You are on page 1of 56

‫المقدمة‬

‫ل‪ ،‬ودلنققا علققى توحيققده بققأنواعه الثلثققة بقققوله‬ ‫الحمد لله الذي خلقنا ولم يتركنققا هم ً‬
‫سبحقانه ‪  :‬رب السماوات والرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبققادته هققل تعلققم‬
‫له سميا ً‪. ‬‬
‫وأبان لنا سبب خلقنا فقال تعالى ‪ :‬وما خلقت الجن والنس إل ليعبققدون‪ ‬فل‬
‫تصرف العبادة إل لله ول ركوع ول سجود إل له تعالى حيث قققال سققبحانه‪ :‬يققا أيهققا‬
‫الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وأفعلو ا الخيققر لعلكققم تفلحققون ‪ ‬وعلققم‬
‫عباده أن يقولوا ‪ :‬إياك نعبد وإياك نستعين ‪ ‬فل يسققتعان إل بققالله فيمققا ل يقققدر‬
‫عليه إل هو سبحانه‪ ،‬والله قريب من عباده ‪  :‬وإذا سألك عبادي عني فققإني قريققب‬
‫أجيب دعوة الداعي إذا دعان‪ ‬فل يتخذ الشققفعاء والوسققطاء عنققده فققي الققدنيا‪ ،‬ول‬
‫تصرف العبادة لحققد بققدعوى القربققى والشققفاعة لن ذلققك حققال المشققركين ‪  :‬مققا‬
‫نعبدهم إل ليقربونا إلى الله زلفى ‪ ،‬ودين الله واضح ليس فيه خفاء ول أسققرار ول‬
‫أخذ للعهود والمواثيق على الكتمان قال تعالى ‪ :‬وإذ أخقذ اللققه ميثقاق القذين أوتققوا‬
‫الكتاب لتبيننه للناس ول تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا بققه ثمنقا قليل ً فققبئس‬
‫ما يشترون ‪ ‬وقال سبحانه ‪  :‬إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى مققن‬
‫بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهققم اللعنققون ‪ ،‬والسققلم هققو‬
‫دين الحنيفية السمحة ل يزيغ عنها إل هالك‪ ،‬وهققي مققن السققهولة بحيققث أن العرابققي‬
‫يأتي إلى النبي ‪ ‬وفي جلسة يكون داعيا ً إلى اللققه ومبشققرا ً بهققذا الققدين‪ ،‬واللققه قققد‬
‫جعل لنا مرجعا ً عند الختلف فقال سبحانه‪ :‬فإن تنققازعتم فققي شققيء فققردوه إلققى‬
‫الله والرسول‪‬والرد إلى الله رد إلى القرآن والرد إلى الرسول ‪ ‬رد له في حيققاته‬
‫ولسنته الثابتة بعد مماته‪.‬‬
‫أما المكارمة فقد لخققص العلمققاء حققالهم بأخصققر عبققارة فقققالوا‪ " :‬دعققاتهم زنادقققة‬
‫وعوامهم رافضة"‪ ،‬دعاتهم زنادقة إذ اتخذوا موالت آل البيت سققتارا ً لبققث سققمومهم‬
‫اللحادية ‪ ،‬إذ ألحدوا في أسماء الله وصفاته وجحدوا أن يكون الله خالقًا‪ -‬تعالى الله‬
‫عما يقولون‪ -‬ولما كان هذا اللحاد ل تقبله أصحاب الفطر السليمة صققبغوا مقققولتهم‬
‫بصبغة فلسفية معقدة صعبة مستقاة من الفلسفة الفلطونية والفيثاغورية ملبسين‬
‫دينهم لباس الكتمان واللغاز الذي ل يصل إليه كققل أحققد إذ أن المكرمققي أدخققل فققي‬
‫عقققول أتبققاعه مبققدأ التسققليم بققدون حجققة‪ ،‬لن عقققولهم ل تقققدر علققى إدراك العلققم‬
‫المكنون الذي يخفيه‪ ،‬فكان العامققة متبعيققن لققه عققن جهققل فققي دينهققم متققأثرين بمققا‬
‫أظهره مققن مققوالة آل الققبيت وزهققد فققي الققدنيا مزعققوم‪ ،‬ومققا أوعققدهم مققن صققكوك‬
‫الغفران ودخول الجنان‪ ،‬فكانوا كأسراب القطا متبعين له بدون إعمال فكر‪ ،‬بل كانوا‬
‫كالفراش يتهافتون على النقار متخققذين ديققن الرافضقة منهجقا ً فقي العبققادة‪ ،‬إذ أققرب‬
‫القرب عندهم تلحيس الركب‪ ،‬وسب الصحاب‪ ،‬والتوسل الشركي بأصققحاب القبققور‪،‬‬
‫والتمرغ عند عتباتهم‪ ،‬في غفلة عجيبة‪ ،‬ولسان حالهم يقول‪ :‬إنا وجدنا آباءنققا علقى‬
‫أمة وإنا على آثارهم مقتدون ‪ ،‬وزاد الطين بلة أن جعل المكرمي تقديسه مرتبققط‬
‫بمشققايخ القبققائل فققالطعن فيققه طعققن فققي القبيلققة‪ ،‬والكلم فيققه كلم فققي العققرض‪.‬‬
‫فأصبحت الحمية حمية جاهلية للعشيرة والقبيلة‪:‬‬
‫وإن ترشد غزية ارشد‬ ‫وهل أنا إل من غزية إن غوت غويت‬

‫‪2‬‬
‫لذا كانت هذه الرسالة موضحة وكاشفة حقائق دعققاة المكارمققة بالحجققة والبرهققان‬
‫والنقل الصحيح من كتبهم ‪ ‬ليحيى من حي عن بينة ويهلققك مققن هلققك عققن بينققة ‪‬‬
‫سالكة طريق الدعاة الول حيث قال لهم الناس ‪‬لم تعظون قوما ً الله مهلكهققم أو‬
‫معذبهم عذابا ً شديدا ً قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ‪.‬‬
‫اللهم أهد بهذه الرسالة قومقا ً ضققالين‪ ،‬واجعلهققا ذخققرا ً لققي يققوم الققدين واغفققر لققي‬
‫ولوالدي ولخواني المسلمين أجمعين‪ ،‬وخص منهم من سققاعدني فققي هققذه الرسققالة‬
‫بمزيد فضل يا رب العالمين‪.‬‬
‫وادي نجران‬
‫يييييي يييييييي‪ :‬تقع منطقة نجران في الجزء الجنوبي من المملكة العربية‬
‫السعودية في أرض منبسطة يتوسطها وادي نجران الذي يخترق المنطقة من غربهققا‬
‫إلى شرقها‪ ،‬حيث يصب في رمال الربع الخالي فيما يسمى بق"رملة يام"‪.‬‬
‫أصل كلمة نجران و سبب تسمية الوادي به‪ :‬نجققران‪ :‬بفتققح أولققه وسققكون‬
‫ثانيه‪.‬‬
‫والنجران في كلم العرب خشبة يدور عليها رتاج الباب‪ ،‬وانشدوا‪:‬‬
‫تركت الباب ليس له صرير‬ ‫صببت الماء في النجران حتى‬

‫وسميت نجران بهذا السم نسبة إلى أول من نزلها وعمرها وهو‪ :‬نجران بن زيدان‬
‫بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‪ .‬وقد صار هذا الرجل إلى نجققران لنققه رأى‬
‫رؤيا فهالته فخرج رائدا ً حتى انتهى إلى واد ٍ فنزل به فسمي الوادي به‪.‬‬
‫قرى نجران‬
‫ييي ييييي ييي‪:‬‬
‫النقعة‬ ‫الخالدة "ظلما"‬ ‫زوروادعة‬
‫يدمه‬ ‫الوجيد‬ ‫المسماة‬

‫ييي ييييي يييي ييي ييييي يييييييييييي‪:‬‬


‫طلحام‬ ‫العريسة‬ ‫القابل‬ ‫الغيضة‬ ‫زور الحارث‬
‫حما‬ ‫الصفاح‬ ‫الفيصلية‬ ‫الجربة‬ ‫مريطة‬

‫ييي ييييي ييييييييي‪:‬‬


‫المجمع‬ ‫قطن‬ ‫بن منجم‬ ‫ابا السعود‬ ‫الموفجة‬
‫ثار‬ ‫العين‬ ‫تصلل‬ ‫رجل‬ ‫زور العماري‬
‫والقرين‬
‫الخضراء‬ ‫تريمة‬ ‫بلد بني‬ ‫الشرفة‬ ‫الصفا‬
‫سلمان‬
‫ابو رشاش‬ ‫قابل منيف‬ ‫خباش‬ ‫وادي‬ ‫الحضن‬
‫ريمان‬
‫عرقان‬ ‫الحصينية‬ ‫بدر الجنوب‬ ‫المخباة‬ ‫شعب بران‬
‫نعوان‬ ‫الحوشف‬ ‫الخانق‬ ‫أبو غبار‬ ‫خشيوة‬
‫حبونا‬ ‫أبا الطحين‬ ‫هداده‬ ‫الثايبة‬ ‫سلوة‬
‫ييييي ييي‪ :‬هققي عاصققمة المنطقققة الداريققة وهققي مدينققة حديثققة‪ ،‬وبهققا الققدوائر‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫يييي‪ :‬يتمركز فيها أهل السنة مققن الياميققة ‪ ،‬وتقققع فققي المنطقققة الشققمالية مققن‬
‫الوادي‪.‬‬
‫ييييي‪ :‬هي مقر الدعوة السماعيلية في نجران وسكنى الداعي المطلق‪.‬‬
‫التركيبة السكانية في نجران‬
‫يسكن منطقة نجران عدة قبائل وأسر مختلفة نذكر هنا أشهرها‪:‬‬
‫يييييييييي ييي‪:‬‬
‫ويرجع نسبها إلى يام بن أصبى بن رافع بن مالك بن جشم بن حبران بن نوف بققن‬
‫همدان بن مالك بن زيد أوسيلة بن ربيعة بن الخيققار بققن زيققد بققن كهلن بققن سققبأ بققن‬
‫يشجب بن يعرب بن قحطان‪.‬‬
‫ونسب يام معروف ومشهور ‪ ،‬يقول شاعرهم‪:‬‬
‫وأرحب حتى ينفد الترب ناقله‬ ‫وأنى لكم أن تبلغوا مجد يأمنا‬

‫قديما وأعلى هضبها وأطاوله‬ ‫فهم أصل همدان الوثيق وفرعها‬

‫وقد استوطنوا نجران من قديم ) كما سيأتي( فأصبحت بلدهم‪ ،‬وكان لهم من قبل‬
‫جبل يام‪ ،‬ما بين بلد نهم والجوف باليمن‪ ،‬وهو جبل واسع‪ ،‬قال الهمداني‪ " :‬وهققو بلد‬
‫يام القديمة"‪ .‬و تنقسم يام إلى قسمين‪ :‬جشم يام‪ ،‬مذكر يام‪.‬‬
‫‪ -‬ييي ييي‪:‬‬
‫وشيخها ابن منيف‪ :‬وتشمل‪:‬‬
‫‪ - 1‬آل هنققدي ويققدخل تحتهققم‪ :‬آل حسققن‪ ،‬آل سققليمان‪ ،‬بالحققارث‪ ،‬آل منصققور‪ ،‬آل‬
‫مقاتل‪ ،‬آل حرث‪ ،‬آل ابو زيقدة‪ ،‬آل جقبر الربعقة‪ ،‬الشقراف فقي هجقرة هرفقي‪ ،‬آل‬
‫جبر‪.‬‬
‫‪ - 2‬زبيد‪.‬‬
‫‪ - 3‬ابن سليمان‪ ،‬وآل هتيلة بن علي‪ ،‬آل مشرف‪ ،‬وآل حققابس‪ ،‬وآل سققوران‪ ،‬وآل‬
‫حوران‪.‬‬
‫‪ -6‬آل ريح‪ -7 .‬آل جعران‪.‬‬ ‫‪ - 4‬الصقور‪ -5 .‬آل مصعب‪.‬‬
‫‪ -‬يييي ييي‪:‬‬
‫وتنقسم إلى قسمين‪ -1 :‬آل فاطمة‪ -2 .‬مواجد‪.‬‬
‫‪ -1‬يي ييييي‪ :‬ىىىىىى‪ :‬ىىىى ىى ىىىى ىىى ىىى‪ .‬ىىىىىى ىىى ‪:‬‬
‫‪ -4‬آل محامض‬ ‫‪ -3‬آل مسعد‬ ‫‪ -2‬آل شرية‬ ‫‪ -1‬آل سالم‬
‫‪ -8‬آل زمنانان‬ ‫‪ -7‬الزبادين‬ ‫‪ -6‬آل ذبيان‬ ‫‪ -5‬آل سليم‬
‫‪ -12‬الشركان‬ ‫‪ -11‬القشانين‬ ‫‪ -10‬آل بشر‬ ‫‪-9‬آل القفيلي‬
‫‪ -16‬آل معجبة‬ ‫‪-14‬آل مخلص‬
‫‪ -15‬آل زابن )بدو(‬ ‫‪ -13‬المكاييل‬
‫)بدو(‬ ‫)بدو(‬
‫‪ -20‬آل فهاد‬ ‫‪-18‬آل فطيح‬ ‫‪ -17‬آل راكة‬
‫‪ -19‬آل رشيد )بدو(‬
‫)بدو(‬ ‫)بدو(‬ ‫)بدو(‬
‫‪ -24‬آل سفران‬ ‫‪ -23‬آل فروان )بدو‬ ‫‪ -22‬آل سالم‬ ‫‪ -21‬آل عرجاء‬
‫)بدو وحضر(‬ ‫وحضر(‬ ‫)بدو وحضر(‬ ‫)بدو(‬
‫‪ -26‬آل عمرو‬ ‫‪ -25‬آل لبيد‬
‫‪ -28‬آل زائد‬ ‫‪ -27‬آل معمر )بدو(‬
‫)بدو وحضر(‬ ‫)بدو(‬
‫‪ -32‬آل سعد‬ ‫‪ -31‬آل معيط )ويجمع‬ ‫‪ -30‬آل دكمان‬ ‫‪ -29‬آل شرار‬
‫الثلثة الخيرة اسم آل‬

‫‪4‬‬
‫أبو غبار(‬
‫‪ -36‬ابن قنة‬ ‫‪ -35‬آل طويل‬ ‫‪ -34‬آل خريث‬ ‫‪ -33‬آل فائد‬
‫‪ -37‬ابن حامد‬
‫‪ -2‬ييييي‪ :‬ىىىىىى‪ :‬ىىى ىىىى ىىىىىى ىىى ‪:‬‬
‫‪ -4‬آل علي‬ ‫‪ -3‬آل رزق‬
‫‪ -2‬ابن الحزوبر‬ ‫‪-1‬آل غانم‬
‫بن سعيد‬ ‫)بدو وحضر(‬
‫‪-8‬آل بنيان‬ ‫‪-7‬العطازة‬ ‫‪ -6‬الدويلن‬ ‫‪ -5‬آل حسن المحمد‬
‫‪-10‬آل حارث‬ ‫‪ -9‬آل علي بن عامر ويجمع‬
‫‪-12‬آل‬ ‫‪ -11‬آل صليع‬
‫الثلث الخيرة آل عامر وهم وفيهم آل‬
‫الخضراء‪.‬‬ ‫بدو وحضر‪.‬‬
‫بحري‪.‬‬ ‫)بدو وحضر(‪.‬‬
‫‪ -16‬آل قريع‬
‫‪ -15‬وادعة‬ ‫‪ -14‬آل عباس‬ ‫‪-13‬آل هميم‪.‬‬
‫)بدو وحضر(‬
‫‪ -19‬آل علي‬ ‫‪-18‬آل رزق‬
‫‪ -17‬الهيسان )بدو وحضر(‬
‫بن الحسن‬ ‫)بدو وحضر(‬
‫ييييي‪ :‬شيخ شمل يام الن هو شرفي بن جابر بن حسققين آل جققابر )ابققو سققاق(‬
‫وسبب تسميتهم بأبوساق أن جابر والد شرفي كانت إحدى ساقية أكققبر مققن الخققرى‬
‫فسماه الملك عبدالعزيز "ابو ساق" وهكذا لصق هذا النعت بهم واصبحوا يلقبون بققه‪،‬‬
‫حتى أن الكثير ل يعرفهم إل به‪.‬‬
‫ييييي ييي‪ :‬هذه الفرع الكثيرة ليام ليست كلها أصل من يام‪ ،‬وإنما دخل معهققا‬
‫بعض أفرع القبائل الخرى بالتحالف فانتسبت إليها من الشراف والمكارمة والكققرب‬
‫والصيعر ونحو ذلك‪.‬‬
‫ويشهد لذلك قول بن نصيب‪ :‬حيث يزعم أن نسبه يعود إلققى غيققر يققام وإنمققا إلققى‬
‫الحارث بن كعب ذو العصم أحد جمرات العرب‪) :‬ىىىى ىىىىىى ىى ىىىىى… ىىىىى ى ‪.(70‬‬
‫ييييي يييي‪ :‬كان أهل السنة من اليامية من فخذ الوعلة تحت خقاتم أبقو سقاق‪،‬‬
‫فكانوا يحتاجون إليه عند مراجعاتهم‪ ،‬وكان أبو ساق يسققتغل هققذا المققر فققي الضققغط‬
‫عليهم وتشكيكهم في دينهم إلى أن شفع الشيخ عبدالعزيز بققن بققاز رحمققه اللققه عنققد‬
‫ولة المر فانفصل أهل السنة عن خاتم أبو ساق‪.‬‬
‫ييييي‪:‬ي يييييييي‪:‬‬
‫من بطون حمير‪ ،‬وحمير هو‪ :‬حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‪ .‬وكققان‬
‫منه ملوك اليمن من التبابعة ‪ ،‬وهو أول من وضع التاج على رأسه‪ .‬وبعضهم دخل في‬
‫يام‪ .‬قال ابن خلدون في تاريخه )ى ‪ 4‬ى ‪ :(91‬مكرم‪ ،‬بطن كققان منققه رؤسققاء عمققان فققي‬
‫القرن الخامس الهجري‪.‬‬
‫ومن المكارمة‪ :‬الحامقدي‪ ،‬الحمقادي‪ ،‬الفهقد‪ .‬والفهقد مقن بنقي صقلح بقن داود بقن‬
‫عبدالله بن عمرو بن علي بن صبيح بن حسن بن مكرم‪ .‬وإلى الفهد ينتسب مكارمققة‬
‫نجران‪ .‬والدعوة السماعيلية نسبت إليهم فقي نجقران فكقل إسقماعيلي يسققمى فققي‬
‫نجران‪" :‬مكرمي" وإن كان من غيرهم‪.‬‬
‫والمكارمة قد تولوا الزعامة الدينية في المذهب السماعيلي في اليمن مققن قققديم‬
‫حيث ورد في أسماء الدعاة في حال الستر بعد انقضاء الدولة الصليحية الكثير منهم‪،‬‬
‫وأشهرهم عماد الدين إدريس بن الحسن بن عبدالله بن علققي بققن محمققد بققن هاشققم‬
‫المكرمي )ى ‪872‬ىى( وقد اشتهر بتآليفه الكثيرة التي هي عمدة في المذهب منها كتاب‬
‫" زهر المعاني وعيون الخبار"‪ .‬واستمرت رئاسة الدعوة فققي أيققديهم إلققى أن تولهقا‬
‫الهنود )كما سيأتي( ثم عادت إليهم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫والمكارمة يعتبرون أنفسهم أعلى رتبة من اليامية لهققذا ل يزوجققونهم ول يققتزوجون‬
‫منهم حفاظا ً على مكانتهم‪ ،‬وحتى ل تؤخذ منهم السيادة‪.‬‬
‫وللمكرمي السيادة على مشايخ القبققائل مققن الياميققة بحكققم مركققزه الققديني‪ ،‬وقققد‬
‫جعل الطعن فيه طعن في القبيلة؛ لذا تجد مشايخ القبائل يحامون عنه كما يحققامون‬
‫عن أعراضهم‪.‬‬
‫ييييي‪ :‬ييي يييييي يي ييي‪:‬‬
‫ويرجع نسبهم إلى الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بققن أدد بققن‬
‫زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلن يزيد بن عبدالمدان‪.‬‬
‫وأول من سكن نجران منهم يزيد بن الحارث؛ حيث زوجققه عبدالمسققيح بققن دارس‬
‫بن عدي بن معقل‪ ،‬ابنته دهيمة‪ ،‬فسكن نجران معهم وذلك في الجاهلية‪.‬‬
‫وفي العهد العباسي كقانت إمقرة نجقران لهقم لخؤولقة آل عبدالمقدان لل العبقاس‬
‫وخاصة السفاح والمهدي‪ .‬فكان سلطان نجران في آل أبي الجود منهققم إلققى القققرن‬
‫السابع الهجري؛ حين ضعف ملكهم وغلبتهم يام على المنطقة‪ ،‬فققدخلوا مققع يققام فققي‬
‫أحلف فانتسب بعضهم إلى يام‪ ،‬مثل ابن نصيب )كما سبق(‪ .‬ول تزال لهم بقية قليلة‬
‫في نجران إلى الن يسمون آل الحارث أو بني الحارث‪.‬‬
‫وهم خاملوا الذكر وكثير من قبققائل يققام تققأنف الققزواج منهققم‪ ،‬ل لشققيء سققوى أن‬
‫ألوانهم تميل إلى السمرة‪ .‬ورغم أنهم قبيلة مستقلة إل أنهققم يميلققون إلققى التحضققر‪،‬‬
‫وامتهان المهن البسققيطة‪ ،‬الققتي ل زال يعققزف عققن امتهانهققا كققثير مققن أبنققاء الباديققة‪،‬‬
‫باعتبارها صنائع العبيد‪.‬‬
‫والسمرة في بني الحارث بن كعب منذ القدم‪ .‬ففي الحديث الذي ٌيروى عن النبي‬
‫‪ ‬أنه حين وفد عليه بالمدينة وفد بني الحارث بن كعب‪ ،‬قققال‪" :‬مققن هققؤلء الرجققال‬
‫الذين يشبهون رجال الهند" )ىىىىى ىىىىى ى ‪ 4‬ى ‪.(218‬‬
‫ييييي‪:‬ي ييييييي‪:‬‬
‫وهم‪ :‬آل حسن‪ ،‬آل حسين‪ ،‬آل راكان‪ ،‬آل شايم‪ ،‬آل عبدالله‪ ،‬آل غالية‪ ،‬آل محسن‪،‬‬
‫آل ياسين‪ .‬قد دخلت في حلف مع يام‪.‬‬
‫ييييي‪:‬ي ييي ييييييي‪ :‬ويلتقون مع يام في همدان‪ ،‬ولها عدة فققروع وشققيخها‬
‫ابن حيدر‪.‬‬
‫تعداد السكان السعوديين في المارات الرئيسية في‬
‫منطقة نجران‬
‫مركز‬‫مركز سكان مركز سكان مركز سكان سكان‬ ‫سكان‬ ‫مركز‬
‫أم‬ ‫‪ 1099‬المجم‬ ‫هويم‬ ‫‪7345‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪2236‬‬ ‫رجل‬ ‫‪108‬‬ ‫نجران‬
‫الوهط‬ ‫ع‬ ‫‪7‬‬ ‫ل‬ ‫‪1‬‬
‫العريس ‪ 1857‬شرور ‪ 3491‬الحرش‬ ‫الموف‬ ‫شعب‬
‫‪2368‬‬ ‫‪5410‬‬ ‫‪7737‬‬
‫ف‬ ‫‪8‬‬ ‫ة‬ ‫‪7‬‬ ‫ة‬ ‫جة‬ ‫بران‬
‫شقة‬
‫بئر‬ ‫الحصيني‬ ‫الحض‬
‫‪2473‬‬ ‫‪7858‬‬ ‫حبونا‬ ‫‪4042‬‬ ‫‪8943‬‬ ‫‪145‬‬ ‫الكناو‬
‫عسكر‬ ‫ة‬ ‫ن‬
‫ر‬
‫بدر‬
‫الصفا‬ ‫الخضرا‬ ‫الوديع‬
‫‪1522‬‬ ‫هدادة‬ ‫‪1687‬‬ ‫‪1173‬‬ ‫‪3178‬‬ ‫‪3644‬‬ ‫الجنو‬
‫ح‬ ‫ء‬ ‫ة‬
‫ب‬
‫‪1427‬‬ ‫عاكفة‬ ‫‪2766‬‬ ‫الخان‬ ‫الخرعا ‪4512‬‬ ‫‪675‬‬ ‫تماني‬ ‫‪89‬‬ ‫قلمة‬

‫‪6‬‬
‫ق‬ ‫ء‬ ‫خجيم‬
‫‪1001‬‬ ‫الجرب‬ ‫‪1025‬‬ ‫أبو‬
‫‪1583‬‬ ‫حمى‬ ‫‪2083‬‬ ‫قطن‬ ‫‪2489‬‬ ‫خباش‬
‫‪2‬‬ ‫ة‬ ‫‪5‬‬ ‫ثامر‬
‫المجم‬ ‫الخالد‬
‫‪240581‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪8768‬‬ ‫يدمة‬ ‫‪3542‬‬ ‫ثار‬ ‫‪1104‬‬ ‫ثجر‬
‫ة‬

‫الحياة الجتماعية في نجران‬


‫‪ -1‬ييييييي ي يييييييي‪:‬‬
‫‪ -‬ييييييي‪ :‬اشتهرت قبيلة يام بالشققجاعة والشققكيمة و قققوة البققأس‪ ،‬حققتى أنهققا‬
‫كانت تدعى في الجاهلية "قتلة جبانتها "حيث كانت هي القبيلققة الوحيققدة الققتي تقتققل‬
‫الجبان مققن أفرادهققا‪ ،‬وفققي الققوقت الحاضققر سققماها النجليققز" ألمققان العققرب"‪ ،‬هققذه‬
‫الشجاعة المفرطة جعلتهم يسققتغلونها كمصققدر رزق لهققم‪ ،‬فققامتهنوا الغققزو فاصققبحوا‬
‫يشنون الغارات على القبائل المجاورة‪ ،‬كقبققائل وائلققة ‪ ،‬والكققرب‪ ،‬والصققيعر ونحوهققا‪،‬‬
‫وهم يقطعون المسافات الطويلة الشاقة من الصحراء في سبيل الكسب والغنيمققة‪،‬‬
‫ولما كانت المناطق التي يغزونها في الغالب صحراوية فقد كانوا يستخدمون طريقققة‬
‫ذكية في التزود من الماء حيث كانوا يصطحبون معهققم مققا يكفيهققم مققن المققاء ذهابقا ً‬
‫وأوبققة وفققي ذهققابهم يققدفنون فققي الرمققال عققددا ً كافيقا ً مققن القققرب الممتلئة بالمققاء‪،‬‬
‫ويسققمون مواضققع دفنهققا "بققالعرق" حققتى إذا مققا عققادوا مققن الغققزوة فققائزين وأراد‬
‫المسلوبون اللحاق بهم عجزوا عن تعقبهم مسافات طويلة بسبب قلة الماء بينما هم‬
‫يجدون طلبهم من الماء فيما كانوا كنزوه قبل أن يذهبوا‪.‬‬
‫وكانوا إذا لم يجدوا من يغزونه غزا بعضهم بعضا ً وكأنهم يمتثلون المثل القائل‪ ":‬أنا‬
‫وأخي على ابن عمي‪ ،‬وأنا وابن عمي على الغريب"‪.‬‬
‫فنشأ من هذا عدم استقرار في المنطقة حتى في البنيان تجدها متبعثرة وكل بيت‬
‫يتألف من ستة إلى سبعة إلى عشر طبقات‪ ،‬وكلها مبنية بالطين بطريقققة المققداميك‪،‬‬
‫وكل بيت من هذه البيوت يشبه الحصن فله سور منيققع يضققم الققبئر للحتفققاظ بالمققاء‬
‫اطول مدة في حال الغزو‪.‬‬
‫هذه الشجاعة والغارات جعلت من حولهم مققن القبققائل يتحينققون الفرصققة للنتققام‬
‫منهم‪ ،‬ومما يستملح هنا ذكر ما توعد به محمد بن هقادي شقيخ قبيلقة قحطقان‪ ،‬حيقث‬
‫توعد قبيلة يام والمطران لما اشتهر عن هاتين القبيلتين من امتهان الغققزو والغققارات‬
‫حيث قال‪:‬‬
‫وسلحها صنع الفرنجي والروام‬ ‫لي لمة حدرتها من تهامة‬

