المة السلمية فحسب ،ولكن أيضا ً في جميع بقاع وأصقاع العالم منتشرة في معظم دولها ،ومقدمة بذلك فكرا ً اقتصاديا ً ذا طبيعة خاصة ،بعث من مرقده من جديد، وبعد أن حاول البعض طمسه طول أربعة عشر قرنا ً من الزمان ،فما كان منه إل أن حطم حاجز الخوف وجدار الشك ،وأباطيل عدم إمكانية تطبيقه أو عدم مناسبته لحاجة المعاملت القتصادية وغير القتصادية في حياتنا الحديثة. وقد أصبحت هذه المصارف واقعا ً ملموسا ً فعال ً تجاوز إطار التواجد إلى آفاق التفاعل وإلى أقطار البتكار والتعامل بايجابية مع مشكلت العصر التي يواجهها عالم اليوم ،المر الذي يستدعي منا التعرف على مفهومها والحاطة بخصائصها وهو ما سيتم العرض له فيما يلي: مفهوم البنوك السلمية: البنك السلمي مؤسسة نقدية مالية تعمل على جذب الموارد النقدية من أفراد المجتمع وتوظيفها توظيفا ً فعال ً يكفل تعظيمها ونموها في إطار القواعد المستقرة للشريعة السلمية وبما يخدم شعوب المة ويعمل على تنمية اقتصادياتها. ومن هذا التعريف يتبين لنا أن هناك عدة عناصر أساسية تلتزم بها البنوك السلمية منها اللتزام بالقواعد المستقرة للشريعة السلمية :يتعين على البنك السلمي أن يلتزم بأحكام الشريعة السلمية في جميع أعماله ومعاملته جملة وتفصيل ً وإل فقد مقومات وجوده، فالعقيدة السلمية تقدم نظاما ً شامل ً ومتكامل ً يحكم كل شيء في القتصاد متمثل ً في أنشطة النتاج ،والتوزيع، والستهلك ،والدخار وتتصل بغيرها من النشطة غير القتصادية وترتبط معها وبها بالعبادات لتجعل من السلم دينا ً قّيما ً قويما ً ل يشوبه أو يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه ،ول من أمامه ،وان ارتباط الفكر السلمي المصرفي القتصادي بالدين تعززه اليات المباركة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المطهرة واجتهادات العلماء الفاضل ،وان القواعد القتصادية الحاكمة للعمل المصرفي واضحة وصريحة يتعين على البنك السلمي توخيها والحرص عليها .وأهم هذه القواعد ما يلي: )أ( اللتزام في معاملته بالحلل والبتعاد كل البعد عن المجالت الحرام والمشكوك فيها: لما كان البنك السلمي يستمد مشروعيته من تجسيده للفكر السلمي ،فانه يلتزم التزاما ً كامل ً بتطبيق قاعدة الحلل والحرام في كل معاملته ،والتقيد بأخلقيات السلم وآدابه في هذه المعاملت في طابعها الشمولي الذي يمتد إلى كافة مجالت النشاط النساني التي يقوم البنك بالتعامل معها. فل يمكن للبنك أن يقدم خدماته إلى أنشطة تدخل في دائرة التحريم لما فيها من أضرار خطيرة تلحق بالمجتمع مثل أنشطة صناعة الخمور ،وموائد القمار ،والمخدرات، والبغاء والصناعات التي تقوم على تربية وذبح وبيع لحوم الخنزير أو الميتة أو الدم ،والبتعاد عن أي نشاط ينطوي التعامل فيه على ربا أو غش أو تدليس أو احتكار أو تزوير أو استغلل لحاجات الناس أو تغرير أو غرر أو ميسر أو رشوة أو إفساد للذمم وتخريب للنفوس أو أي نشاط يشوبه حرمة ،ومن ثم تكون جميع معاملت البنك تدخل في دائرة الحلل ،تراعي بشكل شديد مبادئ الدين الحنيف فل غبن في الجور ول ظلم للعاملين ول مصادرة لرزاقهم أو تسخيرهم كعبيد مقابل