You are on page 1of 352

1

‫ملة أقلم الثقافية‬

http://www.aklaam.com
‫‪2‬‬

‫ديــــوان الــــشــــاعــــــر‬

‫أحــــمــــد مـــــطـــــر‬

‫هذه الجموعة الشعرية‬

‫ل تثل ديوان حقيقي للشاعر أحد مطر وإنا هي ماولة لمع شتات قصائد‬
‫هذا الشاعر الُبدع ف ديوان واحد ليسهل الطلع عليها ولفظها لعشاق‬
‫أشعار أحد مطر ول أقول أنن استطعت أن أضع ف هذا الديوان جيع‬
‫القصائد الت صدرت عن الشاعر ولكنن قد جعت أكب قدرٍ منها وهو ما‬
‫يعادل ‪ %95‬تقريبا من عشرة دواوين أصدرها الشاعر أحد مطر‬
‫‪3‬‬

‫نبذة عن الشاعر‬

‫البنيـن والبنات‪ ،‬ف‬ ‫* ولد أحد مطر ف مطلع المسينات‪ ،‬ابنا رابعا بي عشرة أخوة من‬
‫قرية ( ا لتنو مه )‪ ،‬إحدى نواحي (شط العرب) ف البصرة‪ .‬وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن‬
‫تنتقل أسرته‪ ،‬وهو ف مرحلة الصبا‪ ،‬لتقيم عب النهر ف ملة الصمعي‪.‬‬
‫وكان لتنو نه تأثي واضح ف نفسه‪ ،‬فهي ‪-‬كما يصفها‪ -‬تنضح بساطة ورقّة وطيبة‪ ،‬مطرّزة‬
‫بالنار والداول والبساتي‪ ،‬وبيوت الطي والقصب‪ ،‬و ا شجار النخيل الت ل تكتفي بالحاطة‬
‫بالقرية‪ ،‬بل تقتحم بيوتا‪ ،‬وتدل سعفها الخضر واليابس ظللً ومراوح‪.‬‬
‫وف سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر‪ ،‬ول ترج قصائده الول عن نطاق الغزل‬
‫والرومانسية‪ ،‬لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بي السُلطة والشعب‪ ،‬فألقى بنفسه‪ ،‬ف‬
‫فترة مبكرة من عمره‪ ،‬ف دائرة النار‪ ،‬حيث ل تطاوعه نفسه على الصمت‪ ،‬ول على ارتداء‬
‫ثياب العرس ف الأت‪ ،‬فدخل العترك السياسي من خلل مشاركته ف الحتفالت العامة بإلقاء‬
‫قصائده من على النصة‪ ،‬وكانت هذه القصائد ف بداياتا طويلة‪ ،‬تصل إل أكثر من مائه بيت‪،‬‬
‫مشحونة بقوة عالية من التحريض‪ ،‬وتتمحور حول موقف الواطن من سُلطة ل تتركه ليعيش‪.‬‬
‫ول يكن لثل هذا الوقف أن ير بسلم‪ ،‬المر الذي إ ضـطـر الشاعر‪ ،‬ف النهاية‪ ،‬إل توديع‬
‫وطنه و مرا بع صباه والتوجه إل الكويت‪ ،‬هاربا من مطاردة السُلطة‪.‬‬
‫وف الكويت عمل ف جريدة (القبس) مررا ثقافيا‪ ،‬وكان آنذاك ف منتصف العشرينات من‬
‫عمره‪ ،‬حيث مضى يُدوّن قصائده الت أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألّ تتعدى موضوعا واحدا‪،‬‬
‫وإن جاءت القصيدة كلّها ف بيت واحد‪ .‬وراح يكتن هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته ف‬
‫مفكرته الشخصيّة‪ ،‬لكنها سرعان ما أخذت طريقها إل النشر‪ ،‬فكانت (القبس) الثغرة الت‬
‫أخرج منها رأسه‪ ،‬وباركت انطلقته الشعرية أل نتحا ريه‪ ،‬وسجّلت لفتاته دون خوف‪،‬‬
‫وساهت ف نشرها بي القرّاء‪.‬‬
‫وف رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلى‪ ،‬ليجد كلّ منهـما ف الخر توافقا‬
‫نفسيا واضحا‪ ،‬فقد كان كلها يعرف‪ ،‬غيبا‪ ،‬أن الخر يكره ما يكره ويب ما يب‪ ،‬وكثيا ما‬
‫كانا يتوافقان ف التعبي عن قضية واحدة‪ ،‬دون اتّفاق مسبق‪ ،‬إذ أن الروابط بينهـما كانت‬
‫تقوم على الصدق والعفوية والباءة وحدّة الشعور بالأساة‪ ،‬ورؤية الشياء بعي مردة صافية‪،‬‬
‫بعيدة عن مزا لق ال يد يو لوجيا‪.‬‬
‫وقد كان أحد مطر يبدأ الريدة بلفتته ف الصفحة الول‪ ،‬وكان ناجي العلى يتمها بلوحته‬
‫الكاريكاتيية ف الصفحة الخية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر‪ ،‬حيث أن لجته الصادقة‪ ،‬وكلماته الادة‪ ،‬ولفتاته‬
‫الصرية‪ ،‬أثارت حفيظة متلف السلطات العربية‪ ،‬تاما مثلما أثارتا ريشة ناجي العلى‪ ،‬المر‬
‫الذي أدى إل صدور قرار بـنـفـيهـما معا من الكويت‪ ،‬حيث ترافق أل ثنان من منفى إل‬
‫منفى‪ .‬وف لندن فَقـدَ أحد مطر صاحبه ناجي العلى‪ ،‬ليظل بعده نصف ميت‪ .‬وعزاؤه أن ناجي‬
‫مازال معه نصف حي‪ ،‬لينتقم من قوى الشر بقلمه‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ ،1986‬استقر أحد مطر ف لندن‪ ،‬ليُمضي العوام الطويلة‪ ،‬بعيدا عن الوطن مسافة‬
‫أميال وأميال‪ ،‬قريبا منه على مرمى حجر‪ ،‬ف صراع مع الني والرض‪ ،‬مُرسّخا حروف وصيته‬
‫ف كل لفتـة يرفعها‪.‬‬

‫شعـر الرقباء‬

‫فكرت بأن أكتب شعرا‬

‫ل يهدر وقت الرقباء‬

‫ل يتعب قلب اللفاء‬

‫ل تشى من أن تنشره‬
‫‪5‬‬

‫كل وكالت النباء‬

‫ويكون بل أدن خوف‬

‫ف حوزة كل القراء‬

‫هيأت لذلك أقلمي‬

‫ووضعت الوراق أمامي‬

‫وحشدت جيع الراء‬

‫ث‪ ..‬بكل رباطة جأش‬

‫أودعت الصفحة إمضائي‬

‫وتركت الصفحة بيضاء!‬

‫راجعت النص بإمعان‬

‫فبدت ل عدة أخطاء‬

‫قمت بك بياض الصفحة‪..‬‬

‫واستغنيت عن المضاء!‬
‫‪6‬‬

‫ولة الرض‬
‫هو من يبتدئ اللق‬

‫وهم من يلقون الاتات!‬

‫هو يعفو عن خطايانا‬

‫وهم ل يغفرون السنات!‬

‫هو يعطينا الياة‬

‫دون إذلل‬

‫وهم‪ ،‬إن فاتنا القتل‪،‬‬

‫ينون علينا بالوفاة!‬

‫شرط أن يكتب عزرائيل‬

‫إقرارا بقبض الروح‬

‫بالشكل الذي يشفي غليل السلطات!‬

‫**‬
‫هم ييئون بتفويض إلي‬

‫وإن نن ذهبنا لنصلي‬

‫للذي فوضهم‬
‫‪7‬‬

‫فاضت علينا الطلقات‬

‫واستفاضت قوة المن‬

‫بتفتيش الرئات‬

‫عن دعاء خائن متبئ ف ا لسكرا ت‬

‫و بر فع ا لـبصـما ت‬

‫عن أمانينا‬

‫وطارت عشرات الطائرات‬

‫لعتقال الصلوات!‬

‫**‬
‫ربنا قال‬

‫بأن الرض مياث ا لـتـقـا ة‬

‫فاتقينا وعملنا الصالات‬

‫والذين انغمسوا ف الوبقات‬

‫سرقوا مياثنا منا‬

‫ول يبقوا منه‬

‫سوى العتقلت!‬
‫‪8‬‬

‫**‬
‫طفح الليل‪..‬‬

‫وماذا غي نور الفجر بعد الظلمات؟‬

‫حي يأت فجرنا عما قريب‬

‫يا طغاة‬

‫يتمن خيكم‬

‫لو أنه كان حصاة‬

‫أو غبارا ف الفلة‬

‫أو بقايا بعـرة ف أست شاة‪.‬‬

‫هيئوا كشف أمانيكم من الن‬

‫فإن الفجر آت‪.‬‬

‫أظننتم‪ ،‬ساعة السطو على الياث‪،‬‬

‫أن الق مات؟!ل!!‬

‫ورثة إبليس‬

‫وجوهكم أقنعة بالغة الرونة‬


‫‪9‬‬

‫طلؤها حصافة‪ ،‬وقعرها رعونة‬

‫صفق إبليس لا مندهشا‪ ،‬وباعكم فنونه‬

‫"‪.‬وقال ‪ " :‬إن راحل‪ ،‬ما عاد ل دور هنا‪ ،‬دوري أنا أنتم ستلعبونه‬

‫ودارت الدوار فوق أوجه قاسية‪ ،‬تعدلا من تتكم ليونة ‪،‬‬

‫فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ‪،‬‬

‫لكنكم ترون ألف قرعة لن ينام دونه‬

‫وغاية الشونة ‪،‬‬

‫أن تندبوا ‪ " :‬قم يا صلح الدين ‪ ،‬قم " ‪ ،‬حت اشتكى مرقده من حوله العفونة ‪،‬‬

‫كم مرة ف العام توقظونه ‪،‬‬

‫كم مرة على جدار الب تلدونه ‪،‬‬

‫أيطلب الحياء من أمواتم معونة ‪،‬‬

‫دعوا صلح الدين ف ترابه واحترموا سكونه ‪،‬‬

‫لنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه‬


‫‪10‬‬
‫أعوام الصام‬
‫طول أعوام الصام‬

‫ل نكن نشكو الصام‬

‫ل نكن نعرف طعم الفقد‬

‫أو فقد الطعام‪.‬‬

‫ل يكن يضطرب المن من الوف‪،‬‬

‫ول يشي إل اللف المام‪.‬‬

‫كل شيء كان كالساعة يري‪ ...‬بانتظام‬

‫هاهنا جيش عدو جاهز للقتحام‪.‬‬

‫وهنا جيش نظام جاهز للنتقام‪.‬‬

‫من هنا نسمع إطلق رصاص‪..‬‬

‫من هنا نسمع إطلق كلم‪.‬‬

‫وعلى اللحني كنا كل عام‬

‫نول الزاد على روح شهيد‬

‫وننام‪.‬‬

‫وعلى غي انتظار‬

‫زُوجت صاعقة الصلح‬


‫‪11‬‬

‫بزلزال الوئام!‬

‫فاستنرنا بالظلم‪.‬‬

‫واغتسلنا با لسُخا م‪.‬‬


‫واحتمينا بالِمام!‬

‫وغدونا بعد أن كنا شهودا‪،‬‬

‫موضعا لل تا م‪.‬‬

‫وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضا‬

‫لكي يذبنا جيش النظام!‬

‫أقبلي‪ ،‬ثانية‪ ،‬أيتها الرب‪..‬‬

‫لنحيا ف سلم!‬
‫الثـة‬

‫ف مقلب المامة ‪،‬‬

‫رأيت جثة لا ملمح العراب ‪،‬‬

‫تمعت من حولا النسور والذباب ‪،‬‬

‫وفوقها علمة ‪،‬‬

‫تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة‬


‫‪12‬‬
‫دمعة على جثمان الرية‬

‫أنا ل أ كتب الشعار فالشعار تكتبن ‪،‬‬

‫أريد الصمت كي أحيا‪ ،‬ولكن الذي ألقاه ينطقن ‪،‬‬

‫ول ألقى سوى حزن‪ ،‬على حزن‪ ،‬على حزن ‪،‬‬

‫أأكتب أنن حي على كفن ؟‬

‫أأكتب أنن حر‪ ،‬وحت الرف يرسف بالعبودية ؟‬

‫لقد شيعت فاتنة‪ ،‬تسمى ف بلد العرب تريبا ‪،‬‬

‫وإرهابا‬

‫وطعنا ف القواني اللية ‪،‬‬

‫ولكن اسها وال ‪، ...‬‬

‫لكن اسها ف الصل حرية‬

‫السلطان الرجيم‬

‫شيطان شعري زارن فجن إذ رآن‬

‫أطبع ف ذاكرت ذاكرة النسيان‬


‫‪13‬‬

‫وأعلن الطلق بي لجت ولجت ‪،‬‬

‫وأنصح الكتمان بالكتمان ‪،‬‬

‫قلت له ‪ " :‬كفاك يا شيطان ‪،‬‬

‫فإن ما لقيته كفان ‪،‬‬

‫إياك أن تفر ل مقبت بعول الوزان‬

‫فأطرق الشيطان ث اندفعت ف صدره حرارة اليان‬

‫وقبل أن يوحي ل قصيدت ‪،‬‬

‫خط على قريت ‪، :‬‬

‫" أعوذ بال من السلطان "‬

‫الثور والظية‬

‫الثور فر من حظية البقر‪ ،‬الثور فر ‪،‬‬

‫فثارت العجول ف الظية ‪،‬‬


‫‪14‬‬

‫تبكي فرار قائد السية ‪،‬‬

‫وشكلت على الثر ‪،‬‬

‫مكمة ومؤتر ‪،‬‬

‫فقائل قال ‪ :‬قضاء وقدر ‪،‬‬

‫وقائل ‪ :‬لقد كفر‬

‫وقائل ‪ :‬إل سقـر ‪،‬‬

‫وبعضهم قال امنحوه فرصة أخية ‪،‬‬

‫لعله يعود للحظية ؛‬

‫وف ختام الؤتر ‪،‬‬

‫تقاسوا مربطه‪ ،‬وقسموا شعيه ‪،‬‬

‫وبعد عام وقعت حادثة مثية ‪،‬‬

‫ل يرجع الثور ‪ ،‬ولكن ذهبت وراءه الظية‬


‫‪15‬‬

‫هذه قصيدة جديدة قيلت ف ياسر عرفات‬

‫هـوّن عليك‬

‫ل عليك‬

‫ل َيضْع شيءٌ ‪..‬‬

‫وأصلً ل يَكُن شيءٌ لديكْ‬

‫ما الذي ضاعَ ؟‬

‫بساطٌ أحرٌ‬

‫أمْ مَخفرٌ‬

‫أمْ مَيْسِر ‪ ..‬؟‬

‫َهوّنْ عليك ‪..‬‬

‫عندنا منها كثيٌ‬

‫وسَنُزجي كُلّ ما فاضَ إليك ‪.‬‬

‫**********‬

‫َدوْلةٌ ‪..‬‬
‫‪16‬‬

‫أم ُرتَْبةٌ ‪..‬‬

‫أم هَيَْبةٌ ‪..‬؟‬

‫هون عليك‬

‫سَوفَ تُعطى دولةً‬

‫أرحَبَ ما ضُيّعَتْ‬

‫فابعَثْ إلينا بقاسي قدميك‬

‫وسَتُدعى مارشالً‬

‫و ُتغَطى بالنياشي‬

‫من الدولة حت أذنيك ‪..‬‬

‫********‬

‫الذين استُشهدوا‬

‫أم قُيْدوا‬

‫أم شُرّدوا ؟‬

‫هون عليك‬

‫كلهم ليس يُساوي ‪ ..‬شعرةً من شاربيك‬

‫بل لك العرفانُ من قُيدّوا ‪ ..‬حيثُ استراحوا ‪..‬‬


‫‪17‬‬

‫ولك المدُ فمَن قد شُرّدوا ‪ ..‬ف الرض ساحوا‬

‫ولك الشكر من القتلى ‪ ..‬على جنات خُلدٍ‬

‫دَخَـــــــلوهــــــا بِــــــــَيدَيكْ‬

‫*****************‬

‫أيّ شيءٍ ل يَضعِ‬

‫ما دامَ للتقبيل ف الدنيا وجودٌ‬

‫وعلى الرض خدود‬

‫تتمن نظرة من ناظريك‬

‫فإذا ننُ فقدنا ) القِـبْـ َلةَ الول (‬

‫فإن ) القُـبْ َلةَ الول ( لديك‬

‫وإذا هم سلبونا الرض والعرض‬

‫فيكفي‬

‫أنم ل يقدروا ‪ ..‬أن يسلبونا شفتيك‬

‫بارك ال وأبقى للمعال شفتيك !!!!‬


‫‪18‬‬

‫سوق الغنم‬

‫كل هذا يا حبيب كان ف سوق الغنم؟؟؟؟؟!!!!!‬

‫واهم ا نـتَ ول تعرف ما تعن القمم!!!‬

‫ما رأيت المع غاضب؟؟؟!!!‬

‫والعيون الم ‪..........‬ل ل ليس(شارب)‬

‫و ا لتنا هيت ا لغوا ضب‪...........‬ليس(هارب(‬

‫صوتوا للبيع هل من من يزود؟؟؟‬

‫ث قالوا لليهود‪..‬‬

‫ربح البيع فهيا بالنقود‪....‬‬

‫كل هذا كان ف سوق الغنم‬

‫كلـب الـوالـي‬

‫كلب والينا العظم‬

‫عظن اليوم ومات‬

‫فدعان حارس المن لعدم‬

‫عندما اثبت تقرير الوفاة‬


‫‪19‬‬

‫ا ن كلب السيد الوال تسمم‬

‫إن الشـنـوق أعـله‬


‫ما قبل البدايـة‬

‫كُنتُ ف ( الرّحـمِ ( حزينـا‬

‫دونَ أنْ أعرِفَ للحـزانِ أدن سَبَبِ !‬

‫ل أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ ُأمّـي‬

‫لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي‬

‫لْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !‬

‫آهِ ‪ ..‬لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري‬

‫كُنتُ قَطّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )‬

‫كُنتُ َنفّسْتُ بِنفسي وِبُأمّـي َغضَـب‬

‫خضَ ب‬
‫خَـوفَ أنْ تَم ُ‬

‫َخوْفَ أنْ ت ْقذِفَ ب ف الوَطَـنِ الُغتَ ِربِ‬

‫َخوْفَ أنْ تـحْـبـل مِن َبعْـدي ِبغَيْري‬

‫ثُـمّ يغـدو ‪ -‬دونَ ذنبٍ –‬


‫‪20‬‬

‫عَرَبيـا ‪ ..‬ف بِلدِ العَ َربِ !‬

‫التـان‬

‫ألبَسـون ُبرْدَةً َشفّافـةً‬

‫يَومَ الِتانْ ‪.‬‬

‫ُثمّ كانْ‬

‫بَـ ْدءُ تاريـخِ الَـوانْ !‬

‫َشفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي‪،‬‬

‫وف ِبضْـعِ ثَوانْ‬

‫ذَبَحـوا سِـرّي‬

‫وسـالَ ال ّدمُ ف حِجْـري‬

‫فَقـامَ الصّـوتُ مِـن كُلّ مَكانْ‬

‫أَلفَ مَبوكٍ‬

‫‪ ..‬وعُقب لِلّسـانْ !‬

‫مـلحوظــة‬

‫ترَكَ ال ّلصّ لنـا ملحوظَـةً‬


‫‪21‬‬

‫فَـوقَ الَصيْ‬

‫جاءَ فيها ‪:‬‬

‫َلعَـنَ ال ّل ُه المـي‬

‫لْ يَـ َدعْ شيئا لنا نسْرِقَـهُ‬

‫‪ ..‬إلّ الشّخـيْ !‬

‫مـشـاتـمـة‬
‫قال الصب للحمار‪ ( :‬يا غب )‪.‬‬

‫قال المار للصب‪:‬‬

‫( يا عرب ) !‬

‫كابـوس‬
‫الكابوس أمامي قائم‪.‬‬

‫ق ْم من نومكَ‬

‫لست بنائم‪.‬‬

‫ليس‪ ،‬إذن‪ ،‬كابوسا هذا‬

‫بل أنت ترى وجه الاكم !‬

‫بـدائــل‬
‫فَتَحـتْ شُبّاكَهـا جارتُنـا ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫فَتَحَـتْ قلـب أنـا ‪.‬‬

‫لْحــةٌ ‪..‬‬

‫واندََلعَـتْ نافـورةُ الشّمسِ‬

‫وغاصَ الغَـدُ ف المسِ‬

‫وقامَـتْ ضجّـةٌ صامِتـةٌ ما بينَنـا !‬

‫لـمْ نقُلْ شيئا ‪..‬‬

‫وقُلنـا كُلّ شيءٍ عِنـدَنا !‬

‫يا أباها ا لـمـؤ مِنـا‬

‫سالـتِ النّارُ من الشُبّاكِ‬

‫فافتَـحْ جَنّـةَ البابِ لَنـا ‪.‬‬

‫يا أباهـا إنّنـا ‪..‬‬

‫لَستُـمْ على مذهبِنـا ‪.‬‬

‫لكنّنـا ‪...‬‬

‫لسُتمْ ذوي جـاهٍ ول أهـلَ غِـن ‪.‬‬

‫ل ِكنّنـا ‪...‬‬

‫لسُتمْ تَليْقـونَ بِنـا ‪.‬‬


‫‪23‬‬

‫لكنّنـا ‪..‬‬

‫شَـرّفْتَنـا !‬

‫أُغلِـقَ البابُ ‪..‬‬

‫وظلّـتْ ف ْتحَـةُ الشّباكِ جُرحا فاغِـرا‬

‫ينـزِفُ أشـلءَ مُنـى‬

‫وخيالتِ انتِحـارٍ‬

‫ومواعيـدَ زِنــى !‬

‫صاحبـة الهالـة‬

‫مَـرّةً‪ ،‬فَكّـرتُ ف نشْرِ مَقالْ‬


‫‪24‬‬

‫عَـن مآسي ال حتِـل لْ‬

‫لجَـرِ العـزَلِ‬
‫عَـنْ دِفـاعِ ا َ‬

‫عَـن مدفَـعِ أربابٍ النّضـالْ !‬

‫َوعَـنِ ال ّطفْـلِ الّذي يُحـرَقُ ف الثّـورةِ‬

‫كي َيغْـرقَ ف الثّروةِ أشباهُ الرّجالْ !‬

‫**‬

‫قَلّبَ الَسئولُ أوراقـي‪ ،‬وَقالْ ‪:‬‬

‫إ جـتـنــبْ أيّ عِباراتٍ تُثيُ ا ل نفِعـا ل‬

‫مَثَـلً ‪:‬‬

‫َخفّـفْ ( مآسـي )‬

‫لِـمَ ل تَكتُبَ ) ماسـي ( ؟‬

‫أو ) مُواسـي (‬

‫أو ) أماسـي (‬

‫شَكْلُهـا الاضِـرُ إحراجٌ لصحابِ الكراسي !‬

‫إ احذ ِفِ ) العـزَلَ ( ‪..‬‬

‫فالعْـزلُ تريضٌ على عَـزلِ السّلطيِ‬


‫‪25‬‬

‫وَتَعريضٌ بَـطّ ال نعِـزا لْ !‬

‫إحـذ ِفِ ) الـدْ فَـعَ ( ‪..‬‬

‫كي َتدْفَـعَ عنكَ ال عتِقا لْ ‪.‬‬

‫نْـنُ ف مرحَلَـةِ السّلـمِ‬

‫وَقـدْ حُـ ّرمَ ف السّلمِ القِتالْ‬

‫إ حـذ ِفِ ) الربـابَ (‬

‫ل ربّ سِـوى الِ العَظيمِ الُتَعـالْ !‬

‫إحـذ ِفِ ) ال ّطفْـلَ ( ‪..‬‬

‫فل يَحسُـنُ خَلْطُ الِـدّ ف ُلعْبِ العِيالْ‬

‫إحـذ ِفِ ) الثّـورَةَ (‬

‫فالوطـانُ ف أفضَـلِ حالْ !‬

‫إحـذِ فِ ) الثّ ْروَةَ ( و ) الشبـاهَ (‬

‫ما كُلّ الذي يُعرفَ‪ ،‬يا هذا‪ ،‬يُقـالْ !‬

‫قُلتُ ‪ :‬إنّـي لستُ إبليسَ‬

‫وأنُتمْ ل يُجاريكُـمْ سِـوى إبليس‬

‫ف هذا الجـالْ ‪.‬‬


‫‪26‬‬

‫قالّ ل ‪ :‬كانَ هُنـا ‪..‬‬

‫لكنّـهُ ل َيتَأقلَـمْ‬

‫فاسَتقَـالْ !‬

‫الـمـنـشــق‬

‫أكثَرُ الشياءِ ف بَل َدتِنـا‬

‫الحـزابُ‬

‫والفَقْـرُ‬

‫وحالتُ الطّـلقِ ‪.‬‬

‫عِنـدَنا عشرَةُ أحـزابٍ ونِصفُ الِزبِ‬

‫ف كُلّ زُقــاقِ !‬

‫ُكلّهـا يسعـى إل نبْـذِ الشّقاقِ !‬


‫‪27‬‬

‫شقّ ف السّاعـةِ َشقّيِ‬


‫ُكلّها يَن َ‬

‫شقّيِ شَـقّانِ‬
‫ويَنشَـقّ على ال ّ‬

‫وَيَنشقّانِ عن َشقّيهِما ‪..‬‬

‫من أجـلِ تقيـقِ الوِفـاقِ !‬

‫َجمَـراتٌ تَتهـاوى شَـرَرا‬

‫والبَـ ْردُ بـاقِ‬

‫ُثمّ ل يبقـى لا‬

‫إلّ رمـادُ ا ل حتِـر ا قِ !‬

‫**‬

‫لَـمْ َيعُـدْ عنـدي رَفيـقٌ‬

‫َرغْـمَ أنّ البلـدَةَ اكتَظّتْ‬

‫بآلفِ الرّفـاقِ !‬

‫ولِـذا شَكّلتُ من نَفسـيَ حِزبـا‬

‫ثُـمّ إنّـي‬

‫‪ -‬مِثلَ كلّ النّاسِ –‬

‫أعلَنتُ عن الِـ ْزبِ انشِقاقي !‬


‫‪28‬‬

‫الغـر يـب‬

‫كُلّ ما ف َبلْـدَت‬

‫يَمـلُ قلـب بال َكمَـدْ ‪.‬‬

‫بَلْـدَت غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ‬

‫غُربَـةٌ مِن غَيِ حَـدْ‬

‫غُربَـةٌ فيها اللييـنُ‬

‫وما فيها أحَـدْ ‪.‬‬

‫غُربَـةٌ َموْصـوَلةٌ‬

‫تبـدأُ ف الَهْــدِ‬

‫ول عَـوْدَةَ منها ‪ ..‬للبَـدْ !‬

‫**‬

‫شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوت‬

‫فَتَسلّحـتُ بِصوتـي ‪:‬‬

‫أيّهـا الشّعـرُ َلقَـدْ طالَ ا َلمَـدْ‬


‫‪29‬‬

‫أهلَكَتن غُربَت ‪ ،‬يا أيّها الشّعرُ‪،‬‬

‫فكُـنْ أنتَ الَبلَـدْ ‪.‬‬

‫نَجّـن من بَلْـدَةٍ ل صوتَ يغشاها‬

‫سِـوى صوتِ السّكوتْ !‬

‫أهلُها موتى يَخافـونَ الَنايا‬

‫والقبورُ انتَش َرتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ‬

‫ماتَ حتّى الــوتُ‬

‫‪ ..‬والاكِـمُ فيها ل يـوتْ !‬

‫ذُرّ صوت‪ ،‬أيّها الشّعرُ‪ ،‬بُر و قـا‬

‫ف مفا زاتِ ال ّرمَـدْ ‪.‬‬

‫صُبّـهُ َرعْـدا على الصّمتِ‬

‫ونارا ف شراييِ البَرَدْ ‪.‬‬

‫أْلقِــهِ أفعـى‬

‫إل أفئِـدَةِ الُكّامِ تسعى‬

‫وافلِـقِ البَحْـرَ‬

‫وأطِبقْـهُ على َنحْـرِ الساطيلِ‬


‫‪30‬‬

‫وأعنـاقِ الَساطيلِ‬

‫وطَهّـرْ مِن بقايا ُهمْ قَذ اراتِ الزّبَـدْ ‪.‬‬

‫إنّ فِرعَــونَ طغى‪ ،‬يا أيّها الشّعـرُ‪،‬‬

‫فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ ‪.‬‬

‫قُل هوَ ال ّلهُ أحَـدْ‪.‬‬

‫قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ‪.‬‬

‫قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ‪.‬‬

‫**‬

‫قالَها الشّعـرُ‬

‫وَمَـدّ الصّـوتَ‪ ،‬والصّـوتُ َنفَـدْ‬

‫وأتـى ِمنْ َبعْـدِ بَعـدْ‬

‫واهِـنَ الرّوحِ مُحاطا بال ّرصَـدْ‬

‫فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ‬

‫َيمُـدّونَ صـدى صوتـي على نْـريَ‬

‫حبـلً مِن مَسَـدْ‬

‫وَيَصيْحــونَ " مَـدَدْ " !‬


‫‪31‬‬

‫هـات العـدل‬

‫إ د عُ إل دينِـكَ بالُسـن‬

‫وَدَعِ الباقـي للديّـان ‪.‬‬

‫أمّـا الُكْـمُ ‪ ..‬فأمـرٌ ثـانْ ‪.‬‬

‫أمـرٌ بالعَـدْلِ تُعـادِلُـهُ‬

‫ل بالعِـ ّمةِ والقُفطـانْ‬

‫توقِـنُ أم ل توقِـنُ ‪ ..‬ل يَعنـين‬

‫مَـن يُدريـن‬

‫أنّ لِسـاَنكَ يلهَـجُ باسـمِ الِ‬

‫وقلَبكَ يرقُـصُ للشيطـانْ !‬

‫أوْجِـزْ لـي مضمـونَ العَـدلِ‬

‫ول تـفـلـقــن بالعُنـوانْ ‪.‬‬


‫لـنْ تَقـوى عِنـدي بالتّقـوى‬

‫ويَقيُنكَ عنـدي بُهتـانْ‬

‫إن ل يَعتَـدِلِ اليـزانْ ‪.‬‬

‫َشعْـرةُ ظُلـمٍ تَنسِـفُ وَزنَـكَ‬


‫‪32‬‬

‫لـو أنّ صـلَتكَ أطنـانْ !‬

‫اليـانُ الظالـمُ كُـفرٌ‬

‫والكُفـرُ العادِلُ إيـانْ !‬

‫هـذا ما كَتَبَ الرحـانْ ‪.‬‬

‫( قالَ فُـلنٌ عـنْ عُـل ّنٍ‬

‫عن فُلتـا نٌ عـن عُلتـانْ )‬

‫أقـوالٌ فيهـا قولنْ ‪.‬‬

‫ل تَعـدِلُ ميـزانَ العـدْلِ‬

‫ول تَمنحـن ال طـمـئنـانْ‬

‫د عْ أقـوالَ المـسِ وقُـل ل ‪..‬‬

‫ماذا تفعـلُ أنتَ النْ ؟‬

‫هـل تفتـحُ للديـنِ الدّنيـا ‪..‬‬

‫أم تَحِبسُـهُ ف دُكّانْ ؟!‬

‫هـلْ تُعطينا بعـضَ النّـةِ‬

‫أم تجُـزُها للخـوانْ ؟!‬

‫قُـلْ ل النْ ‪.‬‬


‫‪33‬‬

‫فعلى مُختَلـفِ الزمـانْ‬

‫والطُغيـانْ‬

‫يذبُن باسم الرحانِ فِداءً للوثانْ !‬

‫هـذا يَذبـحُ بالتّـوراةِ‬

‫وذلكَ يَذبـحُ بالنيـلِ‬

‫وهـذا يذبـحُ بالقـرآنْ !‬

‫ل ذنْبَ لكلّ الديـانْ ‪.‬‬

‫الذنبُ بِطبْـعِ النسـانِ‬

‫وإنّـكَ يا هـذا إنسـانْ ‪.‬‬

‫كُـنْ ما شِـئتَ ‪..‬‬

‫رئيسـا‪،‬‬

‫مَلِكـا‪،‬‬

‫خانـا‪،‬‬

‫شيخـا‪،‬‬

‫د هـقـانا‪،‬‬

‫كُـنْ أيّـا كانْ‬


‫‪34‬‬

‫من جِنسِ النـسِ أو الَـانْ‬

‫ل أسـألُ عـنْ شَـكلِ السّلطـةِ‬

‫أسـألُ عـنْ عَـدْلِ السّلطانْ ‪.‬‬

‫هـاتِ العَــدْلَ ‪..‬‬

‫وكُـنْ طَـر َزانْ‬

‫عـبـاس‬

‫عباس وراء التراس ‪،‬‬

‫يقظ منتبه حساس ‪،‬‬

‫منذ سني الفتح يلمع سيفه ‪،‬‬

‫ويلمع شاربه أيضا‪ ،‬منتظرا متضنا دفه ‪،‬‬

‫بلع السارق ضفة ‪،‬‬

‫قلب عباس القرطاس ‪،‬‬

‫ضرب الخاس بأسداس ‪،‬‬

‫(بقيت ضفة)‬

‫للم عباس ذخيته والتراس ‪،‬‬


‫‪35‬‬

‫ومضى يصقل سيفه ‪،‬‬

‫عب اللص إليه‪ ،‬وحل ببيته ‪،‬‬

‫(أصبح ضيفه)‬

‫قدم عباس له القهوة‪ ،‬ومضى يصقل سيفه ‪،‬‬

‫صرخت زوجة عباس‪ " :‬أبناؤك قتلى‪ ،‬عباس ‪،‬‬

‫ضيفك راودن‪ ،‬عباس ‪،‬‬

‫قم أنقذن يا عباس" ‪،‬‬

‫عباس ــ اليقظ الساس ــ منتبه ل يسمع شيئا ‪،‬‬

‫(زوجته تغتاب الناس)‬

‫صرخت زوجته ‪" :‬عباس‪ ،‬الضيف سيسرق نعجتنا" ‪،‬‬

‫قلب عباس القرطاس ‪ ،‬ضرب الخاس بأسداس ‪،‬‬

‫أرسل برقية تديد ‪،‬‬

‫فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"‬

‫( لوقت الشدة)‬

‫إذا ‪ ،‬اصقل سيفك يا عباس‬


‫‪36‬‬

‫عـبـد ا لـذ ا ت‬
‫بنينا من ضحايا أمسنا جسرا ‪،‬‬

‫وقدمنا ضحايا يومنا نذرا ‪،‬‬

‫لنلقى ف غد نصرا ‪،‬‬

‫و يـمــمـنا إل السرى ‪،‬‬

‫وكدنا نبلغ السرى ‪،‬‬

‫ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائل‪" :‬صبا" ‪،‬‬

‫فألقينا بباب الصب قتلنا ‪،‬‬

‫وقلنا إنه أدرى ‪،‬‬

‫وبعد الصب ألفينا العدى قد حطموا ا لسرا ‪،‬‬

‫فقمنا نطلب ا لثأ را ‪،‬‬

‫ولكن قام عبد ا لذات يدعو قائل‪ " :‬صبا" ‪،‬‬


‫‪37‬‬

‫فألقينا بباب الصب آلفا من القتلى ‪،‬‬

‫وآلفا من الرحى ‪،‬‬

‫وآلفا من السرى ‪،‬‬

‫وهد المل رحم الصب حت ل يطق صبا ‪،‬‬

‫فأنب صبنا صبا ‪،‬‬

‫وعبد ا لذات ل يرجع لنا من أرضنا شبا ‪،‬‬

‫ول يضمن لقتلنا با قبا ‪،‬‬

‫ول يلق ا لعدا ف البحر‪ ،‬بل ألقى دمانا وامتطى ا لبحر ا ‪،‬‬

‫فسبحان الذي أسرى بعبد ا لذات من صبا إل مصرا ‪،‬‬

‫وما أسرى به للضفة الخرى‬

‫بـلد العـرب‬

‫بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب ‪،‬‬

‫نبذه عن وطن مغترب ‪،‬‬

‫تاه ف ارض الضارات من الشرق حت الغرب ‪،‬‬

‫باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بار اللهب ‪،‬‬
‫‪38‬‬

‫قرب جثمان النب ‪،‬‬

‫مات مشنوقا عليها ببال الكذب ‪،‬‬

‫وطن ل يبق من آثاره غي جدار خرب ‪،‬‬

‫ل تزل لصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الطب ‪،‬‬

‫عاش حزب ا لـ‪ ،...‬يسقط ا لـخـا‪ ،...‬عـا ئد و‪ ،...‬والوت للمغتصب ‪،‬‬

‫وعلى الامش سطر ‪،‬‬

‫أثر ليس له اسم ‪،‬‬

‫إنا كان اسه يوما بلد العرب‬

‫سـلطـيـن بـلدي‬
‫العادي ‪،‬‬

‫يتسلون بتطويع السكاكي ‪،‬‬

‫وتطبيع اليادين ‪،‬‬

‫وتقطيع بلدي ‪،‬‬


‫‪39‬‬

‫وسلطي بلدي‬

‫يتسلون بتضييع الليي ‪،‬‬

‫وتويع الساكي ‪،‬‬

‫وتقطيع اليادي ‪،‬‬

‫ويفوزون إذا ما أخطئوا الكم بأجر ا ل جـتها د ‪،‬‬

‫عجبا‪ ،‬كيف اكتشفتم آية القطع‪ ،‬ول تكتشفوا رغم العوادي‬

‫آية واحدة من كل آيات الهاد‬

‫ثـارات‬

‫قطفـوا الزهرة‪ ..‬قالت من ورائي برعم سوف يثور‬

‫قطعوا البعم‪ ..‬قال غيه ينبض ف رحــم الذور‬

‫قلعوا الذر من التربة‪ ..‬قال إنن من أجل هذا اليوم خبأت البذور‬

‫كامن ثأري بأعمـاق الثرى‬

‫وغدا سوف يرى كل الورى‬

‫كيف تأت صرخة اليلد من صمت القبور‬

‫تبــرد الشمس ول تبــرد ثارات الزهـــور‬

‫عــمــل ء‬
‫‪40‬‬
‫الليي على الوع تنام ‪،‬‬

‫وعلى الوف تنام ‪،‬‬

‫وعلى الصمت تنام ‪،‬‬

‫والليي الت تصرف من جيب النيام ‪،‬‬

‫تتهاوى فوقهم سيل بنادق ‪،‬‬

‫ومشانق ‪،‬‬

‫وقرارات اتام ‪،‬‬

‫كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ‪،‬‬

‫وبتوفي الطعام ؛‬

‫عرضنا يهـتـك فوق الطرقات ‪،‬‬

‫وحاة العرض أولد حرام ‪،‬‬

‫نضوا بعد السبات ‪،‬‬

‫يـبـسطون البسط المراء من فيض دمانا ‪،‬‬

‫تت أقدام السلم ‪،‬‬

‫أرضنا تصغر عاما بعد عام ‪،‬‬

‫وحاة الرض أبناء السماء ‪،‬‬


‫‪41‬‬

‫عملء ‪،‬‬

‫ل بم زلزلة الرض ول ف وجههم قطرة ماء ‪،‬‬

‫كلما ضاقت الرض‪ ،‬أفادونا بتوسيع الكلم ‪،‬‬

‫حول جدوى القرفصاء ‪،‬‬

‫وأبادوا بعضنا من أجل تفيف الزحام ‪،‬‬

‫آه لو يدي الكلم ‪،‬‬

‫آه لو يدي الكلم ‪،‬‬

‫آه لو يدي الكلم ‪،‬‬

‫هذه المة ماتت والسلم‬

‫اللـم‬

‫وقفت مابي يدي مفسر الحلم ‪،‬‬

‫قلت له ‪ " :‬يا سيدي رأيت ف النام ‪،‬‬

‫أن أعيش كالبشر ‪،‬‬

‫وأن من حول بشر ‪،‬‬

‫وأن صوت بفمي‪ ،‬وف يدي الطعام ‪،‬‬


‫‪42‬‬

‫وأنن أمشي ول يتبع من خلفي أثر " ‪،‬‬

‫فصاح ب مرتعدا ‪ " :‬يا ولدي حرام ‪،‬‬

‫لقد هزئت بالقدر ‪،‬‬

‫يا ولدي ‪ ،‬ن عندما تنام " ؛‬

‫وقبل أن أتركه تسللت من أذن أصابع النظام ‪،‬‬

‫واهتز رأسي وانفجر‬

‫بي يدي القدس‬

‫يا قدس يا سيدت معذرة فليس ل يدان ‪،‬‬

‫وليس ل أسلحة وليس ل ميدان ‪،‬‬

‫كل الذي أملكه لسان ‪،‬‬

‫والنطق يا سيدت أسعاره باهظة ‪ ،‬والوت بالجان ‪،‬‬

‫سيدت أحرجتن‪ ،‬فالعمر سعر كلمة واحدة وليس ل عمران ‪،‬‬

‫أقول نصف كلمة ‪ ،‬ولعنة ال على وسوسة الشيطان ‪،‬‬


‫‪43‬‬

‫جاءت إليك لنة‪ ،‬تبيض لنتي ‪،‬‬

‫تفقسان بعد جولتي عن ثان ‪،‬‬

‫وبالرفاء و ا لبني تكثر اللجان ‪،‬‬

‫ويسحق الصب على أعصابه ‪،‬‬

‫ويرتدي قميصه عثمان ‪،‬‬

‫سيدت ‪ ،‬حي على اللجان ‪،‬‬

‫حي على اللجان !‬

‫الرهم العجيب‬

‫بلدُ العُـرْبِ مُعجـزةٌ إليّـهْ َنعَـمْ واللّـهِ ‪ ..‬مُعجـزةٌ إليّـهْ ‪.‬‬

‫فَهـل شيءٌ سـوى العجـازِ يَجعَـلُ مَيْتَـةً َحيّـهْ ؟!‬

‫وهل مِن غَيـرهِ تَبدو بِجَـوْفِ الرضِ أ قـنيهٌ فضا ئّيهْ ؟!‬

‫َوهَل مِن دُونِـهِ يَنمو جَنيُ الفكـر والبـداعِ ف أحشـاءِ أُميّـهْ‬


‫‪44‬‬

‫ح ّمصُـها وت ِلطُها بأ ْحرُفِنـا‬


‫أجَلْ وال ّلهِ ‪ ..‬مُعجِـ َزةٌ لَها ف الرضِ أجهـزَةٌ تُ َ‬

‫الجائية وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُل مـيّـةْ‬

‫وَتَعجنُها ب َفذْلَكَـةٍ كلمّيهْ وَتَصنعُ من عـجـيـنـتِـهـا‬

‫مَرا ِهمَ تعلُ المراضَ صِحيّـةْ !‬

‫فإن َدهَنَتْ بِلدٌ ظَهْـرَها منها فَكُلّ قضيّـةٍ فيها بإذنَ ال ّلهِ مَقضِيّـهْ !‬

‫و ُخذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَر َهمِنا ‪ :‬عـطا س الّنمْـلِ ‪ ..‬أشعارٌ حَدا ثيّـة !‬

‫خلّقِ ‪ ..‬تَنويرٌ‬
‫عُواءُ الثعلبِ الزكومِ ‪ ..‬أغنَيةٌ شَبا بّيهْ ! سِـبابُ العَ ْبدِ لل َ‬

‫مُضا َجعَـةٌ على الوراقِ ‪ ..‬حُر ية! جَلبيبٌ ِلحَـدّ الذّقْـنِ‬

‫أذقانٌ ِلحَـدّ البَ ْطنِ إمساكُ العَصا لِلجِـنّ دَفْـنُ الناسِ قَبْلَ الدّفْـنِ‬

‫هذي ُكلّها صارتْ ب َفضْلِ ال ّد ْهنِ‬

‫إيانا وشَرعيّـهْ وتلخيصا لِما جاءتْ بهِ كُلّ ا لرسـالتِ السّماوّيهْ !‬

‫أجَلْ وال ّلهِ ‪ ..‬مُعجـ َزةٌ فَحتّى المسِ‬

‫كانتْ ِعفّـةُ الوراقِ بالحراقِ مَحميّة ! وكانتْ عِندَنا القلمُ مَخصِّيهْ !‬

‫وَحتّى المسِ‬

‫كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّا وَنَكُتمُ سِرّنا هذا ‪ ..‬بِسـرّيهْ !‬

‫وكُنّا لو َنوَيْنا َقتْ َل بعضِ الوقتِ ف تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنّيةِ النيّة‬
‫‪45‬‬

‫فَنُقتَلُ باسمِ نِيّتِنا لِسبابٍ جِنا ئيةْ ونُقتَلُ مَرّةً أخرى‬

‫إذا ل نَدفَعِ ا لدِ يـة َنعَـمْ ‪ ..‬كُنّـا وَلكِنّـا‬

‫َغ َدوْنا ‪،‬اليومَ ‪ ،‬نُرضِعُ كُلّ مَولودٍ ( ُمعَ ّلقَةً ) وَنَف ِط ُمهُ ب ( ألفيّهْ ) !‬

