Professional Documents
Culture Documents
الداري
دراسة لسس ومبادئ القضاء
الداري في العراق
الستاذ الدكتور
مازن ليلو راضي
1
)ربنا آتنا من
لدنك رحمة وهيئ
!مرنا
#ألنا من
( %
!دا
رش
صدق ال العظيم
الكهف 10
2
مقدمة عامة
4
الباب الول :مبدأ المشروعية.
الفصل الول :مصادر مبدأ المشروعية.
الفصل الثاني :موازنة مبدأ المشروعية.
الفصل الثالث :الرقابة على أعمال الدارة.
الباب الثاني :نشأة القضاء الداري وتنظيمه.
الفصل الول :نشأة القضاء الداري وتنظيمه في
فرنسا.
الفصل الثاني :نشأة القضاء الداري وتنظيمه
في مصر.
الفصل الثالث :نشأة القضاء الداري وتنظيمه
في العراق.
الباب الثالث :قضاء اللغاء.
الفصل الول :شروط قبول دعوى اللغاء.
الفصل الثاني :أوجه الطعن باللغاء.
الفصل الثالث :إجراءات رفع دعوى اللغاء والحكم
فيها.
5
الباب الول
مبـدأ الشروعيـة
مبـدأ الشروعيـة
-د .سليمان محمد الطماوي – القضاء الداري – الكتاب الول – قضاء اللغاء –
دار الفكر العربي – القاهرة – – 1996ص 35وما بعدها .
-د .رأفت فودة – مصادر المشروعية الدارية ومنحنياتها – دار النهضة العربية –
القاهرة – – 1995ص 9وما بعدها .
-د .عبد الغني بسيوني – القضاء الداري – منشأة المعارف – السكندرية –
– 1996ص .11
6
ولبد للدولة القانونية من مقومات وعناصر طبيعية
جوهرية ومن هذه العناصر:
.1وجود دستور يحدد النظام ويضع القواعد الساسية
لممارسة السلطة في الدولة ويبين العلقة بين
سلطاتها الثلث التشريعية والتنفيذية والقضائية.
.2خضوع الدارة للقانون :ويقتضي ذلك عدم جواز
إصدار الدارة أي عمل أو قرار أو أمر من دون
الرجوع لقانون وتنفيذا) لحكامه.
.3التقيد بمبدأ تدرج القواعد القانونية :ويستند ذلك
إلى أن القواعد القانونية تتدرج بمراتب متباينة
بحيث يسمو بعضها على البعض الخر.
.4تنظيم رقابة قضائية :لكي تكتمل عناصر الدولة
القانونية لبد من وجود تنظيم للرقابة القضائية
على أعمال مختلف السلطات فيها ،وتقوم بهذه
المهمة المحاكم على اختلف أنواعها سواء أكانت
عادية أم إدارية ،تبعا) لطبيعة النظام القضائي
المعمول به في الدولة كأن يكون نظام قضاء موحد
أم نظام القضاء المزدوج.
ويمثل القضاء الداري في الدول التي تعمل به ركيزة
أساسية في حماية المشروعية وضمان احترام حقوق
وحريات الفراد من جور وتعسف الدارة ،ويتسم هذا القضاء
بالخبرة والفاعلية في فض المنازعات التي تنشأ بين
الفراد والدارة لكونه ليس مجرد قضاء تطبيقي كالقضاء
المدني وإنما قضاء) إنشائيا) ل يتورع عن ابتداع الحلول
المناسبة لتنظيم علقة الدارة بالفراد في ظل القانون
العام.
-د .ماجد راغب الحلو – القضاء الداري – دار المطبوعات الجامعية بالسكندرية –
– 1995ص 10وما بعدها.
- Jean Rivero – Droit administrative précis Dalloz، 1970 – P 14 .
- Benot – Le droit administrative francais 1968 – P 77 .
7
8
الفصل الول
مصادر مبدأ المشروعية
المبحث الول
المصادر المكتوبة
9
جهاز السلطة التنفيذية تلتزم بقواعد الدستور ول يحق لها
مخالفته في أعمالها إذ أن ذلك يعرض أعمالها لللغاء
)(1
والتعويض عما تسببه من أضرار .
والقواعد الدستورية ل يقصد بها مجموعة القواعد
المكتوبة في وثيقة أو وثائق دستورية فحسب إذ من
الممكن أن تكون تلك القواعد غير مكتوبة في ظل دستور
عرفي يتمتع بسمو القواعد الدستورية المكتوبة ذاتها .
كذلك تتمتع إعلنات الحقوق وما تضمنته هذه
العلنات من حقوق وحريات للفراد بقوة النصوص
الدستورية فل يجوز مخالفتها .
10
اللوائح هي قرارات إدارية تنظيمية تصدرها السلطة
التنفيذية وهي واجبة الحترام من حيث أنها تمثل قواعد
قانونية عامة مجردة تلي القانون في مرتبتها في سلم
التدرج القانوني .
ومن ثم فإن هذه اللوائح أو النظمة هي بمثابة
تشريعات من الناحية الموضوعية لنها تتضمن قواعد
قانونية عامة مجردة تخاطب مجموع الفراد أو أفرادا)
معينين بصفاتهم ل ذواتهم ،إل أنها تعد قرارات إدارية من
الناحية الشكلية لصدورها من السلطة التنفيذية .
ويمكن تصنيف اللوائح إلى عدة أنواع هي:
.1اللوائح التنفيذية :وهي التي تصدرها الدارة
بغرض وضع القانون موضع التنفيذ ،وهي تتقيد
بالقانون وتتبعه ،ول تملك أن تعدل فيه أو تضف إليه
أو تعطل تنفيذه.
لوائح الضرورة :وهي اللوائح التي تصدرها .2
السلطة التنفيذية في غيبة البرلمان أو السلطة
التشريعية لمواجهة ظروف استثنائية عاجلة تهدد
أمن الدولة وسلمتها ،فتملك السلطة التنفيذية من
خللها أن تنظم أمور ينظمها القانون أصل) ويجب أن
تعرض هذه القرارات على السلطة التشريعية في
أقرب فرصة لقرارها.
.3اللوائح التنظيمية :وتسمى أيضا) اللوائح
المستقلة وهي اللوائح التي تتعدى تنفيذ القوانين
إلى تنظيم بعض المور التي لم يتطرق إليها
القانون فتقترب وظيفتها من التشريع .
.4لوائح الضبط :وهي تلك اللوائح التي تصدرها
الدارة بقصد المحافظة على النظام العام بعناصره
المختلفة ،المن العام والصحة العامة و السكينة
العامة ،وهي مهمة بالغة الهمية لتعلقها مباشرة
بحياة الفراد وتقيد حرياتهم لنها تتضمن أوامر
ونواهي وتوقع العقوبات على مخالفيها ،مثل لوائح
11
المرور وحماية الغذية والمشروبات والمحال العامة
.
.5اللوائح التفويضية :وهي اللوائح التي تصدرها
السلطة التنفيذية بتفويض من السلطة التشريعية
لتنظيم بعض المسائل الداخلة أصل) في نطاق
التشريع ويكون لهذه القرارات قوة القانون سواء
أصدرت في غيبة السلطة التشريعية أو في حالة
انعقادها .
المبحث الثاني
المصادر غير المكتوبة
تشمل المصادر غير المكتوبة للمشروعية على
المبادئ العامة للقانون والقضاء والعرف والدارة .
12
ومن المبادئ القانونية العامة التي استخلصها مجلس
الدولة الفرنسي وأضحت قواعدا) أساسية في القانون
الداري ونظام القانون العام :مبدأ سيادة القانون ،ومبدأ
عدم رجعية القرارات الدارية ،ومبدأ المساواة أمام المرافق
العامة ،ومبدأ المساواة أمام التكاليف العامة ،ومبدأ الحق
في التقاضي ،ومبدأ عدم المساس بالحقوق المكتسبة،
ونظرية الظروف الستثنائية .
والقضاء الداري بهذا المعنى ل يخلق المبادئ العامة
للقانون إنما يقتصر دوره على كشفها والتحقق من وجودها
في الضمير القانوني للمة ،ولذلك فمن الواجب على
الدارة والقضاء احترامها والتقييد بها باعتبارها قواعد ملزمة
شأنها في ذلك شأن القواعد المكتوبة .
13
المطلب الثاني :القضاء
الصل في وظيفة القاضي تطبيق القوانين والفصل
في المنازعات المعروضة أمامه ،وهو ملزم قانونا) بالفصل
في المنازعة الداخلة في اختصاصه و إل اعتبر منكرا)
للعدالة ،لذلك رسم المشرع للقاضي العادي السلوب
الذي يسلكه لفض المنازعة إذا لم يجد في القواعد
القانونية القائمة حل) للمنازعة .
الصل في وظيفة القاضي تطبيق القوانين والفصل في
المنازعات المعروضة أمامه ،وهو ملزم قانونا) بالفصل في
المنازعة الداخلة في اختصاصه وإل اعتبر منكرا) للعدالة ،
لذلك رسم المشرع للقاضي السلوب الذي يسلكه لفض
المنازعة إذا لم يجد في القواعد القانونية حل) للمنازعة .
وعلى ذلك ل يعد القضاء مصدرا) رسميا) للقانون لدوره
المتعلق بتطبيق النصوص التشريعية وتفسيرها وإزالة
غموضها وإزالة التعارض المحتمل بينها ،ول يتعدى
القاضي هذا المر ليصل إلى حد خلق قواعد قانونية خارج
)(1
نصوص التشريع .
إل أن الطبيعة الخاصة لقواعد القانون الداري من
حيث عدم تقنينه وظروف نشأته وتعدد مجالت نشاطه ،
أدى إلى أن يتجاوز القضاء الداري دور القضاء العادي
ليتماشى مع متطلبات الحياة الدارية فيعمد إلى خلق
مبادئ وأحكام القانون الداري ،فيصبح القضاء مصدر
رسمي للقانون الداري بل من أهم مصادرها الرسمية ،
ويتعدى دوره التشريع في كثير من الحيان .
وتتميز أحكام القضاء الداري بعدم خضوعها للقانون
المدني ،فالقاضي الداري إذا لم يجد في المبادئ
القانونية القائمة نصا) ينطبق على النزاع المعروض عليه
يتولى بنفسه إنشاء القواعد اللزمة لذلك دون أن يكون
مقيدا) بقواعد القانون المدني .
14
ومن جانب آخر أن أحكام القضاء العادي ذات حجية
نسبية تقتصر على أطراف النزاع وموضوعه ولهذا تحدد
قيمتها بوصفها مصدرا) تفسيرا) على النقيض من أحكام
القضاء الداري التي تتميز بكونها حجة على الكافة .
وفي ذلك يتبين أن للقضاء دورا) إنشائيا) كبيرا) في
مجال القانون الداري ومن ثم فهو يشكل مصدرا) رئيسيا)
من مصادر المشروعية .
أما بالنسبة للقضاء الداري فأن أحكامه تتميز بعدم
خضوعها للقانون المدني ،فالقاضي الداري إذا لم يجد في
المبادئ القانونية القائمة نصا) ينطبق على النزاع المعروض
عليه يتولى بنفسه إنشاء القواعد اللزمة لذلك دون أن
يكون مقيدا) بقواعد القانون المدني فهو قضاء إنشائي
يبتدع الحلول المناسبة التي تتفق وطبيعة روابط القانون
العام واحتياجات المرافق العامة ،ومقتضيات حسن سيرها
واستدامتها والتي تختلف في طبيعتها عن روابط القانون
الخاص .
ومن جانب آخر أن أحكام القضاء العادي ذات حجية
نسبية تقتصر على أطراف النزاع وموضوعه ولهذا تحدد
قيمتها بوصفها مصدرا) تفسيريا) على النقيض من أحكام
القضاء الداري التي تتميز بكونها حجة على الكافة .
15
ويأتي العرف الداري في مرتبة أدنى من مرتبة
القواعد القانونية المكتوبة مما يستلزم إل يخالف نصا) من
نصوص القانون ،فهو مصدر تكميلي للقانون يفسر ويكمل
ما نقص منه .
ويتبين من ذلك أن العرف الداري يتكون من عنصرين :
عنصر معنوي يتمثل في شعور الفراد والدارة بأن القاعدة
التي سلكتها في تصرفاتها أصبحت ملزمة قانونا) ،وعنصر
مادي يتمثل في العتياد على الخذ بتلك القاعدة بشكل
منتظم ومستمر بشرط أن يتبلور ذلك بمضي الزمن الكافي
لستقرارها .
ومع ذلك فأن التزام الدارة باحترام العرف ل يحرمها
من أمكان تعديله أو تغييره نهائيا) إذا اقتضت ذلك المصلحة
العامة ،فالدارة تملك تنظيم القاعدة التي يحكمها العرف
بيد أن قيام العرف الجديد يتطلب توفر العنصرين السابقين
)(1
فل يتكون بمجرد مخالفة الدارة للعرف المطبق .
أما إذا خالفت الدارة العرف في حالة فردية خاصة
دون أن تستهدف تعديله أو تغييره بدافع المصلحة العامة
فأن قرارها أو إجراءها المخالف للعرف يكون باطل) لمخالفته
)(2
مبدأ المشروعية .
ويلزم لوجود العرف الداري إل يخالف نصا) مكتوبا) ،فإذا
خالفت الدارة في مسلكها نصا) قانونيا) ،فل يجوز القول
بوجود عرف إداري أو التمسك به.
والعرف الداري يعد مصدرا) للقواعد القانونية في
المجال الداري إل أنه ل يجوز اللجوء إليه إل إذا لم يجد
القاضي الداري في نصوص القوانين واللوائح ما يمكن
تطبيقه لحل النزاع ،ويمكن القول بان دور العرف الداري
أقل أهمية في مجال القانون الداري منه في مجال
القانون الخاص ،على اعتبار أن تكوينه يتطلب فترة طويلة
-د .محمود حافظ – القضاء الداري – دار النهضة العربية – القاهرة – ص . 38 2
16
من الثبات والستقرار في حين تتطور أحكام القانون
الداري وتتغير باستمرار.
الفصل الثاني
موازنة مبدأ المشروعية
إذا كان احترام حقوق الفراد وحرياتهم يقتضي وجود
قواعد صارمة تمنع الدارة من العتداء على مبدأ
المشروعية ،فأن حسن سير المرافق العامة واستمرار أداء
الدارة وظيفتها يقتضيان منحها من الحرية ما يساعدها
في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب توخيا)
للمصلحة العامة .
لذلك اعترف المشرع والقضاء والفقه ببعض المتيازات
التي تملكها الدارة وتستهدف موازنة مبدأ المشروعية
وهي:
17
• السلطة التقديرية .
• الظروف الستثنائية .
• أعمال السيادة .
المبحـث الول
السلطة التقديريـة
تمارس الدارة نشاطها بأتباع أسلوبين :الول أن
تمارس اختصاصا) مقيدا) وفيه يحدد المشرع الشروط لتخاذ
قراراها مقدما) .مثلما هو الحال في ترقية موظف
بالقدمية فقط فإذا ما توفرت هذه القدمية فأن الدارة
مجبرة على التدخل وإصدار قرارها بالترقية.
والسلوب الثاني يتمثل بممارسة الدارة اختصاصا)
تقديريا) إذ يترك المشرع للدارة حرية اختيار وقت وأسلوب
التدخل في إصدار قراراتها تبعا) للظروف ومن دون أن تخضع
للرقابة .
فالمشرع يكتفي بوضع القاعدة العامة التي تتصف
بالمرونة تاركا) للدارة تقدير ملئمة التصرف ،شريطة أن
تتوخى الصالح العام في أي عمل تقوم به وأن ل تنحرف
عن هذه الغاية وإل كان عملها مشوبا) بعيب إساءة
)(1
استعمال السلطة .
إل أن حرية الدارة غير مطلقة في هذا المجال
فبالضافة إلى أنها مقيدة باستهداف قراراتها المصلحة
العامة تكون ملزمة بإتباع قواعد الختصاص والشكلية
المحددة قانونا) ،بينما تنصرف سلطتها التقديرية إلى سبب
القرار الداري وهو الحالة الواقعية والقانونية التي تبرر
-د .سعيد عبد المنعم الحكيم – الرقابة على أعمال الدارة في الشريعة 1
18
اتخاذ القرار والمحل وهو الثر القانوني المترتب عنه حال)
)(1
ومباشرة ،فهنا تتجلى سلطة الدارة التقديرية .
وقد منح المشرع للدارة هذه السلطة شعورا) منه
بأنها أقدر على اختيار الوسائل المناسبة للتدخل واتخاذ
القرار الملئم في ظروف معينة لنه مهما حاول ل يستطيع
أن يتصور جميع الحالت التي قد تطرأ في العمل الداري
ويرسم الحلول المناسبة لها ،فالسلطة التقديرية ضرورة
لحسن سير العملية الدارية وتحقيق غاياتها
21
- Wade H.W.R Administrative law –oxford –1977- P 630 .
-د .عبد القادر باينه – القضاء الداري السس العامة والتطور التاريخي – دار 3
19
والرأي الكثر قبول) في هذا المجال يذهب إلى أن
سلطة الدارة التقليدية ل تمنع من رقابة القضاء وإنما هي
التي تمنح الدارة مجال) واسعا) لتقدير الظروف الملئمة
لتخاذ قراراتها وهذه الحرية مقيدة بان ل تتضمن هذه
القرارات غلطا) بينا) أو انحرافا) بالسلطة ،وهي بذلك ل
تتعارض مع مبدأ المشروعية بقدر ما تخفف من اختصاصات
الدارة المقيدة .
المبحث الثاني
الظروف الستثنائية
20
مغاير لذلك الذي يوزن به في ظل الظروف العادية،
)(1
فيستلزم القضاء فيه أكبر من الجسامة .
وتستمد نظرية الظروف الستثنائية وجودها من
القضاء الداري ،غير أن المشرع قد تدخل مباشرة في
بعض الحالت لتحديد ما إذا كان الظرف استثنائيا) أم ل .
وهو يمارس ذلك بأتباع أسلوبين :الول :أن يستصدر
قوانين تنظم سلطات الدارة في الظروف الستثنائية بعد
وقوعها ،ويتسم هذا السلوب بحماية حقوق الفراد
وحرياتهم لنه يحرم السلطة التنفيذية من اللجوء إلى
سلطات الظروف الستثنائية إل بعد موافقة السلطة
التشريعية ،ويعيبه أن هناك من الظروف ما يقع بشكل
مفاجئ ل يحتمل استصدار تلك التشريعات بالجراءات
2
الطويلة المعتادة ( ) .
اما السلوب الثاني فيتمثل في اعداد تشريعات معدة
سلفا لمواجهة الظروف الستثنائية.ول يخفى ما لهذا
السلوب من عيوب تتمثل في احتمال إساءة الدارة
سلطتها في إعلن حالة الظروف الستثنائية في غير وقتها
والستفادة مما يمنحه لها المشرع من صلحيات في تقييد
حريات الفراد وحقوقهم .
وقد أخذ المشرع الفرنسي بالسلوب الخير إذ منحت
المادة السادسة عشر من دستور الجمهورية الخامسة
الصادر عام 1958رئيس الجمهورية الفرنسية سلطات
واسعة من أجل مواجهة الظروف الستثنائية .
وكذلك فعل المشرع االعراقي حيث حدد المشرع
العراقي هذه الحالت في قانون السلمة الوطنية رقم 4
لسنة 1965فيما يلي :
- 1اذا حدث خطر من غارة عدائية او اعلنت الحرب او
قامت حالة حرب او اية حالة تهدد بوقوعها .
-د .صبيح بشير مسكوني – القضاء الداري – في الجمهورية العربية الليبية – 2
21
- 2اذا حدث اضطراب خطير في المن العام اوتهديد
خطير له .
- 3اذا حدث وباء عام او كارثة عامة .
كذلك اصدر المشرع امر قانون الدفاع عن السلمة
الوطنية رقم ) (1لسنة 2004الذي خول رئيس الوزراء بعد
موافقة هيئة الرئاسة بالجماع اعلن حالة الطوارىء في
اية منطقة من العراق عند تعرض الشعب العراقي لخطر
حال جسيم يهدد الفراد في حياتهم ،وناشىء من حمله
مستمرة للعنف ،من أي عدد من الشخاص لمنع تشكيل
حكومة واسعة التمثيل في العراق او تعطيل المشاركة
السياسية السلمية لكل العراقيين او أي غرض اخر.
22
وللقضاء الداري دور مهم في الرقابة على احترام
الدارة لهذه الشروط وهو يميز هذه النظرية عن نظرية
أعمال السيادة التي تعد خروجا) على المشروعية ويمنع
القضاء من الرقابة على العمال الصادرة استنادا) إليها .
كما تتميز عن نظرية السلطة التقديرية للدارة التي يكون
دور القضاء في الرقابة عليها محدودا) بالمقارنة مع رقابته
على أعمال الدارة في الظروف الستثنائية .
فالقاضي في هذه الظروف يراقب نشاط الدارة ل
سيما من حيث أسباب قرارها الداري والغاية التي ترمي
إليها الدارة في اتخاذه ول يتجاوز في رقابته إلى العيوب
الخرى ،الختصاص والشكل والمحل وهو ما استقر عليه
)(1
القضاء الداري في العديد من الدول .
د .أحمد مدحت على – نظرية الظروف الستثنائية – القاهرة – – 1978ص -
. 19
د .محمود حافظ – المصدر السابق – ص . 44 -
د .سعيد عبد المنعم الحكيم – المصدر السابق – ص . 49 -
د .عبد القادر باينه – المصدر السابق – ص . 28 -
-د .عبد القادر باينه – المصدر السابق – ص . 28 1
23
المبحث الثالث
نظرية أعمال السيـادة
اختلف الفقه والقضاء في تعريف أعمال السيادة ،وهي
في حقيقتها قرارات إدارية تصدر عن السلطة التنفيذية
وتتميز بعدم خضوعها لرقابة القضاء سواء أكان باللغاء أو
بالتعويض (1) .
وهي بذلك تختلف عن نظريتي السلطة التقديرية
والظروف الستثنائية التي ل تعمل إل على توسيع سلطة
الدارة فهي تعد كما يذهب جانب من الفقه خروجا) صريحا)
على مبدأ المشروعية .
وقد نشأت أعمال السيادة في فرنسا عندما حاول مجلس
الدولة الفرنسي أن يحتفظ بوجوده في حقبة إعادة
الملكية إلى فرنسا عندما تخلى عن الرقابة على بعض
أعمال السلطة التنفيذية (2) .
11
- J.m.Auby – Droit Administratif, Paris 1967، P 55 .
-وفي ذلك ذهب الفقيه هوريو إلى أن أعمال السيادة من مظاهر السياسة 2
القضائية المرنة والحكيمة لمجلس الدولة الفرنسي لمواجهة الزمات التي كانت
تهدد كيانه وكادت تقوض اركانه ،فعلى أثر عودة الملكية في فرنسا عام 1814
عزمت الحكومة على إلغاء المجلس المذكور للتخلص من رقابته فلجأ إلى
التصالح مع الحكومة بأن تنازل عن بعض سلطاته في الرقابة على طائفة من
اعمال الحكومة مقابل الطمئنان إلى مصيره وضمان بقائه رقيبا jعلى سائر
العمال الدارية .ينظر :
-د .عبد الباقي نعمه عبد الله – نظرية أعمال السيادة في القانون المقارن –
مجلة القانون المقارن – -1977ص .33
-د .عبد الفتاح ساير داير – نظرية أعمال السيادة – رسالة دكتوراه – القاهرة –
– 1955ص . 33
24
المادة ) (4منه على أن )ليس للمحاكم أن تنظر في كل
ما يعتبر من أعمال السيادة( واخذ بالحكم ذاته قانون
التنظيم القضائي رقم 160لسنة 1979حيث نص في
مادته العاشرة على انه )ل ينظر القضاء في كل ما يعتبر
من أعمال السيادة(.
وعند صدور القانون رقم ) (106لسنة 1989وهو
قانون التعديل الثاني لقانون مجلس شورى الدولة رقم 65
لسنة 1979نص في مادته السابعة البند خامسا) على ما
يأتي )ل تختص محكمة القضاء الداري بالنظر في الطعون
المتعلقة بما يأتي :
- 1أعمال السيادة وتعتبر من أعمال السيادة المراسيم
والقرارات التي يصدرها رئيس الجمهورية( .ويبدو أن
المش{رع لم يكتف zبالنص على أعمال السيادة إبل اعتبر
المراسيم والقرارات التي يصدرها رئيس الجمهورية من
قبيل اعمال السيادة ول يخفى مالهذا التوجه من خطوره
على اعتبار ان اغلب مايصدر من رئيس الجمهورية هو
قرارات إدارية ليمكن تحصينها من رقابة القضاء واذا هذا
الوضع كان يجد من يبرره في دوله تتبع النظام الشمولي
في الحكم والداره فأن الصلحيات التي يمارسها رئيس
الجمهوريه والقرارات التي يصدرها في ظل دستور العراق
الحالي ليمكن اعتبارها بشكل من الشكال من قبيل
أعمال السيادة .مما يقتضي تعديل المادة السابعة البند
خامسا) والغاء هذا الستثناء من رقابة القضاء الداري .
وهو ما ينسجم مع توجه المشرع الدستوري العراقي في
الدستور الصادر عام 2005حيت ورد النص في الماده 97
)يحظر النص في القوانين على تحصين اي عمل او قرار
اداري من الطعن(.
ومع أن المشرع في العراق قد نص على وجود ما يسمى
بأعمال السيادة إل أنه آثر عدم وضع تعريف محدد لها على
غرار التشريعات الخرى ،وترك ذلك إلى القضاء والفقه،
ولشك أن ضرورة وضع معيار لتمييز أعمال السيادة عن
25
سائر أعمال الدارة يحظى بأهمية خاصة ،لن إطلق صفة
عمل السيادة على تصرف إداري معين يمنحه حصانة من
الرقابة القضائية .
ول يخفى ما لهذا المر من تهديد لحقوق الفراد
وحرياتهم ،وقد ظهر في سبيل هذا التمييز ثلثة معايير
نبينها فيما يلي :
26
المطلب الثاني :معيار طبيعة العمل
نتيجة لما وجه إلى معيار الباعث السياسي من نقد
لجأ الفقه والقضاء إلى اعتماد طبيعة العمل ومفهومه
لتمييز عمل السيادة عن أعمال الدارة الخرى .وفي
سبيل ذلك ظهرت ثلثة اتجاهات :
-1التجاه الول:
ذهب التجاه الول إلى التمييز بين العمل الداري
والعمل الحكومي إذ عد العمل حكوميا) إذا قصد به تحقيق
مصلحة الجماعة السياسية كلها والسهر على احترام
دستورها ،وسير هيئاتها العامة والشراف على علقاتها
مع الدول الجنبية وعلى أمنها الداخلي ،وهذا النوع من
العمال يندرج في ضمن أعمال السيادة ويمتنع عن رقابة
القضاء ،أما النوع الخر الذي يتعلق بالتطبيق اليومي
للقوانين والشراف على علقات الفراد بالدارة المركزية أو
المحلية ،وعلقات الهيئات الدارية ،بعضها بالبعض الخر
فيندرج في ضمن أعمال الدارة العتيادية التي تخضع
لرقابة القضاء (1) .وفي هذا التمييز يذهب الفقيه " هوريو
" إلى أن المهمة الحكومية تنحصر في وضع الحلول
للمور الستثنائية والسهر على تحقيق مصالح الدولة
الرئيسية أما الوظيفة الدارية فتتركز في تسيير المصالح
)(2
الجارية للجمهور .
-2التجاه الثاني:
ذهب هذا التجاه إلى أن أعمال السيادة أو الحكومة
هي العمال التي تستند إلى نصوص دستورية أما
العمال الدارية فتستند إلى نص تشريعي عادي أو
-د .سليمان محمد الطماوي – القضاء الداري – المصدر السابق – ص . 331 1
2
- Vedel G. Droit administrative. P.U.F Paris 1954 P 305 .
27
قرارات تنظيمية (1) .ول يخفى ما لهذا التجاه من خطورة لنه
يمنح الدارة فرصة استغلل الدستور لدخال الكثير من
أعمالها في ضمن مجال أعمال السيادة ل سيما أن
الدستور يتضمن أمورا) هي في الغالب ذات طبيعة إدارية
بحتة كالنصوص الخاصة بتعيين بعض الموظفين في حين
تخرج بعض العمال من نطاق أعمال السيادة برغم
طبيعتها الحكومية ل لشيء إل لن الدستور لم ينص عليها
صراحة.
-3التجاه الثالث:
نتيجة لعجز التجاهين السابقين عن التمييز بين أعمال
الحكومة والعمال الدارية الخرى اتجه الفقه نحو أسلوب
يقوم على تعريف أعمال الحكومة بأنها تلك العمال التي
تصدر عن السلطة التنفيذية بخصوص علقاتها بسلطة
أخرى كالسلطة التشريعية أو سلطة دولة أخرى ل تخضع
أعمالها لمراقبة القضاء .وقد أبز هذا المعيار مفوض الدولة
" سيلييه " Celierويعتمد رأيه على أساس أن العمال
الحكومة ل تخضع لرقابة القضاء الداري بوصف القاضي
الداري قاضي السلطة التنفيذية ،ولما كانت السلطة
التقديرية ل تخضع لرقابته ،فإن أي قرار صادر عن السلطة
التنفيذية ويمتد أثره إلى السلطة التشريعية يخرج عن
رقابة القضاء .ومن جانب أخر يتصف القاضي الداري بأنه
قاضي وطني ل دولي ومن غير المعقول أن تمتد رقابته
لتشمل سلطة دولية وعلى ذلك فأن القرارات الصادرة عن
السلطة التنفيذية بصدد علقاتها مع سلطة أجنبية تخرج
)(2
عن رقابة القضاء الداري أيضا).
وأيا) كان التجاه فأن التمييز بين أعمال الحكومة
وأعمال الدارة العادية بقى غير معتد به ويفتقر إلى
-د .فاروق أحمد خماس ،محمد عبد الله الدليمي – الوجيز في النظرية العامة 2
28
أساس قانوني واضح مما دفع بالفقه إلى البحث عن معيار
آخر يقوم على أساس حصر أعمال السيادة وهو المعيار
الشائع في الوقت الحاضر .
21
- C.E. 2 mars 1962، Rubin de servens .
- C.E 19 Oct 1962، Brocas، Precite .
29
ثانيا) -العمال المتصلة بالعلقات الدولية
والدبلوماسية:
فقد عد مجلس الدولة من قبيل أعمال السيادة
القرارات المتعلقة بحماية ممتلكات الفرنسيين في الخارج
) ،(1ورفض عرض النزاع على محكمة العدل الدولية )،(2
وكذلك العمال المتعلقة بالمعاهدات والتفاقيات الدولية .
)(3
12
- C.E 2 mars 1966, Dame Cramencel.
23
- C.E 9 Janu 1952 Geny Rec 79 .
-استقر القضاء الداري الفرنسي على استثناء التدابير القابلة للنفصال 3
30
التخفيف من أثر أعمال السيادة فقرر إمكان التعويض
عنها .
فقد قرر المجلس بتاريخ 30/3/1966بأن الضرار
الناجمة عن حوادث توصف بأنها حوادث الحرب تفتح
للمضرور حقا) في التعويض تتحمله الدولة استنادا) إلى
نصوص لها قوة القانون (1) .
)( أورده محمود خلف حسين ،الحماية القانونية للفراد في مواجهة أعمال الدارة في 2
العراق ،دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية القانون ،جامعة بغداد،1986 ،
ص .184
31
الفصل الثالث
الرقابة على أعمال الدارة
ممــا لشــك فيــه أن الدارة فــي قيامهــا بــأداء وظيفتهــا
تملـك أن تتقـص مـن بعـض حقـوق الفـراد وحريـاتهم ،وحقهـا
هـــذا ل يمكـــن تركـــه دون ضـــابط يرســـم الحـــدود الـــتي ل
تتجاوزها مما يعرض تصرفاتها للبطلن .
ويفـرض هـذا المبـدأ وجـود وسـائل وأجهـزة تراقـب عمـل
الدارة ،وتختلــف هــذه الجهــزة بــاختلف الدولــة والنظــم
القانونيــة المتبعــة فيهــا إل أن المســتقر فــي اغلــب الــدول
وجــود أربعــة طــرق يضــمن مــن خللهــا الفــراد مشــروعية
أعمال الدارة في مواجهتهم وهي:
• الرقابة السياسية.
