ يوم الش ّ
تار كَ النيةِ يلزم ُه الِمساكُ مع أ نّ قضا َء هُ على التّراخِي قَطعا( .و) يب (إمساكٌ) عن
مُفْطِرٍ (فيه) أي رمضان فقط ،دون نو نذر وقضاءٍ( ،إن أفطرَ بغيِ عذرٍ) مِن مر ضٍ
أو سفر( ،أو بغلط) َكمَ نْ أكلَ ظانا بقاءَ الل يل ،أو ن سيَ تبييتَ الن ية ،أو أفطَرَ يو مَ
الشّكّ وبانَ من رمضان ،لُرمَةِ ال َوقْتِ .وليسَ المسك ف صومٍ شَرعيَ ،لكنه يثابُ
عليه ،فيأثُ بماعٍ ،ول كفارَة .وُندِبَ إمساكٌ لريضٍ شُفيَ ،ومسافِرٍ َقدِمَ أثنا َء النّهار
صسوْمُ رمضان أفسسدَهُ) أي َ يبس (على م َن َ ُ َتس أثناءَه (و)
ِضس َطهُر ْمفطِرا ،وحائ ٍ
(بما عٍ) أَثِ مَ ب هِ لجْلِ الصومِ ،ل باستمناء وأكلٍ( :كفارَةً) مُتك ّررَةً بتك ّر ِر الِفسادِ،
ِتقس َرقَبةٍ
ِكس الصسّوم .والكفارَةُ ع ُ وإن ل يُكفّرْ عسن السسّابقِ (معسه) أي مسع قضاءِ ذل َ
صوْمُ شَهرَيْ نِ مع التّتابُع إن َعجِزَ ع نه ،فإِطعا مُ سِتي مِ سْكينا أو فَقيا إن مؤمِنَةٍ ،فَ َ
َضس بنيّ ِة كفارَةٍ ،ويُعْطَى لكسل وا ِحدٍ ُمدّ مسن غالِب َمس أو مَر ٍ
عجسز عسن الصسّوم لر ٍ
القو تِ ،ول يوزُ صَرفُ الكَفارةِ ل ن تلزَمْ هُ ُمؤْنَ ته (و) ي بُ (على مَن أفطَرَ) ف
رمضان (لِعُذرٍ ل يُ ْرجَى زَوالُه) كَكِبَرٍ ومرَ ضٍ ل ُيرْجى بَ ْرؤُه( :مدّ) لِكلّ َيوْ مٍ مِنه إن
كان مُوسرا حينئذ (بل قضاء) وإن قَ ِدرَ عليه بعد ،لنه غي ماطَبٍ بالصّومِ ،فال ِفدْيَةُ
ف حقه واجبةٌ ابتداءً ،ل َب َدلً ،وَيجِبُ ا ُلدّ مع القضاءِ على :حا ِملٍ ،ومُ ْرضِعٍ ،أفْطَرَتا
َضانس حتس دخلَ يبس (على ُمؤَخّرٍ قضاءٌ) لشيءٍ مسن رَم َ ْفس على ال َولَدِ( ،و) ُ خو ِ لِل َ
رمضا نُ آخرَ (بل عُذرٍ) ف التأخ ي :بأن خَل عن ال سّفر والر ضِ قدر ما عل يه ( ُمدّ
لكلّ سَنَة) فيتكرّر بتك ّررِ ال سني ،على العتمَد .وخرج بقول بل عُذرٍ :ما إذا كا نَ
التأخيُ بعذرٍ كأن ا ستمر سَفَرُه أو مرضُه ،أو إرضاعُ ها إل قابِل فل ش يء عل يه ما
ب قي العُ ْذرُ ،وإن ا ستمرّ سني .ومَ ت أخّ ر قضاء رمضان مع تكِّن هِ ح ت دخلَ آخَرُ
صمْ عنه فما تَ :أُخر جَ مِن تَ ِركَتِ هِ لكلّ يو ٍم مدّان :مُدّ للفوا تِ ،ومُدّ للتأخيِ إن ل يَ ُ
129
قريبُه أو مأذونُه ،وإل وَجَ بَ ُمدّ وا ِحدٌ للتأخ ي .والد يدَ :عدَ مُ جوازِ ال صوم عن ُه
صوْمُ النّذرِ والكَفارة ،وذَهَب مُطلقا ،بل ُيخْرج من تَ ِركَتِهِ لكلّ يومٍ مُدّ طعامٍ ،وكذا َ
ي كجَمْ عٍ مققي إل تصحيح القدي القائِلِ :بأنه ل يتعّي نَ الطعا ُم فيمَن ما تَ، النّوو ّ
خلفس تركَةً ،وجسب أ َحدُهاس ،وإل ُندِبسَ. َ بسل يوزُ للوَلّ أن يصسومَ عنسه ثس إن
ومَصرَفُ المدادِ :فقيٌ ،ومسكيٌ ،وله صرفُ أمدادٍ لواحدٍ.
[فائدة] :مَ نْ ما تَ وعلي هِ صَلةٌ ،فل قضاءَ ،ول فديَة .وف قول كجمع متهدين
أن ا تُقْضَى ع نه ،ل ب البخاري وغيه ،و من ث اختاره ج ع من أئمت نا ،وف عل به
السبكي عن بعض أقاربه ،ونقل ابن برهان عن القدي أنه يلزم الولّ إن خلف تركه
أن يُ صلي ع نه ،كال صوم .و ف و جه عل يه كثيون من أ صحابنا أ نه يُطْعَ مُ عن كلّ
صسَلةٍ ُمدّا .وقال الحبّس الطسبي :يُ صلّ لِلميّت كل عبادةٍ تُفْعَل ع نه :واجبةٌ أو
مندوبةٌ .و ف شرح الختار لؤل فه :مذ هب أ هل ال سنة أن للِن سان أن يعلَ ثوا بَ
عملِهِ وصلِتهِ لغيِه وَيصَِلهُ.
سحّرٌ) ،وتأخيُهُ ،ما ل يقعَ ف َشكّ ،و َكوْنه على (وسُنّ) لصاِئمٍ رمضان وغيَه (تَ َ
تر لبٍ فيه ،ويصَل ولو ِبجُرْعَةِ ماءٍ ،ويدخل وقتُهُ بنِصْفِ الليل .وحِ ْكمَتُه :التّ َقوّي،
أو مالفة أهلِ الكتا بِ؟ وجهان .و سُنّ تطيّ بٌ وق تَ َسحَرٍ( ،و) ُسنّ (تعجيلُ فطرٍ)
إذا تيَقّ نَ الغرو بَ .ويعرف ف العمرا ِن وال صّحارى الت با جبالٌ بزوا َل الشعا عِ من
أعال اليطا نِ والبالِ ،وتقديُه على الصلة ،إن ل ي شَ مِن تعجيلِ ِه فوات الماعِة
أو تكبيَ َة الِحرا مِ( .و) كونِه (بتمرٍ) للمرِ به ،والكملُ أن يكون بثل ثٍ( ،ف) إن
س التعجيلُ على الاءِ، يدهس فعلى حَسسواتِ (ماءٍ) ،ولو مِسن زَمْزَمسَ ،فلو تعارض َ ُ ل
والتأخيُ على التمرُِ ،قدّم الوّل ،فيمسا اسستظهره شيخنسا ،وقال أيضا :يظهسر فس ترٍ
َقوِيَ تْ شُْبهَُت هُ وماءٌ حَفّت شُبهَته ،أن الاءَ أفضل .قال الشيخان :ل شيء أفضل بعد
التمرِ غيس الاء ،فقول الرويانس :اللوُ أفضلُ مسن الاء ضعيفسٌ ،كقول الذرعيسّ:
130
الزبي بُ أ خو الت مر ،وإن ا ذكره لتي سّره غالبا بالدينةِ .ويُ سَنّ أن يقولَ عَقِ بَ الف طر:
ص ْمتُ ،وعلى ِرزْقِ كَ أفطَرْ تُ" ويز يد مَ نْ أف َطرَ بالاءِ " :ذَهَ بَ الظّ مأ،
"الله مّ لَ كَ ُ
ت العُروقُ ،وثَبتَ الجْرُ إن شا َء ال تعال". وابتَلّ ِ
(و) سُنّ (غ سلٌ عَن نوِ جَنابَةٍ قب َل فَجرٍ) لئِلّ يَ صَل الاءُ إل با ِط نٍ ن و أذُنِ هِ أو
دُبُرِ هِ .قال شيخ نا :وقضيّت هُ أ نّ وُ صولَه لذلك مُفْ طر ،ولي سَ عُمو مه مرادا ك ما هو
ظاهر أخذا ما مرّ :إن سَبَقَ ماء نو الضمضَةِ الشرو عِ ،أو غسلُ الفَ مِ التنجّ سِ :ل
حمَل هذا على مبالغَةِ مَنْهيّ عنها. يُفطِر ،لِعُذرهِ ،فَلُي ْ
(و) ُسنّ (كَ فّ) نَف سٍ عن طعا ٍم ف يه شُبهةٌ ،و ( َش ْهوَةٌ) مُباحَةً .من مَ سْموعٍ،
ّيبس للصسّائمِ ،ورَدّْصسرٍ ،وَمَسّس طِيبسٍ ،و ُشمّهسِ .ولو تعارَضَت كراهَةُ مَسّس الط ِ ومُب َ
الطيب :فاجتنا بُ ال سّ َأوْل ،لن كراهَتَه تؤدّي إل نَقْصانِ العِبادةِ .قال ف الِلية:
ا َلوْل لِل صّائِمِ تَر ُك الكتحال .ويُكْرَ هُ سِوا ٌك بعدَ الزّوالِ ،وق تَ غرو بٍ ،وإن نا مَ أو
أكلَ كرِيها ناسيا .وقال جعٌ :ل يكْ َرهُ ،بل يُسَنّ إن تغيّر الفَ ُم بنحوِ َنوْمٍ .وما يَتَأكّد
لِلصائمِ :كفّ اللّسانِ عن كلّ مرّ مٍ كَ َكذِ بٍ وغَيَْبةٍ ،و ُمشَاتَةٍ لنه مبطٌ للَجْرِ ،كما
ص َسرّحُوا بِهسِ ،و َدلّت عليسه الخبارُ الصسحيحة ،ونصّس عليسه الشافعيّس وَالصسحاب،
ث الذرع يّ حُ صولهُ وعلي هِ إِثُ مَعْ صِيَتِهِ .وقال وأقرّهُم ف الجمو عِ ،و به يُرَدّ َبحْ ُ
صوْمِهِ ،وهو قيا سُ َمذْهَب أحد ف الصلة ف الغصوب .ولو بعضُهم :يبطُل أصلُ َ
شَتمَه أحدٌ فليقسل ولو فس نَفْلٍ إنس صسائمٌ ،مرتيس أو ثلثا فس نفسسه تذكيا لاس،
وبلسانه :حيثُ ل يظن رياءٌ ،فإنِ اقتصَرَ على أحدهِما :فا َلوْل بلِسانِهِ
131
سحَر ،فبيْن طري قٍ وأفض ُل الوقا تِ للقراءَةِ من النهارِ :بعد ال صّبْحِ ،ومِ نَ الليلِ :ف ال ّ
العشاءَين .وقراءَةُ الليل أول .وينبغي أن يكون شأن القاريء :التدبّر .قال أبو الليث
ف البستانِ :ينبغي للقارىء أن يت مَ القرآ نَ ف السنة مرّتي إن ل يقدِرَ على الزيادة.
وقال أ بو حني فة :مَ نْ قرأ القرآ نَ ف كل سَنَة مرت ي :ف قد أدّى حَقّه ،وقال أح د:
يُكْرَ هُ تأخيُ خَتمَةٍ أكثر من أربعيَ يوما بل عذرٍ لديث ابن عمر( .و) إكثارُ عبا َدةٍ
و (اعتِكا فٌ) للتّبا عِ ( سِيما) بتشديدِ الياءِ ،و قد ي فف ،والف صح جَرّ ما بعد ها،
وتقديُ ل عليها .وَمَا زائدةٌ وهي دالةٌ على أن ما بَ ْعدَها َأوْل بالكم ما قبلها (عشر
آخره) فيتأكّد له إكثارُ الثلثةِ الذكورةِ للتّبا عِ ويُ سَنّ أن يكُ ثَ معتَكِفا إل صَلةِ
العباداتس الذكورَة فيسه رجاءَ
ِ ِفس قبلَ دُخولِ ال َعشْرِ ،ويتأ ّكدُ إكثا ُر
العيدِ ،وأن يَعتَك َ
مصا َدفَةِ ليلةِ ال َق ْدرِ ،أي الُكم والف صل أو الشرف ،والعم ُل فيها خيٌ من العملِ ف
س فيها ليلةَ ال َقدْرِ وهي منحَصِرَة عندنا فيه ،فأرْجاها :أو تارُه ،وأرْجَى أل فِ شهرٍ لي َ
س والعشريسن ،واختا َر النووي وغيه أوتاره عنسد الشافعسي :ليلةَ الادِي أو الثالث ِ
انتقالا .و هي أفض ُل ليال ال سنة ،وصحّ" :مَن قا مَ ليل َة القَ ْدرِ إيانا أي تصديقا بأنا
ح قّ وطاعة واحتسابا أي طلبا لرضا ال تعال وثوابه غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبِه" وف
رواية" :وما تأخّر" .و َروَى البيْهق يّ خبَ "من صَلى الغرِ بَ والعِشاءَ ف جاعةٍ حت
ينقضِ يَ شهر رمضان :فقد أخذَ من ليل ِة القَدرِ بَ ظّ وافِر" .ورَوى أيضا" :مَن َشهِدَ
العِشا َء الخيَة ف جاعَةٍ مِن رمضان فقدْ أدرَ كَ ليَلةَ ال َقدْرِ" .و َشذّ مَن زَعَ مَ أنا ليلةَ
الّنصْفِ من شعبانِ.
132
ب تدي ُد النيّة .ول َيضُرّ الرو جُ قيّده ب ا ،كيوم .فلو خَرَ جَ عازِما لِعَوْدٍ فعادَ ل َيجِ ْ
ف اعتِكا فٍ نَوى تتابعه ،كأن َنوَى اعتكا فَ أسبوعٍ ،أو شهرٍ متتابع ،وخرج لقضاءِ
حاج ٍة ولو بل ِشدّت ا وغُ سل جَنا بة ،وإزالة ن س وإن أمكنَه ما ف ال سجدِ ،ل نه
أصونُ لُروءَتِهِ ولُرْمَةِ السجدِ ،أكل طعامٍ ،لنه يستحيا منه ف السجدِ ،وله الوضوء
ُسسلٍ مسسنون ،ول يَضرّ بُعدُ بعدَ قضاءِ الاجةِ تبعا له .ل الروج له قصسدا ،ول لِغ ْ
موضِعها ،إل أن يكو نَ لذلك موضِعٌ أقرب منه ،أو يَ ْفحَش البُعدُ ،فَيضُرّ ،ما ل يكن
القرَب غي لئ قٍ به ،ول يكلّف الشي على غي َسجِيّته ،وله صلةٌ على جنازَةٍ إن
ل ينَتظِر .ويرج جوازا ف إعتِكا فٍ متتابع لا استثناهُ من غَرَ ضٍ دُنَيوِ يّ :كلِقاءِ أميٍ
أو ُأخْ َروِ يّ كَوضوءٍ ،وغُ سْلٍ م سنونٍ ،وعيادَة مري ضٍ ،وتعزيةِ م صابٍ ،وزيارةِ قاد مٍ
طريقس قضاءِ الاجَةِ وإنزالِ مَنّ
بماعس وإن اسستثناهُ أو كان فس ِ ٍ سسفَرٍ ويبطُ ُل
مسن َ
بباشَ َرةٍ بشهوَةٍ كقُبلة وللمعتكِ فِ الرو جُ من التطوّ عِ لنحو عيا َدةِ مري ضٍ .وهل هو
أفضلُ ،أو تركُه ،أو سَواء؟ وُجوه ،والوْجه كما بث البلقين أن الروجَ لعيا َدةِ نو
رَحِمٍس وجارٍ وصسديقٍ ،أفضسل .واختارَ ابنُس الصسلح الترك ،لنسه كان يعتكسف ول
يرجْ لذلك.
(ف صل) ِ:ف صوم التطوع وله ِم نَ الفضائِلِ والَثُوبَةِ ما ل يُح صيهِ إل اللّ هُ تعال،
ومِن ث ،أضافَ هُ تعال إليه دون غيِ هِ مِ نَ العَبادات ،فقال" :كل عملُ ابن آدم له إل
ال صّوم ،فإ نه ل ،وأ نا أجزي به" .و ف ال صحيحي " :من صامَ يوما ف سبيلِ ال،
باعَد الّلهُ و ْجهَهُ عن النارِ سَبْعِيَ خَرِيفا".
صوْمُ يَومِ عَرفة) لغيِ حَاجّ ،لنه يُكَفّر السنةَ الت هو فيها والّت
(ويُسَنّ) مُتَأكّدا ( َ
صوْ ُم الثامن مع عرفة.
بعدها كما ف خب مسلم وهو تاسع ذي الجة ،وال ْحوَط َ
133
ّقس ِبحَق ّ الدَمِيسّ ،إذِ الكَبائِرِ ل يُكَفّرُهسا إل التّوبَ ُة
والُكَفّرس :الصسغائر التس ل تتعل ُ
ُنس له صسغَائر زيدَ فس ُقوقس الدمسي مُتَوقفسة على رضاه ،فإِن ل تَك ْ الصسحيحة .وح ُ
ح سَنَاتِهِ .ويتأكد صوم الثمانية قبله :للخب الصحيح فيها ،القتضي لفضلية َعشْرِها
على َعشْرِ رمضان الخي( .و) يوم (عاشوراء) وهو عاشر الحرّم ،لنه يُكَفّر السنة
الاضية كما ف مسلم( .وتاسوعاء) :وهو تاسعه ،لب مسلم" :لئن بَقي تُ إل قابِل
صمْه:لَصومَ ّن التاسع" .فما تَ قبله .والِكمة :مالفةُ اليهود ،ومن ث ُسنّ لن ل يَ ُ
صسوم الادي عشسر ،بسل إن صسامه ،لبٍس فيسه .وفس المسّ :ل بأس أن يفرده .وأمسا
أحاد يث الكتحال والغ سل ،والتّطيّ ب ف يوم عاشوراء ،فمِن وض عِ الكذّاب ي (و)
صوْمَها مع صو ِم رمضان صَومُ ( سِتّة) أيا مٍ ( من شوّال) ل ا ف ال ب ال صحيح أن َ
ك صيامِ الدّ هر .وات صالا بيو مِ العيدِ أف ضل :مبادرةً للعبادَةِ( ،وأيا مُ) الليال (البي ضِ)
وهي :الثالث عشر وتالياه ،لصحة المر بصومها ،لن صوم الثلثة كصوم الشهر،
إذ ل سنةُ بِ َعشْرِ أمثالِ ها ،ومِن ثَم ت صَ ُل ال سّنة بثلثَةٍ وغي ها ،لكن ها أفضَلُ ،ويبدل
َهس ثالث عشسر ذي الجسة بسسادِس َعشَرِه ،وقال الللُ البلقينّ :ل بسل على الوْج ِ
صوْمُ (الثني يَ سْقُط .ويُ سَنّ صوم أيام ال سّود :وهي الثامن والعشرون وتالياه( ،و) َ
صوْ َمهُما وقال" :تُعْرَ ضُ فيه ما العمالُ، والم يس) لل خب الَ سَنِ أ نه كان يتحرّى َ
فأحِبّ أن يُعْرَضَ َعمَلي وأنا صائِم" والرادُ عَرضها على ال تعال .وأما رَفْعُ اللئكةِ
ل ا :فإِ نه مرّة بالليلِ ومرّةَ بالنهارِ ،ورفعُها ف شعبا ِن ممولٌ ،على رف عِ أعما َل العا مِ
مْمَلة .وصسومُ الثنيِ أفضلُ مسن صسَومِ الميسِس لصسوصيات ذكروهسا فيسه ،و َعدّ
صوْمِهُما مكروهٌ :شَاذّ.
الليميّ اعتيا َد َ
134
قال شيخ نا كشي خه والذي يت جه أن الق صدَ وجو ُد صو ٍم في ها ف هي كالتحِيّة ،فإن
نوى التطّوعَ أيضاَ ،حصَل ،وإل سَ َقطَ عنهُ الطّلب.
[فرع] :أف ضل الشهورُ لل صوم ب عد رمضان :الشهرُ الُرُم .وأفضلُهَا الحرّم ،ث
لجّةِ ،ث القعْدَةِ ،ث شهرُ شعبا نَ .و صَومُ ت سع ذي الجّة أفضلُ من رَجَب ،ث ا ِ
صوْمِهِما.
صومِ َعشْرِ الحَرّم اللذين يُْندَب َ
[فائدة] :من تَلَّب سَ ب صومِ تَ َطوّ عٍ أو صلتِه ،فله قَطْعُه ما ل نُ سُك َت َطوّع ومَن
تَلبّسَ بقضاءٍ واجبٍ ،حَرُم قَطْعُه ولو مُوسِعا ،وَيحْرُمُ على الزوجة أن تصوم ،تطوّعا
أو قضاءَ موسعا وزوجُها حاضرٌ إل بإذنِهِ أو عِل ِم رِضاه.
[تتمة] :يرُم الصومُ ف أيام التّشري ِق والعِيدَيْ نِ ،وكذا يو مِ الشّ كّ لغيِ ِورْدٍ ،وهو
يوم ثل ثي شعبان ،و قد شا عَ ال بُ ب ي النا سِ برؤ ية الللِ ول يَثْبُت ،وكذا ب عد
نِصْف شعبان ،ما ل يَصِلْه با قبله ،أو ل يوافِقْ عادَتَه ،أو ل يَكُنْ عن ن ْذرٍ أو قضاءٍ،
ولو عن نَفْلٍ.
باب الجّ
و هو :بِفَت حِ أوّله وكَ سْرِه لُغةً :الق صدُ ،أو كثرَ ته إل مَ نْ يُعَظّ م .وشرعا :ق ص ُد
ك ال ت .و هو مِ نَ الشّرائِ عِ القديِةَ .و ُروِ يَ أن آد مَ عل يه ال سّلم حجّ الكَعْبَةِ للنُ سُ ِ
أربع ي حجّةً من الِنْدِ ماشِيا ،وأ نّ جبيلَ قال له :إ نّ اللئِكَةَ كانُوا َيطُوفو نَ قبَل كَ
بذا البي تِ سبعةَ آل فِ سنة .قاب ابن إسحاق :ل يبعَث اللّ هُ نبيا بعدَ إبراهي مَ علي هِ
ال صّلةُ وال سّلمُ إلّ َح جّ .والذي صَ ّرحَ ب هِ غيَ هُ :أنّه مَا مِن نبَ إل َح جّ ،خِلفا َل نْ
استَثْنَى هُودا وصالا .والصلةُ أفضل منه ،خلفا للقاضي.
135
وفُرِضَ ف السّنةِ السادِسِة على الصَحَّ ،حجّ قبلَ النّبوّة وبَ ْعدَها وقب َل الِجرةِ ِحجَجا
ل ُي ْدرَى َعدَدُها ،وبعدها ِحجّ ُة الوَدَا عِ ل غي .وورد" :من حَ جّ هذا البي تِ ،خر جَ
مِن ذُنوبِ هِ كيو مَ وَلدتُ هُ أمّه" قال شيخنا ف حاشي ِة الِيضا حِ :قولُه :كيو مَ ولَدت هُ أمّه
َيشْمَلُ التّبِعات .وور َد الت صريحُ به ف روا ية ،وأف ت به بع ضُ مشاي نا ،ل كن ظاهُر
كل ِمهِم يالِفْه ،والوّل أ ْوفَق بظواهِ ِر ال سّنّة ،والثان أوفق بالقواعدِ .ث رأيت بعض
الحققي نق َل الِجاعَ عليه ،وبه يَْندَِفعُ الِفتاءُ الذكورُ تسكا بالظواهر.
ك التس. (والعمرة) و هي لغسة :زيادَةُ مكانٍس عامِر .وشرعا :قَ صْدُ الكَعبةِ للنّ سُ ِ
(يبان) أي ال جّ والعُمْ َر ِة ول يغ ن عن ها الَج وإن اشتمَلَ علي ها .و خب :سُِئلَ عن
ال ُعمْرَةِ ،أواجِبةً هسي؟ قال" :ل" ضعيفٌس اتّفاقا ،وإن صسحّحه التّرمذي( .على) كسل
مُسسلمٍ( ،مُ َكلّف) أي بالغسٍ ،عاقلٍ( ،حُرَ) :فل يبان على صسب ومنونسٍ ،ول على
ل ل فَرْضا (مستطيعٍ) للحجّ ،بوجدانِ رقيقٍ .فُنسُك غيِ الكلّفِ ومَن في ِه رِقّ يَ َقعُ نَف ً
َهس والرّاحِلَة أو ثنَهسا :إن كان بينَه َنس مَع ُ
الزّادِ ذهابا وإيابا ،وأج َرةَ خَفيٍ أي ميٍ يأم ْ
وبيَ مكّة مرحلتا نِ أو دونَه ما وضَع فَ عن الش يِ مع نفقِة مَن ي بُ علي هِ نفقَتَه
وكِسْوَتَه إل الرّجوع .ويُشتَرطُ أيضا للوجوب :أمْنُ الطّريقِ على النفسِ والالِ ،ولو
مِن رَ ص َديّ ،وإن قلّ ما يأخذه ،و َغلَبةُ ال سلمَةِ لراك بِ البحرِ ،فإِن غل بَ الَل كُ
ليجا نِ المْوا جِ ف بع ضِ الحوالِ أو ا ستويا :ل ي بْ ،بل َيحْرُم الركو بُ ف يه له
ولغيه.
وشُرِ طَ للوجو بِ على الرأةِ مع ما ذ كر أن يرُ جَ مع ها مْرَ مٌ ،أو زو جٌ ،أو نِ سوَ ٌة
َصسرَ ،أو كانست فس قافِلَةٍ سسفَرِها وحدَهسا ،وإن ق ُ ثِقاتسُ ،ولو إِماءٌ ،وذلك لُرْمَةِ َ
ْضس الِسسلمِ ،وليس َس لاس وجوبس أن ترُج مسع امرأةٍ ثقةٍ لدَا ِء فَر ِ ٍ عظيمةٍ ،ولاس بل
الُرو جُ لتطوّ عٍ ،ولو مَ عَ نِ سو ٍة كثيَةٍ ،وإن قَ صُ َر ال سّفر ،أو كا نت َشوْهَاء .و قد
صَرّحوا بأنه َيحْرُمُ على الكّيّةِ التطوّع بال ُعمْرَةِ من التّنعِيمِ َمعَ النّساء ،خلفا لَن نازَعَ
136
فيهِ (مرّة) واحدَ ًة ف العُمْرِ (بتراخٍ) ل على ال َف ْورِ .نعم ،إنا يوزُ التأخيُ بشرطِ العزمِ
على الفعلِ ف ال ستقبَلِ ،وأن ل يتضيّ قا عل يه بنَذرٍ ،أو قضاءٍ ،أو َخوْف عض بٍ ،أو
تَلَفِ مالٍ بقرينةٍ ،ولو ضعيفةٍ .وقيل يبُ على القا ِدرِ أن ل يَتْرُكَ الجّ ف كل خسِ
سني لبٍ فيهِ.
[فرع] :ت بُ إنابَةٌ عن ميّ تٍ عليه نُ سُكٌ مِ نْ ت َركَتِ هِ كما تُ ْقضَى مِن هُ ديون هُ فلو ل
تَكُ نْ ل هُ تَركةُ ُسنّ لوارِثِ هِ أن يفعََل هُ عنه ،فلو فعلَ هُ أجنبّ ،جازَ ،ولو بل إذ نٍ ،وعن
آفاقسي معضوبٍس عاجِزٍ عسن النسسكِ بنفسسه :لنحوِ زَمَانَةٍ ،أو مَرَضٍس ل يُرْجَى بِرؤه
بأُجْرةِ مثلٍ فَضَلَ تْ ع ما يَحتاجَه العضو بُ يو مَ ال ستَئْجارِ ،وع ما عدا ُمؤْنَة نف سِهِ
وعِيالِ ِه بعدَ هُ ،ول يَ صُحّ أن ُيحَ جّ عن م ْعضُو بٍ بغيِ إذنِ هِ ،لن ال جّ يَفْتَقِرُ للن ية،
والعضوبُ أهلُ لا وللِذنِ.
(أركانُه) أي ال جّ :سِتةٌ .أحدُ ها( :إحرا مٌ) به ،أي بنيّة دُخو ٍل ف يه ،ل ب" :إن ا
العمالُ بالنيات" .ول يب تلفظ با ،وتلبية ،بل يُسَنّان فيقولُ بقلِبهِ ولسانِهَِ :نوَيْتُ
الجّ ،وأحْرَمْ تُ ب هِ ل تعال لبيك اللهُ مّ لبيك إل آخرِه( .و) ثانيها( :وقو فٌ بِعَ َرفَة)
أي حضورهُس بأيّس جزءٍ منهسا ولو لظةً ،وإن كانَس نائما ،أو مارّا ،لبِس الترمذيسّ:
"الجّ َعرَفَة" ول يس من ها :م سجدُ إبراهي مُ عل يه ال سّلم ،ول نِرة .والفضَلُ للذّكَر
ترّي موقفُه ،و هو عندَ ال صّخرات العرو فة .و ُسمّيَتْ عر فة ،ق يل :لن آدم وحواء
تعارفا ب ا ،وق يل غي ذلك .ووق ته (ب ي زوالٍ) للشم سِ يوم عرفة ،و هو تاسعُ ذي
الجّة( ،و) ب ي طلو عِ (فجرِ) يو مِ (نرٍ) .و سُنّ ل هُ الم عُ بيَ اللي ِل والنهارِ ،وإل
أرا قَ دَ مَ تَتّ عٍ َندْبا( .و) ثالثُ ها( :طوا فُ إفاضَةٍ) ويدخُل وقتُه بانتصافِ ليلةِ النحرِ،
وهو أفض ُل الركَا نِ ،حت مِن الوقو فِ ،خلفا للزركش يّ( .و) رابعها ( :سَعْيٌ) بي
ف قدو مٍ ما ل يق فْ بِعرَ فة ،أو بعدَ طوا فِ ال صّفا وا َل ْروَةِ ( سَبْعا) يقينا ب عد طوا ِ
إفاضَةٍ .فلو اقتصَر على ما دُو نَ ال سّبْع ل ُيجْ ِز هْ ،ولو شَ كّ ف عددها قبل فراغِ هِ أخذَ
137
ف القدو مِ ل يُْندَ بْ ل هُ إعادَ ُة ال سّعْيِ بعدَ
بالقلّ ،ل نه الُتيَقّن .ومَ نْ سَعَى بعدَ طوا ِ
ف الِفاضةِ ،بل يُكرَه .وي بُ أن يبدَأ ف يه ف الرّة الول بال صّفا ويت مَ با َل ْروَة طوا ِ
ع فإِن بدأ بالَروَة ل ُيحْسَب مُرُورُهُ مِنها إل الصّفا وذهاُبهُ من الصّفا إل الَروة للتّبا ِ
مرّة وعودُه منهسا إليسه مرّة أخرى .ويُسَسنّ للذّكسر أن يَرْقسى على الصسّفا والروة قَ ْدرَ
قامَةٍ .وأن ي شي أوّلَ ال سّعْيِ وآ ِخرَه ،ويَعْدُو الذّكرُ ف الوَ سَطِ ،وَملّه ما معروف.
(و) خامسها( :إزالةُ شَعْرٍ) من الرّأ سِ ،بلق أو تقصي ،لتوقف التحلّلِ علي هِ وأقل ما
يزىء ثل ثَ شَعْرَا تٍ ،فتعميم هُ لبيا نِ الفضلِ ،خلفا لن أ َخذَ مِن هُ وجو بَ التّعمي مِ.
وتقصسيُ الرأة أول مِن حَلْقِهسا ،ثُم َيدْخُل مَكّة بعسد رَمْيِس َجمْرَةِ العَقَبَةِ والَلْقسِ،
ف القُدومِ كما هو الفضَلُ والَلْقُ ويطوفُ للرك ِن فيَسعى إن ل يكنْ سَعَى بعدَ طوا ِ
والطوافُس والسسعيُ ل آخ َر لوقتِهسا .ويكرهُس تأخيُهسا عسن َيوْمِس النحسر ،وأشدّ منسه:
تأخيَ ها عن أيّام التّشري قِ ،ث عن خروج هِ من مكّة( .و) سادسها( :ترت يب) ب ي
ف الرك نِ والل قِ معظ مِ أركانِه بأن يُ َقدّم الِحرا مَ على المي عِ ،والوُقوف على طوا ِ
والطوا فِ على السعي إن ل يَ سْعَ بعد طوا فِ القدو مِ ودليلُه التّباع( .ول تبَرُ) أي
الركانِ ،بدَ مٍ) .و سيأت ما ي ب بالدّم( .وغ ي وقو فٍ) من الركا نِ ال ستة (أركان
ب فيها ف العُمرة) لشمولِ الدلّة لا وظاهرٌ أنّ اللقَ يبُ تأ ِخيُهُ عن سَعْيِها ،فالترتي ُ
َجمِيعِ الركان.
[تنبيه] :يؤدّيان بثلثةِ أوجُةٍ :إفراد :بأن ي جّ ث يعتمر .وتتع :بأن يعتمِر ث ي جّ.
وقِران :بأن ُيحْرِ مَ بما معا .وأفضلها :إفراد إن اعتمَر عامه ث تتّع .وعلى كل من
جدِ الرامِ وهم من دون مرحلتي. التمتع والقارِن :دَمٌ إن ل يَكُن مِن حاضِري الس ِ
(وشرو طُ الطواف) ستة :أحدهاُ ( :طهْرٌ) عن َحدَ ثٍ وخَبَ ثٍ( .و) ثانيها ( :سَتْرٌ)
لِعَ ْورَةِ قا ِدرٍ ،فلو زال ف يه َجدّد ،وبَنَى على طوافِ هِ ،وإ نْ تَ َع ّمدَ ذلك ،وطالَ الفَ صْلُ.
(و) ثالثها( :نيتُ هُ) :أي الطّواف( ،إن استَقَلّ) بأن ل يشمَلْ هُ نُ سُكٌ كسائِرِ العِبادات،
138
لجَ ِر ال ْسوَدِ ماذيا له) ف مرورِ هِ (بَِبدَنِ هِ) :أيوإل فهي سنة( .و) رابعها( :بَدؤه با َ
بمي عِ شِقّ ِه الَيْ سَر .وَ صِفَةُ الحاذاة :أن يق فَ بانبِ هِ من ِجهَ ِة اليمانّ بي ثُ ي صيُ
جي عُ الجَرِ عن يينِ هِ ث ينوي ،ث يشي مستقبِلَةُ حَت ياوِز هُ ،فحينئذٍ يَنْفَتِل وَيجْعَل
يَسارَه للبي تَ ،ول يوزُ استقبا ُل البي تِ إل ف هذا( .و) خامسها( :جعلُ البي تِ عن
يسارِهِ) مارّا تلقاءَ وجهِ هِ ،فيج بُ كونُه خارِجا بك ّل بدَنِ هِ حت بيدِ هِ عن شَا ُذرْوانه
و َحجَرِهِس للتّباع فإن خالفَس شيئا مِن ذلك ل يَصُسحّ طوافُه ،وإذا اسستقبل الطائِف
لنحو دعاء فليحترِز عن أن يرّ منه أدْن جُز ٌء قبل عوْ ِد هِ إل جَعْ ِل البي تِ عن يسارِه.
ويلْزَم مَن قبّ ل الجَر أن يق ّر قدمَيْ هِ ف مله ما ح ت يعتدل قائما ،فإِن رأ سَه حالَ
الوقتس
ِ سسْعا) يقينا ،ولو فس التقبيسل فس جُزءٍ مسن البيست( .و) سسادسها( :كونسه َب
الكروهِ ،فإِن َترَكَ منها شيئا وإن قلّ ل يزِئه.
لجَرِ) السود بيدِهِ( ،و) أن (يستلمَهُ ف كل (وسُنّ أن يفتتح) الطاِئفُ (باستلمِ ا َ
َطوْفَة) ،وفس الوتارِ آكَد ،وأن يقبّلَه ،ويضع َس جبهتَه عليسه( ،و) يسستلمَ (الرّكنسَ)
اليما ن ،ويُقبّلَ َيدَ ُه بعدَ ا ستل ِمهِ( ،و) أ نْ (َيرْمَل َذكَرٌ) ف ال ّطوْفا تِ (الثلث الُوَل
ف بعدَ هُ سَعْي) بإِسراعِ مشيِ ِه مقارِبا خُطا هُ ،وأن يشِي ف الربعةِ الخيةِ مِ نْ طوا ٍ
على هيئِتِه للتّبا عِ ولو تَرَ كَ الرّمَلَ ف الثل ثِ الول :ل يقضِيه ف البقيّة .ويُ سَنّ أن
يقر بَ الذكرُ من البي تِ ،ما ل يؤذِ أو يَتَأذّ بز ْحمَةٍ ،فلو تعارَ ضَ القُرُ بُ منه والرّملُ:
قُدّم ،لن ما يتعلق بنف سِ العبادةَِ ،أوْل من التعلّق بكان ا ،وأن يضطَب عَ ف طوا فٍ
يَرْمَ ُل في هِ ،وكذا ف السّعْي :وهو جَعْلُ وَ سَط ردائِ هِ تت مِنْكِبهِ الينِ ،وطَرَفيْ هِ على
اليسَر للتّباع وأن ُيصَل َي بعدَ ُه رَكعتي خلفَ الُقامِ ،ففي الجر.
139
(وواجباتُه) أي ال جّ خ سةٌ ،و هو ما ي بُ بتركِ ِه الفِدْيَةُ (إحرا مٌ من ميقا تٍ)
فميقا تُ ال جّ ل ن ب كة :هي .و هو لل حج والعمرة لِلمُتَوجّ هِ مِن الدي نة :ذو اللي َفةِ
لحْفَةُ .ومِن تا مة اليمَ نِ :يلمْل مُ، ال سماة ببئرِ عل يّ .ومِ نَ الشّا مِ ومِ صْرَ والَغْرِ بَ :ا ُ
ومن نْد اليمَ ِن والجازِ :قرن .ومِنَ ا َلشْرِق :ذات عِرْق .وميقاتُ ال ُعمْرَةِ لن بالرَمِ
لدَيْبيّة .وميقا تُ من ل ميقا تَ له ف طري قه: الِلّ ،وأفضلُه الِعْرانَةُ ،فالتّنْعِي مُ ،فا ُ
ماذَاةُ اليقا تِ الوارِد إن حاذا هُ ف بَرّ أو برٍ ،وإل فمرحلتان من مكّة ،فيحرِ مُ الائي
ف البحرِ من ِجهَ ِة اليميِ من الشّعَ بِ الحرّم الذي ياذي يلملم ،ول يوزُ له تأخيُ
إحرامِهِ إل الوصولِ إل َجدّة ،خلفا لا أفت به شيخنا مِن جوازِ تأخيِهِ إليها ،وعلّل
بأن مسافَتَها إل مكّة كمسافةِ يلمْلم إليها .ولو أحْرَ مَ من دو نِ اليقا تِ لَزِمَ هُ دَ مٌ ولو
نا سيا ،أو جاهِلً ما ل يَ ُعدْ إل يه ق بل تلَبّ سه بِنُ سُكٍ ،ولو طوا فَ قدو مٍ ،وأُثَ غيُه ا
(ومَبيتٌ بُزْ َدلِفة) ولو ساعَة من نُصف ثا نٍ من ليلةِ النحر( ،و) مبيتٌ (بِنَى) معظَم
س اليو مِ الثا ن ،جاز و س َقطَ عن هُ ليال أيام التشري قِ .ن عم ،إن نَفَر قبلَ غُرو بِ َشمْ ِ
مبيتُ الليل ِة الثالث ِة ورَمْي يومها ،وإنا يبُ البيتُ ف لياليها لغيِ الرّعاءِ وأهلِ السّقايَةِ
ف الودا عِ) لغ ي حائ ضٍ ،وَمَكّ يّ إن ل يفارق مكّة ب عد حجّه (ورَمْ يٌ) إل (وطوا ُ
َجمْرَ ِة العَقَبَةِ ب عد انتِ صافِ ليلةِ النحرِ ،سبعا ،وإل المرا تِ الثل ثِ ب عد َزوَالِ كل
يومٍ مِن أيام التشريقِ سبعا سبعا ،مع ترتيبٍ بي المراتِ (بجرٍ) أي با يُسَمّى به،
ولو عقيقا وبِّلوْرا .ولو تَرَ َك رَمْ يَ يو مٍ ،تدا َركَ هُ ف باقي أيام التشري قِ ،وإل لزمَ هُ د مٌ،
سمّى هذهِ أبعاضا. ت بدمٍ ،وُت َبتركِ ثلثِ رمياتٍ فأكثرَ( .وتبَرُ) أي الواجبا ُ
سلُ) ،فتيمم (لِحرا مٍ ودخولِ مكة) ولو حللً بذي َطوًى، (و سُنَنُه) أي ال جّ (غُ ْ
(وقو فٌ) بِعَرفَة َعشِيّتها ،وبز َدلِفَة ،ولِرَمْ يِ أيا ِم التشريق( ،وتطيّ بُ) الَبدَن ،والثو بِ
ولو ب ا لَ هُ جُرْ مٌ (قُبيلَه) أي الِحرام وب عد الغُ سْلِ ،ول َيضُرّ ا ستدامَتُه ب عد الِحرا مِ،
ول انتقاله بعر قً (وتلبيةٌ) وهي :لبي كَ الله مّ لبيْك ،ل شري كَ ل كَ لبيّك ،إ ّن المدَ
140
والنّعْمَة لك ،والُ ْل كَ ،ل شري كَ ل كَ .ومع ن لب يك :أ نا مقي مٌ على طاعَتِك .ويُ سَ ّن
الِكثارُ مِن ها ،وال صّلةُ على ال نب و سؤال النّةِ ،وال ستعاذةُ من النار ،ب عد تكريرِ
ف القدو مِ، التّلبيَة ثلثا .وتَستمِرّ التّلبيةُ إل رَمْ يِ َجمْرَ ِة العَقبة .لكن ل تُ سَنّ ف طوا ِ
وال سّعْي بعده ،لورود أذكارٍ خا صة فيه ما( ،وطوا فُ قدو مٍ) ل نه تي ُة البي تِ ،وإن ا
يُ سَنّ لا جَ أو قارِ نٍ دخَلَ مكّة ق بل الوقو فِ .ول يُ َفوّ تُ باللو سِ ،ول بالتأخيِ.
ن عم ،يفو تُ بالوقو فِ بعرفَة (ومبيتٍ بنَى ليلةَ عَرَ فة ،ووقو فٍ بَمْع) السمى الن
بالشعَرِ الرام وهسو جَبَلُ فس آخرِ مزدلِفسة ،فيذكرون فس وقوفهسم ،ويدعون إل
الِسفار مستقبليَ القِبلة للتّباع( .وأذكارٌ) ،وأدعي ٌة مصوصة بأوقاتٍ وأمكنةٍ مُعَيّنة،
ف اليومِ والليلةِ فلَيطْلُبْه.
َوقَدْ اسَتوْعَبَها الَل ُل السّيوطيّ ف وظائ ِ
ج ومعتمِرٍ ،لحادي ثَ وردت [فائدة] :يُ سَنّ متأكدا زيارةُ قبِ ال نب ،ولو لغيِ حا ّ
حبّ ،ولو لغيها .وورد أنه أفضلُ اليا هِ حت مِ نَ ف فضلها .وشُرْ بُ ماءِ زمزم مُ سْت َ
ال َكوْثَرِ.
(فصل) :ف مرمات الحرامَ( .يحْرُ مُ بإِحرا مٍ) على رَجُلٍ وأُنثى ( َوطْءٌ) آية{ :فَل
رَفَث} أي ل تَرْفثوا .والرّف ثُ مُفَ سّر بالوَطْءِ .ويَفْ سَدُ به الجّ والعُمرةُ( .وقُبلة)،
س
س الِنزالِ بنَظَرٍ أو فِكرٍ (ونِكاحسٍ) ،لب ِ ومباشَرٌة بشهوَةٍ( .واسستمنا ٍء بيدٍ) بلف ِ
م سلم" :ل يَن ِك حُ الحْرِ ُم ول يُنْكِح" (وتطَيّب) ف َبدَ نٍ أو ثو بٍ ب ا ي سمى طيبا،
كم سكٍ وع نبٍ ،وكافورٍ ح يّ أو مي تٍ ،وورد ومائه ،ولو بشدّ ن و م سكٍ بطر فِ
ثوبِ هِ ،أو بعلِ هِ ف جيبِ هِ .ولو خَفيَ تْ رائحَةُ الطّي بِ ،كالكاذ يّ والفاغ ية و هي ت ر
الِنّاء فإِن كا نَ ب يث لو أ صابَهُ الاءَ فاحَ تَْ ،حرُ مَ ،وإل فل( ،ودَهْ نُ) بف تح أوله
(شَعرِ) رأ سٍ ،أو ليةٍ بده نٍ ،ولو غ ي مُطَيّ بٍ ،كز يت و سن( .وإزالَتَ هُ) أي الش عر
ولو واحدةً من رأ َسهِ أو ليتِ هِ أو َبدَنِه ،نعم ،إن احتا جَ إل حَلْ قِ شَعْرٍ بكثرةِ قملٍ أو
جِرا َحةٍ فل ُحرْمَة ،وعلي ِه الفِدْ ية ،فلو نَبَ تَ شعْرٌ ،بعينِ هِ أو َغطّا ها فأزالَ ذلك ،فل
141
حُرْمَة ،وفل ِفدْيَة( .وقَلمٌ) لِظِفْرٍ ،ولو بعضِهِ من يدٍ أو رِجْلٍ .نعم ،لَ ُه قَطْعُ مَا انكس َر
من ظِفْ ِرهِ إن تأذّى ب ِه ولو أدن تأذّ( .ويرُ مُ سَتْ ُر رَجُل) ل امرأة (بع ضَ رأ سٍ با يُ َعدّ
ط رقيق، ساتِرا) عُرْقا من َمخِيطٍ أو غيِ كقُلُنْسُوَةٍ ،وخُ ْرقَةٍ إمّا ما ل يُعَدّ ساترا كخي ٍ
وتوسد نو عمامة ،ووضع يد ل يقصد با الستر فل َيحْرُم ،بل فِ ما إذا قَ صَده
ع في هِ ،وكحِمْل نو زِنْبيلٍ ل يَقْ صُدْ ب هِ ذلك أيضا ،واستظللٌ بحْمَلٍ وإن على نِزا ٍ
مَسّس رأسسَه( ،ولِبْسُسهُ) أي الرجُل (مَخيطا) بياطَةٍ :كقميصسٍ ،وقِباء ،أو نسسجٍ ،أو
عَ ْقدٍ ف سائر َبدَنِه( ،بل عذر) فل يرّ مُ على الرّجلِ سَْترُ رأ سٍ لعذرٍ كحرّ وبرد،
ويَ ْظهَرُ ضبطَه ه نا ب ا ل يطي قُ ال صّبْرَ عل يه ،وإ نْ ل ي بح التي مم ،فيحِل مع الفِد ية،
جدْ غيَه ،ول قَ َدرَ للْ قِ مع العُذرِ .ول لِبْ سُ َمخِي طٍ إن ل َي ِ قياسا على وجوبِها ف ا َ
على تصيلِهِ ،ولو بنحو استعارة .بلف الِبَة لِعِظَ مِ الِنّة فيَحِلّ سَتْ ُر العَ ْورَةِ بالخِيط
بل فِديسة ،ولبسسه فس باقسي َبدَن ِه لاجَ ٍة نوس حَرّ وبَرْدٍ م َع ِفدْيَةٍ .ويَح ّل الرتداءُ
واللتحا فُ بالقمي صِ والقِباءَ ،وعَ ْق ِد الِزارِ ،و َشدّ خي طٍ علي هِ ليثبَ تَ :ل وضع َطوْ قِ
القِباءِ على َرقَبتِ هِ ،وإن ل ُيدْخِل يدَه (و) َيحْرُ مُ ( سَتْرُ امرأة ل رجُلٌ بع ضَ وج هٍ) با
يُ َعدّ ساتِرا (وِفدَيَةُ) ارتكا بٍ وا ِحدٍ م ( ما َيحْرُ مُ) بالِحرا مِ غ ي الما عِ (ذَبْ حُ شاةٍ)
صعٍ لِ سِتّةٍ)
ضحِ ية ،و هي َجذِعَةُ ضأ نٍ ،أو ثَن ية معزٍ( ،أو ت صدّقٌ بثلثَةِ آ ُ مزِئَةٍ ف الَ ْ
صوْم ثلثَةِ) أيام. من مساكي الَرَ ِم الشامليَ للفقراءِ ،لِك ّل واحدٍ نصفَ صاعٍ( ،أو َ
فمُرتَ ِكبُ الحرّمِ ميّرٌ ف ال ِفدْيَةِ بيَ الثلث ِة الذكورَةِ.
[فرع] :لو فَعَلَ شيئا مِن الحرّما تِ نا سِيا أو جاهِلً بتحري هِ ،وَجَبَت الفِدْيَة إن
ِبس إن كان تَتّعا كلِبسسٍ، َلمس ظِفرٍ ،وقَت ِل صسي ٍد ول ت ُ
ْقس شَعرٍ ،وق ِ
كان إتلفا كحَل ِ
وتطّيبٍ والوا ِجبُ ف إزالة ثلثِ شَعراتٍ أو أظفارٍ ولَ اتادِ زمانٍ ومكانٍ عُرْفا ِفدْيةٌ
كامِلَ ٌة وفس واحدةٍُ :مدّ طَعام .وفس اثنتيسُ :مدّانٍس (ودَمٌستُرِكَس مأمورٌ) كإِحرامٍس مِن
اليقا تِ ،ومَبيتٌ بز َدلِ فة ومِنًى ،ورَمْ يُ الحجارِ ،وطوا فُ الودا عِ ،كدَ مِ التمتّ عِ
142
ضحِ ية ف الَرَ مِ( ،ف) الواجِ بُ على العاجِ ِز والقِرا نِ( .ذَبْ حٌ) أي ذب حُ شاةٍ تزىءُ أ ْ
عن الذّب ِح في ِه ولو لِغَيبةِ مالِ هِ وإن و جد من يقرِ ضه ،أو وجده بأك ثر من ث نِ ال ثل
(صومُ) أيا مٍ (ثلثةٍ) َفوْرا بعدَ إحرا مٍ( ،وقبل) يو مِ (نرٍ) ولو مسافرا فل يوزُ تأخيُ
شيءٍ منها عَنْه ،لنا تص ُي قَضاءً .ول تقديَ هُ على الِحرا مِ بال جّ ،الية( .و) يلزمه
أيضا صوم (سبعةِ بوَطَنِ هِ) أي إذا رَجَ عَ إل أهله .ويُ سَنّ تواليها كالثلثة قال تعال:
سدٍج ْد فَ صِيَامُ ثلَثةِ أيا مٍ ف ال جّ ،وسبعةٍ إذا رَجَعْتم}( .ويِ بُ على مُفْ ِ {فمَ نْ لْ َي ِ
ضحِيسة ،وإن كان النّسسكُ ،نَفلً، نُسُسكٍ) مِن حَجٍس و ُعمْرَةٍ (بوطءٍُ :بدْنَةٌ) بصِسفَ ٍة ال ْ
والُبدْنَة الرادَ ُة الواحِد من الِبلِ َذكَرا كان أو أن ثى فإن ع جز عن الُبدْنَ ِة فبَقَرَةٌ ،فإن
َعجَز عنها ف سَْبعُ شِيا هٍ ،ث يُ َقوّم الُبدْنَة ،ويَتَصدّق بقيمَتَها طعاما .ثُ مّ يَصوم عن كل
سدِ نُسكٍ :أنه يبطل ُمدَ يوما .ول يِبُ شيء على الرأة ،بل تأثَمْ .وعُلمَ مِن َقوْل ب ِ
بِوطْءٍ ،ومع ذلك ي بُ َمضِي ف فا ِسدِه( .وقضاءٌ فورا) ،وإن كان نُسُكَهُ نَفْلً ،لنه
ع فيه .والنّفْلُ من ذلكَ يصيُ بالشروع فيهِ وإن كان َوقْتُه مُوسعا تَضيق عليه بالشرو ِ
ب الِتامِ كالفَ ْرضِ ،بلفِ غ ِيهِ مِن النّفْل. فَرْضا :أي واج ُ
صدِ مكةَ ،ولِلحا جّ آ َكدُ أن ُي ْهدِي شيئا مِن النّعَم يَ سوقَه من
[تت مة] :يُ سَنّ لِقا ِ
بِلدِ هِ ،وإل فيَشتريه من الطري قِ ث مِن مكة ،ثّ من عَرَفة ،ث من مِنًى .وكونه سينا
حسنا ،ول يِبُ إل بالنذر.
[مهمات] :يُ سَنّ مُتأكدا لُرّ قا ِدرٍ ،تضحيةٌ ِبذَب حِ جَذ عِ ضَأْ نٍ له سَنَة ،أو سَقَط
سِنّه ولو قَبْلَ تامِها أو ثَن معزٍ أو بقرٍ لما سَنَتانِ ،أو إِبلٍ لهُ خسُ سني بنيّة أضحِيةٍ
عند ذب حٍ أو تعيي .وهي أفضلُ مِن ال صّ َدقَةِ .ووقتُها من راتفا عِ ش سِ نرٍ إل آخِر
سسْبعُ بَقَرٍ أو إِبِلٍ عسن واحدٍ ،ول يزىء َعجْفاءُ ومقطوعَةُ أيامس التشريسق .ويزىءُ ُ ِ
بع ضِ ذَنَبٍ أو ُأذُ نِ أُبيَ وإن قلّ وذا تَ عَرَجٍ و َع َورٍ ومَرَضٍ بّينٍ ،ول َيضُرّ ش قّ أُذُ نٍ،
صحّحه ابن الرفعة .ولو أو َخرْقها .والعتمد َعدَ مُ إجزا ِء التضحيةِ بالا ِملِ خلفا لا َ
143
َنذَ َر التّضحِيَةِ بعِيَبةٍ أو صَغِيةٍ ،أو قال :جَ َعلْتُها أضحِيةً ،فإِنّهُ يلْزم ذَْبحُها ،ول تزى ُء
ضحِ ية ،وجَ َر تْ مرا ها ف ال صّرفِ .ويرُ مُ ضحِ ية ،وإن اخت صّ ذبُ ها بوق تِ ال ْ أ ْ
ق ولو على فقيٍ واح ٍد بشيء الكلُ من أضحيةٍ أو َهدْ يٍ وجبا بنذرِ هِ .وي بُ التّ صَدّ ُ
نيئا ولو يسيا من التطوّع با .والفضل :التصدّق بكلّه إل لُقَما يَتَبّك بأكْلِها ،وأن
صدّقُ بِج ْلدِها .وله إطعا مُ أغنياءَ ل تكو نَ مِ نَ الكبِدِ ،وأن ل َي ْأكُل فو قَ ثل ثٍ ،والتّ َ
تليك هم ويُ سَنّ أن يذبَ حَ الرجلُ بنف سِهِ .وأن يشهَدَ ها َم نْ ُوكّ ل به .وكُرِ هَ لُرِيدِ ها
ضحّ ي .ويُْندَب ل ن تَلْزَم هُ إزال َة نوِ شَعرٍ ف َعشْرِ ذي الجّة وأيا مِ التشري قِ حَ ت ُي َ
نَفَق ُة فَرْعِ هِ :أن يع قّ عن هُ مَن و ضع إل بلو غٍ ،و هي كضح ية ،ول يُكْ سَرُ َعظْ مٌ.
والتصدّق بطبو خٍ يَبْعَثه إل الفقراءِ :أح بّ من نداِئهِ مْ إليها ومِ َن الت صّدق نيئا .وأن
سمّى فيهِ ،وإن ماتَ قبلَه ،بل ُيسَنّ َتسْمِيَةُ سَ َقطٍ بَلَغ زَمَنَ نَفْخِ َيذْبَحَ سابعَ وِلدَتِه ،وُي َ
الرّو حِ .وأفضلُ الساءِ :عبدُ اللّ هِ ،وعبدُ الرحن .ول يُك َر هُ اسمُ نبّ ،أو مَلَ كٍ ،بل
جاء ف التّسميةِ بحمدٍ فضائلُ عليّ ة .ويرُ مُ الت سميَةُ َبلَ كِ اللو كِ ،وقاضي القُضاةِ،
وحا ِكمِ الُكّامِ .وكذا عب ُد النبّ ،وجارُ الّلهِ ،والتكن بأب القاسم.
وسُنّ أن يلِ َق رأسَه ولو أنثى ف السابع ،ويتصدّقَ بزِنَتِهِ ذَهَبا ،أو ِفضّة ،وأن يؤذّنَ،
ويقرأُ سُورَة الِخل صِ ،وآ ية{ :إ ن أُعِيذُ ها ِب كَ وَ ُذرّيّتَ ها مِ نَ الشّيْطا نِ الرّجي مِ}
بتأني ثِ الضم ِي ولو ف ال ّذكَر ف أُذِن ِه اليمن ،ويقا مَ ف اليُ سْرَى عَقِ بَ ال َوضْ عِ .وأن
ليِ بِتمْرٍَ ،فحُ ْلوٍ ل تسسّه النّار حيَس يولَد .ويقرأَ س رَجُلٌ ،فامرَأةٌ مِسن أهلِ ا َ
ُيحَنّكَه ُ
عندِها وهي تَ ْطلُ قُ آيةَ الكرسيّ و {إ ّن ربّكُ مُ الّل هُ} الية ،والعوّذتان ،والِكثارَ من
دُعاءَ الكَرْ بِ .قال شيخ نا :أ ما قرا َءةَ سورِة النعا مِ ،إل{ :رَطِ بٍ وَل يَابِ سٍ إل ف
لهَلةِ ،فينبغي النكِفا فُ كتا بٍ مُبيٍ} يو مَ يَع قّ عن الولود ،فمِن مُبْتَدعا تِ العَوا مّ ا َ
عنها ،وتذيرُ الناسِ منها ما أمكن .انتهى.
144
سنّ لكسل أحدٍ ،الدّهان غبا ،والكْتحالُ بالِثْ ِمدِ وِتْرا عندَ َنوْمِهسِ، [فرع] :يُس َ
حمْرَةٍ أو صُفْرَة .وَيحْرُ مُ َحلْ قُ لْيَةً ،و َخضْ بُ َيدَي
و َخضْ بُ شَيْ بِ رأ ِسهِ وليَِت هِِ :ب ُ
الرّ ُج ِل ورِجْلي هِ بِنّاء ،خِلفا لم عٍ فيه ما .وب ث الذر عي كراهَةَ حَ ْل قِ ما فو قَ
لضْ بُ للمُفْتَرِشَةِ ،ويكر هُ للخَلية. اللقو مِ مِ نَ الشّعر .وقال غيه إنّه مُباح .ويُ سَنّ ا َ
ويرُ مُ وَشْ ُر السنا ِن ووَ صْلُ الشّعرِ بشَعْرٍ نِ سٍ ،أو شَعْر آدم يّ ،وربطُه به ل بيو طِ
الريرِ ،أو ال صّوفِ ويُ ستحبّ أن يكفّ ال صّبيانُ أوّل سا َعةٍ مِن الل يل ،وأن يغ طي
الوان ولو بنحوِ عودٍ يُعْرَضُ عليها وأن يَغل قَ البوا بَ مُسَمّيا ال فيهما ،وأن يطفى
الصابيحَ عن َد النّومِ.
ويلّ الَنيُ بذَبْحِ أمّه إن ماتَ ف بطنِها ،أو خَرجَ ف ح َركَةٍ مَذبوحٍ ،وماتَ حالً.
جمَلٍ ،أو
ِهس أو شدّة َع ْدوِهسَِ ،وحْشيا كان أو إنْسسيا ك َ
أمسا غيس القدور عليسه بطيان ِ
َجدْ يٍ نَفَرَ شاردا ،ول يتي سّرْ لُوقَه حالً وإن كان لو صب سَ َكنَ وقدر عَليه وإن ل
ق فيحِلّ بالَرحِ ا ُلزْهِ ِق بنحوِ سَهمٍ أو سَيفٍ ف أي ملّ كان ث يَخف عليه نوَ سارِ ٍ
إن أ ْدرَ كه و به حياةٌ م ستَقِرّة ،ذَبَحَه فإِن تَ َعذّر ذبُ هُ من غيِ تق صيٍ من هُ ح ت مات
ت قبل الِمكا نِ ،حلّ ،وإل كأن ل ي فما َ كأن اشتغلَ بتوجيهِ هِ للقِبلةِ ،أو سَ ّل ال سّك َ
يكن معه سكيٌ ،أو عَلَق ف الغَمدِ بيث تعسّرَ إخراجُه ،فل.
145
ويرُ مُ قطعا رَمْ يُ ال صّيد بالبُْندُ قِ العتاد الن و هو ما يُ صْنَع من الط ي جائزٌ على
العتمَدِ خلفا لبعض الحقي.
وشرْ طُ الذا بح أن يكون مُ سْلما أو كِتابيا يُنكَح .ويُ سَنّ أن يقطَ عَ الوَدْجَيِ وه ا
عِرْقا صَفحت عُنُ قٍ وأن يَحدّ شَفْرَته ،ويوجّه ذبيحَتَ هُ لقبلة ،وأن يكو نَ الذّاب حُ ر ُجلً
عاقلً ،فامرأةً ،ف صبيا .ويقول ندبا ع ند الذ بح ،وكذا ع ند ر مي ال صّيد ولو سكا
وإرسال الارِحة :بِسم ال الرّحن الرّحيم .اللهمّ صلّ وسلم على سيّدنا ممد.
ويُشتَر طُ ف الذّب يح غيِ الري ضِ شيآ نَ .أحده ا :أن يكون في هِ حياةٌ م ستقرّةٌ أوّل
س ولو ظنّا ،بنحوِ شدّةِ حَرَك ٍة بعدَه ،ولو وحدهسا على العتمسد وانفجارِ دَمسٍ، ذبِه ِ
وتدفّ قه إذا غَلَ بَ على الظّ نّ بقاؤ ها فيه ما فإن ش كّ ف ا ستقرارِها لِفَقْدِ العلما تِ
حَرُ مَ .ولو جُرِ حَ حيوا نٌ ،أو سَ َقطَ عليه نوُ سَيفٍ أو َعضّ هُ نو هِرّة فإِن بَقيَ تْ في هِ
حياةٌ م ستقرّة فذَبَح هُ ،حلّ .وإن تيقّ نَ هلكَ هُ ب عد ساعَةٍ ،وإل ل يلّ ك ما لو قُطِ عَ
بعد رف عِ ال سّكي ولو لِعُذرٍ ،ما بق يَ بعد انتهائها إل حَركَ ِة مذبو حٍ .قال شيخنا ف
شرح النها جِ :وف كلم بعضهم أنه لو رفع َيدَ هُ لِنحو اضطرابِ هِ فأعادَها فَورا وأتّ
الذ بح ،حلّ ،وقول بعض هم :لو ر فع يده ث أعاد ها ل يلّ ،مفرّع على عدم الياة
الستقرّة ،عند إعادَتِها ،أو ممولٌ على ما إذا ل يُ ِعدْها على ال َفوْر .ويؤيّده إفتَاءُ غيُ
وا ِحدٍ فيما لو انفلَتَت شَفْرَتُه فردّها حالً ،أنه يل .انتهى .ولو انتَهى لرك ِة مذبوحٍ
برَ ضٍ ،وإن كا نَ سَبُبه أكلُ نبا تٍ مُضرَ ،كفى ذبه ف آخر رمقه ،إذ ل يوُجد ما
يُحال علي هِ الل كُ من جُرْ حٍ أو نوِه .فإِن وُجدَ ،كأن أَ كل نَباتا يؤدّي إل الل كِ،
ط فيهِ وجودُ الياةِ الستقّر ِة فيهِ عندَ ابتِداءِ الذّبحِ ،ولو بالظّن ،بالعلمة الذكورة اشتُرِ َ
بعده.
146
[فائدة] :من ذَبَ حَ تقرّيا ل تعال لدفع شَرّ ال نّ عنه ل َيحْرُم ،أو بقصدهم حَرُم.
اليوانس البَرّي :النعامسُ ،واليلُ ،وبقرُ َوحْشسٍ، ِ وثانيهمسا :كونسه مأكولً و ُهوَ مِن
وحارُه ،وظبٌ ،وضَبُعٌ ،وضبّ ،وأرنبٌ ،وثعلَبٌ ،وسنجابٌ ،وكل لَقّاطٍ للحَبّ .ل
أ سدٌ ،وقِردٌ ،و صَقْرٌ ،وطاوُ سٌ ،و َحدَأةٌ ،وبو مٌ ،ودرّةٌ ،وكذا غرا بٌ أ سود ورمادِ يّ
اللو نِ ،خلفا لبعضهم .ويُكْرَ هُ جلل ٌة ولو من غي نعم كدجا جٍ إن وُ ِجدَ فيها ري حُ
النجا سَةِ .ويلّ أكلُ بي ضِ غ ي الأكولِ ،خلفا ل مع .ويرم من اليوا نِ البحري:
ضِفدَ عٌ ،وتساحٌ ،و سُلحفاةٌ ،و سَرطانٌ .ل قِرْ شٌ ،ودَنْلي سٌ على الصح فيهما .قال
ف الجموع :الصحيح العتمدُ أ نّ جي عَ ما ف البحر يلّ مَيْتَتُ هُ إل الضّفْدَع ،ويؤيّده
نقلُ ابنُ الصباغ عن الصحابِ حِلّ جيع ما فيه إل الضّفدع .ويلّ أكلُ مَيْتَةِ الِرادِ
وال سّمَكِ إل ما تغيّرَ ف جو فِ غيِه ،ولو ف صُورَةِ كل بٍ أو خِنيرٍ .ويُ سَنّ ذب حُ
ك قبل تطيي بِ كبيُها الذي يطول بقاؤه .ويُكْ َر هُ ذب حُ صغيِها ،وأكلُ مشو يّ َسمَ ٍ
َج ْوفِه ،وما أنتَ نَ منه كاللحم وقَلي ح يّ ف دهن مَغْل يّ .وحلّ أكلُ دو ِد نوِ الفاكِهة
حيا كان أو ميّتا بشرط أن ل ينف ِردَ ع نه ،وإل ل يلّ أكلُه ،ولو م عه كنملِ ال سمن
لعدم تولّدِه منه على ما قاله الردّاد خلفا لبعض أصحابنا.ويرُمُ كل جادٍ مُضرَ لبدَنٍ
حجَرٍ ،وترا بٍ ،و سمَ وإن قَلّ ،إل ل ن ل يضرّه وم سكر ،ككث ي أفيو نٍ، أوعَقْ ٍل ك َ
وحشيشٍ ،وبنجٍ.
[فائدة] :أفضل الكاسب الزراعَةُ ،ث ال صّناعةُ ،ث التجارَة .قال جع :هي أفضلُها
ول ترُ مُ مُعامَلةُ مَ نْ أكثَر مالِ هِ حرا مٌ ،ول ال كل مِن ها ك ما صححه ف الجموع.
وأن كر النّوو يّ قولَ الغزالّ بالُرْ َمةِ ،مع أ نه تبعَ هُ ف شرح م سلم .ولو عَ مّ الرا مُ
الر ضَ جازَ أن يستعملَ منه ما ت سّ حاجتُه إليه ،دون ما زاد .هذا إن توقّ عَ معرفة
أربابِهِ .وإل صا َر لبيتِ الالِ ،فيأخذُ منهُ ب َقدْرِ ما يستحِقّه فيه كما قاله شيخنا.
147
[فرع]َ :ن ْذكُ ُر ف يه ما ي بُ على الكلّف بالنذرِ .و هو قُرْ بة على ما اقتضاه كلم
الشيخ ي ،وعل يه كثيون بل بال غَ بعضُ هم ،فقال :دلّ على َندْبِ هِ الكتا بُ ،وال سّنّة،
والجا عُ ،والقياس .وق يل مكرو هٌ ،للنّ هي ع نه .وحَمَل الكثرون الن هي على َنذْرِ
اللجّا جِ ،فإ نه تعل يق قُرْبَةٍ بفعلِ شيءٍ أو تركِه كإن دخل تُ الدّار ،أو إن لْ أ ْخرُج
منها ،فللّ هِ عليّ صومٌ أو صَ َدقَةٌ بكذا .فيتخيّر من د َخلَها أو ل يرُج بي ما التزَمَه
وكفارة يي .ول يتعيّن اللتزِم ولو َحجّا .وال [فرع] :ما اند َرجَ تتَ أصلٍ كُليّ.
ْضس
(النذر :التِزامسُ) مسسلمٍ( ،مكلّفسٍ) رَشِيدٍ( :قُرْبَةٌ ل تتَعَيّنسَ) نفلً كانست أو فَر َ
كِفايَة كإِدامسة وترٍ ،وعيادةِ مريضسٍ ،وزيادة رج ٍل قسبا ،وتزوّج حيسث سسنّ خلفا
ل مع و صوم أيا ِم البي ضِ ،والثان ي .فلو وَق عت ف أيّا مِ التشري قِ أو الي ضِ ،أو
النفا سِ ،أو الر ضِ ،ل ي بِ القضا ُء وك صلةِ جنازَةٍ ،وتهيزِ ميّت .ولو نذر صومٍ
يوم بعينِه ،ل يَصُسمْ قبله ،فإن فعلَ أثَ كتقديس الصسّلة على وقتهسا العيّنس ول يوزُ
تأخيُه ع نه َكهِ يَ بل ُعذْرٍ ،فإن ف عل صحّ ،وكان قضاءً .ولو نَذرَ صَوْمَ يوم خي سٍ
صوْما:
ب ركعتان بقيا ِم قادرٍ .أو َول يعيّن ،كفا هُ أ يّ خي سٍ .ولو َنذَرَ صلةً :فيج ُ
لرّ مِسكيٍ ما ل صوْمُ أيا مٍ فثلثةٍ .أو صدقةً ،فمتموّل ،وي بُ صَ ْرفُهُ ُ فصومُ يو مٍ أو َ
يُعَيّن شخصا أو أهَلَ بلدٍ وإل تَعَيّن صَرْفُه له.
ول يَتَعَيّ نُ لِ صومٍ و صلةٍ مكا نٌ عَينُه ،ول لِ صَ َدقَ ٍة زما نٌ عَيْنُه .وخرَ جَ بال سلمِ،
الكلّ فِ :الكافِرُ والصبّ ،والجنو نُ فل يصح َن ْذرُهُم كَنَ ْذرِ ال سّفيه ،وقيل ي صُحّ مِ نَ
الكافِرِ .وبالقربةِ :العصيةُ ك صَومِ أيا ِم التشري قِ و صَلةٍ ل سَببَ لا ف وق تٍ مكرو هٍ
فل ينعقدان .وكالُع صِيَةِ :الكرو ُه كالصلةِ عند القبِ .والنذرِ لحدِ أَبوَيْ هِ أو أولدِ هِ
فقسط .وكذا الباحسَ :كللّهِس عليّس أن آ ُكلَ أو أنامسَ .وإن قصَسدَ تقوِيَةً على العبادَةِ ،أو
النشا طَ لا ول كفارَة ف البا حِ ،على الصحّ .وبِل مْ تتعَيّن :ما تعَيّن عليه من فعل
واجب عين كمكتوبة وأداء ربع عشر مال تارة وكترك مرم وإنا ينعقد النذر من
148
الكلف (بل فظ من جز) بأن يلتزم قر بة به من غ ي تعل يق ب شأ وهذا نذر تبر (كلله
على كذا) من صلة أو صوم أو نسك أو صدقة أو قراء أو اعتكاف (أو عل يّ كذا)
وإن ل ي قل ل (أو نذرت كذا) وإن ل يذ كر مع ها ل على العت مد الذي صرح به
البغوي وغيه من اضطراب طو يل (أو) بل فظ (معلق) وي سمى نذر مازاة و هو أن
يلتزم قربة ف مقابلة ما يرغب ف ح صوله من حدوث نعمة أو اندفاع نقمة (كان
شفا ن ال أو سلمن ال فعلى كذا) أو ألز مت نف سي أو وا جب على كذا وخرج
بلفظ النية فل يصح بجرد النية كسائر العقود إل باللفظ .وقيل يصحّ بالنية وحدها،
(فيلزِم) عليه (ما التزمه حالً ف منج ٍز وعندَ وجودِ صفةٍ ف معلّ قٍ) .وظاهرُ كلمهِم
أنه يلزمُه الفورُ بأدائِ هِ عَقِ بَ وجودِ العلّ قِ عليه خلفا لقضية كلم ابن عبد السلم
سمَي النذ ِر ول القبضُ ،بل يشترطُ عدمُ ردّه.
ط قُبو ُل النذورِ له ف ِق ْ
ول ُيشْتَرَ ُ
ويص ّح النذرُ با ف ذمة ا َلدِين ولو مهو ًل فيبأُ حالً ،وإن ل يقبلْ خلفا للجَلل
البلقينّ ولو َنذَ َر لغيِ أحدِ أصْليْهِ أو فروعِهِ مِن َورَثَتِه بالِ ِه قبل مَرَضِ موتِهِ بيومٍ مُلِكهُ
كلّه من غيِ مشارِك ،لِزوال مُلْكِه عن هُ ،ول يوزُ للصلِ الرجوع فيه .وينعقدُ معلّقا
ف ن و :إذا مَ ِرضْ تُ ف هو نذ ٌر ق بل مَرَضِي بيو مٍ ،ولَ هُ الت صرّف ق بل ح صولِ العلّق
عليه .ويلغو قوله :مت حصل لَ المرُ الفلن أجيء لك بكذا ما ل يقترِ نْ به لف ظُ
س فاتفقسا على أن ينذر كسل للخسر التزامسٍ ،أو نذرٍ .وأفتس جعس فيمسن أراد أن يتبايع ا
بتاعه ،ففعل ،صَحّ ،وإن زاد البتدىء :إن نذرْ تَ ل بتاعِ كَ .وكثيا ما يفعل ذلك
فيما ل يصح بيعه ويصح نذره.
وي صح إبراءُ النذورِ له الناذِرَ ع ما ف ذِم ته .قال القاضِي :ول يشتر طُ معرِفةُ الناذ ِر
ما نذرَ به كخم سِ ما يرج له مع مع شر ،وك كل ولدٍ ،أو ثرةٍ يرج من أمّ ت أو
شجر ت هذه .وذ كر أيضا أ نه ل زكاة ف ال مس النذور .وقال غيه :مله إن نذرَ
قبل الشتِدادِ ،ويص ّح النذرُ للجنيِ كالوصية له ،بل َأوْل ،ل للميّت إل لِقبِ الشيخ
149
ف فُيحْمَ ُل النذرُ له على
الفلن ،وأرادَ به قربةً .ثُم :كإِسراجٌ يُنتفَ عُ به ،أو اطّردَ عر ٌ
ذلك.
ب فيصحّ كما بث لنه اشتهر ف عُرِفهِم للنّذرِ، ويقعُ لبعضِ العوامُ :جعلتُ هذا للن ّ
لجْرَةِ لجْرَ ِة النّبويّة .قال ال سّبكي :والقر بُ عندي ف الكعبةِ وا ُ
ويُ صْرَفُ ل صالِ ا ُ
الشريفة والساجد الثلثة ،أنّ مَن خرجَ من مالِه عن شيءٍ لا واقَتضَى العُرْفُ صَرفَهُ
ف ِجهَةٍ من جِهات ا :صُرِفَ إليْ ها واختُ صّت به .اه .قال شيخ نا :فإن ل يَقْتَ ضِ
العُرْف شيئا ،فالذي يتجه أنه يُرْجَعُ ف تعييِ الصرفِ رأي ناظرَها .قال :وظاهرٌ أنّ
الكمَ كذلكَ ف النذر لسجدٍ غيها .انتهى.
وأفت بعضهم ف ،إن قضى اللّ هُ حاجَت فعلي للكعبةِ كذا ،بأنّه يتعيّن لصالها ،ول
يُصْرَف لفقراءِ الَرمِ كما دلّ عليهِ كلمُ الهذّب وص ّرحَ به جع متأخرون .ولو َن َذرَ
شيئا للكعبة ونوى صَرْفهُ لِقُرْبَةٍ معيّنة كالِسراجِ تعيّن صرفه فيها ،إن احتي جَ لذلك،
ج نوِ شعٍ أو زيتٍ وإل بيع ،وصُرِفَ لصالِها كما استظَهرهُ شيخنا .ولو نذرَ إسرا َ
بسسمجدٍ ،صسح إن كان ثّ مسن ينتفسع بسه ،ولو على ندور وإل فل .ولو َن َذرَ إهداءَ
منقولٍ إل مكّة ،لزمَ هُ نقلُه ،والتصدّقُ بِعَيِْن هِ على فقراءِ الرم ما ل يعيّن قربةً أخرى
كتَطْييبِ الكعبةِ فيص ِرفْهُ إليها.
وعلى الناذر مؤنة إيصال ا َلدْيِ إل الرمِ فإن كان مُعْسرا ،باعَ بعضَهُ لنقل الباقي.
إذنس حاكمسٍ ،ونقَلَ ثن َه،
َسسرَ نَقْلُه كعقارٍ ،أو حج ِر رُح ًى باعَهسُ ،ولو بغيِ ِ
فإِن تَع ّ
وتصدّقَ به على فقراءِ الرم .وهل له إمساكُ ُه بقيمتِهِ أو ل؟ وجهان.
ولو نذرَ الصلةَ ف أحدِ الساجدِ الثلثِة ،أجزأَ بعضُها عن بعضٍ كالعتكاف ول
يزىء أل فُ صلةٍ ف غيِ م سجدِ الدينةِ عن صل ٍة ن َذرَ ها ف يه ،كعك سه ك ما ل
150
يزىء قراءَ ُة الِخلصِس عسن ثُلُثِس القرآنِس النذورِ .ومسن نذر إتيانِس سساِئرِ السساجدِ
وصَلةِ التطّوعِ فيه ،صَلى حيثُ شاءَ ،ولو ف بيتِه.
ولو نذر التصدق بدرهم ل يُجزِىء عنه جِن سٌ آخر .ولو نَذ َر التّصدّقَ بالٍ بعينِ هِ،
زالَ عَن مُل ِك هِ .فلو قال :عليّ أن أتصدّقَ بعشرين دينارا وعَيْنها على فل نٍ ،أو إ نْ
َهس
ُفيس مريض ِي فعلي ذلك :ملِكَهسا وإن ل يِقَْبضْهسا ول قَبلَهسا ،بسل وإن ردّ ،فل ُ ش َ
التّ صرّف في ها ،وينع ِقدُ َحوْ ُل زَكاتِ ها من حِ ي النّذرِ .وكذا إن ل يُعَيّن ها ول ُيرَدّ ها
النذورُ له فتصيُ دَيْنا له عليه ويثبِ تُ لا أحكا مُ الدّيون من زكاةٍ وغيِها .ولو تَل فَ
ضمَنْ هُ ،إل أن ق صّرَ على ما ا ستظهره شيخ نا .ولو َنذَرَ أن يُ َعمّرَ م سجدا الُعيّ نَ ل ي ْ
معينا أو ف موض عٍ معّي نٍ ،ل َيجُزْ ل هُ أن يُعَمّرَ غيَ هُ بدَلً ع نه ،ول ف موض عٍ آخرَ.
ق ب ِدرْهِ ِم ِفضّة ل يز التّصدّق ب َدلَه بدينارٍ لختلف الغراض. كما لو َنذَ َر التّصدّ َ
[تتمة] :اختلفَ جعٌ من مشايخِ شيوخنا ف نذر مقتَرِضٍ مالً معينا لقرضِهِ ما دام
دَيْنُ هُ ف ذِمّ ته فقال بعض هم ل ي صح ،ل نه على هذا الو جه الا صّ غ ي قُرَْبةٍ ،بل
يُتَو صّل به إل رِ با النّ سِيئَة .وقال بعض هم ي صحّ ،ل نه ف مقابلة حدو ثِ نعمةِ ر بح
القَرْ ضِ إن اتَرَ بِه ،أو فيه اندفا عُ نِقْمَةِ الطالَبَةِ إن احتا جَ لبقائِ هِ ف ذمِّت هِ لِعسارٍ أو
إنفا قٍ ،ول نه يُ سَنّ للمقتَرِ ضِ أن يَرُدّ زيادَة ع ما اقتَرَضَه فإذا التزم ها بَِن ْذرٍ انعَقَد،
ولزِمَتْهسُ ،فهسو حينئذ مكافأةُ إحسسانٍ ،ل وَصسْلة للرّبسا ،إذ هسو ل يكون إل فس عَ ْقدٍ
كبيعٍ ،ومِ نْ ثّ لو شرَ طَ علي هِ النذرَ ف عق ِد القَرْ ضِ ،كا نَ رِبا .وقال شيخ مشاينا
العل مة الح قق الطنبداوي ،في ما إذا نذر الديون للدائن منف عة الرض الرهو نة مدة
بقاء الدين ف ذمته :والذي رَأيُتهُ لتأخّري أصحابِنا اليمنيي ما هو صريحٌ ف الصّحّةِ،
وم ن أف ت بذلك ش يخ الِ سلم م مد ب نُ ح سي القمّاط والعل مة ال سي بن ع بد
الرحن الَهْدَل( .وال أعلم).
151
باب البيع
ُهوَ لغةً :مُقابلةُ شيءٍ بشيءْ .وَشَرعا :مقابلةُ مالٍ بالٍ .على وَجهسسسسسس ٍ
س
م صوص.وَال صْ ُل ف يه قَبْلُ الِجا عِ آيا تٍ كقول هِ تعال{ :وأ َح ّل ال البي عَ} وأَخبار
سبِ أَطْيَ بُ؟ فقالََ :عمَلُ الرّجُ ِل بيد هِ ،وكلّ بي عٍ مبورٍ"
َكخَب " :سُئِ َل النبّ :أيّ الكَ ْ
أيْ ل غشّ فيه ول خيانَة.
وشرط صسحة الِياب والقبول كونمسا (بل فصسل) بِسسُكوتٍ طَويسل يقعُس بينهمسا
ف اليَ سيَ( ،و) ل (تَخلّل ل فظ) وإن قلّ (أج نب) عن العَقْد بأن ل ي كن من
بل ِ
152
ُكس
مُقتضاه ول مِن مَصسالِحه .ويُشْتَرط أيضا أن يتوافقسا مَعنًى ل لفظا فلو قال بِعت َ
َقصس أو بألف حالّة فأجّل ،أو عكسسه ،أو مؤجّلة بشهرٍ ،فزاد ،ل بألفسٍ ،فَزادَ أو ن َ
يصح ،للمخالفة( .و) بل (تعليق) فل يَ صِحّ مع هُ كإِن مات أب فقد بعتُك هذا( ،و)
ل (تأقيت) كَبِعتُكَ هَذا شَهرا.
(وَشرْ طٌ ف عاِقدْ) بائعا كا نَ أن ُمشْترِيا (تَكْلي فْ) فل يَ صِح عَ ْقدُ صَب ومَجنون،
وكذا مِن مُكْرَ هٍ بغيِ َح قَ لِعدَم رِضاه (وإ سْلمٍ لِتَملِ كْ) رقيق (مسلم) ل يعت قُ عليه
َطس أيضا :إسسلمٌ لتملك مُرْت َد على العت َمدْ .لكسن الذي فس الروضسة وكذا ُيشْتر ُ
وأصلها :صحة بيع الرتدّ للكافر( .و) لِتَملّك شيءٍ من (مصحف) يعن ما كتِبَ فيه
قرآن ،ولو آيةً وإِ نْ أُثْبِ تَ لِغَيِ الدّراسة ،كما قاله شيخُنا .ويُشْتر طُ أيضا عدم حِرابَةُ
من َيشْتري آلةَ حَرْ بٍ ،ك سَيْفٍ ،ورُمْ حٍ ،وَنشّاب ،وتِرْس ،و ِدرْع ،وخَيْل ،بِخلف
لرْب ،ولو ما تتأتى منه ،كالَديدِ ،إذ ل يتعي جعله ِعدّة حرب ،ويصح غَي آلةِ ا َ
بيع ها للذمّ ي ،أي ف دارِ نا( ،و) َشرْط ( ف مَعْقودٍ) عل يه ،مُثمّنا كان أو ثنا( ،مُلّك
له) أي للعاقد (عليه) فل َيصِ ّح بي ُع فضولَ ،ويصح بيعُ مالِ غيهِ ظاهرا ،إِن بانَ بعد
البيعِ أنهُ له ،كأن باعَ مالَ ُموَرّثهِ ظانا حَياتَه فبانَ ميّتا حينئذٍ لتبي أنه ملكه .ول أثر
صحّته ،لن العتبار ف العقود ب ا ف ن فس ال مر ،ل ب ا ف ظن لظنّ خ طأ بأن ِ
الكلفّ.
[فائدة] :لوْ أَخذَ مِن غَي هِ بِطَري قٍ جائِز ما َظنّ حلّ هُ ،وهو حرا مٌ باطنا ،فإِن كان
ظاهِرَ الأخوذِ من هُ اليَ ل يُطالَ بْ ف الخِرة ،وإل طولِ بَ .قال هُ البَغوي .ولو اشترى
طَعامَه ف الذّمة وقضى من حرامٍ ،فإِن َأقْبضَهُ ل ُه البائِع برضاه قبل توفية الثمن ُحلّ له
أكْله ،أو بَ ْعدَ ها مع عِلم هِ أنّ ه حَرا مٌ حلّ أيضا ،وإل حَرُ مَ إِل أن يُِبرْئَه أو يوف يه من
حلٍ .قاله شيئخنسا( .وطهره) أو إمكان طهّره بغسسل ،فل يَصِس ّح بيعُس نَس كخمسر
وجلدِ ميتَة ،وإن أمكن َطهُرها بتخلل أو دِباغ ول متنجس ل يكن طهره ،ولو دِهنا
153
تنجس ،بل يصح هبته( .ورؤيته) أي العقود عليه إن كان معينا .فل يَصِحّ بيعُ مُعَيّ ٍن
لْ يَر ُه العاقِدانِ أو أحدها :كَرهْنَهُ ،وإِجارَتَ هُ ،للغُررِ النهي عنه ،وإِن بالغَ ف وصفِه.
وتك في الرّؤيةُ قبلَ العَ ْقدِ في ما ل يغل بُ تَغيّره إل وق تِ العَقْد ،وتك في رُؤيةُ بَع ضِ
البَي عِ إ نْ َدلّ على باقيه ،كظاهِر صَبْة ن و بَرّ ،وأعلى الائِع ،وم ثل أُنو جٍ متساوي
الَجْزاءِ كَالبو بِ أو لْ يدلّ على باقي هِ بل كان صوانا للباقي لِبقائِه ،كقِشْر رُما نٍ
وبَيْض ،وِقشْرة سُفلى لنحو َجوْز ،فيكْفي رُؤيتَهُ ،لن صَلحَ باطِنَه ف إبقائِه ،وإن ل
يدلّ هو عل يه ،ول يك في رُؤيةُ ال ِقشْرَ ِة العُل يا إِذا انْعقَدَت ال سّفلى .وُيشْتَر طُ أيضا
قُ ْدرَة ت سَليمِه ،فل يصحّ بي عَ آِب قٍ ،وضالَ ،ومغصوبٍ ،لغي قادرٍ على انتزاعه ،وكذا
َسمَكُ بِركَةٍ ُشقّ تَحصيله.
[مهمة] :من تَ صَرّفٍ ف مالِ غيِ ببيع أو غيه ظانا تَ َعدّيه فبان أن له عليه وليةً،
كأنْ كان مال مورِثَه فبانَ موتَهُ ،أو مالُ أجنب فبان إذنه له ،أو ظانا فُ ِقدَ شرط فبانَ
نفسس المْرِ ،وفس
ُسستَوفيا للشروط ،صسح تَصسرّفه ،لن العِبْرَة فس العقودَ باس فس ِ م ْ
العِبادات بذلك ،وب ا ف ظن الكلف .ومِن ثَمّ لو توضّ أ ول يَظُنّ أ نه مُطلِقَ :بطُلَ
طهُورَهُ ،وإِن بانَ مطلقا ،لن الدَار فيها على ظَن الُكلّف .وشل قولنا ببيع أو غيه:
التّزويج ،والِبراء ،وغيها .فلو أبرأ من حق ظانا أنه ل حقّ ل ُه فبا نَ له حقّ ،صح
على العتمد ولو تصرّف ف إنكاح ،فإِن كان مع الشكّ ف ولية نفسه فبان وليا لا
حينئذٍ :صحّ اعتبارا با ف نفس المر.
154
ق بال َورِ قِ ،ول البّ بِالبَرّ ،ول الشّع َي بالشْع ي ،ول التمّ ر بالتمرِ ،ول الِل َح ول الوَرِ َ
بالِ ْل حِ ،إل سِواءً ب سواءٍ ،عَينا بِعَيْن ،يدا بَِيدٍ ،فإِذا اخَْتلَ فت هذه ال صْنافُ فبيعوا
كيف شِئْتُم إذا كان يدا بيد" أي مقابضة .قال الرافعي :ومَن لزمَه اللُول أيْ غالبا
فَيبْطُلُ بي عَ الرّبوي بن سه جزافا ،أو مع ظن ماثلة ،وإن خَرَجتا سواء (و) شَرُط ف
ب يع أحده ا (بغ ي جن سه) واتدا ف علة الر با كَبَرَ بشع ي ،وذ هب بفضّ ة( .حلولٌ،
وَتَقَاب ضٌ) قبل تَفَرّقٍ ل ماثلة فَيبْطُل بَيْعُ الرّبوَي بِغَيْر جِنْسِه إِن ل يقبِضا ف ا َلجْلِس،
شرطس مسن الشروط .واتفقوا على أنسه مسن ٌ البيعس فس الصسورتي إن اختلّ بسل يَحرُم ُ
الكبائر ،لورودِ اللّعن لكِلِ الرّبا ،وموكِلِه ،وكاتِبِه .وعلم با تقَرر أنه لو بي عَ طعا مٌ
بِغَيه كنقدٍ ،أو ثوبٍ ،أو غي طعامِ بطعامٍ :ل ُيشْتَرطْ شَيءٌ منَ الثلثة.
(و) شرط (ف بيع موصوفٍ ف ذِمّة) ويقالُ له السّلم ،مع الشروط الذكورة للبيع
ض رَأ سْ مالٍ) مُعيّ ن ،أو ف الذّمَة ،ف َمجْلِ سِ خَيارٍ و هو (ق بل غ ي الرّوءْ ية( .قَبَ َ
تفرق) مِن َمجْلِس العَقْد ،ولو كان رأ سُ الال مَنْفَ عة .وإنّ ما يتَ ص ّورُ تَ سْليمَ النَفَ عة
بِتَسليمِ العَيْن ،كدارٍ وحَيوا نٍ ،ولِسْلِم إِليه قَبضَ هُ َورَدّ هُ لسلمَ ،ولَو عن دينه( .وكون
م سلم ف يه دينا) ف الذ مة :حا ّل كان أو مؤجّلً ،ل نه الذي وضَع ل هُ لَفْ ظُ ال سّلم
فأ ْسَلمْتُ إليك ألفا ف هذا العي ،أو هذا ف هذا :ليس سَلما ،لنتفاء الشرط ،ول
صسفَتَ ُه كذا بذه الدراهسم ،فقال ْكس َثوْبا ِْتس مِن َ
بيعا ،لختلل لفظسه ولو قال إِشْتَرَي ُ
بعتُ كَ .كان بيعا ،عند الشيخي ،نظرا للفظ .وقيل سلم نظرا للمعن واختاره َجمْ عٌ
مُحقّقون( .و) كو نُ ال سلِم ف يه (مقدورا) على ت سليمه ( ف مِله) بك سر الاء :أي
وقْ تَ حُلولِه فل يَ صِحّ ال سّلم ف منقَط عٍ عند الحِل :كالرّطب ف الشتاء( ،و) كونِه
(معلو مُ َق ْدرٍ) بِكَيْلٍ ف مِكْيَلٍ ،أو َوزْ نٍ ف مَوزو نٍ ،أو ذِرع ف مَذرو عٍ ،أو ِعدّ ف
مَعْدُودٍ .و صحّ فس نوس جَوزٍ ولوزٍ ،بوز نٍ وموزون بك يل يُ َع ّد فيسه ضابطا ،ومَكيلٍ
بوزن ،ول يوز ف يه بي ضة ونو ها ،ل نه يتاج إل ذِ كر جُرمِ ها مع وزن ا ،فيورِ ثُ
155
عِزّةَ الوُجودِ .ويشترط أيضا بيا نُ ملّ ت سليمٍ للمُ سلم ف يه إن أ سلم ب حل ل ي صلح
للت سليم ،أو لمله إل يه مؤ نة .ولو ظ فر ال سلم بال سلم إل يه ب عد ال حل ف غ ي م ل
التسليم ولنقله إِل مل الظفر مؤنة ،ل يلزمه أداء ،ول يُطالِبه بقيمَتِه .ويصحّ ال سّلم
حالّ ومؤجّلً بأجل معلومٍ ،ل مهول ومطلقه حال ،ومطلق السلم فيه جيد.
(وحرم ربا) مرّ بيانُه قرَبيا ،وَ ُهوَ أنوا عٌ :رِبا َفضْلٍ ،بأن يَزيد أحدَ ال ِعوَضَي ،ومِنْ ُه
رِبا القُرْض :بأن يشترط فيه ما فيه نَفْعٌ للمُقْرِض ،ورِبا يَد :بأن يفارق أحدها ملس
العقد قبل التقابُض ،وربا نِساء :بأن َيشْترِط أجَلٌ ف أحد ال ِع َوضَيْن ،وكلَها مُجمَ عٌ
عَلي ها ،ث ال ِعوَضان أن اتّف قا جِنْ سا :اشتَرط ثلثَة شُروط ،تقد مت ،أو علة :و هي
الطّ عم والنقد ية ،اشترط شرطان ،تقد ما .قال شيخ نا ا بن زياد :ل يندفِ عُ إِثْ مُ إِعطاءِ
الرّبا عندَ ا ِلقْتِرا ضِ للضّرورَة ،بيُ ثَ أَنه إِن ل يع طِ الرّبا ل َيحْ صُلُ لَ ُه القَرْض .إذ له
طَر يق إِل إعطا ِء الزاِئدِ بِطَري ِق النّ ْذرِ َأ ْو التّمْلِي كِ ،ل سيما إذا قُل نا النّذر ل يتا جُ إِل
قبولٍ لفظا على العتمد .وقال شيخنا :يندفع الِثُ للضّرورةِ.
[فائدة] :وَطَريقُ الَلصِ ِمنَ عَ ْقدِ الرّبَا لِمنَ يَبيعُ ذَهبا ِبذَهَب ،أو فِضّة بِ ِفضّة ،أو
بَرّا ببّ ،أو َأرُزا بَأرُز متفاضِلً ،بأن يَ هب كلٌ من البائِع ي حقّ ه للخرَ ،أو يُقرِ ضَ
كلّ صاحبه ث يُبِئَه ويتخلّص مِنْ هُ بالقَر ضِ ف بي ِع الفَضة بالذّهب أو الرزّ بالبّ بل
قبض قبل تفرق( ،و) حَرم (تفري قٌ بي أَمة) وإن رَضيَ تْ ،أو كانت كافِرَة( ،وفرع
سمَة وهَدية لغي مَن يُعتق ل ييز) ولو من زِنا الملوكَيْنِ لواحِد (بنحو بيع) َكهِبَ ٍة وقِ ْ
عليه لب" :مَن فَرّقَ بي الواِلدَة َووََلدِها :فرق ال بينه وبي أحَبتهُ يوم القيامَة" وبطل
الع قد (فيه ما) أي الرّ با والتفر يق ب ي الَ مة والولد ،وأل ق الغزالّ ف فتاو يه وأقرّه
غيه ،التفري قُ بال سفر بالتفر يق بن حو البيْ عِ وطَردَه ف التفر يق ب ي الزو جة وولد ها،
وإن كا نت حرة ،بلف الطل قة والب وإن عل ،والدّة وإن علت ولو من الب،
كالُم إذا عدمت .أما بعد التمييز فل يرم ،لِ سْتِغْناءِ المُيّز عن الضَانَة :كالتّفري قِ
156
بوَ صِيّة وعِتْ ٍق ورَهْن ويوزُ تَفري قَ ولدِ البَهيمَة إن استغن عن أمّه بلب أو غيه ،لكن
يُكْره ف الرّض يع :كَتفْرِ يق الد مي الم يز قبلَ البلو غِ عن الُ مّ ،فإن ل يَ سْتغنِ عن
الل ب ،حَرُم وبَطُل ،إِل إِن كان لغر ضِ الذّ بح ،ل كن بَ حث ال سّبكي حُرْمَةَ ذ بح أ مه
مع بقائه( .و) حَرّم أيضا( :بي عَ ن و ع نب م ن) عُلم أو (ظُن أ نه يتخذه م سكرا)
للشُرب والمْرَد م ن عُر فَ بالفُجور به ،والد يك للمهَارِ شة ،والكَبْش ،للمناطَ حة،
والريرَ لرَجُل يَلْبِ سَهُ ،وكذا بيع نو الِ سْكِ لكافرٍ يشتري لِتَطيي بِ ال صّنم ،واليوان
َبونس بفروع الشّريعَة
َصسحّ أَنّ الكفّارَ ماط َ
لكافسر علم أنسه يأكُله بل ذَبحسْ ،لَن ال َ
كالُ سْلمِي عندنا ،خلفا لب حنيفة رضي ال تعال عنه فل يوز الِعانة عليهما،
ونو ذلك من كل تصرف يفضي إل معصية يقينا أو ظنا ،ومع ذلك يصح البي عُ.
