You are on page 1of 109

‫اتبع‬ ‫لكتب اخرى ممتعة من‬

‫الرابط التالي‪.‬‬

‫‪http://www.shorouk.com/ebooks‬‬
‫األربعون القدسية‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫املقــــدمـــــة‬
‫احلمد هلل‪ ،‬والصالة والسالم عىل سىدنا‬
‫رسول اهلل‪ ،‬وعىل آله وصحبه ومن وااله‪،‬‬
‫وبعد‪..‬‬
‫فهذه جمموعة خمتارة من األحادىث‬
‫ٍ‬
‫ترمجة ملعانىها إىل‬ ‫نقدمها مع‬
‫القدسىة‪ِّ ،‬‬
‫اللغة اإلنجلىزىة‪ ،‬بالطرىقة نفسها التى‬
‫اتبعناها من قبل عند تقدمة «األربعنى‬
‫النووىة» لإلمام النووى‪.‬‬
‫ولعله من املفىد‪ ،‬أن نقدم بنى ىدى هذه‬
‫املجموعة دراسة خمترصة عن معنى احلدىث‬
‫القدسى‪ ،‬ومصادره وكتبه‪ ،‬واملوضوعات‬
‫التى ىدور حوهلا‪ ،‬ثم نبنى االعتبارات‬
‫‬
‫التى روعىت ىف اختىار األحادىث وإعداد‬
‫الرتمجة‪.‬‬
‫معنى احلدىث القدسى‪:‬‬
‫احلدىث القدسى‪ ،‬هو رضب خاص‬
‫من األحادىث‪ ،‬التى ُتروى عن النبى ﷺ‪،‬‬
‫فىسندها إىل اهلل عز وجل‪ .‬وبسبب هذا‬
‫اإلسناد اكتسبت هذه األحادىث صفة‬
‫أىضا للسبب نفسه‬ ‫تسمى ً‬
‫القدسىة‪ ،‬وقد َّ‬
‫األحادىث اإلهلىة‪ ،‬واألحادىث الربانىة‪.‬‬
‫وقد وردت ىف بىان معنى احلدىث‬
‫القدسى طائفة من التعرىفات واألقوال‬
‫القدىمة واملتأخرة التى تستأهل اإلشارة‪.‬‬
‫فمن أقدم هذه التعرىفات‪ :‬ما أورده‬
‫السىد الرشىف اجلرجانى املتوىف سنة ‪816‬‬
‫‬
‫هـ ىف كتابه «التعرىفات»؛ إذ ىقول‪:‬‬
‫«احلدىث القدسى‪ :‬هو من حىث املعنى‬
‫من عند اهلل تعاىل‪ ،‬ومن حىث اللفظ من‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ .‬فهو ما أخرب اهلل تعاىل به‬
‫نب ّىه بإهلام أو باملنام؛ فأخرب ﷺ عن ذلك‬
‫مفضل علىه؛ ألن‬ ‫بعبارة نفسه‪ .‬فالقرآن َّ‬
‫أىضا»‪.‬‬
‫منزل ً‬
‫لفظه َّ‬
‫ومن التعرىفات املتأخرة‪ :‬قول امل َّ‬
‫ال عىل‬
‫بن حممد القارى الفقىه احلنفى املتوىف سنة‬
‫‪1016‬هـ ىف مقدمة جمموعته «األحادىث‬
‫القدسىة األربعىنىة»‪ :‬احلدىث القدسى‬
‫هو ما «ىروىه صدر الرواة وبدر الثقات‪،‬‬
‫ الرشىف اجلرجانى‪ :‬عىل بن حممد بن عىل‪« :‬التعرىفات»‬
‫ص ‪ .45‬الدار التونسىة للنرش‪ .‬تونس ‪1971‬م‪.‬‬
‫ مال عىل القارى‪« :‬األحادىث القدسىة األربعىنىة»‬
‫ص‪ .2‬املطبعة العلمىة‪ .‬حلب ‪1927‬م‪.‬‬
‫‬
‫علىه أفضل الصلوات وأكمل التحىات‪،‬‬
‫عن اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬تارة بواسطة جربىل‬
‫علىه السالم‪ ،‬وت��ارة بالوحى واإلهلام‬
‫مفو ًضا إلىه التعبرى بأى عبارة‬
‫واملنام؛ ِّ‬
‫شاء من أنواع الكالم‪ .‬وهى تغاىر القرآن‬
‫احلمىد والفرقان املجىد‪ :‬بأن نزوله ال‬
‫ىكون إال بواسطة الروح األمنى‪ ،‬وىكون‬
‫مقىدا باللفظ املنزل من اللوح املحفوظ‬‫ً‬
‫متواترا‬
‫ً‬ ‫عىل وجه التعىنى‪ ،‬ثم ىكون نقله‬
‫قطع ّىا ىف كل طبقة وعرص وحنى‪ .‬وىتفرع‬
‫علىه فروع كثرىة عند العلامء هبا شهرىة‪،‬‬
‫منها‪ :‬عدم صحة الصالة بقراءة األحادىث‬
‫القدسىة‪ ،‬ومنها‪ :‬عدم حرمة مسها وقراءهتا‬
‫للجنب واحلائض والنفساء‪ ،‬ومنها‪ :‬عدم‬
‫كفر جاحدها‪ ،‬ومنها‪ :‬عدم تعلق اإلعجاز‬
‫هبا»‪.‬‬
‫‬
‫ومع هذىن التعرىفنى تعرىفات وأقوال‬
‫أخرى قدىمة ومتأخرة‪ ،‬ال تكاد خترج ىف‬
‫مضموهنا عام ذكر‪ ،‬منها‪ :‬تعرىفات احلسنى‬
‫الطىبى املتوىف سنة ‪743‬هـ‪،‬‬ ‫بن حممد ِّ‬
‫الك ْرمانى شارح‬ ‫وحممد بن ىوسف َ ِ‬
‫البخارى املتوىف سنة ‪786‬هـ‪ ،‬وابن َح َجر‬
‫ا َهل ْىتمى شارح األربعنى النووىة املتوىف‬
‫الن الصدىقى‬ ‫سنة ‪974‬هـ‪ ،‬وحممد بن َع ّ‬
‫الشافعى شارح رىاض الصاحلنى املتوىف‬
‫سنة ‪1057‬هـ‪ ،‬وغرىهم‪.‬‬
‫ انظر‪ :‬املجلس األعىل للشئون اإلسالمية‪( :‬األحاديث‬
‫القدسية) جـ ‪ 1‬ص ‪5‬ـ ‪ .7‬القاهرة ‪1969‬م‪.‬‬
‫ـ حممد بن عالن الصديقى‪( :‬كتاب دليل الفاحلني لطرق‬
‫رياض الصاحلني) جـ ‪ 1‬ص ‪ .201 ،74‬دار الكتاب‬
‫العربى‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ د‪ .‬شعبان حممد إسامعيل‪( :‬األحاديث القدسية‬
‫ومنزلتها ىف الترشيع) ص ‪ .28‬القاهرة ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫حرص العلامء من قدىم عىل جتلىة‬ ‫وقد َ‬
‫معنى احلدىث القدسى‪ ،‬بإىضاح أربعة‬
‫أمور‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التمىىز بنى احلدىث القدسى واحلدىث‬
‫النبوى‪ :‬فالنبوى ىنتهى سنده إىل الرسول‬
‫ﷺ‪ ،‬بىنام ىرتفع سند القدسى إىل اهلل عز‬
‫وكثرىا‬
‫ً‬ ‫وجل‪ ،‬فالقول فىه له جل جالله‪.‬‬
‫ما ىكون بضمرى املتكلم‪ ،‬كام ىف حدىث‬
‫حترىم الظلم‪« :‬ىا ِعبادى؛ إ ِّنى َح َّر ْم ُت‬
‫ال ُّظ ْل َم عىل َن ْف ِسى‪َ ،‬و َج َع ْل ُت ُه َب ْىنَكُم محُ َّر ًما‪،‬‬
‫َال َت َظالمَوا‪ .»..‬وهذا ال ىنفى أن احلدىث‬
‫النبوى ىستند ىف جمموعه إىل وحى من‬
‫﴿وما َينْطِ ُق َع ِن‬‫لعموم قوله تعاىل‪َ :‬‬ ‫اهلل؛‬
‫َاهلوى﴾ ‪.‬‬
‫‬

‫ سورة النجم‪ :‬آىة ‪ ،3‬وانظر فىها تفسرى ابن كثرى‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ التمىىز بنى احلدىث القدسى والقرآن‬
‫ال عىل القارى ىف‬ ‫الكرىم‪ :‬وقد بىنّ امل َّ‬
‫النص الذى مر ساب ًقا أن القرآن الكرىم‬
‫منقول بلفظه املنزل بالتواتر القطعى‬
‫عىل مر العصور‪ .‬أما احلدىث القدسى‪،‬‬
‫فمنقول برواىة اآلحاد‪ .‬وخىضع ىف إثباته‬
‫لكل قواعد التمحىص التى ختضع هلا‬
‫سائر أحادىث اآلح��اد؛ ف ُى َص َّحح أو‬
‫ى ّسن أو ُىض َّعف وف ًقا لتلك القواعد‪.‬‬ ‫حُ َ‬
‫ومن الفروق الفرعىة التى ذكرها‬
‫العلامء‪ ،‬إضاف ًة ملا أورده القارى‪ ،‬أن القرآن‬
‫قسم إىل سور وآىات‪ ،‬وأن قارئه‬ ‫الكرىم ُم َّ‬
‫ىثاب عىل كل حرف بعرش حسنات ‪،‬‬
‫‬

‫ إشارة إىل قوله ﷺ‪َ « :‬م ْن َق َر َأ َح ْر ًفا من ِك ِ‬


‫تاب اهلل‪َ ،‬ف َل ُه‬
‫َح َسن ٌَة‪ ،‬والحْ َ َسن َُة بِ َعشرْ َأ ْمثالهِ ا‪ .‬ال ُ‬
‫أقول امل َح ْر ٌف‪ ،‬و َل ِك ْن‬
‫‬
‫وأن اهلل تعاىل قد تأ َّذن بحفظه من التغىرى‬
‫روى باملعنى‪ .‬وال‬‫والتبدىل‪ ،‬وأنه ال ُى َ‬
‫ىثبت شىء من ذلك للحدىث القدسى‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ بىان الصفة التى ورد هبا احلدىث‬
‫القدسى من جهة معناه ولفظه‪ .‬وللعلامء‬
‫ىف هذا رأىان؛ فمنهم من ىرى أن املعنى‬
‫واللفظ مجى ًعا من اهلل‪ ،‬وحىتجون لذلك‬
‫معز َّوة رصاحة‬
‫بأن األحادىث القدسىة ُ‬
‫إىل اهلل عز وجل‪ ،‬وبتسمىتها قدسىة‬
‫وإهلىة وربانىة‪ ،‬وبورود اخلطاب فىها‬
‫بصىغة املتكلم‪ ،‬ومنهم من ىرى أن‬

‫ىم َح ْر ٌف»‪ .‬الرتمذى‪،‬‬ ‫والم َح ْر ٌف‪ِ ،‬‬


‫وم ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ألِ ٌف َح ْر ٌف‪،‬‬
‫وقال‪ :‬حدىث حسن صحىح‪.‬‬
‫الذ ْك َر وإِنّا ل ُهَ‬
‫ إشارة إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬إِنّا َن ْح ُن َن َّز ْلنا ِّ‬
‫ون﴾ احلجر‪.9 :‬‬ ‫لحَ ِ‬
‫اف ُظ َ‬
‫‬
‫املعنى وحده من اهلل هلذه األسباب‬
‫نفسها؛ وأما التعبرى‪ ،‬فهو من الرسول‬
‫ﷺ بتفوىض من اهلل‪ .‬وبذلك جاءت‬
‫عبارة األحادىث غرى معجزة‪ ،‬وقابلة‬
‫الختالف الرواىة‪ ،‬وجائزة الرواىة‬
‫باملعنى‪.‬‬
‫عىل أن هذا االختالف غرى خطرى‪ ،‬فام‬
‫دام االتفاق قائماً عىل أن املعنى من اهلل‪،‬‬
‫وعىل ارتفاع اإلعجاز واحلفظ عن التعبرى‬
‫اللفظى‪ ،‬فلم ىبق بعد هذا إال أن ىكون‬
‫التعبرى قد ُأجرى عىل لسان الرسول األمنى‬
‫ﷺ أو جرى‪ ،‬إما بإهلام وإما بتوفىق‪.‬‬
‫��روى هبا األحادىث‬ ‫‪ 4‬ـ الصور التى ُت َ‬
‫القدسىة‪ :‬استظهر العلامء لرواىة هذه‬
‫األحادىث صورتنى‪ ،‬إحدامها ـ وهى‬
‫‪10‬‬
‫املفضلة لدى السلف ـ‪ :‬أن ُىقال ىف صدر‬
‫احلدىث القدسى‪« :‬ىقول النبى ﷺ‪ ،‬فىام‬
‫ىروىه عن ربه عز وجل»‪ .‬والثانىة‪ :‬هى‬
‫أن ُىقال‪« :‬قال اهلل تعاىل‪ ،‬فىام َر َوا ُه عنه‬
‫رسول اهلل ﷺ»‪ .‬واملعنى واحد‪.‬‬
‫عىل أن املتتبع لألحادىث القدسىة ىف‬
‫كتب احلدىث‪ ،‬جىد أن هلا‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫هاتنى الصورتنى‪ ،‬الصور األخرى اآلتىة‪:‬‬
‫صدر احلدىث بعبارة‪« :‬قال رسول‬ ‫‪ 1‬ـ أن ُى َّ‬
‫اهلل ﷺ‪ :‬قال اهلل عز وجل»‪ ،‬ثم ُىورد‬
‫احلدىث‪ ،‬وهو كثرى‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن ىرد كالم اهلل تعاىل ىف احلدىث‬
‫موصو ًفا بعبارة غرى القول‪ ،‬كام ىف‬

