Professional Documents
Culture Documents
�إن طبيعة هذا الكون الذى خلقه اهلل تبارك وتعاىل ت�ؤكد �أن احلياة كل يوم تتطور وكل �ساعة تتجدد ،ففى كل جماالت
احلياة جند تقدم نلحظه يوما ً بعد يوم ورمبا �ساعة بعد �ساعة ،و�إذا كانت هذه هى طبيعة احلياة ف�إننا ندعوك ب�أن " ..تـُطور
حياتك " لي�ست دعوة لتطوير احلياة من حولنا و�أن نبقى نحن كما نحن ،الكون يدور ونحن فى �سكون وثبات ،ال بل دعوتنا
�إمنا نق�صد بها ب�أن تطور ذاتك � ..أخالقك � ..أفكارك ..طموحاتك و�آمالك � ..أهدافك ..غاياتك ..
فهل �أنت م�ستعد ؟ لأن تنقب معى فى �أعماق نف�سك حتى ن�ستخرج تلك ال�صفات احل�سنة واملواهب الدفينة التى تراكمت
عليها عاداتك ال�سيئة ور�ضيت �أن تظل �أ�سري تلك العادات ،هل �أنت م�ستعد لأن تك�سر القيد الذى و�ضعته لنف�سك بنف�سك ؟
هل �أنت م�ستعد �أن تنقذ نف�سك من �أ�سر هذه العادات فتعطيها فر�صة لكى تتطور وتتجدد ،ففى �أعماق نف�سك مواهب و�أفكار
�صاحلة .
ابد�أ رحلة البحث عن الذات ؟ ابد�أ الآن ..نعم فما عليك �إال �أن تبد�أ و�سوف جتد �أن حياتك كل يوم تتطور بل وتتجدد كل
حلظة لأنك عندها �سوف ت�صبح �صاحب مبد�أ و�صاحب هدف و�صاحب غاية ..ومن كانت هذه �صفاته ف�إن على احلياة �أن
تف�سح له الطريق لكى مي�ضى قدما ً لي�شق دروبها ويزيل �صعابها حتى ي�صل �إىل غايته و�إىل هدفه �أال وهو �أن يكون �صاحب
نف�س متطورة وثابته وطموحه ..لذا عليك �أن تـُطور حياتـك ..لكى ت�شرق من جديد .
إشراقة
�إن �أعظم اكت�شاف �شهده جيلنا هو قدرة الب�شر على تغيري حياتهم لدى تغيري طريقة تفكريهم .
خمس خطوات
لبناء العالقات
بقلم :أمل رضوان ـ مصر
..مع الآخرين لي�ست جمرد مواقف معينة تربطنا بهم فى حدود وقت ومكان معينني ، العالقات
ومن ثم تنتهى بانتهاء هذا املوقف ..ال بل �إن عالقاتنا مع الآخرين هى فن ال بد لنا �أن نتعلمه لنعرف كيف نبنى
عالقات مع الآخرين ،ويتم ذلك من خالل خم�س خطوات :
دوم ًا و�أ�شعرهم �أنك تخ�صهم بها وحدهم . 1ـ �إ�شعار الآخرين ب�أهميتهم وذلك بـ :
3ـ �أن�شىء انطباع ًا �أولي ًا جيد ًا لدى الآخرين وذلك بـ : ـ �إقناع نف�سك ب�أن كل الآخرين مهمون .
ـ البدء بنغمة �أ�سا�سها املودة . ـ توجيه االهتمام لهم من خالل مالحظتك �إياهم وما يقومون
ـ متكني الطرف الآخر �أن يعرف �أنه قد ترك فى نف�سك به .
انطباع ًا جيد ًا عنه . ـ �إبالغهم �أنهم تركوا لديك انطباع ًا جيد ً ،و�أمثل طريقة
ـ حكم الآخرين عليك من خالل �آرائك فى كل الأ�شياء ولي�س لذلك �أن جتعلهم يدركوا �أنهم قد �أثروا فيك و�أنهم قد تركوا
فى نف�سك فقط . انطباع ًا فى نف�سك .
ـ �أن تكون ب�شو�شا ً ودو ًا . 2ـ اجعل �شخ�صيتك جذابة وذلك بـ :
4ـ الود الفورى وال�صداقة ال�سريعة عليك بـ : ـ جعل خطواتك ذات جر�أه ،وكن واثق ًا من نف�سك .
ـ �أن تتذكر دائم ًا �أن معظم النا�س تواقون �إىل الود وال�صداقة ـ م�صافحة الآخرين بثبات وحزم غري مبالغ فيه .
ـ جعل نربة �صوتك تعرب عن الثقة ،وتكلم بو�ضوح وبال تردد .مثلك متام ًا .
ـ �أن تكون ذا لباقة ،ف�إن �أردت حب النا�س كن �شغوف ًا بهم ،ـ �أن ال تقم بامتهان نف�سك من �أجل ا�ستثارة م�شاعر الود فى
نفو�س الآخرين . فال جتعل ل�سانك يخونك قط .
ـ �إ�ضافة �صفة احلميمية �إىل �شخ�صيتك ،وت�صرف بحما�س .ـ �أن حتافظ دائم ًا على �شيئني :الهدوء واالبت�سامة .
5ـ انتق كالمك عند اختالفك مع الآخرين : ـ جعل املرح والإ�شراق والتفا�ؤل جزء من يومك .
حتى لو �أردت �أن تو�ضح وجهه نظرك والتى تختلف مع ـ �أن تكون ذا مظهر الئق .
الآخرين ،فو�ضحها بلطف ،فالعنف ال ي�ؤدى �إىل �شىء �سوى ـ �أن ال تكون تقليديا ً عند الثناء واملجاملة .
ـ �أن تعرتف للآخرين �أنك تقدرهم وتقدر قيمتهم ،و�أن العنف و�سلب حب الآخرين منك .
تعاملهم على �أ�سا�س �أن لهم قدر ًا لديك ،ووجه لهم ال�شكر
طور حياتك 6
اعرف
نفسك
هل أنت إنسان محب لالستطالع ؟
تقدمي /إسالم سليمان ـ مصر
اال�ستطالع �أمر �سيىء عندما ي�صبح جمرد ف�ضول ال�ستطالع �أخبار الآخرين ،ولكن حب اال�ستطالع باملعنى ال�صحيح
والعلمى �شىء هام فى حياتنا احلا�ضرة التى تتطلب منا الرك�ض واللهاث وراء كل جديد ،والآن هل �أنت من ال�صنف هذا
الذى يهمه �أن يتعرف على العامل املتطور من حوله ؟
اح�سب لنف�سك 3نقاط يف حال كانت الإجابة عن ال�س�ؤال ( �أ ) ،ونقطتني �أن كانت ( ب ) ،ونقطة ان كانت ( ج ) .
�إذا ح�صلت على ما بني 27نقطة ـ 21نقطة ،ف�إن كل �شىء يثري انتباهك ،ف�ضال ً عن �أن حب الأ�ستطالع عنك قوى .
النتيجة
�إذا ح�صلت على ما بني 20نقطة ـ 10نقاط ،ف�أنت حتب العامل ،وتود االطالع على �أ�سراره ،ولكنك تخ�شى ذلك .
�إذا ح�صلت على �أقل من 10نقاط ،ف�أنت ال حتب اال�ستطالع ،وعليك �أن ت�ستيقظ من �سباتك ،و�أن ترى العامل اجلميل من
حولك ،لأن املعرفة �شىء جميل ،بل لعلها الأجمل فى حياتنا .
البـروفـيسـور والـتـالمـيـذ
احل�صى فيمثل الأ�شياء املهمة فى حياتك :وظيفتك ،بيتك ، وقف الربوفي�سور �أمام تالميذه ،ومعه بع�ض الو�سائل
�سيارتك � ..أما الرمل فيمثل بقية الأ�شياء �أو الأمور الب�سيطة التعليمية وعندما بد�أ الدر�س ودون �أن يتكلم �أخرج عبوة زجاجية
والهام�شية ،فلو كنت و�ضعت الرمل فى الزجاجة �أو ًال فلن يتبقى كبرية فارغة و�أخذ ميل�ؤها ( بكرات اجلولف ) ثم �س�أل التالميذ
مكان للح�صى �أو لكرات اجلولف ،وهذا ي�سرى على حياتك ..هل الزجاجة التى فى يده مليئة �أم فارغة ؟ فاتفق التالميذ
الواقعية كلها ،فلو �صرفت كل وقتك وجهدك على توافر الأمور على �أنها مليئة .
فلن يتبقى مكان للأمور التى تهمك . ف�أخذ �صندوق ًا �صغري ًا من احل�صى و�سكبه داخل الزجاجة ثم
لذا فعليك �أن تنتبه جيد ًا وقبل كل �شىء للأ�شياء ال�ضرورية رجها ب�شدة حتى تخلخل احل�صى فى امل�ساحات الفارغة بني
حلياتك وا�ستقرارك ،واحر�ص على االنتباه لعالقتك بدينك كرات اجلولف ،ثم �س�ألهم � :إن كانت الزجاجة مليئة ؟ فاتفق
ومت�سكك بقيمك ومبادئك و�أخالقك ..امرح مع عائلتك ، التالميذ جمدد ًا على �أنها كذلك ،ف�أخذ بعد ذلك �صندوق ًا
والديك ،اخوتك � ،أطفالك ،قدم هدية ل�شريك حياتك وعرب �صغري ًا من الرمل و�سكبه فوق املحتويات فى الزجاجة ،وبالطبع
له عن حبك ،وزر �صديقك دائم ًا وا�س�أل عنه ..ا�ستقطع بع�ض فقد ملأ الرمل باقى الفراغات فيها ،و�س�أل طالبه مرة �أخرى
الوقت لفحو�صاتك الطبية الدورية ..وثق دائم ًا ب�أنه �سيكون � ..إن كانت الزجاجات مليئة ؟ فردوا ب�صوت واحد ب�أنها كذلك ،
هناك وقت كاف للأ�شياء الأخرى ،ودائم ًا اهتم بكرات اجلولف �أخرج الربوفي�سور بعدها فنجان ًا من القهوة و�سكب كامل حمتواه
�أو ًال فهى الأ�شياء التى ت�ستحق حق ًا االهتمام ..حدد �أولوياتك .. داخل الزجاجة ،ف�ضحك التالميذ من فعلته ،بعد �أن هد�أ
فالبقية جمرد رمل . ال�ضحك �شرع الربوفي�سور فى احلديث قائال ً :الآن �أريدكم �أن
وحني انتهى الربوفي�سور من حديثه رفع �أحد التالميذ يده قائ ًال تعرفوا ما هى الق�صة .
� :إنك مل تبني لنا ما متثله القهوة ؟ فابت�سم الربفي�سور وقال � :أنا �إن هذه الزجاجة متثل حياة كل واحد منكم ..كرات اجلولف
�سعيد لأنك �س�ألت � ،أ�ضفت القهوة فقط لأو�ضح لكم ب�أنه مهما متثل الأ�شياء ال�ضرورية فى حياتك :دينك ،قيمك � ،أخالقك ،
كانت حياتك مليئة ف�سيبقى هناك دائم ًا م�ساحة لفنجان من عائلتك � ،أطفالك � ،أ�صدقاءك � ،صحتك ...بحيث لو �أنك فقدت
القهوة . كل �شىء وبقيت هذه الأ�شياء ف�ستبقى حياتك مليئة وثابتة � ..أما
ابدأ من جديد
بقلم � :أ .حممود احلو�سنى ـ الإمارات
الكثري من النا�س من يرغب فى تغيري نف�سه ويرغب وحتقيقه لذلك الهدف يجد نف�سه �أختار الهدف اخلط�أ والذى
فى حتقيق �أحالمه ولكن تقف فى وجهه العديد من العراقيل ال ي�ستحق العناء ولن يقدم له �شىء يذكر فى حياته وفى حياة
وال�سدود وقد تكون نف�سه و�شخ�صيته واحدة من تلك العراقيل الآخرين .
التى حتول بينه وبني ما يريد .
