Professional Documents
Culture Documents
تقديــــــم
لقحد وضعحت وزارة التربيحة الوطنيحة برنامجحا اسحتعجاليا طموححا ومحددا
يروم إعطاء الصحححلح نفسحححا جديدا معتمدا فحححي مرجعيتحححه على توجيهات
الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
فحي هذا الطار ،وسحعيا محن الوزارة إلى إرسحاء مرجعيحة وطنيحة للجودة
تهدف إلى تحقيحق فعاليحة قصحوى للصحلح محن خلل تبنحي منهجيحة جديدة
تعتمد شعار الرتقاء بجودة التعليم ودعم الخدمات المقدمة من لدن المؤسسة
التعليميحة وتحسحين جودتهحا ،وتحقيحق ملءمحة التعلمات لمتطلبات الحياة عحن
طريححححق تنميححححة الكفايات والمؤهلت ،والتطححححبيق الفعلي لمحتويات التعلم
المدرسي في الحياة العامحة ،يروم هذه الوثيقة بسحط مفاهيم الجودة محن خلل
المحاور التالية:
الجودة في التربية والتكوين؛
المرجعية الوطنية للجودة في المنظومة التربوية؛
ميثلق الجودة؛
الجائزة الوطنية للجودة بالمؤسسات التعليمية.
كمححا تتوخححى المنهجيححة الجديدة للوزارة إلى تجويححد مكتسححبات التلميححذ
والرتقاء بهحم إلى مسحتوى يليحق بتطلعاتهحم محع انفتاح المؤسحسات التعليميحة
على الحالت الجتماعيحححة والثقافيحححة والقتصحححادية .وترسحححيخ قيحححم المبادرة
والبداع والمسؤولية.
2 خطة إرساء المرجعية الوطنية للجودة
I
الجودة في التربية
والتكوين
ماهيــة الجــــودة
جيّد :نقيض الرديء ،والجمع جِياد ،وجيادات جمع الجمع؛ من الناحية اللغوية فإن ال َ
ج ّيدٌ َبيّن
وجاد الشيءُ جُودة وجَوْدة أَي صار جيّدا ،وأَجدت الشيءَ فجاد ،والتّجويد مثله .ويقال :هذا شيء َ
جوْدة. الجُودة وال َ
جيّدس مسن القول أَو الفعسل .ويقال :أَجاد فلن فسي عمله وَأجْوَد وجاد عمله وقسد جاد جَوْدة وأَجاد :أَتسى بال َ
جدْت له بالمال جُودا. جوْدة ،و ُ يَجود َ
جدْته النقد :أَعطيته جيادا .واستجدت الشيء: ورجل ِمجْوا ٌد ُمجِيد وشاعر ِمجْواد أَي مُجيد يُجيد كثيرا .وَأ َ
جيّدا أَو طل به جيدا .ور جل جَواد :سخيّ ،وجاد الر جل بماله يجُود أَعدد ته جيدا .وا ستَجاد الشيءَ :وجَده َ
جُودا ،بالضم ،فهو جواد.
وجاد الفرس أَي صسار رائعا يجود جُودة ،بالضسم ،فهسو جواد للذكسر والُنثسى مسن خيسل جياد وأَجياد
وأَجاويسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد.
صحْب ،وجاد هم الم طر َيجُود هم جَوْدا.ل ف هو جائد ،والج مع جَوْد م ثل صاحب و َ وجاد الم طر جَوْدا :وبَ َ
جوْد غزيز، ومطر جَوْدَ :بيّنُ ال َ
صنْعَ ال الذي حكَمَه ،وإتْقانُه ِإحْكامُه .والتْقا نُ :الحكا مُ للَشياء .وفي التنز يل العز يزُ : وَأتْ َق نَ الشيءََ :أ ْ
ن كلّ ش يء .ور جل تِ ْق نٌ وتَقِنُ :متْ ِق نٌ للَشياء حاذِ قٌ .ور جل تِقْ نٌ :و هو الحاضرُ ال َمنْطِق والجواب. َأتْقَ َ
ح َكمَه؛
ن فلنٌ عمَله إذا َأ ْ ومنه يقالَ :أتْقَ َ
ل تساعد هذه التعريفات اللغوية كثيرا على الحاطة بمفهوم الجودة لنها من جهة ل تعطي معنى واحدا
للجودة و من ج هة أخرى تح يل على ح كم قي مة أك ثر من إحالت ها على م صطلح عل مي قا بل للقياس .ل كن
الجودة كثقافة
الشسراك
والتحسسيسن
سق
الج
المسسستسمسسر
كن
ودة
ةود
ك
الج
فعساليسة العمليسات
طرا
ئق
وأ
دو
مسلءسمسة السمسنستسسج
ات
منهجـيـــات الجـــودة
يم كن تعر يف منهج ية الجودة الشاملة ( )TQMبأن ها "طري قة في تدب ير المؤ سسة محور ها الجودة،
وأساسها مشاركة جميع الطراف وهدفها النجاح على المدى البعيد من خلل إرضاء الزبون وتحقيق
المنفعة لجميع أعضاء المؤسسة والمجتمع ".
