Professional Documents
Culture Documents
القسسرآن الكريسسم هسسو المصسسدر الول للتشسسريع السسسلمي وهسسو كلم ال س سسسبحانه
وتعالى والموحى به إلسسى رسسسوله عليسسه الصسسلة والسسسلم وهسسو المعجسسزة البيانيسسة
الخالدة الذي ل يأتيه الباطل من حوله ،ومن خلل هذا المبحسسث نتطسسرق لتعريسسف
القرآن الكريم ثم تبيان بعض خصائصه وأحكامه وحجيته عليها.
-1القرآن في اللغة :مصسدر قسسرأ بمعنسة تل ،أو بمعنسى جمسسع ،نقسول قسسرأ فلن
قراءة وفي هذا يقول عز وجسسل »وقرآن الفجر إن قككرآن الفجككر كككان
مشهودا« 1فعلسسى المعنسسى الول تل يكسسون مصسسدر بمعنسسى إسسسم المفعسسول ،أي
بمعنى متلو وعلى المعنى الثاني جمع يكون مصدرا بمعنى إسم الفاعل أي بمعنى
جامع لجمعه الخبار والحكام ويمكن أن يكون بمعنسسى إسسسم المفعسسول أيضسسا ،أي
بمعنى مجموع ،لنه جمع في المصاحف والصدور.2
-2تعريف القرآن في الشرع :كلم ال تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه
محمد صلى ال عليه وسلم ،قال ال تعالى» :إنا نحن نزلنا عليك القككرآن
تنزيل« وباللغسسة العربيسسة والمنقسسول عنسسه إلسسى يومنسسا هسسذا متسسواثرا بل شسسبهة،
الموجود بين دفتي المصحف ،المبدوء بسورة الفاتحة ،والمختسسوم بسسسورة النسساس.
وقال تعسسالى» :إنا أنزلناه قرآنا عربيككا لعلكككم تعقلككون .«3ورغسسم أن
القرآن الكريم غني عن التعريف فإنه عرف مجموعة من التعاريف نذكر البعض
منها رغم أنها ل تخرج عن التعريف أعله.
»القرآن كلم ال تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمسسد صسسلى الس عليسسه
وسلم المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس«4
-1
- 2محمد بن صالح العثيمين ،تفسير القرآن الكريم ،الفاتحة ،البقرة ،المجلد الولWWW.attasmeem.com.
- 3سورة يوسف ،الية 2المصحف الكريم.
- 4محمد بن صالح العثيمين.م.س.
1
»القرآن كلم ال الموحى به إلى محمد بن عبد ال عليسسه الصسسلة والسسسلم باللغسسة
العربية ،المنقول بالتواثر ،المعجزة لفظا ومعنسى ،المتعبسد بتلوتسه الموجسود بيسن
دفتي المصحف المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس.«5
هذه التعاريف رغم إختلفهسا فسي الصسياغة فهسي لهسا نفسس المعنسى ومنهسا يمكسن
إستخراج مجموعة من الخصائص التي يتميز بها القرآن الكريم.
2
الترجمة الحرفية هي ترجمة الية كلمة بكلمسسة وهسسذه الترجمسسة مسستحيلة عنسسد أهسل
العلم وهي ممنوعة شرعا.
الترجمة المعنوية :هي ترجمة معاني القرآن الكريم فهي جائزة في الصل لنسسه ل
محظور فيها ،وقسسد تجسسب حيسسث تكسسون وسسسيلة إلسسى إبلغ القسسرآن والسسسلم لغيسسر
الناطقين باللغة العربية ،لن إبلغ ذلك واجسسب ،ومسسا ل يتسسم السسواجب إل بسسه فهسسو
واجب ،وهذا مع إشتراط.
أن ل تجعل بديل للقرآن الكريم.
أن يكون المترجم عالما بمعاني اللفاظ الشرعية في القرآن.
أن يكون عالما بمدلولت اللفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها.
ول تقبل ترجمة معاني القرآن الكريم إل مسسن مسسأمون عليهسسا بحيسسث يكسسون مسسسلما
مستقيما في دينه.
-2ىىىى ىىىىىى ىىى ىىىىى:
يعني أن القرآن الكريم نزل مفرق فسسي مسسدى ثلث وعشسسرين سسنة وهسسي سسسنوات
الرسالة المحمدية التي بلغ فيها رسالته عليسسه السسسلم وقسسد نسسزل البعسسض فسسي مكسسة
والبعض الخر في المدينة المنورة.1
الحكمة من نزول القرآن منجما أي مفرقا هي:
-تتبث فؤاد الرسول صلى ال عليه وسلم.
-تحدي المشركين والرد عليهم.
-تيسير حفظ القرآن الكريم وفهمه.
-مسايرة الحوادث والتدرج في التشريع ومراعاة النسخ.
-3ىىى ىىى ىىىىى ى ىىى ىىىى ىى ىىى
ىىىىىى.
ينقسم نزول القرآن إلى قسمين:
إبتدائي :هو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه ،وهو غالب آيات القسسرآن ومنسسه قسسوله
تعسسالى» :ومنهم مككن عاهككد اللككه لئن أتانككا مككن فضككله لنصككدقن
ولنكونن من الصالحين«2
سببي :وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه ويكون إما سؤال يجيسسب عنسسه عسسز وجسسل
كقسسوله تعسسالى» :يسككألونك غككن الهلككة قككل هككي مككواقيت للنككاس
والحج «3أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيسسان وتحسسذير مثسسل قسسوله تعسسالى» :ولئن
سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب «4اليتين نزلتا فسسي رجسسل مسسن
3
المنافقين قال في غسزوة تبسوك فسسي مجلسس :مسا رأينسسا مثسسل قرائنسا هسؤلء أرغسسب
بطونا ،ول أكذب ألسنا ،ول أجبن عند اللقاء ،يعنسسي رسسسول الس وأصسسحابه ،فبلسغ
ذلك رسول ال ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صسسلى الس عليسه وسسسلم
فيجيبه» :أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون« أو فعسسل وقسع يحتسساج
إلى معرفة حكمه مثل قول عز وجل »قد سمع قول التي تجادلك فككي
زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن اللككه سككميع
بصير.«1
بالضافة إلى أنه إبتدائي وسببي النزول فهو مكي ومدني ،ما نزل على الرسسسول
بمكة هو مكي وما نزل على الرسول صلى ال عليه وسلم في المدينة المنورة هو
مدني .أي ما بعد الهجرة وقبل الهجرة.
-4ىىى ىىى ىىىىى ى ىىى ىى ىىىى ى
ىىىىىىىى.
ومعنى التواثر في عرف فقهاء السلم القدامى والمحسسدثون أن القسسرآن نقلسسه إلينسسا
جمع عن جمع يمنع العقل تواطؤهم على الكذب أو الوهم وبسسذلك هسسو يفيسسد القطسسع
واليقين بصحته دون أي خلف أو شك ويعتبر عن هذا بأن القرآن قطعي الثبوت
بأنه مصدر أول وأصلي في بيان حكم الشريعة السلمية ،2كما أن ال عز وجسسل
أراد إلى القرآن الحفظ من عنده من كل تحريف أو تغيير وقال أعسسز قسسائل» :إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.«3
-5ىىىىىى ىىىىىى ىىىى ىىىىىىى.
يتنوع القرآن الكريم بإعتبار الحكام والتشابه إلى ثلث أنواع:
-1الحكام العام الذي وصف بسسه القسسرآن كلسسه ،مثلسسه قسسوله تعسسالى» :ألر كتاب
أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير «4ومعنى هنا الحكسسام
والتقان والجودة في ألفاظه ومعانيه فهو فسسي غايسسة الفصسساحة والبلغسسة ،أخبسساره
كلها صدق نافعة ،ليسس فيهسا كسذب ول تنساقض ،ول لغسو ،وأحكسامه كلهسا عسدل،
وحكمه ليس فيه جور ول تعارض ول حكم سفيه.
ب -التشابه العام الذي وصف به القسسرآن كلسسه ،مثسسل قسسوله تعسسالى » :الله نزل
أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشككعر منككه جلككود الككذين
يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله «5ومعنسسسى
4
التشابه العام أن القسرآن كلسه يشسبه بعضسسه بعضسا فسي الكمسسال والجسودة والغايسسات
الحميدة» 1ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلفا كثيرا.«2
ج -الحكام الخاص ببعضه ،والتشابه الخسساص ببعضسسه ،مثسسل قسسوله تعسسالى » :هو
الذي أنزل عليك الكتاب منككه آيككات محكمككات هككن أم الكتككاب
وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشككابه
منككه إبتغككاء الفتنككة وإبتغككاء تككأويله ومككا يعلككم تككأويله إل اللككه
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كككل مككن عنككد ربنككا ومككا
يذكر إل أولو اللباب «3ومعنى هذا الحكام أن يكون معنسسى اليسسة واضسسحا
جليا ،ل خفاء فيه ،مثل قوله تعالى» :وأحل الله البيع وحرم الربا.«4
ومعنى التشابه الخاص ببعضه :أن يكون معنى الية مشسستبها خفيسسا بحيسسث يتسسوهم
منه الواهم ما ل يليق بال تعالى ،أو كتابه أو رسسسوله ،ويفهسسم منسسه العسسالم الراسسسخ
في العلم خلف ذلك.5
5
الحكام الجنائية ،وتتعلق بما يصدر عن النسان من جرائم وما يستحق من عقوبات
بقصد الحفاظ علسسى أرواح النسساس وأعراضسسهم وأمسسوالهم وحمايسسة الجماعسسة وحفسسظ
أمنها.
أحكييام المرافعييات المدنييية والتجارييية والجييراءات الجنائييية :تتعلق بالقضسساء والشسسهادة
وكافة إجراءات إقامة العدل بين الناس وكيفية إثبات الحقوق.
أحكييام دسيييتورية :تتعلسسق بنظسسام الحكسسم أسسسسه وأصسسوله وتحديسسد علقسسة الحسساكم
بالمحكومين وحقوق الفراد.
الحكام المالية والقتصادية :وتحدد مالية الدولة من إيرادات ونفقات وتنظيسسم العلقسسة
القتصادية بين الغنياء والفقراء وبين الدولة والفراد.
وهذه الحكام ،القرآن الكريم ل يتناولها بنفس الطريقسسة بحيسسث منهسسا مسسا تسسم تناولهسسا
مفصلة كالعبادات والمواريث لغلبة التعبد فيهسسا أو لصسسعوبة إدراك حكمتهسسا بالعقسسل
وفي البعض الخر إهتم بالقواعد الكليسسة والمبسسادئ الساسسسية بهسسدف تسسرك تفصسسيل
الحكام وتطبيق الكليات على الفروع لعلماء المة والمجتهدين من المسلمين حسستى
يسايروا روح العصر وظروف البيئة فتبقى الشريعة السلمية شابة خالدة صالحة
لكل زمان ومكان.1
يبقى الكتاب )القرآن الكريم( هو المصسسدر الول فسسي التشسسريع السسسلمي ودسسستور
المة والرجوع إليه يبقى دائما ضروري من أجل إيجسساد الحلسسول لهسسم الشسسكالت
التي يطرحها التعامل في كل المجسسالت حيسسث تجسسد حكمسا لكسل نازلسة إمسسا نصسسا أو
إستنباطا ،وحتى المصادر الخرى فهي تستمد منه حجيتها على الحكام.