ويُكْرَه بَي عُ ما ذكرَ م ن تَوهّ م م نه ذلك ،وب يع ال سلحِ لن حو بُغاةٍ وقُطّا عِ طر يق،
ومعامَلةَ من بيده حلل وحرام وإن غلب الرام اللل .نعم :إِن عُلم تريَ ما عقَد
بِه :حَرُمَ ،وبَطُل.
(و) َحرُ مَ (احتكا َر قو تٍ) كتمر ،وزبيب ،وكل مُجزىءٍ ف الفِطرَة وهو إِمساكُ
ما اشْترا هُ ف وق تَ الغَلءِ ل الرّ خص ل يبيعه بأكثرَ ع ند اشْتِدادِ حا جة أهلِ مل هِ أو
غي هم إِل يه ،وإن ل َيشْتَ ِر هِ بِقَ صْدِ ذلك .ل لِيمُ سِكَه لِنَفْ سِهِ أو عِيالِه أو لِيبَيعَ هُ بَِثمَ نِ
مِثْلِه ،وَل إمْ ساكَ غِلّة أرضِه ،وَأْلحَ قَ الغزال بالقوت :كل ما يع ي عل يه ،كاللّحْم،
و صَ ّرحَ القاضِي بالكَراهَةِ ف الثّوب( .و سومٌ علي سومٍ) أي سومُ غيه (ب عد تق ّررِ
َثمَ نْ) بالتراضي به ،وإن َفحُ شَ ن قص الثمّ نِ عن القِيمَة ،للنهي ع نه ،و هو أن يَزيدَ
على آ خر ف َثمَ نِ ما يُريدُ شراءَه أو يُخر جَ له َأرْخَص م نه ،أو يَرْغَب الال كُ ف
استردادِهُ ليشَترَيه بأَغلى ،وتريَه بعد البَيْ عِ .وقبل لزومه لبقاء الِيَارِ أَ َشدّ (وََنجَ شْ)
للنهّيس ع نه ،وللِيذاءِ :و هو أَن يَزيدَ ف الثّم نِ ،ل لرغْبتِهَ ،بلْ لَِيخْد عَ غي هُ ،وإن
كانَت الزّيادة ف ما ٍل مجورٍ عل يه ،ولو ع ند ن قص القي مة على الوجَه .ول خيار
157
للمُشتري إن غَبُ َن ف يه ،وإن وا طأ البائِ عُ النا ِج شَ لتفرِ يط الشتَري حي ثُ ل يتأمّ ل
ويَ سْأل ،ومدح ال سّلعة ،ليغَ بَ فيها بال َكذِب كالنَجش ،وشرط التحري فِي الكُل:
عَلِم النّهي ،حت ف النّجشْ .ويصح البيع مع التحري ف هذه الواضع.
(فصل) :ف خياري الجلس والشرط وخيار العيب يثبت خيار ملس ف كل بيع
حت ف الرّبوي ،والسلم .وكذا ف هِبَةٍ ذات ثواب على العتمد .وخرج بفيء :كل
بيع غي البيع :كالِبراء ،والِبة بل ثَوا بْ ،وشَرِك ٌة وقِرا ضْ ،ورَه نٌ وحِوالَة ،وكتابَة،
وإِجارَة ،ولو ف الذّمة ،أو مُ َقدّرة بدة ،فل خَيارَ ف جيع ذلك ،لنا ل تسمى بيعا.
(و سَ ُقطَ خيارُ من اختار لزومَه) أي البَيْ عُ من بائِع ومُشْترٍ :كأن يقول اخترنا لزومَه،
أو أجَزْناه ،فيسسْقط خيارَهاس ،أو مسن أحدهاس :كأن يقول اخترت لزومسه :فيس ْسقُط
خِيارَ هُ ،ويبقى خيارُ الخرِ ،ولو ُمشْتَرِيا (و) سَقَط خَيارُ (كل) منهما (بفرقة بدن)
منه ما ،أو من أحده ا ،ولو نا سِيا ،أو جا ِهلً ،عن ملس الع قد (عرفا) ف ما ي ُعدّ هُ
الناس فِرقة :يلزَ مُ به العقد ،وما ل :فل .فإِن كانا ف دارٍ صغيةٍ ،فالفِرقة بأن يرج
أحدها منها ،أو ف كَبيَة :فبأَن يَنْتَ ِقلَ أ َحدُهُما إل بي تٍ من بيوتِها ،أو ف صحراءٍ
أو سسوقٍ :فبأن ْس يول أ َحدُهاس َظهْرَه وَيمْشسي قليلً وإِن سَسِمعَ الطاب فيبْقسى خَيارُ
ا َلجْل سِ ما ل يَتفرّ قا ،ولو طال مُكَثهُ ما ف مَ حل ،وإِن بَل غَ سنِي أو تاش يا منازل.
ول يَسْقُطَ بَوتِ أ َحدَهُما :فينتقلُ اليارُ للوارِثِ التأَهّل( ،وحَلف ناف فِرقَةِ أو فَسخَ
قبلها) أي قب َل الفِرقَة :بأن جاءآ معا وادّعى أحدُها فِرقَة وأنكرها الخرُ لِيفْسخَ أو
اتف قا علي ها وادّ عى أحده ا ف سخا قبل ها وأن كر ال خر :فيُ صَدّق النّا ف ،لوافق ته
للصل.
(و) يوز (لما) أي للعاقِديْن (شرط خيار) لما أو ل َحدِها ف كل بيع فيه خيا ُر
مَل سٍ إل فيما يُعتَق فيه البيعَ ،فل يوزَ شرطُه لشترٍ للمُنافاة ،وف رِبوَي و سَلَم :فل
يوز شرط فيهمسا لحسد ،لشْتراطِه القَبْضَس فيهمسا فس الجلس (ثل ثة أيام فأقسل)،
158
بلفِ ما لو أطلق أو أكثر من ثلثة أيام .فإِن زاد عليها :ل يَصِ ّح العَقْدُ (من) حي
(الشّرط للخَيار) ،سِواء أُ ْشرِ طَ ف العقد أم ف ملسه واللك ف البيع مع توابعه ف
مدة اليار لن انفرد بيارٍ من بائعٍ ومشترٍ ،ث إِنْ كانَ لما :فموقوفٌ ،فإِن ت البيعُ:
بان أنهُ لشترٍ من حي العَقْدِ ،وإِل فلبائِع.
(وي ص ُل فَ سْخٌ) للعَقْدِ ف ُمدّة الَيارِ (بنح ِو فَ سخْت البَيْع) كا سْتَرْجَعتَ الَبِي عَ.
َتس البَيْعسَ ،كأمْضيْتَهسُ ،والتّصسرُفُ فس مُدّة الَيارِ ِبوَطءٍ، (وإِجازَةٌ) فيهسا بنحسو :أجَز َ
وإِعْتا قٍ ،وَبَيْ عٍ ،وإِجارَةٍ ،وتَزو يج ،من بائِ عٍ :فُ سخ ،و من ُمشْتَرٍ :إِجازة للشّراءِ (و)
ب قَد ي) مُنْقِ صٍ يَثْبُ تُ (لشتَرٍ جا هل) ب ا يأ ت (خيارٌ) ف ردّ الَبيع (ب) ظهورِ (عَيْ ٍ
قيمَة ف البيع ،وكذا للبائِع بظهور عيب قدي ف الثمن .وآثروا لول :لن الغالب ف
الث من النضباط ،فق يل ف يه ظهور الع يب .والقد ي ما قارن العَقْد ،أو حدث ق بل
الق بض ،و قد ب قي إل الفَ سْخ ،ولو حدث بع ضُ القَبْض فل خيار للمشتري ،و هو
(كا سِْتحَاضَة) ،ونكا حَ لَمة( ،و سَ ِرقَة ،وإِباق ،وزِنا) من رَقيق ،أي بكل منها ،وإن
ل يتكرَر وتابَ ،ذكرا كانَ أو أنثى (وبوّل بفراشٍ) إن اعتادَه وبلغَ سبعَ سني وُبخُر
َهس َنمّاما ،أو شَتّاما ،أو كذّابا ،أو عيوبس الرّقيقسِ :كوَن ُ
ِ ومنس
ُسسحْكِميْنْ . وصسِنانٍ م َْت
صمَ ،أو آكِلً لِطيٍ ،أو شارِبا لنحو َخمْرٍ ،أو تارِكا لل صّلة ،ما ل يَتُب عَنْها ،أو أ َ
أبلَه ،أو مُ صْ َطكِ الرّكبتيْن ،أو رُتَقاءُ ،أو حامِلً ف آدَمِيّ ة ،ل َبهِيَمَة ،أو ل تَحي ضُ
ِشرينس سسنة ،أو أحَد ثَديْيهسا أكْبَر مسن الخَر( ،وجِماحسٌ) لَيَوان، َ مسن بَلغست ع
(و عض) ،ورُ مح ،وكو نَ الدارِ منِلَ الُندِ .أو كو نَ الِنّ م سّلطيَ على ساكِنِها
ْعس الرْض( .و) يثْبست بِتغري ٍر فِعلي .و ُهوَ حَرام يرعونس َزر َ
َ بالرّج ْم ،أو القِرَدِة مثلً
للتّدلي سِ والضّ َررِ (كَتَ صْرية) ل هُ :وهِ يَ أن يَتْرُ كَ حَل به ُمدّ ًة ق بل بَيْعِه ليوهِ مَ الشْتَري
ْنس فاحِشسٍ :كظَن ّ) ُمشْتَ ٍر نوس َنس وتعيدِ شَعْ َر الارِيسة( ،ل) خَيارَ (بِغُب ٍ كَثْرَة اللب ِ
(زُجاجةَ :جوْهَرة) لِتَقْ صِيه بعَمل هِ بِ َقضِيّة وَ ْهمِ هِ ،من غي َبحْث( .واليار) بالعَيْب،
159
ولو بتصسرية (فوري) فَيَبْطُل بالتأخيس بل ُع ْذرٍ ،ويُعْتَب ال َفوْرُ عادَة ،فل يَض ّر صسَلة
وأكْل دخَل َوقُْتهُ ماَ ،وقَضاءُ حا َج ٍة ول سَلمَةُ على البائِ عِ ،بِخل فِ مُحادَثَتِه ،ولَوْ
جهْلِه جَوازَ الردّ بالعَيْ بِ ،إن
عَلَْي هِ لَيْلً :فله التّأْخيِ ح ت يُ صْبِحَ ،ويُ ْعذَرَ ف تأخي هِ ِب َ
ب عهدُ ُه بالِ سْلم ،أو َنشَأ بَعيدا عن العُلماءِ ،وِبجَهْ ِل فَورِيَت هِ إِن خَفي علي هِ ،ث قَرُ َ
إن كان البائِعُس فس البَلدِ :رَدّهُس ا ُلشْتري بنفسسه ،أو وَكليهِس على البائِع أو وَكيلِه ،ولو
كا نَ البائِ عُ غائِبا عن البَلد ،ول وَكيلَ ل هُ ب ا :رفَ َع الَمْر إل الاكِ مِ وُجوبا ،ول
يُوءَخّرُ لضورِ هِ .فإِذا عَجز عَن الِنْهاءِ ،لنحو مَر ضٍ ،أشهَد على الفَ سْخِ ،فإِن َعجَزَ
عن الِشْهادِ :لَم يَلزمْهُ تلفّظ ،وعلى ا ُلشْتَرِي تَركَ استِعْمال ،فلو اسْتَخدَم رَقيقا ،ولو
بقوله ا سْقِن ،أو نا َولْ ن الثّوب ،أو أغِل قْ البَا بَ ،فل ردّ قهرا ،وإن يَفْعَل الرّقي قُ ما
أُمِر به ،فإِن فعل شيئا من ذلك بل طلب :ل َيضُرّ.
[فرع] :لو با عَ حَيوانا أو غيه بِشرط بَراءتَ هُ مِن العُيو بِ ف الَبيعِ أو أن ل يُر ّد
با :صح العقد ،وبريءٌ من عيبٍ باطنٍ باليوان موجودٌ حالَ العقْد ل يَ ْعَلمْ ُه البائِعُ،
ل عَن عَيْبٍس باطنٍس فس غيس اليوان ،ول ظاهسر فيسه .ولو اخَْتلَفسا فس قَدم العَيْب،
واحتملَ صِدقَ كل :صدَق البائعُ بيمينه ف دعْواه حدوثِه ،لن الصْلَ :لُزومَ العقْد.
ُعرفس القَديُ بدونسه ْبس ل ي ُ ْبس فس يَده .ولو حَدث عَي ٌ
الصسلَ َعدَم العَي ِ
ْ وقيلَ لَن
كَكَ سْرِ بَيْ ضٍ ،وجوز ،وتقْو ير بطي خٍ مدوّد ،ردّ ول أرَش عل يه للحادِ ثِ ،ويُتّب عَ ف
الردّ بالعَيْب :الزيادة التّصلة ،كالسّمن ،وتعلَم الصّنَعة ،ولو بأجْرة ،وحل قارن بيعا،
ل النَفَ صِلة :كالولد ،والثّ مر ،وكذا الَمَل الادِث ف مُلْ كِ ا ُلشْتَرِي ،فل تُتبّ ع ف
الرَدّ ،بل هي للمُشْتَري.
(ف صل) :ف ح كم ال بيع ق بل الق بض (الَبي َع قَب َل قَْبضِ هِ م ْن ضَما نِ بائِ عِ) بعْ ن
انْفِ ساخِ البَيْ عِ بتَلفِه أو إِتل فِ بائِع ،وثَبو تِ الَيارِ بتعيّ به أو تَعْيي بِ بائع ،أو أج نب،
وبإِتلف أجْنَب .فلو تَل فَ بآفةٍ ،أو أََتلَفَ هُ البائِع :انفَس َخ البَيْع (وإِتل فَ ُمشْتَرٍ قَبَ ضَ)
160
صدَقة، وإِن َج ِهلَ أن هُ للبَيْع (ويَبْطُل تَ صرّفُ) ولو مَ عَ بائِع (بن حو ب يع) َكهِ بة ،و َ
وإِجارَةِ َورَه ْن ،وإقْرَاضسٌ( :فيمسا ل يَقْبِضسُ ،ل بنحسو إِعْتاقسٍ) وتَزويجسٍَ ،ووَق ْف:
لَتَشوّفِس الشّارِع إل العتسق ،ولعدم توقفسه على القدرة بدليسل صسحة إعتاقِس البِق،
ويكو نُ به ا ُلشْتَري قابضا ول يكون قابضا بالتزويج (وقب ضٌ غي منقول) من أر ضٍ
ودارٍ و َشجَرٍ (بتخِليةٍ لشترٍ) بأن يكّنه منه البائِع معْ تَسْليمِهِ الفتاح وإِفراغِه من أمتعةِ
غ ي الشتري (و) قب ضٌ (منقولٌ) من سفينة أو حيوان (بنقله) من ملّ هِ إل ملَ آ َخرَ
مع تفري غِ ال سفينة ،وَيحْ صُ ُل القَبْ ضُ أيضا ِبوَضْع البائَع للمنقولِ ب ي يدي الشتري
بيث لو مدّ إليه َيدَهُ لَنالَهُ .وإِن قال :ل أريدَهُ وشَ ْرطَ ف غائبٍ عن َمحَل العَ ْقدِ ،مع
إِذَ ِن البائِع ف القَبْ ضِ ،مضى زَمن يك ُن في هِ الِضيّ إليه عادةً .ويوزُ لشتَرٍ ا سْتِقللٍ
بقب ضٍ للمبيع إن كان الثمن مؤجلً ،أو سُّلمَ الال( .وجاز استِْبدَالٌ) ف غي رِبَوي
بيع بِمثْلِ هِ من جِنْسه (عن ثن) نَقْد أو غيه :لب ابن عُمر رضي ال عنه" :كن تُ
أبي عَ الِبِ َل بالدناني ،وآخذَ مكانَها الدّارهِ مَ ،وأبي عَ بالدّراهِ مِ ،وآ ُخذَ مكانَها الدّنانيَ،
فأتَيْ تُ رسولَ ال ،فسألتهُ عن ذلك ،فقال :ل بأس إذا تَفَ ْرقْتُما وليس بينكما شيء"
(و) عن (دَيْن) قر ضٍ ،وأجْرَةٍ ،و صَداقٍ ،ل عن م سلم ف يه ،لعدم ا ستقْرارِهِ .ولو
ا ستَبدلَ موافقا ف ِعلّةِ الرّ با ،ك ِدرْه مٍ عن دينار ،اشترط ق بض البدل ف الجلس،
حذرا من الر با ،ل إن ا ستُْبدِلَ ما ل يوافِقَ هُ ف العِلة ،كطعام عن در هم ،ول يُْبدِلَ
نو عٌ أسلم فيه ،أو مَبيعٌ ف الذّمةِ عَ ْقدٌ بغي لف ظِ السَلمِ بنوع آخر ،ولو من جنسه:
كحنظة سراء عن بيضاء ،لن الَبيعَ م عَ تعيّنِ ِه ل يوزُ بَيْعُه قبل قَْبضِه ،فمع كونِه ف
الذِمّةِ .أول .نعم ،يوز إِبداله بنوعِه ال ْجوَدَ ،وكذا الردأ بالتّراضي.
(فصل) :ف بيع الصول والثّمار (َيدْخُل ف بَيْع َأرْض) وهِبَتَها َو َوقْفها ،والوَ صِيّة
با مُطلقا ،ل ف رَهْنها والِقرار با (ما فيها) من بناءٍ وشجَ ٍر رُطَ بٍ وثَمر هُ الذي ل
يظْهرْ ع ند البَيْع ،وأ صول بَقْلٍ ُتجَزّ مرَة ب عد أخْرى ،كقِثاء ،وبَط يخ ،ل ما يُوءْ َخذُ
161
َدفْعَةً ،كبَ َر وِفجْلٍ لنه ليس للدّوا مِ والثّبا تِ ،فهو كالنقول تِ ف الدارِ( .و) يدخل
( ف) ب يع (ب ستان) ،وقر ية (أرض ،وش جر ،وبِناءٍ) فيه ما ،ل مزارِ عَ حول ما ،لن ا
لي سَت مِْنهُ ما( .و) ف بي عٍ (دارٍ هذ هِ الثلثَةُ) أي الر ضُ الملوكَة للبائِع بُمْلت ها،
ح ت تُومُ ها إل الر ضِ ال سابِعَة ،والشّ جر الغروس في ها ،وإن كَثُر ،والبنا َء في ها
بأنواعِه( ،وأبوا بٍ منصوبَةٍ) وأغلقُها الثْبتَة ،ل البوا بُ القْلوعَة ،وال سُررُ والِجارَةَ
الدفونَة بل بِناء( ،ل ف) ب يع (قَ نَ) َذكَرٍ أو غَيْره (حَلَ قة) بأذ نه ،أو خاتَم ،أو نَعْلِ،
(و) كذا (َثوْ بٌ) عليه خلفا للحاوي ،كالحرر ،وإن كان ساتِ َر عورَتِه( .وف) بي عِ
ط قَط َع الشّجرِ، ( َشجَرِ) رَطُ بٍ بل أرض عِنْد الِطْل قِ (عرق) ولو يابِسا إِن ل ُيشْرَ ْ
شجَر الرّطَ بِ .ويَلز مُ الشْتَري قَلْ َع اليابِ سِ
بأن شرط إبقاوه أو أطلق ،لوُجوب بَقَاءِ ال ّ
عِْندَ الِطلق ،للعادة ،فإِن شَرط قَطعَه أو قَلْ عهُ :عمِلَ به ،أو إِبقاؤه :بَ ُطلَ البَيْ عُ ول
يُنْتَفَع ا ُلشْتَري بَغْرَسسِها (وغُصس ٍن رُطَب) ،ل يابِسسَ ،والشّجسر رْطَبسٌ ،لن العادة
قَطْعَ هُ ،وكذا َورَق رُطَب ،ل وَرَ قُ حِنّاء على الو جه( ،ل) يد خل ف ب يع الش جر
(مَغرُ سُه) ،فل يتب عه ف بي عه ،لن ا سم الش جر ل يتناوله (و) ل ث ر (ظ هر) :كطلع
نل بتَشقّق ،وثر نو عنب :ببوز ،وجوز :بانْعِقادٍ ،فما ظهَرَ منه :للبائِ عْ ،وما ل
ل بالشّرْط :سسِواءً أظهَرَ يَظْهَر :لل ُمشْتَري .ولو شرط الثمسر لحدهاس :فهسو له ،عم ً
الثمَرَ أم ل( ،ويبقيان) أي الثّمر الظَاهِ َر والشّجر عند الِطلق ،فيَ سَْتحِ ّق البائِ عَ تَبقيَة
الثّمر إِل أوان الِداد ،فيأخذه دفعة ،ل تدريا ،وللمُشتَري تَبْقِيةَ الشجر ما دام حَيّا،
فإِن انقلع ،فَل هُ غر َسهُ إِن ن فع ل بد له (و) يدخُل ( ف) ب يع (دا بة َحمَل ها) ا َلمْلو كَ
لالِكهَا ،فإِن ل ي كن ملوكا لالك ها ،ل يَ صِحّ البَيْ عَ ،كبَيْعِ ها دو نَ َحمْلِ ها ،وكذا
عكسه.
(ف صل) :ف اختلف التعاقد ين (ولو اختلف مُتعَاقِدان) ولو وَكيلَيْن ،أو وارِثَيْن
(ف صِفَةِ عَقْد) مُعا َوضَةً كَبيعٍ و سََلمٍ ،وقِرا ضٍ ،وإِجارَةٍ ،و صَداقٍ( ،و) الال أنه قد
162
( صح) الع قد باتّفاقِه ما ،أو ي ي البائِ عِ( :كقدرِ ِعوَ ضٍ) من ن و مَبيْع ،أو ثَمَن ،أو
جِنْ سِه ،أو صِفَتِهِ ،أو أجَلٌ ،أو قدر هِ( ،ول بيّ نة لحده ا) ب ا ادّعاه ،أو كان ل كل
منهما بينة ،ولك نْ قد تعا َرضَتا بأن أُطلقتَا ،أو أطلقت إحداها وأرِخّت الخرى ،أو
ُأرّخَ تا بتار يخ وا حد ،وإل حُكِ مَ بُ َقدَمّ ِة التار يخ( .حلف كل) منه ما يينا واحدة،
تمع نفيا لقول صاحبه ،وإثباتا لقوله ،فيقول البائع مثلً :ما بِعْت بكذا ،ولقد بِعْت
ْتس بكذا ،ولقسد اشْتَريْست بكذا ،لن كلّ :مسن بكذا .ويقول الشْتري :مسا اشْتَرَي ُ
الد عي والد عى عل يه .والو جه :عدم ا ِلكْتفاء ب ا بِعْت إل بكذا ،لَن الن في ف يه:
صريح والِثبات :مَفهوم( ،فإِن) رضي أحدها بدون ما ادعاه ،أو َسمَح لِل خر با
َصسرّا) على الِختلف( :فلكلٍ) منهمسا (أو) ِنس (أ َادّعاه ،لَزَم العَقْدَ ،ول رُجوع ،فإ ْ
للحاكم (فسخه) أي العَقْدِ ،وإن ل يَسْألهُ ،قَطْعا ،للنّزاع .ول تب ال َفوْرِيّة هنا .ث
بعد الفَسْخِ :يُرَدّ البَيعْ بزيادَتِه التّصِلّة ،فإِن تََلفَ حِسّا أو شَرْعا ،كأَن َوقَفَهُ أو با َعهُ،
رُدّ مثله إن كان مِثْليا ،أو قِيمَتَ هُ إن كان مُتَقوّما .ويُرَدّ على البائِ َع قِيمَة آب قِ فَ سْخِ
الع قد ،و هو آب قٌ مِن ع ند ا ُلشْتري ،والظاهِ ُر اعتبارَ ها بيوَ مِ الَر بِ( .ولو اد عى)
أحده ا (بَيْعا ،وال خر رَهْنا ،أو هِبَةً) :كأن قال أحده ا بِعْتَكَ هُ بَألْف ،فقال ال خر:
بل رَهَنْتَنِيه ،أو وَهَبْتَنِ يه ،فل تَخالف إذا ل يَتّف قا على عقد وا حد ،بل (حلف كل)
منهما للخر (نفيا) ،أي يينا نافي ًة لدعوى الخر لن الصل :عدمه ،ث يُر ّد مدعى
البيع اللف ،لنه مقرّ با ،ويُستَر ّد العَيْنِ بِزَواِئدِها التصلة والُنْفَصِلة( .و) إذا اختلف
سدٍ من ِإخْلل ركن أو شَرْط ،كأن العاقِدان :فادعى أحدها اشتما َل العَ ْقدِ على مُفْ ِ
اد عى أحده ا رؤي ته ،وأنكر ها ال خر( :حَل فَ ُمدّ عي صحة) الع قد غالبا ،تقديا
للظّاهِر من حال الُكّلف ،وهو اجْتناَب هُ للفاسد ،على أصل عدمها لتشوّ فِ الشارِ عِ
صدّق مدّ عي الف ساد ،كأن قال البائع :ل أ كن بالغا ح ي إل إمضاءِ العُقود ،و قد يُ َ
البيسع ،وأنكسر الشتري ،واحتمسل مسا قاله البائع :صسدَق بيمينسه ،لن الصسل :عَدمَس
صدُق ُمدّ عي البُلوغ .وإن اختل فا :هل وقَع ال صّلح على الِنْكارِ أو العتِرا فْ؟ في ْ
163
الِنكار :ل نه الغالب .و من وُ هب ف مر ضه شيئا ،فاد عت ورث ته غي بة عقله حال
الِبَة :ل يقبلوا ،إل إن علم له غيبة قبل البة ،وادعوا اسِتمْرارهَا إليها .ويصدق منكر
أصل نو البيع.
[فروع] :لورَدّ ا ُلشْتَري مَبيعا معينا معيبا .فأنكر البائِع أنه البيع .فيصدّق بيمينه،
لن ال صل مض يّ الع قد على ال سلمة .ولو أ تى الشتري ب ا ف يه فأرة ،وقال قَبضْت هُ
كذلك ،فأنكرَ القْبسض صسدَق بيمينسه .ولو أفرغسه فس ظرف الشتري ،فظهرت فيسه
فأرة ،فادّعى كلّ أنا من عند الخر :صَدَقَ البائع بيمينه إن أمكن صِ ْدقُه ،لنه مدّع
لِل صّحة ،ولن ال صل ف كل حادث :تقديره بِأقرب زَ من .وال صل بَراءَةُ البائع.
وإن دَفع لِدائنِه دَيْنَهُ فردّهُ بِعَْيبٍ ،فقال الدافِعُ ليس هو الذي دفعتهُ :صدّق الدائنَ لن
الصل :بقاءُ الذّمِة .ويصدّق غاصب ردّ عينا ،وقال هي الغصوبَة ،وكذا وديع.
َهس
َنس ُيرَدّ مِثل ُ
ْليكس شيءٍ عَلى أ ْ(فصسل) :فس القرض والرهسن (الِقراض) وهسو َتم ُ
(سُنّة) ،لن فيه إعانة على َكشْفِ كُرْبة فهو من السّنَ ِن الَكيدَة ،للحاديثِ الشّهيَة
كخَبِ مُ سْلم "مَ نْ نَفَس على أخيه كُرْبَة من كُ َر بِ الدنيا ،نف سّ ال عنه كُرْبةً من
كُرب يوم القيامة .وال ف عو نِ العَْبدِ ،ما دام العَْبدُ ف عو نِ أخيه" وصح خب "من
أقرض ال مرّت ي :كان له م ثل أ جر أحده ا لو ت صدق به" وال صّدقة أف ضل م نه،
ُنس القتَرِض ُمضْطرا ،وإل وَجَبسَ .وَيحْرَم خلفا لبَ ْعضِهسم .وملّ نَدبسه :إن ل يَك ْ
ُرجس الوفاء مسن جهسة ظاهرة فورا فس الال ،وعنسد ا ِلقْتراض على غيس مضطسر ل ي َ
اللول ف الؤجّل ،كالِقراض عند العلم ،أو ال ظن من آخذِ هِ أنّ هُ يُنفِقه ف مَعْ صِيَة.
ْهس ورُدّ
ويصسل (بإِياب :كأقْرَضت ُك) هذا ،أو ملّكْتَك َه على أن تَرُدّ مِثله ،أو ُخذ ُ
ف ورُ ّد بدلَهُ :فكناية .وخذه فقط: َبدَلَهُ ،أو إصْرِفه ف حوائِجكَ ورُ ّد بدَلهَ ،فإِنّ ُحذِ َ
ل غو ،إل إِن سبقه أقرض ن هذا ،فيكون قرضا ،أو أعط ن ،فيكون ه بة .ولو اقت صر
على ملّكْتَك هُ ،ول ينوِ البدل :فَهِبَة ،وإل فكنا ية .ولو اختل فا ف ن ية البدَلِ :صدَق
164
الدافع ،ل نه أعْرَ فَ بقصده .أو ف ذكر البدل :صدّق الخِذ ف عدم الذكر ،لنه
الصل .والصّيغة ظاهرة فيما ادعاه .ولو قال لضطر أطْعَمتُكَ بِ َعوَضْ ،فأنكر ،صدَق
الُطْعِم ،حَملً للنا سِ على هذ هِ الَكْرمة ولو قال وَهَبْتُك بِعوَ ضْ ،فقال مانا :صَدق
الُتّ هب .ولو قال اش تر ل بدره ك خ بز ،فاشتُر يَ له :كان الدّره ُم قَرْضا ،ل هَِبةً،
على العتَمدَ( ،وقبول) مت صل به :كََأقْرَضْتُه ،وقَبِلْ تُ قَ ْرضَ هُ .ن عم :القر ضُ الُكْ مي
سوَة العاري ،ل يفتقرَ إل إِياب كالِنْفاق على اللّقيط الُحتا جُ ،وإِطْعا مَ الائِع ،وكِ ْ
وقبول .وم نه أمرُ غيه بإِعطاءِ مال هُ غَرَ ضٌ ف يه :كإِعطاءِ شاعِر ،أو ظالٍ ،أو إطعا مُ
ِيابس
َ َطس فس القَرض :ال
فقيٍ ،أو فِداءَ أسس ٍي وعمسر داري .وقال َجمْعسٌ :ل ُيشْتَر ُ
والقُبول واختاره الذر عي .وقال قيا سَ جواز الُعاطاة ف البَيْع :جَوازَ ها ه نا ،وإن ا
يوز القرض من أ هل تَبَرّع :في ما ي سلم ف يه من حيوان وغيه ولو نقدا مغشوشا.
ن عم .يو ُز قَرْ ضُ الُبْزِ ،والعَجيِ ،والَميِ الامِض ،ل الرو بة ،على الو جه ،و هي
َخمِيةُ لب حامِض ،تُلقى على اللب ليوب ،لختلفِ حوضَتِها القْصُودَة .ولو قال
أقْرضْنس عشرة ،فقال خذهسا مسن فلن ،فإِن كانست له تتس يده :جاز ،وإل فهوَ
وكيلٌ ف قَبضِها ،فل بدّ من تديد قرضِها .ويُمْتن عُ على َولِ يّ قر ضِ مال موليَه بل
ضرورة .ن عم :يوز للقا ضي إِقرا ضَ مالِ ا َلحْجورِ عل يه بل ضرورة ،لكثرة أشْغالِه:
سض) بإِذن مقرض ،وإن ل إن كان الُقْتَرِض سُ أمينا موس سِرا( ،وملك مقترض بقبس
يتصرّف فيه ،كالوهوب .قال شيخنا :والوْجه ف النقوط العتاد ف الفراح أنه هِبَة،
ل قرض ،وإن اعتيد رد مثله .ولو أن َفقَ على أخِيهِ الرّشِيدَ وعيالَهُ سِني وهو ساكتْ:
ل ير جع به ،على الو جه( ،و) جاز (لقْرِض ا سْتردادَ) ح يث ب قي ذلك القَتَرض،
وإن زال عن مل كه ث عاد على الو جه ،بلف ما لو تعلق به حق لزم ،كر هن،
وكتابِة ،فل يرجع فيه حينئذٍ .نعم :لو آجره رجع فيه ،ويب على القترض رَدّ الِثْل
ف الثلى ،وهو النقد والُبوب ،ولو نقدا أبطَلَه السلطان ،لنه أقرب إل حقه ،وردّ
الِثْل صورة ف التقوّم ،وهو اليوان ،والثياب والواهر ،ول يب قبول الرديء عن
165
ال يد ،ول قبول ال ثل ف غ ي م ّل الِقْرا ضِ إِن كان ل هُ غر ضٌ صحيح ،كأن كان
لنقله مُوءْ نة ،ول يتحمّل ها القترض ،أو كان الو ضع موّفا .ول يُلزم الُقترِض الدّف عَ
ف غي مل الِقراض إل إذا ل يكن لملة مؤنة أو له مؤنةً وتمّلها الُقْرِض ،لكن له
مطالبة ف غي مل الِقراض بقيمة بحل الِقراض وقت الطالبة فيما لنقله مؤنة ول
يتحلمها القرِض لوزا الِعتياض عنه( .و) جاز لقْرِض (نفع) يصل له من مُقْترِض،
كرد الزائد قدرا أو صفة ،والجود ف الرديء (بل شرط) ف العقد ،بل يسن ذلك
لقترض ،لقوله" :إن خياركسم :أحسسنكم قضاء" ول يكره للمقرض أخذه ،كقبول
هدي ته ،ولو ف الربوي .والو جه أن القرض يلك الزائد من غ ي ل فظ ،ل نه و قع
تبعا ،وأيضا ف هو يش به الد ية ،وأن القترض إذا د فع أك ثر م ا عل يه ،واد عى أ نه إن ا
دفسع ذلك ظنا أنسه الذي عليسه :حلف ،ورجسع فيسه .وأمسا القرض بشرط جرّ نفسع
لقرض ففاسد ،لب "كل قرض جرّ منفعة ،فهو ربا" وجب ضعفه :ميء معناه عن
جع من الصحابة .ومنه القرض لن يستأجِر مُلكه ،أي مثلً بأكثر من قيمته لجل
القرض .إن وَقَ عَ ذلِك شَرْطا ،إذْ ُهوَ حِينئذٍ حَرا مٌ ِإجْماعا ،وإِل كَرُ هَ عند نا ،وحرام
عند كثي من العلماء ،قاله السّبكي ،ويوزُ ا ِلقْراضَ بشرطِ الرهنِ أو الكفيل.
ولو قال أقرض هذا مائة وأ نا ل ا ضامِ نٌ ،فأقْ َرضَ هُ الائة أو بعض ها كان ضامنا ،على
الو جه ،للحا جة :كأل قِ متا عك ف الب حر وعل يّ ضمان م وقال البغوي :لو ادّ عى
ق ال خذ لن ال صل :عدم الضّمان ،خلفا ك القَرْ ضَ ،وال خذ الودي عة :صد َ الالِ ُ
للنوار.
166
ومنون ،كمسا ل يُرتَهسن لمسا إل لضرورة ،أو غطبسة ظاهرة ،فيجوز له الرهسن
والرتان كأن يرهن على ما يقترض لاجة الؤنة ليوف ما ينتظر من الغلة أو حلول
الد ين ،وكأ نَ يَرَْت ِه نَ على ما يُقْ ِرضَ هُ أو يَبيعَه مؤجلً لضرورة ن ب أو نوه ،للزوم
ا ِلرْتان حينئذٍ (ولو) كان الع ي الرْهو نة جزءا مشاعا ،أو (عار ية) ،وإن ل ي صرّح
بلفظها ،كأن قال له مالكها :ارْهَنْها بدينك لصول التوثّق با .ويصح إعارة النقد
لذلك ،على الوجسه ،وإن منعنسا إعارتسه لغيس ذلك ،فيصسح رهسن معارٍ بإِذن مالك
بشرط معرف ته الرتَ هن ،وج نس الد ين وقدره .ن عم،د ف الوا هر لو قال له ار هن
عبدي با شئت :صحّ أن يرهنه بأكثر من قيمته .ولو عُيّن قدرا فَرُهِ َن بدون هِ :جاز،
ول رُجو عَ للمالِك بَع َد قَبْ ضِ الُرتَهَن العارِ ية ،فلو تلف ف يد الرا هن ،ض من ل نه
م ستعي الن ،اتفاقا ،أو ف يد الرت ن :فل ضما نَ عليهْ ما ،إذ الُرْتَهَن أم ي ،ول
ضمِنَ بالتسّليم ،على ما قاله غي يَسْقُطُ الَقّ عن ذِمة الراهِن .نعم :إن رُهِ َن فاسداُ :
وا حد ،ويبا عُ العارَ براجعةِ مالِكِه ع ند حلول الد ين ،ث يُر جع الال كُ على الرا هن
بثمنه الذي بي عَ به (ل) يصحّ (بشر طٍ ما يضرّ) الراهن ،أو الرَتهَ نْ( :كأن ل يُبا عَ)
وقتس حلولِ الديسن ،أو إل بأكثسر مسن ثنس الِث ْل، َ أي الرهونسَ ،عنسد الحسل ،أي
(وكشَرْطِ مَنْفَعَتِه) أي الرهون ( ُلرَْتهَنْ) كأن يُشرطا أن الزوائد الادثة كثمر الشجر
(مرهونة) فَيَبْطُل الرّهْ نَ ف ال صّورِ الثل ثِ( ،ول يَلزم) الرّهْ َن كالِبَة (إل بِقَبْ ضٍ) با
مرّ ف قَبْ ضِ الَبيع (بإِذ نٍ) من راهِن يَ صِح تَبَرّ عه ،وي صل الرجوع عن الرهْ نِ قَبْلَ
ك كالِبَة والرهن لخر ،ول ِبوَطء ،وتزويج ،وموت عاقد، قَْبضِه بتصرّف يُزيلَ الُل َ
وهربَس مرهون( .واليَدَ) فس الرهونِس (لرتنسٍ) بعسد لزوم الر هن غالبا (وهسي) على
َهس الرت ِن لِ الرّهسن (أمان َة) أي يدَ أَمَانسة ،ولو بعسد البَرَاءَة مسن الدّي ْن ،فل َيضْمَن ُ
بالتّعدّي :كأن امتنع من الرّد بعد سقوطِ الدّينِ (وصدق) أي الرتِن (كالستأجر ف)
دعوى (تلف) بيمي نه (ل ف ردّ) لن ما قب ضا لغرض أنف سهما ،فكا نا كال ستعي،
بلف الوَدي عِ ،والوَك يل ،ول يَ سقُط بتل فه ش يء من الد ين .ولو غ فل عن ن و
167
كتاب ،فأكلته الرضة ،أو جعله ف مل هو مظنتها ،ضِمنَهُ لتفريطه.
[قاعدة] :وحكم فساد العقود إذا صدر من رشيد ،حكم صحيحها ف الضمان
وعد مه ،لن صَحيحَ العَقْد إذا اقْتَضى الضّمان بَ ْعدَ القَبْ ضِ كالبَيْ عِ والقَرْض ففا ِسدَهُ
أوْل ،أو َعدَمه كالَرْهون ،وا ُلسْتَأجر والوهوب ،ففا ِسدَهُ كذلك.
[فرع] :لو رهن شيئا وجعله مبيعا من الرت نِ بعد شهر ،أو عار ية له بعده ،بأن
شرطا ف عقد الرّهن ث قََبضَ هُ الرتَهن :ل َيضْمن ُه قبل مضي الشهر ،وإن علم فَسادَه
ضمِنهُس بعدَهُس لنسه يصسيُ بيعا ،أو عارِيسة فاسسدين لتعليقهمسا بانقضاء على العتمسد و َ
سدَ البَيْع ،ل
الش هر .فإِن قال رَهَنتُك ،فإِن ل أقْض ع ند الُلو ِل ف هو مَبيعٌ مِنْك :فَ َ
الر هن ،على الو جه ،ل نه ل يشترط ف يه شيئا( .وله) أي للمرت ن (طلب بي عه) أي
الرهون ،أو طلب قَضاءْ دَينِه إن ل يَبِ عْ .ول يُلزَم الراهِ َن الب يع ب صوصه ،بل إن ا
يَطْلُب الرتَهَن أحَد الَمْرَيسن (إن حَلّ دَيْن) ،وإناس يَبي ُع الراهِن بإِذن الرتنَس عنسد
َنس بثمنسه على سسائر الغُرَماء .فإِن أبس الرتِن الاجسة ،لن له فيسه حقا ويقدّم الرت َ
الِذن .قال له الا كم ائذَ نَ ف بي عه ،أو أَبْرِئ هُ من الديْن( .وُيجْبِر راهِن) أي ي به
الاكِم على أ حد المر ين إذا امْتَنَ عَ بالَبْس ،وغيه( ،فإِن أ صَرّ) على المتنا عِ ،أو
كان غائِبا ولي سَ له ما يوف منه غي الرّهْن( .باعَ هُ) َعلَيه (قا ضٍ) بعدَ ثُبو تِ الدّين،
ومَلَ كَ الراهِ نَ والرّ ْه نَ ،و َكوْ نه بَحَل وليتِه وقَ ضى الدّ ين من ث نه ،دفعا لضرر
الرت ن ،ويوز للمرت ن بَيع هُ ف دَيْن حالَ بإِذن الرا هن و َحضْرتِه ،بل فه ف غيب ته.
ن عم ،إِن ُقدّر له الث من :صحّ مطلقا ،لنتفاء التّه مة ولو شرطا أن يبيعه ثالث ع ند
الحل :جاز بيعه بثمن مثل حالّ :ول َيشْتَرِط مراجعة الراهِن ف البَيْع ،لن الصل
بقاء إِذنَه ،بل الرَتهِن ،لنه قد يهل ،أو يبىء (وعلى مالِكَه) من راهِن ،أو مُعيٍ له:
(مؤنسة) للمَرْهونِس كنَفَقَ ِة رَقيقسٍ ،وكِس ْسوَته ،وعَلَفَس دابسة ،وأجْ َرةَ ردّ آبِقسٍ ،ومكانَس
حِفْظٍ ،وإعادَةِ ما ُي َهدّم إِجْماعا ،خلفا لا شذّ به السَنُ .فإِن غابَ أو أعْسَر .راجَعَ
168
ْنس الاكِمسَ ،وله الِنفاق بإِذنسه ليكون رَهنا بالنفقسة أيضا .فإِن تعذر اسستئذانه، الُرْت ُ
وأ ْشهَد بالِنْفا قِ ليُرجَع ،رُجّ عَ ،وإل فل( ،وليس له) أي للمالِك بعد لزو مِ الرّهْن:
بَيْ عٌَ ،ووَقْ فٌ ،و (رَهْ نٌ لخَر) ،لئل يُزَاحِ مُ الُرَتهَن ( َووْطءُ) للمِرهونَة بل إذنه ،وإِن
ل َتحْبل ،حسما للباب ،بلف سائر التمتعات ،فتحل ،إن أمِن الوطء( ،وتزويج)
المة مرهونة ،لنقصه القيمة( ،ل) إن كان التزويج (منه) :أي الرتن ،أو بإِذنه ،فل
يتنسع على الراهسن ،وكذا ل تو ُز الِجارة لِغَي ْر الرْتِن بل إذن إن جاوَزَت مدّتاس
ِنتفاعس بالرّكوب والسسّكن ،ل بالبناءِ والغَرْس .نعسم ،لو كان َ الحسل .ويوزُ له ال
ِنس الارِيَة
أقلعس عندَ الَجَل ،فله ذلك .وأمسا وَطْءُ الُرَْته َ
الدَيسن مؤجّلً وقالَ :أنسا ُ
الرهونَة ،ولو بإِذن الالك ،فزَنا ،حيث علم التّحري ،فعليه الدّ ،ويلزمَ هُ ا َلهْر ،ما ل
تطاوِعْهسُ ،عالِمةً بالّتحْرِي ْ ،ومسا نسسب إِل عطاءٍ ،مسن تويزه الوَطْءَ بإِذن الالك،
ضعيفٌ جدا ،بل قيل إِنه مَكذوبْ عليه.
(و سُئِلَ) القاضي الطّيّب الناشري عن الك ِم فيما اعتاده النّساءُ من ارْتا نِ الِلى
م عَ الِذْن ف لبْسها (فأجاب) ل ضما نَ على الرَتهِنة مع اللّبس ،لن ذلك ف حكم
إجارَ ٍة فا ِسدَة معلّلً ذلك :بأن القرِ ضة ،ل تُقْرِ ضُ مال ا إل ل جل الِرتان واللّ بس،
فج عل ذلك عوضا فا سدا ف مقابلة اللّبْس( .ولو اختل فا) أي الراهِن ،والرتِن ( ف
أصسل رهْن) ،كأن قال رَهَنتنس كذا ،فأنكسر الخسر( ،أو) فس (قدره) :أي الرهون
كرهنتن الرض مع شجرها ،فقال :بل وحدها ،أو قدر الرهون به :كبألفي ،فقال
بل بألف ( :صدق راهِن) بيمي نه .وإن كان الرهون ب يد الرتِن لن ال صل عدم ما
يدعيه الرتِن .ولو ادعى مرتن هو بيده أنه قبضه بالِذن ،وأنكره الراهن ،وقال بل
حدِه بيمينه.َغصَبْتَه ،أو أعَرْتَكُه ،أو آجَرْتَكُه :صدَق ف َج َ
[فرع] :من عل يه ألفان بأحده ا رَهْن أو كَفيلٍ ،فأَدّي ألفا وقال أدي ته عن ألف
الر هن :صدق بيمي نه ،لن الؤدّي أعرف بق صده وكيفي ته .و من ث لو أدى لدائ نه
169
شيئا وقصد أنه عن دينه وقَ عَ عنه ،وإن ظَنّه الدائ نَ هَديّة ،كذا قالوه ،ث إِن ل ينوِ
الدافِع ،شيئا حالة الدّفع :جَعله عما شاء مِْنهُما ،لنَ التعييَ إِليه.
[تت مة] :الفْلِس من عل يه دَيْن لدا مي حا ّل زائد على مالهُ :يحْجَر عل يه ،بِطَلَ به
َهس وبالجرِ :يتعلق حق ّ الغُرماء باله ،فل يصسح لجْرَ على نفسسه ،أو طَلَب غُرمائ ُ اَ
ت صرفه ف يه ب ا يضرّ هم .كوقْ فٍ ،وهِ بة ،ول بيعَ هُ ،ولو لغُرَمائِ هِ ِبدَيْنهِم ،بغيِ إِذ نِ
لجَرِ .ويباد ُر قا ضٍ يبيع القاضي .ويصحّ إقراره بعي أو دين أ سْند وجوبُه لِما قبْل ا َ
سمَ َثمَنَ هُ بي غُرمائِه كبيعِ مالِمالَه ،ولو م سَكَنه ،وخادِمَهَ ،بضْرتِ هِ مع غُرَمائِ هِ ،وقَ َ
متنع عن أداءِ ح قَ وَجَ بَ عليه أداوه .ولقا ضٍ إِكرا هُ مُمتَنَ عٍ من الداءِ بالَبْ سِ وغَيْره
مِن أنواع التّعزيرِ .وَيحْبِسْ مَدينٌ مَكلّف ُع ِهدَ لَهُ الالَ ل أصْل وإن عل من جهة أب
أمس بديسن فرعسه ،خلفا للحاوي ،كالغزال ،وإذا ثبست إعسسار مَديسن :ل َيجُزْ أو ّ
حَبْسهُ ،ول ملزَمَتَ هُ بل ُيمَهّلْ حت يو سِر .وللدائن ملزمةَ من ل يثْبُ تْ إِعْسارَه ،ما
فيجابس إليسه ،وأ ْجرَةَ الَب ْس ،وكذا اللزَم على الَديسن. ُ ل يتسر الديسن البسس،
وللحاكِ مِ مَنْع الحبوس :الِ ستئناسُ بالحاد ثة ،وحضور الُم عة ،و َعمَ ُل ال صّنْعَة إن
رأى الَ صْلَحة ف يه ول يوزُ للدائ ِن توي عَ الَدي نَ بنْع الطعام ك ما أف ت به شيخ نا
ع فورا الزمزمي ،رحه ال تعال ويوز لغري الفلِس الحجورِ عليه أو اليّت :الرجو َ
حقس لزم ،والعَوَض حال ،وإن تفرّخ إل مَتَاعسه ،إن وُ ِجدَ فس ُملْكسه ول يتعلق بسه ٌ
البيض البيَع ،وَنَبَث البِذر واشتدّ ح بّ الزرْع ،لنا حدثت من ع ي ماله .ويصلُ
سخَت ،ورُجّ عت ف الَبيعِ ل بن حو بَيْ عٍ الرجو عُ من البائِع ،ولو بل قاض ،بنح ٍو فُ ِ
وعِت ٍق فيه.
(ف صل) :ي جر بنون إل إفاقةٍ و صِبا إل بلو غْ بكمال خ س عشرة سنة قمر ية،
تديدا ،بشهادةِ َعدْلَ ي خبيين أو خروج منَ ،أو حَيْ ضٍ ،وإمكاَنهُ ما كمالَ ت سعَ
سنيَ .ويَ صدُق مدّ عي بلوغ :بإِمناءٍ ،أو حي ضٍ ،ولو ف خ صومَةٍ ،بل ي ي .إذ ل
170
يعرف إل منه .ونبْت العانةِ الشَنة ،بي ثُ تتا جُ إل الل قِ ف حق كافر :ذكر أو
أن ثى ،أمارةً على بلوغِه بال سّن أو الِحْتل مَ .ومِثَْل هُ :وَلدُ مَ نْ ُجهِلَ إِ سلمه ،ل من
عدم من يعرف سنه :على الوجه ،وقيل يكون علمة ف حق السلم أيضا .وألقوا،
بالعانة :الشّعرَ الَش نَ ف الِبط ،وإذا بَلَغَ الصّب رشيدا :أعطى ماله والرّشد :صلحُ
الدّي نِ ،والال ،بأن ل يف عل مرّما يب طل عدالة :من ارتكا بِ كبيةٍ أو إ صرارٌ على
صسغيَةٍ مسع عدمِس غلبةِ طاعاتهِس معاصسِيه ،وبأنّ ل يبذرّ بتضَيْيع ِس الالِ باحْتمالِ غُبْنٍس
صدَقَة ،ووجو هِ فاحِ شٍ ف الُعامََلةِ ،وإنفاقِه ،ولو فِلْ سا ف ُمحَرّم .وأ ما صرفه ف ال ّ
الَيْر ،والَطاعِم ،واللبس ،والدايا الت ل تَليقُ به ،فليس بتبذير .وبعد إفاقة الجنون
وبلوغ ال صب ولو بل ر شد ي صح الِ سلم ،والطلق ،واللع ،وكذا الت صرّف الال
بعد الرشد .وُولّ الصب :أ بٌ َعدْلٌ ،فأبو هُ وإن عل ،فوصي فقاضي بلد الول ،إن
كان عدلً أمينا ،فإِن كان ماله ببلد آخسر :فول ّ ماله قاضسي بَلدِ الال فس حفظ ِه،
صَلحَة ويلزمَ هُف الوَلّ بالَ ْ
وبَيْعِه ،وإِجارَتَ هُ عِنْد خو فِ هلكِه ف صُلَحاءُ بلده ويتَصرّ ُ
حِفْ ظُ مالِه ،وا ستِنماؤُه قَ ْدرَ النف قة ،والزّكاة ،والؤ نَ ،إن أمك نه ،وله ال سفر به ف
طريق آمن لقصد آمن برّا ،ل برا ،وشِراء عقارٍ يكفي هِ غِلّتَه أول من التِجارة ،ول
يَبيعُ عِقارَهُ إل لاجَةٍ أو غِبْطَةٍ ظاهِرَة وأفت بعضهم بأن لل َولّ الصّلح على بعضِ دين
الول إذا تعي ذلك طريقا لتخليص ذلك البعض ،كما أن له ،بل يلزمه ،دفع بعض
ماله ل سِل َم ٍة باقِية .انتهى .وله بي عُ مالِه نسيئَة ل صْلحَة ،وعليه أن يَرتِ نَ بالثّمن رَهْنا
وافيا إن ل يكن الشتري مو سِرا .ولولَ إقرا ضَ مالٍ مجورٍ لضرورة .ولقا ضٍ ذلك
مطلقا ،بشرط كون القترض مليئا أمينا ،ول ولية ل مّ على الصح ،ومن أدل با،
ول لِع صْبة .نعم ،لم الِنفا قَ من مالِ الطّفلِ ف تأديبه وتعليمه ،لنه قليل ،فسومِحَ
بهِ عْن َد فَقْدِ الوَل الاصّ .ويَصْدُق أبٌ أو جدّ ف أنه تصرفٌ لصلح ٍة بيمينه ،وقاضٍ
بل ييس ،إن كان ثِق َة عدلً ،مشهورُ العفسة ،وحُسسنَ السسّية ،ل وصسي ،وقيسم،
صدّق بيمينه هو الحجور ،حيث ل بينة ،لنم قد يُتّهمون. وحاكِ مٌ ،وفا سِق ،بل ال َ
171
ومن ث :لو كانت الم وصية كانت كالوّلي ،وكذا آباؤها.
س لولَ أخذ شيء من ما ِل موليه إن كان غنيا مطلقا ،فإِن كان فقيا [فرع] :لي َ
وانقطع بسببه عن كَ سْبه :أخذ قدر نفقته ،وإذا أيسر :ل يلزمه بدل ما أخذه .قال
ال سْنَوي :هذا ف و صي وأم ي ،أ ما أب أو جدّ ،فيأ خذ قدر كفاي ته اتفاقا سواء
الصحيح وغيه .وقيس بولّ اليتيم فيما ذكر :مَ نْ َجمَ عَ مالً لِفَكّ أسيٍ ،أي مثلً،
ب والدّ :استخدامَ مجورِه فيما ل يقابَل بأُجرةٍ ل ِفله إن كان فَقيا الكْلَ منه .ول َ
َهس عليسه ،وأفتس النووي بأنسه لوول يضْرِبُه على ذلك ،خلفا لنس جزَم بأن له ضَرْب ُ
ا ستخدم ا بن ابن ته :لز مه أجر ته إل بُلوغِه ورُ ْشدْ ،وإن ل يُكْرِ هه .ول ي ب أجرة
الرشيسد إِل إن ُأكْرِه .ويري هذا فس غيس الدّ للُم ،وقال الللُ البلقينس :لو كان
للصّب مالٌ غائبِ فأنف َق ولِيّهُ عليه من مالِ نَفْسِه بنيّةِ الرجوع ،إِذا حضَر مالَه رَجَع،
إِن كان أبا أو جدا ،لنه يتولّى الطرفي بلف غيها :أي حت الاكم ،بل يَأذَ نُ
لن ينفق ،ث يوفيه وأفت جع فيمن ثبت له على أبيه دين فادّعى إنفاقه عليه :بأنه
يصدق هو أو وارثه باليمي.
(فصل) :ف الوالة (تَ صِحّ حَوالَةٌ بِصيغَة) وه يَ إِيا بٌ من الُحيل :كأَحَلُت كَ على
فلن بالد ين الذي لَ كَ عل يّ ،أو نقَل تُ حَقّ كَ إل فلن ،أو جَعَلْ تُ مال عَلَْي هِ لَ كْ،
وقبول من الُحتال بل تعل يق ،وي صح بَأحِل ن( ،وبر ضا م يل ،ومتال) ول يُشتَرط
رِضا الُحال عليه( .ويُلزَمُ با) أي الَوالَة (دينُ متا ٍل مالً عليه) فيبأ الحيلُ بالوالة
عسن ديسن الحتال ،والُحالُ عليسه عَن ديسن الُحيسل ،ويتحوّل حسق الُحتالِ إل ذِمّةس
الحال عل يه إجْماعا( ،فإِن تعذّر أخذه م نه بفلس) ح صل للمُحال عل يه ،وإن قارَن
الفلس الوالة( ،أو جَحَد) أي إنكارٌ م نه للحَوالة ،أو دَْي نُ الَح يل و َحلَف عل يه ،أو
بغيس ذلك :كتعزّز الحال عليسه ،وموت شهود الوالة( :ل يرجسع) الحتال (على
م يل) بش يء ،وإن جَهِل ذلك ،ول يتخ ي لو بان الحالَ عل يه مُعْ سِرا وإن شَ َر طَ
172
ي سارَهُ .ولوْ َطلَ بَ الُحتالُ الحالَ عل يه فقال أبرأ ن الَحيلُ قب َل الوالَة ،وأقا مَ بذلك
ع بدينه علىبينةَ :سمِعْتُ ،وإن كان الُحيل ف البلد .ث التجه أن للمتحالِ :الرجو َ
الحيسل ،إل إذا ا ستمر على تكذيسب الُحال عل يه .ولو باع عبدا وأحال بثمنسه ،ثس
اتفق التبايعان على حريته وقت البيع ،أو ثَبتَتْ حريته حينئذٍ ببينة شهدت حسبة ،أو
أقامها العَبْد :ل تَ صِحّ الِوالَة ،وإن كذَّبهُما الُحتالُ ف الرية ول بينة فلكل منهما
تلي فه على ن في العلم ب ا ،وبق يت الوالة( .ولو اختل فا) أي الدائِن والَد ين ف أ نه
(هل َوكّل أو أحال؟) بأن قال الَدي نُ :وكّلتُ كَ لتقبض ل ،فقال الدائِن :بل أحلتن،
وقال الديسن :أحلتُكسَ ،فقال الدائن :بسل وكّلتنس( ،صسدَق منكسر حوالة) بيمينسه،
فيصدّق الدين ف الول ،والدائن ف الخية .لن الصل بقاء الق ف ذمة الستحِق
عليه.
[تت مة] :يَ صِحّ مِن مُكَلّ فٍ رشيدٍ :ضَما نٌ بدي ٍن وا جب ،سواء ا ستقرّ ف ذمّ ِة
ضمُون له :كنفَقَة اليوم و ما قبله للزو جة ،أو ل يَ ستقرّ ،كث من مَبيعٍ ل يق بض، ال ْ
و صداق ق بل و طء ،ل ب ا سيجب ،كد ين قَر ضٍ ،ونَفَقَةِ غَد للزو جة ،ول بنف قة
ط رِضا الدّائِ نِ والَدين .وصحّ ضما نُ الرّقي قِ بإِذ نِ سَيّدهِ.
القريب مطلقا .ول ُيشْتَرَ ُ
وتَصِحّ منه كفالةٌ بعيٍ مضمونَة ،كمغصوبة ،ومستعارَةٍ ،وببدَنِ من يستح ّق حضورُه
ملِس حُكِسم بإِذنسه ،ويُسبّأَ الكَفيسل بإِحضار مكفول ،شخصسا كان أو عينا ،إل
الكفول له ،وإن ل يطال به ،وبضوره عن ج هة الكفيلِ بل حائِل :كمتغلب بالكان
الذي ُشرِط ف الكفالَ ِة الِحضارَ إليه ،وإل فحيث وقعت الكفالة فيه .فإِن غاب لَزِمه
ِنس الطّريسق ،وإِل فل .ول يطالب كفيسل بال ،وإن َرفس مَحلّه ،وأم َ
إحضارَه ،إن ع َ
ت التّ سليمُ بو تٍ أو غيه .لو شرط أ نه يُغرّ مُ الال ،ولو مع قوله إن فات الت سليم فا َ
للمكفول ،ل تَ صِح .وصيغة اللتزام فيهما :كضمنت دَينَك على فلن ،أو تَحمّلته،
أو تكفّلت بِبَدنسه ،أو أنسا بالال ،أو بإِحضار الشخسص ضامسن ،أو كفيسل .ولو قال
173
أُوءَدّي الال ،أو أ ْحضَر الشخص ،فهو وعد بالتزا مٍ ،كما هو صريح الصيغة ،نعم:
إن حَفّ ت به قري نة ت صرفه إل الِنشاء :انع قد به ،ك ما ب ثه ا بن الرف عة ،واعتمده
ال سبكي ،ول ي صحانِ بِشر طِ بَراءَة أ صيلٍ ،ول بتَعلّ ٍق وتوقي تٍ .وللمُ سْتَحِق مطال بة
الضامِ نِ والصيل .ولو بريء :بُرّيء الضّامن .ول عكس ف الِبراء ،دون الداء ولو
ما تَ أحدها والدين مُو َءجّل :حَلّ عليه .ولضامِن رجو عٌ على أصيل ،إن غرّم .ولو
صال عن الدين با دونه :ل يرجع إل با غُرّم ولو أدى دي نَ غيه بإِذن :رَجَ عَ ،وإن
ل ُيشْرط لَه الرّجوع ،ل إن أداه ب َقصْد التبّع.
ضمِنّ ا مالَك على فلن: [فرع] :أف ت َجمْ عٌ ُمحَقّقو نَ بأن هُ لو قال رجُلن ل خرَ :
صفِ الدّيْنِ ،ومالَ إليهل بميعِ الدّيْنِ .وقال َجمْع مُت َقدّمونَ :طالبَ كلّ بِن ْ طالب ك ّ
الذر عي .قال شيخنا :إن ا تَقَ سّط الضمّا نَ فَ :ألْ قِ متا ُع كَ ف البَحرِ وأنا َورُكّا بَ
صَلحَ ٍة فاقَْتضَتْ
س ضمانا حقيقةً ،بلْ اسِْتدَعاءَ إتْلفِ مالٍ ل ْ السّفين ِة ضامِنونَ ،لنّهُ لي َ
التّوزيعَ ،لِئَلّ يَنْفِرَ النّاسُ عَنْها.
(واعلم) أن الصّلح جاِئزٌ مع ا ِلقْرار ،و ُهوَ على شيءٍ غَي الدّعي معا َوضَة كما لو
قال :صاَلحْتك ع ما تدّع يه على هذا الثّوب ،فله حُكْم البَيْع ،وعلى بَعْض الدّ عى
إِبْراءً إن كان دَينْا ،فلو ل يَ قل الد عي أبرأت ذِمّتُ كَ :ل َيضُرّ ،ويُل غى ال صلح ح يث
ل حجة للمدعي مع الِنكار ،أو السكوتَ من الدّعى عليه ،فل يصح ال صّلح على
الِنكار ،وإن فرض صدقُ الدعي ،خلفا للَِئمْة الثلثة .نعم ،يوز لل ُمدّعي الحق
أن يأخُذ ما ُبذِلَ له ف ال صلح على النكار ،ث إن و قع بغ ي مد عى به كان ظافرا
وسيأت حكم الظّفر.
174
[فرع] :يُحر مُ على كلّ أحد غَرْ سَ َشجَرٍ ف شارع ،ولو لعموم النفع للمسلمي،
كبناء َدكّةس ،وإن ل يضُرّ فيسه ،ولو لذلك أيضا ،وإن انتفسى الضرر حالً ،أو كانست
ف رَيْعَهُ بل يُكره.
الدّكة بفِناء دارِه .وَيحُ ّل الغَرْسَ بِا َلسْجد للمُسلمي أو لَِيصْرُ َ
(تَصِ ّح وكالَة) َشخْصٍ مَُتمَكّنٍ لِنَفْسِهِ كَعَبْد ،وفَاسِقٍ ف قبولِ نِكاحٍ ،ولو بِل إِذْ َن
سَيّد ،ل ف إيابِه ،وهي تَفْوي ضُ َشخْ صٍ أَمْرَ هُ إل آخَ َر فيما يَقَْبلُ النّيابَة لِيَفْعَلَ هُ ف
حَياتِه ،فَتَ صِحّ (ف كلّ عَ ْقدٍ) :كَبَيْ عٍ ،ونِكا حٍ ،وَهِبَةَ ،ورَهْ نٍ ،وطَل قٍ مُْنجِز( ،و) ف
كل (فَ سْخٍ) كإِقالةٍ ،ورَدَ بِعَيْ بٍ .وف قَب ضٍ ،وإقْبَا ضٍ للدّي نِ أو العَيْ نِ ،وَف إِ سْتيفاءِ
صمُ ،وإِنّما تَ صِحّ الوَكالَة فيما ُذكِرَ، عقوبَةَ آدَمي ،والدّعْوى والوا بَ ،وَإِن كَرِه الَ ْ
إن كا نَ (عَليه وليَةً ِلمُوكّلٍ) بلكِه التّصرُف فيه حي التوكيل ،فل يَ صِحّ ف بَيْ عِ ما
سََيمْل ُكهُ وطَل قَ من سَينْ ِكحُها ،ل نه ل ول ية ل هُ علي هِ حينئذٍ ،وكذا لو و كل مِن
يُزوّج موَليّتَهُ إذا طُلِقْتَ أو انْ َقضَتْ ِعدّتُها ،على ما قاله الشيخان هنا ،لكن رُجّح ف
الروضة ،ف النكاح ،الصحة .وكذا لو قالت له ،وهي ف نكاح أو عدّة ،أذنت لك
ف تزوي ي إذا حََللْ تُ ،ولو عُلّ قَ ذلك على الِنْقِضاءِ أو الطّل قَ ،فَ سَدت الوكالَة،
وَنَفَذَ التزّويسج للِذْن( ،ل) فس (إقرار) أي ل يصسح التوكي ُل فيسه ،بأن يقول لِغَيه:
وكّلْتُكَ لِتُقرّ عن لفلن بكذا ،فيقول الوكيل أقررت عنه بكذا ،لنه إخبارٌ عن حق،
صدَ فل يقبل التوكيل ،لكن يكون الوكِل مُقِرّا بالتّوكيل( ،و) ل ف (يي) ،لن القَ ْ
با تعظي مُ اللّ هِ تعال ،فأشْبهَ تِ العِبادَة .ومثلها :النّذْر ،وتعليق العِتْق والطّل قِ بِ صَفة،
ول فس الشّهادة ،إلْحاقا لاس بالعِبادة ،والشّهادة على الشّهادة ليسست توكيلً ،بسل
حمّل عنه ،كحاكم أدّى عَنه عند حاك مٍ آخر (و) ل ف الاجَة جعلت الشاهِد الت َ
(عِبادَة) ،إل ف ح جّ ،وعُمرة ،وذَبْ حٍ ن و أضْح ية ،ول تَ صِحّ الوكالَة إل (بإِياب)
وهو ما ُيشْعِرُ برضا ال َوكّل الذي َيصِحّ مباشرته الوكَل فيه ف التّصَرّف( :كَوكّلَتُكَ)
175
ف كذا ،أو َف ّوضْ تُ ِإلَيْ كَ ،أو أَنْبَتُ كَ ،أو أقْمتُ كَ مَقامي فيه( ،أو بِ عْ) كذا ،أو َزوّ جْ
فُلنَة ،أو َطلّقْ ها ،أو أ ْعطَيْ تُ بَيدِ كَ طَلقَ ها وأَعْت ْق فُلنا .قال ال سّبكي :يُوءَ َخذُ مِن
كلمِهسم صسِحة قولُ من ْس ل وَلّ لاس :أذِنْت ُس لكلّ عاقدٍ فس البلد أن يزوّجنس .قال
ال ْذرُعي :وهذا ،إذا صحّ َمحَلّه ،إنْ عيّنتُ الزوجَ ول تُ َفوّضْ إِل صيغَ ًة فقط .وبنحو
ذلك .أف ت ا بن ال صلح ،ول يشترط ف الوكالة :القبول لفظا ،ل كن يُشترَ طُ َعدَ مَ
الرّ ّد ف قط .ولو تَ صَرّف غ ي عالِم بالوِكالَة :صحّ ،إن تَبيَ وِكالتَ هُ ح ي الت صرّف،
كمن با عَ مالَ أبيه ظانا حياته فبا نَ ميْتا .ول يَ صِحّ تعلي ُق الوِكالة ِبشَرْط :كإذا جاء
رمضان ف قد وكل تك ف كذا ،فلو ت صرف ب عد وجود الشّر طِ العلّق ،كأن وكّل هَ
بطَلق زَوجةٍ سَيَن ِكحُها ،أو بِبَيْ عِ عَْبدٍ سََيمْلِكَهُ ،أو بِتَزوي جِ بَنْت هِ إذا ُطلّقْت واعتدّت:
ل بعموم ّجس بَ ْعدَ العِدّة نَ َفذَ َعمَ ً
أنس نَكَحسَ ،أوْ باع بعسد أن مَلَك ،أو َزو َ فَطَلَقّ بَع ْد ْ
الِذن .وإن قل نا بِفَ سادِ الوَكالة بالنّ سبة إل سقوط الُعْل ال سمى إن كان َووُجُوب
ُأجْرةِ الِثْل ،و صَحّ تَعلي َق التّ صَرّفْ فقط ،كبِعْه لكن بَ ْعدَ شَهر ،وتأقيتها :كوكلْتُك
إل شهسر رمضان .ويُشترط فس الوَكالة أن يكون الوكِل فيسه معْلوما للوَكيلَ ،ولو
بوَجْ هٍ ،كوكل تك ف بَيْع جَم يع أمْوال ،وعِتْ قِ أرِقائي ،وإِن ل ت كن أمواله وأرقاؤه
معلو مة ،لقلة الغُر ِر ف يه ،بلف بِ عْ هذا أو ذاك ،وفارِق إِحدى عَبيدي ،بأن ال حد
صادِق على كل ،وبلف بع بع ضَ مال .ن عم :ي صحّ بع ،أو ه بْ م نه ما شئت.
وتَبطلُ ف الجَهولِ ،كوكّلْتُكَ ف كلّ قلي ٍل وكثيٍ ،أو ف كلّ أموري ،أو تصرّف ف
َهس
صسحّ مُباشَرَت ُأموري كيسف شئت لكثرة الغرُور فيسه (وباع) كالشّريسك (وكيسل) َ
التّ صَرّف لِنفسه (بثمن مِثْل) فأكثرَ (حالً) ،فل يَبيعَ نَسيئَة ،ول بغي نَ ْقدِ البلد ،ول
بغُبْ نٍ فاحِش ،بأن ل يتمل غالبا ،فبيع ما يساوي َعشْرة بتِسعة :مُحتمل ،وبثمانِية:
غي متمل .ومت خالف شيئا ما ذكر فَ سُدَ تَ صَرّفه ،وضمن قِيمَتّه يو مَ التّسلِيمَ ،ولو
مثليا ،إِن ُأقْبِ ضَ الُشتري ،فإِن بقي :ا سْتَردّه ،وله حينئذٍ بَيْعَ هُ بالِذن السابق ،وقبض
الثّ من ،ول يضمَن هُ .وإن تلف ،غرم الو كل بدله الوك يل أو الشتري والقرار عل يه.
176
وهذا كله( ،إذا أطلق الو كل) الوكالة ف الب يع ،بأن ل يق يد بث من ،ول حلول ،ول
تأجيل ،ول نقد ،وإن قيد بشيء ،اتبع.
[فرع] :لو قال لوكيله بعه بكم شئت ،فله بيعه بغب فاحش ،ل بنسيئة ،ول بغي
نقد البلد ،أو با شئت ،أو با تراه ،فله بيعه بغي نقد البلد ،ل بغب ،ول بنسيئة ،أو
بكيف شئت فله بيعة بنسيئة ،ل بغب ،ول بغي نقد البلد ،أو با عزّ وهان ،فله بيعه
بعرض وغ ب ،ل بن سيئة( ،ول يبيع) الوك يل لنف سه ومول يه ،وإن أذن له ف ذلك،
وقدر له بالثمسن ،خلفا لبسن الرفعسة ،لمتناع اتاد الوجسب والقابسل ،وإن انتفست
الته مة ،بلف أب يه وولده الرش يد ،ول ي صح الب يع بث من ال ثل مع وجود را غب
بزيادة ل يتغابن بثلها إن وثق به ،قال الذرعي :ول يكن ماطلً ،ول ماله أو كسبه
حراما ،أي هو كله ،أو أكثره ،فإِن و جد را غب بالزيادة ف ث ن خيار الجلس أو
الشرط ولو للمشتري وحده ول يرض بالزيادة ف سخ الوك يل الع قد وجوبا ،بالب يع،
للراغب بالزيادة ،وإل انفسخ بنفسه ول يسلم الوكيل بالبيع بالّ البيع حت يقبض
الثمسن الالّ ،وإل ضمسن للموكسل قيمسة البيسع ،ولو مثليا( ،وليسس له) أي للوكيسل
سع) الشراء (له) أيسليم (ووقس سب) لقتضاء الِطلق عرفا السس بالشراء (شراء معيس
للوكيل (إن علم) العيب واشتراه بثمن ف الذمة ،وإن ساوى البيع الثمن إل إذا عينه
الو كل ،وعلم بعي به ،في قع له ،ك ما إذا اشتراه بث من ف الذ مة ،أو بع ي ماله جاهلً
بعي به ،وإن ل ي ساوِ ال بيع الث من ،وعلم م ا مرّ أ نه ح يث ل ي قع للمو كل ،فإن كان
الثمن عي ماله ،بطل الشراء ،وإل وقع للوكيل .ويوز لعامل القراض شراؤه ،لن
القصد ث الربح ،وقضيته أنه لو كان القصد هنا الربح جاز ،وهو كذلك ،ولكل من
الوكل والوكيل ،ف صورة الهل ،ردّ بعيب ،ل لوكيل إن رضي به موكل .ولو
دفع موكله إِليه مالً للشراء ،وأمره بتسليمه ف الثمن ،فسلم من عنده ،فمتبع ،حت
ولو تعذر مال الوكل ،لنحو غيبة مفتاح ،إذ يكنه الِشهاد على أنه أدّى عنه ليجع
177
أو إخبار الاكم بذلك ،فإِن ل يدفع له شيئا ،أو ل يأمره بالتسليم فيه ،رجع للقرينة
الدالة على إذنه له ف التسليم عنه( ،ول) له (توكيل بل إذن) من الوكل (فيما يتأتى
منه) لنه ل يرض بغيه .نعم ،لو وكله ف قبض دين فقبضه ،وأرسله مع أحد من
عياله ،ل يض من ك ما قاله الوري ،قال شيخ نا :والذي يظ هر أن الراد ب م ،أولده
ومالي كه ،وزوجا ته ،بلف غي هم ،ومثله ،إر سال ن و ما اشتراه له مع أحد هم،
وخرج بقول فيما يتأتى منه :ما ل يتأت منه ،لكونه يتعسر عليه الِتيان به لكثرته،
أو لكو نه ل ي سنه ،أو ل يل يق به ،فله التوك يل عن موكله ،ل عن نف سه ،وقض ية
التعليل الذكور امتناع التوكيل عند جهل الوكل باله .ولو طرأ له العجز لطرو نو
مرض أو سفر ،ل ي ز له أن يوكّ ل ،وإذا وكل الوكيل بإِذن الوكل ،فالثان وكيل
الوكسل ،فل يعزله الوكيسل .فإِن قال الوكسل ،وكّلس عنسك ،ففعسل ،فالثانس وكيسل
الوك يل ،ل نه مقتضي الِذن ،فينعزل بعزله ،ويلزم الوك يل أن ل يو كل إِل أمينا ،ما
ل يع ي له غيه مع علم الو كل باله ،أو ل ي قل له وكّ ل من شئت ،على الو جه،
كما لو قالت لوليها :زوّجن من شئت ،فله تزويها من غي الك فء أيضا ،وقوله
لوكيله ف شيء ،افعل فيه ما شئت ،أو كُلّ ما تفعله جائز ،ليس إذنا ف التوكيل.
178
صدُ َ
ق (و هو) أي الوك يل ولو ب عل (أم ي) فل َيضْمَ نُ ما تَلَف ف يده بل تَعدَ ،ويَ ْ
بيمينه ف دعوى التّلَف والرّدّ على الوكِل ،لنه ائْتَمنه بلف الردّ على غي الوكل
كرَسولِه ،فَيَ صْدُقُ الرسو ُل بيمينه ،ول َوكّلَ هُ بقضاءِ دَيْن فقال َقضْيتَ هُ ،وأنكر ال سُتحِقّ
َدفْعه إِليه صدق السَتحِ ّق بيمينه ،لن الصل عدم القضاء فيحلف ،ويطالب الوكل
ف قط( .فإِن تعدّى) كأن ر كب الدا بة ول بس الثوب تعديّا( :ضَ من) ك سائر الُمنَاء،
ومِن التّعدّي ،أن يضي عَ م نه الال ول يدري ك يف ضا عَ ،أو َوضَعَ هُ ب حل ث نَ سِيهُ
ول ينْعَزلُ بتَعدّيه بغي إتْل فِ الوكّل فيه .ولو أرسل إل بزّازٍ ليأخذ منه ثوبا سوما
ضمِنَه الُرْسِل ،ل الرّسول. فتلف ف الطّريقَ :
[فرع] :لو اختل فا ف أ صل الوكالة ب عد التّ صرّف ،كوكّلت ن ف كذا ،فقال ما
وكّلتُك .أو ف صفتها ،بأن قال وكّلتَن بالبَيْعِ نسيئَة ،أو بالشّراء بعشرين ،فقال :بل
نَقدا ،أو ب َعشَرة ،صدق الوكِل بيمي نه ف ال كل لن ال صْل مَعَ هُ (وَيَنْعَ ِزلَ) الوَكيلُ
َهس الُوكِل ،سسواء كان بِلَفسظ (بِعَ ْزلِ أحَدهاس) أي بأن يَعْزِل الوَكيلُ نَفْسسه ،أو يَعْ ِزل ُ
ختَ الوكالة ،أو أْبطَلْتهسا ،أو َأزَلْتَهَا ،وإن ل يَعْلَم العزول( .و) أمس ل ،كَفَسس ْ
العَزْل ْ
ينعزل أيضا ،بروج أ َحدِها عن أهليّة التّصرّفِ (بوْتٍ ،أو جُنونٍ) حَصل لَ َحدِها،
ت مدّة النُون ،وزوالُ مُلْ كِ الوكِل عما وكّل فيه وإن ل يعلم الخر به ،ولو قَ صُرَ ْ
أو مَنْفَعَتَهُ ،كأن باعَ أو وقَف أو آجَر أو رَهَن أو زوّج أَمة .ول يصدق الوكل (بعد
تصرّف) أي تصرّف الوكيل ف قوله كنْ تَ عَ َزلْتَه (إل ببينة) يُقيمُها على العَزْلِ .قال
صوّرته إذا أنكر الوكيل العزل ،فإِن وافقه على العزل لكن ادّعى أنه بعد السنوي :و َ
التّصسرّف فهسو كدعوى الزوج تقدّم الرّجْعسة على انْقِضاءِ ال ِعدّة ،وفيسه تفصسيلٌ
معروفْ ،انتهى .ولوْ تَصَرّفَ وَكيلٌ أو عامِلٌ بعد انْعِزَالِه جا ِهلً ف عي مالِ موكِله،
ضمِنَها إن سَلّمها ،أو ف ذِمّته انْعَقَد له.
بَطُل ،و َ
179
[فروع] :لو قال لُدين هِ إشتر ل عبدا با ف ذمّتِ كَ ،فَفَعَلَ ،ص ّح للموَكّل ،وبُرّىء
الَد ين ،وإن تلف ،على الو جه ،ولو قال لَدين هِ :أنفِق على اليَت يم الفُل ن كل يوم
درها من دين الذي عليك ،ففعل ،صح ،وبرىء على ما قاله بعضهم :يوافقه قول
القاضي لو أمَرَ مدَينَ هُ أن يشتري له ِبدَيْنِه طعاما ،ففعل ،ودفع الثمن وقبض الطّعام،
فتلَفَ ف يدِه :بريءٌ من الدين .ولو قال لوكيله :بعْ هذه بِبَلدِ كذا ،واشتر ل بثمَنِها
صدِ ،عند أمي ،من حاكم فعيه ،إذ العمل قِنّا ،جاز له إِيداعُها ف الطريق ،أو الَقْ َ
غي لزم له ،ول تَغْرير منه ،بل الالك هو الخاطر باله ،ومن ث لو باعها ،ل يلزَمْ هُ
شِرا ُء القِنّ ،ولو اشْتَرَا هُ ،ل يُلزِمْ ُه رَدّه ،بل له إِيداعَه عنْد من ذ كر ،ول يس له ردّ
الثّمن ،حيث ل قرينة قوية تدلّ على ردّه ،كما استظهره شيخنا ،لن الالِكَ ل يأذن
فيه فإِن فَعَل فَ ُهوَ ف ضَمانِه ،حت يَ صِلَ لالِكِ هِ ومن ادّعى أنه وكَيلٌ لقَبْ ضٍ ما على
زيد من عيٍ أو دَيْن ،ل يلزمْ هُ الدّفْ عَ إِلي هِ ،إل ببيّنةٍ بوَكالَتِه .ولكن يوز الدفع له إن
صدَقَهُ ف دعْواه ،أو ادّ عى أ نه متال به و صَ َدقَه ،وجَ بَ الدّف عُ له ،لعترا فه بانْتقالِ َ
الال إل يه ،وإذا دفَ عَ إِل ُمدّ عي الوَكالَة فأن كر ال ستحق وحَل فَ أ نه ل يوكّل ،فإِن
ع للغارم كان الدفوع هينا ،استردّها إن بقيت ،وإل غرم من شاء منهما ،ول رُجو َ
على الخَرِ ،ل نه مظْلو مٌ بزع مه ،أو دَيْنا ،طالَ بَ الدافِ عُ ف قط ،أو إل مدّ عي الوالة
فأن كر الدائن الوالة وحلف ،أ خذ دَيْنِه م ن كان عل يه ول ير جع الؤدّي على من
د فع إل يه ،ل نه اعترف باللك له .قال الكمال الدميي ،لو قال أ نا وكيلٌ ف بيْ عٍ أو
نكا حٍ وصدّقه من يعامله ،ص ّح العقد ،فلو قال بعد العَقْد ل يكن وكيلً :ل يلتَفِت
إليه( .ويَ صِحّ قرا ضٌ :وهو) أن يَعْقِدَ على ما ٍل يدفعه لغيه ليّتجِ َر فيه ،على أن يكون
الرّبحُ ُمشْتَركا بَيَْن ُهمَا (ف نَ ْقدٍ خالص َمضْروب) لنه عقد غُررٍ ،لعدم انضباط العمل
والوثوق بالربح وإنا جوّز :للحاجة ،فاخت صّ با يروج غالبا ،وهو النّقْدُ ا َلضْروب.
ويوزُ عل يه ،وإن أبْطَل هُ ال سّلطان ،و َخرَ جَ بالنّ ْقدِ ،العَرْ ضَ ،ولوْ فلو سا ،وبالالِ صِ،
الَغْشوشِ وإن علم قَ ْدرَ ُغشّهِ ،أو اسُْتهْلِكَ ،وجاز التّعامُلَ به .وبالضروب التب ،وهو
180
ذَهبٌ أو ِفضّة ل ُيضْرَبْ ،والِلي فل يصح ف شيء منها ،وقيل يوز على الغشو ِ
ش
إن اسُتهِِلكَ ِغشّه .وجَزَم به الرجان .وقيل إن را جٍ .واختاره ال سّبكي وغيه .وف
وجه ثالث ف زوائد الرضة أنه يوز على كل مثلي ،وإنا يصح القَراضَ (بصيغة) من
إياب من ج هة ربّ الال :كَقارَضْتُ كَ ،أو عامَلْتُ كَ ف كذا ،أو ُخذْ هذه الدرا هم
واتّجِر فيها ،أو بِ عْ ،أو اشتَرِ على أن الرّبح بيننا ،وقبول فورا من جهة العامل لفظا،
وقيل يَكفي ف صيغَة المر ،كخذ هذه واتر فيها القبول بالفعل ،كما ف الوكالة،
ك والعامِلِ ،كالوكِل والوَك يل ،صحة مباشَرتِه ما التّ صرّف ( مع َشرْ طِ وشرط الالِ ِ
رب حٍ َلهُما) أي للمالِ كِ والعامِلِ ،فل يصح على أن ل َحدِها الرّبْ حَ (وُيشْتَرَ طُ كَوْنَ هُ)
أي الربْح (مَعْلوما بالُزئِية) كنصف ،وثلث .ولو قال قا َرضْتُك على أن الرّبْح بينَنَا،
صح منا صِفَةً ،أو على أن لك ر بع سدس الع شر ،صحّ ،وإن ل يعلماه ع ند الع قد،
لسهُولة مَعْرِفته ،وهو جزء من مائتي وأربعي جزءا .ولو شُرِ طَ ل َحدِها عشرة ،أو
سدَ القِراض( .ولعامِل ف) عقد قراض (فاسد :أجرة مثل) ربح صنف ،كالرّقيق ،ف َ
وإن ل يك ْن رِبْح ،لنه عمل طامِعا ف السمّى ،ومن القِرا ضِ الفا سِد ،على ما أفْت
به شيخ نا ا بن زياد رح ه ال تعال ،ما اعتادَ هُ بع ضُ الناس من َدفْ عِ مال إل آخرَ
بشرط أن َيرُدّ له ل كل عشرة اث ن ع شر إن ر بح أو خ سر ،فل يَ سَتحِقّ العامِل إل
أجرة الِثْل ،و َجمِي عَ الرّب حِ أو الِ سْرانَ على الالِك ،وَيدَ هُ على الالِ يَد أمانَة .فإِن
ضمْ نَ الال .انت هى .ول أجْرةَ للعا مل ف قَ صَر ،بأَن جا َوزَ الكان الذي أُذن له ف يهِ ،
الفا سِد إن شرط الر بح كله للمالك ل نه ل َي ْطمَ عْ ف ش يء .ويت جه أ نه ل يَ سَتحِقّ
ف العامِلِ مسع فَسسادِ َصسرّ َوأنهس ل أُجْرة له .ويصسح ت َ شيئا أيضا إذا علم الفَسسادُُ ،
القِراضِ ،لِكَيْ ل َيحِلّ لَهُ ا ِلقْدامَ عَليه بَ ْعدَ عِلمْهِ بالفساد.
ف العامِلُ ،ولو بِعَرْ ضٍ ،لِمَ صَْلحَة ،ل بِغُْب نٍ فاحِش ،ول بِنَ سيئة ،بل إذن
ويت صَرّ ُ
ل ْوفُ والوءْنَة ،فيُضْمن
فيهما ،ول يُسافِرُ بالالِ بل إِذن ،وإن ق ُربَ السّفَرُ ،وانتفى ا َ
181
به ،ويأ ث ،و مع ذلك القِرَا ضُ با قٍ على حاله ،أ ما بالِذ نِ ،فيجوز ،ل كن ل يو ُز
ركو بٌ ف البحر إل بن صّ عليه (ول يُموّن) أ يْ ل يُنْفِ قُ منه على نفسه َحضَرا ول
سَفَرا ،لن له نصيبا من الرّبْح ،فل يَ سَْتحِقّ شيئا آخر ،فلو شَر طَ الوءْنة ف العَقْدِ،
سدَ (وصدَق) عامِلٌ بيمينه (ف) دَعْوى (تََلفْ) ف كل الَالِ أو بعضَه ،لنه مأمونٌ، فَ َ
نعم ،ن صّ ف البويطي ،واعت َمدَ هُ جِم عٌ مُتَقدّمون ،أنه لو أ َخذَ ما ل يكنه القِيا مُ بِه،
ضمِنَه ،لنه فَرط بِأَ ْخذِه ،ويُطَ َردُ ذل كَ ف الوَكيل ،والوَدي عِ ،والوصي، فَتَلَ فَ بَ ْعضَه َ
ك بعدَ التل فِ أنه قَرْ ضَ ،والعامِلُ أن ُه قِرا ضٌ ،حل فَ العامِل ،كما أفتولو ادّعى الالِ ُ
بسه ابسن الصسلحكالبغوي ،لن الص ْسلَ عدم الضّمان ،خلفا لاس رجّحسه الزّركشسي
وغيه ،من ت صديق الالك ،فإِن أقا ما بَيّ نة ،قُدّ مت بيّ نة الالك ،على الو جه ،لن
مَعَ ها زِيادَةَ عِل مٍ( .و) ف (عَد َم رِبْ حٍ) ،أ صلً (و) ف (َق ْدرِه) عملً بال صْل فيه ما،
(و) ف (خسر) مكن ،لنه أمي .ولو قال َربْ تُ كذا ،ث قال غَِلطْ تُ ف الِسابِ،
أو َكذَبْت ،ل يُق بل ،ل نه أَقرّ ب ق لغيه فلم يُق بل رجوعُه ع نه ،ويُق بل قوله ب عد
َسسرْتُ ،إن احتمسل ،كأن عرض كَسساد( .و) فس (ردَ) للمال على الالِك ،لنسه خ ِ
ائْتمنَه كالودع .وي صدق العا مل أيضا ف قدر رأس الال ،لن الَ صْل عد مَ الزّائِد،
وف قوله اشْتَرَيْتَ هذا ل أو للقِراضِ والعَقد ف الذّمّة لنه أعْلَمَ بِقَصْدِهِ ،أما لو كانَ
الشّراء بِعَيِ ما َل القِراضسِ ،فإِنسه يقسع للقراض ،وإن نوى نفسسه ،كمسا قاله الِمام،
وجزم به ف الطلب .وعليه فتسمع بينة الالك أنه اشتراه بِمالِ القِرا ضِ .وف قوله ل
تَنْهنَي عن شِراء كذا ،لن الصل عدم النهي ،ولو اختلفا ف القَدْر الشروط له ،أهو
الن صف ،أو الثلث ،مثلً؟ تالف .وللعا مل ب عد الفَ سْخ أُجْرةَ الِثْل ،والرّ بح جيعُه
للمالِك ،أو ف أنه وكيلٌ أو مقارِض ،صدَق الالِكُ بيمينه ،ول ُأجْرَة عليه للعامِل.
[تتمة] :الشّرْكة نوعان :أحدها فيما ملك اثنان مشتركا بإِر ثِ أو شراء .والثان
أرب عة أق سام :من ها ق سم صحيح ،و هو أن يَشتَرِ طَ اثنان ف مالٍ ل ما ليّتجِرا ف يه،
182
وسائر القسام باطِلة ،كأن يشْتَرِ كَ اثنا نِ ليكَون ك سْبَهُما بينهُما بتساو ،أو تفاو تٍ،
أو ليكون بينه ما رِبْ حُ ما َيشْتَرِيانِه ف ذِمّتِه ما بؤ جل ،أو حالّ ،أو ليكون بينه ما
ك سبهما وربه ما بِبدََنهِ ما ،أو مالِه ما ،وعليه ما ما يُعْر ضُ من غرم ،وشرط في ها
لفظ يدل على الِذن ف التّصرّف بالبَيعِ والشّراء ،فلو اقْتَصَر على اشتِرَاكِنا :ل يَكْفِ
عن الِذْ ِن ف يه وَيَتَ سَلّط ك ّل واحدٍ منه ما على التّ صرّف بل ضَرَرٍ أ صلً ،بأن يكون
فيه مِصْلحَةً ،فل يِبيعَ بِثمَنِ مِثْل وثّ راغبٌ ِبَأزْيد .ول يُسافِرُ به حَيْثُ لَمْ ُيضْطرّ إليه
لنحو َقحْ طٍ و َخوْ فٍ ،ول يُْبضِعَ هُ بغي إذنه ،فإِن سافر به ،ضَم نَ ،و صَحّ تَ صَرّفه ،أو
ضمِ نَ أيضا والرّبْ حُ والِ سْرَانُ أْبضَعَ ُه بدَفْعَ هِ ِلمَ نْ يَ ْعمَل لما فيه ،ولو تَبّعا بل إِذْ نَِ ،
بِ َقدْرِ الالَيْن ،فإِن شَرطا خِلفَ هُ ،فَ سَ َد العَقْد ،فلِكُلَ على الخر أجْ َرةُ َعمَلِ هِ لَ هُ ،وَنَ َقدَ
التّصرّف منهما معَ ذلِك للِذن ،وتَنْفَسِخُ بوتِ أ َحدِها وجُنونِه ،ويصدق ف دعوى
الردّ إل شري كه ف الِ سْران والتّلف ،ف قوله اشْتَريْت هَ ل أو للشر كة ،ل ف قوله
اقتسمنا وصار ما بيدي ل مع قول الخر :ل ،بل هو مشترك ،فالصدق النكر ،لن
الصل عدم ال ِقسْمة ،ولو قبض وارثٌ حصّته من دين مورِثه ،شاركهُ الخَر ولو باعَ
شريكان عبدها صَفْقَة ،وقَبضَ أحدها ِحصّتَه ،ل يشارِكه الخر.
(فصل) :ف أحكام الشفعة .إنّما تَثْب تُ الشّفعةَ لشرَي كٍ ل جارِ ف بَيْ عِ أرْ ضٍ مَع
تابِعهسا كبِناء ،و َشجَرَ وَثمَرَ غيس مؤبر فل شفْعَةَ فس شَجسر أفرد بالبيسع ،أو بَيْع مسع
مغر سه ف قط ،ول ف بئر ،ول يِْل كَ الشّفِي عُ لِ بِلفْظ ،كأ َخذْ تُ بالشّفْ عة مَع َبذِل
الّثمَنِ لل ُمشْتَري.
بابٌ ف الِجارَة
183
لجْرَة ،وشرْعا ،تْلي كُ مَنْفَعةٍ بِ ِعوَ ضٍ ِبشُرو طٍ آتِية( .تَ صِحّ إجارَ ًة هِي لُغَةً :ا ْسمٌ ل ُ
سسَنةً( :بِكَذا ،وقُبولٌ، َهس َ
ُكس مَنافِع ُبإياب ،كآجَرْتُكسَ) هَذا ،أو أكْرَيْتُكسَ ،أو مَلّكْت َ
كا سْتَأَجَرَْتهُ) ،واكْتَرَيْ تُ ،وقَبِلْ تُ .قا َل النّووي ف شرح الهذب ،إن خلف الُعاطاة
يري ف الِجارَة والرّهنِ والِبة ،وإنا تصح الِجارَةُ( ،بأجْرٍ) صَ ّح كوْنُه ثنا (مَعْلومٌ)
للعاقِد ين ،قَدْرا ،وجِنْ سا ،و صِفَةً ،إن كا نَ ف الذّمَة ،وإل كُفّ تْ معاينَتَ هُ ف إجارةِ
العَيْن أو الذّ مة ،فل يَ صِحّ إجارَةُ دارٍ ودابّ ة بِعِمارَةٍ ل ا وعََل فٍ ،ول ا سْتِْئجَارِ لِ سَ ْلخِ
شا ٍة بلدٍ ،ولِ َطحْ نِ ن و بَرَ ببَعْ ضِ دَقي قٍ ( ف مَنفعةٍ مَتَقوّمَة) أي ل ا قي مة (معلومَة)،
ضمّ نٍ ،ل سْتِيفَاءِ عيٍ قَ صْدا) بأن ل عينا ،وقدْرا ،و صِفَةٍ (واقِعَةً للمُكْتَري غ ي مَُت َ
يتضمّنه العقد .وخَرَج بتقومّة ما ليسَ لا قيمَة ،فل يَصِحّ اكتراءُ بيّاعٍ للتلفظ بحض
كلمة أو كلما تٍ يسية على الوجه ،ولو إيابا وقبولً ،وإن ُروّجَت ال سّلعة ،إذ ل
قيمة لا .ومن ث اختُصّ هذا ببَيعٍ مُسْتَقِرّ القِيمة ف البَلدِ ،كالُْبزِ ،بِخلفِ نو عَبْد
وَثوْب مِ ما يْتَِل فُ َثمَنَ هُ باختل فِ مُتعاطِ يه ،فََيخْتَ صّ بَيْعَه ،من البَيّاع بز يد نَفْ عٍ،
فَيَ صِحّ ا ستئِجارَهُ عل يه .وح يث ل ي صح ،فإِن تَعِ بَ بِكَْثرَةِ تَردّد أو كلم ،فلَ هُ أُ ْجرَةَ
الِثْل ،وإل فل .وأفت شيخنا الحقق ابن زياد بُرْمَة أ ْخذِ القاضي الُجْرَة على مُجرّدِ
تَليق ِن الِيابْ ،إذ ل كِلفة ف ذلك ،وسَبقَة العلمة عمر الفت ،بالِفتاء بالواز إن ل
يكن ولّ الرأة فقال إذا لقنّ الوَل وال ّزوْج صيغَة النّكاح ،فله أن يأخذ ما اتّفقا عليه
ب النّكاح، بالرّضا ،وإن كثر ،وإن ل يكن لا ولّ غيَه فليس له أخذ شَيءٍ على إيا ِ
لوجوبه عليه حينئذٍ ،انتهى .وفيه نظر لا تقرر آنفا ،ول ا سْتِْئجَارَ دراهم ودناني غي
العراة للتّزيسن ،لن مَنْفع َة نوس التزييس باس ل تقاب َل بال ،وأمسا الِعراة :فيصسح
استِئْجارُها ،على ما بثه الذرعي لنا حينئذ حِلى ،واستئجار الِلى صحيح قطعا.
