You are on page 1of 29

‫الدكتور براء منذر كمال‬

‫كلية القانون –جامعة تكريت‬

‫آلمقـــــــــدمة‬
‫أول ً ـ أهمية البحث‬
‫من كينونات النسان ـ أيًا كان ـ الخطأ والنسيان ‪ ،‬فسبحان من ل يخطأ ‪.‬‬
‫خّلة من خلل البشر ‪،‬‬ ‫والقضاة بشر شأنهم في ذلك شأن الغير طالما أن الخطأ ِ‬
‫غير أن خطأ القضاة في تطبيقهم لقانون العقوبات أو في مقدار العقوبة هو أقل‬
‫من الخطأ في الجراءات الجنائية عندما يترتب على الخطأ في تطبيقها عقاب‬
‫البريء أو براءة المذنب ‪ .‬ثم إن المرء إذا استطاع أن ينأى بنفسه عن كل فعل‬
‫أو امتناع مخالف للقانون فأنه ل يستطيع أن يضمن لنفسه عدم التعرض للتهام‬
‫الباطل وكثيرًا ما يحصل ذلك في الحياة العملية ‪ ،‬لذلك قيل أن ) قانون العقوبات‬
‫سـلح يهدد الشرار ‪ ،‬وأصول المحاكمات حرزٌ لذوي الشرف (‪،‬من هنا تبدو‬
‫أهمية البحث في موضوعات قانون أصول المحاكمات الجزائية عموماً ‪.‬‬
‫عدْ قرار‬‫من جانب آخر نجد أن البعض من قضاة التحقيق قد دأب إلى َ‬
‫الحالة ُمجرد نموذج شكلي يتضمن معلومات أولية تخص الدعوى ‪ ،‬فتركوا‬
‫مهمة ملئه بالمعلومات إلى المحقق العدلي أو المعاون القضائي ‪ ،‬بل هناك من‬
‫ترك هذِه المهمة إلى الَكَتبة من الموظفين أو منتسبي الشرطة المنسبين للعمل في‬
‫محاكم التحقيق ‪ .‬هذا العتماد أدى إلى إرباك العمل القضائي بسبب نقض الكم‬
‫الهائل من قرارات الحالة ‪ ،‬سواء تّم النقض من محاكم الجنايات أو محاكم‬
‫الحداث أو المحاكم الجنائية المركزية بصفتها التمييزية أو من محكمة التمييز‬
‫التحادية ‪ .‬وبل شك فان لهذا العتماد مردوداته السلبية على مجمل العملية‬
‫القضائية ‪ ،‬من ذلك التأخير في حسم الدعاوي ‪ ،‬ومن شأن هذا التأخير بقاء‬
‫الكثير من المتهمين موقوفين لفترة طويلة رغم أن الدلة ضدهم ضعيفة‬
‫واحتمالت الفراج عنهم أكثر بكثير من احتمالت الدانة‪،‬وهو أمر من شأنه‬
‫الضرار بسير العدالة يتحمل وزره قاضي التحقيق بالدرجة الساس‪.‬ومنها‬
‫إضاعة الجهد والوقت على القضاء في إصدار قرارات بالنقض رغم أن هذِه‬
‫القرارات التي تخص قرار الحالة أصبحت كثيرة‪،‬مما يتعين على قضاة التحقيق‬
‫اللمام بها لكونها من بديهيات التحقيق ‪ .‬لذلك أيضًا آثرنا اختيار هذا الموضوع‬
‫عنوانًا للبحث لللمام بأساسياته وجزئياته إلمامًا ُيعين قاضي التحقيق على أداء‬
‫مهامه بيسر ‪.‬‬
‫ومن جانب ثان ‪ ،‬فأن مكافحة الجريمة تكون عن طريق السراع في‬
‫إجراءات التحقيق ـ ومن ُثّم في إجراءات المحاكمة ـ غير أن السراع الذي نعنيه‬
‫ل يعني التسرع غير المبرر‪،‬فالأمر المهم دائمًا هو تحقيق العدل والتيقن من‬
‫ل ‪ .‬وبما أن قرار الحالة هو قرار فاصل في‬ ‫توقيع العقاب على مستحقيه فع ً‬
‫الدعوى بموجبه يتم نقل الدعوى من مرحلة التحقيق إلى مرحلة المحاكمة‪ ،‬لذا‬
‫ينبغي السراع بل تسرع في اتخاذ هذا القرار ‪ ،‬فباتخاذه ترفع يد قاضي التحقيق‬
‫عن اتخاذ أي إجراء وإن كان ضروريًا لمتطلبات العدالة ‪ ...‬من هنا أيضًا يبدو‬
‫لنا واضحًا أهمية قرار الحالة وضرورة دراسته دراسة تحليلية متأنية‬
‫للنصوص ‪ ،‬ومن خلل معاينة التطبيقات القضائية ذات الصلة ‪ ،‬للتوصل من‬
‫خللها إلى آراء قانونية من شأنها تحقيق المصلحة العليا للمجتمع أل وهي‬
‫إشاعة العدالة في ربوعه ‪.‬‬
‫ومن جانب آخر ‪ ،‬وعندما ينتهي التحقيق بانتهاء إجراءاته المطلوبة من‬
‫استجواب للمتهم إلى سماع الشهود وانتداب للخبراء وضبط للشياء‬
‫والسلحة ‪ . . .‬الخ ‪ ،‬فأن قاضي التحقيق يقرر إحالة المتهم إلى المحكمة‬
‫المختصة عبر الدعاء العام على أمل أن يقوم الخير بدراسة وتدقيق إضبارة‬
‫الدعوى للوقوف على مواقع القصور إن وجدت في تلك الجراءات‪،‬لذلك نرى‬
‫ومن خلل كثرة قرارات النقض لقرارات الحالة أن القصور يتحمله ركنا‬
‫العدالة الساسيين وهما قضاة التحقيق والدعاء العام ‪ ،‬ومن هنا تبدو كذلك‬
‫أهمية دراسة موضوع قرار الحالة نظريًا وتطبيقياً من أجل تقديم ما يمكن‬
‫تقديمه من مقترحات وآراء بهذا الصدد‪،‬ولهذا السبب أخترنا أسلوب التعليق على‬
‫القرار ‪ ،‬وأخترنا قرارًا تمييزيًا هو القرار ‪ /4343‬الهيئة الجزائية ‪2006 /‬‬
‫الصادر من محكمة التمييز التحادية بتأريخ ‪ ، 31/7/2006‬من أجل إضفاء‬
‫الطابع العملي على الدراسة ‪.‬‬

‫ثانيا ً ـ تقسيم البحث‬


‫وبما أن التعليق على القرار التمييزي ل يجدي نفعاً إن لم نقف على‬
‫الحكام العامة المتعلقة بقرار الحالة ‪ ،‬مع عرض سريع لمضمون القرار‬
‫التمييزي ‪ ،‬ومن أجل الحاطة التامة بمفردات الموضوع وفرعياته فقد ارتأينا‬
‫تقسيم البحث إلى مبحثين وكالتي‪:‬‬
‫المبحث الول‪-‬الحكام العامة المتعلقة بقرار الحالة‪.‬‬
‫لمطلب الول‪-‬قواعد الحالة‬
‫المطلب الثاني‪ -‬بيانات قرار الحالة‬
‫المبحث الثاني‪-‬مباديء ومضمون قرار الحالة‬
‫المطلب الول‪-‬عرض مضمون القرار التمييزي‬
‫المطلب الثاني‪ -‬التعليق على القرار التمييزي‬
‫أما الخاتمة فستتضمن أهم الراء والمقترحات ‪ ،‬وال الموفق منه أستمد‬
‫ل وآخرًا‬
‫العون ‪ ،‬وله الحمد أو ً‬
‫الباح‬
‫ث‬
‫المبحث الول‬
‫الحكام العامة المتعلقة‬
‫بقرار الحالة‬
‫ل ‪ ،‬وأنها‬
‫إذا تبين من مجمل إجراءات التحقيق أن الجريمة قد وقعت فع ً‬
‫قائمة قانونًا ‪ ،‬وأن الدلة على ارتكاب المتهم لها أو الظن بارتكابها بأدلة وإن‬
‫كانت ضعيفة لكنها متوفرة وكافية للحالة ‪ ،‬فيجب على قاضي التحقيق أن يتخذ‬
‫قرار بإحالة المتهم على المحكمة الجزائية المختصة والقرار بالحالة يخضع‬
‫لقواعد قانونية محددة‪ ،‬كما أن نموذج قرار الحالة يتضمن بيانات محددة‪،‬‬
‫وللحاطة بتلك القواعد والبيانات أرتأينا دراستها في مطلبين على التوالي‪:‬‬

‫المطلب الول‬
‫قواعــد الحــالة‬
‫القرار بإحالة المتهم يختلف باختلف طبيعة الجريمة كونها مخالفة أو‬
‫ث خص المشرع بعض‬ ‫جنحة أو جناية‪ ،‬كما يختلف باختلف نوع الجريمة حي ُ‬
‫المحاكم للنظر في جرائم محددة ‪.‬يضاف إلى ما تقدم فإن لقرار الحالة في حالة‬
‫تعدد الجرائم قواعده الخاصة‪.‬وكذلك يختلف بحسب عمر المتهم وما إذا كان‬
‫بالغًا سن الرشد أم حدث‪.‬وسنتولى دراسة قواعد الحالة بحسب طبيعة الجريمة‬
‫ونوعها وعمر المتهم وتعدد الجرائم في فقرات أربع على التوالي‪.‬‬
‫أول ً ـ قواعد الحالة بحسب طبيعة الجريمة‬
‫‪ 1‬ـ الحالة في جرائم المخالفات ‪.‬‬
‫الجرائم بحسب طبيعتها تتدرج في الجسامة وهي المخالفات والجنح‬
‫والجنايات ‪ .‬فإذا تبين أن الجريمة مخالفة فيجب التفريق بين حالتين ‪:‬‬
‫الحالة الولى ـ إذا كانت المخالفة لم يقع فيها طلباً بالتعويض أو بطلب‬
‫رد المال ‪ ،‬وفي هذِه الحالة يجب على قاضي التحقيق أن يفصل فورًا فيها ‪ ،‬فل‬
‫داعي إذًا لصدور قرار بالحالة‪،‬ولهذا النظام مزاياه فبموجبه نتفادى البطء في‬
‫الجراءات وبل مسوغ ‪ (1)،‬غير أنه ل يجوز له أن يأمر بتنفيذ الحكم الصادر‬
‫بالحبس إل بعد اكتسابه درجة البتات وذلك استنادًا لنص الفقرة )د( من المادة )‬
‫‪ (134‬من الصول الجزائية ‪ .‬وبتقديرنا فأن لهذا التجاه ما يسوغه قانونًا‬
‫فضئآلة خطورة الجريمة ل تستدعي أبدًا الإسراع في تنفيذ حكم بسيط بالحبس ما‬
‫)( د‪ .‬محمد ظاهر معروف ـ المبادئ الولية في أصول الجراءات الجنائية ـ ج ‪ 1‬ـ دار الطبع‬ ‫‪1‬‬