‫أما على مطران وإل على يام‬ ‫لبد من يوم يثور زتامه‬

‫فرد عليه راكان بن حثلين اليامي حيث قال‪:‬‬


‫نية جديد وزاد نيه من العام‬ ‫يا راكب حر تشذر سنامه‬

‫راعي البويضة اللي على الحرب عزام‬ ‫ملفاك ابن هادي كبير العمامة‬

‫‪7‬‬
‫ابغيك ذخر في مقاديم اليام‬ ‫اهديت لك نور السلف والجهامة‬

‫جاها بلها من ثقيلت القدام‬ ‫غديت أنا وياك مثل النعامة‬

‫فل تحدر بالجحادر على يام‬ ‫ان كان تبغي سابق واسلمه‬

‫مادام فيها واحد من ضنى يام‬ ‫حرم عليك النوط فكت بلمه‬

‫‪ -‬ييييي‪ :‬وهي من العادات الحميدة الققتي اشققتهرت بهقا العققرب ومنهققا يقام فهققم‬
‫يحرصون على إكرام الضققيف ويتفققاخرون بققذلك‪ ،‬ومققن الكلت المشققهورة عنققد يققام‬
‫"القعنون" وهي عبارة عن عصققيدة ممزوجققة بالسققمن‪ ،‬والياميققة ل يقققدمون للضققيف‬
‫"رأس الخروف" لنهم يعتبرون هذا إهانة له لن الرأس ل يأكله إل العبيد والخدم‪.‬‬
‫‪ -‬يييي ييي‪ :‬وهي مققن العققادات الحميققدة أيضققا الققتي ل تققزال إلققى اليققوم‪ ،‬وهققي‬
‫مساعدة من ابتلي بدية ونحوهققا حيققث يقققوم الشققخص المتحمققل بطلققب العققون مققن‬
‫القبائل ومعه بعض أفراد قبيلته ويطلبون المساعدة ويسققمى الشققخص الققذي يطلققب‬
‫العون "مسترفد" ول بد لكققل قبيلققة أن تسقاعده ول تققرده خائبقًا‪ .‬وهققذا المبلققغ يعتققبر‬
‫كالدين في حق قبيلة المسترفد لو احتاجت القبائل الخرى للرفادة‪.‬‬
‫‪ -‬ييي ييي‪ :‬لكققل قبيلققة "فققروق" خققاص وهققو صققندوق عققائلي تجمققع فيققه مبققالغ‬
‫مقطوعة كل شهر أو سنة‪ .‬وهي لمساعدة المحتاجين من القبيلققة أو لكققرام ضققيوف‬
‫القبيلة‪.‬‬
‫‪ -‬يييييي‪ :‬وهي من العادات المنتشرة لدى قبققائل يققام‪ ،‬وهققي نجققدة مققن طلققب‬
‫النجدة من القبائل‪ ،‬فإذا تعرض أحد افراد القبيلة لضرر فققإنه يأخققذ فققي التجققول بيققن‬
‫القبائل طلبا ً للنجدة بها فتلبي طلبه في الحال‪.‬‬
‫‪ -‬يييييي‪ :‬وهي من العادات الموجودة في نجران حيث يقوم بختن الولد شخص‬
‫خبير وبعد أن يختن الولد يناول الولققد " الرغلققة" وهققي قطعققة اللحققم الصققغيرة الققتي‬
‫قطعت منه‪ ،‬فيتناولها الولد بيده ويركض بها ودمه ينزف وهققو يقردد‪" :‬سقلمت وهاتهققا‬
‫يا أم الختين وأبشري بسلمته" ثم تطلق عيارات نارية‪ ،‬وبعد انتهاء الولد من ركضه‬
‫يعود إلى الختان ليداوي جرحه ويوقف النزيف‪ .‬وفي المساء تقام وليمة عشاء يدعى‬
‫لها أفراد القبيلة ول بد من حضور أخوال الختين حتى ولو كانوا في مكان بعيد ويقدم‬
‫أفراد القبيلة عادة مبلغ من المال لوالد المختون تأكيدا ً على أنه اصبح ولدا ً للجميع‪.‬‬
‫‪ -2‬يييييي ييييييي يييييي يييييييي‪:‬‬
‫يتميز المكارمة سواء كققانوا مققن الياميققة أو مققن غيرهققم ممققن يتمققذهب بالمققذهب‬
‫السماعيلي بعدة سمات منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬يلبسون عمامة بيضاء على الرأس أو غترة بيضاء يلوون أطرافها على الرأس‪.‬‬
‫ب‪ -‬يسبلون ثيابهم من تحت الكعبين ويرون ان هذا هو السنة‪.‬‬
‫ج‪ -‬المتدين منهم يعفي لحيته ويحلقها من ناحية الوجنتين‪.‬‬
‫ويفضلون مخالفة أهل السنة والجماعة في الصفات والسمات العامة‪.‬‬
‫العبادات عند المكارمة‬
‫‪ -‬يييييي‪ :‬وضوء المكارمة شبيه بوضوء أهل ا لسنة‪ ،‬إل أنهم يتلفظققون بالنيققة عنققد‬
‫بدء الوضوء‪ ،‬ولهم عند غسل كل عضو دعقاء خقاص بققه‪ ،‬ففققي صقحيفة الصقلة وهققي‬
‫العمدة عندهم في العبادات يقول‪" :‬ويتمضمض بالماء ثلث مققرات ويقققول فققي كققل‬
‫مرة‪ :‬اللهم اسقني من كأس محمد نبيك" ص ‪ .5‬وهكققذا لكققل عضققو دعققاء مختلققف‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وهم ل يرون غسل القدمين عند الوضققوء ويققرون مسققحها فقققط مققوافقين فققي ذلققك‬
‫للرافضة‪ ،‬إل أن المشاهد الن عند العامة مققن المكارمققة فققي نجققران انهققم يغسققلون‬
‫أرجلهم‪ .‬وهم ل يرون المسح على الخفين والجوربين ول الصلة بهما‪.‬‬
‫‪ -‬يييييي‪ :‬صلة المكارمة تشبه نوعا ً ما صققلة أهققل السققنة فققي الظققاهر إل أنهققا‬
‫تختلف في أمور منها‪ :‬التلفظ بالنية عند إرادة كل صلة‪ -‬وبعد أن يكبر للصققلة يققدعو‬
‫بهذا الدعاء‪ " :‬وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا ً مسلما ً ومققا أنققا مققن‬
‫المشركين إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ل شريك لققه وبققذلك‬
‫امرت وأنا أول المسلمين على ملة ابراهيم ودين محمد وولية علي وابققرأ إليققه مققن‬
‫اعدائه الظالمين" ويقصدون بالظالمين صحابة رسول الله ‪ ‬وخاصة الخلفاء الثلثة‬
‫الراشدين رضي الله عنهم الذين اغتصبوا –بزعمهم‪ -‬الخلفة من علي رضي الله عنه‬
‫وظلموه‪ .‬وهم في صلتهم سواء فرادى أو جماعة ل يقولون "آمين" لسرا ً ول جهققرًا‪،‬‬
‫ويسدلون أيديهم في الصققلة ول يضققمونها علققى الصققدر‪ .‬ولكققل واحققد منهققم سققجادة‬
‫يصلي عليها ويلحظ على صلتهم السرعة فهم ل يخشعون في صلتهم ول يطمئنون‪.‬‬
‫ومن عاداتهم الغريبة أن أحقدهم إذا اراد أن يصقلي وضقع كقل مقا معققه مققن محفظقة‬
‫ومفاتيح وأوراق وساعة أمامه على طرف السجادة‪ ،‬وبعضهم ايضا ً يضع سرواله!‬
‫وهم يجمعون بين صلة الظهر والعصر جمع تقديم وكذلك المغققرب والعشققاء جمقع‬
‫تقديم دوما ً ويعللون ذلك بأن الصلة الولى مثل دعوة محمد ‪ ‬والخرى مثل دعوة‬
‫محمد بن إسماعيل وهو من أبناء سللة محمد ‪ ‬ودورهما واحد لذلك نجمع بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬يييييي يييييييي‪:‬‬
‫يييي يييييييي يييي ي ي ي يييي يي ي ييي يي يي يي ي يي يييي يي ي‬
‫ييي ييييي يييييي‪:‬‬
‫الله أكبر‬ ‫الله أكبر‬ ‫الله أكبر‬ ‫الله أكبر‬
‫أشهد ال إله إل الله‬ ‫أشهد ال إله إل الله‬
‫أشهد أن محمدا ً رسول الله‬ ‫أشهد أن محمدا ً رسول الله‬
‫أشهد أن مولنا عليا ً ولي الله‬ ‫أشهد أن مولنا عليا ً ولي الله‬
‫حي على الصلة‬ ‫حي على الصلة‬
‫حي على الفلح‬ ‫حي على الفلح‬
‫حي على خير العمل‬ ‫حي على خير العمل‬
‫محمد وعلي خير البشر‬ ‫محمد وعلي خير البشر وعترتهما خير العتر‬
‫وعترتهما خير العتر‬
‫الله أكبر‬ ‫الله أكبر‬
‫ل إله إل الله‬ ‫ل إله إل الله‬
‫يييييي يييييي ييييي يييي يييييي‪:‬‬
‫الله أكبر‬ ‫الله أكبر‬ ‫الله أكبر‬
‫أشهد ال إله إل الله‬ ‫أشهد ال إله إل الله‬
‫أشهد أن محمدا ً رسول الله‬ ‫أشهد أن محمدا ً رسول الله‬
‫حي على الصلة‬ ‫حي على الصلة‬
‫حي على الفلح‬ ‫حي على الفلح‬
‫حي على خير العمل‬ ‫حي على خير العمل‬
‫قد قامت الصلة‬ ‫قد قامت الصلة‬
‫الله أكبر‬ ‫الله أكبر‬
‫ل إله إل الله‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬ييييي يييييييي ييييي ييييييي‪ :‬يحرص المكارمة علققى بنققاء المسققاجد‬
‫في جوار مزارعهم ولكن الغريب في المر والملفت للنتبققاه أن أغلققب مسققاجدهم ل‬
‫تفرش وأنما يقتصرون على وجود عدد كبير من السجادات الفردية‪.‬‬
‫والصفوف في مساجد المكارمة مقسمة ففقي الجقامع الكقبير فقي خشقيوة يكقون‬
‫الصف الول لصحاب الهجرة" وهم من هاجر من حراز من المكارمة" ول يحق لحققد‬
‫غيرهم أن يقف فيققه ويليهققم فقي الصققفوف صققف التجقار وأهققل المناصققب ثققم عامققة‬
‫الناس‪ ،‬وأما المساجد التي ل يوجد فيها أهل الهجرة فققإن التجققار والعيققان مقققدمون‬
‫فيها‪.‬‬
‫وأمقا صقلة الجماعقة فقإنهم ل يصقلونها إل بوجقود إمقام معيقن مقن قبقل القداعي‬
‫المكرمي أو نائبه وهؤلء الئمة معروفون بهيئتهم المميزة المتمثلة بوجود خاتم فصه‬
‫أسود على الخنصر في اليد اليمنى وذو ذقن مميز محلوق الوجنققتين‪ .‬فققإذا لققم يوجققد‬
‫هذا المام فإنهم يؤدون الصلة فرادى‪.‬‬
‫ً‬
‫وهم ل يصلون مع السنة في مساجدهم أبدا وإن اضطروا كما في الحرمين فققإنهم‬
‫يصلون بنية الفراد أو يعيدونها‪.‬‬
‫‪ -‬ي ييي ييييي ي‪ :‬المكارمققة ل يقؤدون صققلة الجمعقة‪ ،‬معلليققن ذلققك بقأن صقلة‬
‫الجمعة ل تقام إل بوجود إمام عادل تققي وكقأنه ل يوجقد فيهقم تققي ول عقادل وهقذا‬
‫طعن صريح في داعيهم فإما أن يؤدي الجمعة أو يعترف بعدم عدله وتقققواه‪ .‬ونجعققل‬
‫ن الله عليققه بالهدايققة منهققم يصققف لنققا كيققف يصققلون ظهققر يققوم الجمعققة‬‫أحد ممن م ّ‬
‫فيقول‪" :‬أتينا إلى المسجد وإذا بالصف الول التجار والنققاس فققي المسققجد يتكلمققون‬
‫ويتحدثون ثم اقيمت الصلة في تمام الساعة الواحققدة وعشققرين دقيقققة ظهققرا ً بينمققا‬
‫كانت تقام صلة الجمعة السققاعة الثانيققة عشققر والربققع فققي مسققاجد السققنة‪ ،‬فصققلوا‬
‫الظهر أربع ركعات جهرا ً ثم خطب المام خطبة عامية حتى أنه يقرأ القرآن بالعاميققة‬
‫واسمه سيدي محسن والناس يتحدثون خلل خطبته ثم انتظققر قليل ً فقي حقدود سققبع‬
‫دقائق ثم أقيمت صلة العصر وكان ذلك في حدود السققاعة الثانيققة وخمسققين دقيقققة‬
‫تقريبا ً ثم انتهينا وصف الجميع للسلم على المام وتقبيل يده وركبته"‪.‬‬
‫ييييييي يي ييييييي‪:‬‬
‫الصلة ليلة السابع عشر من رجب‪ :‬ورد فقي كتققاب صقحيفة الصقلة الكقبرى‬
‫والذي تقدسه المكارمة صق ‪" :313‬أن ليلة السابع عشر من رجب لهققا فضققل عظيققم‬
‫لن في مصباحها بعث النبي ‪ ‬والعامل فيها له أجر عشققرين سققنة يصققلي فيهققا ‪22‬‬
‫ركعة يقرأ فيها ‪ 22‬سورة من قصار المفصل"‪.‬‬
‫صلة ليلة الخامس عشر من شعبان‪ :‬ورد في نفس الكتاب صق ‪" 318‬يصلي‬
‫فيها ‪ 14‬ركعة يقرأ في كل ركعة المعوذات ‪ 14‬مرة وآية الكرسي‪.‬‬
‫صلة الثامن عشر من شهر ذي الحجججة‪ :‬ورد فققي نفققس الكتققاب صق ق ‪:449‬‬
‫"يصلى فيها ركعتين بعد زوال الشمس شققكرا ً للققه وتققروى قصققة تقققول‪ :‬قققال مولنققا‬
‫جعفر الصادق‪ :‬إن هذه الصلة تعادل عنققد اللققه عققز وجققل مئة ألققف حجققة ومئة ألققف‬
‫عمرة وما سئل الله حاجة من حوائج الققدنيا وحققوائج الخققرة إل قضققيت لققه كائنققة مققا‬
‫كانت الحاجة‪.‬‬
‫الصلة الغريبة ليلة الثالث والعشرين من رمضان‪ :‬المكارمة يؤدون صققلة‬
‫غريبة طويلة ليلة الثالث والعشرين من رمضان هذه صفتها‪ :‬بعققد أن يصققلوا المغققرب‬
‫والعشاء جمع تقديم يقوم كل واحد منهم لوحده ويصلي ست ركعات أو ثمققان صققلة‬
‫الكفاية يسلم بعد كل ركعتين مثل صلة أهل السققنة ثققم يصققلي ثمققان ركعققات صققلة‬
‫التهجد ثم يصلي اثنتي عشرة ركعة صلة التسابيح وهذه الخيرة ل تقرأ فيها الفاتحققة‬
‫ول ما تيسر من القرآن وإنما يقال سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله واللققه أكققبر‬

‫‪10‬‬
‫خمسة عشر مرة في القيام ومثلها في الركوع ومثلها في الرفع من الركققوع ومثلهققا‬
‫في السجود فالجلسة بيققن السققجدتين وهكققذا حققتى تفققرغ مققن كققل ركعققتين لوحققدها‬
‫فتسلم حتى تنتهي الثنتا عشرة ركعة ثم تبدأ الطقوس الغريبة حيث يقولون ياعليققاه‬
‫سبعين مرة ويافاطمتققاه مققائة مققرة وياحسققناه مققائة مققرة وياحسققيناه ‪ 997‬مققرة ثققم‬
‫البراءة من أعداء الققبيت وبعققد ذلققك ينبطحققون علققى الرض ويأخققذون فققي التققدحرج‬
‫ة وذهابقا ً عققدة مققرات ثققم يسققجد الواحققد‬ ‫عرضا ً في المسجد من أوله إلى آخققره جيئ ً‬
‫منهم ويضع خده اليمن على الرض ويقول يا علي ثم يضع خده اليسققر علققى الرض‬
‫ويقول يا فاطمة وهكذا في سرد لئمتهم وبهذا تنتهي هققذه الطقققوس الغريبققة‪ ،‬إل أن‬
‫المكرمي بعدما أصبحت هذه الصلة مثار سخرية الخرين اصدر تعليماته بإلغققاء هققذه‬
‫الصلة مؤقتا ً وإن كنا سمعنا من الثقات أنها مازالت تؤدى في بعض المناطق‪.‬‬
‫فإذا كانت هذه العبادة مشروعة فلماذا تمنع وإذا كانت غيققر مشققروعة فلمققا تققؤدى‬
‫إن هذا تناقض عجيب ودليل على أن الداعي المكرمي هو المشرع لهم وليس الله‪.‬‬
‫الصلة على الميت ودفنه‪ :‬يتشرف المكارمة بصلة الداعي أو من ينيبققه علققى‬
‫المكرمي ويقدمون له نظير ذلك مال ً ويزيد المبلغ إذا نزل القققبر ويزيققد أكققثر إذا أذن‬
‫في القبر وأكثر إذا حفر اللحد‪.‬‬
‫ومن أفعالهم الشنيعة قبل وضع الميققت فققي القققبر يقومققون بكسققر يققده الشققمال‪،‬‬
‫معتقدين أنه بكسرها لن يأخذ كتابه بشماله!‬
‫ومما يعتقدونه أن المعتدة ل يجوز لها أن ترى الرجال ول يرونها من غيققر محارمهققا‬
‫بل حتى الصبي من غير محارمها‪ ،‬فقإذا رآهققا أحققد ولققو كققان صققبي فإنهققا تعيققد العققدة‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫ومن اعتقاداتهم أنه إذا توفي الميت قام أقققاربه بذبققح شققاة يسققمونها العقيقققة ول‬
‫يكسرون من عظامها شيئًا‪ ،‬ثم بعد ذلك يقبرون عظامهققا وفرثهققا‪ ،‬ويعتقققدون أن فققي‬
‫ذلك الجر العظيم‪.‬‬
‫‪ -‬الصيام‪ :‬المكارمة ل يعتمدون الرؤيا في دخققول شققهر رمضققان وإنمققا يعتمققدون‬
‫على جدول الكبيسة )ىىى ى ى ىىىى ىىى ىىى ىىى ىىى ىى ‪ .(686‬والذي فيه أن أشهر السنة ل‬
‫تتغير فشهر تام وشهر نققاقص‪ ،‬وبهققذا يكققون رمضققان دائمقا ً تققام‪ ،‬لققذا فهققم يصققومون‬
‫رمضان ثلثين يوما ً دومًا‪.‬‬
‫ومن اليام التي تصققام يققوم الثققامن عشققر مققن ذي الحجققة والققذي يسققمونه " عيققد‬
‫غديرخم" والذي تزعم الشيعة أنه اليوم الذي نصب فيه علي رضي اللققه عنققه خليفققة‬
‫الرسول ‪.‬‬
‫‪ -‬الحج‪ :‬يعتمد المكارمة في الوقوف بعرفقة علقى جقدول الكبيسقة لقذا فهقم فقي‬
‫الغالب يتقدمون على المسلمين بيققوم أو يتققأخرون بيققوم وذلققك بحسققب رؤيققة الهلل‬
‫في كل شهر وتفاوت اليام في ذلك‪.‬‬
‫يي يييي ييييييي يييي يييي‪ :‬وكيف يقفون فققي عرفققة قبققل النققاس بيققوم ؟‬
‫انظر لحدهم وهو يحدثنا عن ذلك بذكاء يحسد عليه! يقول‪":‬اجتمعنا في اليوم الثامن‬
‫قبل يوم عرفة وتجمهرنا في عرفات تحت قيققادة الققداعي المكرمققي وقققد أحققاط بنققا‬
‫جمع من أهل السنة‪ ،‬وسألونا عما نعمل قبل الوقفة‪ ،‬فأجبناهم بقراءة أدعية مأثورة‪،‬‬
‫فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج‪ ،‬ثم انصرفنا إلى مزدلفة‪ ،‬وقضينا فيها ليلتنا‬
‫جوار طريق الطائف الذي يسلكه الحجاج القادمون مققن هققذه المدينققة‪ ،‬وكلمققا سققألنا‬
‫الجمع السني القادم إلى عرفة عن سبب انصققرافنا عنهققا أجبنققاهم بأنققا قققادمون مققن‬
‫الطائف‪ ،‬وسننزل مكة‪ ،‬ثم نقدم منها إلى عرفة‪ ،‬وهكذا قضققينا تلققك الليلققة‪ ،‬ثققم عققدنا‬
‫إلى عرفة‪ ،‬وسرنا شركاء لعامة الحجيج‪) .‬ىىىى ىىى ىىى ىىىى ىى ‪ (82‬فإذا لم يتمكنوا من‬
‫الوقوف بحسب حسابهم فإنهم يقلبون الحج إلى عمرة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ول يصح الحج إل بصحبة الداعي المكرمي المطلق أو من ينيبققه مققن الققدعاة ومققن‬
‫حج بدون الداعي فحجه باطل‪.‬‬
‫‪-‬مصادر الدخل لبيت المال‪ :‬إن الموال التي تصققب فققي بيققت مققال المكرمققي‬
‫من كل حدب وصوب لهي أهم سبب في بقاء هذا المذهب‪ ،‬وذلك لنهققا فققي تكدسققها‬
‫في يد المكرمي يستطيع بها تنفيذ خططه الدعوية و شراء الذمم‪ ،‬ولهذا السبب تجققد‬
‫المكرمي يدافع عن مذهبه بكل ما أوتى من قوة هو وحاشققيته المسققتفيدة مققن بيققت‬
‫المال‪ .‬لذا تفنن المكرمي في إيجاد مصادر الدخل لهذا البيت ومنها‪:‬‬
‫‪-1‬ييييي‪ :‬وهو خمس ممتلكات المكارمققة مققن رواتققب أو عقققار أو مققدخرات أو‬
‫تجارة أو أرصدة‪ ،‬بغير قيد الحول‪ ،‬وهذا مقرر في كتبهم )ىىى ى ىىىىى ى ىىىىى ىى ى ى ىى ىى‬
‫ىىىىى ىى ىىىى ىىىىى ىىىىىى ى ‪ (69‬وهم بهذا يوافقون الرافضة الثنى عشرية‪.‬‬
‫‪-2‬يييي ييييييي‪ :‬وتقدر بق "‪ "%5‬ولكن اتباع المكرمي في نجران اشتكو مققن‬
‫دفع "‪ "%5‬له و"‪ "%2.5‬للدولة‪ ،‬فأجاز لهم التخفيف إلى "‪ "%2.5‬على اعتبار أن ما‬
‫يدفع للدولة حق مغتصب‪ .‬وهذه الزكاة ل يحق للتباع ان يوزعوها علققى الفقققراء بققل‬
‫لبد أن تسلم إلى المكرمي أو من ينوب عنه ليصرفها بمعرفته!‪.‬‬
‫‪-3‬ييييي‪ :‬وهي تمثل الصلة بين المام والتباع ونظرا ً لغيبة المام فإنها تدفع إلى‬
‫الداعي المطلق المكرمي القائم مقامه وكلما دفع التابع أكثر زادت الصلة‪.‬‬
‫‪-4‬يييييي‪ :‬وهي زكاة عيد الفطر المعروفة ولكنهققا عنققد المكارمققة ل تققدفع مققن‬
‫قوت البلد بل تدفع نقدا ً وهي تقدر بق"‪ "15‬ريال عن كل شخص ول بد أن تسلم إلققى‬
‫المكرمي أو من ينيبه‪ .‬ومن فعل خلف ذلك فعليه أن يدفع فطرة جديققدة مققع كفققارة‬
‫نقض المخالفة‪.‬‬
‫‪ -5‬ييي يي‪ :‬وهققو النققذر المعققروف فققي الشققريعة السققلمية‪ ،‬لكنققه ل يقبققل عنققد‬
‫المكارمة إل نقدا ً ويسلم بيد الداعي أو من ينققوب عنققه‪ ،‬وأفضققل أوقققات دفعققه شققهر‬
‫رجب ورمضان ويوم غديرخم الموافق ‪ 18/12‬من كل عام‪.‬‬
‫‪-6‬ييي يييييي ‪ :‬وهو نذر قربى لحد القبور مثل قققبر حققاتم أبققى الخيققرات فققي‬
‫حراز أو قبر الحسين أو قبققور كققربلء والنجققف فققي العققراق أو قققبر أبققو طققالب أو أم‬
‫الرسول ‪ ‬أو قبر الرسول ‪ ‬فقي المدينققة أ و غيرهقا مقن القبقور‪ .‬ويسقلم النقذر‬
‫ومقداره )‪ (500‬ريال إلى الداعي‪ ،‬والمكارمة يفعلونه سنويا ً طلبا ً للبركة من صاحب‬
‫القبر وبعد حرب الخليج ارتفعت قبور العراق إلقى "‪ "3000‬ريقال وكيقف يقزور قبقور‬
‫العراق؟ يستخدم الطريقة التاليققة‪ :‬يرسقل المكرمققي فقاكس مقن نجقران إلققى الهنقد‬
‫بأسماء طالبي النذر فيذهب أحد الهنود لزيارة القبور المنذور لها والدعاء عندها‪.‬‬
‫‪-7‬يييي‪ :‬هو أن تعق عن نفسك –أي تذبح عن نفسك‪ -‬وفي السابق كان ل يقبل‬
‫إل ثور ومع تطور الزمن سمح بذبح الخروف‪ ،‬يذبقح ول يكسقر منقه أي عظقم ويطبقخ‬
‫ويدعى له الناس‪ ،‬ويدفع معه مبلغ غير محدد ويسمى كفارة النفس‪ ،‬ويؤخذ من ورثقة‬
‫المتوفى إذا لم يعق عن نفسه‪ ،‬ويدفع للمكرمي ليتبارك الميت‪.‬‬
‫‪-8‬ييي يييييي‪ :‬حيث يعقد المكرمي بين المتزوجين ويعطققي الققزوج المكرمققي‬
‫ما تجود به نفسه وإذا استقلها المكرمي تدخل أبو الزوج لدفع الباقي‪ ،‬مقع دفقع مبلقغ‬
‫آخر لتجديد العهد بين الزوجين‪ .‬ويقدر هذا المبلغ بق"‪ "2000‬ريال‪.‬‬
‫‪-9‬ييييييي‪ :‬وهو أن يطلب من الداعي أو نائبه كتابة "بسم الله" على سجلتهم‬
‫التجارية تيمنا ً وبركة‪ ،‬وتجمع من هذا الفعل مبالغ كبيرة لنه يفعل كل سنة وعند كققل‬
‫خسارة‪.‬‬
‫‪-10‬ييي يييييي يي ييييي‪ :‬ويسأل أهل الميت قبل الصلة عنه أسئلة كثيرة‬
‫منها‪ :‬هل الميت على العهد للئمة؟ هل الميت يؤمن بإمام العصر؟ هل الميققت يكققره‬

‫‪12‬‬
‫الناصبة أعداء آل البيت؟ هل خرج من العهد وعاد؟ هل سققبق وأن زار قبققور الئمققة؟‬
‫وغير هذه السئلة كثير‪.‬‬
‫وكل موضققع صقلة لققه تسققعيرة فالصققلة فققي خشققيوة فققي حققدود "‪ "2000‬ريققال‬
‫والصلة في المدينة أو مكة في حدود "‪ "4000‬ريال والصلة في النجف وكربلء في‬
‫حدود "‪ "10000‬ريال‪ .‬وتؤدى قبل و بعد الوفاة إل الصققلة فققي خشققيوة بعققد الوفققاة‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪-11‬يييييي ييي ييييي‪ :‬وهو مبلغ يدفعه أهققل الميققت للمكرمققي الققذي صققلى‬
‫بهم ويزيد المبلغ إذا نزل الققبر ويزيقد أكقثر إذا أذن فقي الققبر ويزيقد أ كقثر إذا حفقر‬
‫اللحد‪.‬‬
‫‪-12‬يي ييي ي ي يي ي ييي يي‪ :‬فإذا مقات الرجقل ذهقب أققاربه إلقى المكرمقي‬
‫وقدموا له مبلغا ً من المال مقابل الفكوك من عذاب القبر ومبلغا ً آخققر مقابققل العتققق‬
‫من النار وبعضهم يقدم تلك الموال عن نفسه قبل الموت‪ .‬وهذا المبلغ ل يقل عن "‬
‫‪ "10000‬ريال‪ .‬وكلما كان المبلغ اكثر كلما كانت المغفرة أكبر‪.‬‬
‫نجران عبر التاريخ‬
‫كان أهل نجران في الجاهلية على ديققن العققرب يعبققدون الوثققان حققتى دخلققوا فققي‬
‫المسيحية وذلك في حادثة الخدود التي قصها الله علينققا فقي القققرآن العظيقم وذلققك‬
‫في سورة البروج قال الله تعالى‪ :‬قتل أصحاب الخدود* النار ذات الوقود* إذ هققم‬
‫عليها قعود* وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود‪ .‬وتفصيل ذلققك مققا قصققه النققبي‬
‫‪ ‬عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله ‪ ‬قال‪ ":‬كان ملك فيمن كققان قبلكققم‪،‬‬
‫وكان له ساحر‪ ،‬فلما كبر قال للملك‪ :‬إني قد كبرت فابعث إلى غلما ً أعلمه السققحر‪،‬‬
‫فبعث إليه غلما ً يعلمه‪ ،‬فكان في طريقه إذا سلك راهب‪ ،‬فقعققد إليققه‪ ،‬وسققمع كلمققه‬
‫فأعجبه‪ ،‬فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه‪ ،‬فشكى‬
‫ذلك إلى الراهب‪ ،‬فقال‪ :‬إذا خشيت الساحر فقل‪ :‬حبسني أهلققي‪ ،‬وإذا خشققيت أهلققك‬
‫فقل‪ :‬حبسني الساحر‪ .‬فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبسققت النققاس‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا ً فقال‪ :‬اللهم إن كان‬
‫أمر الراهب أحب إليك مققن أمققر السققاحر فاقتققل هققذه الدابققة حققتى يمضققي النققاس ‪،‬‬
‫فرماها فقتلها‪ ،‬ومضى الناس‪ ،‬فأتى الراهب فأخبره‪ ،‬فقال له الراهققب‪ :‬أي بنققي‪،‬أنققت‬
‫اليوم أفضل مني‪ ،‬قد بلغ من أمرك ما أرى‪ ،‬وإنك ستبتلى‪ ،‬فإن ابتليت فل تدل علققي‪.‬‬
‫وكان الغلم يبرئ الكمه والبرص ويققداوي النققاس مققن سقائر الدواء‪ ،‬فسققمع جليقس‬
‫للملك‪ ،‬كان قد عمي‪ ،‬فأتاه بهدايا كثيرة‪ ،‬فقال‪ :‬ما هاهنا لك أجمع إن أنققت شققفيتني‪.‬‬
‫قال‪ :‬إني ل أشفي أحدًا‪ ،‬إنما يشفي الله‪ ،‬فإن أنت آمنت بالله دعققوت اللققه فشققفاك‪،‬‬
‫فآمن بالله‪ ،‬فشفاه الله‪ ،‬فأتى الملك‪ ،‬فجلس إليه كما كان يجلققس فقققال لققه الملققك‪:‬‬
‫من رد عليك بصرك؟ قال ربي‪ .‬قال‪ :‬ولك رب غيري؟! قال‪ :‬ربي وربك الله‪ .‬فأخققذه‪،‬‬
‫فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلم‪ ،‬فجيء بالغلم‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬أي بنققي قققد بلققغ‬
‫من سحرك ما تبرئ الكمة والبرص‪ ،‬وتفعل وتفعل؟ فقال‪ :‬إني ل أشفي أحققدًا‪ ،‬إنمققا‬
‫يشفي الله عز وجل‪ .‬فأخذه‪ ،‬فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب‪ ،‬فجيء بققالراهب‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬إرجع عن دينك‪ ،‬فابى‪ ،‬فدعا بالمنشققار‪ ،‬فوضققع المنشققار فققي مفققرق رأسققه‬
‫فشقه حتى وقع شقاه‪ ،‬ثم جيء بجليس الملققك‪ ،‬فقيققل لققه‪ :‬أرجققع عققن دينققك‪ ،‬فقأبى‪،‬‬
‫فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه‪ ،‬ثم جيققء بققالغلم‪ ،‬فقيققل‬
‫له‪ :‬أرجع عن دينك‪ ،‬فأبى فدفع إلى نفر من أصحابه‪ ،‬فقال ‪:‬أذهبوا بقه إلقى جبقل كقذا‬
‫وكذا‪ ،‬فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته‪ ،‬فإن رجع عن دينه وإل فققاطرحوه‪ .‬فققذهبوا‬
‫به‪ ،‬فصعدوا به الجبل‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اكفينهم بما شئت‪ .‬فرجف بهم الجبققل‪ ،‬فسقققطوا‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫وجاء يمشي إلى الملك‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬ما فعل أصحابك؟ قال‪ :‬كفانيهم الله‪ .‬فدفعه‬
‫إلققى نفققر مققن أصققحابه‪ ،‬فقققال‪ :‬أذهبققوا بققه فققاحملوه فققي قرقققور –سققفينة صققغيرة‪،-‬‬
‫فتوسطوا به البحر‪ ،‬فإن رجع عن دينه وإل فاقذفوه فذهبوا به ‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اكفنيهققم‬
‫بما شئت‪ .‬فانكفأت بهم السفينة‪ ،‬فغرقوا‪ ،‬وجاء يمشي إلى الملك‪ ،‬فقال لققه الملققك‪:‬‬
‫ما فعل أصحابك؟ فقال كفانيهم الله‪ .‬فقال للملك‪ :‬إنك لست بقاتلي‪ ،‬حتى تفعققل مققا‬
‫آمرك به‪ .‬قال‪ :‬ما هو؟ قال‪ :‬تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع‪ ،‬ثم خققذ‬
‫سهما ً من كنانتي‪ ،‬ثم ضع السهم في كبد القوس‪ ،‬ثم قل‪ :‬بسققم اللققه رب الغلم‪ ،‬ثققم‬
‫ارمني‪ ،‬فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني‪ .‬فجمع الناس في صعيد واحد‪ ،‬وصلبه على جققذع‪،‬‬
‫ثم أخذ سهما من كنانته‪ ،‬ثم وضع السهم في كبققد القققوس‪ ،‬ثققم قققال‪ :‬بسققم اللققه رب‬
‫الغلم‪ ،‬ثم رماه‪ ،‬فوقع السهم في صدغه‪ ،‬فوضع يده في صدغه فققي موضققع السققهم‪،‬‬
‫فمات‪ ،‬فقال الناس‪ :‬آمنا برب الغلم‪ ،‬آمنا برب الغلم‪ ،‬آمنا برب الغلم‪ ،‬فأتى الملققك‬
‫فقيل له‪ :‬أرأيت ما كنققت تحققذر؟ قققد واللققه نققزل بققك حققذرك‪ ،‬قققد آمققن النققاس فققأمر‬
‫بالخدود بققأفواه السققكك‪ ،‬فخققدت وأضققرم النيققران‪ ،‬وقققال‪ :‬مققن لققم يرجققع عققن دينققه‬
‫فأقحموه فيها‪ ،‬أو قيل له اقتحم‪.‬‬
‫ففعلوا‪ ،‬حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها‪ ،‬فقال لها الغلم‪:‬‬
‫يا أمه اصبري فإنك على الحق"‪) .‬ىىىى ىىىى(‪.‬‬
‫واستمرت المسيحية في نجران ودب فيها ما دب في النصرانية من الفساد حققتى‬
‫إنهم بنوا كعبة في نجران عظموها مضاهاة للكعبققة وسققموها كعبققة نجققران بناهققا بنققو‬
‫عبدالمدان بن الديان الحارثي وكان فيها أساقفة معتمون وهم الذين جاءوا إلى النبي‬
‫‪ ‬ودعاهم إلى المباهلة‪ ،‬وفيها يقول العشى وهو يخاطب ناقته‪:‬‬
‫حتى تناخي بأبوابها‬ ‫ك‬
‫وكعبة نجران حتم علي ِ‬

