You are on page 1of 13

‫من إعداد‪ :‬السيد‬

‫حسن أمزيل‬
‫* كاتــب *‬
‫بالمحكمة‬
‫التجارية بأكادير‬
‫عندما يفصل القاضي في النزاع المعروض عليه و يصدر‬
‫حكمه‪،‬فإنه قد يصيب في هذا الحكم وقد يخطيء لن‬
‫القاضي بشر و البشر ليس معصوما من الخطأ‪ ،‬ثم إن‬
‫الطراف في النزاع أنفسهم قد يرتابون في حكم القاضي‬
‫ول يرتاحون إليه لن الشعور بالشك و بعدم الثقة هو شعور‬
‫طبيعي لدى من ردت دعواه أو من حكم عليه‪،‬يضاف إلى‬
‫ذلك أن الحكم الصادر في نزاع قد يمس حقوق أو مصالح‬
‫شخص لم يكن طرفا في هذا النزاع‪،‬لهذه العتبارات كان‬
‫لبد من فسح المجال للمضرور في أن يتظلم من الحكم‬
‫الذي أضر به‪،‬و بالتالي في أن يطعن لهذا الحكم و يطلب‬
‫إبطاله‪.‬‬
‫كما أن إبطال الحكام ل يكون بدعوى أصلية أو بطريق‬
‫الدفع بالبطلن بل بسلوك طريقة من طرق الطعن‬
‫القانونية‪.‬‬
‫و أن مبدأ جعل بطلن الحكام منوط بسلوك طريقة من‬
‫طرق الطعن القانونية ل يطبق إل على الحكام الفاصلة في‬
‫النزاع‪.‬‬
‫و يقصد بطرق الطعن الوسائل التي يضعها المشرع في‬
‫متناول الطراف في النزاع أو في متناول الغير للتظلم من‬
‫حكم أضر بحقوقهم أو بمصالحهم‪ ،‬و ذلك انتهاء إزالة أو‬
‫تخفيف الضرر الذي ألحقه بهم الحكم المطعون فيه‪.‬‬
‫و طرق الطعن في التشريع المغربي نص على‪:‬‬
‫*‪* 2‬‬
‫طرق الطعن العادية و هي التي ل يكون فيها الطاعن‬
‫ملزما‪ ،‬حتى يقبل طعنه أن يدلي بسبب معين قانونا بل أن‬
‫طعنه يقبل دون تحديد لسباب قبوله‪ ،‬و الطعن العادي بعد‬
‫ذلك يطرح الخصومة من جديد أمام المحكمة التي يحق لها‬
‫أن تبحث في الدعوى بكاملها ضمن الشروط نفسها التي‬
‫كانت ممنوحة للمحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه‪ ،‬و‬
‫طرق الطعن العادية هي التعرض و الستئناف‪.‬‬
‫أما طرق الطعن الغير عادية‪ ،‬فهي التي ل تقبل إل إذا‬
‫أستند الطاعن في طعنه لسبب من السباب التي حددها‬
‫القانون على وجه الحصر‪ ،‬ثم إن المحكمة التي عرض عليها‬
‫الطعن تكون سلطتها محصورة في بعض العيوب التي أثارها‬
‫الطاعن في طعنه ليس إل و طرق الطعن الغير عادية هي‬
‫تعرض الخارج عن الخصومة‪ ،‬و إعادة النظر‪ ،‬و الطعن‬
‫بالنقض‪.‬‬
‫و أهمية تصنيف طرق الطعن العادية و الغير عادية‬
‫تتجلى في الفوارق الهامة التالية‪:‬‬
‫أول‪ :‬طرق الطعن العادية تكون عادة موقفة و معنى ذلك‬
‫أن الحكم المطعون فيه بطريق طعن عادي يصبح بمجرد‬
‫تقديم الطعن غير قابل للتنفيذ‪ ،‬ما لم يكن متضمنا التنفيذ‬
‫المعجل أو ما لم يكن يحسب طبيعته أو بحكم القانون يقبل‬
‫النفاذ المعجل كما في الحكام الصادرة في القضايا‬
‫المستعجلة‪.‬‬
‫أما طرق الطعن الغير عادية فهي ليست موقفة‪ ،‬و معنى‬
‫ذلك أن الحكام التي يطعن فيها بطريق من طرق الطعن‬