‫ انظر مث ً‬
‫ال احلدىث الثانى من هذه املجموعة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫حدىث ُم ْس ِل ٌم «لـماَّ َق ىَض اهللُ اخلَ ْل َق‪،‬‬
‫َك َتب ىف ِكتابِ ِه عىل َن ْف ِ ِ‬
‫سه‪َ ،‬ف ُه َو َم ْو ُض ٌ‬
‫وع‬
‫ِ‬ ‫ِ َ‬
‫ب َغ َضبى» ‪.‬‬ ‫إن َر مْحتى َت ْغل ُ‬ ‫عن َْده‪َّ :‬‬
‫وورود النص بصىغة املتكلم‪ ،‬قطعى‬
‫الداللة ىف النسبة إىل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أال ىكون احلدىث قدس ّىا من أوله إىل‬
‫حىا‬
‫آخره‪ ،‬بل ىرد فىه اجلزء القدسى رص ً‬
‫ىف النسبة إىل اهلل‪ ،‬ولك ْن بعد كالم للنبى‬
‫ﷺ ُىبنى فىه مناسبة القول‪ ،‬كحدىث‬
‫ب‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪َ « :‬ى ْع َج ُ‬ ‫رس ُ‬ ‫ول ُ‬‫النَّسائى‪ :‬ى ُق ُ‬
‫ احلدىث األول من هذه املجموعة‪ .‬ومن ذلك ً‬
‫أىضا‬
‫َ‬
‫تواض ُعـوا‬ ‫أوحى إ َّىل ْ‬
‫أن‬ ‫حدىث ُم ْس ِل ٌم‪« :‬إن َ‬
‫اهلل َتعاىل ْ‬
‫َ‬
‫غى أحــدٌ عـىل‬‫حتــى ال َى ْف َخ َر أحدٌ عىل أ َح ٍد‪ ،‬وال َى ْب َ‬
‫أحد»‪ُ .‬م ْس ِل ٌم‪ :‬ج‪ 5‬ص ‪ .718‬فكالم اهلل ىف احلدىث‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫َب»‪ ،‬وىف الثانى بلفظ «أ ْوحى»‪.‬‬ ‫األول مقدم بلفظ َ‬
‫«كت َ‬
‫وانظر احلدىث التاسع والثالثنى من هذه املجموعة‪.‬‬
‫س َشظِ َّى ِة‬ ‫اعى َغنَ ٍم‪ ،‬ىف ر ْأ ِ‬ ‫رب َك من ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫ُ‬
‫فىقول‬ ‫بالصالة و ُى َصلىِّ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الجْ َ َب ِل‪ُ ،‬ىؤ ِّذن َّ‬
‫اهللُ َع َّز َو َج َّل‪ :‬ا ْن ُظروا إىل َع ْبدى َهذا‪»..‬‬
‫احلدىث‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن ىرد اجلزء القدسى ضمن احلدىث‪،‬‬
‫كام ُذكر‪ ،‬ولكن عزوه إىل اهلل تعاىل ُىفهم‬
‫من سىاق احلدىث‪ ،‬ال بالنسبة الرصحىة‪،‬‬
‫كام ىف حدىث ُم ْس ِل ٌم‪ :‬قال ﷺ‪ُ « :‬ت ْف َت ُح‬
‫جلن َِّة َى ْو َم اال ْثنىنْ َو َى ْو َم اخلَمىس‪،‬‬ ‫َأ ْب َو ُ‬
‫اب ِا َ‬
‫ٍ‬
‫ف ُى ْغ َف ُر لك ُِّل َع ْبد الَ ُىشرْ ِ ُك باهلل َشى ًئا‪ ،‬إال‬
‫أخ ِىه َش ْحنا ُء‪،‬‬ ‫كانت بىنَه وب َ ِ‬
‫ال ِ ْ َ ْ ُ َ ىنْ‬ ‫َر ُج ً‬
‫ِ‬
‫ف ُىقال‪ :‬أ ْنظروا َهذ ْىن حتى َى ْص َطل َحا‪»..‬‬
‫احل��دى��ث‪ .‬فبالرغم مـن عبـارة‬
‫ احلدىث السابع من هذه املجموعة‪.‬‬
‫ احلدىث العرشون من هذه املجموعة‪.‬‬
‫« ُىقال» املبنىـة للمجهــول‪ ،‬إال أن‬
‫السـىاق ىـدل عىل أن القول هلل تعاىل‪،‬‬
‫أو بأمره‪ .‬وىؤكده ورود « ُى ْغ َفر» بالبناء‬
‫أىضا قبل ذلك‪ ،‬واملغفرة من‬ ‫للمجهول ً‬
‫اهلل وحده‪.‬‬
‫وىمكن اجلمع بنى هذه الصور األربع‪،‬‬
‫والصورتنى املشهورتىنْ املذكورتىنْ قبالً‪،‬‬
‫بأن هاتنى الصورتنى‪ ،‬مها الواردتان ىف‬
‫األحادىث التى ىرد نصها قدس ّيا من‬
‫أوله إىل آخ��ره‪ ،‬باإلضافة إىل صورة‪:‬‬
‫مناد» أو « ُن ِ‬
‫ودى»‬ ‫ ومما جىرى هذا املجرى عبارة «نادى ٍ‬
‫بالبناء للمجهول‪ .‬وىدل السىاق عىل أن النداء بأمر‬
‫من اهلل تعاىل أو من قبله‪ .‬انظر ابن ماجه‪ :‬حدىث رقم‬
‫‪ ،4203‬ومسند أمحد‪ :‬جـ ‪ 4‬ص ‪.332‬‬
‫قدسىا من أوهلا إىل آخرها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ واألحادىث التى ىرد نصها‬
‫تغلب علىها صىغة املتكلم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد ترد بصىغة‬
‫«قال ﷺ‪ :‬قال اهلل عز وجل»‪ .‬أما الصور‬
‫األخرى‪ ،‬فرتد فىام عدا ذلك‪ .‬وقد وصفت‬
‫مجىع هذه الصور والصىغ بوصف التقدىس‬
‫الحتوائها مجى ًعا عىل عبارة معزوة إىل اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫مصادر األحادىث القدسىة وك ُتبها‪:‬‬
‫عوملت األحادىث القدسىة من حىث‬
‫اجلمع والتمحىص والتدوىن‪ ،‬معاملة‬
‫سائر األحادىث النبوىة‪ .‬وبذلك ُت َع ُّد كتب‬
‫احلدىث املعتمدة هى مصادرها الوحىدة‪،‬‬
‫ترد ىف ثناىاها‪ ،‬وف ًقا لتبوىبها‪ ،‬وال تتمىز‬
‫عنها إال بورودها وف ًقا إلحدى صىغها‬
‫املعروفة‪.‬‬
‫الغائب‪ ،‬كام ىف احلدىث املتفق علىه رقم ‪ 16‬من هذه‬
‫املجموعة‪ ،‬وهو قدسى بال خالف‪.‬‬
‫وال نعلم أن هذه األحادىث قد متىزت‬
‫بجمع مستقل ىف فرتة التدوىن األوىل‬
‫للرتاث النبوى‪ ،‬وإنام ظهر ذلك ىف زمن‬
‫متأخر‪ .‬وما وصل إلىه علمنا من جمموعات‬
‫األحادىث القدسىة املستقلة التى طبعت‬
‫هو ما ىىل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ «كتاب مشكاة األنوار‪ ،‬فىام روى عن‬
‫اهلل سبحانه من األخبار» للشىخ حمىى‬
‫الدىن بن العربى املتوىف سنة ‪638‬هـ‪.‬‬
‫وقد اشتمل الكتاب عىل مائة وواحد‬
‫من األحادىث القدسىة‪ ،‬وطبع سنة‬
‫‪1346‬هـ (‪1927‬م) ىف حلب‪ .‬وقد‬
‫ىكون هذا الكتاب هو ما أشار إلىه‬
‫ابن َح َجر ا َهل ْىتمى ىف «الفتح املبنى ىف‬
‫رشح األربعنى» بقوله‪« :‬القدسىة أكثر‬
‫من مائة‪ ،‬وقد مجعها بعضهم ىف جزء‬
‫‪16‬‬
‫كبرى»‪ ،‬وإن كانت املائة ال تشكل‬
‫رىا‪.‬‬
‫جز ًءا كب ً‬
‫‪ 2‬ـ ىف «مجع اجلوامع‪ /‬اجلامع الكبرى»‬
‫و«اجل��ام��ع الصغرى» جل�لال الدىن‬
‫السىوطى املتوىف سنة ‪911‬هـ‪ ،‬متىىز‬
‫لألحادىث القدسىة اقتضته رضورة‬
‫ترتىب الكتابىنْ وف ًقا للحروف اهلجائىة؛‬
‫إذ ترد هذه األحادىث حتت حرف القاف‬
‫مبدوءة بعبارة‪« :‬قال اهلل عز وجل» أو‬
‫نحوها‪ .‬وىف اجلامع الصغرى منها ستة‬
‫وس ّتون حدى ًثا‪ ،‬وىف مجع اجلوامع مائة‬

‫ ابن حجر اهلىتمى‪« :‬الفتح املبنى»‪ .‬ص ‪ .201‬دار الكتب‬


‫العلمىة‪ .‬برىوت ‪1978‬م‪.‬‬
‫ عبدالرءوف املناوى‪« :‬التىسرى برشح اجلامع الصغرى»‪.‬‬
‫جـ‪ 2‬ص ‪ ،182‬بوالق ‪1286‬هـ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫وثالثة وثالثون حدى ًثا‪.‬‬
‫للم ّ‬
‫ال‬ ‫‪ 3‬ـ «األحادىث القدسىة األربعىنىة» ُ‬
‫عىل القارى املتوىف سنة ‪1016‬هـ‪ .‬وهى‬
‫كام ىدل علىه عنواهنا أربعون حدى ًثا‬
‫وطبعت ىف‬ ‫قدسىا‪ ،‬اختارها املؤلف‪ُ ،‬‬‫ّ‬
‫اآلستانة سنة ‪1316‬هـ (‪1898‬م)‪ ،‬ثم‬
‫ىف حلب سنة ‪1346‬هـ (‪1927‬م)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ «اإلحت��اف��ات السنىة باألحادىث‬
‫الـمناوى‬‫ُ‬ ‫القدسىة» لعبد ال��رءوف‬
‫املتوىف سنة ‪1031‬ه��ـ‪ ،‬وحتتوى عىل‬
‫‪ 272‬حدى ًثا مرتبة عىل حروف اهلجاء‪.‬‬
‫وطبعت ىف القاهرة عدة مرات‪.‬‬ ‫ُ‬

‫ جالل الدىن السىوطى‪« :‬مجع اجلوامع‪ ،‬أو اجلامع‬


‫الكبرى»‪ .‬جـ ‪ 2‬ص ‪ 594‬نسخة مصورة‪ .‬اهلىئة املرصىة‬
‫العامة للكتاب القاهرة ‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ «اإلحتافات السنىة ىف األحادىث‬
‫القدسىة» ملحمد بن حممود َّ‬
‫الط َر ْبزونى‬
‫املدنى الفقىه احلنفى املتوىف سنة‬
‫‪1200‬ه���ـ (‪1795‬م)‪ ،‬وه��ى غرى‬
‫«اإلحتافات السنىة» للمناوى‪ .‬وقد‬
‫أشار املدنى إىل أنه قد اطلع عىل ما مجعه‬
‫السىوطى واملناوى‪ ،‬ونقل عنهام‪.‬‬
‫وىبدو أن املؤلف قد حاول أن جىمع ىف‬
‫جمموعته هذه كل ما وصل إلىه علمه‬
‫من األحادىث القدسىة‪ ،‬فجمع ‪863‬‬
‫حدى ًثا‪ ،‬وق��ال‪« :‬واالستقراء ىقتىض‬
‫بأزىد من هذا»‪ .‬عىل أن هذا العدد‬
‫نفسه ىتضمن مكررات كثرىة وف ًقا‬
‫ حممد املدنى‪« :‬اإلحتافات السنىة ىف األحادىث القدسىة»‪.‬‬
‫ص ‪ 39‬ط ‪ ،2‬حىدر آباد الدكن ‪1358‬هـ‪.‬‬
‫ حممد املدنى‪ :‬اإلحتافات ص ‪.187‬‬
‫الختالف الرواىات‪.‬‬
‫وترخص املؤلف‪ ،‬رمحه اهلل‪ ،‬فأدخل ىف‬
‫جمموعته عد ًدا من األحادىث الضعىفة‪،‬‬
‫بل وربام أدخل ما َع َّده بعض املحققنى‬
‫موضو ًعا‪ ،‬إال أنه قد ن َّبه إىل ذلك ىف‬
‫مواضعه‪ .‬وقد طبعت هذه املجموعة ىف‬
‫حىدر آباد مرتنى سنة ‪1323‬هـ (‪1905‬م)‬
‫وسنة ‪1358‬ه��ـ (‪1939‬م)‪ ،‬وطبعت‬
‫أخرىا ىف مرص سنة ‪1387‬هـ (‪1967‬م)‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ 6‬ـ وىف سنة ‪1389‬هـ (‪1969‬م) صدر‬
‫جمموع كبرى من جزأىن بعنوان «األحاىث‬
‫القدسىة»‪ ،‬ألفته جلنة القرآن واحلدىث ىف‬
‫املجلس األعىل للشئون اإلسالمىة بمرص‪.‬‬
‫ حممد املدنى‪ :‬اإلحتافات‪ .‬انظر مث ً‬
‫ال أحادىث رقم ‪،110‬‬
‫‪.327 ،316 ،213 ،201 ،200‬‬
‫‪20‬‬
‫واستخرجت فىه املوجود من األحادىث‬
‫القدسىة ىف الكتب الستة ومو َّطأ مالك‪.‬‬
‫و ُي َع ُّد هذا املجموع أوسع تألىف وأضبطه‬
‫ىف هذا الباب حتى اآلن‪ ،‬وىشتمل عىل‬
‫أربعامئة حدىث بام ىف ذلك الرواىات‬
‫املختلفة لكل حدىث إذا ُوجدت‪.‬‬

‫ ولو استوعب هذا املجموع‪ ،‬ىف طبعة قادمة‪ ،‬ما ىكون‬
‫قد بقى ىف مسند أمحد وبقىة مصادر السنة مع التحقىق‪،‬‬
‫إذن ألوىف عىل الغاىة‪.‬‬
‫ وىف سنة ‪1397‬هـ (‪1978‬م) بدأ مصطفى عاشور ىف‬
‫نرش جمموعة بعنوان «األحادىث القدسىة» ىف القاهرة‪،‬‬
‫ظهر منها حتى اآلن أربعة أجزاء صغرىة تشتمل عىل ‪60‬‬
‫حدى ًثا‪ ،‬وقد عزا املجموعة إىل اإلمام النووى‪ .‬واحلقىقة‬
‫هى أن اإلمام النووى مل ىؤلف كتا ًبا هبذا العنوان‪،‬‬
‫وال تعدو املجموعة أن تكون‪ ،‬كام ذكر املؤلف نفسه‪،‬‬
‫استخراجا ملا ىف صحىح ُم ْس ِل ٌم برشح النووى‪ ،‬من‬
‫ً‬
‫األحادىث القدسىة‪ ،‬مع بعض اإلضافات‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫موضوعات األحادىث القدسىة‪:‬‬
‫موضوعات األح��ادى��ث القدسىة‬
‫بطبىعتها حمدودة‪ :‬فعدد هذه األحادىث‬
‫نفسها حمدود‪ ،‬والقول اإلهلى الذى هو‬
‫مضمون هذه األحادىث له طابعه الفرىد‬
‫وجماالته اخلاصة التى تبدو أكثر مناسبة‬
‫له‪.‬‬
‫ومن املمكن‪ ،‬باستقراء األحادىث‬
‫القدسىة الصحىحة التى وصلتنا‪ ،‬أن‬
‫ انظر ىف هذا املوضوع‪:‬‬
‫ـ د‪ .‬أمحد الرشباىص‪« :‬أدب األحادىث القدسىة»‪ ،‬مطبعة‬
‫الشعب‪ .‬القاهرة ‪.1969‬‬
‫ـ د‪ .‬شعبان حممد إسامعىل‪« :‬األحادىث القدسىة ومنزلتها‬
‫ىف الترشىع»‪.‬‬
‫‪Dr. W. A. Graham, (Divine Word and Prophetic Word in‬‬
‫‪Early Islam), pp 95 - 101, Mouton, 1977.‬‬

