Professional Documents
Culture Documents
1
الذين يدفعون اشتراكات للصندوق الوطني للتقاعد نظرا إلى قلة الموارد.
ونشير كذلك إلى أنه علوة على هذه النفقات يدفع المحامي الضريبة على القيمة
المضافة بالنسبة إلى كل مبلغ يقبضه .وثمة ملحظة تفرض نفسها في هذا الصدد
وهي أن الطباء طالبوا بالعفاء من الضريبة على القيمة المضافة أمام البرلمان
وحصلوا عليه ،في حين أن المحامين لم يقوموا بـأي خطوة في هذا التجاه .وهو ما
ينطبق عليه المثل الشعبي "جزار ويتعشى باللفت " أوبعبارة آخرى " محامون
ليعرفون الدفاع عن أنفسهم ".
ويؤدي المحامي أيضا مصاريف المشاركة في المؤتمرات )الوطنية والدولية( وفي
الندوات ومصاريف النقل والمأوى...
ويدفع المحامي 6%من رقم أعماله برسم واجب الشتراك الدنى وما قد يصل إلى
44%برسم الضريبة العامة على الدخل.
كما أن المحامي ليمكنه العمل وحده أمام العدد الهائل من المحاكم بالرباط ،على
سبيل المثال ،دون الحديث عن المحاكم الموجودة في المدن الخرى أوفي البلدان
الخرى خارج المغرب .فهو بحاجة إذن إلى شركاء ذوي مسؤولية ومحامين مساعدين
ومحامين متمرنين وكاتبات لهن خبرة قانونية وأعوان للخدمة ومراسلين في المدن
الخرى .وإذا تعلق المر بمكتب متخصص ،يستعين المحامي أحيانا بـأشخاص من خارج
المكتب مثل الدكاترة الجامعيين أومتخصصين في المجال الضريبي للقيام بـأبحاث في
نقطة معينة من القانون.
وبمعنى آخر ،يشكل مكتب المحامي بمفرده في أيامنا هذه مقاولة حقيقية تحتاج من
أجل حسن سيرها إلى هيكلة جيدة وتتـألف من أشخاص أكفاء ،ابتداء من المحامين
أنفسهم الذين يتعين عليهم دوما وأبدا استكمال التكوين ،مرورا بالمساعدين والكاتبات
القانونيات إلخ ...كل هؤلء الناس ،مع أنه لم يتم ذكر سوى الشخاص الضروريين،
يجب أداء أجورهم وأداؤها بسخاء حتى يتمكنوا من القيام جيدا بالمهام التي يونطون
بها في مكتب المحامي.
ويتنقل كل هؤلء الناس طوال اليوم سواء داخل المدينة التي يوجد بها المكتب
أوخارجها بين مختلف المحاكم أو بين مختلف الدارات .وإذا كانت مهنة المحاماة مهنة
شاقة فيمكن إدراجها إضافة إلى ذلك في خانة المهن الخطيرة لنها توجد على رأس
المهن المسماة بمهن " الثقة " )يتعامل مكتب المحامي مع أموال وشيكات وأوراق
تجارية واعترافات بالديون ووثائق سرية جدا إلخ .(...وعليه فإن مستخدمي مكتب
المحامي لينبغي فقط اختيارهم بدقة ولكن كذلك أداء أجورهم بسخاء .وبسبب كل
هذه الضغوط وجميع هذه التكاليف ،يجب على المحامي )وهو ملزم بذلك( أن يطلب
أتعابا عادلة ومعقولة .وهنا أيضا وبما أن ثقافة تقديم الخدمة لم تترسخ بعد في
العقليات ببلدنا ،فإن العديد من الناس يزعمون أن التكاليف التي تمثلها خدمات
المحامي بعيدة عن المنال وبالتالي تجعل الولوج إلى القضاء صعبا.
وهذه قدرية مفرطة ،فعندما يظن المرء أن أتعاب المحامي مرتفعة ومن ثم يتخلى
عن حقوقه ويفقدها فذلك خطأ جسيم سيكلفه أكثر مما كان سيدفعه لو لجأ إلى
خدمات أحد المحامين .أما إذا كان الشخص يعتبر أن وضعيته المالية صعبة جدا ،فيوجد
دائما الحل المتمثل في مطالبة الجهة المختصة للحصول على " المساعدة القضائية "
إذا كانت تنطبق عليه شروطها.
2
وتوجد في الحقيقة عدة عوامل تساهم في هذا الخلط وفي هذه الشكوك.
وتأتي في الدرجة الولى حرية المنافسة التي تمنع على هيئة المحامين تنظيم مبالغ
التعاب وكذا بعض المقتضيات القانونية التي أكل عليها الدهر وشرب ،في مرحلة
فرض فيها على المغرب الدخول إلى عصر التفاق العام حول التعاريف الجمركية
والتجارة أوالمنظمة العالمية للتجارة .فإذا كانت القواعد الخلقية للمهنة تكرس حرية
تحديد تعاريف الستشارة والمبلغ المسبق وحتى تعاريف التعاب ،فإنه يمنع تحديد
التعاب مسبقا حسب النتيجة المحصل عليها.
فقد تم إقرار حرية تحديد التعاب ليس فقط لصالح المنافسة )سيتم حتما اعتبار أحد
النصوص التنظيمية لمجلس الهيئة بالمخالف لروح المنافسة وسيحال إلى أنظار
مجلس المنافسة -الظهير الشريف الصادر في 5يوليو - 2000الجريدة الرسمية عدد
4810بتاريخ 6يوليو ،2000صفحة (1940ولكن أيضا لصالح المحامي الذي قد
يفاجأ بعدد المساطر الواجب عليه مباشرتها أواتباعها في قضية واحدة وبالوقت الذي
ستستغرقه تلك المساطر .ولهذا الغرض ،أقر المشرع مبدأ التسبيق الذي يجب دفعه
عند قبول التوكيل .وثمة كذلك قلة المعلومات التي يزود بها الموكل من طرف
المحامي نفسه ،فاالموكل له حق شرعي ومبدئي في معرفة مآله ومن واجب
المحامي بالتالي أخبار موكله بالتكلفة التقريبية لما سيدفعه مقابل ذلك التوكيل.
وتشكل التعاب الجرة المشروعة مقابل الخدمة المطلوبة من المحامي .وعلى هذا
الخير قبل تحديد أتعابه )التي يجب أن تكون مبررة بظروف القضية ومتلئمة مع
الخدمات المقدمة أوالتي ستقدم( ،أن يأخد بعين العتبار العوامل التالية :
-أقدميته وتجربته،
-صعوبة المشكل المطروح،
-تقنية أوتخصص التدخل،
-أهمية أو حجم المصالح موضوع النزاع،
-أهمية الواجبات المنجزة،
-السرعة الستثنائية،
-الوقت المكرس للقضية،
-النتيجة المحصل عليها.