• الرقابة الدارية .
• رقابة الهيئات المستقلة.
• الرقابة القضائية .
32
المبحث الول
الرقابة السياسية
33
غالبا) ما كشفت عن بعض التجاوزات من موظفي الدارة
العامة.
غير إن هذا الطريق من طرق الرقابة ل يتسع تأثيره إل
في الدول التي تكفل حرية التعبير عن طريق الرأي العام و
التي يبلغ فيها الرأي العام من النضج ما يؤهله القيام
بواجب الرقابة وعدم الخضوع لمصالح فئات معينة تسخر
الرادة الشعبية و الرأي العام لتحقيق أهدافها و مصالحها
الخاصة فتفقد بذلك حقيقة تعبيرها عن المصلحة العامة .
ويشترك في تكوين الرأي العام مختلف الهيئات
والتنظيمات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني
والحزاب عن طريق طرح افكارها والدعوة اليها في مختلف
الوسائل التي تؤدي الصحافة والوسائل السمعية
والبصرية دورا) كبيرا) في نشرها وتعبئة الجماهير وتوجيههم
من خللها.
-1مؤسسات المجتمع المدني
برز مفهوم المجتمع المدني في اطار افكار ورؤى
بعض المفكرين والفلسفة خلل القرنين السابع عشر
والثامن عشر والتي تعتمد افكارهم اساسا) على ان
النسان يستمد حقوقه من الطبيعة ل من قانون يضعه
البشر وهذه الحقوق لصيقة به تثبت بمجرد ولدته .وان
المجتمع المتكون من اتفاق المواطنين قد ارتأى طواعية
الخروج من الحالة الطبيعية ليكون حكومة نتيجة عقد
اجتماعي اختلفوا في تحديد اطرافه.
والمفهوم المستقر للمجتمع المدني يقوم على
اساس انه مجموعة المؤسسات والفعاليات والنشطة
التي تحتل مركزا) وسطيا) بين العائلة باعتبارها الوحدة
الساسية التي ينهض عليها البنيان الجتماعي والنظام
القيمي في المجتمع من ناحية والدولة ومؤسساتها
واجهزتها ذات الصبغة الرسمية من جهة اخرى).(1
)(-د .عبد الحميد اسماعيل النصاري ،نحو مفهوم عربي اسلمي للمجتمع 1
34
وبهذا المعنى فان منظمات المجتمع المدني تساهم
بدور مهم في ضمان احترام الدستور وحماية حقوق الفراد
وحرياتهم وتمثل السلوب المثل في احداث التغيير
السلمي والتفاهم الوطني مع السلطة في سبيل تعزيز
الديمقراطية وتنشئة الفراد على اصولها وآلياتها .فهي
الكفيلة بالرتقاء بالفرد وبث الوعي فيه وتعبئة الجهود
الفردية والجماعية للتأثير في السياسات العامة وتعميق
مفهوم احترام الدستور وسيادة القانون.
ومن الجدير بالذكر ان العراق قد اهمل دور هذه
المؤسسات في وقت سيطرت فيه السلطة التنفيذية على
السلطتين التشريعية والقضائية اعتبارا) من تأسيس الدولة
العراقية وصدور القانون الساسي العراقي عام 1925
رغم ما منحه هذا الدستور من ضمانات في تأسيسها.
ومن ذلك ما ورد في نص المادة ) (26من القانون
الساسي التي منحت الملك حق تقييد الحريات بمراسيم
اثناء عطلة البرلمان او فضه او حله وكان .لسيما
المرسوم رقم ) (19الصادر في ايلول عام 1954الذي الغت
فيه الحكومة كافة الجمعيات والنوادي ودور التمثيل
المجازة في العراق في ذلك الوقت والذي بلغ عددها )
(468جمعية وناد في كافة انحاء العراق .
واستمر الوضع على ما هو عليه في ظل النظام
الجمهوري رغم ما تحويه الدساتير الجمهورية من ضمانات
تأسيس هذه المؤسسات .غير إنه وبعد سقوط النظام
الدكتاتوري عام 2003دخل العراق مرحلة جديدة انتشرت
فيه مؤسسات المجتمع المدني غير ان انتشارها لم
ينعكس بقوة على المجال السياسي ولعل ذلك عائدا) الى
عدم النضج والوعي اللزمين لدارتها.
فقد اورد دستور جمهورية العراق الحالي في المادة )
(39منه )):اول) -:حرية تأسيس الجمعيات والحزاب
السياسية او النضمام اليها مكفولة وينظم ذلك القانون.
35
ثانيا) -:ل يجوز اجبار احد على النضمام الى أي حزب او
جمعية او جهة سياسية او اجباره على الستمرار في
العضوية فيها ((.
-2وسائل العلم.
تلعب وسائل العلم دورا) سياسيا) مهما) يساهم في
تعبئة الرأي العام الشعبي من خلل كتابات واقوال
المفكرين والصحف والفضائيات المرأية والمسموعة
والجتماعات والندوات التي تساهم في اطلع الجماهير
على المشاكل الكثر إلحاحا) والتي يتعرض لها المجتمع
وتكون مراقب جماعي لصالح الشعب من خلل انتقاد
سياسات الحكام وكشف فضائحهم وفسادهم وانتهاكهم
لسيادة القانون.
-3الحزاب السياسية.
من اساسيات العمل الديمقراطي ان تسعى الحزاب
السياسية الى تحقيق التصال الجماهيري .فالدور
الساسي الذي تقوم به الحزاب السياسية هو السعي
للحصول على تأييد الفراد لبرامجها السياسية والقتصادية
والجتماعية التي تعد بتنفيذها اذا ما وصلت الى السلطة
عبر النتخاب .وحتى تحقيق ذلك تبقى الحزاب مراقبة
لعمل الداره لضمان احترامها للدستور وسيادة القانون.
ومن الجدير بالذكر ان هذه الفرصة لم تتح للحزاب
السياسية في العراق فقد ضمن القانون الساسي
العراقي لعام 1925التعددية السياسية والتداول السلمي
للسلطة ولم تكن الحزاب السياسية باحسن حال) في ظل
النظام الجمهوري رغم ما حققته ثورة الرابع عشر من تموز
عام 1958من منجزات عن طريق منح الحزاب السياسية
حرية العمل وتشكيل حكومة ائتلفية ضمت كافة الحزاب
الوطنية القائمة.
اذ ان الواقع العملي لطبيعة النظام السياسي في
العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى عام 2003يخلو
36
من ضمانة وجود احزاب سياسية قوية ومعارضة ،قادرة
على مراقبة السلطة وردها الى الصواب اذا ما انحرفت
عنه احتراما) للدستور وحقوق وحريات الفراد.
37
توجيه استجواب الى رئيس مجلس الوزراء او الوزراء،
38
الرقابة (1).كما ان عدم نضج الوعي السياسي لدى اعضاء
المبحث الثاني
الرقابة الدارية
الرقابة الدارية تتمثل في الرقابة الذاتية التي تقوم
بها الدارة على تصرفاتها للبحث في مشروعيتها وملءمتها
فهي رقابة مشروعية من حيث موافقتها للقانون بمعناه
العام ورقابة ملئمة من حيث تناسبها مع الهدف الذي
تسعى الدارة إلى تحقيقه .
وتبدو أهمية هذا النوع من الرقابة في إتاحة الفرصة
للدارة التي تصدر قرارا) خاطئا) أن تعيد النظر في قراراها
فتصححه تعديل) أو إلغاء) أو تبديل) ،وفي ذلك حفظ لكرامة
الدارة عندما تكتشف عدم مشروعية تصرفها أو عدم
ملئمته بالضافة إلى أن هذا النوع من الرقابة مجاني ول
)(2
يتطلب أي رسوم أو مصاريف .
وهذه الرقابة أما أن تتم بشكل تلقائي وأما عن طريق
تظلم ذوي الشأن .
-ينظر : 1
. 77
39
المطلب الول :الرقابة التلقائية
يتحقــق هــذا النــوع مــن الرقابــة الداريــة عنــدما تقــوم
الدارة تلقائيـا) ببحـث ومراجعـة تصـرفاتها لفحـص مشـروعيتها
ومــدى موافقتهــا للقــانون وملئمتهــا للهــدف المرجــو منهــا،
فتعمـد إلـى تصـحيح تصـرفاتها إلغـاء) أو تعـديل) وقـد يمـارس
هـذه الرقابـة الموظـف أو الجهـة الـتي أصـدرت القـرار ،وقـد
يمارسها الرئيس الداري بما له من سلطة رئاسية عليه ،أو
الهيئة المركزيــة بمــا لهــا مــن وصــايا إداريــة علــى الهيئات
اللمركزية .
وقد تتم هذه الرقابة بناء) على تقارير لجنة أو هيئة
إدارية أخرى مهمتها مراقبة أعمال الدارة فتعمل على
إلغاء قراراتها غير المشروعة أو إبلغ الرئيس الداري بما
يتكشف لها من مخالفات قانونية ليتخذ الجراء المناسب
)(1
بخصوصها .
40
بعد ذلك بفحص التظلم للتأكد من مدى مشروعيته واتخاذ
)(1
الجراءات اللزمة لتفادي ما شابه من عيوب.
ثانيا) -التظلم الرئاسي :وهذا التظلم يقدم من
صاحب المصلحة إلى رئيس من صدر عنه القرار محل
التظلم وقد يلجأ صاحب الشأن إلى هذا النوع من التظلم
بعد استنفاذ طريق التظلم الولئي إذا ما أصرت الجهة التي
أصدرت القرار على رأيها ورفضت تظلمه.
ثالثــــا) -التظلــــم المــــوجه إلــــى لجنــــة
متخصصة:
يشـترط المشـرع فـي بعـض الحيـان أن يقـدم التظلـم
إلـى لجنـة إداريـة خاصـة يتـم تشـكيلها وفـق شـروط معينـة
ينــاط بهــا النظــر فــي مــدى مشــروعية وملئمــة القــرارات
الصادرة عن الدارة والتي يتم التظلم منها .
وتفصل هذه اللجان في التظلمات المقدمة إلها من
دون الرجوع إلى الرئيس الداري وغالبا) ما ينتهي تطور
هذه اللجان إلى انتقالها نحو الرقابة القضائية كما هو
الشأن في مجلس الدولة الفرنسي .
وأيا) كانت صورة الرقابة الدارية فهي ليست كافية
لضمان مشروعية تصرفات الدارة في مواجهة الفراد إذ
أنها تفتقر إلى الستقلل والحياد فهي تجمع صفتي
الخصم والحكم ول يأمن جانبها من هذه الجهة برغم ما
تتميز به هذه الرقابة من يسر إجراءاتها وقلة تكاليفها
بالمقارنة مع الرقابة القضائية .
المبحث الثالث
رقابة الهيئات المستقلة
-د .سامي جمال الدين – المصدر السابق – ص . 205 1
41
مــن الوســائل الجديــدة الــتي اعتمــدتها بعــض الــدول
للرقابـة علـى أعمـال الدارة ،اسـتحداث هيئات مسـتقلة عـن
السـلطتين التشـريعية والتنفيذيـة لتمـارس وظيفـة الرقابـة
على تصـرفات الدارة والبحث في مدى موافقتها للقانون .
ونبحـث فيمـا يـأتي نمـاذج مـن هـذه الهيئات الـتي اعتمـدتها
بعض الدول ).(1
-د .مازن ليلو راضي ،نظام المبودسمان أو المفوض البرلماني ضمانه لحقوق 1
،23ص . 61
-د .ليلى تكل ،المبودسمان ،مكتبة النجلو المصرية ،1991 ،ص .1 3
42
إلي وجوب اتباع أسلوب معين في عملها لتتدارك أخطائها،
وله استجواب أي موظف في هذا الشأن وله إقامة الدعوى
علـى المـوظفين المقصـرين فـي أداء واجبـاتهم ومطـالبتهم
بالتعويــــض لمـــن لحقـــه ضـــرر مـــن جـــراء التصـــرف غيـــر
)(1
المشروع.
هـذا ويقـدم المبودسـمان تقريـرا) سـنويا) إلـي البرلمـان
يتضمن ما قام به من أعمال خلل تلك السنة.
وبالنظر للنجاح الكبير لهذا النظام فقد أخذت العديد من
الدول بأنظمة مشابهة له كما حصل في فنلندا التي أخذت
بـه عـام 1919ثـم الـدانمارك بمقتضـى دسـتورها لعـام 1953
وتم انتخاب أول امبودسمان فيها عام 1955كذلك أخذت به
نيوزلنـدا والنرويـج عـام 1962والمملكـة المتحـدة وكنـدا عـام
.1967
-د .محمد انس قاسم ،نظام المبودسمان السويدي مقارنا jبناظر المظالم 1
43
ويتمتـع الوسـيط باسـتقلل تـام فل يتلقـى أيـة تعليمـات
مـن أيـة سـلطة ول يمكـن إلقـاء القبـض عليـه أو ملحقتـه أو
تـوقيفه أو حجـزه بسـبب أعمـال وظيفتـه أو الراء الـتي يـدلي
بهــا ويلــتزم الوســيط بــان يقــدم تقريــرا) ســنويا) مفص ـل) عــن
نشـــاطه فـــي الســـنة الســـابقة إلـــي رئيـــس الجمهوريـــة
والبرلمان ).(1
ويملـك الوسـيط حـق تـوجيه الدارة إلـي مـا هـو كفيـل
بتحقيـق أهـدافها ،وتسـهيل حـل الموضـوعات محـل للنـزاع
وتـوجيه الدارة إلـي اتبـاع أسـلوب معيـن فـي العمـل ويحـدد
الوســيط مـدة معينـة تجيـب الدارة علـى هـذا التـوجيه فـإذا
امتنعـت عـن الجابـة أو رفضـت الـرأي المقـترح برفـع الوسـيط
تقريرا) بذلك إلي رئيس الجمهورية
هــذا وقــد أوجــب القــانون الفرنســي علــى المــواطنين
الجابة على أسئلة واستفسارات الوسيط وله في ذلك أن
يطلب من الوزراء تسليم المستندات والملفات التي تخـص
الموضـوعات الـتي بحثهـا ول يجـوز لـه المتنـاع عـن ذلـك وان
كـانت الملفـات سـريه إل إذا تعلـق المـر بالـدفاع الـوطني أو
المصالح السياسية العليا ).(2
ويخــرج عــن اختصــاص الوســيط وفــق نــص المــادة ""8
مــن قــانون ســنة 1973الرقابــة علــى أعمــال الدارة فيمــا
يتعلــق بالمنازعــات ذات الطــابع الــوظيفي بســبب إناطــة
الفصــل بهــا إلــي مجلــس الدولــة ،وحســبه كفيل) بتــوفير
الحماية اللزمة للموظفين .
وللهميـة الـتي يتمتـع بهـا هـذا النظـام نجـد انـه كـان قـد
تلقى فـي عام 1974حـوالي 1659شكوى بينما وصل عدد
-استاذنا الدكتور علي محمد بدير – الوسيط في النظام القانوني الفرنسي 3
لحماية الفراد مجلة العلوم القانونية ،كلية القانون – جامعة بغداد ،المجلد 11ع
،1996 ،2ص . 86
-د .عبد القادر باينه ،المصدر السابق ،ص . 44 1
44
الشـكاوى الـتي تلقاهـا عـام 1991إلـي مـا يقـارب مـن 3000
شكوى بحسب آخر الحصاءات ).(1
-د .حاتم علي لبيب ،نظام المفوض البرلماني في اوربا ،مجلة مصر المعاصرة 3
،1971ص . 9
45
المطلب الرابع :تقدير رقابة الهيئات
المستقلة
تتمتـع هـذه النظـم بخصـائص تميزهـا عـن سـائر وسـائل
الرقابـة ،فهـي علـى عكـس الرقابـة القضـائية ل تتطلـب أي
رسـوم أو مصـاريف ،كمـا تتمتـع بصـفة السـرعة الـتي تفتقـر
إليها الرقابة القضائية .
بالضـافة إلـي عـدم أشـترطها أيـة شـكلية فـي تقـديم
الشــكاوى كـذلك ل يشـترط فـي الشـكاوى تـوفر المصــلحة
لمقـدمها علـى نقيـض النـزاع القضـائي .ولـو أن بعـض النظـم
ذهـب إلـي اشـتراط ذلـك بعـد ازديـاد عـدد الشـكاوى المقدمـة
إليها .
وغالبـا) مـا تراقـب هـذه الهيئات موضـوع ملئمـة قـرارات
الدارة في مواجهة الفراد وتستمد سلطتها تلك من مبادئ
العدالــة والقيــم العليــا فــي المجتمــع وروح القــانون .فض ـل)
عـن إسـهامها فـي اقـتراح وتعـديل التشـريعات وفـق مـا يلئم
التطبيق السليم لها بما يحقق الحفاظ على حقوق وحريات
المواطنين.
وممـا يؤخذ علـى هذه الهيئات أنهـا ليسـت ملزمـة باتخـاذ
إجـراء معيـن فـي الشـكوى المقدمـة إليهـا مـن جهـة ول تتمتـع
بسـلطة إصـدار قـرارات ملزمـة للدارة مـن جهـة أخـرى فهـو
يوجهها إلي اتباع أسلوب معين في تعاملها مع الفراد ومن
خلل ذلـك يطلـب تعـديل أو إلغـاء أو تبـديل قراراتهـا ،فسـلطته
أدبية في هذا الشأن ).(1
-من النظم المشابهة التي اهتمت بالحفاظ على حقوق الفراد وحرياتهم في 1
التاريخ لسلمي )نظام الحسبه( القائم على مبدأين هما المر بالمعروف والنهي
عن المنكر وقد يمارس هذا النظام المسلم بنفسه كما يملك ولي المر ان يعين
من يتوله انطلقا jمن قوله تعالى “ ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” اليه 104آل عمران .ال
ان ولية المحتسب تختلف عن النظم السابقة في ان المحتسب ل يفصل ال في
المور الظاهرة من غير ادلة فل يمارس حق الستجواب أو سماع الشهود .
للمزيد ينظر .:د .سعيد عبد المنعم الحكيم ،الرقابة على اعمال الدارة في
الشريعة السلمية والنظم الوضعيى ص . 71و ابي الحسن الماوردي :الحكام
السلطانية ،الطبعة الثانية . 1966
46
ويبــدو ان المشــرع الدســتوري العراقــي قــد اخــذ لول
مـرة بهـذا السـلوب مـن الرقابـة فقـد ورد فـي نـص المـادة )
(102منــــه ))تعـــد المفوضـــية العليـــا لحقـــوق النســـان
والمفوضــية العليــا المســتقلة للنتخابــات ،وهيئة النزاهــة
هيئات مســتقلة ،تخضــع لرقابــة مجلــس النــواب ،وتنظــم
اعمالها بقانون ((.
و ل يســعنا إل ان نرجــو ان تعــوض هــذه الهيئات فــي
اختصاصـها السـتثناءات الخطيـرة الـتي شـابت وليـة القضـاء
علـى اعمـال الدارة والعيـوب الكـثيرة الـتي اكتنفـت الرقابـة
البرلمانيـة اذ ان النسـان العراقـي بحاجـة الـى المزيـد مـن
الحمايـــة وان فـــي اســـتحداث المفوضـــية العليـــا لحقـــوق
النسـان الـى جـانب هيئة النزاهـة الضـمانة الكيـدة لتـوفير
ذلك.
المبحث الرابع
الرقابـــة القضائيـــة
تعـد رقابـة القضـاء علـى أعمـال الدارة أهـم وأجـدى صـور
الرقابـة و اكثرهـا ضـمانا) لحقـوق الفـراد وحريـاتهم لمـا تتميـز
بــه الرقابــة القضــائية مــن اســتقلل وحيــاد .ومــا تتمتــع بــه
أحكــام القضــاء مــن قــوة وحجيــة يلــتزم الجميــع بتنفيــذها
واحترامهـــا بمـــا فـــي ذلـــك الدارة .وإل تعـــرض المخـــالف
للمسألة .
ومـن المسـتقر وجـود نـوعين مـن نظـم الرقابـة القضـائية
علـى أعمـال الدارة ل يميـز النـوع الول بيـن الفـراد والدارة
فـي مراقبـة تصـرفاتهم ويخضـعهم لنظـام قضـائي واحـد هـو
القضـاء العـادي ،ويسـمى بنظـام القضـاء الموحـد .أمـا الثـاني
فيســمى نظــام القضــاء المــزدوج ويتــم فيــه التمييــز بيــن
47
منازعــات الفــراد ويختــص بهــا القضــاء العــادي والمنازعــات
الدارية وتخضـع لقضاء متخصص هو القضاء الداري .
48
المطلب الثاني :نظام القضاء المزدوج
يقـوم هـذا النظـام علـى أسـاس وجـود جهـتين قضـائيتين
مســتقلتين ،جهــة القضــاء العــادي وتختــص بالفصــل فــي
المنازعــات الــتي تنشــأ بيــن الفــراد أو بينهــم وبيــن الدارة
عنــدما تتصــرف كشــخص مــن أشــخاص القــانون الخــاص،
ويطبق القضاء على هذا النزاع أحكام القانون الخاص.
وجهـة القضـاء الداري تختـص بالفصـل فـي المنازعـات
الـتي تنشـأ بيـن الفـراد والدارة عنـدما تظهـر الخيـرة بصـفتها
صــاحبة الســلطة وتتمتــع بامتيــازات ل يتمتــع بهــا الفــراد
ويطبــق القضــاء الداري علــى المنازعــة قواعــد القــانون
العام .
وتعــد فرنســا مهــد القضــاء الداري ومنهــا انتشــر هــذا
النظــام فــي الكــثير مــن الــدول كبلجيكــا واليونــان ،ومصــر،
والعراق ،لما يتمتع به من خصائص مهمة ،فالقضاء الداري
قضــاء إنشــائي يســهم فــي خلــق قواعــد القــانون العــام
المتميــزة عــن القواعــد العاديــة فــي ظــل القــانون الخــاص
والـتي يمكـن مـن خللهـا تحقيـق المصـلحة العامـة وحمايـة
حقوق الفراد وحرياتهم .
49
ول شــك فــي أن نظــام القضــاء المــزدوج كــان قــد نشــأ
أساسـا علـى مبـدأ الفصـل بيـن السـلطات ومـن مقتضـاه منـع
القضـاء العـادي مـن النظـر فـي المنازعـات الـتي تكـون الدارة
طرفا) فيها احترام ا) لستقلل السلطة التنفيذية ،وهو ما وفر
للقضـاء الداري الكـثير مـن السـتقلل والخصوصـية يناسـب
وظيفتــه فــي الفصــل بالمنازعــات الداريــة وإنشــاء قواعــد
القانون الداري المتميزة أصل عن قواعد القانون الخاص
وقـــد اتســـم القضـــاء الداري بســـرعة الفصـــل فـــي
المنازعـات الداريـة و البسـاطة فـي الجـراءات ضـمانا) لحسـن
سـير المرافـق العامـة ،المـر الـذي تمليـه طبيعـة المنازعـات
الدارية وتعلقها بالمصلحة العامة غالبا).
وتعــد محكمــة القضــاء الداري فــي العــراق الــتي تــم
انشـــائها بصـــدور القـــانون رقـــم 106لســـنة ) 1989قـــانون
التعديل الثاني لقانون مجلس شورى الدولة رقم 65لسنة
( 1979ركنــا) مهمــا) مــن اركــان احــترام القــانون فتختــص
بـالنظر فـي صـحة الوامـر والقـرارات الداريـة الـتي تصـدر عـن
الموظفين والهيئات في دوائر الدولة والتعويض عنها.
فقــد ورد فــي المــادة الســابعة /ثانيــا) مــن القــانون
اعله:
)) يعتبر من اسباب الطعن بوجه خاص ما يلي-:
-1ان يتضــمن المــر او القــرار خرق ـا) او مخالفــة للقــانون
او النظمة والتعليمات.
-2ان يكـــون المـــر او القـــرار قـــد صـــدر خلفـــا) لقواعـــد
الختصاص او معيبا) في شكله.
-3ان يتضـمن المـر او القـرار خطـأ فـي تطـبيق القـوانين
او النظمة او التعليمات او تفسيرها او فيه اساءة او تعسف
فـي اسـتعمال السـلطة ويعتـبر فـي حكـم القـرارات او الوامـر
الـتي يجـوز الطعـن فيهـا رفـض او امتنـاع الموظـف او الهيئات
فـي دوائر الدولـة والقطـاع الشـتراكي عـن اتخـاذ قـرار او امـر
كان من الواجب عليه اتخاذه قانونا) ((.
50
ال انـه وجـه إلـي نظـام القضـاء المـزدوج بعـض النقـد مـن
حيث أن وجود جهتين قضائيتين في الدولة يؤدي من جانب
إلـي تعقيـد فـي الجـراءات وإربـاك الفـراد فـي اختيـار جهـة
التقاضـي ويـؤدي مـن جـانب آخـر إلـي تنـازع فـي الختصـاص
القضائي بين القضاء العادي والقضاء الداري.
إل أن هذه المشكلة أمكن حلها عن طريق إنشاء مرجع
للفصـل فـي تنـازع الختصـاص سـواء أكـان التنـازع إيجابيـا أم
سـلبيا) .وفـي فرنسـا تـم إنشـاء محكمـة تنـازع الختصـاص
الـتي تعـد مكملـة لنظـام القضـاء المـزدوج ،وتعمـل علـى فـض
التنازع على الختصاص أو التعارض بين الحكام ).(1
كــذلك فــان المشــرع المصــري عهــد إلــي المحكمــة
الدسـتورية العليـا المنشـأة بمـوجب القـانون رقـم 48لسـنة
.1979حسـم مشـكلة تنـازع الختصـاص ،حيـث تنـص المـادة
25/2علــــى أن تختــــص المحكمــــة " … … … الفصــــل فــــي
تنـازع الختصـاص بتعيـن الجهـة المختصـة مـن جهـات القضـاء
أو الهيئات ذات الختصــاص القضــائي كمــا تختــص بالفصــل
فـي النـزاع الـذي يقـوم بشـأنه تنفيـذ حكميـن نهـائيين صـادر
أحــدهما مــن أيــة جهــة مــن جهــات القضــاء أو هيئة ذات
اختصاص قضائي والخرى من جهة أخرى" .
امـا فـي العـراق فقـد انشـأ المشـرع فـي قـانون تعـديل
قــانون مجلــس شــورى رقــم 106لســنة 1989هيــأة تنــازع
الختصـاص تتـالف مـن سـتة اعضـاء :يختـار رئيـس محكمـة
التمييـز ثلثـه مـن بيـن اعضـاء المحكمـه ,امـا الثلثـه الخريـن
فيختــارهم رئيــس مجلــس شــورى الدولــة مــن بيــن اعضــاء
المجلــس وتجتمــع الهيــأة برئاســة رئيــس محكمــة التمييــز
لتتــولى النظــر فــي التنــازع الحاصــل فــي الختصــاص بيــن
القضــاء الداري والمحــاكم المــدنيه وتتخــذ الهيــأة قراراتهــا
بالتفاق او الكثرية .
51
الباب الثاني
في نشأة القضاء الداري وتنظيمه
يرجـع الفضـل فـي نشـأة القضـاء الداري بصـفة عامـة
إلـي القضـاء الداري الفرنسـي الـذي أسـهم فـي إبـراز دوره
ووضع مبادئه بشكل ل يمكن تجاهله .
52
وعلـى ذلـك نجـد أن مـن المناسـب أن نبحـث فـي نشـأة
وتنظيــم القضــاء الداري الفرنســي ونعــرض بإيجــاز إلــي
القضــاء الداري المصــري قبــل أن نــدرس تنظيــم القضــاء
الداري في العراق.
وسيكون ذلك في ثلثة فصول على التوالي :
الفصــل الول :نشــأة القضــاء الداري وتنظيمــه فــي
فرنسا .
الفصــل الثــاني :نشــأة القضــاء الداري وتنظيمــه فــي
مصر .
الفصــل الثــالث :نشــأة القضــاء الداري وتنظيمــه فــي
العراق .
الفصل الول
نشأة القضاء الداري في فرنسا
للوقـوف علـى نشـأة القضـاء الداري فـي فرنسـا لبـد لنـا
من التطرق إلي بداية ظهوره وتنظيمه ونبين ذلك تباعا) في
مبحثين .
53
المبحث الول
نشأة القضاء الداري في فرنسا
تعـد فرنسـا بحـق مهـد القضـاء الداري ومنهـا انتشـر إلـي
الـدول الخـرى وكـان ظهـور هـذا النظـام نتيجـة للفكـار الـتي
جــاءت بهــا الثــورة الفرنســية عــام 1789الــتي تقــوم فــي
السـاس علـى مبـدأ الفصـل بيـن السـلطات ومـن مقتضـياته
منـع المحـاكم القضـائية القائمـة فـي ذلـك الـوقت مـن الفصـل
فـي المنازعـات الداريـة للحفـاظ علـى اسـتقلل الدارة تجـاه
السلطة القضائية .
وتأكيــدا) لهــذا التجــاه أصــدر رجــال الثــورة قــانون 24-16
أغسـطس 1790نـص علـى إلغـاء المحـاكم القضـائية الـتي
كانت تسمى بالبرلمانات وإنشاء ما يسمى بالدارة القاضية
أو الـوزير القاضـي كمرحلـة أولـى قبـل إنشـاء مجلـس الدولـة
الفرنسي .
وفـي مرحلـة الدارة القاضـية كـان علـى الفـراد اللجـوء
إلـي الدارة نفسـها للتظلـم إليهـا وتقـديم الشـكوى ،فكـانت
الدارة هي الخصم والحكم في الوقت ذاته وكان هذا المر
مقبـول) إلـي حـد مـا فـي ذلـك الـوقت بسـبب السـمعة السـيئة
لقضاء “ البرلمانات” التعسفية .
وبنشــوء مجلــس الدولــة فــي 12ديســمبر 1799فــي
عهــد نـابليون بونـابرت وضـعت اللبنـة الولـى للقضـاء الداري
الفرنســـي مـــع أن اختصـــاص المجلـــس كـــان أول المـــر
استشــاريا) يتطلــب تصــديق القنصــل .وبســبب الثقــة الــتي
كـان يحضـى بهـا المجلـس لـم يلبـث أن منـح اختصاصـا) قضـائيا)
باتـا) دون الحاجـة إلـي تعقيـب جهـة أخـرى وكان ذلـك بالقـانون
الصادر في 24مايو . 1872
ومــع أن هــذا القــانون خــول المجلــس ســلطة البــت
النهـائي فـي المنازعـات الدارة فـانه أبقـى علـى اختصـاص
الدارة القاضـية فل يملـك الفـراد اللجـوء إلـي مجلـس الدولـة
إل فـي الحـوال الـتي ينـص عليهـا القـانون وفيمـا عـدا ذلـك
54
تختــص بــه الدارة القاضــية .ممــا أوجــد ازدواجــا) قضــائي )ا
واسـتمر هـذا الوضـع حـتى تاريـخ 13ديسـمبر 1889عنـدما
قبـل مجلـس الدولـة دعـوى قـدمها أحـد الفـراد مباشـرة مـن
دون المــرور علــى الدارة فــي قضــية Cadotوترتــب علــى
حكمــه فيهــا أن اصــبح مجلــس الدولــة صــاحب الختصــاص
العام في المنازعات الدارية .
وبسـبب تراكـم العديـد مـن القضـايا أمـام مجلـس الدولـة
حدد المشرع اختصاصات مجلس الدولة على سبيل الحصر
أصــبحت المحــاكم الداريــة الــتي كــانت تســمى مجــالس
القاليم صاحبة الختصاص العام في المنازعات الدارية.