‫والنشر الهلية ـ بغداد ـ ‪ 1972‬ـ ص ‪.129‬‬


‫لم يكتسب القرار الصادر به الدرجة القطعية ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ـ إذا كانت المخالفة قد وقع بشأنها طلباً بالتعويض أو برد‬
‫المـال ‪،‬‬
‫وعلى هذِه الحالة تنص المادة )‪ (134‬بفقرتيها )ب( و )ج( من‬
‫الصول الجزائية على ما يأتي ‪ )) :‬ب ـ ُيحال المتهم في مخالفة على محكمة‬
‫الجنح بقرار من القاضي أو أمر من المحقق بدعوى موجزة ‪ .‬ج ـ يجب‬
‫تدوين إفادة المتهم قبل صدور القرار بالحالة بمقتضى الفقرة )ب( ‪ ،‬كما‬
‫يجب إجراء التحقيق في المخالفة إذا قرر القاضي ذلك (( ‪ .‬ويعني هذا النص أن‬
‫التحقيق في المخالفات من الممكن أن يقتصر على تدوين إفادة المتهم ‪ ،‬لكن‬
‫وبقرار من قاضي التحقيق من الممكن اتخاذ الجراءات التحقيقية كافة ‪ ،‬والذي‬
‫عليه العمل في الغالب هو أن قاضي التحقيق ل يكتفي بإحالة المتهم على‬
‫المحكمة المختصة بعد تدوين إفادة المتهم فقط ‪ ،‬إنما يطلب من المحقق إجراء‬
‫التحقيق معه قبل الحالة ‪ ،‬وسبب ذلك أن الدلة قد ل تكون واضحة ‪ ،‬وأن‬
‫ظروف المخالفة قد تكون غامضة ‪ ،‬لذلك فالقاعدة أن الحالة في جرائم‬
‫المخالفات تتم بدون تحقيق كامل إذ قد يكتفى بتدويين أقوال المتهم ‪ ،‬إل أنه يجوز‬
‫)‪(1‬‬
‫إجراء التحقيق فيها استثناء ‪.‬‬
‫غير أن ما نأخذه على نص الفقرة )ب( من المادة )‪ (134‬آنفة الذكر هو‬
‫إعطاء صلحية إحالة المخالفة للمحقق بأمٍر منه ‪ .‬فبعد أن ازدادت محاكم‬
‫التحقيق وتوزعت في المناطق كافة ‪ ،‬في الوقت الذي ازداد فيه من يمارس عمل‬
‫المحقق رغم عدم توافر المؤهلت المطلوبة للتحقيق فيهم ـ وبخاصة من ضباط‬
‫الشرطة ممن هم من غير خريجي كلية الشرطة ـ لهذه السباب نرى ضرورة‬
‫تعديل النص‪،‬بحذف عبارة ) أو أمر من المحقق ( من الفقرة المذكورة‪،‬وبهذا‬
‫التعديل نضمن عدم صدور أمر بالحالة من المحقق والقتصار باتخاذه على‬
‫قضاة التحقيق ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الحالة في جرائم الجنح‬
‫ن لقاضي التحقيق أن الفعل المرتكب ُيَكّيف على أنه جنحة ‪،‬‬ ‫إذا تبّي َ‬
‫فيصدر قراره بإحالة المتهم على محكمة الجنح طبقاً لنص المادة )‪/134‬أ( من‬
‫جنحة على محكمة الجنح ‪،‬‬ ‫الصول الجزائية ونصها ‪ . . . )) :‬وُيحال المتهم في ُ‬
‫بدعوى غير موجزة إن كان ُمعاقبًا عليها بالحبس مدة تزيد على ثلث سنوات ‪،‬‬
‫وبدعوى موجزة أو غير موجزة في الحوال الخرى (( ‪ .‬ويتضح من النص أن‬
‫قرار الحالة يختلف باختلف العقوبة المقررة لجريمة الجنحة ‪ ،‬فأن كانت‬
‫العقوبة هي الحبس ُمدة تزيُد على ثلث سنوات فيجب إحالتها بدعوى غير‬
‫)( د‪ .‬صالح عبد الزهرة الحسون ـ الموسوعة القضائية‪-‬دار الرائد العربي‪-‬بيروت بل سنة طبع ـ‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ 631‬ـ ‪.632‬‬
‫موجزة ‪ ،‬أما إذا كانت عقوبتها الحبس مدة ثلث سنوات فأقل فيجوز إحالتها‬
‫بدعوى موجزة أو غير موجزة ‪ ،‬وأمر تقدير إحالتها بصورة موجزة أو غير‬
‫موجزة متروك لقاضي التحقيق وذلك بحسب تقديره لخطورة الجنحة المرتكبة ‪.‬‬
‫)‪ (1‬غير أننا ل نرى ما يسوغ هذِه التفرقة ‪ ،‬ونقترح أن ُيصار إلى إحالة‬
‫المتهمين في المخالفات بدعوى موجزة ‪ ،‬وإحالة المتهمين في الجنح عمومًا‬
‫بدعوى غير موجزة وذلك لسببين ‪:‬‬
‫الول ـ لن محكمة الجنح غير ُملزمة بالتكييف القانوني الذي أسبغه‬
‫قاضي التحقيق على الواقعة ‪ ،‬فقد تذهب محكمة الجنح إلى تكييفها وفقًا لنص‬
‫آخر ُيعاقب بالحبس مدة أكثر من ثلث سنوات ‪.‬‬
‫الثاني ـ ولأن الحالة بدعوى غير موجزة تلزم قاضي التحقيق باتخاذ‬
‫الجراءات التحقيقية كاملة وفي ذلك ضمان أكبر للمتهم ولمتطلبات العدالة‬
‫معًا‪.‬وِلهذِه السباب نقترح تعديل نص الفقرة)أ(من المادة )‪(134‬آنفة الذكر‬
‫وجعـلها بالشكل التي‪ُ)) :‬يحال المتهم في جناية على محكمة الجنايات ‪،‬‬
‫وُيحال المتهم في جنحة على محكمة الجنح ‪ ،‬بدعوى غير موجزة (( ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الحالة في جرائم الجنايات‬
‫إذا تبين لقاضي التحقيق أن الجريمة جناية ‪ ،‬ففي مثل هذه الحالة‬
‫يتوجب عليه أن يقرر إحالة المتهم بدعوى غير موجزة على محكمة الجنايات‬
‫التي من اختصاصها النظر في مثل هذِه الجرائم ‪ ،‬وذلك بعد أن ينتهي من اتخاذ‬
‫كافة الجراءات التي يتطلبها التحقيق في الجناية المرتكبة وذلك استنادًا لنص‬
‫المادة )‪/134‬أ( من الصول الجزائية ونصها ‪ )) :‬أ‪ُ-‬يحال المتهم على محكمة‬
‫الجنايات بدعوى غير موجزة ‪. (( .....‬‬
‫وجدير بالذكر أن التكييف القانوني للواقعة يخضع لسلطة قاضي التحقيق‬
‫خلل مرحلة التحقيق ولحين إصدار قراره بالحالة ‪ ،‬فله أن ُيقِرر التكييف الذي‬
‫يراه ُمنسجمًا مع الوقائع والدلة المتحصلة وفق التكـييف النسب بحسب رأيه‬
‫في نهاية التحقيق ‪ (2)،‬وعلى سبيل المثال له أن َيعْدِل عن تكييفه للواقعة من‬
‫سرقة إلى خيانة المانة أو العكس ‪ ،‬أو عن تكييف الواقعة من قتل خطأ وفق‬
‫المادة ‪ 411‬عقوبات إلى المادة ‪ 405‬منه وهكذا ‪ .‬كذلك فأن التكييف الذي أسبغه‬
‫على الواقعة‪-‬في قرار الحالة غير ُملِزم لمحكمة الموضوع ‪ ،‬فلمحـكمة‬
‫الموضوع أن ُتسِبغ على الواقعة التكييف الذي تراه ُمناسباً ‪.‬‬
‫غير أن ما يجدر التنويه إليه أن الخطأ في التكييف القانوني الذي يقرره‬
‫)( د‪ .‬سامي النصراوي ـ دراسة في أصول المحاكمات الجزائية ـ ج ‪2‬ـ مطبعة دار السلم ـ بغداد ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1976‬ـ ص ‪. 82‬‬
‫)( جمـعة سعدون الربيعي ـ الدعوى الجزائية وتطبـيقاتها القضائية ـ مطبـعة الجاحظ ـ بغداد ـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 1990‬ـ ص ‪. 58‬‬
‫قاضي التحقيق ويضعه في قرار الحالة قد يتسبب في إحالة الدعوى إلى محكمة‬
‫غير مختصة ‪ ،‬كأن ُتحال دعوى الجنحة إلى محكمة الجنايات‪،‬أو أن ُتحال‬
‫دعوى الجنايات إلى محكمة الجنح ‪ ،‬هذِه المسألة تـمت معالجتها في المادة )‬
‫‪ (139‬من قانون أصـول المحاكمات الجزائية بقـولها ‪ )) :‬أ ـ إذا تراءى لمحكمة‬
‫الجنح بعد إجراءها التحقيق القضائي أو المحاكمة في الدعاوي المحالة بصورة‬
‫غير موجزة أو قبل ذلك بناًء على تدقيقها الوراق أن الفصل في الدعوى‬
‫الجزائية يخرج من اختصاصها ويدخل في اختصاص محكمة الجنايات فتقرر‬
‫إحالة المتهم عليها‪،‬وإذا وجدت محكمة الجنايات أن الفصل في الدعوى داخل في‬
‫اختصاص محكمة الجنح فلها أن تفصل فيها أو تعيدها إلى محكمة الجنح ‪.‬‬
‫ب ـ إذا وجدت محكمة الجنايات أن الفـصل في الدعوى المحالة علـيها‬
‫من‬
‫قاضي التحقيق داخل في اختصاص محكمة الجنح ‪ ،‬فلـها أن‬
‫تفصل فيها أو تحيل المتهم على محكمة الجنح ‪.‬‬
‫ج ـ يكون قرار محكمة الجنايات بالحالة أو العادة واجب التباع (( ‪.‬‬
‫وواضح من مضمون النص أنه يقرر قاعدة مستقرة هو أن من يملك‬
‫الكثر يملك القل وليس العكس ‪ ،‬لذلك فمحكمة الجنايات بإمكانها النظر في‬
‫دعاوي الجنح إذا ما رأت أن الدعوى المحالة عليها بصفة جناية من الممكن‬
‫ل كجنحة ‪.‬‬
‫تكييفها قانونًا وعد ً‬

‫ثانيا ً ـ قواعد الحالة بحسب نوع الجريمة‬


‫صها المشرع‬ ‫تتميز أنواع من الجرائم بخطورة خاصة ‪ ،‬لذلك خ ّ‬
‫بمحاكم تختص بنظر تلك الجرائم فقط‪،‬فهي إذًا محاكم مختصة بذاك النوع من‬
‫الجرائم ‪ .‬من جانب آخر فأن هذِه المحاكم المختصة تخضع كافة قراراتها‬
‫وأحكامها للطعن التمييزي ‪ ،‬شأنها في ذلك شأن القرارات والحكام الصادرة من‬
‫محاكم الجنايات ‪ ،‬لذلك فهي ليست محاكم خاصة كالتي كانت موجودة إبان‬
‫النظام السابق بل هي محاكم مختصة بأنواع معينة من الجرائم‪.‬من ذلك القضايا‬
‫الخاصة بجرائم الرهاب والمنصوص عليها في قانون مكافحة الرهاب رقم )‬
‫ص بنظرها المحاكم الجنائية المركزية التي‬‫ث تخت ُ‬‫‪ (13‬لسنة ‪،(1) 2005‬حي ُ‬
‫استحدثت ابتداًء بالمر رقم )‪ (13‬لسنة ‪ (2) . 2004‬وبناًء عليه ُيلَزْم ُقضاة‬
‫التحقيق بإحالة هذِه القضايا إلى المحاكم وحسب وليتها المكانية حصرًا ‪ .‬فإذا ما‬
‫خالف قاضي التحقيق ذلك كان قراره معيبًا وموجبًا للنقض ‪ ،‬وعلى هذا المنوال‬
‫تتجه محاكم الجنايات بصفتها التمييزية في قراراتها ‪ .‬من ذلك قرار لمحكمة‬
‫)( منشور بالوقائع العراقية ـ العدد ‪ 4009‬في ‪ 9‬تشرين ثاني ‪.2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( منشور بالوقائع العراقية ـ العدد ‪ 3983‬في حزيران ‪.2004‬‬ ‫‪2‬‬


