You are on page 1of 20

‫اعترافات قاتل مأجور‬

‫بقلم ‪ /‬جون بيكنس‬

‫سفاحي القتصاد ( ‪ , ) Economic Hit Men‬هم مهنيون ‪ ,‬تدفع لم أجور عالية ‪ ,‬مقابل قيامهم‬
‫بعمليات غش‪ ,‬و نصب و توريط على رؤساء الدول حول العال ‪ ,‬تصل إل تريلونات الدولرات ‪ ,‬حيث يتم‬
‫امتصاص و تفريغ أموال البنك الدول‪ ,‬و الوكالة المريكية للتنمية الدولية‪ ,‬و منظمات الغاثة الخرى ‪ ,‬إل‬
‫خزائن الشركات الضخمة و جيوب بعض العائلت الثرية الت تسيطر على الوارد الطبيعية على هذا الكوكب‪.‬‬

‫ووسائلهم هي تزوير التقارير الالية‪ ,‬التلعب ف النتخاباتالرشاوى‪ ,‬البتزاز‪ ,‬النس و القتل‪ .‬فهم يلعبون لعبة‬
‫قدية قدم المباطورية‪ ,‬و لكنها أخذت منحى جديدا وأبعادا مرعبة ف هذا العصر عصر العولة‪.‬‬
‫على أن اعترف بانن كنت احد سفاحي القتصاد هؤلء ‪ ,‬لقد كنت سفاح اقتصاد‪.‬‬
‫بدأت ف صياغة هذا الكتاب خلل العام ‪ ,1982‬كبداية لكتاب بعنوان " ضمي سفاح اقتصاد" و قد خصصته‬
‫لرئيسي بلدين‪ ,‬و اللذين كانا من عملئي‪ ,‬فقد كنت أكن لكل منهما احترام خاص‪ ,‬لنن اعتقدت بان لم‬
‫روحا شعبية‪ ,‬و ها جيمي رولدز رئيس الكوادور‪ ,‬و عمر تور يوس رئيس بنما‪ ,‬و كلها قتل ف حوادث‬
‫تطم بشعة ‪ ,‬و ل يكن مقتلهما صدفة‪ ,‬فقد ت اغتيالما بسبب معارضتهما للتجمع و الشراكة الغرضة بي‬
‫رؤوس الكومة‪ ,‬و الصارف و الشركات لتأسيس إمباطورية عالية‪ ,‬لقد فشلنا نن ف إغواء رولدز و تور‬
‫يوس‪ ,‬عندها تدخل الذئاب‪ ,‬وهم الخابرات الركزية المريكية‪ ,‬و الذين كانوا دائما خلفنا‪ ,‬ف اتاذ الطوة‬
‫التالية و الاسة ‪.‬‬
‫ظلت هنالك ماولت مستمرة لثنائى عن الضي ف هذا الكتاب‪ .‬و قد بدأت ف كتابته أربعة مرات خلل‬
‫العشرين سنة الاضية‪ ,‬و ف كل مرة ‪ ,‬كانت تؤثر على قراري الحداث العالية الارية‪.‬مثال غزو بنما ف العام‬
‫‪ ,1982‬حرب الليج الول‪ ,‬الصومال‪ ,‬و ظهور أسامة بن لدن‪.‬‬
‫ومع ذلك فان الرشوة و التهديد كانتا دائما تقنعانن بالعدول و التوقف عن الكتابة‪.‬ف العام ‪ 2003‬قام رئيس‬
‫دار كبى للنشر‪ ,‬و الت تلكها شركة كبى تابعة للشركة الدولية‪ ,‬قرأ مسودة ما هو الن ( اعترافات سفاح‬
‫اقتصاد) ووصفها الخي بأنا "قصة مثية يب أن تكى‪ ".‬ث ابتسم بأسى و هز رأسه و قال ل‪ ,‬ما دام أن‬
‫السئولي الكبار ربا يرفضون‪ ,‬فانه لن يستطيع تمل اى مسئوليات أو أخطار تنشأ عن نشر هذا الكتاب‪ .‬ث‬
‫نصحن بتحويله إل رواية على نسق جون لو كاري أو جراهام جرين‪".‬قلت له و لكن هذه ليست رواية خيالية‬
‫و إنا هي قصة واقعية ليات‪ .‬و أخيا وافق ناشر آخر أكثر شجاعة ‪ ,‬و مؤسسته غي ملوكة للشركة الدولية‪,‬‬
‫وافق على نشر كتاب‪.‬إن هذه القصة تستحق أن تروى‪ ,‬إننا نعيش أزمة رهيبة و مرعبة‪ ,-‬إن قصة سفاح‬
‫القتصاد هذه على وجه التحديد هي قصة وصولنا إل ما نن فيه الن‪ ,‬و لاذا يعان العال و يواجه كل هذه‬
‫الزمات و التييبدو من الصعب التغلب عليها‪.‬‬
‫هذه القصة يب أن تروى ‪ ,‬لننا من خلل فهمنا لخطاء الاضي فقط ‪,‬يكننا الستفادة من الفرص الستقبلية‪,‬‬
‫لن نفس الطريقة الت حدثت با أحداث ‪ , 11/9‬هي نفسها الطريقة الت اندلعت با حرب العراق‪ ,‬لنه و‬
‫بالضافة إل الثلثة آلف شخص الذين لقوا حتفهم ف ‪ /11‬سبتمببايدى الرهاب ‪ ,‬هنالك أربعة و عشرون‬
‫ألفا يوتون ف كل يوم بسبب الوع و المراض التعلقة به‪ ,‬و بسبب عدم قدرتم على الصول على ما يسد‬
‫الرمق‪ .‬و الهم من ذلك أن هذه القصة‪ ,‬تعتب ضرورية لننا و ف هذا العصر و لول مرة ف التاريخ‪ ,‬هنالك‬
‫شعب واحد ‪ ,‬يتلك القدرة و الال ‪ ,‬و السلطة لتغيي هذا الواقع برمته ‪.‬انه الشعب الذي ولدت بينه‪ ,‬و الذي‬
‫خدمته كسفاح اقتصاد‪ :‬الوليات التحدة المريكية‪.‬‬
‫ما الذي اقنعن بتجاهل التهديد و الرشوة‪:‬‬
‫الجابة البسيطة هي ابنت الوحيدة جيسكا‪ ,‬فقد ترجت من الكلية و ذهبت إل حال سبيلها للعمل بطريقتها‬
‫الاصة‪ ,‬عندما قمت بإخبارها مؤخرا بانن أنوى نشر هذا الكتاب‪ ,‬و أشركتها ف ماوف تاه هذه الطوة ‪,‬‬
‫فقالت ردا على تساؤل و ماوف " ل تقلق أب‪ ,‬فان حصلوا عليك‪ ,‬سأتسلم مهمة الكتاب من حيث تتوقف‬
‫أنت‪ ,‬أن هذا العمل من اجل الحفاد الذين أتن أن أقدمهم هدية لك ف يوم من اليام!" الزء العظم من هذه‬
‫النسخة مهداة إل البلد الذي نشأت وترعرعت فيه‪ ,‬و حب للقيم الت عب عنها أجدادنا‪ ,‬و التزامي نو‬
‫المهورية المريكية الواعدة "بالياة و الرية و السعادة" لكافة الناس أينما كانوا‪ ,‬و لقراري ما بعد ‪, 11/9‬‬
‫أن ل أقف موقف التفرج‪ ,‬بينما يقوم سفاحي القتصاد بتحويلها إل إمباطورية عالية‪.‬‬
‫هذه قصة حقيقية واقعية‪ ,‬عشت كل لظة منها‪ ,‬الشاهد و الناس‪ ,‬تبادل الديث و الوارات‪ ,‬و الشاعر و‬
‫الحاديث الت قمت بوصفها هي جزء من حيات‪ .‬هي قصت الشخصية‪ ,‬و قد حدثت خلل مدى كبي من‬
‫الحداث العالية الت شكلت تارينا‪ ,‬و أوصلتنا إل ما نن عليه اليوم‪ ,‬و تقوم بصياغة مستقبل أبنائنا‪ .‬لقد‬
‫فعلت ما بوسعي من جهد لعرض هذه التجارب و الحاديث للناس بشكل صحيح و صادق‪ .‬و مت ما وردت‬
‫أحداث تاريية أو حوارات مع أشخاص آخرين‪ ,‬فان ذلك قد ت بساعدة العديد من الوسائل و الدوات‪ ,‬با‬
‫ف ذلك الوثائق النشورة‪ ,‬التسجيلت و الذكرات الاصة‪ ,‬الذكريات الاصة بشخصي و بالخرين الذين‬
‫ساهوا حينها ‪ ,‬المس مطوطات الت بدأتا من قبل‪ ,‬و التاريية بأقلم كتاب آخرين و الت نشرت أخيا و‬
‫الت تفى العلومات و الت صنفت رسيا بأنا غي متوفرة‪.‬‬
‫الواشي السفلية و الراجع وردت حت يتمكن القارئ الهتم من متابعة هذه الوضوعات بطريقة أكثر عمقا‪.‬لقد‬
‫سالن الناش ما إذا كنا نشي إل أنفسنا كسفاحي اقتصاد ‪ .‬أكدت له أننا كذلك ‪ ,‬بالرغم من أن ذلك عادة ما‬
‫يكون بالحرف الول ‪ .‬ف يوم من أيام العام ‪ 1971‬عندما بدأت العمل مع مدربت كولودين ‪ ,‬اخبتن بان "‬
‫مهمت هي أن اجعل منك سفاح اقتصاد ‪ ,‬يب أن ل يعلم احد بتورطك – حت زوجتك يب أن ل تعلم‬
‫ذلك" ث خاطبتن بدية صارمة " ما دمت معنا ‪ ,‬فستكون كذلك مدى حياتك" و بعد ذلك نادرا ما يذكر‬
‫السم الكامل‪ ,‬نن ببساطة سفاحي اقتصاد ‪.) )EHMs‬‬
‫إن الدور الذي تلعبه كولودين ‪ ,‬هو مثال مثي للتلعب الذي يفى تته نوع العمل الذي حشرت فيه نفسي‪,‬‬
‫امرأة جيلة ‪ ,‬ذكية و مؤثرة إل درجة كبية‪ ,‬لقد فهمت نقطة ضعفي‪ ,‬و استطاعت استثمارها لصالها إل ابعد‬
‫حد مكن‪ .‬مهمتها تشبه مهمة الترس الذي يافظ بدقة على سي النظام ف خطه الرسوم له‪.‬كولودين ل تتورع‬
‫أو تدخر وسعا ف وصف الهمة الت يتم استدعائي لا ‪ ,‬قالت ل أن وظيفت هي " تشجيع و دفع قادة العال بان‬
‫يصبحوا جزء من شبكة عالية و واسعة تعمل من اجل الصال التجارية المريكية‪ .‬و ف ناية الطاف يب أن‬
‫يقع هؤلء القادة أو الرؤساء ف فخ شبكة من الديون‪ ,‬و الت تؤكد ولءهم ‪ ,‬حيث يكننا الضغط عليهم مت‬
‫ما أردنا ذلك ‪ ,‬و دفعهم لتلبية رغباتنا السياسية و القتصادية و حت العسكرية‪ ,‬و بالقابل يتم دعم وضعهم‬
‫السياسي‪ ,‬باستجلب الدائق و التنهات الصناعية‪ ,‬مطات الكهرباء‪ ,‬و الطارات و بيعها لم لسكات‬
‫شعوبم‪ .‬و على ذلك فقد أثرى مالكي شركات الندسة و البناء ثراء فاحشا من هذه العمليات‪.‬‬
‫نن الن نشهد النتائج بانزلق هذا النظام نو السعار و الوحشية و القتل ‪ ,‬السئولي ف أكثر الشركات الت‬
‫تعتب مترمة يستأجرون الناس‪ ,‬بأجور استعبادية استرقاقية للعمل بوجب شروط و ظروف ل إنسانية ف‬
‫الؤسسات الصناعية السيوية ذات الجور الضئيلة‪ .‬الشركات النفطية تقوم و بل مبالة بضخ السموم ف‬
‫الغابات و النار‪ ,‬متسببة و بادراك تام ف قتل البشر و اليوان و النبات و ارتكاب جرائم التطهي العرقي‬
‫للثقافات القدية‪ .‬شركات الصناعات الدوائية ترفض توفي الدوية‪ ,‬الت تافظ و تنقذ الياة للمليي البشر‬
‫الصابي برض فقدان الناعة الكتسب ( اليدز) ف أفريقيا‪.‬‬