القرآن الكريم قطعي التبوث بمعنى أننا ل يجب إبداء أدنى شك بسسأن مسسا يوجسسد بيسسن
دفتي المصحف هو ما نزل على رسول الس عليسسه الصسسلة والسسسلم دون زيسسادة أو
نقصان أو تغيير أو تحريف ،وأما دللته على الحكام فقد تكون قطعيسسة وقسسد تكسسون
ظنية كالشأن في السنة ،وتكسسون دللسسة اللفسسظ قطعيسسة إذا دل علسسى معنسسى ل يحتمسسل
غيره كدللة لفظ النصف على معناه في قوله تعالى» :ولكم نصف مككا تككرك
أزواجكم«2
ولفسسظ المسسائة فسسي قسسوله تعسسالى» :الزانية والزاني فأجلككدوا كككل واحككد
منهما مائة جلدة.«3
أما إذا إحتمل اللفظ أكثر مسسن معنسسى فسسإنه يكسسون ظنسسي علسسى كسسل معنسسى مسسن هسسذه
المعاني كدللته على لفظ القرء إما يدل على الطهر أو الحيسسض ،وذلسسك فسسي قسسوله
- 1أمحمد المراني زنطار ،مرجع سابق ،ص.138 :
- 2سورة النساء الية.12 :
- 3سورة النور الية.2 :
6
تعسسالى» :والمطلقات يتربصن بأنفسككهن ثلثككة قككروء« فسسإن القسسرء
يحتمل أن يكون هذا الحيض أو الطهر فدللته على واحد منها دللة ظنية.1
ويعني أنه ما دل على معناه قطعسسا ،ل يحتمسسل الجتهسساد أي نسسص) ،لإجتهسساد مسسع
النص( وإما ما دل معناه ظاهرا أي ظنا فإنه يكون محل للجتهاد وعمل المجتهد
يقتصسر علسى ترجيسح الدلسسة المقصسود الشسارع منهسسا ،وعليسه فنصسوص القسسرآن
الكريم إما أن تكون قطعية الثبوت والدللسسة كلفسسظ المسسائة ،وإمسسا أن تكسسون قطعيسسة
الثبوت وظنية الدللة كلفظ القرء ،2وفي الحالة الولى يقال أن النص فسسي القسسرآن
جاء قطعي الدللة )عندما يكون اللفظ على معنى واحد ل يحتاج إلى إجتهاد( أمسسا
الحالة الثانية يقال أن النص القرآني جاء بلفظ عام أو مشترك أو بلفسسظ مطلسسق أي
أن النص القرآني جاء بلفظ غير واضح يحتسساج إلسسى تغييسسر إمسسا بسسالقرآن نفسسسه أو
السنة أو القياس الذي يعتبر مصدر ل يفترق عن القرآن والسنة أو إجتهاد علمسساء
المة بعد وفاة الرسول صلى ال عليه وسلم.
السنة
السنة لغة :الطريقة المعتادة سسسواء كسسانت حسسسنة أم سسسيئة ،يقسسول تعسسالى» :سنة
الله في الذين خلوا مكن قبكل ،ولكن تجكد لسكنة اللكه تبكديل«3
ويقول صلى ال عليه وسلم» :من سن سنة حسنة فله أجرهككا وأجككر
من عمل بها إلى يوم القيامككة ،ومككن سككن سككنة سككيئة فعليككه
وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة«.
أما في الصطلح الفقهسسي فيقصسسد بهسسا مسسا صسسدر عسسن الرسسسول )ص( ممسسا ليسسس
قرآنا ،من أقوال أو أفعال أو تقريرات ،مما يصلح أن يكسون دليل لحكسسم شسرعي،
وعنسسد علمسساء الحسسديث فبعضسسهم يوافسسق تعريسسف الصسسوليين أمسسا البعسسض الخسسر
فيضيف إلى ما سبق ذكره أقوال الصحابة رضسسوان ال س عليهسسم وأفعسسالهم ،وذلسسك
إستنادا إلى حديثه صسسلى ال س عليسسه وسسسلم السسذي يقسسول فيسسه» :عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشككدين المهككديين مككن بعككدي ،عضككوا عليهككا
بالنواجد«4
وللحديث عن السنة النبوية كمصدر أساسسسي ومتفسسق عليسسه مسسن مصسسادر التشسسريع
السلمي سنقسمها إلى قسمين ،نتناول فسسي القسسسم الول أنسسواع السسسنة وأقسسسامها،
وفي القسم الثاني تدوينها وحجيتها ومنزلتها من القرآن الكريم.
7
الفرع الول :أنواع السنة.
تنقسم السنة إلى ثلثة أنواع :سنة قولية وسنة فعلية وأخرى تقريرية.
-1السنة القولية :هي ما صدر عن الرسول صلى ال عليه وسسسلم مسسن أحسساديث
في مختلف المناسبات والغراض ،ويطلق عليها مصسسطلح »الحسساديث النبويسسة«
وهي بذلك أخص من السنة لن هذه الخيسسرة تعنسسي كسسل مسسا صسسدر عسسن الرسسسول
)ص( من قول أو فعل أو تقرير أما الحديث فهو ما صدر عنسسه عليسسه السسسلم مسسن
أقوال يريد بها المسسر أو النهسسي أو الجبسسار ،1والمثلسسة عسسن السسنة القوليسسة كسسثيرة
وكثيرة جدا كقوله )ص(» :إنما العمال بالنيات ،وإنما لكل إمرئ ما
نوى «2وقوله )ص(» :ل ضرر ول ضرار «3وقسسوله عليسسه السسسلم »مككن
رأى منكم منكرا فليغيره بيده ،فإن لم يسككتطع فبلسككانه فككإن
لم يستطع فبقلبككه ،وذلككك أضككعف اليمككان «4وقسسوله» :ل يككؤمن
أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه.«5
-2السنة الفعلية :تنقسم السنة الفعلية إلى نوعين:
النوع الول :ما صدر منه بمقتضى الجهة النسسسانية والطبيعسسة البشسسرية :كالقيسسام
والقعود ،والمشي والنوم ،والكل والشرب ،وما فعلسسه بمقتضسى خسبرته وتجسساربه
في شؤون الدنيا من تجارة ،وتدبير حربي ،ووصف دواء لمريض إلى غير ذلسسك
ول يدل وقوع مثل هذا منه صلى ال عليه وسلم إل على الباحة.
النوع الثاني :ما صدر عنه بمقتضى رسالته :وهو أنواع:
-1ما دل الدليل على أنه خاص به ،فل تكون المة فيه مثله موجوب التهجد من
قوله تعالى» :ومن الليل فتجهد به نافلة لك« وجواز مواصسسلة الصسسوم
من قوله صسسلى الس عليسسه وسسسلم حيسسن نهسساهم عسسن الوصسسال فقسسالوا إنسسك تواصسسل:
»فأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني« وإباحة التزوج
بأكثر من أربع من فعله صلى ال عليه وسلم مع نهي غيره عسسن الزيسسادة وإبسساحته
لسسه بغيسسر مهسسر مسسن قسسوله تعسسالى» :وإمرأة مؤمنككة إن وهبككت نفسككها
للنبي«6...
-2ما ثبت أنه بيسسان للكتسساب ،فيكسسون متممسسا لسسه ،ويكسسون حكمسسه كحكسسم مسسا بينسسه،
ويعرف كون الفعل بيانا إما بدليل قولي ،كقسوله صسسلى الس عليسه وسسسلم فسسي شسأن
الصلة » صلوا كما رأيتموني أصلي« وقوله في الحسسج »خذوا عنككي
مناسككم« أو بقرينة حال ،كأي يرد في المتاب لفظ مجمل فيقع عنسسد الحاجسسة
- 1عبد اللطيف خالفي :المدخل لدراسة الشريعة السلمية الطبعة الولى 99 -98ص.139 :
- 2رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن الربعة.
- 3رواه أحمد وإبن ماجة.
- 4رواه مسلم.
- 5رواه البخاري ومسلم.
- 6سورة الحزاب الية.50 :
8
إلى بيانه أو تطبيقه عمل ،كالقطع من الكوع عند تنفيسسذ حسسد السسسرقة والسستيمم إلسسى
المرفقين عند الحاجة إلسسى السستيمم .ومنسسه مسسا روى أن أنصسساريا قبسسل إمرأتسسه وهسسو
صائم ،فوجد من ذلك وجدا شديدا :فأرسل إمرأته تسأل عن ذلك ،فدخلت علسسى أم
سلمة أم المسسؤمنين فأخبرتهسسا فقسالت أم سسلمة ،فسرداه ذلسسك شسرا وقسال :لسسنا مثسسل
رسول ال ،يحل ال لرسوله ما شاء فرجعت المرأة إلى أم سلمة فوجسسدت رسسسول
ال عندها فقال :ما بال هذه المرأة؟ فأخبرته أم سلمة فقال أل أخبرتيها أنسسي أفعسسل
ذلك؟ فقالت أم سلمة قد أخبرتها فذهبت إلى زوجها فأخبرته فزاده ذلك شرا وقسسال
لسنا مثل رسول ال ،يحل ال لرسوله ما شسساء ،فغضسسب رسسسول الس وقسسال :والس
إنني لتقاكم ل وأعلمكم بحدوده.
ج -مسسا عسسدا النسسوعين السسسابقين وهسسذا إن عرفسست صسسفته الشسسرعية بالضسسافة إلسسى
الرسول صلى ال عليه وسلم فعلينا التأسي بسسه لقسسوله تعسسالى »لقد كان لكككم
في رسككول اللككه إسككوة حسككنة لمككن كككان يرجككو اللككه واليككوم
الخر.«1
وقد كان الصحابة أحسسرص النسساس علسسى متابعسسة الرسسسول صسسلى الس عليسسه وسسسلم
يفعلون مثل فعله ويحتجون بعمله 2ومن ذلك قول عمر حينما قبل الحجسسر السسسود
) لول أني رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبلك ما قبلتك(.
-3السنة التقريرية :هي ما أقره الرسول صلى ال عليه وسسسلم ممسسا صسسدر عسسن
بعسسسض أصسسسحابه أو حسسستى مسسسا جسسساء فسسسي بعسسسض المسسسم السسسسابقة مثسسسل صسسسيام
عاشوراء.بحضوره أو في غيبته وعلم به ،من أقوال أو أفعال ،وذلك إما بسسسكوته
عليه السلم وعدم إنكاره ،أو بموافقته وإظهسسار إستحسسسانه ،فيعتسسبر بهسسذا القسسرار
والموافقة عليه صادرا عن الرسول نفسه.
ومن أمثلة السنة التقريريسسة مسسا روى أن صسسحابيين خرجسسا فسسي سسسفر فحضسسرتهما
الصلة ولم يجدا ماء فتيمما وصليا ثم وجدا الماء بعد ذلك فأعاد أحسسدهما صسسلته
ولم يعدها الخر فلما قصا أمرهما على الرسسسول )ص( أقسسر كل منهمسسا علسسى مسسا
فعل فقال للذي لم يعد أصبت السنة وأجزأتك صلتك وقال للذي أعساد لسسك الجسسر
مرتين.3
كذلك روى أنه لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال لسسه بسسم تقضسسي؟ قسسال أقضسسي
بكتاب ال قال فإن لم تجد في كتاب ال؟ قال فبسنة رسول ال )ص( قسسال فسسإن لسسم
تجد في سنة رسسسول الس ول فسسي كتسساب الس قسسال أجتهسسد رأيسسي ول آلسسو 4فضسسرب
9
رسول ال )ص( صدره وقال الحمد ل الذي وفق رسول رسول الس لمسا يرضسي
ال.5
ومما لشك فيه أن القرار الذي يصسسحبه مسسا يسسدل علسسى الرضسسا بالفعسسل أو القسسول
يكون أبلغ وأقوى من مجرد السكوت وعدم النكار ومثاله ،إقرار الرسول )ص(
لمن توضأ بالتيمم بالتراب لعدم وجود الماء.
-السنة المتواثرة :وهي السنة التي رويت عن الرسول )ص( في جميع العصور
)من العصر النبوي الشريف إلى عصر التدوين( بواسطة جمع يستحيل تسسواطئهم
على الكذب وبالتسسالي تكسسون الحسساديث متسسواثرة إذ رواهسسا جمسسع عسسن رسسسول الس
)ص( ينتفي في حقهم التواطؤ على الكذب ثم يروي عنهسسم جمسسع آخسسر مثلهسسم فسسي
الثقة والطمئنان وهكذا يروي جمع عن جمع حسستى يصسسل إلينسسا سسسواء كسسان سسسنة
قولية أو فعلية أو تقريرية.
