Professional Documents
Culture Documents
للجاحظ
( الصفحة ) 1 :
رب أنعمت فزد
تولك ال بفظه وأعانك على شكره ووفقك لطاعته وجعلك من الفائزين برحته.
ذكرت -حفظك ال أنك قرأت كتاب ف تصنيف حيل لصوص النهار وف تفصيل حيل سراق الليل وأنك سددت به كل خلل وحصنت
به كل عورة وتقدمت با أفادك من لطائف الدع ونبهك عليه من غرائب اليل فيما عسى أل يبلغه كيد ول يوزه مكر وذكرت أن موقع
نفعه عظيم وأن التقدم ف درسه واجب وقلت :اذكر ل نوادر البخلء واحتجاج الشحاء وما يوز من ذلك ف باب الزل وما يوز منه ف
باب الد لجعل الزل مستراحا والراحة جاما فإن للجد كدا ينع من معاودته ول بد لن التمس نفعه من مراجعته .وذكرت ملح الزامي
واحتجاج الكندي ورسالة سهل بن هارون وكلم ابن غزوان وخطبة الارثي وكل ما حضرن من أعاجيبهم ول سوا البخل صلحا والشح
اقت صادا ول حاموا على ال نع ون سبوه إل الزم ول ن صبوا للموا ساة وقرنو ها بالتضي يع ول جعلوا الود سرفا والثرة جهلً ول زهدوا ف
ال مد و قل احتفال م بالذم ول ا ستضعفوا من هش للذ كر وارتاح للبذل ول حكموا بالقوة ل ن ل ي يل إل ثناء ول ينحرف عن هجاء ول
احتجوا بظلف العيش على لينه وبلوه على مره ول ل يستحيوا من رفض الطيبات ف رحالم مع استهتارهم با ف رحال غيهم ول تتايعوا
ف البخل ول اختاروا ما يوجب ذلك السم مع أنفتهم من ذلك السم ول رغبوا ف الكسب مع زهدهم ف النفاق ول عملوا ف الغن
عمل الائف من زوال الغن ول يفعلوا ف الغن عمل الراجي لدوام الغن ول وفروا نصيب الوف وبسوا نصيب الرجاء مع طول السلمة
وشول العافية والعاف أكثر من البتلى وليست الوائج أقل من الفوائد .فكيف يدعوا إل السعادة من خص نفسه بالشقوة بل كيف ينتحل
نصيحة العامة من بدأ بغش الاصة ول احتجوا مع شدة عقولم با أجعت المة على تقبيحه ول فخروا مع اتساع معرفتهم با أطبقوا على
تجينه وكيف يفطن عند العتلل له ويتغلغل عند الحتجاج عنه إل الغابات البعيدة والعان اللطيفة ول يفطن لظاهر قبحه وشناعة اسه
وخول ذكره وسوء أثره على أهله وكيف وهو الذي يمع له بي الكد وقلة الرفق وبي السهر وخشونة الضجع وبي طول ( الصفحة :
) 2الغتراب وطول قلة النتفاع ومع علمه لن وارثه أعدى له من عدوه وأنه أحق با له من وليه أو ليس لو أظهر الهل والغباوة وانتحل
الغفلة والماقة ث احتج بتلك العان الشداد وباللفاظ السان وجودة الختصار وبتقريب العن وبسهولة الخرج وإصابة الوضع لكان ما
ظهر من معانيه وبيانه مكذبا لا ظهر من جهله ونقصانه ول جاز أن يبصر بعقله البعيد الغامض ويعيا عن القريب الليل وقلت :فبي ل ما
الشيء الذي خبل عقولم وأفسد أذهانم وأغشى تلك البصار ونقض ذلك العتدال وما الشيء الذي له عاندوا الق وخالفوا المم وما
هذا التركيب التضاد والزاج التناف وما هذا الغباء الشديد الذي إل جنبه فطنة عجيبة وما هذا السبب الذي خفي به الليل الواضح وأدرك
به الدق يق الغا مض وقلت :ول يس ع جب م ن خلع عذاره ف الب خل وأبدى صفحته للذم ول يرض من القول إل بقار عة ال صم ول من
الحتجاج إل با رسم ف الكتب ول عجب من مغلوب على عقله مسخر لظهار عيبه كعجب من قد فطن لبخله وعرف إفراط شحه وهو
ف ذلك ياهد نفسه ويغلب طبعه .ولربا ظن أن قد فطن له وعرف ما عنده فموه شيئا ل يقبل التمويه ورقع خرقا ل يقبل الرقع .فلوا أنه
كما فطن لعيبه وفطن لن فطن لعيبه فطن لضعفه عن علج نفسه وعن تقوي أخلطه وعن استرجاع ما سلف من عاداته وعن قلبه أخلقه
الدخولة إل أن تعود سليمة لترك تكلف ما ل يستطيعه ولربح النفاق على من يذمه ولا وضع على نفسه الرقباء ول أحضر مائدته الشعراء
ول خالط برد الفاق ول لبس الوكلي بالخبار ول استراح من كد الكلفة ودخل ف غمار المة .وبعد فما باله يفطن لعيوب الناس إذا
أطعموه ول يف طن لع يب نف سه إذا أطعم هم وإن كان عي به مكشوفا وع يب من أطع مه م ستورا ول سخت ن فس أحد هم بالكث ي من ال تب
وشحت بالقليل من الطعم وقد علم أن الذي منع يسي ف جنب ما بذل وأنه لو شاء أن يصل بالقليل ما جاد به أضعاف ما بل به كان
ذلك عتيدا وي سيا موجودا وقلت :ول بد من أن تعرفن النات الت نت على التكلفي ودلت على حقائق التموهي ( الصفحة ) 3 :
وهتكت عن أستار الدعياء وفرقت بي القيقة والرياء وفصلت بي البهرج التزخرف والطبوع البتهل لتقف -زعمت -عندها ولتعرض
نفسك عليها ولتتوهم مواقعها وعواقبها .فإن نبهك التصفح لا على عيب قد أغفلته عرفت مكانه فاجتنبته .فإن كان عتيدا ظاهرا معروفا
عندك نظرت :فأن كان احتمالك فاضلً على بلك دمت على إطعامهم وعلى اكتساب الحبة بؤاكلتهم وإن كان اكترائك غامر الجتهاد
سترت نفسك وانفردت يطيب زادك ودخلت مع الغمار وعشت عيش الستورين .وإن كانت الروب بينك وبي طباعك سجالً وكانت
أسبابكما أمثالً وأشكالً أجبت الزم إل ترك التعرض وأجبت الحتياط إل رفض التكلف ورأيت أن من حصل السلمة من الذم فقد غنم
وأن من آ ثر الث قة على التغر ير ف قد حزم .وذكرت أنك إل معر فة هذا الباب أحوج وأن ذا الروءة إل هذا العلم أف قر وأ ن إن ح صنت من
الذم عرضك بعد أن حصنت من اللصوص مالك فقد بلغت لك ما ل يبلغه أب بار ول أم رءوم .وسألت أن أكتب لك علة أن الرجل أحق
ببيته من الغريب وأول بأخيه من البعيد وأن البعيد أحق بالغية والقريب أول بالنفة وأن الستزادة ف النسل كالستزادة ف الرث إل أن
العادة هي الت أوحشت منه والديانة هي الت حرمته ولن الناس يتزيدن أيضا ف استعظامه وينتحلون أكثر ما عندهم ف استشناعه .وعلة
الهجاه ف تسي الكذب برتبة الصدق ف مواضع وف تقبيح الصدق ف مواضع وف إلاق الكذب برتبة الصدق وف حط الصدق إل
موضع الكذب وأن الناس يظلمون الكذب بتناسي مناقبه وتذكر مثالبه ويابون الصدق بتذكر منافعه وبتناسي مضاره وإنم لو وازنوا بي
مرافقه ما وعدلوا ب ي خ صالما ل ا فرقوا بينه ما هذا التفر يق ول ا رأوه ا بذه العيون .ومذ هب صحصح ف تفض يل الن سيان على كث ي من
الذكر وأن الغباء ف الملة أنفع من الفطنة ف الملة وأن عيش البهائم أحسن موقعا من النفوس من عيش العقلء وإنك لو أسنت بيمة
ورجلً ذا مروءةً أو امرأةً ذات عقل وهة وأخرى ذات غباء وغفلة لكان الشحم إل البهيمة أسرع وعن ذات العقل والمة أبطأ .ولن العقل
مقرون بالذر والهتمام ولن الغباء مقرون ( ال صفحة ) 4 :بفراغ البال وال من فلذلك البهي مة تق نو شحما ف اليام الي سية .ول ت د
ذلك لذي المة البعيدة .ومتوقع البلء ف البلء وإن سلم منه .والعاقل ف الرجاء إل أن يدركه البلء .ولول أنك تد هذه البواب وأكثر
منها مصورة ف كتاب الذي سي كتاب السائل لتيت على كثي منه ف هذا الكتاب .فأما ما سألت من احتجاج الشحاء ونوادر أحاديث
البخلء فسأوجدك ذلك ف قصصهم -إن شاء ال تعال -مفرقا وف احتجاجاتم مملً فهو أجع لذا الباب من وصف ما عندي دون ما
انتهى إل من أخبارهم على وجهها وعلى أن الكتاب أيضا يصي أقصر ويصي العار فيه أقل .ولك ف هذا الكتاب ثلثة أشياء :تبي حجة
طري فة أو تعرف حيلة لطي فة أو ا ستفادة نادرة عجي بة .وأ نت ف ض حك م نه إذا شئت و ف ل و إذا مللت ال د .وأ نا أز عم أن البكاء صال
للطبائع وممود الغبة إذا وافق الوضع ول ياوز القدار ول يعدل عن الهة ودليل على الرقة والبعد من القسوة .وربا عد من الوفاة وشدة
الوجد على الولياء .وهو من أعظم ما تقرب به العابدون واسترحم به الائفون .وقال بعض الكماء لرجل اشتد جزعه من بكاء صب له:
ل تزع فإنه أفتح لرمه وأصح لبصره .وضرب عامر بن قيس بيده على عينه فقال :جامدة شاخصة ل تندى! وقيل لصفوان بن مرز عند
طول بكائه وتذكر أحزانه :إن طول البكاء يورث العمى .فقال :ذلك لا شهادة .فبكى حت عمى .وقد مدح بالبكاء ناس كثي :منهم يي
البكاء وهيثم البكاء .وكان صفوان بن مرز يسمى البكاء .وإذا كان البكاء الذي ما دام صاحبه فيه فإنه ف بلء -وربا أعمى البصر وأفسد
الدماغ ودل على السخف وقضى على صاحبه باللع وشبه بالمة اللكعاء وبالدث الضرع -ولو كان الضحك قبيحا من الضاحك وقبيحا
من الضحك لا قيل للزهرة والبة واللي والقصر البن :كأنه يضحك ضحكا .وقد قال ال جل ذكره " :وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو
أمات وأحيا " .فوضع الضحك بذاء الوت ( .الصفحة ) 5 :وإنه ل يضيف ال إل نفسه القبيح ول ين على خلقه بالنقص .وكيف ل
يكون موقعه من سرور النفس عظيما ومن مصلحة الطباع كبيا وهو شيء ف أصل الطباع وف أساس التركيب .لن الضحك أول خي
يظهر من الصب .وقد تطيب نفسه وعليه ينبت شحمه ويكثر دمه الذي هو علة سروره ومادة قوته .ولفضل خصال الضحك عند العرب
تسمى أولدها بالضحاك وببسام وبطلق وبطليق .وقد ضحك النب صلى ال عليه وسلم ومزح .وضحك الصالون ومزحوا .وإذا مدحوا
قالوا :هو ضحوك ال سن وب سام العشيات و هش إل الض يف وذو أري ية واهتزاز .وإذا قالوا :هو عبوس و هو كال و هو قطوب و هو شت يم
الحيا وهو مكفهر أبدا وهو كريه ومقبض الوجه وحامض الوجه وكأنا وجهه بالل منضوح! وللمزح موضع وله مقدار مت جازها أحد
وقصر عنهما أحد صار الفاضل خطلً والتقصي نقصا .ومت أريد بالزح النفع وبالضحك الشيء الذي له جعل الضحك صار الزح جدا
والضحك وقارا .وهذا كتاب ل أغرك منه ول أستر عنك عيبه .لنه ل يوز أن يكمل لا تريده ول يوز أن يوف حقه كما ينبغي له :لن
هاهنا أحاديث كثية مت أطلعنا منها حرفا عرف أصحابا وإن ل نسمهم ول نرد ذلك بم .وسواء سيناهم أو ذكرنا ما يدل على أسائهم.
منهم الصديق والول والستور والتجمل .وليس يفي حسن الفائدة لكم بقبح الناية عليهم .فهذا باب يسقط البتة ويتل به الكتاب ل مالة.
وهو أكثرها بابا وأعجبها منك موقعا -وأحاديث أخر ليس لا شهرة ولو شهرت لا كان فيها دليل على أربابا ول هي مفيدة أصحابا.