‫غير العادية تبقى قابلة للتنفيذ رغم الطعن فيها ما لم تقرر‬
‫المحكمة المرفوع إليها الطعن‪ ،‬إيقاف تنفيذها‪.‬‬
‫كما ل ننسى أن هناك أحكام أو مباديء تخضع لها جميع‬
‫طرق الطعن دون استثناء‪.‬‬
‫أو ل تقبل الطعن في الحوال التي يكون للطاعن فيها‬
‫مصلحة‪.‬‬
‫للطعن أثر نسبي يستفيد منه من باشره و ل يحتج إل‬
‫على من بوشر ‪.‬‬
‫*‪* 3‬‬
‫ل يجوز التنازل مسبقا من الطعن إنما يصح التنازل عنه‬
‫بعد صدور الحكم‪.‬‬
‫إن تطبيق طرق الطعن العادية و طرق غير العادية هو‬
‫التطبيق السائد في الفقه و هو الذي تبناه المشرع المغربي‪،‬‬
‫و عليه سنبدأ بالبحث في طرق الطعن العادية فتم نتقل إلى‬
‫طرق الطعن الغير العادية‪.‬‬
‫الفصل الول طرق الطعن العادية‪:‬‬
‫‪-1‬التعرض ‪:‬‬
‫تعريف‪:‬‬
‫التعرض هو الطريق الذي يسلكه الطاعن عندما يصدر‬
‫الحكم بحقه بالصورة الغيابية‪:‬‬
‫أول‪ -‬مجال تطبيق التعرض‪:‬‬
‫ينص الفصل ‪ 130‬من ق‪.‬م‪.‬م على أن يجوز التعرض على‬
‫الغيابية الصادرة عن المحكمة البتدائية إذا لم تكن قابلة‬
‫للستئناف‪.‬‬
‫هذا بالنسبة للحكام و الصادرة من المحاكم البتدائية‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لحكام الغيابية الصادرة من محاكم الستئناف و‬
‫القابلة للتعرض فقد نص عليها الفصل ‪ 352‬من ق‪.‬م‪.‬م و‬
‫مع أن القاعدة أن تخضع الحكام الغيابية للتعرض فإن‬
‫المشرع اوجد بعض الستثناءات على ذلك منها ما ينص به‬
‫الفصل ‪ 153‬من ق‪.‬م‪.‬م فقرته الثالثة إذ ل يطغن في‬
‫الوامر الستعجالية بالتعرض و منها كذلك ما ينص عليه‬
‫الفصل ‪ 378‬من نفس القانون حيث ل تقبل التعرض على‬
‫القرارات الغيابية الصادرة من المجلس العلى‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬إجراءات التعرض‪:‬‬
‫ينص الفصل ‪ 131‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪ ،‬يقدم التعرض و استدعاء‬
‫المدعي ألصلي للحضور بالجلسة طبقا للقواعد المنصوص‬
‫عليها في الفصول ‪.31،37،38،39‬‬
‫و ينص الفصل ‪ 130‬من نفس القانون‪.‬‬
‫يجب تنبيه الطرف في وثيقة التسليم إلى أنه بانقضاء‬
‫الجل المذكور يسقط حقه في التعرض‪.‬‬
‫يتبين من هذين النصين ان التعرض يقدم في شكل مقال‬
‫مكتوب موقع عليه من طرف المدعي أو كيله او في صورة‬
‫*‪* 4‬‬
‫تصريح يدلي به المدعي شخصيا أمام أحد أعوان كتابة‬
‫الضبط الذي يحرر به محضر يوقع عليه المدعي أو يشار‬
‫إلى عدم إمكانية التوقيع‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أثار التعرض‪:‬‬
‫ينص الفصل ‪ 132‬من قانون المسطرة المدنية المعمول‬
‫بظهير ‪ 10/09/1993‬على أنه‬
‫يوقف التعرض التنفيذ ما لم يؤمر بغير ذلك في الحكم‬
‫الغيابي و في هذه الحالة فإذا قدم المحكوم عليه بإيقاف‬