ومن تم فالعبرة في التواثر هي تحقق الجمع الذي يمتنع إتفاقهم على الكسذب عسادة
في عصر من العصور الثلثة وهي عصسسر الصسسحابة وعصسسر التسسابعين وعصسسر
تابعي التابعين أما بعد عصر تابعي التابعين فل عسسبرة بسه لن السسنة قسد صسسارت
بعد هذا العصر مشهورة مستفيضة ،نظرا لقبسال الفقهساء علسى جمعهسا وتسدوينها
في مؤلفات خاصة.
ولتحقق التواثر في الخبر لبد من توافر مجموعة من الشروط وهي:
أن يرويه عدد من الرواة ول يشترط في ذلك عدد معين ،بسسل يكفسسي أن -
تتم الرواية بالنقل الجماعي ويتحقق إطمئنان النفس إلى الرواة وعدم تصسسور
التواطؤ على كذبهم إما لكثرتهم أو لكونهم من صالح المة.
أن توجد كثرة الرواة في جميع طبقات السند. -
أن يؤمن عادة تواطؤهم على الكذب أو النسيان أو الغلط أو نحو ذلك. -
أن يكون مسسستند خسسبرهم الحسسسن كقسسولهم سسسمعنا أو رأينسسا أمسسا إذا كسسان -
مستند خبرهم العقل ل يسمى الخبر حينئذ متواثرا.
وينقسم المتواثر إلى قسمين :متواثر لفظي :وهو ما إتفق فيسسه جميسسع السسرواة علسسى
نقل الخبر المتسسواثر بلفسسظ واحسسد مثسسل قسسوله عليسسه الصسسلة والسسسلم »الحلل بيسسن
والحرام بين وبينهما أمور متشابهات فدع ما يريبك إلى ما ل يريبك«.
10
ومتواثرمعنوي وهو ما تسسواثر معنسساه دون لفظسسه أي إتفسساق روايسسات الحسسديث فسسي
المعنى دون اللفظ ولكنه متفق معه في المعنى وذلك مثل قوله )ص(» :ل تجتمسسع
أمتي على ضللة« وقوله عليه الصلة والسلم »ل تجتمع أمتي على الخطأ«.
ول خلف بين الفقهاء أن السنة المتواثرة سواء كسسانت لفظيسسة أو بسسالمعنى تسسوجب
العلم القطعي اليقيني ،مما يوجب العمل بمسسا تتضسسمنه مسسن أحكسسام تشسسريعية لنهسسا
قطعية الثبوت عن الرسول )ص(.
بقيت الشارة إلى أن السنة المتواثرة كثيرة الوجود في السنن الفعلية كالذي روي
عنه )ص( في كيفية الوضوء والصسسلة والحسسج وغيرهسسا مسسن شسسعائر السسدين السستي
إطلع عليها جمهور المسلمين ونقلها عنه جمع يمتنع إتفاقه على الكذب عادة ،أمسسا
السنن القولية فإن وجود السنة المتواثرة فيهسسا محسسل خلف بيسسن الفقهسساء فبعضسسهم
ينكر وجودها والبعض الخر قال بوجودها .وإن أشار إلى قلتها.1
ب -السنة المشهورة :هي الحاديث التي يرويها عن الرسول )ص( صحابي أو
مجموعة من الصحابة بنقل الجماعي ل يبلغ حسسد التسواثر ثسم يرويهسسا عسن هسؤلء
جمع من التابعين والرواة الثقات ثم يروي عنهسسم جمسسع آخسسر بهسسذه الصسسفة وهكسسذا
حتى تصل إلينا هذه الحاديث ويذكر بعض آراء فقه السنة بأن الفرق بيسسن السسسنة
المشهورة والسنة المثواترة أن سند هذه الخيرة جمع متواثر مسسن الرسسسول )ص(
إلى عصر التدوين 2أما السنة الولى ففسسي سسسندها صسسحابى أو قلسسة مسسن الصسسحابة
إبتداء وبعد ذلك نقلها عنهم جمع بلغ حد الثواتر لذلك ،فسسإن السسسنة المشسسهورة مسسن
حيث الحكم ل تفيد سوى الظن القريب من اليقين المفيد للطمأنينة.
والحقيقة أن السنة المشهورة تعتبر ،وهذا عند جمهور الفقهاء -سنة آحسساد ،إل أن
الحنسساف السسذين قسسسموا الحسسديث إلسسى ثلثسسة أقسسسام جعلوهسسا وسسسطا بيسسن المثسسواثر
والحاد ،لنها تواثرت في عصر التابعين إلى عصر التدوين.
ومن الفروق أيضا السنة المتواثرة قطعية الثبسسوث عسسن الرسسسول )ص( فسسي حيسسن
السنة المشهورة قطعية الثبوت بالنسبة للصحابي الذي يروي عن الرسسسول )ص(
فقط.
ومن المثلة عسن السسسنة المشسهورة قسسول الرسسسول )ص( »إنمسسا العمسسال بالنيسسات
وإنما لكل إمرئ ما نوى «...فهو حديث لم يسسروه عسن النسبي )ص( إل عمسر إبسسن
الخطاب )ض( ولم يروه عن عمر إل علقمسة إبسن وقساص الليسثي ولسم يسروه عسن
علقمة غير محمد بن إبراهيم اليتمي ولم يروه عن محمسسد هسسذا إل يحيسسا بسسن سسسعيد
النصاري ثم رواه عن يحيا هذا عدد من الرواة الثقات فأصبح مشسسهورا متسسداول
بكثرة بين علماء السلم في إستخراج العديد من الحكام الشرعية.
11
ج -حديث الحاد :هو الحديث الذي رواه عن الرسول )ص(عدد من الصحابة لسسم
يبلغ حد التواثر سواء في عهسسد النسسبي أو مسسن بعسسده حسستى عهسسد التسسابعين .وحسسديث
الحاد يفيد العلسسم الظنسسي الراجسسح ول يفيسسد العلسسم القطعسسي ،إذ التصسسال بالرسسسول
)ص( فيه شسبهة ،ولهسذه الشسبهة فسسي إسسناد الحسسديث بالرسسول عليسه السسلم قسسال
جمهور الفقهاء بالعمل له ما لم يعارضه معارض ،ولم يأخذوا به في العقيسسدة لن
المور العتقادية تبنى على الجزم واليقين ول تبنى على الظن ولو كان راجحسسا،
لن الظن في العتقاد ل يغني عن الحق شيئا.
ويذكر مؤرخوا فقه السنة النبويسسة الشسسريفة بسسأن حسسديث الحسساد هسسو الكسسثر عسسددا
بالمقارنة مع السنة المشهورة والسنة المتواثرة.
غيسسر أن فقهسساء السسسلم إختلفسسوا فسسي شسسروط إعتبسسار حسسديث الحسساد حجسسة علسسى
المسلمين ومصدر من مصسسادر التشسسريع وذلسسك تبعسسا لختلفهسسم فسسي التجسساه إلسسى
التشدد في الموضوع أو العكس التجاه إلى التساهل في الخذ بأحكام ما ورد فسسي
هذا الحديث.
وأهسسم شسسروطهم سسسواء كسسانوا مشسسددين أو متسسساهلين تتمحسسور حسسول كسسون راوي
حديث الحاد عدل وثقة ،ل يعرف عنه الكذب متدين عالما بأمور دينسسه ،ضسسابطا
لما يسسسمع أي معسسروف بملكسسة الفهسسم والحفسسظ وتثبسست سسسماعه للحسسديث فعل ممسسن
يروي عنه بسند متصل أساسه اللقاء بينهما.
وينكر الخوارج والمعتزلة ومن تبعهم من فقهاء السلم أية حجية لحديث الحسساد
ويدعون إلى إهماله وعسسدم العمسسل بسسه لنسسه يحتمسسل دخسسول الخطسسأ والسسوهم وحسستى
الكذب عليه الشيء الذي يجعله بعيدا عن درجة العلم وأحسسرى اليقيسسن وهسسو العلسسم
المقطوع به .بينما المام الشافعي يقبل الحاد معلل توجهه بسسأن الرجسسل كسسان يفسسد
على الرسول )ص( فيتعلم منه الدين ثم يعود إلى قومه مبلغا ومعلما.
-1الحديث الصحيح :وهو الحديث المسند الذي إتصل سنده بنقل العدل الضسسابط
عن العدل الضابط ،حتى ينتهي إلى رسول ال )ص( مسسن غيسسر شسسذوذ ول تعليسسل
بعلة قادحة ،ويذكر علماء الشسريعة السسسلمية بسسأن الحسسديث الصسحيح ل يتصسف
بهذا الوصف إل إذا توافرت فيه الشروط التالية
• أن يكون الحديث الصسسحيح مسسسندا أي يتصسسل إسسسناده مسسن روايسسة تنتهسسي إلسسى
الرسول )ص( فيقال عنه أنه حديث متصل أو موصول.
• أن تتوفر في راوي الحديث العدالة والضبط وعدالة السسراوي هسسي أن يعسسرف
بإستقامته التامة في شؤون الدين ،مسلما ،بالغا ،عاقل ،سالما من الفسسسق .وشسسرط
12
الضبط في الراوي هو أن يعرف بضبط سسسماعه للروايسسة كمسسا يلسسزم ،وفهمسسه لهسسا
فهما دقيقا ،وحفظه لها حفظا كامل ل تردد فيسسه وثبسساته علسسى الداء فسسي هسسذا مسسن
وقت التلقي إلى وقت التبليغ.
• أن يسلم الحديث من الشذوذ والعلة ويقصد بالشذوذ أن يروي الحسسديث راوي
ثقة مخالفا به ما أجمع عليه غيره من الرواة الثقات ،ويعني هذا أنه إذا روى هسسذا
الراوي إنفرد بروايته ل يوصم بالشذوذ .أما عن خلو الحسسديث مسسن العلسسة القادمسسة
فيعني ضرورة خلوه من أية علة خفية مسسن شسسأنها المسسساس بصسسحة الحسسديث إلسسى
الرسول صلى الس عليسسه وسسسلم ،وذلسسك كسسأن يسسروى عمسسن عاصسسره بلفسسظ "عسسن"
والحال أنه لم يسمع منه شيئا.
ب -الحديث الحسن :ويقصد به ما إتصل سنده بنقل عدل خفيف الضبط من غيسسر
شذوذ ول علة ،ويتضح من هذا التعريف أن وجسسه الخلف بيسسن الحسسديث الحسسسن
والحديث الصحيح هو أن الول فيه الراوي متصف بالعدالة لكنه خفيسسف الضسسبط
في النقل بينما الثاني الراوي يتوفر على شرط العدالة والضبط التام.
وما عدا هذا الخلف فل فرق بين الصحيح والحسن من حيث الحتجاج ووجوب
العمل به ،لن كل منهما حال من الشذوذ والعلة وإن كسسان الحسسسن دون الصسسحيح
من حيث القوة.
ج -الحديث الضعيف :هو ثالث أقسام الحديث من حيث درجة الصحة والضسسعف
وخير تعريف له أنه »ما لم يجتمسع فيسه حسسنات الصسحيح ول صسفات الحسسن«.
ومعنى ذلك أن الحديث الضعيف فقد شرطا مسسن شسروط الصسحيح أو شسرطا مسن
شروط الحسسن لسذلك فالحسديث الضسعيف يرجسع ضسعفه لعسدة أسسباب ،قسد تتعلسق
بالمتن ،وقد تتعلق بالسند وقد تتعلسسق بهمسسا معسسا أو بغيرهمسسا 1ممسسا يجعسسل الحسسديث
المنسوب إلى الرسول صلى ال عليه وسلم ل تطمئن النفسسس إلسسى القطسسع بصسسحته
أو حتى غلبة الظن بالنسبة لمن يريد أن يأخذه عن غيره.
-1تدوين السنة.
