Professional Documents
Culture Documents
تغيي فجائي ف نظام الكم تقوم به جاعة من رجال الكومة أو اليش أو الزب ،ويُطلق عليه عادة
الصطلح الفرنسي «كودي تا» وهو يتلف عن الثورة من حيث أن هذه تبدأ بي طبقات الشعب
وتتهد إل الطبقهة الاكمهة ل بالعكهس .وكان مهن الهداف الته يسهعى إليهها مدبرو النقلبات
ال ستيلء على البن ية الكوم ية ضمانا لنجاح ها ،ول كن هذه الهداف تولت إل ماولة لل ستيلء
على الرا كز اليو ية كمحطات الذا عة ومرا كز تول يد الكهرباء والاء والطارات ومطات ال سكك
الديدية وغيها.
أرستقراطية :
نظام سياسي يتم يز بأن يتول ال كم ف يه طب قة من النبلء أو أفراد من الطب قة الا صة ويكون حكرا
علي هم ،وار ستقراطية كل مة يونان ية مكو نة من « متاز +ح كم » وال كم الر ستقراطي مب ن على
أساس التمييز الطبقي وعلى أساس أن بعض الفراد أصلح من غيهم للسيادة ،وأبرز عيوبه اليل إل
الستبداد وعدم تثيل الرادة الشعبية ،ويعتب هذا النظام من الناحية التطبيقية معدوما
هو ظاهرة استخدام العنف والتصفية السدية ب قّ شخصيات سياسية كأسلوب من أساليب العمل
والصراع السياسي .
وبالطبهع فإن ظاهرة اللجوء إل العنهف لتصهفية الصهوم فه العمهل السهياسي أو القضاء على حكام
وزعماء قدية ومستمرة ،إل أنه من اللحظ أن هذا السلوب أصبح أكثر شيوعا ف النصف الثان
مهن القرن التاسهع عشهر عندمها انتشرت الفكار الفوضويهة والنهلسهتية (العدميهة) ،وهاه حركتان
سياسيتان أقرّ تا الغتيال كأسلوب مشروع وفعّال ف تق يق الهداف ال سياسية .وقد ذهب ضحية
ذلك عدد من رؤ ساء الدول الورب ية والمريك ية وال سيوية .و ف الوا قع فإن عددا من الفكر ين
السياسيي الكبار من أمثال توما الكوين وغيوسيب ماتزين جعلوا اغتيال الطغاة وسيلة من وسائل
تقيق الصال العام واعتبوا ذلك بثابة شكل من أشكال تطبيق القانون الطبيعي .
وعلى الرغم من جاذبية السهولة والسم ف ظاهرة الغتيال السياسي ،فإن الركات الثورية الكبى
من اشتراكية وشيوعية ،والركات السياسية الرأسالية والديقراطية الساسية أحجمت عن اعتماد
اسلوب الغتيال ف برامها وأدانت اللجوء إليه ،أما على اساس أخلقي ،أو لنه فردي وغي جذري
ول يقق الدف الجتماعي والتغييي التوخّى ،أو للسببي معا .
أ ما الركات والن ظم الفاش ية فكثيا ما تع مد إل هذا ال سلوب ح ت عند ما تكون ف سدة ال كم
لرهاب خصومها والقضاء عليهم ،وإن كان ذلك ل يقتصر عليها بالضرورة .ومن اللفت للنظر أن
عددا كبيا من قادة الوليات التحدة ه يفوق ف مطلقه ون سبته أي بلد آخر ه قد ذهب ضحية
الغتيال منذ إبراهام لنكولن ف القرن التاسع عشر حتّى جون كنيدي ف ستينيات هذا القرن .
ومن الدير باللحظة أن الخابرات المبيالية تعتمد هذا السلوب لتصفية بعض القادة الثوريي بعد
أن تع جز عن تر يك القوى الداخل ية ك ما تعتمده ب عض الفئات الي سارية كو جه من وجوه رفض ها
للنظام القائم.
ويعن ف الصل اليونان إدارة الدولة كشيء متميّز عن إدارة البيت .وف القرن الثامن عشر أصبح
ال صطلح يقت صر على مناق شة ال سائل ذات العل قة بثروة الدولة ( كمؤلف آدم سيث « ثروة الُ مم
») دون استبعاد العتبارات السياسية والعنوية والجاعية والدارية عن هذا النقاش .
إل أن تلك العتبارات أفرزت واسهتبعدت فه القرن التاسهع عشهر ،مهع ماولة تديهد العلقهة بيه
القتصهاد والسهياسة والجتماع وجرت ماولت للتفر يق ب ي القت صاد ال سياسي كعلم يب حث ف
النظريات الح ضة الطل قة ال صحة ،وب ي القت صاد ال سياسي ك فن لت طبيق هذه النظريات على الوا قع
العاش ،إل أن ناية القرن شهدت التخلي التدريي عن كلمة السياسي ف التعبي ول سيما ف اللغة
النكليز ية للتفر يق ب ي علماء القت صاد وب ي ال سياسيي الذ ين ي ستفيدون من علم هم أو ي سخّرونه
لدمهة أهدافههم .إل أن ذلك ل يسهم النقاش حول الشاكهل النهجيهة الناجةه عهن تداخهل العلوم
الجتماعية ومالت علم القتصاد ومنهجه .
هو نظام سياسي مبن على السلطة الطلقة ،الت يارسها شخص واحد ،أو هيئة مدودة يرأسها زعيم
معروف ،دون أن يكون مقيدا بأي دستور ،أو مسؤو ًل أمام أي ملس نياب أو شعب .وكان هذا
الكم سائدا إبان القرون الوسطى ،وف روسيا القيصرية ،وف عدد من دول أوروبا الشرقية.
أرستقراطية:
البلشفية:
مشتقة من اللفظ الروسي "بولشوي" ،ومعناها "الكبي والكب" ،وتنطوي على فكرة تطبيق عقيدة
الشّيوع الاركسية ،وتتميز بديكتاتورية طبقة العمال "البوليتاريا" ،الت حققها السوفيت ،وإلغاء
اللكية الفردية ،وفرض نظام الشتراكية الطلقة ،على وسائل النتاج .وقد تطورت البلشفية بسرعة
نو الشيوعية ،الكثر تعقيدا ونفاذا؛ وتول نشر هذا الذهب جناح اليسار ،ذو الغلبية ف الزب
الشتراكي الديوقراطي الروسي ،الذي أيد ليني منذ عام ،1903واستول على الكم ،بعد ثورة
عام .1917
البجوازية
طبقة اجتماعية تثل طبقة وسطى ،بي الماهي العدمة ،وطبقة الشراف ،الت ينعم أفرادها بوضع
ينطوي على الرفاهية .وهي تضم التجار وأصحاب الصانع والعاملي ف الهن الرة والوظفي
الكوميي ،الذين يتميزون بثقافتهم وخباتم الاصة بأسلوب مشترك ف حياتم الجتماعية ،وهي
بذلك تتعارض مع الطبقة العمالية والفلحي.
البيوقراطية
هذه الكلمة مشتقة من كلمة فرنسية " "Bureauومعناها "مكتب" ،وكلمة يونانية "
"Kratosومعناها "السلطة والكم" ،ولذلك يكن تعريف البيوقراطية بأنا :السيطرة والنفوذ
الواسع اللذان تتمتع بما الدارات العامة ف الدولة ،حيث يتمسك موظفو الكومة بالروتي ،الذي
يتميز بالشكليات والرسيات والتفاصيل الزئية العقدة.
منظمة يهودية تأسست عام 1928إثر اجتماع عقده مندوبون من النظمات الدينية واليهودية
والنظمات الصهيونية ،وعدد من الشخصيات اليهودية ف الوليات التحدة المريكية .ترأس الؤتر
"ستيفن وايز" ،الذي أشرف على سي الناقشات حول أهداف اليهود ف الوليات التحدة المريكية
بوجه خاص ،وتطرق إل أهداف اليهود ف جيع أناء العال ف تقيق حلم إقامة الكيان الصهيون،
بوجه عام .وقد وضع الؤترون خطة التحرك للمرحلة الديدة ،وذلك على جيع الصعدة السياسية
والتنظيمية والالية والعلمية .غي أن نشاطات الؤتر بدأت تبز بعد ذلك ،من خلل العمل على
تميع قوى اليهود ف القارة الديدة ،والسعي إل تشكيل لوب صهيون قوي .وهكذا ما لبث أن
تول هذا الؤتر ف فترة الثلثينيات إل القوة اليهودية الساسية ف العمل ضد النازية ،ومساعدة
الضحايا اليهود ف أوروبا .وقد نح الؤتر داخل أمريكا ف إثارة الرأي العام المريكي لصلحة
اليهود.
أهلهية :
الهلية ف ال صطلح ال سياسي ،يقصد با ت تع الدولة بالسيادة الكاملة على إقليمها ب ا يسمح لا
بمارسهة مها يعرف بأعمال السهيادة كعقهد التفاقات والعاهدات ،لذا يطلق على الدول ناقصهة
السهيادة ( كالقاليهم الحتلة أو السهتعمرات ) أناه ناقصهة الهليهة ،وبعهض الدول ناقصهة السهيادة
كالدول الواقعة تت الماية أو الوصاية إذا عقدت اتفاقات مع دولة أجنبية تعتب قانونية ما ل تعترض
عليها الدولة الامية أو الوصية
انتداب :
النتداب نظام سياسي مؤقت استحدث بعد الرب العالية الول ون صّ عليه ميثاق عصبة الُمم عام
1919م ،ويقصهد بالنتداب وضهع بعهض البلد الته تسهكنها شعوب ل تكهن أهلً لن تسهتقلّ
بشؤوناه تته إشراف بعهض الدول التقدمهة للنهوض بذه الشعوب حت ّى تسهتطيع أن تتولّى زمام
أمورها بنفسها .
ق سّمت الادة 22من ميثاق ع صبة الُ مم القال يم ال ت يرى وضع ها ت ت نظام النتداب إل ثل ثة
أنواع بسهب مبلغ رقيّهها وتقدّمهها ،النوع الَول ويعرف بالجموعهة « أ » وههي البلد الته تكون
مهمهة الدولة التقدمهة بالنسهبة إليهها ههي الرشاد والتوجيهه ،ومثالاه العراق وسهوريا وشرق الردن
وفلسطي ،والنوع الثا ن أو مموعة « ب » وهي القاليم التخلّفة ،ومثالا الستعمرات اللانية ف
إفريقيا ،فتتول الدولة النتدبة إدارتا بشرط رعاية مصال السكان الادية والدبية وحرياتم ومعتقداتم
،والنوع الثالث أو الجمو عة « ج » ويش مل ب عض النا طق التخلّ فة النائ ية فتدير ها الدولة النتد بة
كجزء من إِقليمها .
ولاه كان الدف مهن النتداب ههو إعداد شعوب هذه القاليهم إل النهوض تهيدا لسهتقللا وإدارة
شؤون ا بنف سها ألزم قانون الع صبة الدولة النتد بة بتقد ي تقر ير سنوي لجلس الع صبة تفح صه ل نة
النتدابات الدولية لترى فيه رأيها ،وللعصبة إقالة الدولة من النتداب إذا أخلّت بشروط النتداب،
وبعهههههد قيام هيئة الُمهههههم التحدة حلّ نظام الوصهههههاية م ّل نظام النتداب .
انتربول :
اسم يطلق على «مُنظّمة الشرطة الدولية» تألفت عام 1923م لغرض التعاون بي هيئات الشرطة
ف متلف الدول الشتر كة ف النظ مة ،وذلك ف القضا يا النائ ية ال ت تتطلب هذا التعاون ،وجعلت
باريس مركزا لا ،يثلها ف وزارة الداخلية الصرية «الكتب الركزي للشرطة الدولية النائية» ويتبع
مصهههههههههههههههههلحة المهههههههههههههههههن العام .
اعتراض :
العتراض ف ال صطلح ال سياسي يق صد به عدم الواف قة على قرار صدر من هيئة يكون العترض
عضوا فيها ،وحقّ العتراض أو حق « الفيتو » من القوق الت تنظمها عادة لئحة اليئة ف الباب
الاص بنظام الت صويت ،وأبرز مثال لقّ العتراض أو الفي تو نظام الت صويت ف ملس ال من الذي
نصّه على حهق الدول المهس الكهبى والعضاء فه العتراض على أي قرار أثناء نظهر الجلس فه
موضوعه وقبل صدوره .
صورة من صور ال ستفتاء الش عب ،ويق صد به ا ستفتاء الش عب ف م سألة من ال سائل الا مة ذات
الطابهع السهياسي .وقهد اشتمهل دسهتور جهوريهة مصهر فه عام 1956م على هذا النوع مهن
الستفتاء الشعب ،فن صّت الادة 154على أن يكون لرئيس المهورية بعد أخذ رأي ملس المة
أن يستفت الشعب ف السائل الامة ذات الطابع السياسي .وقد اشتمل دستور جهورية مصر ف عام
1956م على هذا النوع مهن السهتفتاء الشعهب فنصهّت الادة 154على أن يكون لرئيهس
المهورية ه بعد أخذ رأي ملس المة ه أن يستفت الشعب ف السائل الامة الت تتصل بصال
البلد العليا .
أعمال السيادة ه ف الصطلح السياسي ه هي العمال الت تصدر عن اليئة الت تتول الكم ف
الدولة تبعا لنظامها السياسي باعتبار أن الدولة هي صاحبة السلطان على إقليمها ورعاياها ،ما دامت
لذه اليئة القوة والنفوذ ما يكّنها من مارسة هذا السلطان ف الشراف على شؤون الدولة الداخلية
وعلقاتا الارجية .وف حالة الوضاع الستثنائية الت ت ّر با بعض الدول والت تتمخض عنها نتيجة
لقلب نظام ال كم وإلغاء الدستور القائم وتنحّ ي رئ يس الدولة ومعاون يه ،يشكّ ل ملس مؤ قت يبا شر
هذه القوق يعرف بجلس ال سيادة ،و من أمثلة ذلك ما جرى الع مل به ب عد قلب نظام ال كم ف
ال سّودان و سوريا والعراق عام 1958م ،وبالن سبة ل صر ب عد ثورة عام 1952م نص العلن
الد ستوري ال صادر ف 10فهباير 1953م على أن « يتول قائد الثورة أعمال ال سيادة العل يا
وب صفة خا صة التداب ي ال ت يرا ها ضرور ية لما ية هذه الثورة والنظام القائم علي ها لتحق يق أهداف ها
وحق تعيي الوزراء وعزلم » .
ف الصطلح السياسي والدبلوماسي ،يقصد بالعمال التحضيية الجراءات الت تسبق انعقاد مؤتر
أو توقيهع معاهدة أو اتفاقيهة ،أو الّته تقارن انعقاد الؤترات ومها شابهه ،وتبدأ هذه الجراءات بقيام
دولة أو منظمة دولية بتوجيه الدعوة إل الدول الت يعنيها المر كما تري ف الوقت ذاته مادثات
تهيد ية مع مثلي هذه الدول حول ال سائل ال ت يتناول ا الؤت ر ب ا ف ذلك تد يد زما نه ومكا نه ،
وتش مل الجراءات ت سلّم إجابات الدول وت سجيل أ ساء الوفود الشتر كة العاملة أو الراق بة وإثبات
صفة مثلي كلّ دولة وسلطتهم ث ترير مضر بذلك وهو ما يعرف بتبادل التفويضات ،وتقوم اللجنة
التحضيية بإعداد جدول العمال واختيار اللّغات .
اتفاقية الطائف : 1989
أُبر مت ف مؤت ر عقده النواب اللبنانيون ( 62نائبا من أ صل ) 99ف مدي نة الطائف بال سعودية
خلل تشرين الول ( نوفمب ) ، 1989برعاية اللجنة الثلثية النبثقة عن مؤتر القمّة الطارئ ف
الرباط عام 1989الكونة من ملك السعودية فهد بن عبد العزيز والرئيس الزائري الشاذل بن
جديهد وملك الغرب السهن الثانه .اتفهق فيهه النوّاب على حهل وسهط .عارضهه رئيهس الكومهة
الع سكرية اللبنا ن ،النرال ميش يل عون بقوّة .و قد جرت ب عد هذه التفاق ية انتخابات رئا سية عام
1989فانت خب رين يه معوض رئي سا للجمهور ية ث إلياس الرواي ف اليوم التال لغتيال الول.
أ هم توّل أحد ثه التفاق هو ال ساواة ف النفوذ ب ي الرئا سات الثلث :رئا سة المهور ية للموار نة
ورئاسة الكومة لل سُنّة ورئاسة ملس النوّاب للشيعة ،فأمّن بذلك « قدرا أكب من التمثيل والتوازن
بي الرئاسات الثلث».
ونصّ على سيادة لبنان واستقلله وانسحاب القوات غي اللبنانية من أرضه ،ونصّ على علقات ميزة
مع سوريا .
ألغى اتفاق الطائف اليمنة الارونية على الكم ووزعها بشكل متساو على الطوائف الثلث ،الوارنة
والسنة والشيعة :
رئيس المهورية :مارون ،رئيس دولة ل رئيس السلطة التنفيذية كما كان ف السابق ،مهماته أربع
:الحاف ظة على الد ستور ،وال ستقلل ،ووحدة الو طن ،و سلمة أر ضه .ي سمّي رئ يس المهور ية
رئ يس الكو مة نتي جة ا ستشارات نياب ية ملز مة يش هد علي ها ملس النوّاب ،وبالتفاق مع رئ يس
الكو مة ي صدر مرا سيم تشك يل الكو مة .بين ما كان ف ال سابق رئ يس المهور ية يعيّن الوزراء ،
ويسمّي رئيس الكومة ; لنه كان رئيس السلطة التنفيذية .
إرههاب :
ماولة نشر الذعر والفزع لغراض سياسية ،والرهاب وسيلة تستخدمها حكومة استبدادية لرغام
الشعهب على الضوع والسهتسلم لاه ،والثال التقليدي ههو قيام حكومهة الرهاب ابّان الثورة
الفرن سية عام « »1793لغراض سياسية ،والرهاب و سيلة تتخذ ها دولة تفرض سيادتا على
شعب من الشعوب لشاعة روح النزامية والرضوخ لطالبها التعسفية ،أو تستخدم الرهاب جاعةٌ
لترويع الدنيي لتحقيق أطماعها حت تفرض القلية حكمها على الكثرية ومثالا الرهاب اليهودي
الذي سهبق احتلل الماعات الصههيونية لبعهض أناء فلسهطي فه عام 1948م وقامهت بذه
العمال ع صابات أك ثر أعضائ ها من اليهود التع صبي أهّ ها ع صابات أرغون زفاي ليو مي وشترن
وآغودات اسهرائيل ،وشلت أعمالاه نسهف النازل وإلقاء التفجّرات فه السهواق واغتيال الطفال
والن ساء وتنظ يم الذا بح الماع ية كمذا بح د ير يا سي ونا صر الد ين وحوام سة وعيلوط و سكرمي
والودايةه وحلجول وبيهت اكسهاب ،وكان الدف مهن أعمال الرهاب هذه دفهع أههل البلد إل
الجرة وإخلء القرى والدن تهيدا لستيلء الصهيونيي عليها
المي العام ( أو ال سكرتي العام ) للُمم التحدة هو الوظّف الداري الول الذي يشرف على جيع
العمال الدارية الت تضطلع با المانة العامة للهيئة .ونظرا لطورة هذه الوظيفة الدولية يراع ُى ف
اختياره جلة اعتبارات ،منها أنّ ملس المن هو الذي يوصي باختيار المي العام ،والمعية العامة
للهيئة هي الت تقضي بتعيينه ف وظيفته لدّة خس سنوات .ويلحظ عرفا أن يتار المي العام من
أبناء الدول الصهغرى العضاء فه النظمهة ضمانا لعدم انياز اليئة لوجههة نظهر معينهة فه النازعات
الدولية .
يقوم الميه العام برئاسهة الهاز الداري المثهل فه اجتماعات المعيهة العموميهة وملس المهن
والجلس القتصادي والجتماعي وملس الوصاية ،وهو الذي يقوم بالدعوة إل عقد الجتماعات ،
ويقوم بتحضي جداول العمال ف اجتماعات اليئة وفروعها ،ويعد ميزانية اليئة ،وهو الذي يُعيّن
موظفي ها بالشروط القررة ،و هو الذي ينتد به ملس ال من إل أيّ ة م سألة يعتب ها مؤثرة ف ال سلم
العالي ،ويقدم المي العام التقرير السنوي عن أعمال النظمة وفروعها ويتضمن ما يراه ضروريا من
التوصيات ،ويتمتّع الميُ العام للمم التحدة بكافة المتيازات والصانات القرّرة لرؤساء البعثات
الدبلوما سية .ويعاون الم ي العام عدد من المناء ال ساعدين يثلون القطاعات الختل فة ال ت ينق سم
اليها نشاط النظمة .
شغل منصب المي العام ليئة المم منذ تكوينها عدّة أشخاص هم :
الو ظف الداري الوّل الذي يشرف على ج يع العمال ال ت تد خل ف اخت صاص الما نة العا مة ف
الدود القررة ف ميثاق الام عة ،وتن صّ الادة ( 12الفقرة الثان ية ) على أن «يعيّ ن ملس الام عة
بأكثر ية ثل ثي دول الام عة الم ي العام ،ويعيّن الم ي العام بواف قة ملس الام عة المناء ال ساعدين
والوظفي الرئيسيي ف الامعة ».
يتول المي العام دعوة ملس الامعة ويضر اجتماعاته ،ويُعد مشروع ميزانية الامعة ويعرض على
الجلس للموافقة عليه ق بل بدء ك ّل سنة مال ية .وهو الذي يعيّن م ساعديه بوافقة الجلس ،والمي
العام يكون ف درجة سفي ،والمناء الساعدون ف درجة وزراء مفوّضي.
هو تكو ين يض مّ ممو عة من الناس ذوي التاه الوا حد والنظرة التماثلة والبادئ الشتر كة والدف
الُتّفق عليه وأن يكونوا مصمّمي على أن يققوا هذا الدف .
و هم يرتبطون بعض هم بب عض وفقا لقاعدة أو قوا عد تنظيم ية مقبولة من جانب هم ،وتدد علقات م ف
أثناء العمل والنشاط كما تدد أسلوبم ف تقيق هدفهم أو أهدافهم .
ويكون التنظيم على شكل حزب أو اتاد أو هيئة أو جاعة ،وبغض النظر عن السم الذي يتخذونه
فل بد من توافر عنصرين أساسيي فيه:
ب ه التنظيم السياسي الذي ينشأ بسبب ظروف تاريية معينّة ،وينتهي مهمته بانتهاء تلك الظروف
كالحزاب الوطنية الحدّدة الهداف بتحقيق الستقلل ،أو مثل البهات الرحلية .
ج هه التنظيهم السهياسي الذي ينشهأ على أسهاس تقيهق مبادئ ايديولوجيهة وأهداف بعيدة الدى ،
كالحزاب الشتراكية والشيوعية .
ومهما يكن من أمر ،فإن أفضل قاعدة للتنظيم السياسي هي وحدة البادئ والهداف والصلحة .
فعل يقدم عليه الواطن ويتضمن تبنّيه لوقف سياسي معيّن وواضح ودائم .ومن شروط هذا الوقف ،
أن يت صف بال ستمرارية ،ال ت غالبا ما يعبّر عن ها بالع مل أو بالشار كة العلني ي .وع كس اللتزام
ال سياسي مو قف الر فض والنكار ل كل ما ي تّ لل سياسة وللمعتقدات ال سياسية بصلة .والشخاص
الذيهن يتخذون موقهف الرفهض والنكار هذا ،غالبا مها يسهاهون موضوعيا ول شعوريا فه تدعيهم
الوضع القائم .ويكن اعتبار الوقف الماعي الذي تتخذه بعض التنظيمات الجتماعية ( النقابات ،
المعيات النسهانية والدين ية ،النديهة ) ...برفض ها للحزاب ال سياسية وتفادي ها النراط ف أي
عمل سياس ّي منظم ،نوعا من عدم الرغبة ف التغيي ،وتكريسا لسياسة معينة ،رغم أن العذر العلن
ههههههههههو رفهههههههههض كهههههههههل سهههههههههياسة .
تَدخّل :
1ه التدخّ ل ف ال صطلح ال سياسي يق صد به تعرض دولة للشؤون الداخل ية والارج ية لدولة
أخرى ،وإملؤها إرادتا عليها ،بقصد تغيي الالة الراهنة فيها دون أن يكون لذا التعرض سند قانون
،وحيث أنّ التدخل تقييد لرية الدولة واعتداء على سيادتا ; لذا يعتب من الناحية القانونية عملً
غ ي مشروع ،و قد ن صّ على ذلك الت صريح ال صادر من هيئة ال مم الاص بقوق الدول وواجبات ا
بقوله « على كل دولة واجب المتناع عن كل تدخل ف الشؤون الداخلية والارجية لدولة أخرى »
.
2ه يأ خذ التد خل صورا متعددة ،ف قد يكون ف صورة إ سداء دولة الن صيحة لدولة أخرى ،أو
مطالبتهها بتفسهي حادث أو تصهرف وقهع منهها ،أو يكون بتقديه مذكرات وطلبات كتابيهة ،أو
ملحظات شفه ية ،أو يكون ف صورة دعوة تقدّم ها الدولة التدخّلة لع قد مؤت ر يتقرّر ف يه ما تطل به
هذه الدولة ،أو يكون بإرسهال مندوب رسهي أو شبهه رسهي يطلب مهن هذه الدولة القيام بعمهل أو
المتناع عن عمل أو بالسي على خطة معينة .
تفّظات :
التحفظ اصطلح سياسي يقصد به قيد تضعه دولة من الدول ( أو عدد من الدول ) بالنسبة لبعض
نصوص معاهدة أو اتفاقية وتعتبه شرطا لتوقيعها أو للتصديق عليها ،وأكثر ما تكون التحفظات ف
التفاقيات الثنائ ية ب ي دولت ي وقبول التح فظ ي ستهدف من ناح ية ضما نا للدولة ،و من ناح ية أخرى
ماولة لتذل يل العقبات ال ت تعترض ع قد التفاق ية ما دام التح فظ ل يتعارض مع صلب التفاق ية أو
الغرض منها ،أمّا بالنسبة للمعاهدات الفتوحة الماعية فقد أفتت مكمة العدل الدولية بأن «الدولة
الت تضع قيدا أو تفّظا اعترفت به بعض الدول النضمة للمعاهدة دون البعض الخر يب اعتبارها
عضوا ف العاهدة إذا كانت التحفظات والقيود تتمشى مع موضوع وغرض العاهدة ول تالفه» ومن
التفق عليه أن من حقّ الدول الت قبلت التحفظ أن تعامل الدولة الت أبدت التحفظ بقتضى مضمون
هذا التحفّظههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .
تصديق :
التصديق ف الصطلح السياسي يقصد به قبول العاهدة أو التفاقية رسيا من السلطة الت تلك عقد
العاهدات نيا بة عن الدّولة ،ف من ث كان الت صديق إجراء دوليا يق صد به التزام الدولة الوق عة على
العاهدة بتنف يذ ما ورد في ها ،وت ّر العاهدة ق بل الت صديق علي ها ب سلسلة من الرا حل تنت هي بالتوق يع
عليها بواسطة مندوب الدول الفوضي لبرام العاهدة .ولكنّ هذا التوقيع من الناحية القانونية ل يعن
أك ثر من ح صول التفاق ول يع ن إرغام الدولة على التنف يذ ،ذلك أنّ الت صديق من أعمال ال سلطة
التنفيذية يتولّه عادة رئيس الدّولة ( أو وزير الارجية ) ولكن يسبق توقيع رئيس الدولة كذلك ما
يفيد موافقة السلطة النيابية عليها ،طالا أنّ دستور البلد يُعلّق نفاذ العاهدة على هذه الوافقة ،فمن
ص على أن «معاهدات الصلح والتحالف والتجارة ..
ذلك الد ستور ال صري لعام 1958الذي ن ّ
ال ل تكون نافذة إلّ إذا وافق عليها ملس المة » .
ك ما جرى الع مل على ضرورة إِحا طة الدول الخرى الوق عة على العاهدة عن طر يق تبادل الوثائق
ال ت تف يد الت صّديق ف حالة العاهدات الثنائ ية ،أو إيداع ها لدى حكو مة الدّولة ال ت تّ التوق يع ف
إِقليمها ف حالة العاهدات التعدّدة الطراف.
تصريح :
ف الصطلح السياسي ،التصريح هو العلن عن قيام اتفاقية ،و قد يطلق على التفاقية نفسها ،
ه يطلق التصهريح على الوثائق الدوليهة الته تؤكهد مبادئ قانونيهة أو تقليدا سهياسيا ًدوليا معيّنا ،
كم ا
ويكون التصريح ثنائيا نتيجة لتفاق بي دولتي ،أو قد يصدر من طرف واحد; ومثاله تصريح بلفور
ال صادر من الكو مة البيطان ية عام ، 1917بشأن تي سي ا ستيطان اليهود ف أرض عرب ية دون
موافقة الطرف الخر ،أو تصريح 28فباير ال صّادر من جانب الكومة البيطانية عام 1922
باعتبار م صر دولة م ستقلة ذات سيادة مع تفظات خا صّة ،دون أن ي صدر من الا نب ال صري ما
يؤ يد هذا التفاق ،و قد يكون التصريح جاعيا مف سّرا أو مؤكدا لب عض نصوص القانون الدول م ثل
تصريح باريس عام 1956الاص بالرب البحرية .
إدخال تغييات على نصهوص الوا ّد الته يتألّف منهها القانون السهاسي للبلد والدولة .ول يتعارض
مبدأ التعديل هذا مع قدسية الدساتي وتري الساس با ،لن الشعب ( المة ) هو مصدر السلطات
ف معظم دساتي العال الكتوبة .ويقّ له بالتال إجراء تعديلت تيزها نصوص الدستور ذاته وتتيح له
مسايرة التطور اليات التصاعد .
وتتلف الدساتي من حيث درجة صعوبة وشدة الجراءات الت تتبع ف تعديلها ،فمنها دساتي ( مرنة
) ودسهاتي ( جامدة ) .فالول ههي الته يكهن تعديهل نصهوصها اللزمهة لتعديهل تلك القوانيه .
والسلطة التشريعية العادية (أي البلان) تلك صلحية تعديل نصوصها اللزمة لتعديل تلك القواني
.والسلطة التشريعية العادية ( أي البلان ) تلك بالنسبة لتعديل الدساتي الرنة صلحيات واسعة.
والدستور البيطان مثال للدساتي الرنة .حيث يلك البلان البيطان أن يعدّله مثلما يعدل أي قانون
عادي .أ ما الد ساتي الامدة ف هي ال ت يتطلب تعديل ها إجراءات أ صعب وأ شد من إجراءات تعد يل
القواني العادية ،كاشتراط أن يتمّ ذلك بأغلبية عددية خاصة ف البلان ،أو اجتماع ملس البلان
جيعا ،أو بإجراء انتخابات جديدة وتكوين برلان جديد لتعديل الدستور ،أو بإجراء استفتاء شعبّ .
فالمود ل يس معناه جودا مفاجئا للمبادئ ول كن صعوبة التعد يل من ح يث إجراءا ته ،و هو جود
ص الد ستور على عدم إمكانية تعديله خلل فترة
ن سبّ .ول كن قد يكون هناك جود مطلق ،كأن ين ّ
معيّ نة من تار يخ صدوره ،أو على عدم تعد يل ب عض أحكا مه ( م ثل الش كل المهوري أو الل كي
للحكهم ) على الطلق .وقهد أثبهت الواقهع أن ضغهط الحداث قهد يكون أحيانا أقوى مهن هذه
النصوص الت ترّم التعديل
تدويل :
التدويل نظام سياسي يوضع بقتضاه إقليم تت إشراف إدارة دولية أو متلطة ،والقرار بتدويل إقليم
يكون بوجب معاهدة دولية أو جاعية .
يق صد بالتفر قة العن صرية سياسة عدم تشج يع الندماج العن صري ح ت ي ستحيل قيام مت مع متلط
العناصر ،كما يطلق عليها اسم سياسة «التمييز العنصري» باعتبار المتيازات الت يتص با عنصر
من العناصر الت يتألف منها متمع دولّ معيّن ،وأبرز حالت هذه الظاهرة ف بعض القاليم الِفريقية
الت تسكنها أقلّية بيضاء تستأثر فيها بالركز المتاز ،وهو وضع يتناف مع القاعدة البديهية وهي أن
الغلبية العددية هي صاحبة القّ الصيل ف القليم ،غي أن القلية البيضاء على النقيض من هذا
ت ستحوذ على مقال يد ال سلطة ال سياسية والدار ية والقت صادية ف القل يم با ستخدام الق مع والق هر
والتدليس السياسي ،وتبز مظاهر التفرقة العنصرية ف عدة نواح أهها :
1هه اللكيهة الزراعيهة ،باعتبار أن الرض هي ال صدر الول للثروة ،ثه للنفوذ القطا عي ،لذا
ا ستحوذ الب يض على منا طق معيّ نة تتم يز ب صبها ومنا سبتها لعي شة الشعوب الشمال ية ول ي سمح
للمواطني امتلكها أو استئجارها ،كما تركت مساحات كبية خالية لتشجيع الجرة البيضاء إليها
ف الستقبل .
2ه التعليم ،عملت القليات البيضاء على تشجيع التخلف الفكري للمواطني الصليي فأوكلت
أمر التعليم ال هيئات التبشي السيحية ،الت ل يقبل التردد عليها سوى قطاع معي من الشعب ،
كما انصر التعليم ال أدن معدلته ،فبلغ مثلً عدد تلميذ الرحلة الثانوية من السود ف روديسيا
النوب ية 01ر % 1من مموع التلم يذ ،ك ما تبي أن عدد الا صلي على مؤهلت عل يا فه
الكونغو بعد إعلن الستقلل ل يزد على عدد أصابع اليد ،بينما يري تعليم أبناء البيض ف مدارس
حكوميهة بيهث تنتفهي الميهة بينههم ،وأثهر هذا ينعكهس بدوره على حهق النتخاب الذي يرم منهه
المّيون مثل.
نظريهة سهياسية تقوم على أسهاس عقائدي مسهيحي ،وههي أن اللوك والمراء يعتهبون بعهد تولّيههم
سهلطاتم وزراء ال فه الرض « مفوّضيه مهن قبله فه حكهم رعاياه على مقتضهى القوانيه الليهة
وبوجهب رضها الشعهب السهيحي ،وتته إشراف الكنيسهة والبابها الذي ههو النائب عهن صهاحب
الشري عة ال سيحية على الرض و من ث صاحب الول ية العا مة على ج يع ال سيحيي دينيا و سياسيا ،
وهو الذي يلع على الكام سلطاتم الزمنية » .
التفو يض يع ن م نح الغ ي ال صلحية ليقوم مقام صاحب ال ق ال صيل على أن يت صرف ف حدود
التفويهض المنوح له ،ويتسهخدم التفويهض فه الصهطلح السهياسي بذا العنه فه الشارة إل
الجراءات الاصهة بصهحّة انعقاد العاهدات ،فمهن البادئ القررة فه القانون الدول ،أن رؤسهاء
الدول ورؤ ساء الكومات ووزراء الارج ية لدي هم ال صلحية لجراء الفاوضات وتر ير العاهدات
ص دستور الدولة على ضرورة عرض العاهدة على
وتوقيعها دون حاجة إل تفويض خاص ،إل إذا ن ّ
اليئة النيابيهة للتصهديق عليهها ( كالعاهدات الته تتعلق بالسهيادة أو بتعديهل حدود إقليهم الدولة أو
بتحم يل اليزان ية نفقات غ ي منظورة ) .أ ما بالن سبة لرؤ ساء البعثات ( كال سفراء ) فل ب ّد ل م من
ال صول على تفو يض من دول م ي يز ل م حقّ التوق يع على العاهدة ب عد قيام هم بالفاو ضة وتر ير
نصوصها ،أما غي هؤلء فل يوز لم الشتراك ف إِبرام معاهدة إل بتفويض يدد مدى صلحيتهم
بالنسبة للمفاوضة أو التحرير أو العتماد أو التوقيع .
هض
هم وثائق التفويه
هلحيته باسه
ها الندوب والت ه تدّد مدى صه
وتعرف الوراق الت ه يملهه
1هه التمثيهل الدبلوماسهي أو السهياسي يعنه إيفاد وقبول مبعوثيه يثلون دولة لدى دولة أُخرى ،
ويع تب التمث يل الدبلوما سي حقا من حقوق الدول تا مة ال سيادة ،ومظهرا من مظا هر هذه ال سيادة
يؤكد وجودها القانون واستقللا السياسي ف مواجهة الدول الخرى ،على أن تكون حكومة هذه
الدولة معترفا ب ا من جا نب الدولة ال ت تر غب ف إقا مة علقات دبلوما سية مع ها اعترافا صريا ،
ويق صد بالعتراف ال صريح العتراف القانو ن الذي ل ي ستنتج ضمنا ،وإل فإن مبعو ثي هذه الدولة
يعتبون وكلء عن حكومتهم لرعاية مصالها وليس لم امتيازات التمثيل الدبلوماسي .
وقبول بع ثة دبلوما سية لدولة من الدول ل يُلزم الدولة ال ستقبلة إيفاد بع ثة دبلوما سية مقابلة; إذا قد
تكون هناك أسباب لعتذار الدولة عن القيام بذا الواجب التقليدي منها العتبارات القتصادية الت
تعجز الدول الصغرى بسببها عن مقابلة الطوات الت تقوم با الدول الكبى ف هذا الشأن .
2هه فه حالة دول التاد الشخصهي والدول التعاهدة فإن كلّ دولة مهن دول هذا التاد تتفهظ
بكيان ا الذا ت وبشخ صيتها الدول ية ،أمّ ا ف الدول التاد ية (الفدرال ية) ال ت تتكون من ها شخ صية
دولية واحدة ،فإن الكومة الفيدرالية الركزية هي الت تباشر التمثيل الدبلوماسي عن دول التاد .
أما الدول ناقصة السيادة كالدول الحمية أو الشمولة بالوصاية فتتول تثيلها ف الارج الدولة الامية
أو الدولة القائمة بالوصاية وهذا ل يتعارض مع قبول هذه الدولة مبعوثي دولة أجنبية فيها .
وكان التاه السائد ف التشريعات حت فترة حديثة ،هو التشدد مع الجرمي السياسيي ومعاملتهم
معاملة أشدّ وأق سى من الجرم ي العادي ي .ول تبدأ فكرة إخضاع الجرم ي ال سياسيي لنظام أف ضل
وأخ فّ من الجرمي العاديي إل ف القرن التاسع عشر .فبعد عام 1830ساد ف فرنسا العطف
على مهن يرتكبون جرائم سهياسية ،باعتبارههم مناضليه مهن أ جل حريهة الشعوب .ث انتقلت هذه
النظرة إل كثي من التشريعات الديثة .
يقضي العرف الدول حاليا بعدم جواز تسليم التّهمي برائم سياسية من السياسيي اللجئي إل دولة
أخرى .
وجرى العرف الدول ف تد يد الري ة بال خذ ببدأ التغل يب الذي يب حث بوج به عن ال صفة الغال بة
على الواقعة ه الرية ه أهي الصفة السياسية ،أم صفة الرية العادية .وتعد صفة العمل الصلي
هي الصفة الغالبة .ولكن القاعدة العامة ف تديد طبيعة الرية السياسية هي أن يترك تقدير ذلك إل
الدولة الطلوب إليها تسليم التهم .
تنهص إتفاقيهة تسهليم الجرميه بيه دول الامعهة العربيهة على مبدأ عدم جواز التسهليم فه
إل أنا استثنت من هذه القاعدة جرائم العتداء على اللوك ورؤساء الدول أو زوجاتم أو أصولم أو
فروعهم أو أولياء العهد ،وجرائم القتل عمدا والرائم الرهابية .
كما أن توصية المعية العامة للمم التحدة بتاريخ 13شباط ه فباير 1946تضمّنت استثناء
التهم ي برائم الرب أو الرائم الوج هة ضد ال سلم أو ضد الن سانية من البدأ العام الاص بعدم
تسليم الجرمي السياسيي .
مال درا سة تأث ي البيئة الطبيع ية والعوا مل الغراف ية على ال صائص والظوا هر والؤثرات والتطورات
السهياسية للشعوب والدول ،وعلى تفاعلهها وعلقاتاه بعضهها مهع بعهض ،ومهن الطهبيعي أن يكون
تفا عل العا مل الغرا ف مع العا مل ال سياسي ف حياة الجتمعات البشر ية مو ضع درا سة أ هل العلم
والف كر م نذ القدم ،ولكنّ الغراف يا ال سياسية ،كفرع من فروع العر فة ،تع تب علما جديدا متفرعا
ل هاما من عوا مل درا سة ال ستراتيجية ال سياسية وال ستراتيجية الع سكرية م نذ
عن الغراف يا ،وعام ً
ناية القرن الاضي وحتّى عصرنا الراهن .
عبّر نابوليون بونابرت عن مقولة يونانية قدية ه شرحها أبقراط ف كتابه عن «الواء والاء والماكن
» ف القرن الا مس ق بل اليلد ،وطبق ها هيود تس ف مؤلفا ته التاري ية ه عند ما قال «إن سياسة
الدولة تعتمد على جغرافيتها » .كما أن أرسطو حاول أن يقيم ف مؤلفه الام «السياسة» علقة بي
الناخ والر ية ،و هي النظر ية ال ت حاول أن يطور ها جان بود ين و من بعده مونت سكيو ف «روح
الشرائع» ،ومهن الواضهح أن للمناخ تأثيا مباشرا على الوارد الزراعيهة واليوانيهة للدول .وهذا
ير بط الغرافية بالقت صاد ،ك ما يؤثّر على نو العداد البشر ية وتوزيعها وكثافتها .ك ما أن وجود
حوا جز طبيع ية كال صحاري والبحار والبال الشاه قة الني عة يف عل فعله النف سي ،ويد خل كاعتبار
ع سكري يؤ ثر ف التكو ين والن هج ال سياسي للدول ،وه نا يق فز إل الذ هن قول هيود تس الشه ي
«مصر هبة النيل» وبالمكان دراسة تأثي النيل على التكوين السياسي لصر دون الوافقة على كل ما
هو موجود ف قول الؤرخ اليونان الكبي .
إن نظرة واحدة على تار يخ م صر تث بت أن ضفاف الن يل كا نت ال سرح الرئي سي للحضارة والياة
السياسية ف مصر ،وأن تنظيم السدود والقنوات للستفادة من مياه النيل والسيطرة على فيضاناته
الو سية ،كان من العوا مل ال ساسية ال ت فر ضت قيام دولة مركز ية قو ية ،ك ما أن سهولة التن قل
البحري ،وانعدام وجود الغابات والبال ،جعل من الصعب تدي الكومة ومقاومة الاكم كما أن
العلّمة العرب عبد الرحن بن خلدون ف صّل ف «القدمة» الشهية الكثي من مبادئ الصلة والتفاعل
بي الغرافيا والسياسة ،وجعل الدورة الضارية مرتبطة بصراع البداوة
( الصحراء ) مع الضارة ( الدن ومراكز الصناعة والزراعة ) وهنا لبد من ملحظة الساواة اللغوية
بي الضارة و «الدنية» .أما مونتسكيو ،فقد شرح ميل أهل الزر نو الرية ،وقدرتم ف الفاظ
على تقاليدهم بسبب النعة الطبيعية الت تنحها إياهم البحار ،فتحميهم من الغزاة والتقلبات ،بينما
ل للتغيي والفكار الثورية من أهل الريف
ذهب ماركس إل القول بأن العمال وأهل الدن أكثر تقب ً
الذين ينحون نو الحافظة .
و ف نا ية القرن التا سع ع شر ،قدم الغرا ف فردر يك راتزل صياغة للجغراف يا ال سياسية كدرا سة
متخصهّصة فه كتابهه الذي كان بعنوان «الغرافيها السهياسية» نشره عام 1897م ،ناقهش فيهه
الواض يع الرئي سية لذا الفرع من العر فة واع تب الدولة كائنا حيّا ل ا حق ف حيازة رق عة جغراف ية
مناسبة .لتوفي شروط الياة ،أساها «منطقة البقاء» ،وأخذها عنه غيه ،ومن ضمنهم هتلر الذي
أساها الجال اليوي .وقام بتطوير نظريات الغرافيا السياسية العال السويدي كيلن ،الذي استنبط
ف كتابه «الدولة كائن عضوي» مصطلح «جيوبولتيك» واعتب الغرافيا السياسية أحد خسة أقسام
للسياسة .وقد وجدت هذه النظريات أنصارا لا ف بلدان عديدة ،مثل «ماكيندر» ف بريطانيا ،و
«أدميال ألفرد ماهان» فه الوليات التحدة ،و «توماس غرينوود» فه كندا ،إل أن اللان كانوا
أكثر الناس حاسا لا ،بدف إعادة بناء مكانة ألانيا بي الدول الكبى ،وأههم :اريك أويشت ،
والنرال كارل هوزهوفر مدير معهد الدراسات الغرافية ف جامعة ميونيخ .
أ ما البادئ ال ساسية لتفك ي هؤلء العلماء ف مال الغراف يا ال سياسية فكا نت مبدأ ضرورة توف ي
الكتفاء الذات القومي القتصادي ،ومبدأ الجال اليوي ،ومبدأ حصول المة على حدود طبيعية ،
وك ّل هذه البادئ تشجهع النعهة التوسهعية ،وتقدم لاه تهبيرات «علميهة» ،وبوجهب هذه الفكار
والبادئ ،قدّم أنصار النظرية تصورات لتقسيم العال إل ثلثة أقاليم ( ،مع إمكانية قيام إقليم رابع )
جعلوا على رأس كل إقليم دولة كبى :القليم الميكي ،وعلى رأسه الوليات التحدة ،والقليم
ال سيوي ،ويض مّ شرق آ سيا وأ ستراليا وعلى رأ سه ألان يا .أ ما مشروع القل يم الرا بع فيض مّ التاد
ال سوفيت والنا طق الواق عة إل جنو به ح ت ال ند و ساحل ب ر العرب ،ولكن هم عادوا فألقوا النط قة
بالنفوذ اللان ،وذهبت الند إل النفوذ اليابان ،وقد حرص هؤلء «العلماء» اللان على التصال
بتلر ق بل صعوده إل ال سلطة ،وبرز أثر هم ف كتا به « كفا حي » ،وعند ما ا ستول النازيون على
الكهم فه ألانيها جرى تدشيه اليوبوليتيهك كعلم وجزء رئيسهي مهن أيديولوجيهة الدولة اللانيهة ،
وكذلك حصل ف اليابان .ومن الواضح أن الفكر العسكري والسياسي الصهيون ،يرتكز إل نفس
العتبارات ،سواء ف النظرة التوسعية أو ف نظرية الدود المنة .
وبعد الرب العالية الثانية ،انتقل نفوذ أدبيات الغرافيا السياسية إل مراكز القيادة ف العال الغرب
الرأ سال ،وا ستخدمت ف تبير نظريات الحتواء وت صنيف النا طق ال سياسية اليو ية على أ ساس
جغراف ،وأصبح للمصطلح مدلول عام وأكاديي أيضا ،وعلى الرغم من وضوح أهية تأثي العامل
الغراف ف السياسة فإنه من اللحظ أن الفكرين اليمينيي ينحون نو البالغة ف أهية وحسم التأثي
الغرا ف ال سياسي ،بين ما يذ هب أن صار الف كر التقدّ مي إل التقل يل من شأ نه و من شأن العوا مل
«الطبيعية » القيدة لرية النسان ولركة تطوره .
ف الصطلح السياسي ،يقصد بدول العمال بيان السائل الت تكون موضع البحث أمام مؤتر من
الؤترات ،ويدد الؤتر ف أول جلساته جدول أعماله وينتخب رئيسه ،وإذا تشعبت السائل الت
يتضمنها جدول الَعمال توزّع عادة بي لان تشكّل ك ّل منها لبحث م سألة معيّ نة ث يناقش الؤتر
قراراتا تهيدا للتصديق عليها .
و ف النظمات الدول ية أو القليم ية يقوم الم ي العام للمنظ مة بإعداد جدول العمال وتوزي عه سلفا
على أعضاء النظمهة ،وعلى سهبيل الثال يقوم الميه العام ليئة المهم التحدة بإعداد جدول أعمال
المعية العامة وجدول أعمال ملس المن وغيه من الجالس والنظمات التخصصة التابعة للهيئة.
جامعة الدول العربية :
منظمهة إقليميهة تتألف مهن الدول العربيهة السهتقلة ،قامهت بعهد توقيهع ميثاقهها فه 8ربيهع الثانه
1364ه ه الوا فق 22مارس 1945م وذلك « ت ثبيتا للعلقات الوثي قة والروا بط العديدة
الت تربط بي الدول العربية وحرصا على دعم هذه الروابط وتوطيدها على أساس احترام استقلل
تلك الدول وسيادتا وتوجيهها لهودها ال ما فيه خي البلد العربية قاطبة وصلح أحوالا وتأمي
مستقبلها وتقيق أمانيها وآمالا واستجابة للرأي العرب العام ف جيع القطار العربية » .
تشمل فروع الامعة ،ملس الامعة ،واللجان الفنية ،والمانة العامة ،ث ملس اللوك والرؤساء أو
ملس الق مة ولا نه .يتكون ملس الام عة من مثلي الدول الشتر كة ف النظ مة وينع قد ف دورات
عاديهة مرتيه فه كهل عام (مارس وسهبتمب) على مسهتوى رؤسهاء الدول أو الكومات أو وزراء
الارج ية أو على م ستوى ال سفراء تبعا له ية ال سائل الّ ت تعرض عل يه ،ويكون ل كل دولة صوت
وا حد مه ما كان عدد مندوبي ها ويكون لم ثل فل سطي النت خب ال ق ف مناقشات الجلس دون أن
يكون له حهق التصهويت ويقوم الجلس بكهل مها مهن شأنهه تقيهق التعاون بيه الدول العضاء مهن
التفاقات ،وكذلك حل النازعات بينها باستخدام الوساطة أو التحكيم ،وإقرار التدابي لقمع العدوان
الجنهب على الدول العضاء ،كمها يتهص بتقريهر وسهائل التعاون مهع النظمات واليئات الدوليهة،
والجلس هو الذي يق ّر مشروع اليزانية ويعيّن المي العام للجامعة.
ن صّ اليثاق على تأل يف لان فن ية لتحق يق التعاون ب ي الدول العضاء ف الياد ين القت صادية والال ية
والثقافية والجتماعية والصحية وشؤون الواصلت ومسائل النسية ،ولكل عضو ف الامعة أن يثل
بندوب أو أكثر ف كل لنة من هذه اللجان الّت تقوم بإعداد مشروعات التفاقات والعاهدات قبل
عرضها على ملس الامعة ،وهو الذي يعيّن لكل لنة رئيسا لدة سنيت على القل.
المانهة العامهة وههي اليئة الداريهة الدائمهة للمنظمهة ومقرّهها القاهرة ،وتتألف مهن أميه عام وأمناء
مساعدين وعدد كاف من الوظفي الفنيي ،وينقسم العمل بالمانة العامة إل جلة إدارات هي :إدارة
العلم والنشهر ،الدارة الثافيهة ،الدارة القتصهادية وشؤون البترول ،إدارة الشؤون الجتماعيهة،
إدارة الواصلت ،الدارة القانونية ،إدارة فلسطي ،الؤسسة الالية العربية ،إدارة السكرتارية وغيها.
حدود سياسية:
هي الدود اّل ت تدّ كيان الدول وإقليم ها الر ضي وتدد م ساحتها الرض ية أو الّ ت تارس الدول
سهيادتا عليهها وكذلك تديهد مسهاحتها الائيهة .وهذا العنه ل يعرف إل فه أوائل القرن العشريهن،
فالدود موضع جغراف تلتقي عنده قوى دولتي ينتهي عنده نفوذ كل دولة وقوانينها ،وقد ارتبط قيام
الوحدات السياسية بتخطيط الدود وبضرورة تعيي هذه الفواصل.
والدود ظاهرة نتجت عن قيام القوميات الرتبطة بالوحدات السياسية وتعقيداتا الطبيعية والبشرية،
وليهس لاه شخصهية متميزة عهن الوحدات السهياسية ،لرتباطهها بعلقات الدول بعضهها مهع بعهض.
فالدود كظاهرة جغراف ية طبيع ية وبشر ية ،ل ي كن الن ظر إلي ها على أن ا حقي قة جغراف ية وضعت ها
الطبيعهة على الرائط ول على أناه حقيقهة سهياسية أو اجتماعيهة معتمدة على الرادة الرة للنسهان
نتيجة عوامل متعددة أنشأتا وتتداخهل فيها عوامل طبيعية وبشرية.
هذا ول تعرف الماعات البشرية القدية حدودا بالعن الذي نفهمه منها ف الوقت الاضر من وجود
خطوط تدّد الوحدات السياسية الديثة ،ذلك أن ظهور الدول بدودها الخطّطة أمر حديث العهد،
حيهث جعلت الدود خطوطا مددة معينهة على خرائط وأحيانا على الطبيعهة ،بهل وتعدى المهر إل
وضعهها فه معاهدات واتفاقيات دوليهة ،المهر الذي أصهبحت معهه هذه الدود تسهمّى «الدود
السياسية» أو «الدود الدولية».
الركة:
وههي فه لغهة السهياسة التيار العام الذي يدفهع طبقةً مهن الطبقات أو فئة اجتماعيهة معيّنهة إل تنظيهم
صفوفها بدف القيام بعمل موحّد لتحسي حالتها القتصادية أو الجتماعية أو السياسية أو تسينها
جيعا .ومهن أشههر الركات العاليهة فه عصهرنا هذا ،الركهة العمّاليهة والركهة الفلّحيهة والركهة
النّسائية والركة الطلّبية.
وعلى الرغهم مهن أن النظام الرأسهال السهائد فه معظهم اناء العال اليوم ههو الذي خلق أول المهر
النشاط العمّال والفلّحهي والطلّبه والنّسهائي لتسهخيها فه سهبيل تنميهة الرسهاميل ،إل أن هذه
الركات سرعان ما أفلت زمام ها من أيدي الرأ ساليي ،وات ضح أن الرأ سالية خل قت بذلك عوا مل
موتا وفنائها بيدها ،إذ ما لبثت هذه القوى أن اكتسبت الوعي الذات وأخذت تنظّم صفوفها للقيام
بعمل موحّد يصون مصالها وبالتال يكبح جاح الرأسالية.
و «الركة» أكثر شو ًل وف الوقت نفسه أقل تاسكا وانضباطا من الزب إذ يكن أن تكون نقابة
أو جا عة ض غط أو تيارا عريضا أو ح ت حزبا سياسيا .و قد تل جأ العد يد من الحزاب إل و صف
نف سها بأن ا حر كة لتو حي بتحرر ها من القيود العقائد ية والنضباط ية ال صارمة الفروض توافر ها ف
الزب السياسي.
حلف سياسي:
هو ع مل تال في ب ي دول ،أو أحزاب أو أشخاص سياسيي يتعاقدون في ما بين هم على تنف يذ التزام
معيّن يتفقون عليه لتحقيق أهداف مددة ومتفق عليها.
وغالبا ما يقتصر ا ستعمال القانون الدول لكلمة حلف ( )Allianceللدللة على «افتاق ي مع
عدة دول تقيقا لصهلحة مشتركهة» .وللحلف فه أغلب الحيان هدف مدد .فقهد تكون أحلفا
دفاع ية ،أو هجوم ية ،أو دفاع ية وهجوم ية ف آن معا .و من اليزات ال ساسية لعاهدات الحلف أن
تنص هذه العاهدات على ا لشروط والظروف الّت يري بوجبها تطبيق اتفاق الف ،وهذا ما يسمّى
ف ال صادر اللتين ية لعلم القانون الدول .Casus Foederisويق ضي العرف الت بع بأن
يكون العلن عن الرب ضد دولة أو دول عدوة بشكل إفرادي ،وليس كمجموعة دول متحالفة.
وعلى الدول التحال فة أن تت فق في ما بين ها م سبقا على شروط معاهدات ال سلم الّ ت ستلي الرب،
والّت سيُصار إل توقيعها ،وكل دولة كاملة السيادة لا حق الدخول ف حلف .وتُستثن من هذا الق
الدول الّت ينص نظامها الساسي على الياد الدائم والّت اكتسبت اعتراف باقي الدول بذا الياد.
حكم الكفاء:
نظام سياسي ي ستند إل نظر ية نبو ية تع طي للمتفوق ي وأ صحاب الكفاءات العال ية امتيازات ومكا نة
خاصة .
والفلسفة الغريق ،وبوجه أخص أفلطون ف جهوريته ،أول من دعا إل مثل هذا النظام القائم ل
على الوراثهة ،بهل على الكفاءة السهدية والفكريهة على حهد سهواء ،ونادى بضرورة الفرز الدقيهق
وال صارم ب ي الطبقات واختيار الف ضل لقيادة الدولة والجت مع .و ف الزم نة العا صرة أ صبح ت عبي
ح كم الكفّاء يطلق على الجتمعات ال صناعية والتقد مة وعلى كل البلدان اّل ت يكون في ها ال ستوى
التعليمي والثقاف للفرد سببا لترقيته وصعوده الجتماعي .إل أن هذا الكم يفترض ف الواقع القبول
بفرضية الركية الطبقية (أي سهولة النتقال من طبقة إل أخرى) كما أنه يصطدم بالبن الجتماعية
القائمة الّت تكرّس نوعا من اليمنة الستترة الّت تعل أبناء الطبقات اليسورة أكثر استعدادا وقدرة
على تلقي العلم من أبناء الطبقات السحوقة ،إذ ان الستوى الجتماعي يفرض منذ البداية نوعا من
الفرز وعدم التكافؤ ف الفرص .ولكن رغم ذلك ،ورغم ميل دعاة نظرية حكم الكفّاء إل التفاؤل
فه تقديرههم للحركيهة الطبقيهة ،فإن انتشار التعليهم فه الجتمعات الديثهة والثورة العلميهة فه مال
التصال وو سائل العلم قد جعل هذه النظرية أقرب إل القيقة ما كا نت عليه ف ال سابق( .انظر
أيضا :النخبة ،جهورية أفلطون. )..
حكم اليديولوجيي:
تعبي سياسي غر ب يدلّ على ش كل من أشكال السلطة الكليان ية ،كما تسد ف ألان يا النازية أو ف
روسيا السوفيتية أو ف كمبوديا الديقراطية تت حكم المي المر .ويتميّز هذا الشكل من السلطة
بتطابهق مطلق بيه آيديولوجيهة الزب الاكهم وآيديولوجيهة الدولة .فكهل شيهء يتمحور حول
اليديولوجية الرسية الّت يعتب الزب الاكم العبّر الطبيعي والشرعي عنها .أما الدولة ،ف مثل هذا
الكم ،فتصبح «ملكا خاصا» للحزب ولنظّريه.
والوا قع أن ح كم اليديولوجي ي ل يس ح صرا على الجت مع النازي أو الشترا كي .فالجتمعات الّ ت
ت سودها «الديقراط ية الغرب ية» ت ضع هي الخرى لذا النوع من ال كم ،ول كن بطري قة أك ثر ذكاء
وباطنية وفعالية.
فاليديولوج ية ال سائدة ف الجتمعات الغرب ية هي آيديولوج ية القوى والو ساط والطبقات الاك مة
مهما بدت هذه الجتمعات متسامة مع اليديولوجيات الخرى العارضة والامشية.
حام دم:
اصطلح سياسي يطلق بشكل عام على حلت التصفية الّت يقوم با نظام سياسي معيّن ضد معارضيه
دون إتاحة الفرصة أمامهم للدفاع عن أنفسهم.
حاية القليات:
مبدأ سهياسي قانونه ارتبهط تارييا بانيار المهباطوريات التعددة القوميات فه القرن التاسهع عشهر
ومطلع القرن العشر ين ،وباتاه القوميات التحررة ن و تشكيل دول خا صة ب ا .وقد برز هذا الفهوم
على ال ساحة الدول ية بش كل خاص ب عد الرب العال ية الول ; إذ تضم نت الكث ي من العاهدات
الدول ية الّ ت أبر مت إ ثر قيام دول جديدة م ستقلّة تض ّم أقليات دين ية وقوم ية عديدة ،بنودا واض حة
تنصّ على حاية القليات فيها كما ف معاهدات الصلح الربع الّت أبرمت مع كل من النمسا ،الجر،
بلغار يا وترك يا ،و ف العاهدات الا صة الّ ت عقدت مع ب عض الدول الناشئة كبولون يا ويوغ سولفيا.
وكا نت هذه البنود تشت مل على ضمانات خا صة للقليات تعهدت الدول الذكورة براعاتد ها ت ت
إشراف عصبة الُمم الّت كان يقّ لا النظر ،عب ملس الوصاية التابع لا ،ف الخالفات والنتهاكات
الّ ت تتمنّ ى ف يه على الدول غ ي الوقّ عة على نظام حا ية القليات مراعاة قوا عد العدل ف معاملت ها
للقليات الاضعة لسيادتا.
أما هيئة المم التحدة فلم ين صّ ميثاقها بشكل واضح على نظام خاص بماية القليات ،بل اكتفت
بالشارة إل الما ية الّ ت ن صّ علي ها بش كل مدد العلن العال ي لقوق الن سان إذ جاء ف الادة
55للعلن الذكور أن «المهم التحدة تؤم ّن الحترام الدول لقوق النسهان والريات العامهة
للجم يع دون تفر قة ف العن صر ،أو ال نس ،أو الل غة أو الد ين» ،ك ما أشارت الادة 13م نه إل أن
«المم التحدة ستقوم بدراسات لتأمي حقوق النسان دون تفرقة ف العنصر ،أو النس ،أو اللغة أو
الدين» .وقد أشارت اللجنة القتصادية والجتماعية التابعة للمم التّحدة أن عملها سيتّجه لتقدي
القتراحات والتقارير حول عدد من القضايا من أهها قضية حاية القليات.
ول شك أ نّ تلّي منظمة المم التحدة عن فكرة إقامة نظام مدد لماية القليات واكتفا َءهّا بالشارة
إل البادئ العامهة حول هذا الوضوع يرجهع إل حرص الدول على سهيادتا ورفضهها للتدخهل فه
شؤونا الداخلية تت أية ذريعة خاصة وأن مسألة حاية القليات تصبح أداة لزعزعة استقرار الدولة
إذا ما استغلت من قبل دولة خارجية لا ارتباطات قومية وعرقية بالقلية الذكورة.
من هنا فإن المم التحدة قد رأت أن تكون مسألة حاية القليات من اختصاص الدولة الّت توجد ف
إقليمها هذه القليات ،وليس من اختصاص ملس وصاية تابع ليئة دولية .إضافة إل ذلك قيام نظام
ديقراطي حقيقي ف بلد ما هو أفضل حاية للقليات الوجودة فيه.
حكم ملّي:
هو الكم السائد ف منطقة تشكل وسطا دستوريا تعيش فيه قومية صغية ل يؤهلها حجمها لن تتبوأ
مر كز المهور ية العاد ية; لذلك ف هي خاض عة ف حيات ا الحل ية إل د ستور أو قانون أ ساسي مرت بط
بنظام عام مشترك مع الدول ال كبى الّ ت تي من علي ها .و هو نوع من اللّمركز ية ف ال كم .ان ظر
أيضا :حكم ذات
تستخدم هذه العبارة ف أكثر الحيان ه وإن ل يكن هذا الستخدام دقيقا ه للشارة إل أية دراسة
لطريقة تركيب حكومة أجنبية .ويتطلب ذلك تصنيفها ومقارنة تنظيماتا بختلف النظمة السياسية ف
القطار الخرى .والقصهد مهن التحليهل ا لقارن للحكومات ههو أخهذ فكرة واضحهة عهن النظمهة
السياسية الجنبية فضلً عن وضع تعميمات وافتراضات تتناول الطابع العام للحكومات.
حكومة:
وهي هيئة جاعية مكلفة بتأمي الدارة السياسية للبلد وتنظيم وسائل هذه الدارة وتمل مسؤوليتها.
والكو مة ه من وج هة الن ظر الد ستورية ه جزء من ال سلطة التنفيذ ية .ف في البلدان اّل ت تكون
ال سلطة التنفيذ ية في ها أُحاد ية ،تتلط الكو مة مع فر يق الع مل الذي ي ساعد رئ يس الدولة ف إدارة
شؤون الكهم (والثهل على ذلك النظام الرئاسهي المريكهي حيهث ل وجود للحكومهة خارج وجود
الرئيس ،الذي ييط نفسه بفريق عمل يتلقى أوامره منه مباشرة).
أما ف النظام الذي يعتمد على ثنائية السلطة التنفيذية فهناك إل جانب رئيس الدولة اللكة ف الملكة
التحدة ،ورئيس المهورية ف فرنسا) هيئة جاعية هي الكومة .ويرأس الكومة شخص يسمى ف
أغلب الحيان الوزيهر الول أو رئيهس الوزراء (الملكهة التحدة ،المهوريهة الفرنسهية الامسهة)،
وأحيانا أخرى رئيس الجلس ،أو رئيس ملس الوزراء (فرنسا إبان المهوريتي الثالثة والرابعة).
وغالبا ما يتار رئيس الدولة أعضاء الكومة بالتفاق مع رئيس الكومة ،ويكن حصر تعيي رئيس
الوزراء برئ يس الدولة وحده ،أو بالتعاون ب ي رئ يس الدولة الذي يقترح شخصا لتولّي هذا النصب،
وبي البلان الذي له حق التصديق أو عدم التصديق على هذا الختيار.
ويتوافق الل الول مع النظام الرئاسي ،والثان مع النظام البلان .وإذا كان يراد دعم موقف رئيس
الكو مة ،أو عدم دع مه تاه با قي الوزراء ،في صار عادة إل اللجوء إل تعيي نه وحده أولً ،ث تأل يف
الكومة ف وقت لحق ،أو على العكس ،الطلب إل رئيس الكومة ومعه أعضاء حكومته الذين تّ
اختيارهم ف الوقت نفسه مع تعيي رئيس الكومة ،الثول أمام الجلس النياب ،وف الالتي ،عندما
تشكّ ل الكو مة قانونيا ،ي كن لرئي سها أن يتقدم بطرح الثّ قة على برنام ه أمام الجلس النيا ب .وهذا
البنا مج ،ي ب التقدم به ف جل سة خا صة لطرح الث قة .وذلك ف النظ مة الّ ت تكون الغل بة في ها
للسلطة التشريعية على السلطة التنفيذية.
وبالقابل ،فإن هذا الجراء يبقى اختياريا بيد الكومة حيث تكون الغلبة للسلطة التنفيذية.
وليس لعضاء الكومة الرتبة نفسها من حيث الهية .فيأت أولً ،من الوجهة البوتوكولية .وزراء
الدولة .وهؤلء هم غالبا زعماء الحزاب الّت يتشكل منها الئتلف الكومي .وقد يستلم كل منهم
أو بعضهم ،حقيبة وزارية بسب ما تقتضيه الالة.
وبعد وزراء الدولة يأت الوزراء .ويقوى دور الوزير بسب أهية الوزارة الّت يترأسها .ويكن لرئيس
الكومة أن يستلم حقيبة وزارية أو أكثر بالضافة إل اضطلعه بهام رئاسة الكومة.
وتتغ ي اله ية العدد ية للحكومات باختلف النظ مة والظروف .ف هي تتبدل تبعا للمهام الر سية اّل ت
يراد إسناد مسؤولية إدارتا وتنفيذها إل الفراد (الوزراء) ،وتبعا لعدد الراكز الّت يراد توزيعها على
ا لقوى السهياسية الّته تشكهل الغلبيهة البلانيهة .والتمييهز الكلسهيكي يفرّق بيه ملس الوزراء (
)Cabinetonseil desالذي ي مع الوزراء ورئي سهم ت ت قيادة رئ يس المهور ية.
والجلس الوزاري ( )Conseil Cabinetالذي ي ضع أعضاء الكو مة ت ت قيادة رئ يس
الكومة.
ويصهار ،تقليديا ،إل التفريهق بيه حكومات المهر الواقهع الّته تتمشهى مهع فترات الضطرابات
(انقلب ،ثورة ،احتلل عسهكري) وغيه الرتكزة على الرادة الشعبيهة (حكومهة فيشهي أو حكومهة
فرن سا الرة مثلً والكومات الثور ية النات ة عن قيام انتفا ضة ف و جه ال سلطات القائ مة) ،وب ي
الكومات الثبّتة بوجب الشكال الدستورية.
ومرحلة الشكال الدستورية .ومرحلة فيشي ف التاريخ الفرنسي الديث تظهر أن بالمكان التفريق
بي الكومة القانونية والكومة الشرعية ،مع العلم بأ نّ الثني ه وكقاعدة عامة ه تأخذ ان نفس
الدللة تقريبا .ولكهن فه فترات الضطراب والروب الهليهة حيهث ينقسهم السهكان على بعضههم
بش كل حاد ،ي صبح بالمكان التمي يز ب ي هذ ين الفهوم ي .أ ما معيار التمي يز بينه ما فيب قى مبهما إل
درجة كبية بسبب ميزته الذاتية والتطورية.
ويري التمييز بي الكومات أيضا بسب التركيبات الوزارية ،أي بسب توز يع القوى السياسية
الّت تتألف منها هذه الوزارات .وهكذا يري الكلم عن حكومة ناتة عن ائتلف عدد من الحزاب
الّته تؤيهد الكومهة وتشاركهها الكهم .وتلئم هذه الفرضيهة البلدان ذات النظام التعددي (تعدد
الحزاب) .أمها فه النظام الثنائي ،أو نظام الزب السهيطر ،فيجري الكلم عهن حكومهة الغلبيهة،
وأحيانا ،عهن حكومهة اللون الواحهد ،عندمها تسهك جههة سهياسية واحدة بزمام السهلطة (الزب
الديقراطي السيحي ف إيطاليا) ،ويري الكلم عن حكومة القلية عندما ل تصل هذه الكومة على
تأييد الغلبية البلانية ،لفترة مؤقتة ف أغلب الحيان (وقد حدث مثل هذا الوضع مؤخرا ف السويد
وإيطاليها وبريطانيها) .وذلك حته إعادة التوازن إل القوى السهياسية بعهد إجراء انتخابات جديدة.
وهناك أيضا حكومة الولية التشريعية ،وتطلق هذه التسمية على الكومات الّت تولد بناء على اتفاق
ه مها دام
بيه ا لقوى الئتلفيهة النت صرة ف النتخابات التشريعيهة على تأليهف حكومهة تدوم وليته ا
الئتلف قائما.
وف القانون المريكي قاعدتان فريدتان ل مثيل لما :حكومة الكونغرس (أو النبثقة عن الكونغرس)
الّ ت تدد ه ف فترة وظروف تاري ية معيّ نة ه العلقات ب ي ال سلطات العا مة ح يث تكون الغل بة
للكونغرس على الرئاسة ف الوليات التحدة المريكية ،وحكومة القضاة الّت تدلّ على قوة الجتهاد
الع طى للمحك مة العل يا ،خا صة أثناء وقوف ها ف و جه ن و الن عة التدخل ية ف فترة ال صفقة الديدة.
(انظر أيضا :دولة ،نظام سياسي).
تتول حكومة كهذه تصريف المور الشكلية والدارية خلل الفترة الواقعة بي تاريخ استقالة وزارة
سياسية مسؤولة وتاريخ تشكيل وزارة سياسية برلانية تلفها .ومن ث فإن الكومة النتقالية ل تتمتع
عادة ب ّق البتّ ف المور السياسية الامّة.
