You are on page 1of 17

‫الجمع بين قضاء اللغاء والقضاء الشامل في الدعوى الدارية‬

‫‪:‬مقـدمـة‬
‫تعتبر المحاكم الدارية أهم ركائز تأسمميس دولممة القممانون‪ ،‬وذلممك مممن‬
‫خلل مراقبة أعمال الدارة‪ ،‬وتمارس هممذه المحمماكم رقابتهمما مممن خلل‬
‫نوعين من الدعاوى‪ ،‬هما دعوى اللغاء ودعوى القضاء الشامل‪.‬‬
‫دعوى اللغاء ليست دعوى بين خصموم‪ ،‬بممل هممي موجهممة ضممد قممرار‬
‫صادر عن سلطة إدارية بإرادتها المنفردة قصد التوصل إلى إلغمماءه‪ ،‬ول‬
‫يملك القاضي سوى سلطة إلغاء القرار إذا تممبين لممه عممدم شممرعيته‪ ،‬أو‬
‫رفض الطلب إذا ثبت له أنه سليم من الناحية القانونية‪ ،‬أو عممدم قبمموله‬
‫إذا انتفت إحدى الشكليات اللزمة لرفع الدعوى‪.‬‬
‫أما دعوى القضاء الشامل فهي خصومة قائمة بيممن طرفيممن‪ ،‬يممدعي‬
‫أحدهما أنه وقع المساس بأحد مراكزه الذاتية أو الشخصية‪ ،‬ويملك فيها‬
‫القاضي سلطات واسعة من أجل إرجاع الحق لصاحبه وتقرير التزامات‬
‫على الطرف الخر‪.‬‬
‫من خلل ممما سممبق يظهممر لنمما أن هنمماك اختلف واضممح بيممن دعمموى‬
‫اللغاء ودعمموى القضمماء الشممامل‪ ،‬مممما يسمممح بتمييممز كممل منهممما عممن‬
‫الخرى‪.‬‬
‫وبممالرغم مممن هممذا الختلف‪ ،‬فممإن القممرار الداري يكممون فممي بعممض‬
‫الحيان قاسما مشتركا بينهما‪ ،‬وذلك في الحالمة المتي يمترتب فيهما عمن‬
‫القرار المطعون فيه بعدم المشروعية ضرر ما‪.‬‬
‫بحيممث يكممون قضمماء اللغمماء مختصمما بممالبت فممي مشممروعية القممرار‪،‬‬
‫والقضاء الشامل مختصا ببحث مسؤولية الدارة عن الضمرر الناتمج عمن‬
‫القرار‪.‬‬
‫هذه الحالة تضعنا أمام التساؤل التالي‪:‬‬
‫هل يمكن الحديث عن إمكانية الجمــع بيــن دعــوى اللغــاء‬
‫ودعوى القضاء الشامل؟‬
‫الجابة عن هذا التساؤل تتطلب منا‪:‬‬
‫أول‪ :‬البحث فــي إمكانيــة الجمــع بيــن طلــب اللغــاء وطلــب‬
‫التعويض في مقال واحد‪ ،‬وذلك من خلل المبحث الول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البحث في مــدى الــترابط بيــن دعــوى اللغــاء ودعــوى‬
‫القضاء الشامل وذلك في المبحث الثاني‪.‬‬
‫سنتحدث في البداية عن إمكانية الجمع بين دعمموى اللغمماء ودعمموى‬
‫التعويض في القانون المقارن) المطلب الول(‪ ،‬على أن نتحدث بعد‬
‫ذلك عن إمكانية الجمع بينهما في المغرب ) المطلب الثاني(‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬إمكانية الجمع في القانون المقارن‬
‫سنخصص هذا المطلب للحديث عن إمكانيممة الجمممع فممي كممل مممن‬
‫فرنسا ) الفقرة الولى(‪ ،‬ومصر ) الفقرة الثانية(‪.‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬إمكانية الجمع بين الدعويين في فرنسا‬
‫الصل في فرنسا هو استقلل كل من دعوى إلغاء ‪le recours pour‬‬
‫‪excès de pouvoir‬‬
‫ودعوى القضاء الشامل ‪.contentieuse plein de le recours‬‬
‫فإذا أراد المدعي الطعن في قرار إداري باللغاء و بالتعويض وجممب‬
‫عليه أن يرفع دعويين مستقلين أحداهما لللغاء و الخرى للتعويض‪.‬‬
‫وقد أجاز مجلس الدولة الفرنسي الجمممع بيممن عريضممتي اللغمماء و‬
‫القضاء الشامل لنظر فيهما في وقت واحد تفاديا لطول النتظار‪ ،‬وذلك‬
‫مممع احتفمماظ كممل دعمموى باسممتقللها و إجراءاتهمما ‪le régime de la‬‬
‫‪coexistence entre le recours pour excès de pouvoir et le recours de‬‬
‫‪.plein contentieuse‬‬
‫ولم يبح المجلس الجمممع بيممن طلممب اللغمماء وطلممب التعممويض فممي‬
‫عريضة دعوى واحدة – هي عريضة القضاء الشامل‪ -‬إل في ثلثة أحكام‬
‫صدرت في ‪ 31‬مارس ‪1911‬هي قضايا ‪ ، argaing, bézie, blanc‬ولكممن‬
‫مجلس الدولة الفرنسي لممم يسممر فممي اتجمماه هممذه الحكممام الممتي بقيممة‬
‫وحيدة‪ ،‬وظلت القاعدة هي عدم جواز الجمع بين طلممب اللغمماء وطلممب‬
‫التعويض في عريضة واحدة‪ ،‬فممإذا ممما اشممتملت عريضممة دعمموى اللغمماء‬
‫على طلب التعويض‪ ،‬فإن مجلس الدولة الفرنسممي يرفممض نظممر طلممب‬
‫التعويض ويباشر فقط وليته بصدد دعمموى اللغمماء والحكممم فيهمما‪ ،‬ولعممل‬
‫مرجع ذلمك همو التيسمميرات المتي خمص بهما المشمرع الفرنسممي دعموى‬
‫اللغاء والتي تتمثل في العفاء من رسوم القيد وعممدم اشممتراط تقممديم‬
‫عريضتها عن طريق أحد المحامين‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إمكانية الجمع بين الدعويين في مصر‬
‫على خلف ما عليه المر في فرنسا‪ ،‬فقد أجمماز المشممرع فممي مصممر‬
‫هذا السلوب‪ ،‬إذ أقر إمكانية الجمع بين دعمموى اللغمماء ودعمموى القضمماء‬
‫الشامل في عريضة واحممدة هممي عريضممة دعمموى اللغمماء‪ ،‬بحيممث يكممون‬
‫طلب إلغاء القمرار الداري غيمر المشمروع همو الطلمب الصملي ويكمون‬
‫طلب التعويض عن الضرار الناجمة عنه بمثابة طلب تابع لطلب اللغاء‪.‬‬
‫وتجد هذه المكانية سندها القممانوني فممي البنممد الثممامن مممن المممادة‬
‫العاشرة من قانون مجلس الدولة رقم ‪ 47‬لسنة ‪ ،1972‬الممتي أسممندت‬
‫الختصمماص لمحمماكم المجلممس للفصممل فممي " طلبممات التعممويض عممن‬
‫القرارات المنصوص عليها في البنود السابقة سواء رفعت بصفة أصلية‬
