Professional Documents
Culture Documents
المقدمة :
من المعروف أن البنك المركزي له القدرة على التأثير في حجم الئتمان وبالتالي في حجم
النقود المصرفية ,وعادة ما يستخدم البنك المركزي أسلحته في توجيه الئتمان وجهة تتفق
وتنفيذ سياسة ائتمانية مرغوب فيها .وفي هذا الطار اختلفت الوسائل التي أستعملها
البنك المركزي الجزائري في تنفيذ سياسته النقدية منذ تأسيسه وذلك تبعا للوضاع
القتصادية والمالية التي مرت بها الجزائر .
قد سمحت التشريعات المنظمة لذلك إمكانية استخدام الوسائل الكمية والنوعية وكذلك
المباشرة .تعتمد البنوك المركزية في إدارة شئون النقد والئتمان على وسائل متعددة هي
الوسائل الكمية التي تهتم في التأثير بالئتمان المصرفي داخل القتصاد كمقدار دون
الهتمام بالتوزيع القطاعي له ,والوسائل النوعية التي تهتم بنوع الئتمان الموجه نحو
القطاعات المرغوبة ضمن برامج التنمية ,والوسائل المباشرة التي تؤثر في أي شكل من
أشكال الئتمان داخل القتصاد .
سعر إعادة الخصم هو سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركزي مقابل تقديم القروض أو
إعادة خصم الوراق المالية للبنوك التجارية وتغيير سعر إعادة الخصم من قبل البنك
المركزي يعتبر وسيلة ضمن الوسائل الخرى التي يستطيع أن يتحكم من خللها في حجم
الئتمان .ففي أوقات التضخم عندما يرى البنك المركزي أن حجم الئتمان قد زاد عن
المستوى المطلوب للنشاط القتصادي فإنه يقوم برفع سعر إعادة الخصم – أي يقوم برفع
تكلفة الئتمان الذي يمنحه للبنوك التجارية مما يؤدي إلى تقليل هذه البنوك عن القتراض
من البنك المركزي ,وتضطر بدورها إلى رفع أسعار الفائدة وسعر الخصم بالنسبــة
للمتعامليـن معها أي سعـر البنـك ) سعر إعادة الخصم ( دائما أقـل من سعر
الفائدة الذي تقرض به البنوك التجارية ذلك أنه طالما أن البنوك التجارية تعرف أنها قد تلجأ
إلى البنك المركزي طلبا للقروض أو لعادة خصم الحوالت بسعر إعادة خصم معين فإنها
لبد وأن تتقاضى من عملئها أسعار فائدة أعلى حتى تتمكن من تغطية نفقاتها وتحقق
ربحا في النهاية وغالبا ما يكون سعر الفائدة في البنوك التجارية أعلى من سعر إعادة
الخصم لدى البنك المركزي بحوالي , %2وهذا
مايدفع هؤلء إلى الحد من إقتراضهم والتخفيض من خصم أوراقهم التجارية لدى البنوك ,
وهكذا يمكن أن تخفض سياسة إعادة الخصم من حجم الئتمان المصرفي وتحد من الطلب
الكلي .
وعلى العكس من ذلك إذا أراد البنك المركزي أن يزيد من حجم الئتمان في ظروف الكساد
فإنه يلجأ إلى تخفيض سعر إعادة الخصم مما يشجع البنوك التجارية على خفض سعر
الفائدة على عمليات الخصم والقراض وذلك لتشجيع التجار ورجال العمال على القتراض
وبالتالي زيادة الطلب الكلي .
وعندنا في الجزائر تعتبر عملية إعادة الخصم السلوب الكثر استعمال لعادة تمويل البنوك
والوسيلة
الكثر أهمية لتدخل البنك المركزي الجزائري لدارة السياسة النقدية ,خاصة أن ذلك يسمح
بالسير في توافق مع أحد أهداف السلطة النقدية الذي يهدف إلى الحد من اللجوء إلى
الصدار النقدي .وتشرح
النصوص القانونية المتعلقة بالنقد والقرض لعام 1990المواضيع التي تتم عليها عملية
إعادة الخصم في النقاط التية :
_ سندات تجارية مضمونة من قبل الجزائر أو من الخارج تتعلق بعمليات تبادل حقيقي لسلع
وخدمات .
سندات قرض قصيرة الجل لمدة أقصاها ستة أشهر ويمكن تجديد هذه العملية على أل
تتعدى مجموع مهلة المساعدة التي يسددها البنك المركزي إثنا عشر شهرا .
سندات قرض متوسطة الجل لمدة أقصاها ستة أشهر ويمكن تجديد هذه العملية في مدة ل
تتجاوز ثلثة سنوات.
سندات عمومية ل تتعدى الفترة المتبقية لستحقاقها ثلثة أشهر .