‫التنفيذ بثت غرفة المشورة مسبقا في طلب إيقاف التنفيذ‬
‫المفصل طبقا لمقتضيات الفصل ‪.147‬‬
‫فأهم اثر يتوقف على تقديم التعرض هو وقف تنفيذ‬
‫الحكم الغيابي الصادر من المحكمة التي فصلت في‬
‫الموضوع‬
‫‪ -2‬الستئناف‬
‫تعريف‪:‬‬
‫نظام التقاضي في المغرب هو نظام التقاضي على‬
‫درجتين و هذا يعني أن أكثر الدعاوى ترفع أول المر إلى‬
‫محكمة الدرجة ألولى‪ ،‬يتم تعرض من طرف الفريق‬
‫الخاسر بطريق الستئناف‪ ،‬على محكمة أعلى تسمى‬
‫محكمة الدرجة الثانية و ذلك قصد إصلح الخطأ الذي‬
‫ارتكبته محكمة الدرجة الولى‪.‬‬
‫أول‪:‬الحكام القابلة للستئناف‪:‬‬
‫كل حكم يفصل في الجوهر في القضايا المعروضة على‬
‫المحاكم البتدائية‪ ،‬و التي أوجب القانون صدور الحكم‬
‫بصورة غير انتهائية‪ ،‬يجوز الطعن فيه بطريق الستئناف‪.‬‬
‫و كذلك يجوز الطعن بطريق الستئناف في الحكام‬
‫الصادرة قبل الفصل في الجوهر في القضايا التي ثبت‬
‫المحكمة في جوهرها بصورة غير انتهائية شريطة أل يقع‬
‫الطعن في مثل هذه الحكام بصورة مستقلة و أوجب‬
‫ممارسته مع الطعن في الحكم الفاصل في الجوهر طبقا‬
‫للفصل ‪.........‬‬
‫ثانيا‪ :‬ميعاد الستئناف‪:‬‬
‫*‪* 5‬‬
‫حدد المشرع ميعاد الطعن في الحكام استئنافيا بمدة ‪30‬‬
‫يوما مع بعض الستثناءات القاضية بالمحاكم التجارية و‬
‫الوامر الستعجالية يبدأ ميعاد الستئناف بالنسبة للحكام‬
‫الحضورية أو العادية بمثابة الحضوري من تاريخ تبليغ الحكم‬
‫للشخص نفسه أو في موطنه الحقيقي أو المختار‪.‬‬
‫و إذا كان الحكم غيابيا فيبدأ المعاد من تاريخ انتهاء ميعاد‬
‫التعرض‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقديم الستئناف‪:‬‬
‫يقدم الستئناف بمقال تراعى فيه القواعد المقررة في‬
‫قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬منع الطلبات الجديدة في الستئناف‪:‬‬
‫من المباديء المسلم بها أن الطلبات الجديدة ل تقبل‬
‫في الستئناف و قد تصت المسطرة على هذا المبدأ في‬
‫المادة ‪.143‬‬
‫ل يمكن تقديم أي طلب جديد أثناء النظر في الستئناف‬
‫باستثناء طلب المقاصة أوكون الطلب الجديد ل يعدو أن‬
‫يكون دفاعا من الطلب الصلي‪.‬‬
‫ل يعد طلبا جديدا الطلب المترتب مباشرة من الطلب‬
‫الصلي و الذي ترمي إلى نفس الغايات رغم أنه أسس‬
‫على أسباب أو علل مختلفة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬إجراءات التحقيق المسطرية أمام محكمة‬
‫الستئناف‪:‬‬
‫تخضع إجراءات التحقيق المسطرية أمام محكمة‬
‫الستئناف للقواعد المنصوص عليها في قانون المسطرة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أثار الستئناف‪:‬‬
‫للستئناف أثران أثر موقف و اثر ناشر‪.‬‬
‫الثر الول ‪ :‬الستئناف يوقف التنفيذ‪.‬‬
‫يوقف الستئناف تنفيذ الحكم المطعون فيه ‪.‬‬
