You are on page 1of 42

‫ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد‬

‫(‪ ) 21‬ل�شهر �سبتمر ‪2009‬‬

‫مجلة إلكترونية ‪ -‬دورية ‪ -‬متخصصة في تنمية الذات‬

‫‪1‬‬ ‫طور حياتك‬


‫محتويات العدد‬

‫‪3‬‬ ‫النظـ ـ ــرة وحدهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ال تكـ ـ ـ ـ ـ ــفى‬


‫‪5‬‬ ‫التط ـ ـ ـ ــوير والتط ـ ـ ــور ُ�سـنه كـ ـ ـ ـ ـ ــونيه‬
‫‪6‬‬ ‫خم�س خطـ ـ ـ ـ ــوات لبنـ ـ ـ ـ ــاء العـالقات‬
‫‪7‬‬ ‫هل �أنت �إن�س ـ ـ ــان حمب لال�ستطالع ؟‬
‫‪8‬‬ ‫الربوفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ�سور والتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالميذ‬
‫‪9‬‬ ‫اب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد�أ من جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديـ ـ ــد‬ ‫مدير التحرير‬
‫‪10‬‬ ‫ك ـ ــتاب طبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق م ـ ـ ـ ـ ــا تع ـ ـ ـ ـ ـ ــرفه‬ ‫إســـالم سليمـــان‬
‫‪12‬‬ ‫العفــو يرفع النظ ـ ـ ـ ــام املناعى للج�سم‬
‫‪14‬‬ ‫ن ـ ـق ـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــةال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزي ـ ـ ـ ـ ــت‬ ‫كـتاب العدد‬‫ُ‬
‫د ‪ .‬أحمـــ��د حجــاج‬
‫‪15‬‬ ‫لتكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن لك �أحـ ــالمـ ـ ـ ـ ـ ـ ًا كبي ـ ـ ـ ــرة‬ ‫د ‪ .‬إسماعيل أبو بكـر‬
‫‪16‬‬ ‫واحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور حيـ ـ ـ ــاتك‬ ‫د ‪ .‬غاليــ��ة اإلمــ��ام‬
‫م ‪ .‬عبد الدائم الكحيل‬
‫‪17‬‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة الثقـ ـ ـ ــة بالنف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ�س‬ ‫أ ‪ .‬أش��رف خـــيــــر‬
‫‪23‬‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫أ‪ .‬أضـــواء الـوابـــل‬
‫أ ‪ .‬رؤوف شـــبـايـــك‬
‫‪24‬‬ ‫داخلنا �شىء جمي ـ ـ ـ ــل يريد �أن يخـ ـ ــرج‬ ‫أ ‪ .‬كـريـم الـشاذلـى‬
‫‪26‬‬ ‫ا لأ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫أ‪ .‬محـمــد عــــزوز‬
‫أ ‪ .‬محمد الش��ومانى‬
‫‪28‬‬ ‫حم ــددات و�ض ـ ـ ـ ـ ـ ــوح اله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدف‬ ‫أ ‪ .‬محمد عبد الفتاح‬
‫‪31‬‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة التفـ ـ ـ ـ ـ ــكري الإيجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابى‬ ‫أ ‪ .‬محمود احلوس��نى‬
‫أ‪ .‬منى البوسعـيـدى‬
‫‪22‬‬ ‫الـعن ـ ـ ـ ــا�صر ال�ست الحت ـ ـ ـ ــرام الذات‬ ‫أ ‪ .‬نـــ��ور عــبــداوى‬
‫‪34‬‬ ‫�ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة وت ـع ـل ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫أمـــــل رضــــــوان‬
‫بـيـتـــــر عـــــوض‬
‫‪35‬‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارح جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراى‬ ‫مـحمد ســـعــــد‬
‫‪37‬‬ ‫مـ ـ ـ ـ ــا �أنـ ـ ـ ـ ـ ــدر �أن جتـ ــد هذا الإن�سان‬ ‫نس��يـم عبد الوهاب‬
‫‪38‬‬ ‫ا لــ�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫اإلخـراج الفنـى‬
‫‪40‬‬ ‫�أ�أنا من ( �سي�صلح �ش�أن هذا ) الكون ؟‬ ‫م ‪ .‬خالــد العويني‬
‫‪41‬‬ ‫تـ ـ�أ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ت‬ ‫تصميم الشعار‬
‫أحمــــد الـمــــال‬

‫طور حياتك‬ ‫‪2‬‬


‫النظرة‬
‫وحدها ال تكفى ‪...‬‬

‫جل�س بجانبى فى القطار �أثناء عودتى من مدينة الإ�سكندرية �أحد‬ ‫ ‬


‫الأ�شخا�ص ‪ ،‬ومن خالل نظرتى الأوىل له بد�أ عقلى تلقائي ًا يبنى عنه نظرة‬
‫تغلب عليها ال�سلبية �أكرث من الإيجابية ‪ ،‬بنيتها بناء ًا على �أ�سا�س هذه النظرة‬
‫بقلم ‪ :‬مدير التحرير‬ ‫فقط ‪.‬‬
‫إسالم سليمان‬
‫ ‬
‫بعد ب�ضع دقائق من حترك القطار بد�أ هذا الرجل يتحدث معى ‪،‬‬ ‫ ‬
‫لنتبادل �سوي ًا احلديث طوال الطريق ‪ ،‬وعندما �أ�شرفنا على الو�صول كانت قد‬
‫تبدلت هذه النظرة التى تغلب عليها ال�سلبية �إىل نظرة تغلب عليها الإيجابية‬
‫بعدما تعرفت على هذا ال�شخ�ص من خالل تبادىل للحديث معه ‪.‬‬
‫ ‬
‫فى هذا اليوم تعلمت �أال �أحكم على النا�س من خالل �أ�شكالهم فقط ‪،‬‬ ‫ ‬
‫فكم من الأ�شخا�ص وجوههم بي�ضاء وابت�سامتهم �ساطعة ولكن قلوبهم �سوداء‬
‫وابت�سامتهم كاذبة ‪ ،‬وكم من الأ�شخا�ص وجوهم لي�ست بي�ضاء وابت�سامتهم‬
‫هادئة ولكن قلوبهم نقية وابت�سامتهم نابعة من قلوبهم ‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫طور حياتك‬


‫تسر مجلة طور حياتك بأن تتقدم بتهناتكم بحلول‬
‫شهر رمضان املبارك وتتمنى لكم وعافر الصحة والعافية ‪..‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪4‬‬
‫إشراقة‬
‫أمل‬

‫التطوير والتطور سـنـه كونيه‬


‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬حممد عبد الفتاح ـ م�صر‬

‫ �إن طبيعة هذا الكون الذى خلقه اهلل تبارك وتعاىل ت�ؤكد �أن احلياة كل يوم تتطور وكل �ساعة تتجدد ‪ ،‬ففى كل جماالت‬
‫احلياة جند تقدم نلحظه يوما ً بعد يوم ورمبا �ساعة بعد �ساعة ‪ ،‬و�إذا كانت هذه هى طبيعة احلياة ف�إننا ندعوك ب�أن ‪ " ..‬تـُطور‬
‫حياتك " لي�ست دعوة لتطوير احلياة من حولنا و�أن نبقى نحن كما نحن ‪ ،‬الكون يدور ونحن فى �سكون وثبات ‪ ،‬ال بل دعوتنا‬
‫�إمنا نق�صد بها ب�أن تطور ذاتك ‪� ..‬أخالقك ‪� ..‬أفكارك ‪ ..‬طموحاتك و�آمالك ‪� ..‬أهدافك ‪ ..‬غاياتك ‪..‬‬
‫فهل �أنت م�ستعد ؟ لأن تنقب معى فى �أعماق نف�سك حتى ن�ستخرج تلك ال�صفات احل�سنة واملواهب الدفينة التى تراكمت‬
‫عليها عاداتك ال�سيئة ور�ضيت �أن تظل �أ�سري تلك العادات ‪ ،‬هل �أنت م�ستعد لأن تك�سر القيد الذى و�ضعته لنف�سك بنف�سك ؟‬
‫هل �أنت م�ستعد �أن تنقذ نف�سك من �أ�سر هذه العادات فتعطيها فر�صة لكى تتطور وتتجدد ‪ ،‬ففى �أعماق نف�سك مواهب و�أفكار‬
‫�صاحلة ‪.‬‬
‫ابد�أ رحلة البحث عن الذات ؟ ابد�أ الآن ‪ ..‬نعم فما عليك �إال �أن تبد�أ و�سوف جتد �أن حياتك كل يوم تتطور بل وتتجدد كل‬
‫حلظة لأنك عندها �سوف ت�صبح �صاحب مبد�أ و�صاحب هدف و�صاحب غاية ‪ ..‬ومن كانت هذه �صفاته ف�إن على احلياة �أن‬
‫تف�سح له الطريق لكى مي�ضى قدما ً لي�شق دروبها ويزيل �صعابها حتى ي�صل �إىل غايته و�إىل هدفه �أال وهو �أن يكون �صاحب‬
‫نف�س متطورة وثابته وطموحه ‪ ..‬لذا عليك �أن تـُطور حياتـك ‪ ..‬لكى ت�شرق من جديد ‪.‬‬

‫إشراقة‬
‫�إن �أعظم اكت�شاف �شهده جيلنا هو قدرة الب�شر على تغيري حياتهم لدى تغيري طريقة تفكريهم ‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫طور حياتك‬


‫طريقك‬
‫نحو حياة‬
‫أفضل‬

‫خمس خطوات‬
‫لبناء العالقات‬
‫بقلم ‪ :‬أمل رضوان ـ مصر‬

‫‪ ..‬مع الآخرين لي�ست جمرد مواقف معينة تربطنا بهم فى حدود وقت ومكان معينني ‪،‬‬ ‫العالقات‬
‫ومن ثم تنتهى بانتهاء هذا املوقف ‪ ..‬ال بل �إن عالقاتنا مع الآخرين هى فن ال بد لنا �أن نتعلمه لنعرف كيف نبنى‬
‫عالقات مع الآخرين ‪ ،‬ويتم ذلك من خالل خم�س خطوات ‪:‬‬
‫دوم ًا و�أ�شعرهم �أنك تخ�صهم بها وحدهم ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ �إ�شعار الآخرين ب�أهميتهم وذلك بـ ‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ �أن�شىء انطباع ًا �أولي ًا جيد ًا لدى الآخرين وذلك بـ ‪:‬‬ ‫ـ �إقناع نف�سك ب�أن كل الآخرين مهمون ‪.‬‬
‫ـ البدء بنغمة �أ�سا�سها املودة ‪.‬‬ ‫ـ توجيه االهتمام لهم من خالل مالحظتك �إياهم وما يقومون‬
‫ـ متكني الطرف الآخر �أن يعرف �أنه قد ترك فى نف�سك‬ ‫به ‪.‬‬
‫انطباع ًا جيد ًا عنه ‪.‬‬ ‫ـ �إبالغهم �أنهم تركوا لديك انطباع ًا جيد ً ‪ ،‬و�أمثل طريقة‬
‫ـ حكم الآخرين عليك من خالل �آرائك فى كل الأ�شياء ولي�س‬ ‫لذلك �أن جتعلهم يدركوا �أنهم قد �أثروا فيك و�أنهم قد تركوا‬
‫فى نف�سك فقط ‪.‬‬ ‫انطباع ًا فى نف�سك ‪.‬‬
‫ـ �أن تكون ب�شو�شا ً ودو ًا ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ اجعل �شخ�صيتك جذابة وذلك بـ ‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ الود الفورى وال�صداقة ال�سريعة عليك بـ ‪:‬‬ ‫ـ جعل خطواتك ذات جر�أه ‪ ،‬وكن واثق ًا من نف�سك ‪.‬‬
‫ـ �أن تتذكر دائم ًا �أن معظم النا�س تواقون �إىل الود وال�صداقة‬ ‫ـ م�صافحة الآخرين بثبات وحزم غري مبالغ فيه ‪.‬‬
‫ـ جعل نربة �صوتك تعرب عن الثقة ‪ ،‬وتكلم بو�ضوح وبال تردد ‪ .‬مثلك متام ًا ‪.‬‬
‫ـ �أن تكون ذا لباقة ‪ ،‬ف�إن �أردت حب النا�س كن �شغوف ًا بهم ‪ ،‬ـ �أن ال تقم بامتهان نف�سك من �أجل ا�ستثارة م�شاعر الود فى‬
‫نفو�س الآخرين ‪.‬‬ ‫فال جتعل ل�سانك يخونك قط ‪.‬‬
‫ـ �إ�ضافة �صفة احلميمية �إىل �شخ�صيتك ‪ ،‬وت�صرف بحما�س ‪ .‬ـ �أن حتافظ دائم ًا على �شيئني ‪ :‬الهدوء واالبت�سامة ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ انتق كالمك عند اختالفك مع الآخرين ‪:‬‬ ‫ـ جعل املرح والإ�شراق والتفا�ؤل جزء من يومك ‪.‬‬
‫حتى لو �أردت �أن تو�ضح وجهه نظرك والتى تختلف مع‬ ‫ـ �أن تكون ذا مظهر الئق ‪.‬‬
‫الآخرين ‪ ،‬فو�ضحها بلطف ‪ ،‬فالعنف ال ي�ؤدى �إىل �شىء �سوى‬ ‫ـ �أن ال تكون تقليديا ً عند الثناء واملجاملة ‪.‬‬
‫ـ �أن تعرتف للآخرين �أنك تقدرهم وتقدر قيمتهم ‪ ،‬و�أن العنف و�سلب حب الآخرين منك ‪.‬‬
‫تعاملهم على �أ�سا�س �أن لهم قدر ًا لديك ‪ ،‬ووجه لهم ال�شكر‬
‫طور حياتك‬ ‫‪6‬‬
‫اعرف‬
‫نفسك‬
‫هل أنت إنسان محب لالستطالع ؟‬
‫تقدمي ‪ /‬إسالم سليمان ـ مصر‬

‫اال�ستطالع �أمر �سيىء عندما ي�صبح جمرد ف�ضول ال�ستطالع �أخبار الآخرين ‪ ،‬ولكن حب اال�ستطالع باملعنى ال�صحيح‬
‫والعلمى �شىء هام فى حياتنا احلا�ضرة التى تتطلب منا الرك�ض واللهاث وراء كل جديد ‪ ،‬والآن هل �أنت من ال�صنف هذا‬
‫الذى يهمه �أن يتعرف على العامل املتطور من حوله ؟‬

‫�إذا �أردت �أن تعرف نف�سك ف�أجب عن الأ�سئلة الآتية ‪:‬‬ ‫ ‬


‫�أ ـ توجه �إليه �أ�سئلة كثرية لتعرف منه كل‬ ‫ترفيهي ًا ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ قر�أت بحث ًا عن كتاب قيم ظهر‬
‫‪ 4‬ـ �إذا قر�أت مقا ًال �أعجبك دون �أن ما يعرفه عن هذه الهواية ‪.‬‬ ‫حديث ًا فهل ‪:‬‬
‫ب ـ ت�ستمع �إليه دون �أن توجه �س�ؤا ًال ما ‪.‬‬ ‫تتعرف �إىل كاتبه ‪:‬‬ ‫�أ ـ ت�سارع �إىل �شراء الكتاب ‪.‬‬
‫�أ ـ هل تت�صل فور ًا بال�صحيفة لل�س�ؤال عن ج ـ ال تكرتث به يقينا ً منك �أنك تعرف‬ ‫ب ـ تنتظر حتى تتعرف �إىل ر�أى �صديق لك‬
‫�أكرث منه ‪.‬‬ ‫ا�سم الكاتب ‪.‬‬ ‫فيه ‪ ،‬ثم ت�ستعريه منه ‪.‬‬
‫ب ـ هل ت�س�أل �أ�صدقاءك �إذا كانوا يعرفون ‪ 8‬ـ عندما ت�أخد اجازتك ال�سنوية فهل‬ ‫ج ـ ال تهتم به �إطالق ًا ‪.‬‬
‫تتمنى ‪:‬‬ ‫الكاتب ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ �سمعت �أحدهم يقول �أمامك �أنه‬
‫ج ـ يكفيك �أنك قر�أت املقال و�أعجبك ‪� .‬أ ـ �أن تتعرف �إىل مناطق جديدة �سواء فى‬ ‫يود �أن يقوم برحله حول العامل ‪،‬‬
‫‪ 5‬ـ �أثناء قراءتك مرت بك كلمة مل بلدك �أو فى البلدان الأخرى ‪.‬‬ ‫فماذا يكون تعليقك عليه ‪:‬‬
‫ب ـ �أن تق�ضى اجازتك حيث ق�ضيتها‬ ‫تفهم معناها ‪ ،‬فهل ‪:‬‬ ‫�أ ـ �أمتنى لو رافقتك فى هذه الرحلة ‪.‬‬
‫الأعوام ال�سابقة ‪.‬‬ ‫�أ ـ تبحث عنها فى القامو�س فور ًا ‪.‬‬ ‫ب ـ �أال تعتقد �أن هذه الرحلة خطرة ‪.‬‬
‫ً‬
‫مف�ضال البقاء‬ ‫ب ـ تقرر �أن ت�س�أل عنها �أحد معارفك ج ـ �أن تبقى حيث �أنت ّ‬ ‫ج ـ ال داعى لذلك ‪ ،‬فال رحلة للإن�سان �إال‬
‫بجوار الأ�صدقاء ‪.‬‬ ‫املطلعني ‪.‬‬ ‫فى بلده ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ �س�ألك �أحدهم عن �شخ�صية‬ ‫ج ـ ال تهتم بذلك وتوا�صل القراءة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ �أثناء �إذاعة الأخبار فى التليفزيون‬
‫تاريخية م�شهورة ‪ ،‬تعرف ا�سمها‬ ‫‪ 6‬ـ ُعني زميل لك جديد فهل ‪:‬‬ ‫هل ‪:‬‬
‫ولكنك ال تعرف �شيئ ًا عنها فهل ‪:‬‬ ‫�أ ـ تطلب من الذين حولك ال�صمت ملتابعة �أ ـ ت�سعى لتتعرف عليه ب�سرعة ‪.‬‬
‫�أ ـ ت�ستعني فور ًا مبا لديك من كتب �أو‬ ‫ب ـ تنتظر حتى حتني فر�صة للتعارف ‪.‬‬ ‫الأخبار ‪.‬‬
‫مو�سوعات ‪.‬‬ ‫ب ـ ت�سمع الأخبار دون اكرتاث ‪ ،‬لأن ج ـ ال تعريه �أى انتباه ‪.‬‬
‫ب ـ تقنع نف�سك ب�أن الأطالع على التفا�صيل‬ ‫الأخبار الهامة ت�سمعها عادة من النا�س ‪ 7 .‬ـ قابلت �إن�سان ًا جتمعك به هواية‬
‫غري جمد ‪.‬‬ ‫ج ـ تبحث عن قناة �أخرى تبث برناجم ًا مماثلة فهل ‪:‬‬
‫ج ـ متر بال�س�ؤال وك�أنه مل يكن ‪.‬‬

‫اح�سب لنف�سك ‪ 3‬نقاط يف حال كانت الإجابة عن ال�س�ؤال ( �أ ) ‪ ،‬ونقطتني �أن كانت ( ب ) ‪ ،‬ونقطة ان كانت ( ج ) ‪.‬‬
‫�إذا ح�صلت على ما بني ‪ 27‬نقطة ـ ‪ 21‬نقطة ‪ ،‬ف�إن كل �شىء يثري انتباهك ‪ ،‬ف�ضال ً عن �أن حب الأ�ستطالع عنك قوى ‪.‬‬
‫النتيجة‬

‫�إذا ح�صلت على ما بني ‪ 20‬نقطة ـ ‪ 10‬نقاط ‪ ،‬ف�أنت حتب العامل ‪ ،‬وتود االطالع على �أ�سراره ‪ ،‬ولكنك تخ�شى ذلك ‪.‬‬
‫�إذا ح�صلت على �أقل من ‪ 10‬نقاط ‪ ،‬ف�أنت ال حتب اال�ستطالع ‪ ،‬وعليك �أن ت�ستيقظ من �سباتك ‪ ،‬و�أن ترى العامل اجلميل من‬
‫حولك ‪ ،‬لأن املعرفة �شىء جميل ‪ ،‬بل لعلها الأجمل فى حياتنا ‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫طور حياتك‬


‫كان يا ما‬
‫كان‬

‫البـروفـيسـور والـتـالمـيـذ‬

‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬وحيد مهدى‬

‫احل�صى فيمثل الأ�شياء املهمة فى حياتك ‪ :‬وظيفتك ‪ ،‬بيتك ‪،‬‬ ‫وقف الربوفي�سور �أمام تالميذه ‪ ،‬ومعه بع�ض الو�سائل‬ ‫ ‬
‫�سيارتك ‪� ..‬أما الرمل فيمثل بقية الأ�شياء �أو الأمور الب�سيطة‬ ‫التعليمية وعندما بد�أ الدر�س ودون �أن يتكلم �أخرج عبوة زجاجية‬
‫والهام�شية ‪ ،‬فلو كنت و�ضعت الرمل فى الزجاجة �أو ًال فلن يتبقى‬ ‫كبرية فارغة و�أخذ ميل�ؤها ( بكرات اجلولف ) ثم �س�أل التالميذ‬
‫مكان للح�صى �أو لكرات اجلولف ‪ ،‬وهذا ي�سرى على حياتك‬ ‫‪ ..‬هل الزجاجة التى فى يده مليئة �أم فارغة ؟ فاتفق التالميذ‬
‫الواقعية كلها ‪ ،‬فلو �صرفت كل وقتك وجهدك على توافر الأمور‬ ‫على �أنها مليئة ‪.‬‬
‫فلن يتبقى مكان للأمور التى تهمك ‪.‬‬ ‫ف�أخذ �صندوق ًا �صغري ًا من احل�صى و�سكبه داخل الزجاجة ثم‬
‫لذا فعليك �أن تنتبه جيد ًا وقبل كل �شىء للأ�شياء ال�ضرورية‬ ‫رجها ب�شدة حتى تخلخل احل�صى فى امل�ساحات الفارغة بني‬
‫حلياتك وا�ستقرارك ‪ ،‬واحر�ص على االنتباه لعالقتك بدينك‬ ‫كرات اجلولف ‪ ،‬ثم �س�ألهم ‪� :‬إن كانت الزجاجة مليئة ؟ فاتفق‬
‫ومت�سكك بقيمك ومبادئك و�أخالقك ‪ ..‬امرح مع عائلتك ‪،‬‬ ‫التالميذ جمدد ًا على �أنها كذلك ‪ ،‬ف�أخذ بعد ذلك �صندوق ًا‬
‫والديك ‪ ،‬اخوتك ‪� ،‬أطفالك ‪ ،‬قدم هدية ل�شريك حياتك وعرب‬ ‫�صغري ًا من الرمل و�سكبه فوق املحتويات فى الزجاجة ‪ ،‬وبالطبع‬
‫له عن حبك ‪ ،‬وزر �صديقك دائم ًا وا�س�أل عنه ‪ ..‬ا�ستقطع بع�ض‬ ‫فقد ملأ الرمل باقى الفراغات فيها ‪ ،‬و�س�أل طالبه مرة �أخرى‬
‫الوقت لفحو�صاتك الطبية الدورية ‪ ..‬وثق دائم ًا ب�أنه �سيكون‬ ‫‪� ..‬إن كانت الزجاجات مليئة ؟ فردوا ب�صوت واحد ب�أنها كذلك ‪،‬‬
‫هناك وقت كاف للأ�شياء الأخرى ‪ ،‬ودائم ًا اهتم بكرات اجلولف‬ ‫�أخرج الربوفي�سور بعدها فنجان ًا من القهوة و�سكب كامل حمتواه‬
‫�أو ًال فهى الأ�شياء التى ت�ستحق حق ًا االهتمام ‪ ..‬حدد �أولوياتك ‪..‬‬ ‫داخل الزجاجة ‪ ،‬ف�ضحك التالميذ من فعلته ‪ ،‬بعد �أن هد�أ‬
‫فالبقية جمرد رمل ‪.‬‬ ‫ال�ضحك �شرع الربوفي�سور فى احلديث قائال ً ‪ :‬الآن �أريدكم �أن‬
‫وحني انتهى الربوفي�سور من حديثه رفع �أحد التالميذ يده قائ ًال‬ ‫تعرفوا ما هى الق�صة ‪.‬‬
‫‪� :‬إنك مل تبني لنا ما متثله القهوة ؟ فابت�سم الربفي�سور وقال ‪� :‬أنا‬ ‫�إن هذه الزجاجة متثل حياة كل واحد منكم ‪ ..‬كرات اجلولف‬
‫�سعيد لأنك �س�ألت ‪� ،‬أ�ضفت القهوة فقط لأو�ضح لكم ب�أنه مهما‬ ‫متثل الأ�شياء ال�ضرورية فى حياتك ‪ :‬دينك ‪ ،‬قيمك ‪� ،‬أخالقك ‪،‬‬
‫كانت حياتك مليئة ف�سيبقى هناك دائم ًا م�ساحة لفنجان من‬ ‫عائلتك ‪� ،‬أطفالك ‪� ،‬أ�صدقاءك ‪� ،‬صحتك ‪ ...‬بحيث لو �أنك فقدت‬
‫القهوة ‪.‬‬ ‫كل �شىء وبقيت هذه الأ�شياء ف�ستبقى حياتك مليئة وثابتة ‪� ..‬أما‬