ثم أعقب ذلك بعض المراسيم والقرارات التي تضمنت
بعـض الصـلحات منهـا المراسـيم الربعـة الصـادرة فـي 30
يوليــو 1963المتعلقــة بتحديــد النظــام الساســي للعــاملين
فـي المجلـس وتنظيمـه الـداخلي ونشـاطه القضـائي ،وتـم
تعديل هذا التنظيم بثلثة مراسيم أخرى في 26أغسطس
1975وبمرسـوم فـي 15ينـاير 1980وآخـر فـي 16ينـاير 1981
وأخيرا) في . 1987
55
المبحث الثاني
تنظيم مجلس الدولة الفرنسي
يمثـل مجلـس الدولـة فـي فرنسـا قمـة القضـاء الداري
فهــو يعلــو علــى المحــاكم الداريــة ســواء أكــانت نوعيــة أم
متخصصة).(1
ويمتــاز أعضــاء المجلــس بمــؤهلت عاليــة ومتنوعــة،
ويـرأس المجلـس رئيـس الـوزراء أو الـوزير الول وعنـد غيـابه
وزيـر العـدل يتـم تقسـيم العمـل فـي المجلـس بحيـث يعمـل
العضـاء الصـغر سـنا) علـى تحضـير القضـايا والملفـات بينمـا
يتم اتخاذ القرارات النهائية من العضاء الكبر سنا) ).(2
ووفق ـا) للمرســوم الصــادر فــي 31يوليــو 1945المعــدل
بالمرســوم فــي 30ســبتمبر 1953يتكــون المجلــس مــن
العضاء التين :
3
-J. Rivero – Droit administratif، 1970، P 178 .
56
ثانيا) – النواب : Les maitres de requetes
ويتـم اختيـار ثلثـة أربـاعهم مـن المنـدوبين مـن الدرجـة
الولـى ويعيـن الربـع الخيـر منهـم مـن الحكومـة مـن خـارج
المجلس بشرط أن يتوفر فيهم أمران :
الول :بلوغ الثلثين من العمر على القل .
الثــاني :أن ل تقــل خــدمتهم داخــل الدارة العموميــة
عن عشر سنوات .
ويتـولى النـواب تقـديم المطالعـة بشـأن موضـوع النـزاع
ويختـار مـن بينهـم مفوضـو الحكومـة الـذين يعينـون بمرسـوم
ويقومـون بدراسـة الـدعاوى المطروحـة أمـام المجلـس مـن
ناحيـة الوقـائع والقـانون ويتولـون تكييفهـا واسـتخلص حكـم
القانون فيها .
وهــم ل يمثلــون الحكومــة كمــا تــوحي تســميتهم فهــم
يعبرون عن وجهة نظر القانون التي يضمنونها في ما يمكن
اعتباره مشروع حكم كان له في كثير من الحيان دور مهم
في تأسيس العديد من مبادئ القانون العام ).(1
57
ويتـــولى هـــؤلء مناقشـــة القضـــايا المعروضـــة علـــى
المجلـس واتخـاذ القـرارات النهائيــة ويبلـغ عـددهم حاليـا) )(79
مستشارا) .
58
وتاريـخ المجلـس فـي مواجهـة الحكومـة يؤكـد وجــود هـذه
الحصـانة بسـبب المكانـة الراســخة للمجلــس فـي الضــمير
القـانوني ل يحرمهـا ،وهـي الضـمانة الـتي مكنتـه مـن فـرض
استقلله عن الحكومة ).(1
المبحث الثالث
اختصاص القضاء الداري الفرنسي
أول) -اختصاصات مجلس الدولة:
يمـــارس مجلـــس الدولـــة فـــي فرنســـا نـــوعين مـــن
الختصاصات :اختصاصات استشارية وأخرى قضائية:
59
تلزم الحكومة باستشارته عند إصدارها للقرارات التنظيمية
وكــذلك عنــد إصــدارها للقــرارات الداريــة المعروفــة باســم
الوامر طبقا) للفصل 38من دستور . 1958
وبصـفة اختياريـة فـي الحـالت الخـرى بنـاء) علـى رغبـة
الجهة طالبة المشورة .
كذلك يجوز للمجلس أن يتدخل بنفسه لبداء رأيه لثارة
انتبـاه السـلطات العموميـة إلـي الصـلحات الـواجب مراعاتهـا
فـي المجـالت التشـريعية والتنظيميـة والداريـة الـتي يراهـا
مطابقـة للمصـلحة العامـة .وبصـدور قـانون عـام 1963اصـبح
مـن الـواجب علـى المجلـس أن يقـدم تقريـرا) سـنويا) للحكومـة
بشأن الصلحات التي يراها ضرورية .
60
وبغيــة الســراع فــي فــض المنازعــات اصــبح اختصــاص
المجلس كأول وآخر درجة محددا) بالقضايا التية :
الـدعاوى المتعلقـة بإلغـاء القـرارات التنظيميـة والفرديـة
الصادرة بشكل مراسيم ،وإلغاء قرارات الوزراء بسبب تجاوز
السلطة .
المنازعــات المتعلقــة بــالموظفين المعينيــن بمراســيم،
فيما يتعلق بوظائفهم .
الـدعاوى المرفوعــة ضـد القــرارات الداريــة الــتي يمتـد
نطاق تنفيذها إلي حدود أكثر من محكمة إدارية واحدة.
المنازعـات الداريـة الـتي تقـع فـي منـاطق ل تـدخل فـي
اختصاص محاكم إدارية .
61
المحـافظين .وكـذلك كـانت تمـارس اختصاصـا) قضـائيا) فيمـا
يتعلق بالضرائب المباشرة والشغال العامـة وبيع ممتلكات
الدولــة والمخالفــات الخاصــة بالبنــاء والمنازعــات الخاصــة
بالنتخابات الدارية المحلية).(1
إل انه وبموجب المرسوم الصادر في 30سبتمبر 1953
أطلق على مجالس القاليم اسم المحاكم الدارية وتمتعت
بالوليــة العامــة فــي المنازعــات الداريــة ،ول يخــرج مــن
اختصاصها إل الموضوعات التي حددها القانون وأناطها إلي
جهات قضائية أخرى.
وتملــك المحــاكم الداريــة بالضــافة إلــي اختصاصــها
القضــائي اختصاصـا) استشـاريا) يتمثـل بإصـدار المشـورة فـي
المســائل المعروضــة عليهــا مــن الدارة فــي نطــاق الحــدود
القليميــة للمحكمــة ،وهــو اختصــاص ثــانوي إذا مــا قيــس
باختصاصها القضائي(2).
ويترأس كل محكمة رئيس وله نائب أو نائبان وعدد من
العضـاء ويعيـن رؤسـاء المحـاكم الداريـة وأعضـائها بواسـطة
مراســيم بنـاء) علـى اقتراحـات وزيـر الداخليـة وموافقـة وزيـر
العدل .
وتقبــل الحكــام الصــادرة مــن المحــاكم الداريــة فــي
المنازعات الدارية الطعن أمام المحاكم الستئنافية أو أمام
مجلس الدولة وفقا) للقانون .
1 1
- G. Vedel et Delvlov`e، Droit administratif . 1984 P- 642-647
-ينظر : 2
62
ثالثا) -المحاكم الدارية الستئنافية:
ورغـم إنشـاء المحـاكم الداريـة سـنة 1953واختصاصـها
بالفصـل فـي اغلـب المنازعـات الداريـة ،فـان العبـء الواقـع
علــى عــاتق مجلــس الدولــة ظــل ثقيل) ،إذ تــتراكم أمــامه
القضــايا ســواء باعتبارهــا محكمــة أول درجــة أو محكمــة
اسـتئناف أو محكمـة نقـض وهـذا مـا أدى إلـي التـأخير فـي
نظـر القضـايا وإصـدار الحكـام بشـأنها ولهـذا تـدخل المشـرع
الفرنســي فــي ســنة 1987وإنشــاء محــاكم جديــدة هــي
المحــاكم الداريــة الســتئنافية تتكــون مــن خمــس محــاكم
موزعـة علـى أنحـاء البلد لكـي يطعـن أمامهـا فـي الحكـام
الصادر من المحاكم الدارية ).(2
الفصل الثاني
نشأة القضاء الداري وتنظيمه في
مصر
63
فـي هـذا القسـم مـن الدراسـة نبحـث فـي نشـأة القضـاء
الداري المصري وتنظيمه في مبحثين تباعا).
المبحث الول
نشأة القضاء الداري
1879عندما اصدر امرا jعاليا jبانشاء مجلس الدولة لكن لم يكتب له التطبيق
وكذلك في العوام 1883و 1939و 1941ولم يكتب لها النجاح ايضا jبسبب
الوضاع السياسية في ذلك الوقت .
ينظر :
د .عثمان خليل عثمان ،مجلس الدولة ،الطبعة الرابعة ،ص . 37 -
د .سامي جمال الدين ،المصدر السابق ،ص . 244 -
د .سليمان محمد الطماوي ،المصدر السابق ،ص . 89 -
64
مـا أكـدته المـادة الولـى مـن القـانون رقـم 47لسـنة “ 1972
مجلس الدولة هيئة قضائية مستقلة “ .
ولـم يولـد المجلـس قويـا) منـذ نشـأته فقـد كـان القضـاء
العـادي صـاحب الوليـة العامـة فـي نظـر المنازعـات الداريـة
وكــانت اختصاصــات مجلــس الدولــة محــدده علــى ســبيل
الحصـــر فـــي القـــوانين الـــتي ســـبقت القـــانون الحـــالي
للمجلس .
ففــي ظــل القــانون رقــم 112لســنة 1946والمعــدل
بالقـانون رقـم 9لسـنة 1949كـان القضـاء العـادي ينفـرد بنظـر
دعــاوى مســؤولية الدارة عــن أعمالهــا الماديــة ويختــص
بالشــتراك مــع المجلــس فــي نظــر طلبــات التعــويض عــن
القــرارات الداريــة .ويــترتب علــى رفــع دعــوى اللغــاء أو
التعــويض إلــي مجلــس الدولــة عــدم جــواز رفــع دعــوى
التعــويض أمــام المحــاكم العاديــة وإذا مــا رفعــت دعــوى
التعــويض أمــام المحــاكم العاديــة فــانه يمتنــع رفعهــا أمــام
مجلس الدولة .
كمــا كــانت المحــاكم العاديــة تنفــرد بنظــر المنازعــات
الخاصـة بـالعقود الداريـة حـتى صـدور القـانون رقـم 9لسـنة
1949والمعــدل بالقــانون رقــم 112لســنة 1946الــذي منــح
المجلــس النظــر فــي منازعــات عقــود اللــتزام والشــغال
العامة وعقود التوريد بالشتراك مع المحاكم العادية.
وفـي ظـل القـانونين 165لسـنة 1955و 55لسـنة 1959
اســـتمرت المحـــاكم العاديـــة تنفـــرد بـــالنظر فـــي دعـــاوى
مســؤولية الدارة عــن أعمالهــا الماديــة فــي الــوقت الــذي
اســـتقل بـــه مجلـــس الدولـــة بنظـــر المنازعـــات المتعلقـــة
بالتعويض عن القرارات الدارية والعقود الدارية.
وبصـدور القـانون رقـم 47لسـنة 1972أصـبح اختصـاص
مجلس الدولة صـاحب الولية العامة بالنظر في المنازعات
الدارية ما لم ينص القانون على خلف ذلك ).(1
-تنص المادة 172من القانون رقم 47لسنة “ 1972مجلس الدولة هيئة 1
65
المبحث الثاني
تنظيم مجلس الدولة المصري
66
ونــائب رئيــس المجلــس للمحــاكم الداريــة ونــائب الرئيــس
لهيئة مفوض الدولة ونائب الرئيس للمحاكم التأديبية ونائب
الرئيــس لقســم الفتــوى ،ونــائب الرئيــس لقســم التشــريع
ونـــائب الرئيـــس للجمعيـــة العموميـــة لقســـمي الفتـــوى
والتشـــريع ،ونــائب الرئيــس لدارة التفــتيش الفنــي ،ونــص
القـانون علـى أن يحـل اقدم نـواب الرئيـس محـل الرئيـس فـي
اختصاصاته عند غيابه .
67
وهو بدرجة مستشار ينتدب بقرار من رئيس المجلس،
ويعـاون الرئيـس فـي تنفيـذ اختصاصـاته لسـيما بمـا يتعلـق
بالعمــال الداريــة .كمــا يقــوم برئاســة المكتــب الفنــي
الخـاص بإعـداد البحـوث وأعمـال الترجمـة والمكتبـة وإصـدار
مجلة المجلس ومجموعات الحكام والفتاوى.
ومـــن الجــدير بالملحظـــة أن أعضــاء مجلـــس الدولـــة
يتمتعــون بامتيــاز عــدم قــابليتهم للعــزل ،بالســتناد إلــي مــا
نصـــت بـــه المـــادة ) (91مـــن قـــانون المجلـــس بقولهـــا “
أعضــاء مجلــس الدولــة مــن درجــة منــدوب فمــا فوقهــا غيــر
قابلين للعزل ويسري بالنسبة لهؤلء جميع الضمانات التي
يتمتع بها رجال القضاء ،وتكون الهيئة المشكلة منها مجلس
التــأديب هــي الجهــة المختصــة فــي كــل مــا يتصــل بهــذا
الشأن.
ومــع ذلــك إذا اتضــح أن أحــدهم فقــد الثقــة والعتبــار
اللـذين تتطلبهـم الوظيفـة أو فقـد أسـباب الصـلحية لدائهـا
لغيــر الســباب الصــحية ،أحيــل إلــي المعــاش أو نقــل إلــي
وظيفـة معادلـة غيـر قضـائية بقـرار مـن رئيـس الجمهوريـة بعـد
موافقة مجلس التأديب“(1 ).
-تعديل هذا النص بمقتضى القانون رقم 136لسنة . 1984وحيث ان هذا 1
التعديل يشمل المندوبين بعدم القابلية للعزل فقد سحب هذا الحكم على
المندوبين المساعدين لنص القانون تسري على المندوبين المساعدين الحكام
الخاصة بالمندوبين .
68
المبحث الثالث
اختصاصات مجلس الدولة المصري
حـدد المشـرع اختصاصـات مجلـس الدولـة باختصاصـات
استشــارية إفتائيــة واختصاصــات تشــريعية واختصاصــات
قضائية :
تنص المادة ) (58من قانون مجلس الدولة المصري رقم 47لسنة : 1972 - 1
“ وليجوز لية وزارة أو هيئة عامة أو مصلحة من مصالح الدولة أن تبرم أو تقبل
أو تجيز أي عقد أو صلح أو تحكيم أو تنفيذ قرار محكمين في مادة تزيد قيمتها
على خمسة الف جنيه بغير استفتاء الدارة المختصة “ .
69
يتـولى قسـم التشـريع بمجلــس الدولـة مهمــة صــياغة
مشروعات القوانين والقرارات التي تحال إلي المجلس من
دون البحث في موضوعها أو الحكم على ملءمتها ).(2
وقـد ميـز القـانون بيـن الصـياغة والعـداد فجعـل الولـى
إلزاميـة والثانيـة اختياريـة .وفـي ذلـك نصـت المـادة 63مـن
القــانون رقــم 47لســنة “ 1972علــى كــل وزارة أو مصــلحة
قبـل استصـدار أي قـانون أو قـرار مـن رئيـس الجمهوريـة ذي
صـفة تشـريعية أو لئحـة ،أن تعـرض المشـروع المقـترح علـى
قسـم التشـريع لمراجعـة صـياغته ،ويجـوز لهـا أن تعهـد إليـه
بإعداد هذه التشريعات “.
وقـد أنـاط القـانون فـي المـادة 64منـه مهمـة الصـياغة
والعداد في حالت الستعجال إلي لجنة تشكل من رئيس
قســم التشــريع ،أو مــن يقــوم مقــامه .وأحــد مستشــاري
القســـم ينتـــدبه رئيـــس القســـم ،ورئيـــس إدارة الفتـــوى
المختصـــة .بينمـــا تختـــص الجمعيـــة العموميـــة لقســـمي
الفتــوى والتشــريع بمراجعــة مشــروعات القــوانين وقــرارات
ورئيـس الجمهوريـة ذات الصـبغة التشـريعية واللـوائح الـتي
يرى قسم التشريع إحالتها لهميتها .
وفي حالة عدم اللتزام بعرض مشروعات اللوائح على
قســم التشــريع أو الجمعيــة العموميــة لقســمي الفتــوى
والتشـــريع يـــترتب البطلن ،مـــع أن الدارة ل تتقيـــد دائمـــا)
بالصـيغة الـتي أعـدها المجلـس وتملـك تعـديلها إذا اقتنعـت
بعدم ملئمتها
ثالثا)– الختصاص القضائي :
يعـد القسـم القضـائي مـن أهـم أقسـام مجلـس الدولـة
وهـو يتـألف طبقـا) للمــادة الثالثـة مـن قـانون مجلـس الدولـة
من:
70
هـي المرجـع العلـى فـي القسـم القضـائي بمجلـس
الدولـة المصـري .اسـتحدثها القـانون رقـم 165لسـنة 1955
ويرأســها رئيــس المجلــس ،وتصــدر أحكامهــا مــن دوائر مــن
خمسـة مستشـارين .وقـد تـم إنشـاء دوائر لفحـص الطعـون
تشـكل مـن ثلثـة مستشـارين مـن أعضـاء المحكمـة الداريـة
العليا ،ومقرها القاهرة .
تختص هذه المحكمة بالنظر في الطعون المقدمة ضد
الحكام الصادرة من محكمة القضاء الداري أو من المحاكم
التأديبية في الحالت التية :
أ– إذا كــان الحكــم المطعــون فيــه مبني ـا) علــى مخالفــة
القانون أو الخطأ في تطبيقه وتأويله .
ب -إذا وقــع فــي الحكــم المطعــون فيــه بطلن فــي
الجراءات اثر في الحكم .
جــ -إذا صـدر الحكـم علـى خلف حكـم سـابق حـاز قـوة
الشيء المحكوم فيه سواء دفع بهذا أو لم يدفع.
71
تختــص بنظــر المنازعــات الداريــة الــتي لــم يجعلهــا
المشـــرع مـــن اختصـــاص المحـــاكم الداريـــة أو المحـــاكم
التأديبية .
ب -اختصاصات باعتبارها محكمة استئناف :
مـن جـانب آخـر تختـص المحكمـة بالفصـل فـي الطعـون
الـتي ترفـع إليهـا ضـد الحكـام الصـادرة مـن المحـاكم الداريـة
باعتبارها محكمة استئناف أو محكمة ثاني درجة .
72
تختـص بمنازعـات المـوظفين المعينيــن فـي وظـائف دائمـة
والخاصة بالمخالفات المالية والدارية التي تقع منهم .
وتتكـــون المحـــاكم التأديبيـــة مـــن نـــوعين :محـــاكم
للعـــاملين مـــن مســـتوى الدارة العليـــا ومقرهـــا القـــاهرة
والسـكندرية وتشـكل كـل دائرة منهـا مـن ثلثـة مستشـارين،
والمحـاكم للعـاملين مـن المسـتويات الول والثـاني والثـالث
ومـن بمسـتواهم ،وتتـألف مـن دوائر تتشـكل كـل دائرة منهـا
برئاسـة مستشـار مسـاعد علـى القـل ،وعضـوية اثنيـن مـن
النواب على القل.
ويتــولى أعضــاء النيابــة الداريــة الدعــاء أمــام المحــاكم
التأديبيــة ،ويطعــن فــي الحكــام الصــادرة مــن المحــاكم
التأديبيـة أمـام المحكمـة الداريـة العليـا وقـد ادمـج المشـرع
المحـاكم التأديبيـة فـي مجلـس الدولـة وجعلهـا جـزء منـه.فقـد
نصــت المــادة ) (3مــن القــانون رقــم 47لســنة 1972بشــأن
مجلـس الدولـة ،علـى يتكـون القسـم القضـائي فـي مجلـس
الدولــة مــن المحكمــة الداريــة العليــا ،ومحكمــة القضــاء
الداري ،المحاكم الدارية والمحاكم التأديبية .
73
المبـادئ القانونيـة الـتي اسـتقرت عليهـا المحكمـة الداريـة
العليـا ،وإذا لـم يتـم حسـم النـزاع بهـذه الصـورة فـأن للمفـوض
أن يقــوم بتقــديم تقريــر عــن الــدعوى يحــدد وقــائع الــدعوى
والــرأي القــانوني الــذي يقــترحه والســانيد القانونيــة لهــذا
الـرأي ويجـوز لـذوي الشـأن أن يطلعـوا علـى هـذا التقريـر وإذا
ما صدر الحكم فأن لرئيس هيئة مفوضي الدولة الحق في
الطعـن فيـه أمـام المحكمـة الداريـة العليـا .كمـا تملـك هيئة
المفوضـــين الفصـــل فـــي طلبـــات العفـــاء مـــن الرســـوم
القضائية .
ويعـد حضـور ممثـل هيئة مفوضـي الدولـة ضـروريا) لصـحة
جلســـات محـــاكم مجلــــس الدولـــة باســـتثناء المحـــاكم
التأديبية .
74
الفصل الثالث
نشأة القضاء الداري وتنظيمه في
العراق
اتبـع العـراق فـي أول عهـد تنظيمهـا القضـائي أسـلوبا)
متميـزا) فلـم ياخـذ بنظـام القضـاء المـزدوج كمـا فعلـت فرنسـا
ومصــر ،بــل اتبعــت أســلوبا) يتمثــل فــي ازدواجيــة القــانون
ووحـدة القضـاء والـذي بمـوجبه كـان القضـاء العـادي يبسـط
سلطانه على جميع المنازعات في الدولة وبغض النظر عن
أطرافهـا سواء أكـانوا مـن الفراد العاديين أم جهـة من جهـات
الدارة إل أنه عدلت عن هذا التوجه منذ صدور القانون رقم
) ( 106لســنة 1989قــانون التعــديل الثــاني لقــانون مجلــس
شورى الدولة رقم ) (65لسنة 1979حيث اصبح العراق من
الدول ذات النظام القضائي المزدوج،
المبحث الول
نشأة القضاء الداري
بصــدور القــانون رقــم 106لســنه 1989قــانون التعــديل
الثـاني لقـانون مجلـس شـورى الدولـة رقـم 60لسـنه 1979
انشـأ لول مـرة فـي العـراق قضـاء إداريـا مسـتقل إلـى جـانب
القضاء العادي وبات العراق كالنظام القضائي المزدوج.
أمـا قبـل هـذا التاريـخ فقـد عـرف العـراق بمـوجب القـانون
140مــا يســمى بالمحــاكم الداريــة وهــي محــاكم تختــص
بـالنظر فـي المنازعـات الـتي تكـون الدارة طرفـا فيهـا بصـرف
النظــر كــون عــن المنازعــة ذات طبيعــة إداريــة مدنيــة لــذلك
كـانت جـزء مـن القضـاء العـادي وقـد تـم الغـاء هـذه المحـاكم
بالقــانون رقــم 16لســنة 1989كمــا عــرف قضــاء مجلــس
النضـباط العـام الـذي يتـولى مهمـة الفصـل فـي المنازعـات
التي تنشأ بين الموظف والدولة استنادا إلى قانون انضباط
75
مــوظفي الدولــة القطــاع الشــتراكي رقــم 69لســنة 1936
وقانون الخدمة المدنية رقم 24لسنة .1960
وإذا ذهب البعض إلى أن العراق قد أخذ بنظام القضاء
المـزدوج قبـل عـام 1989بالسـتناد إلـى اختصـاص مجلـس
النضــباط العــام ,فــان المســتقر لــدى غالبيــة الفقهــاء أن
النظــام القضــائي المــزدوج لــم يظهــر إل بعــد صــدور قــانون
التعــديل الثــاني لقــانون مجلــس شــورى الدولــة عــام 1989
والمتضمن إنشاء محكمة القضاء الداري إلى جانب مجلس
النضباط العام.
المبحث الثاني
تنظيم مجلس شورى الدولة
أوردت المــادة الولــى المعدلــة مــن مجلــس شــورى
الدولــة " يؤســس مجلــس يســمى مجلــس شــورى الدولــة
يرتبـط إداريـا بـوزارة العـدل يكـون مقـره فـي بغـداد ويتـألف مـن
رئيـس ونـائبين للرئيـس وعـدد مـن المستشـاري ل يقـل عـن
اثنى عشرة ومن عدد من المستشارين المساعدين ل يزيد
على نصف عدد المستشاري" .
فــي حيــن نصــت الفقــرة الولــى مــن المــادة الثانيــة
المعدلــة مــن القــانون المــذكور علــى أن " يتكــون المجلــس
مــــن الهيئة العامــــة وهيئة الرئاســــة والهيئة الموســــعة
ممجلـس النضـباط العـام ومحكمـة القضـاء الداري وعـدد مـن
الهيئات المتخصصـة حسـب الحاجـة" ونـبين فيمـا يلـي هـذه
الهيئات واختصاصاتها:
أول :الهيئة العامــة :وتتـــألف مـــن الرئيـــس ونـــائبيه
والمستشــارين وتعقــد برئاســة الرئيــس وعنــد غيــابه اقــدم
نــائبيه ويحضــر المستشــارين المســاعدون الهيئة العامــة
ويشتركون في النقاش دون حق التصويت.
وتختــص الهيئة العامــة كــأعلى هيئة فــي المجلـــس
بالعمــل علــى توحيــد المبــادئ الحكــام واســتقرارها فيمــا
يختـص بـه المجلـس فـي مجـال التقنيـن وابـداء الـرأي فـي
76
المسـائل القانونيـة كمـا تمـارس الهيئة العامـة فـي مجلـس
شـورى الدولـة اختصاصـات محكمـة التمييـز المنصـوص عليهـا
فـي قـانون المرافعـات المدنيـة ,عنـد النظـر فـي الطعـن فـي
القــرارات الصــادرة مــن مجلــس النضــباط العــام (1).وتتخــذ
الهيئة العامـة قراراتهـا باغلبيـة عـدد العضـاء الحاضـرين واذا
تساوتالصوات يرجح الجانب الذي فيه الرئيس.
-1كما كانت تمارس الهيئة العامة في مجلس شورى الدولة اختصاصات محكمة التمييز المنصوص عليها في قانون
المرافعات المدنية ,عند النظر في الطعن في القرارات الصادرة من محكمة القضاء الداري ومجلس النضباط العام لكن
بصدور قانون المحكمة التحادية العليا اصبح الختصاص بنظر الطعون المتعلقة بقرارات من محكمة القضاء الداري
من اختصاص المحكمة التحادية العليا.
77
رابعـا :الهيئة الموسـعة :وهـي هيئة مؤقتـة تتكـون
كلمــا اقتضــت الحاجــة وتتــالف مــن هيئتيــن متخصصــتين
يعينهمـا الرئيـس وتعقـد برئاسـة احـد نـائبيه ويحضـر اجتماعهـا
المستشـارين المساعدينويشـتركون فـي النقـاش دون حـق
التصويت .
وتجتمــع هــذه الهيئه عنــدما ليتفــق رئيــس المجلــس
والهيئه المتخصصــه علــى راي واحــد فــي غيــر مشــروعات
القـوانين فعنـد اذن تجتمـع الهيئه المتخصصـة برئاسـة رئيـس
المجلـس لبحـث الموضـوع ثانيـة فـاذا صـدر القـرار بالتفـاق
اصــبح نهائيــا .امــا اذا لــم يتــم التفــاق علــى راي موحــد
فـالرئيس امـام خيـاران :امـا ان يحيـل الموضـوع الـى الهيئة
العامـــةاو الـــى هيئة تشـــكل مـــن الهيئه المتخصصـــة ذات
العلقـــة وهيئه اخـــرى يعينهـــا الرئيـــس مـــن بيـــن الهيئات
المتخصصـــه الخـــرى وتســـمى هـــاتين الهيئتيـــن ) الهيئه
الموسـعة( .وتصـدر قـرارا نهائيـا بالتفـاق او بـالكثريه ,امـا
اذا تســاوت الصــوات فيرجــح الجــانب الــذي يصــوت معــة
الرئيس .
خامسا :مجلس النضباط العام :
يتكــون مجلــس النضــباط العــام وفقــا التعــديل الثــاني
لمجلـس شـورى الدولـة مـن رئيـس مجلـس شـورى الدولـة
رئيسا واعضاء مجلس الشورى اعضاء طبيعيين فيه ،وينعقد
مجلــس النضــباط العــام لممارســة اختصاصــاته برئاســة
الرئيس وعضوين من اعضاء مجلس الشورى ،ويجوز انتداب
القضـاة مـن الصـنف الول والثـاني لعضـوية مجلـس النضـباط
العام من غير المنتدبين لعضوية مجلس شورى الدولة.
وقد كان مجلس النضباط العام قائما قبل صدور قانون
التعـديل الثـاني لقـانون مجلـس شـورى الدولـة إذ تـم انشـاءه
بمـوجب قـانون انضـباط مـوظفي الدولـة رقـم 41لسـنة 1929
ثـم تـولى ديـوان التـدوين القـانوني وظيفـة مجلـس النضـباط
العـام بمـوجب قـانون ديـوان التـدوين القـانوني رقـم 49لسـنة
1933وعنـدما صـدر قـانون انضـباط مـوظفي الدولـة رقـم 69
78
لسـنة 1936أحـال فـي تشـكيل المجلـس الـى مـا ينـص عليـه
قـانون ديـوان التـدوين القـانوني ،ثـم صـدر القـانون رقـم 12
لسنة 1942بتعديل القانون المذكور.
وعنــدما صــدر قــانون مجلــس شــورى الدولــة رقــم 65
لسـنة 1979ألغـى قـانون ديـوان التـدوين القـانوني باسـتثناء
المــادة السادســة المتعلقــة بتشــكيل مجلــس النضــباط
العام.
ثـم صـدر قـرار مجلـس قيـادة الثـورة المنحـل رقـم 1717
فـــي 21/12/1981ليجعـــل مجلـــس النضـــباط العـــام هيئة
مستقلة تماما عن مجلس شورى الدولة ،يتكون من رئيس
وعضـــوين يســـميهم وزيـــر العـــدل علـــى ان يكـــون رئيـــس
المجلس من بين قضاة محكمة التمييز او المستشارين في
مجلـس شـورى الدولـة او مـن قضـاة الصـنف الول وان يكـون
العضـوان مـن قضـاة الصـنف الثـاني فـي القـل والمشـرفين
العـدليين والمستشـارين المسـاعدين والمـدراء العـامين فـي
وزارة العــدل ،ويجــوز تســمية رئيــس وعضــو احتيــاط او اكــثر
ليحل محل من يغيب منهم.
واخيـرا وبصـدور قـانون التعـديل الثـاني لقـانون مجلـس
شـــورى الدولـــة )القـــانون رقـــم 106لســـنة ( 1989عـــاد
مجلـس النضـباط العـام الـى مجلـس شـورى الدولـة ليصـبح
هيئة مـن هيئاتـه ليمـارس اختصاصـات المنصـوص عليهـا فـي
قــانون انضــباط مــوظفي الدولــة والقطــاع العــام الحــالي
المعدل رقم 14لسنة 1991وقانون الخدمة المدنية.
سادســـا :محكمـــة القضـــاء الداري :لعـــل هـــذه
المحكمة هي الستحداث الكثر اهمية الذي جاء به القانون
رقـم 106لسـنة 1989اذ ورد النـص علـى تشـكيل المحكمـة
برئاسـة قاضـي مـن الصـنف الول اومستشـار فـي مجلـس
شــورى الدولــة وعضــوين مــن القضــاة ل يقــل صــنفهما عــن
الصــنف الثــاني مــن صــنوف القضــاة او مــن المستشــارين
المســاعدين فــي مجلــس شــورى الدولــة .ويجــوز انتــداب
القضــاة مــن الصــنف الول او الثــاني الــى محكمــة القضــاء
79
الداري مـن غيـر المنتـدبين لعضـوية مجلـس شـورى الدولـة
وتمـارس المحكمـة مهمـة النظـر فـي صـحة القـرارات الداريـة
الغاء وتعويضا ويكون قرار المحكمة خاضعا للطعن فيه لدى
المحكمة التحادية العليا.
سابعا :هيئة التنازع :وهـي هيئة قضـائية تتكـون مـن
ستة اعضاء ثلثة يختارهم رئيس محكمة التمييز من اعضاء
المحكمــة وثلثــة اخــرون يختــارهم رئيــس مجلــس شــورى
الدولــة مــن بيــن اعضــاء المجلــس وتجتمــع برئاســة رئيــس
محكمــة التمييــز وتختــص بحســم اشــكالت التنــازع فــي
الختصاص بين القضاء العادي والقضاء الداري.
المبحث الثالث
الختصاصات غير القضائيه لمجلس
شورى الدولة
يضـطلع مجلـس شـورى الدولـة بعـدة وظـائف منهـا مـا يتعلـق
بالتقنين والستشارة القانونية.