‫جنايات صلح الدين بصفتها التمييزية جاء فيه ‪ )) :‬لدى التدقيق والمداولة وجد‬
‫ما يستوجب التدخل التمييزي المباشر بقرار الحالة ونقضه ‪ ،‬وذلك لن جريمة‬
‫الخطف مشمولة بالقانون رقم ‪ 13‬لسنة ‪ 2005‬المادة الثانية الفقرة الثامنة والنافذ‬
‫بتأريخ ‪ . 2005 / 9/11‬وبذلك تكون هذِه المحكمة غير مختصة بنظر هذِه‬
‫الدعوى ‪ ،‬ولذا قرر التدخل التمييزي المباشر بقرار الحالة أعله ونقضه ‪،‬‬
‫وإعادة الضبارة إلى محكمتها بغية إحالتها إلى المحكمة المختصة ‪ .‬وصدر‬
‫القرار بالتفاق استنادًا للمادة ‪265‬الصولية في ‪.(1)(( 4/9/2006‬‬
‫غير أن ما ينبغي الشارة إليه هو أن الجرائم المنصوص عليها في قانون‬
‫مكافحة الرهاب ل تختلف عن بقية الجرائم الخطرة والتي قرر لها المشرع‬
‫ث تختص‬ ‫عقوبة العدام أو السجن المؤبد أو المؤقت في قانون العقوبات ‪ ،‬حي ُ‬
‫بنظر الجرائم الخيرة محاكم الجنايات ‪ .‬وبما أن جرائم الرهاب ـ شأنها في ذلك‬
‫شأن الجرائم الخرى ـ تخضع القرارات والحكام الصادرة بشأنها إلى الطعن‬
‫ث أن الدعاوي ـ من خلل العمل ـ المحالة على هذِه المحاكم في‬ ‫التمييزي ‪ ،‬وحي ُ‬
‫مراكز المحافظات ليست من الكثرة لكي تستوجب تشكيل محاكم مختصة بها ‪،‬‬
‫وبما أن القضاة الذين ينظرون هذِه القضايا هم في الغالب ذات القضاة الذين‬
‫ث أن تنسيب الهيئة‬‫ينظرون القضايا المحالة على محاكم الجنايات ‪ ،‬وحي ُ‬
‫القضائية وكادرها إلى المحاكم الجنائية المركزية وتحت هذا العنوان قد‬
‫يعرضهم للخطر بسبب الظروف المنية الراهنة ‪ ،‬لذلك كله نقترح إعادة النظر‬
‫في تشكيل هذه المحاكم في مراكز المحافظات وإعطاء صلحية النظر في هذِه‬
‫الدعاوي إلى محاكم الجنايات في المحافظات ‪ ،‬وقصرها على العاصمة بغداد‬
‫بسبب وجود ثلث محاكم جنايات مركزية فيها مما يعني كثرة الدعاوى المحالة‬
‫عليها ‪ .‬وبهذا المقترح نضمن تحقيق أمرين ‪ :‬الول ـ اطمئنان القضاة في عملهم‬
‫ومهما كان نوع الجريمة وسواء نص عليها في قانون العقوبات أم في قانون‬
‫مكافحة الرهاب ‪ .‬والثاني ـ عدم وقوع قضاة التحقيق في الخطأ عند اتخاذهم‬
‫ث ستنحصر قراراتهم بالحالة على محاكم الجنايات فقط‬ ‫قرارًا بالحالة ‪ ،‬حي ُ‬
‫وبذلك نضمن سرعة حسم الدعاوي ‪.‬‬
‫من جانب آخر ‪ ،‬فقد خص المشرع جريمتي الختلس و خيانة المانة‬
‫بمعاملة خاصة وذلك بمقتضى المادة ) ‪/189‬أ ( من قانون أصول المحاكمات‬
‫الجزائية ‪ ،‬فعّدها جريمة واحدة وإن تكرر ارتكابها خلل سنة واحدة ‪ ،‬وأوجب‬
‫بسبب ذلك إحالتها بقرار إحالة واحد ‪ ،‬إذ نصت هذه المادة على أنه ‪ )) :‬أ ـ إذا‬
‫كانت الجريمة المسندة إلى المتهم خيانة المانة أو اختلس الموال العامة ‪،‬‬
‫فيكفي أن يذكر في التهمة جملة المبالغ التي وقعت عليها الجريمة دون ذكر‬
‫تفاصيلها أو تواريخ الستيلء عليها ‪ .‬ب ـ تعتبر الفعال المذكورة الواقعة خلل‬
‫)( القرار رقم ‪/277‬ت‪ 2006/‬في ‪ ) 4/9/2006‬غير منشور ( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫سنة واحدة جريمة واحدة ‪. (( .‬‬
‫وجديٌر بالذكر أن خص هذِه الجرائم بمعاملة متميزة في نظام إحالتها‬
‫واعتبارها جريمة واحدة وإن تعددت‪،‬طالما أنها ارتكبت خلل سنة واحدة ‪ ،‬ليس‬
‫سّوغه الرغبة في كفالة‬ ‫له بنظرنا ما يبرره ‪ ،‬وإن قيل أن هذا التجاه التشريعي ُت َ‬
‫السرعة بحسم هذِه الدعاوي وتحقيق وظيفة الردع العام)‪.(1‬غير أننا نرى أن‬
‫ث سيتمادى من يرتكب‬ ‫وظيفة الردع العام ل تتحقق بهذا التجاه بل العكس ‪ ،‬حي ُ‬
‫الجريمة الولى بارتكاب جرائم أخرى طالما أنه لن ُيحاسب إل عن جريمة‬
‫واحدة خلل السنة الواحدة ‪ ،‬هذا من جهة ‪ .‬ومن جهة ثانية فأن الجمع بين‬
‫ث تمس الجريمة المال العام ‪ ،‬مع جريمة خيانة المانة‬ ‫جريمة الختلس حي ُ‬
‫ث تمس الجريمة المال الخاص ‪ ،‬هو غاية في الغموض ‪ ،‬فليس هناك رابط‬ ‫حي ُ‬
‫بين النوعين من الجرائم‪.‬كما أن الغرابة تكمن أكثر في تقرير معاملة خاصة‬
‫تتميز بالرأفة لمن يحترف الجرام بنوع معين ‪ ،‬ومثال ذلك أن من يرتكب‬
‫جرائم متعددة من جنايات الختلس ولسنة كاملة سوف يعاقب وكأنه مرتكب‬
‫لجريمة واحدة ‪ ،‬وسوف يتساوى في النهاية مع من تورط فأرتكب جريمة‬
‫الختلس لول مرة ولمرة واحدة فقط ‪ .‬وهكذا المر بالنسبة لمن احترف‬
‫جريمة خيانة المانة ‪ ،‬فمن يبقى يتصيد هذا وذاك من الضحايا فيستولي على‬
‫أموالهم ‪ ،‬سوف ُيحاسب ومن ثم ُيعاقب وكأنه مرتكب لجريمة واحدة مهما‬
‫تعددت جرائمه خلل السنة ‪ ،‬وسوف يتساوى في النهاية مع من تورط بارتكاب‬
‫جريمة واحدة من جرائم خيانة المانة ‪ .‬لذلك نرى أن ل مبرر للبقاء على هذا‬
‫النص وبخاصة ما يتعلق منه بجريمة الختلس ‪ ،‬ونرى ضرورة إلغائه أو‬
‫تعديله بجعل ارتكاب الجريمة لمرات متعددة خلل سنة واحدة ظرفًا مشددًا‬
‫للعقوبة ‪ ،‬وبذلك نكفل ضمان الردع العام للعقاب المقرر لهذِه الجرائم ‪.‬‬

‫ثالثا ً ـ قواعد الحالة بمقتضى قانون رعاية الحداث‬


‫وضع قانون رعاية الحداث في أحكامه قواعد خاصة تتعلق بإحالة‬
‫المتهمين الحداث ‪ ،‬وهي تتميز عن تلك المقررة للبالغين من ناحيتين ‪:‬‬
‫الولى ـ من حيث الختصاص ‪ ،‬وفيهـا ينبغي التميـيز بين حالتين أيضًا ‪،‬‬
‫فإذا‬
‫كانت الواقعة جنحة ‪ ،‬أو إذا كانت من حالت التشرد والنحراف‬
‫فالقرار بالحالة يكون على محكمة الحداث‪،‬غير أن قاضي الحداث ) وحده (‬
‫ل بنص المادة ) ‪ ( 56‬من قانون رعاية الحداث‬ ‫هو المختص بنظرها عم ً‬
‫ونصها ‪ )) :‬ينظر قاضي محكمة الحداث في الجنح وقضايا المشردين‬
‫)( د‪ .‬رؤوف عبيد ـ مبادئ الجراءات الجنائية في القانون المصري ـ مطـبعة جامـعة عين شمس‬ ‫‪1‬‬

‫ـ ‪ 1978‬ـ ص ‪. 447‬‬
‫ومنحرفي السلوك و القضايا الخرى التي نص عليها هذا القانون (( ‪ .‬أما‬
‫الحالة الثانية فـهي التي نصت عليها المادة ) ‪ ( 57‬بالقـول ‪ )) :‬ينظر قاضي‬
‫الجنح في الوحدة الدارية التي ل توجد فيها محكمة أحداث في المخالفات‬
‫والجنح المعاقب عليها بالحبس مدة ل تزيد على ثلث سنوات ‪ ،‬ويطبق بشأنها‬
‫أحكام هذا القانون (( ‪ .‬وهذا يعني أن جرائم المخالفات وكذلك جرائم الجنح التي‬
‫ل تزيد عقوبتها عن ثلث سنوات ُتحال على محاكم الجنح في الوحدات الدارية‬
‫التي ل توجد فيها محاكم أحداث ‪ .‬وبما أن محاكم الحداث موجودة في مراكز‬
‫المحافظات فقط ‪ ،‬فهذا يعني أن محاكم الجنح الموجودة في القضية وبعض‬
‫النواحي هي المختصة بنظر تلك الجرائم وعلى قاضي التحقيق أن يقرر إحالتها‬
‫عليها كلما رأى أن العقوبة المقررة قانونًا للجريمة ل تزيد على ثلث سنوات ‪.‬‬
‫أما جرائم الجنايات فهي حصرًا من اختصاص محكمة الحداث بهيئتها المشكلة‬
‫ث تنظر في الجنايات ‪ ،‬وتفصل بصفة تمييزية‬ ‫من الرئيس والعضاء ‪ ،‬حي ُ‬
‫بقرارات قاضي التحقيق ومنها القرار بالحالة ‪.‬‬
‫ث نصت المادة ) ‪ ( 67‬من قانون‬ ‫الثانية ـ من حيث تعدد الجرائم ‪ ،‬حيـ ُ‬
‫رعاية‬
‫الحداث على أنه ‪ )) :‬إذا اتهم حدث بارتكاب أكثر من جريمة‬
‫يضمها باب واحد من قانون العقوبات جازت محاكمته بدعوى واحدة والحكم‬
‫عليه بالتدبير المقرر لكل جريمة والمر بتنفيذ التدبير الشد دون‬
‫سواه (( ‪.‬وتطبيقًا لهذا النص فقد أستقر قضاء محاكم الحداث بصفتها التمييزية‬
‫على نقض قرار الحالة كلما وجد أن المتهم المحال عليها مرتكباً لكثر من‬
‫جريمة يضمها باب واحد من قانون العقوبات من أجل إحالة جميع القضـايا‬
‫بقـرار إحالة واحد ‪ ،‬وكـأن القانون أوجب ذلك رغم أن صياغة النص تقول‬
‫) جازت محاكمته بدعوى واحدة ( ‪ ،‬من ذلك قرار لمحكمة أحداث صلح الدين‬
‫بصفتها التمييزية جاء فيه ‪ ....)) :‬وجد أن هذِه القضية مفرقة عن قضايا أخرى‬
‫تخص نفس المتهمين ويضمها جميعًا باب واحد من قانون العقوبات خلفًا‬
‫لحكام المادة )‪ (67‬من قانون رعاية الحداث رقم ‪ 76‬لسنة ‪ ، 1983‬والتي‬
‫أجازت محاكمة الحدث بدعوى واحدة إذا أتهم بارتكاب أكثر من جريمة يضمها‬
‫باب واحد من قانون العقوبات‪،‬مما يقتضي توحيد كافة القضايا الخاصة بها‬
‫ث أن النواقص المذكورة قد أخّلت بصحة‬ ‫وإحالتها بدعوى واحدة ‪ . . .‬وحي ُ‬
‫القرار المميز ُقِرر نقضه ‪.(1)(( . . .‬ومع أن هذا التجاه له ما يبرره إذ من شأنه‬
‫ث تتجه العديد‬‫المساهمة في معالجة الحدث بأسلوب من التسامح والرأفة ‪ ،‬حي ُ‬
‫من تشريعات الحداث إلى إحالة الحداث المتورطين بارتكاب جرائم متعددة‬