‫ِب َفضْلِ الَ ْرهَـمِ السّحريّ‬

‫صمَنا ‪ ..‬وَقَد صارت ثقافية !!‬


‫أمسَيْنا ‪ ..‬وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَوا ِ‬

‫أقـزام طـوال‬

‫أيّها الناس قفا نضحك على هذا الآل‬

‫رأسًنا ضاع فلم نزن ‪..‬‬

‫ولكنّا غرقنا ف الدال‬

‫عند فقدان النعال!‬

‫ل تلوموا‬

‫" نصف شب" عن صراط الصف مال‬

‫فعلى آثاره يلهث أقزام طوال‬


‫‪46‬‬

‫كلهم ف ساعة الشدّة ‪ ( ..‬آباءُ ر غال!‬

‫ل تلوموه‬

‫فكل الصف أمسى خارج الصف‬

‫وكل العنتريات قصور من رمال‪.‬‬

‫ل تلوموه‬

‫فما كان فدائيا ‪ ..‬بإحراج الذاعات‬

‫وما باع اليال ‪ ..‬ف دكاكي النضال‬

‫هو منذ البدء ألقى نمة فوق اللل‬

‫ومن الي استقال‬

‫هو إبليس فل تندهشوا‬

‫لو أن إبليس تادى ف الضلل‬

‫نن بالدهشة أول من سوانا‬


‫‪47‬‬

‫فدمانا‬

‫صبغت راية فرعون‬

‫وموسى فلق البحر بأشلء العيال‬

‫ولدى فرعون قد حط الرحال‬

‫ث ألقى الية الكبى‬

‫يدا بيضاء‪ ..‬من ذُلّ السؤالْ!‬

‫أفلح السحر‬

‫فها نن بيافا نزرع "القات"‬

‫ومن صنعاء نن البتقال!‬

‫***‬

‫أيها الناس‬

‫لاذا ندر النفاس ف قيلٍ وقالْ؟‬


‫‪48‬‬

‫نن ف أوطاننا أسرى على أية حال‬

‫يستوي الكبش لدينا والغزال‬

‫فبلد العرب قد كانت وحت اليوم هذا ل تزال‬

‫تت ني الحتلل‬

‫من حدود السجد القصى ‪ ..‬إل )البيت اللل(!‬

‫***‬

‫ل تنادوا رجلً فالكل أشباه رجال‬

‫وحواةٌ أتقنوا الرقص على شت البالْ‪.‬‬

‫و يينيون ‪ ..‬أصحاب شالْ‬

‫يتبارون بفنّ الحتيالْ‬

‫كلهم سوف يقولون له ‪ :‬بعدا‬

‫ولكن ‪ ..‬بعد أن يبد فينا النفعال‬


‫‪49‬‬

‫سيقولون‪ :‬تعال‬

‫وكفى ال "السلطي" القتال!‬

‫إنّن ل أعلم الغيب‬

‫ولكن ‪ ..‬صدّقون ‪:‬‬

‫ذلك الطربوش ‪ ..‬من ذاك العقال!‬

‫عرب انا‬

‫عربّ أنا أ ر ثـيـنـي‪ ..‬شقّي ل قباً ‪ ..‬و ا خـفـيـن‬

‫ملّت من جبن ‪ ..‬أ و ر د تـى‪ ...‬غصّت بالوف شرا يـيـن‬

‫ما عدت كما أمسى أسدا‪ ..‬بل فأر مكسور العيِ‬


‫‪50‬‬

‫أسلمت قيا د ى كخروفٍ‪ ...‬أفزعه نصل السكيِ‬

‫ورضيت بأن أبقى صفرا‪ ..‬أو تت الصفرِ بعشرينِ‬

‫ألعال من حـو ل حرّ‪ ....‬من أقصى بيو إل الصيِ‬

‫شارون يدنس معتقد ى‪ ...‬ويرّغُ فـي الوحل جـبـيـن‬

‫وأميكا تدعمه جهرا‪ ...‬وتدّ النار ببنينِ‬

‫وأرانا مثلُ نعاماتٍ ‪ ...‬دفنت أعينها ف الطّيِ‬

‫وشهيدٌ يتلوهُ شهيدٌ ‪ ...‬من يافا لطراف جنيِ‬

‫وبيوتٌ تدمُ ف صلفٍ ‪ ...‬والصّمت الطبقُ يكو ين‬

‫سةِ د لون‪ ...‬لزعيمٍ يأخذ بيمين‬


‫يا عرب ال ّ‬

‫فيحرّر مسجدنا القصى‪ ....‬ويعيد الفرحة لسنين‬

‫ول المر والراقصة ‪ ..‬والرهاب‬

‫ف با حة قصر السلطان‬
‫‪51‬‬
‫راقصة كغـصـي ا لبان ‪...‬‬

‫يفتلها إ يـقا ع الطبلة ‪...‬‬

‫) تكْ تكْ ‪ ..‬تكْ تكْ‪(....‬‬

‫والسلطان التّنبل‬

‫بي الي وبي الي‬

‫يراود جارية عن قبلة !!‬

‫ويراودها ‪...‬‬

‫)ليس الن ‪(!!..‬‬

‫ويراودها ‪ ) ...‬ليس الـ‪ ...‬آن ‪(..‬‬

‫و ير ا ‪ ....‬ودهـــا ‪...‬‬

‫فإذا انتصف الليل ‪ ...‬تراخت ‪...‬‬

‫وطواها بي الحضان !!‬

‫والراس النتشرون بكل مكان‬

‫سدوا ثغرات اليطان‬

‫وأحاطوا جدا بالفلة‬

‫كي ل يدش ا رها ب‬


‫‪52‬‬

‫أمن الدولة !!‪..‬‬

‫حب الوطن‬

‫ما عندنا خبز ول وقود‪.‬‬

‫ما عندنا ماء‪ ..‬ول سدود‬

‫ما عندنا لم‪ ..‬ول جلود‬

‫ما عندنا نقود‬

‫كيف تعيشون إذن؟!‬

‫نعيش ف حب الوطن!‬

‫الوطن الاضي الذي يتله اليهود‬

‫والوطن الباقي الذي‬

‫يتله اليهود!‬

‫أين تعيشون إذن؟‬

‫نعيش خارج الزمن!‬

‫الزمن الاضي الذي راح‬

‫ولن يعود‬

‫والزمن الت الذي‬

‫ليس له وجود!‬

‫فيم بقاؤكم إذن؟‬


‫‪53‬‬
‫بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة‪،‬‬

‫وننعش الصمود لكي يظل شوكة‬

‫ف مقلة السود‬

‫إنتفاضة الدفع‬

‫خل الطاب لدفع هدار‬

‫واحرق طر و س النثر والشعار‬

‫وانض فأصفاد ا ل سار لساكن‬

‫ومسرة التيسي للـسـيار‬

‫كم عازف عن جدول متوقف‬

‫ومتابع ميل السراب الاري‬

‫لول إ صطر ا ع الرض ما قامت على‬

‫ي ا لد جن سوا بح القمار‬

‫وقوافل الغيث الضحوك شحيحة‬

‫وكتائب الغيم الكظيم جواري‬

‫فاقطع وثاق الصمت واستبق الطى‬

‫كا لطا رئات لومة الضمار‬

‫أنت القوي فقد حلت عقيدة‬

‫أما سواك فحاملو أسفار‬

‫يتعلقون بذه الدنيا وقد‬


‫‪54‬‬
‫طبعت على اليراد والصدار‬

‫دنيا وباعوا دونا العليا‬

‫فبئس الشتري‪ ،‬ولبئس بيع الشاري‬

‫ويؤملون با الثبات فبئسما‬

‫قد أملوا ف كوكب دوار‬

‫أنت القوي فقل لم لن أنثن‬

‫عما نويت وشافعي إصراري‬

‫لن أنثن فإذا قتلت فإنن‬

‫حي لدى رب مع البرار‬

‫وإذا سجنت فإنا تتطهر‬

‫الزنزانة السوداء ف أفكاري‬

‫وذا نفيت عن الديار فأينما‬

‫يضي البيء فثم وجه الباري‬

‫وإذا ابتغيتم رد صوت بالذي‬

‫مارد عن قارون قرن النار‬

‫فكأنا تتصيدون ذبابة‬

‫ف لة ممومة التيار‬

‫إغرائكم قدر الغرير‪ ،‬وغيت‬

‫قدر بكف مقدر القدار‬

‫شتان بي ظلمكم وناري‬


‫‪55‬‬
‫شتان بي الدين والدينار‪.‬‬

‫قلة أدب‬

‫قرأت ف القرآن‬

‫تبت يدا ا ب لب‬

‫فأ عـلنت وسائل الذعان‬

‫أن السكوت من ذهب‬

‫وصودر القرآن‬

‫لنه حرضن‬

‫على الشغب‬

‫زمـن المـيـر‬

‫العجزات كلها ف بدن ‪،‬‬

‫حي أنا لكن جلدي كفن ‪،‬‬

‫أسي حيث أشتهي لكنن أسي ‪،‬‬

‫نصف دمي بلزما‪ ،‬ونصفه خبي ‪،‬‬

‫مع الشهيق دائما يدخلن‪ ،‬ويرسل التقرير ف الزفي ‪،‬‬

‫وكل ذنب أنن آمنت بالشعر‪ ،‬وما آمنت بالشعي ‪،‬‬


‫‪56‬‬
‫ف زمن المي‬

‫إلاح‬

‫ما تمت؟‬

‫تمتك العروبة‬

‫قلت لكم ما تمت؟‬

‫قلنا لك العروبة‪.‬‬

‫يا ناس قولوا غيها‪.‬‬

‫أسألكم عن تمت‪..‬‬

‫ليس عن العقوبة‬

‫أوصـاف ناقـصـة‬

‫نزعم أننا بشر‬

‫لكننا خراف!‬

‫ليس تاما‪ ..‬إنا‬

‫ف ظاهر الوصاف‪.‬‬

‫نُقاد مثلها؟ نعم‪.‬‬

‫نُذعن مثلها؟ نعم‪.‬‬


‫‪57‬‬
‫نُذبح مثلها؟ نعم‪.‬‬

‫تلك طبيعة الغنم‪.‬‬

‫لكنْ‪ ..‬يظل بيننا وبينها اختلف‪.‬‬

‫نن بل أردِية‪..‬‬

‫وهي طوال عمرها ترفل بالصواف!‬

‫نن بل أحذية‬

‫وهي بكل موسم تستبدل الظلف!‬

‫وهي لقاء ذلا‪ ..‬تـثغـو ول تاف‪.‬‬

‫ونن حت صمتنا من صوته ياف!‬

‫وهي قُبيل ذبها‬

‫تفوز بالعلف‪.‬‬

‫ونن حت جوعنا‬

‫ييا على ا لكفا ف!‬

‫هل نستحق‪ ،‬يا ترى‪ ،‬تسمية الراف؟!‬

‫افـتـراء‬

‫شعب أمريكا غب‬


‫‪58‬‬
‫كف عن هذا الُراء‪.‬‬

‫ل تدع للحقد‬

‫أن يبلغ حد الفتراء‪.‬‬

‫قل بذا الشعب ما شئت‬

‫ولكن ل تقل عنه غبيا‬

‫أيقولون غبيا‬

‫للغباء؟!‬

‫الرمضاء والنار‬

‫ذلك السعور ماض ف إ قتفا ئي‪..‬‬

‫صُن حيائي‪..‬‬

‫يا أخي أرجوك‪ ..‬ل تقطع رجائي‪..‬‬

‫صُن حيائي‪..‬‬

‫أنا يا سيدت؟! لكنن لص وسفاك دماء!‬

‫فلتكن مهما تكن ليس مهما‬

‫‪ ..‬إن شرطيا ورائي!‬

‫ديوان السائل‬

‫إن كان الغرب هو الامي‬

‫فلماذا نبتاع سلحه؟‬


‫‪59‬‬
‫وإذا كان عدوا شرسا‬

‫فلماذا ندخله الساحة؟!‬

‫**‬

‫إن كان البترول رخيصا‬

‫فلماذا نقعد ف الظلمة؟‬

‫وإذا كان ثينا جدا‬

‫فلماذا ل ند اللقمة؟!‬

‫**‬

‫إن كان الاكم مسئولً‬

‫فلماذا يرفض أن يسأل؟‬

‫وإذا كان ُس ُموّ إلهٍ‬

‫فلماذا يسمو للسفل؟!‬

‫**‬

‫إن كان لدولتنا وزن‬

‫فلماذا تزمها نله؟‬

‫وإذا كانت عـفطة عـنـز‬

‫فلماذا ندعوها دولة؟‬

‫**‬

‫إن كان الثوري نظيفا‬

‫فلماذا تتسخ الثورة؟‬


‫‪60‬‬
‫وإذا كان وسيلة بول‬

‫فلماذا نترم العورة؟!‬

‫**‬

‫إن كان لدى الكم شعور‬

‫فلماذا يشى الشعار؟‬

‫وإذا كان بل إحساس‬

‫فلماذا نعـنو لِحمار؟!‬

‫**‬

‫إن كان الليل له صبح‬

‫فلماذا تبقى الظلمات؟‬

‫وإذا كان يلّف ليلً‬

‫فلماذا يحو الكلمات؟!‬

‫**‬

‫إن كان الوضع طبيعيا‬

‫فلماذا نوى التطبيع؟‬

‫وإذا كان ر هي الفوضى‬

‫فلماذا نشي كقطيع؟!‬

‫إن كان الاكم مصيا‬

‫فلماذا يغضبه قول؟‬


‫‪61‬‬
‫وإذا كان شريفا حرا‬

‫فلماذا ل يصبح مثلي؟‬

‫**‬

‫إن كان لمريكا عِهر‬

‫فلماذا تلقى ا لتب يكا؟‬

‫وإذا كان لديها شرف‬

‫فلماذا تدعى(أمريكا) ؟!‬

‫**‬

‫إن كان الشيطان رجيما‬

‫فلماذا ننحه السلطة؟‬

‫وإذا كان ملكا برا‬

‫فلماذا ترسه الشرطة؟‬

‫**‬

‫إن كنت بل ذرة عقل‬

‫فلماذا أسأل عن هذا؟‬

‫وإذا كان برأسي عقل‬

‫فلماذا(إن كان‪ ..‬لاذا)؟!‬

‫أعـيـاد‬
‫‪62‬‬
‫قال الراوي‪:‬‬

‫للناس ثلثة أعياد‬

‫عيد الفطر‪،‬‬

‫وعيد الضحى‪،‬‬

‫والثالث عيد اليلد‪.‬‬

‫يأت الفطر وراء الصوم‬

‫ويأت الضحى بعد الرجم‬

‫ولكنّ اليلد سيأت‬

‫ساعة إعدام اللد‪.‬‬

‫قيل له ‪ :‬ف أي بلد؟‬

‫قال الراوي‪:‬‬

‫من تونس حت تـطـوا ن‬

‫من صنعاء إل عمّان‬

‫من مكة حت بغداد‬

‫قُتل الراوي‪.‬‬

‫لكنّ الراوي يا موتى‬

‫علمكم سر اليلد‪.‬‬

‫البكاء البيض‬
‫‪63‬‬
‫كنت طفل‬
‫عندما كان أب يعمل جنديا‬
‫بيش العاطلي!‬
‫ل يكن عندي خدين‪.‬‬
‫قيل ل‬
‫إن ابن عمي ف عداد اليتي‬
‫وأخي الكب ف منفاه‪ ،‬والثان سجي‪.‬‬
‫لكنِ الدمعة ف عي أب‬
‫سر دفي‪.‬‬
‫كان رغم الفض مرفوع البي‪.‬‬
‫غي أن‪ ،‬فجأة‪،‬‬
‫شاهدته يبكي بكاء الثاكلي!‬
‫قلت‪ :‬ماذا يا أب؟!‬
‫رد بصوت ل يبي‪:‬‬
‫ولدي‪ ..‬مات أمي الؤمني‪.‬‬
‫نازعتن حيت‬
‫قلت لنفسي‪:‬‬
‫يا ترى هل موته ليس كموت الخرين؟!‬
‫كيف يبكيه أب‪ ،‬الن‪،‬‬
‫ول يبكِ الضحايا القربي؟!‬
‫**‬
‫ها أنا ذا من بعد أعوام طوال‬
‫أشتهي لو أنن‬
‫كنت أب منذ سني‪.‬‬
‫كنت طفلً‪..‬‬
‫ل أكن أفهم ما معن‬
‫بكاء الفرِحِي!‬

‫مـفـتـرق‬
‫‪64‬‬
‫يولد الناس جيعا أبرياء‪.‬‬

‫فإذا ما دخلوا متب الدنيا‬

‫رماهم وفق مرماهم بأرحام النساء‬

‫ف اتاهي‪:‬‬

‫فأما أن يكونوا مستقيمي… وأما أن يكونوا رؤساء‬

‫منافسة‬

‫أُعلن الضراب ف دور البغاء‪.‬‬


‫البغايا قلن‪:‬‬
‫ل يبق لنا من شرف الهنة‬
‫إل أل د عاء!‬
‫إننا مهما أتسعنا‬
‫ضاق باب الرزق‬
‫من زحة فسق الشركاء‪.‬‬
‫أبغايا نن؟!‬
‫كل‪ ..‬أصبحت مهنتنا أكل هواء‪.‬‬
‫وكان العهر مقصورا‬
‫على جنس النساء‪.‬‬
‫ما الذي نصنعه؟‬
‫ما عاد ف الدنيا حياء!‬
‫كلما جئنا لبغى‬
‫فتح الوغاد ف جانبه مبغى‬
‫وسوه‪ :‬اتاد الدباء!‬

‫عكاظ‬

‫الرض ‪ :‬ثغـرى أنر‬


‫‪65‬‬
‫لكن قلب نار‪.‬‬
‫البحر‪ :‬أُبدي بسمت‪..‬‬
‫وأضمر الخطار‪.‬‬
‫الريح ‪ :‬سِلمي نسمة‬
‫وغضبت إعصار‪.‬‬
‫الغيم ‪ :‬ل صواعق‬
‫تشي مع المطار‪.‬‬
‫الصمت ‪ :‬ف بال أنا‪ ..‬تزمر‬
‫الفكار‪.‬‬
‫الصخر‪ :‬أدن كرمي أن أمنح الحجار‬
‫لشرف الثوار‪.‬‬
‫النسر‪ :‬رأيي ملب ومنطقي منقار‬
‫النمر‪ :‬ناب دعوت ‪ ..‬وحجت الظفار‪.‬‬
‫الكلب ‪ :‬لست خائنا ولست بالغدار‪.‬‬
‫بل أنا أحي صاحب ‪ ،‬وأعقر الشرار‪.‬‬
‫الحش ‪ :‬نوبت أنا بعد الخ النهار‪.‬‬
‫العرب ‪ :‬ليس ل شيء سوى العذار والنفي والنكار‬
‫والعجز والدبار‬
‫والبتهال ‪ ،‬مرغما ‪ ،‬للواحد القهار‬
‫بأن يطيل عمر من يقصّر العمار!‬
‫بالشكل إنسان أنا ‪ ..‬لكنن حار‪.‬‬
‫الحش ‪ :‬طارت نوبت‬
‫وفخر قومي طار‪.‬‬
‫أي افتخار يا ترى ‪ ..‬من بعد هذا العار؟‬

‫أقسى من العدام‬

‫العدام أخف عقاب‬


‫‪66‬‬
‫يتلقاه الفرد العرب‪.‬‬

‫أهناك أقسى من هذا؟‬

‫‪ -‬طبعا‪..‬‬

‫فالقسى من هذا‬

‫أن ييا ف الوطن العرب!‬

‫الفترى عليه‬

‫قال مِحقان بن بل ّع ا ل‪ ..‬عصي‪:‬‬


‫قيل إن ل عقارات ول مال وفي‬
‫إنه وهم كبي‬
‫كل ما أملكه خسون قصرا‬
‫أتّقي القيظ با والزمهرير‬
‫أين أمضي‬
‫من سياط الر والبد؟‬
‫أطي؟!‬
‫ورصيدي كله‬
‫ليس سوى عشرين مليارا‬
‫فهل هذا كثي؟!‬
‫آه لو يدري الذي يسدن‬
‫كيف أحي‪.‬‬
‫منه مأكول ومشروب‬
‫وملبوسي و مر كوب‬
‫وبترول الفوانيس ‪ ..‬وأقساط السرير‪.‬‬
‫وعليه الشاي والقهوة والتبغ‬
‫وفاتورة ترقيع الصي‪.‬‬
‫ل‪ ..‬وهذا غي(حـفّا ظا ت(‬
‫‪67‬‬
‫مِحقان الصغي!‬
‫ما الذي يـبغـو نه من؟‬
‫أأستجدي‪ ..‬لكي يقتنعوا أن فقي؟‬
‫**‬
‫وأشاعوا أنن أنظر للشعب‬
‫كما أنظر للدود القي!‬
‫فووووو وو!!‬
‫إلي‪ ..‬أنت جاهي بك منهم أستجي‪.‬‬
‫قسما باسك إن عندما أرنو لشعب‬
‫ل أرى إل المي!‬
‫**‬
‫ويقولون ضميي ميت!‬
‫كيف يصي؟!‬
‫هل لتاهم خب عما بنفسي‬
‫أم هم ال البي؟!‬
‫كذبوا‪ ..‬فال يدري أنن من بدء عمري ل يكن عندي ضمي‬

‫المكن والستحل‬

‫لو سقط الثقب من البرة!‬


‫لو هوت الفرة ف حفرة!‬
‫لو سكِرت قنينة خـمره!‬
‫لو مات الضّحك من السرة!‬
‫لو قص الغيم أظافره‬
‫‪68‬‬
‫لو أنبت النسمة صخرة!‬
‫فسأؤمن ف صحة هذا‬
‫وأُقِرّ وأبصِم بالعشرة‪.‬‬
‫لكنْ‪ ..‬لن أؤمن بالرة‬
‫أن بأوطان أوطانا‬
‫وأن باكمها أملً‬
‫أن يصبح‪ ،‬يوما‪ ،‬إنسانا‬
‫أو أن با أدن فرق‬
‫ما بي الكلمة والعورة‬
‫أو أن الشعب با حر‬
‫أو أن الرية‪ ..‬حرة !‬

‫مكتوب‬

‫من طرف الداعي‪..‬‬


‫إل حضرة حّال القُرَح‪:‬‬
‫لك الياة والفرح‪.‬‬
‫نن بي‪ ،‬وله المد‪ ،‬ول يهمنا شيء سوى فراقكم‪.‬‬
‫نود أن نعلمكم أن أباكم قد طفح‪.‬‬
‫وأمكم توفيت من فرط شدة الرشح‬
‫وأختكم بألف خي‪ ..‬إنا‬
‫تبدو كأنا شبح‪.‬‬
‫تزوجت عبد العظيم جاركم‬
‫وزوجها ف ليلة العرس ا نذبح‪.‬‬
‫ول يزل شقيقكم‬
‫ف السجن‪ ..‬لرتكابه أكثر من عشر جُنح‪.‬‬
‫وداركم عامرة ‪ ..‬أنقاضها‬
‫وكلبكم مات لطول ما نبح‬
‫وما عدا ذلك ل ينقصنا‬
‫سوى وجودكم هنا‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫أخوكم الداعي لكم‬
‫) قوس قزح (‬
‫ملحوظة‪ :‬كل الذي سعته‬
‫عن مرضي بالضغط والسكرِ‪ ..‬صح‪.‬‬
‫ملحوظة ثانية‪ :‬دماغ عمك انفتح‪.‬‬
‫وابنة خالك اختفت‪ .‬ل ندر ماذا فعلت‬
‫لكن خالك ا نفضح!‬
‫ملحوظة أخية ‪ :‬لك الياة والفرح !‬

‫أمام السوار‬

‫احتمالن أمام الشاعر الر‬


‫إذا واجه أسوار السكوت‪.‬‬
‫احتمالن‪:‬‬
‫فأما أن يوت‬
‫أو يوت!‬

‫الـلعـبـة‬

‫الغربُ يبكي خيفـةً‬


‫إذا صَنعتُ لُعبـةً‬
‫مِـن عُلبـةِ الثُقابِ ‪.‬‬
‫َوهْـوَ الّذي يصنـعُ ل‬
‫مِـن َجسَـدي مِشَنقَـةً‬
‫حِبالُها أعصابـي !‬
‫والغَـربُ يرتاعُ إذا‬
‫إ ذعتُ ‪ ،‬يومـا ‪ ،‬أَنّـهُ‬
‫‪70‬‬
‫مَـزّقَ ل جلبابـي ‪.‬‬
‫وهـوَ الّذي يهيبُ ب‬
‫أنْ أستَحي ِمنْ أدبـي‬
‫وأنْ أُذيـعَ فرحـت‬
‫ومُنتهى إعجابـي ‪..‬‬
‫إنْ مارسَ اغتصـاب !‬
‫والغربُ يلتـاعُ إذا‬
‫عَبـدتُ ربّـا واحِـدا‬
‫ف هـدأ ةِ الِحـرابِ ‪.‬‬
‫َوهْـوَ الذي يعجِـنُ ل‬
‫مِـنْ َشعَـراتِ ذيلِـهِ‬
‫ومِـنْ تُرابِ نَعلِـهِ‬
‫ألفـا مِـنَ الربابِ‬
‫ينصُبُهـمْ فـوقَ ذُرا‬
‫مَز ا بِـلِ اللقابِ‬
‫لِكي أكـونَ عَبـ َدهُـمْ‬
‫وَكَـيْ أؤدّي عِنـ َدهُـمْ‬
‫شعائرَ الذُبابِ !‬
‫َوهْـوَ ‪َ ..‬وهُـمْ‬
‫سيَضرِبونن إذا‬
‫أعلنتُ عن إضـراب ‪.‬‬
‫وإنْ ذَكَـرتُ عِنـ َدهُـمْ‬
‫رائِحـةَ الزهـارِ والعشـابِ‬
‫سيصلبونن علـى‬
‫لئحـةِ الرهـابِ !‬

‫رائعة‬

‫رائعـةٌ كُ ّل فعـالِ الغربِ والذنابِ‬


‫أمّـا أنا‪ ،‬فإنّن‬
‫مادامَ للحُريّـةِ انتساب‬
‫‪71‬‬
‫فكُلّ ما أفعَلُـهُ‬
‫نـوعٌ مِـنَ الرهـابِ !‬

‫هُـمْ خَرّبـوا ل عالَمـي‬


‫فليحصـدوا ما زَرَعـوا‬
‫إنْ أثَـ َرتْ فـوقَ فَمـي‬
‫وف كُريّـاتِ دمـي‬
‫عَـولَمـةُ الَـرابِ‬
‫هـا أ نـا ذ ا أقولُهـا ‪.‬‬
‫أكتُبُهـا ‪ ..‬أر ُسمُهـا ‪..‬‬
‫أَطبعُهـا على جبيِ الغـ ْربِ‬
‫بالقُبقـابِ ‪:‬‬
‫َنعَـمْ ‪ ..‬أنا إرهابـي !‬
‫زلزَلـةُ الرضِ لـا أسبابُها‬
‫إنْ تُدرِكوهـا تُدرِكـوا أسباب ‪.‬‬
‫لـنْ أحِـلَ القـلمَ‬
‫بلْ مالِبـي !‬
‫َلنْ أشحَـذَ الفكـارَ‬
‫بـلْ أنيابـي !‬
‫وَلـنْ أعـودَ طيّبا‬
‫حـتّى أرى‬
‫شـريعـةَ ا لغابِ بِكُلّ أهلِها‬
‫عائـدةً للغا بِ ‪.‬‬

‫انا إرهاب‬

‫َنعَـمْ ‪ ..‬أنا إرهابـي ‪.‬‬


‫أنصَـحُ كُلّ مُخْبـرٍ‬
‫ينبـحُ‪ ،‬بعـدَ اليـومِ‪ ،‬ف أعقابـي‬
‫أن يرتـدي دَبّـابـةً‬
‫‪72‬‬
‫لنّن ‪ ..‬سـوفَ أدقّ رأسَـهُ‬

‫إنْ َدقّ ‪ ،‬يومـا‪ ،‬بابـي !‬

‫تفاؤل‬

‫دق باب كائن يمل أغلل العبيد بشع‪..‬‬


‫ف فمه عدوى وف كفه نعيٌ‬
‫وبعينيه وعيد‪.‬‬
‫رأسه ما بي رجليه ورجله دماء‬
‫وذراعاه صديد‪.‬‬
‫قال‪ :‬عندي لك بشرى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬خيا؟!‬
‫قال‪ :‬سجل‪..‬‬
‫حزنك الاضي سيغدو مض ذكرى‪.‬‬
‫سوف يستبدل بالقهر الشديد!‬
‫إن تكن تسكن بالجر‬
‫فلن تدفع بعد اليوم أجرا‪.‬‬
‫سوف يعطونك بيتا فيه قضبان حديد!‬
‫ل يعد متمل قتلك غدرا‪.‬‬
‫إنه أمر أكيد!‬
‫قوة اليان فيكم ستزيد‪.‬‬
‫سوف تنجون من النار‬
‫فل يدخل ف النار شهيد!‬

‫ابتهج‬
‫‪73‬‬

‫حشر مع الرفان عيد!‬


‫قلت ما هذا الكلم؟!‬
‫إن أعوام السى ولت‪ ،‬وهذا خي عام‬
‫إنه عام السلم‪.‬‬
‫عـفط الكائن ف ليته‪ ..‬قال‪ :‬بليد‪.‬‬
‫قلت‪ :‬من أنت؟!‬
‫وماذا يا ترى من تريد؟!‬
‫قال‪ :‬ل شيء بتاتا ‪ ..‬إنن العام الديد!‬

‫الرجل الناسب‬

‫باسم والينا البجّل…‬


‫قرروا شنق الذي اغتال أخي‬
‫لكنه كان قصيا‬
‫فمضى اللد يسأل…‪ :‬رأسه ل يصل البل‬
‫فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكي عميق‬
‫أمر الوال بشنقي بدلً منه‬
‫لن كنت أطول…‬

‫وظيفة القلم‬

‫عندي قلم‬
‫‪74‬‬
‫متلئٌ يبحث عن دفتر‬
‫و الدفتر يبحث عن شعر‬
‫و الشعر بأعماقي مضمر‬
‫و ضميي يبحث عن أمن‬
‫و المن مقيم ف الخفر‬
‫و الخفر يبحث عن قلم‬
‫‪ -‬عندي قلم‬
‫‪ -‬وقع يا كلب على الحضر‬

‫قطعان ورعاة‬

‫يتهادى ف مراعيه القطيع ‪.‬‬


‫خلفه راعٍ ‪ ،‬و ف أعقابه كلبٌ مطيع ‪.‬‬
‫مشهد يغفو بعين و يصحو ف فؤادي ‪.‬‬
‫هل أسيه بلدي ؟!‬
‫أ بلدي هكذا ؟‬
‫ذاك تشبيه فظيع ! ألف ل…‬
‫يأب ضميي أن أساوي عامدا‬
‫بي وضيعٍ و رفيع ‪.‬‬
‫هاهنا البواب أبواب السماوات‬
‫هنا السوار وأعشاب الربيع‬
‫و هنا يدرج راعٍ رائعٌ ف يده نايٌ‬
‫و ف أعماقه لنٌ بديع‪.‬‬
‫و هنا كلبٌ وديع‬
‫يطرد الذئب عن الشاة‬
‫و يدو َح َملً كاد يضيع‬
‫و هنا الغنام تثغو دون خوف‬
‫و هنا الفاق مياث الميع ‪.‬‬
‫أ بلدي هكذا ؟‬
‫‪75‬‬
‫كلّ… فراعيها مريع ‪ .‬ومراعيها نيع ‪.‬‬
‫و لا سور و حول السور سور‬
‫حوله سورٌ منيع !‬
‫و كلب الصيد فيها تعقر المس‬
‫و تستجوب أحلم الرضيع !‬
‫و قطيع الناس يرجو لو غدا يوما خرافا‬
‫إنا… ل يستطيع !‬

‫مسألة مبدأ‬

‫قال لزوجه‪ :‬اسكت ‪ .‬و قال لبنه‪ :‬ا نكتم‪.‬‬


‫صوتكما يعلن مشوش التفكي‪.‬‬
‫ل تنبسا بكلمةٍ أريد أن أكتب عن‬
‫حرية التعبي !‬

‫عقوبة إبليس‬

‫طمأن إبليس خليلته ‪ :‬ل تنعجي يا باريس ‪.‬‬


‫إن عذاب غي بئيس ‪.‬‬
‫ماذا يفعل ب رب ف تلك الدار ؟‬
‫هل يدخلن رب نارا ؟ أنا من نار !‬
‫هل يبلسن ؟ أنا إبليس !‬
‫قالت‪ :‬د ع عنك التدليس‬
‫أعرف أن هراء ك هذا للتنفيس ‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫هل يعجز ربك عن شيء ؟!‬
‫ماذا لو علمك الذوق ‪ ،‬و أعطاك براءة قديسْ‬
‫و حبا ك أرقّ أحاسيسْ‬
‫ث دعاك بل إنذارٍ … أن تقرأ شعر أ د و نيس ؟!‬

‫حديث المام‬

‫حدّث الصياد أسراب المام‬

‫قال‪ :‬عندي قفصٌ أسلكه ريش نعام‬

‫سقفه من ذهب‬

‫و الرض شعٌ و رخام‪.‬‬

‫فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة‪.‬‬

‫فيه ماءٌ و طعامٌ و منام‬

‫فادخلي فيه و عيشي ف سلم ‪.‬‬

‫قالت السراب ‪ :‬لكن به حرية معتقلة‪.‬‬

‫أيها الصياد شكرا…‬

‫تصبح النة نارا حي تغدو مقفلة !‬

‫ث طارت حرةً ‪،‬‬

‫لكن أسراب النام حينما حدثها بالسوء صياد النظام‬

‫دخلت ف قفص الذعان حت الوت…‬


‫‪77‬‬
‫من أجل وسام !‬

‫تشخيص‬

‫من هناك ؟‬
‫ل تف‪ ..‬إن ملك‪.‬‬
‫‪ -‬اقترب حت أرى… ل‪ ،‬لن تران‬
‫بل أنا وحدي أراك‪.‬‬
‫‪ -‬أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟!‬
‫لست متاجا لن تغدو ملكا‬
‫كي ترى من ل يراك‪.‬‬
‫عندنا مثلك آلف سواك !‬
‫إن تكن منهم فقد نلت مناك‬
‫أنا معتادٌ على خفق خطاك‪.‬‬
‫و أنا أسرع من يسقط سهوا ف الشباك‬
‫و إذا كنت ملكا‬
‫فبحق ال قل ل‬
‫أيّ شيطان إل أرض الشياطي هداك ؟!‬

‫لن توت‬

‫لن توت ل… لن توت أمت‬


‫مهما إ كتوت بالنار و الديد‪.‬‬
‫ل… لن توت أمت‬
‫مهما إ د عى الخدوع والبليد ‪.‬‬
‫ل… لن توت أمت‬
‫كيف توت ؟‬
‫‪78‬‬
‫من رأى من قبل هذا ميتا‬
‫يوت من جديد ؟‬

‫درس ف الملء‬

‫كتب الطالب ‪ ( :‬حا ِكمَنا مُكـتأبا يُمسي‬


‫و حزينا لضياع القدس ) ‪.‬‬
‫صاح الستاذ به‪ :‬كلّ … إنك ل تستوعب درسي ‪.‬‬
‫إ رفع حاكمنا يا ولدي‬
‫و ضع المزة فوق ) الكرسي ( ‪.‬‬
‫هتف الطالب ‪ :‬هل تقصدن … أم تقصد عنترة ا لعــبسـي ؟!‬
‫أستوعبُ ماذا ؟! و لاذا ؟!‬
‫د ع غيي يستوعب هذا‬

‫واتركن أستوعب نفسي ‪.‬‬


‫هل درسك أغلى من رأسي ؟!‬

‫وسائل النجاة‬

‫و قاذفات الغرب فوقي‬


‫و حصار الغرب حول‬
‫و كلب الغرب دون ‪.‬‬
‫ساعدون ما لذي يكن أن أفعل‬
‫كيل يقتلون ؟!‪ -‬أنبذ الرهاب…‬
‫ملعونٌ أبو الرهاب‪..‬‬
‫( أخشى يا أخي أن يسمعون! )‬
‫أي إرهاب ؟!‬
‫فما عندي سلح غي أسنان‬
‫‪79‬‬
‫و منها جردون !‬
‫‪ -‬ل تزل تؤمن بالسلم‬
‫كل … فالنصارى نصّرون ‪.‬‬
‫ث لا اكتشفوا سر ختان … هودون !‬
‫و اليهود إ ختب ون ث لا اكتشفوا طيبة قلب‬
‫جعلوا دين ديون ‪.‬‬
‫أيّ إسلم ؟‬
‫أنا "َنصَرا يهُون "‬
‫‪ -‬ل يزال اسك " طه "… ل… لقد أصبحت " جـو ن " !‬
‫‪ -‬ل تزل عيناك سوداوين …‬
‫ل … بالعدسات الزرق أبدلت عيون …‬
‫‪ -‬ربا سحنتك السمراء كل… صبغون‬
‫‪ -‬لنقل ليتك الكثّة … كل …‬
‫حلقوا ل الرأس و اللحية و الشارب‪،‬‬
‫ل… بل نتفوا ل حاجب العي و أهداب الفون !‬
‫‪ -‬عربٌ أنت‪.‬‬
‫‪No, don't be Silly, they‬‬
‫ترجون !‬
‫‪ -‬ل يزل فيك دم الجداد !!‬
‫ما ذنب أنا ؟ هل بإ ختيا ري خلّفون ؟‬
‫‪ -‬دمهم فيك هو الطلوب ‪ ،‬ل أنت…‬
‫فما شأنك ف هذي الشؤون ؟‬
‫قف بعيدا عـنهـما…‬
‫كيف‪ ،‬إذن‪ ،‬أضمن ألّ يذبون ؟!‬
‫‪ -‬إ نتحر أو مُتْ‬
‫أو استسلم لنياب النون !‬
‫‪80‬‬

‫فتوى أب العيني‬

‫يا أبا العيني…ما فتواك ف هذا الغلم ؟‬


‫‪ -‬هل دعا ‪-‬ف قلبه‪-‬يوما إل قلب النظام ؟‬
‫ل…‬
‫‪ -‬و هل جاهر بالتفكي أثناء الصيام ؟‬
‫ل…‬
‫‪ -‬و هل شوهد يوما يشي لل مام ؟‬
‫ل…‬
‫‪ -‬إذن صلّى صلة الشافعية‪.‬‬
‫ل…‬
‫‪ -‬إذن أنكر أنّ الرض ليست كرويّة‪.‬‬
‫ل…‬
‫‪ -‬أل يبدو مصابا بالزكام ؟‬
‫ل…‬
‫‪ -‬لنفرض أنه نام‬
‫و ف النوم رأى حلما‬
‫و ف اللم أراد ا ل بتسام‪.‬‬
‫ل ينم منذ اعتقلناه…‬
‫‪ -‬إذن… متهمٌ دون إ تـها م !‬
‫بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلم‪.‬‬
‫اقطعوا ل رأسه‬
‫لكنه قام يصلي…‬
‫‪ -‬هل سنلغي ا لشرع‬
‫من أجل صلة ابن الرام ؟!‬
‫كل شيء و له شيء‬
‫تام‪.‬‬
‫صدرت فتوى المام‪:‬‬
‫( يقطع الرأس‬
‫و تبقى جثة الوغد تصلي‬
‫‪81‬‬
‫آه… يا للي‪.‬‬
‫و السلم ) !‬

‫حبسة حرة‬

‫إ ختفى صوت‬
‫فراجعت طبيب ف الفاء‪.‬‬
‫قال ل‪ :‬ما فيك داء‪.‬‬
‫حبسه ف الصوت ل أكثر…‬
‫أدعوك لن تدعو عليها بالبقاء !‬
‫َقدَرٌ حكمته أنتك من حكم ( القضاء (‬
‫حبسه الصوت‬
‫ستعفيك من البس‬
‫و تعفيك من الوت‬
‫و تعفيك من الرهاق‬
‫ما بي هروبٍ و اختباء‪.‬‬
‫و على أسوأ فرض‬
‫سوف لن تتف بعد اليوم صبحا و مساء‬
‫بياة اللقطاء‪.‬‬
‫باختصار…‬
‫أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء !‬

‫أربعة أو خسة‬

‫أربعة أو خسة‬
‫يأتون ف دبابة‬
‫فيملكون وحدهم‬
‫حرية الكتابة‬
‫والق ف الرقابة‬
‫والنع والجابة‬
‫والمن والهابة‬
‫والال والمال‬
‫والتصويب والصابة‬
‫‪82‬‬
‫وكل من دب‬
‫ول يلق لم أسلبه‬
‫تسحقه الدبابة‬

‫مـنـفـيـون‬

‫لن نشكو مآسينا ؟‬

‫ومن يصغي لشكوانا ‪ ،‬ويدينا ؟‬

‫أنشكو موتنا ذل لوالينا ؟‬

‫وهل موت ســيحـيـيـنا ؟‬

‫‪ ،‬قطيع نن والزار راعينا‬

‫‪ ،‬ومنفيون نشي ف أراضينا‬

‫‪ ،‬ونمل نعشنا قسرا بأيدينا‬

‫‪ ،‬ونعرب عن تعازينا لنا فينا‬

‫‪ ،‬فوالينا ‪ ،‬أدام ال والينا‬

‫‪ ،‬رآنا أمة وسطا ‪ ،‬فما أبقى لنا دنيا‬

‫‪ ،‬ول أبقى لنا دينا‬

‫‪ ،‬ولة المر ‪ :‬ما خنتم ‪ ،‬ول هنتم‬

‫‪ ،‬ول أبديتم ا للينا‬

‫‪ ،‬جزاكم ربنا خيا ‪ ،‬كفيتم أرضنا بلوى أعادينا‬

‫‪ ،‬وحققتم أمانينا‬
‫‪83‬‬
‫و‬ ‫‪ ،‬هذي القدس تشكركم‬

‫‪ ،‬ففي تنديدكم حينا‬

‫‪ ،‬وف تديدكم حينا‬

‫‪ ،‬سحبتم أنف أمريكا‬

‫‪ ،‬فلم تنقل سفارتا‬

‫‪ ،‬ولو نقلت ــ معاذ ال لو نقلت ــ لضيعنا فلسطينا‬

‫‪ ،‬ولة المر هذا النصر يكفيكم ‪ ،‬ويكفينا‬

‫تانينا‬

‫حصافة‬

‫حيـن رآنـي‬

‫مهمـوما‪ ،‬مُنكسِـر المّـةْ‬

‫قال حذائـي‬

‫هـل مازلتَ تؤمّـلُ حقّـا‬

‫أن توقِـظَ ميتـا بالنأْمــهْ ؟‬

‫أو أن تُشـعِلَ مـاءَ البَحـرِ‬

‫بضـوءِ النّجْمـــةْ ؟‬

‫ل جَـدوى ‪...‬‬

‫خُـذْ منّي الِكْمـــةْ‬


‫‪84‬‬

‫فأنـا‪ ،‬مُنــذُ وجِـدتُ‪ ،‬حِـذاءٌ‬

‫ُثمّ دعان البعضُ مَداسـا‬

‫ُثمّ تق ّطعْــتُ بل رحّـهْ ‪...‬‬

‫فإذا باسـي ‪:‬‬

‫جوت‪ ،‬سباط‪ ،‬جزمـهْ‬

‫َنعْـلٌ‪ ،‬كندرة‪ ،‬مرْكـوبٌ‬

‫خـفّ‪ ،‬يَنـيّ‪ ،‬حاط‬

‫بوتيٌ‪ ،‬بابـوجٌ‪ ،‬صُـ ْرمَـةْ ‪.‬‬

‫وإل آخـرِ هـذي الزّحَـةْ‬

‫أيّ حِـوارٍ ؟‬

‫أيّ خُـوارٍ ؟‬

‫أيّ حضيـضٍ ؟‬

‫أيّـةُ ِقمّــةْ ؟‬

‫إنْ كنتُ أنا التّافِـهُ وحْـدي‬

‫أدخلتُ ا ُلمّــةَ ف أ ْزمَــةْ‬

‫وعليّ تفرّقـتِ الكِ ْلمَـةْ‬


‫‪85‬‬

‫فعلى أيّ قضـايا كُـبى‬

‫يُمكِـنُ أن تتّفـقَ ا َلمّــة ؟‬

‫َأعِـدْ قَـدَمـي ‪..‬‬

‫لِكَـيْ أمشـي إلَيـكَ ُمعَـزّيا فينـا‬


‫فَحالـي صارَ مِن حاِلكْ ‪.‬‬
‫أعِـدْ َكفّـي ‪..‬‬
‫لكـي أُلقـي أزا هـيـر ي‬
‫علـى أزهـارِ آماِلكْ ‪.‬‬
‫أعِـدْ قَلبـي ‪..‬‬
‫لقطِـفَ وَردَ جَـذوَِتهِ‬
‫وَأُوقِـدَ شَمعَـةً فـي صُبحِـكَ الاِلكْ !‬
‫َأعِـدْ شَـفَت ‪..‬‬
‫َلعَـلّ الَـولَ يُسـعِفُن‬
‫بأن أُعطيكَ تصـويرا لهـواِلكْ ‪.‬‬
‫َأعِـدْ عَيْـن ‪..‬‬
‫لِكَـي ابكـي على أرواحِ أطفـاِلكْ ‪.‬‬
‫أَتعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟!‬
‫َنعَـمْ ‪ ..‬أبكـي‬
‫لنّـي لَم أكُـن يَـومـا‬
‫غَليـظَ القلبِ فَـظّا مِثـلَ أمثـاِلكْ !‬
‫***‬
‫لَئِـن نَـزَلَتْ َعلَيْـكَ اليـو َم صا ِعقَـةٌ‬
‫فَقـد عاشتْ جَميـعُ الرضِ أعوامـا‬
‫وَمـازالـتْ‬
‫‪86‬‬
‫وَقـد تَبقـى‬
‫على أ شفا رِ زِلزاِلكْ !‬
‫وَكفّـكَ أضْـ َرمَتْ فـي قَلبِهـا نـارا‬
‫وَل تَشْـعُرْ بِهـا إلّ‬
‫وَقَـد نَشِـبَتْ بأذياِلكْ !‬
‫وَل تَفعَـلْ‬
‫سِـوى أن تَقلِبَ الدّنيـا على َعقِـبٍ‬
‫وَُتعْقِـبَهـا بتعديـلٍ على َردّا ت ا فعـاِلكْ !‬
‫وَقَـد آ لَيْـتَ أن تَـرمـي‬
‫بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدّنيـا‬
‫ول تَنظُـرْ‪ ،‬ولو َع َرضَـا‪ ،‬إل آلِـكْ !‬
‫أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ‬
‫على آلفِ أميـالٍ‬
‫وَتَجهَلُ أرْقَـما ف طـيّ سِـرواِلكْ ؟!‬
‫أرى عَيْنَيكَ ف حَـوَلٍ ‪..‬‬
‫فَـذِلكَ لـو رمـى هـذا‬
‫تَرى هـذا وَتعْجَبُ لسـتغاثَتـهِ‬
‫ولكنْ ل تـرى ما قـد جَنـى ذلِـكْ !‬
‫ا ر ى َكفّيْـكَ ف جَـدَلٍ ‪..‬‬
‫فواحِـدَةٌ تَـزُفّ الشّمـسَ غاِئبَـةً‬
‫إلـى العمـى !‬
‫وواحِـدَةٌ ُتغَطّـي الشّمـسَ طالِعةً ِبغِـرباِلكْ !‬
‫وَمـا ف المـرِ أُحجِيَـةٌ‬
‫وَل ِكنّ العَجائِبَ كُلّهـا مِن صُنْـعِ مِكيـاِلكْ !‬
‫***‬
‫ِب َفضْـ ِلكَ أسـفَرَ الرهـابُ‬
‫نَسّـاجا ِبمِنـواِلكْ‬
‫و َمعـتاشا بأمـواِلكْ‬
‫ح ِميّـا بأبطاِلكْ ‪.‬‬
‫وَمَ ْ‬
‫فَهل َعجَـبٌ‬
‫إذا وافاكَ هـذا اليـومَ ُممْتَنّـا‬
‫لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـاِلكْ ؟!‬
‫‪87‬‬
‫وَ َكفّكَ أب َدعَتْ تِمثـال( مـيـد و ز ا(‬
‫وتَـدري جَيّـدا أنّ الّذي يَرنـو لَـهُ هـاِلكْ‬
‫فكيفَ َطمِعتَ أن تَنجو‬
‫وَقَـد حَـدّقتَ ف أحـداقِ تِمثاِلكْ ؟!‬
‫خَـرابُ الوضـعِ مُخَتصَـرٌ‬
‫ِبمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـاِلكْ ‪.‬‬
‫َفعَـدّلْ َوضْـعَ مِكياِلكْ ‪.‬‬
‫ول تُسـرِفْ‬
‫و إلّ سَـوفَ تأتـي كُـلّ بَلَبلَـةٍ‬
‫بِمـا لَم يأتِ فـي باِلكْ !‬
‫***‬
‫إذا دانَتْ َلكَ الفـاقُ‬
‫أو َذلّـتْ َلكَ العنـاقُ‬
‫فاذكُـرْ أيّهـا العِمـلقُ‬
‫أنّ الرضَ لَيْسـتْ دِ ْرهَمـا ف جَيْبِ بِنطـا ِلكْ ‪.‬‬
‫وَلَو ذَلّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلً‬

‫فأن بعوضةً تكفي ‪ ...‬لذللك‬

‫لفتة الكبش‬

‫الكبش تظلّم للراعي‬


‫ما دمت تفكر‬
‫ف بيعي‬
‫فلماذا ترفض‬
‫إشباعي؟‬
‫قال له الراعي‪:‬‬
‫ما الداعي؟‬
‫كل رعاة بلدي مثلي‬
‫وأنا ل أشكو و أ داعي‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫إ حسب نفسك‬
‫ضمن قطيعٌ عرب‬
‫وأنا القطاعي!‬

‫من أين أنت سيدي؟‬

‫فوجئت بالسؤال‬
‫أوشكت أن أكشف عن عروبت‪،‬‬
‫لكنن خجلت أن يقال‬
‫بأنن من وطن تسومه البغال‬
‫قررت أن أحتال‬
‫قلت بل تردد‪:‬‬
‫أنا من الدغال‬
‫حدق ب منذ هل‬
‫وصاح بانفعال‪:‬‬
‫حقا من الدغال؟!‬
‫قلت‪ :‬نعم‬
‫فقال ل‪:‬‬
‫من عرب النوب‪ ..‬أم‬
‫من عرب الشمال؟!‬

‫عائدون‬

‫هرم الناس وكانوا يرضعون‪،‬‬


‫‪89‬‬
‫عندما قال الغن عائدون‪،‬‬
‫يا فلسطي وما زال الغن يتغن‪،‬‬
‫ومليي ا للـحـو ن‪،‬‬
‫ف فضاء الرح تفن‪،‬‬
‫واليتامى من يتامى يولدون‪،‬‬
‫يا فلسطي وأرباب النضال الدمنون‪،‬‬
‫ساءهم ما يشهدون‪،‬‬
‫فمضوا يستنكرون‪،‬‬
‫ويوضون ا لنضا لت على هز القنا ن‬
‫وعلى هز البطون‪،‬‬
‫عائدون‪،‬‬
‫ولقد عاد السى للمرة اللف‪،‬‬
‫فل عدنا ولهم يزنون!‬

‫إهانة‬

‫رأتِ الدول الكبى تبديل الدوارْ‬


‫فأقرّت إعفاء الوال‬
‫واقترحت تعييَ حِمارْ!‬
‫ولدى توقيع القرار ْ نقتْ كلّ حي الدنيا باستنكارْ‪:‬‬
‫نن حيَ الدنيا ل نرفضُ أن نُتعَبْ‬
‫أ و أ ن نُركَبْ أو أن نُضربْ أو حت أن نُصلبْ‬
‫لكن نرفضُ ف إصرارْ أن نغدو خدما للستعمارْ‪.‬‬
‫إن حُمو ر يـتنا تأب أن يلحقنا هذا العارْ!‬
‫‪90‬‬

‫أوصاف ناقصة‬

‫قال‪ :‬ما الشيءُ الذي يشي كما تَهوي ال َقدَمْ؟‬


‫قلتُ ‪ :‬شعب قال‪ :‬كلّ ‪ ..‬هُوَ جِلدٌ ما به لمٌ و َدمْ‬
‫قلتُ ‪ :‬شعب قال ‪ :‬كلً ‪..‬‬
‫هو ما تركُبهُ الممْ ‪ ..‬قلت ‪ :‬شعب‬
‫قال ‪ :‬فكّر جيّدا‪ ..‬فيه فمٌ من غي فم‬
‫ولسانٌ موثقٌ ل يشتكي رغم اللْ قلت ‪ :‬شعب‬
‫قال ‪ :‬ما هذا الغباء؟!‬
‫إنن أعن الِذاءْ!‬
‫قلت ‪ :‬ما الفرقُ؟ ها ف كلّ ما قلت سواءْ!‬
‫ل تقلْ ل إنهُ ذو قيمةٍ أو إنهُ ل يتعرّض للتّهمْ‬
‫ل تقل ل هُو ضاق برِجْلٍ وَ ّرمَ الرّجْلَ ول يشكُ الو َرمْ‬
‫ل تقل ل هو شيءٌ ل يقلْ يوما نعم‬

‫حالت‬

‫بالتّمـادي‬
‫يُصـِبحُ ال ّلصّ بأوربّـا‬
‫مُديرا للنـوادي ‪.‬‬
‫وبأمريكـا‬
‫زعيمـا للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ ‪.‬‬
‫و بإ و طا نـي الت‬
‫مِـنْ شرعها قَطْـعُ اليادي‬
‫يُصبِـحُ ال ّلصّ‬
‫‪ ..‬رئيسا للبـلدِ !‬
‫‪91‬‬

‫إعتـذار‬

‫صِحـتُ مِـن قسـوةِ حالـي ‪:‬‬


‫فـوقَ نَعلـي‬
‫كُلّ أصحـابِ العالـي !‬
‫قيـلَ ل ‪ :‬عَيبٌ‬
‫فكرّرتُ مقالـي ‪.‬‬
‫قيلَ ل ‪ :‬عيبٌ‬
‫وكرّرتُ مقال ‪.‬‬
‫ثُـمّ لّا قيلَ ل ‪ :‬عيبٌ‬
‫تنبّهتُ إل سـوءِ عبارات‬
‫وخفّفتُ انفعالـي ‪.‬‬
‫ثُـمّ قدّمـتُ اعتِـذارا‬
‫‪ ..‬لِنِعالـي !‬

‫صنـدوق العجائب‬

‫صغَـري‬
‫فـي ِ‬
‫فَتَحْـتُ صُـندوقَ الّلعَـبْ ‪.‬‬
‫أخْرَجـتُ كُرسيّا موشّـى بال ّذهَـبْ‬
‫قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ الَشَـبْ‬
‫ف يدِهـا سيفُ َقصَـبْ‬
‫َخفَضـتُ رأسَ دُميَت‬
‫رَفعْتُ رأسَ دُمـيت‬
‫خَلَعتُهـا ‪.‬‬
‫َنصَبتُهـا ‪.‬‬
‫خَلعتُها ‪ ..‬نَصبتُها‬
‫حـتّى َشعَرتُ بالّتعَـبْ‬
‫فما اشتَكَـتْ مـن اختِلفِ رغبت‬
‫‪92‬‬
‫ول أحسـتْ بالغَضـبْ !‬
‫وَمثلُها الكُرسـيّ تتَ راحَـت‬
‫مُ َزوّقٌ بالجـدِ ‪ ..‬وهـوَ مُسَتلَبْ ‪.‬‬
‫فإنْ َنصَبتـهُ انتصـبْ‬
‫وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ !‬
‫أمتَعن الشهـدُ‪،‬‬
‫لكـنّ أبـي‬
‫حيَ رأى الشهدَ خافَ واضطَ َربْ‬
‫وخَبّـأَ اللعبـةَ ف صُـندوقِها‬
‫وشَـدّ أُذْنـي ‪ ..‬وانسحَـبْ !‬
‫**‬
‫َوعِشتُ عُمـري غارِقـا ف دهشت ‪.‬‬
‫وعنـدما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ‬
‫أدركتُ أنّ لُعبت‬
‫قـدْ جسّـ َدتْ‬
‫كُلّ سلطيِ العـ َربْ !‬

‫التكفي والثـورة‬

‫كفرتُ بالقـلمِ والدفاتِـرْ ‪.‬‬


‫كفرتُ بالفُصحـى الت‬
‫تبـلُ وهـيَ عاقِـرْ ‪.‬‬
‫َكفَرتُ بالشّعـرِ الذي‬
‫ل يُوقِفُ الظّلمَ ول يُحرّكُ الضمائرْ ‪.‬‬
‫َلعَنتُ كُلّ ِك ْل َمةٍ‬
‫لْ تنطَلِـ ْق من بعـدها مسيهْ‬
‫ولـمْ ُيطّ الشعبُ ف آثارِها مَصـيهْ ‪.‬‬
‫لعنتُ كُلّ شاعِـرْ‬
‫لمَلِ النّديّـةِ الوثيةْ‬
‫ينامُ فوقَ ا ُ‬
‫وَشعُبهُ ينـامُ ف الَقابِرْ ‪.‬‬
‫لعنتُ كلّ شاعِـرْ‬
‫‪93‬‬
‫يستل ِهمُ الدّمعـةَ خـرا‬
‫والسـى صَبابَـةً‬
‫شعَريـرةْ ‪.‬‬
‫والوتَ ُق ْ‬
‫لعنتُ كلّ شاعِـرْ‬
‫يُغازِلُ الشّفاهَ والثداءَ والضفائِرْ‬
‫ف زمَنِ الكلبِ والخافِـرْ‬
‫ول يرى فوهَـةَ بُندُقيّـةٍ‬
‫حيَ يرى الشّفاهَ مُستَجِيةْ !‬
‫ول يرى ُرمّانـةً ناسِفـةً‬
‫حيَ يرى الثـداءَ مُستديرَةْ !‬
‫ول يرى مِشَنقَةً‬
‫حيَ يرى الضّفـيةْ !‬
‫**‬
‫ف زمَـنِ التيَ للحُكـمِ‬
‫على دبّابـةٍ أجـيهْ‬
‫أو ناقَـةِ العشيةْ‬
‫لعنتُ كلّ شاعِـرٍ‬
‫ل يقتـن قنبلـةً‬
‫كي يكتُبَ القصيـدَةَ الخيةْ !‬