‫أو تبعية"‪.‬‬
‫في هذه الحالة يملك القاضي الولية الكاملة‪ -‬بالمعنى الفني الدقيق‪-‬‬
‫ليحكم بإلغاء القرار غير المشروع بالنسممبة للكافممة‪ ،‬علوة علممى الحكممم‬
‫بالحقوق الشخصية الواجبة للطاعن‪.‬‬
‫ويرفع طلب التعويض بصفة احتياطية عنممد ممما يتممم تضمممين العريضممة‬
‫طلب إلغاء أصلي‪ ،‬مع المطالبة بالتعويض كطلب احتيمماطي‪ ،‬كممأن ترفممع‬
‫الدعوى بصفة أصلية للمطالبة بإلغاء قرار من القرارات‪ ،‬مممع المطالبممة‬
‫احتياطيا بالتعويض عنه باعتبمماره عمل خطممأ‪ ،‬وهممذا يحممدث عممادة عنممدما‬
‫يكون طلب اللغاء من المحتمل عدم قبوله شكل لعدم مراعاة مواعيممد‬
‫طلب اللغاء أو لعدم التظلم بالرغم من كممونه واجبمما قبممل طلبمما للغمماء‪,‬‬
‫ذلممك لن دعمموى التعممويض ل تخضممع لميعمماد رفممع الممدعوى أو اشممتراط‬
‫التظلم الوجوبي وإن كان وإن كانت تخضع لقواعد التقادم‪.‬‬
‫وفي مصر فقد كانت المحاكم العادية تختص وحدها بقضمماء التعممويض‬
‫إلى سنة ‪ ,1946‬فلما أنشئ مجلس الدولة و حتى صدور القانون رقممم‬
‫‪165‬لسنة ‪1955‬كممان الختصمماص بممالتعويض عممن الضممرار الممتي سممببها‬
‫القرارات الدارية مشتركا بيممن جهممتي القضمماء العممادي والداري‪ ،‬وكممان‬
‫المدعي هو الذي يحدد جهة الختصاص وله الخيار‪ ،‬فإذا لجأ إلممى إحممدى‬
‫الجهتين أصبحت هي المختصة وامتنع عليه التجاه إلى الخممرى‪ ،‬وكممانت‬
‫كل جهة من جهتي القضاء العادي والداري تطبق قواعد قانونية مغايرة‬
‫لتلك التي تأخذ بها الخرى مما أدى إلى اختلف الحكممام الصممادرة فممي‬
‫دعماوى متماثلمة‪ ،‬وبصمدور القمانون رقمم ‪165‬لسمنة ‪1955‬زالمت حالمة‬
‫الختصاص‬
‫المشترك وأصبح القضاء الداري دون غيره هممو المختممص بالفصممل فممي‬
‫طلبممات التعممويض عممن القممرارات الداريممة المعيبممة الممتي تسممبب ضممررا‬
‫للفراد‪ ،‬وأيد القانون رقم ‪ 55‬لسنة ‪ 1959‬هذا التجاه‪.‬‬
‫وتبقى الشارة في الخير أن المشرع المصري نص بموجب المممادة‬
‫‪ 25‬مممن قممانون مجلممس الدولممة رقممم ‪ 47‬لسممنة ‪ 1972‬علممى إلزاميممة‬
‫مؤازرة المحامي في دعوى اللغماء‪ ،‬بحيمث يعتمبر ذلمك إجمراء جوهريما‪،‬‬
‫يترتب على إغفاله بطلن العريضة‪.‬‬
‫كما أنه ليست هنمماك مجانيممة للتقاضممي )فممي إطممار دعمموى اللغمماء(‪،‬‬
‫سوى ما شرع في نظام العفاء المؤقت من دفع رسوم الدعاوى أمممام‬
‫القضاء‪ ،‬وذلممك إلمى أن يفصممل فمي المدعوى‪ ،‬وفمي همذه الحالممة يحكممم‬
‫بالرسوم على من يخسر دعواه‪.‬‬
‫بعد أن قمنا بإعطاء نظممرة مموجزة عممن أمكانيمة الجممع بيممن دعمموى‬
‫اللغمماء ودعمموى التعممويض فممي القممانون الفرنسممي والمصممري‪ ،‬سممننتقل‬
‫لبحث إمكانية الجمع بينهما في المغرب‪.‬‬
‫المطالب الثاني‪ :‬إمكانية الجمع بين الدعويين في المغرب‬
‫قبل إنشاء المحاكم الدارية‪ ،‬لم تكن تثار إشكالية الجمع بيممن دعمموى‬
‫التعممويض ودعمموى اللغمماء‪ ،‬علممى اعتبممار أن الغرفممة الداريممة بممالمجلس‬
‫العلى‪ ،‬لم تكن مختصة إل في دعاوى اللغاء‪.‬‬
‫أما وقد أصبحت المحمماكم الداريممة مختصممة فيهممما معمما فهممل يمكممن‬
‫الجمع بين دعوى إلغاء قرار إداري لعدم شرعيته وطلممب التعممويض فممي‬
‫إطار المسؤولية الدارية عن الضرار التي قد تنتج عن هذا القرار‪.‬‬
‫لم يتعرض المشرع المغربي في القانون المحدث للمحمماكم الداريممة‬
‫ل للمنع ول للجازة‪ ،‬مما يفتح المجال واسعا للجتهاد القضائي‪.‬‬
‫ومعلوم أن مسممطرة كممل مممن الطلممبين تختلممف تمممام الختلف عممن‬
‫الخرى‪ ،‬إذ طلب اللغاء يسجل مجاناوداخل أجل قصير نسبيا‪،‬فممي حيممن‬
‫تؤدى الرسوم القضائية في طلبات التعويض باعتبارها تدخل فممي إطممار‬
‫القضاء الشامل‪ ،‬كمما أن أجمل رفعهما طويممل مما دام أنهما تخضممع لجمل‬
‫التقادم الذي يختلف باختلف الحالت‪ ،‬كما أن الحكممم باللغمماء ل يمكممن‬
‫شممموله بالنفمماذ المعجممل لتمموفر مسممطرته إيقمماف تنفيممذ القممرارات‬
‫المنصوص عليها في الفصل ‪ 24‬من قممانون المحمماكم الداريممة‪ ،‬بينممما ل‬
‫يوجد ما يمنع من شمول الحكم بالتعويض بالنفاذ المعجل القضائي‪.‬‬
‫وقد عرضت هممذه الشممكالية فعل علممى المحمماكم الداريممة بممالمغرب‪،‬‬
‫فأجممازت إداريممة مكنمماس فممي أحممد أحكامهما‪،‬الجمممع بيممن طلممبي اللغمماء‬
‫والتعويض‪ ،‬حيث حكمت بإلغاء قرار إداري صادر عن بلدية بوفكران‪ ،‬إل‬
‫أنها رفضت التعويض بعلة عدم سمملوك الطمماعن لمسممطرة الفصممل ‪34‬‬
‫ممن ظهيمر ‪ 30/09/1976‬المتعلممق بالتنظيممم الجمماعي‪ ،‬وقمد سمارت‬
‫المحكمة الداريممة بوجممدة فممي نفممس التجمماه‪ ،‬حيممث قبلممت الجمممع بيممن‬
‫الطلممبين فممي عريضممة واحممدة‪ ،‬فممألغت القممرار الداري المطعممون فيممه‪،‬‬
‫وصرحت بعدم قبول طلب التعويض لعدم أداء الرسم القضائي‪.‬‬
‫كما أن المحكمة الدارية بمكناس أكدت اتجاهها السابق‪ ،‬بقبولها مرة‬
‫أخمممرى إمكانيمممة الجممممع بيمممن المممدعويين ممممن خلل الحكمممم رقمممم‬
‫‪90/2002/12‬ش‪ ،‬ملممممممف ‪125/2001/12‬ش‪ ،‬الصممممممادر بتاريممممممخ‬
‫‪ /14/11/2002‬بين العلوي إدريس وجماعة شممرقاوة‪ ،‬بحيممث جمماء فممي‬