‫وقيسا ً همو خير أربابها‬ ‫نزور يزيد وعبدالمسيح‬

‫وأرسل الرسول ‪ ‬خالد بن الوليقد رضقي اللقه عنقه إلقى بنققي الحققارث بقن كعقب‬
‫ليدعوهم إلى السلم فأسلموا وذلك في السنة العاشرة‪ .‬وأقبل خالد رضي الله عنققه‬
‫ومعه وفد بني الحارث بن كعب وبايعوا الرسول ‪ ‬ثم عادوا إلى بلدهم‪ ،‬وقققد خققرج‬
‫فيما بعد من بقي على النصققرانية مققن نجققران بعققد أن أمققر بققذلك الخليفققة عمققر بققن‬
‫الخطاب رضي الله عنه بأن ل يبقى في جزيرة العرب دين آخر غيققر السققلم‪ ،‬وذلققك‬
‫امتثال ً لمر الرسول ‪ ‬حيث أمر أن ل يبقى في جزيرة العرب دينان‪.‬‬
‫ثم توالت الحداث على منطقة نجران وضعف بنو الحارث بن كعققب وبققدأت بينهققم‬
‫وبين همدان حروب شديدة حتى اصلح بينهققم الهققادي الزيققدي عققام )‪284‬هققق( وبققايعه‬
‫القوم‪ .‬إل أن بنو الحارث أهل نجران تحركوا لليقاع بالهادي فشن عليهم وأوقققع بهققم‬
‫وهرب قائدهم ابن بسطام إلى شاكر وفر البققاقون إلققى جبققل الخققدود وأمققر الهققادي‬
‫بتعليق القتلى فقي الشقجر منكسققة رؤوسققهم واسققتخلف عليهقم محمقد بقن عبققدالله‬
‫العلوي وبسبب ضعف بنو الحارث بن كعب اخذت بطون عديققدة مققن همققدان تزحققف‬
‫على نجران ولكن ببطء بسبب قربها مققن حيقث الموقققع وضقعف بنققي الحققارث حقتى‬
‫أصبحت بنو يام الهمدانيين لهم تواجد في نجران في نهاية القرن الثققالث وكققان ليققام‬
‫قبل ذلك "جبل يام" ما بين بلد نهم والجوف وهو جبل واسع‪ ،‬قال الهمداني وهو بلد‬
‫يام القديمة‪ .‬إل أن بنو الحارث الذين فروا إلى جبل الخدود وهو من نجققران تجمعققوا‬
‫وهاجموا نائب المام الهادي وأبادوا حاميته واستقلوا بقأمر بلدهقم وذلقك فقي سقنة )‬
‫‪295‬هق( تحت سلطان آل أبي الجود من بني الحارث‪ .‬ومنذ ذلققك التاريققخ اصققبح أهققل‬
‫نجران ل يتأخرون عن الشتراك في أي حرب بين جيرانهم مع من يوفر لهققم العطققاء‬
‫‪14‬‬
‫كمرتزقة‪ ،‬فقد اشتركوا مع حسان بن عثمان بن يعفر ضد أبناء المام الهققادي وإخققرا‬
‫جهم من صعدة سنة )‪322‬هق( وفي آخر السنة نفسها يكونون في صف حفيد الهققادي‬
‫ضد المعارضين له ويهاجمون مع غيرهم مدينة صعدة‪ ،‬ودخلت المائة الرابعة والملققك‬
‫لبني ابي الجود بن عبدالمدان‪ ،‬واتصل فيهم وامتد إلى القرن السققابع‪ ،‬وكققان للياميققة‬
‫وجود معاصر آخقر القققرن الثققالث ومققا بعقده لبنققي أبققي الجققود فقي نجقران معتنقيققن‬
‫للمذهب السماعيلي‪ ،‬ثم بدأ يضعف جانب بنو عبدالمدان ويقوى جقانب بنقو يقام فقي‬
‫نجران إلى أن أصبحت الزعامة لهم في المنطقة وقد عقققد بنققو الحققارث مققع الياميققة‬
‫حلف فانتسب بعضهم إلى يام‪ ،‬وفي سنة ) ‪1135‬هق( جاء الداعي محمد بن إسماعيل‬
‫غلبت طائفته فيها على يد‬ ‫المكرمي إلى نجران هاربا ً من بلد طيبة في اليمن بعد أن ُ‬
‫الزيود و أراد الهروب إلى الهند عن طريق القنفققذة إل أن اتبققاعه فققي نجققران طلبققوا‬
‫منه أن يأتي إليهم في حمايتهم‪ ،‬وأسس في نجران سيادة جديدة لطققائفته مققن أبنققاء‬
‫يام‪ ،‬ومققن بعققد ذلققك نراهققم يلعبققون دورهققم سياسققيا ً وحربيقا ً مققع الشققمال والجنققوب‬
‫وينصرون من يجزل لهم العطاء أو يطمعهققم فققي الغنيمققة فأصققبحت مصققدر رزقهققم‬
‫والمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬هجومهم على مدينة بيت الفقيه مققن أرض اليمقن سقنة )‪1142‬هقق(‪ .‬وسقلبهم إياهقا‬
‫وفي ذلك يقول الشاعر‪:‬‬
‫صكت بأخبار يام فيه آذان‬ ‫وهل نسي أحد بيت الفقيه وقد‬

‫ما ل ً وكم سبيت خود وصبيان‬ ‫كم من عزيز أذلوه وكم جحفوا‬

‫‪ -‬ومن ذلك غزوهم عسير عام )‪1199‬هق(‪.‬‬


‫‪ -‬وكاتبهم الشريف حمود ليقفوا معه قبيققل موقعققة أبققو عريققش عققام )‪1217‬هققق( مققع‬
‫الدولة السعودية فقالوا لبن أخيه‪ :‬إن حركات جند نجد بطيئة‪ ،‬ونحن نسير إلى اليمن‬
‫ننهب منه ما يقوينا على الحرب‪ ،‬ونعود قبل وصول جند نجد‪ ،‬وانصرفوا ينهبققون‪ ،‬ولققم‬
‫يعودوا‪.‬‬
‫‪ -‬حاول إمام صنعاء أن يستعين بهم ضد القوات السعودية التي دخلت تهامققة اليمققن‪،‬‬
‫فاستدعى إليه عبدالله بن حسين بن نصققيب اليققامي وأغققراه ببققذل المققوال علققى أن‬
‫يقود بطون يام إلى تهامة اليمققن‪ ،‬لكققن البطققون الياميققة الخققرى لققم تسققتجيب لبققن‬
‫نصيب‪ ،‬ونقموا على إمام صنعاء‪ ،‬وخرجوا ينهبون في أرض اليمن‪.‬‬
‫‪ -‬وحاول عامل الحديدة من قبل إمام صنعاء‪ ،‬صققالح بققن يحيققى العلفققي أن يسققتعين‬
‫بهم ضد قوات الدولة السعودية بقيادة الشققريف حمققود‪ ،‬والققتي كققانت تزحققف جنوبقا ً‬
‫صوب الحديدة‪ ،‬فحدثت معركة بينهم عند جبل باجل‪ ،‬أوائل رمضان )‪1220‬هق(‪ ،‬وكان‬
‫يقود يام كل من جابر بن مانع بن مذكور‪ ،‬من آل فاطمققة‪ ،‬وعبققدالله بققن نصققيب مققن‬
‫المواجد‪ ،‬ثم أخذوا من عامل الحديدة أموال ً جزيلة وانصرفوا عائدين إلى نجران‪ ،‬ولم‬
‫يستمروا معه‪.‬‬
‫وبالنظر لكون يام تميل إلى الغراءات الماديقة‪ ،‬فتقثير فيهقا نزعقة المغقامرة ولن‬
‫حكام الدرعية لم يتعودوا بذل تلك الغراءات‪ ،‬لذا كانت يام كثيرا ً ما تنحاز إلى جققانب‬
‫خصومهم‪ .‬بمقابل كجنود مرتزقة لهم بالرغم من العداء المذهبي بينهم وبين الزيققود‪،‬‬
‫الذي يتلشى مؤقتا ً أمام ذلك الغراء المادي‪ ،‬وكان منها أيضا ً تعققديات علققى عشققيرة‬
‫من قبيلة سنحان المجاورة لهم بجنوب عسير وهققي ضققمن رعايققا الدولققة السققعودية‪،‬‬
‫وأكبر من ذلك ما كانت تسببه هذه القبيلة من خطر على الدولة السعودية‪ ،‬حيث أنها‬
‫في عام )‪1177‬هق( هجم جماعة من يام على عشققائر سققبيع الققذين دخلققوا فققي عهققد‬
‫المير محمد بن سعود وطاعته وأوسعوهم قتل ً وسبيًا‪ ،‬فلما بلغ ذلك المير عبدالعزيز‬
‫‪15‬‬
‫بن محمد أسرع في اللحاق بالعشيرة الغازية فأدركهم في موضوع يقققال لققه "قذلققة"‬
‫بين القويعية والنفود‪ ،‬وقاتلهم قتال ً عنيفقًا‪ ،‬فقتققل منهققم خمسققين رجل ً وأسققر مققائتين‬
‫وأربعين وأخذ ما كان معهم من المال والسققلح‪ .‬وانطلققق النققاجون مققن الياميققة إلققى‬
‫نجران عند رئيسها الديني الحسققن بققن هبققة اللققه المكرمققي‪ ،‬وعرضققوا عليققه حققالهم‪،‬‬
‫وطلبوا منه أن يثأر لهم‪ ،‬واسققتجاب صققاحب نجققران لهققؤلء المسققتجيرين بققه‪ ،‬وجمققع‬
‫المقاتلققة مققن عشققيرة "يققام" وغيرهققم‪ ،‬وسققار بهققم قاصققدا ً الدرعيققة‪ ،‬وصققلت جمققوع‬
‫المكرمي إلققى الحققائر وهققو "حققائر سققبيع" بيققن الخققرج والريققاض فققي ربيققع الثققاني )‬
‫‪1178‬هق( فسار عبدالعزيز للقائهم بجيش كبير‪ ،‬وكان رجال هذا الجيققش فيمققا يقققول‬
‫ابن غنام‪ -‬معجبين بأنفسققهم‪ -‬ودارت معركققة طويلققة انهققزم فيهققا جيققش عبققدالعزيز ‪،‬‬
‫فقتل من رجاله نحو خمسمائة وأسر أكثر من مئتين‪ ،‬ورجع عبدالعزيز بمن نجققا معققه‬
‫إلى الدرعية وتمت المصققالحة بينهققم علقى أن يطلقققوا السققرى مققن الياميققة ويطلققق‬
‫المكرمي السرى من جند عبدالعزيز ورجع المكرمققي إلققى نجققران‪ ،‬وفققي ذلققك قققال‬
‫شاعرهم‪:‬‬
‫غنققت لققه الققبيض وارجققف لققه حمققام‬ ‫يا بيض غني لحسن بن هبة‬
‫اليمن‬

‫وفي عام )‪1189‬هق( أقبققل الياميققة بقيققادة المكرمققي ومعهققم بعققض الدواسقر إلقى‬
‫الحاير فنشب بينهم وبين أهل الحاير قتال عنيف قتل من الياميققة نحققو أربعيققن رجققل‬
‫‪,‬انتهى القتال بالصلح‪ ،‬ونظرا ً لعدم نجاحه في هذه المعركققة اتجققه منهققا إلققى ضققرماء‬
‫وحاصرها ودخلوا في بعض نخيلها‪ ،‬فحققاربهم أهققل ضققرماء حربقا ً شققديدة وقتلققوا مققن‬
‫اليامية اعدادا ً كبيرة بين النخيل‪ ،‬فهرب اليامية ورجعوا إلى ديارهم منهزمين‪.‬‬
‫كل هذه الحداث جعلت المققام سققعود يصققدر أمققره عققام )‪1220‬هققق( إلققى القققائد‬
‫عبدالوهاب أبو نقطة‪ ،‬بأن يقود قبائل عسير لتأديب يام‪ ،‬والعمل على إخضاعها‪ ،‬كمققا‬
‫اصدر أوامره إلى فهاد بن شكبان أمير بيشة وإلى الدواسر تحت قيادة كل مققن ربيققع‬
‫بن زيد وابراهيققم بققن مبققارك بققن عبققدالهادي رئيققس الققوداعين وإلققى قبققائل قحطققان‬
‫ووادعة الجنوب بأن تسير جموعهم تحت قيادة ابو نقطققة إلققى نجققران فققالتقت تلققك‬
‫الجموع التي تجاوز عددها ثلثين ألفًا‪ ،‬مع جميع بطون يام وبادية نجران بققالقرب مققن‬
‫بلدة بدر الجنوب في نجران ووقع قتال شديد على مدى ثلثة أيام قتل من الطرفيققن‬
‫الكثير‪ ،‬وكان منهم إبراهيم بن مبارك رئيس الوداعين وإدريس بن حويققل‪ ،‬واقققام ابققو‬
‫نطقة في موضعه هذا حوالي شهرين ثم بنققى فيققه قصققرا ً بمققا يشققبه الحصققن سققمي‬
‫"الثغر " في قرية حمضة وضيق عليهم إلى أن جاء وفد من أهل نجران إلى الدرعيققة‬
‫ليبذلوا الطاعة والولء ويؤدوا الزكاة إلى المام سعود‪ ،‬فكتب المام سعود لهم بقذلك‬
‫كتابا ً فيه توضيح منهجهم وأنهم يدعون إلى كتققاب اللققه وسققنة رسققوله وفيققه موعظققة‬
‫بالتمسك بالدين إل أن بعض بطون يام لم يدخلوا في الطاعة ضمن من دخلوا عام )‬
‫‪1220‬هق( بل اشتركوا في حرب عققام )‪1224‬هققق( ضققد الدولققة السققعودية ثققم حققدثت‬
‫مهادنة بيققن الطرفيققن‪ .‬بعققد ذلققك رجققع الياميققة إلققى طريقتهققم المعهققودة مققن الغققزو‬
‫والسلب حيث توغل اليققاميين بقيققادة المكرمققي فققي أرض اليمققن واخضققعوا منققاطق‬
‫بداخلها لحكمهم عام )‪1229‬هق( منها منطقة صقعفان وحقراز والحيمقة غربقي صقنعاء‬
‫واستمرت في يدهم إلى أن توجه أ حمد مختار باشا في أوائل سققنة )‪1289‬هققق( إلققى‬
‫حراز وتوجه إلى المكرمي وققومه وهقم رجقال يقام فقأجلهم عنهقا وقتقل المكرمقي‬
‫وابنه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وعلققى كققل فققإن ولء بعققض البطققون الياميققة‪ ،‬اسققتمر مبققذول ً إلققى أئمققة الدولققة‬
‫السعودية الولى والثانية لدخولهم في الدعوة الصلحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب‬
‫وتركهم للمذهب السماعيلي كما سنبينه لحقا ً إن شاء الله‪.‬‬
‫وفي العهد العثماني أصبحت نجران غير خاضعة لجهة ما وإن كققان أهلهققا يجققاملون‬
‫التراك مراعاة لمصالح طائفتهم الخاضعة للدارة العثمانية في جهققات حققراز وغيرهققا‬
‫وقنع التراك بانتمائهم السمي‪ ،‬تحت زعيمهم السماعيلي المكرمي‪.‬‬
‫وبعد جلء التراك بعد أن سلموا للمام يحيى اليمن وضمت الدولة السققعودية فققي‬
‫عهد الملك عبدالعزيز بلد عسير والمارة الدريسية وبذلك تلمسققت الحققدود وبقيققت‬
‫نجران منطقة حياد مستقلة بأمر نفسها ل حكم لحد الطرفين عليها وهققي فققي نققزاع‬
‫قبلي مع قبائل الحكومتين‪.‬‬
‫وأخققذ كققل طققرف مققن الطرفيققن يهيققئ السققباب لحتققواء نجققران ونشققأت بينهمققا‬
‫المفاوضات وأهققل نجققران إسققماعيلية فققي عققداء عقققائدي مققع كققل الفققرق المذهبيققة‬
‫وخاصة مع الزيدية وعاشت نجران من سققنة )‪1345‬هققق( إلققى )‪1352‬هققق( مسققتفيدة‬
‫ومحاولققة محاولققة غيققر ناجحققة أن تكققون محايققدة بيققن الجهققتين‪ ،‬وفققي أوائل سققنة )‬
‫‪1352‬هق( تراءى للمام يحيى أن يدخل نجران فأنشأ فتنة داخلية في نجققران وزحققف‬
‫بجيشه داخل نجران ونشققب القتققال بينهققم وبيققن المكرمققي وجيشققه فسققحق جيققش‬
‫المكرمققي ففققروا ملتجئيققن إلققى الريققاض‪ ،‬فققدخلت قققوات المققام يحيققى إلققى مركققز‬
‫المكرمي بلدة الجمعة في بدر ودمرتهققا واخربققت بيققوت المكارمققة ونبشققت قبققورهم‬
‫فثارت حمية المكارمة فهجموا على الجند وأجلوهم عن بدر فاتجه المكرمي وجماعة‬
‫معه إلى الملك عبدالعزيز بواسطة ابققن مسققاعد عققام )‪1353‬هققق( مجققددين ولءهققم‬
‫الذي سبق ‪ ،‬وتمركزت قوات المام يحيى في حصون وادي نجران فقط أمققا الباديققة‬
‫ففي يد المقاومة فتغير موقف جند المام يحيى من الهجوم إلى الدفاع وعند اشتداد‬
‫الزمة بين المملكتين تقدمت سرية من الجيش السعودي ورابطت في أسققفل وادي‬
‫نجران مما أعطى أهل نجران دفعة معنوية فشنت الهجوم على قققوات المققام يحيققى‬
‫وأجلتهققم عققن نجققران وانتهققى القتققال بقبققول المققام يحيققى النسققحاب مققن نجققران‬
‫والعتراف بالسيادة السعودية عليها وتحديد الحدود‪.‬‬
‫السماعيلية في أطوار التاريخ‬
‫تعتبر فرقة السماعيلية مقن غلة الشقيعة‪ ،‬ومقن الحركقات الباطنيقة القتي اتخقذت‬
‫التشيع لل البيت ستارا ً لها تحاول من خلله تحقيق مطا معها وأهدافها بغيققة تقققويض‬
‫السلم وهدم أركانه‪.‬‬
‫لذا كان لبد من الحديث أول عن بدء التشيع بلمحة مققوجزة‪ ،‬ثققم بعققد ذلققك نعققرض‬
‫لنشأة السماعيلية‪.‬‬
‫ييييييي يييي يي ييي ييييي يييييي‪:‬‬
‫كان مدلول التشيع في بدء الفتنة التي وقعت في عهد علي رضي الله عنه بمعنققى‬
‫المناصرة والوقوف إلى جقانب علقي رضقي اللقه عنقه ليأخقذ حققه فقي الخلفقة بعقد‬
‫الخليفة عثمان رضققي اللققه عنققه‪ ،‬وأن مققن نققازعه فيهققا فهققو مخطققئ يجققب رده إلققى‬
‫الصواب ولو بالقوة‪ .‬وكققان هققؤلء مققن شققيعة علقي رضققي اللققه عنققه بمعنققى أنصقاره‬
‫وأعوانه‪ .‬ومما يذكر لهم أنهققم لققم يكققن فيهققم مققن بغققى علققى المخققالفين لهققم؛ فلققم‬
‫يكفروهم‪ ،‬ولم يعققاملوهم معاملققة الكفققار‪ ،‬بققل يعتقققدون فيهققم السققلم‪ ،‬وأن الخلف‬
‫بينهم لم يتعد وجهات النظر في مسألة سياسية حول الخلفة‪.‬‬
‫ولم يقف المر عند ذلك المفهوم من الميل إلى علي رضي الله عنه ومناصرته‪ ،‬إذ‬
‫انتقل نقلة أخرى تميزت بتفضيل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة‪ .‬وحين علم‬

‫‪17‬‬
‫علي رضي الله عنه بذلك غضب وتوعد من يفضله علققى الشققيخين بققالتعزير‪ ،‬وإقامققة‬
‫حد الفرية عليه‪.‬‬
‫ثم بدأ التشيع بعد ذلك يأخذ جانب الغلو أكقثر‪ ،‬والخقروج عقن الحقق‪ ،‬وبقدأ الرفقض‬
‫يظهر‪ ،‬وبدأت أفكار ابن سققبأ اليهققودي تققؤتي ثمارهققا الخبيثققة‪ ،‬فأخققذ هققؤلء يظهققرون‬
‫الشر‪ ،‬فيسبون الصحابة ويكفرونهم ويتبرؤون منهققم‪ ،‬لزعمهققم أن الصققحابة اغتصققبوا‬
‫الخلفة من علي رضي الله عنه وأن الرسول ‪ ‬قد نص عليه‪ ،‬وهققذا محققض افققتراء‬
‫وكذب‪ ،‬ولم يستثنوا من الصحابة إل عدد قليل منهم‪ .‬وكان ابن سققبأ هققو الققذي تققولى‬
‫كبر هذه الدعوة الممقوتة الكافرة‪ ،‬وقد علم علي رضي اللققه عنققه بققذلك فنفققاه إلققى‬
‫المدائن‪.‬‬
‫واستمرت هذه الدعوى الخبيثة بعد مقتل علي رضي الله عنققه وانقسققمت الشققيعة‬
‫إلى فرق عديدة أوصلها بعض العلماء إلى ما يقارب السبعين فرقققة‪ .‬ومققن الطققبيعي‬
‫جدا ً أن يحصل الخلف بين الشيعة شأنهم شأن بقية الفرق أهل الهققواء؛ فمققا دامققوا‬
‫قد خرجوا عن الذي ارتضاه الله لعباده‪ ،‬واسقتندوا إلقى عققولهم وأهقوائهم فل بقد أن‬
‫يقع الخلف‪ .‬وبما أن أساس الشيعة الذي قامت عليه هو القول بالنص علققى المامققة‬
‫كما يزعمون فقد أصبحت أيضا المامة هي سبب افتراق الشيعة إلى فرقة تكفر كققل‬
‫فرقة الخرى‪ ،‬ومن ذلك السماعيلية كما سنرى‪.‬‬
‫يييي ييييييييييي‪:‬‬
‫تعود جذور هذه الفرقة إلى الشيعة الماميققة الثنققى عشققرية فققي نشققأتها‪ .‬وتلتقققي‬
‫معها في القول بإمامة جعفر الصادق رحمه الله ومن قبله من الئمة إل أنه بعد وفاة‬
‫جعفر سنة )‪147‬هق( حصل انشقاق بين الشيعة‪ ،‬ففريققق سققاق المامققة إلققى موسققى‬
‫الكاظم بن جعفر الصادق‪ ،‬فسموا الموسوية الماميققة الثنققى عشققرية‪ ،‬وفريققق آخققر‬
‫ساق المامة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق فسمو بالسماعيلية‪.‬‬
‫وكان إسماعيل هذا قد مات في حياة أبيه إل أن السماعيلية قققالت‪ :‬إن المامققة ل‬
‫تكون إل في العقاب‪ ،‬ول ينبغي أن تنتقل إلى أخيه‪ ،‬فالمام بعد إسماعيل ابنه محمد‬
‫بن إسماعيل‪.‬‬
‫وكان من الشخصققيات المققؤثرة فققي تأسققيس المققذهب السققماعيلي شخصققية أبققو‬
‫الخطاب محمد بن مقلص السدي‪ ،‬الذي يعتبر من مؤسسي الفرق الباطنية‪ ،‬بل من‬
‫أساتذتها‪ .‬وقد سار أبو الخطاب في أفكار الغلو شوطا ً كبيرا ً ورئيسًا‪ ،‬فقد كان استاذا ً‬
‫للمفضل الجعفي الذي كان وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة التي أسس عليها‬
‫فرقته النصققيرية‪ .‬وكققان أسققتاذا ً لسققماعيل بققن جعفققر ولبنققه محمققد‪ ،‬وزميل ً مخلصققا‬
‫لميمون القداح وابنه الذين عملوا بشكل فعال على انطلقة الحركققة الباطنيققة بثوبهققا‬
‫السماعيلي‪ ،‬والتي انبثقت منها أكثر الحركات الباطنية ال خرى كالقرامطققة والققدروز‬
‫وغيرها‪ ،‬وهذا ما اعترفت به المصادر السماعيلية نفسها‪ ،‬فقد قال الداعي المشققهور‬
‫أبو حاتم الرازي المتوفى في القرن الرابع فقي كتقابه الزينققة‪ :‬إن أبقا الخطقاب مقن‬
‫مؤسسي المذهب السماعيلي‪ .‬و في كتاب "أم الكتاب" )ىىى ىى ىىىىى ىىى ىىى ىىىىىى ى‬
‫ىىى ىىىىىىىىىىى( ‪":‬إن مذهب السماعيلية هو المذهب الذي وضعه أبناء أبي الخطققاب‬
‫الذي قدم جسده قربانا لنجل المام الصادق"‪ .‬وكققان لهققذه العلقققة أثققر علققى جعفققر‬
‫حيث غضب على المفضل بن عمر )أحد أتباع أبي الخطاب( حيث قال له‪" :‬يا كافر يا‬
‫مشرك مالك ولبني؟ ما تريد إلى ابني؟ أتريد أن تقتله؟" )ىىىى ىىىى ىىىىى ىىىىىىى(‪.‬‬
‫وهؤلء التباع الذين التفوا حول إسماعيل هم الققذين قققالوا بإمامققة إسققماعيل بققن‬
‫جعفر وأسسوا طائفة السماعيلية‪ ،‬ومن هؤلء ميمون القداح وابنه عبدالله‪.‬‬
‫إذا ً السماعيلية هي وليدة الخطابية الذين لجأوا بعد أبي الخطققاب إلققى إسققماعيل‪،‬‬
‫وبعدة وفاة إسماعيل التفوا حول ابنه محمد وأوعزوا له بالققدعوة إلققى نفسققه‪ ،‬ولكققن‬

‫‪18‬‬
‫محمد اضطر إلى مغادرة المدينة النبوية وذهب إلققى خوزسققتان ثقم إلقى بلد القديلم‪،‬‬
‫ولم يسمع عنه شيئا بعد ذلك‪.‬‬
‫ويدعي السماعيلية –وليس لهم في ذلك حجة‪ -‬أن محمدا عاش فققي السققر حققامل‬
‫الدعوة التي توارثها أبناؤه مققن بعققده للققدعوة إليهققم‪ ،‬وبالتققالي صققعب معرفققة هققؤلء‬
‫الئمة‪ ،‬ونظرا ً لغمققوض هقذه الفققترة واسققتتار أئمتهققا –كمققا يزعمققون‪ -‬اضققطربت آراء‬
‫مؤرخي السماعيلية أنفسهم حولها‪ ،‬فهققم مختلفققون فققي أسققماء هققؤلء الئمققة وفققي‬
‫عددهم أيضا‪ ،‬فبعضهم جعلهم ثلثة‪ ،‬وقال البعض خمسة‪ ،‬وقال البعققض سققبعة‪ ،‬وهققذا‬
‫من أكبر الدلة على بطلن هذه الدعوى‪.‬‬
‫إل أن المتتبع لتاريخ السماعيلية يقرى بجلء القدور الخطيقر لميمقون الققداح القذي‬
‫أدار دفة هذه المرحلة الحرجة مققن مراحققل السققماعيلية وهققذا مققا شققهدت بققه كتققب‬
‫السماعيلية أنفسها‪ ،‬فهققذا مصققطفى غققالب السققماعيلي المعاصققر يقققول فققي كتققابه‬
‫الحركات الباطنية‪ ":‬إن ميمون القداح كان فيلسوفا ً وعالما ً مققن أبلققغ علمققاء عصققره‪،‬‬
‫ومقن أعظقم واضقعي أسقس الحركقة السقماعيلية‪ ،‬وعلقى يقده ويقد أولده وأحفقاده‬
‫ازدهرت هذه الحركة في دور الستر الول‪.‬‬
‫وعن أساليب أسرة ميمققون القققداح فققي الققدعوة إلققى مققذهبهم يقققول المقريققزي‪-‬‬
‫والذي كان معاصر للدولة العبيدية‪ -‬في خططه‪" :‬كان لميمون القداح هذا ابن يسمى‬
‫عبقدالله كقان عالمقا ً بالشقرائع والسقنن والمقذاهب‪ ،‬وققد وضقع سقبع دعقوات يتقدرج‬
‫النسان فيها حتى ينحل عن الديان كلها ويصير معطل إباحيا ً ل يرجو ثوابققا ول يخققاف‬
‫عقابًا‪ ،‬وكان يدعو إلى المام محمد بن إسماعيل حتى اشتهر وصققار لققه دعققاة‪ ،‬فجققاء‬
‫إلى البصرة‪ ،‬فعرف أمره ففر منها إلى سلمية فقي الشقام فولقد لقه بهقا إبققن اسقمه‬
‫أحمد‪ ،‬فلما مات قام من بعده أبنه أحمد‪ ،‬وبعث بالحسين الهوازي داعية إلى العراق‬
‫فلقي أحمد بن الشعث المعققروف بقرمقط فقي سققواد الكوفققة‪ ،‬ودعقاه إلقى مقذهبه‬
‫فأجابه‪ ،‬وإلى قرمط تنتسب القرامطة‪ .‬وولد لحمد الحسين ومحمد المعققروف بققابي‬
‫الشلعلع‪ ،‬وولد بعد ذلك للحسين بن أحمد ابن اسمه سعيد فصار تحت حجر عمه بعد‬
‫وفاة أبيه"‪.‬‬
‫أخذ أحمد في بث الدعاة وكان يرى أن اليمن والمغرب هما خير البلد التي يمكققن‬
‫أن يستجيب أهلها‪ .‬استدعى أحمد رجل من أهل الكوفة يقال له أبو القاسققم الحسققن‬
‫بن حوشب‪ ،‬وكان من الماميققة إل أنققه دخققل فققي الققدعوة السققماعيلية‪ ،‬وأخققذ أحمققد‬
‫يرصد من يرد إلى المشاهد المقدسة عندهم من أجل اختيار الدعاة ‪ ،‬فوقققع اختيققاره‬
‫على رجل من اليمققن وهققو علققي بققن الفضققل مققن أهققل جيشققان‪ ،‬وهققو مققن الشققيعة‬
‫المامية فاحتال على إدخاله في الدعوة السماعيلية فاستجاب وقبل‪.‬‬
‫يييي يييييي ييييييييييي يي ييييي‪:‬‬
‫بعث أحمد كل من ابن حوشب وعلي بن الفضل إلى اليمن‪ ،‬فلما وصل اليمققن أول‬
‫سنة )‪268‬هق( دخلها من ميناء غليفقة‪ ،‬واستقر ابن حوشب في الجهة الغربيققة منهققا‬
‫فيما يسمى بعدن لعة من مقاطة حجة‪ .‬أما علي بن الفضل فقد توجه فققور وصققوله‬
‫إلى بلدة يافع‪ ،‬ومن أجل الوصول إلى الغايققة المرجققوة فقققد أظهققر الزهققد والصققلح‪،‬‬
‫وأخذا في نشر الدعوة‪ ،‬وحال بعد اليمن عن مركز الخلفة‪ ،‬ووعورة طرقها بالضافة‬
‫إلى اشتغال العباسيين في ذلك الققوقت بثققورة الزنققج بيققن الخلفققة واللتفققات لليمققن‬
‫لنقاذه من الدعوة السماعيلية‪.‬‬
‫نجح الحسن بن حوشب الذي تسمى بمنصور اليمن في إقامة الدعوة فققي اليمققن‪،‬‬
‫ولما تأكد الحسين بن أحمققد فققي سققلمية مققن تمكققن الققدعوة فققي اليمققن أرسققل أبققا‬
‫عبدالله الشيعي إلى اليمن ‪,‬وامره أن يمتثل طاعة ابن حوشب ويحذو حذوه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وبعد أن تمكن ابن حوشب من نشر الدعوة في اليمن‪ ،‬وأخذ أبو عبققدالله الشققيعي‬
‫تعاليم المذهب منه أرسله ابن حوشب إلى المغرب عققن طريققق الحجققاج مققن قبيلققة‬
‫كتامة؛ حيث كانت المغرب أرضا ً مهيأة لنصر المققذهب فقققد سققبقه إليهققا ابققو سققفيان‬
‫والحلواني وكان لدعوتهما قبول فكان أبو عبدالله صاحب البذر للرض الققتي حرثاهققا‪،‬‬
‫ولقيت دعوته نجاحا ً كبيرًا‪ ،‬وقضى على مجموعة الدول القليمية في بلد المغرب‪.‬‬
‫أما علي بن الفضل فلقى نجاحا ً كبيرا ً على خصومه السققنيين آل يعفققر الحققواليين‪،‬‬
‫فاستولى على مناطقهم وضمها إلى منطقته‪.‬‬
‫ييييييي ييييييي ييييي يييييي يييييييي )يييييييي(‪:‬‬
‫أمام هذه النتصارات الكبرى التي أحرزها التجاه السماعيلي أرسل ابن حوشققب‬
‫إلى سعيد الذي اشتهر في سلمية بعد وفاة عمه وأبوه‪ ،‬وهو الققذي تسققمى فيمققا بعققد‬
‫بعبيد الله وتلقب بالمهدي‪ ،‬وهو سعيد بن الحسين بن أحمقد بقن عبقدالله بقن ميمقون‬
‫القداح‪ .‬أرسل إليه ابن حوشب يخبره بأن بلد اليمن أصبحت مهيأة لستقباله لقامققة‬
‫دولة المهدي فيها‪ ،‬وكانت المخاطر تحيط به في سققلمية‪ ،‬والعباسققيون يبحثققون عنققه‪،‬‬
‫وأخذ ابو عبد الله الشيعي هو الخر يلح على سعيد )المهققدي( بالقققدوم إليققه فققي بلد‬
‫المغرب‪ .‬وكان على سعيد أن يختار بين اليمن أو المغرب لقامة دولتقه‪ ،‬والقذي يبقدو‬
‫أن سعيد )المهدي( فضل بلد المغرب على اليمن‪ ،‬وإن أظهر أنه يريد بلد اليمن عند‬
‫خروجه سرا ً من سلمية؛ لن بلد المغرب كانت أكثر أمانا لقامة الدعوة السماعيلية‬
‫بها؛ فققأبو عبققدالله الشققيعي قضققى علققى الغالبققة ممثلققي الخلفققة العباسققية فققي بلد‬
‫المغرب‪ .‬ولم يكتف بذلك بل قضى على الدولة الرسققتمية الباضققية أيضققا‪ ،‬واسققتولى‬
‫علققى دولققة الخققوارج الصققفرية فققي سجلماسققة‪ ،‬وضققم إليققه دولققة الدارسققة العلويققة‬
‫وعاصمتها فاس‪ .‬يضاف إلى ذلققك أن بلد المغققرب كققانت بعيققدة عققن مركققز الخلفققة‬
‫العباسية في بغداد‪ ،‬كما أن بلد الندلس كانت مقرا ً للدولة الموية الثانية‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫فليس هناك أية قوة محلية يمكن أن تتعاون مع العباسين ضد السماعيلية هناك‪ ،‬أمققا‬
‫بلد اليمن فهي قريبة من بغداد العباسية ونفوذها الذي كان مسققيطرا ً علققى الجزيققرة‬
‫العربية‪ ،‬وأيضا للتجاه السني في اليمن وهم بنو زياد في تهامة وآل يعفققر الحققواليين‬
‫في صنعاء فاتجه للمغرب‪.‬‬
‫أدى اتجاه سعيد )المهدي( إلى المغرب وعدم قصققده اليمققن إلققى انشقققاق داعيتققه‬
‫الرئيس فيروز ومضى قاصدا اليمن‪.‬‬
‫يييي يي ي ي ي يييي ي يي ي يي يييي يييي ييييييي ييي يي ييييي يي‬
‫ييييييي‪:‬‬
‫استقبل علققي بققن الفضققل فيققروز‪ ،‬ووجققد فققي اتجققاه سققعيد إلققى المغققرب فرصققة‬
‫للستقلل بملك اليمن‪ ،‬بينما فطن ابن حوشب إلى موقف فيروز عن طريققق رسققالة‬
‫أرسلها له سعيد )المهدي( يخبره بانشقاق فيروز فسارع علي بن الفضل إلى الدعوة‬
‫للستقلل بملك اليمن‪ ،‬فنشب صراع عنيف بين ابن حوشب وعلي بن الفضققل حيققث‬
‫كان ابن حوشب يدعو علي بن الفضقل إلققى الرجققوع إلققى الققدعوة ‪ ،‬وكققان علقي بققن‬
‫الفضل يقول إن لي بأبي سعيد الجنابي القرمطي أسوة إذ دعى لنفسه‪ ،‬وأنت يا ابن‬
‫حوشب إذا لم تنزل إلى طاعتي وتدخل بإجابتي نابذتك الحرب‪.‬‬
‫جهز على بن الفضل جيشا ً من عشرة آلف رجل حاصر بهم ابن حوشب في جبققل‬
‫"فائش"ثمانية اشهر‪ ،‬ولم يفك الحصار عنه إل بعققد أن قققدم ابققن حوشققب ولققدا ً مققن‬
‫أولده ليكون رهينة عند علي دللة على خضوعه له‪ ،‬وكان ذلك فققي سققنة )‪299‬هققق(‪.‬‬
‫وبعد أن أنهى حصاره لمنصور اليمن )ابن حوشب( انهمك علي بن الفضل بالمذيخرة‬
‫عاصمة دولته للخققذ بمبققدأ القرامطققة مققن تحليققل المحرمققات وإباحققة المحظققورات‪،‬‬
‫وعمل بالمذيخرة دارا ً واسعة يجمققع فيهققا غققالب أهققل مققذهبه رجققال ونسققاء مققتزينين‬