‫ثانية مليي مواطن و أسرة ف الوليات التحدة وحدها ‪ ,‬ينتابم القلق على كيفية الصول على الوجبة التالية‪.‬‬
‫صناعة الطاقة أنبت لنا (اينرون) صناعة السابات أنبت لنا (انديرسي)‪ ,‬نسبة الدخل لمس سكان العال ف‬
‫اغن بلد العال إل المس ف أفقر البلدان ‪ ,‬ترك من ‪ 30:1‬ف العام ‪ 1960‬إل ‪ 74:1‬ف العام ‪, 1995‬‬
‫تنفق الوليات التحدة ‪ 87‬مليار دولر على الرب ف العراق‪ ,‬بينما تقدر المم التحدة ‪ ,‬أن اقل من نصف‬
‫هذا النفاق‪ ,‬تنفقه هي على توفي مياه الشرب ‪ ,‬و التغذية الكافية‪ ,‬و الدمات الصحية‪ ,‬و التعليم الساسى ‪,‬‬
‫على كل شخص على وجه الرض‪.‬‬
‫ونن نتسآل لاذا يهاجنا الرهاب‬
‫البعض ربا يوجهون اللوم إل‪ ,‬مشاكلنا الالية حول الؤامرة النظمة‪ .‬تنيت لو أن المر بذه البساطة‪ ,‬لن‬
‫أعضاء أو أفراد الؤامرة يكن اجتثاثهم و إحضارهم أمام العدالة‪ ,‬إن هذه النظام مدفوع بشيء أكثر خطورة من‬
‫الؤامرة‪ ,‬ليس مدفوعا بطغمة من الناس و إنا تدفعه مفاهيم أشبه بالقداس النيلى ‪ :‬فكرة أن كل النمو‬
‫القتصادي هو لفائدة النس البشرى ‪ ,‬و انه كل ما زاد النمو زادت الفائدة على النسانية‪ ,‬هذا العتقاد‬
‫ينطوي على نتيجة طبيعية وهي أن هؤلء الناس الذين يتفوقون ف إذكاء نار النمو القتصادي‪ ,‬يب تقديرهم و‬
‫مكافأتم‪ ,‬أما أولئك الذين ولدوا هامشيي فهم متوفرون ليتم استغللم‪.‬بالطبع فان هذا الفهوم ينطوي على‬
‫مغالطة و خطأ كبي ‪ ,‬و نن نعلم أن النمو القتصادي ف العديد من البلدان‪ ,‬ل تصل فائدته إل إل نسبة قليلة‬
‫جدا من السكان‪ ,‬و من المكن ف القيقة أن تنتج عنه ظروف متزايدة من البؤس و اليأس للغالبية العظمى‬
‫منهم‪.‬‬
‫هذا الثر يزداد قوة بالعتقاد ف أن النتيجة الطبيعية ‪ ,‬أن القباطنة الذين يدفعون بذا النظام‪ ,‬من الفترض أن‬
‫يستمتعوا بوضع خاص‪ ,‬و هذا العتقاد هو جذر العديد من الشاكل الت نعيشها الن‪ ,‬و هو السبب أيضا ف‬
‫سيادة نظرية الؤامرة‪ ,‬فعندما نكافئ الرجال و النساء على طمعهم‪ ,‬يصبح الشع دافع للفساد و الفساد‪ ,‬و‬
‫عندما نوازن بي الستهلك الشره بوارد الرض‪ ,‬بوضعية تقترب من القداسة‪ ,‬و عندما نعلم أبناءنا منافسة و‬
‫ماكاة أولئك‪ ,‬الذين يعيشون حياة مضطربة و غي متوازنة‪ ,‬و عندما نعرف و نصف قطاع كبي من السكان‬
‫بأنم أذلء و تابعي للقلية الستنية‪ ,‬فإننا ف هذه الالة ‪ ,‬نبحث عن مشكلة و سنجدها‪.‬‬
‫ف لاثهم وراء تقيق المباطورية العالية ‪ ,‬الشركات و البنوك و الكومات و ف مموعها ( الشركائية) (‬
‫‪ )Corporatocracy‬تستخدم عضلتا الالية و السياسية لتأكيد أن مدارسنا و مشاريعنا‪ ,‬و دعمنا‬
‫العلمى‪ ,‬برمته أكذوبة‪ .‬و الوصول بنا إل أن ثقافتنا العالية ليست سوى آلة متوحشة ‪ ,‬تتطلب كميات‬
‫متزايدة من الوقود و الصيانة‪ ,‬إل درجة أنا ف ناية الطاف ‪ ,‬ستقضى على الخضر و اليابس‪ ,‬و ينتهي با‬
‫المر إل التهام نفسها‪.‬الشركائية ليست مؤامرة‪ ,‬غي أن أعضائها‪ ,‬يتفقون على قيم و أهداف مشتركة ‪,‬‬
‫وواحدة من أهم وظائف الشركائية هي الحافظة على ديومة و تقوية و استمرارية توسع النظام‪ ,‬و حياة الذين‬
‫قاموا بصنع هذا النظام ‪ ,‬و تهيزاتم و عتادهم ‪ ,‬قصورهم ‪ ,‬و يوتم‪ ,‬و طائراتم الاصة‪ ,‬تقدم ألينا كنموذج‬
‫للياء لنا بالستهلك ‪...‬الستهلك‪....‬الستهلك ‪ ,‬كل فرصة تنتهز لقناعنا ‪ ,‬بان مهمتنا الدنية هي الشراء‪,‬‬
‫و أن استلب الرض جيد للقتصاد و بالتال يدم مصالنا العليا‪ .‬أشخاص مثلى يستلمون رواتب عالية إل‬
‫حد فاحش لزادات النظام ‪ ,‬و إذا تلكأنا‪ ,‬يقفز مأجور آخر ‪ ,‬أو ذئب آخر إل الطبق‪ ,‬و ينقض على الهمة و‬
‫إذا اخفق ‪ ,‬فان الهمة تنلق فورا ليتلقفها اليش‪.‬‬
‫هذا الكتاب هو اعترافات رجل ‪ ,‬تراجع عندما كان سفاح اقتصاد‪ ,‬و الذي كان جزء من مموعة صغية‬
‫نسبيا‪ .‬الشخاص الذين من المكن أن يلعبوا دورا ماثل متوفرون بكثرة الن‪.‬‬
‫لديهم الكثي من اللقاب البغيضة‪ ,‬يسيون على مرات مونسانتو‪ ,‬و جنرال إلكتريك‪ ,‬نايك ‪ ,‬جنرال موتور‪,‬‬
‫وول مارت‪ ,‬و تقريبا اى شركة رئيسية أخرى ف العال‪ ,‬و بعن الكلمة فان هذه العترافات ‪ ,‬هي اعترافاتم‬
‫كما هي اعترافات‪.‬إنا قصتك أيضا ‪ ,‬قصة هذا العال الذي نعيش فيه‪ ,‬عالك و عالي‪ ,‬قصة أول إمباطورية‬
‫عالية حقيقية‪ ,‬يبنا التاريخ بأننا ما ل نرف هذه القصة ‪ ,‬فقد كان من الؤكد أن تنتهي بشكل مأساوي‪.‬‬
‫المباطوريات ل تدوم ‪ ,‬فقد تساقطت الواحدة تلو الخرى‪ ,‬تدمر العديد من الثقافات ف سباقها من اجل‬
‫اليمنة‪ ,‬ت تسقط هي نفسها ‪ .‬ل تستطيع بلد أو مموعة من البلدان أن تزدهر باستغلل الخرين‪.‬‬
‫هذا الكتاب و ضع لجل النتباه‪ ,‬و إعادة قولبة قصتنا‪ .,‬و أنا متأكد من أننا عندما ندرك ‪ ,‬الطريقة الت يتم با‬
‫استغللنا من قبل آلة القتصاد و الت تنتج شهية نمة لوارد الرض ‪ ,‬و الت ينتج عنها أنظمة ترعى العبودية و‬
‫السترقاق‪ ,‬و سوف لن يتمل ذلك بعد الن‪ ,‬سوف نعيد تقييم دورنا ف هذا العال ‪ ,‬حيث تسبح القلية ف‬
‫الثروات ‪ ,‬بينما تغرق الغالبية ف الفقر‪ ,‬و التلوث‪ ,‬و العنف‪ .‬سوف نلزم أنفسنا بالبار نو الشفاق ‪,‬‬
‫الديقراطية‪ ,‬و العدالة الجتماعية للجميع‪.‬إن العتراف بوجود الشكلة هو أول خطوة نو الل‪ ,‬و العتراف‬
‫بالذنب بداية للتوبة‪ ,‬فلنجعل من هذا الكتاب بداية للخلص‪.‬‬
‫فليكن مصدر الام لنا إل مستوى جديد من التفان و التكريس‪ ,‬و أن يدفعنا لتحقيق أحلمنا‪ ,‬للق متمعات‬
‫متوازنة و شريفة‪.‬‬

‫الزء ‪1975-1971 :2‬‬


‫الصفحة ‪45‬‬
‫" فيتنام ليست سوى عمل مرحلي" يقول احد الرجال متدخل ف الوار " إنا مثل ما كانت هولندا للنازيي‪.‬‬
‫معبا للوصول" الدف القيقي‪ " ,‬تقول الرأة مواصلة الوار " هو العال السلمى؟ لن نترك هذا المر بدون‬
‫إجابة " بالتأكيد‪ ",‬قلت ذلك متجا ‪ " ,‬ل يكنك العتقاد بان الوليات التحدة عدوة للسلم‪".‬‬
‫ردت الرأة على ‪ ,‬و بأنا ل تصدق بانن ل اعلم هذه القيقة ‪ " ,‬انك ف حاجة لن تقرأ لحد كتاب التاريخ‬
‫عندكم ‪ -‬ارنولد توينب‪ ,‬الذي تنبأ ف المسينات بان الرب القيقية ف القرن التال لن تكون بي الشيوعية و‬
‫الرأسالية‪ ,‬و إنا بي السيحية و السلم‪.‬‬
‫"قلت لا مندهشا و مصدوما " هل قال توينب ذلك؟"‬
‫" نعم اقرأ ما كتيبه ف ماكمة الضارة و العال و الغرب ‪.‬‬
‫"سألتها و "لكن لاذا العداء بي السلمي و السيحيي ؟" تبادل الالسون حول الطاولة النظرات ‪ ,‬مستبعدين‬
‫أن اسأل مثل هذا السؤال الغب‪.‬‬
‫ردت قائلة بدوء و أستاذية و كأنا تاطب شخصا بطيء الفهم أو ثقيل السمع ‪ " ",‬إن الغرب‪ -‬و خصوصا‬
‫القادة ف الغرب‪ ,‬و الوليات التحدة ‪ ,‬قرروا السيطرة على العال بأكمله‪ ,‬ليصبح اكب إمباطورية ف التاريخ‪.‬‬
‫و هي الن تقترب من النجاح‪.‬‬
‫حاليا يقف التاد السوفيت ف وجهها‪ ,‬لكن التاد السوفيت لن يصمد كثيا‪ ,‬لقد تنبأ توينب بذلك‪ .‬أنم بل‬
‫دين‪ ,‬و ل عقيدة و بل سند فكرى‪ ,‬إن التاريخ يظهر العقيدة‪ -‬الروح‪ ,‬و اليان بالقوة اللية العليا شيء‬
‫أساسي ‪ ,‬نن السلمون لدينا كل هذه الشياء و هي لدينا أكثر من اى شخص آخر ف هذا العال‪ ,‬حت أكثر‬
‫من السيحيون أنفسهم‪ ,‬و نن الن ننتظر إننا نصبح أكثر قوة ‪.‬‬
‫" سوف يأت زماننا "‬
‫وافق على كلمها احد الرجال " ث سنوجه ضربتنا كالفعى"‪.‬‬
‫" يا له من تفكي مرعب"‬
‫عندها استجمعت نفسي لقول " ماذا يكننا أن نفعل لتغيي ذلك؟‬
‫"نظر إل الرائد نظرة ثاقبة ‪ ,‬أضافت الرأة قائلة " أن تتوقفوا عن الطمع " " توقفوا عن النانية‪ ,‬و اعلموا أن‬
‫هنالك أشياء ف هذا العال هي أهم من مساكنكم الضخمة‪ ,‬و متاجركم الساحرة‪ ,‬الناس يوعون ‪ ,‬و انتم‬
‫منشغلون بوقود سياراتكم‪ ,‬أطفال رضع يوتون من الظمأ و انتم منكفئون على ملت الزياء تبحثون عن آخر‬
‫صرعان الودة‪ ,‬الشعوب أمثالنا غارقة ف الفقر ‪ ,‬و شعوبكم ل تريد حت الستماع إل صراخنا و نن نطلب‬
‫النجدة ما نن فيه‪.‬‬