يذكر مؤرخسسوا السسسلم أن تسسدوين السسسنة وكتابسسة الحسساديث النبويسسة مسسر بسسأطوار
مختلفة 2ففي عهد الرسول )ص( لم تدون السنة النبوية الشريفة لكسسونه صسسلى الس
عليه وسلم نهى أصحابه عن تدوينها خشسسية إختلطهسسا بسسالقرآن السسذي كسسان يكتسسب
- 1كما لو إختلت شروط العدالة في الرواة أو بعضهم أو حتى مجرد أحدهم أو إشتمل على شذوذ أو علة.
- 2علي عمي .المرجع السابق .ص 82 :وما بعدها.
13
حينذاك .حيث قال عليه السلم »ل تكتبسسوا عنسسي ،ومسسن كتسسب عنسسي غيسسر القسسرآن
1
فليمحه ،وحدثوا عني ول حرج ،ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار«
وأيضا لسعة حفظ الصحابة بالضافة إلى أن أكثرهم كانوا ل يعرفون الكتابة.
ومع ذلك يذكر أن بعض الصحابة كتبسسوا فسسي عهسسد الرسسسول)ص( مجموعسسة مسسن
الحاديث ،بل إن منهم من كتبها بسسإذن خسساص منسسه )ص( وذلسسك قبسسل الذن العسسام
بكتابة الحديث لكل من رغب فيه وقدر عليه وذلك في السنوات الخيرة من بعثته
عليه السلم حيث نزل أكثر الوحي وحفظه الكثيرون ،ولم يعد يخشى من إختلط
الحديث بالقرآن أو إلتباس أقواله وشروحه وسيرته بكتاب ال.
ومن أشهر مسسن عسسرف بكتابسسة الحسسديث فسسي عهسسد الرسسسول)ص( سسسعد بسسن عبسسادة
النصاري وعبد ال إبن عمرو بن العاص الذي كتسسب أشسسهر صسسحيفة للحسساديث
النبوية وكانت تسمى الصحيفة الصادقة وقد إشتملت على ألف حديث من أحاديث
النبي عليه السلم.2
ولما جاء عهد الخلفاء الراشدون ظسسل الموقسسف مسسن كتابسسة السسسنة وتسسدوينها شسسبيها
تماما بما كان عليه الحال في العهد النبوي الشسسريف ،فمسن عسروة إبسن الزبيسسر أن
عمر بن الخطاب )ض( أراد أن يكتب السنن فإستشار في ذلسسك أصسسحاب رسسسول
ال )ص( فثار عليه عامتهم بذلك فلبث الخليفة عمر شهرا يسسستخير ال س فسسي ذلسسك
شاكا فيه ،ثم أصبح يوما وقد عزم ال له فقال "إن كنت قد ذكرت لكسسم مسسن كتابسسة
السنن ما قد علمتم ثم تذكرت فإذا أناس من أهل الكتاب قبلكم قد كتبسسوا مسسع كتسساب
ال كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب ال وإني وال ل ألبس كتاب ال بشيء" فترك
كتابة السنة.3
وظل المر على هذا النحو حتى جاء عهسسد الخليفسة عمسر بسن عبسد العزيسز )ض(
الذي نبه إلى جمع السنة وإعتبارها علما من العلوم السستي لهسسا قواعسدها ورجالهسسا،
وقد كان ذلك على رأس القرن الثاني للهجرة ،حيسسث أمسسر الخليفسسة عمسسر بسسن عبسسد
العزيز أبا بكر بن حزم قاضي المدينسسة المنسسورة أن يجمسسع السسسنة ،فإمتثسسل ،ولكسسن
الخليفة توفي بعد ذلك بمدة لم تكن كافية لتحقيق رغبتسسه ،ولسسم يعسسن مسسن جسساء بعسسد
الخليفة عمر بن عبد العزيز من خلفاء في أمية بتدوين السنة لنشسسغالهم بالسياسسسة
وأمور الحكم.
ولم تبدأ الخطوات الحقيقية لتدوين السنة وتبويبها إل في العهد العباسي حيسسث بسسدأ
جمعها وتدوينها مسسع منتصسسف ق .2.وقسسد كسسان الحسسديث فيمسسا.جمسسع منسسه فسسي هسسذه
المرحلة مختلطا بأقوال الصحابة والتابعين ،بحيث لم يعسسن الفقهسساء آنسسذاك بتمييسسز
السنة عن أقوال وفتاوى الصحابة والتابعين ول بترتيبها.
14
وقد تلت هذه الخطسسوة خطسسوات أخسسرى عنسسي فيهسسا بتسسدوين السسسنة وتمييزهسسا عسسن
فتاوى الصحابة والتابعين ،حيث تبلور عن ذلك علم قسسائم بسسذاته يعسسرف ب »علسسم
مصطلح الحديث« وكانت ذلك مسع منتصسف القسرن الثساني الهجسري ،وبعسد ذلسك
ظهرت طريقة جديدة ،وهي تمييز الحاديث الصحيحة عن غيرهسسا والبحسسث فسسي
الرواة ،فكان هذا أزهى عصور الحديث.1
ب -حجيتها:
أجمسسع المسسسلمون علسسى أن السسسنة مصسسدر التشسسريع 2وقسسد دل علسسى هسسذا الكتسساب
بنصوصه الكثيرة وبأساليب مختلفة من ذلك ،التصريح بأن النبي )ص( ل ينطسسق
عن الهوى وإنما هو وحي من ال ،وما كان من عند ال يلزم إتبسساعه قسسال تعسسالى:
»وما ينطق عن الهوى إن هككو إل وحككي يككوحى «3والمسسر بطاعسسة
الرسول »قل أطيعوا الله والرسول« وجعسسل طاعسسة الرسسسول طاعسسة لس
»من يطع الرسول فقد أطاع الله« وكذلك المسسر بإتبسساع مسسا يأتينسسا بسسه
الرسول »وما آتاكم الرسول فخذوه ومككا نهككاكم عنككه فككإنتهوا«4
ووجوب رد المتنازع فيه إلى ال أي إلى كتابه وإلى الرسسسول أي إلسسى سسسنته قسسال
تعالى » :فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى اللككه والرسككول إن
كنتم تؤمنككون بككالله واليككوم الخككر ذلكك خيككر وأحسككن تككأويل«
ووجوب تحكيم الرسول )ص( فيما يحصل فيه الختلف وقبول ما يحكسسم بسسه» :
فل وربك ل يؤمنككون حككتى يحكمككوك فيمككا شككجر بينهككم ثككم ل
يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما «5ومن تم
ل خيار للمسلم فيما قضى به ال أو قضى به رسوله »وما كان لمككؤمن ول
مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهككم الخيككرة مككن
أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلل مبينا «6وقد حسسذر
سبحانه بالعذاب الليم من مخالفة الرسول)ص( »فلبحذر الذين يخككالفون
عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم«.
وبإعطاء ال رسسسوله سسسلطة بيسسان أحكسسام القسسرآن لن فسسي القسسرآن أحكامسسا مجملسسة
تحتاج إلى تفصيل وبيسسان حستى يصسسح بهسا التكليسسف ،تكسون السسنة حجسسة وواجبسة
التباع ومتسمة للكتاب ومصدر للتشريع يقول تعالى» :وأنزلنا إليك الككذكر
لتبين للناس ما نزل إليهم«.
- 1فيه ألف البخاري ومسلم صحيحيهما وألف أبو داوود وإبن ماجة والترمذي والنسائي سننهم وكتب هؤلء معروفة بالكتب الستة.
- 2المدخل لدراسة الشريعة السلمية ص.121 -120 :
- 3سورة النجم اليتان .3
- 4سورة النجم اليتان .4
- 5سورة النساء الية.80.
- 6سورة النور الية .63
15
وإذا كان القرآن الكريم يؤكد حجية السنة النبوية ،فإن هذه الخيرة نفسها تتضمن
ما يدل على أنها دليل من الدلة الشرعية ،فالرسول الكريم )ص( حين بعث معاذ
بن جبل إلى اليمن قاضيا ،قال له بم تقضي فقال بكتاب ال ،فقال له الرسول ،فإن
لن تجد قال ،فبسنة رسسسول السس ،فسسإن لسسن تجسسد؟ قسسال أجتهسسد رأيسسي ول آلسسو ،فقسسال
الرسول)ص( الحمد ل الذي وفق رسول ال إلى ما يرضي ال س ورسسسوله ،فكسسان
هذا إقرار من الرسول عليسسه الصسسلة والسسسلم بسسأن السسسنة مصسسدر مسسن المصسسادر
التشريعية وإذا كان كل من القرآن والسنة والجماع يدل على حجيسسة السسسنة ،فسسإن
العقل نفسه يذهب على هذه الحجية ،ذلك أن القسسرآن يتضسسمن العديسد مسن الحكسسام
التي وردت بصفة مجملة تحتاج معها إلسسى تفصسسيل وذلسسك مثسسل فسسرائض الصسسلة
والزكاة والحج ،حيث تولت السنة تفصيل أحكام هذه الفرائض ،فلو لم تكن واجبة
التباع لكافة المسلمين لما كان بالمكسان تطسبيق وتفسسير آيسات القسرآن المجملسة،
ولبقيت أحكامها غير قابلة للتطبيق.
السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بع كتاب ال تعالى ،وهذا بإجماع المة
سلفها وخلفها ،إذ الناس لم يتنازعوا فسسي دليلهسسا الشسسرعي ،وقبسسول أصسسلها ،وإنمسسا
فصل الخلف من جهة ثبوت بعض الحاديث في روايتها ،أو عدم ثبوتهسسا وهسسذه
مسألة مستقلة عن حجيتها.
والسنة بإعتبارها الصل الساسي الثاني للتشريع السلمي ،فهي تتولى توضيح
أحكام القرآن وتفصيل مجمله وتقييد مطلقه وتخصيص عامه ،بالضافة إلى أنهسسا
إستقلت بأحكام لم يرد لها ذكر في القرآن وإن كانت أصولها راجعة إليسسه ،وهكسسذا
فالسنة النبوية جاءت مؤكدة لما جاء في القرآن أو مبينة له ،كمسسا أنهسسا فسسي بعسسض
الحيان منشئة لحكام لم ينص عليها القرآن.
أول :تأكيد السنة لحكام القرآن.
السنة المؤكدة هي التى يكون مسا تشستمل عليسه مسن حكسم مطسابق لمسا فسي القسرآن
الكريم ،بحيث يكون الحكم حينئذ مستمد من مصدرين القسسرآن مثبسست لسسه و السسسنة
مؤيدة له ،والسنة المؤكدة لما جاء في القرآن كثيرة منها قوله )ص( »ليحل مسسال
إمسسرئ إل بطيسسب منسسه « فسسإنه مؤكسسد لقسسوله تعسسالى» :يا أيها الككذين آمنككوا
لتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إل أن تكون تجارة عككن تككراض
منكم« وقوله عليه الصلة والسسسلم» :إستوصسسوا بالنسسساء خيسسرا فسسإنهن عسسوان
عنسسدكم ,أخسسذتموهن بأمانسسة السس« فقسسد جسساء هسسذا الحسسديث تأكيسسدا لقسسوله عسسز وجسسل
»وعاشروهن بالمعروف« إلى غير ذلك من الحسساديث الشسسريفة تؤكسسد مسسا
جاء في القرآن الكريم من أحكام.
16
ثانيا :بيان السنة لحكام القرآن.
-1بيان مجمل :سبق القول بسسأن القسسرآن الكريسسم يتضسسمن مسسن الحكسسام مسسا نسسزل
مجمل يحتاج معها إلى بيان وتفصيل ،أحكام فرض ال سبحانه من خللهسسا علسسى
الناس فرائض دون أن يبين القرآن كيفية أدائهسسا ،مثسسل الصسسلة والصسسوم والزكسساة
والحج ،فسسالمولى سسسبحانه وتعسسالى فسسرض فسسرائض دون أن يتعسسرض لتفاصسسيلها،
حيث تولت السنة النبوية بنوعيها القولية والعملية تبيان ذلك.