‫مأسـاة أعـواد الثقاب‬

‫أوطانـي عُلبـةُ كبيتٍ‬


‫والعُلبَـةُ مُح َكمَـةُ الغلْـقْ‬
‫وأنـا ف داخِلها‬
‫عُـودٌ مكـومٌ بالَنْـقْ ‪.‬‬
‫فإذا ما فتَحتْها اليـدي‬
‫فلِكـي تُحـ ِرقَ جِلـدي‬
‫فالعُلبَـةُ ل تُفتـحُ دَومـا‬
‫إلّ للغربِ أو الشّرقْ‬
‫إمـَا للحَـرقِ‪ ،‬أو الَـرقْ‬
‫‪94‬‬
‫**‬
‫يا فاتِـحَ عُلبتِنا التـي‬
‫حاوِلْ أنْ تأتـي بالفَـرقْ‬
‫الفتـحُ الرّاهِـنُ ل يُجـدي‬
‫الفتـحُ الرّاهِـنُ مرسـومٌ ضِـدّي‬
‫ما دامَ ِلحَـرقٍ أو حَـرقْ ‪.‬‬
‫إسحَـقْ عُلبَتنا‪ ،‬و ا نثُرنـا‬
‫ل تأبَـهْ لوْ ماتَ قليلٌ منّـا‬
‫عنـدَ السّحـقْ ‪.‬‬
‫يكفي أنْ ييا أغ َلبُنا حُـرّا‬
‫ف أرضٍ بالِغـةِ الرِفـقْ ‪.‬‬
‫السـوارُ عليها ُعشْـبٌ‬
‫‪ ..‬والبوابُ هَـواءٌ طَلـقْ!‬

‫الغــربـة‬

‫أحرقـي ف غُربت سفـن‬


‫ا لَ نّـن‬
‫أقصيتُ عنْ أهلي وعن وطن‬
‫وجَرعتُ كأسَ الذّلّ والِحَـنِ‬
‫وتناهبَـتْ قلـب الشجـونُ‬
‫فذُبتُ من شجَـن‬
‫ا ل نن‬
‫أبَـرتُ رغـمَ الرّيـحِ‬
‫أبثُ ف ديارِ السّحـرِ عن َزمَـن‬
‫وأردّ نارَ القهْـرِ عَـنْ زهـري‬
‫وعَـنْ فَـنَن‬
‫عطّلتِ أحلمـي‬
‫‪95‬‬
‫وأحرقتِ اللقـاءَ بوقِـدِ الَِننِ ؟!‬
‫ما ساءن أن أقطَـعَ ا لف َلوَا ت‬
‫مَحمولً على َكفَن‬
‫جنِ‬
‫شَ‬‫مستوحِشـا ف حومَـةِ المـلقِ وال ّ‬
‫ما ساءنـي ل ْثمُ الرّدى‬
‫ويسوؤن‬
‫أنْ أشتري شَهْـدَ اليـاةِ‬
‫بعلْقـمِ التّسليمِ للوثنِ‬
‫**‬
‫و ِمنَ البليّـةِ أنْ أجـودَ با أُحِـسّ‬
‫حسّ با أجـودْ‬
‫فل يُ َ‬
‫وتظلّ تـنثا لُ الُـدودُ على مُنايَ‬
‫بِل حـدودْ‬
‫وكأنّن إذْ جئتُ أقطَـعُ عن يَـديّ‬
‫على يديكِ يَـدَ القيـودْ‬
‫أوسعْـتُ صلصَلةَ القيـودْ !‬
‫ولقَـدْ َخطِبتُ يـدَ الفراقِ‬
‫ِبمَهْـرِ صَـبْري‪ ،‬كي أعـودْ‬
‫َثمِـلً بنشوةِ صُبحـيَ التـي‬
‫فأرخيتِ العِنّـةَ ‪ :‬لنْ تعـودْ‬
‫فَطَفـا على صـدري النّشيجُ‬
‫وذابَ ف َشفَت النّشيـدْ !‬
‫**‬
‫أطلقتُ أش ِرعَـةَ الدّمـوعِ‬
‫على بـارِ السّـرّ والعَلَـنِ ‪:‬‬
‫أنـا لن أعـودَ‬
‫فأحرقـي ف غُربت ُسفُـن‬
‫وارمـي القلـوعَ‬
‫وسّـري فـوقَ اللّقـاءِ عقاربَ ال ّزمَـنِ‬
‫وخُـذي فـؤادي‬
‫إنْ رضيتِ بِقلّـةِ الّثمَـنِ !‬
‫لكـنّ ل وَطَنا‬
‫‪96‬‬
‫تعفّـرَ وجهُـهُ بدمِ الرفاقِ‬
‫فضـاعَ ف الدّنيـا‬
‫وضيّعن‬
‫وفـؤادَ ُأمّ مُثقلً بالـمّ والُـ ُزنِ‬
‫كانتْ توَ ّدعُـن‬
‫وكانَ الدّمـعُ يذلُهـا‬
‫فيخذلُن ‪.‬‬
‫ويشدّن‬
‫ويشدّن‬
‫ويشدّن‬
‫لكنّ موت ف البقـاءِ‬
‫وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي َكفَن‬
‫**‬
‫أَنَا يا حبيبـةُ‬
‫ريشـةٌ ف عاصِفِ ا ِلحَـنِ‬
‫أهفـو إل وَطَـن‬
‫وتردّن عيناكِ ‪ ..‬يا وَطن‬
‫فأحـارُ بينكُما‬
‫أَأرحَـلُ مِـنْ حِمى عَـدَنٍ إل عَـدَنِ ؟‬
‫كمْ أشتهي ‪ ،‬حيَ الرحيلِ‬
‫غـداةَ تملُن‬
‫ريحُ البكـورِ إل هُناكَ‬
‫فأرتَـدي بَـدَن‬
‫أنْ تُصبِحـي وطَنـا لقلب‬
‫داخِـلَ الوَطَـنِ !‬

‫نايـة الشروع‬

‫أحضِـرْ سلّـهْ‬
‫ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعا ت "‬
‫‪97‬‬
‫ضَـعُ صُحُفا مُنحلّـهْ ‪.‬‬
‫ضـعْ مذياعا‬
‫ضَـعْ بوقَـا‪ ،‬ضَـعْ طبلَـهْ ‪.‬‬
‫ضـعْ شعا أحَـرَ‪،‬‬
‫ضـعْ حبـلً‪،‬‬
‫ضَـع سكّينا ‪،‬‬
‫ضَـعْ ُقفْلً ‪ ..‬وتذ ّكرْ َقفْلَـهْ ‪.‬‬
‫ضَـعْ كلبا يَعقِـرْ بالُملَـةْ‬
‫يسِبقُ ظِلّـهْ‬
‫يلمَـحُ حتّى ا لل أشياءَ‬
‫ويسمعُ ضِحـكَ النّملَـةْ !‬
‫واخلِطْ هـذا ُكلّـهْ‬
‫وتأكّـ ْد منْ غَلـقِ السّلـةْ ‪.‬‬
‫ُثمّ اسحبْ كُرسيّا واقعــدْ‬
‫فلقَـدْ صـارتْ عِنـ َدكَ‬
‫‪ ..‬دولَـهْ !‬

‫هويّـة‬

‫ف مطـارٍ أجنبْ‬
‫حَـدّقَ الشّرطيّ بْ‬
‫‪ -‬قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقـي ‪-‬‬
‫ولّـا ل يِـدْ عِنـدي لسانا أو َشفَـهْ‬
‫زمّ عينَيــهِ وأبـدى أ َسفَـهْ‬
‫قائلً ‪ :‬أهلً وسهـلً‬
‫‪ ..‬يا صـديقي العَرَبـي !‬
‫‪98‬‬

‫حـوار على باب النفى‬

‫شعْرُ يا مَطَـرُ ؟‬
‫لاذا ال ّ‬
‫أتسألُن‬
‫لِماذا يبزغُ ال َقمَـرُ ؟‬
‫لاذا يهطِلُ ا َلطَـرُ ؟‬
‫لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟‬
‫أَتسأَلُن ‪ :‬لاذا ينِلُ القَـدَرُ ؟!‬
‫أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ‬
‫طائـرٌ حُـرّ‪،‬‬
‫نسيمٌ بارِدٌ ‪،‬حَـرَرُ‬
‫مَـارٌ ‪ ..‬دَمعُـهُ دُرَرُ !‬
‫شجَـرُ‬
‫أنا ال َ‬
‫تُـدّ الـذْرَ من جـوعٍ‬
‫وفـوقَ جبينِها الّثمَـرُ !‬
‫أنا الزهـارُ‬
‫ف وجناتِها عِطْـرٌ‬
‫وف أجسادِها إِبَـرُ !‬
‫أنا الرضُ الت تُعطي كما تُعطَى‬
‫فإن أطعَمتها زهـرا‬
‫ستَزْ َدهِـرُ ‪.‬‬
‫وإنْ أطعَمتها نارا‬
‫سيأكُلُ ثوَبكَ الشّررُ ‪.‬‬
‫فليتَ ) ا لل ّت ( يعتَبِرُ‬
‫ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي‬
‫‪99‬‬
‫ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي‬
‫ويعتَـذِرُ !‬
‫* لقد جاوزتَ حَـدّ القـولِ يا مَطَـرُ‬
‫أل تدري بأّنكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ‬
‫تصوغُ الرفَ سكّينا‬
‫وبالسّكيِ تنتَحِــرُ ؟!‬
‫أجَـلْ أدري‬
‫بأنّي ف حِسـابِ الانعيَ‪ ،‬اليـومَ‪،‬‬
‫مُنتَحِـرُ‬
‫ولكِـنْ ‪ ..‬أيّهُم حيّ‬
‫وهُـمْ ف دوُ ِرهِـمْ قُبِـروا ؟‬
‫فل كفّ لم تبدو‬
‫ول قَـ َدمٌ لـمْ تعـدو‬
‫ول صَـوتٌ‪ ،‬ول سَمـعٌ‪ ،‬ول َبصَـرُ ‪.‬‬
‫خِـرافٌ ربّهـمْ َعلَـفٌ‬
‫يُقـالُ بأنّهـمْ بَشَـرُ !‬
‫شباُبكَ ضائـعٌ هَـدَرا‬
‫وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ ‪.‬‬
‫شعْـرِ تبن ق ْلعَـةً‬
‫بِرمـلِ ال ّ‬
‫والـدّ مُنحسِـرُ‬
‫فإنْ وافَـتْ خيولُ الوجِ‬
‫ل تُبقـي ول تَـذَرُ !‬
‫هُـراءٌ ‪..‬‬
‫ذاكَ أنّ الـرفَ قبلَ الوتِ ينَتصِـرُ‬
‫وعِنـدَ الوتِ ينَتصِـرُ‬
‫وبعـدَ الوتِ ينَتصِـرُ‬
‫وانّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ‬
‫وَيصْـدأُ ‪ ..‬ثّ ين َدثِـرُ‬
‫ولول الرفُ ل يبقى لهُ ذِكْـرٌ‬
‫لـدى الدّنيـا ول خَـَبرُ !‬
‫وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنتَظِـرُ ؟‬
‫سيأكُلُ ُعمْـرَكَ النفـى‬
‫‪100‬‬
‫وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا‬
‫ب ساعـةَ اليلدِ يوميّا‬
‫وترقُـ ُ‬
‫وف اليلدِ تُحتضَـرُ !‬
‫وما الضّـرَرُ ؟‬
‫س مكومـونَ بالعـدامِ‬
‫فكُلّ النّا ِ‬
‫إنْ سكَتـوا‪ ،‬وإنْ جَهَـروا‬
‫وإنْ صَبَـروا‪ ،‬وإن ثأَروا‬
‫وإن شَكـروا‪ ،‬وإن َكفَـروا‬
‫ولكنّي بِصـدْقي‬
‫أنتقي موتا نقيّـا‬
‫والذي بال ِك ْذبِ ييا‬
‫ميّتٌ أيضَـا‬
‫ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !‬
‫وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟‬
‫ضجَـرُ‬
‫إذا أودى بَ ال ّ‬
‫ولـمْ أسَعْ صـدى صـوت‬
‫ولـمْ ألَـح صـدى دمعـي‬
‫بِ َرعْـدٍ أو بطوفـانِ‬
‫سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي‬
‫وأحشِـدُ كلّ نيانـي‬
‫وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ‬
‫مِـنَ البارودِ‬
‫ف أعمـاقِ وجـدان‬
‫وأصعَـدُ من أساسِ ال ُظ ْلمِ للعلى‬
‫صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى‬
‫وأجعَـلُ كُلّ ما ف القلبِ‬
‫يسَتعِـرُ‬
‫وأحضُنُـهُ ‪ ..‬وَأَنفَجِـرُ !‬
‫‪101‬‬

‫إنتفاضــة‬

‫ليـسَ لـم أرديَـةٌ‬


‫مـن(سـانِ لـورانَ)‬
‫ومِـن( بيـا رِ كا ردانَ)‬
‫ول فنـادقٌ‬
‫لفَـرْ‬
‫مـنْ جلـدِ سُكّـان ا ُ‬
‫إ رمِ الَجـرْ‬
‫ليسَ لديهـم ثـروةٌ عِبيّـةٌ‬
‫أو ثـورةٌ عُـذريّـةٌ‬
‫أو دولـةٌ‬
‫سفَـرْ‪.‬‬
‫لل صطيا فِ وال َ‬
‫دولتهـمْ من َحجَــرٍ‬
‫وتُستعادُ بالَجَـرْ‪.‬‬
‫‪ -‬إ رمِ الَجــرْ‬
‫لجَــرْ‪.‬‬
‫إ رم ا َ‬

‫طبـق الصـل‬

‫الدّودَةُ قالـتْ للرضْ ‪:‬‬


‫إنّـي أدميُتكِ بالعَـضْ‪.‬‬
‫زلزَلـتِ الرضُ مُقهقِهـةً ‪:‬‬
‫َعضّـي بالطّـولِ وبالعَـرضْ ‪.‬‬
‫مِـنْ صُـنْعـي هيكَ ُلكِ الغَـضْ‬
‫ودِماؤكِ من قلـب الَحـض‬
‫ضكِ إحسـانٌ‬
‫ورضـايَ بع ّ‬
‫‪102‬‬
‫ورضـاكِ بإحسـان فَرضْ ‪.‬‬
‫إنّـي قَـد أوجـدُْتكِ حـتّى‬
‫تنَتزِعـي من َجسَـدي الوتـى‬
‫وَلكِ الدّفـعُ ‪ ..‬ومنكِ القبـضْ ‪.‬‬
‫**‬
‫الرضُ انطَرَحَـتْ ِبسُـموّ‬
‫والدّودَ ُة قامَـتْ ف خَفضْ‬
‫وأنـا الواقِفُ وَسْـطَ العَرضْ‬
‫أسـألُ نفسي ف استغرابٍ ‪:‬‬
‫من ذ ا يتعلّـمُ مِن بعضْ ؟‬
‫الرضُ‪ ،‬تُـرى‪ ،‬أمْ أمريكـا ؟‬
‫الدودَةُ ‪ ..‬أمْ ُدوَلُ الرّفـضْ ؟‬

‫ضـدّ التيـار‬

‫الاِئطُ رغـمَ توَ ّجعِـهِ‬


‫حمّـلُ َطعْـنَ الِسمـارْ‬
‫يت َ‬
‫والغُصـنُ بِرَغـمِ طراوَتِـهِ‬
‫يمِـلُ أعشاشَ الطيـارْ ‪.‬‬
‫والقبْـرُ برغمِ قباحَتِـهِ‬
‫يرضـى بنمـوّ الزهـارْ ‪.‬‬
‫وأنـا مِسماري مِزمـارْ‬
‫وأنـا منفـايَ هوَ الدّارْ‬
‫وأنَـا أزهـاري أشعـارْ‬
‫فلِمـاذا الاِئطُ يطعَـنُن ؟‬
‫خفّـفُ منّـي‪ ..‬يستـثـقِلُن ؟‬
‫والغُصـنُ الُتَ َ‬
‫ولِماذا جَنّـةُ أزهـاري‬
‫ي ِملُها القبـرُ إل النّـارْ ؟‬
‫أسألُ قلب ‪:‬‬
‫ما هـوَ ذنب ؟‬
‫‪103‬‬
‫ما لَ وحـدي إذْ أنثُرُ بَذرَ الُريّـةِ‬
‫ل أحظـى من بعـدِ بِذ ا ري‬
‫إلّ بنمـوّ السـوارْ ؟!‬
‫يهِتفُ قلـب ‪:‬‬
‫ذنُبكَ أّنكَ عُصفـورٌ يُرسِـلُ زقزَقَـةً‬
‫لُتقَـ ّدمَ ف حفلَـةِ زارْ !‬
‫ك موسيقيّ‬
‫ذنُبكَ أّن َ‬
‫يكتُبُ ألانـا آسِـرةً‬
‫ليُغنيها عنـهُ ‪ ..‬حِمـارْ !‬
‫ذنُبكَ أّنكَ ما أذْنَبتَ ‪..‬‬
‫وعارُكَ أّنكَ ضِـدّ العـارْ !‬
‫**‬
‫ف طوفـانِ الشّرفِ العاهِـرِ‬
‫والجـدِ العالـي الُنهـارْ‬
‫أحضُـنُ ذنـب‬
‫بِيـدَيْ قلـب‬
‫وأُقبّـلُ عاري مُغتَبِطـا‬
‫لوقوفـي ضِـدّ التّيـارْ ‪.‬‬
‫أصـ ُرخُ ‪ :‬يا تيّـارُ تقـ ّدمْ‬
‫لنْ أهتَـزّ ‪،‬ولـنْ أنـارْ‬
‫بلْ سَتُضارُ بَ أل وضـارْ ‪.‬‬
‫يا تيّـارُ تقـدّم ضِـدّي‬
‫لستُ لوَحـد ي‬
‫فأنا ‪ ..‬عِنـدي !‬
‫أنَا قبلـي أقبلتُ بوعْـدي‬
‫وسأبقى أبعَـدَ ِمنْ بعـدي‬
‫مادمـتُ جيـعَ الحـرارْ !‬

‫غليـان‬
‫‪104‬‬
‫ألـحُ القِـدْرَ على الوقِـدِ تغلـي‬
‫وأنا من فَرْطِ إشفاقـيَ أغلـي ‪.‬‬
‫تنفُخُ القِـدْرُ بُخـارا‬
‫هازِئـا ب وبنُبلـي ‪:‬‬
‫قُـمْ إل شُغ ِلكَ ‪ ..‬واترُكـن ِلشُغلـي ‪.‬‬
‫أنا ل أوضَـعُ فـوقَ النّارِ إلّ‬
‫بَعـدَ أن يوضَـعَ ف بطـنَ أكلـي ‪.‬‬
‫أنـا أُرغِـي‪ ،‬حُـرّةً‪ِ ،‬منْ حَـرّ ناري‬
‫وأنا أُ ْزبِــدُ لو طالَ ا ستِعـا ري‬
‫وأنا ا طفـيءُ بالزّفْراتِ غِلّـي ‪.‬‬
‫أيّها الاهِـلُ قُلْ لـي ‪:‬‬
‫هلْ لديكُـمْ عربّ واحِـدٌ‬
‫يفعَـلُ مِثلـيْ ؟!‬

‫هزيـةُ النتصــر‬

‫لو منحـونا ا ل لسَِنةْ‬


‫لو سالونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ‬
‫لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ المكَِنةْ‬
‫لو غفر و ا يوما لنا ‪..‬‬
‫سنَـهْ !‬
‫إذا ا ر تكَبنا حَ َ‬
‫لو قلبـوا مُعتَقلً لِمصنَـعٍ‬
‫واستبدلـوا مِشَنقَـةً بِما كِنَـه‬
‫لو حوّلـوا السّجـنَ إل مَدْرَسَـةٍ‬
‫وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إل‬
‫دفاترٍ ملوّنـهْ‬
‫لو بادَلـوا دبّابَـةً بخبز‬
‫وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ‬
‫‪105‬‬
‫لو جعَلـوا سـوقَ الواري وَطَنَـا‬
‫وحوّلـوا الرّقَ إل مواطَنَـهْ‬
‫لقّقـوا انتصـارَهمْ‬
‫َ‬
‫ف لظـةٍ واحِـدَةٍ‬
‫على دُعـاةِ الصّهـيَنَـةْ ‪.‬‬
‫أقـولُ ‪ ) :‬لـو (‬
‫لكـنّ ) لو ( تقولُ ‪ ) :‬ل (‬
‫لو حقّقـوا انتصا َرهُـمْ ‪..‬لنَزَمـوا‬
‫لنّهُم أنفُسَهم صَهاينَـةْ !‬

‫اقتباس‬

‫إنّهـا ل تتفـي‪.‬‬
‫إنـا تقضي الليالـي‪ ،‬دائما‪،‬‬
‫ف مِعطَفـي ‪.‬‬
‫دائمـا تضُـنُ‪ ،‬ف الظُلْمـةِ‪ ،‬قلب‬
‫هـذهِ الشّمسُ ‪..‬‬
‫لكي ل تنطَفـئ !‬

‫قســوة‬

‫حَجَـرٌ يهمِسُ ف َسمْعِ َحجَـرْ ‪:‬‬


‫أنتَ قاسٍ يا أخـي ‪..‬‬
‫لْ تبتَسِـم عن عُشبـه‪ ،‬يوما‪،‬‬
‫ول رقّـتْ حَناياكَ‬
‫لشـواقِ الَطَـرْ‬
‫ضِحكـةُ الشمسِ‬
‫‪106‬‬
‫على وج ِهكَ مـ ّرتْ‬
‫وعويلُ الرّيحِ‬
‫ف سَم ِعكَ مَـرْ‬
‫دونَ أن يبقـى لشيءٍ منهـما‬
‫فيكَ أَثـرْ ‪.‬‬
‫ل أساريرُكَ بَـشّتْ للمسـرّاتِ‪،‬‬
‫ول قلُبكَ للحُزنِ انفَطَـرْ ‪.‬‬
‫أنتَ ماذا ؟!‬
‫كُـنْ طَـريّ القَلـبِ‪،‬‬
‫كُـنْ سْحَـا‪ ،‬رقيقـا ‪..‬‬
‫مثلَما أيّ حَجَـرْ ‪.‬‬
‫ل ت ُكنْ مِثـلَ سلطيـنِ البَشَـرْ !‬

‫حـزن على الـزن‬

‫‪ -‬أيّها الُـزنُ الذي يغشى بِـلدي‬


‫أنا من أج ِلكَ يغشان الَـ َزنْ‬
‫أنتَ ف كُلّ مكـانٍ‬
‫أنتَ ف كُلّ زَمـنْ ‪.‬‬
‫دائـرٌ تْـ ِدمُ كلّ الناسِ‬
‫مِـنْ غيِ ثَمـنْ ‪.‬‬
‫عَجَبـا منكَ ‪ ..‬أل تشكو الوَهَـنْ ؟!‬
‫أيّ قلـبِ ل يُكلّفكَ بشُغلٍ ؟‬
‫أيّ عيـنٍ ل تُحمّلكَ الوَسَـنْ ؟‬
‫ذاكَ يدعـوكَ إل استقبالِ قَيـدٍ‬
‫تلكَ تـدوكَ لتوديـعِ َكفَـنْ ‪.‬‬
‫تلكَ تدعـوكَ إل تطريـزِ رُوحٍ‬
‫ذاكَ يـدوكَ إل حرثِ بَـدَنْ ‪.‬‬
‫مَـنْ ستُرضي‪ ،‬أيّها الُـزنُ‪ ،‬ومَـنْ ؟!‬
‫وَمت تأنَفُ من سُكن بـلدٍ‬
‫‪107‬‬
‫أنتَ فيهـا مُمتهَـنْ ؟!‬
‫‪ -‬إنّن أرغـبُ أن أرحَـلَ عنهـا‬
‫إنّمـا ينعُن حُـبّ الوَطـنْ !‬

‫مسائل غي قابلـة للنقاش‬

‫ف السـاسْ‬
‫لْ يكُـنْ ف الرضِ حكّامٌ ‪..‬‬
‫فقَـطْ‬
‫كانَ بـذي الرضِ ناسْ !‬

‫الشّعـوبْ‬
‫********‬
‫حيَ لـمْ توصِـدْ بوجـهِ الشّـرّ‬
‫أبوابَ القلـوبْ‬
‫وَخطَـتْ‪ ،‬سِـرّا‪ ،‬على دربِ الطايا‬
‫وتعاطَـتْ‪ ،‬خُفيَـةً‪ ،‬كُلّ الذنوبْ‬
‫ظَهـرَ الُكّـامُ فيها ‪.‬‬
‫هكذا عاقبَها الُ وأخزَاهـا ‪..‬‬
‫بإظهـارِ العُيـوبْ !‬

‫ل جِـدال‬
‫******** ْ‬
‫‪108‬‬
‫إنّ للحُكّـامِ‪ ،‬مهما أترِفـوا ‪،‬‬
‫صـبا على حـلِ الثّقالْ ‪.‬‬
‫كم على أكتافِهِـمْ من رُتبَـةٍ‬
‫تلَـعُ أكتافَ الِبالْ !‬
‫كمْ على كاهِلِهمْ من لقَبٍ‬
‫لو شاَلهُ الفيلُ لَمـالْ !‬
‫كمْ على عاِتقِهـمْ ِمنْ بيتِ مالْ !‬

‫الفقــي‬
‫********ْ‬
‫يعـلُ الُكّـامَ ل يغفـونَ ‪..‬‬
‫مِـنْ وخـزِ الضّمـيْ ‪.‬‬
‫حينما يُنمـى إليهِـمْ‬
‫ف ليال الزّمهَـريرْ‬
‫أنّـهُ فوقَ الصـيِ ال ّرثّ يغفـو ‪..‬‬
‫ف يغفـونَ‬
‫كي َ‬
‫وهُــمْ‬
‫ل يسرِقـوا منـهُ الَصـيْ ؟!‬

‫بيَقي‬
‫******ْ‬
‫خطـأٌ حشـرُ جيعِ الاكميْ‬
‫ف عِـدادِ الكافِـرينْ ‪.‬‬
‫إنّما الكافِـرُ مَـن يكفرُ بالدّينِ‬
‫وهُـمْ أغلبُهـمْ ‪ ..‬من غيِ دِيـنْ !‬

‫للحِــوارْ‬
‫*********‬
‫يلجَـأُ الُكّـامُ دومَـا‬
‫ُكلّمـا المهـورُ ثـارْ‪.‬‬
‫ِك ْلمَـةٌ مِنـهُ‪ ،‬ومنهُـمْ كِلْمـةٌ‬
‫ُثمّ يعـودُ الصّفـوُ للجَـوّ‬
‫ويناحُ الغُبـارْ ‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫هـوَ يدعـو ‪ :‬حاوِِرونـي‪.‬‬
‫هُـمْ يقولونَ لَـهُ ‪ :‬صَـهْ يا حِمـارْ !‬

‫ل أُطيـلْ ‪..‬‬
‫***********‬
‫وُجِـدَ الُكّـامُ ف الدّنيـا‬
‫لكـي ينفـوا وجـودَ الُستَحيـلْ ‪.‬‬
‫ما عداهُـمْ‬
‫كلّ ما ف هـذه الدّنيـا جيـلْ‬

‫أعـذار واهيـة‬

‫‪ -‬أيّها الكاتِبُ ذو الكفّ النظيفَـةْ‬


‫لتِ الَليفـةْ ‪.‬‬
‫ل تُسـوّدْها بتبييضِ مـ ّ‬
‫‪ -‬أيـنَ أمضي‬
‫وهـوَ ف حوزَتِـهِ كُلّ صحيفَـةْ ؟‬
‫‪ -‬إ مضِ للحائِطِ‬
‫واكتُبْ بالطّباشيِ وبالفَحـمِ ‪..‬‬
‫‪ -‬وهلْ تُشِبعُن هـذي الوظيفَـةْ ؟!‬
‫أنا مُضطَـرّ لنْ آكُلَ خُبـزَا ‪..‬‬
‫‪ -‬واصِـلِ الصّـومَ ‪ ..‬ول تُفطِـرْ بيفَـهْ ‪.‬‬
‫‪ -‬أنا إنسانٌ وأحتـاجُ إل كسبِ رغيفـي ‪..‬‬
‫‪ -‬ليسَ بالنسانِ‬
‫مَن يكسِبُ بالقتلِ رغيفَـهْ ‪.‬‬
‫قاتِلٌ من يتقـوّى بِرغيفٍ‬
‫ُقصّ من ِجلْـدِ الماهيِ الضّعيفـةْ !‬
‫‪110‬‬
‫كُلّ حَـرفٍ ف مـلّت الَليفَـةْ‬
‫ليسَ إلّ خِنجـرا يفتـحُ جُرحـا‬
‫يدفعُ الشّعبُ نزيفَـهْ !‬
‫‪ -‬ل تُقيّـدن بأسـلكِ الشّعاراتِ السخيفَـةْ‪.‬‬
‫أنا ل أمـ َدحْ ولَـمْ أ ر د ح ‪.‬‬
‫‪ -‬ولـمْ تنقُـدْ ول تقْـ َدحْ‬
‫ولْ تكشِفْ ول تشـ َرحْ ‪.‬‬
‫حصـاةٌ عَلِقـتْ ف فتحـةِ الَجْـرى‬
‫وقَـدْ كانتْ قذيفَـةْ !‬
‫‪ -‬أكلُ عيشٍ ‪..‬‬
‫لْ يُتْ حُـرّ ِمنَ الـوعِ‬
‫ولـمْ تأخـذْهُ إلّ‬
‫مِـنْ حيـاةِ العبـدِ خيفَـةْ ‪.‬‬
‫ل ‪ ..‬ول مِن موضِـعِ القـذارِ‬
‫يستر ِزقُ ذو الكفّ النّظيفَـةْ ‪.‬‬
‫أكلُ عيـشٍ ‪..‬‬
‫ب قـوتٍ ‪..‬‬
‫كسـ ُ‬
‫إنّـهُ العـذْرُ الذي تعلِكُـ ُة الومِسُ‬
‫لو قيلَ لـا ‪ :‬كون شريفَـهْ !‬

‫طهــارة‬

‫مَ ِلكٌ يأتـي إليــهْ‬


‫يُسـقِطُ الظّـلّ عليـهْ‬
‫ولـذا‬
‫يذهَـبُ النّهـرُ إل البحـرِ‬
‫لكي يغسِـلَ بالِلـحِ يديـهْ !‬
‫‪111‬‬

‫بيتُ الداء‬

‫يا شعـب ‪ ..‬ربَي يهديكْ ‪.‬‬


‫هـذا الوال ليسَ إلـا ‪..‬‬
‫ما لكَ تشى أن يؤذيك ؟‬
‫أنتَ الكلّ‪ ،‬وهذا الوال‬
‫جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ ‪.‬‬
‫مِـ ْن مالكَ تدفعُ أُجـرََتهُ‬
‫وبِفض ِلكَ نالَ وظيفَتَـهُ‬
‫وَوظيفُتهُ أن يميكْ‬
‫أن يرِسَ صفـوَ لياليكْ‬
‫وإذا أقلَـ َق نو َمكَ ِلصّ‬
‫بالروحِ وبال َدمِ يفديكْ !‬
‫لقبُ )الوال ( لفظٌ َلبِـقٌ‬
‫مِنْ شِـدّةِ لُط ِفكَ تُط ِلقَـهُ‬
‫عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !‬
‫ل يشى الاِلكُ خا ِدمَـهُ‬
‫ل يتوسّـلُ أن ير َحمَـهُ‬
‫ل يطلُبُ منـهُ ا لتّبيكْ ‪.‬‬
‫فلِماذا تعلـو‪ ،‬يا هذا‪،‬‬
‫بِمراتِبهِ كي يُدنيكْ ؟‬
‫ولِماذا تنفُخُ جُثّتـهُ‬
‫حـتّى ينْزو ‪ ..‬ويُفسّيكْ ؟‬
‫ولِماذا تُثبِتُ هيبَتهُ ‪..‬‬
‫حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !‬
‫العِلّـةُ ليستْ ف الوالـي ‪..‬‬
‫العِلّـةُ‪ ،‬يا شعب‪ ،‬فيكْ ‪.‬‬
‫ل بُـدّ لُثّـةِ ملـوكٍ‬
‫أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ‬
‫‪112‬‬
‫حيَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ‬
‫تمِـلُ أرواحَ ماليكْ !‬

‫بطالـة‬

‫أفنيتُ العُمـرَ بتثـقيفي‬


‫وَصَـرفتُ الِـبَ بتأليفـي‬
‫وحَلُمـتُ بعيشٍ َحضَـريّ‬
‫لُح َمتُـهُ دينٌ بدَويّ‬
‫وَسُـداهُ نـدى طبـعٍ ريفـي ‪.‬‬
‫يعـن ‪ ..‬ف بْـرِ تاريفـي‬
‫ت وضيّعـتُ ماديفـي !‬
‫ضِع ُ‬
‫كمْ َبعُـدَتْ أهـداف عنّي‬
‫مِـنْ فرطِ رداءةِ ( تد يفي ) !‬
‫ورَجفتُ من الـوعِ لنّـي‬
‫ل أُحسِـنُ فـنّ )أ لتر جيفِ)‬
‫فأنا عَقلـي‬
‫ليسَ بِرجْلـي ‪.‬‬
‫وأنا ذهن‬
‫ليسَ بِبطـن ‪.‬‬
‫كيفَ‪ ،‬إذَنْ‪ ،‬يُمكِـنُ توظيفي‬
‫ف َزمَـنِ ) ا لفيفـا ( ‪ ..‬و ) ا لفيفي ( ؟!‬
‫‪113‬‬

‫التهمـة‬

‫كنتُ أسيُ مفـردا‬


‫أحِـلُ أفكـاري معـي‬
‫وَمَنطِقي َومَسْمعي‬
‫فازدَحَمـتْ‬
‫مِن َحوْلَ الوجـوه‬
‫قالَ لَهمْ زَعيمُهم‪ :‬خُـذوه‬
‫سألتُهُـمْ‪ :‬ما تُهمت؟‬
‫فَقيلَ ل‪:‬‬
‫جمّعٌ مشبــوه‬
‫تَ َ‬

‫ثورة الطي‬

‫وضعون ف إنـاءْ‬
‫ُثمّ قالوا ل ‪ :‬تأقلَـمْ‬
‫وأنا لَستُ باءْ‬
‫أنا من طيِ السّمـاءْ‬
‫وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي‬
‫‪..‬يتح ّطمْ !‬
‫**‬
‫خَيّرون‬
‫بَ ْينَ مَوتٍ وَبَقاءْ‬
‫بيَ أن أرقُـصَ فوقَ الَبْلِ‬
‫‪114‬‬
‫أو أر ُقصَ تتَ البلِ‬
‫فاخترتُ البقـاءْ‬
‫قُلتُ ‪ :‬أُعـ َدمْ‪.‬‬
‫فاخنقـوا بالب ِل صوتَ الَببّغـاءْ‬
‫وأمِـدّون بصمـتٍ أَبَـديّ يتك ّلمْ !‬

‫قَلـم‬

‫ب خافقـي‬
‫جسّ الطبي ُ‬
‫وقـالَ ل ‪:‬‬
‫هلْ ها هُنـا اللَـمْ ؟‬
‫قُلتُ له‪ :‬نعَـمْ‬
‫فَشـقّ بالِشـرَطِ جيبَ معطَفـي‬
‫وأخـ َرجَ القَلَــمْ!‬
‫**‬
‫هَـزّ الطّبيبُ رأسَـهُ ‪ ..‬ومالَ وابتَسـمْ‬
‫وَقالَ لـي ‪:‬‬
‫ليسَ سـوى قَلَـمْ‬
‫فقُلتُ ‪ :‬ل يا َسيّـدي‬
‫هـذا يَـدٌ ‪ ..‬وَفَـمْ‬
‫رَصـاصــةٌ ‪ ..‬وَ َدمْ‬
‫وَتُهمـةٌ سـافِرةٌ ‪ ..‬تَمشي بِل قَـ َدمْ !‬

‫نبـوءة‬

‫إ سعـون قَبْـلَ أن تَفتَقـدون‬


‫يا جاعــهْ‬
‫لَسـتُ كذّابـا ‪..‬‬
‫فمـا كانَ أب حِزبـا‬
‫ول ُأمّـي إذاعـةْ‬
‫كُلّ ما ف المـرِ‬
‫أنّ العَبــدَ‬
‫صلّـى مُفـردا بالمسِ‬
‫‪115‬‬
‫ف القُدسِ‬
‫ولكـنّ " الَماعـةْ "‬
‫سيُصلّونَ جاعَــهْ !‬

‫عقوبات شرعيّـة‬

‫بتَرَ الوالـي لسان‬


‫عندما غنّيتُ ِشعْـري‬
‫دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصا بترديد الغان‬
‫**‬
‫بَتَرَ الوال يَـدي لّـا رآن‬
‫ف كتاباتَ أرسلتُ أغانّ‬
‫إل كُـلّ مكـانِ‬
‫**‬
‫وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيّ قيدا‬
‫إذْ رآن بيَ كلّ الناسِ أمشي‬
‫دونَ كفّـي ولسانـي‬
‫صامتـا أشكـو هَوانـي‪.‬‬
‫**‬
‫َأمَـرَ الوال بإعدامـي‬
‫لنّـي ل ُأصَـ ّفقْ‬
‫‪ -‬عندما مَرّ ‪-‬‬
‫ولَـم أهتِفْ‪..‬‬
‫ولَـمْ أب َرحْ مكانـي !‬
‫‪116‬‬

‫أحبّـك‬

‫يا وَطَـن‬
‫ضِقْتَ على ملمـي‬
‫َفصِـرتَ ف قلـب‪.‬‬
‫وكُنتَ ل عُقـوبةً‬
‫وإنّن ل أقترِفْ سِـواكَ من ذَنبِ !‬
‫َلعَنْـتن ‪..‬‬
‫سكَ كانَ ُسبّت ف لُغـةِ السّـبّ!‬
‫وا ُ‬
‫ضَـربتَن‬
‫وكُنتَ أنتَ ضاربـي ‪..‬وموضِعَ الضّـربِ!‬
‫طَر ْدتَـن‬
‫فكُنتَ أنتَ خطوَت وَكُنتَ ل َدرْبـي !‬
‫وعنـدما صَلَبتَن‬
‫أصبَحـتُ ف حُـبّي‬
‫مُعْجِــ َزةً‬
‫حيَ هَـوى قلْـب ‪ ..‬فِـدى قلب!‬
‫يا قاتلـي‬
‫حكَ اللـهُ على صَلْـب‪.‬‬
‫سـامَ َ‬
‫يا قاتلـي‬
‫كفاكَ أنْ تقُتلَـن‬
‫مِنْ شِـدّةِ الُـبّ !‬
‫‪117‬‬

‫قُبلـة بوليسيّة‬

‫عِنـدي كَلمٌ رائِـعٌ ل أستَطيعُ قوَلهْ‬


‫أخـافُ أنْ يزْدادَ طين ِبلّـهْ‪.‬‬
‫لنّ أبديّت‬
‫ف رأيِ حامـي عِـزّت‬
‫ل تتـوي غيَ حروفِ العلّـةْ !‬
‫فحيثُ سِـرتُ مبٌ‬
‫يُلقـي عليّ ظلّـهْ‬
‫ي ْلصِـقُ ب كالّنمْلـةْ‬
‫يبحثُ ف حَقيبـت‬
‫يسبـحُ ف مِحـبَت‬
‫للْـمِ كُلّ ليلهْ!‬
‫ي ْطلِـعُ ل ف ا ُ‬
‫حتّى إذا َقبّلتُ‪ ،‬يوما‪ ،‬زوجَـت‬
‫أشعُرُ أنّ الدولـةْ‬
‫قَـدْ َوضَعَـتْ ل مُخبا ف القُبلـةْ‬
‫يقيسُ حجْـمَ رغبَـت‬
‫ي ْطبَعُ بَصمَـةً لا عن َشفَت‬
‫يرْصـ ُد وعَـيَ الغفْلـةْ!‬
‫حتّى إذا ما قُلتُ‪ ،‬يوما‪ ،‬جُملـهْ‬
‫يُع ِلنُ عن إدانت‬
‫ويطرحُ الدّلةْ!‬
‫**‬
‫ل تسخروا منّي ‪ ..‬فَحتّى القُبلةْ‬
‫ُتعَـدّ ف أوطاننـا‬
‫حادثَـةً تسّ أمـنَ الدولـةْ!‬

‫سَـواسية‬
‫‪118‬‬

‫(‪)1‬‬

‫سَـواسَِيةْ‬
‫نَحـنُ كأسنانِ كِـلبِ الباديـةْ‬
‫صفَعُنا النّباحُ ف الذّهابِ واليابْ‬
‫ي ْ‬
‫يصفَعُنا التُرابْ‬
‫رؤوسُنا ف كُلّ حَ ْربٍ بادَيةْ‬
‫والزّهـوُ للذْنابْ‬
‫حقُ رأسَ ب ْعضِنا‬
‫وَب ْعضُنا يَس َ‬
‫سمَـنَ الكِلبْ!‬
‫كي تَ ْ‬

‫(‪) 2‬‬

‫سَواسِيَـةْ‬
‫ننُ جُيـوبُ الدّالِيَـةْ‬
‫يُديرُنا ثَـورٌ زوى عَينيـهِ خَلفَ الغطَيةْ‬
‫يسيُ ف استقامـةٍ مُلتويةْ‬
‫ونْـنُ ف مَسيِهِ‬
‫نَغـرقُ كُلّ لَحظَـةٍ‬
‫ف السّاقيَـةْ‬
‫**‬
‫يَدورُ تتَ ظـ ّلهِ العريشْ‬
‫س حاميـهْ‬
‫وظِلّنا خُيوطُ شَم ٍ‬
‫ويأكُلُ الَشيشْ‬
‫ونْـنُ ف دورَتِـهِ‬
‫نسقُطُ جائِعيَ ‪ ..‬كي يعيشْ!‬

‫(‪) 3‬‬
‫‪119‬‬

‫نْـنُ قطيعُ الاشيَـةْ‬


‫تسعى بِنـا أظلفُنـا ِل َموْضِـعِ الُتوفْ‬
‫على حِـداءِ "الرّاعيــةْ"‬
‫و أَفحَـلُ القادَةِ ف قَطيعِنا‬
‫‪ ..‬خَـروفْ !‬

‫(‪) 4‬‬

‫نَحـنُ الصابيحُ بِبَيتِ الغانيَـةْ‬


‫رؤوسُنا مَشدودَةٌ ف ُع َقدِ الشاِنقْ‬
‫صُـدورُنا تلهو با الَرائِـقْ‬
‫عيونُنـا تغْسِـلُ بالدّمـوعِ كلّ زاويَـةْ‬
‫لكنَهـا تُطْفأُ كُلّ لَيلَـةٍ‬
‫عِنـدَ ارتكابِ الَعصِيَـةْ !‬

‫(‪) 5‬‬

‫نَحنُ ِلمَـنْ؟‬
‫وَنْـنُ مَـنْ؟‬
‫زَمانُنـا يَ ْلهَثُ خارجَ ال ّزمَـنْ‬
‫ل فَـرقَ بيَ جُثّـةٍ عاريَـةٍ‬
‫وجُثّـةٍ مُكْتَسَيةْ‪.‬‬
‫سَـواسِيَة‬
‫موتى بِنعْشٍ واسِعٍ ‪ ..‬يُدعى الوَطَـنْ‬
‫أسْمى سَماِئهِ َكفَـنْ‪.‬‬
‫بَكَتْ علينا البا ِكيَـةْ‬
‫وَنَـامَ فوقَنا ال َعفَـنْ !‬
‫‪120‬‬

‫اعترافـات كذّاب‬

‫بِملءِ رغبت أنا‬


‫ودونَمـا إرهابْ‬
‫أعترِفُ النَ لكم بأنّن كذّابْ!‬
‫وقَفتُ طول الشهُرِ الُنصَرِمـةْ‬
‫لمَلِ الُنمنَمـةْ‬
‫أ ْخ َدعُ ُكمْ با ُ‬
‫وأَدّعي أنّي على صَـوابْ‬
‫وها أنا أبرأُ من ضللت‬
‫قولوا معي‪ :‬إ غْفـرْ وَتُبْ‬
‫يا ربّ يا توّابْ‪.‬‬
‫**‬
‫قُلتُ لكُم‪ :‬إنّ َفمْي‬
‫ف أحرُف مُذابْ‬
‫لنّ كُلّ كِ ْل َم ٍة مدفوعَـةُ السابْ‬
‫لدى الِهاتِ الاكِمـةْ‪.‬‬
‫أسَتغْفرُ الَ ‪ ..‬فما أكذَبن!‬
‫فكُلّ ما ف المرِ أنّ النظِمـةْ‬
‫با أقو ُل مغْرَمـهْ‬
‫وأنّها قدْ قبّلتن ف فَمي‬
‫فقَطّعتْ ل َشفَت‬
‫مِن شِدةِ العجابْ!‬
‫**‬
‫أ ْو َهمْتُكـمْ بأنّ بعضَ النظِمـةْ‬
‫غربيّـةٌ‪ ..‬لكنّها مُترجَمـهْ‬
‫وأنّها لَتفَهِ السبابْ‬
‫تأت على َدبّاَبةٍ مُطَ ّهمَـةْ‬
‫فَتنْـشرُ الَرابْ‬
‫وتعَلُ النـامَ كالدّوابْ‬
‫‪121‬‬
‫وتض ِربُ الِصارَ حولَ الكَلِمـةْ‪.‬‬
‫أستَغفرُ الَ ‪ ..‬فما أكذَبن!‬
‫فَكُلّها أن ِظمَـةٌ شرْعّيةٌ‬
‫جـاءَ بـا انِتخَابْ‬
‫وكُلّها مؤمِنَـةٌ تَح ُكمُ بالكتابْ‬
‫وكُلّها تستنكِرُ الرهـابْ‬
‫وكُلّها تت ِرمُ الرّأيَ‬
‫وليستْ ظا َلهْ‬
‫وكُلّهـا‬
‫معَ الشعوبِ دائمـا مُنسَجِمـةْ!‬
‫**‬
‫قُلتُ ل ُكمْ‪ :‬إنّ الشّعوبَ الُسلِمةْ‬
‫رغمَ غِنـاها ‪ ..‬مُعْدمَـهْ‬
‫وإنّها بصـوتِها مُكمّـمَهْ‬
‫سجُـدُ للنصـابْ‬
‫وإنّهـا ت ْ‬
‫وإنّ مَنْ يسرِقُها ي ِلكُ مبن الَحكَمةْ‬
‫لجّـابْ‪.‬‬
‫وي ِلكُ القُضـاةَ وا ُ‬
‫أستغفرُ ال ّلهَ ‪ ..‬فما أك َذبَن!‬
‫فهاهيَ الحزابْ‬
‫تبكي لدى أصنامها ا ُلحَطّمـةْ‬
‫وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ‬
‫على يَهودِ ا لد ّوِنمَـهْ‬
‫صدّيقُ يشي زاهِـدا‬
‫وهاهوَ ال ّ‬
‫مُقصّـرَ الثيابْ‬
‫وهاهوَ الدّينُ ِلفَرْطِ ُيسْـرِهِ‬
‫قَـدْ احتـوى مُسيلَمـهْ‬
‫فعـادَ بالفتحِ ‪ ..‬بل مُقاوَمـهْ‬
‫مِن مكّـةَ الُك ّرمَـةْ!‬
‫**‬
‫يا ناسُ ل تُصدّقـوا‬
‫فإنّن كذَابْ!‬
‫‪122‬‬

‫اننـاء السنبلة‬

‫أنا مِـن تُرابٍ ومـاءْ‬


‫خُـذوا حِـذْرَ ُكمْ أيّها السّابلةْ‬
‫خُطاكُـم على ُجثّت نازلـهْ‬
‫وصَمـت سَخــاءْ‬
‫لنّ التّرابَ صميمُ البقـاءْ‬
‫وأنّ الُطى زائلـةْ‪.‬‬
‫ولَكنْ إذا ما حَبَسُتمْ ِبصَـدري الَـواءْ‬
‫سَـلوا الرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ !‬
‫**‬
‫سَلـوا عنْ جنونـي ضَميَ الشّتاءْ‬
‫أنَا الغَيمَـةُ الُثقَلةْ‬
‫إذا أجْ َهشَتْ بالبُكاءْ‬
‫فإنّ الصّواعقَ ف دَمعِها مُر َس َلهْ!‬
‫**‬
‫أجلً إنّن أنن‬
‫فاشهدوا ذ لّت الباسِ َلةْ‬
‫فل تنحن الشّمسُ‬
‫إلّ لتب ُلغَ قلبَ السماءْ‬
‫ول تنحن السُنب َلةْ‬
‫إذا لْ تَكُن مثقَ َلهْ‬
‫ولكنّها سـا َعةَ ا لننـاءْ‬
‫تُواري بُذورَ البَقاءْ‬
‫فَتُخفي بِرحْـمِ الثّرى‬
‫ثورةً ‪ُ ..‬مقْبِلَـهْ!‬
‫**‬
‫‪123‬‬
‫أجَلْ‪ ..‬إنّن أنن‬
‫تتَ سَيفِ العَناءْ‬
‫صمْت هوَ الَ ْلجَلـةْ‬
‫ول ِكنّ َ‬
‫وَذُلّ اننائـي هوَ الكِبياءْ‬
‫لن أُبالِغُ ف الننـاءْ‬
‫لِكَي أزرَعَ القُنبُلَـةْ!‬

‫الفاتــة‬

‫كيفَ يَصطادُ الفت عُصفورَهُ‬


‫ف الغابـةِ الُشتعِلةْ ؟‬
‫كيفَ يرعى وردَةً‬
‫وَسْـطَ رُكامِ الزبَلـةْ ؟‬
‫كيفَ تَصحـو بيَ كفّيـهِ الجاباتُ‬
‫وف فكّيـ ِه تغفو السئ َلةْ ؟!‬
‫السى ل حَـدّ لـهْ‬
‫والفَـت ل حَـولَ لَـهْ‬
‫إنّـهُ يَرسِـفُ بالوَيْلِ‬
‫فل تستكْثِروا إسْـرا َفهُ ف الوَْلوَلـةْ‬
‫ليسَ هذا ِشعْـرَهُ‬
‫بل َدمُـهُ ف صَفَحـاتِ النّ ْطعِ‬
‫مكتوبٌ ِبحَـدّ ا ِل ْقصَلَـةْ!‬

‫سـرّ الهنة‬

‫اثنـانِ ف أوطانِنـا‬
‫يرَتعِـدانِ خيفَـةً‬
‫من يقظَـةِ النّائـمْ‪:‬‬
‫ال ّلصّ ‪ ..‬والاكِـمْ!‬
‫‪124‬‬

‫طريـق السّلمـة‬

‫أينَـعَ الرّأسُ‪ ،‬و"طَـلّ عُ الثّنايـا"‬


‫وَضَـعَ‪ ،‬اليَومَ‪ ،‬العِمـامَـةْ‪.‬‬
‫وحْـدَهُ النسـانُ‪ ،‬والكُلّ مطايـا‬
‫ت أمامَهْ‬
‫ل َتقُلْ شيئا ‪ ..‬ول تَسْكُ ْ‬
‫إنّ ف النّطـقِ النّدامَـةْ‬
‫إنّ ف الصّمـتِ النّدامـةْ‬
‫أنتَ ف أ لا ليِ مشبوهٌ‬
‫فَتُـبْ مِـنْ جُنحَـةِ العَيشِ كإنسانٍ‬
‫وعِشْ مِثْلَ النّعامَـةْ‪.‬‬
‫ي مقتولٌ‬
‫أنتَ ف ألا ل ِ‬
‫َفمُتْ مِن شِـدّةِ القَهْـرِ‬
‫لتحظـى بالسّلمـةْ!‬
‫لنّ الزّعمَـاءَ افتقَـدوا معن الكرامَـةْ‬
‫فَ‬
‫ولنّ ال ّزعَمـاءَ استأثروا‬
‫بالزّيتِ والزّفتِ وأنواعِ الدّمامَـةْ‬
‫ولنّ الزّعمـاءَ استمرأ و ا وَحْـلَ الَطايا‬
‫وبِهمْ َلمْ تَ ْبقَ للطُهـرِ بقايا‬
‫فإذا ما قامَ فينا شاعِرٌ‬
‫يشِتمُ أكـوامَ القِمامَـةْ‬
‫سيقولونَ‪:‬‬
‫لقَـدْ سَـبّ الزّعامَـةْ!‬
‫‪125‬‬