‫تغلقون أذانكم أمام الصوات الت تاول الوصول إليكم‪ ,‬و تسمونم راديكاليي أو شيوعيي‪ .‬عليكم أن‬
‫تفتحوا قلوبكم للفقراء‪ ,‬و السحوقي‪ ,‬بدل من دفعهم نو الزيد من الفقر و الستعباد‪ .‬الوقت أمامكم ينفد ‪,‬‬
‫و إذا ل تغيوا هذا الواقع فان مصيكم هو اللك‪".‬‬
‫صفحة ‪48‬‬
‫كتبت ف يوميات‪:‬هل هنالك بريء ف أمريكا؟‬
‫بالرغم من أن أولئك الوجودون على قمة الرم القتصادي يصلون على نصيب السد ‪ ,‬و الليي منا‬
‫يعتمدون ف حياتم العيشية اليومية بطريقة مباشرة أو غي مباشرة إما على‪ ,‬الموال العائدة من استغلل البلدان‬
‫القل نوا ‪.‬‬
‫أو على العمالة الرخيصة من اندونيسيا ‪ ,‬و الذين قليل ما يعودون إل أوطانم‪ ,‬هم الوقود البشرى لعظم‬
‫مشاريعنا و أعمالنا التجارية‪ .‬أن قروض العانات الارجية تؤكد بان أطفال اليوم و أبناؤهم ف الستقبل سيتم‬
‫أخذهم كرهائن‪ ,‬و للشركات أن تنهب مواردهم الطبيعية‪ ,‬و تضيع عليهم فرص التعليم و العناية الصحية‪ ,‬و‬
‫الدمات الجتماعية الخرى‪ ,‬فقط ليسددوا لنا الدين‪.‬‬
‫ف القيقة أن شركاتنا و الت ليست وسيطا ف هذه الصيغة ‪ ,‬قد استلمت مسبقا معظم الموال ‪ ,‬لبناء مطات‬
‫الكهرباء‪ ,‬و الطارات و النتزهات الصناعية ‪ ,‬هل يعتب المريكان أبرياء لجرد أنم ل يعلمون أو يهلون ما‬
‫يدث؟ مضللون مع سبق الصرار ‪..‬نعم‬
‫– و لكن أبرياء؟بالطبع كان على مواجهة حقيقة انن من أولئك الذين ت تضليلهم بشكل نشط ‪.‬‬
‫إن مفهوم الرب العالية القدسة ‪ ,‬أمر مزعج‪ ,‬و لكن كل ما تأملت فيه كلما ازدادت قناعت بإمكانية حدوثها‪,‬‬
‫و لقد بدا ل انه إذا كان للجهاد أن يدث فسيكون مصورا بي السلمي و السيحيي أكثر من كونه بي‬
‫البلدان النامية و البلدان القل نوا ‪ ,‬ربا مع السلمي ف البهات المامية‪.‬‬
‫ف البلدان التقدمة نن الذين نستخدم الوارد‪ ,‬أولئك ف البلدان القل نوا هم الوردين‪.‬‬
‫انه النظام التجاري الستعماري يعود برمته مرة أخرى‪ ,‬تيأ ليسهل لصحاب السلطة‪ ,‬و الوارد الطبيعية‬
‫الحدودة ‪ ,‬لستغلل أولئك الذين يلكون الوارد ‪ ,‬و لكنهم ل يلكون السلطة‪.‬‬
‫صفحة ‪49‬‬
‫أتسال اى عال سنعيش فيه إذا قامت الوليات التحدة و حلفائها ‪ ,‬بتحويل كل هذه الموال الت تنفقها على‬
‫الروب الستعمارية‪ -‬مثل حرب فيتنام ‪ ,‬نو استئصال شأفة الوع‪ ,‬أو من اجل التعليم و العناية الصحية‬
‫الساسية و توفيها للناس والشعوب جيعا‪ ,‬با ف ذلك نن‪ .‬ل ادري كيف يكون الستقبل و أثره على الجيال‬
‫القادمة‪ ,‬لو ألينا على أنفسنا أن تفيف العاناة ‪ ,‬و طرد مصادر البؤس‪ ,‬و حاية مصادر الياه و الغابات ‪ ,‬و‬
‫الناطق الطبيعية الخرى ما يضمن وجود هواء‪ ,‬و مياه نقية‪ ,‬و الشياء الت تغذى أرواحنا و كذلك أجسامنا‪..‬‬
‫صفحة ‪55‬‬
‫لقد فهمت الن أن معظم أولئك الذين يعتقدون بأنم‪ ,‬يفعلون الشيء الصحيح ‪ .‬من أمثال تشارل‪ ,‬فقد ت‬
‫إقناعهم أن الشيوعية و الرهاب ها قوى الشر‪ -‬أكثر من إقناعهم بردود الفعل التوقعة للقرارات الت اتذوها‬
‫هم و من سبقهم‬
‫‪ -‬و أن لديهم واجب نو وطنهم ‪ ,‬و أبنائهم‪ -‬و أن ال سيحول العال إل الرأسالية ‪ .‬أيضا فقد تسكوا ببدأ‬
‫أن البقاء للقوى ‪ ,‬إذا تتعوا بالثروة الطائلة ‪ ,‬وولدوا وف أفواههم ملعق من ذهب ‪ ,‬و ليس ف أكواخ‬
‫الصفيح و الكرتون‪ ,‬من ث يصبح لزاما عليهم ترير هذا الرث إل أبنائهم‪.‬‬
‫لقد ترددت كثيا ف النظر لثل هؤلء الناس كمؤامرة فعلية‪ ,‬و لكن ببساطة رأيت فيهم رابطة أخوية مصممة‬
‫على السيطرة على العال‪ ,‬و برور الوقت بدأت أشبههم بلك الزارع ف فترة ما قبل الرب الهلية ف‬
‫النوب‪.‬‬
‫أنم رجال يندفعون معا ف تمع طلق ‪ ,‬بعقيدة و مصال شخصية مشتركة ‪ ,‬أكثر من كونا مموعة تتمع ف‬
‫مبأ سرى بنوايا شريرة‪ .‬لقد نا استبداديو الزارع بالدم و العبيد‪ ,‬لقد تعلموا و ترعرعوا على قناعة أن لم‬
‫الق ف ترويض المج و غي التمدني من البشر و يعلمونم الدين و طرق الياة‪.‬‬
‫و حت و لو رفضتهم العبودية فلسفيا‪ ,‬فانه بإمكانم‪ ,‬مثل توماس جيفرسن‪ ,‬تبيرها كضرورة‪ ,‬و بان سقوطها‬
‫يؤدى إل فوضى اجتماعية‪ .‬أن قادة حكم القلية الديث‪ ,‬و الذي اعتقد انه هو "الشركائية" يتطابق مع هذه‬
‫القوالب‪.‬‬
‫صفحة ‪57‬‬
‫خطر على ذاكرت بروفسي القتصاد أيام دراست إدارة العمال‪ ,‬و هو من شال الند‪ ,‬و كان ماضرا ف‬
‫الوارد الحدودة‪ ,‬و عن احتياجات النسان للنمو الستمر‪ ,‬و مبدأ عمالة الستعباد ‪.‬‬
‫و على حد قول هذا البوفسي‪ ,‬أن جيع النظمة الرأسالية الناجحة تشتمل على تدرج يضع لقيود قيادة‬
‫صارمة با ف ذلك طغمة على القمة‪ ,‬و يتحكمون ف الوامر الصادرة للتابعي‪ ,‬و إل جيش جرار من العاملي‬
‫ف أسفل الرم‪ ,‬و الذين يكن تصنيفهم ف مصطلح القتصاد النسب كعبيد حقيقيي‪ ,‬و ناية الطاف فقد اقتنعت‬
‫على اننا نشجع النظام لن "الشركائية" هي الت أقنعتنا بان ال قد منحنا الق‪ ,‬بوضع عدد قليل من شعبنا على‬
‫قمة هرم هذه الرأسالية‪ ,‬وتصدير نظامنا ال العال كافة‪.‬‬
‫صفحة ‪72‬‬
‫لقد بثت ف شان جواتيمال‪ ,‬و فهمت (عمر) تور يوس (رئيس بنما)‪ .‬شركة يونايتد فروت كانت العادل‬
‫السياسي لقناة بنما‪ .‬أسست ف عام ‪ , 1800‬و ف وقت وجيز نت يونايتد فروت و اصطبحت من أكثر‬
‫القوات قوة ف منطقة أمريكا الوسطى ‪.‬‬
‫و ف أوائل المسينات ت انتخاب الرشح الصلحى جاكوب اربين رئيسا لواتيمال ‪ ,‬ف انتخابات رحب با‬
‫ف جيع أناء العال كنموذج للعملية الديقراطية ‪.‬‬
‫ف الوقت الذي كان فيه ‪3‬بالائة من الواتاليي يلكون ‪ 70‬بالائة من الراضى‪ .‬وعد اربين بساعدة الفقراء‬
‫للخروج من دوامة الوع‪ ,‬وبعد انتخابه استطاع أن يقق برناما شامل ف برنامج إصلح الراضى‪ ".‬الطبقة‬
‫الفقية و التوسطة ف كل أناء أميكا اللتينية‪ ,‬تضامنوا مع اربين و استحسنوا خطواته" قال توريوس"‬
‫شخصيا هو واحد من البطال الذين أعجبت بم‪.‬‬
‫و لكننا أيضا حبسنا أنفاسنا ‪ ,‬لننا نعلم بان يونيتد فروت تعارض هذه الجراءات‪ ,‬ما دامت هي ‪ ,‬و الشارة‬
‫ال يونيتد فروت‪ ,‬واحدة من كبار ملك الراضى ف جواتيمال‪ ,‬كما أنا أيضا تلك اكب الزارع ف كولومبيا ‪,‬‬
‫و كوستاريكا و جايكا‪ ,‬و نيكاراجوا و سانتو دومينغو‪ ,‬و هنا ف بنما‪ ,‬أنم لن يتركوا اربين لشانه ‪ ,‬ليعطينا‬
‫الزيد من الفكار‪".‬لقد عرفت البقية‪ :‬لقد أقامت يونيتد فروت حلة رئيسية للعلقات العامة ف الوليات‬
‫التحدة ‪ ,‬تدف إل إقناع الرأي العام المريكى و الكونرس بان اربين جزء من الؤامرة الروسية و أن‬
‫جواتيمال ليست سوى بوق سوفيت‪ ,‬ف العام ‪ , 1954‬قامت الخابرات الركزية المريكية بندسة انقلب ‪.‬‬
‫بينما قامت الطائرات المريكية بقصف مدينة جواتيمال بالقنابل ‪ ,‬و اطيح باربين الرئيس النتخب ديقراطيا‪ ,‬و‬
‫استبدل بالديكتاتور اليمين عدي الرحة الكولونيل كارلوس كاستيلوقامت الكومة الديدة بتمليك كل شيء‬
‫إل يونيتد فروت‪.‬‬
‫كرد للجميل‪ ,‬كما قامت الكومة الديدة بتعطيل عملية إصلح الراضى‪ ,‬و ألغت الضرائب على الفوائد و‬
‫الصص الدفوعة للمستثمرين الجانب‪ ,‬و إقصاء من القتراع السري ‪ ,‬سجن و اعتقال اللف بسبب‬
‫النتقادات و إبداء الرؤى‪ , ,‬كل من يتجرأ و يتكلم ضد كاستيلو يتم اضطهاده و مضايقته‪ .‬لقد تتبع الؤرخون‬
‫عمليات العنف و الرهاب الذي اكتنف جواتيمال و استمرت لبقية القرن‪ ,‬للحلف العلن بي يونيتد فروت و‬
‫الخابرات الركزية المريكية ‪ ,‬و اليش الواتيمال تت الكولنيل الديكتاتور كاستيلو‪.‬‬
‫" اغتيل اربين ‪ ,‬يواصل توريوس قائل " الغتيال السياسي و اشانة السمعة‪".‬‬
‫صمت لفترة و قطب عن جبينه قائل" كيف يقبل شعبك أن يبتلع نفايات الخابرات الركزية ؟ أنا لن أكون‬
‫لقمة سائغة و اذهب هكذا بسهولة‪.‬‬
‫أن اليش هنا هم شعب‪ .‬إن الغتيال السياسي ل يدي‪ ".‬ث ابتسم مضيفا " على الخابرات الركزية المريكية‬
‫أن تغتالن بنفسها"جلسنا ف صمت للحظات ‪ ,‬تاه كل منا ف افكارة الاصة‪.‬‬
‫ث ابتدر توريوس الديث سالن قائل‪ ":‬أتعرف من يلك يونيتد فروت؟ " " زاباتا اويل‪ ,‬الشركة الت يلكها‬