العديد من النا�س من يكرر الف�شل وال ي�ستمر فى م�شاريعه انزل من كر�سيك العاجى :قد يختار الإن�سان لنف�سه الطريق
و�أعماله ب�سبب الظروف املتكررة التى ت�صادفه والتى تقف بينه ال�صحيح ويخطط ب�شكل ممتاز وتتوفر له الظروف ليدخل التاريخ
وبني النجاح فيقف الإن�سان حمتارا هل هو ال�سبب ؟ �أم تلك ويكون �إن�سان متميزا ً ولكن للأ�سف جتده رغم كل الظروف
ً
املواتية �إال �أنه �إىل الآن مل يحقق �شيئا ً يذكر وال�سبب يعود �إىل �أنه الظروف التى تخرج عن �إرادته ورغبته ؟
مهما كانت الظروف ومها تنوعت العراقيل البد للناجح �أن ال يزال جال�سا ً على كر�سى من عاج ويخطب فى الآخرين وينظر
يتقن ا�سرتاتيجية النجاح وقواعدها و�أن يقف مع نف�سه ويقيمها فى التميز والنجاح و�إىل الآن مل يفكر �أن يبد�أ فى تنفيذ ما يقول
لتجديد حياته ويبد�أ من جديد وال ي�ستمر فى العمل بنف�س ( كرب مقتا ً عند اهلل �أن تقولوا ما ال تفعلون ) .
ال تخاف القرار وحتمل امل�س�ؤولية � :إىل الآن هناك الكثري من الطريقة وينتظر نتيجة خمتلفة .
يخ�شى القرار وال يفكر بتح ّمـل �أى م�س�ؤولية فى حياته ويكتفى اجعل التغيري ينطلق من داخلك :فالكثري من النا�س من
باملوجود حتت �شعار " القناعة كنز ال يفنى " و�إذا كان الواقع يطلب التغيري ويكرر �أنه يحتاج التغيري ولكن �إىل الآن هو فى
جميل ومعقول فلماذا �أكلف على نف�سى وهنا ن�ستطيع �أن نفرق بني مكانه ثابت ومل يحقق �شيئا ً يذكر وذلك لعدم وجود م�شاعر
ذلك الإن�سان الطموح والراقى بتفكريه و�أ�سلوب وذلك الإن�سان حقيقية �صادقة للتغيري نابعة من داخله ويقول املوىل ـ عز وجل ـ
العادى والب�سيط والذى ال يحقق له وللآخرين ما يذكر . ( �إن اهلل ال يغري ما بقوم حتى يغريوا ما ب�أنف�سهم ) .
تنازل عن كل قناعة ت�ضرك :ال يزال البع�ض حبي�سا ً لقناعات بادر وال تكن عاجزا ً :هناك الكثري من الطرق قد حتقق لك
بالية ال جتعله يتقدم �إىل الأمام وال ترتكه يحقق ما يريد حتى املراد ال جتعل نف�سك �ضحية طريق واحد مبجرد �أن يغلق تقف
تتحول بعد ذلك �إىل خماوف وهواج�س هو �صنعها بنف�سه وهو من عاجزا ً وت�س ّود احلياة فى نظرك بل بادر بالبحث عن طرق �أخرى
اختارها حلياته ومن ال�صعب جدا ً �أن يحقق التغيري فى حياته حتقق مرادك وحتل من م�شاكلك واطرق جميع الأبواب فهناك
و�شخ�صيته �إذا مل يرتك عنه تلك القناعات واملبادئ اجلامدة . الكثري من النا�س لو بادر بالبحث عن البديل لكان اليوم يرتبع
كل التحية والتقدير ملن يرغب فى تغيري حياته �إىل الأمام ومن على عر�ش املتميزين فى احلياة .
اخرت لنف�سك �أهداف ت�ستحق العناء :قد يكون هناك هدف حاول ومل ينجح �سيكون هذا بداية التغيري ب�شرط �أن ال يي�أ�س
وقد ي�ضحى الإن�سان بالكثري من �أجل الو�صول لذلك الهدف ويعاود الك ّرة مرة �أخرى ومن املهم �أن يخطط الإن�سان للتغيري
وحتقيقه ويبذل من وقته وجهده وماله الكثري ولكن بو�صوله وهناك من يقول " من ف�شل فى التخطيط فقد خطط للف�شل " .
تلخي�ص و�إعداد
بيرت عو�ض ـ م�صر
العفو �صفة من �صفات اهلل تعاىل ،فهو الذى يعفو عن عباده ويغفر لهم ولذلك فهى �صفة يحبها اهلل عز وجل
،والنبى الكرمي �صلى اهلل عليه و�آله و�سلم �أمر بالعفو وطبق هذه العبادة فى �أهم موقف عند فتح مكة املكرمة ،وم َّكنه
اهلل من الكفار وعفا عنهم وكان من نتيجة هذا العفو �أن دخلوا فى دين اهلل �أفواج ًا.
واليوم وبعدما تطور العلم الحظ العلماء فى الغرب �شيئ ًا عجيب ًا �أال وهو �أن الذى ميار�س هذه العادة " عادة العفو "
تق ّل لديه الأمرا�ض ! وهى ظاهرة غريبة ا�ستدعت انتباه الباحثني فبد�أوا رحلة البحث عن ال�سبب ،فكانت النتيجة �أن
الإن�سان الذى يتمتع بحب العفو الت�سامح يكون لديه جهاز املناعة �أقوى من غريه ! ،لقد كان من �أكرث دعاء النبى �صلى
اهلل عليه و�سلم وبخا�صة يف لياىل رم�ضان وليلة القدر ( :اللهم �إنك عف ّو حتب العفو فاعف عنى ) ( رواه البخارى)
،واهلل تعاىل ال يحب �شيئ ًا �إال وفيه اخلري لنا ،فهو عف ّو يحب العفو ولذلك فهذه ال�صفة البد �أن ت�أتى باخلري على من
وقد اكت�شف الباحثون �أن ممار�سة العفو تن�شط النظام املناعى لدى الإن�سان ،لأن الإن�سان عندما يغ�ضب ف�إن �أجهزة
اجل�سم تتنبه وت�ستجيب وك�أن خطر ًا ما يهدد وجودها ،مما ي�ؤدى �إىل �ضخ كميات كبرية من الدم ،و�إفراز كميات من
الهرمونات وو�ضع اجل�سد فى حالة ت�أهب ملواجهة اخلطر � ،ضغط الدم �سوف يرتفع ،عملية اله�ضم �سوف ت�ضطرب ،
النظام الع�صبى �سوف يتعب ويرهق ،ي�ضيق التنف�س ،والع�ضالت تتوتر � ..إن هذا التوتر ي�ؤدى �إىل �إرهاق اجل�سد فى
حالة تكراره ،ومبجرد �أن يغفر ويعفو تزول هذه التوترات وتزول الرغبة باالنتقام وتهد�أ �أجهزة اجل�سد ب�سبب زوال
اخلطر ،وهذا ما يعطى فر�صة للنظام املناعى مبمار�سة مهامه بكفاءة عالية .
نعلم اليوم �أن عدد ًا كبري ًا من النا�س وبخا�صة من غري امل�سلمني يعانون من القلق واالكتئاب ،ورمبا جند بع�ض الدول
تتكلف مليارات الدوالرات لعالج هذه الظاهرة ،ولكن القر�آن علجها بتعاليم ب�سيطة ،من خالل �إعطائنا الأمل بالرحمة
والعفو � ،إن الغ�ضب م�شكلة الع�صر ويظهر �أكرث ما ميكن عند غري امل�سلمني ،ويقول اخلرباء �إن ظاهرة الغ�ضب تف�شت
فى الغرب ب�شكل كبري ،حتى �إنك جتد �شباب ًا يقتتلون لأ�سباب تافهة وقد يرتكب �أحدهم جرمية قتل ب�سبب كلمة �أو
ملجرد مناق�شة مل تعجبه ! ،وعلى الرغم من كل و�سائل العالج النف�سى والربجمة اللغوية الع�صبية ف�إن ن�سبة الغ�ضب
بني النا�س فى ازدياد ،ويقول ه�ؤالء اخلرباء �إن �أف�ضل و�سيلة لعالج الغ�ضب هو العفو !! و�سبحان اهلل ! الإ�سالم مل
يغفل عن هذه الظاهرة املدمرة ،بل �أمرنا �أن نغفر ونعفو ونعالج الغ�ضب باملغفرة ! يقول تعاىلَ } :و� َإذا َما َغ ِ�ض ُبوا هُ ْم
َي ْغ ِف ُرونَ { ( ال�شورى . ) 37 :
نقطة الزيت
ا�سم الكتاب � :أفكار �صغرية حلياة كبرية
ا�سم الكاتب � :أ .كرمي ال�شاذىل
فى رائعته ( اخليميائى ) يحكى الكاتب الربازيلى باولوا كويلو ق�صة ذات مغزى مده�ش ،فيقول � :أر�سل �أحد التجار ابنه
لكى يتعلم �سر ال�سعادة من �أكرب حكيم بني الب�شر � ،سار الفتي �أربعني يوما قبل �أن ي�صل �أخري ًا �إىل ق�صر جميل يقع على قمة جبل
حيث يعي�ش احلكيم ايل يبحث عنه ،وبدل �أن يلتقى رج ًال قدي�سا دخل قاعة تعج باحلركة والنا�س ،جتار يدخلون ويخرجون ،
و�أنا�س يرثثرون فى احدى الزوايا ،وجوقة تعزف قطعا مو�سيقية عذبة ،ومائدة حافلة ب�أ�شهى �أطعمة هذه املنطقة من العامل .
وكان احلكيم يتكلم �إىل ه�ؤالء و�أولئك فا�ضطر الفتى �أن ي�صرب �ساعتني كاملتني قبل �أن يحني دوره ،ا�ستمع احلكيم بانتباه �إىل
الفتى وهو ي�شرح �سبب زيارته ،لكنه قال �أن ال وقت لديه الآن ليك�شف عن �سر ال�سعادة ،واقرتح على الفتى �أن يقوم بجولة فى
الق�صر و�أن يعود �إليه بعد �ساعتني ،و�أ�ضاف احلكيم وهو يعطى الفتى ملعقة �صغرية فيها نقطتا زيت :بيد �أننى �أريدك �أثناء
جتوالك �أن مت�سك بهذه امللعقة على نحو ال ي�ؤدى �إىل ان�سكاب الزيت منها .
بد�أ الفتى ي�صعد وينزل �سالمل الق�صر مثبتا عينيه با�ستمرار على امللعقة ،وعاد بعد �ساعتني �إىل مقابلة احلكيم � ،س�أله احلكيم :
هل �شاهدت ال�سجاجيد الفار�سية فى غرفة طعامى ؟ هل ر�أيت احلديقة التى ا�ستغرق �إن�شا�ؤها ع�شر �سنوات على يد �أمهر ب�ستانى
؟ هل الحظت الرق اجلميل فى مكتبتى ؟ اعرتف الفتى مرتبك ًا �أنه مل ي�شاهد �شيئ ًا بل كان همه الوحيد عدم ان�سكاب نقطتى الزيت
اللتني عهد احلكيم بهما �إليه .
فقال احلكيم :ح�سن ًا عد الآن وتعرف �إىل روائع عاملى اخلا�ص ،لأننا ال ن�ستطيع الوثوق برجل �إذا نحن مل نتعرف �إىل املنزل الذى
ي�سكنه � ،أخذ الفتى امللعقة وقد غدا �أكرث ثقة بنف�سه وعاد يتجول فى الق�صر مولي ًا انتباهه هذه املرة �إىل �شتى التحف الفنية املعلقة
على اجلدران وعلى ال�سقوف و�شاهد احلدائق واجلبال املحيطة بها و�أناقة الأزهار ورهافة الذوق فى و�ضع كل حتفة فنية فى املكان
الذى يالئمها ولدى عودته �إىل احلكيم حتدث بدقة عن كل ما �شاهده .
وحني �س�أله احلكيم � :أين هما نقطتا الزيت اللتان عهدت بهما �إليك ؟ �أدرك الفتى وهو ينظر �إىل امللعقة حينذاك �ضياعهما ،
عندئد قال حكيم احلكماء :تلك هى الن�صيحة الوحيدة التى ميكننى �أن �أ�سديها �إليك � :إن �سر ال�سعادة هو يف �أن ت�شاهد كل روائع
الدنيا دون �أن تن�سى �إطالقا نقطتي الزيت يف امللعقة ..فما هما نقتطى الزيت اللذان عناهما حكيم احلكماء فى هذه الق�صة ؟!
� ..إنهما �أهداف املرء و�أحالمه .
متتع باحلياة دون �أن تن�سى �أن لك هدف ًا ت�سعى من �أجله ،ومبد�أ عليك �أن تن�صره ،وحلم ًا له حقوق عليك ! .