مؤسسة برلانية بريطانية يرأسها زعيم العارضة أو الزب العارض ف البلان البيطان «والذي يعتب
م سؤولً حكوميا ويتقا ضى م صصات حكوم ية سنوية» .وتتكون هذه الؤ سسة من الناطق ي با سم
الزب العارض فه متلف الجالت الارجيهة ،البامهج ،التعليهم ..ال ويقوم هؤلء بتابعهة سهياسية
الكومة وانتقادها والتعبي عن رأي الزب العارض ف متلف الجالت كل ف ماله .ولا كان زعيم
الزب العارض هو الذي يتار أعضاء حكو مة ال ظل .وكثيا ما يت فظ هؤلء بقائب هم ع ند ا ستلم
العارضة زمام الكم على أثر انتخابات نيابية جديدة .فان وجود هذه الؤسسة يقوّي من مكانة زعيم
الزب داخل صفوف حزبه .
حكومة عسكرية:
حكومة الحتلل الرب ،أو العسكري ،هي حكومة انتقالية تدير منطقة متلة بواسطة قوات مسلحة.
فتقوم بمارسهة السهلطات التنفيذيهة والتشريعيهة والقضائيهة .ويعود للقانون الدول فقهط حهق تديهد
شرعيت ها .و ف العرف الدول ،ل كي تع تب منط قة أو إقل يم ما متلً ،ي ب أن يكون فعلً ت ت سلطة
القوات ال سلحة للعدو ،وذلك وفقا ليثاق لهاي ( )1907التعلق بالرب الب ية ،وميثاق جن يف
( )1949 ،1929التعلق بما ية الدني ي ومتلكات م إبان الحتلل .ول يتر تب على الحتلل
الرب انتقال ملكية القليم أو النطقة الحتلة إل الدولة الحتلة.
أمّ ا حكو مة الطوارئ الع سكرية فتفرض ها القوات ال سلّحة م ّل ال سلطات الدن ية ،وتقوم ف أغلب
الحيان بمارسهة السهلطات التنفيذيهة والتشريعيهة والقضائيهة .وتشكهل هذه الكومهة عادة فه حالة
الضطرابات الداخلية ،أو على أثر انقلب عسكري تتول فيه القوات السلحة زمام السلطة ف البلد
بعد أن تعلن حالة الطوارئ وتعلّق العمل بالدستور .وتفرض هذه الكومة سلطتها وشرعيتها استنادا
إل القوة السلحة.
وغالبا ما تأ خذ طابعا ا ستبداديا إن ل ت عط لنف سها صفة انتقال ية ،وتع مل على أ ساس عودة الياة
السياسية والؤسسات الدنية والتمثيلية إل البلد .
ا صطلح د ستوري يق صد به الكو مة الّ ت تقوم ف ا لنظام البلا ن ،لن الوزارة ف هذا النظام هي
مور ارتكازه أو حجر الزاوية فيه .والنظام البلان (الذي يتميز عن نظام حكومة الجلس التشريعي
وعن النظام الرئاسي كذلك) يقوم على وجود ثلث هيئات أساسية:
حكومة برلانية:
حكومة تنبثق عن إرادة ملس النواب ،وتكون مسؤولة أمامه وتضع أعمالا لرقابته واستجواباته ،وله
أن يسحب ثقته منها .وهي بدورها تستطيع حلّ الجلس والحتكام إل ا لناخبي ،وذلك ضمن مبدأ
الفصل بي السلطات والتعاون والرقابة فيما بينها.
ويتم يز هذا النظام بالتمي يز ب ي رئ يس الدولة ورئ يس الكو مة ،ويفترض أن يكون رئ يس الكو مة
صاحب الصلحية الفعلية; لنّه السؤول أمام الشعب ،أي ملس النواب كما هو الال ف بريطانيا
مثل.
إل أنّ بعض النظم كلبنان يمع بي ا لنظام البلان والنظام الرئاسي.
حزب سياسي:
مموعة من الواطني يؤمنون بأهداف سياسية وآيديولوجية مشتركة ويُنظّمون أنفسهم بدف الوصول
إل السلطة وتقيق برنامهم.
كا نت أغلب الدرا سات ال صادرة ف الغرب والتعل قة بالحزاب ال سياسية تكت في ،لتفرة غ ي بعيدة،
بتحل يل عقائد ها ف قط .وهذا التاه نا تج عن الفهوم الل يبال للحزب ،هذا الفهوم الذي ين ظر إل
الزب كجماعة عقائدية« .فالزب هو اجتماع أشخاص يعتنقون العقيدة السياسية نفسها» ،حسب
مها قال بنجامان كونسهتان سهنة .1816وقهد صهدرت حول هذا الفهوم مؤلفات مهمهة وعديدة
تدخل ف تاريخ الفكار السياسية أكثر منها ف التحليل السوسيولوجي .إل أن تعريف الزب ،خاصة
بعد المسينات من القرن العشرين ،ل يعد يستند فقط على «العقيدة» حت ف الفهوم الليبال نفسه.
فقاموس «لو روبي» الفرنسي حت ف الفهوم الليبال نفسه .يعرّف الزب بأنه «تنظيم سياسي يقوم
أعضاؤه بعمل مشترك ليصال شخص واحد ،أو مموعة أشخاص ،إل السلطة وإبقائهم فيها بدف
نصهههههههرة عقيدة معينهههههههة» .أمههههههها موسهههههههوعة لروس
( )Le Grand Larousse Encyclopedique 1963فتدخهل
عنصهر الصهال ف تعريفهها للحزب فتحدده بأنهه« :مموعهة أشخاص تعارض مموعهة أخرى بالراء
والصال .»...وقد استطاع الهفوم الاركسي للحزب ه الطبقة ه أن يلف الفهوم الليبال للحزب
ه العقيدة ه .فأخذ البحث يدور لتحديد الزب ،حول تبيان العلقة بي مستوى العيشة ،والهنة،
والثقافة ،ث الولء السياسي للعضاء.
وتتم يز الحزاب العا صرة ق بل كلّ ش يء بكيانات ا وبنيت ها وتنظيم ها .و قد انع كس ذلك على الل غة
ذاتاه ،فالمريكيون يطلقون اسهم «آله» للدللة على بعهض الشكال الّته ترتديهها أحزابُههم.
والشيوعيون يطلقون تعهبي الهاز على الكيان التسهلسلي لحزابمه ،وأحيانا كثية ل يفرقون بيه
«التنظيم» والزب.
أصل الحزاب:
يعتقد موريس دوفرجيه أن نشأة الحزاب العاصرة تعود إل عام 1850حيث ل يكن ق بل ذلك
أي بلد ف العال (باستثناء الوليات التحدة) يعرف الحزاب السياسية بالعن العصري للكلمة .ويرى
أن هناك أصلي للحزاب :الصل النتخاب والبلان والصل غي النتخاب وغي البلان أو الصل
الارجي.
يتبلور ال صل الول ف تكو ين الحزاب من خلل إنشاء الك تل البلان ية أولً ث اللجان النتخاب ية
في ما ب عد ،وأخيا يقوم ف الرحلة الثال ثة تفا عل دائم ب ي هذ ين العن صرين .وكا نت وحدة العقائد
السياسية الحرّك الساسي ف تكوين الكتل البلانية .ومع ذلك فالوقائع ل تؤكد دائما هذه الفرضية
; إذ يبدو غالبا أن الجاورة الغرافية أو إرادة الدفاع عن مصال الهنة (الصالة الهنية الشتركة) ها
اللتان أعطك تا الدف قة الول ،أ ما العقيدة فجاءت في ما ب عد .وإل جا نب العوا مل الحل ية القليم ية
والعوامل اليديولوجية ،يب أن يسب أيضا حساب للمصال ،كقيام بعض الكتل بصورة صرية أو
ضمنيهة ،بالدفاع عهن مصهالها البلانيهة ،شأناه فه ذلك شأن أي نقابهة .والهتمام بإعادة النتخاب
يلعب هنا بالطبع دورا كبيا .ويكاد نشوؤ اللجانب النتخابية الذي جاء كرد على نشوء التكتلت
البلانية ،أن يكون مبادرة من اليسار ; لنه يفيد ف الساس هذا اليسار.
إذ بفضل اللّجان النتخابية يكن التعريف بالنخبة الديدة القادرة على منافسة النخبة القدية .وقد
اضطهر اليميه بكهم الضرورة إل أن ينشهئ بدوره لانا انتخابيهة ليُحاول عهن طريقهها الفاظ على
مواقعه النتخابية .ويكفي بعد قيام هاتي الليتي الرئيسيتي :الكتل البلانية واللجان النتخابية ،أن
يقوم تناسق دائم بينهما وأن ترتبطا بروابط منتظمة حت يتكوّن منهما حزب حقيقي.
و ف كث ي من الالت ،ي تم إنشاء الزب ،ب صورة أ ساسية ،بف ضل مؤ سسة قائ مة من ق بل ،وذات
نشاط مسهتقل خارج البلان ،وعندهها ،يكهن الكلم ،بقه،عهن نشأة خارجيهة للحزاب ،فالكتهل
والُنظّمات تعمل على إنشاء أحزاب سياسية كثية ومتنوعة ،ومثال النقابات هو الشهر :والكثر من
الحزاب الشتراك ية مد ين ل ا بوجوده ب صورة مباشرة .والزب الشترا كي البيطا ن هو أكثر ها
دللة ،فقهد ولد على أثهر القرار الذي اتذه مؤتره النقابات ( )Trades Unionsعام
1899القاضهي بإنشاء تنظيهم انتخابه وبرلانه (اقتراح هولزه الذي اقترع لصهلحته / 000
548منتخهب واقترع ضده .)434 / 000ويقرب مهن تأثيه النقابات العماليهة على نشأة
الحزاب ،وذلك التأث ي الذي تار سه التعاونيات الزراع ية والتكتلت الهن ية الفلّح ية ،وإذا كا نت
الحزاب الفلح ية أ قل نوا من الحزاب العمال ية ،إل أن ا أظهرت نشاطا كبيا ف ب عض البلدان،
وعلى الخص ف البلدان السكندينافية ،وف أوربا الوسطى ،وف سويسرا ،وأوستراليا وكندا ،وحت
ف الوليات التحدة .ويدل دور المع ية الفاب ية ف نشأة حزب العمال البيطا ن على أ ثر المعيات ا
لثقافية والتكتلت الفكرية ف ولدة الحزاب السياسية (دور منظمات الطلب والتكتلت الامعية
ف الركات الشعبية ف القرن التاسع عشر ف أوروبا ث ظهور الحزاب السياسية الول) .كما أن
هناك أحزابا سياسية تنشأ حول ندورة فكرية .ولكن قلما يتمكن حزب ينشأ على هذا ال ساس من
إياد قاعدة شعبيهة تكنهه مهن النجاح فه ظهل نظام يعتمهد النتخابات طريقا للوصهول إل السهلطة.
والنك سة اّل ت م ن ب ا حزب التج مع الديقرا طي الثوري ( )R. D. Rف فرن سا ،والذي جرّب
إقام ته جان بول سارتر وب عض الكتاب الي ساريي خ ي دل يل على ذلك ،لن هذا ال سلوب ف خلق
الحزاب يتلءم مع نظام انتخاب ضيق ومدود .أما الكنيسة فقد كان لا هي الخرى دور كبي ف
إنشاء الحزاب السيحية اليمينية سنة .1914وف ظهور الحزاب الديقراطية السيحية ف أيامنا.
وبعهد النقابات والمعيات الثقافيهة والكنائس يكننها إدراج جعيات الحاربيه القدامهى فه عداد
«التنظيمات الارجيهة» القادرة على خلق الحزاب فه أوروبها .إذ كان دورهها كهبيا عقهب الرب
العال ية الول ،ف خلق الحزاب الفاش ية أو الشبي هة ب ا .وي ب أيضا ذ كر دور المعيات ال سرية
والتكتلت المنو عة ،والتجمعات ال صناعية والتجار ية (م صارف ،مشار يع كبية ،تكتلت صناعية،
نقابات ،أصحاب العمال ،ال.)...
ومهما كان أصل الحزاب ذات النشأ الارجي (أي خارج الساليب البلانية والنتخابية) فإنا ذات
صفات تيزها عن الحزاب الّت تدرت برلانيا وانتخابيا.
وأ هم هذه ال صفات هي أن الحزاب ذات الن شأ الار جي أك ثر مركز ية وتا سكا وانضباطا من
الحزاب ذات النشأ البلان والنتخاب .وقد كانت غالبية الحزاب السياسية حت عام 1900
ذات نشأة برلانية .إل أنه مع هذا القرن أصبحت النشأة الارجية هي القاعدة ف حي ارتدت النشأة
البلانية طابع الستثناء.
وتدر الشارة ،أخيا ،إل اللحظهة الّته أبداهها جوزف لبالومبارا وميون واينه بالنسهبة لنشأة
الحزاب ف دول العال الثالث« :ثة أنظمة استعمارية كانت قد أقامت (ف البلدان الستمرة) مالس
تثيل ية ،وأحيانا نظاما انتخابيا مدودا .وغالبا ما رف ضت الركات القوم ية الع مل من دا خل النظام
البلا ن ..واضطرت حركات التحرر الوط ن نتي جة لعداء أغلب الن ظم ال ستعمارية ل ا ،أن تل جأ إل
السرية ..وهناك أخيا حالت تظهر فيها أحزاب جاهيية ف غياب كل نظام استعماري أو برلان».
وأشار هذان الكاتبان إل دور القادة الكاريسهميي فه نشأة أحزاب العال الثالث وخصهوصية هذه
الحزاب واختلفها الكبي عن الحزاب الغربية.
النوع الول ينطبق إل حد كبي على الحزاب البورجوازية الّت قامت ف القرن التاسع عشر ،والّت
ل تزال قائمة على شكل الحزاب الحافظة والليبالية.
النوع الثا ن يتم ثل بالحزاب الشتراك ية الورب ية الّ ت تعت مد على الحا طة بأ كب عدد م كن من
الماهي الشعبية .ولذا يوجد فيها تنظيم دقيق للنتساب ترافقه عملية دفع اشتراكات فردية ،يقوم
عليها تويل الزب (ف حي أن تويل الحزاب من النوع الول يرتكز على العطايا والبات من بعض
مقر ضي الموال والتجار أو الؤ سسات ال صناعية أو ال صارف .)...أ ما اللجان (اّل ت تعرف ها أحزاب
النوع الول) فتزول لتحلّ ملها الشُعب أو جاعات عمل أكثر اتساعا وأكثر انفتاحا حيث يت ّل فيها
التثقيف السياسي مكانا كبيا إل جانب النشاط النتخاب الصرف .فعدد النتسبي الرتفع واستيفاء
الشتراك اللزامهي يقضيان بإنشاء إدارة كبيهة ر .فنجهد فه داخهل الزب عددا مهن الوظفيه.
«الداوم ي» .الذ ين يتوقون ف الواقع إل تشكيل طبقة دا خل الزب تنمو معها بذور البيوقراطية.
وي سود نظام النتخاب ب صورة مبدئ ية ج يع ال ستويات ،ف ح ي تظ هر ،ب صورة عمل ية ،بوارد ميول
قوية نو حكم القلية.
ويتمثل النوع الثالث ف بنية الحزاب الشيوعية والفاشية الّت ابتدعت نظاما تتميز بالركزية القوية
الّت تتعارض مع الركزية الضعيفة الّت تقول با الحزاب الشتراكية .ونظام العلقات العمودية فيها
يفرض انفصهالً دقيقا بيه عناصهر القاعدة الّته تمهي الزب مهن كهل انشقاق أو انقسهام ،وتؤمهن
انضباطا صارما .والشيوعية والفاش ية ل تعيان إل أه ية ثانو ية للخصومات النتخاب ية .والدعا ية ف
عملها لا مرتبة كبى .وكلها يعمل على التكيف مع ظروف النضال العلن أو السري ،تبعا لوقف
الدولة وما تتخذه من إجراءات بقها كالظر أو القمع .وكلها يرتكز على مذهب كليان صارم،
ح يث ل يطلب من الع ضو انت ساب سياسي ف قط ،بل التزام مطلق شا مل ل يفرق ب ي الياة العا مة
والياة الاصهة (ذلك بصهورة مبدئيهة ،لن هذه النقطهة ل تنطبهق تاما على الحزاب الشيوعيهة فه
أوروبا الغربية ،خاصة ف السنوات الخية) .ومع ذلك ،فالحزاب الشيوعية والفاشية تبقى متلفة
بعضها عن بعض بصورة جذرية .وأمّا فيما ي صّ تركيبها ،فالول تعتمد نظام الليا ،والثانية على
ص تركيب ها الجتما عي ،فالول تقدم نف سها على أن ا الت عبي
أنواع من اليليش يا الا صة .وفي ما ي ّ
السياسي للطبقة العاملة ،و «الطليعة التقدمة للبوليتاريا الناضلة من أجل تررها» ،ف حي تشكل
الثان ية القوة الدفاع ية عن الطبقات التو سطة والبوروجواز ية ضد ماولة القضاء علي ها والؤول دون
استيلء الطبقة العاملة على السلطة.
أ ما ف مال العقائد والفل سفات ،فالشيوع ية تؤ من بالماه ي ،بين ما تؤ من الفاش ية بالنخ بة .فالول
تد ين بال ساواة والثان ية بالر ستقراطية .وترت كز الشيوع ية على رؤ ية متفائلة واعتقاد بالرق يّ العل مي
وإيان عميق بالفضائل الضارية للتقنية .أما الفاشية فتحتفظ بالنظرة التشائمة إل النسانية.
وتبقهى أنواع كثية مهن الحزاب خارج هذا الخطهط العام .كالحزاب الكاثوليكيهة والديقراطيهة
السهيحية ،الّته تتهل مكانا متوسهطا تقريبا بيه الحزاب القديةه والحزاب الشتراكيهة ،وكذلك
الحزاب العمالية الرتكزة على أساس النقابات والتعاونيات .وتليها الحزاب الفلحية الّت تسودها
التنظيمات الختل فة والّ ت يب قى دور ها م صورا ف ب عض البلدان .ث تأ ت الحزاب ذات الترك يب
الرمي والّ ت نراها ف ب عض بلدان العال الثالث :أتباع عاديون يتمعون حول ش خص نا فذ ،أو فئات
ملتفة حول عائلة إقطاعية ،أو عصابات تدين بالولء لزعيم عسكري.
وينقسم الزب ،من حيث طريقة النتساب إليه إل حزب مباشر وحزب غي مباشر ،فالول يتألف
هاب ،ويدفعون اشتراكا شهريا ويضرون بانتظام اجتماعات
هة انتسه
هن أفراد يوقعون على عريضه
مه
شعبتهم الحلية .أما الخر فيتألف من النقابات والتعاونيات ،والمعيات الّت يعتب أعضاؤها منتسبي
حكما إل الزب ،مها ل يعلنوا العكهس .فالنتسهاب هنها تلقائي وجاعهي .والحزاب الباشرة ههي
القاعدة والحزاب غ ي الباشرة هي ال ستثناء ،أي أن الُول أك ثر انتشارا من الثان ية (ان ظر :حزب
العمال البيطان).
والزب ،تنظيميا ،ههو اجتماع مموعات صهغية منتشرة فه البلد (شُع َب ،لان ،خليها ،جعيات
مل ية )..تر بط ف ما بينها ن ظم تن سق بين ها .وعلى الر غم من أن ل كل حزب تركي به الاص ،إل أ نه
يكن التمييز بي أربعة أنواع كبى من العناصر الساسية ،وإليها يكن رد أغلب الحزاب الوجودة:
اللجنة ،الشعبة ،اللىّء ،واليليشيا.
تتصف اللجنة بقلة عدد أعضائها; لنا ترتكز على صفات العضاء وليس على عددهم ،لذلك فهي
تتم تع بسلطة قو ية .ونشاط اللجنة ف أغلب الحيان مو سي ،ح يث يبلغ ذرو ته ف أيام النتخابات.
وإل جا نب لان الشخ صيات (العيان) ي كن و ضع لان «التقني ي» الؤل فة من أشخاص متار ين
لعرفتهم بالساليب النتخابية ،كلجان الحزاب المريكية مثلً.
أما الشعبة فتعن بد ذاتا عنصرا أساسيا أكثر مركزية من اللجنة .فالشعبة ليست إل جزءا من كلّ
ل قادرا على العيهش وحيدا.
ل يسهتقيم وجودهها بدونهه ،بعكهس اللجنهة الّته تشك ّل واقعا مسهتق ً
والحزاب الؤسسة على الشعب هي أكثر مركزية من الحزاب الؤسّسة على اللّجان .ويكن تعريف
الشعبة بقارنتها بدقة باللّجنة .فاللّجنة تتصف بالضيق ،بينما الشعبة تتصف بالسعة.
الشعبة تاول اجتذاب النتسبي ومضاعفة عددهم وتنمية علقاتا ،وهي ل تمل النوعية لكن الكمية
هي اّل ت تمها ق بل كل ش يء .واللج نة تضم فقط الوجهاء الختار ين نتي جة لنفوذ هم ،بين ما الشع بة
تتو جه إل الماه ي .وخارج الق بة النتخاب ية تب قى اللج نة ف سكون ح يث ت صبح اجتماعات ا قليلة
وغ ي منتظ مة .وبالع كس يب قى نشاط الشع بة ه وإن بلغ ذرو ته ف النتخابات ه مهما ومنتظما
بعد ها .فاجتماع الش عب ل يت صف ب ا يت صف به اجتماع اللج نة ،إذ ال مر ل يتعلق ف قط بالتكت يك
النتخاب وإنا يتناول الثقافة السياسية .والشعبة من ابتكار الحزاب الشتراكية ،لن هذه الحزاب
كا نت سبّاقة ف النفتاح على الماه ي ،وعلى تثقيفها سياسيا وعلى ا ستخراج النّ خب الشعب ية من
بينها .وعلى عكس اللّجنة الّت هي الداة الطبيعية للتعبي السياسي عن البوجوازية ،فإن الشعبة تبدو
وكأن ا الداة الطبيع ية للت عبي ال سياسي عن الماه ي .ويع مل كث ي من الحزاب البورجواز ية على
اجتذاب الماهي بالساليب نفسها الّت أدت إل انتصار الحزاب العمالية والشتراكية ،ففي كثي
من البلدان عدلت أحزاب الوسط واليمي ف تركيبها وذلك بإبدال اللجنة بالشعبة كعنصر أساسي.
وف هذا مثال على العدوى ف التركيب.
أما اللية ،فهناك ميزتان لا عن الشعبة ،ها :أساس التجمع وعدد العضاء .ترتكز الشعبة ،كاللجنة،
على أساس إقليمي جغراف .أما اللية فترتكز ه على عكس ذلك ه إل أساس مهن ،إذ تمع كل
النت سبي إل الزب الذ ين ل م مكان الع مل نف سه .وبالن ظر إل عدد النت سبي تكون الل ية ممو عة
أ صغر من الشع بة ( ف الحزاب الشيوع ية ،ي ب أن يت مع ثل ثة منت سبي من مكان الع مل نف سه
ليكونوا خلية) .وطبيعة اللية وحجمها يعطيانا سيطرة على أعضائها أكب بكثي من سيطرة الشعبة.
فاللية مموعة دائمة أبدا; لنا تشكل ف مكان العمل بالذات ،فعدا عن الجتماعات نفسها يكون
الت صال ب ي العضاء م ستمرا ه ي كن ،ف أحزاب أخرى ،أن تتكون الل ية من أعضاء لي سوا ف
ن فس مكان الع مل وإن كانوا ف ن فس اله نة ه .ل قد كا نت الش عب اختراعا اشتراكيا .أ ما الل يا
فاختراع شيو عي .وبالتحد يد إن ا اختراع الزب الشيو عي الرو سي الذي فرض ها ف مؤتره العال ي
الثالث على جيهع الحزاب الشيوعيهة فه العال فه قراره الؤرخ فه 21كانون الثانه هه ينايهر
« :1924مركز الثقل ف العمل السياسي النظم يب أن يتحول إل اللية» والنصياع لذا القرار
ل يتم دون مشقة وماض عسيين ،الشعبة ل تتيح إل سيطرة ضعيفة ،سطحية ومتقطعة ،بينما اللية،
بالع كس ،تؤمّن سيطرة منتظ مة مترا صة وعمي قة .وع مل الل يا الر كز والدق يق ينّ فر كثيا من
النتسبي الذين يفضلون عليه «دردشات» الشعب.
وك ما أن الل ية هي الركيزة ال ساسية للحزب الشيو عي ،كذلك فإن اليليش يا تب قى ركيزة الزب
النازي أو الفا شي ،و كل منه ما يع طي للحزب اتا هه العام ،وتكتي كه وأ صالته وشكله .واليليش يا
تتلءم مع العقيدة الفاش ية الّ ت تؤ كد سيطرة النخ بة ،والقل ية الفاعلة ،وضرورة الع نف من أ جل
السهيطرة على الكهم والحتفاظ بهه .اليليشيها تفسهر أيضها بالتركيهب الجتماعهي للفاشيهة ،أداة
البورجوازية والطبقات الوسطى لتمنع تسلط الطبقات الشعبية ،بقاومة قوة الماهي بقوة السلح.
واليليشيا أكثر بعدا من الليا عن العمل النتخاب والبلان .فهي تشكل بصورة أساسية أداة لقلب
النظام الديقراطهي ،ل أداة تنظيهم له .ولكنهها ،فه مرحلة ال ستيلء على الكهم ،تشارك ف عمليهة
النتخابات والبلانات ،حالا كحال أحزاب الليا :لقد نظم كل من هتلر وموسولين دعاية انتخابية
مكثفة واستعمل الساليب النتخابية والبلانية ه ولكن ه لدمها ل ليتصرفا ضمن إطارها .وكذلك
تفعل أحزاب الليا .ومن اللحظ أن الحزاب الّت ترتكز بصورة رئيسية على اليليشيا تتم كثيا
أيضا بالليا وتده ف إعطائها قسما كبيا من تركيبها.
فخل يا مراكهز الع مل كا نت ناميهة ف الزب الوطنه الشترا كي (النازي) .ومهن جههة ثانيهة ،فإن
الحزاب الرتكزة على الل ية هي وحد ها الّ ت أع طت أحيانا ات ساعا كبيا لنظام اليليش يا .فالزب
الوحيد السياسي اللان ،غي النازي ،الذي أنشأ ميليشيا قوية تاه فرق الصاعقة التلرية كان الزب
الشيو عي .وهذا التاه ل ستخدام اليليش يا والليهة فه آن وا حد يكهن أن يف سر بالنفور الشترك
للحزاب الشيوعية والفاشية من الساليب النتخابية والبلانية.
كيف يكون تاسك هذه العناصر الساسية ف ما بينها :لان ،شعب ،خليا وميليشيات ،والّت يشكل
تمعهها الزب؟ ذلك ههو موضوع التماسهك العام فه الحزاب .ففهي القرن التاسهع عشهر كانهت
الحزاب ترتكهز على اللجنهة وعلى تاسهك ضعيهف .واليوم نده أغلب الحزاب الحافطهة والعتدلة
والليبالية ف اوربا تعتمد العنصرين الساسيي (اللجنة والشعبة) .وبالعكس فإن الحزاب الشتراكية
وأغلب الحزاب الكاثوليكية الّت ترتكز على الشعبة تتميز بتماسكها القوي .وهذا التماسك أقوى
عادة فه الحزاب الشتراكيهة هه حيهث تترسهخ الشعبهة وتعمهم هه منهه فه الحزاب الديقراطيهة
ال سيحية ح يث تع مل الشع بة ب صورة أقل انتظاما .ويبدو التما سك أك ثر وضوحا و صلبة ومتا نة ف
الحزاب الشيوع ية الكو نة على أ ساس الل ية ،و ف الحزاب الفاش ية اّل ت تش كل اليليش يا وحدت ا
الساسية .فالانب الهم ف هذا الوضوع ،هو عمليا التطابق العام بي نظام اللجان والتماسك الشد
متا نة .وهناك تف سيات أخرى مك نة تدلّ على تبا ين عم يق ب ي نوذج ي من الحزاب .فالتما سك
القوي يتطابق مع هيكل معقد ،ف حي أن التماسك الضعيف يتطابق مع هيكل بسيط .وبقدار ما
يراد تأمي اتصال دقيق بي الجهزة الساسية للحزب بقدار ما يكون هناك من ضرورة لضاعفة هذه
الجهزة ،وتطوير دورها ،وتديد الهمات فيما بينها.
ومه ما كان التفر يق ب ي التما سك القوي والتما سك الضع يف مهما فإ نه يب قى غ ي كاف .إذ ي ب
تديد اتاه هذا التماسك ،المر الذي ير إل مقارنة التصالت العمودية والتصالت الفقية من
جهة ،ومقارنة الركزية واللمركزية من جهة ثانية.
وبعن عام ،يسمى اتصالً عموديا التصال الذي يمع جهازين يتبع أحدها للخر (كالتصال بي
شعبة ملية ولنة دائرة ،ولنة دائرة واتاد مقاطعة ،واتاد مقاطعة واللجنة الركزية) .وبالعكس يعتب
ات صا ًل أفقيا التصال ب ي جهاز ين من ال ستوى ذا ته (كالت صال ب ي شع بة ف منطقة ما ه قر ية أو
مدينة ه وشعبة أخرى ف منطقة ثانية) .ويقدم الزب الشيوعي خي مثال دقيق ومتماسك على نظام
التصالت العمودية .فيمنع بذلك كلّ نو للنشقاق أو التشرذم أو العارضات داخل الزب .وليس
نظام التصالت العمودية بالوسيلة الثلى لقامة الوحدة والتجانس ف الزب وحسب ،بل هو يكّنه
بسههولة مهن القيام بالعمهل بسهرية أيضا .ونظام التصهالت العموديهة ل يكهن حكرا على الزب
الشيوعي وحده ،فالحزاب الفاشية تبنّت إل حد ما نظاما مشابا (كذلك أحزاب قومية وتقدمية ف
بلدان عديدة).
والواقهع يكشهف عهن ميهل إل التصهالت العموديهة عنهد كهل الحزاب تقريبا،وعلى القهل عنهد
الحزاب ذات التماسهك القومهي نسهبيا ،وفه الحزاب ذات التماسهك الضعيهف تبلغ التصهالت
الفقية ذروتا ،ف هي تتطور على م ستويي :م ستوى العضاء وم ستوى القادة .أما ف الحزاب ذات
التماسك التي فالتصال الفقي يعتب استثنائيا.
وإذا كا نت الت صالت العمود ية والت صالت الفق ية تدد أ ساليب توا فق العنا صر ال ساسية الّ ت
يتألف منها الزبن فإن الركزية واللمركزية تعودان إل توزيع السلطات بي مستويات القيادة.
وترتدي الركزيهة واللمركزيهة كثيا مهن الشكال الختلفهة .ويكهن التمييهز بيه أربعهة ناذج مهن
اللمركزية :
الحلية ،اليديولوجية ،الجتماعية والتادية .فالول تتوافق مع الفهوم العام للّمركزية .وتعرف من
خلل كون قادة الزب الحلي ي هم امتداد للقاعدة ،وأن م ذوو سلطات وا سعة ،وأن الر كز يت فظ
بسلطة قليلة عليهم ،وأن القرارات الساسية تتخذ من جانبهم .هذه اللمركزية الحلية تتطابق أحيانا
مع التماسك الزب الضعيف ،وأحيانا أخرى تتلءم مع التماسك القوي.
و هي تنع إل «القليم ية» أي أن ا توجّه الزب ن و الشا كل ذات اله ية القلي مة على ح ساب
القضايا الكبى القومية والعالية.
أما اللّمركزية اليدلوجية فليس لا أبدا الطبيعة ذاتا ،فهي ترمي إل منح بعض الستقلل لختلف
«الجنحة» و «الناعات» التكونة داخل الزب بواسطة الركز العطى لكل منها ف اللجان القيادية،
وبالعتراف با كتنظيم مستقلّ إل حد ما .والطر من اللمركزية اليديولوجية كائن ف أنا تؤدي
إل النشقاق.
إل أنا ف القابل تشجع على النقاش والصراع الفكري والمارسة الديقراطية .وهي ف الوقت ذاته
تعطي الفضلية للقضايا العامة على العتبارات الحلية ،واللمركزية الجتماعية تلئم الحزاب غي
الباشرة.
وهي تعن بتنظيم كل فئة اقتصادية ف كل حزب :الطبقات الوسطى ،الزارعي ،الُجراء .وتعن أيضا
بإعطاء صلحيات واسعة إل هذه الشعب النقابية .وبالقارنة مع اللمركزية الحلية ،يكن القول بأن
اللمركز ية الجتماع ية أك ثر فعال ية ،لن تق سيم الع مل وتطور البادلت والتقدم التكنولو جي تولد
تنوعا ف ال صال الا صة الّ ت تكون غالبا أقوى من التحديدات الغراف ية .فالتناقضات الجتماع ية
اليوم أك ثر وضوحا مهن التناقضات الحل ية .وللّمركز ية الجتماعيهة أيضا فضهل ا ستجلء الطوط
العريضة للمشاكل القتصادية والجتماعية .ولكنها ل تسمح بلها ; لنّها تعمد إل تكديس اللول
التناقضة .فكلّ فريق ياول تغليب وجهة نظره ،بيث يبقى التحكيم بينهما صعبا.
واللّمركزيهة الجتماعيهة كاللّمركزيهة اليديولوجيهة تُدخهل فه الزب انشقاقا عميقا ،خاصهة وأن
الترك يب غ ي البا شر للحزب يز يد من حدة اللفات بد ًل من أن يفف ها .أ ما اللمركز ية التاد ية
للحزاب فتقوم ف ال مم الّ ت ل ت ستطع الجموعات الختل فة في ها إظهار ض من الترك يب الفدرال
للدولة في صبح من الضروري إبراز ها دا خل الحزاب .تلك هي مثلً حال النم سا وال جر ق بل سنة
1914ح يث اض طر الزب الشترا كي إل تزئة نف سه إل سبع منظمات ش به م ستقلة :ألان ية،
مرية ،تشيكية ،بولونية ،روسية ،سلوفاكية وإيطالية.
أ ما من ح يث الركز ية ف الحزاب فيم كن التفر يق ب ي م سلكي من ها :الول أوتوقرا طي .والثا ن
ديقراطي إذا اعتبنا الديقراطية هنا دليلً على إرادة الفاظ على التصال بالقاعدة.
ففي الركزية الوتوقراطية تأت القرارات كلها من أعلى ،وتطبيقها مراقب مليا من قبل مثلي للقمّة.
وعلى العموم تن ظم الحزاب الفاش ية على هذا ال ساس .أ ما الركز ية الديقراط ية فتع مد إل الرو نة
لكي تكون أكثر فعالية .ويدد الزب الشيوعي مموعة من النظمة العقدة تكون غاياتا هي التالية:
.1إعلم الركز بأقصى ما يكن من الدقّة ،وجهةَ نظر القاعدة لكي يتمكن من اتاذ القرار الصال .
.2تأم ي ت طبيق هذا القرار الركزي على كل ال ستويات ب صورة دقي قة وواض حة ،وبواف قة القاعدة
إل حد كبي .ويعتب القادة الحليون ،بالرغم من كونم منتخبي من القاعدة ه مع بعض التدخل ،أو
مع كثي من التدخل ،من الركز أحيانا ه مسؤولي أمام الراتب العليا ل أمام مفوضيهم .ومهمتهم
إذا هي نقل ردود الفعل وآراء القاعدة بأكثر ما يكن من الصحة بدقة حيثيات قرارات الركز .فهم
إذا لي سوا منت خبي سلبيي مهمت هم ت سجيل وج هة ن ظر مفوضي هم وماولة تغليب ها ك ما هو الال ف
نظام ل مركزي ،وليسهوا كذلك مثليه عادييه للمركهز مكلفيه بفرض إرادتهه بشكهل أعمهى على
القاعدة ك ما هو الال ف الركز ية الوتوقراط ية .وتفترض الركز ية الديقراط ية أن تري مناقشات
حرة ف القاعدة قبل اتاذ أي قرار وأن يراعى النظام الصارم من الميع بعد اتاذ القرار .ولكن هذا
النقاش ي ب أن يري ف إطار مبادئ الزب (مبادئ الارك سية اللينين ية ف الزب الشيو عي) .وب عد
القرار ،تفترض الركزية الديقراطية مراقبة للتنفيذ دقيقة جدا يؤمنّها الركز.
وهناك أيضا تفر يق ب ي أحزاب ال طر (الكادرات) وأحزاب الماه ي ل يرت كز على ح جم الحزاب
ول على عدد أعضائ ها ،إذ إن الفرق ليس ف الضخامة بل ف الترك يب .الهم بالن سبة لزب الطر
تميع الوجهاء لعداد النتخابات ،وتوجيهها والحافظة على التصال بالرشحي .فالوجهاء النافذون
أو ًل ب ا ل م من ا سم وهي بة وتأث ي ي ستخدمون كضمان للمر شح ولك سب ال صوات له .والوجهاء
التقنوقراطيون بعدههم يعرفون فهن تريهك الناخهبي وتنظيهم حلة انتخابيهة .وأخيا الوجهاء الموّلون
الذ ين يأتون بع صب الزب .فه نا اله ية للنوع ية ق بل كل ش يء :قوة النفوذ واللبا قة ف التكت يك
وأهية الثروة .وما تصل عليه أحزاب الطر بالنتقاء تصل عليه أحزاب الماهي بالعدد .إذ يعتب
اجتذاب النت سبي بالن سبة للحزب الماهيي أمرا مهما من الوجهت ي ال سياسية والال ية .و هو ياول
أولً القيام بالتثقيف السياسي ،والنتسبون هم مادة الزب بالذات ،وقوام عمله .ومن الوجهة الالية،
يرتكهز الزب الماهيي بصهورة رئيسهية على الشتراكات الدفوعهة مهن قبهل العضاء .فالحزاب
الماهي ية ت ستبدل التمو يل الرأ سال للنتخابات بالتمو يل الديقرا طي .و من ج هة ثان ية ،يت ضح أن
التمي يز ب ي أحزاب ال طر وأحزاب الماه ي ينط بق أيضا ،وب صورة تقريب ية ،على التمي يز ب ي اليم ي
واليسار .فاليمي البورجوازي ليس باجة إل استيعاب الماهي ل ماليا ول سياسيا ; لنّه يعتمد على
موليهه ووجهائه والنخبهة ،وههو أيضا يعتقهد أن ثقافتهه السهياسية كافيهة .وهكذا فشلت بشكهل عام
ماولت إنشاء أحزاب جاهييهة مافظهة حته جاءت الفاشيهة .فالذر الغريزي البورجوازي مهن
النفتاح على الماهيه ومهن العمهل الماعهي لعهب أيضا دورا فه هذا الجال .وبالعكهس مهن ذلك
عملت النعة العاكسة لدى الطبقة العاملة على تبيذ الصفة الماعية للحزاب الشتراكية .وكان ل
بد من تطور الشيوعية (والركات التحررية والحزاب القومية والتقدمية ف العال الثالث) لكي تفهم
البورجوازية عدم كفاية أحزاب الطر فتعمل بدية على خلق أحزاب جاهيية مافظة.
ول بُد أخيا من الشارة إل أن ثة ظاهرتي تيمنان على تطور الحزاب السياسية منذ بداية القرن،
وه ا :تزا يد سلطة القادة ث التاه ن و أشكال من ال سلطة الشخ صية .فن مو ال سلطة وشخ صنتها
ظاهرتان ملحوظتان اليوم ع ند كث ي من الجموعات الن سانية ،ول يس ف الحزاب ف قط .و قد خيب تا
آمال عال الجتماع الفرنسي دوركيم الذي رأى ف ضعف السلطة ،وسيها التصاعد نو التحوّل إل
«مؤسسة» الصائص الساسية لتزايد السلطة وشخصيتها; لنه يتوافق مع تزايد وجود الماهي ،أي
مهع تطهبيق مبادئ الديقراطيهة .وعلى العموم يتوافهق ميهء الحزاب التسهلطة مهع ظهور الحزاب
الماهيية .فالرئيس النحدر من الماهي هو غالبا ،أقوى سلطانا من زعيم من أصل أرستقراطي أو
بورجوازي .ومن الطبيعي أن يترافق نو السلطة وشخصيتها مع نو النضباط والطاعة ،حت أصبح
بالمكان تعريف الزب بأنه «تمع من الواطني يتمعون حول تنظيم واحد» ،بد ًل من تعريفه «بأنه
جع من الواطني يلتفون حول عقيدة واحدة».
خدمات وديّة:
اصطلح دبلوماسي يعرف كذلك باسم «الساعي الميدة» وهي ماولة دولة من الدول التقريب بي
دولتي متنازعتي لغرض استئناف الفاوضات بينهما بعد أن توقفت ،فهي نوع من الوساطة يتميز بأن
الدولة الو سيطة ل تشترك ف الفاو ضة ول تتد خل ف ت سوية موضوع الناع ،لذا تع تب الدمات
الود ية (أو ال ساعي الميدة) والو ساطة من و سائل ت سوية النازعات بالطرق ال سلمية ،و قد وض عت
اتفاق ية لهاي قوا عد مشج عة ومنظ مة ل ستخدام الو ساطة ف فض النازعات الدول ية فجاء ف الادة
الثانية من التفاقية «أنه من الفيد والرغوب فيه أن تقوم إحدى أو بعض الدول الجنبية عن الناع
من تلقاء نفسها بعرض خدماتا الودية أو وساطتها بقدر ما تسمح الظروف بذلك».
جري ة سياسية تدف إل الضرار ب سلمة الو طن ف الدا خل والارج ونظام ال كم ف يه ،و قد أشار
المر الصادر بتشكيل مكمة الثورة ف مصر عام 1953إل الفعال الّت تعتب خيانة للوطن وضد
سلمته وتشمل :التصال بهات اجنبية لغرض الضرار بنظام الكم القائم ومصلحة البلد العليا،
كما تشمل تكي الستعمار ف البلد ،وتقدي ذخائر يترتب على استعمالا إضرار باليش ف اليدان،
وتش مل كذلك أعمال التج سس ل ساب دولة أجنب ية ،ك ما تش مل اليا نة العلم بفت نة وعدم التبل يغ
عنهها ،وعلى هذا السهاس قدم التهمون إل مكمهة الثورة الّته عقدت خلل شهور عام 1953
وشل التهمون عددا من الدنيي والعسكريي.
لبنان الكبي:
كيان سياسي أنشأه النرال الفرنسي غورو عام 1920بعد أن انتدبت فرنسا على سوريا ولبنان
بقت ضى اتفاق ية سايكس بي كو .عُرف بال كبي ; لن غورو ضم إل كيا نه ال سابق (نظام الت صرفية)
الذي اقت صر على ج بل لبنان ،البقاع والدن ال ساحلية بيوت وطرابلس وصهور و صيدا .توإل على
حك مه مندوبون فرن سيون ح ت عام 1925ح ي أعلن لبنان جهور ية وو ضع له د ستور ف العام
التال.
اللبنان ،الدستور:
اعتمده الندوب السامي الفرنسي على لبنان رسيا ف .1926 / 3 / 23ظ ّل ساري الفعول ف
خطوطه العريضة حت أُجري عليه تعديل عند الستقلل بتاريخ 1943 / 11 / 8فن صّ على
تسهاوي الواطنيه أمام القانون واحترام الريات العامهة واعتبار العربيهة لغهة رسهية بعهد أن كانهت
الفرن سية إل جا نب العرب ية ق بل التعد يلُ .عدّل بو جب اتفاق الطائف عام ،1998وعلى مبادئ
هذا الد ستور قا مت المهور ية الثان ية الّ ت بدأت بانتخاب ري نه معوض رئي سا للجمهور ية ،وإلياس
الراوي بعد اغتيال الوّل بيومي.
الدستور:
أهم وثيقة ف الياة السياسية للمجتمع وف بنيان الدولة ،وهو مموع القواعد القانوية الّت تدد نظام
الكم وشكله ف الدولة .ولكل دولة دستور مكتوبا كان أم غي مكتوب كما هو الال ف بريطانيا.
وتتاز ب عض الد ساتي بالرو نة ،أي بواز تعديل ها بقانون ت صدّره اليئة التشريع ية أو اليئة التنفيذ ية ف
الدولة دون حاجة إل إجراءات معقدة وخاصة ،بينما تتصف دساتي أخرى بالمود وتعديلها يتطلب
إجراءات معقدة مثهل اسهتفتاء الشعهب أو إجاع ملس النواب أو إغلبيهة الثلثيه أو الثلثهة أرباع.
(انظر تعديل الدستور).
يبي الد ستور طبي عة النظام ال سياسي وهيئات ا لدولة و سلطاتا ووظائف ها وكيف ية انبثاق ها وحرك ية
تغيها وعلقاتا واختصاصاتا فيما بينها ،ث علقاتا مع الواطني وحقوق الواطني وواجباتم .وهو
ضما نة لريات الفراد وحقوق الماعات ويفترض أن تقوم اليئة القضائ ية بماي ته من أي ع بث من
قبل اليئات الخرى ،ومن هنا كان استقلل القضاء ف الدولة أمرا حيويا.
الديقراطية:
نظام سياسي .اجتما عي يق يم العل قة ب ي أفراد الجت مع والدولة و فق مبدأي ال ساواة ب ي الواطن ي
ومشاركتهم الرة ف صنع التشريعات الّت تنظّم الياة العامة .أما أساس هذه النظرة فيعود إل البدأ
القائل بأ ،الش عب هو صاحب ال سيادة (ان ظر مونت سكيو) وم صدر الشرع ية ،وبالتال فإن الكو مة
مسؤولة أمام مثلي الواطني وهي رهن إرادتم .وتتضمن مبادئ الديقراطية مارسة الواطني لقهم
ف مراقبة تنفيذ هذه القواني با يصون حقوقهم العامة وحرياتم الدنية ،وقيام تنظيم الدولة وفق مثال
«حكم الشعب لصال الشعب بواسطة الشعب» (أبراهام لنكولن) .أما اشتقاق التعبي فيعود إل كلمة
يونان ية بن فس الل فظ وتع ن حرفيا «ح كم الش عب» تييزا لذا النوع من ال كم القائم على قاعدة
ح كم الكثر ية عن أنظ مة ال كم الخرى :ال كم الفردي الحتكاري (ان ظر ديكتاتور ية) ،وأنظ مة
ح كم القل ية (أوليغارش ية) أو (أر ستقراطية) .إن وجود فئات سياسية واتاهات عقائد ية واجتماع ية
متباي نة ومت صارعة تدّ عي كل من ها تتّع ها والتزام ها بال صفة الديقراط ية وتنكر ها ف ن فس الو قت
ل صومها ،وبالتال فإن التعر يف با جة إل درا سة أو ف تو ضح متلف الوا نب و تبيّن الفوارق ب ي
الدارس الختلفة ،مع الخذ بعي العتبار بأن الديقراطية ف التطبيق تقترب بشكل نسب وحسب من
الثال الديقراطي نفسه.
إن تش عب مقومات الع ن العام للديقراط ية وتعدد النظريات بشأن ا ،علوة على ت يز أنواع ها وتعدد
أنظمتها والختلف حول غاياتا وماولة تطبيقها ف متمعات ذات قيم وتكوينات اجتماعية وتاريية
متل فة ي عل م سألة تد يد ن ط ديقرا طي دق يق وثا بت م سألة غ ي واردة عمليا .و من التفق عل يه أن
الياة العاصرة با أدخلته من زيادة ف التنظيم البيوقراطي للمجتمع وتزايد الدة ف تقسيم العمل
نتي جة الن مو والتش عب ال صناعي والتكنولو جي ،علوة على تكا ثر ال سكان ،قد رف عت من در جة
التعقيد الحيط بالمارسة الديقراطية .
للديقراطية مكونات عديدة تول الدارس الجتماعية الختلفة أو التصارعة تركيزا خاصا على بعضها
على حساب الكونات الخرى .فمن الناحية الكلسيكية ه وهذا ما تركّز عليه الدارس الديقراطية
الليبال ية ه هناك حقوق الفرد الّ ت ل ب ّد من توافر ها كأ ساس لتأم ي ال ساواة والشار كة ف الياة
العا مة ،من ها حر ية الكلم والت عبي والعتقاد و حق التج مع و حق القتراع و حق الترش يح للمنا صب
ق الفرد من الناح ية ال سلبية،
العا مة ،ك ما ت صون الفكرة الديقمراط ية والنظ مة الديقراط ية حقو َ
فتحميه من تع سّف السلطة ومن العتقال الكيفي ،ول يدان الفرد إل بوجب ما ن صّ عل يه القانون
إزاء وجود دل يل قضائي وبو جب الجراءات القانون ية ال صولية .ولئن ركزت الديقراط ية الليبال ية
على حرية الفرد ،واستقللية سلوكه الاص ،فإنا تذهب إل أبعد من ذلك عندما تقول بأن تناقض
النعة الستقللية للفرد مع متطلبات السلوك الجتماعي للمجتمع هو حتمي ولكن يب أل يسم
حقوق الفرد ،بل عن طريق التوفيق والوازنة وحسب مبدأ حكم الكثرية مع الضمانات الضرورية
التضم نة ف نظر ية حقوق الفراد (م ثل لئ حة القوق ف الد ستور المري كي) لن ح كم الغالب ية
يفترض التعددية الجتماعية الناقض لوحدانية مصال الطبقة حسب الفتراض الاركسي ،الذي سوف
نعال ه لحقا .و قد اع تب الب عض نظريات جان جاك رو سو حول وجود اتفاق تام ب ي أفراد الجت مع
ب يث ل يط يع الفرد إل نف سه ،ويزول الفرق ب ي الا كم والحكوم من النظريات اّل ت ت ساعد على
ا ستبداد الفرد با سم الرادة العا مة للمجت مع .وإل جا نب القوق الديقراط ية للفرد ل بد من وجود
الؤ سسات الديقراط ية ابتداء من الد ستور والجلس التمثيل ية (عدا الجتمعات الّ ت توفر الديقراط ية
الباشرة) مرورا بالقضاء ال ستقل (ان ظر ف صل ال سلطات) والدارة الكوم ية الني هة وال صحافة الرة
والنقابات الغيورة على مصهال أعضائهها والامعات الريصهة على حريتهها الكادييهة .إن فصهل
السلطات وحقوق الفرد الثابتة بوجب الدستور من العوامل القوية الّت تنع قيام ما أساه توكوفيل
بطغيان الكثرية .ولعل قوة مؤسسة معنوية غي ملموسة ومنظومة تسمى «الرأي العام» هي من أفضل
وأهم مقاي يس وجود الناخ الديقرا طي ف الجتمع وقدر ته ف التأث ي على السياسات العا مة .إن قوة
الرأي العام وتأثيه تسهم ف غالبية الحوال ف تنب الجتمع لغبة الطغيان ،وف ضمان عدم استمرار
الرائم والخطاء ،دون أن يعن ذلك أن الرأي العام قادر على مصادرة حرية الفرد وجاعات القلية
النصوص عليها ف الدستور.
إِنّ البادئ الديقراطية ف الساواة والشاركة تتفاوت ف أشكالا التطبيقية ،كما أنا تتدرج ف معانيها
ومراحلهها ،فههي قهد تبدأ على شكهل اضطرار الاكهم إل أخهذ مصهال الحكوميه بعيه العتبار
وا ستشارتم ،ث تتدرج إل قيام الحكوم ي بحا سبة الكام على أعمال م ،ث تكن هم ب عد ذلك من
عزلم عند القتضاء .
وعندمها تتوطهد تقاليهد ماسهبة الكام على أعمالمه وفرض السهياسة الّته يقرهها المثلون القيقيون
للمحكومي ،وتعيي حكومة بديلة يصبح بالمكان إشراك الماهي بشكل مباشر ف اتاذ القرارات
ذات ال صفة ال صيية أو الا سة أو بالن سبة للقوان ي ال ساسية ،وذلك بوا سطة ال ستفتاء العام وغ ي
ذلك من الوسائل.
أ ما ف الجتمعات العري قة ف المار سة الديقراط ية ،ول سيما ف الجتمعات ال صغية ،فإن المهور
يشارك ف العملية التشريعية وف إقرار السياسة العامة والتسيي القتصادي للمؤسسات والرافق ،وف
تطبيق القواني ،وتوجيه الدارات الكومية بشكل مباشر أو شبه مباشر وبطريقة متّصلة.
وعلى هذا الساس يكن تييز أناط متلفة من الديقراطية .أما أنواع الديقراطية والّت تعتمد جيعا
على حكم الغلبية فهي:
.1الديقراطية الباشرة :حيث يارس الشعب فيها بنفسه مهام سن التشريعات والقيام بهام السلطة
التنفيذية ،من تعيي للموظفي الكلفي بتطبيق القرارات التشريعية ومن إصدار للحكام .ويأخذ هذا
الثال أ صوله التاري ية من نظام الدولة .الدي نة ع ند قدماء الغر يق ح يث ا ستند النظام إل ح كم
الذكور العقلء مهن الواطنيه .وأمها الذيهن كانوا يتموعهن فه سهاحة الدينهة فيناقشون بشكهل حهر
ومفتوح ك ّل القضا يا الّ ت ت مّ ال سم الجتما عي .و مع أن هذا الع ن هو أقرب العا ن إل الفهوم
الديقراطهي ولكنهه يسهتعصي على الجتمعات الكهبية مهن ناحيهة ،كمها أنهه اسهتثن النسهاء «وغيه
الواطني» مثل العبيد «والفقراء» من عملية الكم أي غالبية السكان البالغي.
.2الديقراطية شبه الباشرة :حيث ينتخب الشعب نوابا لناقشة القضايا والقواني العامة ،وليست
التشريعات مهن شأناه وليعيه السهلطة التنفيذيهة وياسهبها على أعمالاه ولكهن على شرط احتفاظ
الواطني بق تقرير السائل الرئيسية فيقرها الشعب بنفسه عن طريق الستفتاء .
.3الديقراطية التمثيلية :حيث ينتدب الشعب النوّاب لمارسة السلطة باسه بدون تفظ عدا احترام
الدستور ودورية النتخابات.
وعلى الرغم من الستناد إل قاعدة حكم الغلبية ،فإن العديد من النظمة الديقراطية تعتمد بعض
القوق الثاب تة للفرد يكفل ها الد ستور .ك ما أن صفة الديقراط ية تطلق على أنظ مة ال كم ال سياسية
والجتماع ية اّل ت تارب اللم ساواة الجتماع ية والقت صادية ،وتع مل على توز يع الثروة والكا نة
الجتماعيهة بشكهل متقارب جدا بيه أعضاء الجتمهع ،حته وإن ل تتقيهد هذه الجتمعات بأشكال
ومناهج الديقراطية السياسية ف أنظمة الكم الديقراطية الليبالية (انظر ديقراطية شعبية).
وتعود بدايات الديقراطية كنظام سياسي إل دولة الدينة ه كما أسلفنا ،حيث مارس جسم الواطني
مهام السلطة التشريعية مباشرة دونا فصل بي السلطة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) ،وقد أمكن
الغريق مارسة هذا النوع من النظام رغم صغر متمعاتم ،علما بأن بعض الفكرين والفلسفة نظروا
إل هذا ا لنوع من التنظيم الجتماعي بعي ناقدة ; إذ قرنوه «بكم الرعاع» الذي يتأثر بالطابة الّت
ترك عواطف المهور أكثر من تأثره بالفكر النيّر (والاص بالقلة أو باللك ه الفيلسوف كما جاء
ف جهورية أفلطون).
أما بالنسبة لنظام الكم ف السلم فإنه على الرغم من مناداته بالتآلف والعدل الجتماعي واعتماد
قاعدة الشورى ف الكم فإ نه ل يندرج عامة ت ت تصنيف النظ مة الديقراط ية ،إذ إنه حالة خا صة
ميزة عهن أنظمهة الكهم الخرى .الواقهع ههو أن مبادئ الديقراطيهة بقيهت حالة شاذة فه تاريهخ
الجتمعات البشر ية ه ول سيما الغرب ية ه الّ ت اعتمدت أنظ مة ال كم الطلق من خلل مبدأ ال ق
اللي لدة طويلة من الزمن .أما انبثاق النظام الديقراطي فقد جاء نتيجة عملية تدريية تخضت عن
الصراع الجتماعي بي الطبقات الاكمة ه الدولة والكنيسة ،اللك والنبلء القطاعيي (أنظر ماغنا
كارتها) ،هذا مضافا إل حاجهة اللك إل مواقفهة «الطبقات» الختلفهة على الروب وفرض الضرائب
الديدة ،وذلك لتجنهب الخلل بالسهلم الجتماعهي الداخلي .وقهد تزامهن تزايهد اجتماع مثلي
الطبقات مهع نايهة نظام القطاع وبروز أفكار جديدة ،مثهل حكهم القانون ثه النظام الدسهتوري فه
بريطانيا «وال ق الطبيعي» وال ساواة السياسية والقعد الجتماعي ،و «الرية» ف فرن سا والوليات
التحدة ،والّ ت أدت إل نشوب الثورة الفرن سية وثورة حرب ال ستقلل المري كي .كما أدى انتشار
فكرة الواطنة وحق القتراع العام إل قيام النظمة البلانية وقاعدة «الكم السؤول» ،حيث تضخع
السلطة التنفيذية لقرارات السلطة التشريعية القادرة على إلزامها بقراراتا أو سحب الثقة منها وعزلا
ع ند القتضاء .و قد تفا عل تطور ال صراع ال سياسي مع الوا قع الجتما عي .و ف اتاه اتاذ الطوات
ال صلحية وتو سيع قاعدة النظام النتخا ب الديقرا طي ،خ صوصا وأن البلان أ صبح مور النظ مة
الديقراطية الليبالية .ذلك أن تنافس الحزاب والفئات السياسية إل كسب أصوات القترعي أدى
إل إلغاء القيود على مار سة حق القتراع من ق بل الطبقات الدن يا ،ك ما أدى إل زيادة مار سة حق
التعبي وزيادة الوعي السياسي ،وإل قيام مؤسسات تثيلية مهنية هي النقابات الّت لعبت دورا رئيسيا
ف بعض الجتمعات لحداث تغيي ف تكوين وعلقات البن التحتية ف الجتمع.
وقد عمد كارل ماركس إل تفسي الديقراطية الليباية عن طريق دراستها كمرحلة تاريية تبز نتيجة
نشوء الجتمع الرأسال البورجوازي ،الذي يقوم عن طريق تولّيه مهمة إناء النظام القطاعي والنظمة
الرستقراطية قائلً :بأن الديقراطية السياسية عند ماركس يعب عن سيطرة طبقة معينة ،فقد لحظ
بأن البورجواز ية تل جأ إل ا ستخدام الدولة كأداة ق هر طبق ية للحفاظ على اللك ية ،وتتحول مع تغ ي
طبيعة علقات النتاج تدرييا إل نظام تسلّطي غي ديقراطي يول دون حصول الطبقة العاملة على
حقوقهها ،وبالتال فإن ابتعاد الديقراطيهة السهياسية عهن النتائج القتصهادية والجتماعيهة لبدأ حكهم
الغالبية يؤدي إل بروز تناقض قوي بي القلة الالكة والكثرية العدمة .ول يسم هذا التناقض إل من
خلل لوء الغلبيهة العظمهى فه الجتمعات الصهناعية (العمال) إل الثورة وإقامهة نظام «ديقراطيهة
الطبقهة الوحيدة» ،نظرا لن دوافهع الضطهاد التلخصهة بالسهتغلل الطبقهي والتجسهدة بالفوارق
الطبق ية ينت في ،فتنت في م عه ظاهرة الق سر والتح كم وت سود ال ساواة وبالتال الديقراط ية كل نوا حي
الجتمهع (انظهر زوال الدولة) .ولقهد أصهابت الدارس الشتراكيهة الثوريهة فه العديهد مهن انتقاداتاه
للديقراطية الليبالية ،ول سيما عندما ذهبت إل القول أن الديقراطية ل تكوّن حكم الغلبية إل إذا
كانهت نتائجهها القتصهادية والجتماعيهة لصهال الغلبيهة .فمبدأ السهاواة الذي ههو جوههر الفكهر
الديقرا طي من مضمون ا القت صادي والجتما عي يشوّه مار ستها ويوّل ا إل نظام ا ستغلل وين سف
أسهاسها الخلقهي والقيمهي .إل أن بعهض الفرضيات الّته قامهت عليهها النظريهة الاركسهية ،ومنهها
افتراض عدم الرونهة بشكهل عام فه النظام الديقراطهي الليهبال ،ل يصهمد أمام الوقائع التارييهة.
فالثورة الشيوعية ل تصل ه كما توقع ماركس ه ف الجتمعات الصناعية الديقراطية حيث توقع
ماركهس أن يزداد العمال بؤسها وغربهة فه وقهت تزداد فيهه قدرتمه على الثورة .لقهد حال نضال
الطبقات العمالية ه ومن خلل النقابات والؤسسات التمثيلية ف الديقراطيات الغربية ه دون تركز
رأس الال ب صورة احتكار ية ،وأ جب هذا ا لنضال الديقراط ية الليبال ية على التحول إل الشتراك ية
الديقراط ية وإقا مة دولة الرفاه ف كث ي من الحوال ،وبالتال إل ر فع م ستوى حياة الطب قة العاملة
وإدخال تعديلت رئيسهية على توزيهع أكثهر عد ًل للثروة مهن خلل الضرائب التصهاعدية وضرائب
الرث وتديهد الده الدنه للجور ،وعلى مهمهة الدولة فيمها يتعلق بتقديه خدمات هه كالصهحة
والتعليم ه وضمانات ضد البطالة والشيخوخة ه ذات طابع اشتراكي لماهي الشعب.
وهكذا فإن ح صول العمال على حق النتخاب ه و هو حق سياسي فو قي ه أدّى ف كث ي من
الالت إل إحداث تغييات متفاوته الستوى ف توزيع الثروة والسلطة ف الجتمع مع الفاظ على
التعددية الجتماعية والسلّم الجتماعي.
إن القول بأن النظمة الديقراطية الليبالية قد تكّنت ف العديد من الالت البارزة من التغلب على
بعض ال صاعب البنيو ية وال سياسية ،ودرء ت مع أسباب الثورة الجتماع ية ضد ها ،ل يع ن أن النظام
القتصادي الرأسال استطاع إلغاء العضلت الديقراطية الّت تواجهه.
هناك أساسا الشكلة الديقراطية الّت تنتج عن امتلك القلة الغنية لوسائل العلم والتأثي على الرأي
العام وعلى القترعيه ،وبالتال على صنع القرارات بختلف الوجوه والو سائل ،والّته تشمهل وجود
فوارق قليلة وغيه رئيسهية بيه الحزاب الرئيسهية .كذلك فإن الطبقات الفقية فه الجتمعات
الرأسهالية تكون أقهل وعيا وأقهل حاسها وقدرة على الشاركهة فه الياة العامهة للمجتمهع ،وأضعهف
إمكان ية ف توف ي ال صادر الضرور ية والكاف ية لبناء التنظيمات ال سياسية والفئات الضاغ طة .وهكذا
تطرح مشكلة تر كز ملك ية و سائل النتاج ف يد فئة قليلة ن سبيا نف سها كعائق ف و جه المار سة
الديقراطيهة الكاملة مهن قبهل الكثريهة ،لن الكثريهة فه هذه الالة تصهبح منفعلة متأثرة بالنظام
السياسي أكثر من كونا مؤثرة فيه وصانعة لقرارته .وقد يؤدي الشعور بضعف أهية الفرد النتمي إل
الطبقات الفقية إل عدم الكتراث والغربهة (أنظهر ألينهة) عهن الياة الجتماعيهة ،وهذا يناقهض
الفرضيات والقيم والهداف الديقراطية القّة الّت تضمن تقيق الذات النسانية من خلل الشاركة
الجتماع ية .وقهد أدّى العتقاد بعدم فاعليهة الماه ي وض عف وعي ها إل نشوء النظريات النخبويهة
داخل هذه الجتمعات .وكما قوّت النظرية الاركسية من فهم قدرة النظمة الليبالية على الصلح
والتطور فإن ا واج هة من جهت ها معضلت ديقراط ية عديدة .ف من ناح ية النظر ية اعتمدت الارك سية
وغيهها مهن الدارس الجتماعيهة الثورة على «الطليعهة» هه وههي فئة متنورة قليلة العدد هه كأداة
للتغي ي الثوري انطلقا من إيان ا بأن النظ مة الّ ت تضط هد الكثر ية كثيا ما تن جح ف تشو يه قدرة
الكثريهة هذه على تقيهق إمكاناتاه النسهانية ،ماه يقضهي أن ى نوب القطاع الكثهر تنورا ومعرفهة
بالظلم الجتما عي القائم به مة قيادة الثورة لتحر ير الكثر ية وإطلق طاقات ا الن سانية .وعلى هذا
ال ساس ل يكون التغي ي بوا سطة الكثر ية ،بل ب يد القلة ل صال الكثر ية وتكون ديقراط ية التغي ي
مستندة إل الدف ل الشكل .
وعلوة على ذلك فإن النظ مة الشيوع ية الّت قا مت تعثرت كثيا ف مرحلة ديكتاتور ية البوليتار يا.
ف قد ع مد ستالي على سبيل الثال إل مارسهة ديكتاتورر ية فرد ية من خلل سيطرته الكاملة على
الزب الشيوعهي السهوفيات ،وحرم الطبقهة العاملة بك ّل منظماتاه ومسهتوياتا التنظيميهة مهن مارسهة
الشار كة ف صنع القرارات ا ل سياسية وإقرار ال طط العا مة وإبداء الرأي ف وج هة سي الجت مع
السهوفييت .وعلى الرغهم مهن انتفاء مبدأ السهتغلل القتصهادي والطبقهي فه الجتمعات الشيوعيهة
وتقيهق هدف التقليهل مهن الفوارق الجتماعيهة ،فإنهه ليهس صهحيحا القول بأن هذه الفوارق
الجتماعية قد ذابت ،وإن ظاهرة التمركز الجتماعي قد اختفت من هذه الجتمعات (أنظر الطبقة
الديدة) .
إن جانبا مهما من الشكلة هو أنه يصعب على الحزاب الشيوعية وغيها من الحزاب الشتراكية
الثور ية إياد ال صيغ اللئ مة للتوف يق ب ي مار سة الديقراط ية دا خل الزب ،وجاع ية القيادة و ت طبيق
مبادئ انبثاق القيادة عن القاعدة ،و ما يتض من ذلك من ح قّ ما سبة القاعدة للقيادة و حق ال صول
التنظيميهة فه الوقهت الذي يواجهه التغييه الثوري تديات داخليهة وخارجيهة كثية ،وضعهف جذور
المارسات الديقراطية نتيجة اضطهاد الحزاب الثورية ف النظمة السابقة لقيام الثورة.
أ ما ف العال الثالث فإن الشكلة أك ثر تعقيدا وحلّ ها أب عد منالً .ف في هذه البلدان يؤدي التخلف إل
البتعاد عن التصنيع ف الجال القتصادي وعن التنظيم الهن والزب ف الياة السياسية .كما يقلّ
ف هذه الالة حجم الطبقة التوسطة الّت تزيد من التماسك وتقرّب بي الطبقات الجتماعية وتقبل
على مار سة الشار كة ال سياسية ،وتب ن منظو مة من الؤ سسات الو سيطة والمعيات ال ستقلة القادرة
على تدريب الواطني سياسيا ،وإقامة علقة متوازنة غي مطلقة التبعية مع الكومة وعلى إقامة نوع
من الستقرار ف الجتمع وهي جيعا من شروط ازدهار الديقراطية .
أضهف إل ذلك أن الميهة والفقهر يعملن ضهد انتشار الوعهي وإضعاف قوة الرغبهة فه الشاركهة
الضروري ي للممار سة الديقراط ية .ك ما أن النق سامات القليم ية والطائف ية والعشائر ية تع مل ضد
التصرف العقلن للمواطن وترمه من مارسة حريته الفردية ،وتقف عقبة ف وجه نو القيم والثل
الديقراطيهة .كذلك فإن وضهع الرأة عامهة وانفراد الرجهل فه السهلطة داخهل العائلة يسههمان فه
إضعاف انتشار الناخ الديقراطهي فه متمعات العال الثالث .إن ممهل هذه العوامهل ،إضافهة إل
التأثيات السهلبية للتجربهة السهتعمارية ،وإل تدخهل الدول الجنبيهة فه الشؤون الداخليهة لذه
الجتمعات ،قهد حرمهها مهن التوصهل إل شرط ضروري لقيام الديقراطيهة وههو الجاع بيه الفئات
السهياسية الفاعلة على حهد أدنه مشترك مهن القيهم والسهلّمات الّته تضمهن اسهتمرار التنافهس
الديقراطي ف جو سلمي وبالتال استقرار النظام الديقراطي نفسه .
إن معوقات الديقراط ية ،ف معنا ها الوهري و ف انعكا سها على مبادرة الفرد وحر كة الجموع ،ف
الجتمعات التخلفة والنامية تقف ضد تقدم الجتمع عامة.
فبدون الشعور بالساواة العنوية والادية وبدون مارسة الشاركة يصعب تفجي طاقات الواطن وترير
مكنوناته الدفينة الّت يسحقها الكبت والرمان والوف والتردد والشعور بالهال ،وبدون التقاليد
الديقراط ية يغ يب الرأي العام عن مار سة تأثيه الضروري ف فرض احترام قي مة الن سان والع مل
على توفيه مسهتلزمات تقدّمهه ،بل ويصهعب تق يق ال سلم الجتما عي ; لن الش عب هو مصهدر
الشرعية ،وبدون الشرعية الشعبية تبقى النظمة معرضة للهتزاز والثورة .كما أنّ النفتاح الضاري
والثقافه الدول العاصهر كنتيجهة للتحرر السهياسي وللثورة التكنولوجيهة هه فه وسهائط العلم
والتصهال والتعليهم هه تعهل مسهألة البتعاد عهن المارسهة الديقراطيهة مفوفهة بخاطهر الصهدام
الجتماعهي ،نتيجهة الشعور بالضطهاد والبتعاد عهن ركهب الضارة .وفه هذا الصهدد ل بهد
لجتمعات العال الثالث مهن بناء طريقهها السهتقل إل الديقراطيهة حيهث إنهه مهن غيه المكهن تقليهد
الجتمعات الغرب ية ف تركيز ها على الش كل والجراء الديقرا طي على ح ساب الضمون القت صادي
والجتماعهي لدة طويلة مهن الزمهن ،ول اتّباع مثهل الجتمعات الشيوعيهة الّته ل تتمكهن مهن توفيه
الريات الديقراطية للفرد حت بعدما حققت التقليل من الفوارق الجتماعية .وألغت مبدأ الستغلل
الطبقي ف العلقات القتصادية وحت بعد أن حققت تقدما صناعيا كبيا.
ول بد لذا الطر يق ال ستقل أن يوازن ويو فق ب ي تق يق ذات ية الفرد ونزو عه ن و الر ية وب ي الا جة
الجتماعية لتطوير شعوره بالتزامه الجتماعي من خلل الواطنة والشاركة ه كحقوق وكواجبات
ه لدمة الهداف الجتماعية والصال العام للمجتمع ككل.
الدولة:
ههي الكيان السهياسي والطار التنظيمهي الواسهع لوحدة الجتمهع والناظهم لياتهه الماعيهة وموضهع
السهيادة فيهه ،بيهث تعلو إرادة الدولة شرعا فوق إرادات الفراد والماعات الخرى فه الجتمهع،
وذلك من خلل امتلك سلطة إ صدار القوان ي واحتكار حيازة و سائل الكراه و حق ا ستخدامها ف
سبيل ت طبيق القوان ي بدف ض بط حر كة الجت مع ،وتأم ي ال سلم والنظام وتق يق التقدم ف الدا خل
والمهن مهن العدوان فه الارج .وإل جانهب السهتخدام العام للمصهطلح بعنه السهم السهياسي
للمجتمع .هناك استخدام أكثر تديدا يقتصر فيه العن على مؤسسات الكم.