والقانون المصرفي الجديد ينص على تولي البنك المركزي تسيير أدوات السياسة النقدية
وتحديد الحدود القصوى لعمليات إعادة الخصم المخصصة لمؤسسات القرض .وبالفعل
إنتقل معدل إعادة الخصم إلى %5خلل سنة 1986كما يوضح الجدول رقم ) , (2/2ثم
عدلت النسبة برفع مستواها السمي إلى % 7إبتداءا من ماي 1989وهذا أيضا تطور آخر
في تحريك معدل الفائدة لرفع مستوى الدخار وكان ذلك خلل إصلح نظام الستثمارات
العمومية ودخول المؤسسات مرحلة الستقللية .وقد دعم هذا التجاه قانون النقد
والقرض الصادر بتاريخ 14أفريل . 1990
ترك هامش المبادرة للبنوك والمؤسسات المالية بتحديد معدلتها الخاصة ,واستمر الرتفاع
إلى أن بلغ 15%في نهاية سنة 1995وقد جاء هذا التعديل بعد أن شعر بنك الجزائر بوجود
توسعات تضخمية
في القتصاد وكان من أسبابها الفراط في التسهيلت الئتمانية .لذلك جاء هذا الرفع
كمحاولة من خللها ينبه البنوك التجارية على ضرورة رفع معدلت الخصم بغرض الحد من
الطلب على خصم الوراق المالية ولكن باعتبار أن
معدلت التضخم المرتفعة في هذه الفترة كان يفوق معدلت الفائدة السمية وهذا ما يجعل
المعدلت الحقيقية سلبية وهذا مايحد من فعالية معدل الفائدة في قيادة السياسة النقدية .
تاريخيا تم إكتشاف أثر سياسة السوق المفتوحة في التأثير على قدرة البنوك التجارية على
منح الئتمان في الوليات المتحدة وبالتالي أمكن إستخدامها كأداة للرقابة على الئتمان ,
ومنذ عام 1923أخذت هذه السياسة تحتل المقام الول من بين الوسائل أو الدوات الفنية
التي تتكون منها السياسة النقدية والئتمانية وكانت هي الوسيلة التي أستخدمت في
الوليات المتحدة المريكية أثناء الكساد العظيم.
وسياسة السوق المفتوحة تتميز عن سياسة سعر إعادة الخصم من ناحية مجال التطبيق
وطبيعة العلقة بين البنوك التجارية والبنـك المركزي فبينما يحاول البنـك المركزي في
الثانية التأثير في سيولة البنـوك
التجارية وبالتالي في سيولة السوق النقدية لمحاولة تقييد أو توسيع الئتمان بحسب
الهداف القتصادية المرغوبة نجده على العكس من ذلك يحاول في الولى أن يؤثر في
سيولة السوق النقدية وفي هيكل هذا
السوق بهدف التأثير في سيولة وقدرة البنوك التجارية على خلق الئتمان .
و البنك المركزي يهدف من وراء عمليات السوق المفتوحة التأثير على حجم الئتمان
بالتوسع أو النكماش من خلل التأثير في عرض النقود أي النقود الورقية ونقود الودائع
بشكل خاص .ففي حال النكماش إذا شاء البنك المركزي في دفع التوسع للئتمان فانه
ينزل إلى السوق مشتريا للوراق المالية
والسندات الحكومية مثل .وفي حالة التضخم إذا رغب البنك المركزي تضييق حجم الئتمان
وإمتصاص
جزء من الموال المتداولة فانه ينزل إلى السوق بائعا للوراق المالية والسندات.
وقيام البنك المركزي بعمليات السوق المفتوحة يؤثر على سعر الفائدة فشراء البنك
المركزي لبعض الصول من السوق النقدية يزيد من الطلب عليها وهو بذلك يرفع من ثمن
توازنها ) ثمن البيع والشراء ( ويخفض بالتالي من أسعار الفائدة الحقيقية عليها وفي نفس
الوقت يزيد من عرض كميات النقود القانونية في سوق النقد والئتمان وتخفيض سعر
الفائدة يشجع على طلب الئتمان وإتساعه ,وعلى العكس من ذلك عندما يقوم البنك
المركزي ببيع بعض هذه الصول في السوق النقدية يزيد من عرضها ويقلل بالتالي من ثمن
توازنها ) ثمن البيع والشراء ( ويرفع من سعر الفائدة عليها ,وفي نفس الوقت يمتص
كميات النقـود الموجودة في سوق الئتمان والنقـد مما يؤدي الى
الحجام عن طلب الئتمان وانكماشه .
وتتوقف فاعلية السوق المفتوحة على مايلي :
_ تتحدد فاعلية هذه الداة بقدر نجاحها في تحقيق سيولة أو عدم سيولة السوق النقدية
ككل وعلى ذلك يجب أن تكون لهذه السوق من الشمول والسعة ما يجعلها معبرة عن
إمكانيات النقود والئتمان لقتصاد ما .
يجب أن تتوافر بكميات كافية للصكوك المتمثلة في أذونات الخزانة والوراق المالية
والتجارية والتي يمكن تداولها في هذه السوق .
_ تتحدد فاعلية هذه الداة أيضا كأسلوب لتنظيم الئتمان بدرجة تقدم الوعي المصرفي
والئتماني السائد .