ومن جهة آخرى ،إذا كان من واجب المحامي تفادي كل الطرق والسلوكات التي قد
تضفي على مهنته طابع الربحية والروح التجارية ،فيمنع عليه كليا العمل مجانا أو
مقابل أتعاب هزيلة قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بكرامة المهنة .وعليه أن يأخد بعين
العتبار ليس فقط جميع عناصر الملف ولكن أيضا أن يتفادى النزول إلى بعض الرقام
التي قد يعد قبولها مسا واضحا بكرامته .وثمة العديد من هيئات المحامين عبر أنحاء
العالم التي أحالت بعض المحامين على المجالس التأديبية لمجرد طلب أوقبول "
تسبيقات لتتماشى مع العراف " .وعلى المحامي أل يقلل من شأنه أومن شأن عمله
وفنه وعلمه تحت طائلة إلحاق الضرر بجسد المهنة بأكمله .ونظرا إلى عدم العثور
على اجتهاد قضائي مغربي في هذه المادة ،فقد أوردت كمرجع مثال محكمة فور
دوفرانس التي أصدرت بتاريخ 20/10/1987حكما يفيض بالمعاني حول كرامة
المحامي في ميدان التعاب وذلك عندما اعتبرت التعاب التي اقترحتها شركة التأمين
وقبلها المحامي مخجلة وتقل عن تعرفة المساعدة القضائية ،التي تعتبر أصل غير
3
كافية ،وتقل عن تكلفة القضية في مكتب المحامي .بل يمكننا أن نتسائل إن كان
المحامي الذي يقبل هذا المقدار الهزيل والمخجل من التعاب ل يعرض نفسه إلى
المتابعات بسبب الخلل بالكرامة .وهل تلغى التفاقية بناء على قاعدة خطر " إغراق
السوق " Gaz Pal 2 ).فبراير 1989صفحة 18مذكرة أ.داميان(.
أما في المغرب ،فالوضعية أكثر حرجا وليس على المرء سوى أن يتوجه إلى أبواب
المحاكم وخاصة إلى جوار أقسام الشرطة والدرك والنيابة العامة وقاعات جلسات
المحاكم الجنائية والجنحية ،بصفة عامة ،ليشاهد عن كثب اقتناص الزبائن واستدراجهم
مقابل أثمنة بخسة .إن بعض الزملء الذين يقبلون الدفاع عن الظناء مقابل أتعاب
هزيلة دون حتى الطلع على الملفات أوتفحص الوثائق الموجودة في ملفات المحاكم
إنما يلحقون ضررا ليس فقط بالمتقاضين الذين يكون الدفاع عنهم ضعيفا )مرافعات
ضعيفة تفتقر إلى التحضير( بل أيضا وعلى الخصوص بجسد المهنة بأكمله والذي
ستنطبق عليه عاجل أم أجل صورة الوضاعة والتسول .ويقوم بعض الزملء دون
علمهم بضرب كرامة المحامي في الصميم على مرأى ومسمع من مجالس الهيئات
والنيابة العامة كما أن الدولة نفسها متضررة لن هذه الملفات لتخضع لية ضريبة
وهي ل تسجل ول تراقب من لدن مجلس الهيئة.
علوة على ذلك ،يجب على المحامي أل يكون تحت رحمة الموكل ذي النية السيئة
الذي تكون لديه فكرة عدم دفع أتعاب المحامي رغم طلب مساعدته والستفادة من
تجربته ومن وقته ومن جهده .وذلك هو السقوط في هاوية تفقير المحامي ماديا
وفكريا ومن ثم فقده لستقلله .ومن المؤسف أن العديد من الزملء يعيشون حاليا
هذه الوضعية لنهم لم يعرفوا أولم يتمكنوا من تسيير مكاتبهم على أحسن وجه.
فالموكل الذي يماطل أويرفض دفع مصروفات وأتعاب المحامي ليستحق أن يدافع
عنه والمحامي الذي يترك أحد الموكلين ينصب عليه ليستحق أن يكون محاميا.
وبالتالي من البديهي أن نطلب من المحامي ومن موكله تحديد التعاب بدقة في عقد
توكيل مكتوب بحيث يتفادى الموكل الحساس بالريبة إزاء طريقة تحديد أتعاب
المحامي .وليسعني إل أن أردد لمن يريد الصغاء نصيحة نقيب المحامين السيد عبد
الجليل بنسليمان التي أسداها لي إبان خطواتي الولى بهيئة الرباط " :زبونك هو أول
خصم لك ...فخذ حذرك منه " .وكنت مشككا في هذا الرأي في بداية مشواري إل
أنني دفعت ثمن ذلك عدة مرات بعد ذلك .وعليه ولتفادي أي سوء تفاهم أوخيبة أمل،
يجب أن يوقع الطرفان توكيل يتضمن على وجه الدقة إن أمكن ليس مهمة المحامي
لن لهذا الخير تفويض عام ولكن بالخصوص أجرته العادلة.
ينبغي إذن إرساء فكر جديد حول التعاب حتى تتمكن القواعد الكلسيكية للمهنة من
النتعاش .فإذا كان من المقبول عبر العالم اعتبار مكتب المحامي كمقاولة تتعرض
لمجازفات وتهدف إلى تحقيق الربح ،لبد كذلك أن تمكن التعاب المدفوعة إلى
المحامي من ضمان مساهمته ،التي ل غنى عنها ،في خدمة العدالة.
إذن فمن المقبول في العالم اليوم أن أتعاب المحامي لها وظيفة مزدوجة :تغطية
صوائر تسيير المكتب وأداء أجرة المحامي.
وتستعمل في المعدل % 60من التعاب في تمويل التكاليف المرتبطة بتسيير
المكتب :الكراء والمستخدمين والعباء الجتماعية ومصاريف التسيير إلخ) ...مجلة
نقابة المحامين بباريس " ،عدد خاص بالتعاب " ألن مينار ،أكتوبر .( 1996أما في
4
المغرب ،فالمعدل أكبر من ذلك )بالنظر إلى مصاريف مكتبي ( ولكن في غياب
إحصائيات ،أفضل الحتفاظ باحصائيات نقابة باريس.
وطوال ما يناهز العشرين سنة من الممارسة ،لحظت أن أغلب المحامين وعلى
رأسهم نقباؤهم ليحبون كثيرا التعامل مع الرقام .ولذلك أفضل إعطاء مثل من الواقع
لتوضيح فكرتي :عندما يدفع شخص ما أومقاولة إلى المحامي مبلغ 5000درهم
برسم أتعابه مقابل إحدى المساطر ،فهو يظن أنه دفع له أجرته بسخاء .لكن الحقيقة
غير ذلك ،إذ من مبلغ 5000درهم ،يجب اقتطاع % 7برسم الضريبة على القيمة
المضافة ويبقى مبلغ 4650ينبغي أن تأخذ منه نسبة % 60المخصصة لتكاليف
المكتب ليبقى مبلغ 1860درهم كربح صاف .ومن هذا المبلغ الخير ،يجب اقتطاع 44
%برسم الضريبة العامة على الدخل .و ل يبقى للمحامي في الحقيقة إل مبلغ
1041.60درهما ل غير .ومن أجل هذا المبلغ ،عليه أن يحرر ويتنقل إلى صندوق
المحكمة ويحضر الجلسات )التي قد تطول سنوات( ويشعر الموكل كل مرة ويعقب
على المذكرات ويحضر المستنتجات ويذهب للحصول على منطوق الحكم )وبعض
المرات يعود خاوي الوفاض لنه تم اتخاذ قرار بالتمديد( ويذهب عدة مرات للحصول
على نسخ الحكم التبليغية والتنفيذية ويكتب طلب التبليغ ويذهب إلى صندوق المحكمة
من أجل تسجيله ويرافق العون القضائي في بعض المرات ويكمل أجرته التي تعتبر
مزرية )تصور أن عونا قضائيا ينتقل من المحكمة البتدائية الواقعة بحي المحيط ليقوم
بتبليغ طي إلى شخص يسكن بشارع المام مالك ،أي على بعد 10كلم ،ليتقاضى
سوى 15درهما (...ثم يذهب للحصول على شهادة التبليغ والتأشير على النسخة
التنفيذية والعودة إلى المكتب ويحضر طلب التنفيد والرجوع إلى المحكمة لتسجيله
ويرافق العون القضائي من أجل التنفيذ وينتظر إلى أن يدفع محصول التنفيد إلى
صندوق المحكمة ثم يذهب للبحث عن ورقة النفقات ويعبئها ويوقعها ويحضر وصل
لمكتب التبليغ والتنفيذ القضائي ويدلي بجميع هذه الوثائق ويرجع للحصول على شيك
ثم يذهب لدفعه في حساب إيداع الزبائن وأخيرا يستقبل الموكل لتسليمه مستحقاته.