وليس يتوفر أبدا حسنها إل بأن تعرف أهلها وحت تتصل بستحقها وبعادنا واللئقي با .وف قطع ما بينها وبي عناصرها ومعانيها سقوط
نصف اللحة وذهاب شطر النادرة .ولو أن رجلً ألزق نادرة بأب الارث جي واليثم بن مطهر وبزيد وابن الحر ث كانت باردة لرت
على أح سن ما يكون .ولو ولد نادرة حارة ف نف سها ملي حة ف معنا ها ث أضاف ها إل صال بن حن ي وإل ا بن النواء وإل ب عض البغضاء
لعادت باردة ولصارت فاترة فإن الفاتر شر من البارد ( .الصفحة ) 6 :وكما أنك لو ولدت كلما ف الزهد وموعظة للناس ث قلت:
هذا من كلم بكر بن عبد ال الزن وعامر بن عبد قيس العنبي ومورق العجلي ويزيد الرقاشي لتضاعف حسنه ولحدث له ذلك النسب
نضارة ورف عة ل ت كن له .ولو قلت :قال ا أ بو ك عب ال صوف أو ع بد الؤ من أو أ ب نواس الشا عر أو ح سي الل يع ل ا كان ل ا إل مال ا ف
نفسها .وبالرى أن تغلط ف مقدارها فتبخس من حقها .وقد كتبنا لك أحاديث كثية مضافة إل أربابا وأحاديث كثية غي مضافة إل
أربابا إما بالوف منهم وإما بالكرام لم .ولو ل أنك سألتن هذا الكتاب لا تكلفته ولا وضعت كلمي موضع الضيم والنقمة .فإن كانت
لئمة أو عجز فعليك وإن عذر فلي دونك .رسالة سهل بن هارون أب ممد بن راهبون إل عمه من آل راهبون حي ذموا مذهبه ف البخل
وتتبعوا كلمه ف الكتب :بسم ال الرحن الرحيم أصلح ال أمركم وجع شلكم وعلمكم الي وجعلكم من أهله! قال الحنف بن قيس :يا
مع شر ب ن ت يم ل ت سرعوا إل الفت نة فإن أ سرع الناس إل القتال أقل هم حياء من الفرار .و قد كانوا يقولون :إذا أردت أن ترى العيوب ج ة
فتأمل عيابا فإنه يعيب بفضل ما فيه من العيب .وأول العيب أن تعيب ما ليس بعيب .وقبيح أن تنهى عن مرشد أو تغري بشفق .وما أردنا
با قلنا إل هدايتكم وتقويكم وإل إصلح فسادكم وإبقاء النعمة عليكم ولئن أخطأنا سبيل إرشادكم فما أخطأنا سبيل حسن النية فيما بيننا
وبينكم .ث قد تعلمون أنا ما أوصيناكم إل با قد اخترناه لنفسنا قبلكم وشهرنا به ف الفاق دونكم .فما أحقكم ف تقدي حرمتنا بكم أن
ل لرأينا أن ف أنفسنا عن ذلك شغلً .وإن من أعظم الشقوة وأبعد من ترعوا حق قصدنا بذلك إليكم وتنبيهنا على ذكر العيوب برا وفض ً
السعادة أن ل يزال يتذكر زلل العلمي ويتناسى سوء استماع التعلمي ويستعظم غلط العاذلي ول يفل بتعمد العذولي .عبتمون بقول
لادمي :أجيدي عجنه خيا كما أجدته فطيا ليكون أطيب لطعمه وأزيد ف ريعه .وقد قال عمر بن الطاب -رضي ال عنه ورحه -
لهله :أملكوا العجي فإنه ( الصفحة ) 7 :أريع الطحنتي .وعبتم على قول :من ل يعرف مواقع السرف ف الوجود الرخيص ل يعرف
مواقع القتصاد ف المتنع الغال :فلقد أتيت من ماء الوضوء بكيلة يدل حجمها على مبلغ الكفاية وأشف من الكفاية .فلما صرت إل تفريق
أجزائه على العضاء وإل التوف ي علي ها من وظي فة الاء وجدت ف العضاء فضلً على الاء فعل مت أن لو ك نت مك نت القت صاد ف أوائله
ورغ بت عن التهاون به ف ابتدائه لرج آخره على كفا ية أوله ولكان ن صيب الع ضو الول كن صيب ال خر .فعبتمو ن بذلك وشنعتموه
بهد كم وقبحتموه .و قد قال ال سن ع ند ذ كر ال سرف :إ نه ليكون ف الاعون ي الاء والكل .فلم يرض بذ كر الاء ح ت أرد فه بالكل.
وعبتمون حي ختمت على سد عظيم وفيه شيء ثي من فاكهة نفيسة ومن رطبة غريبة على عبدنم وصب جشع وأمة لكعاء وزوجة
خرقاء .وليس من أصل الدب ول ف ترتيب الكم ول ف عادات القادة ول ف تدبي السادة أن يستوي ف نفيس الأكول وغريب الشروب
وثي اللبوس وخطي الركوب والناعم من كل فن واللباب من كل شكل التابع والتبوع والسيد والسود .كما ل تستوي مواضعهم ف
الجلس وموا قع أ سائهم ف العنوانات و ما ي ستقبلون به من التحيات .وك يف و هم ل يفقدون من ذلك ما يف قد القادر ول يكترثون له
اكتراث العارف من شاء أط عم كل به الدجاج ال سمن وأعلف حاره ال سمسم الق شر! فعبتمو ن بال تم و قد خ تم ب عض الئ مة على مزود
سويق .وختم على كيس فارغ وقال :طينة وعبتمون حي قلت للغلم :إذا زدت ف الرق فزد ف النضاج لتجمع بي التأدم باللحم والرق
ولتجمع مع الرتفاق بالرق الطيب .وقد قال النب صلى ال عليه وسلم " :إذا طبختم لما فزيدوا ف الاء فإن ل يصب أحدكم لما أصاب
مرقا " .وعبتمون بصف النعال وبتصدير القميص وحي زعمت أن الخصوفة أبقى وأوطأ وأوقى وأنفى للكب وأشبه بالنسك وأن الترقيع
من الزم وأن الجتماع مع الفظ وأن التفرق مع التصنيع .وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يصف نعله ويرقع ثوبه .ولقد لفقت سعدى
بنت عواف إزار طلحة وهو جواد قريش وهو طلحة الفياض .وكان ف ثوب عمر رقاع أدم .وقال :من ل يستحى من اللل خفت مؤنته
ل يرتاد له مدثا واشترط على الرائد أن يكون عاقلً مسبددا .فأتاه ببهوقبل كببه .وقالوا :ل جديبد لنب ل يلببس اللق .وبعبث زياد رج ً
( الصفحة ) 8 :موافقا .فقال :أكنت ذا معرفة به قال :ل ول رأيته قبل ساعته .قال :أفناقلته الكلم وفاتته المور قبل أن توصله إل
قال :ل .قال :فلم اخترته على جيع من رأيته قال :يومنا يوم قائظ ول أزل أتعرف عقول الناس بطعامهم ولباسهم ف مثل هذا اليوم .ورأيت
ثياب الناس جددا وثيابه لبسا فظننت به الزم .وقد علمنا أن اللق ف موضعه مثل الديد ف موضعه .وقد جعل ال عز وجل لكل شيء
قدرا وبوأ له موضعا كما جعل لكل دهر رجال ولكل مقام مقال .وقد أحيا بالسم ومات بالغذاء وأغص بالاء وقتل بالدواء .فترقيع الثوب
يمع مع الصلح التواضع .وخلف ذلك يمع مع السراف التكب .وقد زعموا أن الصلح أحد الكسبي كما زعموا أن قلة العيال أحد
اليسارتي .وقد جب الحنف يد عن .وأمر بذلك النعمان .وقال عمر :من أكل بيضة فقد أكل دجاجة .وقال رجل لبعض السادة :أهدي
إليك دجا جة فقال :إن كان ل بد فاجعل ها بيا ضة .و عد أبو الدرداء العراق حر البهي مة .وعبتمون ح ي قلت :ل يغترن أ حد بطول عمره
وتقيس ظهره ورقة عظمه ووهن قوته أن يرى أكرومته ول يرجه ذلك إل إخراج ماله من يديه وتويله إل ملك غيه وإل تكيم السرف
ف يه وت سليط الشهوات عل يه فلعله أن يكون معمرا و هو ل يدري ومدودا له ف ال سن و هو ل يش عر .ولعله أن يرزق الولد على اليأس أو
يدث عليه بعض مبآت الدهور ما ل يطر على البال ول تدركه العقول فيسترده من ل يرده ويظهر الشكوى إل من ل يرحه أضعف ما
كان عن الطلب واقبح ما يكون به الكسب .فعبتمون بذلك وقد قال عمرو بن العاص :اعمل لدنياك عمل من يعيش أبدأ واعمل لخرتك
ع مل من يوت غدا .وعبتمو ن ح ي زع مت أن التبذ ير إل أن التبذ ير إل مال القمار ومال الياث وإل مال اللتقاط وحباء اللوك أ سرع
وأن الفظ إل الال الكتسب والغن الجتلب وإل ما يعرض فيه لذهاب الدين واهتضام العرض ونصب البدن واهتمام القلب أسرع وأن من
ل يسب ذهاب نفقته ل يسب دخله ومن ل يسب الدخل فقد أضاع الصل وأن من ل يعرف للغن قدره فقد أذن بالفقر وطاب نفسا
بالذل .وزع مت أن ك سب اللل مض من بالنفاق ف اللل وأن ال بيث ينع إل ال بيث وأن الط يب يد عو إل الط يب وأن النفاق ف
الوى حجاب دون القوق وأن النفاق ف القوق حجاز دون ( ال صفحة ) 9 :الوى .فعب تم على هذا القول .و قد قال معاو ية :ل أر
تبذيرا قط إل وإل جانبه حق مضيع .وقد قال السن :إذا أردت أن تعرفوا من أين أصاب ماله فانظروا ف أي شيء ينفقه فإن البيث ينفق
ف السرف .وقلت لكم بالشفقة من عليكم وبسن النظر لكم وبفظكم لبائكم ولا يب ف جواركم وف مالتكم وملبستكم :أنتم ف
دار الفات والوائح غي مأمونات .حنيفة من طريق فإن أحاطت بال أحدكم آفة ل يرجع إل بقية فأحرزوا النعمة باختلف المكنة حنيفة
من طريق فإن البلية ل تري ف الميع إل مع موت الميع .وقد قال عمر رضي ال عنه ف العبد والمة وف ملك الشاة والبعي وف الشيء
القي اليسي :فرقوا ب ي النا يا .وقال ابن سيين لب عض البحري ي :كيف ت صنعون بأموال كم قال :نفرقها ف ال سفن فإن عطب ب عض سلم
بعض .ولول أن السلمة أكثر لا حلنا خزائننا ف البحر .قال ابن سيين :تسبها خرقاء وهي صناع .وقلت لكم عند إشفاقي عليكم :إن
للغن سكرا وإن للمال لنوةً .فمن ل يفظ الغن من سكر العن فقد أضاعه ومن ل يرتبط الال بوف الفقر فقد أهله .فعبتمون بذلك.
وقال زيد بن جبلة :ليس أحد أفقر من غن أمن الفقر .وسكر الغن أشد من سكر المر .وقلتم :قد لزم الث على القوق والتزهيد ف
الفضول حت صار يستعمل ذلك ف أشعاره بعد رسائله وف خطبه بعد سائر كلمه .فمن ذلك قوله ف يي بن خالد :عدو تلد الال فيما
ينوبمنوع إذا ما من عه كان أحز ما و من ذلك قوله ف م مد بن زياد :وخليقتان ت قى وف ضل ترموإها نة ف ح قه للمال وعبتمو ن ح ي
زعمت أن أقدم الال على العلم لن الال به يغاث العال وبه تقوم النفوس قبل أن تعرف فضيلة العلم وأن الصل أحق بالتفضيل من الفرع
وأن قلت :وإن كنا نستبي المور بالنفوس فإنا بالكفاية نستبي وباللة نعمى .وقلتم :وكيف تقول هذا وقد قيل لرئيس الكماء ومقدم
الدباء :آلعلماء أفضل أم الغنياء قال :بل العلماء .قيل :فما بال العلماء يأتون أبواب الغنياء أكثر ما يأت الغنياء أبواب العلماء قال :لعرفة
العلماء بفضل الغن ولهل الغنياء بفضل العلم ( .الصفحة ) 10 :فقلت :حالما هي القاضية بينهما .وكيف يستوي شيء ترى حاجة
الميع إليه وشيء يغي بعضهم فيه عن بعض وعبتمون حي قلت :إن فضل الغن على القوت إنا هو كفضل اللة حنيفة الدار إن احتيج
إليها استعملت وإن استغن عنها كانت عدة .وقد قال الضي بن النذر :وددت أن ل مثل أحد ذهبا ل أنتفع منه بشيء .قيل :فما ينفعك
من ذلك قال :لكثرة من يدمن عليه .وقال أيضا :عليك بطلب الغن فلو ل يكن لك فيه إل أنه عز ف قلبك وذل ف قلب غيك لكان الظ
فيه جسيما والنفع فيه عظيما .ولسنا ندع سية النبياء وتعليم اللفاء وتأديب الكماء لصحاب الهواء :كان رسول ال صلى ال عليه
وسلم يأمر الغنياء باتاذ الغنم والفقراء باتاذ الدجاج .وقال " :درهك لعاشك ودينك لعادك " .فقسموا المور كلها على الدين والدنيا.
ث جعلوا أ حد ق سمي الم يع الدر هم .وقال أ بو ب كر ال صديق رضي ال ع نه :إ ن لب غض أهل الب يت ينفقون رزق اليام ف اليوم .وكانوا
يبغضون أهل البيت اللحمي .وكان هشام يقول :ضع الدرهم على الدرهم يكون مالً .ونى أبو السود الدؤل وكان حكيما أديبا وداهيا
أريبا عن جودكم هذا الولد وعن كرمكم هذا الستحدث .فقال لبنه :إذا بسط ال لك الرزق فابسط وإذا قبض فاقبض .ول تاود ال فإن
ال أجود منك .وقال :درهم من حل يرج ف حق خي من عشرة آلف قبضا .وتلقط عرندا من بزي فقال :تضيعون مثل هذا وهو قوت
امرئ مسلم يوما إل الليل! وتلقط أبو الدرداء حبات حنطة فنهاه بعض السرفي .فقال :ليهن ابن العبسية! إن مرفقة الرء رفقه ف معيشته.