تتألف عنا صر الدولة من الش عب والرض وال سلطة .و من الناح ية القانون ية تع تب الدولة شخ صية
قانونية موحدة ،وكيانا جاعيا دائما ،يتمتع بسلطة المر والنهي على نو فريد ف الجتمع ،يضم هيئة
من الشخاص الطبيعي ،يديرون السلطة العليا للدولة والّت تارسها عنها وكالة الكومة.
تعود نشأة الدولة إل ميل النسان نو الياة الجتماعية الّت تصبح صعبة ف غياب عقد اجتماعي
يضهع قواعهد التصهرف والقوق والواجبات الجتماعيهة للفراد ،ويتضمهن وجود سهلطة عليها فه
الجتمهع قادرة على التحكيهم ،والفاظ على القانون ،تقهف فوق الصهال الضيقهة ،وتسهتخدم
صلحياتا لدمة كل الصال الدائمة والثابتة للمجتمع ،وي قّ لا ف القابل طلب الطاعة من الناس
واستخدام القوة لضمان تقيد الفراد والماعات بالقواني.
ويلحظ أن الدول القدية قد قامت على أساس اجتماعي ه ثقاف ه دين شول با ف ذلك دولة ه
الدي نة ع ند الغر يق .و قد اع تب كل من أفلطون وأر سطو دولة ه الدي نة نوذجا مثاليا للمجم تع
لكونا قادرة على تقيق الكتفاء الذات اقتصاديا واجتماعيا وأخلقيا.
أما العن الغرب العاصر لفهوم الدولة ،فقد ولد على يد ماكيافيلي ف القرن السادس عشر .ينطلق
الفهوم العا صر ف ف هم سلطان الدولة من التأك يد على ال سيادة القانون ية مثل ًة ف إ صدار القوان ي
وتف سيها وتطبيق ها ،وعلى ال سيادة ال سياسية مثلةً ف احتكار و سائل الع نف والكراه لضمان طا عة
الواطن ي ،و صيانة ال ستقلل إزاء الدول الخرى ،وأخيا ح صر ال ق ف إقا مة العلقات مع الدول
الخرى واليئات الدولية على الدولة .أما السمات الخرى للدول فكانت الستقرار والثبات بالنسبة
للحدود مع الدول الارجية بيث ترافقت حدود الدولة مع تشكيل المة ف كثي من الالت ،إل
أن التمييز بي الدولة والمة والكومة بقي ضروريا لعدم التوافق والتطابق الكلي ف جيع الالت.
وقهد اقتضهت مارسهة الدولة لوظائفهها قيام مؤسهسات وهيئات حكوميهة ثابتهة ،ومهمتهها تكويهن
السياسات ووضع القواني .أما النظريات الطلقة والتيوقراطية (الدينية) فقد استندت إل نظرية الق
اللي الّت منحت الشرعية للسلطة السياسية بواسطة قدرة ساوية ل طاقة للبشر لتحدّيها ،بل يعل
التمرد على الا كم خطيئة ك ما قال البا با ليون الثالث ع شر (عام )1881ف معرض شرح نظرة
الكاثوليك إل حق القيادة .إل أن النظّرين الدينيي جعلوا القانون الطبيعي والفاهيم الخلقية العامة
حدودا لسلطان الكم .أما النظم السلمية فلم تفصل بي الدين والدولة ،فاللفة عند ابن خلدون
«هي رئاسة عامة ف أمور الدين والدنيا نيابة عن الرسول» والليفة هو أمي الؤمني يقودهم ف الهاد
القدس ،ويؤمّههم فه الصهلة ومهمّتهه السههر على تطهبيق أحكهم القرآن والدفاع عهن السهلمي
والسلم» .وعلى الرغم من وجود بعض العلماء السلمي الذين يقولون بأ ،الليفة يستم ّد سلطانه
من المة ،فهي مصدر قوته وهي الّت تتاره لذا القام ،فإن حق انتخاب الليفة مصور بأهل العقد
والل ،وهم فئة قليلة يشترط فيهم العلم والرأي والكمة والعدالة .ومع ذلك فل بد من القول بأن
آراء ال سلمي ف طا عة اللي فة اختل فت من ع صر إل ع صر .ف في ع صور الشدة وال طر يك ثر
السهتشهاد بفكرة «والفتنهة أشهد مهن القتهل» .وفه أزمات الطغيان الذي ل يتمهل يقول الفقيهه
ال سلمي «إن قول ال ق ف و جه سلطان جائر يساوي صلة ألف ش هر» ،ك ما أن تفسي القوان ي
والسهر على العدل تتطلب إياد السلطة التشريعية.
واقتضت مهام تنفيذ السياسات العامة وتطبيق القواني قيام السلطة التنفيذية وجهاز الدمة الدنية،
كما اقتضت مهمة الدفاع عن الدولة من العدوان الارجي ومنع الثورات والتمرادات الداخلية إياد
مؤسهسة اليهش والقوات السهلحة .وتتلف أنظمهة الدول فيمها يتعلق بدرجهة ومدى «الفصهل بيه
السلطات» .فمنها ما يكرّس ف الدستور درجة عالية من الستقللية وعدم التشابك لتأمي عدم تركز
السلطات وإقامة التوازن بينها مثل (الوليات التحدة) ،بينما الفاهيم العاصرة لطبيعة الدولة ودورها
سيادتا تنطلق من تفسيات عقلنية ،ولكن لدمة أهداف متلفة.
اختلف ماكيافيلي عمن سبقوه بأنّه ل ياول تعريف الدولة أو تبير وجودها فافترض تتعها بالسيادة،
وركّز على دراسهة طريقهة احتفاظ الكهم بالسهيطرة على مقاليهد المور وعلى الصهفات الطلوب
توافرها لستمرار قوة الدولة ،وهي فضائل اليوية والشجاعة والستقلل ،والّت هي وحدها قادرة
على حايهة الريهة للمجتمهع .إل أنهه لحهظ «فسهاد» الوضاع القائمهة وبُعدهها عهن هذه الفضائل،
وبالتال فإن الهمة الساسية للدولة عند ماكيافيلي هي المن ل الخلق والرية ،رغم أنه يبذ ذلك
لو كان تقيقهه مكنا .وبعهد ماكيافيلي تول الفكهر الفرنسهي جان بودان والفكهر النكليزي توماس
هوبز شرح فكرة سيادة الدولة وتيزها عن غيها من النظمات الجتماعية .فقد عرّف بودان السيادة
بأنا« :السلطة غي الحدودة والستمرة ف صنع القواني وتعديلها ،وأنا وحدة غي قابلة للقسمة».
و قد ساد كتابات بودان فرضيات مفاد ها أن إطلق ال سيادة مدود بدود القانون ال طبيعي والقانون
الدستوري وحقوق اللكية ; لن أساس السيادة هو استنادها إل القانون الطبيعي .أما التبير الفلسفي
للدولة الستبدادية الطلقة السيادة ،فقد جاء على يد هوبز الذي رسم صورة قاتة للحياة بدون نظام
سياسي ،خاصة وأنه كان سيء الظن بالطبيعة البشرية .فقد ذهب إل القول بأن الياة ف ظل غياب
النظام السياسي تكون حالة احتراب دائمة بي الميع ،وأ ّن اللص الوحيد من هذه الالة هو تسليم
السهلطة الطلقهة لصهاحب السهيادة فه الدولة (اللك أو الجلس) .إل أن ذلك الوقهف التطرف كان
نتي جة لنشوب الرب الهل ية ف بريطان يا ف زما نه ه و مع ذلك ل ي ّل دون تب صر هو بز بعوا قب
اسهتبداد الاكهم; إذ إنهه حذّر مهن أن ذلك قهد يؤدي إل العودة إل حالة الحتراب ،ومهن الكمهة
التقيّد بقواني الطبيعة وضبط النفس إذا ما أراد الاكم لكمه أن يستمر.
أما الثر الكب على فكرة الدولة عند الفرنسيي فقد كان من نصيب جان جاك روسو الذي أكد أن
الدف من التنظيم السياسي للمجتمع هو الفاظ على القوق الطبيعية ،وأن السيادة هي ملك المة،
وأن القانون يعبّر عن الرادة العامة للمجتمع ،المر الذي يفترض اشتراك الواطني ل مثلي عنهم ف
صنع القواني (وهذا من تأثي الفكر الغريقي) ،وهو ما تعذّر على قادة الثورة الفرنسية تطبيقه أو
تبنّيه ف دساتيهم ،نظرا لن مثل هذا النظام يستعصي على التطبيق ف الدولة الكبية .ول شك بأن
موقف روسو «الماعي» هذا يفرقه تاما عن موقف لوك الفردي ،بيث ذهب بعض الفكرين إل
القول بأن أفكار روسو تدعم التاهات الستبدادية لدى قادة الدول الّت تستطيع أن تطلب طاعة
الواطن الكاملة على اعتبار أن قوانينها وقراراتا تثل الرادة العامة (وبالتال الصال العام) وحسب.
ل قد افترض رو سو ف مفهو مه لل سيادة الشعب ية والرادة العا مة إمكان ية التوف يق ب ي مار سة ال كم
لل سلطة وب ي حق الوا طن بالر ية والتطور الخل قي .فإذا كان التشر يع هو مهام ج يع الوطن ي فإن
الضوع للقانون ليس سوى خضوع الواطن لرادته الّت عبّر عنها وج سّدها ف القانون ،وف ذلك
تكمن مارسته للحرية وعدم الضوع لحد سوى نفسه ،ومن الواضح أن مثل هذا التفكي يفترض
الجاع أو قنا عة الوا طن بأن الرادة العامة ت ثل الخلق ية ال صحيحة للمجت مع ،بصرف النظر عن
وجهة نظره النيّة أو النانية ،خصوصا وأن النانية تناف الرية ،لن للحرية معايي قيمية ول يكن أن
تعن قدرة الفرد على أن يعمل ما يشاء ; إذ إن اسم ذلك عنده هو النوة ل الرية.
وعلى الرغم من أن الفكر اللان «هيغل» أُسقط ف نظرته إل فكرة السيادة الشعبية ،فإنه استفاد من
ب عض أفكار رو سو وحوّر ها لتكو ين نظر ية سياسية ذات طا بع متلف تاما .ل قد تكلم هي غل عن
الرادة الكونية والرادة العاقلة وأُعجب بالقادة العظام ونادى باللكية« ،إن الدولة هي العقل الطلق
التيقن الذي ل يعترف بسلطة عدا سلطته ،ول يقرّ أي قواعد مردة للخي والشر» ..ولقد نظر هيغل
ه الذي كان يسعى لدعم فكرة وحدة ألانيا ه إل المة نظرة تقديسية واعتب أن الدولة هي تعبي
عن وحدة الجتمع وفق الفكار الخلقية ،وتسيد للمال القومية .وقد رأى هيغل أن الدولة تقق
ذات ا ف طب قة النبلء الّ ت ترت فع دون غي ها من طبقات الجت مع إل الح ساس بالو طن .فالعمال
وأصهحاب العمهل فه نظره ل يهتمّون إل بالال ،والفلّح ل يسهتطيع أن يصهل بذكائه الحدود إل
الصائص الّت يتطلبها الكم ،بعكس النبلء الذين يتمتعون بالذكاء والترفع عن مصالهم الضيقة،
ليمتزج عندهم الصال العام بالصال الاص .إن مثل هذا التنيه للدولة والنعة الرستقراطية يضعان
هيغل ف موقع العداء للفكرة الديقراطية الفردية ،لن الثر العام لنظرية هيغل السياسية هو إخضاع
الفرد للدولة .إن الدولة ع ند هي غل هي «م سية ال ف العال» أو ف التار يخ .و قد تد فع القدمات
الفكر ية لنظر ية هي غل إل ال ستنتاج بأ نه سوف ينادي بقيام مت مع سياسي كو ن كتج سيد للروح
الكون ية ،ولكنّ ُه ر فض م ثل هذا ال ستنتاج ،وعارض رؤ ية «إيانو يل كا نط» ف ضرورة إياد ع صبة
للمم ف سبيل إقامة سلم دول دائم .
تعرضت نظريات هيغل إل أقوى معارضة من قِبل مفكّر تبنّى النهج الدل الذي طوّره هيغل ،وهو
كارل ماركهس الذي أحلّ الفكهر الادي مكان الفكهر الثال اليغيلي .لقهد أدّت دراسهات ماركهس
العمّقة للجوانب التاريية والقتصادية للمجتمعات البشرية إل التناقض مع استنتاج هيغل بأن الدولة
هي تسيد العدل والقيم الخلقية ،ونادى بقولة تبنّتها الدارس الفكرية الشيوعية والفوضوية كافة:
بأن الدولة هي أداة سيطرة استغللية طبقية تشوّه الطبيعة الطيبة للنسان وقدراته على التطور.
وف الوقت الذي ترافق مفهوم الدولة عند هيغل بالروح الخلقية فإن النظريات السياسية الاركسية
هه اللينينيهة اعتهبت الدولة مسهاوية لؤسهسات الكهم .وبالنسهبة لاركهس فإن مؤسهسات الدولة
ن فوقية قائمة فوق بناء حقيقي تت هو القتصاد وعلقات النتاج.
والخلق والدين والثقافة هي بُ ً
وبين ما ذ هب هي غل إل القول بأن الدولة ضرورة أخلق ية وت سيد للحر ية ،قال مار كس بأن الدولة
أداة قمهع ومصهادرة للحريهة ،هدفهها الفاظ على المتيازات القائمهة للطبقهة الاكمهة على حسهاب
الغلبية الحكومة العدمة .وتؤدي التناقضات الّت تنشأ بالضرورة داخل النظام أو الدولة الرأسالية
إل زيادة الستقطاب والتناقض بي الطبقات الكامة والطبقات الحكومة ،المر الذي يؤدي ف ناية
الطاف إل الثورة البوليتاريهة وتديه كيان الدولة الرأسهالية .وقهد شرح زميهل ماركهس وصهديقه
فردر يك أنغلز عمل ية تول الدولة ب عد الثورة البوليتار ية فقال :إن مرد قيام الثورة ل يل غي ظاهرة
تعهد الطبقات ،ولذا يتفهظ الجتمهع الشتراكهي بهاز الدولة على شكهل ديكتاتوريهة البوليتاريها.
ويكون هدف هذه الرحلة ههو إزالة التناقضاتهى الطبقيهة عهن طريهق الحتفاظ بالسهلطة السهياسية
ومارستها من قبل البوليتاريا والتمهيد لقيام متمع بل طبقات ،تنتفي فيه أسباب استخدام سلطات
الدولة القمعيهة; لن الفاظ على المتيازات والسهتغلل ،ههو السهبب الكامهن وراء الدور القمعهي
للدولة ،وزوال الطبقات ف الالة هذه ،يؤدي إل زوال الدولة ،وذلك ب عد أن تع ّم البوليتار ية العال
أجع.
أ ما الدارس الفوضو ية فيج مع بين ها العداء لظاهرة وجود الدولة ،لن ا ضارة تف سد الا كم وتق سّم
الحكومي; ولنا غي ضرورية لكونا عدية الفعالية ،وإن اختلفت الراء ف فهم الطريق إل زوالا.
فقهد اعتقهد كروبوتكيه بأن الدولة تضمحهل تدرييا مهن خلل تطور التعاون الطوعهي بيه الفراد
والماعات الّت ت ّل ه مع اليام ه م ّل الدولة ،حت ضمن الجتمع الرأسال .أما باكوني فقد نادى
بضرورة الثورة ه كالارك سيي ه ولك نه اعت قد أ نه بالمكان إلغاء الدولة فور ناح الثورة ،بين ما
طالب ليو تولستوي بالقتصار على القاومة السلبية لسلطة الدولة.
إن ال صراع ب ي التيارات الفكر ية وال سياسية الختلفهة قد أدى إل نشوء أنواع جديدة من الدول،
بالضافهة إل تعديلت هامهة على فكرة الدور السهلب الذي نادت بهه الدارس الرأسهالية فه القرنيه
الثامن عشر والتاسع عشر.
إن أزمات الرأسالية من جهة ،ونضال الطبقات الناشئة والضطهدة من جهة أخرى قد أدّى إل دور
أكثر إيابية للدولة ف الياة العامة للمواطني ف معظم الدول ف العصر الاضر .لقد اقتربت النظمة
اللّيبال ية من الثال الشترا كي عند ما تولت إل ما يعرف بدولة الرفاه ح يث تضطلع الدولة بتقد ي
الدمات العامة انطلقا من التسليم ليس بسؤولية الدولة عن أمن الواطني وحسب ،بل عن توفي
سبل العيش والعناية برفاههم العاشي والصحي والثقاف أيضا ،وف ذلك توسيع لدور الدولة ف مسار
الجتمع ف متلف اليادين ،المر الذي عارض البعض البالغة به حت ل تنشأ النظمة الكليانية مكان
الديقراطية الليبالية.
ولئن كانهت السهيادة فه الدولة مقيدة ببادئ القوق الطبيعيهة للمواطهن ،وبالنجاح فه إدارة الدولة
لشباع رغبات العدد الكب أو القطاعات الفاعلة والؤثرة ف الجتمع ،فإن سيادة الدولة ف العلقات
الدول ية مدودة بقوا عد وأعراف القانون الدول ف ال سلم و ف الرب على حد سواء ،وذلك على
الرغم من عدم وجود قوة قسرية ملزمة وراء اليئات الدولية با ف ذلك المم التحدة ومكمة العدل
الدول ية .فالتق يد بالقانون الدول يع مل إجالً ل صال الجت مع الدول ،و قد يؤدّي خر قه إل قيام رأي
عام دول معادِ للدولة الّ ت ترق قواعده ،ال مر الذي قد ين تج ع نه عقوبات معنو ية واقت صادية ذات
آثار ضارة ف الدى البع يد .ول شك بأن النفتاح الثقا ف والضاري ف ع صر التقدم التكنولو جي
الائل ي عل ت صرفات الدولة إزاء مواطني ها مو ضع تأ ثر بالفاه يم والق يم ال سائدة دوليا .و ف هذا
الصدد لبدّ من الشارة إل أن هيئات ومنظمات دولية عديدة ،تسعى لفرض احترام حقوق النسان
ل ف الشؤون الداخل ية
على ال صعيد الداخلي للدول .و هو ما كان يع تب ح ت ال مس القر يب تدخّ ً
وخرقا لسيادة الدول( .انظر أيضا ف اللحق :الدولة ف السلم).
دستور مؤقت:
هو الدستور الذي تعمل ف ظلّه الدولة لفترة مدّدة على سبيل التجربية والختيار ،أو الذي يوضع
لرحلة معيّنة من تاريخ المة على أمل اياد دستور دائم يعمل به.
وغالبا ما صدرت الدساتي الؤقتة على أثر النقلبات السياسية والعسكرية والتحولت الطية ف
أنظمهة الدول وذلك حته يتسهنّى للسهلطة الاكمهة وضهع دسهتور دائم تقرّه الؤسهسات الختصهة
الصالة ،ويكون متناسبا مع آمال المة وأمانيها القومية والوطنية.
دستورية القواني:
قاعدة نظام ية يق صد ب ا ضرورة مطاب قة القوان ي اّل ت ت صدرها ال سلطة التشريع ية لن صوص الد ستور
الكتوب ،نظرا لعلوّ القانون الدستوري على غيه من القواني ،وسوّه على ك ّل السلطات ف الدولة،
إذ إنهه ههو الذي يدّد شكهل الدولة ويرسهم قواعهد الكهم فيهها وينظّم السهلطات العامهة ويضهع
الضمانات ال ساسية لقوق الفراد ،و من ثَمّ فإن أي قانون ي صدر على خلف ح كم هذا الد ستور
يعتب تشريعا غي دستوري ويب على القضاء المتناع عن تطبيقه.
والكم على دستورية القواني يكون إمّا من حيث الشكل أو من حيث الوضوع ،ففي الالة الول
يعتب القانون غي دستوري إذا جاء غي مستوف للجراءات الشكلية الّت يتّمها الدستور كأن يصدر
القانون دون موافقة أحد الجلسي عليه ،وذلك بأن يوافق أحد الجلسي على صيغة مشروع تتلف
ف مدلولا عن الصيغة الّت أقرّها الجلس الخر .فمن ث ليس للقاضي أن يطبّق مثل هذا القانون .أما
الخالفة من حيث الوضوع فتعن أن يكون حكم القانون مالفا لنص أو حكم دستوري كأن يصدر
قانون يد من إحدى الريات الّت كفلها الدستور.
تتلف الراء الفقه ية ف جواز رقا بة القضاء لد ستورية القوان ي ،فهناك من يقول بعدم رقا بة القضاء
لد ستورية القوان ي بع ن أ نه ل يوز ل سلطة الحا كم أن تتعرض لب حث د ستورية القانون من ح يث
الشكل والوضوع كلها ،ما دام قد صدر بتوقيع رئيس الدولة ; إذ إنّ وظيفة القضاء قاصرة على
تطبيق القانون دون بث دستوريته .وهناك من يقول بالعكس إذ إن من واجبات القاضي أن يبحث
ف كل تعارض للقانون الواجدب التطبيق ليستبعد غيه ،فهو ل يقضي ببطلن القانون بل يتنع عن
تطبيقه .
وتتلف الدول ف أسلوب رقابة القضاء لدستورية القواني .فقد يكون ذلك أمام الحاكم العادية ،أو
يكون أمام مكمة خا صة ،أو أمام الحا كم العل يا كمحك مة النقض أو القضاء الداري .إل أن مع ظم
الدول الدي ثة قد أنشأت هيئة خا صة لبحث د ستورية القوان ي تعرف بالحك مة الدستورية أو ملس
الشورى.
الدعاية:
وهي نشر الفكار ووجهات النظر والواقف الرغوب ف أن يتبنّاها الخرون .والدعاية ه كالعلن
هه تسهتخدم أحدث وسهائل العلم والتصهال بالناس مهن صهحافة وإذاعهة وتلفزيون وسهينما
ومنشورات كمها تسهتخدم أحدث فنون الياء الذاته البني ّة على اكتشافات علم النفهس الفردي
والجتماعي.
وعلى الرغم من فائدة الدعاية بصورة عامة فإن فيها عدّة أخطار كامنة ،لنا تيل إل تبسيط المور
وإبراز الزايها وإخفاء العيوب والخطاء ماه قهد يقتهل أيهة قدرة على النقهد وعلى الكهم الوضوعهي
التعقل .كذلك من الخطار الخرى الكامنة ف الدعاية ،خطر وقوع وسائل الدعاية والعلم تت
سيطرة فئة مدودة من موظ في الدولة أو كبار الرأ ساليي .ول عل أخ طر أنواع الدعا ية هي الدعا ية
البطّنة والفيّة الّت يصعب اكتشافها ،وبالتال تقق أهدافها بفعالية وعمق تت ستار من الوضوعية
الزيّفة.
دكتاتورية:
الدكتاتورية تعبي ترجع أصوله إل اللتينية ،عندما كان ف روما من يتولها بكم النظام الدستوري
الذي كان قائما فيد عى الدكتاتور ،لدة ستة أش هر ،وبناء على طلب الش عب .وتنح صر ال سلطات
جيعهها بشخصهه ،وذلك فه ال وقات الرجهة الّته كثيا مها تعرضهت اليهها رومها فه تاريهها.
فالدكتاتورية كانت وظيفة دستورية يارسها من يتاره ا لشعب إليها مارسة مؤقتة لماية الدولة باسم
السلمة العامة.
الدكتاتورية إذن ذات أصل رومان ،وتدلّ حاليا على حالة سياسية معينة ،تصبح فيها جيع السلطات
ب يد ش خص وا حد يار سها ح سب مشيئ ته .و قد راف قت الدكتاتور ية تار يخ الجتمعات البشر ية م نذ
نشأتا وف أكثر مراحلها.
ظهرت أول الدكتاتوريات ف التاريخ ف بعض الدن اليونانية ،وكانت حصيلة النقلب والتغلب على
السلطة القائمة .وف الزمنة العصرية ظهرت الدكتاتورية أيضا ،ف عهد دخلت فيه النظمة القطاعية
القدية دور النلل تدرييا ،فتجلت ف إيطاليا دكتاتوريات عهد النبعاث وف فرنسا بشكل اللكية
الطلقهة .إل أن الدكتاتور الول الذي حاول أن يعهل مهن دكتاتوريتهه نظاما دسهتوريا ،إناه كان
كرمويل وذلك بإنشائه جهورية تستند إل جاعة منظمة .وأهم الدكتاتوريات ف القرن العشرين :نظام
فرنكو ف إسبانيا وسالزار ف البتغال ،والكم العسكري ف اليونان وف معظم دول أميكا اللتينية
(البازيهل وتشيلي) والعديهد مهن دول العال الثالث .ومعظهم هذه الدكتاتوريات جاءت على أثهر
انقلبات ع سكرية دمو ية ا ستلم ال سلطة على أثر ها مموعات من الضباط وانت هت با ستئثار ضا بط
واحد با.
الرأي العام:
هو اتاه أغلبية الناس ف متمع ما اتاها موحدا إزاء القضايا الّت تؤثر ف الجتمع أو تمّه أو تعرض
عليه .ومن شأن الرأي العام إذا ما عبّر عن نفسه أن يناصر أو يذل قضية ما أو اقتراحا معينا .وكثيا
ما يكون قوة موجهة للسلطات الاكمة علما بأن الرأي العام ليس ظاهرة ثابتة بالضرورة وقد يتغي
إزاء الرأي العام وحدة الثقافهة والتوجيهه والعلقات العامهة والصهحف والتلفزيون ووسهائل العلم
الختلفة.
أما طرق قياس اتاهات الرأي العام فمتعددة تترواح بي الستقصاء والستفتاء والقابلت ،وملحظة
ما يقوم به الشخاص ف شتّى مواقف الياة الّت يعتمد فيها السلوك على الراء.
وتقوم الن بدراسهة الرأي العام مموعات متلفهة مهن اليئات ،كالؤسهسات الكوميهة والامعات
والصهحف وأجهزة العلم والحزاب السهياسية والماعات الضاغطهة .ويُسهخّر العقهل اللكترونه
ه أشههر
اليوم لقياس الرأي العام .وتقديرات الوقهف سهلفا ليسهت بالضرورة صهائبة دائما .وإن ّ
مؤسسات قياس الرأي العام ف الغرب معهد غالوب.
الرئاسية ،مصطلح سياسي دستوري يدلّ على نظام سياسي يعتبه بعض الدّارسي مرد توير وتشويه
للنظام الرئاسي العروف ،ف حي يعتبه البعض الخر نظاما متمايزا عن النظام الرئاسي ; لهة نزعة
الرئ يس ال ستمرة ف يه ل صر ال سلطات ب ي يد يه على ح ساب الجالس التشريع ية والتنفيذ ية ،وح ت
أحيانا على حسهاب القوانيه والدسهتور ،ولههة كونهه نظاما حديثا بدأ فه بعهض البلدان الوربيهة
(إسبانيا فرنكو وإيطاليا موسولين) ث انتقل إل أميكا اللتينية وأخذ ف النتشار بي بعض دول العال
الثالث.
يتلف النظام الرئا سي عن النظام البلا ن اختلفا جوهريا ف رو حه وقواعده ،إذ إنّ ميز ته ال ساسية
ههي فيمها توصهّل إليهه مهن التوفيهق بيه البدأ الديقراطهي الذي يلعهب دوره فه انتخاب السهلطتي
التشريع ية والتنفيذ ية من ج هة ،وب ي وا قع ال كم الشخ صي الذي يتطلب قوة وا ستقرارا من ج هة
ثانية ،باعتبار أن الرئيس النتخب الذي يتول السلطة التنفيذية إنا يتمتع بصلحيات عظيمة تعل من
حكمهه حكما شخصهيا نافذا ،ل يضهع إل لحكام الدسهتور ،طيلة مدة وليتهه .وتبقهى الفكرة
الديقراطية ف هذا النظام مصونة; لن مبدأ النتخاب الباشر من الشعب هو ف أساس تولية الرئيس
ف النظام الرئا سي ،م ا يض في عل يه ه بالر غم من سلطاته الشخ صية الوا سعة ه صفة الا كم
الديقراطي ،ف كيفية توليته ،وبالتال ف ماهية تصرفاته.
و ف هذا النظام تتح قق نظر ية الف صل ب ي ال سلطات الثلث أك ثر من ها ف النظام البلا ن .فال سلطة
التشريع ية ي كن أن تتمثّ ل ف مل سي (نواب وشيوخ) ك ما ف الوليات التحدة ،أو ف ملس وا حد
كما حصل ف بعض جهوريات أميكا اللتينية الّت تبنّت النظام الرئاسي على أساس الجلس النفرد.
وميزة ال سلطة التشريع ية ف النظام الرئا سي هي أن ا تتم تع با ستقلل تام تاه ال سلطة التنفيذ ية (أو
الجرائية) ،ول سيما من حيث عدم إمكانية تقرير حلّها ،كما هي الالة ف النظام البلان.
وبلف ما يدث أيضا ف النظام البلا ن ،فإن ال سلطة التنفيذ ية ل تتم ثل ف النظام الرئا سي بيئة
جاعية ،كالوزارة النبثقة عن البلان على أساس الثقة الّت تنالا منه بميع أعضائها ،أو بالبعض منهم،
كما هي حالة «الكابنت» ف بريطانيا ،بل تتمثل ف شخص رئيس الدولة .فالرئيس هو رأس الدولة
وحكومتهها فه آن واحهد ،ول تكون حكومتهه مسهؤولة أمام البلان ،وههو غيه مقيّد بآراء وزرائه
السهياسية ،وذلك لن الوزراء فه النظام الرئاسهي إناه يتولون دور العاونيه للرئسهى والفّذيهن
لسياسته .فالرئيس يتار وزراءه (وف تسميتهم بالمناء أو الناظرين أو الوكلء ،ف الوليات التحدة،
دللة على تبعيّتهم للرئيس) وهو يعيّنهم ويقيلهم .
وهذا النظام قد تناقل ته شعوب أمي كا اللتين ية (ب عد الوليات التحدة الّ ت كان نظام ها الثال الول
على النظام الرئا سي) مع ش يء من التعديلت الطفي فة .وردا على الت ساؤل حول ال سبب الذي من
أجله قد انت شر ف جهوريات أمي كا اللتين ية ،ف الو قت الذي تب نت ف يه النظام البلا ن ،الدول
الديقراط ية ف أورو با والكومنولث البيطا ن ،وح ت العد يد من الدول الناشئة ف آ سيا وأفريق يا،
ييهب موريهس دوفرجيهه بقوله :إن النظام الرئاسهي البنه على فكرة الكهم الشخصهي فه قالب
الديقراط ية ل يتوافق مع تار يخ الجتمعات الورب ية اّل ت امتل ماضي ها بالهاد ف سبيل ترير ها من
رب قة سلطان اللوك .أ ما ف أمي كا اللتين ية فإن شعوب ا قد تأل فت من خل يط شا مل من الجناس
الختلفة الّت تثلت فيها الفلول الباقية من السبان والبتغال ،ول سيما ف الطبقات البجوازية وف
سواد الشعب من سكان البلد ال صليي .فلم تتو صل الديقراطية ف هذه القطار إل تريد فكرت ا
عن الشخاص الذ ين تتج سّد في هم ،بل بقيت مندمة بزعامات مل ية ،هي طاغ ية بطبيعت ها ،وعاجزة
بالتال عهن التمييهز بيه الفكرة الديقراطيهة الّته تؤمهن باه هذه الشعوب وبيه الشخاص الذيهن
يت سلّمون قيادت ا .و قد وجدت هذه الشعوب ضالّت ها ف النظام الرئا سي ،إذ إن ف يه يتوا فق شعور ها
بالزعا مة مع عطف ها على الديقراط ية ،بتوفي ها ل ا ما ت صي إل يه من ح ل الزع يم إل سدّة الرئا سة
بطري قة النتخاب ،وتق يق رغبت ها ف الديقراط ية .وهذا ما يذكّر بكل مة مأثورة عن « صولون»
الشرّع الكيم ف أثينا القدية عندما سأله اليونانيون عن خي النظمة السياسية ،فأجاب« :قولوا ل،
بادئ ذي بدء ،ل يّ ش عب وأي زمان؟» .و ف هذا الوضوع النف سان الاص بدول أمي كا اللتين ية
يكمن السبب ه بنظر بعض الدّارسي ه ف انراف النظام الرئاسي ف تطبيقاته العملية (وصولً إل
النظمة الدكتاتورية العسكرية ف بعض هذه الدول) ،ف حي إنه ف ظل النظام ذاته قد استطاعت
الوليات التحدة أن توفر لياتا السياسية استقرارا بالقارنة مع التقلبات الدستورية الّت طرأت على
غيها من الدول.
رئاسة المهورية:
هي ف بعض النظمة المهورية الرئاسية ،تعن السلطة التنفيذية العليا ف الدولة ،الّت تتول السهر
على احترام الد ستور والضام نة لل ستقلل الوط ن ولكيان القل يم ،واّل ت ل ا سلطة إجادث ال صال
العا مة وتنظيم ها وتعي ي الوظف ي وإ صدار الدولة .وتتكون من رئ يس وا حد أو من عدّة م سؤولي
متضامني يتوزعون السلطة .
ول بد من الشارة ف هذا الجال إل النظام الرئا سي ،ح يث تتو حد ال سلطة الجرائ ية ،بل تندمج
كافة عناصرها بشخص رئيس المهورية ،كما هو الال ف الوليات التحدة المريكية .ف حي أن
هذه السلطة تتوزع ف النظمة البلانية بي رئيس الدولة وبي الكومة القائمة .
أما رئاسة المهورية فتشمل الرئيس (وف بعض الحوال السؤولي التضامني التقاسي للسلطة فيما
بينهم) وسائر دوائر القصر المهوري وملك الوظفي التابعي لا.
رئيس الدولة:
أعلى مسؤول حكومي ف الدولة .وف النظم اللكية يكون اللك رئيس الدولة وف النظم المهورية
يكون رئيس المهورية .وف النظام الرئاسي يندمج منصب رئيس الدولة مع منصب رئيس الوزراء،
أما ف بقية النظمة فيفصلن .ويصل ف بعض الالت أن تكون رئاسة الدولة مددة بقيادة جاعية
كما هو الال ف سويسرا وبعض الدول الشتراكية .أما اختصاص رئيس الدولة وصلحياته فتختلف
من نظام إل نظام و من دولة إل دولة ،ف قد يكون اللك حاكما قويا ومطلقا و قد يكون مل كه ا سيا
يلك ول يكم وقد يكون رئيس الدولة المهورية صاحب صلحيات واسعة جدا كما هو الال ف
النظم الرئاسية كالوليات التحدة وقد يكون مدد الدور كما هو الال ف ألانيا الغربية .وف النظم
اللكيهة تدد شروط ونظهم الوراثهة للعرش ،وفه النظهم المهوريهة تعتمهد طريقهة انتخاب رئيهس
المهورية الّت تصر ف معظم الحوال ،إمّا ف النتخاب الباشر من قبل الشعب أو من قبل الجالس
النيابية.
ولرئ يس الدولة صلحيات متلفة تتحدّد وتتو سع ح سب النظام ،ورب ا تعتمد ف بعض الحيان على
شخص رئيس الدولة.
هو الوز ير الول والرئ يس ال سؤول عن سياسة الوزارة ،الذي يتول إدارة ع مل الكومهة ،ويقوم
بالشراف على سياسة كل من الوزراء ،ويتح مل ف النها ية م سؤولية أعمال م وعلى ال خص في ما
يتعلق بسياسة الدولة الارجية .ولجل ذلك فإن له الصلحية بإقالة الوزراء ،إذ إنّ رئيس المهورية
ملزم مبدئيا باتاذ قرار القالة بناء على طل به ،وله تاه البلان حق اقتراح مشار يع القوان ي ،ك ما له
حق تعقيي سائر الوظفي الذين ل يكون رئيس المهورية قد عيّنهم ،ويتمتع بالضافة إل ذلك ب قّ
ابداء الرأي لرئيس المهورية وب ّق القتراح .وف الدولة الّت تأخذ بالنظام البلان (الذي يتلف عن
النظام الرئاسي) كإنكلترا يلعب رئيس الوزراء أو الوزير الول دورا كبيا ف حياة الدولة السياسية
كالدور الذي يلع به رئ يس المهور ية ف الديقراطيات البلان ية ،ب يث تكاد تتج سد ف يه الكو مة
بأسرها وقد جرى العرف على أن يستقيل الوزير الذي ل ينسجم معه .ولذلك يطلق على هذا النظام
اسم «حكومة الوزارة» نسبة إل الوزير الول.
والقاعدة أنه ف البلد الّت تتعدد فيها الحزاب السياسية ،ي ب أن يكون رئيس الوزراء من الزب
ال سياسي الذي ي صل على أغلب ية مقاعهد البلان ف النتخابات العا مة ،وعادة يكون هو رئ يس
الزب.
رجعية:
م صطلح سياسي اجتما عي ي ستخدم للدللة على تيارات تعرض مفاه يم تديث ية وتقدم ية أو ي سارية
جديدة ،وذلك عن طر يق التم سك بالتقال يد وتن ظر إل الا ضي كع صر ذ هب وتطالب الرج عة إل يه
دون أن تكون شروط ذلك متوفرة لتغيّر معطيات الياة وظروف الجتمع .ويرتبط هذا الفهوم عادة
بالتاه اليمين التعصب العارض للتطورات الجتماعية والقتصادية ،إما من مواقع طبقية كأن يشى
أ صحابا تطور التفاعلت ب ا يدم ضرب م صالهم أو ال د من سيطرتم وامتيازات م ،أو من موا قع
ماف طة ومتخل فة اجتماعيا تعارض التقدم والتغي ي لتحجّ ر ذه ن أو لتم سك موهوم بأهداب التقال يد
الّت ل يقدرون على فهم جذور وظروف نشأتا ف الساس .وهكذا فإن الرجعية كمفهوم وكاعتناق
ل تقت صر على طب قة من طبقات الجت مع ولو أن ال ستفيدين سياسيا واقت صاديا من ها هم الطبقات
السيطرة والستغلة وبعض الشرائح الطفيلية ف الجتمع.
والتيارات والَحزاب الّ ت تتبنّ ى الن طق الرج عي هي اليمين ية التحجّرة ،وي ب تييز ها عن اليم ي
الليهبال الذي يعتهب أكثهر مرونهة وانفتاحها .ويطلق على بعهض الَحزاب الرجعيهة فه الغرب اسهم
الَحزاب الحافظة.
أسلوب سياسي تنتهجه بعض الدول ف سياستها الارجية ،ويقوم تارييا على تعهد الدول العظمى
بعدم انفراد أية دولة ف الصول على امتيازات تارية أو صناعية أو سياسية خاصة ف الصي .وقد
بدأت الوليات التحدة المريك ية بت طبيق سياسة الباب الفتوح ف الر بع الثا ن من القرن التا سع
عشر ،ث ن صّت عليها جيع العاهدات الّت أبرمتها الدول مع الصي بعد حرب الفيون (1839
ه .)1842و قد تعهدت هذه الدول بوا صلة انتهاج هذه ال سياسة ب عد إخاد ثورة البوك سر ف
1900م وتأيدت فه معاهدة الدول التسهع الّته أبرمهت فه مؤتره واشنطهن ( 1921هه
،)1922لتحديد القوات البحرية.
وقهد أنىه اعتراف الدول بسهيادة الصهي سهياسة الباب الفتوح ،عقهب الرب العاليهة الثانيهة .وقهد
تعهّدت أيضا الدول باتباع هذه السياسة فيما يتص بوض نر الكونغو سنة ،1885كما تعهّدت
الوليات التحدة باتباع سياسة الباب الفتوح ف الفليبي بعد استيلئها عليها سنة . 1899
سلطة :
الرجهع العلى السهلّم له بالنفوذ ،أو اليئة الجتماعيهة القادرة على فرض إرادتاه على الرادات
الخرى بيهث تعترف اليئات الخرى لاه بالقيادة والفصهل ،وبقدرتاه وبقهها فه الحاكمهة وإنزال
العقوبات ،وب كل ما يض في علي ها الشرع ية ويو جب الحترام لعتبارات ا واللتزام بقرارات ا .وت ثل
الدولة السلطة الّت ل تعلوها سلطة ف الكيان السياسي ويتجسد ذلك من خلل امتلك الدولة لسمة
السيادة ،لنا مصدر القانون ومتكرة حق امتلك وسائل الكراه واستخدام القوة لتطبيق القانون ف
الجتمع .وبالمكان تعريف السياسة على أنا علم السلطة.
تن بع ال سلطة من حا جة الياة الجتماع ية إل النظام وال سلم وال من ،وإل أه ية توا فر ال ستقرار
الجتماعهي وتديهد القوق والواجبات الجتماعيهة ،وإيقاف التنافهس بيه الفراد والماعات عنهد
حدود عدم الخلل بذلك كله.
وعلى هذا السهاس تكون الاجهة الجتماعيهة أسهاس ظاهرة السهلطة ،وتكون القوة واليهد العليها
ضمانت ها .ويض في علي ها مرور الز من عا مل الواف قة والث قة من ق بل أفراد الجت مع ،ويد خل ذلك ف
سلّم قيم هم الماع ية ،ب ا يؤدي إل نشوؤ التقال يد والتشريعات واليئات التحكيم ية والعقوبات اّل ت
من شأنا تق يق الصال العام للجسم الجتما عي .وقد نشأت نظريات عديدة وبعضها دين ية لت ثبيت
سلطة الاكم والطالبة بالولء له حفاظا على السلّم الجتماعي ،مثل القول بأنّ «السلطان ظل ال ف
الرض» وأنّ «اللوك ملهمون».
وقد يتعدّد استخدام كلمة «سلطة» ف إطار اليئات والتنظيمات الجتماعية الختصة ،فيقال سلطة
دين ية و سلطة ع سكرية ..ال ول كن «ال سلطة» العل يا تب قى ف يد الدولة صاحبة ال ق ف إ صدار
القواني وفرضها.
وف الدولة الديثة يري التمييز بي سلطات ثلث :السلطة التنفيذية ،والسلطة التشريعية ،والسلطة
القضائية ،إل أن البعض يستخدم السلطة السياسية للدللة على الهة المثلة لرادة موحدة ف الدولة
تصدر عن ها القرارات العليا بو جب ال سياسة ال ساسية للدولة .فبللضا فة إل هذه اليئات الر سية،
يشمل تعبي السلطة السياسية الزب القائد كما ف بعض القطار العربية ،أو الزب الوحيد الشرعي
والذي تتقيّد بتوجّهاته وقراراته الؤسسات الدستورية وسلطات الدولة التشريعية والتنفيذية .
أما ف البلدان الرأسالية والديقراطية الليبالية فإن سلطة الدولة تتوزع بي اليائت الختلفة بوجب
مفهوم ف صل ال سلطات ،وأحيانا بو جب مفهوم الرقا بة والتوازن ،ك ما هو الال بالن سبة للوليات
التحدة على سبيل الثال ،ويدث أن تقرّر السلطة القضائية ل دستورية بعض القواني الصادرة عن
ال سلطة التشريع ية ،أو ل د ستورية ب عض قرارات ال سلطة التنفيذ ية بو جب القوان ي ال ساسية ف
الد ستور ،وبالتال تفرض الترا جع عن ها .وتذ هب ب عض الدارس الفكر ية وال سياسية الشتراك ية إل
القول بأن الطب قة الرأ سالية الاك مة ف الدولة الليبال ية تتح كم بذه اليئات جيعا ،وبأجهزة العلم
والتوجيه ،وبأنّ الديقراطية الظاهرة للعيان ليست ف واقع الال متاحة إل للطبقات الالكة وحدها،
وهي الّت تشكّل السلطة القيقية ف الدولة وبالتال تسخّر الدولة لدمة مصالها.
وف النظمة الثيوقراطية تتركّز السلطة ف الهة الدينية العليا ،وتستند فيها الشرعية السلطوية إل
القّ اللي ،ول تكون خاضعة لحاكمة أو ماسبة إل للجهة الّت تددها العقيدة الدينية ،والّت غالبا
ما تكون أخروية (غي بشرية) .أما ف النظمة اللكية الطلقة والدكتاتورية الفردية ،فتكون السلطة
مثلة برأس الدولة ،أو بالدكتاتور ،و من هناك كان قول لو يس الرا بع ع شر «الدولة هي أ نا» ،و من
هنا كانت سلطة الدوتشي ف ايطاليا الفاشية والفوهرر ف ألانية النازية سلطة مطلقة (انظر سلطوية).
و من الوا ضح ف الع صر الد يث أنّ الدولة ت سعى إل تعز يز سلطتها من خلل الع مل على ت ثبيت
النطباع بأنّ سهلطتها وشرعيتهها تسهتند إل قاعدة واسهعة ،إمها عهن طريهق انبثاقهها عهن الماهيه
وتنظيمات ا ،أو إشراك ها ف عمل ية القرار ال سياسي .وإ ما عن طر يق ماولة الثبات بأن ا ت ستخدم
سلطتها لدمة العدد الكب (ماديا ومعنويا) من أعضاء الجتمع ،إضافة إل تأمينها للستقرار والسلم
الجتماعي ،أو عن الطريقي معا; ذلك أن سوء استخدام السلطة وابتعادها عن الرأي العام والصلحة
العامة يفقدها عنصرا جوهريا من عناصر قوّتا واستمرارها ،ويدفعها إل استخدام القوة ،المر الذي
يع ن تق صيها عن ا لتجاوب مع متطلبات التطور الجتما عي ،ويفرض ولو ب عد ح ي ،تغييات ف
تالف الفئات الجتماعية الُكّنة للسلطة أو السيطرة عليها.
ويعتب أشدّ أعداء السلطة وضرورة وجودها الركات الفوضوية ،بينما ينادي دعاة مذاهب ا لرية
الفردية بضرورة التحفظ والتقييد على مارسة السلطة ،وف حدود حاية حرية الفرد واحتفاظه بقوقه،
من خلل القانون والؤسسات الدستورية الديقراطية .
السلطة التشريعية:
سلطة من سلطات الدولة الثلث (إل جانب السلطتي التنفيذية والقضائية) وهي الّت تلك حق سنّ
القواني ومناقشتها ومراقبة تنفيذها وسلمتها .وتثّل السلطة التشريعية عادة ف مالس نيابية يشترط
ف أعضائها الواطنة وخلوّ السجلّ العدل من الناية ،وسلمة العقل واكتمال الهلية .وهناك نظام
الجلس الواحد ،حيث تصر السلطة التشريعية ف هيئة واحدة .ث هناك نظام الجلسي ،حيث يتول
السلطة التشريعية ملسان .والنظام الخي يتيح الجال أمام تثيل مصال القلياتا والقاليم والوليات
ف النظم الفدرالية ،حيث الغلبية العددية للسكان هي الّت تتحكم ف الجلس الدن ،بينما تضع
أُ صول انتخاب وتعي ي الجلس العلى لعتبارات أخرى ،و ف واجبات ووظائف ال سلطة التشريع ية
منع استبداد اليئة التنفيذية ،لنا أعلى سلطة ف البلد ومصدر كل القواني.
السلطة التنفيذية:
سلطة من سلطات الدولة الثلث (إل جا نب ال سلطتي القضائ ية والتشريع ية) ،وتش مل الؤ سسات
والوظائف الختصة بتنفيذ القواني الصادرة عن السلطة التشريعية .وعلى هذا الساس تشمل رئيس
المهورية والجالس الحلّية وموظفي الدولة كافة باستثناء القضاة ،ويدث أحيانا أن يقتصر استخدام
الت عبي على رئ يس المهور ية والوزراء ف قط ،ويو صف بق ية الهاز التنفيذي على أ نه جهاز الوظف ي
والداري ي أو الدارة .و ف حالة الناع بالن سبة لت طبيق القانون وتف سيه فإن ال سلطة القضائ ية تكون
الرجع الخي .أما أعمال السلطة التنفيذية فهي العمال التصلة بتحقيق الستقرار الداخلي والدفاع
والعلقات مع دول العا مل وتنظيم مال ية الدولة وتنظ يم القضاة وتقد ي الدمات للمواطن ي وتنش يط
القتصاد .وقد تيزت الزمنة العاصرة بنمو السلطة التنفيذية على حساب السلطات الخرى ،ولذا
يلحظ من حي إل آخر ماولت من السلطات التشريع ية ،بوجه خاص لتأكيد وجودها ووظيفتها
بطرق شتّى ،منها حجب العتمادات الالية عن مشاريع وخطط حكومية.
سلطة عسكرية:
هي ال سلطة اّل ت تار سها قيادة ال يش ف حالت معيّ نة ،ول سيما عند ما تبادر ال سلطات الدن ية ف
الدولة إل إعلن حالة الطوارئ ف البلد ،وتع هد إل قوات ال يش ب فظ ال من الداخلي والشراف
على ال سلمة العا مة ،ب عد أن تو ضع قوات الشر طة وال من ت ت ت صرفها .و ف حالة فرض الحكام
العرفيهة أو نظام منهع التجول يعههد إل السهلطة العسهكرية بتنفيهذ الجراءات اللزمهة ومارسهة
صلحياتا.
السلطة القضائية:
إحدى السلطات الثلث ف الدولة «إل جانب السلطتي التنفيذية والتشريعية» وهي الناط با وظيفة
تفسي القانون وتطبيقه على الوقائع العيّنة الّت تعرض على هيئاتا :الحاكم ،وكثيا ما يشكّل حكم
القضاة سابقة يعتمد عليها القضاة فيما بعد ف إصدار أحكامهم ،فيصبح القاضي مشرّعا ل مف سّرا
للقانون وحسب.
ول بد من توا فر ح سن العدالة ومعر فة القانون وال ستقلل والنا هة ف القضاة ،ولذلك تُت خذ عدّة
احتياطات ف تعي ي القضاة وتوف ي ب عض المتيازات ل م ،وح صانتهم أثناء مزاولة مهامههم .وتع تب
الحكمة العليا ف البلد صاحبة القول النهائي فيما يعرض عليها.
وعلى الرغم من أنّ استقللية السلطة القضائية تعتب ف النظمة الديقراطية مبدأ ل يوز الساس به،
إل أنّنا كثيا ما نشهد ف الواقع طغيان السلطة التنفيذية على ما عداها من السلطات ،با ف ذلك
تسه أمهن الدولة
السهلطة القضائيهة ،فتسهعى للتأثيه على القضاة ودفعههم فه بعهض القضايها الّته ّ
ومصلحتها العليا ،إل إِصدار أحكام تتفق ومصلحة الدولة العليا وتتناف مع العدالة.
السيادة:
هي السلطة العليا الّت ل تعلوها سلطة وميزة الدولة الساسية اللزمة لا ،والّت تتميز با عن ك ّل ما
عدا ها من تنظيمات دا خل الجت مع ال سياسي الن ظم ،ومر كز إ صدار القوان ي والتشريعات وال هة
الوحيدة الخوّلة به مة ح فظ النظام وال من وبالتال الحتكرة الشرع ية الوحيدة لو سائل القوّة ول قّ
استخدامها لتطبيق القانون.
.1القطعية ،بعن أنا الشرعية العليا الّت ل توجد أية حدود قانونية لسلطاتا ف سنّ قواني الدولة.
.3الدائميّة :بيث يستم ّر مفعول السيادة مادامت الدولة قائمة ،بصرف النظر عن تغيّر الشخاص
الذين يارسون هذه السلطة ،أو تغيّر شكل الؤسسات الدستورية الّت تت ّم عبها مارسة السيادة.
اللتزّئ ية :لن ال سيادة تتض من عدم الشار كة والتق سيم ،فل ي كن أن يكون هناك أك ثر من سيادة
واحدة ف دولة واحدة دون قيام صراع ي سم ف نتي جة ال مر وحدان ية ال سيادة .أ ما على صعيد
ال سيادة الارج ية فجو هر ال سيادة هو التحرر ،أو ال ستقلل عن ال سيطرة أو التبع ية لدول أخرى،
ويتجسهد ذلك مهن خلل إيفاد واسهتقبال البعثات الدبلوماسهية وعقهد العاهدات وإعلن الرب
والسلم مع الدول الخرى.
و قد يكون مو ضع ال سيادة اللك أو اللي فة أو الش عب أو البلان والؤ سسات التمثيل ية والقضائ ية.
ويعتب القانون بثابة تسيد للسيادة ودليل وجودها.
وبالط بع فإن ال سيادة ملز مة لوجود الدول وال مباطوريات ،ول كن الد يث ف كتابات الفل سفة
القدماء عن ظاهرة ال سيادة ب قي مدودا .فأر سطو تكلّم عن «ال سلطة العل يا» ف الدولة ،بين ما ركّز
الفكرون السلمون على التعاليم السلمية ونج الرسول العرب ف هذا الشأن.
وتضمّن مفهوم اللي فة والبي عة و ضع ال سيادة ف مؤ سسة الل فة ،ك ما تضم نت الفاه يم اللهوت ية
عموما ت سيد ال سيادة ف ش خص الا كم بو جب نظر ية ال ق الل ي ،ويكون الا كم م سؤو ًل عن
تطهبيق القانون الليه ول يشارَك أو يُسهأل مهن قبهل العوام الذيهن ل يتمتعون بأهليهة فههم القوانيه
وتطبيق ها على الو جه الطلوب .و ف ع صر القطاع ا ستند النظام الجتما عي إل الولء الشخ صي،
وغلب مفهوم الدولة ،ونشب صراع حاد بي السلطة الزمنية والسلطة الدينية وانتهى المر بإضعاف
سلطة أمراء القطاع والكنيسة لصال اللوك الذين أصبحوا السلطة الستقلة العليا ف الدول.
وكان الف كر القانو ن الفرن سي جان بودان ف طلي عة الذ ين عالوا الواض يع التعلّ قة بال سيادة عند ما
نادى بضرورة التشريع ف الجتمعات البشرية ،وقبل الناس بذلك على أساس أنه أمر طبيعي وينسجم
مع ميلهم وإرادتم ،وف تفسيه للسيادة على أنا السلطة العليا العترف با والسيطرة على الواطني
والرعايا دون تقييد قانون ،ما عدا القيود الّت تفرضهاى القواني الطبيعية والشرائع السماوية.
أما الفكر النكليزي هوبز فقد فسّر نظرية العقد الجتماعي بي الاكم والحكوم ه ف وقت عمّت
فيه إنكلترا الروب الهلية ه فذهب إل القول بأن النسان مصلحي وذات التفكي ول يافظ على
عهوده وعقوده ول يط يع قوان ي الجت مع إذا ل ين سجم ذلك مع م صاله ،و من ه نا فال صدام ب ي
الفئات الجتماع ية ل يس صدفة ،بل تد يد قائم الحتمال با ستمرار ،وبالتال ف قد نشأت الا جة إل
سلطة عليا تستطيع أن تفرض النظام والسلم الجتماعي على مموعات قد ل تتجه نو العيش بسلم
وان سجام مع بعض ها الب عض ،وبالتال فإن سلطة الدولة و سيادتا ضرور ية للبقاء ،ول ي كن ن قض
العقد الجتماعي الصيل الذي تضمن التنازل عن القوق الطبيعية لصال الدولة ،ولنّ الاجة لثل
هذا التناول ضرورة م ستمرة لضمان ال سلم الجتما عي والياة اليدة .و من ال طأ الت صور أن هو بز
الذي قال بقطع ية ال سيادة قد نادى بذلك بإطلق ال سيادة من كل حدود ،فالع قد الجتما عي الذي
خلق قوة ال سيادة للدولة مشروط بدوام قدرة الدولة على ح فظ النظام وال من ،وتك ي الجت مع من
بلوغ الياة اليدة والفاظ على القيم الجتماعية.
وقد عارض جون لوك نظرية هوبز الساسية ف التنازل عن السيادة عندما تكلّم عن حقّ الواطني ف
الثورة على الستبداد إذا استعملت السيادة لغراض ل تدم مموع الواطني وحقوقهم.
أما جان جاك روسو فقد وضع السيادة القطعية ف إطار إرادة الشعب العامة .لقد ذهب روسو إل
العتقاد بضرورة النظام الجتماعي ،وإل ملحظة أ نّ بعض النظم الجتماعية تفسد النسان والياة
الجتماع ية ،وبالتال ف قد وجّه اهتما مه ن و إياد نظام اجتما عي ي مي أفراده من الف ساد ،خ صوصا
وأنه بعكس هوبز ل يكن يعتقد بأنانية الفرد الطلقة .ولا كان النسانُ أكثر ميلً نو العرفة والي فإنه
وضع السيادة ف الرادة العامة للمجتمع وهي غي مطابقة لرادة الميع ه على اعتبار غامض مفاده
أن ما هو مشترك ب ي الكائنات الجتماع ية ي ثل ارتفاع الفراد إل م ستوى إرادة ال ي العام .وعلى
ي كفيلة بتحقيق الرادة العامة إل إذا تكّن الجتمع من طرد
هذا الساس فإن الديقراطية وحدها غ ُ
النوازع النانية ف إرادة الفراد .ونقطة الضعف الساسية ف منهج روسو ف فهم السيادة هي أنه ل
يؤشر طريقة تضمن تسد الرادة العامة ف سيادة الدولة .
أما جون أوست (القرن التاسع عشر) فقد قدّم أكثر الشروح القانونية دقة وتأثيا لفهوم السّيادة .ول
يكن باجة للرجوع إل نظرية العقد على أنه الرادة ال صّادرة عن موقع السيادة ف الدولة .وهكذا
فقهد انطلق مهن ضرورة وجود السهيادة ،وبالتال وجود جههة معينهة تتلكهها غيه مزّأة وغيه مقيّدة
قانونيا; لنا موّلة بتشريع القواني .وف سياق تليله يرتكز أوست إل التأكيد على ميل الجتمع نو
الطاعة ون و اياد رئ يس مشترك ،ك ما يث ي مسألة عل قة ال سيادة باعتراف الخر ين ب ا ،بين ما اع تب
الواقعي با وهو مساو عنده للعتراف القانون.
ارتبطت أهم ثورات القرن الثامن عشر ،ثورة الستقلل الميكي والثورة الفرنسية بفهوم السيادة،
فقد مثلت الول ثورة للتحرر من سيطرة وسيادة أجنبية وإعلن أجزاء من الدولة الستقلل التمثل
بدولة جديدة ذات سيادة ،بينما مثّلت الثانية القضاء على توزيع قائم للسيادة لصال توزيع جديد لا.
أ ما ف القرن التا سع ع شر ف قد برزت النظر ية الارك سية كنظر ية ثور ية تطالب بالقضاء على الدولة
البورجوازيهة ،والّته تسهتخدم صهفات السهيادة لخضاع الشعهب لصهال تأميه مصهلحة الطبقات
الاك مة على ح ساب الكثر ية الكاد حة ،ون قل ال سيادة ل صال ديكتاتور ية البوليتار يا ،تهيدا للق
الجتمهع الشيوعهي وإلغاء سهبب وجود الدولة كأداة قمهع طبقهي تهيدا لزوال الدولة وبالتال إلغاء
ظاهرة السيادة بفهومها العروف.
وعلى الرغم من أن معظم الفكرين والنظرين السياسي يقرّون بعدم إمكانية مارسة الشعب بجموعه
لهام السهيادة ،فإن نظريهة السهيادة قهد تعرضهت لنتقادات شديدة .ولعهل الفكهر العمال البيطانه
هارولد لسكي وزميله ج .دكول من أبرز الذين هاجوا مبدأ السيادة على أساس أن تعددية الجتمع
الديث ل تنسجم مع وحدانية نظرية السيادة البالية وإطلقيتها ،وأن مبدأ السيادة مبدأ خطر لنه
يؤدي إل تكت يل صلحيات مركز ية وا سعة جدا ف يد الدولة ،ويهدّد حقوق الفرد وحري ته ،ويرم
التنظيمات الجتماعية الخرى من السلطات الضرورية لمارستها لهامها بنجاح .وهناك من يقول بأن
سيادة الدولة لي ست م صدرا للقانون ،لن القانون ي ستند إل ممو عة الظروف الجتماع ية القائ مة
خارج إطار مؤسسة الدولة ،والدولة نفسها تكون خاضعة للقانون الذي يمي حرية الفراد وحقوقهم
وبالتال يفرض قيودا على سيادة الدولة ،وعلى هذا ال ساس ي صبح القانون نف سه مو ضع ال سيادة،
وضماناته قائمة ف مطابق ته للظروف الجتماع ية الّت تستند إل مفاهيم ال ق والعدل ،ول تأ ت من
سلطة الدولة ،وهذا هو جوهر مفهوم سيادة القانون .إل أنّ هذه النظريات تتجاهل كون الدولة بكم
حيازت ا لل سيادة هي اّل ت تشرع القانون ،والشُ عب الكوم ية تتق يد به ،ول كن ذلك يش كل تديدا
لصلحيات الكومة ل لسيادة الدولة.
ويش ي الب عض إل أنّ الفدرال ية الميك ية وتق سيم ال صلحيات ب ي الوليات والكو مة التاد ية،
يشكّل مثالً على تزئة ال سيادة ويط عن بالنظريات الكل سيكية القائ مة ف هذا الجال .إل أ نه من
ال سلّم به أن تتشا بك ال صال القت صادية وقوة موا قع الماعات القت صادية التقابلة قويا من مو قع
وحدة السيادة وتركزها ف الدولة الميكية الّت توكل بعض وظائف السيادة لكومات القاليم.
وعلى الر غم من الت سليم بإطلق ية ال سيادة قانونيا و من ح يث البدأ العام ب ي الكثي ين من الفكر ين
والنظريهن السهياسيي والقانونييه إل أن ثّةه اتفاقا عاما بوجود حدود لسهيادة الدولة مهن الناحيهة
العمل ية .ف من البدي هي أن تشريعات الدولة ل تغ ي قوان ي الطبي عة ،فل ت ستطيع الدولة على سبيل
الثال أن ت سنّ قانونا ي نص على أن الش مس تشرق من الغرب أو أن ت نع شروق ها .ك ما أن الدول
الكي مة تلتزم بشكل عام ب س ّن القوان ي الّ ت ل تتناقض وما هو متفق على اعتباره مبادئ للخلق
والعدالة ف الجتمع ،وقد عبّر عن هذه القاعدة الرسول العرب ممد(صلى ال عليه وآله وسلم)عندما
قال« :ل ت مع أم ت على ال طأ» أو القاعدة العرو فة «إن شئت أن تطاع ف سل ما ي ستطاع» و من
شأن تدّي الكو مة للمجت مع ف م ثل هذه ال سائل أن يول دون إمكان ية ت طبيق التشريعات أو يقود
إل الثورة .كما تتجنب الكثي من الدول التدخل ف بعض السائل الاصة بالفراد .ويشي البعض إل
أن السيادة تكون مقيدة بدستور الدولة .وعلى الرغم من وجود دساتي تقيّد حرية الدولة ف تعديل
الدستور ،وتفظ حقوق الفراد من خلل توازن السلطات وتوزيع السلطات ،فإنّ هذا التقييد ينطبق
على الكومة أكثر ما ينطبق على الدولة ما دامت الدولة قادرة ف ناية الطاف على تعديل قوانينها
الساسية .ويذهب العديد من الكتّاب إل أنّ سيادة الدولة تضع لقواعد القانون الدول والعاهدات
والؤترات الدولية .
والواقع أن هناك فرقا واضحا بي طبيعة السيادة الداخلية والسيادة الارجية فالول تتضمن الفردية
واليد العليا والسلطة النهائية الهيمنة على الفراد والماعات ف نطاق الدولة ،بينما تعن الثانية عدم
التبع ية وال ساواة العنو ية .وأ ما سلطة الدولة .وهكذا نرى أن ال سيادة الارج ية سلبية لتركز ها ف
عدم الضوع لدولة أو سهلطة أخرى .وفه بعهض الالت الثانويهة يتمتهع الكيان السهياسي بسهيادة
خارجية دون سيادة داخلية كما هو الال بالنسبة لعدم تبعية مبان السفارات لسيادة الدولة الضيفة،
وف حالت أكثر شيوعا تتمتع بعض الحميات بالسيادة الداخلية دون السيادة الارجية .أما التزام
الدول الختلفة با يعرف عامة بقانون المم بعن أن ما تارسه الدولة من سلطة ف العلقات الدولية
ينبع من التفاقات التبادلة الناتة عن وعي الدول على العتماد التبادل فيما بينها وعن عجزها عن
توسيع رقعة سيادتا الداخلية على مناطق جغرافية أوسع.
ويرى بعض فقهاء القانون أن مفهوم السيادة الارجية أصبح باليا ،فهو ل ينطبق على واقع الال من
جهة ،ويلو من متوى السيادة الياب أل وهو سلطة إصدار أوامر مبمة ; فالساواة بي الدول ه
ف نظر هؤلء ه م سألة ر سية وشكل ية ولي ست واقع ية من جهة أخرى .والواب عن ذلك هو أن
أ ساس العلقات الدول ية هو ا ستقلل الدول ول يس ف قط تتع ها بقدار ع سكرية واقت صادية وبشر ية
متساوية ،وباستفادتا جيعا من النظام الدول والقواني الدولية ،وبا يشكل أفضل البدائل الطروحة
على كل حال .وهناك من يعترض على كل مة ا ستقلل ; إذ أن العد يد من الدول لي ست ف وا قع
ال مر م ستقلة تاما ف و قت تعت مد ف يه مثلً على ال ساعدات القت صادية الارج ية أو على الما ية
الع سكرية أو ما شا به من أو جه وحالت العتماد الفعلي على دول أخرى (ان ظر ال سيادة الحدودة
ومبدأ مونرو ومبدأ ايزوناور ومبدأ كار تر على سبيل الثال) .و من ه نا د عا ب عض النظّر ين للقوم ية
العربية بأنّه ل استقلل ول منعة بدون الوحدة العربية.
ومن هذه النطلقات تبز تساؤلت حول تأثي القوى الارجية على حدود السيادة; إذ يربط البعض
بي السيادة والعتراف بالسيادة من قبل الخرين .إل أن الرأي القوى ف هذا الضمار هو أنّ عدم
العتراف بال سيادة ل يلغي ها ك ما أن العتراف ب ا ل يلق ها ،ول كن هذه ال سألة تب قى سلحا ف
العارك السياسية ،فالعتراف يقوّي من موقع العترَف به ،كما أن عدم العتراف بكيان سياسي قائم
يضع فه معنويا و سياسيا ويعرضها ل سائر اقت صادية وع سكرية ناج ة عن القاط عة والضعاف العنوي
(جنوب أفريق يا) .لذلك فإن الب عض ال خر يرى أن تقي يد حر ية الدول باللّجوء للحرب يط عن ف
حيازتا للسيادة على اعتبار أن الرب تعبي عن القوة الّت هي بطبيعتها لبّ السيادة .والواقع هو أن
الدول تقبهل بتقييدات على حقّهها الكيفهي باللجوء للحرب ،على اعتبار أن الدبلوماسهية الدوليهة
تستطيع أن تقّق ما تبتغيه الدولة من أهداف اللجوء للحرب خصوصا وأن الرب قد عرفت أساسا
بأنا «مارسة للسياسة بوسائل أخرى».
وتذههب النظريات السهائدة فه مال العلقات الدوليهة إل أن تعهدات الدول باللتزام باللجوء إل
الو سائل ال سلمية والمتناع عن الرب من خلل ع صبة ال مم أو ال مم التحدة ،أ ّن قبول قرارات
اليئات الدوليهة إناه ههو نوع خاص مهن التقييهد التضمهن بالعاهدات الدوليهة ول تشكهل خرقا لبدأ
سيادة الدول .ذلك أن الدول ل تقبل حكم اليئات الدولية بشكل عام أو مطلق ،بل ف نطاق معي
وف حالت خاصة .وهذا العن ينطبق بشكل دقيق على الالت الحالة إل مكمة العدل الدولية .أما
أسباب قبول الدول بتحكيم مكمة العدل الدولية فمعقدة وغي وثيقة الصلة بفهوم السيادة.
إن تقديهر الدول للنفهع العام الذي يعود عليهها مهن جرّاء التقيّد بالعاهدات هه رغهم وجود سهلطة
تسهتطيع فرض تقيدهها بالتزاماتاه التعاهديهة هه ههو الدافهع الرئيسهي وراء قبول الدول بذلك ،ول
يتضمن هذا أيّ تنازل عن السيادة ،إذ ليس هناك من هو متنازل لصاله عنها ،إل ف حالت ثبوت
وجود العا مل الق سري .و ف الالت الداخل ية ك ما ف الارج ية ل تتنازل ال سلطة عن ال سيادة إل
بإرادت ا ،وبو جب قرار مق صود وا ضح ،والقانون ه سواء كان ذلك داخليا أم دوليا ه ل يشكّل
خرقا للسيادة; لنه كما رأينا سابقا يشكّل تعبيا عنها وتسيدا لا ل العكس.
وعلى الرغهم مهن التوسهع الكهبي فه العلقات الدوليهة ونوّ النظمات العاليهة ،فإن صهلحيات هذه
النظمات فه «التدخهل» فه الشؤون الداخليهة للدول مدودة وضيّقهة .فالمهم التحدة «تنظهر» و
«تناقهش» و «توصهي» فيمها يتعلق برق حقوق النسهان ،ول تأخهذ الطوات الكفيلة بالتطهبيق
والفرض ،بل إن الدول ت ستطيع أن ترفض إبرام معاهدات وقّعها مندوبو ها الرسيون أو أن تنسحب
من اتفاقيات أو هيئات دولية خطية ه مثل اتفاقية عدم التكاثر النووي ه لسباب تتعلق بالصلحة
القومية العليا .هذا علوة على أن ميثاق المم التحدة ين صّ صراحة على عدم جواز التدخل فيما هو
تابع للسيادة الداخلية للدول .ولقد اتذت بعض التيارات النعزالية ف الوليات التحدة من اعتبار
العاهدات والنظمات الدولية تقييدا للسيادة عذرا للنسحاب من أوجه معيّنة ف الياة الدولية ،إل
أن القائق الساسية ف الياة النسانية العاصرة وخصوصا فيما يتعلّق بنمو العتماد التبادل والثورة
ف وسائل التصال والواصلت ،إضافة إل حرص النظّمات الدولية على مراعاة اعتبارات السيادة،
عزّز التاه نو التعاون الدول وتاوز بعض الشكليات والساسيات الزائدة إزاء هذه السألة.
وعلى الر غم من قوة العتبارات الدول ية والقوم ية ف موضوع ال سيادة ،فإن العد يد من الفكر ين
الطوباوي ي (و من هذه الزاو ية ي كن شول مار كس ونظري ته ف زوال الدولة ض من هذا الت صنيف)
يت صورون متمعا دوليا واحدا ل مكان ف يه لتعدّد ال سيادات والدول ،إل أن ذلك من وج هة الن ظر
الواقعية والعاصرة يدخل ف عال الستقبل والغيب ،وتبقى سيادة الدول حقيقة مركزية ف السياسة
الداخلية والدولية.
السيادة ،أعمال:
هي القرارات والتصرفات الصادرة عن السلطات العامة ،والّت تتصل باعتبارات سياسية عليا تول
بين ها وب ي الضوع للرقا بة القضائ ية .ويطلق على هذه العمال ف انكلترا ت عبي «أعمال الدولة»
و ف الوليات التحدة المريك ية «ال سائل ال سياسية» والحا كم ف مع ظم الن ظم هي واض عة هذه
النظرية وصاحبة الكلمة الخية ف تديد معيارها واستقصاء أحوالا.
ومهن أمثلة أعمال السهيادة :العمال التصهلة بسهي أعمال التمثيهل الدبلوماسهي ،والقرارات النظمهة
لعلقة الكومة بالبلان ،والعمال التعلقة بسلمة الدولة وأمنها الارجي والداخلي ،كإعلن الرب
والحكام العرف ية وإجراءات وقا ية ال صحة العا مة ف حالة الوبئة وع قد العاهدات الدول ية( .ان ظر
سياده).