أما تدبير الجودة فهو مجموع النشطة المنسقة التي تمكن من توجيه وضبط الجودة داخل المؤسسة.
ول قد أثبتت منهجيات الجودة على اختلف أنواعها جدارتها دا خل المقاولت سواء من ها النتاج ية أو
الخدمات ية و ساهمت بق سط وا فر في إحداث تغيرات مه مة في آليات الع مل نتيجت ها ال ساسية التطور
الم ستمر في الداء و في النتائج المح صل علي ها .وهذا ما ح مل مؤ سسات الترب ية والتكو ين في بقاع
المساطر الجبارية
يعتحبر اعتماد المسحاطر إحدى المنهجيات المعروفحة فحي مجال تدبيحر الجودة التحي تجسحدها على الخصحوص
المواصحفات الدوليحة إيزو 9001لسحنة ،2000التحي ألزمحت محن يطبقهحا على اتباع سحت مسحاطر اعتبرتهحا
إجبارية وهي:
0التحكم في الوثائق الضرورية لتدبير الجودة وذلك عبر اتخاذ التدابير التالية :التأكد من ملءمة
الوثائق قبسل نشرهسا والحرص على مراجعتهسا وتحيينهسا والتأكسد مسن توفرهسا فسي المكان والزمان
المناسبين وضمان عدم استعمال الوثائق التي انتهت صلحيتها،
0التح كم في التدوينات ال تي ي جب الحتفاظ ب ها لتقد يم الدل يل على احترام المتطلبات وعلى فعال ية
نظام تدبير الجودة وذلك عبر الحرص على تخزينها والمحافظة عليها وسهولة الولوج إليها،
0إجراء افتحاص داخلي في فترات دور ية للتأ كد من أن نظام تدب ير الجودة ملئم للمتطلبات ال تي
تحددها المواصفات ومطبق بطريقة فعالة،
0التحكم في المنتجات غير الملئمة وذلك باتخاذ التدابير اللزمة من أجل التخلص منها والحيلولة
دون استعمالها،
0القيام بالجراءات الت صحيحية المتمثلة في اقتلع ال سباب ال تي أدت إلى عدم الملء مة لتج نب
عدم حدوثها مرة أخرى ،
القيام بالجراءات الوقائية المتمثلة في تحديد ما يجب القيام به من أجل تجنب السباب المؤدية إلى
عدم الملءمة المحتملة لتجنب حدوثها.
التطوير المستمر
مسؤولية الدسارة
إرضساء الزبسسون
متطلبسات الزبسون
القياس والتحليل
تدبير الموارد
والتحسين
إنجاز المنتج
المنتج
يمكن تحديد الفروق الممكنة بين المؤسسة التربوية والمقاولة إذا قارنا بينهما اعتمادا على أربعة معايير
هي الهداف والمدخلت والعمليات والمخرجات.
فقيا سا إلى الهداف يم كن القول بأن هدف المقاولة هو الر بح المادي ال صرف على المدى القر يب الذي
يم كن التو صل إل يه بالر فع من النتاج ية مع تقل يص الكل فة وي سهل قياس تح قق هذا الهدف ما دام الر بح
المادي عبارة عن أرقام تك في عمليات ح سابية ب سيطة للحا طة ب ها .بين ما هدف المؤ سسة التربو ية هو
تكوين إنسان مؤهل للنخرط الفاعل واليجابي في المجتمع وقادر على رفع تحديات المستقبل وهو هدف
علوة على أ نه ل يتح قق إل في المدى البع يد فإ نه تشترك في إنجازه عدة أطراف م ما يطرح صعوبة
التحقيق وصعوبة القياس.