فل ستم علي تردون ول رأي تفندون .فقدموا الن ظر ق بل العزم .وتذكروا ما علي كم ق بل أن تذكروا ما ل كم .وال سلم .نبدأ بأ هل خرا سان
لكثار الناس ف أ هل خرا سان .ون ص بذلك أ هل مرو بقدر ما خ صوا به .قال أ صحابنا :يقول الروزي للزائر إذا أتاه وللجل يس إذا طال
جلوسه :تغذيت اليوم فإن قال ( :الصفحة ) 11 :نعم قال :لول أنك تغديت لغديتك بغداء طيب .وإن قال :ل قال :لو كنت تغديت
لسقيتك خس أقداح .فل يصي ف يده على الوجهي قليل ول كثي .وكنت ف منل ابن أب كرية وأصله من مرو .فرآن أتوضأ من كوز
خزف فقال :سبحان ال تتوضأ بالعذب والبئر لك معرضة! قلت :ليس بعذب إنا هو من ماء البئر .قال :فتفسد علينا كوزنا باللوحة! فلم
أدر كيف أتلص منه وحدثن عمرو بن نيوي قال :تغديت يوما عند الكندي .فدخل عليه رجل كان له جارا وكان ل صديقا .فلم يعرض
عليه الطعام ونن نأكل .وكان أبل من خلق ال .قال :فاستحييت منه فقلت :سبحان ال لو دنوت فأصبت معنا ما نأكل! قال :قد وال
فعلت .فقال الكندي :ما بعد ال شيء! قال عمر :فكتفه وال كتفا ل يستطيع معه قبضا ول بسطا وتركه .ولو مد يده لكان كافرا ولو مد
يده لكان كافرا أو لكان قد جعل مع ال -جل ذكره -شيئا! وليس هذا الديث لهل مرو ولكنه من شكل الديث الول .وقال ثامة:
ل أر الديك ف بلدة قط فل وهو لقط يأخذ البة بنقاره ث يلفظها قدام الدجاجة فل ديكة مرو فإن رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما ف
مناقيها من الب! قال :فعلمت أن بلهم شيء ف طبع البلد وف جواهر الاء .فمن ث عتم جيع حيوانم .فحدثت بذا الديث أحد بن
رشيد فقال :كنت عند شيخ من أهل مرو وصب له صغي يلعب بي يديه فقلت له إما عابثا وإما متحنا :أطعمن من خبزكم قال :ل تريده
هو مر! فقلت :فاسقن من مائ كم قال :ل تريده هو مال! قلت :هات من كذا وكذا قال :ل تريده هو كذا وكذا! إل أن عددت أصنافا
كثية .كل ذلك ينعنيه ويبغضه إل! فضحك أبوه وقال :ما ذنبنا هذا من علمه ما تسمع! يعن أن البخل طبع فيهم وف أعراقهم وطينتهم.
وزعم أصحابنا أن خراسانية ترافقوا ف منل وصبوا عن الرتفاق بالصباح ما أمكن الصب ث إنم تناهدوا وتارجوا .وأب واحد منهم أن
يغين هم وأن يد خل ف العزم مع هم .فكانوا إذا جاء ال صباح شدوا عين يه بند يل! ول يزال ول يزالون كذلك إل أن يناموا ويطفئوا ال صباح.
ل يتغدون على مباقل بضرة قرية العراب ف طريق الكوفة وهم حجاج. فإذا أطفئوا أطلقوا عينيه! ورأيت أنا حارة منهم زهاء خسي رج ً
فلم أر من جيع المسي رجلي يأكلن معا وهم ف ذلك ( الصفحة ) 12 :متقاربون يدث بعضهم بعضا .وهذا الذي رأيته منهم من
غريب ما يتفق للناس .حدثن مويس بن عمران قال رجل منهم لصاحبه وكانا إما متزاملي وإما مترافقي :ل ل نتطاعم فإن ل نتطاعم فإن
يد ال مع الماعة وف الجتماع البكة .وما زالوا يقولون :طعام الثني يكفي ثلثة وطعام الثلثة يكفي الربعة .فقال له صاحبه :لول أن
أعلم أ نك آ كل م ن لدخلت لك هذا الكلم ف باب الن صيحة .فل ما كان ال غد وأعاد عل يه القول قال له :يا ع بد ال م عك رغ يف وم عي
رغ يف .ولول أ نك تر يد أك ثر ما كان حر صك على مؤاكل ت! تر يد الد يث والؤان سة اج عل الط بق واحدا ويكون رغ يف كل م نا قدام
صاحبه .و ما أشك أنك إذا أكلت رغي فك ون صف رغي في ستجده مباركا! غنما كان ينب غي أن أكون أجده أنا ل أنت .وقال خاقان بن
صبيح :دخلت على رجل من أهل خراسان ليلً وإذا هو قد أتانا بسرجة فيها فتيلة ف غاية الدقة وإذا هو قد ألقى ف دهن السرجة شيئا من
ملح و قد علق على عمود النارة عودا ب يط و قد حز ف يه ح ت صار ف يه مكان للرباط .فكان ال صباح إذا كاد ينط فئ أش خص رأس الفتيلة
بذلك .قال :فقلت له :ما بال العود مربوطا قال :هذا عود قد تشرب الدهن .فإن ضاع ول يفظ احتجنا إل واحد عطشان .فإذا كان هذا
دأبنا ودأبه ضاع من دهننا ف الشهر بقدر كفاية ليلة .قال :فبينا أنا أتعجب ف نفسي وأسأل ال -جل ذكره -العافية والستر إذ دخل شيخ
من أهل مرو فنظر إل العود فقال :يا أبا فلن فررت من شيء ووقعت ف شبيه به .أما تعلم أن الريح والشمس تأخذان من سائر الشياء أو
ل مثلك حت وفقن ال إل ما هو أرشد. ليس قد كان البارحة عند إطفاء السراج أروى وهو عند إسراجك الليلة أعطش قد كنت أنا جاه ً
-عافاك ال! -بدل العود إبرة أو م سلة صغية .وعلى أن العود واللل والق صبة رب ا تعل قت ب ا الشعرة من ق طن الفتيلة إذا سويناها ب ا
فتشخص معها .وربا كان ذلك سببا لنطفاء السراج .والديد أملس .وهو مع ذلك غي نشاف .قال خاقان :ففي تلك الليلة عرفت فضل
أهل خراسان على سائر الناس وفضل أهل مرو على أهل خراسان! قال مثن بن بشي :دخل أبو عبد ال الروزي على شيخ من أهل خراسان
وإذا هو قد ( الصفحة ) 13 :استصبح ف مسرجة خزف من هذه الزفية الضر .فقال له الشيخ :ل ييء وال منك أمر صال أبدا!
عاتبتك ف مسارج الجارة فأعتبتن بالزف .أو علمت أن الزف والجارة يسوان الدهن حسوا قال :جعلت فداك! دفعتها إل صديق ل
دهان فألقاها ف ال صفاة شهرا حت رويت من الدهن ريا ل تتاج معه أبدا إل ش يء .قال :ليس هذا أريد هذا دواؤه يسي .وقد وق عت
عل يه .ول كن ما عل مت أن مو ضع النار من ال سجة ف طرف الفتيلة ل ين فك من إحراق النار وتفي فه وتنش يف ما ف يه وم ت اب تل بالد هن
وت سقاه عادت النار عل يه فأكل ته .هذا دأب ما .فلو ق ست ما يشرب ذلك الكان من الد هن ب ا ي ستمده طرف الفتيلة م نه لعل مت أن ذلك
أكثره .وب عد هذا فإن ذلك الو ضع من الفتيلة وال سرجة ل يزال سائلً جاريا .ويقال :إ نك م ت وض عت م سرجة في ها م صباح وأخرى ل
مصباح فيها ل تلبث إل ليلة أو ليلتي حت ترى السفلى ملنة دهنا .واعتب أيضا ذلك باللح الذي يوضع تت السرجة والنخالة الت توضع
هناك لتسويتها وتصويبها كيف تدها ينعصران دهنا .وهذا كله خسران وغب ل يتهاون به إل أصحاب الفساد .على أن الفسدين غنما
يطعمون الناس ويسقون الناس وهم على حال يستخلفون شيئا وإن كان روثا .وأنت إنا تطعم النار وتسقي النار .ومن أطعم النار جعله ال
يوم القيامة طعاما للنار! قال الشيخ :فكيف أصنع جعلت فداك! قال :تتخذ قنديلً .فإن الزجاج أحفظ من غيه .والزجاج ل يعرف الرشح
ول النشف ول يقبل الوساخ الت ل تزول إل بالدلك الشديد أو بإحراق النار .وأيهما كان فإنه يعيد السرجة إل العطش الول .وازجاج
أبقى على الاء والتراب من الذهب البريز .وهو مع ذلك مصنوع والذهب ملوق .فإن فضلت الذهب بالصلبة فضلت الزجاج بالصفاء.
والزجاج مل والذهب ستار .ولن الفتيلة إنا تكون ف وسطه فل تمي جوانبه بوهج الصباح كما تمي بوضع النار من السرجة .وإذا
وقع شعاع النار على جوهر الزجاج صار الصباح والقنديل مصباحا واحدا ورد الضياء كل واحد منهما على صاحبه .واعتب ذلك بالشعاع
الذي ي سقط على و جه الرآة أو على و جه الاء أو على الزجا جة ث ان ظر ك يف يتضا عف نوره .وإن كان سقوطه على ع ي إن سان أعشاه
وربا أعماه .وقال جل ( الصفحة ) 14 :ذكره " :ال نور السموات والرض .مثل نوره كمشكاة فيها مصباح .الصباح ف زجاجة.
والزجا جة كأن ا كو كب دري يو قد من شجرة مبار كة زيتو نة ل شرق ية ول غرب ية .يكاد زيت ها يض يء ولو ل ت سسه نار .نور على نور.
يهدي ال لنوره من يشاء " .والزيت ف الزجاجة نور على نور وضوء على ضوء مضاعف .هذا مع فضل حسن القنديل على حسن مسارج
الجارة والزف .وأبو عبد ال هذا كان من أطيب اللق وأملحهم بلً وأشدهم أدبا .دخل على ذي اليميني طاهر بن السن وقد كان
يعرفه براسان بسبب الكلم .فقال له :منذ كم أنت مقيم بالعراق يا أبا عبد ال فقال :أنا بالعراق منذ عشرين سنةً .وأنا أصوم الدهر منذ
أربعي سنة .قال :فضحك طاهر وقال :سألناك يا أبا عبد ال عن مسألة وأجبتنا عن مسألتي! ومن أعاجيب أهل مرو ما سعناه من مشاينا
على وجه الدهر .وذلك أن رجلً من أهل مرو كان ل يزال يج ويتجر وينل على رجل من أهل العراق فيكرمه ويكفيه مؤنته .ث كان
كثيا ما يقول لذلك العراقي :ليت أن رأيتك برو حت أكافئك لقدي إحسانك وما تدد ل من الب ف كل قدمة .فأما هاهنا فقد أغناك ال
ع ن .قال :فعر ضت لذلك العرا قي ب عد د هر طو يل حا جة ف تلك الناح ية .فكان م ا هون عل يه مكابدة ال سفر ووح شة الغتراب مكان
الروزي هناك .فلما قدم مضى نوه ف ثياب سفره وف عمامته وقلنسوته وكسائه ليحط رحله عنده كما يصنع الرجل بثقته وموضع أنسه.
فلما وجده قاعدا ف أصحابه أكب عليه وعانقه .فلم يره أثبته وسأل به سؤال من رآه قط .قال العراقي ف نفسه :لعل إنكاره إياي لكان
القناع .فرمى بقناعته وابتدأ مسألته .فكان له أنكر .فقال :لعله أن يكون إنا أت من قبل العمامة فنعها .ث انتسب وجدد مسألته فوجده
أشد ما كان إنكارا .قال :فلعله إنا أت من قبل القلنسوة .وعلم الروزي أنه ل يبق شيء يتعلق به التغافل والتجاهل .قال :لو خرجت من
جلدك ل أعر فك! .وزعموا أن م رب ا ترافقوا وتزاملوا فتناهدوا وتلزقوا ف شراء الل حم .وإذا اشتروا الل حم ق سموه ق بل الط بخ وأ خذ كل
إنسان منهم نصيبه فشكه بوصة أو بيط ث أرسله ف خل القدر والتوابل .فإذا طبخوا تناول كل إنسان خيطه وقد علمه بعلمة .ث اقتسموا
الرق .ث ل ( الصفحة ) 15 :يزال أحدهم يسل من اليط القطعة بعد القطعة حت يبقى البل ل شيء فيه .ث يمعون خيوطهم .فإن
أعادوا اللزقة أعادوا تلك اليوط لنا قد تشربت الدسم ورويت .وليس تناهدهم من طريق الرغبة ف الشاركة ولكن لن بضاعة كل
واحد منهم ل تبلغ مقدار الذي يتمل أن يطبخ وحده ولن الؤنة تف أيضا ف الطب والل والثوم والتوابل .ولن القدر الواحدة أمكن
من أن يقدر كل واحد منهم على قدر .فإنا يتارون السكباج لنه أبقى على اليام وأبعد من الفساد .حدثن أبو إسحاق إبراهيم بن سيار
النظام قال :قلت مرة لار كان ل من أهل خراسان :أعرن مقلكم فإن أحتاج إليه .قال :قد كان لنا مقلى ولكنه سرق .فاستعرت من
جار ل آخر فلم يلبث الراسان أن سع نشيش اللحم ف القلى وشم الطباهج .فقال ل كالغضب :ما ف الرض أعجب منك :لو كنت
خبتن أ نك خبتن أنك تريده لل حم أو لشحم لوجدتن أ سرع! إن ا خشيتك تريده للباقلى .وحد يد القلى يترق إذا كان الذي يقلى ف يه
ليس بدسم .وكيف ل أعيك إذا أردت الطباهج والقلى بعد الرد من وقال أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام :دعانا جار لنا فأطعمنا ترا
وسنا سل ًء ونن على خوان ليس عليه إل ما ذكرت والراسان معنا يأكل .فرايته يقطر السمن على الوان حت أكثر من ذلك .فقلت
لرجل إل جنب :ما لب فلن يضيع سن القوم ويسيء الؤاكلة ويغرف فوق الق قال :وما عرفت علته قلت :ل وال! قال :الوان خوانه
فهو يريد أن يدسه ليكون كالدبغ له .ولقد طلق امرأته وهي أم أولده لنه رآها غسلت خوانا له باء حار .فقال لا :هل مسحته! وقال أبو
نواس :كان معنا ف السفينة ونن نريد بغداد رجل من أهل خراسان .وكان من عقلئهم وفهمائهم .وكان يأكل وحده فقلت له :ل تأكل
لوحدك قال :ل يس علي ف هذا الو ضع م سألة .إن ا ال سألة على من أ كل مع الما عة لن ذلك هو التكلف .وأكلي وحدي هو ال صل.