‫‪22‬‬
‫نجمل مضامىنها ىف املوضوعات الرئىسة‬
‫اآلتىة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تأكىد عقىدة التوحىد وختلىصها من‬
‫مظاهر الرشك والتشكك‪ ،‬وبىان عظمة‬
‫اخلالق وتفرده بصفات الكامل واجلالل‪،‬‬
‫واحلث عىل صحة النىة وصدق التوجه‬
‫إىل اهلل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حسن أداء العبادات‪ ،‬املفروضة‬
‫واملندوبة ـ من صالة وصىام وزكاة‬
‫وحج وذكر وتنفل ـ بكل إخالص‪،‬‬
‫وإخبات‪ ،‬واحتساب‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التحىل بمكارم األخالق‪ ،‬والفضائل‪،‬‬
‫والرب‪ ،‬وصلة األرحام‪ ،‬وحسن معاملـة‬
‫اخللـق‪ ،‬وحـب الصاحلـنى‪ ،‬واألمــر‬
‫باملعروف والنهى عن املنكر‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ 4‬ـ التفانى ىف سبىل اهلل‪ :‬بالرضا بقضائه‪،‬‬
‫وحب لقائه‪ ،‬وبذل النفس والنفىس ىف‬
‫طاعته‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ االستعداد لىوم احلساب‪ :‬وما فىه‬
‫من ثواب وعقاب‪ ،‬بدوام االستغفار‬
‫والتوبة‪ ،‬واجلمع بنى اخلشىة والرجاء‪،‬‬
‫والتوسل إىل اهلل بصالح األعامل وما‬
‫ىأذن به من شفاعة‪ ،‬والثقة الكاملة ىف‬
‫رمحة اهلل السابغة التى تسبق غضبه‪،‬‬
‫وتشمل عباده‪.‬‬
‫وجممل القول ىف هذه املوضوعات‪ :‬إهنا‬
‫جتلىّ معانى األلوهىة والعبودىة‪ ،‬وتوضح‬
‫أقدارا من أبعادمها‪ ،‬خاصة ىف املجاالت‬
‫ً‬
‫االعتقادىة‪ ،‬والتعبدىة‪ ،‬والسلوكىة‪ .‬وهى‬
‫ال تكاد تتجاوز هذه الدائرة إىل موضوعات‬
‫الترشىع‪ ،‬أو األحكام‪ ،‬أو املعامالت‪ ،‬التى‬
‫ُتعا َلج ىف مواضعها من مصادر الدىن‬
‫األخرى من قرآن وحدىث‪.‬‬
‫وأسلوب األحادىث القدسىة ىناسب‬
‫مضامىنها وموضوعاهتا‪ .‬وىمكن وصفه‬
‫كثرىا عىل التعبرى املبارش‪ْ :‬‬
‫إن‬ ‫بأنه ىعتمد ً‬
‫بالنداء القدسى عن اهلل تعاىل إىل عباده‪،‬‬
‫ْ‬
‫وإن باملناجاة بىنه وبىنهم بقصد اإلرشاد‬
‫واهلداىة‪ ،‬أو بغرى ذلك من صور التعبرى‬
‫التى تعمق الصلة بنى اخلالق عز وجل‬
‫وبنى عباده‪ .‬وأسلوب األحادىث ىف مجىع‬
‫صورها علوى الطابع‪ ،‬روحى الصبغة‪،‬‬
‫عمىق اإلثارة‪.‬‬
‫ولعل هذا هو أحد األسباب التى‬
‫جعلت مؤلفى كتب الرتغىب والرتهىب‬
‫والرىاضات الروحىة والسلوكىة‪ ،‬ىكثرون‬
‫من االستشهاد باألحادىث القدسىة‪.‬‬
‫إال أن بعضهم قد توسع ىف ذلك بغرى‬
‫كاف‪ ،‬فوقع ىف كتبهم الضعىف‬ ‫ٍ‬ ‫حتقىق‬
‫وربام املوضوع‪ ،‬وقد كان هلم ىف الصحىح‬
‫واحلسن من هذه األحادىث مندوحة عن‬
‫ذلك‪.‬‬
‫هذه املجموعة‪:‬‬
‫شهدت سنوات العقد األخرى عناىة‬
‫طىبة برتاثنا من األحادىث القدسىة‪ :‬سواء‬
‫بجمعها واستخراجها مبارشة من أمهات‬
‫كتب احلدىث كام ذكرنا آن ًفا‪ ،‬أم بإعادة نرش‬
‫بعض ما نفد من املجموعات القدىمة‪ ،‬أم‬
‫بإجراء دراسات حول األحادىث وبىان‬
‫ُح ّجىتها وفقهها وما تضمنته من هداىة‬
‫‪26‬‬
‫وتوجىه‪ ،‬أم برتمجة معانىها إىل اللغات‬
‫األخرى لتىسرى االطالع علىها واإلفادة‬
‫منها من ِق َبل الذىن ال ىعرفون العربىة‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن احلاجة ما زالت قائمة ملزىد‬
‫من العناىة هبذا الرتاث‪ ،‬من حىث اجلمع‪،‬‬
‫والتحقىق‪ ،‬والنرش‪ ،‬والدراسة‪ ،‬والرتمجة‪.‬‬
‫لذلك فكَّرنا ىف إخراج هذه املجموعة‬
‫مع ترمجة معانىها إىل اللغة اإلنجلىزىة‪.‬‬
‫وقد راعىنا ىف اختىار األحادىث التى‬
‫تشتمل علىها هذه املجموعة ما ىىل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن ىقترص عددها عىل أربعنى‪ :‬جماراة‬
‫ملا اتبعه مؤلفو املختارات املخترصة‬
‫ىف األحادىث‪ ،‬من االقتصار عىل هذا‬
‫العدد‪ ،‬استهدا ًء بقول النبى ﷺ‪َ « :‬م ْن‬
‫َح ِف َظ عىل ُأ َّمتى َأ ْربعنى َحدى ًثا من َأ ْمر‬
‫‪27‬‬
‫امة ِىف ُزم ِ‬
‫رة‬ ‫القى ِ‬
‫ِ‬ ‫دىنها‪ ِ ،‬ب َع َث ُة ا‬
‫ْ‬ ‫و َم َ‬
‫هللُ َى ْ‬
‫ِ‬
‫ال ُفقهاء وال ُع َلماَ ء» ‪ ،‬واقتنا ًعا بأن العدد‬
‫املحدود ىسهل األمر عىل الدارسنى‪،‬‬
‫بعد عىل االستزادة‪ .‬وإذا‬ ‫وىشجعهم من ُ‬
‫و ّفق اهلل ىف االختىار‪ ،‬فمن املمكن أن‬
‫ىضم ما ىكفى من أصول الرتاث‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن نلتزم بالتدقىق فىام نختار‪ ،‬فال‬
‫نورد ىف هذه املجموعة إال الصحىح‬
‫واحلسن‪ .‬فمام اخرتناه أربعة وثالثون‬
‫حدى ًثا مما اتفق علىه البخارى و ُم ْس ِل ٌم‬
‫ىف صحىحىهام‪ ،‬أو ورد ىف أحدمها‪.‬‬
‫أما األحادىث الستة الباقىة فمام ورد‬
‫ىف كتب األصول األخرى بتصحىح‬
‫ انظر ىف وجه االستشهاد هبذا احلدىث‪ ،‬ومدى حجىته‪:‬‬
‫ما ذكره النووى ىف مقدمة «األربعنى النووىة»‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫أو حتسنى ظاهر ْىن‪ ،‬وحرصنا عىل بىان‬
‫ذلك ىف مواضعه‪ .‬وعند ورود احلدىث‬
‫ىف أكثر من مصدر‪ ،‬كام هى احلال مع‬
‫معظم األحادىث‪ ،‬قدمنا املصدر الذى‬
‫أخذنا رواىته‪ ،‬وذكرنا املصادر األخرى‬
‫بعده‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن تكون األحادىث رصحىة االتصاف‬
‫بالقدسىة‪ ،‬إما بكوهنا قدسىة النص من‬
‫أول احلدىث إىل آخره‪ ،‬وإما باحتوائها‬
‫عىل عبارة قدسىة ىف السىاق‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن متثل املجموعة املختارة معظم‬
‫املوضوعات التى تناولتها األحادىث‬
‫القدسىة‪ ،‬بحىث ىتمكن قارئها من‬
‫اإلحاطة بام اشتمل علىه عامة هذا‬
‫الرتاث من َه ْدى وما اتسم به من طابع‪.‬‬
‫وقد أوردن��ا األحادىث ىف املجموعة‬
‫‪29‬‬
‫مرتبة وف ًقا لتتابع املوضوعات مبتدئنى‬
‫بأحادىث العقىدة‪ ،‬فالعبادات‪ ،‬ففضائل‬
‫األخالقواألعامل‪،‬فاالستشهادوالصرب‬
‫عىل قضاء اهلل‪ ،‬فاالستغفار والتوبة‪،‬‬
‫وأخرىا أحادىث ىوم احلساب‪ .‬وجعلنا‬ ‫ً‬
‫مفتتح الكتاب وآخ��ره من أحادىث‬
‫البشارات برمحة اهلل ورضوانه‪.‬‬
‫أما ترمجة معانى األحادىث إىل اللغة‬
‫اإلنجلىزىة‪ ،‬فقد اجتهنا إلىها متابعة‬
‫لصنىعنا مع جمموعة األحادىث النبوىة‬
‫التى اختارها اإلمام النووى رمحه اهلل تعاىل‪،‬‬
‫واملشهورة باسم «األربعنى النووىة»‪ .‬كام‬
‫شجعنا عىل ذلك قلة ما ظهر حتى اآلن‬
‫من ترمجات ملعانى األحادىث القدسىة إىل‬
‫اللغة اإلنجلىزىة؛ إذ ال نعرف من ذلك إال‬
‫كتابىنْ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ «‪ »Hadees - e- Qudsi‬احلدىث القدسى‪،‬‬
‫وهو جمموعة من األحادىث القدسىة‪،‬‬
‫اختارها موالنا أمحد سعىد دهلوى‪،‬‬
‫وترمجها حممد سلامن إىل اإلنجلىزىة‬
‫ال عن ترمجة أخرى باألوردىة‪ .‬وقد‬ ‫نق ً‬
‫ُطبع هذا الكتاب ىف اهلند سنة ‪1972‬م‬
‫ثم ىف سنة ‪1976‬م‪ ،‬حمتو ًىا عىل الرتمجة‬
‫اإلنجلىزىة وحدها‪ .‬وأصول األحادىث‬
‫املرتمجة متفاوتة الصحة‪ ،‬وتشتمل عىل‬
‫الضعىف‪ ،‬وترمجتها ىف حاجة إىل إعادة‬
‫نظر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القسم الثالث من كتاب الدكتور ولىام‬
‫جراهام (‪Divine Word and Prophetic Word in‬‬
‫‪ ،)Early Islam‬وىشتمل عىل تسعنى حدى ًثا‬
‫بنصوصها‪ ،‬وترمجاهتا‪ .‬والنصوص‬
‫أىضا متفاوتة الصحة‪ ،‬ولكنها معزوة إىل‬
‫ً‬
‫مصادرها بوضوح‪ .‬وظهر هذا الكتاب‬
‫ىف أمرىكا سنة ‪.1977‬‬
‫وق��د اتبعنا ىف ترمجة معانى هذه‬
‫املجموعة إىل اللغة اإلنجلىزىة‪ ،‬الطرىقة‬
‫نفسها التى ا ُّتبعت ىف ترمجة املجموعة‬
‫السابقة (األربعنى النووىة)‪ ،‬وهى أن‬
‫ىتشارك ىف الرتمجة اثنان أحدمها عربى‬
‫واآلخر إنجلىزى‪ ،‬ىتعاونان فىام بىنهام‪،‬‬
‫وىكمل أحدمها جهد اآلخر‪ .‬وقد ساعدنا‬
‫هذا التعاون عىل االجتهاد ىف حترى الدقة‬
‫والضبط ىف نقل املعانى من أصوهلا العربىة‬
‫بال اعتساف أو ترصف‪ ،‬معتمدىن ىف ذلك‬
‫عىل الرشوح املو َّثقة هلا‪ ،‬مع احلرص عىل‬
‫‪32‬‬
‫صحة العبارة اإلنجلىزىة واستقامتها‬
‫وخلوها من التعقىد‪.‬‬
‫والتزمنا ىف ترمجة معانى األحادىث‬
‫حرفىة النص‪ .‬فإذا اضطررنا إىل الترصف‬
‫الطفىف نبهنا إىل ذلك رصاحة ىف اهلامش‪،‬‬
‫وإذا احتىج إىل إضافة كلمة لإلىضاح‬
‫وضعناها بنى معقوفنى‪ ،‬وأبقىنا لفظ‬
‫اجلاللة عىل صىغته العربىة دون ترمجة‪،‬‬
‫وكذلك بعض املصطلحات الدىنىة مثل‪:‬‬
‫زكاة‪ِ ،‬‬
‫وذكْر‪.‬‬
‫وىف الطباعة مجعنا بنى النص العربى‬
‫والرتمجة اإلنجلىزىة متواجهىنْ ؛ لتسهىل‬
‫املراجعة‪ .‬ومل ن��ورد من التعلىقات‬
‫واملالحظات اهلامشىة إال ما اقتضته‬
‫إىثارا لالختصار‪.‬‬
‫رضورة واضحة ً‬
‫‪33‬‬
‫وغاىة ما نرجوه أن نكون قد وفقنا ىف‬
‫تزوىد قارئ العربىة بمجموعة موثقة من‬
‫األحادىث القدسىة‪ ،‬التى تقرب إلىه هذا‬
‫الرتاث‪ ،‬وحتببه ىف االستزادة منه‪ ،‬وأن‬
‫نكون كذلك قد ىرسنا األمر عىل قراء‬
‫اللغة اإلنجلىزىة من ا ُمل ْس ِل ٌمنى وغرىهم‪.‬‬
‫خالصا‬
‫ً‬ ‫واهلل املسئول أن جىعل عملنا هذا‬
‫لوجهه الكرىم‪ ،‬وأن ىوفقنا الستكامل ما‬
‫وعدنا به من ترمجات مماثلة ىف حقل السنة‬
‫النبوىة الرشىفة‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملنى‪.‬‬
‫ عز الدىن إبراهىم دىنىس جونسون دىڤىز‬
‫(عبد الودود)‬ ‫ ‬
‫يث األَوَّلُ‬
‫احل َ ِد ُ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫ض ُ‬
‫اهلل عنه‪َ ،‬ق َ‬ ‫َع ْن أيب ُه َر ْير َة‪َ ،‬ر يِ َ‬
‫اهللِ ﷺ‪:‬‬
‫اللهَُّ اخلَ ْل َق‪،‬‬ ‫« َل َّما َق�َض�ىَ‬
‫ب يف ِكتابِ ِه عىل َن ْف ِس ِه‪َ ،‬ف ُه َو‬ ‫َك َت َ‬
‫ِ‬ ‫إن ر مْ َ ِ‬ ‫مو ُض ِ‬
‫ب‬ ‫حتي َت ْغل ُ‬ ‫وع عن َْد ُه‪َ َّ :‬‬‫ٌ‬ ‫َْ‬
‫َغ َضبِي»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم (وكذلِ َك ال ُبخا ِر ُّي َوال َّن َس ُّ‬
‫ائي وا ْب ُن‬
‫اجة)‪.‬‬‫َم َ‬
‫* * *‬
‫يث الث َّانِي‬
‫احل َ ِد ُ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ض ُ‬
‫اهلل َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن ال َّنبِ ِّي ﷺ َق َ‬ ‫َع ْن أيب ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر يِ َ‬

‫��ال الل ُه َت َعالى‪ :‬ك ََّذ َبنِي‬ ‫« َق َ‬


‫ا ْب ُن آ َد َم‪َ ،‬و َل ْم َي ُك ْن َل ُه َذلِ َك‪،‬‬
‫َو َش َت َمنِي َو َل ْم َي ُك ْن َل ُه َذلِ َك‪.‬‬
‫ِ‬
‫اي‪َ ،‬ف َق ْو ُل ُه‪َ :‬ل ْن‬ ‫َفأ َّما َتكْذي ُب ُه إ ّي َ‬
‫يدنِي ك ََما َب َد َأني‪ ،‬و َل ْي َس َأ َّو ُل‬ ‫ُي ِع َ‬
‫ا ْل َخ ْل ِق بِ َأ ْه َو َن َع َل َّي ِم ْن إِعا َدتِ ِه‪.‬‬
‫َو َأ َّما َش ْت ُم ُه إِ َّي َ‬
‫اي‪ ،‬ف َق ْو ُل ُه‪ :‬ا َّت َخ َذ‬
‫الص َم ُد‪،‬‬ ‫ال َّل ُه َو َل ًدا‪َ ،‬و َأ َنا األَ َح ُد َّ‬
‫لم َألِ ْد َو َل ْم ُأو َل ْد‪َ ،‬و َل ْم َي ُك ْن لِي‬
‫ْ‬
‫ُك ُف ًوا َأ َح ٌد»‪.‬‬
‫(و َك َذلِ َك ال َّن َسائِ ُّي)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثالِثُ‬


‫َع ْن َز ْي ِد ْب ِن خالد ا ْل ُج َه ِّ‬
‫ني‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ول ال َّل ِه‪َ ،‬ص َّلى‬
‫َص َّلى َلنَا َر ُس ُ‬
‫ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‪َ ،‬ص َ‬
‫ال َة ُّ‬
‫الص ْب ِح‬
‫بِا ْل ُحدَ ْيبِ َي ِة‪َ ،‬ع َلى إِ ْث ِر َسماء‬
‫َ ٍ ‬

‫ عقب مطر‪.‬‬


‫َكا َن ْت ِم َن ال َّل ْي َل ِة‪َ .‬ف َل َّما ان َْص َر َف‬
‫بي‪َ ،‬ص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‪،‬‬ ‫ال َّن ُّ‬
‫ال َل ُهم‪:‬‬ ‫اس‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫َأ ْق َب َل َع َلى ال َّن ِ‬
‫ال َر ُّب ُك ْم؟‬ ‫ون َما َذا َق َ‬ ‫«ه ْل َت ْد ُر َ‬ ‫َ‬
‫ور ُسو ُل ُه َأ ْع َل ُم‪.‬‬ ‫َقا ُلوا‪ :‬ال َّل ُه َ‬
‫ادي ُم ْؤ ِم ٌن‬ ‫ال‪َ :‬أ ْص َب َح ِم ْن ِع َب ِ‬ ‫َق َ‬
‫ال‪ُ :‬م ِط ْر َنا‬ ‫بِي َو َك ِاف ٌر‪َ .‬فأ َّما َم ْن َق َ‬
‫بِ َف ْض ِل ال َّل ِه َو َر ْح َمتِ ِه‪َ ،‬ف َذلِ َك‬
‫ب‪.‬‬ ‫اف ٌر بِ َ‬
‫الك ْو َك ِ‬ ‫ُم ْؤ ِم ٌن بِي‪َ ،‬ك ِ‬
‫ال‪ُ :‬م ِط ْر َنا بِن َْو ِء َك َذا‬ ‫َو َأ َّما َم ْن َق َ‬

‫ النوء‪ :‬الكوكب‪ :‬ربطوا نزول املطر به‪ .‬واهلل خالق‬


‫ومسيرِّ ٌ لكل الظواهر الطبيعية‪.‬‬
‫الكوكب ُ‬
‫َو َك َذا‪َ ،‬ف َذلِ َك َك ِاف ٌر بِي‪ُ ،‬م ْؤ ِم ٌن‬
‫ب»‪.‬‬ ‫بِ َ‬
‫الك ْو َك ِ‬
‫(و َك َذلِ َك َمالِ ٌك وال َّن َسائِ ُّي)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ الرَّاب ِ ُع‬


‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول‬
‫ال َّل ِه ﷺ‪:‬‬
‫« َق َ‬
‫ال ال َّل ُه‪َ :‬ي ُس ُّب َب ُنو آ َد َم‬
‫اللي ُل‬ ‫َ‬
‫الدَّ ْه َر‪َ ،‬وأ َنا الدَّ ْه ُر‪ ،‬بِ َيدي ْ‬
‫هار»‪.‬‬
‫وال َّن ُ‬
‫(و َك َذلِ َك ُم ْس ِل ٌم)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ اخلَا ِم ُ‬


‫س‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َّل ِه ﷺ‪:‬‬
‫ار َك َو َت َعالى‪َ :‬أنا‬ ‫« َق َ‬
‫ال ال َّل ُه َت َب َ‬
‫الش ْر ِك؛ َم ْن‬
‫اء َع ِن ِّ‬ ‫الش َر َك ِ‬‫َأ ْغنَى ُّ‬
‫‬
‫يه َغيِ ْري‬‫ال َأ ْش َر َك ِف ِ‬‫َع ِم َل َع َم ً‬

‫ أرشك يف قصده؛ إ ْذ عمل العمل هلل ولغريه‪ .‬‬


‫َت َر ْك ُت ُه َو ِش ْر َك ُه»‪.‬‬
‫اجة)‪.‬‬ ‫(و َك َذلِ َك ُ‬
‫ابن َم َ‬ ‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫* * *‬

‫س‬ ‫احلَ ِديثُ َّ‬


‫السادِ ُ‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬س ِم ْع ُت‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ َي ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َر ُس َ‬

‫اس ُي ْق َضى َي ْو َم‬ ‫«إِ َّن َأ َّو َل ال َّن ِ‬


‫اس ُتشْ ِهدَ ‪،‬‬‫الق َيا َم ِة َع َل ْي ِه َر ُج ٌل ْ‬ ‫ِ‬
‫َف ُأتِ َي بِ ِه َف َع َّر َف ُه نِ َع َم ُه َف َع َر َفها‪.‬‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪َ :‬ف َما َع ِم ْل َت ِفيها؟ َق َ‬ ‫َق َ‬
‫اس ُتشْ ِه ْد ُت‪.‬‬‫يك َح َّتى ْ‬ ‫َقا َت ْل ُت ِف َ‬
‫ولك َّن َك َقا َت ْل َت‬ ‫ِ‬ ‫ال‪َ :‬ك َذ ْب َت‪،‬‬ ‫َق َ‬
‫يل‪.‬‬ ‫ريء‪َ ،‬ف َق ْد ِق َ‬ ‫ال‪َ :‬ج ٌ‬ ‫أل ْن ُي َق َ‬ ‫َ‬
‫ُث َّم ُأ ِم َر بِ ِه َف ُس ِح َب َعلى َو ْج ِه ِه‪،‬‬
‫َح َّتى ُأ ْل ِق َي ِفي ال َّنا ِر‪َ .‬و َر ُج ٌل‬
‫آن‪،‬‬‫الق ْر َ‬ ‫الع ْل َم َو َع َّل َم ُه َو َق َر َأ ُ‬
‫َت َع َّل َم ِ‬
‫َف ُأتِ َي بِ ِه‪َ ،‬ف َع َّر َف ُه نِ َع َم ُه َف َع َر َفها‪.‬‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪َ :‬ف َما َع ِم ْل َت ِفيها؟ َق َ‬ ‫َق َ‬
‫الع ْل َم َو َع َّل ْم ُت ُه‪ ،‬و َق َر ْأ ُت‬
‫َت َع َّل ْم ُت ِ‬
‫ال‪َ :‬ك َذ ْب َت‪،‬‬ ‫آن‪َ .‬ق َ‬ ‫الق ْر َ‬
‫يك ُ‬ ‫ِف َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ولك َّن َك َت َع َّل ْم َت ا ْل ِع ْل َم لِ ُي َ‬‫ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫آن لِ ُي َق َ‬‫الق ْر َ‬ ‫عالِ ٌم‪ ،‬و َق َر ْأ َت ُ‬
‫يل‪ُ .‬ث َّم ُأ ِم َر بِ ِه‪،‬‬ ‫ُه َو َقا ِر ٌئ‪َ ،‬ف َق ْد ِق َ‬
‫َف ُس ِح َب َع َلى َو ْج ِه ِه‪َ ،‬ح َّتى ُأ ْل ِق َي‬
‫ور ُج ٌل َو َّس َع ال َّل ُه َع َل ْي ِه‪،‬‬ ‫في ال َّنا ِر‪َ .‬‬
‫ِ‬
‫ال ُك ِّل ِه‪،‬‬ ‫َاف ا ْل َم ِ‬ ‫أع َطا ُه ِم ْن َأ ْصن ِ‬ ‫َو ْ‬
‫َف ُأتِ َي بِ ِه‪َ ،‬ف َع َّر َف ُه نِ َع َم ُه َف َع َر َفها‪.‬‬
‫ال‪َ :‬ما‬ ‫ال‪َ :‬فم َا َع ِم ْل َت ِف َيها؟ َق َ‬ ‫َق َ‬
‫يل ُت ِح ُّب َأ ْن ُي ْن َفقَ‬ ‫َت َر ْك ُت ِم ْن َسبِ ٍ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال َأ ْن َف ْق ُت ِف َيها َل َك‪َ .‬ق َ‬ ‫ِف َيها إِ َّ‬
‫قال‪:‬‬ ‫لك َّن َك َف َع ْل َت لِ ُي َ‬ ‫َك َذ ْب َت‪َ ،‬و ِ‬
‫ثم ُأ ِم َر بِ ِه‪،‬‬ ‫يل‪َّ .‬‬ ‫ُه َو َج َّو ٌاد‪َ ،‬ف َق ْد ِق َ‬
‫َف ُس ِح َب َع َلى َو ْج ِه ِه‪ُ ،‬ث َّم ُأ ْل ِق َي‬
‫ِفي ال َّنا ِر»‪.‬‬
‫(و َك َذلِ َك الترِّ ِْم ِذ ُّي َوال َّن َسائِ ُّي)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ َّ‬