أمسا قياسسا إلى المدخلت فالمقاولة تحدد مواصسفاتها مسسبقا وتسستطيع أن تتحكسم فسي جودتهسا إمسا بتشديسد
المراقبة عليها في بداية دورة النتاج أو بالتعاون مع المزودين للعمل سوية على تحسين جودتها .بينما
بالنسبة للمؤسسة التربوية فصعوبة التعامل مع المدخلت لها وجهان :فمن جهة ليس من السهل التحديد
الدقيسق لمواصسفات المتعلميسن الوارديسن على سسلك معيسن مسن التعليسم نظرا لصسعوبة تحديسد مواصسفات
الخريج ين ال تي تب قى مرتب طة بالتوقعات الم ستقبلية إذ أن الترب ية هي صناعة الم ستقبل بامتياز ونظرا
كذلك ل صعوبة قياس هذه الموا صفات سواء ع ند خروج المتعلم من ال سلك ال سابق أو ع ند دخوله لل سلك
9 خطة إرساء المرجعية الوطنية للجودة
الموالي .و من ج هة أخرى ح تى ولو تغلب نا على عق بة تحد يد الموا صفات فإن التح كم في المدخلت لن
يكون بالمر السهل بالنظر إلى عدم تطابق مستويات المتعلمين ول خصائصهم.
أما العمليات اللزمة لتوفير المنتج في صيغته النهائية المرضية لحاجات الزبناء فإن المقاولة تتحكم فيها
جيدا نظرا لنها تتعامل مع مادة صماء يسهل التنبؤ باستجاباتها إذا تم تحديد خصائصها وهو أمر أصبح
مسن البديهيات كمسا أن المقاولة أصسبحت تتحكسم فسي تقنيات النتاج وأدواتسه .أمسا فسي المؤسسسة التربويسة
فالمنتج –المتعلم -إنسان تدب فيه الحياة وليس من السهل التنبؤ بردود أفعاله التي تظل محكومة بالحالة
التفاعل ية ال تي تخلق ها العمل ية التعليم ية التعلم ية بي نه وب ين المدرس وبالتالي فموا صفات العمليات المنجزة
تتغير بتغير خصائص المتعلمين وتغير نوعية استجاباتهم وهو ما يجعل مسألة التحكم في هذه العمليات
معقدة بعض الشيء.
أمسا المخرجات فواضحسة بالنسسبة للمقاولة لن الزبون معروف وحاجاتسه محددة ومسن خلل حكمسه على
المن تج ت ستطيع أن تعرف مقدار الجودة الذي حقق ته .بين ما ي صعب على المؤ سسة التربو ية التعا مل مع
المخرجات نظرا لتعدد الزبائن "الطلبسة – أولياء المور – إدارة المدرسسة – سسوق العمسل – المجتمسع -
النسانية "وتعدد الحاجات واختلفها من زبون إلى آخر حد التعارض في بعض الحيان وهو ما يجعل
عملية الحكم على جودة المخرجات غير مأمونة إذا لم يتم التوفيق بين مختلف وجهات النظر.
ويوجز الجدول التالي أهم الفروق بين المؤسسة التربوية والمقاولة.
إن مفهوم الجودة في المقاولة يعت مد على ثلث مدا خل ل بد من ها و هي المتطلبات والمن تج والزبون غ ير
أن تحديد هذا الخير يكفي لتحديد العنصرين الخرين فهو الذي يعتمد على وجهة نظره وميولته لتحديد
المتطلبات وهذه المتطلبات هي التي تعتمد لتحديد مواصفات المنتج .وبهذا المعنى يبدو أن المفهوم بسيط
وقابل للتطبيق كما هو على المؤسسة التربوية غير أنه عند تحليل العملية التربوية على ضوء المداخل
الثلثة تبدو صعوبة المهمة والناتجة أساسا عن عاملين اثنين:
العمسل الول هسو تعدد زبائن المؤسسسة التربويسة كمسا رأينسا عنسد تحليلنسا للختلفات بيسن هذه الخيرة
والمقاولة ،والعمل الثاني هو الدوار المتعددة التي يلعبها المتعلم داخل المؤسسة التربوية فهو في نفس
الوقت يلعب دور المنتج ودور الزبون ودور العامل.
المتعلم كمنتج
إذا استعرنا مصطلحات المقاولة يمكن اعتبار المتعلم كمنتج قيد الصنع يصبح منتجا نهائيا مؤهل لتلبية
حاجات الزبناء عندما ينهي دراسته .وأثناء مساره التعليمي ينتقل من مؤسسة ممونة إلى مؤسسة زبونة
تعامل الوافدين عليها كمواد للعمل تشكلها باستعمال المناهج الدراسية كطرائق للنتاج والوسائل التعليمية
كأدوات للنتاج وذلك بالعتماد على المدرس الذي يقوم فسي الن نفسسه بدور المهندس والعامسل .وبهذا
المنطق يمكن اعتبار الخريجين المدمجين في سوق الشغل وفي المجتمع ككل كمبيعات وغير القادرين
على الندماج إما كمخزون ينتظر فرصة بيعه أو كبضاعة فاسدة يجب التخلص منها.