وأكلي مع غيي زيادة ف الصل .وحدثن إبراهيم بن السندي قال :كان على ربع الشاذروان شيخ لنا من أهل خراسان .وكان مصححا
بعيدا من الفساد ومن الرشا ومن الكم بالوى .وكان حفيا جدا .وكذلك كان ف إمساكه وف بله وتدنيقه ف نفقاته وكلن ل يأكل إل
ما لبد منه ول يشرب إل ونشهد أن ( الصفحة ) 16 :ممدا عبده ورسوله لبد منه .غي أنه كان ف غداة كل جعة يمل معه منديلً
فيه جردقتان وقطع لم سكباج مبد وقطع جب وزيتونات وصرة فيها ملح وأخرى فيها أشنان وأربع بيضات ليس منها بد .ومعه خلل.
ويضي وحده حت يدخل بعض بساتي الكرخ .ويطلب موضعا تت شجرة وسط خضرة وعلى ماء جار .فإذا وجد ذلك جلس وبسط بي
يديه النديل وأكل من هذا مرة ومن هذا مرة .فإن وجد قيم ذلك البستان رمى إليه بدرهم ث قال :اشتر ل بذا أو أعطن بذا رطبا إن كان
ف زمان الر طب أو عنبا إن كان ف زمان الع نب .ويقول له :إياك إياك أن تابي ن ول كن تود ل فإ نك إن فعلت ل آكله ول أ عد إل يك.
واحذر الغب فإن الغبون ل ممود ول مأجور .فإن أتاه به أكل كل سيء معه وكل شيء أتى به .ث تلل وغسل يديه .ث يشي مقدار مائة
خطوة .ث يضع جنبه فينام إل وقت المعة .ث ينتبه فيغتسل ويضي إل السجد .هذا كان دأبه كل جعة .قال إبراهيم :فبينا هو يوما من
أيامه يأكل ف بعض الواضع إذ مر به رجل فسلم عليه فرد السلم .ث قال :هلم -عافاك ال! فلما نظر إل الرجل قد انثن راجعا يريد أن
يطفر الدول أو يعدي النهر قال له :مكانك فإن العجلة من عمل الشيطان! فوقف الرجل فأقبل عليه الراسان وقال :تريد ماذا قال :أريد
أن أتغدى .قال :ول ذلك وكيف طمعت ف هذا ومن أباح لك مال قال الرجل :أو ليس قد دعوتن قال :ويلك! لو ظننت أنك هكذا أحق
ما رددت عليك السلم .اليي فيما نن فيه أن نكون إذا كنت أنا الالس وأنت الار تبدأ أنت فتسلم .فأقول أنا حينئذ ميبا لك :وعليكم
السلم .فإن كنت ل آكل شيئا أنا وسكت أنت ومضيت أنت وقعدت أنا على حال! وإن كنت آكل فهاهنا بيان آخر :وهو أن أبدأ أنا
فأقول :هلم وتيب أنت فتقول :هنيئا .فيكون كلم بكلم .فأما كلم بفعال وقول بأكل فهذا ليس من النصاف! وهذا يرج علينا فضلً
كثيا! قال :فورد على الرجل شيء ل يكن ف حسابه .فشهر بذلك ف تلك الناحية وقيل له :قد ( الصفحة ) 17 :أعفيناك من السلم
ومن تكلف الرد .قال :ما ب إل ذلك حاجة .إنا هو أن أعفي أنا نفسي من هلم وقد استقام المر! ومثل هذا الديث ما حدثن به ممد بن
يسي عن وال كان بفارس إما أن يكون جالدا أخا مهرويه أو غيه .قال :بينا هو يوما ف ملس وهو مشغول بسابه وأمره وقد احتجب
جهده إذ نم شاعر من بي يديه فأنشده شعرا مدحه فيه وقرظه ومده .فلما فرغ قال :قد أحسنت .ث أقبل على كاتبه فقال :أعطه عشرة
آلف درهم .ففرح الشاعر فرحا قد يستطار له .فلما رأى حاله قال :وإن لرى هذا القول قد وقع منك هذا الوقع اجعلها عشرين ألف
در هم .وكاد الشا عر يرج من جلده! فل ما رأى فر حه قد تضا عف قال :وإن فر حك ليتضا عف على قدر تضا عف القول! أع طه يا فلن
أربعي ألفا .فكاد الفرح يقتله .فلما رجعت إليه نفسه قال له :أنت -جعلت فداك! -رجل كري .وأنا أعلم أنك كلما رأيتن قد ازددت
فرحا زدت ن ف الائزة .وقبول هذا منك ل يكون إل من قلة الش كر له! ث د عا له وخرج .قال :فأقبل عل يه كاتبه فقال :سبحان ال! هذا
كان يرضى منك بأربعي درها تأمر له بأربعي ألف درهم! قال :ويلك! وتريد أن تعطيه شيئا قال :ومن إنفاذ أمرك بد قال :يا أحق إنا
هذا رجل سرنا بكلم! هو حي زعم أن أحسن من القمر وأشد من السد وأن لسان أقطع من السيف وأن أمري أنفذ من السنان جعل ف
يدي من هذا شيئا أرجع به إل شيء نعلم أنه قد كذب ولكنه قد سرنا حي كذب لنا .فنحن أيضا نسره بالقول ونأمر له بالوائز وإن كان
كذبا .فيكون كذب بكذب وقول بقول .فأما أن يكون كذب بصدق وقول ويقال إن هذا الثل الذي قد جرى على ألسنة العوام من قولم:
ين ظر إل شزرا كأ ن أكلت اثن ي وأطعم ته واحدا إن ا هو ل هل مرو .قال :وقال الروزي :لو ل أن ن أب ن مدي نة لبن يت آريا لداب ت .قال:
وقلت لحد بن هشام وهو يبن داره ببغداد :إذا أراد ال ذهاب مال رجل سلط عليه الطي والاء .قال :ل بل إذا أراد ال ذهاب مال رجل
جعله ير جو اللف! وال ما أهلك الناس ول أق فر بيوت م ول ترك دور هم بل قع إل اليان باللف! و ما رأ يت ج نة قط أو قى من اليأس!
( الصفحة ) 18 :قال :وسع رجل من الراوزة السن وهو يث الناس على العروف ويأمر بالصدقة ويقول :ما نقص مال قط من زكاة
ويعدهم سرعة اللف .فتصدق باله كله فافتقر .فانتظر سنة وسنة .فلما ل ير شيئا بكر على السن فقال :حسن ما صنعت ب! ضمنت ل
اللف فأنفقت على عدتك .وأنا اليوم مذ كذا وكذا سنة أنتظر ما وعدت ل أرى منه قليلً ول كثيا! هذا يل لك آللص كان يصنع ب
أك ثر من هذا واللف يكون معجلً ومؤجلً .و من ت صدق وتشرط الشروط استحق الرمان .ولو كان هذا على ما توهه الروزي لكانت
الحنة فيه ساقطة ولترك الناس التجارة ولا بقي فقي أصبح ثامة شديد الغم حي احترقت داره .وكان كلما دخل عليه إنسان قال :الريق
سريع اللف! فلما كثر ذلك القول منهم قال :فلنستحرق ال! اللهم إن أستحرقك فأحرق كل شيء لنا! .وليس هذا الديث من حديث
الراوزة ولكنا ضممناه إل ما يشاكله .قال سجادة وهو أبو سعيد سجادة :إن من الراوزة إذا لبسوا الفاف ف الستة الشهر الت ل ينعون
فيها خفافهم يشون على صدور أقدامهم ثلثة أشهر مافة أن تنجرد نعال خفافهم أو تنقب .وحكى أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام عن
جاره الروزي أنه كان ل يلبس خفا ول نعلً إل أن يذهب النبق اليابس لكثرة النوى ف الطريق والسواق .قال :ورآن مرة مصصت قصب
سكر فجم عت ما م صصت ماءه لر مي به .فقال :إن ك نت ل ينور لك ول عيال فه به ل ن تنور وعل يه عيال .وإياك أن تعود نف سك هذه
العادة ف أيام خفة ظهرك فإنك ل تدري ما يأتيك من العيال ( .الصفحة ) 19 :
قصة أب جعفر:
ول أر مثل أب جعفر الطرسوسي :زار قوما فأكرموه وطيبوه وجعلوا ف شاربه وسبلته غالية .فحكته شفته العليا فأدخل إصبعه فحكها من
باطن الشفة مافة أن تأخذ إصبعه من الغالية شيئا إذا حكها من فوق! وهذا وشبهه إنا يطيب جدا إذا رأيت الكاية بعينك لن الكتاب ل
يصور لك كل شيء ول يأت لك على كنهه وعلى حدوده وحقائقه.
قصة الزامي:
وأما أبو ممد الزامي عبد ال بن كاسب كاتب مويس وكاتب داود بن أب داود فإنه كان أبل من برأ ال وأطيب من برأ ال .وكان له ف
الب خل كلم .وهو أ حد من ين صره ويفضله وي تج له ويد عو إل يه .وإنه رآن مرة ف تشرين الول وقد ب كر البد شيئا .فلب ست ك ساء ل
قومسيا خفيفا قد نيل منه .فقال ل :ما أقبح السرف بالعاقل وأسج الهل بالكيم! ما ضننت أن إهال النفس وسوء السياسة بلغ بك ما
أرى! ( الصفحة ) 36 :قلت :وأي شيء أنكرت منا مذ اليوم وما كان هذا قولك فينا بالمس .فقال :لبسك هذا الكساء قبل أوانه.
قلت :قد حدث من البد بقداره .ولو كان هذا البد الادث ف توز وآب لكان إبانا لذا الكساء .قال :إن كان ذلك كذلك فاجعل بدل
هذه البطنة جبة مشوة فإنا تقوم هذا القام وتكون قد خرجت من الطأ .فأما لبس الصوف اليوم فهو اليوم غي جائز .قلت :ول قال :لن
غبار آخر الصيف يتداخله ويسكن ف خلله .فإذا أمطر الناس وندى الواء وابتل كل شيء ابتل ذلك الغبار .وإنا الغبار تراب إل أنه لباب
التراب .وهو مال ويتقبض عند ذلك عليه الكساء ويتكرش لنه صوف فينضم أجزاؤه عليه فيأكله أكل القادح ويعمل فيه عمل السوس.
ولو أسرع فيه من الرضة ف الذوع النجرانية! ولكن أخر لبسه حت إذا أمطر الناس وسكن الغبار وتلبد التراب وحط الطر ما كان ف
الواء من الغبار وغسله وصفاه فالبسه حينئذ على بركة ال! وكان يقع إل عياله بالكوفة كل سنة مرة فيشتري لم من الب مقدار طبيخهم
وقوت سنتهم .فإذا نظر إل حب هذا وإل حب هذا وقام على سعر اكتال من كل واحد منها كيلة معلومة ث وزنا باليزان واشترى أثقلها
وزنا .وكان ل يتار على البلدي والوصلي شيئا إل أن يتقارب السعر .وكان على كل حال يفر من اليسان إل أن يضطر إليه ويقول :هو
ناعم ضعيف ونار العدة شيطان! فإنا ينبغي لنا أن نطعم الجر وما أشبه الجر! وقلت له مرة :أعلمت أن خبز البلدي ينبت عليه شيء
شبيه بالطي والتراب والغبار التراكم قال :حبذا ذلك من خبز! وليته قد أشبه الرض بأكثر من هذا القدار! وكان إذا كان جديد القميص
ومغسبوله ثب أتوه بكبل بور فب الرض ل يتبخبر مافبة أن يسبود دخان العود بياض قميصبه .فإن اتسبخ فأتبى بالبخور ل يرض بالتبخبر
واستقصاء ما ف العود من القتار حت يدعو بدهن فيمسح به صدره وبطنه وداخلة إزاره .ث يتبخر ليكون أعلق للبخور! وكان يقول :حبذا
الشتاء فإنه يفظ عليك رائحة البخور ول يمض فيه النبيذ إن ترك مفتوحا ول يفسد فيه مرق إن بقي أياما .وكان ل يتبخر إل ف منازل
أ صحابه .فإذا كان ف ال صيف دعا بثيا به فلب سها على قمي صه ( ال صفحة ) 37 :لكيل يضيع من البخور ش يء .وقال مرة :إن للش يب
سهكة .وبياض الش عر هو مو ته و سواده حيا ته :أل ترى أن مو ضع دبرة المار ال سود ل ين بت إل أب يض! والناس ل يرضون م نا ف هذا
الع سكر إل بالعناق واللثام والط يب غال وعاد ته رديئة! وينب غي ل ن كان أيضا عنده أن ير سه ويف ظه من عياله .وإن العطار ليخت مه على
أخص غلمانه به .فلست أرى شيئا هو خي من اتاذ مشط صندل فإن ريه طيبة .والشعر سريع القبول منه! وأقل ما يصنع أن ينفي سهك
الشيب .فصرنا ف حال لنا ول علينا .واستلف منه على السواري مائة درهم .فجاءن وهو حزين منكسر .فقلت له :إنا يزن من ل يد
بدا من إسلف الصديق مافة أل يرجع إليه ماله ول يعد ذلك هبة منه أو رجل ياف الشكية فهو إن ل يسلف كرما أسلف خوفا .وهذا
باب الشهرة فيه قرة عينك .وأنا واثق باعتزامك وتصميمك وبقلة البالة بتخيل الناس لك .فما وجه انكسارك واغتمامك قال :اللهم غفرا!