إطعامهم وكسوتهم. فالبنك السلمي هو الذي يقوم على العقيدة السلمية ويستمد منها كيانه الفكري ومقومات التعامل المصرفي لديه أو تصبح معاملته جميعها في إطار هذا الكيان الفكري الذي يقوم على أن الله هو خالق هذا الكون ،وان الملكية الموجودة في هذا الكون لله وحده ،فالله مالك كل موجود فيما أنه سبحانه وتعالى موجده وانه مالك الملك وان البشر مستخلف فيه ومن ثم فان استخدام هذه الموجودات وبما فيها المال تتم في إطار شروط هذا الستخلف وعلى هذا فمن الضروري أن تكون المنتجات والخدمات التي يتعامل معها البنك أو يمول مشروعاتها في دائرة الحلل ،فل يجوز له أن يقوم بتموين مصنع لنتاج الخمر أو شركة لتعبئة لحوم الخنزير ول يجوز له أن يمول ملهى ليليا ً أو ناديا للقمار ،بل تنحصر مهمته في ض ر ْ كم من ال َ َ ّ شأ َ ُ َ عمارة الدنيا ،قال تعالى }هُو َ أن َ ِ م ِفيَها)) {(61سورة هود( ومن هنا تتسع كافة مَرك ُ ْ ست َعْ َ َوا ْ معاملت البنك لتشمل كافة أوجه النشاط القتصادي وغير القتصادي اللزم لعمار الرض. )ب( عدم التعامل بالربا: فعدم التعامل بالربا هي سمة مميزة للبنك السلمي من أجل تطهير المال من شبهة الظلم والستغلل الذي هو سمة أساسية من سمات القروض الربوية التي تقوم بها البنوك غير السلمية ،وذلك على الرغم من أن السلم لم يبتدع قضية تحريم الربا وإنما جدد حرمة الربا التي نزلت في جميع الرسالت السماوية ،وفي الوحي القديم. وفي الوقت ذاته فان عدم التعامل بالربا يجعل من البنك السلمي أداة ترشيد تنموية تجعله يتجه بالتوظيف إلى مجالت تدريجية مناسبة من خللها يدفع عائدا ً مناسبا ً دعين لديه ،وفي الوقت نفسه تنمية المال لجموع المو ّ الذي اؤتمن عليه منهم. فالقراض بالربا محرم ل تبيحه حاجة ،ول تجزيه ضرورة، بل إن الربا من أخبث المعاصي وأشدها فتكا ً بالنظام القتصادي والجتماعي للدول ،فهو يقضي على وحدة المة ،وتآلفها وتراحمها ويحوله إلى النقيض من تصارع وتطاحن وحروب أهلية وثورات مدمرة. ومن هنا فان البنوك السلمية ل تتعامل بالفائدة أيا ً كانت صورها وأشكالها ،أخذا ً أو عطاًء ،إيداعا ً أو توظيفًا ،قبول ً أو خصمًا ،بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،ظاهرة أو مختفية ،محددة مقدما ً أو مؤخرًا ،ثابتة أو متحركة ،كاملة أو منقوصة ..أعمال ً لحكام الشريعة الغراء والتزاما ً بأمر الله سبحانه وتعالى وتجنبا ً لنواهيه .فالفائدة على جميع النقود كلها ربا محرم ،يستوي في ذلك قليلها وكثيرها، ويستوي في ذلك كونها محددة ومطبقة على قرض موجه للستهلك أو للستثمار. والربا هو الزيادة المطلقة في رأس المال ،ويقال إذا ربا الشيء زاد ونما ،ويقصد بالربا شرعا ً فضل المال الذي ل يقابله عوض في معارضة مال بمال ،وكان العرب قديما ً يمارسون هذه الصناعة قبل ظهور السلم وتحريم الربا، وكان المرابي يخبر من عليه الدين أما أن يقضي الدين )أي يسدده( أو يربي )أي يزيد الدين بمقدار من المال( ويؤخر الجل إلى حين متفق عليه. وحجية تحريم الربا تنصرف إلى مجمل أسباب بعضها ظاهر للعيان مثل دور الربا الخطير في تقويض المة السلمية ونهب خيراتها لصالح المستعمر