السيادة الشعبية:
مبدأ دستوري يكون الشعب ه بوجبه ه هو صاحب السيادة ،وثة نظريات كثية تناولت بالبحث
ال سيادة الشعب ية ،ويذ هب معظم ها إل القول بأن ال سيادة إن ا هي صادرة ل يس عن ممو عة تاري ية
نظرية من البشر ،وهي المة القومية ،بل عن الشعب الي القائم ف الدولة ،ف وقت من أوقات
تطوره.
ومن نتيجة السيادة الشعبية أن تتوزع السيادة ،بي جيع أفراد الشعب ،على أساس الساواة ،بدون
تفريق أو استثناء ،إ ّل ما يكون ناجا عن صغر السن أو فقدان الهلية أو من جرّاء المراض العقلية
أو الحكام القضائية ،بيث تصبح السيادة ف هذه الالة ،سيادة مزأة بي العدد الكب ،بل سيادة
ه وصهفها بعهض الفقهاء ( )Souverainete Fractionnelleأي
عدديهة ،كم ا
سيادة قائمة على العدد الكب من الصوات ،تطبيقا لقاعدة الكثرية ف الديقراطية .
وهذه النظرية هي الصلية ف تاريخ الفكرة الديقراطية ،وقد ظهرت بوادرها منذ العصر الوسيط ،ف
كتابات اللهوتي ي ،والدر سيي (ال سكولستكيي) ،و من ث ف ت صريات البوت ستانت والكاثول يك
التعارضة ،إِبّان الروب الدينية ،ول سيما من بعدهم جيعا ،ف تعاليم مدرسة الطبيعة والبشر الّت
اسهتقى منهها جان جاك روسهو نظريتهه الاصهة بالعقهد الجتماعهي .وفه كتاب روسهو عهن «العقهد
الجتماعي» تلّت نظرية السيادة الشعبية بشكلها الكامل ،الّت بقيت تظهر به إل يومنا هذا ،حيث
صارت الديقراط ية ه ف تطبيق ها ه متراد فة مع الرادة الشعب ية ال صادرة عن الكثر ية ; إذ إن
السيادة برأي روسو وأتباعه ل تكن ف التحليل الخي سوى جع أصوات الواطني كافة لستخراج
الكثرية منها وإعطائها الرجحية.
وليقدّم مثالً عن هذا النوع من السيادة ،يقول روسو :إننا إذا افترضنا أن شعب الدولة مؤلف من
عشرة آلف مواطن ،فل يكون ف هذه الالة لكل مواطن سوى جزء واحد من عشرة آلف جزء،
الّ ت تتألف من ها ال سلطة ال سيدة ،وهذا العتبار ل يع ن بن ظر رو سو ،أن ال سيادة مزأة ،إذ يقول:
«بأ نه ل ي كن الن ظر إل ال سيد ( ،)Souverainإل بشكله الما عي وال سمي ،وال سيد ه نا
هو الشعب» ،بل يرى أن الذين يتولون مارسة سيادة هذا السيد ه أي الشعب ه إنا يتجزأون ف
حق كل من هم بمار سة هذه ال سيادة ،ولذلك تبز النتي جة الحت مة لذه النظر ية ف مبدأ النتخاب
العام والتساوي ،الشامل لميع الواطني على اختلف طبقاتم ومذاهبهم وأجناسهم.
وعن هذه النظرية التقليدية ،انبثقت النظرية القائلة بأن السيادة إنا هي منحصرة ف الطبقات الشعبية،
أي الطبقات الكادحة من عمال وفلح ي ،وهي ال سيادة البوليتارية ،العتمدة ف النظمة الاركسية
والعروفة باسم دكتاتورية البوليتاريا ،والّت أدّت ف دساتيها وقوانينها النتخابية إل إقصاء من يعود
أ صله من الواطن ي إل الطبقات الر ستقراطية والبجواز ية النقر ضة ،عن التم تع بالقوق ال سياسية
ومارستها ،وذلك بانتظار قيام الجتمع اللطبقي.
سيادة القانون:
مبدأ من مبادئ ال كم ف الدول غ ي ال ستبدادية ،ومفاده التزام الدولة باحترام قوانين ها وتشريعات ا
والنظمة الثابتة فيها ،فتخضع تصرفاتا وأعمالا للقانون وأحكامه ،فتحافظ بذلك على حقوق الفراد
والماعات والؤسهسات حسهب تديهد القانون لذه القوق .ويشترط لقيام الدولة القانونيهة (الّته
تلتزم مبدأ سهيادة القانون) وجود دسهتور يدد نظام الدولة ،ويهبيّن قواعهد مارسهة الدولة لسهلطتها،
وف صل ال سلطجات ل نع تر كز ال سلطجة ف هيئة واحدة تغري ها بال ستبداد ،والرقا بة القضائ ية الّ ت
تضمهن وقهف الخالفات للقانون ومعاقبهة الخالفيه ،وذلك بدف صهيانة الريات والقوق للفراد
والماعات.
السيادة الحدودة:
تسمية غربية للسياسة السوفييتية إزاء النظمة الشيوعية الجاورة ف شرقي أوروبا بعد تدخل القوات
السوفييتية وقوات حلف وارسو ف تشيكوسلوفاكيا ف آب ه أغسطس 1968م .
رافهق هذا التدخهل إطلق نظريهة السهيادة الحدودة على لسهان الزعيهم السهوفيت ليونيهد برينيهف
بقه الدول الشتراكيهة فه التدخهل عندمها تتعرض النظمهة الشتراكيهة أو النظام
وغيه ،القائلة ّ
الشتراكهي نفسهه للخطهر ،على أسهاس أن تديهد أي نظام اشتراكهي يعرّض القطار الشتراكيهة
الخرى ،ول سيما حلف وارسو للخطر .ويصف الزب الشيوعي الصين هذا النمط من العلقة بي
التاد ال سوفيت والدول الشتراك ية الجاروة بكل مة هيم نة ،ل ا يتضم نه ذلك من تبع ية الضع يف
للقوي ومن تصرّف كقوة عظمى من قبل التاد السوفييت.
سيادة مشتركة:
توّي دولتي أو أكثر مسؤولية الكم ف بلد ما ،مثل جزيرة فيانتس ف نر يبداسو الّت تشترك ف
حكم ها فرن سا وإ سبانيا معا ،وم ثل جزر كانتون واندربري الّ ت تشترك ف حكم ها الوليات التحدة
وبريطان يا معا .و من الناح ية النظر ية يع تب ال كم النگلو ه م صري ف ال سودان ف مطلع القرن
الشعريهن مثالً على السهيادة الشتركهة .ويدث أحيانا أن تتفهق أكثهر مهن دولة على إعلن منطقهة
حدودية ما منطقة سيادة مشتركة; لغياب أسس تقرير سيادة منفردة بوضوح على مثل هذه النطقة،
ل ف النطقة
ويت مّ التفاق على إرادة مشتركة واقتسام عائدات الوارد الطبيعية فيها كما هو الال مث ً
الحايدة بي الكويت والسعودية.
السياسة وعلم السياسة:
لا كانت السياسة مركز الياة العامة للمجتمعات البشرية ،فقد كثرت فيها التعريفات والجتهادات،
وقبل أن نتعرض لهمة تقدي تعريف جامع ،ث تثبيت تعريفات أخرى تساعد على سب غرو الوضوع
الذي يشكّل مور هذه الوسوعة الكبية ،فإنه لب ّد من القول :بأن نشوء السياسة أصبح مكنا بعدما
ت طى الن سان مرحلة الع يش البدائي (ح يث كل «إن سان لنف سه» فل تق سيم للع مل ،ول اعتماد
متبادل) وبعدما أدرك ضرورة الياة الجتماعية.
السياسة هي ف ّن مارسة القيادة والكم وعلم السلطة أو الدولة ،وأوجه العلقة بي الاكم والحكوم.
وف تعريف أكثر دقّة وشولً يكننا القول بأن السياسة هي النشاط الجتماعي الفريد من نوعه ،الذي
ينظّم الياة العامة ،ويضمن المن ويقيم التوازن والوفاق ه من خلل القوة الشرعية والسيادة ه
ب ي الفراد والماعات التناف سة والت صارعة ف وحدة ال كم ال ستقلّة على أ ساس علقات القوة،
والذي يدّد أوجهه الشاركهة فه السهلطة بنسهبة السههام والهيهة فه تقيهق الفاظ على النظام
الجتماعي وسي الجتمع.
و ف تعر يف آ خر :ال سياسة هي النشاط الجتما عي الدعوم بالقوة ال ستندة إل مفهوم ما لل حق أو
للعدالة لضمان ال من الار جي وال سلم الجتما عي الداخلي للوحدة ال سياسية ،ولض بط ال صراعات
والتعدد ف الصال ووجهات النظر للحيلولة دون الخلل بتماسك الوحدة السياسية باستخدام أقلّ
ح ّد مكن من العنف.
و ف تعر يف را بع :هي علم درا سة ال صال التضار بة وانعكا سها على تكو ين ال سلطة والفاظ على
امتيازات الطبقة الاكمة( .انظر الاركسية ،الصراع الطبقي).
و ف تعر يف خا مس هي ال هد لقا مة النظام والعدل وتغل يب ال صال العام وال صلحة الجتماع ية
الشتركة ف وجه ضغوط الصال الفئوية (انظر الماعات الضاغطة).
وطبيعي أن يذهب البعض إل تعريف السياسة بطريقة نقدية أو ساخرة ،فمن قائل :إن السياسة هي
ف نّ حكم البشر عن طريق خداعهم (ديزرائيلي) ،إل قائل :بأنا ف نّ تأجيل تأزّ ّم الشاكل والعضلت،
إل قائل :بأن السهياسة ههي صهراع أقليات منظمهة ،إل قائل( :نابوليون بونابرت) بأن السهياسة ههي
تنظيم الماهي الستعدّة للتضحية ف سبيل الُثل.
ومهما يكن من أمر تنوّع تعريفات السياسة ،فإن الؤكد هو أنا من حيث كونا الوسيلة الجتماعية
الوحيدة للتنسهيق والتوفيهق بيه الطالب السهياسية والجتماعيهة اللمتناهيهة للفئات والماعات
الجتماع ية ،وب ي الوارد التناه ية والحدودة للمجت مع عن طر يق الكوا بح وتنم ية مشا عر التضا من
الجتماعهي وحفهظ السهلم والسهتقرار .فإناه شكلت تارييا الرضيهة السهاسية الضروريهة للتمدن
والياة الجتماعية التقدّمة .لقد لمست السياسة جيع الوانب الخرى للحياة الجتماعية ،وأقامة
الناخ اللئم للحفاظ عليهها وتنميتهها ،ومهن هنها جاء قول الفيلسهوف اليونانه ورائد علم السهياسة
أرسطو :بأن السياسة هي علم السيادة «وسيدة العلوم» .فهي «سيدة» كممارسة لنا تعن بالسائل
اليوية ف الجتمع ،مثل تديد الوليات الجتماعية ،وكيفية توزيع وتوجيه الوارد والثروة ،وتديد
حقوق الوا طن وواجبا ته الجتماع ية ،ووج هة الثقا فة وقضا يا ال سلم والرب (إل ).و هي « سيدة
العلوم» كدرا سة وأفكار تع ن بتوض يح الفاه يم (العدل ،الر ية ،ال ق )..وتد يد الغايات والو سائل
واليارات ومقار نة البدائل وبالتال تؤثّ ر بش كل مبا شر أو غ ي مبا شر ف اعتماد اليارات وال كم
عليها.
إ ّن التفريق بي المارسة والنظرية (بي العمل والفكر) ف السياسة مسألة ل تلو من الصعوبة والتصنع
بدرجة أكب ما يبدو للوهلة الول.
فال سياسي يملن بطريقهة أو بأخرى وبدرجهة أو بأخرى ،نظرة أو مفاهيهم أو نظريهة سهياسية تدد له
ملمهح مسهار عمله السهياسي .كذلك فإن عال السهياسة يسهتند فه جهوده ونظراتهه إل العمال
السياسية السابقة ،ويقدم خطة عمل مقبلة مستمدة من الواقع السياسي ومتوجهة إليه ف آن معا.
و قد سعى العد يد من العلماء والفل سفة والدار سي لل سياسة ن و إقا مة أنظ مة سياسية مثال ية (ان ظر
جهور ية أفلطون ،اللك الفيل سوف ،يوتوب يا ،الدي نة الفاضلة ،إل )..وتركوا أع مق ال ثر ف تار يخ
الف كر ال سياسي وبالتال ف التار يخ ال سياسي م ثل أر سطو ،أو جعوا ب ي المار سة وال سياسة م ثل
العل مة العر ب والعال ال سياسي العظ يم ع بد الرح ن بن خلدون رائد فل سفة التار يخ وعلم الجتماع
ال سياسي ،أو عملوا كم ستشارين للحكام م ثل ماكيافيلي (ان ظر أيضا الم ي) وغي هم .و قد ذ هب
إفلطون ف جهوري ته إل أ نه من الضرورة بكان كبي أن تن شأ مؤ سسة عل يا خا صة لتدر يس علم
ال سياسة وتدر يب رجال الدولة ،لن قيادة الدولة هي العلم العلى وال سألة ال هم ف الجت مع .أ ما
أر سطو فقد ذ هب إل القول بضرورة إياد علم ال سياسة ; نظرا لنّ ذلك شرط من شروط إ صلح
النظم.
ويرى الب عض أن ال سياسة هي فن القيادة أك ثر م ا هي «علم» ال كم ،فال سياسة قائ مة ق بل انبثاق
العلوم ،وأ هم ال ساسة ف التار يخ ل ى يتعاطوا الدرا سة النظر ية أو النا هج الفكر ية والعلم ية ،كذلك
ين في الب عض عن ال سياسة (وح ت عن غي ها من العلوم الجتماع ية) صفة «العلم» ل صعوبة ت طبيق
الطرق العلمية ف الختبار والسيطرة وغياب القدرة على التنبؤ ،وعدم وجود إجاع بي العلماء فيما
يتعلق بالقواني والستنتاجات الاصة بذا العلم .وعلى الرغم من أن العملية السياسية .الجتماعية
متطورة متغية أبدا ،ومن شول السياسة على اعتبارات غي عقلنية تاما ،وعلى تضمن علم السياسة
لعوامل قيمية (العدل ،الرية ،الق) وحدسية فإن علوم السياسية الديثة تستخدم الوسائل والعلوم
الحصهائية والختباريهة والكمبيوتريهة والنفسهية والقارنهة والتارييهة للتحقهق مهن اللحظات
والستنتاجات وقياسات الرأي ا لعام وبعض علقات وبن الجتماع السياسي .وبالطبع فإن استخدام
مثل هذه الناهج العلمية ل يوّل السياسة إل «علم موضوعي» تاما ،ومع ذلك فإن السياسة ،كما
يشي موريس دوفيجيه ،علم معترف به ف معظم الامعات كعلم مستقلّ له أساتذته وكتبه القرّرة،
وآلف الك تب ال سنوية الندر جة ت ت ت صنيفه .وتت صل علوم ال سياسة بالعلوم الطبيع ية (الن سان
حيوان يعيش ف ميط جغراف ويعتمد ف بقائه على الوارد الطبيعية ومشتقاتا) وبعلوم الجتماع; لنّ
ال سياسة هي جزء من حياة الن سان الجتماع ية متفاعلة مع الجزاء الخرى ،وبعلم التار يخ ل ن
التار يخ هو من وج هة معيّ نة سج ّل الحداث ال سياسية وتطور الؤ سسات والفل سفات ال سياسية.
«فالسياسة هي ثرة التاريخ» ،والتاريخ هو جذر علوم السياسة .كما أن السياسة متصلة أيضا بعلم
الخلق والفلسفة ،لن هناك منحى نطيا وقيميا وخُلقيّا ف السياسة .أما علم القتصاد فكان يسمى
لبه نشاط الدولة (قوانيه اللكيهة والنقود والضرائب
القتصهاد السهياسي; لن القتصهاد يشكهل ّ
والتجارة والجور والنقابات والدمات العامهة ومشاريهع التنميهة والضمانات الجتماعيهة والنفاق
العام) .كذلك فإن التاهات الكادييهة العاصهرة تشدّد على أهيهة علم النفهس (دراسهة عادات
النسان وأفكاره واتاهاته) وعلى أهية الجتماع إل درجة نشوؤ علم الجتماع السياسي.
نشأت ضرورة السهياسة عنهد البشهر مهن خلل حتميهة الاجهة البشريهة إل الياة الجتماعيهة الّته
فرضت ها اعتبارات ت صيل القوت جاعيا (ا بن خلدون) و من خلل إدراك مغبّة مقدرة الن سان على
صنع السلحة واستخدامها وميله نو الشراسة والشراهة ف غياب القانون والكوابح الادية والعنوية
والتربية الخلقية .ومن هنا كان قول أرسطو« :النسان هو بطبيعته حيوان سياسي» استنتاجا متأتيا
عن و عي الن سان التأ صل لاج ته للمجت مع كضرورة من ضرورات البقاء .ولئن كا نت ال سياسة
ناظما للحياة البشرية العامة بشكل يوفّر المن والسلم والستقرار ،فإنا كانت أيضا وسيلة لغايات
إنسانية أكثر طموحا وتقدّما (العدالة والسعادة) من م جرد البقاء كما سوف نرى ،إل أنا مع ذلك
بق يت «ف نّ الم كن» .فل قد كا نت ال سياسة الطر يق الجتما عي لتحو يل الطالب ال ستحيلة للفراد
وال ساومة والتدرج ،و من خلل س ّن القوان ي الدعو مة بال سلطة وبإضفاء الشرع ية على احتكار ها
واستخدامها لوسائل الكراه والقوة.
ويتم خض عن إدراك الن سان لضرورة النظام ال سياسي قيام إجاع ب ي أفراد وجاعات الجت مع على
ضرورة حلّ اللفات والطالب الجتماع ية بالو سائل ال سياسية من ج هة ،وبالتال فإن الثورة تدث
عند ما ينهار النظام القائم أو يع جز عن ماب ة التحديات القائ مة بش كل حا سم ومنظور وأن يقاوم
إدراك القوياء ه من جهة أخرى ه أن الشرعية السياسية ضرورة من ضرورات استمرار سلطتهم،
ل ما ل تتحول القوة إل حق والطاعة إل
لن قوتم ل يكن أن تكون كافية لستمرار سيادتم طوي ً
واجب (إذ ليس بالوف وحده ييا النظام السياسي) .ولقد ف سّر ابن خلدون حيازة القوة والندفاع
ب ا ن و موا قع ال سيطرة وال سلطة من خلل الع صبية الّ ت تتض من روحا ومنا فع جاع ية ،ك ما أنّ
ماكيافيلي ذ هب بعده إل القول بأن الم ي «ل ي ستطيع إدا مة حك مه ما ل يل جأ إل الشار كة ف ا
لكهم» .وأضاف ماكيافيلي إل ذلك قوله :بأن الاكهم القوي يصهبح مشروعا وصهالا فه حالته
تأسهيس الدول والتغلب على ال مات ،أمها فه بقيهة الالت فيسهتحسن اعتماد الصهيغ الّته تُؤمّنه
الشاركة الوسع ف السلطة.
إنّ إمعان النظهر فه السهياسة يدلّ على التنوع والتعدد والنقسهام والتنافهس والصهراع فه صهفوف
الفئات والماعات الجتماعيهة ،بيهث تكون السهياسة إطارا اتاديا يتجسهّد فه الدولة (القوميهة فه
الغالب) وح يث تشكّ ل ال سياسة لم ته ومر كز التوازن ف يه وو سيلته للتطور والتك يف مع التغيات
وبالتال للبقاء والياة .و من ه نا فإن ماولت إلغاء التنوع والتعدد أو التق صي عن اعتماد الرو نة ف
فهم التطورات وف اللول للمشاكل والصراعات الجتماعية تؤدي بالضرورة إل التأزي والفشل.
كذلك فإن التفسيات الحادية للتاريخ وللحركية السياسية ل تثبت ف وجه التجربة والحداث .
فالنظريات العرق ية (ان ظر عن صرية) الّ ت ا عتمدت ا الناز ية سقطت ف مهاوي الوا قع التاري ي مثل ما
تاف تت أمام الف كر والعر فة العلم ية .كذلك فإن ماولة الارك سية إلغاء ال صراع والتعدد الجتما عي
ونفي الروابط القومية والنوازع الدينية والقول بزوال الدولة (وبالتال السياسة) لصال أحادية العامل
القتصادي ،ل تثبت ف ميدان التجربة .ول تد ّل معطيات الواقع على احتمال ناج فرضياتا ومنطقها
فه هذا التاه .وعلوة على ذلك فإن القتصهاد كعلم يوضّهح الثمهن والنتائج الاديهة للمطالب
واليارات الجتماعية ،ولكنه ل يكن أن يكون حاسا ف عملية اليار; لن اليار يشمل مسائل غي
اقتصادية وأخرى غي قابلة للتسعي والساب الادي.
ولئن كان التاريخ متب المارسات والفكار السياسية ،فإن مارسة السياسة شكّلت مدرسة للسياسيي
هذبت بشكل عام غي مطلق من أفكارهم وأسبغت على نظرتم درجة أكب من الواقعية ،ونّت ف
كث ي من رجال الدولة من هم روح ال سؤولية والرو نة والبتعاد ن سبيا عن النق والغ ضب ،وال خذ
مسهبقا بعيه العتبار نتائج العمال والجراءات .وتدلّنها دراسهة التاريهخ السهياسي على أن النظرة
التقليدية واليمينية القائلة بأن السياسة هي حوار مع التراث والاضي وحسب ،هي نظرة قاصرة; لن
التطورات والتحديات السهياسية متجددة أبدا ودائما وبالتال تتطلب البداع ،إضافهة إل أن الاضهي
كثيا ما يش ي إل أك ثر من اتاه وا حد ف قض ية واحدة .كذلك فإن النظرة الليبال ية الّ ت تستهدف
التوفيق بي الرية والنظام تتم بشكل الرية ومبدأ الساواة أكثر من حرصها على تقيق مضامينها
الجتماع ية للعدد ال كب من أعضاء الجت مع .كذلك تق صر الليبال ية ف إرادة الو سيلة ال سياسية
لتحقيق الدف ونعن ،بذلك تسييس الماهي ،إذ بدون الوعي الماهيي والشاركة الماهيية ،كما
تتوي المارسهات ال سياسية العا صرة على سياسات اشتراكيهة مثهل الضمان الجتماعهي والدمات
العامة (التعليم والصحّة ال) .وهكذا فإن ميء حزب الحافظي ف بريطانيا لسدة الكم ل يعن إلغاء
الجراءات الشتراكية ،وميء حزب العمال يدم تقيق الهداف الليبالية.
ومن شأن هذا ا لزيج من أنظمة وفلسفات الكم ف بعض أنظمة الكم العاصرة أن يشي إل ظاهرة
تارييهة هامهة ،وههي أن السهياسة كانهت طريقا لتقدم تلك الفئات السهتضعفة َووُلوج الماعات
الستبعدة باب الفعل التاريي .ولو أخذنا تاريخ فكرة الساواة كمثال على مثل هذا التقدم ،لتضح
لنها أن الفكرة بدأت على شكهل حوار حول البدأ ثه انتقلت إل مرحلة التجسهيد القانونه ،ثه إل
مرحلة الساواة النسبية ف الفرص وف الضامي والنتائج الجتماعية .ولعل التطور الخي جاء نتيجة
من نتائج ع صر العتماد على الن مط ال صناعي ف النتاج والتجن يد العام ف الع سكرية وت صويت
الواطهن العادي فه النتخابات (انظهر ليباليهة) ومها يقابهل هذه التطورات فه البُنه السهياسية مثهل
النقابات والحزاب الشعبية.
ف من خلل ال سياسة ياول الب شر تق يق الهداف العا مة بالو سائل ال سياسية ،و ف الع صر ال صناعي
حيث ينتشر التعليم والوعي (بعد حي) وتعلو درجة التنظيم وتتركز قوى النتاج ف الصانع يدخل
العمال والهنيون والفنيون عصهر الشاركهة فه صهنع القرار السهياسي بكهم وزنمه النتخابه
والقت صادي ،ولن م ي ستطيعون شلّ القت صاد وتعط يل سي الياة ف الجت مع إذا تاهلت ال سياسة
قوت م ومكان م ف اليزان الجتما عي .ولذا أطلق (اورتي غا دي غا سيت وغيه) على القرن العشر ين
عصر الاهلية.
علم السياسية:
بدأ علم دراسة السياسة والفكر السياسي كما نفهمه ،على شكل حوار قام به سقراط وأفلطون مع
السفسطائيي الذين حاولوا تريد السياسة من عامل القيم اللقية .ولقد جاءت «جهورية أفلطون»
نتائج دراسة لنظمة وفلسفات الكم الختلفة ومرتبطة بدف تقيق الصال السياسي العام للمجتمع
من خلل «اللك ه الفيلسوف» وتقيق النسجام والفعالية عن طريق تقسيم العمل وبقيادة طبقة
سياسية متدربة ومهيأة للقيام بأعباء السياسة الّت كانت عنده «العلم العلى» ،وألغى ف سبيل ذلك،
ف جهوريته العائلة واللكية الاصة.
أما أرسطو ه والذي كان كما أسلفنا رائد علم السياسة ه فقد حاول ف كتبه العديدة ول سيما
«السياسة» رسم معال السياسة عن طريق دراسة طبيعة الدولة (والنظريات السالفة بشأنا) والواطنة
والن ظم القائ مة من ديقراط ية وأوليغارش ية وغي ها ،وتق صّي أ سباب انلل الدول وأف ضل الطرق
لتحق يق ال ستقرار ،بع ي أ نه درس الدول الثال ية والواقع ية و فن ال كم وتنظ يم الدول دون قيود
أخلقية .وكان رائد أرسطو ف دراسة السياسة حاجة النظم السياسية للصلح.
أما عبد الرحن ابن خلدون فقد درس نشوء وانلل الدول وأثر الغرافيا والقتصاد والثقافة والدين
ف الع صبية الكو نة للدول ،وعا مل انلل الع صبية ف انيار هذه الدول ،ور بط ال سياسة ربطا قويا
بالظواهر الجتماعية .ويرجّح العديد من الدارسي أن ماكيافيلي تأثر بأبن خلدون عندما وضع كتابه
«المي» الذي يعتب بثابة دليل للحاكم للتعرف على القواني الحيطة بالكم وبالفاظ عليه.
وعلى الرغم من العطاء الفكري السياسي الام الذي جاء مع النظريات السياسية ف أوروبا ف القرني
السهابع عشهر والثامهن عشهر على يهد توماس هوبهز وجون لوك وجان بودان حول البادئ والقيهم
السهياسة وطبيعهة السهيادة والولء السهياسي ومفاهيهم القه والعدل والريهة ،ثه أباث الفلسهفة
السهياسيي الفرنسهيي مثهل روسهو ومونتسهكيو وفولتيه حول القوانيه الطبيعيهة والشرائع والقوق
الدن ية ،فإن ال سياسة ل تت جه ن و اتاذ صفة «العلم» سوى ف القرن التا سع ع شر أ سوة بغي ها من
العلوم الجتماع ية وبف ضل العدوى اّل ت نشرت ا التطورات الثية ف ن و العلوم الطبيع ية .ف قد اقترح
الفكهر الشتراكهي الثال سهان سهيمون عام 1813بأن تتحول السهياسة والخلق إل علوم
«وضعية» وأن تستند بالتال إل ا لدليل الوضوعي عوضا عن الفاهيم والنظريات الذاتية ،لكي يكون
بإمكاناه أن ت ستكشف «قوانيه التقدم» الجتماعهي ،وذلك من خلل الراقبهة والختبار والتجر يد
(الستنتاج).
أمها فه الوليات التحدة فقهد تطور علم السهياسة بفضهل الماس لنمهو العلوم الطبيعيهة والهتمام
بالسهياسة سهواء بسهواء .والعروف ههو أن علماء السهياسة المييكييه تأثروا بدراسهاتم العليها فه
الامعات اللانية الّت كانت تدرس السياسة على أساس أنا علم الدولة ،وبطريقة منظّمة مبنية على
تديد الفاهيم ونت التعريفات وإجراء القارنات ورسم الستنتاجات ،بيث تبلور استقلل السياسة
عن التار يخ والقت صاد والفل سفة الخلق ية .و قد تأ ثر وودرو ول سون وغيه من علماء ال سياسة ف
الوليات ا لتحدة بنههج دارويهن لتطويهر علم السهياسة مهن منههج الدراسهة الامدة للمؤسهسات
السياسية إل التركيز على دراسة القائق من خلل حركة الواقع العاش والوقائع الجتماعية القابلة
للمراقبة.
وبعد ذلك بدأت «الماعة» تلّ مل الدولة ف الوقع الركزي لدراسات علم السياسة ،باعتبار «أن
الركة الجتماعية تنشأ عن تفاعل الماعات» ل عن الفعل الفردي أو عن مشيئة الدولة وحسب.
وفه عام 1925نشهر تشارلز مريام «الوجهه الديدة للسهياسة» طالب فيهه باعتماد أكهب على
الحصهائيات والراقبهة والتجارب ،وإعادة بناء أسهس النههج فه التحليهل السهياسي ،مقترحا أن
«السيطرة الجتماعية الذكية» قد تتمخّض عن مزج علوم السياسة والطبّ وعلم النفس .وف تلك
القبة قوي التاه نو استخدام علم النفس لسب دوافع وخلفيات الواقف السياسية والجتماعية با
ف ذلك النوازع الباطن ية وغ ي العقلن ية ،وعرف أن صار هذا الن حى بدر سة شيكا غو .و قد ع مد
البوف سور هارولد ل سويل إل الغالة ف هذا التاه ف كتا به «علم المراض النف سية وال سياسة»
،1930الذي أعق به بكتاب «القوة والشخ صية» ،1948ح يث ط بق الفرويد ية على درا سة
القوة وال سلطة ال سياسية .كذلك حاول مريام ول سويل «ت طبيق النا هج الوضع ية ف درا سة ظاهرة
السلطة» فنشر مريام كتابه «القوة السياسية» عام 1934ولسويل كتابه «السياسة :من يصل
على ماذا ،مت وكيف» عام .1936وقد تخض عن دراسة مدرسة شيكاغو للسولك النتخاب
والنتائج النتخابية بروز مبادئ أساليب الستفتاء واستطلعات الرأي العام .وعلى الرغم من أن قادة
هذه الدرسة قالوا بضرورة دراسة السياسة بعيدا عن العوامل القيمية ،فإنم كانوا من أشد الدافعي
عن النظام الديقراطي الرأسال ومن العاملي على تقويته عن طريق إصلحه.
وإل جانب مدرسة شيكاغو توجه العديد من علماء السياسة ف الوليات التحدة إل دراسة العوامل
الحركة للفعل السياسي ،مثل جاعات الضغط و «اللوب» و «الكومة الفية» الّت ترك الكومة
العل نة أو الر سية ،ودور الزعام ية والحزاب ال سياسية والؤثرات الثن ية ف سلوك اليئة النخ بة و ف
القرار السياسي.
ولعل التطور الرئيسي الذي برز ف فرنسا ف مضمار علم السياسة كان تطبيق مفاهيم علم الجتماع
على علم السياسة من خلل أعمال إميل دوركهاي
الدرسة السلوكية:
و قد شكلت م مل هذه التطورات اللف ية البارزة ل سيطرة الن حى ال سلوكي على علم ال سياسة ف
الفترة الّت أعقبت الرب العالية الثانية .وعلى الرغم من تنوع التاهات السلوكية ف علم السياسة،
فإن ثة إجاعا بينها على أنّ السياسة عملية متعاقبة ،وتفاعل ل ينقطع بي الفراد والماعات ناتج عن
النشاط الحيط بالياة العامة والكم .وأكّد بعض السلوكيي أن النظام السياسي إن هو إل جزء من
النظام الجتماعي الكلي ،وأنّ النظام السياسي يشكل جيع النشاطات التعلقة ببلورة وتنفيذ السياسة
الجتماع ية ،أي بعمل ية صنع القرار ال سياسي .و قد ا ستعارت الدر سة ال سلوكية ب عض الت شبيهات
والفاه يم من علوم الفيزياء والحياء ف الر بط ب ي ا لنظام ومي طه ،و ف تشخ يص الطالب ال سياسية
كمزود (مُدخَل) فه النظام ا لسهياسي يول إل منتهج (مُخرَج) على شكهل قرارات وأعمال تشكّله
تديد توزيع القيمة أي الثروة والقوة والاه بشكل سلطوي ف الجتمع .ول يكن استخدام «الزود
ل شرودا ف استعارة السياسة من العلوم الطبيعية والكمبيوترية ،فقد لأ علماء السياسة
والنتج» مث ً
إل اعتماد منههج «تليهل النظهم» ودرجهت تعهبيات مسهتجدة على قاموس السهياسة مثهل خزن
العلومات واسهتعادتا والسهياسة العيانيهة (الكهبة) والسهياسة الجهريهة (الصهغرة) (MARCO
هة» و
هع» و «رموز الشرعيه
هح الرجه
)ANDو «التلقيه MICRO POLITICS
«الشبكات» وغ ي ذلك كث ي (ان ظر ال سجالت ،سيبنطيكا )..ف سبيل تأك يد ال هد على تنم ية
القدرة على تو قع التطورات ال سياسية ق بل حدوث ها .وعلى الر غم من أنّ درا سة الن خب ال سياسية
والفئات الصلحية والحزاب السياسية تعود ف جذورها إل ما قبل ظهور الدرسة السلوكية ف علم
ال سياسة ،ف قد ت التو سع ف هذا الضمار ض من الطار العام للمن هج ال سلوكي .و قد ازدادت أه ية
م ثل هذه الدرا سات بعد ما تو سع النقاش حول خ طر «النخ بة» على مفهوم الديقراط ية ف ال سياسة
(انظر س .رايتت ميلز ،الطبقات ،النخبة الاكمة.)..
التاهات العاصرة:
ليس ثة من ينكر أهية دراسة السياسة بالناهج والساليب العلمية أو مَن ينفي الثر الغنائي لنفتاح
علم السياسة على علمي الجتماع والنفس ،أو إمكانية الستفادة من بعض الطرق الحصائية لرسم
ا ستنتاجات مددة ف ال سلوك النتخا ب أو ف معر فة حالة الرأي العام .إل أنّ العد يد من الفكر ين
والباحثيه لسهوا مغالة «علمويهة» (أي علميهة زائفهة) فه ماولة البعهض لخضاع العفويهة والقيهم
النسانية للحتمية والعقلنية والرقمية بش كل ل يتفق مع النوازع الباطنية والطبيعية ا لعقدة للنفس
البشر ية .وي ستدلّ هؤلء النقاد ه الذ ين برزوا ف ستينات هذا القرن ه على رأي هم بالشارة إل
غياب نظر ية عا مة موحدة لل سلوك ال سياسي ت ظى بإجاع أو ما يش به الجاع ب ي علماء ال سياسة.
ومهع ذلك فإن أصهحاب التاهات السهياسية الختلفهة هه مهن ماركسهيي وديقراطييه اشتراكييه
ورأسهاليي هه مسهتمرون فه درا سة الحتوى الجتماعهي والعلقهي لل سياسة أي البنه والتجمعات
والتكوينات النفسية ف علقات الكم وف تركز السلطة ،وف النظام السياسي وتبلور وصنع القرار
ال سياسي وت سخي التكنول يا الدي ثة لد مة التو سع ف التعرف على الوا قف النتخاب ية واتاهات
الرأي العام إزاء القضايها السهياسية الطروحهة ،علما بأن الشرفيه على الدراسهات والسهتفتاءات
يار سون تأثيا هاما وملحوظا ف توج يه نتائج ال سح ال سياسي; لن الجو بة تتأ ثر بتوق يت وكيف ية
توج يه ال سئلة ،والرقام بذا الع ن الوا ضح الحدد ه بع كس ما هو شائع ه لي ست حياد ية على
الطلق .
ولئن أخذ البعض على علم السياسة فشله ف استنباط قواني علمية عامة ثابتة تف سّر وتتنبأ بالسلوك
ال سياسي ،فالواب عن ذلك تده ع ند ألبت اينشتا ين الذي أجاب عن سؤال مفاده :لاذا ل تكون
السياسة مثل الفيزياء ف استنباط القواني؟ بقوله« :ل ّن السياسة أصعب من الفيزياء».
أمها فروع علم السهياسة الرئيسهية فههي الكومهة ،والنظمهة والؤسهسات السهياسية ،والماعات
السياسية ،والنظرية ال سياسية ،والحزاب السياسية ،والؤسسات الدولية والعلقات الدولية ..ويد
القارئ معالة وافية ومستقلة للتقسيمات هذه ف بنود أخرى ف الوسوعة.
ت سعى النظ مة ال ستبدادية ف الدول ك ما ت سعى المبيال ية كنظام ا ستبدادي وا ستغلل دول ،إل
مصهادرة السهياسة عهن طريهق تغييهب الوعهي والقمهع ومنهع الشاركهة كضمان لسهتمرار الحتكار
وال ستئثار ال سياسي والقت صادي .و قد ساعد التخلف الثقا ف والقت صادي ال سائد ف العال الثالث
على إبعاد الماه ي عن ال سياسة ف ال قب ال ستعمارية الول .فال سعي الض ن من أ جل الكفاف
يشغل الناس عن السياسة ،والمية وصعوبة الواصلت ،وتشتت النتاج وطبيعته الختلفة ،والعلقات
ل عن الجراءات الق صودة اّل ت
الجتماع ية ش به البدائ ية ،كلّ ذلك يب عد الناس عن ال سياسة فض ً
تتخذها السلطة الستعمارية ف هذا التاه .بيد أن نزوع الشعوب الطبيعي نو التحرر من السيطرة
السياسية الجنبية والتطلع إل أوضاع اقتصادية أكثر عدلً ،بالضافة إل التطوّرات الوضوعية الناجة
عن التناقض الضمن ف عملية الستغلل الستعماري ،كلّ هذا يدفع ف اتاه بروز طليعة سياسية ث
مشار كة جاهي ية متو سعة ف العمل ية ال سياسية اّل ت ت صبح و سيلة الماه ي الضطهدة لدخول باب
الفعل التاريي والتقدم القتصادي والضاري .فالنضال ضد اليمنة الارجية والستغلل القتصادي
يعمل على نشر الوعي ويفرض أسلوب التنظيم ف العمل ويقوّي الروابط بي الفئات الضطهدة الّت
يتزايد إحساسها بشخصيتها وأبمية نضالا وبروح العصر وقضاياه.
إنّه النضال ضهد السهتعمار والسهتغلل القتصهادي الجنهب ،وإن شكّل دفعهة كهبية باتاه زجّه
الماه ي ف إطار الع صر ،ل ي قق أهدا فه ومرام يه عن طر يق نا حه ف إحراز الن صر الول أل و هو
تقيهق السهتقلل الوطنه .فسهرعان مها يكتشهف النظام الديهد اسهتمرار قوة الوجود القتصهادي
السهتعماري (انظهر السهتعمار الديهد) وضخامهة مهام التنميهة وإرسهاء دعائم نظام سهياسي متطوّر
ومسهتقرّ ،والثهر السهلب الذي يتركهه ضعهف انتشار العلم وضعهف شبكات الواصهلت وكذلك
العلقات العائليهة السهلطوية ،ومركهز الرأة الثانوي فه الجتمهع إضافهة إل ضعهف الطبقات الهنيهة
والتو سطة على النظام ال سياسي .و قد يكون إبعاد الماه ي عن ال سياسية و سيلة من و سائل إدا مة
الكم ف بعض النظمة الستبدادية ،إل أن لذلك آثاره العامة على إضعاف قدرة الجتمع على التقدم
بوتائر فعالة ومرضية .وف مال إشراك الواطن ف الياة السياسية تلعب الناهج التربوية والتنظيمات
السياسية والنقابات دورا أساسيا ف التوعية وإتاحة الفرصة للممارسة الصحيحة.
ف مزايا السياسة:
ت ستم ّد الفاه يم وال ثل ال سياسية الديقراط ية والضارية أقدم صورها وأباها من التجر بة والنظريات
اليونانية القدية أيام بلوغ أثينا عصرها الذهب (انظر دولة ه الدينة) حيث احتلّ الواطن الصال
مر كز ال جد (النظري والعملي) ال ساسي ف الدولة من خلل مشارك ته الواع ية وال ستمرة ف الياة
ال سياسية العا مة ،وح يث شغلت الياة العا مة وجدان الوا طن وملت دنياه ،ح ت إن أر سطو عرّف
د ستور الدي نة «طري قة حياة» ل مرد بناء أو إطار قانو ن وبالتال ف قد شكّ ل الن سجام الجتما عي
الد فَ الذري للنظر ية ال سياسية ع ند الفكر ين الغر يق .فالدي نة عند هم هي الخلق والجتماع
والقت صاد معا ،والقا سم الشترك ب ي الواطن ي جيعا .و قد عبّر القائد الثي ن البل يغ بيكل يس عن
ذلك بقوله« :إنّ النسهان الذي ل يشارك فه الياة العامهة ههو إنسهان عديه الفائدة» ..والقيادة
ليست ف مثل هذه الالة امتيازا ،بل أهلية للخدمة العامة.
وبالتال فإن الوطنية مساوية للحياة الجتماعية نفسها ،والولء للدولة هو ولء للنفس وللمبادئ ف
الوقت عينه.
غي أن صورة الواطن ا لصال القادر على إفراز القائد ه الديقراطي النموذج ه الّت رستها الدولة
الثين ية ال صغية ف أوج ها ،بق يت صورة فريدة صعبت ماكات ا .فالنظام الثي ن ه ك كل النظ مة
السياسية ه كان وليد ظروفه وزمانه ،ول يستطع الصمود طويلً ف وجه التحديات التجددة ،ناهيك
عن أن ضخامة الدول العاصرة وتشعب الهام الجتماعية يعل من التعذر تقليد هذا النموذج .
وبالط بع فإن الياة ال سياسية تضم نت ه عب التار يخ و ف الجتمعات الختل فة ه قدرا من أنان ية
السياسيي وفساد الطبقة السياسية وانقساميتها ،ومن نصرة معظمهم لصال الطبقة الاكمة الّت اليها
ينتمون بشكل أو بآخر .وإل جانب الستياء الشعب من تكم النظمة الستبدادية ،تنمو ف النظمة
الديقراطية والبيوقراطية مشاعر الستياء من استئثار الطبقة الاكمة بالمتيازات والنافع .وهنا لُبدّ
مهن التفريهق بيه السهياسيي والسهياسة ،لن فسهاد السهياسيي مرض ل يكهن علجهه خارج إطار
السهياسة .ومهن هنها فإن الحزاب الثوريهة عندمها تاجهم طكبقهة السهياسيي تتوخهى انبثاق أخلقيهة
جديدة ،ومار سة سياسية مترف عة عن النا فع الشخ صية ،ول تق صد إلغاء العمل ية ال سياسية ،ولو أنّ
بعض الفكرين والدارسي السياسيي اتموا كارل ماركس بحاولة إلغاء السياسة ف متمعه الشيوعي
النشود.
فالسياسة (وإن تضمّنت عملية مساومة معيّنة تفرِض على الطراف الجتماعية التنازل عن الطالب
الفئويهة القصهوى لصهال التفاههم والوئام فه متمعات مدودة الوارد بالضرورة) ههي الشرط
الجتماعي التمي نو الرية ،وهي شرط السلم الجتماعي والياة الجتماعية والضارية التقدمة.
وهي وحدها تستطيع التوفيق التبادل بي أعضاء وجاعات الجتمع من جهة ،والفاظ على استقللا
النسب من جهة ثانية .إن السياسة ه با هي قادرة عليه من توعية وتعبئة ومشاركة الواطن واستثارة
حا سه ه ضرور ية ل لجرد مار بة الف ساد والف ساد ،بل للبناء والتجد يد والناز الجتما عي .إن
السياسة هي با ترسه من غايات وتفترض وتفرض ماسبة الكم على هذا الساس ،وعلى هذا تصبح
العدالة ومارستها مقياسا لتقوي الكومة والسلطات ،المر الذي يهذّب الكام ويبعدهم عن التطرف
واللمسهؤولية فه أعمالمه .إن ضرورة توافهر صهفات القيادة فه أصهحاب القرار السهياسي ،ومبدأ
ما سبتهم بش كل أو بآ خر من خلل العمل ية ال سياسية يفرضان توا فر ا لكفاءة والك مة والفرا سة
والدهاء والتوازن ف الاكم .أما بالنسبة لصورة الواطن الصال فتختلف من عصر إل عصر ،ولكنّها
تفترض فه كهل الحوال القدرة على ا لشاركهة فه عمليهة السهياسة مهن خلل الكفاءة والوظيفهة
الجتماعية وشيء من الشجاعة.
لقد شكّلت السياسة ه باعتبارها فن المكن ه أرضية عمل الطبقات الاكمة لدامة حكمها كما
شكلت أداة الطبقات ال صاعدة للدخول ف مال الف عل التاري ي وإحداث التغي ي والتنم ية والثورة;
لنا تؤثر تأثيا قويا ف كل مالت الياة با فيها الثقافة والقتصاد.
و هي ف كل الحوال حوار خلّق للعد يد من التناقضات ،ف هي العتدال القدام ،والوحدة التنو عة،
والسلم السلح ،والساومة البدعة ،واللعبة الادة ،والحافظة الُصلِحة ،واليان التشكك ،والتعقيد
البسيط ،والبساطة العقدة ،إنا الصدام الذي توّل إل حوار ،والنظرة الفردية الّت أصبحت مصلحة
جاع ية .وبقدر ما هي إطار وشرط للوجود الضاري فإن ا لي ست شرا ل بد م نه ،بل خ ي م كن،
وضروري لتحقيق التقدم والرفاهية.
(ان ظر :الن ظم ال سياسية ،الفل سفات ال سياسية ،العقائد ال سياسية ،القوة ال سياسية ،الدولة ،ال سلطةن
السيادة ،الشرعية ،الرية ،الغرافيا السياسية ،السجالت ،يوتوبيا ...التسويق السياسي.)...
سياسة الجور:
هي ال سياسة اّل ت تر مي إل تد يد الجور ض من قرار يت خذ على نطاق القت صاد الوط ن بجمله،
ويطبق على كل القطاعات ،وليس ضمن قرار ينشأ حسب اتفاق قد يصل ضمن النشأة الواحدة ،أو
ض من قطاع صناعي مع ي .ذلك أن عمل ية تد يد معدل الجور ل ت عد ف أيام نا خاض عة للمناف سة
دا خل سوق الع مل ،ح يث أ صبح دور نقابات العمال ومنظمات أرباب الع مل والدولة ي تل مكانا
أسهاسيا فه ذلك التحديهد فه معظهم البلدان ،خاصهة بعهد الرب العاليهة الثانيهة لاه كانهت تقتضيهه
الوضاع التضخمية من وضع حد لرية الجور ،ومن اللجوء إل الركزية ف تديد م ستوياتا عن
طريق تدخل الدولة ،كما أن بعض البلدان من ناحية أخرى قد تلجأ إل سياسة الجور لواكبة سياسة
ال ستخدم الكا مل بغ ية الحاف ظة على ال ستقرار القت صادي ،وذلك أ نه من ال سلّم به عادة ض من
مدر سة القت صاد ال ر أن الجور ال سية تن حو ن و الرتفاع كل ما اقترب اقت صاد دولة من مرحلة
ال ستخدام الكا مل ،ب يث إن النقابات الّ ت ستزدالد قوت ا ،ستطالب بش كل م ستمر بر فع الجور،
الش يء الذي يؤدي إل ر فع ال سعار ،وبالتال إل التض خم .ك ما أن الناف سة ب ي أرباب الع مل ف
البحث عن اليد العاملة سيؤدي بدوره ،إل ارتفاع الجور ،فارتفاع السعار فالتضخم .لذلك ل بد
من اللجوء إل سياسة موحدة للجور تأخذ بعي العتبار فالتضخم .لذلك لبد من اللجوء إل سياسة
موحدة للجور تأ خذ بع ي العتبار الطالب النقاب ية ،والو ضع العام للقتصاد ف الو قت نف سه .وقد
تأخذ تلك السياسة عدة أشكال منها:
ه تديد معدلت الجور من طرف الكومة ،بعد استشارة نقابات العمال ومنظمات أرباب العمل.
ه تديد معدلت الجور ،بعد مفاوضات بي نقابات العمال ومنظمات أرباب العمل.
وسواء اعتُبت سياسة الجور وسيلة لقاومة التضخم أو عنصرا هاما ف الطة القتصادية ،فإنه ل
يكههن بأي حال مههن الحوال فصههلها عههن سههياسة الداخيههل (POLITIQUES
)REVENUSالراميهة لربهط توزيهع ثرة الزدهار بنمهو النتاج الكلي ضمهن ظروف ترضهي
متطلبات التوازن القت صادي العام ،أي براعاة تطور النتاج ية من ناح ية ،وتق يق العدالة الجتماع ية
من ناحية أخرى ،وذلك بالعمل على ربط مستوى الجور بالرقم القياسي للسعار ،أو للنتاجية أو
لكليهما معا ،أي باعتماد ما يسمى به «السلّم التغي للجور» مع النتباه لطر التضخم ،وبالعمل
أيضا على تدى حدّ أدن للجور ل يكن النول دونه.
أ ما التحل يل الارك سي بالن سبة ل سياسة الجور ،فإنّ ه ينطلق من أنّ ال جر هو ق بل كل ش يء عل قة
اجتماعية مغطاة بعلقة بي الشياء .فهو ظاهرة اقتصادية مرتطبة بالنتاج السلعي ،يتغي مفهومة بتغي
الساليب النتاجية .ففي أسلوب النتاج الرأسال يكون الجر سعرا لقوة العمل الّت تعتب سلعة تباع
وتشترى ف أسواق العمل ،وف أسلوب النتاج الشتراكي فإن الجر يتحوّل إل وسيلة لكافأة كمية
ونوعية العمل البذول .أما ف الرحلة الشيوعية فإن الشكل النقدي للجر يتفي ويلّ مله الشباع
الباشر للحاجات.
ي قع التمي يز ب ي ال ستثمار والتوظ يف بكون التوظ يف هو ا ستخدام رؤوس أموال للح صول على
عوائد ،وبالتال فهو يرمي بالدرجة الول إل تقيق الربح بشراء سندات أو غيها ،بقطع النظر عن
ال ساهة ف عمل ية النتاج .وهناك عدة مياد ين ي كن أن توظف فيها رؤوس الموال ،منها الت سليف
بفائدة معينهة ،والسهاهة فه الكتتابات الّته تصهدرها الدولة ،وبشراء التزامات شراء الراضهي
والبنايات والُلي والعادن الثمينة واللوحات الفنية والطوابع البيدية الّت لا قيمة تاريية إل ...كما
يكن اعتبار شراء السهم من زاوية معينة توظيفا أيضا; لن زيادة النتاج الّت قد تصل بسبب ذلك
الشراء ل ت كن غا ية الش خص الذي اشترى ال سهم ،بلف الشار كة ف الرأ سال لغا ية ال ساهة ف
نشاط النشأة.
أمها السهتثمار فإِنّهه عبارة عهن تصهيص رأسهال للحصهول على وسهائل إنتاجيهة جديدة ،أو لتطويهر
الوسائل الوجودة لغاية زيادة الطاقة النتاجية وتنمية الربح .أو بعبارة أخرى هو تول الال إل رأسال
منتج ،أي وسائل إنتاج (معامل ،آلت )...ويتمّ تويل الستثمارات داخل النشأة بعدة وسائل منها:
الكتتابات العامة .هذا وتتل سياسة الستثمار ضمن السياسة الستثمار ضمن السياسة القتصادية
موقعا هاما خاصة بالنسبة للدول الصناعية الّت يب عليها ه حسبما يكاد يمع عليه الباء ه أن
ت صص ما ل ي قل عن % 10سنويا من دخل ها القو مي لل ستثمار إذا ما أرادت أن تا فظ على
م ستوى تطورها القت صادي والتق ن ،وكذلك إن ح سن اختيار ال ستثمارات يلعب دورا أ ساسيا ف
توجيهه ممهل الياة القتصهادية وبشكهل خاص فه معالةه مشكلة السهتخدام ،حيهث إن زيادة
ال ستثمارات النت جة تؤدي إل زيادة ال ستهلك ب سبب ما تقّ قه من مداخ يل إضاف ية ،وبالتال إل
زيادة النتاج ،الشيء الذي يؤدي طبعا إل ارتفاع مستوى الستخدام ،ويعتب كين ()KENES
أن ّ الرّكود القتصهادي منشأه ارتفاع حجهم الدّخار على حسهاب السهتثمار .ولتحقيهق الزدهار
القت صادي ف نظره ي ب تغل يب ك فة ال ستثمار ليتح قق التشغ يل الكا مل دون اللجوء إل و سائل
اشتراكية أو حت إصلحية.
أما التحليل الاركسي التقليدي ،فإنه يعتب أن سياسة الستثمار قد وضعت لدمة الرأساليي أصحاب
النشآت الكهبى ،لن الرأسهال يسهتثمر الشاريهع الّته تدرّ عليهه الرباح ،حته لو كانهت ل تلبّي
بثه الفكرة القائلة بأن على السهر أن
الاجات القيقيهة للمجتمهع .لذلك فههو يعمهل جاهدا على ّ
تفّف من الستهلك لتوفي أكثر ما يكن ،حت يتم تويل ال ستثمارات ،أي حسب ذلك التحليل
مطالبة العمال والماهي الكادحة بالتضحية بلقمة عيشها من أجل زيادة ربح الرأساليي.
إل أنه من السلّم به ه سواء ف البلدان الرأسالية أو ف البلدان الشتراكية ه أن سياسة الستثمار
تعتب الُحرّك الساسي للحياة القتصادية ،لكنّ جوهر اللف ف النظرة إليها يكمن ف الدف الذي
ترمي إليه .
سياسة السعار:
إن نا ل نا نب القي قة عند ما نقول :إنّ آل ية ال سعار ض من القت صاد الرأ سال الل يبال تع تب الحرّك
الرئيسي للنشاط القتصادي ،لذلك كانت مل اهتمام بالغ من طرف ك ّل الجهزة السؤولة عن ذلك
النّشاط .فالسهعر الذي هو عبارة عهن القيمهة التجار ية لل سلع والدمات يتحدّد هه حسهب نظريهة
القتصهاد الره هه طبقا لاه يليهه قانون العرض والطلب ،واعتمادا على قاعدة الكلفهة الكليهة
( )FULL COST = COUT TOTAlأي كلفة النتاج (الكلفة الوسيطة والكلفة
الديهة) وعلى الربهح الذي سهيحققه .ولكهن ابتداء مهن الثلثينات ،أي على إثهر الزمهة القتصهادية
العاليهة الكهبى فه ،1929أصهبحت الدولة تلعهب دورا متزايدا فه تديهد السهعار لواجههة
الظروف التضخّم ية ،وانت هى ب ا ال مر إل و ضع سياسة متكاملة لل سعار أملت ها ضرورات متعددة
منها:
ه أن النتجي يلجأون الدولة للحصول على مساعدات ترمي إل منع انفاض السعار بسبب النفعة
الارجية.
ه إن الستهلكي يطالبونا بالعمل على مساعدات تفيض أسعار الواد الساسية الضرورية للمعيشة.
ه إن الدولة تتدخل من تلقاء نفسها ف تديد السعار للمحافظة على استقرار النقد خاصة ف فترات
الضخم ،ولتحقيق العدالة الجتماعية إل حد ما بكسر نفوذ الحتكارات الذي ينهك الستهلكي .
أما أهم الوسائل الّت تعتمد عليها سياسة السعار لتحقيق الهداف الّت وضعت من أجلها فهي:
.1التأث ي على العرض يكون بتخز ين ال سلع ف فترات وفرة النتاج وبتوج يه النتوجات ن و النا فذ
الارجية ،وذلك بتشجيع التصدير عن طريق إلغاء الرسوم على الصادرات ...بيث يكن دعم أسعار
رسوم السلع الهددة بسبب وفرة العرض .أما ف فترات الشحّ فالدولة تلجأ إل رفع حجم النتوجات
عن طريق الستياد أو تفيض الرسوم المركية..
ه سياسة الئتمان حيث إن تديد القروض يكن أن يب الحتكرين على بيع سلعهم الخزونة ،كما
أن الاجة قد تقتضي تسهيل منح القروض لبعض الفروع النتاجية الامة.
ه سياسة استخدام اليد العاملة حيث إن الدولة تستطيع عن طريق التوجيه والتكوين الهن أو بتنظيم
الجرة إحداث تغييات ف النتوجات وف عرضها.
أ ما التأث ي على الطلب ،ف قد يكون ف فترات الوفرة باللجوء إل الملت الدعائ ية لغرض ا ستهلك
بعض النتوجات ،وف فترات الشحّة باللجوء إل تقني السلع .أما الوسائل غي الباشرة ف التأثي على
الطلب فقهد تكون مثلً بزيادة القدرة الشرائيهة فه فترات الوفرة ،وبتحديهد تلك القدرة عهن طريهق
الضرائب فه فترات الشهح ،وباتباع سهياسة تثقيفيهة تاه السهتهلك تشجعهه على اسهتهلك بعهض
النتوجات بدل منتوجات أخرى مثهل تعويهض اسهتهلك المهر باسهتهلك الليهب وعصهي الفواكهه
إل...
.2التأث ي على م ستوى ال سعر .ل تعود الدولة ف هذه الالة تقت صر على التد خل ف العرض أو ف
الطلب ،بل تدد هي نفسها مستوى السعر بوضع سعر أقصى يكون أق ّل من السعر الاري ف السوق
بغية مساعدة الستهلك ،أو سعر أدن يكون أرفع من السعر الاري ف السوق بغية تشجيع البائع ،أو
بوضع سعر يُعتب حافزا اجتماعيا واقتصاديا.
.3مراق بة ال سعار .تل جأ الدولة ف فترات الزمات ال سياسية والقت صادية والجتماع ية إل تد يد
ومراق بة كل ال سعار وعلى ج يع ال ستويات ،أو إل تميد ها كليا أو جزئيا ،وذلك للمحاف ظة على
استقرارها ف فترات التضخم أو إل تفيضها إما بقرار قسري أو بتخفيض الرسوم المركية لتمكي
النافسة الارجية من زيادة ضغطها على النتجي الحليي.
وتيز هذه السياسة بي السعار الطبقة ف القطاع الصناعي والتجاري من ناحية ،والسعار الطبقة ف
القطاع الزراعهي مهن ناحيهة أخرى ،ذلك أن السهعار فه هذا القطاع الخيه غيه مضمونهة وغيه
مستقرة.
أما سياسة السعار ف النشآت العامة ،فإنا تعتمد على شعار «السعار القيقية» حيث ل ترمي تلك
النشآت إل تق يق الر بح ،وإن ا إل تق يق النف عة العا مة وبالتال ف سعر كل سلعة أو خد مة ي ب أل
يتجاوز كلفتهههههههههههههههههههههههههههههههههههههها
خطهة سهياسية اقتصهادية اسهتراتيجية تقدّم باه قائد الثورة الروسهية لينيه فه 16آذار هه مارس
،1921تضم نت تراجعا مبدئيا مهمّا في ما يتعلق بتنظ يم القت صاد ودور القطاع الاص والنتاج
الفردي فيه.
وكان الدف من هذه ال طة تنش يط النتاج القت صادي ،ب عد أن أدّت الرب العال ية الول والرب
الهلية الروسية ف أعقاب الثورة البلشفية ،وما رافقها من دمار وتأميمات ،إل توقف واسع النطاق
ف النتاج الصناعي والزراعي .ورافق هذا الدمار شلل ف الواصلت وانتشار الوبئة والجاعة المر
الذي هدد مصي الثورة حت بعد انتصارها على أعدائها ف الداخل.
وقهد نظمهت السهياسة القتصهادية الديدة توزيهع الدوار بيه القطاع الشتراكهي والقطاع الاص،
فحافظهت على ملكيهة الدولة للرض ووسهائل النتاج والصهارف والصهناعات الكهبى ،وأفسهحت
الجال أمام القطاع الاص ف التجارة الداخل ية ،وفر ضت على الفلح ي ح صصا معي نة من إنتاج هم
ي سلمونا للدولة ،على أن يصرفوا ما يف يض عن تلك الصص وفق ما يرون .وكان من النطقي أن
يرفع التأميم عن الصناعات الفيفة فصدر ف 7توز ه يوليو قرار بذلك عن النشآت الّت تستخدم
أقهل مهن 20عاملً ،وإل قيام قطاع متلط (فه 13آذار هه مارس )1922أتاح للشركات
الميكية والبيطانية واللانية والفرنسية السهام ف هذا القطاع .وقد تكن أرماند هامر اليهودي
الميكي من الصول على امتياز لستغلل مناجم ف سيبييا.
وقد نحت هذه الطة ف إنعاش القتصاد السوفييت وإعادة مستويات النتاج الصناعي والزراعي ف
غضون 5ه 6سنوات إل ما كا نت عل يه ق بل الرب العال ية الول ومكّ نت ستالي من البدء
بسلسلة من الطط القتصادية المسية منذ عام ،1928الّت فرضت سيطرة الدولة على جيع
أو جه النشاط النتا جي ،واضطرت ،ف سبيل إناز ذلك ،إل القضاء على طب قة الكولك والشرائح
الستفيدة من الرونة الّت أفسحت الجال للقطاع الاص بوجب السياسة القتصادية الديدة.
سياسة المر الواقع:
تعمّد تغي ي الوضاع بش كل عملي وبدون مسوّغ قانو ن أو شر عي ،عن طر يق إحداث أو إناز أمر
مها ،يتعذر الرجوع عنهه ،أو إعادة المور إل مها كانهت عليهه ،بدف إرغام الطرف الخهر على
الرضوخ لا يترتب على ذلك من نتائج وآثار.
تتنوع أشكال مارسة المر الواقع ف الياة السياسية الداخلية والدولية إل درجة يصعب حصرها ،إل
أناه غالبا مها تعتمهد على البادرة والتخطيهط الحكهم والقدرة والتهديهد الضمنه بالقوة ،وتتطلب
مواجهت ها أو مقاومت ها صفات مشاب ة ف ال صوم قد ل يتوا فر جلّ ها أو كلّ ها ،ب يث ي صبح قبول
الواقع الديد أو التغاضي عنه الطريق السهل للطراف العنية .وقد تنجح سياسة المر الواقع ف
إضعاف قدرة الصوم ،إل العمل على تغيي الظروف الّت ساعدت الصم على الجابة ،إل أن ذلك
قد يفّز هؤلء الصوم إل العمل على تغيي الظروف الّت ساعدت الصم على التمكن من الغافلة
وفرض وا قع جد يد إ ما عن طر يق تغييات داخل ية أو الدخول ف تالفات خارج ية لتعد يل مواز ين
القوى.
إن فرض سياسة المر الواقع بشكل مستمر تأخذ أوضح أشكالا ف الثال الصهيون ،لن الصهيونية
شقّت طريقها ف فلسطي من خلل سياسة أساها مططوها سياسة «خلق القائق» عن طريق الجرة
وال ستيطان وإقا مة النشآت والتح صينات والقوات ال سلحة دون مواف قة عرب فل سطي أهال البلد
الشرعيي ،بل وضد حقوقهم الشرعية ومطالبهم السياسية الصرية ،ومن خلل الفرض بالقوة .كما
ات بع الكيان ال صهيون م ثل هذه ال سياسة ضد القطار العرب ية الجاورة ،و ف الرا ضي الحتلة ب عد
الرب العربية ه السرائيلية الثالثة (. )1967
والعروف أن الانيا النازية اتبعت سياسة مشابة سواء ف تسليح نفسها أو ف توسيع قواتا السلحة
واحتلل منا طق منو عة ال سلح ،وذلك على خلف التزامات ا التعاهد ية الدول ية ،ث احتلل أرا ضي
الدول الجاورة بجّة حاجاتا إل «الجال اليوي» ،إل أن ذلك أدّى ف النهاية إل نشوء تكتل قوي
ضدها الَ َق الزية الساحقة با ف الرب العالية الثانية.
سياسة التسلح:
ص ف الدول ال كبى)
هي ال سياسة اّل ت تر سها القيادة ال سياسية ف بلد من البلدان (وبش كل أخ ّ
بالتن سيق مع القيادة الع سكرية ،بدف تزو يد القوات ال سلحة بال سلح والعتاد النا سبي للدفاع عن
البلد وفقا لتصهوّر مسهبق لطبيعهة العلقات الدوليهة وبؤر التوتهر القابلة للنفجار .وتدف سهياسة
التسلح إل اختيار أنسب أنواع السلحة لتزويد القوات السلحة با ،من خلل التركيز على التسلح
التقليدي أو النووي ،وفقا لمكانيات الدولة ولجم التحديات الّت تواجهها ،وطبيعة الصراع الذي
قد تو ضه ،بالضا فة إل نوع ية وكميّة الت سلح الذي يتل كه ال صم القائم فعلً أو التو قع .وترت بط
سياسة التسلح ارتباطا وثيقا بسياسة الدفاع بشكل خاص وبالدور الياسي الذي تتطلع الدولة العنية
إل القيام به داخليا وإقليميا وعاليا (قمع ،هيمنة ،حياد ،ترر ،دفاع.)...
ومن أجل اختيار سياسة تسليح جيّدة ،يب على السلطات السياسية أن يكون بينها وبي السياسي
والتقن والصناعي والقتصادي والعسكري تعاون وثيق; لتحديد نوع السلح وكميته والدّة اللزمة
لنتا جه وتد يد ها مش المان التوا فر للبلد ،واللح ظة الّ ت يبدأ في ها النتاج على نطاق وا سع دون
تعريض أمن البلد للخطر.
وينطبق ذلك بشكل خاص على سياسة التسليح لدى الدول الصناعية الّت تنتج أسلحتها بنفسها .أما
الدول الّ ت ت ستورد ال سلح ،فإن سياستها الت سليحية مرتب طة بأمور عديدة ترج عن إرادت ا ،م ثل
مصلحة الدولة الصناعية الّت تزوّدها بالسلح ،ومدى التقدم التكنولوجي فيها ،وبعدها أو قربا من
الدولة ال ستوردة ،وقدرت ا على ع مل ال سور الو ية أو البحر ية لن قل ال سلحة والعدات والذخائر
ب سرعة ع ند تأزّم الوضاع ،وطبي عة العلقات ب ي الدولة ال صدرة والدولة ال ستوردة ،وطبي عة ميزان
ه العسهكرية ا لتطورة ،المهر
مدفوعات الدولة ال ستوردة ،وقدرة سهكّانا على ا ستيعاب التكنولوجي ا
الذي يعل سياسة التسليح ،بل والسياسية العسكرية للدولة الستوردة مرهوني لدى الدولة الصدرة،
وخاضع ي ل صالها ورغبات ا .من ه نا فإن العد يد من الدول التقدم ية ف العال الثالث تاول ر سم
سياستها التسليحية على أساس التقليل ه إل أقصى حد ه من السلحة التطورة جدا والستوردة،
والعتماد بشكل أساسي على التنظيم الشعب والعقائدي وعلى السلحة الدفاعية الضادة.
سياسة (تسويق سياسي):
الت سويق ال سياسي (أو ما دُرج على ت سميته بالاركت نغ ال سياسي) هو الع مل لتح سي و ضع حزب
سياسي ما على م ستوى زيادة عدد أعضائه ،لتح سي ال ساهات الال ية والنتماءات العائدة لزب
معيّ ن ،أو برنا مج سياسي .و ف هذا ال سبيل ي ستخدم الت سويق ال سياسي ج يع الو سائل الضرور ية
والتقنيات المك نة للو صول إل هدف ُحدّد م سبقا ،وذلك بالرتباط مع تطلعات الرأي العام الش عب
ومتطلبات الماهي القيقية أو الفترضة.
و من الضروري التمي يز ما ب ي الت سويق ال سياسي العام الحدّد أعله وب ي« :الت سويق النتخا ب» و
«الدعايهههههة السهههههياسية» ( )PUBLICTEو «الدعاوة السهههههياسية»
(. )PROPAGANDE
«فالتسويق النتخاب» هدفه مصور باجتذاب أكب عدد مكن من الصوات النتخابية لصال حزب
أو مرّشح.
أ ما «الدعا ية ال سياسية» ،فإن ا تع ن ت صميم وتنف يذ ممو عة متنا سقة من ال ساليب التقن ية ف سبيل
إيصهال معلومات وأفكار ومبادئ معيّنهة ،وذلك للق تصهوّر أو عقيدة جديدة لدى الرأي العام ،أو
لدعهم عقيدة موجودة أو دحهض أخرى .وتبتغهي هذه الدعايهة فه النهايهة خلق الظروف اللئمهة
والستعداد الياب لينضمّ الواطن إل مبادئ حزب ما أو مشروع سياسي ما .ويترجم هذا الستعداد
بالختيار السياسي.
أما «الدعاوة السياسية» ف هي الساليب والتقنيات الستعملة بشكل مك ثف ومتوا تر ،أو الّت ترت كز
على استنتاجات مددة بوضوح ،وتبتغي تغيي الرأي العام ف ممله ،والوصول إل أن يتصرف الناس
ه على الدى الطو يل ه بقت ضى ما تتضم نه الدعاوة .ول شك أن هناك دعاوة ي كن نعت ها بأن ا
«توتاليتار ية» (كليان ية) ومُحتقرة لكرا مة الناس ،ك ما كان ال مر ف التيارات الفاش ية ،وهناك دعاوة
أخرى ،كالت تارس ف النظمة الديقراطية والليبالية ،والّت تعتمد على «القناع الديقراطي».
التسويق السياسي والتسويق التجاري:
هناك رابط ما بي ا لتسويق السياسي والتسويق التجاري ول سيما ف الفهوم الديث بالنسبة للخي.
فالتسويق التجاري كان ف الاضي يشدد على كونه استراتيجية عقلن ية ،تدف إل إناح عملية بيع
سهلعة موجودة سهابقا ل أكثهر .أمها اليوم ،فقهد أصهبح التسهويق التجاري يعنه :التحليهل والتنظيهم
والتخطيط وضبط النشاطات والستراتيجيات والطاقات لؤمسسة ما ،ف سبيل التأثي على أكب عدد
مكن من الزبائن الحتملي ،لتلبية رغباتم وحاجاتم ،وبطريقة تعود بالربح على النتج للسلعة ،مع
مراعاة متطلبات الستهلكي ،وأحيانا من خلل خلق حاجات استهلكية حقيقية أو مصطنعة.
والت سويق التجاري بعناه التق ن الد يث ،هو سابق زمنيا للت سويق ال سياسي .و قد اتّ خذ الثا ن من
الول الكثي من منهجياته وتقنياته وطوّعها ف خدمة أهدافه الاصة.
التصال السياسي:
لع ّل التصال السياسي هو «عصب» التسويق السياسي ونقطته الركزية ،حيث ل يكفي معرفة القل
الذي سهتجري فيهه النتخابات على جيهع مسهتوياته ،ول يكفهي أن يصهاغ برنامهج ملئم وأن يتار
مرشح ملئم ،بل يتوقف المر أحيانا كثية على قدرة إيصال الضمون السياسي لبنامج مرشّح إل
الناس بشكل جحيد أم ل ،وعلى قدرة اتصال الرشح بأكب عدد من الناس بطريقة ناجحة.
أ ه القناع السياسي :ويتخذ القناع السياسي أساليب عديدة لضمن فاعليته ،أهها :إطلق «حلة
إعلمية واسعة» هدفها التعريف بالرشّح وببنامه ،وتستخدم السلوب اللئم لتبديد الخاوف الّت
تكون قد ظهرت عب الدراسات السابقة لدى من يتوجه إليهم الرشح ،ولتقدي التطمينات الضرورية
الّت تتناول رغبة هؤلء بتحقيق التغييات الّت يرتونا .وهناك أيضا أسلوب «التحريض السياسي»،
وتسهتخدم عادة هذا السهلوب الفئات التطرّفهة والقليات .ويرتكهز هذا السهلوب على اسهتخدام
الرمان الجتماعهي والوضاع الّته تسهمح بقيام حركهة تريضيهة تكشهف مسهاوئ هذا النظام أو
الزب أو القانون إل..