‫تذكر دائما ً ‪:‬‬


‫ـ �أنه �إذا اتخمت عقلك وملأته ب�صغائر الأمور فلن يتبقى فيه مت�سع لعظائم الأمور ‪.‬‬
‫ـ �أن احلياة كل ال يتجز�أ وال ميكن للإن�سان �أن يكون متوازنا ً �إذا كان ناجحا ً فى عمله مهمال ً �شئون عائلته وتطوير ذاته‬
‫‪ ،‬كما ال ميكن �أن يكون متوازن ًا �إذا كان فا�ش ًال فى عالقاته االجتماعية مهم ًال جل�سده وحاجاته املادية مهما كان متعلم ًا‬
‫ومطلع ًا ومفكر ًا ‪.‬‬
‫ـ �أن حتذر من اال�ضطراب واالرتباك والف�ضوية ‪ ،‬و�سببها ترك النظام و�إهمال الرتتيب ‪ ،‬واحلل �أن يكون للإن�سان جدول‬
‫متزن فيه واقعية ومران ‪.‬‬
‫ـ �أنه �إذا غابت الر�ؤية ‪ ..‬ت�ضاعف العمى ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪8‬‬


‫غير‬
‫حياتك‬

‫ابدأ من جديد‬
‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬حممود احلو�سنى ـ الإمارات‬

‫الكثري من النا�س من يرغب فى تغيري نف�سه ويرغب وحتقيقه لذلك الهدف يجد نف�سه �أختار الهدف اخلط�أ والذى‬ ‫ ‬
‫فى حتقيق �أحالمه ولكن تقف فى وجهه العديد من العراقيل ال ي�ستحق العناء ولن يقدم له �شىء يذكر فى حياته وفى حياة‬
‫وال�سدود وقد تكون نف�سه و�شخ�صيته واحدة من تلك العراقيل الآخرين ‪.‬‬
‫التى حتول بينه وبني ما يريد ‪.‬‬
‫العديد من النا�س من يكرر الف�شل وال ي�ستمر فى م�شاريعه انزل من كر�سيك العاجى ‪ :‬قد يختار الإن�سان لنف�سه الطريق‬
‫و�أعماله ب�سبب الظروف املتكررة التى ت�صادفه والتى تقف بينه ال�صحيح ويخطط ب�شكل ممتاز وتتوفر له الظروف ليدخل التاريخ‬
‫وبني النجاح فيقف الإن�سان حمتارا هل هو ال�سبب ؟ �أم تلك ويكون �إن�سان متميزا ً ولكن للأ�سف جتده رغم كل الظروف‬
‫ً‬
‫املواتية �إال �أنه �إىل الآن مل يحقق �شيئا ً يذكر وال�سبب يعود �إىل �أنه‬ ‫الظروف التى تخرج عن �إرادته ورغبته ؟‬
‫مهما كانت الظروف ومها تنوعت العراقيل البد للناجح �أن ال يزال جال�سا ً على كر�سى من عاج ويخطب فى الآخرين وينظر‬
‫يتقن ا�سرتاتيجية النجاح وقواعدها و�أن يقف مع نف�سه ويقيمها فى التميز والنجاح و�إىل الآن مل يفكر �أن يبد�أ فى تنفيذ ما يقول‬
‫لتجديد حياته ويبد�أ من جديد وال ي�ستمر فى العمل بنف�س ( كرب مقتا ً عند اهلل �أن تقولوا ما ال تفعلون ) ‪.‬‬

‫ال تخاف القرار وحتمل امل�س�ؤولية ‪� :‬إىل الآن هناك الكثري من‬ ‫الطريقة وينتظر نتيجة خمتلفة ‪.‬‬
‫يخ�شى القرار وال يفكر بتح ّمـل �أى م�س�ؤولية فى حياته ويكتفى‬ ‫اجعل التغيري ينطلق من داخلك ‪ :‬فالكثري من النا�س من‬
‫باملوجود حتت �شعار " القناعة كنز ال يفنى " و�إذا كان الواقع‬ ‫يطلب التغيري ويكرر �أنه يحتاج التغيري ولكن �إىل الآن هو فى‬
‫جميل ومعقول فلماذا �أكلف على نف�سى وهنا ن�ستطيع �أن نفرق بني‬ ‫مكانه ثابت ومل يحقق �شيئا ً يذكر وذلك لعدم وجود م�شاعر‬
‫ذلك الإن�سان الطموح والراقى بتفكريه و�أ�سلوب وذلك الإن�سان‬ ‫حقيقية �صادقة للتغيري نابعة من داخله ويقول املوىل ـ عز وجل ـ‬
‫العادى والب�سيط والذى ال يحقق له وللآخرين ما يذكر ‪.‬‬ ‫( �إن اهلل ال يغري ما بقوم حتى يغريوا ما ب�أنف�سهم ) ‪.‬‬
‫تنازل عن كل قناعة ت�ضرك ‪ :‬ال يزال البع�ض حبي�سا ً لقناعات‬ ‫بادر وال تكن عاجزا ً ‪ :‬هناك الكثري من الطرق قد حتقق لك‬
‫بالية ال جتعله يتقدم �إىل الأمام وال ترتكه يحقق ما يريد حتى‬ ‫املراد ال جتعل نف�سك �ضحية طريق واحد مبجرد �أن يغلق تقف‬
‫تتحول بعد ذلك �إىل خماوف وهواج�س هو �صنعها بنف�سه وهو من‬ ‫عاجزا ً وت�س ّود احلياة فى نظرك بل بادر بالبحث عن طرق �أخرى‬
‫اختارها حلياته ومن ال�صعب جدا ً �أن يحقق التغيري فى حياته‬ ‫حتقق مرادك وحتل من م�شاكلك واطرق جميع الأبواب فهناك‬
‫و�شخ�صيته �إذا مل يرتك عنه تلك القناعات واملبادئ اجلامدة ‪.‬‬ ‫الكثري من النا�س لو بادر بالبحث عن البديل لكان اليوم يرتبع‬
‫كل التحية والتقدير ملن يرغب فى تغيري حياته �إىل الأمام ومن‬ ‫على عر�ش املتميزين فى احلياة ‪.‬‬
‫اخرت لنف�سك �أهداف ت�ستحق العناء ‪ :‬قد يكون هناك هدف حاول ومل ينجح �سيكون هذا بداية التغيري ب�شرط �أن ال يي�أ�س‬
‫وقد ي�ضحى الإن�سان بالكثري من �أجل الو�صول لذلك الهدف ويعاود الك ّرة مرة �أخرى ومن املهم �أن يخطط الإن�سان للتغيري‬
‫وحتقيقه ويبذل من وقته وجهده وماله الكثري ولكن بو�صوله وهناك من يقول " من ف�شل فى التخطيط فقد خطط للف�شل " ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫طور حياتك‬


‫قرأت‬
‫لك‬

‫تلخي�ص و�إعداد‬
‫بيرت عو�ض ـ م�صر‬

‫كتاب طبق ما تعرفه‬


‫�إن مل ت�ستطيع ا�ستخدام ما تعرفه ‪ ،‬ما الفائدة ؟‬
‫لدينا كارثة فى جمال التدريب والتطوير فما نقوم بتعلمه والتدريب عليه ال نطبقه ونادرا ً ما ن�ستخدمه ‪ ،‬والفجوة بني املعرفة‬
‫والتطبيق تزداد ات�ساعا ً من ذى قبل ‪ ،‬ورغم �أن هذا حمبط �إال �أنه يوجد حل ا�ستطاع بع�ض خرباء التعليم اكت�شافه وجتربته‬
‫‪ ،‬و�أدى �إىل جناحات فى حياتهم و�شركاتهم منقطع النظري عن الأ�شخا�ص وامل�ؤ�س�سات الأخرى التى ال تتبع هذه املبادىء ‪،‬‬
‫خال�صة هذه املبادىء هى ‪:‬‬
‫نركز طاقتنا على بع�ض الأ�شياء بدال ً من كل الأ�شياء ‪،‬‬ ‫‪ -‬ركز على �أمور قليلة لتتعلمها ‪.‬‬
‫فاملفتاح الأ�سا�سى للتغلب على عدم تطبيق ما نتعلمه‬ ‫‪ -‬تعلم بعقلية منفتحة �إيجابية ‪.‬‬
‫واحلل مل�شكلة الكم الهائل من املعلومات هو تطبيق فل�سفه‬ ‫‪� -‬ضع خطة متابعة وا�ضحة للتطبيق ‪.‬‬
‫‪ :‬الرتكيز على القليل ‪ ،‬تكراره مرة بعد �أخرى ‪.‬‬ ‫‪� -‬شارك ما تتعلمه مع الآخرين ‪ .‬‬
‫ومن �أهم الو�سائل العملية التى ت�ساعدك على تطبيق ما ‪ -‬مبد�أ التكرار امل�صاحب للزمن ‪� :‬إذا �أردت التفوق فى‬
‫جمال معني يجب عليك �أن تركز على مفاهيم �أ�سا�سية ‪،‬‬ ‫تتعلمه ‪:‬‬
‫تكررها وتغر�سها وتدجمها فى نف�سك و�شخ�صيتك لفرتة‬ ‫‪ -‬خد مالحظات مكتوبة عما ت�سمعه ‪ ( .‬اكتبها )‬
‫‪ -‬اعد قراءة ‪ ،‬وتلخي�ص ما كتبته خالل ‪� 24‬ساعة ‪ ،‬مع من الزمن ( ‪ 6‬مرات هو �سر التكرار امل�صاحب للزمن )‬
‫عند تعر�ض النا�س لفكرة جديدة ‪ ،‬فمرة واحدة ال تكفى‬ ‫كتابتها على الكمبيوتر ‪ ،‬مبا ي�سهل مراجعتها الحقا ً ‪.‬‬
‫‪ -‬حتدث عما تعلمته مع الآخرين ‪ ،‬وابد�أ التطبيق فورا ً ‪� .‬أبدا ً ‪..‬‬
‫‪ 3‬مراحل �أ�سا�سية تنقلنا من معرفة ال�شىء �إىل تطبيقه املرة الأوىل ‪ :‬يرف�ضونها ‪ ،‬لأنها تتعار�ض مع الأفكار ال�سابق‬
‫اقتناعهم بها ‪.‬‬ ‫‪ – 1‬املرحلة الأوىل ‪ :‬املعرفة‬
‫ال�سبب الأول للفجوة بني املعرفة والتطبيق ( الكم الهائل املرة الثانية ‪ :‬يقاومونها ‪ ،‬يفهمونها لكنهم ال ي�ستطيعون‬
‫من املعلومات ) ‪ ،‬مييل معظمنا لقراءة الكتب اجلديدة تقبلها ‪.‬‬
‫واال�ستماع للمحا�ضرات ‪ ،‬واخلدمات ‪ ،‬وامل�ؤمترات لأن هذا املرة الثالثة ‪ :‬يقبلون جزء منها ‪ ،‬يوافقون على الفكرة ‪،‬‬
‫�أ�صبح �سهل جدا ً الآن ‪ ،‬كما �أنه ممتع جدا ً عن التطبيق ‪ ،‬ولكن لديهم حتفظات على ا�ستخدامها ‪.‬‬
‫�إال �أن هذا يجعلنا متخمني باملعرفة واملعلومات دون تر�شيح املرة الرابعة ‪ :‬يقبلونها كلها ‪ ،‬ي�شعرون �أنها تعرب عما كانوا‬
‫يفكرون فيه ‪.‬‬ ‫( دون �أن ن�أخذ منه ما نحتاج ونرتك ما ال نحتاج ) ‪.‬‬
‫‪ -‬واحلل هنا هو ‪ :‬تعلم القليل بكميات كبرية ‪ ،‬ولي�س الكثري املرة اخلام�سة ‪ :‬يه�ضمونها جزئيا ً ‪ ،‬لأنهم ي�ستخدمونها‬
‫بكميات قليلة ( التكرار – التكرار – التكرار ) يجب �أن ويطبقونها ب�أنف�سهم ‪ ،‬فيتحم�سون لها ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪10‬‬
‫قرأت‬
‫لك‬ ‫ال ي�ضعون خطة للمتابعة ‪ ،‬وبالطبع فالنتيجة‬ ‫املرة ال�ساد�سة ‪ :‬يه�ضمونها كليا ً ‪ ،‬ي�شعرون بامتالكها‬
‫املعروفة هنا هو ‪ :‬العودة للعادات القدمية ‪،‬‬ ‫وميرروها للآخرين ‪.‬‬
‫فمع عدم و�ضع خطة ملتابعة قراراتك �أو اال�ستفادة من �شىء‬ ‫‪ – 2‬املرحلة الثانية ‪ :‬طريقة التفكري‬
‫ما لن يحدث التغيري املرجو ‪ ،‬وكلما �أ�سرعت فى تطبيق املهارة‬ ‫ال�سبب الثانى للفجوة بني املعرفة والتطبيق هو ‪ :‬الرت�شيح‬
‫اجلديدة كلما زادت احتمالية �أن تكون حمرتف ًا فيها ‪ ،‬ولكن‬ ‫ال�سلبى ‪ ،‬واملق�صود به �أننا منيل عندما نتعلم �شىء �إيجابى‬
‫تذكر �أن تطبق بطريقة �صحيحة ‪ ،‬فالتطبيق ال ي�صنع �شيئ ًا‬ ‫جديد الحتقاره والتقليل منه حتى لو كان عن �أنف�سنا ‪ ،‬وهذا‬
‫جيد ًا ‪� ،‬إمنا التطبيق اجليد ي�صنع ال�شىء اجليد ‪.‬‬ ‫مينعنا ويجمدنا عن ا�ستخدامه ‪ ،‬لقد تعودنا فى طفولتنا على‬
‫�أن يربز والدينا ومدر�سينا الأ�شياء ال�سلبية بدل الإيجابية‬
‫فالأمر الذى ي�ساعد حق ًا على التعلم هو ‪ :‬بداية التطبيق فور ًا‬ ‫‪ ،‬عندما كانت ت�أتينا فكرة ونتحم�س كانوا يطفئون حما�سنا‬
‫‪� ،‬ضع " خطة " لتطبيق ما تعلمت بطريقة �صحيحة ‪ ،‬فالتعليم‬ ‫‪ ،‬ونتيجة لذلك اكت�سبنا نحننف�س طريقة التفكري ال�سلبية‬
‫ال يحدث فى ر�أ�سك ‪� ،‬إنه يحدث عندما تكون لديك خطة‬ ‫الراف�ضة لكل جديد ‪ ،‬ف�أ�صبحنا منيل لل�شك فى �أنف�سنا وفى‬
‫لت�ساعد نف�سك ‪� ،‬أن تفعل �شيئا ً مبا تعرفه ‪ ،‬و�أقدم لك خطة‬ ‫الآخرين وبالتاىل فى كل املعلومات التى ن�سمعها ‪ ،‬وفى كل‬
‫متابعة �سهلة وقوية ومجُ ربة ‪� ،‬إنها خطة ‪:‬‬ ‫التعليم الذى نتلقاه ‪� ..‬إلخ ‪ ،‬فنتعلم ن�سبة �صغرية جدا مما‬
‫‪� -‬أخربنـى ‪ ..‬بال�شىء اجلديد وكيف يعمل‬ ‫نرى ون�سمع ‪ ،‬وننجز القليل ‪ ،‬ون�شعر بالر�ضا عن القليل جد ًا‬
‫‪� -‬أرنـ ـ ــى ‪ ..‬كيف يتم هذا ببطء ‪ ،‬وبرفق‬ ‫‪.‬‬
‫‪ -‬دعنـ ــى ‪� ..‬أقوم به بنف�سى‬ ‫�إال �أننا ننمو ب�شكل �أف�ضل جد ًا مع عقلية �إيجابية متفتحة ‪،‬‬
‫‪� -‬شاهدنى ‪ ..‬و�أنا �أقوم به ‪ ،‬ال ترتكنى‬ ‫فالتفكري الإيجابى ي�شعل �إبداعنا ويزيد احتماالت جناحنا‬
‫‪ -‬امدح تطورى ‪ ..‬حاول ا�صطيادى عندما �أفعل �شيئ ًا بطريقة‬ ‫فوق كل توقعاتنا ‪ ،‬لذلك يجب �أن جند طريقة لتغيري طريقة‬
‫�صحيحة وامدحنى عليه ‪ ،‬ال توجهنى فقط‬ ‫تفكرينا ‪ ،‬وهذا ال يحدث بال�صدفة ‪� ،‬إمنا ( بالتمرين ) ‪.‬‬
‫‪ -‬فاحلل هنا ‪ :‬الإن�صات بعقلية �إيجابية ‪ ،‬مع التفكري‬
‫ولكى تطبق ما تعرفه حتتاج خطة متابعة تزودك بنظام دعم‬ ‫ب�إ�ستخدام ال�ضوء الأخ�صر ‪ ،‬واملق�صود " بال�ضوء الأخ�ضر‬
‫وم�سئولية ‪ ،‬ونق�صد بنظام الدعم ‪ :‬اجتماعات دورية مع‬ ‫" هو �أن ال�ضوء الأخ�ضر يجب �أن ي�سبق ال�ضوء الأحمر ‪ ،‬ففى‬
‫مدرب �أو جمموعة داعمة ن حيث يوجد �أ�شخا�ص ي�س�ألونك‬ ‫االجتماعات التدريبية والتعليم ‪ ،‬وعند طرح الأفكار ‪ ،‬يجب‬
‫ويحا�سبونك بطريقة ودية ‪.‬‬ ‫�أن تقرر �إرادي ًا �أن تبد�أ بذكر كل االيجابيات والفر�ص �أو ًال ثم‬
‫ذكر ال�سلبيات وامل�شاكل �أخري ًا ‪ ،‬يجب �أن ن�ضع كل تركيزنا‬
‫وفى النهاية تذكر ‪� ..‬أن التعليم احلقيقى هو الذى ي�ضفى‬ ‫على االيجابى �أو ًال وال�سلبى �أخري ًا ‪ ،‬فعندما ت�سمع �أو تقر�أ‬
‫تغيري على ت�صرفات املتعلم ‪ ،‬فعليك �أن تركز على �أمور قليلة‬ ‫�شيئ ًا جديد ًا فقط غري الطريقة التى التى كنت تفكر بها من‬
‫لتتعلمها ـ تعلم بعقلية منفتحة �إيجابية ـ و�ضع خطة متابعة‬ ‫" يوجد الكثري من الأخطاء هنا " للتفكري بطريقة " يوجد‬
‫وا�ضحة للتطبيق ‪ ،‬وتذكر �أي�ضا ً �أن املفتاح الأ�سا�سى مل�ساعدة‬ ‫الكثري من الفر�ص هنا ‪ ..‬كيف ميكن �أن ا�ستخدم هذا ؟ ماذا‬
‫النا�س فى تطوير وخلق منظومة جيدة هو �إبراز اجلوانب‬ ‫�س�أكيب �إذا تعلمته ؟ " ‪.‬‬
‫الإيجابية ‪ ،‬والن�صيحة التى يقدمها اخلرباء للمديرين ‪ :‬ال‬ ‫‪ – 3‬املرحلة الثالثة ‪ :‬تغيري ال�سلوك ـ املتابعة ( وهى املرحلة‬
‫تنتظروا حتى يقوم النا�س بعمل على �أكمل وجه لينالوا املديح‬ ‫الأ�صعب لأنها حتتاج جهد مركز )‬
‫‪ ،‬ف�إذا حرموا من املديح �إما �أنهم �سوف ي�ست�سلموا وال يحاولون‬ ‫ال�سبب الثالث لعدم التطبيق هو عدم املتابعة واال�ستمرار ‪،‬‬
‫مرة فال ينجحوا �أبدا ً ‪� ،‬أو ي�صبحوا منقادين ‪.‬‬ ‫بع�ض النا�س يتعلمون �أ�شياء عظيمة ‪ ،‬يتحم�سون لها ولكن‬

‫‪11‬‬ ‫طور حياتك‬


‫حياتك‬
‫أحلى‬

‫العـفـو يرفع النظام‬


‫المناعى للجسم‬
‫بقلم ‪ :‬م ‪ /‬عبد الدائم الكحيل ـ �سوريا‬

‫العفو �صفة من �صفات اهلل تعاىل ‪ ،‬فهو الذى يعفو عن عباده ويغفر لهم ولذلك فهى �صفة يحبها اهلل عز وجل‬ ‫ ‬
‫‪ ،‬والنبى الكرمي �صلى اهلل عليه و�آله و�سلم �أمر بالعفو وطبق هذه العبادة فى �أهم موقف عند فتح مكة املكرمة ‪ ،‬وم َّكنه‬
‫اهلل من الكفار وعفا عنهم وكان من نتيجة هذا العفو �أن دخلوا فى دين اهلل �أفواج ًا‪.‬‬

‫واليوم وبعدما تطور العلم الحظ العلماء فى الغرب �شيئ ًا عجيب ًا �أال وهو �أن الذى ميار�س هذه العادة " عادة العفو "‬
‫تق ّل لديه الأمرا�ض ! وهى ظاهرة غريبة ا�ستدعت انتباه الباحثني فبد�أوا رحلة البحث عن ال�سبب ‪ ،‬فكانت النتيجة �أن‬
‫الإن�سان الذى يتمتع بحب العفو الت�سامح يكون لديه جهاز املناعة �أقوى من غريه ! ‪ ،‬لقد كان من �أكرث دعاء النبى �صلى‬
‫اهلل عليه و�سلم وبخا�صة يف لياىل رم�ضان وليلة القدر ‪ ( :‬اللهم �إنك عف ّو حتب العفو فاعف عنى ) ( رواه البخارى)‬
‫‪ ،‬واهلل تعاىل ال يحب �شيئ ًا �إال وفيه اخلري لنا ‪ ،‬فهو عف ّو يحب العفو ولذلك فهذه ال�صفة البد �أن ت�أتى باخلري على من‬

‫طور حياتك‬ ‫‪12‬‬


‫تابع‬
‫حياتك‬
‫أحلى‬ ‫يتحلى بها ‪ ،‬واهلل تعاىل �أعطى عباده الأمل بالعفو عن الذنوب ‪ :‬يقول تعاىل ‪َ } :‬وهُ َو ا َّل ِذى َي ْق َب ُل ال َّت ْو َب َة َعنْ‬
‫ال�س ِّي َئ ِ‬
‫ات َو َي ْع َل ُم َما َت ْف َع ُلونَ { ( ال�شورى ‪. )25 :‬‬ ‫ِع َبا ِد ِه َو َي ْع ُفو َع ِن َّ‬

‫وقد اكت�شف الباحثون �أن ممار�سة العفو تن�شط النظام املناعى لدى الإن�سان ‪ ،‬لأن الإن�سان عندما يغ�ضب ف�إن �أجهزة‬
‫اجل�سم تتنبه وت�ستجيب وك�أن خطر ًا ما يهدد وجودها ‪ ،‬مما ي�ؤدى �إىل �ضخ كميات كبرية من الدم ‪ ،‬و�إفراز كميات من‬
‫الهرمونات وو�ضع اجل�سد فى حالة ت�أهب ملواجهة اخلطر ‪� ،‬ضغط الدم �سوف يرتفع ‪ ،‬عملية اله�ضم �سوف ت�ضطرب ‪،‬‬
‫النظام الع�صبى �سوف يتعب ويرهق ‪ ،‬ي�ضيق التنف�س ‪ ،‬والع�ضالت تتوتر ‪� ..‬إن هذا التوتر ي�ؤدى �إىل �إرهاق اجل�سد فى‬
‫حالة تكراره ‪ ،‬ومبجرد �أن يغفر ويعفو تزول هذه التوترات وتزول الرغبة باالنتقام وتهد�أ �أجهزة اجل�سد ب�سبب زوال‬
‫اخلطر ‪ ،‬وهذا ما يعطى فر�صة للنظام املناعى مبمار�سة مهامه بكفاءة عالية ‪.‬‬

‫ماذا يقول القر�آن عن العفو ؟‬


‫جند القر�آن ي�أمر بالعفو مهما كانت الإ�ساءة ‪ ،‬بل وي�أمر بال�صرب ابتغاء وجه اهلل وي�أمرنا بال�صرب اجلميل ‪ ،‬فالقر�آن‬
‫�أمر بالعفو واملكاف�أة هى ر�ضا اهلل تعاىل فهو الذى يعو�ضك ويعطيك ما فقدته ‪ ،‬ويقول اخلرباء �إن مو�ضوع املكاف�أة مهم‬
‫جد ًا فى عالج الغ�ضب وحب االنتقام ‪� ،‬أى �أن جتد بدي ًال عن االنتقام وهذا ما جاء فى كتاب اهلل ‪ ،‬يقول تبارك وتعاىل‬
‫ني { ( ال�شورى ‪ ، )40 :‬انظروا‬ ‫‪َ } :‬و َجزَ ا ُء َ�س ِّي َئ ٍة َ�س ِّي َئ ٌة ِم ْث ُل َها َف َمنْ َع َفا َو�أَ ْ�ص َل َح َف�أَ ْج ُر ُه َع َلى اللهَّ ِ ِ�إ َّن ُه لاَ ُي ِح ُّب َّ‬
‫الظالمِ ِ َ‬
‫كيف مينحك القر�آن املكاف�أة وهى �أن �أجرك على اهلل تعاىل ‪ ،‬وهل هناك �أجمل من �أن يعطيك اهلل ما حتب ؟! ‪ ،‬ويف‬
‫�آية �أخرى ربط القر�آن العفو مبغفرة اهلل للذنوب ‪ ،‬ف�إذا �أردت �أن يغفر اهلل ذنوبك فاغفر للنا�س ذنوبهم ‪ ،‬وهذه هى‬
‫املعادلة التى متنحك التوازن ‪ ،‬لأن الباحثني ي�ؤكدون �أن العفو البد �أن يقابله �شىء �آخر ي�ساعد الإن�سان على تقبل العفو‬
‫‪ ،‬ولقد اعترب القر�آن �أن العفو نوع من �أنواع التقوى ‪ ،‬يقول تعاىل ‪َ } :‬و َ�أنْ َت ْع ُفوا �أَ ْق َر ُب ِلل َّت ْق َوى َولاَ َت ْن َ�س ُوا ا ْل َف ْ�ض َل َب ْي َن ُك ْم‬
‫ري { ( البقرة ‪.)237 :‬‬ ‫�إِنَّ اللهَّ َ بمِ َ ا َت ْع َم ُلونَ َب ِ�ص ٌ‬