معظم الب�شر ي�سري ب�شق مائل ،فرنى جدية قد طغت على حق نف�سه وروحه ،ومنعاه من اال�ستمتاع مبزايا احلياة وزينتها � ،أو
نراه فى املقابل قد �أغرته زينة احلياة الدنيا ف�أخذ ينهل من متعها بغري ح�ساب �أو ان�ضباط � ،إن ال�شخ�ص املثري للإعجاب ـ كما
ي�صفه املفكر الكبري عبد الكرمي بكار ـ هو الذى يجتمع فيه ما تفرق فى غريه ،فما �أكرث الذين يحملون �صفة �أو �أكرث من �صفات
العظماء بينما يواجهون م�شاكل ويعانون من ق�صور �شديد فى جوانب �أخرى ،بينما العظماء حق ًا ،وال�سعيد ب�صدق ،هو ال�شخ�ص
الذى يحيا متزن ًا ،متكام ًال ،فريتقى فى ال�شىء الذى يتقنه ويتميز به ،وي�سدد ويقارب فى امل�ساحات الأخرى ،بحيث يكون �أقرب
للعظمة الب�شرية والفطرة ال�سليمة .
ف�إذا �أردت �أن تعي�ش �سعيد ًا فى الدنيا ،ف�إن �أحد �أهم مقومات تلك ال�سعادة هى �أن تنتبه لنقطة الزيت ،بينما جتول بناظريك
م�ستمتع ًا بجمال احلياة ..و�أال يطغى جانب على الآخر .
طور حياتك 14
طور
نفسك
لتكن لك أحالم ًا كبيرة
بقلم � /أ .حممد ال�شومانى ـ ليبيا
ال يوجد �شىء فى حالة �سكون مطلق ،كل املوجودات تتحرك وتتغري ح�سب قوانني الكون ،ولكن هناك �أ�شياء ال تتغري مبفردها
بل حتتاج �إىل �إرادة وتوجيه دقيق لتغيريها وهى ( ذواتنا ) ،وال�س�ؤال الذى يطرح نف�سه ملاذا ال نتغرينحن ؟ ..با�صرارغريب ن�ضع
�أنف�سنا بني �أربعة جدران !! نقيد �أفكارنا ونحيا ب�سلبية �أبدية !! نقنع �أنف�سنا والآخرين ب�أننا �أ�سرى الواقع ،واحلقيقة نحن من �صنعنا
هذا الواقع وهذه الأغالل !! وغالبا ن�أتى مبربرات لنتن�صل من م�سئوليتنا �أمام الو�ضع القائم .
نحاول الفرار من مواجهة �أنف�سنا ،ي�سكننا الأمل يكتم �أنفا�سنا ينغ�ص حياتنا ودائم ًا ت�أتى الرياح عك�س توقعاتنا متام ًا ،ن�سري خلف
القافلة وال ندرى �أين ت�أخذنا !! يخططون ويوجهوننا كيفما �شاءوا ،نحاول اللحاق بهم ولكن عبث ًا نحاول ..مل ن�ستوعب التاريخ ومل
نتعلم من جتاربنا ال�سابقة ،نكرر نف�س الأخطاء وبعد الهزائم املتتالية يبدو �أننا قررنا النوم حتى �إ�شعار �آخر !! ..رغم ذلك يحدونا
الأمل وننتظر الغد امل�شرق ،وال ندرى متى �سي�أتي هذا الغد املوعود ؟ ليخرجنا من هذا النفق ..نحن اليوم نقف وقفة العاجزعن
احلركة ،نر�سو و�سط حميط بدون بو�صلة ،خمتلفني دائم ًا فى حتديد الإجتاه ..رغم �أننا نعلم �أن �أحلك الظالم الذى ي�سبق الفجر،
ونعلم �أن كل �شئ ميكن تغيريه حتى لو كان م�ستحي ًال ..
لن نخ�سر �شيئا لو تركنا الدماء جترى فى عروقنا فقلوبنا مل متت بعد ..قد نولد من جديد ون�صبح �أمة لها �ش�أن بني الأمم ،لدينا
تاريخ كتبت حروفه مباء الذهب يبعث الأمل ويفتح �أبوابا مو�صدة ..فالنن�سف �أ�سوار الهزمية التى �صنعناها ب�أيدينا !!
لنهب احلياة لأحالمنا حتى لو كنا نبحر فوق �أمواج عاتية ب�أ�شرعة ممزقة وقارب متهالك ..لن منوت غرقا لأننا غارقون �أ�صال ً فى
�أحالم اليقظة !! ولن ي�صيبنا �إال ما كتب لنا ..علينا اخلروج من دائرة خمططات �أعدائنا لأنها �ستقودنا �إىل الهاوية ..فلنمزق هذا
ال�صمت وهذا ال�سكون ولنرتك �أنفا�سنا تتعطر برائحة الوجود ..لنحلق مع �شعاع ال�شم�س ونخرتق حزن املا�ضى وكل الف�صول بال
�أقنعة �سرنى تلك الأيام تر�سم لوحات الن�صر �سرن�سل للعامل كلمات ترجت لها اجلبال � ..سنتخطى �أ�سوار الأمل و�ستمحى كل القوانني
الظاملة ..خارج حدود الزمان واملكان نتوقف حلظات لنبحث عن ذواتنا ..عن تلك احللقة املفقودة التى تربط ما�ضينا بحا�ضرنا
..نحن �أمة مميزة ولدينا تاريخ م�شرق فى كل العلوم باعرتاف الغرب !! نحن جزء من هذا الكون ب�إمكاننا التغيري والـت�أثري فيمن
حولنا ..مل نوجد فى هذه الدنيا عبث ًا ..مل نخلق لنكون عالة على الأمم الأخرى لدينا مهمة يجب �أن ننجزها بل لدى كل واحد منا
مهمة خا�صة به يجب �أن ينجزها ب�إتقان ..حتى لو مل جند كلمات نقولها ..الأيام القادمة �ستحكى الق�صة ..
يف الواقع ال ت�صنع احل�ضارة بالكالم املنمق وال�شعر وال�سف�سطة علينا تبنى النظريات القابلة للتطبيق ،نعم علينا العمل ب�صمت ،
لن ن�سمح لأى فكرة باملرور �إال التى تدفعنا خطوة �إىل الأمام مللنا الأفكاراملحبطة ..خطوة واحدة باجتاه الهدف خري من ع�شرة �إىل
الوراء � ..إذا مل تخطط لنف�سك ف�أنت داخل خمططات الآخرين ،ابد�أ بنف�سك ،اعرف من �أنت اكت�شف نقاط �ضعفك حاول ترميم
هذا الإن�سان املحبط الذى تراه يومي ًا فى املر�آة .
لنغر�س فى بيوتنا �أ�شجار ًا مثمرة تروى مباء التوحيد ،لنعطى �أبناءنا جرعات من �شجاعة خالد وعدل عمر ..لنعلم بناتنا كيف يلدن
�صالح الدين وطارق بن زياد ،حتى لو عجزنا �صعود القمة نحاول توجيه الآخرين �إليها ؟ كل ما فى الكون خلق ليو�صلنا �إىل ( خري
�أمة ) هذا الهدف الذى و�صل �إليه ب�شر من جن�سنا عا�شو قبل �ألف و�أربع مائة �سنة مل يدر�سو باجلامعات الأمريكية ولكنهم تخرجو
من مدر�سة حممد ( �ص ) وكانوا �أف�ضل قادة للعامل حتى الآن .
لتكن لنا �أحالم ًا كبرية � ..أحالم ًا نر�ضى بها ربنا ..وننفع بها غرينا ..
ال تعتقدى �أننى �أختلف عنك ،فثقتى بنف�سى عالية جد ًا على العك�س منك ...بل �أنا مثلك �إن�سانة متتلك الكثري
من املفاهيم منها ما هو �صحيح ومنها ما هو خاطئ ،بل �أبعد من ذلك فقد كنت �أ�سرية لآالم املا�ضى � ،أعي�ش ذكرياته
بتجاربه احلزينة حلظة بلحظة ...مقيدة بتلك الأفكار ال�سلبية التى انهكت �أع�صابى وبددت طاقتى و�آلت بى �إن�سانة
حزينة مكتئبة جمروحة منعزلة ...م�ضت ال�سنني ولفرتة لي�ست ببعيدة و�أنا �أ�شعر بذاتى ب�أننى م�صدر �إزعاج كبري
لوالدى ،فقد تخليا عنى بل مت بيعى وتف�ضيل الآخرين على طموحاتى و�آماىل .. .كنت �أنظر لوالدى بهذه النظرة ،
�أمتنى �إي�ضاح ًا وتف�سري ًا وفر�صة لأبوح لهما بحزنى العميق وجرحى الكبري ...و�أقول لهم بربكم ..ماذا فعلت لكم ؟؟ هل
كنت غلطة ؟ هل عجزمتا عن التفاهم والتفاعل واالت�صال معى ...ففرحتم بفر�صة للتخل�ص منى ؟ كنت �أعي�ش حياتى
مقيدة بهذه الأفكار � ...أ�سرية لها � ،أ�صحو و�أنام بها وام�ضى وقت فراغى بالتفكري فيها �.. .أبحث عن �إجابة � ...أبحث
عن عاطفة � ...أبحث عن ح�ضن دافئ � ...أبحث عن ثقة ...
وجدت عمرى مي�ضى بالأمل حتى مللته باملعاناة حتى وجدت نف�سى �أم�ضى كالعمياء ...وماذا بعد !!! ...جل�ست �أ�س�أل
نف�سى � ...أال متلني من احلزن ...من الأمل ...من جتربة �سيئة �سابقة قد م�ضت .. .هل ت�شعرين بحرارة ج�سدك حينما
تعجزين عن مواجهة من ي�ستفزك ..ي�ؤملك ..يعتدى عليك ..ي�ستغلك ..يجرحك ..يتعاىل عليك ..يتكرب ..ي�ستهزئ
17 طور حياتك
دورة
بك ..يهينك ..يظلمك ......هل جتدين نف�سك لوحدك ،ال تودين ر�ؤية �أحد ،وال التحدث مع �أحد ،وال �سماع �صوت
�أحد � ،أنا �أكرهكم جميعا ...كلكم مت�شابهون ...ال ترحمون ...هل �أقتنعت �أننى مثلك !� ...أح�س�ست كما �أح�س�ست ...
وع�شت كما ع�شت ...وت�أملت ك�أملك ...وماذا بعد !!!!
بر�أيك ..هل دق �أحدهم على بابك يوما وقال :ملا تقهرين ذاتك كل هذا القهر ..تعاىل �أداويك � ..أن�صفك � ..إننى
�أح�س بك و�أت�أمل لأملك ؟ ..هل دق �أحدهم على بابك وقال :لقد و�صلتنا ر�سالتك ...نحن �آ�سفون ...لن ن�ؤذيك ؟ ..
بربك ..هل تنتظرين هذه النهاية ؟ � ..أم �أنك قد انتهيت ! ..ح�سنا ..ماذا �أريد ؟ � ...أريد منك �أن تتوقفى ..نعم
تتوقفى ...وفكرى بحالك � ..إىل �أين �ست�صلني ؟ بهذه الطريقة �ست�صلني �إىل �سراب � ..إىل طريق م�سدود ؟ � ..أريد
منك �أن تتكاتفى معى ون�صعد �سوية �إىل طريق �آخر � ..أكرث �إ�شراقا ً ..حترر ًا ..مرونة ..حيوية ..طاقة � ..سعادة ..
نعم �أكرث ثقة ..قوة الثقة بذاتك ..فت�شفني وتنقذى ذاتك من اللوم ..الأمل ..احل�سرة ..احلزن وخيبة الظن ...
والكثري .
�إذن ..هل اتفقنا ؟ قررنا �أن ننف�ض عن �أنف�سنا غبار القيود ..غبار العزلة ..غبار احلزن ..غبار ال�شعور بال�ضعف ..
غبار ال�شعور بالهزمية ..غبار ال�شعور باال�ستغالل ..غبار احل�صار ..قررنا معا �أن نتجه نحو التغيري و�إن�صاف ذاتنا
التى تعبت � ..أرهقت ..ملت � ..ضجرت ..هدرت وقتا ً وعمرا ً وجهدا ً وطاقة � ...أل�سنا �أوىل بها � ...أل�سنا �أحق بها ..
ال ترتددى �..إذن توكلنا على اهلل ...
ولنبد�أ ...باملفاهيم ...