‫)( القرار رقم ‪/11‬ت‪ 990/‬في ‪ ) 27/7/1990‬غير منشور ( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫إلى محكمة الحداث وبدعوى واحدة ‪ (2)،‬إل أن النص ل يخلو برأينا من نقد ‪،‬‬
‫من ذلك أنه يشترط لعماله أن تكون الجرائم المرتكبة من قبل الحدث جرائم‬
‫متقاربة من حيث النوع ‪ ،‬أي ) يضمها باب واحد من قانون العقوبات ( ‪ ،‬فأن لم‬
‫تكن كذلك وجب أحالة كل قضية على إنفراد بدعوى مستقلة وهو أمر يتعارض‬
‫مع هدف القانون المنصوص عليه في المادة )‪ (1‬منه الرامي إلى معالجة الحدث‬
‫وتكييفه اجتماعيًا ‪ .‬لذلك نرى أن التقيد بهذا النص من شأنه الكثار من عدد‬
‫الدعوي التي يحال بها الحدث وبالتالي أن تفرض عليه تدابير متعددة ‪.‬‬
‫وتعزيزًا لرأينا آنف الذكر ‪ ،‬نشير إلى نص المادة ) ‪ (16‬من قانون‬
‫الحداث المصري رقم ‪ 31‬لسنة ‪ 974‬ونصها ‪ )) :‬إذا أرتكب الحدث الذي ل‬
‫تزيد سنه على خمسة عشرة سنة جريمتين أو أكثر ‪ ،‬وجب الحكم عليه بتدبير‬
‫واحد مناسب (( ‪ .‬والنص المصري واضح الدللة في إحالة الحدث في الجرائم‬
‫ث لم يشترط أن يضم تلك الجرائم باب‬ ‫المتعددة وإن تباينت من حيث النوع ‪ ،‬حي ُ‬
‫واحد من أبواب قانون العقوبات ‪ ،‬والحكم عليه بتدبير واحد مناسب فقط ‪ ،‬وهذا‬
‫ما نؤيده وندعو المشرع العراقي إلى تعديل نص المادة ) ‪ ( 67‬من قانون رعاية‬
‫الحداث وجعلها بالشكل التي ‪ )) :‬إذ أتهم حدث بارتكاب أكثر من جريمة‬
‫جازت محاكمته بدعوى واحدة والحكم عليه بالتدبير الشد وحده المقرر قانونًا‬
‫لتلك الجرائم (( ‪.‬‬
‫رابعا ً ـ الحالة في حالة تعدد الجرائم‬
‫الصل العام أن لكل جريمة دعوى مستقلة ‪ ،‬غير أن المشرع قد‬
‫خرج عن هذِه القاعدة في حالتين ‪:‬‬
‫الولى ـ بمقتضى المادة ) ‪ ( 132‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية ‪،‬‬
‫ث نصت على أنه ‪ )) :‬أ ـ إذا نسب إلى متهم ارتكاب جرائم متعددة ‪ ،‬فتتخذ‬ ‫حي ُ‬
‫الجراءات ضده بدعوى واحدة في الحوال التالية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إذا كانت الجرائم ناتجة عن فعل واحد ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إذا كانت الجرائم ناتجة عن أفعال مرتبطة ببعضها ويجمع بينها‬
‫غرض واحد‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إذا كانت الجرائم من نوع واحد ‪ ،‬ووقعت من المتهم نفسه على‬
‫المجني عليه‬
‫نفسه ولو في أزمان مختلفة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إذا كانت الجرائم من نوع واحد ‪ ،‬ووقعت خلل سنـة واحدة على‬
‫مجني‬
‫عليهم متعددين بشرط أن ل يزيد عددها على ثلث في كل دعوى ‪.‬‬
‫ب ـ تعتبر الجرائم من نوع واحد إذا كانت معاقباً عليها بنوع واحد من‬
‫)( د ‪ .‬رؤوف عبيد ـ المرجع السابق ـ ص ‪ 448‬ـ ‪. 450‬‬ ‫‪2‬‬
‫العقاب بمقتضى مادة واحدة من قانون واحد ‪. (( .‬‬
‫وعلى هذا النهج تسير محكمة التمييز في قراراتها من ذلك قرار جاء فيه‬
‫‪ . . . )) :‬ولدى عطف النظر على أوراق الدعوى والقرارات الصادرة فيها‬
‫ث ل يجوز‬ ‫يتبين بأنها غير صحيحة ومخالفة للقانون من الناحية الشكلية ‪ ،‬حي ُ‬
‫محاكمة المتهم عن أربع جرائم في دعوى واحدة استنادًا لحكام المادة ) ‪( 132‬‬
‫من قانون أصول المحاكمات الجزائية‪،‬فكان على محكمة التحقيق إحالة المتهم‬
‫بدعوتين بموجب قراري إحالة‪،‬الول لمحاكمته عن ثلث جرائم‪،‬والثاني عن‬
‫الجريمة الرابعة‪.‬إضافة إلى أن قرار الحالة جاء خاليًا من إسم المصابين )ر( و‬
‫)هـ( خلفًا لحكام المادة )‪ (131‬من الصول الجزائية عليه قرر نقض كافة‬
‫القرارات الصادرة في الدعوى والتدخل بقرار الحالة ونقضه بغية إعادة‬
‫القضية التحقيقية إلى محكمة التحقيق لتنظيم قراري إحالة جديدين وفق ما‬
‫تقدم (()‪. (1‬‬
‫ونص الفقرة )ب( أعله ل يخلو بنظرنا من نقد ‪ ،‬فاعتبار الجرائم من نوع‬
‫واحد بالشروط التي أتى عليها النص وهي وحدة المادة القانونية ووحدة القانون‬
‫قد يعيق من سرعة حسم الدعاوي ‪ ،‬في وقت تكون فيها السرعة في الحسم من‬
‫مستلزمات تحقيق العدل لطراف الدعوى وأكثر إرضاء للجمهور الذي يتـطلع‬
‫إلى أن يـرى الجـاني قد صدر بحقه الحكم العادل وبسرعة ‪ .‬ونرى أن الجـرائم‬
‫تعتبر من نوع واحد كلما كانت معاقبًا عليها بنوع واحد من العقاب ‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال كلما كانت الجرائم وإن اختلفت في النوع معاقب عليها بالعدام ‪ ،‬أو‬
‫كانت معاقب عليها بالسجن المؤبد أو المؤقت ‪ ،‬أو كانت معاقب عليه‬
‫بالحبـس كانت من نوع واحـد‪ ،‬فجسـامة الجـريمة برأينا هي المعيار النسب‬
‫للتماثل ‪ ،‬والخذ بهذا الرأي يتطلب تعديل نص الفقرة )ب( من المادة )‬
‫‪ ( 132‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية وذلك بحذف العبارة التالية من‬
‫عجزها ‪ )):‬بمقتضى مادة واحدة من قانون واحد (( ‪.‬‬
‫وجـديٌر بالذكر أن التحقيق إذا شمل أكثر من جريمة واحـدة من‬
‫اختصاص محاكم من درجة واحدة وكانت مرتبـطة ببعضها ويجمعها‬
‫غرض واحد فتحال جميعها بقرار إحالة واحد على المحكمة المختصة ‪ ،‬أما‬
‫إذا كانت من اختصاص محاكم من درجات مختلفة فتحال على المحـكمة‬
‫العلى درجـة )‪.(2‬فقـد تكون الجرائم المرتبطة ويجمع بينها وحدة الغرض‬

‫)( القرار رقم ‪ /29‬هيئة عامة ‪ 997/‬في ‪ ) 3/9/1997‬غير منشور ( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ل ) الستقصاء والمحاكمة ( ـ منشأة‬‫ل وتحلي ً‬


‫)( د ‪ .‬رمسيس بهنام ـ الجراءات الجنائية تأصي ً‬ ‫‪2‬‬

‫المعارف ـ السكندرية ـ ‪ 1978‬ـ ص ‪ 135‬ـ ‪136‬‬


‫د ‪ .‬رؤوف عبيد ـ المرجع السابق ـ ص ‪442‬‬
‫د ‪ .‬صالح عبد الزهرة الحسون ـ المرجع السابق ـ ص ‪. 633‬‬
‫ث تحال جميعاً على محكمة‬ ‫بعضها من الجنايات والخرى من الجنح حي ُ‬
‫الجنايات‪.‬‬
‫ث نصت المادة )‪ (133‬من قانون‬ ‫الثانية ـ حالة تعدد المتهمين ‪ ،‬حي ُ‬
‫أصول المحاكمات الجزائية على انه ‪ )) :‬تتخذ الجراءات بمقتضى المادة ‪132‬‬
‫في دعوى واحدة ولو تعدد المتهمون سواء كانوا فاعلين أم شركاء (( ‪ .‬وهذا‬
‫يعني أن المتهمون ـ مهما كان عددهم ـ تتخذ بحقهم نفس الجراءات التي تتخذ‬
‫بحق المتهم الذي نسبت إليه ارتكاب جرائم متعددة كما أشرنا سابقاً ‪ ،‬وسواء‬
‫كانوا فاعلين أصليين أم شركاء ‪ ،‬ويعني ذلك أن قرار إحالة واحد يصدر بحق‬
‫الجميع ‪.‬‬
‫غير أن ما تجدر الشارة إليه ونحن بصدد تعدد المتهمين ‪ ،‬كثيرًا ما‬
‫يحصل أن يشترك بارتكاب الجريمة حدثًا ورشيد مما يتعين تفريق دعواهما‬
‫وإحالة الحدث إلى المحكمة المختصة بالحداث ‪ ،‬وإحالة البالغ إلى المحكمة‬
‫ث نصت المادة ) ‪ ( 235‬من قانون أصول المحاكمات‬ ‫المختصة بالبالغين ‪ ،‬حي ُ‬
‫الجزائية على أنه ‪ )) :‬أ ـ إذا أتهم حدث ورشيد بارتكاب جريمة فعلى قاضي‬
‫التحقيق تفريق الدعوى وإحالة كل منهما على المحكمة المختصة (( ‪ .‬كما‬
‫عالجت الموضوع ذاته المادة ) ‪ ( 53‬من قانون رعاية الحداث ونصها ‪ )) :‬إذا‬
‫أتهم حدث مع أحد بالغ سن الرشد بارتكاب جريمة فعلى قاضي التحقيق تفريق‬
‫الدعوى وإحالة كل منهما على المحكمة المختصة (( ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫بيانات قرار الحالة‬
‫نصت المادة )‪ ( 131‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية على تلك‬
‫البيانات بقولها ‪ )) :‬يبين في قرار الحالة اسم المتهم وعمره وصناعته ومحل‬
‫إقامته والجريمة المسندة إليه ومكان وزمان وقوعها ومادة القانون المنطبقة‬
‫عليها واسم المجني عليه والدلة المتحصلة مع تأريخ القرار وإمضاء القاضي‬
‫وختم المحكمة ((‪.‬ويبدو أن هذا السرد القصد منه إعطاء صورة كاملة لهوية‬
‫المتهم وهوية المجني عليه ومعلومات كاملة عن الجريمة إضافة إلى معلومات‬
‫تخص المحكمة وإجراءات التحقيق وكالتي ‪:‬‬
‫أول ً ـ ما يتعلق بهوية المتهم‬
‫بعد أن يتأكد قاضي التحقيق من دقة الدلة وكفايتها للحالة ومن‬
‫استكمال كافة الجراءات التي يتطلبها التحقيق في القضية ‪ ،‬عليه أن يقرر إحالة‬
‫ل لكافة‬‫المتهم على المحكمة المختصة ‪ ،‬ونموذج قرار الحالة يتضمن حقو ً‬
‫البيانات التي أشارت إليها المادة )‪ ( 131‬أعله ‪ ،‬من أهمها بيان إسم المتهم‬
‫وعمره وصناعته ومحل إقامته ‪ .‬ففيما يتعلق بإسم المتهم ‪ ،‬ينبغي أن يتضمن‬
‫قرار الحالة الأسم الثلثي مع اللقب ‪ ،‬بل أحياناً ولتشابه السماء يلجأ الكثير من‬
‫قضاة التحقيق إلى ذكر السم الرباعي ـ وإن لم يشترط القانون ذلك ـ حِرصًا‬
‫منهم على الدقة في بيان هوية المتهم وضمان عدم محاكمة شخص آخر غيره ‪.‬‬
‫)‪ (1‬فالخطأ في إسم المتهـم يؤدي كما تقول محكمة التـمييز في احد قراراتها ‪)) :‬‬
‫‪ . . .‬إضافة ِلما يسببه من مشاكل في تشابه السماء فأنه يصعب تنفيذه ويجعل‬
‫من قرار الحكم عرضة للطعن القانوني ‪ِ ،‬لذا ُقِرَر نقض كافة القرارات الصادرة‬
‫من محكمة جنايات صلح الدين بعدد ‪/224‬ج‪ 2004/‬وتأريخ ‪25/10/2004‬‬
‫وإعادة الضبارة إلى محكمتها للتثبت من اسم المتهم الصحيح بسند رسمي يربط‬
‫)‪(2‬‬
‫مع الوراق ((‬
‫كذلك يجب بيان عمر المتهم ‪ ،‬ذلك أن لتحديد العمر أهمية من ناحيتين ‪:‬‬
‫الولى معرفة المحكمة المختصة بالمحاكمة بحسب ما إذا كان المتهم بالغًا أم‬
‫ل جزائياً أم ل ‪ ،‬ذلك أنه من لم يبلغ‬‫حدث ‪ ،‬والثانية معرفة ما إذا كان مسؤو ً‬
‫التاسعة من عمره ل يسأل جزائيًا ‪ .‬ومما يتعلق بهوية المتهم بيان مهنته ‪ ،‬أو‬
‫كما جاء في النص ) وصناعته ( ‪ ،‬غير أننا نرى أن كلمة ) صناعته ( ل ُتَغطي‬
‫العمال جميعًا ‪ ،‬فهبي كلمة ُتشير إلى الرجل ) ألصنائعي ( أي من ذوي المهن‬
‫)( الستاذ عبد المير العكيلي ـ أصول الجراءات الجنائية في قانون أصول المحاكمات الجزائية ـ‬ ‫‪1‬‬