‫الثر الثاني‪ :‬ينشر الدعوى أمام المرجع الستئنافي‪.‬‬
‫إن المحكمة التي تنظر في الستئناف هي محكمة أساس‬
‫و تتمتع بجميع السلطات التي تتمتع بها محكمة الدرحة‬
‫الولى من حيث أن من حقها التدقيق في وقائع الدعوى و‬
‫*‪* 6‬‬
‫في المستندات كما أن من حقها القيام بسائر ما تراه‬
‫ضروريا من إجراءات التحقيق‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬الستئناف الفرعي او الستئناف التبعي‪:‬‬
‫قد يحصل أن تستجيب محكمة الدرجة الولى لقسم من‬
‫الطلبات التي تقدم بها أحد الخصوم فتحكم بها و ترد باقي‬
‫الطلبات‪ ،‬و كثيرا ما يقنع الخصم بما حكمت له به المحكمة‬
‫ليتخلص من النزاع والمخاصمة اعتقادا منه أن خصمه‬
‫يرضى كذلك بالحكم فيترك ميعاد الستئناف بنقضي دون‬
‫أن يستأنف الحكم وإذا خاب أمله و اخطا ظنه و تقدم‬
‫الخصم باستئناف الحكم و عاد بذلك للمنازعة‪ ،‬فإن القانون‬
‫يجيز عندئد للخصم الخر ان يستأنف الحكم نفسه استئنافا‬
‫فرعيا أو استئنافا تبعيا‪.‬‬
‫الحكام الخاصة التي يتميز بها الستئناف التبعي‪:‬‬
‫‪ (1‬ل يخضع الستئناف التبعي للشروط الشكلية المتطلبة‬
‫لقبول الستئناف الصلي‪.‬‬
‫‪ (2‬ل يخضع الستئناف التبعي لميعاد الستئناف الصلي‪.‬‬
‫‪ (3‬يجوز تقديم الستئناف التبعي من قبل المستأنف عليه‬
‫و لو كان هو الذي طلب تبليغ الحكم بدون تحفظ‪.‬‬
‫‪ (4‬ان الستئناف التبعي ممنوح للمستأنف عليه وحده‪.‬‬
‫‪ (5‬ليسمح الستئناف التبعي إل على المستأنف الصلي‬
‫دون غيره‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير عادية‪:‬‬
‫طرق الطعن غير العادية هي تعرض خارج عن الخصومة‬
‫و إعادة النظر‪،‬و الطعن بالنقض‪.‬‬
‫تعرض الخارج عن الخصومة‪:‬‬
‫تعريف‪:‬‬
‫تعرض الخارج عن الخصومة هو طريق غير عادي للطعن‬
‫في الحكام وضعه القانون في متناول كل شخص لم يكن‬
‫طرفا و ل ممثل في الدعوى يستطيع بمقتضاه أن يرفع اثر‬
‫الحكم الصادر فيها إذا كان الحكم المذكور يمس بحقوقه أو‬
‫يضر بمصالحه‪ ،‬فتعرض الخارج عن الخصومة هو إذن طعن‬
‫تقتصر ممارسته على الشخاص الذين لم يكونوا طرفا او‬
‫ممثلين في الدعوى التي صدر فيها الحكم المشكوك منه‪.‬‬
‫*‪* 7‬‬
‫أول‪ :‬الحكام القابلة للطعن بطريق تعرض الخارج‬
‫عن الخصومة‪:‬‬
‫ان تعرض الخارج عن الخصومة يرد على جميع الحكام‬
‫الفاصلة في نزاع سواء كانت هذه الحكام صادرة بالدرجة‬
‫الخيرة ام بالدرجة البتدائية حتى يمكن التعرض عليها رغم‬
‫قابليتها بالستئناف‪.‬‬
‫و يقبل أيضا تعرض الخارج عن الخصومة ضد الحكام‬
‫الصادرة بإعطاء الحكام الجنبية صيغة التنفيذ في المغرب‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحكام الصادرة من القضاء المستعجل فإن‬
‫المر مختلف فيه و لكن الرأي الراجع في الفقه و الجتهاد‬