ليس ذاك ب .إنا ف أن قد كنت أظن أن أطماع الناس قد صارت بعزل عن وآيسة من وأن قد أحكمت هذا الباب وأتقنته وأودعت
قلوبم اليأس وقطعت أسباب الواطر .فأران واحدا منهم! إن من أسباب إفلس الرء طمع الناس فيه لنم إذا طمعوا فيه احتالوا له اليل
ونصبوا له الشرك .وإذا يئسوا منه فقد أمن .وهذا الذهب من على استضعاف شديد .وما أشك أن عنده غمر وأن كبعض من يأكل ماله
وهو مع هذا خليط وعشي .وإذا كان مثله ل يعرفن ول يتقرر عنده مذهب فما ظنك باليان بل ما ظنك بالعارف أران أنفخ ف غي فحم
وأقدح بزند مصلد! ما أخوفن أن أكون قد قصد إل بقول! ما أخوفن أن يكون ال ف سائه قد قصد إل أن يفقرن! قال :ويقولون :ثوبك
ل جدا وأنا قصي جدا فلبسه أليس على صاحبك أحسن منه عليك! فما يقولون إن كان أقصر من أليس يتخيل ف قميصي وإن كان طوي ً
يصي آية للسابلي فمن أسوأ أثرا على صديقه من جعله ضحكة للناس ما ينبغي ل أن أكسوه حت أعلم أنه فيه مثلي .ومت يتفق هذا وإل
ذلك مي ومات .وكان يقول :أشتهي اللحم الذي قد ترأ وأشتهي أيضا الذي فيه بعض الصلبة ( .الصفحة ) 38 :وقلت له مرة :ما
أشب هك بالذي قال :أشت هي ل م دجاجت ي .قال :و ما ت صنع بذلك القائل هو ذا أ نا أشت هي ل م دجاجت ي واحدة خل سية م سمنة وأخرى
خوامزكه رخصة .وقلت له مرة :قد رضيت بأن يقال :عبد ال بيل قال :ل أعدمن ال هذا السم! قلت :وكيف قال :ل يقال :فلن بيل
إل و هو ذو مال .ف سلم إل الال وادع ن بأي ا سم شئت! قلت :ول يقال أيضا :فل سخي إل و هو ذو مال .ف قد ج ع هذا ال سم ال مد
والال واسم البخل يمع الال والذم .فقد أخذت أخسهما وأوضعهما .قال :وبينهما فرق .قلت :فهاته .قال :ف قولم :بيل تثبيت لقامة
الال ف ملكه .وف قولم :سخي إخبار عن خروج الال من ملكه .واسم البخيل اسم فيه حفظ وذم واسم السخي اسم فيه تضييع وحد.
والال زاهر نافع مكرم لهله معز .والمد ريح وسخرية واستماعك له ضعف وفسولة .وما أقل غناء المد وال عنه إذا جاع وكنا عند
داود بن أب داود بواسط أيام وليته كسكر! فأتته من البصرة هدايا فيها زقاق دبس .فقسمها بيننا .فكل ما أخذ منها الزامى أعطى غيه.
فأنكرت ذلك من مذهبه ول أعرف جهة تدبيه .فقلت للمكي :قد علمت أن الزا مى إنا يزع من العطاء وهو عدو .فأما الخذ فهو
ضالته وأمنيته! وإنه لو أعطى أفاعى سجستان وثعابي مصر وحيات الهواز لخذها إذا كان اسم الخذ واقعا عليها! فعساه أراد التفضيل
ف القسمة .قال :أنا كاتبه وصداقت أقدم .وما ذلك به .هاهنا أمرا ما نقع عليه .فلم يلبث أن دخل علينا .فسألته عن ذلك .فتعصر قليلً .ث
باح بسره .قال :وضيعته أضعاف ربه .وأخذه عندي من أسباب الدبار .قلت :أول وضائعه احتمال السكر .قال :هذا ل يطر ل قط على
بال .قلت :فهات إذا ما عندك .قال :أول ذلك كراء المال .ث هو على خطر حت يصي إل النل .فإذا صار إل النل صار سببا لطلب
العصيدة والرز والبستندود .فإن بعته فرارا من هذا صيتون شهرة وتركتمون عنده آية .وإن أنا حبسته ذهب ف العصائد وأشباه العصائد.
وجذب ذلك شراء السمن ث جذب السمن غيه وصار هذا الدبس أضر علينا من العيال .وإن أنا جعلته نبيذا احتجت إل كراء القدور وإل
شراء الب وإل شراء الاء وإل كراء من يوقد تته وإل التفرغ له .فإن وليت ذلك الادم اسود ثوبا وغرمنا ثن الشنان ( الصفحة :
ل ول ن ستخلف من ها عوضا بو جه من ج يع ) 39وال صابون وازدادت ف الط مع على قدر الزيادة ف الع مل .فإن ف سد ذه بت النف قة باط ً
الوجوه .لن خل الداذي يضب اللحم ويغي الطعم ويسود الرق ول يصلح إل للصطباغ .وهذا إذا استحال خلً .وأكثر ذلك أن يول
عن النبيذ ول يصي إل الل .وإن سليم -وأعوذ بال! -وجاد وصفا ل ند بدا من شربه ول تطب أنفسنا بتركه .فإن قعدت ف البيت
أشرب منه ل يكن إل بترك سلف الفارسي العسل والدجاج السمن وجداء كسكر وفاكهة البل والنقل الش والريان الغض عند من ل
يغيض ماله ول تنقطع مادته وعند من ل أبال على أي قطرية سقط مع فوت الديث الؤنس والسماع السن .وعلى أن إن جلست ف
البيت أشربه ل يكن ل بد من واحد .وذلك الواحد لبد له من دريهم لم ومن طسوج نقل وقياط ريان ومن أبزار للقدر ومن حطب
للوقود .وهذا كله غرم .و هو ب عد هذا شؤم وحر فة وخروج من العادة ال سنة .فإن كان ذلك الند ي غ ي موا فق فأ هل ال بس أح سن حالً
م ن .وإن كان -وأعوذ بال! -موافقا ف قد ف تح ال على مال بابا من التلف ل نه حينئذ ي سي ف مال ك سيي ف مال من هو وإذا علم
ال صديق أن عندي داذيا أو نبيذا دق الباب دق الدل .فإن حجبناه فبلء وإن أدخلناه فشقاء .وإن بدا ل ف ا ستحسان حد يث الناس ك ما
يستحسن من من أكون عنده فقد شاركت السرفي وفارقت إخوان من الصلحي وصرت من ألوان الشياطي .فإذا صرت كذلك فقد
ذهب كسب من مال غيي وصار غيي يكتسب من .وأنا لو ابتليت بأحدها ل أقم له فكيف إذا ابتليت بأن أعطي ول آخذ! أعوذ بال
من الذلن ب عد الع صمة و من الور ب عد الكور! لو كان هذا ف الدا ثة كان أهون .هذا الدوشاب دسيس من الر فة وك يد من الشيطان
وخدعة من ال سود! وهو اللوة الت تع قب الرارة! ما أخوفن أن يكون أبو سليمان قد مل منادمت فهو يتال ل اليل! وك نا مرة ف
موضع حشمة وف جاعة كثية والقوم سكوت والجلس كبي وهو بعيد الكان من .وأقبل على الكي وقال والقوم يسمعون فقال :يا أبا
عثمان من أب ل أ صحابنا قلت :أ بو الذ يل .قال :ث من قلت :صاحب ل نا ل أ سيه .قال الزا مي من بع يد :إن ا يعني ن! ث قال :ح سدت
للمقت صدين تدبي هم وناء أموال م ودوام نعمت هم .فالتم ستم تجين هم بذا ( ال صفحة ) 40 :الل قب وأدخل تم ال كر علي هم بذا الن بز.
تظلمون التلف لاله با سم الود إدارة له عن شي نه وتظلمون ال صلح لاله با سم الب خل ح سدا من كم لنعم ته .فل الف سد ين جو ول ال صلح
يسلم .فتكلم يوما فما زال يدخل كلما ف كلم حت أدخل العتذار من ذلك ف عرض كلمه .فكان ما احتج به ف شدة رؤية الكيل
عليه وف نفوره منه أن قال :نظر خالد الهزول ف الاهلية يوما إل ناس يأكلون وإل إبل تتر .فقال لصحابه :أترون بثل هذه العي الت
ل وإن مات هزالً .وكان يغتذى اللبب ويصبيب مبن الشراب .فأضمره ذلك أرى باب الناس والببل قالوا :نعبم .فحلف بإلهب أل يأكبل بق ً
وأيب سه .فل ما دق ج سمه واش تد هزاله سي الهزول .ث قال خالد :هأنذا مبتلي بال ضغ وممول على تر يك اللحي ي ومض طر إل منا سبة
البهائم ومتمل ما ف ذلك من ال سخف والع جز .ما أبال! احتمله في من ليس ل منه بد ول عنه مذهب .ليأكل كل امرئ ف منله وف
موضع أمنه وأنسه ودون ستره وبابه .هذا ما بلغنا عن خالد بن عبد ال القسري واحتجاجه .فأما خالد الهزول فهو أحد الالدين .وها
سيدا بن أسد .وفيه وف خالد بن نضلة يقول السود بن يعفر :وقبلك مات الالدان كلها .عميد بن جحوان وابن الضلل .وقيل الارثي
بالمس :وال إنك لتضع الطعام فتجيده وتعظم عليك النفقة وتكثر منه .وإنك لتغال بالباز والطباخ والشواء والباص ث أنت مع هذا كله
ل تشهده عدوا لتغمه ول وليا فتسره ول جاهلً لتعرفه ول زائر لتعظمه ول شاكرا لتثبته .وأنت تعلم أنه حي يتنحى من بي يديك ويغيب
عن عين يك ف قد صار نبا مق سما ومتوزعا م ستهلكا .فلو أحضر ته من ين فع شكره ويب قي على اليام ذكره و من يت عك بالد يث ال سن
والستماع ومن يتد به الكل ويقصر به الدهر -لكان ذلك أول بك وأشبه بالذي قدمته يدك .وبعد فلم تبيح مصون الطعام لن ل يمدك
ومن إن حدك ل يسن أن يمدك ومن ل يفضل بي الشهي الغذى وبي الغليظ الزهم قال :ينعن من ذلك ما قال أبو الفاتك .قالوا :ومن
أبو الفاتك قال :قاضي الفتيان .وإن ل آكل مع أحد قط إل رأيت منه بعض ماذمه وبعض ما شنعه وقبحه ( .الصفحة ) 41 :فشيء
يقبح بالشطار فما ظنك به إذا كان ف أصحابه الروءات وأهل البيوتات قالوا :فما قال أبو الفاتك قال :قال أبو فاتك :الفت ل يكون نشافا
ول نشالً ول مرسبالً ول لكاما ول مصباصا ول نفاضا ول دلكا ول مقورا ول مغربلً ول ملقمبا ول مسبوغا ول مبلعما ول مضرا.
وال إن لفضل الدهاقي حي عابوا السو وتقززوا من التعرق وبرجوا صاحب التمشيش وحي أكلوا بالبارجي وقطعوا بالسكي ولزموا
عند الطعام السكتة وتركوا الوض واختاروا الزمز مة .أنا وال أحتمل الض يف والضي فن ول أحتمل اللعموظ ول الردبيل .والواغل أهون
على من الراشن .ومن يشك أن الوحدة خي من جليس السوء وأن جليس السوء خي من أكيل السوء لن كل أكيل جليس وليس كل
جليس أكيلً .فإن كان لبد من الؤاكلة ولبد من الشاركة فمع من ل يستأثر علي بالخ ول ينتهز بيضة البقيلة ول يلتهم كبد الدجاجة ول
يبادر إل دماغ رأس السلءة ول يتطف كلية الدي ول يزدرد قانصة الكركي ول ينتزع شاكلة المل ول يقتطع سرة الشصر ول بعرض
لعيون الرءوس ول يستول على صدور الدجاج ول يسابق إل أسقاط الفراخ ول يتناول إل ما بي يديه ول يلحظ ما بي يدي غيه ول
يتش هى الغرائب ول يت حن الخوان بالمور الثمي نة ول يه تك أ ستار الناس :بأن يتش هى ما ع سى أل يكون موجودا .وك يف ت صلح الدن يا
وك يف يط يب الع يش مع من إذا رأى جزور ية الت قط الكباد وال سنمة وإذا عا ين بقر ية ا ستول على العرق والقط نة وإن أتوا ب نب شواء
اكتسح كل شيء عليه ل يرحم ذا سن لضعفه ول يرق على حدث لدة شهوته ول ين ظر للعيال ول يبال ك يف دارت بم الال -وإن
كان لبد من ذلك فمع من ل يعل نصيبه ف مال أكثر من نصيب .وأشد من كل ما وصفنا وأخبث من كل ما عددنا أن الطباخ ربا أتى
باللون الطريف وربا قدم الشيء الغريب والعادة ف مثل ذلك اللون أن يكون لطيف الشخص صغي الجم وليس كالطفيشلية ول كالريسة
ول كالفجل ية ول كالكرنب ية .ورب ا ع جل عل يه فقد مه حارا متنعا .ورب ا كان من جو هر بط يء الفطور وأ صحاب ف سهولة ازدراد الار
عليهم ف طباع النعام ( الصفحة ) 42 :وأنا ف شدة الار على ف طباع السباع .فإن انتظرت إل أن يكن أتوا على آخره .وإن بدرت
مافة الفوت وأردت أن أشاركهم ف بعضه ل آمن ضرره .والار ربا قتل وربا أعقم وربا أبال الدم .ث قال :هذا علي السواري أكل مع
عيسى بن سلمان بن علي .فوضعت قدامكم سكة عجيبة فائقة السمن .فحاط بطنها لظة فإذا هو يكتن شحما وقد كان غص بلقمة وهو
لستسق ففرغ من الشراب و قد غرف من بطن ها كل إن سان من هم بلقم ته غرفة .وكان عي سى ينت خب الكلة ويتار من هم كل منهوم فيه
ومفتون به .فلما خاف على السواري الخفاق وأشفق من الفوت وكان أقربم إليه عيسى استلب من يده اللقمة بأسرع من خطفة البازي
واندار العقاب من غي أن يكون أكل عنده قبل مرته .فقيل له :ويك! استلبت لقمة المي من يده وقد رفعها غليه وشحا لا فاه من غي
مؤان سة ول ماز حة سالفة! .قال :ل ي كن ال مر كذلك .وكذب من قال ذلك! ولك نا أهوي نا أيدي نا معا فوق عت يدي ف مقدم الشح مة
ووقعت يده ف مؤخر الشحمة معا والشحم ملتبس بالمعاء .فلما رفعنا أيدينا معا كنت أنا أسرع حركة وكانت المعاء متصلة غي متباينة.