‫تعليل هذا الحكممم أنممه‪ ":‬ل مممانع مممن الجمممع بيممن طلممب اللغمماء وطلممب‬
‫التعويض في صحيفة دعوى واحدة‪."...‬‬
‫وقد صدر عن المحكممة الداريمة بالربماط ممؤخرا حكمم عمدد ‪1003‬‬
‫بتاريممخ ‪ ، 12/10/2004‬أجمازت فيممه الجممع بيمن طلممب اللغمماء وطلمب‬
‫التعويض في مقال واحد والبممت فيهممما معمما فممي حكممم واحممد‪ ،‬طالممما ل‬
‫يوجد نص تشريعي يحول دون ذلك‪ ،‬ففي غيمماب أي مممانع قممانوني‪ ،‬فممإن‬
‫الصل هو إباحة الجمع‪.‬‬
‫وقد أوضح القاضي في هذا الحكم أن إمكانية الجمع رهينممة باسممتيفاء‬
‫بعممض الشممروط المتمثلممة فممي كممون كممل طلممب علممى حممدة ) اللغمماء‬
‫والتعممويض( ينبغممي أن تتمموفر فيممه الشممروط الممتي تجعلممه مقبممول لممدى‬
‫المحكمة‪ ،‬ثم يتعين أن يوجد ترابط بين الطلبين كما هو الحال في هممذه‬
‫النازلة‪.‬‬
‫" حيث إنه طالما ل يوجد نص طالما ل يوجد نص صريح يمنع الجمممع‬
‫المذكور‪ ،‬فإن القول بذلك المنع ينبغي أن يقوم على قاعدة تنسجم مممع‬
‫المبادئ التي تنظم الحق في التقاضي بما يضمن استمرارية هذا الحممق‬
‫وتفعيله وليس عرقلته وتعطيله‪ ،‬لذلك فكلممما كممانت شممروط قبممول كممل‬
‫طلب على حدة متوفرة‪ ،‬فإن الجمع بينهما في مقال واحد يصبح مقبول‬
‫خاصة في حالة الترابط بينهما"‪.‬‬
‫وقد لقي هذا الجمع تأيد عدد من المهتمين‪ ،‬فهكممذا نجممد كممل مممن‬
‫الستاذين آمال المشرفي وامحمد عنتري‪ ،‬يقممولن‪ ":‬ففممي واقممع المممر‬
‫ولئن ورد الطلبان في مقال واحد‪ ،‬فإن القاضي يفصل بينها‪ ،‬ويتأكد من‬
‫استجابة كل منهما لشروط القبول‪ ،‬وفي حالة اليجاب يبت فيهما معمما‪،‬‬
‫والحكم الصادر يكون حكما يندرج ضمممن قضمماء اللغمماء بالنسممبة للشممق‬
‫الخاص المتعلمق بمراقبمة المشمروعية بمالنظر للحجيمة المتي يتمتمع بهما‬
‫وضمن القضاء الشامل بالنسبة للشق الخاص بجبر الضرر‪ ،‬وليممس فممي‬
‫هذا الوضع ما يثير مبدئيا التحفظ والرفض‪ ،‬لن منع الجمع بين الطلممبين‬
‫المستدل به عادة‪ ،‬كما هو الشأن في القضية التي تهمنمما ل يسممتند إلممى‬
‫أساس وإنما هو نابع من مسمملمة غريبممة عممن واقعنمما‪ ،‬فهممذا المنممع يجممد‬
‫ممبرارته لحقيقيمة فمي التقليمد اللمشمروط للحلمول المعممول بهما فمي‬
‫فرنسا‪ ،‬ففي هذا البلد عدم جواز الجمع تمليه محددات خاصة‪ ،‬أممما فممي‬
‫المغرب‪،‬فإن الوضع مختلف مما يممبرر الخممذ بحلممول مغممايرة تتلءم مممع‬
‫واقعنا وتستجيب لخصوصياته‪ ،‬وبالنظر لهذه الخصوصمميات‪ ،‬فممإن الجمممع‬
‫بيممن اللغمماء والتعممويض أمممر جممائز بممل وضممروري لتفعيممل القضمماء‬
‫الداري‪...‬علوة على ذلك ‪ ،‬فإن الحكم من خلل فصله في الطلبين مممع‬
‫الكتفمماء بمسممطرة قضممائية واحممدة‪ ،‬يبسممط إلممى حممد كممبير مسممطرة‬
‫التقاضي‪ ،‬ويجعلها أكثر في متناول المواطنين‪ ،‬فكثيرة هي القضايا البت‬
‫ل يمكن حلها في كل جوانبها فقط بصدور حكممم اللغمماء وإنممما تسممتلزم‬
‫دعوى أخرى بطلممب التعممويض‪ ،‬وغالبمما ممما تسممتنفذ المسمماطر القضممائية‬
‫طاقممة المتقاضممي وصممبره وإمكانيمماته الماديممة باستصممدار حكممم اللغمماء‬
‫لفائدته‪ ،‬ويستعصممي عليممه عمليمما مواصمملة التقاضممي برفممع دعمموى ثانيممة‬
‫وربما ثالثة لسترداد حقه كامل وجبر الضرر الناتج عمن القمرار الملغمى‪،‬‬
‫فيتوقف في منتصف الطريق‪."... ،‬‬
‫وبجانب هذا الرأي‪ ،‬هناك اتجاه معرض لهذا الجمع‪ ،‬بممالرغم مممن أنممه‬
‫يقر بفوائد الجمع العملية‪ ،‬لكنه يتساءل عن السند الذي اعتمممدت علممي‬
‫المحاكم الدارية للقممول بجممواز الجمممع بيممن الممدعويين‪ ،‬فهممذه المحمماكم‬
‫تكتفي بالقول أنه ل يوجد ما يمنممع الجمممع دون أن تممبرز السمماس الممذي‬
‫يبرر هذا الجمع‪ ،‬كما أن هذا التجمماه يممرى أن الجمممع ل يسمماير المنطممق‬
‫القانوني‪ ،‬بممالنظر إلممى الختلف الموجممود بيممن كممل مممن دعمموى اللغمماء‬
‫ودعوى القضاء الشامل‪.‬‬
‫فهذا التجاه يرى أنه بقبممول هممذا الجمممع‪ ،‬فممما الممذي يمنممع القاضممي‬
‫الداري من قبول دعوى المطالبة بعقار أو دعوى التطليق‪.‬‬
‫ومع كل ما ذكر فإننا نرى أنه ينبغي الدفاع على إمكانية الجمع بيممن‬
‫الدعويين‪ ،‬نظرا للمزايا والفوائد التي تحققها للمتقاضين‪ ،‬خصوصمما وأن‬
‫القضاء الداري وكما هو معلوم جاء من أجل ضممان حقموق الممواطنين‬
‫في مواجهة الدارة‪ ،‬ومن أجل بناء دولة القانون‪ ،‬هممذه الدولممة ل يمكممن‬
‫أن تقوم إذا لم يستطع الفراد التوصل إلى حقوقهم بسرعة ومن خلل‬
‫أقصر الطرق وأسهلها‪ ،‬ثم بالنظر إلى طبيعة القضاء الداري‪.‬‬
‫وبالنسبة للمشاكل المسممطرية الممتي تعممترض إمكانيممة الجمممع‪ ،‬فممإنه‬
‫يمكن التغلب عليها‪ ،‬من خلل اعتبار دعوى اللغاء هي الدعوى الصلية‪،‬‬
‫في حين يتم اعتبار المطالبة بالتعويض‪ ،‬مجرد طلب تبعي‪ ،‬مممع محاولممة‬
‫المزاوجة بين شروط كل من الدعويين بشكل يضمن لكل واحدة منهما‬
‫استقللها‪.‬‬
‫مع الشارة إلممى أن هنمماك نمموع مممن الممدعاوى ل يمكممن تطممبيق هممذا‬
‫القتراح عليها‪ ،‬بسبب عدم إمكانية القفممز علممى دعمموى اللغمماء والحكممم‬