‫نعلم اليوم �أن عدد ًا كبري ًا من النا�س وبخا�صة من غري امل�سلمني يعانون من القلق واالكتئاب ‪ ،‬ورمبا جند بع�ض الدول‬
‫تتكلف مليارات الدوالرات لعالج هذه الظاهرة ‪ ،‬ولكن القر�آن علجها بتعاليم ب�سيطة ‪ ،‬من خالل �إعطائنا الأمل بالرحمة‬
‫والعفو ‪� ،‬إن الغ�ضب م�شكلة الع�صر ويظهر �أكرث ما ميكن عند غري امل�سلمني ‪ ،‬ويقول اخلرباء �إن ظاهرة الغ�ضب تف�شت‬
‫فى الغرب ب�شكل كبري ‪ ،‬حتى �إنك جتد �شباب ًا يقتتلون لأ�سباب تافهة وقد يرتكب �أحدهم جرمية قتل ب�سبب كلمة �أو‬
‫ملجرد مناق�شة مل تعجبه ! ‪ ،‬وعلى الرغم من كل و�سائل العالج النف�سى والربجمة اللغوية الع�صبية ف�إن ن�سبة الغ�ضب‬
‫بني النا�س فى ازدياد ‪ ،‬ويقول ه�ؤالء اخلرباء �إن �أف�ضل و�سيلة لعالج الغ�ضب هو العفو !! و�سبحان اهلل ! الإ�سالم مل‬
‫يغفل عن هذه الظاهرة املدمرة ‪ ،‬بل �أمرنا �أن نغفر ونعفو ونعالج الغ�ضب باملغفرة ! يقول تعاىل‪َ } :‬و� َإذا َما َغ ِ�ض ُبوا هُ ْم‬
‫َي ْغ ِف ُرونَ { ( ال�شورى ‪. ) 37 :‬‬

‫‪13‬‬ ‫طور حياتك‬


‫اخترنا‬
‫لك‬

‫نقطة الزيت‬
‫ا�سم الكتاب ‪� :‬أفكار �صغرية حلياة كبرية‬
‫ا�سم الكاتب ‪� :‬أ ‪ .‬كرمي ال�شاذىل‬

‫فى رائعته ( اخليميائى ) يحكى الكاتب الربازيلى باولوا كويلو ق�صة ذات مغزى مده�ش ‪ ،‬فيقول ‪� :‬أر�سل �أحد التجار ابنه‬ ‫ ‬
‫لكى يتعلم �سر ال�سعادة من �أكرب حكيم بني الب�شر ‪� ،‬سار الفتي �أربعني يوما قبل �أن ي�صل �أخري ًا �إىل ق�صر جميل يقع على قمة جبل‬
‫حيث يعي�ش احلكيم ايل يبحث عنه ‪ ،‬وبدل �أن يلتقى رج ًال قدي�سا دخل قاعة تعج باحلركة والنا�س ‪ ،‬جتار يدخلون ويخرجون ‪،‬‬
‫و�أنا�س يرثثرون فى احدى الزوايا ‪ ،‬وجوقة تعزف قطعا مو�سيقية عذبة ‪ ،‬ومائدة حافلة ب�أ�شهى �أطعمة هذه املنطقة من العامل ‪.‬‬
‫وكان احلكيم يتكلم �إىل ه�ؤالء و�أولئك فا�ضطر الفتى �أن ي�صرب �ساعتني كاملتني قبل �أن يحني دوره ‪ ،‬ا�ستمع احلكيم بانتباه �إىل‬
‫الفتى وهو ي�شرح �سبب زيارته ‪ ،‬لكنه قال �أن ال وقت لديه الآن ليك�شف عن �سر ال�سعادة ‪ ،‬واقرتح على الفتى �أن يقوم بجولة فى‬
‫الق�صر و�أن يعود �إليه بعد �ساعتني ‪ ،‬و�أ�ضاف احلكيم وهو يعطى الفتى ملعقة �صغرية فيها نقطتا زيت ‪ :‬بيد �أننى �أريدك �أثناء‬
‫جتوالك �أن مت�سك بهذه امللعقة على نحو ال ي�ؤدى �إىل ان�سكاب الزيت منها ‪.‬‬
‫بد�أ الفتى ي�صعد وينزل �سالمل الق�صر مثبتا عينيه با�ستمرار على امللعقة ‪ ،‬وعاد بعد �ساعتني �إىل مقابلة احلكيم ‪� ،‬س�أله احلكيم ‪:‬‬
‫هل �شاهدت ال�سجاجيد الفار�سية فى غرفة طعامى ؟ هل ر�أيت احلديقة التى ا�ستغرق �إن�شا�ؤها ع�شر �سنوات على يد �أمهر ب�ستانى‬
‫؟ هل الحظت الرق اجلميل فى مكتبتى ؟ اعرتف الفتى مرتبك ًا �أنه مل ي�شاهد �شيئ ًا بل كان همه الوحيد عدم ان�سكاب نقطتى الزيت‬
‫اللتني عهد احلكيم بهما �إليه ‪.‬‬
‫فقال احلكيم ‪ :‬ح�سن ًا عد الآن وتعرف �إىل روائع عاملى اخلا�ص ‪ ،‬لأننا ال ن�ستطيع الوثوق برجل �إذا نحن مل نتعرف �إىل املنزل الذى‬
‫ي�سكنه ‪� ،‬أخذ الفتى امللعقة وقد غدا �أكرث ثقة بنف�سه وعاد يتجول فى الق�صر مولي ًا انتباهه هذه املرة �إىل �شتى التحف الفنية املعلقة‬
‫على اجلدران وعلى ال�سقوف و�شاهد احلدائق واجلبال املحيطة بها و�أناقة الأزهار ورهافة الذوق فى و�ضع كل حتفة فنية فى املكان‬
‫الذى يالئمها ولدى عودته �إىل احلكيم حتدث بدقة عن كل ما �شاهده ‪.‬‬
‫وحني �س�أله احلكيم ‪� :‬أين هما نقطتا الزيت اللتان عهدت بهما �إليك ؟ �أدرك الفتى وهو ينظر �إىل امللعقة حينذاك �ضياعهما ‪،‬‬
‫عندئد قال حكيم احلكماء ‪ :‬تلك هى الن�صيحة الوحيدة التى ميكننى �أن �أ�سديها �إليك ‪� :‬إن �سر ال�سعادة هو يف �أن ت�شاهد كل روائع‬
‫الدنيا دون �أن تن�سى �إطالقا نقطتي الزيت يف امللعقة ‪ ..‬فما هما نقتطى الزيت اللذان عناهما حكيم احلكماء فى هذه الق�صة ؟!‬
‫‪� ..‬إنهما �أهداف املرء و�أحالمه ‪.‬‬
‫متتع باحلياة دون �أن تن�سى �أن لك هدف ًا ت�سعى من �أجله ‪ ،‬ومبد�أ عليك �أن تن�صره ‪ ،‬وحلم ًا له حقوق عليك ! ‪.‬‬
‫معظم الب�شر ي�سري ب�شق مائل ‪ ،‬فرنى جدية قد طغت على حق نف�سه وروحه ‪ ،‬ومنعاه من اال�ستمتاع مبزايا احلياة وزينتها ‪� ،‬أو‬
‫نراه فى املقابل قد �أغرته زينة احلياة الدنيا ف�أخذ ينهل من متعها بغري ح�ساب �أو ان�ضباط ‪� ،‬إن ال�شخ�ص املثري للإعجاب ـ كما‬
‫ي�صفه املفكر الكبري عبد الكرمي بكار ـ هو الذى يجتمع فيه ما تفرق فى غريه ‪ ،‬فما �أكرث الذين يحملون �صفة �أو �أكرث من �صفات‬
‫العظماء بينما يواجهون م�شاكل ويعانون من ق�صور �شديد فى جوانب �أخرى ‪ ،‬بينما العظماء حق ًا ‪ ،‬وال�سعيد ب�صدق ‪ ،‬هو ال�شخ�ص‬
‫الذى يحيا متزن ًا ‪ ،‬متكام ًال ‪ ،‬فريتقى فى ال�شىء الذى يتقنه ويتميز به ‪ ،‬وي�سدد ويقارب فى امل�ساحات الأخرى ‪ ،‬بحيث يكون �أقرب‬
‫للعظمة الب�شرية والفطرة ال�سليمة ‪.‬‬
‫ف�إذا �أردت �أن تعي�ش �سعيد ًا فى الدنيا ‪ ،‬ف�إن �أحد �أهم مقومات تلك ال�سعادة هى �أن تنتبه لنقطة الزيت ‪ ،‬بينما جتول بناظريك‬
‫م�ستمتع ًا بجمال احلياة ‪ ..‬و�أال يطغى جانب على الآخر ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪14‬‬
‫طور‬
‫نفسك‬
‫لتكن لك أحالم ًا كبيرة‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬حممد ال�شومانى ـ ليبيا‬

‫ال يوجد �شىء فى حالة �سكون مطلق ‪ ،‬كل املوجودات تتحرك وتتغري ح�سب قوانني الكون ‪ ،‬ولكن هناك �أ�شياء ال تتغري مبفردها‬ ‫ ‬
‫بل حتتاج �إىل �إرادة وتوجيه دقيق لتغيريها وهى ( ذواتنا ) ‪ ،‬وال�س�ؤال الذى يطرح نف�سه ملاذا ال نتغرينحن ؟ ‪ ..‬با�صرارغريب ن�ضع‬
‫�أنف�سنا بني �أربعة جدران !! نقيد �أفكارنا ونحيا ب�سلبية �أبدية !! نقنع �أنف�سنا والآخرين ب�أننا �أ�سرى الواقع ‪ ،‬واحلقيقة نحن من �صنعنا‬
‫هذا الواقع وهذه الأغالل !! وغالبا ن�أتى مبربرات لنتن�صل من م�سئوليتنا �أمام الو�ضع القائم ‪.‬‬
‫نحاول الفرار من مواجهة �أنف�سنا ‪ ،‬ي�سكننا الأمل يكتم �أنفا�سنا ينغ�ص حياتنا ودائم ًا ت�أتى الرياح عك�س توقعاتنا متام ًا ‪ ،‬ن�سري خلف‬
‫القافلة وال ندرى �أين ت�أخذنا !! يخططون ويوجهوننا كيفما �شاءوا ‪ ،‬نحاول اللحاق بهم ولكن عبث ًا نحاول ‪ ..‬مل ن�ستوعب التاريخ ومل‬
‫نتعلم من جتاربنا ال�سابقة ‪ ،‬نكرر نف�س الأخطاء وبعد الهزائم املتتالية يبدو �أننا قررنا النوم حتى �إ�شعار �آخر !! ‪ ..‬رغم ذلك يحدونا‬
‫الأمل وننتظر الغد امل�شرق ‪ ،‬وال ندرى متى �سي�أتي هذا الغد املوعود ؟ ليخرجنا من هذا النفق ‪ ..‬نحن اليوم نقف وقفة العاجزعن‬
‫احلركة ‪ ،‬نر�سو و�سط حميط بدون بو�صلة ‪ ،‬خمتلفني دائم ًا فى حتديد الإجتاه ‪ ..‬رغم �أننا نعلم �أن �أحلك الظالم الذى ي�سبق الفجر‪،‬‬
‫ونعلم �أن كل �شئ ميكن تغيريه حتى لو كان م�ستحي ًال ‪..‬‬
‫لن نخ�سر �شيئا لو تركنا الدماء جترى فى عروقنا فقلوبنا مل متت بعد ‪ ..‬قد نولد من جديد ون�صبح �أمة لها �ش�أن بني الأمم ‪ ،‬لدينا‬
‫تاريخ كتبت حروفه مباء الذهب يبعث الأمل ويفتح �أبوابا مو�صدة ‪ ..‬فالنن�سف �أ�سوار الهزمية التى �صنعناها ب�أيدينا !!‬
‫لنهب احلياة لأحالمنا حتى لو كنا نبحر فوق �أمواج عاتية ب�أ�شرعة ممزقة وقارب متهالك ‪ ..‬لن منوت غرقا لأننا غارقون �أ�صال ً فى‬
‫�أحالم اليقظة !! ولن ي�صيبنا �إال ما كتب لنا ‪ ..‬علينا اخلروج من دائرة خمططات �أعدائنا لأنها �ستقودنا �إىل الهاوية ‪ ..‬فلنمزق هذا‬
‫ال�صمت وهذا ال�سكون ولنرتك �أنفا�سنا تتعطر برائحة الوجود ‪ ..‬لنحلق مع �شعاع ال�شم�س ونخرتق حزن املا�ضى وكل الف�صول بال‬
‫�أقنعة �سرنى تلك الأيام تر�سم لوحات الن�صر �سرن�سل للعامل كلمات ترجت لها اجلبال ‪� ..‬سنتخطى �أ�سوار الأمل و�ستمحى كل القوانني‬
‫الظاملة ‪ ..‬خارج حدود الزمان واملكان نتوقف حلظات لنبحث عن ذواتنا ‪..‬عن تلك احللقة املفقودة التى تربط ما�ضينا بحا�ضرنا‬
‫‪ ..‬نحن �أمة مميزة ولدينا تاريخ م�شرق فى كل العلوم باعرتاف الغرب !! نحن جزء من هذا الكون ب�إمكاننا التغيري والـت�أثري فيمن‬
‫حولنا ‪ ..‬مل نوجد فى هذه الدنيا عبث ًا‪ ..‬مل نخلق لنكون عالة على الأمم الأخرى لدينا مهمة يجب �أن ننجزها بل لدى كل واحد منا‬
‫مهمة خا�صة به يجب �أن ينجزها ب�إتقان ‪ ..‬حتى لو مل جند كلمات نقولها ‪ ..‬الأيام القادمة �ستحكى الق�صة ‪..‬‬
‫يف الواقع ال ت�صنع احل�ضارة بالكالم املنمق وال�شعر وال�سف�سطة علينا تبنى النظريات القابلة للتطبيق ‪ ،‬نعم علينا العمل ب�صمت ‪،‬‬
‫لن ن�سمح لأى فكرة باملرور �إال التى تدفعنا خطوة �إىل الأمام مللنا الأفكاراملحبطة ‪ ..‬خطوة واحدة باجتاه الهدف خري من ع�شرة �إىل‬
‫الوراء ‪� ..‬إذا مل تخطط لنف�سك ف�أنت داخل خمططات الآخرين ‪ ،‬ابد�أ بنف�سك ‪ ،‬اعرف من �أنت اكت�شف نقاط �ضعفك حاول ترميم‬
‫هذا الإن�سان املحبط الذى تراه يومي ًا فى املر�آة ‪.‬‬
‫لنغر�س فى بيوتنا �أ�شجار ًا مثمرة تروى مباء التوحيد ‪ ،‬لنعطى �أبناءنا جرعات من �شجاعة خالد وعدل عمر ‪ ..‬لنعلم بناتنا كيف يلدن‬
‫�صالح الدين وطارق بن زياد ‪ ،‬حتى لو عجزنا �صعود القمة نحاول توجيه الآخرين �إليها ؟ كل ما فى الكون خلق ليو�صلنا �إىل ( خري‬
‫�أمة ) هذا الهدف الذى و�صل �إليه ب�شر من جن�سنا عا�شو قبل �ألف و�أربع مائة �سنة مل يدر�سو باجلامعات الأمريكية ولكنهم تخرجو‬
‫من مدر�سة حممد ( �ص ) وكانوا �أف�ضل قادة للعامل حتى الآن ‪.‬‬
‫لتكن لنا �أحالم ًا كبرية ‪� ..‬أحالم ًا نر�ضى بها ربنا ‪ ..‬وننفع بها غرينا ‪..‬‬

‫‪15‬‬ ‫طور حياتك‬


‫واحة‬
‫طور‬
‫حياتك‬

‫غــربـــلـة ‪..‬‬ ‫واحد أم صفر ‪ ..‬؟‬


‫بقلم ‪� :‬أ ‪� .‬أ�شرف خري ـ م�صر‬
‫بقلم ‪ :‬ن�سيم عبد الوهاب ـ اجلزائر‬
‫هل ترى نف�سك ذلك ال�صفر الذى ال قيمة له �إال‬ ‫ ‬
‫تعرتى الإن�سان حاالت كثرية من املتناق�ضات ويحاول �أن‬ ‫ ‬ ‫بوقوفه �إىل جوار �أرقام �أخري ؟ �إذا كنت ذلك الرجل‬
‫يجد كنهها ‪ ..‬ويجول بب�صره فى ما�ضيه وحا�ضره ويتحول ‪ ..‬من‬ ‫ف�إن جميع معارف الأر�ض ومهاراتها لن جتدى معك‬
‫حمب �إىل كاره ومن �ضعيف �إىل قوى ‪ ..‬ومن جامع �إىل م�شتت‬ ‫ولن تزيدك �إال اح�سا�س ًا بقيمتك ك�صفر ‪ ...‬و�ستكون‬
‫ويجول بب�صر عرب ‪ ..‬ملكوت احلياة مفت�ش ًا عن �شىء الزال ال‬ ‫�أمام خيارين ‪� ..‬إما �أن تبحث عن �أرقام �صحيحة تقف‬
‫يعرف ما هو ‪� ..‬أيحاول فك �شفرة هذا امللكوت �أم ‪ ..‬يعي�شه كما‬ ‫�إىل جوارها لتكت�سب قيمة من الوقوف بجوارها ‪� ..‬أو‬
‫هو ويتغا�ضى عن ما فى هذا امللكوت من تناق�ضات ‪ ..‬وتدور‬ ‫لتك�سبها قيمة فيكون لك دور يف احلياة ‪� ..‬أو تبحث‬
‫عجلة الزمن بني رقيب ومرتقب ‪ ..‬وبني �صامت ومتكلم وبني‬ ‫لنف�سك عن قيمة لت�شعر �أنك واحد �صحيح ‪� ..‬أم ترى‬
‫نائم وم�ستيقظ ‪ ..‬ويحاول تدوير هاته العجلة �إىل دورة متكاملة‬ ‫نف�سك ذالك الواحد ال�صحيح الذى يعرف قيمته ( ي�شعر‬
‫‪ ..‬متبلورة ت�أكل الأخ�ضر والياب�س وتق�ضى على كل �أحالمه‬ ‫بها ‪ ) ..‬وفى هذه احلالة �سيكون �أمامك خيارات �أخرى‬
‫وتخيالته ‪ ..‬وي�شعر �أنه فى دوامة ال تنتهى من ال�صراعات‬ ‫‪� ..‬أن ت�ستقل بذاتك عن الآخرين لأنك ت�ست�شعر قيمتك‬
‫الداخلية املدمرة �أو املفتعلة ل�سبل النجاة ‪ ..‬لنقف وقفة مع هذا‬ ‫وتخ�شى �أن يقف الآخرين �إىل جوارك فيكت�سبون قيمة‬
‫البحر الالمتناهى من املتناق�ضات ون�أتى بغربال و�سطى املنافذ‬ ‫من وقوفهم �إىل جوارك ‪ ..‬ترى �أن عالقاتك مع الآخرين‬
‫‪ ..‬ونقوم بغربلة حياتنا غربلة مدجمة ال غبار عليها ‪ ..‬و�إن �أردنا‬ ‫تعطل حركتك ومتيزك ‪� ..‬أن تبحث عن �أ�صفار تقف‬
‫ت�شفريها ال مانع من ذلك ‪ ..‬نبد�أ بدورة من اليمني �إىل الي�سار‬ ‫�إىل جوارك �أو تقف �أنت �إىل جوارها ‪ ..‬بناء عالقات مع‬
‫لنغربل �إيجابياتنا ونختار الأح�سن ‪ ..‬ودورة من الي�سار �إىل‬ ‫الآخرين ‪ ..‬ولن تهمك قيمتها وال �أين تقف املهم يكون‬
‫اليمني لغربلة �سلبياتنا وحموها نهائي ًا ‪ ..‬هنا الغربال ي�صرخ‬ ‫بجوارك �أ�صفار ‪� ..‬أو �أن تبحث عن �أ�صفار تقف �إىل‬
‫يريد منافذ �أو�سع لتقطري كل ال�سلبيات ‪ ..‬لك ذلك يا غربال‬ ‫جوارك لكن �سيهمك وي�شغلك كثري ًا �أين تقف عن ميينك‬
‫‪ ..‬خذ ما �أردت لك ت�صريح قوى لتفعل ما ت�شاء ‪ ..‬يبد�أ الغربال‬ ‫ال قيمة لها وتكت�سب هى قيمة جديدة ( قيمتك طبع ًا )‬
‫بالتذمر وال�شكوى لأنه مل يقوى على ما بقى من �سلبيات ‪ ..‬كيف‬ ‫بوقوفها �إىل جوارك ‪� ..‬أم تقف عن ي�سارك وتك�سبك‬
‫العمل ؟؟؟ ‪ ..‬برغم �أنه جديد لكنه عجز‪ ..............‬فما بالك‬ ‫قيمة كبرية وتكت�سب هى �أي�ض ًا قيمة كبرية ‪ ..‬ت�شغلك‬
‫بغربال هرم تراكمت عليه �شتى ال�سلبيات وهزل و�أ�صابه اخلد�ش‬ ‫ق�ضية العالقات املفيدة ‪ ..‬فكرة الرعايا ‪ ..‬الأتباع ‪� ..‬أو‬
‫فى كل اللوح املحيط به ‪ ..‬لنفرغ من كل هذا ونقول ‪ ..... :‬غربل‬ ‫�أن تبحث عن �أرقام �صحيحة تقف �إىل جوارك ويكت�سب‬
‫�أفكارك وحولها �إىل �أفكار �إيجابية وانزع منه ال�سلبى ‪ ..‬حاول‬ ‫كل منكم قيمة جديدة بالوقوف بجوار الآخر ‪ ..‬النجاح‬
‫غربلة حياتك وطرد كل ال�سيئ منها ‪ ..‬حاول غربلة طموحك‬ ‫بالتكاتف ‪ ..‬مبعنى �أننى �أثق فى قدرة كل منا على النجاح‬
‫وت�أمالتك وال تكبت حقك فى احلياة بكرامة ‪ ..‬حاول غربلة‬ ‫والتميز ولكن �أن نكون مع ًا ف�سيكون جناحنا �أكرب بكثري‬
‫ما�ضيك وان�س ال�سيئ منه وال تتذكره وغريه بحا�ضر متفائل ‪..‬‬ ‫من جناح كل منا مبفرده ‪� ..‬أو �أنك ال تدرى قيمتك فع ًال‬
‫حاول غربل قناعاتك واقتنع وار�ضى مبا لك وحوله �إىل طاقة‬ ‫فتحذف كل ما حولك من �أرقام �أو حتى �أ�صفار فتنعزل‬
‫�إيجابية ق�صوى ‪.‬‬ ‫عنها لتجد لنف�سك قيمة �أو لتعرف قيمتك ‪ ..‬املهم ‪...‬‬
‫�أنت واحد وال �صفر ‪ ...‬وواقف فني ؟؟؟!!‬
‫طور حياتك‬ ‫‪16‬‬
‫دورة‬