-2تخصيص العام :جسساء القسسرآن الكريسسم بأحكسسام عامسسة ،لكسسن السسسنة خصصسست
بعض هذه الحكسسام مسسن ذلسسك قسسوله تعسسالى» :يوصيكم الله في أولدكككم
للذكر مثل حظ النثيين« فهذا الحكم عام في كل أصل مورث ،وكسسل ولسسد
وارث ولكن السنة خصصت الوارث بغير القاتل ،فقد قال صلى ال س عليسسه وسسسلم
»ليرث القاتل« كما قصرت السنة الصل المورث على غير النبياء لقوله عليه
الصلة والسلم» :نحن معشر النبياء ل نورث ،ما تركناه صدقة«.
-3تقييد المطلق :السنة قيدت بعض الحكام التي جاءت في القسسرآن مطلقسسة مسسن
ذلك قوله سبحانه» :والسارق والسارقة فأقطعوا أيديهما جزاء بما
كسبا نكال من الله ،والله عزيز حكيم« فاليسسة الكريمسسة هنسسا ذكسسرت
اليدي مطلقا ،ولم تقييد ذلك بكون اليد التي يجب قطعها هسسي اليمنسسى أو اليسسسرى
ولكن السنة دلت على تقييدها باليمين وأن القطع يكون من الرسسغ مسن ذلسك قسوله
تعسسالى» :وليطوفوا بالبيت العككتيق« فسسالطواف منصسسوص عليسسه بكيفيسسة
مطلقة ،ولكن السنة قيدته بالطهارة من الحدث الكبر والصغر ومن النجاسة.
ثالثا :السنة منشئة لحكام ليست في القرآن.
إستقلت السنة في بعض الحيان برضع أحكام لم يرد لها ذكر فسي القسرآن الكريسم
وإن كانت راجعة في ذلك إليه ،وهكذا نجد السنة النبوية موجبسسة لبعسسض الحكسسام
التي سكت القرآن عن فرضها ،أو محرمة لما سكت عن تحريمه ومثال ذلك.
-1تشريع زكساة الفطسر :فقسد روى البخساري ومسسلم عسن إبسن عمسر رضسي الس
عنهما :قال :فرض رسول ال )ص( زكاة الفطر من رمضان صاعا مسسن تمسسر أو
صسساعا مسسن شسسعير علسسى العبسسد والحسسر ،والسسذكر والنسسثى والصسسغير والكسسبير مسسن
المسلمين.
-2نصت السنة النبوية على ميسسراث الجسسدة :فقسسد روى أبسسو داوود عسسن بريسسدة أن
النبي جعل للجدة السدس إذا لم يكن دونها أم.
-3حرمت السنة النبويسسة الجمسسع بيسسن المسسرأة وعمتهسسا أو خالتهسسا :والمسسرأة وإبنسسة
أخيها أو إبنة أختها ،فقد روى البخاري ومسلم وغيرها أن النسسبي )ص( قسسال» :ل
تنكح المرأة على عمتها ول على خالتها ول على إبنة أخيها ول علسى إبنسة أختهسا
فإنكم إن فعلتم قطعتم أرحامكم«.
17
-4وحرمت السنة من الرضاع ما يحرم من النسب ،فقسسد روى البخسساري ومسسسلم
وغيرهما أن رسول ال )ص( قال» :يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب«.
-5إن القرآن الكريم أحل صيد البحر فقال تعالى» :أحل لكم صككيد البحككر
وطعامه «1وحرم الميتسة ،فبقيست ميتسة البحسر مسترددة بيسن الطرفيسن ،فألحقهسا
الرسول )ص( بالحلل ،حيث قال في البحر» :هو الطهور ماؤه ،الحل ميتته«.
-6إن ال عز وجل حرم الميتة وأبسساح المسسذكاة ،فسسدار الجنيسسن الخسسرج مسسن بطسسن
المذكاة ميتا بين الطرفين ،فجاءت السنة النبوية وألحقته بالثاني ،حيسسث قسسال عليسسه
الصلة والسلم» :ذكاة الجنين ذكاة أمه«.
-7كمسسا نصسست السسسنة علسسى حسسد الزانسسي المحصسسن وهسسو الرجسسم بالحجسسارة حسستى
الموت.
ينضوي تحت لواء هذه المصادر :القياس ،والستحسان ،والمصالح المرسلة ،وسسسد
الذرائع والستصحاب ،والعرف.
18
ب -الفرع :وهو ما لم يرد نص بحكمه ،ويسمى المقيس أو هو الحادثة التي ل حكسسم
لها من الشرع.
ج -الحكم :وهي ما ثبت للفرع بعد ثبوته للصل وهو نتيجة القياس.
د -العلة :وهي الوصف الجامع بين الصل والفرع ،وبناءا على وجوده فسسي الفسسرع
يعطي حكم الصل.
ثالثا :قضايا إستعمل فيها القياس.
-1من ذلك مبايعة سيدنا أبي بكر الصديق للخلفسسة ،قياسسسا علسسى إمسسامته للصسسلة إذ
صلى إماما بالنبي )ص( وبأصحابه رضي ال عنهم.
-2من ذلك قياس النبيذ على الخمر في التحريم.
-3ومن ذلك قتل الموصى له للموصي قياسا على قتل الوارث لمورثه.
رابعا :حجية القياس.
القياس مقرر بالقرآن والسنة ،وعمل الصحابة رضوان ال عليهسسم بعسسد وفسساته عليسسه
الصلة والسلم.
-أما القرآن فيدل عليه قوله تعالى» :فإعتبروا يا أولي البصار« الحشسسر ،2
قال المام الباجي رحمه ال :والعتبار في اللغة هو تمثيل الشيء بالشيء ،وإجراء
حكمه عليه.
وقسسال تعسسالى» :يأيهكا الكذين آمنكوا أطيعكوا اللكه وأطيعكوا الرسكول
وأولي المر منكككم ،فككإن تنككازعتم فكي شككيء فكردوه إلككى اللكه
والرسول إن كنتم تومنون بالله واليوم الخر ذلك خيككر وأحسككن
تاويل« النساء .8
وليس الرد إلى ال وإلى الرسول إل بتعريف المارات الدالة منهما على ما يرميان
إليه ،وذلك بتعليل أحكامهما والبناء عليها ،وذلك هو القياس.
-أما السنة ،فالستدلل بها على حجية القياس كسسثير،فمسسن ذلسسك قسسوله )ص(» :مثسسل
المؤمن مثسسل السسزرع لتسسزال الريسسح تميلسسه ،وليسسزال المسسؤمن يصسسيبه البلء ،ومثسسل
المنافق كمثل شجرة كمثل شجرة الرز ،لتهتز حتى تستحصد« رواه مسلم.
وقوله )ص( للذي ولد له ولد فأنكر لونه» :هل لسسك مسسن إبسسل؟ قسسال :نعسسم ،قسسال :فمسسا
ألوانهسسا ،قسسال :حمسسر ،قسسال :هسسل فيهسسا مسسن أورق )أورق :أبيسسض مسسائل إلسسى السسسواد
)رمادي(( قال :نعم ،قال :فأنى ترى ذلك؟ قسسال :عسسرق نزعسسه )العسسرق الصسسل مسسن
النسب ،ومعنى نزعه أشبهه وإجتذبه أي أن أحد أجداده كسسان فسسي لسسونه ،قسسال :فلعسسل
هذا عرق نزعه« متفق عليه ،إلى غير ذلك من الحاديث والوقائع التي يستفاد منها
أصل القياس.
19
-أما عمل الصحابة رضوان ال عليهم فأكثر مسسن أن يحصسسى ،قسسال إبسسن عبسسد السسبر
القرطبي رحمه ال» :وقد جاء عن الصسحابة رضسسي الس عنهسسم مسن إجتهساد السرأي
والقول بالقياس على الصل عند عدمها ما يطول ذكره«.
ومن ذلك قياس سيدنا علي رضي ال عنه حسسد شسسرب الخمسسر علسسى حسسد القسسذف لن
الشرب قد يؤدي إليه ،جاء في الموطسسأ :أن عمسسر بسسن الخطسساب إستشسسار فسسي الخمسسر
يشربها الرجل فقال له علي بسسن أبسسي طسسالب نسسرى أن تجلسسده ثمسسانين فسسإنه إذا شسسرب
سكر ،وإذا سكر هذى ،وإذا هذى إفترى أو كما قال فجلد عمر في الخمر ثمانين«.
وقياس الجد علسسى الب فسسي الب فسسي حجسسب الخسسوة ،وذلسسك فسسي مسسذهب أبسسي بكسسر
الصديق ،وعبد ال بن عباس ،وعائشة رضي ال عنهسسم ،وقيسساس الجسسدة للب علسسى
الجدة للم في ميراثها السدس.
خامسا :دور القياس في التشريع.
قال إبن جسسزي فسسي القيسساس :وهسسو أكمسسل السسرأي ومجسسال الجتهسساد ،وبسسه ثبسست أكسسثر
الحكسسام ،فسسإن نصسسوص الكتسساب والسسسنة محصسسورة ،ومواضسسع الجمسساع معسسدودة،
والوقائع غير محصورة ،وله الدور الكبر في التعسرف علسى الحكسم الشسرعي لكسل
واقعة مستجدة ،وحادثة طارئة ،وفي مجال القياس يلتقي العقل والنقسسل ويظهسسر أثسسر
التدبر في معرفة العلل والمقاصسسد ،وإجسسراء طسسرق الفهسسم والسسستنباط لتظهسسر نعمسسة
العقل الذي بسسه تميسسز النسسسان ،وشسسرفه خسسالقه سسسبحانه فسسي عسسالم الكسسوان ،ولتسسبرز
مجالت الختبسسار والبتلء فسسي الجتهسساد بالفكسسار والعمسسال ولسسه شسساء الس العليسسم
الحكيم لجعل لكل واقعة حكما معينا ولكسسن ليظهسسر منسساط التكليسسف فسسي التوفيسسق بيسسن
العقل النساني وبيسسن الشسسرع الربسساني السسذي أنزلسسه الس سسسبحانه ليعمسسل الجميسسع فسسي
دائرته .كذلك كانت عملية القياس متعلقة بالجتهاد وللجتهاد أجر ولو لسسم يصسسادف
الصواب ،غاية ما هنالك أن يكون مستعمل القياس أخذ بمعاقد الشرع ،مطلعسا علسى
نصوصه ومداركه ،له من أدوات الجتهاد ما يمكن من النظسسر الفسسسيح حسستى يكسسون
قياسه صحيحا ،ومآله محمودا.
20
الحكمة ،ومبالغة فيه فيعدل عنه في بعض المواضع لمعنى يؤثر في الحكسسم يختسسص
به ذلك الموضع.
قال أستاذنا علل الفاسي رحمه ال :ويظهر أن الجميسسع متفسسق علسسى أن الستحسسسان
هو العدول على الدليل ل يثار دليل آخر أو لتخصيصه أو تقييده بناء على دليل آخر
شرعي أو مصلحة أو عرف متفق مع الشريعة أيضا...
والخلصة أنه إيثار دليل على دليل يعارضه لمرجح يعتد به.
ثانيا :قضايا مبنية على الستحسان.
-1تخصيص الدليل بالعرف ،كمسسن حلسسف أل يسسدخل بيتسسا ،فهسسو يحنسست بسسدخول كسسل
موضع يسمى بيتا في اللغة ،ويدخل في حكمه المسجد ،إل أن العرف ل يطلق على
المسجد مجرد بيت ،فهو بيت بالضافة فيقال بيت ال أو مسجد فينبني عليه أن مسسن
دخل المسجد ل يحنسسث ،ودليلسسه الستحسسسان ومثلسسه مسسن حلسسف أل يأكسسل لحمسسا فأكسسل
سمكا ،فإنه يحنث لن السمك ولو أنه من جنس اللحم إل أنه ل يقال لسسه فسسي العسسرف
لحم ،وإنما يقال له سمك.