وبعلومة ،استئجار الجهول ،فآجرْتُ كِ إحدى الدارين باطل ،وبواقعة للمُكتَري ،ما
يقع نفعها للجي ،فل يصح الستئجار لعبادة ُتجِب فيها نِيّة غيَ نُ سُكٍ ،كال صّلةِ،
سَأجِر والِمامسة ،ولو نُقِ َل كالتّراويحسِ ،لن الِمام لن النعسة فس ذلك للَجيس ل الُس ْت
184
مُ صَلَ لنف سِه ،ف من أرادَ ،اقُتدِي به ،وإن ل ينوِ الِما مة أمّ ا ما ل يتا جِ إل نِيْة،
كالَذا نِ والِقا مة في صح ال سْتِْئجْارُ عل يه ،والُجْرةُ مقابلةً لمي عه ،مع ن و رِعايةَ
جهْيزِ الَيْ تِ ،وتَعلي مِ القُرآ نِ كلّه أو بَعْضِه ،وإن تعيّ ن على الُعلّم ،لل خب ال َوقْ تِ ،وََت َ
الصحيح" :إن أحق ما أخذت عليه أجرا :كتاب ال" قال شيخنا ف شرح النهاج:
يَ صِحّ ال سْتِْئجَارُ لِقراءَةِ القرآن عِْندَ القَبِ أَو م عَ الدّعاءِ ِبمِثْلِ ما حَ صَل ل هُ ِم َن الَجْرِ
ل هُ أو لِغَيِه عِقْبَها ،عَيّ َن زَمانا أو مَكانا أو ل ،ونِيّة الثّوا بِ له غي دعاء لَغْو ،خِلفا
لَم عٍ ،وإن اخْتارَ ال سّبكي ما قالوه ،وكَذا أ ْهدَيْ تُ قِراءَت أو ثَوابُها لَ هُ خِلفا لِجم عٍ
ُسستَأجِرِ ،أي أو نوس َولَدِه ،فيمسا يظهسر ومسع ِذكْرِه فس القَلب حضْرَةِ ال ْأيضا ،أو ِب َ
ِعس بَرَكَة وتَنَزّل رحْمسة، ضهُمسْ ،وذلك لن مَوضِعُهسا َموْض ُ َهس بَ ْع َ
حالَتُهسا ،كمسا ذكَر ُ
والدعاء بعْدها أقْرَب إِجابة ،وإحضارُ الُستأْجِرُ ف القَلب سََببٌ لِشمُولِ الرحةِ له إذا
نَزلت على قَلْ بِ القار يء ،وأْلحَ قَ ب ا ال سْتِْئجَارُ ِلمَحْ ضِ الذكرِ ،والدعاء عِقَبَه،
وأفت بعض هم ،بأنه لو تَرك من القِرا َءةِ الُ سْتأجِرَ علي ها آيات ،لَزِمَ ُه قِراءَةَ ما تَرك هَ،
سُوءْجِرَ لِقَرا َءةٍ على قسبٍ ،ل يَلزمَهُس عنسد اسسئْنَافَ مسا بَعْده .وبأن مسن اس ْت ول يلزمسه ْتِ
الشّروع أن يَنوي أن ذلك عما استؤجر عنه ،أي بل الشّرطُ عدم الصارف.
فإن قلت :صَرّحوا ف النذْرِ بأنه ل بدّ أن ينوي أنا عنه .قلت :هنا قرينة صارِفَ ٌة
لوقوعِ ها ع ما ا ستؤجِر له ،ول كذلك ثُ مّ ،و من ث لو ا ستؤجِرَ ه نا لِمُ ْطلَ قِ القراءة
حضْرَتِه ل ُيحْتَ جْ لا، ححْناه :احْتا جَ لِلنّية فيما َي ْظهَرُ أولً لِمُطلقها ،كالقِراءة ِب َوَص ّ
ضمّ نَ استيفاءَها، ف ِذكْرُ القَبْرِ مثال ،انتهى ملخصا .وبِغَي مَُتضَمّ نٍ ل سْتِيفاءِ عي ما َت َ
فل ي صح اكْتَراءَ ب ستانٍ لثَمَرَتِه ،لن الَعيا نَ ل تَملِ كُ بع قد الِجارَة قَ صْدا ،ونَ قل
صحّة إجارَة التّا جُ ال سُبكي ف توشيحه اخْتِيارَ والدِه التقي ال سّبكي ف آخِرَ ُعمُر هِِ ،
صحّةِ اسْتِئجارِ قَناةٍ أو بِئرٍ لِلِنْتِفَاعِ بِمائِها للحاجَةِ .قال
الَشْجارِ لِثَمَرِها ،وصَرّحوا بِ ِ
185
ف العُبابِ :ل يَجوزُ إجارَةَ الَرضِ ِلدَفْنِ الَيْتِ ِلحُرْمة نَْبشِ ِه قبل بلئِه ،وجَهالةَ وقت
البلى
(و) َيجِ بُ (على مُكْرٍ تَ سْليم مفْتَا حِ دارٍ) لُكْتَرٍ ،ولو ضا عَ من الُكتري ،و جب
ِبس
ِلقس الُثْبست .أمّاس غيه ،فل َيج ُ مفتاحس الغ ِ
ُ جدَيدَه .والراد بالِفتاح، على الُكْري َت ْ
ت سْلِيمَه ،بل ول قِفْله ،كَسائرِ النْقول تِ( .وعِمارَتُها) ،كبناءٍ وتَطيْي سطحٍ ،ووضْع
بابسٍ ،وإصسلحَ مُنْكَس ِسرٍ .وليسس الراد بكون مسا ُذكِرَ واجبا على الُكري أنسه يأثس
بتَ ْركِه ،أو أنه ُيجْبَر عليه ،بل إنه إن تَركَه ،ثَبت للمُكتري اليار ،كما بَيْنَته بقول:
(فإِن بادر) وفَ عل ما عل يه ،فذاك (وإل فللمكتري خيار) إن نَق صتْه الَنْف عة( ،وعلى
مُكترٍ .تَْنظِي فَ ِعرَ صَتِها) أي الدار ( ،من كنا سة) ،وثَل جٍ ،والعِرْ صَة :كل بُقْعةٍ ب ي
الدور واسسِعة ليسس فيهسا شيسء مسن بِناء ،وجعهسا :عَرَصسات( ،وهسو) أي الُكْتري
(أم ي) على الع ي الكتراة (مدّة الِجارة) إن ق ّدرُت بِزَ َم نٍ ،أو ُمدّة إِمكان الِ ستيفاءِ
إن قدّرت ِبمَحَلّ عمل( ،وكذا بعدها) ما ل َيسْتعملها ،اسِتصْحابا لا كان ،ولَنه ل
يلزَمَ هُ الرّدّ ول مُوءْنَتَ هُ ،بل لو شَرَ طَ أ َحدُه ا عَلَيْه ،فَ سَ َد العَ ْقدُ .وإنّ ما الذي علي هِ،
الّتخْلِيَة ،كالوَدِيع ،ورَجّ َح السّبْكي أنه كالمانَة الشرّعِية ،فيلْزمَه إِعلمَ مالِكها با أو
ضمِن .والعتمَدُ خِلف هُ .وإذا قلنا بال صَحّ أنّه لي سَ عليه إل التّخليَة، الرَدّ فورا ،وإل ُ
فقضيّ ته أن هُ ل َيلْزَ مُ إِعْل مَ الُؤجّ ر بِتَفْرِ يغ العَيْن ،بل الشّرط أن ل ي سْتَعمِلهَا ،ول
ب نوَ الانوتِ َيحْبِسَها لو طَلبَها .وحينئذٍ يَلْزمُ من ذلك أنّه ل فَرْقَ بي أن يُقْ ِفلَ با ٌ
ب عد تفريغِه أو ل .ل كن قالَ البَغَوي :لو ا سْتَأْجَر حانوتا َشهْرا ،فأغَْل قَ بابَ هُ ،وغا بَ
َشهْرَيْن ،لزمه السمى للشّهر الول ،وأجْرة الِثْل للشّهر الثّان .قال شيخنا ف شر حِ
الِنْهاج :وما ذكَره البَغوي ،ف َمسْألة الغِيبَة ،متجه ،ولو استعمل العَيْن بعد ا ُلدّة لَزِمَهُ
ُأجْرةَ الِثْل (كأجي) فإِنه أمي ،ولو بَ ْعدَ الدّة أيضا( ،فل ضَما نَ على واحدٍ منهما)
فلو اكْتَرى دابّة ،ول يَنْتَفِ عْ با فِتُلِفَ تْ ،أو اكْترا هُ لِخياطَة ثوْب أو صَبْغِه فَتَلَف ،فل
186
ضمَنسُ ،سسواء انْفَرد الَجيُ بالَيدِ أم ل ،كأن قَعدَ الُكْتَري معسه حتس يَعْم َل ،أو ُي ْ
َاعس بالدّابسة فتَلَف َتَركس الُكْتَري الِنْتِف َ
َهس لِيَ ْعمَلَ( ،إل بِتَقْصسِي) كأن ت َ
َهس مَنَ ِزل ُ
أ ْحضَر ُ
ِبسَبَبٍ ،كانْ ِهدَامِ سَقْفِ اصْطَْبلِها عليها ف وقتٍ لو انتفعَ با فيه عادَة سَِلمَت ،وكأن
ضرَبَ ها ،أو أرْكبَ ها أثْقلَ مِنْه .ول َيضْمَن أجيٌ لِحفْ ظِ دُكان مثلً إذا أ َخذَ غيَه ما
في ها .قال ال ّز ْركَ شي :إ نه ل ضَما نَ أيضا على الَ ِفيِ ،وكأن ا سْتََأجْرَ ُه لي عى داب ته
فأعطاهسا آخرَ يرعاهسا فيضْمنَهسا كلّ مِْنهُمسا ،والقرار على مسن ُتلِفَت بيده .وكأن
أَ سْرَفَ خَبّازٌ ف الوَقُودِ ،أو ما تَ التعلّم من ضَرْب العلّم ،فإِ نه َيضْمَن ،ويَ صدقُ
الَجيُ ف أنه ل يُق صّر ،ما ل يُشهد خبيان بِخلفه .ولو اكْتَرى دابّة لَيَ ْركَبَها اليوم
ضمِنَها فيه فقط ،لنه استعملها فيه تَ َعدّيا. ويرجِ عَ غدا ،فأقام با َورَجِع ف الثالثَ ،
ولو اكْتَرَى عبدا لِعَملٍ مَعْلوم ،ول يُبَيّن َم ْوضِعَ هَُ ،فذَهب به من بََل ِد العَ ْقدِ إل آخَر،
فأبِقَ :ضَمِنَ ُه مع الُجْرَةِ.
س الثَو بِ ،كرهْنِه ،بأُجرَتِه ح ت يَ سَْتوْفيها( .ول حوِ القِ صارِ حَبْ َ [فرع] :يوزُ لَن ْ
أجْرَة) لِع ملَ :كحَلْ ِق رَأْ سٍ ،وخِياطَة َثوْب ،وقِ صارَتَهُ ،و صَبغِه بِ صَبْغِ مالِ كه (بل
صسبّاغّاطس ليَخيطسَ ،أو قصسّارٍ ليُقَصسّره ،أو َ شرط) الجرة .فلوْ دفسع َثوْب َه إل خَي ٍ
ليَ صْبغه ،ففَعل ،ول يذكر أحدها ُأجْرَةً ،ول ما يفهمها ،فل أجْ َرةَ له ،لنه مُتَبَرّ عٌ.
قالَ ف البَحْر :ول نه لو قال ا سكنّي دارَك َشهْرا ،فأ سْكَنَه ،ل يَ سَْتحِقّ عل يه أُجْرةً
ف بذلك العَملَ با ،لعدم الْتِزامِها .ول يُسْتَثْنَى وُجوبُها على داخل ِإجْماعا ،وإن عُ ِر َ
حام ،أو راكب سفينة مثلً بل إذن ،ل سْتِيفائِه النْفَعة من غي أن يَ صْ ِرفَها صاحِبهَا
إل يه بِخل فه بإِذ نه .أ ما إذا ُذكِرَ أُ ْجرَة ،فَيَ سَْتحِقّها قَطْعا إن صَحّ العَ ْقدُ ،وإل فأُجْرة
الِثْل .وأما إذا ُعرّ ضَ با ،كُأ ْرضِي كَ ،أو ل أخيَبك ،أو ترى ما يُ سّركَ ،فيجب أجْرَة
الِثْل (وتَقَ ّررَت) أي الُجرة ال ت ُسمّيت ف العَقْد (عل يه) أي الُكتري (بضيّ مدّةٍ)
ف الِجارَة القدّرة بوق تٍ أو مضيّ مدة إِمكا نِ ال ستيفاء ف القدرة بِعمَلِ (وإن ل
187
يَستوفِ) الُ سْتأجِر الَنْفَ عة ،لن النافِ عَ َتلِفَت تت َيدِه ،وإن تُرِ كَ لنحو مَري ضٍ ،أو
َخوْ فَ طَري قٍ ،إذ لي سَ على الُكري إل التّمكيَ مِن الِ سْتِيفاءِ ،ولي سَ له ،بِ سَبَبِ
ذلك ،فُ سِ َخ ول رَدّ إل تيسيِ ال َعمَل (وتَنْفَ سِخُ) الِجارَةُ (بَِتلِ فِ مُ سْتَوف منْه مُعَيّن)
ف العَ ْقدِ ،كمو تِ ن و دا بة وأجيٍ معيّنَيْ نِ ،وانْهدام دارٍ ،ولوْ بف عل الُ سْتأْ ِجرِ ( ف)
زمان (مستقبل) لِفواتِ ملّ النفعة فيه ،ل ف ماضٍ بَعْ َد القَبْضِ إذا كان ِلمِثْلِهِ أُجْرَة،
ل سْتِقْرَارِه .بالقَبْ ضِ ،فيستق ّر قسْطَهُ من السمى باعتبار ُأجْرة الِثْل ،وخَرَجَ بِالُسْتَوف
منه ،غيه ما يأت وبالُعَيّن ف العَقْد ،الُعي عما ف الذّمة ،فإِنّ َتلَ َفهُما :ل يوج بُ
انْفِ ساخا ،يل يَُبدّل نِ ،ويَثْبُ تَ اليَارُ على التّرا خي ،على الُعتمَد ،بعَيْب ن و الدا بة
القار نِ إذا َجهِلَه ،والادِ ثَ لِتَضَ ّررِه و هو ما أثّ ر ف الَنَفَعَة تأثيا يَظ هر به تفاوُ تَ
ُأجْرَتَها ،ول خَيارَ ف إِجارَة الذّمة بِعَيْ بِ الدابّة ،بل يََلزَمَ ُه الِبدالُ .ويوزُ ف إِجارَةِ
اسستِبدالَ الُسسْتوف ،كالراكِب ،والسسّاكِن ،والُسسْتوف بسه كالَحمولِ، ْنس وذِمّةٍ ْ
عَي ٍ
ُسستَوف فيسه كالطّريسق ِبمِثْلهسا ،أو بدون مثلهسا ،مسا ل َيشْتَرط عدم البدالَ فس وال ْ
الخرين.
[فائدة] :قال شيخنا :إن الطّبيبَ الاهِر ،أي بأن كان خَطوه نادِرا ،لو شُرِطَتْ له
اسستَحقّ السسمى ،إن صسحّت ِيس ثنس الدويسة ،فعالهس باس ،فلم يَبْرأْ ، أجْرةٌ ،وأُعْط َ
الِجارَة ،وإِل فأجْرَة الِثْل .ول يس للعَليلِ الرجو عَ عل يه بش يء ،لن الُ سْتَأْجَرَ عل يه
العالَجة ل الشّفاء ،بل إن شُرِ طَ ،بَطُلت الِجارَة ،لنه بيد ال تعال ل غي .أما غي
الا هر ،فل يَ سَْتحِقّ ُأجْرةً وير جع عل يه بث من الدو ية ،لِتَق صيه بباشَرتِه ب ا ل يس له
بأهل .ولو اختلفا :أي الُكري والُكترَي (ف أجرةٍ أو مدّة) أو قدْر مَنْفَعة ،هل هي
188
عشرة فَرا سِخ ،أو خ سة؟ أو ف قدر ال ستأجر :هل هو كل الدار ،أو بي تٍ من ها؟
سخْت) ،أي الِجارَةَ ،ووَ َجبَ على الُكتري أجرَة الِْثلِ لا اسْتوفاه.
(تالفا ،وفُ ِ
[تتمسة] :تَجوزُ الُسسَاقَاةُ وهسي أن يعامسل الالِكَس غيَهُس على َنخْلٍ أو َشجَرِ عِنْب ٍس
مَغْروس معيّن فس العقسد مرئي لمسا عنده ليتعهّده بالسسّقي والتربيسة ،على أن الثّمرة
الادِثسة أو الوجودَة لمسا .وإل تَجوزُ فس غيسَنخْلٍ وعِنَبٍس ل تِبَعا لمسا .و َجوّزهسا
القد ي ف سائِر الشْجارِ ،و به قال مالك وأح د ،واختارَه َجمْ عٌ من أ صحابِنا ،ولو
ساقاهُ على وَديَ غي مغروسٍ ليغْرِسَهُ ويكون الشّجر أو ثرته إذا أَْثمَرَ لما ،ل َتجُز،
لكن قضية كل مَ جَم عٍ من ال سّلف ،جَوازَها ،والشّجرُ لالِكِه ،وعليه لذي الرْ ضِ
أجْرَةَ مِثْلها ،والُزَارعَة :هي أن يعاملَ الالِك غيَه على أرْضٍ ليزرَعها ِبجُزءٍ مَعْلوم ما
َيخْرُج مِنْهسا ،والِبذْرُ مسن الالِك ،فإِن كان الِبذَر مسن العام ِل ،فهسي مابِرَة ،وهاس
باطلن ،للنهي عنهما ،واختار ال سّبكي ،كجَمع آخرين ،جَوازَها ،واستدلوا بعمل
عمر رضي ال عنه وأهل الدية ،وعلى الرجح ،فلو ُأفْرِدَت الرض بالزارَعة ،فال َغلّ
َتس الَرض بالخابرة، للمالك ،وعليسه للعامِلَ أجْرَةُ عَملِه ودَواب ِه وآلت ِه ،وإن ُأفْرِد ِ
فالغل للعامل ،وعليه لالك ا َلرْ ضِ أجْرة مثلِها وطريق جعل الغَلّة لما ول أُجْرة أن
ف الِبذْر ون صف َعمَله ون صف منافِع آل ته ،أو ف ا َلرْ ضِ بِنِ صْ ِيَكَتري العامِل نِ صْ َ
بنصف الِبذْر ويتبَرّعَ بالعَملِ والنافِع إن كان البِذر منه ،فإِن كان من الالِك است ْأجَرة
ف الرض ،ويُعيهُ نصفها. بنصف البذر ليزرَعَ له النصف الخر من الِبذْر ف ِنصْ ِ
بابٌ ف العارِية
189
بَِتشْديدِ الياءِ وَتخْفِيفِ ها :وه يَ ا سمٌ ل ا يُعارُ للعَ ْقدِ التضمّ ن لِباحَ ِة الِنْتفا عِ ب ا
َيحِ ّل الِنتفِا عُ بِه مَ عَ بقاءِ عَيْن هِ ليدّه .من عارٍ :ذَ هب ،وجاء ب سرعة ،ل مِن العار.
صحّة ب توقّ فت ِ و هي مُ سْتحبّةٌ أ صالة ِلشِدّة الاجَةِ إلي ها ،و قد َتجِ بُ ،كإِعارَةِ ثو ٍ
ال صّلةِ عليه ،وما يُنْ ِقذُ غَريقا ،أو ُيذْب حُ بِه حَيو نٌ ُمحْتَر مٌ ُيخْشى َموْته( .صح) مِن
ذي تَبَرّع( .إعارةِ عن) غَْيرِ مُسْتَعَارَةٍ (لنتفاع) مَعَ بقاءِ عَيْنِه (ملوك) ذلك الِنْتِفاع،
ولو بِوصسيّةٍ أو إجارَةٍ أو وق ْف ،وإن ل َيمْلك العَي ْن ،لن العارِيّة تُرد على الَنْفَعسة
فقط .وقيّد ابن الرِفعة صحتها مِ نَ ا َلوْقو فِ عليه ،با إذا كان ناظِرا .قال ال سْنوي:
يوزُ للمام إعارَةَ مال بي تِ الال (مباح) فل يصح إعارَة ما َيحْرُ ُم الِنْتِفا عَ به كآلةَ
خدَمةِ أَجْنَب ،وإنا تصح الِعارَةُ من لوٍَ ،وفَرَ سٍ ،و سِلحٍ ِلحَرْبِي ،وكَأَمة ُمشْتَهاة ِل ْ
ْنس فيسه) أي الِنْتِفاع( .كَأَعَرْتُكسَ ،وأَبحْتُكسَ) مَنْفعسة، أهلِ تسبّع( .بلفسظ ُيشْعِرُ بإِذ ٍ
وكارْك بْ ،وخُذ هُ لِتَنْتَفِ عَ به .ويَكفي لفظ أحدها مع فِعْل الخر .ول يوزُ لُ سْتَعِيٍ
إعارَةَ عَيْ نٍ م سْتعارة بل إذ نِ مُعيٍ ،وله إنابة من يستوف النفعة له ،كأن يَرْكب دابة
استعارها للرّكوب من هو مثله أو دونه لاجَتِه ،ول يَ صِحّ إعارَة ما ل يُنْتَفَ عُ به مع
بقاءِ عَيْنِه ،كالشّ مع للوَقود ،ل سْتهِلكِه .و من ثُم ،صحّت للتّزيّ ن به ،كالنّ قد،
ضمِنَت ،لن للفا ِسدِ حكْ مُ صَحيحِه ،وق يل ل وح يث ل تَ صِحّ العارِيّ ة فَجَرتُ ،
ضَمان ،لن ما جرى بينَه ما ل يس بعارِ ية صحيحَة ،ول فا سِدة ،ولو قال احْفِر ف
أرْ ضي بِئْرا لِنَفْ سِكَ ،فحفَر ،ل يَملِكَ ها ،ول أُجْ َرةَ لَ هُ على المِر ،فإِن قال أمَرْتَ ن
سعِيَ له شيئا ،ل بأَجْرة ،فقال مَجانا ،صسدّق المسر ،ووارَثسه .ولو أرسسل صسبيا ليس ْتَ
ضمَنه هو ،ول مُرْ سَِلهُ ،كذا ف الواهِر( .و) يصح ،فلو تَل فَ ف يَد هِ ،أو أتْلفَ هُ ل َي ْ
يب (على مُسْتَ ِعيٍ ضَما َن قيمَةِ َيوْمِ تَلفْ) للمُعارِ إِن تَلفَ كلّه أو بَ ْعضَه ف َيدِه ،ولو
بآفةٍ من غ ي تَقَ صْيَ ،ب َدلً أو أرَشا ،وإن شر طا عدم ضمانِه ،ل ب أ ب داود وغيه:
العارِيّة َمضْمونَة ،أي بالقيَمة ،يو مَ التّلَ فِ ،ل يوْ مَ القَبْ ضِ ف الُتَ َقوّم ،وبالِثْلِ ف الثلي
على الوْجسه .وجزَم فس النوار بلزوم ِس القيمَة ،ولوْ فس الثلي :كخَشبسٍ ،وحَجَر.
190
وشَرْ طُ التّل فِ الضمَن ،أن يَح صُل (ل باستعمالٍ) ،وإن حَصل معه ،فإِن َتلَ فَ هو،
أو جُزؤهُ باستعمالِ مأذون فيه :كركوبٍ ،أو حلٍ ،أو لبس اعْتيدَ ،فل ضمانَ للذن
فيه ،وكذا ل ضمان على مُسْتَعِيٍ من نو مُسْتَأْجِر إجارَة صحيحة ،فل ضَمانَ عليه،
لنه نائ بٌ عنه ،وهو ل يضمن ،فكذا هو .وف معن الُ سْتََأجِر ،الوصى له بالنفعة،
والوقو فَ عليه ،وكَذا مُ سْتعارٌ لرَ ْه نِ تَل فَ ف يدِ مُرَْتهِن ل ضَمَا نَ عليه ،كالراهِن،
ب موقو فٌ على السلمي مثلً استعارَ ُه فقيه فَتَل فَ ف َيدِه من غي تَفْرِيط ،لنه وكتا ٌ
من جلة الوْقوفِ عَلَْيهِم.
[فرع] :لو اختل فا ف أنّ التلف بال سْتِعْمالِ الأذون ف يه ،أو بِغَيْره :صدَق الُعيُ،
كما قاله اللل البلقين ،لن الصل ف العارية ،الضّمان ،حت يثبُ تَ مُ سْقِطَهُ( .و)
َيجِبُ (عليه) أي على السْتعَي (مُؤن َة رَدّ) للمُعارِ على الالِك وخرج بؤنة الرّد ،مُؤنة
س القاضسي ،فقال إناس على الُعارِ ،فتلزم الالِك ،لناس مسن حقوق اللك .وخالف َ
ال سْتعي( .و) جاز (لكل) من العي والستعي (رجوع) ف العاريةُ ،مطْلَقة كانَت أو
مؤقتّة ،حت ف الِعارَة لِدَف نْ مَيْ تٍ قَبْلَ مواراتِه بالتّراب ،ولو بَ ْعدَ َوضْعِه ف القَبْر ،ل
بعد الُواراة ،حت يَبْلى ،ول رُجوعَ لستعيٍ حيث َتلْزَمه الِستعارَة ،كإِسْكانِ مُعَُتدّة،
ول لُعيٍ ف سفينةٍ صارَت ف اللجّ ة وفي ها متا عُ ال ستعيِ .وب ث ا بن الرف عة أن له
الجرة .ول ف ِجذْع لدَعْم جدارٍ مائِل بعد ا ستنادِه ،وله الجْ َرةُ من الرّجوع .ولو
ا ستعارَ للبِناءِ أو الغراس ،ل َيجُزْ له ذلك إل مرّة واحدة .فلو قَلَع ما بنا هُ أو غَرَ سَه،
ل َيجُز له إعادَة إل بإِذن جَديد ،إل إذا صُرّح له بالتّجديد مرّة أخرى.
[فروع] :لو اخْتَلَف مال كٌ عَيْن والُتَ صَرّف فيه ،كأن قال التصرف أعَرْتَن ،فقال
ف بيمينه ،إن بَقِيتَ العَيْن ،ول َيمْضِ مدة لا
ك بكذا .صدَق التصر ُ الالك بل آجَرْتُ َ
ك واستحقّها ،كما لو أكل طعام غيه وقال كنت أب تَ ل، أجرة ،وإل حُلّ فَ الال ُ
وأنكر الالك ،أو عَكْ سَه ،بأن قال التصرّفُ آجَرْتَن بكذا ،وقال الالِ كُ بل أَعرتُ كَ
191
صسدَق الالِك بيمينسه ،ولو أعطسى ر ُجلً حانوتا ودراهسم ،أو أرْضا والعَي ْن باقِيسةَ ،
َهس قَرْضسٌ ،على
وِبذْرا ،وقال اِتجّرس ،أو ا ْزرَعسه فيهسا لنفسسِك ،فالعقارُ عارِيّةس ،وغي ُ
الو جه ،ل هِبَة خلفا لبَعضهسم ،ويَصسدُقُ فس قَص ْسدِهِ ،ولو أ خذ كوزا من سَقّاء
ضمِنه ،دونليَشْ َر بَ مِنْه ،فوقع من يده وانكسر قِبلِ شربه أو بعده ،فإِن طلبه ماناَ ،
الاء ،أو بِ ِعوَض والاءُ قدر كفايته ،فعكسه .ولو استعارَ حِليا ،وألْبَسهُ بِنْتَه الصغية،
ث أمر غيه بفْظِه ف بيته ،ففعل ،فسُرِق غُرّمَ الالِكُ الُسْتَعي ،ويرجِعُ على الثان ،إن
عَلِم أنه عارِية ،وإن ل يكن يعلم أنه عارِية ،بل ظنّه للمِر ،ل يُضمّن .ومن سكنَ
دارا مدة بإِذنِ مالِك أهل ،ول يذكر له أجرة ،ل تَلْزَمه.
[مهمسة] :قال العبادي وغيه فس كتاب مسستعار رأى فيسه خطسأ ل يصسلحه إل
الصحف فيجب .قال شيخنا :والذي يتّجه أن الملو كَ غي الصحف ل يصلح فيه
صحَف ،لكن إن ل ينقُ صْهُ
شيء ،إل إن ظن رضا مالكه به ،وأنه ي بُ إ صْلحَ الِ ْ
خطه ،لرداءَته ،وأن الوقَف يب إصلحَه ،إن تَيقنّ الطأ فيه.
(ف صل) :ف بيان أحكام الغ صب .الغَ صْب :ا ستيلءٌ على ح قّ غيٍ ،ولو مَنْفَ عة،
جدٍ أو سوقٍ بل َحقََ ،كجْلوسِهِ على فِراشِ غيِه ،وإن ل يَنْقُله، كإِقامة من قَعد ِبمَسْ َ
وإزْعاجَه عن دارِه ،وإن ل َيدْخُلْها ،وكرُكو بِ دابّة غيِ هِ ،وا سْتِخدام عبْده( .وعلى
ضمَ نُ)
صبٍ إل تََل فٍ وَي ْ صبِ :ردّ وضمَا نِ متموّل تل فَ بأقصى قيمَه من حي غ ْ الغا ِ
السسَلمُ فيسه كقُطْنسٍ ،ودَقيقسٍ ،وماءٍ َصسَرهُ كيْلٌ ،أو وَزْنسٌ .وجاز ّ مِثْلي ،وهسو مسا ح َ
ودراهمس ودنانيٍ ،ولو مغشوشا ،وترٌ ،وزبيبسٌ ،وحبّ جافسٌ، ٍ ُحاسس
ِسسكٍ ،ون ٍ وم ْ
ضمَن بَأقْصى قِي مَ وده نٌ ،وسنٌ (بثله) ف أ يّ مكا نٍ ُحلّ به الِثلّي ،فإِن فُ ِقدَ الِثْل ،فََي ْ
من غَ صْب إل فَقْد .ولو تَلف الِثْلي :فَلَ هُ مُطالَبَتَ هُ بِمثِله ف غيِ الَكا نِ الذي حلّ به
الِثْلي ،إن ل يَكُن لِنَقِْل هِ مُوءْنَة ،وأَمِ نَ الطّر يق وإل فبأقْ صى قِي مَ الَكان .ويضْم نُ
متقوّمٌس أتلف ،كالنافِع واليوان ،بالقيمَة .ويوزُ أ ْخ ُذ القيمةِ عسن الِثْلي بالتّراضسي.
192
وإذا أ خذ م نه القِي مة ،فاجْتم عا ببلد التلف ل يرج عا إل ال ثل ،وح يث وَجَب مثل،
فل أثَر لغَلءٍ ،أو رُخْص.
ضمِنَها ،أو بادِث ري حٍ ،فل .وكذا [فروع] :لو حلّ رِبا طُ سفين ٍة فَغَ ِرقَ تْ ب سَبَبِ ِه َ
إن ل يظ هر سبب ،ولو ُحلّ وثا قُ بي مة ،أو عبدٌ ل ييّ ز ،أو فَتَح قف صا عن طَيْر،
ِنس إن كان بِتَهييجسه وتنفيه .وكذا إن اقتُصسِر على الفتسح ،إن كان فخرجَوا ،ضُم َ
الروج حالً ل عبدا عاقلً حلّ قيده فأَبِق ،ولو مُعْتادا للِباقِ .ولو ضربَ ظالٌ عبدَ
غيه فأبِق ،ل ُيضْمنْ .ويَبْرُأ الغَاصِبُ بِردّ العيْن إل الالِك ،ويكفي وضْعَها عنده ولو
نسسيه برّىء بالردّ إل القاضسي .ولو خلط مِثْليا أو مُتقوّما باس ل يتميسز :كَدُهْنسٍ ،أو
حَ بَ ،وكذا ِدرْهَ مٍ ،على الو جه ،بن سه ،أو غيه ،وتعذّر التّمييزُ ،صار هالِكا ،ل
صبُ ،لكن الوجه أنه مجورٌ عليه ف التّصرّفِ فيه حتّى يُعْطى ُمشْترِكا ،فيملكه الغا ِ
َبدَلَهُ.
باب ف البة
ص َدقَة وا َلدِيّة( .الِبَةَ :تمْلي كُ عَيْ نٍ) يَ صِحّ بَيْعُها غالِبا ،أو
أي ُمطْلِقها :الشّامِل للْ ّ
دَيْ نٌ من أ ْهلِ تَبَرّ عٍ( ،بل ِعوَ ضٍ) .واحْتَ ِرزُ بقولنا بِل عَوض ،عن البَيْ عِ والِبَةِ بِثَوا بٍ،
فإنا بَيْعٌ حقيقَةً (بإِياب :كوَهَبْتُ كَ) هذا ،وملّكَتكَ هُ ،ومْنحَتَكَه( .وقبولٌ) متّصل به،
ك هذا .وبالِعُاطَاةِ على سوَتُ َ
(كقَبِلْ تُ) ورَضي تُ وتَنْعَقِدُ بالكِتابَةِ :كََل كَ هذا ،أو كَ ْ
ا ُلخْتار .قال :قال شيخُنا ف شرْ حِ النْهاج :وقد ل ُتشْتَرَ طُ ال صّيغةُ ،كما لو كانت
ضِمْنِيّة ،كأَعْتِق عَْبدَ كَ عَنّي ،فأعْتَق هُ ،وإن ل يقل مانا ،وكما لو زَيّ نَ ولدَه ال صّغي
بِحلى ،بلف َزوْجَتِه ،لنسه قا ِدرٌ على َتمْلِيكِه بِتَولّي الطّرَفيس .قاله القفّال ،وأقرّه
جع ،لكن اعْتَرض بأنّ كلم الشيخي يالِفَ هُ ،حي ثُ اشْتَرَطا ف هِبَة الَ صْل ،تَولّي
َهس أن يقبلهسا الاكسم أو نائبسه .ونقلوا عسن الطّرفيس بإِياب وقبول .وهبسة ولَ غي ُ
193
العَبادي وأقره :أنه لو غَرَ سَ أشْجارا ،وقال عِنْد الغَرْ سِ أغْرِ سْها لبن مثلً ،ل يك َن
إقرْارا ،بلف ما لو قال لعيْن ف يَد هِ اشْتَرَيُْتهَا لبن ،أو لفل نٍ الجْنَبِي ،فإِنه إقرار.
ولو قال جَعَلْ تُ هذا لب ن ،ل َيمْلِ ْك هُ إل إِ ْن قب ضَ له ،وضَعّ فَ ال سّبكي والذر عي
ب الصّغيِ حِليا يلِكهُ إياه .ونقلَ جاعَةٌ س الَ ِوغيها قول الوارزمي وغيه ،أَن إِلبا َ
ق بيمِينِه ف أنه ل صدُ ُ
عن فتاوى القَفّالِ نفسه أنه لو َجهّز بِنْتَه مع أمْتِعة بِل تَمليكَِ ،ي ْ
يَملِكْها ،إن ادّعته ،وهذا صريح ف رَدّ ما سَبَقَ عنه ،وأفت القاضي فيمَن بَعَث بِنْتَه
وجِهازَهسا إِل دارِ الزّوج ،بأنسه إن قال هذا جهازُ بنتس ،فهسو مالك لاس ،وإل فهسو
ق بيمي نه .وكخلْ عِ اللو كِ ،لعتيادِ َعدَ مِ اللّف ظِ في ها ،انت هى .ونَ قل عارِيَة ،وي صدُ ُ
شيخنا ابن زياد عن فتاوى ابن الياط :إذا َأهْدى الزو جُ للزوّجة بعد العَقْدِ بِسبَبهِ،
ب وقبُولٍ ومن ذلك ،ما َي ْدفَعه الرّجلُ إل الْرأة صُبْح فإِنا َتمْلِكَهُ ،ول يتاجَ إل إيا ٍ
الزواج ما يسمى صُْبحِيّة ف عُرف نا ،وما يدف عه إليها إذا ُغضِبَت ،أو تَزوّ جَ عليها،
فإِن ذلك تَملِكَهُ الرأة ِبمُجرّدِ الدّفع إليها .انتهى .ول ُيشْتَرَطُ الِيابُ والقبو ُل قَطعا
ف ال صّدقة ،و هي ما أعْطا هُ متاجا ،وإ نْ ل يَقْ صِ ِد الثّوا بَ أَو غَنِيا ل ْج ِل ثوا بِ
الخِرة ،بل يَكْفي فيها الِعطاءُ وال ْخذُ ول ف ا َلدِية ولو غَيْرَ مَأْكولِ ،وهي ما نقلَهُ
إل مَكا نِ الوْهو بِ له إكراما ،بل يَكْ في في ها البَعْ ثُ مِن هذا ،والقَبْ ضَ ِم نْ ذا كَ،
ِتابس الرّسسالَة الذي ل َتدُ ّل قَرينةٌ على
الصسَدقَةُ ،وأمّاس ك ُ وكُلّهسا مسسْنونَة ،وأفضَلُهسا ّ
َعوْدِه ،فقد قال الُتَولّ إِنه مُلْ كُ الَكْتو بِ إليه ،وقال غيه :هو با قٍ بل كِ الكاتِ بِ،
وللمَكْتوبِ إلي ِه الِنْتِفَاعُ به على سَبي ِل الِباحَة.
س الشّه ِروتَصِ ّح الِبَةُ باللفظ الذْكور( :بل تعليق) ،فل تَصِحّ مع تعليق كإِذا جا َء رَأ ُ
فَقَدْ وَهَبْتُ كَ ،أو أَبْرَأتُ كَ ،ول مع تَأْقي تٍ بغَ ي عمرى ور قب فإِ نْ َأقّ تَ الوَاهِ بُ الِبَة
بَ ُعمْرِ الّتهَ بَِ ،كوَهَبْ تُ ل كَ هذا ُعمْرُ عك ،أو ما ِعشْ تُ ،صحّت ،وإِن ل يَقُل فإذا
مِتّ فهِي ِلوَرَثَتُ كَ ،وكذا إن شرط َعوْدَ ها إل الواهِ بِ أو وارِثَ هُ بَ ْعدَ َموْ تِ التهَ بِ
194
فل تعودُ إلي ِه ول إل وارِثِ هِ لل خب ال صحيح وتَ صِحّ وَيلْ غو الشّر طَ .فإِذا أقّ تَ بِ ُعمْ ِر
الواهِ بِ أو الَجْنَبِي ،كأ ْعمَرتُ كَ هَذا ُعمُري ،أو ُعمْر فُلن .ل تَ صِحّ .ولو قال لِغَيْره
أَْنتَ ف ِحلَ ما تأ ُخذُ أو تُعْطي أو تأكُل من مال ،فله الَكل فقط ،لَنه إباحَة ،وهيَ
ف الَ ْخذِ والِعطاءِ ،قاله العَبّادي ،ولو قالَ وَهَبْتُ لَكَ جَميعَ ما تَصِح َبجْهولٍ ،بِل ِ
ل ،أو نِص ْسفَ مسا ل ،صَسحّتْ إن كان َس الالُ أو نِص ْسفُه معْلوما لما ،وإل فل .وفس
النوار :لو قالَ أََبحْتُ لَ كَ ما ف داري ،أو ما ف كَرْمي ،مِ َن العِنَ بِ ،فَلَ هُ َأكْلُ هُ دون
بَيْعِه ،و َحمْلُ هُ ،وإِطْعامُ هُ لِغَيْرِ هِ ،وتَقْتَ صِ ُر الِباحَة على الوْجودِ ،أي عندها ف الدّارِ أو
ل وا سْتِعْمالً ،ول يُعْلِ مُ الُبيحُ الكَرْ مِ .ولو قال أَبَحْت ل كَ جَمي عَ ما ف داري أكْ ً
الميعسَ ،ل َتحْص ُس ِل الِباحَة .اه .وجزَم بعضُهسم أن الِباحسة ل ترَتدّ بالرَدّ .وشَرْطُس
جهُول كَبَيْعِهَ ،وقَدْ مَرّ آنِفا بَيانُه،ا َلوْهو بِ َكوْنَ هُ عَيْنا يَ صِحّ بَيْعُها ،فل تَ صِحّ هِبَةُ ا َل ْ
س ْظهَ َرهُ شيخنسا ،وتصسِح هِبَةُ الَشاع، ِبخِلفِس َهدِيّتهُس وصَسَدقَتَهُ ،فَتصِسحّانَ ،فيمسا اس ْتَ
ص ّح الِبَةُ دون البَيْع، كَبَيْعِه ،ولو قبلَ القِ سْمَةِ :سوَاءً وهَبَ هُ للشّريك أو غَيْرِه .وقد تَ ِ
َكهِبَة حَبّ ت بَرَ ونوه ا من ا ُلحْقرات ،وجِ ْلدٍ َنجَ سٍ ،على تنا قض ف يه ف الرو ضة،
وكذا دِهْنُ مُتَنجّس
(وتلزم) أي الِبَة بأنواعِ ها الثل ثة( :بقبْض) ،فل تلْزَ مُ بالعَقْد ،بل بالقَبْض على
ت قَبْلَ أن يَ صِلَ ِإلَيْه،
الَد يد ،ل ب أ نه أهْدى للنجا شي ثلث ي أوقِيّ ة مِ سْكا ،فما َ
سمَهُ ب ي نِ سائِه ،ويقا سُ با َلدِيّ ة .البا قي ،وإن ا يُعَْتدّ بالقَبْ ضِ إن كا نَ بإِقبا ضِ
فَقَ َ
الواهِب أو بإِذ نه أو إذْن وكيله ف يه ،ويتا جُ إل إِذْنِه ف يه وإن كان ا َلوْهو بُ ف يدِ
الّتهَ بِ .ول يَكفي هنا الوَضْ عُ بي يَدي الَتهَب بل إذن فيه ،لن قبضه غي مُ سْتَحِقْ
له ،فاعتَب َتحَقّقه ،بِلفه ف البيع ،فلو ما تَ أحدَهُما قبل القَبْض ،قا مَ مَقامَه وارِثَ هُ
ف القَبْ ضِ وا ِلقْباض .ولو قبضه فقال الواهِ بُ رجِعْ تُ عن الِذْ نِ قبله ،وقال التهَب
بَعْد صدَق الواهب على ما استظهره الذرعي ،لكن ميل شيخنا إل تصْديق التّهب،
195
لن ال صْلَ عدَم الرّجو عِ قَبْلَه ،و هو قَري بٌ .ويك في ا ِلقْرارُ بالقَبْض ،كأن قيلَ ل ُه
وَهَبْ تُ كذا من فلن وأقَْبضْتَ هُ ،فقال نعم ،وأما الِقرار ،أو الشهادَة بجرّ ِد الِبَة .فل
َسسلَزِ ُم القَبْضسَ .نعسم ،يَكْفسي عنسه َقوْلُ الواهِب مِلْكهسا التَهسب مِلْكا لزِما .قال ي ْتَ
ضهُم :ولَيْس لِلحاكِم سُؤا ُل الشاهِد عنه ،لئل يتَنبّه له( ،ولصل) ذكر أو أنثى من بع َ
ِجهَ ِة الَبِ أو الُمّ وإن عَل (رَجوع فيما وهب) ،أو تَصَدّق ،أو أ ْهدَى ،ل فيما أبْرأ
(لفرع) وإن سَفَل ،إن بَقي الوْهو بُ (ف سلطنتَة بل ا سْتِهلك) وإن غَرَس الرْ ضَ،
أو بَن فيها ،أو تلّلَ عصيٌ موهوب ،أو آ َجرَ هُ ،أو عَلّ قَ عِتْقَه ،أو رَهَنَ هُ ،أو وَهََب هُ بل
ض فيهما لِبَقائِه ف سَلْطَنَِتهِ ،فل رُجو عَ إن زالَ مِلْكَ هُ ِبهِبَةٍ مع قَبْ ضٍ ،وإن كانَتقَبْ ٍ
الِبَةُ من الِبْن لِبْنِه أو لَخ يه لَب يه ،أو ببيع ،ولو من الوا هب ،على الو جه ،أو
بوقسف .ويتنسع الرجوع بزوال اللك ،وإن عاد إِليسه ،ولو بإِقالة أو ردّ بعيسب ،لن
اللك غ ي م ستفاد م نه حينئذٍ .ولو وه به الفرع لفر عه وأقب ضه ث ر جع ف يه :ف في
رجوع الب وجهان ،والوجه منهما :عدم الرجوع ،لزوال ملكه ،ث عوده ،ويتنع
َهس ول ينفسك ،وكذا إن َهس لغيس أصسلٍ وأقبض ُ أيضا إن تعلق بسه حسق لزم كأن رَهَن ُ
استهلك ،كأن تفرّخ البيضُ ،أو نََبتَ البّ ،لن الوهوبَ صار مستهلكا.
ويصسل الرجوع (بنحسو رجعست) فس البسة ،كنقضتهسا ،أو أبطلتهسا ،أو رددت
الوهوب إل ملكي .وكذا بكناية ،كأخذته ،وقبضته ،مع النية ،ل بنحو بيع وإعتاقٍ
ك الفَرْ عِ .ول ي صحّ تعلي قُ الرّجُو عِ ِبشَرْ طٍ ،ولو زَادَ
وهبةٍ لغيه ووقْ فٍ ،لِ َكمَالِ مُ ْل ِ
ب رجع بزيادته التّصلة ،كتعلّم ال صّنعة ،ل النفصلة ،كالجرة والولد والمل ا َلوْهُو َ
الادث على ملك فر عه .ويُكْرَ هُ لل صلِ ،الرجوع ف عطيّة الفَ ْر عِ ،إل لِ ُعذْرٍ ،كأن
سةٍ ،وبثس البلقينس امتناعسه فس صسدقةٍ واجبةٍ، كان الولدُ عاقا ،أو يصسرفه فس معص ي
كزكاةٍ ،وَنذْرٍ ،وكَفّارةٍ ،وبا ذكره َأفْتَى كثيون مّن سَبَقَهُ وتأخّر عنه ،ولَ هُ الرّجوع
جعس متأخّرون ،قال الللُ فيمسا أقرّ بأنسه لِفَرْعِهسِ ،كمسا أفتس بسه النووي ،واعتمده ٌ
196
البلقي ن عن أب يه ،وفرض ذلك في ما إذا ف سّره بالبةِ ،و هو فَرْ ضٌ ل بدّ م نه .انت هى.
وقال النووي :لَوْ وَهَب وَأقْب ضَ ومات فادّ عى الوارِ ثُ كَوْنَه ف الَر ضِ ،والتهَب
صدّقَ .انتهى ولو أقاما بَيّنتيْن ُقدّمَتْ بَيَّنةُ الوارِثِ ،لن معها زيادَة
َكوْنَهُ ف الصّحةَ ،
عِلْ مٍ (وهَِبةَ دَيْ نٍ للمَديْن إِبْراءً) له عَنْه ،فل َيحْتا جُ إِل قُبولٍ ،نظرا للمعن( .ولغيه)
أي الُديّن هِبَة (صحيحة) إ نْ عَلِما قَدْر هُ ،كما صححه ج عٌ ،تبعا للن صّ ،خلفا لا
صححه النهاج.
[ت نبيه] :ل ي صِحّ الِبْراءُ من ا َلجْهولِ لِلدّائِن أو الَدي نْ ،ل كن في ما ف يه مُعاوَضَةً،
كأن أبْرأتِ ن فأنْ تِ طالِ قٌ ،ل في ما عدا ذلك :على العت مد ،و ف القد ي :ي صحّ من
لهْلَ :ل يُقَْبلْ ظاهرا ،بَلْ باطِنا .ذَكره ا َلجْهول مُطْلقا .ولو أَبْ َرأَ ،ثُمّسس ادّعسسى ا َ
الرافعي .وف الَواهِر عن الزبيلي :تَصْدّق الصغية الزوّجة إجْبارا بِيمِينِها ف َجهْلِها
ِب َمهْرِها .قالَ الْغزيَ :وكَذا الكَبيَة ا ُلجْبة إن دلّ الالُ على َجهْلِها ،وطَري ُق الِبْراء
من ا َلجْهولِ ،أن يُْبرِئَه ما يعلَ مُ أنه ل يُنْقِ صُ عن الدّين ،كأل فِ شَ كَ هل دَيَْن هُ يبلغها
أو يُنْقِ صُ عَنْها؟ ولو أَبْ َرأَ مِن مَعيٍ مُعْتَقِدا أنّه ل يَ سْتَحقّه ،فبا نَ أنه يستحقّه ،بُرّىءَ،
ويُكْرَ هُ لِمُعْ طٍ :تَ ْفضِيلَ ف َعطِيَةِ فروع ،وإن سفلوا ،ولو الحْفادُ مع وجو ِد الوْلدِ،
على الو جه ،سواء كا نت تلك العَطِيّةُ هِبَةً أم َهدِيّةً أم صَدَقةً أم َوقْفا .أو أ صولٍ،
وإن بَعُدوا ،سسِواء الذكسر وغيه ،إل لِتفاوت حا َجةٍ ،أو فَض ْل ،على الوجسه ،قال
ج عَ :يحْر مُ ،ون قل ف الرو ضة عن الدار مي :فَإِ نْ فَضْ ٌل فِي الَ صْلِ فَلي َفضّ ل الُم،
وأقَرّه لا ف الديث "أن لا ثُلْثَي البِرّ" ،بل ف شرح مُ سْلم عن الحاسب ،الِجا عَ
على تَفْصيلها ف الَبِرّ على الَبِ.
[فروع] :الَدايَا ا َلحْمولَةُ عند الِتان مُل كٌ للَب ،وقالَ جَمع :للبْن .فعليه يَ ْلزَ ُم
ب قبولُ ها ،وملّ الِل فِ إذا أ ْطلِق الهدي فلم يَقْ صِد واحِدا منه ما ،وإل ف هي الَ ُ
ِمس الصسّوفيه فهسو له فقسط عنسد ْطاهس خاد ُ
لِمَن قَصسَده ،اتّفاقا ،ويري ذلك فيمسا يُع ُ
197
الِطلق ،أو قَصسَده .ولَهُم عِْندَ قَص ْسدِه ْم ولَهُس وَلهُم ْس عنسد قَص ْسدِهِما ،أي يكونُس له
ض النّواحي من وض عْ طا سَةٍ بي النّصف فيما يَظهر ،وَقضِيّة ذلك أن ما اعُتيدَ ف بعْ ِ
ح ليضَ َع النا سَ في ها درا هم ث يُقْ سَمُ على الالِ قِ أو الاتِ نِ أو يدَ يْ صاحِب الفَرَ ِ
نوهاَ ،يجْري فيه ذلك التفصيل ،فإِن قصد ذلك وحده ،أو مع نُظَرائِه الُعاونِيَ لَه،
عَملَ بالقَ صْدِ .وإن أُطِْل قَ ،كان مُلكا لصا ِحبِ الفَرَ حِ ،يُ ْعطِي هِ لن َيشَاءْ .وبذا يَعْل مُ
أنه ل نَظر هنا للعُرفِ ،أما مع قَصْدِ خِلفِه ،فواضح ،وأما مع الِطْلقِ ،فلن َحمْلَه
على من ذكر ،من ال بِ والادِم وصا ِحبِ الفَرَ حِ ،نظرا للغالِب أ نْ كلّ من هؤلءِ
ف الشّرْ عِ ،فيُ َقدّم على العُرْ فِ الخالِ فِ لهِ ،بخِل فِ ما لي سَ هو الَقْ صُودُ هو عُرْ ُ
للشّرع فيه عُرف ،فإِنه َتحَكّم فيه العادة .ومن َثمّ لو َن َذرَ لولّ ميْتٍ بال ،فإِن قصد
سلِحه،أ نه َيمْلكسه ،لغسا ،وإن أ ْطلَق ،فإِن كانَس على قَبْره مسا يتاج للصسّرفِ فس مص ا
صسرْفٌ لُمسْ ،ولو قصسدَ ُهمْ بالنّذر للوَلَ ، صسرَفَ لَهسُ ،وإل فإِن كان عْندَه قوم اعتيدَ ْ َ
حلّ له قُبولُه ،وإل ُحلّ ،أي وإن صهُ من ظالِم لئل يَنْق صُ ما فَعَلَ هُ لَم َي ِ أُ ْهدِي لن خَلِ َ
تَعيّن عليه تليصَه ،ولو قال ُخذْ هذا واشتَرِ لك به كذا ،تَعيّن ما ل يرد التّبسّط ،أي
أو تدلّ قرينةُ حالِه عل يه .و من دَفَع لِمخْطوبَتِه أو وَكيلِ ها أو وَلَيّ ها طَعاما أو غيه
ص فما تَلِيتَ َزوّجها فَرُ ّد قبل العَ ْقدِ ،رَجَ عَ على م نْ أقَْبضَ هُ ،ولو بَعَ ثَ َهدَيّة إل َشخْ ٍ
الُهدي إليسه قبسل وصسولا ،بقيست على ملك الُهدي ،فإِن مات الُهدى ،ل يكسن
للرسول حَملها إل الُهدَى إليه.
بابٌ ف الوقف
هسو لُغَةٌ :الَبْس .وشَرْعا :حَبْسُس مالٍ ُيمْكِنُس الِنْتِفَاعُس بِه مَعَسبَقَاءِ عَيْنهِسبِقَطْعِس
التّ صَرّفِ ف َرقَبَتِ هِ على مَ صْرِفِ مُبا حٍ وُجِهَة وال صْ ُل في هِ :خبِ م سلم" :إذا مات
صدَقَة جارِيَة ،أو عِلم يُنْتَفَ عُ به ،أو َوَلدٍ صالِحٍ" الُ سِْلمُ انْقط عَ َعمَُل هُ إل ِم نْ ثلثَ :
حوِ الوَ صِيّةَ
أي م سلم يد عو له ،وح ل العلماء :ال صّ َدقَة الارِ ية على الوَقْف دو نَ َن ْ
198
ط في ها بالنافِع الُباحَةَ .ووَقّ فَ عم ُر ر ضي ال ع نه أرضا أ صابَها ب يب بأمْره وشَرَ َ
شُروط :مِنْها أ نه ل يُبا عُ أ صْلُها ول ُي َورّ ثُ ول يوهَ بُ ،وأن من وليّ ها يأ كل منها
ّفس فس
َمس صسدّيقا غيس مَُت َموّل .رواه الشيخان .وهوَ أول مسن وق َ بالعروف ،ويُطْع ُ
السْلم .وعن أب يوسف أنه لا سع خب عمر أنه ل يُباعُ أصْلُها رجِع عن قول أب
حنيفة ببيع الوَقْف ،وقال لو َسمِعهُ لقالَ به( .صحّ َوقْفُ عَيْن) مُعَيّنةً ( َممْلوكَةً) مُلْكا
ُسسأْجَرُ لَا غالِبا (وهسي يَقْبَ ُل النّقْل (تفيسد) فاِئدَةً حالً أو مآلً :كَثمَرةٍ ،أو مَنْفَعَةٍ ي ْت
س ونو باقِيَة) لن هُ شَرْ عٌ ليكو نَ صدقَةً جارِيَة وذلِ كَ كَ َوقْ فِ َشجَرٍ لِرَيْعِه وحِلى لِلَْب ٍ
لكِه.مِ سْكٍ ِلشَ مَ وريا نٍ مَزْروع بِخل فِ عودِ البُخور ،لنّ هُ ل يُنْتَفَ عُ به إل با سِْتهْ َ
صحّة َوقْ فِ الاءِ اخْتِيَارٌ له والَطْعوم ،لن نَفْعَ هُ ف إهْلكِه .وز عم ا بن ال صلحِ :
ويَ صِحّ َوقْ فَ الَغْصوبِ وإِ نْ َعجِزَ عن َتخْلي صَهُ َو َوقْ فَ العُُلوّ دو َن ال سّفل مَ سْجِدا.
صحّة وق فِ الشَاع ،وإن قلّ ،مَ سْجِدا .وَيَحرُم الُكْ ثُ ف يه على الَنْب، والوجَه ِ
تَغْليبا لِ ْلمَنْ عِ ،وُيمْنَ عُ إِعْتِكا فٌ وَ صَلَةٌ بِه مِ نْ غَيْر ِإذْ نِ ما لِ كِ الْنف عة (ِبوَقَفْ تُ
ْفس عليسه .ولو قال ّسستُ (كذا على كذا) أو أرْضسي موقوفةٌ ،أو َوق ٌ وسسّ ْلتُ) ،وحَب ْ َب
صدَقَة لَتْباع أو ل توهَ بُ أو ص َدقَة مُحرّمَة أو مُوءَبّدة ،أو َ تص ّدقْتُ بكَذا على كذا َ
ل تَورّثُ :فصريح ف الصح.
سجِدا ،وإن ل صيُ به مَ ْ سجَدا) في ِ (و) من الصّرائح قوله( :جَ َعلْتُ هذا) الَكانَ (مُ ْ
جدَ ل يكو نُ إل َوقْفاَ .ووَقَفْتُه لل صّلةِ: سِيَقُلْ لِلّه ،ول أَ تى بشيءٍ ِممّ ا مَرّ :لن الَ ْ
سجِدِيّة .فل ُبدّ مِن نِيّتِها ف غي الُوات. صريحٌ ف ال َوقْفِيّة ،وكِنايَةً ف خُصوصِ ال ْ
ن قل القامول عن الروايا ن وَأقَرّ هُ من أ نه لو َعمّ ر م سجِدا خَرابا ول يقِف آلتَ هُ:
سجِدِ مِن صِحّة كانَ تْ عارِيَةً له ،يَرجِ ُع في ها مَ ت شاء .انت هى .ول يَثْبُ تُ حُكْ مُ الَ ْ
الِعْتِكاف وحُرمَةِ الُكْ ثِ للجُنُ بِ لا أُضي فَ مِ نَ ا َلرْض ا َل ْوقُوفَة َح ْولَه إذا احْتي جَ إل
َتوْ سِعَتِهُ على ما أفْت بِه شيخنا ابن زياد وغيه .وعَلِمَ ِممّا مرّ أنّ الوَقْ فَ ل يَصِحّ إل
199
سجِد وأذَن ف إِقامَةِ بِلَفْ ظٍ ،ول يأ ت في هِ خِل فُ الُعاطاة .فلو بَ ن بِناءً علي هَيَْئةِ مَ ْ
ج بذلِكَ عن مُلكِه ،كما إذا جُعِل مَكانا على هَيَْئةِ الَقْبَرة ،وأُذِنَ الصّل ِة فيه :ل َيخْر ْ
سجِدا .قال البغوي ف فيهِ فإِنّهُ يصيُ بذلكَ مَ ْ ف الدّفْن بِخلفِ ما لو أُذِنَ ف الِعْتِكا ِ
سجِد ،فضَربه ،وبَن بِه سجِد اضْرِ بْ اللّب مِ نْ َأرْضي للم ْ ف فَتاويه .لو قالَ لِقَيّم الَ ْ
سجِد ولي سَ له نَقْضَه ،وله ا سْتِرْدَادَه ق بل أن يُبْ ن به. ال سْجد ،صارَ لَ هُ حُكْ مُ الَ ْ
سجِد ف ذلك :البئر الحفورَة للسّبيل .والسْنوي :الدارِسَ انتهى .وَأْلحَق البلقين بالَ ْ
والرّ بط .وقال الش يخ أ بو م مد :وكذا لو أ خذ من الناس ليُبْ ن بِه زاوِيَةً أو رِباطا
فيصي كذلك بجرد بِنائِه .و ضَعّفَ هُ بعضهم .ويصح وقف بقرةٍ على ربا طٍ لُِيشْرَ بَ
لبنها من نزلِه أو ليُباعَ َنسْلها لصَالِحه.
سنَة. س على زَْيدٍ س َ س (تأبيسد) فل يَصسِح تأقيتَهسُ .كَوقَفْتَه ُ (وشرط له) أي لل َوقْف ِ
س الشّ هر .ن عم :ي صِحّ (وتنج يز) ،فل يَ صِحّ تَعْلي َق هُ :كوقَفْتُه على زيدٍ إذا جا َء رَأْ ُ
تَعْليقَ هُ بالَو تِ :ك َوقَفْ تُ داري بعدَ َموْت على الفُقَراءَ .قال الشّيخان :وكأنّه وَ صِيّةُ،
لقول القَفّال إنه عَ َرضَها للبيع كان رُجوعا( .وإمكان تَمليك) لل َموْقو فِ عَلَيْه العَيْ نِ
ا َلوْقوفَه إِن وُقِ فَ على مُعَيّن واحِد ،أو َجمْع :بأن يو َجدُ خارِجا مُتأهلً للملك .فل
سبْن ،أو على وَلدِه ول وَلَد له أو على يَصِسحّ ال َوقْفُس على مَعْدوم :كعلى مَسسْجد سَيُ
من سيوَلدُ ل ث الفُقَراء .لنْقطاع أ ّولِه .أو على فُقَراءِ أوْلدِ ِه ول فَقَ َي فِيهم ،أو عَلى
س قَبْرِه بلف قَبْرِ أَبي هِ الَيْت .وأف ت ا بن ال صلح ي رَيْعَه على رأ ِ أن ُيطْعِ مَ ال ساكَ َ
بأنسه لو وُقِفَس على مسن يَقْرأ على قَبْرهِس بعسد َموْتِه فماتَس ول يُعْرَف لهُس قَبَرٌ :بَطُلَ.
انتهى.
ُهس على وَلدي ثُم على َولَدِ َولَدِي ،ول ْدومس تَبَعا للمَوْجودَِ :كوَقَفْت َ َصسحّ على الَع ِ وي ِ
سجِدٍ إن ل يُبَيّنَ هُ ول على نف سه :لِتَ َعذّرِ تلي كِ عَلى أ َحدَ هذ ين ،ول عَلى عمارَة مَ ْ
الِن سان مُلكِ هِ أو منافِ عَ مُلْ ِك هِ لِنَفْ سِهِ .ومِنْ هُ أن َيشْرِ طَ ن و قَضاءَ دَيِْن هِ م ا َوقَفَ هُ أو
200
انْتِفَاعَ هُ بِه ،ل شرط نو شُربه أو مُطَالَعَت هُ مِن بِئ ٍر وكتا بٍ َوقَ ْفهُما على نو الفُقراء.
كذا قاله بَعْ ضِ شرّا حِ الِنهاج .ولو وَقَ فَ على الفُقراءِ مثلً ث صارَ فَقيا :جازَ ل هُ
ط النّظَر لنَفْ سِ ِه ولوْ بقابِل
الَ ْخذَ مِنْ هُ ،وكذا ل ْو كا َن فقيا حال الوَقْف .ويَ صِحّ شَرْ َ
صحّة الوَقْ فِ على نَفْ سِه :أن يَقِ فَ على إن كا نَ بقَ ْدرِ ُأجْرَةِ مِْث ِل فَأَقَل ومِن حِْيلُ ِ
أوْلدِ أبي هِ ويَذكُرَ صِفاتِ نَفْ سِهِ ،فَيَ صِحّ ،ك ما قاله َجمْ عٌ مُتَأَخّرو نَ ،واعت َمدَ هُ ا بن
الرفعة ،و َعمَلَ ب هِ ف حَقّ نَفْ سِهَ ،فوَقَ فَ على ا َلفْقَ هِ مِن بَنَي الرّفْعة ،وكا نَ يَتنا َولُ هُ.
سةٍ :كعِمارَةِ الكنائِس ،وكوقْفِس سسِلحٍ على قُطَاعّس ويَبْطُل الوَقْفَس فس جِهَة مِعْصِيَ
طَريق ،ووَقْفٍ على عِمارَ ِة قُبورِ غي النبياء والعُلماء والصّالِحي.
201
على أ ْقرَبِه ْم فََأفْقَرِهِ مْ .و من ث َيجِبّ أن ُيخَ صّ بِه فُقَراءَهُم فإِن ل يُعْرَ فْ أربا ُ
ب
ب فُقَراءُ بَل كانوا أغْنياء و هم من ُحرِمَ تْ عل يه ال َوقْ فِ أو عُ ِر فَ ولْ يَ ُك نْ لَ هُ أقارِ َ
الزّكاة صَ َرفَ ُه الِما مُ ف مَصالِح ال سْلمي .وقالَ جع يُ صْرَفُ إل الفُقَراءِ والَساكِيِ:
أي ببلدِ ا َلوْقو فِ .ول يَْبطُ َل الوَقْ فُ على كلّ حالٍ بل يكو نُ م سْتَمِرا عليه إل فيما
ل يُذكَر الُ صْرِفُ َك َوقَفْ تُ هذا وإن قال ل ،لن الوقْ فَ يَقْتَضي تَملي كَ النافِ عِ ،فإِذا
ل يُعَيّ ن متَملّكا ب طل .وإن ا صَحّ أوْ صَيْتُ بثلُ ثي و صُرِفَ للم سَاكِيِ ،لنّ غالِ بَ
الوَصايا َلهُمَ ،فحَمَ َل الِطْل قَ َعلَْيهِ مْ ،وإل ف مُنْقط عِ ا َلوّل :كَ َوقَفْتَ هُ على مَ نْ يَقْرَأ
على قَبْري بعد َموْت ،أو على قَبْر أب وهو ح يّ :فَيَبْطُلُ بلف َوقَفْتَ هُ الن ،أو بعد
َموْت على من يَقْرأُ على قَبْري بعد موت ،فإِنه وَ صِيّة .فإِن خَرَ جَ من الثلث أو أُجيز
ححْنا ال َوقْ فَ صّحتْ ،وإل فل .وحَيْث َ صّحتْ ،وإل فل .وحَيْث َ وعُرِ فَ قبه :صَ ّ
صدِ بق ْ أو الوَصِيّة :كفي قِراءَة شَيءٍ مِنَ القرآن بل تعييٍ بسورةِ يس ،وإن كان غال َ
الواقِف ذلك ك ما أف ت به شيخ نا الزمْز مي وقال ب عض أ صْحابِنا :هذا إذا ل يُطّرَدْ
عر فٌ ف البلد بقراءة قدرٍ معلو مٍ أو ُسوَرةٍ معينة وعلمه الواقِ فُ ،وإل فل ُبدّ مِنْه :إذ
ْصسدُ ِفس البََلدُ الُطّ ِردُ فس زَمَن ِه بنْ ِزلَةِ شَرْطِه (ولو شرط) أَي الوَاق ِف (شيئا) يَق ِ عُر َ
كَشَرْ طِ أن ل يؤجّر مُطلقا ،أو إل كذا :ك سُنّة ،أو أن يُ َفضّل بَعْ ضَ الوْقو فِ عليهم
سجِدٍ َكمْ َدرَ سَةٍ سوّى بينهم ،أو اخْتِصاص نو مَ ْ على بعْض أو أُنثى على ذَكر أو يُ َ
وَمِقْبَرة بطائِفةٍ كشافِعيّة( :اتبع) شرطَه ف غي حالَة الضّرورَة كسائِر شُروطِه الت ل
ف الشّرْع .وذلك ل ا ف يه من وجو هِ الَ صَْلحَة :أمّ ا ما خالَف الشّرع :كشَرْ طِ تال ْ
العزوبة ف سُكان الدرسة أي مثلً فل يصح كما أفت به البلقين وخرج بغي حالة
الضرورة ،ما ل يوجد غي الستأجر الول وقد شَرَطَ أن ل يُوءَجّرَ لِنسانٍ أكثَر ِمنْ
سَنةٍ أو أنّ الطّالِ بَ ل يُقِي مُ أكْثَرَ مِن سََنةٍ ول يوجَد غيَه ف ال سّنةِ الثانِيَة :فُيهْمَلُ
شَرْطُهُ حِينئذٍ كما قاله ابن عبد السلم.
202
[فائدة] :الواو العاطفة للتسّويَة بي الُتَعاطِفات :كوَقَفْتُ هذا على أوْلدي وأوْلد
أوْلدي وثّ والفاء للتّرتي بِ ويدخل أولدُ بنا تٍ ف ذريّةٍ ونَ سْلٍ وَعَقَ بٍ وأوْلدِ أولدٍ
إل إن ْس قال على مِن ينسِسبُ إِلّ مِنْهُم ،فل َيدْخُلونَس حينئذٍ ،وا َل ْولَى َيشْمُل مَعْتَقا
وعَتِيقا.
[ت نبيه] :حَيْ ثُ َأ ْجمَلَ الواقِ فُ شَرْ َط هُ ،اتّبِ عَ ف يه العُرْ فَ الطّرَد ف زَمَنِ هِ ل نه بنلة
شَرْطِهِ ثّ ما كان أقْرَبُ إل مقاصِد الواقفِي كما يَدلّ عليه كلمُهم ومن ث امْتنَعَ ف
ْبس ونَقْلِ الاءِ مِنْهَا ولو للشّرب .وبثس ُقس غيَ الشّر ِ السسبَلَة على الطّر ِ
السسّقايات ْ
بعضهم حُرْ َمةَ نو بُصاقٍ و َعسْلَ وَسَخ ف ماء مُ َطهّرة ا َلسْجدِ ،وإن كثر.
(وسئل) العلمة الطنبداوي عن الواب والِرارْ الت عند الساجد فيها الاء إذا ل
ُسسلِ
ُسسلِ الواجِب ،أو السسْنونِ ،أو غ ْ يُعْلم أناس موقوفسة للشّرب ،أو الوُضوء أو الغ ْ
النّجا سَةِ؟ (فأجاب) إ نه إذا دلّت قرينَة على أن الاءَ موضو عٌ لتَعْمي مِ الِنْتِفاع :جازَ
جَمي عَ ما ُذكِرَ مِ َن الشّرب وغَ سْل النّجا سَةَ وغَ سْلِ الِنَابَة وغي ها .ومثال القري نة:
جَرَيان النّا سَ على تَ ْعمِي مٍ لِنْتِفا عٍ من غيَ نَكيٍ من فقي هٍ وغيه ،إذا الظاهر من عدم
ْبس ووضوءٍ وغسسلِ َسسلٍ وشُر ٍ ْميمس الِنْتفاع بالاءِ بغ ْ النّكِيس :أنّهسم أ ْقدَموا على تَع ِ
نَجاسَة .فمثلُ هذا إِيقاعٌ يقالُ بالوَازِ .وقالَ إن فتوى العَلَمَة عبد ال بامرمة يوافق
ط رَهْن من م ستعيِ كتا بٍ َوقْ فٍ ما ذكره .انت هى .قال القَفّال وتَبعوه :ويوزُ شر ُ
ط ضامِ نٌ .وأفت بعضُهم فِي ال َوقْ فِ يأخذه الناظر منه ليحمله على رَدّ هِ وألق به شَ ْر ٌ
على ال نب أو الّنذْر له بأ نه يُ صْرفُ ل صالِحِ ُحجْرَتِه الشّرِي فة ف قط ،أو على أ هل بلد
أُعْطي مقيمٌ با أو غائبٌ عنها لاجَةِ غيَبةٍ ل تَقْ َطعُ ِنسْبَتَهُ إليها عُرْفا.
[فروع] :قال التّا جَ الفزاري والبهان الرا غي وغيه ا :من شرط قراءة جزء من
س نظسر .ولو قال
القرآن كسل يوم كفاه قدر جزء ،ولو مفرّقا ونظرا ،وفس الُفَرّق ِ
203
صدّق بِغَلّتهِ ف رَمَضان أو عاشوراء ففات :تصدّق ب ْعدَه ،ول يَنْتَظِرَ مِثْله .نعم :إن لِيَتَ َ
قا َل فِطْرا َلصَوامَهُ انتظره .وأفت غي واحدٍ بأنه لو قال على من يقرأ على قب أب كل
جعة يس بأنه إن حدّ القُرّاء بدة معينة ،أو عي لكل سَنَة غِلّة :اتّبعَ ،وإل بَطَل نظي
ما قالوه من بُطْل نِ الوَ صِيّة لِزيْدٍ كل ش هر بدينار إل ف دينار وا حد .انت هى .وإن ا
ف بالوَ صِيّة :إن عُلّق با َلوْت ،لنه حينئذٍ وَ صِيّة .وأما الوَقْ فُ الذي ق الوقْ ِيتجه إِلا ُ
صحّتَهُ ،إذ ل يتَرتَ بْ عل يه مذورٌ بو جه لن النّاظِرَ إذا ل يس كالوَ صِيّة :فالذي يت جه ِ
ق ّررَ مَن يقرأ كذلك :اسَتحَقّ ما شَ َرطَ ما دام يقرأه فإذا ماتَ مثلً :قَ ّررَ الناظِرُ غَيْره،
ْتس هذا على فُلن ليعمسل كذا :قال ابسن الصسلح: ِفس َوقَف ُ
وهكذا .ولو قال الواق ُ
احت مل أن يكون شرطا للِ سْتِحقاقِ ،وأن يكو نَ َتوْ صِيَةً له ل جل َوقْفِه .فإن َعلِ مَ
صدُ عُرْفا صَرْفُ مُرادَ هُ :اتّب عَ ،وإن شك :ل َيمْنَ عِ الِ سِْتحْقاقُ .وإنا يتّجه فيما ل يَقْ ِ
ق في ما ا سْتَ ْظهَ َرهُ ل سْتِحقا ِ
الغِلّة ف مقابَلتِه ،وإل كلِتَقْرأَ أو تَتَعلّم كذا :ف هو شرْ طٌ ل ِ
ف ول يُزادُ على شيخنا ولِ َوقْفٍ وأوصى للضّيْف :صَ َرفَ للوارِدِ على ما يَقْتَضيهِ العُرْ ُ
ط فيه الفَقْرُ؟ ثلثةِ أيا مٍ مُ ْطلَقا ،ول يدفَ عُ ل هُ حبّ إلّ إن َشرِطَه الوَاقِ فُ .وهل ُيشْتَرَ ُ
قال شيخنا :الظاهر ل.
(وسئل) شيخنا الزمزمي عما َل وق فٍ لِيَ صْرِفَ غلّتَه للِطْعام عن رسول ال :فهل
يوزُ للناظر أن يُطْ ِعمَها مَن نَزَلَ بِه من الضّيْفَا نِ ف غيِ شهرِ الَوِلدِ بذلك القَ صْد أو
لَ؟ وهل يوزُ للقاضي أن ي ْأكُلَ مِن َذلِ كَ إذا ل يك نْ له رِز قٌ من بَيْ تِ الالِ ول مِ نْ
مَياسيِ الُسْلمي؟ (فأجاب) بأنه يوزُ للناظر أن يَصْرِفَ الغَلّة الذكورة ف إطعام من
صدّقُ ُذكِرَ ،ويوزُ للقا ضي ا َلكْلَ مِنْ ها أيضا لنَا صَ َدقَةٌ والقا ضي إذا ل يَعْ ِرفْ هُ الُتَ َ
ول يكن القاضي عارِفا به .قال ال سّبكي ل ش كّ ف جواز الَ ْخذِ له .وبقَوْله أقول:
لنْتِفاءِ العْ ن الانِ عُ ،وإل َيحْتَ مل أن يكو َن كالَدِيَة .وُيحَْتمَلُ الفَ ْر قُ بأنّ الُتَ صَدّقَ
سحِقّ ذو وظيْفةٍ إنّمسا قَصسَد ثَوابَس الخِرَة .انتهسى .وقال ابسن عبسد السسلم :ول يَس َْت
204
كقراءة أخلّ با ف بعض اليام .وقال النووي :وإن أخلّ ا سْتَنابَ لعذر كمرض ،أو
حَبْس بَقي ا سْتِحقَاقَه ،وإل ل يَ سَْتحِقّ لدّةِ الِ سْتِنابَة .فأفَه مُ بقاء أثر أستحقاقِه لغي
مدّة الِخْلل ،و ُهوَ ما اعتمدَ هُ ال سّبكي كا بن ال صلح ف كلّ وظي فة تَقْبلُ الِنابَة:
كالتّدر يس والِمامَة( .وِل َموْقو فٍ عل يه) عُيّ ن ُمطْلقا أو لِ سْتِغللِ رَيْعِ ها لِغيِ نَفْ عٍ
خاصّس مِنْهسا (ريسع) وهُو فَوائِد ا َل ْوقُوف ِس َجمَيعَهسا :كأُجْرةٍ ود ّر ووُلدٍ حادِثٌس بَ ْعدَ
ال َوقْفِ ،وثَمرٌ وغُصْنٌ يَعْتَا ُد قَطْعهُ ،أو شَرُطَ ول يُوءَ ّد قَطْعَهُ ِل َموْتِ أصْلِه فَيَتَصَرّفُ ف
ذلكس ُهوَِفس لَنّ َ ْطس الواق ِ
ْسسهِ وبِغَيْره مسا ل ُيخَالَف شَر ُاللكس بنَف ِ
ِ َصسرّفَ
فوائِده ت َ
الَقْصودُ من ال َوقْف .وأمّا الملَ القارَن :ف َوقْ فٌ تبْعا لَمَةٍ .أما إذا َوقَفَ تْ عليه عَْي نٌ
لِنفْع ٍس خاص كدابسة للرّكوب فَفوائِدُهسا مسن َدرَ ونوه ِس للواقِف .ول يوزُ وطءُ أَمَةٍ
حدّان ،ويُ َزوّجُ ها قا ضٍ مَوقوفَةٍ ولو من واقِ فٍ أو موقو فٍ عل يه لِعَدَ مِ مُلْكِ ها ،بل ُي َ
بإِذن الوقوفِ علْيهِ ل لَهُ ،ول للواقِف.
(واعلم) أن ا ُللْ كَ ف َرقَبَةِ ا َلوْقو فِ على مُعَيّ نٍ أو جهَة ينْتَقِل إل ال تعال :أي
جدَ بأمْتِعةٍ وَجَبَ تْ الُجْرةَ لَ ُه فَتُ صْرَفُ
سِينْفَكّ عن اخْتِصاصِ الدمِيي .فلو شَ َغلَ ال ْ
لَصالِه على الوْجُهَ.
205
الذر عي وغيه .فلو كان ل هُ سِجادَ ًة ف يه فيُنْحي ها برِ ْجلِه من غيِ أن يرفَعَ ها ب ا عن
ف فإِن ل يَْن ِو مدّةً بَ ُطلَ حَقّ ه
الرْض ،لئل َتدْخُل ف ضَمانِه .أ ما جلو سُه لعْتِكا ٍ
بروجه ولو لاجَةٍ وإل ل يَبْطل حَقّه بُروجه أثْناءَها لاجةٍ .وأفْت القَفّال بَنْعِ تَعْليم
جدٌ وتَعذّرت سِ ال صّبيان ف ال سا ِجدِ (ول يُبا عُ َموْقو فٍ وإن خرب) فلو انْهدَ مَ م ْ
إعادََت هُ :ل يُبَع ،ول يعودُ ملْكا بالٍ لِمكان ال صّلة والعْتِكا فِ ف أ ْرضِه أو جَفّ
ِعس
ُباعس ول يوهَبسُ ،بسل يَنْتَف ُ ريحس ل يَْبطُ ِل الوَقْفسُ ،فل ي ُ َهس ٌ ْقوفس أو قلع ُ
الشّجرُ الو ُ
الوقو فُ عَليه ولو ِبجَعْلِه أبوابا ،إن ل ُيمْكِنْه إِجارَتَ هُ َخشَبا بِحالِه فإِن تَ َعذّر الِنْتفِا عُ
به إل با سْتهلكِه :كأ نْ صارَ ل يَنْتَفِ عُ به إل بالِحْراق :انْقَطَع الوَقْف أي ويَملُكُه
سجِد ال ْوقُو فُ عل يه حينئذٍ على الُعْتَمدِ فيَنْتَفِع بِعَيْنِه ول يَبيعَه .ويوزُ بَيْ عُ حُ صُرِ ال ْ
الوْقوفَةِ عليه إذا بَلِيَ تْ ،بأن َذهَ بَ جَمالُها وَنَفْعُها وكانت الَ صَْلحَةُ ف بَيْعِها ،وكذا
سجِد إن ل ُيمْكن جُذوعُه النكَ سِرَة خلفا لمع فيهما ويُ صْرَفُ َثمَنُها لِمصالِحِ ال ْ
شِراءُ حَصسيٍ أو جِذع بسه .واللف فس الوقوفسة ولو بأن اشْتراهسا الناظِ ُر ووَقَفَهسا
سجِد ،فتُبا عُ جَزْما ،لُجرّدِ الاجَة :أ يْ ال صْلحَة وإن بِخلف الوْهوبَة وا ُلشْتَراةِ للمَ ْ
ل تَبلَ وكذا نو القناديل .ول يوز اسْتعمالُ حصُر السْجِد ول فِراشُهُ ف غي فَرْشِه
مُطلقا سواء كا نت لا َجةٍ أم ل ك ما أفْ ت به شيخ نا .ولو اشْترى النّاظِر أخشابا
سجِد ،أو وُهِبَت ل ُه وقَبِل ها النا ظر :جاز بَيْعُ ها ل صْلحَة كأن خا فَ علي ها ن و للمَ ْ
جدِ ،بل ُتحْفَ ظُ لَ هُ وجوبا .ذكره الكمال سِ سَ ِرقَة ل إن كانت موقوفَة من أجْزاءِ ال ْ
سجِدُ إل إذا خي فَ على نقضِه فيُنق ضُ ُيحْفَ ظُ ،أو الردّاد ف فتاو يه .ول يُنْقَ ضُ ال ْ
يُعمّ ر به م سْجدٌ آ خر إن رآه الا كم .والقرب إل يه أول ،ول يعمّرُ به غ ي جِنْ سِه
كرباطٍس وبئ ٍر كالعكسس إل إذا تعذرَ جِنْسسُه .والذي يتجسه ترجيحُه فس رَيْعِس وقْفِس
جدٍ آخر .فإِن تعذر :صُرِفَ سِ الْن َهدِ مِ ،أنه إن توق عَ عوْدُه :حُفِ ظَ له ،وإلّ صُرِفَ ِلمَ ْ
ض لنحو رباط. ف النقْ ُ للفُقَراء ،كما ُيصْ ِر ُ
206
سجِدٌ بآلت جدُد ،وبقيَت آلتُه القدي ة :ف هل (و سئل) شيخ نا ع ما إذا ُعمّرَ مَ ْ
يوز عِمارَة مسجدٍ آخر قدي با أو تُبا عُ ويُحفَظ ثنها؟ (فأجاب) بأنه يوز عِمارَةُ
ث قَط َع بعدم احْتيا جِ ما هي منه إليها قبل فَنائِها ،ول مسجدٍ قَديٍ وحا ِد ثٍ با حي ُ
سجِد وقَنادِيلِه كنَقْل آلت هِ. صيِ ال ْ
يوزُ بَيْع هُ بوجه من الوجو هْ .انتهى .ونَقْل نو حَ ِ
سجِدِ مُطْلقا ،أو على عِمارَتِه ف البناء ولو لنَارَتِه وف ف ريعٌ الوقو فِ على ال ْ
ويُصْرَ ُ
التجّ صِيصِ ا ُلحْكَم والسلم ،وف أجْرة القَيّ مِ ل الؤذّن والِمام والُ صُر والدّهن ،إِل
إِن كان الوقْفُ لصَالِحه ،فيُصْرَفُ ف ذلك ل ف التّزوي ِق والنَقْش وما ذكرته من أنه
ل يُصْرَفُ للمُوءَذّن والِمام ف الوقْ فِ ا ُلطْلَ قِ هو مقتضى ما نقله النووي ف الروضة
عن البغوي ،لكنه نقل بعده عن فتاوي الغزال أنه يُصْرفُ لما ،وهو الوجه كما ف
الوقف على مصالِحه ولو ُوقِفَ على دَ ْهنٍ لِسْراجِ السجِد بِه أُ ْس ِرجَ كل الليْل إن ل
يكن مُغْلقا مهْجورا .وأفت ابن عبد السلم بواز إيقاد اليسي من الَصابي ِح فيه ليلً
احتراما مع خُُلوّ هِ من الناس ،واعتمده جع .وجزم ف الروضة ِبحُرْمَةِ إ سْراج الال.
قال ف الجموعُ :يحْرم أ ْخذُ شيءٍ من زيته وشْعِه كَحَصاهُ وتُرابُه.
[فرع] :ثَم ُر الشّجَ ِر النابِت بالقسبة الُبَاحَةِ مباحٌس وصسْرفُهُ لِمصسالِحها أوْل ،وث ُر
سجِد مَلِ َك هُ إِن ُغرِس له ،فيُ صْرِف ل صَالِحه .وإن غُرِس ليُوءْكَل أو الغْرو سِ ف ال ْ
ُجهِلَ الا ُل فمُبا حٌ .و ف النوار :ل يس للِمام إذا اْندَرَ سَت مِقْبَرةٌ ول يَبْ قَ ب ا أثَر:
إِجارَتَها للزّراعَة أي مثلً و صَرْفَ ِغلّتها للمَ صَالِح وحُمِل على الوْقوفَة :فا َلمْلوكة
لالِكِهسا إن عُرِفسَ ،وإل فما ٌل ضائِع :أي إن أَيسس مسن معْرِفتسه يَعْمسل فيسه الِمام
بالصَْلحَة ،وكذا الجْهولة.
(وسئل) العلمة الطنبداوي ف َشجَرةٍ نَبتَتْ بِمقْبَةٍ مسْبَلة ول يكن لا ثَرٌ يُنْتَفعُ به
إل أن با أخْشابا كثيَةً تَصْلُحُ للبِناء ،ول يكن لا نا ِظرٌ خاص ،فهل للناظر العام أي
القاضسي بيعُهسا وقَطْعُهسا وَصسرْف قيمَتهسا إل مصسالِح السسْلمي؟( .فأجاب) نعسم:
207
للقا ضي ف ال قبة العا مة ال سْبلة بيعَ ها و صَرْفَ ثن ها ف م صالِح ال سْلِمي ،كثَمَر
الشجرة ال ت ل ا ث ر ،فإِن صَ ْرفَها ف م صالِح القْبةِ أول .هذا ع ند سقوطِها بن حو
ريحٍ .وأما قَطْعُها مع سلمتها فيُظهر إبقاوها لل ّرفْقِ بالزائر والُشيّع.
(ولو شرط واقف نظرا له) أي لنفسه (أو لغيه اتبع) كسائر شروطه .وقبول من
شرط له الن ظر :كقبول الوك يل على الو جه ولي سَ له عَزْلٌ مِن شَر طٍ َنظَرَ هُ حالُ
الوقوفس
ِ َطس لحَد (فهسو لقاضسٍ) أي قاضسي بلدِ الوَقْف ولو لَصسْلحَة (وإل) ُيشْر ُ
الوقوفس عليسه بالنسسبة لاس عدا ذلك على ِ بالنسسبة لِفْظِه وإِجارَتِه ،وقاضسي بلد
الذهب :لنه صا ِحبُ النظرِ العام ،فكان أول من غيه ،ولو واقِفا أو موْقوفا عليه.
وجزَم الوارِزمسي بثُبوتِه للواقِف وذُريتِه بل شرطٍس ضَعيسف .قال السسّبكي :ليسس
ح الواقِفُ بِنظره كما أنه ليس له أخذَ شيءٍ للقاضي أخذ ما شرط للناظر إل أن صَ ّر َ
من َس ْهمِ عامِل الزكاة قال ابنه التاج :ومَحلّه ف قاضٍ له َق ْدرَ كِفَايَتِهِ .وبث بعضهم
أنه لو ُخشِي من القاضي أكل الوقف لورِه جاز لن هو بيده صرفه ف مصارِفه :أي
إن َعرَفها ،وإل َف َوضّه لفقي هٍ عار فٍ با أو سأله و صَ َرفَها .وشرط الناظر واقفا كان
أو غيه العدالة ،والِهْتِداءُ إل التّ صُرفِ الفوّ ضِ إِليه .ويوزُ للنّاظِر ما شُرِ طَ له من
الُجْرة وإن زاد على أُ ْجرَة مِثْله ،ما ل يك ُن الواقِفُ .فإِن ل َيشْرط له شيء فل أُجْرة
له .نعم :له رفع ال مر إل الاكِم ليُقرّر له القلّ من نَفَقَتِه وأُجْرةَ مِثْلِه كولّ اليتيم
وأف ت ا بن ال صباغ بأن له الِ سْتقلل بذلك من غ ي حا كم ويَنْعَزِ ُل النّاظِرُ بالفِ سْق،
فيكونُس النظرُ للحاكِم .وللواقِفِس َعزْل مسن َولّه ونَص ْسبُ غيِه ،إل إن شَرط نَظَرهُس
حالُ ال َوقْف.
[تتمة] :لو طَلَ بَ الُ سَْتحِقّونَ من الناظِر كتا بُ ال َوقْ فِ ليَكْتُبوا مِنه نَ سْخة حِفْظا
لَسِْتحْقَاقِهم :لَزِمَه َتمْكينَهم كما أفت به بعضَهم.
208
باب ف القرار
(وشرط فيه) أي الِقرار (لفظ) ُيشْعر بالتزا مٍ بق (كعليّ) أو (عندي كذا) لزيد،
ولو زاد :فيما أظن أو أحسب :لغا .ث إن كان القرّ به مُعيّنا :كلزيد هذا الثوب ،أو
ضمّ إليه شيء ما يأت :كعندي ،أو خذ به أو غيه كله ثوب أو ألف :اشترط أن ي ُ
حمَل العَيْن على أدن عل يّ .وقوله عل يّ أو ف ذمت للدين ،ومعي أو عندي للعي وُي ْ
َفس (و) ك (نعسم) ،وبلى الراتسب ،وهسو الوَديعَة ،فَيُقْبسل قولُه بيمينسه فس الرّدّ والتل ِ
و صدقت( ،وأبرأْتَ ن) م نه ،أو أَبرئْ ن م نه( .وقضي ته لواب أل يس ل) عل يك كذا؟
(أو) قال له (ل عل يك كذا) من غ ي ا سْتِفهام ،لن الفهوم من ذلك :ا ِلقْرار .ولو
قال اقْ ضِ اللْ فَ الذي ل عليك ،أو ُأخْبِرْ تُ أن ل عليك ألفا فقال نعم ،أو أمهلن،
أو ل أنكر ما تدعيه ،أو حت أفتح الكيس ،أو أجد الفتاح أو الدراهم مثلً :فِإقْرار
حي ثُ ل ا سِْتهْزا ُء فإِ نْ اقْتَرَ نَ بوا ِحدٍ م ا ذ كر قرينَة ا ستهزاء :كإِيرادِ كلمِه بن حو
ضحِكٍ وهزّ رَأسِهِ ما يدل على الت ْعجُب والِنكارِ :أي وثََبتَ ذلك كما هو ظاهر ل َ
209
ب البَيْعِ إقرارٌ بالِلكِ والعارِيَةِ والِجارَةِ بلكِ الَنْفَعة،
يكن به مُقِرّا على العتمد .وطَلَ ُ
لكن تعينها إل القرّ .وأما قوله ليس لك عليّ أكثب من ألف ،جوابا لقوله ل عليك
ألف أو نتحاسَب أو اكتبوا لزيد علي ألف درهم أو اشْهدوا عليّ بكذا أو با ف هذا
الكتاب ،فل يس بإِقرار بلف ُأ ْشهِدَ كم ،مضافا لنف سه .وقوله ل ن ش هد عل يه هو
عد ٌل فيما َشهِدَ به إِقرار :كإِذا شهد عل يّ فلن بائة أو قال ذلك فهو صادق ،فإِنه
إقرار وإن ل يشهد
(و) شرط (ف مقرَ به أن ل يكون) ملكا (لقرّ) حي يقرّ ،لن ا ِلقْرارَ ليس إزال ًة
عن الل كِ ،وإنّ ما هو إخْبارٌ عن كونِه ملكا للمُقِرّ له إذا ل يَ ْكذِبْه .فقوله داري أو
ثو ب أو داري ال ت اشتريت ها لنف سي لز يد ،أو دي ن الذي على ز يد لعمرو :ل غو لن
الضا فة إل يه تقت ضي اللك له ،فتنا ف الِقْرارُ بِه لغَيْرِه :إذ هو إقرارٌ ب قٍ سابِق .ولو
قال مَ سْكن أو ملبو سي لز يد ،ف هو إقرار ،ل نه قد ي سكن ويل بس ملك غيه .ولو
قال :الدين الذي كتبته أو باسي على زيد لعمرو :صح ،أو الدين الذي ل على زيد
لعمرو :ل يصح ،إل إن قال :واسي ف الكتاب عارِيَة .ولو أقَرّ بُرّية عْبدٍ معي ف
يد غيه أو شهد با ث اشْتَراه لنفسه أو َملَكَه بوج هٍ آخر :حَكَ مٍ بُرّيته .ولو أشهد
أنه سيُقرّ با ليس عليه ،فأقرّ أن عليه لفلن كذا :لزِمه ول يْنفعَه ذلك الِشْهاد.
(و صحّ إقرارٌ من مر يض) مر ضَ َموْت (ولو لوارِث) بدَيْ نٍ أو عَيْن ،فُيخْرِ جُ من
رأس الال وإن كذّ به بق ية الور ثة ل نه انت هى إل حالة ي صْدُق في ها الكاذِب ويتو بُ
ق فيما اسْتظهرَه صدْقُه .لكنْ للوارِثِ تليفَ القرّ له على السِْتحْقا ِ
الفاجِر ،فالظاهر ِ
شيخنا خلفا للقفال .ولو أقَرّ بنحو هِبَة مع قب ضٍ ف ال صّحة قبل ،وإن أَ ْطلَق أو قال
فس عَيْن عُرْف أناس مِلْكسه هذه ملك لوراثسي نزل على حالة الرض .قاله القاضسي.
فيتو قف على إجازَة بقيّ ة الوَرَ ثة :ك ما لو قال وهب ته ف مر ضي .واختار ج ع عدم
قبوله إن اتم لفساد الزمان ،بل قد تُ ْقطَعُ القرائِن ب َكذِبه ،فل ينْبغي لن يشى ال أن
210
يقضي أو يفت بالصحة ،ول شك ف يه إذا علم أن قصده الرمان .وقد صرح جع
بالر مة حينئذٍ ،وأ نه ل ي ل للمقِرّ له أ ْخذُه ،ول يقدم إقرارِ صحةٍ على إقرارُ مر ضٍ
(و) صحّ إقرارٌ (بجهول) كشيء أو كذا ،فيطلب من القرّ تفسيه فلو قال له عليّ
ض ورَدّ سل ٍم ونَسٍ ل يُقْتن كخنيرٍ .ولو شيءٌ أو كذا قبل تفسيه بغي عيادة الري ِ
قالَ لَهُ عليّ ما ٌل قبل تَفْسيِه ِبمُتَموّل وإن قال ل بَِنجِس ولو قالَ هذه الدار وما فيها
لفلن صح ،واستحقّ جيعَ ما فيها وقت الِقرارِ .فإِن اختلفا ف شيء أهو با وقته؟
صدّق الُقِرّ ،وعلى القَرّ له البيّ نة( .و) صح إقرار (بن سب أل قه بنف سه) :كأن قال
هذا ابن (بشرط إِمكان) فيه بأن ل يكذبه الشرع والس بأن يكون دونه ف السن
بز من ي كن ف يه كو نه اب نه ،وبأن ل يكون معروف الن سب بغيه (و) مع (ت صديقٍ
مُسْتَلحَق) أهل له فإِن ل يُصدّقه أو سَكَت :ل يثبت نسبُه إل ببيّنة( .ولو أقرّ ببيعٍ أو
هِبَة وقب ضٍ وإقبا ضٍ) بعد ها (فاد عى ف سادهُ ل يق بل) ف دعواه ف سادُه .وإن قال
حمَلُ على ال صّحيح .نعم :إن قَطَع أقْ َررْ تُ لِظَنّي ال صّحة ،لن السم عند الِطْل قَ ُي ْ
سدْقِه كبدَوي َجلِف فينبغسي قبول قوله .كمسا قاله شيخنسا وخرج ظاهِرَ الالِ بِص ِ
بِإقْباضسٍ :مسا لو اقْتَصسَر على الِب َة ،فل يَكون مُقِرا بِإقْباض .فإِن قال ملكهسا مُلكا
ليسس
تليفس الُقِرّ له أنسه َُ لزِما وهسو يعرف معنس ذلك :كان مقرا بالِقباض ،وله
فاسِدا لِمكان ما َيدّعيه ،ول تَقَبْل ببيّته ،لنه كذبا بإِقراره فإِن نكل حلف الُقِرّ أنه
كان فاسدا وبطل البَيْع أو الِبَة ،لن اليمي الردودة كالِقرار .ولو قال هذا لزيد بل
لعمرو ،أو غ صَبْت من زيد بل من عمرو :سلم لزيد سواء قال ذلك متصلً با قبله
حقّ آدمي وغرم بدله أم مُنْفصلً عنه ،وإن طال الزمن ،لمْتِناع الرّجوع عن الِقْرارِ ِب َ
لعمرو .ولو أَقرّ بِشيءٍ ث أقَرّ ببْعضِه د خل ال قل ف الك ثر .ولو أ قر َبدَيْ نٍ ل َخرَ ث
ادّعى أداءَه إليه وأنّه نَسِي ذلك حالة الِقرارَ :سمِ ْعتُ دعواه للتحليف فقط .فإِن أقامَ
بيّن ًة بالَداء :قُبِلَت على ما أفْت بِه بعضهم لحْتِمال ما قاله كما لو قال ل بيّنة ل ث
أتى ببيّنة تُسمع .ولو قال ل حق ل على فلن ففيه خلف .والراجحُ منه أنه إن قال
211
فيما أظن أو فيما أعلم ث أقام بينة بأن له عليه حقا قُبلَت ،وإن ل يقل ذلك ل تُقْبَل
ببينته إِل إن اعتذر بنحو ِنسْيانٍ أو غلطٍ ظاهر.
بابٌ ف الوصيّة
هي لغة الِيصال :من وَ صّى الشيء بكذا وَ صََلهُ به ،لن الو صّي وصل خي دُنيا ُه
خيِ عُقْباه .وَشَرْعا تََبرّع ِبحَ قَ مضا فٍ لا بعدَ الوْت .وهي سنّةٌ مُو َءكّدة إجْماعا.
ِب َ
صحّة فمرض أف ضل ،فينْبَ غي أن ل يغْفَلَ عنْ ها ساعة :ك ما وإن كا نت ال صّدقة بِ ِ
صَ ّرحَ به الب الصحيح "ما حق أمْرىءٍ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلة أو ليلتي
ْروفس شَرْعا إل ذلك ،لن ُ إل ووصسيته مكتوبسة عنسد رأسسه" أي مسا الزم أو الع
الِن سان ل يدري م ت يفجؤه الوت .وتُكرَه الزيادة على الثلث إن ل يَقْ صِد حِرْمان
ورَثَتِه ،وإل َحرُمَت.