‫جورج بوش‬
‫‪ -‬سفينا ف المم التحدة‪".‬‬
‫" رجل طموح"‪ :‬قال ذلك منحنيا المام و خافضا صوته‪ ".‬و أنا الن ضد رفاقه ف شركة( بيشتل) ‪".‬‬
‫اندهشت لذلك ‪ .‬بيشتل كانت من أكثر الشركات الندسية قوة‪ ,‬و مساهم مستمر ف الشروعات مع شركة‬
‫(مي)‪.‬‬
‫بالنسبة لالة الطة الشاملة لبنما ‪ ,‬فقد افترضت بأنم احد منافسينا الرئيسيي‪.‬‬
‫" ماذا تعن" " لقد كنا نفكر ف بناء قنال جديد‪ ,‬قنال على مستوى البحر‪ .‬يكنها أن تتسع لسف اكب‪.‬‬
‫اليابانيون مهتمون بتمويل هذا الشروع‪.‬‬
‫" " أنم من اكب زبائن القنال"" بالطبع ‪ ,‬إذا منحونا الال فإنم سيقومون بالبناء"فوجئت بذا الكلم" إذن‬
‫ستطرد بيشتل بعيدا "" اكب مهمة إنشائية ف التاريخ الديث‪ ".‬صمت للحظة ث قال " إن رئيس بيشتل هو‬
‫جورج شولتز‪ ,‬وزير الزانة لدى نيكسون ‪ ,‬يكنك بعد ذلك أن تتخيل النفوذ الذي يتمتع به‬
‫‪ -‬إضافة إل سعته و طبعه الرديء‪ .‬ان (باشتيل) فيها نيكسون و فورد و رفاق بوش‪ ,‬لقد علمت بان عائلة‬
‫بيشتل‪ ,‬تسيطر على خيوط الزب المهوري‪".‬‬
‫صفحة ‪78‬‬
‫فترة الركود ‪ 4‬و الرب العالية الثانية كلها أدتا إل خلق مؤسسات مثل ‪ ,‬البنك العالي و صندوق النقد‬
‫الدول و التفاقية العامة حول التعريفة و التجارة (غات)‪.‬فترة الستينات كانت عقدا هاما و حيويا ف تلك‬
‫الفترة‪ ,‬و ف النقلة من الكلسيكية الديدة ال القتصاد الكنى ‪ .‬حدث ذلك أثناء حقبة ادارتى كنيدى و‬
‫جونسون‪ ,‬و ربا ان الثر الوحيد الام‪ ,‬هو مكنمارا‪ .‬ماكنمارا كان زائرا يتردد على مموعات نقاشنا‪-‬غيابيا ‪,‬‬
‫بالطبع‪.‬‬
‫جيعنا نعلم عن صعوده النيزكى نو الشهرة‪ ,‬من مدير للتخطيط و التحليل القتصادى بشركة فورد موتور ف‬
‫عام ‪ 1949‬ال رئيس شركة فورد ف عام ‪ ,1960‬و هو اول رئيس شركة يتم اختياره من خارج عائلة فورد‪,‬‬
‫و بعد ذلك بزمن قليل عينه كنيدى وزيرا للدفاع‪.‬أصبح ماكنمار من أقوى الناصرين لتقدي الكنية إل‬
‫الكومة ‪ ,‬مستخدما النماذج الرياضية و الحصائية لتحديد مستوى الموال الخصصة للقوات‪ ,‬و‬
‫الستراتيجيات الخرى ف فيتنام‪.‬مناصرته "للقيادة العدوانية" أصبحت سة ميزة ليس فقط لسئول الكومة‪ ,‬و‬
‫إنا لوظفي الشركة‪ .‬لقد شكلت السس الفلسفية الديدة لتدريس الدارة ف أعلى مدارس الدارة ف البلد‪,‬‬
‫و تؤدى ف النهاية إل سللة جديدة من السئولي و كبار الوظفي‪ ,‬و هم رأس الربة ف الندفاع نو‬
‫المباطورية العالية‪.‬‬
‫و بينما نن نلس حول الطاولة ‪ ,‬نناقش الحداث العالية‪ ,‬فقد استرعى انتباهنا الدور الذي يلعبه ماكنمارا‬
‫كرئيس للبنك العالي‪ ,‬و هي الوظيفة الت تلقاها مباشرة بعد تركة لوزارة الدفاع ‪ .‬لقد ركز معظم اصدقائى‬
‫على حقيقة انه يثل ما يعرف شعبيا ممع الصناعات العسكرية ‪ ,‬لقد احتل النصب العلى بالشكات الرئيسية‪,‬‬
‫و بجلس الكومة‪ ,‬و الن على اقوي مصرف ف العال‪ .‬إن اى مالفة ف فصل الصلحيات ‪ ,‬ترعب معظمهم‪,‬‬
‫ربا كنت أنا الوحيد بينهم الذي ل أفاجأ بذلك‪ .‬لقد فهمت الن أن أكثر مساهات روبرت ماكنمارا شرا ف‬
‫التاريخ ‪ ,‬هي قيادته و خداعه على البنك العالي وجره إل أن يصبح عميل للمباطورية العالية ‪ ,‬بشكل ل‬
‫يشهده من قبل‪ .‬إضافة إل انه وضع سابقة أخرى‪ ,‬قدرته على أن يسد الوة بي الكونات الولية "للشركائية"‬
‫و الت قام خلفاؤه بدوزنتها‪ .‬بالنسبة للمالية فقد كان جورج شولتز وزيرا للخزانة و رئيسا لسياسة الجلس‬
‫القتصادي تت رئاسة نيكسون‪ ,‬و عمل رئيسا لشركة بيشتل‪ ,‬ث أصبح وزيرا للخارجية ف إدارة ريي‪.‬‬
‫كان كاسب وينبجر نائبا لرئيس شركة بيشتل و للمجلس العام‪ ,‬و فيما بعد أصبح وزيرا للدفاع ف إدارة‬
‫ريي‪ .‬ريتشارد هيلمز كان مدير الخابرات الركزية المريكية ف عهد جونسون ث أصبح سفيا لدى ايران ف‬
‫إدارة بيكسون‪ .‬اما ريتشارد تشين فقد عمل وزيرا للدفاع تت جورج ‪.‬اتش‪.‬دبليو بوش‪ ,‬كرئيس لشركة‬
‫هاليبورتون ‪ ,‬و كنائب لرئيس الوليات التحدة لورج دبليو بوش‪ ,‬و بدا كمؤسس لشركة زاباتا بتروليوم ‪ ,‬و‬
‫عمل سفيا لدى المم التحدة تت رئاسة نيكسون و فورد‪ ,‬ث عمل مديرا للمخابرات المريكية ف عهد‬
‫فورد‪.‬‬

‫العربية السعودية‬
‫صفحة ‪82‬‬
‫ف ‪ 6‬أكتوبر عام ‪ ( 1973‬اليوم الكبي اكب اليام اليهودية قدسية) ‪ ,‬شنت سوريا و مصر هجوما متزامنا على‬
‫إسرائيل‪ .‬كانت بداية لرب أكتوبر ‪ ,‬الرابعة و أكثر الروب دمارا ف تاريخ الرب العربية السرائيلية‪ ,‬و هي‬
‫الرب الت كان لا اكب الثر على العال ‪ .‬قام الرئيس الصري أنور السادات بالضغط على ملك السعودية‬
‫اللك فيصل و حله على النتقام من الوليات التحدة المريكية على اشتراكها ف الرية مع إسرائيل ‪ ,‬على‬
‫أن يتم ذلك بتوظيف ما ساه السادات (سلح النفط)‪ .‬ف ‪ 16‬أكتوبر قامت إيران و خسة دول خليجية‬
‫عربية‪ ,‬با ف ذلك السعودية بزيادة أسعار النفط ال ‪ 70‬بالائة ‪.‬ف اجتماع مدينة الكويت ‪ ,‬اقترح الوزراء‬
‫خيارات إضافية‪ ,‬كان المثل العراقي ‪ ,‬متحمسا لستهداف الوليات التحدة‪ ,‬و دعي بقية الوفود لتأميم‬
‫الشاريع و العمال المريكية ف العال العرب‪ ,‬و فرض حصار نفطي كامل على الوليات التحدة‪ ,‬و على كل‬
‫الدول الصديقة لسرائيل‪ ,‬و سحب كافة الرصدة العربية من الصارف المريكية‪ .‬و قد أشار إل أن حسابات‬
‫الصرف العرب ضخمة و أن هذا الجراء سوف يؤدى إل هلع ‪ ,‬ل يشبه أبدا ما حدث ف ‪.1929‬‬
‫ل الوزراء العرب الخرين متحمسي لذه الطوة التطرفة ‪ ,‬و لكن ف ‪ 17‬أكتوبر قرروا الضي ف فرض حصار‬
‫أكثر مدودية‪ ,‬يبدأ بقطع ‪ 5‬بالائة من النتاج‪ ,‬ث فرض ‪ 5‬بالائة من القطع كل شهر حت تكتمل الهداف‬
‫السياسية من العملية‪ .‬و قد اتفقوا على أن الوليات التحدة يب أن تعاقب لوقفها النحاز إل إسرائيل‪ ,‬و عليه‬
‫يب أن تفرض ضدها أقصى العقوبات‪.‬العديد من الدول الت حضرت الجتماع صرحت جيعها بأنا سوف‬
‫تنفذ ‪ 10‬ف الائة من القاطعة فضل عن ‪ 5‬بالائة‪.‬‬
‫ف ‪ 19‬أكتوبر ‪ ,‬طلب الرئيس نيكسون من الكونرس ‪ 2.2‬مليار دولر لعانة إسرائيل ‪ .‬ف اليوم التال‬
‫أعلنت السعودية و الدول الخرى النتجة للنفط‪ ,‬الصار الكامل على شحنات النفط إل الوليات‬
‫التحدة‪.‬انتهى الصار النفطي على الوليات التحدة ف ‪/18‬مارس ‪ , 1974‬رغم أن فترته كانت قصية غي‬
‫أن أثارة كانت كبية جدا‪ ,‬فقد قفزت أسعار البيعات السعودية إل ‪ 1.39‬دولر للبميل ف يناير ‪ 1970‬إل‬
‫‪ 8.32‬دولر ف ‪/1‬يناير ‪ ,1974‬السياسيون و الداريون لن ينسوا أبدا الدرس الذي تلقنوه ف أوائل ووسط‬
‫السبعينات ‪.‬‬
‫و على الدى الطويل فان تداعيات هذه الزمة و الت ل تدم سوى شهور قليلة ‪ ,‬قد عملت على تقوية‬
‫( الشركائية) و أعمدتا الثلثة‪ ,‬الشركات‪ ,‬البنوك الدولية و الكومة‪ -‬فقد تاسكت و تعاضدت بشكل ل‬
‫يسبق له مثيل‪ .‬و سوف تستمر هذه الرابطة‪.‬و قد نتج عن الصار أيضا‪ ,‬أوضاع و تغييات مهمة ‪ .‬فقد‬
‫اقتنعت وول استريت‪ ,‬وواشنطن بان مثل هذا الصار سوف لن يتكرر أبدا و لن يتم التسامح معه مرة أخرى‪.‬‬
‫إن الولوية دائما هي حاية إمدادات نفطنا‪ ,.‬بعد العام ‪ 1973‬أصبح هاجسا ‪.‬‬
‫صفحة ‪83‬‬
‫بعد انتهاء الصار قامت واشنطن فورا ببدء مفاوضات مع العربية السعودية‪ ,‬عرضة إليهم الدعم التكنولوجي‪,‬‬
‫الليات العسكرية و التدريب‪ ,‬و فرصة لنقل شعبهم إل حضارة القرن العشرين‪ ,‬مقابل البترودولر ‪ ,‬و الهم‬
‫من ذلك اشترط عليهم ضمان أن ل يدث اى حصار على النفط مرة أخرى‪ .‬نتج عن هذه الحادثات اختلق‬
‫اغرب مؤسسة ‪ ,‬و هي الفوضية القتصادية المريكية السعودية الشتركة (جيكور) (‪ )jecor‬و تثل الفهوم‬
‫الديد البتدع و القابل لبنامج العانة الجنب التقليدي‪ :‬و يعتمد على الموال السعودية ف استئجار شركات‬
‫أمريكية لبناء السعودية‪.‬‬
‫بالرغم من كل الدارة ‪ ,‬و السئولية الالية قد أوكلت إل وزارة خزانة الوليات التحدة ‪ ,‬فان هذه الفوضية‬