وهذا المثل الذي ليتعلق سوى بملف بسيط للتحصيل )الذي قد يطول سنوات في
بعض المرات( هو في الحقيقة بسيط جدا )يسهل قول هذا !( بالمقارنة مع الملفات
التي تتطلب أبحاثا معمقة وإجراءات معقدة ومتعددة.
ورغم ذلك ،فإن القاضي وعامة الناس لهم صورة سيئة عن المحامي .وأكيد أنه من
الصعب إقناع عامة الناس بانتفاء صفة الطمع عن المحامي نظرا إلى الرأي المترسخ
في الذهان منذ زمن طويل .ويجب العتراف أن المحامين يمكنهم الدفاع عن أي
شخص وعن أي شئ إل عن مهنتهم .غير أن عددا كبيرا منهم يعيشون على حافة
الفقر وليستطيعون في أيامنا هذه حتى اللتزام بدفع واجباتهم الكرائية .والعجيب أن
هؤلء المحامين ليستسلمون لن الربح ليس مكمن قوتهم ولهدفهم ومعظمهم يتبع
مثال الستاذ بيريي ،المحامي الكبير في عهد لويس نابوليون ،الذي أجاب عن سؤال
أحد الوجهاء الذي تعجب من عدم ثراء المحامي رغم حياته المهنية الطويلة
والممتلئة " :كان عليك فقط أن تمد يديك لتجمع ذلك المال الذي كان سيجعلك في
مـأمن ليس فقط من الحاجة ولكن أيضا من العيش الضنك .فرد عليه المحامي
المشهور :كما قلت ،كان علي أن أمد يدي".
وقليل هم الذين اغتنوا من مهنة المحاماة ،أما الغلبية فيتدبرون عيشهم يوما بيوم
5
بسبب ليس فقط قواعد مهنية لتحمي المحامي فعل ولكن تخنقه ،والتي سميتها
غيرما مرة "بقانون الممنوعات " )اطلع على القانون الداخلي لهيئة المحامين بالرباط،
ستصاب بالذهول( ولكن أيضا لن جزءا كبيرا من الزبائن يعتقدون أن المحامي " يبيع
الكلم " أي بمعنى أخر "الهواء " .وقد تلشت صورة " الثرثار " منذ زمن طويل.
وأوردنا أن مكتب المحامي أصبح عبارة عن مقاولة حقيقية في خدمة المجتمع تحتاج
كي لتقع في الفلس والتبعية أويوما ما في الجارة إلى الحصول على أتعاب عادلة
ومشرفة .وفي غياب نصوص تنظيمية حتى ولو كانت تقريبية حول التعاب )هذه
النصوص ليمكن إصدارها لنها مخالفة لمبدأ حرية المنافسة( ،يجب إرساء فكر حقيقي
حول أتعاب المحامي.
وإذا كان المبدأ يجعل تحديد التعاب حرا لتتناسب مع صعوبة القضية والمصاريف التي
يتعرض لها المحامي وبنية مكتبه وشهرته وتخصصه والمساعي التي تم القيام بها
والوضعية المالية للموكل ،فإن الشفافية مطلوبة ،رغم ذلك ،حتى تتلشى كل الفكار
المسبقة في هذا الصدد .وعلى المحامي أن يخبر موكله بالتعاب والمصروفات
المتوقع أن تترتب على القضية .وتسمح الشفافية بتفادي المساومة وتمكن المحامي
من ربح وقت يستغله في دراسة الملفات وتحضير مرافعاته.
ويمكن تصور عدة صيغ فيما يخص التعاب ،ولكن علينا أن نتبع عدة مراحل حسب
الدوار المختلفة التي يضطلع بها المحامي.
فبعد تحديد الموعد الول ،يقوم الموكل خلل أول لقاء بعرض قضيته على المحامي
وأخد رأيه الشفوي فيها وهو ما يسمى " بالستشارة " .ويجب أن تكون مدفوعة
الجر ،فقد استقبل المحامي الموكل وخصص له وقتا مهما واطلع على الوثائق التي
سلمت له .ويقوم المحامي بإسداء النصائح أثناء هذه الستشارة .و تمكن هذه النصائح
من تفادي النزاعات أوتساعد على حلها ويكون الموكل على القل قد تعرف على
حقوقه أوعلى الطريق التي سيسلكها .ومن ثم ،يجب أن تكون الستشارة الولى
مدفوعة الجر ،وعدم قبض الجر من الموكل على إثر هذه الستشارة الولى من
طرف المحامي يعتبر خطأ ليغتفر ومخالفا كذلك لكرامة المهنة.
وكم مرة رأينا محامين يعطون استشاراتهم في ممرات المحاكم وحتى في قاعاتها.
وكم من المحامين يوزعون استشاراتهم في المقاهي التجارية أوأثناء العراس .وهذا
مؤسف .فعلى المحامي أن يحتفظ على حد أدنى من الكرامة في علقاته مع
الموكلين .وأتذكر هنا إحدى الطرائف التي تحكى عن النقيب المشهور البوحميدي.
حيث كان في الحمام حينما التقى به أحد موكليه ،وبعد السلم والرد على السلم،
سـأله هذا الخير " :أين وصلت قضيتي ياسيدي النقيب ؟ " فرد عليه النقيب " هل
تحمل معك وصل المكتب ؟ " فأجاب الموكل بالنفي واستطرد المحامي :وأنا كذلك
ليس ملفك معي هنا ،مر على المكتب وسأخبرك إنشاء الله." ..
من المخجل أن نرى بعض الزملء يوزعون علمهم دون مقابل حين يسدون بنصائحهم
مجانا في المقاهي التجارية أوأثناء الحفلت المختلفة .وذلك يشبه قيام الطباء
المختصين أوغيرهم بفحص الناس في المقاهي أوخلل العراس أو ...إعطائهم
تعليمات أو وصفات أوكمثل مهندسين معماريين يقومون بإعداد تصاميمهم في نفس
الظروف .و يعتبر الستمرار في هذه التصرفات إخلل بالكرامة ولن يؤدي سوى إلى
تخريب المهنة بأكملها ودفع المحامي أكثر فأكثر إلى براثن الفقر .فالموكل المحتمل
6
الذي تقدم الستشارة إليه في المقهى يعتبر موكل مفقودا بالنسبة إلى المحامي الذي
قدم إليه الستشارة وكذا بالنسبة إلى كل زميل أخر كان في مقدوره تحصيل أجرة
عادلة منه مقابل تلك الستشارات.