يم كن اعتبار المتعلم زبونا للمؤ سسة التربوية ككل وللمدرس على الوجه الخصوص .فالمؤسسة تقدم
خدمات للمتعلم م ثل المقا صف والمكتبات والتجهيزات والقاعات الرياض ية ت ساهم في تحفيزه ودف عه
إلى النخراط بإيجابية في العملية التعليمية التعلمية .أما المدرس فبوصفه الفاعل الساسي في العملية
فت قع عل يه م سؤولية تقد يم بضا عة تربو ية تر ضي حاجات المتعلم .وت عد در جة تحق يق هذا الرضاء
مؤشرا على جودة التدر يس م ما يع طي أهم ية ل ي ستهان ب ها لعمل ية تقي يم أداء المدر سين من طرف
المتعلم ين ل كن في حدود معي نة ل تتعدى الجوا نب البيداغوج ية المح ضة لن المتعلم غ ير قادر على
الحكم على مدى وجاهة المعارف التي يتعلمها والكفايات التي يكتسبها خاصة وأن أغلبها ليس له آثارا
آنية بل مستقبلية.
محاولة للنمذجة
ببساطة يمكن القول بأن كل نظام للتربية والتكوين يستهدف إجمال إعداد الفرد للندماج الفاعل في الحياة
عبر اليفاء بمجموعة من المتطلبات الثقافية والجتماعية والقتصادية والسيكولوجية والدينية و...
هذه المتطلبات يمكن أن تكون:
.1إما حاجات ضمنية يشعر بها الزبون ولكنه ل يعبر عنها لنها تشكل غالبا حقوقا معترف له
بها،
.2أو حاجات صريحة يعبر عنها الزبون بوضوح بواسطة دفتر التحملت،
.3أو حاجات كامنة لم يتم بعد رصدها ولم نجد بعد لها جوابا.
وإذا كان إرضاء الحاجات الصريحة والضمنية يعد شرطا ضروريا لبناء نظام تربوي يتسم بالجودة فإن
ذلك ل يكفسي إذا لم نسف بشرط احترام الحاجات الكامنسة .وهسو مسا ل يمكسن تحقيقسه إذا لم نتسسلح بروح
المبادرة واستباق الحداث والرؤية البعيدة لستيعاب توجهات التاريخ والتعرف على ملمح المستقبل مع
العتماد على قراءة نقدية للحداث تمكن من توقع انعكاساتها المستقبلية وتحث على الفعل فيها من أجل
تغيير مجرياتها كلما تطلب المر ذلك .فعندما يتحدث إنياسيو راموني مثل عن التحولت الثلثة الكبرى
في العالم المعاصر:
11 خطة إرساء المرجعية الوطنية للجودة
التكنولوجية :أذكأة أدوات النتاج،
القتصادية :العولمة وتبعية السياسة للقتصاد،
الجتماعية :القصاء الجماعي و أزمات الهوية.
فليس بهدف تكريسها كيفما كان الثمن بل من أجل أخذ الحتياطات اللزمة لمواجهة هذه التحديات قصد
تكريس ما هو إيجابي وتقليص ما هو سلبي .وهو المعنى الذي يشير إليه إدغار موران حينما يقول ل
ين كر أ حد أن التنم ية تقود إلى التقدم العل مي والتكنولو جي وال طبي والجتما عي لكن ها تقود أي ضا إلى
الدمار البيئي والثقافي وإلى أنواع جديدة من العبودية.
عمليات التدبير
إنجسازات ونتائسج
حاجات الطسراف
تسطسويسسر
مقسارنسة
المعنية
عمليات النـجاز
عمليات السـناد
قياس ومؤشرات
الـغـبــن التبـذيــر
الكبيــــر التكسويسسن
التكسويسسن الفــاحش
التربسيسسة
التربسيسسة
جنـــوح
التـربـيـة
خـســارة
للـتــدارك جــــودة
التـربـيـة
ا االحساجسسات
الحساجسسات
الـبـيـداغـوجـيــة
لقـــتـصـاديـــة
الـثـقـافــيـــة
الـجـمـاعـيـــة
لجــتـمـاعـيــة
الحــاجـــات السحسيسساة
السحسيسساة
لجــتمـاعـيـة
لقــتـصــاديـة
لقــيـةلخــــ
الـحـيـاة ا اا
مـجـالتـ
لقد أضحى تحقيق الجودة في مجال التربية والتكوين من أهم الرهانات التي تعلق عليها المم طموحاتها
لتحقيسق التنميسة الشاملة وذلك باعتبار التربيسة والتكويسن يشكلن رافعسة أسساسية للتنميسة وإحدى شروط
وضمانات التنم ية الم ستدامة .و قد اه تم الميثاق الوط ني للترب ية والتكو ين بالجودة كأ حد الدعائم ال ساسية
للصلح إلى درجة إفراد أحد مجالته الست للحديث عن الرفع من جودة التربية والتكوين واشتمال هذا
المجال على سست دعامات ،وهسو مسا يمثسل ثلث دعامات الميثاق مركزا على "دور المحتوى والمناهسج
والمكونات البيداغوج ية والديداكتيك ية ل سيرورات الترب ية والتكو ين في تحق يق (هذه) الجودة" .ور غم أ نه
أشار إلى دور باقسي دعاماتسه فسي بلوغ جودة المنظومسة التربويسة ،فإنسه لم يقترح منهجيسة مضبوطسة
وواضحة المعالم لتحقيق ذلك ،وترك المر للقطاعات المعنية بأجرأته للقيام بذلك .لكنه نص صراحة في
مادتسه 13على "التزام الدولة بالعمسل على وضسع معاييسر وأنماط للجودة فسي جميسع مسستويات التربيسة
والتكوين وبتشجيع كل الفعاليات المسهمة في مجهود التربية والتكوين على الرفع من جودته ونجاعته".