‫العلـيل‬

‫ربّ اشفـن مِن مَرضِ الكِتابَـةْ‬


‫أو أعطِـن مَناعَـةً‬
‫لتّقـي مَباضِـعَ الرّقابَـةْ ‪.‬‬
‫فكُلّ حَـرفٍ مِن حـروف وَ َرمٌ‬
‫وكُلّ مِبضَـعٍ َلهُ ف جسَـدي إصابَـةْ ‪.‬‬
‫فَصاحِبُ الَنابَـةْ‬
‫حتّى إذا ناصَـرُتهُ ‪..‬ل أتّقي عِقاَبهْ !‬
‫**‬
‫كَتبتُ يَومَ ضَعفِـهِ ‪:‬‬
‫( نَكْـرَهُ ما أصَـاَبهْ‬
‫ونكْـرهُ ارتِجافَـهُ‪ ،‬ونَكرهُ انتِحابَـهْ )‬
‫وبَعـدَ أن عبّرتُ عَـن مشاعِري‬
‫تَم ّرغَتْ ف دفتَري‬
‫ذُبابتانِ داخَتـا ِمنْ شِـدّةِ الصّبابَـةْ‬
‫وطارَتــا‬
‫فطـارَ رأسـي‪َ ،‬فجْـأةً‪ ،‬تَحتَ يَـدِ الرّقابَـةْ‬
‫إذ أصبَـحَ انتِحابُـهُ ‪ ( :‬انتخابَـهْ ) !‬
‫مُتّهَـمٌ دومـا أنا‬
‫حتّى إذا ما داعَبَتْ ذُبابَـةٌ ذُبابَـهْ‬
‫أدفـعُ رأسـي َثمَنا‬
‫لـذهِ الدّعابَـةْ !‬

‫أُسلــوب‬
‫‪126‬‬
‫ُكلّمـا حَـلّ الظّـلمْ‬
‫جَـدّت تَروي السـاطيـرَ لنَـا‬
‫حتّى نَنـامْ ‪.‬‬
‫َجدّتـي مُعجَبَـةٌ جِـدّا‬
‫بأسلــوبِ النّظـام !‬

‫مفقــودات‬

‫زارَ الرّئيسُ الؤَتمَـنْ‬


‫بعضَ ولياتِ الوَطـنْ‬
‫وحيَ زارَ حَيّنا‬
‫قالَ لنا ‪:‬‬
‫هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ ف العَلَـنْ‬
‫ول تَخافـوا أَحَـدا‪..‬‬
‫فقَـدْ مضى ذاكَ ال ّزمَـنْ ‪.‬‬
‫فقالَ صاحِـب ( حَسَـنْ ) ‪:‬‬
‫يا سيّـدي‬
‫أينَ الرّغيفُ والَ ّلبَـنْ ؟‬
‫وأينَ تأميُ السّكَـنْ ؟‬
‫وأيـنَ توفيُ الِهَـنْ ؟‬
‫وأينَ مَـنْ‬
‫يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيِ دونـا َثمَـنْ ؟‬
‫يا سـيّدي‬
‫لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئا أبدا ‪.‬‬
‫قالَ الرئيسُ ف حَـزَنْ ‪:‬‬
‫أحْـ َرقَ ربّـي جَسَـدي‬
‫أَكُـلّ هذا حاصِـلٌ ف بَلَـدي ؟!‬
‫شُكرا على صِـدْ ِقكَ ف تنبيهِنا يا وَلَـدي‬
‫سـوفَ ترى اليَ غَـدا ‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫**‬
‫وَبَعــدَ عـامٍ زارَنـا‬
‫ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا ‪:‬‬
‫هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـ ْدقٍ ف العَلَـنْ‬
‫ول تَخافـوا أحَـدا‬
‫فقـد مَضى ذاكَ ال ّزمَـنْ ‪.‬‬
‫ل يَشتكِ النّاسُ !‬
‫فقُمتُ ُمعْلِنـا ‪:‬‬
‫أينَ الرّغيفُ وال ّلبَـنْ ؟‬
‫وأينَ تأميُ السّكَـنْ ؟‬
‫وأينَ توفيـرُ الِهَـنْ ؟‬
‫وأينَ مَـنْ‬
‫يوفّـر الدّواءَ للفقيِ دونَا َثنْ ؟‬
‫مَعْـذِرَةً يا سيّـدي‬
‫‪ ..‬وَأيـنَ صاحـب ( َحسَـنْ ) ؟!‬

‫حُريّـة‬

‫حينَما اقتيـدَ أسيا‬


‫قفَ َزتْ دَمعَتُـهُ‬
‫ضاحِكَــةً ‪:‬‬
‫ها قَـدْ تَحـرّرتُ أخـيا !‬
‫‪128‬‬
‫المَـل الباقـي‬

‫غاصَ فينا السيفُ‬


‫حتّى غصّ فينـا الِقَبضُ‬
‫غصّ فينا الِقبَضُ‬
‫غصّ فينا ‪.‬‬
‫يُولَـدُ النّاسُ‬
‫فيبكونَ لدى اليـلدِ حينا‬
‫ُثمّ يَحْبـونَ على الطـرافِ حينا‬
‫ُثمّ يَمشـونَ‬
‫وَيشـونَ ‪..‬‬
‫إل أنْ يَنقَضـوا ‪.‬‬
‫غيَ أنّـا مُنـذُ أن نُولَـدَ‬
‫نأتـي نَر ُكضُ‬
‫وإل ا َلدْفَـنِ نبقى نَر ُكضُ‬
‫وخُطـى الشّرطَـةِ‬
‫مِـنْ َخلْفِ خُطانا تَر ُكضُ !‬
‫ُيعْـ َدمُ الُنَت ِفضُ‬
‫يُعـدمُ الُعتَرِضُ‬
‫يُعـدمُ الُمَت ِعضُ‬
‫يُعـ َدمُ الكاتِبُ والقارئُ‬
‫والنّاطِـقُ والسّامِـعُ‬
‫والواعظُ وا ُلّتعِظُ !‬
‫**‬
‫حسَنا يا أيّها الُكّامُ‬
‫ل تَمتعِضـوا ‪.‬‬
‫حَسَنا ‪ ..‬أنتُـم ضحايانا‬
‫وَنـنُ ا ُلجْـ ِرمُ الُفتَرَضُ !‬
‫حسَنا ‪..‬‬
‫ها قـدْ جَلَسُتمْ فوقَنا‬
‫عِشريـنَ عامـا‬
‫‪129‬‬
‫وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقُتمْ‬
‫وَشَرِبتُـمْ َدمَنـا حت سكِرُتمْ‬
‫وأَخذتُم ثأ َركُـمْ حت شَبِعُتمْ‬
‫أَفَما آنَ ل ُكمْ أنْ تنهَضـوا ؟!‬
‫قد َد َعوْنـا ربّنـا أنْ تَمرُضـوا‬
‫فَتشا فيُتمْ‬
‫ومِـنْ رؤيا كُـم اعتـلّ وماتَ الَرضُ !‬
‫ودعَونـا أن توتوا‬
‫فإذا بالوتِ من رؤيتِكم مَيْـتٌ‬
‫وحتّى قاِبضُ الرواحِ‬
‫مِنْ أرواحِكُـمْ مُنقَِبضُ !‬
‫وهَرَبْنا نـوَ بيتِ الِ من ُكمْ‬
‫فإذا ف البيتِ ‪ ..‬بيتٌ أبيضُ !‬
‫وإذا آخِـرُ دعوانـا ‪..‬سِلحٌ أبيضُ !‬
‫**‬
‫هَـدّنا اليأسُ‪،‬‬
‫وفاتَ الغَرَضُ‬
‫لْ َيعُـدْ مِن أمَـلٍ يُرجى سِواكُـمْ !‬
‫أيّهـا الُكـامُ بالِ عليكُـمْ‬
‫ل لوجـهِ الِ‬
‫أقرِضـوا ا َ‬
‫قرضـا حسَنا‬
‫‪ ..‬وانقَرِضـوا !‬

‫مواطـن نوذجـي‬

‫يا أيّها الـلّدُ أب ِعدْ عن يدي‬


‫هـذا الصفَـدْ ‪.‬‬
‫ففي يـدي ل تَبـقَ يَـدْ ‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫ولـمْ تعُـدْ ف جسَـدي روحٌ‬
‫ولـمْ يبـقَ جسَـدْ ‪.‬‬
‫س مـنَ الِلـدِ أنـا‬
‫كي ٌ‬
‫فيـهِ عِظـامٌ وَنكَـدْ‬
‫فوهَتُـهُ مشـدودَةٌ دومـا‬
‫بِحبـ ٍل منْ مَسَـدْ !‬
‫مواطِـنٌ قُـحّ أنا كما تَرى‬
‫مُع ّلقٌ بي السمـاءِ والثّـرى‬
‫ف بلَـدٍ أغفـو‬
‫وأصحـو ف بلَـدْ !‬
‫ل عِلـمَ لـي‬
‫وليسَ عنـدي مُعتَقَـدْ‬
‫فإنّن مُنـذُ بلغتُ الرّشـدَ‬
‫ضيّعـتُ الرّشـدْ‬
‫وإنّن ‪ -‬حسْبَ قوانيِ الب َلدْ ‪-‬‬
‫بِل عُقـدْ ‪:‬‬
‫إ ذ ْنـايَ وَقْـرٌ‬
‫وَفَمـي صَمـتٌ‬
‫وعينـا يَ َرمَـدْ‬
‫**‬
‫من أثـرِ التّعذيبِ خَـرّ مَيّـتا‬
‫خمَ بِكِ ْلمَتيِ ‪:‬‬
‫وأغلقـوا مِ َلفّهُ الضّ ْ‬
‫ماتَ ( ل أحَـدْ ) !‬

‫تُهمَـة‬
‫‪131‬‬
‫وَلِـدَ الطِفلُ سليما‬
‫ومُعافـى ‪.‬‬
‫طلبـوا مِنـهُ اعتِرافـا !‬

‫قال الشاعـر‬

‫أقــولْ ‪:‬‬
‫الشمسُ ل تـزولْ‬
‫بلْ تنحَـن‬
‫لِمحْـوِ لي ٍل آخَـرٍ‬
‫‪ ..‬ف سـاعةِ الُُفـولْ !‬
‫**‬
‫أقــولْ ‪:‬‬
‫يُبالِـغُ القَيْـظُ بِنفـخِ نـارِهِ‬
‫وَتصطَلـي اليـاهُ ف أُوارِهِ‬
‫لكنّهـا تكشِفُ للسّماءِ عَـنْ هومِها‬
‫وتكشفُ المـومُ عن غيومِها‬
‫وتبـدأُ المطـارُ بالُطـولْ‬
‫‪ ..‬فتولـدُ القـولْ !‬
‫**‬
‫أقــولْ ‪:‬‬
‫تُعلِـنُ عن فَراغِهـا‬
‫دَمـدَمـةُ الطّبـولْ ‪.‬‬
‫والصّمـتُ إذْ يطـولْ‬
‫يُنذِرُ بالعواصِفِ الوجاءِ‬
‫والُحــولْ ‪ :‬رسـولْ‬
‫يمِـ ُل وعـدَا صـادِقا‬
‫بثـورةِ ا لسّيو لْ !‬
‫أقـولْ ‪:‬‬
‫‪132‬‬
‫كَـمْ أحـرَقَ الَغـولْ‬
‫مِـنْ كُتُـبٍ‬
‫حقَـتْ سناِبكُ الُيـولْ‬
‫كم س َ‬
‫مِـنْ قائـلٍ !‬
‫كَـم َطفِقَـتْ تبحـثُ عـ ْن عقولِهـا العُقـولْ‬
‫ف َغمْـرةِ الذّهـولْ !‬
‫لكنّما ‪..‬‬
‫ها أنت ذا تقـولْ ‪.‬‬
‫هاهـوَ ذا يقـولْ ‪.‬‬
‫وها أنا أقـولْ ‪.‬‬
‫مَـنْ ينـعُ القـولَ مِـنَ الوصـولْ ؟‬
‫مـنْ ينعُ الوصـولَ للوصـولْ ؟‬
‫مَـنْ ينـعُ الوصـولْ ؟!‬
‫أقـولْ ‪:‬‬
‫عـوّدَنا الدّهـرُ علـى‬
‫تعاقُـبِ الفصـولْ ‪.‬‬
‫ينطَ ِلقُ الرَبيـعُ ف ربيعِـهِ‬
‫‪ ..‬فيبلغُ الذّبـولْ !‬
‫وَيهجُـمُ الصّيفُ بيشِ نـا ِرهِ‬
‫‪ ..‬فَيسحـبُ الذّيولْ !‬
‫ويعتلـي الريفُ مَـدّ طَيشِـهِ‬
‫‪ ..‬فَيُـدرِكُ القُفـولْ !‬
‫ويصعَـدُ الشّتاءُ منـونا إل ذُ ْروَتِـهِ‬
‫‪ ..‬ليبـدأَ النّزولْ !‬
‫أقـولْ ‪:‬‬
‫لِكُلّ َفصْـلٍ دولـةٌ‬
‫‪ ..‬لكنّهـا تَـدولْ !‬

‫شيطان الثي‬
‫‪133‬‬
‫لـي صـديقٌ بتَـرَ الوال ذِرا َعهْ‬
‫عنـدما امتـ ّدتْ إل مائـدةِ الشّبعانِ‬
‫أيّـامَ الَجاعَـةْ ‪.‬‬
‫فمضى يشكـو إل النّاسِ‬
‫ولكِـنْ‬
‫أعلَـنَ الِذيـاعُ فـورا‬
‫أنّ شكـواهُ إشاعَـةْ ‪.‬‬
‫فازدَراهُ النّاسُ‪ ،‬وانفضّـوا‬
‫ولـمْ يتمِلـوا حتّى سَماعَـهْ ‪.‬‬
‫وصَـديقي مِثْلُهُـمْ ‪ ..‬ك ّذبَ شكواهُ‬
‫وأبـدى بالبياناتِ اقتناعَـهْ !‬
‫**‬
‫ُلعِـنَ الشّعبُ الّذي‬
‫يَنفـي وجـودَ اللـهِ‬
‫إن لـم تُثبتِ الَ بياناتُ الذاعَـةْ !‬

‫الُبتـدأ‬

‫قَلَمـي رايـةُ حُكْمـي‬


‫وبِلدي وَرَقَـهْ‬
‫وجاهيي ملييُ الُروف الارقـةْ‬
‫وحُـدودي مُطْ َلقَـهْ‪.‬‬
‫شقُ ال َكوْنَ ‪..‬‬
‫ها أنا أسْتَن ِ‬
‫‪134‬‬
‫لبِستُ الرضَ نعْلً‬
‫والسّماواتِ قَميصـا‬
‫ووضعْتُ الشّمسَ ف عُروةِ ثوب‬
‫زَنَْبقَـهْ !‬
‫أَنَا ُسلْطانُ السّلطيِ‬
‫خ َدمِ‬
‫وأنتمْ خَـ َدمٌ لل َ‬
‫فاطلُبوا من قَدمي الصّفـحَ‬
‫وبُوسُـوا َقدَمـي‬
‫يا سلطيَ البِـلدِ الضّيقَةْ !‬

‫شيخوخـة البُكـاء‬

‫أنتَ تَبكي !؟‬


‫‪ -‬أَنَا ل أبْكـي‬
‫َفقَـدْ جَـفّتْ دُموعـي‬
‫ف لَهيبِ التّجرِبـةْ‪.‬‬
‫‪ -‬إنّهـا مُنْسـكِبةْ ! ؟‬
‫‪ -‬هـذه ليسـتْ دموعـي‬
‫‪ ..‬بلْ دِمائي الشّاِئبَـةْ !‬

‫عجائب !‬

‫إنْ أنَا ف وَطَـن‬


‫أبصَرتُ َحوْل وَطَنا‬
‫أو َأنَا حاولتُ أنْ أم ِلكَ رأسي‬
‫دونَ أن أدفعَ رأسي َثمَنا‬
‫أو أنا أطلَقتُ شِعـري‬
‫جنَ أو أن يُسجَـنا‬
‫دونَ أن أُس َ‬
‫أو أنا ل أشهَـدِ النّاسَ‬
‫يوتونَ بِطاعـونِ القَ َلمْ‬
‫‪135‬‬
‫أو أنا أْبصَـرتُ )ل) واحِـدَةً‬
‫وسْـطَ ملييِ(َنعَـمْ)‬
‫أو أنا شاهَدتّ فيها سـاكِنا‬
‫حرّكَ فيها ساكِنا‬
‫أو أنا لْ ألقَ فيها بَشَـرا مُمتَهَنا‬
‫أو أنا عِشْـتُ كريا مُطمئنّا آمِنـا‬
‫فأنا‪ -‬ل ريبَ ‪ -‬مْنـونٌ‬
‫و إلّ ‪..‬‬
‫فأنا لستُ أنا !‬

‫نـــن !‬

‫نـنُ من أيّـةِ مِلّـهْ ؟!‬


‫ظِلّـنا يقْتَلِعُ الشّمسَ ‪..‬‬
‫ول يا مَـنُ ظِلّـهْ !‬
‫دَ مُنـأ يَخْتَـ ِرقُ السّيفَ‬
‫ولكّنــا أ ِذلّـهْ !‬
‫َب ْعضُنا َيخَْتصِـرُ العالَـمَ ُكلّـهْ‬
‫جمّعنـا جيعا‬
‫غيَ أنّـا لو تَ َ‬
‫َل َغ َدوْنا بِجِـوارِ الصّفرِ ِقلّـهْ !‬
‫**‬
‫ننُ من أينَ ؟‬
‫إل أينَ ؟‬
‫ومَـاذا ؟ ولِمـاذا ؟‬
‫نُظُـمٌ مُحتَلّـةٌ حتّى قَفـاها‬
‫‪136‬‬
‫وَشُعـوبٌ عنْ دِماها مُسْـَتقِ ّلةْ !‬
‫وجُيوشٌ بالعـادي مُسْتَ ِظلّـةْ‬
‫حكُ الدّمـعَ وأهلَـهْ ‪:‬‬
‫وبِـلدٌ ُتضْ ِ‬
‫دولَـةٌ مِنْ دولَتيْ‬
‫دَولَـةٌ ما بيَ بَيـنْ‬
‫دولَـةٌ مرهونَـةٌ‪ ،‬والعَرشُ دَيـنْ‪.‬‬
‫دولَـةٌ ليسَـتْ سِـوى بئرٍ وَنخْلَـهْ‬
‫دولَـةٌ أصغَـرُ مِنْ عَـورَةِ َنمْ َلهْ‬
‫دولَـةٌ تَسقُطُ ف الَبحْـرِ‬
‫إذا ما حرّكَ الاكِـمُ رِجْلَــهْ !‬
‫دولـةٌ دونَ رئيسٍ ‪..‬‬
‫ورئيـسٌ دونَ دَولـهْ !‬
‫**‬
‫نْـنُ ُلغْـزٌ مُعْجِـزٌ ل تسْتطيعُ الِـنّ حَلّـهْ‪.‬‬
‫كائِناتٌ دُونَ كَـونٍ‬
‫ووجـودٌ دونَ عِلّـهْ‬
‫ومِثالٌ لْ يَرَ التّاريخُ مِثْلَـهْ‬
‫َلمْ يرَ التّاريـخُ مِثْلَـهْ!‬

‫خســارة‬

‫هلْ مِنَ الِكمـةِ‬


‫أنْ أهِتكَ عِرْضَ ال َك ِلمَـةْ‬
‫بِهِجــاءِ الن ِظمَـةْ ؟‬
‫ِك ْلمَت لو شََتمَـتْ حُكّامَنا‬
‫تَرجِـعُ ل مشتومـةً ل شاتِمـهْ !‬
‫كيفَ أمضي ف انتقامـي‬
‫دُونَ َتلويثِ كلمـي ؟‬
‫فِكـرةٌ تَهتِفُ ب ‪:‬‬
‫إ بصُـقْ عليهِـمْ‪.‬‬
‫آهِ ‪..‬حتّى هذه الفِكـرةُ تَبـدو ظاِلمَـهْ‬
‫‪137‬‬
‫فأنا أ ْخسَـرُ ‪ -‬بالَبصْـقِ ‪-‬لُعابـي‬
‫وَيَفوزونَ َبمْـلِ الو ِسمَـةْ‬

‫الصـاد‬

‫َأمَريْكـا ُتطُ ِلقُ الكَلْـبَ علينا‬


‫وبا مِن َكلْبِهـا نَستنجِـدُ !‬
‫َأمَريْكـا ُتطُ ِلقُ النّارَ لتُنجينا ِمنَ الكَلبِ‬
‫فَينجـو َكلْبُهـا‪..‬لكِنّنا نُسَْتشُهَـدُ‬
‫َأمَريكا ُت ْبعِـدُ الكَلبَ‪ ..‬ولكنْ‬
‫بدلً مِنهُ علينا تَقعُـدُ !‬
‫**‬
‫َأمَريْكا َيدُها عُليا‬
‫لنّـا ما بأيدينـا يَـدُ‪.‬‬
‫لبَ لا فينا عبيـدٌ‬
‫زَرَعَ ا ُ‬
‫ُثمّ لّـا َنضِـجَ الحصـولُ‬
‫جاءتْ تَحصـدُ‪.‬‬
‫فاشهَـدوا ‪..‬أنّ الذينَ انَزَمـوا أو عَرْبَـدوا‬
‫والذيـنَ اعترضـوا أو أيّـدوا‬
‫والذينَ احتَشَـدوا‬
‫ُكلّهـمْ كانَ لـهُ دورٌ فأدّاهُ‬
‫وَتمّ ا َلشْهَـدُ !‬
‫قُضـيَ المـرُ ‪..‬‬
‫رقَـدْنا وَعبيدٌ فوقَنـا قَـدْ رَقَـدوا‬
‫وَصَحَـوْنا ‪..‬فإذا فوقَ العبيدِ السّيدُ‬
‫**‬
‫َأمَريْكا لو هِيَ استعَب َدتِ النّاسَ جيعا‬
‫فَسيبقى واحِـدُ‬
‫واحِـدٌ يشقى بِـهِ الُستَعبِـدُ‬
‫‪138‬‬
‫واحِـدٌ يَفن ول يُسَتعْبَـدُ‬
‫واحِـدٌ ْيمِـلُ وجهـي‪،‬‬
‫وأحاسيسي‪،‬‬
‫وَصَـوت‪،‬‬
‫وفـؤادي ‪..‬‬
‫وا ْسمُـهُ ِمنْ غيِ َشكّ ‪:‬أحَـدُ !‬
‫**‬
‫َأمَريْكا ليستِ ال ّلهَ‬
‫ولو قُلْتُـمْ هي اللّـهُ‬
‫فإنّي مُلحِـدُ !‬

‫دَور‬

‫َأعْلَـمُ أنّ القافيَـةْ‬


‫ل تستَطيعُ وَحْـدَها‬
‫إسقـاطَ عَرْشِ ألطّا غيَـةْ‬
‫لكنّن أدبُـغُ جِلْـدَهُ بِهـا‬
‫دَبْـغَ جُلـودِ الاشِـيَةْ‬
‫حتّى إذا ما حانتِ السّاعَـةُ‬
‫واْنقَـضّتْ عليهِ القاضِيَـةْ‬
‫واستَ َلمَتـهُ ِمنْ يَـدي‬
‫أيـدي الُمـوعِ الافيَـةْ‬
‫‪139‬‬
‫يكـونُ ِجلْـدا جاهِـزا‬
‫ُتصْنَـعُ مِنـهُ الحـذَيةْ !‬