‫في دعوى التعويض‪ ،‬وهو المعروف بدعوى التسوية الفردية‪.‬‬
‫بممما أن القممرارات الداريممة الممتي يصممح أن تكممون محل لممدعاوى‬
‫التعويض‪ ،‬هي نفس القممرارات الممتي يجمموز طلممب إلغائهمما‪ ،‬بحيممث تتحممد‬
‫دعوى التعويض مع دعوى اللغاء من حيث القرار الذي ترفع كل منهممما‬
‫بصدده‪.‬‬
‫فإنه يحق لنا التسمماؤل‪ :‬هل لبد مــن أن يكــون القــرار غيــر‬
‫مشروعا‪ ،‬حتى يحق للمتضرر طلب التعويض عنه؟‪.‬‬
‫كما يحق لنا التساؤل أيضا‪:‬هل كـل السـباب المؤديــة للغــاء‬
‫تعتبر خطأ يترتب عنه التعويض؟‬
‫سنجيب عن هذين السؤالين من خلل المطلممبين المممواليين‪ ،‬بحيممث‬
‫نخصممص الول لجابممة عممن السممؤال الول‪ ،‬ونخصممص المطلممب الثمماني‬
‫لجابة عن السؤال الثاني‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الترابط بين مشروعية القرار والتعويض‬
‫عنه‬
‫بالنسبة للقضاء المصري‪ :‬فإنه ل يحكم بممالتعويض إل إذا ثبممت لممه أن‬
‫القممرار غيممر مشممروع‪ ،‬بممأن شممابه وجممه مممن أوجممه عممدم المشممروعية‬
‫المعروفة وهي عيب الشكل والختصاص‪ ،‬ومخالفة القانون والنحراف‪.‬‬
‫وهكذا فإنه إذا كان القرار سليما ومطابقا للقانون من جميع نواحيه‪،‬‬
‫فإن الدارة ل تسأل عن الضرار التي تترتب عليه‪.‬‬
‫ولشارة فإن هذا الموقف الذي ينهجه القضاء المصري‪ ،‬لم يكن هممو‬
‫المعمممول بممه قبممل سممنة ‪ ،1956‬بحيممث أن القضمماء الداري كممان يأخممذ‬
‫بنظرية التعسف في اسممتعمال الحممق‪ ،‬بمعنممى أن القاضممي الداري فممي‬
‫نطممماق قضممماء اللغممماء ل يراقمممب القمممرار إل فمممي حمممدود النحمممراف‬
‫بالسلطة) بالنسبة للمغرب نقول تجوز في استعمال السلطة(‪ ،‬أما فيما‬
‫يتعلق بالتعويض فإن القاضي يحاسب الدارة على المسائل التي تكممون‬
‫نظرية" التعسف في استعمال الحقوق الدارية"‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذه الحكام‪ ،‬نجمد الحكمم الصمادر فمي ‪ 15‬يمونيه ‪1950‬‬
‫الذي جاء فيه‪... ":‬إن المسؤولية الملقاة على الحكومة من حيممث إدارة‬
‫الشممؤون العامممة ورعايممة مصممالح الدولممة تقضممي بممأن يكممون لهمما حممق‬
‫مراقبتهم‪ ،‬وفصل من تممراه غيممر صممالح للعمممل‪ ،‬مراعمماة للصممالح العممام‬
‫وبممدون محاكمممة تأديبيممة‪ ،‬إل أن حقهمما فممي ذلممك ليممس مطلقمما‪ ،‬وإنممما‬
‫تستعمله في حدود المصلحة العامة‪ ،‬فإن تعدت هذه الحدود‪ ،‬وأصممدرت‬
‫قرارات الفصل عن هوى‪ ،‬كان عملها‬
‫غير مشروع‪ ،‬ولما كان الصل في تصرفات الدارة أنهمما للصممالح العممام‪،‬‬
‫وأن من أسباب العزل ما تقضممي المصمملحة العليمما للدولممة أو المصمملحة‬
‫الشخصية للموظممف عممدم الفصمماح عنهمما‪ ،‬ترتممب علممى هممذا الصممل أن‬
‫الدارة غير ملزمممة بتسممبيب قراراتهمما‪ ،‬فمممن يممدعي عليهمما مممن الفممراد‬
‫بالعدوان يقع على عاتقه عبء إثبات ذلك‪ ،‬وإذا ممما طلممب إلغمماء القممرار‬
‫الداري الصادر في شأنه"‪.‬‬
‫وهذا بخصوص دعمموى اللغمماء‪ ،‬أممما بالنسممبة للممدعوى التعممويض فممإن‬
‫المحكمة اعتمدت ما يلي‪ ":‬مما ل يتعارض مع مبدأ السابق الذي قممرره‬
‫الفقه الداري رعاية لشؤون الدولة ولتمكينها من عدم التعاون مممع مممن‬
‫ترى للصالح العام عدم معهم من الموظفين القابلين للعممزل‪ ،‬أن يكممون‬
‫مع ذلك للموظف المفصول بغير طريق التأديب حممق اقتضمماء التعممويض‬
‫المناسب من الدولمة إذا مما قمام الممدليل ممن أوراق الممدعوى علممى أنمه‬
‫فصل في وقت غير لئق أو بطريقة تعسفية أو بغيممر مممبرر شممرعي‪ ،‬إذا‬
‫ما تعذر عليه إقامة الدليل على إساءة استعمال السلطة‪ ،‬توصممل للغمماء‬
‫قممرار فصممله‪ ،‬ذلممك لن الدولممة إذا رغبممت فممي أن تضممحي بممالموظف‬
‫العمومي القابممل للعممزل‪ ،‬بإحممالته للمعمماش قبممل بلمموغه السممن المقممرر‬
‫للتقاعد استعمال لحقها في حدود القانون وللصممالح العممام‪ ،‬فممإنه ينبغممي‬
‫عليهمما أن تتحمممل فممي المموقت ذاتممه مخمماطر هممذا التصممرف‪ ،‬فتعمموض‬
‫الموظف المفصول تعويضا معقول إذا ما تبين أنه فصل فممي وقممت غيممر‬
‫لئق أو بطريقة تعسفية‪ ،‬أو بغير مبرر شرعي‪ ،‬لما في ذلك من تطممبيق‬
‫صحيح لقواعد المسؤولية في الفقممه الداري‪ ،‬وتغليممب لقواعممد العدالممة‪،‬‬
‫وتوفير الضمانات للدولة وموظفيها"‪.‬‬
‫هذا هو موقف القضاء الداري قبل أن يعدل عنه بمقتضممى الحكممم‬
‫الصادر في ‪ 14‬أبريل ‪ ،1956‬الذي تم فيه رفض التعويض اسممتنادا إلممى‬
‫مشممروعية القممرار‪ ،‬حيممث جمماء فيممه‪...":‬وإن المحكمممة لممم تسممتطع أن‬
‫تستنبط من ملف خدمته قرينة على أن القرار مشوب بسوء اسممتعمال‬
‫السلطة‪ ،‬ومن ثم يكون القرار سليما‪ ،‬خاليمما مممن عيممب البطلن فتنهممار‬
‫بذلك دعوى اللغاء‪ ،‬كما تنهار دعوى التعويض أيضا‪ ،‬إذ ل محل للتعويض‬
‫إل إذا كان القرار المطعون فيه باطل‪."...‬‬
‫وهكممذا فممإن أسمماس مسممؤولية الدارة فممي مصممر‪ ،‬مؤسسممة علممى‬
‫إصدار قرار غير مشروع يشكل في حقها خطأ وينتج عنممه ضممرر للغيممر‪،‬‬
‫وبالتالي فإن هذه المسؤولية قائمة علممى الخطممأ‪ ،‬وأركانهمما ثلثممة‪ :‬خطممأ‬