‫ج ‪ 2‬ـ مطبعة المعارف ـ بغداد ـ ‪ 1973‬ـ ص ‪.136‬‬


‫)( القرار رقم ‪ /3048‬الهيئة الجزائية ‪ 2004/‬في ‪ ) 15/2/2007‬غير منشور ( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫الصناعية ‪ ،‬وربما يكون استعمال كلمة ) عمله ( أو ) مهنته ( أَوْفَى بالمراد من‬
‫استعمال المشرع لكلمة ) صناعته ( وهو ما ندعو إلى تعديل النص من هذِه‬
‫الجهة ‪.‬‬
‫من جانب آخر إن من بين البيانات المهمة لقرار الحالة ذكر محل إقامة‬
‫المتهم ‪ ،‬فبواسطته يمكن إجراء التبليغات أو تنفيذ أوامر القبض أو اتخاذ أي‬
‫)‪(1‬‬
‫ل‪.‬‬
‫إجراء من إجراءات التحقيق كالتفتيش مث ً‬
‫وإذا كانت المعلومات الآنفة الذكر تكفي لبيان شخصية المتهم ‪ ،‬إل أنها ل‬
‫توضح مركزه القانوني وهل أنه موقوف أو مكفل أو مرجأ تقرير المصير أو‬
‫ل خاصًا بذلك وإن سهى‬ ‫غائب ‪ .‬ومع ذلك فأن نموذج قرار الحالة يتضمن حق ً‬
‫عند‬‫عن بيانها نص المادة )‪ (131‬من الصول الجزائية ‪ ،‬وكان حرياً بالمشرع ِ‬
‫إصداره القانون أن ُيشير إلى هذِه المسألة المهمة في نص المادة ) ‪ ( 131‬وهو‬
‫ما ندعو أيضًا إلى تعديله وتوضيح ذلك في النص صراحة ‪ .‬كما أن هذِه المسألة‬
‫على غاية من الهمية من جهة أخرى ‪ ،‬فكون المتهم غائب يوجب على قاضي‬
‫التحقيق طبقًا لنص المادة ) ‪ ( 135‬من الصول الجزائية استنفاذ طرق الجبار‬
‫على الحضور وأهمها إصدار أمر القبض والتيقن من عدم إمكانية تنفيذه من‬
‫خلل إشعار المبلغ المختص بالتبليغ أو الجهة الرسمية التي لها علقة بالمتهم‬
‫الهارب ‪ ،‬وكذلك الحجز على أمواله ‪ .‬غير أن نص المادة ) ‪ ( 135‬ل ُيشير إلى‬
‫منع سفره وإن كان العمل جاٍر على ذلك وهناك نموذجاً رسميًا بهذا‬
‫الخصوص ‪ ،‬لكننا نرى في هذِه المسألة أهمية متميزة توجب معالجتها تشريعيًا‬
‫بإضافة فقرة جديدة إلى المادة ) ‪ ( 135‬تكون الفقرة الثانية لها ومضمونها ‪:‬‬
‫)) يصدر قاضي التحقيق قرارًا بمنع سفر المتهم الغائب قبل صدور القرار‬
‫بإحالته على المحكمة المختصة (( ‪.‬‬
‫ثانيا ً ـ ما يتعلق بهوية المجني عليه‬
‫لبيان إسم المجني عليه أثرًا كبيرًا ‪ ،‬فهو ُيحدد شخصية من وقعت‬
‫عليه الجريمة ‪،‬فأن لم يذكر إسمه ‪ ،‬أو ذكر اسم البعض ولم يذكر أسماء الخرين‬
‫وجرت المحاكمة عن الجريمة بوقائعها كافة بما في ذلك ما يتعلق بالمجني عليهم‬
‫الذين لم تذكر أسمائهم في قرار الحالة ‪ ،‬فمعنى ذلك أنها أجرت المحاكمة عن‬
‫جريمة لم يتقرر إحالتها عليها ‪ ،‬وعلى هذا المنوال تسير محكمة التميـيز‬
‫التحادية في قراراتها ‪ ،‬من ذلك قـرار جاء فيه ‪ . . . )) :‬ولدى ملحظة قرار‬
‫الحالة المذكور وجد أنه لم يذكر إسم المصاب )ص( ضمن أسماء المجني‬
‫عليهم بالرغم من وجود محضر مؤرخ في ‪ 2/8/2004‬يقضي بتوحيد قضية‬
‫المصاب مع قضية المجني عليهما ‪ ،‬فكان على قاضي التحقيق والحالة هذه أن‬
‫)( د ‪ .‬صالح عبد الزهرة الحسون ـ أحكام التفتيش وآثاره في القانون العراقي ) دراسة مقارنة ( ـ‬ ‫‪1‬‬

‫مطبعة الديب البغدادية ـ بغداد ـ ‪ 1979‬ـ ص ‪. 213‬‬


‫يدرج اسم المصاب مع اسمي المجني عليهما في حقل اسم المجني عليه ‪ ،‬وعلى‬
‫هذا فأن المحكمة حاكمت المتهم عن جريمة لم يحل عليها ‪ ،‬وكان على محكمة‬
‫ث أنها سهت عنه ُقِرَر نقض كافة القرارات‬ ‫الجنايات أن تلحظ ذلك ‪ ،‬وحي ُ‬
‫الصادرة بالعدد ‪/180‬ج‪ 2004 /‬وتأريخ ‪ 2004 / 10 / 18‬من محكمة جنايات‬
‫الثورة‪،‬والتدخل تمييزًا بقرار الحالة المذكور ونقضه وإعادة إضبارة الدعوى‬
‫إليها لتنظيم قرار إحالة جديد يتضمن أسماء المجني عليهم(( )‪.(1‬‬
‫كما أن لبيان أسم المجني عليه في قرار الحالة أهمية أخرى من حيث‬
‫تحديد إلتزام محكمة التحقيق بنص المادة ) ‪ / 132‬آ ـ ‪ ، ( 4‬والتي تنص على أنه‬
‫‪ 4 )) :‬ـ إذا كانت الجرائم من نوع واحد ووقعت خلل سنة واحدة على مجني‬
‫عليهم متعددين بشرط أن ل يزيد عددها على ثلث في كل دعوى (( ‪.‬‬
‫ثالثا ً ـ ما يتعلق بالجريمة المرتكبة‬
‫وأهم ما يتعلق بالجريمة المرتكبة بيان نوعها والمادة القانونية‬
‫المنطبقة عليها ‪ ،‬فبواسطة هذِه البيانات يتحدد الختصاص الوظيفي ‪ ،‬حي ُ‬
‫ث‬
‫تحال دعاوي الجنح إلى محاكم الجنح ودعاوي الجنايات إلى محاكم الجنايات ‪.‬‬
‫وبواسطتها أيضًا يتحدد الختصاص النوعي ‪ ،‬فهناك جرائم محددة تختص‬
‫بنظرها محاكم مختصة كالمحكمة الجنائية المركزية ‪ ،‬والتي تختص بقضايا‬
‫الرهاب ‪ ،‬والمحكمة الجنائية العراقية العليا)‪ (2‬والتي تختص بجرائم ُمحددة‬
‫ورد النص عليها في قانون تشكيلها ‪ ،‬مما يتوجب على قضاة التحقيق المنسبين‬
‫للعمل بها إحالة تلك القضايا على المحكمة المذكورة ‪.‬‬
‫وجديٌر بالذكر أن الخطأ في التكييف القانوني الصادر من قاضي التحقيق‬
‫على قرار الحالة ل يترتب عليه البطلن ‪ ،‬إنما يجوز لمحكمة الموضوع أن‬
‫تعدل الوصف القانوني وفق ما تراه منطبقًا تماماً ‪ ،‬لذلك تذهب محكمة التمييز‬
‫في قراراتها إلى تصديق القرارات الصادرة مع التنويه بضرورة ذكر الفقرة‬
‫الحكمية من المادة القانونية في قرار الحالة ‪ ،‬من ذلك قرار لها جاء فيه ‪:‬‬
‫)) لدى التدقيق والمداولة وجد أن القرار الصادر بتأريخ ‪ 2004 / 11 / 9‬في‬
‫الدعوى المرقمة ‪ / 249‬ج‪ 2004 /‬من قبل محكمة جنايات كركوك القاضي‬
‫بإلغاء التهمة والفراج عن المتهم ) ع ( للسباب التي اعتمدتها المحكمة صحيح‬

‫)( الـقرار رقم ‪ /2880‬الهيـئة الجزائية ‪ 2004/‬في ‪ ) 13/12/2004‬غير منشور (‬ ‫‪1‬‬