�أنت تت�صرفني ك�شابة نا�ضجة تلقائي ًا وفق جمموعة من املفاهيم التى تعتمدين عليها ،وتقي�سني الأمور وفقا لها ،
وباملقابل كل من يخاطبك ويتوا�صل معك ،ينطلق بحديثه وت�صرفاته بناء ًا على مفاهيمه اخلا�صة به � ...إذن الأمر
بب�ساطة �أن كال منا يف�سر وجهة نظره وفقا ملجموعة من املفاهيم التى ا�ستمدها خالل حياته منذ طفولته من جمموعة
م�صادر :وفى املرتبة الأوىل :الوالدين ،ثم الأ�سرة ،ثم املدر�سة واملجتمع
،و�أخري ًا الأ�صحاب وو�سائل الإعالم والرتفيه ،ولكن من هو املحور الرئي�سى لهذه امل�صادر ؟؟ من يتلقاها ،وي�سمعها
،ويفهمها ويقتنع بها �أو ال ،ينتقى منها وي�صنفها ومن ثم ي�صمم لها الأر�شيف ..املحور الرئي�سى هو �أنت !.
نعم ،كل واحد منا هو املحور الرئي�سى �ضمن املفاهيم امل�ستقاة من تلك امل�صادر ..مبعنى ال �شىء هناك كن فيكون
..لك احلق فى الإختيار � ..أن تختارى ما ينا�سبك وترف�ضى ما ال ينا�سبك ..ب�إ�ستنادك �إىل معايريينا الإ�سالمية ..
عندما كنت طفلة كان الت�أثري عليك �أكرب من �أن مت�سكى زمام االمور ...لكنك الآن �شابة متزنة حتكمني عقلك
فتقي�سى ..حتللى ..تناق�شى ..تقتنعى فت�أخذى ..و�إما ال فرتف�ضى ..مبعنى عليك الآن �أن تعدىل مفاهيمك من جديد
..وتدققى كيف تنظرين �إىل االمور ..ومن ناحية �أخرى !!ملاذا تنزعجني عندما يحاورك الآخرون مبا ال تعرفني �أو
ت�ؤمني به ..عليك �أن تتذكرى �أنه يتحدث بناء ًا على مفاهيمه اخلا�صة ،و�أنت تقررين ب�أن ت�ستمدى �أم ال مفهوم ًا جديد ًا
�إىل دائرة مفاهيمك � ..ألي�س الأمر ب�سيط ًا ؟ ال تي�أ�سى ..ما زلنا فى البداية ..بداية التغيري نحو قوة الثقة بالنف�س
بعون اهلل .
ت�أملى بهدوء وا�س�أىل نف�سك ...ح�سنا ،حتى حتققى ال�سعادة التى يتمناها كال من فى هذه الأر�ض ،عليك حتقيق
التوازن فى هذه الأركان مرتبة وفقا الهميتها ( :الركن االميانى ـ الركن ال�صحى ـ الركن ال�شخ�صى ـ الركن اال�سرى
ـ الركن االجتماعى ـ الركن املهنى ـ العلمى ـ الركن املاىل ) فى كل ركن من هذه الأركان عليك املبادرة بكتابة خم�سة
�صفات على الأقل تتمنني �أن تتحلني بها �سواء كان ذلك على املدى الق�صري �أو البعيد .
ـ الأ�سباب ال�صغرية ..لها غالب ًا نتائج كبرية ،فقدان امل�سمار � ..أ�ضاع حدوة
احل�صان ..وفقدان احلدوة �أ�ضاع احل�صان ..وفقدان احل�صان �أ�ضاع الفار�س .
ـ هل تـُحب احلياة ؟ � ..إذن ال ت�ضيع الوقت ،فذلك الوقت هو ما ُ�صـنعت منه احلياة .
ـ القليل من الإهمال قد يولد الكثري من الأذى .
ـ ال�صباح الباكر ..يحمل ذهب ًا فى فمه .
ـ �سوف ال �أتكلم ب�سوء عن �أحد ..بل �س�أتكلم باخلري الذى �أعرفه فى كل ان�سان .
ـ نعم الفعل � ..أف�ضل من نعم القول .
ـ من عا�ش بالأمل ..مات �صائم ًا .
ـ �أمى هى التى �صنعتنى ،لأنها كانت حترتمنى وتثق فى � ،أ�شعرتنى �أنى �أهم �شخ�ص
فى الوجود ،ف�أ�صبح وجودى �ضروري ًا من �أجلها وعاهدت نف�سى �أن ال �أخذلها كما مل
تخذلنى قط .
ـ كن �شجاع ًا ! حتلى بالإميان ! وانطلق .
ـ الآمال العظيمة ت�صنع الأ�شخا�ص العظماء .
ـ العبقرية عبارة عن واحد باملئة �إلهام ،و 99باملئة بذل جمهود .
ـ �أنا مل �أف�شل لكننى وجدت ع�شرة �آالف طريقة ال تعمل .
ـ اكت�شفت 100طريقة ال ت�ؤدى الخرتاع البطارية ،وحاولت 9999مرة ل�صناعة
امل�صباح الكهربائى .
اليوم هو يوم م�شرق وجميل ..ال�شم�س ت�شرق علينا وك�أنها تر�سل لنا الدفء وحتمينا من الأمرا�ض ..وتعطينا
احليوية وال�ضوء ..لنبد�أ عملنا اليومى ..ما �أجمل احلياة � ..أعتقد �أنك �سوف توقفنى حلظة عن هذا احللم الذى �أحتدث
عنه وتقول :ال تكن متفائ ًال �إىل هذه الدرجة فاحلياة مليئة باملتاعب والعرثات و�أ�صبحت الآن من الأكرث الأ�شياء �صعوبة �أن
جتد ما تتحدث عنه � ..أنا �أعلم �أن ما قلته واقع احلياة ولكن ما الذى يجعل فى هذه احلياة ال�صعبة �شخ�ص ي�ضحك و�آخر
يبكى � ..إن الدنيا ثابتة لكن عقل الإن�سان هو فقط الذى يدركها بالطريقة التى تربمج عليها ..لو تخيلنا �أن �أحد تربا فى عائلة
كلها مت�شائمني وال يعرفون الأمل ف�سوف جتده يرى احلياة بعني بائ�سة بعك�س جاره ال�سعيد املتفائل الذى ي�سكن بجواره والذى
يبلغ العمر نف�سه ولكنه تربى فى عائلة متفائلة ومحُ يط يحب الأمل ..كل هذا يعتمد على كلمة واحدة �إنها الربجمة ...
دعنا فقط ن�ستمتع بهذه ال�شم�س الرائعة ونطلق اخليال الذى داخلنا ..ون�س�أل �أنف�سنا حلظة عن ما بداخلنا ..هل تريد �سيارة
..مال ..هدوء ..راحة ..تخيل ما �شئت وع�ش فيه ..هل تعنى �أن �أدخل عامل الأوهام � ..إنه عامل التخيل الإيجابى � ..سوف
توقفنى وت�س�أل هل هذا فعال ؟ ..نعم فعال ،هل تذكرت كم مرة �أجنزت عمل ما ( تذكر �آخر جناح لك ) ..الآن تذكر قبل
هذا العمل � ..أمل حتلم �أن تنهيه � ..أمل ت�شعر فى حلظة �أنه خيال و�إنه وهم ..وها �أنت قد فعلته وحولته �إىل واقع � ..إن كل ما
يحدث فى العامل ..وما حققته من عمل قد حدث داخل عقولنا لكننا �سواء �أدركنا �أنه حدث �أم مل ندركه فهذا قد حدث فع ًال
..بكل ب�ساطة ما حدث هو التخيل قبل الفعل ..دكتور �ستيفني كويف ( فى كتابه العادات ال�سبعة للنا�س الأكرث فعالية فى
العامل ) يربهن على �أن كل ما يحدث فى العامل اخلارجى البد �أن يحدث فى عقولنا ( �أى عاملنا الداخلى ) ..واللغة داخل
عقولنا هى التخيل ..امل�شكلة كما قلنا فى الربجمة ال�سابقة لأ�سلوب تفكرينا وتنا�سبها مع طريقة عمل عقولنا فقد ن�ش�أنا فى
حميط يفكر �أن الأحالم والتخيل �شىء لي�س له �أهمية ..
�إن من �أهم ما قدمته علوم العقل هو قانون اجلذب الذى يعتمد فقط على التفكري فى �شىء ثم متنيه وتخيله والعمل له والباقى
�سوف ينجذب لك � ..سوف جتد الطرق مي�سره وكل ما حولك يحاول �أن يجعلك ت�صل �إىل ما تريد وهذا يتحقق �أكرث بالتوكل
على اهلل وراحة بالنا لأن اهلل هو الرزاق ..وثق متام ًا �إنه �سبحانه وتعاىل �سوف يعطيك ما تريد ..ال حتاول �أن تتحكم فى
النتائج فهى بيد اهلل عز وجل وهو احلكيم العليم ..فبحكمته �سوف يعطيها لك فى الوقت املنا�سب وبعلمه عز وجل يعلم ما
هو خري لك وما هو �شر لك ..فلماذا نتخيل دائم ًا حياتنا �صعبة ونحاول �إقناع �أنف�سنا �أن نتائجنا �سيئة رغم النتائج لي�ست
ب�أيدنا ..بل �إننا حتى مل نعد نتخيل لأننا �أقتنعنا �أن النتائج �سيئة ..والواقع لي�ست هناك نتائج �سيئة بل هى حماوالت للو�صول
�إىل النتيجة الأقوى والأح�سن والباقي تغذية مرجتعة ..وت�أكد �أن البذرة الأوىل لأى عمل هى �إدراكك لهذا العمل ثم التخيل
الذى يجعله يكرب ويرى النور ..فنحن نحتاج فقط ملعرفة الطريقة التى من املمكن �أن جتعلنا نحقق هذا التخيل وحتويله �إىل
واقع ..وهذا ما �سوف نفعله الآن ..
دعنا نعود ملا بد�أنا به ونتخيل احلياة رائعة وخا�صة حياتنا ..لنتخيل حياتنا �أف�ضل و�أن كل �شىء �سوف يكون �أح�سن ولنبحث
طور حياتك 24
برمج
عقلك
داخلنا عن هذه الأحالم التى دفناها فى �أعماقنا من �أجل �أننا ال نريد �أن نتخيلها ..مبجرد اجللو�س مع �أنف�سنا
والتخيل �سوف نخرج هذه الأفكار الرائعة ..ف�أنت �إن�سان رائع ولديك �أحالم كثرية ..املهم �أن تخرج هذه الأفكار
وترى النور ..والبداية �سوف تكون �أ�سهل فقط عندما متلئها بالتخيل الإيجابى حتى تبد�أ بالتنفيذ ..وت�أكد �أن عقولنا
الالواعية ( العقل الباطن ) مبتكرة جدا ً فبجرد التفكري بهذه الطريقة �سوف جند كم هائل من الأفكار اجلاهزة
للتنفيذ ..و�إليك هذه الطريقة الرائعة للتخيل الإيجابى :
�إن عقل الإن�سان ذو قدرات ال حمدودة و ب�إمكانه �أن يجد كل احللول والطرق ..لكنه فقط يحتاج �إىل توجيه منك
ودع الباقى له ..وعندما تكرب الفكرة ابد�أ ب�سرعة بالتنفيذ وحاول ..من املمكن �أن تواجهه بع�ض امل�صاعب وهذا
طبيعى حتى تكون فكرتك الأقوى يجب �أن تدافع عنها وتتعلم من الآخرين ..ولو نظرت لكل ق�ص�ص النجاح لوجدت
�أن �أبطالها تعر�ضوا مل�صاعب وك�أن اهلل يعلمنا �أن كل جناح يحتاج �إىل تعب وعمل وحتدى امل�صاعب حتى ي�ستحقه
الإن�سان ..وت�أكد فى النهاية �أن التخيل هو املاء الذى ي�سقي بذرة فكرتك والعمل هو املجهود الذى �سوف تبذله لزرع
تلك البذرة والأمل واال�ستمرار هو �أ�سا�س خروج تلك البذرة مهما كانت �صعوبة البيئة التى تزرع فيها ..لذلك فاجعل
( ..التخيل والعمل والأمل ) ..ثالثية جناحك ..
واليوم حني �أرى تلك املدينة ب�شوارعها ومبانيها التى تناطح ال�سحاب وح�ضارتها
ال �أتذكر �شيئا ً �سوى كلمة ذلك اجلرنال ،فكلماته غدت حقيقة ..مل يكن الرجل
نبيا ً ملهما ً �أو رجال ً �صاحلا ً حتيط به الكرامات ر�أى ذلك فى منامه وال �ساحرا
ً خطف مارده اخلرب من د�ساتري الغيب ..كان ال ميلك �سوى �شيئا ً واحدا ً �أال وهو
الأمل ..قهر العدو بحيث فر�ض عليه احرتامه و�س ّيطر على �سوقه و�شاركه فى
قيادة العامل اقت�صاديا ً وتقنيا ً ..