‫‪20‬‬
‫متطيبين‪ ،‬ويوقد بينهم الشمع ساعة‪ ،‬ويتحادثون فيها بأطيب حديث وأطربققه وأمجنققه‪،‬‬
‫ثم يطفئ الشمع‪ ،‬ويضع كل منهم يده على امرأة‪ ،‬فل يترك الوقوع عليهققا وإن كققانت‬
‫من ذوات محارمه‪ .‬ويذكر ابن الديبع أن علي بققن الفضققل عنققدما دخققل مدينققة الجنققد‬
‫أدعى النبوة‪ ،‬وكان المؤذن يؤذن في مجلسققه‪" :‬أشققهد أن علققي بققن الفضققل رسققول‬
‫الله" وأباح لصحابه شرب الخمر وأنشد البيات المشققهورة علققى منققبر مدينققة الجنققد‬
‫التي يقول فيها‪:‬‬
‫وغني هزازيك ثم اطربي‬ ‫خذي الدف يا هذه واضربي‬

‫وهذا نبي بني يعرب‬ ‫تولى نبي بني هاشم‬

‫ومن فضله زاد حل الصبي‬ ‫أحل البنات مع المهات‬

‫وهذي شريعة هذا النبي‬ ‫لكل نبي مضى شرعة‬

‫وحط الصيام فل تتعب‬ ‫فقد حط عنا فروض الصلة‬

‫وموا فكلي واشربي‬


‫وإن ص ّ‬ ‫إذا الناس صلوا فل تنهضي‬

‫ول زورة القبر في يثرب‬ ‫ول تطلبي السعي عند الصفا‬

‫من القربين مع الجنبي‬ ‫ولتمنعي نفسك المعزبين‬

‫وصرت محرمة للب‬ ‫فمن اين حللت للبعدين‬

‫وسقاه في الزمن المجدب‬ ‫سه‬


‫أليس الغراس لمن أ ّ‬

‫حلل فقدست من مذهب‬ ‫وما الخمر إل كماء السماء‬

‫وله من الفضائع الكثير لم نذكرها خشية الطالة‪.‬‬


‫انهمك علي بن الفضل في تحليل المحرمات وقد واجه مقاومة شديدة من زعمققاء‬
‫القبائل اليمنية حتى سنة ‪303‬هق‪ ،‬حيث دبر له أسققعد ابققن أبققي يعفققر الحققوالي وأحققد‬
‫الشراف الذي كان حاذقا بالطب مكيدة لقتله‪ ،‬فتسلل هققذا الطققبيب إلققى المققذيخرة‬
‫عاصمة ابن الفضل‪ ،‬وذاعت شهرته هناك‪ ،‬فاستدعاه ليفصده‪ ،‬فدخل علققى علققي بققن‬
‫الفضل فسلم عليه‪ ،‬وكان قد جعققل كميققة مققن السققم فققي شققعر رأسققه‪ ،‬وامققره ابققن‬
‫الفضل ان ينزع ثيابه ويلبس غيرها‪ ،‬وان يمص المبضع قبل استعماله ففعل كل ذلك‪،‬‬
‫وابن الفضل ينظر إليه‪ ،‬ثم مسح المبضع برأسه فعلق به من السم حاجته ثم فصده‪،‬‬
‫وخرج من ساعته‪ ،‬فأثر السم به وقتله‪ .‬ولما علم أسعد بن ابققي يعفققر بققذلك اسققتنفر‬
‫القبائل واتجه بهم نحو المذيخرة وحاصرها ورماها بالمنجنيق حتى نزلوا على حكمققه‪،‬‬
‫فتسلم المدينة‪ ،‬وقتل من القرامطة خلقا ً كثيرا‪.‬‬
‫هذا وصققف مققوجز لقصققة علققي بققن الفضققل القرمطققي الققذي خققرج علققى الققدعوة‬
‫السماعيلية ودعى لنفسه‪ ،‬وقققد روتهققا كتققب التاريققخ اليمنققي بأجمعهققا‪ ،‬وفققي بعضققها‬
‫زيادات لم نأت بها خشية الطالة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫يييي يييييي ييييييييييي يي ييييي يي ييي ييييي‪:‬‬
‫دخلت الدعوة السماعيلية بعد موت ابن حوشب في طور الستر في اليمن خاصة‬
‫بعد دخول ابو الحسن بن منصور اليمققن فققي مققذهب أهققل السققنة ومحققاربته الققدعوة‬
‫السماعيلية‪.‬‬
‫ومن أهم دعاة الستر فققي هققذه الفققترة‪ :‬عبققدالله بققن عبققاس الشققاوري‪ ،‬ابققن ابققي‬
‫الطفيل‪ ،‬جعفر بن أحمد بن عباس‪ ،‬هارون بققن محمققد بققن رحيققم‪ ،‬يوسققف بققن أحمققد‬
‫الشج‪ ،‬سليمان الزواحي‪ .‬وقد ظل هؤلء الدعاة على التوالي ينشرون الققدعوة سققرا‬
‫في اليمن إلى أن أعلنها علي بن محمد الصليحي سنة )‪439‬هق( حسبما يأتي‪.‬‬
‫يييي يييييي يييييييي )يييييييي(‪:‬‬
‫ونعود الن إلى الدعوة في المغرب‪ ،‬فقد خقرج إليهقا سقعيد )المهقدي( إل أنقه فقي‬
‫طريقه إليها قبض عليققه مققن قبققل العباسققين لكققن أبققو عبققدالله الشققيعي احتققال فققي‬
‫إخراجققه مققن محبسققه فتسققمى سققعيد حنيئذ بعبيققد اللققه وتكنققى بققأبي محمققد وتلقققب‬
‫بالمهدي‪ ،‬وزعم أنه إماما علويا من نسل محمققد بققن إسقماعيل‪ ،‬بينمقا هقو مقن نسقل‬
‫ميمون القداح‪ .‬وعندما وصل إلى قبيلة كتامة سار أمققامه ابققو عبققدالله الشققيعي وهققو‬
‫يقول‪ :‬هذا إمامكم‪ ،‬هذا إمام الحق‪ ،‬هذا هو المهدي‪ .‬هققذا وقققد نهققج دعققاة عبيققد اللققه‬
‫المهدي أساليب عنيفة لرغام الناس بالدخول في المذهب السماعيلي‪ ،‬فمن أجابهم‬
‫أحسنوا إليه ومن أبى حبس أو قتل‪.‬‬
‫ومن جانب آخر أخذ في ترويج العقائد السماعيلية مققن سققب الصققحابة وبققالغ فققي‬
‫ذلك‪ ،‬ومن السماح للشعراء بمدحه بما هو كفقر‪ ،‬فهقذا الشقاعر محمقد البققديل يقققول‬
‫للمهدي عندما أتى رقادة‪:‬‬
‫حل بها آدم ونوح‬ ‫حل برقادة المسيح‬

‫حل بها الكبش والذبيح‬ ‫حل بها أحمد المصطفى‬

‫وكل شيء سواه ريح‬ ‫حل بها ذو المعالي‬

‫وأخذ في توطيد حكمه بالسيف والظلم حتى استقر له ذلك فققي المغققرب‪ .‬وعلققى‬
‫ذلك قال القاضي عياض ‪ ":‬اجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حققال المرتققدين‬
‫والزنادقة"‪.‬‬
‫يي ي يي ييي يي ي يي يييي ييييييي ي )ييييييي ي( ي يي ي ي ييييي ي‬
‫ييييي ييي ييييي يييييي‪:‬‬
‫عبيد الله المهدي )‪ ,(322-297‬القائم بأمر الله ابققو القاسققم محمققد )‪،(334-322‬‬
‫المنصور بالله أبو الظاهر إسماعيل )‪ ،(341-334‬المعز لقدين اللققه ابققو تميققم )‪-341‬‬
‫‪ ،(365‬وفي عهده انتقلت الدولة العبيدية )الفاطمية( إلى مصر؛ حيققث أرسققل جيشقا ً‬
‫بقيادة جوهر الصقلي الذي تمكن من اقتحامها سنة ) ‪ (358‬فبنى فيها مدينة القاهرة‪،‬‬
‫واتخذها عاصمة له‪ ،‬وبنققى الجققامع الزهققر الققذي أتخققذ مركققزا ً علمي قا ً لقيققادة الققدعوة‬
‫السماعيلية‪ ،‬ثم جاء العزيز بالله )‪ ،(386-365‬الحاكم بأمر اللققه )‪ ،(411-386‬وفققي‬
‫عهده أعلن أحد دعاة السماعيلية مذهبا انشققق عنهققا سققنة )‪408‬هققق(‪ ،‬نققادى بألوهيققة‬
‫الحاكم بأمر الله‪ ،‬وعرف هذا المذهب بالدرزية‪ ،‬ثم تولى بعد ذلك الظاهر أبو الحسن‬
‫علي )‪ (427-411‬ثم المستنصر بالله )‪ ،(487-427‬وقد انقسققمت السققماعيلية بعققد‬
‫وفاته سنة )‪487‬هق( إلى فرقتين وكان هققذا النقسققام مققن أخطققر النشقققاقات الققتي‬
‫حدثت داخل السماعيلية‪ ،‬إذ صار له انعكاس خطير على مجريات تاريخ السققماعيلية‬

‫‪22‬‬
‫وعقائدها‪ .‬وقبل الحديث عققن هققذا النقسققام الخطيققر نعيققد الزمققن قليل ً وننتقققل إلققى‬
‫اليمن لنرى ماذا حل بالدعوة السماعيلية بها‪.‬‬
‫يي يييي يييي ييييييي ي ي يييي ي ي ي يييي ي ييييي يي )ييي يييي(‬
‫ييييي يييييي يييييييي‪:‬‬
‫مرت الدعوة الفاطمية في اليمن منذ وفاة منصور اليمن بحالة من الضققعف‪ ،‬ممققا‬
‫أداها إلقى القدخول فقي مرحلقة السقتر‪ ،‬فرجقع بعقض رجالهقا مثقل أبقي الحسقن بقن‬
‫المنصور إلى مذهب أهل السنة‪ ،‬وفر بعض اتباعها خوفا ً من رجال السنة إلى عمققان‪،‬‬
‫إل أن طبيعققة بلد اليمققن الجبليققة الققوعرة سققاعدت علققى اسققتمرار بعققض الفققراد‬
‫والجماعات على تمسكها بالدعوة رغم ما واجهوه من صعوبات متخذين الستر حصققنا‬
‫لهم‪ .‬وقد سبق ان ذكرنا دعاة هذه المرحلة‪ ،‬وكان آخرهم الزواحي الذي كان يعاصققر‬
‫الظاهر والمستنصر من الحكام العبيديين‪ ،‬وكان الزواحي هذا من أهققل حققراز‪ ،‬وكققان‬
‫في وقته قاضي سني المذهب له طاعة في رجالها‪ ،‬وهو محمققد بققن علققي الصققليحي‬
‫الهمداني –والد الداعي علي بن محمد الصليحي‪ -‬فأخذ الزواحي يلطفه ويلزمه حتى‬
‫نجح في استمالة قلب ولده علي‪ ،‬وهو يومئذ دون البلقوغ؛ لمقا رأى فيقه مقن النجابقة‬
‫والذكاء فأخذ يعلمه المذهب السماعيلي‪ ،‬ولم يلبث الزواحي أن توفي بعد أن أوصى‬
‫بكتبه إلى علي‪ ،‬فداوم المطالعة لها حتى أتقن المذهب‪.‬‬
‫وعندما كبر الصليحي قام يحج دليل بالناس‪ ،‬وأخذ في جمع التباع سققرا ً خوف قا ً مققن‬
‫النجاحيين السنيين‪ ،‬ويحاول ملطفة الرئيس النجاحي إلى أن تحين الفرصققة للخلص‬
‫منه‪ ،‬حتى تمكن من قتله على يد جارية حسناء أهداها إليه سنة ) ‪452‬هق( فكانت هذه‬
‫الحادثققة بدايققة النققزاع بيققن الصققليحيين والنجققاحيين‪ .‬وكتققب الصققليحي إلققى المققام‬
‫المستنصر بالله يستأذنه في إظهار الدعوة ومحاربة النجاحيين فأذن له‪ ،‬وأرسل إليققه‬
‫الرايات فبدأ بالسيطرة على مناطق اليمن ومع أن الصليحي كان همققدانيا ً مققن بطققن‬
‫الصلوح إل أنه اصققطدم فقي بقدايات دولتققه‪ ،‬وهققو يحقاول بسقط سقلطته علقى البلد‬
‫ببطون همدان الكبرى ومنها يام التي كانت معروفة بالشققجاعة وقققوة البققأس وبعققض‬
‫بطون حمير التي منها المكارمة إل أن وطأته على همدان بالذات كانت بالغة الشدة‪،‬‬
‫رمى من ورائها كسر شققوكتها وإخضققاعها تمامقا ً لسققيطرته وهكققذا خققاض معهققا ثلث‬
‫معارك آخرها وقعة )ضوف( والتي بعدها أعلنت همدان ومن ضمنها يام وبعض حميققر‬
‫ومن ضمنهم المكارمة الدخول في الدعوة الصليحية وتمذهبها بالمذهب السماعيلي‪،‬‬
‫بل والدفاع عنه وبعد هذه الواقعة وبسرعة مذهلة سيطر الصليحي على جميع اليمن‬
‫فقد أجمع المؤرخون على أنه لم تخرج سنة )‪455‬هق( إل والصليحي قد استولى على‬
‫اليمن كله سهله ووعره‪ ،‬وأزال ملك النجاحيين‪ ،‬وأتخذ صنعاء عاصمة له‪.‬‬
‫ومع استقرار الحوال للصليحي عمل على إعداد ابنه الكبر محمققد لينققوب عنققه إل‬
‫أنه مات في حياته فعين ابنققه الوسققط "المكققرم" خليفققة لققه بعققد أن أخققذ الذن مققن‬
‫المستنصر وقام بتزويج ابنه من الحرة بنت أحمد‪.‬‬
‫وكان ابنا الرئيس النجاحي المقتول وهما سعيد الحول وجياش قد هربققا بأتباعهمققا‬
‫إلى دهلك إحدى جزر البحر الحمر وعندما علما بعزم الصليحي على الحج دبرا حيلققة‬
‫لقتله؛ فتسلل إلى مخيم الصليحي الذي أقامه فققي طريقققه إلققى الحققج فقتله سققنة )‬
‫‪459‬هق( وأسرا من كان معه‪ .‬وبعد ذلك نصب المكققرم خلف قا ً لبيققه‪ ،‬وكققان أول عمققل‬
‫قام به فك أسر أمه من النجاحيين‪.‬‬
‫وساعد على تثبيت أمر المكرم وصول القاضي لمك بن مالقك قادمقا مقن الققاهرة‬
‫ومعه سجل تولية المكرم‪ ،‬رغم أن أمر المام يقضي بفصل الدولة عققن الققدعوة فققي‬
‫اليمن‪ ،‬فيتفرغ المكرم للسلطة السياسية‪ ،‬ويترك للقاضي لمك الشققراف علققى أمققر‬

‫‪23‬‬
‫الدعوة‪ ،‬فاستقامت بهذا الدعوة في اليمن خاصة بعد القضاء على الثورات التي قام‬
‫بها النجاحيون والشراف‪.‬‬
‫ظل المكرم مقيما ً في صنعاء حتى سنة )‪467‬هق( حيث توفيت والدته فطلبت منققه‬
‫زوجته الحرة النتقال من صنعاء إلى ذي جبلة فانتقل إليها‪ ،‬وأصيب بها بمرض الفالققج‬
‫)الشلل( فصارت أمور دولته إلى زوجته السيدة الحرة‪ ،‬فعاشت في حراز بينما تولى‬
‫أمر صنعاء عمران بن الفضل اليامي‪ ،‬وأبو السققعود الصققليحي‪ ،‬وجعلققت علقى التعكققر‬
‫وأعمالها أبا البركات الحميري‪.‬‬
‫لما استقر المر لعمران في صنعاء اراد مقابلة المكرم فمنع إل أن يقابل السيدة ا‬
‫لحرة قبله فأصابه لقذلك كقبر شقديد‪ ،‬وأنشقد قصقيدة طويلقة ذكقر فيهقا سقوابقه مقع‬
‫الداعي )علي الصليحي( والد المكرم وما بينهما مققن القرابققة‪ .‬وأدى ذلققك إلققى عققزل‬
‫عمران عن ولية صنعاء‪ .‬إل أن عمران أخذ يجمع بني يام ومن أجابه من بني همققدان‬
‫الذي هو منها لعدم رضائه عن وجود السيدة الحققرة علققى رأس السققلطة السياسققية‪،‬‬
‫واعتمادها على سلطة الدعوة المتمثلة في القاضققي لمققك‪ .‬فققأدى ذلققك إلققى خققروج‬
‫صنعاء من أيدي الصليحيين وسيطرة الهمدانيين عليها‪ .‬ورغم العققداء الققذي قققام بيققن‬
‫عمران وأتباعه والسيدة الحرة فإنه لما وجد النجاحيين يهددون السلطة الصليحية لم‬
‫يتردد في محاربتهم في صفوف الصليحيين لتوافقه معهققم فققي المققذهب‪ ،‬وقتققل فققي‬
‫معركة الكظائم سنة )‪479‬هق(‪.‬‬
‫ظلت السققيدة الحققرة طققوال فققترة مققرض زوجهققا تقققوم بققأمر المملكققة‪ ،‬يعاضققدها‬
‫القاضي لمك وولده يحيققى‪ .‬وفققي سققنة )‪477‬هققق( تققوفي المكققرم بعققد أن أسققند أمققر‬
‫الدعوة إلى المير سبأ بن أحمد المظفر الصليحي‪ ،‬فكتمت السققيدة الحققرة نبققأ وفققاة‬
‫زوجها وكتبت إلى المام المستنصر بالنبأ‪ ،‬وطلبت منه أن يعهد بالمر إلى ابنهققا علققي‬
‫المعروف بعبدالمستنصر –وكان صغيرًا‪ -‬فوافقها على ذلك فاستمرت السلطة في يد‬
‫ل‪ ،‬فمقا لبقث أن تقوفي فأوجقد فراغقا ً كقبيرا ً فقي‬ ‫السيدة الحرة‪.‬لم يعش الطفل طقوي ً‬
‫السلطة؛ فقامت السيدة الحرة بأمر الدعوة‪.‬‬
‫يييييي ييييييييييي ييي ‪ :‬يييييي ييييييييي ييييي يي يييي ي ي‬
‫ييييي ييي‪:‬‬
‫كان أول انقسام مذهبي اصاب الدولة العبيدية هو النقسام الذي حققدث بعققد وفققاة‬
‫الخليفة المتسنصر سنة ‪487‬هق فقققد أدى إلققى إبعققاد ابنققه الكققبر نققزار عققن الخلفققة‪،‬‬
‫وتولية ابنه الصغر أبي القاسم أحمد الذي لقب بالمستعلي‪ .‬فانقسققمت السققماعيلية‬
‫إلى فرقتين‪ :‬إسماعيلية نزارية تعتقد إمامة نزار‪ ،‬وإسماعيلية مسققتعلية يققرون صققحة‬
‫إمامة المستعلي‪.‬‬
‫فقد كان للمستنصر أولد ثلثة هم‪ :‬نزار وعبدالله وأحمققد‪ .‬وكققان للمستنصققر وزيققر‬
‫يقال له‪ :‬بدر الجمالي‪ ،‬وكان بيده تصريف أمور الدولة‪ ،‬وكان لهذا الوزير ابن يقال له‬
‫الفضل فكان يعده ليخلفه لكققبر سققنه‪ .‬وبعققد وفققاة المستنصققر لحقققه بققدر الجمققالي‪،‬‬
‫فحرص الفضل على النفراد بسياسة الدولققة فلجققأ إلققى توليققة البققن الصققغر أحمققد‬
‫المستعلي الذي كان زوجا ً لخت الفضل‪ ،‬ولما بينه وبين نققزار مققن العققداء المسققبق‪.‬‬
‫وهكذا نجد أن الوزراء العبيديين تلعبوا بالعقيدة السماعيلية ولققم يبققالوا بهققا‪ ،‬فكققانوا‬
‫يعينون المام الققذي يريققدون ولققو لققم يكققن الكققبر حسققب العقيققدة السققماعيلية فققي‬
‫المامة‪.‬‬
‫ولم تفلح المحاولت التي قام بهققا نققزار للثققورة فققي السققكندرية حيققث تصققدى لققه‬
‫الجند‪ .‬واعترف جميع السماعيلية بإمامققة المسققتعلي إل إسققماعيلية فققارس بقيققادة ا‬
‫لحسن بن صباح‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫قامت السيدة الحرة بمساعدة داعي الدعاة لمك بإظهار الدعوة في اليمن للمققام‬
‫المستعلي‪ .‬وفي سنة )‪495‬هق( توفي المققام المسققتعلي‪ ،‬وتققولى ابنققه المققر بأحكققام‬
‫الله‪ ،‬وكان طفل ً صغيرًا‪ ،‬وتولى أمر دولته الفضل فقامت السيدة الحرة بالدعوة لهذا‬
‫الطفل‪.‬‬
‫وقد أبدت السيدة الحرة عدم الطمأنينة لسياسة الدولة العبيديققة؛ بسققبب مققا تققراه‬
‫من المفاسد فيها‪ ،‬وتحينت الفرص للنفصال عققن الققدعوة العبيديققة فققي مصققر‪ .‬وقققد‬
‫تأتت لها هذه الفرصة في اعقاب وفاة المام المر بأحكام الله‪.‬‬
‫يييي يييييي ييييييييييي يي ييييي‪:‬‬
‫أدت وفاة الخليفققة العبيققدي العاشققر المققر مقتققول ً سققنة )‪524‬هقق( علققى يقد بعققض‬
‫النزارية إلى بدء تطور جديققد فققي تاريققخ الققدعوة السققماعيلية‪ ،‬كققانت لققه آثققار بعيققدة‬
‫المدى على تاريخ مصر العبيدية‪ ،‬وعلى تاريخ اليمن بوجه خاص‪.‬‬
‫فقد توفي المر ولم يترك له خلفا علققى الراجققح‪ ،‬وهققو مققا عليققه أكققثر المققؤرخين‪،‬‬
‫فتولى المر من بعده ابن عمه عبدالمجيد الذي تلقب فيما بعد بالحققافظ لققدين اللققه‪،‬‬
‫إل أن السماعيلية المستعلية ينكرون ذلك ويقولون‪ :‬إنه ولد لققه ولققد سققماه الطيققب‪،‬‬
‫وجعل المامة فيه‪ ،‬واخبر السيدة الحرة بذلك‪ ،‬لكنهم لم يستطيعوا إثبات وجوده‪ ،‬ول‬
‫أين مكان مكوثة وقيامه بعققدئذ‪ .‬فعلققى المققر كققانت نهايققة المامققة السققماعيلية عنققد‬
‫طائفة‪ ،‬لنه لم يتول بعده إل الكفلء الربعة‪ :‬الحافظ عبدالمجيد‪ ،‬والظافر إسققماعيل‬
‫ابن الحافظ‪ ،‬والفائز عيسى بن الظافر‪ ،‬والعاضد عبققدالله بققن الحققافظ‪ ،‬الققذي قضققى‬
‫على حكمه صلح الدين اليوبي‪.‬‬
‫فهؤلء ل يعدون من الئمة السماعيلية علققى رأي جميققع طققوائفهم‪ ،‬ويعققد عهققدهم‬
‫عهد الكفلء‪ .‬وعلى ذلك كان آخر الئمة في دور الظهور هو المر بن المستعلي‪ ،‬وبققه‬
‫انتهى ذلك الدور وبدأ دور الستر مرة ثانية عنققد مققن يعتقققد بولققد المققر الطيققب ابققي‬
‫القاسم‪ ،‬وهؤلء يسمون الطيبية المستعلية‪ .‬أما النزارية فإنهم يعدون المستنصر آخر‬
‫الئمة في دور الظهور‪ ،‬ول يؤمنون بإمامة المستعلي ول المر ابنه‪.‬‬
‫ولما وصل خبر وفاة المام المققر إلقى دعقاة اليمققن ققامت السققيدة الحقرة ومعهققا‬
‫الداعي الذؤيب بن موسى الوادعي بأخذ البيعة والعهقد للمقام المزعقوم الطيقب بقن‬
‫المر‪ ،‬وفي الوقت نفسه فصلت وظائف الدعوة نهائيا ً عققن وظققائف الدولققة‪ ،‬وعينققت‬
‫الداعية الذؤيب بن موسى الوادعي أول داع مطلق ليقوم بالدعوة نيابة عققن المققام‬
‫المستتر الطيب بن المر!!! وذلك في محاولة لمقاومة الشققراف العبيققدي عليهققا‪ .‬إل‬
‫أن الزريعيين الذين استقلوا بعدن اسقتجابوا لعبدالمجيقد فقأطلق علقى زعيمهقم سقبأ‬
‫لقب داعي وهو منصب سياسي لن عبدالمجيد ليس من الئمة‪ .‬ونظرا ً للضعف الذي‬
‫حل بالصليحيين في أعقاب وفاة الحرة آلت حصون وقلع الصليحيين إلى الزريعيين‪.‬‬
‫ييي يييييي ييييييييييي يي ييييي‪:‬‬
‫في عهد الدولة الصليحية أرسل القاضققي لمققك إلققى القققاهرة للسققتئذان فققي بققدء‬
‫دعوة جديدة على الساحل الغربي للهند تشرف عليه دعوة اليمققن‪ ،‬فتمققت الموافقققة‬
‫على ذلك‪ ،‬فأرسل لمك داعيته عبدالله إلى الهند في سنة )‪460‬هققق( فنجحققت دعققوته‬
‫هناك‪ ،‬وعين فيها رجل ً منهم هو غرس الدين مرزبان بققن إسققحاق إل انققه سققرعان مققا‬
‫توفي‪ ،‬وكان قد خلف ابنين أكبرهما أسمه أحمد فكلف البن الكبر بالدعوة‪.‬‬
‫استمرت الدعوة المستعلية في اليمققن تشققرف علققى أتباعهققا فققي كجققرات بالهنققد‬
‫الذين عرفوا باسم "البهقرة" نسقبة إلقى التجقارة لشقتغالهم بهقا‪ ،‬وهقم جماعقة مقن‬
‫الهندوس اعتنقوا الدعوة السماعيلية‪ .‬وكلمة )بهقرة( تعنققي التقاجر باللغققة الكجراتيققة‬
‫الهندية‪.‬‬
‫يييييي ييييييييي ييييييي يي ييييي يي ييي ييييي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫بوفاة السيدة الحرة انفصلت الدولة عن الدعوة‪ ،‬وتفرغ الدعاة إلى أمققور الققدعوة‪،‬‬
‫وابتعدوا عن مشاكل السياسة ‪,‬واصبح الققداعي الققذؤيب بققن موسققى أول داع مطلققق‬
‫في الدعوة الطيبية‪ ،‬إل أنه لم يلبث أن تققوفي سققنة )‪546‬هققق(‪ ،‬فقققام مكققانه الققداعي‬
‫إبراهيم بن الحسين الحامدي‪ .‬ولما توفي الققداعي إبراهيققم الحامققدي سققنة )‪557‬هققق(‬
‫نص على ابنه حاتم‪ .‬وهكذا اصبحت الدعوة الطيبية منظمة دينية محضة‪ ،‬ولجأت إلققى‬
‫التستر خاصة بعد أن سيطر على اليمن علي بن مهدي‪ ،‬الذي ظلت له السققلطة إلققى‬
‫أن فتح اليمن تورانشاه اليوبي‪ ،‬واصبح المذهب السني المذهب الغالب على اليمققن‪،‬‬
‫وخاصة فيما يسمى اليمن السفل‪.‬‬
‫يييييي ييييي يييييي ييييييي ييي ييييي‪:‬‬
‫استمرت الدعوة في التستر في اليمن حتى انتقال الققدعوة الطيبيققة مققن الققداعي‬
‫الثالث والعشرين محمققد بققن عقز الققدين بققن الحسققن المكرمققي إلققى الققداعي الرابققع‬
‫والعشرين يوسف نجققم الققدين بققن سققليمان الهنققدي )ت ‪974‬هقق( وذلققك فققي سققنة )‬
‫‪946‬هق(‪ ،‬حيث استطاع الهنود أن يحتكروا رئاسققة الققدعوة ومرتبققة الققداعي المطلققق‬
‫فترة من الزمن‪ ،‬وانتقلت من اليمن إلى الهند‪ ،‬وذلك في عهد الداعي المطلققق جلل‬
‫شمس الدين بن الحسن الذي استقر في ولية أحمد أباد بكجرات بالهند‪.‬‬
‫يييييي ييييييييي ييييييي ييي يييييييي يييييييي‪:‬‬
‫في سنة )‪999‬هق( وأثر وفاة داؤود عجب شاه الققداعي السققادس والعشققرين فققي‬
‫سلسلة دعاة دور الستر انتخب بهرة كجرات داؤود برهان الدين بن قطب شاه خلفققا‬
‫لققه‪ ،‬وعققرف أتبققاعه بالداؤوديققة‪ .‬بينمققا عققارض اليمنيققون ذلققك وعاضققدوا رجل اسققمه‬
‫سليمان بن الحسن الهندي أدعى أنه خلف سابقه داؤود بققن عجققب شققاه‪ ،‬وأنققه نققص‬
‫عليه واختاره‪ ،‬وعهد إليه بالدعوة بوصية منه‪ ،‬وسمي أتباعه بالسليمانية‪.‬‬
‫استقر زعيم السليمانية سليمان بن الحسققن الهنققدي فققي أحمققد أبققاد بالهنققد‪ ،‬وبققدا‬
‫يتصارع مع خصمه اللدود داؤود بن قطب شاه‪.‬‬
‫ولما توفي سليمان بن الحسن أوصى لبنه جعفر وهو ل يزال طفل‪ ،‬وأوصى محمد‬
‫بن الفهد المكرمي بكفالة وتربية هذا الطفل‪ ،‬ومات سليمان الهندي سنة )‪1050‬هققق(‬
‫فانتقلت الدعوة السليمانية إلى اليمن‪ ،‬واحتضن محمد بققن الفهققد المكرمققي جعفققرا‪.‬‬
‫ومات محمد بن الفهد المكرمي بعد أن كبر جعفر‪ ،‬استمر جعفر في الققدعوة إلققى أن‬
‫مات‪ ،‬ثم تولى الدعوة من بعده أخوه علي الققذي كققان علققى درايققة كققبيرة بالمققذهب‪،‬‬
‫فألف كتبا كثيرة في المعتقققد السققماعيلي منهققا كتققاب "إسققعاف الطققالب فققي جمققع‬
‫المطالب" وهو من الكتب المهمة عند المكارمة الن‪ .‬وانتقل بالدعوة مرة أخرى إلى‬
‫الهند واستقر بأحمد اباد‪ .‬وبعد وفاته سنة )‪1088‬هق( كان قد نققص علققى إبراهيققم بققن‬
‫محمد الفهد المكرمي فرجعت الدعوة إلى اليمققن فققي بلققدة طيبققة فققي أبنققاء وذريققة‬
‫محمد بن الفهد المكرمي‪ ،‬ولهققم ممثلققون فققي الهنققد فققي منطقققة "بققارودا"‪ .‬اسققتمر‬
‫إبراهيم في مركزه في طيبة من بلد همدان في اليمن حتى توفي سققنة )‪1094‬هققق(‪،‬‬
‫وحين وفاته عهد بالدعوة إلى حفيده محمد بن إسماعيل بن إبراهيم‪.‬‬
‫يييييي ييييي يييييي يييييييييي ييي ييييي‪:‬‬
‫بعد أن استلم محمد الدعوة في طيبة حصل بينققه وبيققن الزيققود حققرب هققزم فيهققا‪،‬‬
‫فخرج إلى القنفذة يريد الهرب إلى الهند‪ ،‬إل أن السماعيلية اليامية في نجران دعوه‬
‫ليكون بينهم‪ ،‬فحضر إلى بلد نجران‪ ،‬وسكن بلدة بناهققا وأسققماها الجمعققة وهققي الن‬
‫خراب‪ .‬وبوصول الداعي محمد بن إسماعيل المكرمي إلى نجققران تققولى السققلطتين‬
‫الروحية والزمنية‪ ،‬وأيقظ النشاط الحربققي فققي الياميققة –وهققم المعروفققون بالغققارات‬
‫والغزوات‪ ،-‬واشتغلوا مرتزقة لمن يدفع لهم المال )وقد سققبق ذكققر ذلققك فققي تاريققخ‬
‫نجران(‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫واستمرت قرية الجمعة مركزا ً للمكرمي حققتى سققنة )‪1352‬هقق( حيققث انتقققل إلقى‬
‫"حبونة"‪ .‬وفي عام )‪1370‬هق( انتقل إلى "خشيوة" وهي مقر الداعي المطلققق إلققى‬
‫الن‪.‬‬
‫وأصبحت نجران موطن الفرقة السققليمانية الطيبيققة المسققتعلية السققماعيلية إلققى‬
‫اليوم‪ ،‬ولها أتباع في كل من اليمن في منطقة "حراز" التي يوجد فيها بالضققافة إلققى‬
‫السليمانية داؤودية وزيود وشوافع وفي الهند في بمباي وسورة وكجرات وأحمد ابققاد‬
‫وبدرباغ وحيدرأباد ‪ .‬وقد اشتهروا بصناعة الزجاج إل أن السليمانية في الهند أقل مققن‬
‫الداؤودية‪.‬‬