‫ظلت مستقلة لبعد الدود‪.‬و ف النهاية فقد أنفقت مليارات الدولرات خلل فترة تزيد قليل ‪ ,‬عن المسة و‬
‫عشرين عاما‪ ,‬و بدون مراقبة من الكونرس ‪ ,‬لن الموال ل تتوى على أموال أمريكية فليس للكونرس اى‬
‫صلحيات ف هذا المر ‪ ,‬بالرغم من الدور الذي تلعبه وزارة الزانة‪.‬بعد دراسة مستفيضة ليكور‪ ,‬استخلص‬
‫هويلدن و ريتشارد جونز " لقد كانت من أهم التفاقيات من نوعها الت أبرمتها الوليات التحدة مع دولة‬
‫نامية‪ .‬ففيها احتمال إقحام الوليات التحدة بعمق ف الملكة‪ ,‬معززة مفهوم العتماد الداخلي ‪.‬‬
‫صفحة ‪85‬‬
‫لقد فهمت ان الدف الساسى ف هذه الصفقة ليس الدف التقليدى و هو اغراق البلد تعجز عن تسديدها‬
‫فحسب و انا ضمان ان تد اكب كمية من البترودولر ال خزينة الوليات التحدة‪ ,‬و بذلك يكن جر‬
‫السعودية ال ان يصبح اقتصادها متداخل و معتدا على اقتصادنا حيث يفترض ان يصبح اقتصادا غربيا و اكثر‬
‫اندماجا و تعاطفا مع نظامنا‪.‬‬
‫صفحة ‪86‬‬
‫كانت السعودية هى حلم الخططي الذى ارادوا له ان يتحقق‪ ,‬و كذلك كانت الفانتازيا سلكل من مهندسى‬
‫مشاريع البناء و العمار‪ ,‬فه تثل فرصة اقتصادية ل مثيل لا ف التاريخ‪ ,‬بلد نامى‪-‬تتلك موارد مالية ل مدودة‬
‫اضافة ال رغبتها ف الدخول ال العصر الديث من اوسع ابوابه و بسرعة‪.‬‬
‫صفحة ‪87‬‬
‫كنت أضع ف اعتباري دائما الهداف القيقية‪ :‬زيادة الدفوعات للشركات المريكية يعل السعودية و بشكل‬
‫متزايد معتمدة على الوليات التحدة‪ ,‬و ل ير وقت طويل قبل أن يصبح الثنان معا ‪ ,‬كل الشاريع الت أنشئت‬
‫حديثا ‪ ,‬تتاج إل تسي و صيانة و خدمة مستمرة‪ ,‬وقد كانت على درجة عالية من التكنولوجيا لضمان أن‬
‫الشركات الصلية الت أنشأتا هي الت سوف تقوم بصيانتها و تديثها‪ ,‬ف القيقة و إثناء عملي ‪ ,‬بدأت ف‬
‫تميع قائمتي لكل من الشروعي اللذين تصورتما ‪.‬‬
‫الول لنواع التصميم و عقود النشاء الت نتوقعها ‪ ,‬و الخرى للخدمات طويلة الدى و اتفاقيات الدارة‬
‫شركة مي‪ ,‬باشتيل‪ ,‬براون اند روت‪ ,‬هالبورتون‪ ,‬استون اند ويبستر‪ ,‬و العديد من الهندسي و القاولي‬
‫المريكان سيستفيدون فائدة مستقبلية كبية لعقود من الزمان ‪ .‬فيما يتجاوز القتصاد ‪ ,‬كان هنالك التفاف‬
‫آخر ‪ ,‬و هو أن تصبح السعودية معتمدة علينا‪ ,‬حت و لو بأسلوب متلف ‪ ,‬ران تديث هذه الملكة الغنية‬
‫بالنفط سوف يؤدى إل ردود فعل معاكسة‪ .‬مثال إثارة غضب و حنق السلمي الحافظي‪ ,.‬إسرائيل و البلدان‬
‫الجاورة ستشعر بأنا مهددة‪ .‬أن النمو القتصادي لذا الشعب سيحدث صناعة أخرى‪ :‬حاية الزيرة العربية‪.‬‬
‫الشركات الجنبية التخصصة ف مثل هذه النشاطات ‪ ,‬كما هو الال ف الصناعات العسكرية و صناعات‬
‫الدفاع المريكية يكنها أن تتوقع عقود كبية‪ -‬و مرة أخرى فان الدمات على الدى الطويل‪ ,‬و اتفاقيات‬
‫الدارة ‪ .‬أن تواجدهم سيطلب مرحلة أخرى من الشاريع الندسة و النشائية‪ ,‬با ف ذلك الطارات‪ ,‬منصات‬
‫الصواريخ‪ ,‬و قواعد دوائر الستخدمي‪ ,‬و كل البنية التحتية التابعة لذه الرافق‪.‬‬
‫صفحة ‪89‬‬
‫بوجب هذه الطة النشوئية ‪ ,‬أرادت واشنطن من السعودية أن تضمن لا استمرارية تدفق إمدادات النفط و‬
‫ثبات استعارة على مستوى حت و لو كان متقلبا ‪ ,‬يب ان يبقى دائما مقبول للوليات التحدة و حلفائها‪ .‬فإذا‬
‫حاولت دول مثل إيران و العراق و اندونيسيا أو فنويل التهديد بصار ‪ ,‬فعلى الملكة العربية السعودية‬
‫بإمداداتا الضخمة‪ ,‬التدخل للء هذا الفراغ‪ ,‬و ببساطة فان مرد معرفة ذلك ستثبط هة البلدان الخرى ‪,‬‬
‫حت من مرد التفكي ف الصار و مقابل هذا الضمان ‪ ,‬ستقوم الوليات التحدة بنح آل سعود صفقة مدهشة‬
‫و هي عبارة عن التزام بإعطائهم دعما سياسيا ‪ ,‬بل و عسكري‪ ,‬با يؤكد بقاء آل سعود كحكام للبلد‪.‬لقد‬
‫كان من الصعب على آل سعود رفض و مقاومة إغراء هذه الصفقة‪ ,‬اخذين ف العتبار موقعها الغراف و‬
‫ضعف قدراتا العسكرية‪ ,‬و ضعفها العام ف مواجهة جيان مثل إيران‪ ,‬سوريا ‪ ,‬العراق و إسرائيل‪ ,‬إذن من‬
‫الطبيعي أن تستخدم واشنطن نفوذها لفرض شرط حرج و صعب ‪ ,‬شرط استطاع أن يعيد تعريف دور سفاح‬
‫القتصاد ف العال ‪ ,‬و قدم لنا نوذجا كان علينا مستقبل ماولة تطبيقه ف بلدان أخرى مثل العراق‪ .‬عندما اتامل‬
‫الوضع ‪ ,‬أحيانا أجد من الصعب فهم‪ ,‬قبول السعودية لذا الشرط ‪ .‬بالتأكيد ان بقية العال العرب‪ ( ,‬اوبيك)‪ ,‬و‬
‫بقية بلدان العال السلمى ‪ ,‬صعقوا بل و روعوا عند اكتشافه لشروط الصفقة ‪ ,‬و الطريقة الت استسلم با‬
‫البيت اللكي السعودي لطالب واشنطن‪.‬‬
‫الشرط هو أن السعودية عليها استخدام البترودولر لشراء سندات الكومة المريكية‪ ,‬و بالقابل ‪ ,‬فان‬
‫الفوائد الحصلة من هذه السندات تصرف بواسطة وزارة الزانة المريكية‪ ,‬بطرق تكن السعودية من الروج‬
‫من متمعات القرون الوسطى إل الجتمعات الديثة‪ ,‬ال العال الصناعي‪ .‬وبعبارة أخرى أن الفوائد الكونة من‬
‫بليي الدولرات من دخل نفط الملكة سوف يدفع للشركات المريكية لتحقيق تلك الرؤية ‪ ,‬و قد اقترح‬
‫( احد النافسي ل) تويل الملكة السعودية إل قوة صناعية حديثة‪ .‬وزارتنا وزارة الزانة المريكية سوف‬
‫تستأجرنا على نفقة السعودية‪ ,‬لبناء مشاريع البنية التحتية‪ ,‬و حت كافة الدن ف كامل الزيرة العربية‪.‬بالرغم‬
‫من أن للسعودية الق ف إعطاء رأيها بشان الطبيعة العامة لذه الشاريع‪ ,‬فالقيقة هي أن اليئات الستنية من‬
‫الجانب ( معظمهم كفار ف نظر السلمي)‪ ,‬هم الذين سوف يددون الظهر الستقبلي و القتصادي للجزيرة‬
‫العربية‪.‬‬
‫***‬
‫أسامة بن لدن‬
‫صفحة ‪96‬‬
‫ل تفى الوليات التحدة رغبتها ف الصول على نقود السعودية‪ ,‬حرب أسامة بن لدن الفغانية ضد التاد‬
‫السوفيت إبان الثمانينات ‪ ,‬و الت ساهت فيها الرياض وواشنطن معا با يقدر ب ‪ 3.5‬بليون دولر أنفقت‬
‫على الجاهدين‪ ,‬غي أن مساهة السعودية ذهبت إل ابعد من ذلك‪.‬ف ناية العام ‪ 2003‬قامت ( نيوز ورلد‬
‫ربورت) باجراء دراسة شاملة بعنوان " التحالف السعودى" قامت الجلة براجعة الف الصفحات من سجلت‬
‫البلط اللكي‪ ,‬و التقارير الارجية للمخابرات المريكية‪ ,‬ووثائق أخرى كما قامت بإجراء مقابلت شخصية‬
‫مع العشرات من مسئول الكومة‪ ,‬و الباء ف الرهاب و الشرق الوسط‪ ,‬و خرجت بالنتائج التية‪ :‬الدليل‬
‫القاطع على أن التحالف المريكى الطويل الدى مع السعودية ‪ ,‬و اكب منتجي النفط ف العال ‪ ,‬قد أصبح‬
‫بطريقة ما اكب وزارة خزانة حيث وصفها السئولون بأنا " الركز السطحي " لتمويل الرهابفي أواخر‬
‫الثمانينات و بع الصدمتي الزدوجتي ‪ ,‬الثورة اليرانية و الرب السوفيتية على أفغانستان‪ -‬أصبحت العانات‬
‫اليية شبه الرسية‪ ,‬أصبحت الصدر الساسى للموال الت تساعد على النمو السريع لركة الهاد‪, .‬‬
‫استخدمت الموال ف ما يقارب العشرين دولة لتسيي النشاطات العسكرية ف معسكرات التدريب‪ ,‬و شراء‬
‫السلحة و تنيد أعضاء جدد لذه الركات‪ .‬الكرم و السخاء السعودي شجع السئولي المريكيي يتجهون‬
‫إل ناحية أخرى ‪ ,‬و هى ضباط الخابرات من قدامى الحاربي‪.‬‬
‫عقود تبلغ بليي الدولرات ‪ ,‬منح ‪ ,‬و رواتب ذهبت ال جيوب نطاق واسع من السئولي السابقي الذين‬
‫تعاملوا مع السعودية‪ :‬السفراء ‪ ,‬كبار الوظفي ف الخابرات الركزية المريكية‪ ,‬و حت الوزراء‪.‬العتراضات‬
‫اللكترونية للمكالات تورط فيها أفراد السرة اللكية ليس فقط حول دعمها للقاعدة و إنا تورطها ف دعم‬
‫جاعات إرهابية أخرى‪.‬بعد الجمات على مركز التجارة العالية و البنتاجون ف ‪ 2001,‬ظهرت الزيد من‬
‫الدلة حول العلقات الكشوفة بي واشنطن و الرياض‪.‬ف أكتوبر ‪ 2003‬قامت ملة فانت في بكشف‬
‫معلومات ‪ ,‬لول مرة يتم كشفها على الستوى العام ‪ ,‬و ذلك بتقرير معمق بعنوان ( إنقاذ السعوديي) و‬
‫القصة الت طفت ال السطح عن العلقة بي أسرة بوش و آل سعود و أسرة بن لدن ل تدهشن البتة‪.‬‬
‫فقد كنت على علم بذه العلقات و الت تعود ال ف تاريها ال فترة موضوع غسيل الموال السعودية ‪ ,‬و‬