‫يميل إلى القول بجواز التعرض على هذه الحكام‪،‬و ل سيما‬
‫ان الحكام المذكورة تقبل التنفيذ المعجل حكما‪،‬و قد يحصل‬
‫أن يمس بحقوق الغير‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحكام الصادرة في غرفة المشورة فمن‬
‫رأي البعض أنها على إطلقها تقبل تعرض الخارج عن‬
‫الخصومة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ميعاد تقديم تعرض الخارج عن الخصومة‪:‬‬
‫لم يشترط المشرع تقديم تعرض الخارج عن الخصومة‬
‫ضمن مدة معينة‪ ،‬وعليه يبقى للغير ذي المصلحة التعرض‬
‫على الحكم الذي أضر به في أي وقت شاء ما لم يكن صدر‬
‫عنه ما يفيد صراحة أو ضمنا إقراره للحكم و القبول مما‬
‫قضى به‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقديم تعرض الخارج عن الخصومة‪:‬‬
‫يقدم تعرض الخارج عن الخصومة بمقال افتتاحي تراعى‬
‫فيه القواعد الخاصة بمقالت افتتاح الدعوى إل أن هناك‬
‫شرطا إضافيا يجب توافره بقبول تعرض الخارج عن‬
‫الخصومة و هو أن يصحب هذا التعرض بتوصيل يثبت إيداع‬
‫المتعرض في كتابة الضبط المحكمة مبلغا يساوي الحد‬
‫القصى للغرامة التي يمكن الحكم بها على من يرفض‬
‫تعرضه‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬اثر تقديم تعرض الخارج عن الخصومة و أثر‬
‫الحكم الصادر نتيجة هذا التعرض‪:‬‬
‫*‪* 8‬‬
‫ل يترتب عن تقديم تعرض الخارج عن الخصومة أي أثر‬
‫موقف بالنسبة للحكم المتعرض عليه فهذا الحكم يبقى قابل‬
‫للتنفيذ ما لم تقرر المحكمة الناظرة في التعرض خلف ذلك‬
‫بناء على طلب المتعرض‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحكم الصادر نتيجة التعرض فالثار تختلف‬
‫حسبما يخفق المتعرض في تعرضه و يرد طعنه أو يظهر أن‬
‫المتعرض كان محقا في ادعاءاته و يقبل تعرضه‪.‬‬
‫‪ (1‬فماذا اخفق المتعرض عن تعرضه وردت المحكمة هذا‬
‫التعرض بقي الحكم المتعرض عليه قائما منتجا سائر أثاره و‬
‫أضحى له قوة الشيء المقضي به إزاء المتعرض نفسه‪.‬‬
‫‪ (2‬إذا ظهر الغير محقا في تعرضه فإن المحكمة تعدل‬
‫الحكم المتعرض عليه في حدود ما يمس حقوق هذا الغير‪.‬‬
‫‪(3‬لبد من الشارة إلى أن الحكم الصادر نتيجة تعرض‬
‫الخارج عن الخصومة يقبل طرق الطعن وفقا للقواعد‬
‫العامة‪.‬‬
‫إعادة النظر‪:‬‬
‫تعريف‪:‬‬
‫إعادة النظر طريق طعن غير عادي يستطيع أحد الخصوم‬
‫في الدعوى أن يسلكه في حالت معينة للطعن في الحكام‬
‫النتهائية غير القابلة للتعرض أو الستئناف و ذلك أمام نفس‬
‫المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه ابتغاء رجوع هذه‬
‫المحكمة عنه و القيام بالتحقيق في القضية من جديد تلفيا‬
‫لخطأ غير مقصود كان يشوب الحكم المطلوب إعادة النظر‬
‫فيه‪.‬‬
‫أول‪ :‬الحكام التي تقبل الطعن بإعادة النظر‪:‬‬