‫يي يييي ييي ي ييييييي ي ييي ييييييي يييي ييييييي يي ي يي يييي‬


‫ييييييي‪:‬‬
‫أصحبت نجران هي مققوطن داعققي السققليمانية‪ ،‬وكققل داع يوصققي عنققد وفققاته بمققن‬
‫يخلفه‪ .‬وفي عققام )‪1413‬هققق( كققان داعققي السققليمانية يسققمى الحسققين بققن الحسققن‬
‫المكرمي‪ ،‬ونائبه يدعى محسن بن علي المكرمي وهققو وكيلققه والمسققؤول عققن بيققت‬
‫المال‪.‬‬
‫وكان محسن يعظم ويقدس لعتقاد التباع أنه هو الخليفة لحسين‪ .‬إل أنه بعد وفاة‬
‫الحسين وجدوا خلفه ورقة الوصية تنص على أن الخليفة بعده رجل يسمى الحسققين‬
‫بن إسماعيل المكرمي )وكان يسكن الطائف(‪ .‬وصارت هذه الوصية بمثابة الصققاعقة‬
‫على محسن لنه بموجب تنفيققذها سققوف يققواجه مسققتقبل غققامض‪ ،‬وسققيفقد منصققبه‬
‫ومكانته وتعظيمه من قبققل التبققاع والهققم أيضققا بيققت المققال‪ ،‬فرفققض هققذه الوصققية‪،‬‬
‫‪,‬وأعلن خروجه على الحسين بقن إسقماعيل‪ ،‬ونصقب نفسقه داعيقا ً مطلققا ً للمكارمقة‬
‫السماعيلية‪ .‬فانقسققم المكارمققة قسققمين‪ :‬قسققم إنسققاق مققع محسققن‪ ،‬وقسققم يؤيققد‬
‫الحسين بن إسماعيل‪ .‬وذهب المؤيدون لحسين إلى الطائف وبشروه بانتقال المامة‬
‫إليه فاستبشر‪ ،‬وجاؤوا به إلى نجران ليتسلم منصققبه ويسققتقر فققي "خشققيوة" المقققر‬
‫الرئيسي لمذهب السماعيلية المكارمة‪ .‬عند ذلك لجأ محسن إلقى اسققتخدام السقحر‬
‫لصرف الحسين بن إسماعيل عن هذا المنصب وسكنى "خشيوة" فققأثر السققحر فققي‬
‫نفس الحسين فكره "خشقيوة"‪ ،‬وأصققيب بمقرض فققام أتبقاعه وعرضقوا أمققره علقى‬
‫السحرة فكشفوا لهم السر بأن محسن هو الذي سحره‪ .‬ولما اتهم محسن بذلك قام‬
‫وفضح من كان قبله‪ ،‬وأن هذا المنصب لم يدرك إل بالسققحر مققن قبلققه‪ ،‬وأنهققا جققادة‬
‫مسلوكة من قبله في كل أدعياء المكارمة‪ ،‬فاستولى على "خشققيوة" وبسققط نفققوذه‬
‫على بيت المال‪ .‬أما الحسين بن إسماعيل فقد استقر فققي "دحضققة"‪ .‬واسققتمر أتبققاع‬
‫الحسين بن إسماعيل في ممارسة الضغوط على محسن حتى شهر ذي القعققدة مققن‬
‫عام )‪1416‬هق( حيث استطاع الحسققين بققن إسققماعيل وأتبققاعه ان يسققتعيدوا المركققز‬
‫الرئيس للفرقة‪ ،‬والجامع الكبير وبيت المال‪ ،‬بعد أن تركها محسن وقد اختلس مبققالغ‬
‫ضخمة تقدر بعشرات المليين من خزينة بيت المققال‪ .‬ول يققزال الخلف قائم قا ً بينهمققا‬
‫إلى هذا اليققوم‪ .‬وبققذلك تكققون السققليمانية قققد افققترقت إلققى‪ :‬الحسققينية والمحسققنية‪.‬‬
‫والداعي الحالي وهو الحسين بن إسماعيل تعتبر نشأته غامضققة‪ .‬وهققو إنسقان عقامي‬
‫ولم يدرس دراسة نظامية حتى أتباعه ل يعرفون عنه شيء وكأن لسان حاله يقول‪:‬‬
‫ومن العجيب تفردي بالسؤدد‬ ‫خلت الديار فسدت غير مسود‬

‫‪27‬‬
‫ي يي يي يي يي ي ييي ييي ي ي يييي ي ي يي ي ي ي ييي يي ي ييي يي‬
‫يييييييي‪:‬‬
‫كان لطبيعة منطقة نجران الجغرافية المغلقة أثرا في انعزالها عن بقيققة المنققاطق‬
‫المجاورة‪ ،‬واستقللها في الطباع والعادات‪ ،‬بل والمذهب أيضققا‪ .‬فقققد تبنققت المققذهب‬
‫السماعيلي من أيام الدولة الصليحية المتمثل في قبيلة يام التي أصققبح لهققا السققيادة‬
‫في المنطقة‪.‬‬
‫وكققانت يققام بجميققع بطونهققا علققى المققذهب السققماعيلي بقيققادة الزعيققم الققديني‬
‫المكرمي الذي يرجع اصله إلقى حميقر قحطقان –كمقا اسقلفنا‪ -‬واسقتمرت علقى هقذا‬
‫المذهب حتى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله‪ .‬وقد أسققلفنا القققول فققي‬
‫مبحث تاريخ نجران أن اليامية بقيادة الزعيم الديني المكرمي قد هاجموا الدعوة في‬
‫وقعة الحاير التي سبقها القبض على جماعة مققن الياميققة فققي منطقققة "قذلققة" )بيققن‬
‫القويعية والنفود( على يد المام عبدالعزيز بققن محمققد بققن سققعود‪ .‬وكققان مققن ضققمن‬
‫السرى المير مجحود زعيم آل عرجاء حيث قبض عليه وسققجن فققي الدرعيققة‪ .‬وفققي‬
‫أثناء أسره تأثر بالدعوة الصلحية السلفية ودخل في دعوة التوحيد – )وقد كان على‬
‫المذهب السماعيلي( فقال في ذلك أبيات منها‪:‬‬
‫ول تصدق ناقلين الوحاني‬ ‫عبدالعزيز اسمع خلص تعافيت‬

‫والحمد لله يوم ربي هداني‬ ‫يا طول ماني مشرك ثم صليت‬

‫واليوم فزت لصقعة الذان‬ ‫ويا طول ماني لريش العين فزيت‬

‫ييييييي‪ :‬هي الضغائن والحقاد‪ .‬أريقش العيقن‪ :‬المقرأة الجميلقة‪ .‬صققعة الذان‪:‬‬
‫أول الذان‪.‬‬
‫وقد أخرج المير مجحود من السجن‪ ،‬وأصبح داعية للتوحيد‪ ،‬فقد أرسل معه بعققض‬
‫الدعاة من العلماء لدعوة قبيلة يام فنزل فققي المنطقققة الشققمالية مققن وادي نجققران‬
‫وهي منطقة )يدمه( فهدى الله على يديه ثلثة من فروع قبيلة يققام وهققم‪ :‬آل عرجققاء‬
‫وآل فهاد وآل رشيد‪ .‬وبقي فرعان من فخذ الوعلة من قبيلة يام وهمققا آل فطيققح آل‬
‫مطلق‪ ،‬فأخذ مجحود يشن الغارات تتلوها الغارات على هذه الفروع ومن عداهم من‬
‫أهل نجران رغبة في إسلمهم حتى توفي رحمه الله‪ .‬وقد قال قبل وفاته هققذا الققبيت‬
‫من الشعر‪:‬‬
‫إسلم يام ل بحي ول مات‬ ‫هني من مات في ديرة إسلم‬

‫وقد استمرت هذه الفروع الثلثة من فروع يام على مذهب أهل السققنة والجماعققة‬
‫إلى وقتنا الحاضر‪ .‬وقد تأثر بهم بعض آل فطيح وبعض آل مطلق فققدخلوا معهققم فققي‬
‫مذهب أهل السنة والجماعة‪ .‬أما بقية بطون يام فل تزال على المذهب السققماعيلي‬
‫إل بعض الفراد والمجموعات البسيطة ممن فتح الله على قلبه ونور بصققيرته برؤيققة‬
‫الحق‪.‬‬
‫أسأل الله أن يمن على من بقي من بطون يام بهدايته إنققه سققميع قريققب مجيققب‪.‬‬
‫اللهم آمين‪.‬‬
‫عقيدة المكارمة السماعيلية‬
‫إن للسماعيلية عقائد خاصة يعتقدونها‪ ،‬أخذوها من الفلسققفة الملحققدين‪ ،‬والفققرق‬
‫الضالة‪ ،‬وتأثروا –خاصة‪ -‬بالفيثاغورية الحديثققة‪ ،‬وبالفلطونيققة الجديققدة‪ ،‬الققتي عرفققت‬

‫‪28‬‬
‫وانتشرت في القطار السلمية منذ بدء الترجمة‪ ،‬وما بعدها‪ .‬فأخذت هذه الفلسققفة‬
‫وصبغتها بالصبغة السلمية تدليسقا ً وتلبيسقا ً علققى العامقة‪ ،‬بقل إنهقا جعلقت الفلسقفة‬
‫وسيلة لتقييم القرآن والسنة‪ ،‬فضلت وأضلت عن الصراط المستقيم‪.‬‬
‫وقبل أن ندخل في بيان العقائد يجب التنبيه إلى أن كتب السماعيلية تنقسققم إلققى‬
‫قسمين‪ :‬كتب الظاهر‪ ،‬وكتب الباطن أما كتب الظاهر فإنها كتبت للناس عامة سققواء‬
‫أكققانوا إسققماعيليين أم غيرهققم‪ ،‬كققي ل يطلققع أحققد علققى حقيقققة المققذهب وأفكققاره‬
‫وتعاليمه‪.‬‬
‫وأما كتب البقاطن والعقيققدة الققتي يققدينون بهققا‪ ،‬فل يطلققع عليهققا إل الخاصققة الققذين‬
‫جاوزوا المراحل التي وضعت لمعرفة داخل المعتنقيقن والمعتققدين‪ ،‬ول يسقمح لغيقر‬
‫الخاصة أو غير المتعمقين والمختبرين والمجربين أن يطلعوا عليها وحتى هم أنفسهم‬
‫ل يمكن أن يسمح لهم باقتناء مثل تلك الكتب وقراءتها إل بعد أخذ العهود والمواثيققق‬
‫على أل يعطوا أحدا ً هذه الكتب‪ ،‬ول يخبر بما فيها‪ .‬وانظققر إلققى الققداعي السققماعيلي‬
‫حسين بن علي بن الوليد وهو يأخذ العهود والمواثيق بالكتمان في بداية كتابه "المبدأ‬
‫والمعاد" الذي أرسله إلى أحد أخوانه المفسوح لهم بعققد مقدمققة طويلققة قققال‪" :‬وأنققا‬
‫آخذ عليك‪ ،‬وعلى كل من أذنت لك بإيقافه عليه عهد الله المسؤول المؤكد‪ ،‬وميثققاقه‬
‫المغلظ المشدد الذي أخذه على ملئكته المقربيقن‪ ،‬وأنبيقائه المرسقلين‪ ،‬وأئمقة دينققه‬
‫الهادين‪ ،‬وحدودهم الراشدين‪ ،‬صلوات الله عليهم أجمعين‪ ،‬وإل فأنت ومن وقف عليه‬
‫براء منهم أجمعين‪ ،‬أل نسخت منه حرفا ول أقل ول أكقثر‪ ،‬ول وقققف عليقه إل أنقت أو‬
‫من أذنت له بالوقوف عليه‪ ،‬وأنك تعيد إلى هذه النسخة بعقد أن تفقرغ مقن قراءاتهقا‪،‬‬
‫والله على ما نقول وكيل"‪ .‬وانظر أيضا مقدمة كتاب" مسائل مجموعة من الحقققائق‬
‫العالية"‪ ،‬وهو موجود تقريبا ً في كل كتاب سري باطني‪.‬‬
‫ول زال دعاة السماعيلية يحاولون كتمان هذه الكتب‪ ،‬ومنهم دعاة المكارمة حيققث‬
‫إنك إذا أتيت إلى الداعي المكرمي تسأله عن العقيدة وعن الكتب الققتي تقرأهققا عققن‬
‫عقيدة المذهب –ولو كنت من أتباعه‪ -‬تجده وبكل استغفال يمد إليك نسخة من كتاب‬
‫"صحيفة الصلة" الذي يحوي أحكام فقهية في كيفية الصلة‪.‬‬
‫إل أنه بعد إخراج المطابع للكتب السماعيلية الخاصة والعامة المحققققة عققن نسققخ‬
‫خطية ل يتطرق إليها الشك أسقط في ايدي دعاتهم‪ ،‬وظهر عققوار مققذهبهم‪ ،‬لن مققن‬
‫كانت فطرته سليمة يقأبى أن يققترك نقور الكتابققة والسقنة ويققذهب إلققى غيققاهب ظلم‬
‫الفلسفة‪.‬‬
‫فلنرجع إلى موضوعنا فنقول إن السماعيلية ومنهم المكارمة لهققم كتققب ظاهريققة‪،‬‬
‫وكتب سرية‪ .‬فالكتب السرية هي التي تبحث عن عقائد السققماعيلية الخالصققة الققتي‬
‫يدينون بها‪ ،‬لنها لم تكتب على المققداراة والمماشققاة والنفققاق الققذي طالمققا يسققمونه‬
‫باسم التقية‪ ،‬خلف الكتب الظاهرية‪.‬‬
‫فلجل ذلك كان اعتمادنا فققي بيققان عقيققدتهم علققى كتققب البققاطن أو الحقققائق كمققا‬
‫يسمونها أيضا‪.‬‬
‫ييييييي يي يييي‪:‬‬
‫إن السماعيلية المكارمة يعتقدون بأن اللققه ل يوصققف بوصققف‪ ،‬ول يسققمى بإسققم‪،‬‬
‫مخالفين في ذلك صريح القرآن والسنة‪ ،‬بزعمهم أن ذلك تنزيه وتجريد‪ .‬وانظققر إلققى‬
‫الداعي السماعيلي إبراهيم الحامدي وهو يجرد الله من السم والصفة فيقققول ‪":‬فل‬
‫ل‪ ،‬لنققه مبققدع‬‫ل‪ ،‬ول تاما ً ول فاع ً‬
‫ل‪ ،‬ول كام ً‬‫يقال عليه حيًا‪ ،‬ول قادرًا‪ ،‬ول عالمًا‪ ،‬ول عاق ً‬
‫الحي الققادر العققالم التققام الكامقل الفاعقل‪ ،‬ول يققال عنقه ذات لن كققل ذات حاملققة‬
‫للصفات" )ىىى ىىىىى ‪14‬ى‪ .(13‬وقال الداعي السماعيلي السليماني ضياء الدين‪" :‬الحمد‬
‫لله المتعالي عن السماء والسماء‪ ،‬والمتقدس أن يكون له تعالى حد أو رسم" )ى ىىى‬

‫‪29‬‬
‫)ىىى ى‬ ‫ىىىى ىىى‪ .(5 :‬ويقول الداعي الكرماني‪":‬إنه تعالى ل ينققال بصققفة مققن الصققفات"‬
‫ىىىىى ‪ (135‬وهذه العقيدة متفق عليها بينهم‪.‬‬
‫ثم إنهم بعد نفي السماء والصفات عن الله تبققارك وتعققالى مققع كققونه –عنققدهم‪ -‬ل‬
‫موجود ول معدوم فاحتاجوا إلى أن يخترعوا أو يختلقققوا آلهققة أخققرى لطلق السققماء‬
‫والصققفات الققتي ورد ذكرهققا فققي القققرآن والسققنة عليهققم فقققالوا‪" :‬إن جميققع صققفات‬
‫الشرف والجللة وما يعبر به في جميققع اللغققات مقن الشققارات بنعقوت اللهيقة فإنهقا‬
‫واقعة على العقل الول" )ىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ‪ .(101‬وقال الكرماني‪" :‬إن اسم اللهية‬
‫ل يقع إل على المبدع الول" )ىىىى ىىىىى ‪.(195‬‬
‫والعقل الول أو المبدع الول في اعتقققاد السققماعيلية هققو الققذي رمققز لققه القققرآن‬
‫بالقلم في الية الكريمة ‪ :‬ن* والقلم ومققا يسققطرون‪ ،‬وهققو الققذي أبققدع النفققس‬
‫الكلية التي رمز لها في القرآن أيضا باللوح المحفوظ‪ ،‬ووصفت بجميع الصفات الققتي‬
‫للعقل الكلي‪ ،‬إل أن العقل كان أسبق إلى توحيد الله فسققمي بققق"السققابق" وسققميت‬
‫النفققس بققق"التققالي"‪ ،‬وبواسققطة العققل والنفققس وجقدت جميقع المبقدعات الروحانيققة‬
‫والمخلوقات الجسمانية من جماد وحيوان ونبات وإنسققان‪ ،‬ومققا فققي السققماوات مققن‬
‫نجوم وكواكب" )ىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىى ىىىى ىىىىىىىىىى( ومن عقائد السققماعيلية أن‬
‫العقل الول يماثله في العالم السفلي النققاطق‪ ،‬كمققا يماثققل العقققل الثققاني أو التققالي‬
‫الساس )ىىىى ىىىى ىىىىى ىىىىىىىى ‪ (356‬وقال السجستاني‪ " :‬منزلة الرسول في العالم‬
‫الجسماني كمنزلة السابق في العالم الروحاني" )ىىىىى ىىىىىىىى ‪.(57‬‬
‫وبناء على ذلك كل السماء والصفات التي أطلقت علققى الموجققود الول أو العقققل‬
‫الكلي أو السابق أو بقية العقول هي للناطق‪ ،‬والساس‪ ،‬ولمن قام مقامها من الئمة‬
‫في العالم السفلي‪ ،‬أو حتى اسققم الجللققة يقققع عليققه لن كققل خصققائص العقققل الول‬
‫جعلت للمام )ىىىى ىىىىى ىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىى ىىىىىىىىىى ‪ .(40‬لن من عقيدتهم أن الله‬
‫أقققام هققذين العققالمين " العلققوي والسققفلي" بعشققرة حققدود كاملققة‪ ،‬خمسققة حققدود‬
‫جسققمانية‪ ،‬وخمسققة حققدود روحانيققة‪ ،‬فالحققدود الجسققمانية أو الرضققية هققم ‪ :‬النققبي‪،‬‬
‫والوصي‪ ،‬والمقام‪ ،‬والحجقة‪ ،‬والقداعي‪ .‬ويقابقل كل منهقم‪ :‬السقابق‪ ،‬والتقالي‪ ،‬والجقد‪،‬‬
‫والفتح‪ ،‬والخيال‪ .‬وهي ما أسموها بالحدود الروحانية )ىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ىىىىىى ىىىى‬
‫ىىىىىىىىىى ‪119‬ى‪.(118‬‬
‫وعلى ذلك نقلوا –كذبا‪ -‬عن محمد الباقر أنه قال‪ " :‬ما قيل في الله فهو فينا‪ ،‬ومققا‬
‫قيل فينا فهو في البلغاء من شيعتنا" )ىىى ىىىىى ىىىىىىى ‪ .(195‬وأصرح من ذلك ما قققاله‬
‫الداعي جعفر بن منصور اليمن‪" :‬فكل قائم في عصره فهو اسم الله الذي يدعى بققه‬
‫في ذلك العصر كما قال عز وجل‪ :‬ولله السماء الحسنى فادعوه بها‪) ‬ىىىىى ‪.(109‬‬
‫لذا قال الحامدي‪" :‬إن عليا هو الله الخالق البارئ المصور" )انظققر كنققز الولققد ‪ .(221‬وذكققر‬
‫المؤيد الشيرازي بأن عليا رضي الله عنه قال وهو على منبره‪" :‬أنا الول‪ ،‬وأنا الخر‪،‬‬
‫وأنا الظاهر‪ ،‬وأنا الباطن‪ ،‬وأنا بكل شيء عليم‪ ،‬وأنا الذي رفعت سققماءها‪ ،‬وأنققا الققذي‬
‫دحوت ارضها‪ ،‬وأنا الذي أنبت أشجارها‪ ،‬وأنا الذي أجريت أنهارهققا" )ىىىى ىىى ىىىىىىى ى‬
‫‪ .(147‬يعني أن عليا هو الرب الحقيقي المتصققف بصققفاته‪ ،‬والمتحلققي بنعققوته‪ ،‬وكققذلك‬
‫الئمة من ولده‪ ،‬لنققه يماثقل العقققل الثققاني أو التقالي أو اللققوح المحفققوظ‪ ،‬كمقا كققان‬
‫الرسول يماثل السابق‪ ،‬أو العقل الول‪ .‬نعم هذا ما يعتقدونه‪.‬‬
‫كما ذكر الداعي إدريس المكرمي نقل عن علي أنه قال‪" :‬أنا اللوح المحفوظ… أنا‬
‫أهلكت القرون‪ ،‬وأن ميتنا لم يمت وقتيلنا لم يقتل‪ ،‬ول نلد ول نولد" )ىى ى ىىىى ىىى ‪.(76‬‬
‫وقال جعفر بن منصور اليمن مبينا الرب في قوله تعققالى‪ :‬وجققوه يققومئذ ناضققرة‪‬‬
‫يعني مشرقة ‪‬إلى ربها ناظرة‪ ‬يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه" )ىىىىى ‪.(37‬‬

‫‪30‬‬
‫هذا وان اللوهية ليست بمقتصرة على الناطق والساس‪ ،‬أي على النبي والوصققي‬
‫حسب زعمهم‪ ،‬بل إن الئمة كلهم من أولد علي وآبائه يملكققون اختيققارات اللوهيققة‪،‬‬
‫ويتحلون بأوصاف الربوبية‪ .‬فنقلوا –كذبًا‪ -‬عن أبي الباقر جعفققر أنققه سققئل عققن صققفة‬
‫الرب فقال‪" :‬خمس كلمات‪ :‬الله أحد‪ ،‬محمد الصمد‪ ،‬فاطمة لم تلد الحسن‪ ،‬ولم يلد‬
‫الحسين‪ ،‬ولم يكن لمير المؤمنين علي بن ابي طالب كفو أحد"‪) .‬ىىى ىىى ىىىىى ىى ى ىىى‬
‫ىىىىىىى ‪ .(36‬وأما عبدالمطلب فقد قالوا فيه‪:‬‬
‫وهو الذي به المتم قد غلب‬ ‫وكان رب الوقت عبدالمطلب‬

‫)ىىىى ىىى ىىى ىىىى ىى ىىىى ىىى ىىى‬


‫‪.(56‬‬
‫وقد قال علي بن سليمان المكرمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‪ " :‬أنققه‬
‫رب العرش العظيم‪ ،‬وأن أبيه هو النبأ العظيم" )ىىىى ىىىىىىى ىىىىىى ‪.(13‬‬
‫فبناء على ما تقدم فإن الشيرازي السماعيلي ل يرى بأسا بإطلق البوة على الله‬
‫المتعالي‪ ،‬ول بإضافة النبوة إليه فيقول‪ " :‬نقول في أقققوالهم فققي المسققيح‪ :‬أنققه ابققن‬
‫الله‪ ،‬والحواريين أنهم أبناء الله‪ ،‬فإنه ل روعة في هذا القول إل عند أهل الجهل الذين‬
‫لم يرتعوا في مراتع العلم" )ىىىىىىى ىىىىىىىى ‪148‬ى‪.(147‬‬
‫النقد‪ :‬إن هذه الراء مستقاة من الفلسققفة الفلطونيققة فهققي قققد جققردت اللققه –‬
‫تعالى عما يقولون‪ -‬من كل صفة‪ ،‬وصققرفتها إلققى أول مبققدع وهققو العقققل الول‪ .‬قققال‬
‫شيخ السلم ابن تيمية‪" :‬إنهم ل يثبتون إل وجودا ً مطلقا ً ل حقيقة لققه عنققد التحصققيل‪،‬‬
‫وإنما يرجع إلى وجود في الذهان‪ ،‬يمتنع تحققه فققي العيققان‪ .‬فقققولهم يسققتلزم غايققة‬
‫التعطيل وغاية التمثيل؛ فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعققدومات‪ ،‬ويعطلققون السققماء‬
‫والصفات تعطيل ً يستلزم نفي الذات… إذ سققلب النقيضققين كجمققع النقيضققين كلهمققا‬
‫من الممتنعات‪) .‬ىىىىىىى ى ‪.(3/7,8‬‬
‫ولشك أن قولهم هذا شرك في العتقققاد والخلققق‪ ،‬يخققالف تمامقا ً مفهققوم السققلم‬
‫للوحدانية والتي أكدتها آيات القرآن الكريم في مثل قوله تعالى‪ :‬ما اتخذ الله مققن‬
‫ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعل بعضهم على بعققض سققبحان‬
‫الله عما يصفون‪) ‬ىىىىىى ىى ‪ (91‬وقوله تعققالى‪ :‬وقققال اللققه ل تتخققذوا إلهيققن‬
‫اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون‪) ‬ىىىىى ‪.(51‬‬
‫ييييييي يي يييييي يييييي يي يييييي ييييييي‪:‬‬
‫‪ -1‬النبوة مكتسبة‪ ،‬وأن النسان يستطيع أن يصبح نبيا ً بعد الرتياض والمجاهدة‪ .‬حيث‬
‫قالوا –بعد ذكر الصفات اللزمة من أجل اكتساب النبوة‪" :‬إذا اجتمعت هققذه الخصققال‬
‫في واحد من البشر‪ ،‬في دور من أدوار القرانات فققي وقققت مققن الزمققان‪ ،‬فققإن ذلققك‬
‫الشخص هو المبعوث وصاحب الزمان )ىىىىى ىىىىى ىىىىى ى ‪.(4/129‬‬
‫‪ -2‬أنها فيض يفيض من أحد العقول العشرة‪ .‬حيث قالوا‪ " :‬إن الشريعة اللهية جبلققة‬
‫روحانية تبدو من نفس جزئية في جسد بشري بقوة عقلية تفيض عليهققا مققن النفققس‬
‫الكلية" )ىىىىى ىىىىى ىىىىى ى ‪.(4/129‬‬
‫‪ -3‬أن الرسول تعلم من بشر وليس من جبريل‪ .‬لن جبريققل عنققد السققماعيلية ليققس‬
‫بملك‪ ،‬بل هو عبارة عن أحد العقول العشققرة‪ ،‬أو تعلققم عققن الخيققال‪ ،‬أو البشققر الققذي‬
‫يزعم السماعيلية أنه كان يعلم الرسول ‪– ‬نعققوذ بققالله مققن هققذا الكفققر‪ ،-‬فقققالوا‪:‬‬
‫"وكان العقل العاشر هو المحتجب لمحمد ‪ ‬المؤيد له الناظر إليه المدد له بواسطة‬
‫الجد والفتح والخيال عند كماله وبلوغه رتبة الحجابية‪ ،‬لن كل ناطق ووصي وإمققام ل‬
‫بد له من التعليم والترقي رتبة رتبة كمققا قققال تعققالى‪ :‬واللققه أخرجكققم مققن بطققون‬
‫أمهاتكم ل تعلمون شيئا ً‪ ،‬فكان محمد ‪ ‬آخذا من أبي بن كعققب فققي حققال تعليمققه‬