‫الت كانت قد بدأت ف العام ‪ 1974‬و الفترة الت عمل فيها جورج اتش دبليو بوش سفيا لمريكا ف المم‬
‫التحدة ( من ‪ ) 1973-1971‬ث عمل بعدها رئيسا للمخابرات الركزية المريكية ( من ‪. )1977-1976‬‬

‫و لكن ما ادهشن هو حقيقة أن الصدق هو الذي صنع الضغط ‪ .‬على حد ما خلصت إليه فانت في‪.‬أسرة بوش‬
‫و آل سعود أكثر سللتي حاكمتي قوة ف العال‪ ,‬لديهما علقات شخصية و مشاريع تارية و أعمال ‪ ,‬و‬
‫روابط سياسية تتد لكثر من عشرين عاما‪.‬على صعيد القطاع الاص فان السعوديون يدعمون هاركن انرجى‪,‬‬
‫و هى شركة نفطية‪ ,‬حيث ان جورج اتش دبليو بوش هو احد الستثمرين فيها ‪ ,‬و الرئيس السابق( جورج‬
‫اتش ان‪ .‬ف‪ ).‬بوش و حليفة الطويل المد وزير الارجية جيمس بيكر‪ ,‬التقوا بالسعوديي كمستثمري أموال‬
‫لجموعة كارليل‪ ,‬و هى مثار جدل ف أنا اكب شركة للسهم الاصة ف العال‪ ,‬و اليوم يواصل الرئيس بوش‬
‫العمل كمستشار أول للشركة ‪ ,‬حيث يقال أن مساهيها هم آل سعود التهمي بعلقتهم بدعم مموعات‬
‫إرهابية‪.‬‬
‫بعد ايام قليلة فقط من ‪ , 9/11‬ت تريب السعوديي الثرياء با ف ذلك أفراد أسرة بن لدن‪ ,‬ال خارج‬
‫الوليات التحدة ‪ ,‬على طائرات خاصة ‪ ,‬ل تتم مراجعتها ‪ ,‬و ل يٍسال السافرون عليها‪ .‬هل كان للعلقة‬
‫الطويلة بي السرتي المريكية و السعودية دورا ف جعل الروب ان يدث بذه البساطة ؟؟‬
‫الزء ‪1981-1975 : 3‬‬
‫صفحة ‪127‬‬
‫إن الفترة الت قضيتها ف كولومبيا أيضا ساعدتن ف فهم التمييز بي المهورية المريكية القدية ‪ ,‬و‬
‫المباطورية العالية الديدة‪ ,‬المهورية تنح العال المل‪ ,‬لنا تعتمد على أساس اخلقى و فلسفي أكثر من‬
‫كونه مادي‪ .‬فهي مبنية على مفهوم الساواة و العدالة للجميع‪ .‬و لكنها أيضا يكن أن تكون برجاتية‪ ,‬فهي‬
‫ليست حلما (يوتوبيا) و لكنها أيضا حياة ‪ ,‬و كيان سامي‪.‬‬
‫يكنها أن تفتح ذراعيها ليواء القهورين و الضعفاء‪ ,‬فهي الام و ف نفس الوقت قوة يكن الدل معها ‪ ,‬و إذا‬
‫اقتضت الضرورة يكنها النتقال ال حالة الفعل‪ ,‬كما حدث أثناء الرب العالية الثانية‪ ,‬لتدافع عن البادئ الت‬
‫تقف من اجلها‪ .‬الؤسسات ف حد ذاتا ‪ ,‬الشركات الكبى ‪ ,‬الصارف و وبيوقراطيي الكومة‪ -‬الت تدد‬
‫المهورية يكن استخدامها كبديل لتأسيس التغييات الساسية ف العال‪ .‬و هذه الؤسسات هى الت تتلك‬
‫شبكة التصالت و أنظمة الواصلت الضرورية لستئصال الرض و الوع‪ ,‬و حت الروب فقط إذا ت‬
‫إقناعهم بالسي ف ذلك التاه‪.‬المباطورية العالية ‪...‬هى الروح النتقامية للجمهورية ‪.‬‬
‫فهي تتمتع بالنانية و التمركز حول الذات‪ ,‬الشع‪ ,‬الادية‪ ,‬فهي نظام مؤسس على التاجرة‪ ,‬مثل سابقتها من‬
‫المباطوريات‪ ,‬ذراعيها مفتوحتي فقط لتكديس الوارد ‪ ,‬و الستحواذ على كلى ما تراه لشو كرشها النهم‪,‬‬
‫فهي تفعل ما ف وسعها لدفع حكامها للحصول على الزيد من السلطة و الثروات‪.‬أنا شخص ملص للجمهورية‬
‫المريكية‪ ,‬و لكن ما ارتكبتاه خلل هذا النموذج الاكر من المبيالية‪ ,‬هو العادل الال ‪ ,‬لا حاولنا انازه‬
‫عسكريا ف فيتنام‪ .‬فإذا كانت جنوب شرق آسيا قد علمتنا أن للجيوش حدودا تنتهي فيها‪ ,‬فان القتصاديون‬
‫يردون بابتداع خطة أفضل ‪ ,‬ووكالت الغاثة الجنبية‪ ,‬و القاولي الاصي الذين يقومون بدمتهم ( أو ‪,‬‬
‫بعن أكثر ملئمة الذين يدمونم ) قد استفادوا من تلك الطة‪.‬لقد شهدت ف بلدان ف متلف القارات ‪,‬‬
‫كيف يعمل الرجال و النساء للشركات المريكية‪ -‬بالرغم من أنم ليسو رسيا جزء من شبكة سفاحي‬
‫القتصاد‬
‫‪ -‬قد ساهوا ف شيء أكثر خبثا و ضررا من اى شيء يكن تصوره ف نظريات الؤامرة‪ .‬مثل العديد من‬
‫مهندسي سفاحي القتصاد‪ .‬هؤلء العاملي ل تكنهم رؤية نتائج أفعالم‪ ,‬فقد ت إقناعهم بان الؤسسات‬
‫الصناعية و الصانع الت تقوم بصناعة الحذية و قطع غيار السيارات لشركاتم‪ ,‬أنا تساعدهم ف الروج من‬
‫دائرة الفقر‪ ,‬بدل من ذلك يتم إغراقهم ف أنظمة عبودية متبقية من القرون الوسطى و من مزارع النوب‪ ,‬مثل‬
‫تلك الظواهر من الستغلل ‪ ,‬الرقيق الديث و العبيد الذين ت دمهم ف الجتمع على قناعة أنم أفضل حال‬
‫من تلك الرواح البائسة الت تعيش على الامش ف الماكن الظلمة ف أوروبا‪ ,‬و غابات إفريقيا‪ ,‬أو ف توم‬
‫الباري المريكية‪.‬‬
‫صفحة ‪139‬‬
‫عادة ما يبدأ زعماء الافيا‪ ,‬كقطاع طرق‪ ,‬و برور الوقت ‪ ,‬فان الذين يرزون ناحا ف هذا الجال يتغي‬
‫مظهرهم‪ ,‬فيتدون اللبس الفاخرة جدا‪ ,‬و يتملكون أعمال شرعية‪ ,‬و يغلفون أنفسهم بلل الجتمعات‬
‫الراقية‪ .‬يدعمون المعيات اليية الحلية‪ ,‬و يترمون ف الجتمعات الت يعيشون فيها ‪ .‬يسارعون ف إقراض‬
‫الموال للذين يعانون من أزمات‪ .‬مثل السية الذاتية لون بيكن ف شركة مي ‪ ,‬فهؤلء الرجال يظهرون و‬
‫كأنم مواطنون نوذجيي‪ ,‬و لكن تت هذا الظهر الليل سيل من الدماء‪ .‬عندما يفق الدينون بدفع الدين ‪,‬‬
‫يسارع سفاحو القتصاد للمطالبة (برطل اللحم) فإذا ل تنجح الطالبة يتقدم الذئاب بضرب البيسبول ‪ ,‬و‬
‫أخيا يلجئون ال إشهار السدسات‪.‬‬
‫صفحة ‪141‬‬
‫لقد عانت الكوادور و هى ترسف تت سلسلة من النظمة الديكتاتورية‪ ,‬و أخرى من اليمينيي تتلعب بم‬
‫الصال المركية التجارية و السياسية ‪ ,‬بطريقة‪.‬فقد كانت البلد تتل الركز الامس ف إنتاج الوز ‪ ,‬فسارعت‬
‫( الشركائية) بشق طريقها ال هناك‪.‬‬
‫بدأت سلسلة الستغلل الت للنفط ف حوض المازون الكوادورى‪ ,‬خلل الستينات ‪ ,‬فنتج عنها انغماس ف‬
‫الشراء و الذي لعبت واحدة من السر الاكمة الكوادور دورا هاما وهى بالتال كانت نبا و لعبة ف هايدى‬
‫الصارف الدولية‪ .‬فأرهقوا بلدهم بديون طائلة على وعود عائدات النفط ‪ .‬بدأت ف جيع إناء البلد حركة‬
‫مفاجئة لبناء الطرق‪ ,‬و النتزهات الصناعية‪ ,‬خزانات توليد الكهرباء‪ ,‬أنظمة النقل و التوزيع‪ ,‬و مشاريع الطاقة‬
‫الخرى ‪ ,‬و هكذا مرة أخرى بدأت الشركات الندسية و النشائية رحلة أخرى من سفك اقتصاد البلدان و‬
‫الستثراء الفاحش‪.‬‬

‫العربية السعودية‬
‫صفحة ‪82‬‬
‫ف ‪ 6‬أكتوبر عام ‪ ( 1973‬اليوم الكبي اكب اليام اليهودية قدسية) ‪ ,‬شنت سوريا و مصر هجوما متزامنا على‬
‫إسرائيل‪ .‬كانت بداية لرب أكتوبر ‪ ,‬الرابعة و أكثر الروب دمارا ف تاريخ الرب العربية السرائيلية‪ ,‬و هي‬
‫الرب الت كان لا اكب الثر على العال ‪ .‬قام الرئيس الصري أنور السادات بالضغط على ملك السعودية‬
‫اللك فيصل و حله على النتقام من الوليات التحدة المريكية على اشتراكها ف الرية مع إسرائيل ‪ ,‬على‬
‫أن يتم ذلك بتوظيف ما ساه السادات (سلح النفط)‪ .‬ف ‪ 16‬أكتوبر قامت إيران و خسة دول خليجية‬
‫عربية‪ ,‬با ف ذلك السعودية بزيادة أسعار النفط ال ‪ 70‬بالائة ‪.‬ف اجتماع مدينة الكويت ‪ ,‬اقترح الوزراء‬
‫خيارات إضافية‪ ,‬كان المثل العراقي ‪ ,‬متحمسا لستهداف الوليات التحدة‪ ,‬و دعي بقية الوفود لتأميم‬
‫الشاريع و العمال المريكية ف العال العرب‪ ,‬و فرض حصار نفطي كامل على الوليات التحدة‪ ,‬و على كل‬
‫الدول الصديقة لسرائيل‪ ,‬و سحب كافة الرصدة العربية من الصارف المريكية‪ .‬و قد أشار إل أن حسابات‬
‫الصرف العرب ضخمة و أن هذا الجراء سوف يؤدى إل هلع ‪ ,‬ل يشبه أبدا ما حدث ف ‪.1929‬‬
‫ل الوزراء العرب الخرين متحمسي لذه الطوة التطرفة ‪ ,‬و لكن ف ‪ 17‬أكتوبر قرروا الضي ف فرض حصار‬
‫أكثر مدودية‪ ,‬يبدأ بقطع ‪ 5‬بالائة من النتاج‪ ,‬ث فرض ‪ 5‬بالائة من القطع كل شهر حت تكتمل الهداف‬
‫السياسية من العملية‪ .‬و قد اتفقوا على أن الوليات التحدة يب أن تعاقب لوقفها النحاز إل إسرائيل‪ ,‬و عليه‬
‫يب أن تفرض ضدها أقصى العقوبات‪.‬العديد من الدول الت حضرت الجتماع صرحت جيعها بأنا سوف‬
‫تنفذ ‪ 10‬ف الائة من القاطعة فضل عن ‪ 5‬بالائة‪.‬‬
‫ف ‪ 19‬أكتوبر ‪ ,‬طلب الرئيس نيكسون من الكونرس ‪ 2.2‬مليار دولر لعانة إسرائيل ‪ .‬ف اليوم التال‬
