تعريف القانون الدستوري إن دراسة العلم الدستوري تعود إلى النصف الول من القرن التاسع عشر حيث كان اليطاليون أول من ادخل دراسته في معاهدهم ثم انتقل إلى فرنسا سنة . 1834 و نجد أن هذا المصطلح مكون من كلمتين :أول القانون و الذي هو مجموعة القواعد القانونية العامة و المجردة المرة و المكملة و الملزمة .فالقانون ليس مجرد تقنين للعلقات الجتماعية السائدة في الدولة و ضابط للسلوك النساني ، فهو في نفس الوقت وسيلة لتطوير هذه العلقات باتجاه إيديولوجي معين ، فالقانون هو عمل سياسي يعبر عن مصالح الفئات الجتماعية السائدة في الدولة .و يقسم الفقهاء القانون إلى قسمين خاص و هو ينظم العلقات بين الفراد كالقانون التجاري و المدني ،وهو القدم و القانون العام الذي ينظم العلقات بين الدولة و الفراد سواء كانوا مواطنين أو أجانب كالقانون الدستوري و الداري و الدولي ،وهو الحدث .نظرا لن القانون العام يفترض وجود دولة دستورية ،وبالتالي ل يمكن أن يتطور في دولة استبدادية . أما كلمة دستور في اللغة الفرنسية تعني التأسيس أو التكوين établissementأو ، institutionونجد أن كلمة دستور ليست كلمة عربية الصل فهي كلمة فارسية تعني الدفتر أو السجل الذي تجمع فيه قوانين الملك و ضوابطه ،و بذلك فإن الكلمة تستخدم للدللة على القواعد الساسية التي يقوم عليها تنظيم من التنظيمات ابتداء من السرة و الجمعية و النقابة و انتهاء بالدستور العام للدولة . يمكن لنا أن نقول أن القانون الدستوري هو أكثر فروع القانون العام حداثة لنه أكثر تعبيرا عن مفاهيم الديمقراطية و الحرية و المساواة من غيره من القوانين ،ولذلك فإن عمر القانون الدستوري ل يتجاوز مائتي سنة و هو يعود إلى الثورتين المريكية و الفرنسية . و بالتالي يمكننا أن نعرف القانون الدستوري بأنه ذلك الفرع من القانون الذي يحدد القواعد القانونية المتعلقة ببنية الدولة و طريقة ممارسة السلطة السياسية .و بالتالي فهو يشمل كل ما يتصل بالدولة في أساسها و تكوينها و شكلها ،فكل ما يتعلق بوجود الدولة و مقوماتها و عناصر تكوينها و طرق ممارسة السلطة فيها يندرج تحت مفهوم القانون الدستوري .
الفرق بين القانون الدستوري و علم السياسة
هما علمان متكاملن و إن اختلفا في موضوعهما ،موضوع علم السياسة هو دراسة الظواهر السياسية مستقلة عن القواعد القانونية المنظمة لها ،ففي النتخابات مثل يهتم القانون الدستوري بدراسة مختلف جوانب التشريع النتخابي ،بينما يهدف علم السياسة إلى معرفة العوامل المؤثرة في سلوك الناخبين .و يمكن لنا أن نعرف علم السياسة بأنه العلم الذي يدرس الظواهر السياسية المتعلقة بممارسة السلطة بهدف معرفتها و دون الحكم عليها من منطلق عقائدي .و هذا التكامل بين القانونين ناتج عن ضرورة علم السياسة من اجل دراسة النظم الدستورية و معرفة خصائصها . المعيار الشكلي للقانون الدستوري يقصد بالقانون الدستوري طبقا للمعيار الشكلي القواعد التي تتضمنها الوثيقة المعروفة باسم الدستور ،وبالتالي فأي وثيقة تخرج عن إطار الدستور تعتبر غير دستورية ،غير أن هذا المعيار منتقد في أن هناك بعض الدول كانجلترا لها دستور غير مكتوب أي عرفي ،إضافة إلى أن الدستور في بعض الحيان يتضمن قواعد ليست ذات طبيعة دستورية .