الدخيل ،وإفقار أهلها ،وتدمير هيكل القيم ونسف المبادئ والخلق الحميدة وبعضها خفي ل يعلمه إل الله سبحانه وتعالى. وليس معنى هذا أن المصرف السلمي ل يهدف إلى تحقيق الربح ،بل انه يهدف إليه ويعمل على إنمائه ولكن في إطار ضوابط إسلمية محددة يتحدد من خللها مصدر الربح ،وان يكون هذا الربح عادل ً غير مغالى فيه ،ل تشوبه شائبة استغلل ،ول يكون مصدره أي غبن واحتكار ،بل من خلل صيغ استثمار إسلمية حقيقية يتضافر فيها كل عناصر النتاج بشكل فعال. )ج( حسن اختيار من يقومون على إدارة الموال: يتعين على البنك السلمي أن يبذل كافة الجهود اللزمة للتأكد من حسن اختيار الفراد الذين سيتولون إدارة الموال سواء من بين موظفيه ،أو من بين عملئه الذين سيتم إتاحة الموال لهم لدارتها ،حيث ل يجب أن يوكل أمر إدارة هذه الموال لمن ل يصلح للقيام بهذه المهمة سَفَهاءأعمال ً لقول الله سبحانه وتعالى} :وَل َ ت ُؤُْتوا ْ ال ّ َ م قَِياما ً َواْرُزُقوهُ ْ م ِفيَها ه ل َك ُ ْ ل الل ّ ُ جع َ َم ال ِّتي َوال َك ُ ُ م َ أ ْ معُْروًفا{ ) (5سورة النساء. م قَوْل ً ّ م وَُقوُلوا ْ ل َهُ ْ سوهُ ْ َواك ْ ُ وتقتضي إدارة هذه الموال الرشاد في استخدامها، والحكمة في معالجتها لتحقيق النفع العام والخاص من هذا الستخدام في إطار التوازن النفاقي الرشيد الذي يحفظ المال ول يبدده وفي الوقت ذاته ل يكتنزه أو يحجبه عن التداول والمنفعة عمل ً بقول الله سبحانه وتعالى: }وال ّذين إ َ َ ن ذ َل ِ َ ك ن ب َي ْ َ كا َم ي َْقت ُُروا وَ َ سرُِفوا وَل َ ْ م يُ ْ ذا أنَفُقوا ل َ ْ َ ِ َ ِ ما{ ) (67سورة الفرقان ( ،ومعنى هذا أيضا ً أن يتم وا ً قَ َ اختيار أرشد السبل لتوظيف المال وإنمائه وإدارته إدارة رشيدة دون إسراف أو تقتير وبالشكل الذي يفي بحاجة الفراد وحاجة المجتمع السلمي. )د( عدم أكل مال الناس بالباطل: يعرف أكل أموال الناس بالباطل بخلف الربا بصور من المعاملت القتصادية وغير القتصادية التي بموجبها يتم الحصول على الموال بدون وجه حق ومن أهم تلك الطرق السرقة ،وخيانة المانة ،والقمار ،والغصب، والبتزاز ،والتهديد ،والنصب ...الخ .وهي كلها أفعال محرمة ل يجوز للبنوك السلمية أن تقع فيها أو حتى في التصرفات التي تحتمل البهتان تسليما بقول الله عز وجل: ل إ ِل ّ َأن َ ْ َ م ِبال َْباط ِ ِ وال َك ُ ْ م ب َي ْن َك ُ ْ مُنوا ْ ل َ ت َأك ُُلوا ْ أ ْ م َ نآ َ ذي َ}َيا أي َّها ال ّ ِ َ ن الل ّ َ ه م إِ ّ سك ُ ْ م وَل َ ت َْقت ُُلوا ْ أنُف َ منك ُ ْ ض ّ عن ت ََرا ٍ جاَرةً َ ن تِ َ كو َ تَ ُ ما{ ) (29سورة النساء .وفي آية أخرى حي ً م َر ِ ن ب ِك ُ ْ كا َ َ وال َ ُ َ ْ كم كم ب َي ْن َ ُ م َ يقول الله سبحانه وتعالى} :وَل َ ت َأك ُُلوا ْ أ ْ كام ل ِتأ ْك ُُلوا ْ فَريًقا م َ ل وا ِ م َ نأ ْ ّ ْ ِ ح ّ ِ َ ل وَت ُد ُْلوا ْ ب َِها إ َِلى ال ْ ُ ِبال َْباط ِ ِ َ ن{ ) (188سورة البقرة. مو َ م ت َعْل َ ُ س ِبال ِث ْم ِ وَأنت ُ ْ الّنا ِ )هـ( الصراحة والصدق والوضوح في المعاملت: يلتزم البنك السلمي في معاملته بالصدق والصراحة والوضوح والمكاشفة التامة بين البنك والمتعاملين