80
كمـا يختـص المجلـس بتـدقيق جميـع مشـروعات التشـريعات
المعـدة مـن الـوزارات او الجهـات غيـر المرتبطـة بـوزارة مـن
حيث الشكل والموضوع على النحو التي :
-1تلـتزم الـوزارات او الجهـات غيـر المرتبطـة بـوزارة بعـرض
مشروع القانون على الوزارات ذات الصلة لبيان رايها بشأنه
قبل عرضه على المجلس.
-2يرسـل المشــروع التشــريع الــى المجلــس بكتــاب موقــع
من الوزير المختـص او الرئيس العلى للجهـه غيـر المرتبطة
بــوزارة مــع اســبابه المــوجبه وآراءالــوزارات او الجــات ذات
العلقــة مشــفوعا بجميــع العمــال التحضــيرية ,ول يجــوز
رفعــه الــى ديــوان الرئاســة مباشــرة ال فــي الحــول الــتي
ينسبها الديوان .
-3يتـولى المجلـس دراسـة الموضـوع واعـادة صـياغتة عنـد
القتضـاء واقـتراح البـدائل الـتي يراهـا ضـرورية وابـداء الـراى
فيــه ورفعــه مــع توصــيات المجلــس الــى ديــوان الرئاســة
وارســال نســخة مــن المشــروع وتوصــيات المجلــس الــى
الوزارة او الجهه ذات العلقة.
وفـي كـل ذلـك يسـاهم المجلـس فـي ضـمان وحـدة وحـدة
التشـــريع وتوحيـــد اســـس الصـــياغة التشـــريعية وتوحيـــد
المصـطلحات والتعـابير القانونيـة كمـا يلـتزم المجلـس بتقـديم
تقريـر كـل سـتة اشـهر الـى ديـوان الرئاسـة يتضـمن مـا يكتنـف
التشريع القائم من نقص او غموض.
81
ابـــداء المشـــورة القانونيـــة فـــي التفاقيـــات -2
والمعاهدات الدوليه قبل عقدها او النضمام اليها.
ابــداء الــرأي فــي المســائل المختلــف فيهــا بيــن -3
الـوزارات او بينهـا وبيـن الجهـات غيـر المرتبطـه بـوزارة اذا
احتكـــم اطـــراف القضـــية الـــى المجلـــس ويكـــون راي
المجلس ملزما لها.
-4ابداء الرأي في المسائل القانونية اذا حصل تردد لدى
احـدى الـوزارات اوالجهـات غيـر المرتبطـه بـوزارة علـى ان
تشــفع بــرأي الــدائرة القانونيــة فيهــا مــع تحديــد النقــاط
المطلـوب ابـداء الـراى بشـأنها والسـباب الـتي دعـت الـى
عرضــها علــى المجلــس ويكــون رايــه ملزمــا للــوزارة او
الجهه طالبة الرأي..
توضيح الحكام القانونية عند استيضاح عنها من -5
قبل احدى الوزارات او الجهات غير المرتبطه بوزارة.
المبحث الرابع
الختصاصات القضائية لمجلس شورى الدولة
يمارس مجلس شورى الدولة اختصاصاته القضائية باعتباره
قضــاء اداريــا مــن خلل هيئتيــن قضــائيتين همــا مجلــس
النضباط العام و محكمة القضاء الداري .
82
كـــان مجلـــس النضـــباط العـــام يمـــارس اختصاصـــاته
القضـائية قبـل صـدور قـانون مجلـس شـورى الدولـة و قـانون
تعديله الثاني ،فقد كان يمارس اختصاصاته بموجب قوانين
سـابقة هـي قـانون الخدمـة المدنيـة رقـم ) (24لسـنة 1960و
قـانون انضـباط مـوظفي الدولـة رقـم ) (69لسـنة 1936الـذي
حـــل محلـــه قـــانون انضـــبلط مـــوظفي الدولـــة و القطـــاع
الشتراكي رقم ) (14لسنة 1991
غيـر ان نـص المـادة السـابعة مـن قـانون مجلـس شـورى
الدولـة المعـدل بقـانون التعـديل الثـاني قـد نصـت علـى ان
مجلـس شـورى الدولـة يمـارس فـي مجـال القضـاء الداري
الختصاصـــات التـــالي ذكرهـــا ))..اول :وظـــائف مجلـــس
النضــباط العــام ((..و مــن ثــم اصــبح المجلــس فــي ضــمن
تشكيلت مجلس شورى الدولة .
و يمــارس المجلــس و ظيفتــه القضــائية فــي مجــالين
رئيسيين:
-اختصاصاته في مجال انضباط موظفي الدولة .
-باختصاصـاته فـي مجـال النظـر فـي دعـاوى الخدمـة
المدنية .
83
لــم يــرد فــي معظــم التشــريعات تعريــف منظــم يحــدد
المقصــود بــالموظف العــام (1).ويرجــع ذلــك إلــى اختلف
الوضع القانوني للموظف العام بين دولة وأخرى وإلى صفة
التجدد المضطرد للقانون الداري .
واكتفت أغلب التشريعات الصادرة في ميدان الوظيفة
العامة بتحديد معني الموظف العام في مجال تطبيقها (2).
غيــر انــه وعلــى عكــس أغلــب التشــريعات نجــد أن
المشـرع العراقـي قـد درج علـى تعريـف الموظـف العـام فـي
صــلب قــوانين الخدمــة المدنيــة وقــوانين انضــباط مــوظفي
الدولـة ،فقـد عرفـه فـي المـادة الولـى مـن قـانون انضـباط
مـــوظفي الدولـــة رقـــم 14لســـنة 1991المعـــدل " كـــل
شـخص عهـدت إليـه وظيفـة داخـل ملك الـوزارةأو الجهـة غيـر
المرتبطة بوزارة " .
وعلـى ذلـك نـرى انـه يلـزم للتمتـع بصـفة الموظـف العـام
ما يلي:
.1أن يعهــد إليــه بعمــل دائم :يشــترط لضــفاء صــفة
الموظـف العـام أن يشـغل العامـل وظيفـة دائمـة داخلـة فـي
نظـام المرفـق العـام ,وبـذلك ل يعـد العـاملون بصـورة مؤقتـة
أو موسمية كالخبراء والمشاورين القانونيون موظفين .
ومـن متممـات العمـل الـدائم أن تكـون الوظيفـة داخلـه
ضمن الملك الدائم في الوحدة الدارية .
ومن الواجب عدم الخلط بين الموظف الذي يعمل بعقد
مـؤقت فـي وظيفـة دائمـة والوظيفـة المؤقتـة أو الموسـمية
لن شاغل الوظيفة الولى يعد موظفا) عاما) ولو أمكن فصله
بانتهاء مدة العقد .
أما الثانية فل يعد شاغلها موظف ا) عام ا) تغليب ا) للطبيعة
اللئحيــة لعلقــة شــاغل الوظيفــة الدائمــة بــالدارة علــى
العلقة التعاقدية .
Plantey (A) – Trate Pratique de la fonction Publique Libairie general de droit de - 1
. Jurisprudence –1971 – P 19
- 2د .عبد الحميد كمال حشيش – دراسات في الوظيفة العامة في النظام الفرنسي – دار النهضة العربي – القاهرة –
– 1977ص . 165
84
-2أن يعمــل الموظــف فــي خدمــة مرفــق عــام تــديره
الدولــة أو أحــد أشــخاص القــانون العــام :ل يكفــى لعتبــار
الشـخص موظفـا) عامـا) أن يعمـل فـي وظيفـة دائمـة إنمـا يلـزم
أن يكون عملـه هذا فـي خدمة مرفق عام Le Service Public
وللمرفـق العـام معنيـان :المعنـى العضـوي ويفيـد المنظمـة
الـتي تعمـل علـى أداء الخـدمات وإشـباع الحاجـات العامـة ،
ويتعلق هذا التعريف بالدارة أو الجهاز الداري
أمـا المعنـى الخـر فهـو المعنـى الموضـوعي ويتمثـل
بالنشــاط الصــادر عــن الدارة بهــدف إشــباع حاجــات عامــة
وقــــــد والذي يخضع لتنظيم وإشراف ورقابة الدولة (1) .
كــان المعنــى العضــوي المعنــى الشــائع فــي القضــائين
الفرنسي والمصري ثم جمعا بين المعنيين بتطور أحكامهما
ومن ثم استقرا على المعنى الموضوعي .
ويشترط لكتساب صفة الموظف العام أن تدير الدولة
أو أحـد أشـخاص القـانون العـام هـذا المرفـق إدارة مباشـرة .
وبـذلك ل يعـد الموظفـون فـي المرافـق الـتي تـدار بطريقـة
اللـــتزام مـــوظفين عمـــوميين .وكـــذلك العـــاملون فـــي
الشـركات والمنشـآت الـتي ل تتمتـع بالشخصـية العتباريـة
العامة ولو تم إنشائها بقصد إشباع حاجات عامة .
-3أن تكـون توليـة الوظيفـة العامـة بواسـطة السـلطة
المختصــة :الشــرط الخيــر اللزم لكتســاب صــفة الموظــف
العـــام هـــو أن يتـــم تعيينـــه بقـــرار مـــن الســـلطة صـــاحبة
الختصاص بالتعيين .
فل يعـد موظفـا) عامـا) مـن يسـتولي علـى الوظيفـة دون
قــرار بــالتعيين كــالموظف الفعلــي .كمــا أن مجــرد تســليم
العمـل أو تقاضـي المرتـب ل يكفـي لعتبـار المرشـح معينـا)
1
-ينظر :
د .محمد فؤاد مهنا – القانون الداري المصري والمقارن – الجزء الول – – 1958ص . 89
د .ثروت بدوي – مبادئ القانون الداري – مصر – – 1973ص . 80
د .عثمان خليل عثمان – نظرية المرافق العامة – القاهرة – – 1958ص . 245
د .توفيق شحاته – مبادئ القانون الداري – – 1955ص . 384
85
في الوظيفة إذا لم يصدر قرار التعيين بإدارة القانونية ممن
يملك التعيين (1) .
86
غالبــا) بــإيراد الوجبــات والمحظــورات وينــص علــى أن كــل
موظف يجب أن يلتزم بهذه الواجبات ويمتنع عن كل ما يخل
بها .
ولعـل خشـية المشـرع فـي إضـفاء وصـف الجريمـة علـى
المخالفات التأديبية يعود إلى التشابه الذي قد يحصل بينها
وبين الجريمة في المجال الجنائي :
لكـن الفقـه مـن جـانبه قـد سـد النقـص فـي هـذا المجـال
فقد عرف الدكتور مغـاورى محمـد شاهين الجريمـة التأديبية
بأنهـا إخلل بـواجب وظيفـي أو الخـروج علـى مقتضـاها بمـا
ينعكس عليها (1) .
كمـا عرفهـا السـتاذ محمـد مختـار محمـد عثمـان بانهـا كـل
فعـل أو امتنـاع عـن فعـل مخـالف لقاعـدة قانونيـة أو لمقتضـى
الـواجب يصـدر مـن العامـل اثنـاء اداء الوظيفـة أو خارجهـا ممـا
ينعكس عليها بغير عذر مقبول (2) .
ومـن الملحـظ ان هـذه التعـاريف قـد جـاءت خاليـة مـن
الشـارة الـى دور الرادة بوصـفها ركـن مـن اركـان الجريمـة
التأديبيـة ليمكـن ان تقـوم الجريمـة بـدونه وان هـذا التجـاه لـو
اصـبح اتجاهـا) عامـا) فـانه سـيؤدى الـى مسـاواه حسـن النيـة
مــن المــوظفين بســيئ النيــه ولشــك ان ذلــك يقــود الــى
التطبيق العشوائى للمساءلة التأديبية مما يترك اثرا) سلبيا)
على العمل فى المرفق .
ويمكننــا تعريــف الجريمــة التأديبيــة بأنهــا كــل فعــل أو
امتنـاع إرادي يصـدر عـن الموظـف مـن شـانة الخلل بـواجب
من واجبات الوظيفة التي ينص عليها القانون فهذا التعريف
يجمـع بيـن جنبـاته أركـان الجريمـة التأديبيـة كافـة مـن ركـن
مادي ومعنوي وشرعي وركن الصفة .
87
العقوبات التأديبية
العقوبــات التأديبيــة او النضــباطية كمــا اطلــق عليهــا
المشـرع العراقـي تمثـل جـزاء الخلل بالواجبـات الوظيفيـة
وهـذه العقوبـات توقـع علـى مرتكـبي الجـرائم التأديبيـة وهـى
محـددة علـى سـبيل الحصـر ول يمكـن تزاوجهـا وإيقـاع عقوبـة
أخـرى غيرهـا .وقـد حـدد المشـرع العراقـي فـي المـادة )(8
فــي قــانون انضــباط مــوظفي الــدوله رقــم 14لســنة 1991
المعـدل العقوبـات الـتي يجـوز ان توقـع علـى الموظـف العـام
وهي :
- 1لفــــت النظــــر :ويكــــون باشــــعار الموظــــف تحريريــــا
بالمخالفه التي ارتكبها وتوجيهه تحسين سلوكه الوظيفي
ويترتب علـى هذه العقـوبه تاخيرالترفيع او الزياده مـدة ثلثـة
اشهر .
- 2النـــذار :ويكـــون باشـــعار الموظـــف تحريريـــا بالمخـــالفه
الـــتي ارتكبهـــا وتحـــذيره مـــن الخلل بواجبـــات الـــوظيفته
مسـتقبل ويـترتب علـى هـذه العقـوبه تـاخيرالترفيع او الزيـاده
مدة ستة اشهر .
- 3قطـع الراتـب :ويكـون بخصـم القسـط اليـومي مـن راتـب
الموظـف لمـدة لتتجـاوز عشـرة ايـام بـامر تحريـري تـذكر فيـه
المخـــالفه الـــتي ارتكبهـــا الموظـــف واســـتوجبت فـــرض
العقــوبه ,ويــترتب عليهــا تــاخير الــترفيع او الزيــاده خمســة
اشـهر فـي حالـة قطـع الراتـب لمـدة لتتجـاوز خمسـة ايـام ,
وشـهر واحـد عـن كـل يـوم مـن ايـام قطـع الراتـب فـي حالـة
تجاوز مدة العقوبه خمسة ايام .
- 4التوبيــخ :ويكــون باشــعار الموظــف تحريريــا بالمخــالفه
الــتي ارتكبهــا والســباب الــتي جعلــت ســلوكه غيــر مــرض
ويطلــب اليــه وجــوب اجتنــاب المخــالفه لتحســين ســلوكه
الـوظيفي ويـترتب علـى هذه العقـوبه تاخيرالترفيع او الزيـاده
مدة سنه واحدة
-5انقـاص الراتـب :ويكـون بقطـع مبلـغ مـن راتـب الموظـف
بنسـبه لتتجـاوز %10مـن راتبـه الشـهري لمـدة لتقـل عـن
88
سـتة اشـهر و لتزيـد علـى سـنتين ويتـم ذلـك بـامرتحريري
يشــعر الموظــف بالفعــل الــذي ارتكبــه ويــترتب علــى هــذه
العقوبة تاخيرالترفيع او الزياده مدة سنتين .
-6تنزيــل الــدرجه :ويكــون بــامر تحريــري يشــعر الموظــف
بالفعل الذي ارتكبه ويترتب على هذه العقوبة:
أ –بالنســـبه للموظـــف الخاضـــع لقـــوانين او انظمـــه او
قواعــد او تعليمــات خــدمه تاخــذ بنظــام الــدرجات المــاليه
والـترفيع ,تنزيـل راتـب الموظـف الـى الحـد الدنـى للـدرجه
التي دون درجته مباشره مع منحه العلوات التي نالها في
الـدرجه المنـزل منهـا ) بقيـاس العلوة المقـررة فـي الـدرجه
المنـزل اليهـا ( ويعـاد الراتـب الـذي كـان يتقاضـاه قبـل تنزيـل
درجته بعد قضائه ثلث سنوات من تاريخ فرض العقوبه مع
تدوير المدة المقضيه في راتبه الخير قبل فرض العقوبة .
ب -بالنســبه للموظــف الخاضــع لقــوانين او انظمــه او
قواعـد او تعليمـات خـدمه تاخـذ بنظـام الزيـادة كـل سـنتين ,
تخفيــض زيــادتين مــن راتــب الموظــف ,ويعــاد الــى الراتــب
الــذي كــان يتقاضــاه قيــل تنزيــل درجتــه بعــد قضــائه ثلثــة
سـنوات مـن تاريـخ فـرض العقـوبه مـع تـدوير المـدة المقضـية
في مرتبه الخير قبل فرض العقوبه.
ج -بالنســبه للموظــف الخاضــع لقــوانين او انظمــه او
قواعــد او تعليمــات خــدمه تاخــذ بنظــام الزيــادة الســنويه ,
تخفيـض ثلثـة زيـادات سـنويه مـن راتـب الموظـف مـع تـدوير
المدة المقضيه في راتبه الخير قبل فرض العقوبه
- 7الفصــل :أجــاز المشــرع فــي المــادة )(8مــن قــانون
انضـباط مـوظفي الـدوله والقطـاع الشـتراكي إيقـاع عقوبـة
الفصـل علـى الموظـف العـام و يكـون بتنحيـة الموظـف عـن
الوظيفــة مــدة تحــدد بقــرار الفصــل يتضــمن الســباب الــتي
استوجبت فرض هذه العقوبه عليه على النحو التي:
أ – مـدة لتقـل عـن سـنة ولتزيـد علـى ثلث سـنوات
اذا عـوقب الموظـف بـاثنين مـن العقوبـات التاليـة او باحـداهما
لمرتيـن وارتكـب فـي المـرة الثالثـة خلل خمـس سـنوات مـن
89
تاريـــخ فـــرض العقوبـــة الولـــى فعل يســـتوجب معـــاقبته
باحدها.
-التوبيخ
-انقاص الراتب
-تنزيل الدرجه
ب – مـدة بقـائه فـي السـجن اذا حكـم عليـه بـالحبس
او السـجن عـن جريمـة غيـر مخلـة بالشـرف وذلـك اعتبـارا مـن
تاريـخ صـدور الحكـم عليـه ,وتعتـبر مـدة موقـوفيته مـن ضـمن
مـدة الفصـل ولتسـترد منـه انصـاف الرواتـب المصـروفه لـه
خلل مدة سحب اليد .
-8العــزل :ويكــون بتنحيــة الموظــف عــن الوظيفــة
نهائيــا ولتجــوز اعــادة تــوظيفه فــي دوائر الــدوله والقطــاع
الشــتراكي ,وذلــك بقــرار مســبب مــن الــوزير فــي احــدى
الحالت التيه:
أ -اذا ثبــت ارتكــابه فعل خطيــرا يجعــل بقــاءه فــي
خدمة الدوله مضرا بالمصلحة العامة.
ب -اذا حكــم عليــه عــن جنايــة ناشــئه عــن وظيفتــه
وارتكبها بصفته الرسمية.
ج -اذا عــوقب بالفصــل ثــم اعيــد تــوظيفه فــارتكب
فعل يستوجب الفصل مرة اخرى .
90
فمـن المقـرر فـي الفقـه والقضـاء الدارييـن أن القـانون
التـأديبي شـأنه شـأن القـانون الجنـائي إنمـا هـو يقـوم علـى
مبــدأ – ل عقوبــة إل بنــص – ولهــذا فــأنه ل يجــوز لي ســبب
مــن الســباب أن يعــاقب مــن ثبــت ارتكــابه لجريمــة تأديبيــة
بعقوبة لم ينص عليها القانون .
ويتفـرع مـن مبـدأ شـرعية العقوبـة التأديبيـة أيضـا عـدم
جـواز أن توقـع الدارة علـى الموظـف أكـثر مـن عقوبـة تأديبيـة
على الفعل الواحد .
91
د -العزل.
ثالثــــا :للموظــــف بمــــوجب الفقــــرات )اول( و ) ثانيــــا (
من هذه المادة الطعن في قرار فرض العقوبة وفقا لحكام
المادة ) (15من هذا القانون (.
- 2الوزير:
يملــك الــوزير بالســناد إلــى المــادة ) (12فــرض عقوبــة
لفـت النظـر او النـذار او قطـع الراتـب علـى الموظـف الـذي
يشـغل وظيفـة مـديرعام فمـا فـوق.امـا اذا تـبين لـه ان المـدير
عـام فمـا فـوق قـد ارتكـب فعل يسـتوجب عقـوبه اشـد فعليـه
ان يعرض المر على مجلس الوزراء متضمنا القتراح بفرض
احـدى العقوبـات المنصـوص عليهـا فـي القـانون ويكـون قـرار
مجلـس الـوزراء بهـذا الشـأن خاضـعا للطعـن فيـه وفقـا لحكـام
المادة ) (15من القانون .
- 3رئيس الدائرة او الموظف المخول له فرض
العقوبة:
ولـه فـرض العقوبـات التــاليه علـى الموظـف المخـالف
لوجبات الوظيفة العامة
أ -لفت النظر
ب -النذار
ج -قطع الراتب لمدة لتتجاوز خمسة ايام
د -التوبيخ
امــا اذا اوصــت اللجنــه التحقيقيــه بفــرض عقوبــة اشــد
فعلـى رئيـس الـدائرة او الموظـف المخـول احالتهـا الـى الـوزير
لتخاذ القرار بشأنها .
الجراءات التأديبية
نــص المشــرع العراقــي فــي المــادة ) (10مــن قــانون
انضــباط مــوظفي الدولــة والقطــاع العــام المعــدل علــى
92
الجـراءات الـواجب اتباعهـا فـي ايقـاع العقوبـات النضـباطية
علـى الموظـف المخـالف .فتطلبـت تشـكيل لجنـة تحقيقيـة
مـن رئيـس وعضـوين مـن ذوي الخـبرة علـى ان يكـون احـدهم
حاصــل علــى شــهادة جامعيــة اوليــة فــي القــانون .تتــولى
هـذة اللجنـة التحقيـق تحريريـا مـع الموظـف .وتوصـي الـى
السلطة الرئاسيه بالعقوبه المقترحه اذا كان فعل الموظف
يكون مخالفة لواجبات الموظف او توصي بغلق التحقيق اذا
لــم يشــكل فعلــه اي مخالفــة ,امــا اذا تــبين لهــا ان فعــل
الموظف يشكل جريمة نشأت من وظيفته او ارتكبها بصفته
الرســمية فيجــب عليهــا ان توصــي باحــالته الــى المحــاكم
المختصة .
مـن جـانب آخـر للـوزير ولرئيـس الـدائرة اسـنادا الـى نـص
المــادة ) - 10رابعــا ( مــن القــانون فــرض اي مــن عقوبــات
لفـت النظـر والنـذار وقطـع الراتـب مباشـرة بعـد اسـتجواب
الموظــف ول شــك ان فــي ذلــك اخلل بالضــمانات الــواجب
توافرها للموظف خاصة .
93
هـذا التـوجه محمـود مـن المشـرع وفـي احـترام للضـمانات
الواجب مراعاتها في النظام التاديبي.
هـذا ولمجلـس النضـباط العـام ان يصـدر الحكـام التيـة
في الطعون المقدمة اليه :
أــ رد الطعــن مــن الناحيــة الشــكلية مثــل عــدم التظلــم مــن
القرار لدى الجهة الدارية التي اصدرته او فوات مدة الطعن
.
ب ــ المصـادقة علـى القـرار المطعـون فيـه اذا وجـد المجلـس
ان ذلك القرار موافق للقانون .
ج ــ للمجلـس تخفيـض العقوبـة اذا كـانت العقوبـة ل تتناسـب
مع جسامة الخطأ
دــ للمجلـس الغـاء العقوبـة اذا وجـد ان القـرار المطعـون بـه
معيب .
- 1تنظر المادة ) /15ثانيا ,ثالثا ,ثالثا ( من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام المعدل رقم 14لسنة 1991
94
ثانيـا :اختصاصـات المجلـس فـي مجـال النظـر
في دعاوى الخدمة
يختــص مجلــس النضــباط العــام بــالنظر فــي دعــاوى
المــوظفين الناشــئة عــن حقــوق الخدمــة بمــوجب قــانون
الخدمــة المدنيــة رقــم) (24لســنة 1960المعــدل و النظمــة
الصادرة بمقتضاه .
و مــن قبيــل الــدعاوى مــا يتعلــق بالمنازعــات الخاصــة
بـالرواتب و المخصصـات المسـتحقة للمـوظفين و احتسـاب
القـدم للـترفيع بسـبب الحصـول علـى شـهادات الختصـاص
الجامعيـــة و اجتيـــاز الـــدورات التدريبيـــة و احتســـاب مـــدد
ممارســة المهنــة عنــد التعييــن و اعــادة التعييــن و القــرارات
الخاصة بالتعيين او الترفيع او منح العلوات او الستغناء عن
الخدمـة فـي فـترة التجربـة او اعـادة الموظـف المرفـع الـى
وظيفته السابقة في فترة التجربة ...الخ .
و قـد مـد مجلـس النضـباط العـام اختصاصـاته لتشـمل
المنازعـات الناشـئة عـن تطـبيق بعـض قـرارات مجلـس قيـادة
الثــورة المنحـل ،فقـد بحـث فــي الـدعاوى المتعلقــة بـاجور
المحاضرات الضافية و مكافأة نهاية الخدمة و غيرها .
ووليــة مجلــس النضــباط العــام بالنســبة الــى هــذه
المنازعـات وليـة قضـاء كامـل ل تقـف عنـد مجـرد الغـاء القـرار ،
فلـه ان يحكـم بتعـديل القـرار المطعـون فيـه او التعـويض عـن
الضرار التي الحقها بالمدعي .
95
ومـن ثـم فـانه لـم يسـتلزم المشـرع التظلـم مـن القـرارات
المتعلقــة بحقــوق الخدمــة المدنيــة قبــل الطعــن فــي قــرار
الداره المتعلق بشؤون الخدمة المدنية.
و يكـون حكـم مجلـس النضـباط العـام اسـتنادا الـى المـادة )
(59مــن القــانون المــذكور خاضــعا للطعــن فيــه امــام الهيئة
العامـة لمجلـس شـورى الدولـة و يعـد حكـم مجلـس النضـباط
العـام غيـر المطعـون فيـه و حكـم الهيئة العامـة فـي مجلـس
شورى الدولة الصادر نتيجة الطعن باتا .
96
فقــد ورد فــي المــادة الســابعة /ثانيــا) مــن القــانون
اعله:
)) يعتبر من اسباب الطعن بوجه خاص ما يلي-:
-1ان يتضــمن المــر او القــرار خرق ـا) او مخالفــة للقــانون
او النظمة والتعليمات.
-2ان يكـــون المـــر او القـــرار قـــد صـــدر خلفـــا) لقواعـــد
الختصاص او معيبا) في شكله.
-3ان يتضـمن المـر او القـرار خطـأ فـي تطـبيق القـوانين
او النظمة او التعليمات او تفسيرها او فيه اساءة او تعسف
فـي اسـتعمال السـلطة ويعتـبر فـي حكـم القـرارات او الوامـر
الـتي يجـوز الطعـن فيهـا رفـض او امتنـاع الموظـف او الهيئات
فـي دوائر الدولـة والقطـاع الشـتراكي عـن اتخـاذ قـرار او امـر
كان من الواجب عليه اتخاذه قانونا) ((.
97
القــانوني العراقــي يجــد انــه زاخــر بالنصــوص الــتي ترســم
طريق ـا) للتظلــم مــن القــرارات الصــادرة مــن بعــض الجهــات
الداريــة امــام الدارة نفســها او امــام لجــان اداريــة او شــبه
قضــائية وان اســتثناء المــادة الســابعة مــن قــانون مجلــس
شـورى الدولـة هـذا النـوع مـن القـرارات مـن وليـة محكمـة
القضــاء الداري يقضــي علــى ضــمانة مهمــة مــن ضــمانات
التقاضـي ويحـرم الفـراد مـن السـتفادة مـن قضـاء مسـتقل
متخصص بالمنازعات الدارية .
ومـع ذلـك نتلمـس توجهـا آخـر مـن المشـرع الدسـتوري
العراقـي فـي الدسـتور الصـادر عـام 2005حيـت ورد النـص
فـي المـاده ) 97يحظـر النـص فـي القـوانين علـى تحصـين اي
عمل او قرار اداري من الطعن(.
ومـن المهـم القـول ان قـرار محكمـة القضـاء الداري كـان
قـابل للطعـن بـه تمييـزا لـدى الهيئة العامـة لمجلـس شـورى
الدولة خلل ثلثين يوما مـن تاريخ التبلـغ بـه او اعتبـاره مبلغا
حـتى أصـدر مجلـس الـوزراء – بعـد موافقـة مجلـس الرئاسـة
– وحســب صــلحياته التشــريعية المــر المرقــم ) (30لســنة
2005فـي 24/2/2005قـانون المحكمـة التحاديـة العليـا الـذي
جعل من اختصاصها النظر في الطعون المقدمة في احكام
محكمــة القضــاء الداري حيــث نصــت المــادة ) (1منــه علــى
)تنشــأ محكمــة تســمى المحكمــة التحاديــة العليــا ،ويكــون
مقرها في بغداد تمارس مهامها بشكل مستقل ل سلطان
عليها لغير القانون(.
وقـد نصـت المـادة الرابعـة مـن القـانون علـى اختصاصـات
المحكمة وهي :
) أول" :الفصـــل فـــي المنازعـــات الـــتي تحصـــل بيـــن
الحكومــة التحاديــة وحكومــات القــاليم والمحافظــات
والبلديات والدارات المحلية .
ثانيــا" :الفصــل فـــي المنازعــات المتعلقـــة بشــرعية
القـــوانين والقـــرارات والنظمـــة والتعليمـــات والوامـــر
الصـادرة مـن أيـة جهـة تملـك حـق إصـدارها وإلغـاء الـتي
98
تتعـارض منهـا مـع أحكـام قـانون إدارة الدولـة العراقيـة
للمرحلــة النتقاليــة ويكــون ذلــك بنــاء" علــى طلــب مــن
محكمة أو جهة رسمية أو من مدع بمصلحة .
ثالثــا" :النظــر فــي الطعــون المقدمــة علــى الحكــام
والقرارات الصادرة من محكمة القضاء الداري .
رابعـــا" :النظـــر بالـــدعاوى المقامـــة أمامهـــا بصـــفة
اسـتئنافية وينظـم اختصاصـها بقـانون اتحـادي ( .بعـد صـدور
الدســـتور ونفـــاذه أورد بعـــض المتغيـــرات علـــى تشـــكيل
المحكمــة عمــا كــانت عليــه فــي قانونهــا رقــم ) (30لســنة
.2005أضـــاف الدســـتور اختصاصـــات جديـــدة فأصـــبحت
اختصاصـاتها كمـا هـو وارد فـي المـادتين ) / 52ثانيـا) ( و )
.(93
) (1وبصــدور هــذا القــانون اصــبح الطعــن باحكــام محكمــة
- 1وارد في المادتين ) /52ثانيا ( jو ) (93من الدستور ان اختصاصات المحكمة
كالتي:
] تختص المحكمة التحادية العليا بما يأتي :
أول -:الرقابة على دستورية القوانين والنظمة النافذة .
ثانيا -:jتفسير نصوص الدستور .
ثالثا -:jالفصل في القضايا التي تنشأ عن تطبيق القوانين التحادية ,والقرارات
والنظمة والتعليمات والجراءات الصادرة عن السلطة التحادية ويكفل القانون
حق كل من مجلس الوزراء وذوي الشأن من الفراد وغيرهم حق الطعن المباشر
لدى المحكمة .
رابعا -: jالفصل في المنازعات التي تحصل بين الحكومة التحادية ,وحكومات
القاليم والمحافظات والبلديات والدارات المحلية .
خامسا -: jالفصل في المنازعات التي تحصل فيما بين حكومات القاليم أو
المحافظات .
سادسا• -:الفصل في التهامات الموجهة إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس
الوزراء والوزراء وينظم ذلك بقانون .
سابعا -:jالمصادقة على النتائج النهائية للنتخابات العامة لعضوية مجلس النواب.
ثامنا -: j
الفصل في تنازع الختصاص بين القضاء التحادي ,والهيئات القضائية للقاليم
والمحافظات غير المنتظمة في إقليم .
الفصل في تنازع الختصاص فيما بين الهيئات القضائية للقاليم ,أو المحافظات غير
المنتظمة في إقليم [.
99
القضـاء الداري امـام المحكمـة التحاديـة العليـا خلل ثلثيـن
يومــا مــن تاريــخ التبلــغ بــه او اعتبــاره مبلغــا ويكــون قــرار
المحكمـة غيـر المطعون فية وقرار المحكمـة التحاديـة العليـا
الصادر نتيجة الطعن باتا .