من هذا المنطلق ،تتوخى هذه المرجعية إعطاء النطلقة لصيرورة عمل غايتها إرساء ثقافة الجودة عبر
تطبيق منهجية الجودة وتدبيرها بمؤسسات التربية والتكوين.
وترت كز هذه المرجع ية على تعر يف الجودة وتدبير ها ،الذي ت مت صياغته با ستحضار التعريفات ال تي
حددتهسا منظمات دوليسة مثسل اليونيسسيف واليونسسكو وباعتماد المعاييسر الدوليسة لتدبيسر الجودة (اليزو)،1
والذي يف يد أن الجودة الشاملة" 2طري قة في تدب ير المؤ سسة محور ها الجودة ،وأ ساسها مشار كة جم يع
الطراف وهدف ها النجاح على المدى البع يد من خلل إرضاء جم يع الطراف المعن ية وتحق يق المنف عة
لجميع أعضاء المؤسسة والمجتمع " .أما تدبير الجودة 3فهو "مجموع النشطة المنسقة التي تمكن من
توجيه وضبط الجودة داخل المؤسسة" .وإذا كان هذا التعريف المشتق من مجال المقاولة قد استمد قوته
من تطبيقاته الناجحة داخله ،فإن نقله لمجال الترب ية والتكو ين وتطبيقه به ،استوجب تحليل المفهوم على
ضوء خ صوصيات هذا الخ ير من أ جل ح صر محددات الجودة في مجال الترب ية والتكو ين والعوا مل
المؤثرة فيه وبالتالي ضبط معايير تتوافق وتتلءم مع تلك الخصوصيات .و في هذا الصدد ،كان لبد من
اعتماد تعر يف يم نح للمفهوم مع نى موحدا وقابل ية للقياس من خلل معاي ير محددة ودقي قة تغ طي مختلف
مناحي المجال وتأخذ بعين العتبار كل الخصوصيات الدالة.
ويعتبر التقويم الذاتي من وسائل التقويم التي تمكن المؤسسة من قياس إنجازاتها وإدخال التعديلت اللزمة
عليها من أجل تحسينها .وفي مجال تدبير الجودة ،يهدف تنظيم ما يصطلح عليه بجوائز الجودة إلى تكريس
هذه الممارسحة ليحس فقحط فحي مجال المقاولت ولكحن أيضحا فحي مجال التربيحة والتكويحن .وكحل جائزة محن هذه
الجوائز يمكحن اعتبارهحا نموذجاً قائم الذات ،له بنيتحه الخاصحة التحي تسحتمد مبادئهحا محن المؤسحسين الوائل لهذا
المفهوم بدءًا باليابان التحي أحدثحت أول جائزة محن هذا القبيحل وهحي جائزة ديمينغ ،4ومروراً بالوليات المتحدة
وتستند مرجعية الجودة الموجهة لمؤسسات التربية والتكوين على مفهوم التقويم الذاتي ،وتهدف إلى:
•تمكين مؤسسات التربية والتكوين من القيام بتشخيص دقيق لنقط القوة ومكامن الضعف لديها؛
•تمكين هذه المؤسسات من تحسين عملياتها ومنجزاتها؛
•نشر الممارسات الجيدة في مجال التربية والتكوين.