-2ميراث الخوة الشقاء مع الخسسوة للم وإشسستراكهم جميعسسا فسسي الثلسسث ،فالقيسساس
يقتضسسي عسسدم تسسوريث الخسسوة الشسسقاء لنهسسم عصسسبة يبسسق لهسسم شسسيء فسسي صسسورة
المشتركة ،وكل نازلة من هذا النوع يعطي لها نفسس الحكسم ،لكسن لمسا كسان للخسوة
الشقاء وصف خفي وهو مشاركتهم للخوة للم في جهة المومسسة ،كسسان مسسن بسساب
العسسدل ورفسسع الحسسرج الخسسذ بهسسذا العتبسسار وإعمسساله فسسي الحكسسم وهسسذا هسسو معنسسى
الستحسان هنا ،وفي هذا التجاه ذهب عمر بن الخطاب ،وزيد بن ثابت وغيرهمسسا
رضي ال عنهم.
ثالثا :حجية الستحسان.
عمل بمبسسدأ الستحسسسان كمسسا رأينسسا كبسسار الصسسحابة رضسسوان الس عليهسسم كعمسسر بسسن
الخطاب ،وزيد بن ثابت كما في مسألة المشتركة وغيرها ،وعلسسي بسسن أبسسي طسسالب،
وسار في نفس التجاه الئمة مالك ،وأبو حنيفة ،وأحمد بن حنبل ،ويذكر عن المام
مالك أنه قال» :تسعة أعشار العلسسم الستحسسسان ،وخسسالف فسسي ذلسسك المسسام الشسسافعي
الذي يروي عنه أن »من إستحسن فقد شسسرع« ،والحقيقسسة أن الشسسافعية نظسسروا إلسسى
الستحسان كأنه رأي محصن ل يستند لدليل فأنكروه ،ونظر إليه الخرون على أنه
رأي ناتسسج عسسن المقارنسسة بيسسن الدلسسة ،وترجيسسح بعضسسها علسسى الخسسر فقبلسسوه وإذن
فالخلف في غير موضوع ،ولذلك قال الشاطبي :إن الخلف يرجع إلى الطلقات
اللفظية ول حاصل له.
مقدمة
21
أمرنا ال بإستعمال عقولنا في غير موضع من القرآن الكريم من ذلسسك قسسوله
تعالى» :أو لم ينظروا في ملكوت السككماوات والرض ومككا خلككق
الله من شيء« فإستعمال الرأي أمر ل منساص منسه شسريطة اللستزام بمبسادئ
الشريعة العامة وقواعدها الكلية وذلك بحكم الضرورة الناجمة عن كون النصسسوص
متناهية والوقائع غير متناهية.
لم تنضبط شريعة من الشسرائع إل بسسإقتران الجتهسساد بهسا لن مسن ضسسرورة
النتشار في العالم الحكم بأن الجتهاد معتبر.
يعتبر الجتهاد مصدرا من مصادر الحكام الشرعية فيما لم يكسسن فيسسه نسسص قطعسسي
من الكتاب والسنة وكان ضروريا في حياة المة السسسلمية تبعسسا لمسسا يحسسدث ويجسسد
فيها عبر العصور والجيال من قضايا وأحوال إجتماعية تقتضي البحث عن إيجسساد
أساس شرعي لها والتعرف على حكم ال فيها.
إن أسسساس الجتهسساد الكتسساب والسسسنة وكسسل إجتهسساد ل يعتمسسد علسسى هسسذين
المصدرين يعد صسساحبه خارجسسا عسسن جماعسسة المسسسلمين والرجسسوع إلسسى النصسسوص
الشرعية مأمور به صراحة في قوله تعسسالى» :يا أيها الككذين آمنككوا أطيعككوا
الله والرسول وأولي المر منكم ،فإن تنازعتم في شيء فردوه
إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الخر ذلك خيككر
وأحسن تأويل«.
بسسدأ الجتهسساد فسسي حيسساة الرسسسول)ص( حيسسث إجتهسسد فسسي كسسثير مسسن الوقسسائع
والحداث التي لم يكن عنده وحي من ال فيهسسا ودعسسا إليسسه المسسؤهلين مسسن الصسسحابة
وشجعهم عليه وكان عهد الخلفاء الراشدين زاخسسرا بإجتهسسادات مشسسهورة فسسي أمسسور
وقضايا مستجدة وتوسعت دائرة الجتهاد الفقهي مسسع عهسسد الفقهسساء والتسسابعين بحكسسم
الوقائع المستجدة والحداث الجتماعية الطارئة.
وجاء عهد أئمة المذاهب فأسسسسوا مسسذاهبهم الفقهيسسة وأصسسولها علسسى الكتسساب
والسسسنة وإجتهسسدوا فسسي إسسستنباط الحكسسام الشسسرعية ووضسسعوا لسسذلك منهجسسا محكمسسا
وقواعد وضوابط وأسس يتعين أن ينبني عليها الجتهاد وتعرف بها طرق إسسستنباط
الحكام وإشترطوا في المجتهد شروطا ومواصفات يجب توافرها.
الجتهاد :لغة هو بذل الوسع والمقصسسود هسسو بسسذل الجهسسد أو الوسسسع وبلسسوغ
الغاية في الطلب والمبالغة في العمل لتحقيق أمر من المور سواء كسسان هسسذا العمسسل
عضليا أو فكريا.
22
أما الجتهاد إصطلحا فلسسم يتفسسق الصسسوليون علسسى تعريسسف معيسسن فحسسسب
بعضهم هو" :إستفراغ الوسع في طلب الظن بشيء من الحكام الشرعية على وجه
يحس من النفس العجز عن المزيد" وقيل هو "بذل المجتهد وسسسعه فسسي طلسسب العلسسم
بأحكام الشريعة ،والجتهاد التام أن يبذل الوسع في الطلب بحيسسث يحسسس مسسن نفسسسه
بالعجز عن مزيد من الطلب.
وحسب بعض الفقهاء المحدثين هو :بذل الفقيه وسعه في طلب العلم بأحكسسام
الشريعة ،والجتهاد التام أن يبذل الوسع في الطلب بحيث يحسسس مسسن نفسسسه بسسالعجز
عن مزيد الطلب.
وعليه يكون المقصود من الجتهاد هو الوصول إلى الحكم الشرعي حسسسب
رأي المجتهد الذي إستفرغ وسعه وإطمأن قلبه إلى ما وصل إليه.
المجتهد فيه:
عرف بعض الفقهاء المجتهد فيه بأنه كل حكم شرعي ليس فيه دليسسل قطعسسي
وعرفه البعض الخر بأن الحكم الشرعي العملي.
تعريف المجتهد:
نظرا لصعوبة تعريف المجتهد بصفة مستقل عسسن شسسروط الجتهسساد لسسم يقسسم
الكثير من الوصوليين بتعريفه وإكتفوا بتعريفه من خلل الشسسروط اللزمسسة لجعسسل
الشخص أهل للجتهاد.
وهناك من حاول تعريفه بصورة مسسستقلة فقسسال" :المجتهسسد كسسل مسسن إتصسسف
بصفة الجتهاد" وعرفه البعض بأنه "الفقيه المستفرغ لوسعه لتحصسسيل ظسسن بحكسسم
شرعي".
أحكام الجتهاد:
موضوع الجتهاد
23
إن مجال الجتهاد واسع يشمل البحسسث عسسن الحكسسام إنطلقسسا مسسن نصسسوص
الشريعة أول فإن لم نجسسد الحلسسول المطلوبسسة بحثنسسا عنهسسا فسسي مصسسادر أخسسرى غيسسر
النصوص بإستعمال الرأي والعتبار كالمصالح المرسلة والستحسان والقياس.
فنصوص الشريعة إما أن تكون قطعية الثبوت والدللة وفسسي هسسذه الحالسسة ل
يبقى مجسسال للجتهسساد مسسا دام النسسص ثابتسسا ثبوتسسا قطعيسسا ويسسدل علسسى معنسساه بصسسورة
قطعية ،وإما إذا كانت النصوص ظنيسة الثبسسوت أو ظنيسة الدللسة فحينئذ نحتسساج إلسسى
بذل الجهد في تحقيق هذه النصوص للتأكد من ثبوتها أو تفسيرها أو تأويلها لمعرفسة
مقصود الشارع منها ،ذلك أن الشريعة جسساءت بكليسسات المسسور فسسي غسسالب الحيسسان
وتركت أمر الجزئيات والتفاصيل لولسي المسر مسن المسسلمين كسي يجسدوا الحلسول
المناسبة لمصالحهم الدينية والدنيوية.
إن المسسور العتقاديسسة ل مجسسال للجتهسساد فيهسسا قطعسسا والمسسور المتعلقسسة
بالعبادات مجال الجتهاد فيها ضيق جدا ومحدود لكونها تتصل بمسسسائل قسسارة غيسسر
قابلة للتغيير والتبديل لن الدين قد إكتمل عند نزول قوله تعالى» :اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا« فلم
يعد بإستطاعة أي كان أن يزيد في الدين أو ينقص منه وإن بقي مجال للجتهاد فسسي
العبادات فيمكن حصسسره فسسي البحسسث عسسن أصسسح الحسساديث المتعلقسسة بسسأمور جزئيسسة
تفصيلية ل تمس الفرائض والواجبات ،وإنما تتعلق بأمور غير جوهرية.
أما المور المتعلقسسة بالمعسساملت والسستي تنقسسسم إلسسى قسسسمين يتعلسسق بالسسسرة
وبخصوصه ونظسسرا لن الشسسريعة السسسلمية أغنسست موضسسوعه ووثقتسسه بنصسسوص
فصلت أحكامه فإننا نكاد نستغني عن الجتهاد في هذا الشأن لكن تبقى أمور جزئية
وتفاصيل تعود إلى أمور تنظيميسسة أمسسا المسسور الساسسسية فقسسد نبهنسسا الس تعسسالى إلسسى
وجوب التقيد بما شرع ال لنا في هذا الشأن نظرا لهمية السرة في بنسساء المجتمسسع
المسلم ولنها الساس الذي يقوم عليه بناؤه.
يبقى المجال الخصب للجتهسساد هسو ميسسدان المعسساملت بأوسسع معانيهسا مسن
عقود وتصرفات وما يترتب عليها من مسؤوليات.
مصادر الجتهاد.
24
-1لثبات النص الشرعي وهذا أمر خاص بالسسسنة لنهسسا ليسسست كلهسسا علسسى
درجة من الثبوت بل إن منها من ثبسست بطريسسق ظنسسي لسسذلك يبقسسى علسسى المجتهسسد أن
يثبت من صحة هذا النوع من السنة وذلك بالرجوع إلى صحاح السنة.
-2الجتهاد في معرفة دللة النص الشرعي على الحكم إذا كان هذا النسسص
يدل على الحكم لطريق ظني وحينئذ تنحصر مهمة المجتهد في البحسسث عسسن تفسسسير
النص وتأويله بالعتماد على القواعد اللغويسسة والشسسرعية وهسسو مسسا يسسسمى الجتهسساد
التفسيري.
-3الجتهاد فيما فيه نص ظني الثبوت ظني الدللة ففي هذه الحالسسة تجتمسسع
الصعوبتان معا حيث يكون على المجتهد أن يبحث عن ثبوت النص أول ثسسم يبحسسث
بعد ذلك عن تفسيره وتأويله لمعرفة مقصود الشارع منه.
-4الجتهاد في المسائل التي لم يرد بشأنها نص أصل فسسإذا عرضسست علسسى
المجتهد قضية أو مسسسألة ل نسسص علسسى حكمهسسا فسسي الكتسساب والسسسنة يجسسب عليسسه أن
يبحث عسسن فسسي مصسسادر أخسسرى كالقيسساس أو الستحسسسان أو المصسسلحة المرسسسلة أو
العرف.
ومن المور التي تكون محل للجتهاد تحقيق المناط وتنقيح المناط وتخريج
المناط.