‫إن الحكام التي يمكن أن تكون موضوع طلب إعادة‬
‫النظر على الحكام التي ل تقبل الطعن بالتعرض أو‬
‫الستئناف‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬حالت الطعن بإعادة النظر‪:‬‬
‫إن المشرع المغربي أجاز إعادة النظر في الحالت‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ (1‬إذا بت القاضي فيما لم يطلب منه أو حكم بأكثر من‬
‫طلب أو إذا أغفل البت في إحدى الطلبات‪.‬‬
‫*‪* 9‬‬
‫‪ (2‬إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى‪.‬‬
‫‪ (3‬إذا بني الحكم على مستندات اعترف أو صرح بانها‬
‫مزورة بعد صدور حكم‪.‬‬
‫‪ (4‬إذا اكتشف بعد الحكم وثائق حاسمة كانت محتكرة‬
‫لدى الطرف الخر‪.‬‬
‫‪ (5‬إذا وجد تناقض عند إجراء نفس الحكم‪.‬‬
‫‪ (6‬إذا قضت نفس المحكمة بين نفس الطراف و استنادا‬
‫لنفس الوسائل بحكمين انتهائيين ومتناقضين‪.‬‬
‫‪ (7‬إذا لم يقع الدفاع بصفة صحيحة على حقوق إدارات‬
‫عمومية أو حقوق قاصرين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ميعاد الطعن بإعادة النظر‪:‬‬
‫ان أجل الطعن بإعادة النظر ثلثون يوما ابتداء من تاريخ‬
‫تبليغ الحكم المطعون فيه‪.‬‬
‫ميعاد الطعن بإعادة النظر محدد إذن مبدئيا بثلثين يوما و‬
‫لكن هناك حالت يطرأ توجب تمديد هذا الميعاد أو توقفه عن‬
‫السيران‪.‬‬
‫أول‪ :‬ميعاد الطعن يضاعف ثلث مرات و يصبح تسعين‬
‫يوما في حالة إذا ما كان الطراف ليس لهم موطن و ل محل‬
‫إقامة بالمغرب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ميعاد الطعن يوقف عن السير في حال وفاة ذي‬
‫المصلحة‪.‬‬
‫ميعاد الطعن يتوقف عن السير إذا وقع تغيير في أهلية‬
‫ذي مصلحة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تقديم طلب إعادة النظر‪:‬‬
‫تقدم طلب إعادة النظر بمقال تراعى فيه القواعد العامة‬
‫المتعلقة بمقالت افتتاح الدعوى‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اثر تقديم طلب إعادة النظر‪:‬‬
‫طلب إعادة النظر ل يترتب عليه أي أثر يوقف للحكم‬
‫المطعون فيه أي أن طلب إعادة النظر ل يوقف تنفيذ‬
‫الحكم‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أثر الحكم الفاصل في طلب إعادة النظر‪:‬‬
‫*‪* 10‬‬
‫إن الحكم الفاصل في طلب إعادة النظر تختلف أثاره‬
‫حسبما يخفف طالب النظر و يرد طلبه‪،‬و يتبين انه محق في‬
‫ادعائه و يقبل طلبه‪.‬‬
‫أول‪ :‬إذا اخفق طالب إعادة النظر و ردت المحكمة طلبه‬
‫حكمت عليه بالمصاريف و بالغرامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إما إذا أظهر طالب إعادة النظر محقا في ادعائه‬
‫فإن المحكمة تبطل الحكم المطعون فيه‪.‬‬
‫الطعن بالحكم الحاصل في طلب إعادة النظر‪:‬‬
‫إن الحكم الفاصل في طلب إعادة النظر يقبل التعرض‬