‫الساب ِ ُع‬
‫بن َع ِام ٍر‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪:‬‬‫َع ْن ُع ْق َب َة ِ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ول ال َّل ِه ﷺ‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫َس ِم ْع ُت َر ُس َ‬
‫اعي َغن ٍَم‪،‬‬ ‫« َي ْع َج ُب َر ُّب َك ِم ْن َر ِ‬
‫الج َب ِل‪ُ ،‬يؤَ ِّذ ُن‬ ‫س َش ِظ َّي ِة َ‬ ‫في َر ْأ ِ‬
‫ول ال َّل ُه‬ ‫الة َو ُيص ِّلي‪َ .‬ف َي ُق ُ‬ ‫الص ِ‬ ‫بِ َّ‬
‫انظروا إِلى َع ْب ِدي‬ ‫َع َّز َو َج َّل‪ُ :،‬‬

‫ َش ِظ َّي ُة اجلبل‪ِ :‬ف ْلقة منه‪ .‬‬


‫الصال َة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َه َذا‪ُ ،‬يؤَ ِّذ ُن َو ُي ُ‬
‫قيم‬
‫اف ِمنِّي‪َ ،‬ق ْد َغ َف ْر ُت لِ َع ْب ِدي‪،‬‬ ‫َي َخ ُ‬
‫َو َأ ْد َخ ْل ُت ُه ا ْل َج َّن َة»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال َّن َسائِ ُّي بِ َسن ٍَد َص ِح ٍ‬
‫يح‪.‬‬
‫* *‬ ‫*‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثا ِم ُن‬


‫َ‬
‫َع ْن أبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن ال َّن ِّ‬
‫بي ﷺ‬
‫ال‪:‬‬‫َق َ‬

‫« َم ْن َص َّلى َصال ًة َل ْم َي ْق َر ْأ‬

‫انظر األلباين‪« :‬مشكاة املصابيح»‪ .‬حديث ‪.665‬‬ ‫ ‬


‫اج ‪،‬‬
‫‬
‫آن‪َ ،‬ف ِه َي ِخدَ ٌ‬ ‫الق ْر ِ‬‫ِف َيها بِ ُأ ِّم ُ‬
‫ألبي‬ ‫يل َ‬ ‫َثال ًثا‪َ ،‬غ ْي َر َتما ٍم»‪َ .‬ف ِق َ‬
‫إلما ِم‪.‬‬ ‫ون َورا َء ا ِ‬ ‫ُه َر ْي َر َة‪ :‬إ َّنا َن ُك ُ‬
‫ال‪ :‬ا ْق َر ْأ بِ َها ِفي َن ْف ِس َك‪ ،‬فإِ ِّني‬ ‫َف َق َ‬
‫بي‪َ ،‬ص َّلى ال َّل ُه َع َل ْي ِه‬ ‫َس ِم ْع ُت ال َّن َّ‬
‫ال ال َّل ُه َع َّز‬ ‫ول‪َ « :‬ق َ‬ ‫َو َس َّل َم‪َ ،‬ي ُق ُ‬
‫الصال َة َب ْينِي‬ ‫َو َج َّل‪َ :‬ق َس ْم ُت َّ‬
‫َو َب ْي َن َع ْب ِدي نِ ْص َف ْي ِن‪َ ،‬ولِ َع ْب ِدي َما‬
‫ال ا ْل َع ْبدُ ‪﴿ :‬ا ْل َح ْم ُد‬ ‫َس َأ َل‪ .‬فإِذا َق َ‬
‫ال ال َّل ُه‬ ‫ين﴾ َق َ‬ ‫ل َّل ُه َر ِّب ا ْل َعال ِم َ‬

‫ ِخداج‪ :‬ناقصة‪ ،‬من َخدَ َج إذا نقص‪ .‬‬


‫َع َّز َو َج َّل‪َ :‬ح ِمدَ ني َع ْب ِدي‪.‬‬
‫يم﴾‬ ‫الر ِح ِ‬‫حم ِن َّ‬ ‫﴿الر ْ‬‫َّ‬ ‫ال‪:‬‬ ‫وإِذا َق َ‬
‫َ‬ ‫َق َ‬
‫لي‬ ‫ال ال َّل ُه‪َ ،‬ع َّز َو َج َّل‪ :‬أ ْثنى َع َّ‬
‫ال‪َ ﴿ :‬مالِك َي ْو ِم‬ ‫َع ْب ِدي‪ .‬وإِذا َق َ‬
‫ال ال َّل ُه‪َ :‬م َّجدَ ني َع ْب ِدي‬ ‫ين﴾ َق َ‬ ‫الد ِ‬ ‫ِّ‬
‫لي َع ْب ِدي ـ‬ ‫ض إِ َّ‬ ‫ال َم َّر ًة‪َ :‬ف َّو َ‬‫ـ و َق َ‬
‫اك‬ ‫ال‪﴿ :‬إ َّياك َن ْع ُب ُد َوإِ َّي َ‬ ‫َفإِذا َق َ‬
‫ال‪َ :‬هذا َب ْينِي َو َب ْي َن‬ ‫َعين﴾ َق َ‬ ‫َن ْست ُ‬
‫َع ْب ِدي‪َ ،‬ولِ َع ْب ِدي َما َس َأ َل‪ .‬فإِذا‬
‫يم‬‫راط ا ْل ُم ْست َِق َ‬‫الص َ‬ ‫﴿اه ِد َنا ِّ‬‫ال‪ْ :‬‬ ‫َق َ‬
‫ذين َأ ْن َع ْم َت َع َل ْي ِه ْم‬ ‫اط ا َّل َ‬ ‫ص ِر َ‬
‫وب َع َل ْي ِه ْم َوال‬‫َغ ْي ِر ا ْل َمغْ ُض ِ‬
‫ال‪َ :‬هذا لِ َع ْب ِدي‪،‬‬ ‫ين﴾ َق َ‬ ‫الض ِّال َ‬
‫َّ‬
‫َولِ َع ْب ِدي َما َس َأ َل»‪.‬‬
‫(و َك َذلِ َك َمالِ ٌك َوال ِّت ْر ِم ِذ ُّي َو َأ ُبو َد ُاو َد‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫اج َة)‪.‬‬ ‫وال َّن َسائِ ُّي وا ْب ُن َم ْ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّت ِ‬


‫اس ُع‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َّل ِه ﷺ‪:‬‬

‫«إِ َّن َأ َّو َل َما ُي َح َ‬


‫اس ُب بِ ِه ا ْل َع ْبدُ‬
‫َي ْو َم ا ْل ِقيا َم ِة ِم ْن َع َم ِل ِه َصال ُت ُه‪.‬‬
‫فإِ ْن َص َل َح ْت َف َق ْد َأ ْف َل َح َو َأن َْج َح‪،‬‬
‫اب َو َخ ِس َر‪.‬‬ ‫َوإِ ْن َف َسدَ ْت َف َق ْد َخ َ‬
‫يء‪،‬‬ ‫ريضتِ ِه َش ٌ‬ ‫ص ِم ْن ِف َ‬ ‫فإِن ا ْن َت َق َ‬
‫الر ُّب َع َّز َو َج َّل‪ :‬ان ُْظ ُروا‬ ‫ال َّ‬ ‫َق َ‬
‫َه ْل لِ َع ْبدي ِم ْن َت َط ُّو ٍع‪َ .‬ف ُي َك َّم َُل‬
‫ص ِم َن ال َف ِر ِ‬
‫يضة‪ُ .‬ث َّم‬ ‫بها َما ا ْن َت َق َ‬
‫كون سائِ ُر َع َم ِل ِه َعلى َذلِ َك»‪.‬‬ ‫َي ُ‬
‫(و َك َذلِ َك َو َأ ُبو َد ُاو َد وال َّن َسائِ ُّي وا ْب ُن‬
‫َر َوا ُه ال ِّت ْر ِم ِذ ُّي َ‬
‫وأ ْح َمدُ )‪.‬‬‫اج َة َ‬‫َم ْ‬

‫ انظر أمحد شاكر‪« :‬سنن الرتمذي» حديث ‪ 314‬ـ جـ‬


‫‪ 2‬ص ‪ 271‬حيث يبني حتسينه‪ .‬وانظر األلباين‪« :‬مشكاة‬
‫املصابيح» ـ حديث ‪1331 ، 1330‬جـ ‪ 1‬ص ‪419‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َع ِ‬
‫اش ُر‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ‪،‬‬
‫َق َال‪:‬‬
‫الص ْو ُم‬ ‫« َي ُق ُ‬
‫ول ال َّل ُه َع َّز َو َج َّل‪َّ :‬‬
‫لِي‪َ ،‬و َأ َنا َأ ْج ِزي بِ ِه‪َ ،‬يدَ ُع َش ْه َو َت ُه‬
‫والص ْو ُم‬ ‫َو َأ ْك َل ُه َو ُش ْر َب ُه ِم ْن َأ ْجلي‪َّ .‬‬
‫لصائِ ِم َف ْر َح َتان‪َ :‬ف ْر َح ٌة‬‫ُج َّن ٌة ‪َ ،‬ولِ َّ‬
‫‬

‫ين َي ْل َقى‬ ‫ين ُي ْف ِط ُر‪َ ،‬و َف ْر َح ٌة ِح َ‬‫ِح َ‬

‫حيث يصححه‪.‬‬
‫ الصوم ُج َّن ٌة‪ :‬أي وقاية‪.‬‬
‫الصائِم‬
‫وف َف ِم َّ‬ ‫َر َّب ُه‪َ ،‬و َل ُخ ُل ُ‬
‫‬

‫َأ ْط َي ُب ِع ْندَ ال َّل ِه ِم ْن ِر ِ‬


‫يح‬
‫ك»‪.‬‬ ‫ا ْل ِم ْس ِ‬
‫(و َك َذلِ َك ُم ْس ِل ٌم َو َمالِ ٌك َوالت ِّْر ِم ِذ ُّي‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫اج َة)‪.‬‬ ‫وال َّن َسائِ ُّي وا ْب ُن َم ْ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ احلَادِي َع َ‬


‫شرَ‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ‬
‫ال‪:‬‬‫َق َ‬

‫ال ال َّل ُه‪َ :‬أن ِْفقْ َيا ْب َن آ َد َم‪،‬‬


‫« َق َ‬

‫ اخللوف‪ :‬تغيرُّ الطعم والرائحة‪ .‬‬


‫ُأن ِْفقْ َع َل ْي َك»‪.‬‬
‫(و َك َذلِ َك ُم ْس ِل ٌم)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثانِي َع َ‬


‫شرَ‬
‫ْصاري‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ود َ‬
‫األن‬ ‫َع ْن َأبي َم ْس ُع ٍ‬
‫ول ال َّل ِه ﷺ‪:‬‬
‫ال َر ُس ُ‬ ‫َق َ‬

‫ان‬‫ممن َك َ‬ ‫وس َب َر ُج ٌل َّ‬ ‫«ح ِ‬ ‫ُ‬


‫وج ْد َل ُه ِم َن ا ْل َخ ْي ِر‬
‫َق ْب َل ُك ْم‪َ ،‬ف َل ْم ُي َ‬
‫‬
‫ان ُي َخالِ ُط‬ ‫ال َأ َّن ُه َك َ‬
‫يء‪ ،‬إِ ّ‬ ‫َش ٌ‬
‫ ُخيالط الناس‪ :‬يتعامل مع الناس يف املال ويشاركهم‪.‬‬
‫الناس»‪ ،‬وهي توضح املقصود‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويف رواية « ُيدَ ايِ ُن‬
‫َ‬
‫فكان‬ ‫وس ًرا‪،‬‬ ‫كان ُم ِ‬ ‫اس‪َ ،‬و َ‬ ‫ال َّن َ‬
‫جاو ُزوا َع ِن‬ ‫َي ْأ ُم ُر ِغ ْلما َن ُه َأ ْن َي َت َ‬
‫ال ‪َ :‬ق َ‬
‫ال ال َّل ُه‪َ :‬ن ْح ُن‬ ‫ا ْل ُم ْع ِس ِر‪َ .‬ق َ‬
‫‬

‫َأ َح ُّق بِ َذلِ َك ِم ْن َك‪َ .‬ت َ‬


‫جاو ُزوا‬
‫َع ْن ُه»‪.‬‬
‫(و َك َذلِ َك ال ُب َخا ِر ُّي وال َّن َسائِ ُّي)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثالِثُ َع َ‬


‫شرَ‬
‫َع ْن َع ِد ّي ْب ِن َحاتم‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪ُ ،‬يق ُ‬
‫ول‪:‬‬
‫ﷺ‬ ‫ول ال َّل ِه‬
‫« ُكن ُْت ِعن َْد رس ِ‬
‫َ ُ‬
‫ أي‪ :‬الرسول ﷺ‪.‬‬
‫حد ُه َما َي ْشكُو‬ ‫الن‪َ :‬أ ُ‬ ‫َفجاءه رج ِ‬
‫َُ َ ُ‬
‫واآلخ ُر َي ْشكُو َق ْط َع‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َع ْي َل َة ‪،‬‬
‫‬

‫ول ال َّل ِه ﷺ‪:‬‬ ‫بيل ‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫‬ ‫الس ِ‬ ‫َّ‬


‫ِ‬
‫يل‪ ،‬فإِ َّن ُه الَ َي ْأتي‬ ‫السبِ ِ‬ ‫َأ َّما َق ْط ُع َّ‬
‫َع َل ْي َك إِالَّ َق ِل ٌيل‪َ ،‬ح َّتى َت ْخ ُر َج‬
‫الع ُير إِلى َم َّك َة بِغ ْي ِر َخ ِف ٍير‪ .‬و َأ َّما‬ ‫ِ‬
‫الساع َة الَ َت ُقو ُم‬ ‫ا ْل َع ْي َل ُة‪َ ،‬فإِ َّن َّ‬
‫طوف َأ َح ُدك ُْم بِ َص َد َقتِ ِه‪،‬‬ ‫َح َّتى َي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الَ َي ِج ُد َم ْن َي ْق َب ُل َها منْ ُه‪ُ .‬ث َّم َل َيق َف َّن‬
‫َأ َح ُدك ُْم َب ْي َن َي َدي ال َّل ِه‪َ ،‬ل ْي َس‬
‫الع ْيلة‪ :‬الفقر واحلاجة‪.‬‬
‫ َ‬
‫التلصص يف الطريق‪ ،‬وإرعاب املارين‬
‫ّ‬ ‫قطع السبيل‪:‬‬ ‫ ْ‬
‫واملسافرين‪.‬‬
‫ان‬‫اب َوالَ َت ْر ُج َم ٌ‬ ‫ِ‬
‫َب ْينَ ُه َو َب ْينَ ُه ح َج ٌ‬
‫ــم َل َي ُقو َلــ َّن َلــ ُه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ُي َت ْرج ُم َلـ ُه‪ُ .‬ث َّ‬
‫ِ‬
‫لى‪.‬‬ ‫َأ َل ْم ُأوت َك َماالً؟ َف َل َي ُقو َل َّن‪َ :‬ب َ‬
‫ُث َّم َل َي ُقو َل َّن‪َ :‬أ َل ْم ُأ ْر ِس ْل إِل ْي َك‬
‫َر ُسوالً؟ َف َل َي ُقو َل َّن‪َ :‬ب َلى‪َ .‬ف َينْ ُظ ُر‬
‫ال َي َرى إِالَّ الن ََّار‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫َع ْن ِي َمينِ ِه‪َ ،‬ف َ‬
‫ال َي َرى إِالَّ‬ ‫َينْ ُظ ُر َع ْن ِش َمالِ ِه‪َ ،‬ف َ‬
‫الن ََّار‪َ .‬ف ْل َي َّت ِقي َّن َأ َح ُدك ُُم الن ََّار‪َ ،‬و َل ْو‬
‫رة‪ ،‬فإِ ْن َلم ي ِج ْد َفبِك َِل ٍ‬
‫مة‬ ‫بِ ِش ِّق َتم ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫َط ِّي ٍبة»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي‪.‬‬
‫احلَ ِديثُ الرَّاب ِ ُع َع َ‬
‫شرَ‬
‫َ‬
‫َع ْن أبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن ال َّن ِّ‬
‫بي ﷺ‬
‫ال‪:‬‬‫َق َ‬