فتحول كل شيء كلن ف لقمته بتلك الذبة إل لقمت لتصال النس والوهر بالوهر .وأنا كيف أؤاكل أقواما يصنعون هذا الصنيع ث
يتجون له ب ثل هذه ال جج ث قال :إن كم تشيون علي بلب سة شرار اللق وأنذال الناس وب كل عياب متع تب ووثاب على أعراض الناس
متسبرع .وهؤلء ل يرضوا إل أن يدعوهبم الناس ول يدعوا الناس وأن يأكلوا ول يطعموا وأن يتحدثوا عبن غيهبم ول يبالون أن يتحدث
عن هم و هم شرار الناس .ث قال :أجلس معاو ية و هو ف مرت بة الل فة و ف ال سطح من قر يش و ف ن بل ال مة وإ صابة الرأي وجودة البيان
وكمال السم وف تام النفس عند الولة وعند تقصف الرماح وتقطع السيوف -رجلً على مائدته مهول الدار غي معروف النسب ول
مذكور بيوم صال .فأب صر ف لقم ته شعرة فقال :خذ الشعرة من لقم تك .ول و جه لذا القول إل م ض الن صيحة والشف قة .فقال الر جل:
وإنك لتراعين مراعاة من يبصر معها الشعرة! ل جلست لك على مائدة ما حييت ول حكيتها عنك ما بقيت! ( الصفحة ) 43 :فلم
يدر الناس أي أمري معاو ية كان أح سن وأج ل :تغافله ع نه أم شفق ته عل يه فكان هذا جزاءه م نه وشكره له .ث قال :وك يف أط عم من إن
رأيته يقصر ف الكل فقلت له :كل ول تقصر ف الكل قال :يفطن لفضل ما بي التقصي وغيه! وإن قصر فلم أنشطه ول أحثه قال :لول
أنه وافق هواه! ث قال :ومد رجل من بن تيم يده إل صاحب الشراب يستسقيه وهو على خوان الهلب فلم يره الساقي فلم يفطن له .ففعل
ذلك مرارا والهلب يراه وقد أمسك عن الكل إل أن يسيغ لقمته بالشراب .فلما طال ذلك على الهلب قال :اسقه يا غلم ما أحب من
الشراب .فلما سقاه استقله وطلب الزيادة م نه .وكان الهلب أو صاهم بالقلل من الاء والكثار من ال بز .قال التمي مي :إنك ل سريع إل
ال سقي سريع إل الزيادة! وحبس يده عن الطعام .فقال الهلب :أله عن هذا إلي ها الر جل فإن هذا ل ينف عك ول يضر نا! أردنا أمرا وأردت
خل فه .ث قال :و ف الارود بن أ ب سبة ل كم وا عظ و ف أ ب الارث ج ي زا جر ف قد كا نا يدعيان إل الطعام وإل الكرام لظرفه ما
وحلوت ما وح سن حديثه ما وق صر يومه ما .وكا نا يتشهيان الغرائب ويقترحان الطرائف ويكلفان الناس الؤن الثقال ويتحنان ما عند هم
بالكلف الشداد .فكان جزاؤهبم مبن إحسبانم مبا قبد علمتبم .قال :ومبن ذلك أن بلل ببن أبب بردة كان رجلً عيابا وكان إل أعراض
الشراف مت سرعا .فقال للجارود :ك يف طعام ع بد ال بن أب عثمان قال :يعرف وين كر .قال :فك يف هو عل يه قال يل حظ الل قم وينتهر
السائل .قال :فكيف طعام سلم بن قتيبة قال :طعام ثلثة وإن كانوا أربعة جاعوا .قال :فكيف طعام تسنيم بن الواري قال :نقط العروس.
قال :فكيف طعام النجاب بن أب عيينة قال :يقول :ل خي ف ثلث أصابع ف صفحة -حت أتى على عامة أهل البصرة وعلى من كان
يؤثره بالدعوة وبالنسة والاصة ويكمه ف ماله .فلم ينج منه إل من كان يبعده كما ل يبتل به إل من كان يقربه! وهذا أبو شعيب القلل
ف تقريب موبس له وأنسه به وف إحسانه إليه مع سخائه على الأكول وغض طرفه عن الكيل وقلة مبالته بالفظ وقلة احتفاله بمع الكثي
-سئل عنه أبو شعيب فزعم أنه ل ير قط أشح منه على الطعام .قيل :وكيف قال :يدلك على ذلك أنه يصنعه صنعة ويهيئه تيئة من ل يريد
ل على غي ذلك! وك يف يترئ الضرس ( ال صفحة ) 44 :على إف ساد ذلك ال سن ون قض ذلك الن ظم وعلى تفريق ذلك أن ي س فض ً
التأليف! وقد علم أن حسنه يشم وأن جاله يهيب منه .فلو كان سخيا ل ينع منه بذا السلح ول يعل دونه النن .فحول إحسانه إساءة
وبذله منعا واستدعاءه إليه نيا .قال :ث قيل لب الارث جي :كيف وجه ممد بن يي على غدائه قال :أما عيناه فعينا منون! وقال فيه
أيضا :لو كان ف كفه كر خردل ث لعب البلى بالكرة لا سقطت من بي أصابعه حبة واحدة! وقيل له أيضا :فكيف سخاؤه على البز
خاصة قال :وال لو ألقي إليه من الطعام بقدر ما إذا حبس نزف السحاب ما تاف عن الرغيف! وكان أبو نواس يرتعي على خوان إساعيل
بن نيبخت كما ترتعي البل ف المض بعد طول اللة! ث كان جزاؤه منه أنه قال :خبز إساعيل كالوشي إذا ما شق يرف وقال :وكان
أ بو الشمق مق يع يب ف طعام جع فر بن أ ب زه ي وكان له ضيفا .و هو مع ذلك يقول :رأ يت ال بز عز لد يك حتىح سبت ال بز ف جو
السحاب .وما روحتنا لتذب عناولكن خفت مرزئة الذباب .وقيل للجماز :رأيناك ف دهليز فلن وبي يديك قصعة وأنت تأكل .فمن
أي شيء كانت القصعة وأي شيء كان فيها قال :قيء كلب ف قحف خنير! وقيل لرجل من العرب قد نزلت بميع الفبائل فكيف رأيت
خذاعة قال :جوع وأحاديث .ونزل عمرو بن معد يكرب برجل من بن الغية وهم أكثر قريش طعاما .فأتاه با حضر .وقد كان فيما أتاه
به فضل .فقال لعمر بن الطاب وهم أخواله :لئام بن الغية يا أمي الؤمني! قال :وكيف قال نزلت بم فما قرون غي قرني وكعب ثور.
قال ع مر :إن ذلك لشب عة .و كم رأي نا من العراب من نزل برب صرمة فأتاه بل ب وت ر وح يس وخ بز و سن سلء .فبات ليل ته ث أ صبح
يهجوه :ك يف ل ين حر له -و هو ل يعرف -بعيا من ذوده أو من صرمته! ولو ( ال صفحة ) 45 :ن ر هذا البأس ل كل كلب مر به
بعيا من مافة لسانه لا دار السبوع إل وهو يتعرض للسابلة يتكفف الناس ويسألم العلق! وسأل زياد عن رجل من أصحابه فقيل :إنه
للزم وما يغب غداء المي .فقال زياد :فليغبه فإن ذلك ما يضر بالعيال .فألزموه الغب .فعابوا زيادا بذلك .وزعموا أنه استثقل حضوره ف
كل يوم وأراد أن يزجر به غيه فيسقط عن نفسه وعن ماله مؤنة عظيمة .وإنا كان ذلك من زياد على جهة النظر للعيالت وكما ينظر
الراعي للرعية وعلى مذهب عمر بن الطاب رضي ال عنه " .وقد قال السن :تشبه زياد بعمر فأفرط وتشبه الجاج بزياد فأهلك الناس "
-فجعلتم ذلك عنتا منه .وقال يوسف بن عمر لقوام موائده :أعظموا الثريدة فإنا لقمة الدرداء :فقد يضر طعامكم الشيخ الذي قد ذهب
فمه وال صب الذي ل ين بت فمه .وأطعموه ما تعرقون فإنه أن ع وأش فى للقوم .فقلتم :إن ا أراد العجلة والرا حة بسرعة الفراغ وأن يكيدهم
بالثريد ويل صدورهم بالعراق .وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :سيد الطعام الثريد ومثل عائشة ف النساء مثل الثريد ف الطعام
وليعظم صنعة الثريد ف أعي قريش سوا عمرو بن عبد مناف حت غلب عليه السم الشتق له من ذلك .وقال عوف بن القعقاع لوله :اتذ
لنا طعاما يشبع فضله أهل الوسم .قلتم :فل ما رأى البز الرقاق والغلظ والشواء واللوان وا ستطراف الناس للون بعد اللون ودوام أكلهم
لدوام الطرف وأن ذلك لو كان لونا واحدا لكان ا قل لكل هم قال :فهل فعل ته طعام يد ول تعله طعام يد ين! فقل تم :ات سع ث ضاق ح ي
أراد إطعامهم الثريد واليس وكل ما يؤكل بيد دون يدين .والقعقاع عرب كره لوله أن يرغب عن طعام العرب إل طعام العجم .وأراد
دوام قومه على مثل ما كانوا عليه وعلى أن الثروة تفنخهم وتفسدهم وأن الذي فتح عليهم من باب الترفه أشد عليهم ما غلق عليهم من
باب فضول اللذة .وقد فعل عمر من جهة التأدب أكثر من ذلك حي دعى إل عرس فرأى قدرا صفراء وأخرى حراء وواحدة مرة وأخرى
حلوة وواحدة ممضة .فكازها كلها ف قدر عظيمة ( الصفحة ) 46 :وقال إن العرب إذا أكلت هذا قتل بعضها بعضا .تفسي كلم أب
فاتك :أما قوله :الفت ل يكون نشالً فالنشال عنده الذي يتناول من القدر ويأكل قبل النضج وقبل أن تنل القدر ويتتام القوم .والنشاف:
الذي يأخذ حرف الردقة فيفتحه ث يغمسه ف رأس القدر ويشربه الدسم يستأثر بذلك دون أصحابه .والرسال :رجلن :أحدها إذا وضع
ف لقمة هريسة أو ثريدة أو حيسة أو أرزة أرسلها ف جوف حلقه إرسالً .والرجل الخر :هو الذي إذا مشى ف أشب من فسيل أو شجر
قبض على رأسه السعفة أو على راس الغصن لينحيها عن وجهه .وإذا قضى وطره أرسلها من يده .فهي ل مالة تصك وجه صاحبه الذي
يتلوه ل يفل بذلك ول يعرف ما فيه .وأما اللكام :فالذي ف فيه اللقمة ث يلكمها بأخرى قبل إجادة مضغها أو ابتلعها .والصاص الذي
بص جوف قصبة العظم بعد أن استخرج مه واستأثر به دون أصحابه .وأما النفاض :فالذي إذا فرغ من غسل يده ف الطست نفض يديه
من الاء فنضح على أصحابه .وأ ما الدلك :فالذي ل ييد تنقية يديه بالشنان وييد دلكهما بالنديل .وله أيضا تفسي آخر -وليس هو
الذي نظنه -وهو مليح .وسيقع ف موضعه إن شاء ال .والقور :الذي يقور الرادق .والغربل :الذي يأخذ وعاء اللح فيديره غدارة الغربال
ليجمع أبازيره يستأثر به دون والحلقم :الذي يتكلم واللقمة قد بلغت حلقومه .نقول لذا :قبيح! دع الكلم إل وقت إمكانه .والسوغ:
الذي يعظم اللقم فل يزال قد غص ول يزال يسيغه بالاء .والبلعم :الذي يأخذ حروف الرغيف أو يغمز ظهر التمرة بإبامه ليحمل له من
الزبد والسمن ومن اللبإ واللب ومن البيض النيم برشت أكثر .والخضر :الذي يدلك يده بالشنان من الغمر والودك حت إذا اخضر وأسود
من الدرن دلك به شفته ( .الصفحة ) 47 :هذا تفسي ما ذكر الارثي من كلم أب فاتك .فأما ما ذكره هو فإن اللطاع :معروف وهو
الذي يلطع إصبعه ث يعيدها ف مرق القوم أو لبنهم أو سويقهم وما أشبه ذلك .والقطاع :الذي يعض على اللقمة فيقطع نصفها ث يغمس
النصف الخر ف الصباغ .والنهاش :وهو معروف .وهو الذي ينهش اللحم كما ينهش السبع .والداد :الذي ربا عض على العصب الت ل
تنضج وهو يدها بفيه ويده توترها له .فربا قطعها بنترة فيكون لا انتضاح على ثوب الؤاكل .وهو الذي إذا أكل مع أصحابه الرطب أو
والدفاع :الذي إذا وقع ف القصعة عظم فصار ما يليه ناه بلقمته من البز حت تصي مكانه قطعة من لم وهو ف ذلك كأنه يطلب بلقمته
تشر يب الرق دون إرا غة الل حم .والحول :هو الذي إذا رأى كثرة النوى ب ي يد يه احتال له ح ت يل طه بنوى صاحه .وأ ما ما ذكره من
الضيف والضيفن فإن الضيفن ضيف الضيف .وأنشد أبو زيد :إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفنفأودى با يقرى الضيوف الضيافن وأما
قوله :الوا غل أهون علي من الرا شن فإ نه يز عم أن طفيلي الشراب أهون علي من طفيلي الطعام .وقول الناس :فل طفيلي ل يس من أ صول
كلم العرب :ليس كالرأشن واللعموظ .وأهل مكة يسمونه البقي .وكان بالكوفة رجل من بن عبد ال بن غطفان يسمى طفيلً .كان أبعد
الناس نعة ف طلب الولئم والعراس .فقيل له لذلك :طفيل العرائس وصار ذلك نبزا له ولقبا ل يعرف بغيه .فصار كل من كانت تلك
طعم ته يقال له :طفيلي .هذا من قول أ ب اليقظان .ث قال الار ثي :وأع جب من كل ع جب وأطرف من كل طر يف أن كم تشيون علي
بإطعام الكلة ودفعي إل الناس مال وأنتم أترك لذا من .فإن زعمتم أن أكثر ما ًل وأعد عدة فليس من حال وحالكم ف التقارب أن أطعم
أبدا وأن تم تأكلون أبدا .فإذا أتي تم ف أموال كم من البدل والطعام على قدر احتمال كم عر فت بذلك أن ال ي أرد ت ( ال صفحة ) 48 :
وإل تربيي ذهبتم .وإل فإنكم إنا تلبون حلبا لكم شطره .بل أنتم كما قال الشاعر :يب الور من مال الندامىويكره أن يفارقه الفلوس
ث قال :وال إ ن لو ل أترك مؤاكلة الناس وإطعام هم إل ل سوء ر عة على ال سواري لترك ته .و ما ظن كم بر جل ن ش بض عة ل م تعرقا فبلغ
ضر سه و هو ل يعلم! ف عل ذلك ع ند إبراه يم بن الطاب مول سليمان .وكان إذا أ كل ذ هب عقله وجح ظت عي نه و سكر و سدر وانب هر
وتر بد وج هه وع صب ول ي سمع ول يب صر! فل ما رأ يت ما يعتر يه و ما يعتري الطعام م نه صرت ل آذن له إل ون ن نأ كل الت مر والوز
والباقلى .ول يفجأن قط وأنا آكل ترا إل استفه سفا وحساه ح سوا وذرابه ذروا ول وجده كثيا إل تناول الق صعة كجمجمة الثور ث
يأخذ بضنيها ويقلها من الرض! ث ل يزال ينهشها طولً وعرضا ورفعا وخفضا حت يأت عليها جيعا! ث ل يقع غضبه إل على النصاف
والتلف! ول يفصل ترة قط من ترة .وكان صاحب جل ول يكن يرضى بالتفاريق ول رمى بنواة قط ول نزع قمعا ول نفى عنه قشرا
ول نتشه مافة السوس والدود! ث ما رأيته قط إل وكأنه طالب ثأر وشحشحان صاحب طائلة! وكأنه عاشق مغتلم أو جائع مقرور! وال يا
إخوت لو رأيت رجلً يفسد طي الردغة ويضيع ماء البحر لصرفت عنه وجهي! فإذا كان أصحاب النظر وأهل الديانة والفلسفة هذه سيتم
وهكذا أدبم فما ظنكم بن ل يعد ما يعدون ول يبلغ من الدب حيث يبلغون!