‫إذا صدر بالصورة الغيابية لما يقبل الطعن بالنقض إذا كان‬
‫مشوبا بعيب من العيوب التي تبرر هذا الطعن‪.‬‬
‫‪ (3‬النقض‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬الطعن بالنقض هو طريق غير عادي يهدف‬
‫عرض الحكم المطعون فيه على المجلس العلى قصد نقضه‬
‫لمخالفته أحكام القانون‪.‬‬
‫و المجلس العلى ل يشكل درجة ثالثة من درجات‬
‫المحاكم بحيث يجوز طرح النزاع في جوهره أمامه‪ ،‬بل ان‬
‫سلطة هذا المجلس تقتصر مبدئيا على البحث في موافقة‬
‫الحكم المطعون فيه للصول و القانون أو خروجه على‬
‫المباديء و النصوص القانونية‪.‬‬
‫أول‪ :‬الحكام القابلة للطعن بالنقض‪:‬‬
‫إن الحكام التي تقبل الطعن بالنقض هي الحكام التالية‪:‬‬
‫‪ (1‬الحكام الصادرة عن المحاكم الستئنافية بوصفها‬
‫مرجعا استئنافيا‪.‬‬
‫‪ (2‬الحكام الصادرة عن محاكم الستئناف بالدرجة الولى‬
‫و النتهائية فالحكام التي تصدرها محاكم الستئناف بعد‬
‫الطعن في انتخاب مجلس نقابة المحامين‪.‬‬
‫‪ (3‬الحكام الصادرة ابتدائيا و انتهائيا من المحاكم‬
‫البتدائية اما الحكام الصادرة عن حكام الجماعات و‬
‫المقاطعات فلالطعن حثما بالنقض لن المشرع اعتبر هذه‬
‫الحكام غير قابلة لي طعن عادي كان أو استثنائيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ميعاد الطعن بالنقض‪:‬‬
‫*‪* 11‬‬
‫ميعاد الطعن بالنقض بثلثين يوما من يوم تبليغ الحكم‬
‫المطعون فيه إلى الشخص نفسه أو في موطنه لحقيقي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬السباب الموجبة للنقض قد حددها المشرع في‬
‫الفصل من قانون المسطرة على الوجه التالي‪:‬‬
‫‪ -‬خرق القانون الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬خرق قاعدة مسطرية أضر الطراف‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الختصاص‬
‫‪ -‬النقض في استعمال السلطة‬
‫‪ -‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعدام‬
‫التعليل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الجراءات المسطرية أمام المجلس العلى‪:‬‬
‫‪ (1‬يرجع طلب النقض بمقال خطي يوقع عليه أحد المحامين‬
‫المقيدين بجدول إحدى نقابات المحامين بالمغرب شرط أن‬
‫يكون مقبول للترافع لدى المجلس العلى‪.‬‬
‫‪ (2‬تقديم مقال طلب النقض‪:‬‬
‫يقدم مقال طلب النقض لكتابة المحكمة التي أصدرت الحكم‬
‫المطعون فيه‪.‬‬
‫‪ (3‬يقوم الرئيس الول بمجرد تقديم طلب النقض بتسليم‬
‫الملف إلى رئيس الغرفة المختصة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الجراءات لدى القاضي المقرر‪:‬‬
‫أ‪ :‬في المذكرة التفصيلية‪:‬‬
‫إذا كان طالب النقض ق احتفظ في مقاله بحق تقديم مذكرة‬
‫تفصيلية‪،‬تعين عليه الدلء بهذه المذكرة خلل ثلثين يوما من‬