‫الدولـة الباقيـة‬

‫ليسَ عندي وَطَـنٌ‬

‫أو صاحِـبٌ‬

‫‪.‬أو َعمَـلُ‬

‫ليسَ عِنـدي مَلجأ‬

‫أو مَخْبَـأ‬

‫‪.‬أو مَنلُ‬

‫كُلّ ما َحوْلـي عَـراءٌ قاحِـلُ‬

‫أنَا حتّى مِـن ظِـلل أعْـزَلُ‬

‫وأَنـا بَ ْينَ جِراحـي وَدَمـي أنتقِلُ‬

‫! ُمعْـدِمٌ ِمنْ كُلّ أنـواع الوَطَـنْ‬

‫**‬

‫ليسَ عِنـدي َقمَـرٌ‬

‫أوْ با ِرقٌ‬

‫شعَلُ‬
‫‪.‬أو مِ ْ‬

‫ليسَ عِنــدي مَرقَـدٌ‬

‫أو مَشْـ َربٌ‬


‫‪140‬‬
‫أ‬ ‫‪.‬و َمأْكَـلُ‬

‫كُلّ ما حولَ ليْلٌ أَلْـيَلُ‬

‫‪.‬وَصَبـاحٌ بالدّجـى مُّتصِـلُ‬

‫‪ ..‬ظامـئٌ‬

‫والظَمـأُ الكاسِـرُ منّي يَنْـهَلُ‬

‫‪ ..‬جائِـعٌ‬

‫!لكنّنـي قـوتُ ا ِلحَـنْ‬

‫**‬

‫!! َعجَـبا‬

‫مَا لِهـذا الكَـونِ َيحُبـو‬

‫!فوقَ أهدابـي إ َذنْ ؟‬

‫ولِماذا تَبحثُ الوطـانُ‬

‫!ف غُربَـةِ روحي عـن وَطَـنْ ؟‬

‫ولِمـاذا َوهَبـتن أمرَهـا كّلّ السافاتِ‬

‫!وألغى ُعمْـرَهُ كّلّ ال ّزمَـنْ ؟‬

‫! ها هـوَ النفى بِـلدٌ وا ِسعَـة‬

‫! وأ لفازاتُ حُقـولٌ مُمْـ ِرعَـةْ‬

‫وَدَمــي مَـوجٌ َشقِـيّ‬

‫! وجِراحـي أَشْـ ِرعَـهْ‬

‫! وَانطِفائي يُطفـئُ الّليلَ وب َيشْـَتعِلُ‬


‫‪141‬‬
‫و‬ ‫َفَـمُ النّسيانِ‬

‫عنْ ذِكـرى حُضـوري يَسـألُ‬

‫هلْ عَـرى با صِـرة الشياءِ َحوْل الَـوَلُ ؟‬

‫!أمْ عرانـي الَـبَلُ ؟‬

‫‪ ..‬ل‬

‫ولكِـنْ خانَـن الكُلّ‬

‫! وما خـانَ فـؤادي ا َلمَـلُ‬

‫**‬

‫ما الذي ين ُقصُن‬

‫مادامَ عِـندي المَـلُ ؟‬

‫ما الذي يُحزنُن‬

‫لو عَبسَ الاضِـرُ ل‬

‫وابتسَـمَ الُسـتَقبَلُ ؟‬

‫أيّ مَنفى بِحضـوري ليسَ يُنفى ؟‬

‫!أيّ أوطـانٍ إذا أرحَلُ ل ترَتحِـلُ ؟‬

‫**‬

‫أنَـا وحـدي َدوْلَـةٌ‬

‫‪.‬مادامَ عِنـدي المَـلُ‬

‫دولـةٌ أنقى وأرقـى‬

‫وستبقـى‬
‫‪142‬‬
‫حيَ تَفـن ال ُدوَلُ !‬

‫خلـق‬

‫ف الرضِ‬

‫‪:‬ملوقـانْ‬

‫‪ ..‬إنسٌ‬

‫! وَأمْريكانْ‬

‫‪ ..‬حتّى النهايـة‬

‫لْ أَزَلْ أمشي‬

‫‪ .‬وقد ضاقَتْ ِبعَيْـنَيّ الساِلكْ‬

‫الدّجـى داجٍ‬

‫! َووَجْـهُ الفَجْـرِ حاِلكْ‬

‫والَهاِلكْ‬

‫‪َ :‬تتَبـدّى ل بأبوابِ الَماِلكْ‬


‫‪143‬‬
‫أنتَ هاِلكْ "‬

‫‪ " .‬أنتَ هاِلكْ‬

‫غيَ أنّي ل أَزَلْ أمشي‬

‫‪،‬وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي‬

‫ودمعـي‬

‫مِـنْ بُكاءِ الُـ ْرحِ ضاحِـكْ !‬

‫مشاجـب‬

‫مُتطرّفونَ بكُلّ حالْ‬

‫‪.‬إمّـا الُلـودُ أو الزّوال‬

‫إمّـا نَحـومُ على العُـل‬

‫! أو نَنحـن تـتَ النّعـالْ‬

‫‪ :‬ف ِحقْـدِنا‬

‫! َأ َرجُ النّسـائمِ ‪..‬جيْفـةٌ‬

‫‪ :‬وَِبحُبّـنا‬
‫‪144‬‬
‫ر‬ ‫! وثُ البهائمِ ‪ ..‬بُرتُقـالْ‬

‫فإذا الزّكامُ أَحَـبّنا‬

‫قُمنـا لِنرتَجِـلَ ألعُـطاسَ‬

‫وَننثُرَ العَـدوى‬

‫وننتَخِـبَ السّعالْ‬

‫! م ِلكَ الَمـالْ‬

‫وإذا سَها َجحْـشٌ‬

‫فأصبَـحَ كادِرا ف حِزبِنـا‬

‫قُـدنا ِبهِ الدّنيـا‬

‫!) وَسّينا الرَفيقَ ‪ ( :‬أبا ِز مـالْ‬

‫وإذا ادّعـى الفيلُ الرّشـاقَـةَ‬

‫وادّعـى وصلً بنـا‬

‫هاجـتُ حَميّتُنـا‬

‫! فأطلَقنـا الرّصـاصَ على الغَـزَالْ‬

‫‪ .‬كُنّـا كذاكَ ‪ ..‬ول نزالْ‬

‫تأت الدّروسُ‬

‫فل نُحِـسّ با تَحـوسْ‬

‫! وتَروحُ عنّـا والنّفوسُ هيَ النّفوسْ‬

‫َفلِـمَ الرؤوسُ ؟‬

‫!ِلمَ الرؤوس ؟ ‪-‬‬


‫‪145‬‬
‫ع‬ ‫!وفيتَ ‪ ..‬هلْ هذا سـؤالْ ؟‬

‫ُخلِقـتْ لنـا هـذي الرؤوس‬

‫! لكـي نَرُصّ با العِقـالْ‬

‫القتيل القتـولْ‬

‫‪ .‬بيَ بيـنْ‬

‫واقِـفٌ‪ ،‬والوتُ يَعـدو نَحـوَهُ‬

‫‪ .‬مِـنْ جِهَتيْ‬

‫فالَدافِـعْ‬

‫سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلّ يُدا ِفعْ‬

‫والَدافِـعْ‬

‫‍ سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ‬

‫‪.‬واقِـفٌ‪ ،‬والَوتُ ف طَرْفَـةِ عيْ‬


‫‪146‬‬
‫أ‬ ‫يـنَ يضـي ؟‬

‫‍ الَـدى أضيَـقُ مِن كِ ْلمَـةِ أيـنْ‬

‫‪ .‬ماتَ مكتـوفَ اليديـنْ‬

‫مَنحـو ُجثّتَـهُ عضـويّةَ الِـ ْزبِ‬

‫فَناحَـت ُأمّـهُ ‪ :‬و ا حَـرّ قلب‬

‫قَتَـلَ الاكِـمُ ِطفْلـي‬

‫مَرّتيـنْ !‬

‫إل من ل يهمـه المر‬

‫يوقِـدُ غيي شعَـةً‬

‫‪.‬ليُنطِـقَ ا ل شعارا نيانـا‬

‫! لكنّنـي ‪ ..‬أُشعِـلُ بُركانـا‬

‫ويستَـد ّر دمعـةً‬

‫‪.‬ليُغـرقَ الشعـارَ أحزانـا‬

‫! لكنّـن ‪ ..‬أذرِفُ طوفانـا‬

‫‪ ..‬شـتّانَ‬

‫غيي شاعِـرٌ ينظـمُ أبياتا‬

‫! ولكنّـي أنا ‪ ..‬أنظِـمُ أوطانـا‬


‫‪147‬‬
‫و‬ ‫عِنـدهُ قصيدَةٌ ْيمِلُهـا‬

‫! لكنّن قصيـدةٌ تمِـلُ إنسـانا‬

‫‪.‬كلّ معانيـهِ على مقـدارِ ما عانـى‬

‫للشّعـراءِ كُلّهم‬

‫شيطانُ شعـرٍ واحـدٌ‬

‫ول بفـردي أنا‬

‫! عشـرونَ شيطانـا ‪..‬‬

‫مذهـب الفراشـة‬

‫فراشَـةٌ هامَـتْ بضـوءِ شعـةٍ‬

‫‪.‬فحلّقتْ تُغـازِلُ الضّرام‬

‫‪ :‬قالت لا ال نسـام‬

‫! قب َلكِ كم هائمـةٍ ‪ ..‬أودى بِهـا الُيـامْ (‬

‫خُـذي يـدي‬

‫وابتعـدي‬

‫‪ ).‬لـنْ تِـدي سـوى الرّدى ف دَورةِ الِتـامْ‬

‫لـم تَسمـعِ الكـلمْ‬

‫ظلّـتْ تـدورُ‬
‫‪148‬‬
‫و‬ ‫‪ .‬اللّظـى يَدورُ ف جناحِهـا‬

‫تَطّمـتْ‬

‫ثُـمّ هَـ َوتْ‬

‫‪ :‬وحَشْــر جَ الُطـامْ‬

‫أموتُ ف النـورِ (‬

‫ول‬

‫!) أعيشُ ف الظلمْ‬

‫هـذا هـو الوطـن‬

‫‪ ) ..‬دافِـعْ عـن الوطـنِ البيبِ (‬

‫عن الروفِ أم العانـي ؟‬

‫ومتـى ؟ وأيـنَ ؟‬

‫بِسـاعـةٍ بعـدَ الزمـانِ‬

‫!وَموقِــعٍ خلـفَ الكـانِ ؟‬

‫وَطـن ؟ حَبيـب ؟‬

‫ِكلْمتـانِ َس ِمعْـتُ يومـا عنهُمـا‬

‫لكنّن‬

‫! لَـمْ أدرِ مـاذا تعنيـانِ‬

‫وطَـن حبيب‬
‫‪149‬‬
‫ل‬ ‫! ستُ أذكُـرُ من هــواهُ سِـوى هـوان‬

‫وطنـي حبيبـي كانَ ل منفـى‬

‫ومـا استكفـى‬

‫فألقانـي إل منفـى‬

‫! ومِـ ْن منفـايَ ثانيـةً نفانـي‬

‫**‬

‫) دافِـع عـنِ الوطَـنِ البيبِ(‬

‫عـنِ القريبِ أم الغريبِ ؟‬

‫عـنِ القريبِ ؟‬

‫‪.‬إذنْ أُدافِــعُ مِـن مكانـي‬

‫‪.‬وطـن هُنـا‬

‫) وطـن ‪ ( :‬أنَـا‬

‫ما بيَ خَفقٍ ف الفـؤادِ‬

‫وَصفحـةٍ تـتَ الِـدادِ‬

‫و ِك ْلمَـةٍ فوقَ اللّسـانِ‬

‫وطن أنَـا ‪ :‬حُريّـت‬

‫‪.‬ليسَ التّرابَ أو البانـي‬

‫أنَـا ل أدافِـعُ عن كيـانِ حجـارةٍ‬

‫! لكـنْ أُدافِـعُ عـنْ كِيانـي‬


‫‪150‬‬

‫مقيـم ف الِجـرة‬

‫قلَمـي يـري‬

‫ودَمـي يــري‬

‫‪.‬وأنَـا ما بينهُمـا أجْـري‬

‫! الَـريُ تعثّـرَ ف إثْـري‬

‫‪.‬وأنَـا أجـري‬

‫والصّـبُ تصـبّرَ ل حت‬

‫صبَ على صـبي‬


‫! لـمْ يُطِـقِ ال ّ‬

‫‪ .‬وأنـا أجـري‬

‫‪ ..‬أجـري‪ ،‬أ جـري‪ ،‬أجـري‬

‫!أوطانـي شُغلـي ‪ ..‬والغُربـةُ أجـري‬

‫**‬

‫يا شِعـري‬

‫يا قاصِـمَ ظهـري‬

‫هـلْ يُشبِهُـن أحـدٌ غـيي ؟‬

‫ف الِجـرةِ أصبحـتُ مُقيمـا‬

‫! والِجـرةُ تُمعِـنُ ف الَجْــرِ‬

‫‪ ..‬أجـري‬

‫‪ ..‬أجــري‬
‫‪151‬‬
‫أ‬ ‫يـنَ غـدا أُصبِـحُ ؟‬

‫‪ .‬ل أدري‬

‫هـلْ حقّـا أُصبِـحُ ؟‬

‫‪ .‬ل أدري‬

‫هـلْ أعـرِفُ وجهـي ؟‬

‫‪ .‬ل أدري‬

‫كـمْ أصبَـحَ عُمـري ؟‬

‫‪ .‬ل أدري‬

‫! عُـمُـري ل يـدري كَـمْ عمـري‬

‫!كيفَ سـيدري ؟‬

‫مِن أوّ ِل ساعـةِ ميـلدي‬

‫! وأنَـا هِجـري‬

‫ضـائع‬

‫صُـدفَـةً شاهـدتُـن‬

‫‪.‬ف رحلـت منّي إِلَيْ‬

‫مُسرِعا قبّلتُ عينّ‬

‫وصافحـتُ يَـدَيْ‬

‫‪ .‬قُلتُ ل ‪ :‬عفـوا ‪..‬فل وقتَ َلدَيْ‬

‫‪،‬أنَـا مضْطَـرٌ لن أتْ ُركَـن‬


‫‪152‬‬
‫ب‬ ‫‪ ..‬اللـهِ‬

‫! سـ ّلمْ لـي َعلَـيْ‬

‫شاهــد إثبات‬

‫ل تطلـب حُريّـةً أيّتها الرّعيـةْ‬

‫‪ ..‬ل تطلُب حُريّـــةً‬

‫‪.‬بلْ مارسـي الُريّـةْ‬

‫إنْ رضـيَ الرّاعـي ‪ ..‬فألفُ مرحَبـا‬

‫وإنْ أبـى‬

‫‪ ..‬فحاول إقناعَـهُ باللُطفِ والرّويّـةْ‬

‫قولـي لهُ أن يَشـ َربَ البحـرَ‬

‫! وأنْ يبلَـعَ نصفَ الكُـرةِ الرضيّـةْ‬

‫ما كانتِ الُريّـةُ اختراعَـهُ‬

‫أوْ إرثَ مَـنْ َخ ّلفَـهُ‬

‫لكـي يَضمّها إل أملكـهِ الشّخْصيّـة‬

‫إنْ شـاءَ أنْ ينعهـا عنكِ‬

‫زَ و ا هـا جانِبـا‬

‫أو شـاءَ أنْ ينحهـا ‪ ..‬قدّمهـا هَديّـهْ‬

‫قولـي َلهُ ‪ :‬إنّـي وُلِـدتُ حُـرّةً‬

‫‪.‬قول لـهُ ‪ :‬إنّي أنـا الُريّـةْ‬

‫إنْ لـمْ يُصـدّ ْقكِ فهاتـي شاهِـدا‬


‫‪153‬‬
‫و‬ ‫ينبغـي ف هـذه القضيّـةْ‬

‫! أن تعلـي الشّاهِـدَ ‪ ..‬بُنـدقيّـةْ‬

‫تصـدير واسـتياد‬

‫َحلَـبَ البقّـالُ ضـرعَ البقَـرةْ‬

‫‪ .‬مل السَطْـلَ ‪ ..‬وأعطاهـا الثّمـنْ‬

‫‪ .‬قبّلـتْ ما ف يديهـا شاكِـرهْ‬

‫‪ .‬ل تكُـنْ قـدْ أكلَتْ منـذُ زَمـنْ‬

‫قصَـ َدتْ ُدكّانَـهُ‬

‫‪ ..‬مـ ّدتْ يديهـا بالذي كانَ لديهـا‬

‫! واشت َرتْ كوبَ لَبـنْ‬

‫قانـون السـماك‬

‫مُـتْ مِـنَ الـوعِ‬

‫‪ .‬عسـى رّبكَ ألّ يُطعِمَـكْ‬

‫مُـتْ‬

‫وإنّـي مُش ِفقٌ‬

‫أنْ أظلِـمَ الوتَ‬

‫! إذا ناشـدتُـهُ أن ير َحمَـكْ‬

‫!جائـعٌ ؟‬
‫‪154‬‬
‫ه‬ ‫َـلْ كُلّ مَـنْ أغمَـدتَ فيهِـمْ قَلَمكْ‬

‫!لْ يسـدّوا نَ َهمَـك ؟‬

‫تطلبُ الرّحـةَ ؟‬

‫ِممّـنْ ؟‬

‫أنتَ لـمْ ترحَـمْ بتقريرِكَ‬

‫! حـت رَ ِحمَـكْ‬

‫كُلّ مَـنْ تشكـو إليهِـمْ‬

‫! دَُمهـمْ يشكـو َفمَـكْ‬

‫كيفَ تُبـدي َندَمكْ ؟‬

‫َسمَـكا كُنتمْ‬

‫َومَـنْ ل تلتَهمـهُ الَت َهمَـكْ ؟‬

‫سمَـكْ‬
‫‪ُ .‬ذقْ‪ ،‬إذنْ‪ ،‬طعـمَ قوانيـنِ ال ّ‬

‫هاهـوَ القِرشُ الذي سـوّاكَ ُطعْمـا‬

‫! حيَ ل يبقَ سِـواكَ اسَت ْط َعمَكْ‬

‫**‬

‫‪ .‬مُـتْ‬

‫ولكِـنْ أيّ مـوتٍ‬

‫!مُمكِـنٌ أنْ يؤِلمَـكْ ؟‬

‫أنَـا أدعـو لكَ بالـوتِ‬

‫وأخشى‬
‫‪155‬‬
‫أ‬ ‫ن يـوتَ الـوتُ‬

‫! لو مَـسّ دَمـكْ‬

‫البلبـل والوردة‬

‫‪،‬بُلبُـلٌ غَـرّدَ‬

‫‪ .‬أصغَـتْ وَردَةٌ‬

‫‪ :‬قالتْ لـهُ‬

‫! أسـعُ ف لِنكَ لـونا‬

‫‪،‬وردةٌ فاحـتْ‬

‫‪ ..‬تلّـى بُلبُـلٌ‬

‫! قالَ لا ‪ :‬ألَـحُ ف عِطـرِكِ لنـا‬

‫!لـونُ ألـانٍ ‪ ..‬وألـانُ عبيـرْ ؟‬

‫!نَظـرٌ مُصـغٍ ‪ ..‬وإصغـاءٌ بصـيْ ؟‬

‫!هلُ جُننـا ؟‬
‫‪156‬‬
‫ق‬ ‫التِ أل نسـامُ ‪ :‬كلّ ‪ ..‬ل تُنّـا‬

‫أنتُمـا نِصفاكُمـا شكلً ومعـن‬

‫وكل النّصفـيِ للخـرِ حَنّـا‬

‫‪ .‬إنّمـا ل تُدرِكا سِـرّ الصـيْ‬

‫شـاعِرٌ كان هُنـا‪ ،‬يومـا‪ ،‬فغـنّى‬

‫ثــمّ أردَتْـ ُه رصـاصـاتُ الَفيْ‬

‫رفْـرَفَ اللّحـنُ معَ الرّوحِ‬

‫‪ .‬وذابتْ قَطَـراتُ ال َدمِ ف مـرى الغديـرْ‬

‫مُنـذُ ذاكَ اليـومِ‬

‫صـارتْ قطَـراتُ ال ّدمِ تُجـن‬

‫! والغانـيّ تطـيْ‬

‫اللثغ يـتج‬

‫قـرأَ اللثَـغُ منشـورا متلئا نقـدا‬

‫‪ :‬أبـدى للحاكِـمِ ما أبـدى‬

‫‪ ..‬الاكِـمُ علّمنـا درسـا (‬

‫أنّ الُريـةَ ل تُهـدى‬

‫! بلْ ‪ ..‬تُستجـدى‬

‫‪ .‬فانعَـمْ يا شَعـبُ با أجـدى‬


‫‪157‬‬
‫أ‬ ‫نتَ بفضـلِ الاكِـمِ حُـرّ‬

‫أن تتارَ الشيءَ‬

‫‪ ..‬وأنْ تتـارَ الشيءَ الضِـد ّا‬

‫أن تُصبِـحَ عبـدا للحاكِـمِ‬

‫!)أو تُصبِـحَ للحاكِـمِ عَبـدا‬

‫**‬

‫‪ ..‬جُـنّ اللثـغُ‬

‫كانَ اللثـغُ مشغوفا بالاكِـمِ جِـدَا‬

‫‪ :‬بصَـقَ اللثـغُ ف النشـورِ‪ ،‬وأرعَـدَ َرعْـدا‬

‫‪ .‬يا أولدَ الكلـبِ كفاكُـمْ ِحقْـدا (‬

‫‪ ).‬حا ِكمُنـا َوغْـدٌ وسيبقى َوغْـدا‬

‫! يَعن وَرْدا‬

‫**‬

‫وُجِـدَ اللثـغُ‬

‫! مدهوسـا بالصّـدفَـةِ ‪..‬عَـمْـدا‬

‫الارح النبيل‬

‫الّلـهُ أبـ َدعَ طائـرا‬

‫و حبَـا هُ طبعـا‬

‫أن يلـوذَ مِـنَ العواصِـفِ بالذّرى‬


‫‪158‬‬
‫و‬ ‫َيَطـيَ مقتحِما‪ ،‬ويهبِطَ كاسِـرا‬

‫وََيعِـفّ عـنْ ذُلّ القيـودِ‬

‫‪ .‬فل يُبـاعُ ويُشترى‬

‫‪ ..‬وإذْ استوى سّاهُ َنسْـرا‬

‫قالَ ‪َ:‬منُِلكَ السّمـاءُ‬

‫‪ .‬وَمنِلُ النّاسِ الثّـرى‬

‫‪ ...‬وَجَـرى الزّمـانُ‬

‫وذاتَ َدهْـرٍ‬

‫أشعلتْ نارَ الفضـولِ بِصـدْرِهِ‬

‫نـارُ القُــرى‬

‫فَرَنـا‬

‫فكانتْ روحُ تلكَ النّـارِ نـورا باهِـرا‬

‫وَدَنـا‬

‫فأبصَـرَ بُلبُـلً رَهـنَ السـارِ‬

‫وحُزنـهُ ينسـابُ لنـا آسِـرا‬

‫وهَفـا‬

‫‪ .‬فألفـى الدّودَ يأكلُ جِيفَـةً ‪ ..‬فتحسّـرا‬

‫!ماذا جـرى ؟‬

‫النّـارُ سـالتْ ف دِمـاهُ وما دَرى‬

‫! واللّحـنُ عَ ّرشَ ف دِمـا ُه ومـا دَرى‬


‫‪159‬‬
‫ا‬ ‫لنَسْـرُ ل يَـ ُذقِ الكَـرى‬

‫النّسـرُ حَـ ّومَ حائِـرا‬

‫النّسـرُ حلّـقَ ُثمّ حلّـقَ‬

‫ُثمّ عـادَ الَقهْـقرى‬

‫أَلِـيَ الذّرى (‬

‫!وأنَـا كديـدانِ الثّرى ؟‬

‫‪ ).‬ل بُـدّ أنْ أَتحَـرّرا‬

‫اللّـهُ قالَ لـهُ ‪ :‬إ َذنْ‬

‫‪ ..‬ستكـونُ خَلْـقا آخَـرا‬

‫لكَ قـوّةٌ مِثل الصّخـورِ‬

‫وعِـزّةٌ مثلَ النسـورِ‬

‫ورِقّـةٌ مثلَ الزّهـورِ‬

‫‪َ .‬وهَيْـئةٌ مثلَ الوَرى‬

‫) كُـنْ (‬

‫‪،‬أغمَـضَ النّسـرُ النبيلُ جَنـاحَـهُ‬

‫! َوصَحـا ‪ ..‬فأصبـحَ شاعِـرا‬

‫الـبـاب‬
‫‪160‬‬
‫ب‬ ‫ابٌ ف وَسَـطِ الصّحــراءْ‬

‫‪ .‬مَفتـوحٌ لِفضـاءٍ مُطلَـقْ‬

‫ليسَ هُناِلكَ أيّ بِنــاءْ‬

‫‪ .‬كُـلّ مُحيـطِ البابِ هَـواءْ‬

‫ك مفتــوحا يا أحَـقْ ؟ ‪-‬‬


‫!مال َ‬

‫أعـرِفُ أنّ المـرَ سَـوَاءْ ‪-‬‬

‫‪ ..‬لكـنّي‬

‫! أكـرهُ أنْ أُغلَــقْ‬

‫سـية ذاتــيّـة‬

‫)‪(1‬‬

‫‪َ .‬نمْـلةٌ ب تتَمـي‬

‫‪ .‬تـتَ نعْلـي تَرْتَمـي‬

‫‪ ..‬أمِنَـتْ‬

‫مُنـذُ سنيٍ‬

‫! لـمْ أُحـرّكْ قَـدَمـي‬

‫)‪(2‬‬

‫‪ ..‬لستُ عبـدَا لِسـوى ربّـي‬


‫‪161‬‬
‫و‬ ‫! ربّـي ‪ :‬حاكِمـي‬

‫)‪(3‬‬

‫كي ا سيـغَ الواقِـعَ الُـرّ‬

‫أحلّيـهِ بِشيءٍ‬

‫! مِـنْ عصـيِ العَلْـ َقمِ‬

‫)‪(4‬‬

‫مُنـذُ أنْ فَـرّ َزفيي‬

‫مُعرِبا عـنْ أَلَمـي‬

‫! لـمْ أ ُذقْ طعـمَ فَمـي‬

‫)‪(5‬‬

‫‪ ..‬أخَـذّتن سِنَـةٌ مِـنْ يقظَـةٍ‬

‫‪ .‬ف حُلُمــي‬

‫! أهـدَرَ الوالـي دَمـي‬

‫)‪(6‬‬

‫‪ .‬جالِسٌ ف مأتَمـي‬

‫أتنّى أنْ أُعزّين‬

‫وأخشى‬

‫! أن يظُنّـوا أنّن ل أنتمـي‬

‫)‪(7‬‬

‫عَرَبـيّ أنا ف الوهَـرِ‬


‫‪162‬‬
‫ل‬ ‫كِـنْ مظهَـري‬

‫! يمِـلُ شَكْـلَ الدَمـي‬

‫الـمـظـلــوم‬

‫جلـدُ حِـذائي يابِسٌ‬

‫بطـنُ حِـذائي ضيّـقٌ‬

‫‪ .‬لـونُ حِـذائي قاتِـمْ‬

‫! أشعُـرُ ب كأنّن ألبَسُ قلبَ الاكِـمْ‬

‫‪ :‬يعلـو صـريرُ كعْبـهِ‬

‫‪ .‬قُلْ غيَها يا ظالِـمْ‬

‫ليسَ لِهـذا الشيءِ قلـبٌ مطلَقـا‬

‫‪ .‬أمّا أنـا ‪ ..‬فليسَ ل جرائـمْ‬

‫بأيّ شِـرعَـةٍ إ َذنْ‬

‫‪،‬يُمـ َدحُ باسـي‬

‫!وَأنَـا أستقبِلُ الشّتائِـمْ ؟‬

‫مزرعـة الدّواجـن‬

‫سَبـعُ دجاجـاتٍ‬

‫وديكٌ واحِـدٌ‬
‫‪163‬‬
‫م‬ ‫‪ُ .‬ستَهْـدَفٌ للرغبـةِ العمـلقَـةْ‬

‫تنثُـرُ حَـبّ الُـبّ ف أحضـانِـهِ‬

‫! وخَـ ْلفَهـا الفـراخُ تشكو الفاقَـةْ‬

‫سُبحـانَ مَن يقسِـمُ‬

‫‪ .‬ما بيَ الورى أرزَاقَـهْ‬

‫والسّبعُ تِلكَ باقَـةٌ‬

‫ناريّـةٌ سبّاقَـهْ‬

‫وسـوفَ تأت باقَـةٌ‬

‫‪ .‬وسـوفَ تأتـي باقـةْ‬

‫كُلّ تُـزّ رِدْفَهــا‬

‫ملهـوفَـةً مُشتاقـةْ‬

‫كُلّ ‪ -‬لنّ قَلبَهـا‬

‫‪ -‬ل يرتَضـي إرهاقَـهْ‬

‫‪ ..‬لقـاءَ هَتكِ عِرضِهـا‬

‫! ) تعرِضُ َبـذْلَ ( الطّاقَـةْ‬

‫‪ ..‬والدّيكُ فيمـا بينهـا‬

‫! ُيطَبّــعُ العلقـةْ‬

‫لـيـلـة‬
‫‪164‬‬
‫ل‬ ‫ِشهـرزادَ ِقصّـةٌ‬

‫! تبــدأُ ف الِتـامْ‬

‫ف اللّيلـةِ الولـى صَحَـتْ‬

‫‪ .‬وشهْريـارُ نـامْ‬

‫ل تكثرِ ثْ لِبَعلِهـا‬

‫ظلّـتْ طِـوالَ ليلِها‬

‫‪ .‬تَكْـ ِذبُ بانتِظـامْ‬

‫‪ ..‬كانَ الكلمُ ســاحِـرا‬

‫‪ .‬أرّقــهُ الكـلمْ‬

‫حاولَ ردّ نومِـهِ‬

‫ل يسَتطِـعْ ‪ ..‬فقـامْ‬

‫وصـاحَ ‪ :‬يا غُـلمْ‬

‫ُخذْهــا لبيتِ أْهلِها‬

‫‪ .‬ل نفـعَ ل بِمثْلِها‬

‫إنّ ابنَـةَ الَـرامْ‬

‫تكْـ ِذبُ ِكذبا صـادِقا‬

‫يُبقي اليالَ مُ ْطلَقـا‬

‫‪ .‬ويبِسُ الَنـامْ‬

‫َق ِلقْـتُ ِمنْ قِلْقا لِها‬

‫‪ .‬أُريـدُ أنْ أَنـامْ‬


‫‪165‬‬
‫خ‬ ‫‪ُ ..‬ـذْهـا‪ ،‬وَضــعْ مكانَها‬

‫! وِزارةَ العْــلمْ‬

‫خلــود‬

‫‪ :‬قالَ الدّليـلُ ف حَـذَرْ‬

‫أُنظُـرْ ‪ ..‬وَخُـذْ مِنـهُ العِـبَرْ‬

‫أُنظـرْ ‪ ..‬فهـذا أسَـدٌ‬

‫‪ .‬لـهُ ملمِـحُ الَبشَـرْ‬

‫‪ .‬قَـدْ قُـدّ مِنْ أقسـى َحجَـرْ‬

‫أضخَـمُ ألفَ مـرّةٍ مِنكَ‬

‫وَحَبـلُ صَـبْرِهِ‬

‫‪ .‬أَطـوَلُ مِـنْ حَبلِ ال ّدهَـرْ‬

‫‪ .‬لكنّـهُ ل ُيعْـتَبَرْ‬

‫كانَ يدُسّ أنْفــهُ ف كُلّ شيءٍ‬

‫‪ .‬فان َكسَـرْ‬

‫هـلْ أنتَ أقـوى يا مَطَـرْ ؟‬

‫كانَ ( أبو الَـولِ ) أمامـي‬


‫‪166‬‬
‫أ‬ ‫‪َ .‬ثَـرا مُنَتصِبا‬

‫‪ :‬سـألتُ‬

‫!هلْ ظلّ ِلمَـنْ كَسّـرَ أنفَـهُ ‪..‬أَثَرْ ؟‬

‫احتيـاط‬

‫جعَـتْ ب زوجَـت‬
‫ُف ِ‬

‫! حيَ رأتن باسِما‬

‫لَطَمـتْ كفّـا بِكـفّ‬

‫‪ .‬واستَجارتْ بالسّمـاء‬

‫خيٍ‬
‫نعِجـي ‪ ..‬إنّي ِب َ‬
‫قُلتُ ‪ :‬ل ت َ‬

‫ل يَزَلْ دائــي مُعافـى‬

‫! وانكِسـاري سالِمـا‬

‫‪ ..‬إ طمئنّي‬

‫‪ ..‬كُلّ شيءٍ فّ مازالَ كَما‬

‫لْ أكُـنْ أقصِـدُ أنْ أبتَسِما‬

‫كُنتُ أُجري لِفمي بعضَ التّمارينِ احتياطا‬

‫‪ُ ..‬ربّمـا أف َرحُ يومـا‬

‫! ُربّمــا‬
‫‪167‬‬

‫الفقـود‬

‫رئيسُنا كانَ صغيا و ا ن َفقَـدْ‬

‫فانتـابَ ُأمّـهُ ال َكمَـدْ‬

‫وان َطلَقـتْ ذاهِلَـةُ‬

‫‪ .‬تبحـثُ ف كُلّ البَلَـدْ‬

‫قِيلَ لا ‪ :‬ل تَجْـزَعـي‬

‫‪َ .‬فلَـنْ يضِـلّ للبَـدْ‬

‫إنْ كانَ مفقـود ُكِ هذا طاهِـرا‬

‫‪ .‬وابنَ حَـللٍ ‪َ ..‬فسَيلْقاهُ أَحــدْ‬

‫‪ :‬صاحــتْ‬

‫! إذنْ ‪..‬ضـاعَ الوَلَـدْ‬


‫‪168‬‬

‫الـمغـبـون‬

‫مؤمِــنٌ‬

‫‪ .‬يُغمِـضُ عينيـهِ‪ ،‬ولكنْ ل ينامْ‬

‫‪ ..‬يقطَـعُ اللّيلَ قياما‬

‫‪ .‬والسّلطيُ نِيـامْ‬

‫‪ .‬مُسـرِفٌ ف الحتِشـامْ‬

‫إنّما يستُرُ عُـريَ النّاسِ‬

‫! حـت ف الَرامْ‬

‫َحسْـُبهُ أنّ ببلِ الِ‬

‫‪ .‬ما ُيغْنيـهِ عنْ فَتلِ حِبالِ التّهـامْ‬

‫مُنصِـفٌ بيَ الَنـامْ‬

‫تستـوي ف عينِـهِ ألكَحْـلءِ‬

‫‪ .‬تيجـانُ السّلطيِ وأسْمالُ العَـوامْ‬

‫مؤمِـنٌ بالرّأيِ‬

‫ييـا صامِتـأً‬

‫‪ .‬لكنّـهُ ير ِفضُ أنْ يحـو الكَلمْ‬

‫طَـيّبٌ‬
‫‪169‬‬
‫ي‬ ‫فتَـحُ للجائِـعِ أبوابَ الطّعـامْ‬

‫‪ .‬حيَ يُضنيـهِ الصّيـامْ‬

‫بلْ يواري أَثـرَ الُحتـاجِ‬

‫‪ .‬لوْ فَكّـرَ ف السّطـوِ على مالِ الطّغامْ‬

‫‪ .‬وَيُغطّـي هَربَ الاربِ مِـنْ بطْشِ النّظـامْ‬

‫مَلجـأٌ للعتِصـامْ‬

‫‪ .‬وَأَمـانٌ وسـلمْ‬

‫وعلـى رَغـمِ أياديـهِ عَليكُـمْ‬

‫‪ .‬ل يـرى مِنكُـمْ سِـوى مُـرّ الِصـامْ‬

‫**‬

‫أيّها النّاسُ إذا كُنتُـم كِرامـا‬

‫‪َ .‬فعَليكُـمْ حَـقّ إكـرامِ الكِرامْ‬

‫بَـدَلً من أنْ تُضيئـوا شعَـةً‬

‫! حيّـوا الظـلمْ‬
‫‪170‬‬

‫مُكابــرة‬

‫‪ .‬أُكابِـرْ‬

‫أُضمّـدُ جُرحـي بشْـدِ الَناجِـرْ‬

‫وأمسَـحُ دَمعـي ب َكفّـيْ دِمائـي‬

‫وأُوقِـدُ شعـي بِنـارِ انطِفائي‬

‫وأحــدو بِصمْـت مِئاتِ الَناجِـرْ‬

‫‪ :‬أُحاصِـرُ غابَ الغيابِ الُحاصِـرْ‬

‫‪ ..‬أل يا غِياب‬

‫! أنـا فيكَ حاضِـرْ‬

‫أُكابِـرُ ؟‬

‫! كلّ ‪ ..‬أنَـا الكبياءْ‬

‫أنَـا توَأمُ الشّمسِ‬

‫أغـدو و أُ مسـي‬

‫! بغيِ انتِهـاءْ‬

‫ضفّتـانِ‬
‫‪ :‬ول َ‬

‫مسـاءُ الِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ‬

‫! وَشِعــري قَناطِـرْ‬

‫مت كانَ للصُبْـحِ واللّي ِل آخِـرْ ؟‬


‫‪171‬‬
‫**‬

‫ت فالوتُ خاسِـرْ‬
‫‪ .‬إذا عِشـتُ أو مِـ ّ‬

‫فل يعرِفُ الوتُ ِشعْرا‬

‫! ول يَعرِفُ الـوتَ شاعِـرْ‬

‫هـزيـمــةُ الـمـنـتـصــر‬

‫لو منحـونا أل لسَِنةْ‬

‫لو سالونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ‬

‫لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ المكَِنةْ‬

‫‪ ..‬لو غفروا يوما لنا‬

‫سنَـهْ‬
‫! إذا إ رتكَبنا حَ َ‬

‫لو قلبـوا مُعتَقلً لِمصنَـعٍ‬

‫واستبدلـوا مِشَنقَـةً بِما ِكنَـةْ‬

‫لو حوّلـوا السّجـنَ إل مَدْرَسَـةٍ‬

‫وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إل‬

‫دفاترٍ ملوّنـهْ‬

‫لو بادَلـوا دبّابَـةً بخبَزٍ‬


‫‪172‬‬
‫و‬ ‫قايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ‬

‫لو جعَلـوا سـوقَ الواري وَطَنَـا‬

‫وحوّلـوا الرّقَ إل مواطَنَـهْ‬

‫لقّقـوا انتصـارَهمْ‬
‫َ‬

‫ف لظـةٍ واحِـدَةٍ‬

‫‪ .‬على دُعـاةِ الصّهَينَـةْ‬

‫) أقـولُ ‪ ( :‬لـو‬

‫) لكـنّ ( لو ) تقولُ ‪ ( :‬ل‬

‫لو حقّقـوا انتصا َرهُـمْ ‪..‬لنَزَمـوا‬

‫! لنّهُم أنفُسَهم صَهاينَـةْ‬

‫الـسـاعــة‬

‫‪،‬دائِـرةٌ ضَّيقَـةٌ‬

‫وهـارِبٌ مُـدانْ‬

‫‪ .‬أمامَـهُ وَخ ْلفَـهُ يركضُ مُخبِرانْ‬

‫! هـذا هُـوَ الزّمـانْ‬

‫درس‬
‫‪173‬‬
‫س‬ ‫اعَـةُ الرّمــلِ بِـلدٌ‬

‫‪ .‬ل تُحِـبّ الستِلبْ‬

‫ُكلّمـا أف َرغَها الوقتُ ِمنَ الروحِ‬

‫استعادتْ روحَها‬

‫لُـبـان‬

‫ماذا نلِك‬

‫حكْ ؟‬
‫من لَظـاتِ ال ُعمْـرِ ا ُلضْ ِ‬

‫ماذا نَم ِلكْ ؟‬

‫ال ُعمْـرُ لُبـانٌ ف َح ْلقِ السّاعةِ‬

‫‪.‬والسّاعـةُ غانيـةٌ تَع ِلكْ‬

‫تـكْ ‪ ..‬تِـكْ‬

‫تِـكْ ‪ ..‬تـكْ‬

‫تِـكْ‬

‫مبـوس‬

‫حيَ ألقـى نظـرَةً مُنَتقِـدهْ‬

‫لقياداتِ النِظـامِ الفاسِـدَةْ‬

‫) حُبِـسَ ( التّاريـخُ‬
‫‪174‬‬
‫ف‬ ‫! ي زِنـزانَـةٍ مُ ْنفَـرِدَةْ‬

‫الاســر‬

‫عِنـدما يلتَحِـمُ العقْربُ بالعَقـربِ‬

‫‪ .‬ل تُقتَـلُ إلّ ال ّلحَظـاتْ‬

‫كـم أقامـا من حـروبٍ‬

‫‪،‬ثُـمّ قامـا ‪ ،‬دوناَ جُـ ْرحٍ‬

‫! وَجَيشُ الوَقـتِ مـاتْ‬

‫رقّـاص‬

‫‪ .‬يَخفِـقُ " الرقّاصُ " صُبحـا وَمسـاءْ‬

‫ويَظـنّ الُبسَطـاءْ‬

‫! َأنّـهُ يَرقصُ‬

‫‪ .‬ل يا هـؤلءْ‬

‫هـوَ مشنوقٌ‬

‫! ول يـدري با يفع ُلهُ فيهِ الـواءْ‬

‫الواكـب‬
‫‪175‬‬
‫ص‬ ‫ـامِتــةً‬

‫تزدَحِـمُ الرقـامُ ف الوانِبْ‬

‫‪ :‬صـامِتـةً تُراقِـبُ الواكِبْ‬

‫‪ .‬ثانيـةٌ ‪َ،‬مـرّ الرّئيسُ الفتـدى‬

‫‪ .‬دقيقَـةٌ‪ ،‬مَـرّ الميُ الُفتَـدى‬

‫‪ .‬و ‪ ..‬ساعَـةٌ‪ ،‬مَـرّ الليكُ الُفتَـدى‬

‫‪ .‬ويضْـ ِربُ الطّبْـلُ على خَطْـوِ ذَوي الراتِبْ‬

‫ُتعّبّرُ الرقـامُ عـنْ أفكارِهـا‬

‫‪ .‬ف سِـرّها‬

‫ت سيماؤهـمْ‬
‫تقولُ ‪ :‬مهمـا اختَ َلفَـ ْ‬

‫واخَت َلفَـتْ أساؤهـمْ‬

‫َفسُـمّهمْ ُموَحّــدٌ‬

‫! ) وكُلّهـمْ ( عقا ِربْ‬

‫صدمة‬

‫شعرتُ هذا اليوم بالصدمة‬

‫فعندما رأيتُ جاري قادما‬

‫رفعتُ كفي نوهُ مسلما‬

‫مكتفيا بالصمت والبسمة‬

‫لنن أعلم أن الصمت ف أوطاننا ‪ ..‬حكمـهْ‬

‫‪ :‬لكنهُ رد عليّ قائلً‬


‫‪176‬‬
‫ع‬ ‫ليكم السلم والرحـة‬

‫‪ .‬ورغم هذا ل تسجل ضده تمه‬

‫المد ل على النعمـة‬

‫مـن قال ماتت عنـدنا‬

‫!حُريّــة الكلْمـةْ ؟‬

‫طبيعة صامته‬

‫ف مقلب القمامـة‬

‫رأيتُ جثـة لا ملمـحُ العراب‬

‫"تمعت من حولا " النسور" و " ا لد ِباب‬

‫وفوقها علمـة‬

‫تقولُ ‪ :‬هذي جيفـةٌ‬

‫! كانت تسمى سابقا ‪ ..‬كرامـه‬

‫‪ :‬وف قصيدة أخرى يقول بنفس السلوب والتركيز‬

‫لقد شيّعتُ فاتنـةً‬

‫تسمّى ف بلد العُربِ تريبا‬

‫وإرهابـا‬

‫وطعنـا ف القواني الليـة‬

‫ولكن اسها‬
‫‪177‬‬
‫و‬ ‫اللـه‬

‫! لكن اسها ف الصل ‪ ..‬حرية‬

‫الراحلة‬

‫‪ ..‬ل شَـيءَ‬

‫هذا ما أِلفْنا طُولَ رِحْلتنا الَمديدَةْ‬

‫ل تأسَفي لنفُوقِ راحِلةٍ هَ َوتْ‬

‫! من ِثقْل جُملَتنا الُـفيدة‬

‫‪َ .‬فعَلى الطريق سَنصطفي أُخرى جَديدةْ‬

‫وإذا َوهَتْ كُلّ المِالِ‬

‫عَـنِ احتماِلكِ واحتمال‬

‫َفلْي ُكنْ‬

‫قَـدَمي أحَـدّ مِـنَ الَحديدِ‬

‫! وخُطوت أبدا وَطيدةْ‬

‫**‬

‫ل‪ ..‬ما َتعِبتُ‬

‫وَلو َظلَلْتُ أسيُ ُعمْريَ كُ ّلهُ‬


‫‪178‬‬
‫ف‬ ‫َوقَ اللّظـى‬

‫سَيَظلّ يَف َعمُن الرّضا‬

‫‪ .‬ما دُمتِ طاهرةً حيدةْ‬

‫ماذا أريدُ وأنتِ عندي؟‬

‫يا ابنَت‬

‫لو قـدّموا الدّنيـا وما فيها‬

‫مُقابِلَ شَـعْرةٍ من مَفرِقيكِ‬

‫! َلقُلتُ ‪ :‬دُنيا ُكمْ زَهيدة‬

‫**‬

‫وَطَـنٌ أَنا‬

‫بيَ الناف أحتويك مُشرّدا‬

‫‪ .‬كي ل تظلّي ف البلدِ معي شريدةْ‬

‫وأنا بِنُوركِ يا ابنت‬

‫أنشأتُ مِن منفايَ أوطانا‬

‫‪ .‬لوطان الطّريدَةْ‬

‫لكنّها بُه َرتْ بأنوارِ السّطوعِ‬

‫فآنَسـتْ لعمى الُضوعِ‬

‫وَمـ ّرغَـتْ أعطافَها بالكيْـدِ‬

‫ت وهيَ الَكيدةْ‬
‫! حتّى أصبح ْ‬

‫**‬
‫‪179‬‬
‫م‬ ‫!ا هّن ؟‬

‫كُلّ ا لُتوف سلمة‬

‫كُلّ الشقاءِ سعادةُ‬

‫‪ .‬ما دُمتِ حتّى اليَو ِم سالةً سَعيَدةْ‬

‫ل َقصْـدَ ل ف العَيْشِ‬

‫إلّ أن تَعيشي أنتِ‬

‫! أيّـتُها القَصيدةْ‬

‫**‬

‫‪..‬هَيّا بنا‬

‫ُلفّي ذِرا َعكِ َحوْل نَحْري‬

‫صدْري‬
‫والبُدي ف دِفءِ َ‬

‫كي نَعودَ إل الَسيِ‬

‫‪ .‬فإنّ غايتَنا بَعيَدهْ‬

‫وَدَعي التّلفّتَ لِلوَراءِ‬

‫فقد هَوى َعمّا هّـوَتْ‬

‫‪َ .‬وصْـفُ الفقيدةْ‬

‫هِيَ ل َتذُقْ مَعن الَنّيةِ حُـرّةً‬

‫َمعَنا‬

‫‪ .‬ول عاشَتْ شَهيدَةْ‬

‫ل تَحزن يوما َعلَيْها‬


‫‪180‬‬
‫و‬ ‫‪ .‬احزن دوما لَها‬

‫َلمْ نُنْفَ عَنها‪ ..‬إنّما‬

‫! ُنفِيَتْ‪ِ ،‬لقِلّةِ َحظّها‪ ،‬عَنّا الَريدَةْ‬

‫اللـه‬

‫! لذا الله أصعر خدي‬

‫أ هذا الذّي يأكُلُ الُبزَ ُشرْبا‬

‫وَيَحسَبُ ظِلّ الذّبابةِ دُبّا‬

‫وَيَشي مكبا‬

‫كما قد مَشي بالقِماطِ الوَليدْ‪..‬؟‬

‫أ هذا الّذي ل يَزَلْ ليسَ َيدْري‬

‫بأيّ الولياتِ يُعن أخوهُ‬

‫وََيعْيا بفَرزِ اسهِ إذ يُنادى‬

‫فِيحَسبُ أنّ اُلنادى أبوهُ‬

‫ويعَلُ أمْرَ السّماءِ بأمرِ الّرئيسِ‬

‫جمْرِ الوَعيدْ‬
‫فَيَرمي الشّتاءَ ِب َ‬
‫‪181‬‬
‫إ‬ ‫!ذا ل يُنَزّلْ عَليهِ الَليدْ ؟‬

‫أ هذا الَذي ل يُساوي قُلمَةَ ظُفرٍ‬

‫تُؤدّي َعنِ الُبزِ َدوْرَ البَديلِ‬

‫ومِثقالَ مُرّ‬

‫لِتخفيفِ ظِلّ الدّماءِ الثّقيلِ‬

‫وَقَطرةَ حِ ْبرٍ‬

‫تُراقُ على هَجْوهِ ف القَصيدْ‪..‬؟‬

‫أ هذا الغبّ الصّفيقُ البَليدْ‬

‫!إلهٌ جَديدْ ؟‬

‫أ هذا الُراءُ‪ ..‬إلهٌ جَديدْ‬

‫يَقومُ فَيُحن َلهُ كُلّ َظهْرٍ‬

‫وَيَمشي َفَيعْنو َلهُ كُلّ جِيدْ‬

‫يُؤنّبُ هذا‪ ،‬ويَلعَنُ هذا‬

‫وَيل ِطمُ هذا‪ ،‬وَيركَبُ هذا‬

‫وَيُزجي الصّوا ِعقَ ف كُلّ أرضٍ‬

‫وَيَحشو الَمنايا ِبحَبّ ا لَحصيدْ‬

‫!وَيَفعَلُ ف َخ ْلقِهِ ما يرُيدْ ؟‬

‫**‬

‫لِهذا اللهِ‪ُ ...‬أصَعّرُ َخدّي‬

‫وأُعلِن كُفري‪ ،‬وأُشهِرُ حِقدي‬


‫‪182‬‬
‫و‬ ‫أجتازُهُ بالذاءِ العَتيقِ‬

‫وأطلُبُ َع ْفوَ غُبارِ الطّريقِ‬

‫! إذا زادَ قُربا ِلوَ ْجهِ الَبعيدْ‬

‫وأرفَعُ رأسي لَعلـى سَماءٍ‬

‫ولو كانَ َشنْقا َببْلِ الوَريدْ‬

‫‪ :‬وَأصْ ُرخُ مِلءَ الفَضاءِ الديدْ‬

‫أنا عَبدُ َربّ غَفورٍ رَحيمٍ‬

‫َع ُفوّ كريٍ‬

‫حكيمٍ مَجيدْ‬

‫أنا لَستُ عبدا لِـع ْبدٍ مَريدْ‬

‫أنا وا ِحدٌ مِن بقايا العِبادِ‬

‫إذا ل َي ُعدْ ف جيعِ البلدِ‬

‫‪.‬سوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدِْ‬

‫‪..‬فأَْنزِلْ بلءَكَ فَوقي وتت‬

‫َوصُبّ اللّهيبَ‪ ،‬ورُصّ الَديدْ‬

‫أنا لن أحيدْ‬

‫‪:‬لنّي بكُلّ احتمالٍ سَعيْد‬

‫مَمات زَفافٌ‪ ،‬وَمَحْيايَ عِيدْ‬

‫َسأُر ِغمُ أنفَكَ ف كُلّ حالٍ‬

‫! فإمّا عَزيزٌ‪ ..‬وإمّا شَهيدْ‬


‫‪183‬‬

‫البحـث عن الذات‬

‫‪.‬أيها العصفور الميل‪..‬أريد أن أصدح بالغناء مثلك‪ ،‬وأن أتنقّل برية مثلك ‪-‬‬

‫‪:‬قال العصفور‬

‫لكي تفعل كل هذا‪ ،‬ينبغي أن تكون عصفورا مثلي‪..‬أأنت عصفور ؟‪-‬‬

‫ل أدري‪..‬ما رأيك أنت ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬إن أراك ملوقا متلفا ‪ .‬حاول أن تغن وأن تتنقل على طريقة جنسك‪-‬‬

‫وما هو جنسي ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬إذا كنت ل تعرف ما جنسك ‪ ،‬فأنت‪ ،‬بل ريب‪ ،‬حار ‪-‬‬

‫***‬

‫‪ .‬أيها المار الطيب‪..‬أريد أن ا نق برية مثلك‪ ،‬وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر‪ ،‬مثلك ‪-‬‬

‫‪ :‬قال المار‬

‫لكي تفعل هذا‪..‬يب أن تكون حارا مثلي ‪ .‬هل أنت حار ؟ ‪-‬‬

‫ماذا تعتقد ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬قل عن حارا يا ولدي‪ ،‬لكن صدّقن‪..‬هيئتك ل تدلّ على أنك حار ‪-‬‬

‫فماذا أكون ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬إذا كنت ل تعرف ماذا تكون‪..‬فأنت أكثر حورية من ! لعلك بغل ‪-‬‬

‫***‬

‫‪،‬أيها البغل الصنديد‪..‬أريد أن أكون قويا مثلك‪ ،‬لكي أستطيع أن أتمّل كل هذا القهر ‪-‬‬

‫‪ .‬وأريد أن أكون بليدا مثلك‪ ،‬لكي ل أتأل مّا أراه ف هذا الوطن‬
‫‪184‬‬
‫ق‬ ‫‪ :‬ال البغل‬

‫كُـنْ‪..‬مَن ينعك ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬تنعن ذ لّت وشدّة طاعت ‪-‬‬

‫‪ .‬إذن أنت لست بغلً ‪-‬‬

‫وماذا أكون ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬أعتقد أنك كلب ‪-‬‬

‫***‬

‫‪ .‬أيها الكلب الُمام‪..‬أريد أن ا طلق عقيت بالنباح مثلك‪ ،‬وأن اعقر مَن يُغضبن مثلك ‪-‬‬

‫هل أنت كلب ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬ل أدري‪..‬طول عمري أسع السئولي ينادونن بذا السم‪ ،‬لكنن ل أستطيع النباح أو العقر ‪-‬‬

‫لاذا ل تستطيع ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬ل أملك الشجاعة لذلك‪..‬إنم هم الذين يبادرون إل عقري دائما ‪-‬‬

‫‪ .‬ما دمت ل تلك الشجاعة فأنت لست كلبا ‪-‬‬

‫إذَن فماذا أكون ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬هذا ليس شغلي‪..‬إ عرف نفسك بنفسك‪..‬قم وابث عن ذاتك ‪-‬‬

‫‪ .‬بثت كثيا دون جدوى ‪-‬‬

‫‪ .‬ما دمتَ تافها إل هذا الد‪..‬فل ُبدّ أنك من جنس َزبَد البحر ‪-‬‬

‫***‬

‫‪ .‬أيّها البحر العظيم‪..‬إنن تافه إل هذا الد‪..‬إ نفِن من هذه الرض أيها البحر العظيم ‪-‬‬

‫‪ .‬إ حلن فوق ظهرك واقذفن بعيدا كما تقذف الزّبَد‬


‫‪185‬‬
‫ق‬ ‫‪ :‬ال البحر‬

‫أأنت َزبَد ؟ ‪-‬‬

‫ل أدري‪..‬ماذا تعتقد ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬لظةً واحدة‪..‬د عن أبسط موجت لكي أستطيع أن أراك ف مرآتا‪ ..‬هـه‪..‬حسنا‪ ،‬أدنُ قليلً ‪-‬‬

‫! أ و و وه‪..‬ا للعنة‪..‬أنت مواطن عرب‬

‫وما العمل ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬تسألن ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عرب جدا ‪ .‬بصراحة‪..‬لو كنت مكانك لنتحرت ‪-‬‬

‫‪ .‬إ بلعن‪ ،‬إذن‪ ،‬أيها البحر العظيم ‪-‬‬

‫‪ .‬آسف‪..‬ل أستطيع هضم مواطن مثلك ‪-‬‬

‫كيف أنتحر إذن ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك ف مرى الكهرباء ‪-‬‬

‫‪ .‬ليس ف بيت كهرباء ‪-‬‬

‫‪ .‬ألقِ بنفسك من فوق بيتك ‪-‬‬

‫!وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟ ‪-‬‬

‫مشرّد إل هذه الدرجة ؟! لاذا ل تشنق نفسك ؟ ‪-‬‬

‫ومن يعطين ثن البل ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬ل تلك حت حبلً ؟ أخنق نفسك بثيابك ‪-‬‬

‫!أل تران عاريا أيها البحر العظيم ؟ ‪-‬‬

‫‪ .‬إ سع‪..‬ل تبقَ إلّ طريقة واحدة ‪ .‬إنا طريقة مانية وسهلة‪ ،‬لكنها ستجعل انتحارك مُدويّا ‪-‬‬

‫أرجوك أيها البحر العظيم‪..‬قل ل بسرعة‪..‬ما هي هذه الطريقة ؟ ‪-‬‬


‫‪186‬‬
‫حَيّـا‪-‬‬ ‫!إ بقَ‬

‫عفو عام‬

‫أصدر عفو عام‬

‫‪ ،‬عن الذين أعدموا‬

‫بشرط أن يقدموا عريضة استرحام‬

‫‪ ،‬مغسولة القدام‬

‫‪ ،‬غرامة استهلكهم لطاقة النظام‬

‫‪ ،‬كفالة مقدارها خسون ألف عام‬

‫تعهد بأنم‬

‫‪ ،‬ليس لم أرامل‬

‫‪ ،‬ول لم ثو ا كل‬

‫‪ ،‬ول لم أيتام‬

‫‪ ،‬شهادة التطعيم ضد الدري‬


‫‪187‬‬
‫ق‬ ‫‪ ،‬صيدة صينية للبحتري‬

‫‪ ،‬خريطة واضحة لثر الكلم‬

‫هذا ومن ل يلتزم بذه الحكام‬

‫يكم بالعدام‬

‫جاهـلـيـة‬

‫ف زمان الاهلية‬

‫‪ ،‬كانت الصنام من تر‬

‫‪ ،‬وإن جاع العباد‬

‫‪ ،‬فلهم من جثة العبود زاد‬

‫‪ ،‬وبعصر الدنية‬

‫صارت الصنام تأتينا من الغرب‬

‫‪ ،‬ولكن بثياب عربية‬

‫تعبد ال على حرف ‪ ،‬وتدعو للجهاد‬

‫‪ ،‬وتسب الوثنية‬

‫‪ ،‬وإذا ما ستفحلت ‪ ،‬تأكل خيات البلد‬

‫‪ ،‬وتلي بالعباد‬

‫رحم ال زمان الاهلية‬


‫‪188‬‬

‫البكم‬

‫‪ ،‬أيها الناس ا تقو نار جهنم‬

‫‪ ،‬ل تسيئوا الظن بالوال‬

‫‪ ،‬فسوء الظن ف ا لشرع مرم‬

‫‪ ،‬أيها الناس أنا ف كل أحوال سعيد ومنعم‬

‫‪ ،‬ليس ل ف الدرب سفاح‪ ،‬ول ف البيت مأت‬

‫‪ ،‬ودمي غي مباح ‪ ،‬وفمي غي مكمم‬

‫فإذا ل أتكلم‬

‫‪ ،‬ل تشيعوا أن للوال يدا ف حبس صوت‬

‫‪ ،‬بل أنا يا ناس أبكم‬

‫‪.‬قلت ما أعلمه عن حالت‪ ،‬وال أعلم‬


‫‪189‬‬

‫الارس السجي‬

‫وقفت ف زنزانت‬

‫اُقُلُبُ الفكار‬

‫أنا السجي ها هنا‬

‫أ م ذلك الارسُ بالوار ؟‬

‫‪ ،‬بين وبي حارسي جدار‬

‫‪ ،‬وفتحة ف ذلك الدار‬

‫‪ ،‬يرى الظلم من ورائها و ا ر قب النهار‬

‫‪ ،‬لارسي ول أنا صغار‬

‫‪ ،‬وزوجة ودار‬

‫‪ ،‬لكنه مثلي هنا‪ ،‬جاء به وجاء ب قرار‬

‫‪ ،‬وبيننا الدار‬

‫يوشك أن ينهار‬

‫حدثن الدار‬

‫فقال ل ‪ :‬إ نّ ترثي له‬

‫قد جاء باختيارهِ‬

‫وجئت بالجبار‬
‫‪190‬‬
‫و‬ ‫قبل ا ن ينهار فيما بيننا‬

‫حدثن عن أسدٍ‬

‫سجانهُ حار‬

‫ل نامت أعي البناء‬

‫ل نامت عي البناء‬

‫‪ ،‬أطلقت جناحي لرياح إبائي‬

‫‪ ،‬أنطقت بأرض السكات سائي‬

‫‪ ،‬فمشى الوت أمامي‪ ،‬ومشى الوت ورائي‬

‫‪ ،‬لكن قامت بي الوت وبي الوت حياة إبائي‬

‫‪ ،‬وتشيت برغم الوت على أشلئي‬

‫‪ ،‬أشدو‪ ،‬وفمي جرح ‪ ،‬والكلمات دمائي‬

‫)ل نامت عي البناء(‬

‫‪ ،‬ورأيت مئات الشعراء‬

‫‪ ،‬مئات الشعراء‬

‫‪ ،‬تت حذائي‬

‫‪،‬قامات أطولا يبو‬

‫‪ ،‬تت حذائي‬

‫‪ ،‬ووجوه يسكنها الزي على استحياء‬

‫‪ ،‬وشفاه كثغور بغايا‪ ،‬تتدل ف كل إناء‬


‫‪191‬‬
‫و‬ ‫‪،‬قلوب كبيوت بغاء‪ ،‬تتباهى بعفاف العهر‬

‫‪ ،‬وتكتب أنساب اللقطاء‬

‫‪ ،‬وتقيء على ألف الد‬

‫‪ ،‬وتسح سوءتا بالياء‬

‫‪ ،‬ف زمن الحياء الوتى ‪ ،‬تنقلب الكفان دفاتر‬

‫‪ ،‬والكباد مابر‬

‫‪ ،‬والشعر يسد البواب‬

‫فل شعراء سوى الشهداء‬

‫شطرنج‬

‫‪ ،‬منذ ثلثي سنة‬


‫‪ ،‬ل نر أي بيد ق ف رقعة الشطرنج يفدي وطنه‬
‫‪ ،‬ول تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة‬
‫‪ ،‬والكل خاض حربه بطبة ذرية‪ ،‬ول يغادر مسكنه‬
‫‪ ،‬وكلما حيا على جهاده‪ ،‬أحيا العد ا مستوطنة‬
‫‪ ،‬منذ ثلثي سنة‬
‫‪ ،‬والكل يشي ملكا تت أيادي الشيطنة‬
‫‪ ،‬يبدأ ف ميسرة قاصية وينتهي ف ميمنة‬
‫‪ ،‬الفيل يبن قلعة‪ ،‬والرخ يبن سلطنة‬
‫‪ ،‬ويدخل الوزير ف ماخوره‪ ،‬فيخرج الصان فوق الئذنة‬
‫‪ ،‬منذ ثلثي سنة‬
‫‪ ،‬نسخر من عدونا لشركه ونن نيي وثنه‬
‫‪ ،‬ونشجب الكثار من سلحه ونن نعطي ثنه‬
‫‪ ،‬فإن تكن سبعا عجائب ا لدن‪ ،‬فنحن صرنا الثامنة‬
‫بعد ثلثي سنة‬
‫‪192‬‬

‫الـلعـبـان‬

‫‪ ،‬على رقعة تتويها يدان‬


‫‪ ،‬تسي إل الرب تلك ا لبيا د ق‬
‫‪ ،‬فيالق تتلو فيالق‬
‫‪ ،‬بل دافع تشتبك‬
‫‪ ،‬تكر ‪ ،‬تفر ‪ ،‬وتعدوا النايا على عدوها الرتبك‬
‫‪ ،‬وتوي القلع‪ ،‬ويعلو صهيل الصان‬
‫‪ ،‬ويسقط رأس الوزير النافق‬
‫‪ ،‬وف آخر المر ينهار عرش اللك‬
‫‪ ،‬وبي السى والضحك‬
‫‪ ،‬يوت الشجاع بذنب البان‬
‫‪ ،‬وتطوي يدا اللعبي الكان‬
‫أقول لدي‪" :‬لاذا توت ا لبيا د ق "؟‬
‫‪" ،‬يقول‪" :‬لينجو اللك‬
‫‪ ،‬أقول‪" :‬لاذا إذن ل يوت اللك‬
‫لقن الدم ا لنسفك" ؟‬
‫"يقول‪" :‬إذا مات ف البدء‪ ،‬ل يلعب اللعبان‬
‫‪193‬‬

‫فـصـيحـنـا‬

‫‪ ،‬فصيحنا ببغاء‬
‫‪ ،‬قوينا مومياء‬
‫‪ ،‬ذكينا يشمت فيه الغباء‬
‫‪ ،‬ووضعنا يضحك منه البكاء‬
‫‪ ،‬تسممت أنفاسنا حت نسينا الواء‬
‫‪ ،‬وامتزج الزي بنا حت كرهنا الياء‬
‫‪ ،‬يا أرضنا‪ ،‬يا مهبط النبياء‬
‫‪ ،‬قد كان يكفي واحد لو ل نكن أغبياء‬
‫‪ ،‬يا أرضنا ‪ ،‬ضاع رجاء الرجاء‬
‫‪ ،‬فينا ومات الباء‬
‫‪ ،‬يا أرضنا ‪ ،‬ل تطلب من ذلنا كبياء‬
‫قومي ا حبلي ثانية ‪ ،‬وكشفي عن رجل لؤلء النساء‬

‫زنـزانـة‬

‫‪ ،‬صدري أنا زنزانة قضبانا ضلوعي‬


‫‪ ،‬يدهها الخب باللوع‬
‫‪ ،‬يقيس فيها نسبة النقاء ف الواء‬
‫‪ ،‬ونسبة المرة ف دمائي‬
‫‪ ،‬وبعدما يرى الدخان ساكنا ف رئت‪ ،‬والدم ف قلب كالدموع‬
‫‪ ،‬يلومن لنن مبذر ف نعمة الضوع‬
‫‪ ،‬شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي‬
‫‪ ،‬لو ل تت كل كريات دمي المراء‪ ،‬من قلة الغذاء‬
‫لنـتـشـل الخب شيئا من دمي ث ادعى بأنن شيوعي‬

‫كلمات فوق الرائـب‬

‫‪ ،‬قفوا حول بيوت صلوا على روحها واندبوها‬


‫‪194‬‬
‫و‬ ‫‪ ،‬شدوا اللحى وانتفوها‬

‫‪ ،‬لكي ل تثيوا الشكوك‬

‫‪ ،‬وسلوا سيوف السباب لن قيدوها‬

‫‪ ،‬ومن ضاجعوها‬

‫‪ ،‬ومن أحرقوها‬

‫‪ ،‬لكي ل تثيوا الشكوك‬

‫ورصوا الصكوك‬

‫‪ ،‬على النار كي تطفئوها‬

‫‪" ،‬ولكن خيط الدخان سيصرخ فيكم ‪" :‬دعوها‬

‫ويكتب فوق الرائب‬

‫" إن اللوك إذا دخلوا قرية أفسدوها "‬

‫أصـنـام الـبـشـر‬

‫‪ ،‬يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر‬

‫‪ ،‬مال يد ف ما جرى فالمر ما أمروا‬

‫‪ ،‬وأنا ضعيف ليس ل أثر‬


‫‪195‬‬
‫ع‬ ‫‪ ،‬ار علي السمع والبصر‬

‫‪ ،‬وأنا بسيف الرف أنتحر‬

‫‪ ،‬وأنا اللهيب وقادت الطر‬

‫فمت سأستعر ؟‬

‫‪ ،‬لو أن أرباب المى حجر‬

‫‪ ،‬لملت فأسا فوقها القدر‬

‫هوجاء ل تبقي ول تذر ؛‬

‫‪ ،‬لكنما أصنامنا بشر‬

‫‪ ،‬الغدر منهم خائف حذر‬

‫والكر يشكو الضعف إن مكروا ؛‬

‫‪ ،‬فالرب أغنية ين بلحنها الوتر‬

‫‪ ،‬والسلم متصر‬

‫‪ ،‬ساق على ساق ‪ ،‬وأقداح يعر ش فوقها الدر‬

‫‪ ،‬وموائد من حولا بقر‬

‫ويكون مؤتر ؛‬

‫‪ ،‬هزي إليك بذع مؤتر يسا قط حولك الذر‬

‫عاش اللهيب ويسقط الطر‬

‫عـلـى باب الـشعـر‬


‫‪196‬‬
‫ح‬ ‫‪ ،‬ي وقفت بباب الشعر‬

‫‪ ،‬فتش أحلمي الراس‬

‫‪ ،‬أمرون أن أخلع رأسي‬

‫‪ ،‬وأريق بقايا الحساس‬

‫‪ ،‬ث دعون أن أكتب شعرا للناس‬

‫‪ ،‬فخلعت نعال بالباب وقلت خلعت الخطر يا حراس‬

‫هذا النعل يدوس ولكن هذا الرأس يداس‬

‫بي يدي القدس‬

‫‪ ،‬يا قدس يا سيدت معذرة فليس ل يدان‬

‫‪ ،‬وليس ل أسلحة وليس ل ميدان‬

‫‪ ،‬كل الذي أملكه لسان‬

‫‪ ،‬والنطق يا سيدت أسعاره باهظة ‪ ،‬والوت بالجان‬

‫‪ ،‬سيدت أحرجتن‪ ،‬فالعمر سعر كلمة واحدة وليس ل عمران‬


‫‪197‬‬
‫أ‬ ‫‪ ،‬قول نصف كلمة ‪ ،‬ولعنة ال على وسوسة الشيطان‬

‫‪ ،‬جاءت إليك لنة‪ ،‬تبيض لنتي‬

‫‪ ،‬تفقسان بعد جولتي عن ثان‬

‫‪ ،‬وبالرفاء و ا لبني تكثر اللجان‬

‫‪ ،‬ويسحق الصب على أعصابه‬

‫‪ ،‬ويرتدي قميصه عثمان‬

‫‪ ،‬سيدت ‪ ،‬حي على اللجان‬

‫حي على اللجان‬

‫اللـغـز‬

‫‪ :‬قالت أمي مرة‬

‫‪ ،‬يا أولدي عندي لغز من منكم يكشف ل سره‬

‫‪ ،‬تابوت قشرته حلوى "‬

‫‪" ،‬ساكنة خشب والقشرة‬

‫‪ " ،‬قالت أخت‪ " :‬التمرة‬

‫‪ ،‬حضنتها أمي ضاحكة لكن خـنـقـتـن العبة‬

‫" قلت لا ‪ " :‬بل تلك بلدي‬


‫‪198‬‬

‫لبنان الريح‬

‫‪ ،‬صفت النية يا لبنان ‪ ،‬صفت النية ‪ ،‬ل نملك ولكن كنا متلفي على تديد اليزانية‬