‫الئِ َك ًة‬ ‫ار َك َو َت َع َ‬


‫الى َم َ‬ ‫«إِ َّن ِ‬
‫لله َت َب َ‬
‫س‬ ‫ون َم َجالِ َ‬
‫ال ‪َ ،‬ي ْب َت ُغ َ‬
‫‬ ‫ار ًة ُف ْض ً‬
‫َس َّي َ‬
‫الذ ْك ِر‪َ ،‬فإِذا َو َجدُ وا َم ْج ِل ًسا‬ ‫ِّ‬
‫يه ِذ ْك ٌر‪َ ،‬ق َعدُ وا َم َع َه ْم‪َ ،‬و َح َّف‬ ‫ِف ِ‬
‫أجنِ َحتِ ِه ْم‪َ ،‬ح َّتى‬‫َب ْع ُض ُه ْم َب ْع ًضا بِ ْ‬
‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫َي ْم َلؤوا َما َب ْين َُه ْم َو َب ْي َن َّ‬

‫ ُف ْضال‪ :‬مجع فاضل وهو الزائد‪ ،‬فهم مالئكة زادهم اهلل‬
‫وخصصهم ِ‬
‫حل َلق الذكر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الدُّ نْيا‪ .‬فإِذا ان َْص َر ُفوا َع َر ُجوا‬
‫ال ‪:‬‬
‫‬ ‫ماء‪َ .‬ق َ‬ ‫الس ِ‬ ‫َو َص ِعدُ وا إِلى َّ‬
‫عز َو َج َّل‪َ ،‬و ُهو‬ ‫َف َي ْس َأ ُل ُه ُم ال َّل ُه‪َّ ،‬‬
‫َأ ْع َل ُم بِ ِه ْم‪ِ :‬م ْن َأ ْي َن ِج ْئ ُت ْم؟‬
‫ون‪ِ :‬ج ْئنَا ِم ْن ِع ْن ِد ِع ٍ‬
‫باد‬ ‫َف َي ُقو ُل َ‬
‫ض‪ُ ،‬ي َس ِّب ُحو َن َك‬ ‫َل َك ِفي َ‬
‫األ ْر ِ‬
‫َو ُي َه ِّل ُلو َن َك‪،‬‬ ‫َو ُي َك ِّبرو َن َك‪،‬‬
‫َو َي ْح َمدُ و َن َك‪َ ،‬و َي ْس َأ ُلو َن َك‪.‬‬
‫ال‪َ :‬و َما َي ْس َأ ُلوني؟ َقا ُلوا‪:‬‬ ‫َق َ‬
‫ال‪َ :‬و َه ْل‬ ‫َي ْس َأ ُلو َن َك َج َّن َت َك‪َ .‬ق َ‬

‫ أى‪ :‬الرسول ﷺ‪.‬‬


‫أي َر ِّب‪.‬‬ ‫َر َأ ْوا َج َّنتي؟ َقا ُلوا‪ :‬ال‪ْ ،‬‬
‫ف َل ْو َر َأ ْوا َج َّنتي!‬ ‫ال‪َ :‬ف َك ْي َ‬
‫َق َ‬
‫ال‪َ :‬و ِم َّم‬ ‫جيرو َن َك‪َ .‬ق َ‬
‫َقا ُلوا‪َ :‬و َي ْس َت ُ‬
‫َي ْس َت ِج ُيروني؟ َقا ُلوا‪ِ :‬م ْن َنا ِر َك َيا‬
‫هل َر َأ ْوا َناري؟‬ ‫ال‪َ :‬و ْ‬ ‫َر ِّب‪َ .‬ق َ‬
‫كيف َل ْو َر َأ ْوا‬‫ال‪َ :‬ف َ‬ ‫ال‪َ .‬ق َ‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬‬
‫َناري! َقا ُلوا‪َ :‬و َي ْس َتغْ ِفرو َن َك‪.‬‬
‫ول‪َ :‬ق ْد َغ َف ْر ُت َل ُه ْم‪،‬‬ ‫ال ‪َ :‬ف َي ُق ُ‬
‫‬ ‫َق َ‬
‫َو َأ ْع َطي ُت ُهم َما َس َأ ُلوا‪َ ،‬‬
‫وأ َج ْر ُت ُه ْم‬ ‫ْ ْ‬
‫قال‪ُ :‬يقو ُلون‪:‬‬ ‫جاروا‪َ .‬‬ ‫اس َت ُ‬ ‫مما ْ‬‫َّ‬

‫ أى‪ :‬الرسول ﷺ‪.‬‬


‫الن‪َ ،‬ع ْبدٌ َخ َّط ٌاء‪،‬‬ ‫يهم ُف ٌ‬ ‫َر ِّب ِف ْ‬
‫ال‪:‬‬‫س َم َع ُه ْم‪َ .‬ق َ‬ ‫إِ َّنما َم َّر َف َج َل َ‬
‫ول‪َ :‬و َل ُه َغ َف ْر ُت؛ ُه ُم ال َق ْو ُم‪،‬‬
‫َف ُيق ُ‬
‫ال َيشْ َقى بِ ِه ْم َج ِل ُ‬
‫يس ُه ْم»‪.‬‬ ‫َ‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم (وكذلك ال ُب َخا ِر ُّي َوال ِّت ْر ِم ِذ ُّي‬
‫وال َّن َسائِ ُّي)‪.‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ خْالَا ِم َ‬


‫س َع َ‬
‫شر‬
‫بي‬
‫ال ال َّن ُّ‬ ‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ال َّل ُه َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ﷺ‪:‬‬
‫الله َت َعا َلى‪ :‬أنا ِع ْندَ َظ ِّن‬
‫ول ُ‬ ‫« َي ُق ُ‬
‫َع ْب ِدي بِي‪َ ،‬و َأ َنا َم َع ُه إِذا َذ َك َرني‪.‬‬
‫َفإِ ْن َذ َك َرني ِفي َن ْف ِس ِه‪َ ،‬ذ َك ْر ُت ُه ِفي‬
‫أل‪،‬‬‫َن ْفسي‪ .‬وإِ ْن َذ َك َرني ِفي َم ٍ‬
‫أل َخ ْي ٍر ِم ْن ُهم‪ .‬وإِ ْن‬ ‫َذ َك ْر ُت ُه ِفي َم ٍ‬
‫لي بِ ِش ْب ٍر‪َ ،‬ت َق َّر ْب ُت إِ ْلي ِه‬ ‫قر َب إِ َّ‬ ‫َت َّ‬
‫راعا‪،‬‬ ‫لي ِذ ً‬ ‫راعا‪ .‬وإِ ْن َت َق َّر َب إِ َّ‬ ‫ِذ ً‬
‫اعا ‪ .‬وإِ ْن َأ َتاني‬ ‫‬
‫َت َق َّر ْب ُت إِ ْلي ِه َب ً‬
‫َي ْم ِشي‪َ ،‬أ َت ْي ُت ُه َه ْر َو َل ًة»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي (وكذلك ُم ْس ِل ٌم َوالترِّ ِْم ِذ ُّي ُ‬
‫وابن‬
‫ماجة)‪.‬‬

‫ الباع‪ :‬بقدر انبساط الذراعينْ ىف جهتيهام‪.‬‬


‫* * *‬

‫س َع َ‬
‫شرَ‬ ‫احلَ ِديثُ َّ‬
‫السادِ َ‬
‫بي ﷺ‪،‬‬ ‫ض ُ‬
‫اهلل َع ْن ُهماَ ‪َ ،‬ع ِن ال َّن ِّ‬ ‫عباس‪َ ،‬ر يِ َ‬ ‫َع ْن ا ْب ِن َّ‬
‫ِفيماَ َي ْروي َع ْن َر ِّب ِه َع َّز َو َج َّل‪ ،‬قال‪:‬‬
‫اهلل َك َت َب الحْ َ َسنات‬ ‫َ‬ ‫«إِ َّن‬
‫َات‪ُ ،‬ث َّم َبينَّ َ َذلِ َك‪َ :‬ف َم ْن‬ ‫والس ِّيئ ِ‬
‫َّ‬
‫َه َّم بِ َح َسن ٍَة َف َل ْم َي ْع َم ْل َها‪َ ،‬ك َت َبها‬
‫ام َل ًة‪َ .‬فإِ ْن‬‫اهلل َل ُه ِع ْندَ ُه َح َس َن ًة َك ِ‬‫ُ‬
‫ُه َو َه َّم بهِ ا َف َع ِم َل َها‪َ ،‬ك َت َبها ُ‬
‫اهلل َل ُه‬
‫نات‪ .‬إِىل َس ْب ِعام َئ ِة‬
‫ِع ْندَ ُه َعشرْ َ َح َس ٍ‬
‫رية‪ .‬و َم ْن‬ ‫ف‪ ،‬إِىل َأ ْض ٍ‬
‫عاف َكثِ ٍ‬ ‫ِض ْع ٍ‬
‫ئة َف َل ْم َي ْع َم ْل َها‪َ ،‬ك َت َبها ُ‬
‫اهلل‬ ‫َه َّم بِ َس ِّي ٍ‬
‫َل ُه ِع ْندَ ُه َح َس َن ًة َك ِ‬
‫ام َل ًة‪ ،‬فإِ ْن ُه َو‬
‫َه َّم بهِ َ ا َف َع ِم َل َها‪َ ،‬ك َت َبها ُ‬
‫اهلل َس ِّي َئ ًة‬
‫احد ًة»‪.‬‬ ‫َو ِ‬
‫وم ْس ِل ٌم‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي ُ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ السابع عشر‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فاري‪َ ،‬رض َي الل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ع ِن الن ِّ‬
‫َّبي‬ ‫َع ْن َأبي َذ ٍّر الغ ِّ‬
‫ﷺ‪ ،‬فِيما َي ْرويه َع ْن َر ِّب ِه َع َّز َو َّ‬
‫جل‪َ ،‬أ َّن ُه َق َال‪:‬‬
‫«يا ِع َبادي‪ :‬إِ ِّني َح َّر ْم ُت ُّ‬
‫الظ ْل َم‬
‫نك ْم‬ ‫َعلى َن ْفسي َو َج َع ْل ُت ُه َب ْي ُ‬
‫ال َت َظا َلموا‪.‬‬
‫ُم َح َّر ًما َف َ‬
‫ال إال َم ْن‬ ‫بادي‪ُ :‬ك ُّل ُك ْم َض ٌّ‬ ‫َيا ِع ِ‬
‫اس َت ْهدُ وني َأ ْه ِد ُك ْم‪.‬‬
‫َهدَ ْي ُت ُه‪َ ،‬ف ْ‬
‫َيا ِع َبادي‪ُ :‬ك ُّل ُك ْم َجائِ ٌع إ َّ‬
‫ال‬
‫اس َت ْط ِع ُموني‬ ‫َم ْن َأ ْط َع ْم ُت ُه‪َ ،‬ف ْ‬
‫ُأ ْط ِع ْم ُك ْم‪.‬‬
‫ال َم ْن‬ ‫يا ِعبادي‪ُ :‬ك ُّل ُك ْم عا ٍر إ ّ‬
‫اس َت ْك ُسوني َأ ْك ُس ُك ْم‪.‬‬ ‫َك َس ْو ُت ُه‪َ ،‬ف ْ‬
‫ُون‬‫يا ِعبادي‪ :‬إِ َّن ُك ْم ُت ْخ ِطئ َ‬
‫بِال َّل ْي ِل وال َّنها ِر‪َ ،‬و َأنا َأ ْغ ِف ُر‬
‫فاس َتغْ ِف ُروني‬ ‫وب َج ِم ًيعا‪ْ ،‬‬ ‫الذ ُن َ‬ ‫ُّ‬
‫َأ ْغ ِف ْر َل ُك ْم‪.‬‬
‫لغوا‬ ‫َيا ِع َبادي‪ :‬إِ َّن ُك ْم َل ْن َت ْب ُ‬
‫لن َت ْب ُل ُغوا‬‫ُض ِّري َف َت ُض ُّروني‪َ ،‬و ْ‬
‫َن ْفعي َف َت ْن َف ُعوني‪.‬‬
‫َيا ِع َبادي‪َ :‬ل ْو َأ َّن َأ َّو َل ُك ْم‬
‫َو ِ‬
‫آخ َر ُك ْم َوإِن َْس ُك ْم َو ِج َّن ُك ْم َكا ُنوا‬
‫ب َر ُج ٍل َو ٍ‬
‫احد‬ ‫َع َلى َأتْقى َق ْل ِ‬
‫ِم ْن ُكم‪َ ،‬ما َزا َد َذلِ َك ِفي ُم ْل ِكي‬
‫َشيئًا‪.‬‬
‫يا ِعبادي‪َ :‬ل ْو َأ َّن َأ َّو َل ُك ْم‬
‫آخ َر ُك ْم َوإن َْس ُك ْم َو ِج َّن ُك ْم َكا ُنوا‬ ‫َو ِ‬
‫ب َر ُج ٍل َو ِ‬
‫اح ٍد‬ ‫َعلى َأ ْف َج ِر َق ْل ِ‬
‫ص َذلِ َك ِم ْن ُم ْلكي‬ ‫ِم ْن ُك ْم َما َن َق َ‬
‫َشيئًا‪.‬‬
‫يا ِع َبادي‪َ :‬ل ْو َأ َّن َأ َّو َل ُك ْم‬
‫وآخ َر ُك ْم وإِن َْس ُك ْم َو ِج َّن ُك ْم َقاموا‬ ‫ِ‬
‫سأ ُلوني‪،‬‬ ‫واحد‪َ ،‬ف َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِفي َص ٍ‬
‫عيد‬
‫احد َم ْس َأ َل َت ُه‪،‬‬
‫عط ْي ُت ُك َّل َو ٍ‬ ‫َف َأ َ‬
‫ص َذلِ َك ِم َّما ِع ْندي إِ ّ‬
‫ال‬ ‫َما َن َق َ‬
‫ص ا ْل ِم ْخ َي ُط إذا ُأ ْد ِخ َل‬ ‫َكما َي ْن ُق ُ‬
‫ال َب ْح َر‪.‬‬
‫َيا ِع َبادي‪ :‬إِ ّنما ِه َي َأ ْعما ُل ُكم‬
‫ـم‬‫يك ْ‬ ‫ُأ ْح ِصيها َل ُك ْم‪ُ ،‬ث َّم َأ َو ِّف ُ‬
‫ــن َو َجــد َخ ْي ًرا‬ ‫إ ّياهــا‪َ ،‬ف َم ْ‬
‫ـد الل َه‪ ،‬و َم ْن َو َجد َغ ْي َر‬ ‫َف ْل َي ْح َم ِ‬
‫َذلِ َك َف َ‬
‫ال َي ُلو َم َّن إال َن ْف َس ُه»‪.‬‬
‫ماجة)‪.‬‬ ‫لم (وكذلك الترِّ ِمذي ُ‬
‫وابن َ‬ ‫َر َوا ُه ُم ْس ٌ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثا ِم َن َع َ‬


‫شرَ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي الله َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫الله ﷺ‪:‬‬
‫ــز َو َج َّ‬
‫ــل‪،‬‬ ‫«إن الل َه‪َ ،‬ع َّ‬ ‫َّ‬
‫الق َيا َم ِة‪َ :‬يا ا ْب َن آ َد َم‪،‬‬
‫ـو َم ِ‬
‫ول َي ْ‬ ‫َي ُق ُ‬
‫َم ِر ْض ُت َف َل ْم َت ُع ْدني‪ .‬قال‪:‬‬
‫ود َك َو َأن َْت‬ ‫ف َأ ُع ُ‬ ‫َيا َر ِّب‪َ ،‬و َك ْي َ‬
‫ال َ‪:‬أما َع ِل ْم َت‬ ‫ين؟ َق َ‬ ‫َر ُّب ا ْلعا َل ِم َ‬
‫ض َف َل ْم‬ ‫َأ َّن َع ْب ِدي ُفال ًنا َم ِر َ‬
‫َت ُع ْد ُه؟ َأ َما َع ِل ْم َت َأ َّن َك َل ْو ُع ْد َت ُه‬
‫َل َو َج ْد َتنِي ِع ْندَ ُه؟ َيا ا ْب َن آ َد َم‪:‬‬
‫ال‪:‬‬ ‫اس َت ْط َع ْم ُت َك َف َل ْم ُت ْط ِع ْمني‪َ .‬ق َ‬‫ْ‬
‫نت‬ ‫ف ُأ ْط ِع ُم َك َو َأ َ‬ ‫كي َ‬ ‫َيا َر ِّب‪َ ،‬و ْ‬
‫ال‪َ :‬أ َما َع ِل ْم َت‬ ‫ين؟ َق َ‬ ‫العا َل ِم َ‬
‫َر ُّب َ‬
‫الن‪،‬‬ ‫اس َت ْط َع َم َك َع ْب ِدي ُف ٌ‬ ‫َأ َّن ُه ْ‬

‫ عيادة املريض زيارته‪ .‬‬


‫َف َل ْم ُت ْط ِع ْم ُه؟ َأ َما َع ِل ْم َت َأ َّن َك َل ْو‬
‫َأ ْط َع ْم َت ُه َل َو َج ْد َت َذلِ َك ِع ْندي؟‬
‫ـم‬‫سـ َق ْي ُت َك‪َ ،‬ف َل ْ‬
‫اس َت ْ‬ ‫َيـا ا ْب َن آ َد َم‪ْ :‬‬
‫ف‬ ‫ــال‪َ :‬يا َر ِّب‪َ ،‬ك ْي َ‬ ‫ـقني‪َ .‬ق َ‬ ‫َت ْس ِ‬
‫ين؟‬ ‫يك َو َأن َْت َر ُّب ا ْلعا َل ِم َ‬ ‫َأ ْس ِق َ‬
‫الن‬‫اك َع ْب ِدي ُف ٌ‬ ‫اس َت ْس َق َ‬‫ال‪ْ :‬‬ ‫َق َ‬
‫َف َل ْم َت ْس ِق ِه‪َ .‬أ َما إِ َّن َك َل ْو َس َق ْي َت ُه‬
‫َل َو َج ْد َت َذلِ َك ِع ْن ِدي»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم‪.‬‬
‫احلَ ِديثُ ال َّت ِ‬
‫اس َع َع َ‬
‫شرَ‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫الله ﷺ‪:‬‬