الباب الثالث
قضاء اللغاء
-د .محسن خليل – قضاء اللغاء – دار المطبوعات الجامعية ،1998ص . 29 1
100
ومــن ثــم فــإن دعــوى اللغــاء فــي فرنســا تنظــر علــى
درجــتين تعــرض الولــى أمــام المحــاكم الداريــة والدرجــة
الثانيــة تعــرض أمــام مجلــس الدولــة أمــام مجلــس الدولــة
بوصفه محكمة الستئناف .
أمـا فـي مصـر فـإن دعـوى اللغـاء ظهـرت بنشـؤ مجلـس
الدولــة بمقتضــى القــانون رقــم 112لســنة 1946وكــانت
محكمـة القضـاء الداري تختـص دون غيرهـا فـي الفصـل فـي
دعاوى إلغاء القرارات الدارية ،ولما أنشأت المحاكم الدارية
والتأديبيـة أسـهمت مـع محكمـة القضـاء الداري بنظـر دعـوى
اللغـاء كل) حسـب اختصاصـها وتنظـر المحكمـة الداريـة العليـا
في مصر دعوى اللغاء عندما يقدم إليها الطعن في أحكام
محكمـة القضـاء الداري بينمـا تنظـر محكمـة القضـاء الداري
فــي الطعــون الــتي ترفــع إليهــا فــي الحكــام الصــادرة مــن
المحاكم الدارية (1) .
وعلـى ذلـك فـإن دعـوى اللغـاء تنظـر فـي مصـر علـى
درجـتين أيضـا) الدرجـة الولـى أمـام محـاكم القضـاء الداري أو
المحــاكم الداريــة كـل حســب اختصاصــها ،والدرجــة الثانيــة
عنـدما تفصـل المحكمـة الداريـة العليـا فـي الطعـون المقدمـة
إليهـا مـن محـاكم القضـاء الداري وعنـدما تفصـل الخيـرة فـي
الطعون المقدمة إليها من المحاكم الدارية .
أما في العراق فقد نشأت دعوى اللغاء بنشوء القضاء
الداري بصــدور القــانون رقــم 106لســنة ) 1989قــانون
التعـديل الثـاني لقـانون مجلـس شـورى الدولـة رقـم 65
لســـنة ( 1979لتختـــص بـــالنظر فـــي صـــحة الوامـــر
والقـرارات الداريـة الـتي تصـدر عـن المـوظفين والهيئات
فــي دوائر الدولــة والتعــويض عنهــا .وكــانت محكمــة
القضــاء الداري فــي محلــس شــورى الدولــة تختــص
بقضــاء اللغــاء بصــفتها قاضــي اول درجــه وقــد اجــاز
القانون الطعن بقرار محكمة القضاء الداري تمييزا لدى
الهيئة العامـــة لمجلـــس شـــورى الـــدوله ) المـــادة 7
101
/ثانيـا /ط( .ال انـه واسـتنادا" للمـادة 44مـن قـانون إدارة
الدولـة العراقيـة للمرحلـة النتقاليـة والقسـم الثـاني مـن
ملحقــه وبنــاءا" علــى موافقــة مجلــس الرئاســة أصــدر
مجلـس الـوزراء قـانون المحكمـة التحاديـة العليـا رقـم 30
لسـنة 2005الـذي منـح المحكمـة التحاديـة العليـا فـي
العــراق اختصـاص النظــر فـي الطعــون المقدمــة علــى
الحكـــام والقـــرارات الصـــادرة مـــن محكمـــة القضـــاء
الداري.
102
الداري ومـدى مـوافقته للقـانون فـأذا رفـع احـد الفـراد الـى
القضـاء الداري بطلـب الغـاء قـرار اداري فـأن هـذة الـدعوى
تخـول القاضـي فحـص مشـروعية القـرار الداري فـاذا تـبين
مخالفته للقانون حكم بالغائه ولكن دون ان يمتد حكمه الى
أكــثر مــن ذلــك ،فليــس لــه تعــديل القــرار المطعــون فيــه أو
أسـتبدال غيـره بـه .وعلـى هـذا السـاس يكـون قضـاء اللغـاء
علـى عكـس القضـاء الكامـل الـذي يخـول للقاضـي سـلطات
كاملة لحسم النزاع ،فالقاضي ليقتصر على الغاء قرار غير
مشــروع ،وانمــا يرتــب علــى الوضــع غيــر المشــروع جميــع
نتــائجه القانونيــة لنــه يتعلــق بــالحقوق الشخصــية لرافــع
الـدعوى فلـه ان يحكـم بالغـاء القـرار و التعـويض عـن الضـرار
التي ألحقها بالمدعي ومن ذلك المنازعات المتعلقة بقضاء
التعويض عن اعمال الدارة الضاره
103
فــي دعــوى القضــاء الكامــل بهــذة المواعيــد القصــيرة وانمــا
يخضع لمدد التقادم العادية.
104
الفصل الول
شروط قبول دعوى اللغاء
المبحث الول
الشروط المتعلقة بالعمـل الداري
105
تقـوم بهـا الدارة مـن جـانب واحـد بإرادتهـا المنفـردة وتشـمل
القرارات الدارية .
والقــرارات الداريــة هــي موضــوع دعــوى اللغــاء فــإذا
انتفى القرار الداري أضحى من غير الممكن قبول الدعوى
دون الحاجة للبحث في الشروط الخرى .
وعلـى ذلـك نجـد أن مـن المناسـب البحـث فـي موضـوع
القرار الداري وتمييزه عما قد يختلط به .
-د .حمدي ياسين عكاشة ،القرار الداري في قضاء مجلس الدولة ،منشأة 1
106
امـا فـي العـراق فقـد جـاء فـي تعريـف الـدكتور " شـاب
تومـا منصــور " بـأن القـرار الداري هـو عمـل قـانوني يصـدر
عـن السـلطة الداريـة مـن جـانب واحـد ويحـدث اثـرا) قانونيـا .
)(1
فـي حيـن عرفـة القضـاء الداري المصـري بـانه أفصـاح
الدارة عـن إرادتهـا الملزمــة بمـا لهـا مــن سـلطة بمقتضــي
القــوانين واللــوائح بقصــد أحــداث أثــر قــانوني معيــن ابتغــاء
مصلحة عامة (2) .
- 1د .شاب توما منصور – القانون الداري –الكتاب الثاني – الطبعة الولى 1980ص 397
- 2حكم المحكمة القضاء الداري المصري في الدعوى 263لسنة 1ق جلسة 7/1/1948س 2
ص .222
-د .محمد كامل ليله ،النظم السياسية ،الدولة و الحكومة ،دار الفكر العربي، 3
،1963ص . 565
107
يمـــارس القضـــاء بعـــض الختصاصـــات الداريـــة المتعلقـــة
بمـوظفي الهيئات القضـائية فضـل) عـن وظيفتـه الصـلية فـي
الفصل في المنازعات .
لـذلك كـان مـن الـواجب تمييـز القـرار الداري عـن أعمـال
السلطة التشريعية والسلطة القضائية ثم نبحث في تمييز
القرار الداري عن العمل المادي للدارة والعقود الدارية .
.1المعيار الشكلي:
وفق ـا) للمعيــار الشــكلي أو العضــوي يتــم الرجــوع إلــى
الهيئة الـتي أصـدرت العمـل أو الجـراءات الـتي اتبعـت فـي
إصداره دون النظر إلى موضوعه ،فإذا كان العمل صادرا) من
السـلطة التشـريعية فهـو عمـل تشـريعي ،أمـا إذا كـان صـادرا)
مـن إحـدى الهيئات الداريـة بوصـفها فرعـا) مـن فـروع السـلطة
التنفيذية فهو عمل إداري .
ومـن ثـم يمكـن تعريـف العمـل الداري وفـق هـذا المعيـار
بـأنه كـل عمـل صـادر مـن فـرد أو هيئة تابعـة للدارة أثنـاء أداء
وظيفتها .
فهــذا المعيــار يقــف عنــد صــفة القــائم بالعمــل دون أن
يتعــدى ذلــك إلــى طبيعــة العمــل ذاتــه ،وهــو معيــار ســهل
التطـبيق لـو الـتزمت كـل سـلطة بممارسـة نشـاطها وأخـذت
بمبــدأ الفصــل التــام بيــن الســلطات ،إل أن طبيعــة العمــل
تقتضـي فـي أحيـان كـثيرة وجـود نـوع مـن التـداخل والتعـاون
-د .سليمان محمد الطماوي – القضاء الداري – المصدر السابق – ص . 289 1
108
بيـن السـلطات ممـا دعـى بـالفقه إلـى البحـث عـن معيـار آخـر
للتمييز بين القرارات الدارية والعمال التشريعية .
.2المعيار الموضوعي:
يعتمـــد المعيـــار الموضـــوعي علـــى طبيعـــة العمـــل
وموضـــوعه بصـــرف النظـــر عـــن الجهـــة الـــتي أصـــدرته أو
الجـراءات الـتي اتبعـت فـي إصـداره فـإذا تمثـل العمـل فـي
قاعـدة عامـة مجـردة فأنشـأ مركـزا) قانونيـا) عامـا) اعتـبر عمل)
تشـريعيا) أمـا إذا تجسـد فـي قـرار فـردي يخـص فـردا) أو أفـرادا)
معينيــن بــذواتهم فأنشــأ مركــزا) قانونيــا) خاصــا) اعتــبر عمل)
إداريا) (1) .
وينقد أنصار هذا التجاه المعيار الشكلي لنه يقف عند
الشـكليات وعـدم الهتمـام بطبيعـة العمـل وجـوهره ،ويـأتي
فـي مقدمـة أنصـار التجـاه الموضـوعي الفقيـه دوجـي وبونـار
وجيز .
ويـؤمن هـؤلء الفقهـاء بـأن القـانون يقـوم علـى فكرتيـن
أساســـيتين همـــا فكرتـــا المراكـــز القانونيـــة والعمـــال
القانونية (2) :
.1المراكــز القانونيــة :وهــي الحالــة الــتي يوجــد فيهــا
الفرد إزاء القانون وتقسم إلى قسمين :
أ -المراكــز القانونيــة العامــة أو الموضــوعية :وهــو كــل
مركز يكون محتواه واحد بالنسبة لطائفة معينة من الفراد،
فترسـم حـدوده ومعـالمه قواعـد مجـردة متماثلـة لجميـع مـن
يشغلون هذا المركز ومثله مركز الموظف العام في القانون
العام والرجل المتزوج في القانون الخاص .
ب -المراكــز القانونيــة الشخصــية أو الفرديــة :وهــي
المراكـز الـتي يحـدد محتواهـا بالنسـبة لكـل فـرد علـى حـده،
وهـي بهـذا تختلـف مـن شـخص إلـى آخـر ول يمكـن أن يحـدد
11
- Andere de Laubader – Traite elementaire de droit administrative T1 –1973- P226.
-للمزيد ينظر :د .محمود محمد حافظ – القرار الداري – دار النهضة العربية – 2
109
القـانون مقـدما) هـذه المراكـز لنهـا تتميـز بــأنها خاصـة وذاتيـة
ومثلـه مركـز الـدائن أو المـدين فـي القـانون الخـاص ومركـز
المتعاقد مع الدارة في القانون العام .
-د .ليون دوجي – دروس في القانون العام – ترجمه :د .رشدي خالد –
منشورات مركز البحوث القانونية – بغداد . 1981
110
ويبـدو أن المشـرع والقضـاء الفرنسـيان يأخـذان بالمعيـار
الشــكلي فالصــل أن ل يقبــل الطعــن باللغــاء ضــد أعمــال
السلطة التشريعية سواء في القوانين أو القرارات الصادرة
مـن البرلمـان ،واعتمـد المشـرع علـى ذلـك فـي المـر الصـادر
فـي 31/7/1945المنظـم لمجلـس الدولـة ،إذ نـص علـى أن
محل الطعن بسبب تجاوز السلطة هو العمال الصادرة من
السلطات الدارية المختلفة .
إل أن القضــاء الفرنســي لجــأ فــي بعــض الحــالت إلــى
الخــذ بالمعيــار الموضــوعي للتمييــز بيــن العمــال الداريــة
والعمــال التشــريعية قــابل) الطعــن باللغــاء فــي أعمــال
البرلمـــان المتعلقـــة بتســـيير الهيئة التشـــريعية كـــاللوائح
الداخليــة للبرلمــان والقــرارات الصــادرة بتعييــن مــوظفيه ،ل
ســيما بعــد صــدور المــر النظــامي فــي 17/11/1958الــذي
ســمح لمــوظفي المجــالس برفــع المنازعــات ذات الطــابع
الفردي إلى القضاء الداري (1) .
وهـو التجـاه الـذي اعتمـده القضـاء الداري المصـري فهـو
وأن اعتمــد المعيــار الشــكلي قاعــدة عامــة فــي الكــثير مــن
أحكامه إل انه اعتبر في أحكام أخرى القرارات الصادرة من
مجلـس الشـعب بإسـقاط عضـوية أحـد أعضـاءه عمل) إداريـا)
يقبل الطعن فيه باللغاء (2) .
امـا فـي العـراق فـأن اختصـاص محكمـة القضـاء ينحصـر بنظـر
طلبـــات اللغـــاء المتعلقـــة بـــالقرارات الداريـــة ول يمتـــد
اختصاصـــها للبحـــث فـــي مشـــروعية أعمـــال الســـلطة
التشـريعية أخـذا) بالمعيـار الشـكلي فـي التمييـز بيـن أعمـال
الســلطة التشــريعية والقــرارات الداريــة ,ومــن مقتضــيات
اعتمـاد القضـاء الداري فـي العـراق المعيـار الشـكلي انـه ل
يجـوز الطعـن امـامه فـي العمـال التشـريعيه الصـادرة مـن
البرلمــان عمومــا و بغــض النظــر الطبيعــة الحقيقيــة للعمــل
111
وهـي نتيجـة غيـر مقبولـة فـي ضـوء الكـم الكـبير مـن العمـال
ذات الطبيعــة الداريــة الصــادرة مــن البرلمــان لســيما تلــك
المتعلقة بشؤون اعضائة .
- 1حكمها في الدعوى المرقمة 85/2004والمصدق من المحكمة النحادية العليا عدد /2اتحادية/تمييز 2005/غير
منشور
112
القـانون مـن العموميـة والتجريـد إلـى الخصوصـية والواقعيـة
وذلك بتطبيقه على الحالت الفردية (1) .
ويظهـر التشـابه بينهمـا أيضـا فـي أن الدارة شـأنها شـأن
القضــاء تســهم فــي معظــم الحيــان بوظيفــة الفصــل فــي
المنازعــات مــن خلل نظرهــا فــي تظلمــات الفــراد وفــي
الحــالتين يكــون القــرار الداري الصــادر مــن الدارة والحكــم
القضـــائي الصـــادر مـــن الســـلطة القضـــائية أداة لتنفيـــذ
القانون .
ومع هذا التقارب سعى الفقه والقضاء إلى إيجاد معيار
للتمييز بين العمل القضائي والعمل الداري لخطورة النتائج
المترتبة على الخلط بينهما ،فالقرارات الدارية يجوز بصورة
عامــة إلغاؤهــا وتعــديلها وســحبها ،أمــا الحكــام القضــائية
فطرق الطعن فيها محددة تشريعيا) على سبيل الحصر .
وبـــرزت فـــي مجـــال التمييـــز بيـــن القـــرارات الداريـــة
والعمـال القضـائية نظريـات عـدة يمكـن حصـرها فـي ضـمن
معيارين :
.1المعيار الشكلي:
يقـوم هـذا المعيـار علـى أسـاس أن العمـل الداري هـو
ذلك العمل أو القرار الذي يصدر عن فرد أو هيئة تابعة لجهة
الدارة بصـرف النظـر عـن مضـمون وطبيعـة العمـل أو القـرار
ذاتــه ،بينمــا يعــد العمــل قضــائيا) إذا صــدر عــن جهــة منحهــا
القانون ولية القضاء وفقا) لجراءات معينة ،بصرف النظر عن
مضمون وطبيعة العمل .
وهـذا المعيـار منتقـد مـن حيـث أنـه ليـس جـل العمـال
القضائية أحكام ا) ،بل أن منها ما يعد أعمال) إدارية بطبيعتها،
ومــن جــانب آخــر نجــد أن المشــرع كــثيرا) مــا يخــول الجهــات
الداريـة سـلطة الفصـل فـي بعـض المنازعـات فيكـون لهـذه
الجهات اختصاص قضائي .
-د .رمزي الشاعر – المسؤولية عن أعمال السلطة القضائية – مجلة العلوم 1
113
وعلــى هــذا الســاس فــإن المعيــار الشــكلي ل يكفــي
لتمييز العمال الدارية عن الحكام القضائية .
.2المعيار الموضوعي:
المعيار الموضوعي أو المادي يقوم على أساس النظر
فــي موضــوع وطبيعــة العمــل نفســه دون اعتبــار بالســلطة
الــتي أصــدرته ،واعتمــد هــذا المعيــار عناصــر عــدة يتــم مــن
خللهـا التوصـل إلـى طبيعـة ومضـمون العمـل ،فيكـون العمـل
قضــائيا) ،إذ تضــمن علــى " إدعــاء بمخالفــة القــانون ،وحــل
قـانوني للمسـألة المطروحـة يصـاغ فــي تقريـر ،وقـرار هـو
النتيجة الحتمية للتقرير الذي انتهي إليه القاضي " (1) .
فـي حيـن يكـون العمـل إداريـا) إذا صـدر مـن سـلطة تتمتـع
باختصاص تقديري وليس من سلطة تتمتع باختصاص مقيد
كما في أحكام القضاء ،وأن يصدر بشكل تلقائي وليس بناء)
علـى طلـب مـن الفـراد وأن يكـون الغـرض مـن العمـل إشـباع
حاجات عامة.
ول شــك أن هــذه العناصــر ل تكفــي لتمييــز العمــال
الداريـة عـن أعمـال القضـاء ،لن الكـثير مـن قـرارات الدارة
إنما يصدر عن اختصاص مقيد ،وكثيرا) منها ل يصدر إل بطلب
من الفراد.
والدارة عنــدما تفصــل فــي المنازعــات باعتبارهــا جهــة
ذات اختصــاص قضــائي إنمــا يقــترب نشــاطها مــن نشــاط
القضاء ويهدف إلى حماية النظام القانوني للدولة.
إزاء ذلـك نشـأ معيـار مختلـط يقـوم علـى أسـاس المـزج
بيـن المعيـارين الشـكلي والموضـوعي إذ ينظـر إلـى طبيعـة
العمـــل مـــن ناحيـــة ،والشـــكل الـــذي يظهـــر فيـــه العمـــل
والجراءات المتبعة لصدوره من ناحية أخرى .
والمتتبـع لحكـام مجلـس الدولـة فـي فرنسـا يجـد أنـه
يأخـذ فـي الغـالب بالمعيـار الشـكلي لتمييـز العمـل القضـائي
-د .هاشم خالد – مفهوم العمل القضائي في ضوء الفقه وأحكام القضاء – 1
114
عــن القــرار الداري إل أنــه يتجــه فــي بعــض الحيــان إلــى
المعيــار الموضــوعي فهــو يمــزج بيــن المعيــارين الشــكلي
والموضـوعي لن العمـل القضـائي الـذي ل يعـد قـرارا) إداريـا)
ول يخضع للطعن أمام القضاء الداري ل يشمل حتم ا) كل ما
يصدر عن الجهة القضائية (1) .
ويبـدو أن القضـاء الداري المصـري قد واكـب هذا التجـاه
فقــد قضــت محكمــة القضــاء الداري " :أن شــراح القــانون
العــام قــد اختلفــوا فــي وضــع معــايير التفرقــة بيــن القــرار
الداري والقرار القضائي فمنهم من أخذ بالمعيار الشكلي،
ويتضمن أن القرار القضائي هو الذي يصدر من جهة منحها
القـانون وليـة القضـاء ،ومنهـم مـن أخـذ بالمعيـار الموضـوعي
وهـو ينتهـي إلـى أن القـرار القضـائي هـو الـذي يصـدر فـي
خصومة لبيان حكم القانون فيها و بينما رأى آخرون أن يؤخذ
بالمعيـــارين معـــا) – الشـــكلي والموضـــوعي – وقـــد اتجـــه
القضاء في فرنسا ثم في مصر إلى هذا الرأي الخير وعلى
أن الراجــح هــو الخــذ بالمعيــارين معـ )ا مــع بعــض الضــوابط،
وبيان ذلك أن القرار القضائي يفترق عن القرار الداري في
أن الول يصــدر مــن هيئة قــد اســتمدت وليــة القضــاء مــن
قــانون محــدد لختصاصــها مــبين لجراءاتهــا ومــا إذا كــان مــا
تصـدره مــن أحكـام نهائيـا) أو قـابل) للطعـن مـع بيـان الهيئات
الـتي تفصـل فـي الطعـن فـي الحالـة الثانيـة وأن يكـون هـذا
القـرار حاسـما) فـي خصـومة ،أي فـي نـزاع بيـن طرفيـن مـع
بيان القواعد التي تطبق عليه ووجه الفصل فيه" (2).
11
- De laubadere – Traite droit administrptif – OP –Cit – P 223 .
-حكمها رقم 3940لسنة 7ق في 13/2/1954المجموعة 1لسنة 9بند 101 2
ص . . 128
115
أخذا) بمبدأ استقلل القضاء و بالمعيار الشكلي في التمييز
بين أعمال السلطة القضائية والقرارات الدارية.
.ويتــبين ذلــك مــن تــوجه محكمــة القضــاء الداري فــي
العــراق حيــث قضـت )… ومــن جهــة أخــرى وجـد أن الطعــن
فـي هـذه الـدعوى ينصـرف فـي حقيقتـه إلـى حكـم جـزائي
واجـب التنفيـذ ليـس للقضـاء الداري وليـة عليـه ممـا يكـون
طعن المدعيين في هذه الدعوى غير معتبر ،عليه واستنادا)
1
((). إلى ما تقدم قرر رد الدعوى …
كمـا جـاء فـي فتـوى لمجلـس شـورى الدولـة أن ) قـرار
الحجـز هـو قـرار إداري تصـدره وفقـا) للصـلحيات المخولـة لهـا
فــي حيــن أن العقوبــات الســالبة للحريــة وهــي الســجن
والحبـس واليـداع بالنسـبة للحـداث هـي قـرارات تصـدر عـن
المحـاكم المختصـة وتأسيسـا علـى مـا تقـدم يـرى المجلـس
أن قرار الحجز الصادر عن وزير الداخلية ل يعد بمنزلة الحكم
القضائي () (2
كمـا اخـذت المحكمـة التحاديـة العليـا بالتجـاة ذاتـه
فـي الـدعوى / 10اتحاديـة 2005 /بتاريـخ 2006 / 5 / 29و
الذي طلبت فيه محكمة التمييز التحادية بموجب النظر في
دســــتورية نــــص المــــادة ) /20أول – ثالثــــا ( مــــن قــــانون
التقاعـد الموحـد رقـم 27لسـنة 2006والبـت فـي شـرعيته
باعتبــار ان قــرار لجنــة تــدقيق قضــايا المتقاعــدين عمــل
قضـائي ول يجـوز تمييـزة امـام مجلـس شـورى الدولـة حيـث
تــرى الهيئة العامــة -لمحكمــة التمييــز -وبــرأي بــان النــص
المــذكور غيــر دســتوري علــى اســاس بــان المــادة 47مــن
دســـتور جمهوريـــة العـــراق نصـــت بـــان تكـــون الســـلطات
التحاديـة مــن السـلطات التشـريعية والتنفيذيـة والقضـائية
تمارس اختصاصاتها ومهماتها على أساس مبدأ الفصل بين
السلطات .
- 11قرار محكمة القضاء الداري العدد 27/2001في 2/5/2000منشور في مجلة العدالة،
العدد الول ،2002 ،ص 92
-2 2فتوى مجلس شورى الدولة رقم 2000 / 9في 23/2/2000المنشورة في مجلة
العدالة،العدد الول ،2001 ،ص 145
116
وحيث أن مجلس شورى الدولة يرتبط بوزارة العدل ول
يعــد مــن أجهــزة الســلطة القضــائية فهــو تــابع للســلطة
التنفيذيـة ويتكـون مـن رئيـس وأعضـاء غـالبيتهم المطلقـة مـن
غيـر القضـاة وبالتـالي فـان نظـر الطعـون مـن قبـل المجلـس
المذكور يخل بمبدأ الفصل بين السلطات وان المادة 29من
قــانون المرافعــات المدنيــة رقــم 83لســنة 1969نصــت بــان
تســري وليــة المحــاكم المدنيــة علــى جميــع الشــخاص
الطبيعيـة والمعنويـة بمـا فـي ذلـك الحكومـة وتختـص بالفصـل
في كافة المنازعات إل ما استثنى بنص خاص وان التشريع
المـذكور مـن شـانه الخلل بهـذا المبـدأ خاصـة وان الدسـتور
الدائم وقبلـه قـانون إدارة الدولة العراقيـة للمرحلـة النتقاليـة
نـص علـى اسـتقللية القضـاء سـيما وان المشـرع أوجـب أن
يـرأس هيئة قضـايا المتقاعـدين قاضـي منتـدب مـن مجلـس
القضـاء وأعضـاء آخريـن فل يجـوز النظـر تميـزا" فـي القـرارات
الصادرة منها من قبل هيئة قضائية .
وقـد خلصـت المحكمـة التحاديـة العليـا الـى مـايلي ) :
أن الفقرة )أ( من البند أول" من المادة 20من قانون التقاعد
الموحـد رقـم 27لسـنة 2006نصـت بتشـكيل لجنـة تسـمى )
لجنــة تــدقيق قضــايا المتقاعــدين ( برئاســة قاضــي مــن
الصـــنف الثـــاني ينتـــدبه مجلـــس القضـــاء وعضـــوين مـــن
المـوظفين القـانونيين ل تقـل درجتهمـا عـن مـدير احـدهما مـن
وزارة المالية والخر من وزارة الدفاع تتخذ قراراتها بالكثرية
وينظر في جميع قضايا التقاعد المعترض عليها الناشئة من
تطـبيق أحكـام القـانون المـذكور ,لـذا تجـد هـذه المحكمـة أن
هذه اللجنة هي لجنة خاصة شكلت بموجب قانون التقاعد
الموحـد رقـم 27لسـنة 2006للنظـر فـي شـؤون المتقاعـدين
مــن مــوظفي الدولــة مــن حيــث الحقــوق التقاعديــة وان
القــرارات الــتي تصــدرها هــي قــرارات إداريــة ذات طبيعــة
خاصـة تغلـب عليهـا الصـفة الداريـة وليسـت قـرارات قضـائية
صـرفة بـالرغم مـن أن اللجنـة يترأسـها قاضـي ينتـدبه مجلـس
القضـاء لـذا فـان القـرارات الـتي تصـدرها تعتـبر قـرارات ذات
117
طبيعـة خاصـة وحيـث أن البنـد أول" مـن المـادة 20مـن قـانون
التقاعــد الموحــد عيــن مرجــع الطعــن فــي القــرارات الــتي
تصـدرها اللجنـة المـذكورة لـدى الهيئة العامـة لـذا للسـباب
المتقدمـة فـان النـص المتقـدم المنصـوص عليـه فـي البنـد
ثالثــا" مــن المــادة 20مــن قــانون التقاعــد الموحــد رقــم 27
لسنة 2006ل يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات ومبدأ
استقلل القضاء والتدخل في شؤون السلطة القضائية من
قبـل السـلطة التنفيذيـة ويكـون طلـب الهيئة العامـة لمحكمـة
التميز المشار إليه أعله غير وارد ,لذا قرر رد الطلب ( )(1
ومــن ذلــك يتــبين ان المحكمــة التجاديــة العليــا قــد
اعتمـدت المعيـار الشـكلي مـن خلل عـدها القـرارات الـتي
تصـدرها لجنـة تـدقيق قضـايا المتقاعـدين قـرارات إداريـة ذات
طبيعـة خاصـة تغلـب عليهـا الصـفة الداريـة وليسـت قـرارات
قضائية بحكم صدورها من جهة ادارية.
ومــن مقتضــيات اعتمــاد القضــاء الداري فــي العــراق
المعيــار الشــكلي انــه ل يجــوز الطعــن امــامه فــي العمــال
القضــائية الصــادره مــن رجــال القضــاء والدعــاء العــام الان
القضاء الداري ليمكن ان يتجاهل المعيار الموضوعي على
سـبيل السـتثناء مـن الصـل العـام فتسـبغ الصـفة الداريـة
علـى أعمـال الجهـة القضـائية ذات الطبيعـة الداريـة وتجيـز
الطعــن فيهــا باللغــاء كتلــك القــرارت المتعلقــة بانظبــاط
مـــوظفي الجهـــاز القضـــائي وشـــؤون خـــدمتهم اســـتنادا
للمعيار المزدوج الذي ل يعد العمل قضائيا لمجرد انه صادر
مــن الســلطه القضــائية وإنمــا يشــترط فيــه أن يفصــل فــي
خصـومه قانونيـة أو يتعلـق بـإجراءات الفصـل فيهـا أو تنفيـذ
الحكم الصادر بخصوصها .
118
القـانوني هـو معيـار القـرارات الداريـة ،فـأن غيبـه هـذا الثـر
تصبح هي معيار العمال المادية (1) .
والعمــال الماديــة أمــا أن تكــون أفعــال) أداريــة أرادتهــا
الدارة وتـدخلت لتحقيقهـا مثـل الجـراءات التنفيذيـة الـتي ل
تسـمو لمرتبـة القـرار الداري كهـدم المنـازل اليلـة للسـقوط
تنفيذا) لقرار الدارة بالهدم .
وقد تكون أفعال) غير إرادية تقع بطريق الخطأ والهمال
مثل حوادث السير يسببها أحد موظفي الدارة .
والعمـال الماديـة ل تعتـبر مـن قبيـل العمـال القانونيـة
الداريــة لنهــا ل ترتــب آثــارا) قانونيــة مباشــرة وتخــرج هــذه
العمال من نطاق الطعن باللغاء أمام القضاء الداري .
ومـن الجـدير بالـذكر أن عـدم اعتبـار العمـل المـادي قـرارا)
إداريـا) وأن كـان يمنـع الطعـن فيـه باللغـاء فـأنه يصـح أن يكـون
محل) لمنازعة تختص المحاكم المدنية بنظرها كما يمكن أن
يكون محل) لمنازعة إدارية تمس مصالح الفراد عندما يكون
محل) لطلب التعويض على أساس دعوى القضاء الكامل .
رابعا) -القرارات الدارية والعقد الداري:
بينـا أن التصـرفات القانونيـة الـتي تجريهـا الدارة وتقصـد
بها إلى أحداث الثار القانونية أما أن تتمثل بالتصرفات التي
تقـوم بهـا الدارة مـن جـانب واحـد وبإدارتهـا المنفـردة وتشـمل
القرارات والوامر الدارية .
وأمـا أن تتمثـل بالعمـال القانونيـة الصـادرة عـن الدارة
بالشتراك مع بعض الفراد بحيث تتوافق الرادتان وتتجهان
نحـو إحـداث اثـر قـانوني معيـن وتلجـأ الدارة إلـى إتبـاع هـذا
السلوب لتحقيق هدفها في إشباع الحاجـات العامة ،وفـق
ما يمكن تسميته بعقود الدارة .
والعقــود الــتي تبرمهــا الدارة ل تخضــع لنظــام قــانوني
واحـد ،فهـي علـى نـوعين :الول عقـود الدارة الـتي تخضـع
للقانون الخاص والتي تماثل العقود التي يبرمها الفراد في
نطـاق القـانون الخـاص ،والنـوع الثـاني هـي العقـود الداريـة
- 1د .محمد فؤاد عبد الباسط ،القرار الداري ،دار الفكر الجامعي ،بدون سنة طبع،
ص . 94
119
الـتي تخضـع للقـانون العـام والـتي تبرمهـا الدارة باعتبارهـا
سلطة عامة تستهدف تنظيم مرفق عام.
ولـم ينـص قـانون مجلـس شـورى الدولـة علـى اختصـاص
محكمـة القضـاء الداري بنظـر المنازعـات المتعلقـة بـالعقود
الداريــة فهــي مــن اختصــاص المحــاكم العاديــة ،بحكــم أن
وليتها تنحصر بإلغاء القرارات الدارية والتعويض عنها .