وتتكون بنيتها من تسعة محاور تم اعتبارها المحددات الساسية للجودة داخل مؤسسات التربية والتكوين.وتم
اختيار المعاييحر التحي تتضمنهحا هذه المرجعيحة بشكحل يمكحن محن مسحاعدة مؤسحسات التربيحة والتكويحن على
استعمال مقاربة مندمجة لتدبير الجودة تسمح بح:
وتعتبر مرجعية الجودة هذه إطارا متكاملً وعمليًا للعمل في إطار تحسين نجاعة مؤسسات التربية والتكوين
بهدف الرضاء المتزايد والمتواصل لمتطلبات الطراف المعنية.
فالتصححور الذي يقود المؤسححسة يعتمححد مححن جهححة على الرؤيححة التححي تحدد الوجهححة المسححتقبلية للمؤسححسة مححع
المحافظة على القيم المجتمعية وأخذ القيم النسانية بعين العتبار ،ومن جهة أخرى على الستراتيجية التي
تدعححم الرؤيححة مححن خلل ترجمتهححا إلى أهداف على المدى البعيححد ،ومححن خلل اختيار النشطححة والموارد
الضرورية لبلوغ تلك الهداف وأيضاً من خلل اعتماد قيادة فاعلة وقادرة على التعبئة.
أمحا الداة فتتكون محن عمليات التنفيحذ مسحندة بالموارد لتؤدي وظائفهحا وتثمحر نتائج وإنجازات المؤسحسة التحي
ينبغي لها أن تلبي انتظارات الطراف المعنية.
وتشكحل الموارد البشريحة بالنسحبة للمؤسحسة قطحب الرححى الذي ينبغحي تدبيره فحي إطار التصحور المتبحع .كمحا
تعتبر في نفس الن محركاً للداة ومغذيًا للتصور بطاقة العمل الساسية المتمثلة في الفكار المتجددة.
وضمحن صحيرورة الشياء ،ينتحج عحن التفاعحل الدينامحي بيحن التصحور والداة عنصحرا التنميحط والتجديحد اللذان
يعتبران منبعاً لمشاريع التحسين وخطط المستقبل.
Baldrige 5
EFQM 6
Process 7
19 خطة إرساء المرجعية الوطنية للجودة
وقد بنيت مرجعية الجودة بمؤسسات التربية والتكوين اعتمادًا على المبادئ والموجهات التالية:
•توفر المؤسسة على قيادة استشرافية قادرة على امتلك رؤية سديدة على المدى البعيد،
•جعل الطراف المعنية 8وفي مقدمتها المتعلم على رأس اهتمامات المؤسسة،
•حرص المؤسسة وأفرادها على التعلم المستمر،
•التقويم الذاتي الهادف إلى التحسين المستمر،
•اعتماد التدبير المرتكز على الوقائع والهادف إلى التجديد،
•تفعيل المسؤولية الجتماعية والخلقية للمؤسسة،
•استهداف الفاعلية والنجاعة في جميع العمليات المنجزة،
•إشراك جميع الطراف المعنية في تدبير المؤسسة،
•اعتماد خطة فعالة للتواصل مع جميع الطراف،
•اعتماد الشمولية في مقاربة تدبير شؤون المؤسسة.
إن المعاييحر المعتمدة عبارة عحن متطلبات موجهحة نححو النتائج المنتظرة لكنهحا ل تفرض أسحلوبا معينحا لبلوغ
تلك النتائج وذلك بالخصوص لن:
•المرجعية تركز على النتائج وليس على المساطر والدوات والبنيات التنظيمية وذلك قصد تشجيع
المؤسسات على إبداع مقاربات جديدة قادرة على التكيف مع الشروط المطلوبة؛
•تبني الدوات والتقنيات والبنيات الملئمة حسب خصوصية كل مؤسسة؛
•تركيحز الهتمام على المتطلبات المشتركحة بدل المسحاطر المشتركحة يشجحع وينمحي التفاهحم والتشارك
والتواصل مع دعم الختلف في المقاربات وإبداع مقاربات جديدة.
وتشكل هذه الوثيقة مرجعية الجودة لمؤسسات التربية والتكوين حيث تحدد المقتضيات الواجب احترامها
لتلبية حاجات الطراف المعنية.
ويب قى بالغ الهم ية الت نبيه إلى أن هذه المقتضيات تتكا مل مع المقتضيات التعاقد ية القانون ية والتنظيم ية
الجاري بها العمل ودون أن تعوضها.