معه وكذا المتعاملين فيه طالما كانت هذه المعاملت خاصة بالعميل ذاته وليس بغيره من العملء أعمال ً لقول الحق َ م حقّ وَأنت ُ ْ موا ْ ال ْ َ ل وَت َك ْت ُ ُ حقّ ِبال َْباط ِ ِ سوا ْ ال ْ َ عز وجل} :وَل َ ت َل ْب ِ ُ ن{ ) (42سورة البقرة. مو َ ت َعْل َ ُ ومن هنا فانه ليس من المقصود بالصراحة والمكاشفة إعلن أسرار العميل للغير ،بل إن البنوك السلمية تحافظ على سرية معاملت عملئها ول تسعى للضرار بهم وبمصالحهم في إطار الشرعية الدينية والقانونية الحاكمة لنظام المعاملت المصرفية. وهناك هيئة الرقابة الشرعية في البنك السلمي يتم اختيار أفرادها من كبار علماء المسلمين وبعض علماء القتصاد السلمي تقوم بمتابعة كافة أعمال البنك لتتأكد من أنها تتم في إطار أحكام الشريعة السلمية. )و( عدم حبس المال وحجبه عن التداول واكتنازه: يتعين على البنك السلمي أن يعمل على تنمية المال وإثماره باعتباره مستخلفا ً فيه ووكيل ً عن أصحابه وتوظيفه التوظيف الفعال لصالح المجتمع ،وباعتباره أصل ً من أصوله التي يتعين تنميتها وإثمارها وليس اكتنازها أو حجبها وحرمان المجتمع والفراد الذين في حاجة إليها منها تجنبا ً لغضب الله سبحانه وتعالى وابتعادا ً عن نواهيه َ ن ذي َ عز وجل وخوفا ً من قوله سبحانه وتعالىَ} :يا أي َّها ال ّ ِ س نا ال ل َ وا م آمنوا ْ إن ك َِثيرا من ال َحبار والرهْبان ل َيأ ْك ُُلون أ َ ِ ّ َ ْ َ ْ َ ِ َ ّ َ ِ َ ً ّ َ َ ُ ِ ّ بن الذ ّهَ َ ن ي َك ْن ُِزو َ ذي َ ل الل ّهِ َوال ّ ِ سِبي ِ عن َ ن َ دو َ ص ّ ل وَي َ ُ ِبال َْباط ِ ِ َ ل الل ّهِ فَب َ ّ م{ ب أِلي ٍ ذا ٍ هم ب ِعَ َ شْر ُ سِبي ِفُقون ََها ِفي َ ة وَل َ ُين ِ ض َ َوال ِْف ّ ) (34سورة التوبة. فحبس المال تعطيل لوظيفته في توسيع ميادين النتاج وتهيئة سبل العمل وتوفير مجالت الرزق وإصلح المة، وهي جميعها أمور تحتاج إلى انطلقة المال في المجالت الشرعية المنصوص عليها دون غلو أو تبذير أو إسراف، بل في إطار رشد فكري وعلمي تستثمر فيها أموال المسلمين في المجالت التي تنفع المسلمين. ويرتبط بهذا أيضا ً ضرورة النفاق ،واليات التي تأمر بالنفاق كثيرة من بينها: ْ َ َ َ يل أن ي َأت ِ َ من قَب ْ ِ كم ّ ما َرَزقَْنا ُ فُقوا ْ ِ م ّ مُنوا ْ أن ِ نآ َ ذي َ}َيا أي َّها ال ّ ِ م ن هُ ُ كافُِرو َ ة َوال ْ َ شَفاعَ ٌ ة وَل َ َ خل ّ ٌم ل ّ ب َي ْعٌ ِفيهِ وَل َ ُ ي َوْ ٌ ن{ ) (254سورة البقرة. مو َ ظال ِ ُال ّ من فُقوا ْ ِ ما ُتن ِ ن وَ َ حّبو َ ما ت ُ ِ م ّفُقوا ْ ِ حّتى ُتن ِ }َلن ت ََناُلوا ْ ال ْب ِّر َ م{ ) (92سورة آل عمران. ه ب ِهِ عَِلي ٌ ن الل ّ َ يٍء فَإ ِ ّ ش ْ َ وقد اشترط الله سبحانه وتعالى أن يكون النفاق في غير إسراف ول تبذير }وال ّذين إ َ َ سرُِفوا وَل َ ْ م م يُ ْ ذا أنَفُقوا ل َ ْ َ ِ َ ِ ما{ ) (67سورة الفرقان. وا ًك قَ َ ن ذ َل ِ َ ن ب َي ْ َ كا َي َْقت ُُروا وَ َ وقوله سبحانه وتعالى} :ال ّذين ينفُقو َ ل سِبي ِ م ِفي َ وال َهُ ْ م َنأ ْ َ ِ َ ُ ِ َ َ َ عند َ م ِ جُرهُ ْ مأ ْ ذى ل ّهُ ْ مّنا وَل َ أ ً ما أنَفُقوا ُ َ ن َ م ل َ ي ُت ْب ُِعو َ الل ّهِ ث ُ ّ ن { ) (262سورة حَزُنو َ م يَ ْ م وَل َ هُ ْ ف عَل َي ْهِ ْ خو ْ ٌ م وَل َ َ َرب ّهِ ْ البقرة. مث َ ُ ل وقد وضع الله سبحانه وتعالى الجزاء للمنفقينّ } : َ ال ّذين ينفُقو َ ت حب ّةٍ أنب َت َ ْ ل َ مث َ ِ ل الل ّهِ ك َ َ سِبي ِ م ِفي َ وال َهُ ْ م َنأ ْ َ ِ َ ُ ِ من ف لِ َ ع ُضا ِ ه يُ َ حب ّةٍ َوالل ّ ُ ة َ مئ َ ُ سنب ُل َةٍ ّل ُ ل ِفي ك ُ ّ سَناب ِ َ سب ْعَ َ َ م{ ).