وإذا لم تكن لدينا أية معايير على الصعيد الداخلي لتحديد تكلفة الستشارة البسيطة،
فيمكننا رغم ذلك أن نتبنى تكلفة طبيب متخصص في مدينة الدار البيضاء ،وتحديد
سعر الستشارة في مبلغ ل يقل عن 300درهم .ومن البديهي أن هذا السعر قد
يرتفع بالنظر إلى صعوبة القضية المعروضة والتي قد تتطلب أبحاثا ودراسة معمقة.
وفي فرنسا ،يبتدىء سعر الستشارة البسيطة من 50أورو .وفي بلجيكا ،وبمقتضى
قرار صادر في 23أبريل 1987عن المجلس الوطني لهيئة المحامين ،تم تحديد مبلغ
التعاب مقابل إستشارة أولى في 1000فرنك بلجيكي ) 24.78أورو( ولكن هذا
القرار يعود إلى 15سنة مما يوحي إلى أن المبلغ قد عرف تغييرا منذ ذلك الحين.
وربما يكون قرار المجلس الوطني والذي يدخل ضمن إطار التصرفات المخلة بقواعد
المنافسة قد تم إلغاؤه أوالتخلي عنه .ونحن لم نأتي على ذكره هنا إل للتأكيد على
ضرورة قيام المحامين بتحصيل أجرة عن كل استشارة .وفي مدينة شارلوروا ،تبنى
أحد مكاتب المحامين تعاريف التعاب التالية 1500 :فرنك كأقصى حد بالنسبة إلى
الستشارة البسيطة بالمكتب ومن 2000إلى 3500فرنك بالنسبة إلى الستشارة
البسيطة المكتوبة ومن 2000إلى 5000فرنك للساعة بالنسبة إلى الستشارة
المكتوبة أوغير المكتوبة التي تتطلب أبحاثا ودراسات مسبقة ...أما في الوليات
المتحدة المريكية ،فإن معظم المكاتب تحدد أتعاب الستشارة حسب تعرفة بالساعة
تتغير حسب شهرة المحامي وأقدميته .وتبتدىء هذه التعرفة بالساعة من حوالي 100
دولر .فما إن يضع الموكل رجله في مكتب المحامي المستشار )وليس في المكتب(
إل وينطلق العداد .وينطبق الشئ نفسه على الستشارة بالهاتف حيث يتم احتساب
الثواني وتوجه الفاتورة فورا إلى الموكل .وفي كندا تتبع بعض المكاتب نفس
الممارسات التي تزاول في الوليات المتحدة ،بينما تقوم مكاتب أخرى بتحديد أتعاب
جزافية تبتدئ من 85دولر كندي للستشارة الواحدة.
وفي ألمانيا ،فإن استشارة بسيطة شفوية أو مكتوبة يجب أل تتجاوز مبلغ 350مارك
ألماني ) .( 1998أما الستشارة المكتوبة المفصلة )بيان الوقائع والتحليل القانوني
والحلول( فمن البديهي أن تتطلب أتعابا أكبر مع مراعاة وجود اتفاقية مكتوبة.
وليقوم المحامي في إطار الستشارة القانونية الشفوية أوالمكتوبة بدور المحامي
ولكن بدور المستشار .ويتم دفع الجر هنا عن تحليله وعن نصحه .أما في إطار تحرير
العقود ،فإن التعاب يمكن أن تتم مطابقتها مع أتعاب الموثق ويمكن إعداد عقد كراء
بسيط مقابل مبلغ يبتدئ من 1000درهم وعقد بيع أحد العقارات بمبلغ يبتدئ من
5000درهم أو نسبة % 1من قيمة العقار إلخ...
كما أن مساعدة المقاولة في إبرام أحد التفاقات أومحاولة التوصل إلى حل متفاوص
عليه وتفادي النزاعات أمر يستحق كذلك دفع أجرة عنه ويمكن احتساب هذه الجرة
بالنظر إلى صعوبة المهمة والوقت المتطلب وكذا حتى إلى النتيجة المحصل عليها.
7
وليعني هذا بتاتا أنه في حالة إخفاق المحامي ،لينبغي دفع التعاب إليه .وهو ليس
لديه سوى التزام بالوسائل وليس بالنتائج خلفا للفكرة الرائجة عند عدد كبير من
الموكلين .وبالتالي على المحامي أن يشير بدقة إلى هذه النقطة في عقد التوكيل
المكتوب الذي يبرمه مع موكله رغم كونها من النظام العام .وعلوة على مصاريف
الستشارة الولى ،إذا طلب من المحامي متابعة أومباشرة الجراءات القضائية فعليه
أن يطلب من الموكل أداء مصاريف الملف .وهذه المصاريف ليمكن اعتبارها بأي حال
من الحوال كأتعاب وهي تشمل عادة ما يلي :
-مصاريف فتح الملف وتضم الترقيم وتأليف الملف والحفظ ومصاريف مسك
المحفوظات لمدة خمس سنوات -المادة 49من ظهير ) -10/09/1993حسب
البحاث التي قمنا بها حول التعاريف الدنيا ،يمكن تحديد هذه المصاريف في ما بين
250و 500درهم حسب أهمية القضية والوضعية المادية للموكل(.
-المراسلت أي الرسائل والفاكسات الموجهة من المحامي إلى الموكل وإلى خصمه
والمحكمة والخبراء وإلى كل متدخل في القضية )المكتب الذي يتبنى أقل التعاريف هو
مكتب بلجيكي 7 :أورو للوثيقة(.
-مصاريف الرقانة والطبع على الحاسوب التي تشمل وثائق المسطرة أي الملتمسات
والستدعاءات والمستنتجات والمذكرات وقد احتسبها المكتب البلجيكي المذكور في
7أورو للورقة.
ومن الممكن التفاق على مبلغ محدد بالنسبة إلى مصاريف الملف ولكن يجب النتباه
إلى سوء تقدير النفقات المستقبلية وينصح دائما بطلب الحصول على تسبيق وبعد
استنفاده يطلب تسبيق آخر.
وينبغي كذلك على المحامي توعية الموكل وإخباره بالمصاريف القضائية التي لتدخل
أبدا ضمن التعاب إل في حالة التنصيص على خلف ذلك .وتشتمل المصاريف
القضائية خاصة على ما يلي :
-رسوم التسجيل والتمبر،
-مصاريف المحاكم )واجب المرافعة،مصاريف نسخ الملفات والوثائق،(...
-الصويرات،
-مصاريف الترجمة،
-مصاريف العون القضائي إلخ...
وإذا استدعى الملف التنقل خارج المدينة التي يمارس فيها المحامي مهنته ،على هذا
الخير أن يحمل الموكل ليس فقط مصاريف التنقل أوالقامة أوغيرها ولكن أيضا
تعويضا خاصا إذا كان التنقل يتم إلى وجهة بعيدة يضطر معها المحامي إلى الغياب عن
مكتبه لمدة 24أو 48ساعة على سبيل المثال.