(تصح وصيّة مُكَلّفٍ ُحرَ) مُختارٍ عنْد ،الوصِيّة ،فل تصح من صب ومنونٍ ورقي ٍق
ولو مكاتِبا ل يأذن له السيّد ول مِن مُكْره والسّكران كالُكَلّف .وف قول تصح من
جدٍ ومصالِه ،وتمل عليهما عند الِطلق :بأن سِصب ميّز (لهة حُلّ) :كعِمارَة م ْ
قال أوْ صَْيتُ به للم سْجدِ ولو غ ي ضرور ية عملً بالعرف .وي صْ ِرفُه الناظِر للَهَم
والَ صْلَحِ باجْتهادِه .وهي للكَعْبَةِ وللضّريح النّبويّ تُ صْرفُ لصالِحهما الا صّة بما
كترمي مٍ ما ،و هي من الكع بة دون بق ية الرم ،وق يل ف الول ل ساكي م كة .قال
شيخنا :يظهر أخذا ما قالوه ف النذر للقَبْر العروف برجان صحة الوَصِيّة كال َوقْفِ
خدِمونَه أو
لضَري حِ الشيخ الفلن ،وتُصْرَفُ ف مصال قبِه والبناءَ الائز عليه ومن َي ْ
يَقْرأونَس عليسه .أمسا إذا قال للشيسخ الفلنس ول يَْن ِو ضَريَه ونوه :فهسي باطلة .ولو
أوصى ل سْجدٍ سيُبن :ل تصح ،وإن بُن قبل موته إل تبعا ،وقيل تبْطُل فيما لو قال
أردت تليكه وكعِمارَةٍ نو قُبّة على قَبْر ن و عال ف غي م سْبَلةً .ووقع ف زيادات
212
العبادي :ولو أو صى بأن يُدفَن ف بي ته بَطُلت الوَ صِيّة .وخَرَ جَ ب هة حَل :ج هة
ج فيها وكتابة نو توراةٍ وعلمٍ مُحرّمٍ.العْصية كعِمارَة كنيسة وإسْرا ٍ
سّة يَقينا ،فتصسح لم ٍل انفصسل وبسه حياة (و) تصسح (لمسل) موجودٍ حالَ الوص ي
مستقِرّة لدون ستة أشهر من الوصية أو لربع سني فأقل ول تكن الَرْأة فراشا لزوج
أو سيد وأمْكَن كو نُ الَمل منه ،لن الظاهِرَ وجودَه عندها لنُ ْدرَة وَطْء الشّبْهة وف
تقدير الزنا إساءَة ظَن با .نعم :لو ل تكنُ فِراشا قط ل تصح الوَصِيّة قَطْعا ل لِحمْلٍ
حدُث وإن َحدَث قبل موتِ الوصي :لنا تليك ،وتليك العدومِ متنع ،فأشْبَهت سََي ْ
ال َوقْ فَ على من سَيولَد ل هُ .نعم ،إن جعل العدو مَ تَبَعا للمَوجودِ كأن أوصى لولدِ
ز يد الوجود ين و من سيحدثُ له من الولد صحّت ل م تبعا ،ول لغ ي معيّ ن فل
ت صِحّ لحد هذين .هذا إذا كان بلفظ الوصِيّة ،فإِن كان بلف ظٍ أعطوا هذا لحدها:
صح ،لنه وصية بالتمليك من الوصى إليه.
(و) ت صح (لوارث) للمو صي ( مع إجازة) بق ية (ورث ته) بعدَ موْت الو صي وإن
كانت الوصية ببعض الثلث ول أثر لِجازتم ف حياة الوصي :إذ ل حقّ لم حينئذٍ،
واليلة ف أ ْخذِه من غ ي توقّف على إجازَة أن يو صي لفلن بألف :أي و هو ثل ثه
فأقل إن تبع لولده بمسمائة ،أو بألفي كما هو ظاهر .فإِذا قبل وأدّى للِبن ما
شرط عليه .أ َخذَ الوصية ،ول يشارِك بقية الوَرَثة الِبن فيما حَ صَل له .ومن الو صِيّة
له إِبْراؤه وهِبََت هُ وال َوقْ فُ عليه .نعم ،لو َوقَف عليهم ما َيخْرُ جُ من الثلث على قَ ْدرِ
نَ صيبهِم نَ َفذَ من غ ي إجازَة ،فل يس ل م نَقْضُه .والوَ صِيّة ل كل وار ثٍ بِ َقدْرِ حِ صّتِهِ
كنصسف وثلث لغسو لنسه يسستحقه بغيس وصسية ،ول يأثَم بذلك .وبعيس هسي َقدْرُ
ل بواحدٍ صحيحة إن حِ صّتِه :كأن ترك ابن ي وقنا ودارا قيمته ما سواء ،فخ صّ ك ً
أجازا .ولو أو صى للفقراء بش يء ل َيجُزْ للو صِي أن يع طى م نه شيئا لور ثة ال يت،
ولو فقراء كما ن صّ عليه ف الم وإنا تصح الوصية (بأعطوه كذا) ،وإن ل يقل من
213
ما ل أو وَهَبْتَه له أو جَ َعلْتَ هُ له (أو هو له بعد موت) ف الرب عة ،وذلك لن إضافة
كل منها للموت صَيّرتْها بعن الوَ صِيّة (وبأوْ صَْيتُ له) بكذا وإن ل يقل بعد موت
لوضع ها شرعا لذلك .فلو اقت صر على ن و وهب ته له :ف هو هَِبةً ناجِزَة ،أو على ن و
ادفعوا إل يه من مال كذا أو أعطوا فلنا من مال كذا :فتوك يل يرت فع بن حو الوت
ولي ست كنا ية و صية ،أو على جعل ته له :احْتمَلَ الوَ صِيّة والِبَة ،فإِن عُلِمَت ني ته
سةً للفقراءِ.
لحدَهِمسا ،وإل بَطُل ،أو على ثلث مال للفقراء ل ي كن إقرارا ول وَصِيّ
قال شيخنا :ويظهر أنه كناية وَ صِيّة ،أو على هو له فإِقرارٌ ،فإِن زاد من مال فكناية
و صية .و صرح ج ع متأخرون ب صحة قوله لدي نة إن مُتّ فأعْ طِ فلنا دي ن الذي
عليك أو فَفرّقه على الفقراء ،ول يُقْبل قوله ف ذلك ،بل ل بد من بينة به .وتنعقد
بالكناية :كقوله عينت هذا له ،أو ميزته له ،أو عبدي هذا له .والكتابة كناية فتنعقد
با مع النية ،ولو من نا ِط قٍ إن اعتَر فَ نُطقْا ُهوَ أو وارِث هُ بنيّ ِة الوَ صِيّة با ول يَكفي
ظ الذكورةَ من الوصي (مع قبولِ) موصى هذا خطي وما فيه وَصِيّت ،وتصح باللْفا ِ
ت موصٍ) ولو بتراخٍ ،فل يصح له (معي) مصور إن تأهل ،وإل فنحو ولِيّه (بعد موْ ِ
القبولُ كالر ّد قبل موت الوصي ،لن للموصي أن يرجع فيها .فلمن ر ّد قبل الوت
القبول بعده ،ول ي صح الردّ ب عد القبول .و من صسريح الرد :رددت ا ،أو ل أقبل ها.
ومسن كنايتسه :ل حاجسة ل باس ،وأنسا غنس عنهسا ول ُيشْتَرط القبول فس غيس معيس
كالفقراء ،بسل تلزم بالوت ،ويوزُ ا ِلقْتصسارُ على ثلثةٍ منهسم ،ول يبس التّسسْوية
بينهم .وإذا قَبِلَ الوصى له بعدَ الوْت بأ نَ به أي بالقبول الل كَ ل هُ ف الوصي به من
الوت :فيحكم بترتّب أحكا مَ ا ُللْ كِ حينئذٍ من وجو بِ نَفَقَ ٍة وفِطْرة والفوز بالفوائِد
الاصِلة وغي ذلك.
(ل) تصح الوَصِيّة (ف زاِئدٍ على ثلث ف) وَصِيّة َوقَعت ف ( َمرَضٍ ُمخَوفٍ) لتَ َولّد
ا َلوْت عن جنسه كثيا (إن رده وارِث) خاص ُمطْلق التصرف ،لنه حقّه ،فإِن كان
214
ف فإِن َت َوقّعَت أهْلَيتّه عن قُرْبَ :وقَف إليها ،وإل َبطُلَت ،ولو أجا َرغي مُطْلقِ التّصرّ ِ
بعض الوَرثة فقط :صحّ ف َقدْر حِ صّته من الزائِد وإن أجا َز الوارِث الهل فإِجازتَه
تنفيذٌ للوَصيّة بالزائِد والخوف :كإِ سْهالٍ متتابِع ،وخرو جُ الطعا مِ بِشدّة ووَجَع ،أو
ضوٍ شريف ،كالكَبِد ،دون الَبوَا سِي ،أو بل استِحالَة ،وحِمى مُطْبقة، مع دَم من ع َ
وكطَلْ قِ حامِل ،وإن تكَرّرت وِلدتا ،لِعِظَ مِ خَطَره ،ومن ث كان موتُها منه شهادةً
ب ريح ف حقّ راكبِ سفينة ،وإن وبقاء مَشيَمة والتِحامَ قتال بي متكافئي واضْطِرا َ
أحسن السباحة وقَرُب من الب وأما زَمَ نُ الوباء والطاعون فتصرف الناس كلهم فيه
مسوبٌ من الثلث .وينْبَغي لِمَن َورَثَتَه أغْنِياءَ أو فُقراء أن ل يوصي بزاِئدٍ على ثلث،
والحْ سَنُ أن يُنْقِ صَ مِنْ هُ شيئا( .ويعتب م نه) أي الثّلث أيضا (عِتْ قٌ ُعلّق با َلوْت) ف
ْقفس وَهِبَة) وإبْراء .ولو اختلف
الصسحّة أو الَرض (و) تسبع نزس فس مرضسهَ ( .كو ٍ ِ
الوارِ ثُ والّتهِ بُ :هل الِبَة ف الصحة أو الرض؟ صدق الُّتهِ بُ بيمينه لن العي ف
يده .ولو وُهِ بَ ف ال صّحة وُأقْبِ ضَ ف الرض ،اعتب من الثلث .أما الُْنجَز ف صحته
حجّة السلم ،وعِتْ قُ الُ سْتَ ْولَدة ،ولو ادّعى الوارِ ثُ مَوتَه
فُيحْسب من رأس الال ،ك ُ
ف مَر ضٍ تبّعه والتبَرّع عليه شفاءه وموتَه من مر ضٍ آخر أو فْجأة ،فإِن كان موّفا
ع التّصرفِ ف الصحة أو ف الرض، صدَق الوارِث وإل فالخَر .ولو اختلفا ف وُقو ِ
صدق الَُتبّع عليه ،لن الصل دوام الصحة ،فإِن أقاما بينتي ُقدّمت بينة الرض.
215
َيحْفَظ ك ّل القُرآن عن َظهْر قَلْب ،أو لَ ْجهَ ِل النّا سِ صَرْف لعُبّا ِد الوَثَن ،فإن قال من
سبّ الصّحابَة وَيدْخُل ف وَصِيّة الفُقَراء والساكي وعَكَسَه ،وُيدْخُل السْلِمي فمن ي ُ
ب ز يد كلّ قر يب ،وإن كان بَعُد ،ل أ صْل وفر عٍ ،ول َتدْخُل ف أقارِ بِ ف أقارِ ِ
نف سه َورَث ته (وتَبْ ُطلُ الوَ صِيّة الُعَلّ قة بالوت) ومِثْلُ ها تََبرّ عٌ ُعلّ قَ بالوْت ،سواء كان
ع فيها ،كالِبَة ،قبل القَبْض ،بل أول. التعليق ف الصحة أو الرض ،فللموصي الرجو ُ
ومن ث ل يرجع ف تبع نزَهُ ف مَ َرضِه ،وإن اعتَبَر من الثلث (برجوع) عَن الوَصِيّة
صحّةُ تعلي قِ الرّجوع فيها (بنحو نقضِتها) ،كأبْ َطلْتُها أو رَدَدْتُها أو َأزَلْتُها .والوجَه ِ
على شرط لِجوَازِ التعل يق في ها ،فأول ف الرّجوع عَنْ ها (و) بن حو (هذا لوارِ ثي) أو
مياثٌ عن ،سواء أَنسِي الوَصِيّة أم َذكَرَها.
(وسئل) شيخنا عما لو أوصى له بثلث مالِه إل كُتُبه ،ث بعد مدّة أوصى له بثلث
مالِه ول يَ سْتثنِ :هل يع مل بالول أو بالثان ية؟( .فأجاب) بأن الذي يظ هر الع مل
بالول ،لنا ن صّ ف إخراج الكتب ،والثانية متملة إنه ترك الِستثناء فيها لتصريه
به ف الول ،وأ نه تر كه إبطالً له ،والن صب مقدّ مٌ على الحت مل (و) بن حو (ب يع
َورَهْن) ولو بل قبولٍ (وعر ضٍ عليه) وتوكي ٍل فيه (و) نو (غِرا سِ) ف أر ضٍ أوصى
ض الرْ ضِ ،اخْتَ صّ الرَجو عَ
ب ا ،بلف زَرْعِه بِ ها .ولو اخْتَ صّ نَحْو الغِرا سِ بِبَعْ ِ
بَحلّه .وليس من الرجوع إنكارُ الوصي الو صِيّة إن كا نَ لِغَرض .ولو أوصى بشيء
لز يد ث أو صى به لعمرو ،فل يس رجوعا ،بل يكون بينه ما ن صفي .ولو أو صى به
لثالث كان بين هم أثلثا ،وهكذا .قاله الش يخ زكر يا ف شرح الن هج .ولو أو صى
لزيد بائة ث بمسي فليس له إل خسون ،لتضمن الثانية الرّجوعَ عن بعض الول،
قاله النووي.
216
عنه بعد موته (ودعاء) لهُ إجْماعا .وصحّ ف الب "أن ال تعال يرفع درجة العبد ف
النسة باسستغفار ولده له" وقوله تعال{ :وأن ليسس للِنسسان إل مسا سسعى} عام
صدّق .قال م صوص بذلك وق يل منْ سوخ .ومع ن نَفعِه بال صّدقة أ نه يَ صيُ كأَنّ هُ تَ َ
الشافعسي رضسي ال ع نه وواسسع فضسل ال أن يُثيبَس التصسدّقَ أيضا .ومسن ثس قال
أصحابنا :يُسَنّ له نيّة الصّدقة عن أبويْه مثلً ،فإِنه تعال يثيبهما ول يُنقِ صُ من أَجْر هِ
شَيْئا .ومع ن نَفْعِه بالدّعاء ،حُ صولُ ا َلدْعوّ بِه لَ هُ إذا ا سْتُجيبَ ،وا سْتِجابَتَهُ مَحْض
فضلٌ من ال تعال .أما نفسُ الدعا ِء وثوابُه فهو للداعي ،لنه شفاعَة أَ ْجرُها للشّافعِ،
ومق صودها للمَشْفوع له .نعسم ،دُعاءُ الولد ي صل ثَواب هُ ،نف سه للوالد اليْت ،لن
عمل ولده لتسبّبه ف وجودِه من جلة عَملِه ،كما صرح به خب "ينقطع عمل ابن
آدم إل من ثلث" ث قال" :أو ولد صال ،أي م سلم ،يد عو له" ح ل دعاءه من
عمسل الوالد .أمسا القراءة فقسد قال النووي فس شرح مسسلم :الشهور مسن مذهسب
الشافعي أنه ل يصل ثوابا إل اليْت .وقال بعضُ أصْحابنا يصِل ثوابَها للميْت ُبجَرّد
صدَه ب ا ،ولو بعد ها ،وعل يه الئِ مة الثل ثة واخْتَارَ ُه كثيون من أِئمّتِ نا ،واعََتمَدَ هُق ْ
السّبكي وغيِه ،فقال :والذي دَلّ عليه الب بالِسْتِنباط أن بعضَ القُرآن إِذا قَصد به
نَفْ عُ اليْت نَفَعَ هُ وبي ذلك ،وحل جع عدم الوصول الذي قاله النووي على ما إذا
قرأ ل بضرةِ الَيْت ول ين ِو القار يء ثوا بَ قراءَتِه له أو نوا هُ ول يد عُ .و قد ن صّ
الشاف عي وال صحاب على ندب قراءةِ ما تي سّر ع ند ال يت والدعاءِ عِقْبَ ها ،أي ل نه
َهس ب َركَ ُة القِراءة :كاليّ الاضِر قال ابسن ْتس تنال ُ
حينئذٍ أرْجسى للِجابسة ،ولن الَي َ
الصلح :ويَنْبَغي الزْمُ بنَفْع" :اللهم أوصل ثواب ما قرأَته" أي مثله ،فهو الراد ،وإن
ل يصرح به لفلن ،لنه إذا نفعه الدعاء با ليس للداعي فماله أول .ويري هذا ف
سائر العمال من صلة وصوم وغيها.
باب الفرائض
217
سمَةَ الواريث َجمْع فَريضَة ،بَعْنَى مَفْروضَه .والفَرْ ضُ لُغَةَ التقْدير،أي مَسائِ َل قِ ْ
وشَرْعا هُنا نَصيبٌ مُقَ ّدرٌ للوارِث ،و ُهوَ ِمنْ الرّجالِ عشرة :ابن ،وابنه ،وأب ،وأبوه،
وأخ مُطْلَقا ،وابنه ،إل من الم ،وع مّ ،وابنه ،إل للم ،وزو جٌ وذو وَلءٍ .من النساء
تسع :بنت ،وبنت ابن ،وأم ،وجدّة ،وأخت ،وزوجةٌ وذا تُ وَلءً ،ولو فَ َقدْ ال َورَثَة
كلّهم فأَ صْلُ الذْهَب أنه ل ُي َورّث ذوو الرْحام ،ول يُ َردّ على أهْلِ الفَرْض فيمَا إِذا
وُ ِجدَ بعضُهم ،بل الال لبيْتِ الال ،ث إن ل يَنْتَظِمْ الال رُدّ ما فَضُلَ عنهم عَلَْيهِمْ غي
الزوج ي بن سبة الفروض ،ث ذوي الرحام ،و هم أ حد ع شر :ولد ب نت ،وأ خت،
وب نت أخ ،وع مّ وع مّ ل مّ ،وخال ،وخالة ،وع مة ،وأ بو أ مّ ،وأ مّ أ ب أ مّ ،ووَلد أخ
ل مّ( .الفرو ضُ) الُق ّدرَة ( ف كتا بِ ال) سِتّة :ثلثان ،ون صف ،ور بع ،وث ن وثلث،
و سدس .فال (ثُلثا نُ) فَرْ ضُ أرب عة (لثن ي) فأكثَر ( ،من بِنْت ،وب نت ا بن ،وأ خت
لبو ين ،ولب ،وع صب كل) من الب نت وب نت البو ين ،وال خت لبو يه أو لب
ت ول ا بن ا بن ال بن (أخ ساوَى) له ف الرت بة والِدْلء ،فل يع صب اب ُن الِب نِ البن َ
خ لبو ين ال خت لب ول الخ ب نت ا بن لِعَدَم الُ ساواة ف الرّت بة .ول يَع صب ال ُ
لب ال خت لبو ين لعدم ال ساواة ف الِدلء ،وإن ت ساويا ف الرت بة( ،و) ع صب
(الُخْريَيْن) أي الخت لبوين أو لب (الوْليان) وها البنت وبنت البن .والعن
أن ال خت لبو ين أو لب مع الب نت أو ب نت ال بن تكون عُ صْبة ،فت سْقُط أ خت
لبوين اجْتَمعت مع بنت أو بنت ابن أخا لب ،كما يَ سْقُط الخ لب (ونصف)
فرض خسسة (لنس) أي لنس ذكرنسا حال كونِهسن (منفردات) عسن أخَواتِهنّ وعسن
سِهنّ( ،ولزوج ليسس لزوجتسه فَرع) وارث ،ذكرا كان أو أن ثى (وربسع) فَرْ ضِ مَعْصِب
اثني (له) أي للزوج (معه) أي مع فرعها( ،و) ربع (لا) أي لزوجة فأكثر (دونه)
أي دو نَ فَرْع له( ،وثن لا) أي للزّوجة (معه) أي مع فرع لزوْجها( ،وثلث فرض
اثني ل مّ ليس ليْتِها فرع) وارث (ول عدد) اثنان فأك ثر (من إخوة) ذكرا كان أو
أن ثى( ،ولولدي ها) أي ولدي أ ّم فأك ثر ي ستوي ف يه الذ كر والن ثى (و سدُس) فَرْ ضُ
218
سبعة (لَ بٍ وجدَ ليتِهما فرع) وارِث (وأمّ ليتِها ذلك أو عددٌ من إخْوةٍ) وأخَوا ٍ
ت
اثنا نٌ فأكثرَ (وجدّة) أ مّ أب وأ مّ أ مّ ،وإن علتا سواء كان معها ولد أم ل .هذا إن ل
تدل ِبذَكر بَيْن أُنثيَيْن ،فإِن أدْلت به كأم أب أ مّ ل ترث بصوص القرابة ،لنا من
ذوي الرحام (وب نت ا بن فأك ثر مع ب نت أو بن تِ اب نٍ أعلى) من ها (وأخ تٌ فأك ثر
لب مع أ خت لبو ين ،ووا حد من ولد أ مَ) ذكرا كان أو غيه (وثل ثٌ با قٍ) بعدَ
فَرْ ضِ الزوْج أو الزوْجَة (ل مّ مع أ حد زوج ي وأب) ،ل ثلث الم يع ليأَ ُخذَ ال بُ
مثلي مسا تأخذه الم .فإِن كانست مسع زوج وأبٌس فالسسألة مسن سستة ،للزوج ثلَثةُ،
وللَ بِ اثنان ،وللم واحد .وإن كانت مع زوجةٍ وأب فالسألة من أربَعة ،للزوجة
واحد ،وللمّ واحد ،وللبِ اثنان .واسْتَبْقوا فيهما لفظ الثلث مافظة على الدب ف
موافقة قوله تعال{ :وورثه أبواه فلمه الثلث} وإل فما تأخذه الم ف الول سدُس
حجُ بُ ولد ا بن با بن أو ا بن ا بن أقرب م نه ،و) ي جب (جدّ و ف الثان ية ر بع( .وَي ْ
بأب ،و) ت جب (جدة ل مّ بأ مّ) لن ا أدلت ب ا( ،و) جدة (لب بأب) لن ا أدلت
به( ،وأ ّم بالِجاع( .و) ي جب (أخ لبوين بأب وابن وابنه) وإن نزل (و) يجب
(أخ لب بما) أي بأب وابن (وبأخ لبوين) وبأخت لبوين معها بنت أو بنت ابن
ك ما سيأت( ،و) ي جب أخ (لم بأب) وأب يه ،وإن عل( ،وفرع) وارِ ثٍ للميّ ت،
وإِن نزل ،ذكرا كان أو غيه( ،و) يجب (إِبن أخ لبوين بأب وج ّد وابن) وابنه،
وإن نزل( ،وأخ) لبو ين أو لب (و) ي جب (ا بن أخ لب بِهؤلءِ) ال سّتة( ،وبا بن
أخ لبوين) لنه أقوى منه ،ويَحجب عمّ لََبوَيْن بولءِ السّبعة ،وبابن أخ لب وعمّ
ل بٍ بؤل ِء الثمانية ،وبع مٍ لَبوَيْن واب نِ عَ َم لبوين بؤلء الت سْعة ،وبعم لب وابن
حجَ بُ ا بن ا بن أخ لبو ين با بن أخ
ع مّ لب بؤلء العشرة ،وبا بن ع مّ لبو ين .وُي ْ
لب لنه أقْرَ بُ مِنْ هُ ،وبنات الِبن بابن أو بنتي فأكثر للمَيّت إن ل يُعَ صّب أخ أو
ا بن ع مّ ،فإِن عُ صَِبتْ به أخَذت مَ عه الباقي ب عد ثل ثي البنت ي بالتعْصيب والخوات
219
لب بأختيس لبويسن فأكثسر ،إل أن يكون معهسن ذك ٌر فيعَصسّبهُنّ .ويجبس أيضا
بأخت لبوين معها بنت أو بنت ابن.
(واعلم) أن إبن الِبن كالِبن إل أنه ليس له مع البنت مثلها ،والدّة كالم إل
ث الثُلُ ثُ ول ثلث الباقي ،بل فَ ْرضُها دائما ال سّدُس .والدّ كالب إل أنه أنا ل تَ ِر ُ
حجَ بُ بالِبْ نِ ت الِ بن كالبِنْ تِ إل أنّ ها ُت ْحجَ بُ الِ ْخوَةُ لَبوْ ين أو لَ بٍ ،وبن ِ ل ُي ْ
خ لبوي نِ إل أنه لَي سَ ل هُ م عَ الَخْ تِ لَبويْن مثلها( ،وما َفضْلٌ) والخ لَ بٍ كالَ ِ
من التّرْكَة َعمّ ن ل ُه فَر ضٌ من أ صْحابِ الفُرو ضِ (أو ال كل) أي كل التّركَة إن ل
يكن له ذو فرض (لعُ صْبة) .وتَ سْقُط عْن َد ال سْتِغراقْ (وهي ابن ف) بعده (ابنه) وإن
سَفُل (فأب فأبوه) وإن عَل (فأخ لبوين و) أخ (لب فبنوها) كذلك (فعمّ لبويْ نِ
ب فبَنوهُما) كذلك ،ث عمّ ال بِ ث بنوه ث عمّ الدّ ث بنوه .وهكذا (ف) بعد فل ٍ
س ُة الوَلءِ ،وهسو (مُعْتَق) ذكرا كان أو أنثسى( ،ف) بعسد الُعتسق س ُة النّسَسبِ عُص ْبَعُص ْبَ
لدّ عن الخ وابْنَ ُه فمُعْتَ قُ الُعَت ُق فعُ صْبَتُه.
(ذكورُ عُ صْبَتِهِ) دون إناثِهم ويؤخّر هُنا ا َ
ت فالتّركَة لَهُ مْ (لل ّذكَرِ م ثل حَظّ الُنْثيّ ن) فلو اجت مع بنو نٌ وبنا تٌ أو إخوةٌ وأخوا ٌ
وفضل الذكر بذلك لخْتصاصِه بلزوم ما ل يلزَ ُم الُنْثى مِنَ الِهادِ و َغيِه .وولدُ ابْنٍ
كوَلدٍ وأخٍ لب كأخٍ لبوين فيما ذُكر.
(ف صلٌ) ف بيا نِ أ صولِ الَ سائِل (أ صَلُ الَ سْأَلة عدَدُ الرّؤوس إن كا نت ال َورَ ثة
عَ صُبات) كثل ثة بن ي أو أعمام فأ صْلُها ثَل ثة (وقَدّر ال ّذكَرُ أُنْثَيَيْن إن اجْتَم عا) أي
ال صّنفان من نَ سَب .ففي ابن وبنت يُقْ سَمُ التْرو كَ على ثَلثَة :للِبْ نِ اثْنا نَِ ،ولِلبِنْ تِ
وسسةَ وثانِيَة واثْنسا عَشَر وأرْبَعسة ْنانس وثَلثسة وأرْبَعةَ ِتّ
ُروضس اث ِ ِ ِجس الف
واحسد ،ومار ُ
و ِعشْرونَ .فإِنْ كانَ ف الَسَْألَ ِة فَرْضا ِن فأكْثَر اكْتَفَى عِْندَ َتمَاثُلِ ا َلخْرَجَيْنِ بِأَ َحدِهِما،
سدُسٍ ت َفهِيَ ِمنَ الِثنيْنِ ،وعند تَداخِلَهما بَأكْثَرِها ك ُ كنِصْفَيْن ف مَسَْألَ ِة َزوْجٍ وأُخْ ٍ
وثُلُ ثٍ ف مَ سَْألَة أم َو َولَديْ ها وأخ لََبوَيْن أو لب ف هي من ستة ،وكذا يكت في ف
220
زوجة وأبوين .وعند توافِ ُقهِما ِب َمضْرو بٍ وِفْ قَ أَ َحدِها ف الخر ،كسدس وُثمُن ف
مَ سْأَلة أ ّم وزوْجِ ٍة وابن ،فهي من أرْبعةٍ و ِعشْرين ،حاصل ضرب وفق أحدها ،وهو
ن صف ال ستة أو الثمان ية ،ف الخَر ،وع ند تبايُنِه ما بضروب أحده ا ف ال خر،
كثلث ور بع ف م سألة أم وزو جة أخ لبو ين أو لب ،ف هي من اث ن ع شر حا صل
ضرب ثلثة ف أربعة (وأصل) مسألة (كل فريضة فيها نصفان) كزوج وأخت لب
(أو نصسف ومسا بقسي) ،كزوج وأخ لب (اثنان) مرج النصسف (أو) فيهسا (ثلثان
وثلث) كأختي لب وأختي لم (أو ثلثان وما بقي) كبنتي وأخ لب (أو ثلث وما
بقي) كأ مّ وع مّ (ثلثة) مرج الثلث (أو) فيها (ربع وما بقي) كزوجه وع مّ (أربعة)
مرج الربع (أو) فيها (سدس وما بقي) كأ ّم وابن (أو سدس وثلث) كأم وأخوين
ل مّ (أو) سدس (وثلثان) كأ مّ وأختي لب (أو) سدس ونصف كأ مّ وبنت (ستة)
مرج السدس (أو) فيها (ثن وما بقي) كزوجة وابن (أو) ُثمُن (ونصف ما بقي)
كزوجة وبنت وأخ لب (ثانية) مرج الثُمن (أو) فيها (ربع وسدس) كزوجة وأخ
لم (اث نا ع شر) مضرو بٌ وف قَ أ حد الخرجَْي نِ ف ال خر (أو) في ها (ثُم نٌ و ُسدُسٌ)
كزوجَةٍ و َجدّ ٍة وابْن (أربعة وعشرون) مضروب وفق أحدها ف الخر (وتعول) من
أُصول مَسائِل الفَرائِض ثَلثة ( سِتّة إل َعشْرَةَ) وترا وشفعا .فعولا إل سَبْعَةٍ كَ َزوْ جٍ
وأخْتَيْن لغَيْر أ مّ ،وإل ثانية كهم وأم ،وإل تسعة كهم وأخ ل مّ ،وإل عشرة كهم
وأخ آخر لمّ (و) تعول اثنا عشر إل سبعة عشر وترا فعولا إل ثلثة عشر كزوجةٍ
وأ مٍ وأخت ي لغ ي أ مّ ،وإل خ سةِ عشرَ ك هم وأخ لم ،وإل سبعة ع شر ك هم وأخ
آخر ل مّ (و) تعول (أربعة وعشرون لسبعة وعشرين) فقط كبِنتَي وأَبوْين وزوجة،
للبِنتَي ستّة عشر وللَبوْين ثَمانية وللزوجة ثلثة ،وتسمى بالنبية ،لن عليا رضي
ال عنسه كان يْطُب على منسبِ الكوفسة قائلً :المسد ل الذي يكسم بالقس قطعا
ويزي كل نفس با تسعى وإليه الآل والرجعى ،فسئل حينَئذٍ عن هذه السألة فقال
ارتالً :صارَ ثَم نَ الَ ْرأَةِ ت سعا ،وم ضى ف خِطْبَِت هِ .وإن ا عالوا لَِيدْخُل الن قص على
221
الميع كأرْبابِ الدّيون والوَصايا إذا ضاقَ الالُ عن َقدْرِ ِحصّتِهم.
[فائدة] :الكذب حَرام ،و قد ي ب :ك ما إذا سأل ظالِم عن وديَ عة يريدُ أخْذ ها
فَيجِ بُ إنْكارَها وإن َكذَب ،ول هُ الَ ْل فُ عليه مع التوْرِية .وإذا لْ يُنكِرْها ول يَمتَنِ عْ
من إِعلمِه بِها جهده ضُمِن ،وكذا لو رَأى مَعْصوما اختفى من ظالِم يُريدُ قَتْله .وقد
يوزُ ك ما إذا كان ل ي تم مق صودَ حر بٍ وإ صلحَ ذا تَ البَيْ نِ وإرْضا َء َزوْجَ ته إل
بالكذِب فمبا حٌ ،ولو كان تت يدِه وَديعَة ل يَعْرِ فْ صاحِبَها وأَيس من معْ ِرفَتَ هِ بعد
ف فيه ،وهو أه مّ مَصالِح الُ سْلمي الَبحْ ثِ التام صَرَفَها فيما يب على الِمام ال صّر َ
جدٍ فإِن ج هل ما ذ كر دف عه مُقدّما أهلُ الضرُورة و ِشدّة الاجَة ل ف بناء ن و مَ سْ ِ
ع الَعَْلمْ أوْل.
لثِقة عالِمٍ بالصالِح الواجبة التّقدي والرْوَ ْ
222
(فصل) :ف بيان أحاكم اللقطة .لو الْتقَ طَ شَيْئا ل ُيخْشى فَسادَهُ كنَ ْقدٍ ونُحا ٍ
س
بِ ِعمَارَةٍ أو مَفَازَةٍ عرفَه سِنَة ف الَسواقِ وأبْوابِ الساجد فإِن َظهَرَ مالِكه ،وإلّ تلكه
بِلَفْ ظٍ َتمَلْكَت ،وإن شاءَ بَاعَ هُ وحَفَظ َثمَنَ هُ .أو ما ُيخْ شى فَ سادُه كهري سة وب قل
وفاكهة ورُطَبَ ل يتتمر فيتخي مُلتَقِطة بي أكله متملكا له ويُغَرّم قيَمته ،وبيَ بَيْعِه،
ويَعْ ِرفَه بعد بَيْعِه ليتَملّك ثَمنه بعد التعريف فإِن َظهَرَ مالِكَ هُ أعطا هُ قَيمتَه إن أ َكلَه ،أو
صحّهما ف العمارةَ وجوبه ،وف ثَمنُه إن باعَ هُ .وف التعريف بعد ا َلكْل وجْهان :أ َ
الفازة قال الِمام :والظا هر أ نه ل يَجِب ،ل نه ل فائدة ف يه .ولو و جد ببيته درها
مثلً وجوّز أنه لن يدخلونه عرّفه لم كاللّقطة قاله القفال .ويعرّف حقي ل يعرض
عنه غالبا ،وقيل هو دره مٌ زمَنا يظن أن فاقِدَه يُعْر ضُ عْن ُه بعدَه غالبا ويتلف ذلك
باخْتِلف الال :فدانق ال ِفضّة حالً ،والذّهب نو ثلثة أيام .أما ما يُعرض عنه غالبا
كح بة زب يب ا ستبدّ به واجده بل تعر يف .و من رأي لقْ طة فرفَعَ ها بِر ْجلِه ليعْ ِرفَ ها
ضمَنْها .ويَجوزُ أ ْخذُ نَحو سَنابِلَ الَ صّادين الت اعْتيدَ الِعْرا ضُ عَنْها، وتركها ل ي ْ
ولو م ا ف يه زكاة خلفا لل ّزرْك شي وكذا ِبرَادَة الدّاد ين وك سْرَةَ الَبْزِ من رش يد
ونو ذلك ما يعرض عنه عادة ،فيمْلِكَهُ آ ِخذُه ،وينفذ تَصَ ّرفَه فيهِ أخْذا بظاهِر أحوال
ُمس أ ْخذُ َثمَرٍ تَسساقَطَ إن ُحوّط عليسه وسسقط داخِلَ الِدارِ .قال فس السسّلف .ويَحر ُ
الجموع :ما سَ َقطَ خارِج الدار إن ل يُعَتدْ إباحَتَ هُ حَرُ مَ ،وإن اعْتيدَت ُحلّ ،عمَلً
بالعادَة السَتمِرّة الغلبة على الظنّ إباحََتهُم لَهُ.
بابُ النّكاح
و هو لُغَ ًة الضّمّ والِجْتِما عُ .ومِنْ ُه قول م تَنا َكحَ تِ الَشْجارُ :إذا َتمَايَلَ تْ واْنضَمّ
ضمّ ن إباحَة وَطْء بِلَفْ ظِ إِنْكاح أو تَزْوي جِ ،و هو ب ْعضُ ها إل بَعْض .وَشَرْعا عَ ْقدٌ يََت َ
طءِ على الصحيح (سنّ) أي النّكاح (لتائِق) أي مُحتاجَ حَقيقة ف العَقْد مُجازٌ ف الوَ ْ
للوَطْءِ وإن اشتغل بِالعِبادة (قا ِدرٍ) على مُوءْنَة ِمنْ َمهْرٍ ،وكِسْوَ ِة فَصْلِ َتمْكيٍ ،ونفَقَة
223
لخْبارِ الثّاب تة ف ال سّنن و قد أوْردَت جُملَة من ها ف كتا ب (إحكا مُ أحكام يَومِه ل َ
النكاح) ولا فيه من حفظ الدين وبقا ِء النسل .وأما التائِق العاجِز عن الوءَن فالوْل
صوْم ل بالدواء وكُرِ هَ لعاجِز عن الؤن غي تائق .ويب ل هُ َت ْركَ ُه وكسر حاجته بال ّ
بالنّ ْذرِ ،حيث ندب( .و) سُنّ (نظر كل) من الزوجي بَ ْعدَ العَزْ مِ على النّكاح وقبل
الُطْبَة (الخر غيَ َع ْورَة) مقَ ّررَة فِي شُروطِ الصّلة .فينظر من الُرّة وجْهها ليُعرفَ
جالا ،وكفّيها ظهرا وبطنا ليعرف خصوبة بدنا .ومن با رِقّ ما عدا ما بي السرة
والرك بة وه ا ينظران م نه ذلك .ول بدّ ف ح ّل الن ظر من تيق نه خلو ها من نِكا حٍ
و ُعدّة ،وأ نْ ل يَغْلِ بَ على ظَنّ هِ أنه ل يُجا بُ .ونَدب لن ل يَتَيّ سَر له النّظر أن يُ ْر سِل
نو امْرَأةٍ لتَتَأمّلها وَتصِفها له .وخرج بالنظر :السُ ،فيحْرُمُ إذ ل حاجة إليه.
[مهمة]َ :يحْرُ مُ على الرجل ولو شيخا ها تعمّد نظر شيءٍ من بَد نِ أَجْنَبِيّةٍ حر ًة
َتس حَدا ُتشْتَه َى فيسه ولو َشوْهاءَ أو عَجوزا وعكْسسَه ،خِلفا للحاوي أو أم َة بلغ ْ
كالرافعي وإن نَظَر بِغَي َشهْوةٍ أو مع أمْن الفِتْنة على الُعْتَمدِ ،ل ف نو مِرآة ،كما
أف ت به غَْيرُ وا ِحدٍ وقول ال سنوي ،تبعا للرو ضة ،ال صّواب حل الن ظر إل الوْ جه
والكَفْي عند أمْ نِ الفِتْنة :ضَعي فٌ ،وكذا اختيارُ الذرعي قول َجمْع َيحِلّ نَظَرُ َوجْ هٍ
وكَفّ عجوزٍ يؤمَ نُ من َنظَرِها الفِتْنة ول َيحِل النّظَرُ إل عُنُ قِ الرّ ِة ورَأ سِها قَطْعا.
ف فِتْ نة إل المَة إل ما بَْي نَ ال سّرة وق يل ُيحَلّ مع الكَرَاهَة الن ظر بل َشهْوة و َخوْ َ
وال ّركْبة لنه َع ْورَتَها ف ال صّلة .وليس من العورة الصوْتَ فل َيحْرُم سَماعُه إل إن
َخشِ يَ مِْن ُه فِتْنَة أو الَْتذّ به ك ما بثَه الزرك شي وأف ت بع ضُ الَتأَخِر ين ِبجَوازِ نَ َظرُ
ال صّغِي للِنّ ساءِ ف الوَلئِ مِ وَا َلفْراح ،والعتمَد ع ند الشيخ ي عَد مُ جَوازِ نَظَر فَرْج
ْجس الصسّغيِ إل صسَغيَةٍ ل ُتشْتَهسى ،وقيلَ يُكره ذلك .وصسحّح التول حلّ نَظَرَ فَر َ
حوِ المّ ن ظر فرجَيْه ما وم سّه زمَ نَ التّمي يز ،وجَزَم به غَيْره ،وق يل َيحْرم .ويوز لَن ْ
الرّضاع والتَرْبِ ية للضّرورة وللعبدِ العدْ ِل الن ظر إل سَّيدَتِه التّ صِفَة بالعَدالَة ما عدا ما
224
ب ي ال سرّة وال ّركْبَة ك هي .ولحْرِم ولو فا سقا أو كافرا ن ظر ما وراء سرة ورك بة
منها ،كنَ َظرِها إليْه ،و ُلحْرِ مٍ وماثِلٍ مَ سّ ما وراء السرةِ والرّكبَة .نعم :م سّ ظهر أو
ساق مُحرّ مة كأمّ ه وبنْ ته وعك سه ل ي ل إِل لاجَة أو شَفَ قة .وح يث حَرُ مَ َنظَرُه
حَرُ مَ مَ سّه بل حائِل لن هُ أبْلَ غُ ف اللّذة .نعمَ :يحْرُم مَ سّ وجْه الجنبية ُمطْلَقا ،وكل
ما حَرُ مَ نظرَ هُ مِنْه أو مِنْ ها متّ صِلً حَرُم نَظَر هُ مُنْفَ صِلً :كقَلمَةِ َيدٍ أو رِجْلٍ ،وشَعْرِ
امْرأة وعان َة رَجُل ،فيجِب مواراتَهُمسا وتتَجسب وجوبا مُسسْلمة عسن كافِرة ،وكذا
عفيفَةٌ عن فا سقَة ب سحاق ،أو زِ نا ،أو قيادة ،وَيحْرم مضاج عة رَجُلَ ي أو امْرأَتَ ي
عارِيْي ف ثوبٍ واحد ،وإن ل يتماسَكا أو تَباعَدا مع اتادِ الفِراشِ ،خلفا للسّبكي،
وبَ ثَ ا سْتِثْناءِ الب أو الم ل ٍب ف يه بعيدٌ جدا وي ب التّفري قُ ب ي ا بن ع شر سني
حبّ ضجَع ،وإن نظر فيه بعضهَم بالنسبة للب أو الم .ويُ سَْت َ وأبويه وإخوته ف ا ِل ْ
شهْوة،تَصافُح الرّجلي أو الرأتي إذا تلقيا .وَيحْرُم مصافحة المْرَدُ الَميلَ كنظَرِهِ ِب َ
ويُكْرَ هُ مُصاَفحَة من به عاهَة كالبْرص وال ْجذَ مِ ويوزُ نظرُ و ْج هِ الرأَة عندَ العامَلة
ببيع وغيه للحاجة إل مَعْ ِرفَتِها ،وتَعليم ما يَجبُ تعلّمه كالفاتِحة دونَ ما يُسنّ على
الوْجُه والشّهادة تملً وأداءً لَهسا أو عَليهسا .وتعمسد النظَر للشّهادة ل َيضُرّ ،وإن
شهَد نَ على الوْجُ هْ (و) يُسنّ (خُطبةٌ) بضم الاء مِ نَ تَيَ سّر وجودُ نساءٍ أو مَحارِم َي ْ
الوَل (له) أي للنّكاح الذي هو العَ ْقدُ بأن تَكو نَ قبلَ إِيابِه ،فل تُْندَ بُ أخْرى من
حبّ تَ ْركُها خُروجا مِ نْ خِل فِ الخاطَب قَبْ َل قُبوله كما صحّحه ف النهاج بل يُ سَْت َ
مَن أبْطلَ با ،كما صَرّح به شيخنا وشيخه زكريا رحهما ال لكن الذي ف الروضة
لمْدِ
وأصلها َندْبَها .وتُ سَنّ خطبة أيضا قَبْل الِطبة ،وكَذا قَبْل الِجابَة ،فَيَبْدأُ كل با َ
والثّناءِ على ال تعال ،ث بال صّلة وال سّلم على رَسولِ اللّ هِ صَلّى اللّ هُ َعلَيْ هِ و سَلم ث
لطْبَة :جِئْتُكُم رَاغِبا ف كَريَتِكُمْ أو فتاتِكم وإن يوصي بالتّقْوى ،ث يقول ف ِخطْبَة ا ُ
كان وكيلً :قال :جاءَكم موكّلي ،أو جئْتُ كم عنه خاطبا كريتِكُم ،فيخطب الول
ُسستَحبّ أن يقول قبسل العقسد أو نائبسه كذلك ،ثس يقول لسست برغوب عَن ْك .وي ْ
225
ُأ َزوّجُكَ على ما أمرَ اللّهُ به عزّ وجلّ من إِمساكٍ بعْرُوفٍ أو تَسريحٍ بِإحْسانٍ.
[فروع]َ :يحْرُم التّ صْريحُ بِخطبَةِ العَْتدّة من غيه رَجْعِيّة كانت أو بائِنا بِطَل قٍ أو
فَ سْخٍ أو َموْت .وَيوزّ التّعري ضُ با ف ِعدّة غي رِجْعِيّة ،وهو :كأَنْ تِ جَميلَة ،ورُبّ
را غب في كِ .ول يلّ ِخطَ بة الطل قة م نه ثلثا ح ت تَتَحلّل وتَنْقَضِي ِعدّة الحلّل إن
س فس ِعدّة الحلل .وَيحْرُم على عالٍس بُطْبَةِ الغَيْرِ طَلّق رَجْعِيا ،وِإلّ جاز التعْريض ُ
والِجابسة لهُس ُخطْبَةً على ُخطْبَةِ مسن جازَت ْس ُخطْبَتُه وإن كَرِهَت ْس وقسد صَسرّح لَفْظا
ف ول حَياءٍ ،أو بإِعْرَاضِ هِ :كأن طالَ الزّم نْ بَ ْعدِ بإِجابَتِه إِل بِإذْنِه لَ هُ ِم نْ غ ي خوْ ٍ
إِجابَتِه ،ومنه سَفَرُه البَعيدُ .ومن استُشيَ ف خاطِب أو نوِ عالِم يريد الجتما عَ بِه
صدْقَ :ب َذلً للنّصيحَةِ الوَاجِبَة (وديّنَة) أي نِكا حَ الرأةَ الدّيّ نة
ذ كر وجوبا مُساوِيَه بِ ِ
الت وُ ِجدَت فيها صفة العدالة أول من نكاح الفاسِقَة ولو بغي نو زنا ،للخب التفق
عل يه "فاظ فر بذات الد ين" (ون سيبة) أي معرو فة ال صْل وَطِيبَتِه لنِ سْبتها إل العُلماء
وال صّلحاء أول من غي ها :ل ب" :تيوا لنطف كم ول تضعو ها ف غ ي الكفاء"
وتُكره بنت الزنا والفا سِق( ،وجيلة) أول :لب" :خي النساء من تَ سُرّ إذا نَظَ ْر تَ"
شهْوةِ ف (و) قرابة (بعيدة) عنه من ف نسبه أول من قرابة قريبةٍ وأجنبيّة لضُع فِ ال ّ
القَريبَة فَيجي ُء الولد نيفا .والقريبسة مسن هسي فس أوّل درجات العُمومَة والوولَة،
ب زينب مع أنا بنت والجنبية أول من القَرابَ ِة القَريبَة .ول يشكل ما ذكر بِتَزوّج الن ّ
عمته لنه تزوّجها بيانا للجواز ،ول بتزوّج عل يّ فاطمة رضي ال عنهما لنا بعيدَة
إذ هي بنت ابن عمه ،ل بنت عمه( ،وبكر) أول من الثِيّب ،للمر به ف الخبار
ال صحيحة .إل لِ ُعذْرَ :كضُعْ فِ آلَتِه عن ا ِلقْتِضاض( ،ووَلودٍ) ووَدودٍ (أوْل) للَ مر
ب ما .ويُعْر فُ ذلك ف البِكْرِ بِأقارِب ا ،والوْل أيضا أن تَكو نَ وافِرَة العَعْل وحَ سَنَة
تكونس شَقْراء ول َ ِمصسَلحَة ،وأن لذاتس َوَلدٍ مسن غيه إل ل ْ تكونس ََ الُلُق ،وأن ل
طويلة مهزولة للنّ هي عن نِكاحِ ها .وم ل رعا ية ج يع ما مرّ ح يث ل تتو قف العِفّ ة
226
على غ ي متّ صفه ب ا ،وإل ف هي أول .قال شيخ نا ف شرح النهاج :ولو تعار ضت
تلك الصسفات فالذي يظهسر أنسه يُ َقدّم الدّيسن مُطْلَقا ،ثس العَقْل وحُس ْسنَ الُلُقسِ ،ثس
سبِ اجتهادَه. الولدَة ،ث النّسْب ،ث البِكارَة ،ث المَالَ ،ث ما الَصَْلحَة فيه أ َظهْر ب َ
ْضس
َمس فس شرح الِرشادِ بِتَ ْقدِيس الوِلدَة على العَق ْل .وَندَب للوَل عَر َ انتهسى .وجَز َ
موليتَ هُ على ذَوي ال صّلح .ويُسنّ أن يَنْوي بالنّكاح ال سّنة وصون دينِه .وإنا يُثا بُ
سجِد ويومَصدَ بِه طاعَةً من نو عِفّة أو َوَلدٍ صال .وأن يكون العَقْد ف ال ْ عَلَْيهِ إن قَ َ
لمُعَة وأوّل النّهار وف شوّال ،وأن َيدْ ُخلَ فيهِ أيضا. اُ
227
القْطار للِنْكاح ك ما أف ت به شيخ نا الُح قق الزمز مي ولو عَقَد القا ضي النّكَا حَ
بال صيغَةِ العرب ية لِعجَمَي ل يَعْرِ فُ معنا ها ال صْلي بَل يعرف أن ا موضوعَة لِعَقْد
النّكاح ص ّح كذا أفت به شيخنا ،والشيخ عطية وقال ف شرحَ ْي الِرشاد والنهاج:
أ نه ل يضرّ لنس العامسي كفتسح تاء التكلم ،وإبْدالِ اليسم زايا ،أو عَكْسسَه .وينْعَقِدُ
بإِشارَةِ أخْرَس مفهم ًة وق يل ل ينْعقِ ُد النّكا حَ إل بال صّيغَةِ العَرَبِيّ ة .فعل يه ي صْبِرُ ع ند
ال َعجْزِ إل أن يتعلم أو يُوكّ ل .وحُكِ يَ هذا عن أح د .وخرج بقولَ مت صل ما إذا
تلل لف ظُ أجنب عن العَقْد وإن قَلّ :كأَنكحْتُ كَ ابنَت فا سَْتوْصِ با خيا .ول يضر
تُلّلُ خِطْبَةٍ خفي فة من ال ّزوْج ،وإن قل نا بعدم ا سِْتحْبابا خلفا لل سّبكي وا بن أ ب
الشّريف ول فقل قبل تُ نكاحَها ل نه مِن مُقْتَضى الع قد .فلو أوْجَ بَ ث رجِ عَ عن
إِيابِه أو رَجَعَت الذِنة ف ِإذَنا قبل القبُول أو جنت أو ارْتَدّت امتَنع القُبول.
[فرع] :لو قال الوَل زوّجْتك ها بِمهْرِ كذا ،فقالَ الزّو جُ قَبِلْ تُ نِكاحَ ها ول يقُل
على هذا الصسّداق :صسَح النّكاح َبهْرِ الِثْل خلفا للبارِزي (ل) يَصِس ّح النّكاح َس مسع
(تعل يق) كالبَيْ عِ بل أوْل لختِ صَاصِه بز يد الحْتياط :كأ نْ يقو َل ال بُ للخَرِ إن
كانَت بِنْت طُلّقت أو اعَْتدّت فقد زوّجْتَكَها فقبِل ث با نَ انْقِضاءُ ِعدّتا وأنا أذَنت
له :فل ي صحّ لفِ سا ِد ال صّيغَة بالتّعل يق .وبَث بعض هم ال صّحة ف إن كا نت فُل نة
موليت فقد زوّجْتَكها وف َزوّجتُ كَ إن شِئْت كالبَيْع :إذ ل تعلي قَ ف القيقة( ،و) ل
مع (تأَقي تٍ) للنّكاح ِبمُدّةٍ معلومَة أو مَجهُولة فيَفْ سُد لِ صِحّ ِة الّنهْي عن نِكا حِ التعْة
و هو ا ُل َؤقّ ت ولوْ بألْ فِ سَنَة ولي سَ منْه ما لو قال َزوّجتَكها مدّة حياتِك أو حياتا
ل نه مقتضى العَقْد ،بل يَبْ قى أَثرُه بعدَ الوْت ،ويلزمُه ف نكاح التْعةِ الهْ َر والنّ سَبَ
لدّ إن عُقِد بول وشا ِهدَيْن فإِن عُ ِقدَ بَيْنَه وبَيْ نَ الرأة وَجَ بَ المد وال ِعدّةَ ،وي سْقُط ا َ
ب الدّ ل يثْبُت ا َلهْرُ ول ما بَعْدَه وينْعَ ِقدُ النّكا حَ بل ِذكْرِ
إن وُطىء :وح يث وجَ َ
َمهْرٍ ف العَقْد بل يُ سَنّ ِذكْرُه ف يه .وكُرِ هَ إخلؤه ع نه .ن عم ،لو َزوّج أمتَ هُ بُعَيْده ل
228
يُ سَْتحَب (و) شُ ِر طَ ( ف الزو جة) أي النكوحَة (خُلوّ مِن نِكا حٍ و ِعدّةٍ) مِن غَْيرِه
(وتعييٍ) لَها .فزوّجُْت كَ إحْدى بَنات با ِطلٌ ولو مَ َع الِشارَة ،ويكفي التّعييُ بو صْفٍ
س فيها غيَها أو هذه أو إشارةٍ كزوّجتُ كَ بِنت وليس له غيها أو الت ف الدّا ِر ولي َ
ف َزوّجْتُ كَ فاطمة وإن كان ا ْسمَ بِنْتِه إل إن وإن سَماها بغي ا ْسمِها ف الكُلّ بل ِ
َنوَيا ها .ولو قال زوّجْتُ كَ بن ت الكُبْرى و سَاها با سم ال صّغرى صحّ ف الكُبْرى لن
ف الِ سْم ف ُقدّ مَ عليه :ولو قال :زوّجْتُ كَ بِنْت خَدية
الكِبَر صِفةٌ قَائمَة بِذاتِها ،بل ِ
فبانت بنْ تُ ابْنِه صح إن نَوياهَا أو عيّنها بإِشارَة أو ل يُعْ َر فْ ل صِلْبه غيَها ،وإل فل
(و) شَرَط في ها أيضا (عدم مَحرُمِ ية) بين ها وب ي الا طب (بن سب فيحْرُم) به آ خر
لية{ :حرّمت عليكم} (نساء قرابة غي) ما دخل ف (ولد عمومة وخؤولة) فحينئذٍ
َيحْرُم نِكا حَ أ مّ و هي من ولدتْك ،أو ولدت من ولدك ذكرا كان أو أُن ثى و هي
لدّة من الهتي ،وبنت وهي من ولدتا أو ولدت من ولدها ذكرا كان أو أنثى ل اَ
ملو قة من ماء زناه وأ خت ،وب نت أخ ،وأ خت ،وع مة و هي أ خت ذ كر ولدك،
وخالة وهي أخت أنثى ولدتك.
[فرع] :لو تزوّج مهولَة النّسب فاستَلْحقَها أبوه ثَبَت نَسبُها ول يَنْفَس َخ النّكا َ
ح
إن كذّبه الزوج ،ومثْله عكْسه بأن تَزوّجت مهو ًل فاستلْحقه أبوها ول تصدقه (أو
رضاع فَيحْرُم به) أي بالرّضاع (م نْ َيحْرُم بنَ سَب) لل خب الت فق عل يه" :وَيحْرُم من
سبِ" فمُرْضِعَتُ كَ ومُ ْرضِعَتُها ومرضِعَةً من َولَدِك م نْ نَ سَبٍ
الرّضا عِ ما َيحْرُ مُ م نَ النّ َ
أو رِضا عٍ وكل م نَ ولدت مرضِعَتَك أو ذا لَبْنَها أمك من رضاع ،والرتضعة بلبنك
ولب فِرْعِك نَ سَبا أو رِضاعا وبِنْتها كذلك وإن سَفَلت بنْتُك ،والرَتضِعة بلب أحد
أبو يك ن سبا أو رضاعا أخ تك .و قس على هذا بقَيّ ة ال صناف التقد مة .ول ُيحْرُم
عليك برِضاع من أ ْرضَعَت أخا كَ أو وَلد وَلدك ول أمّ مرضِعَةِ وَلدَ كَ وبنْتَها ،وكذا
أخت أخيك لبيك أو لمك من نسب أو رضاع.
229
[تنبيه] :الرضاعُ ا ُلحَرّم وصولُ لَبَ آدُمِيّة بَلَغَتْ سِنّ حيْضٍ ،ولو قطرة ،أوْ متلطا
ف رَضي عٍ ل يبلغ حول ي يقينا خ س مرات يقينا عرفا ،فإِن قَطَ عَ بغيه وإن قلّ جو ُ
الرّضي عُ إعْراضا وإن ل يشَتَغل بشيء آخر أو قَطَعتْه ال ْرضِعَة ُثمّ عَاد إليه فيهما فورا
ْمس خَفيسف وعادَ حالً أو طال والثّدي بفمسه أو فرضعتان ،أو قطعسه لنحسو لَهْو كََنو ٍ
توّل ولو بتحويلها من ثَديٍ لخر أو قَطَعَتْهُ لِشُغْلٍ خَفِيفٍ ث عادَتْ إلْيهِ فل تعدّد ف
ج يع ذلك ،وتَ صي الُ ْرضِعَةُ أُمّ ه ،وذو اللّ ب أبَاه .وتَ سْرِي الُرْ مة من الرّض يع إل
أُ صولِهما وفروعِه ما وحواشِيه ما نَ سَبا ورِضاعا ،وإل فرو عِ الرّض يع ل إل أ صولِه
ّمس
وحواشيسه ولو أق ّر رَجَلٌ وامرأة قب َل العَقْسد أن بَيْنهمسا أُخوّة رِضاع وأمكسن حُر َ
تنا ُكحِه ما ،وإِن رَجِ عا عن الِقرارِ أو ب ْعدَه ف هو باطِل ،فيفرّق بينه ما .وإن أَقرّ به
فأنكرت صدَق ف حقه ،ويفرق بينهما أو أَقرّت بِه دوَن هُ .فإِن كان ب ْعدَ أن عيّنْت هُ ف
ْويجس أو مكّنتسه مسن وطئِه إياهسا ل يُقَْب ْل قولاس ،وإل صسدَقت بيمينهسا ول الِذْن للتّز ِ
ُتس الرّضاع برجسل تُسسْمع دعوى نوس أب مرمِيّةٍ بالرضاع بيس الزوجيس .ويثْب َ
وامرأت ي ،وبأر بع نِ سْوةٍ ولو في هن أمّ الرض عة إن شهدت ح سبة بل سبق دعوى
كشهادة أب امرأة وابنها بطلقها كذلك .وتُقبَل شَها َدةُ مُ ْرضِعة مع غيها ل تطلب
أجْرَة الرضاع وإن ذكرت فعْلها كأشهد أن أ ْرضَعْتُها .وشَر طَ شَهادَة الرّضا عِ ذِكرَ
وقْت َس الرّضاع ،و َعدَدِه ،وتفَرّق َس الرّات ،ووصسولِ اللّبَن إل جوْفِه فس ك ّل رَضْعَةِ.
ْرفس بنظسر َحلْب وإيار وازدراد ،وبقرائن كامِتصساصِ َثدْي وحَ َركَةِ َحلَقةٍ بعسد ويُع ُ
عِلمِه أنا ذا تَ لَبَ وإل ل يَحلّ له أن يشْهد لن ال صْل عَد مَ اللّب .ول يكفي ف
أَداءِ الشهادة ذكرَه القرائن بل يعتمدها ويزم بالشهادة .ولو شهد به دون النّصاب
أو وَقَع شَكّ ف تام الرضعات أو الول ي أو و صول الل ب إل َجوْ فِ الرّض يع ل
ع الِجتناب وإن ل ُتخْبه إل واحدة .نعم إن صدقها يوم َيحْرُ مْ النّكاح ،لكن الوَر َ
الخذ بقولا ول يثبت الِقرار بالرضاع إل برجلي عدلي (أو مصاهرة) مرم زوجة
أ صل من أب أو جدّ لب أو أم وإن عل من نَ سَب أو رِضاع( ،وف صل) من ا بن
230
وابنه وإن سَفُل مِْنهُما( ،وأصل زوجة) أي أُمّهاتا بنَ سَب أو رِضا عٍ وإن عَلت وإن
َهس ابْتِلءُ الزّوج بُكالَتِهسا والُلوة لتَرتيسب أمْر ال ّزوْجَة
ل يد ُخلْ باس لليسة .وحِ ْكمَت ُ
فحَرُمَت كسابقتيها بنفس العقد ليتمكن من ذلك.
(واعلم) أنه يعتب ف زوجت الب والبن وف أم الزوجة عند عدم الدخول بن
أن يكون العقد صحيحا (وكذا ف صلها) أي الزوجة بنسبٍ أو رِضا عٍ ولو بوا سِطةٍ
سِواءَ بِنتَ ابنها وبنت ابنتها وإن سَفُلَت (إن دخل با) بأن وَطِئَها ولو ف الدّبُر وإن
كا نَ العَ ْقدُ فا سِدا ،وإ نْ ل يَطَأ ها ل َتحْرم بِنْتَ ها بلف أمّ ها .ول َتحْرُم بنْ تُ زوْج
الُمّ ول أم زوجَةِ الب والبْ نِ .ومَن وَطِىءَ امْرأةً ِبمُلْ كٍ أو شُْبهَةٍ م نه كأ نه وَطِىءَ
بفا ِسدِ نكا حٍ أو شِراءٍ أو بِظَنّ زوجة حرُم عليه أمّهاتُها وبناتُها وحَرمّت على آبائه
ك اليَمي نازِلٌ بَنْزِلة عقد النّكاح وبشبهة يثُبتُ النّسب وال ِعدّة وأبنائه ل ّن الوَطْءَ ِبمُلْ ِ
لحْتِمالِ َحمْلِ ها م نه سواء أوْ جد مِنْ ها شُبْ هة أيضا أم ل ل كن َيحْرُم على الواطِىءِ
ِبشُْبهَةِ نَظَر أم الوْطُوءة وبنتها و َمسّهما.
سوَةٍ غي َمحْصوراتٍ بأن يَعْسُر َعدّهُنّ على الحاد [فرع] :لو اختطلت ُمحَرّمة بنِ ْ
كألف امرأة ن كح من شاء من هن إل أَ نْ تَبْ قى وا ِحدَةٌ على الرْجَ حِ وإ ْن قُ ّدرَ ولو
بسُهولةٍ على مُتَيقّنةٍ الَلّ أوْ بِمحْصوراتٍ ك ِعشْرِينَ بل مائَةً ل يَنْكِح مِْنهُنّ شيئا .نعم
سوْداءَ اختَلطَت بن ل سَوادَ فيهنّ ل َيحْرُم غَيْرها كما ا سْتظهره إن قَطَع بتميّزِها كَ َ
شيخنا.
[تنبيه] :اعْلم أنه ُيشْتَر طُ أيضا ف الَنكوحَةِ َكوْنُها مُ سِْلمَة أو كِتابِيّة خالِ صَة ذِميّة
ح ال سْرائيلية بشرط أن ل يُعل مَ دُخول أوّلَ كانت أو حربيّة ،فَيحِلّ مع الكَراهَة نِكا َ
آبائِها ف ذلك الدين بعد بعثَة عيسى عليه السلم وإن ُعلِ مَ دخوله فيه بعد التحري،
ونكاح غي ها ِبشَرْ طِ أن يعل مَ دُخولُ أوّل آبائِ ها ف يه قبْل ها ولو ب عد الّتحْر يف إن
231
تنّبوا ا ُلحَرّف ،ولو أ سْلم كتابّ وت ته كتاب ية دام نِكاحُه وإن كان ق بل الدخول أو
وث ن وت ته وثن ية فتخلّ فت ق بل الدخول تنجزت الفِر قة أو بعده وأ سْلمَت ف العدّة
دا مَ نِكاح هُ ،وإل فالفِرقَة من إسلمه .ولو أسلمت وأ صَرّ على الكُفْر :فإِن دخل با
وأسلم ف العدّة دام النّكاح ،وِإلّ فالفِرقَةَ من إِ سْلمِها .وحي ثُ أدَمْنا ل َيضُرّ مُقارَنَة
مُفْسسدٍ هسو زائِل عِْندَ الِسسْلم فَتُقِرّ على نِكاح فس ِعدّةٍ هسي مُنْ َقضِيَةً عن َد الِسسْلم
صبِ حَربَ ِلحَرَبيّ ة إن اعتقدوه نِكاحا .وكالغَ صْب الطاوعَة .قاله شيخ نا. وعلى غَ ْ
وَنِكاحُ الكفّارِ صحيحٌ ،على الصحيح ،ول يصِحّ نكاح النّيّة كعكسه على ما عليه
أكثر التأخرين( .و) شرط (ف الزوج تعيي) ف َزوّجْ تُ بِنتَي أحدَكما باطِل ولو مع
َسسبٍ أو رِضاع ْتس أو َعمّةس أو خالَة (لل َمخْطوبَة) بِن َ الِشارة (وعدَم مُحرّمسة) كأخ ٍ
ج ولو ف العدّة الرّجْعيّة لن الرّجعِيّة كال ّزوْجة بدليل التّوارُث .فإِ نْ (َتحَته) أي الزو َ
نك حَ ُمحَرّميْن ف عقْد َبطَل فيهما :إذ ل مرجح ،أو ف عقدين بطل الثان .وضابِ طُ
سبٌ أو رِضاع يُحرّم تنا ُكحِهِ ما إن من ُيحَرّم الم عَ بَيَْنهُ ما كل امرأت ي بينه ما ن َ
فُ ِرضَت إحداهُما َذكَرا وُيشْتَرط أيْضا أن ل تَكو نَ تَحتَه أرْبَ عَ مَن الزّوجا تِ سوى
الخطوبَة ولو كان بعضهُن ف العدّة الرّجعيّ ة لن الرجع ية ف ح كم الزّوجِة ،فلو
نَك حَ الرّ خسا مرتبا َبطُلَ ف الامسة أو ف عَ ْقدٍ ب ُطلَ ف الميع أو زاد العبد على
الثنتي بطل كذلك .أما إذا كانَت الحرّمة للمخطوبة أو إحدى الزّوْجات الربعة ف
شرطس (فس ٌ ِكاحس مرّمتِهسا والَامسسة لن البائِنَة أجْنَبيّةس (و)
ِنس فيصسحّ ن ُ العدّة البائ ِ
الشّاهد ين أهلية شَهادة) تأت شروطها ف باب الشهادة وهي حرية كاملة وذكورَةٌ
مققة وعَدالةٌ ومن لزَمَها الِسْل ُم والتّكليفُ و َس ِمعٍ ونُطْقٍ وبَصرٍ لا يأت أن ا َلقْوال
ل تثبست إل بالعاينسة والسسّماع .وفس العمسى وجسه لنسه أهلٌ للشّهادة فس الملة،
ال صح ل وإن عَر فَ ال ّزوْج ي ،ومْثِلَه مَن ِبظُ ْلمَةٍ شديدة ومَعْ ِرفَةِ ل سانِ الُتعاقِد ين.
ح بضْرَةِ عَْبدَي نٍ أو امْرَأَتَيْن أو
(وعدَ مِ تَعيّنِهما) أو أ َحدِها (للولية) فل ي صِ ّح النّكا َ
صمّيْن أو أخْرَسَيْن أو أ ْعمَييْن أو من ل يْفهم لِسانَ التعاقِدَيْن ول بضْرة فاسِقَيْن أو أ َ
232
متعيّن للوِلية .فلو وكّل ال بُ أو ال خُ النفرِد ف النّكاح وحضَر مع الخر ل يصح
لنه ول عاقِد فل يكون شاهِدا .ومن ث لو شهد أخَوانِ من ثلثة وعقد الثالث بغي
وكالة من أحدها صحّ ،وإل فل.
[فرع] :لو زوّج ها وَليّ ها ق بل بُلوغ إذْنِ ها إليْه صحّ على الوْجَ هِ إن كا نَ الِذ ُن
س المْر ل بِ ما ف ظَنّ سابِقا على حالَ ِة التّزْو يج ،لن العِبْرَةَ ف العُقودِ ب ا ف نَفْ ِ
الُكَلّ فِ (و صح) النّكا حَ (بِ ستوري عدالة) وهُ ما مَ نْ ل يُعْرَف ل ما مفْ سِقٌ ،ك ما
ب الفاسِقُ نص عليه ،واعت َمدَه َجمْعٌ ،وأطالوا فيه .وبَطَل السترُ بَِتجْريحِ َعدْلٍ وإذا تا َ
ِسسقَ
ِمس ف ِْمس الاك ُُسسنّ اسسْتتابَةُ الَسستورِ عنسد العَقْدِ .ولو عَل َ
ِقس بالسستورِ .وي َ ل يلَتح ْ
الشّا ِهدَيْن لَزمَ ُه التفْري قَ بي ال ّزوْجَيْ ِن ولو قبل التْرَافُ عِ ِإلَيْ هِ على الوْجَ هِ .ويصحّ أيضا
باب ن الزّوجَيْن أو َع ُدوّْيهِ ما .و قد يَ صِحّ َكوْ نَ الب شاهِدا أيضا :كأن تكو نَ بنْتَه
قِنّةس .وظاهِرُ كلم الناطسي بسل صسريه أنسه ل يَلْزمُس الزوّج البحثَس عن حال الول
والشّهودُ .قال شيخ نا :و هو كذلك إِن ل ي ظن وجودَ مفْ سِدٍ لِلعَقْد (وبَا نْ بُطْلَن هُ)
ي النّكا حَ ( ُبجّ ٍة فيه) أي ف النّكا حِ من بَيّنة أو عِلْم حاكِم (أو بإِقرارِ ال ّزوْجيَ نِ ف أ ْ
حقهّ ما ب ا ين عُ صحّتهُ) كفِ سْقِ الشّاهِد أو الوَل ع ند العَقْد والرّق وال صّبا ل ما
وكوقوعِه ف ال ِعدّة .وخرج بفي حقّهما ح ّق ال تعال كأن طلقها ثلثا ث اتفقا على
ف سادِ النّكا حِ ِبشَيءٍ م ا ُذكِرَ وأرادَ نِكاحا جديدا فل يُقَيلُ إقْرَارَهُ ما ،بل ل بدّ م نْ
ُمحَلّلٍ للّت ُهمَة ،ولنه حقّ ال ،ولو أقاما عَلَيه بيّنة ل تُ سْمَع .أما بيّنة الِ سْبة فتُ سْمَع.
نعم مل عدم قبول إقرارها ف الظاهر ،أما ف الباطن فالنظر لا ف نفس المْر ول
233
يتبي البُطْلن بإِقرارِ الشاهِدين با يَمنَع الصّحة فل يؤثّر ف الِبطال ،كما ل يؤثر فيه
بعد الُكْ مِ بشهادَتِهما ،ولن القّ ليس لما فل يُقَْب ُل قولما .أما إذا َأقَرّ به الزّو جُ
دونَ الزوْجة فَيُفَرّقُ بينهما مؤا َخذَة له بإِقراره وعليه نصفُ ا َلهْر إن ل يدخل با وإل
صدُقُ هو بيمينه فكُلّه :إذ ل يقبل قوله عليها ف ا َلهْرِ بِخلفِ ما إذا أقَرّت به دونَ ُه فَي ْ
صمَةَ بَيدِه وه يَ تريدُ َرفْعَ ها فل تُطالِبْ هُ بَهرٍ إن طُلّ قت قبلَ وَطْءٍ ،وَعَل يه إن لن العِ ْ
وَطَى َء القَلّ من ال سمّى و َمهْرَ الِثْل .ولو أقَرّت بالِذن ث ادّ عت أنّ ها إن ا أذِنَت
صدََقتْ بيمينها فيما اسَتظْهرَهُ بشَرْط صِفَةٍ ف الزّوج ول توجَد ونَفى الزوْ جُ ذلك َ
شيخنسا (و) إذا اخْتَلَفَا فادّعست أناس مُحرّمسة بنحسو رِضاعٍس وأنكَرَ ( َحلَفَتَس مّدعِيَة
ح فيُفرّ قُ بيَنهُما إن (ل تُ ْرضِه) أي الزوْج حالَ صدََقتْ وبا نَ بُطْل ُن النّكا ِ
مرمية) و َ
العَ ْقدِ ول عِقْبَه لِجْبارِها أو أَذِنَها ف غي مُعيّن ول ترض بع َد العَ ْقدِ بنُطْ قٍ ول تْكِيٍ
لحتِمالِ ما تدّعيه مع عدَ مِ سبق مناقَضَه ،فهو كقولا ابتداء فل نَ أخي م نَ الرّضاع
سمَع دَعْواها (و) إن فل تُ َزوّج منه .فإن َرضِيَ تَ ول تعتذر بنحو نِسيان أو غلط ل ت َ
سسمِعَت دعواهسا للعُ ْذرِ ولكسن (حَلفسَ) هسو أي ال ّزوْج (لراضِيَةٍ اعَت َذرَت) اعتذَرت ُ
بنِ سْيانٍ أو غلط (و) شر طٌ ( ف الول عدالةً وحريّ ة وتكْل يف) فل وِليَة لفا سِقٍ غ ي
الِمام الَعْظَ مِ لن الفِ سْقَ نقْ صٌ يَ ْقدَ حُ ف الشّهادَة فيَمْنَ عُ الوِليَة كالرّقّ .هذا هو
الذهب للخب الصحيح "ل نِكاحَ إل بول مُرشِد" أي عدل .وقال بعضهم :إنه يلي.
والذي اختارَ هُ النّووي كا بن ال صلح وال سّبكي ما أف ت به الغزال مِ نْ بَقاءِ الوِليةِ
ب الفا سِقُ َتوْبَةً صحيحة ُزوّ جَ حالً على للفا سِقِ حيث تَنْتَ ِقلُ لاك مٍ فا سِق .ولو تا َ
ما اعتمده شيخ نا كغيه ،ل كن الذي قاله الشيخان إ نه ل يُ َزوّج إل ب ْع َد الِ سْتِبْراء،
ب ومنون لِنَق صِهما أيضا صٍواعتمده ال سّبْكي ول لرقي قٍ كُلّه أو بع ضه لِنَقْ صه ول ل َ
وإن تقْ طع النُو نُ تغليبا لزَم نه الُقْتَضِي ل سَلب العبارة فيُ َزوّج الَبْعَد زم نه ف قط ول
تنتظر إفاقَتَهُ .نعم :إن قَصُر زَمَن النُون كيوم ف سنة انْتُظِرَت إفاقَتَهُ ،وكَذي النُونِ
ذو أَل يشْغَلُه عن النظرِ بالَ صْلَحة ومُختَلّ النَظَر بِنَحو هَرَ مٍ ومَن به بعد الِفاقَة آثارُ
234
خَبَل توجِ بُ ِحدّة ف الُلُ قِ (وين قل ضدّ كل) من الفِ سْقِ والرّقّ وال صّبا والنون
(وليةً لبعد) ل لاك ٍم ولو ف باب الوَلء حت لَو أَعَْت قَ َشخْ صٌ أَ َمةٌ ومات عن ابن
صغي وأخ كبي كانت الولية للخ ل للحاكم على العتمد .ول ولية أيضا لُنْثى
فل تُ َزوّج امرأةٌ نفسَها ولو بإِذن من وليّها ول بنَاتِها خِلفا لب حنيفة فيهما.
صدْقها وإن كذّب ا وليّ ها لن النّكاح ح قّ الزّوجيْن فيثْبُت ويُقْبَلُ إقْرارَ مُكَلّ فة به ل ِ
بتَصسا ُدقِهِما (وهسو) أي الول (أب ف) عنسد عدمسه حسسا أو شرعا (أبوه) وإن عل
س
طءٍ) ِلمَن ْ (في َزوّجان) أي الب والدّ حيسث ل عَداوَة ظاهِرَة (بِكْرا أو ثيبا بل وَ ْ
ط الِذن منها بالِغَةً كانت أو غي زالت بِكارَتُها بنحْو إِ صْبَعٍ (بِغَيْرِ إِذنِها) فل ُيشْتَر ُ
بالغة لكمال شَفَقَتِه ولب الدارقطن" :الثيب أح قّ بنفسها من وليها والبكر يزوّجها
أبوها" (لِ َكفُءٍ) موسِر بهْر الِثْلِ ،فإِن زوّجها الجْبَر أي البُ أو الدّ لِغَيْر كَفُءٍ ل
يَ صِحّ النكاح ،وكذا إن زوج ها لغ ي مو سِر بال هر على ما اعتمده الشيخان ،ل كن
الذي اختارَه ج ع ُمحَقّقون ال صّحة ف الثان ية ،واعتمده شيخ نا ا بن زياد .وُيشْترَ طُ
صحَته كونُه َبهْرِ الِثْل الال مِن نَ ْقدِ البََل ِد فإِن انْتَفَيا صَحّ لوازِ مُباشَرَتِه لذلك ل ل ّ
َبهْرِ الِثْلِ مِن نَ ْقدِ البََلدِ.
ك الِنْشا َء
ف ٍء قبل إقْرارِه وإن أَنْ َكرَتْه لنّ من مَلَ َ
[فرع] :لو أقَرّ ُمجْبٌ بالنِكاح لك ْ
َكس الِقْرَار ،بلف غيه (ل) يُ َزوّجان (ثيبا بوَطْءٍ) ولو زنسا وإن كانست ثُيوبَتَهسا مَل َ
ج الثّ يب ال صغيةُ بقول ا إن حَلَفَت (إل بإِذْنِ ها ُنطْقا) للخَب ال سابق (بالِغَةً) فل تُ َزوّ ُ
تبلغس لعَدم اعتبارِ إِذْنِهسا ،خِلفا لبس حنيفسة رضسي ال عنسه. العاقِلَة الرّة حتس َ
(وتصسدّق) الرأة البالِغسة (فس) دَعْوى (بِكارَةٍ) بل ييس وفس ثُيوَب ٍة قبسل عَقْدٍ عليهسا
(بيمينها) وإن ل تََت َزوّج ول َتذْكُر سبَبا ،فل تُسَئَل عن السّبب الذي صارَت بِه ثيبا.
وخَرَ جَ ب َقوْل قَبْلَ عقْد دَ ْعوَا ها الثّيوبَة ب عد أن ُي َزوّجَ ها ال بُ بغَيْرِ إذْنِها بِظنّ ه بِكْرا
صدُق هي لا ف تَ صْدِيقِها من إِبْطالِ النّكا حِ مع أن ال صْلَ بقاءَ البكارَة ،بل لو فل تَ ْ
235
سعٍ أو َش ِهدَت أربعَسنِ سْوَةٍ بثيُوبَتِهسا عْندَ العُقْد ل يْب طل لحْتِمالِ إزالَتِ ها بنَحْو أص ُْب
تزويجس صسغيةٍ أخسبْتهُ أن ُ َتس بدوناس .وفس فتاوى الكمال الردّاد :يوز للب خُلِق ْ
صدَق َقوْلا وإن عاشَرَها ال ّزوْجُ الزوْج الذي طلقها ل يَطأْها :أي إذا غلب على ظنّه َ
أياما ،ول يُنْتَظَر بُلوغُه للتزوي جِ .ث) ب عد ال صل (ع صبتها و هو) من على حاشيَةِ
النّسب فيقدّم (أخ لبوين فأخ لب فبنوها) كذلك فيقدّم بنو الِخوة لبوين ث بنو
الِخوة لب (ف) بعد ابن الخ (عم) لبوين ث لب ث بنوها كذلك ث عم الب
ث بنوه كذلك وهكذا( .ث) بعد فقد عِ صْبَ ِة النّ سَب من كان عِ صْبَة ِبوَلء كترتيب
ِإرْثِ هم فيُقدّم (معت ٌق فع صْباتَه) ث مُعتِ قُ الُعْتِق ث عِ صْباتَه وهكذا( ،فيُ َزوّجون) أي
الوْلياء الذّكورين على ترتيب ول (يتهم بالغة) ل صغية خلفا لب حنيفة (بإِذ نِ
ثَيْبٍ ِبوَطْءٍ ُنطْقا) لب الدارقطن السابق ،ويَجوزُ الِذْن منها بلفظ الوكالة كوكلتك
ف تزويي ورَضي تُ بن يَرْضا هُ أب أو أمي أو با يفعله أب ل با تفعله أمي لنا ل
تعقد ول إن رضي أب أو أمي للتّعليق وبِرَضي تُ فلنا زوْجا أو رضيت أن أُزوّ جْ.
وكذا بأذَنْ تُ له أن يَعْ ِقدَ ل وإن ل تذكرْ نِكاحا على ما بث ولو قيل لا َأرَضِيْ تَ
فءٍ
ص ْمتُ بِكْرٍ) ولو عَتيقَة (ا ستُوءْذَِنتِ) ف كَ ُ بالتّزْو يج؟ فقالت رَضَيْت ك فى (و َ
وغَيْرهِ وإن بَكَت ،لكن من غيِ صياح أو ضَرب حدَ :لب" :والبكر تُسْتَأْمَرَ ،وإِذنُها
سكوتُها" وخرج بث يب بو طء مُزالة البِكارَة بن حو إ صَْب ٍع فحَكَم ها حُكْ َم البِكْرِ ف
ا ِلكْتِفَاءِ بالسّكوت بعد الِسْتِئْذَان .ويُْندَبُ للبِ والدّ استئْذانَ البِكْرِ البالِغة تَطيْيبا
لاطِرهسا ،أمسا الصسّغية فل إذن لاس وبثسُندْبهُس فس الميزة ولغيهاس الِشهاد على
الِذْن.
[فرع] :لو أَعَْت قَ َجمَاعَةٌ أمَةً اشْتُرِ طَ رِ ضا كلّ هم فيوكِلو نَ واحدا من هم أو من
غيهم .ولو أراد أحدهم أن يَتَزوّجَها زوّجَه الباقون مع القاضي :فإِن ما تَ جيعُهم
كفى رضا كل واحد من عِصبَة كلّ واحِد ،ولو اجَْتمَع عدَدٌ من عُ صْباتِ الِعْتِ قَ ف
236
درجةٍ جاز أن يُ َزوّجَ ها أ َحدَهُم برِضا ها وإن ل يَرْ ضَ الباقو نَ ( ث) بع َد فَقَدِ عُ صْبَة
النّ سَب والوَلءِ (قا ضٍ) أو نائِبه لقوله" :ال سّلطانُ َولّ من ل َولّ لا" والراد من ل هُ
وليَة مِ َن الِمام والقضاة ونوابَ هم (فَيُ َزوّ جُ) أي القا ضي (بكَ فء) ل بغَيْرِه (بالِ غة)
كائِنَةً ف مل وليته حالة الع ْقدِ ولو ُمجْتازَة به وإن كان إذْنُها له وهي خارجة ،أما
إذا كانت خارجة عن م ّل وليته حالته فل يزوّجَها وإن أذَنَت له قبل خُروجها منه
أو كان هو ف يه ل نَ الوِليَة علي ها ل تتعلق بالا طب .وخرج بالبالِغَة اليتي مة فل
يزوجها القاضي ولو حنفيا ل يَأْذَ نْ له سُلْطَان حنفي فيه .وتصدق الرأة ف دعوى
البُلو غِ َبحَيْ ضٍ أو إمْناءٍ بل ي ي :إذ ل يعْرَ فُ إل من ها ف دعوى البلوغ بال سن إل
ببينة خبية تذكر عدد السني (و َعدَ مُ وَلِيّها) الاص بِنَسب أو وَلءٍ (أو غا بَ) أَي
صدُقُ الرأة ف دعوى أقْرَبُ أ ْولِيائِها ( َمرْحَلَتَيْن) وليسَ له وكيلٌ حاضِرٌ ف التّزْويج وتَ ْ
غيب ِة الول و ُخُلوّ ها مِ َن النّكاح والعِدّة وإ نْ ل تُقِ مْ بيّ نة بذلك .ويُ سَنّ َطلَ بُ بيّ نة
بذلك من ها ،وإل فتحْليفِ ها .ولو زَوّجَ ها لغِيبَة الوَل فبا نَ أ نه قَري بٌ من بَلدِ العَقْد
َوقْ تَ النّكاح ل ينْعَقِد إن ثَبُ تَ قرْبَه .فل يَ َقدَح ف صحة النّكا حِ م ر قوله ك نت
قريبا من البلد ،بل ل بدّ من بيّ نة على الو جه ،خلفا ل ا نقله الزرك شي والش يخ
زكر يا عن فتاوي البغوي (أو) غاب إل دونِه ما ل كن (تعذّر و صول إل يه) أي إل
الول (لوف) ف الطريق من القتل أو الضرب أو أخذ الال (أو فقد) أي الول بأن
ل يعرف مكا نه ول مَو ته ول حيا ته ب عد غيبةٍ أو حُضورِ قتال أو انْك سارِ سفينة أو
ضلُ) الول ولو مُجب أ سْرَ عدوّ .هذا إن ل ُيحْكَ مْ بوته ،وإل زوّجها الَبْعد( .أو َع ْ
أي م نع (م َكلّفةٍ) أي بالِغِة عاقِلَة (دعَت إل) َتزْوي ها من ( َكفُءٍ) ولو بدون مَهْر
الِثْل من تزويها به.
237
أبا أو جدا بأن كا نت ثيبا إل ِممّ ن عَيّنَتْه وإل كان عاضِلً .ولو ثَبَت تواري الول
أو تَعُزّزه زوّجَها الاكِم .وكذا ي َزوّج القاضي إذا أحْرَم الولّ أو أراد نِكاحَها كابْن
ع مّ فقدَ من ي ساويه ف الدّر جة ومُعْتِ قٍ فل يزوّج الَبْعدُ ف ال صّور الذكورَة لبَقاءِ
ا َلقْر بِ على وليَتِه .وإن ا يُ َزوّ جُ للقا ضي أو طِفْلَه إذا أراد نِكاح من لي سَ ل ا ول
قا ضٍ آ خر بحلّ ولي ته إذا كا نت الرأة ف عمله أو نائب القاضي الذي يتزوّج هو
أو طفله (ث) إن ل يوجد ولّ من مَرّ فيزوّجها (مكم عدل) حر ولته مع خاطبها
أمر ها ليزوج ها مِْن هُ وإ نْ لْ يَ ُك نْ ُمجَْتهِدا إذا ل يَكُن ث قاض ولو غ ي أَهْل ،وإل
فيُشْتَرَطُس كَونَس الحْكسم ُمجَْتهِدا .قال شيخنسا :نعسم إن كانَس الاكِمُس ل يُ َزوّجُس إل
ِبدَراهم ،كما َحدَث الن فيتّجِه أن ل ا أن تول َع ْدلً مع وُجودِه وإن سّلمْنا أنه ل
يَنْعزِلُ بذلك بأن عَلِم موليّ ه ذلك م نه حال الّتوْلِ ية .انت هى .ولو وَطَىء ف نِكاح بل
َولّ كأن َزوّجت نفسها ول يْكُم حاكِ مٌ بصحّتِه ول بُبطْلنِه لزِمَ هُ َمهْرَ الِثْلِ دون
ال سمى لف سادِ النّكاح ويُعْزرُ به مُعْتَقِدٌ تري ه ويَ سْقُط عندَ الدّ( .و) يوزُ (لقا ضٍ
تَزْويجَ من قالت أنا خليةِ عن نِكاحَ و ِعدّة) أو طلّقن زوجي واعتدَدْت (ما ل يُعْرف
لا زَوْجا) مُعيّنا (وإل) أي وإن عُرف لا زوْجا با سْمه أو شخصه أو عيّنَته (شرط)
ف صِحّة َتزْويج الاكِ مِ لا دون الول الاص (إثْبا تُ لفِراقِه) بَنحْو طَل قٍ أو َموْ تِ
سواءً أَغَابَ أمْ َحضَر وإنّما فَرّقوا بَيْن الُعيّن وغيهِ مع أن الدَارَ والعِ ْلمَ َيسْبقُ الزّوْجيّة
أو بِ َعدَمِه حت ي ْعمَل با َلصْل ف كلّ مْنهُما لن القاضي لا تعيّن الزوْج عنْده باسِه أو
ط والعَمَل بأ صْلِ بقاءِ الزّوْجيّة فاشْتَرط الثّبو تُ ،ولنّ ها لا شخْ صِهِ تَأكّ د له الِحْتِيا ْ
ُذكِرَت معينا باسْم العِلْم كأنّها ادّعت عليه ،بل صرّحوا بأنا دَعْوى عليه فل بدّ من
إِثْبا تِ ذلك بِخل فِ ما إذا عُرِ فَ مُطْل قُ ال ّزوْجيّة من غ ي تعي ي ب ا ذ كر فاكتُ في
بإِخبارِها باللوّ عن الوانِع .لقول الصْحابِ :إن العِبْرة ف العُقودِ بِ َقوَلِ أرْبابا .وأما
ق ول الوَل الاصْ فيُ َزوّجَها إن صَدَقها وإن عُرِفَ زَوْجَها الول من غَْيرِ إِثباتِ طل ٍ
ف زوْجَ ها طلبَ تْ إِثْبا تُ ذلك ،ول فَرْ قَ بَْي نَ يَميٍ ،لك نْ يُ سَنّ له كقا ضٍ ل يَعْر ْ
238
القاضي والول حيث ف صل ب ي الُعيّ ن وغَيْرَ هُ ف ذلك دو نَ هذا لن القاضي ي بُ
عليه الِحْتِياط أكثر من الولّ (و) يوزُ ( ُلجْبِرُ) وهو الب والد ف البِكْر (توْكيلٍ)
معيّن صحّ تزوّجه ف تزوي ِج مولِيتَ هِ بِغيْرِ إِذْنِها وإن ل يُعيّن ا َلجْبِر ال ّزوْ جَ ف َت ْوكِيله
(وعلى وَكيلٍ) إن ل يُعَيّن الول الزوجَ (رِعايةُ حَظَ) واحتياطٌ ف أ ْمرِها ،فإِن زَوّجَها
ف ٍء وقسد َخطَبَهسا أكْفَأُ مِنْهُس ل يص ِس ّح التّزويج ُس لخالَفَتِه الِحْتِياط َس بغَيْرِ كَفُءٍ أو بِكُ ْ
الواجِ بَ عل يه (و) يوزُ التّوكيلُ (لِغَيْرِه) أي غيَ ا ُلجْبَرِ بأن ل ي كن أبا ول جدا ف
البكرِ أن كانت مولِيَتَهُ ثِيبا فَلُيوَكلْ (بعدَ إذَن) َحصَلَ مِنْها (له فيه) أي التّزويجُ إن لْ
تَْنهَ هُ ع نِ التّوك يل .وإذا عُيّنَت للول رجلً فليُعيّن هِ للوَكيلِ وإل ل ي صح تَزيَ هُ .ولو
ج بقول بعد إذْنا للوَل لنْ عَيّنَْت ُه لن الِذْنَ ا ُلطْلَقَ مع أن الطلوب مُعَيّن فاسِد .وخَ َر َ
ف التّزويج ما لوْ َوكّله قبل إذنا له فيه فل يصح التوكيل ول النّكاح .نعم :لو وُكّل
ق بل أن يعلم إذْنُ ها له ظانّا جوازَ التّوكيلَ ق بل الِذْن ف َزوّج ها الوَكيلُ صحّ إ نْ تَبَيّ نَ
أنّها كانَت أذَنت قَبْ َل التّ ْوكِيل لنّ العِبْرة ف العُقودِ با ف نفس المْر ل با ف ظنّ
الُكلّف وإل فل.
[فروع] :لو زَوّج القاضي امْرَأة قبْل ثُبوت توْكِيله بل ببَر َعدْلٍ نَفذَ وصَح ،لكنه
غ ي جائِز ل نه تَعا طى عَقْدا فا سِدا ف الظا هر ك ما قاله ب عض أ صحابنا ولو بَلغَت
الول امرأة إذن موليته فيه ف صَدَقها ووكّل القاضي فَزوّجَها صحّ التّوكيل والتزويج.
ولو قالت امْرأ ٌة لوَليّ ها أَذِنْ تُ ل كَ ف تزوي ي لِم نْ أرادَ تزوي ي الن وبعدَ طل قي
وانْقِضاءِ ِعدّت صحّ تزويَ هُ بذا الِذن ثانيا ،فلو وكّل الول أجنبيا بِهذِه ال صّفة صحّ
تزويُه ثانيا أيضا لنه وإن ل َيمْلِكْه حا ُل الِذْ نِ لكنّه تابِعٌ لا مَلكَه حا َل الِذْ نِ كما
أفْت به الطيب الناشري ،وأقَرّه بعض أصحابنا .ولو أمر القاضي رجلً بتَزْويجِ من ل
ول لا قبل استِئذانِها فيه ف َزوّجَها بإِذْنا جازَ بناءً على ال صَح إ نْ ا سْتَنابْتَهُ ف شُغْلٍ
مُعَيّن اسِْتخْلفٌ ل َتوْكيلٌ.
239
ب ف قط بل [فرع] :لوْ ا ستخلف القا ضي فقيها ف َتزْو يج امْرََأةٍ لْ يَك فِ الكِتا َ
ُيشْتَر طُ اللّفْظ عليه منه ،وليس للمَكْتو بِ إليه الِعْتماد على الطّ .هذا ما ف أصل
الرو ضة .وتضعي فِ البلقي ن ل هُ مردودٌ بتَ صريِهم بأن الكتا بة وحد ها ل تف يد ف
الِسْتِخلفِ ،بل ل بدّ من إِشهادِ شا ِهدَيْن على ذلك :قاله شيخنا ف شرحه الكبي.
ج توك يل ف قبوله) أي النّكا حُ فيقول وكي ُل الول للزوج زوّجتُ كَ (و) يوزُ (لزو ٍ
ْجس أو
إنس َجهِلَ ال ّزو ُ
ْهس ْ
فلنسة بنست فلن ابسن فلن ثس يَقولُ مُوكّلي أو وِكالَةً عَن ُ
الشّاهِدانِ وِكالَتَهُ وإل ل ُيشْتَرِطْ ذلك وإن حَصَلَ العِ ْلمُ بأخْبارِ الوَكيل .ويقولُ ال َولّ
لوَكيلِ ال ّزوْجِ َزوّجْتُ بِنْت لفُلنِ بن فُلنٍ ،فيقولُ وَكيلُه كما يقو ُل ولّ الصّب حي
يَقْبَ ُل النّكاحَ ل ُه قَبِلتُ نِكاحَها لهُ .فإِنْ ترَكَ لفظَة ل ُه فيهِما ل يَصِ ّح النّكاحَ وإن نَوى
ال َوكّل أو الطّفل كما لو قال َزوّجُْت كَ َبدَلَ فل نٍ لعدم التّوافُ قِ ،فإِن ترك لفظة ل هُ ف
هذه انْعقَدَ للوَكيل وإن نَوى موَكَِلهُ.
(فرع :يزوج عتيقسة امرأة حيسة) عدم ول عتيقَتَهسا نَسسَبا (وليهسا) أي الُعْتَقسة تَبْعا
لوِليَتِه َعلَيْها في َزوّجَها أبو الُعْتِقَة ث َجدّها بتَرتيب الوْلِياء ول يُ َزوّجها ابن الُعْتَقة ما
دا مت حيّ ة (بإِذن عتي قة) ولوْ ل ُترْ ضِ الُعْتَقَة :إذ ل وليَة ل ا ،فإِذا ماتَت الُعْتَقَة،
زوّجَها ابْنُ ها (و) يُ َزوّ جُ (أَمة) امْرأَة (بالِغَةً) رَشيدَة (وليّ ها) أي ولّ ال سّيّدة (بإِذْنِها
وَ ْحدَ ها) لن ا الالِ كة لَ ها فل يُعْتَبَرُ ِإذْ نُ الَ مة لن لِ سَيّدتا إِجْبارَ ها على النّكاح.