ومـع ذلك فقد استقر القضـاء الداري فـي فرنسا ومصر
علــى أن القــرارات الداريــة الســابقة علــى إبــرام العقــد
والممهــدة لنعقــاده مثــل قــرارات لجــان فحــص العطــاءات،
ولجـان البـت فـي العطـاءات وقـرار اسـتبعاد أحـد المتقـدمين
وقرار إرساء المناقصة أو المزايدة وقرار إلغائها هي قرارات
إداريـة مسـتقلة عـن العقـد يجـوز الطعـن بهـا بـدعوى اللغـاء .
)(1
وتســـمى هـــذه النظريـــة بنظريـــة العمـــال الداريـــة
المنفصـلة Le theorie des actes detachableومقتضـاها أنـه
يستطيع كل من له مصلحة من الغير أن يطعن باللغاء في
هـذه القـرارات ،أمـا المتعاقـدون فليـس لهـم أن يطعنـوا فـي
هذه القرارات إل أمام قاضي العقد .
ومن الجدير بالذكر أن إلغاء القرار الداري المنفصل عن
العقـد ل يـؤدي تلقائيـا) إلـى إلغـاء العقـد ،فيظـل العقـد نافـذا) و
ملزمـا) لطرافـه إلـى أن يفصـل القضـاء العـادي فـي المنازعـة
المتعلقة به .
-عدل عليا 387/2000مجلة نقابة المحاميين العداد الول والثاني – 2002 1
ص . 117
120
أول) :أن يصدر القرار من سلطة إدارية وطنية :
يشترط في القرار الداري أن يصدر من سلطة إدارية
وطنيـة سـواء أكـانت داخـل حـدود الدولـة أو خارجهـا مـن دون
النظـر إلـى مركزيـة السـلطة أو عـدم مركزيتهـا ,والعـبرة فـي
تحديـد مـا إذا كـانت الجهـة الـتي أصـدرت القـرار وطنيـة أم ل
ليــس بجنســية أعضــائها ,وإنمــا بمصــدر الســلطة الــتي
تستمد منها ولية إصدار القرار .
ولنكـون أمـام قـرار إداري ينبغـي أن يصـدر هـذا القـرار
مـن شـخص عـام لـه الصـفة الداريـة وقـت إصـداره ول عـبرة
بتغيــر صــفته بعــد ذلــك ,وهــو مــا يميــز القــرار الداري عــن
العمــال التشــريعية والقضــائية الــتي بيناهــا وفق ـا) للمعيــار
الشــكلي ,إذ يتــم النظــر إلــى صــفة الجهــة الــتي قــامت
بالعمل والجراءات المتبعة في إصداره .
121
أشخاص القانون العام أو كان أحدها لشخص من أشخاص
القانون الخاص .
والقــول بضــرورة أن يكــون العمــل الداري صــادرا) مــن
جـانب الدارة وحـدها ليكتسـب صـفة القـرار الداري ل يعنـي
أنـه يجـب أن يصـدر مـن فـرد واحـد ,فقـد يشـترك فـي تكـوينه
أكـثر مـن فرد كل منهـم يعمل فـي مرحلـة مـن مراحـل تكوينه
لن الجميع يعملون لحساب جهة إدارية واحدة (1) .
.
2
- F.Benoit – Le Droit Administratif Frncais , Dalloz , 1968 , P 577 .
3
- Marcel Waline – Traite de droit Administratif 1963 , P 452 .
4
- Auby et Drago – Traite de contentieux Administratif – 1963 , T 11 , P 460 .
122
واستشــارات وتحقيقــات تمهيــدا لصــدار قــرار إداري وهــذه
العمال ل تولد آثارا) قانونية ول يجوز الطعن فيها باللغاء .
ب -المنشــورات والوامــر المصــلحية :وهــي العمــال
الـتي تتضـمن تعليمـات وتوجيهـات صـادرة مـن رئيـس الـدائرة
إلـى مرؤوسـيه لتفسـير القـوانين أو اللـوائح وكيفيـة تطبيقهـا
وتنفيـــذها ,مـــا دامـــت هـــذه المنشـــورات لـــم تتعـــد هـــذا
المضمون أما إذا تضمنت أحداث آثار في مراكز الفراد فأنها
تصبح قرارات إدارية يقبل الطعن فيها باللغاء .
ج -العمــال اللحقــة لصــدور القــرار :الصــل أن هــذه
العمال ل ترتب آثرا) قانونيا) لنها أما أن تكون بمثابة إجراءات
تنفيذيـة لقـرارات سـابقة فل يقبـل الطعـن فيهـا باللغـاء لنهـا
تنصــب علــى تســهيل تنفيــذ القــرار الداري الســابق ,ول
تشـير إلـى قـرارات مسـتقبلة فل يكـون الثـر المـترتب عليهـا
حال) .
د -الجـــراءات الداخليـــة :وتشـــمل إجـــراءات التنظيـــم
ســــيرها بانتظــــام للمرافق العامة التي تضمن حسن
واطـراد ,والجـراءات الـتي يتخـذها الرؤسـاء الداريـون فـي
موظفيهم المتعلقة بتقسيم العمل في المرفق مواجهة
وتبصير الموظفين بالطريق المثل لممارسة وظائفهم .
وهـذا النـوع مـن الجـراءات ل يـدخل مـن ضـمن القـرارات
الداريـة الـتي يجـوز الطعـن بهـا أمـام دوائر القضـاء الداري
لنها ل تؤثر في المراكز القانونية للفراد .
123
الـتي تملـك البـت فـي امـره نهائيـا) دون ان يكـون لزمـا) لنفـاذه
وجــوب عرضــه علــى ســلطة اعلــى لعتمــاده أو التصــديق
عليه.
وتختلط الصفة النهائية بالنفاذ ،لن القرار النهائي هو
القــرار الــذي يكــون نافــذا) بمجــرد صــدوره ،ال ان النهائيــة ل
تمنــع مــن جــواز ســحبه مــن الجهــة الــتي اصــدرته أو وقــف
تنفيــذه).(1وكــذلك ليمنــع مــن الطعــن فــي القــرار ان تقــوم
الجهــة المختصــة باصـداره بطلــب رأي بعــض الجهــات علـى
سـبيل السـتئناس مـا دام لهـا وحـدها فـي النهايـة سـلطة
التقـدير فـي المـر بغيـر لـزوم مـن تدخل لحـق مـن أي سـلطة
اخرى للتصديق على قرارها).(2
وعلـى ذلـك فـالقرار الـذي يصـلح محل) للطعـن باللغـاء
يجـب ان ينفـذ لكـي يصـبح المركـز القـانوني الـذي يحـدثه حـال
ومـؤثرا) امـا الجـراءات التنفيذيـة أو اجـراءات التنظيـم الـداخلي
الــتي لتــؤثر فــي مركــز قــانوني ،فل ينطبــق عليهــا وصــف
القرار الداري ).(3
د .حمدي ياسين عكاشة – القرار الداري في قضاء مجلس الدولة – منشأة )( 1
3
() De laubader – Trait’e element de droit administratif P- 253 .
وفي هذا المعنى قضت المحكمة الدارية العليا في مصر )) القرارات التي تصدرها
مجالس تأديب العاملين بهيئة النقل العام بالقاهرة هي مجرد اعمال تحضيرية تخضع
لتصديق السلطة الرئاسية ،وليس لها منزلة الحكام التأديبية التي يجوز الطعن فيها
مباشرة امام المحكمة الدارية العليا وان القرار الصادر بالتصديق على قرار مجلس
التأديب هو القرار الداري النهائي الذي يرد عليه الطعن(( حكمها في جلسة 22يناير
1972القضية 357السنة 13ق المجموعة ،ص . 156
124
هــذا وقــد درج المشــرع المصــري ) ،( 1علــى اشــتراط
النهائيـة فـي القـرارات الداريــة القابلـة للطعـن باللغـاء .امـا
فـي العـراق فـان المشـرع العراقـي لـم ينـص علـى شـرط أن
يكـون القـرار نهائيـا) غيـر ان قضـاء محكمـة القضـاء الداري فـي
العــراق يتطلــب تــوافر هــذا الشــرط ,وفــي ذلــك قضــت
محكمــة القضــاء الداري فــي حكمهــا / 11قضــاء إداري 1991
الصـــادر فـــي …) 26/1/1991قـــررت المحكمـــة رد الـــدعوى
حيــث لــم يكــن قــرارا) نهائيــا) وحاســما) وحيــث أن القــرارات
الداريـة الـتي يطعـن فيهـا أمـام هـذه المحكمـة هـي فقـط
القرارات النهائية الحاسمة ((2).
وقد أيدت الهيئة العامة في مجلس شورى الدولة قرار
محكمــة القضــاء الداري المــذكور وذلــك بقرارهــا المرقــم
/ 40إداري – تمييـز 1991/الصـادر فـي 24/12/1991حيـث جـاء
فـي قرارهـا )إذ لـم تصـدر الجهـة الداريـة قـرارا) نهائيـا) فـأن
ذلـك ل يجـوز الطعـن فيـه أمـام محكمـة القضـاء الداري لن
حرص المشرع المصري على النص على ان تكون القرارات الدارية التي )( 1
تقبل الطعن باللغاء قرارات نهائية .فقد نصت المادة العاشرة من قانون مجلس
الدولة رقم 47لسنة 1972على شرط النهائية بالنسبة لجميع القرارات الدارية التي
يجوز الطعن فيها باللغاء امام مجلس الدولة في البنود الخاصة بهذه القرارات على
النحو التي :
ثالثا : jالطلبات التي يقدمها ذوو الشأن بالطعن في القرارات -
الدارية النهائية الصادرة بالتعيين في الوظائف العامة أو الترفيه أو يمنح
العداوات .
خامسا : jالطلبات التي يقدمها الفراد او الهيئات بالغاء القرارات -
الدارية النهائية .
سادسا : jالطعون في القرارات النهائية الصادرة من الجهات -
الدارية في المنازعات والضرائب والرسوم وفقا jللقانون الذي ينظم
كيفية نظر هذه المنازعات امام مجلس الدولة .
ثامنا : jالطعون التي ترفع عن القرارات النهائية الصادرة من -
جهات ادارية لها اختصاص قضائي ،فيما عدا القرارات الصادرة من
هيئات التوفيق والتحكيم في منازعات العمل وذلك متى كان مرجع
الطعن عدم الختصاص أو عيب في الشكل أو مخالفة القوانين أو
اللوائح ،أو الخطأ في تطبيقها أو تأويلها .
تاسعا : jالطلبات التي يقدمها الموظفون العموميون بالغاء -
القرارات النهائية للسلطات التأديبية .
- 12اشار اليه .صالح إبراهيم احمد المتيوتي ،شروط الطعن امام محكمة القضاء الداري في
العراق ،رسالة ماجستير مقدمة الى كلية القانون ،جامعة بغداد ،1994 ،ص . 26
125
القرارات التي يطعن فيها أمامها هي فقط القرارات النهائية
الحاسمة ().(1
126
فأننــا نجــد ان المشــرع العراقــي قــد اخــرج القــرارات
الداريـة الـتي تتخـذ تنفيـذا) لتوجيهـات رئيـس الجمهوريـة وفقـا)
لصــلحياته الدســتورية) , (3كمــا اخــرج العديــد مــن القــرارات
الخاصـة بتطـبيق بعـض التشـريعات مـن رقابـة القضـاء ومـن
خلل تتبع أحكام القضاء نلمس التزامه بتطبيق ما جاءت به
تلــك التشــريعات المانعــة فنجــده يحكــم بعــدم قبــول كافــة
الدعاوى التي موضوعها قرارات إدارية منع المشرع القضاء
من قبول الطعن فيها باللغاء أمامه ،ومن ذلك ما جاء بحكم
محكمـــة القضـــاء الداري الصـــادر فـــي ) 22/9/2004لـــدى
التـدقيق والمداولـة وجـد أن ابـن المـدعي طـالب فـي الصـف
الثــالث فــي مدرســة بلط الشــهداء التابعــة لتربيــة بغــداد
الكـرخ 2 /وانـه فصـل مـن المدرسـة للعـام الدراسـي / 2003
2004بمــوجب قــرار المدرســة المرقــم 12فــي 28/2/2004
وذلــك لتجــاوز غيابــاته المــدد المقــررة البالغــة ) (26يوم ـا) وان
المــدعي اعــترض علــى القــرار لــدى تربيــة بغــداد الكــرخ 2/
وزارة التربيــة دون نتيجــة ولــدفع وكيلــه المــدعي عليــه /
إضـافة لـوظيفته انـه بمـوجب القـانون رقـم ) (34لسـنة 1998
قـانون وزارة التربيـة وبالمـادة ) (38منـه منعـت المحـاكم مـن
ســماع الــدعاوى الــتي تقــام علــى وزارة التربيــة أو الــدوائر
التابعة لها في كل ما يتعلق بالقبول والنتقال أو المتحانات
أو العقوبـات النضـباطية الـتي تفـرض علـى التلميـذ والطلب
بسـبب الرسـوب وكغيـره ولكـون الـوزارة والـدوائر كـل حسـب
اختصاصـه حـق البـت فـي الشـكوى الـتي تنشـأ مـن هـذه
المــور عليــه ومــن كــل مــا تقــدم يتضــح أن المــدعي ســلك
طريـق الشـكوى لـدى المـدعي عليـه وان القـانون رقـم )(34
-3ومن أحكام القضاء الداري بهذا الشأن حكم محكمة القضاء الداري رقم /12قضاء إداري/
1992في ) 13/2/1992وان القرارات التي تصدر عن ديوان الرئاسة هي التي تتم بناء jعلى
توجيهات السيد رئيس الجمهورية حسب الختصاصات الممنوحة له بموجب القانون ،خاصة
وان المر المشار إليه آنفا قد صدر مخاطبا jجهة التنفيذ تحريريا ،jعليه وحيث أن اختصاصات
مجلس شورى الدولة رقم 65لسنة 1979المعدل بالقانون رقم 106لسنة .1989كما أن
هذه المحكمة ل تختص بالقرارات الدارية التي تتخذ تنفيذا jلتوجيهات رئيس الجهورية وفقا j
لصلحياته الدستورية تطبيقا jلمنطوق المادة ) (7خامسا / jب /وحيث أن القرار المطعون فيه
قد صدر عن المدعي عليه تنفيذا jلمر ديوان الرئاسة فتكون دعوى المدعيين واجبه الرد لعدم
اختصاص هذه المحكمة في نظر القرار المطعون فيه لذا قرر بالتفاق رد دعوى المدعيين(.
127
لســنة 1998قــانون وزارة التربيــة وبالمــادة ) (38منــه منــع
المحـاكم مـن سـماع الـدعاوى الـتي تقـام علـى وزارة التربيـة
والـدوائر التابعـة لهـا أو المـدارس أو المعاهـد لـذا قـرر الحكـم
1
()(. برد دعوى المدعي …
ول شـــك ان هـــذة الســـتثناءات تتنـــافى مـــع مبـــدأ
المشـروعية وضـرورة خضـوع الدارة للقـانون وتفتـح المجـال
امـام تعسـفها وانتهـاك حقـوق الفـراد وحريـاتهم .علوة علـى
عـدم دسـتوريتها فقـد نـص الدسـتور العراقـي الصـادر عـام
2005فــي المــاده ) 97يحظـــر النـــص فــي القـــوانين علــى
تحصين اي عمل او قرار اداري من الطعن(.
128
لهــا المشــرع العراقــي مرجعــا للطعــن فيهــا امــام لجــان او
مجالس ادارية ذات اختصاص قضائي.
المبحث الثاني
الشروط المتعلقه برافع دعوى اللغاء
129
إل أن المصـلحة فـي دعـوى اللغـاء تتميـز عـن تلـك الـتي
تتطلبهـا الـدعاوى العاديـة أمـام المحـاكم العاديـة أو دعـوى
القضاء الكامل .
-د .محمد عبد السلم مخلص –نظرية المصلحة في دعوى اللغاء – المصدر 2
السابق – ص .112
130
اللغـاء ،فهـذه الـدعوى فـي معظـم أحكامهـا هـي مـن خلـق
القضاء (1) .
وأيـا) كـان المـر فـأن القضـاء الداري فـي فرنسـا و مصـر و
العــراق قــد اشــترط تــوافر المصــلحة لــدى الطــاعن باللغــاء
لقبول دعواه .
131
وبمعنـى آخـر أن يكـون الطـاعن فـي حالـة قانونيـة يـؤثر فيهـا
القرار المطعون فيه تأثيرا) مباشرا) .
مــع ذلــك يجــوز أن تتحــد المصــلحة عنــد مجموعــة مــن
الفـراد وتكـون المصـلحة شخصـية تـبرر قبـول دعـوى اللغـاء،
مثلما هو الحال في مصلحة المنتفعين من مرفق عام تقرر
إلغـاؤه ففـي هـذه الحالـة يجـوز أن ترفـع دعـوى واحـدة تجمـع
هـؤلء الفـراد الـذين ل ينتمـون إلـى طائفـة أو جماعـة تتمتـع
بالشخصية المعنوية (1) .
-د .محمد ماهر أبو العينين – دعوى اللغاء أمام القضاء الداري – دار الكتب
القانونية – – 1998ص .365
-د .محمد عبد السلم مخلص المصدر السابق – ص .35
-د .طعيمة الجرف – المصدر السابق – ص . 153
-محكمة القضاء الداري المصري بتاريخ 18/1/1955المجموعة الجزء الثاني - 2
.1023
132
مــن المتفــق عليــه أنــه يجــب أن يكــون لرافــع الــدعوى
مصـلحة محققـة حـتى يمكـن قبـول دعـوى اللغـاء ،ويتحقـق
ذلك بصفة عامة إذا حصل ضرر حال بمصلحة الطاعن سواء
من الناحية المادية أو الدبية .
ويظهـر الشـك عنـدما تكـون المصـلحة محتملـة وعنـدما ل
يكـون الضـرر واقعـا) فعل) علـى الطـاعن وإنمـا يحتمـل الوقـوع
فترفع الدعوى ل لدفع الضرر الذي وقع بالفعل وإنما لتوقي
الضرر قبل وقوعه .
وإذا نظرنــا إلــى اتجــاه المشــرع فــي الــدعاوى العاديــة
نجــده قــد توســع فــي تفســير المصــلحة وســمح بقبــول
المصلحة المحتملة على سبيل الستثناء لدفع ضرر محدق
أو لستيثاق حق يخشى زوال دليله .
وإذا كـان المـر كـذلك فـي الـدعاوى العاديـة الـتي تسـتند
فيهـا المصـلحة إلـى حـق فـأن التوسـع فـي شـرط المصـلحة
فـي دعـوى اللغـاء يكـون مـن بـاب أولـى ،ل سـيما أن انتظـار
الطاعن حتى تصبح مصلحته محققة فيه مخاطرة من حيث
احتمـال فـوات مـدة الطعـن وهـي قصـيرة غالبـا) .المـر الـذي
دعـــى المشـــرع العراقـــي الـــى أجـــازة قبـــول المصـــلحة
المحتملـة فـي دعـوى اللغـاء صـراحة وذلـك فـي الفقـرة )د (
مــن المــادة الســابعة مــن قــانون مجلــس شــورى الدولــة
المعـدل رقـم ) (65لسـنة 1979والـتي نصـت علـى )بنـاء علـى
طعـــن ذي مصـــلحة معلومـــة وحالـــة ممكنـــة ومـــع ذلـــك
فالمصــلحة المحتملــة تكفــي إذا كــان هنــاك مــا يــدعو إلــى
التخوف من إلحاق ضرر بذوي الشأن( .
ومـن جـانب آخـر فـأن دعـوى اللغـاء مـن حيـث طبيعتهـا
تنتمـي إلـى القضـاء الموضـوعي وتسـتهدف تحقيـق مصـلحة
عامـة وهـذه المصـلحة محققـة دائمـا) لن الجماعـة يعنيهـا أن
133
تتـم المشـروعية علـى الـوجه الكمـل )،( 1وليـس فـي قضـاء
محكمة القضاء الداري ما يخالف هذا التجاه .
ثالثا) -وقت توفر المصلحة:
ل خلف فـي ضـرورة تـوفر المصـلحة عنـد رفـع الـدعوى
وإل حكـم بعـدم قبولهـا ،ويظهـر الخلف حـول وجـوب اسـتمرار
المصلحة حتى الفصل في الدعوى .
فقــد اســتقر مجلــس الدولــة الفرنســي علــى الكتفــاء
بقيام المصلحة وقت رفع الدعوى وعدم اشتراط استمرارها
إلـى وقـت الفصـل فيهـا .فـإذا زالـت هـذه المصـلحة يسـتمر
في نظر الدعوى وإصدار حكمه (1) .
وأيـد الفقـه هـذا التـوجه مـن المجلـس علـى أسـاس أن
دعــوى اللغــاء دعــوى موضــوعية تــوجه إلــى ذات القــرار
الداري وتهــدف إلــى حمايــة مبــدأ المشــروعية وســيادة
القانون وهي ترفع لتحقيق مصلحة الجماعة بالضافة إلى
المصلحة الخاصة للطاعن .
أما مجلس الدولة المصري فقد تردد في أحكامه إذ أنه
أخـذ أحيانـا) بضـرورة تـوفر المصـلحة فـي وقـت رفـع دعـوى ول
يتطلب استمرارها حتى الفصل فيها .
ويعــود فــي أحيــان أخــرى ليشــترط وجــود المصــلحة
واسـتمرارها لحيـن الفصـل فيهـا ،ويبـدو أن هـذا التجـاه هـو
الغـالب قـي القضـاء الداري المصـري ،فقـد ذهبـت المحكمـة
الداريــة العليــا فــي حكــم لهــا إلــى أنــه " :يشــترط لقبــول
دعـوى اللغـاء أن يتـوافر فـي رافعهـا شـرط المصـلحة ويتعيـن
تـوافر هـذا الشـرط مـن وقـت رفـع دعـوى لحيـن الفصـل فيهـا "
(2) .
134
ويؤيـد السـتاذ الـدكتور سـليمان محمـد الطمـاوي هـذا
التجـاه فيقـول أنـه لعتبـارات عمليـة يفضـل المسـلك الـذي
يشـترط اسـتمرار المصـلحة حـتى صـدور الحكـم فـي الـدعوى
لن ذلـك يخفـف العبـء علـى كاهـل مجلـس الدولـة مـن ناحيـة
ولن رقابـة قضـاء اللغـاء حديثـة نسـبيا) فـي مصـر مـن ناحيـة
أخرى (1) .
وأيا) كانت التبريرات فقد جانب هذا التجاه الصواب نظرا)
للطبيعــة الموضــوعية لــدعوى اللغــاء ودورهــا المهــم فــي
الحفـاظ علـى مبـدأ المشـروعية الـتي تتطلـب اسـتمرار نظـر
الـدعوى وأن زالـت المصـلحة الشخصـية لرافعهـا أثنـاء السـير
فيهـــا لن هنـــاك مصـــلحة أخـــرى تتمثـــل بحمايـــة مبـــدأ
المشروعية وهذه المصلحة تبقى ول تزول بزوال الولى .
ورغـم اننـا لـم نلمـس توجـة معيـن مـن القضـاء الداري
فــي العــراق اتجــاه هــذا الموضــوع فأننــا نرجــو ان يشــترط
القضـــاء تـــوافر المصـــلحة وقـــت رفعهـــا دون ان يتطلـــب
اسـتمرارها حـتى انتهـاء الـدعوى لمـا فـي ذلـك مـن أثـر فـي
احــترام مبــدأ المشــروعية وســيادة القــانون وتماشــيا) مــع
طبيعـة دعـوى اللغـاء والحجيـة المطلقـة للحكـام الصـادرة
فيها(2).
أما حالة سحب الدارة لقرارها غير لمشروع أثناء سير
الــدعوى فــأن المحكمــة تلــزم بــالتوقف عــن الفصــل فــي
الـدعوى لن السـحب يعـدم القـرار المطعـون فيـه منـذ صـدوره
فلــم يعــد محل) للطعــن فيــه وتصــبح المصــلحة فــي إلغــائه
منتفية مما يتأذى معه الحكم بانتهاء الخصومة .
-ينظر في نفس الرأي – د .محمد العبادي – قضاء اللغاء مكتبة دار الثقافة – 2
ص .136
135
بنفسـه لنقـص فـي أهليتـه ،تعيـن علـى القاضـي رد الـدعوى
إذ أن صـاحب الصـفة فـي إقامتهـا فـي هـذه الحالـة نـائبه أو
وصـيه ويتعيـن علـى هـذا الخيـر أن يـبرز الوثـائق القانونيـة
الـتي تثبـت أنـه يتصـرف نيابـة عـن صـاحب المصـلحة فاقـد
الهليـــة أو ناقصـــها قبـــل مباشـــرة الـــدعوى .وقـــد حـــدد
المشـرع العراقـي سـن الرشـد باتمـام ثمـاني عشـرة سـنة
ميلدية(1) .
وقـد أوضـحت المـادة 46مـن القـانون المـدني العراقـي
"كــل شــخص بلــغ ســن الرشــد متمتع ـا) بقــواه العقليــة غيــر
محجـور عليـه يكـون كامـل الهليـة لمباشـرة حقـوقه المدنيـة
" (2) .
وإذا كـان الطـاعن شـخص مـن أشـخاص القـانون الخـاص
غير الطبيعية فل يجوز لها مباشرة حق التقاضي ما لم تكن
متمتعة بالشخصية المعنوية (3) .
أمــا إذا كــان الطــاعن فــي القــرار الداري جهــة إداريــة
فينصــرف عنــدئذ مفهــوم الهليــة إلــى معنــى الختصــاص،
ويتولى رفع دعوى تجاوز حدود السلطة الشخص المعنوي
الــذي يتبــع لــه المرفــق العــام صــاحب المصــلحة ،وبطبيعــة
الحال تحدد القوانين واللوائح السلطة المختصة التي يكون
لها حق التقاضي باسم الجهة الدارية .
المبحث الثالث
تظلم صاحب الشأن
136
بحقهـم ,ومـن التشـريعات مـن جعـل طريـق التظلـم الداري
أمـرا لبـد مـن سـلوكه ابتـداء) ،لكـي يمكـن بعـد ذلـك قبـول
الطعون الموجهة ضد القرارات الدارية أمام القضاء الداري
وهو ما تطلبه المشرع العراقي حينما اشترط لقبول الطعن
فــي القــرار الداري أمــام محكمــة القضــاء الداري أن يكــون
الطاعن قد سلك طريق التظلم أمام الدارة ). (1
1972اشترطت التظلم من عدد من القرارات المتعلقة بالوظيفة العامة قبل رفع دعوى
اللغاء بصددها.
137
محكمــة القضــاء الداري أن يتظلــم الطــاعن لــدى الجهــة
الداريــة المختصــة الــتي عليهــا أن تبــت فــي التظلــم وفق ـا)
للقـانون خلل ثلثيـن يومـا) مـن تاريـخ تسـجيل التظلـم لـديها
وعنـد عـدم البـت فـي التظلـم أو رفضـه تقـوم محكمـة القضـاء
الداري بتســـجيل الطعـــن لـــديها بعـــد اســـتيفاء الرســـم
القانوني(.
وهــذا التجــاه مــن المشــرع انمــا اراد بــه فســح
المجـال للداره الـتي اصـدرت القـرار او الجهـه الرئاسـيه لهـا
مراجعـة القـرار ,ومعالجـة عيـوبه بالغـائه او تعـديله اذا تـبين
لهــا ان القــرار معيــب او مخــالف للقــانون .وبــذلك ينتهــي
النــزاع بشــأنه بطريــق ايســر دون حاجــة الــى التقاضــي و
اضاعة الوقت والجهد واحراج الدارة امام القضاء(1).
ونـــرى ان التظلـــم الوجـــوبى الـــذي اشـــترطة
المشـرع العراقـي للطعـن فـي القـرار الداري يجعـل القـرار
المطلوب الطعن ضده من قبيل القرارات التمهيدية فل يجوز
الطعــن فيــه باللغــاء حــتى يســلك صــاحب الشــأن طريــق
التظلم ومن ثم الطعن في القرار الصادر فيه.
علـى انـه وحـتى لتتمـادى الدارة فـي اطالـة مـدة
النظـر فـي التظلـم لـدى الدارة فـانه يعتـبر فـوات ثلثيـن يومـا)
مـن تسـجيل التظلـم دون ان تجيـب عنـه السـلطات الداريـة
بمثابـة قـرار بالرفــض ويكـون ميعـاد رفـع الـدعوى فـي الطعـن
امــام محكمــة القضــاء الداري خلل ســتين يومـا) مــن تاريــخ
انقضــاء مــدة الثلثيــن يوم ـا) المــذكورة ,او مــن تاريــخ رفــض
التظلم رفضا صريحا .
ومـن الجـدير بالـذكر ان المشـرع العراقـي لـم يلـزم
صــاحب الشــأن ان يتظلــم مــن القــرار الداري خلل فــترة
محـددة قبـل الطعـن فـي صـحة القـرار الداري امـام محكمـة
القضاء الداري ,بل ترك له الخيار بعد تبلغة او علمه بالقرار
الداري ان يختـار وقـت تقـديم التظلـم .وهـذا التجـاة معيـب
-د .عصام عبد الوهاب البرزنجي – مجلس شورى الدولة وميلد القضاء الداري –مجلة 1
العلوم القانونيه –كلية القانون جامعة بغداد العدد الول 1990ص 166
138
من حيث انه يترك المراكز القانونية معلقة مده طويلة وهذا
يتنافى مع الستقرار الواجب في العمل الداري .
كما ان المشرع لم يشترط التظلم الوجوبي فيما
يتعلق برفع الدعاوى المتعلقة بحقوق الخدمة المدنية امام
مجلس النظباط العام.
غير ان المشرع اشترط قبل الطعن في القرار الداري
الخاص بفرض العقوبة التظلم منه امام الجهة التي اصدرته
خلل ثلثيــن يومــا مــن تاريــخ تبليــغ الموظــف بقــرار فــرض
العقوبـة وعلـى هـذه الجهـه البـت فـي التظلـم خلل ثلثيـن
يوما من تاريخ التظلم وعند عدم البت يعد ذلك رفضا للتظلم
يجـوز عنـده الطعـن لـدى مجلـس النضـباط العـام خلل ثلثيـن
يوما من تاريخ الرفض الصريح او الحكمي للتظلم(1).
وعلـى اي حـال وحـتى يقـوم التظلـم بـدوره يجـب تـوفر
شروط معينة هي :
-1ان يقـدم التظلـم مـن صـاحب الشـأن الـذي اثـر القـرار
المتظلـم منـه فـي مركـزه القـانوني أو مـن نـائبه القـانوني اذا
ما كان ناقص الهلية .
-2ان يــوجه التظلــم الــى متخــذ القــرار نفســه وهــو مــا
يعرف بالتظلم الولئي أو يوجه الى رئيس متخذ القرار وهو
مـا يـدعى بـالتظلم الرئاسـي أو يقـدم الـى لجنـة متخصصـة
بالنظر في التظلم فيدعى بالتظلم الى اللجان الدارية .
-3يجـــب ان يكـــون التظلـــم مـــن القـــرار مجـــديا) .أي ان
يكـون فـي وسـع الدارة المقـدم اليهـا التظلـم تعـديل القـرار أو
الغــائه أو ســحبه فل يجــوز التظلــم مــن قــرار منــع القــانون
التظلم منه .