الأمل الذى فقدانه فى �أمتنا �أمة حممد �صلى اهلل عليه و�سلم الذين ا�ستطاعوا
فى قرن من الزمان �أن ينتقلوا من الظلمات �إىل �صنع النور ل�سائر الب�شرية ..
الأمل الذى جعل النبى �صلى اهلل عليه و�سلم يتعهد وهو مطارد فى الهجرة �إىل
املدينة ب�سوارى ك�سرى �إىل مطارده �سراقة بن مالك ..الأمل الذى جعل ادم عليه
ال�سالم ي�ستغفر ربه بعد مع�صيته الأوىل ..الأمل الذى بوجوده ُوجدت االخرتاعات
ُ
و�شطرت الذرة ..الذى بوجوده و�صل الإن�سان �إىل �أقوى العالجات فى عالج �أ�صعب
الأمرا�ض ..الأمل الذى جعل من عي�ش اجلنني فى ال�شهر ال�ساد�س ممكنا ً بعد �أن
كان من �سابع امل�ستحيالت ..الأمل الذى جعل من �شخ�ص معاق ال ي�ستطيع �سوى
حتريك رقبته �أعظم عامل فيزياء ..
هذا هو الأمل �سر الإن�سان ..وما حياة الإن�سان بال �أمل ..فالإن�سان كائن جبار
ا�ستطاع �أن يخرق اجلبال لي�صنع منها �أجمل الطرقات و ُيخ�ضع جميع الكائنات
وناطح مببانيه �أعاىل ال�سحاب ..الأمل الذى خلد الأبطال �أمثال " غاندى ونيل�سون
ما قيمة الإن�سان حني يكون مت�شائما قنوطا ً يائ�سا ً من دنيته ..عبو�سا ً �ضيق ال�صدر عاجزا ً يلقى م�شاكله
على من حوله � ..أ�سري ما�ضيه يبكى على اللنب امل�سكوب ُ ..يلقى اللوم على القدر فيما هو فيه من احلال
ويظن �أن الدنيا ترتب�ص به لتف�سد له معي�شته ..ولرمبا �أ�صبح منغ�صا ً حلياة الآخرين ميل�ؤه احل�سد
والبغ�ض وجحد النعم ..ثابت فى مكانه ال يحركه �شىء كال�صخر وبع�ض ال�صخر يتحرك من خ�شية اهلل
في�سيل منه املاء لينفع به العباد ..ير�ضى العي�ش فى قاع احلياة ،فق ّيمه و�أهدافه تافهة ..حياته مثل مماته
مل يق�ض فيه �سوى م�أكله وم�شربه و�شهوته ..رقم زائد فى هذه الدنيا فال هو فاد �أو ا�ستفاد � ..إذا مات
ُذكر ب�أنه راح و�أراح ..
�إن اجليل الأول الإ�سالمى الذى �أنار العامل كان الأمل دليله ،واثقا ً من ربه ..مل تكن حياتهم ب�أ�سهل مما
كانت عليه اليوم ..لكنهم ا�ستطاعوا اجناز ما مل ن�ستطع اجنازه فى قرون � ..أولئك الذين �إذا ذهبوا �إىل
ويقدرون حياتهم وحياة الآخرين بقدر ن�شر الدين كان �أمل ن�شر اخلري غايتهم ال الدمار ،فكانوا يقاتلون َ
ما تهمهم ال�شهادة ..ال جمموعة يائ�سني يطلبون املوت هربا ً من ق�سوة احلياة ..
ال اق�صد بالأمل تلك العبارات الرنانة والكلمات املكتوبة على ورق ..فالأحرف التى نكتب بها الأمل هى
ما تكتب لنا الأمل ..لكن ما يثبت تلك الكلمة ويغر�سها حرفا ً حرفا ً هو االخال�ص والتطبيق واال�صرار
وال�صرب ..فكن متفائال ً بالقدر م�ؤمنا ً باهلل يحدوك الأمل ،واثقا ً خمل�صا ً فى عملك ..ان�سى ما�ضيك
وال تع�ش ا�سريا ً له ،بل ا�ستفد من درو�س ما�ضيك وحرر نف�سك وعقلك ..وا�ستعن باهلل وال تعجز مهما
توالت النكبات ..
بهذا الأمل فقط ال بغريه ت�ستطيع �أن تبنى �أمتك ..و�إن مل ترى ذلك فى حياتك ف�سوف يراه �أبنائك ..
ولرمبا �شهدت على ذلك فى حياتك ..و�إن مل ت�شهد ذلك فال تن�س �أنا كم�سلمني لدينا ر�سالة �أعظم �أال
وهى �أن ننقل هذا النور الذى هو معنا ل�سائر الب�شرية ..وما �أحوج العامل لأمثالك ..ولن يكون لنا ذلك �إال
بالت�سلح بالأمل الذى هو جزء من عقيدتنا ُ ..روى �أن �أحد ال�صحابة �أو ال�صاحلني بلغ من العمر عتيا ً حتى
�أنه ال يكاد مي�شى ..ر�آه �أحد ال�شباب يغر�س غر�سه اجلوز �أو الزيتون ..ف�س�أله مل ت�صنع هذا وهذه ال�شجرة
لن ت�أكل منها لأنها حتتاج �إىل زمن طويل و�أنت رجل عجوز وعلى �شفري املوت ..ف�أجابه الرجل بتلك العبارة
ميل�ؤها الأمل � :إن مل اطعهما �أنا فليطعهما �أبناء امل�سلمني من بعدى ..فاغر�س غر�سك اليوم لتنال ثمارها
غدا ً ..وهذا هو جوهر الأمل ..
َنظ ْر َن ْف ٌ�س َّما َق َّد َم ْت ِل َغ ٍد َوا َّت ُقوا اللهَّ َ �إنَّ اللهَّ َ َخ ِب ٌ
ري بمِ َ ا َت ْع َم ُلونَ يقول اهلل تعاىل َ } :يا �أَ ُّي َها ا َل ِذينَ � َآم ُنوا ا َّت ُقوا اللهَّ َ َو ْلت ُ
{احل�شر � :آية � 18صدق اهلل العظيم ،عند قراءتى لهذه الآية وقفت مع نف�سى مت�أمال ً وا�ستغرقت التفكري فى واقع
امل�سلمني احلاىل � ،سواء كانوا جماعات �أو �أفراد ،وبحثت فى م�سببات التخلف وتعطل م�سريتهم فى حمطة العامل الثالث
،ال هم من العامل الأول املتقدم وال حتى �سي�صنفون فى العامل الثانى �إن وجدت .
فكدت �أزعم �إن �أزمة امل�سلمني الأ�سا�سية فى الع�صر احلا�ضر هى �أزمة احلراك فى العامل ،و�أزمة �شهود على الع�صر،
ونحن كم�سلمني فى �أكرث الأحيان مت�أثرون ال م�ؤثرون ،و�آخذون من احلياة �أكرث مما نعطيها ،وذلك ب�سبب انخفا�ض فى
الإنتاجية و�ضعف فى �إدارة الإمكانات املتوفرة ،رغم �أننا نقر�أ �آيات اال�ستخالف و�شروط التمكني فى الأر�ض ،و�أدبيات
النجاح والفالح ،لكنّ القليل منا الذين ي�س�ألون �أنف�سهم عن وظيفتهم احلقيقية فى حتقيق ذلك .
�إن الأمانى الوردية حول قيادة �أمتنا للعامل تداعب �أخيلة الكثريين منا ،وتدغدغ م�شاعرهم ،لكن ال �أحد ي�س�أل عن
�آليات حتقيق ذلك ،وال عن الإمكانات املطلوبة لل�سري فى طريقه ،و�إن �س�أل فال يطرح ال�س�ؤال بالطريقة ال�صحيحة ،
قدميا طرح ال�س�ؤال ال�صحيح وفى الظرف ال�صحيح زمانا ً ومكانا ً :ملاذا نحن متخلفون ؟ �أو كما جهر بها �أحد علمائنا
ملاذا تخلف امل�سلمون وتقدم غريهم ؟ هذا ال�س�ؤال �صحيح مقارنة باحلاجة امللحة لطرحة فى ذلك الزمن �أما اليوم
فال�س�ؤال املطلوب امللح هو :ما هو دورى الفعلى احلقيقى الواجب على اال�شتغال بتنفيذه بالطريقة ال�صحيحة وبالو�سائل
ال�صحيحة ،حتى �أحقق التمكني والريادة و حتقيق اال�ستخالف فى الأر�ض ،هذا اال�ستخالف الذى يطمح �إليه كل فرد
م�سلم داعية يجهر بقوله تعاىل } َو ْاج َع ْل َنا ِل ْل ُم َّت ِق َني �إِ َم ًاما { الفرقان � :آية 74قائدا ً ورائدا ً و ربعيا ً ،قد ات�ضحت له
ر�سالته ( اهلل غايتنا ) ور�ؤيته ( �أن نخرج النا�س من عبادة العباد �إىل عبادة رب العباد . ) ...
�إين �أجزم �أن هناك حقيقة �أ�سا�سية غائبة عن �أذهان الكثريين منا على حد قول الدكتور عبد الكرمي بكار " �أننا ال
ن�ستطيع �أن نوجد جمتمعا ً �أقوى من جمموع �أفراده ،ولذا ف�إن النهو�ض بالأمة يقت�ضى على نحو ما �أن ينه�ض كل واحد
منا على �صعيده ال�شخ�صى ،وما مل نفعل ذلك ،ف�إن الغد لن يكون �أف�ضل من اليوم ".
�إن ال�سبب من وراء و�ضع الأهداف هو �أن نعطى حلياتنا نوعا ً من الرتكيز ،و�أن نتحرك ب�أنف�سنا فى االجتاه الذي نود
مد النظر فى جوف امل�ستقبل ،هذا الر�سم للأهداف ي�ستدعى عدة اعتبارات �أهمها : الذهاب �إليه وهو نوع من ِّ
-1احلركية والتغري الدائم فى مكونات املحيط من حولنا ..ووجود �أهداف فى حياتنا ،يجعلنا نعرف على وجه التقريب
ما العمل الذى �سنعمله غدا ً ،كما �أنه ي�ساعد على �أن نتح�س�س با�ستمرار الظروف والأو�ضاع املحيطة ،مما يجعلنا فى
طور حياتك 28
يال
ننجح
حالة دائمة من اليقظة ،وفى حالة من االقتدار على التكيف املطلوب ،وبعيدا ً عن حاالت اال�سرتخاء التى ي�ضع
بع�ضنا �أنف�سهم فيها حني ينجزون عمال ً متميزا ً ،مما ي�ضعهم على بداية الطريق يف �أزمة تنتظرهم ،ولذا ف�إن
الرجل الناجح ،هو الذى ي�س�أل نف�سه فى فورة جناحه عن الأعمال التى ينبغي �أن يخطط لها ،ويقوم ب�إجنازها ،
احل َدث ،فرتتقى به من مربع �إدارة الطوارئ والأزمات �إىل مربعفالتخطيط هو الذى يجعل �أهمية املرء ت�أتى قبل َ
الفاعلية والفعل اال�سرتاتيجى احلكيم .
� -2ضعف الوعى بقيمة الوقت وتعطل جهاز ا�ست�شعار الزمن لدينا ..جعلنا نعي�ش خارج خط الزمن ،ومع ا�ستحالة
زيادة عدد �ساعات اليوم لأكرث من � 24ساعة ،فمن العملى ا�ستغالل ال�ساعات املتاحة ب�أكرث فعالية ممكنة ،
والتخل�ص من املهام والأعمال التى ال ت�ضيف �أى قيمة حلياتنا ،واعلم " �أن الوقت هو احلياة " .
-3عدم القدرة على التكيف وح�صول االرتباك عند الكثريين من النا�س فى التعامل مع ( اللحظة احلا�ضرة ) ..
وذلك ب�سبب �أنهم مل يفكروا فيها قبل ح�ضورها ،فتتحول فر�ص الإجناز والعطاء �إىل فراغ قاتل ومف�سد ،وهذا
يجعلنا نقول � :إننا ال ن�ستطيع �أن ن�سيطر على احلا�ضر ،ون�ضبط �إيقاعه ون�ستغل �إمكاناته � ،إال من خالل جمموعة
من الآمال والأهداف والطموحات ،وبهذا تكون وظيفة الهدف فى حياتنا هى ا�ستثمار اللحظة املاثلة على �أف�ضل
وجه ممكن .