ويع نى ب س "مؤ سسات الترب ية والتكو ين" كل الم صالح الدار ية المركز ية والجهو ية والقليم ية ،ومرا كز
تكويسن الطسر التعليميسة ،والثانويات العداديسة والتأهيليسة ،ومدارس التعليسم الولي والبتدائي ورياض
الطفال ،سواء كانت عمومية أو خصوصية ،حيث تطبق جميع مقتضيات الجودة المتضمنة لهذه الوثيقة
على كل أو جزء من هذه المؤسسات .وفي حالة ما إذا كان أحد مقتضيات مرجعية الجودة هذه أو أكثر
ل ي هم المؤ سسة المعن ية بت طبيق المرجع ية ،ف من المم كن عدم اعتباره شرط تبرير ذلك .وتجدر الشارة
إلى أن هذه المرجعية تبقى صالحة وملئمة لجميع مؤسسات التربية والتكوين غير التابعة لقطاع التربية
الوطنية ،سواء منها التابعة لقطاع التعليم العالي أو المختصة في التكوين المهني.
إن إعمال المفاه يم المرتب طة بمنهج ية الجودة وبتدبير ها في مؤ سسات الترب ية والتكو ين يتطلب من هذه
الخيرة اعتماد مجموعسة مسن المقتضيات فسي مجال تدبيسر الشؤون التربويسة والداريسة .وتغطسي هذه
المقتضيات مجالت تحد يد اللتزامات ،وو ضع الت صورات والخ طط ،وبرا مج النجاز ،وتنف يذ البرا مج،
وتدبير الموارد البشرية والمادية ،واستثمار نتائج التقويم في تحسين الجودة .ولن يتأتى القيام بهذا التدبير
و فق ما تقتض يه ال ستراتيجية الم سطرة دون احترام تنظيمات إجرائ ية تخ ضع هي نف سها لم ساطر تأ خذ
بعين العتبار مختلف أبعاد مفهوم الجودة.
المحاور التسعة:
-5التنميط والتجديد
يحدد هذا المحور المقتضيات الوا جب احترام ها من طرف المؤ سسة بهدف تر صيد تجربت ها من خلل
تنميط الحلول الناجعة وإبراز قيمة القدرة البداعية لدى جميع الطراف المعنية ،الشيء الذي يتحقق من
خلل المعايير التالية:
•توفر نسق ضابط يصف المنهجية المستعملة في تنميط الحلول والنجازات؛
•توفر مساطر وضع ومراجعة وسحب معايير تنميطية؛
•استعمال المعايير الدولية لمقارنة النجازات الفعلية للمؤسسة؛
•تطبيق المعايير الجاري بها العمل في المجال التربوي؛
•إشراك جميع الطراف المعنية في هذا العمل؛
•تشجيسع التجديسد على جميسع المسستويات مسن أجسل تطويسر المعاييسر المعتمدة،
ومواجهة التغيرات السريعة التي تطرأ على الحاجات ،والتطورات الكبيرة التي
يعرفها العالم؛
•تواجد إطار هيكلي مخصص للبحث والتطوير لدعم التجديد؛
•استغلل التقنيات التوقعية وطرائق البحث لوضع سيناريوهات معقولة للمستقبل؛
•إدراج نسبة التجديد كمؤشر خلل تقويم الموارد البشرية.
-8النتائج والنجازات
يحدد هذا المحور المقتضيات الوا جب احترام ها من طرف المؤ سسة ح تى تتم كن من تحد يد إنجازات ها،
وتلمس التحسينات المحققة ،الشيء الذي يستوجب تحقيق المعايير التالية:
•نتائج المتعلمين قياسا مع المؤشرات الرئيسة؛
•درجة نمو التفكير المنطقي لدى التلميذ؛
•درجة التمكن من التعبيرين الشفهي والكتابي لدى التلميذ؛
•درجة تطور قدرات التلميذ على إنجاز العمل الشخصي؛
•نسبة النجاح في المتحانات؛
•نسبة المتعلمين الذين يتابعون دراستهم في السلك الموالي؛
•نسبة تقليص التكرار والنقطاع عن الدراسة؛
25 خطة إرساء المرجعية الوطنية للجودة
•قدر تراجع نسبة النحراف؛
•التحسينات المسجلة مقارنة مع النتائج السابقة؛
•النتائج مقارنة مع مؤسسات مثيلة؛
•النتائج مقارنة مع المعايير الدولية؛
•نتائج قياس رضا الطراف المعنية؛
•نتائج قياس حالة العلقات مع الطراف المعنية ومناحي هذه النتائج؛
•نتائج قياس النجاز في ما يتعلق بالميزان ية والجوا نب المال ية ب ما في ها التح كم في
التكاليف ومناحي هذه النتائج ؛
•نتائج قياس النجاز وفعال ية ن سق الع مل الذي يم كن أن يش مل جوا نب التنظ يم
والتنميط والتعاون والعمل الجماعي ،وتقاسم المعلومات والكفايات ،والمرونة؛