‫أعلنت السعودية و الدول الخرى النتجة للنفط‪ ,‬الصار الكامل على شحنات النفط إل الوليات‬
‫التحدة‪.‬انتهى الصار النفطي على الوليات التحدة ف ‪/18‬مارس ‪ , 1974‬رغم أن فترته كانت قصية غي‬
‫أن أثارة كانت كبية جدا‪ ,‬فقد قفزت أسعار البيعات السعودية إل ‪ 1.39‬دولر للبميل ف يناير ‪ 1970‬إل‬
‫‪ 8.32‬دولر ف ‪/1‬يناير ‪ ,1974‬السياسيون و الداريون لن ينسوا أبدا الدرس الذي تلقنوه ف أوائل ووسط‬
‫السبعينات ‪.‬‬
‫و على الدى الطويل فان تداعيات هذه الزمة و الت ل تدم سوى شهور قليلة ‪ ,‬قد عملت على تقوية‬
‫( الشركائية) و أعمدتا الثلثة‪ ,‬الشركات‪ ,‬البنوك الدولية و الكومة‪ -‬فقد تاسكت و تعاضدت بشكل ل‬
‫يسبق له مثيل‪ .‬و سوف تستمر هذه الرابطة‪.‬و قد نتج عن الصار أيضا‪ ,‬أوضاع و تغييات مهمة ‪ .‬فقد‬
‫اقتنعت وول استريت‪ ,‬وواشنطن بان مثل هذا الصار سوف لن يتكرر أبدا و لن يتم التسامح معه مرة أخرى‪.‬‬
‫إن الولوية دائما هي حاية إمدادات نفطنا‪ ,.‬بعد العام ‪ 1973‬أصبح هاجسا ‪.‬‬
‫صفحة ‪83‬‬
‫بعد انتهاء الصار قامت واشنطن فورا ببدء مفاوضات مع العربية السعودية‪ ,‬عرضة إليهم الدعم التكنولوجي‪,‬‬
‫الليات العسكرية و التدريب‪ ,‬و فرصة لنقل شعبهم إل حضارة القرن العشرين‪ ,‬مقابل البترودولر ‪ ,‬و الهم‬
‫من ذلك اشترط عليهم ضمان أن ل يدث اى حصار على النفط مرة أخرى‪ .‬نتج عن هذه الحادثات اختلق‬
‫اغرب مؤسسة ‪ ,‬و هي الفوضية القتصادية المريكية السعودية الشتركة (جيكور) (‪ )jecor‬و تثل الفهوم‬
‫الديد البتدع و القابل لبنامج العانة الجنب التقليدي‪ :‬و يعتمد على الموال السعودية ف استئجار شركات‬
‫أمريكية لبناء السعودية‪.‬‬
‫بالرغم من كل الدارة ‪ ,‬و السئولية الالية قد أوكلت إل وزارة خزانة الوليات التحدة ‪ ,‬فان هذه الفوضية‬
‫ظلت مستقلة لبعد الدود‪.‬و ف النهاية فقد أنفقت مليارات الدولرات خلل فترة تزيد قليل ‪ ,‬عن المسة و‬
‫عشرين عاما‪ ,‬و بدون مراقبة من الكونرس ‪ ,‬لن الموال ل تتوى على أموال أمريكية فليس للكونرس اى‬
‫صلحيات ف هذا المر ‪ ,‬بالرغم من الدور الذي تلعبه وزارة الزانة‪.‬بعد دراسة مستفيضة ليكور‪ ,‬استخلص‬
‫هويلدن و ريتشارد جونز " لقد كانت من أهم التفاقيات من نوعها الت أبرمتها الوليات التحدة مع دولة‬
‫نامية‪ .‬ففيها احتمال إقحام الوليات التحدة بعمق ف الملكة‪ ,‬معززة مفهوم العتماد الداخلي ‪.‬‬
‫صفحة ‪85‬‬
‫لقد فهمت ان الدف الساسى ف هذه الصفقة ليس الدف التقليدى و هو اغراق البلد تعجز عن تسديدها‬
‫فحسب و انا ضمان ان تد اكب كمية من البترودولر ال خزينة الوليات التحدة‪ ,‬و بذلك يكن جر‬
‫السعودية ال ان يصبح اقتصادها متداخل و معتدا على اقتصادنا حيث يفترض ان يصبح اقتصادا غربيا و اكثر‬
‫اندماجا و تعاطفا مع نظامنا‪.‬‬
‫صفحة ‪86‬‬
‫كانت السعودية هى حلم الخططي الذى ارادوا له ان يتحقق‪ ,‬و كذلك كانت الفانتازيا سلكل من مهندسى‬
‫مشاريع البناء و العمار‪ ,‬فه تثل فرصة اقتصادية ل مثيل لا ف التاريخ‪ ,‬بلد نامى‪-‬تتلك موارد مالية ل مدودة‬
‫اضافة ال رغبتها ف الدخول ال العصر الديث من اوسع ابوابه و بسرعة‪.‬‬
‫صفحة ‪87‬‬
‫كنت أضع ف اعتباري دائما الهداف القيقية‪ :‬زيادة الدفوعات للشركات المريكية يعل السعودية و بشكل‬
‫متزايد معتمدة على الوليات التحدة‪ ,‬و ل ير وقت طويل قبل أن يصبح الثنان معا ‪ ,‬كل الشاريع الت أنشئت‬
‫حديثا ‪ ,‬تتاج إل تسي و صيانة و خدمة مستمرة‪ ,‬وقد كانت على درجة عالية من التكنولوجيا لضمان أن‬
‫الشركات الصلية الت أنشأتا هي الت سوف تقوم بصيانتها و تديثها‪ ,‬ف القيقة و إثناء عملي ‪ ,‬بدأت ف‬
‫تميع قائمتي لكل من الشروعي اللذين تصورتما ‪.‬‬
‫الول لنواع التصميم و عقود النشاء الت نتوقعها ‪ ,‬و الخرى للخدمات طويلة الدى و اتفاقيات الدارة‬
‫شركة مي‪ ,‬باشتيل‪ ,‬براون اند روت‪ ,‬هالبورتون‪ ,‬استون اند ويبستر‪ ,‬و العديد من الهندسي و القاولي‬
‫المريكان سيستفيدون فائدة مستقبلية كبية لعقود من الزمان ‪ .‬فيما يتجاوز القتصاد ‪ ,‬كان هنالك التفاف‬
‫آخر ‪ ,‬و هو أن تصبح السعودية معتمدة علينا‪ ,‬حت و لو بأسلوب متلف ‪ ,‬ران تديث هذه الملكة الغنية‬
‫بالنفط سوف يؤدى إل ردود فعل معاكسة‪ .‬مثال إثارة غضب و حنق السلمي الحافظي‪ ,.‬إسرائيل و البلدان‬
‫الجاورة ستشعر بأنا مهددة‪ .‬أن النمو القتصادي لذا الشعب سيحدث صناعة أخرى‪ :‬حاية الزيرة العربية‪.‬‬
‫الشركات الجنبية التخصصة ف مثل هذه النشاطات ‪ ,‬كما هو الال ف الصناعات العسكرية و صناعات‬
‫الدفاع المريكية يكنها أن تتوقع عقود كبية‪ -‬و مرة أخرى فان الدمات على الدى الطويل‪ ,‬و اتفاقيات‬
‫الدارة ‪ .‬أن تواجدهم سيطلب مرحلة أخرى من الشاريع الندسة و النشائية‪ ,‬با ف ذلك الطارات‪ ,‬منصات‬
‫الصواريخ‪ ,‬و قواعد دوائر الستخدمي‪ ,‬و كل البنية التحتية التابعة لذه الرافق‪.‬‬
‫صفحة ‪89‬‬
‫بوجب هذه الطة النشوئية ‪ ,‬أرادت واشنطن من السعودية أن تضمن لا استمرارية تدفق إمدادات النفط و‬
‫ثبات استعارة على مستوى حت و لو كان متقلبا ‪ ,‬يب ان يبقى دائما مقبول للوليات التحدة و حلفائها‪ .‬فإذا‬
‫حاولت دول مثل إيران و العراق و اندونيسيا أو فنويل التهديد بصار ‪ ,‬فعلى الملكة العربية السعودية‬
‫بإمداداتا الضخمة‪ ,‬التدخل للء هذا الفراغ‪ ,‬و ببساطة فان مرد معرفة ذلك ستثبط هة البلدان الخرى ‪,‬‬
‫حت من مرد التفكي ف الصار و مقابل هذا الضمان ‪ ,‬ستقوم الوليات التحدة بنح آل سعود صفقة مدهشة‬
‫و هي عبارة عن التزام بإعطائهم دعما سياسيا ‪ ,‬بل و عسكري‪ ,‬با يؤكد بقاء آل سعود كحكام للبلد‪.‬لقد‬
‫كان من الصعب على آل سعود رفض و مقاومة إغراء هذه الصفقة‪ ,‬اخذين ف العتبار موقعها الغراف و‬
‫ضعف قدراتا العسكرية‪ ,‬و ضعفها العام ف مواجهة جيان مثل إيران‪ ,‬سوريا ‪ ,‬العراق و إسرائيل‪ ,‬إذن من‬
‫الطبيعي أن تستخدم واشنطن نفوذها لفرض شرط حرج و صعب ‪ ,‬شرط استطاع أن يعيد تعريف دور سفاح‬
‫القتصاد ف العال ‪ ,‬و قدم لنا نوذجا كان علينا مستقبل ماولة تطبيقه ف بلدان أخرى مثل العراق‪ .‬عندما اتامل‬
‫الوضع ‪ ,‬أحيانا أجد من الصعب فهم‪ ,‬قبول السعودية لذا الشرط ‪ .‬بالتأكيد ان بقية العال العرب‪ ( ,‬اوبيك)‪ ,‬و‬
‫بقية بلدان العال السلمى ‪ ,‬صعقوا بل و روعوا عند اكتشافه لشروط الصفقة ‪ ,‬و الطريقة الت استسلم با‬
‫البيت اللكي السعودي لطالب واشنطن‪.‬‬
‫الشرط هو أن السعودية عليها استخدام البترودولر لشراء سندات الكومة المريكية‪ ,‬و بالقابل ‪ ,‬فان‬
‫الفوائد الحصلة من هذه السندات تصرف بواسطة وزارة الزانة المريكية‪ ,‬بطرق تكن السعودية من الروج‬
‫من متمعات القرون الوسطى إل الجتمعات الديثة‪ ,‬ال العال الصناعي‪ .‬وبعبارة أخرى أن الفوائد الكونة من‬
‫بليي الدولرات من دخل نفط الملكة سوف يدفع للشركات المريكية لتحقيق تلك الرؤية ‪ ,‬و قد اقترح‬
‫( احد النافسي ل) تويل الملكة السعودية إل قوة صناعية حديثة‪ .‬وزارتنا وزارة الزانة المريكية سوف‬
‫تستأجرنا على نفقة السعودية‪ ,‬لبناء مشاريع البنية التحتية‪ ,‬و حت كافة الدن ف كامل الزيرة العربية‪.‬بالرغم‬
‫من أن للسعودية الق ف إعطاء رأيها بشان الطبيعة العامة لذه الشاريع‪ ,‬فالقيقة هي أن اليئات الستنية من‬
‫الجانب ( معظمهم كفار ف نظر السلمي)‪ ,‬هم الذين سوف يددون الظهر الستقبلي و القتصادي للجزيرة‬
‫العربية‪.‬‬
‫***‬
‫أسامة بن لدن‬
‫صفحة ‪96‬‬
‫ل تفى الوليات التحدة رغبتها ف الصول على نقود السعودية‪ ,‬حرب أسامة بن لدن الفغانية ضد التاد‬
‫السوفيت إبان الثمانينات ‪ ,‬و الت ساهت فيها الرياض وواشنطن معا با يقدر ب ‪ 3.5‬بليون دولر أنفقت‬
‫على الجاهدين‪ ,‬غي أن مساهة السعودية ذهبت إل ابعد من ذلك‪.‬ف ناية العام ‪ 2003‬قامت ( نيوز ورلد‬
‫ربورت) باجراء دراسة شاملة بعنوان " التحالف السعودى" قامت الجلة براجعة الف الصفحات من سجلت‬