وُيشْتَرطُ أن يكونَ إِذْ ُن السّيّدة نُطْقا وإن كانتَ بِكْرا (و) يُ َزوّجُ (أَمةً صغيةً بكرٌ أو
ّجس عبْدهاس) صسغيٌ أب) فأبوه (لغِبطسة) وَجدت كَتحْصسيلُ َمهْرٍ أو نَفَق َة (ل يُ َزو ُ
240
لنقطاع كَ سْبِه عَْنهُما خِلفا لالِك إن َظهَر تْ م صَْلحَة ول أَمَة ثيب صغيةٍ لن هُ ل
ِبس وإن احتاجَت إل ّجس أَمَة الغائ ِِكاحس مالِكَتِهسا .ول يوزُ للقاضسي أن يُزو َ يلي ن َ
النّكاح وتض ّررَت بعدَم النّفَقة .نعم :إن رأى القاضي بَيْعَها لن الظ فيه للغائب من
الِنْفا قِ عليْها باعَها (و) يُزوّج ( سَيّد) باللك ولو فا سِقا (أمَته) المْلوكَة كلّها له ل
ا ُلشْتَ َركَة ولو باغْتِنام بين هُ وبيَ جاعةٍ أخرى بغي رِضا جيعهم (ولو) بكرا (صغية)
أو ثيبا غ ي بال غة أو كبية بل إذن من ها لن النّكا حُ يُردّ على مَنافِ َع الِبضْ عِ و هي
فءٍ بِعَيْبٍ مُثْبَتِ للخَيارِ أو فِسْقٍ
ملوكة له ولهُ إجْبارَها عليه لكن ل يُزوّجها لِغَيْر ك ُ
َمس النّسسب لاس. َقيقس ودنءٍ نسسبَ لِ َعد ِأو حِرفسة دنيئة إل بِرِضاهسا ،وله تَزويَهسا ِبر ٍ
وللمكتِب ل لِ سَيّدهِ تزوي جَ أمَتَ هُ إ نْ أَذِ نَ ل هُ سيّده فيه .ولو طَلَبَت الَمَة َتزْويَجها ل
يَلْزَم ال سّيد ل نه يَنْقُص قيمَتَ ها قال شيخ نا :يُزوّ جُ الا كم أَمَةَ كافرٍ أ سْلمَت بإِذن هِ
والوْقوفةَ بإِذ ِن الوقو فِ عَلَْيهِم أي إن انْحصروا وإل ل تُ َزوّج فيما يَظْهر (ول يَن َك حَ
عَبْد) ولو مُكاتِبا (إل بإذن سيدِه) ولو كان ال سّيد أُنْ ثى سِواء أَطْلق الِذ نَ أم قُيّ د
بامْرَأةٍ معيّنة أو قَبيلةٍ فيَنْكِحُ بسَبِ إِذْنِه .ول يَعدِلُ عما أذِنَ له فيهِ مُراعاةً لقّه .فإِن
صحّ النّكاح ولو نَكَ َح العَبْد بل إِذن سَيّده بَطَل النّكاح .ويُفَرّق بيَنهُما َعدَل عَْن هُ ل يَ ِ
خِلفا لالِ كٍ فإِن وَطِىءَ فل شيءَ عل يه لِرشيدَةٍ متارَة .أ ما ال سّفيهة وال صّغية فيلْزَم
فيه ما َمهْرُ الِثْل .ول يوز للعَبْد ولو مأْذونا ف التّجارة أو مُكاتِبا أن يت سرّى وإن
جازَ له النّكاح بالِذن لن الأذونَ له ل يلك ولضِعْفِ الُلْكِ ف الكاتِبِ .ولو َطلَبَ
ق مدّعي عِتْقٍ منْ عَْبدٍ صدُ ُ
العَْبدُ النّكاحَ ل يبُ على السّيد إجابَته ولو مُكاتبا :ول يَ ْ
ق مدّ عي حر ية أ صالةً أو أمَة إل بالبيّ نة العتَبَرة ال ت بيانُ ها ف باب الشّهادة و صِد ُ
بيمي ما ل يسبق إقرارٌ برقَ أو ل يْثبُت لن الصْل الرّية.
(فصل) :ف الكفاءة وهي معتبة ف النكاح ل لصحته ،بل لنا حق للمرأة والول
فلهما إسقاطها( .ل يكافء حُرّة) أ صْليّة أو عتيقَة ول من ل يَم سّها الرّق أو آباءَها
241
أو القْرَب ْس إليْهسا مِنْهسم غيهسا بأن ل يكون مِثْلَهسا فس ذلك ول أثسر لسّس الرّق فس
الُمّهات (ول عفيفةٍ) و سنيّة وغيه ا من فا س ٍق ومبتد عٍ ،فالفا سقُ كفُءٌ للفا سِقَة:
أي إن استوى فِ سْقُهما (و) ل (نسيبة) من عربية وقرشِية وهاشِمية أو مَطْلبِيّة غيها
يعن ل يكافء عَربيّة أبا غيها من العَجَم وإن كانت أَمَة عربية ،ول قرشِيّة غيها
من بقِيّ ة العرب ،ول هاش ية أو مطلب ية غيه ا من بق ية قر يش .و صح" :ن ن وب نو
الطلبْ شيءٌ واحد" فهما مُتَكافِئان .ول يكافء من أسلم بنفسه من لا أَبْ أو أكثر
ف الِ سلم ،و من له أبوان ل ن ل ا ثل ثة آباء ف يه على ما صرحوا به ،ل كن ح كى
القاضي أبو الطيب وغيه فيه وجها أنما كَفُآن واختاره الرّويان .وجزم به صا ِحبُ
َاطس
ملبسسهُ على انط ِ َتَ َفس دنيئَة) ،وهسي مسا دلت العباب( .و) ل (سسليمة مسن حِر ٍ
الروءَة ،غي ها ،فل يكافء من هو أو أبو هُ حجام أوْ كنّاس أو راع ب نت خياط ول
هو بنت تاجر ،وهو من يلِب البضائع من غي تقييد بنس ،أو بزّاز ،وهو بائع البزّ
ول ها بن تَ عالِم أو قا ضٍ عادل .قال الرويان :وصوّبه ،الذرعي ول يكافء عالة
جاهلٌ ،خلفا للروضة والصح أن اليَسارَ ل يعتب ف الكفاءَة لن الال ظلّ زائ ٌل ول
ت والبَ صَائِرِ (و) ل سليمَة حا ِل العَقْدِ ( من عيْ بٍ) مُثْبَ تٍ لَيارِ
يَفْتَخِر أهلُ الروءا ِ
(نِكاح) لاهل به حالتَ ُه كجنون ولو مُتقَطعا ،وإن قلّ ،وهو مَرضٌ يزول به الشعور
ّعس
َسسوَدّ ثس يَتَ َقط ُ
ضوُ ثس ي ْ
مسسحِكْم وهسي علّة ْيمَرّ منهسا العُ ْمسن القَلْب (وجُذامسُ) َْت
ِبس د َموِيّةس الِلد ،وإن قل ،وعلمسة بياضس شديسد يُذه ُ
ٌ ُسسَتحَكِم وهسو
(وبَرصسٌ) م ْ
الِ سْتِحكام ف الول ا ْسوِداد الع ضو .و ف الثا ن عد مُ ا ْحمِراره ع ند عَ صْرِه (غ ي)
صحْبَة من به ذلك ولو كان ب ا ع يب أيضا فل ِممّ ن به عيْب لن النّفْ سَ تعا فُ ُ
كَفاءَةَ وإن اتف قا أو كان ما ب ا أقْبَح .أ ما العُيو بُ ال ت ل تُثْبِت الَيارَ فل تؤثّ ر،
جمْع متقدّمي. شوّه الصّورة ،خلفا لِ َ
كالْ َعمَى وقَطْع الطّرف وَت َ
242
[تتمة] :ومِن عيوب النّكاح رِتق وقرن فيها وج بّ وعِن ٌة فيه فلكل مِن الزّوجَيْ ِن
العيوبس الذكورة فس الخسر بشرط أن ِ فسسخِ النّكاح باس وُ ِجدَ مسن
اليارَ فورا فس ْ
يكون بضورِ الاكِم .ولي سَ من ها ا سْتِحاضَة وبُخرْ و صِنانٌ وقرُو حٌ سيّالة وضي قُ
ط وقَع ف العقد ل قَبله كأنّ ُشرِط مَنْفَذ .ويوزُ لكلٍ من الزوْجَيْ نِ خَيارٌ بلف َشرْ ٍ
ف أحد الزوّجي حُرِيّة أو نسبٌ أو جالٌ أو يسار أو بِكارَة أو شبا بٌ أو سلمَة من
ط فله فَسْخٌ ولو عيوبٍ كزوّجُْتكَ بشرط أنا بكر أو حرّة مثلً ،فإِن بانَ أدْن ما شُرِ َ
قاضس ولو شُرِطست بِكارَة فوُجدت ثيبا وادعست ذهاباس عنْده فأنْك َر صسدَقت ٍ بل
بِيَمينها لِدف عِ الفَ سْخ أو ادَعت افتضاضَه لا فأنكر فالقول قولا بيمينها لدفع الفَ سْخِ
أيضا ،لكن يَصْدقُ هو بيمينه لتَشْطي الهْر إن طلّق قبل الدخول (ول يقابل بعضها)
أي بعْض خِ صالِ الكَفاءَة (بب عض) من تلك الِ صال فل تُزوّج حُرّة عَجميّ ة بِرقي قٍ
ف الدّنيئةَ خِبازَة .ولو
عرب ول حرّة فاسِقة بِعَْبدٍ عفيف .قال التَولّي :وليْسَ من الِ َر ِ
اطّرد عر فُ بلدٍ بِتَفضيلِ بعض الِر فِ الدنيئة الت نصوا عليها ل يُعتَب ،ويُعْتَبَرَ عُرْفُ
بََلدِها فيما ل ينُصوا عل يه .ول يس للب تَزْو يج اب نه الصغي أَ مة ل نه مأمو نَ العَنَ تِ
ب ووَلءْ (ل قا ضٍ برضا كل) منها ومن وليّها أو س ٍ(ويُزوّجَها بغي كَفُء ول) بِنَ َ
أوْليائِ ها ال سَْتوِين الكامِليَ لِزَوالِ الانِع بِرضاهُم ،أ ما القا ضي فل ي صحّ له تزْويَ ها
لغيس كفءٍ وإن رضيست بسه على العتمسد إن كان لاس ول غائِب أو مَفْقودٌ لنسه
كالنائِب عنسه فل يترك الَظّ لهسُ .وبَحَث جَم ْع مُتَأخّرون أناس لو ل تَجِد كَفُؤا
وخافَ تْ الفِتْنَة لَزِ مَ القاضي إجابتَها للضّرورَة .قال شيخُنا وهو متحه .مُدرِكا ،أما
فءٍ بطلَبها التزويج منه صحيحٌ على ل فتَزْويَها القاضي لغيِ كَ ُ من ليس لا ول أص ً
الختار خلفا للشيخي.
[فرع] :لو ُزوّجَت من غي كفء بالِجْبارِ أو بالِذْ نِ الُطْلق عند التّقييد بكف ٍء
أو بغيه ل يص ّح التّزويجُ لِعدَم رِضاها بِه ،فإِن أَذِنَت ف تزويها بن ظنّته كَفُؤا فبانَ
243
صيِها بتَرْ ِك البَحْث نعم لا خيارٌ إن با َن معيبا
ح ول خِيارَ لا لِتَقْ ِ
خِلفه ص ّح النّكا َ
أو رَقيقا وهي حُرة.
[تت مة] :يوزُ للزوج كل تتّ ع من ها ب ا سوى حَلقةِ دُبُرِ ها ولو بَ صّ بظَرِ ها أو
اسِْتمْنَاءٍ بِيَدها ،ل بِيَده ،وإن خافَ الزّنا ،خلفا لحد ،ول افْتِضاضَ بأصْبَع .ويُسن
ملعبَةَ الزوجة إيناسا ،وأن ل يُخليها عن الِماع كلّ أرْبَ عِ ليالٍ مرّة بل ُع ْذرٍ ،وأن
سحَر ،وأن ُيمْ هل لتنل إذا تقدم إنزاله ،وأن يُجامِعَ ها ع نديَتَحرّى بالِماع وقْ تَ ال ّ
القُدو مِ من سَفَرِه ،وأن يَتَطيّ با للغشَيان ،وأن يقول كل ،ولو مع اليَأس من الولد،
بسم ال اللهم جنّبنا الشيطان .وجنّب الشيطان ما َر َزقْتنا .وأن يناما ف فراش واحد
والتّقوّي له بأدْويَةٍ مُباحَة بقصدٍ صالِح :كعِفة ون سْل وسيلةٍ لحْبو بٍ فليَ كن مبوبا
فيما يظهر .قاله شيخنا :وَيحْرُم عليها مَنْعُه من استِمتاع جائز .ويُكْرَه لا أن تصف
وقتس
ِ َمس دخولُلِ َزوْجِهسا أو غيِه امْرأةً أخرى لغيِ حاجَة .وله الوَطْءَ فس زمسن يُعْل ُ
الَكتوبَة فيه وخروجَهُ قبل وجودِ الاءِ وأنا ل تَغْتسل عَقِبهُ وتفوتُ الصّلة.
(ف صلٌ) :ف نِكاح الَمَة (حُرّم لِحَر) ولو عَقيما أو آي سا من الولد (نِكا حُ أَمَة)
لغيِه ولو مُبْعَضَةً (إل) بثلثَةِ شروط :أحدَ ها (ب َعجْزٍ عمّ ن ت صْلحُ لتمتّ ع) ولو أمةً أو
رَجْعِيّة لنا ف حكْم الزوجيّة ما ل تنقَض ِعدّتا بدليل التّوارُث بأن ل يكون تته
شيسء مسن ذلك ول قادرا على نكاح حرّ ٍة لعدمهسا أو فقره أو التَسَسرّي بعدم وجود
أمَةً ف ملكه أو ث نٌ لشِرائِها .ولو وجد من يقرِ ضَ أو يهَ بُ مالً أو جاريَة ل يلزمْ هُ
ح الَمَة ل لن له ولدٌ مو سِر .أما إذا كان تته صغية القبول ،بل يل مع ذلك نكا َ
ل تت مل الوَطْءَ أو هَرِمَة أو منو نة أو َمجْذومَة أو برْ صاء أو رُتَقَاء أو قرناء فتحلّ
الَمَة .وكذا إن كان تته زانيَةً على ما أفت به غي واحدة .ولو َقدِرَ على غائِبَة ف
مكان قر يب ل َيشَقّ ق صْدها وأم كن انْتقالُ ها لبلده ل ت ّل المَةَ ،أ ما لو كان ت ته
حمّلَ ها ف طل بِ سبَ مُت َ
غائِبَة ف مكان بع يد عن بلده وَلحِقَ هُ مشَقّ ة ظاهِرةً بأن يَنْ ِ
244
صدِها فهي كالعَدَم كالت صدِها أو يا فُ الزّنا مدة قَ ْ الزوجة إل مُجاوَزَة الدّ ف قَ ْ
خوْفِه زِنسا) بِغَلَبسة َش ْهوَةٍ
ل يكسن انتقالاس إل وَطْئةِ ِلشَقّةس الغُرْبَة له( .و) ثانيهسا (ِب َ
ف تقوا هُ فتحلّ للية فإِن ضَعُفَت َش ْهوَتُه وله تقوى أَو مروءَة أو حياء ي سْتقبح وضُعْ ِ
م عه الز نا أو َقوِيَ تِ شهو ته وتقواه ل ت ل له ال مة ل نه ل يَخا فُ الز نا .ولو خاف
الزّ نا من أمَة بعينِ ها لقوّة ميله إلي ها ل تلّ له ك ما صرّحوا به والشرط الثالث :أن
تكون الَمَة مُ سِْلمَة يكن وَطَوها فل َتحِل له الَمَة الكتابيّة .وعند أب حنيفة رضي
ال عنه يوز للحرّ نكاح أمة غيه إن ل يكن تته حرة.
[فروع] :لو نك حَ ال ّر المَة بشرو طه ث أيْ سَر أو نَكَح الرة ل يَنْفَ سِخ نِكا ُ
ح
الَمَة .وولد الَمَة من نكاح أو غيه كزِ نا أو شُبْ هة بأن نَكح ها و هو مو سِر قِنّ
لالِكها .ولو غَ ّر واحدٌ برّية أَمَة وتزوّجها فأولدُها الاصلون منه أحرارٌ ما ل يعلم
طءَ) أمَتسه
يومس الولدَة (وحُلّ لسسلم) حُرَ (وَ ْ
برقّهسا وإن كان عبْدا ويلزمسه قيمتهسم َ
(الكتابية) ل الوثَنيّة والجوسيّة.
[تت مة] :ل يضمَ نُ سّيدٌ بإِذْنِه ف نكاح عْبدِه مهْرا ول مؤ نة وإن شَرِط ف إذ نه
ضَمان ،بل يكونان ف ك سْبِه وف مال تارةٍ أذَن له فيها .ث إن ل يكُن مُكتَ سِبا ول
مأذونا فهما ف ذِمّت ِه فقط كزائد على مق ّدرٍ له ومهْرٍ وجَب بوَطْءٍ ف نكاح فاسد ل
يأذن ف يه سيده ول يث بت مهرٌ أ صلً بتزو يج أمَ ته لِعبْدِه وإن ساه ،وق يل ي ب ث
يسْقُط.
صدْ ِ
ق (فصل) :ف الصّداق وهو ما وجب بنكاحٍ أو وَطْء .وسّي بذلك لشعارِه ب ِ
رَغْبَةِ باذِله ف النّكاحَ الذي هو الصل ف إِيابِه ،ويقال له أيضا مهْر .وقيل الصّداقُ
سمِيَتِه ف العَقْد .والهْرُ ما وجب بغي ذلك ( ُسنّ) ولو ف تزويج أمَتِه ما وَجَب بت ْ
بعْبدِه (ذكرُ صَداقٍ ف عَقْد) و َكوْنِه م ْن ِفضّ ة ،للِتّبا عِ فيهِ ما ،و َعدَم زِيادةٍ على
245
صدَقة بناتِه أو نُقصانٍ عن عشَرة دراهِمٍ خالِصَة :وكرِهَ إخلوه عن خسمائة درهم أَ َ
ِذكْره .وقد يب لعارِ ضٍ :كَأن كانت الرأة غي جائزة التصرّف( .وما صحّ) كونَ هُ
(ثنا صح) كونه (صَداقا) وإن قل لصحّة كونه ِعوَضا فإِن عُ ِقدَ با ل يُت َموّل ،كنُواة
سدَت التّ سمِيَة لرو جه عن ال ِع َوضِيّ ة وحَ صا ٍة وقُ مع باذِنْجان وتَرْ كِ حدّ قذف ،فَ ُ
(ولا) كول ناقِصةً بِصُغَرٍ أو جنون وسّيدٍ أمَةٍ (حبَس نفْسَها لِتَقْبِضَ غيَ مؤجّل) من
ا َلهْر العي أو الالِ سِواءً كان بعضه أم كله ،أما لو كان مؤجّلً فل حبْس لا وإن
ُح ّل ق بل تَ سْليمَها نف سها له ،وي سْقُط حقّ البْ سِ بوْطئِه إيا ها طائِعَةً كاملة فلغي ها
بصسَلحَة ،وتهّلس وجوبا النحسو تنظسف ُسسلّمها الول ْ الب ْس بعسد الكمال إل أن ي َ
بالطّل بِ مِنْ ها أو من ولي ها ما يراه قاض من ثل ثة أيام فأ قل ،ل لنقِطاع حَيْ ضٍ
ونَفا سٍ .نعم ،لو خشِيَت أنه يَطؤها سَلّمت نف سَها وعليها الِمْتناع ،فإِن عَلمت أن
امْتناعَ ها ل يُف يد واقَْتضَ تِ القرائِ نُ بالقَ طع بأ نه يَطو ها ل يَبْعُد أن ل ا ،بل علي ها،
الِمتناع حينئذٍ ،على مسا قاله شيخنسا( ،ولو أنْك َح) الول (صسغية) أو منونسة (أو
رشيدة بِكْرا بل إذن بدون مهر مثل أو عُيّنَت له قدرا فنقص عنه) أوْ أطْلَقت الِذْن
ول تَتعرّض ِلهْر فَنَقص عن َمهْر مِثل( .صحّ) النّكاحُ على الصَحّ ( َبهْرِ مِثْلٍ) لِفَسادِ
الُسمى كما إذا قبل النّكا حَ لِطفل هِ بفوْ قِ مهر مِثل من مالِه .ولو ذكروا مهرا سِرا
وأكثر منه َجهْرا لَزِمَه ما عقد به اعتبارا بالعقد .وإذا عُقدَ سِرا بألف ث أعيد جَهرا
جبُ بألفي تَجمّلً لزم ألف (وف وطْءِ نكاح) أو شِراءٍ (فاسِد) كما ف وطء شُبْهة َي ِ
(مهْر مِثْل) لسسْتيفائِه مَنْفعَ ُة البَضْع ،ول يتَعدّد بتعدّد الوَطْء إن اتّحدت الشّبهسة.
(ويتَقرّر كله) أي كسل الصسّداق (ِب َموْتسٍ) ل َحدِهاس ،ولو قب ْل الوَط ْء ،لِجْماع
لشَفَة وإن بَقِيَت البِكارَة (ويسسقط) أي الصسّحابَة على ذلك (أو وطْءٍ) أي بِغيبَةِ ا َ
كله (بِفرا قٍ) َوقَع منها (قَبْله) أي قبل وَطْءٍ (كف سْخها) بِعيْب هِ أو بإِعْسارِه وكرِدّتِها
سخِه بِعَيْبِ ها (ويتشطّ ر) الهْر :أي يَجِب ن صْفُه ف قط (بِطَل قِ) ولو أو بِ سبَبها كفَ ْ
باخْتِيارِهسا :كأن َفوّض الطّلق إليهسا فطَلّقست نفسسها أو علّق َه بِفعْلهسا فَفَعَلَت أو
246
للْع وبإنْفِساخِ نِكاح بِردّتِه وحده (قبله) أي الوْطء( .و صَدَق ناف وَطْء) فورقت با َ
حهَا بشَرْط البِكارَة ث قال َوجَدتُها من ال ّزوَجي بيمينه لن ال صْلَ َعدَمَ هُ إل إذا نك َ
صدُق هو صدُق بيمينها لدف عْ الفَ سْخ ،وي ْ
ثيبا ول أَ َطأَها فقالت بل زالت بِوطْئِ كَ فت ْ
طءٍ (وإذا اختل فا) أي الزّوجان ( ف قدره) أي الَهْر ال سمّى لِتَشْطيِه إن طلّق قَبْلَ وَ ْ
وكان ما يدّع يه الزوْج أ قل (أو) ف ( صفته) من ن و ج نس كدنان ي وحلول وقدر
أ جل و صحة وضد ها( .ول بي نة) لحده ا أو تعارَضَت بيّناتُه ما (تال فا) ك ما ف
البَيْع ( ،ث) ب عد التّحالف (يُفْ سَخُ ال سمى وي ب َمهْرُ الِثْل) وإن زاد على ما ادّعَ ته
الزوْجة وهو ما يرغَب به عادة ف مثلها نسبا وصفة من نساء عُصْباتِها ،فتُقدّم أخت
لبوين فلب فبنت أخ فعمة كذلك فإِن ُجهِل مهْرَهنّ فيعتَبُ مهر رح مٍ لا كجدة
المس فالخست للم فالدّات فالالة فبنست وخالة .قال الاوردي والرويانس :تُقَدّم ّ
ال خت ،أي للم ،فب نت الالة .ولو اجت مع أم أب وأ مّ أ ّم فالذي يت جه ا سْتِواوها،
فإن تَع ّذرَت اعُتِب بثْل ها ف الشّب هِ من الجْنَبيّات .ويُعَتَبَرُ مع ذلك ما َيخْتَلِف به
غرض ك سُنّ وي سارٌ وبِكارَة وجا ٌل وف صاحَة ،فإِن اختَ صّت عنهُنّ بِ َفضْلٍ أو ن قص
ز يد عل يه أو ن قص م نه لئق بالال ب سب ما يراه قاض .ولو سامَحت واحدة ل
(وليسس لولّ عفوٌ عسن َمهْرٍ) لوليَتَه كسسائِرِ ديُونِهسا وحقوقِهسا. َ يَجِب موافقَتَهسا
ووجدت مسن خَطّ العلمسة الطنبداوي أن الِيلة فس براءة الزّوج عسن الهْرِ حيسث
كانست الرأة صسغية أو منونسة أو سسفيهةً أن يقول الول مثلً طَلّق موليتس على
خ سمائة در هم مثلً عل ّي فيُ َطلّق ث يقول الزوج أحِلّت عل يك مولِيتُك بال صّداقِ
الذي ل ا عل ّي فيقول الول قبلت ف يبأ الزوج حينئذٍ من ال صداق اه .وي صح ال تبّع
بالهْرِ من مُكلفة بلفظ الِبْرا ِء والعَفْو والِ سْقاطِ والِحْل ِل والتّحليل والِباحَة والِبَة
وإن ل يصُل قبول.
247
[مهمات] :لو خ طب امرأة ث أر سَل أو دَفَع بل ل فظ إلي ها مالً ق بل الع قد :أي
ول يقصد التبْرّع ث وقع الِعْرا ضُ منها أو منه رَجَع با و صَلها منه ،كما صَرّح به
َجمْ عٌ مُحققون ،ولو أعطاها مالً فقالت هدية وقال صَداقا صدَق بيمي نه وإن كا نَ
جبُ بالعَقْد أو
من غي جِنْسِه ،ولو دفع لخطوبَتِه وقال جعلتَ هُ من الصّداق الذي سَي ِ
سجِب بِالعَقْد والّتمْكيس وقالتَسبسل هسي هَديّةس فالذي يتجسه مسن الكَس ْسوَة التس س َت
صدِه ،ولو َطلّق ف مسألتنا بعد العقد ل صدْقِه ف ق ْتصديقُها ،إذ ل قرينَة هنا على ِ
يَرْجِع بشيء ،كما ر ّجحَه الذرعي ،خلفا للبغوي ،لنه إنا أعْطى لجل العقد وقد
وجد.
[تت مة] :ت ب عل يه لزوجةٍ موطوءة ولو أ مة مُت عة بُفراق بغ ي سَبَبِها وبغ ي موت
أ َحدِها وهي ما يتراضى الزوْجان عليه وقيل أقل مال يوز جَعْلُه صداقا .ويُ سَنّ أ نْ
ل ينْ قص عن ثلث ي درها ،فإِن تَنازَ عا َقدّر ها القا ضي بقدرِ حالِه ما مِن ي سارِه
وإعْسارِه وَنسَبِها وصِفَتها.
[خاتة] :الوليمة لعُر سٍ سُنّة مؤكدة للزوج الرشيد وول غيه من مال نفسه ول
حدّ لَقلها ،لكن الفضل للقادِر شاة .ووقتها الفضل بعد الدخول ،للِتباع ،وقبله
ب عد الع قد ي صل ب ا أ صل ال سنّة .والت جه ا سْتِمرارٌ طلب ها ب عد الدخول وإن طال
لمُ عة
الز من كالعقي قة أو طَلّقَ ها و هي لَيْلً أوْل .وت بُ على غ ي معذورٍ بأعذارٍ ا ُ
ت بعدَ عقدٍ ،ل قبله ،إن دعاه مسلم إليها بنفسه وقاضٍ الِجابة إل وليمة عُرسٍ ُعمِل ْ
ب وعمّ بالدّعاءِ الوصوفي يو صَف قصدَهُ أو نائِبَة الثّقة ،وكذا ميز ل يُعْهد منْه كذِ ٌ
كجِيانِه وعشيَتَه أو أ صدقائَه أو أ هل حِرفَتِه فلو ك ثر ن و عشيَتَه أو عَجزَ عن
الِ ستيعاب لفقره ل ُيشْتَرط عمو مُ الدعْوة على الوجه ،بل الشرط أن ل يظهر منه
ق صد َتخْ صيصٍ لِغنَي أو غَيْره وأن يع ي الدْ عو بعيْ نه أو وَ صْفِه فل يك في مَ نْ أراد
حضُر أو ادْعُ من شِئْتَ أو لَقيتَ ،بل ل تُسَ ّن الِجابة حينئذٍ .وأن ل يتَرَتّب على فلْي ْ
248
إجابَتِه خُل َوةٌ مُحرّمَةٌ فالرأة تيب ها الرأَة إن أذن زوْج ها أو سَيّدها ل الر جل إل إن
كانَ هناكَ ماِنعٌ خِلْوةٍ مُحرّمة كمحُرّم لا أو له أو امرأة.
أما مع الِ ْلوَةِ فل يُجيبُها ُمطْلَقا ،وكذا مع عدمها إن كا نَ الطّعام خاصا به :كأن
ستَ ببيت وبعثت له الطعام إل بيت آخر من دارها خوف الفتنة .بلف إذا ل جل ْ
تَ فْ ،فقد كان شعبان وأضرابه رابعة العدوية ويسمعون كلمها :فإِن وجد رجل
حوِ َخوْ فٍ ك سُفيان وامرأة كراب عة ل َتحْرم الِجابَة ،بل ل تُكْرَه .وأن ل يدّ عي لَِن ْ
منه أو طمَع ف جاهِه أو لِعانَتِه على باطِلٍ ول إل شبهة بأن ل يُعْلَمَ حرامٌ ف ماله.
أ ما إذا كان ف يه شُْبهَةٌ بأن ُعلِ مَ اخْتِلطُه أو طَعا ُم الولي مة برَام ،وإن قل ،فل ت ب
إجا بة ،بل تُكْ َر هُ إن كان أك ثر ماله حَراما ،فإِن عُلِم أن عيْن الطّعام حَرام حُرّ مت
الِجابة وإن ل يُرِد الكل منه ،كما استظهره شيخنا ،ول إل مل فيه منكر ل يزول
س ُر جدارٍ بريسر وفُرشٍس مغْصسوبَةٍ أو مسسْروقة ووجودِ مسن بضوره .ومسن الُنْكَر سَتْ
ْشس والكَذب ،فإِن كان حَرُمَت الِجابَة ،ومنسه صسورَة ِكس الاضريسن بال َفح ِ ضح ُ ُي ْ
حيوان مشْتَمِلَة على ما ل ي كن بقاؤ ُه بدونِه وإن ل ي كن ل ا نظيٌ كفرس بأجنحةٍ
سستْر علّق لزينةٍ أو ثياب ملبوسسة أو وطيٍ بوجسه إنسسان على سسقف أو جدارٍ أو ِ
وسادةٍ منصوبة لنا تشْبِه ال صْنامَ فل َتجِ بُ الجابة ف شيءٍ من ال صّور الذكورة
بل تُحرم ،ول أثر بمل النقد الذي عليه صورة كاملة لنه للحاجة ولنا مَمتَهنة
صوَر ببساط يُداس و ِمخَدة ينام بالُعامَلة با .ويوز حضورُ ملَ فيه صورة تَتهُن كال ّ
أو يُت كأ علي ها وطَبَ قٌ وخِوا ٌن وقَ صْعَةٌ وإبر يق ،وكذا إن قُطِ عَ رأ سُها لزوالِ ما به
الياة .وَيحْرُم ولو على ن و أرض ت صوير حيوان وإن ل ي كن له نظ ي .ن عم :يوزُ
تصْويرُ لُعب البنات لن عائشة رضي ال عنه كانت تلعَبُ با عنده ،كما ف مسلم.
حيوانس بل رأس ،خلفاٍ وحكمتسه تدريبَه ُن أمسر التربيسة .ول يُحرّم أيضا تصسوير
صوْغَ حِلي ونَ سْجِ حَريرٍ لنه َيحِلّ للنّساء .نعم :صنِعْته لن ل يل للمتول ،وَيحِلّ ُ
249
َواهس معا أجاب
ِنس دَع ُ
س َقهُما دَ ْع َو ًة فإ ْ
أجابس أس بَ
َ لهس اسستعمالَه حرامسٌ .ولو دعاه اثنان
ُ
القرب رَحِما فدارا ثس بالقُرعسة .وتُسسنّ إجابةُ سسائ ِر الولئِم كمسا عُم ِل للخِتان
والوِلدة وسَلمَة الرأة الطَلق وقدومُ السافِر وخَتْم القرآن ،وهي مستَحبّة ف كلها.
[فروع] :يَْندُب الَكْلَ فس صسومِ نف ٍل ولو مُو َءكّدا ِلرْضاءِ ذي الطعام بأن شُق ّ
عل يه إِمْ ساكَهُ ولو آخِ َر النهار للَمْرِ بِالفِطْر ويُثا بُ على ما مَ ضى وقَ ضى َندْبا يوما
مكانه ،فإِن ل يُشقّ عليه إمساكُه ل يُنْدب الِفطار ،بل الِمساك أول .قال الغزال:
يُندب أن ينوي بفِطره إدْخالَ ال سرورَ عل يه ،ويوزُ للضّ يف أن يأ كل م ا قُدّم له بل
لفظ من الضيف .نعم .إن انت ظر غيه ل َيجُز ق بل حضوره إل بلفظ منه .وصرّح
الشيخان بكراهَ ِة الكْل فو قَ الشّب عِ وآخرون بُرمَتِه .وورد بسَندٍ ضعيف زجْ َر النب
أن يَعْت مد الر جل على َيدِه اليُ سْرى ع ند ال كل .قال مالك :هو نوع من الِتّكاء،
صبَ رجله اليم ن فال سّنة لل كل أن يلس جاثِيا على ركبت يه وظهورِ قدم يه ،أو يُنْ ِ
ويلس على اليسرى .ويكره الكل متكئا ،وهو العتمد ،على وطاءٍ تته و ُمضْ ّطجِعا
إل فيمسا يتنقسل بسه ل قائما والشرب قائما خلف الول ويسسن للكسل أن يغسسل
اليد ين والفم ق بل ال كل وبعده ويقْرأَ سورَتَي الِخْل صِ وقريْش بعده ول يبتَلِ عَ ما
للّل بل يرم يه ،بلف ما يم عه بلِ سانِه من بين ها فإِ نه يبتل عه. يرج من أ سنانِه با َ
ويرُمُ أن يكب اللّقَم مسرعا حت يستوف أكثر الطعام ويرم غيه.
250
ذلك يَنْبغي له مُراعاةُ نُ صْفَةُ أ صْحابِه فل يأ ُخذُ إل ما يُ صّه أو َيرْضو نَ به عن طي ِ
ب
نفْس ل عن حياءٍ .وكذا يقال ف قِران نو َتمْرَتَي أما عند الشك ف الرضا فُيحَرّ مُ
الَخذَ كالتطفل ما ل يع مُ :كأن فَتَح البا بَ لَِيدْخُل من شا َء ولَزِ مَ مالِ كُ طعا مٍ إطعا مَ
مضط ٍر َقدْرَ س ّد رمَقِه إن كا نَ مَعْ صوما مُ سْلِما أو ذِمّيا وإن احْتاجَ هُ مالِكَه مآلً،
وكذا بيمة الغي الحترمة ،بلف حرب ومُرَتدّ وزا نٍ مُح صَن وتار كِ صلة وكل بٍ
عقور ،فإِ نْ مُنِ عَ فل هُ أ ْخذَ ُه َقهْرا بِ ِعوَضٍ إن َحضَرَ ،وإل فنسيئةً .ولو أطْ َعمَ هُ ول يذكر
صدَق الالِك بيمينه .ويوز ِعوَضا فل ِعوَضَ لَه لِتَقْصيه ولو اختلفا ف ذكر ال ِعوَضِ َ
نثر نو سكر وتنبل وتركه أول .ويل التقاطه للعلم برضا مالكه .ويُكَره أخذه لنه
ك الغَيْرِ و َسمَكٍ دخل مع الاء ف ح ْوضِه. دناءة وَيحْرُمُ أخذُ فرخ طيٍ عشّش بل ِ
(فصل) :ف القَسْم والنّشوز (يب قَسْمٌ لزوْجات) إن باتَ عند ب ْعضِهنّ بقُ ْرعَة أو
غي ها فيلْزَمَه قَ سْمٌ لِمَن بَقِي مِنهُنّ ولو قا مَ بِهنّ ُعذْ ٌر كمَر ضٍ وحَيْض .وتُ سَنّ
ضهِنّ ،وأن التّسوية بينهن ف سائر أنواع الِ سْتِمتاعِ ،ول يُوءَاخذ بْيلِ القَلْ بِ إل بع ِ
ل يُ ْعطّلهُنّ بأن يسبيت عندَهُن ،ول قَسسْم بيَ إماءٍ ول إِماءٍ وزْوجَة .ويبس على
ال ّزوْجي أن يتعاشَرا بالعْروف ،بأن يتَنِع كلّ عما يكره صاحبه ويؤدي إليه حقه مع
حوِ َج هُ إل مؤنة وكلفة ف ذلك (غيٍ) معتدة عن الرضا وطلقة الوجه من غي أن ُي ْ
وَطْء شب هة لِتَحْر ي الِلوَة ب ا و صغية ل تطي ُق الوَطْءَ ،و (ناشِ َزةٍ) أي خارِجَةٍ عن
طاعَتِه بأن ترج بغيس إذنسه من منِله ،أو تنَعْه مسن التّمتّعس باس ،أو تغلق الباب فس
وجهه ،ولو منو نة ،وغي مسافرة وحدها لاجتها ولو بإِذنه فل ق سْم ل نّ كما ل
نفقة لنّ.
[فرع] :قال الذرعي نقلً عن تزئة الرويان :ولو َظهَر زِناها حُلّ له مَنْعُ قَسْمها
وحقوقها لتفْتَدي م نه .ن صّ عليه ف الم .و هو أص ّح القول ي .انت هى .قال شيخ نا:
و هو ظاهِرٌ إن أراد أ نه َيحِلّ له ذلك باطنا معاقَبَةً له لِتَلْط يخ فراشِه ،أ ما ف الظاهِرِ
251
فدعواه عُلَيْ ها ذلك غ ي مقبولة ،بل ولو ثَبُت زِنا ها ل يوز للقا ضي أن يك نه من
ذلك في ما يظ هر( .وله) أي للزوج (دخول ف ل يل) لواحدة (على) زو جة (أخرى
لضرورة) ل لغيهسا كمرضهسا الخوّف ،ولو ظنا( ،وله) دخول (فس نار لاجسة)
كوضع متاع أو أخذه وعيادةِ وتسليم نفقةٍ وتعرّ فِ خبٍ (بلّ إطالة) ف مُكْ ثٍ عُرْفا
على قدر الا جة ،وإن أطال فوق الا جة ع صى لوره وق ضى وجوبا لذات الّنوْ بة
بقدر ما م كث من نو بة الدخول علي ها .هذا ما ف الهذّب وغيه .وقضِيّ ة كل مِ
النهاج والروضة وأصليهما خلفه فيما إذا دخل ف النهار لاجة وإن طال فل تب
سوِيَةٌ ف الِقامَة ف غي الصل كأن كان نارا أي ف َق ْدرِها ،لنه وقت التردد وهو تْ
يقل ويكثر عند حَلّ الدخول ،يوز له أن يتمتع .ويَحرُم الِماع ،ل لذاته ،بل لمر
خارجٍ ول يُ ْلزَمَه قضاءَ الوَطْءِ لتعلّق ِه بالنشّاطِ بل يقضي زمَنه إن طال عُرْفا.
[تنسبيه] :يبس عنسد الشيخيس ،وإن أطال الذرعسي :كالزركشسي فس رده ،أن
يتخلف ليال مدة الزفاف عسن نوِ الروج للجماع ِة وتشْييسع النَائِز ،وأن يُسسوّي
ليال القَ سْم بينهُنّ ف الروج لذلك أو عدمه ،فيأثَم بتخصيص ليلة واحدة بالروج
لذلك (و) وَعْ ظِ زوجَتِه َندْبا ل ْجلِ َخ ْو فِ وُقوع نُشوزٍ من ها كالِعْرا ضِ والعُبو سِ
252
ضجَعا) ،مع لشِ ِن بعدَ لينِه و (هجْر) إن شاء ( َم ْ
لقَةِ الوَجْه والكَلم ا َ
بعد ا ِلقْبالِ وطَ َ
وَعَظ ها ل ف الكلم ،بل يكره ف يه ،وَيحْرُم ال جر به ولو لغ ي الزوْ جة فوق ثل ثة
سَة وإصسْلح دينِهسا جاز أيام :للخسب الصسحيح .نعسم إن قصسد بسه رَدّهسا عسن العْص ِي
(وضَرَبا) جوازا ضرْبا غي مبّح ول ُمدَ مٍ على غي وج هٍ ومَقْتَل إن أفاد الضرب ف
ظنه ولو بِ سَوْط وعصا .لكن نقل الرويان تعِيينه بيده أو بنديل (بنشوز) أي بسببه
وإن ل يتكرر ،خلفا للمحرر ،ويسقط بذلك القسم .ومنه امتناعهن إذا دعاهن إل
بي ته ولو لشتغال ا باجت ها لخالفت ها .ن عم ،إن ُعذِرَت لن حو مرض أو كا نت ذا تَ
ق َدرٍ وخَفَر ل تعتد البوزَ لَ تلزمها إجابتَهُ ،وعليه أن يُقْسم لا ف بيتها .ويوز له أن
يؤدّبا على شَْتمِها له.
[تتمة] :يعصى بطلق من ل تستوفِ حقها بعد حضور وقته وإن كان الطلق
رجعيا .قال ابن الرفعة :ما ل يكن بسؤالا.
(فصل) :ف اللع بضم الاء من اللع بفَتحها وهو النع لن كلّ من الزّوجي
حبّ كالطّلق ويزيد هذا بَِندْبه لِبا سٌ للخر كما ف الية ،وأصْله مَكُروه .وقد يُ سَْت َ
لن حََل فَ بالطّلق الثلث على شيء ل بدّ له من فعله قال شيخنا :وفيه نَظَر لِكَثْرة
القائل ي بعَودِ ال صفة .فالوجَه أن هُ مُبا حٌ لذلك ،ل منْدو بٌ ،و ف شر حي النهاج
والِرشاد له :لو مَنَعَهسا نوسنَفَقَةٍ لُتخْتَلع م نه بال فَفَعَلت بَطُل الَلْعُس ووقَعَس رَجْعِيّا
ك ما نقله ج عٌ متَقدّمون عن الش يخ أ ب حا مد أول بق صد ذلك و قع بائِنا .وعلي هِ
يُحمَلُ ما نَقَلَ ُه الشيخان عنه أنه يصِحّ ويأثَمُ بفِعْله ف الالي وإن تَحقّق زِناها ،لكن
للْعُس حينئذٍ( .اللع) َشرْعا (فِ ْرقَةٌ بِ ِعوَضسٍ) كميتسه مقصسودٌ مسن زوْجسة أو ل يُكره ا َ
غي ها را جع (لزوج) أو سيّدة (بلف ظِ طل قٍ أو خَلع) أو مُفادا ٍة ولو كان الل عُ ف
رجعيّة لنا كالزّوجة ف كثي من الحْكام( .فلو جرى) اللع (بل) ذكِر ( َعوَض)
س قبول) من ها :كأن قال خالَعْتُك أو فادَيْتُ كِ ونَوى التِما سَ قُبولِها معها (بِنّية التِما ِ
253
فقَبلَت (فمهرٌ مِثْل) ي ب علي ها لطراد العُرف بريان ذلك بِعَوض ،فإن جرى مع
أجنب طُلقّت مانا ،كما لو كان معه والعوض فاسد .ولو أ ْطلَ قَ فقال خالَعْتُ كِ ول
س قبولِ ها وقَع رجِعْيا وإن قَبلَ تْ (وإذا بدأ) ال ّزوْج (ب) صيغة (مُعاو ضة:
ينوِ التما َ
ف فمعاوضَة) لخذِه ِعوَضا ف مقابل ِة الَبضْع ال سَْتحَق له كطلقتك) أو خالعتك (بأل ٍ
ع قبل قبولِها) لن وبا شوب تعليق لتوقف وقوع الطلق با على القبول (فله رجو ُ
هذا شأن العاوَضات (وشرط قبولِها فورا) أي ف ملس التّواجُ بُ بلفظ كقَبِلْ تُ أو
ضَمِنْت أو يفعسل كإِعطائهسا اللف على مسا قاله جعس مققون فلو تلل بيس لفظسه
وقبولاس زمسن أو كلم طويسل ل يُنفّذس .ولو قال طلقتسك ثلثا بألف فقبلت واحدة
بألف فتقع الثلث وتب اللف .فإِذا بَدأَت الزوْجَة بطَلَ بِ طل قٍ كطَلّقن بأل فٍ أو
إِنَ طلقتن فلك عليّ كذا فأجابا الزوج فمعا َوضَة من جانبها فلها رجوعٌ قبل جوابه
لن ذلك ح كم العاوَضَة .وُيشْتَرَ طُ الطّل قُ ب عد سُؤالِها فورا فإِن ل يطلق ها فورا
كان تطليقَه لا ابتداءً للطّلق .قال الشيخ زكريا :لو ادعى أنه جواب وكان جا ِهلً
سغَة (تعليسق) فس إثبات (كمتس) أو أي حيس معذورا صسدَق بيمينسه (أو بدأ ب) ص ي
(أعطيَتنس كذا فأنست طالق فتعليسق) لقْتِضا ِء الصسّيغةِ له (فل) طلقَس إل بعسد تقّقُس
ال صّفَة ول (رجوع) له ع نه ق بل ال صفة ك سائر التعليقات (ول يشترط) ف يه (قبول)
لفظا (ول إعطاء فورا) بل يكفي الِعطاء ولو بعد أن تفرقا عن الجلس لدللته على
استغراق كل الزمنة منه صريا ،وإنا وجب الفور ف قولا مت طلقتن فلك كذا
لن الغالب على جانبها العاوَضَة فإِن ل يُطلّقها فورا حل على البتداءَ لقُدرَتِه عليه
أ ما إذا كان التعل يق ف الن في كم ت ل تعط ن ألفا فأن تِ طالق فللفور فتُطَلّق بض يّ
ز من ي كن ف يه الِعطاءُ فلم تعطِه (وشرط فور) أي الِعطاء ف ملس التوا جب بأن
ل يتخلل كلم أو سكوت طويل عرفا من حرة حاضرة أو غائبة علمته (ف إن) أو
إذا (أعطيتن) كذا فأنت طالق لنه مقتضى اللفظ مع ال ِعوَض وخولف ف نو مت
لصراحتها ف جواز التأخي لكن ل رجوع له عنه قبله .ول يشترط القبول لفظا.
254
[ت نبيه] :الِبراء في ما ذ كر كالِعطاء ف في إن أبرأت ن ل بدّ من إبرائ ها فورا براءة
صحيحة عقب علمها وإل ل يقع .وِإفْتاءُ بعضِهم بأنه يقع ف الغائبة مُطلقا لنه ل
يُخاطِبْها بال ِعوَض بعيد مالَ فٌ لكلمهم .ولو قال إن أبرأتن فأنت وكيل ف طلقها
فأبرأتسه برىء ثس الوكيسل ميس ،فإِن طلق وَق َع رَجْعِيّا لن الِبراء وقسع فس مقابلة
ق زوْجَتِه بإِبرائِ ها إياه من صَداقها ل ي قع عل يه .إل إن
التوك يل ،و من علّق طل َ
وُجِدت براءةَ صحيحة من جيعه فيقع بائِنا بأن تكون رشيدة وكل منهما يعلم قدره
ول تتعلق به زكاة خلفا ل ا أطال به الري ي أ نه ل فرق ب ي تعلق ها به وعد مه وإن
نقله عن الحققي وذلك لن الِبراءَ ل ي صِحّ من قدْرِها وقد علق بالِبراء من جيعه
فلم تو َجدُ الصفة العلّ قُ عليها وقيل يقع بائِنا بهْرِ الثل .ولو أبرأته ث ادّعت الهل
بقدره .فإِن زوّجست صسغية صسدقت بيمينهسا أو بالغسة ودلّ الال على جهلهسا بسه
صدَق بيمي نه :ولو قال إن أبْرأت ن من َمهْرِكلكون ا م بة ل ت ستأذن فكذلك وإل َ
فأَنت طالِقٌ بعد شهر فأبرأته ،برىء مطلقا .ث إن عاشَ إل مضي الشهر طلقت وإل
فل .و ف النوار ف أبرأ تك من مهري بشرط أن تطلق ن فطلق و قع ول يبأ ،ل كن
الذي ف الكا ف وأقرّه البلقي ن وغيه ف أبرأ تك من صداقي بشرط الطلق أو على
أن تطلقن تبي ويَبْرأ بلف إن طلقت ضُرّت فأنت بريءٌ من صَداقي فطلّق الضّرّة
وقسع الطلق ول براءَة .قال شيخنسا :والتجسه مسا فس النوار لن الشرط الذكور
متضمن للتعليق.
[فروع] :لو قال إن أبرأتن من صَداقِك أُطلّقك فأبرأت فطلق برىء وطلقت ول
ت كن مال عة ولو قالت طَلّق ن وأ نت بر يء من َمهْري فطلق ها با نت به لن ا صيغة
التِزام ،أو قالت إن طلقتن فقد أبرأتك أو فأنت بريء من صداقي فطلقها بانت بهر
الثل ،على العتمد ،لِفسادِ العوَ ضِ بتعليق الِبْراء .وأفت أبو زرعة فيمن سأل زوْج
بنتِه قبلَ الوَطْء أن يُطَلّقَها على جيع صَداقها والتزم به والدُ ها فطّلقها واحتالَ من
255
نفسه على نفسه لا وهي َمحَجورَته بأنه خلع على نظيٍ صداقَها ف ذمة الب .نعم،
شرط صحة هذه الِوالة أن يُحيلَه الزوج به لبِن ته .إذ ل بد في ها من إيا بٍ وقبول
و مع ذلك ل ت صح إل ف ن صف ذلك ل سُقوط ن صف صَداقها عل يه بِبَينونَتِ ها م نه
فيبقسى للزوج على الب نصسفه لنسه لاس سسأله بِنَ ِظيِ الميسع فس ذِمّتِه فاسسَتحَقّه
وال ستحِق على الزوج الن صف ل غ ي فطري قه أن ي سألُه الَلْ عَ بنَظيِ النّ صفِ البا قي
لحجورَتِه لباءَته حينئذٍ بالَوالة عن جيع دين الزوج .اه .قال شيخنا :وسيعلم ما
يأت أن الضمان يُلزِمْهُ به مهر الثل ،فاللتزام الذكور مثله وإن ل توجد الِوالة .ولو
اختلع الب أو غيه ب صداقها أو قال طلّق ها وأ نت بر يء م نه و قع رجعيا ،ول يبأ
من ش يء م نه .ن عم ،إن ض من له الب أو الج نب ال ّدرَك أو قال عل ّي ضما نَ ذلك
وقسع بائِنا بهسر الثسل على الب أو الجنسب .ولو قال لجنسب سسل فلنا أن يطلق
زوجته بألف ،اشترط ف لزوم اللف أن يقول عل يّ .بلف سل زوجت أن يطلقن
على كذا فإِنه توكيل وإن ل تقل عليّ .ولو قال طلق زوجتك على أن أطلق زوجت
ففعل ،بانتا ،لنه خَلْ عٌ غَيْر فا سِد :لنّ ال ِعوَض فيه مقْصود ،خلفا لبعضهم ،فلكّل
على الخر َمهْرُ مِثْل زوجتّه.
[ت نبيه] :الفِرْ قة بل فظ اللع طلق يُنْقِص العدَد .و ف قول نُ صّ عل يه ف القد ي
والديسد الفِرْقَة بِلفسظ الَلْع إذا ل يقْصسِد بسه طلقا فُسِسخَ ل ينقسص عددا ،فيجوز
تديدُ النّكاح ب عد تك ّررِه من غ ي حَ صْر ،واختاره كثيون من أ صحابنا التقدم ي
والتأخرين ،بل تكرر من البلقين الِفتاءُ به .أما الفِرقة بلفظ الطلق بعوض فطلق
يَنْقُص قطعا ،كما لو قصد بلفظ اللع الطلق ،لكن نقل المام عن الحققي القطع
بأنه ل يصي طلقا بالنية.
(فصل) :ف الطلق .وهوَ لُغَةً :ح ّل القَيْد .وشَرْعا حلّ عَ ْقدِ النّكا حِ باللّف ظِ الت
وهوَ إ ما واج بٌ :كطل قِ ُموَلَ ل يُرِ ِد الوَطْء ،أوْ مَنْدو بٍ :كَأ نْ يَ ْعجَزُ عَن القِيا مِ
256
ش الفُجورَ بِها أو سَيّئَ ِة ِبحُقوقِها َوَلوْ لِ َعدَ مِ الَيْلِ ِإلَْيهَا ،أو تَكو نَ غي عَفيفَةٍ ما لْ َيخْ َ
الُلُ قِ :أ يْ ِبحَيْ ثُ ل يَ صْبُ على ِعشْرَتِ ها عادةً ،في ما ا سْتَ ْظهَ َرهُ شيخ نا ،وإل فم ت
تو َجدُ امرأةً غيَ سَيّئَةِ الُل قِ .و ف الد يث" :الَ ْرأَ ُة ال صّالِحَ ُة فِي النّ ساءِ كالغُرا بِ
الَعْصَمِ" كنايةً عَنْ ُندْرَةِ وُجودِها :إذ الَعْصَمُ ُهوَ أبْيَضُ النَاحَيْنِ ،أوْ َيأْمُرُهُ بِهِ أ َحدُ
حوِ والدَيْه :أ يْ ِم نْ َغيِ تَعَنّ تٍ أو حَرا ٍم كالبد عي ،وهوَ طَل قٌ َمدْخُولٌ بِ ها ف َن ْ
حَيْ ضٍ بِل عَو ضٍ مِْنهَا أوْ ف ُطهْرٍ جامعَها فيه ،وكَطَل قِ م نْ لَ مْ يَ سَْتوْفِ دَورَها من
صدِ الِرْمَا نِ مِ َن الِرْ ثِ ،وَل َيحْرُمُ َجمْعُ ثَلثَ طَلْقا تٍ، القَسَ ْم وكَطلقِ الَريض بِقَ ْ
سسِلمَ الالُ مسن ذلك كلّه ،للخسب بأنس َْروهس ْ ُسسنّ ا ِلقْتِصسارُ على وا ِحدَةٍ أو مَك ٍ بَلْ ي َ
الصحيح" :أبْغَ ضُ الَللِ إل اللّ هِ الطّل قْ" وإثْبا تُ ب ْغضِه تَعالَى له القصودُ مِْن ُه زِيادةَ
للّه إنا (يَقَ عُ لِغَيْرِ بِائِ نٍ) ولوْ رجعيةً ل تنق ضِ ِعدّتَها التّنفيِ عَن هُ ل حَقيقَتُه لُنافاتِ ها ِ
فل يَقَ عُ لختلِ َع ٍة ورَجْعَيّةٍ ان َقضَت ِعدّتَها (طل قٌ) متارٌ (مكل فٌ) أي بال غٌ عاقلٌ ،فل
ب ومنو نٍ (ومُتَعَدَ ب سكرٍ) أي بشُربِس خرٍ وأكسل بن جٍ أو حشيشٍس يقعُس طلق صس ٍ
لع صيانهِ بإِزالةِ عقلٍ ،بل فِ سَكْرانٍ ل يَت َعدّ بتناولِ مُ سْكِرٍ كأَن ُأكْرِ هَ عَلَيْ هِ َأوْ لَ مْ
يَعلَم أن هُ مُ سْكِرٌ فل يق عُ طلق هُ إذا صارَ بي ثُ ل ي يز لعدم تَعدّي هِ و صدّق مد عي
إكراه ف تناولِه بيمين هِ إن وُ ِجدَ تْ قرينةً عل يه ،كحَبْ سٍ وإل فل بدّ ِم َن البَيّنَةِ ،ويق عُ
صدْ شيئا ول أثَر صدَ لفظ هُ دو نَ معنا هُ أو لع بٍ به بأن ل يَقْ ِ ق الازِلِ به بأن ق َ طل ُ
سمَعُ نَفْ سَه .واتفقوا على ق الغَيْرِ وت صويرِ الفقي هِ وللتّلفّ ظِ به بي ثُ ل يَ ْ لِكايةِ طَل ِ
ق الغضبا نِ ،وإن ادّ عى زوالَ شعورَه بالغَض بِ( ،ل) طلق (مُكر هٍ) بِغَيْرِ وقوع طَل ِ
ب كحَب سٍ طَويلٍ ،وكَذا قليلٌ لذِي مَروءه و صفْعةٍ لَ هُ ف الَل َح قَ (ِب َمحْذورٍ) مُنا ِس ٍ
حوِ َخمْ سَةِ دَراهِ مَ ف حَ قّ مو سِرٍ وَشَرْ طِ وكإِتل فِ مالٍ يضي قُ عَلي هِ ،بِخل فِ َن ْ
الِكرا ِه قُ ْدرَة الُكْ َرهِ عَلى َتحْقِيقِ ما ُهدّدَ بِه عاجِلً بِوليَةٍ أو تَغَلّبٍ وَ َعجْزِ الُكْرَهِ عنْ
َدفْعِ هِ بِفَرَارٍ أوْ ا سْتِغَاثَة وظَنّ هِ أَنّ هُ إِ نْ امْتَنَ َع فِعْلُ ما َخوّفَ هُ بِ هِ ناجِزا فَل يََتحَقّ قُ ال َعجْزُ
ط التّورِيَةُ بأَ نْ يَنْوي غَْي َر َزوْجَتِ هِ َأوْ يَقُولُ سِرّا
بِدوْ نِ اجْتِما عِ ذِل كَ كلّه ،وَلَ ُيشْتَرَ ُ
257
عَقْبَ هُ إن شاء ال ،فإِذا قَ صَدَ الُكْ َر ُه الِيقا عَ للطل قِ َوقَ عَ ،كَما إِذَا ُأكْرِ هَ ِبحَ قَ :كَأَ ْن
قَالَ مُ سَْتحِ ّق القَوْدِ َطلّ ْق َزوْجَتَ كَ وإل قَتَلُْت كَ بِقَْتلِ كَ أب ،أوْ قا َل رجلٌ لخرٍ طلّقها
أو لقتلنّكَ غدا فطلّ َق فيقَعُ فيهما (ب) صريحٍ وَ ُهوَ ما ل ُيحْتَملُ ظاهِرُهُ غَيْرَ الطّلقِ
ك (مشْتَقّ طَل قٍ) وَلوْ مِ نْ َعجِمَي عُ ِر فَ أن هُ َم ْوضِو عٌ لَحِلّ عِ صْمَ ِة النّكا حِ َأوْ بُ ْعدَ هُ
عَنْها وإِ نْ لَ مْ يَعْ ِر فْ مَعْنا ُه الَ صْلي ،كَما أفْت بِه شَْيخُنا( ،وفِرا قٌ و سِراحْ) لِتَك ّررِها
وكأنتس طالِق أو ُمطَلّقَة،ِ وسسرّحْتُكَ أو زوجتس، ُكس َ ُكس وفا َرقْت َ
فس القَرآن كَطَلّقْت َ
بتشديد اللم ،الفتوحة ومفارِقةٌ و ُمسَرّحةٌ أما مصادرها فَكِنايةٌ كأَْنتِ طِلقٌ أو فِراقٌ
أو سِراحٌ.
وُيشْتَر طُ ذَ كر مفْعولٍ مع نوِ طَلّقْ تُ ومبتَدأٌ مَع ن و طَالِق فَلَو نَوى أَ َحدَهُ ما ل
يُوءْثّرْ كما لو قال :طالِقْ ونَوى أنْتِ أو امْرأَتِي وَنوْيُ لَفْظِ طالِقٍ إل إن سََبقَ ِذكْرُها
ك فَقال :طَلّ ْقتُ بِل مَفْعولٍ أو فَ ّوضْ ِإلَيْها بِطلّقي نَ ْفسَكِ فِي سؤالٍ ف نو طلّقْ امْرأَتَ َ
جمِيّة
فقالت :طَلّقْ تُ ول تَقُلْ :نَفْسي فَيَقَ ُع فيهِما (وتَ ْر َجمَتَ هُ) أ يْ ُمشْتَقّ ما ُذكِرَ بالعَ َ
فتَرْ َجمَةُ الطلقُس صسَريح على ا َلذْهَب ِس وتَر َجمَ ُة صساحِبَيْه صسَريحٌ أيضا على الُعْتَمدِ،
لزْ مِ به (و) مِنْه (أَعْطَيْ تُ) أو قُلْ تُ (طَلقِ كِ وَأ ْوقَعَت) أوْ ونَقَ َل الذرُعي عن جع ا َ
َألْقَيْ تُ أوْ َوضَعْ تُ (عَلَْي كِ الطّل قَ) أو طَلقي ويا طالِ قْ ويا مُطَلّقة بتشديد اللم ل
ق ولَ كِ الطّل قُ بل ه ا كنايَتا نْ :كإِن فعل تِ كَذا ففي هِ طِلقُ كِ أو َفهُوَ أنْ تِ طَل ٌ
ك فيما استظهر شيخنا لن الصدر ل يُ سْتَعْمَل ف العَيْ نِ إل تو سّعا ،ول يضُرّ طَلقُ ِ
الَطأُ ف الصّيغَةِ إذا ل يلّ بالعن كَالَطَإِ ف الِعرَابِ.
[فروع] :لو قال تْ لَ هُ طَلّق ن فقال :هي مُطلّ قة فل يُقْبَل إرادةُ غَيْر ها لن تقدم
سؤالا ي صرف اللّف ظُ إلي ها ،و من ثُمّ لو ل يتقدم ل ا ذِكْر رَجَع لِنَيّتِه ف ن و أنْ تِ
طَالِ قٌ و هي غائِبَة أو هي طالِ قٌ وه يَ حاضِرة .قال البغوي :ولو قالَ ما ِكدْ تُ أَ نْ
ّلقس انتهسى .ولو قال لوليّهسا زَوّجهسا فمقرّ بالطلق ،قال َكس كان إقرارا بالط ِ أُطَلّق ِ
258
الزجد :لو قال :هذه زوجةُ فل نٍ حَكَ َم بارتفا عِ نكاحِه وأفت ابن ال صّلحِ فيما لو
قال رجل :إن غب تُ عنها سنة فما أنا لا بزو جٍ بأنه إقرارٌ ف الظاهِرِ بزوالِ ال ّزوْجيّةِ
بعد غَيبَِتهِ السّنةِ فلها بَ ْعدَها ث ب ْعدَ انقضاءِ ِعدّتِها تُزوّج لغَيْرِه.
ولو قالَ ل خر :أطلّقَ تَ َزوْجََت كَ مُلَْتمِ سا الِنشاءَ؟ فقال :ن عم أو إي َوقَ عَ وكا نَ
كانس كِنايسة لن نعسم مُتَعيّنَةً للجَوابسِ ،وطلّق ْت صسرِيا ،فإِذا قال :طلقست فقسط َ َ
مُ سْتُقِلّة ،فاحتَملَت الواب والِبتداء .أ ما إذا قالَ لَ هُ ذلك مُ سَْتخْبِرا فأجا بَ بن عم
ب ويدين وكذا لو َجهِلَ حا َل السؤالِ .فإِن فإِقْرارٌ بالطّلقِ ويَقَعُ عليهِ ظاهرا إن كَذَ َ
صدَقَ بيَمينِ هِ لحْتماله ،ولَو قيل :لطلّ قٍ أَ َطلّقْ تَ قال :أر ْد تُ طَلقا ماضِيا وراجَعْ تُ َ
َزوْجَتَ كَ ثَلثا؟ فقال طلَقْتُ وأرادَ واحِدةً صدَقَ بَيمِينِهِ لَنّ َطلّقْتُ ُمحْتَمَلٌ للجَوا بِ
ُكس ول ينوِ َعدَدا فوا ِحدَة ولو ِنس ثُمّ َلوْ قالت :طَلّقَنس ثلثا فقال َطلّقْت ِ والِبْتِداءِ ،وَم ْ
صدَق بيمنَه ،كما لو قال قال لم زوْجَِت هِ :ابنَتُ كِ طالِ قٌ وقال :أرد تُ بنْتُها الخْرى َ
صحّت لِ َزوْجَتِه :وَأجْنَبِيّة إِحداكُما طالِقٌ َوقَال :قَصَدْتُ الَجْنَبْيّة لِتَردّدِ اللّفظِ بَيَْنهُما فَ َ
إِرادتَ ها بلف ما لو قال :زي نب طالِق وا سم زوجت ِه زي نب وق صدَ أجنب ية ا سها
زي نب فل يق بل قول هُ ظاهرا بل يد ين ولو قال عامِ يّ أعطي تُ تل قٍ فلنةَ بالتاء أو
طَلكهسا بالكاف أو دَلقِهسا بالدَال وقسع بسه الطّلق وكان َس صسريا فس حقّه ِس إن ل
يُطاوِعْه لِ سانَه إل على هذا اللّفْظ الُْبدِل أو كان م ن لُغَتُه كذلك ك ما صرح به
اللل البلقين واعَْتمَدَهُ َجمْعٌ مُتَأَخّرون ،وأفْت به َجمْعٌ مِن مَشاينا ،وإل فهو كِناية
لن ذلك الِبدالُ لهُ أصْلٌ ف اللغة.
259
حللُ ال علي حَرا ٌم ولو تَعارَفوهُ طَلقا خلفا للرافعي ولو نوى َتحْريَ عَيْنَها أو نو
فَرْجِها أو وَطْئِها ل َتحْرُم ،وعليه مَثَلُ كَفَارَةِ َيمِيٍ وإنْ ل َيطَأْ .ولو قال :هذا الثوْبَ
أو الطّعا مَ حَرا مٌ عليّ فلغوٌ ل شي َء فيه (و) أنْ تِ ( َخلِيّة) أ يْ مِ نْ الزوْج فَعيلَةً ِبمَعْنَى
فَاعِلَةَ أو بَرِيئَةٍ مْن هُ (وباِئ نٌ) أي مُفارِقَة( ،و) كأنْ تِ (حُرّة) ومُ َطلّقة بتخْفي فِ اللم أو
أطْلقُْتكِ (و) أَنْتِ (كَأُمّي) أو بِنْت أو أخْت (و) ك (بِنْت) لمكنة كونا بِنْتَهُ باحِْتمَالِ
السسّن وإن كانست مَعلومَ ُة النّسَسبِ( ،و) ك (أْعْتَقْتُك وتَ َركْتُكسِ) وقَطّعْتُسنِكاحِك
(وَأ َزلْتُ كِ وأحَْللْتُ كِ) أي للزوا جِ ،وأشْ َركْتُ كِ مَ عَ فُلنَةٍ وقدَ طُلّقْ تُ مِنْه أو مِ نْ غَيْر هِ
(و) ك (تزوّ جي) أي ل ن طَلّقْتُ كِ وأن تِ حللٌ لغيْري بلف قوله للول :زوّج ها
فإِنه صريح (واعَتدّي) أي لَن َطلّقْتُكِ وودّعين من الوداع :أي لن طَلّقْتُكِ (و) ك
ت َزوْجَت إن ل يقع ف لقَ كِ ،ول حاجَ َة ل في كِ) أي لن طَلّقْتُ كِ ول سْ ِ (خذي طَ َ
جواب دعوى ،وإل فإِقرار (و) ك ( َذهَ بَ طَلقُ كِ أو سَ َقطَ طَلقُ كِ) إ ْن فَعَلْ تِ كَذا
(و) ك (طَلقُ كِ وا ِحدُ) وثْنتا نِ فإِ ْن قَصدَ به الِيقا عَ َوقَ عَ ،وإِل فل ،وكلك الطلق
أو طلقةً ،وكذا سلم عليك على ما قاله ابن صلح ،ونقله شيخنا ف شرح النهاج،
(ل) مِنها (كَطَلقُكِ عَيْبٌ أو نَقْصٌ ول قلت) أو أَعْطَيْتُ ( َكلِمتِكِ أو حُ ْكمُكِ) فل
ت الت تَْتمِلُ ستْ مِن الكِنايا ِ يَقَ عُ ب هِ الطَلَ قُ وَإِ نْ نَوى با الَُتلَفّ ظُ الطّل قُ لنَها لي َ
ض القُطْرِ ،كما أفت بهِ َجمْعٌ ف ول أَثَرٍ لشْتِهارِها ف الطلقِ ف بع ِ الطّلقَ بل تَعسّ ٍ
من مُحقّقي مَشايخِ عصرنا ،ولو نطق بلفظَ من هذه اللفاظ اللغاة عند إراد ِة الفراقِ
ت َزوْجَتُ كَ؟ فقال :ن عم ظانّا وقو عَ الطّلق باللف ظِ فقال له ال خر :م ستخبا أطَلّق َ
الولِ ل يقعْ ،كما أفت به شيخنا.
(وسئل) البلقين عما لوْ قال لا :أن تِ عليّ حرا مٌ وظن أنا ُطلّقَ تْ ب هِ ثلثا فقال
ع الثّل ثَ بِالعِبَارةِ الول( .فأجاب) ِبأَنَ هُ ل يقَ عُ عَلَْي هِ
لا :أنْ تِ طالِ قٌ ثَلثا ظانا وُقو َ
260
شهِدْ
صدْقَه أن ل َي ْ
طلق ،با أخبَر ب هِ ثانِيا على الظّنّ الَذكورِ .اه .وََيجُوزُ لِمَ نْ ظنّ ِ
عليه.
[فرع] :لو كتَ بَ صَريحَ طَل قٍ أو كِنايتَ هُ ول يَنْو إيقا عَ الطَل قِ فَلَ ْغوٌ ما ل يَتَلف ْ
ظ
ت قِراءَةَ الكتو بِ ل حالَ الكِتابَةِ أوَ بَ ْعدَ ها بِ صَريح ما كَتَبَ هُ نَعَ مْ :يَقْ بل قوله َأرَ ْد ُ
ق ول قَرَينَةَ َغضَ بٍ الطّلق لِحتماله ،ول يلحَ قُ الكِنايَةَ بال صّريح َطلَ بَ الرْأَةَ الطّل َ
ت فيه (وصدق منكر نية) ف الكناية (بيمينه) ف أنه ول اشْتِهارِ بع ضَ ألفا ظِ الكِنَايَا ِ
ما نَوى ب ا طَلقا ،فالقول ف الن ية :إثْباتا ونفيا قول :النّاوي إذ ل تُعْرَ فُ إل مِنْه،
فإِن ل ت ِك نْ مُراجَعَةَ نِيِّت هِ بو تٍ أو فقدٍ ل َيحْكُم بوقو عِ الطّل قِ لن ال صْلَ بقاءَ
ال ِعصْمة.
[فروع] :قال فس العُباب :مسن اسسم زوجتسه فاطمسة مثلً فقال :ابتداءً أو جوابا
لطَلَبها الطّلق فاطمة طالق وأرَاد غيها ل يقبل ،ومَ نْ قالَ لمْرَأَته :يا زَيْنَب ،أَنْ تِ
طالق واسها عمرة طلقت للِشارة ،ولو أشار إل أجنب ية وقال :يا ُعمْرة أن تِ طالق
وا سم زوج ته عمرة ل تطلق ،و من قال :امرأ ت طال قٌ مشيا لحدى امرأتي هِ وأراد
الخْرى قبسل بيمينسه ،ومسن له زوجتانِس اسسمُ كلّ واحدة منهمسا فاطمسة بنتُس م ّمدٍ
وعرف أحدها بزيدٍ فقال :فاطمة بنت ممد طالقٌ ونَوى بِنْتَ زَيدٍ قبل .انتهى .قال
شيخنسا :لْ يْقَبلْ فس الس ْسَألَ ِة الول أي ظاهرا بسل يديسن .نعسم :يتجسه قبولُ إرادتِهِس
لِمُ َطلّقَةٍ لهُ اسُها فاطمة اه .ولو قال :زوجت عائِشة بنتُ ممد طال ٌق وزوجَتُه خديةٌ
بن تُ م مد طل قت ل نه ل يضرّ ال طأ فِي الِ سم ولو قال لِب نه الكلّف قل لمّ كَ:
أ نت طالِق ول ُيرِد التّوك يل َيحْتَمِل التوك يل فإِذا قاله ل ا :طُلّقْ تِ ك ما تُطلّق به لو
أراد التّوكيسل ،وُيحْتَمسل أناس تُطَلّق وكون الِبسن مبسا لاس بالال قال السسنوي:
ومُدرِكٌس التردّد أنّس المْرَ بالَمْرِ بالشيسء إن جَ َعلْنَاهُس كَصسُدورِ الَمْرِ مسن الوّلِ كان
الَمْ ُر بالِخبار ب ِنلَةِ الِخبارِ مسن الب فيقسع وإل فل .اه .قال الشيسخ زكريسا:
261
وبالملة فينْبغي أن يْ سَتَ ْفسِ َر فإِ ْن تع ّذرَ ا سْتِ ْفسَارَهُ عملَ بالِحْتِمالِ الَولِ حت ل يَقَ ُع
الطل قُ بِ َق ْولِ هِ :بل بقول الِبْ نُ لمّه :لن الطل قَ لَ يَقَ عُ بِالشّك( .ولو قال :طَلّقْتُ كِ
ونَوى َعدَا) اثْنَتَي أو واحدة (وقعٌ منوِي) ولو ف غيِ َموْطُوءَةٍ فإِنْ ل ينوِهِ وَقعَ طلْقَةً
واحدةً ولو شكّ ف ال َعدَدِ اللفوظِ أو الْنوِي فَيَأْ ُخذَ بالقل ول يَخفى ال َورَعَ.
262
م ت شاءت .وجزم به صاحبا الت نبيه والكفا ية ،ل كن العت مد ،كما قال شيخ نا :أ نه
يشترط الفورية وإن أتى بنحوِ مت ،ويوزُ لهُ الرجوعَ قبل تطليقِها كسائِر العقود.
ع فيه قبل وجو ُد ق كالعِتق بالشروط ول يَجوزُ الرّجو ُ [فائدة] :يَجوزُ تعليقُ الطّل ِ
ال صّفة .ول ي قع ق بل وجو ِد الشّرْ طِ .ولو عَلّ قه بِفعِْل هِ شَيْئا فَفَعَلَ هُ نا سِيا للتعلّق أو
ب َزوْجَتِ هِ بِ َغيِ ذَنْ بٍ
جِاهلً بأ نه العلّق عل يه ل تُطلّق .ولو ُعلّ قَ الطّل قُ على ضَ ْر ِ
فشََتمَتْه َفضَربَها ل َيحْنَث إن ثََبتَ ذلك ،وإل صَدقَت فَتحْلِف.
[تت مة] :من قال لِ َزوْجَتِ هِ :يا كافرة مريدا حقي قة الكفْرِ جرى في ها ما تقرر ف
الردة أو الش تم فل طَل قَ وكذا إن ل يُرِدْ شيئا ل صل بقاء العِ صْمَة ،وجَرَيان ذلك
الشّتم كثيا مُرادا بهِ كفر النّعمة.
[فرع] :ف ح كم الطل قة بالثلث ،حرم لرّ من طلق ها) ولو ق بل الوَطْءِ (ثلثا
ولعبد من طلقها ثنتي) فِي نِكا حٍ أو أنْكَحة (حت تَنْك حَ) زوج غيه بِنكاح صحيح
ث يُطلّقها وتنقض ِعدّتِها منه كما هو مَعلو مْ (ويولِ جُ) بِقُبُلها ( َحشَفَة) مِنْ هُ أو قدرها
من فاقدها مع افْتِضا ضٍ لبكر ،وشرط كون الِيلج (بانتشار) للذكر ،أي معه وإن
قسل أو أعيس بنحسو إصسبع ،ول ُيشْتَرط إنزال ،وذلك لليسة .والكمسة فس اشتراط
263
التحليل التنّفِيُ مِنْ استيفاءِ ما يلِ َكهُ من الطلقِ (ويقبل قولا) أي الُطلّقةُ (ف تليلٍ)
وانقضاءِ ِعدّةٍ عندَ إمكا نِ (وإن كذبا الثان) ف وَطْئِه لا لِعُسر إثباته (و) إذا ادّعت
نِكاحا وانقضاءِ عِدة وحَلفست عليهمسا جاز (ل) لزوج (الول نكاحَهسا) وإن ظُن ّ
كذِبَها لن العبة ف العقودِ بقول أرْبابا ول عبة بظن ل مسْتَنَدَ لَهُ .ولو ادّعى الثان
الوَطْءَ وأنْكَرتْه ل َتحِل للولِ وََل ْو قالت :ل أنك حْ ث َكذّبت نَفْسها وادعت نِكاحا
بشَرطِه جاز للوّل نِكاحَها إن صدّقها (ولو أخبَرتْه) أي الُطلّق ِة َزوْجَها الول (أنا
تلّلت ث رَجِ عت) وكذّب تْ نف سها (قبِلت) دعوا ها (ق بل عَ ْقدٍ) علي ها لللولِ فل
يوزُ له نِكاحَهسا (ل بعده) :أي ل يَقَْبلُ إنْكارَهسا التّحْليسل بعدَ عَ ْقدِ الول ،لَنّس
رِضاها بِنِكاحِهِ يَتَضمّ ُن الِعْتِرافَ بِوجو ِد التحّليلِ فل يُقْبَلُ مِنْها خِلفَهُ (وإن صدّقها
صدّقهَا على رَفْعِهالثان) ف عد مِ الِصابَةِ لن القّ تعلق بالول فلم تَ ْق ِدرْ هي ول مُ َ
كما أفت به جْ عٌ من مشاينا الحققي .تتمة إنا يَثْبُ تُ الطّلق كالِقرارِ به بِشهادةِ
رَجُلَي حرين َعدْلَيْ نِ فل َيحْكُ مُ بوقوعِه بِشهادةِ الِناث ولو مع رَجُل أو ك نّ أرْبَعا
ول بالعَبيد ولو صلحاء ول بالفُ سّاقِ ،ولو كان الفِ سْق ،بإِخرا جِ مكتوبَةٍ عن َوقْتِها
بل عُذرٍ وُيشْتَر طُ للَداء والقبول أن يسمعاهُ ويُبصر الطل قُ حي النط قِ ب هِ فل يصح
تمّلِها الشّهادة اعتمادا على الصوت من غي أن يَريا الطلق لوازِ اشتبا هِ الصوات
وأن يُبيّ نا لَفْ ظَ ال ّزوْ جِ مِن صَريح أو كِنايَةٍ ويُقْبَ ُل فِي هِ شَهادة أ ب الطلّقَة وابْنِ ها إن
شهدا حَ سْبة .ولو تعارَضَ تْ بَيّنتَا تَعْلي قَ وتَْنجِيزَ قد مت الول لن مع ها زيادةَ عل مٍ
بِسماعِ التّعليق.
(ف صل) :ف الرّجْعَة .هي لغَة الَرّة من الرّجو عِ وشرعا ردّ ا َلرْأةِ إل النّكاح م ْن
ص ّح رُجُوع مَفارَقَة بِطَل قٍ دون أكْثَرِه) ف هو ثلث لرَ طلق غ ي بائ نٍ ف العِدة ( َ
طءٍ) أ يْ ف عِدةِ وَطْءٍ (قبْل انْقِضاءِ ِعدّة) فل
وثنتان لعبدٍ (مانا) بل ِعوَ ضٍ (ب عد وَ ْ
ع مفا َرقَةٍ بغي طَل قٍ كَفَ سْ ٍخ ول مُفارَق ٍة بدو نِ ثل ثَ مع ِعوَ ضٍ كخَلع
يَ صِحّ رجو َ
264
لبَيْنونَتِ ها ومفارَقَة ق بل و طء :إذْ ل ِعدّة علَيْ ها ول مَ نِ ان َقضَ تْ عِدت ا لن ا صارت
أجنَبِيّ ة .ويَ صِحّ َتجْديدِ نِكا ِحهِنّ بإِذ نِ جَديدٍ و َولَ يٍ وشهودٍ ومهرٍ آخرَ ول مُفَارَقَةٍ
ق الثّلث فل يَ صِحّ نِكاحَها إل بَ ْع ِد التّحليل ،وإنا ي صَحّ الرّجو عَ (براجَعْ تُ) بالطّل َ
سنّ أن يز يد أو رَجَعْ تُ (زَوج ت) أو فُل نة وإن ل ي قل :إلّ نكا حي أو إلّ ل كن يُ َ
أحدها مع الصيغة :ويصحّ بردَدتا إل نِكاحي وبأمْسَكْتَها ،وأما عقْد النّكاحِ عَلَيها
ب وقبولٍ فكنا ية تتاج إل ن ية .ول ي صح تعليق ها كراجعتُك إن شئت .ول بإيا ٍ
ط الِشْهَادَ عليها بل ُيسَن.ُيشْتَرَ ُ
س برَجعيسة ولَو ِبمُجَرّدِ نَظَسر ول َحدّ إن وَطِىءَ ،بسل يُعَزّر [فروع]َ :يحْرُم التمتُع ِ
ضعٍ إذا أمكَنَ وإذا أنْكَرهُ وَتصْدُقَ بيَمينها ف انِقضاءِ ال ِعدّة بِغَيْرِ الشْهُر ِمنْ أقْراءٍ أوْ َو ْ
الزّوج أو خالَفَ تْ عَادَتَها لنّ النّساءَ مُؤتنا تٍ على أرحا ِمهِنّ ولو ادّعى رَجْعَة العِدّة
وهي مُنْ َقضِيَة ول تَنكَ حْ ،فإِن اتفقَا على َوقْ تِ الِنْقِضاءِ كيوم الُمعةِ وقال :راجَعْ تُ
صدُق لن الَ صْل َعدَ مَ الرّجْعَةَ قَبلَ ُه فقالَ تْ بل بَعْدَ هُ حَلَفَ تْ أنّها ل تَعلم أنّه راج عٌ فَتَ ْ
قَبْلَهُ ،فلو اتّفقَتا على وقتِ الرّجْعة كَيَومِ الُمع ِة وقالت :انْ َقضَتْ يومَ الَميسِ وقال:
لمِيس لتّفاقِهما على بَ ْل انقضَ تْ يو مَ ال سّبت صَدَق بَِيمِينِ هِ أنّها ما انْقَضَ تْ يَو مَ ا َ
وقت الرجْعَة والصل عدم انِقضاءِ ال ِعدّة قَبْله( .ولو تزوج) رجل (مفارقته) ولو بلع
(بدون ثلث ولو بعسد) أن نكحست ل (زوج آخسر) ودخوله باس (عادت) إليسه
(بِبقيته) :أي بقية الثلث فقط من ثنتي أو واحدة.
صوّرُ وَطْوه عَلى امْتِنا ِع هِ مِ نْ وَطْؤه َزوْجَتِ هِ مُطْلَقا ف َزوْ جٍ .يَت َ (فصل) :الِيلَء خَ ْل َ
أ ْو َفوْ قَ َأرْبَعَةِ أَ ْشهُرٍ كَأَ نَ يَقُولُ :ل أَطَو كِ أوْ ل أَطَو كِ َخمْ سَة أَ ْشهُرٍ أو حتّى يَمو تَ
ط ٍء فَلهَا مُطالَبَتَ هُ بالفَيْئَةِ وَهِ يَ الوَطْءِ
فُل نٌ ،فإِذا َمضَت أرْبَعَة أ ْشهُرٍ مِ نَ الِيلءِ بِل وَ ْ
أو بالطّل قِ ،فَإِن أ ب طَلّ قَ عل يه القاضِي وينْعَقِ ُد الِيلءُ بِالَلْ فِ باللّ هِ تعال وبتعل يق
265
طَل قٍ أو عِتْ قٍ أو التزام قِرْبةٍ ،وإذا وَطِىءَ مُختارا ِبمُطالَبَةٍ أوْ دُونَها لَزِمَتْ هُ كَفّارَةُ ييٍ
إن حَلفَ باللّهِ.
(فصل) :إنا يَ صِحّ الظّهارُِ .ممّن يَ صِحّ طَلقُه وهو أن يَقولَ لِ َزوْجَِت هِ أنَ تِ كَ َظهْ ِر
أُمّي ولوْ بِدو نِ عل يّ .وقوله أن تِ كَأُمي كِناي ًة وكَالُ مّ مْرَ مٌ ل يَطْرأ َتحْرِيَها .وتَلْزَ ُم هُ
كَفّارَة ظِهارٍ بالعَوْدِ و ُهوَ أَنْ َيمْسِكَها زَمَنا يَمكِ ُن فِراقَها فيه.
(فصل) :ف العِدّة .هي مَأْخوذَةٌ مِ نَ ال َعدَدِ لِشتِمالِها على َعدَدِ أقراء وأشْهر غالبا
لمْلِ أو للتعّبدِ .و ُهوَ
وهسي َشرْعا مدة تَتَربّصُس فيهسا الرَأةُ لِمَعْ ِرفَةِ بَراء ِة رَحِهسا مِنَس ا َ
كانس أو غَيْرَهسا ولِت َفجّعِهسا على َزوْج ماتسَ. َعناهس عِبادةً َ إِصسْطلحا مسا ل يعقَلُ م ُ
سبِ عن الِخْتِل طِ (َتجِ بُ ِعدّةٌ لِفُرقَ ِة َزوْ جٍ ح يّ) ِبطَل قٍ صوْنا للنّ َ
وشَرعت أصالَةٌ َ
أو فَ سْخِ نِكا حٍ حاضِرٍ أو غائِ بٍ ُمدّةً طويلةً (وطيء) ف قُبُلٍ أو دُبُرٍ ،بِخل فِ ما إذا
ل ي كن وَطِىءَ وإ نْ وُ ِجدَت َخلْوةٌ (وإن تيَقَن براء َة رَحِم) ك ما ف صغيةٍ و صغي.
ح فا سدٍ و هو كل ما ل يوج بُ (وَلوَطْءٍ) حَ صَلَ مَ عْ (شُْبهَةٍ) ف حَل هِ ك ما ف نِكا ٍ
حدا على الواطيء.
[فرع] :ل يُ ستَمَْتعُ ِبمَوْطُوءَةٍ ِبشُْبهَةٍ مُطْلَقا ما دامَت ف ِعدّةِ شُْبهَةٍ َحمْلً كانَ ْ
ت
أو غي هِ حت تَنْقَضي ب َوضْ عٍ أو غيه لِختِل ِل النّكاح بِتَعلّ قِ حق الغَي .قال شيخنا:
ومِنْ هُ يُوءَ َخذُ أنّ ه ُيحَرّم عل يه نَظَرُ ها ولو بل َش ْهوَةٍ والَ ْلوَةُ ب ا ،وإن ا َيجِ بُ ل ا ُذكِرَ
ِعدّةٌ (بثَلثَةِ قروءٍ) والقَرءُ هنا طُهريَيْ نِ دمي حَْيضَتَيْ نِ أو حَيْ ضٍ ونَفا سٍ فلو طَلّ قَ مَ نْ
ل َتحِ ضْ أولً ث حاضَ تْ ل يُح سْبِ الزّم نُ الذي طَلّق ف يه قُرْءا :إذ لَ مْ يَكُ نْ ب ي
سبُ بَقيةُ الطّ هر دَمَيْنَ ،بلْ لَ ُبدّ ِم نْ ثَل ثة أطْهارٍ بَعْد الَيضَةِ التّ صَِلةِ بالطلق ويَح ِ
س تعال: س العِدّةُ بِثَلثَةِ أقراءٍ (على حُرّةٍ تَحيضسُ) لِقَولِه ِ
ُطهْرا فس غيهسا ،وَتجِب ُ
{والطلقا تُ يتربّ صْنَ بأنف سِهنّ ثلثةَ قروءٍ} فمن طلّقت طاهِرا وقد بَقِي من الطّهر
266
لَظةً ان َقضَ تْ ِعدّتَ ها بالطَعْ نِ ف اليضَة الثال ثة لِطل قِ القرءِ على أقلّ لظَةٍ من
الطهْرِ وإن وَطِى َء فيهِ أو حائِضا وإن ل يَبْقَ من زمنِ الَيْضِ إل لظ ًة فتْنقَضي ِعدّتا
بِالطّ عن ف الي ضة الراب عة وزَمَن الطعْن ف الي ضة ل يس مِن العِدّة بل ي تبيُ ِب هِ
انقِضاؤ ها( .و) ت بُ ِعدّةً (بثل ثة أشْ هر) هِلليةٍ ما ل تَ ْطلُق أثناءَ ش هر ،وإل َتمّ م
النكَسِرُ ثلثيَ (إن ل تِضْ) أي الرة أصلً (أو) حاضَتْ أولً ث انقَطع و (يئِسَت)
س فيه النّساءُ مِ نْ الَيْ ضِ غالِبا ،و ُهوَ اثنتان و سِتونَ من اليض بِبُلوغِها إل سنّ تيأ ُ
سنة ،وق يل خ سون ولو حاضَت من ل َتحِ ضْ قَط ف أثناءِ ال ِعدّة بال ْشهُرِ اعَتدّت
ف اليسَةِ (ومن انْقَطَعَ حَْيضَها) بالَطْهارِ أو بعدِها أَو تستأِنفَ ال ِعدّة بالَطْهارِ ،بل ِ
ب عد أن كا نت ت يض (بل عِلّة) تُعْ َر فُ (ل تتزوّ جْ حتّ ى تَحي ضَ أو تَيْأْ سَ) ث تَعَتدّ
بِالقْراءِ أو الَ ْشهُرِ وف القديِ وهو َمذْهَب مالِك وأحد أنا تََترَبّ صُ تِ سْعَةَ أشْهرٍ ث
تعتدّ بثلثة أشْهر لِيَعْرِ فَ فرا غٌ الدم :إذ ه يَ غالِ بَ مدةِ المل ،وانتصرَ لَ هُ الشافعي
بأن عمر رضي ال عنه قَضى به ب ي الهاجِري نَ والَنْصارَ ول ينكَرْ عَليْه ،ومِ نْ ثُمّ
ابنس عبْد السسّلم والبارِزي والرّييس وإسساعيل ّينس َ
سسلْطا ُن العُلَماءِ عزّ الد ِ
أفْتَى بِه ُ
لضْرَمي واختارَه البَلقين وشيخنا ابن زياد رحهم ال تعال .أما من انقطع حَيْضها اَ
ف كرضا عٍ ومرَ ضٍ فل تَتّزوَج اتَفاقا حت تيض أو تَيْأ سَ وإن طالَت ا ُلدّة بِعِلّة تُعْر ُ
(و) َتجِ بُ ال ِعدّة (لوفاة) زو جٍ ح ت (على) حرّة (رجع ية وغ ي َموْطو َءةٍ) ل صِغَرٍ أو
َغيِ هِ ،وإن كا نت ذا تَ أقراء (بأربعةِ أشهرٍ وعشرةِ أيام) وليالي ها للكتا بِ وال سنّة.
وَتجِ بُ عَلى التوَفّ ي عَنْ ها َزوْجَ ها ال ِعدّة ب ا ُذكِرَ ( مع إحْدادٍ) يَع ن ي ب الِحدادُ
حلّ لمْرأَةٍ ُتؤْمِ نُ باللّ هِ واليو مِ عَليْها أيضا بأي صِفَ ٍة كانت ،للخبِ التفق عليه" :ل َي ِ
ت فو قَ ثل ثٍ إل على زو جٍ أرب عة أشهرٍ وعشرا" أي فإِ نه حدّ على مَيّ ٍ
الخِرِ أ نْ َت ِ
لجْماع يل لا الِحْدادُ عليه هذه الدة :أي يب لن ما جازَ بعدَ امْتِناعِه واجبٌ ول ِ
على إرادَتِه إل ما حُكِي ع نْ ال س ِن البَ صَري ،وذ كر الِيان للغالب أو ل نه أب عث
على الِمتِثال وإل َفمَنْ لا أمانٌ يَلَزَمُها ذلك أيضا ويَلزَمُ ال َولّ أمْرُ ُم َولّيتِه بِه.
267
[تنبيه] :الحداد الواجِ بُ على التَوفّ عنْها َزوْجُها ولو صَغيَةٌ تَر كَ لَبْ سَ مَ صْبو ٍ
ع
ب ولوْ لَيْلً ،والتّحلّي نَهارا لزينَةٍ وإن َخشُ نَ .ويُبا حُ إبري سم ل يُ صْبَغْ ،وتَرْ كَ التّطيّ ِ
حوَ خاتَ مٍ أو قرط أو ت تَ الثيّا بِ لِلّنهْ يِ عَنْه ،ومِنْ ُه موّ هٌ بِحلِي ذَهَ بٍ أو ِفضّة .وََلوْ َن ْ
بِأَ َحدِه ا ولُؤلُؤ ونوه من الواهِر ال ت تَتَحلّى ب ا ،ومن ها العَقي قُ وكذا ن و نُحاس
وعاج إن كا نت من قو مٍ يتحَلّو نِ ب ما وترك الِكتِحالِ بإِ َثدٍ إل لاجةٍ وإن كا نت
سوداءَ ،ودُهْ نِ شَعْ ِر رأ سِها ل سائر البد نِ و ِحلّ تن ظف بِغُ سْلٍ ،وَإزالةِ وَ َسخٍ وأَكْل
تَنبل ونَد بُ إحدادٍ لبائِ نٍ بلْ عٍ أو فسخٍ أو طل قِ ثلث لئل يفضي تزيينُها لِف سَادِها،
وكذا الرّجعية إن ل تُرْ جَ عودةً بالتزيّن فيُْندَب .وَتجِ بُ على العتدّةِ بالوفاةِ وبطل قٍ
بائ نٍ أو ف سخٍ ملزمةِ م سك ٍن كا نت ف يه ع ند الوت أو الفر قة إل انِقضاءِ عدّ ٍة ول ا
الرو جُ نارا لِشراءِ ن و طعام وب يع غَزْلٍ ولن حو احْتِطا بٍ ل ليلً ولو أ ّولُه ،خلفا
لبعض هم ل كن ل ا خُرو جٌ ليلً إل دارِ جارِ هِ الل صِقُ لغز ٍل وحدي ثٍ ونوه ا ل كن
حدّثَها ويؤنِسهَا على ك بقدَرِ العادَةِ وأن ل يكو نَ عِْندَهَا من ُي َ بشَرْ طِ أن يكو نَ ذل َ
الوجَه وأن تَرجِ عَ وتبيتَ ف بيتها .أما الرجْعية فل تر جَ إل بإِذنه أو لضرورةٍ لن
علي هِ القيا مَ بميع مُؤنِها كالزّو جة ،ومَثلُها باِئ نٌ حامِل وتَنْتقِل من ال سْ َكنِ لوَ فٍ
ْمس أو وخوفس َهد ٍ َ على نَفْسسِها أو وََلدِهسا أو على الا ِل ولو ل َغيِهسا كوديعَةٍ وإن قلّ
حَر قٍ أو سارِق .أو تأَذّ تْ بِاليا نِ َأ َذىً شَديدا ،وعلى ال ّزوْ جِ سَكْن الُفارَقَة ولو
بأُجْرةِ ما ل تك نْ نا ِشزَ ًة ولَيْ سَ له مُ ساكنَتُها ول دُخولُ ملّ هِي في هِ مَ عَ انتْفاءِ ن و
الحرم فيَحْرُمُ عليه ذلك ولو أعمى وإن كان الطلق رَجْعيا لن ذلك ير إل الُلوةِ
الُحرّمةِ ب ا ،و من ث لَزِمَ ها منْعُه إن َق ِدرَت عل يه (و) ك ما تعَتدّ حرّة ب ا ذ كر (تعتدّ
غيَهسا) أي غيس الرّةِ (بنصسف) مسن ِعدّةِ الرّة لَنّهسا على النّصسفِ فس كَثيٍ مسن
الحْكا مِ (وكمل الطّهر الثان) إذ ل ي ْظهُرُ نِ صْفُه ِإلّ ِبظُهورِ كُلّ هِ فل ُبدّ من الِنْتِظارِ
إل أَن يعودَ الدم ُس (وتعتدّانسِ) أي الرةَ والَمَة لوفاةٍ أو غيهسا وإن كانتسا تَحيضان ِس
ضعِ َحمْلٍ) حلتا لصا ِحبِ العِدةِ ولو ُمضْغَ ًة تتصوّرُ لو بقِيَتْ ل بِوضْعِ عَلَقَة. (بو ْ
268
[فرع] :يلحَق ذا العِدّة الوَلدِ إل أرْبَع سِنيَ ِم ْن وقْ تِ طَلقِه ل إن أَتَ تْ بِه بَ ْع َد
نِكا حٍ لِغَيْرِ ذي ال ِعدّةِ وإِمْكا نِ لن يكو نَ مِ نه بأن أَتَت به ل ستة أشْهُر بَ ْعدَ نِكاحِه.
صدُقَ) الرأةُ ( ف) دعوى (انِقضاءِ عدّةِ) بِغَيْرِ أش هر إن (أم كن) انقضاو ها وإن (وتَ ْ
خالف تْ ِعدّتَها أو َكذّبا الزوج ،إذ يَعْ سُر عليها إقامَةُ البيّنة بذلك ولنا مُؤتنةٌ على
ما ف رَحِمها وإِمْكان الِنقضاءِ بالولدةِ ستة أشهرٍ ولظتا ِن وبالقراءِ ِلحُرةٍ ُطلّقت
ف ُطهْرٍ اثنانِ وثلثونَ يوما ولظتا ِن وف حيضٍ سبعةً وأربعونَ يوما ولظة.
[فائدة] :ينبغي تليف الرأة على انقضاءِ ال ِعدّة (ول يُقْبَلُ َدعْواها) أي الرأة (عَد مِ
انقضائِ ها) أي ال ِعدّة (بعسد تزوجِس الخَر) لن رِضا ها بِالنّكا حِ يتَضمّ ُن الِعترافَس
الطلقس الدخولَ فأَنْكسر صسدق بيمينسه لن الصسْل ِ بانقِضاءِ ال ِعدّة ،فلو ادعست بعدَ
عد مه وعلَيْ ها العِدّة مؤا َخذَة ل ا بِإقْرارِ ها وإن رَجَعَت وكذّبَت نف سها ف دعوى
الدخول لن الِنكارَ بعد الِقرار غيَ مَقبول.