‫كذلك وبنفس التجاه ‪ :‬قرار محكمة التمييز رقم ‪/1754‬الهيئة الجزائية‪ 2004/‬في ‪)2004 /14/8‬غير‬
‫منشور(‬
‫والقـرار رقـم ‪ / 258‬أحـداث ‪ 2005 /‬في ‪ ) 2005 / 5 /9‬غـير منشور ( ‪.‬‬
‫والقـرار رقـم ‪ / 281‬أحـداث ‪ 2005 /‬في ‪ ) 2005 / 5 / 9‬غـير منشور ( ‪.‬‬
‫والقـرار رقـم ‪ / 164‬الهيئة العامة ‪ 2005 /‬في ‪ ) 2005 / 11/ 22‬غير منشور ( ‪.‬‬
‫‪ () 2‬لحظ قانـون المحـكمة الجنـائية العـراقية العلـيا رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 2005‬ـ الوقائـع العـراقية العـدد‬
‫‪ 4006‬في ‪. 2005 / 10 / 18‬‬
‫وموافق للقانون لذلك قرر تصديقه استناداً للمادة ) ‪ / 259‬أ ‪ ( 2 /‬من قانون‬
‫أصول المحاكمات الجزائية ‪ .‬مع ملحظة أن قرار الحالة جاء خاليًا من ذكر‬
‫الفقرة الخاصة من مادة الحالة )‪ (406‬والتي تحتوي على عدة فقرات كل منها‬
‫جريمة مستقلة بأركانها وشروطها ‪ ،‬وكان على المحكمة المذكورة ممارسة‬
‫رقابتها على قرارات قاضي التحقيق وفقًا للمادة )‪ (265‬الصولية لملحظة ذلك‬
‫ل (()‪.(1‬وفي قرار آخر قررت فيه نقض كافة القرارات والتدخل التمييزي‬ ‫مستقب ً‬
‫بقرار الحالة ونقضه )) لتنظيم قرار إحالة جديد يتضمن أسماء المجني عليهم‬
‫ويذكر المادة القانونية والفقرة الخاصة منها التي تحكم الحالة (()‪.(2‬‬
‫وفيما يتعلق من البيانات التي تخص الجريمة المرتكبة بيان مكان وزمان‬
‫وقوعها ‪ ،‬ولهذِه البيانات أهمية قانونية ‪ ،‬فبالنسبة للمكان يتحدد الختصاص‬
‫المكاني للمحكمة التي ستحال عليها الدعوى الجزائية ‪ .‬وبالنسبة للزمان فعلى‬
‫ل وذلك فيما يتعلق‬ ‫ضوئه تتمكن المحكمة من معرفة شمول الدعوى بالتقادم مث ً‬
‫بالقوانين التي تأخذ بنظام التقادم كالجرائم المنصوص عليها في المادة) ‪ ( 3‬من‬
‫الصول الجزائية ‪ ،‬وكذلك جرائم الحداث حيثُ يأخذ قانون رعاية الحداث‬
‫بنظام التقادم لجميع الجرائم ‪ .‬كما أن تحديد زمان ارتكاب الجريمة يفيد أحيانًا‬
‫في تحديد مدى شمول المتهم بقوانين العفو التي تصدر لشمول جرائم مرتكبة‬
‫خلل فترة محددة ‪.‬‬
‫كما أن سرد الدلة بصورة موجزة في قرار الحالة هو بمثابة تلخيص‬
‫دقيق وواضح للدلة كما أسفر عنها التحقيق ‪ ،‬وأهمية سرد الدلة في قرار‬
‫الحالة تكمن في أنه من القرارات القابلة للطعن سواء للخطأ في تطبيق القانون‬
‫أم للبطلن في الجراءت)‪. (3‬‬
‫رابعا ً ـ ما يتعلق بمحكمة التحقيق‬
‫كان من بين البيـانات التي نصت عليها المادة )‪ (131‬من الصول‬
‫الجزائية )) ‪ . . .‬تأريخ القرار وإمضاء القاضي وخـتم المحكمة (( ‪ .‬فللتأريخ‬
‫أهميته‪،‬فبواسطته يمكن للخصوم الطعن به خلل المدة القانونية للطعن ‪ .‬كما أن‬
‫بواسـطته تستطيع محكمة الموضوع من استعمال سلـطتها الرقابـية فيما يتعلق‬
‫بالتزام محكمة التحقيق بالسقوف الزمنية للتحقيق في الجرائم ‪.‬‬
‫أما إمضاء القاضي وختم المحكمة فله أهمية خاصة ‪ ،‬فهو يعبر عن‬
‫مسؤولية من وقعه ‪ ،‬كما أن القرار إذا خل من التوقيع كان ورقة عادية ل ُيعتد‬
‫به)‪ . (4‬غير أننا نلحظ أن النص لم يذكر وجوب بيان اسم القاضي وإن جرى‬
‫)( القرار رقم ‪ /3301‬الهيئة الجزائية ‪ 2004/‬في ‪ ) 25/12/2004‬غير منشور ( ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( القرار رقم ‪ /2880‬الهيئة الجزائية ‪ 2004/‬في ‪ ) 13/12/2004‬غير منشور ( ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( د ‪ .‬رؤوف عبيد ـ المرجع السابق ـ ص ‪. 443‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( د ‪ .‬صالح عبد الزهرة ـ الموسوعة القضائية ـ المرجع السابق ـ ص ‪. 630‬‬ ‫‪4‬‬
‫العمل على بيانه في نموذج قرار الحالة‪،‬وهو هو ما نرى ضرورة ذكره في‬
‫صلب المادة ) ‪(131‬آنفة الذكر ‪ ،‬ومن جهـة أخرى فأن ) المضاء ( غير‬
‫) التوقيع ( ‪ ،‬فمصطلح المضاء ُيشير في الغالب إلى )طبعة الصبع(‪ ،‬ولهذِه‬
‫السباب نرتأي تعديـل النص من هذِه الجهة بإحلل عبارة )) واسـم القاضي‬
‫ل من عبارة ))وإمضاء القاضي (( ‪.‬‬ ‫وتوقيعه (( بد ً‬
‫وإذا كان لكل بيان من تلك البيانات أهميته الخاصة ‪ ،‬فيكون لقرار الحالة‬
‫وفق النموذج المعد وبما تضمنه من بيانات أهمية متميزة ‪ ،‬لذلك يكون عدم ربط‬
‫نسخة من قرار الحالة سببًا موجبًا للنقض‪،‬وفي ذلك تقول محكمة التمييز ‪:‬‬
‫)) ‪ . . .‬وعند تدقيق الضبارتين وجد أنه لم يتم ربط نسخة من قرار الحالة مع‬
‫الضبارة المرفقة‪،‬كما أن الضبارتين أعطيتا رقم واحد دون تفريق بينهما ‪. . .‬‬
‫كما لوحظ أنه في ورقة التهمة دّون أمام اسمه إنه هارب ‪ ،‬بينما في قرار الحكم‬
‫لم ُيحسب هاربًا بدليل أنه في العقوبة الولى نظمت بحقه مذكرة تنفيذ العقوبة‬
‫وهي تنظم بحق المتهم الحاضر ‪ ،‬وللتناقض أعله الحاصل في المحاكمتين قرر‬
‫نقض قراري المحكمة المؤرخين ‪ 27/10/2004‬و ‪ 3/5/2004‬الصادرين‬
‫بالعدد ‪/26‬ج‪ 2004/‬وإعادة الضبارتين إلى محكمتها لمحاكمة المتهمين مجددًا‬
‫بعد ملحظة ما تقدم (()‪. (1‬‬

‫)( القرار رقم ‪ / 3296‬الهيئة الجزائية ‪ 2004 /‬في ‪ ) 27/12/2004‬غير منشور ( ‪..‬‬ ‫‪1‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مباديء ومضمون القرار‬
‫التمييزي‬
‫القرارات التمييزية سوابق قضائية تمثل في ما تتضمنه من مباديء‬
‫ل‪،‬‬
‫توجيهات المحكمة العليا وتوجيهاتها إلى المحاكم لتدارك الخطأ مستقب ً‬
‫وللعمل بمقتضاها في القضايا المتماثلة)‪،(1‬لذلك يكون تقديم عرض لمضمون‬
‫القرار التمييزي ومن ثم استنباط أهم المباديء التي يتضمنها أهمية عملية‬
‫وعلمية‪ ،‬كما أن استنباط المباديء التي يتضمنها القرار ييسر على الباحث‬
‫مهمة التعليق عليه ‪ ،‬ولذلك ارتأينا تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين ‪:‬نقدم في‬
‫الول عرضًا لمضمون القرار التمييزي‪ ،‬ونخلص في الثاني إلى التعليق‬
‫على القرار التمييزي‪.‬‬

‫المطلب الول‬
‫عرض مضمون القرار التمييزي‬
‫سبق لمحكمة جنايات بابل أن قررت وفي الدعوى المرقمة ‪/158‬ج‪/‬‬
‫‪ 2006‬بتأريخ ‪13/6/2006‬تجريم المتهم )ع( وفقًا لحكام المادة) ‪/456/1‬أ‬
‫عقوبات ‪ ،‬وحكمت عليه بالحبس البسيط لمدة سنة واحدة مع احتساب‬
‫موقوفيته عن شكوى المشتكي )م ‪ .‬ع( ‪ .‬كما قررت المحكمة تجريم المتهم‬
‫)ع( وفقًا لحكام المادة) ‪/456/1‬أ (عقوبات وحكمت عليه بالحبس البسيط‬
‫لمدة سنة واحدة عن شكوى المشتكي )ع ت (‪،‬وكذلك قررت تجريم المتهم‬
‫ذاته وفقًا لحكام المادة )‪456/1‬أ( من قانون العقوبات وحكمت عليه بالحبس‬
‫البسيط لمدة سنة واحدة عن شكوى المشتكي )م ح( ‪ ،‬على أن تنفذ العقوبات‬
‫أعله بحق المحكوم بالتعاقب استنادًا لحكام المادة )‪/143‬أ( عقوبات ‪،‬‬
‫والحتفاظ للمشتكية بحق المطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنية بعد‬
‫اكتساب القرار الدرجة القطعية استنادًا لحكام المادة )‪ (182‬من قانون‬
‫ل للتدقيقات التمييزية بعد‬
‫أصول المحاكمات الجزائية ‪ .‬هذا القرار كان مح ً‬
‫الطعن به تمييزًا من وكيل المميز )ع( وطلب نقضه للسباب الواردة‬

‫)( د‪.‬جلل ثروت‪-‬أصول المحاكمات الجزائية)سير الدعوى العمومية(‪-‬الدار الجامعية –بيروت‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-1986‬ص ‪.229‬‬
‫بلئحته المؤرخة ‪ ، 3/7/2006‬فأصدرت محكمة التمييز التحادية القرار‬
‫المرقم ‪/4343‬الهيئة الجزائية ‪ 2006/‬في ‪، 31/7/2006‬وهو التالي ‪:‬‬
‫)) لدى التدقيق و المداولة وجد أن كافة القرارات الصادرة بتأريخ‬
‫‪ 13/6/2006‬في الدعوى المرقمة ‪/158‬ج‪ 2006/‬من قبل محكمة جنايات‬
‫بابل والقاضية بتجريم المتهم )ع( عن ثلث جرائم وفق المادة)‪/456/1‬أ (‬
‫عقوبات عن شكوى كل من )م ‪ .‬ع ( و )ع‪.‬ت( و )م‪.‬ح(‪،‬والحكم عليه عن‬
‫كل جريمة لمدة سنة واحدة‪،‬وتنفيذ العقوبات الثلث بالتعاقب قد جانب‬
‫ث تبين من‬ ‫الصواب وبني على خطأ في تطبيق القانون تطبيقًا صحيحًا‪.‬حي ُ‬
‫خلل وقائع الدعوى بأنه قد تم تدوين أقوال المجني عليه كمشتكين وشهود‬
‫بعضهم لبعض بنفس الدعوى ‪ ،‬رغم عدم جواز ذلك ‪ ،‬وإن المر كان‬
‫يقتضي تفريق أوراق كل مشتكي لوحدها وإحالة المتهم بثلث دعاوي‬
‫مستقلة ‪ .‬وعليه ولكل ما تقدم قرر نقض قرار محكمة الجنايات بالعدد‬
‫والتأريخ المذكورين أعله استنادًا للمادة )‪/259‬أ( الصولية ‪ ،‬والتدخل‬
‫بقرار الحالة المرقم ‪/14‬إحالة‪ 2006/‬الصادر من محكمة تحقيق الكفل‬
‫بتأريخ ‪ 19/12/2006‬ونقضه أيضًا استنادًا للمادة )‪/264‬أ ( الصولية ‪،‬‬
‫وإعادة أوراق الدعوى إلى محكمتها ليداع القضية إلى قاضي التحقيق‬
‫لتنفيذ ما ورد في المنوال المذكور أعله ‪ .‬وصدر القرار بالتفاق في‬
‫‪/6‬رجب ‪1427/‬هـ الموافق ‪.(1)(( 31/7/2006‬‬
‫ما تقدم أعله في مضمون القرار التمييزي ُيشير إلى مسائل جوهرية‬
‫ثلث ارتأينا ضرورة التعليق عليها يمثل اعتمادها مباديء القرار‬
‫التمييزي‪،‬الولى تتعلق بضرورة التمييز بين إفادتي المشتكي والشاهد وهو‬
‫أمر هام يتعين على قضاة التحقيق أخذها بنظر العتبار في إجراءاتهم‬
‫)‪،(2‬والثانية تتعلق بمسألة تعدد الجرائم وفقًا لنص المادة )‪/132‬أ‪ (4-‬من‬
‫قانون أصول المحاكمات الجزائية حيث يوجب النص إحالة الجرائم الثلث‬
‫بدعوى واحدة وكيفية التوفيق بين هذا النص والقرار التمييزي محل التعليق‬
‫والذي يوجب على المحكمة تفريق الدعوى إلى ثلث وإحالتها بثلث‬
‫دعاوى مستقلة‪.‬أما الثالثة فتتعلق بالتدخل بقرار لحالة وضرورة أخذ هذا‬
‫القرار على محمل الجد من حيث تدقيق إضبارة الدعوى للوقوف على‬
‫سلمة إجراءات التحقيق من جهة وإكمال الجراءات من جهة أخرى ‪ ،‬غير‬
‫أن التعليق على القرار من أجل أن يكون مجديًا سوف يتم إرجائه بعد البحث‬