-4ان يكــون التظلــم واضــحا) ودال) علــى القــرار المطعــون
فيه وان يبين مقدمة انه يرغب في الغاء او سحب أو تعديل
القـرار المتظلـم منـه وبيـان اوجـه القصـور الـتي تلحـق هـذا
القـرار .امـا اذا لـم تتضـمن عبـارات التظلـم دعـوى الدارة الـى
العـدول عـن القـرار بـأن اكتفـى بطلـب الشـفقة والعطـف مـن
- 1تنظر المادة ) /15ثانيا 9من قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام المعدل رقم 14لسنة 1991
139
الجهة الدارية المختصة فأن هذا ل يعد تظلما) ول يؤدي الى
قطع ميعاد دعوى اللغاء ).(1
-5ان يقــع التظلــم علــى قــرار اداري نهــائي صــدر فعل) ،
فل يجوز التظلم من العمال التحضيرية التي تسبق اصدار
القرار او من قرار اداري غير نهائي ).(2
المبحث الرابع
الشروط المتعلقة بميعاد رفع الدعوى
)( د .محمد رفعت عبد الوهاب ،د .حسين عثمان محمد عثمان – المصدر السابق – 1
ص . 67
)( د .صبيح بشير مسكوني – المصدر السابق ،ص . 380 2
140
اللـتزام بهـا ،وهـذه المـدد مـن النظـام العـام ل يجـوز التفـاق
على مخالفتها و ول يجوز بعد فواتها أن يقبل القضاء الطعن
المـوجه ضـد القـرارات إذ تصـبح هـذه القـرارات حصـينة علـى
اللغـاء ،وعلـى المحكمـة أن تقضـي مـن تلقـاء نفسـها بعـدم
قبـول الـدعوى إذا مـا رفـع إليهـا طعـن فـي قـرار إداري بعـد
فوات هذا الميعاد .
وعنـدما يحـدد المشـرع هـذه المـدة يسـعى دائمـا) إلـى
التوفيــق بيــن المصــلحة الخاصــة للطــاعن والصــالح العــام،
فالمصـلحة الخاصـة تقتضـي أن يمنـح المشـرع الفـراد وقتـا)
كافيـا) للطعـن فـي القـرارات الداريـة ،بينمـا يتطلـب الصـالح
العــام أن ل تطــول هــذه المــدة وأن ل تبقــي أعمــال الدارة
مهـــددة باللغـــاء وأن تســـتقر الوضـــاع الداريـــة وتتحصـــن
القــرارات الداريــة لــذلك نجــد المشــرع غالبـا) مــا يعمــد إلــى
تحديد مواعيد قصيرة الجل .
-القانون الصادر في فرنسا بتاريخ 7/6/1956والخاص بتحديد مدد رفع الدعاوى أبقى 1
الوضع السابق في ظل المر الصادر في 31/7/1945وحدد مدد التقاضي وجعلها جميعا j
شهرين كقاعدة عامة لجميع الدعاوى عدا ما نص عليه صراحة وكذلك فعل المرسوم
الصادر في . 11/1/1965
. Andre de laubadere op – cit، P 557-558 -
141
النشــرات الــتي تصــدرها المصــالح العامــة أو إعلن صــاحب
الشأن " .
142
لســنة المعــدل 1991قــد أوجــب قبــل تقــديم الطعــن لــدى
المجلـس التظلـم مـن القـرار لـدى الجهـة الـتي أصـدرته خلل
ثلثيـن يومـا) مـن تاريـخ تبليـغ الموظـف بقـرار فـرض العقوبـة
وعلـى الجهـة المـذكورة البـت فـي بـالتظلم خلل ثلثيـن يومـا)
فــإذا انتهــت هــذه المــدة دون أن تبــت فيــه عــد ذلــك رفض ـا)
للتظلـم ،وفـي هـذه الحالـة فـان الفقـرة ) (3مـن نـص المـادة
المــذكورة تشــترط أن يقــدم الطعــن لــدى مجلــس النضــباط
العــام خلل ثلثيــن يوم ـا) مــن تاريــخ تبليــغ المتظلــم برفــض
التظلم حقيقة أو حكما).
في حين لم يستلزم المشرع التظلم من القرارات
المتعلقـة بحقـوق الخدمـة المدنيـة فقـد اوجبـت المـادة )(59
مـن قـانون الخـدمه المدنيـة رقـم 24لسـنة 1960الطعـن امـام
مجلس النضباط العام خلل مدة ثلثين يوما من تاريخ تبلغ
الموظـف بـالقرار اذا كـان داخـل العـراق وسـتين يومـا اذا كـان
خارج العراق.
-استقر القضاء الداري في فرنسا و مصر على أن التظلم الداري يقطع ميعاد دعوى 1
اللغاء ,والتظلم الذي يقطع ميعاد الدعوى هو التظلم الداري الول ول قيمة بأية
تظلمات لحقة على التظلم الذي قدم لول مرة ،وليمكن اعتبار التظلم في العراق
قاطعا لميعاد الطعن لنة شرط من شروط قبول الدعوى .
143
القـوة القـاهرة تحـول بيـن المـدعي وبيـن قـدرته علـى
إقامة الدعوى أمام القضاء لذلك استقر القضاء الداري في
مختلـف الـدول علـى أن تقـف المـدة المحـددة للطعـن ول يبـدأ
ســـريان مـــدة الطعـــن باللغـــاء إل بعـــد زوال هـــذه القـــوة
القاهرة .
ويقصـد بـالقوة القـاهرة كـل عـذر قهـري غيـر متوقـع يمنـع
صــاحب المصــلحة مــن رفــع دعــواه إلــى القضــاء ول يكــون
حصول هذا العذر بسبب خطأ صاحب الشأن .
ويـترتب على القـوة القـاهرة تجميـد الميعاد أو وقفـه عـن
السـريان وهـذا يعنـي أنـه يتعيـن احتسـاب المـدة السـابقة
علـى قيـام القـوة القـاهرة ثـم إكمالهـا بعـد زوالهـا حـتى نهايـة
الميعـاد (1) .وهـو مـا يختلـف عـن انقطـاع الميعـاد حيـث تبـدأ
مــدة جديــده للطعــن بعــد زوال ســبب النقطــاع ول يتــم
احتساب المدة السابقة علية.
والقضــاء هــو الــذي يحــدد تــوفر أو عــدم تــوفر القــوة
القـاهرة ،مستخلصـا) ذلـك مـن ظـروف كـل قضـية ،وفـي هـذا
المجال قضت المحكمة الدارية العليا في مصر بأن المرض
العقلـي مـن العـذار الـتي ترقـى إلـى مرتبـة القـوة القـاهرة
الـتي تمنـع العامـل مـن مباشـرة دعـوى اللغـاء فـي ميعادهـا
القــانوني (2)،كــذلك قضــت بــأن العتقــال يمثــل قــوة قــاهرة
من شأنها أن توقف سريان التقادم (3) .
وفـي هـذاالمجال قضـت الهيئة العامـة لمجلـس شـورى
الدولــة فــي حكمهــا الصــادر فــي 12/7/2004بــان الحــرب
وعـدم اسـتتباب المـن عـذر يقطـع مـدة الطعـن امـام محكمـة
القضـاء الداري فقـد ورد ):لـدى التـدقيق والمداولـة وجـدت
الهيئة العامة في مجلس شورى الدولة أن الطعن التميزي
مقـدم ضـمن المـدة القانونيـة قـررت قبـوله شكل) ولـدى عطـف
-د .سامي جمال الدين – المنازعات الدارية – منشأة المعارف السكندرية – – 1984 1
ص .199
-طعن إداري 352لسنة 23ق جلسة 3/12/1971المجموعة – ص .127 2
144
النظــر فــي الحكــم المميــز وجــد انــه غيــر صــحيح ومخــالف
للقـــانون ،ذلـــك أن المـــدعي )المميـــز( ...قـــدم التظلـــم
بتاريــخ 18/11/2003ورد تظلمــه بتاريــخ 22/11/2003وأقــام
الــدعوى امــام محكمــة القضــاء الداري بتاريــخ 12/2/2004
ونظــرا) للظــروف غيــر العتياديــة الــتي مــر بهــا القطــر خلل
المـدة مـن 2003 / 20/3لغايـة 31/12/2003نتيجـة الحـرب ومـا
تلهــا مــن أعمــال وعــدم اســتتباب المــن وخطــورة التنقــل
وصعوبة مراجعة المحاكم ودوائر الدولة وحيث سبق للهيئة
العامـة فـي مجلـس شـورى الدولـة أن اتخـذت قـرارات عـدة
بعـدم التقيـد بالمـدد القانونيـة للطعـن المـذكور أعله تطبيقـا)
لقواعـد العدالـة فكـان علـى المحكمـة ملحظـة هـذه الجهـة
واحتسـاب مـدة السـتين يومـا) لتقـديم الطعـن بـالقرار الداري
الصـــادر اعتبـــارا) مـــن تاريـــخ 2/1/2004باعتبـــار أن يـــوم
1/1/2004عطلــة رســمية ونظــرا) لقيــام المــدعي )المميــز (
بتقــديم طعنــه إلــى المحكمــة فــي 12/2/2004فيكــون قــد
أقامهــا ضــمن مــدة الســتين يومــا) المنصــوص عليهــا فــي
البنــد )ثانيــا) الفقــرة ز( مــن المــادة ) (7مــن قــانون مجلــس
شـورى الدولـة رقـم ) (65لسـنة 1979وبنـاء) علـى مـا تقـدم قـرر
نقـض الحكـم المميـز وإعـادة الـدعوى إلـى محكمتهـا للفصـل
1
()( فيها وفق ما يتراى لها من أسباب …
ثانيا) -رفع الدعوى إلى محكمة غير مختصة:
جـرى القضـاء الداري فـي فرنسـا ومصـر علـى أن رفـع
الـدعوى أمـام جهـة قضـائية غيـر مختصـة يقطـع سـريان مـدة
الطعـن أمـام القضـاء الداري ) (2ويسـتمر هـذا النقطـاع حـتى
صـدور حكـم بعـدم الختصـاص وصـيرورته نهائيـا) حيـث يسـري
الميعـاد الجديـد .ول يـؤثر هـذا الخطـأ فـي الختصـاص فـي
الميعـاد إل مـرة واحـدة ) (3والحكمـة مـن هـذا النقطـاع فـي
الميعـاد ل ترجـع إلـى أن رافـع الـدعوى قـد كشـف عـن رغبتـه
)( قرار مجلس شورى الدولة المرقم /15إداري/تمييز 2004/الصادر في 12/7/2994 1
غير منشور
-د .عثمان خليل – المصدر السابق – ص . 214 2
145
فـي مهاجمـة القـرار المطعـون فيـه وإنمـا لن الـدعوى فـي
هذه الحالة هي بمثابة تظلم قدم في الميعاد للدارة.
ويشـترط فـي رفـع الـدعوى إلـى محكمـة غيـر مختصـة
حـتى يكـون صـالحا) لقطـع ميعـاد دعـوى اللغـاء أن يتـم رفـع
الـدعوى فـي الميعـاد العـادي لرفـع دعـوى اللغـاء أي خلل
مدة الستين يوم ا) من تاريخ نشر القرار أو إعلنه أو العلم به
علما) يقينيا).
وكـذلك يجـب أن يـبين رافـع الـدعوى انـه يختصـم جهـة
الدارة الـتي أصـدرت القـرار أو الجهـة الداريـة الرآسـية لهـا
ويطلـب فيهـا إلغـاء القـرار أو تعـديله ،فمـن الضـروري أن يصـل
إلـى الدارة طلـب المـدعى و إل فلــن يكـون لـه اثـر قياسـيا)
بالتظلمات المقدمة إلى جهات إدارية مختصة.
146
ثالثا -طلب المساعدة القضائية:
قـد يرغـب الفـرد بـالطعن أمـام القضـاء الداري إل أنـه ل
يملك مصاريف الدعوى ولكي ل تذهب حقوقه سدى يتقدم
بطلـب المسـاعدة القضـائية لعفـائه مـن الرسـوم القضـائية
وفـي هـذه الحالـة ينقطـع ميعـاد رفـع الـدعوى ،ويظـل هـذا
الميعـاد مقطوعـا) حـتى يصـدر القـرار فـي طلـب العفـاء مـن
الرسم (1) .
وقـد سـاوى القضـاء الداري المقـارن مـن حيـث الثـر بيـن
طلب العفاء من الرسوم القضائية والتظلم ،إذ يقف سريان
الميعاد ما دامت الجهة القضائية المختصة تبحث في طلب
العفـاء ،ولكـن إذا مـا صـدر القـرار وجـب رفـع الـدعوى خلل
الستين يوما) التالية لصدوره (2) .
-حكم المحكمة الدارية العليا طعن إداري رقم 1655لسنة 2ق جلسة 14/12/1957 2
147
ومـع ذلك فقد استقر القضـاء الداري فـي فرنسا ومصر
علـى اسـتثناء بعـض القـرارات وأجـاز سـحبها أو إلغائهـا برغـم
انقضاء مدة الطعن ومنها :
- 1القـــرارات المقيـــدة للحريـــة :أجـــاز القضـــاء إداري
الطعـن بـالقرارات الداريـة المقيـدة للحريـة رغـم انقضـاء مـدة
الطعـن ) ،( 1فـإذا أوقـف شـخص دون أن يكـون قـرار تـوقيفه
مشـروعا) يسـتطيع الطعـن فـي هـذا القـرار دون التقيـد بمـدة
الطعن المحددة قانونا) ما دام الشخص موقوفا).
- 2القـرار المنعـدم :يسـتثنى مـن التقيـد بميعـاد الطعـن
باللغــاء الطعــن بــالقرارات المعدومــة ،فــإذا أصــيب القــرار
الداري بعيـب جـوهري مـن شـانه أن يجـرد القـرار مـن صـفته
كتصـرف قـانوني لينـزل بـه إلـى مرتبـة العمـل المـادي ،عنـدها
يجــوز لــذوي الشــأن الطعــن فــي هــذا القــرار دون التقيــد
بالمواعيد والجراءات المقررة لرفع دعوى اللغاء.
148
التقيـد بمـدة ،كـذلك يجـوز للفـراد أن يطعنـوا فـي مثـل هـذه
القرارات دون التقيد بمدة الطعن باللغاء.
149
الفصل الثاني
أوجه الطعن باللغاء
150
وإذا كان ظهور أوجه اللغاء في فرنسا بفضل القضاء،
فإن ظهورها في مصر) (1والعراق كان دفعة واحدة بنص
المشرع .
النظمة والتعليمات.
-تنص المادة العاشرة من قانون مجلس الدولة رقم 47لسنة 1972المصري " : 1
يشترط في طلبات إلغاء القرارات الدارية النهائية ان يكون مرجع الطعن عدم
الختصاص او عيبا jفي الشكل أو مخالفة القوانين أو اللوائح أو الخطأ في تطبيقها أو
تأويلها أو إساءة استعمال السلطة " .
151
وفي هذا الجزء من الدراسه سنبحث في عيوب القرار
الداري.
المبحث الول
عيب عدم الختصاص
د .خالد سمارة الزعبي – القرار الداري – الطبعة الولى – عمان – 1993ص . 65
152
الخاص لن كلهما يقوم في الساس على القدرة على
مباشرة التصرف القانوني .
إل أن الختلف يتضح من حيث المقصود في كل
منهما ،فالهدف من قواعد الختصاص هو حماية المصلحة
العامة أما قواعد الهلية فالهدف منها هو حماية الشخص
ذاته ،كما أن الهلية في القانون الخاص هي القاعدة أما
عدم الهلية فاستثناء على هذه القاعدة.
ويختلف الختصاص عن ذلك في أنه يستند دائما) إلى
القانون الذي يبين حدود أمكان مباشرة العمل القانوني
وأن سبب عدم الهلية يتركز في عدم كفاية النضوج
العقلي للشخص بينما يكون الدافع في تحديد الختصاص
هو العمل على التخصص وتقسيم العمل بين أعضاء
السلطة الدارية (1) .
ويتميز عيب عدم الختصاص بأنه العيب الوحيد الذي
يتعلق بالنظام العام ) (2ويترتب على ذلك أن الدفع بعدم
الختصاص ل يسقط بالدخول في موضوع الدعوى ويجوز
إبداؤه في أي مرحلة من مراحلها وأن على القاضي أن
يحكم بعدم الختصاص تلقائيا) ولو لم يثيره طالب اللغاء .
فضل) عن أن قواعد الختصاص من عمل المشرع
وعلى الموظف أن يحترم حدود اختصاصه لنها لم تكن قد
وضعت لمصلحة الدارة وإنما شرعت لتحقيق الصالح العام،
لذلك ل يجوز للدارة أن تتفق مع الفراد على تعديل قواعد
الختصاص ول يجوز للدارة أن تتنازل عن اختصاص منحه
لها القانون أو تضيف لختصاصاتها اختصاص آخر .
كما استقر القضاء الداري على أنه ل يجوز تصحيح
عيب عدم الختصاص أو تغطيته بقرار لحق من الدارة
-د .محسن خليل – قضاء اللغاء – دار المطبوعات الجامعية – – 1989ص . 73-72
-د .مصطفى أبو زيد فهمي – القضاء الداري ومجلس الدولة ،منشأة المعارف– 1979 ،
ص .411
-د .سليمان محمد الطماوي – المصدر السابق – ص . 290
. Waline، Droit administratnf – op. Cit – p 452 -3 2
153
التي تملك الختصاص وإن جاز أن تصدر قرارا) جديدا) على
الوجه الصحيح ل ينتج أثره إل من يوم صدوره .
154
وقد حدد القضاء الداري المقارن الحالت التي يمكن
اعتبار القرار مشوبا) فيها بعيب عدم الختصاص الجسيم أو
اغتصاب السلطة ونتناول فيما يأتي هذه الحالت .
-قضت محكمة القضاء الداري المصري " :أن العمل الداري ل يفقد صفته ول يكون 1
معدوما jإل إذا كان مشوبا jبمخالفة جسيمة ،ومن صورها أن يصدر القرار من فرد عادي
أو أن يصدر القرار من سلطة في شان من اختصاص سلطة أخرى كأن تتولى السلطة
التنفيذية عمل jمن اعمال السلطة القضائية أو السلطة التشريعية " .
155
كذلك طبق هذا الحكم على القرارات التي أصدرتها
لجان التحرير التي ظهرت في فرنسا بعد احتلل اللمان
لفرنسا عام . 1944
156
القرارات المعدومة من حيث الثر القانوني ول يخضع لمدة
الطعن المقررة قانونا)( ).(1
157
.2عدم الختصاص من حيث الزمان:
ويقصد بعيب عدم الختصاص من حيث الزمان أن يصدر
الموظف أو جهة الدارة قرارا) خارج النطاق الزمني المقرر
لممارسته ،كما أو أصدر رجل الدارة قرارا) إداريا) قبل صدور
قرار تعيينه أو بعد قبول استقالته أو فصله من الوظيفة أو
إحالته على التقاعد.
كذلك إذا حدد المشرع مدة معينة لممارسة اختصاص
معين أو لصدار قرار محدد فأن القرار الصادر بعد انتهاء
المدة الزمنية المعينة لصداره يعد باطل) ومعيبا) بعدم
الختصاص إذا اشترط المشرع ذلك فإن لم يفعل فقد درج
القضاء الداري المقارن على عدم ترتيب البطلن (1) .
158
ومضمون هذا العيب أن تقوم جهة إدارية بالعتداء
على اختصاص جهة إدارية أخرى هي مساوية أو موازية
لها وليس هناك تبعية رئاسية أو رقابية بين هاتين الجهتين،
كما لو أصدر وزير العدل قرارا) هو من اختصاص وزير
التعليم .
أما إذا منح المشرع الختصاص في إصدار قرار معين
لكثر من جهة ففي هذه الحالة إذا أصدرت إحدى الجهتين
القرار يمتنع على الجهة الدارية الخرى أن تصدر قرار آخر
يتعارض مع القرار الول (1) .
159
يستقل الرئيس الداري بممارسة الختصاص أل إذ مارسه
بصحبة مرؤوسة وإل اعتبر القرار مشوبا) بعيب عدم
الختصاص (1).
المبحث الثاني
عيب الشكل والجراءات
160
ويتعلق هذا العيب بالمظهر الخارجي للقرار الداري
ونتناول في هذا الجزء من الدراسة عيب الشكل
والجراءات من خلل بحث مفهومه وصور قواعد الشكل
وأخير تغطية هذا العيب .
الداري .
161
وقد رتب القضاء الداري في العراق بطلن القرار
الداري جزاء) لمخالفة الدارة للشكليات والجراءات التي
يتطلبها القانون فقد قضى مجلس النضباط العام في
حكمه الصادر في … ) 27/10/2003فضل) عن ذلك فأن
المعترض عليهما -إضافة لوظيفتهما كانا قد فرضا هذه
العقوبة خلفا) لنص المادة ) (10منه القانون المشار إليه
التي أوجبت إجراء التحقيق الداري مع الموظف المخالف
من لجنة تحقيق أصولية متكونة من رئيس وعضوين
أحدهما حاصل) على شهادة جامعية أولية في القانون
وعليه ولكل ما تقدم ذكره قرر المجلس وبالتفاق الحكم
بإلغاء عقوبة الفصل المطعون بها الصادرة بموجب المر
الداري المذكور في صدر هذا الحكم (1) (..
ويحدد القانون بمعناه العام قواعد الشكل والجراءات
بما ينص عليه الدستور أو التشريع العادي أو النظمة كذلك
تؤدي المبادئ القانونية العامة دورا) مهما) في ابتداع قواعد
شكلية غير منصوص عليها في القانون والنظمة بالستناد
إلى روح التشريع وما يمليه العقل وحسن تقدير المور .
)(2
162
والتمييز بين الشكال الجوهرية والشكال غبر
الجوهرية مسألة تقديرية تتقرر في ضوء النصوص القانونية
ورأي المحكمة وبصورة عامة يكون الجراء جوهريا) إذا
وصفه القانون صراحة كذلك أو إذا رتب البطلن كجزاء على
مخالفته .أما إذا صمت القانون فإن الجراء يعد جوهريا) إذا
كان له أثر حاسم في مسلك الدارة وهي تحدد مضمون
القرار الداري أما إذا لم يكن لذلك الجراء هذا الثر فإنه يعد
إجراء ثانويا) ومن ثم فإن تجاهله ل يعد عيبا) يؤثر في
مشروعية ذلك القرار (1) .
وقد استقر القضاء الداري على أنه ل ينبغي التشدد
في التمسك بالقيود الشكلية إلى حد تعطيل نشاط
الدارة ،فالعيب الذي من شأنه أن يبطل القرار الداري هو
ذلك الذي يؤثر في مضمون القرار أو ينتقص من الضمانات
المقررة لصالح الفراد المخاطبين به في مواجهة الدارة
وهو ما اعتمدة مجلس النضباط العام في احد قراراته
حيث ذهب في حكمه الصادرة في 1997 /3/12إلى إعادة
موظف إلى وظيفته بعد أن اعتبرته دائرته مستقيل) وذلك
لن إجراءات التبليغ لم تكن قد تمت وفقا) للقانون ،وقد
صادقت الهيئة العامة لمجلس شورى الدولة على القرار
المذكور لدى تمييزه أمامها )(2
)( اشار اليه ماجد نجم عيدان ،النظام القانوني لدعوى اللغاء في العراق ،دراسة 2
مقارنة ،رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الحقوق ،جامعة النهرين ، 2000 ،ص – 230
. 231
163
ونتناول فيما يلي هذين النوعين من قواعد الشكل
والجراءات .
164
أحد عناصر الجانب الشكلي للقرار يترتب على إغفاله
بطلن القرار ولو كان له سبب صحيح (1) .
واشتراط المشرع تسبيب بعض القرارات الدارية يعد
من أهم الضمانات للفراد لنه يتيح للقضاء مراقبة
مشروعيتها فضل) عن أن معرفة الفراد للسباب التي دعت
الدارة لتخاذ قرارها يسهل عليهم الطعن فيه أمام القضاء،
كما أن التسبيب يجعل الدارة أكثر حذرا) وروية عند إصدارها
لقراراتها تجنبا) للطعن فيها .
ولتوفير هذه الضمانة يجب أن يكون التسبيب جديا)
ومحددا) وواضحا) بما يسمح للقضاء من بسط رقابته على
مشروعية القرار ،و إل فإن القرار يعد بحكم الخالي من
التسبيب مما يؤدي إلى إبطاله ،ونظرا) للهمية التي يوليها
المشرع لتسبيب القرارات الدارية نحد أن المشرع
الفرنسي قد أكد في قانون 11/7/1979ضرورة تسبيب
جميع القرارات الفردية التي ل تكون في مصلحة الفراد،
واشترط أن يكون التسبيب مكتوبا) إل في حالة الضرورة
القصوى والحالت التي تنطوي على قرارات ضمنية أو
الصادرة في حالت مستعجلة (2) .
165
دفاعه عن نفسه إلى غير ذلك من إجراءات جوهرية تحقق
الضمانات الساسية التي يقوم عليها التحقيق .
وقد يشترط القانون استشارة جهة معينة قبل إصدار
الدارة قرارها ،وقد تكون هذه الجهة فردا) أو هيئة أو لجنة
ما ،وقد تكون الدارة ملزمة برأي تلك الجهة أو غير ملزمة
به وفقا) لما ينص عليه القانون ،وهنا ل بد من الشارة إلى
أن الدارة في هذه الحالت جميعا) ملزمة باحترام الشكلية
التي فرضها القانون وأخذ رأي تلك الجهة وإل كان قرارها
معيبا) وجديرا) باللغاء .
.4الشكليات الخاصة باللجان والمجالس:
يتطلب القانون أحيانا) إجراءات خاصة لنعقاد اللجان أو
المجالس انعقادا) صحيحا) فقد ينص على ضرورة اكتمال
النصاب القانوني ويعد الجلسة باطلة إذا اقتصرت الدعوة
على عدد معين من العضاء دون الخرين .
وإذا كان حضور أعضاء المجالس واللجان وفق التكوين
الذي حدده القانون يشكل ضمانة مهمة للفراد ،فإنه ل
مجال للقول بأن زيادة أعضاء هذه المجالس يشكل زيادة
في هذه الضمانة لن الضمانات المقررة في القوانين
واللوائح ل تتحقق إل بأتباع الجراء الذي حدده المشرع .
166
أشكال وإجراءات ثانوية ل يترتب على مخالفتها الحكم
بإبطال القرار الداري وهنا ل يسمح للفراد أن يستندوا
إلى الجراءات المقررة لمصلحة الدارة وحدها للتوصل إلى
إلغاء القرارات الدارية (1) .
ومثال هذه الشكليات اشتراط تقديم ضمان مالي أو
شخصي قبل منح رخصة معينة ،فإذا أغفلت الدارة هذا
الجراء فل محل للطعن ببطلن القرار الداري .
وهذا التجاه لم يسلم من النقد من جانبين الول أنه
من الصعب تحديد الحالت التي تكون فيها الشكال مقررة
لمصلحة الدارة وحدها ،والثاني أن هذه الشكال هي في
الحقيقة مقررة لتحقيق الصالح العام وليس الدارة
وحدها .
كما أن الطبيعة الموضوعية لدعوى اللغاء التي
تختصم القرار الداري ذاته تتعارض مع النظر إلى مصالح
أطراف النزاع (2) .
167
يخفى ما لذلك من تأثير سلبي على سلطة القضاء الداري
في الرقابة على مشروعية قرارات الدارة .
ومن ثم فإن احترام المشروعية يقتضي من الدارة أن
تلجأ إلى المشرع للغاء ما تعده مقيدا) لنشاطها من
شكليات إذا كانت مقررة بنص تشريعي وأن تعمد إلى إلغاء
الشكليات غير الجوهرية إذا كانت مقرر بنص لئحي (1) .
-د .محمد ماهر أبو العينين – دعوى اللغاء أمام القضاء الداري – الكتاب الثاني – المصدر السابق – ص . 139
-د .حنا نده – المصدر السابق – ص . 380 2
168
وفي ذلك قضت المحكمة الدارية العليا في مصر :
" الشركة قد اتخذت الجراءات اللزمة قانونا) في شأن
عرض المر على اللجنة الثلثية قبل إصدارها قرار الفصل
المطعون فيه ،وأن اللجنة حاولت أن تعقد اجتماعا) أكثر من
مرة إل أن العضو الثالث فيها " ممثل العمال " الذي ثبت
أنه أخطر شخصيا) بمواعيد النعقاد تعمد التخلف عن
الحضور أكثر من مرة ،فأنه بذلك ل تتريب على الشركة من
جهة النظر القانونية أن هي أصدرت قرارها بالفصل " .
)(1
-حكم محكمة القضاء الداري المصري في القضية رقم 3884لسنة 8قضائية جلسة 2
169
التمسك بالبطلن إذا لم يكن هذا الشكل متعلقا) بالنظام
العام (1) .
-حكم محكمة القضاء الداري المصري في القضية 1632لسنة 1قضائية جلسة 28 1
170
المبحث الثالث
عيب مخالفة القانون أو عيب المحل
المبحث الرابع
عيب السبب
173
القــرار الداري ،ومقتضــاها أن يبحــث القاضــي فــي مــدى
مشـروعية الـدوافع الموضـوعية الـتي دعـت الدارة لصـدار
قرارهــا ،ونبحــث فيمــا يلــي عيــب الســبب ونتصــدى لرقابــة
القضاء الداري بشأنه .
174
إل أن الــرأي المســتقر فقهــا وقضــاء أن عيــب الســبب
مســتقل عــن العيــوب الخــرى فقــد تقــدم أن عيــب مخالفــة
القــانون يتعلــق بمحــل القــرار الداري وهــو الثــر القــانوني
المـترتب علـى القـرار أو مـادته أو محتـواة وبمعنـى أخـر فـانه
ذلـك التغييـر الـذي يحـدثه القـرار سـواء بإنشـاء أو تعـديل أو
إلغــاء مركــز قــانوني معيــن أمــا الســبب فيتعلــق بالحالــة
الواقعيـة أو القانونيـة الـتي قـامت قبـل إصـدار القـرار ودفعـت
إلى إصداره.
وفي عيب النحراف بالسلطة يتعلق العيب في الغاية
أو الهدف الذي يسعى مصدر القرار إلى تحقيقه وهذه
الغاية متصلة بالبواعث النفسية للشخص أو الجهة التي
اتخذت القرار في حين يتمثل عيب السبب بعناصر ذات
طبعية موضوعية متصلة بالقانون أو الوقائع ومستقلة عن
الحالة النفسية لمصدر القرار .
175
المطلب الثاني :شروط السبب في القرار الداري
استقر القضاء علي ضرورة توفر شرطين في سبب
القرار الداري :
-اشار اليه خضر عكوبي يوسف ،مصدر سابق ،ص 281 1
176
ومع ذلك فقد درج القضاء الداري على أنه حتى في
مجال السلطة التقديرية ل يكفي أن يكون السبب موجودا
بل يجب أن يكون صحيحا ومبررا لصدار القرار الداري.
فضل) عن أن جهة الدارة كقاعدة عامة غير ملزمة
بتسبيب قرارها أل إذا أشترط المشرع ذلك أما إذا أفصحت
عن هذا السبب من تلقاء ذاتها فأنه يجب أن يكون صحيحا
وحقيقيا فأن لم يكن كذلك بأن كان وهميا أو صوريا كان
القرار الداري باطل غير منتج لي أثر .
أما في حالة تعدد السباب التي يستند إليها القرار،
وتبين أن بعض السباب صحيح ومشروع والسباب الخرى
غير مشروعة فقد استقر القضاء الداري على التفرقة بين
السباب الدافعة أو الرئيسية وبين السباب غير الدافعة أو
الثانوية والحكم بإلغاء القرار إذا كانت السباب المعيبة وغير
الصحيحة هي السباب الدافعة أو الرئيسية في إصدار
القرار ول يحكم بإلغاء القرار إذا كانت السباب المعيبة هي
السباب غير الدافعة أو الثانوية .
177
يقوم علي سبب يبرره فأنه يكون جديرا باللغاء لنتفاء
الواقعة التي استند عليها.
وقد بدأ مجلس الدولة الفرنسي في رقابته علي
وجود الوقائع مع بداية القرن العشرين ومن أحكامه في
هذا المجال حكم Trepontالذي قضي بإلغاء القرار الداري
الخاص بإحالة الطاعن على التقاعد لعدم ثبوت الواقعة
التي اعتمدت عليها الدارة في إصدار القرار وهي تقديم
الطاعن طلبا بإحالته علي التقاعد (1) .
وسار القضاء الداري في مصر والعراق مع ما سار
عليه مجلس الدولة الفرنسي في ذلك (2) .
أما إذا صدر القرار بالستناد إلى سبب تبين أنه غير
صحيح أو وهمي وظهر من أوراق الدعوى أن هناك أسباب
أخرى صحيحة فأنه يمكن حمل القرار على تلك السباب.
. C .E 20 Janvier 1922 con col C.GRIVET R.D.P 1922 P 82 -1 1
-مجلس النضباط العام في قرار له بتاريخ 12/2003 /25مشار اليه سابقا. 2
178
ولما بحث المجلس التكييف القانوني للوقائع التي أستند
إليها هذا القرار أعتبرها غير صحيحة وألغى قرار المدير(1).