[فرع] :لو انْقَ ضت ِعدّة الرجْعِ ية ث نَكَ حت آ خر فاد عى مُطَلّقُ ها علَيْ ها أو على
الزّو جِ الثان الرجعية قبل ان ِقضْاء ال ِعدّة فأثْب تَ ذلك ببيّنة أو ل يُثْبِ تْ ل كن أقرا :أي
الزّوجة ،والثان له به أَخذَها لنه قد ثَبَ تَ بالبيّنة أو الِقرارَ ما يَ سْتَ ْلزِم فسادَ النكاح
ق بيمي نه ف إنكار ها لن ول ا عل يه بالوَطْءِ َمهْرَ الِْثلِ ،فلو أن كر الثا ن الرّجْعَة صَد َ
النكا حَ و قع صحيحا وال صل عدم الرج عة أو أقرت هي دون الثا ن فل يأخذ ها
لتعلق حق الثان حت تبي من الثان ،إذ ل يقبل إقرارَها عليه بالرّجعة ما دامَت ف
صمَتِه لتعلق ح قه ب ا ،أ ما إذا با نت م نه فتُ سْلِم للول بل ع ْقدٍ وأع طت وجوبا عِ ْ
الول ق بل بينونت ها مهرَ الثلِ للحيلول ِة ال صادرةِ من ها بين هُ وب ي حق هِ بالنكا حِ الثا ن
حت لو زال أخذت اله َر لرتفا عِ اليلولةِ ،ولو تزوجت امرأة كانت ف حيالة زوج
بأن ثبت ذلك ولو بإِقرارها به قبل نكاح الثان فادّعى علَيها الولُ بقاءَ نِكاحِه وأن هُ
ل يُطلّقَها وهي تدّعي أنه طلّقها وانقضَ تْ ِعدّتَها مِنْ هُ قبل أن تَنْكِ َح الثان ول بَيّنة
269
بالطّلق فحلَ فَ أنه ل يُطَلّقها أ َخذَها مِ َن الثان لنّها أقرت لَ هُ بال ّزوْجِيّةِ وهو إقرارٌ
صحَيح ،إذ ل يتفّقا على الطّلقِ (وتنقطع عدة) بِغيِ َحمْلٍ (بُخالَطَةِ) مفارقٍ لفارقَةٍ
(رجع ية في ها) ل باِئ نَ ولو ِبخَلْ عٍ كمخالَطَة ال ّزوْ جِ زوْجَتِه بأن كان َيخْتلي بِ ها،
طءٌ أم ل فل تَنْقَضي العِدّة لكن ويتمكّن عليها ولو ف الزمن اليسي سواء أحَ صَل وَ ْ
إذا زالَ تِ الُعاشَرةُ بأن نَوى أ نه ل يعودُ إلي ها كملت على ما م ضى ،وذلك لشُْبهَةِ
سبُ زَمن ا سْتِفراشَهُ عنها بل تن َقطِع حهَا حائِلً ف العِدّة فل َيحْ ِ الفِرا شِ كما لو نَ َك َ
سبُ الوقات من ح ي الِلوْة ول يبْطلُ ب ا ما م ضى فتب ن عل يه إذا زالَت ول َيحْ ِ
التخللةِ بي اللوا تِ( ،و) لكن (ل رجَعْة) له عليها (بعدها) أي بعدَ ال ِعدّة بالقْراءِ
أو الشْهرِ على الُعْتَمسد وإن ل تَنْقَض ِعدّتاس لكسن يلحقهسا الطلق إل انقضائهسا،
والذي رجّحه البلقين أنه ل ُمؤْنة لا ب ْعدَها .وجَزَ مَ بِه غيه فقال :ل تَوارُ ثَ بينَهما
ول يُحدّ ِبوَطْئِها.
[تتمة] :لو ا ْجمَتَع ِعدّتا شخص على امْرأةٍ بأن وطِىءَ مطلّقته الرّجعية مُطلقا أو
البائِ نَ ِبشَُبهْةٍ تَكْفي ِعدّةٌ أخية منهما فتعتدّ هي من فراغ الوَطْءِ وتْندَرِ جُ فيها بقيّة
الول فإِن كرر الوَطْءَ استَأْنَفَت أيضا لكن ل رَجْعَة حيث ل يَْبقَ من الول بقيةً.
[فرع] :ف حك مِ الِستباءِ و ُهوَ َشرْعا تَرَبّ صٌ ِبمَ ْن فيها رِقّ عند وجودِ سبَب ما
يَأ ت للعِلم بباءة رَحِ ها أو للتعبّ د( .ي ب ا سْتِبْراء) ِلحَلَ تتّ عٍ أو تزو يج (بلك أمَة)
ولو مُعتدّةٍ بشراءٍ أو إر ثٍ أو وصيةٍ أو هبةٍ مع قب ضٍ أو سب بشَرْطِ هِ من القِ سْمَةِ أو
اختيارِ تلّك (وإن تَيقّ نَ براءَة رَحِم) كَ صَغيةٍ وبكرٍ وسواء أملكها من صب أم امرأةٍ
أم من بائِ عٍ ا سْتَبأها قبل البيع فَيجِ بُ فيما ذكر بالنسبة لِحل التَمتّع (وبزَوا ِل فِرا شِ)
له (ع نْ أ َمةٍ َموْطُوءَةٍ) غ ي مُ سْتَولدَةٍ (أو مُ سْتَولَدَةٍ بِعِتْق ها) :أي بإِعْتاق ال سيّد كل
واحدةٍ منهما أو موتِه ل إ نْ ا سْتبأ قبيل إِعْتا قِ غي مُ سْتَوَلدَةٍ من زالَ عنها الفَراش
فل يب بل تَتَزّوجُ حالً .إذ ل تشبه هذه منكوحة بلفِ الُسْتَولَدة( .و) َيحْرُمُ بل
270
(ل يَ صِحّ تزوي جُ َموْطُوءَتِه) أي الالِك (ق بل) مِضِي (ِإ سْتِبْراء) َحذَر من اختِلَ ِ
ط
الاءَين أما غي َموْطُوءَته فإِن كانت غي َموْطو َءةً لِحَد فله تزويَها مطلقا أو موطوءة
غيه فله تزويها م ن الاء منه وكذا من غيه إن كان الاء غ ي مترم أو مضت مدة
الِسستباءِ منسه .ولو أَعتق َس موطوءتَهُس فلهُس نِكاحَهسا بل اسستباء (وهوَ) أي الِسستباء
(لذا تِ أقْراء حي ضة) كاملةً فل تك في بقيت ها الوجودة حالة وجوب الِ ستباء ولو
ض َفحَبَلَت مِنْه ،فإِن كان قَبل مضِي أَقلّ الَيْض انقَ َطعَ الِسْتِبْراء وبقي
وطئَها ف الَيْ ِ
التحْر ي إل ال َوضْ عِ ك ما حَبِلَت من وَطْئِ هِ و هي طا ِهرَة وإِ نْ حَبلَت بَ عد مضِي أقله
كفى ف الِ سْتباءِ لضِي حَي ضٍ كاملٍ لا قبل المل (ولذات أشهرٍ) من صغية أو
آيسة (شهر ولامل ل تعتد بالوضع) أي بوَضع المل وهي الت حلها من الزنا أو
ال سبّية الا مل أو ال ت هي حا مل من ال سيد وزالَ عن ها فرا شه بع تق سواء الا مل
الستولدة وغيها (وضعه) أي المل.
[فرع] :لو اشْتَرى نو وثنية أو مرتد ٍة فحاضَت ث بعد فرا غِ الَي ضِ أو ف أثنائه
ومثله الشهر ف ذات الشهر أسلمت ل يكف حَْيضَها أو نوه ف الِستباء لنه ل
يستعقب ح ّل التمتع الذي هو القصد ف الِ سْتِبْراء (وتصدق) ا َلمْلوكة بل يي (ف
ضتُ لنه ل يعْلَم إل مِنْها (وحَرُمَ ف غيِ مسْبِيّة تتّع) ولو بنحو نظرٍ بشهوةٍ قولا) ح ْ
ّمس ولحْتِمالِ أنّهسا حا ِملٌ برَ فل
َسس (قبسل) تام (اسسْتباءٍ) لدائِه إل الوَطْءِ الُحر ِ
وم ّ
ي صِح ن و بَيْع ها ن عم ت ل له الَلوَةُ ب ا ،أ ما ف ال سبيّة فيحْرُ مُ الوَطْ ُء ل ال ستمتاع
بغيهِ من تقبيلٍ ومسّ لنه ل يرم منها غيه مع غلبة امتدادِ العيِ واليدي إل مسّ
الِماءِ سيما الِ سانِ ،ولنّ ابْ نَ ع مر رضِي ال ع نه قبّ ل أَ َمةً وقعَت ف َس ْهمِه من
سَبايا أوْطاس ،وأَلقَ الاوردي وغيه بالسْبِيّة ف حل الِستمتاع بغي الوطء كل من
ل يكن حلها كصبية وآيسة وحامل من زنا.
271
[فرع] :ل تصي أمة فراشا لسيدها إل بوطء منه ف قُبلها ويعلم ذلك بإِقرارِ هِ ب هِ
أو ببينة ،فإِذا ولدت للِمكان من وطئه ولدا َلحِقَهُ وإنْ لْ يعْتَرِفْ بِه.
(فصل) :ف النفقة من الِنْفاق وهوَ الِخْرِا جُ (َيجِ بُ) الد التِي وما عَط فَ عليه
(لِ َزوْجَةٍ) أو أَمَةٍ ومَرِيضَةٍ (مكّنت) مِ َن الِ سِْتمْتَاعِ بِها ومن نَقَلَها إل حيث شاءَ عَند
أمْن الطري قِ والقْ صَ ِد ولو بِركو بِ بَحرٍ غَلَبَ تْ فيه ال سَلمة ،فل تب بِالعَ ْقدِ خلفا
صدُقُ هو بيمينِه ف َعدَم التمكيِ وَهيَ ف للقدي وإنا َتجِبُ بالتّمكيِ يوما فيوْما ويَ ْ
ض الوْجِوهِ َعدَ ِم النّشوزِ والِنْفَاقِ َعلَيها ،وإذا مَكّنْتَ مَنْ ُيمْكِ ِن التّمّتعَ بِها ولو مِن بَعْ ِ
وَجَبَ تْ مُؤنَ ها ولو كا نَ ال ّزوْ جُ طِفْلً ل ي ِك نُ جِماعُه :إِذ ل مَنْ عَ مِن ِجهَتِ ها وإ نْ
َضس أو جنونسْ ،ل إن َعجِزت الصسغَرِ كرِت ْق أو مَر ٍ َنس وَطْءٍ بِسسَبب غيس ّ َعجِزَت ع ْ
بالصغر ،بأن كانت طِ ْفلَةً ل َتحَْتمِلُ الوَطْءَ فل نَفَقَة لا وإن سَلّمها ال َولِيّ إل ال ّزوْج.
إذ ل يك ُن التَمَتّ عَ بِ ها كالنّاشِزَة ،بلف من َتحَْتمِلَ هُ ويثْبُ تُ ذلك بإِقرارِ هِ وِبشَهادَةِ
البيّنة به أو بأنا ف غيبَتِه باذلةً للطّاعة مُلزِمَةً للم سْكَ ِن ونو ذلك ولا مطالَبتِه بِها
إن أرادَ سفَرا طَويلً (ولو رجْعِيّةً) وإن كان تْ حائِلً أَي َيجِ بُ ل ا ما ُذكِرَ ما عدا
آلة التنظيف لِبقَاءِ حَبْسه لا وُقدَرَتِه على التّمتّع با بالرّجْعة ولِمْتِناعَه عَنْها ل َيجِب
لا آلة التّنظيف ويُسقِط مُوءْنَتهَا ما يُ سْقِط مُوءْنة الزّوجة كالنشوزْ وتَصدقُ ف َقدْرِ
أَقرائِها بيميٍ إن كذبا وإل فل يي ،وتب النفقة أيضا لطلقةٍ حاملٍ بائ نٍ بالطل قِ
الثل ثِ أو الَلْع أو الفَ سْخِ بغيِ مقار نٍ وإ نْ ما تَ الزوْ جُ قبلَ ال َوضْع ما ل تَْنشُز ولو
أنفق بظنه فبان عدمَ ُه رجع عليها أما إذا بانَت الامِل بوته فل نَفَقة ،وكذا ل نفقة
لزوجة تَلبّست ب ِعدّةِ شُْبهَة بأن وَطَِئتْ ِبشُْبهَة وإن ل َتحْبَل لِنتفا ِء التمكي .إذ يُحالُ
حوِ زوجةٍ من مَرّ ( ُمدّ طعام) من غال بِ بَينَ هُ وبيْنَها إل انِقضا ِء العِدّة ،ث الواجِ بُ لَن ْ
قوتِ ملّ إقامَتِها ل إقامََتهُ ويَكْفِي َدفْعُه من غيِ إيابٍ وقُبولٍ كالدّينِ ف الذّمة .قال
سرِف ل قَ صْ َد الداءِ ،خِلفا لب نِ شيخنسا :ومِنْهُس ي ْؤ َخذُ أن الواجِبَس ه نا عدَمِس الصّا
272
القري ومن تَبِعَ هُ (على معسر) ولوْ بِ َق ْولَه ما لَم يَتحقّق له مالٌ و ُهوَ م نْ ل يَمِل كَ ما
ب وا ِسعٍ (و) على ( َرقِ يق) ُيخْرِجَ هُ عَ نِ الَ سْكَنَةِ (ولو مُكْتَ سِبا) وإن َق ِدرَ على ك سْ ٍ
ولو مُكاتِبا وإن كثُرَ مالَ هُ (و ُمدّا نٍ على مو سِر) و هو من ل يَرجِ عُ بتَكليف هِ مُدي نِ
مُعْ سِرا (و ُمدَ ونصفٍ على متوسط) وهو من يرجع بذلك مُعْ سِر ،وإنا تِب النّفقةُ
ع َفجْرِ كل يَو ٍم فيوَ مٍ (إ نْ لَ مْ َتؤْاكِلْ هُ) على العادَةِ ِبرِضاها وهِ يَ رَشِيدَةٌ، وقْ تَ طُلو ِ
صدُق هي ف فََلوْ َأكَلَ تْ مَعَ هُ دو نَ الكِفايَةِ وَجَ بَ لَها تَما مَ الكِفايَةِ على الوْجَه ،وتَ ْ
قَ ْدرِ ما َأكَلَتْ هُ ولوْ كلفَها مؤاكَلَتَ هُ من غَيْ ِر رِضاها أو وَاكَلَْت هُ غي رَشِيدَةٍ بل إذ ِن ولّ
فل تَ سقطُ نَفقتَ ها بِه ،وحينئذٍ هو مُتَطوّع فل رُجو عٌ له ب ا َأكَلَتْ هُ ،خلفا للبلقي ن
صدَقَ بيمين هِ على و من تَبعَ هُ ،ولو زَ َعمْ تَ أَن هُ مُتَطوّ عٌ وَزَعَ مَ أَنّ ه مُؤدّ عن النّف قة َ
الوْجَه .وف شرح النهاج :لوْ أضافَها رَجُلٌ ِإكْراما لَ هُ سَق َطتَ نَفَقَتها ويُكلّ فُ مَ نْ
أرادَ سفرا طَويلً طلقَ ها وتَوكيلَ من يُنْفِ قَ علَي ها من مالٍ حاضرٍ وي ب ما ذ كر
(بُأدْم) أي مسع أُدْم اعتيدَ وإن ل تأكله كسَسمْ ٍن وزَيْتٍس وتَمْ ٍر ولو تنازعسا فيسه أو فس
اللّ حم ال ت قَ ّدرَ ُه قا ضٍ باجتهادِ هِ مُفاوِتا ف قَ ْدرِ ذلك ب ي الو سِرِ وغيِ هِ ،وتقد ير
الاوي كالن صّ بأوق ية زَيْت أو َسمْنٍ تَقْري بٌ وَيجِ بُ أيضا لَح مٌ اعت يد قدرا ووقتا
سبِ يَسارِهِ وإِعْسارِهِ وإن ل تَأكُله أيضا ،فإِن اعْتيدَ مر ف السبوع فالول كونه بَ َ
لمُعَةُ والثّلثا ِء والن صّ أيْضا رَطْلُ َلحْ مٍ ف ال سْبوعِ على لمُ عة أو مرّت ي فا ُ يو مُ ا ُ
ْلنس على الوسسِر َمحْمولٌ على قِلّةِ اللّح ْم فس أيامِه بصسر فَيُزَادُ بِقَدرِ العْسسِر ورَط ِ
سبِ عادة ال حل ،والو جه أ نه ل أدم يوم اللّحْم إن كَفا ها غِذاءً وعَشاءً الاجَةِ ِبحَ َ
ْهس (و) مَع َبس (وماءِ شُرْبسٍ) لِتَوقسف الَياةِ عَلَي َِبس (و) مسع (مِلْحسٍ) وحَط ٍ وإل وَج َ
َومس اعْتادوا ذلك ِنس ق ٍ ُنس م ْ
ْخس مسا ل تَك َْجنس وخبزٍ وطَب ٍ ْنس وع ٍ (مُوءْنَةٍ) كأُجْرَة َطح ٍ
بأنْفُ سِهم ،ك ما جَزَ مَ ِب هِ ا بن الرِفعة والذرُعِي ،وجَزَم َغيَهُ ما بأ نه ل فَرْ قَ (و) مَ عَ
(آلةٍ) لِطَبْ خٍ وَأكْلٍ وشُ ْر بٍ كقِ صْعَ ٍة وكوزٍ وجَر ٍة وَقدْرٍ ومَغْ َرفَةٍ وإِبْري قٍ م نْ خَش بٍ أو
خَ َز فٍ أو َحجَرٍ ،ول َيجِ بُ من نُحا سٍ وصين وإن كانت شَريفة (و) يب لا على
273
ضخَامَة.
سوَةٌ تَكْفيها طو ًل و َ
الزّوجِ ولو مُ ْعسِرا َأوّلَ كُلّ سِتّةِ أ ْشهُرٍ ِك ْ
فالواج بُ (قَمي صٌ) ما لْ تَ ُك نَ مّن اعَْتدْ نَ الِزارَ والرّداء فَيجَبان دوَن هُ على الَوْجَه
(وَإِزارٍ) و سَراوِيلَ (وخِمارٍ) أي مقْنَعةً ولو لَمَة (ومِكْعَ بَ) أي مَا يُلْبَس ف رِجل ها
ويُعتبُ ف نوعه عُرفُ بلدها .نعم قال الاوردي إن كانت من يعتَدنَ أن ل يَلبِسْنَ ف
أرجله نّ شيئا ف البيوت ل يب لرجلها شيء ويب ذلك لا (مع لا فٍ للشتاء)
حشُوةً .أما ف َغيِ َوقْ تِ يعن وقت البدِ ولو ف غي الشتاء ويزيد ف الشتاء جُبّةً َم ْ
َجبس لاس رداءٌ أو نوه إن كانوا منس وقتس الشتاءِ فس البِلدِ الارة في ُ البَر ِد ولو فس ِ
يعتادون فيه غطاءً غيَ لِبا ِسهِمْ أو ينامون عرايا كما هو السّنّة ،فإِن ل يعتادوا لنوْمِهم
غطاءً ل ي ب ذلك ولو اعتادوا ثوبا للنّوم و جب ،ك ما جَزَ مَ به بعضَهُم ،ويْتَِل فُ
حوِ تَكّةِ سَراويلَ
ضدّهُ وَيجِبُ عَليه تَوابعُ ذلك من َن ْ ضدّها بِيَسارِهِ َو ِ
سوَةُ َو ِ
جودَةُ الكِ ْ
خدّة ولو اعتادوا على ش لنوَمها وَمَ َ وزرَ ن و قمي صٍ وخ يط وأجرة خيا طٍ وعل يه فرا ٌ
السرير وجب.
سوَة ال ت ل تدوم سنة بأن تعطا ها كلّ سِتّةِ أش هر مِ ْن [فرع] :ي بُ َتجْدِيدُ الكِ ْ
ب كونَها صيٍ ل يَج بِ َتجْديدَها ،ويَج ُ كلّ سنَة ،ولو تَلِفَت أَثْنا َء الف صْل ولو بل تَقْ ِ
جَديدَةً (و) لاس عليسه (آلة تُنظّفس) لِبَدناس وَثوْباس وإن غاب عنهسا ،لحتياجَهسا إليسه
كالدم ،فمنها ِسدْرٌ ونوه (كمشْط) وَسِواكٍ وخِللٍ (و) عليه (دِ ْهنٌ) لِرَأسِها وكَذا
لِبَدَنِ ها إن اعْتِيدَ من شَيْر جَ أو س ٌن في جب الدّه نُ كل أ سبوع مرة فأك ثر ب سب
العادة ،وكذا ده نٌ ل سِراجِها ولَيْ سَ لامِل بائ نٍ ومَ ْن َزوْجُ ها غائِ بٌ إل ما يُزيلُ
ث والوَسَخَ على الذهَبِ وَيجَبُ عليه الاءُ للغُسْلِ الواجِبِ بِسَبَبِهِ كَغُسْلِ جِماعٍ الشّع َ
ونفا سٍ ل حي ضٍ واحْتِل مٍ وغَ سْل نَج سٍ ول ماء وضوءٍ إل إذا نق ضه بلم سه (ل)
عل يه (طي بٌ) ِإلّ لِقَطْ ِع ري حٍ كري هٍ ول ُكحْلٍ (ودواءٍ) لرضِ ها وأجْرةِ طَبيبٍ ،ول ا
طعامُ أيامِ الرض وأُدمُها وكِسوَتِها وآلة تنظفها وتصرفه للدواءِ وغيه.
274
سوَ ِة والفَرْش
[تنبيه]َ :يجِبُ لا ف جيع ما ذكر من الطعام والدم وآلة ذلك والكِ ْ
وآلة التّنظِي فِ أن يكون تليكا بالدّ فع دو نَ إيا بٍ وقبولٍ وتل كه هي بالقب ضِ فل
يوز أخذ هُ مِنهَا إل برِضا ها أ ما ال سْكَ ُن فيكون إمْتاعا ح ت يَ سْ ُقطَ بِمضِيّ الزّمان
لنه ِلمُجرّ ِد النتفاعِ كالادم وما جُعِلَ تَمليكا يَصيُ ديْنا بضِيّ الزّمانِ ويُعتاضُ عَنْهُ
ول يَ سْ ُقطُ ِبمَوْ تٍ أثنا َء الفَ صْل( ،و) لَها (علي هِ مَ سْكَنٌ) تأم ُن فيه لو خرج عنها على
نف سها ومال ا وإن قَلّ للحا َجةِ بل للضرّورة إل يه (يلي قُ ب ا) عادة وإن كا نت م ن ل
يعتادون السكْنَى (ولو مُعارا) ومُكْتَرى .ولو سَكن مَعها ف منلا بإِذنا أو لمْتِناعِها
من النقلةِ مَع هُ أو ف منلٍ من حو أبي ها بإِذنِ ها ل يَلزَ ْم هُ أُجْ َرةً لن الِذن العرى عن
ذكْرِ العوَضِ ينِل على الِعارَة والِباحَة( ،و) عليه ولو معسرا ،خلفا لمع ،أو قِنا
ف الَمَة وإن كان (إخدام حرّةٍ) بوا ِحدَةٍ ل أك ثر ل نه من الُعاشَرَةَ بالعرو فِ ،بل ِ
جَميلة (تدِم) أي يدم مثل ها عادة ع ند أهل ها ،فل عبة بتَرفِه ها ف ب يت َزوْجِ ها،
وإنا َيجِبُ عليه الِخدامُ ولو برّة صحبتها أو مستأجَرةٍ أو َبحْرمٍ أو مَملوكٍ لا ولو
الزوجس ُمدّ وثلث على
ُ ِمس الذي عيّنسه ِبس للخاد ِ
عَبْدا أو بِصسَب غيس مراهِقسٍ ،فالواج ُ
سوَةٍ أمثال الادم من قيم صٍ وإزارٍ ومَقْنَعةٍ، موسرٍ ،ومدّ على معسر ومتوسطٍ مع كِ ْ
ويُراد للخادِمَةِ ُخفّ ومِلحَفَةٌ إذا كانت ترجُ وإن كانت قِنّةٌ اعتادت كشفَ الرأس،
وإناس ل َيجِب ْس الُفّ والِ ْلحَفَةَ للمخدومَةِ ،على الُعْتَ َمدِ لن له مَنْعَهسا مِن ْس الَروجِس
ح ِو المام نادر.والحْتياج إليه لِنَ ْ
[ت نبيه] :ل يس على خادم ها إل ما ي صّها وتتا جُ إل يهَ .كحَمْلِ الاءِ للمُ سَْتحِ ّم
والشّرْ بِ و صَبّهِ على َبدَنِ ها وغَ سْل خَر قِ الَيْ ضِ والطَبْ ِخ لكْل ها أ ما ما ل يُ صّها
كالطّْب خِ َلكْلِه وغَ سْلِ ثِياب هِ فل ي ب على وا ِحدٍ مِْنهُما بل ُهوَ على ال ّزوْ جِ ،فيوفي هِ
بِنَ ْفسِهِ أو بغيه.
275
ج لشيخنا :لو اشْتَرى حلِيا أو ديباجا لِ َزوْجَِت ِه وزَيّنها [مهمات] :من شَرح الِنْها ِ
به ل يَ صيُ مُلْكا ل ا ِب َذلِ كَ ،ولو اخْتَلَفَ تْ هِ يَ وال ّزوْ جُ ف الِهِداءِ والعارِيَةِ صدّقَ
ومَثَلَ ُه وارِثَه ،ولو َجهّزَ بِنْتَهُ بِجهازٍ ل َتمْلِ َكهُ إل بإِيابٍ وقبولٍ والقو ُل قوله ف أنّه ل
َيمْلِكْها .ويِؤ َخذُ ِممِا تَقَرّر أنّ ما يُعْطِيهِ ال ّزوْجُ صُلحَةَ أو صَباحِيّة ،كما اعتيد ببعضِ
البلد ،ل تلكه إل بلفظٍ أو قصْدٍ إهداء ،خلفا لا مرّ عن فتاوى الناطي وإفتاءً غَيْرَ
واحدٍ بأن هُ َلوْ أعْطا ها مَ صروفا للعُرس ودف عا و صباحِيّ ًة فَنَشزَت ا ستَرَدّ المي عُ غَ ي
صحيح ،إذ التقييد بالنّشوزِ ل يتأتّى ف الصّباحيةِ لا قرّرته فيها أنا كالصّلحة لنه إن
تلفط بإِهداء أو قصده َملَكَتْ هُ من غي جهة الزّوجِيّة ،وإل فهو مُلْكَ هُ وأما مَ صْروفُ
ب فإِذا صرفته بإِذن ِه ضا عَ عَلَْي هِ ،وأما الدف عَ ،أي الهر ،فإِن كان العُرْ سِ فلي سَ بواج ٍ
قبلَ الدخولِ ا ستردّه ،وإل فل لتقرره به فل يُ سْتَرَدّ بالنشوز( .وت سقط) الؤ نْ كل ها
(بنشوزٍ) منهسا إجْماعا :أي بروج عسن طاعسة الزوج وإن ل تأثس كصسغيةٍ ومنونةٍ
ك الَيوْ هم وكِ سْوَةُ ذلِ كَ الفُ صْلُ ومُكْرَهةٍ (ولو ساعةٍ) أو ولو لظ ٍة فتسقُط نَفَقةُ ذلِ َ
َعس ولَ تُوزّع على زمانس الطّاعَة والنشوزْ ،ولو ُجهِلَ سسُقوطَها بالنشوزِ فأنفسق رج َ
علي ها إ ْن كان ِممّ ن َيخْ فى عل يه ذلك ،وإن ا ل يَر جع من أنْ فق ف نكا حٍ أو شراءٍ
ضمَن الُوءْ نَ ِب َوضْع الَيدِ ول فاسدٍ وإ نْ َجهِلَ ذلك لنه شرع ف عَ ْقدَهُما على أن َي ْ
كذلك هه نا ،وكَذا من و قع عل يه طل قٌ باطنا ول يَعْلم به فأنْفَ قَ ُمدّةً ث عَلِ مَ فل
يَرجع با أنفقَهُ على الوجه ويصل النشوزُ (بنعِ) الزّوجَةِ الزّووَ (من تتع) وََلوْ بنَحو
لَمْس أو ِبمَوضِع عَيْنِه (ل) إنْ مَنَعَتْهُ عنه (لعذر) كَكِبَر آلَتِه ِبحَْيثُ ل َتحْتَمُِلهُ ومَ َرضٌ
بِ ها َيضُرّ م عه الوَطْء وقَرْ حٌ ف فَرْجِ ها وكَنَحْو حَيْ ضٍ ،ويَثْبُ تُ كِبَ آلَتِه بإِقرارِ هِ أو
بِرَ ُجلَيْ نِ من رجالِ الِتا ِن ويتال نِ لنْتشارِ ذكَر هُ بأ يّ حيلةٍ ،غ ي إيل جِ ذكَرِه ف
فرج مُحرّ مٍ أو دبر أو بأربع نسوة فإِن ل يُمكِن مَعْرفت هُ إل بنظرِهنّ إليهما مكشوف
الفرجي حال انتشار عضوه جاز ليشهدن.
276
[فرع] :لا منع التّمتّع لِقَبْض ال صّداقَ الالّ أصال ًة قبل الوَطْءِ بالغةً متارةً .إذ لا
لقبضس
ِ َعتس
ط النَفَق َة بذلك ،فإِن مَن ْ َسسقُ َ
الِمْتِناع حينَِئذٍ فل َيحْصسل النشوزُ ول ت ْ
الصداق الؤجّل أو بعد الوَطْءِ طائِعَةً فتسقُط فلو مَنَعَتْه لذلِك بعد وَطْئِها مُكْرَ َهةً أو
صسغي ًة ولو بتسسليم الوَلّ فل .ولو ادّعسى وَطْأَهسا بَتمْكينِهسا وطَلَبَس تَسسْليمَها إليسه
فأنَكَرته وامْتَنَعَت مِ َن التّ سْليمِ ص ّدقَتْ (وخرو جٌ من م سْكن) أي الَحلّ الذي رضي
بإِقامَتِها فيه ولو بَيْتَها أو بَيْ تِ أبيها ولو لعيادَةٍ وإن كان الزو جُ غائِبا بتفصيله الت
(بل إذ نٍ) مِْن هُ ول ظَنّ لرضا هُ فخروجَ ها بِغَيْرِ رضاه ولو لزيارَةِ صالٍ أو عيادةٍ غيَ
ُمحْرِ مٍ أو إل مل سِ ذكرِ عِ صْيانٍ ونُشوزٍ وأخذ الذر عي وغيه من كَل ِم الِمام أن
لا اعتمادُ العُرْ فِ الدالّ على رضا أمثالِه بثل الروج الذي تريده قال شيخنا :وهو
ُمحْتَمل ما ل تعلَم مِنه غيه تَقْطَعه عن أمثالِه ف ذلك.
[تنبيه] :يوزُ لا الرو جَ ف مَواضِ عَ مِنْها إذا أَ ْشرَ فَ البي تُ على الِنْهدا مِ ،وهل
يك في قول ا َخشَيْ تُ انِدامَه أو ل بدّ من قري نة تدل عل يه عادة؟ قال شيخ نا :كل
متمل ،والقرب الثان .ومنها إذا خافت على نفسها أو مالا من فاسقٍ أو سارقٍ،
ومنها إذا خرجت إل القاضي لطلب حقّها منه ،ومنها خروجها لتعلم العلوم العَيْنِيّة
حوِ َمحْرَمِ ها ،في ما ا سْتَ ْظهَرَهُ شيخ نا، ج الثّقَةَ أو َن ْ
أو للِ سْتِفْتَاءِ حَيْ ثُ ل يُغْنِ ها الزّو ُ
سبٍ إذا أَعْ سَرَ الزّوْ جُ، ومِنْ ها إذا َخرَجْت لكْتِ سابِ نَفَقَةٍ بتجارةٍ ،أو سُؤالٍ أو كَ ْ
ومِْنهَا إذا َخرَجَ تْ على غَيْرِ َوجْ هِ النّشوزِ ف غيبَةِ الزّو جِ عَ ِن البَلَدِ بل إذْنِه لِزيارَةٍ أو
عِيادةِ قري بٍ ل أجْنَب أو أجْنَبِيّةً على الو َج هْ لن الروج لذلك ل يُعَدّ نُشوزا عُرْفا.
قال شيخ نا :وظاهِرٌ أنّ َمحَلّ ذِل كَ إ نْ ل َيمْنَعْ ها مِن الُرو جِ أو يُر ِسلْ إليْ ها بالِنْ عِ
(وبَسفَرِها) أي بروجِها وحْدها إل م ّل يوز القَصْرُ منْهُ للمسافِرِ ولو لزيارة أبوَيْها
أو للحَجّ (بِل إذ نٍ) مِنْه َولَو لِغَرَضِ هِ ما لَم َتضْطَرّ كَأَ نْ جَل َجمِي عَ َأهْ ِل البَلدِ وَبَقِ يَ
مَ نْ ل تَأْمَن مَعَ هُ (أو) بإِذنِه ولكِنّ (لِغَ َرضِ ها) أو لِغَر ضِ أجْنَب فَتَ سَقُط الُوءْ نُ على
277
الظهر لعدم التمكيِ ،ولو سافَ َرتْ بإِذْنِ هِ لِغَ َرضِهما معا فمقتضى الرجّح ف الَيْما ِن
فيما إذا قَالَ لِ َزوْجَتِهِ إن خَ َرجْتِ لِغي المّام فأنتِ طالِقٌ فخرجَتْ لا ول َغيِها أنا ل
ص المّ والخت صر يقت ضي ال سقوطُ (ل) بِ سَفَرِها تَطْلق عدم ال سقوط ه نا ل كن ن ّ
(معه) أي ال ّزوْجُ بإِذِن ِه ولَوْ ف حاجَتِها ول بَسَفَرِها بإِذنِه لَاجَتِه ولو مَعَ حاجَة غيِه
فل تسقط الؤن لنا مكنة وهو الُ َفوّ تُ ِلحَقّ هِ ف الثانية .وف الواهِر وغيها عن
الاوردي وغي هُ لو امْتَنَعَ تْ من النّقَلة مَعَ هُ ل َتجِ بْ النّفقَة إل إِن كا نَ يََتمَتّ عُ بِها ف
زَم نِ الِمتِناع فتج بُ وي صيُ تتع هُ ب ا عَفْوا عن النّقلةِ حينئذٍ .انت هى .قال شيخ نا:
وقَضِيّتسه جَرَيانُس ذلِكَس فس سسائِ ِر صسو ِر النشوزِ وهوَ ُمحْتَمسل .وَتَس ْسُقطُ الُؤنُس أيضا
بإِغْلقِهسا البابَس فس وَجْهسه وبدَعْواهسا طَلقا بائنا كذبا ،ولَيْسَس مِنَس النشوزِ شَتْمُه
وإيذاؤه باللّسانِ ،وإن استحقّت التّأديب.
ت َزوْجَةُ الفقودِ غيَ ُه قَبْلَ الُكْ مِ ِبمَوتِه سَقَ َطتْ نَفَقتُ ها ول
[مه مة] :لو تَزَوج ْ
تَعودُ إل بِع ْلمِه عودَها إل طاعَتِه بَعْد التّفريقِ بينَهما.
[تت مة] :لو َنشَزَ تْ بالرُو جِ مِ نَ الن ِل فغا بَ وأطاعَ تْ ف غيبِت هِ بِنَ حو َعوْدِ ها
للمنِلِ ل َتجِ بْ مُوءْنَ ها ما دا مَ غائِبا ف ال صَحّ لِخرُوجِ ها عَن قَبضَتِ هِ فل ُبدّ مِ نْ
تَجديدِ تَ سْليم وتَ سّلمٍ ول يَح صُلنِ مع الغيبَة ،فالطّر يق ف َعوْدِ ال سِْتحْقَاقِ أ نْ
يَكْتُ بَ الاكِ مُ إل قاضي َبَلدِه ليُثْبَت عوْدَها للطّاعة عنده .فإذا عَلِم وعادَ أو أرْ سَلَ
من يَتَ سلّمها له أو تَر كَ ذلك لِغَيْر عذرٍ عادَ ال سِْتحْقَاقُ ،وَقض ية قولِ الشاف عي ف
278
القد ي أن النفقةَ تعودُ عْندَ َعوْدِها للطّاعَة لنّ الوجِ بَ ف القَدي العَقْدُ ل التّمكيُ.
و به قال مالك .وَ صَرّحوا أَنّ نُشوزَ ها بالرّدةِ يزولُ بإِ سْلمِها ُمطْلقا لِزوالِ الُ سْ ِقطِ،
وَأ َخذَ مِنْ ُه الَذرعي أنا لو نَشزت ف النل ول ترُج مِنه كأ نْ منَعَتْ هُ نَفْ سَها فغا بَ
عَنْ ها ث عادَت للطّا عة عا َد تَ نَفَقَت ها مِن غَيْ ِر قا ضٍ و هو كذلك على ال صَحِ ،ولو
ت النّكا حِ الَْتمَ سَت زو جة غائ بٍ مِ َن القاضي أن يَفْرِ ضَ ل ا فرضا عليه اشترط ثبو َ
وإِقامَتَ ها ف مَ سْكَنِه وحَلفَ ها على ا ستِحقاقِ النّفقةِ وأنّ ها ل تَقْب ضْ مِنْ هُ نَفَقَةً مدّةً
مُستقبل ًة فحينئذٍ يُفْ َرضُ لا عليه نَفَقَةَ الُ ْعسِر إل إن ثَُبتَ يَسارُه.
أيس
َسس ِخ النّكاح :وشرْع دفعا لضرر الرأة يَجوزُ (ِل َزوْجَةٍ مُكَلّ َفةٍ) ْ [فرع] :فس ف ْ
ْسسرُ) ما ًل وكَسسْبا ْحس (أع َ ِكاحس مسن) أي َزو ٍ بالغةً عاقلة ل لول غيَ مكلفةً (فسسخَ ن ِ
َميصس
ٍ ِبس كَقِسسوَةٌ) َتج ُ
ِبس وهسو َمدّ (أوْ) أقلّ (ك ْ لئقا ب ِه حَللً (بأقلّ نَفَقَةٍ) َتج ُ
خدّةٍ والوانّ لِ َعدَ مِ بَقَاءِوخِمارِ وَجُّبةِ شِتاء ،بِخل فِ نَحوِ سَراويلَ ونَعْ ٍل وفَرْ شٍ ومِ َ
سغْ القو تُ ول بنَفَقَةِ الادِ مِ ول س بدونِ ِهمَا فل فَ سْخَ بالِعْ سَارِ بالَدَ مِ وإن ل يَ ُ النّفْ ِ
بالعَجْزِ عن النّفَقَةِ الاضية كنَفَقَ ِة الَمْ سِ وما قبَْل هُ لِتَنيلِها مَنْ ِزلَةَ دي نٍ آخر (أو) أعْ سَر
(ب سكن) وإن ل يَعْتَادُو هُ (أو) أعْ سَر ( َبهْرٍ) واجِ بٍ حالّ ل تَقْبِض مِ نه شيئا حال
َكوْ نِ الِع سِارِ بِه (قبلَ وَطْءِ) طائِعَ ٍة فََلهَا الفَ سْخُ لل َعجْزِ َع نْ تَ سْلِيمِ العوَ ضِ مع بقاء
العوض بالِه وخيارِها حينئذٍ عَقْ بَ ال ّرفْ عَ إل القاضي فوريّ فَي سْقُط الفَ سْخُ بِتَأخيِه
بل ُع ْذرٍ َكجَهْ ٍل ول فَ سْخَ ب ْعدَ الوَطْء لِتَلَ فِ الُعوَ ضِ بِ هِ و صَيْرورَةِ ال ِعوَ ضِ دينا ف
الذّمة ،فلو وَطِئَها مُكرَهة فلَها الفَ سْخُ بَ ْعدَ هُ أيضا .قال بعضهم :إل إن سلّمها ال َولّ
له و هي صغية بغ ي م صلحة فتحْب سُ نَفْ سَها بجردِ بُلوغِ ها فَل ها الفَ سْخُ حِينَِئذٍ إن
َعجَزَ عَنْه ولو بَعدَ الوَطْءِ لن وجودَهُ هُنا كَعَدَمه .أما إذا قَبَضْتُ بَ ْعضَهُ فل فَسْخَ لا
على ما أفْتَى به ابن الصلح واعتمد هُ السنوي والزركشي وشيخنا ،وقال البارزي
كالوهري لا الفسخ أيضا واعتمده الذرعي.
279
[تنبيه] :يتحقّ قُ ال َعجِزُ عما مر بغيبَةِ مال هِ لساف ِة القَ صْرِ ،فل يَلْزَمُها ال صّب إِل إن
قال أحضِر مدّة الِمْهالِ أو بِتَأجيل دينِه بِ َق ْدرِ مدّةِ إحْضارِ مالِهِ الغائِبِ بسَافَة القِصَرِ
أو بِحلوله مَع ْسإِعسسارِ الَدينِس ولو ال ّزوْجةُ لنّهسا فس حالة الِعْسسارِ ل تَصِسلُ لقّهسا
والعُ سْرُ مَنْظَرٌ وبِعَدَم وجْدا نِ الُكْتَ سِب من يَ سْتَعمِلَه إ نْ غَل بَ ذَلك أو بعرو ضِ ما
َيمْنَعَهُ عَنِ ال َكسْبِ.
[فائدة] :إذا كا نَ للمَرْأة على زوْجها الغائب دي نٌ حالٌ من صَداقٍ أو غيه وكان
عند ها بع ضُ ماله وديع ًة ف هل لَ ها أن تَ ستقِل بأ ْخذِ ِه لدينِ ها بل رَفْع إل القا ضي ث
تُفْسَخ به أو ل؟ فأجابَ بَعْضُ أصْحابِنا لَيْسَ للمرأة الذكورَة السْتقللُ بأ ْخذِ حَقّها
بل تَ َرفَعُ الَمْرَ إل القاضي لن النظر ف مال الغائبي للقاضي .نعم .إن علمت أنه ل
يأذن ل ا إل بش يء يأ ُخذَ هُ مِنْ ها جَازَ ل ا ال سْتقِلل بال ْخذِ وإذا فَر غَ الالُ وأرادت
الفسخَ بإِعسارِ الغائِ بِ ،فإِن ل يعلم الالَ أَ َحدٌ ادّعت إعْسارَهُ وأنه ل مالُ له حاضرٌ
ول تر كَ نَفَقَةً وأثبتَ تْ الِعْ سارَ وحَلَفَ تْ على الخي ين ناويةً بعدم تر ِك النّف قة َعدَم
وجودِها الن وفَسخَت ِبشُروطِه وإن عَلِم الالُ فل بدّ من بَيّنة بِفَراغِه أيضا .انتهى.
(فل فَ سخ) على الُعْتَ مد (بامتِناع َغيِه) مو سِرا أو مَُتوَ سّطا مِن الِنفا قِ حَضَر أو
غا بَ (إن ل يَنْقَطِ عْ خَبه) فإِن انْقَطَ عَ خبه ول مالَ لَ هُ حاضِرٌ جازَ ل ا الفَ سْخُ لن
تعذر واجِبُها بانقطاع خبه كتَعَ ّذ ِررِبالِعْسار ،كما َجزَ مَ به الشيخ زكريا ،وخالَفَه
تلميذه شيخنا .واخْتارَ َجمْ عٌ كثيون من مقّقي التأخري نَ ف غائ بِ تَعذّر تَحصيل
النّفقة منه الفَ سْخُ ،وقوّاه ابن ال صّلح ،وقال ف فتاويه :إذا تعذرت النّفقة لعدم مال
حاضر مع عدم إمكا نِ أ ْخذِها منه حيثُ هوَ بكتا بٍ حكمي وغي هِ لكونِهِ لَمْ يَعْرِفْ
َموْضِعِه أو عُ ِر فَ ول كن تَعذّرَ تْ مُطالَبَتَ هُ عُ ِر فَ حالَ هُ ف اليَ سارِ والِعْ سارِ أو ل
يُعْرفْ فلها الفَسْخُ بالاكِ ِم والِفتاءِ بالفَسخِ ه َو الصحيح .انتهى ونَقلَ شيخنا كلمهُ
ف الشّر حِ ال كبيِ ،وَقالَ ف آخِر هِ وأفْتَى ب ا قالَه َجمْ عٌ مِ نْ مُتَأخّري اليَمَن .وقال
280
العلّمَة الحقّق الطنبداوي ف فتاويه ،والذي نتاره ،تَبعا للَئِمة الُحقّقي ،أنه إذا ل
يكُن له مال ،ك ما سبق ،ل ا الفَ سْخُ وإن كان ظاهِرُ الذهَ بِ خِلفَ هُ لقولِه تعال:
{وما جَعَلَ عَلَيْكُ ْم فِي الدّي نِ مِ نْ حَر جْ} ولِقَولِ هِ" :بعثت بالنيفية السمحة" ولن
مدارَ الفسخِ على الِضرار ول شك أن الضرر موجود فيها إذا ل يكن الوصول إل
النفقة منه وإن كان موسرا .إذ سرّ الفَسْخِ هوَ تَضرّر الرأة وهو موجودٌ ،لسيما مع
إعسارِها فيكون تعذر وصولا إل النّفقة حُكْمه حكم الِعسارِ .انتهى .وقال تلميذه
شيخنسا خاتةس الحقّقيس ابسن زياد فس فتاويسه :وبالملة فالَذهَبُس الذي جرى عليسه
الراف عي والنووي عد مُ جَوازِ الفَ سْخ ،ك ما سبق ،والُختارْ الوَاز ،وجَزَم ف فُتْ يا له
ُأخْرى بالواز و (ل) فَ سْخَ بإِع سارٍ بنفَقَ ٍة ونوِ ها أوْ بَهرٍ (قبلَ ثبو تِ إع سارِهِ) أي
الزّو جَ بإِقرارِةٍ أو بيّنةٍ تَذكر إعْسارَ ُه ال نَ ،ول تكفي بَيّنة ذكرت أنه غاب معسرا.
ويوز للبينَةِ اعتمادٌ ف الشّهادةِ على اسِْتصْحابِ حالتِه الت غابَ َعلَيها مِنْ إعسارٍ أو
ي سارٍ ،ول تُ سئَلُ مِن أْي نَ لَ كَ أَنّ هُ مُعْ سِرٌ الن ،فلو صَ ّرحَ بُ سْتََندِه بَ ُطلَ تِ الشّهادَةُ
ك ول (عِْن َد قا ضٍ) أوْ مُحكَ مٍ فل ُبدّ من الرف عِ إلْي هِ فل يَنفذُ ظاهِرا ول بَاطِنا قبل ذلِ َ
قاضس ومُحكَم بحَلّهسا أو ٍ َسسخِ .قال شيخنسا :فإِن فَ َقدَ ِنس الف ْ
ْسسبُ ِعدّتَهسا إل م ََيح َ
َعجِزَتْ عن الرّفع إل القاضي .كأن قال ل َأفْسَخُ حت تُعْطين مالً اسْتقلّت بالفَسخِ
للضرورَةِ ويُن ّفذُ ظاهِرا وكذا باطِنا ،كمسا هسو ظاه ِر ،خلفا لنس قُّيدَ بالوّلِ لن
الفَ سْخَ مبنٌ على أصل صحيح وهو مُ سْتَلْزَمٍ للنّفوذ باطِنا ث رأيت غ َي واحدٍ جَزموا
بذلك .انتهى .وف فتاوي شيخنا ابن زياد :لو َعجَزَت الرأَة عن بيّنَة الِعْسار جازَ
لا الِ سْتِقْللُ بالفَ سْخ .انتهى .وقال الشيخ عَطية الكيّ ف فتاويه :إذا تعذر القاضي
أو تعذر الِثبا تُ عندَ هُ لِفَقْد الشهودِ أو غيبَِتهِ مْ فل ها أن َتشْ هد بالفَ سْخ ،وتف سخُ
بِنَفْسِها كما قالوا ف الرتَهنِ إذا غابَ الراهنُ وتَع ّذرَ إثْباتُ الرّهنِ عِْن َد القاضي أن له
بَي عُ الرّه نِ دو نَ مُراجَ عة قا ضٍ ،بل هذا أ هم .وأهمّ وقوعا .اه( .ف) إذا توفرت
شروط الفَسخِ من مُلزَمَتِها الَ سْكَنِ الذي غا بَ عنها وهي فيه وعدم صدورِ نشوزٍ
281
مِنْهَا وَحَلَفَ تْ عَلَْيهِ ما وعلى أن ل مالَ لَ هُ حاضِر ول تَر كَ نَفَقَةً وأثْبَتَ تِ الِعْ سا ُر
بِنحوِ النّفقةِ على الُعَْت َمدِ أو تَ َعذّر تْصسيلها على الختار (يهسل) القاضسي أو الُحكسم
وجوبا (ثلثة) من اليام وإن ل يسَتمْهِ ْلهُ الزّو جُ ول يُرْ جَ حُصولُ شَيءٍ ف الستقبل
ليتَحقّ ق إعْ سارَهُ ف فَ سْخٍ لغَيِ إعْ سارِهِ ِب َمهْرٍ فإِنّ ه على الفَورِ ،وأفْ ت شيخ نا أ نه ل
ْسسخُ هسو) أي ّلثس ِبلَياليهسا (يَف َ
إمْهالَ فس فَسسخ نِكاح الغائِب( ،ثس) بَ ْعدَ إمْها ِل الث ِ
القاضي أو الُحكَم أثناء الرابع ،لب الدارقطن والبيهقي ف الرجل ل يد شيئا ينفق
على امرأ ته يفرّق بينه ما وقَ ضى به ع مر وعل يّ وأ بو هريرة ر ضي ال عن هم .قال
ختْ بالاكِم الشافعي رضي ال عنه :ول أعلمُ أحَدا مِنَ الصّحابة خالفهم .وَلوْ فَس َ
ب فعاد وادّعى أنّ لَ هُ مالً بالبَلد ل يَْبطُل ،كما أفت به الغزال ،إل إن ثَبَ تَ على غائِ ٍ
أنّها تعلمه ويسهَل عليها أَ ْخ َذ النّفقة منه بلفِ نو عقارٍ وَعرْضٍ ل يتيسّر بَيْ َع ُه فإِنه
ختِ النّكا حَ فلو سلم نَفَقَة كالعدم (أو) تَفْ سَخْ ( هي بإِذ نه) أي القا ضي بل فظ فَ س َ
الرابع فل تَفْسخْ با مَضى لنه صارَ دينا .ولو أعسر بعد أن سلم نفقة الرابع بنفقةِ
الا مس بَن تْ على الدة ول ت ستأنفها .وظا هر قول م أن م لو أع سر بنف قة ال سادس
ا ستأنفتها و هو مت مل ،ويت مل أ نه إن تللت ثل ثة و جب ال ستئناف ،أو أ قل فل
كما قاله شيخنا ولو تبع رجل بنفقتها ل يلزمها القبول بَلْ لَا الفَسْخُ.
[فرع] :لَا ف ُمدّة الِمهالِ والرّضا بِإِعسارِه الرو جِ نارا قَهرا عَليه لِسؤالِ نفق ٍة
أو اكْتسابِها وإن كان لا مالٌ وأمْ َكنَ كَسْبَها ف بَيْتِها ولَيْ سَ له مَنْعَها لن حَبْسَهُ لا
ت الِيواءِ إن ا هو ف مُقابَلة إنْفاقِ هِ علي ها ،وعلي ها رجُو عٌ إل مَ سْكَنِها ليلً ل نه وق َ
دونَ العْملِ ،ولا مَنْعُه من الّتمَتّع با نَهارا وكذلك ليلً لكن تَسْقُطُ نَفَقَتَها عن ذِمّتِه
مدة الَْنعِ ف اللّيل .قال شيخنا :وقياسُه أنه ل نفقة لا زَمنُ خرُوجها للكَسب اه.
282
سخَي أو جوعي دَفعا للضّررِ عنه ،ولو إلاؤها إلْي هِ بِأَ نْ ل يُنفِ قُ عَلَْيهَا ويقول لَها ِإفْ َ
زّوج أَمََت هُ بِعَْبدِ ِه وا سَتخْدَمَهُ فل فَ سْخَ لَا ول لَ هُ إذ مُوءْنَتَ ها َعلَ يه ،ولو َأعْ سَر سيد
ا ُلسَْتوْلَدةِ عن نفقتها قال أبو زيد :أُ ْجبَ على عَتْقها أو تَزْويَها.
[فائدة] :لو فَقدَ الزّو جُ قب َل التّمكيِ فظاهِرُ كلمِهم أنّه ل فَ سْخَ ومذَه بِ مالك
رح ه ال تعال ل فَرْ قَ ب ي ا ُلمَكّنَةِ وغَيْرِ ها إذا تعذّرت النّف قة وضُرِبَ تِ ا ُلدّةُ و هي
عِْندَهُ َشهْر للتَفحّص عَْنهُ ُثمّ يَجوزُ ال َفسْخُ.
[تت مة] :يَج بُ على مو سِرٍ ذكرٌ أو أن ثى وَلوْ بكَ سْبٍ يلي قُ ب هِ با َفضُلَ عَ ْن قوتِ ِه
سوَةٍ مَ عَ أدم ودَواءٍ ت مونة يومِه ولَيْلَتِه وإ نْ لْ يَ ْفضُلْ عَ نْ دينه كِفايَةِ نفقَ ٍة وكِ ْ وَقو ِ
لَ صْلٍ َوإِ نْ عَل ِذكَرٌ أَو أُن ثى وفِر عٌ وَإِ نْ نَزُل .كَذلَ كَ إذا لَ مْ يَملُكا ها َوإِ نْ اخْتَلَفَا
دَيْنا ل إِ ْن كا نَ َأ َحدُها حَربِيا أوْ مُرْتَدا .قالَ شَْيخُنا ف شرح ا ِلرْشَادِ :وَل إِ نْ كَا نَ
زَانِيا ُمحْ صَنا أ ْو تارِكا لل صّلةِ ،خِلفا ل ا قاله ف شَر حِ الِنْها جِ ،ول إِن بل غَ فرع
وتر كَ كسبا لئِقا ول أَثَرَ لِ ُق ْدرَةِ أ مٍ أوْ بِنْ تٍ على النّكاح لَكِ نْ تَ سْ ُقطُ نَفَقََتهَا بِالعَ ْقدِ،
َوفِي هِ نَظَرْ ،لَنّ نَفَقَتَها عَلى ال ّزوْ جِ إنّما َتجِ بُ بالّتمْكِيِ ،كما مَرّ ،وإن كا نَ ال ّزوْج
مُعْ سِرا ما ل تَفسخ ول تصيُ مؤن القريب بفوتِها دينا عليه إل باقتراض قا ضٍ لغيبة
ص َدرَ م نه ل بإِذ نٍ م نه ولو منْ عِ الزّو جِ أو القَر يب الِنفا قَ أخذَ ها من فق أو مَنْ عٍ َ
السَْتحِق ولو بِغَيْرِ إِذن قاضٍ.
[فرع] :مَن لَ هُ أ بٌ وأ ٌم فنفقته على أ بٍ ،وقيل هي عليهما لبالغ ،ومن له أص ٌل
وفروعس ول يقدر على ٍ ِنس أصسولٍ متاجونس م ْ
َ وفرعس فعلى الفرع وإن نزل ،أو له
ٌ
كفايتهم قدم نفسه ث زوجتُ هُ َوإِ نْ تَعدّد تُْ ،ثمّ الَقْرَ بُ فَا َلقْرَ بُ .نَعَ مَْ ،لوْ كَا نَ لَ هُ
أ بٌ وَأُمّ وابْ ُن َقدَم الِبْ نُ ال صّغي ُثمّ الُم ُثمّ الَ بُ ُثمّ ال َولَدُ الكَبيُ .ويَج بُ على أ مَ
ع ولَدِها اللبّأْ وَ ُهوَ اللبَ أول الوِلدَة ومُدّته يسية ،وَقي َل يقدّر بِثلَثةِ أيا ٍم وقيل ِإ ْرضَا ُ
283
سبعَة .ث بَعَده إن ل توجد إل هِي أو أجْنَبِيّة وَجَ بَ ِإ ْرضَاعَه على َم نْ ُو ِجدَ تَ َولَها
طَلَ بُ الُ ْجرَةِ مّن َتلْزَمَ هُ مُوءْنََت هُ ،وَإ نْ وُ ِجدَتَا لَ مْ ُتجْبَر الُم خلية كانَت أو ف نكاح
ت فَو قَ أُجرةَ الِثل ،وعلى أبيه ،فإِن رَغِبَت ف إرضاعِه فليس لَبيه منعِها إل إن طَلَبَ ْ
أب أجرة م ثل لم لِرْضا عِ ولد ها ح يث ل م تبع بالرضاع ،وكم تبع راض ب ا
رضيت.
(ف صل) :الضا نة .وا َلوْل بِالضَانَة وَه يَ تَربيَةُ م نْ ل يَ سْتَقِلّ إل التّمييزِ أُمّ ل
ت َفخَالَةٌ فَبِنْتُ أُختٍ فَبِنْتُ أخٍ ب فَأَمّهاتُه فَأُخْ ٌ
تَتَزوّجْ بآخَر ،فَأُمّهاتُها وَإِنْ َعلَتْ ،فَأَ ٌ
فَعَمّة والميز إن افْتَرَقَ أَبَواهُ مِنَ النّكاحِ كانَ عِْندَ َمنْ اخْتَارَهُ مِْن ُهمَا ولَبٍ اخِْتيَ مَنْعُ
َنس زِيارَتِهسا على العادَة والُم أوْل َعس الُم ع ْ ُمس ول تَمن ُالُنْثسى ل الذكسر زيارَ ُة ال ِ
بتَمرِيضِهما عِنْد الَب إ ْن َرضِ يَ وإل فَعِْندَ ها وإن اختارَ ها ذكَ ٌر فعْند ها ليلً وعنْد هُ
نَهارا أو اختارَتْها أنثى فعندها أبدا وي ُزوّرُها ال بُ على العادَة ول يُطلب إحضارُها
عْندَه ُثمّ إ نْ ل يْتَرْ واحِدا منْهما فالم أول ولَيْ سَ لَ َحدِهِما فَ ْطمَ ُه قَبْلَ حَولَيْ نِ مِ نْ
غَيس رِضسا الخَرِ َولَهُمسا فَ ْطمَهُس قَبَْلهُمسا إن ل َيضُرّه ،ولَ َحدِهاس بَ ْعدَ حَولَيْن َولَهمسا
الزيادَة ف الرّضاع على ال ْولَي حيث ل ضرَرَ ،لكِن أفت الناطي بأنه يُ سَنّ عدَمُها
إل لاجَة وَيجِ بُ على مال كِفايَ ُة َرقِي قة إل مُكاتبا ولو أعْ مى أو زَمنا ولَو غنيا أو
أكولً نَفَق ًة وكِسوَةٌ مِنْ جِنْسِ العتادِ لثلِهِ مِنْ أرِقاءِ البَلدِ وَل يَكفي ساتِر ال َع ْورَةِ وإِنْ
ل يَتَأذّ به ،ن عم ،إن اعت يد ولو ببلد العرب على الوجَه ،ك فى :إِذ ل َتحْ ِقيَ حينَِئذٍ
سبُ الرقيقِ لسيّدهِ يُنْفِقَهُ مِْنهُ وَعَلى السّيد َثمَنُ دَوائِه وأجْرَة الطَبيبِ عِْندَ الا َجةِ ،وَك ْ
إن شاء ،وَيسْقط ذلك بضي الزّمانِ كَنفقَ ِة القَريبِ.
لكْل،سوَة ،والفضل إجلسَهُ مَعَه ل َ ويُسن أن يُنا ِولَه ما يتنَعم بِه منْ طَعامٍ وَأُدم َوكِ ْ
ول يَجوزُ أن يُكلّفه كالدّوا بِ على الدّوا مِ عَملً ل َيطِيقَه وَإِ ْن َرضِ يَ .إذ َيحْرُم عليه
إضْرارُ نفْ سِه فإِن أب ال سّيّد إل ذلك بيع عليه :أي إن تعيّن البَيْ عُ طريقا ،وإل أوجِرَ
284
ل شاقا وَيَتْب عِ العادَة ف إِراحَتِ ِه ت فَيجْوزُ أن يكل فه عم ً عل يه .أ ما ف بعْ ضِ ا َل ْوقَا ِ
صوْمٍ وَصلةٍ ،وعلى مالِ كٍ عََل فُ دابتِه وَق تَ القَيْلولَةِ وَالِ سْتِمتَاع ولَ هُ مَنْعَه مِن نَفل َ
ا ُلحْتَرَمَة ،ولو كلبا مترما ،و سَقْيَها إن لَم تَأْلف الرّعْي ويَكْف ها وَإِل كَ فى ِإرْ سَالَها
لِلرّعْي والشّرب حي ثُ ل مانِ عَ ،فإِ نْ ل يَكْفِها الرّعْ يَ لَزِمَ ُه التّكم يل ،فإِن امتَنَع مِ نْ
عَلفِها أو إرْسالا أَجْب على إزالَةِ مُلْكِه أو ذَبْحِ الأكولَة ،فَإِنّ أب فَعَل الاكِمُ الَصْلَح
من ذل كَ َورَقي ٌق كدابّة ف ذل كَ كلّه ،وَل َيجِ بُ عََل فُ غي الُحتَرمة ،وه يَ الفَوا سِقُ
ك الدّوا بّ ما ل يضُرّ با ول ِب َوَلدِها ،وحُرّ مَ ما ضَرّ أحدها، الَمس ،وََيحْلِ بُ مالِ ُ
ولو لقلّة العَلَ فِ ،والظّاهِ ُر ضَبْ طُ الضّررِ ب ا َيمْنَ عُ من ُن ُموّ أَمْثَالِهَ ما ،وضَبْطَه ف يه ب ا
ب التّر كُ له قدرَ ما يُقيمَ هُ ح ت ل ت توقّ ف ف يه الراف عي ،فالواج ُ َيحْفَظَ هُ عن ا َلوْ ِ
يوت ،ويُ سَنّ أن ل يُبالِ غَ الالِ بُ ف الَلْ بِ بل يَبْقَى ف الضّرْع شيئا ،وأن يَقُ صّ
أظْفارَ َيدَ يه ،ويوز اللب إن مات الولَد بأ يّ حيلة كا نت .وَيحْرُ مُ التّهر يش بَيْ نَ
ِمس ول َيجِبّ عَمارَةُ دارِه أو قَنات ِه ،ب َل يُكْرَه َترْك َه إل أن َتخَرب بغَيْرِ ُع ْذرٍ البَهائ ِ
كَتَرْ كِ سقي زرع وشجرٍ دون ترك زارعَ ِة الرْ ضِ وَغَ ْر سِها ول يُكْرَه عِمارَة لاجَة
وإن طالَت ،والخْبارِ الدالّة على مَنْع ما زادَ على سَبْعَةِ أذْر عٍ ممولَة عَلى مَ ْن فَعَلَ
َذلِكَ لِ ْلخُيَلءِ والتّفاخُرِ على النّاسِ .وال سبحانه وتعال أعلم.
باب الناية
مِن قَتْلٍ َوقَطْعٍ وغَيْ ِرهُما .والقَتْلُ ظُلْما أكْبَر الكَبائِر بعد الكُفْرِ وَبِال َقوْدِ أو العَفْو ل
تَبْقى مُطالَبةٌ أُ ْخرَويّة .وَالفِعْلُ الُزْ ِهقُ ثَلثةَُ :عمْد ،وشِبْه َعمْد ،وخَطَأ (ل قَصاصَ إل
ف َع ْمدٍ) بِخل فِ شُبْهَه والَطأْ (و هو قَ صْد فِعْل) ظُلْما (و) عَيْن (شخْ صِ) يع ن
الِنْ سان :إذ لَو قَ صَد شخَ صا ظَنّ ه ظبيا فبا نَ إن سانا كان خَ طأ (ب ا يق تل) غالبا
جارِحا كا نَ كغَ ْرزِ إبرة بْقتَل كدِما غٍ وعَيْ نٍ وخا صِرَةٍ وإحْليلٍ ومَثانَة وعِجا نٍ وهو
شخْ صُ ما ب ي الَ صْيَة والدُبُر أو ل :كََتجْوي عٍ و َسحْرٍ (وقَ صْدهُما) أي الفِعْل وال ّ
285
(بغيه) أي غي ما يقْتَلُ غالبا (شِبْه َعمْد) سواء أقُتِل كَثيا أم نادِرا كضَرْبَة ُيمْكِن
عادَة إحالة الل كِ عَلَيْهَا ،بلفِ ها بن حو قَلَم أو مع خِفّتِ ها جدا فه ْدرٌ ولو غرز إِب َرةٍ
ت فعَمدَ وإ نْ ل َي ْظهَرْ أَثَرٌ وما تَ حالً فشِبْ هُ
بغي مقتل ،كألية وفخِذ ،وَتَألّم حت ما َ
َع ْمدٍ َوَلوْ حَب سه كَأَن أَ ْغلَق بابا عليْه ومَنعَ هُ الطّعا مَ والشّرا بَ أو أ َحدَهُ ما والطّل بَ
لذلك ح ت ما تَ جوعا أو عَطَشا ،فإِن مَضَت مدّة يو تُ مثلُه في ها غالبا جوعا أو
سه .ويتلف ذلك باختلف حال الحبوس سد لِظُهورِ قَصسْد الِهلك بس عَطشا فعَمس
والزّمَ ِن ُقوّةً وحرّا ،وحدّ الطباءُ الو عَ الُهِل كَ غالِبا باثن ي و سَبْعي ساعةٍ متّ صلة،
فإِم ل َتمَضِس الدة الذكورة ومات بالوع :فإِن ل يكسن به جوع أو ع طش سسابق
فشِبْه َعمْد فَيجِبُ نِصْفُ دِيّتِه لِحصولِ اللك بالمرين ،ومال ابن العماد فيمن أشار
لِنسانٍ ب سِكيْن تويفا له فسقَطَت عليه من غي قَ صْد إل أنه َع ْمدٌ موج بٌ لل َقوْد.
قال شيخنا :وفيه نظر ،لنه ل يقصد عينه باللة فالوجه أنه غي عمد .انتهى.
[تنبيه] :يب قصاص بسبب كمُباشَر ٍة فيجب على مُكْر هٍ بغي حق بأن قال اقْتُل
هذا وإل َلقْتُلنّك فَقَتَله ،وعلى مُكْرهٍ أيضا ،وعلى من ضيفٍ بَسْمومٍ يَقْتُلُ غالبا غي
ل َفشِبْ هَ
م يز ،فإِن ضي فَ به مُميزا أو د سّه ف طَعامِه الغال بِ َأكْلَه مِنْه فَأكَلَ هُ جاهِ ً
َع ْمدٍ فَيلْزمُه دِيَّت ُه ول َقوْد لِتنَا ُولِه الطّعا مَ باخْتياره وف قو ِل قَصاصٍ لِتَغْرير هِ وف قول
ل شيء تغليبا لِلمُباشَرة ،وعلى مَن ألقى ف ماءٍ مُغْرقٍ ل يكُنه التّخلص مِنْه بِعَومٍ أو
غيه وإن التَقَم هُ حوت ولو قبل وُصولِه الاء ،فإِ نْ أَمْكَنه تلّ صُ ب َعوْم أو غيه ومَنَع هُ
مِن هُ عارِ ضٌ ك َموْ جٍ وري حٍ فهلَك فشِ به َعمْ ٍد فف يه ديّ ته ،وإن أمك نه فتركَ هُ خوفا أو
عنادا فل دية.
[فرع] :لو أمْسَسكَه َشخْصٌس ولو لِلْقَتْل فَقَتَلَهُس آخسر فالقَصساصُ على القاتِل دون
ا ُلمْسك ،ول قصاصَ على مَ نْ ُأكْرِ هَ على صُعودِ َشجَر ٍة فَزَل قَ وما تَ ،بل هو شبه
عمْد إن كانَ تْ م ا يَزلَ قُ على مِثْل ها غالبا وإل فخَطأً (وعدم ق صد أحده ا) بأن ل
286
صدَه ف قط ،كأن ر مى ِلهَد ٍ
ف يَق صِ ْد الفِعْل كأَن َزلَ َق فو قع على غيه فقتَل هُ أو قَ َ
فأ صابَ إنْ سانا ومات (فخَ طأ .ولو وُ جد) بش خص ( من شخ صي معا) أي حال
كونمسا مُقتَرِنيِ فس زمسن النايسة بأن تقارنسا فس الصسابة (فعلن مزهقان) للروح
(مذففان) أي م سرعانِ للقَتْل ( َكحَزّ) للرقِ بة (وقدّ) للج ثة (أو ل) أي غ ي مذفف ي
(كقطع عضوين) أي جرحي أو جرح من واحد وعشرة مثلً من آخر فمات منهما
(فقاتلن) فيقتلن :إذ رب جرح له نكايسة باطنا أكثسر مسن جروح فإِن ذفسف أي
أ سرع للق تل أحده ا ف قط ف هو القاتِل فل يَقتُل ال خر ،وإن شكك نا ف تَذفي فِ
جُرحِه ،لَن ال صْلَ َعدَمُ هُ ،والقَوْ َد ل يب بالشّ كّ (أو) وُجِدا بِه مِنْهما (مرتبا ف)
القاتِل (الول إن أناهُس إل حركسة مذبوح) بأن ل يبقَس فيسه إدراكٌس وإبصسارٌ ونطقٌس
وحركة اخْتيارِيّات ويُعزّر الثان وإن جن الثان قبل إنا ِء الَولِ إليْها و َذفّف كحزَ بِه
ب عد جرح فالقا تل الثا ن ،وعلى الول ق صاصٌ الع ضو أو مال ب سب الال وإن ل
يُذفّف الثان أيضا ومات الجن بالنايتي كأن قطع واحد من الكوع والخر من
الِرفَق فقاتِلنِ لوجُودِ السّراية منهما.
ت فإِن قال عَدل طب إنا [فرع] :لو اندمَلَت الِراحَة واستمّرت الِمى حت ما َ
من الرح فال َقوْد ،وإل فل ضَمان (وشرط) أ يْ لِلْقَ صَاصِ ف النّفْ سِ ف القَتْل كونه
صمَة) بإِيا نٍ أوْ َعمْدا ظُلما فل َقوْد ف الَطأ وَشِبْه ال َعمْد وغي الظلم و (ف قَتيلِ عِ ْ
أما نٍ يَحقَ نُ دَمُه بِعَ ْقدِ ذِمّ ة أو َع ْه ٍد فيهدر الر ب والرت ّد وزا نٍ ُمحْ صَن قَتَل هُ مُ سْلم
ل يس زانيا م صنا سِواءً أثب تَ زِناه بِبَينّ ة أم بِإقْرار ل يَ ْرجِ عْ ع نه .وخرج بقول ل يس
زانيا مصنا الزان الح صَن فيقتل به ما ل يأمُره الِما مُ بِقَتْله .قال شيخنا :ويظهر أن
يلحَقَ بالزان الُحصَن ف ذلك كل مُهدَر كتارِكِ صل ِة وقاطع طريق مُتحتّ ٌم قَتْله.
(والاصسل) أن الُهدَر معصسومٌ على مثله فس الِهْدارِ وإن اختلفسا فس سسببه ويدُ
ال سّارقِ ُم ْهدَرة إل على مِثلِه سِواء ال سَروق من هُ وغَيه ،ومن عليه قصاصٌ كغيه ف
287
العِ صْمة ف حقّ غ ي ال سَتحِق .فيُقتَل قاتِلَه ول قِ صاصَ على حر ب وإن عُ صِ َم بعدُ
لِعَدَ مِ التزامِه ولِما تَواتَر عَنْ هُ عن أ صْحابه مِن َعدَ مِ ا ِلقَادَة ِممّن أ سْل َم كوَحشي قاتل
حزة ر ضي ال عنه ما ،بلف الذمّ ي فعل يه ال َقوْد وإن أ ْسلَم (و) شَ ْر طٌ ف قاتِل
ب ومنونّ حال القَتْل والَذ هب وجو به على ال سّكران التَعدّي تَكْلي فٍ فل يُقَْتلُ ص ّ
ت القَتْلِ صَبِيا وأم كنبتَناوُلِ مُ سْكِرٍ فل قَوْدَ على غ ي متعدّ به ،ولو قالَ كُنْ تُ َوقْ َ
صِباه ف يه أو منونا وعَهِد جُنونه فيُ صَدّق بيمي نه (ومكافأة) أي مساواة حال جناية
بأن ل يفضل قتيله حال الناية (بإِسلمٍ أو حُريةٍ أو أصالَةٍ) أو سيادةٍ فل يقْتلُ مُسْلم
ولوْ ُم ْهدَرا بِنحو زِنا بكافِر ول حُرَ بن فيه ر قّ وإن قلّ ول أصلَ بِفرعِه وإِن سَفُل،
ويُقْتَل الفِرع بأ صْله( ،ويُقْتَل َجمْ عٌ بواحِد) كأن َجرَحوه جِراحا تٍ ل ا دَ خل ف
الزهوق وإن فَ حش بَ ْعضَ ها أو تفاوَتوا ف َعدَدِ ها وإن ل يَتَواطَأوا أو كأن أل َقوْ هُ من
عالٍ أو ف بَ حر ل ا رَوى الشاف عي َرضِ يَ ال عَنْ هُ وغَيه أن ع مر ر ضي ال ع نه قَتلَ
سْعة قتلوا رَ ُجلً غِيلة أي َخدِيعَةً ب ْوضِعٍس خالٍ وَقال َولَوْ تَمالَ عليْه أهْلُ خسسة أو سَب
صَنعاء لقتلهم به جيعا ،ول يُنكَر عليه فصارَ ِإجْماعا .وَللول العَفْو َعنْ بَ ْعضِهم على
حِصسّته مسن الديسة باعتبار عَددِ الرؤوس ِس دون الراحات ومسن قُتِل جعا مرتبا قُتِل
بأوّلم.
ب قصاصٌ ف أعضاء حَيْ ثُ أَمْكَ نَ مِ نْ غَي هِ ظُل مٌ كَيدٍ ورِ ْجلٍ وأصاب ٍع
[تنبيه]َ :يجِ ُ
وأنامِلَ و َذكَر وأُنْثَيَيِ وأذ نُ و ِس ّن ولِسان وشَفَة وعَيْن وجِفْن ومارِن أنْ فٍ وهو ما
ل نَ مِنْه ويشترط لِق صاصِ الطّرف والَرح ما شرط للن فس ول يؤ خذ ي ي بيَ سارٍ
288
وأعلى بأسفل وعكسه ،ول قصاص ف كسْرِ عظم ،ولو قُطِعَت يد من وَ سَط ذِراع
اقتُ صّ ف الكفّ ،وف الباقي حكومة ،ويقطع جَم عٌ بيد تامَلوا عليها دفعة واحدةً
حدّدٍ أوْ خَْن قٍ أو تَجو يع أو تَغْرِي قٍ باء اقتُ صّ إن شاءَ بحدّد فأبانو ها ،ومَ ْن قُتِلَ ِب ُم َ
ب العمْد َقوْدٌ) أي قِ صاصَ ،سي ذلك قوْدا لن م بِمثْله ،أو بِ سحَ ٍر فَبِ سَيْفٍ (موجِ ِ
يقودون الان ببْل وغيه .قاله الزهري( .والدّية) عند سقوطه بعفوٍ عَنْ هُ عَلَ يه أو
بِغَيْر ع فو (بدل) ع نه .فلو ع فا ال سَتحِقّ عَنْه مانا أو مُطْلقا فل ش يء (و هي) أي
الدية لقتل حرّ مسلم ذكر معصوم (مائةُ بعيٍ مثلثة ف َع ْمدٍ وشبهه) أي ثلثة أقسام،
فل نَ ظر لِتفَاوُتِ ها َعدَدا (ثلثو نَ حَقّ ه وثلثو نَ ِجذْعَة وأرْبعو نَ خِلفَة) أي حاملً
بقول خَبيَيْن (و َمخْمَسةٍ ف خطأ من بنات ماض و) بنات (لبونَ وبن لبون وحقاقٍ
وجذَاعٍ) من كل منها عشرون ،لب الترمذي وغيه( ،إل) إن وقع الطأ (ف) حَرَمِ
(مَكّة أو) ف (أشهر حُرُم) ذي القعدة وذي الجة والحرّم ورجب (أو مرم رحم)
بالِضافة كأ مّ وأخْ تٍ (فمثلثة) كما فعله ج عٌ من ال صّحابة رضي ال عنهم وأقَرّهم
ح قُ با َحرَ مُ الباقون ولعِظَم حُرمة الثلثة زجر عنها بالتغليظ مِن هذا الوجه ول يَ ْل َ
ِضاعس ومصساهرة .وخرج بالطسأ الدينَ ِة ول الحرام ول رمضان ول أثسر لُحرم ر ٍ
ضدّاه فل يز يد واجبه ما بذه الثل ثة اكتفاء ب ا فيه ما من التغلي ظِ وأ ما د ية الن ثى
والنثى فنصف دية الذكر (ودية عمد على جان معجلة) كسائِر أبدالِ الُتْلفاتِ (و)
ديّ ة (غيه) من ش به عَمدٍ وخ طأ وإن تثل ثت (على عاقلة) للجا ن (مؤجلة بثل ثِ
سني) على الغَنِيّ مِْنهُ مْ نِ صْفُ دينارٍ والتَو ّسطُ رُبْ عٌ كُلّ سنة ،فإِن ل يَفوا َفمِ نْ بيت
الال فإِن تعذرَ فعلى الان لب الصحيحي ،والعن ف كون الديّة على العاقِلَة فيهما
أَن القبائل ف الاهل ية كانوا يقومو نُ بنُ صْ َرةِ الا ن مِنْهُم ويَمنَعو نَ أوْليا َء الدّم أخْذ
ك الن صرة ببذْل الالِ وخَ صّ تمل هم بال طأ وشِ به العمَد حقّ هم ،فأبدل الشرع تِل َ
لن ما م ا يك ثر ل سيما ف متعا طي ال سلحة فحَ سُنَت إعان ته لئل يتضَرّر ب ا هو
معذور فيه وُأجّلت الدية عليهم رفقا بم .وعاقلة الان عصباته الجمع على إرثهم
289
بِنَسسب أو وَلءٍ إذا كانوا ذكورا مكلفيس غيس أصسل وفرع ،ويقدم منهسم القرب
فالقرب ،ول يُعقَ َل فقي ،ولو كسوبا ،وامرأة خنثى وغي مكلف (ولوْ عَدمت إبل)
ف ا َلحَل الذي يَج بُ تصيلُها منه حِسا أو شَرعا بأ نْ وُ ِجدَت فيه بأكْثَرِ مِ نْ َثمَ نِ
ب التَسّليمِ الِثْل أو بَ ُعدَتْ وعَ ُظمَتِ الونَة وا َلشَقّة (ف) الوا ِجبُ (قيمَتُها) َوقْتَ وجو ِ
مِ نْ غالِ بِ نَقْد البَلد وف القَديِ الوَاجِب عند َعدَمها ف النفْ سِ الكامِلَة أل فَ مثقالٍ
ذهبا أو اثنا عشرَ ألفِ درهم فضّةٍ.
ضوٍ مُفْر ٍد فيه جَمالٍ ومَنْفَعة إذا قَطَعه وَجَبَ تْ في هِ دِيّة كامِلَة مِث ُل [تنبيه] :وكُل ع ْ
ضوَيْ نِ من جِنْس إذا قَطَ َع ُهمَا فَفيهما الدية ضوِ إذا قَتَله ،وكذا كَلِ ُع ْ دية صاحِب الع ُ
وف أ َحدِها نِصْفُها ،ففي قَطْعِ الذُنَي الدية ،وف إحْداهِما النّصف ،ومثِْلهِما العَيْنانُ
والشّفتا نِ والكَفّا نِ بِأ صْبَعِهما والقَدما نِ بأَ صْبَعِهما ،وَف كُلّ إِ صْبَعٍ َعشَر مِ َن الِبِل،
وف كل سنّ َخمْس (و) يَثْبُ تَ (ال َقوْد لِل َورَثَة) العُ صَبة وَذي الفُرو ضِ ِبحَ سَبِ ِإرِْثهِ مُ
الالُ َولَو مَعْ بُ ْعدِ القَرابَةِ كذي رَحِم إن َورِثْناه أو مَعْ َعدَمِها كأَ َحدِ ال ّزوْحَْينَ وَالُعتَقُ
و ُعصْبَتَه.
[ت نبيه] :يُحبَ سُ الا ن إل كما ِل ال صبّ مِ نَ ال َورَ ثة بِالبلُو غِ وَحُضورِ الغائِ بِ أو
ب فَيقو تُ القّ والكَل مُ ف غيِ قاطِع الطّري قِ، إِذْنِه ،فلَ َيخْلي بِكَفيلٍ لنه قد يَهرُ ُ
أ ما هُو إذا َتحْتّ م قَتْلَه فيقْتُلَه الِمام مُطْلقا ول يَ سَْتوْف القَوْد إل واحدٍ مِ َن الوَرَثَة أو
مِنْ غَيْرِهم بتَراضٍ منهم أو من باقيهم ،أو بقُرعَةٍ بينَهم إذا ل يتراضَوا .ولو با َدرَ أحدُ
ال سَتحِقّي فَقَتَلَ هُ عالا تَحريَ الُبادرَة فل قَ صاصَ عل يه إن كان ق بل عَ ْفوٍ مِْن هُ أو مِ نْ
غَيْرِه ،وإل فَعَلَيْ ِه القَ صَاصُ ،ولوْ قَتََل هُ َأجْنَب َأ َخذَ الوَرَثَة الدّية مِن تِ ْركَةِ الان ل مِن
الجْنَب ول ي ستوف الُ سَتحِق القَوْدَ ف نف سٍ أو غي ها إل بإِذ ِن الِمام أو نائبَه فإِن
استقلّ به عُزّر.
290
[تت مة]َ :يجِ بُ عِْندَ هَيجا ِن البَ حر وخَو فِ الغَر قِ إلقاءَ غ ي اليوان من الَتا ِ
ع
ل سلمَة حيوا نٍ مُحتَرم وإلقاءَ الدوابّ ل سلمةِ الدمِي الحترم إن تعيّ ن لد فع الغَرق
وإن ل يَأْذَ نِ الالِ كُ .أما الِهدَر ،كحَرْب وزا نٍ ُمحْ صَن ،فل يلقى لجله مال مطلقا،
لحْرارِبل يَنْبَغِي أن يُل قى هو لَ ْجلِ الالِ ،كَ ما قالَ هُ شَيخُ نا ،وَيَحرُم إِلقاءَ العَبيدِ لِ َ
والدّوا بَ لا ل رو حَ لَ هُ ،وَيضْمن ما ألقا هُ بل إِذْ نِ مالِكه ،وَلَو قال لِر ُجلٍ أَل قِ متا عَ
ك ففعَل ضَمِنَهُ الُلقْى ل المِرْ. زيدٍ وعليّ ضمانه إن طالبَ َ
ط ولَدَها ما دا مَ عل َق ًة
[فرع] :أفت أبو إسحاق الروزي بلّ سقى أمته دواء ليُ سْقِ َ
وبالغس النفِيّ ُة فقالوا يوزُ مُطلقا .وكلم الِحياء يدّ على التحْريس مُطْلقا
َ أو ُمضْغَةً،
قال شَيخُنا و ُهوَ الوْجَه.
[خات ة]َ :تجِ بُ الكَفّارَةُ على مَن قَتلَ مَ نْ َيحْر َم قَتَْل هُ َخ طأ كا نَ أو َعمْدا و هي
جدْ َفصِيامُ َشهْرَيْنِ مُتَتَابِعيَن.
عِتْ ُق َرقَبَةٍ ،فإِنْ ل َي ِ
باب ف الردة
(الرّدّةُ) لُغَةُ الرّجو عِ ،و هي أ ْفحَ شُ أَنْوا عِ الكُفّارِ ويَحب طُ ب ا العَملُ إِن اتّ صََلتْ
ت فَل َيجِ بُ إِعادَة عِباداتِه ال ت قَبْل الرّدة .وقالَ أ بو حَنيفَة َتجِ بُ ،وَشَرْعا: بِالوْ ِ
(قَطْ عُ مُكَلّف) مُختارُ ،فتَلْ غو ِم نْ صَب ومَجنو نٍ ومُكْرَه علي ها إذا كان قلبُه مُوءْمِنا
(إِ سْلَما بكفرٍ عزما) حالً أو مآلً فيك فر به حالً (أو قَولً أو فِعْلً باعْتقاد) لِذلك
الفِعْلِ أو ال َقوْلِ أ يْ مَعه (أو) م عَ (عِنادٍ) ِم نَ القائِلِ أو الفاعِلِ (أو) مع (ا سْتِهزاءٍ) أي
استخفاف ،بلفِ ما لو اقْتُرِنَ بِه ما ُيخْ ِرجَه عن الرّدة كسَبْقِ لِسانٍ أو حكايَة كُفْرٍ
أو خَو فٍ قالَ شَيخُ نا كشيْخِه وكَذا قولُ الول حالَ غيب ته أ نا ال ونوَه م ا و قع
لئمة من العارِفي كابْن عَرَب وأتْباعِه ب قٍ وما وَقَع ف عِبارتِهم ما يوهِ مُ كفرا غي
مُرادٍ به ظاهِرَ هُ ك ما ل ي فى على الوفّقيْ .ن عمَ ،يحْر مُ على مَن ل يعْرف حَقي قة
291
اصْطلحهم وطَريقَتهم مُطالعة كتبُهم فإِنا مزَلةُ قَدَمٍ لَهُ ،ومِنْ ثّ ضَلّ كَثيون اغْتَرّوا
بِظَواهِرها .وقول ابن عبد السلم :يُعزّر َولّ قالَ أنا ال؟ فيه نظر ،لنه إن قاله وهو
مكلّف فهوَ كافِر ل مَحالَة ،وإن قاله حالَ الغيبَة الانِعَة للتّكْليف فأيّ وجه للتّعزير.
اه .وذلك (كن في صانع و) ن في ( نب) أو تكذي به (وجَ حد م مع عل يه) مَعْلو مٌ من
الدي ِن بالضّرورَة مِن غَيْر تَأويلٍ وإن ل يَكُن فيه نَ صّ كَوجو بِ نو ال صّلةِ الكتوبَة
وتليلِ نَحسو البَيْع والنّكاحِس وَتحْريس ُشرْبِس المْرِ واللّواط والزّنسا والَكْ سِ وَندْبِس
نصس
َواصس وَلوْ كان فيسه ّ َهس إل ال ّ الرّواتسب والعيسد بلف ُمجْمسع عليسه ل يُعرف ُ
كا سْتِحقاقِ بِنْ تِ الِبْ نِ ال سّدس مع البِنْت وكحُرمَة نِكاح العتدّة للغَ ي ،ك ما قاله
النووي وغيه ،وبلف العذور كمسن قَرُب َع ْهدَه بالِسسلم (وسسجودٍ لخلوقسٍ)
ف ولو نبيا وإن أنكر الِسْتِحقاقَ أو ل يُطابِ ْق قَلبه جَوارِحَهُ لن اخْتيارا من غي خو ٍ
جدَ ل صَنَمٍ أوب فس َ ظاهر حاله يُ َكذّبه وف الروضة عن التهذيب من دخل دارَ الرْ ِ
تلفّظ بكفْرٍ ث ادعى إكراها فإِن فعله ف خِلوَته ل يُقْبَل أو بي أيديهم وهو أسي قبل
قوله أو تاجسر فل وخرج بالسسّجودِ الركوع لن صسورته تقسع فس العادة للمخلوق ِس
كثيا ،بل فِ السجود .قال شيخنا :نعم يظهر أن م ّل الفَرْ قِ بَيَْنهُمَا عِندَ الِطل قِ،
بلف ما لو قَ صَد تعظي مِ َمخْلو قٍ بالركوع كما يُعظّم ال تعال به فإِنه ل شك ف
الكفر حينئذٍ .اه .وكمشي إل الكنائس بزيهم من زنار وغيه وكإِلقاءِ ما في ِه قُرْآ نٌ
ف مُسْتَقذَر ،قال الرويان أو علم شرعي ،ومِثْلَه بالول ما فيهِ ا ْسمُ معظَم (وتردد ف
ُسسِلمٍ ِلذَنْبسه بل تَأويلٍ لنسه سسُمي الِسسلم كُفْرا، كفسر) أَيفْعَله أو ل ،وكَتَكْفيِ م ْ
وكالرّ ضا بالكفْرِ :كأن قالَ ِلمَ نْ طَلَ بَ مِنْه تَلق ي الِ سلم ا صْب ساعة فيكْفُر ف
الال ف كل ما مرّ لنافاتِه الِ سلم ،وكذا يَكْفُر مَ نْ أنْكَر إِعجازَ القُرآن أو حَرْفا
صحْبةَ أ ب ب كر أو َقذْف عائِ شة ر ضي ال عَن ها ،ويَكْفُر ف و جه حكاه مِنْه أو ُ
القاضي من َسبّ الشيخي أو الَ سَن والسي رضي ال عنهم ،ل من قال لن أراد
تليفه ل أريد اللف بال بل بالطّلقِ مثلً أو قال رؤيت إيّاك كرؤية مَلَك الوتِ.
292
[ت نبيه] :ينْب غي للمف ت أن يتا طَ ف التكفيِ ما أمكَن هُ لِعظَم خَطَرِه وغَلبَة عدم
قصده سيما من العوا مّ ،وما زال أَئِمتُنا على ذلك قديا وحديثا( .ويُ سْتتابُ) وجُوبا
(مرْتَد) َذكَرا كانَ أو أُنْثى لنه كانَ مُحترما بالِسْل ِم ورُبّما عَ َرضَتْ له شُْبهَة فتزالُ
(ث) إن ل يَتُبْ بَعْد الِسْتَتابَة (قتل) أي قَتََلهُ الاكِم ولو بِنائِبهِ ِبضَرْبِ الرقبةِ ل بغيِه
(بل إمهالٍ) أي تكو ُن الِستتابةُ والقتلُ حالً لب البخاري" :من بدّلَ ديَن هُ فاقتلوه،
فإِذا أ سْلم صح إسلمهُ وتُرك" وإ نْ تكررت رِدّت هُ لِطل قِ النصوصِ .نعم يع ّزرُ من
تكررتْ ردّتهُ ل ف أول مرة إذا تابَ ،خلفا لا زعمَهُ جَهلَةُ القُضاةِ.
[تت مة] :إن ا يَح صُل إ سْلمَ كل كافرٍ أ صلي أو مرتدّ بالتلفّ ظ بالشّهادت ي من
النا طق فل يكْ في ما بقَلْ به من الِيان ،وإ نْ قالَ به الغزال وجَ مع مُحققو َن ولو
س ثس سنَ العربيةِ على النقولِ العتمسد ،ل بلغةٍ لَقّنهسا بل فَهم ٍ
بالعجميةِ ،وإن أحْس َ
بالعترا فِ بر سالَتِه إل غيِ العر بِ ِممّ نْ ينكِ َر ها فيز يد العي سَوي مِن اليهَود م مد
رسول ال إل جيع اللق أو الباءة من كل دي نٍ يالف دين الِسلم ،فيزيدُ الشْرك
كَفَر تْ ب ا كنْ تَ أشْ َركْ تَ به وبرجو عه عن العتقاد الذي ارتدّ بِ سبَبه و من َجهْلِ
القَضاة أن مَن اد عى عليه عند هم بردّةٍ أو جاءهم يطلب الُكْ مَ بإِسلمِه يقولون له
تَلفّ ظٌ ب ا قُل تَ وهذا غل طٌ فاحِش ،ف قد قال الشاف عي ر ضي ال ع نه إذا اد عى على
رَجُل أنه ارَتدّ وهو مسلم ل اكشِ فْ عن الال وقل تُ له قل أشْهدُ أن ل إله إل ال
وأشْهد أن ممدا رسول ال وأنك بريءٌ من كل دي نٍ يالف دي ِن الِسلم .اه .قال
شيخنا :ويُؤخذ من تكريرِه رضي ال عنه لَفْظُ أشْهدُ أن ُه ل بدّ منهُ ف صحةِ الِسلم
وهو ما يدلّ علي هِ كل مَ الشيخي ف الكفارَة وغيها ،لكن خالَف فيه َجمْ عٌ ،وف
الحاديث ما َيدُل لكل .اه .ويندبُ أمرُ كل من أسْلم بالِيان بالبعثِ ويُشتَرط لِنَفْع
الِ سلم ف الخرة ،مع ما مَر ت صديقَ القل بِ بواحدانيةِ ال تعال .ور سل ِه وكتب هِ
293
واليو َم الخر ،فإِن اعتقد هذا ول يأ تِ با مرّ ل يكُن مُوءْمِنا وَإِن أَتى به بل اعْتِقادٍ
تَرّتبَ عليه الُ َكمُ الدنيوي ظاهرا.
باب الدود
ِمس عليسهُ( .يجَْلدُ) أولاحدّ الزّنسا ،وهسو أكْبَرُ الكبائِر ،بَ ْعدَ القَتْلِ ،وقيلَ هسو مقد ٌ
وجوبا (إما مٌ) أو نائِب هُ دو نَ غيهِ ما خلفا للقَفّال (حرّا مكلفا ز ن) بإِيلج حَشفةٍ
أو َقدْرَها مِ نْ فاِقدِها ف فَرج آدمي حي قُبُل أو دُبُر َذكَر أو أُنْثى مَع عِلْم َتحْريِه،
فَل َحدّ ِبمُفاخذةٍ ومُساحَقَةٍ وا سِْتمْناءٍ بَيدِ نفسِه أو غيِ حَليلت هِ ،بل يَعْزّر فاعِلُ ذلك.
ويُكره بنحو َيدِها كَتَمْكينِها ِم َن العَبَ ثِ ِبذَكَرِ هِ حت يَنْزِلَ لن هُ ف معن العَزْلِ ،ول
بإِيلج ف فر جِ بيمةٍ أو ميت ،ول يب ذبح البهيمة الأكولة ،خلفا لن وهم فيه،
وإنا ُيجْلَد من ذكر (مائة) من الَلدا تِ (ويُغْرّ بُ عاما) ولءً لسافَ ِة قِ صَ ٍر فََأكْثَر (إن
كان) الواطىءُ أو الوطوءةُ حرا (بِكرا) و هو من ل يَ طأ أو تو طأ ف نكاح صحيح
(ل) إن زن (مع ظنّ حلَ) بأن ادعاهُ وقد قرُبَ َعهْدهُ بالِسْلم أو بَعُد عن أ ْهلِه (أو
كنكاحس بل ول ٍ يقلدهس الفاعلُ
ُ إباحتهس وإن ل
ِ بلفهس لشبهةِ
ِ مسع تليسل عال) يعتدّ
كمذهب أب حنيفة ،أو بل شهودٍ ،كمذهب مالك ،بلفِ الال عَنْهما ،وإن نقل
عن داود .وكنِكا حِ مُتْ عة نظرا لِل فِ ا بن عباس ولَوْ مِن مُعْتَقِد تَحريَه .ن عم :إن
حَكَم حاكِ مٌ بإِبْطالِ النّكا حِ ا ُلخْتَلِف في هِ َحدّ لرْتِفا عِ الشّبهة حينئذٍ قاله الاوردي،
وُيحَدّ ف مُ ستَأْجَرةٍ للزّ نا ب ا إذ ل شُبِ هة لعد مِ الِعتدادِ بالعقدِ الباطلِ بوج هٍ ،وقولِ
ت النّسبِ بذلك ،ومِ نْ َثمّ ضُعْ فِ أب حنيفة أنه شبهة ينافيه الِجْما عُ على َعدَم ثبو ِ
ُمدْ ِركِه ول يرا عِ خِلف هُ ،وكذا ف مبيحة لن الِباحة هنا لغوٌ ومرمة عليه لتوثّ نٍ أو
لنحَوِ بينونةٍ كسبى وإن كان قسد تزوجهسا خلفا لبس حنيفةٍ لنسه ل عسبةَ بالعقدِ
الفاسد ،أما موسية تزوجها فل يُحدّ ِبوَطْئِها للخْتلف ف حلّ نَكاحها ،ول يُحدّ
بإِيل جٍ ف قُبُل ملوكةٍ حُرّ مت عل يه بن حو مرم ية أو شرب لغيه في ها أو ثوثّ ن أو
294
تجّ س ول بإِيلج ف أمةٍ فرع ولو م ستولدَ ٍة لشُبْ هة اللك في ما عدا الخيةِ وشبه ِة
ف فيها ،وأما حدّ ذي رِقَ مصّن أو بك ٍر ولو مبْعضا فنصفُ َحدّ الُرّ وتغَريبِه الِعفا ِ
فيجْلَد خسي ويُغرّبُ نصف عام ،ويُح ّد الرقي َق الِمامُ أو السّيد (ويُرجَم) أي الِمامُ
فيموهس مسن الوانسب بجارةٍ معتدلةٍ إن كان ُ نائبهس بأن يأمسر الناس ليحيطوا بسه
أو ُ
(مَصنا) رجلً أو امرأةً حت يوت إجاعا لنه رَجَ مَ ماعِزا والغامدية .ول ُيجْلدُ مع
الرّجْم عِْندَ جَماه ي العُلماءِ ،وتُعرَ ضُ عَلي هِ تَوبَةً لِتَكو نَ خاتِمَة أَمْرِه ،ويُؤمَر ب صلةٍ
دَ َخ َل وقْتَها ،ويُجابُ لِشُرْبٍ ،ل َأكْل ،ولِصَل ٍة ركْعَتَيْنِ ،ويَعَْتدّ بقَتِْلهِ بالسيفِ ،لكنْ
ت الوَاجب والُح صَنُ مكل فٌ حرّ وطىءَ أو وُطِئت بِقُبُلٍ ف نكا حٍ صحيح ولو ف فا َ
حيْض فل إِحْصانَ لِصبَي أو منون أو ق نّ وطىءِ ف نكاح ول لِم نْ وَطىءَ ف مِلْ كِ
ييٍ أو نكا حٍ فا سدٍ ث زَ ن (وأُخّرَ) وجوبا (رَج مَ) كَ َقوْد (ِل َوضْ عِ َحمْلٍ وفِطَام) ل
لِمَر ضٍ يُرْجى بَرْو هُ مِنْه وحرّ وبَرد مفْرِطَيْن .نعم ،يؤخّر الَلْد لما وِلمَر ضِ يُرجى
بَرْو هُ مِنْ هُ أو لِكَونِه حامِلً لن القَ صْد الرّدْ عَ ل القَتْل (وَيثْبُ تُ) الزنا (بإِقرارٍ) حقيقي
مفصسلٍ نظيس مسا فس الشهادة ولو بإِشارة أخرس إن فهِمَهَا كُل أ َحدٍ ولو مَر ٍة ول ّ
يُشتَر طُ تكررَ هُ أربعا خلفا ل ب حني فة( ،وبيّ نة) ف صلت بذكرِ الز ن ب ا وكيفيةِ
الِدخالِ ومكانِه ووقت هِ كاش هد أ نه أدَ ْخلَ حشَفَ ته ف فرج فل نة بحلّ كذا وق تَ
ك قَبْلَ الشروع ف الَد أو كذا على سبيل الزّنا (ولو أقر) بالزنا (ث رَجَع) عَن ذل َ
بَ ْعدَ هُ بنحو كذبت أو ما زَنَيتْ .وإن قال بعد كذبَت ف رجوعي أو كنت فاخَذ تُ
فظننتُه زِنا وإن َشهِد حالَ هُ بكذبه فيما استَظهْ َرهُ شيخنا بل فِ ما أقررْ تُ به لن هُ
مردُ تَكْذي بٍ للبيّنةِ الشاهدةِ به (س َقطَ) الدّ لنه عر ضَ لاعزٍ بالرجو عِ فلول أنه ل
يفيد لا عَرَ ضَ له به ،ومن ثّ سُنّ لَ هُ الرجو عُ .وكالزّنا ف قبولِ الرجو عِ عنْه كلّ
حدّ ل تعال كشرب و سرقة بالن سبة للق طع .وَأفْ هم كلمَهُم أن هُ إذا ثَبَ تَ بالبَيّ نة ل
يتطَرّق إل يه رُجو عٌ و هو كذلك لك نه يتطرق إل يه ال سّقوط بغَي ِه كدعوى زوجيّةٍ
ومُلْ كِ أ َمةٍ وظَنّ كونِها حليلَةٍ ،وثانيها ح ّد القَذْ فِ وهو من السبْع الوبقا تِ (وحدّ
295
ف متارٍ ملتزم للحكا مِ عالٌ بالتحر ي (م صنا) و هو ه نا مكل فٌ ح ّر قاذ فٍ) مكل ٍ
م سلمٌ عفي فٌ من زِ نا َووَ طء دُبر حلِيلَتِه (ثانَ ي) جلدة إن كا نَ القاذ فُ حرا وإل
فأربعي.