(261 سعٌ عَِلي ٌ ه َوا ِ شاء َوالل ّ ُ يَ َ )ز( خضوع المعاملت المصرفية للرقابة السلمية الذاتية والخارجية: فالرقابة السلمية رقابة ذات شقين ،شق ذاتي من داخل الفرد ذاته ومن وحي ضميره ومن خلل تمسكه بدينه وخوفه من إغضاب الله عز وجل وشق آخر خارجي من خلل هيئة رقابة شرعية يتم اختيار أفرادها من التقاة الراسخين في علوم الدين المشهود لهم بالنزاهة الشديدة والحرص. بل يمكن القول أن الرقابة في المصارف السلمية هي رقابة شاملة محاورها متعددة تضم ،رقابة من الفرد على ذاته ،ومن الفرد على العمل المصرفي الذي يتم ،ومن المسئول عن العمل المصرفي على النشاط القتصادي الذي يتم تمويله ،ومن الهيئة الرقابية الشرعية على كافة النشاط والعمال المصرفية التي تتم ،ومن الله سبحانه وتعالى على الجميع. ومن هنا تتشكل الطبيعة التكاملية للبنوك السلمية التي تجعل منها نمطا ً فريدا ً من التفاعل والتكامل والتساق والتوافق مع احتياجات الفراد والمجتمع السلمي الحميد. )ح( أداء الزكاة المفروضة شرعا ً على كافة معاملت البنك ونتائج العمال: لتطهير المال وتنميته وطرح البركة فيه وفي الوقت ذاته لتعميق الحس الديني ،وتحقيق الهداف الجتماعية للبنك، وفي الوقت ذاته مراعاة التوازن بين الهداف التجارية الستثمارية للبنك وبين الهداف الجتماعية له ،وفي الوقت ذاته لتطهير المال من أي معاملت مشكوك فيها خذ ْ م َ صد َقَ ً ة م َ وال ِهِ ْ م َنأ ْ أعمال ً لقوله سبحانه وتعالىْ ِ ُ } : ن ل ّهُ ْ م سك َ ٌ ك َ صل َت َ َ ن َ م إِ ّل عَل َي ْهِ ْ ص ّ كيِهم ب َِها وَ َ م وَت َُز ّ ت ُط َهُّرهُ ْ م{ ) (103سورة التوبة. ميعٌ عَِلي ٌ س ِه َ َوالل ّ ُ ومن هنا فان البنوك السلمية تقوم بتحصيل وتوزيع زكاة أموالها وأموال عملئها ومن يرغب من المسلمين ،وتقوم البنوك السلمية بإنفاقها في مصارفها الشرعية التي ت صد ََقا ُ ما ال ّ حددها الله سبحانه وتعالى في قوله} :إ ِن ّ َ م وَِفي مؤَل َّفةِ قُُلوب ُهُ ْ ن عَل َي َْها َوال ْ ُ مِلي َن َوال َْعا ِكي ِ سا ِ م َ ل ِل ُْفَقَراء َوال ْ َ ة ض ًري َ ل فَ ِ سِبي ِ ن ال ّ سِبي ِ ّ ب َوال َْغارِ ِ الّرَقا ِ ل اللهِ َواب ْ ِ ن وَِفي َ مي َ م{ ) (60سورة التوبة (. كي ٌ ح ِ م َه عَِلي ٌ ن الل ّهِ َوالل ّ ُ م َ ّ )ط( تحقيق التوازن بين مجالت التوظيف المختلفة: والتوازن يتم بين مجالت التوظيف قصير الجل ومتوسط الجل وطويل الجل ،وبين مناطق التوظيف المختلفة، حيث يتحقق التوازن الجغرافي ،وفي الوقت ذاته توازن في مجال التوظيف وفقا ً للولويات السلمية. _ الضروريات. _ الحاجات. _ الكماليات. والتوازن بين العائد الجتماعي والعائد الستثماري المادي.