‫كم تتاج من التصفيق ؟‬

‫ومن الرقصات الشرقية ؟‬

‫ما مقدار جفاف الريق ف التصريات الثورية ؟‬

‫‪ ،‬وتداولنا ف الوراق‪ ،‬حت أذبلها ا لتوريق‬

‫‪ ،‬والمد له صفت النية ‪ ،‬ل يفضل غي التصفيق‬

‫‪ ،‬وسندرسه ‪ ،‬ف ضوء تقارير الوضع بوزنبيق‬

‫‪ ،‬صفت النية ‪ ،‬فتهانينا يا لبنان‬

‫‪ ،‬جامعة الدول ا لعرية تديك سلما وتية‬

‫تديك كتيبة ألان ‪ ،‬ومبادرة أمريكية‬

‫شعـراء الـبـلط‬

‫‪ ،‬من بعد طول الضرب والبس‬

‫‪ ،‬والفحص ‪ ،‬والتدقيق ‪ ،‬والس‬

‫‪ ،‬والبحث ف أمتعت ‪ ،‬والبحث ف جسمي‪ ،‬وف نفسي‬


‫‪199‬‬
‫ل‬ ‫‪ ،‬م يعثر الند على قصيدت‪ ،‬فغادروا من شدة اليأس‬

‫‪ ،‬لكن كلبا ماكرا أخبهم بأنن أحل أشعاري ف ذاكرت‬

‫‪ ،‬فأطلق الند شراح جثت وصادروا رأسي‬

‫‪ ،‬تقول ل والدت ‪ " :‬يا ولدي ‪ ،‬إن شئت أن تنجو من النحس‬

‫‪ ،‬وأن تكون شاعرا مترم الس‬

‫" سبح لرب العرش ‪ ،‬واقرأ آية الكرسي‬

‫عـزف عـلـى الـقـانـون‬

‫‪ ،‬يشتمن ويدعي أن سكوت معلن عن ضعفه‬

‫‪ ،‬يلطمن ويدعي أن فمي قام بلطم كفه‬

‫‪ ،‬يطعنن ويدعي أن دمي لوث حد سيفه‬

‫‪ ،‬فأخرج القانون من متحفه‬

‫‪ ،‬وأمسح الغبار عن جـبـيـنـه‬

‫‪ ،‬أطلب بعض عطفه‬

‫‪ ،‬لكنه يهرب نو قاتلي وينحن ف صفه‬

‫‪ ،‬يقول حبي ودمي ‪ " :‬ل تندهش‬

‫" من يلك القانون ف أوطاننا ‪ ،‬هو الذي يلك حق عزفه‬


‫‪200‬‬

‫بيت وعشرون راية‬

‫‪ ،‬أسرتنا بالغة الكرم‬

‫‪ ،‬تت ثراها غنم حلوبة‪ ،‬وفوقه غنم‬

‫‪ ،‬تأكل من أثدائها وتشرب الل‬

‫‪ ،‬لكي تفوز با لرضى من عمنا صنم‬

‫‪ ،‬أسرتنا فريدة القيم‬

‫‪ ،‬وجودها عدم‬

‫‪ ،‬جحورها قمم‬

‫‪ ،‬لتا نعم‬

‫‪ ،‬والكل فيها سادة لكنهم خدم‬

‫‪ ،‬أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها‪ ،‬تطيل من سجودها‬

‫‪ ،‬وتطلب النصر على عدوها من هيئة المم‬

‫‪ ،‬أسرتنا واحدة تمعها أصالة‪ ،‬ولجة‪ ،‬ودم‬

‫‪ ،‬وبيتنا عشرون غرفة به ‪ ،‬لكن كل غرفة من فوقها علم‬


‫‪201‬‬
‫ي‬ ‫‪ ،‬قول إن دخلت ف غرفتنا فأنت متهم‬

‫أسرتنا كبية ‪ ،‬وليس من عافية أن يكب الورم‬

‫حجة سخيـفة‬

‫‪ ،‬بين وبي قاتلي حكاية طريفة‬

‫‪ ،‬فقبل أن يطعنن حلفن بالكعبة الشريفة‬

‫‪ ،‬أن أطعن السيف أنا بثت‪ ،‬فهو عجوز طاعن وكفه ضعيفة‬

‫‪ ،‬حلفن أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة‬

‫‪ ،‬فهو عجوز مؤمن سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة‬

‫‪ ،‬شكوته لضرة الليفة‬

‫فرد شكواي لن حجت سخيفة‬


‫‪202‬‬

‫عصر العصر والسحق‬

‫‪ ،‬أكاد لشدة القهر‬

‫‪ ،‬أظن القهر ف أوطانـنا يشكو من القهر‬

‫‪ ،‬ول عذري‬

‫‪ ،‬فإن أتقي خيي لكي أنو من الشر‬

‫‪ ،‬فأخفي وجه إيان بأقنعة من الكفر‬

‫‪ ،‬لن الكفر ف أوطانـنا ل يورث العدام كالفكر‬

‫‪ ،‬فأ نكر خالق الناس‬

‫‪ ،‬ليأ من خانق الناس‬

‫‪ ،‬ول يرتاب ف أمري‬

‫‪ ،‬وأحيي ميت إحساسي بأقداح من المر‬

‫‪،‬فألعن كل دساس ‪ ،‬و وسواس‪ ،‬وخناس‬

‫‪ ،‬ول أخشى على نري من النحر‬

‫‪ ،‬لن الذنب مغتفر وأنت بالة السكر‬

‫‪ ،‬ومن حذري‬

‫‪ ،‬أمارس دائما حرية التعبي ف سري‬

‫‪ ،‬وأخشى أن يبوح السر بالسر‬

‫‪ ،‬أشك بر أنفاسي‬
‫‪203‬‬
‫ف‬ ‫‪ ،‬ل أدنيه من ثغري‬

‫‪ ،‬أشك بصمت كراسي‬

‫‪ ،‬أشك بنقطة الب‬

‫‪ ،‬وكل مساحة بيضاء بي السطر والسطر‬

‫‪ ،‬ولست أعد منونا بعصر السحق والعصر‬

‫‪ ،‬إذا أصبحت ف يوم أشك بأنن غيي‬

‫‪ ،‬وأن هارب من‬

‫وأن أقتفي أثري ول أدري ؛‬

‫‪ ،‬إذا ما عدت العمار با نعمى وباليسر‬

‫‪ ،‬فعمري ليس من عمري‬

‫‪ ،‬لن شاعر حر‬

‫‪ ،‬وف أوطاننا يتد عمر الشاعر الر‬

‫‪ ،‬إل أقصاه ‪ :‬بي الرحم والقب‬

‫على بيت من الشعر‬

‫بدعـة‬

‫‪ ،‬بدعة عند ولة المر صارت قاعدة‬

‫‪ ،‬كلهم يشتم أمريكا‬

‫‪ ،‬وأمريكا إذا ما نضوا للشتم تبقى قاعدة‬

‫فإذا ما قعدوا‪ ،‬تنهض أمريكا لتبن قاعدة‬


‫‪204‬‬

‫البيان التامي لؤتر القمة العربية‬

‫‪ .‬لَيسَ مِنّا هؤلءْ‬

‫ُهمْ ُطفَيْـليّـونَ‬

‫َلمْ يُدعَـوا إل عُـرسٍ‬

‫‪ .‬وَل يُفتَـحْ لَ ُهمْ بابُ عَـزاءْ‬

‫َخلَطوا أنفسَ ُهمْ ف زَحْمـةِ النّاسِ‬

‫فَلمْا دَخَلـوا ذاكَ تغَطّوا بالزّغاريـدِ‬

‫‪ .‬وَلّا دَخَلوا هذا تَغطّـوا بالبُكاءْ‬

‫ُثمّ لّا ُرصّـتِ الطباقُ‬

‫لَبـَـوا دَعوةَ الدّاعي‬

‫! وَما الدّاعي سِوى قِـدْرِ الَساءْ‬

‫وَبأفـواهِ بِحـارٍ‬

‫َبلِعوا الطباقَ والزَادَ مَعا‬

‫‪ .‬وانقلبَ الباقونَ مِن دُونِ عَشاءْ‬

‫***‬

‫‪ .‬لَيسَ مِنّا هؤلءْ‬

‫ألفُ كـلّ‬

‫‪..‬هِيَ دَعوى ليسَ إلّ‬


‫‪205‬‬
‫ز‬ ‫َعَموا أنّ لَ ُهمْ َحقّا علينا‬

‫! وَبذا ال َز ْعمِ‪ ..‬صاروا ُزعَماءْ‬

‫)‪..‬وَأذاعوا‪ُ ( :‬كلّنا راعٍ‬

‫وَظنّوا أنّ ُهمْ ف الرضِ ر عيانٌ‬

‫! وَظنّوا َأنّنا قُطعانُ شاءْ‬

‫ُثمّ ساقُونا إل ا َلسْلخِ‬

‫لاّ ل نَجدْ ف ظِلّهمْ مرَعى‬

‫! وأسْرَفنا بإطلقِ الثّغاءْ‬

‫***‬

‫‪ .‬ليسَ مِنّا هؤلءْ‬

‫ُهمْ على أكتافِنا قاموا عُقودا‬

‫‪..‬دُونَ عَقـدٍ‬

‫‪ .‬وأَقاموا ُع َقدَ الدّنيا بنا دونَ انتهاءْ‬

‫‪..‬واننَينا كالطايا تتَ أثقالِ الَطايا‬

‫وَِلطُـولِ الننـاءْ‬

‫َلمْ َت ُعدْ أعيُننا تَذكُرُ ما الشّمسُ‬

‫! ول تَعرفُ ما مَعن السّماء‬

‫وَنَزحْنا الذّهـبَ السْودَ أعواما‬

‫وَمازالَتْ عُيونُ ال َفقْرِ تبكينا‬

‫! لنّا فُقـراءْ‬
‫‪206‬‬
‫ذ‬ ‫َهَبَ الوصوفُ ف تَذهيبِ دُنيا ُهمْ‬

‫وَظَـلّ ال َوصْـفُ ف َحوْزتنا‬

‫! ل ِلجِسْم والرّوحِ رداءْ‬

‫***‬

‫‪.‬ليسَ مِنّا هؤلءْ‬

‫َلمْ نُكلّفْ أحَدا من ُهمْ بتَطبيبٍ‬

‫‪ .‬ول قُلنا َل ُهمْ هاتُوا الدّواءْ‬

‫صدَقوا‬
‫‪َ ،‬حسْبُنا‪ ،‬لو َ‬

‫أن يَرحلوا عَنّا بَعيدا‬

‫‪ .‬فَ ُهمُ الدَاءُ ا لعَياءْ‬

‫كُلّ بَلوى َبعْد ُهمْ سَلْوى‬

‫وَأقـوى ِعلّـةٍ‬

‫! ف ُب ْعدِ ِهمْ عَنّا‪ ..‬شِفاءْ‬

‫***‬

‫‪ .‬لَيسَ مِنّا هؤلءْ‬

‫أنتَ تدري أّن ُهمْ مِث ُلكَ عَنّا ُغرَباءْ‬

‫زَحَفوا مِن حَيث ل ندري إلينا‬

‫‪ .‬وَفَشَوا فينا كما يَفشُو الوَباءْ‬

‫وََبقُوا مادُمتَ تَبغي‬

‫! وَبَغوا حتّى يُمدّوكَ بأسبابِ الَبقاءْ‬


‫‪207‬‬
‫أ‬ ‫نتَ أو ُهمْ‬

‫‪ :‬مُلتقى َقوْسي ف دائِرةٍ دارتْ عَلَينا‬

‫فإذا بانَ لِهذا النتهى‬

‫‪ .‬كانَ بذاك البتداءْ‬

‫‪ :‬مُلتقى دَلْوينِ ف ناعُورةٍ‬

‫أنتَ وَكيلٌ عن بَن الغَ ْربِ‬

‫! َوهُمْ عنكَ َلدَينا وُكلءْ‬

‫***‬

‫ليسَ منّا هؤلء‬

‫إنم منكَ‬

‫فإنْ وافَوكَ للتّطبيعِ طَبّعْ مَعَ ُهمْ‬

‫‪ .‬واطبَعْ على لَوحِ قَفا ُهمْ ما تَشاءْ‬

‫ليسَ ف المرِ جَديدٌ‬

‫نَحنُ نَدري‬

‫أنّ ما أصبحَ تطبيعا جَلِيّا‬

‫! كانَ طبْعا ف الَفاءْ‬

‫وَلَ ُكمْ أن تَسحبوا مِفرشَ ُكمْ نو الضّحى‬

‫‪ .‬كي تُكمِلوا ِفعْلَ الَساءْ‬

‫شأن ُكمْ هذا‬

‫ول شأنَ لَنا نَحنُ‬


‫‪208‬‬
‫ب‬ ‫! ِما يَح ُدثُ ف دُورِ البِغاءْ‬

‫***‬

‫‪ .‬ليسَ مِنَا هؤلء‬

‫ما لَنا شأنٌ با ابتا ُعوُه‬

‫‪..‬أو باعُوهُ عَنّا‬

‫َلمْ نُبايعْ أَحَدا من ُهمْ على البَيعِ‬

‫‪ .‬ول ِبعْناَ لَ ُهمْ َحقّ الشّراءْ‬

‫فإذا وافَوكَ فاقِبضْ مِن ُهمُ ال ّلغْوَ‬

‫‪ .‬وَسَ ّلمْهُم فَقاقيعَ الَواءْ‬

‫صفْقَتُنا‬
‫‪ :‬وَلَنا َ‬

‫سَوفَ نُقاضِيكَ إزاءَ الرأسِ آلفا‬

‫وَنَسقيك كؤوسَ اليأسِ أضعافا‬

‫! وَنَسْتَوف عَن القَطرةِ‪ ..‬طُوفانَ دِماءْ‬

‫***‬

‫أيُها الباغي شَ ِه ْدتَ النَ‬

‫شكَ رُوحُ الشّهداءْ‬


‫‪ .‬كيفَ اعتقلَتْ جَي َ‬

‫وَفَهِمتَ النَ جدّا أنّ ُج ْرحَ الكبياءْ‬

‫ش والوتَ سواءْ‬
‫‪َ .‬ش َفةٌ تَصرُخ أنّ العَي َ‬

‫َوهُنا ف ذِلكَ الَمعن‬

‫لَنا عِشرونَ َدرْسا‬


‫‪209‬‬
‫ض‬ ‫َمّها عِشرونَ طِر سا‬

‫كُتِبتْ بال ّدمِ وال ْقدِ بأقلمِ العَناءْ‬

‫سَوفَ نتلوها غَدا‬

‫! فَوقَ البَغايا هؤلءْ‬

‫تـطـبـيـق عـمـلـي‬
‫كلّ ما يُحكى عنِ ال َقمْعِ هُراءْ‬

‫( أنتَ يا خِنيرُ ‪ ،‬قِفْ بالدّورِ ‪ ،‬إ خ َرسْ ‪.‬‬

‫يا ابنةَ القَحّـ ‪ ..‬عُودي للـوَراءْ )‬

‫أينَ كُنّا ؟‬

‫ها ‪ ..‬بِما يُحكى عنِ القَمعِ ‪..‬‬

‫حضُ افتِراءْ ‪.‬‬


‫نعمْ ‪ .‬مَ ْ‬

‫ننُ ل نَقمعُ ‪.‬‬

‫( ِقفْ يا ابنَ ا لزّن خَلْفَ الّذي خَ ْل َفكَ ‪..‬‬

‫هَيه ‪ ..‬ا ْنقَبِر ي يا خُنفُساءْ ) ‪.‬‬

‫أينَ كُنّا ؟‬
‫‪210‬‬

‫بصوصِ القَمعِ ‪..‬‬

‫ل تُصغِ لدَعوى العُمَلءْ ‪.‬‬

‫ننُ بالقانونِ نَمشي‬

‫وجيعُ النّاسِ‬

‫ف ميزانِ مولنا سواءْ ‪.‬‬

‫احتَ ِرمْ ُقدْسّيةَ القانو ِن وافعلْ ‪..‬‬

‫لظةً ‪.‬‬

‫د عن أُ َربّي هؤلءْ ‪.‬‬

‫( تُفْ ‪ ..‬خُذوا ‪ُ ..‬تفْ ‪..‬‬

‫لعنةُ الِ علي ُكمْ ‪.‬‬

‫صمْتُ ُكمْ أ طر َشَن يا ُلقَطاءْ ‪.‬‬


‫َ‬

‫أَسْكِتوا ل صَمت ُكمْ جِدا ‪ ..‬و إلّ‬

‫سوفَ أبري فَوقَ ُكمْ هذا الِذاءْ )‬

‫أينَ كُنّا ؟‬

‫ها ‪ ..‬عنِ القانونِ ‪..‬‬

‫ل ُتصْغِ إل كُلّ ادّعاءْ ‪.‬‬

‫أنتَ بالقانونِ حُرّ ‪.‬‬

‫احترمْ ُقدْسّيةَ القانونِ‬


‫‪211‬‬

‫وافعلْ ما تَشاءْ ‪.‬‬

‫لنِ الدّور ؟‬

‫َت َق ّدمْ ‪.‬‬

‫أ رن الوراقَ ‪..‬‬

‫هذا الطّابعُ الالّ ‪،‬‬

‫صمَة الُختارِ ‪،‬‬


‫هذي َب ْ‬

‫ل ْزبِ ‪،‬‬
‫هذا مُر َفقُ ا ِ‬

‫تَوا قيعُ شُهودِ ال َعدْلِ ‪،‬‬

‫تقريرٌ منَ الشّر َطةِ ‪،‬‬

‫فَحصُ البَولِ ‪،‬‬

‫فاتورةُ صرفِ الغازِ ‪،‬‬

‫وَصْلُ الكَهْرباءْ ‪.‬‬

‫طَلَبٌ مَاشٍ على القَانونِ‬

‫مِنْ غيِ التِواءْ ‪.‬‬

‫حَسنا ‪ ( ...‬طُبْ )‬

‫ها هوَ الَ ْتمُ ‪ ..‬تَفضّلْ‬

‫تستطيعُ ‪ ،‬النَ ‪ ،‬أنْ تَشْربَ ماءْ‬


‫‪212‬‬

‫شـروطـ السـتـيـقـاظـ‬
‫_ أيقظُون عندما يتلكُ الشعبُ زِمامَهْ ‪.‬‬

‫عندما ينبسِطُ العدلُ بل َحدّ أمامهْ ‪.‬‬

‫عندما ينطقُ بالقِ ول يَخشى الَل َمةْ ‪.‬‬

‫س ثوبِ أل ستقامةْ‬
‫عندما ل يستحي منْ لُبْ ِ‬

‫ويرى كلَ كُنوزِ الرضِ‬

‫ل َت ْعدِلُ ف اليزانِ مثقالَ كَرامهْ ‪.‬‬

‫_ سوفَ تستيقظُ ‪ ..‬لكنْ‬

‫ما الذي يَدعوكَ للنّومِ إل يومِ القِيامَةْ ؟‬


‫‪213‬‬

‫ف انتظار غودو ( الرية )‬


‫كانتْ مَعي صَبّيهْ‬

‫مربوطةً مثلي‬

‫على مِروحةٍ سَقفّيهْ ‪.‬‬

‫جِراحُها‬

‫تبكي السّكاكيُ لَها ‪..‬‬

‫و َنوْحُها‬

‫تَرثي لهُ الوَحشيّة !‬

‫حَضنتُها بأ د مُعي ‪.‬‬

‫قلتُ لا ‪ :‬ل تَجزعي ‪.‬‬

‫مهما استَطالَ قَهرنُا ‪..‬‬

‫ل ُبدّ أنْ تُد ِركَنا الُرّيةْ ‪.‬‬

‫تَ َطلّعتَ إلّ ‪،‬‬

‫شرَ َجةَ الَنِّيةْ ‪:‬‬


‫ثّ حَشْر َجَتْ حَ ْ‬

‫و ا أ َسَفا يا سَيّدي‬
‫‪214‬‬

‫إنّي أَنَا الُرّيةْ !!‬

‫دود الَل‬
‫شعب مَجهولٌ مَعلومْ !‬

‫ليسَ ل ُه معنً مفهومْ ‪.‬‬

‫يَتبنّى أُغنيةَ البُلبُلِ ‪،‬‬

‫لكنْ ‪ ..‬يَتغنّى بالبُومْ !‬

‫لمّى ‪..‬‬
‫خ م ْن آلمِ ا ُ‬
‫يَص ُر ُ‬

‫وَيَلومُ صُراخَ العدومْ !‬

‫يَشحذُ سيفَ الظّاِلمِ ‪ ،‬صُبْحا ً‪،‬‬

‫وَيُوْلوِلْ ‪ ،‬لَيلً ‪ :‬مَظلومْ ‪.‬‬

‫يَعدو مِن َقدَرٍ مُحَتمَلٍ ‪..‬‬

‫يَدعو ِلقَضاءٍ مَحتومْ !‬

‫صمْتا‬
‫يَن ِطقُ َ‬

‫كَيل ُيقْفَلْ !‬

‫يَحيا مَوتا‬

‫كيل يُقتلْ !‬

‫يَتحاشى أن َيدْ عسَ ُلغْما‬


‫‪215‬‬
‫وه َو منَ الدّاخِلِ مَلغومْ !‬

‫**‬

‫قيلَ اهِتفْ للشّعبِ الغال ‪.‬‬

‫فَهتَفتُ ‪ :‬يَعيشُ الَرحومْ !‬

‫نن بالدمة‬
‫قَلْ جاءَنا الطّغيانُ ‪ ،‬بالصّدفَةِ ‪ِ ،‬منْ غَي َمهْ‬

‫وقَلْ معَ المطارِ‬

‫جاءتْ بِذرةُ الطّغـ َمةْ ‪.‬‬

‫قُلها‬

‫ودعن بَعدها أسألكَ بالذّمةْ ‪:‬‬

‫لو لْ يُساعِدهُ الثّرى ‪ ،‬والشّمسُ ‪ ،‬والنّس َمةْ‬

‫كيفَ نَما الطّغيانُ ؟‬

‫كيفَ التَ َهمَتْ قَلبَ الثّرى‬

‫خ َمةْ‬
‫أنيابهُ الضّ ْ‬

‫وكيفَ تتَ ظِلهِ‬

‫ماتَ الَوا مُختَِنقَا ً‬

‫حةْ‬
‫منْ ِشدّةِ الزّ َ‬
‫‪216‬‬
‫واحتاجتِ الشمسُ لضوءِ شَمعة ٍ‬

‫يُؤنِسُها ف حاِلكِ الظّل َمةْ ؟‬

‫هلْ غابةُ العَذابِ هذي ُكلّها‬

‫حةْ ؟!‬
‫طالِعةٌ ِمنْ ترَبةِ الرّ َ‬

‫هلْ ف ا لدّنا قِمامةٌ‬

‫يكونُ أدن َسفْحِها أنقى ِمنَ ال ِق ّمةْ !‬

‫**‬

‫ل يَستَطيعُ وا ِحدٌ‬

‫حُكمَ اللييِ إذا لْ يَقبلوا حُ ْكمَهْ‬

‫ويستطيعُ عِندما‬

‫يكونُ ف خِدمَِتهِ جيشٌ وجَنْد رمَةْ ‪.‬‬

‫وننُ بالِد َمةْ ‪.‬‬

‫قِبْ َلتُنَا َم ْعدَتُنا ‪ ..‬وَرَبّنا الّلقْمةْ !‬

‫**‬

‫أودّ أنْ أدعو على الطّغيانِ بالّن ْقمَةْ ‪.‬‬

‫لكنن‬

‫أخافُ أنْ َيقْبَلَ ربّي د ْعوَت‬

‫فَته ِلكَ المّةْ !‬


‫‪217‬‬

‫هذا هو السبب‬
‫َسمّمتَ باللّومِ دَمي ‪.‬‬

‫فَلقتَ رأسي با لعـتبْ ‪.‬‬

‫ذلكَ قولٌ مُنكرٌ ‪.‬‬

‫ذلكَ قولٌ مُسْتَحبْ ‪.‬‬

‫ذلكَ ما ل يَنبغي‬

‫ذلكَ ِممّا قدْ وَجَبْ ‪.‬‬

‫ما القصدُ مِنْ هذي الُطَبْ‬

‫تُريدُ أنْ تُشعِرن بأنن بِل أ َدبْ ؟‬

‫نعمْ ‪ ..‬أنا بِل أَ ِدبْ !‬

‫نعم ‪ ..‬وشِعْري كُّلهُ‬

‫ليسَ سِوى شَ ْتمٍ وَسَبْ ‪.‬‬

‫وما العَجَبْ ؟!‬

‫النّارُ ل َتنْ ِطقُ إلّ لَهَبا‬

‫لطَبْ‬
‫إنْ خَنَقوها با َ‬

‫وإنن مُخْتَِنقٌ‬

‫َحدّ التِهامي َغضَب‬

‫مِنْ َفرْطِ ما ب منْ َغضَبْ !‬


‫‪218‬‬

‫تَسألُن َعنِ السّبَبْ ؟!‬

‫ها كَ سلطيَ العَ َربْ‬

‫دَ زينتانِ ِمنْ أب جَه ٍل ومِنْ‬

‫أب لَهَبْ ‪.‬‬

‫نَما ِذجٌ ِمنَ القِ َربْ‬

‫أسفَلُها رأسٌ‬

‫وأعلها ذَنَبْ !‬

‫مَز ابِلٌ أني َقةٌ‬

‫سةٌ حتّى الرّكَبْ‬


‫غاطِ َ‬

‫وَسْطَ مَز ابِلِ الرّتَبْ !‬

‫أَشِرْ لوا ِحدٍ ‪ ..‬وَقُلْ ‪:‬‬

‫هذا الِمارُ مُنْتَخَبْ ‪.‬‬

‫وبَعدما تُقِنعُن‬

‫_ بِغيِ تِسعا تِ الّنسَبْ _‬

‫تَعالَ عَلّمن ال َدبْ !‬


‫‪219‬‬
‫كيف تأتينا النظافة ؟‬
‫العِرا َفةْ‬

‫جُّثةٌ مَشلولةٌ تَطوي السافة‬

‫جنٍ وَقَرا َفةْ ‪.‬‬


‫بيَ سِ ْ‬

‫والَصا َفةْ‬

‫َغفْوَةٌ ما بيَ كأسٍ وَلِفافَة !‬

‫والصّحا َفةْ‬

‫خِرَقٌ ما بيَ أفخاذِ الِل َفةْ‬

‫والرّها َفةْ‬

‫خَ ْل َطةٌ منْ أصدقِ ال ِك ْذبِ‬

‫ومنْ أفضَلِ أنواعِ السّخَا َفةْ ‪.‬‬

‫والُذيعونَ ‪ ...‬خِرافٌ‬

‫والذاعاتُ ‪ ..‬خُرا َفهْ‬

‫وعُقولُ ا ُلسْتَنيينَ‬

‫صناديقُ صِرا َفهْ !‬

‫كيفَ تأتينا النّظافةْ ؟!‬

‫**‬

‫َغضِبَ الُ علينا‬

‫ف آفةْ‬
‫وَدَهتْنَا أل ُ‬
‫‪220‬‬

‫مُنذُ أبدَْلنَا الَراحيضَ لدينا‬

‫ِبوِزاراتِ الثّقافَةْ !‬

‫جناية‬

‫‪ ..‬وفجأةً ‪ ،‬يا سيدي ‪ ،‬توقفَ الرسالْ ‪.‬‬

‫وامتلتْ صاَلتُنَا با غلظِ الرجالْ ‪.‬‬

‫س ُهمْ ‪ :‬هذا هو الدّجالْ ‪.‬‬


‫صاحَ بمْ رئي ُ‬

‫ُشدّوهُ بالغللْ ‪.‬‬

‫‪ ..‬واعتقلوا تِلفازَنا !‬

‫قلتُ لَه ‪ :‬ماذا جَن ؟!‬

‫َحدّقَ ب وقالْ ‪:‬‬

‫تِلفازُكمْ يا ابنَ ا لزّن‬

‫على النّظامِ بَالْ !‬


‫‪221‬‬

‫منافسة !‬
‫أُعلن الضرابُ ف دُورِ البِغاءْ ‪.‬‬

‫البغايا ُق ْلنَ ‪:‬‬

‫َلمْ يبقَ لنا منْ شرفِ الِهنةِ‬

‫إلّ أل دّعاءْ !‬

‫سعْنا‬
‫إننا مهْما اّت َ‬

‫ضاقَ بابُ الرّزقِ‬

‫سقِ الشّركاءْ ‪.‬‬


‫منْ زَحةِ فِ ْ‬

‫أبغايا ننُ ؟!‬

‫كلّ ‪ ..‬أصبحتْ مِهنتُنا أَكْلَ هَواءْ ‪.‬‬

‫رَ ِحمَ الُ زمانا‬

‫كانَ فيهِ اليُ مَوفورا‬

‫وكانَ العِهْرُ مَقصورا‬

‫على ِجنْسِ النِساءْ ‪.‬‬

‫ما الذي نَصَنعُهُ ؟‬

‫ما عادَ ف الدنيا حَياءْ !‬

‫كلما جِئنا ِلمَبْغى‬


‫‪222‬‬
‫فتحَ الوغادُ ف جانبهِ مَبْغى‬

‫وَ َسمّوهُ ‪ :‬اتّحادَ الُدَباءْ !‬

‫الاكم الصال‬

‫وصفوا ل حاكما‬

‫ل يَقترفْ ‪ ,‬منذُ زمانٍ ‪,‬‬

‫فِتنةً أو مذبهْ !‬

‫لْ يُ َك ّذبْ !‬

‫خنْ!‬
‫لْ َي ُ‬

‫ل يُطلقِ النّار على َمنْ ذمّهُ !‬

‫ل يَ ْنثُرِ الال على من َمدَحَهْ !‬

‫ل يضع فوق َفمٍ دبّابةً!‬

‫حهْ!‬
‫ت ضميٍ كاسِ َ‬
‫ل يَزرعْ ت َ‬

‫لْ َيجُرْ!‬

‫لْ يَضطَ ِربْ !‬

‫لْ يتب ْئ منْ شعبهِ‬

‫خلفَ جبالِ أل سلحهْ !‬


‫‪223‬‬

‫ُهوَ شَعبّ‬

‫ومأواهُ بسيطٌ‬

‫مِثْلُ مَأوى الطّبقاتِ الكادِ َحةْ !‬

‫***‬

‫زُرتُ مأواهُ البسيطَ البارِحةْ‬

‫حةْ !‬
‫‪ ...‬وَقَرأتُ الفاِت َ‬

‫حقوق الية‬
‫جاري أتان شاكيا من شدّةِ الظّلمِ ‪:‬‬

‫َتعِبتُ يا َعمّي‬

‫كأنّن أّعملُ أسبوعَيِ ف اليومِ!‬

‫ف الصّبحِ فرّاشٌ‬

‫وبعد الظّهرِ بَنّاءٌ‬

‫وبعدَ العصرِ َنجّارٌ‬

‫وعندَ اللّيل ناطورٌ‬

‫وف وقت فراغي مُط ِربٌ‬

‫صمّ !‬
‫ف مَعهدِ ال ّ‬

‫و َر ْغمَ هذا فأنا‬


‫‪224‬‬
‫مُنذ شهورٍ ل أذُقْ رائحةَ اللّحمِ‬

‫جِئُتكَ كي ُتعِينن‬

‫قُلتُ ‪ :‬على خَشْمي‬

‫ت وظيفةٌ‬
‫قالَ ‪ :‬خَلَ ْ‬

‫َأوَدّ أنْ أ ْشغَلَها ‪ ...‬لكنّن ُأمّيْ‬

‫أُريدُ أنْ تَكتُبَ ل‬

‫وشايةً عنكَ‬

‫وأنْ تَخِتمَها باسي !!!‬

‫مفقودات‬

‫زارَ الرئيسُ الُؤتنْ‬

‫‍‍بعضَ ولياتِ الوطنْ‬

‫وحيَ زارَ حَيّنا‬

‫قالَ لنا ‪:‬‬

‫هاتوا شكاواكم بصدقٍ ف العَ َلنْ‬

‫ول تافوا أحدا ‪ ..‬فقد مضى ذاك الزمنْ‬

‫فقالَ صاحب " حسنْ " ‪:‬‬


‫‪225‬‬
‫يا سيدي‬

‫أينَ الرغيفُ واللبْ ؟‬

‫وأينَ تأميُ السكنْ ؟‬

‫وأي َن توفيُ الِهنْ ؟‬

‫وأين منْ‬

‫يوفرُ الدواءَ للفقيِ دونا ثنْ ؟‬

‫يا سيدي‬

‫ل نَرَ منْ ذلكَ شيئا أبدا‬

‫قال الرئيسُ ف حَزَنْ ‪:‬‬

‫أحرقَ رَبّي جَسدي‬

‫أكَلّ هذا حاصلٌ ف بَلدي ؟!!‬

‫صدْقكَ ف تنبيهنا يا ولدي‬


‫شكرا على ِ‬

‫سوفَ تَرَ اليَ غدا ‪.‬‬

‫************‬

‫وبعدَ عامٍ زارَنا‬

‫ومَرّةً ثانيةً قالَ لنا ‪:‬‬

‫هاتوا شكاوا ُكمْ بصدقٍ ف العَلنْ‬

‫ول تافوا أحدا‬


‫‪226‬‬
‫فقدْ مَضى ذاك ال ّز َمنْ‬

‫لْ يَشتكِ النّاسُ !!‬

‫َفقُمتُ مُعلنا ‪:‬‬

‫أينَ الرغِيفُ واللبْ ؟‬

‫وأينَ تأميُ السكنْ ؟ وأينَ توفيُ الِ َهنْ ؟‬

‫وأينَ َمنْ‬

‫ُيوَفّرُ الدّواءَ للفقيِ دونا َث َمنْ ؟‬

‫معذرةً يا سيدي‬

‫سنْ " ؟؟؟!!!‬


‫‪ ...‬وأينَ صاحب " حَ َ‬

‫جُرأة‬

‫قلتُ للحاكمِ ‪ :‬هلْ أنتَ الذي أنبتنا ؟‬

‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬لستُ أنا‬

‫قلتُ ‪ :‬هلْ صيّركَ الُ إلا فوقنا ؟‬

‫قال ‪ :‬حاشا ربنا‬

‫قلتُ ‪ :‬هلْ ننُ طلبنا منكَ أنْ تكمنا ؟‬

‫قال ‪ :‬كل‬

‫قلت ‪ :‬هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ‬


‫‪227‬‬

‫وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا‬

‫فوهبنا لكَ هذا ا لوطنا ؟‬

‫قال ‪ :‬ل يدثْ ‪ ،‬ول أحسبُ هذا مُمكنا‬

‫قلتُ ‪ :‬هل أقرضتنا شيئا‬

‫على أن تسفَ الرضَ بنا‬

‫إنْ لْ نُسدد دَينَنَا ؟‬

‫قال ‪ :‬كل‬

‫قلتُ ‪ :‬مادمتَ إذن لستَ إلا أو أبا‬

‫أو حاكما مُنتخبا‬

‫أو مالكا أو دائنا‬

‫فلماذا لْ تَزلْ يا ابنَ ا لكذ ا تركبنا ؟؟‬

‫… وانتهى الُلمُ هنا‬

‫أيقظتن طرقاتٌ فوقَ باب ‪:‬‬

‫افتحِ البابَ لنا يا ابنَ ا لزن‬

‫افتحِ البابَ لنا‬

‫إنّ ف بيتكَ حُلما خائنا !!!!!!‬


‫‪228‬‬

‫قضاء‬

‫الراطيمُ وأيدي ونعالُ الخبينْ‬

‫أثبتتْ أنّ السجيْ‬

‫كانَ ـ من عشرةِ أعوامٍ ـ‬

‫شريكا للذينْ‬

‫ي أميِ الؤمنيْ !‬
‫سفَ مَواخ ِ‬
‫حاولوا نَ ْ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫نَظرَ القاضي طَويلً ف مَلفّاتِ القضيةْ‬

‫بدو ٍء ورويهْ‬

‫شكّ ووافاهُ اليقيْ‬


‫ُثمّ لّا أدَْبرَ ال ّ‬

‫أصدرَ الُكمَ بأنْ ُي ْع َدمَ شنقا‬


‫‪229‬‬

‫عِبْرَةً للمجرميْ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫أُع ِدمَ اليومَ صَبٌ‬

‫ُعمْرهُ ‪ ...‬سَبْعُ سِنيْ !!‬

‫مهود حرب‬

‫لب كانَ معاشٌ‬

‫هو أدن من معاشِ الَيّتيْ !‬

‫نصفُهُ يذهبُ للدّين‬

‫وما يبقى‬

‫لغوثِ اللجئيْ‬

‫ولتحريرِ فلسطيَ من الُغتصبيْ‬

‫وعلى مرّ السنيْ‬

‫كانَ يزدادُ ثراءُ الثائرينْ !‬

‫والثرى ينقصُ منْ حيٍ ليْ‬

‫وسيوفُ الفتحِ تَند َقّ إل الِقبَضِ‬

‫ف أدبار جيشِ ( الفاتيْ )‬


‫‪230‬‬
‫فَتَليْ‬

‫ثّ تَ ْنحَلّ إل أغصانِ زيتونٍ‬

‫وتنحلّ إل أوراقِ تيْ‬

‫تتدل أسفلَ البطنِ‬

‫وف أعلى البيْ !‬

‫وأخيا قبلَ الناقصُ بالتقسيمْ‬

‫فانشقّتْ فلسطيُ إل ِشقّيِ ‪:‬‬

‫للثوّارِ ‪ :‬فِلسٌ‬

‫ولسرائيلَ ‪ِ :‬طيْ !‬

‫و أب الاف الدين‬

‫أب الغصوب من أخص رجليه‬

‫إل حبل الو تي‬

‫ظل ل يدري لاذا‬

‫و حده‬

‫يقبض با ليسرى و يلقي باليمي‬

‫نفقات الرب و الغوث‬

‫يأ يدي اللفاء الشاردين !‬


‫‪231‬‬

‫عا ئـد من الـمـنـتجع‬

‫حي أتى المارُ منْ مباحثِ السلطانْ‬

‫كان يسي مائلً كخطِ ماجلنْ‬

‫فالرأسُ ف إنلترا ‪ ،‬والبطنُ ف تا نزا نيا‬

‫والذيلُ ف اليابان !‬

‫ـ خيا أبا أتانْ ؟‬

‫ـ أتقثد ُونَن ؟‬

‫ـ نعم ‪ ،‬مالكَ كالسكرانْ ؟‬

‫ـ ل ثئ بالرّة ‪ ،‬يبدو أنن نعثانْ ‪.‬‬

‫هل كانَ للنعاسِ أن يُ َهدّم السنانِ‬

‫أو َي ْعقِد اللسانْ ؟‬

‫ـ قل ‪ ،‬هل عذبوك ؟‬

‫ـ مطلقا ‪ ،‬كل الذي يقال عن قثوتم بُهتانْ‬

‫ـ بشّركَ الرحن‬
‫‪232‬‬

‫لكننا ف قلقٍ‬

‫قد دخل الصانُ من أشهرٍ‬

‫ول يزلْ هناك حت الن‬

‫ماذا سيجري أو جرى لهُ هناك يا ترى ؟‬

‫ـ ل يرِ ثيءٌ أبدا‬

‫كونوا على اطمئنان‬

‫فأولً ‪ :‬يثتقبلُ الداخلُ بالحضانْ‬

‫وثانيا ‪ :‬يثألُ عن تُهمتهِ ِبمُنتهى النانْ‬

‫وثالثا ‪ :‬أنا هو الِثانْ ‪!!!.‬‬


‫‪233‬‬

‫الـمـعـجزة‬

‫ماتَ خال !‬

‫هكــــذا !‬

‫دونَ اغتيالِ !!‬

‫دونَ أن يُشنقَ سهوا !‬

‫دونَ أن يسقطَ ـ بالصدفةِ ـ مسموما‬

‫خللَ العتقالِ !‬

‫ماتَ خال‬

‫ميتةً أغربَ مّا ف اليالِ !‬

‫أس َلمَ الروحَ لعزرائيلَ ِسرّا‬

‫ومضى حَرّا ‪ ..‬ماطا بالمانِ !‬

‫فدفناهُ‬

‫و ُعدْنا نتلقى فيه منْ أصحابنا‬

‫‪ ...‬أسى التهان !!‬


‫‪234‬‬
‫حـبـيـب الـشعـب‬
‫صورةُ الاكمِ ف كلّ اتّجاهْ‬

‫أينما سِرنا نراهْ !‬

‫ف القاهي‬

‫ف اللهي‬

‫ف الوزاراتِ‬

‫وف الارات‬

‫والباراتِ‬

‫والسواقِ‬

‫والتلفازِ‬

‫والسرحِ‬

‫والبغى‬

‫وف ظاهرِ جدرانِ الصحّاتِ‬

‫وف داخلِ دوراتِ الياهْ‬

‫أينما سرنا نراه !‬


‫* * *‬
‫صورةُ الاكمِ ف كلّ اتّجاهْ‬

‫با ِسمٌ‬

‫ف بلدٍ يبكي من القهرِ بُكاهْ !‬


‫‪235‬‬
‫مُشرقٌ‬

‫ف بلدٍ تلهو الليال ف ضُحاهْ !‬

‫نا ِعمٌ‬

‫ف بلدٍ حت بلياهُ‬

‫بأنواعِ البليا مبتلةْ !‬

‫صادحٌ‬

‫ف بلدٍ مُعتقلِ الصوتِ‬

‫شفَاهْ !‬
‫ومنوعِ ال ّ‬

‫سالٌ‬

‫ف بلدٍ يُعدمُ فيهِ النّاسُ‬

‫باللفِ ‪ ،‬يوميا‬

‫بدعوى الشتباهْ !‬
‫* * * *‬
‫صورةُ الاكم ف كُلّ اتّجاهْ‬

‫نِعم ٌة منهُ علينا‬

‫إذْ نرى ‪ ،‬حي نراهْ‬

‫أنّه لّا يَزَلْ حَيّا‬

‫‪ .....‬وما زِلنا على قيدِ الياةْ !!!‬


‫‪236‬‬
‫حيـثـيـات السـتـقـالـة‬

‫ـ ل ترتكبْ قصيدةً عنيفةْ‬

‫ل ترتكبْ قصيدةً عنيفة‬

‫طَ ْبطَبْ على أعجازِها َطبْطَبهً خفيفةْ‬

‫إنْ شئتَ أنْ‬

‫تُنشرَ أشعاركَ ف الصّحيفَةْ !‬

‫* حت إذا ما باعَنا الليفةْ ؟!‬

‫ـ ( ما باعنا ) ‪ ...‬كافيةٌ‬

‫ل تذكُرِ الليفةْ‬

‫* حت إذا أطلقَ منْ ورائنا كلَبهْ ؟‬

‫ـ أطلقَ من ورائنا كلبهُ ‪ ...‬الليفةْ !‬

‫* لكنها فوقَ لسان أطبقتْ أنيابا !!‬

‫ـ قُلْ ‪ :‬أطبقتْ أنيابَها اللطيفةْ !‬

‫* لكنّ هذي دولةٌ‬

‫تزن با كلّ ا لدّنا‬

‫ـ ومَا لنا ‪ ..‬؟‬

‫قل إنا زانيةٌ عَفيفة !‬

‫* وهاهُنا‬
‫‪237‬‬
‫َقوّادُها يزن بنا !‬

‫ـ ل تَنفعِلْ‬

‫طاعتُنا أمرَ ولّ أمرنا‬

‫ليستْ زِن‬

‫بل َسمّها ‪ ....‬إنبطاحةً شريفهْ !‬

‫* الكذبُ شيءٌ قذرٌ‬

‫َن َعمْ ‪ ،‬صَدقتَ ‪...‬‬

‫فاغس ْلهُ إذنْ بكذبةٍ نظيفةْ !‬

‫***************‬

‫أيتها الصَحيفةْ‬

‫ص ْدقُ عندي ثورةٌ‬


‫ال ّ‬

‫وكِذبت‬

‫ـ إذا َكذَبتَ َمرّةً ـ‬

‫ليستْ سوى قذيفةْ !‬

‫فلتأكلي ما شئتِ ‪ ،‬لكنّي أنا‬

‫مهما استبدّ الوعُ ب‬

‫أرفضُ أكلَ الِـيفَةْ‬

‫أيتُها الصحيفةْ‬
‫‪238‬‬
‫تسّحي ِب ُذّلةٍ‬

‫و ا نطر حي بِرهَبةٍ‬

‫وانبطحي بِخِي َفةْ‬

‫أمّا أنا‬

‫فهذهِ رِجلي بأمّ هذهِ الوظي َفةْ‬

‫خطـة‬
‫ي أموتْ‬
‫حَ‬

‫وتقومُ بتأبين السّلطةْ‬

‫ويشيّعُ جثمان الشرطةْ‬

‫ل َتحْسَبْ أنّ الطاغوت‬

‫قد كرّمن‬

‫بل حاصرن بالَبَروتْ‬

‫وتبعن حت آخرِ نقطهْ‬

‫كي ل أشعْرَ أن حُرّ‬

‫حت وأنا ف التابوتْ !!‬

‫الافـز‬
‫‪239‬‬

‫مائتا مليونِ نلهْ‬

‫أكلتْ ف ساعةٍ جثةَ فيلْ‬

‫ولدينا مائتا مليونِ إنسانٍ‬

‫ينامونَ على قُ ْبحِ ا َلذَّلةْ‬

‫ويُفيقونَ على الصبِ الميلْ‬

‫مارسوا النشاد جيلً بعد جيلْ‬

‫ثّ خاضوا الربَ‬

‫لكنْ ‪.....‬‬

‫عجزوا عن قَتلِ نلهْ !!‬

‫الوسـمـة‬

‫شاعرُ السّلطة ألقى طَبقهْ‬

‫ُثمّ غَطّ الِلعـقةْ‬


‫‪240‬‬

‫وَسْطَ ِقدْرِ الزندَقةْ‬

‫ومضى يُعربُ عنْ إعجابهِ بالَرَ َقةْ !‬

‫لبِ يَراعي‬
‫وأنا ألقيتُ ف قِنّينةِ ا ِ‬

‫وتناولتُ التياعي‬

‫فوقَ صحنِ الورقةْ‬

‫شاعرُ السّلطةِ حَلّى بالنياشيِ‬

‫‪ ...‬وحَلّيْتُ بِحبلِ الِشنقَةْ !!‬

‫الناس للناس‬

‫أمّ عبدِ ال ثاكلْ‬

‫مات عبدُ ال ف السجنِ‬

‫وما أدخله فيه سوى تقرير عادلْ‬

‫عادلٌ خلّف مشروعَ يتيمٍ‬

‫فلقد أُع ِدمَ والزوج ُة حاملْ‬


‫‪241‬‬
‫جاء ف تقريرِ فاضلْ‬

‫أنهُ أغفَلَ ف تقرير ِه بعضَ السائلْ‬

‫فاضلُ اغتيلَ‬

‫ول يتركْ سوى أرملةٍ‪ ..‬ماتتْ‬

‫وف آخر تقريرٍ لا عنهُ ادّعتْ‬

‫أن التقاريرَ الت يُرسلها‪ ..‬دونَ توابلْ‬

‫كيف ماتتْ ؟‬

‫بنتُ عبد ال ف التقرير قالتْ ‪:‬‬

‫أنا قد سعتْ ف بيتها صوتَ بلبلْ !‬

‫بنتُ عبدِ ال لن تيا طويلً‬

‫إنا جاسوسة طبعا‪..‬‬

‫ضوِيّ‬
‫وجاري فو َ‬

‫وشقيقي خائنٌ‬

‫وابن مُثيٌ للقلقلْ !‬

‫سيموتون قريبا‬

‫حالا أُرسِلُ تقريري‬

‫إل الزب الناضلْ‬

‫وأنا ؟‬
‫‪242‬‬
‫بالطبعِ راحلْ‬

‫بعدهمْ‪ ..‬أو قبلهم‬

‫لبدّ أن يرحن غيي‬

‫بتقريرٍ ماثلْ‬

‫نن شعبٌ متكافل ْ !‬

‫أمي الخبين‬
‫تتُ عنْ بيتِ صديقي‬

‫فسألتُ العابرين‬
‫ْ‬
‫قيلَ ل امشِ يَسارا‬

‫سترى خلفكَ بعضَ الخبينْ‬

‫ِحدْ لدى أولمْ‬

‫سوفَ تُلقي مُخبا‬

‫يَعملُ ف نصبِ كميْ‬


‫‪243‬‬
‫جهْ للمخبِ البادي أمامَ الخبِ الكامنِ‬
‫اتّ ِ‬

‫واحسبْ سبعة ‪ ،‬ث توقفْ‬

‫تدِ البيتَ وراءَ الخبِ الثامنِ‬

‫ف أقصى اليميْ‬

‫سلّم الُ أميَ الخبينْ‬

‫فلقدْ أت َم بالمنِ بلدَ السلميْ‬

‫أيها النّاسُ اطمئنوا‬

‫هذه أبوابكمْ مروسة ف كلّ حيْ‬

‫فادخلوها بسلمٍ آمنيْ ‪.‬‬

‫الـرقـيـب‬

‫قالَ لَ الطبيبْ ‪:‬‬


‫خُذ نفسا‬
‫فكدتُ ـ من فرط اختناقي‬
‫بالسى والقهر ـ أستجيبْ‬
‫لكنن خشيتُ أن يلمحن الرقيبْ‬
‫وقال ‪ :‬ممّ تشتكي ؟‬
‫أردتُ أن أُجيبْ‬
‫لكنن خشيتُ أن يسمعن الرقيبْ‬
‫وعندما حيّرتهُ بصمتَ الرهيبْ‬
‫وجّه ضوءا باهرا لقلت‬
‫حاولَ رف َع هامت‬
‫لكنن خفضتها‬
‫ولذتُ بالنحيبْ‬
‫‪244‬‬
‫قلتُ له ‪ :‬معذرةً يا سيدي الطبيبْ‬
‫أودّ أن أرفعَ رأسي عاليا‬
‫لكنن‬
‫أخافُ أنْ ‪ ..‬يذفهُ الرقيبْ !‬