‫قوة الثقة بالنفس‬


‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬نور عبداوى ‪ -‬القد�س‬

‫ال تعتقدى �أننى �أختلف عنك ‪ ،‬فثقتى بنف�سى عالية جد ًا على العك�س منك ‪ ...‬بل �أنا مثلك �إن�سانة متتلك الكثري‬ ‫ ‬
‫من املفاهيم منها ما هو �صحيح ومنها ما هو خاطئ ‪ ،‬بل �أبعد من ذلك فقد كنت �أ�سرية لآالم املا�ضى ‪� ،‬أعي�ش ذكرياته‬
‫بتجاربه احلزينة حلظة بلحظة ‪ ...‬مقيدة بتلك الأفكار ال�سلبية التى انهكت �أع�صابى وبددت طاقتى و�آلت بى �إن�سانة‬
‫حزينة مكتئبة جمروحة منعزلة ‪...‬م�ضت ال�سنني ولفرتة لي�ست ببعيدة و�أنا �أ�شعر بذاتى ب�أننى م�صدر �إزعاج كبري‬
‫لوالدى ‪ ،‬فقد تخليا عنى بل مت بيعى وتف�ضيل الآخرين على طموحاتى و�آماىل ‪.. .‬كنت �أنظر لوالدى بهذه النظرة ‪،‬‬
‫�أمتنى �إي�ضاح ًا وتف�سري ًا وفر�صة لأبوح لهما بحزنى العميق وجرحى الكبري ‪ ...‬و�أقول لهم بربكم ‪..‬ماذا فعلت لكم ؟؟ هل‬
‫كنت غلطة ؟ هل عجزمتا عن التفاهم والتفاعل واالت�صال معى ‪ ...‬ففرحتم بفر�صة للتخل�ص منى ؟ كنت �أعي�ش حياتى‬
‫مقيدة بهذه الأفكار ‪� ...‬أ�سرية لها ‪� ،‬أ�صحو و�أنام بها وام�ضى وقت فراغى بالتفكري فيها ‪�.. .‬أبحث عن �إجابة ‪� ...‬أبحث‬
‫عن عاطفة ‪� ...‬أبحث عن ح�ضن دافئ ‪� ...‬أبحث عن ثقة ‪...‬‬
‫وجدت عمرى مي�ضى بالأمل حتى مللته باملعاناة حتى وجدت نف�سى �أم�ضى كالعمياء ‪ ...‬وماذا بعد !!! ‪ ...‬جل�ست �أ�س�أل‬
‫نف�سى ‪� ...‬أال متلني من احلزن ‪ ...‬من الأمل ‪ ...‬من جتربة �سيئة �سابقة قد م�ضت ‪.. .‬هل ت�شعرين بحرارة ج�سدك حينما‬
‫تعجزين عن مواجهة من ي�ستفزك ‪ ..‬ي�ؤملك ‪ ..‬يعتدى عليك ‪ ..‬ي�ستغلك ‪ ..‬يجرحك ‪ ..‬يتعاىل عليك ‪ ..‬يتكرب ‪ ..‬ي�ستهزئ‬
‫‪17‬‬ ‫طور حياتك‬
‫دورة‬

‫بك ‪ ..‬يهينك ‪ ..‬يظلمك ‪ ......‬هل جتدين نف�سك لوحدك ‪ ،‬ال تودين ر�ؤية �أحد ‪ ،‬وال التحدث مع �أحد ‪ ،‬وال �سماع �صوت‬
‫�أحد ‪� ،‬أنا �أكرهكم جميعا ‪ ...‬كلكم مت�شابهون ‪ ...‬ال ترحمون ‪ ...‬هل �أقتنعت �أننى مثلك !‪� ...‬أح�س�ست كما �أح�س�ست ‪...‬‬
‫وع�شت كما ع�شت ‪ ...‬وت�أملت ك�أملك ‪ ...‬وماذا بعد !!!!‬
‫بر�أيك ‪..‬هل دق �أحدهم على بابك يوما وقال ‪ :‬ملا تقهرين ذاتك كل هذا القهر ‪ ..‬تعاىل �أداويك ‪� ..‬أن�صفك ‪� ..‬إننى‬
‫�أح�س بك و�أت�أمل لأملك ؟ ‪ ..‬هل دق �أحدهم على بابك وقال ‪ :‬لقد و�صلتنا ر�سالتك ‪ ...‬نحن �آ�سفون ‪ ...‬لن ن�ؤذيك ؟ ‪..‬‬
‫بربك ‪ ..‬هل تنتظرين هذه النهاية ؟ ‪� ..‬أم �أنك قد انتهيت ! ‪ ..‬ح�سنا ‪ ..‬ماذا �أريد ؟ ‪� ...‬أريد منك �أن تتوقفى ‪ ..‬نعم‬
‫تتوقفى ‪...‬وفكرى بحالك ‪� ..‬إىل �أين �ست�صلني ؟ بهذه الطريقة �ست�صلني �إىل �سراب ‪� ..‬إىل طريق م�سدود ؟ ‪� ..‬أريد‬
‫منك �أن تتكاتفى معى ون�صعد �سوية �إىل طريق �آخر ‪� ..‬أكرث �إ�شراقا ً ‪ ..‬حترر ًا‪ ..‬مرونة ‪ ..‬حيوية ‪ ..‬طاقة ‪� ..‬سعادة ‪..‬‬
‫نعم �أكرث ثقة ‪ ..‬قوة الثقة بذاتك ‪ ..‬فت�شفني وتنقذى ذاتك من اللوم ‪ ..‬الأمل ‪ ..‬احل�سرة ‪ ..‬احلزن وخيبة الظن ‪...‬‬
‫والكثري ‪.‬‬
‫�إذن ‪ ..‬هل اتفقنا ؟ قررنا �أن ننف�ض عن �أنف�سنا غبار القيود ‪ ..‬غبار العزلة ‪ ..‬غبار احلزن ‪ ..‬غبار ال�شعور بال�ضعف ‪..‬‬
‫غبار ال�شعور بالهزمية ‪ ..‬غبار ال�شعور باال�ستغالل ‪ ..‬غبار احل�صار ‪ ..‬قررنا معا �أن نتجه نحو التغيري و�إن�صاف ذاتنا‬
‫التى تعبت ‪� ..‬أرهقت ‪ ..‬ملت ‪� ..‬ضجرت ‪ ..‬هدرت وقتا ً وعمرا ً وجهدا ً وطاقة ‪� ...‬أل�سنا �أوىل بها ‪� ...‬أل�سنا �أحق بها ‪..‬‬
‫ال ترتددى ‪�..‬إذن توكلنا على اهلل ‪...‬‬
‫ولنبد�أ ‪...‬باملفاهيم ‪...‬‬
‫�أنت تت�صرفني ك�شابة نا�ضجة تلقائي ًا وفق جمموعة من املفاهيم التى تعتمدين عليها ‪ ،‬وتقي�سني الأمور وفقا لها ‪،‬‬
‫وباملقابل كل من يخاطبك ويتوا�صل معك ‪ ،‬ينطلق بحديثه وت�صرفاته بناء ًا على مفاهيمه اخلا�صة به ‪� ...‬إذن الأمر‬
‫بب�ساطة �أن كال منا يف�سر وجهة نظره وفقا ملجموعة من املفاهيم التى ا�ستمدها خالل حياته منذ طفولته من جمموعة‬
‫م�صادر‪ :‬وفى املرتبة الأوىل ‪ :‬الوالدين ‪ ،‬ثم الأ�سرة ‪ ،‬ثم املدر�سة واملجتمع‬
‫‪ ،‬و�أخري ًا الأ�صحاب وو�سائل الإعالم والرتفيه ‪ ،‬ولكن من هو املحور الرئي�سى لهذه امل�صادر ؟؟ من يتلقاها ‪ ،‬وي�سمعها‬
‫‪ ،‬ويفهمها ويقتنع بها �أو ال ‪ ،‬ينتقى منها وي�صنفها ومن ثم ي�صمم لها الأر�شيف ‪ ..‬املحور الرئي�سى هو �أنت !‪.‬‬
‫نعم ‪ ،‬كل واحد منا هو املحور الرئي�سى �ضمن املفاهيم امل�ستقاة من تلك امل�صادر ‪ ..‬مبعنى ال �شىء هناك كن فيكون‬
‫‪ ..‬لك احلق فى الإختيار ‪� ..‬أن تختارى ما ينا�سبك وترف�ضى ما ال ينا�سبك ‪ ..‬ب�إ�ستنادك �إىل معايريينا الإ�سالمية ‪..‬‬
‫عندما كنت طفلة كان الت�أثري عليك �أكرب من �أن مت�سكى زمام االمور ‪ ...‬لكنك الآن �شابة متزنة حتكمني عقلك‬
‫فتقي�سى ‪ ..‬حتللى ‪ ..‬تناق�شى ‪ ..‬تقتنعى فت�أخذى ‪ ..‬و�إما ال فرتف�ضى ‪ ..‬مبعنى عليك الآن �أن تعدىل مفاهيمك من جديد‬
‫‪ ..‬وتدققى كيف تنظرين �إىل االمور ‪ ..‬ومن ناحية �أخرى !!ملاذا تنزعجني عندما يحاورك الآخرون مبا ال تعرفني �أو‬
‫ت�ؤمني به ‪..‬عليك �أن تتذكرى �أنه يتحدث بناء ًا على مفاهيمه اخلا�صة ‪ ،‬و�أنت تقررين ب�أن ت�ستمدى �أم ال مفهوم ًا جديد ًا‬
‫�إىل دائرة مفاهيمك ‪� ..‬ألي�س الأمر ب�سيط ًا ؟ ال تي�أ�سى ‪..‬ما زلنا فى البداية ‪ ..‬بداية التغيري نحو قوة الثقة بالنف�س‬
‫بعون اهلل ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪18‬‬


‫دورة‬

‫لن�ستعر�ض بع�ض املفاهيم ‪...‬‬


‫مث ًال جند �أن هناك معايري للجمال ‪ ..‬وبناء ًا عليها تتم املقارنة ‪ :‬بينك وبني �أختك على �سبيل املثال ‪..‬طبع ًا عندما نكون‬
‫فى خ�ضم احلدث نت�ضايق جد ًا وقد ن�صاب باالكتئاب وال�شعور بالكره �أحيان ًا ‪ ...‬لكن دعونا ندقق فى االمر ‪:‬على �أى‬
‫�أ�سا�س مت اعتبار تلك �أجمل من الأخرى ؟ وملاذا يجب �أن تكون هناك واحدة �أجمل ؟ �أال ميكن �أن نكون كلنا ذوات جمال‬
‫متميزعن الأخرى ؟ �أال تت�سع ال�ساحة للجمييع ؟ ح�سنا تلك املعايري من �أين ت�أخذ م�صدرها ؟ من يرى تلك املعايري‬
‫مو�ضوعية بحيث يعتمدها ؟ �أمل ت�أت �آية قرانية لتقول } لقد خلقنا االن�سان فى �أح�سن تقومي { ‪� ..‬إذن عندما نفكر قلي ًال‬
‫جند �أن الأمرال ي�ستحق كل هذا االنفعال ‪ ..‬وعلينا �أن نحرر �أنف�سنا منه ‪ ..‬ونكرر دائم ًا ‪ :‬عندما يطرح �أى فكر �أو ر�أى‬
‫�أونقد ‪ ..‬نكرر �أن هذا الأمر بب�ساطة عبارة عن مفهوم ال�شخ�ص الذى يتحدث وينادى به ‪ ..‬ولي�س ملزما علينا �أن ن�ؤمن‬
‫بهذا املفهوم ‪ ...‬وبالتاىل فهو ال يخ�صنا وال مي�سنا ‪ ..‬فلكل منا له مفاهيمه اخلا�صة ‪...‬‬
‫هناك ر�أي يف املجتمع حول بروتوكوالت الزواج ‪ ..‬فكثري ًا ما يطبق �أنه يجب �أن تلب�س العرو�س بدلة بي�ضاء على �سبيل‬
‫املثال ‪ ..‬ويتم ترتيب العر�س فى قاعة ‪ ..‬واح�ضار تورتة ( كيك ) ون�ضىء ال�شموع ‪ ..‬ويجب على العري�س �أن يرق�ص مع‬
‫العرو�س ‪ ..‬ووووبروتوكوالت ‪..‬كلها مفاهيم لدى ه�ؤالء النا�س وهى بواقع �شرعى غري ملزمة ‪ ..‬وبالتاىل بهذه النظرة‬
‫ن�ستطيع �أن ن�ساهم فى حل م�شكلة �أزمة الزواج ‪..‬‬
‫هناك مفهوم �أن الإن�سان الع�صبى �إن�سان عنده حرارة ‪ ..‬وبالتاىل الذى ال يتع�صب بارد ‪ ..‬وبليد امل�شاعر ‪ ..‬لدرجة �أنك‬
‫جتد �أنا�س يفتخرون بع�صبيتهم ‪� ،‬أو على الأقل يعتربون �أن الع�صبية �سلوك طبيعى للغاية ‪� ..‬ستتفاجئني �أن الع�صبية هى‬
‫من مظاهر التقدير الذاتى املنخف�ض لدى املرء ولي�س كما هو �شائع ومفهوم لدى البع�ض ‪ ..‬وكثري ًا من املفاهيم التى‬
‫نقابلها ‪ ..‬فنقبل بع�ضها ونرف�ض بع�ضها وندخل مع �أخرى فى جدال و�صراع ‪ ..‬ميكن �أن مير بهدوء �شديد عندما نغري‬
‫نظرتنا �إىل الأمور كما و�ضحت �سابق ًا ‪..‬‬
‫وبعد �أن �أدركت �أن جمموعة املفاهيم التى حتملينها وت�ؤمنني بها هى مفاهيم �أتت من عدة م�صادر ‪ ،‬فتم برجمة عقلك‬
‫الالواعى ومن ثم تت�صرفني وفقا لها ‪ ،‬لكن اجلوهر هو تكوين املفهوم الذاتى حتى تتحررى من تلك املفاهيم خا�صة ما‬
‫فر�ضت علينا ‪ ،‬وال ندرك هل حتقق لنا التقدم والنمو �أوالت�أخر واملزيد من الأمل وال�ضياع !!!وي�أتى ال�س�ؤال ‪ :‬كيف �أكون‬
‫املفهوم الذاتى ؟‬

‫ت�أملى بهدوء وا�س�أىل نف�سك ‪ ...‬ح�سنا ‪ ،‬حتى حتققى ال�سعادة التى يتمناها كال من فى هذه الأر�ض ‪ ،‬عليك حتقيق‬
‫التوازن فى هذه الأركان مرتبة وفقا الهميتها ‪ ( :‬الركن االميانى ـ الركن ال�صحى ـ الركن ال�شخ�صى ـ الركن اال�سرى‬
‫ـ الركن االجتماعى ـ الركن املهنى ـ العلمى ـ الركن املاىل ) فى كل ركن من هذه الأركان عليك املبادرة بكتابة خم�سة‬
‫�صفات على الأقل تتمنني �أن تتحلني بها �سواء كان ذلك على املدى الق�صري �أو البعيد ‪.‬‬

‫لن�أخذ هذا املثال ‪:‬‬

‫‪19‬‬ ‫طور حياتك‬


‫دورة‬
‫الزيارات ‪.‬‬ ‫ـ الركن االميانى ‪:‬‬
‫• �أحفظ �أجزاء من القر�آن الكرمي ‪.‬‬
‫ـ الركن املهنى و العلمى ‪:‬‬ ‫• �أخ�شع فى كل �صلواتى ‪.‬‬
‫• �أ�سجل فى دورة تتعلق بتخ�ص�صى و�أتقدم لإمتحان‬ ‫• �ألتزم مبواعيد ال�صالة ‪.‬‬
‫ميكرو�سوفت ‪.‬‬ ‫• �أف�سر القر�آن الكرمي ‪.‬‬
‫• �أح�ضر املعار�ض الثقافية لأ�ضيف خربة �إىل خرباتى ‪.‬‬ ‫• �أردد الأذكار ‪.‬‬
‫• �أجدد النية فى عملى ‪.‬‬
‫• �ألتزم مبواعيد عملى لأكون قدوة فى الن�شاط وحتمل‬ ‫ـ الركن ال�صحى ‪:‬‬
‫امل�س�ؤولية ‪.‬‬ ‫• �أمار�س ريا�ضة اليوجا ‪.‬‬
‫• �أعد كتاب ملهارات التفوق الدرا�سى ‪.‬‬ ‫• �أتناول طعام ًا �صحي ًا ‪.‬‬
‫• �أهتم بالوزن املثاىل ‪.‬‬
‫ـ الركن املاىل ‪:‬‬ ‫• �أزور طبيب اال�سنان ب�إنتظام ‪.‬‬
‫• �أقدم ال�سرية الذاتية فى بع�ض املراكز الثقافية لأزيد‬ ‫• �أحافظ على �صحتى النف�سية ‪.‬‬
‫من دخلى ‪.‬‬
‫• �أ�صمم موقع ًا تعليمي ًا والدخول با�شرتاك �سنوى ‪.‬‬ ‫ـ الركن ال�شخ�صى ‪:‬‬
‫• �أ�ؤ�س�س ح�ضانة من عمر ‪� 3‬شهور �إىل �سنة لتكون نواة‬ ‫• اقر�أ كتب فى التنمية الب�شرية �أ�سبوعي ًا ‪.‬‬
‫مدر�سة املوهوبني ‪.‬‬ ‫• �أطور مهاراتى فى االت�صال ‪.‬‬
‫• �أ�ؤ�س�س مكتبة �إلكرتونية والإ�شرتاك بع�ضوية ‪.‬‬ ‫• �أتعلم اللغة الفرن�سية ‪.‬‬
‫• �أ�ؤ�س�س جامعة تكنولوجية ‪.‬‬ ‫• �أمار�س الت�أمل كل غروب ‪.‬‬
‫• �أح�ضر دورات فى التنمية الب�شرية ‪.‬‬
‫بعد التفكري مليا فيما نرغب بتحقيقه ونتمناه ‪ ،‬على كافة‬
‫امل�ستويات ونوثقها جنيب على هذه اال�سئلة ‪:‬‬ ‫ـ الركن اال�سرى ‪:‬‬
‫• �أخ�ص�ص وقت ًا جلل�سة عائلية للتحاور والنقا�ش �أ�سبوعي ًا‬
‫‪ -1‬ماذا �أملك من هذه ال�صفات الآن ؟ الإجابة كن�سبة‬
‫• �أخ�ص�ص زيارة منتظمة �إىل املكتبة ‪.‬‬
‫مئوية ‪.‬‬
‫• اقر�أ كتاب فى الرتبية �شهري ًا ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما الذى يلزمنى لتحقيقها ؟ االجابة ‪ :‬اكتبى عدة طرق‬
‫• �أخ�ص�ص رحلة ترفيهية �إىل الطبيعية �شهري ًا ‪.‬‬
‫ومهارات �أو �أفكار تلزمك حتى ميكنك حتقيقها ‪.‬‬
‫• �أعزز و�أدعم هواية كل طفل لدى ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما الذي مينعني من حتقيقها ؟ الإجابة ‪ :‬اذكرى‬
‫امل�شكالت والعقبات والأ�سباب التى تقف كعقبات �أمامها ‪.‬‬ ‫ـ الركن االجتماعى ‪:‬‬
‫‪ -4‬كم يلزمنى من الوقت لتحقيقها ؟ االجابة ‪ :‬وهنا ي�أتى‬ ‫• املفهوم الذاتى ‪.‬‬
‫�شعورك بالإلتزام �إجتاه ذاتك بحيث تقدرين وقتا وفرتة‬ ‫• �أ�صل من قطعنى من الأقارب ‪.‬‬
‫• �أخ�ص�ص يوم ًا فى الأ�سبوع لأ�ساعد �أمى فى �أعمالها زمنية لتحقيق كل �صفة مت تدوينها ‪.‬‬
‫ثم ي�أتى بعد ذلك الفعل اال�سرتاتيجى واملق�صود به ‪( :‬‬ ‫املنزلية ‪.‬‬
‫التنظيم ـ التنفيذ ـ قيا�س ـ تقييم ـ تعديل ان لزم االمر )‬ ‫• �أقتطع جزء ًا من راتبى لوالدى كل �شهر ‪.‬‬
‫وتتكرر الدائرة لنعود اىل عن�صر التنظيم حتى حتققى ما‬ ‫• �أ�شرتى هدية مبدعة �أفج�أ بها �أختاى ال�صغريتان ‪.‬‬
‫• �أنظم زياراتى و�أ�ؤثر �إيجابيا لتغيري بع�ض العادات فى ت�صبو �إليه ذاتك ‪.‬‬
‫ً‬

‫طور حياتك‬ ‫‪20‬‬


‫دورة‬
‫�إن كتابتك لتلك ال�صفات التى ترغبني �أن تتحلى بها و�أن تكون جزء ًا منك هى عبارة عن خطوة هامة جد ًا‬
‫لت�صميم املثل الأعلى الذاتى ‪ ..‬وبالت�أكيد ف�إن هاتني اخلطوتني هما خطوتان فى غاية الأهمية لتحرير ذاتك من‬
‫‪ ( :‬التبعية ـ التقليد ـ الربجمة امل�سبقة دون �إرادة �أو تدخل منك ) �إىل طريق �أكرث و�ضوح ًا يج�سد �آرا�ؤك و�أفكارك و�سيطرتك‬
‫لذاتك وحتكمك بنف�سك ‪� ..‬إذن الهدف هى احلرية ‪ ..‬نعم �أن حتررى نف�سك من كل القيود والأفكار وال�سلوكيات ال�سلبية �إىل‬
‫�أفكار و�سلوكيات �إيجابية متثل ذاتك �أنت ولي�س كما يريده الآخرون ‪.‬‬
‫عندما ت�سعني جاهدة �إىل االلتزام مبا كتبت ولديك الإرادة نحو التغيري‪ ،‬ف�إن بهذا الرتكيز وهذا العمل الد�ؤوب على دعم‬
‫املثل الأعلى الذاتى لهو خطوة هامة فى تكوين ال�صورة الذاتية من حالية ر�سمها الآخرون لنا عرب تن�شئتنا وحياتنا �إىل �صورة‬
‫جديدة نحن من قررنا �أن نكون عليها ‪ ...‬فخذى القرار ‪ ..‬قرارك نحو احلرية ‪ ..‬و�أطلقى العنان لذاتك مبا تتمنى وحتلم‬
‫وتريد ‪ ..‬ولنتذكر �أن مبادئ املفهوم الذاتى ‪ ( :‬مكت�سب ‪ -‬منتظم – ديناميكى ) ‪ ...‬فالنتيجة املنطقية �أنه بالإمكان تغيريه‬
‫‪ ،‬ولت�ساعدى ذاتك �أكرث فى تغيري املفهوم الذاتى عليك تفادى ‪:‬‬
‫‪ -‬االفكار ال�سلبية التى حتد من تقدمك نحو هدفك ‪.‬‬
‫‪ -‬العي�ش فى املا�ضى ‪ ،‬فاملا�ضى جتربة تعلمى منها فقط وانطلقى ‪ ..‬فام�سحى الأمل ولي�س الذكرى ‪ ..‬لأن لوال هذه الذكرى ملا‬
‫اكت�سبنا الدرو�س واخلربات واملهارات ‪.‬‬
‫‪ -‬املقارنة ـ النقد ـ اللوم ‪.‬‬
‫‪ -‬امل�ؤثرات اخلارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقاد ال�سلبى عن النف�س وخطوتك فى التغيري معناه �صفحة جديدة مع ذاتك ‪.‬‬
‫‪ -‬احلديث ال�سلبى الداخلى ‪.‬‬
‫‪ -‬املماطلة ‪.‬‬
‫‪ -‬منطقة الراحة مبعنى تطول الفرتة و�أنت متجدين ب�إجناز مت حتقيقه ‪ ..‬ال متكثى كثري ًا فى الراحة و�إمنا عليك االنطالق‬
‫نحو حتقيق �إجناز �آخر ‪.‬‬
‫ونتابع ال�صورة الذاتية ‪:‬‬
‫لكل منا �صورة عن ذاته يت�صرف وفقا لها ‪ ،‬واتفقنا �أن نعمل على تغيريها نحواالف�ضل من خالل ت�صميم املثل الأعلى الذاتى‬
‫‪ ..‬ودعمه لننطلق �سويا فى �إحداث التغيري املطلوب ‪ ..‬هل ما زلنا فى االطار الفل�سفى الذى قد ي�شعر بع�ضنا بالإحباط ‪ ..‬ال ‪،‬‬
‫�أود منك الثقة ب�أن ما يلزم الأمر �سوى مزيدا ً من ال�صرب واجلهد ‪� ..‬صورتنا الذاتية فى طريقها نحو التغيري تتطلب عنا�صر‬
‫التجديد منها ‪ ( :‬مظهر ـ تخيل ـ ر�ؤية ـ ت�أكيدات لغوية و�صورية ـ الفعل ـ اال�ستمرارية ) ‪.‬‬
‫• عندما تراقبني بع�ض اال�شخا�ص يف الطريق ‪� ..‬أحدهم قاطب احلاجبني مطاط�أ الرا�س ‪ ،‬ي�سري بعدم اتزان فى‬ ‫ ‬
‫اخلطوات والر�ؤية ‪ ،‬ما هو انطباعك ؟ ب�صدق !! ‪ ..‬للمظهر له �أهميته فى تعزيز قوة الثقة بالنف�س ‪ ،‬وال �أق�صد باملظهر هى‬
‫املبالغة والإفراط فى الأناقة الظاهرية كما ينغم�س البع�ض فيها ‪ ،‬و�إمنا �أق�صد االهتمام ‪:‬‬
‫‪ -‬الأناقة لأنى �أ�ستحق الأناقة ‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪ -‬النظافة لأننى �أحب ج�سدى وهو ي�ستحق النظافة ‪.‬‬ ‫ ‬