هناك ،أخيا ،أ سلوب الدعا ية الّ ت ت سعى لحداث تكا مل أيديولو جي وفكري ونف سي لدى العدد
ال كب من النا خبي .إن ا تبت غي بش كل خاص قول بة الرأي العام حول مبادئ عا مة مب سّطة وموا قف
شائعة وذلك ف سبيل الوصول إل نوع من إجاع عام.
ب ه التصويب نو أهداف انتخابية مدّدة والتوجه إليها باللغة اللئمة وبالسلوب الفعّال.
وهكذا ي يز الر شح ما ب ي الماه ي الع تبة على أن ا تدع مه طبيعيا ،وب ي ممو عة «الفات يح» ،أي
الشخاص الذ ين ل م تأث ي وا سع على النا خبي ،كالعيان ،والطباء ،والداري ي الحلي ي ،ورؤ ساء
التنظيمات ،وكوادر اليهش ،ورجال الديهن ،ورؤسهاء الؤسهسات الصهناعية إل ..ويشكهل هؤلء
«مطات ترح يل» تنقل الشعارات والفاه يم والنداءات من ال صدر إل عدد كبي من الناس يرتبطون
ب م ارتباطا مباشرا ويتأثرون بآرائ هم .ك ما ي يز أخيا ،ما ب ي الجموعت ي ال سابقتي وب ي ما يُ سمى
«الناخبي التردّدين» .وعليه أن يزيل ترددهم قدر ما يستطيع .إذا غالبا ما يتوقف فوزه على أصوات
هؤلء.
ج ه مضمون الدعا ية ال سياسية :يرت كز مور الملة الدعائ ية ،ف م ستوى مضمون ا ،على أمر ين
ضرورييه :تقديه إيديولوجيها سهياسية متكاملة ،واسهتخدام منهجيهة إعلم ملئمهة ليصهال هذه
اليديولوج يا ولك سب الناس ل ا ،وذلك عب ا ستخدام الت عبي الب سيط و عب التشد يد على ما يكون
ل للمشاكل الّت يعان منها الناخبون.
حّ
وهناك أساليب ثلثة شائعة تستخدم لجتذاب الناخب :السلوب الذي يرتكز على صياغة وإطلق
«شعارات» معبّرة ،من شأن ا ه عب الترداد التوا تر ه أن تد خل ف نطاق ردّات الف عل الذهن ية
العفوية.
أسهلوب «القناع النطقهي» الذي يرتكهز على عرض قضيهة مها ،وتليلهها ،وبرهنتهها واسهتخلص
نتائجها.
وأخيا أسلوب «الياء الذات» الذي ياطب أحاسيس الناس ،ويلتقي بخاوفهم وآمالم وتطلعاتم;
ويرتكز هذا السلوب على استخدام التشابيه السيّة العبة ،وعلى الرموز وعلى الصور اليائية.
د ه قنوات الدعاية السياسية :القناة الّت أصبحت اليوم أكثر استعمالً هي ل شك قناة التلفزيون.
فالتلفزيون يتميز عن سائر وسائل العلم الماهيية بقدرته على «تعريف وجه الرشح» ،وبسرعة
فائقة وسهولة ،إل العد الكب من الناس .لكن هذه الوسيلة تبقى مع ذلك «وسيطا باردا» مقابل قناة
الذاعة الّت تُعتب «وسيطا حارا» :فغياب الصورة يكثف حضور الصوت ويعل الستمع قابلً لتلقي
مضمون الد يث ح ت أك ثر من القال ال صحاف .وهناك و سيلة الل صقات على أنواع ها :الر سية ،و
«الفوضوية» ،والتجارية .وهناك وسائل عديدة ل سبيل لذكرها كلها هنا ،لكن أهها :النشورات،
والهرجانات الطابيهة ،والسهتعراضات الشعبيهة ،والصهحف النتخابيهة الظرفيهة ،والكتابات على
الدران ،والفلت الشعبيهة ،والظاهرات ،والكتهب الاصهة ،ورتهل السهيارات الّته تمهل مذياعا،
والعارض ،إل...
ومشكلة الدعاية السياسية هي ف الو صول إل انتقاء مموعة من وسائل الت صال والعلم متكاملة
وفعّالة وبأ قل ث ن م كن .لذلك يرص اخت صاصيو العلن على التق يد بالبادئ التال ية :تقد ير قدرة
وفعالية الدف الذي يصبو إليه على الستوى العددي وعلى الستوى النوعي ; تاشي بعثرة العلن
وضيا عه أو عدم ساعه ،تقد ير تكال يف الف سحة أو اليدان الخ صص للعلن والعلم ب يث تكون
التكاليف غي باهظة وانتشار العلن والعلم واسعا ; تقدير مدّة أو وقت التصال وتكراره; توافر
الوسائل وبالتال التاه نو الوسائل التوافرة لكسب السرعة ف الوقت ; تلؤم الوسيط مع مضمون
الرسالة الّت عليه أن يملها ; النفراد بوسيلة إعلمية خاصة برشّح ما توقف عندها النتباه; تاشي
وضع إعلن ف فسحة مشحونة بإعلنات أخرى ; تاشي تصميم وتركيز إعلنات يكن تشويهها.
ف النها ية ،ي ب ألّ يغ يب عن البال أنّ و سيلة العلقات العا مة بختلف أشكال ا ،وو سيلة ضما نة
الرأي ،يب أن يعطى لما أهية بالغة.
4ه تويل التسويق السياسي ف الملت النتخابية :تويل الملت النتخابية مسألة أول ف هذا
الوضوع ،وههي مسهألة «مصهادر التمويهل» ،وقهد تأته مهن الزب ،أو مهن الرشهح نفسهه ،أو مهن
مؤسسات تار ية تدعمه ولا مصلحة بفوزه ،أو من النت خبي أنفسهم عب تبعات شعبية ومن ر يع
حفلت تقام خ صّيصا لذه الغا ية .وبدأ يظهر اليوم أكثر فأكثر أنّ العديد من الرشحي يتّجهون إل
حكومات أجنبية لتمويل حلتهم.
السألة الثان ية تتعلق بجم الال الوّظف ف حلة انتخاب ية .ل يو جد أي مقياس هنا .ل بل نل حظ أن
فرقا شاسعا يصل بي حجم الال الذي يوظّفه هذا الرشح والجم الذي يوظفه مرشح آخر .على
سبيل الثال :ف النتخابات الرئاسية للعام 1969ف فرنسا بلغت مموع تكاليف حلة آلن بوهي
5,3ملي ي فر نك فرن سي ،ومموع تكال يف حلة جورج بو مبيدو حوال 7ملي ي فر نك ،بين ما
بل غت تكال يف حلة ميشال روكار ف العام نف سه 310آلف فر نك ف قط وآلن كريف ي 200
ألف فقط .
خاتة:
«التسويق السياسي» ،خاصة كما أصبح يارس ف عصرنا ،إذ يرتكز على تقنيات حديثة جدا ،يطرح
أسئلة عديدة ،منها:
ما هو اليّز العطى للسياسة بصر العن ،وللتقنية؟ هناك من يعطي الهية الكبى للمستوى التقن،
وهناك من يعطيها للمستوى السياسي الباشر .لكن ،هناك بدون شك ،تكامل ما بي الستوى التقن
والستوى السياسي.
ويتفرع عن هذا السؤال سؤال آخر وهو :أين تبدأ السياسية وأين تنتهي التقنية; ويعتقد البعض أنه
ف مارسة التسويق السياسي ،يغيب اليّز السياسي ويأخذ اليّز التقن الكان كله .وُتقّدم نظريات ف
السياسة لتدعم امتصاص التقنية للحيّز السياسي .ترتكز هذه النظريات على مبادئ من قبيل« :على
العقلنيهة فه الكهم أن ل تتجهه إل للتوصهل إل الصهول على أصهوات القترعيه فه سهبيل إعادة
النتخاب فه السهلطة» ; وذلك «أن الكومات تهبيع السهياسة (بصهفتها سهلعة) مقابهل أصهوات
انتخابية» ،مرّد نشاط يرتكز
على أساليب .كل ذلك يدلّ على الختلف الاصل حول مفهوم وغاية ووسائل السياسة.
لذلك بتنا اليوم نشهد توجّها جديدا ف «التسويق السياسي» يرفض النطلق من ناذج جاعية تعبّر
عن ال سلوكية النتخاب ية ،ويع ي انتباها كبيا ه عب تقنيات الت سويق ال سياسي ه إل ال سلوكية
النتخاب ية الفرد ية .هذا وإن طري قة اعتبار النماذج الماع ية ف ال سلوكية النتخاب ية أداة صحيحة
ومطاب قة للوا قع أدّت إل نتائج كاريكاتور ية .ون د صورة عن إحدى نتائج م ثل هذه الطري قة ف ما
و سلت إل يه ب عض مؤ سسات ا ستقصاء الرأي العام المي كي ،واّل ت انت هت إل ا ستخراج صورة
نوذج ية عا مة وشعب ية للنا خب المي كي التو سط .ول قد ات سمت هذه ال صورة بال سمات الرئي سية
السبع التالية:
.3ليس من السود.
ومهما يكن من أمر فإن التسويق السياسي أصبح أداة فعالة ومنتشرة ،ولكن تبقى الغاية من استعمالا
هي السألة الهم .وإذا كانت مار سة التسويق السياسي تعبّر ه ولو نسبيا ه عن وجه من وجوه
الديقراطية السياسية ،يبقى السؤال الطروح« :إل أي مدى تبقى الطبقة السياسية الاكمة مستعدة
لدارة «ديقراط ية التأثيات التبادلة» الّ ت أغر قت ف برها (و سائل العلم) حكومات تلك الطبقة
السياسية؟
سياسة التشاور بي الدول :
مصطلح دبلوماسي حديث يعكس رغبة عدة دول بإياد حلول عن طريق التشاور فيما بينها لعضلة
قائمة يصعب حلّثها .ومن أجل ذلك يقام اتصال مستمر بي هذه ا لدول ،يوضع خلله بيان بالنقاط
الياب ية والنقاط ال سلبية الت ي و صلت إلي ها العضلة ،والّ ت تع طي سياسة التشاور قيمت ها القيق ية.
وكمثل على هذه السياسة ما يريه المثلون الدائمون لفرنسا ،وبريطانيا والوليات التحدة ،والتاد
السهوفيت فه المهم التحدة مهن اتصهالت ومشاورات بدف تقريهب وجهات نظرههم حول بعهض
الواضع التنازع عليها دوليا.
سياسة التهدئة:
تقدي التنازلت القليمية والسياسية أو التعاقدية لدولة أو قوة أخرى معادية بغية تنب الرب.
اكتسب الصطلح معن سلبيا ف ثلثينات هذا القرن ،عندما حاول بعض ساسيي الغرب كسب هتلر
وشراء رضاه عن طريق إشباع رغباته التوسعية والقليمية بالوافقة على ضمّه بعض الراضي الجاورة
للانيا .ولعل أشهر خطوة ف هذه السياسة كانت اتفاقية ميونيخ الّت عقدها تشمبلن رئيس وزراء
بريطانيا مع هتلر عام 1938والّت اعتبت مثالً للخديعة والفشل ف السياسة الدولية ،علما بأن
تشمهبلي كان يشتري بذه التفاقيهة تأجيهل الرب أي الوقهت اللزم لبيطانيها للسهتعداد للحرب
القاد مة .وت ستخدم إ سرائيل وكبار قادة الغرب ال ستعماريي ف شل سياسة التهدئة ك مبر ل سياستهم
العدوانية ،وتشدّدهم مع العرب ودول العال الثالث التحررة وف جنوب شرقي آسيا.
سياسة خارجية:
تنظيم نشاط الدولة ،ورعاياها والؤسسات التابعة لسيادتا ،مع غيها من الدول والتجمعات الدولية.
وتدف السياسة الارجية إل صيانة استقلل الدولة وأمنها وحاية مصالها القتصادية.
ولا كانت السياسة الارجية تؤثر تأثيا خطيا على شؤون الدفاع والمن والقتصاد ونواحي الياة
الديثة الختلفة ،فإن وضع مبادئ وأهداف السياسة الارجية الرئي سية والقرارات ال كبية من شأن
قيادة الدولة العل يا :رئا سة الدولة والزب الا كم والوزارة صاحبة الخت صاص «اليئة التشريع ية».
ويكون وزير الارجية ومساعدوه والوظفون ف وزارته وف السفارات والقنصليات والبعثات التابعة
لذه الوزارة مسهؤولي عهن تنفيهذ مبادئ السهياسة الارجيهة وتقيهق أهدافهها .بيهد أن نوه العلقات
الدولية وتزايد أهيتها والتطور الذي طرأ على الواصلت أدخل تعديلت مهمة ف هذا الجال دفعت
بالقيادات القيقية والكبى ف الدول إل الشاركة التزايدة ف متلف نواحي السياسة الارجية.
وهناك عوامل رئيسية تؤثر ف تديد خطوط السياسة الارجية :كطبيعة نظم الدولة والوضع الداخلي
عموما ،وموقعهها الغرافه ،والقوة العسهكرية والوارد الطبيعيهة وعدد السهكان والتكويهن الثقافه
والتاريي والضاري.
والعروف أنّ العوامهل والجهزة المنيهة والدفاعيهة قهد أخذت تلعهب دورا ميّزا متزايدا فه تديهد
السياسة الارجية وتسيي بعض أوجهها.
سياسة الدفاع:
هي السياسة الادفة إل رسم وتطوير كلّ الوسائل الكفيلة بتأمي الفاظ على الوطن وسيادته وأمنه
القومي .وتترجم سياسة الدفاع إرادة الكام بواجهة كل خطر يتهدد إقليم المة ومصالها اليوية.
وعلى سياسة الدفاع ه ف أيام نا الال ية ه أن تأ خذ بع ي العتبار التحولت العمي قة الّ ت عرفت ها
ظاهرة الرب منهذ القرن الاضهي :ظهور الرب الشاملة ( 1914هه )1918الّته تتطلب
بالضرورة تعبئة شاملة للموارد العسكرية والبشرية والقتصادية للمم ،وكذلك ولدة العصر الذرّي
( )1945الذي يزيد أيضا من أهية العوامل الصناعية والتكنولوجية ،ويفرض على الدول القادرة
على امتلك السهلح النووي مهودا هائلً فه الضمار العلمهي والال :وإل جانهب خطهر التهديهد
النووي الذي تسهتجيب له اليوم السهتراتيجيات الردعيهة /توجهد أيضا أشكال ضغهط أخرى
(اليديولودجيات ،القتصهاديات ،ال )...تفرض على سهياسة الدفاع أن تكون قادرة على تريهك
مموع قطاعات النشاطات ف الدولة (اليوش ،الدبلوماسية ،القتصاد ،التقصّي ،إل.)...
سياسة الع ّد العكسي:
فه السهتعمال السهياسي :تصهميم على تقيهق هدف معيّن ضمهن مهلة مددة أو تقريبيهة ،يتضمهن
ا ستخدام إنذار أو تد يد باتاذ إجراءات انتقامية صارمة ،ما ل يتجاوب الطرف النذَر (بف تح الذال)
لتقدي تنازلت أو تنفيذ شروط معيّنة ف مدى زمن قريب.
تنطلق هذه السياسة من وقوع تطور أو حادث عند الطرف الخر ،يعتبه الطفر التبنّي لسياسة العد
ل ب صاله اليو ية ،أو بأم نه ،أو بإمكانا ته الدول ية ،م ا ي ستدعي
العك سي غ ي مقبول أو محفا أو م ّ
العمل القوي الاسم لعادة المور إل ما كانت عليه ،أو ما يتيح الجال لتحقيق أهداف أخرى ه
اقتصادية أو عسكرية أو إقليمية أو سياسية ه مبيّتة.
ويتوقف ناح سياسة العد العكسي ف تقيق الدف التوخى قبل التوصل إل نقطة تنفيذ التهديدات،
على مصداقية الطرف التبنّي لثل هذه السياسة ،وعلى تفهّم الطرف الخر لبعاد الوقف ،وف بعض
الحيان على قدرة الطراف الثالثهة فه التوسهط ،وإخراج اللول المكنهة بالصهيغة القبولة لدى
الطراف العنية .كما يستخدم التعبي للشارة إل حتمية الصدام وقاتراب الرب.
وعلى الرغم من أن هذه السياسة تطبق ف حالت معيّنة أكثر من كونا سياسة دائمة لدى دولة من
الدول ،فإن هناك العديد من المثلة الواردة ف التار يخ الديث ،وذلك إما ف إطار توازن القوى أو
حافة الاوية أو اليمنة أو الطامع التوسعية والفهوم السرائيلي ف الدود المنة.
وبالمكان القول إن ا حتلل هتلر لرا ضي ال سوديت التاب عة لتشيكو سلوفاكيا ف عام ،1938
فرض على بريطان يا واللفاء ف أورو با تب ن سياسة ال عد العك سي ،بع ن حتم ية ال صدام الع سكري
لوقهف التوسهعية اللانيهة (انظهر التوسهع القليمهي) وضرورة تصهعيد السهتعداد للحرب .كمها أن
اكتشاف الوليات التحدة لوجود صواريخ سوفييتية قادرة على حل الرؤوس النووية ف كوبا أدّى با
إل تبنّ ي سياسة الع ّد العك سي (ان ظر أز مة ال صواريخ الكوب ية) دون أن يؤدي ذلك إل اندلع حرب
شاملة بي الوليات التحدة والتاد السوفييت (انظر توازن الرعب) .أما ف النطقة العربية ،فإن تبن
إسرائيل لذه السياسة ف ظروف متلفة قد أعطى بعدا معاصرا مهمّا لعان هذه السياسة .فقد اعتبت
إسرائيل انسحاب قوات الطوارئ الدولية التابعة للمم التحدة من الناطق الدودية مع مصر( ،وربا
إدخال الصواريخ السورية إل منطقة البقاع اللبنانية) مناسبة لتبنّي سياسة العد العكسي ،إم لدوافع
حربية توسعية أو لفرض هيبة سياسية تسلطية لهداف سياسية متنوعة الدوافع والنتائج .
وتبقى قدرة الطرف التبنّي لسياسة العد العكسي على ش ّن الرب الناجحة وتأمي النتائج التوخاة عن
هذا الطريق ،الضمان النهائي والكيد لصداقية وفعالية هذه السياسة.
سدْ:
سياسة فرّق ت ُ
من عبارة لتين ية « »divide et impereتتض من مبدأ سياسيا ت سلطيا قديا ،يق ضي
بإضعاف ال صوم والعداء عن طر يق شق صفوفهم وإثارة اللفات والنق سامات في ما بين هم ،أو
باليلولة دون توحدهم عن طريق تزئة قواهم ،وإثارة الواحد ضد الخر .وعلى الرغم من أن هذا
البدأ ينطبق أكثر ما ينطبق على سياسة الدولة الكبى (القوية) الراغبة ف فرض اليمنة وبسط النفوذ
على مناطق أخرى ،فإن البدأ صال كتكتيك للستخدام داخل الؤسسات ،وف السياسات الداخلية
للكيانات والدول .و قد تناول ماكيافيلي شرح هذا البدأ وت طبيقه من خلل ملس الشيوخ الرّوما ن
وملوك أوروبا.
وف التاريخ الديث ند العديد من المثلة على سياسة «فرق تسد» ف نج الدول الستعمارية التبع
ف ال ستعمرات و ف الار طة ال سياسية الّ ت تخ ضت عن ان سار ال ستعمار التقليدي ونشوء ظاهرة
ال ستعمار الد يد .ف قد اتب عت بريطان يا ،على سبيل الثال ،سياسة إثارة النعرات الدين ية والقليم ية
والقبل ية بي سكان الستعمرات ،ل نع توحّد هؤلء ال سكان من أجل مصالهم الشتر كة ف مقاومة
الوجود والسهتغلل السهتعماري .وليهس مهن الضروري أن تلجهأ الدولة السهتعمارية إل اختراع
التناقضات ،بل يكفي أن تغذيها وتدفعها ف اتاه الصدام ومنع التعايش لكي تستطيع أن تقطف ثار
التفرقة بي أبناء الشعب الواحد أو القليم الواحد.
ففي الند ساعدت بريطانيا على تصعيد التناقض الدين إل درجة النقسام إل عدة دول ولدت من
خلل الروب مع أبناء القل يم الوا حد .و ف قبص ساعدت على خلق تناقضات دين ية ه عن صرية
وتفجي هذه التناقضات واستغللا مدة طويلة جدا من الزمن .وف أفريقيا تتزاحم المثلة على سياسة
فرق تسد من خلل التناقضات القبلية والدودية.
غ ي أن أو ضح المثلة وأعمق ها أثرا ف الدى ال سياسي والقت صادي ند ها ف ت طبيق سياسة «فرّق
ت سد» ف الو طن العر ب .فعلى الر غم من وضوح الوحدة الثقاف ية والضار ية والغراف ية لقل يم م ثل
الشرق العربه والزيرة العربيهة ،وعلى الرغهم مهن انضمام العرب إل اللفاء أثناء الرب العاليهة
الول ،واتفاقهم مع هؤلء اللفاء (انظر حسي ه مكماهون ،مراسلت) على أنم إنا يفعلون ذلك
لن يل ال ستقلل وابتغاء الوحدة والنه ضة ،فإن بريطان يا وفرن سا أقدم تا على التفاق سرّا ،ف بادئ
المهر (انظهر سهايكس هه بيكهو) ،على تزئة وتفتيهت الشرق العربه إل دويلت ،وزرع الكيان
الصهيون ف فلسطي للحيلولة دون اتصال الشرق العرب بصر والغرب العرب .ول يكن ذلك كافيا
بنظر هم لضعاف العرب وال سيطرة على مقدرات م ،بل حاول ال ستعماريون الغربيون إثارة النعرات
الطائفيهة ،علوة على تصهليب جدران التجزئة مهن خلل قيام طبقات طفيليهة مسهتفيدة مهن هذه
التجزئة ،والتمه يد للمزيد من التفتيت عن طريق التخطيط لقامة دويلت طائفية ف لبنان و سورية
والعراق .ول شكّ ف أن ذلك كله مهّد لتفج ي ال صراعات الطائف ية ف أعقاب حرب تشر ين ه
اكتوبر 1973لكهي يتلّههى العرب بالروب الهليهة الداخليهة والروب القليميهة ،عوضا عهن
التكتّل والتوحّد ف حرب مشتركة ضد العدو الصهيون الشترك ،ولكي ل يتمكن العرب من ترير
مواردهم القتصادية واستخدام سلح النفط الفعال لصال قضاياهم وقضايا العال الثالث ،وإقامة نظام
اقتصادي دول جديد ،يضمن العدالة ف التبادل والتجارة الدولية.
وتدر ف هذا الصدد الشارة إل أن مايكل ايونيدس ه أحد كبار الباء النكليز ه قد وضع كتابا
حول سياسة بريطانيا ف الشرق العرب ،واعتمادها الساسي على سياسة فرق تسد دون أن تتمكن ف
النهاية من إحراز أهدافها ،وعنوان الكتاب «فرق واخسر» (لندن .)1960
السياسة النفطية:
هي السياسة الّت ترسها وتطط لا الدول النتجة للنفط أو الستهلكة له ،من أجل الستفادة القصوى
من هذه الادة الستراتيجية وتطويعها لدمة أهدافها السياسية والستراتيجية والقتصادية والنائية.
والواقع أنّه ما من موضوع ح ظي باهتمام متلف الو ساط الخت صة وغ ي الختصة ،وأ صبح يصنّف
على رأس قائمة الواضيع الطية الّت لا تأثيها البالغ ف حركة القتصاد العالي ،مثل موضوع النفط
الذي كان و ما زال يع تب ع صب الياة القت صادية ،بل ع صب الياة ف أتّ معاني ها .و هل ف ذلك
غرابة والنفط هو الساس الذي قامت عليه ه وما تزال ه حضارة الغرب وصناعته منذ أكثر من
نصف قرن! ؟
لذلك ،ونظرا لتلك الهية الت صاعدة لذا الصدر الساسي للطا قة ،أخذت الدول النتجة من ناحية
أخرى ،ت ضع الخططات للتح كم ف تلك الادة وتطويع ها لد مة أغراض ها ،ك ّل من زاوي ته الا صة.
لذلك فموضوع ال سياسة النفط ية ي ب أن يعال ض من منظور ين :منظور الدول النت جة التجم عة ف
منظمهة «أوبيهك» ومنظور الدول السهتهلكة المثلة «بوكالة الطاقهة الدوليهة» الّته تأسهست فه
. 1974
أ ه منظور الدول النتجة :منذ أن تأسست منظمة الدول الصدرة للنفط «أوبيك» عام ،1960
والدول العضاء تع مل على اتباع سياسة نفط ية موحّدة تعل ها ما سكة بزمام أمور ها النفط ية .إل أن
الطوة العملية الّت تع ّد فعلً اللبنة الول ف السياسة النفطية للدول النتجة تعود إل سنة 1973
أو ما اصطلح عليه القتصاديون الغربيون «الصدمة النفط ية الول» .حيث اتفقت الدول العضاء
ف أوبيك «ف مؤتر الكويت ف تشرين الول أكتوبر 1973على عدة اجراءات هامة تلخّصت
ف :ه تد يد أ سعار الن فط من جا نب وا حد (أي من جا نب الدول النت جة وحد ها ،ب عد أن كا نت
الشركات الجنب ية هي اّل ت تتح كم بذه ال سعار) و فع ال سعار بن سبة % 70ع ما كا نت عل يه
آنذاك دون الرجوع للشركات الحتكار ية (ان ظر موضوع الطا قة البديلة) .و قد أدّت تلك ال سياسة
فه فترة ل تكاد تتجاوز سنة إل ارتفاع كهبي وسهريع فه عائدات الدول النفطيهة ،بيهث بلغ فائض
العمليات الارية لدول الوبيك ف 1974حوال 120مليار دولر (حسب قيمة الدولر ف
.)1980إل أن ذلك الفائض أ خذ ابتداء من نا ية سنة 1974ف النفاض إل أن ر جع ف
عام 1978إل ما كان عليه قبل الؤتر الذكور .ويعود ذلك إل أن السياسة النفطية الّت رست
عام 1973كانت آنية ول تعتمد على أسس صلبة ودائمة بيث أصبحت كل دولة تتسابق مع
الز من وترق الرا حل ه و هي مقّ ة ف ذلك إل حد ما ه لولوج ميدان الت صنيع وال صول على
التقن ية (التكنولوج يا) بأي ث ن كان .فأقبلت على شراء ال سلع والدمات وخا صة ال سلع النتاج ية
والتجهيزات الع سكرية ح سب شروط ب يع وأ سعار والدمات وخا صة ال سلع النتاج ية والتجهيزات
العسكرية حسب شروط بيع وأسعار وضعتها الدول التقدمة صناعيا والّت راعت فيها طبعا مصالها
الاصة .وقد أدى ذلك إل تصدير التضخم عب السلع النهائية من الدول الصناعية إل الدول النفطية
وبالتال إل امت صاص الفوائد اّل ت حقّقت ها هذه الخية .و ف بدا ية 1979قرّرت دول الوب يك
اتباع سياسة نفطية جديدة تعل أسعار النفط مرتبطة بأسعار السلع النهائية ،بيث تؤدي كلّ زيادة ف
هذه الخية إل زيادة ف الول كما تعل عملية زيادة أو خفض النتاج مرتبطة بالعرض والطلب ف
سوق النفط للمحافظة على ارتفاع السعار .وقد وصفت الدوائر الغربية تلك السياسة به «الصدمة
النفط ية الثان ية» .وكان لزاما على الدول النفط ية اتاذ م ثل تلك الجراءات ر غم ما جرّ ته من آثار
سلبية على الدول النامية الضعيفة ; إذ ارتفعت «فاتورتا» النفطية من حوال 12مليار دولرا سنة
1978إل 18مليار دولر سنة ،1980بق طع الن ظر ع ما جرّه ذلك من تف يض ف ح جم
ال صادرات ب سبب ترا جع النموّ ف الدول ال صناعية ،وبالتال ترا جع الطلب في ها على سلع الدول
النام ية ،و من انفاض ف الحتيا طي من العملة ال صعبة الجنب ية ،ب يث أ صبحت العد يد من الدول
النامية غي العضاء ف أوبك مبة على دفع أكثر من ثلث ما تصل عليه من تلك العملة عن طريق
التصدير لشراء الواردات النفطية ،بينما كان ف 1978ي صّص لذلك أق ّل من المس .والقيقة
أن الدول النفط ية ل ت كن تر مي بتلك ال سياسة إل أك ثر من إزالة آثار التض خم ال ستورد الي ها عب
السلع الستوردة من الغرب .ولكن حت هذه الطوة الثانية ل تُنفّذ بذافيها ،وأصبح واضحا خاصة
ب عد اجتماع منظ مة الوب يك ف آب ه اوغ سطس 1981أ نه من الع سي و ضع سياسة نفط ية
واضحهة وموحّدة للدول العضاء .حيهث إن الملكهة العربيهة السهعودية أصهرّت على الحافظهة على
مسهتوى إنتاجهها الال الذي بلغ 10ملييه برميهل فه اليوم ،1981وعلى عدم تاوز 34
دولرا للبميل الواحد وهو أدن سعر لامات الدول النتجة الخرى .وهدف السعودية كما أعلنه
السؤولون النفطيون «عقلنة» فروق السعار الراهنة وتبنّي خطة طويلة الدى لتكييف السعار حسب
التضخهم .وبذلك فإن دول الوبيهك ل تتوصهل إل اتفاق نائي لرسهم سهياسة مسهتقلّة منسهجمة،
وأ صبحت كل دولة تت صرف عمليا وفقا ل صالها الا صة الّ ت تلي علي ها ف غالب الحيان اتباع
سياسة تنا قض م صال الدول الخرى .ومه ما ي كن من أ مر فإن الدول النت جة ل يكن ها أن تتح مل
انفاض الطلب على نفط ها إل إل حد مع ي ل يوز ه ح سب تقديرات ال باء ه أن ينل ت ت
20أو 22مليون برميل يوميا ،وإل فإنا ستكون عاجزة عن فرض أي ارتفاع ف السعار .لذلك
ج به أ سواق الن فط حاليا (
فإن تنش يط الطلب يقت ضي تف يض النتاج للتقل يل من الفائض الذي تع ّ
.)1982وضمن هذا النطلق أخذت الكويت تطّط لتخفيض إنتاجها من 5,1مليون برميل ف
اليوم إل 2,1مليون برم يل ،ك ما علّ قت الشحنات القررة لشركات «بريت يش بتروليوم») (BP
وشهههههههههههههههل ( )Shellوغولف أويهههههههههههههههل
( ،)Golf oilوكذلك الشركات اليابانيهة ،لكهي تبهها على إعادة التفاوض حول السهعار
الضاف ية البال غة 3دولرات للبم يل فوق ال سعر الكوي ت الر سي 5,35دولرا .إل أن ك ساد
السوق النفطية العالية بسبب ارتفاع الخزونات ف الدول الصناعية جعل تلك الشركات ل تستجيب
لطلبات الكويت .كما يبدو أن «قطر» وجّهت بدورها إنذارا للشركات اليابانية بتوقيف الشحنات
إذا ل تق بل سعرا إضافيا قدره 5,6دولرا للبم يل الوا حد .و من التو قع أن يكون ردّ ف عل تلك
ل لشقيقاتا الغربية .كما أن إنتاج النفط قد انفض ف إمارة أبو ظب بدولة المارات
الشركات ماث ً
العربية التحدة خلل النصف الول من عام 1981بنسبة .% 13ومن ناحية أخرى انفضت
ال صادرات النفط ية خلل الفترة نف سها بن سبة % 19مقار نة بالفترة الماثلة من عام .1980
وتشي الحصاءات الرسية الصادر عن دائرة نفط «أبو ظب» إل أن معدل إنتاج النفط ف شهر توز
ه يول يو 1981قد ان فض بن سبة % 24ع ما بل غه ف حزيران ه يون يو الذي سبقه ح يث
و صل إل مليون و 60ألف برم يل يوميا بين ما كان ف أيار ه ما يو مليونا و 131ألف برم يل
يوميا .ول تقتصر عملية تفيض النتاج على الدول النفطية الغنية بل أصبحت مل اهتمام ك ّل الدول
النتجة بقطع النظر عن قوّتا أو ضعفها .فقد أعلنت مثلً شركة النفط الوطنية الاليزية عن تفيض
إنتاج ها من الن فط للح ّد من التخ مة اّل ت تغ طي سوق الن فط الدول ية ،وذلك م نذ منت صف سنة
1981من 270ألف برميل يوميا إل 220ألف برميل يوميا .هذا فيما يتعلق بالشق الول
من السياسة النفطية والذي يشمل تديد أسعار النفط ومستوى إنتاجه ،أما الشق الثان فيتعلق بإعادة
تدوير الفوائد النفطية.
إعادة تدويهر الفوائد النفطيهة :بالرغهم مهن عدم توصهلّ دول الوبيهك إل اتفاق نائي حول أسهعار
ومسههتوى إنتاج النفههط ،فإناهه بالقابههل تكاد تكون ممعههة على موضوع إعادة تدويههر (
)recydlageفوائده ،وإن كان بعض الدول مثل العراق يركز على استثمار تلك الفوائد ف
القطار الناميهة وخاصهة القطار العربيهة الفقية .والبعهض الخهر يوسهّع ذلك ال ستثمار ،بهل يركّزه
أسهاسا فه الدول الصهناعية ; لن ذلك هه فه نظره هه يعله يسهاهم فه الشراف على النشاط
القتصادي لتلك الدول من ناحية ويلب له أرباحا طائلة من ناحية أخرى .وسنرى وجهة نظر الدول
الصناعية بالنسبة لذا الوضوع فيما بعد .
وانطلقا مهن ذلك فإن السهعودية الّته تسهتثمر رؤوس أموال كهبية فه الوليات التحدة مهن خلل
ال صارف المريك ية م نذ عدة سنوات كث فت ف الولة الخية نشاط ها ال ستثماري ف الارج ،إذ
أقدمت ف 1980على استثمار مليار دولر ف أسهم يابانية بواسطة مصرفي بريطانيي ويساوي
ذلك البلغ %,3من مموع أ سهم سوق الموال النقولة (بور صة) لطوك يو ،و هي أ كب سوق ف
العال ب عد سوق نيويورك .ك ما أن دول الل يج قد ا ستثمرت ف ال سنة نف سها حوال 5,3مليار
دولر ف ال سواق اليابان ية ،وبذلك ف قد شجّ عت تلك ال ستثمارات مؤ شر التبادل ف العد يد من
ال سواق العال ية إذ ازداد بوال % 67ف هو نغ كو نغ و % 59ف سنغافورة ...و ف نطاق
استثمار وتوظيف الفوائد النفطية وافقت الملكة العربية السعودية على إقراض صندوق النقد الدول
ما ممو عه 10مليارات دولر على سنتي ،بعدل فائدة عال مرت بط بال سوق ،مع منح ها إمكان ية
تو يل قروضها إل أذون لامله تول إل أي جاعة عا مة أو خا صة .و من ناح ية أخرى فإن الصارف
العربية قدمت العديد من القروض لدول أوروبا الشرقية بعد أن أحجمت عن ذلك مصارف الدول
الغربية ،باستثناء مصرف كريدي ليون ( )redit Lyonnaisالفرنسي ومصرف طوكيو.
وأه ّم الصارف العربية القرضة هي مصرف الليج ف الرياض الذي يلك مصرف الرياض الحدود
السعودي % 60منه ،ومصرف الكويت الوطن والصرف العرب للستثمار والتجارة الارجية ف
أ بو ظب ،وال صرف للدول العضاء ف منظ مة أوب يك الوجودة ف م صارف الدول ال صناعية ،فإن ا
تزداد شهريا بنسب عالية ،وإِن كانت الزيادة السجّلة ف الربع الخي من عام 1980ل تزد على
4,1مليار دولرا مقا بل 3,7مليارات دولر ف الر بع الثالث من ال سنة نف سها .ك ما أن تلك
الدول زودّت النظام الصرف العالي ف سنة ت 1980بوال 34مليار دولر يذهب قسم كبي
منها للدول النامية والدول الشتراكية والدول التقدمة الصغية على شكل قروض.
إضا فة إل ذلك فإن ال سياسة النفط ية للعد يد من الدول النت جة ،قد أخذت ترت كز إل جا نب حا ية
السعار وتوظيف العائدات ،على الفاظ على مزونا النفطي أطول فترة مكنة .وهكذا فإن بلدا مثل
العراق قد وضع نصب عينيه هدفا مدّدا هو أن «يكون أحد آخر برميلي نفط ف العال عراقيا».
ب ه منظور الدول الستهلكة :منذ أن اتذت الدول النفطية العضاء ف أوبيك قرارها التاريي ف
مؤتره الكو يت 1973بتحد يد أ سعار نفط ها بنف سها والدول ال ستهلكة تاول بش ت الو سائل
إفشال ذلك القرار وإفرا غه من متواه ،بل والتآ مر العل ن وال سّري لتق سيم الدول النفط ية وبالتال
ضرب الوبيهك الّته أصهبحت فه نظرهها الدف الول الذي يبه القضاء عليهه .ذلك أنّ الدول
الصهناعية السهتهلكة للنفهط بنهت أنظمتهها القتصهادية وأسهاليب حياتاه على اسهتغلل ثروات العال
الثالث ،فبينما تعيش شعوب العال الثالث ف ماعة شبه دائمة ،يصل سكان الوليات التحدة الذي ل
يثلون سوى % 6من سكان العال على % 55من كل الثروات الطبيع ية ف العمورة ،وعلى
رأسها النفط الذي أصبح منذ منتصف القرن الال الصدر الساسي للطاقة تستغلّه الدول الصناعية
بأقلّ كلفة مكنة ،مع مافظتها ف الوقت نفسه على مصادر طاقتها كاحتياطي استراتيجي .إل أن قوة
«الصدمة النفطية الُول» كما تسميها الدول الستهلكة جعلتها تفيق من سباتا العميق ،وتدرك أن
ع صر الياة التر فة على ح ساب الخر ين قد ولّى ،وعلي ها إذا أرادت الروج من أزمت ها الان قة أن
تعل خططها القتصادية الستقبلية متماشية مع متطلبات الرحلة الديدة الّت تثل الطاقة وف مقدمتها
النفط ركيزتا الساسية .وانطلقا من ذلك كان أول الطوات لواجهة «الزمة النفطية» ان أقدمت
الدول الصهناعية السهتهلكة بقيادة ى الوليات التحدة المريكيهة فه سهنة 1974على تأسهيس
«وكالة الطاقة الدولية» الّت أرسى دعائمها الول هنري كيسنجر وزير الارجية المريكية السابق
لجابة الوبيك.
ه اتاذ تدابي صارمة للمحافظة على الطاقة ولتوفيها لبناء احتياطي استراتيجي.
ففرنسها مثلً كانهت تسهتهلك فه 1973حوال % 17, 1مهن الفحهم و % 65, 8مهن
النفط و %8, 4من الغاز و % 5, 5من الطاقة الائية و %8,1من الطاقة النووية أصبحت
ف سنة 1981ت ستهلك الن سب التال ية % 17, 7من الف حم و % 49, 3من الن فط و
% 13من الغاز و %17, 9من الطاقة الائية و % 10, 3من الطاقة النووية .ومن القرر
حسب بعض التقارير الديثة (أواخر )1981أن ينخفض استهلك النفط إل %31, 9وأن
ترتفع الطاقة الائية إل %6, 2وسيحافظ الغاز تقريبا على السنبة نفسها وبالقابل سيتفع استهلك
الطاقة النووية إل نسةب تترواح بي 28و % 30سنة .1990ومع ذلك فإننا نلحظ من
خلل تلك النسب أن النفط سيحافظ على مكانته الول ،بل أنه سيمثل مع الغاز الستورد هو أيضا
ف أغلبه من الدول العضاء ف أوبيك حوال نصف الطاقة الستهلكة ف الدول الصناعية الغربية إل
ناية هذا القرن على أقلّ تقدير.
وبالنسبة لوضوع إعادة تدوير العوائد النفطية فقد حقّقت الدول الصناعية ه إل ح ّد كبي ه غايتها
الزدوجهة التمثلة فه جلب هه أو بالحرى هه اسهترجاع رؤوس أموال طائلة كان مهن الفروض أن
تفقدها من ناحية ،ومن ناحية أخرى جعل الدول النفطية «تساهم» ف عملية النتاج الصناعي فيها
وتعتمد عليها ف الصول على التقنية (التكنولوجية) الضرورية لنموها .وبذلك تصبح الدول النتجة
للن فط حري صة ك ّل الرص على سلمة وا ستقرار اقت صاد الدول ال صناعية لتشا بك م صال الطرف ي.
هذا وقد عرضنا فيما سبق وجهة نظر الدول النفطية حول هذا الوضوع.
أ ما في ما يتعلق بوضو عي تقو ية التعاون ب ي الدول ال ستهلكة وإياد عل قة ثاب تة مع الدول النت جة
ل حبا على ورق ،وذلك راجع إل تباين النظمة القتصادية والسياسية السائدة ف
للنفط ،فإنما ظَ ّ
تلك الدول ،الشيء الذي يعل علقاتا بالدول النامية عامة وبالدول النفطية خاصة تتلف ،بالدرجة
الول ،بإختلف قوة أو ضعف ارتباط اقتصادها بالواد الولية ومصادر الطاقة ،وف مقدمتها النفط،
دون إهال النطلق السياسي الذي يعل موقف بعض الدول الصناعية ف مرحلة من الراحل قريبا من
موقهف بعهض دول العال الثالث .وقهد أدى ذلك التبايهن فه الصهال وفه السهياسات ضمهن الدول
ال صناعية إل إحداث صدع داخل ها تثّل ف عدم التفاق حول مو قف موحّ د تاه ال سياسة النفط ية
للدول العضاء ف أوبيك .وقد عبّر كيسنجر الذي يثّل الطرف التشدد النادي بوقف صدامي مع
أوب يك عن خي بة أمله بقوله ف ماضرة بعنوان «جيو سياسية الن فط» ألقا ها أمام ل نة الطا قة والوارد
الطبيعية ف ملس الشيوخ المريكي ...« :فمنذ إقامة وكالة الطاقة الدولية ف عام 1974ل يكن
التعاون ب ي الديقراطيات ال صناعية مالة لقطار أوبيك ك سبا لرضا ها متناف سة في ما بين ها للحصول
على موقع خاص مؤقت أو عازفة عن الشاركة ف جهودها التفاوضية ف أزمة الشرق الوسط» .كما
عب عن الو قف نف سه ال سناتور هوارد باي كر ف التقر ير الذي رف عه إل الكونغرس والذي جاء ف يه:
« ...إن حلف ناتو يواجه توترات وانشقاقات باتت تدّد وحدة الصف الغرب».
وهكذا نلص إل القول :إ نه ح ت الن ل تو جد سياسة نفط ية بالع ن التّ للكل مة سواء على نطاق
الدول النت جة الّ ت أ صبحت م بة على القبول بأد ن سعر لنفط ها ه من الحت مل أل يتجاوز 34
دولرا ه للبميل (أكتوبر )1981أو على نطاق الدول الستهلكة .وإن وضع مثل تلك السياسة
على النطاق الدول يتوقف على إعادة النظر ف النظام القتصادي العالي الال بشكل يزيل التفاوت
الكبي بي الشمال والنوب ،حيث إن ثلثة أرباع البشرية التمثلة ف الدول النامية ل تصل إل على
; 6, 5مهن النتوج العاليه الجال ،وإن الدخهل الفردي فه تلك الدول أق ّل مهن دخهل الفرد
المري كي بوال 18مرة .وبين ما يلك العال الثالث % 80من الوادّ الول ية ب ا في ها الن فط فإن
ح صّته ف النتاج ال صناعي الجال ل تكاد ت صل إل .% 7وإ نه ل يس من التو قع أن تتغ ي تلك
الن سبة على الدى الق صي أو التو سط تغيّرا جوهريا ب سبب ج شع الدول ال صناعية الّ ت يتّم علي ها
منطقها المبيال الحافظة على الوضع الراهن كما اتضح ذلك من خلل سلسلة الجتماعات الّت
عقدت ف نطاق حوار الشمال والنوب .كما ترد اللحظة أن الدول الصناعية الغربية ل تساهم إل
بن سبة % .35من م مل نات ها الداخلي ل ساعدة الدول النام ية ،بين ما ت ساهم الدول العضاء ف
«أوبيك» بنسبة تتراوح بي % 3و % 6من ممل ناتها الداخلي.
السياسة والقتصاد:
إن ال سياسة ،من ح يث هي الدارة الجتماع ية للحياة العا مة للمجت مع تتفا عل وتتشا بك حكما ف
علقة تأثي متبادل مستمر وقوي بالقتصاد (غي الحادي أو البدائي) ،الذي هو التحصيل والتنظيم
الماعي والجتماعي والتكامل للقوة والنتاج ،وبا ينشأ عن العملية القتصادية (أناط النتاج) من
علقات النتاج والتمركز الجتماعي .وبقي علم القتصاد يسمى «القتصاد السياسي» مدة طويلة
من الزمن.
وبديهي أن إدارة الياة الجتماعية العامة تؤثر وتتأثر بإنتاج القوت وتوزيع ملكية أدواته ونتاجه.
فالقرارات السهياسية تدّد حقوق وأناط اللكيهة (مهن خلل القانون) وتتناول الضرائب والدخهل
والن قد وال سيولة و سعر الفائدة وال صرف العام وتوظ يف العام ،والدمات والرا فق العا مة (كالتعل يم
وال صحّة والب يد والن قل) والجور والضمانات الجتماع ية والقطاع العام ،و هي جيعا ذات م ساس
مبا شر وغ ي مبا شر بالقت صاد .وم نذ القدم كان ارتباط القوة ال سياسية بالقوة ى القت صادية واضحا
ورئيسها .ول تكهن ماولت الفصهل بيه السهياسة والقتصهاد سهوى جهود مثاليهة يائسهة خاليهة مهن
الواقعية ،أو مغرضة ،هدفها التعمية لماية مصال وأوضاع معيّنة أو التستر على حقائق مرجة لفئات
نافذة ف الجتمع.
إن تاري ية و صلحية أي نظام سياسي ترت بط قيا سا وقدرة على ال ستمرار ب ا يقدّم هذا النظام من
معطيات وصهلحية فه مواجههة التحديات القتصهادية للنظام الجتماعهي ،وبالقدرة على اسهتيعاب
العنا صر الك ثر تأثيا ف العمل ية القتصادية ض من النظام ال سياسي .كذلك فإن طبيعة الزمات اّل ت
تتعرض ل ا النظ مة القت صادية (ان ظر الز مة العا مة للرأ سالية) تتطلب ا ستخدام ال سلطة ال سياسية
لماية الصال القتصادية الكبى عب مؤسسات الدولة وأجهزتا وقراراتا.
ولو نظر نا إل التار يخ ال سياسي و سجلّ الف كر ال سياسي ،لوجد نا أن الفكر ين ال سياسيي اليوناني ي
أدركوا ه بوضوح وع مق ه العل قة التي نة ب ي ال سياسية والقت صاد ،و صنفوا ف ضوء التجر بة
السهياسية اليونانيهة ،النظمهة السهياسية على أسهاس علقاتاه باللكيهة الاصهة والثروة والطبقات
القتصادية ،وموقع الطبقة الغنية ف هرمية السلطة .فالنظام ه ف نظرهم ه يكون أوليغارشيا عندما
تكون الثروة ف يد قلّة غن ية أر ستقراطية حاك مة تتوارث الثروة وت سخّر ال كم لد مة م صالها.
ويكون النظام ديقراطيا إذا كان القرارات العامة والياة الجتماعية الشتر كة خاضعة لغالبية أعضاء
السهم السهياسي الّته ل تتمتهع ،بطبيعهة الال ،بالثروة أو السهب .وقهد اعتهب أفلطون التفاوت
القت صادي ب ي الطبقات الجتماع ية وكذلك النان ية اّل ت تطلق ها اللك ية الا صة ،من أ كب م صادر
ال طر على النظام ال سياسي ،و من أ هم معوقات قيام ال كم ال صال ،ولذلك أل غى اللك ية الا صة
للطبقة الاكمة ف «المهورية» حفاظا على تاسك النظام السياسي وتوخيا لنصراف الكام لتحقيق
الهداف العامهة عوضا عهن الهتمام بتراكهم الثروة الاصهة .وعلى الرغهم مهن أن أرسهطو عارض
منحى أفلطون ف إلغاء اللكية الاصة ،إل أنه ل يفعل ذلك إل لن مثل هذا الجراء ل يؤدي ف رأيه
إل تقيهق الفاظ على الوجدة السهياسية النشودة .ولعهل الفارق بيه شيوعيهة أفلطون والشيوعيهة
العاصرة يكمن ف أن افلطون ل يستخدم السياسة لتحقيق الساواة ف الثروة ،بل يقق الساواة ف
الثروة لزالة عقبة ف وجه إقامة الكم الصال.
وقد سبق يوروبيدس أفلطون ف تقسيم الواطني إل ثلث طبقات :الغنية الطامعة والفقية الاسدة
والوسهطى العاملة على حايهة الجتمهع وإنقاذ الدولة .ويلحهظ أن ّ الكفهر الديقراطهي الليهبالي،
والنظمة الليبالية كذلك ،ركزت على أهية الطبقة الوسطى كعامل موازنة واستقرار وحوار ف بناء
الدولة الصناعية الديثة ،وف إقامة الناخ اللئم لنمو الديقراطية والتقريب بي طبقات الجتمع عامة.
ومن البديهي أن يرتبط النشوء والتكون والصوصية والنلل للدول والنظمة بالعامل القتصادي
الداخلي والطب قي والار جي ،ول عل إ سهام العلّ مة العر ب ع بد الرح ن بن خلدون ف هذا الضمار
وربطه الكم بي العوامل الجتماعية ه القتصادية والراحل والتطورات السياسية كان بثابة نقطة
توّل هامّة ف تفسي الدورة الضارية ف بداية علم فلسفة التاريخ .وقد سار الفكر السياسي اليطال
ماكيافيلي ،ول سيما ف كتا به الم ي ،على ن ج ا بن خلدون وترك أثرا عميقا ف الف كر ال سياسي
الغر ب .وعلى أ ثر قيام النه ضة الورب ية ر بط الفكرون ال سياسيون ب ي الر ية ال سياسية (ان ظر الع قد
الجتماعي ،الديقراطية ،لوك ،ستيورات ه مل ،الليبالية )..وبي الرية القتصادية التمثلة باللكية
الاصة كح ّق «طبيعي» و «مقدس» .ولقد كان من الطبيعي أن تتأثر نظرة هؤلء الديقراطية بالواقع
القتصهادي والطب قي ،إل در جة أ نّ حقّه النتخاب اقتصهر على الفئة الال كة (دافعهة الضرائب) ف
بريطان يا (أ مّ البلانات) إل ما ق بل عقود من الز من وح سب ،وغ ي ذلك من قيود على مار سة حق
الشاركة الطبيعي للبشر با ف ذلك حق الرأة نفسها ف الشاركة على قدم السماواة مع الرجل.
ومع ماولة الطبقات الالكة مارسة السيطرة وتوزيع القوة والثروة ف الجتمع با يتناسب ومصالها،
فإن تلك الطبقات بذلت جهودا شاملة ومتواصلة ،على صعيد الؤسسات الصغرى كالصنع والكتب،
لنشهر فكرة اسهتيعاب النظام للمصهال التوازنهة والتصهارعة فه الجتمهع ،وتوافقهه مهع قيهم العدالة
ومقاي يس الشرعية بنظر ال سم الجتما عي أو غالبية أعضائه على القلّ .وقد تطور النظام ال سياسي
الغرب تت وطأة هذه العتبارات لكي يصبح أشل وأوسع قاعدة ف الشاركة السياسية عن طريق
القتراع العام وحرية إنشاء المعيات والحزاب وف الشاركة القتصادية عن طريق إنشاء النقابات
العمّالية وح ّق الفاوضة الماعية لتحديد الجور وامتيازات العمل.
ب يد أن م ثل هذا التو سع ف الشار كة الشعب ية ف ال سلطة و ف الوارد القت صادية ت تدرييا ،ول يُلغ
ظاهرة الصراع بي الطبقات ،وإن دفعها ف التاه السلمي ف معظم الجتمعات الصناعية الغربية.
وقد حاول جون ستيوارت ه مل ،والذهب النفعي ،التوفيق بي السياسة والقتصاد لدى تقرير مبدأ
الن فع الكب للعدد الكب كهدف للنظام الجتما عي .أما النظّر ين الرأ ساليي ال ساسسيي م ثل آدم
سيث فقد حاولوا تييز السياسة لصال القتصاد عندما نادوا بالنظام الر النقي والتزام الدولة بعدم
التدخل ف القتصاد ،وعندما اعتبوا أن أفضل أنواع الكم هي تلك الّت تكم بأخ فّ وطأة مكنة،
عهن طريهق اليان بأن النافسهة والنضباط التلقائي فه السهائل القتصهادية والعامهة كفيلن بتسهيي
الجت مع ومؤ سساته على أف ضل و جه م كن .وإل جا نب الدارس الفكر ية الديقراط ية ه التعدد ية
الرأ سالية نشأت تيارات اشتراك ية فوضو ية ومثال ية انتقدت سيطرة رأس الال والغنياء على مقال يد
ال كم ( سيطرة القت صاد على ال سياسة) ،ونادت بتغل يب الق يم الن سانية وال سياسية عن طر يق م نع
الستغلل القتصادي وهيمنة رأس الال على السياسة .وعلى الرغم من تأثر كارل ماركس بالتيارات
الشتراكية والقتصاد السياسي ،فإن نقده للنظام الرأسال جاء قويا ومتكاملً وثوريا بشكل ليس له
نظ ي .وخل صة ما جاء به مار كس ف هذا ال صدد هو قوله :بأن التار يخ برمّ ته هو سجلّ ل صراع
الطبقات ،الصهراع بيه الذيهن يلكون والذيهن ل يلكون أي بيه الكّام والحكوميه ،لن مالكهي
و سائل النتاج ي سيطرون على مقال يد ال كم ،وي سخّرون الدولة لد مة م صالهم وأهداف هم ،بل
ويسيطرون على الثقافة والعلم والتعليم ،بيث تسود أفكارهم ف الجتمع وتتخذ سيطرتم صفة
سياسية وقيمية (شرعية) .وهذه البن السياسية والفكرية بالنسبة لاركس هي بن فوقية تعكس حقيقة
البناء التحت القتصادي وتكون تابعة له.
وعلى الرغم من ماولة العديد من النظرين الاركسيي دفع تمة التادية القتصادية ف تفسي التاريخ
والجتماع ع ند ماركهس فليهس ثةه شك بأن مارسهك يُخ ضع ال سياسة للقتصهاد ،وتتض من رؤاه
ال ستقبلية ومتمعهه النشود إلغاء ال سياسة ل صال القتصهاد عهن طر يق إلغاء الطبقات وزوال الدولة
(انظر شيوعية) .
و قد اهت مّ بوضوع الترا بط ب ي الطبقات القت صادية النافذة وال كم ال سياسي العد يد من الكتاب
والباحثي واشتهر من بي هؤلء ف القرن العشرين باريتو ف كتابه «الطبقة الاكمة» وس .رايت مليز
ف «النخبهة الاك مة» ح يث جرت دراسهة التشا بك بيه القيادات الاكمهة الميكيهة فه الياد ين
هة
هة للديقراطيه
هكرية ،وبارينغتون مور ف ه «الذور الجتماعيه
هادية والعسه
هياسية والقتصه
السه
والديكتاتوريهة» حيهث درس مور أسهباب الختلف فه تطوّر أنظمهة الكهم مهن خلل اختلف
التحالفات ،وتباين ظروف صعود الطبقات الاكمة إل سدة السلطة ف الدول الرئيسية ف العال .
أما ف البالد العربية فقد تعرضنا ف بند منفصل للعلقة بي السياسة والقتصاد ف العراق من خلل
معالتنا لادة «الضباطج الشريفيون» وإل العلقة بي القتصاد والسياسة ف بند «الشلب» و كذلك
«السيد» .ولو توسعنا ف الدراسة لنشمل الليج العرب والزيرة العربية ،لرأئينا أن العائلة الاكمة
ف الكويت (آل الصباح) تالفت منذ نزوحها من ند مع العائلت النجدية التجارية الّت وفدت معها
إل الكويت مثل الغان والصقر والقطامي والبدر والصال والرومي .واعتمدت على القتراض منها ف
الراحل الّت سبقت ظهور النفط ،وإن امتنعت ف كثي من الحوال عن التزاوج منها لعدم اعترافها
بالساواة الجتماعية معها .وف الزيرة العربية ند أن العائلة السعودية قد استعانت ببعض العائلت
التجارية مثل القصيب وعلى رضا وأبا اليل لغرض القراض وتول التموين والهام الدارية ف بعض
الالت .أ ما ال ساء اّل ت ل عت ف عال الال والدارة ب عد تد فق عائدات ا لن فط ف قد ن ت من حول
العائلة السعودية وبفضلها وبالتحالف والشراكة مع بعض شخصياتا وفروعها .وف مناطق أخرى من
الليج العرب ند القصة ذاتا تتكر مع اختلف الساء .ففي قطر ند أن العائلة الاكمة (آل ثان)
قد تالفت مع آل الدرو يش والعثمان وهكذا .ومع تو سع الهاز الداري للدولة والقوات ال سلحة
والجالت الصناعية الديثة تنشأ الاجة إل امتداد أجنحة التحالف إل السيطرة على هذه الرافق،
أو إدخال العناصر الفاعلة والحركة فيها ف بناء الطبقة الاكمة ،من خلل الشاركة النسبية ف الال
والسهلطة كهي يسهتمر النظام الاكهم فه السهتجابة للتحديات والتطورا الّته تفرضهها مقتضيات
وحيثيات التحديث البحبوحة القتصادية ،وكي ل يتناقض الديد مع القدي.
إ ِن نوّ الدولة الدي ثة وتعا ظم موارد ها ودور ها ف الياة القت صادية رجّح ك فة الطب قة ال سياسية
الاك مة ه إذا صح الف صل بين ها وب ي الطب قة القت صادية النافذة ه وبالتال ف قد زاد من اندفاع
الخية ن و الشار كة الا مة ف مقال يد ال سلطة لما ية ال صال ،ف الو قت الذي ازدادت ف يه أه ية
توسيع قاعدة الكم لشمول الطبقات الفاعلة ف الجتمع وفق تطور النظمة السياسية ،نو الجالس
التمثيلية والنتخابات ،ونظرا لهية التوجيه الفكري والتعليمي ف التنشئة والقيم الجتماعية ،المر
الذي يفرض على الطبقهة الاكمهة الرونهة ،وشول القوى القتصهادية الؤثرة على وسهائل العلم
والتوج يه وكذلك قطاعات من الثقف ي من أبناء الطبقات الو سطى .إن القوة ال سياسية ل ي كن أن
تتخهذ موقفا ل مباليا مهن القوى القتصهادية الرئيسهية (والعكهس أيضا) فإمها التوحّده ( عب المتداد
والشاركة) والتحالف ،وإمّا الصراع الذي ينشد حسم التناقض لصال الوحدة والتحالف .
الشعب:
.2ممو عة أفراد يقطنون ف بق عة واحدة ،كأن تقول مثلً :ش عب بيوت أو ش عب الدي نة الفلن ية،
بعن سكان الدينة أو أهلها.
.3مموعهة أفراد يقطنون فه مكان واحهد وتربطههم روابهط معينهة ،كالصهول الواحدة ،والعادات
والتقال يد والؤ سسات الشتر كة ،وهكذا فإن اتاد المهوريات الرو سية الشتراك ية يتض من شعوبا
عديدة من هذا النوع.
.4مموعة أفراد ل يقطنون ف بلد واحد ،ولكنهم يشعرون أنم ه من خلل أصلهم الواحد ،أو
ديانتهم أو أي رابط آخر ه يشكّلون شعبا واحدا (كالشعب الفلسطين مثلً) .
.5ممو عة أفراد يؤلّفون أمّة ت قع ض من حدود جغراف ية مدّدة وتشمل ها قوان ي عا مة ومؤ سسات
سياسية مددة .وق بل الثورة الفرن سية (عام )1789كان الش عب يع ن ممو عة الفراد أو الرع ية
الاض عة للملك ذي ال سلطة الطل قة .وخلل الثورة الذكورة ثارت طب قة الش عب وأطا حت باللك
والنظام الل كي .و من ث أ صبحت تع ن كل مة الش عب :ممو عة من الواطن ي ف بلد مع ي ينتخبون
الاكم ف نظام جهوري.
وهكذا ارت بط م صطلح الش عب ب صطلح الديقراط ية ،وهذه الخية تع ن ح كم الش عب لذا ته ك ما
تعن جيع الؤسسات الّت تنبثق عن مثل هذا الكم.
والديقراطية موضوع قائم بذاته (انظر كلمة ديقراطية) ولكن كل حديث عن الديقراطية ينطلق من
مبدأ مفهوم الش عب و من ح كم الش عب لذا ته ،ه مه ما تعددت أناط الديقراط ية ه كالديقراط ية
العتدلة ،والديقراطية التنافسية ،والديقراطية الستفتائية ،والتوتاليتارية والتكنوقراطية ال...
وأيا كان نوع الديقراط ية فإن القاي يس العا مة الّ ت تت صل بالع شب لعر فة مدى اشتراك هذا الخ ي
اشتراكا فعليا ف الياة السياسية تبقى قائمة ف اتاهات عديدة أهها:
أ ه فحص طبيعة وطريقة عمل الوسائل العتمدة للتعبي الشعب ،وأهم هذه الوسائل :النتخابات:
مَنْ ينتخب؟ كيف يتم النتخاب؟ لاذا ينتخب الشعب؟ ث الحزاب السياسية ،والنقابات.
ب ه فحص طبيعة وطريقة تطبيق القرارات السياسية باتاه الشعب ،ف النظمة التوتاليتارية ،ف نظام
السلطة الفردية أو الليغارشية ،ف النظام البلان.
كلّ هذه ال سائل هي ف الوا قع الو سائل والشروط الّ ت ل ب ّد من الب حث في ها للتحقّ ق من صحّة
الديقراطيههههة ،أي حكههههم الشعههههب للشعههههب حكما سههههليما وعادلً.
الشرعية:
مفهوم سياسي مركزي مستم ّد من كلمة شرع (قانون أو عرف معتمد وراسخ ،دين أو مدن) ،يرمز
إل العلقة القائمة بي الاكم والحكوم التضمنة توافق العمل أو النهج السياسي للحكم مع الصال
والقيم الجتماعية للمواطني ،با يؤدي إل القبول الطوعي من قِبل الشعب بقواني وتشريعات النظام
السياسي .وهكذا تكون الشرعية علقة تبادلية بي الاكم والحكومي (ماكس فيب) ،ذلك أنه مقابل
طا عة الحكوم ي للوا مر ال صادرة عن ال سلطة يقوم الا كم بتقد ي الدل يل على قدر ته على خد مة
شع به عامهة و ف الوقات الر جة خا صة .إن تول يد وتر سيخ العتقاد بفعال ية وملء مة الؤ سسات
ال سياسية القائ مة لاجات الجت مع ،يترا فق مع ف هم الجت مع ال سائد للعدالة الّ ت هي ل بّ الشرع ية
ومقياسهها .إن غياب الشعور بعدالة السهلطة يلغهي الشرعيهة ويعهل الثورة على النظام أمرا مشروعا
على أساس القاعدة السلمية الفكرية «إن قول كلمة حق ف وجه سلطان جائر خي من صلة ألف
شهر» أو عملً بالنطق الترتب على قول سانت أوغسطي «إن السلطة بل عدالة هي سرقة كبى».
وتدلّ جيهع عناصهر الشرعيهة الذكورة على العلقهة التبادليهة وتوافهق القيهم بيه الاكهم والحكوم،
وإحساس الحكوم بفعالية وعدالة النظام السياسي ،على أنّ الشرعية مستمدّة من المّة أو الشعب أو
جاهي الحكومي .وبالطبع فإنّ هذا الستنتاج صحيح حت عندما تدّعي طبقة من الكام القّ اللي
ف ال كم; إذ إن ت سليم الناس بال ق الل ي للملوك مرت بط بإيان م الشترك مع الا كم والكهنوت
بعتقدات وق يم د ين معيّن تت مّ با سه م صادرة حق الش عب ف مار سة عمل ية تقي يم شرع ية ال كم
باستمرار .وعلى هذا الساس تلجأ أنظمة الكم الختلفة لتثبيت شرعيتها بوسائل متلفة هدفها جيعا
إظهار تتعها بتأييد غالبية الشعب وقدرتا على حاية مصاله وتقيق أهدافه «القيقية» ،إما مرحليا أو
ف الدى البعيد.
ويقول عال الجتماع المي كي تالكوث بار سونز إن الشرع ية هي ال صلة الول ية ب ي الق يم كعنا صر
داخلية لشخصية الفرد وناذج العادات والتقاليد والنظم الجتماعية ،والّت توضّح تركيب علقات
الجت مع ،وكعمل ية فعّالة ف الن ظم الجتماع ية .والشرع ية ف نظره وظي فة متعددة النواع :مضمون
القي مة نف سها ،طبي عة ور سوخ ال برات الطلو بة ،الن مط والترت يب الداخلي للق يم ،طبي عة الالة الّ ت
ي كن أن يق بل في ها الفا عل ب عض أنواع اللتزام الّ ت يتع هد بتنفيذ ها كق يم تش كل جزءا من النظام
الجتماعي.
كذلك يؤ كد العال ال سياسي المري كي كارل دوي تش على أن مقومات الشرع ية تتض من وعدا من
الاكم بأن ل يؤدي السعي نو قيمة من القيم إل التناقض مع تقيق القيم الخرى .أو اليلولة دون
تقيقهها (يدّد بارسهونز القيهم بالسهلطة والتنوّر والثروة والصهحة والهارة والعواطهف والسهتقامة
والحترام) .ويعتب دويتش أن كيفية وصول الاكم إل الكم تعال العن الضيق للشرعية بينما المر
الوهري ف الشرعية هو الفعل السياسي وتوافقه مع حس الناس بالعدالة.
وهناك أنواع عديدة من الشرعية ،فمنها ما هو تقليدي قائم على استمرار العادة أو معتقدات الدين
والتراث والثورات ف ال كم ،وهو ن ط سائد ف الجتمعات القبل ية والدينية واللكية .ومنها ما هو
عقل ن يقوم على أ ساس تفا هم أو ع قد اجتما عي يتج سد ف وثي قة د ستورية وب صيغ قانون ية تدّد
حقوق وواجبات الاكهم والحكوم ،ويترافهق هذا النمهط مهن الشرعيهة مهع التغييات فه ظروف
الجتمعات وطرق النتاج والنظرة إل مو قع الن سان ف الكون وحقوق الفرد ف الجت مع .ثُمّ هناك
شرعية تستم ّد ُقوّتا العنوية واندفاعها الادي من أهدافها ،كالشرعية الثورية أو الشتراكية .وهنك
الشرعية التجسدة بالشخصية القيادية الستثنائية (انظر كاريزما وزعيم) الّت تتمكن من استقطاب
الرأي العام وتأييد المة أو الشعب بشكل قادر على تاوز الصيغ التقليدية ،وقد يكون مرحلة مؤدية
إل انبثاق صيغ جديدة قائمة على الدستور أو إل قيام حكم فردي م ستند إمّ ا إل إدعاء أو إل واقع
التأي يد الش عب الباشر عن طر يق ال ستفتاء والظاهرات الشعب ية أو غي ذلك من و سائل ،مع ضمان
وجود أجهزة قمعيهة فعّالة (كاليهش أو اليليشيات الشعبيهة أو الزبيهة والشرطهة أو أجهزة متفرعهة)
لساندته ف وجه أي تركات مضادة.
إن القول بأن مفاهيم الشرعية الديثة تستند إل مفهوم السيادة الشعبية ل يؤدي بالنظمة السياسية
إل ش كل وا حد أو متقارب ،لن النظ مة العا صرة على اختلف ميول ا ه با ستثناء ب عض النظ مة
العنصرية مثل جنوب أفريقيا ه تستند إل هذا البدأ من حيث الدعاء أو القيقة ،كما أن التطرف ف
تفسي مبدأ السيادة الشعبية قد يوصل إل الكليانية من جانب ،والفوضوية السياسية من جانب آخر.
وف جيع القب والنظمة تتوسل الشرعية بالؤسسات والوسطاء .حت ف النظمة التقليدية تلعب
الؤسسات الدينية دورا مهما ف التثقيف السياسي ،وف نشر العتقاد بعدالة النظام القائم ،وواجب
الناس ف إطا عة الا كم .و ف النظ مة العا صرة تل عب الكني سة عادة دورا ف مار بة الفكار الثور ية
واليسارية كما تلعب الؤسسات الدينية ف أقطار متلفة من العال دورا ف تثبيت الفاهيم التقليدية.
وماه لفهت أنظار بعهض الدارسهي الولء القوي الذي تبثّه الكنيسهة النكليكانيهة للعرش البيطانه
وللمفاه يم التقليد ية ،ح ت ق يل في ها «أن ا حزب الحافظ ي ف طوزر ال صلة» .ويذ هب الب عض إل
القول بأن العقائد السياسية تشكل ديانات بعن من العان ،فالقومية بذا العن تصبح «دينا علمانيا»
يع مل ف اتاه ت ثبيت شرع ية الدولة القو مى ووحدت ا ،والشيوع ية «د ين» (بع ن ممو عة أفكار
متراب طة را سخة تت خذ صفة اليان الذي ل ي ضع للت ساؤل) مل حد يدم الت سليم بشرع ية الدولة
الشيوعيهة ومعتقداتاه وطرق الكهم فيهها .كذلك فإن النضال ضهد السهيطرة الجنبيهة والخطار
الارجية تساعد على إبعاد التشكيك بالشرعية الوطنية القائمة أثناء توافر مثل تلك الظروف الاصة.
و ف النز مة السهلطوية تل عب مؤ سسة ال يش والدارة دورا ت ثبيتيا للشرعيهة ،بين ما تلعهب أجهزة
العلم مهمة رئيسية فاعلة ومستمرة ف توجيه الرأي العام نو تأييد النظام الكاريزمات.
و من الؤ كد أن الؤ سسات الزب ية تل عب ف النظ مة الدي ثة والعا صرة الدور ال كب ف توط يد
الشرعيهة ،نظرا لاه لاه مهن قدرة على تعبئة الرأي العام ،ولدمتهها كقناة لتوصهيل الطالب الختلفهة
للفئات الجتماع ية أو الت عبي عن ال صال والتاهات ب ا يدم ل فت أنظار النظام إل ضرورة التحاور
والساومة والتلؤم معها ف بعض الالت.
ولا كانت الشرعية تتضمن إرضاء قيم مشتركة بي الاكم والحكوم ،فإن الؤسسات الزبية كثيا
ما تدد تلك القيم وتلق نوعا من أنواع الشاركة الرمية (أي على درجات) بي قمّة الكم وقاعدته
الشعبية .وبالقابل فإنّ الؤسسات الزبية قد تعمل ف اتاه العارضة لشرعية الكم (الكومة) أو حت
لشرعية نظام الكم (كمعارضة نظام الكم اللكي أو المهوري أو البلان أو الرأسال إل.).
إن تدي شرعية السلطة القائمة بنجاح ل بد وأن تسبقه «أزمة شرعية» تطال فعالية النظام واهتزاز
موازين قيم الطبقة الاكمة أو اهتزازه ف نظر الحكومي أنفسهم الذين ياكمونه على أساس قيمهم.