‫‪31‬‬
‫ابتداء وهو المكنى عنه بجبرائيل" )ىىىى ىىى ىىىىىى ى ىى ىىىى ى ىىى ىىى ىىىى ‪127‬ى‪ .(126‬بققل‬
‫زادوا في الجرأة وقالوا‪ :‬أن النبي ‪ ‬لم يقمه على منصب النبوة‪ ،‬ولققم يبعثققه إل أبققو‬
‫طالب )ىىىى ىىىى ىىى ىىىىىى ى ىىى ىىىى ‪161‬ى‪ .(160‬كما أنه لم يوح إليه‪ ،‬ولم يعلمققه‪ ،‬ولققم‬
‫يفده ويبصره إل أبي‪ ،‬وميسرة‪ ،‬وزيد بن حارثة‪ ،‬وعمرو بن نفيل‪ ،‬وبحيرة الراهب‪ ،‬مع‬
‫حجة أبي طالب خديجة رضي الله عنها )ىىىى ىىى ىىىى ى ىىىىى ىى ‪210‬ى ىىىىى ىىى ىىىىىىى ىىى‬
‫‪25‬ى ىىىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ‪ (72‬فمحمد صلوات الله عليه وسلمه‬
‫في معتقدهم هو رسول الرب أي أبققي طققالب‪ ،‬ومققوحى إليققه مققن قبققل أبققي وغيققره‪،‬‬
‫ومعلم من قبل خديجة –عياذا بالله‪.-‬‬
‫‪ -4‬أن القرآن ليس كلم الله‪ ،‬بل من كلم الرسققول المركققب مققن خطققرات النفققس‪.‬‬
‫يقول السجستاني‪" :‬إن القبول قبولن‪ :‬قبول سمع‪ ،‬وقبول وهققم‪ ،‬فققالقبول السققمعي‬
‫يكون بالكلم‪ ،‬والقبول الوهمي يكون بالخطرات‪ ،‬والكلم يكون من المتكلم في آلت‬
‫الكلم‪ ،‬والخطرات من متفكر في خزائن العقققل… فصققح مققن هققذه الجهققة أن قبققول‬
‫الرسل قبول وهمي‪ ،‬يخطر في أفئدتهم وما أرسلوا به‪ ،‬ثم يؤدون إلى المم بلسانهم‬
‫ولغتهم" )ىىىىى ىىىىىىىى ‪148‬ى‪.(147‬‬
‫‪ -5‬أن دعقوة الرسقول ‪ ، ‬ومقن سقبق مقن النبيقاء كقانت إلقى علقي‪ ،‬وهقو مرسقل‬
‫الرسل‪ ،‬وكان يفضل محمدا ً ‪ ،‬بل كان مولى له‪ ،‬وهو عبده‪ :‬نقل إبراهيققم الحامققدي‬
‫عن جعفر بن منصور اليمن أنه قال‪ " :‬إن الله ل يقبل توبة نبي‪ ،‬ول اصققطفاء وصققي‪،‬‬
‫ول إمامة ولي‪ ،‬ول عمل طاعة من عامل ولو تقطع في العبادة واجتهد إل بولية علي‬
‫ابن أبي طالب صلوات الله وسققلمه عليققه‪ .‬فمققن أتققى بغيققر وليققة علقي… أسقققطت‬
‫نبوته… فكما أن الله واحد أحد‪ ،‬فرد صمد ل شققريك معققه فققي ملكققه‪ ،‬ول صققاحبة ول‬
‫ولد‪ ،‬كذلك مولنا علي عليه السلم واحد في فضله‪ ،‬أحد فرد صمد ل شريك له فيه‪،‬‬
‫وليس له كفوا أحد" )ىى ى ىىىى ى ىىىىى ىى ‪ .(218‬وقالوا‪" :‬وعلي هو الحائز لرتبقة الظقاهر‬
‫والباطن" )ىىىى ىىى ىىىىىىى ى ‪ .(130‬وقققالوا‪" :‬ومعلققوم أن محمققدا ً ‪ ‬لققم يحققز إل رتبققة‬
‫الظاهر فقققط" وأكققثر مققن ذلققك‪ " :‬أن محمققدا ً كققان مؤيققدا ً بعلققي" )ىىىى ىىى ىىىىىىى ى‬
‫ىىىىىىىى(‪ .‬وقالوا عن علي‪" :‬إنه هو مجمققع النبيققاء والوليققاء والئمققة مققن أول الدوار‬
‫إلى قيامه )النققوار اللطيفققة ‪ .(125،126‬وهو الذي قققال عنققه الرسققول –كمققا يكققذبون عليققه‪:-‬‬
‫"علي أبو عترتي‪ ،‬وساتر عورتي‪ ،‬ومفرج كربتي‪ ،‬وغافر خطيئتققي" "وإنققه كققان مققولى‬
‫رسول الله‪ ،‬والرسول عبده" )ىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىى ىىى ىى ىىىى ى ‪ 209‬ىىى ىى(‪ .‬اللهم إني‬
‫أعوذ بك من نقل هذه الكلمات الكفرية‪.‬‬
‫النقد‪ :‬إن هذه العقائد مخالفة صريحة لنصوص القرآن وصريح السنة‪ ،‬مبنية علققى‬
‫الكفر المحض‪.‬‬
‫فالنبوة اصطفاء مققن اللققه‪ ،‬وليسققت اكتسققاب‪ ،‬قققال تعققالى‪ :‬اللققه يصققطفي مققن‬
‫الملئكققة رسققل ومققن النققاس‪) ‬ىىى ى ‪ (75‬والقققرآن كلم اللققه‪ ،‬قققال تعققالى‪ :‬إنققي‬
‫اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلمي‪) ‬ىىىىىىى ‪ .(144‬والله قد أوحى إلى جبريل‬
‫بالوحي ليتنزل به على محمد ‪ ،‬ولم يتعلم النبي ‪ ‬من البشر‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ولقد‬
‫نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر‪) ‬ىىىىى ‪ .(103‬فهم ‪‬يضاهئون قول الققذين كفققروا‬
‫من قبل قاتلهم الله أّنا يؤفكون‪) ‬التوبة ‪.(30‬‬
‫وعلي رضي الله عنه داخل في أمة محمد ‪ ،‬وتابع له‪ ،‬قال تعققالى‪ :‬ومققن يطققع‬
‫الله ورسوله فقد فاز فوزا ً عظيما ً‪) .‬ىىىىىىى ‪ .(71‬والرسول ‪ ‬شاهد على المة قال‬
‫تعالى‪ :‬ويكون الرسققول عليكققم شققهيدا ً‪) ‬ىىىى ىى ‪ .(143‬ودعققوة الرسققول ‪ ‬إلققى‬
‫توحيد الله وعبادته‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وما أرسلنا من رسول إل نوحي إليققه أنققه ل إلققه إل‬
‫أنا فأعبدون‪) ‬ىىىىىىىى ‪.(25‬‬

‫‪32‬‬
‫وأخيققرا ً نقققول إن قققولهم أن النبققوة فيققض‪ ،‬مققا هققو إل اسققتمداد مققن الفلسققفة‬
‫الفلطونية‪ ،‬وامتداد لقولهم في اللوهية‪.‬‬
‫ييييييي يي ييييييي يييييييي‪:‬‬
‫ييييي يي ييييييي‪:‬‬
‫يعتقققد بعققض السققماعيلية أن الوصققي أفضققل مققن النققبي‪ ،‬والبعققض الخققر يقققول‬
‫بالمساواة بينهما‪ ،‬ويقولون‪ :‬بأن لكل نبي وصي‪ ،‬ول يعدون الوصي إمامًا‪ ،‬بل هو فوق‬
‫المام‪ ،‬فالمامة شيء‪ ،‬والوصاية شيء آخر‪.‬‬
‫ووصي رسول الله " هو علي‪ ،‬يقول الكرماني‪" :‬إن الوصي أول منصوص عليه من‬
‫الحدود في الدورة والدعوة إلى التوحيد‪ .‬فهو من حيث كونه كامل ً ل فرق بينققه وبيققن‬
‫الناطق" )ىىىى ىىىىى ى ‪.(216‬‬
‫ولكن هناك من يعتقد من السماعيلية أن عليا ً افضل مققن النققبي لنققه هققو مقصققود‬
‫الدعوة ومرادها‪ .‬قال جعفر بن منصور اليمن‪ ":‬وصدوا عن السبيل‪ ‬يعنققي صققدوا‬
‫عن علي‪ ،‬وهو السبيل الذي ل تقبل العبادة إل باتباعه" )ىىىىى ‪.(175‬‬
‫وأكثر من ذلك ما يروونه أن الرسول ‪ ‬قد صدر عنه الذنوب بقدليل قققوله تعققالى‪:‬‬
‫‪‬ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر‪ ،‬وأن عليا ً لم يصدر منه ذنب مطلقققًا"‬
‫)ىىىىى ىىىىىى ىىىىى ىى ىىىىى ىىىىى ى ‪ 149‬ىىىىى(‪ .‬وقالوا‪ " :‬ولية علي حسنة ل يضر معهققا‬
‫سيئة" )ىىى ىىىىى ىىىىىىى ى ‪ .(221‬وقالوا‪" :‬علي هو المبين مشكلت ما أتى به الرسققول‬
‫‪) "‬ىىىىى ىى ى ‪ .(715‬وقال الشيرازي‪" :‬لول الوصي عليقه السقلم لمقا كقان للمعقارف‬
‫اللهية وجود"‪) .‬ىىىىىىى ىىىىىىىى ‪.(144‬‬

‫ييييي يي ييييييي‪:‬‬
‫ييييييي يي يييييي ييييييي‪:‬‬
‫‪ /1‬أن المامة أصل من أصول السلم وأساسه‪ ،‬وأفضلها‪ .‬قققالوا‪ :‬بنققي السققلم علققى‬
‫سققبع دعقائم‪ :‬الوليققة وهققي أفضقلها وبهققا وبقالولي يوصققل إلققى معرفتهققا‪ ،‬والطهققارة‪،‬‬
‫والصلة والزكاة‪ ،‬والصوم والحج‪ ،‬والجهاد‪) .‬ىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ى ىىىىى ىى ى ‪1‬ى ‪2‬ى ىىىىى ى‬
‫ىىىىىىى ى ‪1‬ى ‪.(51‬‬
‫‪ /2‬المققام مفققروض الطاعققة‪ .‬قققال المعققز‪" :‬إن اللققه قققد فضققلنا‪ ،‬وشققرفنا‪ ،‬واختصققنا‪،‬‬
‫واجتبانا‪ ،‬وافترض طاعتنا على جميع خلقه" )ىىىى ىىى ىىىىى ىىىىى ىىىىى ى ىىىىى ىى ى ‪ 19‬ى‬
‫‪.(420‬‬
‫ً‬
‫‪ /3‬ول تخلو الرض من إمام أبدا‪ ،‬ظاهر أو مستور‪ .‬قال الداعي حسن بققن نققوح‪ " :‬إن‬
‫الرض ل تخلو طرفة عين من قائم بحق لهداية عباد الله‪ ،‬وخلقه‪ ،‬إما ظاهرا ً مشهورا ً‬
‫أو باطنا ً مستورا ً" )ىىىىىىى ى ‪.(189‬‬
‫‪ /4‬ول يكون أحد إماما إل من أولد علي‪ ،‬الحسن والحسين‪ ،‬ثم في أولد الحسققين‪ ،‬ل‬
‫في أولد الحسن‪ ،‬ثم في أولد إسماعيل‪ ،‬ل في أولد أحد غيره ‪) .‬ىىىى ىىىىى ىىىىىىى ى ‪1‬‬
‫ى ‪28‬ى ىىىىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ى ‪.(109‬‬
‫‪ /5‬كل واحد منهم معصوم )ىىىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىىى ى ى ‪97‬ى‪96‬ى ىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىى ى ‪ 7‬ى‬
‫‪.(183‬‬
‫‪ /6‬يجب أن يكون المام منصوص عليققه‪ ،‬ومعينققا مققن قبققل اللققه عققز وجققل‪) .‬ىىىى ىىى‬
‫ىىىىىىىىىى ى ‪ 7‬ى ‪.(183‬‬
‫‪ /7‬ويكون المام افضل ممن سبقه‪ .‬قال النعمان‪" :‬ل يأتي إمام إل أعطاه الله فضققل‬
‫المام الذي مضققى قبلققه‪ ،‬وعلمققه‪ ،‬وحكمتققه‪ ،‬وزاده مثققل سققتة أسققباع ذلققك" )المجققالس‬
‫والمسايرات(‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ /8‬ول يعترض على المام وإن أتققى بالموبققات‪ .‬قققال النعمقان‪" :‬أدبققوا أنفسققكم أيهققا‬
‫المؤمنون‪ ،‬وانهوها عما تنكره من أفعققال الئمققة… وسققلموا كمققا أمركققم اللققه تعققالى‬
‫بالتسققليم لهققم‪ ،‬واطيعققوهم كمققا افققترض اللققه عليكققم طققاعتهم‪ ،‬واحققذروا خلفهققم‬
‫والعتراض عليهم" )ىىىى ىىىىى ى ‪.(131‬‬
‫‪ /9‬ول يكون المام من ل عقب له‪) .‬ىىىىىىىى ىى ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىىى ى ‪.(131‬‬
‫‪ /10‬ول يكون أحدا إمام وأبوه حي‪) .‬ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ى ‪ 2‬ى ‪.(106‬‬
‫‪ /11‬والمام يستطيع أن يتجسد في صورة أي شخص يشاء‪) .‬ىىىىى ىىىىى ى ى ى ىىىى ىىى‬
‫ىىىىىىى ‪.(120‬‬
‫النقد‪ :‬إن غلوهم في الوصاية والمامة بهذه الصققورة أودى بهققم فققي نهايققة المققر‬
‫إلى تأليه الئمة‪ ،‬فأصبحوا يخاطبون أئمتهم مخاطبة العبد لربققه‪ ،‬ويصققفونهم بأوصققاف‬
‫الله القادر المختار‪ ،‬وأبيات ابن هاني الندلسققي مشققهورة معروفققة‪ ،‬وقققد قالهققا فققي‬
‫المعز السماعيلي ومنها‪:‬‬
‫فاحكم فأنت الواحد القهار‬ ‫ما شئت ل ما شاءت القدار‬

‫وبه يحط الصر والوزار‬ ‫هذا الذي ترجى النجاة بحبه‬

‫حقا وتخمد إن تراه النار‬ ‫هذا الذي تجدي شفاعته غدا‬

‫)ىى ىىى ىى ى ى ىىى ى‬


‫‪.(365‬‬
‫بل نقلوا عن محمد الباقر –كذبا‪ -‬أنه قال‪ " :‬نحن الئمة أوليققاء اللققه‪ ،‬ل يفققتر علينققا‬
‫من علمه شيء ل في الرض ول في السماء نحن يققد اللققه وجنبققه‪ ،‬ونحققن وجققه اللققه‬
‫وعينه وأينما نظر المؤمن يرانا‪ ،‬إن شئنا شاء الله" )ىىىى ى ىىى ىىى ىىىى ى ىى ىىى ى ىىى(‪.‬‬
‫وقال الكرماني‪" :‬كل منهم )أي الئمة( في زمانه مقام الله بقيامه مقام النققبي الققذي‬
‫هو القائم مقام الله" )ىىىى ىىىىى ى ‪ .(577‬وقال البدخشاني السماعيلي الفارسققي‪" :‬إن‬
‫ما ورد في القرآن ‪‬كل شيء هالك إل وجهه‪ ‬المقصود منه وجققه المققام )ىى ىى ى ى‬

‫ىىى ىىىىى(‪ .‬وقال ضياء الدين السماعيلي‪" :‬ومن يهن الله‪ ‬يعني إمققام كققل زمققان‬
‫بمعاندة حجبه ‪‬فماله من مكرم‪ ‬يعني في معاده‪ ،‬ثم قال‪) :‬إن الله( يعني صاحب‬
‫كل عصر يفعل ما يشاء" )ىىىى ىىىىىىى ى ‪.(246‬‬
‫لذلك أصبحوا يصرفون نوعا ً من أنواع العبادة‪ ،‬وهو السجود للمام‪ ،‬يقول النعمققان‪:‬‬
‫"فينبغي لمن واجه المام عليه السلم أن يبققدأ بالسققلم عليققه‪ ،‬ثققم يقبققل الرض بيققن‬
‫يديه" )ىىىىى ىى ىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ى ‪.(104‬‬
‫وبعد غيبة المام اصبحت هذه العبادة تصرف للداعي )كما هو مشاهد ومثبت لمام‬
‫البهرة( إلى غير ذلك من الستغاثات الشركية بالئمة‪.‬‬
‫إن هذه العبارات الواضحة‪ ،‬والنصوص الصريحة‪ ،‬والفعققال القبيحققة‪ ،‬دالققة علققى أن‬
‫الله لدى السماعيلية إمام‪ ،‬والمام إله‪ ،‬وهذا ما دل عليه ما نقلناه هنا‪ ،‬وفي مبحققث‬
‫اعتقادهم في الله‪ .‬ول يشك أحد في أن هذا كفر محض‪.‬‬
‫يييييييي يييييييي يييي يييييي يييييي يييييي‪:‬‬
‫إن السماعيلية يعتقدون بوجود دورات متعاقبة لهذا العالم في كل دور نبي نققاطق‬
‫ووصي وأئمة ستة‪ ،‬فإذا جاء السابع افتتح دورا ً جديدا ً وصار ناطق قًا‪ .‬فققاعتبروا آدم هققو‬
‫نوح‪ ،‬ونوح هو موسى‪ ،‬وموسى هو عيسى‪ ،‬وعيسى هو محمد‪ .‬فجعلوا النبياء شخصا‬
‫واحدا‪ ،‬وكذلك الئمة يظهرون في كل دور بنفس ظهورهم في الدور الققذي قبلققه‪ ،‬أي‬
‫بمعنى آخر تفنى أجسامهم وتبقى أرواحهم تتعاقب على أجسام أخرى‪) .‬ىىى ى ىىىى ىىى‬

‫‪34‬‬
‫ىىىىىىى ىىىىىى ىىىى ىىىىىىى ى ‪113‬ى ىىىى ىىىىىىى ىىىىىى ى ‪74‬ى ىىىىىى ىى ىىىىىىى ىىىىىىىىىىى‬
‫ىىىىىى ىىىىىىى ى ‪48‬ى ىىىىىىىى ىىىىىىىىى ىىىىىىى ى ‪210‬ى‪.(209‬‬
‫وأمققا النعيققم والعقققاب فيقولققون عنققه‪ :‬أن أرواح المققؤمنين عنققدما تمققوت وتمققتزج‬
‫بالهيكل النوراني تعود بعدها إلى الرض بأجسام أخرى‪ ،‬وتدخل الدعوة من جديد إلى‬
‫ان تصل إلى مرتبتها فيها قبل موتها‪ .‬أما أرواح المعاندين فتققدخل فققي أدوار متكققررة‬
‫من العذاب تتقمص في كل دورة سبعين قميصًا‪ ،‬أولها الرجس‪ ،‬وهي قميققص البشققر‬
‫الذين ل يصلحون للمخاطبة‪ ،‬كالزنققج والققترك‪ ،‬وآخرهققا الوسققخ‪ ،‬وهققو ظهورهققا داخققل‬
‫المعدن والحجر‪) .‬ىىىىىىى ىىىىىىى ‪.(115‬‬
‫وققالوا أيضقا‪ :‬لجهنقم سقبعة أبقواب‪ ،‬معنقاه سقبع دركقات‪ ،‬القدرك الول هقو الزنقج‬
‫والبربر‪ ،‬والدرك الثاني يسمى العكس في قصققص القققردة والنسققناس‪ ،‬والثققالث فققي‬
‫قصص السباع )ىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىىىىى ى ‪ (109‬لذا تجد العامة من المكارمققة فققي نجققران‬
‫تعتقد بهذا التناسخ‪ ،‬فما أن يموت الميت منهم وتكون سيرته غير حسنة‪ ،‬ويظهر فققي‬
‫الحقي قققط أو غققراب أو بومققة إل ويقولققون أن روح فلن حلقت فقي هقذا الحيقوان أو‬
‫الطائر‪ ،‬وهذا مشاهد بكثرة حتى اصبح من الخبققار المتققواترة عنهققم وخاصققة العجققائز‬
‫والصغار منهم‪.‬‬
‫النقد‪:‬إن هذا القول هو عين ما يعتقده الهندوس الكفرة‪ ،‬وهققو يفضققي إلققى إنكققار‬
‫الحياة الخروية‪ ،‬قال تعالى‪  :‬ثم إنكم يوم القيامة تبعثون‪) ‬ىىىىىى ىى ‪ ، .(16‬وقققال‬
‫سبحانه‪ :‬ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا‬
‫قالوا بلى ولكن حقت كلمة العققذاب علقى الكقافرين‪) ‬ىىىى ى ‪ ،(71‬وققال تعقالى عققن‬
‫الجنة‪ :‬أعدت للمتقين‪) ‬ىى ىىىىى ‪(133‬ى وقال عن النار‪ :‬أعققدت للكققافرين‪) ‬ىى‬
‫ىىىىى ‪.(131‬‬
‫ييييييي ييييييييييي يييييي يييي ييييي ييي ييييييي‪:‬‬
‫‪-1‬يييييييي يييييي يييييي‪:‬‬
‫يصرح القاضي النعمان بهذه العقيدة في كتابه "أساس التأويققل" ققائل‪" :‬لمقا غققاب‬
‫رسول الله ستروا مرتبة أساسه صلوات الله عليه‪ ،‬وكتموا نص الرسول وبيعته الققتي‬
‫بايعوه بغدير خم‪ ،‬واتبعوا إبليس وقابيل والسامري حذو النعل بالنعل‪ ،‬والقذة بالقققذة‪،‬‬
‫وجلسوا مجلسه وتسموا باسمه وادعوا منزلته من الخلفة‪ ،‬وإمرة المؤمنين‪ ،‬وتعلقوا‬
‫بالظاهر وصرفوه‪ ،‬فأقام الساس صلوات الله عليه عليهم الحجة بالقرآن الققذي نققزل‬
‫على محمد ‪ ‬لما جمعه‪ ،‬وجاء به فقالوا حسبنا ما معنا من كتاب الله‪ ،‬ول حاجققة لنققا‬
‫إلى ما معك‪ ،‬فأخذه‪ ،‬وانصرف عنهم"‪ .‬ومن أمثلة التحريف ما ذكره جعفر بن منصور‬
‫اليمن في كتابه )ىىىىى ى ‪ (78‬قال‪" :‬وقد خاب من حمققل ظلمققا‪) ‬ظلققم آل محمققد(‬
‫هكذا نزلت هذه الية" إضافة إلى مققا يعتقققده السققماعيلية بققأن القققرآن الكريققم مققن‬
‫تأليف النبي ‪ ،‬يقول السجستاني‪" :‬ألف النبي كتابه القرآن مما استفاده من العالم‬
‫الروحاني" )ىىىىى ىىىىىىىى ى ‪.(157‬‬
‫‪ -2‬يي ييييييي‪:‬‬
‫بقول جعفر بن منصور اليمن في تفسير قول الله تعققالى‪ :‬فل رفققث ول فسققوق‬
‫ول جدال في الحج‪ ‬هم أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان )ىىىىى ى ‪ .(125‬ويفسر الية‪ :‬وكان‬
‫الشيطان للنسققان خققذول‪ ‬أي عمققر لبققي بكققر )ىىىى ى ى ‪ .(30‬وقققال أيضققا‪" :‬إن‬
‫القائم يصلب أبا بكر وعمر" )ىىىى ى ‪ .(34‬وإن كتاب )ىىىىى( لممتلىء مققن مثققل هققذا‬
‫السباب والشتائم والتكفير‪ .‬وأما القاضي النعمققان فكفققر ابققا بكققر وعمققر رضققي اللققه‬
‫عنهما حيث قال‪:‬‬
‫وكفـقره لما أتى عنه خبر‬ ‫كفر أبو بكر بنصبه عمر‬

‫‪35‬‬
‫)ىىىىىىىى ىىىىىىىى ى ‪.(99‬‬
‫ويقول الحامدي‪" :‬من الصحابة من أقروا بنبوة النبي ‪ ‬وخالفوا عليا‪ ،‬فلم ينفعهققم‬
‫إقرارهم بالرسول" )ىىى ىىىىى ى ‪ .(99‬أما ضياء الدين فيقول في قوله تعققالى‪ :‬وكققان‬
‫في المدينة تسعة رهط يفسدون في الرض‪" : ‬هم ‪ :‬الثلثة ومعاذ وعبيققدة وسققالم‬
‫وعبدالرحمن ومعاوية وعمرو وطلحة والزبير‪ ...‬إنهم رأس الضللة فققي كققل دور مققن‬
‫أدوار الستر )ىىىى ىىىىىىى ى ‪.(335‬‬
‫‪ -3‬ييييي ي‪ :‬يروون فيهقا الروايققة المشقهورة عنقد الرافضقة وهقي قققول جعفقر‪:‬‬
‫"التقية ديني ودين آبائي…" )ىىىىى ىىىىىىى ى ‪92‬ى ىىىىىىىى ىىىىىىىى ى ى ‪ .(403‬وقالوا قال‬
‫الئمة‪" :‬اكتموا سرنا‪ ،‬ومن أذاع سرنا فقد جحد حقنا" )الكشف ‪.(3‬‬
‫‪-4‬ييييي ييي يي يييييي ييييي يي ي ييي يي‪ :‬يقول السجسققتاني‪" :‬علققى‬
‫جميع الوجوه الكفر لكم لزم" )ىىىىىىىى ى ‪ .(18‬وقالوا‪ " :‬أهل الباطل )أي المخالفون(‬
‫أمثال الكلب" )ىىىىى ى ‪ .(96‬كما أن المؤيد الشيرازي سمى المسلمين الذين يخالفون‬
‫ديانته بأولد الزنا )ىى ىىى ىىىىى ى ى ‪ .(274‬وقالوا‪" :‬الضداد الثلثة وتققابعيهم لعنهققم اللققه"‬
‫)ىىىىى ىىىىىى ى ‪.(117‬‬
‫والرد على هذه الفتراءات‪ :‬تجده فققي الكتققب الققتي ردت علققى الرافضققة لن‬
‫السماعيلية تابعون لهم فيهقا‪ .‬ومقن أفضقل الكتققب الققتي ردت علقى الرافضققة كتققاب‬
‫"منهاج السنة" لشيخ السلم ابن تيميققة رحمققه اللققه‪ ،‬وكتققاب أصققول اعتقققاد الشققيعة‬
‫الثنى عشرية للدكتور‪ /‬ناصر القفاري حفظه الله‪.‬‬
‫ييييييييييي يييييييي ييييييي‪:‬‬
‫من الخصائص التي اختص بها السماعيلية‪ ،‬ويعدونها من مفاخرهم‪ ،‬هققي تمسققكهم‬
‫بالتأويل الباطني قائلين‪" :‬إنه ل بد لكل محسوس من ظاهر وباطن‪ ،‬فالظاهر ما تقققع‬
‫الحواس عليه‪ ،‬وباطنه ما يحويه ويحيط العالم به بأنه فيققه‪ ،‬وظققاهره مشققتمل عليققه"‬
‫)ىىىى ىىىىىىى ى ‪ .(28‬مستدلين بقوله تعالى ‪ :‬وما يعلم تأويله إل الله والراسخون في‬
‫ي مققن‬‫العلم ‪) ‬ىى ىى ىىى ‪ .(7‬ونسبوا إلى الرسول ‪– ‬كذبا‪ -‬أنه ققال‪ :‬مققا نزلققت علق ّ‬
‫القرآن آية إل ولها ظهر وبطن )ىىىى ىىىىىىى ى ‪30‬ى‪29‬ى ىىىىىىى ىىىىىىىى ى ‪ 1‬ى ‪.(349‬‬
‫وفرقوا بين الظاهر والباطن إلى حد أن قالوا‪ " :‬إن الظاهر هو الشريعة‪ ،‬والبققاطن‬
‫هقو الحقيققة‪ .‬وصقاحب الشقريعة هقو الرسقول محمقد صقلوات اللقه عليقه‪ ،‬وصقاحب‬
‫الحقيقة هو الوصي علي بن أبي طالب" )ىىىىىى ىى ىىىىى ىىىى ى ‪ .(71‬وهكذا جعلوا عليقا‬
‫رضي الله عنه شريكا ً للرسول الله ‪ ‬في نبوته وشريعته‪.‬‬
‫وكفروا كل من ل يؤمن بالباطن حيث قالوا‪" :‬من عمل بالباطن والظاهر فهو منققا‪،‬‬
‫ومن عمل بالظاهر دون الباطن‪ ،‬فالكلب خيققر منققه‪ ،‬وليققس منققا" )ىىى ىىىى ىىىى ىىىىى‬
‫ىىىىى ىى ىىىىى ىىىىى ى ‪66‬ى ىىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ى ‪38‬ى ىىىىىىىى ىىىىىىىىىى ى ‪.(39‬‬
‫النقد‪ :‬إنهم بهذه المقولقة يطعنقون صقراحة فقي رسقالة محمقد ‪ ،‬حيققث جعلقوا‬
‫الرسول ‪ ‬مبلغا ً للظاهر فقققط؛ الققذي يكققون صققاحبه كققافرا ً إن لققم يققؤمن بالبققاطن‪.‬‬
‫ويكون الرسققول ‪ ‬ققدكتم بعققض الرسققالة‪ ،‬وهققذا طعققن صققريح وكفققر وردة‪ .‬وبهققذا‬
‫صرحوا حيث قالوا‪" :‬الناطق )أي الرسول ‪ (‬نطق بالظققاهر‪ ،‬وأعجققم بالبققاطن فلققم‬
‫يفصح به" )ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىى ىى ىىىىى ىىىىى ى ‪ .(51‬وايضا هم بذلك جعلوا عليا رضي‬
‫الله عنققه مبلغقا ً بالبققاطن فقققط؛ فل يققأمر بالصققلة ول بالزكققاة ول الحققج وغيرهققا مققن‬
‫العبادات لنهققا مققن الظققاهر‪ .‬وبققذلك صققرحوا أيضققا حيققث يقولققون‪" :‬الرسققول ينطققق‬
‫بالظاهر‪ ،‬والساس )أي علي رضققي اللققه عنققه( صققامت عنققه )أي عققن الظققاهر( مققؤدٍ‬
‫للباطن" )ىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ى ‪41‬ى‪.(40‬‬