‫البلط اللكي‪ ,‬و التقارير الارجية للمخابرات المريكية‪ ,‬ووثائق أخرى كما قامت بإجراء مقابلت شخصية‬
‫مع العشرات من مسئول الكومة‪ ,‬و الباء ف الرهاب و الشرق الوسط‪ ,‬و خرجت بالنتائج التية‪ :‬الدليل‬
‫القاطع على أن التحالف المريكى الطويل الدى مع السعودية ‪ ,‬و اكب منتجي النفط ف العال ‪ ,‬قد أصبح‬
‫بطريقة ما اكب وزارة خزانة حيث وصفها السئولون بأنا " الركز السطحي " لتمويل الرهابفي أواخر‬
‫الثمانينات و بع الصدمتي الزدوجتي ‪ ,‬الثورة اليرانية و الرب السوفيتية على أفغانستان‪ -‬أصبحت العانات‬
‫اليية شبه الرسية‪ ,‬أصبحت الصدر الساسى للموال الت تساعد على النمو السريع لركة الهاد‪, .‬‬
‫استخدمت الموال ف ما يقارب العشرين دولة لتسيي النشاطات العسكرية ف معسكرات التدريب‪ ,‬و شراء‬
‫السلحة و تنيد أعضاء جدد لذه الركات‪ .‬الكرم و السخاء السعودي شجع السئولي المريكيي يتجهون‬
‫إل ناحية أخرى ‪ ,‬و هى ضباط الخابرات من قدامى الحاربي‪.‬‬
‫عقود تبلغ بليي الدولرات ‪ ,‬منح ‪ ,‬و رواتب ذهبت ال جيوب نطاق واسع من السئولي السابقي الذين‬
‫تعاملوا مع السعودية‪ :‬السفراء ‪ ,‬كبار الوظفي ف الخابرات الركزية المريكية‪ ,‬و حت الوزراء‪.‬العتراضات‬
‫اللكترونية للمكالات تورط فيها أفراد السرة اللكية ليس فقط حول دعمها للقاعدة و إنا تورطها ف دعم‬
‫جاعات إرهابية أخرى‪.‬بعد الجمات على مركز التجارة العالية و البنتاجون ف ‪ 2001,‬ظهرت الزيد من‬
‫الدلة حول العلقات الكشوفة بي واشنطن و الرياض‪.‬ف أكتوبر ‪ 2003‬قامت ملة فانت في بكشف‬
‫معلومات ‪ ,‬لول مرة يتم كشفها على الستوى العام ‪ ,‬و ذلك بتقرير معمق بعنوان ( إنقاذ السعوديي) و‬
‫القصة الت طفت ال السطح عن العلقة بي أسرة بوش و آل سعود و أسرة بن لدن ل تدهشن البتة‪.‬‬
‫فقد كنت على علم بذه العلقات و الت تعود ال ف تاريها ال فترة موضوع غسيل الموال السعودية ‪ ,‬و‬
‫الت كانت قد بدأت ف العام ‪ 1974‬و الفترة الت عمل فيها جورج اتش دبليو بوش سفيا لمريكا ف المم‬
‫التحدة ( من ‪ ) 1973-1971‬ث عمل بعدها رئيسا للمخابرات الركزية المريكية ( من ‪. )1977-1976‬‬

‫و لكن ما ادهشن هو حقيقة أن الصدق هو الذي صنع الضغط ‪ .‬على حد ما خلصت إليه فانت في‪.‬أسرة بوش‬
‫و آل سعود أكثر سللتي حاكمتي قوة ف العال‪ ,‬لديهما علقات شخصية و مشاريع تارية و أعمال ‪ ,‬و‬
‫روابط سياسية تتد لكثر من عشرين عاما‪.‬على صعيد القطاع الاص فان السعوديون يدعمون هاركن انرجى‪,‬‬
‫و هى شركة نفطية‪ ,‬حيث ان جورج اتش دبليو بوش هو احد الستثمرين فيها ‪ ,‬و الرئيس السابق( جورج‬
‫اتش ان‪ .‬ف‪ ).‬بوش و حليفة الطويل المد وزير الارجية جيمس بيكر‪ ,‬التقوا بالسعوديي كمستثمري أموال‬
‫لجموعة كارليل‪ ,‬و هى مثار جدل ف أنا اكب شركة للسهم الاصة ف العال‪ ,‬و اليوم يواصل الرئيس بوش‬
‫العمل كمستشار أول للشركة ‪ ,‬حيث يقال أن مساهيها هم آل سعود التهمي بعلقتهم بدعم مموعات‬
‫إرهابية‪.‬‬
‫بعد ايام قليلة فقط من ‪ , 9/11‬ت تريب السعوديي الثرياء با ف ذلك أفراد أسرة بن لدن‪ ,‬ال خارج‬
‫الوليات التحدة ‪ ,‬على طائرات خاصة ‪ ,‬ل تتم مراجعتها ‪ ,‬و ل يٍسال السافرون عليها‪ .‬هل كان للعلقة‬
‫الطويلة بي السرتي المريكية و السعودية دورا ف جعل الروب ان يدث بذه البساطة ؟؟‬
‫الزء ‪1981-1975 : 3‬‬
‫صفحة ‪127‬‬
‫إن الفترة الت قضيتها ف كولومبيا أيضا ساعدتن ف فهم التمييز بي المهورية المريكية القدية ‪ ,‬و‬
‫المباطورية العالية الديدة‪ ,‬المهورية تنح العال المل‪ ,‬لنا تعتمد على أساس اخلقى و فلسفي أكثر من‬
‫كونه مادي‪ .‬فهي مبنية على مفهوم الساواة و العدالة للجميع‪ .‬و لكنها أيضا يكن أن تكون برجاتية‪ ,‬فهي‬
‫ليست حلما (يوتوبيا) و لكنها أيضا حياة ‪ ,‬و كيان سامي‪.‬‬
‫يكنها أن تفتح ذراعيها ليواء القهورين و الضعفاء‪ ,‬فهي الام و ف نفس الوقت قوة يكن الدل معها ‪ ,‬و إذا‬
‫اقتضت الضرورة يكنها النتقال ال حالة الفعل‪ ,‬كما حدث أثناء الرب العالية الثانية‪ ,‬لتدافع عن البادئ الت‬
‫تقف من اجلها‪ .‬الؤسسات ف حد ذاتا ‪ ,‬الشركات الكبى ‪ ,‬الصارف و وبيوقراطيي الكومة‪ -‬الت تدد‬
‫المهورية يكن استخدامها كبديل لتأسيس التغييات الساسية ف العال‪ .‬و هذه الؤسسات هى الت تتلك‬
‫شبكة التصالت و أنظمة الواصلت الضرورية لستئصال الرض و الوع‪ ,‬و حت الروب فقط إذا ت‬
‫إقناعهم بالسي ف ذلك التاه‪.‬المباطورية العالية ‪...‬هى الروح النتقامية للجمهورية ‪.‬‬
‫فهي تتمتع بالنانية و التمركز حول الذات‪ ,‬الشع‪ ,‬الادية‪ ,‬فهي نظام مؤسس على التاجرة‪ ,‬مثل سابقتها من‬
‫المباطوريات‪ ,‬ذراعيها مفتوحتي فقط لتكديس الوارد ‪ ,‬و الستحواذ على كلى ما تراه لشو كرشها النهم‪,‬‬
‫فهي تفعل ما ف وسعها لدفع حكامها للحصول على الزيد من السلطة و الثروات‪.‬أنا شخص ملص للجمهورية‬
‫المريكية‪ ,‬و لكن ما ارتكبتاه خلل هذا النموذج الاكر من المبيالية‪ ,‬هو العادل الال ‪ ,‬لا حاولنا انازه‬
‫عسكريا ف فيتنام‪ .‬فإذا كانت جنوب شرق آسيا قد علمتنا أن للجيوش حدودا تنتهي فيها‪ ,‬فان القتصاديون‬
‫يردون بابتداع خطة أفضل ‪ ,‬ووكالت الغاثة الجنبية‪ ,‬و القاولي الاصي الذين يقومون بدمتهم ( أو ‪,‬‬
‫بعن أكثر ملئمة الذين يدمونم ) قد استفادوا من تلك الطة‪.‬لقد شهدت ف بلدان ف متلف القارات ‪,‬‬
‫كيف يعمل الرجال و النساء للشركات المريكية‪ -‬بالرغم من أنم ليسو رسيا جزء من شبكة سفاحي‬
‫القتصاد‬
‫‪ -‬قد ساهوا ف شيء أكثر خبثا و ضررا من اى شيء يكن تصوره ف نظريات الؤامرة‪ .‬مثل العديد من‬
‫مهندسي سفاحي القتصاد‪ .‬هؤلء العاملي ل تكنهم رؤية نتائج أفعالم‪ ,‬فقد ت إقناعهم بان الؤسسات‬
‫الصناعية و الصانع الت تقوم بصناعة الحذية و قطع غيار السيارات لشركاتم‪ ,‬أنا تساعدهم ف الروج من‬
‫دائرة الفقر‪ ,‬بدل من ذلك يتم إغراقهم ف أنظمة عبودية متبقية من القرون الوسطى و من مزارع النوب‪ ,‬مثل‬
‫تلك الظواهر من الستغلل ‪ ,‬الرقيق الديث و العبيد الذين ت دمهم ف الجتمع على قناعة أنم أفضل حال‬
‫من تلك الرواح البائسة الت تعيش على الامش ف الماكن الظلمة ف أوروبا‪ ,‬و غابات إفريقيا‪ ,‬أو ف توم‬
‫الباري المريكية‪.‬‬
‫صفحة ‪139‬‬
‫عادة ما يبدأ زعماء الافيا‪ ,‬كقطاع طرق‪ ,‬و برور الوقت ‪ ,‬فان الذين يرزون ناحا ف هذا الجال يتغي‬
‫مظهرهم‪ ,‬فيتدون اللبس الفاخرة جدا‪ ,‬و يتملكون أعمال شرعية‪ ,‬و يغلفون أنفسهم بلل الجتمعات‬
‫الراقية‪ .‬يدعمون المعيات اليية الحلية‪ ,‬و يترمون ف الجتمعات الت يعيشون فيها ‪ .‬يسارعون ف إقراض‬
‫الموال للذين يعانون من أزمات‪ .‬مثل السية الذاتية لون بيكن ف شركة مي ‪ ,‬فهؤلء الرجال يظهرون و‬
‫كأنم مواطنون نوذجيي‪ ,‬و لكن تت هذا الظهر الليل سيل من الدماء‪ .‬عندما يفق الدينون بدفع الدين ‪,‬‬
‫يسارع سفاحو القتصاد للمطالبة (برطل اللحم) فإذا ل تنجح الطالبة يتقدم الذئاب بضرب البيسبول ‪ ,‬و‬
‫أخيا يلجئون ال إشهار السدسات‪.‬‬
‫صفحة ‪141‬‬
‫لقد عانت الكوادور و هى ترسف تت سلسلة من النظمة الديكتاتورية‪ ,‬و أخرى من اليمينيي تتلعب بم‬
‫الصال المركية التجارية و السياسية ‪ ,‬بطريقة‪.‬فقد كانت البلد تتل الركز الامس ف إنتاج الوز ‪ ,‬فسارعت‬
‫( الشركائية) بشق طريقها ال هناك‪.‬‬
‫بدأت سلسلة الستغلل الت للنفط ف حوض المازون الكوادورى‪ ,‬خلل الستينات ‪ ,‬فنتج عنها انغماس ف‬
‫الشراء و الذي لعبت واحدة من السر الاكمة الكوادور دورا هاما وهى بالتال كانت نبا و لعبة ف هايدى‬
‫الصارف الدولية‪ .‬فأرهقوا بلدهم بديون طائلة على وعود عائدات النفط ‪ .‬بدأت ف جيع إناء البلد حركة‬
‫مفاجئة لبناء الطرق‪ ,‬و النتزهات الصناعية‪ ,‬خزانات توليد الكهرباء‪ ,‬أنظمة النقل و التوزيع‪ ,‬و مشاريع الطاقة‬
‫الخرى ‪ ,‬و هكذا مرة أخرى بدأت الشركات الندسية و النشائية رحلة أخرى من سفك اقتصاد البلدان و‬
‫الستثراء الفاحش‪.‬‬

You might also like