‫الله َع َّز َو َج َّل‪ :‬ا ْل ِك ْب ِر ُ‬


‫ياء‬ ‫ال ُ‬‫« َق َ‬
‫ِردائي‪َ ،‬وا ْل َع َظ َم ُة إِزا ِري‪َ ،‬ف َم ْن‬
‫واحدً ا ِم ُنهما‪َ ،‬ق َذ ْف ُت ُه ِفي‬
‫از َعنِي ِ‬ ‫َن َ‬
‫ال َّنا ِر»‪.‬‬
‫ماجة وأمحدُ ) بأسانيدَ‬
‫ابن َ‬ ‫َر َواه أبو َداو َد (وكذلك ُ‬
‫َص ِح ٍ‬
‫يحة‪.‬‬
‫يث عند ُم ْس ِل ٌم ً‬
‫أيضا‪ ،‬بنحوه‪ .‬وانظر ابن عالن‪:‬‬ ‫واحل ِد ُ‬
‫ َ‬
‫«دليل الفاحلني» جـ ‪ 5‬ص ‪ ،94‬واأللباين‪« :‬األحاديث‬
‫الصحيحة»‪ .‬حديث ‪.531‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال ِع ْ‬
‫ش ُرو َن‬
‫ض اهلل َعنْ ُه‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫يِ‬
‫ول اهللِ ﷺ‬ ‫َع ْن َأيب ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ر َ‬
‫َق َال‪:‬‬
‫اب الجْ َ َّن ِة َي ْو َم‬ ‫« ُت ْف َّت ُح َأ ْب َو ُ‬
‫يس‪َ ،‬ف ُيغْ َف ُر‬ ‫اال ْثنَينْ ِ ‪َ ،‬و َي ْو َم َ‬
‫اخل ِم ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُيشرْ ِ ُك بِاهلل َش ْيئًا‪،‬‬ ‫لِ ُك ِّل َع ْب ٍد َ‬
‫ال كا َن ْت َب ْين َُه َو َبينْ َ َأ ِخ ِ‬
‫يه‬ ‫ال َر ُج ً‬ ‫إِ َّ‬
‫‬
‫قال‪َ :‬أن ِْظ ُروا‬
‫َف ُي ُ‬ ‫ناء‪،‬‬‫َش ْح ُ‬
‫َه َذ ْي ِن‪َ ،‬ح َّتى َي ْص َط ِلحا‪َ ،‬أن ِْظ ُروا‬
‫ أي‪ :‬من قبل اهلل تعاىل‪.‬‬
‫أجلوا ِّ‬
‫وأخروا‪.‬‬ ‫ أنظروا‪ِّ :‬‬
‫َه َذ ْي ِن َح َّتى َي ْص َط ِل َحا‪َ ،‬أن ِْظ ُروا‬
‫َه َذ ْي ِن َح َّتى َي ْص َط ِلحا»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم (وكذلك َم ٌ‬
‫الك وأبو داو َد)‪.‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ احلَادِ ْي وَال ِع ْ‬


‫ش ُرو َن‬
‫َع ْن َأيب ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر يِ َ‬
‫ض اهلل َع ْن ُه‪َ ،‬عن ال َّنبِ ِّي ﷺ‬
‫ال‪:‬‬‫َق َ‬

‫ال َث ٌة َأ َنا‬
‫اهلل َت َعاىل‪َ :‬ث َ‬‫ال ُ‬ ‫« َق َ‬
‫َخ ْص ُم ُه ْم َي ْو َم ا ْل ِقيا َم ِة‪َ :‬ر ُج ٌل‬
‫َأ ْع َطى بيِ ُث َّم َغدَ َر‪َ ،‬و َر ُج ٌل َب َ‬
‫اع‬
‫ أي‪ :‬أعطى عهدً ا باهلل ثم نقضه‪.‬‬
‫اس َت ْأ َج َر‬ ‫َ‬
‫ُح َّرا َفأ َك َل َث َمن َُه‪َ ،‬و َر ُج ٌل ْ‬
‫فاس َت ْوىف ِم ْن ُه َولمَ ْ ُي ْع ِط ِه‬
‫ريا ْ‬ ‫َأج ً‬
‫َأ ْج َر ُه»‪.‬‬
‫وأحدُ )‪.‬‬
‫اجة مَ‬ ‫(و َكذلك ُ‬
‫ابن َم َ‬ ‫خاري َ‬
‫ُّ‬ ‫َروا ُه ال ُب‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثانِي وَالْ ِع ْ‬


‫ش ُرو َن‬
‫َع ْن َأبي َس ِعيد‪َ ،‬ر ِض َي الل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول‬
‫الله ﷺ‪:‬‬
‫«ال َي ْح ِق ْر َأ َحدُ ُك ْم َن ْف َس ُه‪.‬‬‫َ‬
‫ف َي ْح ِق ُر‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول الله‪َ ،‬ك ْي َ‬
‫ال‪َ :‬ي َرى َأ ْم َر الله‬‫َأ َحدُ َنا َن ْف َس ُه؟ َق َ‬
‫ول‬ ‫ال َي ُق ُ‬‫ال‪ُ ،‬ث َّم َ‬ ‫يه َم َق ٌ‬ ‫َع َل ْي ِه ِف ِ‬
‫الله‪َ ،‬ع ّز َو َج َّل‪َ ،‬ل ُه‬‫ول ُ‬ ‫ِفيه‪َ ،‬ف ُيق ُ‬
‫ول‬‫امة‪َ :‬ما َمن ََع َك َأ ْن َت ُق َ‬ ‫الق َي ِ‬
‫َي ْو َم ِ‬
‫ول‪َ :‬خشْ َي ُة‬ ‫ِفي َك َذا َو َكذا؟ َف َي ُق ُ‬
‫اي ُك ْن َت‬ ‫ول‪َ :‬فإِ ّي َ‬ ‫اس‪َ .‬ف َي ُق ُ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫َأ َحقَّ َأ ْن َت ْخ َشى»‪.‬‬
‫ند َص ِح ٍ‬
‫يح‪.‬‬ ‫بس ٍ‬
‫اجة َ‬
‫ابن َم َ‬
‫َر َوا ُه ُ‬
‫* * *‬

‫ انظر ابن ماجة‪ :‬حديث ‪.4008‬‬


‫احلَ ِديثُ ال َّثالِثُ والْ ِع ْ‬
‫ش ُرو َن‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ر ِض َي الل ُه َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول‬
‫الله ﷺ‪:‬‬ ‫ِ‬

‫الق َيا َم ِة‪:‬‬


‫ول َي ْو َم ِ‬
‫«إِ َّن الل َه َي ُق ُ‬
‫ون بِ َجاللِي؟ ا ْل َي ْو َم‬ ‫َأ ْي َن ُ‬
‫الم َت َحا ُّب َ‬
‫ال ِظ َّل إِ َّ‬
‫ال‬ ‫في ِظ ِّلي َي ْو َم َ‬‫ُأ ِظ ُّل ُه ْم ِ‬
‫ِظ ِّلي»‪.‬‬
‫(و َك َذلِ َك َم ٌ‬
‫الك)‪.‬‬ ‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫* * *‬
‫احلَ ِديثُ الرَّاب ِ ُع والْ ْ‬
‫عش ُرو َن‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َرةَ‪َ ،‬ر ِض َي الله َعنْ ُه‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫ول‬
‫الله ﷺ‪:‬‬ ‫ِ‬

‫«إن الل َه إِذا َأ َح َّب َع ْبدً ا َد َعا‬ ‫َّ‬


‫ال‪ :‬إِ ِّني‬ ‫ال ُم‪َ ،‬ف َق َ‬
‫الس َ‬‫يل‪َ ،‬ع َل ْي ِه َّ‬ ‫ِج ْب ِر َ‬
‫ال‪َ :‬ف ُي ِح ُّب ُه‬ ‫ال ًنا َف َأ ِح َّب ُه‪َ .‬ق َ‬
‫ُأ ِح ُّب ُف َ‬
‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫َادي ِفي َّ‬ ‫يل‪ُ ،‬ث َّم ُين ِ‬ ‫ِج ْب ِر ُ‬
‫ول‪ :‬إِ َّن الل َه ُي ِح ُّب ُفال ًنا‬ ‫َف َي ُق ُ‬
‫الس ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماء‪.‬‬ ‫َفأ ِح ُّبو ُه‪َ .‬ف ُي ِح ُّب ُه أ ْه ُل َّ‬
‫ول في‬ ‫وض ُع َل ُه ال َق ُب ُ‬ ‫ال‪ُ :‬ث َّم ُي َ‬ ‫َق َ‬
‫الله َع ْبدً ا‪،‬‬ ‫ض ُ‬ ‫ض‪ .‬وإِذا َأ ْب َغ َ‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ول‪ :‬إِ ِّني ُأ ْب ِغ ُ‬
‫يل‪َ ،‬ف ُيق ُ‬ ‫َد َعا ِج ْب ِر َ‬
‫ريل‪،‬‬ ‫ُفال ًنا َف َأ ْب ِغ ْض ُه‪َ .‬ف ُي ْب ِغ ُض ُه ِج ْب ُ‬
‫الس ِ‬ ‫َ‬
‫ماء‪ :‬إِ َّن‬ ‫ُث َّم ُينادي ِفي أ ْه ِل َّ‬
‫ض ُفال ًنا‪َ ،‬ف َأ ْب ِغ ُضو ُه‪.‬‬ ‫الل َه ُي ْب ِغ ُ‬
‫وض ُع َل ُه‬ ‫ال‪َ :‬ف ُي ْب ِغ ُضو َن ُه‪ُ ،‬ث َّم ُت َ‬ ‫َق َ‬
‫ضاء ِفي األرض»‪.‬‬ ‫ال َبغْ ُ‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم (وكذلك ال ُب َخا ِر ُّي و َمالِ ٌك َوالترِّ ِْم ِذ ُّي)‪.‬‬
‫* * *‬

‫ش ُرو َن‬ ‫احلَ ِديثُ اخلَا ِم ُ‬


‫س والْ ِع ْ‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي الله َع ْن ُه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ول الله ﷺ‪:‬‬ ‫ال َر ُس ُ‬‫َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫«إِ َّن الل َه‪َ ،‬ع َّز َو َج َّل‪َ ،‬ق َ‬
‫َم ْن َعا َدى لِي َولِ ًّيا‪َ ،‬ف َق ْد آ َذ ْن ُت ُه‬
‫لي َع ْب ِدي‬ ‫ب‪َ .‬و َما َت َق َّر َب إِ َّ‬ ‫بِ َ‬
‫الح ْر ِ‬
‫لي ِم َّما ا ْف َت َر ْض ُت‬ ‫بِ َش ٍ َ‬
‫يء أ َح َّب إِ َّ‬
‫ال َع ْب ِدي َي َت َق َّر ُب‬ ‫َع َل ْي ِه‪َ .‬و َما َي َز ُ‬
‫واف ِل َح َّتى ُأ ِح َّب ُه‪َ .‬فإِذا‬ ‫لي بِال َّن ِ‬
‫إِ َّ‬
‫َأ ْح َب ْب ُت ُه‪ُ ،‬ك ْن ُت َس ْم َع ُه ا َّل ِذي‬
‫َي ْس َم ُع بِ ِه‪َ ،‬و َب َص َر ُه ا َّل ِذي ُي ْب ِص ُر‬
‫ش بِها‪،‬‬ ‫بِ ِه‪َ ،‬و َيدَ ُه ا َّلتي َي ْب ِط ُ‬
‫َو ِر ْج َل ُه ا َّلتي َي ْم ِشي بِها‪َ .‬وإِ ْن‬
‫َ‬
‫اس َت َعا َذني‬ ‫َسألنِي ُأل ْع ِط َي َّن ُه‪َ ،‬ولئِ ِن ْ‬
‫يذ َّن ُه‪َ .‬و َما َت َر َّد ْد ُت َع ْن َش ْي ٍء‬ ‫ُأل ِع َ‬
‫س‬ ‫اع ُل ُه َت َر ُّددي َع ْن َن ْف ِ‬ ‫َأ َنا َف ِ‬
‫وت‪،‬‬ ‫الـم ْؤ ِم ِن‪َ ،‬ي ْك َر ُه ا َل ْم َ‬
‫َع ْب ِدي ُ‬
‫وأنا َأ ْك َر ُه َم َسا َء َت ُه»‪.‬‬
‫َ‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي‪.‬‬
‫* * *‬

‫ش ُرو َن‬ ‫س والْ ِع ْ‬ ‫السادِ ُ‬ ‫احلَ ِديثُ َّ‬


‫َع ْن َأبي ُأ َما َم َة‪َ ،‬ر ِض َي الله َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن ال َّنبِ ِّي‬
‫ﷺ َق َ‬
‫ال‪:‬‬
‫الله َع َّز َو َج َّل‪ :‬إِ َّن َأ ْغ َب َط‬
‫ال ُ‬‫« َق َ‬
‫يف‬ ‫َأ ْوليائي ِع ْن ِدي َل ُم ْؤ ِم ٌن‪َ ،‬خ ِف ُ‬
‫الص ِ‬
‫الة‪،‬‬ ‫اذ‪ُ ،‬ذو َح ٍّظ ِم َن َّ‬ ‫الح ِ‬
‫َ‬
‫اع ُه ِفي‬ ‫َأ ْح َس َن ِع َبا َد َة َر ِّب ِه‪َ ،‬و َأ َط َ‬
‫اس‪،‬‬ ‫ام ًضا ِفي ال َّن ِ‬ ‫الس ِّر‪َ ،‬و َكان َغ ِ‬ ‫ِّ‬
‫صابع‪َ ،‬و َ‬
‫كان‬ ‫شار إلي ِه بِ َ‬
‫األ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ال ُي ُ ْ‬
‫ِرزْ ُق ُه َكفا ًفا َف َص َب َر َعلى َذلِ َك‪.‬‬
‫ال‪:‬‬ ‫ض بِ َي ِد ِه‪ُ ،‬ث َّم َق َ‬ ‫ُث َّم َن َف َ‬
‫واك ِ‬
‫يه‪َ ،‬ق َّل‬ ‫ُع ِّج َل ْت َمنِ َّي ُت ُه‪َ ،‬ق َّل ْت َب ِ‬

‫ خفيف احلاذ‪ :‬قليل املال والعيال‪.‬‬


‫ أي‪ :‬النبي ﷺ‪.‬‬
‫ُترا ُث ُه»‪.‬‬
‫وإسناده‬
‫ُ‬ ‫اجة)‬ ‫(وك َذلك أحمدُ ُ‬
‫وابن َم َ‬ ‫رمذي َ‬
‫ُّ‬ ‫َروا ُه ال ِّت‬
‫َح َس ٌن‪.‬‬
‫* * *‬

‫ تراثه‪ :‬مرياثه‪.‬‬


‫ انظر‪ :‬إبراهيم عطوة عوض‪« :‬سنن الرتمذي» حديث‬
‫‪ 2347‬ـ جـ ‪ 4‬ص ‪.575‬‬
‫حممد فؤاد عبد الباقي‪« :‬سنن ابن ماجة» حديث ‪4117‬‬
‫ـ جـ ‪ 2‬ص ‪.1378‬‬
‫األلباين‪« :‬مشكاة املصابيح» حديث ‪ 5819‬ـ جـ ‪ 2‬ص‬
‫‪.654‬‬
‫احلَ ِديثُ َّ‬
‫الساب ِ ُع والْ ِع ْ‬
‫ش ُرو َن‬
‫وق‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫َع ْن َمسرْ ُ ٍ‬
‫(أي ا ْب َن‬ ‫الله َ‬ ‫َس َأ ْلنا ـ َأ ْو َس َأ ْل ُت َع ْبدَ ِ‬
‫ود) َع ْن َه ِذ ِه ِ‬
‫اآلية‪:‬‬ ‫َم ْس ُع ٍ‬
‫ين ُقتِ ُلوا فى‬ ‫َ‬
‫﴿وال َت ْح َس َب َّن ا َّل ِذ َ‬
‫ياء ِع ْن َد‬ ‫الله َأ ْموا ًتا َب ْل َأ ْح ٌ‬ ‫َسبِيلِ ِ‬
‫ال‪َ :‬أ َما إِ َّنا َق ْد‬ ‫َر ِّب ِه ْم ُي ْر َز ُقونَ ﴾ ـ َق َ‬
‫َس َأ ْلنا َع ْن َذلِ َك‪َ ،‬فقال‪:‬‬
‫ف َط ْي ٍر‬ ‫اح ُه ْم في َج ْو ِ‬ ‫َ‬
‫«أ ْر َو ُ‬
‫يل ُم َع َّل َق ٌة‬ ‫ُخ ْض ٍر‪َ ،‬لها َقن ِ‬
‫َاد ُ‬

‫ يعني النبي ﷺ‪ .‬انظر النووي‪( :‬رشح صحيح ُم ْس ِل ٌم)‬


‫جـ ‪ 4‬ص ‪ .550‬‬
‫الج َّن ِة‬
‫ش‪َ ،‬ت ْس َر ُح ِم َن َ‬ ‫بِ َ‬
‫الع ْر ِ‬
‫َح ْي ُث َشا َء ْت‪ُ ،‬ث َّم َت ْأ ِوي إِلى‬
‫اط َل َع إِ ْلي ِه ْم‬ ‫يل‪َ .‬ف َّ‬ ‫تِ ْل َك ال َقن ِ‬
‫َاد ِ‬
‫ال‪َ :‬ه ْل‬ ‫ال َع ًة َف َق َ‬ ‫اط َ‬‫َر ُّب ُه ُم ِّ‬
‫ون َش ْيئًا؟ َقا ُلوا‪َ :‬أ َّي َش ْي ٍء‬ ‫تَشْ َت ُه َ‬
‫الج َّن ِة‬‫َنشْ تهي‪َ ،‬و َن ْح ُن َن ْس َر ُح ِم َن َ‬
‫ـم‬ ‫َح ْي ُث ِش ْئـنا؟ َف َف َعـل َذلِ َك بِ ِه ْ‬
‫ات‪َ .‬ف َل َّما َر َأ ْوا َأ َّن ُه ْم‬‫الث َم َّر ٍ‬ ‫َث َ‬
‫ــأ ُلوا‪،‬‬ ‫ــن َأ ْن ُيس َ‬ ‫َل ْن ُي ْت َر ُكــوا ِم ْ‬
‫ْ‬
‫َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ِّب‪ُ ،‬نريدُ َأ ْن َت ُر َّد‬
‫ساد َنا؛ َح َّتى‬ ‫واحنا في َأ ْج ِ‬ ‫َأ ْر َ‬
‫ُن ْق َت َل في َسبِ ِيل َك َم َّر ًة ُأ ْخ َرى‪.‬‬
‫س َل ُه ْم َح َ‬ ‫َ َ‬
‫اج ٌة‬ ‫َف َل َّما َرأى أ ْن َل ْي َ‬
‫ُت ِر ُكوا»‪.‬‬
‫(وك َذلِك الترِّ ِم ِذ ُّي وال َّن َسائِ ُّي ُ‬
‫وابن‬ ‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫اجة)‪.‬‬ ‫َم َ‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثا ِم ُن وَالْ ِع ْ‬