‫‪36‬‬
‫وإن كان المر كذلك فما معنى إذا أن الرسول ‪ ‬أرسققل إلققى النققاس كافققة‪ ،‬قققال‬
‫تعالى‪ :‬وما أرسلناك إل كافة للناس بشير ونذير‪.‬‬
‫وأيضا ما فائدة رسالة محمد ‪ ‬بدون رسالة علي رضي الله عنه كما يزعمون‪.‬‬
‫وأخيرا نقول‪ :‬إن جعلهم الدين هو الباطن ول يققوم بققه إل الئمققة بعقد أخقذ العهقود‬
‫والمواثيق مقتصرين على النجاة بمن تبعهم لهو صرف للناس عن شريعة محمققد ‪،‬‬
‫وإبعادهم عنها لنها ليست منجيتهم يوم القيامة‪ .‬وصرف النققاس إلققى التبققاع العمققى‬
‫للئمة المزعومين والدعاة الكذابين بدعوى علم الباطن‪.‬‬
‫ييييي يييييييييي يييييييي ييييييي‪:‬‬
‫‪ /1‬التأويل الباطني للشهادة قالوا‪ :‬إن الشهادة مبنيققة علققى النفققي والثبققات‪،‬‬
‫البتداء بالنفي والنتهاء إلى الثبققات‪ .‬وكققذلك الصققليب خشققبتان‪ ،‬خشققبة ثابتققة لققذاتها‬
‫وخشبة أخرى ليسققت لهققا ثبققات إل بثبققات الخققرى‪ .‬والشققهادة أربققع كلمققات‪ ،‬وكققذلك‬
‫الصليب له أربعة أطراف‪ ،‬فالطرف الذي هو ثابت في الرض‪ ،‬منزلته منزلققة صققاحب‬
‫التأويل الذي تستقر عليه نفوس المرتققادين‪ ،‬فققالطرف الققذي يقققابله علققوا ً فققي الجققو‬
‫منزلته منزلة صاحب التاييد الذي يستقر عليه نفسوس المؤيدين‪ .‬والطرفققان اللققذان‬
‫في الوسط يمنة ويسرة على التالي والناطق )ىىىىىىىى ىىىىىىىىى ى ‪76‬ى‪.(75‬‬
‫‪ /2‬وقالوا عن الدعوة‪" :‬الماء مثله مثل العلم‪ ،‬وبيت الخلء مثله مثل الدعوة فيها‬
‫يتخلى من الكفر والشرك والنفاق" )ىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى ى ى ‪.(84‬‬
‫‪ /3‬وقالوا عن الوضوء‪" :‬هو البراءة من الضداد الذين أدعققوا المامققة" )ىىىىىى ىى‬
‫ىىىىىىىىى ى ‪.(110‬‬
‫‪ /4‬وقالوا عن الصلة‪" :‬هققي الطاعققة لميققر المققؤمنين )أي علققي( والئمققة الققذين‬
‫اصطفاهم الله من ولده" )ىىىىى ىىىىى ى ‪.(28‬‬
‫‪ /5‬وقالوا عن صفة الصلة‪ :‬إن التكبير بمعنقى تلوة العلقم‪ .‬ومعنقى الركقوع حقد‬
‫الساس‪ .‬ومعنى السجود حد الناطق لن السققاس بمنزلققة النققثى‪ ،‬والنققاطق بمنزلققة‬
‫الذكر‪ ،‬وللذكر مثل حظ النققثيين‪ ،‬فققإذا كققان الركققوع مققرة واحققدة فالسققجود مرتيققن‪.‬‬
‫والتحميد بمعنى الحدود العلويقة لنقه تمجيقد لهقم وهقو جقالس‪ .‬والتسقليم هقو درجقة‬
‫الجلل‪ ،‬أو تسليم المرء نفسه وماله إلى إمام عصره وزمانه )ىىىىىىى ىىىىىىى ىىىىىىى‬
‫ى ‪35‬ى‪34‬ى ىىىىىى ىىىىى ى ‪.(128‬‬
‫‪ /6‬وقالوا عن الزكاة‪ :‬كذبا ً على علي رضي الله عنه إنققه قققال‪ :‬إيتققاء الزكققاة هققي‬
‫القرار بالئمة من ذريتي )ىىى ىىىىىىى ىىىىىى ىىىىىىى ى ‪.(74‬‬
‫وقالوا عن الصوم‪ :‬الصوم هو الصمت بين أهل الظاهر‪ ،‬وكتمققان السققرار عنهققم…‬
‫وصوم شهر رمضان هو ستر مرتبة القائم… ‪‬ومن شهد منكم الشهر فليصمه‪ ‬أي‬
‫من أدرك زمان المام فليلزم الصمت )ىىىىىىىى ىىىىىىىىى ى ‪.(126‬‬
‫وقالوا في الحج‪ :‬حج البيت هو قصد إمام الزمان مفترض الطاعة… والغققرض مققن‬
‫حج الققبيت معرفققة الئمققة‪ ..‬والمققراد مققن الققزاد والراحلققة هققو العلققوم ودليققل معرفققة‬
‫المام… والحرام هواعتقاد معرفة المام… )ىىىى ىىىىىىىى ىىىىىىىىى(‪.‬‬
‫ييييييييييي يييي ييييييي ييييييييي‪:‬‬
‫ينكر السماعيلية أن يكونوا قائلين بنسخ الشريعة لمن يتهمهم بققذلك‪ ،‬مسققتخدمين‬
‫في ذلك التقية في كتبهم الظاهريققة‪ .‬ولققم يجققرؤوا علققى ذلققك إل لظنهققم بققأن كتبهققم‬
‫الباطنية لتصل إلى ايدي المخالفين لهم والمنكريققن عليهققم‪ ،‬وإل فهققذه حقيقققة ثابتققة‬
‫ناصعة بأن السماعيلية يقولون برفع التكاليف العملية عن الذين نققالوا رتبققة الكمققال‪،‬‬
‫وأدركوا الحقائق‪ ،‬بل اكثر من ذلك يقولون بنسخ شريعة محمد ‪ ‬وإليك الشواهد‬
‫من كتبهم‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -1‬قالوا‪ " :‬لما كان محمد بن إسماعيل عليهمققا السققلم سققابع الئمققة‪ ،‬وخققاتم دور‬
‫التماء‪ ،‬وكان كل سابع يقوم مقام الناطق إن أوجب الوقت ذلك كان ناطقًا‪ ،‬وإل كان‬
‫حافظا ً لرتبته‪ .‬وقد قيل إن شهادة رسول الله لمحمد بالرسالة إشارة بها إلى محمققد‬
‫بن إسماعيل صلوات الله عليهما‪ .‬وذلك معنى تسليمه إليه" )ىىىىى ىىىىىى ى ‪.(99‬‬
‫‪ -2‬ويقولون أيضا ً مكذبين للقرآن والسنة‪ " :‬الرسالة مشتركة بين سبعة نفر‪ ،‬وهققم‬
‫‪:‬آدم‪ ،‬ونوح‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وموسى وعيسى‪ ،‬ومحمد‪ ،‬والقائم‪ ،‬صلوات الله عليهم" )ىىى ىى‬
‫ىىىىىىىى ىىىىىىىىى ى ‪.(131‬‬
‫‪ -3‬ويقولون قاتلهم الله أكثر من ذلك‪" :‬أن كل خلف يكون أفضل مققن كققل سققلف‪.‬‬
‫فنوح افضل من آدم‪ ،‬وإبراهيم أفضل من نوح‪ ،‬إلى ان تهيأ ظهور من هو أفضققل مققن‬
‫إبراهيم وهو موسى‪ ،‬ثم ظهر من هو أفضل مققن موسققى وهققو عيسققى‪ ،‬إلققى أن تهيققأ‬
‫ظهور من هو أفضل من عيسى وهو محمد إلققى أن تهيققأ ظهققور مققن هققو أفضققل مققن‬
‫محمد وهو القائم" )ىىىىىىى ىىىى ىىىى ى ‪43‬ى ىىىىى ىىى ىىىىى ىىىىىىى ى ‪.(270 -268‬‬

‫ييي ي ي يي ييي ي يي ي يييي ييييييي ي ييي ييي ييي ي ي يي ي ي يييي‬


‫يييي ‪:‬‬
‫ً‬
‫قالوا‪ ":‬وفي عصر القائم يظهققر التأويقل محضقا‪ ،‬والمققام القذي قبلققه يقققول بظهققر‬
‫الشريعة وباطنها‪ ،‬ولم يكن عمل قبل آدم‪ ،‬كما ل يكون عمل بعد القائم" )ىىىى ى ى ىىى‬
‫ىىىىىى ىىىىى ىى ىىىىى ىىىىى ى ‪ .(60‬وقالوا ايضًا‪" :‬إذا ظهر القائم عليققه السققلم‪ ،‬وتخلققص‬
‫المؤمنققون مققن السققتر والكتمققان‪ ،‬وقققدروا علققى كشققف مققذاهبهم‪ ،‬وجققب رفققع هققذه‬
‫الشريعة الققتي هققي سققمة السققتر والكتمققان" )ىىى ىى ىىىى ىىىى ىىىىى ىىىى ى ‪ .(182‬وفققي‬
‫تفصيل أكثر قالوا‪" :‬وأما الشرائع فتحط عنهم التكليفات‪ ،‬كالصلة‪ ،‬والزكققاة‪ ،‬الصققوم‪،‬‬
‫والحج‪ ،‬والجهاد‪ ،‬ويبقققى معهققم الشققرائع العقليققات الققتي هققي عقققد النكققاح‪ ،‬والطلق‪،‬‬
‫والمواريث‪ ،‬والملك‪ ،‬ودفن الموتى‪ ،‬وغسلهم الجساد بالماء‪ ،‬ومققا شققاكل ذلققك مققن‬
‫الشرائع العقلية" )ىىىىى ىىىىىى ى ‪.(10‬‬
‫النقد‪ :‬إن هذا القول كفر بإجماع المسلمين‪ ،‬لنه إنكار لما هو معلققوم مققن الققدين‬
‫بالضرورة‪ ،‬ومن أن محمدا ً ‪ ‬خاتم النبيين والمرسلين‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ما كان محمققد‬
‫أبا أحد من رجالكم ولكن رسققول اللقه وخققاتم النقبيين وكقان اللقه بكقل شققيء عليمقا‬
‫‪)‬ىىىى ىىى ‪ (40‬وقال تعقالى‪  :‬اليققوم أكملقت لكققم دينكقم وأتممققت عليكقم نعمقتي‬
‫ورضيت لكم السلم دينا‪) ‬ىىىىىىى ‪ ،(3‬وقال سبحانه‪ :‬إن الدين عند اللققه السققلم‬
‫‪) ‬ىى ىىىىى ‪ (19‬وقال الرسول محمد ‪" :‬أنا خاتم النبياء وأنتم آخر المم" )ىى ى ىىى ى‬
‫ىىىىىىى(ى وقال ‪" :‬ختم بي الرسل" )البخاري ومسلم(‪.‬‬

‫فضائح المكارمة‬
‫إن ما سبق ذكره من عققائد القققوم‪ ،‬ومققا فيهققا مققن كفققر وزندقققة يحققرص الققداعي‬
‫المكرمي وخاصته على كتمانها حتى عن أتباعهم‪ ،‬لققذا تجققد عامققة المكارمققة ينكققرون‬
‫عليك إذا واجهتهم بهذه العقائد؛ لجهلهم بها‪ ،‬وهي ثابتة في كتبهم ل ينكرهققا إل مكققابر‬
‫أو جاهل‪.‬‬
‫وإقامققة للحجققة‪ ،‬وإعققذارا عنققد اللققه نققورد هنققا مققا هققو معققروف ومتفققق عليققه بيققن‬
‫المؤرخين من تاريخ السماعيلية‪ ،‬وايضا من افعال المكرمي ممققا ل يجهلققه أحققد ممققا‬
‫هو تناقض وضلل‪ ،‬وبذلك يتضح بطلن المذهب لمن كققان لققه قلققب أو ألقققى السققمع‬
‫وهو شهيد؛ وذلك نصحا ً للجاهل من المكارمة‪ ،‬وقطعا ً للطريق على الملبسين‪:‬‬
‫ييييييي يييييي‪ :‬ييييي ييييي ييييييي )ييييييي(‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫إن علماء النساب والتاريخ يجزمون بعدم صحة نسب عبيدالله المهققدي إلققى علققي‬
‫بن ابي طالب رضي الله عنه‪ ،‬ومنهم‪ :‬علي بن حزم في جمهرة أنسققاب العققرب )ص‬
‫‪ ،(60‬والنسابة الشيعي جمال الدين أحمد في كتققابه عمققدة الطققالب فققي أنسققاب آل‬
‫أبي طالب )ص ‪ ،(234‬والمؤرخ أبو العباس القلقشندي فققي نهايققة الرب )ص ‪.(137‬‬
‫كل هؤلء ابطلوا أن يكون من نسل محمد بن إسماعيل رجل أسمه عبيد الله‪.‬‬
‫أيضا ممققن كققذب ذلققك محمققد بققن علققي بققن رزام المعاصققر للمققام الخققامس مققن‬
‫العبيدين نقل ً عن الفهرست لبن النديم )ص ‪ ،(264‬والقاضي أبو بكققر البققاقلني فققي‬
‫كتاب كشف السرار )انظر النجوم الزاهرة ج ‪ 4‬ص ‪.(75‬‬
‫بل وأجمع العلماء على بطلن النسب العبيدي ففققي سققنة )‪402‬هققق( صققدر محضققر‬
‫من بغداد بتوقيعات كثير من الفقهاء والعلماء والقضققاة والمحققدثين بمققا فيهققم فقهققاء‬
‫الشيعة والعلويين يثبتون فيققه بطلن النسققب العبيققدي‪ ،‬وهققذه الحادثققة أجمعققت علققى‬
‫صحتها كلمة المؤرخين‪.‬‬
‫وحين دخول المعز لمصر ونقله للحكم العبيدي فيها أجتمع به جماعة من الشراف‬
‫فقالوا له إلقى مقن ينتسققب مولنقا؟! فققال لهقم المعقز‪ :‬سققنعقد مجلسقا ً ونجمعكقم‬
‫ونسرد إليكم نسبنا‪ ،‬فلما استقر المعز بالقصر جمع الناس في مجلققس عققام وجلققس‬
‫لهم وقال‪ :‬هل بقي من رؤسائكم أحد؟ فقالوا‪ :‬لم يبق معتبر‪ .‬فسل سيفه وقال‪ :‬هذا‬
‫نسبي‪ ،‬ونثر عليهم ذهبا ً كثيرا ً وقال‪ :‬هذا حسبي )ىىىىى ىىىىىىى ى ‪ 2‬ى ‪.(269‬‬
‫ورغم كذب السماعيلية إل أنهم لم يعتقدوا أن سعيد الملقققب بعبيققد اللققه المهققدي‬
‫من نسل علي بن أبي طالب‪ .‬فهذا خطاب بقن الحسقن )ت سقنة ‪533‬هقق( وهقو مقن‬
‫كبار الدعاة السماعيلية لم يعتقد أن سعيد )عبيققد اللققه المهققدي( مققن الئمققة مققن آل‬
‫البيت حيث يقول‪" :‬ولما ظهر النور بققاليمن وبلد المغققرب سققار ولققي اللققه علققي بققن‬
‫الحسين صلوات الله عليه وسلم يريد بلد المغرب حتى كان في بعض الطريق اظهر‬
‫الغيبة واستخلف حجته سعيد الملقب بالمهدي سلم الله عليه"‪.‬‬
‫التعليق‪ :‬مع ثبوت بطلن النسب العبيدي يثبققت تبققع لققه بطلن إمققامتهم‪ ،‬لن مققن‬
‫العقائد المتفق عليها عند السماعيلية‪ ،‬بل والشيعة قاطبة‪ ،‬أن المامة ل تكون إل في‬
‫نسققل علققي بققن أبققي طققالب‪ ،‬ومققن ثققم أيضققا بطلن المعتقققد السققماعيلي‪ ،‬لن مققن‬
‫عقيدتهم في المامة أنه ل يخلو عصر من إمام ولم يكن فققي عهققد العبيققدين أئمققة إل‬
‫هم وقد ثبت بطلن دعواهم‪.‬‬
‫ييييييي ييييييي‪ :‬ييييييي يي يييييي يييييييييي‪:‬‬
‫يزعم السماعيلية أنهم لم يأخققذوا معتقققدهم إل مققن المعصققومين ومققن لزم هققذه‬
‫العصمة أن ل يوجد تنققاقض فققي المققذهب السققماعيلي إل أن النققاظر إلققى معتقققدهم‬
‫يجده مجموعة تناقضات نورد بعضها للدللة على بقيتها‪:‬‬
‫يي ييييي ييي ييييييي‪:‬‬
‫‪ -1‬بعد وفاة جعفر جعل السماعيلية المامة لسماعيل البن الكبر لجعفر ولو أنققه‬
‫مات في حياته‪ ،‬لقولهم إن النص ل يرجع القهقري‪ ،‬وبقيت المامققة فققي عقبققه‪ ،‬فهققم‬
‫يعتقدون أن النص ل ينتقل من أخ إلى أخ‪ ،‬ولكن نجد أن الئمة المزعومين يناقضققون‬
‫هذا المعتقد فالمعز وهو المام الرابققع فققي دور الظهققور نقضققه ورمققاه خلققف ظهققره‬
‫ل(‪ ،‬فنقل النص إلققى أخيققه‬ ‫)عندما مات ابنه عبدالله في حياته الذي جعل النص فيه أو ً‬
‫العزيز البن الصغر للمعز‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن عقققائدهم أن المامققة تكققون فققي الولققد الكققبر للمققام‪ ،‬إل أنققا نجققد المعققز‬
‫وللمرة الثانية يخالف هذا المعتقد‪ ،‬إذ أن المؤرخين قاطبة مقن السقماعيلية وغيرهقم‬
‫أجمعوا على أن البن الكبر للمعز هو تميم‪ ،‬لكنه حرمه المامة‪ ،‬وجعلها لعبققدالله ثققم‬
‫للعزيز‪ .‬وكذلك المام الثامن حرم نزار الكبر وأعطاها للمستعلي الصغر‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -3‬ومن عقائدهم أن المامة ل تكون إل في العقاب وإلى مولود بعققد والققد ولكققن‬
‫المام السادس الحاكم بأمر الله خالف ذلك وجعل ولي عهده عبدالرحيم بققن أليققاس‬
‫من بني عمومته‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن عقققائدهم أن المققام ل يكققون إمققام إل بعققد وفققاة الققذي قبلققه‪ ،‬إل أن هققذه‬
‫العقيدة أيضا لم تراع عند تأسيس المذهب حيققث جعلققوا المامققة فققي إسققماعيل بققن‬
‫جعفر وأبوه حي‪.‬‬
‫‪ -5‬ومن عقائدهم المشهورة أن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية‪.‬‬
‫إل أنهم خالفوا هذه العقيدة بقولهم إن الئمة السققماعيلية فققي دور السققتر لققم يكققن‬
‫أحد يعرفهم إل دعاتهم المقربون!!!‬
‫التعليق‪ :‬وهناك الكثير لمن تبصر فقي تقاريخهم وسقبر عققائدهم وصقدق الشقاعر‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫ضل قوم ليس يدرون الخبر‬ ‫اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر‬

‫وأخيرا ً نقول ‪ :‬قال الله تعالى‪  :‬ولو كان من عند غير اللققه لوجققدوا فيققه اختلف قا ً‬
‫كثيرا ‪).‬النساء ‪(82‬‬
‫ييييييي ييييييي‪ :‬ييييييي يييي يييييييي ييييي‪:‬‬
‫وهذا مشهور بينهم‪ ،‬ومتداول وشائع عنهم‪ ،‬وما خلف محسن وحسققين‪ ،‬واسققتخدام‬
‫كل واحد منهما للسحر‪ ،‬وإخبققار محسققن أن كققل مققن تققولى هققذا المنصققب إنمققا كققان‬
‫يستخدم السحر )كما ذكر ذلك في قسم التاريققخ( إل شققاهد علققى تفشققي هققذا المققر‬
‫عندهم‪ ،‬ويشهد التاريخ لذلك‪ ،‬ففي سنة ‪902‬هق امر السلطان عققامر بققن عبققدالوهاب‬
‫الطاهري بتقييد داعي إسماعيلي في اليمققن اسققمه سققليمان بققن حسققن بمدينققة تعققز‬
‫وأودعه دار الدب‪ ،‬وكان يتحدث بما ل يعنيه من المغيبققات والمسققتقبلت‪ ،‬وكققان مققن‬
‫دعاة السماعيلية‪ ،‬وأمر بإحضار كتبه وإتلفها فأتلفت )ىىىى ىىىىى ىىىىىى ىىىى ىىىى ى ‪.(21‬‬
‫بل في كتبهم حث على التوسل بالشياطين‪ ،‬ففي أخص كتب المكارمة‪ ،‬وهققو ) ى ىىىى‬
‫ىىى ىىى ىىى ىىى ى ‪ (622‬يقولققون بققالحرف الواحققد‪" :‬توسققل بحققق المقققري والمغويشققم‬
‫وشمشم وبيشا وهيشا وبريشا‪ -‬كبا كبا كبا‪ -‬ينجلي ينجلي ينجلي" انتهى كلمهم‪ .‬فهققل‬
‫هذه الخزعبلت إل اسماء شياطين أو مردة‪.‬‬
‫التعليق‪ :‬إن استخدام دعاة المكارمة للسحر وهو كفر بنص القرآن‪ ،‬قال سبحانه‪:‬‬
‫‪‬ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت‬
‫وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقول إنما نحن فتنة فل تكفر‪ ‬؛ لدليل أكيققد علققى‬
‫استخفاف هققؤلء الققدعاة بالققدين وعققدم مبققالتهم بمققا هققو كفققر وشققرك‪ .‬فكيف يججا‬
‫مكرمي تأخذ دينك من كافر؟!‬
‫ييييييي ييييييي‪ :‬يييييي يي يييييي )يييي ييييييي(‪:‬‬
‫عندما يموت أحد أتباع المكرمي يذهب اقاربه إلى المكرمي ويقدمون له مبلغا ً من‬
‫المال مقابل الفكوك من عذاب القبر‪ ،‬ومبلغا ً آخر مقابل العتققق مققن النققار‪ .‬وبعضققهم‬
‫يستعجل المر ويدفعها عن نفسه في حياته‪ ،‬وهذا مشاهد ومعروف من قبل التباع‪.‬‬
‫التعليق‪ :‬إن هذا الصنيع مشابه لما يفعله قساوسة النصققارى لتبققاعهم والمسققماة‬
‫بصكوك الغفران‪ ،‬ويجمعهم الهدف المشترك مع المكرمي وهو ابتزاز أموال الجهققال‬
‫من التباع‪ ،‬وإن عملهم هذا لهو شرك أكبر لنه استعانة بالمكرمي فيما ل يقدر عليققه‬
‫إل الله‪ ،‬والله سبحانه وتعالى حث عباده أن يقولققوا‪ :‬إيققاك نعبققد وإيققاك نسققتعين‪‬‬
‫فمن استعان بمخلوق فيما ل يقدر عليه إل الله فقد أشرك قال تعققالى عققن الشققرك‪:‬‬
‫‪‬إن الله ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‪) ‬ىىىىىى ‪.(48‬‬

‫‪40‬‬
‫ييييييي ييييييي‪ :‬يييييي ييييييي ييييييي‪:‬‬
‫وهو من العتقادات المتفققق عليهققا فققي كتققب السققماعيلية؛ ففققي كتققاب الدسققتور‬
‫للداعي شمس الدين أحمد الطيبي ص)‪ (71‬قال‪" :‬أما المرشد فينبغي أن يكققون قققد‬
‫بلغ في السن حد الربعين‪ ،‬ول يجوز لمن هو دون ذلك أن يفاتقح أو يسققلم علقى أحقد‬
‫من المواعظ والرشقاد والهدايقة إلقى طريقق اللقه تعقالى…" إلقى أن ققال فقي )ص‬
‫‪": (74‬وإن على الطالب إذا حفظ ما ذكرناه أن يحضر مجلس الجماعة‪ ،‬فإذا تم ذلك‬
‫يقوم النقيب بهم فيعيد البسملة‪ ،‬فإذا وصل إلى ذكر المام سجد وسجدوا‪ ،‬ثم إذا أتم‬
‫البسملة ناوله النقيب قدحا من الماء… ويشرب الماء ويخر ساجدا ً بين يدي الجماعة‬
‫ثم يؤتى بقدح لبن ويسجد )أي المريد( ويسجدون‪ .‬ويكرر ذلك عدة مرات"‪.‬‬
‫وققققال القاضقققي النعمقققان فقققي كتقققاب "الهمقققة فقققي آداب أتبقققاع الئمقققة" )ص‬
‫‪": (104‬فينبغي لمن واجه المام عليه السلم أن يبدأ بالسلم عليه‪ ،‬ثم يقبققل الرض‬
‫بين يديه‪ ،‬ويعتقد ذلك تعظيما ً له‪ ،‬وتقربا ً إلققى اللققه" وبمققا أن الققداعي المطلققق يقققوم‬
‫مقام المام في حال غيبته فقد شاهدنا وشققاهد الكققثير الفيلققم الوثققائقي الققذي حققوى‬
‫زيارة داعي البهرة محمد برهان الدين داعي فرقة الداؤوديققة لمنطقققة حققراز لزيققارة‬
‫قبر حاتم الخيرات في اليمن‪ ،‬وما قام به أتباعه مققن الهنققود مققن تقققديم السققجود لققه‬
‫سجودا ً كامل ً كسجود الصلة –نسأل الله العافية والسلمة‪ -‬وهؤلء شققركاء المكارمققة‬
‫في المققذهب‪ ،‬ومققن الكتققب نفسققها يسققتقون معتقققداتهم وعبققاداتهم إل أن المكارمققة‬
‫لوجودهم في أرض العرب نجران وما عرف عقن العقرب مققن أنفققة وعقزة نفققس لقم‬
‫يتجرأ هذا المكرمي من طلب السجود له‪ ،‬واستعاض عنه بالركوع؛ حيث يلزم أتبققاعه‬
‫أن يقّبلوا ركبته‪ ،‬ول يحصل التقبيل إل بالنحناء المشابه للركوع‪.‬‬
‫التعليق‪ :‬قد أصدرت اللجنة الدائمة للفتاء في السعودية فتوى في حكم السققجود‬
‫لداعي البهرة ملخصها ما يلي‪" :‬إن السجود نوع من أنواع العبادة التي أمققر اللققه بهققا‬
‫لنفسه خاصة لعموم قوله تعالى‪ :‬ولقد بعثنا فققي كققل إمققة رسققول أن اعبققدوا اللققه‬
‫واجتنبوا الطاغوت‪) ‬ىىىىى ‪ .(36‬وقال تعالى‪ :‬أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون‬
‫ول تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا‪) ‬ىىىى ى ‪ .(59‬فققإذا كققان حققال البهققرة‬
‫كما ذكر فسجودهم لكبيرهم عبادة وتأليه له‪ ،‬واتخاذه شريكا ً مع الله‪ ،‬أو إلها من دون‬
‫الله‪ ،‬وأمره إيقاهم بقذلك‪ ،‬أو رضقاه بقه يجعلقه طاغوتقا ً يقدعو إلقى عبقادة نفسقه فكل‬
‫الفريقين التابع والمتبوع كافر بالله خارج بذلك عن ملة السلم والعياذ بققالله" انتهققت‬
‫الفتوى رقمها )‪.(2289‬‬
‫والركوع مثل السجود كلها عبققادة ل يجققوز صققرفها إل للققه‪ ،‬قققال تعققالى‪ :‬يققا أيهققا‬
‫الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ‪) ‬ىىىى ‪.(77‬‬
‫ييييييي ييييييي‪ :‬يي ييييييي‪:‬‬
‫قد ذكرنا في قسم العتقاد أن السماعيلية يشاركون الرافضققة فققي سققب صققحابة‬
‫رسول الله ‪ ‬إل سبعة فقط‪ ،‬وهققذا المققر ليققس مققن المققور السققرية فققي المققذهب‬
‫السماعيلي ‪ ،‬بل هو منتشر بين عامة المكارمة فتجد السب والشتم لخير المققة مققن‬
‫الصحابة‪ ،‬بل تجد العامي من المكارمة إذا غضب وأراد ان يسب يقول عليك ما علققى‬
‫أبي هريقرة )أي مقن العقذاب(‪ ،‬ويلقبقون أهقل السقنة بققق"ققوم عائشقة" أو ققوم أبقو‬
‫هريرة"‪.‬‬
‫التعليق‪ :‬لشك أن رمي الصحابة بالكفر والردة إل نفر قليققل ل يتجققاوزون أصققابع‬
‫اليدين‪ ،‬وأنهم بدلوا دين الله وغيروه‪ ،‬لشك أن هذا طعن في الدين لن الطعققن فققي‬
‫النقلة طعن في المنقول والصققحابة هققم الققذين نقلققوا لنققا الققدين‪ ،‬وأيضققا هققو تكققذيب‬
‫للقرآن قال تعالى‪ :‬والسابقون الولون من المهققاجرين والنصققار والققذين اتبعققوهم‬

‫‪41‬‬
‫بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها النهار خالدين فيها‬
‫أبدا ذلك الفوز العظيم ‪) ‬ىىىىىى ‪ .(100‬فالله رضي عنهم واعد لهققم الجنققة‪ ،‬واللققه ل‬
‫يخلف الميعاد‪ .‬وقققال تعققالى عققن زوجققات النققبي ‪: ‬النققبي أولققى بققالمؤمنين مققن‬
‫فر زوجات النبي ‪ ‬فلسن له بأمهات‬ ‫أنفسهم وأزواجه أمهاتهم‪) ‬ىىىىىىى ‪ .(6‬فمن ك ّ‬
‫لنهن رضي الله عنهن أمهات للمؤمنين فقط‪ ،‬فهو أولى بالتكفير‪.‬‬
‫ييييييي ييييييي‪ :‬يييييييي يي ييييي يييييي يييي‪:‬ي‬
‫وذلك بحجة أن الجمعة ل تقام إل بوجود إمققام عققدل‪ ،‬ويقولققون الن ل يوجققد إمققام‬
‫عدل فل نقيمها‪.‬‬
‫التعليق‪ :‬إن المكارمة يهدمون مذهبهم بأنفهسم‪ ،‬فإن قققولهم هققذا ينفققي العدالققة‬
‫عن داعيهم المطلق المكرمي‪ ،‬إذ هو ليس بعدل فكيف تأخذون دينكققم مققن الفاسققق‬
‫لن من ليس بعدل فهو فاسق‪ ،‬نسأل الله العافية والسلمة‪.‬‬
‫إن هذه الفضائح والمعلومة لدى كافة المكارمققة خاصققتهم وعققامتهم لكافيققة لبيققان‬
‫بطلن مذهبهم لمن تجرد عن الهواء وبحث عن الحق‪ ،‬فققإن أهققل الضققللة والهققواء‬
‫يفضحون أنفسهم بأنفسهم بالتناقض والضطراب‪ .‬وصدق الشاعر حيث قال‪:‬‬
‫أغرى يديه بكشف عورته‬ ‫من أذن الله بفضيحته‬