‫‪ -‬الهيئة اجل�سدية ‪ ..‬بالإ�ستقامة وطريقة امل�شى ‪ ..‬بالنظرة ‪.‬‬ ‫ ‬
‫راقبى نف�سك و�أحدثى التعديالت التى تريدينها رويد ًا رويد ًا �سيتح�سن الأمر وي�صبح �أكرث ي�سر ًا ‪� ،‬سريى ودعى نورك ينبثق‬
‫من قلبك ‪ ،‬راقبى تنف�سك ‪ ..‬مالمح وجهك ‪ ..‬ابت�سامتك ‪ ..‬التناغم بينك وبني ج�سدك ‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫طور حياتك‬
‫دورة • التخيل ـ الر�ؤية ‪ ..‬منذ �أن كنا �صغار ًا �أنظر �إىل معلمتى ف�أعجب بها ‪ ،‬وتلقائي ًا قد �أمتنى �أن �أكون مثلها‬
‫‪ ..‬ح�سنا ‪� ،‬أنت على �أى هيئة تتمنني �أن تكونى ‪ ..‬ت�شعرين بجمالك – �أناقتك – �أتزانك – جر�أتك – حيويتك –‬
‫حنانك ‪ -‬قرارتك حازمة ‪� -‬سعة �صدرك – مرحك ‪.‬‬
‫بكل �صفة تتمنني �أن تتحلى بها وت�صبح جزء ًا من �شخ�صيتك ‪ ..‬خ�ص�صى لنف�سك وقت ًا وتخيلى ذاتك و�أنت بهذه ال�صفات‬
‫‪� ..‬صفة ‪� ..‬صفة وكررى هذا الأمر ‪� ..‬أغم�ضى عينيك ونف�س ًا عميق ًا ‪ ..‬فى مكان هادئ وتخيلى ‪ ..‬تكرارك للأمر ‪ ..‬لي�صدقه‬
‫عقلك الالواعى ‪ ..‬ال ت�ضحكى وتقوىل ‪ :‬هل الأمر بهذه الب�ساطة ؟!!! �أنا �أرجوك ب�أن حتاوىل ‪ ،‬لن تخ�سرى �شيئ ًا من املحاولة‬
‫‪ ..‬لكن عليك �أن تتخيلى ذاتك با�ستمرار بكل �صفة تودين �أن تكونى بها ‪ ..‬جزء ًا منك ‪.‬‬
‫• ت�أكيدات لغوية و�صورية ‪ ..‬رددى لنف�سك دائم ًا ‪� :‬أنا رائعة ‪� ..‬أنا مميزة ‪� ..‬أنا مبدعة ‪� ..‬أنا فائقة اجلمال ‪� ..‬أنا‬ ‫ ‬
‫ن�شيطة ‪� ..‬أنا مبتكرة ‪ ..‬و�أطلقى عنانك ‪ ..‬راقبى نف�سك جيد ًا ماذا تقولني بعد كلمة �أنا فى كل �أوقاتك ‪ ،‬كونى حذرة ‪ ،‬ال‬
‫ت�سمعى ذاتك �سوى الر�سائل الإيجابية ‪� ..‬أنت غالية ‪ ،‬وبالتاىل ت�ستحقني كل دعم �إيجابى ‪ ،‬وت�أكيدات �صورية ب�أن تتذكرى‬
‫مواقفك الرائعة املميزة ‪ ،‬وراقبى �أحا�سي�سك وم�شاعرك وادعميها دائم ًا ‪.‬‬
‫• الفعل ‪ ..‬وهناك نتيجة القرار التى �أتخذت ب�أن تتحملى امل�س�ؤولية �إجتاه اختيارك ‪ ..‬وهو التغري نحو الأف�ضل ‪..‬‬ ‫ ‬
‫فبادرى �إىل كل فعل يقربك من هدفك ويدعم �شعورك نحو الهدوء والر�ضا وال�سكون النف�سى ‪ ..‬بادرى �إىل العطاء ودعم‬
‫ذاتك �أنك ت�ستطيعني ‪ ،‬وتذكرى �صورتك التى قمت بر�سمها لت�صبح حقيقية ‪ ..‬تذكرى �أن �شعورك بالإ�ستقاللية لي�س هو‬
‫التحرر كما يعرفه البع�ض و�إمنا هو حتملك للم�س�ؤولية ‪.‬‬
‫• اال�ستمرارية ‪ " ..‬وال تقنطوا من رحمة اهلل " ‪ ..‬دعى هذه الآية حكمة حياتك ‪ ،‬ال ي�أ�س فى قامو�سك �أبد ًا ‪ ،‬فعليك‬ ‫ ‬
‫اال�ستمرار ‪ ..‬فى املظهر ‪ ..‬والتخيل ‪ ..‬والت�أكيدات ‪ ..‬ثم الفعل ‪ ..‬ا�ستمرى ا�ستمرى ا�ستمرى ‪ ..‬وتذكرى �أن عاملك اخلارجى ال‬
‫ي�ؤثر فى عاملك الداخلى ‪ ،‬و�إمنا هو ترجمة ملا فى داخلك ‪ ..‬فداخلك الرائع اجلميل املتفائل �سيجد علمه اخلارجى كذلك ‪..‬‬
‫فا�سعى �إىل ذلك ‪ ..‬ومن اليوم ‪ :‬ال لوم ‪ ..‬ال نقد ‪ ..‬ال مقارنة ‪.‬‬
‫التقدير الذاتى ‪ :‬بعد تكوين ال�صورة الذاتية ‪ ،‬ت�أتى خطوة التقدير الذاتى والذى ي�أتى من خالل ‪ ( :‬املحبة الذاتية ـ القيمة‬
‫الذاتية ـ التقبل الذاتى ) ‪.‬‬
‫• املحبة الذاتية ‪� :‬إنك حتبى ذاتك ‪ ،‬ومن يحب ذاته يرتجم ذلك من خالل توفري ‪ :‬الأمان وال�صحة واخلري ‪� ،‬أن ال‬ ‫ ‬
‫ت�ؤذى ذاتك ب�أى ت�صرف كان ‪� ،‬أو �سلوك ما بل حتافظى عليها وت�صونيها وت�شعريها بالأمان ‪� ،‬أن ال تقبلى ب�أى غذاء كان �إال‬
‫�إذا كان غذاء ًا �صحي ًا مفيد ًا ‪ ،‬ومتار�سى التمارين الريا�ضية ‪ ،‬فتبعدى الأمرا�ض وحتققني ال�صحة ‪ ،‬حبك لذاتك معناه �أنك‬
‫تتمنى اخلري لها بكل �أ�شكاله ‪ ،‬تتقربى من كل ما يقربك من هدفك من �أفكار و�سلوكيات �إيجابية ‪ ،‬وتبتعدى من كل ما يبعدك‬
‫عن هدفك من �أفكار و�سلوكيات �سلبية ‪ ،‬بهذا ف�إنك فع ًال حتبني ذاتك فتوفرين لها الرعاية والإهتمام ‪.‬‬
‫• القيمة الذاتية ‪ :‬قيمتك غري مرتبطة بالأ�شياء من حولك ‪ ..‬كال�شهادات العلمية والنفوذ واملال والأ�صدقاء والعائلة‬ ‫ ‬
‫‪ ..‬و�إمنا تنبع قيمتك الذاتية من خالل ما تقدمينه من �إجناز ‪ ،‬فما ي�ستثمره املرء من خالل تلك الأ�شياء ‪ ،‬كلما كان �إجنازك‬
‫�أكرب ‪ ،‬بد�أت قيمتك تعلو وتريق ‪.‬‬
‫• التقبل الذاتى ‪� :‬أن نتقبل �أنف�سننا على عالتها ‪ ..‬ماذا ؟ على عالتها ؟ نعم ‪ ،‬لأننا �إن مل نتقبلها كما هى على عالتها‬ ‫ ‬
‫ي�ؤدى ذلك �إىل ‪ :‬اللوم ‪ ..‬ال�شعور بالذنب ‪ ..‬النقد ‪ ..‬الإهانة الذاتية ‪ ..‬وبالتاىل لن يحدث التغري ‪ ،‬بل �ستبقى �أ�سرية هذه القيود‬
‫‪ ،‬و�ستبقني حيث �أنت ‪� ،‬أما عندما تقبلها كما هى نتمكن من الإرتقاء ‪ ،‬والتطور وحت�سني الو�ضع ‪.‬‬
‫وفى اخلتام ‪� ،‬أود �أن �أ�سالك �س�ؤال فى غاية االهمية ؟‬
‫ما هو �إدراكك الآن عن قوة الثقة بالنف�س ؟‬
‫�أجل �إن قوة الثقة بالنف�س هى قدرتك على الإجناز ‪..‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪22‬‬
‫قالوا‬

‫من أقوال بنجامين فرانكلين‬

‫ـ الأ�سباب ال�صغرية ‪ ..‬لها غالب ًا نتائج كبرية ‪ ،‬فقدان امل�سمار ‪� ..‬أ�ضاع حدوة‬
‫احل�صان ‪ ..‬وفقدان احلدوة �أ�ضاع احل�صان ‪ ..‬وفقدان احل�صان �أ�ضاع الفار�س ‪.‬‬
‫ـ هل تـُحب احلياة ؟ ‪� ..‬إذن ال ت�ضيع الوقت ‪ ،‬فذلك الوقت هو ما ُ�صـنعت منه احلياة ‪.‬‬
‫ـ القليل من الإهمال قد يولد الكثري من الأذى ‪.‬‬
‫ـ ال�صباح الباكر ‪ ..‬يحمل ذهب ًا فى فمه ‪.‬‬
‫ـ �سوف ال �أتكلم ب�سوء عن �أحد ‪ ..‬بل �س�أتكلم باخلري الذى �أعرفه فى كل ان�سان ‪.‬‬
‫ـ نعم الفعل ‪� ..‬أف�ضل من نعم القول ‪.‬‬
‫ـ من عا�ش بالأمل ‪ ..‬مات �صائم ًا ‪.‬‬

‫من أقوال توماس إديسون‬

‫ـ �أمى هى التى �صنعتنى ‪ ،‬لأنها كانت حترتمنى وتثق فى ‪� ،‬أ�شعرتنى �أنى �أهم �شخ�ص‬
‫فى الوجود ‪ ،‬ف�أ�صبح وجودى �ضروري ًا من �أجلها وعاهدت نف�سى �أن ال �أخذلها كما مل‬
‫تخذلنى قط ‪.‬‬
‫ـ كن �شجاع ًا ! حتلى بالإميان ! وانطلق ‪.‬‬
‫ـ الآمال العظيمة ت�صنع الأ�شخا�ص العظماء ‪.‬‬
‫ـ العبقرية عبارة عن واحد باملئة �إلهام ‪ ،‬و‪ 99‬باملئة بذل جمهود ‪.‬‬
‫ـ �أنا مل �أف�شل لكننى وجدت ع�شرة �آالف طريقة ال تعمل ‪.‬‬
‫ـ اكت�شفت ‪ 100‬طريقة ال ت�ؤدى الخرتاع البطارية ‪ ،‬وحاولت ‪ 9999‬مرة ل�صناعة‬
‫امل�صباح الكهربائى ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫طور حياتك‬


‫ ‬
‫برمج‬
‫عقلك‬

‫داخلنا شىء جميل يريد أن يخرج‬


‫بقلم ‪ /‬د ‪� .‬أحمد حممد حجاج ـ م�صر‬
‫ممار�س �أول فى الربجمة اللغوية الع�صبية‬

‫اليوم هو يوم م�شرق وجميل ‪ ..‬ال�شم�س ت�شرق علينا وك�أنها تر�سل لنا الدفء وحتمينا من الأمرا�ض ‪ ..‬وتعطينا‬ ‫ ‬
‫احليوية وال�ضوء ‪ ..‬لنبد�أ عملنا اليومى ‪ ..‬ما �أجمل احلياة ‪� ..‬أعتقد �أنك �سوف توقفنى حلظة عن هذا احللم الذى �أحتدث‬
‫عنه وتقول ‪ :‬ال تكن متفائ ًال �إىل هذه الدرجة فاحلياة مليئة باملتاعب والعرثات و�أ�صبحت الآن من الأكرث الأ�شياء �صعوبة �أن‬
‫جتد ما تتحدث عنه ‪� ..‬أنا �أعلم �أن ما قلته واقع احلياة ولكن ما الذى يجعل فى هذه احلياة ال�صعبة �شخ�ص ي�ضحك و�آخر‬
‫يبكى ‪� ..‬إن الدنيا ثابتة لكن عقل الإن�سان هو فقط الذى يدركها بالطريقة التى تربمج عليها ‪ ..‬لو تخيلنا �أن �أحد تربا فى عائلة‬
‫كلها مت�شائمني وال يعرفون الأمل ف�سوف جتده يرى احلياة بعني بائ�سة بعك�س جاره ال�سعيد املتفائل الذى ي�سكن بجواره والذى‬
‫يبلغ العمر نف�سه ولكنه تربى فى عائلة متفائلة ومحُ يط يحب الأمل ‪ ..‬كل هذا يعتمد على كلمة واحدة �إنها الربجمة ‪...‬‬
‫دعنا فقط ن�ستمتع بهذه ال�شم�س الرائعة ونطلق اخليال الذى داخلنا ‪ ..‬ون�س�أل �أنف�سنا حلظة عن ما بداخلنا ‪ ..‬هل تريد �سيارة‬
‫‪ ..‬مال ‪ ..‬هدوء ‪ ..‬راحة ‪ ..‬تخيل ما �شئت وع�ش فيه ‪ ..‬هل تعنى �أن �أدخل عامل الأوهام ‪� ..‬إنه عامل التخيل الإيجابى ‪� ..‬سوف‬
‫توقفنى وت�س�أل هل هذا فعال ؟ ‪ ..‬نعم فعال ‪ ،‬هل تذكرت كم مرة �أجنزت عمل ما ( تذكر �آخر جناح لك ) ‪ ..‬الآن تذكر قبل‬
‫هذا العمل ‪� ..‬أمل حتلم �أن تنهيه ‪� ..‬أمل ت�شعر فى حلظة �أنه خيال و�إنه وهم ‪ ..‬وها �أنت قد فعلته وحولته �إىل واقع ‪� ..‬إن كل ما‬
‫يحدث فى العامل ‪ ..‬وما حققته من عمل قد حدث داخل عقولنا لكننا �سواء �أدركنا �أنه حدث �أم مل ندركه فهذا قد حدث فع ًال‬
‫‪ ..‬بكل ب�ساطة ما حدث هو التخيل قبل الفعل ‪ ..‬دكتور �ستيفني كويف ( فى كتابه العادات ال�سبعة للنا�س الأكرث فعالية فى‬
‫العامل ) يربهن على �أن كل ما يحدث فى العامل اخلارجى البد �أن يحدث فى عقولنا ( �أى عاملنا الداخلى ) ‪ ..‬واللغة داخل‬
‫عقولنا هى التخيل ‪ ..‬امل�شكلة كما قلنا فى الربجمة ال�سابقة لأ�سلوب تفكرينا وتنا�سبها مع طريقة عمل عقولنا فقد ن�ش�أنا فى‬
‫حميط يفكر �أن الأحالم والتخيل �شىء لي�س له �أهمية ‪..‬‬
‫�إن من �أهم ما قدمته علوم العقل هو قانون اجلذب الذى يعتمد فقط على التفكري فى �شىء ثم متنيه وتخيله والعمل له والباقى‬
‫�سوف ينجذب لك ‪� ..‬سوف جتد الطرق مي�سره وكل ما حولك يحاول �أن يجعلك ت�صل �إىل ما تريد وهذا يتحقق �أكرث بالتوكل‬
‫على اهلل وراحة بالنا لأن اهلل هو الرزاق ‪ ..‬وثق متام ًا �إنه �سبحانه وتعاىل �سوف يعطيك ما تريد ‪ ..‬ال حتاول �أن تتحكم فى‬
‫النتائج فهى بيد اهلل عز وجل وهو احلكيم العليم ‪ ..‬فبحكمته �سوف يعطيها لك فى الوقت املنا�سب وبعلمه عز وجل يعلم ما‬
‫هو خري لك وما هو �شر لك ‪ ..‬فلماذا نتخيل دائم ًا حياتنا �صعبة ونحاول �إقناع �أنف�سنا �أن نتائجنا �سيئة رغم النتائج لي�ست‬
‫ب�أيدنا ‪ ..‬بل �إننا حتى مل نعد نتخيل لأننا �أقتنعنا �أن النتائج �سيئة ‪ ..‬والواقع لي�ست هناك نتائج �سيئة بل هى حماوالت للو�صول‬
‫�إىل النتيجة الأقوى والأح�سن والباقي تغذية مرجتعة ‪ ..‬وت�أكد �أن البذرة الأوىل لأى عمل هى �إدراكك لهذا العمل ثم التخيل‬
‫الذى يجعله يكرب ويرى النور ‪ ..‬فنحن نحتاج فقط ملعرفة الطريقة التى من املمكن �أن جتعلنا نحقق هذا التخيل وحتويله �إىل‬
‫واقع ‪ ..‬وهذا ما �سوف نفعله الآن ‪..‬‬
‫دعنا نعود ملا بد�أنا به ونتخيل احلياة رائعة وخا�صة حياتنا ‪ ..‬لنتخيل حياتنا �أف�ضل و�أن كل �شىء �سوف يكون �أح�سن ولنبحث‬
‫طور حياتك‬ ‫‪24‬‬
‫ ‬
‫برمج‬
‫عقلك‬
‫داخلنا عن هذه الأحالم التى دفناها فى �أعماقنا من �أجل �أننا ال نريد �أن نتخيلها ‪ ..‬مبجرد اجللو�س مع �أنف�سنا‬
‫والتخيل �سوف نخرج هذه الأفكار الرائعة ‪ ..‬ف�أنت �إن�سان رائع ولديك �أحالم كثرية ‪ ..‬املهم �أن تخرج هذه الأفكار‬
‫وترى النور ‪ ..‬والبداية �سوف تكون �أ�سهل فقط عندما متلئها بالتخيل الإيجابى حتى تبد�أ بالتنفيذ ‪ ..‬وت�أكد �أن عقولنا‬
‫الالواعية ( العقل الباطن ) مبتكرة جدا ً فبجرد التفكري بهذه الطريقة �سوف جند كم هائل من الأفكار اجلاهزة‬
‫للتنفيذ ‪ ..‬و�إليك هذه الطريقة الرائعة للتخيل الإيجابى ‪:‬‬

‫• �أجل�س فى مكان هادى ملده ‪ 20‬دقيقة ‪.‬‬


‫• �ألب�س مالب�س مريحة ‪.‬‬
‫• �أح�ضر ورقة وقلم ‪.‬‬
‫• �أكتب كل ما تريد من �أحالم مهما كانت مبالغ فيها وخيالية ‪.‬‬
‫• �إذا كان هناك خطوات عملية للحلم ف�أكتبها ‪.‬‬
‫• �أكتب ملاذا تريد هذا احللم ‪.‬‬
‫• اقر�أ ما كتبت ‪.‬‬
‫• ابد�أ بالهدوء ودع القلم و�أ�سرتخي متاما ً ( حاول الو�صول �إىل مرحلة الألفا )وهذه املرحلة تعتمد على �أن تكون‬
‫مغم�ض العينني وكل ج�سمك م�سرتخى وتركيزك على تنف�سك ( حيث الزفري �أطول من ال�شهيق ) ‪.‬‬
‫• عندما ت�شعر بالراحة التامة تخيل �أنك الآن تذهب �إىل م�ستقبلك وتريد فقط �أن تعرف ماذا �سوف يحدث ‪.‬‬
‫• ابد�أ بتخيل نف�سك و�أنت تفعل كل �شىء فى حلمك وك�أنك تعي�شه فعال ً ( ا�سمع كل من حولك و�شاهد كل �شىء‬
‫يحدث و�أ�ستمتع بعمل ما تعمله من �أعمال ) ‪.‬‬
‫• ال توقف العملية �إال و�أنت قد حققت هدفك ‪.‬‬
‫• هناك وبعد �أن و�صلت للقمة و�أنت محُ قق لهدفك �أعمل �صورة لهذه املوقف و�ضع فيها كل ما حتب ‪..‬‬
‫• تذكر هذا املوقف دائما ً ( تذكر هذه ال�صورة ) ‪.‬‬
‫• كرر التمرين مرتني يوميا ً والحظ النتائج بعد �أ�سبوع فقط ‪..‬‬

‫�إن عقل الإن�سان ذو قدرات ال حمدودة و ب�إمكانه �أن يجد كل احللول والطرق ‪ ..‬لكنه فقط يحتاج �إىل توجيه منك‬
‫ودع الباقى له ‪ ..‬وعندما تكرب الفكرة ابد�أ ب�سرعة بالتنفيذ وحاول ‪ ..‬من املمكن �أن تواجهه بع�ض امل�صاعب وهذا‬
‫طبيعى حتى تكون فكرتك الأقوى يجب �أن تدافع عنها وتتعلم من الآخرين ‪ ..‬ولو نظرت لكل ق�ص�ص النجاح لوجدت‬
‫�أن �أبطالها تعر�ضوا مل�صاعب وك�أن اهلل يعلمنا �أن كل جناح يحتاج �إىل تعب وعمل وحتدى امل�صاعب حتى ي�ستحقه‬
‫الإن�سان ‪ ..‬وت�أكد فى النهاية �أن التخيل هو املاء الذى ي�سقي بذرة فكرتك والعمل هو املجهود الذى �سوف تبذله لزرع‬
‫تلك البذرة والأمل واال�ستمرار هو �أ�سا�س خروج تلك البذرة مهما كانت �صعوبة البيئة التى تزرع فيها ‪ ..‬لذلك فاجعل‬
‫‪ ( ..‬التخيل والعمل والأمل ) ‪ ..‬ثالثية جناحك ‪..‬‬

‫‪25‬‬ ‫طور حياتك‬


‫عش‬
‫قبل ن�صف قرن وقف احد اجلرناالت احلربيني يف و�سط مدينة حمطمة لي�س فيها‬ ‫حياتك‬
‫�شىء ي�صلح للعي�ش ‪ ..‬فالهواء واملاء م ّلوث والأ�شجار قد احرتقت والنا�س قتلى فى‬
‫كل مكان وظهرت ت�شوهات خلقية على بع�ضهم ‪ ..‬والفقر مدقع والهزمية نكراء‬
‫و�سقطت الإمرباطورية وال �شىء �أ�سو�أ من هذا ‪ ..‬مل يكن هنالك �أى معنى للحياة‬
‫فى تلك املدينة ‪ ..‬قال ذلك اجلرنال كلمة غريبة ‪� " :‬سنذل العدو ونهزمه يف عقر‬
‫داره " !!! ‪..‬‬ ‫األمـــــــل‬
‫كلمة غريبة والأغرب منها توقيتها وقائلها ومكانها ‪ ..‬وك�أين �أرى اال�ستهجان‬ ‫بقلم ‪ /‬د ‪� .‬إ�سماعيل �أبو بكر ـ الأردن‬
‫واال�ستنكار وال�شماتة يف وجوه من هم حوله وال�سخرية يف ابت�ساماتهم امل�صطنعة‬
‫‪ ..‬فالأرواح حمطمة والنف�سية مهزومة والأفكار يائ�سة ‪ ..‬ولرمبا قال احدهم‬
‫هنالك �أين اهلل وملاذا يفعل اهلل بنا هذا ؟؟ ‪ ..‬واللعنة على احلياة واحلياة مقرفة‬
‫‪ ،‬ويا ليتنى مت قبل هذا وكنت ن�سيا ً من�سيا ‪..‬‬

‫واليوم حني �أرى تلك املدينة ب�شوارعها ومبانيها التى تناطح ال�سحاب وح�ضارتها‬
‫ال �أتذكر �شيئا ً �سوى كلمة ذلك اجلرنال ‪ ،‬فكلماته غدت حقيقة ‪ ..‬مل يكن الرجل‬
‫نبيا ً ملهما ً �أو رجال ً �صاحلا ً حتيط به الكرامات ر�أى ذلك فى منامه وال �ساحرا‬
‫ً خطف مارده اخلرب من د�ساتري الغيب ‪ ..‬كان ال ميلك �سوى �شيئا ً واحدا ً �أال وهو‬
‫الأمل ‪ ..‬قهر العدو بحيث فر�ض عليه احرتامه و�س ّيطر على �سوقه و�شاركه فى‬
‫قيادة العامل اقت�صاديا ً وتقنيا ً ‪..‬‬

‫الأمل الذى فقدانه فى �أمتنا �أمة حممد �صلى اهلل عليه و�سلم الذين ا�ستطاعوا‬
‫فى قرن من الزمان �أن ينتقلوا من الظلمات �إىل �صنع النور ل�سائر الب�شرية ‪..‬‬
‫الأمل الذى جعل النبى �صلى اهلل عليه و�سلم يتعهد وهو مطارد فى الهجرة �إىل‬
‫املدينة ب�سوارى ك�سرى �إىل مطارده �سراقة بن مالك ‪ ..‬الأمل الذى جعل ادم عليه‬
‫ال�سالم ي�ستغفر ربه بعد مع�صيته الأوىل ‪ ..‬الأمل الذى بوجوده ُوجدت االخرتاعات‬
‫ُ‬
‫و�شطرت الذرة ‪ ..‬الذى بوجوده و�صل الإن�سان �إىل �أقوى العالجات فى عالج �أ�صعب‬
‫الأمرا�ض ‪ ..‬الأمل الذى جعل من عي�ش اجلنني فى ال�شهر ال�ساد�س ممكنا ً بعد �أن‬
‫كان من �سابع امل�ستحيالت ‪ ..‬الأمل الذى جعل من �شخ�ص معاق ال ي�ستطيع �سوى‬
‫حتريك رقبته �أعظم عامل فيزياء ‪..‬‬

‫هذا هو الأمل �سر الإن�سان ‪ ..‬وما حياة الإن�سان بال �أمل ‪ ..‬فالإن�سان كائن جبار‬
‫ا�ستطاع �أن يخرق اجلبال لي�صنع منها �أجمل الطرقات و ُيخ�ضع جميع الكائنات‬
‫وناطح مببانيه �أعاىل ال�سحاب ‪ ..‬الأمل الذى خلد الأبطال �أمثال " غاندى ونيل�سون‬