‫ش ُرو َن‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال‬ ‫بن َع ْب ِد الله‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬ ‫ب ِ‬‫َع ْن ُج ْندُ ِ‬
‫ول الله ﷺ‪:‬‬ ‫َر ُس ُ‬

‫ان َق ْب َل ُك ْم َر ُج ٌل‪،‬‬ ‫ان ِف َ‬


‫يم ْن َك َ‬ ‫«ك َ‬‫َ‬
‫بِ ِه ُج ْر ٌح‪َ ،‬ف َج ِز َع‪َ ،‬ف َأ َخ َذ ِس ِّكينًا‪،‬‬
‫َف َح َّز بِ َها َيدَ ُه‪َ ،‬ف َما ر َق َأ الدَّ ُم‪،‬‬
‫رقأ الدم‪َّ :‬‬
‫جف وانقطع بعد جريانه‪.‬‬ ‫ ‬
‫الله َتعا َلى‪:‬‬
‫ال ُ‬ ‫مات‪َ .‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫َح َّتى‬
‫َبا َد َرني َع ْب ِدي بِ َن ْف ِس ِه‪َ ،‬ح َّر ْم ُت‬
‫َع َل ْي ِه َ‬
‫الج َّن َة»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي‪.‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّت ِ‬


‫اس ُع وَالْ ِع ْ‬
‫ش ُرو َن‬
‫ول ِ‬
‫الله ﷺ‬ ‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫ال‪:‬‬‫َق َ‬

‫الله َت َعا َلى‪َ :‬ما لِ َع ْبدي‬


‫ول ُ‬ ‫« َي ُق ُ‬
‫زاء‪ ،‬إِذا‬ ‫الـم ْؤ ِم ِن ِع ْن ِدي َج ٌ‬ ‫ُ‬
‫َق َب ْض ُت َص ِف َّي ُه ِم ْن َأ ْه ِل الدُّ نْيا‪،‬‬
‫الج َّن ُة»‪.‬‬
‫ال َ‬‫اح َت َس َب ُه‪ ،‬إ َّ‬
‫ُث َّم ْ‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي‪.‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّث اَلثُو َن‬


‫ول ِ‬
‫الله ﷺ‬ ‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫َ‬
‫قال‪:‬‬
‫الله َع َّز َو َج َّل‪ :‬إِذا َأ َح َّب‬
‫ال ُ‬ ‫« َق َ‬
‫َع ْب ِدي لِ َقائي‪َ ،‬أ ْح َب ْب ُت لِ َقا َء ُه‪،‬‬
‫وإِذا َك ِر َه لِ َقائِي‪َ ،‬ك ِر ْه ُت لِقا َء ُه»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َو َمالِ ٌك‪.‬‬
‫لم ْس ِل ٌم‪ ،‬توضح معنى‬
‫وفي رواي��ة ُ‬
‫الح ِد ُ‬
‫يث‪:‬‬ ‫َ‬
‫َع ْن َعائِ َش َة‪َ ،‬ر ِض َي الله َع ْن َها‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬
‫الله ﷺ‪:‬‬‫ِ‬

‫الله‪َ ،‬أ َح َّب‬


‫« َم ْن َأ َح َّب لِ َقا َء ِ‬
‫الله لِ َقا َء ُه‪َ ،‬و َم ْن َك ِر َه لِقا َء ِ‬
‫الله‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الله لِ َقا َء ُه‪َ .‬ف ُق ْل ُت‪َ :‬يا َنبِ َّي‬
‫َك ِر َه ُ‬
‫وت؟ َف ُك ُّلنَا‬‫راهي َة ا َل ْم ِ‬ ‫الله‪َ ،‬أ َك ِ‬ ‫ِ‬
‫س َك َذلِ َك‪،‬‬ ‫ال َل ْي َ‬‫وت‪َ .‬ق َ‬ ‫َن ْك َر ُه ا َل ْم َ‬
‫الـم ْؤ ِم َن إِذا ُب ِّش َر بِ َر ْح ِ‬
‫مة‬ ‫َو َل ِك َّن ُ‬
‫واحل ِد ُ‬
‫يث‬ ‫  رواية ُم ْس ِل ٌم ليس فيها إسناد إىل اهلل تعاىل‪َ ،‬‬
‫هبذه اهليئة وارد يف الرتمذي وال َّن َسائِ ُّي ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫الله َو ِر ْضوانِ ِه َو َج َّنتِ ِه‪َ ،‬أ َح َّب‬ ‫ِ‬
‫الله‪َ ،‬ف َأ َح َّب ُ‬
‫الله لِقا َء ُه‪،‬‬ ‫لِقا َء ِ‬
‫ذاب ِ‬
‫الله‬ ‫الك ِاف َر إِذا ُب ِّش َر بِ َع ِ‬
‫وإِ َّن َ‬
‫َو َس َخ ِط ِه‪َ ،‬ك ِر َه لِقا َء ِ‬
‫الله‪َ ،‬و َك ِر َه‬
‫الله لِقا َء ُه»‪.‬‬
‫ُ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ الحْ َادِي وال َّث اَلثُو َن‬


‫ب‪َ ،‬ر ِضي الله َع ْن ُه‪:‬‬
‫َع ْن ُج ْندُ ٍ‬
‫الله ﷺ‪َ ،‬حدَّ َث َ‬
‫«أن‬ ‫ول ِ‬ ‫رس َ‬‫َأ َّن ُ‬
‫ال َيغْ ِف ُر ُ‬
‫الله‬ ‫ِ‬
‫والله َ‬ ‫رج ً‬
‫ال قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الى َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫لِ ُف ٍ‬
‫الن‪ .‬وإِ َّن الل َه َت َع َ‬
‫َم ْن َذا ا َّل ِذي َي َت َأ َّلى َع َل َّي َأ ْن َ‬
‫ال‬
‫الن؟ َفإِ ِّني َق ْد َغ ْ‬
‫فر ُت‬ ‫َأ ْغ ِف َر لِ ُف ٍ‬
‫وأ ْح َب ْط ُت َع َم َل َك»‪،‬‬ ‫الن‪َ ،‬‬ ‫لِ ُف ٍ‬
‫َأ ْو َك َما َقال‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم‪.‬‬
‫* * *‬

‫ يتألىّ ‪ :‬حيْلف‪.‬‬


‫أن الرجل الذي‬‫  ويف رواية أليب داود‪ ،‬ما يدل عىل ّ‬
‫تأىل عىل اهلل أال يغفر لفالن‪ ،‬كان جمتهدً ا يف العبادة‪ ،‬ولكن‬
‫اهلل أحبط عمله لتأ ِّليه عىل اهلل بعدم املغفرة‪.‬‬
‫احلَ ِديثُ ال َّثانِي وال َّث اَلثُو َن‬
‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة َر ِض َي ُ‬
‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن ال َّنبِ ِّي ﷺ‬
‫ال‪:‬‬‫َق َ‬

‫«أ ْس َر َف َر ُج ٌل َعلى َن ْف ِس ِه‪،‬‬ ‫َ‬


‫الم ْو ُت َأ ْو َصى َبنِيه‪،‬‬‫َف َل َّما َح َض َر ُه َ‬
‫ال‪ :‬إِذا َأ َنا ُم ُّت َف َأ ْح ِر ُقوني‪،‬‬ ‫َف َق َ‬
‫اس َح ُقوني‪ُ ،‬ث َّم َأ ْذ ُروني في‬ ‫ُث َّم ْ‬
‫لي‬ ‫ال َب ْح ِر‪َ .‬فوالله َلئِ ْن َقدَ َر َع َّ‬
‫َر ِّبي َل ُي َع ِّذ َبنِّي َعذا ًبا‪َ ،‬ما َع َّذ َب ُه‬
‫ال‬‫َأ َحدً ا‪َ .‬ف َف َع ُلوا َذلِ َك بِ ِه‪َ .‬ف َق َ‬
‫ت‪َ .‬فإِذا‬ ‫ض‪َ :‬أ ِّدي َما َأ َخ ْذ ِ‬ ‫لِ َ‬
‫أل ْر ِ‬
‫ال َل ُه‪َ :‬ما َح َم َل َك‬ ‫ُه َو َقائِ ٌم‪َ .‬ف َق َ‬
‫ال‪َ :‬خشْ َي ُت َك‬ ‫لى َما َصن َْع َت؟ َق َ‬ ‫َع َ‬
‫َيا َر ِّب‪َ ،‬أ ْو َم َخا َف ُت َك‪َ .‬ف َغ َف َر َل ُه‬
‫بِ َذلِك»‪.‬‬
‫(و َك َذلِ َك ال ُب َخا ِر ُّي وال َّن َسائِ ُّي ُ‬
‫وابن‬ ‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫اجة)‪.‬‬ ‫َم َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثالِثُ وال َّث اَلثُو َن‬


‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي الله َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن‬
‫ أي‪ :‬قال اهلل تعاىل‪ .‬‬
‫ال َّنبِ ِّي ﷺ‪ِ ،‬فيما َي ْح ِكي َع ْن َر ِّب ِه َع َّز َ‬
‫وج َّل‪،‬‬
‫َق َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ال‪ :‬ال َّل ُه َّم‬ ‫َ‬
‫«أ ْذ َن َب َع ْبدٌ َذ ْن ًبا‪َ ،‬ف َق َ‬
‫بار َك‬‫ال َت َ‬ ‫ْاغ ِف ْر لِي َذنْبي‪َ .‬ف َق َ‬
‫َو َتعا َلى‪َ :‬أ ْذ َن َب َع ْب ِدي َذ ْن ًبا‪َ ،‬ف َع ِل َم‬
‫الذن َْب‪َ ،‬و َي ْأ ُخ ُذ‬ ‫أن َل ُه َر ًّبا‪َ ،‬يغْ ِف ُر َّ‬ ‫َّ‬
‫ال‪َ :‬أ ْي‬ ‫بِه‪ُ .‬ث َّم َعا َد َف َأ ْذ َن َب‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ار َك‬ ‫ال َت َب َ‬ ‫َر ِّب‪ْ ،‬اغ ِف ْر لِي َذنْبي‪َ .‬ف َق َ‬
‫و َتعالى‪َ :‬ع ْب ِدي َأ ْذ َن َب َذ ْن ًبا‪َ ،‬ف َع ِل َم‬
‫الذن َْب‪ ،‬و َي ْأ ُخ ُذ‬ ‫َأ َّن َل ُه َر ًّبا َيغْ ِف ُر َّ‬
‫ال‪َ :‬أ ّي‬ ‫بِ ِه‪ُ .‬ث َّم َعا َد َف َأ ْذ َن َب‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ار َك‬ ‫ال َت َب َ‬ ‫َر ِّب‪ْ ،‬اغ ِف ْر لِي َذنْبي‪َ .‬ف َق َ‬
‫عالى‪َ :‬أ ْذ َن َب َع ْب ِدي َذ ْن ًبا‪َ ،‬ف َع ِل َم‬
‫َو َت َ‬
‫الذن َْب‪ ،‬و َي ْأ ُخ ُذ‬ ‫َأ َّن َل ُه َر ًّبا‪َ ،‬يغْ ِف ُر َّ‬
‫ْب‪ْ .‬اع َم ْل َما ِش ْئ َت‪َ ،‬ف َق ْد‬ ‫َّ‬
‫بالذن ِ‬
‫َغ َف ْر ُت َل َك»‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫(وك َذ َ‬
‫لك ال ُب َخا ِر ُّي)‪.‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ الرَّاب ِ ُع وَال َّث اَلثُو َن‬


‫ال‪َ :‬س ِم ْع ُت َر ُس َ‬
‫ول‬ ‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫س‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬‫َع ْن َأ َن ٍ‬
‫الله ﷺ َي ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬
‫الله َت َعا َلى‪َ :‬يا ا ْب َن آ َد َم‪،‬‬
‫ال ُ‬ ‫« َق َ‬
‫إِ َّن َك َما َد َع ْو َتني َو َر َج ْو َتنِي‪،‬‬
‫ان ِم ْن َك‬ ‫َغ َف ْر ُت َل َك َع َلى َما َك َ‬
‫ال ُأبالِي‪ .‬يا ا ْب َن آ َد َم‪َ :‬ل ْو‬ ‫َو َ‬
‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫ـان َّ‬ ‫نــ َ‬‫ــت ُذ ُنو ُب َك َع َ‬ ‫َب َل َغ ْ‬
‫اس َتغْ َف ْر َتني‪َ ،‬غ َف ْر ُت َل َك‪َ .‬يا‬ ‫ُث َّم ْ‬
‫ا ْب َن آ َد َم‪ :‬إِ َّن َك َل ْو َأ َت ْي َتني بِ ُق ِ‬
‫راب‬
‫ض َخ َطايا ُث َّم َل ِقي َتني َ‬
‫ال‬ ‫َ‬
‫األ ْر ِ‬
‫تُشْ ِر ُك بِي َشيئًا‪َ ،‬‬
‫ألتْي ُت َك بِ ُق َرابِها‬ ‫ْ‬
‫َمغْ ِف َر ًة»‪.‬‬
‫لك َأمحدُ ) َ‬
‫وسنَدُ ُه َح َس ٌن‪.‬‬ ‫َر َوا ُه الترِّ ِم ِذ ُّي َ‬
‫(وك َذ َ‬

‫ انظر األلباين‪« :‬األحاديث الصحيحة» حديث رقم‬


‫‪ .127‬جـ‪ 1‬ص ‪ 39‬ـ النووي‪« :‬رياض الصاحلني» باب‬
‫االستغفار‪ .‬حديث ‪ .1876‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ خْالَا ِم ُ‬


‫س وَال َّث اَلثُو َن‬
‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ول الله ﷺ‬ ‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫ال‪:‬‬‫َق َ‬

‫ارك َوتعا َلى‪،‬‬ ‫تنز ُل َر ُّبنا‪َ ،‬ت َب َ‬ ‫« َي َّ‬


‫حين‬
‫ماء الدُّ نْيا‪َ ،‬‬ ‫ُك َّل َل ْي َل ٍة إِلى َس ِ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َي ْب َقى ُث ُل ُث ال َّل ْي ِل ِ‬
‫اآلخ ُر‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬
‫يب َله؟ َم ْن‬ ‫َم ْن َي ْد ُعوني َفأ ْس َت ِج َ‬
‫َي ْس َأ ُلني َف ُأ ْع ِط َي ُه؟ َم ْن َي ْس َتغْ ِف ُرني‬
‫َف َأ ْغ ِف َر َل ُه؟»‪.‬‬
‫(وك َذلِ َك ُم ْس ِل ٌم و َمالِ ُك َوال ِّت ْر ِم ِذ ُّي‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫وأ ُبو َداو َد)‪.‬‬ ‫َ‬

‫لم ْس ِل ٌم َزيِا َد ٌة‪:‬‬ ‫وفي ِر َو ٍ‬


‫اية ُ‬
‫كذلِك َح َّتى ُي ِضي َء‬ ‫« َفال َي ُ‬
‫زال َ‬
‫ال َف ْج ُر»‪.‬‬
‫* * *‬