‫)( القرار التمييزي أعله ) غير منشور (‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( د‪.‬مخايل لحود‪-‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية‪-‬مكتبة صادر ‪-‬بيروت‪-1994-‬ص ‪.253‬‬ ‫‪2‬‬
‫في الحكام العامة المتعلقة بقرار الحالة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫التعليق على القرار التمييزي‬
‫بعد الطلع على ديباجة القرار التمييزي المتضمن أن محكمة جنايات‬
‫بابل كانت قد قررت تجريم المتهم )ع( عن ثلث جرائم وفق المادة )‪456/1‬ـ‬
‫أ ( عقوبات وحكمت عليه بالحبس لمدة سنة واحدة عن كل شكوى وتنفيذ‬
‫ل للتدقيقات التمييزية من‬
‫العقوبات الثلث بحقه بالتعاقب ‪ ،‬كان هذا القرار مح ً‬
‫قبل محكمة التمييز التحادية فأصدرت قرارها بالعدد ‪/4343‬الهيئة الجزائية ‪/‬‬
‫‪ 2006‬في ‪ ، 31/7/2006‬وأسباب النقض هو تدوين أقوال المجني عليهم‬
‫كمشتكين وشهود بعضهم لبعض بنفس الدعوى ‪ُ .‬ثم أن القرار أشاَر إلى وجوب‬
‫تفريق أوراق كل مشتكي لوحدها وإحالة المتهم بثلث دعاوى مستقلة وفق المادة‬
‫)‪ (456‬عقوبات ‪ ،‬ولتحقيق ذلك قررت التدخل بقرار الحالة الصادر من محكمة‬
‫التحقيق ونقضه لتنفيذ ما ورد أعله ‪ .‬ويمكننا استخلص المبادئ الساسية‬
‫الثلث التية من مضمون القرار وهي ‪:‬‬
‫ل‪-‬ضرورة التمييز بين إفادتي المشتكي والشاهد ‪ .‬وثانيًا‪-‬ملحظة‬ ‫أو ً‬
‫موضوع تعدد الجرائم في جريمة خيانة المانة ومدى انطباق نص المادة )‬
‫‪/132‬أ ـ ‪ (4‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ .‬أما المبدأ الثالث فهو التدخل‬
‫التمييزي بقرار الحالة رغم ما يسببه التدخل من تأخير في حسم الدعاوى‬
‫تأخيرًا من شأنه الضرار بسير العدالة ‪ ،‬وهو ما يجرنا إلى البحث في دور‬
‫قاضي التحقيق والدعاء العام ومحكمة الجنايات في حصوله للتوصل إلى‬
‫أسلوب أمثل لضمان سير العملية القضائية وفقًا للقانون ِبل خلل وبل تأخير ‪.‬‬
‫ففيما يتعلق بالمبدأ الول وهو ضرورة التمييز بين إفادتي المشتكي‬
‫والشاهد ‪ ،‬هذا التمايز وإن كان من بديهيات القانون ‪ ،‬وإذا كان المشتكي يقف‬
‫صة التي يقف عليها الشاهد ‪ ،‬وكلهما يؤدي اليمين‬ ‫على ذات المَن ّ‬
‫القانونية)‪،(1‬إل أن بين الثنين تمايزًا لبد أن يؤخذ في الحسبان عند تدوين‬
‫القوال ‪ ،‬فالمشتكي يريد ـ في الغالب ـ أن يثبت حقه ‪ ،‬ويسعى المتهم لثبات‬
‫براءته‪،‬فالقضية كما يقول البعض ما هي إل )) ضرب من الصراع أو النضال‬
‫بين متقاضيين (()‪.(2‬في حين ل مصلحة للشاهد ـ في الغالب ـ من أداء الشهادة ‪،‬‬
‫فليس هناك قرارًا سيصدر لصالحه أو ضده ‪ ،‬إذ يفترض فيه أن حضوره‬
‫للدلء بما شاهد وسمع بحياد ونزاهة ‪ ،‬وإن كنا ل نستبعد حصول التحيز لهذا‬

‫)( جمال محمد مصطفى ‪-‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية ‪-‬مطـبعة الزمان‪-‬بغداد – ‪-2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.90‬‬
‫)( القاضي برنارد بوتين ـ محكمة ـ ترجمة أحمد مصطفى ـ مكتبة النهضة المصرية ـ ‪ 1954‬ـ ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪. 91‬‬
‫الطرف أو ذاك‪،‬لذلك ينبغي أن ل تخدع الكاذيب القضاة وهم يستمعون إلى‬
‫عدة‬
‫الشهادة ‪ ،‬ول ينبغي الخذ بالشهادة على اعتبار أنها حقيقة كاملة لسباب ِ‬
‫منها ‪ :‬أن بعض الشهود يكذبون أحيانًا ‪ ،‬وقد تخون البعض ذاكرتهم في بعض‬
‫الحيان ‪ ،‬وقد يستولي على البعض نوع من الفزع أو الخوف يجعلهم يختلقون‬
‫أشياء لم تحدث ‪ ،‬أو يجعلون على بعض الوقائع ألواناً مخالفة للواقع ‪.‬‬
‫من جانب آخر فأن المشتكي ل يفكر في الغالب إل في النفع الذي سيعود‬
‫عليه ‪ ،‬فهو إذًا المكلف بإثبات زعمه بشهادات وأدلة أخرى ‪ ،‬في حين أن الشاهد‬
‫يعرض نفسه للمسائلة إذا أدلى بشهادة كاذبة ‪ ،‬أو تستر على أي مخالفة للقانون ‪،‬‬
‫أو سرد معلومات ملفقة ‪ ،‬لذلك قيل أن)) القضاء فن وهذا الفن المتأصل في‬
‫نفوس القضاة ل يبدو ذا رونق وروعة إل بأنصاف المتقاضين ()‪. (1‬‬
‫وفيما يتعلق بوجوب تفريق أوراق الدعوى إلى ثلث لكل مشتكي دعوى‬
‫ث أوجب هذا القرار التدخل‬ ‫مستقلة وفقًا للمادة )‪ (456‬من قانون العقوبات ‪ .‬حي ُ‬
‫عنَد أمرين ‪ :‬الول إن المادة‬ ‫التمييزي بقرار الحالة ونقضه ‪ ،‬ينبغي ُهنا التوقف ِ‬
‫) ‪/132‬أ ـ ‪ ( 4‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية تنص على أنه ‪ )) :‬إذا‬
‫كانت الجرائم من نوع واحد ووقعت خلل سنة واحدة على مجني عليهم‬
‫متعددين بشرط أن ل يزيد عددها على ثلث في كل دعوى ((‪ .‬ومفاد هذا النص‬
‫أن المتهم فيما يتعلق بالقرار التمييزي)موضوع التعليق ( قد ارتكب ثلث جرائم‬
‫‪ ،‬والمجني عليهم متعددين ‪ ،‬والجرائم الثلث من نوع واحد هو خيانة المانة ‪.‬‬
‫فإذا ما نظرنا إلى النص مع وقائع القضايا الثلث وجدنا أن نص المادة ) ‪/132‬أ‬
‫ـ ‪ ( 4‬منطبق تمامًا ‪.‬‬
‫و ذلك يعني وجوب إحالتها بقرار إحالة واحد وهو النص الذي يحقق‬
‫مصلحة المتهم ‪ . . .‬وأمام هذا التضارب في الحكام القانونية بين تطبيق نص‬
‫المادة )‪/132‬أ‪ (4-‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية ‪،‬أو اللتزام بمضمون‬
‫القرار التمييزي‪،‬فأن تقدير أيهما ينطبق على الوقائع الثلث المرتكبة من قبل‬
‫المتهم ‪ ،‬يحددها ـ بتقديرنا المتواضع ـ مصلحة المتهم طالما أن المادة المتقدمة‬
‫تشترط ارتكاب الجرائم الثلث) المتماثلة في النوع ( خلل سنة واحدة ‪.‬‬
‫وبالتالي نرى أن جرائم خيانة المانة الثلث ـ وبحسب تواريخ ارتكابها على‬
‫ضوء الدلة المثبتة في الدعوى ـ ينبغي أن تحال بقرار إحالة واحد ‪ ،‬ول حاجة‬
‫بالتالي إلى التفريق ‪ ،‬كما ل حاجة إلى تدوين أقوال المشتكين شهودًا بعضهم‬
‫لبعض ‪ ،‬فإفادات المشتكين هي بذاتها أدلة يعزز بعضها بعضًا ‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالمبدأ الثالث الخاص بوجوب التدخل التمييزي بقرار الحالة‬
‫ل في‬‫ل والقول بصراحة ‪ ،‬أن هناك تقصيرًا متسلس ً‬ ‫‪ ،‬فهنا ينبغي التوقف قلي ً‬
‫العملية القضائية ‪ ،‬ابتداًء من قاضي التحقيق وعضو الدعاء العام المنسب للعمل‬
‫)( القاضي برنارد بوتين ـ المرجع السابق ـ ص ‪ 69‬و ‪. 143‬‬ ‫‪1‬‬
‫في محكمة التحقيق ‪ ،‬كما أن هناك قصورًا من هيئة المحكمة والمدعي العام‬
‫المنسب أمامها ‪ .‬فمحكمة الجنايات هي المختصة بالشراف على أعمال قضاة‬
‫التحقيق وتدقيق قراراتهم ‪ .‬وكقاعدة عامة فأن القاضي كلما تدرج من منصب‬
‫إلى آخر أرفع منه ‪،‬أتسع عالمه وأفقه ‪ ،‬وأزداد قدرة على معرفة ما كان يجهله‬
‫من قبل ‪ ،‬وارتفعت درجة ثقافته ‪ ،‬ويظل على هذا المنوال إلى أن يبلغ الهدف‬
‫الحقيقي ‪ ،‬وهو التقان في العمل ‪ ،‬ول يتحقق ذلك إل بازدياد الميل إلى الدراسة‬
‫والبحث ‪ .‬لذلك ل ينبغي أن تكون السرعة في حسم الدعاوي بتسرع ‪ ،‬إذ أن‬
‫النتيجة ستكون عكسية تمامًا‪،‬وهي التسبب في تأخير حسم الدعاوى بعد نقض‬
‫كافة القرارات بما فيها التدخل بقرار الحالة ونقضه من قبل محكمة التمييز‬
‫التحادية ‪.‬‬
‫من جانب آخر ل بد من التأكيد على دور الدعاء العام ‪ ،‬فبعد أن أقر‬
‫مجلس القضاء العلى الموقر مبدأ المساواة بين جناحي العدالة القضاة والدعاء‬
‫العام ‪ ،‬واعتبار رجال الدعاء العام قضاة متساوون في الحقوق والواجبات مع‬
‫ل ‪ ،‬حيث تّوج ذلك بقانون التعديل لقانون الدعاء‬
‫من يمارس القضاء فع ً‬
‫العام)‪ ،(1‬عليهم أن يهتموا أكثر وأكثر بدراسة ما يرد إليهم من أضابير في‬
‫طريقها للحالة إلى محكمة الموضوع على أن تكون الدراسة مستفيضة ‪ ،‬فكلما‬
‫كانت دراستهم لضبارة الدعوى كذلك كلما ساعد ذلك على تجاوز الخطاء‬
‫وإكمال الجراءات التحقيقية دون تأخير)‪،(2‬وهو ما يؤمن سير العدالة وحسم‬
‫الدعاوى ضمن السقوف الزمنية‪،‬فل يطال المشتكي حيفاً بسبب سرعة حسم‬
‫الدعوى ‪ ،‬ول يطال المتهم ظلمًا بسبب إهمال القائمين على التحقيق ـ قضاة‬
‫وادعاء عام ـ بواجباتهم على أكمل وجه ‪ ،‬وبذلك نكفل لطراف الدعوى الحق‬
‫للجميع وبسرعة بل تسرع ‪ ،‬ويأخذ العدل مجراه بالعدل والقسطاس ‪.‬‬
‫وما نقول به يتطلب ـ وبتقديرنا المتواضع ـ التخصص في العمل‬
‫القضائي ‪ ،‬وينبغي أن يستند التخصص إلى الرغبة للعمل في المجال القضائي‬
‫المنسب إليه ‪ ،‬كما يعزز أن يقرر مبدأ التخصص بتطوير الثقافة القانونية‬
‫المتخصصة للقضاة وأعضاء الدعاء العام من خلل الدورات المتخصصة‬
‫والمشاهدات داخل العراق وخارجه ‪.‬‬