‫تاريخ تقديم المقال‪.‬‬
‫ب‪ :‬المذكرة الجوابية‪:‬‬
‫يجب على الخصوم أن يقدموا مذكرات جوابهم مع الوثائق‬
‫التي يعتزمون الستدلل بها في ظرف ثلثين يوما من تاريخ‬
‫التبليغ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬في الجراءات المستعجلة‪:‬‬
‫يتم تخفيض الجال المعطاة للخصوم من أجل تقديم‬
‫مذكراتهم و للنيابة العامة من أجل تقديم مستنتجاتها إلى‬
‫النصف فيما يخص الطعون المرفوعة ضد هذه الحكام التية‪:‬‬
‫*‪* 12‬‬
‫أول‪ :‬الحكام الصادرة في قضايا النفقة أو قضايا الحوال‬
‫الشخصية أو قضايا الحبسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحكام الصادرة في اللتزامات و القضايا الجتماعية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحكام الصادرة في الموضوع ضمن مسطرة القضاء‬
‫الستعجالي‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬جدول الجلسات‪:‬‬
‫يصدر رئيس الغرفة جدول كل جلسة من الجلسات و إذا‬
‫كانت القضية تستدعي البت من طرف عدة غرف مجتمعة‬
‫فإن الرئيس الول هو الذي يحدد الجدول‪.‬‬
‫تشكيل الهيئة القضائية للفصل في طلب النقض‪:‬‬
‫ل يكون الحكم صحيحا إل إذا كانت الغرفة مؤلفة من خمسة‬
‫قضاة كما تكون جلسات المجلس العلى علنية ما لم يقدر‬
‫المجلس عقدها بصورة سرية‪.‬‬
‫يصدر المجلس العلى أحكامه في جلسة علنية باسم جللة‬
‫الملك‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬اثر الطعن بالنقض‪:‬‬
‫لقد أيد المشرع المغربي قاعدة عدم ترتيب أي أثر‬
‫موقف على الطعن بالنقض أي أن رفع الدعوى إلى المجلس‬
‫العلى لتوقف التنفيذ إل في حالت معينة عددها المشرع‬
‫على سبيل الحصر‪.‬‬
‫و من بين الحالت الستثنائية التي يترتب فيها على‬
‫الطعن بالنقض وقف تنفيذ الحكم المطعون فيه فهي في‬
‫الحقل المدني الحالت التالية‪:‬‬
‫قضايا الحوال الشخصية‪.‬‬
‫دعوى الزور المتفرعة من دعوى مدنية‪.‬‬
‫القضايا الخاصة بالتحفيظ العقاري‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬و تجدر الشارة إلى أن القرارات الصادرة عن‬
‫المجلس العلى تنتج بعض الثار غير أن هذه الثار تختلف‬
‫بحسب طبيعة القرار‪ ،‬هل يرفض الطعن أو ينقض الحكم‬
‫المطعون فيه ‪.‬‬
‫ففي الحالة الولى التي يتم فيها الطعن رفض الطعن يصبح‬
‫الحكم المطعون فيه حائزا لقوة الشيء المقضي فيه ‪.‬‬
‫*‪* 13‬‬
‫أما في حالة نقض الحكم المطعون فيه فإن آثار قرار النقض‬
‫يختلف بحسب ما إذا كان النقض كليا أو جزئيا ‪.‬‬
‫فإذا كان النقض كليا فإن أثره ل ينحصر في السباب المبني‬
‫عليها الطعن و إنما يتعدى ذلك ليطال باقي أجزاء الحكم‬
‫المرتبط به‪.‬‬
‫أما إذا كان جزئيا فإن أثره ل ينسحب إل على السباب التي‬
‫أقيم عليها الطعن‪.‬‬

You might also like