‫س وال َّث اَلثُو َن‬ ‫احلَ ِديثُ َّ‬


‫السادِ ُ‬
‫س‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن ال َّنبِ ِّ‬
‫يﷺ‬ ‫َع ْن َأ َن ٍ‬
‫َق َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ون َي ْو َم‬ ‫الـم ْؤ ِم ُن َ‬
‫ُ‬ ‫« َي ْج َت ِم ُع‬
‫اس َتشْ َف ْعنا‬ ‫ون‪َ :‬ل ِو ْ‬ ‫الق َيا َم ِة‪َ ،‬ف َي ُقو ُل َ‬‫ِ‬
‫ون‪:‬‬ ‫إِلى َر ِّبنا‪َ .‬ف َي ْأ ُت َ‬
‫ون آ َد َم‪َ ،‬ف َي ُقو ُل َ‬
‫اس‪َ ،‬خ َل َق َك ُ‬
‫الله‬ ‫َأن َْت َأبو ال َّن ِ‬
‫بِ َي ِد ِه‪َ ،‬و َأ ْس َجدَ َل َك َمالئِ َك َت ُه‪،‬‬
‫َو َع َّل َم َك َأ ْسما َء ُك ِّل َش ْي ٍء‪،‬‬
‫فاش َف ْع َلنا ِع ْندَ َر ِّب َك‪َ ،‬ح َّتى‬ ‫ْ‬
‫ول‪:‬‬ ‫يحنا ِم ْن َم َكانِنا َهذا‪َ .‬ف َي ُق ُ‬ ‫ُي ِر َ‬
‫يذ ُك ُر َذ ْن َب ُه‪،‬‬ ‫َاك ْم ـ َو ْ‬ ‫َل ْس ُت ُهن ُ‬
‫وحا؛ فإِ َّن ُه‬ ‫َف َي ْس َت ْحيي ـ ا ْئ ُتوا ُن ً‬
‫الله إِلى َأ ْه ِل‬ ‫ول َب َع َث ُه ُ‬ ‫َأ َّو ُل َر ُس ٍ‬
‫ول‪َ :‬ل ْس ُت‬ ‫األ ْرض‪َ .‬ف َي ْأ ُتو َن ُه‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬ ‫َ‬
‫ويذ ُك ُر ُسؤا َل ُه َر َّب ُه َما‬ ‫َاك ْم ـ ْ‬ ‫ُهن ُ‬
‫س َل ُه بِ ِه ِع ْل ٌم‪َ ،‬ف َي ْس َت ْحيي ـ‬ ‫َل ْي َ‬
‫الر ْحمن‪.‬‬ ‫ليل َّ‬ ‫ول‪ :‬ا ْئ ُتوا َخ َ‬ ‫َف َي ُق ُ‬
‫ول‪َ :‬ل ْس ُت ُهن ُ‬
‫َاك ْم‪،‬‬ ‫َف َي ْأ ُتو َن ُه‪َ ،‬ف ُيق ُ‬
‫وسى‪َ ،‬ع ْبدً ا َك َّل َم ُه ُ‬
‫الله‪،‬‬ ‫ا ْئ ُتوا ُم َ‬
‫ول‪:‬‬ ‫وأ ْع َطا ُه ال َّت ْورا َة‪َ .‬ف َي ْأ ُتو َن ُه‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬‫َ‬
‫س‬ ‫ناك ْم ـ َو َي ْذ ُك ُر َق ْت َل ال َّن ْف ِ‬‫َل ْس ُت ُه ُ‬
‫وح َّر َّب ُه‬‫﴿و َنا َدى ُن ٌ‬
‫ إشارة إىل مفهوم قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لحْ‬ ‫َ‬
‫إن َو ْعدَ ك ا ُّق َوأن َْت‬ ‫أهيل َو َّ‬ ‫إن ا ْبني ِم ْن ْ‬ ‫ال َر َّب َّ‬ ‫َف َق َ‬
‫س ِم ْن ِ‬
‫أهل َك إ َّن ُه‬ ‫وح إ َّن ُه َل ْي َ‬
‫ال َيا ُن ُ‬ ‫اكمنيَ * َق َ‬ ‫َأ ْح َك ُم َ‬
‫احل ِ‬
‫س َل َك بِ ِه ِع ْل ُم إنّى‬ ‫َع َم ٌل َغيرْ ُ َصالِ ٍح فال َت ْسأ ْل ِن َما َل ْي َ‬
‫اهلنيَ ﴾ (هود‪.)46 ،45 :‬‬ ‫اجل ِ‬
‫ون ِم َن َ‬‫أن َت ُك َ‬
‫أع ُظ َك ْ‬ ‫ِ‬
‫ أي‪ :‬إبراهيم عليه السالم‪ .‬‬
‫س‪َ ،‬ف َي ْس َت ْحيي ِم ْن‬ ‫بِ َغ ْي ِر َن ْف ٍ‬
‫يسى‪،‬‬ ‫ــول‪ :‬ا ْئ ُتــوا ِع َ‬ ‫َر ِّب ِه ـ َف ُيق ُ‬
‫الله َو َر ُسو َل ُه‪َ ،‬و َك ِلم َة ِ‬
‫الله‬ ‫عبــدَ ِ‬ ‫ْ‬
‫ــه‪َ ،‬ف َي ُق ُ‬
‫ــول‪:‬‬ ‫ــه‪َ .‬ف َي ْأ ُتو َن ُ‬
‫وح ُ‬ ‫َو ُر َ‬
‫مح َّمـدً ا‪،‬‬ ‫ناك ْم‪ ،‬ا ْئ ُتـوا ُ‬ ‫ـت ُه ُ‬ ‫َل ْس ُ‬
‫الله َل ُه َما َت َقدَّ َم‬
‫عبدً ا َغ َف َر ُ‬ ‫ـﷺـ ْ‬
‫ِم ْن َذ ْنبِ ِه َو َما َت َأ َّخ َر‪َ .‬ف َي ْأ ُتو َننِي‪،‬‬
‫َف َأن َْط ِل ُق َح َّتى َأ ْس َت ْأ ِذ َن َع َلى َر ِّبي‬
‫َف ُي ْؤ َذ ُن‪ .‬فإِذا َر َأ ْي ُت َر ِّبي َو َق ْع ُت‬
‫الله‪ُ ،‬ث َّم‬
‫َساجدً ا‪َ ،‬ف َيدَ ُعني َما َشا َء ُ‬
‫ إشارة إىل قتل موسى عليه السالم رج ً‬
‫ال من عدوه‬
‫كان يقتتل مع رجل من شيعته (القصص‪.)16 ،15 :‬‬
‫وس ْل ُت ْع َط ُه‪،‬‬ ‫ال‪ْ :‬ار َف ْع َر ْأ َس َك‪َ ،‬‬ ‫ُي َق ُ‬
‫واش َف ْع ُت َش َّف ْع‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َو ُق ْل ُي ْس َم ْع‪،‬‬
‫َف َأ ْر َف ُع َر ْأسي‪َ ،‬ف َأ ْح َمدُ ُه بِ َت ْح ٍ‬
‫ميد‬
‫يحدُّ لِي‬ ‫يه‪ُ .‬ث َّم َأ ْش َف ُع‪َ ،‬ف ُ‬ ‫ُي َع ِّل ُمنِ ِ‬
‫ود‬‫الج َّن َة‪ُ .‬ث َّم َأ ُع ُ‬ ‫َحدًّ ا‪ُ ،‬فأ ْد ِخ ُل ُه ُم َ‬
‫إِ ْلي ِه‪ ،‬فإِذا َر َأ ْي ُت َر ِّبي ( َف َأ َق ُع‬
‫ساجدً ا) ِم ْث َل ُه‪ُ ،‬ث َّم َأ ْش َف ُع َف َي ُحدُّ‬
‫ِ‬
‫الج َّن َة‪ُ .‬ث َّم‬‫لِي َحدًّ ا‪َ ،‬ف ُأ ْد ِخ ُل ُه ُم َ‬
‫الرابع َة‪،‬‬ ‫ود َّ‬ ‫ود الثالِث َة‪ُ ،‬ث َّم َأ ُع ُ‬ ‫َأ ُع ُ‬
‫  ما بني القوسني مضاف من رواية أخرى للبخاري‬
‫(كتاب الرقاق‪ :‬باب صفة اجلنة والنار)‪ .‬لتوضيح‬
‫السياق‪ .‬واملعنى أن الرسول ﷺ يقع ساجدً ا مثلام صنع‬
‫من قبل‪.‬‬
‫ال َم ْن‬ ‫ول‪َ :‬ما َب ِقي في ال َّنا ِر إِ َّ‬
‫فأ ُق ُ‬
‫وو َجب ع َل ْي ِه‬ ‫الق ْر ُ‬
‫آن‪َ ،‬‬ ‫َح َب َس ُه ُ‬
‫الخ ُل ُ‬
‫ود»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫(وك َذلِ َك ُم ْس ِل ٌم َوال ِّت ْر ِم ِذ ُّي ُ‬
‫وابن‬ ‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫اجة)‪.‬‬ ‫َم َ‬
‫وفي ِر َواية ُأ ْخرى لل ُب َخا ِر ِّي ِز َياد ٌة هي‪:‬‬
‫ال ال َّنبِ ُّي ﷺ‪َ :‬ي ْخ ُر ُج ِم َن‬ ‫َق َ‬
‫الله‪،‬‬
‫ال ُ‬ ‫ال‪َ :‬‬
‫ال إِل َه إِ َّ‬ ‫ال َّنار َم ْن َق َ‬
‫ان ِفي َق ْلبِ ِه ِم َن َ‬
‫الخيِ ْر َما َي ِز ُن‬ ‫وك َ‬‫َ‬
‫َش ِعير ًة‪ُ ،‬ث َّم َي ْخ ُر ُج ِم َن ال َّنا ِر َم ْن‬
‫ُ‬
‫القرآن»‪ ،‬يعني‬ ‫ قال أبو عبد اهلل ال ُب َخا ِر ُّي‪« :‬إال من حبسه‬
‫ين ِفيها﴾‪.‬‬
‫﴿خالِ ِد َ‬‫قول اهلل تعاىل‪َ :‬‬
‫كان ِفي‬ ‫الله‪َ ،‬و َ‬ ‫ال ُ‬ ‫ال إِل َه إِ َّ‬ ‫ال‪َ :‬‬‫َق َ‬
‫َق ْلبه ِم َن َ‬
‫الخ ْي ِر َما َي ِز ُن ُب َّر ًة‪ُ ،‬ث َّم‬
‫ال‪َ :‬‬
‫ال إِل َه‬ ‫َي ْخ ُر ُج ِم َن ال َّنا ِر َم ْن َق َ‬
‫ان ِفي َق ْلبِه ما َي ِز ُن‬ ‫الله‪َ ،‬و َك َ‬ ‫ال ُ‬ ‫إِ َّ‬
‫ِم َن َ‬
‫الخ ْي ِر َذ ّر ًة»‪.‬‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ َّ‬


‫الساب ِ ُع وَال َّث اَلثُو َن‬
‫َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ول ِ‬
‫الله ﷺ‪:‬‬ ‫َق َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫الله‪َ :‬أ ْعدَ ْد ُت لِ ِعبادي‬ ‫ال ُ‬ ‫« َق َ‬
‫ال َع ْي ٌن َر َأ ْت‪،‬‬ ‫الص ِ‬
‫الحيِ َن َما َ‬ ‫َّ‬
‫ال َخ َط َر‬ ‫ال ُأ ُذ ٌن َس ِم َع ْت‪َ ،‬و َ‬ ‫َو َ‬
‫رءوا إِ ْن‬‫ب َب َش ٍر»‪ .‬فا ْق ُ‬ ‫َع َلى َق ْل ِ‬
‫ال َت ْع َل ُم َن ْف ٌس َّما‬ ‫ِش ْئ ُت ْم‪َ ﴿ :‬ف َ‬
‫ُأ ْخ ِف َى َل ُهم ِم ْن ُق َّر ِة َأ ْع ُين﴾ٍ‪.‬‬
‫اجة‪.‬‬ ‫وم ْس ِل ٌم َوالترِّ ِْم ِذ ُّي ُ‬
‫وابن َم َ‬ ‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي ُ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ ال َّثا ِم ُن وال َّث اَلثُو َن‬


‫َع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬
‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ع ْن َر ُسول ِ‬
‫الله‬
‫ال‪:‬‬ ‫ﷺ َق َ‬

‫الج َّن َة َوال َّن َ‬


‫ار‪،‬‬ ‫« َل َّما َخ َلقَ ُ‬
‫الله َ‬
‫  هذه اجلملة «فاقرءوا إن شئتم» من كالم أيب هريرة‬
‫كام ورد يف رواية أخرى للبخاري‪.‬‬
‫ السجدة‪.17 :‬‬
‫ال‪:‬‬ ‫يل إِلى الج َّن ِة‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫َأ ْر َس َل ِج ْب ِر َ‬
‫ان ُْظ ْر إِ ْلي َها‪ ،‬وإِلى ما َأ ْعدَ ْد ُت‬
‫أل ْه ِلها ِفيها‪َ .‬قال‪َ :‬ف َجا َء َها َو َن َظ َر‬ ‫َ‬
‫أل ْه ِل َها‬‫الله َ‬
‫إِ ْلي َها َوإِلى َما َأعدَّ ُ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ِفيها‪َ .‬قال‪َ :‬ف َر َج َع إِ ْلي ِه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال َي ْس َم ُع بِها َأ َحدٌ‬ ‫َف َو ِع َّزتِ َك َ‬
‫ال َد َخلها‪َ .‬ف َأ َم َر بِها َف ُح َّف ْت‬ ‫إِ َّ‬
‫ال‪ْ :‬ار ِج ْع إِ ْليها‪،‬‬ ‫الم َكا ِر ِه‪َ ،‬ف َق َ‬
‫بِ َ‬
‫أل ْه ِلها‬ ‫فان ُْظر إِلى َما َأ ْعدَ ْد ُت َ‬
‫ْ‬
‫ال‪َ :‬ف َر َجع إِ َل ْيها‪ ،‬فإِذا‬ ‫ِفيها‪َ .‬ق َ‬
‫الم َكا ِر ِه‪َ ،‬ف َر َج َع‬‫ِه َي َق ْد ُح َّف ْت بِ َ‬
‫ال‪َ :‬و ِع َّزتِ َك َل َق ْد ِخ ْف ُت‬ ‫إِ ْلي ِه‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال‪ :‬ا ْذ َه ْب‬ ‫ال َي ْد ُخ َلها َأ َحدٌ ‪َ .‬ق َ‬‫َأ ْن َ‬
‫إِلى ال َّنا ِر َفان ُْظ ْر إِ ْليها‪ ،‬وإِلى َما‬
‫أل ْه ِلها ِفيها‪ .‬فإِذا ِهي‬ ‫َأ ْعدَ ْد ُت َ‬
‫َي ْر َك ُب َب ْع ُضها َب ْع ًضا‪َ ،‬ف َر َج َع‬
‫ال‪َ :‬و ِع َّزتِ َك َ‬
‫ال َي ْس َم ُع بِها‬ ‫إِ ْلي ِه‪َ ،‬ف َق َ‬
‫َأ َحدٌ َف َي ْد ُخ َلها‪َ .‬فأ َمر بِها َف ُح َّف ْت‬
‫ات‪َ ،‬ف َقال‪ْ :‬ار ِج ْع إِ ْليها‪.‬‬ ‫الش َه َو ِ‬ ‫بِ َّ‬
‫ال‪َ :‬و ِع َّزتِ َك َل ْ‬
‫قد‬ ‫َف َر َج َع إِ َل ْيها‪َ .‬ف َق َ‬
‫ال َي ْن ُج َو ِم ْنها َأ َحدٌ‬
‫أن َ‬ ‫يت ْ‬ ‫َخ ِش ُ‬
‫ال َد َخ َلها»‪.‬‬ ‫إِ َّ‬
‫حديث َح َس ٌن َص ِح ْي ٌح‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫رم ِذ ُّي وقال‪:‬‬‫َر َوا ُه ال ِّت ِ‬
‫(وك َذلِ َك أبو َداو َد وال َّن َسائِ ُّي)‪.‬‬
‫َ‬
‫احلَ ِديثُ ال َّت ِ‬
‫اس ُع وال َّث اَلثُو َن‬
‫ري‪َ ،‬ر ِض َي الله َع ْن ُه‪َ ،‬ع ِن‬ ‫َع ْن َأبي َس ٍ‬
‫عيد ا ْل ُخدْ ّ‬
‫ال َّنبِ َّي ﷺ َق َ‬
‫ال‪:‬‬
‫الج َّن ُة وال َّن ُار‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫«اح َت َّج ِ‬
‫ْ‬
‫الت ال َّن ُار‪ِ :‬ف َّي ا ْل َج ّب َ‬
‫ارون‬ ‫َف َق ِ‬
‫الت ا َلج َّن ُة‪:‬‬ ‫رون‪َ .‬و َق ِ‬ ‫متك ِّب َ‬ ‫وا ُل َ‬
‫اس و َمساكي ُن ُه ْم‪.‬‬ ‫فاء ال َّن ِ‬ ‫ِف َّي ُض َع ُ‬
‫الج َّن ُة‬
‫ك َ‬ ‫الله َب ْين َُهما‪ :‬إِ َّن ِ‬
‫َف َق َضى ُ‬
‫شاء‪،‬‬ ‫ك َم ْن َأ ُ‬ ‫َر ْحمتِي‪َ ،‬أ ْر َح ُم بِ ِ‬
‫عذ ُب‬ ‫ك ال َّن ُار َعذابِي‪ُ ،‬أ ِّ‬ ‫وإِ َّن ِ‬
‫شاء‪َ ،‬ولِ ِك َل ْي ُكما َع َل َّي‬ ‫ك َم ْن َأ ُ‬ ‫بِ ِ‬
‫ِم ْلؤُ ها»‪.‬‬
‫(وك َذلِ َك ال ُب َخا ِر ُّي َوالترِّ ِْم ِذ ُّي)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ُم ْس ِل ٌم َ‬
‫* * *‬

‫احلَ ِديثُ األَرْب َ ُعو َن‬


‫الله َع ْن ُه‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ري‪َ ،‬ر ِض َي ُ‬ ‫يد ُ‬
‫الخدْ ّ‬ ‫َع ْن َأبي َس ِع ٍ‬
‫َق َ‬
‫ال ال َّنبِ ُّي ﷺ‪:‬‬
‫الج َّن ِة‪َ :‬يا‬
‫أل ْه ِل َ‬ ‫قول َ‬
‫«إن الل َه َي ُ‬ ‫َّ‬
‫َأ ْه َل َ‬
‫الج َّن ِة‪َ .‬ف َي ُقولون‪َ :‬ل َّب ْي َك َر َّبنا‬
‫والخ ْي ُر في َيدَ ْي َك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وس ْعدَ ْي َك‪،‬‬ ‫َ‬
‫ول‪َ :‬ه ْل َرضيِ ُتم؟ َف َي ُق َ‬
‫ولون‪:‬‬ ‫َف َي ُق ُ‬
‫ال ْنر َضى َيا َر ِّب‪َ ،‬و َق ْد‬ ‫َوما َلنا َ‬
‫لم ُت ْع ِط َأ َحدً ا ِم ْن‬ ‫َ‬
‫أ ْع َط ْي َتنا َما ْ‬
‫يك ْم‬‫ول‪َ :‬أال ُأ ْع ِط ُ‬ ‫َخ ْل ِق َك‪َ .‬ف َي ُق ُ‬
‫ون‪ :‬يا‬ ‫َأ ْف َض َل ِم ْن َذلِ َك؟ َف َي ُقو ُل َ‬
‫شيء َأ ْف َض ُل ِم ْن َذلِك؟‬ ‫ٍ‬ ‫وأي‬
‫َر ِّب ُّ‬
‫ول‪ُ :‬أ ِح ُّل ع َل ْي ُك ْم ِر ْضواني‪،‬‬ ‫َف ُيق ُ‬
‫ليك ْم َب ْعدَ ُه َأبدً ا»‪.‬‬
‫َفال َأ ْس َخ ُط َع ُ‬
‫(وك َذلِ َك ُم ْس ِل ٌم َوالترِّ ِْم ِذ ُّي)‪.‬‬
‫َر َوا ُه ال ُب َخا ِر ُّي َ‬
‫* * *‬

You might also like