‫صـدمـة‬

‫شعرتُ هذا اليوم بالصدمةْ‬

‫فعندما رأيتُ جاري قادما‬

‫رفعتُ كفّي نوهُ مُسَ ّلمَا‬

‫مكتفيا بالصمتِ والبسمة‬

‫لنن أعلمُ أنّ الصمت ف أوطاننا‬

‫حكمـهْ‬

‫لكنهُ ردّ عليّ قائلً ‪:‬‬

‫عليكم السلم والرحـةْ‬

‫ورغم هذا ل تسجلْ ضده تُهمهْ ‪.‬‬


‫‪245‬‬
‫المدُ ل على النعمـةْ‬

‫مـنْ قالَ ماتتْ عنـدنا‬

‫حُريّــةُ الكلمـةْ ؟!‬

‫أبا العوائد‬
‫قرأتُ ف الرائدْ‬

‫أنّ أبا العوائدْ‬

‫يبحثُ عنْ قريةٍ تنبحُ باليارْ‬

‫تُخرجُ ألفي أسدٍ منْ ثقبِ أنفِ الفارْ‬

‫ج منَ الواقدْ‬
‫وتصدُ الثل َ‬

‫ت منْ غباِئهِ‬
‫ضحك ُ‬

‫لكنن قبلَ اكتمالِ ضحكت‬

‫رأيتُ حولَ قصرهِ قوافل التّجارْ‬

‫تنثرُ فوقَ نعلهِ القصائدْ‬

‫ل تعجبوا إذا أنا وقفتُ ف اليسار‬

‫وحدي ‪ ،‬ف ُربّ واحد‬

‫تَكثُرُ عن يينهِ قوافل‬


‫‪246‬‬

‫ليستْ سِوى أصفارْ !!‬

‫بي الطلل‬
‫أضم ف القلب أحبائي أنا‬

‫و القلب أطلل‬

‫أخدعن‬

‫أقول ‪ :‬ل زالوا‬

‫رجع الصدى يصفعن‬

‫يقول ‪ :‬ل‪ ...‬زالوا‬


‫‪247‬‬

‫عجائب‬
‫إنْ أنَا ف وَطَـن‬

‫أبصَرتُ َحوْل وَطَنا‬

‫أو َأنَا حاولتُ أنْ أم ِلكَ رأسي‬

‫دونَ أن أدفعَ رأسي َثمَنا‬

‫أو أنا أطلَقتُ شِعـري‬

‫جنَ أو أن يُسجَـنا‬
‫دونَ أن أُس َ‬

‫أو أنا ل أشهَـدِ النّاسَ‬

‫يوتونَ بِطاعـونِ القَ َلمْ‬

‫أو أنا أْبصَـرتُ (ل) واحِـدَةً‬

‫وسْـطَ ملييِ (َنعَـمْ)‬

‫أو أنا شاهَدتّ فيها سـاكِنا‬

‫حرّكَ فيها ساكِنا‬

‫أو أنا لْ ألقَ فيها بَشَـرا مُمتَهَنا‬

‫أو أنا عِشْـتُ كريا مُطمئنّا آمِنـا‬

‫فأنا‪ -‬ل ريبَ ‪ -‬مْنـونٌ‬

‫و إلّ ‪..‬‬
‫‪248‬‬
‫فأنا لستُ أنا !‬

‫دور‬

‫َأعْلَـمُ أنّ القافيَـةْ‬

‫ل تستَطيعُ وَحْـدَها‬

‫إسقـاطَ عَرْشِ ألطّاغيَـةْ‬

‫لكنّن أدبُـغُ جِلْـدَهُ بِهـا‬

‫دَبْـغَ جُلـودِ الاشِـيَةْ‬

‫حتّى إذا ما حانتِ السّاعَـةُ‬

‫واْنقَـضّتْ عليهِ القاضِيَـةْ‬

‫واستَ َلمَتـهُ ِمنْ يَـدي‬

‫أيـدي الُمـوعِ الافيَـةْ‬

‫يكـونُ ِجلْـدا جاهِـزا‬

‫ُتصْنَـعُ مِنـهُ الحـذَيةْ !‬


‫‪249‬‬
‫القتيل القتـول‬
‫بيَ بيـنْ ‪.‬‬

‫واقِـفٌ‪ ،‬والوتُ يَعـدو نَحـوَهُ‬

‫مِـنْ جِهَتيْ ‪.‬‬

‫فالَدافِـعْ‬

‫سَـوفَ تُرديـهِ إذا ظلّ يُدا ِفعْ‬

‫والَدافِـعْ‬

‫سـوفَ تُرديـهِ إذا شـاءَ التّراجُـعْ ‍‬

‫واقِـفٌ‪ ،‬والَوتُ ف طَرْفَـةِ عيْ‪.‬‬

‫أيـنَ يضـي ؟‬

‫الَـدى أضيَـقُ مِن ِك ْلمَـةِ أيـنْ ‍‬

‫ت مكتـوفَ اليديـنْ ‪.‬‬


‫ما َ‬

‫مَنحـو جُثّتَـهُ عضـوّيةَ الِـ ْزبِ‬

‫فَناحَـت ُأمّـهُ ‪ :‬و ا حَـرّ قلب‬

‫قَتَـلَ الاكِـمُ ِطفْلـي‬

‫مَرّتيـنْ‬

‫حتـى النهايـة ‪..‬‬


‫‪250‬‬
‫لْ أَزَلْ أمشي‬

‫وقد ضاقَتْ ِبعَيْـنَيّ الساِلكْ ‪.‬‬

‫الدّجـى داجٍ‬

‫َووَجْـهُ الفَجْـرِ حاِلكْ !‬

‫والَهاِلكْ‬

‫تَتَبـدّى ل بأبوابِ الَماِلكْ ‪:‬‬

‫" أنتَ هاِلكْ‬

‫أنتَ هالِكْ "‬


‫‪.‬‬
‫غيَ أنّي ل أَزَلْ أمشي‬

‫وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي‪،‬‬

‫ودمعـي‬

‫مِـنْ بُكاءِ الُـ ْرحِ ضاحِـكْ !‬

‫الدولـة‬
‫قالت خيب‪:‬‬

‫شبان… و ل تطلب أكثر‪.‬‬


‫‪251‬‬

‫ل تطمع ف وطنٍ أكب‪.‬‬

‫هذا يكفي…‬

‫الشرطة ف الشب الين‬

‫و السلخ ف الشب اليسر‪.‬‬

‫إنا أعطيناك "الخفر" !‬

‫فتفرغ لماسٍ و انر‪.‬‬

‫إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !‬

‫التكتم‬

‫ألقيت خطابا ف النادي‪،‬‬

‫و تلوت قصائد ف القهى‪،‬‬


‫‪252‬‬

‫و نقدت السلطة ف الطعم‪.‬‬

‫هل تسب أنّا ل نعلم ؟!‬

‫……… !‬

‫ف يوم كذا…‬

‫حاورت مذيعا غربيا‬

‫و عرضت بتصريح مبهم‬

‫لغباوة قائدنا اللهم‪.‬‬

‫هل تسب أنا ل نعلم ؟!‬

‫‪! ……… -‬‬

‫ف يوم كذا…‬

‫جارك سلّم‪.‬‬

‫فصرخت به‪ :‬أيّ سلم‬

‫و كلنا‪ ،‬يا هذا‪ ،‬نعش‬

‫يتنقل ف بلدٍ مأت ؟‬

‫هل تسب أنا ل نعلم ؟!‬

‫هذي أمثلةٌ… و الاف أعظم‬

‫إنّ ملفك هذا متخم !‬

‫هل عندك أقوال أخرى ؟‬


‫‪253‬‬

‫‪! ……… -‬‬

‫ل تتكتّم‪.‬‬

‫دافع عن نفسك… أو تعدم !‬

‫‪! ……… -‬‬

‫ل تتكلّم ؟‬

‫إ فعل ما توى… لهنم‪.‬‬

‫***‬

‫شنق البكم !!!‬

‫جواز‬
‫قال‪ :‬إلي… إنن ل أحفظ السنة‬

‫و ل أقدم لغدي‬

‫ما يدفع الحنة‪.‬‬

‫عصيت ألف مرة‬

‫و خنت ألف مرة‬


‫‪254‬‬

‫و ألف أ لف مرةٍ‬

‫وقعت ف الفتنة‪.‬‬

‫لكنن…‬

‫و منك كل الفضل و النّة‬

‫كنت بريئا دائما‬

‫من حب أمريكا‬

‫و من حب الذي يب أمريكا‬

‫عليها و على آبائه أللعـنة‪.‬‬

‫ل من شفا عهٍ ؟‬
‫هل َ‬

‫قيل‪ :‬ادخل النة !‬

‫حوار وطن‬
‫دعوتن إل حوار وطن…‬

‫كان الوار ناجحا…‬

‫أقنعتن بأنن أصلح من يكمن‪.‬‬

‫رشحتن‪.‬‬

‫قلت لعلّي هذه الرة ل أخدعن‪.‬‬

‫لكنّي وجدت أنّن‬


‫‪255‬‬
‫ل أ نتخبن‬

‫إنا إ نتخبتن !‬

‫ل يرضن هذا الداع العلن‪.‬‬

‫عارضتن سرا‬

‫و آ ليت على نفسي أن أسقطن !‬

‫لكنن قبل إ ختما ر خطت‬

‫وشيت ب إلّ‬

‫فاعتقلتن !‬
‫***‬
‫المد ل على كلّ…‬

‫فلو كنت مكان‬

‫ربّما أعدمتن !‬

‫مزايا و عـيـوب‬
‫نبح الكلب بسئول شؤون العاملي‪:‬‬

‫سيدي إن حزين‪.‬‬

‫ها ك… خذ طالع مِلفي‬

‫قذرٌ من تت رجليّ إل ما فوق كتفي‬

‫ليس عندي أي دين‪.‬‬


‫‪256‬‬
‫لهثٌ ف كل حي‪.‬‬

‫بارعٌ ف الشمّ و النبح و عقر الغافلي‪.‬‬

‫بطلٌ ف سرعة العدو‪،‬‬

‫خبيٌ ف إ قتفاء الاربي‬

‫فلماذا يا ترى ل يقبلون‬

‫ف صفوف الخبين ؟!‬

‫هتف السئول‪ :‬لكن‬

‫فيك عيبان يسيئان إليهم‬

‫أنت يا هذا وفٌ و أمي !‬

‫تقوي إجال‬
‫سألت أستاذ أخي‬

‫عن وضعه الفصّل‬

‫فقال ل‪ :‬ل تسألْ‪.‬‬

‫أخوك هذا فطحلْ !‬

‫حضوره منتظم‬

‫سلوكه مترم‬

‫تفكيه مسلسلْ‪.‬‬
‫‪257‬‬

‫لسانه يدور مثل مغزلْ‬

‫و عقله يعدل ألف ممل‪.‬‬

‫ناهيك عن تصيله…‬

‫ماذا أقول ؟ كاملٌ ؟‬

‫كلّ… أخوك أكمل‪.‬‬

‫ترتيبه‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬ييء قبل الول !‬

‫و عنده معدّلٌ أعلى من العدل !‬

‫لو شئتها بالجمل‬

‫أخوك هذا يا أخي ليس له‬

‫مستقبل !‬

‫شوخ‬
‫ف بيتنا‬

‫جذع حن أيامه‬

‫و ما انن‪.‬‬

‫فيه أنا !‬

‫علمة الوت‬
‫يوم ميلدي‬
‫‪258‬‬
‫تعلقت بأجراس البكاء‬

‫فأفاقت حزم الورد ‪ ,‬على صوت‬

‫و فرت ف ظلم البيت أسراب الضياء‬

‫و تداعى الصدقاء‬

‫يتقصون الب‬

‫ث لا علموا أن ذكر‬

‫أجهشوا ‪ ...‬بالضحك ‪,‬‬

‫قالوا لب ساعة تقدي التهان‬

‫يا لا من كبياء‬

‫صوته جاوز أعنان السماء‬

‫عظم ال لك الجر‬

‫على قدر البلء‪.‬‬

‫العهد الديد‬
‫كان حت أل كتئاب‬

‫غارقا ف أل كتئاب‬

‫فجميع الناس ف بلدتنا‬

‫بي قتيل و مصاب‬

‫و الذي ليس على جثته بصمه ظفر‬


‫‪259‬‬

‫فعلى جثته بصمه ناب‬

‫كلنا يمل ختم الدولة الرسي‬

‫من تت الثياب‬

‫** **‬
‫ذات فجر‬

‫مادت الرض‬

‫و ساد أل ضطراب‬

‫و إ ستفز الناس من مراقدهم‬

‫صوت منر‬

‫ت ترم ال أكب‬

‫ت ترم ال أكب‬

‫إ نقل ب‬

‫ت ترم ت‬

‫و ا نتهى عهد الكلب‬

‫** **‬
‫بعد شهر‬

‫ل نعد نرج للشارع ليل‬

‫ل نعد نمل ظل‬


‫‪260‬‬
‫ل نعد نشي فرادى‬

‫ل نعد نلك زادا‬

‫ل نعد نفرح بالضيف‬

‫إذا ما دق عند الفجر باب‬

‫ل يعد للفجر باب‬

‫** **‬
‫فص ملح الصبح‬

‫ف مستنقع الظلمة ذاب‬

‫هذه النم أحداق‬

‫و هذا البدر كشاف‬

‫و هذه الريح سوط‬

‫و السماوات نقاب‬

‫ت‬

‫ترم‬

‫ت‬

‫كلنا من آدم نن‬

‫وما آدم إل من تراب‬

‫فوقه تسرح ‪ ...‬قطعان الذئاب‬


‫‪261‬‬

‫الرية و العقاب‬

‫مرة ‪ ,‬قال أب‬

‫إن الذباب‬

‫ل يعاب‬

‫إنه أفضل منا‬

‫فهو ل يقبل منا‬

‫و هو ل ينكص جبنا‬

‫و هو إن ل يلق ما يأكل‬

‫يستوف الساب‬

‫ينشب الرجل ف الرجل‬

‫و العي‬

‫و اليدي‬

‫و يتاح الرقاب‬

‫فله اللد ساط‬

‫و دم الناس شراب‬

‫** **‬
‫‪262‬‬
‫مرة قال أب‬

‫لكنه قال و غاب‬

‫و لقد طال الغياب‬

‫قيل ل إن أب مات غريقا‬

‫ف السراب‬

‫قيل ‪ :‬بل مات بداء ا لترا خو ما‬

‫قيل ‪ :‬جراء اصطدام‬

‫بالضباب‬

‫قيل ما قيل و ما أكثر ما قيل‬

‫فراجعنا أطباء الكومة‬

‫فأفادوا أنا ليست ملومة‬

‫و رأوا أن أب‬

‫أهلكه حب الشباب‬
‫‪263‬‬

‫إصلح زراعي‬

‫قرر الاكم إصلح الزراعة‬

‫عي الفلح شرطي مرور‬

‫و ا بنة الفلح بياعة فول‬

‫و ابنه نادل مقهى‬

‫ف نقابات الصناعة‬

‫و أخيا‬

‫عي الحراث ف القسم أ لفو لو كلوري‬

‫و الثور مديرا للذاعة‬

‫****‬

‫قفزة نوعية ف أل قتصاد‬

‫أصبحت بلدتنا الول‬

‫بتصدير الراد‬

‫و بإنتاج الجاعة‬
‫‪264‬‬

‫مـرسـوم‬

‫نن لسنا فقراء‬

‫بلغت ثروتنا مليون فقر‬

‫و غدا الفقر لدى أمثالنا‬

‫و صفا جديدا للثراء‬

‫وحده الفقر لدينا‬

‫كان أغن الغنياء‬

‫** **‬
‫بيتنا كان عراء‬

‫و الشبابيك هواء قارس‬

‫و السقف ماء‬

‫فشكونا أمرنا عند ول المر‬

‫فأغتم‬

‫و نادى الباء‬

‫و جيع الوزراء‬
‫‪265‬‬
‫و أقيمت ندوة و ا سعة‬

‫نوقش فيها وضع إ ير لندا‬

‫و أنف ا ليو كندا‬

‫و فساتي اميلدا‬

‫و قضايا هو نو لو لو‬

‫و بطولت جيوش اللفاء‬

‫ث بعد الخذ و الرد‬

‫صباحا و مساء‬

‫أصدر الاكم مرسوما‬

‫بإلغاء الشتاء!‬

‫تـبـلـيـط‬

‫ر صفوا البلدة ‪ ,‬يوما‬

‫بالبلط‬

‫ث لا و ضعوا فيه الل ط‬

‫منعوا أي نشاط‬

‫فا لتزمنا الدور‬

‫حت يتأتى للمل ط‬


‫‪266‬‬
‫زمن كاف لكي يلصق جدا‬

‫با لبل ط‪.‬‬

‫الرحة فوق القانون‬

‫ذات يوم‬

‫رقص الشعب و غن‬

‫و أ حتسـي بجته حت الثمالة‬

‫إذ رأى أول حالة‬

‫تنعم البلدة فيها بالعدالة‬

‫زعموا أن فت سب نعاله‬

‫فأحالوه إل القاضي‬

‫ول يعدم‪!! . . .‬‬

‫بدعوى شتم أصحاب أ لل لة !‬

‫الوجز‬
‫ليس الناس ف أمان‬

‫ليس للناس أمان‬

‫نصفهم يعمل شرطيا لدى الاكم‬

‫‪ ...‬و النصف مدان‬


‫‪267‬‬

‫تـوبـة‬
‫صاحب كان يصلي‬

‫دون ترخيص‬

‫و يتلو بعض آيات الكتاب‬

‫كان طفل‬

‫و لذا ل يتعرض للعقاب‬

‫فلقد عزره القاضي‬

‫‪ ....‬و تاب‪.‬‬

‫يـقـظـة‬

‫صباح هذا اليوم‬

‫أيقظن منبه الساعة‬

‫وقال ل ‪ :‬يا بن العرب‬

‫قد حان وقت النوم !‬

‫ياليتن كنت معي‬

‫أصابعي تفر من أصابعي‬


‫‪268‬‬

‫و أدمعي حجارة تسد مرى أدمعي‬

‫و خلف سور أضلعي‬

‫ممرة تفور بالضرام‬

‫تمل ف ثانية كلم ألف عام‬

‫لكنن بين و بين تائه‬

‫فها أنا من فوق قبي واقف‬

‫و ها أنا ف جوفه أنام‬

‫وأحرف مصلوبة بي فمي و مسمعي‬

‫ما أصعب الكلم‬

‫ما أصعب الكلم‬

‫يا ليتن مثلي أنا أقوى على النام‬

‫يا ليتن مثلي أنا أقوي على القيام‬

‫حيان بي موقفي و مضجعي‬

‫يا ليتن ‪ ...‬كنت معي‬

‫الصدى‬
‫صرخت ‪ :‬ل‬
‫‪269‬‬

‫من شدة الل‬

‫لكن صدى صوت‬

‫خاف من الوت‬

‫فارتد ل ‪ :‬نعم‬

‫خطاب تاريي‬

‫رأيت جرذا‬

‫يطب اليوم عن النظافة‬

‫وينذر الوساخ بالعقاب‬

‫وحوله‬

‫يصفق الذباب !‬

‫فقاقيع‬

‫تنتهي الرب لدينا دائما‬

‫إذ تبتدئ‬

‫بفقاقيع من الوهام تر غـو‬


‫‪270‬‬
‫فوق حلق النشد‬

‫(( ت ترم ‪ ..‬ال أكب‬

‫فوق كيد العتدي ))‬

‫فإذا اليدان أسفر‬

‫ل أجد زاوية سالة ف جسدي‬

‫ووجدت القادة (( الشراف )) باعوا‬

‫قطعة ثانيةً من بلدي‬

‫وأعدوا ما استطاعوا‬

‫من سباق اليل‬

‫و (( الشاي القطر ))‬

‫وهو مشروب لدى الشراف معروف‬

‫ومنكر‬

‫يعل الديك حارا‬

‫وبياض العي أحر‬


‫***‬
‫بلدي ‪ ...‬يا بلدي‬

‫شئت أن أكشف ما ف خلدي‬

‫شئت أن أكتب أكثر‬

‫شئت ‪ ...‬لكن‬
‫‪271‬‬
‫قطع الوال يدي‬

‫و أنا أعرف ذنب‬

‫إنن‬

‫حاجت صارت لدى كلبٍ‬

‫و ما قلت له ‪ :‬يا سيدي‬

‫بث ف معن اليدي‬


‫أيها الشعب‬

‫لاذا خلق ال يديك؟‬

‫ألكي تعمل؟‬
‫‪272‬‬

‫ل شغل لديك‪.‬‬

‫ألكي تأكل؟‬

‫ل قوت لديك‪.‬‬

‫ألكي تكتب؟‬

‫منوع وصول الرف‬

‫حت لو مشى منك إليك!‬

‫أنت ل تعمل‬

‫إل عاطلً عنك‪..‬‬

‫ول تأكل إل شفتيك!‬

‫أنت ل تكتب بل تُكبت‬

‫من رأسك حت أ خصيك!‬

‫فلماذا خلق ال يديك؟‬

‫أتظن ال ‪ -‬جل ال ‪-‬‬

‫قد سوّاها‪..‬‬

‫حت تسوي شاربيك؟‬

‫أو لتفلي عا رضيك؟‬

‫حاش ل‪..‬‬

‫لقد سواها كي تمل الكام‬


‫‪273‬‬

‫من أعلى الكراسي‪ ..‬لدن قدميك!‬

‫ولكي تأكل من أكتافهم‬

‫ما أكلوا من كتفيك‪.‬‬

‫ولكي تكتب بالسوط على أجسادهم‬

‫ملحمة أكب ما كبتوا ف أ صغر يك‪.‬‬

‫هل عرفت الن ما معنا ها؟‬

‫إ نض‪ ،‬إذن‪.‬‬

‫إ نض‪ ،‬وكشر عنهـما‪.‬‬

‫إ نض‬

‫ودع كُلك يغدو قبضتيك!‬

‫نض النوم من النوم‬

‫على ضوضاء صمت!‬

‫أيها الشعب وصوت‬

‫ل يرك شعرة ف أذنيك‪.‬‬

‫أنا ل علة ب إل كَ‬

‫ل لعنة ل إل كَ‬

‫إ نض‬

‫لعنة ال عليك!‬
‫‪274‬‬

‫أجب عن أربعة أسئلة فقط‬


‫‪ -‬ما هو رأيك ف الاشي‬

‫من خلف جنازة (ر ا بي)‬

‫‪ -‬طلبوا الجر على عادتم‬

‫ولقد ذهبوا‪،‬‬

‫ولقد عادوا‪..‬‬

‫مأجورين!‬

‫‪ -‬ماذا سأقول لسكي‬

‫يتمن ميتة ( ر ا بي)؟‬

‫‪ -‬قل‪ :‬آمي!‬

‫‪ -‬كيف أواسي الرزوئي‬

‫بوفاة أخيهم (ر ا بي)؟‬

‫‪ -‬إ مزح معهم‪.‬‬

‫إ مسح بالنكتة أدمعهم‪.‬‬

‫إ رو لم طرفة تشرين‬
‫‪275‬‬
‫دغدغهم بصلح الدين‪.‬‬

‫لطّة‬
‫ل ّطةِ كل ا ِ‬
‫ضع ف ا َ‬

‫واستخرج أرنب حطي!‬

‫‪ -‬هاهم يبكون لر ا بيـن‬

‫ِلمَ َلمْ يبكوا لفلسطي؟!‬

‫‪ -‬لفلسطي؟‬

‫ماذا تعن بفلسطي؟!‬

‫الل‬

‫أنا لو كنت رئيسا عربيا‬

‫لللت الشكلة…‬

‫و أرحت الشعب ما أثقله…‬

‫أنا لو كنت رئيسا‬

‫لدعوت الرؤساء…‬

‫و للقيت خطابا موجزا‬

‫عما يعان شعبنا منه‬

‫و عن سر العناء…‬

‫و لقاطعت جيع السئلة…‬


‫‪276‬‬
‫و قرأت البسملة…‬

‫و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة…‬

‫الولد‬

‫رئيسنا كان صغيا‪ ،‬و ا نفقد‬

‫فانتاب أمه الكمد‬

‫وانطلقت ذاهلة‬

‫تبحث ف كل البلد‪.‬‬

‫قيل لا ل تزعي‬

‫فلن يضِلّ للبد‪.‬‬

‫إن كان مفقود ك هذا طاهرا‬

‫وابن حلل‪ ..‬فسيلقاه أحد‪.‬‬

‫صاحت‪ :‬إذن‪ ..‬ضاع الولد!‬


‫‪277‬‬

‫التهم‬
‫كنت أمشي ف سلم…‬

‫عازفا عن كل ما يدش‬

‫إحساس النظام‬

‫ل أصيخ السمع‬

‫ل أنظر‬

‫ل أبلع ريقي…‬

‫ل أروم الكشف عن حزن…‬

‫و عن شدة ضيقي…‬

‫ل أميط الفن عن دمعي‪.‬‬

‫و ل أرمي قناع البتسام‬

‫كنت أمشي… و السلم‬

‫فإذا بالند قد سدوا طريقي…‬


‫‪278‬‬

‫ث قادون إل البس‬

‫و كان التام…‪:‬‬

‫أنّ شخصا مر بالقصر‬

‫و قد سبّ الظلم‬

‫قبل عام…‬

‫ث بعد البحث و الفحص الدقيق…‬

‫علم الند بأن الشخص هذا‬

‫كان قد سلم ف يومٍ‬

‫على جار صديقي…!‬

‫الارب‬
‫ف يقظت يقفز حول الرعبْ…‬

‫ف غفوت يصحو بقلب الرعبْ…‬

‫ييط ب ف منل‬

‫يرصدن ف عملي‬

‫يتبعن ف الدربْ…‬

‫ففي بلد العرب‬

‫كلّ خيالٍ بدعةٌ‬

‫و كل فكرٍ جنحةٌ‬
‫‪279‬‬

‫و كل صوت ذنبْ…‬

‫هربت للصحراء من مدينت‬

‫و ف الفضاء الرحبْ…‬

‫صرخت ملء القلبْ…‬

‫إ لطف بنا يا ربنا من عملء الغربْ…‬

‫إ لطف بنا يا ربْ…‬

‫سكتّ… فارتد الصدى‪:‬‬

‫خسئت يا ابن الكلبْ…!‬

‫ييا العدل‬
‫حبسوه‬

‫قبل أن يتهموه…‬

‫عذبوه‬

‫قبل أن يستجوبوه…‬

‫أطفأ و ا سيجارةً ف مقلته‬

‫عرضوا بعض ا لتصا وير عليه‪:‬‬

‫قل… لن هذي الوجوه ؟‬


‫‪280‬‬

‫قال‪ :‬ل أبصر…‬

‫قصوا شفتيه‬

‫طلبوا منه اعترافا‬

‫حول من قد جندوه…‬

‫و لا عجزوا أن ينطقوه‬

‫شنقوه…‬

‫بعد شهرٍ… بر ّأوه…‬

‫أدركوا أن الفت‬

‫ليس هو الطلوب أصلً‬

‫بل أخوه…‬

‫و مضوا نو الخ الثان‬

‫و لكن… وجدوه…‬

‫ميتا من شدة الزن‬

‫فلم يعتقلوه……‬

‫أدوار الستحالة‬

‫‪ o‬مراحل استحالة البعوضة‪:‬‬

‫بويضة‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫دو يبةٌ ف يرقة‬

‫عذراء وسط شرنقة‪.‬‬

‫بعوضةٌ كاملة‬

‫… ث تدور اللقة‪.‬‬

‫‪ o‬مراحل استحالة الواطن‪:‬‬

‫بويضة‬

‫فنطفة معلّقة‬

‫فمضغةٌ ملّقة‬

‫فلحمة من ظلمة لظلمة منلقة‬

‫فكتلة طرية بلفةٍ متنقة‬

‫فكائن مكتمل من أهل هذي النطقة‪.‬‬

‫فتهمة بالسرقة‬

‫أو تمة بالزندقة‬

‫أو تمة بالر طـقة‬

‫فجثة راقصة تت حبال الشنقة‬

‫و حولا سرب من البعوض‬

‫يغوص وسط لمها‬

‫و يرتوي من دمها‬
‫‪282‬‬
‫و يطرح البيوض‪.‬‬

‫و للبيوض دورة استحالة موفقة‪:‬‬

‫بويضة‬

‫دويبة ف يرقة‬

‫عذراء وسط شرنقة‬

‫بعوضة كاملة…‬

‫حفلة شنقٍ لحقة‬

‫… ث تدور ( اللقة ) !‬

‫احتمالت‬
‫ربا الاء يروب‪،‬‬

‫ربا الزيت يذوب‪،‬‬

‫ربا يمل ماء ف ثقوب‪،‬‬

‫ربا الزان يتوب‪،‬‬

‫ربا تطلع شس الضحى من صوب الغروب‪،‬‬

‫ربا يبأ شيطان‪،‬فيعفو عنه غفار الذنوب‪،‬‬

‫‪.‬إنا ل يبأ الكام ف كل بلد العرب من ذنب الشعوب‬


‫‪283‬‬
‫حي على الماد‬
‫حي على الهاد؛‬

‫كنا وكانت خيمة تدور ف الزاد‪،‬‬

‫تدور ث إنا تدور ث إنا يبتاعها الكساد؛‬

‫حي على الهاد؛‬

‫تفكينا مؤمم وصوتنا مباد‪،‬‬

‫مرصوصة صفوفنا كل على انفراد‪،‬‬

‫مشرعة نوافذ الفساد‪،‬‬

‫مقفلة مازن العتاد‪،‬‬

‫والوضع ف صالنا والي ف ازدياد؛‬

‫حي على الهاد؛‬

‫رمادنا من تته رماد‪،‬‬

‫أموالنا سنابل مودعة ف مصرف الراد‪،‬‬

‫ونفطنا يري على الياد‪،‬‬

‫والوضع ف صالنا فجاهدوا يا أيها العباد‪،‬‬

‫رمادنا من تته رماد‪،‬‬

‫من تته رماد‪،‬‬

‫من تته رماد‪،‬‬

‫حي على الماد‪.‬‬


‫‪284‬‬

‫إسـتغـاثـة‬

‫الناس ثلثةُ ا مـوا ت‬

‫ف أوطان‬

‫واليت معناه قتيل‬

‫قسم يقتله (( أصحاب الفيل ))‬

‫والثان تقتله (( إسرائيل ))‬

‫والثالث تقتله (( عربا ئيل ))‬

‫وهي بلد‬

‫تتد من الكعبة حت النيل‬

‫وال إ شتقنا للموت بل تنكيل‬

‫وال اشتقنا‬

‫واشتقنا‬

‫ث اشتقنا‬

‫أنقذنا ‪ ...‬يا عزرائيل‬


‫‪285‬‬

‫إرادة اليـاة‬

‫إذا الشعب يوما أراد الياة‬

‫فل بد أن يُبتلى (( بالرين ))‪..‬‬

‫ول بد أن يهدموا ما بناه‬

‫ول بد أن يلفوا (( النليز ))‬

‫ومن يتطوع لشتم الغزاة‬

‫يُطوع بأولد عبد العزيز‬

‫فكيف سيمكن رفع الباه‬

‫وأكب رأس لدى العرب طيـ ‪ ...‬؟!‬

‫صـورة‬

‫لو ينظر الاكم ف الرآة‬

‫لات‬

‫وعنده عذر إذا ل يستطع‬

‫تمل الأ ساه!‬


‫‪286‬‬

‫تـفـاهـم‬

‫علقت باكمي‬

‫ليس لا نظي‬

‫تبدأ ت تنتهي ‪..‬‬

‫براحة الضمي‬

‫متفقان دائما‬

‫لكننا‬

‫لو وقع اللف فيما بيننا‬

‫نسمه ف جدل قصي‬

‫أنا أقول كلمة‬

‫وهو يقول كلمة‬

‫وإنه من بعد أن يقولا ‪...‬‬

‫يسي‬

‫وإنن من بعد أن أقولا ‪...‬‬

‫أسي !‬
‫‪287‬‬

‫القصيدة القبولة‬
‫ـ أكتب لنا قصيدة‬

‫ل تزعج القيادة‬

‫(‪).........‬‬

‫ـ تسع نقاط ؟؟!‬

‫ما لذي يدعوك للزيادة ؟‬

‫(‪).......‬‬

‫سبع نقاط ؟؟!‬

‫ل يزل شعرك فوق العادة‬

‫(‪).....‬‬

‫ـ خس نقاط ؟؟!‬

‫عجبا !‬

‫هل تدعي البلدة ؟‬

‫)‬ ‫( ‪.‬‬

‫ـ واحـــدة ؟!‬

‫عليك أن تذف منها نقطة‬

‫إ حذف‬
‫‪288‬‬
‫فل جدوى من أل سها ب والعادة‬

‫)‬ ‫(‬
‫ـ أحسنت‬

‫هذا منتهى الياز والفادة !!‬

‫السيدة والكلب‬
‫يا سيدت ‪ . .‬هذا ظلم !‬

‫كلب يتمتع باللحم‬

‫وشعوب ل تد العظم !‬

‫كلب يتحمـم بالشامبو‬

‫وشعوب تسبح ف الدم !‬

‫كلب ف حضنك يرتاح‬

‫يتص عصي التفاح‬

‫وينال القُبلة بالفم !‬

‫وشعوب مثل الشباح‬

‫تقتات بقايا الرواح‬

‫وتنام با ثناء النوم !‬

‫‪? Who are they‬‬

‫قومي‬

‫‪Do not mention them‬‬


‫‪289‬‬

‫قومك هم أول بالذم‬

‫وبمل الذلة والضيم‬

‫هذا ظلم يا سيد ت‬

‫أين الظلم ؟؟‬

‫ومن التلبس بالرم ؟!‬

‫أنا دللت الكلب ولكن ‪ . . .‬هـــم‬

‫أعطوه مقاليد الكم!‬

‫مــبــارزة‬

‫لو كان ف حكامنا شجاعـة‬

‫فليبزوا ل واحدا فواحدا‬

‫وليحمل الواحد منهم إن بدا‬

‫آي سلح‬

‫ماعدا‬

‫سلحه الستورد ا‬

‫ليمتشق خنجره‬

‫أو سيفه‬

‫أو العصا‬

‫أو اليد ا‬
‫‪290‬‬

‫وسوف ا لقاه أنا مردا !‬

‫وال ف نصف نار‬

‫لن تروا منهم عليها أحدا‬

‫أشجعهم سوف يوت خائفا‬

‫قبل ملقاة الردى‬


‫****‬
‫لو كان ف حكامنا شجاعة‬

‫لو كان‬

‫لو ‪. . .‬‬

‫حرف امتناع لمتناع‬

‫صرخة بل صدى !‬

‫لو كان ‪ . .‬ما كان‬

‫لمسى خبا ف ا لـمـبتـد ا‬

‫فالكل قواد‬

‫تلقى الدرس ف مبغى العدى‬

‫ث دعوه ( قائدا )‬

‫وهيأ و ا مقعده‬

‫ليمتطينا أبدا‬

‫يرس نفطنا لم‬


‫‪291‬‬

‫ويرسون القعد ا !‬

‫لفت نظر‬

‫السلطان‬

‫ل يكن أن يفهم طوعا‬

‫أنك مروح الوجدان‬

‫بل ل يفهم ما الوجدان !‬

‫السلطان مصاب دوما‬

‫بالنسيان وبالنسوان‬
‫‪292‬‬
‫مشغول حت فخذيه‬

‫ل فرصة للفهم لديه‬

‫ولكي يفهم‬

‫ل بد ببعض الحيان‬

‫أن تُـسعفه بالتبيان‬

‫أن تقرصه من أذنيه‬

‫وتعلقه من رجليه‬

‫وتد أصابعك العشرة ف عينيه‬

‫وتقول له ‪ :‬حان الن‬

‫أن تفهم أن إنسان‬

‫يا ‪ ...‬حيوان !‬

‫إ حفروا القب عميقا‬

‫مــم نشى ؟‬

‫الكومات الت ف ثقبها‬

‫تفتح إسرائيل مــمشى‬

‫ل تزل للفتح عطشى‬


‫‪293‬‬
‫تستزيد النبش نبشا !‬

‫وإذا مر عليها بيت شعرٍ تتغشى !‬

‫تستحي وهي بوضع الفُحشِ‬

‫أن تسمع فُحشا !‬

‫***‬
‫مــم نشى ؟‬

‫أبصرُ الكام أعمى‬

‫أكثر الكام زهدا‬

‫يسب البصقة قِرشا‬

‫أطول الكام سيفا‬

‫يتقي اليفة خوفا‬

‫ويرى ا لل شئ وحشا !‬

‫أوسع الكام علما‬

‫لو مشى ف طلب العلم إل الصي‬

‫لا أفلح أن يصبح جحشا !‬


‫***‬
‫مــم نشى ؟‬

‫ليست الدولة والاكم إل‬

‫بئر بترول وكرشا‬

‫دولةٌ لو مسها الكبيت ‪ . .‬طارت‬


‫‪294‬‬

‫حاكم لو مسه الدبوس ‪ . .‬فـشـا‬

‫هل رأيتم مثل هذا الغش غشـا ؟!‬


‫***‬
‫مــم نشى ؟‬

‫نلةٌ لو عطست تكسح جيشا‬

‫وهباءٌ لو تطى كسلً يقلبُ عرشا !‬

‫فلماذا تبطشُ الدمية ُ بالنسان بطشا ؟!‬


‫***‬
‫إ نـضـوا ‪. .‬‬

‫أنَ لذا الاكم النفوش مثل الديك‬

‫أن يشبع نفشا‬

‫إ نشوا الاكم نشا‬

‫واصنعوا من صولان الكم ر فـشـا‬

‫واحفروا القب عميقا‬

‫واجعلوا الكرسي نعشا !‬


‫‪295‬‬
‫شـيخان‬

‫ذاك شيخٌ فوق بئر ٍ‬

‫مطرق مثلَ ا ل ماء‬

‫رأسه أدن من الرض‬

‫لفرط ا لنناء‬

‫بئره نارُ حريقٍ لهاليه‬

‫ونورٌ لظلم الغرباء‬

‫وزمام المر ف كفيه‬

‫معقود على ملء وتفريغ الدلء‬

‫****‬
‫ذاك شيخٌ فوق بئر ٍ‬

‫مُفعم بالكبياء‬

‫رأسه الشامخ أسى‬

‫من ساوات السماء !‬

‫بئره قبٌ عميقٌ ل عاديه‬

‫وري ل ها ليه ا لـضـماء‬

‫وزمام المر ف كفيه‬

‫معقود على الناء أخذا وعطاء‬

‫ها هنا ( شي ) و ( باء )‬


‫‪296‬‬

‫وهنا ( شي ) و ( باء )‬

‫يستوي الشكلن‬

‫لكنهما ليسا سواء !‬

‫يا إلي لكَ نذرٌ‬

‫إن توصلت لل اللغز هذا‬

‫فسأعطيه لكل الفقراء‬

‫****‬

‫جلجلت ملء الفضاء‬

‫ضِحكةٌ مثل البُكاء‬

‫شيخُ دُنيا ‪ . . .‬بئرُ نفطٍ‬

‫شيخُ دينٍ ‪ . . .‬بئرُ ماء !‬


‫‪297‬‬

‫السـفـيـنـة‬

‫هذي البلد سفينةٌ‬

‫والغربُ ريحٌ‬

‫والطغا ُة همُ الشراع !‬

‫والراكبونَ بكل ناحيةٍ مشاع‬

‫إن أذعنوا ‪ . .‬عطشوا وجاعوا‬

‫وإذا تصدوا للرياحِ‬

‫رمت بم برا ‪ . .‬وما للبحر قاع‬

‫وإذا ابتغوا كسر الشراع‬

‫ترنوا معها ‪ . .‬وضاعوا‬

‫****‬

‫د عهم‬

‫فإن الراكبي هُـمُ الفرائسُ ‪ . .‬والسباعُ‬

‫د عـهـم‬

‫فلو شا و ؤ ا التحرر لستطاعوا‬

‫هم ضائعون لنم‬

‫ل يدر سوا علم اللحة‬


‫‪298‬‬
‫هم غارقون لنم‬

‫ل يتقنوا فن السباحة‬

‫هم متعبون لنم ‪ . .‬ركنوا لراحة‬

‫****‬

‫د عـهـم‬

‫فليس لثلهم يُرجى اللقاء‬

‫لثلهم يُزجى الوداع !‬

‫باعوا القرار ليضمنوا‬

‫أن يستقر لم متاع‬

‫باعوا التاع ليأ منوا‬

‫أن ل تُـقـص لم ذراع‬

‫باعوا الذراع ليتقوا ‪. . .‬‬

‫باعوا‬

‫وباعوا‬

‫ث باعوا‬

‫ث باعوا البيع‬

‫لا ل يعد شيء يُباع!‬


‫‪299‬‬

‫الواحد ف الكل‬
‫مُخبٌ يسكنُ جنب‬

‫مُخبٌ يلهو بـجـيـبـي‬

‫مُخبٌ يفحصُ عقلي‬

‫مُخبٌ ينبشُ قلب‬

‫مُخبٌ يدرسُ جلدي‬

‫مُخبٌ يقرأُ ثوب‬

‫مُخبٌ يزرعُ خوف‬

‫مُخبٌ يصدُ رعب‬

‫مُخبٌ يرفع بـصـما ت يقين‬

‫مُخبٌ يبحثُ ف عينات ريـبـي‬

‫مُخبٌ خارجَ أكلي‬

‫مُخبٌ داخلَ شُرب‬

‫مُخبٌ يرصد بيت‬

‫مُخبٌ يكنسُ درب‬


‫‪300‬‬
‫مُخبٌ ف مبٍ‬

‫من منبعي حت مصب !‬

‫مُخلصا أدعـوك رب‬

‫ل تعذبم بذنب‬

‫فإذا أهلكتهم‬

‫كيف سأ حيا ‪ . . .‬دون شعب ؟!‬

‫الـوصـايـا‬

‫(‪)1‬‬

‫عندما تذهب للنوم‬

‫تذكر ا ن تنام‬

‫كل صحوٍ خارجَ النومِ‬

‫حرام !‬

‫وخذِ الفرشاة َ والعجونَ‬

‫وأغسل‬

‫ما تبقى بي أسنانكَ من بعضِ الكلم‬

‫أنت ل تأ من أن يدهكَ الشرطةُ‬

‫حت ف النام !‬

‫ربُما تشخرُ‬
‫‪301‬‬

‫أو تعطسُ‬

‫أو تنوي القيام‬

‫فـد ع الصباحَ مشبوبا‬

‫لكي تدرأ عنكَ أل تام !‬

‫يا صديقي‬

‫كل فعلٍ ف الظلم‬

‫هو تطيطٌ ل سقا طِ النظام !‬

‫(‪)2‬‬

‫إ حترم حظر التجول‬

‫ل تغادر غرفة النومِ‬

‫إل المامِ ‪ ,‬ليلً‬

‫للتبول‬

‫(‪)3‬‬

‫قبل أن تنوي الصلة‬

‫إ تصل بالسلطات‬

‫واشرح الوضع لا‬

‫ل تتذمر‬
‫‪302‬‬
‫وخذ ال مر بروح ٍ وطنية‬

‫يا صديقي‬

‫خطرٌ آي اتصال ٍ‬

‫بهات ٍ خارجية !‬

‫(‪)4‬‬

‫عند إفطاركَ‬

‫ل تشرب سوى كوبِ اللب‬

‫قَـدحُ البُن مُنبه‬

‫فتجنبهُ إذن !‬

‫قَـدحُ الشاي مُنبه‬

‫فتجنبهُ إذن !‬

‫يا صديقي‬

‫كلُ شخصٍ مُتنبه‬

‫هو مشبوهٌ ‪ ,‬مثيٌ للفِـطـن‬

‫ينبغي أن يُشعـل الوعيَ‬

‫ل حرا ق ِ الوطن !‬

‫(‪)5‬‬

‫لك ف الطبخ ِ آل ت‬
‫‪303‬‬
‫تُثيُ ال ر تيا ب‬

‫إ نتز ع اُ نبو بة الغاز ِ‬

‫و ل تنسَ السكاكيَ ‪ ,‬و أعواد الثقاب‬

‫وسفا فيدَ الكباب‬

‫رُبا تطبخُ شيئا‬

‫وتفوح ُ الرائحة‬

‫ما الذي تفعله ُ لو ضبطوا‬

‫عندك َ هذي السلحة ؟!‬

‫هل تُـرى تـقـنعهم‬

‫أ نك مشغولٌ بإ عداد ِ طبـيـخ ٍ‬

‫ل بإ عدادِ انقلب ؟!‬

‫(‪)6‬‬

‫قبل أن ترج‬

‫د ع رأسك ف بـيـتـك‬

‫من باب ِ الذر‬

‫يا صديقي‬

‫ف بلد العـرب أضـحـى‬

‫كلُ راس ٍ ف خطر‬


‫‪304‬‬
‫ما عدا راسَ الشهر !‬

‫(‪)7‬‬

‫إ نـتـبـه عند َ ا لشارة‬

‫ل تقف حت إذا احـمـرت‬

‫إذا كنتَ قريبا من سفارة !‬

‫(‪)8‬‬

‫ل تؤجل عملَ اليوم ِ إلـى الغـد‬

‫رُبا قبلَ حلول ِ الليـل ِ‬

‫تُـبـعد !‬

‫(‪)9‬‬

‫أ غلق ِ السمعَ‬

‫ول تُصغِ لبواق ِ اليانة‬

‫ليسَ ف التحقيق ِ ذُلٌ‬

‫أو عذابٌ ‪ ,‬أو إهانة‬

‫أنت ف التحقيقِ موفورُ الصانة‬

‫رُبا يشتمك الشرطيُ‬

‫من باب (( ا لـمـيا نه ))‬

‫هل تُسمي ذلكَ اللُـطفَ إهانة ؟!‬


‫‪305‬‬
‫رُبا نُربط ف مروحةِ السقفِ‬

‫لكي تُصبحَ ف أعلى مكانه‬

‫هل تُسمي ذلكَ العِزّ إهانة ؟!‬

‫رُبا مصلحةُ التحقيقِ تضطرُ الحقـق‬

‫أن يس النبضَ من كُـل الزوايا‬

‫ويُدقـق‬

‫فإذا جسكَ من ( ظهرِكَ)‬

‫أو ثبتَ فيهِ اليزُرانة‬

‫ل ت ُظنّ المرَ ذُلً‬

‫أو عذابا أو مهانة‬

‫يا صديقي‬

‫إن إثبات العصا ف ( الظهرِ)‬

‫إجراءٌ ضروريٌ‬

‫ل ثبات الدانة !‬

‫( ‪) 10‬‬

‫ل تُت مُنتحرا‬

‫ل تُسلم ِ الروحَ لعزرائيل‬

‫ف وقت ِ الوفاة‬
‫‪306‬‬
‫ليس من حقك‬

‫أن تتار نوعية َ أو وقت َ المات‬

‫انتبه‬

‫ل تتدخل ف اختصاص ِ السُـلُـطات !!!‬

‫صلة ف سـو هـو‬


‫أبصرتُ ف بيت ِ الرام ِ‬

‫خليفة َ ( البيت ِ اللل )‬

‫مُتخففا من لبسه ِ زُهدا‬

‫فليس عليهِ من كُـلّ الثياب ِ‬

‫سوى العِقال ِ !‬

‫و لو اقتضى حُكمُ الشريعة ِ خلعَـهُ‬

‫لرمى به ِ‬

‫لـكـنـهُ ‪ . .‬شرفُ الرجال ِ!‬

‫ورأيُتهُ يتـلو على سَـمـع الوائد ِ‬

‫ما تيسّـرَ من لل‬

‫من بعدما صَلى صلةَ السهو ِ‬

‫ف (( سـو هـو ))‬

‫على َسجّادة ٍ مثـل ِ الغزال ِ‬


‫‪307‬‬

‫تنسابُ من فرط ِ الشوع ِ‬

‫كـحـيـة ٍ فوق َ الرمال ِ !‬

‫تنأى‬

‫فيلهجُ بالدعاء ِ لا ‪:‬‬

‫تعال !‬

‫تدنو ‪. .‬‬

‫فَيُشعِـرُهُ التُـقى با ل حو ل ل‬

‫ويرى عليها قِبلتي ِ‬

‫فقبلةً جهة َ اليمي ِ‬

‫وقبلةً جهة َ الشمال ِ‬

‫وتزُهُ التـقـوى‬

‫فيسجدُ باتاهِ القِـبلـتـيـنِ‬

‫فمرةً لل بتها ل‬

‫ومرةً لل هتبا ل !‬

‫لّا رأى ف مقلت‬

‫شرر انفعال‬

‫قطع الفريضةَ عامدا ً‬

‫وأجاب من قبل ِ السؤال ِ‬


‫‪308‬‬

‫على سؤال ‪:‬‬

‫قد حرم الُ الرّبا‬

‫لكنن رجلٌ‬

‫اُ وظفُ ( رأس مال )‬

‫ما بي أجساد القِصارِ‬

‫وبي أجسادِ الطوال ِ !‬

‫يا صاح‬

‫إن ( الفتحَ ) منهجُنا ا لرسا ل !‬

‫أدري‬

‫بأن الفتح َ يُه ِلكُ صِحت‬

‫أدري‬

‫بأن السُهدَ يُذبلُ مُقلت‬

‫لكنّ من طلبَ العُل‬

‫سَهِـرَ الليال !!‬

‫حديقة اليوان‬

‫ف جهةٍ ما‬

‫من هذي الكرة الرضية‬


‫‪309‬‬
‫قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب‬

‫ير ُسهُ جُندٌ وحراب‬

‫فيه فهو ٌد تؤمنُ بالرية‬

‫وسباعٌ تأكلُ بالشوكة ِ والسكي‬

‫بقايا الدمغة ِ البشرية‬

‫فوقَ الائدةِ الثورية‬

‫وكلبٌ بوارِ كلب‬

‫أذنابٌ تبطُ ف الاءِ على أذناب‬

‫وتُحن اللحيةَ بالزيت‬

‫وتعتمرُ الكوفية !‬

‫فيه ِ قرودٌ أفريقية‬

‫رُبطت ف أطواق ٍ صهيونية‬

‫ترقصُ طولَ اليومِ على اللان المريكية‬

‫فيه ذئاب‬

‫يعبدُ ربّ (( العرشِ ))‬

‫وتدعو الغنام إلـى ال ِ‬

‫لكي تأكُـلها ف الحراب‬

‫فيه ِ غرابٌ‬
‫‪310‬‬
‫ل يُشبههُ ف الوصافِ غـراب‬

‫(( أ يـلـو لـي )) الريشِ‬

‫يطيُ بأجنحة ٍ ملكيه‬

‫ولهُ حجمُ العقرب‬

‫لكن له صوتَ الية‬

‫يلعنُ فرخَ (( النسر ِ))‬

‫بـكـلّ السُبـل ِ العلمية‬

‫سهُ ــ سِـرا ــ بالسلب‬


‫ويُقا ُ‬

‫ما بي خراب ٍ وخراب‬

‫فيه ِ نورٌ جهوريّة‬

‫وضباعٌ د يقـراطية‬

‫وخفافيشٌ دستوريه‬

‫وذبابٌ ثوريٌ بالايوهات (( الا كية ))‬

‫يتساقطُ فوق العتاب‬

‫ويُناضـلُ وسط الكواب‬

‫(( ويدُ قُ على البواب‬

‫وسيفـتـحُـها البواب )) !‬

‫قفصٌ عصريٌ لوحوش ِ ا لغاب‬


‫‪311‬‬
‫ل يُسمحُ لل نسانية‬

‫أن تد خُـلـهُ‬

‫فلقد كتبوا فوق الباب ‪:‬‬

‫(( جامعةُ الدول ِ العربيّة )) !!‬

‫هذه الرض لنا‬


‫قـوتُ عِيالنا هنا‬

‫يهدرهُ جل لهُ المار‬

‫ف صالة القمار‬

‫وك ُل حقهِ بهِ‬

‫أنّ بعيَ جدهِ‬

‫قد مرَ قبلَ غيهِ‬

‫بذهِ ا لبار‬
‫****‬
‫يا شُرفاءُ‬

‫هذهِ الرضُ لنا‬

‫الزرعُ فوقها لنا‬

‫والنفط ُ تتها لنا‬

‫وكلُ ما فيها باضيها وآتيها لنا‬

‫فما لنا‬

‫ف البد ل نلبسُ إِل عُرينا ؟‬


‫‪312‬‬

‫وما لنا‬

‫ف الوع ِ ل نأكُلُ إل جوعنا ؟‬

‫وما لنا نغرقُ وسط القار‬

‫ف هذه ا لبار‬

‫لكي نصوغَ فقرنا‬

‫دفئا وزادا وغِـن‬

‫من أجل ِ أولد ِ ا لزّن ؟!‬

‫مكسب شعب‬

‫آبارُنا الشهيدة‬

‫تنفُ نارا ودما‬

‫للمم البعيدة‬

‫ونن ف جوارها‬

‫نُط ِعمُ جوعَ نارها‬

‫لكننا نوع !‬

‫ونملُ البدَ على جُلودنا‬

‫ونملُ الضلوع‬

‫و نستضئُ ف الدُجى‬

‫بالبدر والشموع‬
‫‪313‬‬

‫كي نقرأ القُرآنَ‬

‫والريدةَ الوحيدة !‬
‫****‬
‫حلتُ شكوى الشعبِ‬

‫ف قصيدت‬

‫لارس ِ العقيدة‬

‫وصاحب ِ ا لللهِ الكيدة‬

‫قلتُ له ‪:‬‬

‫شعبُكَ يا سيدَنا‬

‫صار (( على الديدة ))‬

‫شعبُكَ يا سيدَنا‬

‫ترأت من تته ِ الديدة‬

‫شعبُكَ يا سيدَنا‬

‫قد أكلَ الديدة !‬

‫وقبلَ أن أفرغَ‬

‫من تلوة ِ القصيدة‬

‫رأيُتهُ يغرقُ ف أحزانه ِ‬

‫ويذرفُ ا لد موع‬
‫****‬
‫وبعد َ يوم ٍ‬
‫‪314‬‬

‫صدرَ القرارُ ف الريدة ‪:‬‬

‫أن تصرفَ الكومةُ الرشيدة‬

‫لكلّ َربّ أسرة ٍ‬

‫‪ . . .‬حد يد ةٌ جديدة !‬

‫حكمـة‬

‫قالَ أب ‪:‬‬

‫ف آيَ قُطر ٍ عرب‬

‫إن أعلنَ الذكيُ عن ذكائه ِ‬

‫فهو غب !‬

‫أنـشـودة‬

‫شعبُنا يومَ الكفاح‬

‫رأ ُسهُ ‪ . . .‬يتبعُ قَولَه !‬

‫ل تقـل ‪ :‬هاتِ السلح‬

‫إنّ للباطل ِ دولة‬

‫ولنا خصرٌ ‪ ,‬ومزمارٌ ‪ ,‬وطبلة‬

‫ولنا أنظمةٌ‬
‫‪315‬‬
‫لول العِـد ا‬

‫ما بقيت ف الُكم ِ ليلة !‬

‫الـقـضـيـة‬
‫زعموا أنّ لنا‬

‫أرضاَ‪ ,‬وعرضاَ‪ ,‬وحية‬

‫وسُيوفاَ ل تُباريها النية‬

‫َزعَموا ‪. .‬‬

‫فالرضُ زالت‬

‫ودماءُ العِرض ِ سالت‬

‫و ولةٌ المرَ ل أمرَ لُم‬

‫خارجَ نصّ السرحية‬

‫كُـلُهم راع ٍ ومسئولٌ‬


‫‪316‬‬
‫عن التفريط ِ ف حقّ الرعية !‬

‫وعن الرهابِ والكبتِ‬

‫وتقطيع ِ أيادي ِ الناس ِ‬

‫من أجل القضية‬


‫****‬
‫والقضية‬

‫ساعة َ اليلدِ ‪ ,‬كانت بُندقية‬

‫ث صارت وتدا ف خيمةٍ‬

‫أغرقهُ (( الزيتُ ))‬

‫فأضحى غـصنَ زيتونٍ‬

‫‪ . .‬وأمسى مزهرية‬

‫تُنعِشُ الائدةَ الضراء‬

‫صُبحا وعَشية‬

‫ف القصورِ اللكية‬
‫****‬
‫ويقولونَ لّ ‪ :‬إ ضحك !‬

‫حسنا‬

‫ها إنن أ ضحكُ من شرّ البلية ّ!‬


‫‪317‬‬

‫نـمـور مـن خشـب‬


‫قُتلَ (( السادات )) ‪ . .‬و(( الشاةُ)) هرب‬

‫قُتلَ (( الشاةُ )) ‪ . .‬و(( سو موزا)) هرب‬

‫و(( ا لنمي يُ)) هرب‬

‫و((د و فا لييه)) هرب‬

‫ثّ (( ماركوس)) هرب‬

‫كُلُ مصيّ لمريكا‬

‫طريدٌ أو قتيلٌ مُرتقب !‬

‫كُـلُهم نِمرٌ ‪ ,‬ولكن من خشب‬

‫يتهاوى‬

‫عندما يسحقُ رأسَ الشعبِ‬

‫فالشعبُ لب !‬
‫‪318‬‬
‫كلّ مَخصيّ لمريكا‬

‫على قائمةِ الشَطبِ‬

‫فعُقب للبقايا‬

‫من سلطي ِ العرب !‬

‫ذكرى‬
‫أذكرُ ذاتَ مرة ٍ‬

‫أن فمي كانَ بهِ لسان‬

‫وكانَ يا ما كان‬

‫يشكو غيابَ العدل ِ والُرية‬

‫ويُعلنُ احتقارهُ‬

‫للشرطةِ السريةِ‬

‫لكنهُ حيَ شكا‬

‫أجرى لهُ السلطان‬

‫جراحةُ رَسية‬

‫من بعد ما أثبتَ بالدلةِ القطعية‬

‫أنّ لسان ف فمي‬

‫زائدةٌ دودية !‬
‫‪319‬‬

‫بوابة الغادرين‬
‫ملكٌ كانَ على بابِ السماء‬

‫يتمُ أوراقَ الوفودِ الزائرة‬

‫طالبا من كُ ّل آتٍ نُبذ ةٌ مُختصرة‬

‫عن أراضيهِ ‪ . .‬وعمن أحضره‬

‫•قالَ آتٍ ‪ :‬أنا من تلكَ الكُرة‬

‫كُنتُ ف طائرةٍ مُنذُ قليل‬

‫غيَ أن‬

‫قبلَ أن يطرفَ جَفن‬

‫ت ممولً هُنا فوقً شظايا الطائرة !‬


‫جئ ُ‬

‫•قالَ آتٍ ‪ :‬أنا من تلكَ الكُرة‬

‫مُنذُ ساعاتٍ ركبتُ البحرَ‬

‫لكن‬

‫ت ممولً على متِ حريق الباخرة !‬


‫جئ ُ‬

‫•قالَ آتٍ ‪ :‬أنا من تلكَ الكُرة‬

‫وأنا ل أركبِ الوّ‬

‫أو البحرَ‬
‫‪320‬‬
‫ول أم ُلكُ سِعرَ التذكرة‬

‫كنتُ ف وسطِ نقاشٍ أخويٌ ف بلدي‬

‫غي أن‬

‫ت ممولً على متِ رصاصِ الجزرة!‬


‫جئ ُ‬

‫•قالَ آتٍ ‪ :‬أنا من تلكَ الكُرة‬

‫كنتُ من قبلِ دقيقة‬

‫أتشى ف الديقة‬

‫أعجبتن وردةٌ‬

‫حاولتُ أن أقطفها ‪ . . .‬فاقتطفتن‬

‫وعلى باب السماواتِ رمتن‬

‫ل أكن أعلمُ أنّ الوردةَ الفيحاءُ‬

‫تغدو عبوةٌ متفجرة‬

‫•أنا من تلكَ الكُرة‬

‫‪ . . .‬ف انقلبٌ عسكري‬

‫•أنا من تلكَ الكُرة‬

‫اجتياحٌ أجنب‬

‫•أنا من ‪. . .‬‬

‫أعمالُ عُنفٍ ف كرا تشي‬


‫‪321‬‬
‫•أنا ‪. . . . .‬‬

‫حربٌ دائرةٌ‬

‫•ثورةٌ شعبيةٌ ف القاهرة‬

‫•عُبوةٌ ناسفة‬

‫•طلقةُ قنا ص‬

‫•كمي‬

‫•طعنةٌ ف الظهرِ‬

‫•ثأرٌ‬

‫•هزةٌ أرضيةً ف أنقره‬

‫•أنا ‪. . .‬‬

‫•من ‪. . .‬‬

‫•تلكَ ا لـ ‪. . .‬‬

‫•‪ . . .‬كُرة‬

‫اللكُ اهت ّز مذهولً‬

‫وألقى دفتره ‪:‬‬

‫س بالقلوبِ‬
‫أأنا أجل ُ‬

‫أم أنّي فقدتُ الذاكرة ؟‬

‫أسألُ ال الرضا والغفرة‬


‫‪322‬‬
‫إن تكُن تلكَ هي ا لدُنيا‬

‫‪ . . .‬فأينَ الخِـرة ؟ !‬

‫اللصـه‬
‫أنا ل أدعو‬

‫إل غي ا لسرا ط الستقيمِ‬

‫أنا ل أهجو‬

‫سوى كُلّ عُتُلّ وزنيم‬

‫وأنا أرفضُ أنّ‬

‫تُصبحَ أرضُ الِ غابة‬

‫وأرى فيها العِصابة‬

‫تتمطى وسط جناتِ النعيم‬

‫وضِعافَ اللق ِ ف قعرِ الحيم‬

‫هكذا أُبدعُ فنّي‬

‫غيَ أنّي‬
‫‪323‬‬

‫كلما أطلقتُ حرفا‬

‫أطلقَ الوال كِلبه‬

‫****‬

‫آهِ لو ل يفظِ الُ كلمه‬

‫لَتولتهُ الرقابة‬

‫ومت كُلَ كلمٍ‬

‫يُغضبُ الوال الرجيم‬

‫و لمسى مُجملُ الذكرِ الكيم‬

‫خسَ كلماتٍ‬

‫كما يسمحُ قانونُ الكتابة‬

‫هي ‪:‬‬

‫(( قرآنٌ كري‬

‫‪ . . .‬صَدقَ الُ العظيم )) !‬


‫‪324‬‬

‫مـؤهـلت‬
‫تنطلقُ الكلبُ ف مُختلفِ الهات‬

‫بل مُضايقات‬

‫تَلهثُ باختيارها‬

‫تنبحُ باختيارها‬

‫تبولُ باختيارها ‪ . .‬واقفة‬

‫أمامَ (( عبدِ ا لـل ت ))‬

‫بل مُضايقات !‬

‫وتُعربُ الميُ عن أفكارها‬

‫بأ نكر ِ الصوات‬

‫بل مُضايقات‬

‫وترقُ المالُ من مراكزِ الدودِ‬

‫ف أسفارها‬

‫وترقُ البغالُ ف آثارها‬


‫‪325‬‬
‫من غيِ إثباتات‬

‫بل مُضايقات‬

‫وننُ نسلَ أدمٍ‬

‫لسنا من الحياءِ ف أوطاننا‬

‫و ل من الموات‬

‫نربُ من ظِللنا‬

‫مافةَ انتهاكنا‬

‫حَظرَ التجمعات !‬

‫نربُ للمرآةِ من وجوهِنا‬

‫ونكسرُ الرآة‬

‫خوفَ الداهات !‬

‫نربُ من هروبنا‬

‫مافةَ اعتقالنا‬

‫بتهمةِ الياة !‬

‫صِحنا بصوتٍ يائسٍ ‪:‬‬

‫يا أيها الولة‬

‫نُريدُ أن نكونَ حيوانات‬

‫نُريدُ أن نكونَ حيوانات !‬


‫‪326‬‬
‫قالوا لنا ‪ :‬هيهات‬

‫ل تأملوا أن تعملوا‬

‫لدى الخابرات !‬

‫مـوازنـة‬
‫الذي يسطو لدى الوع ِ‬

‫على لُقمتهِ ‪ . .‬لصٌ حقي !‬

‫والذي يسطو على الُكمِ‬

‫وبيتِ الالِ ‪ ,‬والرضِ‬

‫أمي !‬
‫**‬
‫أيُها اللصُ الصغي‬

‫يأكُلُ الشرطيّ والقاضي‬

‫على مائدةِ اللصّ الكبي‬

‫فـبما ذا تستجي ؟‬

‫و لن تشكو ؟‬

‫اللقا نون ِ ‪ . .‬والقانو ُن معدومُ الضمي ؟‬

‫أ إل خفّ بعي‬

‫تشتكي ظُلم البعي؟‬

‫**‬
‫أيُها اللصُ الصغي‬
‫‪327‬‬

‫ارم ِ شكواكَ إل بئس الصي‬

‫واستعر بعضَ سعيِ الوعِ‬

‫واقذفه بآبارِ السعي‬

‫واجعلِ النارَ تُدوي‬

‫واجعلِ التيجانَ توي‬

‫واجعلِ العرشَ يطي‬

‫هكذا العدلُ يصي‬

‫ف بلدٍ تنبحُ القافلةُ اليومَ با‬

‫والكلبُ يسي !‬
‫‪328‬‬

‫رحلة علج‬
‫‪ . .‬إنهُ ف ليلةِ السابعِ‬

‫من شهر ِ مُحرم‬

‫شعرَ الوال الُعظم‬

‫بانرافٍ ف الزاج‬

‫كر ُشهُ السامي تَضخم‬

‫واعترى عيني ِه بعضُ الختلج‬

‫فأتى لندنَ من أجلِ العِلج !‬


‫***‬
‫قبلَ أن يَخضعَ للتشخيصِ‬

‫باليان هاج‬

‫فتيمم‬

‫بتُرابٍ إنكليزيٌ لهُ صدرٌ مُطهم‬

‫ُثمّ صلى ‪ . . .‬وتمّم‬

‫ُثمّ صلى ‪ . . .‬وتمّم‬

‫ُثمّ صلى ‪ . . .‬وتمّم‬

‫ولدى إحساسهِ بالنزعاج‬

‫أفرغوا ف حلقهِ‬

‫قنينةَ ( الشاي الُعقم )‬


‫‪329‬‬
‫***‬
‫قُلتُ للمُفت ‪:‬‬

‫كأنّ الشاي ف قنينةِ الوال نبيذ؟‬

‫قالَ‪ :‬هذا ماءُ زمزم !‬

‫قُلتُ ‪ :‬والنثى الت ‪ . . .‬؟‬

‫قالَ ‪ :‬مَسَا ج !‬

‫قلتُ ‪ :‬ماذا عن جهنم ؟‬

‫قالَ‪ :‬هذا ليسَ فُسقا‬

‫إنّما ‪ . . .‬والُ أعلم‬

‫هو للوال علج‬

‫فله عيٌ مِنَ اللحمِ‬

‫‪ . .‬وعيٌ من زجاج !‬

‫ف جنازة حسون‬
‫بالمسِ ماتَ جارُنا (( حسون))‬
‫‪330‬‬

‫وشيّعوا جُثماَنهُ‬

‫وأه ُلهُ ف أثرِ التابوتِ يندبون ‪:‬‬

‫ويل هُ يا حسون‬

‫أهكذا يشي بكَ الناعون‬

‫لُفرةٍ مُظلمةٍ يضيقُ منها الضيق‬

‫وحيَ تستفيق‬

‫يُحيطكَ الكّلون بالسابِ‬

‫ثّ يسألون‬

‫ثّ يسألون‬

‫ثّ يسألون‬

‫ويل ه ياحسون‬

‫وف غمارِ حالةِ التكذيبِ والتصديقِ‬

‫هتفتُ ف سَمع أب ‪:‬‬

‫هل يدخُ ُل المواتُ أيضا يا أب‬

‫ف غُرفِ التحقيقّ؟!‬

‫فقالَ ‪ :‬ل يا ولدي‬

‫لكنّهم‬

‫من غُرفِ التحقيق ِ يرجون !‬


‫‪331‬‬

‫متـارات مـن نـصـوص أحـمد مـطـر الـسـاخرة‬

‫فـيـلـم واقعـي‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪332‬‬
‫رّر كاتب السيناريو أن يصنع فيلما واقعيا حقا ‪ .‬وقرر الناقد السينمائي أن ينقد السيناريو نقدا واقعيا ق‬
‫‪ .‬حقا‬