أما التعاب بكل معنى الكلمة فهي تحدد بين المحامي وموكله )المادة 43من ظهير
.( 10/09/1993وليس من الضروري التذكير بالسس التي ينبغي أن يعتمدها
المحامي لتحديد أتعابه .وفي الحقيقة ،من المستحيل عمليا التكهن بما سيكون عليه
الحجم الجمالي للمصاريف والتعاب عند نهاية النزاع .فكل شيء مرتبط بأهمية
العمل الواجب إنجازه ،فل مجال للمقارنة بين أمر بسيط صادر عن رئيس المحكمة
البتدائية والقرار المحصل عليه بعد أربع سنوات من المساطر ودرجتين من درجات
المحاكم و 60صفحة من المستنتجات وحضور المحامي أثناء الخبرات أوالمعاينات
8
والتنقلت ...والمراسلت والجراءات التحفظية والتنفيذية...
ويمكن للمحامي تحديد أتعابه جزافيا أوحسب الوقت المخصص .ومن المقبول اعتماد
نسبة أتعاب حسب الساعة في البلدان المتقدمة .ونورد هنا مثل مكتب بلجيكي
للمحامين يمارس تعرفة حسب الساعة تبتدئ من 82.76أورو ،ولكن يمكن أن ترتفع
حسب المعايير التي تم التطرق إليها فيما سبق .ونورد أيضا مثل مكتب للمحامين
بنيس يعتمد التعاريف حسب الساعة التالية 228.67 :أورو للساعة بالنسبة للقانون
العام و 182.93للساعة بالنسبة للقانون العقاري و 152.44أورو بالنسبة للمواد
الخرى .ويشتغل مكتب للمحامين بشارلوروا )بلجيكا( بتعرفة حسب الساعة تساوي
من 2000إلى 5000فرنك بلجيكي )تعرفة .( 1987وإن كان يظهر أن هذه
التعاريف مبالغ فيها شيئا ما ،فيكفي ملءمتها مع السياق المغربي .غير أنه في رأينا
ليست العقليات مستعدة بعد في بلدنا للقبول بالتعرفة حسب الساعة .والتعرفة
الجزافية جار بها العمل أكثر في المغرب ولكن الحرية في ذلك هنا أيضا للطراف.
وعلى سبيل الشارة نورد التعاريف التي يعمل بها مكتب فرنسي للمحامين والذي
لزال يمارس تعاريف جزافية :
-أمام محكمة ابتدائية انطلقا من 3000فرنك فرنسي )دون احتساب الضريبة(،
-أمام محكمة عليا ،ابتداء من 6000فرنك فرنسي )دون احتساب الضريبة(،
-أمام المحكمة التجارية ،ابتداء من 4000فرنك فرنسي )دون احتساب الضريبة(،
-أمام محكمة الستئناف ،ابتداء من 6000فرنك فرنسي )دون احتساب الضريبة(،
-أمام محكمة الشرطة ،ابتداء من 2500فرنك فرنسي )دون احتساب الضريبة(،
-أمام محكمة جنحية ،ابتداء من 4000فرنك فرنسي )دون احتساب الضريبة(،
-أمام محكمة الجنايات 20.000 ،فرنك فرنسي )دون احتساب الضريبة(.
ويجب أن يفهم من التعاريف المشار إليها أعله أنها تطبق حسب القضية وحسب
درجة المحكمة .فالقضية أمام المحكمة البتدائية والقضية نفسها أمام محكمة
الستئناف تترتب عليها تعرفتان مختلفتان ما عدا إذا تم التفاق على خلف ذلك.
أما في ألمانيا ،فسلم ) 1998الذي أصبح بدوره مخالفا لمبدأ حرية النافسة( يحدد
أتعاب المحامي ،بالنسبة إلى جلسة أمام محكمة جنائية ،حسب درجة كل محكمة
والتي تتمثل في ما بين 100و 2540مارك ألماني لليوم الول وبين 100و 1270
بالنسبة لكل جلسة إضافية .وخلل التحقيق التحضيري ،تتراوح التعرفة بين 85و
1270مارك ألماني .ومن الجاري به العمل المطالبة بأتعاب أكبر من التعاب القانونية
ومن المعمول به أيضا المطالبة دون تبرير بالسترداد الجزافي لمصاريف المراسلت
والهاتف والتي ليمكن أن تتجاوز %15من التعاب القانونية وسقف 30مارك ألماني.
وفي القضايا المدنية أوالتجارية أوغيرها والتي تهدف إلى تحصيل مبلغ من المال )إثر
دين أوضرر إلخ ،(...يمكن للمحامي المطالبة والحصول على أتعاب إضافية تسمى
أتعاب النتيجة.
من الكيد أن القانون يمنع التفاق حول " اقتسام الشئ المتنازع عليه " )في الوليات
المتحدة يتم الحديث عن ضريبة النجاح وهي مشروعة تماما( وهي تتمثل في قياس
حجم أتعاب المحامي فقط بالمقارنة مع النتيجة التي سيتم التوصل إليها )المادة 44
الفقرة الولى من ظهير .( 10/09/1993ويظل مشروعا تماما عندما يشكل صافي
التعاب بعد استنزال أتعاب التسيير الواردة أوالمقبوضة سابقا .ويمكن التفاق بشأن
9
أتعاب النتيجة مع الموكل ولكن لتؤدى إل عند التسديد الفعلي من طرف الخصم
للمبالغ التي ألقيت على عاتقه .وتتمثل هذه الطريقة المعروفة تحت اسم " دفيئة
النخل " " " Palmariumفي ربط المحامي مباشرة وبصفة حصرية بفرص نجاح
القضية .وهي تختلف عن اتفاق اقتسام الشئ المتنازع عليه الذي يربط التعاب بصفة
حصرية بالنتيجة .وقد اعتبرت فرنسا التفاق المذكور محرما وتبنت من ناحية أخرى
بمقتضى قانون 10يوليو 1991مبدأ " دفيئة النخل "عندما صرحت " بمشروعية
التفاقية التي تنص علوة على أجرة الخدمات المقدمة على تحديد أتعاب تكميلية
مرتبطة بالنتيجة المحصل عليها أوالخدمة المقدمة" .إنها في الحقيقة حماية للمحامي
نفسه الذي بعد سنوات عديدة من العمل والمصاريف قد يتعرض موكله لرفض دعواه.
وتعمل بلدان أخرى بأجرة مدفوعة تتوافق مع قيمة القضية أوحسب نسبة مائوية في
القضايا التي تتعلق بمبلغ مالي .وتتراوح النسب عامة بين % 10و % 30دون
احتساب مصاريف الملف والمبلغ المسبق من التعاب والمصروفات )العراق % 20
ومصر % 20والردن % 25إلخ ...راجع رسالة المحاماة عدد / 12 -11الصفحة
.( 387وفي الواقع من غير المجدي إعداد جدول كامل عن التعاب التي قد تختلف
من ملف إلى آخر بالنظر إلى القضية نفسها ومكتب المحامي )بنيته وشهرته إلخ: (...