وفي الجزائر سمح قانون النقد والقرض باستعمال وسيلة السوق المفتوحة أي بالمتاجرة
في السندات العمومية التي لتتجاوز مدة إستحقاقها ستة أشهر على أن ليتعدى المبلغ
الجمالي لهذه السندات %20من اليرادات العادية للدولة التي ظهرت في ميزانية السنة
الماضية والسندات الخاصة القابلة لعادة الخصم من قبل البنك المركزي .وتمت أول عملية
للسوق المفتوحة خلل عام 1996والمتمثلة في شراء البنك المركزي للسندات العمومية
التي لتتجاوز مدتها ستة أشهر .
ولكن نظرا لضيق السوق النقدية وغياب سوق مالية متطورة تجلب إليها الموارد من أصحاب
الفائض فإنه من الصعب تصور قيام بنك الجزائر بعمليات السوق المفتوحة للتأثير في حجم
الئتمان المصرفي .
.2.2الحتياطي القانوني:
تحتفظ البنوك التجارية لدى البنك المركزي برصيد دائن فرض عليها المشرع الحتفاظ به
في معظم دول العالم كنسبة من الودائع .وقد منح المشرع للبنك المركزي سلطة تغيير
الحد الدنى لنسبة الحتياطي النقدي لغراض السياسة النقدية .
وتستخدم نسبة الحتياطي في كثير من بلدان العالم للحد من التضخم أو لمكافحة الكساد،
ففي حالت التضخم فإن البنـك المركزي يمكنه عن طريق رفع نسبة الحتياطي النقـدي أن
يحد من قدرة
البنوك التجارية على منح الئتمان إذ قد تجد البنوك نفسها مضطرة إلى التوقف عن منح
الئتمان لفترة من الزمن ,حتى تتمكن من رفع رصيدها لدى البنك المركزي للقدر الذي
تتطلبه نسبة الحتياطي الجديدة وقد تلجأ هذه البنوك الى التخلص من بعض الوراق المالية
أو التجارية التي تحتفظ بها اذا كانت الزيادة في نسبة الحتياطي كبيرة ,وكل السلوبين
يمثل قوة إنكماشية للقتصاد بحيث تخفض من الطلب الكلي على السلع والخدمات وبالتالي
تخفض من مستوى السعار .
وبنفس المنطق يستطيع البنك المركزي أن يساهم في بعث نشاط جديد في سوق النقد
عندما يخفض النسبة القانونية للحتياطي النقدي ,ومن ثم يصبح لدى البنوك التجارية
فائضا في الحتياطي النقدي يمكن أن تستخدمه أساسا في تقديم ائتمان جديد وخلق نقود
مصرفية .
وتعتبر وسيلة الحتياطي النقدي أكثر فاعلية في مكافحة التضخم عنها في حالة الكساد ,
ففي أوقات الكساد القتصادي قد يترتب على تخفيض النسبة القانونية للحتياطي النقدي
مجرد زيادة في فائض الرصدة النقدية لدى البنوك التجارية ,أم في أوقات التضخم فهي
تكون أكثر فعالية من تغيير سعر إعادة الخصم لنها تضع قيدا كميا مباشرا على مقدرة
البنوك التجارية على التوسع في الئتمان .وعموما
تتوقف فاعلية رفع نسبة الحتياطي على مالدى البنوك من فائض في احتياطياتها وعلى
مدى إمكانية
حصولها على أرصدة نقدية من مصادر أخرى .
وفي الجزائر حدد الحتياطي القانوني على الودائع المصرفية بموجب المادة 93من قانون
النقد والقرض بنسبة لتتعدى %28من المبالغ المعتمدة كأساس لحتسابه .وحسب
التعليمة رقم 94-16الصادرة بتاريخ 19أفريل 1994فان البنوك والمؤسسات المالية
ملزمة على الحتفاظ بمبالغ معينة من الحتياطات لديها في شكل ودائع لدى بنك الجزائر
في ظل الشروط المذكورة في التعليمة الصادرة عن بنك الجزائر تحت رقم 94-73بتاريخ
28ديسمبر 1994وذلك بهدف تنظيم السيولة في القتصاد الوطني .وحدد معـدل
الحتياطي الجباري في هذه التعليمة بنسبة %2.5على مجمـوع العناصر المذكورة في
المادة الثانية في هذه التعليمة ,وبعد ذلك رفعت نسبة الحتياطي إلى %4وفق التعليمة
رقم 2001-01الصادرة بتاريخ 11فيفري 2001عندما شعر البنك المركزي بتمادي
المصارف التجارية في منح التسهيلت الئتمانية .وبعد تطبيق هذه التعليمة بحوالي عشرة
أشهر فقط أصدر بنك الجزائر تعليمة أخرى تحت رقم 2001-06برفع نسبة الحتياطي ل
% 4.25إنطلقا من 25ديسمبر 2001وهذا يدل على رغبة البنك المركزي الجزائري بجعلها
وسيلة هامة للتحكم في سيولة البنوك واستخدامها للحد من التضخم أو لمكافحة النكماش ,
ولزالت عند هذا المستوى حتى الوقت الحاضر لكي تتوافق مع حاجات التنمية القتصادية
والسياسية العامة للدولة .