تحقيق المناط من مسالك العلة ومعناه أن يقع التفاق عليه وصسسف بنسسص أو
إجماع فيكون على المجتهد التأكد من وجود العلة فسسي صسسورة النسسزاع )قضسسية علسسة
إعتزال النسساء فسسي المحيسض هسسي الذى( وسسمي تحقيسسق المنساط لن المنسساط وهسو
الوصف علم أنه مناط لكن بقي النظر في تحقيق وجوده فسسي الصسسورة الجديسسدة ،أي
أن المجتهد يتحقق من وجود علة الصل في الفرع ليتعدى حكم الصل إليه.
تنقيسسح المنسساط والمسسراد بسسه تهسسذيب العلسسة وتخليصسسها ممسسا إقسسترن بهسسا مسسن
الوصاف التي ل مدخل لها في العلة )قصة العرابي(.
تخريسسج المنساط ويعسبر عنسه بالمناسسسبة وبالخالسة وبالمصسلحة وبالسسستدلل
ورعاية المقاصد ويقصد به تعييسسن العلسسة بمجسسرد إبتسسداء المناسسسبة أي الملءمسسة مسسع
السلمة من القوادح ل بنص ول بغيره.
شروط الجتهاد:
25
وخاصه وعسامه ومحكمسسه ومتشسابه ومعرفسسة أسسسباب التنزيسل السستي ترشسد إلسى فهسم
المقصود.
-2لللل ل للل لل لللللل ل :تعسسد السسسنة النبويسسة
المصدر الثاني للشريعة السلمية وهسسي تسسساعد علسسى فهسسم القسسرآن لسسذلك كسسان لبسسد
للمجتهد من معرفة السنة النبوية وخاصة منها تلك التي تتعلق بالحكام وكذا معرفة
العلوم الحديثة حتى يمكن الستفادة من هذه الحاديث بصورة سليمة فلبد أن يكون
للمجتهد تمييز بين الصحيح والحسن والضعيف من السنة وشروط التواثر والحسساد
والمسند والمرسل ومعرفة الرواة في القبول والرد ومعرفة الناسسسخ والمنسسسوخ مسسن
السنة.
-3للللل للللل للللللل :يشترط فسسي المجتهسسد أن
يكون عارفا بمسائل الجماع حتى ل يفتي بما يخالف ما وقع عليه الجماع.
-4للللل للل لللل للللل:
إن معرفة علم أصول الفقه أمر جد ضروري لنه علم يحتوي علسى مفاتيسح
الجتهاد وأدواته إبتداء من مصادر التشسسريع ومسسا يتصسسل بهسسا إلسسى مبسساحث اللفسساظ
ودللتها ومرورا بمعرفسسة التعسسارض والترجيسسح والطلع علسسى مقاصسسد الشسسريعة
وغيرها.
-5لللل ل لللل ل لللللل ل:يعتسسبر هسسذا الشسسرط
ضروريا للجتهاد لن الشريعة عربية ول يمكسسن فهسسم القسسرآن والسسسنة علسسى السسوجه
المطلوب إل إذا كان اللسان عربيا غير أنه في نظر جمهور الصسسوليين ل يشسسترط
إل الدرجة الوسطى في معرفة العربية.
-6للل للللل :إشسسترط بعسسض الوصسسوليين أن يكسسون المجتهسسد
فقيه النفسسس شسسديد الفهسسم بسسالطبع لمقاصسسد الكلم فبسسدون تسسوفر هسسذا الشسسرط ل يمكسسن
للنسان أن يقارن بين الدلسسة ويميسسز بيسسن راجحهسسا ومرجوحهسسا وينفسسذ إلسسى مقاصسسد
الشريعة وما ترمي إليه من جلب المصالح ودرء المفاسد.
-7للللللل :يجب أن يعلم المجتهد الرب تعالى وما يجب له مسسن
الصفات وما يستحقه من الكمالت حسستى يتصسسور منسسه التكليسسف وأن يكسسون مصسسدقا
بالرسول وما جاء به من الشرع المنقول.
تجزئة الجتهاد
26
جهله بما ل يتعلق بتلك المسألة مسا يتعلسسق ببساقي المسسسائل الفقهيسسة أمسسا المعارضسسون
لتجزئة الجتهاد وهم أقلية فيرون أن المسألة من نوع في الفقه ربما كان أصلها فسسي
نوع آخر منه ،كما أن من ل يقتدر على الجتهاد في بعض المسسسائل ل يقتسسدر عليسسه
في البعض الخر لن أكثر علوم الجتهاد يتعلق بعضها ببعسسض ول سسسيما مسسا كسسان
من علومه مرده إلى ثبوت الملكة فإنها إن تمت كان مقتدرا على الجتهاد في جميع
المسائل ،وإن إحتاج بعضها إلى بحث مسسستقل ،وإن نقصسست الملكسسة لسسم يقتسسدر علسسى
شيء من ذلك ول يثق في نفسه لتقصيره ول يثق به الغير لذلك.
الجماع
إن الحاجة الماسة إلى الحكم على القضسسايا الجديسسدة ،فسسي عصسسر الصسسحابة،
بعد وفاة النبي صلى ال عليه وسلم ،هي التي كانت سسسببا فسسي ولدة أو نشسسوء فكسسرة
الجماع عن طريق الجتهاد الجماعي ،إحتياطا في الدين ،وتوزيعا للمسؤولية على
جماعة المجتهدين خشية تعثر الجتهاد الفردي ،أو وقوع المجتهد من الصحابة فسسي
الخطأ ،بالرغم مسن رفسع الحسرج والثسم عسن الخطسأ فسي الجتهساد ،وتشسجيعا علسى
التصدي للفتوى ،بعد التثبت والتحري المطلوب.1
ويعتسسبر الجمسساع السسدليل السسذي يلسسي كل مسسن القسسرآن والسسسنة فسسي القسسوة
والحتجاج ،حيث إنه في مرتبة تلي مباشرة المصدرين الساسيين الصليين ،وهسسو
يعتمد عليهما.
ولتناول الجماع كمصدر من مصادر التشريع السلمي نتعرض لتعريفه،
مستنده وأركانه )المطلب الول( ثم نتطرق إلى أنواعه وحجيته )المطلب الثاني(.
27
وثانيهما ،التفاق ،يقال :أجمع القوم علسسى كسسذا أي إتفقسسوا عليسسه ،ومنسسه قسسوله
سبحانه وتعالى» :فلما ذهبوا به ،وأجمعككوا أن يجعلككوه فككي غيابككات
الجب«.1
ويقصسسد بالجمسساع فسسي إصسسطلح الفقهسساء وعلمسساء الصسسول إتفسساق جميسسع
المجتهدين من المسلمين في عصر مسن العصسسور بعسد وفسساة الرسسول عليسه الصسسلة
والسلم على حكم شرعي.2
فإذا وقعت حادثسة وعرضست علسى جميسع المجتهسدين مسن المسة السسلمية
وقت حسسدوثها وإتفقسسوا علسسى حكسسم فيهسسا ،فسسإن هسسذا التفسساق يسسسمى إجماعسسا ،وإعتسسبر
إجماعهم على حكم واحسسد فيهسسا دليل علسسى أن هسسذا الحكسسم هسسو الحكسسم الشسسرعي فسسي
الواقعة.3
وهكسسذا فجمهسسور الفقهسساء يشسسترطون لتحقيسسق الجمسساع أن يتفسسق جميسسع
المجتهدين على هذا الحكم ،ومن هنا طرح إشكالية إمكان الجماع وهل وقع فعل؟
فقد إدعى البعسسض أن الجمسساع بشسسروطه المسسذكورة فسسي التعريسسف ل يمكسسن
وقسسوعه لن المجتهسسدين متفرقسسون ول سسسبيل إلسسى معرفتهسسم ول معرفسسة آرائهسسم ،ثسسم
يقولون ولهذا لم يقع الجماع فيما مضى.
وقسال الكسثرون أن الجمساع بشسروطه ممكسن الوقسوع وقسد وقسع فعل فيمسا
مضى ،وإن كانت المسألة تحتاج إلى تفصيل ففي عصر الخلفسساء الراشسسدين لسسسيما
في عصر أبي بكر وعمر ،حيث كان المجتهدون معروفين ومسسستقرهم فسسي المدينسسة
والرجسسوع إليهسسم لمعرفسسة آرائهسسم ميسسسور ،ففسسي هسسذا العصسسر وقسسع الجمسساع فعل
وحصلت إجماعات كثيرة منها إجماعهم على قتسال مسانعي الزكساة ،وجمسع القسرآن،
أما بعد هذا العصر حيث تفرق المجتهدون في القطار وكسسثر عسسددهم فمسسن العسسسير
القول بوقوع الجماع ،وأقصى ما يستطاع قوله إن أحكاما إجتهاديسسة إشسستهرت ولسسم
يعرف لها مخالف ،ولكن ل يخفى أن عدم معرفة المخالف ل يدل على عسسدم وجسسود
المخالف ،وإن كان يرى البعض 4أن إسستحالة وجسود الجمساع نسسبية لعسدم إمكانيسة
جمع علماء الدنيا ،والذي هو في حد ذاته ليس مستحيل إستحالة مطلقة.
28
فلبد إذن ،أن يكون إجمسساع المجتهسسدين علسسى دليسسل لئل تجتمسسع المسسة علسسى
خطأ ،لن غير المجتهدين تبع للمجتهسسدين فسسإذا وقسسع المجتهسسدون فسسي الخطسسأ وقعسست
المة في الخطأ وهذا منفي عنها بنص الحاديث ،1وفوق ذلك فإن الغفلة التي تؤدي
إلى الخطأ قد تكون في بعض المجتهدين ول تكون عسامتهم ،يقسول الشسافعي» :إنمسا
تكون الغفلة في الفرقة ،فأما الجماعة فل يمكن أن يكون فيها كافة غفلسسة مسسن معنسسى
كتاب ول سنة ،ول قياس إن شاء ال«.2
فمن أمثلة الجماع المسسستند إلسسى كتسساب الس تعسسالى :إجمسساع المسسسلمين علسسى
تحريم نكاح الجدات مهما علون ،ومن أية جهة كن ،وكذلك تحريسسم التزويسسج ببنسسات
الولد ومهمسسا نزلسست درجتهسسن ،وذلسسك إسسستنادا إلسسى قسسوله عسسز وجسسل» :حرمت
عليكم أمهاتكم وبناتكم« ،3فالمراد بالمهات في هذه الية الكريمة الصول
من النساء مهما علون ،والجدة كأصل كالمهات ،كما أن المراد بالبنات الفروع من
النساء.
ومن الجماع المستند إلى السنة النبوية الشريفة إجمسساع الصسسحابة رضسسوان
ال عليهم على إعطاء الجدة السدس في الميراث ،و السسذي جسساء بنسساء علسسى مسسا رواه
المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة من أنه عليه الصلة والسلم أعطاها السدس.
وقد يكون الجماع إستنادا إلى القياس ،كما في إجماع المسلمين على خلفة
أبي بكر الصديق رضي ال عنه بعد وفاة الرسول صلى ال عليه وسلم قياسسسا علسسى
إمامته لهم في الصلة أثناء مرض الرسول عليه الصلة والسلم.
وقد يكون الجماع مستندا على المصلحة عند من يقول بحجيتها ،وقسسد وقسسع
ذلك في عهد الصحابة ،فعمر بن الخطاب أشار على أبي بكسسر الصسديق رضسي الس
عنهما بجمع القرآن في مصحف واحد ،والذي قبسسل بعسد تسسردد كسبير حيسسث قسسال لسه:
كيف نفعل شيئا لم يفعلسه رسسول الس )ص(؟ فقسال عمسر :إنسه والس خيسر ومصسلحة
للسلم ،وقد وافق بقية الصحابة على جمع القرآن في مصحف واحسسد إسسستنادا إلسسى
مصلحة السلم والمسلمين في ذلك.