قصة الكندي:
حدثن عمرو بن نيوي قال :كان الكندي ل يزال يقول للساكن وربا قال للجار :إن ف الدار امرأة حل .والوحى ربا أسقطت من ريح
القدر الطيبة! فإذا طبختم فردوا شهوتا ولو بغرفة أو لعقة فإن النفس يردها اليسي! فإن ل تفعل ذلك بعد إعلمي إياك فكفارتك -إن قال:
فكان ربا يواف إل منله من قصاع السكان واليان ما يكفيه اليام وإن كان أكثرهم يفطن ويتغافل ( .الصفحة ) 49 :وكان الكندي
يقول لعياله :أن تم أح سن حا ًل من أرباب هذه الضياع :إن ا ل كل بيت منهم لون وا حد .وعند كم ألوان! قال :وك نت أتغدى عنده يوما إذ
دخل عليه جار له .وكان الار ل صديقا .فلم يعرض عليه الغداء .فاستحييت أنا منه .فقلت :لو أصبت معنا ما نأكل! قال :قد وال فعلت.
قال الكندي :ما بعد ال شيء! قال :فكتفه وال -يا أبا عثمان -كتفا ل يستطيع معه قبضا ول بسطا وتركه! ولو أكل لشهد عليه بالكفر
ولكان عنده قد جعل مع ال شيئا! قال عمرو :بينا أنا ذات يوم عنده إذ سع صوت انقلب جرة من الدار الخرى .فصاح :أي قصاف!
فقالت ميبة له :بئر وحياتك! فكانت الارية ف الذكاء أكثر منه ف الستقصاء .قال معبد :نزلنا دار الكندي أكثر من سنة نروج له الكراء
ونقضي له الوائج ونفى له بالشرط .قلت :قد فهمت ترويج الكراء وقضاء الوائج فما معن الوفاء بالشرط قال :ف شرطه على السكان أن
يكون له روث الدابة وبعر الشاة ونشوار العلوفة وأل يرجوا عظما ول يرجوا كساحة وأن يكون له نوى التمر وقشور الرمان والغرفة من
كل قدر تط بخ للحبلى وكان ف ذلك يتنل علي هم .فكانوا لطي به وإفراط بله وح سن حدي ثه يتملون ذلك .قال مع بد :فبي نا أ نا كذلك إذ
قدم ابن عم ل ومعه ابن له إذا رقعة منه قد جاءتن " :إن كان مقام هذين القادمي ليلة أو ليلتي احتملنا ذلك وإن كان إطماع السكان ف
الليلة الواحدة ير علينا الطمع ف الليال الكثية " .فكتبت إليه " :ليس مقامهما عندنا إل شهرا أو نوه " .فكتب إل " :إن دارك بثلثي
درها .وأنتم ستة لكل رأس خسة .فإذ قد زدت رجلي فلبد من زيادة خستي .فالدار عليك من يومك هذا بأربعي! " .فكتبت إليه" :
و ما يضرك من مقامهما وث قل أبدان ما على الرض الت ت مل البال وث قل مؤنته ما على دو نك فاكتب إل بعذرك لعر فه " .ول أدر أ ن
أهجم على ما هجمت وأن أقع منه فيما وقعت! فكتب إل " :ال صال الت تدعوا إل ذلك كثية .وهي قائمة معروفة :من ذلك سرعة
ب تنقيتهبا مبن شدة الؤنبة .ومبن ذلك أن القدام إذا كثرت كثبر ال شي على ظهور السبطوح الطينبة وعلى أرض البيوت امتلء البالوعبة وم ا
الجصصة والصعود على الدرج الكثية :فينقشر لذلك ( الصفحة ) 50 :الطي وينقلع الص وينكسر العتب مع انثناء الجذاع لكثرة
الوطء وتكسرها لفرط " وإذا كثر الدخول والروج والفتح والغلق والقفال وجذب القفال تشمت البواب وتقلعت الرزات " " .وإذا
ك ثر ال صبيان وتضا عف البوش نز عت م سامي البواب وقل عت كل ض بة ونز عت كل رزة وك سرت كل جوزة وح فر في ها آبار الددن
وهشموا بلط ها بالدا حي .هذا مع تر يب اليطان بالوتاد وخ شب الرفوف " " .وإذا ك ثر العيال والزوار والضيفان والندماء احت يج من
صب الاء واتاذ الببة القاطرة والرار الراشحة إل أضعاف ما كانوا عليه .فكم من حائط قد تأكل أسفله وتناثر أعله واسترخى أساسه
وتداعى بنيانه من قطر حب ورشح جر ومن فضل ماء البئر ومن سوء التدبي " " .وعلى قدر كثرتم يتاجون من البيز والطبيخ ومن الوقود
والتسخي .والنار ل تبقي ول تذر .وإنا الدور حطب لا .وكل شيء فيها من متاع فهو أكل لا .فكم من حريق قد أتى على أصل الغلة
فكلف تم أهل ها أغلظ النف قة .ورب ا كان ذلك ع ند غا ية الع سرة وشدة الال .ورب ا تعدت تلك النا ية إل دور اليان وإل ماورة البدان
والموال " " .فلو ترك الناس حينئذ رب الدار وقدر بلي ته ومقدار م صيبته لكان ع سى ذلك أن يكون " ن عم ث يتخذون الطا بخ ف العلل
على ظهور السطوح وإن كان ف أرض الدار فضل وف صحنها متسع مع ما ف ذلك من الطار بالنفس والتغرير بالموال وتعرض الرم
ليلة الريق لهل الفساد وهجومهم مع ذلك على سر مكتوم وخبئ مستور من ضيف مستخف ورب دار متوار ومن شراب مكروه ومن
كتاب مت هم و من مال جم أر يد دف نه فأع جل الر يق أهله عن ذلك ف يه و من حالت كثية وأمور ل ي ب الناس أن يعرفوا ب ا " " .ث ل
ينصبون التناني ول يكنون للقدور إل على مت السطح حيث ليس بينها وبي القصب والشب إل الطي الرقيق والشيء ل يقي .هذا مع
خفة الؤنة ف أحكامها وأمن القلوب من التالف بسببها " " .فإن كنتم تقدمون على ذلك منا ومنكم وأنتم ذاكرون فهذا عجب! وإن كنتم
ل تفلوا ب ا علي كم ف أموالنا ونسيتم ما علي كم ف أموال كم فهذا أع جب! " ( .ال صفحة " ) 51 :ث إن كثيا من كم يدافع بالكراء
ويا طل بالداء .ح ت إذا ج عت أش هر عل يه فر وخلى أرباب ا جياعا يتندمون على ما كان من ح سن تقاضي هم وإح سانم .فكان جزاؤ هم
وشكر هم اقتطاع حقوق هم والذهاب بأقوات م " " .وي سكنها ال ساكن ح ي ي سكنها و قد ك سحناها ونظفنا ها لتح سن ف ع ي ال ستأجر
ولي غب " ث ل يدع متر سا إل سرقه ول سلما إل حله ول نق صا إل أخذه ول برادة إل م ضى ب ا م عه .ول يدع دق الثوب والدق ف
الاون واليجان ف أرض الدار " " .ويدق على الجذاع والوا ضن والرواشن " " .وإن كانت الدار مقرمدة أبو بال جر مفرو شة و قد كان
صاحبها جعل ف ناحية منها صخرة ليكون الدق عليها ولتكون واقية دونا دعاهم التهاون والقسوة والغش والفسولة إل أن يدقوا حيث
جلسوا وإل أل يفلوا با أفسدوا! ل يعط قط لذلك أرشا ول استحل صاحب الدار ول استغفر ال منه ف السر! " " ث يستكثر من نفسه
ف السنة إخراج عشرة دراهم ول يستكثر من رب الدار ألف دينار ف الشراء .يذكر ما يصي إلينا مع قلته ول يذكر ما يصي إليه مع كثرته!
" " هذا واليام الت تنقض البم وتبلى الدة وتفرق الميع الجتمع عاملة ف الدور كما تعمل ف الصخور وتأخذ من النازل كما تأخذ من
كل رطب ويابس وكما تعل الرطب يابسا هشيما والشيم مضمحلً " " .ول ندام النازل غاية قريبة ومدة قصية .والساكن فيها هو كان
التم تع ب ا والنت فع برافق ها .و هو الذي أبلى جدت ا وتل ها .و به هر مت وذ هب عمر ها ل سوء تدبيه " " .فإذا ق سمنا الغرم ع ند اندام ها
بإعادتا وبعد ابتنائها وغرم ما بي ذلك من مرمتها وإصلحها ث قابلنا بذلك ما أخذنا من غلتا وارتفقنا به من إكرائها خرج على السكن
من السران بقدر ما حصل للساكن من الربح .إل أن الدراهم الت أخرجناها من النفقة كانت جلة والت أخذناها على جهة الغلة جاءت
مقطعة " " .وهذا مع سوء القضاء والحواج إل طول القتضاء ومع بغض الساكن للمسكن وحب السكن للساكن لن السكن يب صحة
بدن الساكن ونفاق سوقه إن كان تاجرا وترك صناعته إن كان صانعا ومبة الساكن أن يشغل ال عنه السكن كيف شاء :إن شاء شغله
( الصفحة ) 52 :بعينه وإن شاء بزمانه وإن شاء ببس وإن شاء بوت! " " ومدار مناه أن يشغل عنه .ث ل يبال كيف كان ذلك
الشغل! إل أنه كلما كان أشد كان أحب إليه وكان أجدر أن يأمن وأخلق لن يسكن .وعلى أنه إن فترت سوقه أو كسدت صناعته أل ف
طلب التخفيف من أصل الغلة والطيطة ما حصل عليه من الجرة .وعلى أنه إن أتاه ال بالرباح ف تارته والنفاق ف صناعته ل ير أن يزيد
قياطا ف ضريبته ول أن يعجل فلسا قبل وقته " " .ث إن كانت الغلة صحاحا دفع أكثرها مقطعة .وإن كانت أنصافا وأرباعا دفعها قراضة
مفتتة .ث ل يدع مزأبقا ول مكحلً ول زائفا ول دينارا برجا إل دسه فيه ودلسه عليه واحتال بكل حيلة وتأت له بكل سبب .فإن ردوا
عليه بعد ذلك شيئا حلف بالغموس إنه ليس من دراهه ول من ماله ول رآه قط ول كان ف ملكه " " .فإن كان الرسول جارية رب الدار
أفسدها .وإن كان غلما خد عه .هذا مع الشراف على اليان والتعرض للجارات و مع ا صطياد طيور هم وتعريض نا لشكايت هم! " " ورب ا
ا ستضعف عقول م وط مع ف ف سادهم وغبن هم .فل يزال يضرب ل م بال سلف ويغري هم بالشهوات ويف تح ل م أبوابا من النفقات ليغبن هم
ويربح عليهم .حت إذا استوثق منهم أعجلهم وحزق بم حت يتقوه ببيع بعض الدار أو باسترهان الميع ليبح مع الذهاب بالصل السلمة
-مع طول مقامه -من الكراء .وربا جعله بيعا ف الظاهر ورهنا ف الباطن .فحينئذ يفظ بم دون الهلة ويدعيها قبل الوقت! " " وربا بلغ
من استضعافه واستثقاله لداء الكراء أن يدعي أن له شقيصا وأن له يدا ليصي خصما من الصوم ومنازعا غي غاصب " " .وربا اكترى
ل جيد الكسوة وجيانا آنية وآلة .فإذا شغل العامل وغفل اشتمل على كل ما النل وفيه مرمة فاشترى بعض ما يصلحها .ث يتوخى عام ً
قدر عل يه وترك هم يت سكعون! " " ورب ا ا ستأجر إل جنب سجن لين قب أهله إل يه وإل ج نب صراف لين قب عل يه طلبا لطول الهلة وال ستر
ولطول الدة والمن " .وربا جن الساكن ما يدعو إل هدم دار السكن :بأن يقتل قتيلً أو يرح شريفا .فيأت السلطان الدار وأربابا إما
غ يب وإ ما أيتام وإ ما ضعفاء فل ي صنع شيئا دون أن ي سويها ( ال صفحة ) 53 :بالرض! " " وب عد فالدور ملقاة وأرباب ا منكوبون
وملقون .وهم أشد الناس اغترارا بالناس وأبعدهم غاية من سلمة الصدور .وذلك أن من دفع داره ونقضها وساجها وأبوابا مع حديدها
وذهب سقوفها إل مهول ل يعرف فقد وضعها ف مواضع الغرر وعلى أعظم الطر .وقد صار ف معن الودع وصار الكتري ف موضع
الودع .ث ليست اليانة وسوء الولية إل شيء من الودائع أسرع منها إل الدور " " .وأيضا إن أصلح السكان حالً من إذا وجد ف الدار
مرمة ففوضوا إليه النفقة وأن يكون ذلك مسوبا له عند الهلة يشفف ف البناء ويزيد ف الساب " " .فما ظنك بقزم هؤلء أصلحهم وهم
خيارهم! " " وأنتم أيضا إنا اكتريتم مستغلت غينا بأكثر ما اكتريتموها منا .فسيوا فينا كسيتكم فيهم " وربا بنيتم ف الرض .فإذا
صار البناء بنيانكم وإن كانت الرض لغيكم ادعيتم الشركة وجعلتموه كالجارة وحت تصيوه كتلد مال أو موروث سلف " " .وجرم
آخر :وهو أنكم أهلكتم أصول أموالنا وأخربتم غلتنا وحططتم بسوء معاملتكم أثان دورنا ومستغلتنا حت سقطت غلت الدور من أعي
الياسي وأهل الثروة ومن أعي العوام والشوة وحت يدافعوكم بكل حيلة وصرفوا أموالم ف كل وجه وحت قال عبيد ال بن السن قولً
أرسله مثلً وعاد علينا حجة وضررا .وذلك أنه قال :غلة الدار مسكة وغلة النخل كفاف .وإنا الغلة غلة الزرع والنسولتي " " .وإنا جر
ذلك علينا حسن اقتضائنا وصبنا على سوء قضائكم وأنتم تقطعونا علينا وهي عليكم مملة وتلووننا با وهي عليكم حالة .فصارت لذلك
ل من سائر الغلت " " .وأن تم شر علي نا من ال ند والروم و من الترك غلت الدور -وإن كا نت أك ثر ثنا ودخلً -أ قل ثنا وأخ بث أ ص ً
والديلم إذ كنتم أحضر أذى وأدوم شرا " " .ث كانت هذه صفتكم وحليتكم ومعاملتكم ف شيء لبد لكم منه فكيف كنتم لو امتحنكم با
ل كم ع نه مندو حة والوجوه ل كم ف يه معر ضة وأن تم في ها باليار ول يس علي كم طر يق الضطرار " " وهذا مع قول كم :إن نزول دور الكراء
أصوب من نزول دور الشراء .وقلتم :لن صاحب ( الصفحة ) 54 :الشراء قد أغلق رهنه وأشرط نفسه وصار با متحنا وبثمنها مرتنا
ل ل يفر وزعيما ل يغرم .وإن غاب عنها حن إليها .وإن أقام فيها ألزمته الؤن وعرضته للفت إن أساءوا " " .ومن اتذ دارا فقد أقام كفي ً
جواره وأنكر مكانه وبعد مصله ومات عنه سوقه وتفاوتت حوائجه ورأى أنه قد أخطأ ف اختيارها على سواها وأنه ل يوفق لرشده حي
آثرها على غيها .وإن من كان كذلك فهو عبد داره وخول جاره " " .وإن صاحب الكراء اليار ف يده والمر إليه :فكل دار هي له متنه
إن شاء ومتجر إن شاء ومسكن إن شاء .ل يتمل فيها اليسي من الذل ول القليل من الضيم ول يعرف الوان ول يسام السف ول يترس
من الساد ول يداري التعللي " " .وصاحب الشراء يرع الرار ويسقى بكأس الغيظ ويكد لطلب الوائج ويتمل الذلة وإن كان ذا أنفة.