‫‪ .‬جلس الكاتب‪ ،‬وجلس الناقد‬

‫)الكاتب‪( :‬منظر خارجي ‪ -‬نار‪ :‬الوظف يمل أكياس فاكهة‪ ،‬واقف يقرع باب بيته‬

‫الناقد‪ :‬بداية سيئة‪ .‬ف الواقع‪ ،‬ليس هناك موظف يعود إل بيته نارا‪ .‬ل بد له أن يدوخ ا لد و خا ت السبع بي‬
‫طوابي المعيات ومواقف ا لبا صات‪ ،‬فإذا هبط الساء وعاد إل بيته ‪ -‬إذا عاد ف هذا الزمن الكتظ بالؤامرات‬
‫! والونة ‪ -‬فليس إ ّل منونا ذلك الذي يصدّق أنه يمل أكياس فاكهة‬

‫الواقع انّه مفلس على الدوام‪ .‬وإذا تصادف انه أخذ رشوة ف ذلك اليوم‪ ،‬فالواقع أن الفاكهة غي موجودة ف‬
‫‪ .‬السوق‬

‫‪) .‬الكاتب‪( :‬منظر خارجي ‪ -‬ليل‪ :‬الوظف يقف ليقرع باب بيته‬

‫الناقد‪ :‬هذا أحسن‪..‬وإذا أردت رأيي فالفضل أن تُزوّدهُ بفتاح‪ .‬ل داعي لقرع الباب ف هذا الوقت ‪ .‬ا نت‬
‫تعرف أن قرع الباب ‪ -‬ف هذا الزمن الليء بالؤامرات والونة ‪ -‬يرعب أهل الدار ويعل قلوبم ف بل عيمهم‪.‬‬
‫الوظف نفسه لن يكون واقعيا إذا فعل ذلك بأهله كلّ يوم‪ .‬نعم‪..‬يكنك التمسّك بسألة قرع الباب‪ ،‬على شرط‬
‫‪ .‬أن تبدل الوظف بشرطي أو مب‬

‫الكاتب‪( :‬منظر خارجي ‪ -‬ليل‪:‬الوظف يضع الفتاح ف قفل باب بيته ويدخل ‪ )..‬لكن يا صديقي الناقد‪ ،‬ما‬
‫ضرورة هذا النظر؟ إنه يستهلك ثلثي مترا من الفيلم الام بل فائدة‪ .‬لاذا ل أضع الوظف ف البيت منذ‬
‫البداية ؟‬

‫الناقد‪ :‬هذا مكن‪ ،‬لكن الفضل أن تُبقي على هذا النظر‪ .‬فالواقع ان جاره يراقب أوقات خروجه وعودته‪ ،‬وإذا ل‬
‫يظهر عائدا‪ ،‬وف نفس موعد عودته كل يوم‪ ،‬فإنك تفترض أن تقرير الار سيكون ناقصا‪ .‬وهذا ف الواقع أمر‬
‫‪ .‬غي واقعي‪ ،‬بل ربا سيدعو الار إل اختلق معلومات ل أصل لا‬

‫)‪...‬الكاتب‪( :‬منظر داخلي ‪ -‬متوسط‪ :‬الوظف يطو داخل المر‬

‫‪ .‬الناقد‪ :‬خطأ‪ ،‬خطأ ‪ ..‬ينبغي أن يدخل مباشرة إل غرفة النوم‬

‫! الكاتب‪ :‬لكنّ هذا غي واقعي على الطلق‬


‫‪333‬‬
‫ا‬ ‫لناقد‪ :‬بل واقعي على الطلق‪ .‬أنت غي الواقعي‪ .‬إنك تفترض دخول الوظف إل بيت‪ ،‬وهنا وجه‬
‫الطأ‪ .‬الوظف عادةً يدخل إل وجر كلب‪ .‬نعم‪ .‬هذا هو الواقع‪ .‬البيت غرفة واحدة تبدأ من‬
‫الشارع‪..‬دعك من أ د و نيس‪ ،‬البيت ثابت لكنّه متحوّل‪ .‬فهو غرفة النوم وهو الطبخ وهو حجرة اللوس وهو ا‬
‫‪ .‬لو ش‬

‫الكاتب‪( :‬منظر داخلي ‪ -‬قريب‪ :‬الوظف يطو على أجساد أولده النائمي ‪ -‬تنتقل الكاميا إل وجه الزوجة‬
‫‪...‬وهي تبدو واقفة وسط البيت "كلوز آب" تبدو الزوجة مبتسمة‪ ،‬وعلى وجهها ا مارات الطيبة‬

‫)الزوجة‪ :‬أهلً‪ ..‬أهلً‪ ..‬مساء الورد‬

‫الناقد‪ :‬إ قطع‪ ..‬بدأت بداية حسنة لكنك طيّنتها‪ .‬ف الواقع ليس هناك زوجات طيبات‪ ،‬والزوجات أصلً ل‬
‫يبتسمن‪ ،‬خاصّة زوجات الوظفي‪..‬ث ما هذا الوار الذي مثل قلّته؟ مَن هذه الت تقول لزوجها أهلً ث تكرر ال‬
‫!هلً ث تشفع كل هذا بساء الورد ؟‬

‫أيّة واقعيّة ف هذا ؟ د عها تنهض من بي أولدها نصف مغمضة‪ ،‬مشعـثة الشعر‪ ،‬بالعة نصف كلمها ضمن‬
‫‪..‬وجبة كاملة من التثاؤب‪ ..‬ث اتركها تولول كالعتاد‬

‫الزوجة‪ :‬هذا أنت؟ إ ييه ماذا عليك؟ الولد نا موا بل عشاء‪ ،‬وأنت آتٍ ف هذه الساعة ويداك فارغتان ‪(.‬‬
‫)‪..‬مصيبتك بألف يا سنيّة‬

‫الكاتب‪ :‬انظر ماذا فعلت‪..‬لو تركتن أزوّده بكيس واحد من الفاكهة على القل‪ ،‬لا اضطرّ إل مواجهة أناشيد‬
‫‪ .‬سنيّة‬

‫الناقد‪ :‬زوّده يا أخي‪ .‬لكنك لن تكون واقعيا‪ .‬ث أن أناشيد سنيّة لن تنقص حرفا واحدا‪..‬بل ستزيد‪ .‬إن كيس‬
‫الفاكهة ليس حذاءً جديدا لبنته الت ترّأ حذاؤها‪ ،‬ول هو مصروفات الامعة لبنه الكب‪ ،‬ول أجرة الرحلة‬
‫‪ .‬الدرسية الت عجز ابنه الوسط عن دفعها حت الن‬

‫‪ .‬الكاتب‪ :‬يصعب بناء البكة الشوّقة بوجود مثل هذه الشاكل الت ل حلّ لا ف الواقع‬

‫‪ .‬الناقد‪ :‬اجتهدْ‪..‬حاول أن تتخلّص من أولده قبل ميئه‬

‫الكاتب‪ :‬إنم نائمون أصلً‪ .‬ماذا أفعل بم أكثر من ذلك ؟‬

‫الناقد‪ :‬د عهم نائمي‪..‬ولكن ف مكان آخر‪ .‬ف السجن مثلً‪ .‬هذا منتهى الواقعيّة‪ .‬ل يكن أن يكونوا ف هذا‬
‫! العمر ول ينطقوا حت الن بكلمة معكّرة لمن الدولة‬
‫‪334‬‬
‫ا‬ ‫‪ .‬لكاتب‪ :‬وماذا أفعل بسنيّة؟ إنّ ا نا شيدها ستكون أشدّ حاسةً ف هذه الالة‬

‫‪ .‬الناقد‪ :‬اقتلْها بالسكتة القلبية‪..‬من الواقعي أن توت الم الرؤوم مصدومةً باعتقال جيع أبنائها دفعةً واحدة‬

‫!الكاتب‪ :‬ماذا يبقى من الفيلم إذن ؟‬

‫‪ .‬الناقد‪ :‬عندك الوظف‬

‫الكاتب‪ :‬ماذا أفعل بالوظف ؟‬

‫الناقد‪ :‬ل تفعلْ أنت‪..‬د َعْ جاره يفعل ‪ .‬ت ّلصْ من الميع بضربة واحدة‪ .‬الزوجة ف ذمّة ال‪ ،‬والوظف وأولده‬
‫‪ .‬ف ذمّة الدولة‪ .‬ونصيحت أن تقف عند هذا الد‪ .‬فإذا فكّرتَ أن تذهب أبعد من هذا فستلحق بم‬

‫الكاتب‪ :‬كأنّك تقول ل ضع كلمة (النهاية) ف بداية الفيلم ‪ .‬أيّ فيلم هذا؟ ل يا أخي‪ ،‬د عنا نواصل حبكتنا‬
‫‪ .‬كما كنا‪ ،‬وبعيدا عن السياسة‬

‫‪ .‬الناقد‪ :‬كما تشاء ‪ .‬واصل‬

‫)الكاتب‪( :‬كلوز ‪ -‬وجه الزوجة وهي غاضبة‬

‫الزوجة‪ :‬هذا أنت؟ إييه ماذا عليك؟ الولد نا موا جائعي‪ ،‬وأنت آتٍ كالبغل ف مثل هذه الساعة ويداك(‬
‫)فارغتان كقلب أمّ موسى‪ .‬مصيبتك سوداء يا سنيّة‬

‫)قطع ‪ -‬الكاميا على وجه الزوج ‪ -‬يبدو هادئا(‬

‫)الوظف‪ :‬ماذا أفعل يا عزيزت؟ هذا قدرنا‪ .‬الصب طيّب‪ .‬نامي يا عزيزت‪ .‬الصباح ر باح (‬

‫الناقد‪ :‬هراء‪..‬هذا ليس موظفا‪ .‬هذا نب ! بشرفك هل بإ مكانك أن تتحلّى بثل هذه الرقّة حي تتتم يومك‬
‫‪...‬الشاق بوجه سنيّة؟ إ نقل الكاميا إل وجه الوظف ‪ .‬كلوز رجاءً ‪ ،‬حت أريك كيف تكون الواقعيّة‬

‫الوظف حانقا يكاد وجهه يتفجّر بالدّم‪ :‬عُدنا يا سنيّة يا بنت ا ل‪..‬؟ أكلّ ليلة تفتحي ل باب جهنم؟ أل يكفين(‬
‫يوم كامل من العذاب؟ تعبت يا بنت السعا ل‪ .‬تعبت‪ .‬إ ذهب إل الحيم(يصفعها)إ ذهب‪ ..‬أنتِ طا لق طا لق طا‬
‫)لق‪ .‬طا لق باللف‪ .‬طا لق بالليون ‪..‬هه‬

‫و آآآآ ي‪ ..‬وآآآآي(‬ ‫)الزوجة تتسع عيناها كمصائب الوطن العرب‪ ،‬أو كذمّة الكومات‪ .‬وتصرخ‪:‬‬
‫‪335‬‬
‫الكاميا تنتقل إل الولد‪ .‬يستيقظون مذعورين على صوت ا مهم النون‪ .‬يصرخ الولد‪ .‬يزداد(‬
‫صراخ الوظف‪ .‬قرع على الباب ولغط وراءه‪ .‬تنتقل الكاميا إل الباب لكنها ل تلحق‪ ،‬الباب ينهد م‬
‫تت ضغط اليان‪ ،‬وتتلئ الغرفة بم‪ ،‬ويتعلّق بعضهم بالروحة لضيق الكان‪ .‬ضجة اليان تعلو‪.‬أحد اليان ‪-‬‬
‫)ولعلّه الذي يكتب التقارير ‪ -‬ياول تدئة الوقف‬

‫الار‪ :‬ماذا حصل؟ ماذا حصل يا أخي؟ ماذا حصل يا أخت ؟(‬

‫‪ .‬الوظف‪ :‬لعنة ال عليها‬

‫‍‍الار‪ :‬تعوّذ من الشيطان‪..‬ما ا لكاية ؟‬

‫‪ .‬الزوجة‪ :‬هووووء ‪ .‬ط ّلقَن‪..‬بعد كلّ الرّ الذي تمّلته منه‪ ،‬طلّقن‬

‫‪ .‬الار‪ :‬ل‪ .‬ا نت عاقل يا أخي‪ .‬ليس الطلق أمرا بسيطا‬

‫‪ .‬الوظف‪ :‬أبسط من مقابلتها كلّ يوم‪ .‬لعنة ال عليها‬

‫‍الزوجة‪ :‬إ سألوه يا ناس‪..‬ماذا فعلتُ له؟‬

‫‪ .‬الوظف‪ :‬ا نقب ي‬

‫‪ .‬الار‪ :‬لكل مشكلة حل يا جاعة‬

‫‪ .‬الوظف‪ :‬ل حل‬

‫!‍الزوجة‪ :‬يا ناس‪ .‬يا بن آدم‪ .‬هل هي جرية أن ا قول له ل تشتم الرئيس ؟‬

‫)الار فاغر الفم والعيني‪..‬يدّق ف وجه الوظف‪..‬إظلم(‬

‫!الكاتب‪ :‬وبعد ؟‬

‫الناقد‪ :‬ليست هناك مشكلة‪ ..‬بعد إعدام الزوج‪ ،‬سيمكن الزوجة أن تعمل خادمةً لتعيل أولدها قبل إلقاء القبض‬
‫عليهم ف الستقبل ‪ .‬تصرّفْ يا أخي‪ .‬د ع أحدا من الولد يترك الدراسة ليعمل سكريّا‪ .‬أدخله ف النقابة وعلّمه‬
‫كتابة التقارير‪ .‬أو د عه يواصل دراسته‪ ،‬لكن اجعل ا خته تنخرط ف التّحاد النسائي‪ .‬ببحها يا أخي‪ .‬كل هذه‬
‫‪ .‬المور واقعية‬

‫!الكاتب‪ :‬واقعية تُوقع الصائب على رأسي‪ ..‬أيّة رقابة ستجيز هذا السيناريو ؟‬
‫‪336‬‬
‫ا‬ ‫‪ .‬لناقد‪ :‬إذا أردت الواقع‪..‬أعترف لك بأنّ الرقابة لن توافق‬

‫الكاتب‪ :‬ما العمل إذن ؟‬

‫‪ .‬الناقد‪ :‬الواقعيّة الأمونة هي ألّ يعود الوظف‪ ،‬ول توجد سنيّة وأولدها‪ ،‬ول يوجد البيت‬

‫‪ .‬الكاتب‪ :‬هذا أفضل‬

‫‪ .‬يرفع الكاتب يده عن الدفتر‪..‬ويرفع الناقد لسانه عن النقد‬

‫***‬

‫‪ .‬ف اليوم التال‪ ..‬يرفع الكاتب رجليه على الفلقة‪ ،‬ويرفع الناقد رجليه على الروحة‬

‫! ف هذا الزمن الليء بالؤامرات والونة‪ ..‬كلّ شيء مُراقَب‬

‫للحقـيقـة أكثـر مـن وجـه‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪337‬‬
‫ف‬ ‫‪...‬ي ليلة من الليال‬

‫لظة واحدة‪..‬كان بستطاعنا ‪ -‬ف القيقة ‪ -‬أن نقول (ف ليلة من ا لصبا حا ت)‪ ،‬فالكلم ملك أيدينا‪ ،‬ول‬
‫سلطة لحد علينا‪ ،‬إذا أردنا تفجي اللغة قربانا للتفاؤل ‪ .‬لكنّ الشكلة ‪ -‬ف القيقة ‪ -‬هي أن ا لصبا حا ت لدينا‬
‫‪ .‬ل تتلف عن الليال‬

‫‪ .‬نعود إل القول إنه ف ليلة من الليال‪ ،‬خرج ثلثة رجال للبحث عن القيقة‬

‫وإنصافا للحقيقة‪ ،‬نقول إنم خرجوا للبحث عن القيقة ف بلدنا بالذات‪ ،‬لنا البلد الوحيدة الت ل تكن تعرف‬
‫‪ .‬القيقة‬

‫‪ :‬ولّا كان الظلم حالكا‪ ،‬فقد تاه الرجال الثلثة‬

‫واحد منهم سقط ف بئر‪ ،‬وذلك لنه ‪-‬ف القيقة‪ -‬ل يكن يمل فانوسا ‪ .‬ويسن بنا ال نتباه إل أن الرجل كان‬
‫! يلك فانوسا‪ ،‬لكنه ل يكن يلك نفطا وسبب ذلك هو أزمة النفط ف بلدنا‬

‫أمّا الرجل الثان فقد ز لق ف طي أحد البساتي‪ ،‬فوقع على وجهه‪ ،‬وحي تالك نفسه واستطاع أن يقف من‬
‫‪ .‬جديد‪ ،‬ل ينسَ أن يقتلع معه شيئا مكوّرا وباردا‪ ،‬كان يستقر بي بطنه وبي الطي‬

‫هو ‪ -‬ف القيقة ‪ -‬ل يكن يعرف أين وقع‪ ،‬لنه‪ ،‬هو أيضا‪ ،‬ل يكن يمل فانوسا‪ ،‬لغلء النفط كما ذكرنا‪ ،‬ولنه‪،‬‬
‫‪ .‬من شدة جوعه ل يكن يمل رأسا‪ ،‬وذلك ‪ -‬ف القيقة ‪ -‬لغلء الطعام‪ ،‬كما ل نذكر‬

‫وعندما طلع الصباح‪ ،‬كان الرجل الول قد وصل إل مبن البلدية يقطر زفتا‪..‬أما الرجل الثان فقد وصل بعده‬
‫‪ .‬وهو يمل بطيخة‬

‫‪ .‬لكنّ الرجل الثالث ل يصل إلّ بعد ساعات من انعقاد الجلس البلدي‬

‫‪ .‬ل يكن يقطر زفتا ‪ ،‬ول يكن يمل بطيخة‬

‫سأله رئيس البلدية ‪ :‬ماذا وجدت ؟‬

‫‪ ) .‬أطبق عينيه من فرط التعب‪ ،‬وزفر قائلً ‪( :‬ل شيء‬

‫عندئذ أطرق رئيس البلدية قليلً‪ ،‬ث رفع رأسه ببطء‪ ،‬وأعلن بنتهى الدوء والسم ‪ :‬معن هذا‪ ،‬أيها الخوة‪ ،‬أن‬
‫‪ .‬للحقيقة أكثر من وجه ‪ .‬ومنذ ذلك الوقت‪ ،‬نشأت ف بلدنا ظاهرة التحزب‬

‫‪ .‬الؤمنون بقيقة الول شكّلوا حزبا للزفت‪..‬ومنهم تكوّنت الكومة‬


‫‪338‬‬
‫و‬ ‫‪ .‬الؤمنون بقيقة الثان شكّلوا حزبا للبطيخ‪..‬ومنهم تكونت العارضة‬

‫أمّا الؤمنون بقيقة الثالث فقد شكّلوا حزبا مايدا‪ ،‬جيبه يستعطي الزفت‪ ،‬وقلبه يتعاطى البطيخ‪ ،‬ورأسه يعطي‬
‫‪ ( ) .‬اللشيء‬

‫! ) ومن هؤلء تكونت ( الداثة‬

‫يـدث ف بـلدنـا‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪ :‬ضبـط إيـقاع *‬

‫تعلّمتْ أخت العزف على الكمان‪ ،‬وتعلّمتُ أنا العزف على العود ‪ .‬كانت أمّي تعزف على الرّق بهارة‪ ،‬وكان أب‬
‫‪ .‬طبالً مرموقا‬

‫‪ .‬توسّلت إلينا العارضة أن ننضم إل صفوفها‪ ،‬حيث أن مواهبنا ضرورية جدا لواكبة الرّقص على البال‬

‫‪ .‬وف الوقت نفسه توسلت إلينا الكومة أن ننضم إل صفوفها‪ ،‬حيث أن مواهبنا ضرورية جدا لواكبة القانون‬
‫‪339‬‬
‫و‬ ‫‪..‬ل نزال ف حية شديدة‬

‫! ما أشد حية أصحاب الواهب ف هذا البلد الحب للفن‬

‫‪ :‬ماملـة *‬

‫‪ .‬دعان صديقي إل العشاء‪ ،‬ا مس‪ ،‬وقدّم ل طبقا فارغا‬

‫ولّا كانت الصول ف بلدنا تقضي بردّ الدعوة‪ ،‬فإنن دعوته إل الغداء عندنا‪ ،‬هذا اليوم‪ ،‬دون أن يكون ف نيّت‬
‫! أن أقدّم له طبقا فارغا كما فعل‪..‬ذلك لن تراثنا العائلي ل يسمح لنا باقتناء الطباق‬

‫ل أدر ماذا أصنع‪..‬كان الوقف مرجا جدا‪..‬ولكي أحفظ ماء وجهي‪ ،‬استقبلت صديقي عند الباب بابتسامة‬
‫‪ .‬عريضة‪ ،‬وصافحته برارة‪..‬ث طردته فورا‬

‫! أغلقت الباب وراءه‪ ،‬ث ازدردتُ‪ ،‬بشهيّة‪ ،‬حلوة ابتسامت‪ ،‬ورحت ألعق من أصابعي حرارة الصافحة‬

‫‪ :‬ما نتعلّمه من الدنيا *‬

‫‪ .‬ف إحصاء السكان الاضي كانت أسرتنا تتكوّن من عشرة أشخاص‬

‫! وف الحصاء الخي قامت الدولة بذف الصّفر من العشرة‬

‫أنا الواحد التبقّي سأعدم بعد يومي‪ ،‬أمّا الصفر الحذوف فقد أُعدموا لنم‪ ،‬قبل القبض عليّ‪ ،‬ل يُبلّغوا السلطة‬
‫‪ .‬بأن خائن‬

‫‪ .‬حت الن أستطيع القول ا نّ العمر ل يذهب دون فائدة‪..‬لقد تعلّمت من الدنيا أنّ الصفر ف بلدنا يُساوي تسعة‬

‫‪ .‬ول ريب عندي ف أن الناس‪ ،‬بعد إعدامي‪ ،‬سيتعلّمون من الدنيا أنّ العشرة ف بلدنا تساوي صفرا‬
‫‪340‬‬

‫قـضـيـة دعـبـول‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫يو غا"‪..‬وظل يتدرج ف‬ ‫استلقى "د عبو ل" على الرض‪ ،‬وشرع ف تقويس ظهره بباعة لعب "‬
‫‪ .‬تقوّسه شيئا فشيئا‪ ،‬حت ت له ف النهاية أن يُطبق رجليه على فمه‬

‫‪ .‬وحالا استكمل شكله الدائري‪ ،‬فتح شدقيه بشهية بالغة‪ ،‬ث ابتلع نفسه‬

‫***‬

‫! ولن العال أصبح قرية صغية‪ ،‬فإن الب وصل إل القطب الشمال‪ ،‬حت قبل أن يصل إل "دعبول" نفسه‬

‫جاءت‪ ،‬على الفور‪ ،‬وفود من شت أناء العال‪ ،‬واكتظ بيت دعبول على اتساعه بالصحافيي وعدسات التصوير‬
‫وكاميات التلفزيون وميكروفونات الذاعات ولان القوق الختلفة‪ ،‬حت دعت الاجة إل تعطيل حركة‬
‫‪ .‬الرور‪..‬ذلك لن بيت دعبول هو رصيف الشارع العام‬

‫كانت أنظار العال كلها مصوبة إل دعبول‪..‬وكان دعبول كلّه عبارة عن كرة مبهمة راقدة بسكون وسط الضجة‬
‫‪ .‬العارمة‬

‫***‬

‫‪ :‬صرخت مندوبة المعية العالية للدفاع عن حقوق الحذية‬

‫من حق هذا التوحش أن يفعل بنفسه ما يريد‪ ،‬لكن ليس من حقه أن يبتلع الحذية السكينة‪..‬إنن أطالبه‪ ،‬باسم‬
‫‪ .‬جعيتنا الوقرة‪ ،‬بأن يطلق سراح الفرد تي حالً‪..‬من غي نقصا ن نعل أو مسمار‬
‫‪341‬‬
‫***‬

‫وف تلك الثناء أصدر صندوق النقد الدول احتجاجا شديد اللهجة على هذا العمل الوحشي البان‪..‬وقال ناطق‬
‫ط توضيحات أكثر‬
‫‪ .‬طلب عدم ذكر اسه أن وراء احتجاج الصندوق أسبابا تنافسية‪ ،‬لكنه ل يُع ِ‬

‫***‬

‫وأصدر رئيس جعية الدفاع عن حقوق الزرار بيانا استنكر فيه العمل الببري الذي قام به دعبول‪ ،‬وركز على‬
‫ضرورة إنقاذ الزرار بأسرع وقت مكن‪ ،‬كما ناشد الضمي العالي الوقوف وقفة حازمة بوجه مثل هذه العمال‬
‫الل مسئولة ‪ .‬وختم بيانه بالقول ‪ :‬إننا نترم رغبة هذا الدعبول ف ابتلع قميصه وبنطلونه‪ ،‬بل وحت‬
‫حذائه‪..‬لكن ما ذنب هذه الزرار الصغية الغلوبة على أمرها‪ ،‬والت ل تستطيع النطق أو الدفاع عن نفسها بأية‬
‫!وسيلة ؟‬

‫***‬

‫ل حاول أن يقلّد دعبول‪..‬وقال مسئولون إنّ هذا العمل يُعطي صورة‬


‫وف كوال لبور‪..‬أعدمت السلطات رج ً‬
‫بشعة للغربيي عن تلّف سكان آسيا‪ ،‬وذلك حي يشاهدون واحدا منا وهو يأكل نفسه دون استعمال الشوكة‬
‫! والسكّي‬

‫***‬

‫وأدل مندوب جعية الدفاع عن الصارين بديث لذاعة مونت كارلو‪ ،‬قال فيه إن جعيته تندد بذا العمل‬
‫‪ .‬الث‪..‬وتطالب دعبول بالروج حالً من مصارينه الدقيقة والغليظة على حد سواء‬

‫وما جاء ف الديث قوله ‪ :‬إنن ل أرَ ف حيات كلها مثل هذه القسوة‪..‬ول أدري كيف تأتّى لذا البغل أن ينق‬
‫!هذه الصارين الرقيقة بشر نفسه فيها ! هل يظن نفسه قالبا من "اليس كري" ؟‬

‫***‬

‫وناقش البيت البيض‪ ،‬ف جلسات مطوّلة ما سّاه ب" دابولز سيتيويشن"‪..‬وحذّر من احتمالت أن تعطل هذه‬
‫‪ .‬السألة مسية السلم ف الشرق الوسط‪..‬وأنى باللّئمة على بكي‪ ،‬كما حذّر إيران من مغبّة اللعب بالنار‬

‫وف الوقت نفسه أصدر مكتب رئيس الوزراء السرائيلي بيانا أكّد فيه أن "بلعة دعبول" تعتب تديدا صارخا لمن‬
‫‪ .‬إسرائيل‬

‫***‬
‫‪342‬‬
‫و‬ ‫ارتفع سعر الدولر إل أعلى معدّل له منذ سبع سنوات‪ ،‬فيما انفضت أسهم نفط بر الشمال إل‬
‫أدن معدل لا‪ ،‬ول تتوفر على الفور أية معلومات عمّا إذا كان لقضية دعبول تأثي مباشر ف هذا‬
‫‪ .‬الشأن‬

‫***‬

‫وأدل مندوب لنة الدفاع عن حقوق القمشة بتصريح قال فيه ‪ :‬ل يهمنا نوع قماش قميصه أو بنطلونه‪..‬إنا‬
‫مسألة مبدأ بالنسبة لنا‪ ،‬ل فرق إن كان قميصه من الرير أو من اليش‪..‬كلّها ف النهاية‪ ،‬أقمشة بكماء ضعيفة ل‬
‫‪ .‬تسن الدفاع عن نفسها‪..‬وعليه فإننا نطالب هذا الدعبول الجرب بالفراج عن قميصه وبنطلونه فورا‬

‫‪ .‬إن أنظار العال تراقب معنا‪ ،‬بقلق شديد‪ ،‬معاناة هذه القمشة الرتنة ف جوف هذا الحق‬

‫***‬

‫وأعلن أكثر من فصيل عرب معارض مسؤوليته عن بلع دعبول لنفسه‪ ،‬دون أن يتعرّض أيّ منها إل مسألة بلع‬
‫‪) .‬الموال من أيّة جهة كانت‪..‬فيما نفت جيع الكومات العربية أن يكون لا أي دور ف مثل هذه(البلعة‬

‫وعززّ هذا النفيَ تصريح لدبلوماسي غرب(رفض فقدان عمولته) حيث قال أن خبته الطويلة ف الشؤون العربية‬
‫‪ .‬تعله يعتقد بأن هذا النوع من البلع غي متعارف عليه رسيا لدى جيع حكومات النطقة‬

‫***‬

‫وأعربت اليئة الدولية للدفاع عن حقوق(البنكرياس)عن قلقها البالغ على مصي الغدّة السكينة‪ ،‬واتذت بالتعاون‬
‫مع حركة الدفاع عن حقوق(النزيات)إجراءات فورية لتقدي شكوى عاجلة إل منظمة(الفيفا)على اعتبار أن‬
‫‪ .‬دعبول ف شكله الكروي الراهن‪ ،‬يدخل ضمن مسؤوليتها‬

‫***‬

‫‪..‬وفيما كان العال يتا بع هذه القضية بذهول وترقّب وقلق‪..‬بدا فجأة‪ ،‬أن كرة دعبول قد أخذت تتمدّد‬

‫وعلى حي غرّة‪ ،‬انطلق منها صوت صاعق أقرب ما يكون إل(تفوووو)‪..‬ث استوى دعبول قائما على قدميه حافيا‬
‫! عاريا‬

‫بت المهور الغفي‪..‬ولعت فلشات أجهزة التصوير‪ ،‬وتراكض مندوبوا وسائل العلم لتسجيل صورة إفراج‬
‫‪ .‬دعبول عن نفسه‪..‬لظة بلحظة‬

‫زمر دعبول ‪ :‬يا أولد الكلب الحترمي‪...‬ما أنا إلّ جائع ‪،‬عارٍ ‪،‬مشرّد ‪،‬عاطل عن العمل‪..‬فماذا أفعل سوى أن‬
‫!آكل نفسي‪ ،‬لكون أنا طعامي وأنا بيت ؟‬
‫‪343‬‬
‫إ‬ ‫نن ضحيّة كل هذه الهات الت انكرت واستنكرت واحتجت ونددّت ونفت وأعلنت وادّعت‬
‫‪ .‬وحذّرت‪ ،‬ف الوقت الذي كان فمي مغلقا بسمي‪ ،‬ول قدرة ل على الشكوى أو نفي أل تا مات‬

‫لقد تشرّفت‪ ،‬هذا اليوم‪ ،‬برؤية منظمات للدفاع عن حقوق كل شيء ف هذه القرية الصغية‪..‬وها أنتم ترون أن‬
‫الحذية بي‪ ،‬والقمشة بي‪ ،‬والصارين بي‪ ،‬والبنكرياس بي‪ ،‬وإسرائيل بي‪..‬وأنا الوحيد الذي ليس‬
‫!بي‪..‬فلماذا ل أرى‪ ،‬وسط كل هذه القيامة‪ ،‬منظمة واحدة للدفاع عن حقوق دعبول ؟‬

‫‪ .‬ستقولون‪ ،‬يا أولد الكلب الحترمي‪ ،‬إنّ الضغط الدول قد أجبن على الفراج عن جسمي‬

‫! ل وال ‪ ..‬إنن‪،‬ببساطة شديدة‪ ،‬تقيّأت نفسي قَرَفا من هذا العال‬

‫***‬

‫تقول أنباء غي مؤكّدة إن السلطات أجبت دعبول على ابتلع نفسه‪..‬عقوبة له لوقوفه عاريا وسط‬
‫! الشارع‪..‬المر الذي يعتب خدشا للحياء العام‬

‫ما بعـد الـزوال‬

‫‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪344‬‬
‫ك‬ ‫ان بي النقاض ثلثة رجال‪ ،‬هم كلّ من تبقّى بعد الذبة الرضية ‪ .‬التراب تت أرجلهم رماد‪،‬‬
‫‪ .‬والسماء فوق رؤوسهم دخان‬

‫الول‪ :‬فعلها الشرار‪ .‬طمعوا با فدمّروها‪ .‬ل يعيشوا ول يتركوا البرياء يعيشون‪ .‬ها نن أولء وحدنا على هذه‬
‫‪ .‬الرض‪ .‬دعونا نفكّر ف طريقة للحياة‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أشتهي أن أدخّن‬

‫‪ .‬الول‪ :‬دخّن كما تشاء‪..‬الواء كلّه تت أمرك‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬كلّ ‪ .‬أريد سيجارة‪ .‬حبّذا لو كانت سيجارة أجنبية‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬ليس ف الرض أجانب يصنعون السجاير‪ .‬نن وحدنا الحياء‪ ،‬وليس بيننا أجنب‬

‫‪ .‬الول‪ :‬كفاكما جدلً‪ .‬ليس هذا وقته‪ .‬الهم الن أن ند ما نأكله‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬هذا صحيح‪ .‬يب أن ند ما نأكله‬

‫الثان‪ :‬أنا جائع ف القيقة‪ ،‬لكن ل تظنّا أنن سأنسى رغبت إذا ما شبعت‪ .‬التدخي يكون أشهى بعد الطعام‪ .‬ث‬
‫‪ .‬إنن أرغب ف كوب من الشاي بعد أن آكل‬

‫الول‪ :‬أيّها الطيبان‪ ،‬هذه كماليات‪ .‬المر الضروري هو أن ند ما نأكله‪ .‬لحظا أننا سيمكننا مواصلة العيش بل‬
‫‪ .‬تبغ أو شاي‪ ،‬لكننا لن نعيش بل طعام‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬السجاير أصلً اختراع هولندي‪ .‬هي أصل الشر‪ .‬ليست سوى وسيلة من وسائل ألستعمار‬

‫‪ .‬الول‪ :‬والشاي كذلك‪ .‬صحيح انه اختراع صين‪ ،‬إلّ أن النليز برعوا ف جعله وسيلة من وسائل الستعمار‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬يسقط الستعمار‬

‫‪ .‬الول‪ :‬لقد سقط فعلً‪ ،‬لكنّه و أسفاه أسقط الدنيا كلّها معه‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬لندخّن إذَن على شرف سقوط الستعمار‬

‫‪ .‬الول‪ :‬حاول أن تصب يا صديقي‪ ،‬ودعنا الن نفكّر ف طريقة لستعمار الرض‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬فكّر وحدك‪ .‬لن أسلك طريق المبيالية حت لو مِتّ جوعا‬


‫‪345‬‬
‫ا‬ ‫لول‪ :‬أنت مطئ يا عزيزي‪ .‬الستعمار عمل عظيم‪ .‬الستعمار هو أصل وجود آدم على هذه‬
‫‪ .‬الرض‪ ،‬لكنّ قراصنة الغرب هم الذين شوّهوا سعته‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬إذن فهو مشوّه السمعة‬

‫‪ .‬الول‪ :‬لنبدأ سعته من جديد‪ .‬دعونا نسّنها على أيدينا‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬نعم‪ .‬إنه مشوّه السمعة‪ .‬نعم‪..‬دعونا نسّن سعته على أيدينا‬

‫الثان‪ :‬إ رفع قدمك عن أعصاب‪ .‬إنك تؤلن‪ .‬أأنت معي أم معه ؟‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬أنا معكما‬

‫‪ .‬الول‪ :‬وأنا أيضا معكما‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أنا أكره وجهة نظرك‪ ،‬لكنن أحترمها‪ .‬أمّا هذا فليس لديه وجهة نظر‪..‬ولذلك فأنا مضطر لن أكرهه‬

‫الول‪ :‬ينبغي ألّ يكره أحدنا الخر‪ .‬أل ترون أن الكراهية هي الت أوصلت الرض إل هذه النتيجة ؟‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬إذن‪ ،‬أنا مضطر لن ل أكرهه‪ ،‬وأحسب أن هذا المر سيجعلن متاجا إل التدخي‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬التدخي مضر بالصحة‬

‫الثان‪ :‬صحّتك أم صحّت ؟‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬صحّتك طبعا‪ .‬لكنن أتضايق أيضا من رائحة التبغ‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬إ بتعد عنّي حي أدخّن‪ .‬بإ مكانك مثلً أن ترج إل القطب الشمال‬

‫! الول‪ :‬ف الواقع نن ل نعرف موقعنا على الرض بالضبط‪ .‬ربّما نن ف القطب الشمال فعلً‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬ليذهب إل خط الستواء‪ .‬هناك سعة لن ل يب رائحة التبغ‬

‫‪ .‬الول‪ :‬أ و وه‪..‬ل يعنين تدخينك‪ ،‬ول كراهيته للتدخي‪ .‬إنن مهتم الن بتحديد موقعنا على هذه الرض‬

‫الثان‪ :‬هل أنت متأكّد من أننا فوق الرض حقّا ؟‬

‫!الول‪ :‬وأين يكن أن نكون ؟‬


‫‪346‬‬
‫ا‬ ‫‪ .‬لثان‪ :‬على الرّيخ مثلً‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬ل يكن‪ .‬ليس على الريخ حياة‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬اسكت أنت‪ .‬ماذا نعرف عن الريخ ؟ كلّ ما نعرفه الن هو أن ليس على الرض حياة‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬عليها‪..‬نن الثلثة ل نزال أحياء‬

‫!الثان‪ :‬أيها الغب‪ ،‬ل نتحقق بعد من أننا فوق الرض‪ .‬ث مَن يستطيع أن يؤكد أننا أحياء ؟‬

‫‪ .‬الول‪ :‬أعتقد أننا أحياء‪ .‬فالوتى ل يتكلمون‬

‫الثان‪ :‬هل مِتّ من قبل لتعرف أن الوتى ل يتكلمون ؟ ربّما ل نكن نفهم كلم الوتى لننا كنا أحياء‪ .‬وها نن‬
‫! أولء يفهم بعضنا بعضا لننا ميتون‬

‫‪ .‬هل تتذكرون ؟ عندما كنا نيا ف الوطن العرب ل نكن نتكلم إطلقا‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬هذا صحيح‪ ،‬أذكر ذلك جيدا‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬إذن فليس الوتى وحدهم الذين ل يتكلمون‪ .‬كلّ السائل نسبيّة يا جاعة‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬ل أتفق معك‪ .‬فنحن مازلنا عربا‪..‬ومع ذلك فنحن نتكلّم‬

‫الثان‪ :‬طبعا ل تتفق معي‪ ،‬لنّك مصّر على أن تظلّ عربيا‪ .‬إ سع يا رجل‪ ،‬ينبغي أن تدرك أنك تتكلم الن لنك ل‬
‫‪ .‬تعد عربيا‪ .‬أنت الن عالي‪ .‬إذا أردت الدقّة أنت الن ثلث نفوس العال‬

‫الثالث‪ :‬أيّ عال ؟‬

‫! الثان‪ :‬إذا ل نكن على الريخ‪ ،‬وإذا كنّا أحياء‪ ،‬فليس عندي شك ف أنك العال الثالث‬

‫‪ .‬الول‪ :‬نن جيعا ف موقع واحد‬

‫الثان‪ :‬ف اللحظة الراهنة نعم‪ .‬لكنن أعتقد أنه جاءنا لجئا‪ .‬أل ترى أنه بل رأي ؟‬

‫‪ .‬الول‪ :‬لقد عبّر عن رأيه بكل وضوح‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أيّ رأي؟ إنه يردّد ما أقوله أو ما تقوله‪ .‬ل يقل شيئا سوى أن التدخي مضر بالصحّة‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬وبالبيئة أيضا‬


‫‪347‬‬
‫ا‬ ‫!لثان‪ :‬البيئة ؟‬

‫‪ .‬الول‪ :‬اسكتا‪..‬البيئة نفسها تدخّن الن‪ .‬ينبغي أن نفكّر ريثما يزول هذا الدخان‬

‫الثان‪ :‬ل أستطيع التفكي وهذا(الخضر) مغروز ف خاصرت‪ .‬قل له أن يشفق على أعصاب بقدر إشفاقه على‬
‫‪ .‬البيئة‬

‫‪ .‬الول‪ :‬إذا واصلنا الدال فسنهلك‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬ل بأس‪ ،‬إذا كان اللك سيخلصن من هذا الببغاء‬

‫‪ .‬الول‪ :‬الدل مفيد إذا كان مفيدا‬

‫! الثالث‪ :‬حكمة وال‬

‫‪ .‬الول‪ :‬علينا أن ننظّم تفكينا وحوارنا‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬الختلف قائم ل مالة‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬نعم نن نتلف ل مالة‪ .‬علينا أن ننظّم تفكينا‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬وحوارنا كما قال‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬وحوارنا‬

‫!الثان‪ :‬أل أقل إنك ببغاء ؟‬

‫الول‪ :‬إننا ندور ف حلقة مفرغة‪ .‬لاذا ل ننتخب واحدا منّا ليكون هو القائد‪ ،‬ويكون على الخَرين احترام رأيه ؟‬

‫الثان‪ :‬مَن يضمن ل أن يري النتخاب دون تزوير ؟‬

‫‪ .‬الول‪ :‬أنا أضمن ذلك‪ .‬إننا ل نعد ف الوطن العرب‪ ،‬كما أننا جيعا سنراقب العملية عن كـثب‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬نتاج إل صندوق‬

‫!الثان‪ :‬ما حاجتنا للصندوق ؟‬

‫الثالث‪ :‬هه‪..‬كيف يري النتخاب دون صندوق للقتراع ؟‬


‫‪348‬‬
‫ا‬ ‫‪ .‬لثان‪ :‬إذا عثرنا على صندوق فأول ما سأفعله هو أن أضعك فيه وأشيّعك إل مثواك الخي‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬أنت دكتاتور‬

‫‪ .‬الول‪ :‬كلّ‪..‬هو ديقراطي‬

‫الثالث‪ :‬لاذا يقف ضدّ فكرة صندوق القتراع ؟‬

‫الثان‪ :‬يا كائن‪ .‬أل ترى أنه ل يوجد صندوق ؟‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬نبحث عن صندوق‬

‫‪ .‬الول‪ :‬حسنا‪..‬لننتخب أحدنا ليقود عملية البحث‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬هذا أحسن حل‬

‫!الثان‪ :‬كيف ننتخب ؟‬

‫‪ .‬الول‪ :‬بالقتراع‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬نتاج إل صندوق‬

‫‪ .‬الول‪ :‬نن ناول انتخاب أحدنا ليقود عملية البحث عن صندوق‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬حل جيّد‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬سأقتل هذا الببغاء‬

‫‪ .‬الول‪ :‬ل تشتبكا‪ .‬بإمكاننا ف هذه الرّة أن نري النتخاب بالتصويت الباشر‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬ف هذه الرحلة فقط‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أنا أرشّح نفسي‬

‫‪ .‬الول‪ :‬وأنا ارشّح نفسي‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬وأنا أرشّح نفسي‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أنت ل‬
‫‪349‬‬
‫ا‬ ‫!لثالث‪ :‬لاذا؟ أأنتما أحسن منّي ؟‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬إذا رشّحنا جيعا فمن سياقب سي النتخاب؟ لبدّ أن يتولّى أحدنا مهمة الرقابة‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬لننتخب أحدنا لذه الهمة‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أنا أرشّحك وأصوّت لصالك‬

‫‪ .‬الول‪ :‬سأصوّت ضدّه‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬إذن‪ ،‬أعيّنك أنت رئيسا للجنة الرقابية‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬مَن أنت حت تعيّنه؟ كلّ‪..‬يب أن يرى انتخاب‬

‫الول‪ :‬ل شأن ل بانتخابات رئاسة اللجنة الرقابية‪ ،‬أنا مرشّح قيادة للبحث عن صندوق اقتراع لنتخابات القيادة‬
‫‪ .‬العامة‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أنا منسحب‬

‫‪ .‬الول‪ :‬ف هذه الالة رشّح نفسك لنتخابات اللجنة الرقابية‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬لن أرشّح ف أي انتخاب‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬إذن إ دلِ بصوتك كمواطن عادي‬

‫الثان‪ :‬ل ثقة ل بأي مرشّح‪ .‬أنت مثلً‪..‬ما هو برنامك النتخاب ؟‬

‫!الثالث‪ :‬برنامي ؟‬

‫الول‪... :‬ومن أبرز أهداف أن أكون ف خدمة هذين الرفيقي الطيبَي‪ .‬وأعد بشرف أنن إذا تّ انتخاب‪ ،‬سأعمل‬
‫بكل طاقات وبتفانٍ وإخلص لتحقيق الكاسب التالية‪ :‬أولً ‪:‬العثور على صندوق للقتراع‪ ،‬ثانيا‪:‬إجراء انتخابات‬
‫‪ .‬حرة مستندة إل صندوق القتراع‪ ،‬ثالثا‪:‬توحيد الصّف وماربة الميّة وتوفي الوظائف وإطلق حرية الرأي‬

‫!الثالث‪ :‬ماذا يقول ؟‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أحسن منك‪ .‬رجل عنده برنامج‬

‫الثالث‪ :‬أهذا هو البنامج ؟‬


‫‪350‬‬
‫ا‬ ‫لثان‪ :‬نعم‪ .‬هذا هو‪ .‬أم كنت تظنه برنامج(ما يطلبه الستمعون) ؟‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬ويي‪ .‬هذا سهل‪ .‬أنا أيضا أستطيع أن أقول مثل هذا البنامج‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬هات ما عندك‬

‫الثالث‪.. :‬ومن أبرز أهداف أن أكون ف خدمة هذين الرفيقي الثلثة‪ .‬وأقسم بشرف أن أحقق النجزات التالية‪:‬‬
‫‪ .‬أولً‪ :‬العثور على صندوق‪ ،‬ثانيا‪ :‬العثور على طعام‪ ،‬ثالثا‪ :‬توحيد الصف وماربة المبيالية‬

‫‪ .‬الول‪ :‬حسنا‪..‬أمامك برنامان‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬ليس ف البنامي ما يغرين بانتخاب أحدكما‪ .‬ل يتطرق أيّ منكما إل ضرورة توفي السجاير ل‬

‫‪ .‬الول‪ :‬الطعام أوّلً‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬السجاير مضيعة للمال والصحّة‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬انتخبا لوحدكما‬

‫الول‪ :‬وماذا ستفعل أنت ؟‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬مقاطعة النتخابات‬

‫‪ .‬الول‪ :‬موقف غي حضاري‪ .‬ل يوز للمواطن الصيل أن يتخذ موقفا سلبيّا من قضيّة النتخابات‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬لست سلبيا‪ .‬أنا على الياد‪ .‬الياد الياب‬

‫‪ .‬الول‪ :‬أعتقد أن ل مفر من القيادة الماعية‬

‫! الثالث‪ :‬كنا هكذا منذ البداية‬

‫‪ .‬الول‪ :‬نعم‪ .‬لكن بطريقة بدائية‪ .‬أمّا الن وقد تبلورت القضيّة‪ ،‬فإننا نستطيع أن نسمّي أنفسنا ملس قيادة‬

‫!الثان‪ :‬نقود مَن ؟‬

‫‪ .‬الول‪ :‬أنفسنا‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬هذه بدعة عربية‪ .‬نن الن عاليون‬


‫‪351‬‬
‫ا‬ ‫لول‪ :‬ماذا نفعل إذن ؟‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬احسن شيء هو أن يضي كل واحد منا ف اتاه‬

‫‪ .‬الثالث‪ :‬فكرة جيدة‪..‬لكنها أيضا فكرة عربية‬

‫الول‪ :‬لاذا ا نتما معقّدان من العروبة؟ لاذا ل نكون عربا وعاليي ف الوقت نفسه؟ أل يكفي العرب كرامة عند‬
‫!ال أن يكون منهم الثلثة ا لو حيد ون الذين بقوا على قيد الياة فوق الرض ؟‬

‫الثان‪ :‬على قيد الياة؟ من قال إننا أحياء حقا؟ فوق الرض؟ من قال إن هذه هي الرض حقا؟ كرامة؟ أينبغي أن‬
‫!يزول جيع البشر لكي يستطيع ثلثة من العرب أن يشعروا بكرامتهم ؟‬

‫الثالث‪ :‬إ ثنا ن فقط‪ .‬أنا ل أشعر بالكرامة‪ .‬كيف أشعر با وأنت عاكف على إهانت ؟‬

‫‪..‬الثان‪ :‬إذا كانت كلمت ثقيلة عليك فبإمكانك أن تطلب حقّ اللجوء من هذا‬

‫‪ .‬الول‪ :‬ل ترجن‪ .‬أنت تعلم أنن ل أستطيع البتّ ف طلبات اللجوء قبل النتخابات‬

‫‪ .‬الثان‪ :‬أقترح ف هذه الالة أن ترى انتخابات مبكّرة‬

‫‪..‬الثالث‪ :‬سنحتاج إل صندوق‬

‫‪..‬الول‪ :‬وإل ناخبي‬

‫‪...‬الثان‪ :‬وإل لنة رقابية‬


‫‪352‬‬

‫ت بمد ال وتوفيقه‬

You might also like