القبطان و�صنعة حتريك ال�سفينة
�إن �صياغة الأهداف وت�سطريها بالطريقة ال�صحيحة وفى الوقت املنا�سب ،وذلك من �أجل �ضمان التوفيق فى
حتقيقها �سواء على امل�ستوى الفردى �أو اجلماعى ،ينطلق من عدة مرتكزات متناغمة تر�سم للأهداف طريقها عرب
جلة احلياة الإن�سانية ،وميكن �أن نتكلم على مرتكزات نرى �أنها �ضرورية و�أ�سا�سية ل�صياغة الأهداف ومتحكمة
فى �صناعتها ونقول وباهلل التوفيق :
-1ال�شرعية :
�إن جممل �أهداف املرء فى احلياة ،يعادل على نحو تام ( ا�سرتاتيجية ) العمل لديه ،ولذا ف�إن الذين ال ي�أبهون
ل�شرعية الأهداف التى ي�سعون �إىل حتقيقها يحيون حياة م�ضطربة ممزقة ،تختلط فيها عوامل البناء مع عوامل
بع�ضها الآخر � ،إن الهدف غري امل�شروع ،قد ي�ساعد على حتقيق بع�ض النمو فى جانب من بع�ضها َالهدم ،وين�سخ ُ
ويفجر فى داخلها �صراعات مبهمة وعنيفة ،ولي�س يحط من التوازن العام لل�شخ�صية ّ ، جوانب احلياة ،لكنه ّ
املق�صود ب�شرعية الهدف �أن يكون معدودا ً فى ( املباحات ) فح�سب ،و�إمنا املق�صود �أن يكون مندجما ً على نحو
ما فى الهدف الأ�سمى والأكرب الذى يحيا امل�سلم من �أجله وتغنى به هاتفا ً ( اهلل غايتنا ) ،وهذا يعنى �أن الأهداف
املرحلية واجلزئية للواحد منا يجب �أال تتنافر معه فى و�ضعيتها �أو مفرزاتها �أو نتائج تفاعلها ،ولعل من عالمات
االن�سجام بينها وبني الهدف الأكرب �شعور املرء �أنه يحيا ( حياة طيبة ) وهى ال تولد من رحم الرخاء املادى ،وال
من رحم التمتع باجلاه �أو اال�ستحواذ على �أكرب كمية من الأ�شياء ،و�إمنا تولد من ماهية التوازن واالن�سجام بني
املطالب الروحية واملادية للفرد .
-2االن�سجام :
قدميا قيل " �إنه ال ي�أتى بالأمل �إال العمل ،وقليل دائم خري من كثري منقطع " ،لكل منا طاقاته وموارده املحدودة ،
وله ظروفه اخلا�صة ،وله �إىل جانب ذلك تطلعات ورغبات ،والهدف املن�سجم ،هو ذلك الهدف الذى يهز النف�س
الب�شرية ويدفعها �إىل تفجري الطاقات الكامنة لدى الإن�سان والتى قال علماء التنمية الب�شرية عنها " �إن اهلل عز
وجل منح الإن�سان طاقة كامنة لو قدر لنا ا�ستخراجها وا�ستعمالها لزودت مدينة من 20.000ن�سمة بالطاقة
الكهربائية وكفتها ملدة �أ�سبوع " فاحلمد وال�شكر هلل على كل نعمه ،قد يحدث �أنَ الهدف الكبري جدا ً ي�صد
�صاحبه عن العمل له ،فرنى كثريا ً من �أهل اخلري ،ي�شعرون بالإحباط ،وي�شكون دائما ً من �سوء الأحوال ،
وتدهور الأو�ضاع ،وهذا نابع من وجود هدف كبري لديهم هو ( ال�صالح العام ) لكن لي�س لديهم �أهداف �صغرية
� ،أو مرحلية ت�صب فيه � ،إن كل هدف �صغري يقتطع جزءا ً من الهدف الكبري ،وي�ؤدى �إىل قطع خطوة فى الطريق
الطويل ،وعدم وجود �أهداف �صغرية ،يجعل الهدف النهائى يبدو دائما ً كبريا ً وبعيدا ً ،وهذا ي�سبب �آالما ً
نف�سية مربحة ،ويجعل املرء يظهر دائما ً مبظهر احلائر العاجز .
-3املرونة :
�إن النتائج التى نتطلع �إىل احل�صول عليها م�ستقبلية ،تظل فى دائرة التوقع والتخمني ،فحني ير�سم الإن�سان
هدفا ً ،ف�إنه ير�سمه على �أ�سا�س من التقييم للعوامل املوجودة خارج طبيعة عمله ،وخارج �إرادته ،وهذه
العوامل كثري ًا ما يتم تقييمها على نحو خاطئ ،كما �أنها عر�ضة للتغري ،بالإ�ضافة �إىل �أن �إمكاناتنا التى �سوف
ن�ستخدمها فى ذلك هى الأخرى متغرية ،ولهذا كله ف�إن الهدف يجب �أن يكون ( مرنا ً )� ،أى :له حدود دنيا ،
وله حدود عليا ؛ وذلك ك�أن يخطط �أحدنا لأن يقر�أ فى اليوم ما بني �ساعتني �إىل �أربع �ساعات � ،أو يزور ثالثة
من الإخوة �إىل خم�سة وهكذا ..هذه املرونة تخفف من �ضغط الأهداف علينا ؛ فالنا�س ي�شعرون حيال كثري من
�أهدافهم �أنها التزامات �أكرث منها واجبات ،وااللتزام بحاجة دائما ً �إىل درجة من احلرية ،و�سيكون من ال�ضار
بنا حت ّول الأهداف �إىل قيود �صارمة ،وحواجز منيعة فى وجه تلبية رغبات �شخ�صية كثرية .
-4الو�ضوح :
هذه ال�سمة من ال�سمات املهمة للهدف اجليد ،حيث ال تكاد تخلو حياة �أى �إن�سان من الرغبة فى حتقيق بع�ض
الأمور ،لكن املالحظ �أن قلة قليلة من النا�س ،متلك �أهدافا ً وا�ضحة وحمددة ،ولذا فمن ال�سهل �أن يتهم
الإن�سان نف�سه �أو غريه ب�أنه مل يتقدم باجتاه �أهدافه خطوة واحدة خالل ع�شرين �سنة ،مع �أنك ال تراه خالل تلك
املدة �إال منهمكا ً ومتابعا ً مبا يعتقد �أنه هدف ي�ستحق العناء ! � ،إنه ميكن القول ب�سهولة � :إن كل هدف لي�س معه
معيار لقيا�سه وللك�شف عما �أجنز منه ،وما بقى لي�س بهدف ،ولذا ف�إن من ميلك �أهدافا ً وا�ضحة يحدثك دائما
ً عن �إجنازاته ،وعن العقبات التى تواجهه � ،أما من ال ميلك �أهدافا ً وا�ضحة ،فتجده م�ضطربا ً غري متوازن
فى حركته ،ال يكفى �أن يكون الهدف وا�ضحا ً ،بل ال بد من حتديد توقيت لإجنازه ،فالزمان لي�س ملكا ً لنا ،
وطاقاتنا قابلة للنفاد ،ثم �إن القيمة احلقيقية للأهداف ،ال تتبلور �إال من خالل الوقت الذى ي�ستغرقه الو�صول
�إليها ،واجلهد والتكاليف التى نحتاجها ،ولهذا كله فالبديل عن و�ضوح الهدف ،وو�ضوح تكاليفه املتنوعة ،
لي�س �سوى العبث والهدر واال�ست�سالم للأمانى اخلادعة ! � ،إن من �أ�سباب �ضبابية �أهدافنا �أننا ال نبذل جهدا ً
كافيا ً فى ر�سمها وحتديدها ،وهذا ال ي�ؤدى �إىل انعدام �إمكانية قيا�سها فح�سب ،و�إمنا ي�ؤدى �أي�ضا ً �إىل �إدراكها
بطريقة مبتذلة �أو رتيبة ،مما ُيفقدها القدرة على توليد الطاقة املطلوبة لإجنازها .
انتبه لهذه اجلملة جيدا ً " ..م�ستقبلك يعتمد على طريقة تفكريك الآن " ،كل �شئ يبد�أ بداخلنا � ،إن عقلنا هو
الذى ي�صنع حياتنا التى نعي�شها ،فالأفكار الإيجابية ميكنها �أن تـُحدث منعطفا كبري بحياتنا ،الأ�شخا�ص الإيجابني
يتوقعون الأف�ضل ويفكرون دائما ً مبا ي�ستطيعون القيام به ،ويتوقعون احلب وعالقات جيده بالآخريني ،ويعتقدون �أن
املواقف ال�صعبة �سوف تتح�سن ،وهم �أ�شخا�ص عملييون ،فالإيجابية ال تعنى جتاهل ما يحدث حولك و�أن تعي�ش فى
فقاعة من الإيجابية ،بل �إنهم ي�سعون دائما ً للفر�ص وحل امل�شاكل ،بدال ً من لوم الآخرين على هـذه امل�شاكـل حـيث
ي�شفقون على �أنف�سهـم ويعتقـدون �أنهـم كانـوا ال�ضحـية ..
ق�صة تو�ضح مدى قوة الفكرة الإيجابية
ح�سن �سوف يتقدم لوظيفة جديدة ،ولكن ح�سن يعانى من تقدير ذاتى منخف�ض ويقييم نف�سه دائما ً ك�إن�سان فا�شل
ال ي�ستحق النجاح ،وكان مت�أكدا ً �أنه لن يتم قبوله بالوظيفة ،وكان لديه موقف �سلبى �إجتاه نف�سه .وكان يعتقد �أن
املتقدمني الآخرين �أكرث كفاءه و�أف�ضل منه .وقد دعم موقفه هذا من خالل جتاربه ال�سلبية ال�سابقة فى لقاءات
التوظيف ،كان عقله ملئ باملخاوف والأفكار ال�سلبية قبل �أ�سبوع كامل من لقاء التوظيف ،حيث كان مت�أكدا ً من رف�ضه
،وفى يوم اللقاء ا�ستيقظ مت�أخرا ً ،ولقد �أ�صيب بالرعب عندما اكت�شف ان قمي�صه الذى �سريتديه غري نظيف وقمي�صه
الآخر يجب ان يتم كيه ،هذا غري ان الوقت مت�أخرا ً ا�سا�سا ً ،لهذا ارتدى القمي�ص وهو ملئ بالتجاعيد ،خالل اللقاء
كانت عالمات التوتر ظاهره عليه وقدم انطباعا ً �سئ فكان قلق من قمي�صه هذا غري �شعوره باجلوع حيث مل ينل الوقت
الكافى لتناول الإفطار ،كل هذا ادى لت�شتيته وجعله يفقد الرتكيز فى اللقاء ،لهـذا فقد تـرك انطباعا ً �سئ فى اللقاء
وبنـاء علـى ذلك جـ�سد خماوفـه ولـم يح�صـل على الوظيفـة ..
طارق تقدم لنف�س الوظيفة ،ولكنه كان يتعامل مع الأمر ب�شكل خمتلف ،فقد كان مت�أكد من ح�صوله على الوظيفة ،
وخالل الأ�سبوع الذى ي�سبق اللقاء الوظيفى تخيل �أنه قام ب�آداء جيد وترك انطباعا ً ممتاز فى اللقاء وقبل للوظيفة ،
فى الليلة ال�سابقة للقاء �أعد املالب�س التى �سريتديها ،وذهب للنوم مبكرا ً ،فى يوم اللقاء ا�ستيقظ مبكرا ً عن العادة
وكان لديه مت�سع من الوقت للإفطار ،ثم الذهاب للقاء مبكرا ً عن وقت اللقاء معه ،ولقد ح�صل طارق على الوظيفة
لأنـه تـرك انطبـاعـا ً جيد ،هذا بالإ�ضافة �أن لديه امل�ؤهـالت املطلوبة مثل ح�سن .
ما الذى تتعلمه من الق�صتني ؟ الأفكار والكلمات ال�سلبية ت�ؤدى �إىل التعا�سة وت�صرفات �سلبية ،وعندما يكون العقل
�سلبيا ً فال�سموم تنطلق للدم مما ي�سبب حالة عامة من عدم ال�سعادة وال�سلبية ،وهذا يعترب الطريق للف�شل والإحباط
وخيبة الأمل � ،إن الإيجابية مثل �أى مهارة تتطلب تدريب ،فال �أحد ي�ستطيع حتدث لغة �أجنبية قبل درا�ستها جيدا
ً والتدرب عليها بع�ض الوقت ،فال�شخ�ص الغري مدرب ال ي�ستطيع رفع ثقل �أو ال�سباحة مثل الأبطال الأولومبيني ،
والإ�ستمرارية فال يكفى �أن تفكر ب�إيجابية ب�ضع حلظات وبعدها ترتك اخلوف وال�ضعف ي�سيطر عليك .