مثل المادة 54من الدستور الجزائري " الرعاية الصحية حق للمواطنين. ".... المعيار الموضوعي للقانون الدستوري يعتمد هذا المعيار على الموضوع أو المضمون بصرف النظر عن الشكل .و بناءا عليه يتضمن القانون الدستوري جميع القواعد التي لها طبيعة دستورية أيا كان مصدرها سواء تضمنتها الوثيقة الدستورية أو نظمت بقوانين عادية . غاية القانون الدستوري إن غاية القانون الدستوري هي تحقيق تعايش سلمي بين السلطة و الحرية ،فالسلطة هي ظاهرة اجتماعية ضرورية لحفظ النظام الجتماعي ،و الحرية هي حاجة دائمة و متجددة عند النسان بهدف النعتاق من قيود الحكم . و نجد أن الحاجة إلى السلطة و الحرية هي من ثوابت كل تنظيم اجتماعي في أي زمان أو مكان .و مسألة التوفيق بين السلطة و الحرية هي نسبية ناتجة عن عدة عوامل كالتاريخية مثل أي تطور العادات و الفكار و العلوم و العامل الخلقي الفلسفي أي مجموعة القيم و المفاهيم السياسية .و كل نظام سياسي يدعي انه يعطي الحل المثل في التوفيق بين السلطة و الحرية حتى النظم الستبدادية ل تستطيع نظريا تجاهل هذا الموضوع نظرا لما للحرية من قدسية في نفوس المواطنين .و نجد أن وسائل الحكم التي أوجدها القانون الدستوري ليست سوى محاولت لتحقيق المصالحة بين السلطة و الحرية ،تختلف باختلف اليديولوجيات القائمة مصادر القانون ألدستوري أول -ألعرف يقصد به تكرار ألعمل في موضوع دستوري معين بحيث يكتسب هذا ألتكرار صفة اللزام .ول يتحقق ذلك أل من خلل شرطين: _1ركن مادي: ويقصد به ألتصرفات والتطبيقات ألعملية ألصادرة من أحدى ألهيئات ألحاكمة. وقد يكون هذا ألتصرف تشريعيا أو عمل أداريا أو مجرد تصرف مادي يصدر من هيئة حكومية ترقى إلى مرتبة أللتزام ألدستوري .ول تنشأ ألقاعدة ألعرفية أل بالتكرار. -2ألركن ألمعنوي أن يتنامى شعور بوجوب أللتزام بالقاعدة ألدستورية ألعرفية وعدم جواز ألخروج عليها بحيث يكون للقاعدة ألعرفية جزاء سواء لدى ألرأي ألعام أو ألهيئات ألحاكمة على حد سواء. ثانيا_ ألدين اختلفت الديان في مدى علقتها في بناء ألنظام ألقانوني للدولة كأحد مصادر ألتشريع ومنها ألدستور .فقد يقتصر دور ألدين في ألمسائل ألعقائدية والخلقية دون ألتطرق إلى ألمعاملت .أو أن يكون دوره شامل في ألعقيدة وشؤون ألحياة من معاملت. ويعد السلم دين عبادات ومعاملت ,وتباينت ألدول ذات ألهوية السلمية في اعتماد ألشريعة السلمية كمصدر للتشريع ,البعض أعتمدها كدستور للدولة )دولة أسلمية( وهناك دول اعتبرتها المصدر الرئيسي للتشريع وأخرى أحد مصادر التشريع. ثالثا_ ألتشريع يقصد به ما يصدر من وثيقة دستورية عن ألمشرع ألدستوري أو ألجمعية ألتأسيسية .وفي هذا ألمجال يستعين ألمشرع ألدستوري بالمصادر ألخرى كالعرف والدين في تأسيس قواعد دستورية .