ب في ِه ول[فرع] :إذا َسبّ َشخْصٌ آخرَ فَلِل َخرِ أن يَسُبّه بِ َق ْدرِ ما سَبّهُ ما ل َكذِ َ
قذْف :كيا ظالِم ويا أ ْحمَ قُ .ول يوزُ َسبّ أبي هِ وأم ِه وثالثها ح ّد الشّر بُ (وَيجِْلدُ)
لمْرِ (شَرِ بَ) لِغَيْرِ تَداوٍ (خَمرا)
أي الِما مُ أو نائِبَ هُ (مكلفا) ُمخْتارا (عالا) بَِتحْريِ ا َ
وَحَقيَتهَا عِْندَ َأكْثَرِ أ صْحابِنا الُ سْكِرُ مِ نْ عَصيِ العِنَ بِ وإِ نْ ل يُقذَ فْ بالزّب ِد فتحْرِيُ
غيِ ها قيا سيّ :أي بِفَر ضِ َعدَ مِ ُورُودِ ما يأ ت ،وإل ف سيُعلم مِنْ هُ أن تَحريَ الكُلّ
مَنْصوصٌ علَْي هِ ،وعِْندَ َأقَّلهُم كل مُ سْكِرٍ ،ولك نْ ل يكفُرَ مُ سَْتحِلّ ال سْكِر م نْ عَصيِ
296
غيِ العِنَب ِس للخلف فيهسِ ،أي مسن حيثُس النْسسِ ،للّ قليله على قولِ جاعسة .أمسا
الس ْسكِرُ بالفِعْلِ فهوَ حَرامٌسِإجْماعا ،كمسا حكاهُس الَنَفيّةُ فضلً عسن غيهِم ْس بلفِس
عليهس
ِعس ِ ف الذي ل يُطْبَخ ولو قَطْرةً لنسه ُمجْم ٌ َبس الصسّر ِ َصسيِ العِن ِ
ُسسحِلّهِ مسن ع ِم ْتَ
ضروريّ وَخَر جَ بالقيودِ الذكورَ ِة في هِ أضدادُها فل حدّ على َم نْ اتّ صَفَ ِبشَيءٍ مِْنهَا
من صَبِ ًي ومنَون ومُكْرَهٍ وجاهلٍ بَِتحْرِيِهِ أو بِكَوِنهِ خْرا إِن قَرُبَ إسْلمَهُ أو بَ ُعدَ عن
العُلماءِ .وَل عَلى مَنْ شَرِبَ لتَداوٍ ،وإن وُ ِجدَ َغيُها ،كما نَقََلهُ الشيخان عن جاعَةٍ،
وَإِنْ َحرُمَ التّداوِي با.
[فائدة] :كلّ شرَا بٍ أ سْكَ َر كثيُ هُ مِ نْ خَمرٍ أو غَيْ ِر ها حَرُ َم قَليلَ ُه وكثيُه ،ل ب
الصحيحي" :كلّ شرا بٍ أ سْكَ َر َف ُهوَ حَرا مٌ" وخب مسلم" :كلّ مُ سْكِرٍ َخمْر ،وكلّ
َخمْرٍ حَرا مْ" ويدّ شاربَه وإن ل يَ سْكَر :أي مُتعَاطيه .وخرج بالشّرا بِ ما حَرُ مَ مِ نْ
الا ِمدَا تِ فل حدّ فيها ،وإ نْ حَرُمَت وأ سْ َكرَت ،بَلْ التعزيرُ :ككَثيِ البَنْ ِج والشيشَةِ
ُباحس لا َج ِة التّداوي
َصسدِ الداومَةِ ،وي ُ َهس أكْلُ يَسسيٍ مِنْهسا مسن غ ِي ق ْ ْيونس ويُكْر ُ
وا َلف ِ
لمْرِ بالَريدِ (أرَبعيَ) َج ْلدَة (إ ْن كانَ حُرا) ففي مُسِْلمٍ عن أنَس" :كانَ َيضْ ُربُ ف ا َ
والنّعالِ أرْبَعيَ جَلْدةٍ" وخَرَ جَ بِالُرّ الرّقي َق ولو مُبْعِضا ،فيجَُلدُ ِعشْري نَ جَلْدةٍ ،وإن ا
لمْرِ إ نْ ثَبُ تَ (بِإقْرَارِ هِ أو شَهادَةِ رَجُلَيِ) ل بري حِ َخمْرٍ وهَيْئَةِ
َيجْلدُ الِما مُ شارِ بَ ا َ
سُ ْك ٍر وقَيْءٍ و َحدّ عثمان ر ضي ال ع نه بالقَيْء اجْتِهادٍ ل هُ .ويُح ّد الرقي قُ أيضا بعلم
السيّد دونَ غَيْرِه.
ب الِ سْتِقْصاء ِبحَلّ إ سْقائِها للبَهائِم ،وللزركشي احْتمالُ أنا [تتمة] :جز مَ صاح ُ
كالد مي ف حُرمَةِ إِ سْقائَها ل ا ،ورابع ها قَطْ عُ ال سّرِقة( .ويَقْطَ عُ) أي الِما مُ وجوبا
بعد طل بِ الالِ كِ وثُبو تِ ال سّرقةِ (كو عَ ييِ بال غٍ) ذكرا كا نَ أو أنثى (س َرقَ) أي
أخذَ خِفْيةً (رُبْ عَ دينارٍ) أي مِثْقالٍ ذَهَبا َمضْروبا خالِ صا وإن تَح صّلَ مِن مَغْشو شٍ
(أو قيمَتَ هُ) بالذهَ بِ الضْرو بِ الالِص وإن كا نَ الرّب عُ لَماعةٍ فل يقط عُ بكونِه رُبُ عَ
297
دينارٍ سبيكة أو حِليا ل يُساوي رُبعا َمضْروبا (من حِرزٍ) أي َم ْوضِ عِ ُيحْ َرزُ فيه مث ُل
ذل كَ ال سروق عرفَا ول قط عَ ب ا لل سّارِق ف يه شِرْ كة ول بِملْكِه وإن تعلّ قَ به نوُ
ب فقط ل يُقْط ْع واحدٌ مِنهما .وخرجَ بسرقِ رهْنٍ ،ولو اشْتَرَكَ اثنانِ ف إخراجِ نصا ٍ
ما لو اخْتَلَسَ مُعْتمِدا الَرَبَ أو انَْتهَبَ مُعَْتمِدا القُوّة فل يُقْطَعُ بِهما لب الصحيح به
ع قَطْعُه زَجْرا ولِمكا نِ َدفْعِهم بال سّلطان وغَيْرِه ،بِخلف ال سّارِقِ لَ ْخذِ هِ خِفْيَةً فَشُرِ َ
صبِ وإن ل ي ْعلَ مْ أنه (ل) حا َل كو نِ الالِ (مغْصوبا) فل يُقْطع سارِقَهُ من حِ ْرزِ الغا ِ
مكانس
ٍ بهس (أو) حا َل كوْنِه (فيسه) أي فس ِهس ِ
يرضس بإِحْرَاز ِ
َ مغصسوب لن مالِكَه ل
مغصوبٍ فل قَطْ عَ أيضا بِ سَ ِرقَةٍ م نْ حرزٍ مغصوبٍ لن الغا صِبَ منوع من الحرازِ
به بل فِ نو مستأجِرٍ ومعارٍ ويتل فُ الِرزُ باختل فِ الموالِ والحوالِ والوقا تِ
جدٍ أو سِ فحر ُز الثّوبِ والنقدِ الصّندوقِ القْفَلِ والمْتِعةِ الدكاكيَ وث حارس ونومٌ ب ْ
ظ قوي ين عُ ع ولو بتو ّسدِه حرزٍ ل هُ ل إن وضَ عه بقرْ به بل مُلحِ ٍ شار عٍ على متا ٍ
ال سارِقَ بقُوةٍ أو ا سْتِغاثةٍ أو انْقَلَ بَ ع نه ولو بقلْ بِ ال سّارِقِ فلي سَ حِرزا له (ويقْطَ عُ
جدٍ) كبا به و سارِيَتِه سِ بالِ َوقْ فٍ) أ يْ بِ سَرِقةِ ما ٍل موقو فٍ على غيه (و) مالِ (مَ ْ
حوِ (حُ صُرِهِ) وقناديلَ تُ سْ َرجُ و هو مُ سِْلمٌ لَنّ ها أُ ِعدّ تْ للِنْتفا عِ وقِنْدي ِل زينَةٍ (ل) بَِن ْ
ف فَقْرٍ أو غَيْرِه ولو ل يكُن بِها (ول بِمالِ صَدقةٍ) أي زكاةٍ (وهو مُستحقٌ لا) بوص ِ
ت البَيْ نِ ول غازِيا قُطِ عَ صدَقةٍ وَلَيْ سَ غارِما لِ صْلحِ ذا ِ له في هِ ح قٌ كغن أخذ مالَ َ
لنَتِفاءِ الشّبْهةِ (و) لَ ِبمَالِ (مَصَالِحَ) كَبَيْتِ الالِ وإنْ كانَ غنيا لن لهُ فيهِ حَقا لن
ت فينْتَفِ عُ بِه الغَنِيّ والفَقيِ ِم نَ الُ سْلمِي ذلِ كَ قد يُ صْ َرفُ ف عِمارَةِ ال سَا ِجدِ والرّباطا ِ
(و) ل بالِ (ب عض) من أ صل أو فِرْ عٍ (و سَيّد) ِلشُبْهةِ ا سْتِحقاق النّفقةِ ف الُملة
(والظهَر قَ ْطعُ أ َحدِ الزّوجي بالخرِ) أي ِبسَ ِرقَة مالِه ا ُلحَرز عَْنهُ (فإِن عادَ) بعدَ قَ ْطعِ
يُمنا هُ إل ال سّرِقة ثانيا (ف) تُقْطَ عُ (رجْلَ ُه اليُ سْرى) من مِفصل ال سّاقِ وال َقدَ مِ (ف)
إِن عا َد ثالثا فتُقْط عُ (يد ُه الي سرى) من كوعِ ها (ف) إِن عا َد رابِعا فتُقْطَ عُ (رِجَْل هُ
الُيمْن ث) إِن سَرَقَ بَعدَ قطعْ ما ُذكِرَ ( ُع ّزرَ) ول يُقتَل وما ُروِيَ من أنه قَتَله منسوخ
298
أو مُؤوّلٌ بقتِْلهِ لسْتِحللٍ بل ضَعّفَهُ الدارقطن وغيه ،وقال ابن عبد الب أنهُ منكر ل
أَ صْلَ له .وم نْ سرَقَ مِرارا بل قطْع ل يْلزمْ هُ إل ح َد واحد على العتمد فتكفي يينَه
عن الكلّ لتادِ ال سّبب فتداخل تْ (وتَثْب تُ) ال سّرقة (برَجُلَْي نِ) كسائرِ العقوبا تِ غيِ
الز نا وإقرارٍ م نْ سارِقٍ ب عد دعْوى عل يه مع تفْ صيلٍ ف الشهادَةِ والِقرارِ بأن تُبيّن
السرقة والسْروقَ منه وقدرَ السروقِ والرز بتعيينهِ (و) تثْبتُ السرِقة أيضا خِلفا لا
اعتمدَهُ جعٌ (بيمي ردّ) من الدّعى عليه على الدعي لنا كإِقرارِ الدعى عليه (وقَبْلَ
رُجو عِ مقرَ) بالنّسبَةِ لِقَطْ عٍ بِخل فِ الالِ فل يُقَْبلُ رجوعُه في هِ لن هُ حَقّ آدَم يّ (ومن
أقرَ بقعوبةٍ ل تعال) أي بوجِبِهسسا كَزِنسسا وسسسَ ِرقَةٍ وشُرب َخمْ ٍر ولو بعدَ دعوى
(فلقا ضِ) أي يوزُ ل هُ ،كما ف الروْضةِ وأ صْلِها ،لك نْ نَقَلَ ف شَرح مُ سْلم الِجْما عِ
ب وَقضِيةِ َتخْصسِيصهم القاضسي بالوازِ على َندْبِه ،وحكاهُس فس الَبحْرِ عسن الَصسْحا ِ
ْهس
َهس على غَيه .قال شيخنسا :وهسو مُحتملٌ ،وُيحْتَمَلُ أن غيَ القاضسي َأوْل مِن ُ حُرْمَت ُ
ع التّلقيِ عَلَيْ هِ (تَعري ضٌ) له (برجُو عٍ) ع ِن القْرارِ أوْ بالِنْكارِ فيقولُ لعَلّ كَ لمْتنا ِ
فأَخذْ تَ أو أ َخذْ تَ من غيِ حِ ْرزٍ أو ما عَِلمْتَ هُ َخمْرا لنه عَرّ ضَ لاعِزَ وقال لِمَ نْ أقرّ
حدْ هُ
عِْندَ هُ بال سّ ِرقَةِ ما إخالُ كَ س َر ْقتَ وخرج بالتّعريض التصريح كارْجِع عنه أو ا ْج َ
فيأْث به لنهُ أَمَرَ بال َكذِبِ وَيحْرُمُ التّعريضُ عن َد قِيامِ البَيّنة.
وَيوزُ للقاضي أيضا التّعريضُ للشّهود بالتّوقّفِ ف ح ّد ال تعال إ ْن رَأى الصَْلحَ َة
ف ال سّتْرِ ،وإل فل ،وبِه يُعْلَ مُ أن ُه ل يوزُ لَ ُه التّعرُ ضُ ول َلهُ مْ التّوقّف إن ترتّب على
ذلك ضَياعُ السْروقِ أو حدّ الغَيْ ِر كحدّ القَذف.
[خاتة] :ف قاطِع الطّريقِ لو َعلِمَ الِمامُ قوما يُيفونَ الطريقَ ول يأخُذوا ما ًل ول
قَتَلوا نَفْسا عَزّرهُم وجُوبا بَبْ سٍ وغي هِ وإن أخذ القاطِ عُ الالَ ول يقتُل قطعت يده
اليمنَى ورجل ُه اليُ سرى ،فإِن عادَ فرِ ْجلُ ُه اليم ن وَيدَه الي سرى ،وإن قَ تل قُتِلَ حتما
وإن عَ فا مُ سَْتحِ ّق القَوْد وإن قَتَل وأخَذ ن صابا قُتِل ث صلّب ب عد غ سْله وتَكْفينِه
299
والصسلةِ عليسه ثلثسة أيام حتما ثس ينل ،وقيسل يبقسى وجوبا حتس يتهرّى ويسسيل
صديده ،وف قول يصَْلبُ حيا قليلً ث ينل فيقتل.
(ف صل) :ف التعز ير (ويُع ّزرُ) أي الِما مُ أو نائِب هُ (لع صِيةٍ ل َحدّ ل ا ول كَفّارَةَ)
سسوا ًء كانست حقا ل تعال أم لدمسي كمباشَرةِ أجنبيّةس فس غيِ فرج ٍس وسستّ ليسس
ع التعزيرُ بل معْصِية كمن يكتسبُ باللهوِ بقذف وضرب لغي حق (غالبا) وقد ُيشْرَ ُ
الذي ل مع صي َة في هِ ،وقد ينَتفي مع انتفاء الدّ والكفارة :ك صغيةٍ صدرت م ن ل
يُعر فُ بالشرّ لدي ثٍ صححه ا بن حبان" :أقِيلوا ذوي اليئا تِ عثرايَ هم إل الدود"
وف رواية" :زلَّتهَم" وفسرهم الشافعي رضي ال عنه بن ذُكر ،وقيل :هم أصحابُ
الصغائر ،وقيل :مَ ْن يندمُ على الذنبِ ويتوبُ منه .وكقتلِ من رآه يزن بأهلهِ على ما
يامعس التعزيرُ
ُ حكاه ابسن الرفعسة لجسل الميةِ والغضسب ،ويلّ قتلُه باطنا .وقسد
الكفارةُ كمجا مع حليلتَ هُ ف نارِ رمضان وي ص ُل التعزيرُ (بضر بٍ) غ ي مُبحٍ أو
صفعٍ و هو الضر بُ ب مع الك فِ (أو حب سٍ) ح ت عن المعةِ أو توبي خٍ بكلم أو
تغري بٍ أو إقامةٍ من ملس ونو ها م ا يرا ها الع ّزرُ جن سا وقدار ل بل قِ ليةٍ .قال
شيخُنا :وظاهرُ حرمةِ حلقِها وهو إنا ييءُ على حرمتهِ الت عليها أكثر التأخرين أما
على كراهتِ ِه ال ت علي ها الشيخان وآخرون فل وج هَ للمن عِ إذا رآ ُه الِمام .انت هى.
ويب أن ينقصَ التعزيرُ عن أربعيَ ضربةٍ ف الرّ وعن عشرينَ ف غيهِ (وعُزر أب)
وإن عل وأَل قَ به الراف عي المّ وإن عَلَ تْ (ومأذُونسه) أي من أذَن لهُس فس التعزيرِ
كالعل مِ ( صغيا) و سفيها بارتكابِه ما ما ل يلي قُ زجرا ل ما عن سيءِ الخل قِ
وللمعلمِ تعزيرُ التعلمِ منهُ (و) عزر (زوجٍ) زَوجَتهُ (لقّهِ) كنشوزِها ل لقّ ال تعال
وقضيتُه أَنه ل يضرّ با على تر كِ الصلة .وأفت بعضُهم بوجوب هِ .والوجه كما قال
شيخنا جواز هُ ،وللسيد تعزيرُ رقيق هِ لقّ هِ ،وحقّ اللّ هِ تعال وإنا يُعَزّر من مرّ بضرب
غي مبح ،فإِن يَفِد تعزيره إل ببح تُرك لنه مُهلكٌ وغيه ل يفيد( .وسُِئلَ) شيخنا
300
عبدِ الرح ن بن زياد رح ه ال تعال عن عبدٍ ملو كٍ ع صى سيدَه وخالف أمرَه ول
يدم هُ خد مة مثله .هل ل سيدِه أن يضربَه ضربا غ ي مبح أم لي سَ له ذلك؟ وإذا
ضَربه سيدَهُ ضربا مبحا ،ورفع به إل أحد حكام الشريعة ،فهل للحاكم أن ينَعه
عن الضر بِ البحِ أم ليس له ذلك؟ وإذَا مَنعَ هُ الاك مُ مثلً ول يتنع ،فهل للحاك مِ
أن يبي َع العبدَ وي سلمَ ثَن هُ إل سيدهِ أم لي سَ له ذلك؟ وباذا يبيعَهُ ،ب ثل الثم نِ الذي
الرغباتس فس الوقست؟
ُ إليهس
سدُه ،أو باس قاله القوّمون ،أو باس انتهست ِ ِهس س ي
اشتراهس ب ِ
ُ
سدِ أن عليهس شرعا فللس ي
(فأجاب) إذا امتنسع العبدُ مسن خدمةِ سسيدهِ الدم َة الواجبسة ِ
يضربَه على المتنا عِ ضربا غي مُبحٍ إن أفاد الضَر بُ الذكورُ ،وليس له أن يضربَه
ضربا مُبحا ،وينعُهُ الاكمُ من ذلك ،فإِن ل يتنعْ منَ الضرب الذكورِ فهوَ كما لو
كلّفهُ منَ العملِ ما ل يطيق ،بل أول إذ الضرب البح ربا يؤدي إل الزهوقِ بامعِ
التحري .وقد أفت القاضِي حسي بأن هُ إذا كلّ فَ ملوك هُ ما ل يطي قُ أنه يبا عُ عليه
بثمنِ الثلِ ،وهوَ ما انتهت إليهِ الرغبات ف ذلكِ الزمان والكان .انتهى.
(فصلٌ) :ف الصيالِ .وهو الستطال ُة والوثو بُ على الغيِ (يوزُ) للشخص (دف عُ)
كلّ ( صائلٍ) ،م سل ٍم وكافرٍ ،مكل فٍ وغيه (على مع صوم) من نف سٍ أو طر فٍ أو
بضعس ومقدماتسه كتقسبيلٍ ومعانقةٍ ،أو مالٍ وإن ل يُتموّل على مسا اقتضاه ٍ منفعةٍ أو
ص كجلدِ ميتةٍ سواءً كا نت للداف عِ أم لغي هِ وذل كَ إطلق هم كحبةِ برَ ،أو اخت صا ٍ
للحدي ثِ الصحيح أن" :من قُتلَ دو نَ دمِ هِ أو مالِ هِ أو أهِل ِه فهو شَهيدٌ" ويلز مُ من هُ أن
له القتلُ والقتال :أي و ما يسيي إليه ما كالر حِ (بل ي بُ) علي هِ إن ل يَ فْ على
نفسهِ أو عضوِ ِه الدفع (عن بضعٍ) ومقدَماته ولو من غي أقارب هِ (ونف سٍ) ولو ملوكةٍ
سمٌ غيس مقونِس الدم كزانٍس مصسنٍ ،وتاركُس صسلةٍ، (قصسدها كافرٌ) أو بيمةٌ أو مس ل
وقاطعُ طريقٍ تتم قتلُه ،فيحرم الستسلمُ لم فإِن قصدَها مسلمٌ مقونُ الدم ل يب
الدف عُ ،بل يو ُز الستسلمُ له ،بل يسنّ للَمرِ ب ِه ول ي بُ الدف عُ عن ما ٍل ل رَو حَ
301
ب فزج ٍر
فيه لنفسهِ (وليدف عِ) الصائلِ العصوم (بالخف) فالخف (إن أمك نَ) كهر ٍ
ط فبعصا فقط عٍ فقتلٍ لن ذلك بكلم فاستغاثةٍ أو تصن بصانة فضرب بيده فَبِسو ٍ
ُج ّوزَ للضرورةِ ول ضرورةَ للث قل مع إمكان ال خف ،فم ت خال فَ وعدل إل رتبةٍ
مع إمكان الِكتفا ِء بدونا ضمن بالقَودِ وغيه .نعم :لو التحم القتالُ بينهما واشتدّ
المرُ عن الضب طِ سقطَ مراعاةُ الترتي بِ وملُ رعايةِ الترتي بِ أيضا ف غيِ الفاحشةِ
فلو رآ هُ قد أَولَج ف أجنبيةٍ فل هُ أن يبدَأ هُ بالقتلِ وإ ِن اندف عَ بدون هِ لن هُ ف كلِ لظةٍ
مواق عٌ ل يُستدركُ بالناةِ قاله الاوردي والرَويان والشيخ زكريا .وقالَ شيخُنا :وهو
حصَنِ ،أما غيُه فالتجهُ أنهُ ل يوزُ قتلهُ إل إن أدّى الدفعُ بغيهِ إل مضي ظاهر ف ا ُل ْ
زمنٍ وهو متلبسٌ بالفاحشة .انتهى .وإذا ل يكن الدفعُ بالخفّ كأن ل يد إل نو
سيفٍ فيضر بُ به ،أما إذا كا نَ الصائلُ غي معصومٍ فله قتل هُ بل دف عٍ بالخف لعد مِ
حرمتهِ.
[فرع] :ي بُ الدف عُ عن منكرٍ كشرب م سكرٍ وضر بِ آل ِة لوٍ وقتلِ حيوا نٍ ولو
للقاتلِ( .ووَجَب َس ختانسٌ) للمرأةِ والرجلِ حيسث ل يولدا متونيِ لقوله ِس تعال{ :أن
ات بع ملةَ إبراه يم} ومن ها التان ،إختتَ و هو إب نُ ثانيَ سنةٍ ،وق يل واج بٌ على
الرجالِ ،وسنةٌ للنساءِ .ونُقلَ عن أكثرِ العلماءِ( .ببِلو غٍ) وعقلٍ إذ ل تكلي فَ قبلَهما
فيج بُ بعدها فورا .وب ثَ الزركشيّ وجوبَ هُ على ولٍ مي ٍز وفي هِ نظر .فالواج بُ ف
ختا نِ الرجلِ قط عُ ما يغطي َحشْفَتَ هُ حت تنكش فَ كلها ،والرأةِ قط عُ جزءٍ يق عُ عليه
ج فوق ثقب ِة البولِ تُشبهُ عُرفَ الديكِ وتسمى السمُ من اللحمةِ الوجودةِ بأعلى الفر ِ
الب ظر بوحدة مفتوحة فمعجمة ساكنة ونقلَ الردبيلي عن الِمام ولَو كان ضعي فَ
الِلقةِ بيث لو خُتَ خِي فَ علي هِ ل يُختْ إل أن يَغلُ بَ على الظ نّ سلمتَهُ ،ويند بُ
تعجيلُ هُ سابعَ يو مِ الولدةِ للِتّبا عِ ،فإِن ُأ خر ع نه ف في الربع ي ،وإل ف في ال سنةِ
السابعةِ لنا وق تُ أمر هِ بالصلةِ ومَن ما تَ بغيِ خِتا نٍ لن يُختْ ف الصحِ .ويُسنّ
302
إظهارُ ختا نِ الذكرِ وإخفاءُ خِتا ِن الُنثى ،وأمَا مؤنةِ التا نِ ف مالِ الختو نِ ولو غ َي
ملّف ،ث على مَ نْ تلزمُ هُ نفقتُ هُ .وي بُ أيضا قط عُ سرةِ الولودِ بعدَ ولدتِ هِ بعدُ نوَ
ربطِها لتُوقف إمساكِ الطعا مِ عليه( .وحر مَ تثقي بُ) أن فٍ مطلقا (وأذ نُ) صبّ قطعا،
وصبِيةٍ على الوج هِ لتعلي قِ اللَ قِ كما صرحَ به الغزال وغيُه لن هُ إيل مٌ ل تد عُ إلي هِ
حاج ٌة وجوز هُ الزركشي واستدلّ با ف حدي ثِ أمّ زر عٍ ف الصحيح ،وف فتاوى
قاضيخان مِ نَ النفيةِ أن هُ ل بأ سَ ب هِ لنم كانوا يفعلونَ هُ ف الاهليةِ فل مْ يُنكِرْ عليهم
ر سولُ ال ،و ف الرعايةِ للحنابلةِ يوزُ ف ال صبيةِ لغر ضِ الزينةِ .وَيُكر هُ ف ال صب.
انتهى .ومقتضى كل مُ شيخنا ف شرح النهاج جوازُ هُ ف الصبيةِ ل الصب لا ُعرِ فَ
أن هُ زينةٌ مطلوبةٌ ف حقهنّ قديا وحديثا ف كلّ ملّ .و قد ج ّوزَ اللّعِ بَ لنّ ب ا في هِ
هذهس الزين ِة الداعيةِ لرغبةِ
والتعذيبس فس مثلِ ِ
ُ صسورةٌ للمصسلحةِ ،فكذا هذا أيضا.
ك فإِن ُه مهمّ.
الزواجِ إليهنّ سهل متملٌ ومغتفَرٌ لتلكَ الصلحةِ .فتأملْ ذل َ
[تتمة] :مَنْ كانَ مع داب ٍة يضمَنُ ما أتلَفَتْهُ ليلً ونارا .وإ ْن كانتْ وحدَهَا فأَتلَفَ ْ
ت
ضمَنَس إل أن ل يُفرّطَس فس ربطِهَا. ل َ زرعا أو غيَهُس نارا ل يضمَن ْس صساحُبهَا.أو لي ً
ف نوِ ه ّرةٍ طيا أو طعاما عَهدَ إتلف ها ضم نَ مالِكُ ها ليلً ونارا إن ق صّرَ ف وإتل ُ
ربطِ هِ ،وتُدف عُ الرّ ُة الضاريَةُ على نوِ طيٍ أو طعا مٍ لتأكَُل هُ ك صائلٍ برعايةِ الترتي بِ
السابقِ .ول تقت ُل ضاريةً ساكنةً خلفا لمعٍ لِمكا ِن التحرزِ عن شرّها.
بابُ الهاد
( ُه َو فَر ضُ كفايةٍ كلّ عا مٍ) وَلو م ّرةً إذا كان الكفارُ ببلدِ هم ،ويتعيُ إذا دَخلوا
بلدَنا كما يأت :وحُكْمُ فرضِ الكفايةِ أنه إذا فعلهُ من فيهم كفايةً سقطَ الرجُ عنه
وعن الباقي .ويأثُ كلّ من ل عُذرَ لهُ مِنَ السلميَ إنْ تركوهُ وإن َجهِلُوا .وفروضُها
ت الصانعِ سبحانهُ وما يَج بُ ل هُ
كثيةٌ (كقيا ٍم بج جٍ دينيةٍ) وهي الباهيُ على إثبا ِ
303
ت النبوا تِ وما وردَ ب هِ الشر عُ مِ نَ الَعا ِد
من الصفَاتِ ويستحيلُ علي هِ منها وعلى إثبا ِ
والِ سَابِ وغيِ ذلك( .وعلو مٍ شرعيةٍ) كتف سيٍ وحدي ثٍ وفِق هٍ زائدٍ على ما ل بدّ
منه وما يتعل قُ با بَي ثُ يصلحُ للقضاءِ والِفتاءِ للحاجةِ إليهِما (ودف ِع ضررٍ معصومٍ)
يصسلْ لال ِة الضطرارِ أو عارٍ أو نوهِم َا. جائعس ل ِ
ٍ ِنس مسسلمٍ وذم ِي وَمُسستأمنٍم ْ
والخاط بُ ب هِ كُلّ مو سرٍ ب ا زادَ على كفايةِ سنةٍ له ولمونةٍ عندَ احتللِ بي تِ الالِ
وعد مِ وفاءِ زكاةٍ (وأَمرٍ بعرو فٍ) أي واجبا تِ الشر عِ والك فِ عن مرماتِه فشملَ
النهي عن منكر ي الحرّ مِ لكنّ ملّ هُ ف واج بٍ أو حرا مٍ مُجم عٍ علي هِ ،أو ف اعتقادِ
الفاعلِ والخاط بُ ب هِ كل مُكَلّ فٍ ل َيخَ فْ على نوِ عضوٍ ومالٍ وإن قلّ ول يغل بْ
على ظِن هِ أن فاعَل هُ يزي ُد في هِ عنادا وإن عل مَ عادةً أنه ل يفيدَ هُ بأن يُغيَ هُ بكلِ طري قٍ
أمكنَ هُ من يدٍ فل سا ٍن فا ستغاثة بالغ ِي فإِن عجزَ أنكر هُ بقلبِ هِ .ولي سَ لح ٍد البح ثَ
والتجسسَ واقتحا مَ الدورِ بالظنو نِ .نعم :إن أخبَهُ ثقةٌ بن اختفى بنكرٍ ل يتدار كُ
كالقتلِ والزنا لزم هُ ذلك .ولو توق فَ الِنكارُ على الرف عِ للسلطانِ ل ي بْ لا في هِ من
هت كِ حرمةٍ وتغريِ مالٍ .قاله ا بن القشيي .قال شَيخُنَا :وله احتمالٌ بوجوب هِ إذا ل
وكلمس الروضةِ وغيِهسا صسريحٌ فيهسِ .انتهسى( .وتَحمُلُ ُ بهس هوَ الوجهسُ،
ينحِرْ إل ِ
شهادةٍ) على أهل له حضرَ إلي هِ الشهودُ علي هِ أو طلبَ هُ إن ُع ِذرَ بعذرِ جُمعةٍ (وأدائِها)
على ِم نْ يملُها إن كان أكثرَ من نصابٍ وإل فهوَ فر ضُ عيٍ (وكإِحياءِ كعبةٍ) ب جٍ
وعمرةٍ كل عا ٍم وتشيي عِ جنازةٍ (وردّ سلمٍ) م سنونٍ (ع نْ ج عٍ) أي إثنيِ فأكثرَ،
ط الفَر ضُ عن الباقي ويت صّ بالثوا بِ ،فإِن رُدّوا كلهم ولو مرتبا أُثيبُوا ثوا بَ فيسق ُ
الفر ضِ كال صليَ على النازةِ .ولو سلمَ ج عٌ مرتبو نَ على واحدٍ فردّ مرّ ًة قا صدا
جيعهم ،وكذا لو أطل قَ على الوج هِ أجزأَ هُ ما ل يصل فص ٌل ضارّ .ودخلَ ف قول
مسنونٌ سلمُ امرأةِ على امرأةٍ أو نوِ َمحْر مٍ أو سيدٍ أو زو جٍ وكذا على أجنبّ وهي
عجوزٌ ل تُشتهى .ويلزمها ف هذ ِه الصورةِ ردّ سلمِ الرجلِ .أما مشتهاةٌ ليس معها
امرَأَةٌ أخرى فيحر مُ عليها ردّ سلمِ أجنب ،ومثلُه ابتداؤه ويُكر هُ ردّ سلمِها ،ومثُل هُ
304
ابتداؤ هُ أيضا .والفر قُ أن ردّ ها وابتدا َء ها يُ ْطمِعُ هُ لطمعِ ِه في ها أك ثر بل فِ ابتدائِ ِه
ورد هِ .قالَ هُ شيخ نا .ولو سّلمَ على ج عِ ن سوةٍ وج بَ ردّ إحداهنّ إذ ل ي شى فتنةً
حينئذٍ .وخر جَ بقول عن جع الواحد فالردّ فر ضُ عيٍ علي ِه ولو كا نَ السلمُ صبيا
ميزا .ول بدّ ف البتداءِ والردّ من رفع الصوتِ بقدرِ ما يصلُ ب هِ السماعُ الحق قُ
ولَو ف ثقيل السمع .نعم :إنْ مرّ عليهِ سريعا بَيثُ ل يبلغْهُ صوتَ ُه فالذي يظهر كما
قالَ هُ شيخُ نا أن هُ يلز مه الرف عُ و سعيُهُ دو نَ العدو خَلفَ هُ .وي بُ ات صالُ الردّ بال سلمِ
كاتصالِ قبو ِل البي عِ بإِيابِ هِ .ول بأ سَ بتقديِ علي كَ ف ردِ سل ِم الغائ بِ لنّ الفصلَ
ليسَ بأجنب .وحيثُ زالتِ الفوريّةُ فل قضاء خلفا لا يُوهُهُ كلمُ الرويان .وَيَجبُ
ف الردّ على الصمّ أن يمعَ بيَ اللفظِ والِشارةِ ول يلزمهُ الردّ إل إن جعَ لهُ السّلمُ
عليهِ بيَ اللفظِ والِشارة (وابتداؤهُ) أي السلمُ عندَ إقبالِهِ أو انصرافِهِ على مُسَّلمٍ غي
نوِ فاسقٍ أو مبتدع حت الصبّ الميزَ وإن ظن عد مَ الردّ (سنةٌ) عينا للواحدِ وكفايةً
للجماعةِ كالتم سيةِ لل كل ل ب" :أنّ أول النا سِ باللّ هِ َم نْ بَدأهُ مْ بال سلمِ" .وأف ت
القا ضي بأن الِبتداءَ أفضلُ ك ما أن إِبراءَ الع سرِ أفضلُ مِ نْ إِنظار هِ و صيغةُ ابتدائ هِ
السلمُ عليكم أو سلمٌ عليك مُ ،وكذا عليك مُ السلمُ أو سلمُ ،لكن هُ مكرو هٌ للنهي
عن هُ و مع ذل كَ ي بُ الرد في هِ بل فِ وَعليك مُ ال سل ُم بالواو إذْ ل ي صلحُ للبتداءِ
المعس حتس فس الواحدِ لَجلِ اللئكةِ ِ التيانس بصسيغ ِة
ُ والفضلُ فس البتداءِ والردّ
وَالتعظي مِ وزيادةُ ورحةُ اللّ هِ وبركاتُه ومغفرتُ هُ .ول يكفي الِفرادُ للجماع ِة ولو سلمَ
كلٌ على الخ ِر فإِن ترتبا كا نَ الثان جوابا :أي ما ل يقصدْ ب ِه البتداءُ وحدَ هُ كما
بثَهُ بَعضهُم وإل لزمَ كلّ الردّ.
[فروع] :يُ سنُ إر سالُ ال سلمِ للغائ بِ ويلز مُ الر سو ُل ال تبيلغُ لن هُ أمان ٌة وي بُ
أداؤها .وملّ هُ مَا إذا رَض يَ بتحمل تل كَ المانةِ .أما لو ردّها فل وكذا إن س َكتَ.
وقال بعضُهُم :ي بُ على الو صى ب هِ تَبليغ هُ وملّ هُ ك ما قالَ شيخ نا إن قَبِلَ الو صيةَ
305
بلفظٍس يدلّ على التحملِ ويلزمُس الُر سل إليهِس الر ّد فورا باللفظِس فس الِرسسالِ وبهِس أو
بالكتاب ِة في ها .وَيُنَد بُ الردّ أيضا على البلّغ والبداءةُ ب هِ فيقولُ علي كَ وعلي هِ ال سلمُ،
لل خبِ الشهورِ في هِ .وح كى بعضُهُم نَد بَ البدِاءَةِ بالر ِسلِ .وَير مُ أن يبدأ ب هِ ذميا
ويسستثنيه وجُوبا بقلبهِس إن كانَس مسع مسسلمٍ .ويسسنّ لن ْس دخلَ ملّ خاليا أن ْس يقولَ
ب السلمُ على قاضي حاجةِ بولٍ أو السلمُ علينا وعلى عبادِ اللّ هِ الصاليَ .ول يند ُ
غائ طٍ أو جا عٍ أو ا ستنجا ٍء ول على شار بٍ وآكلٍ ف فمِ هِ اللقمةُ لشغلِ هِ ول على
فاسقٍ بَلْ يُسنّ تركَ هُ على ماهرٍ بفسقِهِ ومرتك بِ ذن بٍ عظي مٍ ل يت بْ مِن ُه ومبتد عٍ
إل لعذرٍ أو خوفِ مفسدةٍ ول على مُصلّ وسا ِجدٍ ومُؤذنٍ وَمُقيمٍ وخطيبٍ وَمُستَمِعِهِ
ب فإِن هُ يبُ عليهِ ذلكَ بل يكرهُ الردّ لقاضي الاجةِ ول ردّ عليهم إل مُسَتمِعَ الطي ِ
والام عِ والستنجي وَيُ سَنّ للكلِ وإ ْن كانت اللقمةُ بفِي هِ .نعم :يُسنّ السلمُ علي هِ
ب عد البل عِ وقب َل وض عِ اللقمةِ بفي هِ ،ويلزمُ هُ الردّ ويُ سَنّ الردّ ل ن ف الما مِ ومل بّ
باللف ظِ ولصلَ ومؤذ نٍ ومقي مٍ بالِشارةِ ،وإل فبع َد الفرا غِ أي إ ْن قَرب الفَصل ،ول
ف وراك بٍ ي بُ عليهم .ويُسنّ عندَ التلقي سلمُ صغيٍ على كبيٍ وما شٍ على واق ٍ
عليهم وقليلي على كثيينَ.
[فوائد] :وحت الظهرَ مكروهٌ .وقا َل كثيونَ حرامٌ .وأفت النووي بكراهةِ الننا ِء
بالرأسِ وتقبي ِل نوِ رأسٍ أو يدٍ أو رجلٍ ل سيما لِنحوِ َغنٍ لديثِ" :مَنْ تواضَعَ لغَن
ذَهَ بَ ثُلثا ديَن هُ" .وَيُند بُ ذلك لنحوِ صلحٍ أو عل مٍ أو شر فٍ لن أبا عبيد ًة قبّل َيدَ
ُعمَر رضي اللّ هُ عنهما .وَيسنّ القيا مُ ل ْن في هِ فضيلةً ظاهرةً مِ ْن نوِ صلحٍ أو عِلمٍ أو
ولدةٍ أو ولَيةٍ مصحوبةٍ بصيانةٍ .قال اب نُ عبدِ السلمِ أو لن يُرجى خيُه أو يُخشَى
شَرّ هُ ولو كافرا خُش يَ مِن هُ ضررا عظيما .وَيَحرُ مُ على الر جل أن ي ب قيامَهُم ل هُ.
وَيُ سنّ ت قبيلُ قاد مٍ م نْ سفرٍ ومعانقتُه للِتبا عِ (كتشمي تِ عاط سٍ) بال غٍ (حَمدَ اللّ هَ
حكَ اللّ ُه فإِن هُ
ك ال أو رَحَمكُم اللّ هُ و صغيٍ ميزٍ َح َمدَ اللّ َه بنحوِ أ صل َ
تعال) بيحُ َ
306
سُنةٌ على الكفايةِ إن َس ِمعَ جاعةً و سُنةُ عيٍ إ نْ َس ِمعَ واحدٌ إذا َح َمدَ اللّ هَ العاط ُ
س
الميزُ عق بَ عُطَا ِسهِ بأَ نْ ل يتخللْ بينه ما فَو قَ سكتةِ تنف سٍ أوعَ َى فإِن هُ يُ سنُ له أن
يقولَ عقبَ ُه المدُ للّ هِ وأفضلُ من هُ المدُ للّ هِ ر بّ العاليَ ،وأفضلُ من هُ المدُ للّ هِ على
كلِ حالٍ .وخرج بقولِي حَ مد اللّه مَ نْ ل يمدُه عق به فل يُ س ّن التشمي تُ له .فإِن
شمّت هُ
شَك قال يَرح مُ اللّ هُ من حَمدَ هُ .ويُ س ّن تذكيُ هُ ال مد وعندَ توال العطا سِ ُي َ
لثل ثٍ ث يَدعو له بالشفاءِ ويُسرّ ب هِ الصلِي ويمدُ ف نفسهِ إن كا نَ مشغولً بنحوِ
ط رَفعٌ بكلّ بيثُ يسمعُه صاحُبهُ .وَيُسنّ للعاطسِ وضعُ شيءٍ بولٍ أو جَماعٍ وَيشتر ُ
شمّتِ هِ بِنحوِ يهديكُ مُ اللّ هُ ويُ صلحُ
على وجه هِ وخف ضُ صوتِهِ ما أمكنَه ،وإجابةُ ُم َ
بَالَكم أو يَغفرُ اللّهُ لكم للمرِ بهِ ويسنّ للمتثائبِ ردّ التثاؤبَ طاقتهُ وَسَترُ فِيهِ ولو ف
ال صلةِ بيدِ هِ اليُ سرى .ويُ سنّ إجاب ُة الداعِي بلبي كَ( .والهادُ) فر ضَ كفايةٍ (على)
كلّ مسلمٍ (مكلّ فٍ) أي بال غٍ عاقلٍ لرف ِع القل مِ عن غيِها (ذكرٍ) لضع فِ الرأةِ عنه
ق ولو مكاتبا ومُبعضا وإن أذ نَ ل هُ سيدُ ُه لنق صِهِ غالبا (حُرّ) فل ي بُ على ذي ر َ
(مُستطيعٍ لَ هُ سلحٌ) فل ي بُ على غيِ مستطيعٍ كأقط عٍ وأعمى وفاقدٍ معظ مَ أصابعَ
يد هِ ،ومَ نْ ب هِ عرجٌ بيّن أو مرضٌ تعظم مشقتهُ ،وكعادمِ مؤنٍ ومَركبٍ ف سَف ِر قصرٍ
فاضلٌ ذل كَ عن مؤنةِ مَ نْ تلزمُ هُ مُؤنتُ هُ كما ف ال ِج ول عَلى مَ نْ لي سَ ل هُ سلحٌ لنّ
عادِمُ ذلكَ ل نُصرةَ بهِ (وحَرُمَ) على مدينٍ مُوسَرٍ عليهِ دينٌ حالَ ل يوكِلْ من يقضي
عن هُ من مال ِه الاضِر ( سَفرٌ) لهادٍ وغيِه ،وإن قَ صُرَ وإن ل ي كن موفا أو كا نَ
لطل بِ عل مٍ رعايةً ل ّق الغيِ ،ومن ث جاءَ ف مُسلم :القتلُ ف سبيلِ اللّ هِ يُكفّرُ كلّ
شيءٍ إل الدّيْن( .بل إذ نِ غَريٍ) أو ظنّ رضا هُ وهوَ من أه ِل الِذ نِ .ولو كان الغريُ
ذميا أو كا نَ بالدّي ِن رَه نٌ وث يق أو كفيلٌ مُو سَر .قال الَ سنوي ف الهما تِ :أنّ
ب الدي نِ لي سَ بكا فٍ ف جوازِ السفرِ ،معتمدا ف ذلِك على ما فُه مَ من تر ّ سكو َ
كل ِم الشيخيِ هنا .وقالَ اب نُ الرفعةِ والقاضي أبو الطيّ بِ والبندنيجي والقزوين :ل
بدّ ف الرمةِ مِ َن التصريحِ بالن عِ ،وَنقلَ ُه القاضي إبراهي مُ بن ظهيةَ ول ير مُ السفرُ،
307
بل ول ين عُ من هُ إن كا نَ مع سرا أو كا نَ الدّي نُ مُؤ َجلً وإ ْن قَرُ بَ حُلول هُ بشر ِ
ط
وصولِهِ لا يلّ له فيه القصرُ وهوَ مُؤجلٌ (و) حر َم السفرُ لهادٍ وَحجّ تطوّعٍ بل إذنِ
(أَ صلٍ) م سلمٍ أ بٍ وأ مّ وإن علِ يا ولو أذ نَ من هو أقر بُ مِن هُ ،وكذا ير مُ بل إذ نِ
أصلٍ سفرٌ ل تغل بْ في ِه السلمةَ لتجارةٍ (ل) سفرٌ (لتعل مِ فر ضٍ) ولو كفايةٍ كطل بِ
(وإنس دخلوا) أي الكفارُ
ْ يأذنس أصسُلهُ
وإنس ل ْ عليهس ْ
يرمس ِ
النحوِ ودرجةِ الفتوى فل ُ
(بلدةً لنا تَعيّ نَ) الهادُ (على أهْلِها) أي يتعيّ نُ على أهلِها الدف عُ با أمكَنهُم وللدفع
مَرتبتا نِ .إحداهُ ما أن يتمَلَ الال اجتماعَهُم وتأهبَهُم للحر بِ فوج بَ الدف عُ على
كلّ منهُ مْ ب ا يقدرُ علي هِ ح ت على مَ نْ ل يلز مه الها ُد نوَ فقيٍ وولدٍ ومدي ٍن وعبدٍ
وامرأ ٍة فيهسا قوّة بل إذن منس مرّ .وَيغتفرُ ذلكَس لذا الطبِس العظيمِس الذي ل سسبيل
ب فمن قصدَهُ لهالِ هِ .وَثَانِيتُهما أ نْ يغشاهُ مُ الكفارُ ول يتمكنو نَ من اجتا عٍ وتأه ٍ
كافرٌ أو كفارٌ وعَلِ مَ أن هُ يُقتلُ إن أخ َذ هُ فعلي هِ أن يدف عَ عن نفسهِ با أمك نَ وإن كان
من ل جهادَ عليهِ لمتناعِ الستسلمِ لكافرٍ.
308
مِنَ الزَحفِ ِم َن السَْبعِ الوبقاتِ .ولو ذهبَ سلحُهُ وأمكنَ الرميُ بالجارةِ ل يزْ لَ ُه
ضهُم بأنه إذا غلبَ ظَنّ اللكِ بالثباتِ من غيِ النصراف على تَناقضٍ فيهِ .وجزمَ بع ُ
وجبس الفرارُ (إذا ل يزيدوا) أي الكفارُ (على مثلينسا) لليسة .وحكِمةُ َ نكاي ٍة فيهسم
َعفس أنّ الُسسِلمَ يقاتلُ على إحدى الُسسنييِ :الشهادةُ والفوزُ وجُوب مُصسَابرةِ الض ِ
بالغنيمةِ م عَ الجرِ ،والكافرُ يُقاتلُ على الفو ِز بالدن يا فَقَط .أ ما إذا زَادوا على الِثلَيِ
كمائتيِ وواحدٌ عنِ مائةٍ فيجوزُ الِنصرافُ مُطلقا .وَحَرّمَ جَمعٌ متهدونَ النصرافَ
مطلقا إذا بَل غَ السلمونَ اثن عشرَ ألفا لب" :لَ نْ يُغلَ بَ إثنا عشرَ ألفا مِ ْن قِلةٍ" وب هِ
خ صتِ اليةِ .ويُجا بُ بأن الرادَ ِم نَ الدي ثِ أنّ الغال بَ على هذا العددِ الظَفَرُ فل
ُمس الِنصسرافُ إن واضحس وإناس يَحر ُ
ٌ فيهس لرمةِ فرارٍ ول لعدمِهسا كمسا ه َوتعرض ِ
قاومناهسم إل متحرفا لِقتالٍ أو متحيزا إل فئةٍ يسستنجدُ باس على العدوّ ولو بعيدة
(وَيُرقّ ذراري كفارٍ) وعَبيدهَم ولو مسلميَ كامليَ (بأسرٍ) كما يرقّ حربّ مقهورٌ
س ال سرِ أرقاءَ ل نا ويكونو نَ ك سائرِ أموالِ الغنيمةِ. لر ب بالقهرِ أي ي صيونَ بنف ِ
ودخلَ ف الذراري ال صبيانِ والجانيَ والن سوا َن ول حدّ إ نْ وطىءَ غَانٌ أو أبوه أو
ْكس ويُعزرُ عال ٌالتملكس لن فيهسا شُبهةَ مُل ٍ
ِ سسيدهُ أمةً فس الغنيمةِ ولو قبلَ اختيا ِر
بالتحريِ ل جاهلٌ بهِ إن ُعذِرَ لقربِ إسلمِهِ أو بَ ُعدَ ملهُ عن العلماءِ.
[فرع] :يُحكمُ بإِسلمِ َغيَ بالغٍ ظاهرا وباطنا :إما تبعا للساب السلم ولو شا َركَ ُه
كافِرٌ ف سَبِيهِ ،وإما تبعا لحدِ أُ صُولِهِ وإن كا نَ إسلمُ ُه قَبَلَ عُلوقِ ِه فَلو أقرّ أحدُهُما
بالكفرِ بعدَ البلوغ فهسو مرتدّ مِنَس الن َس (ولِمامسٍ) أو أميٍ (خَيارٌ فس) أسسيٍ (كاملٍ)
ببلو غٍ وعقلٍ وذكورةٍ وحريةٍ (بيَ) أربَ عِ خِ صالٍ مِ نْ (قتلٍ) بضر بِ الرقبةِ ل غ ي
(وَمنّ) عليسه بِتخليةِ سسبيِلهِ ( َوفِداءٍ) بأسسرَى مِنّاس أو ما ٍل فيخمس ُس وجوبا أو بنحسو
سِلحا ويفادى سِل ُحهُم بأَسرانا على الوج هِ ل بالٍ (واسترقاقٍ) فيفع ُل الِما مُ أو
نائِبُ هُ وجوبا الحظّ للم سلميَ لجتهادِ هِ وَمَ نْ قتلَ أ سيا غيَ كاملٍ لزمتْ ُه قِيمَتَ هُ أو
309
صمُ دَمَ هُ) ِم َن كاملً قب َل التخييِ في هِ عُ ّز َر ف قط (وإ سل ُم كافرٍ) كاملٍ (بعدَ أ سرٍ يَع ِ
القتلِ ل بِ الصحيحي" :أُمِرْ تُ أَ نْ ُأقَاتِ َل النا سَ حت يشهدوا أَ نْ ل إل هَ إل ال ،فإذا
صمُوا مِن دماءَهُم وأموالُم إل بقّها" ول يذكُرْ هُنا ومالَ هُ لن هُ ل يعصمهُ. قالوا عَ َ
َهس وإِن كانوا بدَارِ
للعلمس بإِسسل ِمهِم تِبعا ل ُ
ِهس ِ ّهس ول صسغارَ أولد ِ ِمامس رِق ُ
إذا اختارَ ال ُ
الر بِ َأوْ أَرقاءَ وإذا تَبعُو هُ ف الِ سلمِ و هم أَحرارٌ ل يُرقّوا لمتناع طروّ الرقّ على
مَ ْن قار نَ إِسل َمهُ حُريََت هُ .ومِ نْ ثّ أجعُوا على أنّ الرّ السلمَ ل يُسب ول يُستَرقّ أو
أرقاءٌ ل ينقص ِرقّهُم .ومن ث لو َملَ كَ حربٌ صغيا ث حُكِ مَ بإِسلمهِ تبعا لصِلهِ
جاز سبيُه وا سترقاقُهُ ويب قى اليارُ ف با قي ال صالِ ال سابقةِ مِن الِنّ أو الفداءِ أو
الرِقّ .ومَحلّ جوازِ الفاداةَ مع إرادةِ الِقامةِ ف دارِ الكفرِ إن كان له ثّ عشيةَ يَأْم نُ
صمُ
مع ها على نف سِهِ ودينِ هِ (و) إ سل ُمهُ (قبلَ هُ) أي ق بل أ س ٍر بوض عِ أيدي نا علي هِ (يَع ِ
دما) أي نف سا عن كل ما مرّ (ومالً) أي جي َع ُه بدار نا أو دار هم وكذا فرعُه الرّ
ت ولو بَعدَ الدخولِ الصغيُ والجنو نُ عندَ السب عن ال سترقاق ل زوجُت ُه فإِذا سُبي ْ
انقط عَ نِكا ُح هُ حالً .وإذا سُبَي زوجا نِ أو أحدَهُما انفسخَ النكا حُ بيَنهُما لا ف خبِ
مسلمٍ أنم لّا امتنعوا يومَ أوطاسَ ِمنْ وطءِ الَسبّياتِ التزوّجات نَزلَ {وَالُحصَنَاتُ}
أي الُتزوجا تُ {مِ َن النساءِ إل مَا مَلَكَ تْ أيَانُكُ مْ} .فحرّم اللّ هُ تعال التزوّجات إل
السبياتَ.
[فرع] :لو ادّعَى أس ٌي َقدْ ُأرِ قّ إسلمَهُ قبلَ أسرِهِ ل يُقبَلْ ف الر قّ ويُجعَلُ مُسلما
صدّقَ من النَ ويثبتُ بشاهدٍ وامرأتيِ ولو ادّعَى أسيٌ أنه مسلمٌ ،فإِن أُخذَ من دارِنا ُ
ب فَل (وَإذا أَرقّ) الربّ (وعلي هِ دي نٌ) ل سلِم أو ذمِ يٍ (ل بِيمينِ هِ أو مِ نْ دَارِ الر ِ
يَسقُطْ) وسقطَ إن كا نَ لربّ ،ولو اقتر ضَ حَربّ من حربّ أو غ ِي هِ أو اشترى مِن هُ
شيئا ثُمّ أسسلما أو أحَدهُ ما يَ سقُط لِلتزامِه بعقدٍ صحيحٍ .ولو أتلفَس حربّ على
ف فل ضما نَ لن هُ ل يلتز مْ شيئا حرب كي شيئا أو غ صبَهُ مِن هُ فأ سلما أو أ سلمَ الُتلِ ُ
310
بعقدٍ حت يستدامَ حُكمَ ُه ولَنّ الربّ لو أتل فَ مالَ مسلمٍ أو ذم يٍ ل يضمنُ ُه فَأَول
مال الرب.
[فرع] :لو قَهرَ حربّ دائِنَ هُ أو سيدَهُ أو زوجَ هُ ملكه ارتف عَ الدي نُ والرِقّ والنّكا ُ
ح
ليسس للقاهرِ
ولكنس َْ كانس القاهِ ُر بعضا للمقهورِ
كانس القهورُ كاملً ،وكذا إن َ وإن َ
بَيعَ مقهورِهِ البعض لعتقِهِ عليهِ خلفا للسمهودي.
الناسس وتأليفُهُم فس اختلفس ِ ُ [مهمسة] :قال شيخُنسا فس شرح النهاج :قَدْ كَثُرَ
السراري والرِقاءِ الجلوبيَ مِنَ الرو ِم والندِ .وحاصلُ معتمدِ مذهبنَا فيهِم أنّ مَنْ ل
ت في هِ لحتمالِ يعل مْ كونَ هُ غنيمةً ل تتخَم سْ ول تُقسمْ َيحِلّ شراوه وسائرُ التصرفا ِ
أنّ آ سِرَ ُه البائ عُ له أولً حربّ أو ذميّ فإِنه ل يُخم سُ علي ِه وهذا كثيٌ ل نادرٌ ،فإِ نْ
تقّ قَ أَنّ آخذَ هُ مسل ٌم بنحوِ سرقةٍ أو اختل سٍ ل يزْ شراو هُ إل على الوجْ ِه الضعي فِ
أ نه ل يُخمّ سُ علي هِ فقولُ ج عٍ متقدميَ ظاهرُ الكتا بِ وال سنةِ والِجا عِ على من عِ
وط ِء السراري الجلوبةِ من الرو مِ والندِ إل أ نْ يُنصبَ مَ نْ يقسمُ الغنائ مَ ول حي فَ
يتعيُ حلَ هُ على ما عُلِ مَ أن الغان له السلمون وإنه ل يسبق من أميِهِم قبلَ الغتنا مِ
مَ نْ أَ َخذَ شيئا َفهُوَ لَ هُ لوازِ هِ عِن َد الَئِمةِ الثلثةِ .و ف قو ِل الشاف عي بل زَعَ َم التا جُ
سهَا ،وله أن يُحرّ مُ بع ضَ الغانيَ، الفزاري أن هُ ل يلز ُم الِما مُ قسم َة الغنائ ِم ول تمي َ
لكن ردّهُ الصنفُ وغيُهُ بأنه مال فٌ للِجا عِ وطري قُ من َوقَ َع بيدِهِ غنيمة ل تُخمّ سْ
ردّها لستحقّ عل مٍ ،وإل فللقاضي كالا ِل الضائ عِ أي الذي ل يق عِ اليأ سُ من صاحِبهِ
وإل كا نَ ملَ كَ بي تِ الا ِل فَلِمَن لَ ُه في هِ حقّ الظفرِ ب هِ على العتمدِ .وَمِ نْ ثّ كان
الُعتمدُ كما مرّ أن مَ نْ وَ صَلَ لَ هُ شيءٌ يستحقّهُ من هُ حلّ لَ هُ أ َخذَ هُ وإن ظل َم الباقو نَ.
نَعَ مْ :الور عُ لري ِد الت سري أن يشتري ثانيا مِ نْ وَكيلِ بي تِ الالِ لن الغال بَ عَد مَ
التخميسِ واليأسَ ِمنْ معرفةِ مالِكِها فيكون مُلكا لبيتِ الالِ .انتهى.
311
[تتمة] :يُعت ُق رَقيقٌ حرب إذا هَربَ ث أ َسَلمَ ولو بع َد الدنَةِ أو أسلمَ ث هرَب قبْلَها
وإن لْ يُهاجرْ إلينا ل عك سَهُ بأن أسلمَ بعدَ هدنةٍ ث هر بَ فل يُعتق لكن ل يُردّ إل
سيدِهِ فإِنْ ل يعتقه با َع ُه الِمامُ مِنْ مُسلمٍ أو َدفَعَ لسيدِ ِه قيمتَهُ ِمنْ مالِ الصالِ وأعتقَهُ
ي والولَءُ لُم وإن أتا نا ب عد الُدنةِ .وَشرط ردّ من جاءَ مِنهُم إلي نا حرّ ع نِ ال سلم َ
ذكرٌ مكل فٌ مسلما ،فإِن ل تَكُ نْ لَ هُ َثمّ عشيةٌ تَحمي هِ ل يُردّ وإ ّل رُدّ عليهِم بطلبهِم
بالتخليةِ بينَهُ وبيَ طالبَهُ بل إجبارٍ على الرجوعِ َمعَ طالبِهِ .وكذا ل يُر ّد صبّ ومنونٌ
البس
ِ أمس ل وامرأةٌ وخُنثَى أسسلمتا :أي ل يوزُ ردّهُم ولو لنحوِ وصسفَا الِسسلم ْ
لضع ِفهِم وَيُغرمونَ لنا قيمةَ رقي ٍق ارتدّ دونَ الرّ الرتدّ.
بابُ القضاء
بالدّ :أي الك مُ بيَ النا سِ .وال ص ُل في هِ قبلَ الِجا عِ قولُ هُ تعال{ :وأَ نِ احكُ مْ
بينهُ مْ ب ا أنزلَ اللّ هُ} وقولُ هُ{ :فاحكُ مْ بينَهُم بالق سطِ} وأخبارٌ ك خبِ ال صحيحي:
"إذا حَكَ مَ حاكِ مٌ أي أراد الُكْ َم فاجتهدَ ث أصابَ فل هُ أجرا نِ ،وإذا حَكَ مَ فاجتهدَ
ث أخطأ فَلَ هُ أجرٌ" .وف روايةٍ بدل الول" :فَلَ هُ عشرةُ أجورٍ" قالَ ف شر حِ مُسِلمٍ:
أج عَ السلمونَ على أنّ هذا ف حاك مٍ عالٍ مُجتهدٍ .أَما غيه فآثٌ بمي عِ أحكامِ هِ،
وإن واف قَ الصوابَ لن إصابَتهُ إتفاقية .و صَحّ خب" :القضاةُ ثلثةٌ :قا ضٍ ف النة،
وقاضيان ف النارِ" َوفُ سّرَ الولُ بأن هُ عَرَ فَ القّ وقضى ِب هِ ،والخيا نِ ِبمَ نْ عرَ فَ
وَجَار ف الُكْ مِ وَمَ ْن قضى على جهلٍ .وما جَاءَ ف التحذيرِ عن هُ كخبِ" :مَ نْ جُ ِعلَ
قاضيا فَقَدْ ذُِب حَ بغيِ سكِي" مَحمولٌ على عِظَ مِ الَط ِر في هِ ،أو على من يُكَ َر هُ ل هُ
القضاءُ ،أو يُحرُ مُ ( ُهوَ) أي قبولُ هُ ِم نْ متعددي نَ صاليَ لَ هُ (فر ضُ كفايةٍ) ف الناحيةِ
بسل أسسن فروضِس الكفاياتِس حتس قالَ الغزالُ :أنسه أَفضلُ مِنِس الهادِ ،فإِنِس امتنعَس
الصالونَ لَ هُ من هُ أثوا .أما تولي ُة الِما مِ أو نائبِ ِه لحدِهِم ف إقلي ٍم ففَر ضُ عيٍ عليه،
ث على ذي شوكةٍ .ول يوزُ إخلءُ مسافةِ العدوى عن قاضٍ.
312
[فرع] :ل بدّ مِنْ توليةٍ مِ َن الِمامِ أو مأذونِهِ َوَلوْ لنْ تَعيَ للقضاءِ ،فإِنْ فُقِدَ الِمامُ
فتوليةُ أهلِ اللّ والعقدِ ف البلدِ أو بعضهِم مَع رضا الباقِيَ ولو ولهُ أهلُ جانبٍ ِمنَ
البل ِد صس ّح فيسه دونَس الخسر .وَمِن ْس صسَري ِح التوليةِ وَليتُكَس أو قَلدتُكَس القَضاء .ومسن
ط القبولُ لفظا وكذا فورا ف الاضرِ. كفايتها عوّل تُ واعتمدْ تُ عليك في هِ .ويُشتر ُ
وعندَ بلو غِ ال بِ ف غيِه .وقالَ ج عٌ مققو نَ :الشر طُ عَد مُ الردّ ومَ نْ تعيَ ف ناحيةٍ
لَزِمَه قبولَ ُه وكذا طلُب هُ ولو ببذلِ مالٍ وإن خا فَ من نف سِهِ الي َل فإِن ل يتعيْ في ها
كُرِ هَ للمفضولِ القبولَ والطل بُ إن ل يتن عْ الفضلُ ،ويَحرُ مُ طَلبُ هُ بعزلِ صالٍ له ولو
ض كونُ هُ أهلً للشهادا تِ) كُلّها بأ نْ يكو نَ مُسلِما مكلفا حرّا ط قا ٍمفضولً (وَشُرِ َ
ذكرا عدلً سيعا ولَو بالصياح بصيا ،فل يُول من لَيسَ كَذلكَ ول َأ ْعمَى و ُهوَ من
يَرى الشب حَ ول يي ُز ال صورةَ وإن قَرُبَت بل فِ َم نْ ييزَ ها إذا قَرُبَ تْ بي ثُ يعرفُ ها
ولو بتكل فٍ ومزيدِ تأملٍ ،وإن عجز عن قراءةِ الكتو بِ .واختيَ صحةُ وليةِ العمى
ب القضاءِ ،فل يُولّى مُغفلٌ ومتلّ نظرٍ ب كبٍ أو مر ضٍ (متهدا) (كافيا) للقيا مِ بن ص ِ
فل ي ص ّح تولِيةُ جاهلٍ ومقلدٍ وإن ح فظ مذه بَ إمامِ هِ لعجزِ هِ عن إدرا كِ غوامضِ هِ.
والجتهدُ من يعر فُ بأحكا مِ القرآ نِ مِ نَ العامّ والا صّ والجملِ وال بيِ والطل قِ
والقيدِ والن صّ والظاهرِ والنا سخِ والن سوخِ والُحكَ مِ والُتشَابِ هِ وبأحكا ِم ال سنةِ مِ نَ
الُتواترِ وهوَ ما تَعدد تْ طُرقُ هُ وَالحادِ وَ ُهوَ بِخلفِ هِ والتصل باتصا ِل رواتِ هِ إلي هِ صلى
اللّ هُ علي هِ وسلم ويُسمى الرفو عُ ،أو إل الصحاب فقط ويُسمى الوقو فُ .والرسلُ
وهو قو ُل التابعي قا َل رسولُ اللّهِ كَذا ،أو فعلَ كذا ،أو بِحالِ الروا ِة قوّةً وضعفا وما
تَواتَرَ ناقِلُوه .وَأَجعَس السسلفُ على قَبولِهسِ .ل يُبحثُس عَن ْس عَدال ِة ناقِليهِس ولهُس الِكتفاءُ
بتعديلِ إمامٍ عُرفَ صحةُ مذهبِهِ ف الرحِ والتعديلِ وَيُقدمُ عِن َد التعارضِ الاصّ على
العا مّ ،والقيدُ على الطلقسِ ،والن صّ على الظاهرِ ،والْحك مُ على الَُتشَابِ هِ ،والناسسخُ
والتص ُل والقويُ على مقابِلِها .ول تنحصرُ الحكامُ ف خُمسُمائةِ آي ٍة ول خُمسُمائةِ
حدي ثٍ خلفا لِزاعمهُما وبالقيا سِ بأنواعِ هِ الثلثةِ ِم نَ الَلِي وَهُو ما يُقط ُع في هِ بِنَفْي
313
الفَار قِ كقيا سِ ضر بِ الولدِ على تأفيفِ هِ ،أو الساوي وَهُو ما يَبعُد في هِ إنتفا ُء الفار ِ
ق
كقيا سِ إحرا قِ ما ِل اليتي مِ على أ ْكلِ هِ ،أو الدون وَ ُهوَ ما ل يبعُد في هِ إنتفا ُء الفار قِ
العربس لغ ًة ونوا وصسرفا ِ الطعمس وبلسسانِ
ِ بامعس
ِ كقياسس ال ُذرَةِ على البّ فس الرِبسا
ِ
فيهس فقسط لئل َنس بَعدَهُم ولو فيمسا يُتكلّم ِ ِنس الصسحاب ِة َفم ْوبلغةً وبأقوا ِل العلماءِ م َ
يُخالَ َفهُ مْ .قالَ اب ُن الصلح :إجتما عُ َذلِ كَ كله إنا ُهوَ شَر طٌ للمجتهدِ الطل قِ الذي
يُف ت ف جي عِ أبوا بِ الفِق هِ ،أ ما مُقَيدٌ ل يعدو مذه بَ إما مٍ خا صٍ فلي سَ علي هِ َغيَ
ع فإِنّ هُ مع الجتهدِ ع فيها ما يراعيه الطل قُ ف قوانيِ الشر ِ معرفةَ قوا ِعدِ إمامِ ِه وليا ِ
كالجتهدِ مَ عَ نُ صوصِ الشر عِ ،ومِ نْ ثُمّ ل ي ُك نْ لَ هُ عُدولٌ ع نْ ن صّ إما ِم هِ ك ما ل
يوزُ الِجتهادُ مَ َع الن صِ .انتهى( .فإِ ْن ولّى سُلطانٌ) ولوَ كافرا أو (ذو شوكةٍ) غَي هُ
ت قوتُ ها في هِ (غيَ أهلٍ) للقضا ِء كمقلدٍ وجاه ٍل وفا سقٍ ،أي مَ عَ ف بلدٍ بأن ان صَرَ ْ
عِلمِ هِ بِنحوِ فِ سقِهِ وإل بأن ظنّ عدالتَ هُ مثلً ،ولو عَل َم فِ سقِهِ ل يُولّ هِ فالظاهرُ ك ما
جز مَ ب هِ شيخُنا ل ينفذُ حُكمَ هِ وكذا لو زادَ فِسقُهُ أو ارتك بَ مفسقا آخرَ على تردّدٍ
في هِ .انت هى .وَ َجزَ مَ بعضُهُم بنفوذِ توليتِ هِ وإن ولّ هُ غيَ عالٍ بِفِ سقِ ِه وكعبدٍ وامرأةٍ
وأعمى (نَ َفذَ) ما فعلَهُ مِ َن التوْليةِ وإن كانَ هنا َك متهدٌ عدلٌ على العتمدِ فينفذُ قضاءُ
ع كثيو َن فيما ُذكِرَ ف الفا سِقِ مَ نْ وَلّ هُ للضروةِ ولئل تتعَطلَ مصالُ النا سِ وإ نْ ناز َ
صوّبَهُ الزرك شي .قالَ شيخُ نا :و ما ذُكِر ف القلدِ ملُ هُ إن كا نَ ثّ متهدٌ وَأَطَالُوا وَ َ
وإل نفذتْ تَوليةُ القّلدِ ولو مِنْ َغيِ ذي شوكةٍ ،وكذا الفاسقُ.
314
ت فيها المرُ لَزَ مَ القاضي بياَنهُم وإل لَ مْ ينفذْ
القاضي الفاسقِ تبييَ الشهو ِد الت ثب َ
حُكمَهُ.
[فرع] :يُندبُ للِمامِ إذا ولّى قاضيا أن يأذنَ لَهُ ف الِستخلفِ وإنْ أطل َق التوليةَ
ف فيما ل يقدرُ عليه ل غيَهُ ف الصح. إستخل َ
[فائدة] :إذا تَم سّكَ العاميّ بذه بٍ لزمَ هُ موافَقتَ هُ ،وإل لزمَ ُه التمذهُ بَ بذهَ بٍ
مُعيٍ ِم َن الربعةِ ل غيِها ثُم لَ هُ وإ نْ عملَ بالولِ النتقالُ إل غيِ هِ بالكُليةِ ،أو ف
السائلِ بشرطِ أن ل يتَتَبّعَ الرخصَ بأن يأَ َخذَ مِنْ كلّ مذهبٍ بالسهلِ من ُه فيفسقُ بهِ
س ال خذعلى الوج هِ .و ف الادِ مِ عن بع ضِ الحتاطيَ .الَ ْولَى ل نْ ابتُلي بو سوا ٍ
بالخ فِ والرخ صِ لئل يزدادَ فيخر جُ عن الشر عِ ،ولضدِ هِ الخذُ بالثقلِ لئل ير جَ
عسن الِباحةِ .وأن ْس ل يلفّقَس بيس قولَيِ يتوّلدُ منهمسا حقيقةً مركبةً ل يقولُ باس كلّ
منهما .وف فتاوي شيخِنَاَ :م ْن قَّلدَ إماما ف مسألةٍ لزمَ هُ أن ير يَ على قضيةِ مذهب هِ
ف تلك ال سألةِ وجي عَ ما يتعل قُ ب ا ،فيلز مُ مَ نِ انر فَ عن عيِ الكعبةِ و صلى إل
جهتهَا مقلدا ل ب حني فة مثلً أن ي سحَ ف وضوئِ هِ مِ نَ الرأ سِ قدرَ النَا صيةِ وَأَن ل
315
ي سيلَ ِم نْ َبدَنِ ِه بعدَ الوضوءِ دَ مٌ و ما أشب هَ ذلك ،وإل كا نت صلتُهُ باطلةً باتفا ِ
ق
ي فَلْيُتفَطّنْ لذلكَ .انتهىَ .ووَافقَه العلمةُ عبدُ اللّهِ أبو مرمة العدن وزادَ فقالَ: الذهب ِ
قَد صرحَ بذا الشرطَ الذي ذكرناه غيَ واحدٍ منَ الحققيَ من أه ِل الصولِ والفِقهِ:
منهُ مْ اب نُ دقي قِ العِيدِ وال سُبكي ،ونقله السنوي ف التمهيد عن العراقي .قل تُ :بَلْ
نَقلَ ُه الراف عي ف العزيزِ عَ ِن القا ضي حُ سي .انت هى .وقالَ شيخُ نا الح قق اب نُ زيادٍ
رح هُ ال تعال ف فتاوي هِ :إنّ الذي َفهِمنا هُ من أمثلَِتهِم أنّ التركي بَ القاد حَ إنا يتن عُ
صدَ إذا كا نَ ف قضيةٍ واحدةٍَ .فمِ نْ أَمثِلَِتهِم .إذا تَوضأ َوَلمَ سَ تقليدا لب حَنيف َة واقَتَ َ
ق الِمامِيِ على بُطل نِ َذلِ كََ .و َكذَلِ كَ
تَقليدا للشافعي ثّ صلّى فَ صَلتُهُ باطلةً لتفا ِ
إذا تَو ضأ وَمَ سّ بل شهوةٍ تقليدا للِما مِ مال كٍ ول يُدلِ كْ تقليدا للشاف عي ثّ صلّى
ق الماميِ على بطل ِن طهارتِ هِ بل فِ ما إذا كا نَ التركي بُ مِ نْ فصلتُهُ باطِلَة لتفا ِ
قضيتيِ ،فالذي يظهرُ أنّ ذل كَ غ ي قاد حٍ ف التقليدِ ،ك ما إذا توضأَ وَمَ سَحَ بع ضَ
رأ سِهِ ُثمّ صلّى إل الهةِ تقليدا لب حنيفة فالذي يظهرُ صحةُ صلِتهِ لنّ الِماميِ
ف في ها بالِ هِ ،ل يقالُ اتف قا على بطل نِ ل يتف قا على بُطل ِن طهارتِ هِ ،فإِنّ الل َ
صلتِهِ لنّا نقولُ هذا التفاق ينشأ مِن التركي بِ ف قضيتي .والذي فهمنا هُ أن هُ غيُ
قاد حٍ ف التقليدِ ومثُل هُ ما إذا قَّل َد الِما مَ أحدَ ف أنّ العور َة ال سوأتانِ وكأنّ تَرَ كَ
بوجوبس ذلكسَ ،فالذي ِ ِمامس أحدُ
الضمض َة والسستنشاقَ أو التسسميةَ الذي يقولُ ال ُ
يظهرُ صحةَ صلتِهِ إذا قلدَ هُ ف قدرِ ال َعوَرةِ لنما ل يتفقا على بطل ِن طهارتِ ِه الت
هي قضيةِ واحدة ،ول يقد حُ ف ذلِ كَ إِتفاقَهُما على بطل نِ صلِت ِه فإِن هُ تركي بٌ مِ نْ
قضيتيِ و ُهوَ غيُ قاد حٍ ف التقليدِ كما يفهمُ هُ تثيُلهُ مْ .وقد رأي تُ ف فتاوي البلقين
ي القضيتيِ غي قادحٍ .انتهى .ملخصا. ما يقتضي أ ّن التركيبَ ب َ
[تت مة] :يَلز مُ مُحتاجا إ ستفتاءُ عالٍ عدلٍ عرف أهليَت هُ ث إن وَ َجدَ مُفتِييِ فإِ نِ
اعتقَدَ أَحدَهُما أعلم تَعيّنَ تقديَهُ .قال ف الروضةِ :ليسَ لُفْتٍ وعاملٍ على مذهبِنَا ف
316
مسألةٍ ذا تِ وجهيِ أو قوليِ أ نْ يعتمدَ أ َحدُهُما بل نظ ٍر في هِ فل خِل فَ ،بل يبح ثُ
حهِما بنحوِ تأخرِ هِ وإ نْ كانا لواحدٍ .انتهى( .وَيَجوزُ تكي مُ اثنيِ) َولَو مِ نْ عن أَرج ِ
غيِ خُصومَةٍ كما ف النكا حِ (رجلً أهلً لقضاءٍ) أي من له أَهليةَ القضاءِ الطلقةِ ل
ف خ صوصِ تل كَ الواقع ِة ف قط .خلفا لم عٍ متأخري نَ ولو مَ عَ وجو ِد قا ضٍ أهلٍ
خلفا للروضَةِ .أما َغيُ اله ِل فل يوزُ تكيمُ هُ أي م عَ وجودِ الهلِ وإل جازَ ،ولو
ف النكا حِ ،وإ ْن كا نَ َثمّ متهدٌ ،كما جَز مَ ب هِ شيخُنَا ف شرح النها جِ تبعا لشيخِ هِ
زكر يا .ل كن الذي أفتا هُ أن الحكّ َم العدلَ ل يُزوّ جُ إل مَ عَ فَ ْقدِ القا ضي َولَو َغيَ
أ ْهلٍ .ول يوزُ تكيمُ َغيُ ال َعدْلِ مطلقا ول يفيدُ حُكْمُ الحكّم إل برضاهِما ِبهِ لفظا
ل سكوتا فيعتسبُ رِضسا الزوجيَ معا فس النكاحسِ ،نعسم :يكفسي سسكوتُ البكرِ إذا
ا ستُؤذِنَتْ ف التحكي ِم ول يوزُ التحكي مُ م عَ غَيب ِة الولّ ولو إل م ساف ِة الق صرِ إِ نْ
كا نَ ثَم قا ضٍ خلفا لب ِن العمادِ لن هُ ينو بُ عن الغائِ بِ بل فِ الحكّ مِ :ويوزُ لَ هُ
أن يَحكُ مَ بعلمِ هِ على الو َج هِ( .وينعزلُ القا ضي) أي يُحكَ مُ بانعزالِ هِ ببلو غِ خَبِ
العزلِ لَهُس ولو مِن ْس عَدلٍ (و) ينعزلُ (نائِبُهسُ) فس عامٍس أو خاص ٍس بأن يبلُغَهُس خسبُ عزلِ
م ستخلفِهِ ل هُ أو الِما مُ ل ستخلفِهِ إن أذِن له أن يَ ستخلفَ عن نف سِهِ أو أطلَ قَ (ل)
حا َل كو نَ النائ بِ نائبا (عن إما مٍ) ف عا مٍ أو خا صٍ بأن قال للقاضي إِستخلف عن
فل ينعزلُ بذلك وإنا انعزلَ القاضي ونائبَ هُ (ب بِهِ) أي ببلوغ خَبِ العزلِ الفهو مِ مِ نْ
ف الوكيلِ ينعز ُل ل قَبلَ بلوغِ هِ ذل كَ لعظ مِ الضررِ ف نق ضِ أقضيتِ هِ لو انعَزلَ ،بل ِ
فإِنهُ ينعزلُ من حيِ العز ِل ولو قبلَ بلوغِ خَبِهِ .ومَنْ عَلِمَ عَزلَهُ ل ين َفذْ حكمُهُ لَهُ إل
أن يرضَى بكمِهِس فيمسا يوزُ التحكيمُس فيهِس (و) ينعزلُ أيضا كلٌ مِنهُمسا بأحدِ أمور
(عَزلِ نف سِهِ) كالوكيلِ (وجنو نٍ) وإغماءٍ وإن قلّ زمنهما (وفِسقٍ) أي ينعزلُ بفسقٍ
مَ نْ لَ مْ يَعلْم مُولي هِ بفسقِ ِه الصلي أو الزائدِ على ما كا نَ حا َل توليتِ هِ وإذا زال تْ هذ هِ
قاضس ل ٍ للمامس عَز ُل
ِ الحوالُ ل تعدْ وليت ُه إل بتوليةٍ جديدةٍ فس الصسحّ .ويوزُ
يتعيْ بظهورِ خللٍ ل يقت ضي إنعزالَ هُ ككثرَةِ الشكاوي في هِ وبأفضلِ مِن هُ وب صلحةٍ
317
كتسكيِ فتنةٍ سواءَ أعَزلَهُ بثِلِهِ أو بدونِهِ وإنْ ل يَكُنْ شيءٌ منْ ذلكَ ل يزْ عزلَه لن ُه
عب ثٌ ولك نْ ينفذُ العزلُ .أ ما إذا تعيَ بأن ل ي كن ثَمّ مَ نْ يَ صلُح غيِه فيحْرُ مُ على
مُولي هِ عَزلُه ول ينفذُ ،وكذا عَ ْزلَ هُ لنف سِهِ حينئذٍ بلفِ هِ ف غيِ هذ هِ الال ِة فينفذُ عزله
لنفسِهِ وإنْ لَمْ يعلمْ مُولّيهِ (ول ينعز ُل قاضٍ بوتِ إمامٍ) أعظمٍ ول بانعزالِهِ لِعِظمِ شدةِ
الضررِ بتعطيلِ الواد ثِ وخر جَ بالما ِم القا ضي فينعز ُل نوابُ هُ بوتِ هِ (ول يُقبلُ قول
متولّ ف غيِ م ِل وليتِ هِ) و ُهوَ خار جَ عملِ هِ (حَكَم تُ ب َكذَا) لن هُ ل يل كُ إنشاءَ
الك مِ حينئذٍ فل ينفذُ إقرارُ هُ ِب هِ وأ َخذَ الزركشي مِ نْ ظَاهرِ كل ِمهِ مْ أنّه إذا ُولّي بِبلدٍ
ل يتناولْ مَزارعَهسا وبسساتينَها فلو َزوّج وَ ُهوَ بأحدِهاس مَن ْس هسي بالب ْلدِ أو عكسسه ل
يَ صُحّ ،قيلَ ،وفي هِ نظرَ قالَ شيخُنا والنظرُ واض حٌ بلِ الذي يتج هُ أن هُ إن عُلمت عادةٌ
بتبعيةٍ أو عدمها فذلَك وإل ات هَ ما ذك َر ُه اقتصارا على ما ن صّ لَ هُ عَلي هِ وأفهَ مَ قولُ
النها جِ أَن هُ ف غيِ م ّل وليتِ هِ كمعزولٍ أن ل ينفذَ من ُه في هِ تصرفٌ استباحَهُ بالوليةَ
كإِيارِ وَقفٍ نظرهُ للقاضي وبيعِ ما ِل يتيمٍ وتقريرٍ ف وظيفةٍ.
قال شيخنسا وهسو ظاهرٌ (ك) مسا ل يقبلُ قولُ (معزولٍ) بعدَ انعزالِه ِس ومكسم بعسد
الكمس حينئذٍ فل يُقبلُِ يلكس إنشاءَ
لنهس ل ُ
حكمتس بكذا ُ
ُ ِهس
َجلسس حكم ِ
َ مفارقَةِ م
ِهس لنهُس يشهدُ بفعلِ نفس ِسهِ إل إن بهس ول يُقبلُ أيضا شهادةُ ك ٍل منهمسا بكم ِ
ُهس ِ
إقرار ُ
شَهدَ بكم حاكمٍ ول يعلمُ القاضي أنه حُ ْكمَهُ فتقبلُ شهادُتهُ إن ل يكُن فاسقا ،فإِنْ
عَل مَ القاضي أنه حكمَ هُ ل تقبلْ شهادُت هُ كما لو صرحَ ب هِ ويُقب ُل قولُه بحلّ حكمِ هِ
قبلَ عزلِهِس حكمتُس بكذا ،وإن قالَ بعلمسي لقدرتِهِس على الِنشاءِ حينئذٍ حتس لو قالَ
على سبيلِ الك مِ ن ساءُ هذ هِ القريةِ :أي الح صوراتِ طوال قٌ ِم نَ أزوا ِجهِنّ قُبِلَ إن
كا نَ متهدا ولو ف مذه بِ إمامِ ِه ول يوزُ لقا ضٍ أن يتب عَ حُكْ َم قا ضٍ قبلَ هُ صالٍ
وإنس اختلفسا شرفا للقضاءِ (وليسسوّ القاضسي بيَ الصسميِ) وجوبا فس إكرا ِمهِمسا ْ
وَجوا بُ سل ِمهِما والنظرُ إِليهِما والِستماعُ للكل مِ وطلقةُ الوج هِ والقيا مُ فل ي صّ
318
أحدها بشيءٍ ما ذُكر .ولو سلمَ أحدها انتظرَ الخرُ ويُغتفرُ طولُ الفصلِ للضرور ِة
أو قالَ لَ هُ سلم ليجيبه ما معا ول يز حُ معَ هُ وإ نْ شر فَ بعل مٍ أو حريةٍ والول أن
سهُما بيَ يَديهِ.
يل َ
[فرع] :لو ازدحَم مدّعو َن قُدّ َم السب ُق فالسبقُ وجوبا كمفتٍ ومدرّسٍ فيُقدمانِ
ب فرضَ وجوبا بسبقٍ ،فإِن استووا أو ُجهِلَ سابقٌ ُأقْرِعَ وقالَ شيخُنا ،وظاهر أن طال َ
ب كو نَ مل سِهِ الذي يق ضي في هِ العيِ م َع ضي ِق الوق تِ يُقد مُ كال سافرِ .وي ستح ّ
فسيحا بارزا ويكر هُ أن يتخذَ السجدَ ملسا للحك مِ صونا ل هُ ع نِ اللغ طِ وارتفا عِ
الصواتِ .نعم إن اتف قَ عند جلو سِ ِه في هِ قضيةٌ أو قضيتا نَ فل بأس بف صْلِها (وحرّ مَ
قبولَهُ) أيّ القاضي (هديةَ من ل عادةَ لَهُ ِبهَا قبلَ وليةٍ) أو كانَ له عادةٌ با لكنهُ زادَ
ف القدرِ أو الوصفِ (إن كا نَ ف ملِ هِ) أي م ِل وليتِ هِ (و) هديةُ (مَ نْ لَ هُ خصومةٌ)
صمُ وإ نِ اعتادَها قب َل وليتِ هِ لنا ف الخي ِة تدعو عندَه أو َم نْ أح سّ مِن هُ بأنه سَيُخا ِ
ت الخبارُ الصحيحةُ بتحريِ هدايا إل اليلِ إلي هِ وف الول سَبَبُها الولَيةُ وقد صح ِ
العمال (وإل) بأنْ كَانَ من عادتِه أَنه يُهدى إليهِ قبلَ الولي ِة ولو مر ًة فقط أو كانَ ف
غيِ م ّل وليتِ هِ أو ل يزدْ الهدي على عادتِ ِه ول خُصومَة لَ هُ حاضرة ول مترقبة جازَ
قبولَ هُ ولو جهّز ها لَ هُ مع ر سولِ ِه ولي سَ لَ ُه ماكم ٌة ف في جوا ِز قبولِ هِ وجهان :رَجّ حَ
بع ضُ شَرا حِ النها جِ الرمةَ وعُل مَ ما مرّ أنه ل يَحرُ مُ علي هِ قبولا ف غيِ عملِ هِ وإن
كان الُهدي من أهلِ عملِ هِ ما لْ يستشعْر بأن ا مُقدّمةٌ ل صومةٍ .ولو أهدى لَ ُه بعدَ
شراحس ِ بعضس
ُ َهس
حرمس القبولُ أيضا إن كان مَجازاةً لَه وإل فل .كذا أطلق ُ ْمس َ الُك ِ
النها جِ .قال شيخُ نا :ويتعيُ حلُ هُ على مهدٍ معتادٍ أهدى إلي ِه بعدَ الُكْ مِ وحي ثُ
فلبيتس الالِ
ِ ِهس إن وُ ِجدَ وإل
يلكس مسا أخذه فيده لالك ِ ْ حرمس القبولُ أو الخذُ ل َ
وكالدي ِة الِبَةِ والضِياف ِة وكذا الصَسدَقة على الوجَهِس وجوزَ لَهُس السسُبكي فس حَلبياتِهِس
يعرفس ِ َصسهُ فس تفسسيِهِ باس إذا ل
لهس ول عادةَ وَخ ّ قبولَ الصسدقةِ منس ل خصسومةَ ُ
319
الُتَ صدّقُ أن هُ القا ضي ،وب ثَ غيُ هُ القط عَ بلّ أخذِ هِ الزكاةَ .قالَ شَيخُ نا :وينب غي
تقييدُ هُ با ُذكِر .وتردّد ال سُبكيُ ف الوق فِ علي هِ من أهلِ عملِ هِ والذي يتج ُه في هِ ،وف
النذرِ أن هُ إن عيَّن هُ با سِهِ وشرطنَا القبو َل كا َن كالديةِ ل هُ .ويصحّ إبراؤ هُ عن ديِن هِ .إذ
ط فيهِ قبولٌ .وَيُكرهُ للقاضي ُحضُورَ الوليم ِة الت خُصّ با وحدَهُ وقالَ جعٌ: ل يُشتر ُ
ير مُ أو مع جاعةٍ آخري نَ ول يع تد ذل كَ قبلَ الوليةِ بل فِ ما إذا لْ يُق صدْ ب ا
ت للجيا نِ أو العلماءِ و ُهوَ منه مْ أو لعمو مِ النا سِ .قالَ ف خ صوصا ك ما لو اتذ ْ
ب النكا حِ إن ل يشتر طْ ،وكذا القا ضي العُبا بِ :يوزُ لغيِ القا ضي أخذُ هديةٍ ب سب ِ
ط ول َطَلبَ .اه .وفيه نظر. حيثُ جازَ لَ ُه الضورُ ول يَشتر ْ
[ت نبيه] :يوزُ ل نْ ل رِز قَ لَ هُ ف بي تِ الالِ ول ف غ ِي هِ وهوَ غيُ متعيٍ للقضا ِء
وكا نَ عمُل هُ م ا يُقابَلُ بأُجرةٍ أن يقولَ ل أحكُ مُ بينك ما إل بأجرةٍ أو رز قٍ على ما
قَالَ هُ ج عٌ وقال آخرو نَ يَحرُ مُ و ُهوَ الحو طُ لكنّ الولَ أقر بُ (ونَقْ ضُ) القا ضي
وجوبا (حكما) لنف سِهِ أو غيِ هِ إ ْن كا نَ ذل كَ الكْ مُ (بل فِ ن صّ) كتا بٍ أو سُنةٍ
أو نصّ مقلدِهِ أو قياسٍ جليَ وهو ما قُطِ َع فيهِ بإِلاقِ الفرعِ للصلِ (أو إجاعٍ) ومنه
ب الربعةَ كالخال فِ ما خال فَ شر طَ الواق فِ .قا َل ال سُبكيُ :و ما خال فَ الذاه َ
للجا عِ (أو برجو حٍ) مِ نْ مذهِب ِه فيُظهِرُ القاضي بطُل نَ ما خَالَ فَ ما َذكَرَ وإن ل
يُرَفعْ إلي ِه بنحوِ نَقِضتُهُ أو أبطلُتهُ.
[ت نبيه] :نقلَ العراق يُ واب نُ ال صلح الجا عَ على أن هُ ل يوزُ الك مُ ،بل ِ
ف
الراجح ف الذهب ،وص ّرحَ السُبكيُ بذلك ف مواضِعَ مِ ْن فتاوِيهِ وأطالَ وجعلَ ذلكَ
من الك مِ بل فِ ما أنزلَ اللّ هُ لنّ اللّ هَ تعال أوج بَ على الجتهدي نَ أن يأخذوا
بالراج حِ وأوج بَ على غيهِم تقليدَهُم في ما ي بُ عليهِم العملُ بِ هِ .ونقلَ الللُ
البلقين عنْ والدِهِ أن ُه كانَ يُفت أنّ الاكِمَ إذا حَكَمَ بِغيِ الصحيحِ من مذهبِهِ نَقَضَ.
320
وقالَ البها نُ بن ظَهية :وقضيتُ هُ والالةُ هذ هِ أن ُه ل فَر قَ بيَ أن يعضدَ هُ اختيارٌ
لبعضِ التأخرينَ أو بثٌ.
[تنبيه] :ثان :إعلمْ أنّ العتمدَ ف الذهبِ للحكمِ والفتوى ما اتفقَ علي ِه الشيخانُ،
ي فالرافعي فما ر ّجحَ ُه الكْثَرُ فالعلمُ فالورعُ .قالَ شَيخُنا :هذا كما جَزمَ ب ِه النووِ ُ
ما أطلقَ عليهِ مقِقُو التأخِرينَ والذي أوصَى باعتمادِ ِه مشايُنَا ،وقالَ السمهوديُ :ما
زا َل مشايُنَا يُو صُونَنَا بالِفتاءِ با علي هِ الشيخَا نِ وأن نُعرِ ضَ َع نْ أكثرِ ما خولِفا ب هِ.
ح هُ الشيخا نُ وإن نُقِلَ ع نِ وقالَ شيخُنَا اب نُ زياد :ي بُ علي نا ف الغال بِ ما ر ّج َ
الكثري نَ خلفُ هُ (ول يق ضي) القا ضي أي ل يوزُ ل هُ القضاءُ (بل فِ علمِ هِ) وإن
قام تْ ب هِ بينةٌ كما إذا شَهد تْ بر قّ أو نكا حٍ أو مل كِ َم نْ يُعل مُ حريُت هُ أو بينونتها أو
عد مُ ملكِ هِ لن ُه قاط عٌ ببطل نِ الك مِ ب هِ حينئذٍ والك مُ بالباطلِ مرّ مٌ (ويَقضي) أي
ِهس الؤكدِ الذي الوجهس (بعلمِهسِ) إن شاءَ :أي بظن ِ ِ القاضسي ولو قاضسي ضَرورَة على
يُجوّزُ ل هُ الشهادةُ مستندا إلي هِ وإن استفادَ قب َل وليتِ هِ .نعم ل يَقضي ب هِ ف حدودٍ أو
ب لند بِ ال سترِ ف أ سبابا .أ ما حدودُ تعزيرِ للّ ِه تعال كحدّ الز نا أو سرقةٍ أو شر ٍ
الدمييَ فيقضي فيها ب هِ َسوَاءٌ الالُ وال َقوَدُ و َحدّ القذ فِ .وإذا حَكم بعِلمِ ِه ل بدّ أن
ي صرح ب ستندِهِ فيقولُ علم تُ أن ل هُ عل يك ما ادّعا ُه وقضَي تُ أو حكم تُ علي كَ
بعل مي .فإِن تر كَ أحدَ هذي نِ اللفظيِ لْ ينفذْ حكمُ هُ ك ما قاله الاوردي وتبعُو هُ.