التفكري االيجابي معدى
كلنا نت�أثر بطريقة �أو ب�أخرى بالأ�شخا�ص الذين نقابلهم ،هذا يحدث ب�شكل ال واعى ،خالل عملية تبادل الأفكار
لآداء �أف�ضل و�شعور رائع عن نف�سك ،يجب �أن تكون فى مكون من جناحات �صغرية تقودك على طول الطريق �إىل
حالة دائمة من احرتام وبناء و�صيانة الذات ،متاما ً كما كنت حتقيق هدفك ،لنفر�ض �أنك حددت هدفا لبيع كمية معينة �أو
احل�صول على قدر معني من الدخل فى �سنة معينة � ،إذا كنت حتمل امل�س�ؤولية عن م�ستواك فى اللياقة البدنية ،فعليك �أن
ق�سمت ذلك �إىل �أهداف �شهرية و�أ�سبوعية ،فبعد بيعك للكمية ت�أخذ امل�س�ؤولية الكاملة عن حمتوى ونوعية عقلك.
لقد و�ضعت �صيغة ب�سيطة حتتوى على جميع العنا�صر احلا�سمة املقررة �أ�سبوعيا ً و�شهريا ً �ستزداد ثقتك بذاتك وبنف�سك ،
و�ستزداد قدرتك على الآداء ،و�سوف ت�شعر مبزيد من الت�شجيع لبناء الثقة بالنف�س ،وميكنك ا�ستخدامها على نحو منتظم
واحلما�س والتحدى ،ولكن تذكر �أنك ال ميكن �أن ت�صيب ل�ضمان �أق�صى قدر من الأداء ،هذه ال�صيغة تت�ألف من �ستة
الهدف �إال �إذا كانت املعايري التى ت�سري عليها لقيا�س جناحك عنا�صر �أ�سا�سية هى ( :الأهداف ـ املعايري ـ جناح التجارب ـ
وتريد حتقيقها وا�ضحة . املقارنة مع الآخرين ـ االعرتاف ـ املكاف�آت ) .
العن�صر الرابع ( املقارنة مع الآخرين ) : العن�صر الأول ( الأهداف ) :
�إن حبك واحرتمك لنف�سك مرتبط مبا�شرا ً ب�أهدافك ،فمجرد �أما العن�صر الرابع من احرتام الذات هو املقارنة مع الآخرين
حتديدك حلجمها ،وكتابة خطط عمل مكتوبة لتحقيقها ،هذا « ،ليون ف�ستنجر « من جامعة هارفارد خل�صت �إىل �أن حتديد
يثري احرتامك لذاتك ،والذى ي�سبب لك ال�شعور الأف�ضل عن مدى ما نفعله ،فنحن ال نقارن �أنف�سنا مع معايري جمردة ،
نف�سك ،فتقدير الذات هو �شرط توجهك عندما ت�سري خطوة بل نقارن �أنف�سنا مع �أ�شخا�ص نعرفهم ،نحب �أن نعرف �أن ما
خطوة نحو �إجناز ما هو مهم لك ،لهذا ال�سبب من املهم حقا نقوم به �أف�ضل من �شخ�ص �آخر ،فتعرف �أكرث عن كيفية �آداء
الآخرين فى نف�س جمال عملك ثم تقارنها معك ،وكلما ت�شعر ً �أن تكون الأهداف وا�ضحة عن كل جزء من حياتك ،والعمل
با�ستمرار لتحقيق تلك الأهداف ،فكل خطوة تتقدمها �ستعطيك ب�أنك الفائز ت�شعر مبزيد من الثقة واحرتام ذاتك .
�أ�سباب احرتام الذات اخلا�ص بك ،والذى بدورها �ستجعلك العن�صر اخلام�س ( االعرتاف ) :
العن�صر التاىل الحرتام الذات هو االعرتاف ب�إجنازات النا�س �أكرث �إيجابية و�أكرث فاعلية فى كل �شىء تفعله.
الذين هم فى دائرتك االجتماعية ،مثل رئي�سك وزمالئك فى العن�صر الثانى ( املعايري ) :
العمل ،وزوجتك ،و�أبناءك ...فالنا�س حتتاج وتنتظر منك العن�صر الثانى فى بناء احرتام الذات هو وجود املعايري
الوا�ضحة والقيم التى تلتزم بها ،يعتز الرجل واملر�أة ب�ش�أن ما االعرتاف والإعجاب بنجاحهم ،فكلما كان تقديرك وثنائك
يعتقدون من القيم واملثل ،وي�صبحون �أكرث التزاما ً بها عندما لتحقيق �أى �إجناز من قبل �أى �شخ�ص ،يحمل ذلك لك كل
احرتام وتقدير ،مما يجعل احرتامك وتقديرك لذاتك يرتفع . تتم�شى حياتهم مع تلك القيم واملثل ،ودائما ً ال ي�أتى احرتام
الذات �إال عندما تتطابق �أهدافك اخلا�صة مع القيم واملثل التى العن�صر ال�ساد�س ( املكاف�آت ) :
ت�ؤمن وتلزم بها ،فت�صبح �أهدافك وقيمك فى وئام مع بع�ضهم العن�صر النهائى فى احرتام الذات وت�شمل املكاف�آت التى
تن�سجم مع الإجنازات � ،إن ح�صولك على مكاف�آت مالية نظري البع�ض ،تعطيك دفعة قوية لإحراز تقدم حقيقى .
عملك ،وو�ضع ال�شهادات التى ح�صلت عليها فى مكان عملك العن�صر الثالث ( جناح التجارب ) :
ومنزلك ، ...كل هذه الأمور وغريها ميكن �أن يكون لها ت�أثري العن�صر الثالث فى بناء الثقة بالنف�س هو جناح التجارب ،
على رفع الثقة بالنف�س وامل�ستوى اخلا�ص بك ب�شكل ال ي�صدق مبجرد االنتهاء من حتديد الأهداف واملعايري اخلا�صة بك ،
من املهم �أن تقوم بتق�سيم هدفك �إىل �أجزاء ،لي�صبح هدفك وت�شعرك ب�شعور رائع عن نف�سك.
فارح جراى
Farrah Gray
بقلم � :أ .ر�ؤوف �شبايك ـ م�صرى مقيم بالإمارات
نظر الطفل الأمريكي الأ�سمر ذو ال�ست �سنوات � ،إىل �أمه املري�ضة وهى تعمل بكد كى تعيل �أ�سرتها الفقرية
،وهو كان يخلد للنوم وهى م�ستيقظة ،ويقوم من نومه ليجدها م�ستيقظة تعمل ،فقرر م�ساعدتها ب�أى �سبيل كان
،فتفتق ذهنه عن فكرة بيع عبوات كرمي الب�شرة مقابل دوالر ون�صف ،وكان زبائنه من اجلريان و�سكان املنازل
املحيطة ،فى �سن ال�سابعة طبع لنف�سه بطاقة ( كارت ) كتب عليها مدير القرن الواحد والع�شرين ،فى �سن الرابعة
ع�شرة كان قد حقق مليونه الأول.
بعدما هاجمت نوبة قلبية ثانية والدته ب�سبب ال�ضغوط الع�صبية ،قرر « فارح جراى « �أن عليه فعل �أى �شىء مل�ساعدة
�أمه التى تولت وحدها تربية وتن�شئة ثالثة �أوالد �صغار ،رغم �أن املنطقة الفقرية التى كان يقطنوها كانت تعج ببائعى
املخدرات والهوى � ،إال �أن جراى �أدرك �أن هذه لي�ست الطريقة ال�صحيحة ،ومل تزده كل ال�صعاب من حول �سوى
�إ�صرارا ً على النجاح � ،إن �أمه بحاجة لذلك ،وهو �أراد حت�سني م�ستوى العائلة كلها .
ا�ستقر فى ذهن جراى �أن ال�شراء باجلملة والبيع بالقطاعى لهو ال�سبيل للح�صول على الربح امل�شروع ،لقد فهم هذه
اجلزئية من طريقة عمل بيع املخدرات فى حيه الفقري العنيف ،تعرف جراى على معلمه ومر�شده روى تاور ،والذى
علمه �أنه ما دام جنح فى حتقيق ربح قدره 50دوالر اليوم ،ف�إن ب�إمكانه ربح املليون فى يوم ما ،مل تعرف طفولته �أى
ِدعة �أو نعومة ،فعندما �أراد �شراء حقيبة �أعمال له ،مل تتمكن �أمه من توفريها له ،فما كان منه �إال �أن ّحول �صندوق
طعامه املدر�سى لي�صبح حقيبة �أعماله اخلا�صة ،كما ا�ستعار رابطة العنق الرخي�صة اخلا�صة ب�أخيه ليبدو كرجل
�أعمال حمرتف ،مل يكن جراى ولدا ً �صغريا ً ،بل كان رجال ً �صغريا ً كما تروى عنه جدته ،ذات يوم ُطلب منه �إلقاء
خطبة ،فبد�أ بالتدرب على �أفراد عائلته ،الذين ا�ستمعوا له كما لو كان �أ�ستاذ جامعيا ً �أو عاملا ً �ضليعا ً ،فى �سن
الثامنة �أ�س�س جراى منتدى �أعمال لأبناء احلى ال�شرقى الفقري فى مدينة �شيكاغو ،ع ّمد من خالله للح�صول على
تربعات عينية ونقدية :عينية يف �صورة ح�ضور الناجحني لرواية ق�ص�ص جناحهم لأوالد احلى ،ونقدية فى �صورة
تربعات ا�ستثمرها الفتى الأ�سمر مبا ينفع �أوالد احلى ،ح�صل جراى على � 15ألف دوالر تربعات لهذا املنتدى ،عرب
ا�ستخدامه لأ�سلوبه املبتكر� :أر�شدنى �إىل خم�سة ميكن لهم �أن يوافقوا! تعر�ض جراى ملرات رف�ض ال ح�صر لها ،لكنه
مل يي�أ�س �أو يخنع ،بل تقبل الرف�ض بروح عالية ،وهو كان يطلب من راف�ضيه �أن ير�شدوه �إىل خم�سة �أ�شخا�ص
ميكن لهم �أن ي�شرتوا منه ما يبيعه .
ا�ستثمر جراى نقود التربعات التى جمعها فى م�شاريع بيع امل�شروبات الغازية واحللوى ،لكنه مل يتمكن من
احل�صاد � ،إذ �أن حالة �أمه ال�صحية �ساءت ،ولذا تعني على الأ�سرة االنتقال لبلدة �أخرى حيث ح�صل �أخوه
الأكرب على وظيفة �أف�ضل ،فانتهى به املطاف فى مدينة ال�س فيجا�س ،لكن القدر ابت�سم للفتى الأ�سمر الذى
كاد يتم العا�شرة من عمره � ،إذ �أتيحت له الفر�صة للتحدث فى برنامج �إذاعى ،ب�سبب خربته وقدرته الطبيعية
على اخلطابة ،ولأدائه التلقائى ،مت تعيني جراى كمذيع م�ساعد فى ذات الربنامج الذي بلغ عدد امل�ستمعني له
قرابة 12مليون م�ستمع ،مل متر �سوى �سنتني �إال وكان جراى خطيب ًا مفوه ًا يطلبه النا�س واملجالت وال�صحف
والتليفزيونات لإلقاء اخلطب ،مقابل خم�سة �إىل ع�شرة �آالف دوالر فى
اخلطبة الواحد .
�أراد جراى ا�ستثمار نقوده تلك فى م�شروع ناجح ،وهو �أراد ممار�سة ن�شاط
�سبق له العمل فيه ،وحيث �أنه اعتاد م�ساعدة جدته فى طهى الطعام ،لذا
قرر وعمره � 13سنة ت�أ�سي�س �شركة بيع �أطعمة فى مدينة نيويورك ،لكنه
قر�أ قبلها كتاب ًا عن الت�سويق ،ونفذ ما جاء فيه ف�ص ًال بعد ف�صل ،قام
جراى بطهى احل�ساء ،ثم قام ب�صبه فى زجاجة ،ثم �أر�سلها مل�صنع تعليب
،ثم انطلق يبحث عن خرباء فى هذه ال�صناعة ليتعلم منهم ،و�سنه 14
�سنة حتول الفتى الفقري �إىل مليونري ،بعدما حققت �شركته مبيعات فاقت
املليون ون�صف دوالر .