‫وضرر والعلقة السببية‪.‬‬
‫هممذا بالنسممبة للقضمماء المصممري‪ ،‬فمــا هــو موقــف القضــاء‬
‫المغربي؟‬
‫مممن خلل الطلع علممى الصممادرة عممن القضمماء الداري بممالمغرب‪،‬‬
‫يتضممح لنمما أن القضمماء المغربممي يميممل إلممى تأسمميس مسممؤولية الدارة‬
‫بخصمموص القممرار الداري علممى الخطممأ المتمثممل فممي عممدم مشممروعية‬
‫القرار‪.‬‬
‫من هذه الحكام‪ ،‬نجد الحكم الصادر عممن المحكمممة الداريممة بالممدار‬
‫البيضاء‪ ،‬عدد ‪ 119‬بتاريخ ‪ ،17/05/2000‬بين ظهيممر الممدين محمممد ضممد‬
‫وزير وزير التعليم العالي‪.‬‬
‫وتتمثل وقائع هذا الحكم في أن وزير التربية الوطنيممة أصممدر قممرار‬
‫يقضي بعزل السيد ظهير الدين محمد من أطر التعليم العممالي وتكمموين‬
‫الطر والبحممث العلمممي‪ ،‬فتقممدم هممذا الخيممر بطلممب إلغمماء هممذا القممرار‪،‬‬
‫وبالفعل استجابة المحكمة الدارية بالدار البيضماء لطلبمه همذا بمقتضمى‬
‫الحكم عدد ‪ 227‬بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ ،1996‬هذا الحكم تم تأييده من قبممل‬
‫الغرفة الدارية بالمجلس العلى مممن خلل القممرار عممدد ‪ 1298‬الصممادر‬
‫بتاريخ ‪ 25‬شتنبر ‪.1997‬‬
‫بعد هذا قام السيد ظهير الدين محمد بالتقممدم بطلممب يرمممي إلممى‬
‫تعويضه عن الضرر الذي لحقه من جراء هذا القممرار الممذي قضممى بعممدم‬
‫مشروعيته‪.‬‬
‫وقد اسممتجابة المحكمممة الداريممة بالممدار البيضمماء لطلبممه هممذا‪ ،‬ومممن‬
‫الحيثيممات الممتي اعتمممدت عليهمما نجممد‪ ":‬حيممث إنممه مممن المبممادئ العامممة‬
‫للمسؤولية التقصيرية أن كل خطأ سمبب للغيمر ضمررا ماديمة أو معنويما‬
‫يلزم من ارتكبه بالتعويض عن هذا الضرر متى ثبتت أركممان المسممؤولية‬
‫وهي الخطأ والضرر وعلقة السببية ما بين الخطأ والضرر"‪.‬‬
‫من خلل هذه الحيثيممة يظهممر لنمما أن المحكمممة اعتمممدت فممي تقريممر‬
‫التعويض على كون القرار غير مشروع‪.‬‬
‫هذا التوجه اعتمدته المحكمة الدارية بفمماس‪ ،‬ممن خلل حكمهمما رقممم‬
‫‪ 1257‬الصادر بتاريخ ‪ ،8/11/2001‬بين الفمايق وعاممل فمماس المدينمة‪،‬‬
‫مع الشارة إلممى أن هممذه المحكمممة كممانت أكممثر وضمموحا مممن المحكمممة‬
‫الدارية بالدار البيضاء‪.‬‬
‫ومممما جمماء فممي هممذا الحكممم نجممد‪ ":‬حيممث أسممس المممدعي مطممالبته‬
‫بالتعويض على صدور قرار نهائي عن الغرفة الدارية بالمجلس العلممى‬
‫قضممت بتأييممد الحكممم المسممتأنف الصممادر عممن إداريممة فمماس بتاريممخ‬
‫‪ 19/9/2001‬في الملف عدد ‪303‬غ‪ 99/‬والقاضممي بإلغمماء القالممة عممدد‬
‫‪ 1/99‬الصادر عن عامل عمالة فاس المدينة‪.‬‬
‫وحيث إن طلب التعويض على الضرار اللحقة بالمدعي مممن جممراء‬
‫قمممرار إداري تمممم إلغممماؤه قضممماء رهيــن بمــدى مشــروعية هــذا‬
‫القرار‪ ،‬ذلك أنه من المبادئ المتعارف عليها لدى القضمماء الداري أنممه‬
‫ل يحكم بالتعويض إل إذا أثبت أن القرار الذي كان سببا في الضرر غيممر‬
‫مشروع بأن شابه وجه من أوجه عدم المشروعية المعروفة وهي عيممب‬
‫الشكل والختصاص ومخالفة القانون والنحممراف‪ ،‬وهممذا التجمماه كرسممه‬
‫الفقه والعمل القضائي‪ ،‬ذلك أن المجلس العلى قمد اعتمبر فمي قمراره‬
‫عدد ‪ 21‬بتاريخ ‪ 1962‬والمنشممور بمجلممة ‪ RMD‬لسممنة ‪ ،1962‬ص ‪688‬‬
‫أن القرارات الدارية ل يمكنها مبدئيا ترتيب مسممؤولية السمملطة العامممة‬
‫إزاء الخواص إل إذا كانت هذه القرارات مشوبة بعدم المشروعية‪.‬‬
‫وحيث إن القرار المطلوب التعويض على أساسه ثبت لقضاء اللغاء‬
‫وبمقتضى حكممم حمائز لقموة الشمميء المقضمي بمه صمدوره حيممادا علممى‬
‫القانون وبالتالي اتسامه بعدم المشروعية‪ ،‬مما يرتب مسممؤولية الدولممة‬
‫عن الضرار اللحقة بالمدعي‪."...‬‬
‫وهكذا فإن المحكمة الدارية بفمماس ربطممت بيممن عممدم مشممروعية‬
‫القرار والتعويض عنه‪ ،‬كممما أن المحكمممة الداريممة بالربمماط تبنممت نفممس‬
‫التجاه‪.‬‬
‫وبجانب هذه الحكام‪ ،‬هناك حكم أخر غاية فممي الهميممة‪ ،‬هممو الحكممم‬
‫الصادر عن المحكمة الدارية بالدار البيضاء‪ ،‬عممدد ‪ 928‬بتاريممخ ‪/2 /17‬‬
‫‪ 2003‬بين شركة صوفرام ضد وزير الفلحة‪.‬‬
‫الممذي أقممر مسممؤولية الدولممة عممن الضممرار اللحقممة بممالغير بسممبب‬
‫القرارات الدارية المشروعة‪ ،‬وفي ما يلي أهممم حيثيممات هممذا الحكممم‪" :‬‬
‫وحيث إن ما اعتمدته الطالبة في طلبها هو أن قرار السيد وزير الفلحة‬
‫عدد ‪ 1054/97‬الصادر بتاريخ ‪ 17/6/1999‬الممذي أدخممل هولنممدا ضمممن‬
‫الدول المحضور اسممتيراد الحيوانممات الحيممة والمنتجممات الحيوانيممة منهمما‬
‫ألحق بها ضررا جسيما يستوجب التعويض‪.‬‬
‫وحيث إنه خلفا لما ذهب إليه الوكيل القضائي بالمملكممة فممي كممون‬
‫الدعوى الحالية تحمل في طياتها البت في مشروعية أو عدم مشروعية‬
‫قرار وزير الفلحة الذي أصممبح محصممنا لمممرور أجممل الطعممن فيممه‪ ،‬فممإن‬
‫الجتهادات القضممائية الداريممة ذهبممت إلممى إقممرار مسممؤولية الدارة عممن‬
‫القوانين والقرارات كانت مشروعة واستهدفت الصالح العام‪.‬‬
‫وحيث يؤخذ من وثائق الملف أن الشركة تقدمت بطلب إلى مديرية‬