‫طور حياتك‬ ‫‪26‬‬


‫عش‬
‫حياتك‬

‫مانديال " ‪ ..‬وغريهم وطوى الآخرين فى دفاتر الن�سيان ‪..‬‬

‫ما قيمة الإن�سان حني يكون مت�شائما قنوطا ً يائ�سا ً من دنيته ‪ ..‬عبو�سا ً �ضيق ال�صدر عاجزا ً يلقى م�شاكله‬
‫على من حوله ‪� ..‬أ�سري ما�ضيه يبكى على اللنب امل�سكوب ‪ُ ..‬يلقى اللوم على القدر فيما هو فيه من احلال‬
‫ويظن �أن الدنيا ترتب�ص به لتف�سد له معي�شته ‪ ..‬ولرمبا �أ�صبح منغ�صا ً حلياة الآخرين ميل�ؤه احل�سد‬
‫والبغ�ض وجحد النعم ‪ ..‬ثابت فى مكانه ال يحركه �شىء كال�صخر وبع�ض ال�صخر يتحرك من خ�شية اهلل‬
‫في�سيل منه املاء لينفع به العباد ‪ ..‬ير�ضى العي�ش فى قاع احلياة ‪ ،‬فق ّيمه و�أهدافه تافهة ‪ ..‬حياته مثل مماته‬
‫مل يق�ض فيه �سوى م�أكله وم�شربه و�شهوته ‪ ..‬رقم زائد فى هذه الدنيا فال هو فاد �أو ا�ستفاد ‪� ..‬إذا مات‬
‫ُذكر ب�أنه راح و�أراح ‪..‬‬

‫�إن اجليل الأول الإ�سالمى الذى �أنار العامل كان الأمل دليله ‪ ،‬واثقا ً من ربه ‪ ..‬مل تكن حياتهم ب�أ�سهل مما‬
‫كانت عليه اليوم ‪ ..‬لكنهم ا�ستطاعوا اجناز ما مل ن�ستطع اجنازه فى قرون ‪� ..‬أولئك الذين �إذا ذهبوا �إىل‬
‫ويقدرون حياتهم وحياة الآخرين بقدر‬ ‫ن�شر الدين كان �أمل ن�شر اخلري غايتهم ال الدمار ‪ ،‬فكانوا يقاتلون َ‬
‫ما تهمهم ال�شهادة ‪ ..‬ال جمموعة يائ�سني يطلبون املوت هربا ً من ق�سوة احلياة ‪..‬‬

‫ال اق�صد بالأمل تلك العبارات الرنانة والكلمات املكتوبة على ورق ‪ ..‬فالأحرف التى نكتب بها الأمل هى‬
‫ما تكتب لنا الأمل ‪ ..‬لكن ما يثبت تلك الكلمة ويغر�سها حرفا ً حرفا ً هو االخال�ص والتطبيق واال�صرار‬
‫وال�صرب ‪ ..‬فكن متفائال ً بالقدر م�ؤمنا ً باهلل يحدوك الأمل ‪ ،‬واثقا ً خمل�صا ً فى عملك ‪ ..‬ان�سى ما�ضيك‬
‫وال تع�ش ا�سريا ً له ‪ ،‬بل ا�ستفد من درو�س ما�ضيك وحرر نف�سك وعقلك ‪ ..‬وا�ستعن باهلل وال تعجز مهما‬
‫توالت النكبات ‪..‬‬

‫بهذا الأمل فقط ال بغريه ت�ستطيع �أن تبنى �أمتك ‪ ..‬و�إن مل ترى ذلك فى حياتك ف�سوف يراه �أبنائك ‪..‬‬
‫ولرمبا �شهدت على ذلك فى حياتك ‪ ..‬و�إن مل ت�شهد ذلك فال تن�س �أنا كم�سلمني لدينا ر�سالة �أعظم �أال‬
‫وهى �أن ننقل هذا النور الذى هو معنا ل�سائر الب�شرية ‪ ..‬وما �أحوج العامل لأمثالك ‪ ..‬ولن يكون لنا ذلك �إال‬
‫بالت�سلح بالأمل الذى هو جزء من عقيدتنا ‪ُ ..‬روى �أن �أحد ال�صحابة �أو ال�صاحلني بلغ من العمر عتيا ً حتى‬
‫�أنه ال يكاد مي�شى ‪ ..‬ر�آه �أحد ال�شباب يغر�س غر�سه اجلوز �أو الزيتون ‪ ..‬ف�س�أله مل ت�صنع هذا وهذه ال�شجرة‬
‫لن ت�أكل منها لأنها حتتاج �إىل زمن طويل و�أنت رجل عجوز وعلى �شفري املوت ‪ ..‬ف�أجابه الرجل بتلك العبارة‬
‫ميل�ؤها الأمل ‪� :‬إن مل اطعهما �أنا فليطعهما �أبناء امل�سلمني من بعدى ‪ ..‬فاغر�س غر�سك اليوم لتنال ثمارها‬
‫غدا ً ‪ ..‬وهذا هو جوهر الأمل ‪..‬‬

‫‪27‬‬ ‫طور حياتك‬


‫يال‬
‫ننجح‬

‫محددات وضوح الهدف‬


‫بقلم ‪ :‬حممد عزوز ‪ -‬اجلزائر‬
‫باحث فى التنمية الب�شرية والتنمية الإدارية‬

‫َنظ ْر َن ْف ٌ�س َّما َق َّد َم ْت ِل َغ ٍد َوا َّت ُقوا اللهَّ َ �إنَّ اللهَّ َ َخ ِب ٌ‬
‫ري بمِ َ ا َت ْع َم ُلونَ‬ ‫يقول اهلل تعاىل ‪َ } :‬يا �أَ ُّي َها ا َل ِذينَ � َآم ُنوا ا َّت ُقوا اللهَّ َ َو ْلت ُ‬ ‫ ‬
‫{احل�شر ‪� :‬آية ‪� 18‬صدق اهلل العظيم ‪ ،‬عند قراءتى لهذه الآية وقفت مع نف�سى مت�أمال ً وا�ستغرقت التفكري فى واقع‬
‫امل�سلمني احلاىل ‪� ،‬سواء كانوا جماعات �أو �أفراد ‪ ،‬وبحثت فى م�سببات التخلف وتعطل م�سريتهم فى حمطة العامل الثالث‬
‫‪ ،‬ال هم من العامل الأول املتقدم وال حتى �سي�صنفون فى العامل الثانى �إن وجدت ‪.‬‬
‫فكدت �أزعم �إن �أزمة امل�سلمني الأ�سا�سية فى الع�صر احلا�ضر هى �أزمة احلراك فى العامل ‪ ،‬و�أزمة �شهود على الع�صر‪،‬‬
‫ونحن كم�سلمني فى �أكرث الأحيان مت�أثرون ال م�ؤثرون ‪ ،‬و�آخذون من احلياة �أكرث مما نعطيها ‪ ،‬وذلك ب�سبب انخفا�ض فى‬
‫الإنتاجية و�ضعف فى �إدارة الإمكانات املتوفرة ‪ ،‬رغم �أننا نقر�أ �آيات اال�ستخالف و�شروط التمكني فى الأر�ض ‪ ،‬و�أدبيات‬
‫النجاح والفالح ‪ ،‬لكنّ القليل منا الذين ي�س�ألون �أنف�سهم عن وظيفتهم احلقيقية فى حتقيق ذلك ‪.‬‬
‫�إن الأمانى الوردية حول قيادة �أمتنا للعامل تداعب �أخيلة الكثريين منا ‪ ،‬وتدغدغ م�شاعرهم ‪ ،‬لكن ال �أحد ي�س�أل عن‬
‫�آليات حتقيق ذلك ‪ ،‬وال عن الإمكانات املطلوبة لل�سري فى طريقه ‪ ،‬و�إن �س�أل فال يطرح ال�س�ؤال بالطريقة ال�صحيحة ‪،‬‬
‫قدميا طرح ال�س�ؤال ال�صحيح وفى الظرف ال�صحيح زمانا ً ومكانا ً ‪ :‬ملاذا نحن متخلفون ؟ �أو كما جهر بها �أحد علمائنا‬
‫ملاذا تخلف امل�سلمون وتقدم غريهم ؟ هذا ال�س�ؤال �صحيح مقارنة باحلاجة امللحة لطرحة فى ذلك الزمن �أما اليوم‬
‫فال�س�ؤال املطلوب امللح هو ‪ :‬ما هو دورى الفعلى احلقيقى الواجب على اال�شتغال بتنفيذه بالطريقة ال�صحيحة وبالو�سائل‬
‫ال�صحيحة ‪ ،‬حتى �أحقق التمكني والريادة و حتقيق اال�ستخالف فى الأر�ض ‪ ،‬هذا اال�ستخالف الذى يطمح �إليه كل فرد‬
‫م�سلم داعية يجهر بقوله تعاىل } َو ْاج َع ْل َنا ِل ْل ُم َّت ِق َني �إِ َم ًاما { الفرقان ‪� :‬آية ‪ 74‬قائدا ً ورائدا ً و ربعيا ً ‪ ،‬قد ات�ضحت له‬
‫ر�سالته ( اهلل غايتنا ) ور�ؤيته ( �أن نخرج النا�س من عبادة العباد �إىل عبادة رب العباد ‪. ) ...‬‬

‫�إين �أجزم �أن هناك حقيقة �أ�سا�سية غائبة عن �أذهان الكثريين منا على حد قول الدكتور عبد الكرمي بكار " �أننا ال‬
‫ن�ستطيع �أن نوجد جمتمعا ً �أقوى من جمموع �أفراده ‪ ،‬ولذا ف�إن النهو�ض بالأمة يقت�ضى على نحو ما �أن ينه�ض كل واحد‬
‫منا على �صعيده ال�شخ�صى ‪ ،‬وما مل نفعل ذلك ‪ ،‬ف�إن الغد لن يكون �أف�ضل من اليوم "‪.‬‬
‫�إن ال�سبب من وراء و�ضع الأهداف هو �أن نعطى حلياتنا نوعا ً من الرتكيز ‪ ،‬و�أن نتحرك ب�أنف�سنا فى االجتاه الذي نود‬
‫مد النظر فى جوف امل�ستقبل ‪ ،‬هذا الر�سم للأهداف ي�ستدعى عدة اعتبارات �أهمها ‪:‬‬ ‫الذهاب �إليه وهو نوع من ِّ‬
‫‪ -1‬احلركية والتغري الدائم فى مكونات املحيط من حولنا ‪ ..‬ووجود �أهداف فى حياتنا ‪ ،‬يجعلنا نعرف على وجه التقريب‬
‫ما العمل الذى �سنعمله غدا ً ‪ ،‬كما �أنه ي�ساعد على �أن نتح�س�س با�ستمرار الظروف والأو�ضاع املحيطة ‪ ،‬مما يجعلنا فى‬
‫طور حياتك‬ ‫‪28‬‬
‫يال‬
‫ننجح‬
‫حالة دائمة من اليقظة ‪ ،‬وفى حالة من االقتدار على التكيف املطلوب ‪ ،‬وبعيدا ً عن حاالت اال�سرتخاء التى ي�ضع‬
‫بع�ضنا �أنف�سهم فيها حني ينجزون عمال ً متميزا ً ‪ ،‬مما ي�ضعهم على بداية الطريق يف �أزمة تنتظرهم ‪ ،‬ولذا ف�إن‬
‫الرجل الناجح ‪ ،‬هو الذى ي�س�أل نف�سه فى فورة جناحه عن الأعمال التى ينبغي �أن يخطط لها ‪ ،‬ويقوم ب�إجنازها ‪،‬‬
‫احل َدث ‪ ،‬فرتتقى به من مربع �إدارة الطوارئ والأزمات �إىل مربع‬‫فالتخطيط هو الذى يجعل �أهمية املرء ت�أتى قبل َ‬
‫الفاعلية والفعل اال�سرتاتيجى احلكيم ‪.‬‬
‫‪� -2‬ضعف الوعى بقيمة الوقت وتعطل جهاز ا�ست�شعار الزمن لدينا ‪ ..‬جعلنا نعي�ش خارج خط الزمن ‪ ،‬ومع ا�ستحالة‬
‫زيادة عدد �ساعات اليوم لأكرث من ‪� 24‬ساعة ‪ ،‬فمن العملى ا�ستغالل ال�ساعات املتاحة ب�أكرث فعالية ممكنة ‪،‬‬
‫والتخل�ص من املهام والأعمال التى ال ت�ضيف �أى قيمة حلياتنا ‪ ،‬واعلم " �أن الوقت هو احلياة " ‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم القدرة على التكيف وح�صول االرتباك عند الكثريين من النا�س فى التعامل مع ( اللحظة احلا�ضرة ) ‪..‬‬
‫وذلك ب�سبب �أنهم مل يفكروا فيها قبل ح�ضورها ‪ ،‬فتتحول فر�ص الإجناز والعطاء �إىل فراغ قاتل ومف�سد ‪ ،‬وهذا‬
‫يجعلنا نقول ‪� :‬إننا ال ن�ستطيع �أن ن�سيطر على احلا�ضر ‪ ،‬ون�ضبط �إيقاعه ون�ستغل �إمكاناته ‪� ،‬إال من خالل جمموعة‬
‫من الآمال والأهداف والطموحات ‪ ،‬وبهذا تكون وظيفة الهدف فى حياتنا هى ا�ستثمار اللحظة املاثلة على �أف�ضل‬
‫وجه ممكن ‪.‬‬
‫القبطان و�صنعة حتريك ال�سفينة‬
‫�إن �صياغة الأهداف وت�سطريها بالطريقة ال�صحيحة وفى الوقت املنا�سب ‪ ،‬وذلك من �أجل �ضمان التوفيق فى‬
‫حتقيقها �سواء على امل�ستوى الفردى �أو اجلماعى ‪ ،‬ينطلق من عدة مرتكزات متناغمة تر�سم للأهداف طريقها عرب‬
‫جلة احلياة الإن�سانية ‪ ،‬وميكن �أن نتكلم على مرتكزات نرى �أنها �ضرورية و�أ�سا�سية ل�صياغة الأهداف ومتحكمة‬
‫فى �صناعتها ونقول وباهلل التوفيق ‪:‬‬

‫‪ -1‬ال�شرعية ‪:‬‬
‫�إن جممل �أهداف املرء فى احلياة ‪ ،‬يعادل على نحو تام ( ا�سرتاتيجية ) العمل لديه ‪ ،‬ولذا ف�إن الذين ال ي�أبهون‬
‫ل�شرعية الأهداف التى ي�سعون �إىل حتقيقها يحيون حياة م�ضطربة ممزقة ‪ ،‬تختلط فيها عوامل البناء مع عوامل‬
‫بع�ضها الآخر ‪� ،‬إن الهدف غري امل�شروع ‪ ،‬قد ي�ساعد على حتقيق بع�ض النمو فى جانب من‬ ‫بع�ضها َ‬‫الهدم ‪ ،‬وين�سخ ُ‬
‫ويفجر فى داخلها �صراعات مبهمة وعنيفة ‪ ،‬ولي�س‬ ‫يحط من التوازن العام لل�شخ�صية ‪ّ ،‬‬ ‫جوانب احلياة ‪ ،‬لكنه ّ‬
‫املق�صود ب�شرعية الهدف �أن يكون معدودا ً فى ( املباحات ) فح�سب ‪ ،‬و�إمنا املق�صود �أن يكون مندجما ً على نحو‬
‫ما فى الهدف الأ�سمى والأكرب الذى يحيا امل�سلم من �أجله وتغنى به هاتفا ً ( اهلل غايتنا ) ‪ ،‬وهذا يعنى �أن الأهداف‬
‫املرحلية واجلزئية للواحد منا يجب �أال تتنافر معه فى و�ضعيتها �أو مفرزاتها �أو نتائج تفاعلها ‪ ،‬ولعل من عالمات‬
‫االن�سجام بينها وبني الهدف الأكرب �شعور املرء �أنه يحيا ( حياة طيبة ) وهى ال تولد من رحم الرخاء املادى ‪ ،‬وال‬
‫من رحم التمتع باجلاه �أو اال�ستحواذ على �أكرب كمية من الأ�شياء ‪ ،‬و�إمنا تولد من ماهية التوازن واالن�سجام بني‬
‫املطالب الروحية واملادية للفرد ‪.‬‬

‫‪ -2‬االن�سجام ‪:‬‬
‫قدميا قيل " �إنه ال ي�أتى بالأمل �إال العمل ‪ ،‬وقليل دائم خري من كثري منقطع " ‪ ،‬لكل منا طاقاته وموارده املحدودة ‪،‬‬
‫وله ظروفه اخلا�صة ‪ ،‬وله �إىل جانب ذلك تطلعات ورغبات ‪ ،‬والهدف املن�سجم ‪ ،‬هو ذلك الهدف الذى يهز النف�س‬

‫‪29‬‬ ‫طور حياتك‬


‫يال‬
‫ننجح‬

‫الب�شرية ويدفعها �إىل تفجري الطاقات الكامنة لدى الإن�سان والتى قال علماء التنمية الب�شرية عنها " �إن اهلل عز‬
‫وجل منح الإن�سان طاقة كامنة لو قدر لنا ا�ستخراجها وا�ستعمالها لزودت مدينة من ‪ 20.000‬ن�سمة بالطاقة‬
‫الكهربائية وكفتها ملدة �أ�سبوع " فاحلمد وال�شكر هلل على كل نعمه ‪ ،‬قد يحدث �أنَ الهدف الكبري جدا ً ي�صد‬
‫�صاحبه عن العمل له ‪ ،‬فرنى كثريا ً من �أهل اخلري ‪ ،‬ي�شعرون بالإحباط ‪ ،‬وي�شكون دائما ً من �سوء الأحوال ‪،‬‬
‫وتدهور الأو�ضاع ‪ ،‬وهذا نابع من وجود هدف كبري لديهم هو ( ال�صالح العام ) لكن لي�س لديهم �أهداف �صغرية‬
‫‪� ،‬أو مرحلية ت�صب فيه ‪� ،‬إن كل هدف �صغري يقتطع جزءا ً من الهدف الكبري‪ ،‬وي�ؤدى �إىل قطع خطوة فى الطريق‬
‫الطويل ‪ ،‬وعدم وجود �أهداف �صغرية ‪ ،‬يجعل الهدف النهائى يبدو دائما ً كبريا ً وبعيدا ً ‪ ،‬وهذا ي�سبب �آالما ً‬
‫نف�سية مربحة ‪ ،‬ويجعل املرء يظهر دائما ً مبظهر احلائر العاجز ‪.‬‬

‫‪ -3‬املرونة ‪:‬‬
‫�إن النتائج التى نتطلع �إىل احل�صول عليها م�ستقبلية ‪ ،‬تظل فى دائرة التوقع والتخمني ‪ ،‬فحني ير�سم الإن�سان‬
‫هدفا ً ‪ ،‬ف�إنه ير�سمه على �أ�سا�س من التقييم للعوامل املوجودة خارج طبيعة عمله ‪ ،‬وخارج �إرادته ‪ ،‬وهذه‬
‫العوامل كثري ًا ما يتم تقييمها على نحو خاطئ ‪ ،‬كما �أنها عر�ضة للتغري ‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أن �إمكاناتنا التى �سوف‬
‫ن�ستخدمها فى ذلك هى الأخرى متغرية ‪ ،‬ولهذا كله ف�إن الهدف يجب �أن يكون ( مرنا ً )‪� ،‬أى ‪ :‬له حدود دنيا ‪،‬‬
‫وله حدود عليا ؛ وذلك ك�أن يخطط �أحدنا لأن يقر�أ فى اليوم ما بني �ساعتني �إىل �أربع �ساعات ‪� ،‬أو يزور ثالثة‬
‫من الإخوة �إىل خم�سة وهكذا ‪ ..‬هذه املرونة تخفف من �ضغط الأهداف علينا ؛ فالنا�س ي�شعرون حيال كثري من‬
‫�أهدافهم �أنها التزامات �أكرث منها واجبات ‪ ،‬وااللتزام بحاجة دائما ً �إىل درجة من احلرية ‪ ،‬و�سيكون من ال�ضار‬
‫بنا حت ّول الأهداف �إىل قيود �صارمة ‪ ،‬وحواجز منيعة فى وجه تلبية رغبات �شخ�صية كثرية ‪.‬‬

‫‪ -4‬الو�ضوح ‪:‬‬
‫هذه ال�سمة من ال�سمات املهمة للهدف اجليد ‪ ،‬حيث ال تكاد تخلو حياة �أى �إن�سان من الرغبة فى حتقيق بع�ض‬
‫الأمور ‪ ،‬لكن املالحظ �أن قلة قليلة من النا�س ‪ ،‬متلك �أهدافا ً وا�ضحة وحمددة ‪ ،‬ولذا فمن ال�سهل �أن يتهم‬
‫الإن�سان نف�سه �أو غريه ب�أنه مل يتقدم باجتاه �أهدافه خطوة واحدة خالل ع�شرين �سنة ‪ ،‬مع �أنك ال تراه خالل تلك‬
‫املدة �إال منهمكا ً ومتابعا ً مبا يعتقد �أنه هدف ي�ستحق العناء ! ‪� ،‬إنه ميكن القول ب�سهولة ‪� :‬إن كل هدف لي�س معه‬
‫معيار لقيا�سه وللك�شف عما �أجنز منه ‪ ،‬وما بقى لي�س بهدف ‪ ،‬ولذا ف�إن من ميلك �أهدافا ً وا�ضحة يحدثك دائما‬
‫ً عن �إجنازاته ‪ ،‬وعن العقبات التى تواجهه ‪� ،‬أما من ال ميلك �أهدافا ً وا�ضحة ‪ ،‬فتجده م�ضطربا ً غري متوازن‬
‫فى حركته ‪ ،‬ال يكفى �أن يكون الهدف وا�ضحا ً ‪ ،‬بل ال بد من حتديد توقيت لإجنازه ‪ ،‬فالزمان لي�س ملكا ً لنا ‪،‬‬
‫وطاقاتنا قابلة للنفاد ‪ ،‬ثم �إن القيمة احلقيقية للأهداف ‪ ،‬ال تتبلور �إال من خالل الوقت الذى ي�ستغرقه الو�صول‬
‫�إليها ‪ ،‬واجلهد والتكاليف التى نحتاجها ‪ ،‬ولهذا كله فالبديل عن و�ضوح الهدف ‪ ،‬وو�ضوح تكاليفه املتنوعة ‪،‬‬
‫لي�س �سوى العبث والهدر واال�ست�سالم للأمانى اخلادعة ! ‪� ،‬إن من �أ�سباب �ضبابية �أهدافنا �أننا ال نبذل جهدا ً‬
‫كافيا ً فى ر�سمها وحتديدها ‪ ،‬وهذا ال ي�ؤدى �إىل انعدام �إمكانية قيا�سها فح�سب ‪ ،‬و�إمنا ي�ؤدى �أي�ضا ً �إىل �إدراكها‬
‫بطريقة مبتذلة �أو رتيبة ‪ ،‬مما ُيفقدها القدرة على توليد الطاقة املطلوبة لإجنازها ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪30‬‬