إن ع فا عفا على كظم .ول يو جه ذلك منه إل إل العجز .وإن رام الكافأة تعرض لكثر م ا أنكره .قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
الار قبل الدار والرفيق قبل الطريق " " .وزعمتم أن تسقط الكراء أهون إذ كان شيئا بعد شيء وأن الشدائد إذا وقعت جلة " ومال الشراء
يرج جلة وثلم ته ف الال وا سعة وطعن ته نافذة .ل يس كل خرق ير قع ول كل خارج ير جع " " .وأ نه قد أ من من الرق والغرق وم يل
أسطون وانقصاف سهم واسترخاء أساس وسقوط سترة وسوء جوار وحسد مشاكل " " .وإنه إما ل يزال ف بلء وإما أن يكون متوقعا
لبلء " " .وقلتم :إن كان تاجرا فتصريف ثن الدار ف وجوه التجارات أربح وتويله ف أصناف البياعات أكيس .وإن ل يكن تاجرا ففيما
وصفناه له ناه وفيما عددنا له زاجر " " .فلم ينعكم حرمة الساكنة وحق الجاورة والاجة إل السكن وموافقة النل أن أشرت على الناس
بترك الشراء! وف ك ساد الدور ف ساد لثان الدور وجراءة للم ستأجر واستحطاط من الغلة وخ سران ف أصل الال " " .وزعم تم أن كم قد
أحسنتم إلينا حي حثثتم الناس على الكراء لا ف ذلك من الرخاء والنماء! فأنتم ل تريدوا نفعنا بترغيبهم ف الكراء بل إنا أردت أن تضرونا
بتزهيدكم ف ( الصفحة ) 55 :الشراء! " " وليس ينبغي أن يكم على كل قوم إل بسبيلهم وبالذي يغلب عليهم من أعمالم .فهذه
الصال الذمومة كلها فيكم وكلها حجة عليكم وكلها داعية تمتكم وأخذ الذر منكم .وليست لكم خصلة ممودة ول خلة فيما بيننا
وبينكم مرضية! " " وقد أريناكم أن كم النازلي كحكم القيمي وأن كل زيادة فلها نصيب من الغلة " " .ولو تغافلت لك -يا أخا أهل
البصرة -عن زيادة رجلي ل أبعدك -على قدر ما رأيت منك -أن تلزمن ذلك -فيما يتبي -حت يصي كراء الواحد ككراء اللف
وتصي القامة كالظعن والتفريغ كالشغل! " " وعلى أن لو كنت أمسكت عن تقاضيك وتغافلت عن تعريفك ما عليك لذهب الحسان
إل يك باطلً إذ ك نت ل ترى للزيادة قدرا " " .و قد قال الول :والك فر مب ثة لن فس الن عم .وقال ال خر :تبدلت بالعروف نكرا ورباتن كر
للمعروف من كان يكفر " " .أنت تطالبن ببغض العتزلة للشيعة وبا بي أهل الكوفة والبصرة وبالعداوة الت بي أسد وكندة وبا ف قلب
ال ساكن من ا ستثقال ال سكن! و سيعي ال عل يك .وال سلم " .قال إ ساعيل بن غزوان :ل در الكندي! ما كان أحك مه وأح ضر حج ته
وأن صح جيبه وأدوم طريقته! رأيته و قد أقبل على جاعة ما فيها إل مف سد أو من يزين الف ساد لهله :من شا عر بوده أن الناس كل هم قد
جازوا حد السرفي إل حدود الجاني! ومن صاحب تنقيع واستئكال ومن ملق متقرب .فقال :تسمون من منع الال من وجوده الطأ
وح صنه خوفا من الغيلة وحف ظه إشفاقا من الذلة بيلً! تريدون بذلك ذ مه وشي نه! وت سمون من ج هل ف ضل الغ ن ول يعرف ذلة الف قر
وأع طى ف ال سرف وتاون بال طأ وابتذل النع مة وأهان نف سه بإكرام غيه جوادا! تريدون بذلك حده ومد حه! فاتموا على أنف سكم من
قدمكم على نفسه فإن من أخطأ على نفسه فهو أجدر أن يطئ ( الصفحة ) 56 :على غيه ومن أخطأ ف ظاهر دنياه وفيما يوجد ف
العي كان أجدر أن يطئ ف باطن دينه وفيما يوجد بالعقل .فمدحتم من جع صنوف الطإ وذمتم من جع صنوف الصواب! فاحذروهم
كل الذر ول تأمنو هم على حال! قال إ ساعيل :و سعت الكندي يقول :إن ا الال ل ن حفظه وإن ا الغن لن ت سك به .ول فظ الال بن يت
اليطان وغلقت البواب واتذت الصناديق وعملت القفال ونقشت الرسوم فلم تتخذون هذه الوقايات دون الال وأنتم آفته وأنتم سوسه
وقادحه وقد قال الول :احرس أخاك إل من نفسه .ولكن احسب أنك قد أخذته ف الواسق وأودعته الصخور ول يشعر به صديق ول
رسول ول معي من لك بأل تكون أشد عليه من السارق وأعدى عليه من الغاصب واجعلك قد حصنته من كل يد ل تلكه كيف لك من
أن تصنه من اليد الت تلكه وهي عليه أقدر ودواعيها أكثر وقد علمنا أن حفظ الال أشد من جعه .وهل أتى الناس إل من أنفسهم ث
ثقاتم والال لن حفظه والسرة لن أتلفه .وإنفاقه هو إتلفه وإن حسنتموه بذا السم وزينتموه بذا اللقب! وزعمتم أنا سينا البخل صلحا
والشح اقتصادا كما سى قوم الزية انيازا والبذاء عارضة والعزل عن الولية صرفا والائر على أهل الراج مستقصيا! بل أنتم الذين سيتم
السرف جودا والنفج أريية وسوء نظر الرء لنفسه ولعقبه كرما! قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " :ابدأ بن تعول " .وأنت تريد أن
تغن عيال غيك بإفقار عيالك وتسعد الغريب بشقوة القريب وتنفصل على من ل يعدل عنك ومن لو أعطيته أبدا قد علمتم ما قال صاحبنا
لخي تغلب فإنه قال " :يا أخا تغلب إن وال كنت أجري ما جرى هذا الغيل وأجري وقد انقطع النيل .إن وال لو أعطيتك لا وصلت
إليك حت أتاوز من هو أحق بذلك منك .إن لو أمكنت الناس من مال لنعوا داري طوبة طوبة! إنه وال ما بقي معي منه إل ما منعته
الناس " .ولك ن أقول :وال إن لو أمك نت الناس من نف سي لدعوا ر قي ب عد سلب نعم ت .قال إ ساعيل :و سعته يقول :عج بت ل ن قلت
دراهه كيف ينام! ولكن ل يستوي من ل ( الصفحة ) 57 :ينم سرورا ومن ل ينم غما .ث قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
ف وصية الرء يوم فقره وحاجته وقبل أن يغرغر " :الثلث .والثلث كثي " - .فاستحسنت الفقهاء وتن الصالون أن ننقص من الثلث شيئا
لستكثار رسول ال صلى ال عليه وسلم الثلث ولقوله " :إنك إن تدع عيالك أغنياء خي من أن تدعهم عالة يتكففون الناس " .ورسول ال
صلى ال عليه وسلم ل يرحم عيالنا إل بفضل رحته لنا .فكيف تأمرون أن أوثر أنفسكم على نفسي وأقدم عيالكم على عيال وأن أعتقد
الثناء بد ًل من الغ ن وأن أك ن الر يح وأ صطنع ال سراب بد ًل من الذ هب والف ضة! قال إ ساعيل :و سعته يقول لعياله وأ صحابه :ا صبوا عن
الرطب عند ابتدائه وأوائله وعن باكورات الفاكهة فإن للنفس عند كل طارف نزوة وعند كل هاجم نزوة .وللقادم حلوة وفرحة وللجديد
بشاشة وغرة فإنك مت رددتا ارتدت ومت ردعتها ارتدعت .والنفس عزوف ونفور ألوف .وما حلتها احتملت وإن أهلتها فسدت .فإن
تكف جيع دواعيها وتسم جيع خواطرها ف أول ردة صارت أقل عددا وأضعف قوة .فإذا أثر ذلك فيها فعظها ف تلك الباكورة بالغلء
والقلة فإن ذ كر الغلء والقلة ح جة صحيحة وعلة عاملة ف الطبي عة .فإذا أجاب تك ف الباكورة ف سمها م ثل ذلك ف أوائل كثرت ا واضرب
نقصان الشهوة ونقصان قوة الغلبة بقدار ما حدث لا من الرخص والكثرة .فلست تلقى على هذا الساب من معالة الشهوة عندك إل مثل
ما لقيت منها ف نومك حت تنقضي أيام الفاكهة وأنت على مثل ابتداء حالك وعلى أول ماهدتك لشهوتك! ومت ل تعد أيضا الشهوة فتنة
والوى عدوا اغتررت بما وضعفت عنهما وأتنتهما على نفسك .وها أحضر عدو وشر دخيل .فاضمنوا ل النوة الول أضمن لكم تام
الصب وعاقبة اليسر وثبات العز ف قلوبكم والغن ف أعقابكم ودوام تعظيم الناس لكم فإنه لو ل يكن من منفعة الغن إل أنك ل تزال معظما
عند من ل ينل منك قط درها لكان الفضل ف ذلك بيتا والربح ظاهرا ( .الصفحة ) 58 :ولو ل يكن من بركة الثروة ومن منفعة
الي سر إل أن رب الال الكثي لو ات صل بلك كبي ف جل سائه من هو أو جب حر مة وأقدم صحبة وأ صدق م بة وأمتع إمتاعا وأك ثر فائدة
وصوابا إل أنه خفيف الال قليل ذات اليد ث أراد ذلك اللك أن يقسم ما ًل أو يوزع بينهم طرفا لعل حظ الوسر أكثر وإن كان ف كل
شيء دون أصحابه وحظ الخفف أقل وإن كان ف كل شيء فوق أصحابه .قد ذكرنا رسالة سهل بن هارون ومذهب الزامى وقصص
الكندي وأحاديث الارثي واحتجاجهم وطرائف نلهم وبدائع حيلهم.