‫)(يلحظ القانون رقم )‪ (10‬لسنة ‪)) 2006‬قانون تعديل قانون الدعاء العام رقم )‪ (159‬لسنة‬ ‫‪1‬‬

‫‪-((1979‬الوقائع العراقية –العدد ‪ 4028‬في ‪.13/11/2006‬‬


‫)( الدكتور مخايل لحود‪-‬المرجع السابق‪-‬ص ‪.200-199‬‬ ‫‪2‬‬
‫الخــــــاتمة‬
‫بعد أن درسنا أهم القواعد التي تنظم قرار الحالة والبيانات التي‬
‫يتضمنها‪ ،‬قمنا بعرض سريع لقرار محكمة التمييز التحادية المرقم ‪4343‬‬
‫‪/‬الهيئة الجزائية‪ 2006/‬في ‪ ، 31/7/2006‬ثم اتبعنا ذلك بالتعليق على القرار‬
‫المذكور ‪.‬ومن خلل هذه الدراسة توصلنا إلى مجموعة من الراء والمقترحات‬
‫ل من أهمها ما يأتي ‪:‬‬ ‫لع ّ‬
‫أوًل‪-‬الدعوة لتعديل نص الفقرة )أ( من المادة )‪ (134‬من قانون أصول‬
‫المحاكمات الجزائية إذ لم نرى ما يسوغ التفرقة في قرار الحالة بالنسبة للجنح‬
‫بدعوى موجزة أو غير موجزة‪ ،‬وقلنا بضرورة إحالة دعاوى الجنح دائمًا‬
‫بدعوى غير موجزة‪،‬لسباب أوضحناها آنفًا‪.‬‬
‫ثانيًا‪-‬وبصدد الحالة بحسب نوع الجريمة حيث تحال قضايا مكافحة‬
‫سّببْنا المطالبة بإلغاء هذه‬‫الرهاب على محاكم الجنايات المركزية ‪ ،‬فقد َ‬
‫المحاكم كونها ل تختلف عن محاكم الجنايات في شيء ‪،‬من القواعد‪.‬‬
‫ثالثًا‪-‬تناولنا بالبحث أحكام المادة )‪/189‬أ( من قانون أصول المحاكمات‬
‫الجزائية ‪ ،‬وقلنا بأن إحالة مرتكب الجريمة الختلس أو جريمة خيانة المانة‬
‫بدعوى واحدة واعتبارها جريمة واحدة وإن تكررت أفعاله خلل السنة الواحدة‬
‫ل يحقق المصلحة العامة‪،‬فهذا النص من شأنه تحفيز الجاني على التمادي‬
‫بارتكاب هذه النواع من الجرائم‪ ،‬لذا طالبنا بإلغاء النص أو تعديله واعتبار‬
‫ارتكاب عدة أفعال خلل سنة واحدة ظرفًا مشددًا للعقاب‪.‬‬
‫رابعًا‪ -‬وعند تناولنا لقواعد الحالة بالنسبة للحداث ‪ ،‬اقترحنا تعديل نص‬
‫المادة )‪ (67‬من قانون رعاية الحداث ‪ ،‬كونها تشترط لحالة الحدث في‬
‫دعوى واحدة عند تعدد الجرائم أن ) يضمها باب واحد في قانون العقوبات( ‪،‬‬
‫وذلك بحذف الشرط المذكور لمبررات أوضحناها في حينه‪.‬‬
‫خامسًا‪ -‬كذلك تطرقنا إلى قاعدة الحالة عند تعدد الجرائم المنصوص‬
‫عليها في الفقرة )ب( من المادة )‪ (132‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية‪،‬‬
‫فوجدنا إنها تشترط لعتبار الجرائم أن تكون معاقب عليها بنوع واحد من‬
‫العقاب )بمقتضى مادة واحدة من قانون واحد(وبرأينا فإن جسامة الجريمة هي‬
‫المعيار النسب للتماثل فلداعي لوحدة المادة القانونية والقانون الواحد‪ ،‬لذلك‬
‫اقترحنا تعديل الفقرة المذكورة لضمان سرعة حسم الدعاوي ‪ ،‬وهو ما يحقق‬
‫المصلحة العامة‪.‬‬
‫سادسًا‪-‬وعند تطرقنا لبيان الحالة‪ ،‬وجدنا أن نص المادة )‪ (131‬من‬
‫قانون أصول المحاكمات الجزائية يشترط بيان عمل المتهم بقوله )وصناعته(‬
‫‪.‬وبما أن هذه الكلمة ل تغطي كافة العمال فهي بمعناها اللغوي الدقيق تعني‬
‫)الرجل الصنائعي (‪،‬لذا اقترحنا تعديل الكلمة من النص بكلمة )عمله( أو‬
‫)مهنته(‪.‬‬
‫سابعًا‪ -‬كذلك وفيما يتعلق ببيان الحالة ‪ ،‬نجد أن نص المادة )‪ (131‬من‬
‫الصول الجزائية لم يتطرق إلى ذكر المركز القانوني للمتهم المحال ‪ ،‬وهل‬
‫أنه ُمَكّفل أو موقوف أو مرجأ تقرير المصير أو غائب‪ ،‬في حين نجد لهذه‬
‫المسألة حقل خاص بنموذج قرار الحالة ‪.‬لذا اقترحنا معالجة الحالة بتعديل‬
‫النص المذكور والنص عليها صراحًة فيه‪.‬‬
‫ثامنًا‪-‬وحيث أن الحالة في قضايا الهاربين على غاية الهمية بسبب‬
‫تزايد عدد المتهمين الهاربين عن وجه العدالة‪ ،‬وحيث أن نص المادة )‪ (135‬من‬
‫قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬لم ينص على منع السفر كإجراء لضمان‬
‫القبض على الهاربين ‪ ،‬أرتأينا تعديل النص بإضافة فقرة جديدة إليه بهذا‬
‫المعنى‪.‬‬
‫تاسعًا‪ -‬كما لحظنا قصورًا في المادة )‪ (131‬من قانون أصول‬
‫المحاكمات الجزائية ‪ ،‬حيث أوجب النص أن يتضمن قرار الحالة )إمضاء‬
‫القاضي‪،(...‬وبما أن النص لم يوجب ذكر إسم القاضي‪،‬وحيث أن )المضاء (‬
‫غير )التوقيع( ‪ ،‬لذا اقترحنا تعديل النص من هذه الجهة بإحلل عبارة )وإسم‬
‫ل من عبارة )إمضاء القاضي(‪.‬‬ ‫القاضي وتوقيعه( بد ً‬
‫عاشرًا‪-‬وفي معرض التعليق على القرار التمييزي اقترحنا العمل بنظام‬
‫التخصص للقضاة والدعاء العام‪ ،‬فالتخصص من شأنه تطوير القدرات ورفع‬
‫الكفاءة القانونية‪ ،‬ول يتأتى ذلك إل من خلل اختيار القضاة للعمل بحسب‬
‫ل ‪ ،‬مع العمل على تطوير الثقافة القانونية التخصصية من خلل‬ ‫الرغبة أو ً‬
‫الدورات والمشاهدات داخل العراق وخارجه‪.‬‬
‫وفي الختام ‪ ،‬فإن ما تناولته من سرد لهم المقترحات ‪ ،‬ما هي إل آراء‬
‫أرجو أن أكون قد وفقت فيها ‪ ،‬فإن أصبت فلله الحمد أشكره وُأثني عليه ‪ ،‬وإن‬
‫طيء وُأصيب ‪ ،‬غير أن ثقتي بنفسي واتكالي على‬ ‫أخطأت فما أنا إل بشر ُأخ ِ‬
‫المولى كانت المعين الول لنجاز البحث ومحاولة إبداء الرأي لتطوير‬
‫وتعديل القوانين النافذة بما يخدم مسيرة العدالة‪.‬‬
‫والله الموفق وله الحمد أول ً وآخرا ً‬
‫المراجع و المصادر‬
‫ل‪-‬المؤلفات‬ ‫أو ً‬
‫( القاضي برنارد بوتين ـ محكمة ـ ترجمة أحمد مصطفى ـ مكتبة النهضة المصرية ـ‬
‫‪.1954‬‬
‫‪(2‬جلل ثروت‪-‬أصول المحاكمات الجزائية)سير الدعوى العمومية(‪-‬الدار الجامعية –‬
‫بيروت‪.1986-‬‬
‫‪ (3‬جمال محمد مصطفى ‪-‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية ‪-‬مطـبعة الزمان‪-‬بغداد‬
‫– ‪.2005‬‬
‫‪ (4‬جمـعة سعدون الربيعي ـ الدعوى الجزائية وتطبـيقاتها القضائية ـ مطبـعة الجاحظ ـ‬
‫بغداد ـ ‪. 1990‬‬
‫ل ) السقضاء والمحاكمة ( ـ‬‫ل وتحلي ً‬
‫‪(5‬رمسيس بهنام ـ الجراءات الجنائية تأصي ً‬
‫منشأة المعارف ـ السكندرية ـ ‪. 1978‬‬
‫‪ (6‬رؤوف عبيد ـ مبادئ الجراءات الجنائية في القانون المصري ـ مطـبعة جامـعة‬
‫عين شمس ـ ‪. 1978‬‬
‫‪ (7‬سامي النصراوي ـ دراسة في أصول المحاكمات الجزائية ـ ج ‪2‬ـ مطبعة دار السلم ـ‬
‫بغداد ـ ‪.1976‬‬
‫‪(8‬صالح عبد الزهرة الحسون ـ أحكام التفتيش وآثاره في القانون العراقي ) دراسة‬
‫مقارنة ( ـ مطبعة الديب البغدادية ـ بغداد ـ ‪. 1979‬‬
‫‪(9‬صالح عبد الزهرة الحسون ـ الموسوعة القضائية‪-‬دار الرائد العربي‪-‬بيروت بل سنة‬
‫طبع ‪.‬‬
‫‪(0‬عبد المير العكيلي ـ أصول الجراءات الجنائية في قانون أصول المحاكمات الجزائية ـ‬
‫ج ‪ 2‬ـ مطبعة المعارف ـ بغداد ـ ‪. 1973‬‬
‫‪ (1‬محمد ظاهر معروف ـ المبادئ الولية في أصول الجراءات الجنائية ـ ج ‪ 1‬ـ دار‬
‫الطبع والنشر الهلية‪.‬‬
‫‪(12‬مخايل لحود‪-‬شرح قانون أصول المحاكمات الجزائية‪-‬مكتبة صادر ‪-‬بيروت‪.1994-‬‬

‫ثانيًا‪-‬التشريعات والقرارات التمييزية‬


‫قانون العقوبات رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1969‬المعدل ‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم ‪ 111‬لسنة ‪ 1971‬المعدل‬ ‫‪(2‬‬
‫قانون رعاية الحداث رقم ‪ 76‬لسنة ‪ 1983‬المعدل‪.‬‬ ‫‪(3‬‬
‫قانون المحكمة الجنائية العراقية العليا رقم ‪ 10‬لسنة ‪. 2005‬‬ ‫‪(4‬‬
‫قانون مكافحة الرهاب رقم ‪ 13‬لسنة ‪. 2005‬‬ ‫‪(5‬‬
‫قرارات تمييزية )غير منشورة(‬ ‫‪(6‬‬

‫المحتويات‬
‫الصفح‬ ‫الموضوع‬
‫ة‬
‫‪1‬ـ‪3‬‬ ‫المقــــدمة‬
‫‪4‬ـ ‪21‬‬ ‫المبحث الول ‪ /‬الحكام العامة المتعلقة بقرار‬
‫الحالة‬

‫‪4‬ـ ‪15‬‬ ‫المطلب الول ‪ /‬قواعد الحالة‬


‫‪ 16‬ـ‬ ‫المطلب الثاني ‪ /‬بيانات قرار الحالة‬
‫‪21‬‬
‫‪22‬ـ ‪2‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ /‬مباديء للقرار التمييزي‬
‫‪8‬‬
‫‪ 22‬ـ‬ ‫المطلب الول ‪ /‬عرض مضمون القرار‬
‫‪24‬‬ ‫التمييزي‬
‫‪ 25‬ـ‬ ‫المطلب الثاني ‪ /‬التعليق على القرار‬
‫‪28‬‬ ‫التمييزي‬
‫‪ 29‬ـ‬ ‫الخاتمـــــة‬
‫‪30‬‬
‫‪31‬‬ ‫المراجع و المصــادر‬

You might also like