(ول) يقضي لِنف سِهِ ول (لبع ضٍ) من أصلِهِ وفرعِ ِه ول لشريكِ هِ ف الشتر كِ ويَقضي
لكلٍ من هم غيَ هُ من إما ٍم وقا ضٍ آخَر ولو نائبا عن هُ دفعا للتهمةِ (ولو رأى) قا ضٍ
وكذا شاهدٍ (وَرق ٌة في ها حُكْم هُ) أو شَهادََت هُ (ل يعملْ ب هِ) ف إمضاءِ حك مٍ ول أداءِ
شهادةٍ (حت يتذكرَ) ما حكَم أو َش َهدَ ب هِ لِمكا ِن التزويرِ ومشابةِ الَ طّ ول يَكفي
تذَكّر هُ أن هذا خطّ ُه فقط .وفيهما وج هٌ إن كا نَ الُك مُ والشهادةُ مكتوبيِ ف ورقةٍ
مصونةٍ عندهُما ووثقَ بأنه خَطّهُ ول يداخلْ ُه فيه ريبةٌ أَنه يعمِلُ به (ولهُ) أي الشخصُ
321
(حل فٌ على استحقاقِ) ح قّ له على غيِ هِ أو أداِئ هِ لغيِ هِ (إعتمادا) على إخبارِ عد ٍل
و (على خَ طّ) نف سِهِ على التعمدِ وعلى خطّ مأذونِ هِ َووَكيلِ هِ وشريكِ هِ و (مورثِ هِ إن
ق النّاسِ إعتضادا بالقرينةِ.وثَقَ بأمانِتهِ) بأن علمَ منهُ أنهُ ل يتساهلُ ف شيءٍ مِنْ حقو ِ
ب ينفذُ ظاهرا ل باطنا فل يُحلّ حراما [تنبيه] :والقضاءُ الا صِلُ على أصلٍ كاذ ٍ
ِهس الِلّ باطنا َكمس بشاهدي زورٍ بظاهِ ِر العدالَةِ ل يصس ْل بكم ِ عكسسهُ .فلو ح َ
َ ول
فيهس باطنا أيضا ّبس على أصس ٍل صسادقٍ فينفذُ القضاءُ ِ سسواء الا ُل والنكاحسُ .أمسا الرت ُ
قطعا .وجاءَ ف ال ب :أُمِر تُ أن أحك مَ بالظاهرِ واللّ ُه يتولّى ال سرائرَ .و ف شر حِ
ج لشيخِ نا :ويلز مُ الرأة الحكُو مَ علي ها بنكا حٍ كاذ بٍ الر بُ بَ ْل والقَتلُ وإ نْ النها ِ
قدر تْ علي ِه كال صائلِ على البُض ِع ول نظرَ لكونِ هِ يعتق ُد الِباحةَ ،فإِ نْ أُكرِهَ تْ فل
إثَم (والقضاءُ على غائ بٍ) عَ نْ البلدِ وإ ْن كا نَ ف غيِ عمِل هِ أو ع نِ الجلس بتوارٍ أو
تعززٍ (جائزٌ) ف غيِ عُقوبةِ اللّ هِ تعال (إن كان لد عِ حجةٍ ول يقلْ ُهوَ) أي الغائ بُ
ك فإِنْ قالَ (مقرّ) بالقّ بل ادعى جُحودَهُ وأنه يلزمهُ تسليمُهُ ل ُه النَ وأنه مطالبُ ُه بذل َ
هو مقرّ وأ نا أُقي مُ الجةَ ا ستظهارا مافةَ أ نْ يُنكرَ أو ليكتُ بَ با القاضي إل قاضي
بلدِ الغائ بِ ل تُ سمعْ حجُت هُ لت صريِهِ بالنا ف ل سماعِها ،إذ ل فائد َة في ها مع الِقرارِ
نَعمْ لو كانَ للغائبِ مالٌ حضرَ وأقامَ البينةَ على ديِنهِ ل ليكتبَ القاضي بهِ إل حاكمِ
بلدِ الغائبِ ،بل ليوفيهِ من ُه فتُسمعُ وإن قالَ هو مقرّ وتُسمعُ أيضا إن أطلقَ ( َووَجَبَ)
الغائبس علىُ َينس أو عيٍ أو بصسِحةِ عقدٍ أو إبراءٍ كأن أحالَ كانتس الدعوى بد ٍ
ِ إن
مدي نٍ لهُ حاضرٌ فادعى إبرا َءهُ (تليفُهُ) أي الُدعي ييَ الستظهارِ إن ل يكنِ الغائبُ
متواريا ول متعززا (بعدَ) إقامةٍ (بنيةِ أن القّ) ف الصورةِ الول ثابتٌ (ف ذمتِهِ) إل
الن احتياطا للمحكومِ عليهِ لنه لو حضرَ لربا ادعى با يبئَهُ .ويشترطُ مع ذلكَ أن
يقولَ أ نه يلز ُم هُ ت سليمُهُ إلّ وأنّ هُ ل يعل مُ ف شهودِ هِ قادحا كفِ سقٍ وعَداوةٍ .قالَ
شيخُنا ف شر حِ النها جِ ،وظاهرٌ كما قالَ البلقين أنّ هذا ل يأت ف الدعوى بعيٍ
322
ف في ها على ما يلي قُ ب ا وكذا نوَ الِبراءِ ،أ ما لو كا َن الغائ بُ متواريا أو بل يَحل ُ
كانس للغائب وكيلٌ مُتعززا فيقضسي عليهمسا بل يي ٍ لتقصسيِها قال بعضُه ُم :لو َ
حاضرٌ ل يك نْ قضاءٌ عَلى غائ بٍ ول ي بْ ييٌ (كما لو ادعى) شخ صٌ (على) نوِ
( صب) ل ولّ ل هُ (ومي تٍ) لي سَ ل ُه وار ثٌ خا صّ حاض ٌر فإِن هُ يل فُ ل ا مرّ .أ ما لو
كان لنحوِ الصب ولّ خا صّ أو للمي تِ وار ثٌ خا صّ حاضرٌ كاملٌ إعتبَ ف وجو بِ
التحليفِ طلُبهُ ،فإِن سكتَ عن طلبها لهلِ عرفه الاكمُ ث إن ل يطلبها قضى عليهِ
بدونِها.
323
الن ل قا ضٍ .ذكرَ هُ ف العدةِ وخالفَ ُه السرخسي واعتمد هُ البلقين لن علمَ هُ كقيا ِم
البين ِة ولهُ على الو َجهِ أن يكتُبَ ساعَ شاهدٍ واحدٍ ليسمعَ الكتوبُ إليهِ شاهدا آخر
أو يلّف ُه ويك مُ ل هُ (أو) يَن هي إلي هِ (حكما) إن حك مَ (لي ستوف) ال قَ لنّ الاجةَ
تد عو إل ذل كَ (والِناءُ أ نْ يُشهدَ) ذَكرَ ين ( َع ْدلَيِ بذل كَ) أي ب ا جرى عندَ هُ من
ثبو تٍ أو حك مٍ ول يك في غ ي رجليِ ولو ف مالٍ أو هل ِل رمضا نَ .وي ستحبّ
كتا بٌ به يَذكُ ُر في هِ ما يَتميزُ ب هِ الحكو مُ علي هِ من إ سمٍ أو ن سبٍ وأ ساءِ الشهودِ
وتاريِ ِه والِناءُ بالك مِ من الاك مِ يضي مع قر بِ السافةِ وبُعدِها وساعُ البينةِ ل
يُقبلُ إل فو قَ مسافةِ العدوى .إذ يسهُل إحضارُها مع القر بِ وهي الت يرج عُ منها
مبكرا إل مله ليلً فلو تعسرَ إحضارُ البين ِة معَ القربِ بنحو مرضٍ قُبلَ الِناءُ.
[فرع] :قال القاضي وأقرّ هُ لو حضرَ الغريُ وامتن عَ مِن بي عِ مالِ هِ الغائ بِ لوفاءِ دَينِ ِه
بهِ عندَ الطلبِ ساغَ للقاضي بيعُهُ لقضا ِء الدّينِ وإن ل يكنِ الالُ بح ّل وليتِهِ ،وكذا
إن غا بَ بحلّ وليتِ هِ ك ما ذكر ُه التا جُ ال سّبكيُ والغَزي وقال بل فِ ما لو كان
بغيِ م ّل وليتِهِ لنهُ ل يكنُ نيابتهُ عنهُ ف وفاءِ الدينِ حينئذٍ وحاصلُ كل ِمهِما جوازُ
البيع إذا كانَ هوَ أو مالُهُ ف م ّل وليتِهِ ومَنْعَهُ إذا خرجا عنها.
[مهمة] :لو غا بَ إنسانٌ من غيِ وكي ٍل ول هُ مالٌ حاضرٌ فأنى إل الاك مِ أنه إن
ل يب ْع هُ اختلّ معظمُ هُ لزمَ هُ بيعَ هُ إن تعيَ طريقا ل سلمتِهِ و قد صرحَ ال صحابُ بأن
القا ضي إن ا يت سلطُ على أموالِ الغائبيَ إذا أشر فت على الضيا عِ أو م ستِ الاجةُ
إليها ف استيفاءِ حقو قٍ ثَبتَ تْ على الغائ بِ وقالوا ث ف الضيا عِ تفصيلٌ فإن امتد تِ
ف وليس مِ َن الضياعِ اختللُ غ التصر ُ الغيبةُ وعسرت الراجعةُ قب َل وقوعِ الضياعِ سا َ
ل يؤدي لتلف ِس العظمِس ول يكسن سساريا لمتناعِس بيع ِس ما ِل الغائب ِس لجردِ الصسلحَةِ
للِ الؤدي لتل فِ العظ مِ ضيا عٌ نعم اليوا نُ يُبا عُ لجردِ تطر قِ اختللٍ إلي هِ.والخت َ
324
لرمةِ الرو حِ ولن هُ يبا عُ على مالِكِه بضرتِ هِ إذا ل ينف قْ علي ِه ولو نُه يَ عن التصرُفِ
ف مالِهِ امتنعَ إل ف اليوانِ.
َهس
َهس انتظارا لسسيدِ ِه فإِن أبطأَ سسيدُهُ باع ُ البقس إذا وجد ُ
الاكمس َ ُ َحبسس
ُ [فرع] :ي
الاكمُ وحفظَ ثنهُ فإِذا جاءَ سَيدُهُ فليسَ لَهُ غ ُي الثَمَنِ.
الدعوى لغةً ،الطل بُ وألِفُ ها للتأني ثِ وشرعا :إخبارٌ عَ نْ وجو بِ ح قّ على غيِ ِه
ع ند حاك مٍ .وجعُ ها دعاوي بفت حِ الواوِ وك سرِهَا كفتاوى .والبينةُ شهودٌ سوا ب ا
لنّ بم يتبيُ القّ وجعوا لختل فِ أنوا ِعهِم .والصلُ فيها خ ُب الصحيحي :وَلو
يُع طى النا سُ بدعواهُم لدّ عى أنا سٌ دما َء رِجالٍ وأموالِ هم لكنّ اليميَ على الد عى
ف قولُ هُ
عليه .وف روايةٍ :البينةُ على الُدعي واليميُ عَلَى مَ نْ أنكرَ (الُدعي مَ نْ خَال َ
الظا هر) و ُهوَ براء ُة الذِمّةِ (وا ُلدّ عى عَلي هِ مَ ْن وافقَ هُ) أي الظاهرُ .وشَر ُطهُ ما تكلي فٌ
ف الذمي .ثّ إن كانت الدعوى والتزا مٌ للَحكا مِ فلي سَ الربُ مُلتزما للحكا مِ بل ِ
س رفعُهسا إل القاضسي ول يوزُ للمسستحقّ س أو تعزيرا وجب َ قَودا أو َحدّ قذف ٍ
كالنكاحس
ِ لعظمس الط ِر فيهسا وكذا سسائرَ العقودِ والفسسوخِ
ِ السستقللُ باسستيفائِها
والرجعةِ وعي بِ النكا حِ والبي عِ .واستثن الاورد يُ مَ نْ بَعُدَ ع نِ السلطانِ فل هُ استيفاءُ
ح ّد قذ فٍ أو تعزيرٍ (ولَ هُ) أي للشخ صِ (بل خو فِ فتنةٍ) علي هِ أو على غيِ هِ (أخذُ
مالِهِ) إستقللً للضرورةِ (منْ) مالِ مُدينٍ لهُ مقرّ (ماطلٍ) بهِ أو جاحدٍ لَهُ أو مُتوارٍ أو
متعززٍ وإن كانَس على الاحِد بينةٌ أو رجسا إقرارُهُس لو رفعَهُس للقاضسي لِذنِهِس لندٍ لاس
شكَ تْ إلي هِ شحّ أب سفيانَ أن تأ خذ ما يكفيها وولدَهَا بالعرو فِ ولنّ ف الرف عِ
للقاضي مشقةً ومؤنةً وإنا يوزُ ل هُ الخذُ من جن سِ حقّ هِ ثّ عِندَ تعذرِ جن سِهِ يأخذُ
غيَهُ .ويتعيُ ف أخذِ غيِ النسِ تقديُ النقدِ على غ ِيهِ ث إن كانَ الأخوذُ من جنسِ
325
ف فيه بدلً عنْ حقّهِ فإِنْ كانَ مِنْ غيِ جنسِ ِه فيبيعُهُ الظافرُ بنفسِهِ
مالِهِ يتملكُه ويتصر ُ
أو مأذونِ هِ للغيِ ل لنف سِهِ إتفاقا ول لحجورِ هِ لمتنا عِ تول الطرفي وللتهمةِ .هذا إن
ل يتيسر عل مُ القاضي ب هِ لعد مِ علمِ هِ ول بينةٍ أو مع أحدِها لكن هُ يتا جُ لؤنةٍ ومشقةٍ
وإل اشتر طَ إذنُ ُه ولببيعُهُ إل بنق ِد البلدِ (ث إن كا نَ جن سُ حقّ هِ تلكَ هُ) وإل اشتر طَ
جن سُ ح ّق هِ وملكِ هِ ولو كا نَ الدي نُ مجورا علي هِ بفل سٍ أو ميتا وعلي هِ دَي نٌ ل يأخذ
ط ول ُه الخذُ من مالِ غريِ غر ِي هِ إن ل إذ ق ّدرَ حصتِهِ بالضاربةِ إن عِلمَها وإل احتا َ
يظفرْ بالِ الغريِ وجحدَ غريُ الغريِ أو ما طل وإذا جا َز الخذُ ظَفرا جازَ له ك سرُ
ب جدارٍ للمُدي نِ إ نْ تعيَ طريقا للوصولِ إل الخذِ وإن كا نَ مع هُ با بٍ أو قفلٍ ونق ُ
بين ًة فل يضمن ُه كالصائلِ وإن خافَ فتنةً أي مفسدةَ تفضي إل مُحرمٍ كأخذِ مالِهِ لو
ب الرف عُ إل القاضي أو نوِ ِه لتمكنَ هُ مِ نَ الل صِ ب ِه ولو كا نَ الدّي نُ
اطل عَ علي هِ وج َ
على غيِ متنعٍ من الداءِ طالبَهُ ليؤدِي ما عليهِ فل يلّ أخذُ شيءٍ له لنّ لهُ الدفعُ من
أي مالِهِ شا َء فإِنْ أخذَ شيئا لَزمَهُ ردّهُ وضَمنَهُ إن تلفَ ما ل يوجدْ شرطُ التقاصِ.
[فرع] :له استيفاءُ دَينٍ لهُ على آخر جاحدٍ له بشهودِ دينٍ آخرَ لهُ علي ِه قضى من
غيِ علمهِم ول هُ جحدُ من جحدَ هُ إذا كا نَ له على الاحدِ مثلَ مالِ هِ علي هِ أو أكثرَ
حدَ مِن حقّ هِ بقدرِ هِ فيح ص ُل التقا صُ للضرور ِة فإِن كا نَ ل هُ دو نَ ما للخرِ علي هِ ُج ِ
(وشُرِط للدعوى) أي لصسحتِها حتس تسسمعَ وتوجَس إل جوابٍس (بنقدٍ) خالصٍس أو
مغشو شٍ (أو دَي نٍ) مثلي أو متقو مٍ (ذِكرُ جن سٍ) مِ نْ ذه بٍ أو فِضةٍ (ونو عٍ) وصحةٍ
درهمس فضةٍ خالصسةٍ أو مغشوشةٍ ٍ غرضس (وقدرٌ) كمائةِ
ٌ اختلفس بمسا
َ وتكسسرٍ إن
أشرفيةٍ أطالبُ هُ با ال نَ لنّ شر طَ الدعوى أ نْ تكو نَ معلومةً وما ُعلِ مَ وزنُ هُ كالدينارِ
ل يُشترطُ التعرضَ لوزنِهِ ول يشترطُ ذِكرُ القيمةِ ف الغشوشِ ول تُسمعُ دعوى دائنٍ
ب وقدره (و) ف مفل سٍ ثب تَ فل سُهُ أ نه وجدَ مالً ح ت يبيَ سببُهُ كإِر ثٍ واكت سا ٍ
ت كحبو بٍ وحيوانٍ ذكرُ (صِفَةٍ) بأنْ يَصفَها الدَعي الدعوى (بعيٍ) تنضبطُ بالصفا ِ
326
بصفاتِ سل ٍم ول ي بُ ذك ُر القيم ِة فإِن تلف تِ العيُ وهي متقومةٌ وَجَ بَ ذكر القيم ِة
معَس النسِس كعب ٍد قيمتُهُس كذا (و) فس الدعوى (بعقارٍ) ذكرُ (جهةٍ) وملةٍ (وحدودٍ)
أربعةٍ فل يكفي ذكرُ ثلثةٍ منها إذا لْ يُعلم إل بأربعةٍ فإِن عُلم بواحدٍ منها كفى بل
يبس (و) فس الدعوى (بنكاحسٍ) على امرأةٍ ذِكرُ ْ ِهس ل
ُهس عسن تديد ِ َتس شهرت ُ
لو أغن ْ
صحتِهِ وشروطِ هِ مِ ْن نوِ (ولٍ وشاهدي نِ عُدولٍ) ورضاها إن شرط بأن كان تْ غيَ
ق فإِ ْن كا نت الزوجةُ أمةً وج بَ ذِكرُ العجزِ عن مهرِ مُ جبةٍ فل يك في في هِ الطل ُ
حرةٍ وخو فِ العن تِ وأ نه لي سَ تتَ هُ حرةً (و) ف الدعوى (بعقدٍ مال) كبيعٍ وهبةٍ
ذكرُ صحتِ ِه ول يتا جُ إل تفصيلٍ كما ف النكا حِ لنه أحو طُ حُكما من هُ (وتلغو)
الدعوى (بتناق ضٍ) فل يُطل بُ من ا ُلدّ عى عل يه جوابَهَا (كشهادةٍ خالَف تِ) الدعوى
كأن ادعى مُلكا بسببٍ فذكَر الشاهدُ سببا آخرَ فل تسمعُ لنافاتِها الدعوى وقضيتُهُ
أن هُ لو أعادَها على وف قِ الدعوى قُبل تْ وب هِ صرّح الضرمي واقتضا هُ كل مُ غيِ هِ ول
تُبطلُ الدعوى بقولِ هِ شُهودي ف سقةٌ أو مبطلو نَ فل هُ إقامةُ بينةٍ أخرى والل فُ (ومَ نْ
قامَ تْ علي هِ بينةٌ) ب قّ (لَي سَ ل هُ تلي فُ ا ُلدّعِي) على ا ستحقاقِ ما ادّعا هُ ب قّ لن هُ
تكلي فُ حج ٍة بعدَ حج ٍة ف هو كالطع نِ ف الشهودِ ن عم له تلي فُ الُدي نِ مَ عَ البينةِ
بإِعسارِهِ لوازِ أنّ ل هُ مالً باطنا ولو ادعى خصمُهُ مُسقِطا له كأداءٍ لَ هُ أو إبراءٍ من هُ
أو شرائِ هِ من ُه فَيَحل فُ على نفي ما ادعا هُ الصمُ لحتمالِ ما يدعي هِ وكذا لو ادّعَى
خ صمُهُ علي هِ عِلمَ هُ بف سقِ شَاهدِ هِ أو كذبِ ِه ول يتوج هُ حل فٌ على شاهدٍ أو قا ضٍ
ادّعَى كذبُ هُ قطعا لنه يؤدي إل فسادٍ عا مٍ .ولو نكَل عَ نْ هذِ هِ اليمي حل فَ ا ُلدّعى
ب الِمهالَ مَ ْن قام تْ علي هِ البينةُ (أمهلَ هُ) القا ضي
علي هِ وبَطل تِ الشهادةُ (وإذا) طل َ
وجوبا ل كن بكفيلٍ وإل فبالتر سيم علي هِ إن خي فَ هرُب هُ (ثلثةً) من اليا مِ (ليأ ت
بداف عٍ) من نَحوِ أداءٍ أو إبراءٍ ومُك نَ من سف ِرهِ ليحض َر هُ إ نْ ل تزدْ الدّةُ على الثل ثِ
لن ا ل يعظ مُ الضررُ فيها (ولو ادّ عى رقّ بال غٍ) عاقلٍ مهو ِل الن سبِ (فقالَ أ نا حرٌ
ق بيمينِ هِ وإِن
أصسالةً) ول يك ْن قَد أقرّ لَ هُ باللِ كِ قبلُ وَهسو رشِيدٌ (حَلَ فَ) فَيصسد ُ
327
استخدمَهُ قبلَ إنكارِهِ وَجَرى عليهِ البيعُ مرارا أو تداولتْهُ اليدي لوافَقَتِ ِه الصلَ وَ ُه َو
الريةُ ومِ نْ ثُمّ قُدم تْ بينةُ الرقّ على بينةِ الريةِ لنّ الول مع ها زيادةُ علم بنقلِ ها
ع َن ال صلِ وخَر جَ بقول أ صالةً ما لو قال أعتقت ن ،أو أعتق ن مَ نْ باع ن ل كَ فل
يُصدّقُ إل ببينةٍ وإذا ثبتَ تْ حريُت ُه الصلي ُة بقولِ هِ رجَ عَ مشتريه على بائِ ِع ِه بثمنِ هِ وإن
أقرّ لهُ باللكِ لنهُ بَنَاهُ على ظاه ِر اليدِ (أو) ادعى رقّ (صبّ) أو منونٍ كبيٍ (ليسَ ف
يدِهِ) َوكَذبَ ُه صاحبُ اليدِ (لْ يُصدّقْ إل بجةٍ) من بينةٍ أوْ علمِ قاضٍ أو ييٍ مردودةٍ
لنّ الصلَ َعدَمَ الُلكِ .فلو كانَ الصبّ بيدِهِ أو بيدِ غيِهِ وَصَ ّدقَهُ صاحبُ اليدِ حََلفَ
لطرِ شأنِ لريةِ ما ل يَعرف لَقطه ول أثرَ لِنكارِهِ إذا بَلغَ لنّ اليدَ حج ٌة فإِن عرفَ
لَقطَه َلمْ يُصدّقْ إل ببينةٍ.
[فرع] :ل تُ سمعُ الدعوى ِبدَي نٍ مؤجلٍ إذ لْ يتعل قْ ب ا إلزا مٌ ومطالبةٌ ف الا ِل
ِهس وإل
البيعس بلك ِ
ْفس وكذا ببينسة .إن ل يصسرْح حالَ ِ سعُ َوق ٌ
البائعس الب ي
ِ وَيُسسمعُ قو ُل
ُسمِعتْ دعواهُ لتحليفِ الشتري أنه با َعهُ وهو ملكَهُ.
(ف صل) :ف جوا بِ الدعوى و ما يتعل قُ ِب هِ (إذا أقرّ الُد عى عَلَي هِ ثَب تَ القّ) بل
حُك مٍ (وإ نْ سَ َكتَ عن الوا بِ أم َر ُه القاضي ِب هِ) وإ نْ ل يسألْ الُدعي (فإِ نْ سكتَ
فكمنكرٍ) فَتُعر ضُ علي ِه اليميُ( ،فإِ نْ سَ َكتَ) أيضا ول يُظهر سبََبهُ (فناكِلٌ) فيحل فُ
الُد عي وإ نْ أنكرَ اشتر طَ إنكارَ ما اد عى علي هِ وأَجزائِ هِ إ نْ تَجزأَ (فإِ نّ ادّ عى) علي هِ
الوابس (ل تلزمنس) العَشَرةُ (حتس يقولَ ول بعضهسا ِ (عَش َرةً) مثلً (ل يكفسِ) فس
وكذا يَحِل فُ) إ نْ تو ّجهَ تِ اليميُ علي هِ لنّ ُمدّعيها ُمدّ عٍ لكلِ جزءٍ منها فل بدّ أ نْ
يطاب َق الِنكا َر واليميَ دعواه ،فإِ نْ حَل فَ على نفي ال َعشَرَةِ واقتصرَ علي هِ فناكلٌ عما
دونِها فيحلفُ ا ُلدّعي على استحقاقِ ما دونَ العشرةِ ويَأخذَه لَنّ النكولَ ع ِن اليميِ
ب كأقرضتُ كَ كذا (كفا هُ) ف الوا بِ (ل كالِقرارِ (أو) ادّ عى (مالً) مضافا ل سب ٍ
تَسَتحِقّ) أن تَ (عليّ شيئا) أو ل يلزمُن تسليمُ شيءٍ إلي كَ ،ولو اعتر فَ ب هِ وادّ عى
328
مُسقطا طَولِبَ بالبينةِ .ولو ادّعى عليهِ وَديعةً فل يكفي ف الوابِ ل يَلزمن التسليمُ
بلْ ل تستحقّ عليّ شيئا ويلفُ كما أجابَ ليطابقَ اللفُ الوابَ .ولو ادّعى عليهِ
مالً فأنكَرَ وَ َطلَ بَ من هُ اليميَ فقالَ ل أحل فُ وأَع طى الالَ ل يلز ْم ُه قبولَ هُ من غيِ
إقرارٍ وَلهُ تليفَهُ.
[فرع] :لو ادّعى علي هِ عينا فقالَ ليستْ ل أو هي لرجلٍ ل أعرف هُ أو لبن الطفل
أو وقفٌ على الفقراءِ أو مسجدِ كذا وهوَ ناظ ٌر في ِه فالصحّ أنهُ ل تنصرفُ الصومةُ
عن هُ ول ُتنَ عُ العيُ من هُ بلْ يُلف هُ الُدعي أن هُ ل يلزم ُه التسليمُ للعيِ رجاءَ أ نْ يقرّ أو
ينكلَ فيحل فُ ا ُلدّعي وتثب تُ ل هُ العيُ ف الوليِ والبدلُ للحيلولة ف البقيةِ أو يقي مَ
الُدعي بينةً أنا ل هُ .ولو أصرّ الُدعى عليه على سكوتٍ عن جوا بٍ للدعوى فناكلٌ
إن حَكَمَ القاضي بنكولِهِ (وإذا ادّعيا) أي إثنانِ أي كلٌ منهما (شيئا ف يدِ ثالثٍ) ل
يُ سندْهُ إل أحدِه ا قبلَ البين ِة ول ب َعدَ ها (وأَقا ما) أي كلٌ منِه ما (بي نة) به ( سَقَطتا)
ضهِمسا ول مُرجّحُس فكانَس كمسا ل بينسة فإِن ْس أقرّ ذو اليدِ لحدِهاس قبلَ البينةِ أو لتعار ِ
بَعدهَا رُجّح تْ بينتُ هُ (أو) ادّع يا شيئا (بيدِهِ ما) وأقا ما بينتيِ (فهوَ ل ما) إذ لي سَ
أحدُهُمسا أول بهِس مِنَس الخرِ أمسا إذا ل يكُن ْس بيدِ أَحدٍ وَ َش ِهدَت ْس بينةُ كلّ لَهُس بالكلّ
فَيُجعلُ بينهما .وَملّ التساقطِ إذا وق عَ تعار ضٌ حيُث ل يتميز أحدُهُما بُرج حٍ وإل
قدَم و ُهوَ بيا نُ نقلِ الل كِ ث اليدُ في هِ للمُد عي أو ل نْ أقرّ ل هُ ب هِ أو انتقلَ ل هُ م نه ث
شاهدان مثلً على شا ِهدٍ وييٍ ث سبَقَ مُل كُ أحدِهِما بذك ِر زم نٍ أو بيا نِ أن هُ ُولِدَ ف
مُلكِ هِ مثلً ُثمّ بذكرِ سببِ الل كِ (أو) ادعيا شيئا (بيدِ أَ َحدِهِما) تصرفا أو إمساكا
(ُقدِم تْ بينتُ هُ) مِ نْ غيِ ييٍ وإ نْ تأخ َر تاريُها أو كانَ تْ شاهدا ويينا وبينةُ الار جِ
شَاهدي نِ أو ل تُبيّن سببَ الل كِ مِ نْ شِراءٍ و َغيِ هِ ترجيحا لبينةِ صاحبِ اليدِ بيدِ هِ
ويُسمّى الداخلُ وإن حكم بالول قب َل قيامِ الثانيةِ أو بينت بينةُ الارجِ سَببَ مُلكِ هِ.
نَع مْ لو ش َهدَ تْ بين ُة الار جِ بأنّ هُ أشترا هُ مِن هُ أو ِم نْ بائِ ِع هِ مثلً قُدّم تْ لبطل ِن اليدِ
329
ك ُقدّم تْ ول تنفعْ هُ بينتُ هُ بالُل ِ
ك حينئذٍ ولو أقا مَ الارِ جُ بينةً بأنّ الداخلَ أقرّ ل هُ بالل ِ
إل إ نْ ذكر تْ إنتقالً مكنا من القرّ ل هُ إلي هِ (هذا إ نْ أقامَها بعدَ بينةِ الار جِ) بل فِ
ما لو أقامَها قَبْلَها لنا إنا تُسمعُ بعدَها لنّ الصلَ ف جانبِ هِ اليميَ فل يعدلُ عَنْها
ت كافيةً.ما دام ْ
[فروع] :لو أزيلت ْس يدُ هُ بسبينةٍ ثّ أقا مَ بينةً بلكِ هِ م ستندا إل ما قبلَ إزال ِة يدِهِس
واعتذرَ بغيبةِ شهودِ هِ أو جهِل هِ ِبهِم ُسمِ َعتْ وُقدّمَ تْ إذْ لْ تزلْ إل لِ َعدَ مِ الجةِ وقد
ت فينق ضُ القضاءُ ،لك نْ لو قا َل الارِ جُ هو مُل كي اشتريُت هُ من كَ فقالَ الداخلُ ظَهر ْ
ك وكذا بلْ هوَ ملكي وأقاما بينتي با قال قُدم الار جُ لزيادةِ علم بينِت هِ بانتقالِ الل ِ
قُدّ مت بينتُ هُ لو َش ِهدَ تْ أن هُ ملك هُ وإن ا أودَ َع هُ أو أجرَ هُ أو أعارَ ُه للدا خل أو أن هُ أو
بائعُ هُ غ صبَهُ من هُ وَأُطلِق تْ بينةُ الداخلِ .ولوْ َتدَاع يا دابةً أو أرضا أو دارا لحدهِ ما
ع قدمتْ بينتُ هُ على البينةِ الشاهدةِ بالل كِ الطل قِ لنفرادِ هِ ع فيها أو الملُ أو الزر ُ متا ٌ
ت فاليدُ لَ ُه في ِه فقط .ولو اختلفَ الزوجانِ ف ع فاليدُ لَ ُه فإِن اختصّ التاعُ ببي ٍ
بالنتفا ِ
سس ولو بَعدَ الفُرق ِة ول بين َة ول اختصساصَ لحدِهاس بيدٍ فلكلّ تَحلِيف ُ أمتع ِة البيت ِ
الخر ،فإِذا حَلفا جُعِل بينهُما وإ نْ صلحَ لحدِهِما فقط أو حََل فَ أحدُهُما قضَى لَ هُ
كما لو اخت صّ باليدِ و َحلَ فَ (وتُرج حُ) البينةُ (بتاري خٍ ساِبقٍ) فلو َشهَد تْ البينةُ لَحدِ
ي بيدِهِما أو يدِ ثالثٍ أو ل بيدِ أحدٍ بلكٍ مِنْ سنةٍ إل النَ وَشَهدتْ التنازِعَيِ ف ع ٍ
سةٍ إل الن كسسنتيِ فترجِعُس بينةُ ذي بَينةٌ أُخرى للخسر بلكٍس لاس مِن ْس أكثرَ مِن ْس س ن
الكثرِ لنا أَثبتَتِ اللكَ ف وقتٍ ل تُعارضُهَا فيه الخرى ولصاحبِ التاري ِخ السابقِ
أجرةٌ وزيادةٌ حادثةٌ من يو مِ ملكِ هِ بالشهادةِ لن ا فوائدُ ملكِ هِ وإذا كا نَ ل صاحبِ
متأخر ِة التاري ِخ يدٌ ل يُعل مْ أن ا عاد ية قُدم تْ على ال صحِ .ولو ادّ عى ف عيٍ بيدِ
ي فأقا مَ الداخلُ بينةً أن هُ اشتراهَا ِم ْن زيدٍ م نْ
غيِ هِ أن هُ اشتراها مِ ْن زيدٍ مِ ْن منذُ سنت ِ
منذُ سَن ٍة قُدمِ تْ بين ُة الار جِ لنا أَثبتَ تْ أنّ يدَ الداخلِ عادِيةٌ بِشرائِ هِ ِم ْن زيدٍ ما زالَ
330
ملكَ هُ عن ُه ولو اتدَ تار ُيهُ ما أو أُطلِقَتَا أو إحداهُ ما ُقدّ مَ ذو اليدِ ولو شهد تْ بين ًة
بل كٍ أم سَ ول تتعر ضْ للحالِ ل تُس َمعْ كما ل تُس َمعُ دعوا ُه بذل كَ حَتَى نقولَ ول
يزلْ ملكُ هُ أو ل نعل مُ لَ هُ مُزيلً أو تَبيَ سَبَُبهُ كأن تقولَ اشترَاهَا ِم نْ خصمِهِ أو أقرّ لَ هُ
بهِس أمسُس لنّ دعوى الُلكِس السسابقِ ل تُسسمَ ُع فكذا البينةُ .ولو قالَ مَن ْس بيدِهِس عَيٌ
اشتريتُ ها مِ نْ فل نٍ م نْ منذُ شهرٍ وَأقا مَ ب هِ بين ًة فقال تْ زوجةُ البائِ عِ مِن هُ هي مل كي
تَعوضتُها منهُ من منذُ شهري ِن وأقامتْ بهِ بينةً ،فإِن ثبتَ أَنا بيدِ الزوجِ حالَ التعويضِ
حُكِ مَ ب ا ل ا وإل بقي تْ بيدِ َم نْ هي بِيد هِ ال نَ (و) ترج حُ (بشاهدي نِ) وشاهدٍ
وامرأتيِ وأرَبع نِ سَو ٍة فيما يُقبَل َن في هِ (على شاهدٍ مَ عَ ييٍ) للِجا عِ على قبولِ َم نْ
س (بزيادةٍ) نوَ عدالةٍ أو َعدَدِ (شُهودٍ) بسل س الشاهِ ِد واليميس (ل) تُرجّح ُ ُذكِرَ دُون َ
تتعارضا نِ لنّ ما ق ّدرَ هُ الشر عُ ل يتل فُ بالزياد ِة والنق صِ ول برجليِ على رجلٍ
وامرأتيِ ول على أربعِ نِسوةٍ (ول) بينةٍ (مؤرخةٍ على) بينةٍ (مُطلقةٍ) ل تَتَعرْض لزمنِ
ي الثَانيَة سََببَ اللكِ
ث ل يدَ لحدِهِما واستويَا ف أنّ لكل شاهدينِ ول تُب ْ اللكِ حي ُ
فتَتَعارضا نِ .ن عم لو َش ِهدَ تْ إحداهُ ما بدَي ٍن والُخرى بالِبرا ِء رُجحَ تْ بين ُة الِبراءِ
لنا إنا تكو ُن بعدَ الوجوبِ .والصلُ عدمَ تعددِ الدّين ولو شَهدَتْ بينةٌ بألفٍ وَبينَةٌ
بألفَيِ َيجِ بُ ألفَا ِن ولو أثب تَ إقرارُ زيدٍ لَ ُه بدَي نٍ فأثبَت زَيدٌ إقرارَ هُ بأنه ل شيءَ لَ هُ
عليهِ ل يؤثرْ لحتمالِ حدوثِ الدَي ِن بعدُ.
[فروع] :لو أقا مَ بينةً بل كِ دَابةٍ أو شجرةٍ ِم نْ غيِ تعر ضٍ بل كٍ ساب ٍق بتاري خٍ ل
يسستحَقّ ثرةً ظاهرةً ول ولدا منفصسلً عِندَ الشهادةِ ويسستحقّ الَملّ والثَم َر غيَ
الظاهرِ عِندَ ها تبعا للم وال صلِ ،فإِذا تَعرضَ تْ لل كٍ سابقٍ على حُدو ثِ ما ذُكرَ
س الذي ل س بجةٍ غيَ إقرارٍ رجسع على بائعِه ِ فيسستَحقُ ُه ولو اشترى شيئا فأخذَ منه ُ
يُصدِقهُ ول أقا مَ بَينةً بأن هُ اشترا هُ مِ نَ الُدعي ولو بَعدَ الُك مِ بِ هِ بالثم نِ بل فِ ما لو
أ َخذَ مِنهُ بإِقرارِهِ أو بلفِ الدعي بعدَ نكولِهِ لنهُ القصرُ ولو اشترى قِنا وأقرّ بأنهُ قنّ
331
ث ادّعى بري ِة الصلِ وحُكمَ لَ هُ با رج َع بثمنِ هِ على بائعِ هِ ول يضرّ اعترافُ هُ برقّ هِ لن ُه
مُعتم ٌد في هِ على الظاهِرِ .ولو اد عى شراءَ عيٍ فش َهدَ تْ بَينةٌ بل كٍ مطل ٍق قُبِل تْ لنا
شَهد تْ بالقصو ِد ول تناق ضَ على الصحّ .وكذا لو ادّعى ملكا مُطلقا فشهدَ تْ ل هُ
ب هِ م عَ سَبَبِهِ لْ َيضُرّ وإ نْ ذكرَ سببا وَهُ مْ سببا آخرَ ضرّ ذلك للتناق ضِ بيَ الدعوى
والشهادةِ.
النس للعيِ الدعا ِة بلكس َ ِيهس ٍ تبس إن انصسَر الم ُر ف ِ [فرع] :توزُ الشهادةُ بسل ُ
استصحابا لا سبَقَ م نْ إر ثٍ وشراءٍ وغيِهِما إعتمادا علي الستصحابِ لنّ الصلَ
البقاءَ وللحاجةِ لذل كَ وإل لتعس َرتْ الشهادةُ على المل ِك السابقةِ إذا تطاولَ الزم نُ
وملّهُ إن ل يُصرحْ بأن ُه اعتمدَ الِستصحابَ وإل ل تسمع عن َد الكثرينَ (ولو ادعيا)
أي كلٌ مِن اثنيِ (شيئا بيدِ ثال ثٍ) فإِ نْ أقرّ ب ِه لحدِها سُّلمَ إلي هِ وللخرِ تليفَ هُ (و)
إ نْ ادعيا شيئا على ثال ثٍ و (أقا مَ كلٌ) مِنهُما (بينَةً أن هُ اشترا هُ) مِن هُ وسلمَ ثَن هُ (فإِ نْ
ل سبقِ) مِنهُ ما تاريا لنّ مَعَ ها زيادة عل مٍ (وإل) يتل فُ اختلِ فَ تار َيهُ ما حُكِ مَ ل َ
تار ُيهُما بأَنْ أُطلِقتا أو إحداهُما أو أرّخَتا بتاريخٍ مُتحدٍ (سَقَطتا) لستحالةِ أَعمالُما
ثُمّ إ نْ أقرّ ل ما أو لحدِهِ ما فواض حٌ وإل حل فَ لِكُلٍ يينا ويرجعا نِ علي هِ بالثم نِ
لثبوتِ هِ بالبين ِة ولو قالَ كُلّ منهُما والبيعُ ف يدِ الدعى علي هِ بعِتَكَ هُ بكذا وهو ملكي
وإل ل تُسمعْ الدعوى فَأَنكرَ وأقاما بينتِ با قاله وطلبا ُه بالثم نِ فإِن اتدَ تاريُهما
البيتس بعشرةٍ مثلً فقالَ بلْ َ ُكس
َهس الثمنانسِ .ولو قالَ أجرت َ اختلفس لزم ُ
َ وإنس
سسقَطَتَا ْ
أجرتَن جيعَ الدارِ بعشرةٍ وأقاما بَينتيِ تَساقطَتا فيتحالفانِ ثّ يُفس ُخ العقدُ.
332
ك البائ عِ إذا [ت نبيه] :ل يك في ف الدعوى كالشهادةِ ذِكرُ الشراءِ إل م عَ ذِكرِ مل ِ
ت اليدُ ل هُ ونُزعَ تْ مِن هُ تَعديا (ولو ادعُوا)
كا نَ غيَ ذي يدٍ أو مَع ذَك ِر يدِ هِ إذا كان ِ
ماتس
َ أي الورثةُ كلّهُسم أو بعضُهُسم (مالً) عينا أو دينا أو منفعةً (لورثِهِسم) الذي
ِهس الكُلّ (أَ َخذَ
معهس بعضُهُم على اسستحقاقِ مورث ِ (وأقاموا شاهدا) بالالِ (وحَلفسَ) ُ
نَ صِيبَهُ ول يُشارِ ُك في هِ) مِ نْ جهةِ البقيةِ لنّ الجّةَ تت ف ح ّق ِه وحد هُ وغيِ ِه قادرٌ
علي ها بالل فِ وأن ييَ الِن سانِ ل يُع طى ب ا غيُه فلو كا نَ بع ضُ الورثَةِ صبيا أو
سبَهُ بل إعادةِ دعوى وشهاد ٍة ولو أق ّر بدَينٍس غائبا حَلفَس إذا بلغ َس أو حضرَ وأخذَ نص ي
س ِه ولو بغيِ دعوى ول إذنَس من ْس حاكمٍس فللبقيةِ ليتٍس فأخسذ بعضُس ورثتِهِس قدَر حص تِ
مشاركتَ ُه ولو أخذَ أحدُ شُركائِ هِ ف دارٍ أو منفَعتِها ما ي صّهُ من أجرتِها ل يشارك هُ
فيهِ بقي ُة الورثَ ِة كما قالهُ شيخُنا.
(فَصلٌ) :ف الشهادا تِ جَم عُ شَهادةٍ .وهي إخبا ُر الشخ صِ ب قٍ على غيِ هِ بلف ٍ
ظ
خا صٍ( .الشهادةُ لرمضا نَ) أي لثبوتِ هِ بالن سبةِ لل صومِ ف قط( .رَ ُجلٌ) وا ِحدٌ ل امرأةٌ
وخُن ثى (ولزِ نا) ولوا طٍ (أربعةٌ) مِ نَ الرجا ِل يشهدو نَ أنُم رأو هُ أدخلَ ملكفا متارا
حشَفَتَ هُ ف فَرجها بالزِنا .قَالَ شَيخُنَا :والذي يتج هُ أن هُ ل يُشتر طُ ذِك ُر زما نٍ ومكا نٍ
ع تناقضٍ يُسقطُ الشهاد َة ول إل نْ َذكَرَهُ أحدَهُم فيجبُ سؤا ُل الباقيَ لِحتما ِل وقُو ِ
ذكَ َر رَأينَا كالرودِ ف الكحلةِ بل يُسنّ ويكفي للِقرارِ ب هِ إثنا نِ كغيِ هِ (ولالٍ) عينا
كا نَ أو دينا أو منفعةً (وما قُصِدَ ب هِ مالٌ) من عقدٍ مال أو حَ قّ مال (كبيعٍ) و َحوَالةٍ
َجلنس أو رجلٌ ِ َرضس وإبراءٍ ( َورَهنسٍ) وَصسُلحٍ وخيارٍ وَأجَلٍ (ر
َقفس وق ٍ َمانس َوو ٍ
َوض ٍ
وامرأتا نِ أو رجلٌ وييٌ) ول يثب تُ شيءٌ بامرأتيِ وييٍ (ولغيِ ذل كَ) أي ما لي سَ
بالٍ ول يُق صدُ من هُ مالٌ من عُقوبةٍ للّ ِه تعال كحدّ شُر بٍ و سَرِقةٍ أو لدمِ يٍ كَقَودٍ
وحدّ قد فٍ ومن عِ إر ثٍ بأ نِ ادّعَى بقي ُة الورثَةِ على الزوجةِ أن الزو جَ خَالَعَها حت ل
تَر ثَ من هُ (ولا يظهرُ للرجالِ غالبا كنكا حٍ) ورَجعةٍ (وطل قٍ) مُنجزٍ أو مُعل قٍ وَفسخِ
333
وقراضس ووكال ٍة وكفالةٍ وشركةٍ ووديع ٍةٍ وموتس وإعسسارٍ
ٍ وبلوغس (وعتقسٍ)
ٍ نكاحس
ٍ
َضانس وَشَهادة على شهادةٍ ووصسايةٍ وردةٍ وانقضاءِ عدّةٍ بأشهرٍ ورؤيةِ هللٍ غيس رم َ
عنس
مالكس ِ ٌ وامرأتانس لاس روى
ِ يثبتس إل برجليِ (رَجُلنسِ) ل رجلٌ ُ وإقرارٌ باس ل
الزُهري :مَض تِ ال سُنةُ ِم ْن ر سولِ اللّ هِ أن هُ ل يوزُ شهاد ُة الن ساءِ ف الدودِ ول ف
ق وقِي سَ بالذكورا تِ َغيَها ما يُشاركُها ف العن (ولا يظهرُ النكا حِ ول ف الطل ِ
للنسساءِ) غالبا (كوِلدةٍ وحَيضسٍ) وبَكارةٍ وثياب ٍة ورضاعٍس وعيبِس امرأ ٍة تتَس ثيابِهسا
(أربعٌ) مِنَ النساءِ (أو رَجُلنِ أو رجلٌ وامرأَتانِ) لا روى ابنُ أب شَيبةَ عنِ الزُهري:
َمضَ تِ ال سنةُ بأن ُه يوزُ شهاد ُة الن سا ِء في ما ل يطل عُ علي هِ غيهُنّ من ولدَ ِة الن ساءِ
وعيوِبهِن وقِيسَ بذلكَ غ َي ُه ول يثبتُ ذلكَ برجلٍ وييٍ.
(وسُئِلَ) بعضُ أصحابنا عمّا إذا شهدَ رَجُلنِ أنّ فلنا بلغَ عمرُهُ ستَ َعشَرَةَ سن ًة
فشهدَ تْ أرب عُ ن سوةٍ أنّ فلنةَ يتيمةً ُولِد تْ شهرَ موِلدِ هِ أو قبَل هُ أو بعدَ هُ بشهرٍ مثلً
نفسسهَا
بلوغس ِ ِ ثبوتس
ِ فهسل يوزُ تزويُهسا إعتمادا على قولن ّ أو ل يوزُ إل بعدَ
برَ ُجلَيِ( .فأجاب) نَفَعَنَا اللّ هُ ب هِ :نعم يثب تُ ضمنا بلو غُ م نْ شَهد نَ بولدَتِها كما
ب ضمنا بشهاد ِة الن ساءِ بالولدَ ِة فيجوزُ تزويُ ها بإِذنِ ها للحك مِ ببلوغِ ها ت الن س ُيثب ُ
شرعا .اه.
[فرع] :لو أقامَ تْ شاهدا بإِقرارِ زوجِها بالدُخولِ كَفى حَلفُها مَ َع هُ ويثب تُ اله ُر
ت العدةِ والرجعةِ أو أقامَ هُ ُهوَ على إقرارِ ها ب هِ ل يك فِ الل فُ مع هُ لن ق صدَهُ ثُبو َ
ولي سا بالٍ (و ُشرِ طَ ف شا ِهدٍ تَكلي فٌ وحُريةٌ ومُروءةٌ وعدالةٌ) وتيق ظٌ فل تُقبلُ مِ نْ
صَب ومنو نٍ ول م نْ ب ِه رِ قٌ لنق صِ ِه ول ِم نْ َغيِ ذي مروءةٍ لن هُ ل حياءَ ل هُ وَمَ نْ ل
حَياءَ لَ هُ يقولُ ما شاءَ وهي توقى الدناسُ عُرفا فيُسقِطُها الكلَ والشّر بَ ف السوقِ
والش َي في هِ كاشفا رأ سَهُ أو َبدَنَ ُه لغيِ سُوقِي وَقِبلةَ الليةِ بِحضرةِ النا سِ وإكثارَ ما
يُضح كَ بينهُم أو لع بَ شطرن جٍ أو رق صٍ بل فِ قليلِ الثلث ِة ول ِم ْن فَاس ٍق واختارٍ
334
فقدتس العدال ُة وعمّ ِ بعضس الالكيةِ إذا
َ ُمس الذرعسي والغزي وآخرون قولَ جعس مِنه ْ
ٌ
الف س ُق ق ضى الاك مُ بشهادةِ المثلِ فالمثلِ للضرور ِة والعدالةُ تتحق قُ (باجتنا بِ)
كُلِ ( كبيةٍ) مِ نْ أنوا عِ الكبائرِ كالقتلِ والزِ نا والقذ فِ بِ هِ وَأَكلِ الرِ با ومالِ اليتي مِ
واليميِ الغمو سِ وشَهادةِ الزُورِ وَبُخ سِ الكيلِ أوِ الوز نِ وقط عِ الرّح مِ والفَرارِ مِ نَ
ب قد َر رُب عِ دينارٍ وتفوي تِ مَكتوبةٍ وتأخيِ ق الوالدي نِ وغَ ص ِ
الزَح فِ بل عُذرٍ وعُقو ِ
زكا ٍة عدوانا ونيمةٍ وغيِها من كُلّ جريةٍ تُؤذ نُ بقلةِ اكترا ثِ مُرتكِبِها بالدِي نِ َورَقَةِ
الديانةِ (و) اجتنا بِ (إ صرارٍ على صغيةٍ) أو صغائرٍ بأن ل تغلُ بَ طاعاتُ هُ صغائرَهُ
فم ت ارتك بَ كبيةً بطلَ تْ عدالتُ هُ مطلقا .أو صغيةً أو صغائرَ دَاو مَ علي ها أولً
خِلفا لن فرّقَ .فإِنْ غلبتْ طاعَتُهُ صغائِ َر ُه فهوَ عدلٌ ،ومَتَى استوَيا أو غَلَبَتْ صغائرُهُ
سمِ طاعاتَهُس فهوَ فاسسقٌ .والصسغيةُ كنظَرِ الجنسبيةِ ولسسِها ووطءِ رجعيةٍ وهجرِ الس ل
فو قَ ثل ثٍ وبي عِ خ ٍر ولب سِ رجُلٍ ثَو بَ حري ٍر وكذ بٍ ل ح ّد في هِ َولَعْ نٍ ولو لبهيمةٍ
أو كافرٍ وبَي عِ مَعي بٍ ل ذكرِ عي بٍ وبي عِ رقي قٍ مُ سلمٍ لكافرٍ وماذا ِة قا ضي الاج هة
الكع بة بفرجِ ِه و َكشْ فِ العورةِ ف الَلوةِ عبثا َولَعِ بٍ بنردٍ ل ص ِة الن هي عن هُ وغيبةٍ
وسكوتٍ عليها.
ونقلَ بعضُهُم الِجا عَ على أنّ ها كبيةٌ ل ا في ها ِم نَ الوعيدِ الشَديدِ ممولٌ على
غيبةِ أهلِ العِل مِ وَحَملةِ القرآن لعمو مِ البَلوى با ،وهي ذِكرُ كَ ولو نو إشارة غيُ كَ
الحصورُ العَيّ ُن ولو عِندَ بع ضِ الخاطبيَ با يَكرَ هُ عرفا .واللع بُ بالشطرن جِ بِكسرِ
سيِ أو ِنس الان ب
شرطس مالٍ م َ
فيهس ُ يكنس ِإنس لْ ْ مكروهس ْ
ٌ أوله وفتحسه معجما ومهملً
أ َحدِهِ ما أو تَفوي تُ صلةٍ ولو بن سيانٍ بالشتغالِ ب هِ أو لع بٌ م عَ مُعتقدٍ تريَ هُ وإل
فحرا مٌ ،وَيُحملُ ما جاءَ ف ذ ّم هِ ِم نَ الحادي ثِ والثارِ على ما ُذكِرَ وتس ُقطُ مروءةُ
م نْ يداومْ ُه فتُردّ شهادتُ هُ وهو حرا مٌ عندَ الئمةِ الثلثةِ مُطلقا .ول تُقبلُ الشهادةُ مِ نْ
مُغفّلٍ ومُختَلّ نظرٍ ول أَصمّ ف مسموعٍ ول أعمى ف مُبْ صَرٍ كما يأت .ومن التيق ظِ
335
ضَبط ألفا ظِ الشهودِ علي هِ بروفِها من غيِ زيادةٍ فيها ول نق صٍ .قال شيخُنَا :ومِ ْن
عنس الخرِ ثس ل توزُ الشهادةُ بالعنس .نعسم :ل يبعدُ جوا ُز التعسبيِ بأحدِ الرديفيِ ِ
حيثُ ل إبامَ (و) شُرِطَ ف الشاهدِ أيضا (عدمُ تمةٍ) بَرّ نفع إِليهِ أو إل َمنْ ل تُقبلُ
شهادتُ هُ ل هُ أو دف عِ ضرّ عن هُ با (فتُردّ) الشهادةُ (لرقيقِ هِ) ولو مكاتبا ولغريٍ ل هُ ما تَ
وإ نْ لْ تَسغرقْ تركتُ هُ الديو نَ بل فِ شهادتِ هِ لغريِ هِ الوس ِر وكذا الع سَرِ قبلَ موتِ هِ
وإنس عَلَ أو فرع له وإن سسفلَ( .ل) تُردّ فتَقبلُ لُمسا (و) تُردّ (لبعضِهسِ) مسن أصسلٍ ْ
الشهادَةُ (عليهِ) أي ل على أحدِها بشيءٍ إذ ل تُهمةَ .ول على أبيهِ بطلقِ ضرةِ أمّهِ
سةٍ أو بَعدَ طلقا بائنا وأمّهُس تتَهسُ ،أمسا رجعيٌس فتُقبلُ قطعا .هذا كُلُه فس شهادةِ حس ب
ْهس ُهس للتهم ِة وكذا لو ادعت ُ لعدمس نفقةٍ ل تُقبلْ شهادت ُ
البس ِادعاهس ُ
ُ دعوى الضُرةِ .فإِن
أمّ هُ .قالَ اب ُن الصلحِ :لو ادعى الفر عُ على آخر بدَي نٍ لوكِل هِ فأنك َر فش َهدَ بِ هِ أبو
الوكي ِل قُبِلَ وإن كا َن في هِ ت صديقُ ابنِ هِ .وتُقبلُ شهادة كُلّ مِ نَ الزوجيِ والَخوي نِ
وال صَديقيِ للخَرَ (و) تُر ّد الشهادةُ (ب ا ُهوَ ملّ ت ص ّرفِهِ) كأ ْن وكّلَ أو أو صَى في هِ
لن هُ يثب تُ بشهادَتِ هِ وليةٌ ل هُ على الشهودِ ب هِ ن عم :لو شهدَ ب ِه بعدَ عزلِ هِ ول يك نْ
خاصَسمَ قبلَهُس قُبلتسْ ،وكذا ل تُقَبلُ شهادَةُ وديعٍس لودعِهِس ومرتنٍس لراهنِهِس لتهمةِ بقاءِ
يدِها .أما ما لي سَ وكيلً أو وَصيّا في هِ فتقبلُ .وَمِ نْ حِيَلِ شهاد ِة الوكيلِ ما لو با عَ
فأَنكَر الشتري الثمن نَ أو اشترى فادّ عى أج نبٌ بال بيعِ فل هُ أ نْ يَشهدَ لوكلِ هِ بأَن له
علي هِ كذا أو بأنّ هذا مل َك هُ إن جازَ ل هُ أَ نْ يَشهَد ب هِ للبائ عِ ول يذكُر أن هُ وَكيلٌ
ب الذرعي حلّهُ باطنا لنّ فيهِ توصلً للحقّ بطريق مُباحٍ .وكذا ل تُقبلُ بباءةِ وصوّ َ
مَنْ ضمنَهُ الشاهدُ أو أصلُهُ أو فرعُهُ أو عبدُهُ لنّهُ يدفعُ بهِ الغرمَ عن نفسِهِ أو عمّن ل
تُقبلُ َشهَا َدةٌ ل هُ (و) تُردّ الشهادةُ (من عدوَ) على عدوّهِ عَدواةً دُنيويةً ل ل هُ .وهوَ من
يَحزَ نُ بفرحِ هِ وعك سَهُ .فلو عادَى من يُريدُ أن يَشهدَ علي ِه وبالِ غَ ف خُ صومتِهِ فلم
يْب ُه قُبِلتْ شهادتُهُ عليهِ.
336
[ت نبيه] :قالَ شيخُ نا ظَاهرُ كل ِم ِه قبولُ ها من ولدِ العدوّ ويوجّ هُ بأن هُ ل يلز مُ مِ نْ
عَداوةِ البِ عداوةُ البنِ.
[فائدة] :حَا صلُ كل مِ الروضةِ وأ صلِها أنّ م ْن قذ فَ آخرَ ل تُقبلُ شهادةُ ك ٍل
مِنهُما على الخرِ وإن لْ يطل بِ القذو فُ حدّ هُ وكذا من ادّعى على آخرٍ أن هُ قط عَ
عليهِ الطريقَ وأخذَ مالَهُ فل تُقبلُ شهادةُ أحدِهِما على الخرِ .قالَ شيخُنا :يُؤخذُ من
سبَ آخَر إل فسقٍ اقتضى ُوقُو عَ عداوةٍ بينهما فل تُقبلُ الشهادةُ ذل كَ أنّ كلّ مَ نْ نَ َ
من أحدِهِما على الخرِ .نعم يَترددُ النظ ُر فيمن اغتا بَ آخرَ بفسقٍ يوزُ ل هُ غيبتُ هُ ب هِ
ت السبَبَ الجوّزّ لذلكَ. وإن أثب َ
[فرع] :تُقبلُ شهادةُ كلّ مبتد عٍ ل نُكفِ ُرهُ ببدعَتِ هِ وإ نْ سبّ الصحابةَ رضوا نُ اللّ ِه
علي هم ك ما ف الروضةِ وادّ عى ال سُبكيُ والذرع يُ أن هُ غل طٌ( .و) تُردّ ( ِم نْ مُبا ِدرٍ)
س ولو بعدَ بشهادتِ هِ قبلَ أن يسألَها بَعدَ الدعوى لن هُ مُتّه مٌ نعم لو أعادَها ف الجل ِ
صدَ ب ا وج هَ اللّ ِه فتُقبلُ قبلَال ستشها ِد قُبل تْ (إل) ف شهادة ح سبةٍ و هي ما قُ ِ
ال ستشها ِد ولو بل دعوى ( ف ح ٍق مؤكدٍ للّ هِ) تعال و ُهوَ ما ل يتأثرُ برضا الدمي
بائنس (وعتقسٍ) واسستيلدٍ ونَسسبٍ وعفوٍ عسن قودٍ وبقاءِ عدةٍ َجعيس أو ٍ(كطلقسٍ) ر ٍ
ف لنحوِ جهةٍ عامةٍ وحقٍ لسجدٍ وتَركِ وانقضائِها وبلوغٍ وإسلمٍ وكفرٍ ووصيةٍ ووق ٍ
صل ٍة وصومٍ وزكاةٍ بأن يشهدَ بتركِها وتريِ رضاعٍ ومصاهرةٍ.
[تنبيه] :إنا تُسمعُ شهادةُ السبةِ عندَ الاجةِ إليها فلو شهدَ إثنا نِ أن فلنا أعت َق
عبدَ هُ أو أن هُ أ خو فلنةٍ م َن الرضا عِ ل يك فِ ح ت يقول أ نه يَ سترقّهُ أو أن هُ يريدُ
ج بقول ف ح قٍ للّ هِ تعال حَقّ الد مي كقَو ٍد وحدّ قذ فٍ وبي عٍ فل نكاحَ ها .وخَر َ
تُقب ُل في هِ شهادةُ السبةِ وتُقبلُ ف حدّ الزنا وقط عِ الطري قِ وال سَرِقةِ (وتُقبلُ) الشهادةُ
(مِ ْن فاسقٍ بَعدَ توبةٍ) حاصلةٍ قبلَ الغَرغرةِ وطلو عِ الشم سِ مِ نْ مَغرِبِها (وهي ند مٌ)
337
ب ولو اطل عَ علي هِ أو لغرَامةِ ما ٍل على مع صيةٍ مِ نْ حي ثُ أن ا مع صية ل لو فِ عقا ٍ
(ب) شرطِس (إقلعسِ) عنهسا حالً إن كانَس متلبسسا أو مُصسرّا على معاودَتِهسا .ومسن
الِقل عِ ردّ الغصوبِ ( َوعَز مٍ أ نْ ل يعودَ) إليها ما عا شَ (وخرو جٍ عن ظَلمةِ آدم يّ)
مِ نْ مالٍ أو غ ِي هِ فيؤدي الزكاةَ ل ستحقيها ويَردّ الغ صوبَ إن بق َي وبدّلَ هُ إن تل فَ
ل ستحقِهِ ويُمكّ نُ مُ ستح ُق القَودِ وح ّد القذ فِ م نَ ال ستيفاءِ أو يُبئُهُ من هُ ال ستحقُ
لل خ ِب ال صحيحِ" :مَ نْ كا نت لَخِي هِ عندَ هُ مظلمَةٌ ف عُر ضٍ أو مالٍ فليستحلُهُ اليو مَ
قبلَ أن ل يكو نَ دينارٌ ول دره مٌ ،فإِن كا نَ لَ هُ عملٌ يؤخذُ من هُ بقدرِ مظلمتِ هِ وإل
أَخذَ من سَيئاتِ صاحبِهِ" فحملَ علي هِ و َشمَ َل العم ُل ال صومَ ك ما ص ّرحَ ب هِ حدي ثُ
مُ سلمٍ خلفا ل ن ا ستثناهُ ،فإِذا تَ َعذّرَ ردّ الظلمةِ على الال كِ أو وارثِ هِ سلمَها لقا ضٍ
ثقةً ،فإِن تعذّر صرفُها فيما شاءَ مِنَ الصالِ عندَ انقطاعِ خَبِهِ بنيةِ الغرمِ لهُ إذا وجدهُ
فإِنْ أعسرَ عزمَ على الَداءِ إذا أَيس َر فإِنْ ماتَ قبَلهُ انقطعَ الطلب عنهُ ف الخرةِ إن ل
يَع صِ بالتزامِ هِ .فالر جو من فضلِ اللّ هِ الواسعِ تعوي ضُ ال ستحقّ .ويُشتر طُ أيضا ف
صحةِ التوبةِ عن إخراجِ صلةٍ أو صومٍ أو وقتِهما قضاوها وإنْ كثر وعن القذفِ أن
يقولَ القاذ فُ قذف باطلٌ وأنا ناد مٌ علي ِه ول أعودِ إلي هِ وعَ نِ الغيبةِ أن يستحلّها مِ نَ
لهس الندمس والسستغفارُ ُ بوتس أو غيبةٍ طويلةٍ وإل كفسى ُ ٍ ْهس ول يتعذّرْ
الغتابس إن بلغَت ُ
ِ
كالا ِسدِ واشترَ طَ جَ عٌ مُتقدِمو نَ أن ُه ل بدَ ف التوبةِ م نْ كلّ معصيةٍ مِ َن الستغفارِ
أيضا واعتمدَ هُ البلقين .وقالَ بعضُهُم يتوق فُ ف التوبةِ ف الزنا على استحللِ زو جِ
ِهس عنهسُ .وجَعلَ ّهس تعال فس إرضائ ِ ّعس إل الل ِ
يفس فتنةً ،وإل فليتضر ْ ْ الزنس باس إن ل
ج في هِ إل الستحل ِل والوج ُه الولَ. ضهُم الزِنا ما ليس في هِ حقّ آدمي فل يُحتا ُ بع ُ
وَيُ سنّ للزان ككلِ مرتَكِ بِ مع صيةٍ السترُ على نف سِهِ بأن ل يُظهرها ليحدّ أو يع ّزرَ
ل أن يتحد ثَ ب ا تفكها أو ماهرةً فإِنّ هذا حرا مٌ قطعا ،وكذا ي سنّ ل ن أقرّ بشيءٍ
ت ول هُ دَي نٌ ل ي ستوفِهِ َورَثَت هُ من ذل كَ الرجو عُ عن إقرار هِ بِ هِ قالَ شيخُ نا :مَ نْ ما َ
يكو نُ هوَ الطال بُ ف الخرةِ على ال صح (و) بعدَ (ا ستباءِ سَنَةٍ) من حيِ توبةِ
338
فا سقٍ ظهرَ ف سقُهُ لنّ ها قَلبيةٌ و هو مته مٌ لقبولِ شهادتِهِم وَعو ُد وليتِ هِ فاعتُبِرَ ذل َ
ك
لتقوّي دَعوا هُ ،وإن ا قدّرهَا الكثرو نَ ب سنَةٍ لنّ الف صولَ الربعَةَ ف تيي جِ النفو سِ
شوَاتِها أثرا بينا فإذا َمضَتْ و ُهوَ على حالِهِ أشعَ َر بذلكَ بُسنِ سَريرِتهِ ،وكذا ل بدّ ِب َ
ف التوبةِ من خَارمِ الروءة الستباءُ كما ذكرَ ُه الصحابُ.
اللذينس
ِ بفروضس نوَ الصسلةِ والوضوءٍِ َهس
َقدحس فس الشهادةِ جهل ُ
[فروع] :ل ي ُ
ُهس ل بهس فيُعيدُ الشهاد َة ول قول ُ
وجزمس ِ
َ بهس إن عادَ
َهس فس الشهودِ ِ يوءَديهمسا ول توقف ُ
ِهس وقدْ بهس بعدَ قول ِ
حدوثس الشهودِ ِ َ أمكنس
َ شهاد َة ل فس هذا إن قالَ نسسيتُ أو
اشتهرتْ ديانُت ُه ول يلزمُ القاضي استفسارَهُ إنْ اشتهرَ ضب ُطهُ وديانتُهُ َبلْ يُسَنّ كتفرقةِ
الشُهودِ وإل لز مَ ال ستفسارُ (وشُر طَ لشهادةٍ بفعلٍ كزِ نا) وغَ صبٍ ورضا عٍ وولدةٍ
(إبصارٌ) ل هُ م عَ فاعلِ هِ فل يكفي في ِه السماع مِن الغيِ ويوزُ تعمدُ نظرِ فر جِ الزانييِ
لتحملِ شهادةٍ ،وكذا امرأةٍ تلدُ لجلِهسا (و) لشهادةٍ (بقو ٍل كعقدٍ) وفسسخٍ وإقرارٍ
( ُهوَ) أي إب صارٌ (و سعٌ) لقائِلِ هِ حالَ صدورِهِ فل يُقب ُل في هِ أ صمّ ل ي س َمعُ شيئا ول
أعمى ف مرئ يٍ لنسدادِ طُر قِ التمييزِ م عَ اشتبا هِ الصواتِ ول يكفي سَماعُ شاهدٍ
م نْ وراءِ حجا بٍ وإ نْ عُلِ مَ صوتُهُ لن ما أمك نَ إدراكُ هُ بإِحدى الوا سّ ل يوزُ أن
يُعم َل في هِ بغلبةِ ظَ نٍ لوازِ اشتبا ِه ال صواتِ قالَ شيخُ نا :ن عم لو علم هُ ببيتٍ وحدَ هُ
وعُلِ مَ أن ال صوتَ م نْ ف البي تِ جازَ اعتمادُ صوتِهِ وإن ل يرَ ُه وكذا لو َعلِ مَ اثنيِ
ببيتٍ ل ثال ثَ لما و َسمِعُهما يتعاقدا نِ وعَلِ مَ الوج بَ منهما مِ َن القابِل لعلمِ هِ بال كِ
البيعِ أو نوِ ذلكَ فلَهُ الشهادةُ با سعَهُ منهُما .اه .ول يَصحُ تملُ شهادةٍ على منتقبَةٍ
إعتمادا على صوتِها كما ل يتحملُ بصيٌ ف ظلمةٍ اعتمادا علي هِ لشتبا هِ الصواتِ.
نعم ،لو س َعهَا فتعل قَ با إل القاضي وشَهدَ عليها جازَ كالعمى بشر طِ أ نْ تَكش فَ
نكاحس مُنَقَبَةٍ إل إن عرفَهسا
ُ َمعس ل ينعقدُ
ليعرفس القاضسي صسورتَها .وقال ج ٌ َ نقابَهَا
الشاهدان إسا وَنَسبا وصورةً (ول هُ) أي للشخ صِ (بل معار ضٍ شهادةٌ على نسبٍ)
339
ولو مِ نْ أ مّ أو قبيلةٍ (وعَتْ قٍ) َووَق فٍ ومَو تٍ ونكا حٍ (ومل كٍ بت سامعٍ) أي ا ستفاضةٍ
(مِ نْ ج عٍ يؤم نُ كذبُهُم) أي تواطؤهُم عل يه لكثرتِهِم فيق عُ العل مُ أو الظنّ القو يّ
ب بِهِم ول يُشتر طُ حريُتهُم ول ذكورتُهُم ول يكفي أن يقولَ سعتُ النا سَ يقولو نَ
كذا بل يقولُ أَشهدُ أن هُ ابنَ هُ مثلً (و) لَ هُ الشهادةُ بل معار ضٍ (على مل كٍ ب هِ) أي
بالتسامخِ من ُذكِر (أو بيدٍ وتصرّفٍ تصرّفَ مَل كٍ) كال سُكن والبنا ِء والبَي عِ والره نِ
والِجارةِ (مدةً طويلةً) عرفا فل تكفسي الشهادةُ بجر ِد اليدِ لناس ل تسستلزمُهُ ول
بجر ِد التصرفِ لنّ ُه َقدُ يكو نُ بنياب ٍة ول تصرفَ بدّ ٍة قصيةٍ نعم إن انض مَ للتصرفِ
استفاضةٌ أَنّ الل كَ لَ هُ جازَ تِ الشهادةُ ب هِ وإ ْن قصرتِ الدّةُ ول يكفي قولُ الشَاهدِ
رأي تُ ذل كَ سِنيَ .واستثنوا مِ نْ ذل كَ الرقي ُق فل توزُ الشهادةُ بجر ِد اليدِ والتصرّفِ
ف الدةِ الطويلَةِ إل إن انضمّ لذل كَ ال سماعُ من ذي اليدِ أن هُ ل هُ ك ما ف الروضةِ
للحتيا طِ ف الريةِ وكثرةِ ا ستخدامِ الحرا ِر وا ستصحابٍ ل ا سبقَ مِ ْن نوِ إر ثٍ
ك ولن الصلَ بقاءُ الل كِ ،وَشَ َر طَ وشراءٍ وإن احتمل زوالَ هُ للحاجةِ الداعيةِ إل ذِل َ
اب نُ أ ب الد مِ ف الشهادةِ بالت سامعِ أن ل ي صرحَ بأنّ م ستندَ ُه ال ستفاضةُ ،ومثلُهُا
ال ستصحابُ ثّ اختارَ وتبِعَ ُه ال سُبكيُ وغيُ هُ أن هُ إن ذكَرَ هُ تقويةً لعلمِ هِ بأ نْ جز مَ
بالشهادةِ .ثُمّ قالَ مُ ستندي ال ستفاضةُ أوِ ال ستصحابُ سُمعتْ شهادتُ هُ وإل كأن
ت بال ستفاضَةِ بكذا فل ،خلفا للراف عي واحترزَ بقول بل مُعار ضٍ ع ما قالَ شَهد ُ
إذا كانَس فس النسسبِ مثلً طعنٌس من ْس بعضِس الناسِس ل تزْ الشهاد ُة بالتسسامعِ لوجودِ
معارضٍ.
340
ورضاعس
ٍ وطلقس ورجعةٍ
ٍ َهس كعق ٍد وفسسخٍ وإقرارٍ كانس أو غي ُ
عقوبةٍ ل) تعال مالً َ
وهللِ رَمضا َن ووق فٍ على م سجدٍ أو جهةٍ عامةٍ وقو ٍد وقذ فٍ بل فِ عقوبةٍ للّ هِ
تعال .كح ّد زِنا وشر بٍ وسرقةٍ وإنا يوزُ التحملُ (ب) شرو طِ (تَعَ سّرِ أداءِ أصلٍ)
بغيب ٍة فو قَ مسافةِ العدوى أو خو فِ حب سٍ مِ نْ غريٍ وهوَ مُعسرٍ أو مر ضٍ يشقّ مَعَ هُ
حضورُ ُه وكذا بتعذرِ هِ بو تٍ أو جنو نٍ (و) ب (ا سترعائِهِ) أي ال صل أي التما سه
من هُ رعايةَ شهادِت هِ وضبطَها حت يؤديَها عن هُ لنّ الشهادةَ على الشهادةِ نيابةً فاعتُبِرَ
فيها إذنُ النوبِ عنهُ أو ما يقومُ مقامَهُ (فيقولُ أنا شاه ٌد بكذا) فل يكفي أنا عالٌ ِبهِ
(وأُشهدُ كَ) أو أَشهدتُ كَ أو أُشهدُ (على َشهَاد ت) ب هِ فلو أه َل ال صلُ ل فظ الشهادةِ
فقالَ ُأ خبُكَ أو أُعِلمُ كَ بكذا فل يك في ك ما ل يك في ذلك ف أدا ِء الشهادةِ ع ند
ع قولِ هِ لفل نٍ على فل نٍ كذا أو عندي شهادةٌ القا ضي ،ول يك في ف التحمّلِ سا ُ
بكذا (و) ب (تسبيي فرعسٍ) عن َد الداءِ (جهةً تملٍ) كأَشهِدُ أنّس فلنا شَهدَ بكذا
وأَشهدَن على شهادتِهِ أو سعتُهُ يشهدُ بهِ عن َد قاضٍ ،فإِذا ل يبيْ جهةَ التحم ِل ووثقَ
الاك مُ بعلمِ هِ ل ي بْ البيا نُ فيك في أَشهدُ على شهادةِ فل نٍ بكذا ل صولِ الغَر ضِ
(وبتسميتِهِ) أي الفر عُ (إياه) أي الصلُ تسميةً تيزُ هُ وإ نْ كا نَ عدلً لتعر فَ عدالتُ هُ،
فإِ نْ لْ يُسمِهِ ل يك فِ لنّ الاكِ مَ قد يعر فُ جرحَ هُ لو سّاهُ .وف وجو بِ تسميةِ
ب الذرع ُي الوجو بَ ف هذ ِه الزمنَةِ لا غل بَ على صوّ َ
ض شهدَ علي هِ وجها نِ ،و َ
قا ٍ
ث بالصلِ عداوةٌ أو فِسقٌ ل يشهدِ الفَر عُ .فلو القضاةِ مِ نَ الهلِ والفسقِ .ولو حد َ
زالتْ هذهِ الوانعُ احتيجَ إل تمّ ٍل جديدٍ.
[فرع] :ل يصسحُ تملُ النسسو ِة ولو على مثلهنّ فس نوِ ولدةٍ لن الشهادةَ ماس
يطل عُ علي هِ الرجالُ غالبا (ويك في فرعا نِ ل صليِ) أي لكلٍ منهُ ما فل يُشتر طُ لكلٍ
منهُ ما فرعا نِ ،ول تك في شهاد ُة واحدٍ على هذا وواحدٍ على آخرَ ،ول واحدٍ على
واحدٍ ف هللِ رمضان.
341
ينقضس ولو
ْ َهس ل
الكمس أو بعد ُ
ُ منعس
ُكمس َعنس الشهاد ِة قَبلَ ال ِ
[فرع] :لو رجعوا ِ
ّقس القاضسي بيَ الزوجيِ فَرجعوا عسن رضاعس مرمسٍَ .وفَر َ
ٍ بطلقس بائن ٍس أو
ٍ شهدوا
شهادِتهِم دا َم الفرا قُ لنّ قولَهُما ف الرجو عِ مُحتم ٌل والقضاءُ ل يُردّ بحتم ٍل وي بُ
على الشُهودِ حيثُس ل يصسدقهُم الزوجُس مهرَ مث ٍل ولو قبلَ وَطءٍ أو بَعدَ إبراءِ الزوجةِ
زوجَها عنِ الهر لنهُ بدلُ البضعِ الذي َفوّتُوهُ عليهِ بالشهادةِ إل أن ثبتَ أن ل نِكاحَ
سا بنحوِ رضاع سٍ فل غرَم إذْ لْس يُفوتُوا شيئا ولو رجَسع شهودُ مالٍ غُرِموا بينهُمس
للمحكومِ عليهِ البدلَ بعد غرمِهِ ل قبَلهُ وإ ْن قالوا أخطأنا مُوزعا عليهم بالسوية.
(و سُئلَ) الشي خُ عطية الكي نفعنَا اللّ هُ ب هِ ع ِن رجليِ سعَ أحدُهُما تطلي قَ شخ ٍ
ص
ثلثا والخرُ القرارَ بهِ فهلْ يلفقانِ أو ل؟( .فأجابَ) بأنهُ يبُ على سامعي الطلقَ
ث بتا ول يتعر ضا لِنشا ِء ول إقرا ٍر ولي سَوالِقرارَ ب هِ أن يشهدا علي هِ بالطل قِ الثل ِ
هذا من تلفي ِق الشهادةِ منْ كل وجهٍ ،بلْ صورةُ إنشاءِ الطلقِ والِقرارِ بهِ وَاحِدة ف
الملةِ والكم يُثبتُ بذلكَ كيفَ كا َن وللقاضي بل عليهِ ساعُها .انتهى.
342
[خات ة] :ف الَيا نِ .ل ينعقدُ اليم نُ إل با سمٍ خا صّ باللّ هِ تعال أو صفةٍ من
صفاتِهِ :كوَاللّ هِ والرَ ْحمَ نِ والل ِه ور بِ العالي وخالِق اللَ قِ .ولو قالَ وكل مِ اللّ هِ أو
وكتابِ اللّهِ أو وقرآنِ اللّهِ أو والتوارةِ أو والِني ِل فيميٌ .وكذا والصحفِ إنْ ل ينوِ
ف الور قِ واللدِ .وإن قا َل ور ب وكا نَ عرفُهُم تَ سمِيَةُ ال سيدِ ربا فكنايةٌ، بال صح ِ
بخلوقس كالنسب والكَعبةِ للنهسي ٍ ّهس ول ينعقدُ
إنس ل يردْ غيَ الل ِ
وإل فيمي ٌ ظاهرا ْ
ال صحيحِ عن الل فِ بالباءِ وللمرِ بالل فِ باللّ هِ وروى الاك مُ خبا " :من حَل فَ
بغيِ اللّ ِه فقدْ كَفَر" وحلُو هُ على ما إذا ق صدَ تعظيمَ هُ كتعظي مِ اللّ هِ تعال ،فإِ نْ لْ
يقصدْ ذل كَ أَثَ عندَ أكثرِ العلماءِ أي تبعا لن صّ الشافعي الصريحِ في هِ كذا قالَ هُ بع ضُ
شرا حِ النها جِ .والذي ف شر حِ مُ سلمٍ ع نْ أك ثر ال صحابِ الكرا هة ،و ُهوَ العتدّ،
وإن كا نَ الدليلُ ظاهرا ف الِثِ .قا َل بعضهُ مُ وهو الذي ينبغي العملُ ب هِ ف غال بِ
العصارِ لقصدِ غالبهم ب هِ إعظام الخلو قِ ب هِ ومضاهاتِ هِ للّ هِ تعال اللّ هُ ع نْ ذل كَ علوّا
كبيا وإذا َحلَ فَ با ينعقدُ ب ِه اليميُ ث قالَ ل أردْ ب هِ اليميَ ل يقبلْ ،ولو قا َل بعدَ
يينِ هِ إن شاءَ اللّ هُ وق صدَ اللف ظَ وال ستثناءَ قبلَ فرا غِ اليميِ وات ص َل ال ستثناءُ ب ا ل
تنعق ِد اليميُ فل حنث ول كفارةَ .وإن ل يتلف ظْ بالستثناءِ بل نَوا هُ ل يندف عْ الن ثُ
ول الكفارةُ ظاهرا بل يُد ين .ولو قال لغيِ هِ أق سمتُ علي كَ باللّ هِ أو أَ سألُكَ باللّ هِ
لتفعلنّ َكذَا وأرادَ ييَ نف سِهِ فيميٌ وم ت ل يق صد ييَ نف سِهِ بل الشفاعةَ أو ييَ
الخاط بِ أو أطلَ قَ فل تنعقدُ لن هُ ل يل فْ ُه َو ول الخاط بُ ويُك َر هُ ر ّد السائلِ باللّ هِ
ك ولو قالَ إن فعل تُ كذا فأ نا تعال أو بوجهِ هِ ف غيِ الكرو ِه وكذا ال سؤا َل بذل َ
يهوديّ أو نَصرانٌ فلي سَ بيميٍ لنتفاءِ إسمِ اللّ هِ أو صِفتِ ِه ول كفارةٌ وإن حَنَ ثَ نع مْ
ير مُ ذل كَ كغيِ ِه ول يَكفُرُ بل إ ْن ق صدَ تبعيدَ نف سِهِ عن الحلو فِ أو أطل قَ حَرُ مَ
ويلزمَ ُه التوب َة فإِ نْ عل قَ أو أرادَ الرضا بذل كَ إ نْ فعلَ كَفَرَ حالً وحي ثُ ل يَكفْر سُنّ
ل هُ أن ي ستغفر اللّ هَ تعال ويقولُ ل إل هَ إل ال مم ٌد ر سولُ اللّ هِ وأوج بَ صاحبُ
ظ اليميِ بل قصدٍ كل واللّ هِ وبل واللّ هِ ف الستقصاءِ ذل كَ ومَ نْ سبقَ لسانُهُ إل لف ِ
343
ن و غض بٍ أو صلةِ كل مٍ ل ينعقدْ والل فُ مكرو هٌ إل ف بيعةِ الهادِ وال ثّ على
اليِ وال صادقُ ف الدعوى ولو حل فَ ف تر كِ واج بٍ أو فعلِ حرا مٍ ع صَى ولزِمَ هُ
حن ثٌ وكفارةٌ أو تر كِ مستحبّ أو فعلِ مكرو هٍ ُسنّ حنُث هُ وعلي هِ كفارةٌ أو على تر كِ
مُبا حٍ أو فعلِ هِ كدخولِ دارٍ وأكلِ طعا مٍ كل آكله أ نا فالفضلُ تر كُ الن ثِ إبقاءا
لتعظيمِ الِسمِ.
[فرع] :يُسنّ تغلي ظُ ييٍ مِ نَ الُدعي والُدعَى عليه وإن ل يطلبْ هُ الصمُ ف نكا ٍ
ح
وطل قٍ ورجعةٍ وعت ٍق ووكالةٍ و ف مالٍ بل غَ عشري نَ دينارا ل في ما دو نَ ذل كَ لن هُ
حقيٌ ف نظرِ الشر عِ نع مْ لو رآ هُ الاك مُ لنحوِ جراءةِ الال فِ فعَل هُ .والتغلي ظُ يكو نُ
وبالكانس وه َو للمسسلميَ عندَ النسبِِ بالزمانس وَ ُه َو بعدَ العصسرِ وعصسرِ المعةِ أول
ِ
وصعودِهِما علي هِ أول وبزيادةِ الساءِ وال صِفاتِ ويُسنّ أ نْ يقرأَ على الالِ فِ آيةَ آلِ
عِمرا نَ{ :إنّ الذي نَ يَشترو نَ بعهدِ اللّ هِ وأياِنهِم ثنا قليلً} .وأ نْ يوض عَ الصحفُ ف
حجرِ هِ ولو اقتصرَ على قولِ هِ وَاللّ هِ كفى .ويعتبُ ف الل فِ نيةُ الاكمِ الستحلِفِ فل
يدفعُ إثَ اليميِ الفاجرةِ بنحوِ توري ٍة كاستثناءٍ ل يَسمعُهُ الاكِمُ إن ل يظلمْه خصمَهُ
س المر كأنْ ادّعى على معسر فيحلف كما بثَهُ البلقين أما منْ ظلمَهُ خصمُهُ ف نف ِ
ل تَ ستحقّ عليّ شيئا أي ت سليم ُه ال َن فتنفعُ ُه التوريةُ والتأويلُ لنّ خصمَهُ ظالٌ إن
الاكمس اعتسبَ نيةُ
ِ َهس غ ُي
حلفس إنسسانٌ ابتداءً أو حلف ُ
َ علمس أو مُخطِيءٌ إن جهلَ فلو
َ
الالِفِ ونفعته التورية وإ ْن كانت حراما حيثُ يبطلُ با حقّ الستحقِ واليميُ يقطعُ
الصومةَ حالً ل القّ فل تَبأُ ذمَت هُ إن كا نَ كاذِبا فلو حَلفّ هُ ث أقا مَ بينةً با ادعا هُ
لهس ِهس والنكولُ أن يقولَ أنسا ناكلٌ أو يقولُ ُ حكمس باس كمسا لو أقرّ الصسُم بعدَ حلف ِ
َ
القا ضي إحل فْ فيقولُ ل أحل فُ .واليميُ الردودةُ و هي ييُ الد عي بعدَ النكولِ
كإِقرارِ الدعَى عليهِ ل كالبينةِ فلو أقامَ الدعَى عليهِ بعدَهَا بينةً بأداءٍ أو إبراءٍ ل تُسمعْ
344
لتكذيبِ هِ لا بإِقرَارِ هِ وقا َل الشيخا نِ ف ملٍ تُسمعُ وصححَ الِسنوي الولُ والبلقين
الثان وقالَ شيخُنَا والتحه الولُ.
[فرع] :يتخيُ ف كفار ِة اليميِ بيَ عت قِ رَقبةٍ كَامِلةٍ مُؤمِنةٍ بل عي بٍ يلّ بالعَم ِل
ي مدّ
سبِ ولو نوَ غَائ بٍ عُلمِ تْ حياتُ هُ .أو إطعا مِ عشرةِ مَساكي كلّ مسك ٍ أو الكَ ْ
حبَ من غالبِ قوتِ البلدِ .أو كسوتِهِم با يُسمى كسوةً كقميصٍ أو إزارٍ أو مقنعةٍ
ف فإن عجزَ عن الثلثةِ لزم هُ صومُ ثلثةِ أَيا مٍ أو منديلٍ يُحملُ ف اليدِ أو الكُمّ ل خ َ
ول يبُ تَتَابُعَها خِلفا لكثيين.
باب ف العتاق
ُهوَ إزالةُ الرقّ عنِ الدمِي والص ُل في ِه قولهُ تعال{ :فَكّ رَقبةٍ} وخَبُ الصحيح ِ
ي
أن هُ قالَ" :مَ نْ أعت َق رقبةً مؤمنةً و ف روايةٍ امرأً م سلما أعت قَ اللّ هُ بكلّ عضوٍ من ها
عضوا من أعضائِ هِ م َن النارِ حت الفِرجَ بالفرجِ" وَعت قُ الذكرِ أفضلُ .ورويَ أنّ عبدَ
ألفس نَسسمةٍ أي رقبةٍ وختمنسا أعتقس ثلثي َ َعنهس َ عوفس رضسي ال ُ ٍ الرحنس بسن
ِ
ب العَت ِق تفاؤلً ( صحّ عت قُ مطل قِ ت صرفٍ) له وليةً ولو كافرا فل كال صحابِ ببا ِ
س ول من غيِ مال كٍ بغي نيابةٍ( :بنحو ب ومنو نٍ ومجورٍ بسفهٍ أو فل ٍ يصحّ من ص ٍ
أعتقُت كَ أو حَررتُ كَ) كَفكَكْتُ كَ وَأَن تَ حرٌ أو عَتِي قٌ وبكنايةٍ مَ عَ نيةٍ كل مُل كَ أو ل
ت مولي وكَذا يا سيدي على الُرجّ ح سبيلَ ل علي كَ أو أَزلْ تُ مل كي عن كَ وَأَن َ
وقولُ هُ أن تَ إبن أو هَذا أو هُو إبن أو أب أو أمي إعتا قٌ إ نْ أمك نَ مِ نْ حي ثُ السنّ
صدَ بهِ وإن عرفَ نسبُهُ مؤاخذةً لهُ بإقرارِهِ أو يا ابن كنايةً فل يُعتقُ ف النداءِ إل إن قَ َ
العت قُ لختصاصِهِ بأن هُ يُستعملُ ف العادة كثيَ اللطفةِ وحسنَ العاشرةِ كما صرحَ
ب هِ شيخُنَا ف شر حِ النها جِ والِرشا ِد ولي سَ من لف ظِ الِقرارِ ب هِ قولُه ل ع تق لعبدِ
فل نٍ لن هُ ل يصل ُح موضُوعُ هُ لِقرا ٍر ول إنشاءٍ وإ نْ استعملَ عرفا ف العت قِ كما أفت
345
به شيخُنَا رح هُ اللّ هُ تعال (ولو بعو ضٍ) أي معَ هُ فلو قالَ أعتقتُ كَ على أل فٍ أو بعتُ َ
ك
ي والولءُ للسيدِ في ِهمَا (ولو نف سَكَ بأل فٍ فقبلَ فورا عُت قَ ولزم ُه الَل فُ ف الصورت ِ
أعت قَ حاملً) ملوكةً لَ هُ ه يَ وحَملهَا (تَبعَهَا) أي الملُ ف العت قِ وإ نِ ا ستثناهُ لن هُ
ت في هِ الرو حُ دونَها ،ولو كان تْ لرجلٍ كالزءِ منها ،ولو أعت قَ الملَ عت قَ إ نْ نفخ ْ
والملُ لخرَ بن حو و صيةٍ ل يُعت قْ أح ُدهُ ما بع تق الخَر (أو) أَعت قَ (مشتركا) بي نه
وبيَ غ ِي هِ أي كلّ هُ (أو) أعت قَ (نصيبَهُ) من هُ كنصيب من كَ حرّ (عُتِ قَ نصيُبهُ) مطلقا
(و سَرَى الِعتا قُ) ِم نَ مُوسرٍ ل مُعسرٍ لا أيسرَ ب هِ م نْ نصيبِ الشري كِ أو بعضِ ِه ول
ين عُ ال سرايةَ دي نٌ م ستغرقٌ بدو نِ حجرِ وا ستيلدِ أحدِ الشريكيِ الو سرِ ي سري إل
حصةِ شريكِ ِه كالعتقِ وَعَلَيه قيمة نصيبِ شري ِكهِ وحصتُهُ من مَهرِ الث ِل ل قيمةَ الولدِ
أي حِصَتهُ ول يسري التدبيُ (ولو مَلكَ) شخصٌ (بعضَهُ) من أصلٍ أو فرعٍ وإن بعدَ
(عُِتقَ عليهِ) لبِ مسلمٍ.
346
الرقيقُس كالتدبيِ (بطلب ِس عبدٍ أميٍ مكتسسبٍ) باس يفسي مؤنتَهُس ونومَهُس فإِن فُقدَت ْس
الشرو طُ أو أحدُ ها فمباحةٌ (وشُر طَ ف صحتِها لف ظٌ يُشعرُ ب ا) أي بالكتَابةِ (إيابا
كَكاتبتُ كَ) أو أن تَ مكات بٌ (على كذا) كمائةٍ (منجما مَ عَ) قولِ هِ (إذا أديَت هُ فأن تَ
ط فيها (عو ضٌ) مِ نْ دَي نٍ أو منفعةٍ( .مؤجلٌ) هنا ح ّر وقبولً كقبل تُ) ذل كَ (و) شُر َ
ليحصَلهُ ويؤدي هِ (منج ٌم بنجميٍ فأكثرَ) كما جرى علي هِ أكثرُ الصحاب ِة رضوا نُ اللّ هِ
علي هم ولو ف مُبع ضٍ (مَ عَ بيا ِن قدرِ هِ) أي العو ضِ (و صِفَتِهِ) وعددِ النجو مِ وق سطِ
كلِ ن مٍ (ولز مَ سيدا) ف كتابةٍ صحيحةٍ قبلَ عت قٍ (حطّ متموّلٍ من هُ) أي العَو ضِ
لقول هِ تعال{ :وآتوهُم من مالِ اللّ هِ الذي آتاكم} فُ سّ َر الِيتاء ب ا ذكرَ لنّ القصدَ
مِن ُه الِعانةُ على العت ِق وكونُ ُه ربعا فسبعا أول (ول يَفسخُها) أي يو ُز فسخُ السيدِ
الكتابةَ (إل إنْ عجزَ مُكاتَبٌ عن أداءِ) عندَ الحلِ لنجمٍ أو بعضِهِ (أو امتنَعَ عنهُ) عندَ
ذل كَ مَ عَ القدرةِ علي هِ (أو) غا بَ عندَ ذل كَ وإن َحضَرَ مالُ هُ أو كَان تْ غيبةُ الكات بِ
خهَا بنف سِ ِه وباك مٍ م ت شاءَ لتعذرِ العو ضِ علي ِه ولي سَ دو نَ م ساف ِة الق صرِ فله فَ س ُ
للحاكمِ الداءُ مِنْ مالِ الكاتبِ الغائبِ (ولَهُ) أي للمكاتبِ (فَسخٌ) كالرهنِ بالنسبةِ
للمرتنِس فلهُس تركُس الدا ِء والفسسخِ وإن ْس كانَس مَعَهُس وفاءٌ (وَحرِمَس عليهِس تتعٌس بكاتبةٍ)
لختللِ ملكِ ِه وي بُ بوطئِ هِ ل ا مهرٌ ل حدّ والولدُ حرّ (ول هُ) أي للمكات بِ (شراءُ
إماءٍ لتجارةٍ ل تزو جٍ إل بإذ نِ سيدِهِ ول تَسرّ) ولو بإِذنِ هِ يَعن ل يوزُ وطءُ ملوكتَ هُ
وما وق عَ للشيخيِ ف موض عٍ ما يقتضي جوازه بالِذ نِ مبنٌ على الضعي فِ أن القنّ
ك ال سيدِ .قالَ شيخُنَا :ويظهرُ أن هُ لي سَ ل هُ ال ستمتاعُ ب ا َغيَ الكات بِ يُمل كُ بتملي ِ
دونَ الوطءِ أيضا ويوزُ للمكاتِبِ بيعٌ وشراءٌ وإجارةٌ ل هبةٌ وصدق ٌة وقرضٌ بل إذنِ
سيدِهِ.
347
ف السيدُ إ نْ عر فَ ل هُ ذل كَ وإل فالكات بُ منو نٌ أو مجورٌ عل يّ فأنكرَ الكات بُ حل َ
ل َن الصلَ عد مُ ما ادعا هُ السيدُ (إذا أحبلَ حرّ أمتَ هُ) أي مَ نْ لَ ُه فِيها مل كٌ وإن قلّ
ولو كانتْ مزوّجةً أو مرّمةً ل إنْ أحبلَ أمةَ تركة مدي ٍن وارثٍ معسرٍ (فولَدتْ) حيا
أو ميتا أو مضغةً مصوّرةً بشيءٍ مِنْ خلقِ الدمييَ (عُتقتْ بوِتهِ) أي السيدُ من رأسِ
الالِ مُقدما على الديو نِ والو صايا وإ نْ حبل تْ ف مر ضِ موتِ هِ (كولدِ ها) الا صل
(بنكا حٍ أو زنا بعدَ وَض ِعهَا) ولدا للسي ِد فإِن هُ يُعت قُ ِم ْن رأ سِ الالِ بو تِ السيدِ وَإِ نْ
كانت أمّهُ قبلَ ذلكَ (ولَهُ وطءُ أمّ ولدٍ) إجاعا واستخدامُها وَإجارتُهَا وكذا تزو ُيهَا
ذلكس ول يصس ّح وكذا رهنُهسا َيحرمس َ
ِهس بسبيعٍ أو هب ٍة ف ُ بغيِ إذنِهسا (ل تليكُهَا) لغي ِ
(كولدِ ها متاب عٌ ل ا) ف العت قِ بو تِ ال سيدِ فل ي صحّ تلي ُك هُ مِ نْ غ ِي ِه كال مّ بلْ لو
حك مَ ب ِه قا ضٍ نق ضَ على ما حَكا هُ الرويان َع ِن الصحابِ وتصحّ كتابتُها وبي ُعهَا
مِنْ نفسها ولو ادعى ورثةُ سيدِها مالً ل ُه بيدِها قبلَ موتِهِ فادّعَتْ تلفَهُ أي قبلَ الوتِ
ق في هِ ك ما قالَ هُ ت بيمِينِ ها ك ما نقلَ هُ الذرع يُ فإِ نْ ادع تْ تل َف ُه بعدَ هُ ل ت صد ْصدّق ْ ُ
شيخنا رح هُ اللّ هُ تعال رحةً وَا سِعةً وأَفت القاضي فِيمَ نْ أقرّ بِوطءِ أَمتِ هِ فادع تْ أنّها
أَسقطتْ مِنهُ ما تصيُ بهِ أمّ ولدٍ بأنا تُصدقُ إن أمكنَ ذلكَ بيمينِها فإِذا ماتَ عُتقتْ
ِنس النارِ ،وَ َحشَرَنسا فس زمرةِ الُقرّبي َ الخيا ِر البرارِ وأسسكَنَنَا ّهس تعال م َ أَعتقَن َا الل ُ
الفردَو سَ مِ نْ دا ِر القرارِ ،وَمَنّ عليّ ف هذا التألي فِ وغيِ ِه بقبولِ هِ وعمو ِم النف عِ ب هِ
ّهس الاصسةِ َاءتس الطامةُ وسسببا لرحةِ الل ِ ليكونس ذخيةً ل إذا ج ِ َ فيهس
ِخلصس ِ
ِ وبال
والعامةِ .المدُ للّ هِ حدا يواف نعمَ هُ ويكافءُ مَزيدَ هُ .وصلى اللّ هُ وسلمَ أَفضلَ صلةٍ
ف ملوقاتِ هِ ممدٍ وآلِ هِ وأ صحابِهِ وأزواجِ هِ عَددَ معلوماتِ هِ وأكملَ سلمٍ على أشر ِ
ومدا َد كلماتِهِ وحسبُنا اللّهُ وَنِعمَ الوَكيلِ وَل حَولَ ول قوةَ إل باللّهِ العل ّي العظيمِ.
يقولُ الؤل فُ عَفَا اللّ هُ عن هُ و َع نْ آبائِ هِ ومشايِ هِ :فَرغ تُ م نْ تبييضِ هذا الشر حِ
ضحوةَ يومِ الُمعَ ِة الرابعِ والعشرينِ مِنْ شهرِ رَمضانَ العظّ ِم قدرُهُ سنةَ اثنتيِ وثانيَ
348
وتسعمائةٍ وأرجو اللّ هَ سُبحاَنهُ وتَعال أ نْ يقبلَ هُ وأ ْن يعمّ النف عَ ِب هِ ويَرزقنا الِخل َ
ص
في هِ وَيُعيذَ نا ب هِ من الاويةِ ،ويدخل نا به ف جنةٍ عاليةٍ ،وأ نْ يرحَم امرءا نظرَ بعيِ
حهُ المدُ للّ هِ ر بِ العاليَ.الن صافِ إلي هِ ،ووق فَ على خطأٍ فأطلع ن علي هِ أو أ صل َ
ِهس
ذكركس و ِذكْر ِ
َ ِهس وصسحبِهِ كلمسا اللهم ّ صسلّ وسسَلم على سسيدِنا ممدٍ وعلى آل ِ
س معهُم ْسِبرَحتِكَسيسا أرحَمَس الذاكرونسَ ،وَغَفَلَ عسن ذكرِكَس وذِكرِه الغافلونسَ .وعلين ا
الراحيَ.
349