•نتائج قياس تطور كفايات الموظفيسن والذي يمكسن أن يشمسل نسسبة التجديسد
والقتراح ،ودروس أو برامسج التربيسة المتابعسة ،وتحصسيل الكفايات ،وتحسسين
النجازات في المهام؛
•نتائج القياس المتعلقسة بارتياح ورضسا أو عدم رضسا الموظفيسن ومناحسي هذه
النتائج ؛
•نتائج قياس النجاز الجرائي للعمليات مسع اعتبار قدرة المؤسسسة على تحسسين
إنجاز وتطور المتعلم ،والمناخ التربوي ،ومؤشرات سسرعة السستجابة لحاجات
الطراف المعنية ،وإنجازات الممونين والشركاء ،ومناحي كل هذه العناصر؛
•نتائج قياس النجاز الجرائي لعمليات الدعسم مسع اعتبار النتاجيسة ،وإنجازات
الممونين والشركاء ،ومناحي كل هذه العناصر؛
•نتائج قياس إتمام تطبيق إستراتيجية المؤسسة وخطط تنفيذها؛
•نتائج قياس شفافية التدب ير المالي الداخلي والخارجي وأهم التوصيات المقتر حة
مسن طرف المدققيسن الداخلييسن والخارجييسن ،ومدى اسستجابة المؤسسسة لهذه
التوصيات؛
•نتائج قياس السلوك من منظور أخلقيات المهنة وثقة الطراف المعنية في إدارة
المؤسسة؛
•نتائج قياس مدى الحتكام للمساطر والقوانين؛
•نتائج القياس والمؤشرات الرئيسسة المتعلقسة بحسس المواطنسة لدى المؤسسسة،
وبمسؤوليتها الجتماعية؛
•نسبة ارتفاع أعداد المتعلمين الذين يلجون المستويات العليا.
III
27 خطة إرساء المرجعية الوطنية للجودة
الجائزة الوطنية
للجودة بالمؤسسات
التعليمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقة تعريفية
تعتبر الجودة اليوم مطلبا ملحا لجميع مكونات أنظمة التربية والتكوين وخاصة المؤسسات التعليمية نظرا
للرهانات الكبيرة التي تنتظرها وعلى رأسها الستجابة لحتياجات المجتمع المغربي وانتظاراته .ولعل
إحداث جائزة من هذا النوع قد يساعد على:
•تحفيز المؤسسات التعليمية على تملك منهجيات الجودة واعتمادها في تدبيرها اليومي؛
•بث روح المنافسة الشريفة بين هذه المؤسسات يكون من ركائزها إتقان العمل والبحث الدائم
عن التميز؛
•خلق روح التعاون والتعاضد بين الموارد البشرية من خلل التركيز على هدف مشترك هو
إحراز جائزة الجودة؛
•تلميع صورة المؤسسات التعليمية من خلل خلق دينامية للتطوير المستمر للجودة داخلها؛
موضوع الجائزة
تستهدف الجائزة جميع المؤسسات التعليمية العمومية من خلل وضع معايير يتم بواسطتها رصد وتقويم
الوسائل والليات المعتمدة في هذه المؤسسات لتحقيق الجودة ومدى التحكم في آليات الشتغال وتطويرها
بما يضمن الرضاء الدائم لحاجات الطراف المعنية.
الجهات المشاركة
تشرف على الجائزة لجنة مشتركة مكونة من ممثلين عن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين
الطر والبحث العلمي ومن ممثلين عن الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم .
شروط الترشيح
الترشيح مفتوح لجميع المؤسسات التعليمية العمومية أنه كتجربة أولى يمكن القتصار على مرحلة واحدة
من مراحل التعليم (السلك الثانوي التأهيلي مثل) قبل التفكير في تعميمها على جميع المراحل التعليمية.
يتم تقويم ملفات الترشيح من طرف لجنة تقنية مختصة في التقويم والفتحاص وذلك وفقا للجراءات التية:
•دراسة الملفات المقدمة من طرف المترشحين اعتمادا على المعايير والمؤشرات المحددة في
المرجعية الوطنية للجودة؛
•إنجاز عملية انتقاء أولي طبقا للمواصفات الدنيا التي يتم تحديدها مسبقا؛
•إجراء افتحاص ميداني لمقارنة مضمون الملفات المقدمة مع واقع الممارسة داخل المؤسسات
المترشحة؛
أجندة الجائزة
•العلن عن تقديم الترشيحات وفق الشروط المتضمنة في دليل الترشيح؛
•الدراسة الولية للملفات المقدمة اعتماد على المعايير المتضمنة في المرجعية الوطنية للجودة
("التقويم النظري")؛
•تصنيف المؤسسات حسب الستحقاق اعتمادا على معايير التقويم النظري" و"التقويم
التطبيقي"؛
•العلن عن النتائج؛