هل يمكن تقييم القضية من الناحية المادية وهل يتعلق المر بدين معترف به أم غير
معترف به ،وهل يتعلق بقضية ل يمكن تقييمها من الناحية المالية ،وأمام أية محكمة ؟
إلخ ...هل مكتب المحامي ذو بنية جيدة وهل للمحامي تجربة كبيرة وشهرة
كافية ؟ ...إلخ.
من المسموح به لكل مكتب أن يعد ،بصفة مستقلة تتناسب مع تكاليفه الخاصة ،سلما
للسعار يمكن إبلغه إلى الموكلين.
وثمة طريقة أخرى لداء أجرة المحامي ،وتتمثل في إبرام عقد للشتراك لدى مكتب
المحامي )المادة 47من القانون الداخلي( .ويمكن الجمع بين هذه الطريقة وطريقة
كل قضية على حدة .ويتم إبرام هذا العقد في العادة مع الدارات والمؤسسات
العمومية والشخاص المعنويين الخاضعين للقانون الخاص .ويمكن طرح سؤال عندما
يتعلق المر بعقد مع إدارة أومؤسسة عمومية أومجلس بلدي أوجماعي :هل يتعلق
المر بعقد إداري أم بمجرد اتفاقية تخضع للقانون الخاص ؟ .وجاء الجواب من
المحكمة الدارية بوجدة التي صرحت بتاريخ 03/1999 /10بعدم اختصاصها للنظر
في نزاع قائم بين محام وجماعة قروية واللذين كانت تربطهما اتفاقية خاضعة للقانون
الخاص والتي يرجع النظر في عدم تنفيذها إلى محاكم القانون العام )الشعاع عدد
2000 ،21صفحة . ( 231ويبرم هذا النوع من العقود عادة مع شخص معنوي
أوطبيعي يلجأ بصفة متكررة إلى المحامي من أجل استشارات وعند القتضاء من أجل
نزاعات .ويقبل المحامي في هذه الحالة أتعابا سنوية تدفع حسب أقساط شهرية
وتهدف إلى ضمان خدمة قانونية تكون المقاولة )أوالشخص المعنوي( في حاجة إليها
وكذا ،عند الضرورة ،لمتابعة عدد من الملفات على الصعيد القضائي .وفي الحقيقة،
فإن مثل هذه التفاقية إن لم تبين حدودها ،تشكل خطرا بالنسبة إلى المحامي إذا
كانت تشمل الميدانين القانوني والقضائي .فقد يتفاجأ المحامي بعدد الستشارات
الشفوية أوالمكتوبة وبعدد الملفات التي يكون ملزما بمتابعتها أمام الهيئات القضائية.
وننصح بالتالي بأن تكون للمحامي أتعاب بصفته مستشارا ،وهو الجانب القانوني ،وأن
10
تكون له أتعاب بالنسبة إلى كل قضية ،وهو الجانب القضائي ،علوة على مصاريف
الملف والمصروفات وصوائر التنقل.
وفي غير الحالت التي يقبض فيها المحامي مبالغ لفائدة أحد القاصرين والتي يكون
فيها اللجوء إلى النقيب إلزاميا بالنسبة إلى تحديد التعاب )المادة 55التي تطرح
مشكل حقيقيا لنها تفرض أجل 15يوما من أجل دفع المبالغ المقبوضة بعد اقتطاع
المصروفات والتعاب ،وكان من الجدر إيداع المبالغ المقبوضة 15يوما بعد قرار
النقيب .(...وفي غير الحالت التي يتم فيها إبرام عقد بين الطراف ،فقد تؤدي مسألة
الشفافية وقلة المعلومات إلى نشوب خلف بين المحامي وموكله حول التعاب .فإذا
لم يخبر المحامي موكله بالمبالغ المحتملة التي قد يتعين عليه أداؤها سواء أثناء
المسطرة أوفي نهايتها وإذا لم يتم إبرام أي عقد مكتوب وإذا استمر الخلف ،يمكن
لزبون المحامي في الثلثة أشهر التالية لتقديم بيان الحساب وفي نهاية عقد التوكيل
اللجوء إلى النقيب قصد تحديد أتعاب ومصروفات المحامي )المادة 50من ظهير
.( 10/09/1993وكان قرار نقيب هيئة المحامين بالرباط الصادر في 29/12/2000
في ملف تحديد التعاب عدد 2001/220والذي أيده نائب رئيس محكمة الستئناف
بالرباط بتاريخ ) 25/10/2001راجع جريدة العلم عدد 18918بتاريخ 3مارس
/2002صفحة (3مخالفا للمادة 50المذكورة .وبناء على الوقائع التي أوردتها
الجريدة ،فإن زبون المحامي بعد مرور تسعة أشهر من تقديم بيان الحساب وتحصيل
الشيك ،التجأ إلى النقيب من أجل تخفيض التعاب المؤداة .والغريب في المر هو
التأويل الذي أعطاه نائب رئيس محكمة الستئناف بالرباط في إحدى حيثيات القرار
والذي جاء فيه " :بأنه ليتبين بتاتا من صيغة المادة 50بأن عدم احترام الجل )أجل
ثلثة أشهر( يؤدي إلى سقوط الحق في الطلب" .في حين أن المر يتعلق هنا تماما
بحالة تقادم مسقط بانقضاء الجل لن المشرع يضرب أجل لممارسة حق في وقت
معين وهو ثلثة أشهر وبانقضائه يسقط الحق .والسقوط هو فقدان إمكانية المطالبة
بحق بعد انقضاء الجل .وبخلف التقادم العادي ،فإن التقادم المسقط من النظام
العام والمحكمة ملزمة بإشارته تلقائيا ولن يكون بمقدور المجلس العلى النظر في
هذا القرار لن المادة 92من ظهير 1993ل تسمح بالطعن في قرار رئيس محكمة
الستئناف المتعلق بالتعاب.