‫الماشممية‪ ،‬تلتمممس بمقتضمماه الممترخيص لهمما لسممتيراد مممادة الخميممرة‬
‫الحيوانية من هولندا صادفت صممدور قممرار وزيممر الفلحممة يجعممل هولنممدا‬
‫ضمن الدول المحظور اسممتيراد الحيوانممات الحيممة والمنتجممات الحيوانيممة‬
‫بعد ظهور مرض جنون البقر‪ ،‬وأن هذا القرار وإن كان يستهدف حمايممة‬
‫المواطنين المغاربة‪ ،‬فإن من شأنه أن يرتب مسؤولية السمملطة العامممة‬
‫عن الضرار اللحقممة بالمدعيممة‪ ،‬إذ ل يمكممن تحميممل هممذه الخيممرة عممبئا‬
‫خاصا باسم الصالح العام والقول بخلف ذلك سيؤدي إلى انكسممار مبممدأ‬
‫المساواة أمام العباء العامة وبالتالي أمام القانون‪.‬‬
‫وحيث بناء على ما ذكر وتأسيسا على ما سممارت عليممه الجتهممادات‬
‫القضائية في الموضمموع تكممون مسممؤولية وزيممر الفلحممة قائمممة‪ ،‬وتكممون‬
‫بالتالي كافة الدفوعات المقدمة من طمرف الوكالمة القضمائية للمملكمة‬
‫غير مؤسسة قانونا ويتعين ردها"‪.‬‬
‫وبناء على هذه الحيثيات قضت المحكمة الدارية بالدار البيضاء على‬
‫المدعى عليهم بأدائهم للشركة المدعية مبلغ ‪ 125.473.35‬درهم‪.‬‬
‫فمن خلل هذا الحكم يتضح لنا أن هممذه المحكمممة لممم نتطلممب فممي‬
‫القرار أن يكون غير مشروع حتى يعطي الحق للمتضرر طلب التعويض‬
‫عنه‪ ،‬بمعنى أنه ل يؤخذ بالمسممؤولية القائمممة علممى الخطممأ‪ ،‬وإنممما يأخممذ‬
‫بالمسؤولية القائمة على تبعة المخاطر‪ ،‬هممذه المسممؤولية الخيممرة هممي‬
‫من ابتداع القضاء والفقه الداريين في فرنسا‪.‬‬
‫والتعويض بناءا على هذه النظرية‪ ،‬ل يعتبر جزاء على خطأ الدارة وإنما‬
‫يكون ممن قبيممل التمأمين أو المعونمة العادلمة‪ ،‬فأسماس هممذا النموع ممن‬
‫المسؤولية هو تحقيق المسمماواة بيممن الممذين تصمميبهم أضممرار أشممد مممن‬
‫غيرهم‪ ،‬فيتم تعويضهم ما دام أن الجميع يؤدون نفس التكاليف‪.‬‬
‫وبالرغم من هذا الحكم‪ ،‬فإن التجاه السممائد فممي القضمماء المغربممي‪،‬‬
‫هو ارتباط بين قبول طلب التعويض وعدم مشروعية القرار الداري‪.‬‬
‫هذا بالنسبة إلى الترابط بين عدم مشروعية القرار والتعممويض عنممه‪،‬‬
‫وسننتقل بعد هممذا إلممى الجممواب عممن السممؤال الثمماني‪ ،‬وذلممك ممن خلل‬
‫المطلب الموالي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الترابط بين السباب المؤدية للغاء‬
‫والتعويض‬
‫بالنسبة للقضاء الداري الفرنسي فإنه يميز بيممن أسممباب اللغمماء مممن‬
‫حيث كفايتها كأسباب للتعويض‪ ،‬بحيث يعتبر بعض هذه السممباب موجبممة‬
‫للتعويض دائما‪ -‬متى سببت ضررا‪ ،-‬في حين اعتبر البعممض الخممر مرتبمما‬
‫لمسؤولية الدارة في بعض الحالت فقط‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة لعيب مخالفة القانون‪ :‬إذا كنت مخالفة القممانون سممببها‬
‫هو أن القرار الداري خالف قاعدة " حجية الشمميء المقضممي بممه" فممإن‬
‫مجلممس الدولممة الفرنسممي يقضممي باسممتمرار بمسممؤولية الدارة‪ ،‬لن‬
‫المخالفة فمي همذه الصممورة هممي جسمميمة لن الدارة تكمون قممد أخلممت‬
‫بقاعدة أساسية تستلزمها ضرورة استقرار الحياة الجتماعية‪.‬‬
‫كممما يرتممب مجلممس الدولممة الفرنسممي مسممؤولية الدولممة فممي حالممة‬
‫المتناع الدارة عن تطبيق القانون أو اللئحة‪ ،‬كما تممم ترتيممب مسممؤولية‬
‫الدارة في حالة مخالفة القانون في صممورة انعممدام السممباب أو الخطممأ‬
‫في تطبيق القانون‪.‬‬
‫بالنسبة لعيب النحراف في استعمال السلطة‪ :‬هممذا العيممب‬
‫جعله مجلس الدولة الفرنسمي باسمتمرار مصمدرا للمسمؤولية‪ ،‬لن همذا‬
‫الخطمأ بطمبيعته يسمتوجب المسمؤولية إذا مما ترتمب عليمه ضمرر‪ ،‬وممن‬
‫الحممالت الممتي قضممى فيهمما مجلممس الدولمة الفرنسممي بممالتعويض لعيممب‬
‫النحراف‪:‬‬
‫‪ -‬رفض الدارة الترخيص لجمعية بتحصيل رسمموم مقابممل النتفمماع بقنمماة‬
‫من القنوات لجبارها على التنازل عن حقها‪ ،‬حكم صادر في ‪ 10‬فممبراير‬
‫‪.1943‬‬
‫‪ -‬رفض تعيين مواطن لسباب ل تتصممل بصممالح العمممل‪ ،‬حكممم صممادر‬
‫في ‪ 30‬يونيو ‪ 1954‬قضية) ‪.((Trébes‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لعيب الختصاص‪ :‬هنا يحكم مجلس الدولة بممالتعويض‬
‫إذا كان سببه قيام الموظف بعمل ل يملكه إطلقا‪ ،‬أي ل يملكممه هممو ول‬
‫غيره‪ ،‬وبالتالي فإن المخالفة تكون جسمميمة مممما يممؤدي إلممى مسممؤولية‬
‫الدارة‪.‬‬
‫أما إذا كان عممدم الختصمماص سممببه هممو أن القممرار الداري هممو مممن‬
‫موظف بدل موظف أخممر‪ ،‬فممإن مسممؤولية الدارة ل تكممون مقممررة فممي‬
‫جميع الحالت‪ ،‬لن الضرر كان من الممكن أن يصيب الفممرد بنمماء علممى‬
‫ذات القرار فينا لو صدر من موظف مختص‪.‬‬
‫ومن الحالت التي قضى فيها مجلممس الدولممة بممالتعويض بنمماء علممى‬
‫عيب الختصاص‪:‬‬
‫‪ -‬القرار الصادر من جهة مختصة بمنع أحد المواطنين من البنمماء‪ ،‬صممادر‬
‫بتاريخ ‪ 22‬يوليوز ‪ 1925‬في قضية ‪.héritiers guillemot‬‬
‫‪ -‬فصل أحد الممموظفين ممن جهممة غيممر مختصمة‪ ،‬قمرار الصمادر فمي ‪26‬‬
‫فبراير سنة ‪ 1943‬في قضية ‪.delcourte‬‬
‫‪ -‬في حين رفض مجلس الدولة أن يجعل من عيب الختصاص سببا في‬