‫ترجمت‬
‫لك‬
‫قوة التفكير اإليجابى‬
‫ترجمة ‪ /‬حممد �سعد ـ م�صر‬

‫انتبه لهذه اجلملة جيدا ً‪ " ..‬م�ستقبلك يعتمد على طريقة تفكريك الآن " ‪ ،‬كل �شئ يبد�أ بداخلنا ‪� ،‬إن عقلنا هو‬ ‫ ‬
‫الذى ي�صنع حياتنا التى نعي�شها ‪ ،‬فالأفكار الإيجابية ميكنها �أن تـُحدث منعطفا كبري بحياتنا ‪ ،‬الأ�شخا�ص الإيجابني‬
‫يتوقعون الأف�ضل ويفكرون دائما ً مبا ي�ستطيعون القيام به ‪ ،‬ويتوقعون احلب وعالقات جيده بالآخريني ‪ ،‬ويعتقدون �أن‬
‫املواقف ال�صعبة �سوف تتح�سن ‪ ،‬وهم �أ�شخا�ص عملييون ‪ ،‬فالإيجابية ال تعنى جتاهل ما يحدث حولك و�أن تعي�ش فى‬
‫فقاعة من الإيجابية ‪ ،‬بل �إنهم ي�سعون دائما ً للفر�ص وحل امل�شاكل ‪ ،‬بدال ً من لوم الآخرين على هـذه امل�شاكـل حـيث‬
‫ي�شفقون على �أنف�سهـم ويعتقـدون �أنهـم كانـوا ال�ضحـية ‪..‬‬
‫ق�صة تو�ضح مدى قوة الفكرة الإيجابية‬
‫ح�سن �سوف يتقدم لوظيفة جديدة ‪ ،‬ولكن ح�سن يعانى من تقدير ذاتى منخف�ض ويقييم نف�سه دائما ً ك�إن�سان فا�شل‬
‫ال ي�ستحق النجاح ‪ ،‬وكان مت�أكدا ً �أنه لن يتم قبوله بالوظيفة ‪ ،‬وكان لديه موقف �سلبى �إجتاه نف�سه ‪ .‬وكان يعتقد �أن‬
‫املتقدمني الآخرين �أكرث كفاءه و�أف�ضل منه ‪ .‬وقد دعم موقفه هذا من خالل جتاربه ال�سلبية ال�سابقة فى لقاءات‬
‫التوظيف ‪ ،‬كان عقله ملئ باملخاوف والأفكار ال�سلبية قبل �أ�سبوع كامل من لقاء التوظيف ‪ ،‬حيث كان مت�أكدا ً من رف�ضه‬
‫‪ ،‬وفى يوم اللقاء ا�ستيقظ مت�أخرا ً ‪ ،‬ولقد �أ�صيب بالرعب عندما اكت�شف ان قمي�صه الذى �سريتديه غري نظيف وقمي�صه‬
‫الآخر يجب ان يتم كيه ‪ ،‬هذا غري ان الوقت مت�أخرا ً ا�سا�سا ً ‪ ،‬لهذا ارتدى القمي�ص وهو ملئ بالتجاعيد ‪ ،‬خالل اللقاء‬
‫كانت عالمات التوتر ظاهره عليه وقدم انطباعا ً �سئ فكان قلق من قمي�صه هذا غري �شعوره باجلوع حيث مل ينل الوقت‬
‫الكافى لتناول الإفطار ‪ ،‬كل هذا ادى لت�شتيته وجعله يفقد الرتكيز فى اللقاء ‪ ،‬لهـذا فقد تـرك انطباعا ً �سئ فى اللقاء‬
‫وبنـاء علـى ذلك جـ�سد خماوفـه ولـم يح�صـل على الوظيفـة ‪..‬‬
‫طارق تقدم لنف�س الوظيفة ‪ ،‬ولكنه كان يتعامل مع الأمر ب�شكل خمتلف ‪ ،‬فقد كان مت�أكد من ح�صوله على الوظيفة ‪،‬‬
‫وخالل الأ�سبوع الذى ي�سبق اللقاء الوظيفى تخيل �أنه قام ب�آداء جيد وترك انطباعا ً ممتاز فى اللقاء وقبل للوظيفة ‪،‬‬
‫فى الليلة ال�سابقة للقاء �أعد املالب�س التى �سريتديها ‪ ،‬وذهب للنوم مبكرا ً ‪ ،‬فى يوم اللقاء ا�ستيقظ مبكرا ً عن العادة‬
‫وكان لديه مت�سع من الوقت للإفطار ‪ ،‬ثم الذهاب للقاء مبكرا ً عن وقت اللقاء معه ‪ ،‬ولقد ح�صل طارق على الوظيفة‬
‫لأنـه تـرك انطبـاعـا ً جيد ‪ ،‬هذا بالإ�ضافة �أن لديه امل�ؤهـالت املطلوبة مثل ح�سن ‪.‬‬
‫ما الذى تتعلمه من الق�صتني ؟ الأفكار والكلمات ال�سلبية ت�ؤدى �إىل التعا�سة وت�صرفات �سلبية ‪ ،‬وعندما يكون العقل‬
‫�سلبيا ً فال�سموم تنطلق للدم مما ي�سبب حالة عامة من عدم ال�سعادة وال�سلبية ‪ ،‬وهذا يعترب الطريق للف�شل والإحباط‬
‫وخيبة الأمل ‪� ،‬إن الإيجابية مثل �أى مهارة تتطلب تدريب ‪ ،‬فال �أحد ي�ستطيع حتدث لغة �أجنبية قبل درا�ستها جيدا‬
‫ً والتدرب عليها بع�ض الوقت ‪ ،‬فال�شخ�ص الغري مدرب ال ي�ستطيع رفع ثقل �أو ال�سباحة مثل الأبطال الأولومبيني ‪،‬‬
‫والإ�ستمرارية فال يكفى �أن تفكر ب�إيجابية ب�ضع حلظات وبعدها ترتك اخلوف وال�ضعف ي�سيطر عليك ‪.‬‬
‫التفكري االيجابي معدى‬
‫كلنا نت�أثر بطريقة �أو ب�أخرى بالأ�شخا�ص الذين نقابلهم ‪ ،‬هذا يحدث ب�شكل ال واعى ‪ ،‬خالل عملية تبادل الأفكار‬

‫‪31‬‬ ‫طور حياتك‬


‫ترجمت‬
‫لك‬
‫وامل�شاعر ودائم ًا ن�سعى لأن نحاط ب�أ�شخا�ص �إيجابيني ونتجـنب الأ�شخا�ص ال�سلبيني ‪.‬‬
‫التفكري الإيجابى باالوقات الع�صيبة‬
‫�إىل حد ما يعترب من ال�سهل �أن تفكر ب�إيجابية عندما تكون االمور ممتازة وحياتك على �أف�ضل حال ‪ ،‬ولكن التحدى احلقيقى‬
‫هو �أن تفكر ب�إيجابية فى و�سط امل�شاكل وال�صراعات واملواقف املزعجة ‪ ،‬فبمجرد �أن تت�أزم الأمور وت�صبح �أر�ضك وعرة ‪،‬‬
‫تن�سى كل �شئ جيد وتبد�أ بالرتكيز على امل�شاكل وال�صعوبات بد ًال من الإميان بنف�سك وقدرتك على التغيري ‪ ،‬ما الفائدة عندما‬
‫تكون خائب االمل �أو �سلبى �أو غري �سعيد ؟ ملاذا ترتك ظروفك ومواقفك ت�ؤثر فى مزاجك وحالة عقلك ؟ عندما يبدء عقلك‬
‫بتداول الأفكار ال�سلبية يجب ان تدرك ذلك فور ًا وت�ستبدلها ب�أفكار �إيجابية بنائه ‪ ،‬ولكن الأفكار ال�سلبية �ستحاول جمدد ًا‬
‫الدخول لتفكريك من جديد حاول ان ت�ستبدلها ‪ ،‬درب نف�سك جيد ًا على هذا التفكري الإيجابى ‪ ،‬وتذكر كونك �إيجابي ًا لن جتعل‬
‫ظروفك ال�سيئة تختفى كال�سحر ولكن كلما كنت �إيجابي ًا كلما كان �أ�سهل عليك حت�سني موقفك ‪.‬‬
‫هذه بع�ض االمور واملالحظات التى �ست�ساعدك لتطوير قوة التفكري الإيجابى لديك ‪ ...‬تدرب عليها ‪...‬‬
‫ـ ا�ستخدم دائما ً كلمات �إيجابية �أثناء تفكريك وخالل حديثك مثل " انا �أ�ستطيع ‪� ،‬أنا قادر على ‪ ،‬ميكننى القيام بذلك ‪،‬‬
‫ميكننى الإنتهاء من ‪� ،‬أنا �شخ�ص �إيجابى " ‪.‬‬
‫ـ ا�سمح فقط مل�شاعرك الإيجابية بالظهور و�أوقف و�أرف�ض وجتاهل الأفكار ال�سلبية وا�ستبدلها ب�أفكار �سعيده ‪.‬‬
‫ـ قبل البدء ب�أى خمطط �أو م�شروع تخيل �أنك قد انهيته بنجاح كما تطمح ‪ ،‬و�إذا قمت بذلك برتكيز و�إميان ف�ستنده�ش من‬
‫النتائج ‪.‬‬
‫ـ اقرء �صفحة واحده على الأقل من كتاب ملهم كل يوم و اقر�أ عن جناحات الآخريني ‪.‬‬
‫ـ رافق الأ�شخا�ص ذوى التفكري الإيجابى ‪.‬‬
‫ـ دائما ً اجل�س وام�شى وظهرك قائم فهذا �سيقوى ثقتك وقوتك الداخلية ‪.‬‬
‫ـ مار�س ريا�ضة امل�شى �أو ال�سباحة و�شارك الآخريني فى ن�شاط بدنى ‪.‬‬
‫ـ ركز على ما تريد القيام به ال على ما ال ت�ستطيع القيام به ‪.‬‬
‫ـ تعلم �أن ت�شعر وتفكر وتت�صرف ب�أنك تعي�ش احلياة التى تتخيلها ‪ ،‬وهذا �سوف يجذب لك فر�ص جديدة فى حياتك ‪.‬‬
‫ـ انظر للجوانب الإيجابية فى كل موقف ‪ ،‬فدائما ً ما يكون هناك �شئ �إيجابى �أو على الأقل �شئ مفيد لنتعلمه ‪ ،‬حتى فى‬
‫املواقف الع�صيبة او الغري �سعيدة ‪.‬‬
‫ـ اتبع الأفكار الإيجابية بت�صرف وفعل �إيجابى ‪.‬‬
‫ـ دائما ً ركز على الن�صف املمتلئ من الكوب ولي�س على اجلزء الفارغ ‪.‬‬
‫ـ ابذل ق�صارى جهدك لنبذ الأفكار ال�سلبية وا�ستبدالها ب�أخرى �إيجابية ‪.‬‬
‫ركز جيد ًا ‪ ...‬و�سوف تكت�شف بنف�سك العديد من الطرق التى جتعلك تفكر ب�إيجابية ‪ ،‬حتى فى و�سط احلرب النا�س يفكرون‬
‫فى ال�سالم ‪ ،‬حتى فى و�سط الكوارث يوجد الأ�شخا�ص الإيجابني الذين لديهم دائم ًا االمل ‪ ،‬ان�سى املا�ضى ‪ ،‬لأنك لن ت�ستطيع‬
‫تغريه مهما حاولت ولكنك ت�ستطيع �أن تغري احلا�ضر وعندها �ست�ستطيع ان تغري م�ستقبلك ‪ ،‬فكر ب�إيجابية وتوقع الأف�ضل ‪،‬‬
‫حتى لو كانت ظروفك احلالية لي�س ما كنت تطمح اليه ‪ ،‬توقف عن الإنغما�س فى الأفكار ال�سلبية والقلق ‪ ،‬وت�أكد من �أنه هناك‬
‫دائم ًا طريق للخروج ‪� ،‬إنه �شئ ي�ستحق الإختيار والتجربة ‪..‬‬
‫هم�سة‬
‫الإن�سان الناجح يقول ‪ :‬احلل �صعب ولكنه ممكن ‪ ،‬والفا�شل يقول ‪ :‬احلل ممكن ولكنه �صعب ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪32‬‬


‫ترجمت‬
‫لك‬
‫العناصر الستة الحترام الذات‬
‫ت�أليف ‪ :‬براين تري�سى ـ ترجمة ‪� :‬إ�سالم �سليمان‬

‫ لآداء �أف�ضل و�شعور رائع عن نف�سك ‪ ،‬يجب �أن تكون فى مكون من جناحات �صغرية تقودك على طول الطريق �إىل‬
‫حالة دائمة من احرتام وبناء و�صيانة الذات ‪ ،‬متاما ً كما كنت حتقيق هدفك ‪ ،‬لنفر�ض �أنك حددت هدفا لبيع كمية معينة �أو‬
‫احل�صول على قدر معني من الدخل فى �سنة معينة ‪� ،‬إذا كنت‬ ‫حتمل امل�س�ؤولية عن م�ستواك فى اللياقة البدنية ‪ ،‬فعليك �أن‬
‫ق�سمت ذلك �إىل �أهداف �شهرية و�أ�سبوعية ‪ ،‬فبعد بيعك للكمية‬ ‫ت�أخذ امل�س�ؤولية الكاملة عن حمتوى ونوعية عقلك‪.‬‬
‫لقد و�ضعت �صيغة ب�سيطة حتتوى على جميع العنا�صر احلا�سمة املقررة �أ�سبوعيا ً و�شهريا ً �ستزداد ثقتك بذاتك وبنف�سك ‪،‬‬
‫و�ستزداد قدرتك على الآداء ‪ ،‬و�سوف ت�شعر مبزيد من الت�شجيع‬ ‫لبناء الثقة بالنف�س ‪ ،‬وميكنك ا�ستخدامها على نحو منتظم‬
‫واحلما�س والتحدى ‪ ،‬ولكن تذكر �أنك ال ميكن �أن ت�صيب‬ ‫ل�ضمان �أق�صى قدر من الأداء ‪ ،‬هذه ال�صيغة تت�ألف من �ستة‬
‫الهدف �إال �إذا كانت املعايري التى ت�سري عليها لقيا�س جناحك‬ ‫عنا�صر �أ�سا�سية هى ‪ ( :‬الأهداف ـ املعايري ـ جناح التجارب ـ‬
‫وتريد حتقيقها وا�ضحة ‪.‬‬ ‫املقارنة مع الآخرين ـ االعرتاف ـ املكاف�آت ) ‪.‬‬
‫العن�صر الرابع ( املقارنة مع الآخرين ) ‪:‬‬ ‫العن�صر الأول ( الأهداف ) ‪:‬‬
‫�إن حبك واحرتمك لنف�سك مرتبط مبا�شرا ً ب�أهدافك ‪ ،‬فمجرد �أما العن�صر الرابع من احرتام الذات هو املقارنة مع الآخرين‬
‫حتديدك حلجمها ‪ ،‬وكتابة خطط عمل مكتوبة لتحقيقها ‪ ،‬هذا ‪ « ،‬ليون ف�ستنجر « من جامعة هارفارد خل�صت �إىل �أن حتديد‬
‫يثري احرتامك لذاتك ‪ ،‬والذى ي�سبب لك ال�شعور الأف�ضل عن مدى ما نفعله ‪ ،‬فنحن ال نقارن �أنف�سنا مع معايري جمردة ‪،‬‬
‫نف�سك ‪ ،‬فتقدير الذات هو �شرط توجهك عندما ت�سري خطوة بل نقارن �أنف�سنا مع �أ�شخا�ص نعرفهم ‪ ،‬نحب �أن نعرف �أن ما‬
‫خطوة نحو �إجناز ما هو مهم لك ‪ ،‬لهذا ال�سبب من املهم حقا نقوم به �أف�ضل من �شخ�ص �آخر ‪ ،‬فتعرف �أكرث عن كيفية �آداء‬
‫الآخرين فى نف�س جمال عملك ثم تقارنها معك ‪ ،‬وكلما ت�شعر‬ ‫ً �أن تكون الأهداف وا�ضحة عن كل جزء من حياتك ‪ ،‬والعمل‬
‫با�ستمرار لتحقيق تلك الأهداف ‪ ،‬فكل خطوة تتقدمها �ستعطيك ب�أنك الفائز ت�شعر مبزيد من الثقة واحرتام ذاتك ‪.‬‬
‫�أ�سباب احرتام الذات اخلا�ص بك ‪ ،‬والذى بدورها �ستجعلك العن�صر اخلام�س ( االعرتاف ) ‪:‬‬
‫العن�صر التاىل الحرتام الذات هو االعرتاف ب�إجنازات النا�س‬ ‫�أكرث �إيجابية و�أكرث فاعلية فى كل �شىء تفعله‪.‬‬
‫الذين هم فى دائرتك االجتماعية ‪ ،‬مثل رئي�سك وزمالئك فى‬ ‫العن�صر الثانى ( املعايري ) ‪:‬‬
‫العمل ‪ ،‬وزوجتك ‪ ،‬و�أبناءك ‪ ...‬فالنا�س حتتاج وتنتظر منك‬ ‫العن�صر الثانى فى بناء احرتام الذات هو وجود املعايري‬
‫الوا�ضحة والقيم التى تلتزم بها ‪ ،‬يعتز الرجل واملر�أة ب�ش�أن ما االعرتاف والإعجاب بنجاحهم ‪ ،‬فكلما كان تقديرك وثنائك‬
‫يعتقدون من القيم واملثل ‪ ،‬وي�صبحون �أكرث التزاما ً بها عندما لتحقيق �أى �إجناز من قبل �أى �شخ�ص ‪ ،‬يحمل ذلك لك كل‬
‫احرتام وتقدير ‪ ،‬مما يجعل احرتامك وتقديرك لذاتك يرتفع ‪.‬‬ ‫تتم�شى حياتهم مع تلك القيم واملثل ‪ ،‬ودائما ً ال ي�أتى احرتام‬
‫الذات �إال عندما تتطابق �أهدافك اخلا�صة مع القيم واملثل التى العن�صر ال�ساد�س ( املكاف�آت ) ‪:‬‬
‫ت�ؤمن وتلزم بها ‪ ،‬فت�صبح �أهدافك وقيمك فى وئام مع بع�ضهم العن�صر النهائى فى احرتام الذات وت�شمل املكاف�آت التى‬
‫تن�سجم مع الإجنازات ‪� ،‬إن ح�صولك على مكاف�آت مالية نظري‬ ‫البع�ض ‪ ،‬تعطيك دفعة قوية لإحراز تقدم حقيقى ‪.‬‬
‫عملك ‪ ،‬وو�ضع ال�شهادات التى ح�صلت عليها فى مكان عملك‬ ‫العن�صر الثالث ( جناح التجارب ) ‪:‬‬
‫ومنزلك ‪ ، ...‬كل هذه الأمور وغريها ميكن �أن يكون لها ت�أثري‬ ‫العن�صر الثالث فى بناء الثقة بالنف�س هو جناح التجارب ‪،‬‬
‫على رفع الثقة بالنف�س وامل�ستوى اخلا�ص بك ب�شكل ال ي�صدق‬ ‫مبجرد االنتهاء من حتديد الأهداف واملعايري اخلا�صة بك ‪،‬‬
‫من املهم �أن تقوم بتق�سيم هدفك �إىل �أجزاء ‪ ،‬لي�صبح هدفك وت�شعرك ب�شعور رائع عن نف�سك‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫طور حياتك‬


‫صورة‬
‫وتعليق‬

‫�إن�سان بيحب النا�س �أكرت من نف�سه‬


‫ملا تزعل النا�س بيزعل من نف�سه‬
‫وع�شان يخدم النا�س بيقطع نف�سه‬
‫ومل ـ ـ ــا يفت ـ ــكر الن ـ ـ ــا�س ين�سى نف�سه‬
‫وملا جترحه النا�س بيزعل على نف�سه‬
‫و�ساعة فرح النا�س بريوحلهم بنف�سه‬
‫وفى م�صايب النا�س بيحط فى نف�سه‬
‫و�س ـ ـ ــاعة �أمل الن ـ ـ ــا�س بتت�أمل نف�سه‬
‫وملا متـ ـ ــوت الن ـ ـ ـ ــا�س بيكـ ـ ــلم نف�سه‬
‫عملوله �إيه النا�س �أهو �شاف بنف�سه‬
‫داميا ًيهمه كالمهم وياخده على نف�سه‬
‫خمد�شغريحرقهدمهوبياكلفىنف�سه‬
‫�أ�صله ح�سا�س �أوى وبيحط فى نف�سه‬
‫وعلى فكرة ده بيتكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم عن نف�سه‬

‫طور حياتك‬ ‫‪34‬‬


‫نفسك‬
‫تكون‬
‫زيه‬

‫فارح جراى‬
‫‪Farrah Gray‬‬
‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬ر�ؤوف �شبايك ـ م�صرى مقيم بالإمارات‬

‫نظر الطفل الأمريكي الأ�سمر ذو ال�ست �سنوات ‪� ،‬إىل �أمه املري�ضة وهى تعمل بكد كى تعيل �أ�سرتها الفقرية‬ ‫ ‬
‫‪ ،‬وهو كان يخلد للنوم وهى م�ستيقظة ‪ ،‬ويقوم من نومه ليجدها م�ستيقظة تعمل ‪ ،‬فقرر م�ساعدتها ب�أى �سبيل كان‬
‫‪ ،‬فتفتق ذهنه عن فكرة بيع عبوات كرمي الب�شرة مقابل دوالر ون�صف ‪ ،‬وكان زبائنه من اجلريان و�سكان املنازل‬
‫املحيطة ‪ ،‬فى �سن ال�سابعة طبع لنف�سه بطاقة ( كارت ) كتب عليها مدير القرن الواحد والع�شرين ‪ ،‬فى �سن الرابعة‬
‫ع�شرة كان قد حقق مليونه الأول‪.‬‬
‫بعدما هاجمت نوبة قلبية ثانية والدته ب�سبب ال�ضغوط الع�صبية ‪ ،‬قرر « فارح جراى « �أن عليه فعل �أى �شىء مل�ساعدة‬
‫�أمه التى تولت وحدها تربية وتن�شئة ثالثة �أوالد �صغار ‪ ،‬رغم �أن املنطقة الفقرية التى كان يقطنوها كانت تعج ببائعى‬
‫املخدرات والهوى ‪� ،‬إال �أن جراى �أدرك �أن هذه لي�ست الطريقة ال�صحيحة ‪ ،‬ومل تزده كل ال�صعاب من حول �سوى‬
‫�إ�صرارا ً على النجاح ‪� ،‬إن �أمه بحاجة لذلك ‪ ،‬وهو �أراد حت�سني م�ستوى العائلة كلها ‪.‬‬

‫ا�ستقر فى ذهن جراى �أن ال�شراء باجلملة والبيع بالقطاعى لهو ال�سبيل للح�صول على الربح امل�شروع ‪ ،‬لقد فهم هذه‬
‫اجلزئية من طريقة عمل بيع املخدرات فى حيه الفقري العنيف ‪ ،‬تعرف جراى على معلمه ومر�شده روى تاور ‪ ،‬والذى‬
‫علمه �أنه ما دام جنح فى حتقيق ربح قدره ‪ 50‬دوالر اليوم ‪ ،‬ف�إن ب�إمكانه ربح املليون فى يوم ما ‪ ،‬مل تعرف طفولته �أى‬
‫ِدعة �أو نعومة ‪ ،‬فعندما �أراد �شراء حقيبة �أعمال له ‪ ،‬مل تتمكن �أمه من توفريها له ‪ ،‬فما كان منه �إال �أن ّحول �صندوق‬
‫طعامه املدر�سى لي�صبح حقيبة �أعماله اخلا�صة ‪ ،‬كما ا�ستعار رابطة العنق الرخي�صة اخلا�صة ب�أخيه ليبدو كرجل‬
‫�أعمال حمرتف ‪ ،‬مل يكن جراى ولدا ً �صغريا ً‪ ،‬بل كان رجال ً �صغريا ً كما تروى عنه جدته ‪ ،‬ذات يوم ُطلب منه �إلقاء‬
‫خطبة ‪ ،‬فبد�أ بالتدرب على �أفراد عائلته ‪ ،‬الذين ا�ستمعوا له كما لو كان �أ�ستاذ جامعيا ً �أو عاملا ً �ضليعا ً ‪ ،‬فى �سن‬
‫الثامنة �أ�س�س جراى منتدى �أعمال لأبناء احلى ال�شرقى الفقري فى مدينة �شيكاغو ‪ ،‬ع ّمد من خالله للح�صول على‬
‫تربعات عينية ونقدية‪ :‬عينية يف �صورة ح�ضور الناجحني لرواية ق�ص�ص جناحهم لأوالد احلى ‪ ،‬ونقدية فى �صورة‬
‫تربعات ا�ستثمرها الفتى الأ�سمر مبا ينفع �أوالد احلى ‪ ،‬ح�صل جراى على ‪� 15‬ألف دوالر تربعات لهذا املنتدى ‪ ،‬عرب‬
‫ا�ستخدامه لأ�سلوبه املبتكر‪� :‬أر�شدنى �إىل خم�سة ميكن لهم �أن يوافقوا! تعر�ض جراى ملرات رف�ض ال ح�صر لها ‪ ،‬لكنه‬

‫‪35‬‬ ‫طور حياتك‬


‫نفسك‬
‫تكون‬
‫زيه‬

‫مل يي�أ�س �أو يخنع ‪ ،‬بل تقبل الرف�ض بروح عالية ‪ ،‬وهو كان يطلب من راف�ضيه �أن ير�شدوه �إىل خم�سة �أ�شخا�ص‬
‫ميكن لهم �أن ي�شرتوا منه ما يبيعه ‪.‬‬
‫ا�ستثمر جراى نقود التربعات التى جمعها فى م�شاريع بيع امل�شروبات الغازية واحللوى ‪ ،‬لكنه مل يتمكن من‬
‫احل�صاد ‪� ،‬إذ �أن حالة �أمه ال�صحية �ساءت ‪ ،‬ولذا تعني على الأ�سرة االنتقال لبلدة �أخرى حيث ح�صل �أخوه‬
‫الأكرب على وظيفة �أف�ضل ‪ ،‬فانتهى به املطاف فى مدينة ال�س فيجا�س ‪ ،‬لكن القدر ابت�سم للفتى الأ�سمر الذى‬
‫كاد يتم العا�شرة من عمره ‪� ،‬إذ �أتيحت له الفر�صة للتحدث فى برنامج �إذاعى ‪ ،‬ب�سبب خربته وقدرته الطبيعية‬
‫على اخلطابة ‪ ،‬ولأدائه التلقائى ‪ ،‬مت تعيني جراى كمذيع م�ساعد فى ذات الربنامج الذي بلغ عدد امل�ستمعني له‬
‫قرابة ‪ 12‬مليون م�ستمع ‪ ،‬مل متر �سوى �سنتني �إال وكان جراى خطيب ًا مفوه ًا يطلبه النا�س واملجالت وال�صحف‬
‫والتليفزيونات لإلقاء اخلطب ‪ ،‬مقابل خم�سة �إىل ع�شرة �آالف دوالر فى‬
‫اخلطبة الواحد ‪.‬‬
‫�أراد جراى ا�ستثمار نقوده تلك فى م�شروع ناجح ‪ ،‬وهو �أراد ممار�سة ن�شاط‬
‫�سبق له العمل فيه ‪ ،‬وحيث �أنه اعتاد م�ساعدة جدته فى طهى الطعام ‪ ،‬لذا‬
‫قرر وعمره ‪� 13‬سنة ت�أ�سي�س �شركة بيع �أطعمة فى مدينة نيويورك ‪ ،‬لكنه‬
‫قر�أ قبلها كتاب ًا عن الت�سويق ‪ ،‬ونفذ ما جاء فيه ف�ص ًال بعد ف�صل ‪ ،‬قام‬
‫جراى بطهى احل�ساء ‪ ،‬ثم قام ب�صبه فى زجاجة ‪ ،‬ثم �أر�سلها مل�صنع تعليب‬
‫‪ ،‬ثم انطلق يبحث عن خرباء فى هذه ال�صناعة ليتعلم منهم ‪ ،‬و�سنه ‪14‬‬
‫�سنة حتول الفتى الفقري �إىل مليونري ‪ ،‬بعدما حققت �شركته مبيعات فاقت‬
‫املليون ون�صف دوالر ‪.‬‬