ويمكن كذلك للمحامي أن يتوجه إلى النقيب كي يعرض عليه كل صعوبة تعترض
طريقه في هذا الميدان ويقدم إليه طلب تحديد التعاب والمصروفات .والمشرع ل
يلزم المحامي بأجل الثلثة أشهر خلفا لما ذهب إليه نائب رئيس محكمة الستئناف
بالرباط في أحد قراراته .فل تسقط الدعوى الناشئة عن اللتزام بالنسبة إلى المحامي
إل حسب الفصل 387الذي ينص على تقادم مدته 15سنة وليس سنة واحدة كما
يروق للبعض تبريره بناء على الفصل 389_1لن النص الذي كان قد صيغ باللغة
الفرنسية في الحقبة التي كان يمارس فيها الوكلء أي المدافعين القدماء المعتمدين
وليس المحامين بكل معنى الكلمة )راجع في هذا الصدد محكمة الستئناف بالرباط
R.A.C.A.R.T.IX 17/02/1934صفحة 518وراجع كذلك محكمة الستئناف بالرباط
9دجنبر .R.A.C.A.R-.T.IX،1938صفحة .( 57ويذهب أخرون أبعد من ذلك
ويؤكدون أنه بما أن المهنة منظمة بمقتضى نص خاص وبسبب عدم تطرقه إلى
المسألة فإن المحامي غير ملزم بتاتا بالجل ويمكنه المطالبة بالتعاب في أي وقت
11
)جان بول رازون "المؤسسات القضائية والمسطرة المدنية بالمغرب" 1988صفحة
.( 80
ول يتدخل النقيب إل في حالة عدم وجود دليل مكتوب أو اعتراف صريح من هذا
الطرف أو ذاك حول التفاق المتعلق بالتعاب )محكمة الستئناف بمراكش قرار
الرئيس الول رقم 556بتاريخ ، 11/02/1987ملف عدد ،87/22المرافعة ،ديسمبر
2000صفحة .(177وفي حالة وجود اتفاق مكتوب بين المحامي وموكله ،فإن
الختصاص يعود إلى قضاة الجوهر )أو إلى رئيس المحكمة إذا كان المر يتعلق
باعتراف بالدين( الذين يمكن للطراف اللجوء إليهم من أجل المطالبة بتنفيذ اللتزام
وليس إلى النقيب )محكمة الستئناف بالرباط قرار رقم 2526بتاريخ 25/12/1992
الشعاع ،عدد 8بتاريخ 1992صفحة - 106راجع كذلك محكمة الستئناف بالرباط
قرار الرئيس رقم 2526بتاريخ 25/05/1992رسالة المحاماة ،عدد 12-11صفحة
.(383ويمكن للنقيب إذا رأى فائدة في ذلك أن يستمع إلى أقوال الطراف داخل
أجل 15يوما من تسليم طلب تحديد التعاب )المادة 50الفقرة (3ويجب عليه أن
يصدر قراره في أجل شهر )الفقرة (4ويبلغ القرار المذكور إلى المحامي وإلى موكله
داخل أجل 15يوما )الفقرة .(5ولم يتطرق المشرع إلى الحالة التي ليصدر فيها
النقيب قراره داخل أجل شهر مما يترك الباب مفتوحا أمام الشطط والهمال .وقد
أكلت "الرضة " العديد من ملفات تحديد التعاب بعد أن قبعت على رفوف هيئات
المحامين بالمغرب طوال سنوات .وقد اعتبر رئيس محكمة الستئناف بالرباط بأنه
ليمكن أن يعتبر كرفض ضمني عدم اتخاذ النقيب قراره بشأن تحديد التعاب في
الجل المحدد في المادة 90والتي لتتحدث سوى عن أجال الطعن في قرارات
مجلس الهيئة .والنص المطبق هو المادة 92التي لتضرب أجل للنقيب في ميدان
تحديد التعاب )محكمة الستئناف بالرباط قرار رقم 1964بتاريخ 11/03/1999
رسالة المحاماة عدد 9أكتوبر 1999صفحة .( 96أما في فرنسا ،إذا لم يصدر
النقيب قراره داخل أجل ثلثة أشهر فإنه يجرد من سلطة اتخاد القرار وترفع القضية
مباشرة إلى نظر الرئيس الول .ويقوم الطرف الكثر استعجال في أجل شهر بعد
انقضاء الجل برفع الدعوى أمام الرئيس الول بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار
بالتوصل )المادة .( 176
ويقتصر تدخل النقيب في الواقع في إجراء مصالحة والتي يلزم المشرع بتنفيذ بنودها
في حالة نجاحها أي عندما ليعترض أي طرف من الطراف عليها في الجال المحددة
لذلك .وهي غير قابلة للتنفيذ بقوة القانون مثل قرار قضائي ولكن يمكن أن تذيل
بالصيغة التنفيذية -بعد مرور أجل الستئناف -من طرف رئيس المحكمة البتدائية
بالمدينة التي يتواجد بها مقر مجلس الهيئة )المادة .( 51
فإن كانت المادة 77من مرسوم 27نوفمبر 1991في فرنسا تنص على أن قرار
النقيب ليس هو الذي يرفع إلى نظر الرئيس الول لمحكمة الستئناف ولكن "
المنازعة حول التعاب " ،ففي القانون المغربي لتتم هذه المجاملة لن المادة 92
تنص على أن قرار النقيب المتعلق بالتعاب يمكن أن يكون موضوع طعن أمام
الرئيس الول لمحكمة الستئناف داخل أجل 15يوما ابتداء من تبليغه .ويظل النص
صامتا حول كيفيات وشكليات تبليغ قرار تحديد التعاب .ويلحظ من جهة أخرى أن
12
قرار الرئيس الول ليقبل أي طعن )المادة 92الفقرة .(3وقد طبق المجلس العلى
هذا المقتضى بتاريخ ) 04/01/1996القرار رقم 27رسالة المحاماة عدد 13أكتوبر
1993صفحة .( 73وإذا تعلق المر بأتعاب أو مصروفات النقيب الممارس تولى البت
فيها النقيب السابق للهئية وعند عدم وجوده يتولى ذلك أقدم عضو بمجلسها )المادة
50الفقرة .( 6وتم التنصيص في فرنسا بالنسبة لنفس الحالة على اللجوء إلى رئيس
المحكمة البتدائية الكبرى )المادة 179من مرسوم 27نوفمبر ( 1991والذي يبت
وفق القواعد الواردة في المادتين 177و . 178
ويمكن أن يكون قرار النقيب المتعلق بالتعاب موضوع طعن لدى الرئيس الول
لمحكمة الستئناف .وحدد تاريخ الطعن في 15يوما )المادة ( 92من تاريخ التبليغ.
ويجب أن يمارس هذا الطعن من طرف محام مقيد بأحد جداول الهيئات بالمغرب
تحت طائلة عدم القبول )المادة .( 31وبناء على هذه القاعدة ،فقد صرح الرئيس
الول لدى محكمة الستئناف بالقنيطرة بعدم قبول الطعن المقدم بصفة شخصية ضد
قرار النقيب والقاضي بتحديد أتعاب أحد المحامين من طرف أحد زبنائه )محكمة
الستئناف بالقنيطرة قرار رقم 99/29بتاريخ 09/11/1999ملف تحديد التعاب رقم
29الشعاع ديسمبر 2001صفحة -152راجع أيضا محكمة الستئناف بأسفي قرار
رقم 1004بتاريخ 14/04/1999رسالة المحاماة رقم .( 1999 -14ويمكن أن
يطرح مشكل في حالة توكيل محام من طرف زبون للطعن في قرار لتحديد التعاب
ضد زميل له .فالمادة 18من القانون الداخلي لهيئة الرباط تنص على "أنه يجب على
كل محام مكلف برفع دعوى ضد زميل له في نفس الهيئة أو في هيئة آخرى ،قبل أن
يقوم بأي إجراء ،أن يحصل على إذن مكتوب من النقيب " .وإذا تم تطبيق هذا
المقتضى بالحرف الواحد وبسبب الجل القصير الوارد في المادة 15) 92يوما( ،فإن
ذلك قد يؤدي إلىإلحاق أضرار كبيرة بالمتقاضين .ولكن موضوع الطعن في الحقيقة هو
قرار النقيب وليس الزميل كشخص وبالتالي فل داعي لطلب الذن .يجب إذن أن يقدم
الطعن عن طريق محام مقيد في الجدول بواسطة مقال مكتوب يحترم الشكليات
المطلوبة بالنسبة لكل مقال استئنافي .ويؤدى عن تقديم المقال المذكور رسم
ضريبي.