‫التعويض‪ ،‬في الحالة التي أخطأ فيها أحد المسؤولين فممي تحديممد نطمماق‬
‫سلطانه‪ ،‬وكان القرار سليما من حيث الموضوع‪ ،‬قضية ‪. Bour‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لعيب الشكل‪ :‬مجلس الدولة الفرنسممي ل يجعلممه مصممدرا‬
‫للمسممؤولية إل إذا كممان الشممكل أساسمميا‪ ،‬أممما إذا كممان الشممكل ثانويمما‬
‫وبإمكممان الدارة أن تعيممد تصممحيح القممرار وفقمما للشممكلية المطلوبممة فل‬
‫تعويض عليه‪.‬‬
‫وهكذا نجد مجلس الدولة أصدر في ‪ 8‬فممبراير ‪ 1934‬حكممما بتعممويض‬
‫أحد الموظفين بسبب فصله من غير استشارة المجلس التأديبي‪ ،‬وذلك‬
‫لن هذه الشكلية تعتبر أساسية‪.‬‬
‫أما إذا كانت الشكلية ثانوية‪ ،‬كما لممو تصممرفت الدارة دون استشممارة‬
‫بعض اللجان‪ ،‬وكان في مقدورها أن تأخذ رأيها بعممد ذلممك‪ ،‬فممإن مجلممس‬
‫الدولة الدولة يرفض الحكم بالتعويض‪.‬‬
‫هذا التمموجه المعمممول بمه فممي فرنسما‪ ،‬هممو نفسممه المتبممع ممن طممرف‬
‫القضاء الداري المصري‪ ،‬وهو ما يظهممر مممن خلل اسممتعراض مضمممون‬
‫الحكم رقم ‪ 743‬الصادر في ‪ ،5/11/1966‬بحيث نمص علمى مما يلمي‪":‬‬
‫إن القضاء بالتعويض ليس من مستلزمات القضاء باللغاء بل لكممل مممن‬
‫القضممائيين أساسممه الخمماص الممذي يقمموم عليممه‪ ،‬كممما أن عيممب عممدم‬
‫الختصاص أو عيب الشكل الذي قد يشوب القممرار الداري فيممؤدي إلممى‬
‫إلغائه ل يصلح حتممما وبالضممرورة أساسمما للتعممويض ممما لممم يكممن العيممب‬
‫مؤثرا في موضوع القرار فإذا كان القرار سليما فممي مضمممونه محمممول‬
‫على أسبابه المبررة رغم مخالفة قاعدة الختصمماص أو الشممكل فممإنه ل‬
‫يكون ثمة محل لمساءلة الجهة الدارية عنممه والقضمماء عليهمما بممالتعويض‬
‫لن القممرار كممان سيصممدر علممى أي حممال بممذات المضمممون لممو أن تلممك‬
‫القاعدة قد روعيت"‪.‬‬
‫هذا بالنسبة لموقف القضاء الفرنسي والمصري‪ ،‬فممماذا عممن القضمماء‬
‫الداري المغربي؟‬
‫من خلل الطلع الحكام الدارية التي لها علقة بالموضوع‪ ،‬يظهر لنا‬
‫أن التجاه الداري في هذا الموضوع غيممر محممدد‪ ،‬بحيممث أن هنمما أحكممام‬
‫قضممت بممالتعويض دون التمييممز بيممن أسممباب اللغمماء‪ ،‬مثممل الصممادر عممن‬
‫إداريمة فاس‬
‫الصادر بتاريخ ‪ ،8/11/2001‬رقم ‪ ،1257‬بين الفايق ضد عامممل عمالممة‬
‫فاس المدينة‪ ،‬الذي جاء فيه‪ ...":‬ذلك أنه من المبممادئ المتعممارف عليهمما‬
‫لدى القضاء الداري أنه ل يحكم بالتعويض إل إذا أثبت أن القممرار الممذي‬
‫كان سببا في الضممرر غيممر مشممروع‪ ،‬بممأن شممابه وجهمن أوجــه عــدم‬
‫المشــروعية المعروفــة وهــي عيــب الشــكل والختصــاص‬
‫ومخالفة القانون والنحراف‪."...‬‬
‫في حين نجد إدارية مراكش‪ ،‬تشترط في عيب الشكل حتى يكممون‬
‫سممببا فممي اسممتحقاق التعممويض‪ ،‬أن يكممون مممؤثرا فممي موضمموع القممرار‬
‫وجوهره‪ ،‬بحيث جاء في هذا الحكم‪ ":‬وحيممث إنممه حممتى علممى فممرض أن‬
‫السيد والي جهة مراكش وعامل المنممارة قممد أصممدر قممرار الهممدم‪ ،‬دون‬
‫التأكد من مراعاة شكلية تبليممغ ذلممك القممرار إلممى المممدعي‪ ،‬فممإن عيممب‬
‫الشممكل أو الجممراءات فممي القممرار الداري ل يكممون مصممدرا لمسممؤولية‬
‫الدارة والتعويض ما لم يكن مؤثرا في موضوع القرار وجوهره"‪.‬‬
‫خـاتمـة‬
‫لقد عرفممت المنازعممات الداريممة تطمورا نوعيمما وارتفاعما كميما‪ ،‬ومما‬
‫المعطيات الواقعية إل دليل على ذلك‪ ،‬لكممن ل يجمموز أن نغفممل أن عممدد‬
‫القضمايا المتي عرضمت علمى المحكممة الداريمة‪ ،‬ل يمثمل إل جمزءا ممن‬
‫النزاعات التي تكون الدارة طرفا فيها‪ ،‬ويعمزى عمدول الممواطنين عمن‬
‫مقاضاة الدارة في جزء كبير إلى تكاليف الممدعاوى الداريممة وتعقيممداتها‬
‫المسطرية‪.‬‬
‫والجمع بين دعويي اللغاء والتعويض‪ ،‬قد يسمماهم فممي تقليممص هممذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬إذا يعد ضمانة إضافية للحق في التقاضي‪ ،‬ووسيلة لتعزيز هذا‬
‫الحق وإعطائه فعالية أكثر‪ ،‬فالجمع بين طلممبي اللغمماء والتعممويض يمموفر‬
‫هذا الحق ويضمن استمراريته ويعطيه فعالية أكثر‪.‬‬
‫غير أنه يتعين التأكيد بأن الجمع ل ينبغي أخذه على إطلقه واعتبمماره‬
‫قاعدة عامة قابلة للتعميم في جميممع النزاعممات الداريمة‪ ،‬حيممث بإمكمان‬
‫كل من أراد مقاضاة الدارة اللجوء إليه‪ ،‬بل المر يقضي دراسممة دقيقممة‬
‫ومتأنية لكل نازلة على حدة ولكافة معطياتها الواقعية‪.‬‬
‫فالجمع يغني عن إقامة دعويين وما يكلف ذلممك مممن دراسممة الملممف‬
‫مرتين من طرف نفس القاضي المقرر أو من طرف قاضيين مقرريممن‪،‬‬
‫واسممتدعاء نفممس الطممراف للدلء بنفممس التصممريحات وتأكيممدها وتعممدد‬
‫الجلسات‪....‬‬
‫فإذا صح لدينا أن الضرورة تفرض اللجمموء إلممى إمكانيممة الجمممع بيممن‬
‫اللغاء والتعويض فممي عريضمة واحممدة‪ ،‬أضممحى لزامما تقممدير الضممرورة‬
‫بقممدرها‪ ،‬بتقممديم القضمماء الداري المغربممي للمزيممد مممن التوضمميح حممول‬
‫إمكانية هذا الجمع وتحديد شروط تحققممه‪ ،‬إذا ممما كتممب لهممذا الجمممع أن‬
‫يصبح أمرا متواثرا ومستقرا عليه قضائيا‪.‬‬