ومثله أيضا زيادة أذان ثالث لصلة الجمعة في عهد عثمسسان ،لعلم النسساس
بالصلة ،وتنبيه كثير من المسلمين القاطنين في منازل بعيدة عن المسسسجد ،حسستى ل
تفوتهم الصلة ،وكان مستندهم هو المصلحة ودفع المفسدة المترتبة على بقاء المر
على ما كان عليه في عهد النسسبي صسسلى الس عليسسه وسسسلم وخلفسسائه أبسسي بكسسر وعمسسر
رضي ال عنهما.
- 1عبد الكريم زيدان ،المدخل لدراسة الشريعة السلمية ،دار الوفاء للنشر ،1992ص.165 :
- 2الشافعي في كتابه الرسالة ،ص.476 :
- 3سورة النساء ،الية .23
29
يتبين من تعريف الجماع المشار إليه آنفا ضرورة توافر الركسسان الربعسسة
التالية:
لكي نكون إزاء إجماع بإعتبسساره مصسسدرا مسسن مصسسادر التشسسريع السسسلمي
لبد من موافقة جميع المجتهدين ،فإذا خالف أحدهم لسسم ينعقسسد الجمسساع ،كمسسا أنسسه ل
يكفي صدور الجماع من مجتهد واحد إذا إنفرد وجوده فسسي زمسسن مسسا ،لن التفسساق
لبد فيه من متعدد ،وقد يخطئ المجتهد حينئذ ،ومن هنا ل يكون رأيه حجسسة قطعيسسة
كما هو شأن الجمسساع ،لن المنفسسي عنسسد الخطسسأ هسسو الجمسساع ،وهسسذا رأي جمهسسور
الصوليين في أنه ليس حجة ول إجماعا ،لنه رأي فردي يجوز أن يخطئ.
ومن جهة ثانية لبد وأن يكون الجماع صادرا عن مجتهدي المسلمين ،أي
من المسلمين الذين تتوافر فيهم شروط الجتهاد كما حددها الفقهاء.1
يشترط أن يكون أهل الجماع -الذي هو محل البحث -من المسلمين ،وهسسم:
كل من أجاب دعوة رسول ال )ص( وآمن بما جاء به .والعلماء إتفقوا علسسى أنسسه ل
عبرة بالكافر في هذا الموضوع ،لن الكافر غير مقبول في مسائل ديننا ،فهو متهسسم
بقوله بسبب مخالفته في الدين ،ومن ناحية ثانية ،فإن المسسة السسسلمية قسسد إختصسسها
ال عز وجل بالعصمة من الخطأ عند التفساق ،ولسم يشساركها فسي ذلسك أمسة أخسرى
حسبما جاءت بذلك الدلة.2
إتفق جمهور الفقهاء على أن ل عبرة بالجماع في عصسسره )ص( ،لنسسه إذا
وافق الرسول )ص( المجتمعين ،فالحجة هو قوله )ص( ،وإن خالفهم فل عبرة بمسسا
أجمعوا عليه ،لنه صاحب التشريع ،وعليه ل ينعقد في عهد الرسول )ص(.
ثم إن الرسول )ص( إذا وافق الصحابة على حكم كان الحكم ثابتا بالسسسنة ل
بالجماع ،وإن خالفهم سقط إتفاقهم ،ول يكون حينئذ حكما شرعيا.3
30
ليس المراد بداهة جميع مجتهدي المة في جميع العصور إلى يوم القيامسسة،
وإل أدى إلى عدم تحقق الجماع أصل ،والمراد بالعصر :هو عصر مسسن كسسان مسسن
أهل الجتهاد في الوقت الذي حدثت فيه المسألة الجديدة التي تتطلسسب حكمسسا شسسرعيا
فيها وعليه فل يعقد الجماع بمن صار مجتهدا بعد حدوث تلك المسسسألة ،حسستى ولسسو
كان المجتهدون الذين أصدروا حكما فيها مازالوا على قيد الحياة ،وإنمسسا مسستى إتفسسق
المجتهدون في عصر من العصور على حكم حادثة ،إنعقد الجماع وصسسار واجسسب
التباع ،في اللحظة التي صدر فيها الحكم.
ويطلق عليه أيضا الجماع النطقي أو الجماع القولي ،وهو أن ينفق جميسسع
مجتهدي العصر على حكم واقعة ،بإبداء كل منهم رأيه صسسراحة بفتسسوى أو قضسساء،
وهذا قد يكون بإجتماعهم في مكان واحد ،ثم بحثهسسم للواقعسسة أو النازلسسة المعروضسسة
وتصريح كل مجتهد برأيه فيها ،كما قد يتحقسسق الجمسساع الصسسريح عنسسد عسسدم تيسسسر
تواجد كسل المجتهسسدين المسسلمين فسي مكسسان واحسد ،بسأن يعسسبر كسل منهسم عسن رأيسه
صراحة في المسألة محل الجتهاد بأية طريقسسة مسسن الطسسرق ،ثسسم تجمسسع هسسذه الراء
المتفرقة ،ويتكون من إتفاقها إجماعا.
ويعتبر الجماع الصريح ،عند الجمهور ،حجسسة قطعيسسة فسسي ثبسسوت الحكسسام
الشرعية.
- 1حسين حامد حسان :أصول الفقه ،دار النهضة العربية ،1،ص.57 :
31
ثانيا :الجماع السكوتي أو الضمني.
وهو أن يبدي بعض المجتهدين رأيه في مسألة ويعلم بهسا البساقون فيسسكتون
ول يصدر عنهم صراحة إعتراف ول إنكار ،1ومثاله ما روي عن عثمان بن عفان
رضي ال عنه ،أنه أفتى بوجوب الزكاة عن المسسوال المدينسسة علسسى السسدائن ،وسسسمع
بهذه الفتوى الصحابة رضوان ال عليهم ،وسكتوا ،فإن سكوتهم هسسذا يعسسد مسسن قبيسسل
الموافقة ،وبالتسسالي يعتسسبر أن هنساك إجماعسا سسكوتيا علسى الحكسسم القاضسسي بوجسوب
الزكاة على الموال المدينة.
وإذا كان الجماع الصريح يعد بإتفاق الفقهاء حجة قطعية في ثبوت الحكام
الشرعية ،فإن الجماع السكوتي إختلف فيه ،على إعتبار أن الساكت من المجتهدين
ل جزم بأنه موافق ،فل جزم بتحقق التفاق وإنعقاد الجمسساع ،لسسذلك ذهسسب البعسسض
إلى أنه ليس بحجة ،2وأنه ل يخرج عن كونه رأي بعسسض الفسسراد مسسن المجتهسسدين،
ذلك أنه من شروط الجماع أن يتفق جميع المجتهدين على الحكم ،وهذا الشسسرط لسسم
يتحقق في الجماع السكوتي ،لن بعسسض المجتهسسدين سسسكتوا ولسسم يسسدلوا بسسرأي ،ول
يصح أن يفسر سكوتهم على أنه موافقة منهم لما أبدي من رأي ،إذ السكوت قد ينشأ
في بعض الحيان عن أسباب أخرى غير الموافقة ،كالخوف مسسن القسسائل أو المهابسسة
منه ،أو لنه يرى عدم وجوب النكار على القائل ،لن كل مجتهد مصيب.
أما القائلون بحجية الجماع السكوتي ،وهم الحنفية والحنابلة ،فقد إشسسترطوا
في توافر هذا الجماع:
-1أن يكون السكوت مجردا عن علمة الرضا أو الكراهة.
-2وأن ينتشر الرأي المقول به من مجتهد بين أهل العصر.
-3وتمضي مدة كافية للتأمل والبحث في المسألة.
-4وأن تكون المسألة إجتهادية.
-5وأن تنتفسسي الموانسسع السستي تمنسسع مسسن إعتبسسار هسسذا السسسكوت موافقسسة
كالخوف من سلطان جائر ،أو عسسدم مضسسي مسسدة تكفسسي للبحسسث ،أو أن
يكون الساكت ممن يرون أن كل مجتهسسد مصسسيب ،فل ينكسسر مسسا يقسسوله
غيره ،لنه من مواضع الجتهاد ،أو يعلم أنه لسسو أنكسسر ل يلتفسست إليسسه،
ونحو ذلك.
32
الجمسساع حجسسة قطعيسسة ل يسسسع أحسسدا أن يجتهسسد علسسى خلفسسه إذا تحققسست
بشروطه ،فهو إذن يفيد الحكم قطعا ،بعد أن كان هذا الحكم ظنيا قبل تحققسسه ،وعلسى
المكلف أن يمتثل لهذا الحكم كما يمتثل للحكم الثسابت بنسص الكتساب والسسنة ،1وهسذا
سواء تعلق المر بالجماع الصريح أو السكوتي ،لن هسسذا الخيسسر وإن كسسان محسسل
إختلف الفقهاء فإنه إذا تسسوافرت لسسه شسسروط الصسسحة المتطلبسسة يعتسسبر شسسرعية عنسسد
جمهور الفقهاء.2
وقد إستدل الجمهور على حجية الجماع بالكتسساب والسسسنة وعمسسل الصسسحابة
والعقل عند جمهور الفقهاء.
إن الصل في حجية الجماع مسسن الكتسساب قسسوله سسسبحانه وتعسسالى» :ومن
يشاقق الرسول مككن بعككدما تككبين لككه الهككدى ويتبككع غيككر سككبيل
المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا« 3وهسسذه اليسسة
التي تمسك بها الشافعي على حجية الجماع في "الرسالة" ووجه الستدلل بهسسا أن
سبيل المؤمنين هو ما يتفقون عليه ،ويجمعون على الخذ به ،فمتى تحقق إجمسساعهم
على حكم شرعي ،فإن هذا الجماع يحرم إتباع سبيل غيره فهذا الخير كمشاقة ال
ورسوله ،إذ جعل سبحانه وتعالى ،جزاءهما واحدا ،وهو الوعيد حيث قال» :نوله
ما تولى ونصله جهنم«.
وهو أقوى الدلسسة كمسسا قسسال الغزالسسي ،فقسسد وردت أحسساديث عسسن رسسسول الس
)ص( تدل على عصسسمة المسسة مسسن الخطسسأ ،وإشسستهر ذلسسك علسسى لسسسان جماعسسة مسسن
الصحابة المرموقين الموثوقين كعمر إبن مسعود وأبي هريرة وغيرهم ممن يطسسول
ذكرهم ،حتى إن كسسثرة الحسساديث بألفاظهسسا المختلفسسة ،وإن لسسم تتسسواثر آحادهسسا ،لكسسن
القدر المشترك بينها ،وهو عصمة المة من الخطأ متواثر لوجوده في هذه الخبسسار
الكثيرة.
هذه الحاديث هي» :ل تجتمع أمسستي علسسى خطسسأ«» ،يسسد الس مسسع الجماعسسة،
ومن شذ شذ في النار« ،وقوله )ص(» :مسسن فسسارق الجماعسسة بسسثرا ،فمسسات إل مسسات
ميتة جاهلية«.
- 1أمحمد المراني زنطار ،المدخل لدراسة الفقه السلمي ،1998 ،ص.165 :
- 2عبد اللطيف خالفي ،المرجع السابق ،ص.175 :
- 3سورة النساء ،الية.115 :
33
ثالثا :عمل الصحابة.
من الثابت أن الصحابة رضوان ال عليهم لجأوا إلى الجماع في الكثير من
الحوادث والمسائل التي لم يجدوا فيها حكما شرعيا من كتاب ال عز وجسسل أو سسسنة
رسوله عليه الصلة والسلم ،ومن المثلة على ذلك إجماعهم على تسسولي أبسسي بكسسر
الصديق الخلفة بعد وفاة الرسول )ص( وإجماعهم علسسى جمسسع القسسرآن الكريسسم فسسي
مصحف واحد ،وإجماعهم على محاربة أهل الردة عند إمتناعهم عن إعطاء الزكسساة
إلى غير ذلك من المور التي حصل فيها إجماع الصحابة وإتفاقهم.
34