‫مل يتوقف ن�شاط جراى عند هذا احلد ‪� ،‬إذ �أن�ش�أ �شركة لبيع بطاقات الهاتف �سابقة الدفع و�أخرج برنامج حوارى‬
‫�إذاعى موجه للمراهقني وا�شرتى جملة و�أنتج برناجم ًا فكاهي ًا ناجح ًا ‪ ،‬مل يقف جراى عند املك�سب املادى ‪� ،‬إذ‬
‫�أ�س�س جمعية خريية حملت ا�سمه موجهة لتقدمي خدمات وم�ساعدات لل�شباب كى يبدءوا �أعمالهم التجارية ‪،‬‬
‫رغم عيوب املجتمع الأمريكي ‪ -‬التى ال نرى �سواها ‪ -‬لكن مواهب الفتى مل تدفن فيه ‪� ،‬إذ متت دعوته لالن�ضمام‬
‫�إىل ع�ضوية الغرف التجارية وانخرط فى منحة درا�سية مدتها ثالث �سنوات وعمره ‪� 15‬سنة ‪ ،‬لنجاحه الباهر‬
‫تلقى دعوة ملقابلة الرئي�س الأمريكى بو�ش وزيارة الكوجنر�س الأمريكى و�أ�صبح ع�ضو ًا فخري ًا فى العديد من‬
‫املجال�س التجارية ‪.‬‬

‫و�سنه ‪ 19‬عام ًا بد�أ جراى فى ت�أليف كتابه‪ :‬هل تريد �أن ت�صبح مليونري؟ ‪ ،‬كما ح�صل على دكتوراة فخرية تقدير ًا‬
‫لتاريخه احلافل‪.‬‬

‫هم�سة ‪ :‬ال تي�أ�س �أبد ًا‪ ،‬وال تتوقف عن التعلم من الغري ‪ .‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪36‬‬


‫نبضات‬
‫قلم‬

‫ما أندر أن تجد هذا اإلنسان ‪. . .‬‬


‫بقلم ‪ /‬د ‪ .‬غالية الإمام ـ �سوريا‬

‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬يفهمك وتفهمه ‪ ..‬يتكلم لغتك ‪ ..‬تكت�شف فيه ويكت�شف فيك نقاط م�شرتكة‬ ‫ ‬
‫جدا ً ودوما ً مل يكن �أحد يتوقعها فى الآخر ‪ ..‬جتد فيه اخللطة النادرة بالن�سبة لك والتى تبحث عنها بكل ما فيها من‬
‫تفا�صيل ‪ ..‬وت�شعر فى نف�س الوقت �أنك �أنت متاما ً ال�شخ�ص الذى ميكنه �أن يحقق له ما يريده هو �أي�ضا ‪ ..‬ت�شعر �أنك‬
‫متقبل ظروفه ‪ ..‬وقادر على �أن تكون طرفه الآخر الذى يبحث عنه ‪ ..‬ت�شعر �أنك قادر على تفهمه واحتوائه وم�ساعدته‬
‫فى هذه احلياة ‪ ..‬ت�شعر �أنك تكمله ويكملك ‪ ..‬وكالكما قادر على منح الآخر ما يحلم به ‪ ..‬ت�شعر �أنك م�ستعد لرتك كل‬
‫�شىء وفعل كل �شىء ور�سم حياتك بال�صورة التى جتعلكما تنجحان معا وت�سعدان بع�ضا ‪ ..‬ت�شعر به وحت�س �أنه ي�شعر‬
‫بك ‪ ..‬تت�أثر حتى بكلماته وجتد نف�سك ت�ستخدم كثريا ً من تعبرياته ‪ ..‬تختلفان لتتكامال ‪ ..‬ولتتفقا �أكرث ‪ ..‬حتمدان‬
‫اهلل معا فى كل مرة �أنكما جتدان التقارب يزيد ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬ت�ألف وجوده فى حياتك ‪ ..‬وي�صبح جزءا ً منها ‪ ..‬ال ت�ستطيع �أن مير يوم دون �أن تراه‬
‫وتتعامل معه ‪ ..‬حتب �سماع ن�صائحه ‪ ..‬وتتقبلها بكل ارتياح وتطبقها بكل �سعادة ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬اعتدت التعامل معه ‪ ..‬تن�سقان و تفكران وتخططان معا ً‪ ..‬بينك وبينه تناغم جميل‪..‬‬
‫ومواقف كثرية كثرية كثرية بعدد الأيام التى تعاملتم فيها ‪ ..‬وبعدد الكلمات واملو�ضوعات التى تناق�شتم فيها ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬فاج�أك بطرق بابك بكل قوة ‪ ..‬اعتدت منه دوما ً مفاج�آت جميلة ‪� ..‬أده�شك دوما ً‬
‫باهتمامه ‪ ..‬واقتنعت به يوما ً فيوم حتى بلغت قناعتك �أعمق �أعماق نف�سك و�صارت ثوابت ال يزعزعها �أى �شىء مهما‬
‫بلغ ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬اعتدت على ال�شعور بوجوده حولك ‪ ..‬واهتمامه بك ‪ ..‬مهما بعدت امل�سافات ‪ ..‬عندما‬
‫تكون وحيدا ً وال �أحد حولك يفهمك تتذكر كالمه و�أنه فى مكان ما من العامل هناك من يهتم لأمرك وي�شاركك لغتك‬
‫فت�شعر بالأن�س حتى و�إن مل تراه ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬جمعك به الدين ‪ ..‬و�سياق فكرى متقارب جدا ً فى �أهم �أمور احلياة ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬ال ت�ستطيع مهما �آملك وجرحك �أن تقول عنه حتى بينك وبني نف�سك �إال كل خري ‪..‬‬
‫وتفكر كيف تلتم�س له الأعذار ‪ ..‬لأنك ال ت�ستطيع �أن ت�صدق �إال �أنه على خري كثري ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ‪ ..‬تفهمه ويفهمك ‪ ..‬جتده م�ساعدا ً متعاونا ً حتى قبل �أن حتتاجه ‪ ..‬بكل كرم نف�س‬
‫وطيب خلق ‪ ..‬حتلمان معا ً ب�صورة جميلة تر�سمان تفا�صيلها معا ً ‪ ..‬حتلمان معا ً مب�شروع ناجح �أنتما من و�ضع �أ�س�سه‬
‫وتريدانه قدوة ومثاال ً للآخرين ‪.‬‬
‫ما �أجمل �أن تعرث على هذا الإن�سان النادر‬
‫�إياك �أال حتافظ عليه‬
‫بل من حقك حماولة احلفاظ على وجوده فى حياتك حتى �آخر قطرة‬

‫‪37‬‬ ‫طور حياتك‬


‫وجهة‬
‫نظر‬

‫الـــســــــــر‬
‫بقلم ‪� :‬أ�ضواء الوابل ـ ال�سعودية‬

‫قانون اجلذب كتالوج حتت الطلب‬


‫فى الآونة الأخرية ظهرت مو�ضة فكريه ا�سمها ال�سر انت�شرت فى الأو�ساط العلمية والتلفزيونية كانت�شار النار فى‬
‫اله�شيم ‪� ..‬أنتجت �أفالم عنه وطبعت كتب ور�صدت �أموال لإنتاج برامج تلفزيونيه تتحدث عن ثورة فكريه �أ�سمها ال�سر‬
‫فما هذا ال�سر ‪ ..‬الذى �أ�شغل العامل �أجمع‪! ..‬‬
‫فكرة ال�سر‬
‫ال�سر هو مفهوم جديد مت اكت�شافه فى ال�ساحة النف�سية ‪ K‬ون�شره فى كثري من الكتب منها كتاب ‪the secret‬‬
‫والذى يعنى �أن �أمياننا بالأفكار يعزز تلك الأفكار و يوجدها فى حياتنا ‪ ،‬لأننا نر�سل ب�أفكارنا طاقات جتذب الأحداث‬
‫كيف ذلك ؟؟ ‪� ..‬أى �إنه �إذا وجهت �أفكارك نحو �شىء معني �أو حلم معني وفكرت �أنك �ستنجح فى حتقيق هذا احللم‬
‫�سيكون �أدائك ب�شكل ممتاز وتنجح فى جذبه حلياتك ‪ ..‬و�أنه ميكن التالعب بالعامل املادى من خالل الت�أثري على‬
‫�أفكار الآخرين وحينما تكون واعيا بهذا القانون ومبدى قوتك وقدرتك على تطبيقه ت�صنع حياتك التى تريدها ‪..‬‬
‫ف�أنت تر�سم قدرك ‪ ..‬ولي�س بينك بينك وبني حت�صيل الأمنيات والأحالم �سوى ‪ 3‬خطوات ‪ 1:‬ـ �أطلب ‪2 ،‬ـ �آمن ‪ 3 ،‬ـ تلق‬
‫‪ ،‬فالأمر بكل ب�ساطة وجهه للكون و �أطلب منه �أمنياتك ‪ ،‬ور�ش بع�ضا من الأحا�سي�س والعواطف ‪ ،‬وركز كل خياالتك‬
‫و�أفكارك عليها ثم انتظر م�ؤمنا بحدوثه وقطعا �سيحدث فالقانون يقول كل الأ�شياء امل�ستحيلة ت�صبح ممكنه �أذا �أمنا‬
‫بها ‪..‬‬
‫فل�سفه ال�سر‬
‫تقوم فل�سفلة ال�سر على �أن النف�س ت�ستجلب بذاتها كل �شر وخري و�أن مبقدرة الإن�سان �أن يجذب حلياته كل ما يحب عن‬
‫طريق �ضبط تردد موجات عقله الكهرومغناطي�سية ‪ ،‬فمثال ً و فى �أحيان كثرية ‪ ..‬جتد نف�سك تفكر فى فكرة �سلبية‬
‫تكدر راحة بالك وكلما تعمقت بالتفكري بها زادت ع�صبيتك وبد�أت ترى الأمور من ناحية �أ�شد �ضيقا مما هى عليه و‬
‫وكلما فكرت بها �أكرث زادت امل�شكلة وجذبت نحوها الأفكار املماثلة لها ال �شعوريا ً ‪ ،‬فالإن�سان مثل املغناطي�س يجذب‬
‫�إىل نف�سه الظروف والأ�شخا�ص والأحداث التى تتنا�سب مع طريقة تفكريه ‪ ،‬فقانون اجلذب ال يهتم بكونك ترى �شيئا ً‬
‫ما جيدا ً �أو �سيئا ً و ال يهتم بكونك �شخ�صيه طيبه �أو خبيثة فهو يرى ال�شىء نف�سه فقط �أو مبعنى �أ�صح الفكرة نف�سها‬
‫‪ ..‬بغ�ض النظر عن كونك ترغب به �أو ال ‪ ، ..‬فحينما تتقدم بطلب لوظيفة ما و ظللت تردد يف عقلك و نف�سك " ال‬
‫�أظننى �س�أح�صل عليها هناك من هم قادرين على ذلك �أكرث منى لي�ست هذه الوظيفة ىل ‪ ،‬و ‪ ، ..‬و ‪ " ..‬ف�أنت بذلك‬
‫ح�صولك على الوظيفة و ل�شدة �إميانك بعدم ح�صولك عليها طوال‬ ‫ِ‬ ‫تبعث ر�سالة �سلبية ملحيطك ‪ ،‬فتزداد ن�سبة عدم‬
‫الوقت الذى تفكر فيه ف�إن قانون اجلذب يعمل على عدم ح�صولك عليها ‪ ،‬فما تفكر فيه الآن هو ما �سيحدد م�ستقبلك‬
‫و ير�سم لك حياتك ‪ ،‬هيئه �أحداث على �أر�ض الواقع بب�ساطة قانون اجلذب يعك�س لك تفكريك على وكل ما عليك هو‬
‫تغري �أفكارك لتغيري حياتك ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪38‬‬


‫وجهة‬
‫نظر‬
‫تناق�ض يف�ضح ال�سر‬
‫يقدم الكتاب فى طرحه لقانون اجلذب �أجوبه و�أفكار متناق�ضة كما يقول ( عبد اهلل العجريى ) يف كتابه‬
‫" خرافه ال�سر " ‪ ،‬فبينما يقرر الكتاب �أنه �أذا خطرت لديك فكرة غري طيبه حول �شخ�ص �أخر ‪ ،‬ف�سوف تتج�سد فيك‬
‫الأفكار ال�سيئة و ال ميكنك �أن ت�ؤذى �أحد غري نف�سك ‪ ..‬لكنه يعود ليناق�ض نف�سه فى �أنه ميلك ت�أثري على الآخرين‬
‫وعالقتك بهم �ستتح�سن وتكف عنك �آذهم ‪ ،‬و مع العلم بكذب تلك الدعوى و�أن تعار�ض الأردات حا�صل يقينا ً‬
‫فال�س�ؤال ال يزال عالقا ماذا يح�صل �أذا ح�صل جتاذب فى الأردات ؟ ما الذى يح�صل �إذا تقدم �إثنان على وظيفة‬
‫واحدة ذاتها وطبقا قانون اجلذب ‪ ..‬؟ ‪ ..‬هل ال�سر كذبه ‪ ..‬؟ هذا التناق�ض الذى طـُرح فى كتاب ال�سر والذى جعل‬
‫هناك ت�شكيك نحو فعاليته جعل هناك طبقه مكذبه ملحتواه ‪ ،‬تقول �أن املب�شورن لل�سر يتالعبون بالقفز على احلبلني‬
‫فمن خالل القراءة العميقة لكتاب ال�سر و م�شاهدة فيلمه تكت�شف �أن هناك كثري من الر�سائل املبطنة التى حواها‬
‫ال�سر ‪ ..‬والتي يقدمها بعد‬
‫�أن يطلبهم بالتمنى و تلقي الأمنيات من الكون �أال وهى طلبه الأخذ بالأ�سباب ويمْ �سح باحلد الفا�صل بني طلب‬
‫الأمنيات والأخذ بال�سبب ليطبقها الإن�سان وينجح فتن�سب لقانون اجلذب ‪.‬‬
‫�أنحراف عقيدة ال�سر‬
‫ُيـكـثـر املب�شرون لل�سر فى ن�سخته الأجنبية من كلمة ( �أ�شكر الكون (‪� ( ،‬أطلب من الكون ) ‪ ( ،‬قدرك من �صنع‬
‫�أفكارك ( ‪ ،‬لكن الذي نعلمه نحن كم�سلمني �أن القدر قد كتب قبل ‪� 50‬ألف �سنه من خلق ال�سموات والأر�ض فاهلل‬
‫�سبحانه يقول ( �إنا كل �شىء خلقناه بقدر ) وال �أمل بتغيري هذا القدر �إال بالدعاء له �سبحانه فالدعاء كما يقول عليه‬
‫ال�صالة وال�سالم يرد الق�ضاء ولي�ست الأفكار كما يدعى �أ�صحاب ال�سر ‪ ،‬العجيب فى الأمر �أن املب�شرين لل�سر بلغته‬
‫العربية قلبوها من الكون �إىل اهلل ف�أ�صبحت بدال من " �أ�شكر الكون " �إىل "�أ�شكر اهلل " وبدال من قدرك ي�صنع‬
‫�أفكارك �إىل حياتك من �صنع �أفكارك ‪ ،‬ودعموها بالأحاديث النبوية ال�شريفه مثاال ً ا�ستغلوا قول خري الأنام " تفاءلوا‬
‫باخلري جتدوه " ‪ ..‬لكى تقوى حجتهم ‪ ..‬وبع�ض النظر �إىل �أنهم قلبوها �أو ال جمرد الإميان �أن الأفكار هى من حتدد‬
‫الأقدار يعد انحرفا ً عقائدى ي�ؤثر على �إميان املرء فهم يجعلون الإن�سان فى مرتبه اخلالق �سبحانه ‪ ،‬فاهلل وحده‬
‫من يكتب الأقدار ولي�س علينا �إال العمل بالأ�سباب وت�سليم الأمر بعدها هلل ‪� ،‬إ�ضافه �إىل ذلك يعترب ال�سر دعوة لرتك‬
‫العمل و االتكال على الأفكار ل�صنعه احلياة‪.‬‬
‫املنجد وال�س ــر‬

‫ف�ضيلة ال�شيخ حممد �صالح املنجد �أنتقد كتاب ال�سر وبني االختالفات العقائدية بينه وبني ديننا احلنيف فقد قال‬
‫عنه " �أنه دعوة لرتك العمل وحت�صيل الأ�سباب واالتكال على الأمانى والأحالم " ‪ ،‬وال�سر كما يقول " جملة من‬
‫الفل�سفات ال�شرقية والوثنية والدعوة للتعلق بالكون رغبه و�س�ؤاال ً وطلبا ً ‪ ،‬ونحن نعتقد �شرعا كم�سلمني ب�أن الكون‬
‫خملوق و�أنه ال ي�ؤثر فى �إيجاد الأ�شياء واهلل وحده هو خالق الكون ومدبره فلذلك نحن ن�س�أل اهلل ونتوجه �أليه بطلبنا‬
‫قال �صلى اهلل عليه و�سلم "و�إذا �س�ألت ف�س�أل اهلل" ‪.‬‬

‫حرية ت�صيب كل من قراء الكتابني ‪ " ..‬ال�سر " مل�ؤلفته روندا بايرن و"خرافه ال�سر" لعبداهلل العجريي ‪ ،‬ولكن من‬
‫مبدى �أترك مايريبك �إىل مااليريبك ‪ ..‬الأوىل �أن نتوكل على اهلل فى كل �أمورنا ‪ ،‬ونرتك قانون ال�سر لأهل اخلرافات‬
‫والبدع ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫طور حياتك‬
‫لكي‬
‫تواصل‬

‫أأنا ( من سيصلح شأن هذا ) الكون ؟!‬


‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬منى البو�سعيدى ـ عمان‬

‫ملاذا حتتقر نف�سك بهذا الت�سا�ؤل ال�ساذج البغي�ض ‪� ،‬أ�أنا من �سي�صلح �ش�أن هذا الكون؟!‬
‫�س�ؤال يتكرر عند �أغلب النا�س ‪ ،‬وطبعا هناك �أعداد هائلة تردد تلك العبارة يوميا ً‬
‫�أخى هل توافقنى الر�أى �أن هذه الأعداد الكثرية والغفرية‬
‫�إن �ألغت تلك العبارة ال�سلبية وا�ستبدلتها بعبارة �إيجابية ‪ ...‬ما هو دورى فى �إ�صالح هذا الكون ؟‬
‫لتغريت �أحوالنا االجتماعية واملادية والعلمية والثقافية‬
‫ولأ�صبحنا �أمة يعتمد عليها فى دفع هذا العامل نحو الأف�ضل بعد �إن تتما�سك �أ�ضالعها‬
‫�أ�أنا �س�أ�صلح �ش�أن هذا الكون ؟!‬
‫عبارة ترددها عندما ت�صل �إىل مرحلة الي�أ�س وفقدان الثقة بنف�سك ‪..‬‬
‫عبارة �سلبية ترددها عندما تنظر �إىل نف�سك نظرة دونية ‪..‬‬
‫عبارة خطرية ترددها وال تعلم مدى �أثرها على نف�سك ‪..‬‬
‫�أتدرى ما مفهوم العبارة ؟ �أى �أ�أنت التافه عدمي الفائدة �ست�صلح �ش�أن هذا الكون ؟‬
‫�أيعقل �أن تخاطب نف�سك �أيها اللبيب بهذه الكلمات ؟! �أيعقل �أن تتهم نف�سك وتقلل من �ش�أنها بذلك ال�شكل‬
‫؟!‬
‫�أخى �أنا �أعلم �أنك ال تق�صد وال تريد �أبدا ً �أن تخاطب نف�سك بتلك الكلمات ولكن وقوفك على بوابة الي�أ�س‬
‫هو ما يجرك �إىل ذلك ‪ ،‬فعليك �أن تنتبه و�أن ال جتعل بوابة الي�أ�س حمطة ت�سكن فيها لفرتات بل اجعل بوابة‬
‫الي�أ�س طريق تعرب منه للنجاح فقط ‪ ،‬ف�أنت �إن�سان عظيم لك من القدرات واملهارات ما ال ميلكها �أى كائن‬
‫غريك حباك اهلل مبواهب فا�ستغلها طوال م�شوارك فى هذه الدنيا وتذكر دائما ً من �أنت ‪ ..‬؟ �أنت �أف�ضل‬
‫خملوق عند اهلل ‪.‬‬
‫انتبه ( احلياة لي�ست لإيجاد نف�سك ‪ ،‬و�إمنا لتكوين نف�سك ‪ ..‬جورج باتون ) �إذا ً �أنت موجود وال مفر من ذلك‬
‫وما عليك الآن �إال �أن تعطى نف�سك الثقة والقوة والطموح وغريها الكثري لتكونها بطريقة �سليمة ‪.‬‬
‫ابد�أ الآن وقل �أنا �س�أ�صلح �ش�أن العامل ف�أنا ىل دورمثل غريى ‪ ،‬و�س�أبذل ما لدى فقط عليك يا�أخى �أن حتدد‬
‫من �أين �ستبد�أ ؟ وما هى وجهتك ؟ ‪.‬‬
‫و�إياك يا�أخى �أن تقلل نف�سك �أمام الآخرين �أتدرى ملا ؟! لأن الإن�سان بطبعه ال يرحم فقد ُيذكرك ب�ضعفك‬
‫فى كل حلظة وقد يت�صيد حلظات �سعادتك فيذكرك ب�ضعفك ليغريها �إىل حلظة اكتئاب بعد �أن كانت‬
‫حلظة من حلظات �سعادتك ‪.‬‬
‫و�أخريا ً ‪ ..‬تذكر دائما ً و�أبدا ً �أن لك دور فى الكون الف�سيح قد تخمده �أنت ب�إحباطاتك �أو قد يخمده غريك‬
‫بنظرته ال�سلبية فاحذر الأمرين ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪40‬‬


‫الخلفية‬

‫تـأمــــالت‬
‫بقلم ‪� :‬إ�سالم �سليمان‬

‫• احر�ص على �أن توازن بني عقلك وقلبك ‪ ..‬لكى حتظى بال�سالم والقوة واحلكمة ‪.‬‬
‫• ال ت�سمح للإيقاع ال�سريع للحياة ‪� ..‬أن ي�ؤثر على الأ�سا�س القوى والهادىء ل�سالمتك وقوتك الداخليني ‪.‬‬
‫• ركز على اخلطوات الإيجابية التى تتخذها ‪ ..‬لكى تتغلب على م�شاكلك ‪ ..‬بدال ً من النواحى ال�سلبية‬
‫للم�شاكل ذاتها ‪.‬‬
‫• عندما تغرق فى م�شاكلك ‪ ..‬تذكر �أن البذور تنمو فى الظالم قبل اخلروج للحياة ‪.‬‬
‫• ال جتعل جناحك يتوقف على ف�شل الآخرين ‪ ..‬بل متنى بكل �صدق و�إخال�ص النجاح الباهر وال�سعادة‬
‫للجميع ‪.‬‬
‫• عندما تكون �سعيدا ً ت�صبح �أكرث �إلهاما ً ‪ ..‬وجتد نف�سك مدفوعا ً نحو تقدمي م�ساهامات �أعظم و�أعظم‬
‫�إىل الدنيا ‪.‬‬
‫• انظر �إىل نف�سك على �أنك �شخ�ص عظيم ‪ ..‬ف�أحالمك �أحالم عظيمة ‪ ..‬وقلبك يفي�ض باحلب ‪.‬‬
‫•ال تنظر للم�شاكل على �أنها معوقات بالغة ينبغى جتنبها ‪ ..‬بل على �أنها جزاء من احلياة يتعني عليك املرور‬
‫بها ‪.‬‬
‫• ال حتيا حياتك كما لو كانت �ستتكرر مرة �أخرى ‪ ..‬بل �أنظر �إليها على �أنك حتياها مرة واحدة فقط ‪.‬‬
‫• تتمثل خطواتك ال�صغرية لتحقيق النجاح فى تعاملك مع ال�صعاب ب�سماحة نف�س ‪ ..‬وعدم اهتمامك ب�صغائر‬
‫الأمور ‪ ..‬والنظر �إىل كافة الأمور من منظور �شامل ‪ ..‬والتعامل مع الآخرين بتلطف ‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫طور حياتك‬


‫دعـــوة‬
‫إذا كنت ترغب باملشاركة بموضوع‬
‫أو فكرة أو مالحظة أو تعليق ‪...‬‬
‫فقط راسلنا على بريد املجلة ‪:‬‬
‫‪Twrhayatk@hotmail.com‬‬
‫أو عرب التواصل بالهاتف رقم ‪:‬‬
‫‪002 / 0108750575‬‬
‫جميع احلقوق حمفوظة ©جملة طور حياتك ‪ 2006‬ـ ‪2009‬‬
‫‪Copyright © twrhayatk magazine‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪42‬‬

You might also like