‫‪ -‬في مصر يعبر عن القضاء الشامل بعبارة القضاء الكامممل‪ ،‬فممي حيممن‬
‫يستعمل المشرع اللبناني عبارة القضاء الشامل‪.‬‬

‫انظر في الموضوع‪:‬‬

‫أبو زيد )فهمي(‪ " :‬القضمماء الداري ومجلممس الدولممة"‪ ،‬ط ‪،4،1979‬‬
‫منشأة المعارف السكندرية‪ ،‬ص ‪.218‬‬

‫) زهدي( يكن‪ " :‬القضماء الداري فممي لبنممان وفرنسمما"‪ ،‬بمدون تاريممخ‪،‬‬
‫عدد الطبعة غير موجود‪ ،‬دار الثقافة بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -‬انظر‪:‬‬

‫)عبد اللـه( حداد‪ " :‬تطبيقات الدعوى الدارية في القانون‬


‫المغربي"ن ‪ ،2001‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪ ) -‬محمد ( بن طلحة الدكالي‪ ":‬المحاكم الدارية بالمغرب"‪ ،‬بدون‬


‫تاريخ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫إذا كانت دعوى اللغاء معروفممة فممي القممانون الفرنسممي بممدعوى تجمماوز‬
‫السمملطة‪ ،‬فممإنه فممي المملكممة المغربيممة وقبممل صممدور قممانون المحمماكم‬
‫الدارية سنة ‪ 1991‬فكانت تعرف بدعوى اللغمماء بسممبب الشممطط فممي‬
‫استعمال السلطة حيث بعد صدور القانون رقم ‪ 41/90‬عوض المشممرع‬
‫المغربي مصطلح الشطط بكلمة التجاوز فأصبحت دعوى اللغاء تعرف‬
‫وفق الفصل ‪ 8‬من القانون السالف الذكر بدعوى اللغاء بسممبب تجمماوز‬
‫السلطة‪.‬‬

‫ماجد( راغب الحلو‪ ":‬القضاء الداري"‪ ،‬منشأة المعارف‪- ( ،‬‬


‫‪.‬السكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪267‬‬

‫‪- voir pour plus d’informations :‬‬

‫‪chapus ( René) : « droit du contentieux administratif »,5éme‬‬


‫‪édition, Montchrestien, E.J.A , 1995,p531.‬‬

‫‪ ) -‬سامي( جمال الدين‪ ":‬الوسيط في دعوى إلغاء القرارات‬


‫الدارية"‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬السكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪ ) -‬سامي( جمال الدين‪ ":‬الوسيط في دعوى إلغاء القرارات‬


‫الدارية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪ ) -‬عبد العزيز( خليل بدوي‪ ":‬الوجيز في المبادئ العامة للدعوى‬


‫الدارية و إجراءاتها"‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر العربي‪ ،1970 ،‬ص ‪.390‬‬

‫‪ ) -‬سامي( جمال الدين‪ ":‬الوسيط في دعوى إلغاء القرارات‬


‫الدارية" م س‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪-‬انظر بهذا الخصوص‪:‬‬

‫) مصطفى( أبوزيد فهمي‪ ":‬القضاء الداري ومجلس الدولة"‪،‬‬


‫الطبعة الرابعة‪ ،‬منشأة المعارف بالسكندرية‪ ،1979 ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ ) -‬محمد ( النجاري‪ ":‬دعاوى المسؤولية الدارية على ضوء إحداث‬
‫المحاكم الدارية" ‪ ،‬مقال منشور بمجلة الدراسات الدارية‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬دجنبر ‪ ،1999‬ص ‪.56‬‬

‫‪ -‬تنص المادة ‪ 22‬من القانون المحدث للمحاكم الدارية على ما يلي‪":‬‬


‫يعفى طلب اللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسم القضائي"‪.‬‬

‫‪ -‬تنص الفقرة الولى من المادة ‪ 23‬من القانون المحدث للمحاكم‬


‫الدارية على ما يلي‪ ":‬يجب أن تقدم طلبات إلغاء القرارات الصادرة‬
‫عن السلطات الدارية بسبب تجاوز السلطة داخل أجل ستين يوما‬
‫يبتدئ من نشر أو تبليغ القرار المطلوب إلغاؤه إلى المعني بالمر"‪.‬‬

‫‪ -‬حكم عدد ‪3 /12/94‬غ‪ ،‬بتاريخ ‪ ،1994 /12 /01‬في الملف رقم ‪/14‬‬
‫‪94/3‬غ ‪ ،‬لطلع على هذا الحكم‪ ،‬انظر الملحق‪.‬‬

‫‪ -‬حكم عدد ‪ ،95 /46‬بتاريخ ‪ ،26/05/1995‬أشار إليه‬


‫الستاذ ) محمد ( النجاري‪ ":‬دعاوى المسؤولية الدارية على ضوء‬
‫إحداث المحاكم الدارية" ‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪ -‬انظر الملحق‪.‬‬

‫‪ -‬حجم عدد ‪ ،1003‬بتاريخ ‪/12/10/2004‬انظر الملحق‪.‬‬

‫‪ -‬انظر‪:‬‬

‫)آمال( المشرفي و )امحمد( عنــتري‪ " :‬الجمممع بيممن اللغمماءويض‬


‫فممي حكممم واحممد"‪ ،‬مقممال منشممرو بالمجلممة المغربيممة للدارة المحليممة‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،2004 ،59‬ص ‪.175‬‬

‫هذا التجاه أشار إليه الستاذ ) أحمد ( الصايغ‪ :‬في محاضرته‬


‫التي ألقاها على طلبة السنة الثانية من دبلوم الدراسات‬
‫العليا المتخصصة‪ ،‬وحدة المهن القضائية والقانونية‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 28‬ابريل ‪.2005‬‬

‫‪ -‬إن أهم ميزة تميز القضاء الداري‪ ،‬هي أنه قضاء إنشائي‪ ،‬وليس‬
‫بقضاء يكتفي بتطبيق القوانين الموضوعة من قبل المشرع‪.‬‬

‫‪ -‬في المغرب نقول‪ :‬عيب عدم الختصاص‪ ،‬وعيب الشكل‪ ،‬وعيب‬


‫النحراف في السلطة‪ ،‬عيب انعدام التعليل‪ ،‬وعيب مخالفة القانون‪.‬‬
‫‪) -‬سليمان( محمد الطماوي‪ " :‬مبادئ القانون الداري‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة"‪ ،1973 ،‬دار الفكر العربية‪ ،‬ص ‪.347‬‬

‫‪ -‬حكم مشار إليه في مؤلف ) سليمان( محمد الطماوي‪ " :‬مبادئ‬


‫القانون الداري"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.348‬‬

‫‪ -‬حكم مشار إليه في المؤلف المشار إله أعله‪ ،‬ص ‪.349‬‬

‫‪ ) -‬سعد( عصفور‪ " :‬القضاء الداري"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬السكندرية‪،‬‬


‫بدون تاريخ‪ ،‬عدد الطبعة غير موجودة‪ ،‬ص ‪.544‬‬

‫‪ -‬هذا الحكم منشور‪ ،‬بمجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية‪،‬عدد ‪،16‬‬


‫‪ ،2004‬ص ‪.375‬‬

‫‪ -‬حكم منشور بمجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية‪،‬عدد ‪،16‬‬


‫‪ ،2004‬ص ‪.381‬‬

‫‪ -‬حكم عدد ‪ ،1142‬صادر عن المحكمة الدارية بالرباط‪ ،‬بتاريخ‬


‫‪ ،17/10/2002‬ملف رقم ‪ 268/00‬ش ت‪.‬‬

‫انظر الملحق‪.‬‬

‫‪-‬هذا الحكم منشور بمجلة المغربية للدارة المحلية والتنمية‪،‬عدد‬


‫مزدوج ‪ ،55-54‬يناير‪-‬أبريل‪ ،‬ص ‪.247‬‬

‫‪ ) -‬سعد( عصفور‪ " :‬القضاء الداري"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‬


‫‪.564‬‬

‫‪ -‬للمزيد حول المسؤولية المؤسسة على الخطأ‪ ،‬والمسؤولية‬


‫المؤسسة على تبعة المخاطر‪ ،‬انظر‪:‬‬

‫) عبد اللـه( حداد‪ " :‬تطبيقات الدعوى الدارية في القانون‬


‫المغربي"‪ ،2001 ،‬منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪ 179‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ ) -‬سعد( عصفور‪ " :‬القضاء الداري"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‬


‫‪.556‬‬

‫‪ )-‬سليمان( محمد الطماوي‪ ":‬القضاء الداري "‪ ،‬دار الفكر‬


‫العربي‪ ،1964 ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪ ) -‬سليمان( محمد الطماوي‪ ":‬القضاء الداري "‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ ) -‬سليمان( محمد الطماوي‪ ":‬القضاء الداري "‪ ،‬مس‪ ،‬ص ‪.160‬‬

‫‪ ) -‬سعد( عصفور‪ " :‬القضاء الداري"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬م س‪ ،‬ص‬


‫‪.559‬‬

‫‪ -‬حكم إدارية مراكش‪ ،‬رقم ‪ ،83‬بتاريخ ‪ ،9/4/2003‬ملف رقم‬


‫‪ 227/202‬ش‪ ،‬انظر الملحق‪.‬‬

You might also like