وجاء في قرار لمحكمة القضاء الداري في العراق
بقرارها المؤرخ في ) 18/11/1996قرر إلغاء المر
المتضمن حجز ومصادرة السيارة لعدم ارتكازه على سند
من القانون وان تطبيق قرار مجلس قيادة الثورة كان في
2
(). غير محله … (
. C.E 4 Avril 1914، Gomels، 1917، 3-25 Nite Hauriou -1 1
-عصام عبد الوهاب البرزنجي – السلطة التقديرية للدارة والرقابة القضائية – – 1971 3
179
قضـى مجلـس النضـباط العـام فـي حكمـه بعـدد 122/1979
فـــي ) 9/5/1979مـــن شـــروط العقوبـــة المفروضـــة علـــى
الموظـف أن تكـون ملئمـة مـع الغايـات المسـتهدفة منهـا()(1
واسـتمر المجلـس علـى نهجـه هـذا بعـد صـدور قـانون تعـديل
قـانون مجلـس شـورى الدولـة رقـم 106لسـنة 1989وأصـدر
قــرارات عديــدة تشــير إشــارة واضــحة إلــى بســط المجلــس
رقـابته علـى التناسـب ومنهـا قـراره الـذي جـاء فيـه )وحيـث لـم
يســـبق للمعترضـــة ان عـــوقبت خلل الســـنة ولخـــدمتها
الطويلــة ,فتكــون عقوبــة العــزل شــديدة ول تتناســب مــع
الفعل ,قررنا تخفيف العقوبة من العزل الى التوبيخ (),(2
المبحث الخامس
عيب إساءة استعمل السلطة أو النحراف بها
180
المطلب الول :تعريف عيب إساءة استعمال السلطة
يكون القرار الداري معيبا بعيب إساءة استعمال
السلطة إذا استعمل رجل الدارة صلحياته لتحقق غاية
غير تلك التي حددها القانون ويتصل هذا العيب بنية مصدر
القرار وبواعثه ،لذلك يقترن هذا العيب بالسلطة التقديرية
للدارة ول يثار إذا كانت سلطة الدارة مقيدة بحدود معينة.
وقد حظي هذا العيب بأهمية كبيرة في القضاء
الداري في فرنسا ومصر والردن على السواء أل أن
أهميته تضاءلت لنه يتصل بالبواعث النفسية الخفية لجهة
الدارة ،وإثباته يتطلب أن يبحث القضاء في وجود هذه
البواعث وهو غاية بعيدة المنال.
لذلك أضفي القضاء علي هذا العيب الصفة الحتياطية
فل يبحث في وجوده طالما أن هناك عيب أخر شاب القرار
الداري مثل عيب عدم الختصاص أو عيب الشكل أو
مخالفة القانون (1) .
وإذا كان عيب النحراف بالسلطة عيب قصدي أو
عمدي يتعلق بنية مصدر القرار الذي غالبا ما يكون سيئ
النية يعلم أنه سعي إلى غاية بعيدة عن المصلحة العامة
أو غير تلك التي حددها القانون فأنه قد يحصل أن ل يقصد
مصدر القرار البتعاد عن المصلحة العامة أل أنه يخرج على
قاعدة تخصيص الهداف فيكون القرار مشوبا بعيب
النحراف أيضا).
181
المطلب الثاني :صور إساءة استعمال السلطة
مثلما هو الحال في سائر عيوب القرار الداري يتخذ
عيب النحراف في استعمال السلطة صورا عده نتناولها
تباعا) .
182
العامة والصحة العامة ،فإذا خالفت الدارة هذه الهداف
في قرار الضبط الداري فإن قراراها هذا يكون مشوبا) بعيب
النحراف بالسلطة وجديرا) باللغاء .
183
المطلب الثالث :إثبات عيب إساءة استعمال السلطة
الصل في عيب النحراف بالسلطة أن يقع عبء إثباته
على عاتق من يدعيه فإن عجز عن ذلك خسر دعواه ول
يجوز للمحكمة أن تتصدى لهذا العيب من تلقاء نفسها ،ل
سيما وأن القرارات الدارية تتمتع بقرينة المشروعية وعلى
من يدعي مخالفتها للمشروعية إثبات ذلك .
وبالنظر لصعوبة موقف المدعي وعجزه في أحيان
كثيرة عن إثبات هذا النحراف ما دام يتعلق بالنواحي
النفسية لمصدر القرار ،فقد درج القضاء الداري على أنه
إذا كان نص القرار أو ما تضمنه ملف الدعوى من أوراق
ومستندات تؤدي إلى إثبات الساءة أو النحراف بالسلطة
فإنه يجوز للقاضي أن يحكم من تلقاء نفسه بإلغاء القرار
دون أن يحمل طالب اللغاء إقامة الدليل على وقوع
النحراف .
كذلك استقر قضاء مجلس الدولة الفرنسي والمصري
على قبول الدليل المستمد بكل طرق الثبات أو الدللة من
مجرد قراءة القرار أو أسبابه التي بني عليها أو من طريقة
إصدار القرار وتنفيذه والظروف التي أحاطت به لثبات عيب
النحراف ،وليس في القضاء الداري العراقي ما يخالف
ذلك .
ويمكن للقضاء أن يستدل على وجود النحراف من
الظروف المحيطة بالقرار وتوقيت وطريقة إصداره وتنفيذه،
كما يجوز استدعاء الخصوم لسؤالهم عن الوقائع المحيطة
باتخاذ القرار للوقوف على أهداف الدارة وبواعثها إذ أن
المهم أن ل يبقى الدعاء بإساءة استعمال السلطة قول)
مرسل) ل دليل عليه .
184
الفصل الثالث
البحث الول
إجراءات رفع دعوى اللغاء
185
المرافعـات المـدنيه واحكـام قـانون الرسـوم العدليـة بشـأن
اسـتيفاء الرسـوم عـن الطعـون المقدمـة اليهـا او عـن الطعـون
في قراراتها لدى الهيئه العامه لمجلس شورى الدولة(.
ومــن الجــدير بالــذكر أن النظــام الــداخلي للمحكمــة
التحاديـة العليـا رقـم 1لسـنة 2005قـد نـص كـذلك علـى أن
يطبـق قـانون المرافعـات المدنيـة إذا لـم يـرد نـص خـاص فـي
قـانون المحكمـة وفـي نظامهـا الـداخلي فقـد جـاء فـي نـص
المـادة 19مـن النظـام الـداخلي للمحكمـة )) تطبـق أحكـام
قــانون المرافعــات المدنيــة رقــم 83لســنة 1969وقــانون
الثبـات رقـم 107لسـنة 1979فيمـا لـم يـرد نـص خـاص فـي
قانون المحكمة التحادية العليا في هذا النظام ((
186
المطلب الول :تحديد الجهة المدعى عليها
بينا أن دعوى اللغاء عينيه موضوعية ويتم من خللها
اختصام القرار الداري المطعون فيه إل أن هذا ل يتعارض
من حيث الجراءات بأن يكون المدعى عليه في دعوى
اللغاء هو جهة الدارة التي أصدرت القرار المطعون فيه
باللغاء ويتم اختصام هذه الجهة الدارية في شخص من
يمثلها قانونا ويجب أن تكون هذه الجهة متمتعة بالشخصية
المعنوية المستقلة فمن العبث توجيه الخصومة لجهة
إدارية ليست لها صفة التقاضي أما إذا لم تكن الجهة
الدارية التي أصدرت القرار
متمتعة بالشخصية المعنوية فيتم توجيه الخصومة إلى
الوزير المختص على اعتبار أن الجهة التي أصدرت القرار
تابعة مركزيا) لهذه الوزارة ,ومن ثم إذا رفعت دعوى اللغاء
على غير ذي صفة فأنها تكون غير مقبولة وترد شكل) وعدم
قبولها من النظام العام ،ويجوز للمحكمة أن تقضي به من
تلقاء نفسها ويمكن للدارة أن تدفع بذلك في أي مرحلة
من مراحل الدعوى .
إل أن أحكام القضاء الداري قد استقرت على قبول
الدعوى في حالة أخطار الجهة الدارية صاحبة الصفة
الصلية وتقديمها دفاعا فيها فل محل للحكم بعدم قبول
الدعوى رغم أنه قد تم رفعها أصل على شخص أخر غير
)(1
ذي صفة .
كذلك أجاز القضاء تصحيح الدعوى بإعادة توجيهها إلى
صاحب الصفة الصلي على أن يتم ذلك خلل ميعاد رفع
)(2
الدعوى.
أما إذا زالت صفة الجهة الدارية كما لو ألغيت
شخصيتها المعنوية فأنه يتم توجيه الخصومة إلى الجهة
الدارية التي نقلت أليها اختصاصاتها وكذلك إذا رفعت
. 334
-حكم المحكمة الدارية العليا في مصر بتاريخ 22/11/1958السنة الرابعة 167 2
187
الدعوى في مواجهة أكثر من جهة إدارية وزالت صفة بعض
هذه الجهات فأن الدعوى تستمر في مواجهة باقي
الخصوم .
188
- 4اسم المستدعي ضده " الجهة الدارية التي يوجه
إليها الطعن وصفتها وعنوانها ليتم إعلنها بالصحيفة
ومرفقاتها .
-5موضوع الطلب وبيانا) بالمستندات الخطية التي يستند
إليها المستدعي في إثبات دعواه وقائمة بأسماء الشهود
الذين يعتمد على شهاداتهم في ذلك الثبات .
-6صورة من القرار المطعون فيه أو ملخص واف له إذا كان
قد تم تبليغه للمستدعي لكي يكون طلب اللغاء واضحا).
-7صوره من التظلم المقدم وتاريخ تقديمه الى الدارة
واجابة الدارة علية ان وجدت .
-8توقيع المدعي أو وكيله إذا كان الوكيل مفوضا "
بوكالة مصدقه عليه من جهة مختصة .ويجب أن تكون
الوكالة المعطاة من المستدعي تخوله صراحة مخاصمة
الجهة الدارية التي أصدرت القرار و إل فإن الدعوى تكون
مستوجبة الرد شكل) ،وفي ذلك قضت المحكمة التحادية
العليا برد دعوى تقدم بها ممثل رئيس ديوان الوقف السني
إضافة لوظيفته لن عريضة الدعوى موقعة من شخص ل
صفة قانونية له بتوقيعها فورد في حكمها عدد / 14
اتحادية 2006 /بتاريخ ) 2006 /10 /11لدى التدقيق
والمداولة من المحكمة التحادية العليا وجد إن التوقيع
المنسوب إلى المدعي في عريضة الدعوى يختلف عن
التوقيع المنسوب إليه في الوكالة العامة المرقمة ) /5/4
(2439في 2006 /9/8الصادرة من رئاسة ديوان الوقف
السني /الدائرة القانونية /الموقعة من قبل رئيس
الديوان وحيث إن وكيل المدعي أوضح للمحكمة بان
السبب يعود إلى إن التوقيع المذيل في عريضة الدعوى
المنسوب إلى المدعي موقع من قبل معاون رئيس ديوان
الوقف السني )ي.ع( وعليه وحيث إن عريضة الدعوى
موقعة من شخص ل صفة قانونية له بتوقيعها فتكون
الدعوى مقامة من شخص ل يملك حق إقامتها وتكون
خصومته غير موجهة وإذا كانت الخصومة غير موجهة تحكم
189
المحكمة ولو من تلقاء نفسها برد عريضة الدعوى قبل
الدخول في أساسها وذلك عمل" بالمادة ) (80/1من
قانون المرافعات المدنية رقم ) (83لسنة 1969المعدل لذا
قررت المحكمة الحكم برد الدعوى مع تحميل المدعي
إضافة لوظيفته كافة مصاريفها ( )( 1
190
(173/2من القانون المذكور) قانون المرافعات
المدنية المعدل ( .واذ ان المدد المعينة لمراجعة
طرق الطعن في القرارات حتمية يترتب على عدم
مراعاتها وتجاوزها سقوط الحق في الطعن
وتقضي المـحكمة من تلـقاء نفسها برد عريضة
الطعن عمل) بحكم المادة ) (171من القانون
المذكور .وعلــيه ولكون الطعن التمييزي مقدم
بعد مضي المدة القانونية قرر رده شكل) ). ( 1
البحث الثاني
الثار التتبة على رفع دعوى اللغاء
-11ينظر قرار المحكمة التحادية العليا العراقية عدد / 1اتحادية/تمييز 2006 /بتاريخ
26/2/2006على الموقع اللكتروني http//www.iraqijudicature.org/fedraljud.html
191
امكان وقف تنفيذ القرار المطعون فيه ,نرى انه ليس في
القانون ما يمنع من ذلك في حالة توافر شروط معينه .
192
المطلب الول :وقف تنفيذ القرار المطعون فيه
أجاز المشرع المصري للقضاء في المادة 49من
قانون مجلس الدولة رقم 47لسنة 1972أن يأمر بوقف
تنفيذ القرار الداري إذا طلب الطاعن ذلك في صحيفة
الدعوى ورأت المحكمة أن نتائج التنفيذ قد يتعذر تداركها .
ويتضح من هذا النص أن المشرع يشترط لتلبية وقف
التنفيذ ثلثة شروط :
193
وحالة الستعجال هذه هي حالة موضوعية
تستظهرها المحكمة من وقائع الدعوى وظروفها مثال ذلك
قرار حرمان الطالب من أداء المتحان ،وصدور قرار يمنع
مريض من السفر إلى الخارج لغرض العلج أو صدور قرار
)(1
بهدم منزل أثري.
كما تعد القرارات المتضمنة تقييد الحرية الشخصية من
أبرز صور الستعجال لما يترتب على تنفيذها من نتائج
)(2
يتعذر تداركها .
-حكم المحكمة الدارية العليا في مصر جلسة 1962-12-15أشار إليه عبد 1
194
ومن خلل قرائن معينة تفيد ذلك كضئالة المستندات
وكونها غير منتجة تعطي انطباعا) بعدم جدوى وقف التنفيذ،
كما أن تقاعس الدارة عن إبداء دفاعها في الدعوى أو ذكر
أسباب القرار يكون مبررا) للمحكمة في إصدار قرار وقف
)(1
التنفيذ .
-حكم المحكمة الدارية العليا في مصر في 7/11/1986أشار إليه عبد الحكيم 1
195
وفي ذلك قضت المحكمة التحادية العليا في العراق
2005الخاص بطعن في حكمها عدد / 3اتحادية /تمييز /
صاحب المصلحة بقرارمحكمة القضاء الداري برفض طلب
وقف الجراءات المتعلقة بتنفيذ قرار اداري :ان القرار
المميز من الوامر على العرائض وهي من القضاء الولئي
المنصوص علية في المادة )( 151من قانون المرافعات
المدنية المعدل وهي غير قابلة للطعن فيها تمييزا عمل
باحكام المادة )( 153/1من القانون المذكور اذ يتم التظلم
منها لدى المحكمة التي اصدرتها وتفصل المحكمة في
1
التظلم وقرارها عمل بحكم الفقرة ) (3من المادة ). (153
ول تقتصر حجية الحكم الصادر بوقف التنفيذ على
موضوع ما فصل فيه من وقف التنفيذ أو رفضه ،بل تشمل
تلك الحجية المسائل الفرعية السابقة على الفصل في
موضوع دعوى اللغاء كالدفع بعدم اختصاص القضاء الداري
بنظر الدعوى أو بعدم قبولها أصل) لرفعها بعد الميعاد أو لن
القرار المطعون فيه ليس نهائيا) .
196
جــدوى ،لن الغايــة مــن المطالبــة باللغــاء قــد يتوصــل إليهــا
الطـاعن بحصـوله علـى الحكـم بوقـف التنفيـذ ،ويصـبح عنـدها
الحكـم باللغـاء غيـر ذي فـائدة مـن الناحيـة العلميـة ،عنـدها
تقضـي المحكمـة بإنهـاء الخصـومة فـي الـدعوى ،مثـال ذلـك
طلــب الطــاعن إلغــاء قــرار منــع ســفره إلــى الخــارج وطلبــه
الحكـم بوقـف تنفيـذه ،فـأن أصـدرت المحكمـة حكمهـا بوقـف
التنفيــذ واســتفاد الطــاعن مــن هــذا الحكــم بــأن غــادر أرض
الوطن ،فأن الغاية من إلغاء القرار الداري قد تحققت بوقف
تنفيذه.
البحث الثالث
آثار الكم باللغاء
بعد أن تستكمل دعوى اللغاء شرائطها الشكلية أمام
المحكمة ،قد تحكم بعد قبول الدعوى لرفعها من غير ذي
صفة ،أو على غير ذي صفة ،أو لرفعها بعد المعياد أو أن
تصرف الدارة غير مستكمل شرائط القرار الداري القابل
)(1
للطعن باللغاء.
ثــم تتصــدى لموضــوع الــدعوى وتنحصــر ســلطتها فــي
بحــث مشــروعية القــرار الداري لتنتهــي بالنتيجــة أمــا إلــى
إلغـاء القـرار المشـوب بأحـد العيـوب الخمسـة المـار ذكرهـا ،أو
إلــى تأكيــد مشــروعية القــرار والحكــم برفــض الــدعوى ول
تسـتطيع المحكمـة أن تـذهب أبعـد مـن ذلـك بـأن تصـدر أوامـر
صـريحة إلـى الدارة بـأداء عمـل معيـن أو المتنـاع عـن أداءه أو
أن تحــل نفســها محــل الدارة فــي إصــدار قــرارات إداريــة
مشروعة محل القرارات المعيبة .
على أن تنفيذ الحكم باللغاء لبد أن يفضي إلى تكليف
الدارة القيام بعمل أو المتناع عن أداء عمل ،فالحكم
الصادر بإلغاء قرار فصل موظف لبد أن يلزم الدارة بالقيام
بعمل معين وهو إعادة الموظف المفصول إلى وظيفته
-د .سليمان محمد الطماوي – قضاء اللغاء – المصدر السابق – ص . 855 1
197
السابقة ،والحكم القاضي بإلغاء قرار هدم منزل لبد أن
)(1
يلزم الدارة بالمتناع عن تنفيذ قرارها بالهدم .
ويترتب على الحكم بإلغاء القرار الداري آثار معينة
منها ما يتعلق بحجية الحكم باللغاء ،ومنها ما يتعلق بتنفيذ
حكم اللغاء .
-ينظر في تفصيل ذلك :الدكتور عبد الغني بسيوني – المصدر السابق – ص 2
. 698
198
يكون الحكم والقرار مشتمل" على أسبابه ,فأن لم يكن
بالجماع أرفق الرأي المخالف مع أسبابه .والحكام
والقرارات التي تصدرها المحكمة باتة ل تقبل أي طريق من
طرق الطعن(1) .
-2تنظر المواد 19 -16من النظام الداخلي للمحكمة التحادية العليا رقم 1لسنة
2005
199
الحكمية واذا كانت العبارة المذكورة تشير الى
حضور ممثل جمعية بناء مساكن الضباط امام دائرة
التسجيل العقاري المختصة لخذ اقراره بشأن
تسجيل القطعة باسم المدعى فان ذلك يعني ان
المحكمة علقت حكمها على شرط وهو حضور
الممثل عن الجمعية في الدائرة وحيث ان الحكام
التي تصدرها المحاكم يجب ان تكون حاسمة
وخالية من الغموض والتردد وغير معلقة على
شرط بحيث تكون قابلة للتنفيذ فكان المقتضى
ادخال جمعية بناء مساكن الضباط شخصا) ثالث
في الدعوى للستيضاح منها عن صحة صدور
الكتاب منها المتضمن تخصيص القطعة موضوعة
الدعوى للمدعي وحيث ان الحكم المميز صدر دون
مراعات المور القانونية المتقدمة مما اخل بصحة
الحكم المميز لذا قرر نقضه()(1
ويشترط للتمسك بحجية الحكم وسبق الفصل في
الدعوى أن يكون هناك حكما) قضائيا) قطعيا) وأن تثبت
الحجية لمنطوقه دون أسبابه ،لن المنطوق هو الذي
يشتمل على قضاء المحكمة الفاصل للنزاع ،ويستثنى من
ذلك السباب المرتبطة ارتباطا) وثيقا) بالمنطوق ،إذ تكتسب
الحجية حالها حال المنطوق ،ويشترط للتمسك بالحجية
)(2
أيضا اتحاد الخصوم والموضوع والسبب .
200
الحكام الصادرة باللغاء حجة على الكافة فحكم اللغاء
يسري على جميع سواء كانوا أطرافا) في الدعوى أم لم
يكونوا ،فيمتنع على من لم يكن طرفا) في الدعوى مخاصمة
القرار الداري الذي قضى بإلغائه ،كما يستفيد من آثار
اللغاء من كان طرفا) في دعوى اللغاء ومن لم يكن طرفا)
فيها بحكم إطلق حجية حكم اللغاء.
وتعد الحجية المطلقة المقررة للحكام الصادرة باللغاء
استثناء من القاعدة العامة المقررة لجميع الحكام
القضائية وهي نسبية حجتها ،أي اقتصار آثار الحكم على
أطراف الدعوى دون سواهم ،والعلة في ذلك ترجع إلى
انتماء دعوى اللغاء إلى طائفة القضاء الموضوعي أو
العيني ودعوى اللغاء في إطاره تخاصم القرار الداري،
فإلغاءه يعني تصحيح اللمشروعية التي وصم بها القرار
ومن المنطقي أن يسري هذا التصحيح في مواجهة
الكافة .
وتقتصر الحجية المطلقة على الحكام الصادرة
باللغاء ،ول تكتسب القرارات الخرى التي تصدر في دعوى
اللغاء دون سواهم ،كما في حالة القرار الصادر برفض
دعوى اللغاء ،حيث يستطيع الطاعن أن يجدد دعواه ضد
القرار الذي رفضت الدعوى بشأنه إذا تغيرت الظروف
والسباب ،ويجوز لغير الطاعن أيضا) أن يطعن في القرار
ذاته لن القرار قد يكون صائبا) في حق الطاعن و خاطئا) في
)(1
حق غيره .
201
مواجهة الكافة ،إل أن مدى اللغاء ونطاقه أمر تحدده طلبات
)(1
الخصوم وما تنتهي إليه المحكمة في قضائها .
فقد يتناول الحكم باللغاء القرار الداري بأكمله فيزيل
آثاره وهو ما يسمى باللغاء الكلي ،وقد يتناول بعض أجزاء
القرار الداري دون أجزاءه الخرى فيزيل بعض آثاره وهو ما
يسمى باللغاء الجزئي ،مثال ذلك أن يصدر قرار عميد
الكلية باعتماد نتيجة امتحان سنة دراسية ثم يتضح أن
هناك خطأ في رصد درجات أحد الطلب عندئذ يلغى القرار
بالنسبة للطالب المذكور ويبقى القرار سليما) في أجزاءه
الخرى.
-حكم المحكمة الدارية العليا في مصر في 7/11/1986أشار إليه عبد الحكيم 1
202
ومن ثم فانه إذا ما تقرر إلغاء القرار فانه يوجب على
الدارة اللتزام بإعادة الحال إلى ما كان عليه كما لو لم
يصدر القرار الملغي بحيث يترتب على الدارة التزامان او
واجبان أساسيان:
أول) -الواجب اليجابي:
يلقى هذا الواجب التزاما) على الدارة بإعادة الوضع
إلى ما كان عليه قبل صدور القرار الملغي بإزالة كافة الثار
القانونية والمادية التي ترتبت في ظله بأثر رجعي ،كما
يلزمها بهدم كافة القرارات والعمال القانونية التي استندت
في صدورها إلى القرار الملغي .
203
وجــه حــق أو الفــراج عــن المــواطن المعتقــل بقــرار غيــر
)(1
مشروع.
وبـذلك فـإن تصـفية آثـار القـرار الملغـي يجـب أن تكـون
كاملـة وبـأثر رجعـي بإعـادة الحـال إلـى مـا كـان عليـه قبـل
صدوره ،وهي نتيجة حتمية لحكم اللغاء ،وهذه النتيجة وأن
كـان يفرضـها المنطـق القـانوني وتلفـي التطـبيق فـي أغلـب
الحــالت ،إل أن تطبيقهــا فــي حــالت معينــة قــد ل يجــد لــه
سـبيل) أمـا لتعارضـها مـع الواقـع أو أن التطـبيق يفضـي إلـى
نتـائج غيـر مقبولـة ،فـالموظف الـذي يلغـى قـرار تعيينـه بحكـم
قضــائي يــترتب علــى الحكــم الــتزام الدارة بســحب قــرار
التعييـن بـأثر رجعـي ،فـإن المنطـق القـانوني يقضـي بـأن كـل
مـا قـام بـه الموظـف مـن أعمـال وتصـرفات قانونيـة يلحقهـا
البطلن اسـتنادا) إلـى مبـدأ " مـا بنـي علـى باطـل فهـو باطـل
" ،فل شك أن الموظف قد قام بالعديد من العمال ،منها ما
هو تصرفات قانونية في مواجهة الفراد ومنها ما هو أعمال
ماديـة تـثير مسـؤولية الدارة ،ولـو سـايرنا المنطـق القـانوني
لفضــى إلــى نتــائج غيــر مقبولــة ولدى إلــى فقــدان الثقــة
والطمئنـان بـالدارة العامـة الـتي يتعامـل معهـا الفـراد علـى
أسـاس مـن الثقـة والطمأنينـة التـامتين ،لـذلك نجـد مجلـس
الدولـة الفرنسـي أورد اسـتثناء) علـى قاعـدة الثـر الرجعـي
لحكــم اللغــاء واعتــبر العمــال الــتي يباشــرها الموظــف
المخلـوع أعمـال) سـليمة تنسـب للدارة ول يلحقهـا البطلن،
وقد أطرد مجلس الدولة الفرنسي في البداية في أحكامه
علـى أن السـتثناء الـذي يـرد علـى قاعـدة الثـر الرجعـي ل
يمكـن تطـبيقه إل علـى شـؤون المـوظفين ،أمـا فيمـا عـدا ذلـك
)(2
فإن تلك القاعدة يجرى تطبيقها بصورة مطلقة .
-أنظر تفصيل ذلك : 1
204
وهنالـك حـالت يكـون فيهـا تطـبيق الثـر الرجعـي لحكـم
اللغـاء ضـربا) مـن ضـروب السـتحالة ،وهـي حالـة قيـام الدارة
بتنفيـذ القـرار الداري تنفيـذا) كـامل) واسـتنفاذه الغـرض الـذي
صــدر مــن أجلــه قبــل صــدور الحكــم القضــائي بإلغــائه إذ ل
يكتسب حينها حكم اللغاء سوى قيمة نظرية بحتة ول يجد
ســبيل) إلــى تطــبيقه لتعارضــه مــع الواقــع ،كمــا لــو أصــدرت
الدارة قرارها بهدم منزل وتم هدمه قبل صدور حكم القضاء
بإلغاء القرار .
غيـر أن مجلـس الدولـة الفرنسـي ل يـتردد فـي السـير
فـي دعـوى اللغـاء وإصـدار حكمـه باللغـاء حـتى وأن اسـتحال
تنفيـذ الحكـم احترامـا) منـه لمبـدأ الشـرعية ووضـع المـور فـي
)(1
نصابها القانوني الصحيح.
لهذا السبب فقد احتاطت التشريعات لهذا المر ومنحت
الحـق لصـاحب الشـأن فـي طلـب وقـف تنفيـذ القـرار الداري
للحيلولة دون وقوع نتائج يتعذر تداركها بتنفيذ القرار الداري
.
205
فأن القضاء الداري ل يجد عناء في إلغاء القرار الصلي
والقرارات التي بنيت عليه لعدم مشروعية سندها .
206
طلـب اسـتقالته مـن الخدمـة وأحـالته علـى المعـاش
واستجابت الدارة إلى طلبه ،فالقرار الصادر بإحالته
علـى المعـاش سـببه المباشـر هـو السـتقالة وسـببه
غير مباشر العقوبة المقنعة التي استفزت الموظف
وقــدم بتأثيرهــا طلبــه بإحــالته علــى المعــاش ،فلــو
افترضـنا أن الموظـف طعـن بـالقرار التـأديبي وصـدر
حكـم قضـائي بإلغـائه ،فـإن سـقوطه ل يـؤدي إلـى
سـقوط قـرار الحالـة علـى المعـاش ،لن القـرار الول
وهـو القـرار التـأديبي ليـس سـببا) مباشـرا) فـي صـدور
)(1
القرار الثاني وهو الحالة على المعاش.
207
مصــلحة لطرفــي العقــد فــي تعــديل شــروطه ،ففــي هــذه
الحالـة ل يسـتطيع الجنـبي عـن العقـد إجبـار طرفـي العقـد
علـى تعـديله ول يملـك الصـفة بـاللجوء إلـى القضـاء للحصـول
على حكم بذلك ،وبذلك يبقى حكم اللغاء نظري ا) بحت ا) ل يجد
حيـزا) لتطـبيقه ،ومـع ذلـك فـإن القضـاء الداري يسـتمر فـي
النظر بدعوى اللغاء إذا عرضت أمامه بعد إبرام العقد أعمال)
لمبـــدأ المشـــروعية الـــتي يحـــرص القضـــاء الداري علـــى
)(1
حراستها.
208
الحكـم (1) .ويعـد عـدم تنفيـذ الدارة لحكـم اللغـاء مخالفـة لقـوة
الشـيء المقضـي بـه وهـي مخالفـة قانونيـة لمبـدأ أسـاس
واصـل مـن الصـول العامـة الواجبـة الحـترام ،كمـا أنـه ينطـوي
علـــى قـــرار إداري ســـلبي خـــاطئ باعتبـــاره قـــرار إداري
بالمتناع عن تنفيذ حكم .
وهـذه المخالفـة القانونيـة فضـل) عـن إمكـان الطعـن بهـا
اســتقلل) باللغــاء ،تمثــل خطــأ يســتوجب مســائلة الدارة
بـالتعويض عـن الضـرار الـتي يمكـن أن يكـون قـد تعـرض لهـا
المستفيد من الحكم .
.2امتناع الدارة عن إعادة القرار الملغي:
أن اللتزام الساسي الذي يقع على عاتق الدارة بعد
صـدور الحكـم باللغـاء هـو امتناعهـا عـن تنفيـذ القـرار الملغـي،
ويتفـرع عنـه أن ل تتحايـل الدارة علـى التخلـص منـه فتصـل
إلى نفس النتيجة عن طريق إصدار قرار جديد هو عبارة عن
صورة مستترة للقرار الملغي .
وهنــاك حالــة ل تســتطيع الدارة فيهــا إعــادة القــرار
الملغــي وهــي حالــة مــا إذا كــان محــل القــرار الداري غيــر
مشــروع ،والمحــل هــو أثــر القــرار والثــر ل يوجــد إل فــي
المنطــوق ،فقــرار فصــل الموظــف محلــه وأثــره هــو فصــل
الموظــف وهــو منطــوقه .مثــال ذلــك القــرار الصــادر بإبعــاد
لجـئ سياسـي أثـره ومحلـه هـو أبعـاد هـذا اللجـئ ،وهـذا
المحـــل مخـــالف للدســـتور ،فـــإذا اعـــترف القضـــاء الداري
للطـاعن بصـفة اللجـئ السياسـي وألغـي القـرار فـإن الدارة
ل تسـتطيع أن تقيـد هـذا الجـراء ،أي ل تسـتطيع إصـدار قـرار
له نفس المنطوق فهي ل تستطيع تسليمه كما تفعل مثل)
مع الجرميين العاديين .
ولكـن مـن ناحيـة أخـرى تسـتطيع الدارة أن تقيـد إصـدار
القـرار بـالمنطوق نفسـه ،إذا كـان البطلن ل يلحـق المحـل،
وإنمـا يلحـق النـواحي الخـرى وهـي الختصـاص والشـكل أو
السـبب أو الغايـة بعـد إزالـة العيـب الـذي لحـق بـالقرار ،ويتـم
209
ذلـك بإصـدار القـرار مـن الجهـة المختـص بإصـداره ،أو بالشـكل
)(1
الذي يطلبه القانون أو بناء) على سبب صحح.
إل أن المســألة تــدق بالنســبة لعيــب إســاءة اســتعمال
السـلطة ،إذ أن رقابـة القضـاء تكـون أشـد عنـد إعـادة إصـدار
)(2
القرار الداري الملغي بعد تصحيح الهدف عند اتخاذه.
210