مل يتوقف ن�شاط جراى عند هذا احلد � ،إذ �أن�ش�أ �شركة لبيع بطاقات الهاتف �سابقة الدفع و�أخرج برنامج حوارى
�إذاعى موجه للمراهقني وا�شرتى جملة و�أنتج برناجم ًا فكاهي ًا ناجح ًا ،مل يقف جراى عند املك�سب املادى � ،إذ
�أ�س�س جمعية خريية حملت ا�سمه موجهة لتقدمي خدمات وم�ساعدات لل�شباب كى يبدءوا �أعمالهم التجارية ،
رغم عيوب املجتمع الأمريكي -التى ال نرى �سواها -لكن مواهب الفتى مل تدفن فيه � ،إذ متت دعوته لالن�ضمام
�إىل ع�ضوية الغرف التجارية وانخرط فى منحة درا�سية مدتها ثالث �سنوات وعمره � 15سنة ،لنجاحه الباهر
تلقى دعوة ملقابلة الرئي�س الأمريكى بو�ش وزيارة الكوجنر�س الأمريكى و�أ�صبح ع�ضو ًا فخري ًا فى العديد من
املجال�س التجارية .
و�سنه 19عام ًا بد�أ جراى فى ت�أليف كتابه :هل تريد �أن ت�صبح مليونري؟ ،كما ح�صل على دكتوراة فخرية تقدير ًا
لتاريخه احلافل.
هم�سة :ال تي�أ�س �أبد ًا ،وال تتوقف عن التعلم من الغري .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..يفهمك وتفهمه ..يتكلم لغتك ..تكت�شف فيه ويكت�شف فيك نقاط م�شرتكة
جدا ً ودوما ً مل يكن �أحد يتوقعها فى الآخر ..جتد فيه اخللطة النادرة بالن�سبة لك والتى تبحث عنها بكل ما فيها من
تفا�صيل ..وت�شعر فى نف�س الوقت �أنك �أنت متاما ً ال�شخ�ص الذى ميكنه �أن يحقق له ما يريده هو �أي�ضا ..ت�شعر �أنك
متقبل ظروفه ..وقادر على �أن تكون طرفه الآخر الذى يبحث عنه ..ت�شعر �أنك قادر على تفهمه واحتوائه وم�ساعدته
فى هذه احلياة ..ت�شعر �أنك تكمله ويكملك ..وكالكما قادر على منح الآخر ما يحلم به ..ت�شعر �أنك م�ستعد لرتك كل
�شىء وفعل كل �شىء ور�سم حياتك بال�صورة التى جتعلكما تنجحان معا وت�سعدان بع�ضا ..ت�شعر به وحت�س �أنه ي�شعر
بك ..تت�أثر حتى بكلماته وجتد نف�سك ت�ستخدم كثريا ً من تعبرياته ..تختلفان لتتكامال ..ولتتفقا �أكرث ..حتمدان
اهلل معا فى كل مرة �أنكما جتدان التقارب يزيد .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..ت�ألف وجوده فى حياتك ..وي�صبح جزءا ً منها ..ال ت�ستطيع �أن مير يوم دون �أن تراه
وتتعامل معه ..حتب �سماع ن�صائحه ..وتتقبلها بكل ارتياح وتطبقها بكل �سعادة .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..اعتدت التعامل معه ..تن�سقان و تفكران وتخططان معا ً ..بينك وبينه تناغم جميل..
ومواقف كثرية كثرية كثرية بعدد الأيام التى تعاملتم فيها ..وبعدد الكلمات واملو�ضوعات التى تناق�شتم فيها .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..فاج�أك بطرق بابك بكل قوة ..اعتدت منه دوما ً مفاج�آت جميلة � ..أده�شك دوما ً
باهتمامه ..واقتنعت به يوما ً فيوم حتى بلغت قناعتك �أعمق �أعماق نف�سك و�صارت ثوابت ال يزعزعها �أى �شىء مهما
بلغ .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..اعتدت على ال�شعور بوجوده حولك ..واهتمامه بك ..مهما بعدت امل�سافات ..عندما
تكون وحيدا ً وال �أحد حولك يفهمك تتذكر كالمه و�أنه فى مكان ما من العامل هناك من يهتم لأمرك وي�شاركك لغتك
فت�شعر بالأن�س حتى و�إن مل تراه .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..جمعك به الدين ..و�سياق فكرى متقارب جدا ً فى �أهم �أمور احلياة .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..ال ت�ستطيع مهما �آملك وجرحك �أن تقول عنه حتى بينك وبني نف�سك �إال كل خري ..
وتفكر كيف تلتم�س له الأعذار ..لأنك ال ت�ستطيع �أن ت�صدق �إال �أنه على خري كثري .
ما �أجمل �أن يكون لديك �إن�سان ..تفهمه ويفهمك ..جتده م�ساعدا ً متعاونا ً حتى قبل �أن حتتاجه ..بكل كرم نف�س
وطيب خلق ..حتلمان معا ً ب�صورة جميلة تر�سمان تفا�صيلها معا ً ..حتلمان معا ً مب�شروع ناجح �أنتما من و�ضع �أ�س�سه
وتريدانه قدوة ومثاال ً للآخرين .
ما �أجمل �أن تعرث على هذا الإن�سان النادر
�إياك �أال حتافظ عليه
بل من حقك حماولة احلفاظ على وجوده فى حياتك حتى �آخر قطرة
الـــســــــــر
بقلم � :أ�ضواء الوابل ـ ال�سعودية
ف�ضيلة ال�شيخ حممد �صالح املنجد �أنتقد كتاب ال�سر وبني االختالفات العقائدية بينه وبني ديننا احلنيف فقد قال
عنه " �أنه دعوة لرتك العمل وحت�صيل الأ�سباب واالتكال على الأمانى والأحالم " ،وال�سر كما يقول " جملة من
الفل�سفات ال�شرقية والوثنية والدعوة للتعلق بالكون رغبه و�س�ؤاال ً وطلبا ً ،ونحن نعتقد �شرعا كم�سلمني ب�أن الكون
خملوق و�أنه ال ي�ؤثر فى �إيجاد الأ�شياء واهلل وحده هو خالق الكون ومدبره فلذلك نحن ن�س�أل اهلل ونتوجه �أليه بطلبنا
قال �صلى اهلل عليه و�سلم "و�إذا �س�ألت ف�س�أل اهلل" .
حرية ت�صيب كل من قراء الكتابني " ..ال�سر " مل�ؤلفته روندا بايرن و"خرافه ال�سر" لعبداهلل العجريي ،ولكن من
مبدى �أترك مايريبك �إىل مااليريبك ..الأوىل �أن نتوكل على اهلل فى كل �أمورنا ،ونرتك قانون ال�سر لأهل اخلرافات
والبدع .
39 طور حياتك
لكي
تواصل
ملاذا حتتقر نف�سك بهذا الت�سا�ؤل ال�ساذج البغي�ض � ،أ�أنا من �سي�صلح �ش�أن هذا الكون؟!
�س�ؤال يتكرر عند �أغلب النا�س ،وطبعا هناك �أعداد هائلة تردد تلك العبارة يوميا ً
�أخى هل توافقنى الر�أى �أن هذه الأعداد الكثرية والغفرية
�إن �ألغت تلك العبارة ال�سلبية وا�ستبدلتها بعبارة �إيجابية ...ما هو دورى فى �إ�صالح هذا الكون ؟
لتغريت �أحوالنا االجتماعية واملادية والعلمية والثقافية
ولأ�صبحنا �أمة يعتمد عليها فى دفع هذا العامل نحو الأف�ضل بعد �إن تتما�سك �أ�ضالعها
�أ�أنا �س�أ�صلح �ش�أن هذا الكون ؟!
عبارة ترددها عندما ت�صل �إىل مرحلة الي�أ�س وفقدان الثقة بنف�سك ..
عبارة �سلبية ترددها عندما تنظر �إىل نف�سك نظرة دونية ..
عبارة خطرية ترددها وال تعلم مدى �أثرها على نف�سك ..
�أتدرى ما مفهوم العبارة ؟ �أى �أ�أنت التافه عدمي الفائدة �ست�صلح �ش�أن هذا الكون ؟
�أيعقل �أن تخاطب نف�سك �أيها اللبيب بهذه الكلمات ؟! �أيعقل �أن تتهم نف�سك وتقلل من �ش�أنها بذلك ال�شكل
؟!
�أخى �أنا �أعلم �أنك ال تق�صد وال تريد �أبدا ً �أن تخاطب نف�سك بتلك الكلمات ولكن وقوفك على بوابة الي�أ�س
هو ما يجرك �إىل ذلك ،فعليك �أن تنتبه و�أن ال جتعل بوابة الي�أ�س حمطة ت�سكن فيها لفرتات بل اجعل بوابة
الي�أ�س طريق تعرب منه للنجاح فقط ،ف�أنت �إن�سان عظيم لك من القدرات واملهارات ما ال ميلكها �أى كائن
غريك حباك اهلل مبواهب فا�ستغلها طوال م�شوارك فى هذه الدنيا وتذكر دائما ً من �أنت ..؟ �أنت �أف�ضل
خملوق عند اهلل .
انتبه ( احلياة لي�ست لإيجاد نف�سك ،و�إمنا لتكوين نف�سك ..جورج باتون ) �إذا ً �أنت موجود وال مفر من ذلك
وما عليك الآن �إال �أن تعطى نف�سك الثقة والقوة والطموح وغريها الكثري لتكونها بطريقة �سليمة .
ابد�أ الآن وقل �أنا �س�أ�صلح �ش�أن العامل ف�أنا ىل دورمثل غريى ،و�س�أبذل ما لدى فقط عليك يا�أخى �أن حتدد
من �أين �ستبد�أ ؟ وما هى وجهتك ؟ .
و�إياك يا�أخى �أن تقلل نف�سك �أمام الآخرين �أتدرى ملا ؟! لأن الإن�سان بطبعه ال يرحم فقد ُيذكرك ب�ضعفك
فى كل حلظة وقد يت�صيد حلظات �سعادتك فيذكرك ب�ضعفك ليغريها �إىل حلظة اكتئاب بعد �أن كانت
حلظة من حلظات �سعادتك .
و�أخريا ً ..تذكر دائما ً و�أبدا ً �أن لك دور فى الكون الف�سيح قد تخمده �أنت ب�إحباطاتك �أو قد يخمده غريك
بنظرته ال�سلبية فاحذر الأمرين .
تـأمــــالت
بقلم � :إ�سالم �سليمان
• احر�ص على �أن توازن بني عقلك وقلبك ..لكى حتظى بال�سالم والقوة واحلكمة .
• ال ت�سمح للإيقاع ال�سريع للحياة � ..أن ي�ؤثر على الأ�سا�س القوى والهادىء ل�سالمتك وقوتك الداخليني .
• ركز على اخلطوات الإيجابية التى تتخذها ..لكى تتغلب على م�شاكلك ..بدال ً من النواحى ال�سلبية
للم�شاكل ذاتها .
• عندما تغرق فى م�شاكلك ..تذكر �أن البذور تنمو فى الظالم قبل اخلروج للحياة .
• ال جتعل جناحك يتوقف على ف�شل الآخرين ..بل متنى بكل �صدق و�إخال�ص النجاح الباهر وال�سعادة
للجميع .
• عندما تكون �سعيدا ً ت�صبح �أكرث �إلهاما ً ..وجتد نف�سك مدفوعا ً نحو تقدمي م�ساهامات �أعظم و�أعظم
�إىل الدنيا .
• انظر �إىل نف�سك على �أنك �شخ�ص عظيم ..ف�أحالمك �أحالم عظيمة ..وقلبك يفي�ض باحلب .
•ال تنظر للم�شاكل على �أنها معوقات بالغة ينبغى جتنبها ..بل على �أنها جزاء من احلياة يتعني عليك املرور
بها .
• ال حتيا حياتك كما لو كانت �ستتكرر مرة �أخرى ..بل �أنظر �إليها على �أنك حتياها مرة واحدة فقط .
• تتمثل خطواتك ال�صغرية لتحقيق النجاح فى تعاملك مع ال�صعاب ب�سماحة نف�س ..وعدم اهتمامك ب�صغائر
الأمور ..والنظر �إىل كافة الأمور من منظور �شامل ..والتعامل مع الآخرين بتلطف .