وعلى الرغم من وجاهة قول كارل مار كس ف أن «أفكار الطبقة الاكمة ف أية حقبة هي الفكار
ال سائدة» ،على أ ساس أن الطب قة ال سيطرة على و سائل النتاج الادي ت سيطر على أجهزة التوج يه
الفكري (الثقافهة والتعليهم والعلم) ،فإن الفكار السهائدة معرّضهة للتغيه لكهم تغيه الظروف
الجتماع ية ،وبالتال فإن قدرة الطب قة ال سائدة ف ال سيطرة على الق يم ف الجت مع مرهو نة با ستمرار
تطوير قدرتا ف اتاه مواجهة التحديات التعاقبة بنجاح .ولقد ف صّل العلمة العرب عبد الرحن بن
خلدون تكوّن ونشوء وازدهار وانلل المالك والدول (الدورة الضاريههههة) بنفاذ نادر وريادة
مشهودة ،مبينا أن فقدان الزايا القيادية ف مرحلة النلل تفسح الجال أمام مموعة حاكمة جديدة
من خارج إطار الطبقات الاكمة السائدة .كذلك فإن دراسة تاريخ الجتمعات العربية تدلّ على أن
الثورة على اشرعية القائمة تصل عندما تفقد الطبقات القدية قدرتا على التكيف وقيادة الرد على
التحليلت الديدة ،ولكهن دون أن تتخلى عهن قيادة الشكهل السهياسي لقيادة الدولة كمها حصهل
بالنسبة لفرنسا ف أواخر القرن الثامن عشر (انظر الثورة الفرنسية) ،وروسيا ف العقد الثان من القرن
العشرين (انظر الثورة الفرنسية) على سبيل الثال.
و ف العا مل العا صر توا جه ب عض دول العال ا لثالث أز مة شرع ية نظرا لعدم ر سوخ وا ستقرار أو جه
العلقة الديدة بي الاكم والحكوم ،وعجز الكثي من الطبقات الاكمة عن مواجهة تديات التنمية
«وثورة التوقعات الت صاعدة» والوحدة القوم ية وخلخلة الؤ سسات والق يم التقليد ية ،وذلك ب عد أن
دخلت هذه الجتمعات معترك مراحهل النتاج الديدة ،وماولت تقليهد الجتمعات الصهناعية فه
الش كل الد ستوري دون توا فر ال سس الوضوع ية ل ثل هذه النقلة ف البناء ال سياسي للدولة .ويب قى
على الكثي من النظمة ف العال الثالث أن تتعلم كيف تتجاوز الراحل الول من الشرعية النابعة من
حقّ القوة وحفهظ المهن ،إل الراحهل التاليهة التجسهدة فه تويهل القانون إل أداة لتجسهيد توازن
الطالب الجتماع ية ،وتو سيع القاعدة ال ستفيدة من النظام الجتما عي والنفتاح على التغي ي وتق يق
التطور دون اسهتعداء الفئات الجتماعيهة الضروريهة لناز التطور الطلوب .ومهن خلل مؤسهسات
سهياسية قادرة على السهتقطاب والتعبئة ودفهع مسهية الجتمهع دون أن تنهار تته وطأة ثقلهها
البيوقراطي أو تليها عن طابعها الؤسسي.
الشرق الدن:
تعبي سياسي جغراف غالبا ما يتسعمل ليدلّ إما على مموعة بلد ما يسمّى «باللل الصيب» ،وإمّا
على مموعة بلد تتعدى اللل الصيب.
أما الشرق الدن فيشتمل على البلدان الواقعة ما بي غرب البحر التوسط ،وشرقي الليج العرب،
والبلدان الواقعة على حدود تركيا وإيران.
وهكذا يتطابق هذا التحديد مع ما سي بدول «اللل الصيب» وبشكل تفصيلي يعن الدول التالية:
لبنان ،وسورية ،وفلسطي والردن ،والعراق.
ت عبي سياسي ه جغرا ف يش مل ال صي واليابان وكور يا وفيتنام ولوس وكامبود يا وتايل ند وبور ما
والليو وإندونيسيا والفليبي والند بالضافة إل شرق سيبيا .وتأت هذه التسمية الّت أطلقتها الدول
الغربية الستعمارية ضمن تقسيم العال إل مناطق نفوذ ،وتسميتها بشكل نسب بالنسبة للغرب الذي
هو الر كز .وض من هذا الطار الغر ب شا عت أيضا ت سميات أخرى م ثل الشرق الو سط والشرق
الدن.
وللبحر ية ال سوفييتية قاعدة ها مة ف ميناء «بتروبافلوف سك» الواج هة لزر «اليوشان» ،تع تب أ هم
القواعد الفتوحة مباشرة على الحيط الادي .كما يسيطر التاد السوفييت على جزر «كوريل» الّت
تمي طرق القتراب البحرية الؤدية إل بر «اختسك» ،الذي تقع فيه جزيرة «سخالي» الغنية بآبار
النفهط ،والذي تطهل عليهه الراكهز الصهناعية فه «ماغدان» و «نيقولييفسهك» و «سهوفيتسكايا»،
وكذلك إل بر اليابان الذي عليه ميناء «فلديفوستك».
.2ويلي هذه النطقة مموعة الزر اليابانية ،الّت تعدّ أهم حلقة استراتيجية ف سلسلة الزر الحيطة
بالشواطئ الشرقية للقارة السيوية ،وتعتب السيطرة الميكية عليها بثابة دعم خلفي مباشر لكوريا
النوبية ،الّت تعد نتوءا أرضيا أميكيا يهدد الصي والتاد السوفييت ،بكم أنا بثابة حاملة طائرات
أرض ية كبية ي كن أن ت ستخدمها الطائرات الميك ية كقوا عد أمام ية ،ورأس ج سر على الرا ضي
السيوية.
وإل النوب من اليابان توجد جزيرة «أوكيناوا» ،التابعة أصلً لليابان ،حيث تقيم الوليات التحدة
قاعدة جويهة كهبية لقاذفاتاه السهتراتيجية «ب هه »52ومطارات عدة أخرى ،ومازن للسهلحة
النوو ية ،و صواريخ حاملة لذه ال سلحة النوو ية ،و صواريخ حاملة لذه ال سلحة موضو عة دا خل
ل عن معسكرات ضخمة وورش صيانة وإصلح ومراكز تدريب،
منصات إطلق قوية الماية ،فض ً
و هي تع تب بثا بة الحور ال ستراتيجي للموا قع الع سكرية الميك ية ف غرب الح يط الادي ،خا صة
وأناه تتوسهط السهافة بيه اليابان وتايوان (فورموزا سهابقا) ،وقهد اسهتخدمت بفاعليهة فه مسهاندة
العمليات الربية أثناء الرب الفيتنامية ه الميكية.
.3وتقع «تايوان» إل النوب من «أوكيناوا» ،وهي حلقة هامة من سلسلة الزر الستراتيجية الّت
تطوّق شرق آسيا ،ولذلك فهي ذات أهية استراتيجية بالسنبة للوليات التحدة المريكية .وقد أدّت
القواعهد الويهة وورش الصهيانة الوجودة «تايوان» خدمات كهبية للطيان الميكهي أثناء حرب
فيتنام.
.4وتلي «تايوان» جنوبا جزر «الفيل يبي» و «أندوني سيا» ،الّ ت تع تب م صدرا هامّا للموارد الام،
ويسيطر موقعها الغارف على الضائق الؤدية إل بر الصي النوب والحيط الندي ،كما أنا تعتب
بالن سةب إل أ ستراليا خط الدفاع الار جي تاه ال صي والتاد ال سوفييت .وهناك قاعدتان جوّيتان
وبريتان أميكيتان ف «كلرك» وخل يج « سوييك» بزيرة «لوزون» Luzonبالفيل يبي ،لعب تا
دورا مسهاعدا للقوات الويهة والبحريهة أثناء حرب فيتنام ،وتشكلن أهيهة اسهتراتيجية حاليا بعهد
انسحاب الوليات التحدة من فيتنام.
وتتلك الزر الندوني سية ثروة ها مة من الوادّ الام ،خا صة الطاط والن فط ،ك ما أن ا ذات مو قع
اسهتراتيجي هام ،وبالذات جزيرة «سهومطرة» الشرفهة على مضيهق «ملقها» الواقهع بينهها وبيه
«سنغافورة» و «الليو» ،وهو يتحكم ف اللحة بي بر الصي النوب والحيط الندي .ولذلك تتم
الوليات التحدة بأندونيسيا وتدعم نظام الكم الديد فيها (الذي خلف نظام الرئيس «سوكارنو»
الذي كان يتبع سياسة عدم انياز ،ويرتبط بعلقات اقتصادية وعسكرية مع التاد السوفييت).
.5وقد تقلصت السيطرة الميكية ف جنوب شرقي آسيا نتيجة استقلل «فيتنام» و «لووس» و
«كمبوديا» بعد الرب الفيتنامية ه الميكية ،ولذلك تعمل السياسة الميكية على التمسك حاليا
به «تايلند» و «ماليزيا» ضمن حلف جنوب شرقي آسيا ; إذ إن «تايلند» تعتب اللقة الركية ف
اللف الذكور ،وههي توفهر طرق القتراب البي والبحري نوه «الليهو» و «سهنغافورة» ،وتسهعى
لتحو يل « سنغافورة» إل قاعدة احتياط ية للبحر ية تض ّم ورش صيانة وإ صلح لل سفن ،ك ما تض مّ
« سنغافورة» شب كة رادار بريطان ية النشاء ذات أه ية ف الدفاع الوي بالنط قة ،وهناك اتاه لنشاء
قيادة مشتركة لعمليات الحيط الندي تضمّ دول النطقة والوليات التحدة.
ولقد كان الشرق القصى ه وما زال ه مسرحا هامّا للصراعات الدولية نظرا لهيته القتصادية
وال ستراتيجية ،وتزداد أهي ته حاليا ف ال ستقبل ف ظ ّل صراع القوت ي الع ظم قوة ال صي الشعب ية
التزايدة.
م صطلح غر ب ا ستعماري ،ك ثر ا ستخدامه إبّان الرب العال ية الثان ية ،و هو يش مل منط قة جغفراف ية
تضمّ سوريا ولينان وفلسطي والردن والعراق والليج العرب ومصر وتركيا وإيران ،وتتوسع لتشمل
أفغانستان وقبص وليبا أحيانا .والقصود من إطجلق هذا الصطلح وإدخال دول غي عربية عليها
هو تنّب استخدام مصطلح مثل «النطقة العربية» و «الوطن العرب» لحاربة مفهوم القومية العربية
ونزع صفة الوحدة العربية عنها .كما أنّ للمصطلح دللة على مركزية أوروبا ف العال وهو «شرق
أوسط» بالنسةب لوقعها الغرافية .وليس للمصطلح ما يبّره ف التاريخ ،ول ف التركيب القومي
والعرقي والضاري والجتماعي ،والرابط الوحيد الذي يمع هذه البقاع هو الوقع الغراف.
ول يس هناك حر كة تنادي بوحدة الشرق الو سط ،أو أي ش يء من هذا القب يل .وبالتال ل يس له ما
يبره ومن الفضل تنب استخدامه.
ت عبي غر ب ي ستند ف جذوره إل الرغ بة ال ستعمارية ف ا ستخدام الشرق الو سط كت عبي جغرا ف
سهياسي لنفهي الطابهع القومهي العربه عهن النطقهة العربيهة ،أمها كلمهة «أزمهة» فتشمهل النفجارات
الع سكرية (الروب العرب ية ال سرائيلية) والتوترات النات ة عن ال صراع العر ب ه ال صهيون و عن
كفاح شعب فلسطي (القاومة) من أجل استراداد وطنه السليب ،وعن الرغبة الصهيونية ف التوسع
وال سيطرة من ض من ا ستراتيجية التحالف ال مبيال ال صهيون ف النط قة بش كل عام .ك ما تش مل
الهود والباحثات والؤترات الدوليهة والول الطروحهة فميها يصه الصهراع العربه هه الصههيون
والقضيهة الفلسهطينية .ويده القارئ معالات مسهتقلّة للبنود الشمولة بالتعهبي نظرا لهيهة الدق ّة
والوضوح ف هذا الصدد.
صيغة تعايش:
مصطلح سياسي يدلّ على اتفاق مؤقت أو تسوية مؤقتة .وهذه العبارة لتينية الصل ،معناها الرف
«طريقة العيشة» ويقصد منها اتفاق مؤقت يعقد بي طرفي أو دولتي حول نزاع قائم بينهما ،بانتظار
عقد اتفاق نائي ومفصّل بشأنه ،أو إياد حلّ له عن طريق التحكيم أو القضاء الدول.
وتت مّ هذه التسوية الؤقتة إما عن طريق توقيع اتفاق حسب الصول ،أو بواسطة تبادل مذكرات بي
الطرفي تتضمّن السس التفّق عليها غالبا.
وقهد اسهتعمل هذا التعهبي بشكهل خاص للشارة إل التفاق الؤقهت الاصهل ب ي الفاتيكان والدول
الخرى ،حول العل قة ب ي الكني سة الكاثوليك ية وال سلطة الزمن ية ،وذلك بانتظار التوق يع على اتفاق
نائي بشكل كونكوردا أو اتفاقية بابوية.
صهيونية:
.1ال صهيونية حر كة يهود ية سياسية ،اشتُ قّ ا سها من صهيون ،و هو ج بل ف جنوب القدس جاء
ذكره فه مواضهع متعددة مهن التوراة منهها قوله «رنّموا للربّ السهاكن فه صههيون لنّه مطالب
بالدماء».
تدف الركة الصهيونية إل إعادة مد إسرائيل بإقامة دولة يهودية ف فلسطي ،فإذا ت لا الستيلء
على القدس أقا مت ف مو ضع ال سجد الق صى هي كل سليمان ،ويكون على رأس هذه الدولة الّ ت
تعمل على بسط سيادتا شرقا وغربا «ملك اليهود» الذي هو السيح النتظر والذي ينتهي إليه حكم
العال ،فمن ث مزجت الركة الصهيونية بي السياسة والدين واتذت الدين ركيزة تقوم عليها الدعوة
السياسية.
مرّت الركة الصهيونية براحل متلفة ،وكانت ترفع رأسها بي الي والي كلما استحكم العداء
ب ي اليهود والشعوب النازلة بين ها دون ماولة للمتزاج ب ا ،و ف أوا خر القرن التا سع ع شر نشط تع
هذه الر كة ف رو سيا القي صرية ب سبب حر كة الضطهاد العن صرية وم ساهة اليهود ف الركات
النقلب ية ال سياسية ،فع مل زعماؤ ها على تشج يع الجرة إل فل سطي ،وشراء الرض والقا مة أُول
الستعمرات اليهودية با.
.2انتقلت ال صهيونية إل مرحلة حا سة ف تنف يذ أهداف ها ،بر سم مطّطات مددة اشترك ف بث ها
مثلون لليهود من متلف أناء العال ،فمن ث أخذت الصهيونية طابعا سياسيا دوليا ،هذه الركة هي
الّ ت عُر فت بال صهيونية الديدة ،والّ ت قاد ها ال صحفي النم ساوي الجري ال صل «تيودور هرتزل»
الذي ولد ببوداب ست عام 1860واشترك ف يه عدد من اليود الوربي ي اع تبوا أنف سهم مثل ي
للشعهب اليهودي فه العال ،وانتههى الؤتره الصههيون الول بملة قرارات عُرفهت بهبنامج «بازل»
حدّت العال الرئيسية الركة الصهيونية الديدة ،الّت تضمّنت إحياء اللغة والتراث العبي ،وتشجيع
هجرة اليهود إل فلسطي ،مع إنشاء مؤسسات لتمويل هذه الجرة ،ث الصول على اعتراف الدول
بشروعية هذه الجرة وتيسيها.
كا هدف ال صهيونية م نذ مؤت ر بازل الول (بالضا فة إل الهداف ال سرية الّ ت تضمّن ها بروتوكول
شيوخ صهيون) الع مل على إقا مة دولة يهود ية تو قم على أ ساس العقيدة ،وذلك ب مع اليهود من
متلف أناء العا مل وتوطين هم ف إقل يم هذه الدولة النشودة ،وكا نت فل سطي هدف هذه الر كة،
ول كن عند ما تبيّن أنّ ال سلطان العثما ن ع بد الم يد الثا ن ل يع طف على هذه الر كة ( بل من عت
حكوم ته عمليات تلّك الرض ف فل سطي الّ ت كا نت ت ثل إحدى وليات الشام العثمان ية) ات هت
أنظار بعض زعماء الر كة إل أناء أخرى من العال شلت إفريقيا وأمريكا النوبية ووعدت بريطانيا
بإقطاع مستعمرة «أوغندا» لقامة هذا الوطن ،ولكنّ الركة فشلت كما تعثّرت ماولت إقامة هذا
الوطن على أرض سيناء ف عام 1906حت مع مارسة الضغط البيطان على الكومة الصرية،
لذا التقت أنظار الصهيوني مرة أخية حول فلسطي.
.3ن حت ال صهيونية ف تنف يذ مطط ها ه و هو إقا مة دولة يهود ية ه م نذ الرب العال ية الول،
وتزعّمت ك ّل من بريطانيا والوليات التحدة تقيق هذا الدف على مراحل; ففي معاهدة الصلح عام
1919م ،التيه تضمّنهت قيام نظام النتداب على الوليات العثمانيهة فه الشرق العربه ،رسهت
حدود ما عُرف باسم فلسطي ،وكانت معاهدة «سايكس بيكو» بي فرنسا وبريطانيا الّت ذاع سرّها
عام 1917قد تضمّ نت تق سيم منا طق النفوذ بينه ما على أن تكون فل سطي من ن صيب بريطان يا
وكانهت قوّاتاه العسهكرية تتلّهها حينذاك ،وفه 2نوفمهب مهن العام نفسهه ( )1917أصهدرت
الكو مة البيطان ية على ل سان وز ير خارجيت ها وعدا بإقا مة و طن يهودي ف فل سطي و هو ما عُرف
بتصريح بلفور «وعد بلفور» ،وأصبح هذا الوعد برناما لكومة النتداب منذ أن أقيم هيكل للحكم
الداري ف فلسطي عام ،1920وتعيي السي هربرت صمويل الوزير البيطان اليهودي مندوبا
ساميا .فوضع السس التي تقوم عليها هذه الدولة ف الستقبل ،والّت تشكّل جنينها بإنشاء الوكالة
اليهودية والعتراف با.
.4مرّت الصهيونية برحلة دفع جديدة خلل الرب العالية الثانية ،وتّ اتاذ «مناهضة السامية» ف
أوربها سهتارا يفهي وراءه الخططات الصههيونية فه تقيهق هدفهها الول ،بإعلن قيام دولة يهوديهة
عنصرية ف الزء الكب من فلسطي ،واعتراف عدد كبي من الدول با ،وقبولا عضوا ف هيئة المم
التّحدة ،و قد تضافرت جهود كل من بريطان يا والوليات التحدة على ناح هذا الخ طط ،وكا نت
مهمّء بريطانيا باعتبارها دولة النتداب التمهيد لقيام ا لدولة الصهيونية ،وذلك بالوسائل التية:
أ ه ف تح أبواب الجرة اليهود ية الر سية وال ستورة ،و هي الجرة الّ ت بل غت ذروت ا بطال بة ترومان
دخول 100ألف يهودي جدد ف عام 1946إل فلسطي.
ج ه ه تدر يب اليهود على ا ستخدام ال سلح ،بالضا فة إل إنشاء الفيلق اليهودي ،واعتباره وحدةً
مستقلة عن اليش البيطان ،وذلك باقتراح من «بن غوريون» وترحيب من «تشرشل».
د ه التوسع ف شراء الرض تت حاية التشريعات الّت تضمّنت منع القروض الزراعية عن الفلّح
العرب ،وإرهاقه بالضرائب ،وسنّ قانون نزع اللكية ،ومنح آلف الفدانات من الرض بأثان رمزية
إل اليئات اليهودية ،بالضافة إل تشجيع الشروعات الستثمارية الصناعية كمشروع روتنبج.
هه ه العمل على فشل التجمّع العرب ف عام 1948الذي سبقه تسليم البيطانيي حيفا ويافا
وطبية وبيسان وصفد إل اليهود قبل الوعد القرّر لنهاية النتداب ،فضلً عن تليهم عن معسكراتم
با فيها من عتاد ومعدات بدون مقابل.
.5بقيام دولة يهوديهة باسهم اسهرائيل عام ،1948رفعهت الوليات التحدة رايهة الدعوة
الصهيونية ،فاعتبت نفسها مسؤولة عن أمن اسرائيل وكفلت لا الياة بالبات والنح الالية والعينية،
والقروض طويلة الجل ،وفتح أبوابا لبيع السندات السرائيلية ،والضغط على ألانيا الغربية بعقد ما
عُرف باتفاقية التعويضات اللانية عن جرائم النازيّة ،ث بتقدي السلحة الثقيلة باتفاقات سرّية وعلنية
على أساس توازن القوى ف الشرق الوسط بي دولة يهودية دخيلة ودول العال العرب متمعة.
ضم:
الضمّ ف الصطلح السياسي وسيلة من وسائل التوسع القليمي للدولةن ويتلف الضم عن الوسائل
الخرى لكتساب القليم ه كوضع اليد أو الفتح أو الضافة ه ف أنّ «الضم» يت ّم بوافقة سكان
القليم عن طريق استفتاء شعب ،وقد تّ للانية ض مّ مقاطعة «السار» عام 1935نتيجة لستفتاء
ش عب سبق أن ن صّت عل يه معاهدة ال صلح ،و ف ب عض الحيان قد ي تم إبداء الرأي ت ت الض غط أو
الدعا ية ال سياسية .و من المثلة التقليد ية ض مّ إقل يم ال سوديت وض ّم جهور ية النم سا إل ألان يا عام
،1938وهو ما عُرف اصطلحا باسم «انشلوس» وهي كلمة ألانية بالعن نفسه .
طوائف لبنان:
يشكّل لبنان خريطهة فسهيفسائية مهن الديان والذاههب والطوائف ق ّل نظيهها فه بلد تبلغ مسهاحته
10452كم مربّعا.
يزيهد سهكان لبنان قليلً على ثلثهة ملييه نسهمة .وتزيهد الجموعهة السهلمية على النصهف قليلً.
وتتكوّن من ثلث طوائف :الشيعيّة ،و هي أكب ها ،يبلغ تعداد ها قرا بة 800ألف .تلي ها الطائ فة
ال سنيّة ويبلغ تعداد ها قرا بة 650ألفا .وأخيا الطائ فة الدرز ية ،ويبلغ تعداد ها 250الفا .أ ما
الجموعهة السهحية فتزيهد قليلً على الربعيه بالائة ،وكانهت تشكّل الغلبيهة عنهد إنشاء لبنان عام
.1920يبلغ تعدادها قرابة الليون والنصف.
يندرج ضمهن الجموعهة السهيحية أربعهة مذاههب ،تتوزع إل إحدى عشرة طائفهة باعتبار اللغهة
والليتورجيّا والقومية .أكب طائفة مسيحية هي الارونية ،يبلغ تعدادها نو 650ألفا .تليها طائفة
الروم الرثوذكهس ،وتبلغ نوه 350ألفا ،ثه طائفهة الروم الكاثوليهك ،وتبلغ نوه 240ألفا،
والپروت ستانت 30ألفا .ويبلغ ال سريان الرثوذ كس ن و 25ألفا ،ومثل هم ال سريان الكاثول يك
والكلدان والنساطرة اللّتي.
الطبقة السياسية:
تعبي سياسي يشي إل شرية من شرائح الطبقة القائدة ،وبصورة أد قّ إل جيع الذين يارسون العمل
ف القل ال سياسي الباشر والب حث ،تأثيا ونفوذا على الكومة اّل ت تقود الجت مع ،ويتدخلون على
مستوى اليارات وتديد الحتمالت واتاذ القرارات.
ومن هذه الزاوية .فإن الطبقة السياسية تشمل أعضاء السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وموظفي
الدولة التكنوقراطي ي وأعضاء الحزاب ال سياسية والنقابات والنظمات واليئات الهن ية والجموعات
الضاغ طة ..إل أن هذا الفهوم ل ي صوّر الوا قع بدقّة ،ف هو يفترض وحدة ال سلوك ب ي متلف أعضاء
اليئات الّت تؤلف هذه الطبقة ،كما يفترض وجود استقللية كاملة للسلطة السياسية .بعن آخر فإن
القبول بثهل هذا التعريهف يؤدّي إل القبول بوجود طبقات أخرى مسهتقلّة عهن بعضهها الخهر مثهل
«طبقة» العسكريي أو الدراريي أو أرباب العمل إل..
ولذا ال سبب ف قد ذ هب ب عض علماء ال سياسة إل اقتراح ت عبي «الشخ صيات ال سياسية» أو «رجال
السياسة» للدللة على هذه الطبقة .ومن الفيد أخيا الشارة إل أن الفكر السياسي «موسكا» يعتب
الطبقة السياسية والطبقة القائدة والنخبة السياسية أمرا واحدا.
طائفية:
نظام سياسي اجتما عي متخلّف ،يرت كز على معاملة الفدر كجزء من فئة دين ية تنوب ع نه ف مواق فه
السياسية ،ولتشكّل مع غيها من الطوائف السم السياسي للدولة أو الكيان السياسي .وهو ل شكّ
كيان ضعيف لنه مكوّن من متمع تكمه النقسامات العمودية الّت تش ّق وحدته وتاسكه.
ويستتبع ذلك أن تتحكّم الطائفية بياة الفرد الشخصية ،وتكمه وفق قوانينها وشرائعها الدينية والّت
يقوم فيها رجالُ الدين بوظيفة الوسيط والكم ف آن معا.
و من الوا ضح أنّ م ثل هذا النظام يرم الفرد من حقّه ف ال ساواة ،و من تعامله مع الدولة والجت مع
على أساس ديقراطي ،بل يرم الجتمع من اعتماد العقلنية ف التفكي والعلقات الجتماعية كوسيلة
من وسائل تنظيم الجتمع وتقيق تقدمه ورفاهيته .
فالنظام الطائفهي يقوم على التمييهز بيه الواطنيه ومنهح المتيازات لفئة منههم دون أخرى ،حسهب
ترتيب الولوية الطائفية وبالتال يثي التعصب والقد والتناحر والتناقض اللموضوعي بي الواطني.
ول عل أبرز الن ظم الطائف ية ف العال هو النظام اللبنا ن الذي يعود ف جذوره إل أيام ال كم العثما ن،
والذي مارس فه البدايهة سهياسة التفرقهة بيه الواطنيه ومارس الضطهاد ضهد العرب عامهة وضهد
السيحيي العرب بوجه خاص.
وعندما أخذت السلطنة العثمانية بالنلل التدريي ،أخذت تنح الدول الغربية حق حاية القليات
الدين ية كتنازل منها لنفوذ هذه الدول وكتعز يز لمتيازات ا .وهذا ما دفع أقليات معي نة إل الز يد من
العتماد على الدول الجنب ية كو سيلة للحما ية ،و من ث التم يز عن ال سم العام للمجت مع ،وكان
لذلك أثره الضارّ ف التكوين الوطن وف تقوية إمكانية الدول الغربية من العمل ضد حركة التحرر
العرب ،وضد الوحدة العربية بعد زوال النتداب.
ولقهد ارتفعهت أصهوات وطنيهة عديدة تنادي بإلغاء النظام الطائفهي الذي يوزّع مناصهب الدولة على
الطوائف وينظههر إل لبنان على أنههه اتاد الطوائف .وتنادي بضرورة اعتباره وطنا لميههع أبنائه
ومسهاواتم أمام القانون بالقوق والواجبات ،ول شهك بأن الرب الهليهة الخية تعود فه بعهض
جوانبها إل سيئات الطائفية .
وإذا كا نت الطائف ية ظاهرة مرض ية يعا ن من ها العد يد من الدول الدي ثة ( قبص ،ايرلندة ،بلجي كا
إل )..فإن الالة اللبنانية تعتب فريدة من نوعها وتستح ّق أن نتوقّف عندها مطوّلً; نظرا لا جرّته من
مآس وكوارث على الوطن العرب.
ولعلّ أفضل تليل لظاهرة الطائفية ف لبنان وجذورها التاريية والسياسية قبيل الرب الهلية ،هو ما
قدّمهه الفُكّره اللّبنانه جورج قرم فه كتابهه الصهادر بالفرنسهية تته عنوان« :مسهاهة فه دراسهة
الجتمعات التعدّدة الطوائف» والذي نقتطف منه التحليل التال.
ف سنة 1842قام ف جبل لبنان نظام إداري جديد ق سّم إل قائمقاميتي ،واحدة درزية والخرى
م سيحية ،فكرّس ف سخ التعا يش ب ي الماعات الطائف ية ،وفقدان ال بل ل ستقلله الذا ت القطا عي
التقليدي ،وتعا ظم تد خل الدول الوروب ية ف شؤو نه ،و سرعان ما تبي أن النظام (الذي ُعدّل ع نه
سنة )1845متعذر التطبيق رغم إخضاع القضية الختلطة طائفيا لنظام خاص ،وأنه ل يزيد الوة
الفاصهلة بيه الطائفتيه إل اتسهاعا ; ومها لبثهت الضطرابات أن تدّدت فه عام ،1860وقهد
مهدّت لذا ال و ضائ قة اجتماع ية واقت صادية وبدا ية ترّد فلّ حي على القطاع ; وكان رجال الد ين
السيحيون قد استغلّوا هذا التمرّد لصالهم ولتسديد ضربة قاضية إل كبار القطاعيي الوارنة ،كما
أضفى عليه الدروز طابعا طائفيا واستغلّوه لتمتي أواصر وَحْدتم الطائفية .وبتشجيع من الرساليات
التبشرية الفرنسية ،استغ ّل رجال الدين الوارنة موقف الدروز الطائفي ،ودعوا إل شنّ حرب مقدّسة،
وعملوا على إقامة حكم كهنوت وبسط سيطرتم على مناطق البل كافة.
وأن ز النظام الذي أقام ته الدول الجنبية وترك يا ف عام 1861سيورة انطاط إدارة ج بل لبنان
وغرقها ف مستنقع الطائفية .فسكان البل أصبح يثّلهم مذ ذاك فصاعدا لدى الوال نائب أو عدة
نواب عن كلّ طائفة ; على أن يري اختيارهم من قبل رؤساء الطئافة بعد استشارة أعيانا; ويطبقّ
ف الدارة الحل ية والقليم ية البدأ الطائ في ت طبيقا كاملً شاملً ; ووال ال بل ي ب أن يكون موظّفا
عاليا تركيا ،ن صرانيا ،على أن يُختار من خارج سورية ; وب ي يد يه تتر كز ال سلطات كا فة .وهكذا
تكون دعائم نظام الطائفية الفئوية « »sectocratieقد أرسيت ; وهو ما يزال مستمرا إل
اليوم.
عاش لبنان ب ي 1861و 1918منطويا كل النطواء على نف سه ; وعمدت أعداد كبية من
الوار نة إل الجرة ،م ا خفّف من حدة البؤس العام ف ال بل الذي انقط عت صلته بدا خل البلد.
وتوّل لبنان يو الها جر ،وبا صة ف الوليات التحدة وم صر ،إل مرا كز عرب ية للشعاع الثقا ف; غ ي
أنم كانوا ينقسمون ،من وجهة النظر السياسية ،إل اتاهات عدة ; فبعضهم ينادي بإنشاء دولة لبنان
الصغي السيحي ،وبعضهم الخر يرفع لواء سورية الكبى الستقلة ،وبعضهم الثالث يذود عن فكرة
الوطن العرب الكبي ،هذا بالضافة إل أولئك الذين ينتصرون للحماية الفرنسية على لبنان الصغي أو
الكبي.
وك ما ذكر نا آنفا ،أخذت فرن سا النتد بة بال ّل الذي ل ير ضِ ل الن صارى ول ال سملمي ،فأنشأت
دولة لبنان ال كبي .أ ما على صعيد الؤ سسات الطائف ية ،ف قد جعلت الدولة النتد بة من نف سها وري ثة
السياسة العثمانية التقليدية ،وضاعتف من عد الطوائف ،فقد صدر عن الندوب السامي قرار برقم
60ل .ر ،وبتار يخ 18آثار ه مارس ،1936أض فى صفة مؤ سسية على ثا ن عشرة طائ فة
دينية ف سورية ولبنان تتمتع بعظم العام; ث أضيفت إل هذه الطوائف طائفة تاسعة عشرة :الطائفة
البوتسهتانتية .وطهبيعي أن هذا النظهم كان يالف الادة 7مهن دسهتور 1926السهتوحى مهن
القواني الدستورية الفرنسية لعام ،1875وهي الادة الّت تنصّ على أنّ «جيع اللبنانيي متساوون
أمام القانون» .وقد أبقى قانون النتخابات هو الخر على نظام التوزيع الطائفي للمقاعد النتخابية،
الخالف بدوره ه تاما كقانون الحوال الشخصية ه لروح البادئ الديقراطية الديثة.
ل يأ تِ ال ستقلل بأي عن صر جد يد على ال صعيد الطائ في ،سوى أ نه و سّع الب ن الطائف ية.فالقانون
الدستوري الصادر ف 9تشرين الثان ه نوفمب 1943ن صّ على أنه« :بصورة مؤقتة والتماسا
للعدل والوفاق تثّل الطوائف بصورة عادلة ف الوظائف العامة وبتشكيل الوزارة دون أن يؤول ذلك
إل الضرار بصلحة الدولة» .وبالرغم من إضراب يعزّز سلطات رجال الدين السيحيي ف مضمار
الحوال الشخصية ،ويؤكّد صلبة النظام الؤُ سّسي الطائفي ،ويقوّض آمال أنصار العلمانية.وبالفعل،
وإزاء تصلب علماء بيوت ودم شق الذ ين رفضوا ف الا ضي القر يب أي تعد يل للحوال الشخصية
السهلمية وأي انتقاص مهن صهلحية الحاكهم الشرعيهة ،كان مهن الحت ّم أن يبدي رجال الديهن
ال سيحيون ت صلبا مشابا وأن يغلوا ف يه إل ح ّد تد يد البارز ين من أن صار العلم نة ال سيحيي بالرم
الكنسي.
إن اليثاق الوط ن لعال 1943ه التضمّ نة خيو طه الرئي سية ف خ طب ال ستقلل للرئ يس بشارة
الور ين و ف البيان الوزاري الول حكو مة ا ستقللية برئا سة رياض ال صلح ه هو عبارة عن تل قي
ال صال ب ي الطبقات الاك مة ال سيحية وال سلمية :ف قد تلّى أعيان ال سلمي عن مطلب الوحدة
العربيهة ،واعترفوا بدود لبنان الغرافيهة وسهلّموا برئاسهة الدولة للموارنهة ،وبالقابهل تلّى أعيان
ال سيحيي عن كلّ تفك ي بانف صالية م سحية ى وبما ية غري بة يتحوّل معه ما لبنان إل ح صن متقدم
للستعمار ضد حركة ترر العال العرب ،وترجّح فيه كفّة السيحيي على كفّة السلمي .وقد أرضت
هذه اليديول يا التوفيق ية الو ساط التزّم تة م سيحيا وإ سلميا على ح ّد سواء ،لنّها شلّت ك ّل تطور
حيوي للبلد باتاه انصهار الطوائف واندماجها.ومن ث ،أرضت أيضا الفئة الاكمة التقليدية القفلة
ودعمت ركائزها.
أ ما شا عر هذه اليديولوج يا التغ ن بفضائل ها فكان كا تب القالت ال كبي ميش يل شي خا الذي خلق
أسطورة «لبنان التفرد» و «لبنان التوازن» و «لبنان اللجأ» و «لبنان التعددية» ..وقد كتب ف عام
1949يقول« :لبنان بلد ل يشبه غي ذاته ،وهذه حقيقة قد آن الوان لن تفهم .إنه بلد فريد،
وحيد ف نوعه وجنسه .وجنون النظرين أو تَصَبيُنُهم الفجع هو وحده الذي صور لم أن يطالبوا بكل
ما أوتوا من قوة بتوحيد ما هو متنافر ،وتسوية ما ل يُسوّى ،وتويل الادة الشرية إل صلصال رخو
ب ي يدي خزاف به لو ثة ،وإ صابته ف عقله مباشرة» (ميش يل شي حا« :ال سياسة الداخل ية» ،ن صوص
مقالت شته جعتهها ونشرتاه مؤسهسة ميشيهل شيحها ،بيوت . )1964وقهد حالت هذه
اليديولوج يا ف الوا قع دون ال سماس بالب ن الطائف ية اّل ت اع تبت جو هر الوجود اللبنا ن وماهي ته
بالذات .وحظيهت بتمام رضهى الطبقهة بتركيبهها البورجوازي ،القطاعهي ،الداري والكليوسهي.
وكمُلت على الصعيد القتصادي بنظام ليبيال مطلق من ك ّل قيد أفسح ف الجال أمام تطور رأسالية
تارية طفيلية ل تعيش إل من وكالتا للحتكارات الدولية الكبى.
كان لزاما على الدولة الطائف ية اللبنان ية أن تذود بقوة وع نف عن هذه اليديولوج يا ،الشرط اللزم
لبقائها واستمرارها.فشُنت حلة مسعورة ضد أعضاء الزب القومي الجتماعي النادي بإنشاء سورية
كبى علمان ية ،وات م رئي سه العل ي انطوان سعادة ،بالتآ مر على النظام القائم ،ونفّ ذ ح كم العدام
ف يه رميا بالر صاص ف عام . 1949و قد مُ نع أيضا الزب الشيو عي ،وكذلك الركات الؤيدة
لفكرة الوحدة العربية مثل البعث والقوميي العرب.ول تنح لشرعية إلّت لحزاب اليمينية النظمة
على أساس طائفي; وإن يكن حزب كمال جنبلط الشتراكي التقدّمي قد أجيز له النشاط ،فما ذلك
إل لنه كان بدوره حزبا من أحزاب كبار أعيان الطبقة الاكمة.
وف عام 1958عاش لبنان أزمة حادّة ،فقد وقع ترد شعب ضد سياسة كميل شعون.غي أنه ما
له دلل ته ألّ يكون أي زع يم م سلم من زعماء حر كة التمرد ه وجيع هم ينتمون إل البورجواز ية
التجار ية ال كبية ه قد طالب يومئذ بانضمام لبنان إل المهور ية العرب ية التحدّة ،الّ ت كا نت قد
قامت لتوّها وراحت تدّهم بالسلح والال.وف الواقع ه وكما سبق التنويه ه ل يكن منطلق الناع
طائفيا ،إذ كان الدف الول م نع إعادة انتخاب الرئ يس شعون الذي تزا يد عدد العارض ي ل سياسته
بقوة على ال صعيدين الداخلي والار جي .كا نت «الثورة» أقرب ما تكون إذن إل ت صفية ح سابات
داخل ية.غ ي أن الحداث التلح قة ف النط قة العرب ية الّ ت كا نت على قدر كبي من التو تر آنئذ،
ومداخلت الوليات التحدة وإنكلترا الفاشلة ،وبنه البلد الطائفيهة ،كلّ ذلك أطلق بسهرعة أوليات
الصراع الطائفي من عقالا.
كانت نتيجة الصراع الزيد من التصعيد ف مضمار الطائفية الؤسسية .فاللواء فؤاد شهاب الذي فتح
ه على سعة ه إدارة البلد أمام الطوائف السلمية ،شجّع على شول البدأ الطائفي لميع الوظائف
الا مة ،ملبيّا بذلك مطالب الطوائف الّ ت شحذ ها صراع .1958و قد كان ال ّم الول للجهزة
الناظ مة للخد مة الدن ية ،والّ ت أُنشأت عام ( 1959ملس الد مة الدن ية ،والتفت يش الركزي)،
تأمي توزيع الوظائف بي الطوائف مع انتقاء أكفأ الرشحي ف آن معا .وباتت جعى وظائف الفئات
الول حقيقة مرّم الساس با .أما بالنسبة إل ُموّظفي الفئتي الرابعة والامسة ،فيكتفى بالفاظ على
توازن إجال بالتنا سب مع ال م ال سكان الفترض ال سلمة ف قد صان بالقا بل القطاعات الدار ية
ال كبى الوقو فة تقليديا على ال سيحيي :القيادة العا مة للج يش ،الديريات العا مة لوزارات الداخل ية
والالية والتربية الوطنية والارجية.
مهن الواضهح هه إذن هه أن النظام اللبنانه تطور بسهرعة ابتداء مهن عام 1840باتاه سهيطرة
الطائف ية أك ثر فأك ثر على مؤ سساته ; هذا ف ح ي أن بن ية البلد القطاع ية ه العشائر ية كا نت قد
حالت ف السابق دون م ثل تلك ال سيطرة .ب يد أن ث ة عوامل ثلثة قد ي سّرت التطور باتاه طائفي،
وهي ه كما سبق أن بيّنا ه اختلل التوازن الثقاف والجتماعي ه والقتصادي بي متلف عناصر
ال سكان ،ب سبب التغل غل الورو ب من ج هة أول ،وال صراع ب ي الدول الجنب ية الّ ت وجدت ميدانا
فسيحا للتنافس ف التوترات الطائفية الكامنة الّت يسهل ف كل لظة تأجيج جذوتا من جهة ثانية،
وغروب ش س القطاع ف ج بل لبنان من ج هة ثال ثة وأخية.لذا يبدو أنّ لبنان كان و سيبقى خاضعا
لم عى القوا عد العهودة التحك مة بالجتمعات التعدّدة الطوائف .فالنظام اللّبنا ن ل يدد ،بل كرس
جعى الؤسسات التقليدية الميزة للنموذج التوحيدي ،والرامية إل تنظيم العلقات الطائفية; واشتغال
هذه الؤ سسات يؤدي ل مالة ه كما تبيّن ل نا على امتداد درا ستنا هذه هال تفج ي أزمات تعرّض
للخطر وحدة الجتمع السياسية.
أضهف إل ذلك أن النظام الدسهتوري اللبنانه قهد اسهتبع نائيا مبدأ الدلء بالصهوات على أسهاس
هيئات انتخابية طائفية منفصلة.بيد أن هذا الظهر الياب من النظام بقي ف أغلب الحيان بل مفعول
يذكر ،وذلك بكم التقسيمات البارعة للمناطق النتخابية الّت تتيح للزعماء التقليديي ،وباصة ف
بيوت ،أن يضمنوا لنف سهم نا خبي متجان سي طائفيا ; وعلى هذا الن حو ت مل النتخابات ف كل
مرّة إل البلان الوجوه نفسها ،ما يتيح للمرشّحي ف كل حلة انتخابية أن يكتفوا بترديد الشعارات
الطائفية العهودة .تقسيم الناطق النتخابية ف البل يأت بصورة شبه دائمة لصال السر القطاعية
القدي ة .وعل يه ،ن د البلد مكوما با ستمرار ،م نذ مطلع القرن ،من ق بل الطب قة البلوتوقراط ية عين ها;
ومع ظم القا عد النياب ية تُتنا قل وراثيا ف الوا قع .غ ي أن الف ساد النتخا ب العام واللجوء إل شراء
الصوات بالال ف معظم الدوائر ،هذا بالضافة إل اعتماد أسولب اللوائح النتخابية ،قد استوجب
ض مّ بعض كبار رجال العمال ه القادر ين على تو يل اللوائح ه إل النادي البلا ن لبكرى ال سر
القطاعية ه الطائفية.
و ف القيقة ،ما عاد البلان اللبنا ن يثّل ه وهذا م نذ أمد طو يل ه سوى «لبنان أبناء الذوات» ;
ولكن لبد أن نقرّ للنظام النتخاب اللبناين بيئته النتخابية الواحدة وتوزيعه الطائفي للمقاعد بأنه
ربهط الصهال السهياسية لختلف العيان بوشائج واحدة ،ورسهم حدودا للتطرف الطائفهي هه فه
الظروف العاديهة على القهل هه وحال دون تفتهت الكيان الطائفهي اللبنانه (حته فه ذروة الرب
الهلية) :ولعل ذلك من الع ناحات السياسية الستعمارية الفرنسية.
ولكن لئن أمكن على هذا النحو دمج الطبقة السياسية الاكمة ،فما تقق شيء بالقابل على صعيد
صههر شته الطوائف الدينيهة .وحته عههد اللواء فؤاد شهاب ،الذي حظهي بل مراء بأعظهم نفوذ
وسهطوة ،وعلى الخهص لدى الطوائف السهلمة ،ل يازف بالسهاس بالنظام الطائفهي ،وإن اسهتطاع
توطيد السلم الطائفي .بل نستطيع أن نقول إنه زاد الطي بلّة على الصعيد الجتماعي ه الثقاف;
لن السياسة الّت انتهجها ف التنمية الجتماعية والقتصادية قد عززت الؤسسات الطبية والثقافية
والتربوية والجتماعية الاصة والعامة على ح ّد سواء ،عن طريق الزيادة الرموقة للمعونات الرصودة
ف ميزان ية الدولة للم ستشفيات والنوادي والدارس الا صة ،الّ ت ات صفت على الدوام بطا بع طائ في
راسخ.
وف الواقع ،يصعب على الواطن اللبنان أن يد بديلً ،على الصعيد اليديولوجي والجتماعي معا،
لغي انتماعئه الطائفي .فالطبيعة الطائفية للمؤسسات الجتماعية الصاة الّت يتطور ف إطارها الفرد
تبسه ف إسارها الطائفي .واللبنانيون الذين يعيشون ف مناطق متلطة هم وحدهم الذين تتوافر لم
تر بة تاس وات صال طائ في وهذا على أن ن سقط من ح سابنا النا طق البيوت ية اّل ت ت ضم حوال ثلث
سكان البلد ،والّ ت ل تعدو أن تكون حل قة و صل ب ي غيتو ين « »Ghettosكبيين :غي تو
م سيحي ف كل القسم الشرقي من الدينة ه وف يه غيتو فر عي خاص بالرمن ه وغي تو مسلم ف
القسم الغرب ،وفيه بدوره غيتو فرعي خاص باللجئي الكراد والفلسطينيي.
وحت الصحافة مرتنة طائفيا :فالربعون صحيفة يوم ية الّت تصدر كل صباح تنطق بلسان أحزاب
طائفية ،هذا إن ل تصدر مباشرة عن رؤساء الطوائف.
هذا الناخ الجتماعي ه الثقاف الكمل لبنية البلد القانونية هو قسمة الغالبية الكبى من اللبنانيي،
فل يفلت من إساره سوى البورجوازية التجارية الكبية والطبقة السياسية المسكة بقاليد السلطة ;
وال صال الشتر كة لات ي الطبقت ي كفلت قيام تعا يش متاز :ف في الحياء التجار ية ك ما ف الحياء
السكنية الفخمة ،ل يستطيع الراقب تييز السلم من السيحي; لكن عند هذا الد يتوقف الندماج
القو مي ف لبنان; و ف الوا قع ل ت شأ قط ال طر ال سياسية والقطاع ية والكليو سية الم سكة بزمام
المور ف البلد أن يذهب الندماج إل أبعد من ذلك.
وال ق أن لبنان ش هد م نذ عام 1967ت صعيدا طائفيا جديدا; وك ما ف سائر الزمات ال سابقة،
يد هذا التصعيد مناخا مؤاتيا له ف الركود القتصادي والتوتر السياسي الادّ ف النطقة الحيطة وف
العال.
و قد بلغ هذا التو جه الطائ في أو جه ف ظ ّل الز مة الوزار ية اللمتناه ية الطول اّل ت بدأت ف ني سان
،1969ودامت أكثر من ستة أشهر ،وكان سببها الوقف من القاومة الفلسطنية .وقد قدم رئيس
الكومة حينذاك استقالته طارحا مشكلة وجود الفدائيي على الدود طرحا طائفيا .إذ صرح أنه ما
عاد ف م ستطاعه ال كم ما دام التفاق ب ي الن صارى وال سلمي غ ي قائم حول هذه ال سألة .وكان
مؤدي ذلك فتح الباب على مصراعيه أمام جيع الزايدات الطائفية ف داخل الطائفتي،على اعتبار أنه
ما كان ي سع أي زع يم أن يبدو أ قل اندفاعا وتطرفا من أي منا فس له ف طائف ته ،وذلك لل سباب
النتخاب ية العلو مة .و من ه نا بات الدفاع عن ال سلم والعرو بة ف لبنان يرت بط بوجود الفدائي ي
الفلسطينيي ف حدود البلد النوبية ،كما بات الدفاع عن السيحية وسيادة البلد وسلمة أراضيها
يرتبط بإبعاد أولئك الفدائيي عن لبنان.
والدير باللحظة أن السلطات ل ترك ساكنا لتحطيم أولويات هيمنة الطائفية على حياة البلد; بل
على النقيض من ذلك ،فقد عمدت مؤخرا إل انتهاج سياسة تدعيم للمؤسسات الطائفية السلمية
القل متانة وتاسكا من الؤسسات السيحية ; وهكذا صار مفت بيوت السن يشغل مكانة أوسع
فأوسهع فه حياة البلد الرسهية ،كمها صهار للطائفهة الشيعيهة ملس أعلى طائفهي ،وعلى رأسهه إمام
الطائفة.
و ما دام النظام قائما على ما هو عل يه ،فل ضما نة ل ستمرار ال سلم الطائ في ع ند وقوع أ ية حاد ثة
تفوق غيها خطورة ،أو إذا تعاظم النشاط الستفزازي لعملء الدول الجنبية .والدير بالشارة هنا
أن انيار التفا هم الطائ في اللبنا ن سيعزز ب كل تأك يد الوا قف الر سية ل سرائيل وال صهيونية اللت ي
ل ف فلسطي وتعتب انا غي
ترفضان مقتراحات القاومة الفلسطينية بإنشاء دولة متعددة الطوائف فع ً
مقبولة وغي قابلة للتنفيذ.
(انظر أيضا :القليات ،العلمانية ..ونظام الطوائف .)Corporatisme
الطابور الامس:
تعبي سياسي يرمز إل الونة والخرّبي من داخل الجتمع لصال عدو خارجي ف حالة عداء أو حرب
مهع الوطهن والقيادة السهياسية فيهه .ويعود التعهبي إل فرانسهيسكو فرانكهو الذي أعلن إبان الرب
الهل ية ال سبانية 1935ه 1939أ نه يها جم مدر يد بأرب عة طواب ي من ا لارج ،وي ساعده
أنصههاره مههن داخههل مدريههد فهه طابور خامههس (انظههر أيضا :حصههان طروادة).
عدم النياز:
.1عدم النياز ف الصطلح السياسي يعن حالة من الياد تتميز بأن الدول غي النحازة ل ترتبط
ف علقاتا الارجية بالكتل الدولية التصارعة ما يوّلا إل دول تابعة ويرمها من المارسة الفعلية
لقّها ف الستقلل السياسي والقتصادي .وهو حياد يتميز باليابية بعن أن الدول غي النحازة ل
تقف مو قف التفرج بالن سبة للحداث والشا كل العال ية ،بل تدّد سياستها دون التق يد برأي إحدى
هذه الكتل التصارعة ،فمن ث كثيا ما تستخدم عبارة «عدم النياز» بعي «الياد الياب».
.2برز ا ستخدام سياسة «عدم النياز» بد ًل من ا صطلح «الياد اليا ب» ف مؤت ر بلغراد الذي
عُقد بذه الدينة ف 1أغسطس ،1961واشتركت فيه 21من الدول غي النحازة ،وتأكّدت
معال سياسة عدم النياز ف مؤت ر القاهرة للدول غ ي النحازة الذي ع قد ف القاهرة ف 5اكتوبر
،1962واشتر كت ف يه 47دولة ك ما حضر ته 10دول أكثر ها من أمري كا النوب ية مثلّ ها
مراقبون .وتتضمن سياسة عدم النياز البادئ التية:
.6العمل على ترير البلد غي الستقلّة والقضاء على الستعمار والمبيالية الديد.
.9تأكيد دور هيئة المم التحدة ومنظماتا مع تشجيع وسائل التعاون الثقاف والعلمي والقتصادي
بي الدول.
وقهد برز دور دول عدم النياز فه الشروع الذي تقدّمهت بهه فه 20يونيهة 1969للجمعيهة
العامة ،لدانة إسرائيل وإزالة آثار العدوان السرائيلي الستعماري على الرض العربية.
عدم التدخل:
يقصد به سياسة حيادية تعلنها دولة أو مموعة من الدول عن موقفها بالنسبة لناع قائم ،وأبرز مثال
لذه السهياسة الوقهف الذي وقفتهه الدول الوربيهة عنهد نشوب الرب الهليهة السهبانية بيه عام
1936ه .1939ون صّ هذا العلن على عدم تقد ي م ساعدات ع سكرية إل كل الفريق ي
التحارب ي ،وتقيقا لذه ال سياسة شكّلت ل نة ف لندن قا مت بتعي ي موظف ي على الدود ال سبانية،
ك ما عيّ نت بريا لذا الغرض ،إل أن ذلك كلّه ل ي نع من إر سال الؤن والذخائر والرجال بكميات
عظيمهههههههههة إل كل العسهههههههههكرين التحاربيههههههههه.
هو علم حديث جدا بالقياس إل غيه من العلوم النسانية الخرى .إل أ نه ير جع بأ صوله إل كتاب
أرسطو «السياسة» الذي يعتب النسان كائنا سياسيا بالطبيعة.
ويُعتب مفكرو القرن الثامن عشر والتاسع عشر الوروبيون أول من وضع حجر الساس لذا العلم.
فمونت سكيو قام بت صنيف الجتمعات على أ ساس أسهلوب ال كم في ها .وروسهو فه مؤلف يه (العقهد
الجتماعهي) و (اللمسهاواة بيه البشهر) يقدّم العناصهر الول لبحهث اجتماعهي مقارن ويعتهب أن
اللمساواة وعلقات النتاج هي الحرك الساسي لتاريخ الجتمعات.
وف القرن التا سع عشر اعتمد مار كس وإنغلز على الدرا سات والباث النتروبولوج ية الّت قام با
مورغان حول ال كم وتطور الشكال ال سياسية والجتماع ية .وكان ل بد من انتظار الر بع الثا ن من
القرن العشرين لنشهد انطلقة كبية للباث النتروبولوجية بعد الثلثينيات من هذا القرن ،إل حد
أصبحت معه اليوم علما له ميدانه ونظرياته وطرقه .
ميدانه:
ي سعى هذا العلم الذي يع تب ميدانا من مياد ين النتروبولوج يا الجتماع ية والتنولوج يا ،إل تو سيع
دائرة البحوث ال سياسية ل كي تش مل متمعات تقليد ية وبدائ ية كا نت ح ت فترة قري بة مع تبة خارج
التاريخ.
يهتمه بوصهف النظمهة السهياسية (منظمات ،سهلوك سهياسي ،تثلت فكريهة) الاصهة
لذلك ،فههو ّ
بالجتمعات العتبة «بدائية» وتليلها.
وبناء على هذا فهو يعتب أداة مهمة لكتشاف ودراسة متلف الؤسسات والساليب الّت تؤمّن حكم
البشر ،إضافة إل أنظمة الفكر والرموز الّت ترتكز عليها وتنحها شرعية وجودها.
إن ا ل تتلف من ح يث البدأ عن الطرق اّل ت يعتمد ها علم النتروبولوج يا بش كل عام .لكن ها تبدأ
بالتميز عنها عندما تتناول مسائل تصّ ميدآنامثل:
عمليهة تشك ّل الدولة فه الجتمعات البدائيهة ،طبيعهة هذه الدولة ،أشكال السهلطة السهياسية فه
الجتمعات اّل ت تفتقر لوجود الدولة كما ه ي متشكلة ف الجتمعات الغرب ية ال ..وتبعا لذلك ،فقد
ظهرت عدة طرق متباينة .لك ّل منها أدواته وتقنياته .وسنقدم عرضا ملخّصا لا:
.1الطري قة الّ ت تر جع إل أ صول الظاهرة ال سياسية أو نشأت ا ،و هي الول ف تار يخ هذا الع مل.
وتطرح العودة فه تفسهي الظاهرة السهياسية إل بدايهة نشأة هذه الظاهرة .كالبحهث عهن الصهول
الدين ية ،أو عا مل ال سّحر ف نشأة مل كة من المالك القدي ة مثلً .أو كيف ية تشكّل الدولة البدائ ية
والنتقال مهن الجتمعات القائمهة على رابطهة القرابهة إل الجتمعات السهياسية .وقهد خضعهت هذه
الطريقة لتأثي النظرية الاركسية ف معالتها لذه الظواهر.
.2الطريقة الوظيفية:
تاول درا سة الؤ سسات ال سياسية ف الجتمعات البدائ ية ،انطلقا من الوظائف الّ ت تقوم ب ا هذه
الؤسسات .فهي ترى أن التنظيم السياسي هو مظهر من مظاهر التنظيم الجتماعي ككل ،كماترى
أن الظاهرة السياسية لا وظيفتان:
ومن بي الفوائد الّت تقدّمها هذه الطريقة أنا تساهم ف كشف العلقات السياسية وتديدها.
وتدف إل كشف وتديد أناط النظم السياسية وتصنيف أشكال تنظيم الياة السياسية .لكن العيار
الذي تعتمده للوصول إل هذه الغاية هو وجود الدولة أو غيابا.
الطريقة البنيوية:
تقوم بدرس الظاهرة ال ساسية انطلقا من النماذج البنيو ية .إن ا تن ظر إل ما هو سياسي من خلل
علقات شكل ية ت سمح ب فه علقات ال سلطة ب ي الفراد والماعات ،وتع طي اله ية للمبادئ الّ ت
تكمن وراء الشكل الذي تأخذه بنية سياسية معيّنة.
تعمل هذه الطريقة على فهم ديناميكية البن والعلقات التي تتشكّل منها .وتركّز ف دراسة الظاهرة
ال سياسية على التناقضات وال صراعات ب ي القوى الجتماع ية وال سياسية وتعتب ها مؤشرا مهما ف
كشف وتليل علقات السلطة ف الجتمع.
فرع من فروع علم الجتماع يدرس الظوا هر ال سياسية من ح يث إنّ ها ظوا هر اجتماع ية من ن سق
متميّز ضمن علقاتا مع البنية الجتماعية الكلية.
أثار هذا الفرع مهن علم الجتماع الكثيه مهن الدل حوله ،فقهد حام الشهك حول مقدرة عال
الجتماع السهياسي على تفادي النزلق نوه مواقهف آيديولوجيهة مسهبقة وسهابقة على التجربهة
والب حث ،وبالتال وقو عه ف مط بّ جرّ الوقائع الدرو سة للن سق الذي قد يو حي به موق عه الفكري
والسياسي .هذا الشرَك الذي يكن أن نسميه «اللموضوعية بسبب آيديولوجي» يترصد فعليا علم
الجتماع السياسي أكثر من العلوم النسانية الخرى ،نظرا لثقل اليديولوجية السيطرة وقدرتا على
التمويه من جهة ،ولعدم شفافية علقة الظواهر السياسية بالكلّ الجتماعي من جهة أخرى .غي أنه
من ال طأ الفادح اختزال ا سهامات علم الجتماع ال سياسي إل مرد تيارات آيديولوج ية تعت مد ف
قراءة الواقع السياسي على أساس أناط نظرية جاهزة سلفا; إذ إن الذخية النظرية التي يصقلها علم
الجتماع العام بوجهه خاص ،وتلك الّته ش ّذ باه علم الجتماع السهياسي خلل مراحهل تطوّره ،ل
يكن إدراجها ضمن تقسيمات آيديولوجية متناقضة .إن لا استقللا النسب أي «الوضوعي» .وقد
ّت وضعها على مكّ التجربة ومن قِبل باحثي ينتمون لتيارات فكرية متلفة ومتعارضة.
ث ة م صدر آ خر للجدل يغ ّذ يه العد يد من علماء ال سياسة وال سياسيي أنف سهم ،إذ ينظرون بتشكّك
للزاو ية اّل ت يعتمد ها عال الجتماع ف رؤ ية ميدان ال سياسة ،كو نه يرى ف يه تظاهرا اجتماع ية تتدّ
جذورها لبعد بكثي من عال السياسة وحده .ف حي إنم ينطلقون من منظور حصري ييل الوقائع
ال سياسية لنف سها ،ويعزل ا عن القاعدة الجتماع ية اّل ت انب نت ضمن ها .ول شك أن درا سة وتل يل
الوقائع السهياسية بذاتاه أمهر مهم ّه وضروري كمرحلة أول فه البحهث ،غيه أنهه قاصهر عهن تقديه
تفسيات لا .وهنا بالضبط يبز دور علم الجتماع السياسي.
يت فق أغلب علماء الجتماع ال سياسي على أن ما يُ سمى بال قل ال سياسي ل يس إل تق سيما ذهنيا
عشوائيا ف الجتمع الكلي ،ليس له وجود واقعي (مثل العائلة) .فالدود غائمة بي ما هو سياسي وما
هو اقتصادي وما هو اجتماعي .والدف من هذا التقسيم هو تديد موضوع دراسة هذا الفرع من
علم الجتماع .غي أنم ل يتوصلون لوضع تعريف للسياسة معتمد من الميع.
وكان أغلب الفكرين ه ف الاضي ه يعتمدون تديد أرسطو الذي يربط بي السياسة والدولة.
هذا التحد يد يرف ضه أغلب علماء الجتماع اليوم ل سببي; الول هو أنّ اعتماد م ثل هذا التعر يف
يع ن ا ستبعاد وجود ال سياسة ف الجتمعات الّ ت ل تعرف الدولة ،وهذا غ ي صحيح .والثا ن ،أ نه ل
يكن اعتبار كل وظائف الدولة على أنا وظائف سياسية .وبالقابل ييل رواّد علم الجتماع السياسي
(لسويل» و «داهل» ف الوليات التحدة و «دوفرجيه» و «آرون» ف فرنسا) إل ا عتبار السياسة
على أن ا مار سة ال سلطة .غ ي ان عددا من الباحث ي يدون هذا التعر يف غ ي كاف ،لكون ظاهرة
السلطة ل تنحصر فقط ف الجال السياسي.
و من ض من العد يد من التعار يف ،ث ة تعر يف اقتر حه ما كس ف يب ي كن أن ي صلح كنق طة انطلق.
يُعرّف ف يب ما هو سياسي على أ نه «ممو عة حاك مة يت مّ تنف يذ أوامر ها ض من حيّز جغرا ف معيّن،
بواسطة جهاز إداري قادر على استخدام التهدى واللجوء للعنف السدي».
أه م ية هذا التعر يف تأ ت من أ نه يُؤكّ د على ثل ثة مفاه يم رئي سية ف عال ال سياسة :اليّز الغرا ف،
الهاز الداري ،العنف السدي .وبالتال فإن مفهوم السلطة ضمن هذه الفاهيم الثلثة يتخذ شكلً
مددا ،شكلً سهياسيا :السهطلة السهياسية إذن تارَس ضمهن حيّز جغرافه ،وتتمّه عهب جهاز إداري،
وإحدى أه ّم و سائلها ،اللجوء للع نف ال سدي .هذه الدود العري ضة لعال ال سياسة تك شف أيضا
خصوصياته (فالسلطة السياسية ل تفرض نفسها فقط بالعنف السدي ،بل وأيضا باليديولوجية) وف
الوقت نفسه تظهر مدى العشوائية والقحام ف هذا الشروع النظري الذي يهدف لفصل جانب من
النشاط الجتماعي عن الكلّ.
عند هذه الرحلة يصبح من الضروري رؤية علقة الستوى السياسي بالجتمع ال ُكلّي ،وهي إحدى
السائل الّت أثارت جدالً طويلً ،ويعود طرحها إل ما قبل نشوء أي علم للسياسة مستقل فعلً.
النظام السياسي:
مفهوم النظام السياسي هو أحد أه ّم الفاتيح النظرية لعلم الجتماع السياسي ،وهو يقسم إل شقّي:
البناء ال سياسي والثقا فة ال سياسية .يتألّ فُ البناء ال سياسي من ممو عة أدوار سياسية تقوم في ما بين ها
علقات تأثي وفعل متبادلي (انظر العمل التبادل) .ففي نظام جهوري ديقرا طي تكون هذه الدوار
مددة من ق بل :رئ يس جهور ية ،رئس بلد ية ،م سؤول العلقات الارج ية ف حزب سياسي ،نا خب
منطقة ما ..ال .أما ف الجتمعات البدائية فالبناء السياسي غي متمايز ،ومع التطور التأريي يتخصص
ويتمايز عن باقي أوجه النشاط الجتماعي ،كما تنشأ ه بفعل التقسيم الجتماعي للعلم ه مموعة
من الهن السياسية النظمة ،أي أدوار متخصصة ومددة ،وأكثر فأكثر ل شخصية .وييّز فيب ثلثة
أناط مثالية من السلطة ،نلحظ ف ك ّل منها مفهوما معيّنا للدوار السياسية:
.1السلطة الشرعية العقلنية :وهي مؤسسة على مموعة منتظمة من القواعد; وكل فرد يت ّل فيها
موقعا ضمن الرم السلطوي وله نطاق صلحية مدد ،وخارج منصبه يغدو فردا عاديا.
كما أنّ هذه الصلحيات تزول عنه عندما يترك موق عه .إذن فالدور ال سياسي الذي يلعبه هذا الفرد
متعلّق بوجوده بذا النصب .أما خارجه فله دور سياسي متلف (ناخب مثلً).
.2السلطة التقليدية :ل توجد وظائف ،بل مراكز شخصية هي الّت تدد المسكي بالسلطة على
النطاق الحلي أو الوطنه .هؤلء الشخاص يضعون لرؤسهائهم خضوعا شخصهيا لعدم وجود نطاق
صلحية مُحدّد .كما أنم يتمتّعون بسلطة عشوائية ل يدّها إل التقاليد والرؤساء .الدور السياسي
هنا شخصي تاما.
.3ال سلطة الكاريزم ية ( سطوة شخ صية الزع يم) :ت ستند على العتراف ب سلطة شخ صية للزع يم.
وهذا العتراف يتلف عهن القبول الديقراطهي مهن حيهث إنهه ل يعبّر عهن إدارة الناخهبي ،بهل عهن
خضوعههم .وميهط الزعيهم مكون مهن أتباع «ينشطون» بدافهع حاسههم له ولقضيتهه .ولذا النمهط
خا صية و هي أن الدور ال سياسي لفرد ،ما يدّده قر به من الزع يم .أ ما نطاق ال صلحيات لن صب ما
فهو غائم.
و من ال طبيعي أن ل تو جد هذه الناط بالت ها الثال ية ف الوا قع ،وي ب رؤ ية تداخلت ا ف ك ّل بناء
سياسي( .فمثلً ،نابوليون «ن ط »3يري إ صلحات بيوقراط ية ها مة «ن ط »1ك ما يو جد نبلء
المباطورية «نط .»2
تتمتع دراسة بُن الحزاب السياسية بكانة هامة ف إطار دراسة البناء السياسي ،فالزب يعتب منظمة
سياسية ثانوية .Sous - Systeme Politique
وكذلك يشكّل إحدى أهمّه مموعات الضغهط فه الجتمعات الديثهة ،وفه رحهه تتشكهل الكوادر
السياسية الرئيسية ف الياة السياسية.
مهن أوائل الدراسهات الّته ألقهت ضوءا على هيكهل الحزاب ونظام عملهها ،كتاب «الحزاب
السياسية» لعال الجتماع اليطال روبرتو ميشيل الذي صدر ف بداية القرن العشرين ،والذي سعى
فيه مؤلفه ليبهن على وهم الطروحات الشتراكية مشدّدا على استحالة إقامة حكم مباشر للجماهي.
وتنظيهم الزب كان مُؤسهّسا على السهاواة الطلقهة بيه كلّ العضاء ،وكلّ الرا كز القياديهة كا نت
خاضعة للنتخاب ،كما أن جاهي النتسبي تتمتع بسلطة غي مدودة على القياديي .فمثلً ،ف أصل
حركة العمال الزراعيي ف إيطاليا ،كان انتخاب رئيس العصبة يري بأكثرية 5 / 4الصوات .وف
حالة الفاوضات مع أرباب الع مل ،كان عل يه أن ي صل على تفو يض نظا مي ق بل افتتاح الفاوضات.
غيه أن كلّ هذا تغّيرَ لحقا .فمهمهة الندوب أصهبحت تفترض قدرا مهن النكهة الفرديهة والوهبهة
الطابيهة وكميهة كهبية مهن العارف الوضوعيهة .كمها كُثرَ التركيهز على ضرورة تأهيهل طبقهة مهن
السياسيي ا لحترفي والجرّبي .وقد تنبأ ميشيل أن النتماء البوليتاري لن يبقى مطلوبا ف العناصر
القيادية ،وسيجري إعطاء الفضلية لفراد مزوّدين بتعليم عال (اقتصاديي ،حقوقيي) وهو يرى أنّ
اهتمام النظمات الشتراك ية بتأه يل الكوادر سيساهم بلق ن بة عمّأل ية من الطام ي لقيادة الطلئع
البوليتاريهة ،وبالتال تتسهع الوّة الّته تفصهل القيادات عهن الماهيه .ويتوقهع ميشيهل أن تتحوّل
التنظيمات الياسهية نوه مزيهج مهن «الحتراف» والتمركهز بيه أيدي الفئات البيوقراطيهة .وهكذا
فالتنظيم يعن اولغارشية.
ك ما أن الراق بة الماهي ية وتدخّل ها سيختزلن إل أد ن حدّ .و ستتسلط البيوقراط ية وتق ضي على
الوهم الديقراطي ،كما أن مبدأ تقسيم العمل سيفرض نفسه أكثر فأكثر .وف دراسة أقرب لوقتنا،
وأكثر منهجية ،ييّز الفكر والعال الجتماعي والقانون الفرنسي «موريس دوفرجيه» ،ثلث حلقات
مهن الشاركهة فه الحزاب الّته ل تعرف النتسهاب الصهارم (أي الته ل توزّع بطاقات انتسهاب).
الل قة الول و هي الو سع ،تش مل النا خبي ،أ ما الثان ية فتش مل الن صار ،والثال ثة ت مع مناضلي
الزب .بالن سبة للحزاب الّ ت توزّع بطاقات انت ساب ،يشكّ ل العضاء حل قة راب عة أ كب من حل قة
الناضليه وأصهغر مهن حلقهة النصهار .ويقترح دوفرجيهه حسهاب نسهبة النراط وههي نسهبة عدد
العضاء إل عدد الناخبي ،ث مقارنة هذه النسبة لنفس الزب ف فترات متلفة ،وأخيا بي أحزاب
متشابة ف بلدان متلفة .وبرأيه يكن أن نفترض وجود استقلل نسب للناخقبي والعضاء واختلف
تطوّر ك ّل منه ما .ف قد ت قق أن ن سبة النراط ت يل للنفاض عند ما يرت فع عدد النا خبي وللرتفاع
عند ما ينخ فض .أي أ نه ل يو جد تطوّر ما ثل ومتزا من للحلقت ي .وللمقار نة ،ف قد لو حظ أن حل قة
العضاء ،ف الحزاب الشتراكية ،أكثر استقرارا من حلقة الناخبي ،ف حي إن هذه الخية أكثر
ص الحزاب الشيوع ية .غ ي أ ّن ث ة أمرا أك ثر أه ية أيضا من
ا ستقرارا من حل قة العضاء في ما ي ّ
اختلف سرعة تطوّر ك ّل من اللقت ي ،و هو تايزه ا التام; إذ إن ردود ف عل العضاء إزاء الزمات
والحداث الداخلية ف الزب أقوى بكثي من ردّ فعل الناخبي ،كما لو أن «متمع» العضاء يشكّل
عالا مغلقا ،ردود فعله وسلوكه العام تضع لقواني خاصة به ،ومتلفة عن القواني الّت تتحكم بلقة
الناخبي.