‫ترتيب الدعوة لديهم وأسلوبها‬


‫استخدم السماعيلية ومنهم المكارمة أسلوبا فيه الكثير من المكققر والققدهاء لنشققر‬
‫مذهبهم‪ ،‬وقد قام على مبدأ اساس وهو التقية‪ ،‬فهم سنيون مققع السققنة شققيعيون مققع‬
‫الشيعة‪ ،‬يهوديون مع اليهود… وهكذا‪.‬‬
‫ولجؤوا إلى ذلك من أجل إثارة الشكوك في معتقد من يدعونه لمذهبهم‪ ،‬ثم جققذبه‬
‫إلى مذهبهم بالطرق التي سنذكرها لحقًا‪.‬‬
‫ييييي يييييي‪:‬‬
‫‪ /1‬المام داعي الدعاة‪ :‬وهو رأس الدعوة وممثل القيادة العليا‪.‬‬
‫‪ /2‬الحجة أو الباب‪ :‬وهو نائب المام‪ ،‬ولديه اسرار المام‪ ،‬ومستودع أعماله‪.‬‬
‫‪ /3‬داع البلغ‪ :‬وهو المسؤول عققن تبليققغ الوامققر الققتي يرسققلها داعققي الققدعاة إلققى‬
‫القاليم‪ ،‬ومسؤول عن سريتها وضمان وصولها‪.‬‬
‫‪ /4‬الداعي المطلق‪ :‬له كافة الصلحيات بالسفر إلى القاليم للدعوة‪ .‬ويلحق بججه‬
‫الجناح اليمن واليسر‪ :‬وهما جناحان جزئيان‪ ،‬يقدما للققداعي المطلققق الخققدمات‬
‫أثناء جولته للدعوة للمذهب‪.‬‬
‫‪ /5‬الداعي المأذون‪ :‬مهنته أخذ الميثاق على المستجيبين للدعوة‪.‬‬
‫‪ /6‬الداعي المحصور‪ :‬يعتبر مسؤول ً عن التبليغ في منطقة محصورة معينة‪ ،‬ويأخذ‬
‫الميثاق على المستجيبين في منطقته‪ .‬والداعي المققأذون والمحصققور هققم المفسققوح‬
‫لهققم بالمكاسققرة والققدعوة للمققذهب بعققد وصققولهم إلققى درجققة عاليققة مققن الفلسققفة‬
‫والجدل‪ .‬وأيضا يقومان بإمامة الناس في صلة الجماعققة والعيققدين والجنققازة‪ ،‬وجمققع‬
‫الزكاة لدفعها لمن هو أعلىمنه‪ ،‬وبقيادة جماعة محدودة في الحج لتعليمهم مناسكه‪.‬‬
‫‪ /7‬المكالب‪ :‬وهو الجندي الول من مريدي الدعوة‪ .‬ووظيفته التجسس واستنشققاق‬
‫الخبار المتعلقة بالدعوة‪.‬‬
‫‪ /8‬المستجيب‪ :‬وهي أول مرتبة يصل إليها المنتسب حققديثا ً إلققى الققدعوة بعققد أخققذ‬
‫الميثاق عليه‪) .‬ىىىى ىىىى ىىىىىىى ىىىى ىى ىىىىىى ىىىىىىى ى ‪ 60‬ىىى ىىىىى(‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وبعد غيبة المام المزعومة أصبح الداعي المطلق هو المسؤول الول عن كل مققا‬
‫يتعلق بشؤون الدعوة‪ ،‬والمصدر الذي تستقي منه العلوم الباطنية‪ ،‬وهو القائم مقققام‬
‫المام‪ ،‬والدليل على وجوده‪.‬‬
‫وأما من الناحية العملية فكلما ابتعدت عن مركز الدعوة وهو "خشيوة" فققإنه تقققل‬
‫سيطرة الدعاة‪ ،‬ويتولى أمور الدعوة بدل ً عنهم مشايخ القبائل‪.‬‬
‫ييي يي ييييي ي يي يي يي يييييي ييي ييييييي يييي ي ييييييي ي‬
‫يييييي ييييي‪:‬‬
‫‪ -1‬التفرس‪ :‬ومن شروطه القوة على التلبيس‪ ،‬ومعرفة حققال المققدعو‪ ،‬لققذا منعققوا‬
‫إلقاء البذرة في الرض السبخة‪ ،‬والتكلم في بيت فيه سراج؛ بمعنققى أن مققن ل أمققل‬
‫في إغوائه ل ينبغي أن يضيع الوقت معه‪ ،‬كما ل ينبغي محاولة نشر الققدعوة فققي بلققد‬
‫فيه علماء‪.‬‬
‫‪ -2‬التأنيس‪ :‬والمراد بققه الوصققول إلققى قلققب المققدعو واسققتمالته بلطققف الحققديث‪،‬‬
‫ويظهر له كل أمر يزيد في النس ويقرب بينهما‪.‬‬
‫‪ -3‬التشكيك‪ :‬وهي ان يسأل الداعي المدعو عققن مسققائل فققي أمققور الققدين‪ ،‬وهققي‬
‫مسائل يعجز المدعو عن الجابة عنها لجهلققه‪ ،‬لنهققم يركققزون دعققوتهم علققى العققوام‪.‬‬
‫ومن أسئلتهم مثل‪ :‬لم أمر بالغسل من المنققي‪ ،‬والوضققوء مققن البققول والغققائط وهمققا‬
‫اغلظ منه نجاسه؟ ولم أمرت الحائض بقضاء الصوم دون الصلة وهما واجبققان علققى‬
‫السواء؟ ولم كانت أبواب الجنة ثمانية‪ ،‬وأبواب النار سبعة؟ ولم بققدأت بعققض السققور‬
‫بحروف مقطعة؟ ولققم رمققي الجمققار؟ ولققم الطققواف؟ … وهكققذا ويعظمققون أمرهققا‪،‬‬
‫دعون أن لكل ذلك جوابا ً ل يعرفه كل أحد‪.‬‬ ‫وي ّ‬
‫‪ -4‬التعليق‪ :‬فإذا تعلق قلب المدعو بطلب الجابة عن مثل هذه السئلة‪ ،‬قققالوا لققه‪:‬‬
‫إننا ل نخبرك بشيء حتى تعطينا العهد والميثاق‪ ،‬فإن رضي بذلك نقلققوه إلققى الحيلققة‬
‫الخامسة‪.‬‬
‫‪ -5‬الربط‪ :‬وهو ربط لسان المدعو بما يؤخذ عليه من العهود والمواثيق الغليظة في‬
‫عدم إفشاء سر من اسرارهم‪ .‬وأنه إذا فعل ذلك فقققد اسققتوجب لعنققة اللققه وغضققبه‪،‬‬
‫وأنه مخلد في النار… إلخ‪ .‬وفي أخقذهم هقذه المواثيقق علقى الكتمقان لقدليل واضقح‬
‫على بطلن مذهبهم لن الحق ل يتكتم عليه؛ قال تعالى‪ :‬وإذ أخذ الله ميثاق الققذين‬
‫أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ول تكتمونه‪) ‬ىى ىى ىىى ‪ (187‬وآيات كثيرة يحققذر اللققه فيهققا‬
‫من كتمان العلم‪.‬‬
‫‪ -6‬التدليس‪ :‬هو لجوء الداعي إلى التمويه وإغراء المدعو بأن الله جعل لكل شقيء‬
‫ا‪ ،‬ويستدلون عليه بقوله تعالى‪ :‬وذروا ظاهر الثم وبققاطنه‪) ‬ىىىىى ىى‬ ‫ظاهرا ً وباطن ً‬
‫‪ ،(120‬ونصوص أخرى‪ ،‬ثم يقال له الظققاهر قشققور والبققاطن هققو اللققب‪ ،‬وأنققه الن قققد‬
‫وصل إلى العلم الباطن‪.‬‬
‫‪ -7‬التأسيس‪ :‬وهققو تثققبيت المعتقققد السققماعيلي فققي ذهققن المققدعو‪ ،‬والتأكققد مققن‬
‫استقراره في ذهنه‪.‬‬
‫‪ -8‬الخلع أو السلخ‪ :‬ويقصد به إقصاء المدعو عن معتقده السابق نهائيا‪.‬‬

‫الحكم عليهم‬
‫إن فيما سبق من عرض لعقائدهم وفضققائحهم لكققافي فققي الحكققم عليهققم بققالكفر‬
‫والزندقة واللحاد‪ ،‬لذا اتفقت كلمة العلماء على تكفير السققماعيلية الباطنيققة‪ ،‬وأنهققم‬
‫زنادقة ملحدين‪ ،‬ومن هؤلء العلماء ما يلي‪:‬‬
‫ييي ييييييي ييييي يييييي‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ /1‬قال القاضججي عيججاض‪ :‬أجمققع العلمققاء بققالقيروان أن حققال بنققي عبيققد حققال‬
‫المرتدين والزنادقة )ىىىى ىىىىى ىىىىىىى ى ‪4‬ى ‪(720‬ى وبني عبيد هم أئمة السماعيلية في‬
‫حال الظهور‪.‬‬
‫‪ /2‬قال شيخ السججلم ابججن تيميججة‪" :‬وإنمققا ينكققرون أن تكققون هققذه السققماء‬
‫حقيقة‪ :‬النفاة من القرامطة السماعيلية الباطنية‪ ،‬ونحققوهم مققن المتفلسققفة‪ ،‬الققذين‬
‫ينفون عن الله السماء الحسنى‪ .‬وهؤلء الذين يسميهم المسقلمون الملحقدة؛ لنهقم‬
‫ألحدوا في اسماء الله وآياته‪ ،‬وقد قال الله تعالى‪ :‬ولله السماء الحسققنى فققأدعوه‬
‫بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ‪ ،‬وقال تعالى‪ :‬إن‬
‫الذين يلحدون في آياتنا ل يخفون علينا‪ ،‬وهؤلء شر من المشركين الذين أخبر الله‬
‫عنهم بقوله‪ :‬وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمققن أنسققجد لمققا تأمرنققا‬
‫وزادهم نفورا‪ …‬فإن أولئك المشقركين إنمقا أنكقروا إسقم الرحمقن فقققط‪ ،‬وهققم ل‬
‫ينكرون أسماء الله وصفاته‪ ،‬ولهذا كانوا عند المسلمين أكفر مققن اليهققود والنصققارى"‬
‫)ىىىىىىى ى ‪ 3‬ى ‪ 195‬ىىى ىىىىى(‪.‬‬
‫‪ /3‬وكذا كفرهم الديلمي في كتابه‪" :‬قواعد عقائد آل محمد"‪.‬‬
‫‪ /4‬وإحسان إلهي ظهير في كتابه "السماعيلية"‪.‬‬
‫‪ /5‬والبغدادي في كتابه "الفرق بين الفرق"‪.‬‬
‫‪ /6‬وأبوحامد الغزالي في كتابه‪" :‬فضائح الباطنية"‪.‬‬
‫‪ /7‬والمام المجدد الشيخ محمد بججن عبججدالوهاب فججي كتججابه‪" :‬مختصججر‬
‫سيرة الرسول"‪.‬‬
‫كيف تدعو العامة من المكارمة‬
‫قبل الحديث في الكيفية التي تدعو بها العامي من المكارمققة‪ ،‬يحسققن بنقا أن نققبين‬
‫السباب المانعة من قبول الحق من أجل أن تكون وسائل الدعوة وأسققاليبها مراعيققة‬
‫لهذه السباب‪:‬‬
‫ييييييي ييييييي ييييي يييي‪:‬‬
‫قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه" هداية الحيارى" ‪":‬والسباب المانعة من‬
‫قبل الحق كثيرة جدا؛ فمنها‪ :‬الجهل به‪ ،‬وهذا السبب هو الغالب علقى أكقثر النفقوس‪،‬‬
‫فإن من جهل شيئا عاداه وعادى أهله‪ .‬فإن انضاف إلى هذا السبب بغققض مققن أمققره‬
‫بالحق ومعاداته له وحسده‪ ،‬كان المانع من القبول اقوى‪ .‬فإن انضاف إلى ذلك الفه‪،‬‬
‫وعاداته‪ ،‬ومرباه‪ ،‬على ما كققان عليققه آبققاؤه‪ ،‬ومققن يحبققه ويعظمققه قققوي المققانع‪ .‬فققإن‬
‫انضاف إلى ذلك توهمه أن الحققق الققذي دعققي إليققه يحققول بينققه وبيققن جققاهه‪ ،‬وعققزه‪،‬‬
‫وشهواته‪ ،‬وأغراضه‪ ،‬قوي المانع من قبول الحق جدا‪ .‬فإن انضاف إلى ذلك خوفه من‬
‫أصحابه وعشيرته‪ ،‬وقومه‪ ،‬على نفسه وماله وجاهه‪ ،‬ازداد المانع قوة‪.‬‬
‫ييييييي يييييي ييييي يييييي يي يييييييي‪:‬‬
‫‪ -1‬العامة اسرع من غيرهم إلى الستجابة للحق‪:‬‬
‫لكون الغالب منهم على الفطققرة‪ ،‬ولققم تفسققد نفوسققهم‪ ،‬فهققم خققالون مققن موانققع‬
‫القبول الموجودة في الرؤساء والمترفين‪ ،‬من حب الرئاسة‪ ،‬والتسققلط‪ ،‬والنفققة مققن‬
‫النقياد للغير لكبرهم‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام اللين في دعوتهم‪:‬‬
‫معلوم أن عامة المكارمة يغلب عليهم أنهم مققن العققراب‪ ،‬وعرفققوا بالنفققة‪ ،‬وإبققاء‬
‫الضيم‪ ،‬وسلمة الفطرة‪ ،‬وسرعة الفهققم فلققم تكققن تليققق بهققم الشققدة والغلظققة لول‬
‫وهلة‪ ،‬ولكنهم محتاجون إلى استنزال طائرهم في تبليغ الشريعة لهم‪ ،‬ليجتنبققوا بققذلك‬
‫المكابرة؛ التي هي الحائل الوحيد بينهم وبين الذعان للحق‪ ،‬ولنا في رسققول اللققه ‪‬‬

‫‪44‬‬
‫السوة الحسنة في الرفق واللين‪ ،‬من ذلققك مققا رواه البخققاري‪ ،‬وفيققه‪" :‬أن النققبي ‪‬‬
‫نزل تحت سمرة فعلق بها سيفه‪ ،‬قال جابر‪ :‬فنمنا نومة‪ ،‬فإذا رسول الله ‪ ‬يققدعونا‪،‬‬
‫فجئنا‪ ،‬فإذا عنده أعرابي جالس‪ ،‬فقال رسققول اللققه ‪ :‬إن هققذا اخققترط سققيفي وأنققا‬
‫نائم‪ ،‬فاستيقظت وهو في يده صلتا‪ ،‬فقال لي‪ :‬ما يمنعك مني؟ قلت له الله‪ .‬فها هققو‬
‫ذا جالس‪ ،‬ثم لم يعاقبه الرسول ‪‬؟ وفي رواية ابن اسحاق أنه لما ولققى قققال‪ :‬أنققت‬
‫خير مني‪ ،‬ثم أسلم بعد‪ ،‬واهتدى به خلق كثير‪.‬‬
‫‪ -3‬نفوس العامة مجبولة على النفرة ممن يجرحها ويقابلها بالتخطئة‬
‫والنقد‪ ،‬لذا ل بد من ابراز الصفات الحميدة للقبيلة ومشققايخها مققن أجققل إسققتمالت‬
‫القلوب لقبول الحق‪.‬‬
‫‪ -4‬مناقشة العامة بما يعرفونه مججن كتبهججم ومججذهبهم بمججا هججو ظججاهر‬
‫البطلن‪ :‬حتى ل يظن في كلمك الفتراء عليهم عند عدم علمهم بما تقول‪.‬‬
‫‪ -5‬ابججراز نقججاط التفججاق مججع المججدعو‪ ،‬والسججتدلل بهججا علججى نقججاط‬
‫الختلف‪ :‬لنك إذا جعلت بينك وبين المدعو نقاط اتفاق أحس المدعو بقربققه منققك‬
‫وارتاح لكلمك‪ ،‬وهذه طريقة ربانية ذكرها الله في كتابه‪ ،‬قال تعققالى ‪ :‬ول تجققادلوا‬
‫أهل الكتاب إل بالتي هي أحسن إل الذين ظلموا منهم وقولوا آمنققا بالققذي أنقزل إلينققا‬
‫وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون‪) ‬ىىىىىىىى ‪.(46‬‬
‫‪ -6‬العتراف بالصججواب مججن أقججوال المججدعو‪ :‬وإظهققار احققترامه بالسققتدلل‬
‫بعباراته الصحيحة؛ وذلك لتقريب الفجوة لسماع الحق‪ ،‬والذعان له‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -7‬الستدلل على ضججلله بضججلل شججيخه المكرمججي‪ :‬مققا دام موافق قا لققه‪،‬‬
‫متعصبا لمنهجه‪ ،‬وذلك بذكر ما لشيخه من أخطاء بالدليل والحجة الواضحة‪.‬‬
‫‪ -8‬الرد على الخصم بعباراته‪ ،‬وبيان لوازم قققول الخصققم وشققناعتها‪ :‬وتخييققره‬
‫بين اللتزام بها‪ ،‬أو الرجوع عن قوله‪ .‬ومثال ذلك ما يعتقققده السققماعيلية مققن سققلب‬
‫الله سبحانه وتعالى السماء والصفات‪ -‬تعالى الله عما يقولون‪ -‬فيقولققون‪ :‬ل موجققود‬
‫ول معققدوم فسققلبوا النقيضققين‪ ،‬وهققذا ممتنققع فققي بداهققة العقققول فققإنهم شققبهوه‬
‫بالممتنعات؛ إذ سققلب النقيضققين كجمققع النقيضققين كلهمققا مققن الممتنعققات‪ .‬فإمققا أن‬
‫يلتزموا بلزم هذا القول أو يرجعوا عنه‪.‬‬
‫‪ -9‬إذا كان المدعو معاندا ً فل بأس بعججد اسجتنفاد الليججن مججن اسجتخدام‬
‫القوة والغلظ بالقول بحسب حال المدعو‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪ " :‬ول تجادلوا أهل الكتققاب إل بققالتي هققي أحسققن إل الققذين ظلمققوا‬
‫منهم" )العنكبوت ‪ .(46‬ويكون ذلك بعدة أساليب منها‪:‬‬
‫‪ -‬إظهار التعجب من فساد حجة الخصم لهز ثقته في نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬تحجيم الخصم والتقليل من شأنه‪ ،‬لكسر غروره الذي منعه من قبول الحق‪.‬‬
‫‪ -‬تحدي الخصم بالطلب منه أن يأتي بالدلة الصحيحة على صحة مذهبه‪ ،‬مما يزرع‬
‫الشك في اعتقاده وأدلته‪ ،‬ويحيي داعي الحق في قلبه‪.‬‬
‫وهذه القواعد وغيرها الكثير مفيققدة لمققن احتسققب الققدعوة عنققد اللققه وسققعى فققي‬
‫تطبيقها عمليًا‪ ،‬والله يفتح عليه قواعد وطرق أخرى بحسب حققال المققدعو‪ .‬وإننققا فققي‬
‫ذكرنا هنا أن الداعي يركز جهوده على العامة ل نغفققل أهميققة دعققوة مشققايخ القبققائل‬
‫الذين هم أيضا يعتبرون من العامة في المعتقد السماعيلي‪ ،‬وإن توجيه الدعوة إليهم‬
‫ل بد فيه من مراعاة عدة أمور لما لهققم مققن مكانققة فققي عشققيرتهم وقققومهم‪ ،‬وهققذه‬
‫المور هي‪:‬‬
‫يييي ييي يييييييي ييي يييي ييييي ييييييي‪:‬‬
‫‪ /1‬حاجة مشايخ القبائل للمدح‪ ،‬والثناء‪ ،‬والتقدير الجتماعي؛ وذلك بمدحه بما فيققه‬
‫من خصال الخير والرجولة والقيادة والهتمام بآرائه‪ ،‬لن النسققان بطبعققه يحققب مققن‬
‫‪45‬‬
‫يحترمه‪ ،‬ويقدره ويثني عليققه‪ .‬ولمققا كققان الداعيققة بحاجققة إلققى كسققب محبققة المققدعو‬
‫ليستجيب له كان لبد من مراعاة هذا المر‪.‬‬
‫‪ /2‬تجنب التوجيه بصيغة المر؛ لن النفس جبلت علققى كراهققة مققن يققترفع عليهققا‪،‬‬
‫وقد زخر القرآن الكريم بالساليب غير المباشرة‪ ،‬وهققي الققتي تققؤدي الغققرض نفسققه‪،‬‬
‫منها‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لققذكر اللققه ومققا نققزل مققن‬
‫الحق‪ ،‬ونحو ذلك من اليات‪.‬‬
‫‪ /3‬اخفاء دعوته وأن تكون خاصة بينك وبينه‪ ،‬حتى ل تأخذه العزة بالثم عند أتبققاعه‬
‫فيأبى الحق‪.‬‬
‫‪ /4‬المداراة وهي خفض الجناح‪ ،‬وليققن الكلم‪ ،‬وتققرك الغلظ‪ ،‬وهققي منققدوب إليهققا‪،‬‬
‫بعكس المداهنة لن المداهنة هي القرار على الباطل وهي محرمة‪.‬‬
‫‪ /5‬إشعار المدعو من مشايخ القبائل بققأن السققتجابة للحققق ل تحرمققه مققن منصققبه‬
‫وجاهه بل تزيده رفعة عند الله وجاه وهو الجاه الحقيقي‪ ،‬ومن ترك شيئا ً للققه عوضققه‬
‫الله خيرا ً منه‪.‬‬
‫وإن فقي اسققتجابة مشققايخ القبققائل للحققق النفقع العظيققم إذ يقدخل معهققم اتبققاعهم‬
‫وعشيرتهم ولنا في مجحود زعيم آل عرجاء كما سبق فققي قسققم التاريققخ خيققر دليققل‬
‫على أهمية دعوة مشايخ القبائل‪.‬‬
‫ما سبق ذكره يعتبر من الطرق العلمية المنهجية‪ ،‬وإليك بعض الطججرق‬
‫العملية في دعوتهم‪:‬‬
‫‪ -1‬لبد من تركيز الدعوة في المنطقة البعيدة عن المكرمي مثل "يدمه‪-‬ثار‪-‬قطن"‬
‫لجهلهم بالمذهب السماعيلي الذي ينتمون إليه اسميا ً فقط‪ ،‬وذلك بكققثرة المخالطققة‬
‫لهم ودعوتهم للصلة في مساجد السنة واسققتماع المحاضققرات الوعظيققة لسققتجلب‬
‫قلوبهم‪ ،‬بدون التطرق للنقاش في المعتقد حتى ل تفتح بابا ً مغلقا ً يجهلونه‪ ،‬فبعد مدة‬
‫ستجد أن هذه الجموع تستجيب لك وتألف حديثك وتقبل ما تمليه عليهققا مققن عقققائد‬
‫صحيحة موافقة للفطرة‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام مبدأ الحسان إلى العامة من المكارمة بشيء من المباحات والهبات‪،‬‬
‫فإن الحسان يأسر القلوب‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫فطالما استعبد النسان إحسان‬ ‫أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم‬

‫‪ -3‬نشر الشريط السلمي بين عامة المكارمة وخاصة الشرطة التي تحتوي علققى‬
‫تقرير العقيدة بأسلوب وعظي مؤثر‪ ،‬وبخاصة بين النساء‪.‬‬
‫‪ -4‬ينبغي لمن اعطاه الله منصبا ً أن يوظفه في الدعوة إلى الله سواء من الرئيس‬
‫لمرؤوسية أو المعلم لطلبه… ألخ‪ ،‬وذلك بحسن المعاملة والقققدوة الحسققنة وحسققن‬
‫اللتزام بالسنة‪ ،‬فإن القلوب مجبولة على القتداء بمن هو أعلى منهققا منصققبا ً خاصققة‬
‫إذا كان الرئيس متحليا ً بجميل الخصال وكريم الطباع‪.‬‬
‫‪ -5‬تعليق قلوب الشباب من المكارمة بحب مجالسققة الصققالحين مققن أهققل السققنة‬
‫وذلك بالرحلت الدعوية التي فيهاالكثير مققن المققرح والتسققلية لجققذب القلققوب‪ ،‬مثققل‬
‫المراكز الصيفية ورحلت الكشافة ونحوها‪.‬‬

‫تم بحمد الله‪،،،‬‬

‫قال الشاعر‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫فقد كفتك يداه النسخ والتعبا‬ ‫ياناظر الخط فاستغفر لمن كتبا‬

‫يارب فاغفرله وارزقه ما طلبا‬ ‫وقل إذا نظرت عيناك أحرفه‬

‫فأنت أكرم من اعطى ومن وهبا‬ ‫من كل خيرٍ وبرٍ أنت تعلمه‬

‫‪47‬‬
48
49
‫‪ -1‬جدول بترتيب الدعوة والدعاة عند السماعيلية‬
‫ممثوله من‬
‫ممثوله من عالم البداع‬ ‫المثل‬
‫عالم الفلك‬
‫الموجود الول أو المبدع الول أو العقل الول الفلك العلى‬ ‫الناطق‬
‫الفلك الثاني‬ ‫أو السابق‬ ‫الساس‬
‫فلك زحل‬ ‫الموجود الثاني أو المبدع الثاني أو التالي‬ ‫المام‬
‫فلك المشتري‬ ‫الموجود الثالث أو العقل الثالث‬ ‫الباب‬
‫المريخ‬ ‫الموجود الرابع أو العقل الرابع‬ ‫الحجة‬
‫الشمس‬ ‫العقل الخامس‬ ‫داعي البلغ‬
‫الزهرة‬ ‫العقل السادس‬ ‫الداعي‬
‫عطارد‬ ‫العقل السابع‬ ‫المطلق‬
‫القمر‬ ‫العقل الثامن‬ ‫الداعي‬
‫ما دون الفلك‬ ‫العقل التاسع‬ ‫المحصور‬
‫من الطبائع‬ ‫العقل العاشر‬ ‫المأذون‬
‫المطلق‬
‫المأذون‬
‫المحصور‬

‫‪ -2‬جدول بالدعاة الذين تولوا منصب "داعي مطلق" في اليمن في عهد‬


‫الستر قبل النقسام إلى سليمانية وداؤودية‬
‫تاريخ‬ ‫تاريخ‬
‫اسم الداعي‬ ‫اسم الداعي‬
‫وفاته‬ ‫وفاته‬
‫‪755‬هق‬ ‫‪546‬هق عبدالمطلب نجم الدين‬ ‫ذؤيب بن موسى‬
‫‪779‬هق‬ ‫‪557‬هق عباس بن محمد بن حاتم‬ ‫ابراهيم بن الحسين الحامدي‬
‫‪809‬هق‬ ‫‪596‬هق عبدالله فخر الدين بن علي‬ ‫حاتم بن إبراهيم الحامدي‬
‫‪821‬هق‬ ‫‪605‬هق المكرمي‬ ‫علي بن حاتم‬
‫‪832‬هق‬ ‫‪612‬هق حسن بدر الدين بن عبدالله‬ ‫علي بن محمد بن الوليد‬
‫‪872‬هق‬ ‫‪626‬هق المكرمي‬ ‫علي بن حنظلة الوادعي‬
‫‪918‬هق‬ ‫‪627‬هق علي شمس الدين بن عبدالله‬ ‫أحمد المبارك‬
‫‪933‬هق‬ ‫‪667‬هق المكرمي‬ ‫الحسين بن علي بن محمد بن‬
‫‪933‬هق‬ ‫‪682‬هق إدريس عماد الدين بن حسن‬ ‫الوليد‬
‫‪946‬هق‬ ‫‪686‬هق المكرمي‬ ‫علي بن الحسين بن علي بن‬
‫‪974‬هق‬ ‫حسن بن إدريس عماد الدين‬ ‫محمد‬
‫‪975‬هق‬ ‫‪729‬هق المكرمي‬ ‫علي بن الحسين بن علي بن‬
‫‪729‬هق حسين حسام الدين بن إدريس ‪999‬هق‬ ‫حنظله‬
‫إبراهيم بن الحسين بن علي بن ‪746‬هق المكرمي‬
‫علي شمس الدين بن الحسين‬ ‫محمد بن الوليد‬
‫المكرمي‬ ‫محمد بن حاتم بن الحسين‬
‫محمد عز الدين بن الحسن‬ ‫علي شمس الدين بن ابراهيم‬

‫‪50‬‬
‫المكرمي‬ ‫بن الحسين‬
‫يوسف نجم الدين بن سليمان‬
‫الهندي‬
‫جلل شمس الدين بن الحسن‬
‫الهندي‬
‫داؤود بن عجب شاه الهندي‬

‫‪51‬‬
‫‪ -3‬جدول بدعاة الداؤودية والسليمانية بعد النقسام‬

‫تاريخ الوفاة‬ ‫دعاة السليمانية‬ ‫تاريخ‬ ‫دعاة الداؤودية‬


‫ال‬
‫و‬
‫فا‬
‫ة‬
‫‪1005‬هق‬ ‫سليمان بن الحسن الهندي‬ ‫‪1021‬هق‬ ‫داؤود برهان الدين‬
‫‪1050‬هق‬ ‫جعفر بققن سققليمان الهنققدي‬ ‫‪1030‬هق‬ ‫شيخ آدم صفي الدين‬
‫وكان‪.‬وصيه محمد بن الفهد‬ ‫‪1041‬هق‬ ‫عبدالطيب زكي الدين‬
‫المكرمي لصغر سنه‬ ‫‪1042‬هق‬ ‫علي شمس الدين‬
‫‪1088‬هق‬ ‫علي بن سليمان الهندي‬ ‫‪1054‬هق‬ ‫قاسم زين الدين‬
‫‪1094‬هق‬ ‫ابراهيققم بققن محمققد الفهققد‬ ‫‪1056‬هق‬ ‫قطب خان قطب الدين‬
‫‪1129‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫‪1065‬هق‬ ‫بير خان شجاع الدين‬
‫‪1160‬هق‬ ‫محمققققد بققققن اسققققماعيل‬ ‫‪1085‬هق‬ ‫اسماعيل بدر الدين‬
‫‪1184‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫‪1110‬هق‬ ‫عبدالطيب زكي الدين‬
‫‪1189‬هق‬ ‫هبقققة اللقققه بقققن ابراهيقققم‬ ‫‪1122‬هق‬ ‫موسى كليم الدين‬
‫‪1195‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫‪1130‬هق‬ ‫نور محمد نور الدين‬
‫‪1225‬هق‬ ‫اسقققماعيل بقققن هبقققة اللقققه‬ ‫‪1150‬هق‬ ‫اسماعيل بدر الدين‬
‫‪1234‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫‪1168‬هق‬ ‫ابراهيم وجيه الدين‬
‫‪1241‬هق‬ ‫الحسقققين بقققن هبقققة اللقققه‬ ‫‪1193‬هق‬ ‫هبة الله المؤيد في الدين‬
‫‪1256‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫‪1200‬هق‬ ‫عبدالطيب زكي الدين‬
‫‪1262‬هق‬ ‫عبققققدالعلي بققققن الحسققققن‬ ‫‪1213‬هق‬ ‫يوسف نجم الدين‬
‫‪1289‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫‪1232‬هق‬ ‫عبدالعلي سيف الدين‬
‫‪1306‬هق‬ ‫عبدالله بن علي المكرمي‬ ‫‪1236‬هق‬ ‫محمد عز الدين‬
‫‪1323‬هق‬ ‫يوسف بن علي المكرمي‬ ‫‪1252‬هق‬ ‫طيب زين الدين‬
‫‪1331‬هق‬ ‫الحسقققين بقققن الحسقققين‬ ‫‪1256‬هق‬ ‫محمد بدر الدين‬
‫‪1355‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫‪1302‬هق‬ ‫عبدالقادر نجم الدين‬
‫‪1357‬هق‬ ‫اسققققماعيل بققققن محمققققد‬ ‫‪1308‬هق‬ ‫عبدالحسين حسام الدين‬
‫المكرمي‬ ‫‪1323‬هق‬ ‫محمد إبراهيم الدين‬
‫‪1358‬هق‬ ‫الحسن بن محمد المكرمي‬ ‫‪1333‬هق‬ ‫عبدالله بدر الدين‬
‫‪1396‬هق‬ ‫الحسن بن اسماعيل شابام‬ ‫‪1385‬هق‬ ‫طاهر سيف الدين‬
‫‪1413‬هق‬ ‫المكرمي‬ ‫إلى الن‬ ‫محمد برهان الدين‬
‫إلى الن‬ ‫أحمقققققد بقققققن اسقققققماعيل‬
‫المكرمي‬
‫عبدالله بن علي المكرمي‬
‫علي بن هبة الله المكرمي‬
‫علققي بققن محسققن شققابام‬
‫المكرمي‬
‫غلم حسقققين بقققن فرحقققت‬
‫علي الهندي‬
‫الشرفي الحسين بن أحمققد‬
‫المكرمي‬
‫‪52‬‬
‫علققي بققن الحسققين أحمققد‬
‫المكرمي‬
‫حسقققققين بقققققن الحسقققققن‬
‫المكرمي‬
‫حسققين بققن اسققماعيل بققن‬
‫أحمد المكرمي‬
‫وقد افترق عنه محسن‬

‫تنبيه‪ :‬تاريخ الوفاة هو تاريخ تنصيب من بعده من الدعاة‪.‬‬

‫‪53‬‬
54
55
56

You might also like