وأثناء الطعن ،إذا قدم من طرف المحامي ،يجب الدلء بملف مكتب هذا الخير حتى
يتمكن رئيس محكمة الستئناف من تقييم العمل والخدمات المنجزة من طرف
المحامي لفائدة موكله .وقد قام رئيس محكمة الستئناف بالدار البيضاء ،بعد أن أنذر
أحد المحامين للدلء بملف مكتبه ولن هذا الخير لم يمتثل لذلك مما لم يتمكن معه
الرئيس من التعرف بدقة على العمال والخدمات المقدمة لفائدة موكله ،بإبطال قرار
تحديد التعاب الذي أصدره النقيب )راجع G.T.Mرقم 83سنة ،2000صفحة .( 151
وتكون الجلسة مغلقة .وذلك طبيعي نظرا إلى طابع السر المهني الذي يجب أن
تكتسيه القضية ويؤذن فقط لحضور الجلسة ،علوة على رئيس محكمة الستئناف أو
المستشار المنتدب من لدنه ،الوكيل العام للملك ووكلء الطراف الذين يمكنهم
الكتفاء بمستنتجات كتابية.
وعلى المحامي الذي قرر متابعة قضية جارية أن يتأكد من أن زميله استوفى أتعابه أو
الحصول على إذن مكتوب منه .ويعتبر عدم التقيد بهذه القاعدة خرقا للمادة 20من
القانون الداخلي لهيئة الرباط )محكمة الستئناف بالرباط بتاريخ ،19/11/1999
13
الشعاع رقم 2000 ،22صفحة .( 192ومن جهة أخرى ،فإن أتعاب المحامي تشكل
دينا ممتازا وذلك رغم مراحل التسوية القضائية للمقاولة )محكمة الستئناف التجارية
G.T.M ،2000 /10/10رقم ،88صفحة .( 168وأريد أن أشير إلى أن المحامي وإن
استلم تسبيقا من التعاب ،يمكن أن يقرر عدم متابعة مهمته دون تبرير قراره ويفرض
عليه المشرع فقط إشعار موكله بوقت كاف يتأتى له معه ضمان إعداد دفاعه وذلك
بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل )المادة .( 46ويسري الشئ نفسه على
الموكل الذي يمكن أن يجرد محاميه من التوكيل المسند إليه في أية مرحلة من
المسطرة بشرط أن يوفي له بالتعاب والمصروفات المستحقة عن المهام التي قام
بها لفائدته.
وإذا اعتبرت أنه من المفيد الحديث عن النزاعات المتعلقة بالتعاب من الناحية
المسطرية )وهذا الموضوع الممل يحتاج لوحده إلى كتاب يخصص له ( ،فذلك لثير
انتباه كل من المحامي وموكله على ضرورة تفادي تلك النزاعات وذلك باعتماد
الشفافية وعقد التوكيل المكتوب .وقد يعتبر بعض المحامين ذلك بدعة ،أي الدعوة
إلى عقد توكيل مكتوب ،نظرا إلى أنه في المغرب تنص المادة 29من القانون
المنظم للمهنة على أنه في غير حالت التزوير واليمين وتمثيل طرف عند إبرام عقد ،
يتمتع المحامي بتوكيل عام وإن لم يكن مكتوبا .إنه توكيل خاص بالخصومة .وقد أكون
أكثر غيرة من زملئي حول هذه الصلحية التي تنم عن حجم الثقة التي وضعها
المجتمع في المحامين ولكن رغم الحتفاظ بهذه الصلحية ،مع الدفاع عنها بالنفس
والنفيس ،أعيد ندائي إلى اعتماد اتفاق مكتوب بين المحامي وموكله فيما يتعلق فقط
بمراجع القضية والتعاب المتفق عليها .وسيظل هذه التفاق سريا ولن يخرج إلى النور
إل في حالة عدم أداء الموكل للتعاب أو في حالة اقتطاع مفرط يقوم به المحامي
يتجاوز ما اتفق عليه .وسيمكن ذلك من تفادي المفاجآت والنزاعات بين المحامين
وموكليهم وسيتفادى النقباء بالتالي إضاعة وقت ثمين في دراسة ملفات زملئهم من
أجل تحديد أتعابهم .وسيمكن ذلك من تفادي إفشاء معلومات ملف الموكل وبالتالي
المحافظة على السر المهني حتى إزاء النقيب ورئيس محكمة الستئناف والوكيل
العام .وسيسمح كذلك بتجنب زيادة أعباء المحاكم وإزعاج رؤساء محاكم الستئناف
والوكلء العامين دون طائل ،ومن ثم ستعود الثقة والهدوء ،اللذين يفتقدان يوما بعد
يوم ،بين المحامين وموكليهم.
وأعيد قولي من جديد " :في حالة وجود اتفاق مكتوب حول مبلغ التعاب فالسبيل
الوحيد أمام المحامي ،بصفته وكيل ،لتحصيل التعاب المذكورة ،هو رفع المر إلى
القاضي المختص لطلب تنفيذ اللتزام .وليكون النقيب مختصا للمصادقة على التعاب
التي سبق تحديدها بين المحامي وموكله " )الشعاع 1992 ،صفحة .( 106
ومن ناحية أخرى ،ليمكن اعتبار التعاب "كمكافأة " عن الشرف مثلما تم تعريفها في
بداية القرن الماضي ولكن هي بكل معنى الكلمة أجرة عن خدمة منجزة تذهب نسبة
%60منها لتسديد تكاليف المكتب وتقتطع من الباقي نسبة %44برسم الضريبة
العامة على الدخل .فالمحامي الذي ليتقاضى أجرة أو يتقاضى أجرة هزيلة هو محام
ينقصه الحماس لمواجهة حجم المهمة المسندة إليه وليمكن أن يطلب منه "أن يتقيد
في سلوكه بمبادئ الستقلل والتجرد والنزاهة والكرامة والشرف وما تقتضيه الخلق
الحميدة كما جاء ذلك في المادة 3من ظهير .1993
14
يجب إذن على النقيب عند تحديد التعاب أن يأخذ بعين العتبار العباء التي يتحملها
مكتب المحامي .ويترتب على ملف لم تحدد أتعابه جيدا أو كانت ناقصة الحساس
بالغبن أو حتى ضغائن يكون المحامي في غنى عنها .بل أسوأ من ذلك ،قد يشجع
الحساس بالغبن ممارسات مخالفة لمبادئ الستقلل والتجرد والنزاهة والكرامة
والشرف والتي تطرقنا إليها فيما سبق .ويجب أن يكون النقيب عادل ومسؤول.
وليمكنه أن يطالب المحامين باحترام المبادئ السالفة الذكر إل إذا تقيد بهذا الشرط.
كما أن دور رئيس محكمة الستئناف عند النظر في التعاب المحددة سابقا دور مهم
جدا .ويمكن لرئيس محكمة الستئناف أن يساهم على غرار النقيب إما في إيجاد نوع
من التوازن بين المحامي وموكله ،في حالة عدم وجود اتفاق مسبق على التعاب،
أوفي إيجاد مناخ يسوده عدم الرتياح قد تترتب عليه نتائج تلحق الضرر بمهنة المحاماة
وبالميدان القضائي بصفة عامة.
15