فيمها يصّه النصهار ،فههم ناخبهو الزب الذيهن يدعمون سهياسته ويؤيدونهه على مسهتوى الفكار،
ويشاركون ف نشاطا ته العا مة .وعدم انت سابم للحزب يعود ل سباب متل فة ،قد يكون أهّ ها ،أن م
يشعرون بقربمه لزب معيّن أكثهر مهن غيه دون أن يؤيدوا سهياسته كليّا; لذلك تسهعى الحزاب
لتشكيل منظّمات وسيطة أو ميطة ليس لا طابع سياسي علن (منظمات شباب ،نساء ،روابط للدفاع
عن السلم أو البيئة ..ال) لتقريبهم وجعلهم أكثر حساسية لطروحات الزب السياسية .إحصاء هذه
الفئة غي مكن إل بإجراء تقيقات لسب الرأي.
وأخيا بالنسهبة للمناضليه ،يسهتنتج دوفرجيهه أن تنوّع النبهت الجتماعهي يشكّل عائقا أمها تطوّر
السلوك النضال.
وتدر الشارة هنها لعلم اجتماع النتخابات الذي يهدف لدراسهة سهلوك الناخهبي والبحهث عهن
العوامهل الفسهّرة له (العوامهل الثنيهة ،الدينيهة ،التارييهة ...ال) وههو يعتمهد على نتائج النتخابات
نفسهها وكذلك على إجراء مسهح للرأي العام .كمها ل يكتفهي بتفسهي العطيات ،بهل يسهعى لتوقهع
النتائج ودراسة دوافع الناخبي.
التحليل التنظيمي:
ض من منظور آ خر للدرا سات ف علم الجتماع ال سياسي ،يقترح عال الجتماع المري كي «داف يد
اي ستون» ،اعتبار النظام ال سياسي على أ نه عل بة سوداء وتا هل ما يدث بداخل ها ،التحل يل ين صبّ
ف قط على درا سة العلقات ب ي النظام ومي طه (الداخلي والار جي) .ويعت مد الخ طط ال سيبنطيكي
(علم الضبط) التال:
باعتبار أن النظام يتألف من ممو عة أدوار سوسيولوجية ،ول يس من ممو عة أفراد ،فإن فردا ما قد
يكون ه ف ل ظة ما ه ض من النظام ب كم من صبه مثلً ،و ف لظة أخرى خار جه يشارك ف تقد ي
الطل بت أو الد عم .وبناءً على الُخطّ ط أعله ي كن تد يد الشكلت النوع ية الر بع اللز مة للنظام
السياسي كالتال:
أ هه عرض الطالب :الطالب يكهن أن تكون مصهاغة بوضوح أو بغموض ،ظاهرة أو كامنهة .وكلّ
مطلب هو م صدر للح مل الزائد (كميّا ونوعيا) على النظام ال سياسي .طبعا كلّ نظام سياسي يتم تع
بقدر من الرونة يستطيع معه تمل حل ما أو التكيّف معه .غي أن هناك عتبة ل يكن تاوزها دون
تد يد توازن النظام ال سياسي .ويه مل اي ستون درا سة ب ن مموعات الضغط ل صال درا سة الوظائف
الّ ت تقوم ب ا .ويبدأ بوظ ية الت عبي عن الطلب .فيى أن كل حا جة اجتماع ية ل تشكّ ل بش كل آل
مطلبا سهياسيا ،وإل لغرق النظام السهياسي بسهيل مهن المولت الزائدة .يبه إذن حصهر سهبل
الطالب.
.1التنظ يم البنائي :يتخ يل اي ستون وجود بوّابات للنظام ال سياسي ،وعلي ها بوّابون يقومون بعمل ية
نقل وتويل الطالب .هذا الدور السياسي للبوابي (الذي قد يلعبه نائب أو رئيس حزب ..أو وزير)
يكون متخصصا ومتميّزا بدرجة تتبع حالة تطوّر التقسيم الجتماعي للعمل.
.2التنظيم الثقاف :والقصود مموعة العوائق الثاقفية الّت تدّ من حجم الطالب ونوعيتها.
ب هه اختزال الطالب أو إدماجهها :وهذه العمليهة ههي واحدة مهن أدوات ضبهط الطالب وتنظيهم
سيلها.
وتقوم على جع عدد من الطالب والتعبي عنها بطلب واحد لتسهيل معالته ،وقد يقوم بذا العمل:
الزب السياسي أو الكومة نفهسا أو النقابات...
جه ه دعم النظام السياسي :وهو ما يربط النظام بحيطه ،وبدونه ينهار النظام أمام أقلّ حل زائد.
ودرجة الدعم الطلوبة ليستم ّر النظام; يب أن تتناسب مع درجة المل الزائ .وييّز ايستون ثلثة
هههياسي
هههع السه
هههم الجتمه
ههها دعه
ههه وأهّهه
هههم أوّلاه
هههع للدعه
مواضيه
.Com munaute politiqueثه دعهم الكهم السهياسي Regime
politiqueوأخيا دعم السلطات . Autorites
يرت كز التحل يل الوظي في ف علم الجتماع ال سياسي على ك شف الوظائف ال سياسية ال ساسية الّ ت
على النظام السياسي القيام با .ث فحص أي البن تستطيع أن تقوم بذه الوظائف وضمن أي نطاق.
هذا الن مط من التحل يل يتل ف مشكلة ا ستنتاج تشا به زائف ب ي ب ن الؤ سسات ال سياسية ف بلد ين
ل منهما يغطي
متلفي ،حيث يكن أن يقوم بناءان متشابان ف بلدين (فرنسا والسنغال مثلً) لكن ك ّ
وظائف متلفة .وقد استعمل هذا النهج ف بادئ المر لدراسة البن السياسية ف دول العامل الثالث،
ث طُبّق على الدول الصناعية التطورة.
أ حد أش هر مثلي هذه الدر سة ،عال النتربولوج يا المري كي ،غابر يل آلو ند ،يعت مد عامل ي متحوّل ي
لتصنيف البناءات السياسية:
.1درجة التميّز والتخصص ف الدوار السياسية تعيّن حالة تطوّر البناء السياسي; الدولة العاصرة
تتميّز بوجود جهاز بيوقرا طي متخ صص ف خدمت ها ،وبوجود منظومات سياسية ثانو ية (أحزاب،
مموعات ضغط.)...
.2النتظام الرمهي التراثهي للدوار والنظومات السهياسية الثانويهة بالنسهبة لبعضهها البعهض ;
استقللية هذه النظومات الثانوية ،ييّز النظمة الديقراطية ،أما خضوعها فيميز النظمة التوتاليتارية.
وف مال الثقافة السياسية ،وهي الركّب الثان ف النظام السياسي والقلّ دراسة ،يظهر إسهام آلوند
هاما بوجه خاص .فهو ينطلق أولً من تديد ثلثة مركبات للثقافة السياسية:
أ ه الب عد العر ف :أي العر فة بالنظام ال سياسي وقواعده وقوان ي حرك ته ،غ ي أن هذا الب عد يب قى
مدودا بالنسبة لغالبية الفراد.
ب ه الب عد العاط في :الروا بط العاطف ية بالقادة ال سياسيي ،ب غض الن ظر عن أ ية ماك مة عقلن ية
لسياستهم.
جه ه البعد القيمي :أي ماكمة السياسة على أساس نظام القيم الّت تعتمدها مموعة أو فرد ما.
وبعد أن يدرس آلوند البناء والثقافة السياسيي ،يبحث عن الوظائف الّت يقوم با النظام السياسي.
فيى أن هناك ثلث مموعات يكن تصنيف الوظائف ضمنها.
وقدرة التوزيهع وتتعلق بتوزيهع اليات والدمات وأخيا قدرة السهتجابة أي حسهاسية النظام
للطلبات القدمة له.
جه ه وظائف حفظ النظام السياسي وتكييفه :كل نظام سياسي لكي يستمر عليه أن يتكيف مع
الشروط التغية لحيطه ،بإجراء تغييات ف بنائه.
وثةه فصهل خاص فه علم الجاع السهياسي يتعلق بدراسهة العلقات الدوليهة .هذه العلقات قابلة
للتحل يل ال سوسيولوجي لكون ال سياسة الارج ية ليّة حكو مة ت ضع بش كل كبي لتأث ي سياساتا
الداخل ية .وكان ريون آرون ،ف كتا به «حرب و سلم ب ي ال مم» ( )1962أوّل من قام ببلورة
وصياغة واستخلص مموعة من الفاهيم لوصف ظروف العلقات الدولية بي الوحدات السياسية،
و قد قام با ستقصاء العطيات ال سوسيولوجية اّل ت تقرر قيام الرب أو ال سلم ،ومتلف الشكال اّل ت
يكن أن يتخذها كلّ منهما.
علم مشترك:
تعبي سياسي يقصد به إجراء موحّد تقوم به دولتان لواجهة موقف سياسي خارجي ،بناء على اتفاقية
ثنائيهة (أو متعددة) تُلزم الطرفيه بتبادل الرأي فه القيام بإجراء متماثهل ،واتفاقات الضمان الماعهي
تشمل ما يفيد قيام الدول التضامنة بعلَم موحدّ مشترك.
عرف دبلوماسي:
العرف الدبلوما سي هو ممو عة القوا عد الّ ت ا ستقرّت ف العلقات الدبلوما سية ب ي الدول دون
اعتراض عليها ولو ل تكن قائمة ف صورة قانون أو معاهدة شارعة.
إن أكثهر العلقات الدبلوماسهية فه الجتمهع الدول مها زالت تقوم على العرف ،والقصهود بذلك
السوابق التكررة الّت ل يعترض على تطبيقها.
أهم ما يتضمّنه العرف الدبلوماسي الصانات والمتيازات الّت تكفلها الدولة اللمثلي الدبلوماسيي
لديها ،وهي امتيازات تقوم على أساس العاملة بالثل من ناحية ،وعلى أساس أنا ضرورية لضطلع
المثل الدبلوماسي بواجباته الّت تستلزم تتعه بقسط وافر من الستقلل والرية ف تصرفاته من ناحية
ل عن العتقاد الدين
أُخرى ،فضلً عن أن فكرة الرية لشخص المثل الدبلوماسي الّت انبثقت أص ً
قد لزمت تطوّر العلقات النظمة للمجتمع الدول حت اليوم.
ومع الحاولت الفردية أو الماعية أو الدولية لتدوين قواعد العرف الدبلوماسي ف صورة قواني أو
معاهدات شار عة فإ نّ أغلب القوا عد النظ مة للعلقات الدولة ى و ما يت صل ب ا ما زالت ح ت اليوم
تستند إل العرف الدبلوماسي.
عصبة المم:
منظ مة دول ية أُنشأت عام 1920بو جب ميثاق شكّل جزءا من معاهدة فر ساي ،الّ ت نظ مت
الوضاع الدولية الديدة بعد الرب العالية الول .وانتهت عصبة المم بقيادة المم املتحدة بعد
الرب العالية الثانية.
جاء ميثاق عصبة المم مرآة لسياسة الدول الكونة للجنة اليثاق الؤلفة من مندوبي عن كل الدول
العظمهى :الوليات التحدة ،فرنسها ،بريطانيها ،إيطاليها ،اليابان ،ومندوب واحهد عهن الدول العشهر
الخالفة .يقع عهد عصبة المم ف مقدمة و 26مادة .ركزت القدمة على ضرورة العمل على منع
الروب وا ستتباب ال سلم وال من وتنش يط التعاون الدول والفاظ على العدالة واحترام العاهدات
بي الدولن وتضمّن اليثاق التهديد بتطبيق العقوبات ضد كل دولة معتدية تنتهك اليثاق.
أما عضوية العصبة فكانت على شكل أعضاء أصليي وهم اللفاء الذين كسبوا الرب ومؤيدوهم،
وأعضاء مدعوون من الدول الحايدة الّت استشيت عند مناقشة نصوص عهد العصبة وعددها 13
دولة ،وأعضاء لحق ي ه بواف قة ثل ثي العضاء ه من الدول أو الجتمعات ال سياسية الّ ت ت كم
نف سها بنفه سا وعدد ها ب ي 1919ه 1939إحدى وعشرون دولة ،أ ما عدد الدول الّ ت
انسحبت منالعصبة ف الفترة نفسها فبلغ 16دولة.
رفضهت الوليات التحدة النضمام إل العصهبة بسهبب انتصهار التيار النطوائي بعهد الرب العاليهة
الول .
تكو نت الع صبة من هيئات عاملة ثلث هي :المع ية العا مة ،وملس وأما نة دائ مة ،إضا فة إل هيئة
قضائ ية دولة ى للف صل ب ي النازعات الدولة ى القانون ية هي مك مة العدل الدولة ى الدائ مة .و قد
عانت العصبة من نقائص عضوية فيها أه مها :عدم شوليتها ،وابتعاد دول مهمة عنها ،وإحجام الدول
العنية عن تمل اللتزامات والعباء الّت ن صّ عليها الدستور الساسي مثل :ضمان استقلل الدول
وسهلمة وحدتاه القليميهة ،وعدم اسهتعداد الدول العضاء لفرض عقوبات على الدول الخالفهة
لد ستور الع صبة .كذلك فإن هيم نة عقل ية الدول الغرب ية واتّباعها ل صالها المبيال ية الضي قة ،جعل
العصبة بعيدة عن الوجة التحررية لدى شعوب الستعمرات وروح العصر.
وكا نت الدول النت صرة ف الرب قد فر ضت نظام النتدابات الذي كرّس بيثاق الع صبة ،وفرض ته
على القطار العربية بعد تفتيها إل دويلت صغية ،وأُتبعت هذه القطار بفرنسا وبريطانيا.
عقائد سياسية:
العقيدة السياسية هي مموعة أفكار وتصورات ومقترحات مترابطة تشكل تفسيا للحركية التاريية
وتقدم خ طة عمل لتحق يق الن سجام والتوف يق بي ال صال الجتماع ية بطريقة مرغو بة ،تؤّ من أهدافا
سياسية تظى بتأييد عام أو لدى الغلبية أو باذبية لقطاعات قوية مؤثرتة ف الرم الجتماعي.
(انظر فلسفات سياسية ،نظم سياسية ،مافظة ،ليبالية ،ديقراطية ،اشتراكية ،شيوعية ،فاشية نازية،
كليانية ،فوضوية ،تيوقراطية.)...
عزل سياسي:
إجراء سياسي تُقدم عليه النظمة أو الفئات الاكمة ويقضي بإقصاء بعض رجال السياسة عن ميدان
النشاط والع مل ال سياسي وحرمان م من القيام بمار سة حقوق هم ال سياسية ،كالترش يح للمنا صب
والوظائف أو النتساب لتنظيم سياسي ونقابة مهنية .فالعزل يعن إسقاطا من القوق الدنية ،وتلجأ
إل يه أنظ مة ال كم أحيانا بق صد إبعاد العنا صر الناوئة ل سياستها أو التعاو نة مع قوى تشكّل خطرا
عليها .وقد يتمّ هذا الجراء لماية الثورات والنظمة الثورية والفاظ على مكاسبها بوجه مؤامرات
ال ستعمار .و هو مو قف قد تأخذه جاعات سياسية ضد جا عة سياسية أخرى ،كذلك الو قف الذي
اتذته الركة الوطنية اللبنانية بعزل حزب الكتائب بعد مزرة 13نيسان ه إبريل 1975ف
عي الرمانة.
المثهل ا لديبلوماسهي أو رئيهس البعثهة الديبلوماسهية الذي يتمتهع بالقدميهة بيه أعضاء السهلك
الديبلوماسي العتمدين لدى الدولة ،ويكون عادة صاحب الرتبة العليا بي رجال السلك القيمي ف
البلد .ي ستند هذا الن صب إل العرف ،ويري اختيار العم يد على أ ساس أقدمي ته ف تث يل بلده ل كي
يتكلم با سم أعضاء ال سلك ف حالت معي نة ويتقدم هم ف النا سبات الر سية .ل تعترف الوليات
التحدة بتكليف عميد السلك الديبلوماسي مهمات جاعية ل يقرّها العضاء بالتشاور .
غدر :
ههو نقهض العهخهد والتخلف عهن الوفاء بهه ،أو اليقاع الرء عهن غفلة منهه .تطلق هذه الصهفة فه
السياسة على الدول الائنة الّت تستغل نفوذها للحنث بوعودها ،ولقد التصقت ببيطانيا ف بعض
فترات التار يخ وشا عت عبارة «ألبيون الغادر أو الؤون» Alboine Perfideوألبيون
اسم قدي لبيطانيا.
هناك قوان ي تع تب الغدر جري ة سياسية يعا قب علي ها مرتكب ها .و من هذه الزاو ية فإن العدوان يع تب
يتمه دون إعلن صهريح للحرب ودون اتاذ
شكلً مهن أشكال الغدر فه العلقات الدوليهة; لن ّه ّ
الجراءات القانون ية الفرو ضة من ق بل النظمات الدول ية الكل فة ب فظ ال من وال سلم العالي ي لدى
وقوع خلفات أو نزاعات بي الدول.
سلح استراتيجي وسياسي هام تلجأ إليه الدول ف علقاتا الارجية; للتأثي على السياسية الداخلية
ها على الرضوخ لرادتاه والنصهياع
هن الدول بدف حلهه
هة لدولة أو لجموعهة مه
أو الارجيه
لستراتيجيتها.
وأهية هذا السلح تكمن ف أنه يستعمل مواد غذائية أساسية بختلف مستوياتا ومواقعها وتعددها.
وتتلف الغايات والوسهائل باختلف اليديولوجيات والفلسهفات السهياسية والماعات الّته تملهها
وتتبناهها مهن أحزاب ومنظمات سهياسية وغيهها ،وباختلف الجتمعات الّته تنشهأ فيهها ومقوماتاه
القت صادية والجتماع ية والثقاف ية .فك ّل جا عة ت ضع لنف سها أهدافا وغايات ،بعيدة أو قري بة ،ت سعى
لتحقيقها بوسائلها الاصة الّت غالبا ما تكون متلفة عن غايات ووسائل الماعات الخرى ما يؤدي
إل ظهور التنافهس والصهراع فيمها بينهها إل أن ينتههي فه أكثهر الحيان بسهيطرة واحدة منهها على
الخرى .
وتت مّ درا سة الغايات والو سائل وعلقت ها بعض ها بب عض على م ستويي :ال ستوى العل مي وال ستوى
الفلسفي.
على ال صعيد العل مي ،يدرس علم ال سياسة هذه العل قة درا سة موضوع ية فيب حث ف خ صائيها و ف
القوانيه العامهة الّته تكهها ومدى مطابقتهها أو اختلفهها فيمها بينهها ،وتنوعهها ،والطراف الّته
تستخدمها والنتائج الّت تدثها وذلك من أجل فهم الدوافع والتاهات القيقية للسلوك السياسي
وضبطها.
وتدخل ف هذا الطار دراسة الصراعات والناعات السياسية على اختلف أشكالا والستراتيجيات
والتكتيكات ال سياسية ال ستخدمة في ها :ودرا سة الغايات البعيدة والقري بة وتأث ي الغايات على اختيار
الوسائل التوافرة من ناحيت الكمية والنّوعية وطريقة استخدامها ،كما يدخل ف هذا الطار دراسة
اتاذ القرارات والتأثيه التبادل بينهها وبيه الوسهائل والنتائج الترتبهة على اختيار وسهيلة دون أخرى
ال..
كما ظهرت نظريات أُخرى متعلّقة بالقرار السياسي ،كيفية اتاذه واستخدامه ،اللحظة الّت يتخذ با،
النتائد الترتبهة عليهه ال ..وفه الفترة الخية ،ومهع تطور العلوماتيهة والسهيبنطيقا ،ظهرت «نظريهة
الندسة» وغايتها إياد اللول للمشاكل السياسية بطريقة مشابة لتلك الّت يستخدمها الهندس الدن
ف تديد إمكانية بناء جسر أو طرق عامة .فمثلً إذا واجه صانعو السياسة مسألة البطالة وأرادوا أن
ل لا ،بإمكانم أن يصوّروا «عرضا هندسيا» يفسّر الوسيلة الكفيلة بعالة هذه السألة .وقد
يدوا ح ً
يدد هذا العوض التغيات التعل قة بتحق يق «التوظ يف الكامل» كما يدد ال سبل اّل ت ي ب ابتاعها
للتوصل إليه.
وتتضمن نظرية الندسة منهجا متلفا عن الناهج التجريبية الخرى ،فهي نظرية تكهنية تستخدم ف
ماولة تقيق نتائج معينة.
أما على صعيد الفلسفة السياسية ،فإن تليل العلقة بي الغايات والوسائل وارتباطها بالعمل السياسي
يرتدي طابعا آخر وين ظر إليه من منظار متلف ،فهي تت ساؤل عن الغايات النهائ ية للسياسة والع مل
ال سياسي ،وتتنازل عن الغايات النهائ ية لل سياسة والع مل ال سياسي ،وتتناول الو سائل الؤد ية إلي ها
بطريقة نقدية معيارية:
وقد اختلف الفلسفة ف النظر إل هذه الغاية و ف حكمهم على الو سائل الرتبطة با .إل أنه يكن نا
تصنيف آرائهم السياسية ف هذا الجال ف ثلثة اتاهات رئيسية:
التاه الول ،ويطرح السألة من زاوية أخلقية أي من زاوية الي والشر ،ول يرى أي فرق بي غاية
ل وتطابقا بينهما .وينتمي إل هذا التاه أصحاب الفلسفات
السياسة وغاية الخلق ،ل بل يرى تاث ً
السياسية الدينية والثالية على وجه الصوص .إل أنه يتعرض لنتقادات عديدة ترتكز على اختلف
طبي عة النشاط ي ال سياسي والخل قي في ما بينه ما .وتُميّز ب ي الخلق الّ ت تنب ثق كا ستجابة لتطلب
داخلي وكمحاولة لطابقة الفعال الشخصية مع ما يليه الواجب والسؤولية الفردية و بي السياسة
الّ ت تا به وتعال ضرورات الا ية الجتماع ية ،ك ما تيّز ب ي القوا عد الخلق ية والقانون .فالقانون
الخلقي هو بنظرها قانون مستقل نضع له لننا نن نفرضه على أنفسنا ف حي أن القانون السياسي
يأته مهن الارج ،أي مفروض علينها مهن خارج; برلان ،وزارة ،ملس بلدي ال ..إنهه قانون إكراه
وليس قانون انضباط كما هو حال القواعد الخلقية.
وقهد كان أرسهطو مهع هذا الرأي; إذ إنهه يىّ .بيه الفضيلة الخلقيهة للرجهل اليّر الّته تدف إل
الكمال الفردي وتقيق الذات ،وبي الفضيلة الدنية للمواطن الّت تتعلق بالستعداد للممارسة القيادة
أو الكم والضوع وبسلمة الماعة.
وإذا كانت السياسة والخلق متلفتي بطبيعتيهما لن أهدافهما متباينة ،فمن الطبيعي ف هذه الالة
أن تكون وسائلهما متباينة أيضا .وهذا هو التقابل الذي يقيمه ماكس فيب بي الخلق القائمة على
القتناع والخلق القائ مة على ال سؤولية .ويرى أن ب عض الو سائل كالطب ية وال صدق والروءة قد
تفسد الهداف والغايات السياسية.
والتاه الثان يطرح السألة من زاوية عملية ،أي من زاوية الطرق والصيغ والتقنيات الّت تشي إل
كيفية الوصول إل السلطة وسدة القيادة ،أو القيام بثورة ،أو حت الحتفاظ بالسلطة عبد استلمها.
فيدرالية:
نظام سياسي من شأ نه قيام اتاد مركزي ب ي دولت ي أو ممو عة من الدول أو الدويلت ،ب يث ل
تكون الشخصية الدولية إل للحكومة الركزية ،مع احتفاظ كل وحدة من الوحدات الكونة للتاد
بب عض ال ستقلل الداخلي ،بين ما تف قد كل من ها مقومات سيادتا الارج ية الّ ت تنفرد ب ا الكو مة
التاد ية ،كع قد التفاقات والعاهدات أو التمث يل ال سياسي ،ويكون على رأس هذا ال تاد الفيدرال
رئيس واحد للدولة هو الذي يثلها ف الحيط الدول.
يتألف رعايها الدولة الفيدراليهة مهن مموع رعايها الدول أو الوليات الكونهة للتاد ،والّته تعتهب
وحدات دسهتورية ل وحدات إداريهة كالحافظات فه الدولة الوحدة ،ويكون لكهل وحدة دسهتورية
نظامها الساسي الذي يدد سلطاتا التشريعية والتنفيذية والقضائية ،ولكن الدستور التادي يفرض
وجوده مباشرة على جيع رعايا هذه الوليات بغي حاجة إل موافقة سلطاتا الحلية.
تنشأ الدولة الفيدرالية ف الغلب بانضمام عدد من الدول أو المارات الستقلة تت ضغط دول أو
عسهكري أو بدافهع سهياسي ،وقهد يسهاعد على قيامهها اشتراكهها فه لغهة واحدة أو غيه ذلك مهن
القومات .ومثال الدولة الّ ت تأل فت على هذا الن حو الوليات التحدة .و قد تن شأ الدولة الفيدرال ية
بتفكك دولة موحدة إل وليات ذات استقلل داخلي تربطها حكومة مركزية ،ومثال هذا النوع من
الدول الفيدرالية البازيل.
يتلف النظام الفيدرال عهن النظام الكونفيدرال الذي يعتهب اتادا ضعيهف الروابهط ،لذا قهد يتحول
التاد الكونفيدرال (أو التعاهدي) تت ضغط الحداث السياسيّة إل اتاد فيدرال.
فصل سياسي:
.1مبدأ سياسي يقوم عل يه نظام ال كم الديقرا طي بش ت صوره ف العال م نذ القرن التا سع ع شر،
والقصود بالسلطات ،سلطات الدولة العامة الّت تضطلع كل منها بوظيفة رئيسية تتلف ف طبيعتها
عن وظيفة غي ها ،وقد تعددت ماولت تق سيم هذه الوظائف والسلطات ح ت استقرت إل تقسيم
ثل ثي هو الذي يقوم عل يه ال كم الد ستوري ف العال العا صر ،وهذه ال سلطات العا مة هي :ال سلطة
التشريع ية ويثل ها البلان ،وال سلطة التنفيذ ية وتثل ها الكو مة ث ال سلطة القضائ ية ويثل ها الهاز
القضائي.
.2برز مبدأ فصهل السهلطات وأخهذ مكانهه فه الفكهر السهياسي منهذ أن أعلنهه الفكهر الفرنسهي
مونت سكيو ف كتا به «روح الشرائع» الذي أ صدره عام 1748وف يه ميّز ب ي ال سلطات الثلث
السالفة الذكرن ث أتبع هذا التقسيم بنظرية تقول بضرورة الفصل بينها باعتبار أن هذا الفصل هو
الضمان الذي تقوم عليهه الدولة الديقراطيهة والذي بدونهه ل تكون هناك حريهة سهياسية فه هذا
الجتمع; فمن ث اعتب مبدأ فصل السلطات سلحا ضروريا يشحذ ف وجه كل ماولة للكم الطلق
الستبدادي.
مهن البهرات التيه يقوم عليهها مبدأ فصهل السهلطات القول بأن هذا الفصهل يصهون الريهة وينهع
ال ستبداد ،وذلك بالقضاء على كلّ ماولة لتجم يع ا ل سطلت ف يد واحدة ولو كا نت هذه ا ل يد
مثلة ف البلان ،وإذا تم عت سلطة التشر يع و سلطة التنف يذ ف يد واحدة ه أو أ صبحت ا لخية
خاد مة للول ه فإ نه ي شى من سنّ قوان ي يهدف تنفيذ ها إل تق يق مآرب خا صة ،ك ما أ نه إذا
اجتمعت سلطة التشريع ف يد القضاء فإن مثل القضاء قد يتحول إل طاغية ،بالضافة إل أن جع ا
لتشر يع والتنف يذ ف يد واحدة يق ضي على صفة ح كم القانون بعناه الفق هي الذي يتض من الياد
والعمومية دون اعتبار للظروف العابرة.
ويعاب على مبدأ فصل السلطات صعوبة تنفيذ هذا الفصل نظرا لتداخل السلطات والوظائف العامة
ما قد يفضي ه ف حالة التنفيذ الطلق ه إل تعدد السلطات الستقلة ف الدولة ومن ث إل إضعاف
توز يع ال سؤولية ،أما من الناحية الواقعية فقد اختلفت الد ساتي الّت وضعت ف ظل هذا البدأ بي
الغلوّ ف تطبيق الفصل وبي معارضته ،كما وضعت دساتي بيث تقف السلطتان التشريعية والتنفيذية
على قدم ال ساواة أو تقوم بترج يح إحدى ال سلطتي ( ف الغلب ال سلطة التشريع ية) على الخرى،
ويبز هذا الفصل بصفة واضحة ف النظام المهوري الرياسي الذي يكون فيه مثلو السلطة التنفيذية
و هم الوزراء ،م سؤولي أمام رئ يس الهور ية وحده ول يضعون لرقا بة ال سلطة التشريع ية ،وبالملة
فإن ك ّل نظام ديقراطهي يعترف بأهيهة مبدأ فصهل السهلطات مهع مراعاة التوازن والتعاون بيه هذه
السهههههههههلطات دون فصهههههههههل كامهههههههههل أو اندماج تام.
فيتو:
.1الفيتو تعبي لتين معانه «أنا أمنع» ،يستخدم اصطلحا ف القواني الدستورية والدولية بعن حق
العتراض ،أي اعتراض ش خص أو هيئة على إ صدار تشر يع مقترح .فب عض الد ساتي من حت رؤ ساء
الدول ل سيما اللوك حق الفيتو ،مثال ذلك الدستور النليزي ،ولكن من حيث الواقع ل يستخدم
اللك النليزي هذا الق منذ عام ،1707وف النظام البلان الزدوج يُمنح كلّ ملس (أو أحد
الجلسي كمجلس اللوردات ف البلان النليزي باستثناء التشريعات الالية) حقّ العتراض على ما
قد يقترح الجلس الخر إصداره من التشريعات.
.2أصبح هذا الصطلح متداو ًل منذ قيام ملس المن التابع ليئة المم التحدة حي مُنحت الدول
ال كبى ال مس ذات القا عد الدائ مة حق العتراض على أي قرار ي صدره الدلس ح ت ب عد ا تفاق
جيع العضاء النتخبي والدائمي باستثناء إحدى الدول المس الكبى.
فالقرارات اّل ت ي صدرها ملس ال من (با ستثناء القرارات ف ال سائل الجرائ ية) ت صبح نافذة بأغلب ية
يكون من بين ها أ صوات العضاء الدائم ي ،فإذا أبدى أ حد هؤلء الم سة اعترا ضه بالن سبة لقرار
معيّن ،امتنع على الجلس الض ّي ف القتراع عليه ،وإذا مارس العضو حق الفيتو بعد إجراء القتراع
فإن القرار ي سقط ولو ح صل على ج يع ال صوات با ستثناء الدولة العتر ضة .ول كن الفي تو ل ين صبّ
على حق أية دولة من الدول المس الكبى ف منع نظر ملس المن ف نزاع ما أو من الناقشة فيه،
ويسقط حق الدولة الكبى ف الفيتو إذا كانت طرفا ف نزاع مطلوب عرضه على ملس المن.
الفينيقية السياسية:
الفينيقية السياسية فهي فكرة إقليمية ضيّقة تقوم على اعتبار اللبنانيي شعبا يتحدر من الفينيقيي ،وأ نّ
لم حضارتم وتاريهم التميز عن شعوب النطقة العربية .تدف هذه الفكرة السياسية إل تأكيد عدم
عروبة لبنان وتبير النظعات النفصالية الّت ظهرت فيه منذ حوال قرن من الزمن.
تارييا ،ب عد الرب العاليهة الول ،و ف ظروف تزئة العال العر ب ب ي ا لدول الورب ية ،ظهرت ف
لبنان نزعات وتيارات سياسية متناق ضة ،من ها الن عة النف صالية ومن ها التيارات الوحدو ية العرب ية.
ومنهذ ذلك التاريهخ وحته اليوم ،انطبعهت الياة السهياسية فه لبنان بالصهراع بيه هذه التيارات
والنعات التناقضة.
وقد راحت النعة النفصالية ،الّت كان يغذيها النتداب الفرنسي ،تتوسل لتبير انفصاليتها أفكارا
متعددة من نوع أن اللبنانيي السيحيي هم أوروبيون حينا ،وهم فينيقيون وغي عرب حينا آخر ،أو
أنم ينتمون إل الردة والراجة مرة أخرى .
نته هذه النعهة فه الوسهاط السهيحية الحافظهة ،وخصهوصا بيه ا لوارنهة ،وقهد قامهت أحزاب
ومنظمات مسهيحية مافظهة مهن بينهها حزب الكتائب ،وحرّاس الرز ،الذيهن اعتمدوا آيديولوجيهة
ل عن
الفينيقية كفكرة سياسية لتبير انفصاليتم وإقامة مشروع يعل لبنان وطنا قوميا مسيحيا منفص ً
العال العرب.
و قد لع بد العد يد من الكتّاب والدباء والفكر ين ال سيحيي دورا بارزا ف التنظ ي ل ثل هذا الشروع
ال سياسي ،مرتكز ين على آيديولوج ية الفينيق ية ال سياسية .من ب ي هؤلء الشا عر سعيد ع قل ،الذي
نادى بتحويهل اللغهة العربيهة الحكيهة إل لغهة رسهية كخطوة فه مشروع ضرب اللغهة العربيهة الم
والفصحى .هذه اللغة الّت تشكّل أه ّم رابط تاريي وثقاف للبنان بالعامل العرب ،كذلك حاول ابتكار
ل غة جديدة غ ي عرب ية تعت مد البد ية اللتين ية .و ف ال سياق نف سه ذ هب جواد بولس وفؤاد أفرام
البستان ،وشارل مالك وكمال الاج وغيهم.
منذ العشرينيات وحت اليوم ،واجهت هذه الفكرة مقاومة ومعارضة شديدة من اللبنانيي ،خصوصا
من التيارات والقوى السياسية التقدمية والوحدوية العربية ،فقد ارتفعت ف وجه دعوات النفصال
دعوات وحدويهة ،تارة باسهم سهورية الكهبى ،نادى باه القوميون السهوريون ،وتارة باسهم الوحدة
العربية الشاملة نادت با أ×زاب البعث والناصريي وغيهم.
فلسفة سياسية:
تعرف الفل سفة ال سياسية م نذ بدايات ا ف اليونان بأن ا ماولة لف هم طبي عة الدولة ،أي بنيت ها ال ساسية
كتنظيم لماعة تاريية تسمح لذهِ الماعة باتاذ قرارات تؤثر على حياتا واستمرارها.
فهي ليست علما رضعيا للظواهر السياسية واللوقائع الحصائية كما هو حال علم السياسة أو علم
الجتماع السياسي بل هي معيارية تنطلق من مفهوم عام للنسان وأحيانا لللوهية لتعكسها ف القل
ال سياسي من أ جل تشك يل نوذج مثال ل ي صحل كمعيار وح سب ،وإن ا كهدف لتعد يل سولك
الكّام والحكومي.
إناه تتسهاءل بشكهل رئيهس عمها يعهل واقعهة مها أو نسهيجا مهن الوقائع شأنا سهياسيا أو له علقهة
بالسهياسة ،فتركّز انتباههها على اليارات ال سياسية السهاسية وتتمّه بطبيعهة السهلطة فتتسهاءل عهن
الشروط الّ ت ت سمح ل سلطة ما أن تكون شرع ية؟ ومّم ت ستمد الدولة سلطتها ولد مة أ ية أهداف
تستخدم؟ وكيف يعطى الق لبناء الماعة؟ وما هي أفضل أشكال الكم؟
هذه ال سئلة وغي ها كا نت مدار صراعات فكر ية حادّة انق سم حول ا الفل سفة إل تيارات وفرق
متعددة ظهرت ف فترات ومراحل تاريية متلفة .وفيما يلي نعرض لهها حسب تسلسلها الزمن.
كان لتعدد الدن اليونانية واختلف أشكال الكم فيها والصراعات الدائرة فيما بينها أثر كبي على
الفكر السياسي اليونان .وقد دفع ذلك بالفلسفة للبحث عن الشكل الفضل للحكم والصيغة الثلى
لتحقيق الوحدة بي أبناء هذه الدن.
ولحظ ال سفسطائيون أن الصراع على ال سلطة ل يتوقف أبدا ،ل ّن من يسك با يقّق لنف سه كلّ
أسباب الغن والاه والتعة .ولذا قدموا آراء ف كيفية الوصول إليها ول يهتموا فيما إذا كانت صالة
ل بل يزيد
أم غي صالة .لك ّن سقراط وجد أن الفوز بالسلطة لتقحيق الرغبات الفردية ل يقدّم ح ّ
المر سوءا ،لن رغبات الفراد متقاربة فيما بينها من حيث الوهر ،وأن ذلك من شأنه أن يؤدي إل
تدم ي الدولة .ك ما رأى أن م صلحة الدولة القيق ية هي ف وحدت ا ،ول يتح قق ذلك إل بتغل يب
الصلحة العامة على الصلحة الفردية .من أجل هذا لبد من استخدام الدل كوسيلة مثالية لظهار
الفكار الصائبة من الاطئة ولزالة ك ّل ما هو دوغمائي.
تلميذه أفلطون ل يِد عهن غايهة أسهتاذه ورأى أيضا أن وحدة الدولة وانتقاء الصهراعات فيهها ههو
الغاية.
إلّ أن البشهر أنانيون ،يتهافتون على اللذات السهيّة لشباع حواسههم .ولذا فإنهه يبه إخضاعههم
لكو مة تقدّم ال ي للجم يع ويترأ سها فل سفة أو حكماء مؤهلون لقيادة الجت مع وترب ية أبنائه على
معن الشرف نظرا لعرفتهم بالقائق الول والثابتة للوجود.
ولكهن مهن جههة أخرى ،يبه إبعاد هؤلء الفلسهفة عهن كهل مها له صهلة بالياة الاديهة :متلكات
شخصية ،أسرة ،أولد وغيها .ويب تدريبهم على ك ّل ما هو نبيل عب مارسة الرياضة والوسيقى
والرياضيات ،وظلّ أرسهطو فيمها بعهد متّفقا مهع سهقراط وأفلطون حول ضرورة الوحدة ال سياسية.
الخلقية للدولة لكنه كان أكثر واقعية من الثني ،فأعطى الانب القتصادي ه الجتماعي حقه من
الهتمام.وقال إ نه ل يك في أن نعرف ك يف تكون الدولة الثال ية و ف أي مكان تقوم و من أي ش عب
تتألف ،بل لبد من التساؤل عن كيفية إقامة دولة مقبولة ضمن ظروف مددة .ولقامة هذه الدولة
ينبغي برأيه وضع دستور يكفل للمواطني ه جيع الواطني ه الرية السياسية الّت تكّن ك ّل فرد من
مارسة السلطة وتعل منه حاكما ومكوما ف الوقت نفسه ،وتوزيع الثروة بشكل عادل .فالدولة الّت
الرقه وتعانه مهن التبعيهة القتصهادية ليسهت بدولة مثاليهة .لذا كان يرى أن الكومهة
ّ يسهود فهيها
الرستقراطية الّت تعمل للخي العام هي الكومة الثلى ،وعارض السلطة الوليغارشية (حكم القلة
لنف سها) والديقراط ية (ح كم الش عب) على ال سواء .وب عد أر سطو ل يعرف الف كر ال سياسي اليونا ن
فل سفات متكاملة .ف قد ظهرت فرق م ثل (الكلب ية) كا نت تد عو للعودة إل الطبي عة ور فض القوان ي
ل بي النسان وبينها.
لنا تقف حائ ً
والرواقية الّت اعتبت النسان مكوّنا من هوى وعقل ،والكون يسي وفق نظام مرسوم ،لذا ينبغي
على النسهان أن يترم هذا النظام الليه ،ويسهي وفقا لقواعده .فالكهم الثال ههو الذي يأخهذ
بالعتبار الطبيعة الزدوجة للنسان.
وعلى الرغم من أن هذه الفلسفات ل تشكّل نظاما فكريا متكاملً إل أنا مهدّت الطريق أمام النتشار
الديانة السيحية فيما بعد.
مع ظهور السيحية ف مرحلة المباطورية الرومانية .انتظم السيحيون ف الكنيسة ،وأصبح شعب ال
هو شعب المباطور ية ،لن خالق البشر هو نفسه خالق الياة الجتماعية .والسلطة مصدرها ال،
يع هد ب ا للن سان ض من حدود احترام هذا الخ ي للقانون ال طبيعي ،وبذلك أ صبح ال مباطور هزة
الوصل بي ال وملوقاته (انظر الق اللي) .إل أن النيل ييّز بشكل واضح بي السلطتي الزمنية
والروحية عندما يقول «اعطو ما لقيصر لقيصر وما ل ل) .ومع ذلك فإن وجود مؤسستي :الكنيسة
من جهة والدولة (ملك ،إمباطور )...من جهة ه تتوليان شؤون السيحيي ه طرح مسألة العلقة
بينهمها; لنه تعطهى الولويهة ،للكنيسهة أم للدولة؟ وههل انتماء الؤمهن للواحدة يتعارض مهع انتمائه
للخرى؟ ل قد أثار ذلك نقاشات و صراعات عديدة .وكان من ال طبيعي أن ترى الكني سة أن ال سم
الجتماعي هو عبارة عن هرم يقف البابا على رأسه وأن تأت الدولة ف الرتبة الثانية ف هذا الرم .
التيارات الالية:
كان للماركسية أثر شديد على الفكر السياسي العاصر .وأثارت نقاشات واسعة حولا .فقيام الثورة
ف بلدان ل ت كن الطب قة العاملة في ها متطورة ،ك ما أن عدم زوال الدولة ف البلدان الشتراك ية د فع
بالب عض إل التوف يق ب ي الرأ سالية والشتراك ية (تشو مبيتر) ود فع بالب عض ال خر إل اعتماد مو قف
براغمات من الدولة ،عب اللجوء إل وسائل تريبية لتحديد أشكال الصراعات والصعوبات والعمل
على إزالتها (ريون آرون) .لكن النقاش حول مبر وجود الدولة وغايتها ل يزال قائما كما كان من
قبل.
ول تستطع فلسفة سياسية أن تنتصر على بقية الفلسفات بشكل مطلق .
القومية:
ف الدللة ال سياسية للمفهوم ،يرت بط مفهوم القوم ية بفهوم المّة ،من ح يث النتماء إل أمّة مدّدة.
والمّة هي الش عب ذو الو ية ال سياسية الا صة الذي ت مع ب ي أفراده روا بط موضوع ية وشعور ية
وروحية متعددة تتلف من شعب لخر ،مثل اللغة والعقيدة والصلحة والتاريخ والضارة...
بدأ مفهوم القومية بالنتشار ف أواخر القرن الثامن عشر بعد ظهور الركة الرومنطيقية اللانية كردّ
فعل من الثقفي والدباء والشعراء والفكرين اللان على هزية وطنهم أمام الفرنسيي.
ف الو قت نف سه ،كان مفهوم القوم ية من ح يث اللح ظة التاري ية رفضاُ ثوريا لدود البلدان الوب ية
الّت كانت مططة تبعا لعتبارت إقطاعية ،لذلك أصبح مفهوم القومية مركا جذريا للقوى السياسية،
وبفضله تق ّو ضت المباطوريات الستعمارية القدي ة وتوحّدت ألانيا وإيطال يا ودول البلقان .إل أن
هذه الدول ،عندما ر سّخت جذورها وأكملت بناءها القتصادي والسياسي بدأت تستخدم القومية
للعتداء والتوسع ،فاتسمت بالشوفينية ،واعتمدت عليها حركة الستعمار الوروب لبلدان العال.
امتدّ تأثيه الفههم وانتشاره إل أفريقيها وآسهيا فه القرن العشريهن الذي يعتهب سهياسيا قرن ظهور
القوميات واتادها ،خاصة بعد سيادة مبدأ حق تقرير الصي القومي إثر مؤتر السلم سنة 1919
.
وأصبحت القومية ف العال الثالث ثورة من أجل الكرامة والنهضة الضارية ومركا ترريا وعاملً من
عوا مل مقاو مة ال ستعمار وحالة التخلف وال ستغلل اّل ت خلف ها ف ال ستعمرات ال سابقة فات د
النضال القومي التحرري مع النضال الجتماعي التقدمي ،وف الوطن العرب قامت القومية العربية ه
ول تزال هه بدور مرّك فعّال ضهد اليمنهة المبايليهة وضهد الحتلل الصههيون وفه تعبئة وتنظيهم
الماهي الفقية من أجل الشاركة ف صنع التاريخ والستقبل ،لا لا من جذور تاريية عميقة ; ولنا
ارتبطت بنضال الماهي من أجل التحرر من سيطرة الستغلل والضطهاد بك ّل أنواعه (انظر :مبدأ
القوميات ،القومية العربية.)..
القوات اللبنانية:
مموعهة مهن اليليشيات السهيحية ،تابعهة لزب الكتائب وحزب الوطنييه الحرار وحرّاس الرز،
والردة التابعة للرئيس سليمان فرنية (الّت انفصلت عن القوات ا للبنانية لحقا).
تأسهست «القوات اللبنانيهة الوحّدة» فه 30آب 1976مهن قوات الحرار والكتائب فقهط
بقيادة بش ي الميّل ن ل رئ يس الكتائب ،ودا ن شعون نائبا له .ب عد ذلك انض مّ إلي ها الردة وحرّاس
الرز .ف 7توز 1980قام بشي الميل بتوحيدها تت قيادته بإخضاع الوطنيي الحرار بالقوة
فيما عرف بعركة الصفرا.
بعد انتخاب بشي الميل رئيسا عام 1982تسلّم قيادتا فادي أفرام ،ث إيلي أبو ناضر ف 11
.1984 / 10 /
ف 12آذار كانت النتفاضة داخل القوات بقيادة سي ججع وكري بقرادون وإيلي حبيقة ،وألفوا
هيئة تنفيذية بقيادة جاعية.
ف 9آذار كانت انتفاضة إيلي حبيقة الّت تسلّم فيها رئاسة اليئة التنفيذية.
ف 1986 / 1 / 15إثر «التفاق الثلثي» بي حبيقة وأمل (الشيعة) ووليد جنبلط (الدروز)،
انت فض سي جع جع رئ يس أركان القوات على حبي قة وت سلّم القيادة ب عد معر كة ب ي الطرف ي راح
ل و 600جريح .
ضحيتها 430قتي ً
قوت ا الع سكرية :كا نت قادرة أثناء الرب ب ي جع جع وعون أن تع بئ عشرة آلف مقا تل ; وامتلك
جعجهع تته قيادتهه ألفهي مقاتهل جيهد التدريهب ،إضافهة إل خسهمائة عملوا كحرس شخصهي له.
امتلكت القوات مئات العربات الدرعة من دبابات وناقلت جنود ،إضافة إل العشرات من وحدات
الدفعية وبعض السفن الربية الصغيةُ .حلّت وسلّمت أسلحتها للحكومة بعد سقوط حكومة ميشيل
عون العسكرية ،وحوكم قائدها سي جعجع .
الكاريكاتور السياسي:
هو أ حد الفنون الغرافيك ية (الط ية) الّ ت ت ستهدف الن قد ال سياسي والجتما عي واّل ت تعت مد على
البالغة ف الرسم وعلى الفارقات ،غي العقولة أحيانا ،ف الواقف ،وذلك لثارة الضحك والتحريض
على السخرية .وكثيا ما يكون الكاريكاتور مضحكا مبكيا ف آن معا ،وتشكّل الصحف والجلّت
الوسيلة الساسية إن ل تكن الوحيدة ليصال هذا النوع من الفنون الادفة إل الماهي.
يعود تار يخ الكاريكاتور إل الع صور الفرعون ية إذ تع تب الر سوم ال ساخرة الّ ت وجدت ف قب اللك
رم سيس الا سم حوال 1100ق بل اليلد أقدم دل يل مادّي م سوس على وجود لذا النوع من
الفنون ،وهي مفوظة حاليا ف التحف الصري ،وفيها ياول الفنانون الصريون القدماء السخرية من
السرة الثامنة عشرة وبشكل خاص من إخناتون ومن السرى الجانب.
لكهن الحاولت الفنيهة ل تتعدّ هذه الدود ،إذ ل يتجرأ الفنانون على السهخرية مهن الكهنهة واللوك
والسهادة الحليييه خوفا مهن بطشههم .وقهد اعتمهد أولئك الفناونون فه تقنيتههم على إعطاء شكهل
حيوان للشخص القصود .توجد بالضافة للرسول الفرعونية ف مصر بعض الرسوم الكاريكاتورية
من العصر القبطي وهي مفوظة ف التحف القبطي ف مصر .وعلى الرغم من أنه ل يكتشف أي عمل
ما ثل للفنان ي الغر يق ح ت الن إل أن أر سطو ذ كر ف أ حد كت به م صورا يونانيا ا سه يوزون عُرف
بر سه لشاه ي ع صره بش كل يث ي الض حك وال سخرية .ور غم معاقب ته على ذلك عدة مرات إل أ نه
ا ستم ّر ف إنتا جه الف ن بالطري قة نف سها .وقد وجدت بعض النحوتات الرومان ية ذات الع ن ال ساخر
ول كن دون ا ستخدام أ ية مبالغات ف الن سب التشري ية ك ما هو معروف ورائج ف هذا النوع من
النفون .أ ما ف ع صر النه ضة الوروب ية فيذ كر أن الفنان اليطال ليورنارد دافت شي قد ترك ب عض
الرسوم والحاولت الّت يكن أن تصنف ف مال الكاريكاتور.
و قد ظ هر الكاريكاتور على شكله الال ف القرن الثمان ع شر وذلك على يد الخوة كرات شي ف
مدينة بولونيا اليطالية حيث تيّزت رسومهم من نوع البورترية بإثارتا للضحك ولكن دون الوضع
ف الواضيع السياسية .وعندما ظهر الفنان النكليزي جورج تاونزند بدأ يعطي مغزى سياسيا لرسومه
الّ ت ي صوّر في ها مشاه ي ع صره بش كل يث ي الض حك ،ث بدأ ب عض الفنان ي الولندي ي بمار سة ف نّ
الكاريكاتور وذلك بإضفاء الرمزية على أعمالم الفنية .ويعتب الفنان الفرنسي دوميه أشهر من رسم
الكاريكاتور ف ذلك الوقت وكانت تنشر رومه صحيفة الشاريغاري الّت صدر أمر بإغلقها بسبب ما
تعنيه أعماله الفنية من نقد لذع للسياسيي والسلطة الاكمة.
أما ف الوليات التحدة فقد ظهر هذا النوع من النفون التشكيلية ف بداية القرن التاسع عشر ،وكان
للفنانيي المريكيي الفضل ف إدخال طريقة التعليق على الرسم ،وذلك بوضع الكتابة ضمن حلقة
موصولة بفم الشخص الرسوم ،وقد كان توماس فاست أشهر الرسامي المريكيي ف ذلك العصر.
ولقد تطوّر الكاريكاتور وانتشر بشكل سريع بعد ذلك ف أوروبا وأمريكا وأصبح له مدارس متميزة
ومتنوعة كما أصبح قوة ضغط ساسي يسب حسابا.
اما ف الوطن العرب فقد ظهر الكاريكاتور بعد ظهور الصحافة العربية بقليل ،ويعتب الشيخ يعقوب
صنوع أول من أدخله على الصحافة العربية وذلك ف صحيفة أبو نضارة الصرية ،ث تتابع ظهوره ف
عدة صحف أخرى كال سياسة ال صورة وال سيف وال سامي والبا با غللو ال صري وذلك ح ت نا ية
الرب العال ية الول ح يث بدأت ال صحافة تعت مد على إنتاج كبار الفنان ي العرب ف ذلك الع صر
والذ ين كانوا يوقّعون ر سومهم بأ ساء م ستعارة خوفا من ب طش ال سلطات الاك مة ،فظهرت أ ساء
زهدي وعبد العظيم وعبد السميع .أما ف سورية فقد كان لتوفيق طارق وعبد اللطيف الضاشوال
و حبيب كحالة الف ضل ف ن شر هذا النوع من الر سم ،ول قد كا نت أه مّ الجلت اّل ت تعت مد على
الكاريكاتور ف سورية حت عام ( 1966الضحك البكي) وملة «الدبور» ف لبنان.
اللجوء السياسي:
يع طي مع هد القانون الدول التعر يف ال ت للجوء « :هو الما ية الّ ت تنح ها دولة فوق أراضي ها ،أو
فوق أي مكان تابع لسلطتها ،لفرد طلب منها هذه الماية» .الدف إذن من إقرار مبدأ اللجوء هو
إنقاذ حياة أو حرية أشخاص يعتبون أنفسهم ،عن صواب أو خطأ ،مهدّدين ف بلدهم.
كان اللّجوء ،ف بدايته ،وقفا على الجرمي والناة العاديي .ومبدأ اللجوء ،الذي عُرف منذ العصور
القدي ة ،دي ن الن شأ :فأمك نة العبادة كا نت اللذ الذي يل جأ إل يه الجرمون هربا من مطاردة أجهزة
السهلطة الزمنيهة .وقهد طبهق مبدأ اللجوء الدينه مهن قبهل الغريهق والرومان ،ومهن قبهل اليهوديهة
والسهلم ; بيهد أن الكنيسهة الكاثوليكيهة ههي الّته جعلت منهه نظاما عموميا .فالارب مهن العدالة
الزمنية ما كان يتاج إل الدخول إل الكنيسة كيما يصبح ف مأمن; كان يكفي أن يقبض على عمود
من العمدة العديدة الت ي كا نت سلطات الكني سة تن صبها ف ساحات الدن العا مة ،كي ما تشمله
الصانة الكنسية ويصبح ف حالة لوء .غي أن هذا الشكل من اللجوء ،أي اللجوء الدين ،ما عاد
يطبق حاليا إل ف أقطار قليلة.
فبدءا من القرن ال سادس ع شر ،الذي شهد صياغة مفهوم ال سيادة وإنشاء دول حدي ثة ،ظهر ش كل
جديد من اللجوء هو اللجوء القليمي ،الذي يضع فيه الفرد نفسه تت حاية دولة أجنبية وف أرض
أجنبيةن ل داخل بلده ،وذلك هربا من عنف حكومة الدولة الّت ينتسب إليها أو تلصا من أوضاع
سياسية قائمة ،أو حكم حائر ،أو وضع سياسي شاذّ .كما ترافق تطوّر البعثات الدبلوماسية،ف القبة
الزمنية عينها ،بولدة نوع آخر من اللجوء ،هو اللجوء الدبلوماسي الرتبط بالصانة الّت تتمتع با
ال سفارات .و قد عَرفّت ظاهرة اللجوء انتشارا كبيا ف أعقاب الضطرابات الّ ت أحدثت ها ثورات
القرني التاسع عشر والعشرين.
ف الوقت الراهن ،جرى تكريس ح قّ اللجوء ف قانون الرب أيضا .فسفن الدول التحاربة الوجودة
ف مياه مايدة ،تتمتع بق لوء تقتصر مدّته الزمنية على أربع وعشرين ساعة; وهذا النوع من اللجوء
يُعرف باللجوء البحري .وجيوش البلدان التحار بة ت ستفيد بدور ها من حق اللجوء فوق أرا ضي بلد
مايهد; بيهد أن هذا البلد ملزم بتجريدهها مهن سهلحها وباحتجازهها .ويعرف هذا النوع مهن اللجوء
باللجوء الرضي.
يبهد ان أكثهر أشكال اللجوء شيوعا ههو اللجوء القليمهي واللجوء الدبلوماسهي .ومصهدر اللجوء
القليمي هو مبدأ سيادة الدولة.
وهو يدث عندما يضع فرد من الفراد نفهس تت سلطة دولة أجنبية وحايتها .وعديدة هي الدساتي
الّت تتضمن أحكاما تضمن حق اللجوء .لكن يبقى السؤال مطروحا لعرفة ما إذا كان الفرد ،الذي
يطلب اللجوء ،هو صاحب حقّ خاص به أم ل ؟
تنصه التفاقات الدوليهة لتسهليم الجرميه ،بشكهل عام ،على أنهه لن يصهار إل تسهليم الشخاص
ّ
اللحَق ي ل سباب سياسية أو الحكوم ي لرائم سياسية ،وعلى أ نه ي ّق لؤلء الشخاص أن يتمتعوا
بقه اللجوء السهياسي .بيهد أن منهح هذا القه يبقهى ،بسهب القانون الدول ،وقفا على الدولة
ّ
الستضيفة اّل ت تتمتع برية مطلقة ف م نح اللجوء أو ف رفضه ،و ف طرد الش خص الذي يكون قد
ح ظي ب ق اللجوء فوق أراضي ها ،ول سيما إذا ع مد إل مار سة نشاطات ت سيء إل بلده ال صلي.
ذلك أن الدولة الستضيفة تعتب مسؤولة عن أفعال الشخاص الذين منحتهم حق اللجوء السياسي
وعن تصرفاتم.
خلفا للجوء القليمهي ،يشك ّل اللجوء الدبلوماسهي اسهتثناء للسهيادة القليميهة ،إذ إن الشخهص
الستفيد منه يبقى مقيما داخل أراضي بلده الصلي .ذلك أن الدولة الستضيفة تعتب مسؤولة عن
أفعال الشخاص الذين منحتهم حق اللجوء السياسي وعن تصرفاتم.
خلفا للجوء القليمهي ،يشكّل اللجوء الدبلوماسهي اسهتثناء للسهيادة القليميهة ،إذ إن الشخهص
الستفيد منه يبقى مقيما داخل أراضي بلده الصلي .وهذا النوع من اللجوء كاد أن يتفي من اوروبا
بعد أن راج فيها رواجا كبيا خلل القرني السادس عشر والسابع عشر .غي أنه ظهر ف أميكا
اللتينية ف أواخر القرن التاسع عشر و ُحدّدت شروطه وقوانينه ف عدد من العاهدات الدولية (هافانا
،1928مونتفيديو ،1933كراكاس . 1954
ل قد كرس العلن العال ي لقوق الن سان حق اللجوء ،واع تبه حقّا ل كل إن سان تتعرض حيا ته أو
سلمته السدية أو الوطنية .ويفترض ف هذا الق أن يضمن للمستفيد منه أل يُكرَه على العودة إل
الدولة الّت تعرضت فيها حياته أو سلمته أو حريته للخطر .
لنة سياسية:
اللجنة السياسية هي إحدى اللجان ا لفرعية الامة الّت تشكل ف داخل النظمات الدولية والقليمية
وتع ن بدرا سة وتض ي الوضوعات ذات ال صفة ال سياسية لعرض ها على المع ية العا مة ،وتقوم هذه
اللجان بدور هام فه توجيهه الناقشات فه اجتماع المعيهة العامهة ،ومهن أمثلةة هذه اللجان اللجنهة
السياسية التابعة للجمعية العامة ليئة المم وهي إحدى سبع لان رئيسية تشكل النظمة ،ولكل عضو
من أعضاء النظمة الدولية أن يثل ف إحدى هذه اللجان بندوب واحد .وترفع اللجنة تقاريرها إل
المعية العامة لناقشاتا وأخذ الرأي عليها.
وتتألف اللجنهة السهياسية التابعهة لامعهة الدول العربيهة مهن وزراء خارجيهة الدول العضاء الثلث
عشرة ،وترفع اللجنة تقاريرها إل ملس الامعة ،كما تقوم اللجنة فيما بي أدوار انعقاد الجلس إذا
ج ّد ظرف ا ستثنائي بتن سيق الع مل ال سياسي للدول العضاء على أ ّل ي سّ هذا التن سيق قرارا اتذه
الجلس .
لغة دبلوماسية:
.1اللغة الدبلوماسية يقصد با لغة التخاطب بي الدول على أساس من العرف الدبلوماسي ،فمن ث
ل التزام على الدول تامة السيادة ف استخدام لغة معينة ف اتصالتا بغيها من الدول; وذلك تشيا
مع مبدأ الساواة بي الدولن با ف ذلك الساواة ف اللغات الوطنية باعتبارها من مقوّمات شخصية
كل دولة ،ويش مل التخا طب الحادثات والشاورات الشفه ية ب ي كل دولة وأخرى ،والناقشات ف
الؤترات الدولية كما تشمل اللغة الدبلوماسية لغة ترير التفاقات والعاهدات.
جرى العرف ف العلقات الوربية إبّان القرون الوسطى على أن تكن اللتينية هي لغة التخاطب بي
هذه الدول ،ث حلّت مل ها الل غة الفرن سية ح يت الرب العظ مى ح ي ا ستخدمت النليز ية مع
الفرن سية ف تر ير اتفاق ية ال صلح عام ،1919وع ند قيام هيئة الُ مم التّحدة قرّر اليثاق اعتبار
خس لغات أصلية للهيئة وهي النليزية والفرنسية والروسية والسبانية والصينية ،بينما مكمة العدل
الدولية ه وهي إحدى النظمات التابعة للهيئة ه ل تستخدم سوى الفرنسية والنليزية ف تدوين
أحكامها ،إل إذا طلب نصا أحدُ الصوم استخدام لغته الوطنية.
وهناك قواعهد عرفيهة تنظ ّم اسهتخدام اللغهة فه الؤترات الدوليهة وفه تدويهن التفاقات الثنائيهة
والعاهدات العامهة ،مهن هذه أن الدولة الداعيهة لعقهد مؤتره دول ،لاه أن تسهتخدم لغتهها الوطنيهة
بالضا فة إل إحدى اللغات ذات ال صفة الدول ية ،و ف الل سات التمهيد ية للمؤت ر يت فق عادة على
اللغات الّت يقرّر العضاء اعتبارها لغات رسية للمؤت ر ،على أن تترجم الطب والبيانات الّت يدل
ب ا العضاء ف خلل الناقشات إل إحدى اللغات ذات ال صفة الدول ية ; و ف حالة تر ير العاهدات
جرى العرف على أن تدوّن التفاقية بي دولتي أو أكثر بلغاتا الشتركة ولا أن تستخدم لغة ذا صفة
دولية كالنليزية أو الفرنسية ف تدوينها ،أما إذا اختلف التعاقدان لغ ًة فتحرّر التفاقية من صورتي
بل غة ك ّل منه ما دفعا لللتباس ،و ف ب عض الحيان ت ستخدم ل غة ثال ثة ف تر ير العاهدة يت فق على
الرجوع إليها ف حالة الختلف بي التعاقدين ،وف حالة العاهدات العامة والشارعة فإنا ترّر بلغة
أصلية واحدة أو أكثر ُيتّفق عليها.
.2اللغة الدبلوماسية يُقصد با على سبيل الجاز أسلوب إنشائي معيّن يتميز بملة خصائص ،سواء
أكان ذلك فه مال الحادثات الشفهيهة أو فه الحررات كالذكرات والتقاريهر والتصهريات .وأبرز
هذه ال صائص أ نه أ سلوب تُراعَى ف يه الليا قة واللبا قة والد قة ح ت ل ي ستخدم ل فظ ف غ ي تفرض
التزامات ل وجود لا .كما تعن اللغة الدبلوماسية ف بعض الحيان لغةَ الراوغة أو التغرير أو الداهنة
بيث توحي بأكثر من مدلول ألفاظها ،أو توحي بأهداف وأغراض ل دليل عليها من ألفاظ وتعابي
ثابتة معيّنة ،أو تعن استخدام الدبلوماسي أسلوبا يتضمّن عدة احتمالت ،أو تعن أنه يصوغ النقد ف
صورة مدح وثناء ،أو يوجّه التام والنذار ف صورة مهذّ بة كيّ سة ل تث ي نفور الماه ي والرأي
العام ،وههو مها يُعرف فه الصهطلح السهياسي باسهتخدام القفاز الريري لتغطيهة اليهد الديديهة .
مائدة مستديرة:
ت عبي ا صطلحي يُ ستخدم ف الجال ال سياسي يع ن الفاوضات ال ت تري ب ي الطراف العنيّة على
مستوى متكافئ ،أي دون أن يكون لحد الطراف ما ييّزه عن غيه و يبز هذا العن بصفة خاصة
ف حالة إجراء مباحثات بي دولة كبى و صغرى أو بي دولة حامية وممية أو مع دولة تثّلها عدة
أحزاب وطنية متصارعة.
من أمثلة مفاوضات الائدة الستديرة ،الؤتر الذي عُقد ف لندن خلل شهر أكتوبر 1930برياسة
ماكدونالد رئ يس الوزراء ،و اشترك ف يه مثلو الحزاب والطوائف الند ية لب حث م ستقبل ال ند ،ث
مؤتر الائدة الستديرة الثان الذي عُقد كذلك بلندن ف خريف عام 1931و اشترك فيه غاندي
ك ما اشترك ف يه م مد علي جناح ،وأ صرّ على أن يتضمّن الد ستور القترح حقوق ال سلمي كا فة ،و
من أمثلة مفاوضات الائدة الستديرة ،الؤتر الذي عُقد بلهاي «أغسطس ه نوفمب »1949بي
الكو مة الولند ية والوطني ي الندوني سيي واشترك ف يه ك ّل من سوكارنو وانت هى بإعلن ا ستقلل
اندوني سيا ،و من ذلك مؤت ر الدائرة ال ستديرة الذي عُ قد ف بروك سل عام 1960ب ي الكو مة
البلجيكية وزعماء الكونغو .والنتهى باستقلل جهورية الكونغو كينشاسا.
اشُتقّ اسم «الائدة الستديرة» من حدث تاريي أو أسطوري يتّصل بسية اللك آرثر النليزي الذي
أعدّ مائدة مستديرة ليجلس حولا مائة من الفرسان يثّلون زعماء الملكة دون أن يكون لو احد منهم
ما ييّزه عن غيه حت تنتفي بينهم النافسة.
مركزية:
الركز ية ف نظام ال كم تع ن تم يع ال سلطات العل يا ف الدولة ف جهاز تنفيذي رئي سي وكا نت
الركزيهة خطوة نوه نشأة الدولة الديثهة الوحّدة بفهومهها السهياسى ،بعهد أن كانهت مموعهة مهن
القطاعات يكمها النبلء والشراف تربطهم باللك علقات عسكرية واقتصادية تقليدية ،أما الطابع
الميّز للدولة ف هو «تم يع ال سلطات ف يد حكو مة واحدة تلك من الو سائل الاد ية والقانون ية ما
يكّنها من السيطرة التامّة على القليم دون منازعة من أية سلطة أخرى».
و على أثهر قيام اللكيات القديةه توّل بعضهها إل إمهب اطوريات على أسهاس الضمّه كالمباطوريهة
العثمانية ،أو على أساس الستيلء الستعماري كالمباطورية البيطانية ،وف جيع هذه الالت ،ال
سيما ف الالت ال ت تتألف من ها المباطور ية من شعوب متل في الن سيات واللغات والعقائد،
ي صبح النظام الركزي ف ال كم عاجزا عن أداء مهمّ ته ،لذا ات هت حركات ال صلح إل تشج يع
إقامة لمركزية ف الكم ،حت يتي سّر للوليات و القاليم الختلفة الضطلع بإدارة شؤونأ الحليّة
«كمها حدث بتطويهر الكهم فه المباطوريهة البيطانيهة مهن مسهتعمرات إل «دمنيون» ثه إل
كومنولث» وإل فإن م ثل هذه المباطور ية يكون م صيها التف كك والنلل «ك ما حدث بالن سبة
للمباطورية العثمانية».
وتوسّعت الدولة الديثة ف الدمات العامة كالصحة والتعليم والواصلت والسكان والترفيه .و من
طبيعة الدمات العامة ارتباطها بالبيئة القليمية ،لذا أصبح اتاه نظام الكم ف الدولة العاصرة نو
تشجيع ل مركزية الدمات و إقامة نظام من الكم الحلي على أساس استقلل ك ّل إقليم بالدمات
العا مة ال ت ي كن أن ينفرد ب ا دون تشا بك حتم ّى مع القال يم «الحافظات» الخرى .ف في ميدان
التعليم بينما تت صّ الدارة الحلية بالشراف على مراحل التعليم العامة ،يكون التعليم الامعي من
اختصاص الكومة الركزية .و بينما تكون إدارة الستشفيات من اختصاص القاطعات ،تكون معامل
إنتاج الادة الطبية من مسؤولية وزارة الصحة .أما الواجبات على الستوى القومي كالدمة العسكرية
ل ف التنظيم الحليّي ،فالركزية واللمركزية تسي
أو الشؤون الارجية أو القضاء ،فل مكان لا أص ً
جنبا إل جنب ف نظام الدولة الديثة الوحدة أو الفيدرالية على السواء.
معاهدة:
العاهدة ف ال صطلح ال سياسي اتفاق ية تُبم ب ي دولت ي أو أك ثر ،و تت مّ بالترا ضي ،وتنشىء عل قة
قانونيهة معيّنهة بيه أطراف التفاقيهة ،ويغلب عليهها الطابهع السهياسى ،فالعاهدة أن تثّل دو ًل لاه
الشخصية القانونية أو منظمات دولية معترفا با.
تطلق مصطلحات سياسية متلفة على أنواع من هذه الوثائق الدولية التعاقدية ،وينشأ هذا الختلف
من طبي عة الوثي قة أو صيغتها البارزة أو طري قة إقرار ها ،من هذه ال صطلحات :التفاق ية ،والتفاق،
واتفاق النتلمان ،والبوتوكول ،والتصهريح ثه اليثاق واللف وجيعهها تتضمّهن معنه التفاق
التعاقدي.
إن إبرام العاهدات ح قّ لميع الدول دون غيها من الشخاص القانونية ،على أن يكون تامّة الهلية
الدول ية ،و ف حالة الدول ناق صة ال سيادة يكون حقّ ها ف ع قد العاهدات والتفاقات مرهونا بعل قة
التبعيهة «مثال ذلك حالة التبعيهة الصهرية لتركيها ،لذا نهص الفرمان المنوح للخديوي إسهاعيل على
قصر حقّه ف عقد العاهدات على التفاقات المرك ية والتجار ية» ،ك ما ت ستثن الدول الت أعلنت
حياد ها ب يث ل تع قد معاهدات تالف أو ضمان جا عي ،ك ما أن معاهدة لتران حر مت على دولة
الفاتيكان إبرام معاهدات سياسية.
أمها موضوع العاهدات فيشمهل جيهع نواحهي النشاظ الشروع ،أي مها ل يالف قواعهد العرف أو
الخلق العا مة ،فتع تب العاهدة لغ ية موضوعا إذا ت التفاق مثلً على تنظ يم تارة الرف يق أو إبادة
ش عب من الشعوب .ك ما أن موضوع العاهدة بنب غي أل يتعارض مع الواث يق الدول ية كميثاق ع صبة
ص اليثاق الول ف الادة 20على أنّ «توافق دول العصبة ،كلّ
المم أو هيئة المم التحدة ،لذا ن ّ
فيما يصّها ،أ ّن هذا اليثاق يلغي جيع اللتزامات الت تتعارض مع أحكامه و أنا ل تعقد أية اتفاقيات
نصه على أن تتخلّص كلّ دولة مهن التزاماتاه السهابقة إذا كانهت
تتعارض مهع تلك الحكام ،كمها ّ
تتعارض مع اليثاق» ،ون صّت الادة 103من ميثاق هيئة المم على أنه «إذا تعارضت اللتزامات
ال ت يرت بط ب ا العضاء .هيئة ال مم» وفقا لحكام هذا اليثاق مع أي التزام دول آ خر يرتبطون به
فالعهبة بالتزاماتمه الترتبهة على هذا اليثاق» ومعنه ذلك أن أحكام الواثيهق الدوليهة تلغهي احكام
العاهدات الثنائيهة «وعلى هذا السهاس ألغهت مصهر التزاماتاه بعاهدة 1936بشأن القناة لناه
تتناف مع اتفاقية القسطنطينية الماعية لعام .»1891
ومهن الشروط الواجهب مراعاتاه لصهحّة انعقاد العاهدة ،الل ّو مهن العيوب البطلة للعقود كالغلط
والكراه والتدل يس ،ول كن مع ملح ظة يب قى انعقاد أيّة معاهدة دول ية يرّ ب سلسلة من الجراءات
يعل وقوع الغلط أو التدليس نادرا ،بينما اختلف الفقهاء ف تديد عنصر الكراه بالنسبة لعاهدات
الصلح بي دولتي ،إحداها منتصرة والخرى منهزمة ،وكذلك الال بالنسبة لدولة تت الماية أو
إقليم تت الستعمار ،وكذلك ف حالة استخدام دولة كبى التهديد القنّع.
يسهبق عقهد العاهدات إجراء مباحثات أو مفاوضات تهيديهة غيه رسهية ،حته إذا تّ التفاق على
العناصر الرئيسية للمعاهدة أو للتوقيع عليها .أما الفاوضات التمهيدية ففي كثي من الحيان يكتفى
ف إجرائها برؤساء البعثات الدبلوماسية العتمدين ف ك ّل من الدولتي.
ل يعتهب التوقيهع على العاهدات فه بعهض الحيان كافيا لنفاذهها واعتبارهها ملزمهة ،وذلك فه حالة
ص د ستورها ،مثال ذلك أ نّ الادة
اشتراط الت صديق علي ها من اليئات النياب ية ف الدولة ح سب ن ّ
حقه رئيهس
125فه مشروع الدسهتور الصهري لعام 1964تُفرّق بيه العاهدات الته مهن ّ
المهورية إبرامها والت ل تعتب نافذة إل بعد موافقة ملس المّة ،وذلك على النحو الت:
«رئيس المهورية يبم العاهدات ويبلغها ملس المّة مشفوعة با يناسب من البيان ،وتكون لا قوة
القانون بعد اعتمادها و التصديق عليها ونشرها وفقا للوضاع القرّرة...
على أ ّن معاهدات الصلح والتحالف والتجارة واللحة وجيع العاهدات الت يترتب عليها تعدي ٌل ف
أراضي الدولة أو الت تتعلق بقوق السيادة ،أو الت تمّل خزانة الدولة شيئا من النفقات الواردة ف
اليزانية ل تكون نافذة إل إذا وافق عليها ملس المّة».
مناطق نفوذ:
تعبي سياسي برز ا ستخدامه ابان القرن التا سع ع شر ف أورو با ،وارت بط بر كة الستعمار الوربية
لفريقيا والت توجّها مؤتر برلي عام ،1885وفيه تقاست الدول الوربية الكبى مناطق النفوذ
ف هذه القارّة .ويُقصد بذا التعبي أقاليم تثّل دولً أو مناطق معيّنة من بعض الدول تقع تت نفوذ
إحدى الدول الكهبى سهياسيا أو اقتصهاديا دون ماولة لحتللاه أو ضمّهها عسهكريا .ويتميّز هذا
التعبي بالغموض والبام القصود ،حت يكن للدولة الكبى أن تطبّقه ف ظ ّل الظروف اللئمة لا.
يعتهب وضهع بعهض القاليهم تته النفوذ الجنهب مرحلة تهيديهة لحتلل القليهم أو بسهط المايهة
الجنب ية عل يه أو ضمّه .فا ستعمار إيطال يا لليب يا أو أو الب شة أو ب سط الما ية الفرن سية على تو نس
والغرب ،سبقه ف كلّ حالة اعتبار هذه القال يم ه و هي دول كا نت ذات سيادة ه من منا طق
النفوذ للدولة الجنبية .ورغب ًة ف تفادي الصراع بي الدول الستعمارية التجأت هذه الدول إل عقد
سلسلة من التفاقات ال سرية كا نت تقوم على أ ساس إطلق يد ك ّل من ها ف منا طق معيّ نة ،ومن ها
اتفاقية نوفمب 1902بي فرنسا وإيطاليا وعلى أساسها مهدّت إيطاليا ببسط نفوذها على ليبيا إل
غزو ها ف عام ،1911واتفاق ية أبر يل 1904ب ي فرن سا و بريطان يا ،وعلى أ ساسها أطل قت
ط الائل
فرنسا يدها ف الغرب ،ف مقابل إطلق بريطانيا يدها على مصر والليج العرب .ونظرا للخ ّ
بسبب عقد هذه العاهدات السرية الت كثرت قبل الرب العظمى ،تضمّن ميثاق عصبة المم عدم
اعتبار أ ية معاهدة او اتفاق ية ذات صفة دول ية ملز مة إل إذا سُجّلت ف الما نة العا مة للع صبة «مادة
.»18
كمها يُعتَب إقامهة مناطهق النفوذ تطويرا لنظام السهتعمار أو المايهة أو النتداب القديه بعهد زواله،
لعارضته ميثاق هيئة المم التّحدة ،ومع ذلك فالدول الكبى ما فتأت فيما بينها بنوع من الق ف
بسط سيطرتا على بعض الدول أو القاليم واعتبارها «مناطق نفوذ» لا ،و على أساس هذا الفرض
أقرّت الوليات التحدة مشروع ايزوناور الذي يهدف إل اعتبار نط قة الشرق الو سط منط قة نفوذ
ل ا ،على أ ساس «أن الشرق الو سط ي ّر برحلة حر جة ب عد تتّع دوله بال ستقلل ،و هي ال ت كان
أمنها يعتمد على نفوذ بعض القوى العالية »...ويقصد بذلك بريطانيا ف مصر والعراق وفلسطي ،و
فرنسا ف سوريا و لبنان ،و من ث نشأ اصطلح الفراغ السياسي و الوجود السياسي.
ويتزج تعبي مناطق النفوذ بتعبي ماثل هو «الجال اليوي» وموضع اللف منه هو أن النفوذ الذي
تفرضه الدولة الكبى ف الالة الثانية مستمدّ من علقة التبعية القتصادية عن طريق القروض والنح
و ت صدير رؤوس الموال ،و هي ال ت تول الدول ال صغرى إل مياد ين ا ستثمار تدير ها التكارات
الجنبية وتي من عن طريقها على سياسة هذه الدول ،وبالتال توّل ا إل منا طق نفوذ ،ومثال ا العلقة
ب ي الوليات التحدة وب عض جهوريات أمري كا الو سطى والنوب ية ،و هو ما يعبّر ع نه بالمبيال ية
الديدة الت تتلف ف أسلوبا عن الستعمار القدي ،ولكنّهما يستهدفان غاية مشتركة.
الارونية السياسية هي تعاطي بعض الوارنة بالسياسة من منطلق طائفي موجّه إل عصبية داخل هذه
الطائ فة وهادف إل تقو ية هذه الع صبية .و تتم يز الع صبية الرون ية بعدة مكونات تاري ية وجغراف ية
وهي القوي بي الطوائف الخرى ،فهي تتجازو القمة أو الطبقة السيطرة إل القواعد نفسها ،و هي
ل تعان من الزداوجية بي الولء للطائفة والولء للوطن ،من هنا فإن الطوائف الخرى تنظر إليها
بأنا «رائدة» وتتفادى دراستها وتليلها لنا ركيزة النظام الطائفي ف لبنان.
والطائف ية الارون ية بو جه خاص ،ل ا مور عقائدي و فكري ،ف يه ش يء من التخ طي لطبي عة الطائف ية،
وهذا الحور هو فكرة الكيان .فالارو ن ،بتع صّبة لمتيازات طائف ته ،يارس ع صبية ،و هو يش عر أن ا
عصبية للبنان .فمن خلل الشعور أن الوارنة للبنان يصبح لبنان ،ف ل وعي الارون ف أكثر الحيان
للموازنهة ،و هكذا تثهل فكرة الكيان السهافة الته تفصهل بيه الارونيهة البحتهة وهومهها الوطنيهة.
والكيانية هي نزعة استقللية ذات حساسية خاصة تاه العرب و توّف على الذات من ميط بشري
ضخم يعتنق دينا آخر وتعصف به حركات التغيي القومي والجتماعي.
من خصوصيات الطائفة الارونية علقاتا الميمة بالبل ،والعالقات القتصادية والجتماعية السائدة
هناك ،ثه حياة العزلة التماديهة وشبهه الكتفاء الذاته ،والتداخهل بيه هيمنهة القطاع السهياسية
والجتماعية ،وثروات الديرة الطائلة ،وهيمنة الكليوس الثقافية.
و من خ صوصية الطائ فة الارون ية أن ا طائ فة شرق ية ،إن ا هي مربو طة بالكني سة الغرب ية من خلل
الفاتيكان .وهي طائفة غي موجودة بكثافة نسبية إل ف لبنان.
من كلّ هذه العناصر ،ومن جوّ الطر ،إما الت من الجرة والنوح باعتبار الوارنة قدموا من سوريا،
أو من مارسة التهجي للخرين باعتبارهم هجّروا الشيعة من بعض مناطق البل كالبترون وبلد جبيل
وكسهروان والته ،ومهن حياة الراههب تته السهلح ،تكونّت ذاتيهة لذه الطائفهة و شكّلت واقعا
اجتماعيا وفكريا ميّزا ،له مفاهي مه وقي مه ومقايي سه ومشاعره وزواياه ف الن ظر إل المور ،وإل كلّ
ما هو خارج الطر الغرافية و الطائفية الت يعيش فيها الارون.
ومن أبرز الرموز الثقافية للمارونية السياسية إدوارد حني ،فؤاد إفرام البستان ،جواد بولس و شارل
ط الفكري للمارونية السياسية ف وجه التراث العرب القومي واليساري.
مالك .وقد رسم هؤلء ال ّ
لقهد اسهتطاعت الارونيهة السهياسية أن تصهدّ كهل التيارات باسهتنادها الدائم على مواقعهها الربعهة،
البطريركية ،والرهبانيات ،واليش والرؤية القتصادية والثقافية .والبطريرك ف مفهوم السياسية هو
بطر يك لبنان و اللبناني ي ول يس الوار نة لذلك من الك مة أن يب قى أمام البطريرك ها مش يا فظ ف يه
على خيهط رفيهع يشدّ بهه السهلمي والعرب إل لبنان الارونه .فالارونيهة السهياسية تدرك ضرورة
العتدال ف مو قف بكر كي خش ية أن تف قد البطريرك ية رعايا ها ال سياسيي أي ال سلمي ال ستعدّين
لتبن مواقف الارونية السياسية وأفكارها الساسية.
ي صف مع ظم الفكّر ين ال سياسيي بعبارة «الراه قة ال سياسية» أولئك الذ ين يمّدون الكفاح الوط ن
والنضال الجتماعي بتفسيات أو قوالب ت ّد من قدرته على النطلق أو تشيع فيه روح التردد ،أو
يردّدون كالببغاوات كلمات و شعارات مفو ظة عال ية الرن ي دون أن يتقيّدوا بال ستنارة بدي تار يخ
الشعب وخلفنيه وطبيعة ظروفه الاصّة بالتطورات السائدة أو الؤثرة ف العال الذي يعيشون فيه.
اللصق السياسي:
هو شكل من أشكال التعبي السياسي الذي يتجسد كتابة ورسا و تصويرا على الدران بدف لفت
انتباه أ كب عدد م كن من الناس وجعل هم يقرأون أو يطلّعون على «الر سالة» ال ت يمل ها .والل صق
السياسي ،من هذا النظور ،هو ك ّل ما يكن أن يلصَق على الدران دعائي واعلن و ترويي ،ويكون
ذا مضمون سياسي يتمثّل إ ما بالدفاع عن مو قف أو خط سياسي أو بالترو يج والدعا ية لذا ال ط.
ويكهن للملصهَق أن يكون مؤَيّدا أو مهاجا على حدّ سهواء ،حيهث تكون اللصهقات السهرية على
الغلب مهاجةه ومنتقدة ،بنمها تكون تلك الصهادرة عهن السهلطات العسهركية أو الدنيهة أو الدينيهة
الاكمة ،مؤيدة وناشرة لفكارها.
ويرجع تاريخ ظهور اللصق إل العصور القدية ،حيث يطرح بعض الباحقي أن منشأه هو فيت مصر
القديةه ،بينمها يالفههم آخرون الرأي ويقولون إن ظهوره لول مرة كان فيهت العصهور الرومانيهة
التوسطة ،ويمع الطرفان على أنه صدر كعمل دعائي للسلطة ،وذلك للعان عن انتصارات اليوش
أو رحلت الشخصيات السياسية الرموقة .لكن أول إثبات مادي على منشأ اللصق السياسي كان ف
فرنسا وألانيا ،وذلك بعد اكتشاف الطباعة بفترة قليلة ففي عام 1539طلب ملك فرنسا فرنسوا
الول أن تط بع أو امره وتل صق ف مكان ظا هر ف ج يع الدن و القرى ال ت ت ضع ل سلطته ،بش كل
يستطيع الميع مشاهدتا ،كما طلب أن تُقرأ على اللحي توزيعها.
وأصدر الوامر بعاقبة من يزّقها أو يزيلها .ومنذ لك الي عرف اللصق السياسي فترات متفاوتة ف
النتشار أو النسار ،حيث كانت الحداث الامّة تشجّع النتشاره ..كما حدث ف الثورة الفرنسية
وأحداث كومو نة بار يس و ما ق بل الثورة البلشف ية ف رو سيا .وإل جان به تا بع نوع آ خر من الل صق
الظهور مققا تطورا نوعيا و تقنّيا ملحوظا ،كاللصهق الدعائي العلنه ،حيهث سهاهم هذا التطوّر
التقن بإضفاء صنعة متقنة على اللصق السياسي رغم التفانه لفترات طويلة.
ومنذ بداية هذا القرن ،أخذ اللصق السياسي يعيش عصرة الذهب ويشهد قمة توسعه ،حيث استعمل
بكثافة خلل الربي العاليتي كسلح إعلمي ها مّ ،سواء على صعيد البهات الداخلية او حت ف
بلد الصوم .وبعد الرب العالية الثانية ،وحي بدأ الرأي العام العالي يلعب دورا.
العلوماتية والسياسية:
أصهبح النسهان حتما خاضعا للدوات الته اخترعهها; سهواء أكان ذلك باتاه الفضهل أو السهوأ،
ومشكلة اليوم هي تليل الضوع الذي سببّه استعمال جهاز التصال من أجل الفهم الفضل لطبيعته
وماولة التخفيف من النتائج الشؤومة الترتبة عليه.
فه روايهة « J.H.Rosnyحرب النار» يكهن بوضوح ملحظهة إمكانيهة اعتماد النسهان على
ل تلك النار ،وهذه النار تنحها مستوى من العيش استثنائيا ،حي ثُ
التقنية الت قد ل يسطر عليها مث ً
تكّنها من الستدفاء أو إبعاد اليوانات التوحشّة أو الطبخ عليها .ولكنّ القبيلة الت ل تعرف صنع
النار تصهبح خسهارتا كارثهة حقيقهة ،فهذه تعيهش بطريقهة فظّة نطا مهن الياة الختلفهة جذريا عهن
السابقة ،حيث الوف والبد والقلق.
لذا فإن أيّ مت مع يب أن يتلك سيطرة على التقن ية الت يستعملها; وإل فإنه سيخضع خضوعا ل
يطاق للتقنيهة .ففهي الجتمهع الديهث تتجاوز الروابهط الُتداخلة و العقدة حدود المهم حيهث تنمهو
عدديا و تعقيدا مع الهارة التقنية.
فالطا قة هي مثال صارخ بش كل خاص .وأورو با واليابان يعتمدان على الدول النت جة للبترول والغاز
للتزوّد من ها ،وهذه الدول النت جة تعت مد على البدان التقد مة من أ جل حيازة التقن ية الدي ثة لنتاج
الطاقة والتنقيب عن النفط.
إنه من الوهم بالنسبة لي بلد يدعي إمكانية السيطرة الكاملة لعى كلّ العناصر الضرورية لقتصاده،
ولكنه من الوهري بالنسبة له أن يؤمّن إما بوسائله الاصة أو بالتبادل إمكانية السيطرة على العناصر
اليوية.
ففي ظلّ اقتصاد حديث أصبحت بعض التقنيات ل مف ّر منها فيما يتعلق بأغلب بشاطها كإنتاج الطاقة
والنقل والتصالت.
فوسائل التصال ف طريقها لللتحاق بالجموعة التقنية القاعدية مع الميزات الاصة جدا الت تكرسّ
قوة النتائج التتابعة الت أو جدتا .فمن الخذ بالسبان يكفي أن نتصور كيف سيؤول الال لفرنسا
إذا ما توقفت الواسيب دفعة واحدة.
نفترض أنّ كلّ الواسيب قد توقفت :فنسدل الستار لشاهدة سيناريو كارثة حقيقية فتحوّل الرقابة
على مرا كز التحو يل الرار ية إل الرقا بة اليدو ية سيؤدي مباشرة ال تف يض ن فس الردود .وت سيي
شب كة التوز يع يدويا سيؤدي ال خ سارة جديدة واض حة وال صيلة النخفاض فوري بن سبة %30
من الطا قة الفرن سية .إ ّن توق يف الرا كز البيد ية ستواجه تو قف مر كز الفرز الوتوماتي كي ،وهذا
يتطّلب ال سيطرة على الز مة ،فعلى ال يش أن يتد خل ب سرعة من أ جل إقا مة شب كة الوا صلت ب ي
الراكز الرئيسية التثالً للقرار الذي وضع من أجل السيطرة على الزمة.
فقد يد الباريسيون ف ذلك ترضية لم حيث يصبح الدخول إل الترو مانا ،ولكن الرور الدؤوب
للقاطرات الراقبة بالاسوب تكون قد تلشت تدرييا وتضاعفت حوادث السكك الديدية وأصبح
نظام مراق بة حر كة الطيان مشلولً والطيان م صورا بالطائرات الع سكرية ال ت ي ب أن تتم كن من
العودة إل الطيان اليدوية ،ويلي ذلك توقّف فوري لخراج النتجات القاعدية الصنوعة حسب نظام
إنتاجهي مراقهب بالاسهوب ،كالسهنت والشتقات البتروليهة ،الزجاج ،النتجات الديديهة ومعظهم
النتجات الكيمياوية .وبعد عدة أيام من التوقّف الكامل لنظمة إدارة الخزون و إدارة النتاج يدث
انفاض ملحوظ للنتاج الصناعي الذي يصبح ف فوضى كاملة ويتعاظم ذلك ف عدّة أسابيع بنقص
الطاقة والفوضى الكاملة لنظام التصالت.
أمها النظام الال فإنهه يتعرض للتقويهض ،حيهث تصهبح البنوك غيه قادرة على تسهيي الركهة الاليهة
للمشاريع والفراد ،ما يفرض العودة إل نط الترقيم اليدوي وفوضى وسائل التصال وإغلق الالية
ف باريس وليون.
ك ما أنّ توقّ ف التجهيزات اللكترون ية للم ستشفيات والخ تبات يع ن الرجوع ع شر سنوات إل
الوراء فه التقنيهة الطبيهة .وأمها توقيهف نظام بطاقات البوليهس والمهن الداخلي فإنهه يسههّل تطوّر
اللصوصية والسطو ويثي جوا من الذعر العام ،وتنشأ البلبلة القتصادية ف فرنسا خلل ثلثة شهور
من توقف الاسوب .وتصبح السلطة الركزية تت رحة بطش أي قوة من مموعة متطرفة أو دولة
ماورة.
فهذه النتائج الدرامية مكن ملحظتها عند قف الاسوب .نعم إنا حالة مأساوية ،لكن لسن الظ ف
أيام نا هذه فاحتمال ية حدوث هذا أ صبحت ضئيلة ،ح يث تتلك فرن سا ف الوا قع و سائل ت سمح ل ا
بالفاظ على الد الدن من الشآت الركزية للطاقة ف حالة تأهب للعمل لعدة شهور على القل.
فهذا الدول الأ ساوي هو بالتال يع طي دللت لله ية الق صوى للحوا سيب ف توظ يف القت صاد
الديث .ومع ذلك فمنذ ثلثي سنة فقط ل تثل الواسيب أكثر من كونا أداة مناسبة لبعض العلماء
الذين يتطلب عملهم عمليات حسأبية طويلة .فبعد عشرن عاما عندما يتسع نطاق سيطرة الاسوب
يكن أن نتصور كيف ستكون درجة تبعيتنا لتقنية العلوماتية.
الغش و الرهاب:
إن أي متمهع معلوماته يبه أن يكون قادارً فه شته الظروف ،على تأديهة الدمهة اليدة لنظامهه
العلمي .لذا يتوجّب عليه أن يكون مُسلّحا ضدّ أيّ خطر.
فقبل تليل الظواهر الت ارتبطت بشكل خاص بجال النشاط لوسائل العلم يب الكشف أو ًل عن
الخا طر التقليد ية ال سيطر علي ها ف مالت أخرى كالتدم ي الفر ضي وأعمال سوء الن ية والرهاب
وصعوبة السيطرة على التقنية.
فأكب مراكز العلوماتية وغالبيتها مميةٌ بشكل جيد ضد انتائج التوقعة لي نوع من الوادث :فتقنية
البناء ت سمح بال صمود ع ند حدوث الزّات الرض ية ،والما ية من الثلوّث الوي باللجوء للتكي يف
ض من حل قة مقفلة ،والما ية ضد انقطاع التيار الكهربائي بو ساطة البطاريات ومموعة من الولدات
الحتياط ية كذلك الما ية ضد الشعاع بطري قة ق فص فرادي ،Faradayإِنّ هذه المايات
القاعدية مهزة غالبا بوسائل العناية الطلوبة ف حالة حدث ما كانقل السريع من مكان لخر للصينة
ومراكز السعاف العدّة والجهزّة بعدد من الشخاص.
فاللوية المراء استغلّت الواسيب الكومية و الشركات متعددة النسية وأنظمة التصال للهجوم
عليها; وفيها ترى أهدافها الت تتارها من أجل أعمال تربية ،وأحصى د.باركر D.Parker
فه أوروبها 28هجوما فه ثلث سهنوات ضهد مراكهز معلوماتيهة وخصهوصا فه إيطاليها .وهذه
البثه التلفزيونه والراكهز الذريّة .إن الوسهائل الته
ّ العتداءات ل تتلف عهن تلك الته تصهيب
استخدمت تسمح بالماية ضد العتداء الارجي ،وهذا ما حصل .أما بشأن تلف العتداء الداخلي،
فيجب القيام برقابة دقيقة على الدخول.
وهذا مها حصهل فه أغلب الراكهز الهمهة ،فهناك تعزيهز كهبي ببطاقات مغناطيسهية ،وأبواب سهرية
وحواسيب تراقب أثر المرات السموحة ،وتتبع تقدم الشخاص ف الناطق الساسة للمركز.
و مع ذلك فإن إجراءات من هذا النوع ل ت نع مر كز ال جز ف الطوط الو ية الفرن سية أن ي صبح
معطلً خلل خ س ساعات ،نتي جة اعتداء ت كن من إعطاب خطوط الت صال ال ت ترب طه بالشب كة
الدول ية الركز ية .وض من هذا الجال ي كن أن يت مّ العرض ض من اللمركز ية ح يث إن الكث ي من
الدول قد وعت حاليا تلك الخطار.
الضعف و اللل:
لكي يُتاح تأمي استخدام 1000حاسوب و الذي يثل الكب ف فرنسا و تتلّ هذه القوة حوال
%50مهن قوة النشآت البنيهة ،فإن الطاقهم الضروري ل يتجاوز 000/10شخهص .فلو
أضر بت ب عض فئات من العامل ي لد ثت مشكلة كبية و سريعة للقت صاد الفرن سي .و قد أظهرت
إضرابات العامليه فه اسهتخدام مراكهز العلومات للبنهك الوطنه الباريسهي Credit-
Lyonnais B.N.Pمقدار حسياسية هذه الؤسسات لثل هذا التهديد.
وم ثل هذا اللل ل يس خا صا بالعلومات ية ،ولكنّ ال ثر الا سم لضراب مرا قب الطيان ف الوليات
التحدة عام 1981يظ هر ذلك بش كل وا ضح ،ويظ هر أن هناك توجيها له مدلول خاص لجت مع
يتعاظم فيه الضوع بدون توقّف أمام إرادة قسم بسيط من أفراده.
وأفضهل وسهيلة للتخفيهف مهن هذا الضوع البقاء على اللمركزيهة الكثهر تطورا لوسهائل صهيانة
العلومات .وهي تقدّم أكثر من فائدة إذ إنا تسمح :أوّلً :تقسيم العاملي الستخدمي ف أكثر الراكز
التباعدة ،وهذا يفّف من خطر التزاع الذيت يُوقفُ سوء تنظيم العمل أو الو الجتماعي الفاسد.
ثانيا :وهي الفائدة الكثر أهية خاصة وإنا هي الت تعمل على التقريب بي العاملي بالعلوماتية وباقي
ل للدفاع الستمر من
العمّال ف مصنع مُعيّن ،فالقدامى يشعرون بأنم أكثر تضامنا من الدد وأقل مي ً
أجل مزايا أو خصائص فئة على حساب فئات أخرى من العاملي.
ب للنظ مد
إنّ تقن ية إنتاج اللت والتجهيزات ل ت ضع ل سيطرة تا مة .وين تج عن هذا ض عف ن س ّ
العلوماتية .وهذه تعمل بواسطة الصيانة والصلح ،ولكفاءات العالية ف التخصص والزوّدة بأدوات
ذات تقنية عالية ودقيقة.
وفي ما يتعّل قُ بالتجهيزات الك ثر اختراقا ،بامقار نة مع التقن ية الال ية ،فل يس صعبا إزالة كلّ أخطاء
البمةه ،فمهع السهتعمال يكهن ظهور أخطاء ل تلخهظ عنهد صهناعتها الوليهة وفحصهها .فعمليات
الت صحيح من مه مة أخ صائيي ال صيانة التمر سي والكر سي لذه اله مة .ف في حالة التو قف الكا مل
لدمات ال صيانة لللت والتجهيزات فإن مع ظم أق سام النظام العلوما ت تكون غ ي مؤهّلة للتشغ يل
السليم لفترة ثلثة أو ستة شهور حت يتمكن العاملون من إصلحها.
يرتبط اللل بالستعمال الكثّف لي تقنية حيث إن العلوماتية تقنية جديدة معقدة ل يسيطر عليها من
كلّ الوانب .وتنتج أخطاء حسب حيّز الركة الاصة بالعلوماتية وهي ليست مادية وحسب و إنا
تتمثّل بالخزون والصيانة ونشر أشياء غي مادية كالعلم مثلً.
وهكذا أصبحت العلوماتية أساسا لقتصاد حديث ،وميدانا يعلم فيه حوال خسي بالائة «»%50
من السكان العاملي ،وحيث أصبح العلم ف الوقت نفسه منبع الثروة والسلطة.ومن غي الجدي
أن نذكّر أن عدّة بلدان من بين ها فرن سا جعلت من التلفزيون والت صالت ال سلكية والل سكلية ه
من بر يد و ها تف ه تاب عة للك ية الدولة ق بل م يء التلمات يك .Telematiqueو من ث
أصبح الوسيلة لتحويل الثروة وظهور أشكال جديدة من الرائم« :اليمة العلمية» ما حتّم ولدة
شكل جد يد من الرب القتصادية ال ت تدد مباشرة النظام العلوما ت للبلد ال ستهدف .من ه نا برز
خطهر المكانيهة الاديهة للسهتحواذ على السهلطة بالسهيطرة على وسهائل التعامهل العلمهي .وهذه
المكانية تدّد بإثارة عاملي ها:
انتشار ل غة الن طق بعيدا عن اميدان الخ صّص ل ا ،و نزوع للتقل يل من تنوّع الثقافات ل صلحة ثقا فة
عقلنية.
وي كن برم ة الا سوب لطرف تقا عد الف الشخاص ،وي كن ا ستعماله ل صرف التقا عد نف سه إل
أشخاص متوفّي كما ف «ألانيا» حيث عمد بعض الستخدمي بد ًل من التصديق على وفاة التقاعدين
أو الذين غيّروا عناوينهم البنكية ،إل استلم شيكاتم.
ل قد كانوا يأخذون جا نب الذر بات صديقعلى الوفاة ب صورة ر سيمة لؤلء الو تى ق بل أن يذهبوا ف
العطلة ،من أجل تنّب إمكانية اكتشاف تلعبهم من قبل الذين سيحلّون ملهم.
ويتفاقم الطر مع الاسوب حيث ستطيع الحتال من تقيق عمليات السرقة بالقارنة بالتزوير اليدوي
بالسابات حيث يتاج إل عملية كتابة طوريلة و مّلة وصعوبة بتحقيق الدف.
بدخول العلو مة ف الا سوب تب قى العال ة أتوماتيك ية .أ ما ف الطري قة اليدو ية فإن العلو مة ترّ على
أيدي كثية فتزداد الفرصة لكشف الغش.
فتعقيدات البا مج ت نح الغشاش فر صة بإضا فة التوجيهات الضرور ية لري ته ح يث ت صعب عمل ية
كش فه ،فتقن ية الما ية للمعلومات ورقا بة الو صول تطوّرت ب سرعة .وكذلك ال مر بالن سبة لتقن ية
الحاسبة حيث يسعى الحاسب ليكون قديرا.
فوظيفة مراقب السابات حت سقط ولكن الرقابة العلوماتية اكثر صعوبة من الرقابة السابية فهي
معقدة وملة ،وفه الوليات التحدة ته وضهع مشروع قانون أمام ملس الشيوخ الميكهي مهن قبهل
الشيهخ إبراهام ل بكوف ( )Abraham, Ribicoffبدف أن يعهل مهن الريةه
العلوماتية مسألة فيدرالية .فاستعماله من أجل الحتيال و من أجل الصول على الموال ،والدمات
بإجراءات ووسائل التيالية يب أن يعاقب لخالفته ،بيث تصل اليمة ضعفا ونصف مبلغ الحتيال
أو ال سرقة ،وعقو بة بال سجن من الم كن أن ت صل إل خ س عشرة سنة .هذا الشروع تطرّق لالة
التخر يب ح يث يقترح معاق بة أي ش خص يقوم بدون إذن با ستعمال أو تعد يل أو تر يب أو تدم ي
حا سوب ،أو شب كد حا سبات و تهيزات أو برا مج .و البلدان الوروب ية تاول تطو ير تشر يع أك ثر
ملء ته من أ جل ق مع الرائم العلومات ية .و يقترح النتربول و جهاز F.B.Iهيئة مزوّدة بو سائل
تسّس وتقيق ملئمة لذا الشكل الديد من الرائم.
إن تبع ية أورو با تعل ها شديدة ال ساسية لحتمال حدوث ح صار ي نع تزويد ها بالركبات والنتجات
العلومات ية .وكذلك توقّف المداد من صانعي مركبات العادن الثمينة والنادرة يشكّل مصدرا آ خر
لذا الصار الحتمل ،حيث امتازت إفريقيا بتفرّدها بإنتاج الوادّ الولية .ويتعاظم العتماد الوروب
من ح يث العلومات ية باظاهرت ي :صعوبة ن قل العال ة من حا سوب ل خر وعدم ال ساوة ف الق سيم
الدول للمكانيات .إن ن قل الت طبيقات ب ي حا سوبي أ صبح غا ية ف ال صعوبة لغياب الن مط الكتا ب
الوحّد للبامج ،إذ إنّ لكل مبمج لغةً نوعية خاصة به ،ولتحقيق النتقال يب ترجة مموع البامج
من ل غة لخرى ،العلومات ية ف فترة تترواح ما ب ي 6ه 12شهرا .و ف ضوء هذا ،تعت مد الدولة
على موليّهها بالوادّ العلوماتيهة فيمها يتعلّق بدمات الصهيانة والتزوّد بالجهزة واللت .ففهي عام
1982كا نت ن سبة %70من ال سوق الوروب ية متزوّدة من منت جي الوا سيب و من أ صل
أمريكهي ،وتعتمهد أوروبها على الوليات التحدة واليابان بتوفيه اللت والواسهيب اللكترونيهة،
وشكّلت مها نسهبته %98مهن مموع السهوق العاليه للمكرو حواسهيب و اليكرو التصهويري و
أنه صهناعتها ل تتوقهف .وبالنسهبة
بكفاءة نوعيهة عاليهة .ورغهم بطاء توجيهات نطه التجهيزات إل ّ
للنتاج الوروبه ودوراتاه التكاملة للمواد والجهزة العلوماتيهة .ويكهن اللحظهة على السهتوى
الوروبه بعهد عام 1990وذلك للوصهول للهدف حيهث يسهتوجب إقامهة أباث على السهتوى
الوروب من حيث القدرة مساو للجهد اليابان و بزمن قدره عشرة اعوام.
وفه الوليات التحدة ومهع ،D.B.Poukerتهبي أن عدم المايهة الكافيهة لنظمهد النقهل
اللكترو ن للموجودات ،وأو ضح الشا كل الطرة الرتب طة با ستعمال العلومات ية من ق بل قوة أجنب ية
معادية ،تدف لعدم استقرار الترابط القتصادي بتخريب نظام النقل اللكترون العتمد ،المر الؤدي
لتدميه الوسهائل العلوماتيهة مهن خلل التسهلل للنظمهة لسهرقة الوجودات وتشويهش التوجيهات
القتصادية وتعد يل البا مج لثارة الخطاء .وحسب D.B.Poukerفإن التدمي النطقي أو
الادي لشبكة النقل اللكترون لوجوودات البلد يلق ضغوطا اقتصادية كشكل من أشكال الرب،
متل فة عن ا ستعمال ال صواريخ و التنا بل النوو ية ،وينت هي إل م ستوى الما ية الال ية الذي تُحدث
غموضا ويشكّل ضعفا يب القضاء عليه.
إنّ السيناريو التقليدي للنقلبات العسركية أو تدخّل قوة خارجية يعتمد على وضع اليد على وسائل
التصهالت السهلكية والعلميهة مهن راديهو وتلفزيون .منهذ السهاعات الول ،وكذلك رقابهة ماور
الرور الكبى ،ويضاف إليها اليوم السيطرة على مئات من الراكز الكبية للمعلومات الستراتيجية.
ف في فرن سا ال ت تيزت بالركز ية العلومات ية العال ية تقلّ هذه الهداف من ح يث العدد .فذات ية اليئة
الوطنيهة للمعلوماتيهة والريات طبقا لقانون اللوائح والعلنات والطلبات القائمهة بك ّل الذاتيات
العاملة والتعلقة بالفراد ،تسمح بالعرفة السريعة عن هذه العلوات من خلل البحث.
ه نظامان للذاتيهة مهن قبهل الهه « :INSEEالفهرس الوط ن للذاتيهة التعلقهة بالشخاص
ل قد نش أ
العادي ي» ،ونظام الذاتيات يد ير ذات ية ال صانع «ت صنيف الباطاقات الشخ صية غ ي واض حة ،هذان
النوعان من النظمة الذاتية يسهمان بإقامة وسائل الرقابة السريعة والفعالة للفراد و الشركات.
ولتأمي تقيق الذاتية السليمة لغلب الفرنسيي ،يكفي السيطرة على الذاتية العامة لوزارة القتصاد
و الال والذاتية ف الضمان الجتماعي .فذاتية الشخاص الاري البحث عنهم والذاتية للجمعيات ف
وزارة الداخلية تت ّم لنفعة النجزات الولية.
ولل سيطرة ال سريعة على القت صاد ي ب مراق بة ب نك فرن سا و الذات ية البنك ية للم صانع مع ال ه «
»500000مهن الصهانع و« »130000للمسهؤولي ومراقبهة الراكهز العلوماتيهة للبنوك
الكبية ومن ث حاسبات التعديل للماكن الرئيسية الالية ومفاصل الربط للشكبة الدلوية للتبادل بي
البنوك .Swiftولتام هذه الجراءات السهتعجلة يبه التلك العلومات فه وكالت النباء
ث ال سوّدات على
الديدة للصحافة الفرن سية ال ت تقّق نشر كلّ الصحافة الباري سية ف فرن سا و ب ّ
الطابع اللّمركزية ،ووضع اليد على الذاتية للبطاقات الرمادية «بطاقة الرقام» الت تسمح بالتعابعة
الفعالة لتغيي المكنة والعناوين.
فالحتهل يعمهل جاهدا للحصهول على الراكهز العلماتيهة العاليهة الذاتيهة للحتفاظ باه احتلّه
C.I.S.Tحيث يد مموعة العطيات والبامج العملية ذات الهية والقوى البارة للحسابات و
تكون حاهزة لتخدم الصال ف الالة الطارئة.
والنظر العميق يكون أكثر فعاليةً ،وليس من الضروري النظر لجتمع متطوّر معطلة فيه القواني و غي
معمول با أو تكون غي مترمة ،والتاه القومي نو التمركز للتجهيزات العلوماتية كما هو الال ف
فرنسا يبعدها عن التبعية.
ويتما شى التمر كز مع التكا مل ،ويؤدي لتشك يل النظ مة العلومات ية العقدة ،وبالتال يؤدي لضعف ها
ويصعب أمر تطورها .وإ نّ تديول التعامل مع الاسوب ينقل هذا للتاه الوعر دون وضوح الرؤيا;
سهلّمي حيهث يتاح للميكروحاسهوب بإعادة تنظيهم مرنهة وضمهن
لذا يتطلّب المهر وجود اقتصهاد ُ
تكاليف معقولة.
با أن العلوماتية تشكّل هنا الطر ويقومبه بضعة ألوف من العاملي; فالسيطرة التقنية ليس لا سوى
أثهر مدود داخهل نطاقهها وفه مال توظيفهها ،وبالقايهل فههي تت ّد إل الواسهيب الفرديهة واللعاب
اللكترونية وإل خدمات التيلماتيك Telematiqueوبالتال فهي تس الياة الاصة لكب
عدد مكن من البشر.
والوقائع الثقاف ية إذا ل تؤ خذ بعنا ية سيصبح تأثي ها أك ثر ح ساسية ،واليوم ت د ك ّل اللّغات للبم ة
ال صمّمة على ال ستوى العال ي مؤلّ فة من كلمات مفات يح الل غة النكليز ية وأغلب تلك التجهيزات
تستعمل تلك اللغة من أجل الوار مع الستعمل لن قواني السوق تفرض ذلك.
وف الواقع ند أن متحدّثي اللّغة النكليزية أكثر من اللغد الفرنسية ،للتمكن من الترجة السريعة إل
كلّ اللغات و سههولة صهيانة البامهج; لذا فمهن الفضهل اقتصهاديا الكتابهة بالنكليزيهة للوثائق
والذكرات التوضيحية للبامج ،وهذا ما يت ّم به التعامل ف باريس .فاستعمال مفاتيح اللّغة النكليزية
من قِبل الهندسي الفرنسيي لشركة Bullالت يشكّل الرأسال الفرنسي فيها نسبة %80حيث
ال طر ول ي كن تنا سيه ،وح يث الثقاف ية المريك ية U.S.Aتفرض نف سها من خلل ال سيطرة
التكنولوج ية واللغو ية لذا البلد; واليابانيون ا ستوعبو ال طر وتركوا ض من برنا مج طموح للب حث،
بدف أن تكون الل غة اليابان ية ل غة حوار الن سان واللة ،وتتّد البحوث إل مفهوم مفات يح الشا شة
والطا بع وتع مل على إظهار وطبا عد الرموز الفكر ية للنظ مة ال صرفية الطبو عة و الخطو طة بال يد،
وبذا ال سعى يُح فظ خا صية ثقاف ية جوهر ية لل غة و الكتا بة اليابان ية إضا فة للحما ية من الجتياح
الوروب للسوق الداخلية لليابان مع تكريس خبة مدودة ف البلدان السيوية الخرى.
ول تعت أوروبا بذه الشكلة إ ّل منذ وقت قريب ،ووضع برنامج أباث للعمل ُموّل من قِبل المعية
الوروبية الادف للق تهيزات للترجة معتمدة على الاسوب يكن استعمالا من الدول العضاء.
الواعي العالي:
فمن البلدان الكثر تقدما ف هذا النهج هي ال سويد .وبالفعل فإن وز ير الدفاع ف 26أيار .ما يو
1977أ سس جع ية مكلّ فة بدار سة اللل ف الجتمعات العلومات ية ،ح يث قد مت هذه اللج نة
تقرير ها النهائي ف كانون الثا ن .ينا ير ،1980ح يث شخّص اللل ف الجتمعات العلومات ية و
كان على در جة كبية من اله ية .و من ال طر القبول با لتأثيه على النتائج ،ومادام التقدم القادم
ليؤذي إل ال تفاقم اللل فل بد من اتاذ إجراءات تصحيحية.
والعوال الرئيسهية الته قيّمتهها اللجنهة تتضمهن الخاطهر والكوارث والفعال الجراميهة والحتالت
باستعمالا من أجل غايات سياسية ،ووضع السويد تت الضغوط الشديدة من قبل الدول الجنبية،
ترسهخَت عهن طريهق الواد و
وزادت هذه الخطار نتيجهة التمركهز الشديهد لوسهائل التعامهل الته ّ
الجهرة وقيام ذوي الدراسة والبة بإعداد الوثائق والطط للنقاذ ف حالة وقوع الوادث.
بالنتي جة ف قد أو صت اللج نة بتب ن قانون حول اللل والع طب الذ يت ي صيب الوا سيب و تد يد
الجراءات اللزمة من أجل السماح بالتعامل بالعلوماتية ،وهذه الجراءت تنط بق على الدارة فيما
يعتلق بك ّل العاملت وكذلك على الؤسهسات وك ّل العاملت التابعهة لاه .وللتأكهد مهن أن مموع
الجراءات قد أنزت فإنا تدف للتقليل من الخطار واللل ف النظمة العلوماتية التخذة ،ولذلك
احتاطت للمر مسبقا.
وبعيدا عن هذه الجراءات الت اتّخذتا السويد ،فإن التقدم ف نطاق السيطرة على أخطار الضوع
والعتماد يفترض تكثيف الهود ضمن عدة اتاهات.
ليس من العقول وقبل كل شىء وعلى الستوى الوروب الستمرار ف العتماد لدرجة كبية على
الوليات التحدة واليابان .وكما قلنا فإن الجموعة القتصادية الوروبية وضعت خاليا خطّة للبحث
وللتطوير على مدى طويل على غرار البنامج اليابان العروف تت اسم مشروع اليل الاسم .مثل
هذه الطّة تكون ن ساسا لذه الجمو عة ،و مع أن فرن سا تقد مت عن غي ها بوضع ها خ طة طمو حة
بيث تغطّي صناعات التيليماتيك بشكل كامل ،فليس من الستحسن العتماد فقط على المكانيات
الفرنسهية مهن أجهل تأميه سهيطرة حقيقهة وكاملة لصهناعة التليماتيهك .وعلى هذه القاعدة قامهت
السهتراتيجيات الماثلة الته تنبّتهها اليابان والته مكّنهت مهن الفاظ على ثقافات الدول العضاء
للسهوق الوروبيهة ،ومثال ذلك الترجةه العتمدة على الاسهوب وحوار النسهان /اللة باللغهة
القومية ...ال.
و عب الو عي القي قي لذه الثقافات الختل فة ف من الم كن أن تقوم أورو با بتطو ير النظ مة العلومات ية
الك ثر ملء مة للدول الخرى ف العال من تلك ال ت وض عت ف الوليات التحدة ح يث النكليز ية
اعتبت اللغة الوحيدة للمعلوماتية من حيث التعامل ف العال كلّه.
إن كلّ برنامج ع مل يب أن يأخذ بع ي العتبار عدّة عنا صر ،خا صة التكاثر الض خم للمخاطر من
كلّ نوع،ال ت تث ي تركزا ومركز ية شديدة .و من الوهري إذن هو التب ن القي قي لك ّل الت طبيقات
الساسة لستراتيجيات التمركز التقدمة ولتقنيات و تطورها ما يعل هذه الستراتيجيات اقتصادية
وذات أثر كبي.
ف في الوليات التحدة ،ين شر الك تب القو مي للقياس م نذ عام 1974مرشدا من أ جل الما ية
الطبيع ية وال سيطرة على الخطار لرا كز العاملة الوتوماتيك ية للمعطيات .م نذ عام 1075ن شر
مرشدا من أ جل الما ية النطق ية للحوا سيب بق صد أن تتطا بق مع ( )Prevacy Actف
.1974
وقهد أنشأت فرنسها فريهق عمهل مهن أجهل إقامهة مرشهد مهن النمهط نفسهه ،وبالتوازي مهع وضهع
قانونللعقوبات يتميز بالتقنية التطورّة نفسها .وبالنتيجة ،من أجل النضال ضد العقلنية الشديدة إنه
ل ن الؤمّ ل أن يكون ا ستعمال العلومات ية اليوم مق صورا على ساحة الن طق ف قط و ي كن مدّه على
«النطق الفضفاض الغامض» للعقلية الساعدة والذكاء الصطناعي» .إننا نعلم اليوم بأننا ل نستطيع
ب عد الن ب تر ت صوراتنا ب جة أن العلومات ية النضب طة ل ن ستعلكها ح سب الش كل الذي بقتضاه قد
أنشأناها بصعوبة بالغة.
الشعور بالضرر الحت مل من العلومات ية تقّ ق ف ثل ثة مالت :احترام اليات افرد ية ،وما طر تث يل
افرد معلوماتيا و التهديد الناجم عن التأثي التعاظم للدارات والؤسسات.
هناك بلدان عديدة تتلك تشريعات تدف إل الرقابهة وتديهد اسهتعمال اللّفات العلوماتيهة التعلقهة
بالفراد .فال سويد كا نت أول البدان ال ت تبتّت ف 11أيار .ما يو 1973قانونا حول العطيات
الديدة الناتةه عهن العلوماتيهة حيهث تبعتهها الوليات التحدة فه 13كانون الول .ديسهمب عام
1974بالسهجل الاص بالفراد .)Privacy Acte( ،كذلك ألانيها الفيدراليهة فه
ها ف ه
هان ،وأخيا فرنسه
هدر القانون الكندي التعلق بقوق النسه
هث صه
27/1/199حيه
6/1/1978و فق القانون التعلق بالعلومات ية والذات ية والريات .وم نذ ذلك تالتار يخ فالدنارك
والنرويج والنمسا واللكسمبورغ تبنّت تشريعات متشابة بينما هناك مشاريع قواني ل تزال موضع
الدراسة ف إسبانيا والبلدان النخفضة ،والملكة التحدة ،واليابان ،وإيطاليا ،وفنلندا و استراليا .وقد
ت تب ن تو صية ملس O.C.D.Eحول التوجيهات ال ت تؤول إل حا ية الياة الا صة و التد فق
العابر لدود العطيات العلوماتيهة ،وبعدهها تبنه الجلس الوروبه فه أيلول هه سهبتمر 1980
اتفاقية من أجل حاية الشخاص ومواجهة العاملة التوماتيكية للمسائل ذات الصوصية الشخصية
كتجسيد للتجانس الدول .وإن تعميم مثل هذهه النصوص القانونية ف العال الغرب يدلّ بوضوح على
م ستوى الو عي .إن الرأي العام ف البلدان العنيّة أدرك مدى التهديدات للحريات الفرد ية ف حالة
السهتعمال الفرط و غيه النضبهط لعطيات العلوماتيهة .وهذا مها يهبيّنه اسهتفتاء حقّقهه Lavis
Hallisوشركاؤه ف تشر ين الثا ن .نوف مب وكانون الول دي سمب عام .1978فالميكيون
الذيهن اسهتشيوا فه هذا التحقيهق لمه موقهف مبهذ للمعلوماتيهة حيهث %60منههم يرون بأن
الواسهيب حسهّنت نوعيهة العيشهة و %64يرون بأن اسهتعمال العلوماتيهة للتفاصهيل الشخصهية
التعدة تعل الدمات مكنة بصورة أوسع خاصة الدمات التعلقة بالفراد و %80منهم يظنّون أن
الاسوب يسمح بالصول على معلومات موثقة حول خصوصية الفراد و %80منهم يظنّون أن
الا سوب ي سمح بال صول على معلومات موث قة حول خ صوصية الفراد و %62اجابوا «ن م»
عهن هذا السهؤال :ههل تعتقدون أن السهتعمال الال للحواسهيب يشكّل تديدا للحياة الاصهة فه
الوليات التحدة وكذلك %62أجابوا بهه «ل» عهن هذا السهؤال« :ههل تفكرون بأن الياد
الاصة هي مصانة بشكل تام ف النظمة ذات القاعدة الاسوبية»؟ ويستخلص من هذا التحقيق أن
هناك رغ بة بأن تتدّ الرقا بة العلومات ية أيضا إل مدى أب عد من الن صوص التحديد ية ال ت ا ستعملتها
الوليات التحدة.
ومع ذلكوبانطلقة هذا الوعي حول العلوماتية كان لبد من وضع النصوص القانونية حول الماية
فيما يتعلق بالياة الاصة.
فمنذ عام 1984هناك تشريعات سائدة تن صّ على أن لكل شخص الق بأن تكون حياته الاصة
مصونة ،وكما ن صّ العلن العالي لقوق النسان الذي تبنّته المعية العامة للمم التحدة على مثل
هذا التشريع.
إن المكانيات التاحهة للمؤسهسات و إدارات التسهجيل أدّت إل تزايهد العلومات عهن الشخاص;
وذلك بفضل الوسائل العلوماتية ما سح بالمتداد السريع للخدمات مثل البنك والتأمي ،ولضمان
الجتماعي الذي يشمل ف فرنسا اليوم كلّ السكان تقريبا ،ولكن هذه المكانية التاحة هي نفسها
تشكّل جوهرا للتهد يد الذي ير مي بثقلة نتي جة التد خل ال ستمّر للمعلومات ية و على الياة الا صة
ولحريات الفردية.
فأي ب نك يتلك كم ية ل بأس ب ا من العلومات عود لزبائ نه سواء تعل قت ب ساب جار أو توف ي أو
سندات و مموع الركات على ال سابات من ن قد وفوائد مال ية ب صورة دقي قة تاما ،ح يث ي سمح
للخدمات الضريبية الطلع عليها و استخدامها عندما يكون هناك اشتباه بالتزوير.
كذلك بلن سبة لزائن الضمان الجتما عي ،إذ يكن ها انطلقا من العلومات العطاة من ق بل الؤمّ من
علي هم الطال بة بالتعو يض ح يث تو جد فروع دقي قة جدا تتعلق برقا بة على ال سائل الطب ية كالفراط
بالستهلك العلجي ،وكلّ ذلك يتمّ حسابُه بدّية.
فالتطور التكنولوجي ساعد الدارات والؤسسات بتخزين الزيد من العلومات وإغناء هذه الدارات
بالعلومات الدقي قة حول الشخاص « من أ جل خدمت هم بش كل أف ضل» ويقول البع ضگ « من أ جل
استخدامها بشكل أفضل.
لذا فم نذ عام 1980تقدّر اللج نة ال سويدية للتفت يش عن العطيات بأن كل سويدي بالغ أعزب
يوجهد على القهل داخهل فئة ،أوله ذاتيهة مهن بيه الئات مهن الذاتيات .وبفضهل التزايهد الضطرد
للخدمات العلوماتية التعلقة بالفراد ما يؤدي إل مضاعفة الصور العلوماتية التعلقة بالشخاص .هذا
التطور للذاتيات وحده ير ما طر تفوق بكث ي تلك الت تيزها طرق الدارة العادية ،ول كن الخاطر
الخرى تضاف ال ارتباطها بإدخال العلوماتية .فمثلً إذا اعتبنا أن أحد البنوك قبل 25سنة كان
ينظّم ذاتيات الزبائن عن طريق مسؤولي مباشرين عنها .ومع البطء النسب للتدبي اليدوي للذاتيات
ومعاملتا ،فكلّ مستخدم (مسؤول) ل يتعامل إل مع عدد قليل من الزبائن معروفي لديه شخصيا،
فيتصرف على ذاتياتم وكذلك الزمن الضروري لتنفيذها .فالعاملت العلوماتية تتطلب بشكل منتظم
الرجوع ال كفاءات وملحظات السهتخدين الهتمّيه وحيهث ال كفاءات وملحظات السهتخدمي
الهتميه وحجيهث يارسهون حكمههم الاص البنه على جدراتمه فه فحهص وتقيهق ا لعاملت
العلومات ية ،يشكّل ت صورا سلبيا لزبائن الب نك وا ستعمالا م صور بال ستعمال البا شر الذي يقوم به
ال ستخدم ح يث يعت مد على هذا ال ستخدم وإخل صه لهن ته ف حفا ظه على طبي عة و سرية العلومات
الذاتية .وتبقى الطورة قائمة حيث الستعمال الغشوش للذاتيات وافتراض التواطؤ من قبل عدد من
الستخدمي وتبقى الكلفة العالية لتنظيم حساب زبون وخاصة أصحاب الرصيد الرتفع .
فمجموع العلومات التعلقة بالزبائن توجد ف ذاتية ينظمها الاسوب .فالعمليات تتحقّقُ بشكل مباشر
من ق بل الزبائن أنف سهم بوا سطة النافذة الوتوماتيك ية ،ح يث شب كة التحويلت اللكترون ية ذات
الرتباط الباشر بالركز (الاسوب الاص بالبنك) تقوم بعظم العمليات دون تدخّل من النسان ف
معظم الالت.
لذا ل يكن أن يتصرف التسخدم على الزبون كما كان عليه الال سابقا ،وف أغلب الحيان تكون
الذاتية الاصة بالزبون ل تستعمل إل من قبل الزبون مباشرة ،عن طريق برنامج ينفّذ على الاسوب
بطلب من الزوبن نفسه و عن طريق جهاز النافذة الوتوماتيكية أو أي حاسوب آخر باستخدام شبكة
بنكية.
ضمن هذا السياق الديد «البيانات عن الزبائن» الذي يشكل الذاتية ،والت تستخدم مباشرة من قبل
الزبون و بدون أي تد خل عن طر يق ال ستعمال الوتوماتي كي تع مل البا مج ح سب نوع ية وطبي عة
الدمة القدمة لكلّ بون.
يتمكن هذا البنك من استعماله لتسهيل التعامل عن طريق الاسوب وذلك باستخدام ذاتيته بشكل
أفضهل ،ماه تسهمح بهه الوسهائل اليدويهة حيهث تكون الدمات القدمهة أوسهع بنوعيتهها «ديون
استثمارات» و حيث تبز سهولة «التحويلت الوتوماتيكية» وتواتر كشف السابات.
كذلك فالتنظ يم التجاري و تنظ يم الخطار وانتفاء ال صفقاتو توز يع الديون و سي الوا نب التعل قة
بالزبون ،سوف ترتقي كلّ هذه الدمات و تصبح بشكل أفضل و أكثر كمالً.
وأ ما بالن سبة ل ستخدمي الب نك فبيانات الزبائن موجوددة ف ذاتيات الا سوب ،وتت في خلف بيان
تركيب أكثر سرية ،وهي تشكّل خلصة النتائج الت تتمخّض عن معاملتم الت ُحقّقت أو اُجريت
عن طريق البامج التنظيمية الت رتّبها الخرون.
إن الث قة والما نة الوظيف يد لك ّل م ستخدم ل تك في لضمان الطبي عة ال سرية للمعلومات ال ت يتلك ها
البنهك ،إذ يكفهي الوصهول إل الاسهوب و برمتهه مهن أجهل الصهول عليهها و اسهتغللا ،وهذا
الستغلل أصبح أكثر سهولة ف حالة أن الاسوب الكلف بذلك قد كتب عليه البنامج القرّر إل
درجة أن يتعاظم خطر الغش وأفشاء السرار ف الوقت الذيت يصبح من العسي السيطرة على هذا
الطر وما يترتب عليه.
إن اقتران العاملت بالليد الندفعة أكثر فأكثر يكون بيانا عن الالية الذاتية لي شخص عن طريق
الاسوب ،وتتضاعف الذاتيات السية ،وتتسع متوياتا ،فالوسيلة الت من خللا توضّح حالة شخص
معيّن يكن إدخالا مباشرة عن طريق النموذج العدّ لذلك والذي يت ّم التعامل به هنا.
لنر سم افتراضا بالة لرقا بة الالية ف الوليات التحدة ،فالتطور ال سريع جدا الذي شهد ته من أ جل
الئتمان والستدانة ترافق مع إقامة وكالة العلومات حول إمكانية سداد الديون ،وهي مت صّة بمع
العلومات حول الشخاص ،ويقع على عاتقها تزويد مؤسسات العتماد بالعلومات الضرورية لتقييم
ماطرهها .وعلى غرار ذلك هناك وكالت أخرى متصهّة بتغطيهة غيه السهددين ،حيهث أنّهها كلهها
ارتكزت على العلوماتيهة وبشكهل مبكهر جدا مهن أجهل الصهول على ذاتياتمه ،حيهث قدّمهت عام
1973ال زبائن ها أك ثر من 170مليون تقر ير م ستقاة من الزبائن ل ينح صر وضع هم ف قط
بؤسهسة ائتمان واحدة ،لكنهها تتضمهن شركات التأميه أيضا وأحيانا الهه F.B.Iوأنشأت عهب
نشاطات هذه الوكالت بعيدا عهن ك ّل التزام تنظي مي وبدون علم العنييه ذاتيات كاملة للشخاص،
وتتوي هذه الذاتيات على اعتمادات هؤلء العنييه وإمكانيهة تسهجيلهم فه التأميه والبحهث عهن
العمل.
وكالة الغوث:
«وكالة ال مم التحدة للغا ثة و الشتغال للجئي فل سطي ف الشرق الو سط» أو «النروا» إحدى
الوكالت التابعة ليئة المم التحدة ،صدر بشأن قيامها قرار من المعية العامة للمنظمة الدولية ف
8ديسمب 1949وجعلت هدفا لا مايلي:
تقوم بالتعاون مع الكومات الحلية بتقدي العانة الباشرة و تنفيذ برامج العمل الت توصي با اللجنة
ال ستشارية ،و أن تتشاور مع الكومات الختل فة ف الشرق الو سط ف التداب ي ال ت تتخذ ها هذه
الكومات تهيا للمرحلة الت تصبح فيها الساعدة الدولية غي متوافرة.
بريطانيها ،الواليات التحدة ،مصهر ،لبنان ،سهوريا ،الردن) الديهر العام و اليئة الداريهة التابعهة له،
مركز الوكالة مدينة بيوت .و مديرها الال :لورانس ميشيلمور (أمريكي).
تعتمهد الوكالة فه أداء مهمتهها على الكتتابات الختياريهة ،و تشمهل العونهة الباشرة الته تقدّمهها
للّجئ ي الفل سطيني الذي ُشرّدوا نتي جة للجتلل ال صهيون لبلد هم و يقدّر عدد هم بن حو مليون
لجىء موزّعي بي قطّاع غزة و الَردُن و سوريا و لبنان ،و هي تشمل الغذاء و الدمات الصحية ث
التعليم و التدريب الهن ،و للوكالة صندوق توطي يستخدم لشروعات تطلبها أّيةُ حكومة ف الشرق
الو سط و توا فق علي ها الوكالة بغ ية إعادة ال ستقرار الدائم للّجئ ي :و تشكلت ل نة لذا الغرض
برئاسة مستر كلب المركي ولكنها فشلت ف مهمتها.
بدأ نشاط هذه الوكالة عمل ها ف عام 1950على أن تنت هي مهمّت ها ف 30يون ية 1969و
قهد تطورت ميزانيهة الوكالة منهذ إنشائهها :نظرا لتشعهب الدمات الته ترى ضرورة تقديهها لؤلء
الّجئي ف حدود الهمة النوطة با فقط بلغت 20م ،دولر عام 1951ارتفعت ال 23م.
دولر ف عام 1953ث ال 8ر 24م .د ف العام التال و هكذا ،و ف 1يناير 1966قيّد
بسجلت الوكالة 118ر 300ر 1لجئا من ملفي العمار; و هذه اليئة غي مكتب المم
التحدة لشؤون الّجئي و مقرّه مدينة جنيف.
الواجبات دولية :
الواجبات الدولية يقصد با اللتزامات الت يب على الدول مراعاتا ف علقاتا بغيها من الدول; و
ييّز فقهاء القانون الدول بي مموعتي من الواجبات الدولية ،الول هي الواجبات القانونية ،و الثانية
هي الواجبات الگبية:
1هه فالواجبات القانونيهة توقهم أسهاسا على أن لكلّ دولة حقوقا ثابتهة مقرة وفقا لقواعهد القانون
الدول ي ب على غي ها احترام ها و صيانتها ،ف من ث كان التلزم ب ي ال ق والوا جب على م ستوى
العلقات الدوليهة كمها ههو الال فه العلقات بيه الفراد ،لذا فإن هذه الجموعهة مهن الواجبات
ت ستدعي ف حالة الخلل ب ا إكراه الدولة الخلّة بالتزامات ا و إجبار ها على مراعاة هذه اللتزامات
بشته الوسهائل الته يقرّرهها القانون الدول و الته تتضمنهها مواثيهق النظمات الدوليهة أو نصهوص
العاهدات الماعية الشارعة.
فالواجبات الدوليهة القانونيهة تشمهل :مراعاة قواعهد القانون الدول ،تنفيهذ اللتزامات الناشأة عهن
العاهدات و غيهها مهن العقود ،المتناع عهن التدخهل فه الشئون الخليهة للدول الخرى ،تسهوية
اللفات بالوسائل السلمية ،و بالتال المتناع عن مساعدة دولة تلجأ ال استخدام الرب ،و كذلك
المتناع عن العتراف بأي كسب إقليمي على أساس الغزو و القوة; و قد تضمّن ميثاق هيئة المم
إشارات صرية إل هذه اللتزامات القانونية.
2ه أما الواجبات الدولية الدبية فهي التزمات ل تستند إل ح قّ معترف به أو قانون دول ،ولكنها
تقوم على أ ساس البادىء العا مة لفكرة العدالة أو الن سانية أو الجاملت الرع ية ،ف من ث ل عقاب
على الدولة الت تتنكّر لثل هذه الواجبات إل با تستثيه نقمة الرأي العام العالي عليها ،و هذا بدوره
عقاب أدبه ،أو يكون هذا الزاء بتطهبيق مبدأ مقابلة الثهل بالثهل; إذ ل يقرّر هذه الواجبات سهوى
العرف أو التفاق; لذا فإن نظامها فضفاض ،و إن الدود بينها و بي الواجبات الدولية القانونية غي
مستقرّة إذ كثيا ما يتحوّل العرف الدول إل قاعدة قانونية منظمة للمعاملت بي الدول.
هيئة المم التحدة:
1هه منظمهة دوليهة أعلن عهن قيامهها و مباشرة نشاطهها فه 24اكتوبر ،1945و سهبق هذا
التاريخ مرحلة تهيدية بدأت عام 1942و ما زالت الرب العالية الثانية ناشبة حينذاك ف الشرق
و الغرب ،ففي 1يناير من هذا العام أصدر مثلو دول اللفاء ما عُرف باسم «إعلن المم التحدة»
و هو ا سم تعزى صياغته إل الرئ يس المري كي فرانكلن روزفلت و ف 1نوف مب 1943أعلن
وزراء خارجية دول اللفاء الربع على أثر انفضاض مؤتر موسكو التفاق على قيام منظمة ولية بذا
ال سم ،و في ما ب ي 21أغ سطس و 28سبتمب 1944عُ قد مؤت ر تنظي مي لو ضع مقترحات
بشأن هذه النظ مة ف د مبتون أو كس ( من ضوا حي واشنجتون) اشترك في ها مثلو دول اللفاء ،و
كانت الطوة الخية ف العداد لقيام هيئة المم التحدة عقد مؤتر سان فرنسيسكو ما بي 25
ابر يل 26 ،يون يه 1945الذي اشتر كت ف يه 50دولة (وجيع ها من دول اللفاء و أن صارها)
ال ت أقرّت ميثاق النظ مة و تّ التوق يع عل يه ف 26يون يه ،و ت العلن عن قيام النظ مة ف 24
ديسمب ،و هو التاريخ الذي يعرف باسم «يوم المم التحدة» و يتفل به ف كلّ عام.
عُقدت أول دورة للمنظمهة الدوليهة فه 10ينايهر 1946فه لندن بقاعهة و سهتمستتر ودام
الجتماع ح ت 14فباير ،و تقرر ف يه اعتبار نيويورك مقررا للمنظ مة ،و عقدت المع ية العموم ية
أول اجتماع لا بذه الدينة ما بي 23أكتوبر و 15ديسمب من العام نفسه و اتذت ليك سكس
مقررا مؤقتا لا ،حت ت إقامة البن الديد للهيئة و انقلت إليه ف عام ;1952كما أن للمنظمة
مقرا أوروبيا ف جنيف (قصر المم) بسويسرا.
2ه يتض من ميثاق اليئة ديبا جة تتض من ال ثل العل يا و الهداف الشتر كة ال ت تتطلع الي ها ج يع
الشعوب ال ت اشتر كت حكومات ا ف إنشاء النظ مة ،و هذه الغراض تش مل الحاف ظة على ال سلم و
ال من الدولي ي ،تنم ية العلقات الود ية ب ي المهم ،التعاون الدول على حلّ الشكلت العال ية من
اقتصهادية و اجتماعيهة و ثقافيهة و إنسهانية و العمهل على تعزيهز احترام حقوق النسهان و حرياتهه
الساسية.
و لتحقيق هذه الهداف تقوم النظمة وفق عدد من البادىء تشمل مايلي :تقوم اليئة على أساس من
الساواة ف السيادة بي جيع أعضائها ،على جيع العضاء القيام بالتزامات الت يفرضها اليثاق ،و
عليهم أن يلّوا منازعاتم الدولية بوسائل ل يعرّض السلم و المن و العدالة للخطر ،كما عليهم أن
يقدّموا للمم ك ّل مساعدة فيما تتخذه من إجراء طبقا لحكام اليثاق ،مع ملحظة أنه ليس ف أحكام
اليثاق مها ينهح للمهم التحدة أن تتدخهل فه أمور مهن صهميم الشئون الداخليهة لدولة مهن الدول
العضاء.
عضو ية النظ مة مفتو حة لم يع الدول ال ستقلّة ال ت تق بل اللتزامات ال ت يتضمّن ها اليثاق .و أعضاء
النظمة الؤ سّسون هم الذين اشتركوا ف مؤتر سان فرنسيسكو و وقّعوا اليثاق و صدّقت حكوماتم
عليه (عددها 51بإضافة بولندا) ،و يتمّ انظمام الدول الخرى بوافقة المعية العامة بأغلبية الثلثي
(لذا أمكهن للوليات التحدة حرمان الصهي الشعبيهة مهن العضويهة تته ضفطهها على حليفاتاه،
وللجمع ية العا مة حرمان الع ضو من أعضائ ها بناء على تو صية راد عة من ملس ال من و ف حالة
الصرار على خرق مبادىء اليثاق ،كما للدولة العضور النسحاب من النظمة و كذلك العودة إليها
(كما حدث بالنسبة لنسجاب و عودة أندونسيا.
تشمل اللغات الرسية القرّرة ف هيئة المم :النليزية ،الفرنسية ،السبانية ،الروسية ث الصينية ،أما
لغتا العمل فهما النليزية ،الفرنسية ،السبانية ،الروسية ث الصينية ،أما لغتا العمل فهما النليزية،
الفرنسهية ،كمها يعمهل بالسهبانية أيضا فه المعيهة العامهة و الجلس القتصهادي و الجتماعهي; و
للجمعية العامة تعديل اليثاق بوافقة الثلثي با فيهم جيع العضاء الدائمي لجلس المن ،و قد تّ
بالفعل (حت هذا التاريخ) تعديل عدّة موادّ ،منها الادة 23الا صّة بزيادة أعضاء ملس المن من
11إل 15عضوا ،والادة 27الاصهة بزيادة أعضاء الجلس القتصهادي و الجتماعهي مهن
18عضوا ال 27عضوا.
3هه تتكون اليئة مهن الجهزة الرئيسهية التيهة و ههي :المعيهة العامهة ،ملس المهن ،الجلس
القتصادى و الجتماعي ،ملس الوصاية ،مكمة العدل الدولية ث المانة العامة.
وتتألف المعية العامة من جيع أعضاء المم الحدة ; وقد تضاعف هذا العدد منذ إنشاء النظمة ف
عام 1945نتيجة لركات التحرر الت شلت كثيا من القليم الت كانت مستعمرات أو مميات
سابقة.
فكان عدد أعضاء النظ مة ف أول دورة لاه 51عضوا ارتفهع إل 58عضوا فه عام ،1948
ارتفع ال 82عضوا ف عام ،1957ارتفع إل 117عضوا ف عام 1957ث إل 124
عضوا ف ديسمب 1967بقبول جهرية اليمن النوبية الديقراطية.
تول رئاسة المعية العامة ف دورتا الول (عال )1946هنري سباك البلجيكي ،خلفه اوزولدو
براهها البازيلي فه العام التال ،ثه جوزي أرك الرجنتينه عام ( 1948الدورة السهتثنائية) ثه
إيفا نت ال سترال ف الدورة العاد ية ،و ف عام 1950انت خب ن صر اللّه انتظام اليرا ن ،و ف عام
1966ه 1967انت خب ع بد الرح ن بزواك الفغا ن رئي سا للدورة 21للجمع ية العا مة
وكذلك للدورة ال ستثنائية ال ت عقدت ف يون يه 1967بنا سبة العدوان ال سرائيلي ف الشرق
الو سط ،و ف الدورة 22ال ت بدأت ف 19سبتمب 1967تّ انتخاب كورنيل يو ماني سكو
وزير خارجية رومانيا رئيسا للجمعية العامة فكان أول رئيس انتخب من دول العسكر الشرقي.
أما الجلس القتصادي والجتماعي فيتألف من 27عضوا تنتخب المعية العامة 9منهم لدة 3
سنوات ،ويوز إعادة انتخابم .وهذا الجلس هو السؤول عن نشاط اليئة القتصادي والجتماعي،
وي صرّف الجلس شؤون بوا سطة لان أ ساسية ولان فرع ية تش مل :ل نة الح صاء ،ل نة ال سكان،
اللج نة الجتماع ية ،ل نة حقوق الن سان( ،انبث قت عن ها ل نة فرع ية ل نع التمي يز العن صري وحا ية
القليّات) ك ما أنشئت أر بع لان اقت صادية إقليم ية تش مل :أور با ،آ سيا والشرق الق صى ،أمري كا
اللتينية ث اللجنة القتصادية لفريقيا.
أما الوكالت التخصصة الرتبطة بيئة المم التحدة ،فتشمل :منظمة العمل الدولية ،منظمة الغذية
والزراعة ،منظمة المم التحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ،منظمة الصحّة العالية ،الوكالة
الدولية للطاقة الذرية ،البنك الدول للنشاء والتعمي ،هيئة التنمية الدولية ،مؤسسة التمويل الدولية،
صندوق النقد الدول ،النظمة الدولية للطيان الدن ،اتاد البيد العالي ،التاد الدول للمواصلت
السهلكية واللّسهلكية ،النظمهة العاليهة للَرصهاد الويهة ،النظمهة السهتشارية البحريهة للحكومات،
التفاقية العامة للتعريفات والتجارة (الات).
.4تتضمن القضايا الكبى الت أُثيت ف الدورات العادية أو الستثنائية للجمعية العامة (أكثرها قد
اشترك فيها ملس المن) ما يلي :قضية كشمي بي الند والباكستان ،الرب ف كوريا ،الناع العرب
السهرائيلي ،غينيها الغربيهة (ايريان) ،التفرقهة العنصهرية فه جنوب إفريقيها ،قضيهة قهبص ،الكونغهو
الفريق ية ،ال ستعمرات البتغال ية رودي سيا النوب ية ،قض ية نزع ال سلح ،و من ال سائل ذات الطا بع
القت صادي والنشائي و ضع برنا مج للتنم ية القت صادية وللمعو نة الفن ية ،إنشاء صندوق للطفولة،
إنشاء مك تب لشؤون اللجئ ي ،إنشاء وكالة غوث اللجئ ي الفل سطينيي ،ل نة ت صفية ال ستعمار،
بالضافة إل إصدار العلن العالي لقوق النسان ،بلغت ميزانية هيئة المم لعام 1966ما جلته
166 / 7مليون دولر.